التفسير العیاشی

هوية الکتاب

سرشناسه:عیاشی، محمّد بن مسعود، 320 ق.

عنوان قراردادی:تفسیر العیاشی.

عنوان و نام پديدآور: التفسير العیاشی / ابی النضر محمدبن مسعود العیاشی؛ تحقیق قسم الدارسات الاسلامیه - موسسه البعثه.

مشخصات نشر: قم: موسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلامیه، 1420ق. = 1378.

مشخصات ظاهری:3 ج. نمونه.

شابک:69000 ریال: دوره: 964-309-276-3 ؛ ج. 1: 964-309-273-9 ؛ ج. 2: 964-309-274-7 ؛ ج. 3: 964-309-275-5

يادداشت:عربی.

يادداشت:ج. 1 - 3 (چاپ اول: 1421 ق.= 1379).

يادداشت:ناشر جلد دوم این کتاب مرکز الطباعه و النشر فی موسس البعثه است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع: تفاسیر ماثوره.

تفاسیر شیعه - قرن 3ق.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. مرکز چاپ و نشر.

رده بندی کنگره:BP93/ع 9ت 7 1378

رده بندی دیویی:297/1726

شماره کتابشناسی ملی:م 78-9666

محرر الرقمي: مرتضی حاتمی فرد

التفسير

للشيخ أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي

المتوفى نحو 320 ه

الجزء الأول

تحقیق

قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم

ص: 1

المجلد 1

اشارة

مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة

اسم الكتاب: التفسير العيّاشي ج 1

تأليف : محمّد بن مسعود العيّاشي

تحقیق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم

الطبعة: الأولي 1421 ه.ق

الكمية: 2000 نسخة

التوزيع : مؤسسه البعثة

طهران: شارع سمية - بين شارعي الشهيد مفتح و فرصت

هاتف: 8823244 -8822374 فاكس 8831410. ص.ب 1361 -15815

بيروت- ص.ب : 24/124، تلكس 40512 كمك

جميع الحقوق محفوظة و سجلة لمؤسسة البعثة

ISBN:964-309-273-9(vol.1)

ISBN:964-309-276-3(3vol-SET)

قیمت دوره 3 جلدی

50/000 تومان

ص: 2

بِسْمِ اللّهِ الرّحمن الرّحيم

ترجمة المؤلف

الاسم والنسب والألقاب

هو أبو النَّضْر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السَّمرقندي، المعروف بالعيّاشي (1).

والسُّلمي: نسبة إلى سُليم بن منصور، وهي قبيلة عظيمة من قيس عيلان، من العدنانية (2)، والظاهر كونه منسوباً إلى سُلمى وهم بطن من دارم، من تميم، من العدنانية (3)، بدليل نسبته إلى تميم أيضاً على ما سيأتي.

والعيّاشي: نسبة إلى جدّه عيّاش.

والسَّمرقندي: نسبة إلى سمرقند (4)، ومن بني دارم الذين سكنوا هذه المنطقة سورة بن أبجر - وقيل : ابن الحرّ - وكان أميراً على سمرقند، وأحد رؤساء تميم،

ص: 3


1- رجال النجاشي 350، وقد ألحقنا في آخر هذه المقدمة ثبتاً بمصادر ترجمة المؤلف.
2- الأنساب 3 : 278، معجم قبائل العرب 2 : 543.
3- معجم قبائل العرب 2: 538 جمهرة أنساب العرب: 229.
4- قال :ياقوت: يقال لها بالعربية سُمران، بلد معروف مشهور، قيل: إنه من أبنية ذي القرنين بماوراء النهر، معجم البلدان 3 : 279.

قُتِل سنة 112 ه (1)، وهو يدلّ على أن بني تميم قد توطنوا في سمرقند، بل وأصبحوا من أمرائها، وهو يساعد على صحة نسبة العيّاشي إلى قبيلة تميم.

وتردد محمّد بن إسحاق النديم في نسبته قال: من أهل سمرقند، وقيل: إنه من بني تميم (2)، وتابعه الشيخ الطوسي (3) وابن شهر آشوب(4) على ذلك.

قال الشيخ التستري: قول الشيخ في الفهرست (من أهل سمرقند، وقيل: من بني تميم) لا تصلح المقابلة، إلا إذا كان المراد عجمي سمرقندي، أو عربي تميمي، والنجاشي جعله عربياً سلميّاً، والظاهر أصحيّة قول النجاشي، حيث إن الشيخ في الفهرست استند إلى ابن النديم الذي قد عرفت في المقدمة كثرة أوهامه (5).

وفي الروضات: العراقي الكوفي (6)، ومثله في ريحانة الأدب (7)، ووردت النسبة الأولى في هدية العارفين (8). ولعل هذه النسبة لحقته خلال أسفاره إلى الكوفة وبغداد (9)، وقد نص النجاشي على سماعه من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقمّيين (10).

ص: 4


1- تاريخ الطبري 7 : 76 - 80 حوادث سنة 112 -، جمهرة النسب للك- للكلبي: 209، جمهرة أنساب العرب: 229 الأعلام للزركلي 3 : 145.
2- الفهرست 274.
3- الفهرست 593/136.
4- معالم العلماء: 99.
5- قاموس الرجال 8 : 377.
6- روضات الجنات 6 : 129.
7- ريحانة الأدب 4 : 220.
8- هدية العارفين 2: 32.
9- راجع رجال الكشي: 1014/530.
10- رجال النجاشي: 350.

عصره وطبقته

لم تذكر مصادر ترجمة العيّاشي شيئاً عن تاريخ ولادته أو وفاته ولا مجمل تواريخه، لكن بعض المتأخرين حدد تاريخ وفاته بنحو سنة 320ه (1)، وهو تاريخ مقارب مع أنه مبني على الحدس والتخمين.

ويمكن القول من خلال قرينة طبقته والعلماء المعاصرين له أنه من أعلام الغيبة الصغرى (260 - 329) أي إنه عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ولعله أدرك أوائل القرن الرابع(2).

وقال آقا بزرك: هو من طبقة ثقة الإسلام الكليني (3)، وتوفي الشيخ الكليني سنة 328ه، وقيل: 329ه.

ويبدو: من بعض التواريخ أن العيّاشي كان بعد سنة 260ه قد رحل إلى حواضر الإسلام في طلب العلم، فقد لقي علي بن الحسن بن علي بن فضال، المولود نحو سنة 206ه وروى عنه، ولم يلق أخاه أحمد بن الحسن المتوفى سنة 260ه (4) ولم يرو عنه.

وعاصر الشيخ العيّاشي المعمرين من أصحاب أبي الحسن على بن موسى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد روى عن علي بن علي الخزاعي (172 - 283ه) أخي دعبل اللّه الخزاعي الشاعر.

ص: 5


1- هدية العارفين 2 32 معجم المفسرين 2: 636، تاريخ التراث العربي - سزگین 1: 99، أعلام الزركلي : 95.
2- راجع ريحانة الأدب 4 : 221.
3- الذريعة 4 : 295.
4- نوابغ الرواة: 306.

وروى عن أصحاب الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) (195 - 220 ه) ومنهم إسحاق بن محمّد البصري، ومحمد بن أبي نصر.

وروى عن أصحاب أبي الحسن الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (212 - 254ه) وأصحاب أبي محمّد العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (232 - (260ه) ومنهم إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري، والحسين بن إشكيب وعبداللّه بن حمدويه البيهقي، وعلي بن جعفر ابن العبّاس الخزاعي، والفضل بن شاذان، ومحمد بن أحمد بن حماد المروزي ومحمد بن أحمد بن نعيم، ومحمد بن يزداد الرازي وغيرهم. وروى عن محمّد بن شاذان بن نعيم وهو من وكلاء القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذين رأوه ووقفوا على معجزته (1).

توثیقه

ترجم للشيخ محمّد بن مسعود العيّاشي أعلام الطائفة وأهل العلم الذين جاءوا بعده، متسالمين على أنه ثقة عين صدوق، ومن مشايخ الرواية، وأحد أساطين العلم في الطائفة المحقة، وأطرى علماء الرجال على جلالة قدره وعلوّ منزلته وسعة فضله وغزارة علمه.

قال النجاشي: ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً، وكان في أول أمره عامّي المذهب، وسمع حديث العامة، فأكثر منه ثم تبصر وعاد إلينا، وكان حديث السنّ (2).

وقال الشيخ الطوسي: أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً وفهماً ونبلاً في

ص: 6


1- راجع قائمة مشايخ العيّاشي في هذه المقدمة للاطلاع على مصادر روايته عن الأصحاب المذكورين.
2- رجال النجاشي: 350.

زمانه (1).

وقال أيضاً: جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالروايات مطّلع عليها(2).

وقال العلامة: جليل القدر واسع الأخبار، بصير بالرواية، مضطلع بها (3).

وقال محمّد بن إسحاق النديم: من فقهاء الشيعة الإمامية، أوحد دهره و زمانه في غزارة العلم (4).

مدرسته العلمية

و جعل العيّاشي من داره مدرسة علمية تضمّ رجال العلم والثقافة وطلاب الفضيلة، وفي هذا السبيل أنفق كبير المدرسة محمّد بن مسعود العيّاشي سائر ما كان عنده من مال ورثه من أبيه، وكان (رَحمهُ اللّه) هذا جدّ بليغ في تجديد ما اندرس من رسوم العلم ورفع ما عفي من قواعده.

قال النجاشي: قال أبو عبداللّه الحسين بن عبيد اللّه: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن محمّد قال لنا أبو جعفر الزاهد: أنفق أبو النضر على العلم والحديث تركة أبيه سائرها، وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قاري أو معلّق مملوءة من الناس(5).

وقال أيضاً في ترجمة أبي عمرو الكشي: صحب العيّاشي. وأخذ عنه،

ص: 7


1- الرجال: 497.
2- الفهرست: 593/136.
3- الخلاصة : 37/145.
4- الفهرست: 275.
5- رجال النجاشي: 351.

و تخرج عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم(1).

وقال الشيخ الطوسي: وكان له مجلس للخاص ومجلس للعام (رَحمهُ اللّه) (2).

و قال ابن داود كانت داره كالمدرسة للمشتغلين (3).

علومه ومعارفه

كان العيّاشي (رَحمهُ اللّه) عالماً مشاركاً في عدّة علوم (4)، فله تصنيف في الفقه والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ والعقائد والطب والنجوم وغيرها من العلوم، كما هو بين من خلال قائمة تصانيفه، ولنأخذ من ذلك نماذج.

ففي مجال النجوم عدّه ابن طاوس في علماء النجوم من الأصحاب، وقال: ومن العارفين بالنجوم من الشيعة والمصنفين فيها الشيخ المعلّم عند كافّتهم، والمتفق على عدالته وجلالته عند خاصتهم وعامتهم محمّد بن مسعود بن محمّد بن عياش، وقد أثنى عليه محمّد بن إسحاق النديم، وشيخنا أبو جعفر الطوسي وأحمد بن العبّاس النجاشي، وبالغوا في الثناء عليه رضوان اللّه عليهم وعليه وذكر وا له كتاباً في النجوم (5).

وهو أيضاً من المصنفين في الرجال بتصريح النجاشي والشيخ في الفهرست بكتابه (معرفة الناقلين)، ويروي عنه كثيراً أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبدالعزیز

ص: 8


1- رجال النجاشي: 372.
2- رجال الطوسي: 497.
3- رجال ابن داود 184.
4- راجع معجم المؤلفين12: 20.
5- فرج المهموم: 124.

الكشي (1)، سيما في مجال التوثيقات والتجريحات الرجالية (2)، واعتمد النجاشي على روايته في بيان أحوال الرجال، كما في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني (3) وترجمة أيوب بن نوح (4)، واعتمد روايته وأقواله العلّامة وابن داود أيضاً في موارد كثيرة تضيق بذكرها هذه المقدمة.

وفي مجال التفسير، فقد ترجم له الاستاذ عادل نويهض في معجم المفسّرين، وعدّ له كتابين في التفسير، وقال: فقيه إمامي من كبارهم، مشارك في عدة علوم، من أهل سمرقند، اشتهرت كتبه في نواحي خراسان اشتهاراً عظيماً، وهي تزيد على مائتي كتاب، منها (تفسير القرآن) ويعرف بتفسير العيّاشي، موجود نصفه الأول و (فضائل القرآن) (5).

و ترجم له بروكلمان عند ذكره المفسرين قائلاً: كان شيخاً للكشي، أي حوالي 300ه / 923م، وكان إماماً لطائفة الإمامية في خراسان.

ثمّ قال: لم يصل إلينا من كتاباته الكثيرة إلا كتابه في التفسير الذي نقّحه إبراهيم بن علي القمّي (6). وهذا غير صحيح من جهتين:

الأولى: أن كتاب التفسير للعياشي غير كتاب التفسير للقمي، كما أن القمّي لم ينقّح كتاب العيّاشي، بل إنه يعد في طبقة مشايخ العيّاشي، فليت بروكلمان ذكر

ص: 9


1- نوابغ الرواة: 306.
2- راجع رجال الكشي: 1014/530 ففيه يسأل أبو عمرو الكشي من ابن مسعود عن أحوال تسعة رجال، فيجيب بدقة تنبئ عن مقدرة فائقة في هذا العلم.
3- رجال النجاشي: 36.
4- رجال النجاشي: 102.
5- معجم المفسرين 2: 636.
6- تاريخ الأدب العربي - القسم الثاني ص 402.

المصدر الذي اعتمده ليؤيد مدّعاه.

والثانية: إن اسم القمّي صاحب التفسير علي بن إبراهيم القمّي، وليس إبراهيم بن علي القمّي، كما لم يذكر أحد أن تفسير العيّاشي نقّحه رجل اسمه إبراهيم بن علي القمّي أو علي بن إبراهيم غير بروكلمان، وهذا من جملة أوهامه الكثيرة حول رجال الإمامية وكتبهم.

رحلته

لم تكن همّة الشيخ العيّاشي مقصورة على الأخذ من مشايخ بلده سمرقند وضواحيها فحسب، بل تعالت همته حتّى تحمّل وعثاء السفر طلباً للعلم، فغادر بيئته وطاف البلاد ورحل إلى الأمصار، وتتابعت أسفاره في أمهات الحواضر العلمية آنذاك، واجتمع في تلك الرحلات مع مشيخة العلم والحديث ممن كانت تُشدّ إليهم الرحال لتحمّل الرواية والعلم، كما قام بنسخ الكتب، كما هو واضح من بعض مروياته.

قال النجاشي: سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال وعبداللّه بن محمّد ابن خالد الطيالسي وجماعة من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقمّيين (1).

وقال العيّاشي في ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضال: ما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة.

وقال في ترجمة أبي يعقوب إسحاق بن محمّد البصري: كان غالياً وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتاباً أنسخه، فأخرج إلي من أحاديث المفضل

ص: 10


1- رجال النجاشي: 351.

ابن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات (1). وواضح من خلال ذلك أنه (رَحمهُ اللّه) رحل في طلب العلم إلى خراسان ونواحيها، ثمّ إلى قم وبغداد والكوفة.

طرق المشايخ إليه

1 - طريق الشيخ الصدوق إلى محمّد بن مسعود العيّاشي:

عن المظفر بن جعفر بن مظفر العلوي العمري (رضیَ اللّهُ عنهُ)، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي (رَحمهُ اللّه) (2).

قال الشيخ في من لم يَرْوِ عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ): المظفر بن جعفر بن محمّد بن عبداللّه ابن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب الالا، روى عنه التلعكبري إجازة كتب العيّاشي محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السَّلمي، عن ابنه جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي النّضر، يكنّى أبا طالب (3).

قال الشيخ النوري الطبرسي وبينه وبين ما في المشيخة مخالفة في والد جعفر،... فالظاهر وقوع التحريف في كلام الصدوق، والصحيح المظفّر بن جعفر بن محمّد (4).

ولكن في الامالي للشيخ المفيد: أخبرني الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الجواني، قال: أخبرني أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفر العلوي

ص: 11


1- رجال الكشي: 530.
2- مشيخة الفقيه 4 : 92.
3- رجال الشيخ 58/500.
4- اعتمد الشيخ النوري في التصحيح على عمدة الطالب: 365.

العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود (1)... إلى آخره.

وكيف كان فهو من مشايخ الصدوق والشيخ العديم النظير التلعكبري، وبتوسطه يرويان كتب العيّاشي ويعتمدان عليه - وقد مرّ استفادة الوثاقة من ذلك - والشريف أبو عبداللّه محمّد شيخ المفيد.

أو تقول كتب العيّاشي الجليل المعروف ما كانت تحتاج في صحة انتسابها إليه إلى الواسطة، فهو شيخ إجازة للرواية، فلا يضرّ الجهل بحاله كما عليه جماعة.

مع أنّ الراوي عن العيّاشي غير منحصر في ابنه، والراوي عن ابنه غير منحصر في العلوي العمري، ففي النجاشي بعد ذكر كتبه: أخبرني أبو عبداللّه ابن شاذان القزويني، قال: أخبرنا حيدر بن محمّد السمرقندي، قال: حدثني محمّد بن مسعود (2).

وفي الفهرست - بعد ذكر كتبه : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي بجميع كتبه و روایاته (3).

وفي من لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) : جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، فاضل روى عن أبيه جميع كتب أبيه، روى عنه أبو المفضل الشيباني(4).

ثم إنهم صرّحوا أنّ الكشي من غلمان العيّاشي، وأخذ عنه العلم (5).

وفي النجاشي في ترجمته أخبرنا أحمد بن [علي] بن نوح وغيره، عن

ص: 12


1- أمالي المفيد: 6/72.
2- رجال النجاشي: 944/353.
3- فهرست الشيخ: 14/139.
4- رجال الشيخ: 10/459.
5- رجال الشيخ: 38/497.

جعفر بن محمّد، عنه (1).

وفي الفهرست: أخبرنا جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسى، عن محمّد ابن عمر بن عبدالعزيز الكشي(2).

فانقدح من جميع ذلك استفاضة الطرق إلى كتبه وصحة بعضها، وأمّا العيّاشي فهو من عيون هذه الطائفة، ورئيسها وكبيرها، جليل القدر، عظيم الشأن، واسع الرواية، ونَقادُهَا، وَنَقادُ الرجال (3).

2 - طريق الشيخ النجاشي: أخبرنا أبو عبداللّه بن شاذان القزويني، قال: أخبرنا حيدر بن محمّد السمرقندي، قال: حدّثنا محمّد بن مسعود (4).

وفي ترجمة عبداللّه بن أبي عبداللّه محمّد بن خالد بن عمر الطيالسي، وهو من شيوخ العيّاشي:

أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن عبداللّه (5).

3 - طريق الشيخ المفيد: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمّد بن الحسن الجواني، قال: أخبرني أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه (6).

وفي موضع آخر: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد (رَحمهُ اللّه)، قال: حدثني

ص: 13


1- رجال النجاشي: 1018/372.
2- فهرست الشيخ: 604/141.
3- خاتمة مستدرك الوسائل 23: 202 - 204.
4- رجال النجاشي: 353.
5- رجال النجاشي: 219.
6- الأمالي: 3/29، 6/72.

جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي (1).

4 - طريق الشيخ الطوسي: جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن محمد جعفر بن بن مسعود العيّاشي، عن أبيه (2).

وفي الأمالي: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي (3).

مشایخه

روى العيّاشي عن جملة من الأعلام المعروفين في زمانه، وتلمّذ لهم في سمرقند وكشّ وخراسان وقم وبغداد والكوفة.

قال النجاشي: سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال وعبداللّه بن محمّد ابن خالد الطيالسي وجماعة من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقمّيين (4).

ولا بد من التنبيه على أن قول النجاشي سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال الظاهر وقع فيه تصحيف، ذلك لأن محمّد بن مسعود العيّاشي أدرك علي بن الحسن بن فضال وروى عنه، وقد بلغت مروياته عنه في رجال الكشي (71)، مورداً (5).

كما أنّ النجاشي في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، قال:

ص: 14


1- الأمالي: 11/327.
2- الفهرست: 139.
3- أمالي الطوسي: 144/94.
4- رجال النجاشي: 350.
5- فهرست رجال الكشي: 1271.

قال محمّد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، فطعن عليه... الخ (1). مما يدل على أنه يروي عنه مباشرة.

وروى الكشي، عن محمّد بن مسعود قوله: ما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من على بن الحسن بالكوفة (2).

وكل ما تقدّم يدلّ على أن علي بن الحسن بن فضال من شيوخ العيّاشي، وقد سمع منه مباشرة، ولم يسمع أصحابه وحسب.

قال الشيخ آقا بزرك موجهاً قول النجاشي دالاً على موطن التصحيف: وفي عبارة نسخ النجاشي في ترجمة العيّاشي تصحيف، فإنّ العبارة هكذا سمع أصحاب علي بن الحسن بن فضال، وصريحه أنه يروي عن علي بن الحسن بواسطة أصحابه، مع أنه خلاف رواياته الموجودة عنه، وتصريحه بأنه أفقه من رآه، والتصحيف وقع في التأخير والتقديم، والصحيح: سمع أصحاب الحسن بن علي بن فضال، يعني وَلَدَهُ عليّ، وغيره ممن أدركه وصحبه، فسمع العيّاشي عنهم (3).

وقد تقدم أنّ الشيخ النجاشي قال في ترجمة محمّد بن مسعود العيّاشي: وكان يروي عن الضعفاء كثيراً (4). ومن بين شيوخه الذين وفّقنا لجمعهم والذين يتجاوزون الستين تجد من الضعفاء أحمد بن علي بن كلثوم، وإسحاق بن محمّد البصري، وجعفر بن معروف ونصر بن الصباح وبالمقابل تجد منهم الثقات الذين

ص: 15


1- رجال النجاشي: 36.
2- رجال الكشي: 1014/530.
3- نوابغ الرواة: 306.
4- رجال النجاشي: 350.

نصّ الشيخ النجاشي على توثيقهم كالحسين بن إشكيب وجعفر بن أحمد بن أيوب، أو نص غيره على توثيقهم كالشيخ الطوسي والعلامة وابن داود، وهم الفضل بن شاذان، وعبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي وعلي بن الحسن بن فضال، ومحمد بن نصير وغيرهم.

وتجد العيّاشي أحياناً يتحرّج في الأخذ عن البعض، وذلك لعلمه ودرايته بمنازل الرجال، فهو تلميذ علي بن الحسن بن علي بن فضال وعبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي في علم الرجال، بل وتخرّج عليه من أصحاب هذا الفن أبو عمرو الكشي الذي أكثر الرواية عنه في النقد والتجريح والتوثيق.

ومن شواهد تحرّجه في الأخذ عن بعض الضعفاء مع دقّة تمييزه الرجال، قال أبو عمر و الكشي: سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن أبي يعقوب إسحاق بن محمّد البصري، فقال: فأما أبو يعقوب فانه كان غالباً، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتاباً أنسخه، فأخرج إلي من أحاديث المفضّل بن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات.... إلى أن قال: وهو أحفظ من لقيته (1).

وفيما يلى قائمة بأسماء المشايخ الذين روى عنهم، وقد جمعناها من خلال تتّبع كتب الرجال وطرق الروايات في كتب الحديث، ورتبناها وفق تسلسل حروف الهجاء.

1 - آدم بن محمّد البلخي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (2).

ص: 16


1- رجال الكشي: 530 – 531.
2- كمال الدين: 2/407، 5/436، 4416 / 11 و 12، 1/482.

2 - إبراهيم بن علي روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (1).

3 - إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري: عدّه الشيخ من أصحاب الهادي والعسكري (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وفي الكشي نقلاً عن العيّاشي أنه قال فيه: فهو في نفسه لا بأس به، ولكن بعض من يروي عنه.

روى عنه العيّاشي (2)، وورد في إسناد الكشي رواية محمّد بن مسعود العيّاشي عنه (3).

4 - أحمد بن عبد اللّه (4) العلوي: روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والكشي(5).

5 - أحمد بن علي بن كلثوم من أهل، سرخس، متهم بالغلو (6)، روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق وعلي بن محمّد الخزاز القمّي (7).

6 - أحمد بن منصور الخزاعي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشى (8).

ص: 17


1- معاني الأخبار : 8/339.
2- الجامع في الرجال 1 : 65.
3- رجال الکشی: 29 / 55، 200 / 352.
4- في علل الشرايع عبيد اللّه.
5- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2 : 5/76 علل الشرايع: 1/50، رجال الكشي: 73/36 و 74.
6- رجال الشيخ: 4/438.
7- كمال الدين: 45/350، 5/408 7 كفاية الأثر: 291.
8- معاني الأخبار: 5/28، رجال الكشي : 28/12، 81/39، 289/171، 351/199، 692/371.

7 - إسحاق بن محمّد البصري، أبو يعقوب: يُرمى بالغلو، من أصحاب الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1)

وفي رجال الكشي، قال أبو عمرو: إنه سأل أبا النضر محمّد بن مسعود عن جماعة، فقال : أما أبو يعقوب إسحاق بن محمّد البصري، فإنه كان غالياً، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه، وسألته كتاباً أنسخه، فأخرج إليّ من أحاديث المفضل ابن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات (2)،... إلى آخر قوله، وقد تقدّم.

وروى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الحاكم الحسكاني والشيخ الصدوق والكشي (3).

8- جبريل بن أحمد الفاريابي: أبو محمّد كان مقيماً بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان (4).

وفي لسان الميزان: أبو محمّد الكشي، قال أبو عمرو الكشي: حدّثنا عنه محمّد بن مسعود وغيره، وكان مقيماً بكش، له حلقة كثير الرواية، وكان فاضلاً متحرّياً كثير الأفضال على الطلبة.

وقال ابن النجاشي: ما ذاكرته بشيء إلا مرّ فيه كأنما يقرأه من كتاب، وما رأيت أحفظ منه، وقال لي ما سمعت شيئاً فنسيته ذكراه في رجال الشيعة (5).

ص: 18


1- الخلاصة: 3/200.
2- رجال الكشي: 1014/530.
3- شواهد التنزيل 2: 1074/317، رجال الكشي: 329/186، 330/187، 331/188، معاني الأخبار: 3/111.
4- رجال الشيخ: 9/458.
5- لسان الميزان 2: 94.

ووقعت رواية العيّاشي عنه في أسانيد الشيخ الصدوق والكشي وعلي بن محمد الخزاز القمّي (1).

9 - جعفر بن أحمد: روى عنه العيّاشي كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والكشي والسيد ابن طاؤس (2)، ويحتمل اتحاده مع الذي بعده.

10 - جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي: أبو سعيد، يقال له: ابن العاجز.

قال النجاشي: كان صحيح الحديث والمذهب، روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي ذكر أحمد بن الحسين (رَحمهُ اللّه)، أن له كتاب الرد على من زعم أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، كان على دين قومه قبل النبوة.

طريقنا إليه شيخنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن قولویه، عن محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي عنه (3).

11 - جعفر بن أحمد بن معروف روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد السيد ابن طاؤس (4)، ويحتمل كونه تصحيف جعفر بن أحمد بن أيوب المتقدم.

12 - جعفر بن محمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والحاكم الحسكاني والسيد ابن طاؤس (5).

13 - جعفر بن معروف: قال ابن الغضائري (رَحمهُ اللّه)، جعفر بن معروف، أبو

ص: 19


1- كمال الدين: 5/480، علل الشرايع: 4/147، رجال الكشي: 228/144، 257/156، 157/261. 236/148...، كفاية الأثر : 224.
2- التهذيب :2 1419/343 و 1441/348، فلاح السائل: 162، رجال الكشي 59/31، 182/114، كمال الدين: 55/358.
3- رجال النجاشي: 121.
4- فلاح السائل: 286.
5- فلاح السائل : 233. كمال الدين: 1/644، شواهد التنزيل 2: 1084/327.

الفضل السمرقندي، يروي عنه العيّاشي كثيراً، كان في مذهبه ارتفاع، وحديثه يعرف تارة وينكر أخرى (1).

14 - الحسين بن إشكيب: قال النجاشي: شيخ لنا خراساني ثقة مقدّم ذكره أبو عمرو في كتابه الرجال في أصحاب أبي الحسن صاحب العسكر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، روى عنه العيّاشي وأكثر، واعتمد حديثه، ثقة ثقة ثبت (2).

15 - الحسين بن عبيد اللّه: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (3).

16 - حمدان بن أحمد أبو جعفر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (4) وهو محمّد بن أحمد بن خاقان، المعروف بحمدان النهدي القلانسي، قال النجاشي: كوفى مضطرب، له كتب (5).

وفي رجال الكشي، عن محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: وأما محمّد بن أحمد النهدي، وهو حمدان القلانسي، كوفي ثقة خَيّر (6).

17 - حمدان بن أحمد القلانسي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الكشي والحاكم الحسكاني (7). وهو محمّد بن أحمد بن خاقان، المعروف بحمدان، وقد تقدم آنفاً.

ص: 20


1- الخلاصة: 4/210.
2- رجال النجاشي: 88/44.
3- رجال الكشي: 608/333، 609.
4- رجال الكشي: 121/67، 519/294.
5- رجال النجاشي: 914/341.
6- رجال الكشي: 1014/530.
7- رجال الكشي: 421/2322، 832/443، شواهد التنزيل 1 203/149.

18 - حمدان بن أحمد الكوفي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (1). وهو محمّد بن أحمد بن خاقان، المعروف بحمدان، وقد تقدم آنفاً.

19 - حمدان بن أحمد النهدي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (2)، وهو المتقدّم آنفاً.

20 - حمدان النقاش روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ النجاشي، في ترجمة أيوب بن نوح (3).

ويحتمل اتحاده مع سابقه، لأنّ عين عبارة النجاشي المنقولة بالاسناد عن محمد بن مسعود في حمدان النقاش، نقلها الكشي بالاسناد عن محمّد بن مسعود عن حمدان القلانسي (4).

21 - حمدويه بن نصير: وهو من تلامذة العيّاشي والرواة عنه، وروى عنه العيّاشي أيضاً كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والكشي و الحاكم الحسكاني (5).

22 - خلف بن حماد: أبو صالح الكشي، روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (6). وفي رجال الشيخ: يكني أبا صالح من أهل كش (7).

ص: 21


1- رجال الكشي: 747/401.
2- رجال الكشي: 1074/567.
3- رجال النجاشي: 254/102.
4- رجال الكشي.1083/572.
5- معاني الأخبار: 6/339، رجال الكشي: 753/403، التهذيب 2: 1420/343 و 2: 751/18، شواهد التنزيل 1: 144/104.
6- كمال الدين: 5/645.
7- رجال الشيخ: 1/472.

23 - ابن ازداد بن المغيرة: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (1).

24 - سليمان بن حفص: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (2).

25 - سلمة بن محمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسکانی (3).

26 - سهل بن بحر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني (4).

وفي رجال الشيخ في من لم يرو عنهم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان مقيماً بكش (5).

27 - أبو العبّاس بن عبداللّه بن سهل البغدادي الواضحي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6).

28 - العبّاس بن المغيرة : روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الطوسي (7).

وفي إسناد الحاكم الحسكاني والشيخ الطوسي في الاستبصار: أبو العبّاس

ص: 22


1- رجال الكشي: 387/216.
2- رجال الكشي: 1133/610.
3- شواهد التنزيل: 1: 173/ ذیل (ح) 231.
4- شواهد التنزيل: 249/192.
5- رجال الشيخ: 1/474.
6- رجال الكشي: 1104/590.
7- التهذيب 3: 488/206.

ابن المغيرة (1)، قال السيد الخوئي: وهو الصحيح الموافق لما رواه الشيخ في باب فضل المساجد والصلاة فيها من التهذيب 3: الحديث 766 (2).

29 - أبو العبّاس بن المغيرة : روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الطوسي، والحاكم الحسكاني (3)، وتقدمت الاشارة إليه في العبّاس بن المغيرة.

30 - عبداللّه بن حمدويه البيهقي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (4). وعدّه الشيخ في الرجال من أصحاب الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5).

31 - عبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الطوسي والنجاشي والكشي (6).

وفي الخلاصة: أبو العبّاس، ويكنى أبوه أبا عبداللّه التميمي، رجل من أصحابنا، ثقة، سليم الجنبة.

وروى الكشي عن أبي النضر محمّد بن مسعود، قال: ما علمت عبداللّه بن محمد بن خالد الطيالسي إلا ثقة خيراً (7).

وفي هداية المحدثين: عبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي الثقة في طبقة رجال العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه علي بن محمّد بن الزبير، وجعفر بن محمّد بن مسعود

ص: 23


1- شواهد التنزيل: 1 : 450/324، الاستبصار 1 : 1648/427.
2- معجم رجال الحديث 9 : 243.
3- الاستبصار 1: 1648/427، شواهد التنزيل 1 : 450/324.
4- رجال الكشى: 507 / 979، 451 / 85.
5- رجال الطوسي: 5/432.
6- رجال النجاشي: 572/219، رجال الطوسي: 11/433، رجال الكشي: 136/80.
7- الخلاصة : 35/110، رجال الكشي: 1014/530.

عن أبيه، عنه (1).

32 - علي بن جعفر بن العبّاس الخزاعي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني (2).

وفي آخر رجال الكشي، عن محمّد بن مسعود، أنه قال: علي بن جعفر بن العبّاس الخزاعي كان واقفياً(3). وعده الشيخ في الرجال من أصحاب العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : واقفي مروزي (4).

33 - علي بن الحسن: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (5). ويحتمل اتحاده مع ابن فضال الآتي.

34 - علي بن الحسن بن علي بن فضال: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الصدوق والكشي (6).

و عن أبي عمر و الكشي: أنه سأل محمّد بن مسعود العيّاشي عن جماعة منهم علي بن الحسن، فقال: ما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة، وكان أحفظ الناس، ولم يكن كتاب عن الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من كلّ صنف إلا وقد كان عنده، غير أنه كان فطحياً، يقول بعبد اللّه بن

ص: 24


1- هداية المحدثين: 207.
2- شواهد التنزيل :1 595/432.
3- رجال الكشي: 1151/616.
4- رجال الطوسي: 23/434.
5- رجال الكشي : 300/1772، 426/235، 1035/546.
6- الخصال: 6/582، معاني الأخبار: 1/138، رجال الكشي: 14/7، 72/26، 137/8، وغيرها كثير.

جعفر، ثمّ بأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان من الثقات (1).

35 - علي بن عبداللّه: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (2).

36 - علي بن علي الخزاعي: ويقال له علي بن أبي علي الخزاعي، كما في بعض نسخ الرجال للكشي، وهو أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي، أخو دعبل الشاعر، له كتاب كبير عن الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولد سنة 172ه وتوفّى سنة 283 ه، فكان عمره 111 سنة، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

وروى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الكشي والحاكم الحسکانی (4).

37 - علي بن قيس القومسي: روى عنه العيّاشي، كما وقع في إسناد الشيخ الكشي(5).

38 - علي بن محمّد روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشي والحاكم الحسكاني (6). ويحتمل اتحاده مع الذي بعده.

39 - علي بن محمّد بن شجاع: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ

ص: 25


1- رجال الكشي: 1014/530.
2- علل الشرایع: 1/129.
3- معجم رجال الحديث 12 : 100.
4- رجال الكشي: 123/68، 203/127 و 204، شواهد التنزيل 1: 451/324.
5- رجال الكشي 130/74.
6- كمال الدين: 13/413، رجال الكشي: 8039، شواهد التنزيل 1: 785/106.

الصدوق (1).

40 - علي بن محمّد بن عيسى: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشى (2).

41 - علي بن محمّد بن فيروزان القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (3)، ويحتمل اتحاده مع علي بن محمّد بن يزيد الآتي.

وفي رجال الشيخ في من لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : كثير الرواية، يكنى أبا الحسن، كان مقيماً بكش (4).

42 - علي بن محمّد القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشي(5). ويحتمل اتحاده مع علي بن محمّد بن يزيد، أو ابن فيروزان الآتيين بقرينة التقييد بالقمّي، ورواية محمّد بن مسعود عنه، وروايته عن أحمد بن محمّد ومحمد بن أحمد وبنان بن محمّد، كما في رجال الكشي.

43 - علي بن محمّد بن يزيد الفيروزاني القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6)، ويحتمل اتحاده مع علي بن محمّد بن فيروزان المتقدم وعلي بن محمّد بن يزيد القمّي الآتي.

44 - علي بن محمّد بن يزيد القمّي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد

ص: 26


1- كمال الدين: 1/316، 46/350.
2- رجال الكشي: 765/407.
3- رجال الكشي: 369/ 5، 209/4.
4- رجال الشيخ: 7/478.
5- كمال الدين: 12/329، رجال الکشی 113/63.
6- رجال الكشي: 490/271.

الشيخ الكشي (1). ويحتمل اتحاده مع سابقه.

45 - الفتح بن محمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني(2).

46 - الفضل بن شاذان أبو محمّد النيسابوري، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وقال : كان متكلماً ثقةً جليل القدر (3).

روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (4)، وللفضل ابن شاذان مكاتبة مع العيّاشي كما في الحديث (1263) من هذا التفسير.

47 - القاسم بن محمد: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الطوسى (5) ولعله القاسم بن محمّد الأزدي الذي هو من أصحاب العيّاشي، كما صرح به الشيخ في الرجال (6)، وسيأتي في تلامذته.

48 - محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن فارس: روى عنه العيّاشي: كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (7).

49 - محمّد بن إبراهيم الوراق: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (8). وعده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقال : من أهل

ص: 27


1- رجال الكشي: 87/41، 516/292، 845/449.
2- شواهد التنزيل: 1 : 904/197.
3- معجم رجال الحدیث 13: 289.
4- رجال الكشي: 262/158، 380/213، 691/370، 711/379.
5- أمالي الشيخ الطوسي: 411/232.
6- رجال الطوسى: 1/489.
7- رجال الكشي: 860/455.
8- كمال الدين: 8/481.

سمرقند (1).

50 - محمّد بن أحمد: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (2). ويحتمل اتحاده مع من بعده.

51 - محمّد بن أحمد بن حماد المروزي: أبو علي المحمودي، عده الشيخ من أصحاب الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3)، وروى عنه العيّاشي، كما ورد في أسانيد الشيخ الكشي (4).

52 - محمّد بن أحمد بن نعيم : أبو عبداللّه الشاذاني، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5)، وروى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6).

53 - محمّد بن أحمد النهدي الكوفي: روى عنه العيّاشي كما ورد في أسانيد الشيخ الطوسى والكشى (7). وقد تقدم ذكره فى حمدان بن أحمد.

54 - محمّد بن جعفر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الكشي وكتاب الاختصاص (8).

55 - محمّد بن حاتم: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق

ص: 28


1- رجال الطوسي: 33/497.
2- رجال الكشي: 819/433.
3- معجم رجال الحديث 327/14.
4- رجال الكشي: 511 / 986، 559 / 1057، 1060/1058، 561 / 1060، 1144/614.
5- رجال الطوسي: 13/436.
6- رجال الكشي: 419/231، 774/411.
7- أمالي الشيخ الطوسي: 54/45، رجال الكشي: 635/343.
8- الاختصاص: 191، رجال الكشي: 207/129.

والشيخ المفيد (1)، ولعلّه محمّد بن حاتم القطان الذي ذكره الشيخ الصدوق في المشيخة في طريقه إلى حماد بن عمرو (2).

56 - محمّد بن شاذان بن نعيم: روى عنه محمّد بن مسعود، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (3). وعدّه الشيخ الصدوق من وكلاء الإمام صاحب الزمان (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذين رأوه ووقفوا على معجزته (4). ويحتمل أن يكون هذا هو محمّد ابن أحمد بن نعيم أبو عبداللّه الشاذاني الذي تقدم.

57 - محمّد بن علي بن خلف العطار: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الحاكم الحسكاني (5)، ويحتمل كونه محمّد بن علي بن خالد العطار الواقع في إسناد الكشي في ترجمة صعصعة بن صوحان لاتحاد المروي عنه (6)، على أن العيّاشي روى عنه بالواسطة كما في الكشي.

58 - محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين العبيدي البغدادي: أبو جعفر روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (7).

59 - محمّد بن أبي نصر: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (8)، ولعله من أصحاب الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كما ذكره البرقى في رجاله (9)

ص: 29


1- الخصال: 228/171، أمالي المفيد: 11/327.
2- معجم رجال الحديث 15 : 182.
3- رجال الكشي: 656/350، 788/416.
4- كمال الدين: 16/442.
5- شواهد التنزيل :1 595/432.
6- رجال الكشي: 123/68.
7- رجال الكشي: 243/150، 808/431.
8- علل الشرایع: 1/53.
9- معجم رجال الحدیث 14: 298.

60 - محمّد بن نصير من أهل كش ثقة جليل القدر كثير العلم، روى عنه أبو عمرو الكشي (1) ومحمد بن مسعود العيّاشي في موارد كثيرة من أسانيد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والكشي (2).

61 - محمّد بن يزداد الرازي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الكشي والحاكم الحسكاني (3). وعده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

وفي من لم يرو عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : محمّد بن يزداد، يروي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (5).

62 - ابن المغيرة: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الكشي (6)، ولعله ابن أزداد بن المغيرة المتقدم لروايته عن الفضل بن شاذان في الموردين (7).

63 - نصر بن أحمد البغدادي: روى عنه العيّاشي، كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والحاكم الحسكاني (8).

ص: 30


1- الخلاصة: 148 / 50، رجال الشيخ: 34/497.
2- معاني الأخبار: 7/339، من لا يحضره الفقيه :2: 512/119، التهذيب 3: 942/306، رجال الكشي : 9/5، 75/37، 161 / 270، 348/198، 214/ 384، 449/244. وغيرها كثير.
3- رجال الكشي: 10/17، 127/72، شواهد التنزيل 1: 368/272.
4- رجال الطوسي: 12/436.
5- رجال الطوسي 98/509.
6- رجال الكشي 407/228.
7- رجال الكشي: 387/216، 407/228.
8- علل الشرايع 2/201، أمالي المفيد: 3/29، شواهد التنزيل 1: 13/21، 1: 512/370.

64 - نصر بن الصباح: روى عنه العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق (1).

وقال النجاشي: نصر بن صباح أبو القاسم البلخي غال المذهب. روى عنه الكشي، له كتب، منها: كتاب معرفة الناقلين كتاب فرق الشيعة. أخبرنا الحسين بن أحمد بن هدية، قال حدّثنا جعفر بن محمّد قال حدّثنا محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشى عنه (2).

65 - يوسف بن السُّخت: روى عنه محمّد بن مسعود العيّاشي كما ورد في إسناد الشيخ الصدوق والكشي وعلي بن محمّد الخزاز القمّي (3).

تلامذته وأصحابه

روى عن العيّاشي جمع غفير من العلماء والرواة، تخرجوا عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم ومدرسة للخاص والعام، أو خلال ترحاله في طلب العلم في نواحي خراسان وقم وبغداد والكوفة وغيرها، وتجد من بين أصحابه وغلمانه الفقهاء الأجلّة والمؤلفين الفضلاء والرواة الثقات والحفاظ الأخيار والزهاد الأتقياء الذين تلمذوا له وتخرجوا على يده.

فمن الفقهاء أحمد بن عيسى العلوي، الذي كان يفتي كل فرقة بفتياها، ومن المؤلفين أبو الحسين بن أبي طاهر الطبري وأبو عمرو الكشي، ومن الرواة الثقات

ص: 31


1- کمال الدين: 14/330.
2- رجال النجاشي: 1149/428.
3- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 1 : 15/27، كفاية الأثر : 113، رجال الكشي: 1129/606.

عبداللّه بن طاهر النقّار، وحمدويه بن نصير وحيدر بن محمّد بن نعيم السمر قندي الذي كان يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم بقراءة وإجازة وله كتب، ومن الحفاظ الأخيار محمّد بن نعيم الخياط الذي كان حافظاً رغم كونه أمياً، ومن الزهّاد الأتقياء علي بن إسماعيل الدهقان، ومحمد بن يوسف الجعفري.

وفيما يلى قائمة بأسماء تلامذته وأصحابه الرواة عنه مرتبةً وفق التسلسل الهجائي للحروف، وهي تشتمل على ما تسنّى لنا جمعه من كتب الرجال وطرق الروايات:

1 - إبراهيم الحبوبي، قال الشيخ: من غلمان (1) العيّاشي(2).

2 - أحمد بن الصفار، قال الشيخ من غلمان العيّاشي (3).

3 - أحمد بن عيسى بن جعفر العلوي العمري:

قال النجاشي في ترجمة علي بن محمّد بن عبداللّه: أبو الحسن القزويني القاضي، وجه من أصحابنا، ثقة في الحديث قدم بغداد سنة ست وخمسين وثلاثمائة ومعه كتب العيّاشي قطعة، وهو أول من أوردها الى بغداد، ورواها عن أبي جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد، عن العيّاشي (4).

وفي رجال الشيخ : ثقة، من أصحاب العيّاشي (5).

ص: 32


1- قال الشيخ التستري: قول الشيخ في كثير من عناوين من لم يرو عنهم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (من أصحاب العيّاشي) أو (من غلمان العيّاشي) ومنها في ترجمة الكشي وأحمد بن يحيى أبي نصر، الذي وثقه في الكنى، دال على أنه من العلماء الذين تخرجوا على يده. (قاموس الرجال 1 : 52.
2- رجال الطوسي: 11/439.
3- رجال الطوسي: 11/439.
4- رجال النجاشي: 693/267.
5- رجال الطوسي 7/439.

4 - أحمد بن محمّد بن الحسين الأزدي، قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (1).

5 - أحمد بن يحيى، يكنى أبا نصر قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (2).

وقال في الكنى: أبو نصر، يحيى الفقيه من أهل سمرقند، ثقة خيّر فاضل، كان يفتي العامة بفتياهم، والحشوية بفتياهم، والشيعة بفتياهم (3).

6 - أحمد بن يعقوب بن السنائي، أبو نصر، قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (4).

7 - أبو بكر القناني، قال الشيخ: زاهد، من أصحاب العيّاشي (5).

بكر الكرماني، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (6).

9 - جعفر بن أبي جعفر السمرقندي، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (7).

10 - أبو جعفر بن أبي عوف، قال الشيخ نجاري، من أصحاب العيّاشي (8).

11 - جعفر بن محمّد أبو القاسم الشاشي، قال الشيخ من غلمان العيّاشي(9).

12 - جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، قال الشيخ: فاضل، روى عن أبيه

ص: 33


1- رجال الطوسي: 16/440.
2- رجال الطوسي: 13/439.
3- رجال الطوسي: 18/520.
4- رجال الطوسي: 9/439.
5- رجال الطوسي: 19/520.
6- رجال الطوسي: 1/456.
7- رجال الطوسى 13/459.
8- رجال الطوسي: 24/520، وفي طبعة جماعة المدرسين: 451، بخاري بدلاً من نجاري.
9- رجال الطوسي: 12/459.

جميع كتبه، روى عنه أبو المفضل الشيباني (1).

13 - حسن الكرماني، قال الشيخ: روى عن العيّاشي (2).

14 - أبو الحسين بن أبي طاهر الطبري:

قال الشيخ: وقيل: اسمه علي بن الحسين، روى عن أبي جعفر الأسدي، وعن جعفر بن محمّد بن مالك، من غلمان العيّاشي (3).

وزاد في الفهرست له كتاب مداواة الجسد لحياة الأبد (4).

و ترجم له في موضع آخر قائلاً: علي بن الحسين بن علي، يكنى أبا الحسن ابن أبي طاهر الطبري من أهل سمرقند، ثقة، وكيل، يروي عن جعفر بن محمّد بن مالك وعن أبي الحسين الأسدي (5).

15 - الحسين الغزال الكنتجي، قال الشيخ: يروي عن العيّاشي (6).

16 - الحسين بن نعيم قال الشيخ يروي عن العيّاشي (7).

17 - حمدويه بن نصير بن شاهي:

قال الشيخ: سمع يعقوب بن يزيد، روى عن العيّاشي يكنى أبا الحسن عديم النظير في زمانه كثير العلم والرواية، ثقة، حسن المذهب (8).

ص: 34


1- رجال الطوسي: 10/463.
2- رجال الطوسي: 14/463.
3- رجال الطوسي: 4/518.
4- الفهرست للطوسي: 807/184.
5- رجال الطوسي: 5/478.
6- رجال الطوسي: 12/463.
7- رجال الطوسي: 11/463.
8- رجال الطوسي: 9/463.

18 - حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي:

قال الشيخ عالم جليل يكنى أبا أحمد، يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي، وعن أبي عبداللّه الحسين بن أحمد بن إدريس القمّي، وعن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي، وعن أبيه، روى عن الكشي عن العيّاشي جميع مصنفاته، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلثمائة، وله منه إجازة، وله كتب ذكرناها في الفهرست (1).

وقال في الفهرست: فاضل جليل القدر من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي، وقد روى جميع مصنفاته وقرأها عليه، وروى ألف كتاب من كتب الشيعة بقراءة وإجازة، وهو يشارك محمّد بن مسعود في روايات كثيرة، ويتساويان فيها، وروى عن أبي القسم العلوي وأبي القسم جعفر بن محمّد بن قولويه، وعن محمّد ابن عمر بن عبدالعزيز الكشي، وعن زيد بن محمّد الحلقي، وله مصنفات، منها تنبيه عالم قتله علمه الذي هو معه، وكتاب النور لمن تدبره، أخبرنا بهما جماعة من أصحابنا، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، عن حيدر (2).

وقال العلامة: عالم جليل القدر، ثقة، فاضل، من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي، يكنى أبا أحمد، يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة، وله منه إجازة (3).

ص: 35


1- رجال الطوسي: 8/463.
2- الفهرست للطوسي: 249/64.
3- الخلاصة: 1/57.

19 - زيد بن أحمد الخلقي، قال الشيخ: يزدكي، من أصحاب العيّاشي (1).

20 - سعد الصفار، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (2).

21 - أبو عبداللّه البقال، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (3).

22 - عبد اللّه بن طاهر النقار، قال الشيخ: ثقة، حلواني، صالح، ورع، يكنى أبا القاسم، من أصحاب العيّاشي (4).

23 - عبداللّه الصيدلاني، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (5).

24 - علي بن إسماعيل الدهقان، قال الشيخ زاهد، خیر، فاضل، من أصحاب العيّاشي (6).

25 - علي بن حسنويه الكرماني، قال الشيخ: من تلامذة أبي النضر محمّد ابن مسعود العیاشی (7).

26 - علي بن موسى بن إسحاق، روى عن محمّد بن مسعود بن محمّد العيّاشي، كما في أسانيد الحاكم الحسكاني (8).

27 - أبو علي الوارثي، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (9).

ص: 36


1- رجال الطوسي: 2/473.
2- رجال الطوسي: 2/474.
3- رجال الطوسي: 23/520.
4- رجال الطوسى: 11/479.
5- رجال الطوسي: 13/479.
6- رجال الطوسي: 9/478.
7- رجال الطوسي: 10/479.
8- راجع شواهد التنزيل 1 : 13/21، 1: 93/10، 1: 249/192، 1: 512/370، 2: 349 / 116.
9- رجال الطوسي: 20/520.

28 - عمرو الخياط، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي(1).

29 - أبو عمرو الخياط، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (2).

30 - القاسم بن محمّد الأزدي، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (3).

31 - أبو القاسم الهاشمي (4)، روى عن أبي النضر العيّاشي، كما في إسناد الحاكم الحسكاني (5).

32 - الليث بن نصر، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (6).

33 - محمد بن بلال المعلم، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (7).

34 - محمّد بن شعيب البوجاكني، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (8).

35 - محمّد بن طاهر بن جمهور، قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (9).

36 - محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي.

قال النجاشي: أبو عمرو، كان ثقةً، عيناً، وروى عن الضعفاء كثيراً، وصحب العيّاشي وأخذ عنه، وتخرّج عليه وفى داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم (10).

ص: 37


1- رجال الطوسي: 12/479.
2- رجال الطوسي: 22/520.
3- رجال الطوسي: 1/489.
4- الظاهر من أسانيد الحاكم الحسكاني أنه عبد الرّحمن بن محمّد الحسني.
5- شواهد التنزيل 2 : 1084/327.
6- رجال الطوسي: 1/491.
7- رجال الطوسي: 42/498.
8- رجال الطوسى: 44/498.
9- رجال الطوسى: 39/498.
10- رجال النجاشي: 372.

وفي رجال الشيخ: محمّد بن عمر الكشي، من غلمان العيّاشي (1).

37 - محمّد بن فتح المعلم، قال الشيخ من أصحاب العيّاشي (2).

38 - محمّد بن نعيم الخياط، قال الشيخ: أُمّي إلا أنه كان حافظاً، يروي عن العيّاشي (3).

39 - محمّد بن يحيى الضرير المؤدب قال الشيخ: من غلمان العيّاشي (4).

40 - محمّد بن يوسف بن يعقوب الجعفري، قال الشيخ: الدين الزاهد من أصحاب العيّاشي (5).

41 - أبو نصر الخلقاني، قال الشيخ: من أصحاب العيّاشي (6).

مصنفاته

كان العيّاشي عالماً كثير التصانيف، فقد اشتغل منذ نعومة أظفاره في تحصيل العلم وترويجه، ولم يلبث كثيراً حتّى برع في علوم كثيرة كالفقه والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ والعقائد والطب والنجوم والقيافة وغيرها، كما هو واضح من القائمة التي سنوردها من مؤلفاته.

وقد وفق لتأليفات جمّة صرّح أغلب المترجمين له أنها تزيد على مائتي

ص: 38


1- رجال الطوسى: 38/497.
2- رجال الطوسي: 43/498.
3- رجال الطوسى 40/498.
4- رجال الطوسى: 41/498.
5- رجال الطوسى 45/498.
6- رجال الطوسي: 21/520.

مصنف (1)، وقال ابن النديم: ذكر حيدر بن محمّد بن نعيم (2) أن كتبه مائتان وثمانية كتب، وأنّه ضلّ عنه من جميعها سبعة وعشرون كتاباً (3)، وقال أيضاً: ولكتبه، بنواحي خراسان شأن من الشأن (4).

ولم تقتصر شهرة كتبه في سمرقند ونواحي خراسان، بل وصلت إلى بغداد أيضاً، ففي ترجمة على بن محمّد القزويني القاضي في رجال النجاشي، قال: وجه من أصحابنا، ثقة في الحديث قدم بغداد سنة 356 ومعه من كتب العيّاشي قطعة، وهو أول من أوردها إلى بغداد، ورواها عن أبي جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد، عن العيّاشي (5).

وقد عدّ ابن النديم من كتب العيّاشي 175 كتاباً، وقال: كتب حيدر بن محمّد ابن نعيم ويكني أبا أحمد، إلى أبي الحسن علي بن محمّد العلوي كتاباً في آخره: نسخة ما صنفه العيّاشي، وقد ذكرته على ما رتبه صاحبه هذا (6)، وذكر الكتب.

وعدّ النجاشي من كتبه 157 كتاباً، وقال بعد إيرادها: أخبرني أبو عبداللّه بن شاذان القزويني، قال: أخبرنا حيدر بن محمّد السمرقندي، قال: حدّثنا محمّد بن مسعود (7).

ص: 39


1- فهرست الشيخ الطوسي: 137، رجال الطوسي: 497، رجال ابن داود 184، معالم العلماء: 99.
2- وهو من تلامذة العيّاشي كما تقدم.
3- الفهرست: 277.
4- الفهرست: 275.
5- رجال النجاشي: 267.
6- الفهرست: 275 - 277.
7- رجال النجاشي: 351 – 353.

وقال الشيخ الطوسي: له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف، ذكر فهرست كتبه أبو إسحاق النديم.... وعدّ منها 182 كتاباً، وقال بعد إيرادها: أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي، عن أبيه (1).

وعد ابن شهر آشوب في المعالم 81 كتاباً من كتب العيّاشي (2)، وقد رتّبنا مجموع ما ذكره المشايخ من كتبه وفق تسلسل حروف الهجاء، فكانت 195 كتاباً، وهي كما يلي:

1 - كتاب ابتداء فرض الصلاة.

2 - كتاب إثبات إمامة علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

3 - كتاب إثبات المسح على القدمين.

4 - كتاب الاجارات.

5 - كتاب الاجازات.

6 - كتاب الاجوبة المسكتة.

7 - کتاب احتجاج المعجز (3).

8 - كتاب الأخماس.

9 - كتاب الأذان.

10 - كتاب الاسارئ والغلول.

11 - كتاب الاستبراء.

12 - كتاب الاستخارة.

13 - كتاب الاستنجاء.

14 - كتاب الاستيذان.

15 - كتاب الأشربة.

16 - كتاب الأضاحي.

17 - كتاب الاقامة في الصلاة.

18 - کتاب الأكفاء والأولياء والشهادات في النكاح.

19 - كتاب الأنبياء والأئمّة.

20 - كتاب الأوصياء.

ص: 40


1- الفهرست: 137 – 139.
2- معالم العلماء: 99.
3- في فهرست ابن النديم: كتاب المعجزة.

21 - كتاب باطن القراءات.

22 - كتاب البداء.

23 - كتاب البر والصلة.

24 - كتاب البشارات.

25 - كتاب البيوع.

26 - كتاب الثياب.

27 - کتاب التجارة والكسب.

28 - كتاب تطهير الثياب.

29 - كتاب التفسير، وهو هذا الكتاب الذي نحن بصدد تحقيقه.

30 - كتاب التقية.

31 - كتاب التنزيل.

32 - كتاب التيمم.

33 - کتاب التوحيد والصفة.

34 - كتاب جراحات (1) الخطأ.

35 - كتاب جزاء المحارب.

36 - كتاب الجزية والخراج.

37 - كتاب جلد الشارب.

38 - کتاب الجمع بين الصلاتين.

39 - كتاب الجنائز.

40 - كتاب الجنائز الكبير.

41 - كتاب جناية العبيد.

42 - كتاب جناية العجم (2).

43 - كتاب الجنّة والنار.

44 - كتاب جوابات مسائل وردت من عدة بلدان

45 - كتاب الجهاد.

46 - كتاب الحث على النكاح.

47 - كتاب حد الزنا.

48 - كتاب حد الشارب.

49 - كتاب حد القاذف.

50 - كتاب الحدود.

51 - كتاب الحدود في السرقة.

52 - كتاب حدود الصلاة.

53 - کتاب حقوق الاخوان

54 - كتاب الحيض.

55 - كتاب الخمس.

56 - كتاب الخيار والتخيير.

ص: 41


1- في رجال النجاشي وفهرست ابن الندیم: جزافات.
2- في الفهرست للشيخ: العجماء.

57 - كتاب الدعاء.

58 - كتاب الدعوات.

59 - كتاب دلائل الأئمّة.

60 - كتاب الديات.

61 - كتاب الدين والحوالة والحمالة.

62 - كتاب دية الجنين.

63 - كتاب الذبائح.

64 - كتاب الرؤيا.

65 - كتاب الرجعة.

66 - كتاب الرد على من صام أو أفطر قبل رؤيته.

67 - كتاب الرضاع.

68 - كتاب الرهن.

69 - كتاب الزكاة.

70 - كتاب زكاة الفطرة

71 - كتاب الزنا والاحصان.

72 - كتاب الزهد.

73 - كتاب السبق والرمي (1).

74 - كتاب سجود القرآن.

75 - كتاب السفر.

76 - كتاب سنة الصلاة.

77 - كتاب السهو.

78 - كتاب سيرة أبي بكر.

79 - كتاب سيرة عثمان.

80 - كتاب سيرة عمر.

81 - كتاب سيرة معاوية.

82 - كتاب الشركة.

83 - كتاب الشروط.

84 - كتاب الشفعة.

85 - كتاب الشهادات.

86 - كتاب الصداق.

87 - كتاب الصدقة غير الواجية.

88 - كتاب الصرف.

89- کتاب صفة الجنّة والنار.

90 - كتاب الصفة والتوحيد.

91 - كتاب الصلاة.

92 - كتاب الصلاة على الأئمّة.

93 - كتاب صلاة الاستسقاء.

94 - كتاب صلاة الحضر.

95 - كتاب صلاة الحوائج والتطوع.

ص: 42


1- في فهرست ابن النديم والرماية.

96 - كتاب صلاة الخسوف والكسوف.

97 - كتاب صلاة الخوف.

98 - كتاب صلاة السفر.

99 - كتاب صلاة السفينة.

100 - كتاب الصلاة على الجنائز.

101 - كتاب صلاة العليل.

102 - كتاب صلاة العيدين.

103 - كتاب صلاة الغدير.

104 - كتاب صلاة الكسوف.

105 - كتاب صلاة نوافل النهار.

106 - كتاب صلاة يوم الجمعة.

107 - كتاب صنائع المعروف.

108 - كتاب الصوم.

109 - کتاب صوم السنة والنافلة.

110 - كتاب صوم الكفارات.

111 - كتاب الصيد.

112 - كتاب الطاعة.

113 - كتاب الطب.

114 - كتاب الطلاق.

115 - كتاب الطهارات الكبير.

116 - كتاب الظهار.

117 - كتاب العالم والمتعلم.

118 - كتاب العتق والكتابة.

119 - كتاب العدة.

120 - كتاب العدد.

121 - كتاب عشرة النساء.

122 - كتاب العقيقة.

123 - كتاب العمرة.

124 - كتاب الغسل.

125 - كتاب غسل الميت.

126 - كتاب الغيبة.

127 - كتاب فداء الأسارى.

128 - کتاب فرض طاعة العلماء.

129 - کتاب الفرق (1) بين حل المأكول وحرامه.

130 - کتاب فروع فرض الصوم.

131 - كتاب فضائل القرآن.

132 - كتاب القبالات والمزارعات.

133 - كتاب القبلة.

134 - كتاب قتل (2) المشركين.

ص: 43


1- في فهرست ابن النديم: الفرقان.
2- في فهرست ابن النديم: قتال.

135 - كتاب القرعة.

136 - كتاب القسامة.

137 - كتاب قسمة الزكوات.

138 - کتاب قسمة الغنيمة والفيء.

139 - کتاب القضاء وآداب الحكم.

140 - كتاب القطع والسرقة.

141 - كتاب القول بين القولين.

142 - كتاب الكتابة والعتق والتدبير.

143 - كتاب الكعبة.

144 - كتاب اللباس (1).

145 - كتاب لبسة الصلاة.

146 - كتاب اللعان.

147 - كتاب المآتم.

148 - كتاب ما أُبيح قتله في الحرم.

149 - كتاب ما يكره من الجمع بينهم.

150 - كتاب المتعة.

151 - كتاب محاسن الأخلاق.

152 - كتاب محبة الأوصياء.

153 - كتاب مختصر الجنائز.

154 - كتاب مختصر الحيض.

155 - كتاب مختصر الصلاة.

156 - كتاب مختصر الصوم.

157 - کتاب مختصر الطهارات.

158 - كتاب مختصر المناسك.

159 - کتاب مختصر يوم وليلة.

160 - كتاب المداراة.

161 - كتاب المروة.

162 - كتاب المزار.

163 - كتاب المساجد.

164 - كتاب المسح على القدمين.

165 - كتاب المضاربة.

166 - كتاب معاريض الشعر.

167 - كتاب المعاقل.

168 - كتاب معرفة البيان.

169 - كتاب معرفة الناقلين.

170 - كتاب معيار الأخبار.

171 - كتاب مكّة والحرم.

172 - كتاب الملاحم.

ص: 44


1- في مستدركات علم الرجال 7: 323، و من كتب العيّاشي كتاب اللباس، ينقل عنه في مكارم الأخلاق كثيراً.

173 - كتاب الملاهي.

174 - كتاب المناسك.

175 - كتاب من يكره مناكحته.

176 - كتاب المواريث.

177 - کتاب مواقيت الظهر والعصر.

178 - کتاب الموضع تذكر فيه الشرائع.

179 - کتاب النجوم والقيافة (1).

180 - كتاب النذور.

181 - کتاب النسا والولاء.

182 - كتاب النسية.

183 - كتاب النشوز والخلع والمباراة.

184 - كتاب النكاح.

185 - كتاب نكاح المماليك.

186 - كتاب النوادر

187 - كتاب الهبة.

188 - کتاب الوتر وصلاة الليل.

189 - كتاب وجوب الحجّ.

190 - كتاب الوصايا.

191 - كتاب الوضوء.

192 - كتاب الوطئ بملك اليمين.

193 - كتاب اليمين مع الشاهد.

194 - كتاب يوم وليلة.

195 - كتب الصلاة.

تنبيه

ذكر ابن النديم بعد إيراد قائمة كتب العيّاشي بعض الكتب التي صنفها من رواية العامة، قال: وممّا صنفه من رواية العامة:

1 - كتاب سيرة أبي بكر.

2 - كتاب سيرة عمر.

3 - كتاب سيرة عثمان.

4 - كتاب سيرة معاوية.

5 - كتاب معيار الأخيار.

ص: 45


1- في فهرست ابن النديم: النجوم والفال والقيافة والزجر.

6 - كتاب الموضع (1).

وقد ذكرناها في محلها من قائمة مصنفاته المتقدّمة.

تفسير العيّاشي

إشارة:

بقي كتاب التفسير من بين كتب العيّاشي التي تجاوزت المائتين يتيماً ناقصاً، فلم يصل إلينا من كتبه غيره، وقد ذكره جميع المترجمين له، ولم يتردّدوا في نسبته إليه، وقد أصيب هذا التفسير من جانبين:

1 - إنه كان مسنداً فاختصره بعض النساخ وحذف أسانيده وأبقى المتون، فالموجود منه هو مختصر التفسير.

قال العلامة المجلسي: لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار، وذكر في أوله عذراً هو أشنع من جرمه (2).

وكان عذره أنه لم يجد في دياره من كان عنده سماع أو إجازة من المصنف، فحذف الاسناد ريثما يتهيأ له ذلك.

ومن بين الأسانيد الباقية فى هذا التفسير سند الأحاديث 415 و 416 و 572 من تفسير سورة البقرة، وسند الحديث 2561 في تفسير سورة الاسراء، وممّا نود التنويه عليه هنا هو أنّ أغلب الأحاديث التي خرجناها في هذا التفسير من مجمع البيان للطبرسي ومن مصنفات الشيخ الصدوق ومن شواهد التنزيل للحسكاني، وردت باسناد كامل من المؤلفين المذكورين إلى العيّاشي، ومن العيّاشي إلى الرواة والأصحاب، فالأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

ص: 46


1- الفهرست: 277.
2- بحار الأنوار: 1: 28.

2 - إن الجزء الثاني منه مفقود، والموجود منه هو جزءه الأول الذي ينتهى بأواخر تفسير سورة الكهف، ولم ينقل المحدثون وأرباب التفاسير الروائية - سيما المتأخرون منهم - إلّا من جزئه الأول، كالبحراني والحويزي والحر العاملي والعلامة المجلسي والفيض الكاشاني وغيرهم.

وقد كانت نسخة التفسير الكاملة مع إسنادها عند بعض المتقدّمين كالحافظ عبیداللّه بن عبداللّه المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس، فقد نقل عن تفسير العيّاشي في كتابه (شواهد التنزيل)، والشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي واللّه المتوفى نحو سنة 548ه، نقل عن تفسير العيّاشي في تفسيره (مجمع البيان)، وكلاهما نقلا عنه مصرحين باسم الكتاب ومؤلفه (1) وباسناد تام في بعض الموارد من مجمع البيان، وفي كثير من الموارد من كتاب شواهد التنزيل.

ودليل كونه كاملاً عندهما هو نقلهما من الجزء المفقود في موارد كثيرة يمكن ملاحظتها في المستدرك الذي أعددناه في آخر هذا الكتاب.

ويبدو لنا أن النسخة الكاملة كانت عند السيد علي بن موسى بن طاؤس (رَحمهُ اللّه) المتوفّى سنة 664 ه أيضاً، حيث نقل في (سعد السعود) من تفسير العيّاشي، عند تفسيره الآية 32 من سورة فاطر (2)، أي من الجزء المفقود من الكتاب.

أهمية التفسير

تفسير العيّاشي هو أحد أركان كتب التفسير المأثور عن أئمة الهدى أهل

ص: 47


1- راجع شواهد التنزيل 1 : 432 و 106:2، 268، 305، و 317. ومجمع البيان 351:7، 664:8 ومواضع كثيرة يمكن ملاحظتها من خلال تخريجات الكتاب والمستدرك.
2- سعد السعود: 79.

بيت النبيّ المعصومين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وذلك لقدمه وجلالته وثقة مؤلفه، وقد أعتمده أغلب المتأخرين في تفاسيرهم ومجامعهم الحديثية. وقد ذكرنا بعضهم آنفاً.

وليس من شك أن حديث أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من أهم مفاتيح فهم كتاب اللّه تعالى، ولا يَتَيَسَّر للمفسّر أن يفهم كتاب اللّه إذا لم يضع أمامه الخطوط الأساسية التي رسمها أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لفهم كتاب اللّه، وإذا لم يستعن بأحاديثهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) في فهم دقائق القرآن ورقائق معانيه، وذلك من خلال هذا التفسير وغيره من مصادر التفسير الأثري المعروفة عند الإمامية.

ومما لا ريب فيه أنّ الدعائم الأساسية والخطوط الرئيسية في منهج أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) في تفسير القرآن الكريم هي:

1 - تنزيه الخالق تعالى عن التجسيم.

2 - تنزيه الأنبياء عن المعاصي.

3 - تنزيه القرآن وسلامته من التحريف.

4 - نفي الغلو ومحاربة الغلاة، هذا فضلاً عن منهج مدرسة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) المعروف في تفسير القرآن بالقرآن، وآرائهم وعقائدهم في استحالة الرؤية وفي مسألة الهداية والضلالة والجبر والتفويض وغيرها من المسائل المبثوثة في كتب العقائد والكلام، ولسنا هنا بصدد إيضاحها وبيانها، ولكننا نود الاشارة هنا إلى أنه كل ماورد في هذا التفسير أو في غيره من كتب التفسير أو الرواية عند الإمامية مخالفاً لعقائد الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) المشار إليها سيما ما يشم منه رائحة الغلوّ أو القول بالتحريف، فالأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) منه براء.

روى الشيخ الصدوق باسناده عن الإمام الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانيها

ص: 48

التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فاذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا، ونسبوهم إلى القول بربو بيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا (1).

عملنا في الكتاب

يمكن تلخيص موارد عملنا في هذا الكتاب إلى ثلاث نقاط رئيسية:

1 - التحقيق.

2 - إعداد المستدرك.

3 - إثبات أسانيد العيّاشي.

التحقيق

عمد قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة إلى تحقيق كتاب التفسير لمحمد ابن مسعود العيّاشي، ذلك لما يحظى به الكتاب من أهمية بكونه من المصادر الأولية للتفسير الأثري عنه الإمامية، كما أنه لم يحظ بما يستحقه من التصيح والضبط على نسخه المخطوطة، فبقي الكتاب يعاني في كثير من مواضعه من مشكلات الأوهام والتصحيف والتحريف في أسماء الرواة ومتون الأحاديث وغيرها (2)، على الرغم من أن تحقيقه الأول 1380 ه قد بذل فيه محقّقه مزيداً من الجهد في المقابلة بنسختين مخطوطتين وببعض المصادر التي نقلت عنه، لذا فقد بذلنا أقصى

ص: 49


1- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 1 : 304.
2- ألحقنا في آخر هذه المقدمة بعض موارد التصحيفات والأوهام في التحقيق الأول 1380 ه. وقد صححناها وفقاً لنسخ الكتاب الأربع أو بعضها، فلاحظها.

ما يسعنا من الجهد في سبيل تنقيته وتصحيحه وإخراجه بطبعة جديدة محققة.

النسخ المعتمدة

اعتمدنا في تحقيقنا هذا على النسخ التالية.

1 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة دستغيب في شيراز، مكتوبة سنة 1091 ه، ورمزنا لها بالحرف (أ).

2 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة آستان قدس رضوي في مشهد، رقمها 180، كتبها عبدالرزاق الرهابادي الاردكاني اليزدي سنة 1301ه، ورمزنا لها بالحرف (ب).

3 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة آستان قدس رضوي في مشهد رقمها 7513، كتبها محمّد حسين بن زین العابدين الارموي الرضائي في سنة 1353ه في النجف، ورمزنا لها بالحرف (ج) وهي منسوخة من نسخة قديمة و مصححة على نقول صاحب تفسير البرهان والصافي من العيّاشي كما صرح ناسخها في صفحتها الأخيره.

4 - النسخة المخطوطة المودعة في مكتبة آستان قدس رضوي في مشهد، رقمها 1490، كتبها حسن بن محمّد عربشاه العلوي الحسيني في سنة 1348ه.ش و رمزنا لها بالحرف (د).

5 - الطبعة الحروفية المطبوعة بتحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاتي و رمزنا لها بالحرف (ه).

ص: 50

مراحل التحقيق

كان عملنا في تحقيق هذا الكتاب وفق المنهج الذي يتبناه قسم الدراسات الإسلامية لمؤسسة البعثة في التحقيق الجماعي، وتبعاً للمراحل التالية:

1 - مقابلة النسخة المطبوعة بالنسخ الأربع، وتثبيت كافة الاختلافات الموجودة بينها.

2 - تخریج نصوص الكتاب من الآيات القرآنية والأحاديث وضبطها.

3 - مقابلة الكتاب بالمصادر التي نقلت عنه كالبحار للعلامة المجلسي والوسائل للحر العاملي، وتفسير البرهان للسيد البحراني، ومستدرك الوسائل للمحدث النوري، والصافي للفيض الكاشاني وغيرها.

4 - تقويم النص بتخليصه من التصحيف والتحريف والسقط، والنظر في اختلافات النسخ، وانتخاب الأمثل منها لمتن الكتاب، وإثبات الموارد الأخرى ذات الوجوه المحتملة في الهامش، وتكميل بعض الموارد الناقصة من المصادر بوضعها بين معقوفتين [ ].

5 - شرح المفردات الصعبة أو الغريبة الواردة في الحديث، وكذا أسماء البلدان وبعض الأعلام.

6 - تثبيت الهوامش وتنظيمها وفق أسلوب علمي متناسق.

7 - المراجعة النهائية التي تتضمن متابعة وتدقيق جميع الفقرات المتقدمة، للتحقق من سلامة العمل في كل مراحله وتدارك السهو والسقط والخطأ، ليكون المتن بعد ذلك معداً للطبع.

8 - تدقيق الكتاب بعد الطباعة ومقابلته بالأصل لتلافي القدر الأكبر من أخطاء الطباعة المحتملة.

ص: 51

9 - ترقيم أحاديث التفسير برقم مسلسل عام من أول التفسير إلى آخره ورقم آخر خاص لكل باب من أبواب المقدمة أو لكل سورة من سور التفسير، وتثبيت رقم الآيات المفسّرة في المتن بوضعها بين معقوفتين لتكون أسهل تناولاً.

10 - إعداد فهارس مختلفة تكشف عن مضامين التفسير.

المستدرك

سبق أن ذكرنا بأن هذا الكتاب وصل إلينا ناقصاً، فقد سقط نصفه الثاني الذي يبدأ من سورة مريم إلى آخر التفسير، ولهذا فقد عمدنا إلى اعداد مستدرك للكتاب، يعتمد الكتب التي نقلت عن النسخة الكاملة له، فكان جلّ اعتمادنا في ذلك على تفسير مجمع البيان للطبرسي، وكتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، و بعض نقول الشيخ ابن شهر آشوب والسيد ابن طاؤس.

كما واعتمدنا على مرويات رجال الكشي وكتب الشيخ الصدوق وغيرها عن العيّاشي في مجال التفسير، وذلك لأننا وجدنا قسماً من هذه المرويات تطابق ما رواه العيّاشي في النصف الموجود من تفسيره، وذلك واضح لمن تأمل تخريجات النصف الأول من كتب الشيخ الصدوق ورجال الكشي، حيث يلاحظ المطابقة التامة في سند الحديث ومتنه، مع تمام السند من المصنف وإلى العيّاشي فالرواة في بعضها، لذلك اعتمدنا ما نقله الشيخ الصدوق والكشي من مرويات العيّاشي في التفسير في قسمه المفقود.

وكان حصيلة هذا المستدرك (116) حديثاً موزّعة على (49) سورة من السور التي لم ترد في النصف الأول من التفسير، وقد أثبتناها في قسم الأول من ملحقات الكتاب، فكان هذا المستدرك ذا أهمية فائقة للمعنيين بالتحقيق في تراث

ص: 52

أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) ولإحياء هذا الأثر المهم وتقديمه بشكل أتم وأكمل للباحثين والمحققين الكرام.

أسانيد العيّاشي

ذكرنا أن الخلل الثاني الذي لحق بهذا الكتاب بعد فقدان نصفه الثاني، هو إسقاط الاسناد، ولذلك فقد تتبعنا أسانيد العيّاشي الواردة في مجمع البيان للعلامة الطبرسي وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، والظاهر أنها عين أسانيد التفسير، كما قمنا بجرد لكافة المصنفات المتوفرة لدينا من كتب الإمامية، فأثبتنا السند حيثما وجدنا اسم محمّد بن مسعود العيّاشي واقعاً فيه، فكان حصيلة ذلك (333) إسناداً، و (228) راوياً، على أن هذه الأسانيد لا تغطّي جميع مساحة التفسير أولاً، ولا تعني بالضرورة أن يكون كل حديث في هذا التفسير مسنداً وفق الطرق التي أثبتناها، والذي يمكن الاطمئنان إليه هو أنّ هذه الأسانيد هي أسانيد العيّاشي إلى الرواة، وقسمها الأعظم تشكّل أسانيده في هذا التفسير سيما المنقول عن شواهد التنزيل ومجمع البيان، قد رتّبناها وفق التسلسل الحروفي لأسماء الرواة وأثبتناها في القسم الثانى من ملحقات الكتاب بعد المستدرك، نرجو أن تكون معيناً لمن يهمه البحث في الاسناد وطرق الحديث، وباعثاً لازدياد الثقة بهذا الكتاب وبجلالة مؤلّفه (رَحمهُ اللّه).

شكر وتقدير

أخيراً نقدّم مزيداً من الثناء والتقدير للأخ الأعزّ علي الكعبي على الجهود المخلصة التي بذلها في تحقيق هذا الكتاب، ولكافة الأخوة الذين ساهموا في

ص: 53

تحقيق هذا الأثر المهم الذي يسدي خدمةً جليلةً لكتاب اللّه المجيد وسنة نبيه المصطفى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وحججه المطهرين (عَلَيهِم السَّلَامُ).

و نخصّ بالذكر منهم السيّد عبد الحميد الرضوي والسيّد إسماعيل الموسوي، والأخ عصام البدري، والأخ أمجد الأنصاري. راجين أن نكون قد وفّقنا فى إحياء هذا الأثر المهم، واللّه المنّة وهو ولي التوفيق.

قسم الدراسات الإسلامية

مؤسسة البعثة - قم

ص: 54

مصادر ترجمة المؤلف

فيما يلي مصادر ترجمة المؤلف مرتبة وفقاً لتسلسل الحروف:

1 - الاعلام للزركلي 7 : 95، دارالعلم للملايين، بيروت.

2 - أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين، 10 : 756، دار التعارف للمطبوعات بيروت.

3 - بحار الأنوار للمجلسي، 1: 26، المكتبة الإسلامية، طهران.

4 - تاريخ الأدب العربي لبرو كلمان القسم الثاني: 402، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

5 - تاريخ التراث العربي لسزكين، المجلد الأول 1: 98 مكتبة آية اللّه المرعشي قم.

6 - تنقيح المقال للمامقاني، 3: 183.

7 - جامع الرواة للأردبيلي: 192/2، مكتبة آية اللّه المرعشي، قم.

8 - خاتمة مستدرك الوسائل للشيخ النوري الطبرسي 23 : 201، 24: 303، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لاحياء التراث، قم.

ص: 55

9 - خاتمة وسائل الشيعة للحر العاملي 30: 485، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لأحياء التراث، قم.

10 - الخلاصة للعلامة الحلي : 37/145، منشورات الرّضي، قم.

11 - الذريعة لآقا بزرك الطهراني، 4 : 295، دار الأضواء، بيروت.

12 - رجال ابن داود 184، منشورات الرضي، قم.

13 - رجال الطوسي، 32/497، منشورات المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف.

14 - رجال النجاشي، 944/350، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم.

15 - روضات الجنات للعلامة محمّد باقر الموسوي الخوانساري، 6: 129، مكتبة إسماعيليان، قم.

16 - ريحانة الأدب، لميرزا محمّد علي مدرس، 6 : 220، مكتبة الخيام، طهران.

17 - سفينة البحار، للشيخ عباس القمّي 2 : 301 مؤسسة انتشارات فراهاني طهران.

18 - الفهرست لابن النديم 274، دار المعرفة بيروت.

19 - الفهرست للشيخ الطوسي 593/136، منشورات المكتبة المرتضوية، النجف.

20 - الفوائد الرضوية للشيخ عباس القمّي 642 ايران.

21 - قاموس الرجال للشيخ التستري : 375، المطبعة العلمية، قم.

22 - الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمى 2: 490، مكتبة الصدر، طهران.

23 - مجالس المؤمنين، للعلامة الشوشتري 1 437، المطبعة الإسلامية، طهران.

24 - مجمع الرجال للقهبائي 6: 41، مؤسسة إسماعيليان، قم.

25 - معالم العلماء لابن شهر آشوب 99 منشورات المطبعة الحيدرية، النجف.

26 - معجم رجال الحديث للسيد الخوئي 17: 224، دارالزهراء، بيروت.

ص: 56

27 - معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة 12: 2، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

28 - معجم المفسرين لعادل نويهض 2: 636، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت.

29 - منتهى المقال للشيخ أبي علي الحائري 6: 195، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، قم.

30 - نوابغ الرواة في رابعة المئات للشيخ آقا بزرك الطهراني 305 دار الكتاب العربي.

31 - هدية الأحباب للشيخ عباس القمّي 204 مكتبة الصدوق، طهران.

32 - هدية العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي 2: 32، مكتبة المثنى بغداد.

ص: 57

نماذج من أوهام التحقيق الأول سنة (1380ه)

إشارة:

نماذج من أوهام التحقيق الأول سنة (1380ه) (1)

1 - السقط

الجزء الصفحة السطر / الخطأ / الصواب

1 / 41 / 8 سقط قسم من الحديث (25)

1 / 52 / آخر الصفحة سقط قسم من الحديث (75)

1 / 151 / بعد السطر 2 سقط حديث بعد رقم 496

1 / 188 / 6 يؤخذ ولا يمس لا يؤخذ ولا يمس

1 / 212 / 5 سقط قسم من الحديث (178)

ص: 58


1- الأجزاء والصفحات مؤشرة حسب طبعة سنة 1380ه، ويمكن ملاحظة الفوارق المشار إليها في الطبعة الجديدة، بعد إصلاحها وفقاً لنسخ التفسير.

1 / 218 / 15 سقط قسم من الحديث (15)

1 / 276 / بعد السطر 9 سقط حديث بعد الرقم 275

1 / 296 / 7 الحديث (38) هو بالأصل حديثان وقد سقط آخر الحديث الأول وبداية الحديث الثاني.

1 / 371 / 13 سلبه اياه سلبه اللّه اياه

1 / 372 / 12 إذا دخل فيهم سرّوا إذا دخل فيهم داخل سرّوا

2 / 18 / 18 قيل للحجر افتح قيل للحجر افتح فاك

2 / 75 / 9 وقال الناس وقال إن الناس

2 / 204 الأخير (ما تحمل كل أنثى) أو ذكر (ما) تحمل كل أنثى) انثى أو ذكر

2 / 228 / 12 يبعثه من قبره يبعثه اللّه من قبره

2 / 227 / 3 عنه لما عنه قال: لما

2 / 278 / 2 محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقد شكي محمّد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وقد شكا

2 / 324 / 10 عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه عن علي بن أبي طالب

ص: 59

2 - الزيادة

الجزء الصفحة السطر / الخطأ / الصواب

1 / 73 / 1 لمن هو يعمل (هو) زائدة

1 / 125 / 11 الأخ والموصى إليه (و) زائدة

1 / 337 / 4 صوم ثلاثة أيّام وإن شئت (الواو) زائدة

1 / 340 / 1 لو أراد... أن يقودك بزمام [ما] فعل (ما) زائدة

2 / 97 / 16 فكيف يقروا لي لعلي (لي) زائدة

2 / 242 / 1 وكان من انظار اللّه (من) زائدة

2 / 244 / 9 شيعتنا لا أصحاب الاربعة (لا) زائدة

2 / 278 الأخير غداً هذا مع الشمس (هذا) زائدة

2 / 290 / 5 عن جابر بن عن أبي جعفر (بن) زائدة

2 / 341 / 9 فرجع إلى أصحابه (إلى) زائدة

3 - في الرجال

1 / 18 / 7 المعمر بن سليمان القاسم بن سليمان

1 / 62 / 13 عمر بن عبدالرحمن بن كثير عبدالرحمن بن كثير

1 / 139 / 19 أبان بن حجر أبان، عن حجر

1 / 146 / 10 عمر بن يونس عمر بن یزید

1 / 211 / 17 عمر بن عبدالرحمن بن كثير عبد الرّحمن بن كثير

1 / 232 2 عيسى بن أبي عبداللّه عيسى بن عبداللّه

1 / 292 / 6 عيوق بن قسوط عيوق بن قرط

ص: 60

1 / 376 / 15 عبداللّه بن جعفر عبداللّه بن أبي جعفر

2 / 32 / 6 أبي الصهبان أبي الصهباء

2 / 42 / 7 المغيرة بن شعبة المغيرة بن سعيد

2 / 43 / 11 الحسين بن على بن النعمان الحسن بن على بن النعمان

2 / 47 / 17 عن أبي أسامة بن زيد عن أبي أسامة زيد

2 / 53 / 7 السري عن البهي السدّي عن البهي

2 / 75 / 6 عن حبش عن حنش

2 / 76 / 1 حكيم بن الحسين حكيم بن جبير

2 / 163 / 1 المفضل بن سويد المفضل بن مزيد

2 / 270 / 15 محمّد بن عرامة محمد بن عذافر

2 / 398 / 18 یونس بن عبدالرحمن الأشلّ يونس عن عبدالرحمن الأشل

4 - في الآيات

1 / 95 / 3 لا جدال في الحجّ ولا رفت... فلا رفت ولا فسوق ولا جدال في الحج

1 / 117 / 8 فلا تأخذوا ولا يحل لكم أن تأخذوا

1 / 343 /2 ليبلونكم بشيء ليبلونكم اللّه بشيء

2 / 108 / 14 وهو الذي يقبل التوبة هو يقبل التوبة

2 128 الأخير من المهتدين من الممترين

2 / 324 / 17 لشيء انه فاعل لشيء اني فاعل

ص: 61

5 - في القواعد

الجزء الصفحة السطر / الخطأ / الصواب

1 / 345 / 12 يقوم ثمن الهدي طعام يقوم ثمن الهدى طعاماً

1 / 348 / 1 سئل أبا سئل أبو

1 / 378 / 3 إن في الزرع حقان أن في الزرع حقين

2 / 55 / 8 يعني المشركون يعني المشركين

2 / 56 / 12 حتى يأتون حتى يأتوا

2 / 66 14 وهؤلاء المهاجرين وهؤلاء المهاجرون

2 / 127 / 15 إن علي مني إن علياً مني

2 / 127 / 11 أربعين سنة اربعون سنة

2 / 153 / 3 أبي يزيد عن أبي يزيد

2 / 252 / 5 كان المستهزئين كان المستهزئون

2 / 334 / 2 بينما موسى قاعداً بينما موسی قاعد

6 - في التصحيف والتحريف

1 / 30 / 14 فأمروهم فأمرهم

1 / 53 / 22 ما أصل إلى أن تقرباني لا تصلان إلي، ولا تقربان

1 / 115 / 5 بين كل حيضة بين كل حيضتين

1 / 125 / 16 في ماله بقيمة في مال بقيمته

1 / 150 / 14 ما أراك عليك عدوك ما أدال عليك عدوك

1 / 339 / 14 فتذاكروا الشريف فتذاكروا السديف

ص: 62

1 / 348 / 3 / من حديوتك من جريرتك

1 / 374 / 10 قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال الوشاء الصواب حذف التحية لانه ليس الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)

2 / 27 / 4 ينبغي أن ينظرها بالمصعوق ينبغي أن ينظر بالمصعوق

2 / 38 / 8 في سفر لهم في سفر تهم تلك

2 / 48 / 5 كل مال لا مولى له كل من مات لا مولى له

2 / 79 / 13 أنا لكم على عدوكم أدا لكم على عدوكم

2 / 109 / 4 توجد فيه من كتاب اللّه توجدنيه من كتاب اللّه

2 / 114 / 6 انتهى بالحلال إلى الإمام انتهى الحد إلى الإمام

2 / 121 / 6 إن لهم ملكاً مبطئاً إن لهم ملكان مبطناً

2 / 166 / 10 حسد يوسف اخوته حسد بیوسف اخوته

2 / 196 / 3 لو قد شم بريحي لو قد شم ريحي

2 / 198 / 8 جمع اللّه يعقوب جمع اللّه ليعقوب

2 / 227 / 21 كالرعد العاصف كالرعد القاصف

2 / 235 الأخير أراد أن ينشر أراد أن ينظر

2 / 336 / 4 خشي ان أدركه الغلام خشي ان أدرك الغلام

7 - في تقطيع الأحاديث

1 - في ج 1، أيضاً جعل عبارة في الحديث اللاحق وهي تابعة إلى الحديث السابق، ففي ص 366، السطر 1 - 2، (منه وما أحدث 44 - ورواه وأصحابه عن أبي بصير) والصواب أن عبارة (ورواه وأصحابه) قد تصحفت أولاً ووضعت في غير موضعها ثانياً، وصوابها (منه وما أحدث زُرارة وأصحابه 44 - عن أبي بصير).

ص: 63

2 - وفي الجزء الثاني ص 303 (ح 117 - عن جعفر بن أحمد، عن الفضل ابن شاذان، انه وجد مكتوباً بخط أبيه مثله ح 118 - عن أبي بصير...) والصواب أنهما حديث واحد هكذا نصه في النسخ (عن جعفر بن أحمد، عن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوباً بخط أبيه عن أبي بصير)... وكلمة (مثله) لم ترد في النسخ.

8 - في الترقيم

في ج 1، ص 204 ح 147 أورده بعد الحديث 164 واستمر الخطأ إلى آخر السورة

في ج 1، ص 266 ح 233، أورده بعده الحديث 235.

في ج 1، ص 332 ح 154، أورده بعده الحديث 154

في ج 1، ص 336 - 163، أورده بعده الحديث 165.

وكلّ هذه الموارد هي عبارة عن أمثلة قليلة من أوهام التحقيق الأول للكتاب، وقد أصلحناها وفقاً لنسخ الكتاب والمتصفح للطبعة الجديدة يدرك بسهولة حجم الأوهام التي كانت في طبعته الأولى، نرجو أن نكون قد أفلحنا في إحياء هذا الأثر المهم من تراث أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).

ومنه نستمدّ العون والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ص: 64

65jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - أ -

ص: 65

66jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - أ -

ص: 66

67jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - ب -

ص: 67

68jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - ب -

ص: 68

69jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - ج -

ص: 69

70jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - ج -

ص: 70

71jpg^

صورة الصفحة الأولى من نسخة - د -

ص: 71

72jpg^

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة - د -

ص: 72

مقدمة التفسیر

إشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الحمدُ للّه على افْضَاله، والصلاة على محمّد وآله:

قال العبد الفقير إلى رحمة اللّه : إنّي أمْعَنْتُ النَّظَر (1) التفسير الذي صنّفه أبو النّضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عياش السلمي (رَحمهُ اللّه) باسناده، ورغبت بانتساخه (2)، وطلبت من عنده سَمَاعٌ من المصنّف أو غيره، فلم أجد في ديارنا مَن كان عنده سَمَاع أو إجازة منه، فحينئذٍ حَذَفَتُ منه الإسناد، وكتبت الباقي على وجهه، ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه، فان وَجَدتُ بعد ذلك من عنده سَمَاعٌ أو إجازة من المُصنِّف أتبعت الأسانيد، وكَتَبْتُها على ما ذكره (3) المصنّف، أسأل اللّه تعالى التوفيق لاتمامه، وما توفيقي الا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب.

ص: 73


1- في «أ، ب»: إني نظرت.
2- في «ج»: في نقله.
3- في «أ. ب»: ذكرها.

في فضل القرآن

1/1 - روى جعفر بن محمّد بن مسعود بأسانيد عن أبيه، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): أيّها الناس، إنّكم في زمان هُدْنَة، وأنتم على ظهر السَّفر، والسير بكم سريعٌ، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر، يُبليان كل جديد ويُقرّبان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجَهَاز لبعد المَجَاز (1).

فقام المقداد فقال يا رسول اللّه، مادار الهدنة؟

قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): دار بلاءٍ وانقطاعٍ، فإذا التبست عليكم الفِتَن كقطع اللّيل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافِعٌ مُشَفّع، وما حِلٌ (2) مُصدَّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.

وهو الدليل يَدلُّ على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل،

وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نُجُومٌ وعلى نُجُومه نُجُومٌ (3)، لا تُحصى عجائبه، ولا تبلى

ص: 74


1- في «أ، ب، ه»: المفاز.
2- المحلُ: المكرُ والكيد، يقال: مَحَلَ به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ما حلٌ. قال الرازي: جَعَله يَمْحَل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه، أي يسعى به إلى اللّه تعالى. وقيل: معناه وخصمٌ مُجادلٌ مُصدّق. «مختار الصحاح: 616».
3- في «أ، ه»: له تُخُوم وعلى تُخُومه تُخُوم. قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : لعلّ المراد بقوله: له نجوم، أي آيات تدلّ على أحكام اللّه يهتدى بها، وفيه آيات تدلّ على هذه الآيات وتوضحها، أو المراد بالنجوم الثالث: السُنّة، فان السُنّة توضّح القرآن، أو الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) العالمون بالقرآن، أو المعجزات فانّها تدُلّ على حقيقة الآيات لمن عرف الصّفة، أي الصفات التي توُجِب المغفرة من القرآن، أو صفة التعرّف والاستنباط «مرآة العقول 12 : 479».

غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنازل الحكمة ودليل على المعروف لمن عرفه (1).

2/2 - عن يوسف بن عبدالرّحمن رفعه إلى الحارث الأعور، قال: دخلتُ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّا إذا كنّا عندك سَمِعنا الذي نَسِدّ به ديننا، وإذا خرجنا من عندك سَمِعنا أشياء مختلفةً مغموسةً، لاندري ما هي؟

قال: أو قد فعلوها؟ قال: قلت نعم قال سَمِعتُ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد، سيكون في أُمتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب اللّه، فيه بيان ماقبلكم من خبر و خبر ما بعد كم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل مَن وليه (2) مِن جبّار فعَمِل بغيره قصمه اللّه، ومن التمس الهدى في غيره أضله اللّه.

وهو حبل اللّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تزيغه الأهواء (3)، ولا تُليسه الألسنة، ولا يَخْلَق على الردّ، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء.

هو الذي لم تكنّه الجنّ إذا سمعته أن قالوا: «إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَاناً عَجَباً * يَهْدِى إلى الرشد» (4).

ص: 75


1- الكافي 2: 2/438، بحار الأنوار 92 : 16/17.
2- في «ج»: من ولاه.
3- في النسخ الأهوية، تصحيف صوابه ما أثبتناء.
4- الجن 72 : 1 و 2.

من قال به صَدَق، ومن عَمِل به أُجر، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم، هو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد (1).

3/3 - عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، قال: [لمّا] خَطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم الجُحْفَة بعد صلاة الظهر، انصرف على النّاس، فقال: يا أيّها النّاس، إنّي قد نبَّأني اللطيف الخبير أنه لن يُعمَّر من نبيّ إلّا نصف عُمر الذي يليه من قبله، وإنّي لأظنّني أُوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسؤول وانكم مسؤولون فهل بلّغْتُكُم؟ فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا: نَشْهَد بأنّك قد بلغت ونَصَحْتَ وجَاهدت، فجزاك اللّه عنا خيراً. قال: اللّهم اشْهد.

ثمّ قال: يا ايّها النّاس، ألم تَشْهَدوا أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنّ الجنّة حقٌّ، وأن النار حقٌّ، وأن البعث حقٌّ من بعد الموت؟ قالوا: نعم. قال: اللّهم أَشْهَد.

ثمّ قال: يا أيّها النّاس إن اللّه مولاى، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ألا من كنت مولاه فعلی مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

ثم قال: أيّها الناس إنِّي فَرَطكم (2)، وأنتم واردون عليَّ الحوض، وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة، ألا وإنّي سائلكم - حين تَرِدُون عليَّ - عن التقلين، فانظُروا كيف تخلفوني فيهما حتّى تلقوني.

ص: 76


1- سنن الترمذي :5 2906/172 مجمع البيان 1 : 85، أعلام الدين: 99، بحار الأنوار 92 : 25/24.
2- أي مُتَقَدِّمُكم.

قالوا: وما الثَّقَلان، يا رسول اللّه ؟

قال: الثّقل الأكبر : كتاب اللّه، سبب طَرَفه بيدي اللّه وطَرَف في أيديكم فاسْتَمْسِكوا به ولا تَضِلُّوا ولا تذلُّوا، ألا وعترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يلقياني وسألت اللّه لهما ذلك فأعطانيه، فلا تَسْبِقوهم فتضِلُّوا، ولا تُقصروا عنهم فتَهْلِكوا، ولا تُعلّموهم فهم أعلم منكم (1).

4/4 - عن أبي عبداللّه مولى بني هاشم، عن أبي سُخَيلة. قال: حججت أنا وسلمان الفارسي من الكوفة، فمررتُ بأبي ذرّ، فقال: انظروا إذا كانت بعدي فتنةٌ - وهي كائنة - فعليكم بخصلتين: بكتاب اللّه، وبعلي بن أبي طالب، فإنّي سَمِعتُ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا أوّل من آمن بي، وأوّل من يُصافحني يوم القيامة، وهو الصِّدِّيق الأكبر، وهو الفاروق، يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وهو يَعَسُوب (2) المؤمنين، والمال يَعسُوب المنافقين (3).

5/5 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : خَطب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالمدينة، فكان فيما قال لهم «الحديث» (4).

6/6 - عن داود بن فَرْقَد قال: سَمِعتُ أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول : عليكم بالقرآن، فما وَجَدتُّم آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا بها، وما وجدتموه مما هلك به من كان قبلكم فاجتنبوه (5).

ص: 77


1- بحار الأنوار 23: 92/141.
2- يقال: هو يعسوبُ قومه، أي رئيسهم وكبيرهم ومقدّمهم.
3- بحار الأنوار 92 : 27/26، ونحوه في فرائد السمطين 1: 140، ومجمع الزوائد 9: 102، ولسان الميزان 2 : 414.
4- المراد به الحديث «3».
5- بحار الأنوار 92 : 43/94.

7/7 - عن الحسن بن موسى الخشاب، رفعه، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لا يُرفع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر أبداً، ولا إلى آل عُمر، ولا إلى آل بني أمية ولا في ولد طلحة والزبير أبداً، وذلك أنّهم تتروا القرآن، وأبطلوا السُّنن، وعطّلوا الأحكام.

وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : القرآن هُدىً من الضلالة، وتبيانٌ من العمى واستقالةٌ من العشرة، ونُورٌ من الظُّلمة، وضياء من الأحزان، وعِصمةٌ من الهَلَكة ورُشد من الغواية، وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم. فهذه صفة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) للقرآن، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار (1).

8/8 - عن مَسعدة بن صَدَقة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ اللّه جعل ولا يتنا أهل البيت قُطب القرآن، وقُطب جميع الكُتُب عليها يستدير مُحكم القرآن، وبها نَوَّهت (2) الكتب ويستبين الايمان.

وقد أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يُقتدى بالقرآن وآل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وذلك حيث قال في آخر خُطبةٍ خَطَبها : إني تارك فيكم الثَّقَلين: الثّقَل الأكبر، والثَّقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربّي، وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي، فاحفظوني فيهما، فلن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكتم بهما (3).

9/9 - عن فضيل بن يسار، قال: سألتُ الرّضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القرآن ؟ فقال لي: هو كلامُ اللّه (4).

ص: 78


1- الكافي 2 : 8/439، بحار الأنوار 92 : 28/26.
2- فى «ب، ج» يوهب.
3- بحار الأنوار 92 : 29/27.
4- بحار الأنوار 92 : 7/120.

10/10 - عن الحسن بن عليّ، قال: قيل لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إنّ أُمّتك واللّه ستفتتن فسُئل ما المخرج من ذلك؟ فقال: كتاب اللّه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره أضلَّه اللّه، ومَن ولي هذا الأمر من جبّارٍ فعَمِل بغيره قصمه اللّه، وهو الذكر الحكيم، والنور المبين والصراط المستقيم.

فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفَضل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تناها أن قالوا: «إنّا سَمِعْنَا قُرْءَاناً عَجَباً * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ» (1) لا يَخْلَق على طول الرّد، ولا تنقضي عِبَرُه، ولا تفنى عجائبه (2).

11/11 - عن محمّد بن حُمران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ اللّه لما خَلَقَ الخلق فجعله فرقتين، فجعل خِيرَتَهُ في إحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثاً، فجعل خِيَرَتَهُ في إحدى الأثلاث، ثمّ لم يزل يختار حتّى اختار عبد مناف، ثمّ اختار من عبد مناف هاشماً، ثمّ اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبدالمطلب عبداللّه، واختار من عبداللّه محمداً رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فكان أطيب النّاس ولادةً وأطهرها، فبعثه اللّه بالحق بشيراً ونذيراً، وأنزل عليه الكتاب، فليس من شيءٍ إلّا في الكتاب تبيانه (3).

12/12 - عن عمر بن قيس، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سَمِعتُه يقول: إن اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه، وبيّنه لرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وجعل لكلّ شيءٍ حداً، وجعل دليلاً يدلّ عليه، وجعل على

ص: 79


1- الجن 72 : 1، 2.
2- بحار الأنوار 92 : 30/27.
3- بحار الأنوار 92 : 44/94.

من تعدى ذلك الحدّ حدّاً (1).

13/13 - عن زُرارة، قال سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القرآن، فقال لي: لا خالق ولا مخلوق، ولكنّه كلام الخالق (2).

14/14 - عن زُرارة، قال سألته عن القرآن أخالق هو ؟ قال: لا، قلت: أمخلوق؟ قال: لا، ولكنّه كلام الخالق يعني أّنه كلام الخالق بالفعل (3).

15/15 - عن مَسْعَدَة بن صَدَقة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه، عن جدّه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: خَطَبنا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) خُطْبَةً فقال فيها : نَشْهَدُ أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بكتابٍ فَصَّله وأحكمه وأعزَّه، وحَفِظَه بعلمه، وأحكمه بنُوره، وأيَّده بسلطانه، وكلأه من لم يتنزَّه هوىً (4) أو تميل به شهوةً، لا (5) يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولا يَخْلَقهُ طُول الردّ، ولا تفنى عجائبه.

من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن خاصم به فلج (6)، ومن قاتل به نصر، ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم، فيه نبأ من كان قبلكم والحكم فيما بينكم، وخبر (7) معادكم.

ص: 80


1- الكافي 1: 2/48.
2- بحار الأنوار 92 : 8/120، وعن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في التوحيد: 1/223، وأمالي الصدوق: 12/438.
3- بحار الأنوار 92: 9/120.
4- في «ج»: لم يهوى.
5- في النسخ: أو، وما أثبتناء من البحار.
6- الفلج : الظَّفَر والفَوزُ.
7- في «ب»: خير.

أنزله يعلمه، وأشهد الملائكة بتصديقه، قال اللّه جلّ وجهه: «لَكِنِ اللّه يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ المَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّه شَهيداً» (1) فجعله اللّه نُوراً يهدي للتى هى أقوم، وقال: «فَإِذَا قَرَأناهُ فَاتَّبِع قُرْءَانَهُ» (2)، وقال: «أَتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَليلاً مَّا تَذَكَّرُونَ» (3)، وقال: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (4)، ففي اتِّباع ما جاءكم من اللّه الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين، قال: «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى» (5) فجعل في اتباعه كل خير يُرجى في الدنيا والأخرة.

فالقرآن آمر و زاجرٌ، حدّ فيه الحدود، وسنّ فيه السُّنن، وضرب فيه الأمثال، وشرّع فيه الدِّين، إعذاراً من (6) نفسه، وحُجّة على خلقه، أخذ على ذلك ميثاقهم، وارتهن عليه أنفسهم ليبُيّن لهم ما يأتُون وما يتّقُون، ليُهْلِكَ من هلك عن بيّنة. ويحيا من حبي عن بينة، وإنَّ اللّه سميعٌ عليمٌ (7).

16/16 - عن ياسر الخادم، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه سُئل عن القرآن فقال: لعن اللّه المُرْجِئة (8)، ولعن اللّه أبا حنيفة، إنه كلام اللّه غير مخلوق حيثما تكلّمتَ به

ص: 81


1- النساء 4 : 166.
2- القيامة 75 : 18.
3- الأعراف 7: 3.
4- هود 11 : 112.
5- طه 20 : 123.
6- في «ب. ج»: إعذاراً أمر.
7- بحار الأنوار 92 : 26/25.
8- وهم الذين قالوا: لا يضُرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وقالوا: الإيمان قول بلاعمل كأنهم قدموا الإيمان وأرجؤُوا العمل، أي أخروه. «معجم الفرق الإسلامية: 219». وكان أبو حنيفة يقول بالرأي والقياس، وقالوا: إنه كان رأس الارجاء ومن الدعاة إليه. وكان يقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والصلاة ليست من دين اللّه، ومات جهميّاً، وقال تلميذه عبداللّه بن المبارك: من نظر في كتاب الحيل لأبي حنيفة أحلّ ما حرم اللّه وحرّم ما أحل اللّه. وكان يزعم أن القرآن مخلوق، ولذلك أشار إليه الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الحديث، قال حمّاد بن أبي سليمان لسفيان الثوري: أبلغ عنّي أبا حنيفة المشرك أني برئ منه حتّى يرجع عن قوله في القرآن، والأقوال في هذا المجال كثيرة. «راجع تاريخ بغداد 13: 376 - 426».

وحيثما قرأتَ ونَطَقْتَ، فهو كلامٌ وخبرٌ وقَصَص (1).

17/17 - عن سماعة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه أنزل عليكم كتابه، وهو الصّادق البرّ، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم، وخبر السّماء والأرض، ولو أتاكم من يُخبركم (2) عن ذلك لتعجّبتم من ذلك (3).

باب ترك الرواية التي بخلاف القرآن

1/18 - عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فى خُطبة بمنیً أو بمكّة: يا أيّها الناس، ما جاء كم عنّى يُوافق القرآن فأنا قُلتُه، وما جاء كم عنّى لا يُوافق القرآن فلم أقُله (4).

ص: 82


1- بحار الأنوار 92 : 10/120.
2- في «أ، ب، ج»: من خيركم.
3- المحاسن: 353/267، بحار الأنوار 92: 35/90.
4- الكافي: 1: 5/56، المحاسن: 221 / 130، بحار الأنوار 2 : 49/244.

2/19 - عن إسماعيل بن أبي زياد السّكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ صلوات اللّه عليه، قال: الوقوف عند الشُّبهة خيرٌ من الاقتحام في الهَلَكة، وتركُكَ حديثاً لم تروه خيرٌ من روايتك حديثاً لم تُخصه، إنّ على كُلّ حقٌّ (1) حقيقةً، وعلى كلّ صواب نُوراً، فما وافق كتاب اللّه فخُذُوا به، وما خالف كتاب اللّه فدَعُوه (2).

3/20 - عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا محمّد، ما جاءك في روايةٍ من بَر أو فاجر يُوافق القرآن فخُذ به، وما جاءك في رواية من بر أو فاجرٍ يُخالف القرآن فلا تأخذ به (3).

21 / 4 - عن أيوب بن حُرّ، قال: سمعت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى الكتاب والسُّنّة، وكلُّ حديث لا يُوافق كتاب اللّه فهو زُخرُف (4).

22/ 5 - عن كُليب الأسدي، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما أتاكم عنّا من حديثٍ لا يُصدقه كتاب اللّه فهو باطل (5).

6/23 - عن سَدِير قال: كان أبو جعفر وأبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقولان: لا تصدق علينا إلّا بما يُوافق كتاب اللّه وسنة نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (6)

7/24 - عن الحسن بن الجهم، عن العبد الصالح (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب اللّه وعلى أحاديثنا، فإن أشبههما فهو

ص: 83


1- في «أ، ب»: حقيق.
2- بحار الأنوار 2 : 25/165، وقطعة منه في الكافي : 1/55، والمحاسن: 150/226.
3- بحار الأنوار 2: 50/244.
4- الكافي 1 : 63/5، المحاسن: 128/220، بحار الأنوار 2 : 37/242.
5- المحاسن: 129/221، بحار الأنوار 2: 38/242.
6- بحار الأنوار 2 : 51/244.

حقّ، وإن لم يُشبههما فهو باطل (1).

في ما انزل القرآن

1/25 - عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سُنن وأمثال، ولنا كرائم القرآن (2).

2/26 - عن عبداللّه بن سنان قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القرآن والفُرقان قال: القرآن: جملة الكتاب وأخبار ما يكون، والفرقان: المحكم الذي يُعمَل به، وكُلّ محكم فهو فُرقان (3).

3/27 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفى عدوّنا، وثلث سُنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام (4).

28 / 4 - عن عبداللّه بن بكير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزل القرآن (إيّاك أعنى و اسمعي يا جارة) (5).

5/29 - عن ابن أبي عمير، عمّن حدّثه، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ما اللّه، عاتب اللّه نبيه فهو يعني به من قد مضى في القرآن، مثل قوله: «وَلَوْ لَا أَن ثَبِّتْنَاكَ

ص: 84


1- بحار الأنوار 2 : 52/244.
2- الكافي 2: 4/459، بحار الأنوار 92 : 1/114.
3- معاني الأخبار : 1/189، بحار الأنوار 92: 11/15، و: 32/28.
4- الكافي 2 : 2/459، بحار الأنوار 92 : 2/114.
5- الكافي 2: 14/461، بحار الأنوار 92 : 17/382.

لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً» (1) عنى بذلك غيره (2).

6/30 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن القرآن زاجر وآمر، يأمُرُ بالجنّة، ويَزْجُر عن النار (3).

7/31 - عن محمّد بن خالد بن الحجّاج الكَرْخي، عن بعض أصحابه رفعه إلى خَيْتَمَة، قال: قال أبو جعفر : يا خَيْثَمَة، القرآن نزل أثلاثاً: ثلث فينا وفي أحبّائنا، وثُلُث فى أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سُنّة ومثل، ولو أنّ الآية إذا نزلت في قومٍ ثمّ مات أُولئك القوم ماتت الآية، لما بقي من القرآن شيء، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض، ولكل قوم آيةٌ يتلونها، هم منها من خير أو شر (4).

تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه

1/32 - عن أبي محمّد الهمداني، عن رجل، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، قال: الناسخ: الثابت، والمنسوخ: ما مضى والمحكم : ما يُعمل به، والمتشابه: الذي يُشبه بعضه بعضاً (5).

ص: 85


1- الإسراء 17 : 74.
2- الكافي 2: 14/461، بحار الأنوار 92 : 18/382.
3- بحار الأنوار 92 : 3/115.
4- بحار الأنوار 92 : 4/115.
5- بحار الأنوار 92: 19/383.

2/33 - عن جابر، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) یا جابر، إنّ للقرآن بطناً، وللبطن ظهراً، ثمّ قال: يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه، إن الآية لينزل أوّلها في شيءٍ، وأوسطها في شيءٍ، وآخرها في شيءٍ، وهو كلامٌ متصل (1) متصرّف (2) على وجوه (3).

3/34 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نَزَل القرآن ناسخاً الا ومنسوخاً (4).

4/35 - عن حُمران بن أعين، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ظهر القرآن الذين نزل فيهم، وبطنه الذين عَمِلوا بمثل أعمالهم (5).

5/36 - عن الفُضيل بن يسار، قال: سألتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الرواية: ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، وما فيه حرفٌ إلا وله حد، ولكلّ حدّ مُطَّلع (6)، يعني بقوله : لها ظهرُ وبَطن ؟

قال: ظَهْره وبَطْنه تأويله، منه ما مضى، ومنه مالم يكن بعد، يجري كما تجري الشمس والقمر، كلّما جاء منه شيءٌ وقع، قال اللّه تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ

ص: 86


1- في «ج»: منصرف، وفي «ه»: يتصرّف.
2- بحار الأنوار 92 : 45/94.
3- بحار الأنوار 92 : 383 / 20.
4- بحار الأنوار 92 : 46/94.
5- قيل في معناه: أي لِكُلِّ حَدٍ مَصْعَدٌ يُصْعَدُ إليه من معرفة علمه. والمُطَّلع: مكان الاطّلاع من موضع عالٍ. يقال : مُطَّلع هذا الجبل من مكان كذا: أي مأتاه ومَصْعَدهُ. وقيل : معناه أنّ لِكُلِّ حَدَّ مُنْتَهكاً ينتهكه مُرْتَكِيه: أي إن اللّه عزّ وجلّ لم يُحرّم حُرمة إلّا عَلِم أن سَيَطَّلِعُها مُستَطِلع. ويجوز أن يكون «لكل حدّ مطّلع» بوزن مَصْعَدٍ ومعناه.
6- «النهاية» 3 : 132».

إِلَّا اللّه وَالراسِخُونَ فِى العِلْمِ» (1) نحن نَعْلَمُه (2).

6/37 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ القرآن فيه محكمٌ ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما المتشابه فنؤ من به ولا نعمل به (3).

7/38 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الناسخ والمنسوخ و المحكم والمتشابه؟ قال: الناسخ الثابت المعمول به والمنسوخ ما قد كان يُعْمَل به ثمّ جاء ما نسخه، والمتشابه ما اشتبه على جاهله (4).

8/39 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن شيءٍ في تفسير القرآن فأجابني، ثمّ سألته ثانيةً فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت: فداك، كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) لي: يا جابر، إنّ للقرآن بطناً، وللبطن بطن وظهر، وللظهر ظهر. يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ليكون أوّلها في شيء، وآخرها في شيء، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه (5).

9/40 - عن أبي عبد الرّحمن السلمي، أنَّ عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرَّ على قاضٍ فقال: هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال: لا. فقال: هلكت وأهلكت (6).

ص: 87


1- آل عمران 3 : 7.
2- بصائر الدرجات: 2/223، بحار الأنوار 92 : 47/94.
3- بحار الأنوار 92: 21/383.
4- بحار الأنوار 92 : 22/383.
5- المحاسن: 5/300، بحار الأنوار 92 : 48/95.
6- الإعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: 6، وفيه مرّ على قاص الدر المنثور 1: 259 وفيه مرّ برجل يقص.

تأويل كلّ حرف من القرآن على وجوه

1/41 - عن إبراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّ في القرآن ما مضى وما يَحْدُث وما هو كائن كانت فيه أسماء الرّجال فألقيت، وإنّما الاسم الواحد منه في وجوه لا تُحصى، يعرف ذلك الوصاة (1).

2/42 - عن حمّاد بن عُثمان قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن الأحاديث تختلف عنكم؟ قال: فقال : إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يُفتي على سبعة وجوه، ثمّ قال: «هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (2).

ما عنى به الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من القرآن

1/43 - عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : من لم يَعْرِف أمرنا من : من القرآن لم يَتَنَكَّب (3) الفِتَن (4).

2/44 - عن حنان بن سَدير، عن أبيه قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا أبا الفضل، لناحقُ فى كتاب اللّه المحكم من اللّه لو محوه فقالوا: ليس من عند اللّه أولم يعلموا، لكان سواء (5).

ص: 88


1- بصائر الدرجات 6/215 بحار الأنوار 92: 23/55 و 50/95.
2- الخصال: 43/358، بحار الأنوار 92 : 13/83، والآية من سورة ص 38 : 39.
3- أي يتجنّبها ويُعرِض عنها.
4- بحار الأنوار 92: 5/115.
5- بحار الأنوار 92: 6/115، وفى «د، ه»: سواه.

3/45 - عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا محمّد، إذا سَمِعتُ اللّه ذكر أحداً من هذه الأمة بخير، فنحنُ هُم، وإذا سَمِعت اللّه ذكر قوماً بسوءٍ ممّن مضى، فهم عَدُوّنا (1).

4/46 - عن داود بن فَرْقَد عمّن أخبره، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لو قد قرئ القرآن كما أنزل، لألْفَيْتَنا فيه مُسَمِّين (2).

5/47 - وقال سعيد بن الحسين الكندي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - بعد مُسمّين - كما سُمِّي مَن قَبْلنا (3).

6/48 - عن مُيَسَّر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لولا أنه زيد في كتاب اللّه ونُقص منه، ما خَفِى حقنا على ذي حِجا (4)، ولو قد قام قائمنا فنَطَقَ صَدّقه القرآن (5).

ص: 89


1- بحار الأنوار 92 : 7/115.
2- بحار الأنوار 92 : 24/55 و 8/115، قال السيد الخوئي (رَحمهُ اللّه) في الروايات التي تدلّ على أنّ بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذُكرت فيها أسماء الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ): إن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن، وليس من القرآن نفسه، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) في التنزيل من هذا القبيل، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب والسنة والأدلة القائمة على نفي التحريف، وقد دلّت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنّة وأنّ ما خالف الكتاب منها يجب طرحه وضربه على الجدار البيان في تفسير القرآن: 230.
3- بحار الأنوار 92: 24/55 و 8/115.
4- الحِجَا: العقل .
5- بحار الأنوار 92 : 25/55 و 9/115، قوله: «لو لا أنّه زيد في كتاب اللّه ونقص - منه...» لقد أجمع المسلمون على عدم الزيادة في القرآن وأقاموا الأدلة على ذلك من القرآن والسنّة، وقالوا: إن مجموع ما بين الدفتين كلّه من القرآن، وممن أدّعى الإجماع الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والشيخ البهائي وغيرهم من الأعاظم. أما النقيصة فلا بد من حملها على وجه معين، وإلا فلا بدّ من طرحها لمخالفتها للكتاب والسنة. راجع البيان في تفسير القرآن: 233.

7/49 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سموهم بأحسن أمثال القرآن - يعني عترة النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ فاشْرَبُوا، وهذا مِلحٌ أُجَاجٌ فَاجْتَنِبُوا (1).

8/50 - عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألت عن قول اللّه : «قُلْ كَفَى بِاللّه شَهيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكِتَابِ» (2)، فلمّا رآني أتتبَّع هذا وأشباهه من الكتاب، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): حسبك كلّ شيءٍ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا، فهو في الأئمّة عنى به (3).

علم الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بالتأويل

1/51 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: لمّا قَدِم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الكوفة، صلّى بهم أربعين صباحاً يقرأ بهم: «سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلى» (4)، قال: فقال المنافقون: لا واللّه ما يُحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن أن يقرأ

ص: 90


1- بحار الأنوار 92: 10/115.
2- الرعد 13: 43.
3- بحار الأنوار 92: 11/116.
4- الأعلى 87: 1.

القرآن لقرأ بنا غير هذه السورة.

قال: فَبَلّغه ذلك، فقال: ويلٌ لهم إنّي لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله من فِصاله وحروفه من معانيه واللّه ما من حرف نزل على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا وأنا أعرف فيمن أُنزِل، وفي أي يوم، وفي أيّ موضع.

ويلٌ لهم، أما يقرءون: «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى» (1)؟ واللّه عندي ورثتها من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وورثها (2) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من إبراهيم وموسى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

ويل لهم، واللّه أنا الذي أنزل اللّه فيّ «وَتَعِيَها أُذُنٌ وَاعِيَةٌ» (3)، فإِنَّمَا كُنَّا عند رسول اللّه و فيُخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً ؟ (4).

2/52 - عن سُليم بن قَيس الهلالي، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما نزلت آية على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا أقرأنيها، وأملاها عليَّ، فأكتبها بخطّي، وعلَّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا اللّه لي أن يُعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آيةً من كتاب اللّه، ولا علماً أملاه عليَّ فكتبته منذ دعا لي بما دعا، وما ترك شيئاً علّمه اللّه من حلال ولاحرام، ولا أمرٍ ولانهي كان أولا يكون من طاعةٍ أو معصية، إلّا علَّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً.

ص: 91


1- الأعلى 87 : 18، 19.
2- في النُسخ: وقد نهى تصحيف صوابه ما أثبتناه من البصائر.
3- الحاقة 69 : 12.
4- بصائر الدرجات: 3/155، بحار الأنوار 92 : 24/87.

ثمّ وضع يده على صدري، ودعا اللّه أن يملأ قلبي علماً وفَهْماً وحكمةً ونُوراً، ولم أنسَ شيئاً، ولم يقتنى شيءٌ لم أكتبه فقلت: يا رسول اللّه، أو تخوَّفتَ عليَّ النسيان فيما بعد ؟ فقال: لستُ أتخوّفُ عليك نسياناً ولا جَهلاً، وقد أخبرني ربّي أنه قد استجاب لي فيك، وفي شُركائك الذين يكونون من بعدك.

فقلت: يا رسول اللّه، ومن شُركائي من بعدي؟ قال: الذين قَرَنَهم اللّه بنفسه وبي، فقال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليَّ الحوض، كلُّهم هادٍ مُهتد، لا يَضُرّهم من خَذَلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يُفارقهم ولا يُفارقونه بهم تُنْصَر أمّتي وبهم يُمْطَرون، وبهم يُدْفَع عنهم، وبهم اسْتَجَابَ دُعاءهم.

فقلت: يا رسول اللّه، سمّهم لي؟ فقال: ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) -. ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) -. ثم ابن له يقال : عليّ، وسَيُولد في حياتك، فأقرئه مني السلام [ثُم] (1) تَكْمِلَة اثني عشر من ولد محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

فقلت له: بأبى أنت، فسمِّهم لي ؟ فسمّاهم رجلاً رجلاً، فيهم - واللّه يا أخا بني هلال - مهدي أُمَّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت جوراً وظُلماً، واللّه إني لأعرف من يُبايعه بين الرُّكن والمقام، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم (2).

3/53 - عن سلمة بن كهيل، عمَّن حدثه، عن على (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لو استقامت لي الإمرة وكُسرت - أو ثُنيت - لي الوِسادة، لحَكَمْتُ لأهل التوراة بما أنزل اللّه في

ص: 92


1- أثبتناه من كمال الدين.
2- كمال الدين وتمام النعمة: 37/284 شواهد التنزيل 1 : 41/35، بحار الأنوار 92 : 69/98.

التوراة، حتّى تذهب إلى اللّه أنّي قد حَكَمْتُ بما أنزل اللّه فيها، ولَحَكَمْتُ لأهل الإنجيل بما أنزل اللّه في الإنجيل، حتّى يذهب إلى اللّه أنّى قد حكمت بما أنزل اللّه ولَحَكَمْتُ في أهل القرآن بما أنزل اللّه في القرآن، حتّى يذهب إلى اللّه أنّي قد حَكَمْتُ بما أنزل اللّه فيه (1).

4/54 - عن أيوب بن حُرّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلت له: الأئمّة بعضهم أعلم من بعض؟ قال: نعم، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد (2).

55/ 5 - عن حَفْص بن قُرط الجُهَنِيِّ، عن جعفر بن محمّد الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) صاحب حلال و حرام وعلم بالقرآن، ونحن على مِنهاجه (3).

6/56 - عن السَّكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إنّ فيكم من يُقاتِل على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله، وهو على بن أبي طالب (4).

7/57 - عن بشير الدّهان، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن اللّه فَرَض طاعتنا في كتابه، فلا يسع الناس جهلاً، لنا صفو المال، ولنا الأنفال، ولنا كرائم القرآن، ولا أقول لكم إنا أصحاب الغيب ونعلم كتاب اللّه وكتاب اللّه يحتمل كلّ شيء، إنَّ اللّه أعلمنا عِلماً لا يَعْلَمُه أحدٌ غيره، وعِلماً قد أعلمه ملائكته ورسله، فما

ص: 93


1- بحار الأنوار 92 : 51/95.
2- بحار الأنور 92: 52/95.
3- بحار الأنوار 92 : 53/95.
4- بحار الأنوار 92 : 54/96.

عَلِمته ملائكته ورُسُله فنحن نعلمه (1).

8/58 – عن مُرازم، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنا أهل بيت لم يَزَل اللّه يبعث فينا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره، وإنَّ عندنا من حلال اللّه وحرامه ما يسعنا (2) كتمانه، ما نستطيع أن نُحدِّث به أحداً (3).

9/59 - عن الحكم بن عتيبة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لرجل من أهل الكوفة - وسأله عن شيء - : لو لَقِيتُك بالمدينة لأريتُك أثر جبرئيل في دورنا، ونُزُوله على جدّي بالوحي والقرآن والعلم، أفيستقي الناس العلم من عندنا فيُهدون هم، وضَلَلْنا نحن؟! هذا محال (4).

60 / 10 - عن يوسف بن السُّخت البصريّ، قال: رأيتُ التوقيع بخطّ محمّد بن محمّد بن عليّ (5) فكان فيه: الذي يجب عليكم ولكم أن تقولوا: إنّا قدوة اللّه وأئمّته، وخُلفاء اللّه في أرضه، وأمناؤه على خَلقه، وحججه في بلاده، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب (6).

11/61 - عن توير بن أبي فاختة عن أبيه قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما بين اللَّوحين شيءٌ إلّا وأنا أعلمه (7).

ص: 94


1- بحار الأنوار 92 : 55/96.
2- زاد في «أ، ب»: من.
3- بحار الأنوار 92 : 56/96.
4- بحار الأنوار 92 : 57/96.
5- كذا والظاهر محمّد بن الحسن بن علي، وهو الحجّة المنتظر (عَلَيهِ السَّلَامُ).
6- بحار الأنوار 92 : 58/96.
7- بحار الأنوار 92 : 59/97.

12/12 - عن سليمان الأعمش، عن أبيه قال: قال علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما نزلت آيةٌ إلّا وأنا عَلِمتُ فيمن أُنزلت، وأين أُنزلت، وعلى من نزلت، إن ربّي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً طلقاً (1).

13/63 - عن أبي الصَّباح قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه علم نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) التنزيل والتأويل، فعلّمه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).

في من فسَّر القرآن برأيه

1/64 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ليس شيءٌ أبعد من عُقُول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية ينزل أوّلها في شيء، وأسطها في شيء، وآخرها في شيءٍ، ثمّ قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (3)، من ميلاد الجاهليّة (4).

2/65 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)(5)، قال: من فسَّر القرآن برأيه فأصاب لم يُؤجَر، وإن أخطأ كان إثمه عليه (6).

3/66 - عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما علمتم فقولوا، وما لم

ص: 95


1- بحار الأنوار 92 : 10/97.
2- بحار الأنوار 92 : 61/97.
3- الأحزاب 33 : 33. أوّل هذه الآية في نساء النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأوسطها في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وآخرها في تطهير أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وعصمتهم.
4- بحار الأنوار 92 : 10/110.
5- (عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)) ليس في «أ»، وفي «ب، ج»: عن هشام بن سالم، قال.
6- بحار الأنوار 92 : 10/110.

تعلموا فقولوا: اللّه أعلم، فإنّ الرجل ينزع بالآية فيخرُّبها أبعد ما بين السماء والأرض (1).

4/67 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من فسّر القرآن برأيه، إن أصاب لم يُؤجر، وإن أخطأ فهو أبعد من السّماء (2).

5/68 - عن عبد الرّحمن بن الحجاج، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ليس أبعد من عُقُول الرجال من القرآن (3).

6/69 - عن عمّار بن موسى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : سُئل عن الحكومة؟ قال: من حَكّم برأيه بين اثنين فقد كَفّر، ومن فسّر آية (4) من كتاب اللّه فقد كفر (5).

كراهية الجدال في القرآن

1/70 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إيّاكم والخصومة، فإنّها تُحيط العمل، وتَمْحَق الدِّين، وإنّ أحدكم لينزع بالآية يقع منها (6) أبعد من السماء (7).

ص: 96


1- الكافي 1: 4/33، بحار الأنوار 92 : 12/110.
2- بحار الأنوار 92 : 13/110.
3- بحار الأنوار 92 : 14/111.
4- رواه في الوسائل في موضعين الأول بلفظ : ومن فسّر برأيه آية...، والثاني كما في المتن.
5- بحار الأنوار 92 : 15/111 وسائل الشيعة 45/39:18، و: 76/149.
6- في «ه» والبحار فيها.
7- بحار الأنوار 92 : 16/111.

2/71 - عن القاسم (1) بن سليمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّا كفر (2).

3/72 - عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: المراء (3) فى كتاب اللّه كُفر (4).

4/73 - عن داود بن فَرْقَد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا تقولوا لكلّ آية هذه رجل وهذه رجل، إن من القرآن حلالاً ومنه حراماً، وفيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم، فهكذا هو، كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مفوّضٌ فيه، إن شاء فعل الشّيء، وإن شاء تذكّر، حتّى إذا فرضت فرائضه، وخُمّست أخماسه، حقٌّ على النّاس أن يأخُذُوا به، لأنَّ اللّه قال: «مَا أَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (5).

ص: 97


1- في «أ، ب، ج» عن القمر، وفي «ه»: عن المعمر، وهو تصحيف صوابه ما في المتن : راجع جامع الرواة 2: 17، معجم رجال الحديث 14: 20.
2- المحاسن: 86/212، الكافي 2: 17/462، عقاب الأعمال: 280، معاني الأخبار: 1/19، بحار الأنوار 92 : 1/39.
3- المِرَاءُ: الجدال، والتَّمارِي والمُمارَاةُ: المُجَادَلَةُ على مذهب الشّكُ والرِّيبة.
4- بحار الأنوار 92 : 18/111.
5- بحار الانوار، 92: 18/111، والآية من سورة الحشر 59 : 7.

ص: 98

من سورة أُمّ الكتاب

إشارة:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

1/74 - بأسانيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبيه، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : اسم اللّه الأعظم مُقَطَّع في أُمّ الكتاب (1).

2/75 - عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : قال لأبي حنيفة: ما سورة أوّلها تحميد، وأوسطها إخلاص، وآخرها دعاء؟ فبقى مُتحيّراً، ثمّ قال: لا أدرى.

فقال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): السُّورة التى أولها تحميد، وأوسطها إخلاص، و آخرها دُعاء، سورة الحمد (2).

3/76 - عن يُونُس بن عبد الرحمن، عمّن رفعه، قال سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَان العظيم» ؟(3) قال: هي

ص: 99


1- ثواب الأعمال: 104، بحار الأنوار 92 : 234/ 16.
2- بحار الأنوار 92 : 22/235.
3- الحجر 15 : 87.

سورة الحمد، وهي سبع آيات منها «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» [1] وإنّما سُمِّيت المثاني لأنها تُثنى في الرّكعتين (1).

4/77 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سَرّقوا أكرم آيةٍ في كتاب اللّه «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» (2).

78/5 - عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما أنزل اللّه من السّماء كتاباً إلا وفاتحته «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، وإنما كان يُعرف انقضاء السورة بنزول «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» ابتداءً للأخرى (3).

6/79 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يَجْهَر ب«بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» ويَرْفَع صوته بها، فإذا سمعها المشركون ولّوا مُدبرين، فأنزل اللّه «وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى القُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً» (4).

7/80 - قال الحسن بن خُرَّزَاد : ورُوي عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إِذا أَمَّ اللّه الرجل القوم، جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قَرين (5) الإمام، فيقول: هل ذكر اللّه ؟ يعني هل قرأ «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» ؟ فإن قال: نعم، هرب منه، وإن قال: لا، رَكِب عُنق الإمام، ودلّى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان إمام القوم حتّى يَفْرَغُوا من صلاتهم (6).

ص: 100


1- بحار الأنوار 85: 20 / 10 و 92: 23/235.
2- بحار الأنوار 85: 20 / 10، و 92: 28/236.
3- بحار الأنوار 85: 20 / 10، و 92: 29/236.
4- بحار الأنوار 85 : : 24/82، و 92: 30/236، والآية من سورة الإسراء 17 : 46.
5- في «أ، ب، ه»: قريب.
6- بحار الأنوار 85 : 20 / 10، و 92 : 236 / 31.

8/81 - عن عبدالملك بن عُمر، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن إبليس رَنَّ (1) أربع رنّات أولهنّ يوم لُعِن، وحين هَبَط إلى الأرض، وحين بُعث محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على فَتْرةٍ من الرُّسُل، وحين أُنزلت أُمّ الكتاب «الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ»، ونخر (2) نَخْرَتين: حين أكل آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الشجرة، وحين أُهبط آدم إلى الأرض. قال: ولُعِن من فعل ذلك (3).

9/82 - عن إسماعيل بن أبان، يرفعه إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الجابر بن عبد اللّه: يا جابر ألا أعلّمُك أفضل سورة أنزلها اللّه في كتابه؟ قال: فقال جابر: بلى - بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه - علِّمنيها، قال: فعلَّمَه «الحَمْدُ للّه» أُمّ الكتاب.

قال: ثم قال له: يا جابر ألا أُخبِرُك عنها؟ قال: بلى - بأبي أنت وأُمّي - فأخبرني. قال: هي شِفَاء من كلّ داء إلّا السام، يعني الموت (4).

10/83 - عن سَلَمة بن مُحْرِز. قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من لم تُبرِئه الحمد لم يُبرئه شيء (5).

11/84 - عن أبي بكر الحَضْرمي، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا كانت لك حاجة، فاقرأ المثاني وسورة أُخرى، وصَلِّ رَكْعتين، وأدْعُ اللّه.

[1] بِسْمِ اللّه الرّحمن الرّحيم

قلت: أصلحك اللّه، وما المثاني ؟ قال : فاتحة الكتاب «بِسْمِ اللّه الرّحمن

ص: 101


1- الرَّنَّةُ: الصَّيحَةُ الحَزِينَة.
2- النَّخِيرُ: مد الصوت والنفس في خَياشيمه.
3- الخصال: 141/263، بحار الأنوار 92 : 32/237.
4- مجمع البيان 1: 88 بحار الأنوار 92: 33/237.
5- الكافي 2: 22/458 مجمع البيان 1: 88 بحار الأنوار 92: 34/237.

الرَّحِيمِ * الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ» [2] (1).

12/85 - عن عيسى بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بلغه أنّ أُناساً يَنْزِعون «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، فقال: هي آيةٌ من كتاب اللّه، أنساهم إيّاها الشيطان»(2).

13/86 - عن إسماعيل بن مهران قال: قال أبو الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلى بیاضها (3).

14/87 - عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : إذا أتى أحدكم أهله، فليكن قبل ذلك مُلاطَفَةٌ، فإنه أبر(4) لقلبها، وأسلّ لسَخِيْمَتها (5)، فإذا أفضى إلى حاجته قال: «بِسْم اللّه» ثلاثاً، فإن قدر أن يقرأ أي آيةٍ حَضَرتْهُ من القرآن فعل، وإلّا قد كَفَتْه التسمية، فقال له رجل في المجلس فإن قرأ «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» أُجِرَ به؟ فقال: وأيُّ آيةٍ في كتاب اللّه أكرم من «بسم اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» (6).

ص: 102


1- بحار الأنوار 85 : : 20 / 10، و 92: 35/237.
2- بحار الأنوار 5: 21 / 10، و 92: 36/237.
3- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2: 11/5، تحف العقول: 487، التهذيب 2: 1159/289، مجمع البيان 1: 89، كشف الغمة 2: 420، بحار الأنوار 78 : 6/371، و 92: 15/233، و: 51/27، و 93: 4/232.
4- في «أ، ب، ج» : فإنه البر، ولعله تصحيف ألين، كما في تفسير البرهان 1: 246/99، طبع مؤسسة البعثة.
5- السَخِيمَة: الضغينةُ والمَوْجِدةُ فى النفس.
6- بحار الأنوار 92 : 37/238. وفي «أ، ب»: وأيّ آية في كتاب اللّه؟ فقال: «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، وفي «ه»: وأي آية أعظم في كتاب اللّه ؟ فقال: «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرحيم».

15/88 - عن الحسن بن خُرَّزَاد قال كتبتُ إلى الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أسألُ عن معنى اللّه، فقال: استولى على مادَقَ وجَلَّ (1).

16/89 - عن خالد بن المُخْتَار قال: سَمِعتُ جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: ما لهم - قاتلهم اللّه - عمدوا إلى أعظم آية في كتاب اللّه، فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها، وهي «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ» (2).

17/90 - عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلَّ «وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَانَ العَظِيمَ» (3)، فقال: فاتحة الكتاب [يُثنّى فيها القول.

[7] غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

قال: وقال رسول اللّه : إنَّ اللّه من على بفاتحة الكتاب] (4) من كنز الجنّة، فيها : «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، الآية التي يقول فيها : «وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى القُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً» (5)، «الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ». دعوى أهل الجنّة، حين شَكَرُوا اللّه حُسن الثواب و «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» [4] قال جَبْرَئيل ما قالها مسلم قط إلا صدقه اللّه وأهل سماواتهِ «إيّاك نَعْبُدُ» إخلاص العبادة «وَإيّاك نَسْتَعِينُ» [5] أفضل ما طلب به العباد حوائجهم «اهْدِنَا الصِّرَاط المُسْتَقِيم» [6] صراط الأنبياء، وهم الذين أنعم اللّه عليهم «غَيْرِ المَغْضُوبِ

ص: 103


1- الكافي 1: 3/89، بحار الأنوار 92: 38/238.
2- بحار الأنوار 85: 10/2/28، و 92: 39/238.
3- الحجر 15 : 87.
4- أثبتناه من المجمع.
5- الإسراء 17 : 46.

عَلَيْهِمْ» اليهود «وَغَيْرِ الضَّالِّين» [7] النصارى(1).

18/91 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في تفسير «بِسْمِ اللّه الرّحمن الرَّحِيمِ»، فقال : الباء بهاء اللّه، والسين سناء اللّه، والميم مجد اللّه (2).

19/92 - وروى غيره عنه : مُلكُ اللّه، اللّه إله الخلق، الرّحمن بجميع العالم، الرّحيم بالمؤمنين خاصَّة (3).

20/93 - وروى غيره عنه : واللّه إله كلّ شيء (4).

21/94 - عن محمّد بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه كان يقرأ: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» (5).

22/95 - عن داود بن فَرْقَد، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقرأ ما لا أُحصي: «مَلِكِ (6) يَوْمِ الدِّينِ» (7).

ص: 104


1- مجمع البيان 1: 109، وفي 1 : 105 قال: قرأ (غير الضالين) عمر بن الخطاب، وروي ذلك عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بحار الأنوار 92: 40/238.
2- المحاسن: 213/238، الكافي 1: 1/89 معاني الأخبار: 1/3، التوحيد: 2/213، بحار الأنوار 92 : 11/231.
3- المحاسن: 213/238، الكافي 1: 1/89 معاني الأخبار: 1/3، التوحيد: 2/213، بحار الأنوار 92: 11/231.
4- تفسير القمى 1: 28.
5- مجمع البيان 1: 109، بحار الأنوار 85: 11/22 و 92: 41/239.
6- قرأ عاصم والكسائي وخلف ويعقوب: (مالك) بالألف، والباقون (ملك) بغير ألف، ومعنى (ملك يوم الدين) باسقاط الألف أنه الملك يؤمنذ لا ملك غيره، ومن قرأ «مالك» بألف معناه أنّه مالك يوم الدين والحساب لا يملكه غيره ولا يليه سواه. «التبيان للطوسی 1: 33».
7- بحار الأنوار 85: 11/22 و 92: 42/239.

23/96 - عن الزُّهريّ، قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشتُ بعد أن يكون القرآن معي؛ وكان إذا قرأ «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» يُكرّرها، ويكاد أن يموت (1).

24/97 - عن الحسن بن محمّد الجمّال عن بعض أصحابنا، قال: بعث عبدالملك بن مروان إلى عامل المدينة أن وجّه إليَّ محمّد بن علي بن الحسين ولا تُهيّجه، ولا تروّعه واقض له حوائجه، وقد كان وَرَد على عبدالملك رجل من القدرية (2)، فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعاً، فقال: ما لهذا إلا محمّد بن عليّ، فكتب إلى صاحب المدينة أن يَحْمِل محمّد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه، فقال له أبو جعفر اللّه : إني شيخ كبير، لا أقوى على الخروج، وهذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه، فلما قدم على الأموي از دراه (3) لصغره، وكَرِه أن يجمع بينه وبين القدري، مخافة أن يغلبه، وتسامع النّاس بالسّام بقدوم جعفر المخاصمة القَدَريّ.

فلمّا كان من الغد اجتمع النّاس لخُصومتهما. فقال الأموي لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّه قد أعيانا أمر هذا القدري، وإنما كتبتُ إليك لأجمع بينك وبينه لم يَدَع عندنا أحداً إلا خَصمه، فقال: إن اللّه يكفيناه.

قال: فلما اجتمعوا، قال القَدَريُّ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سَل عمّا شِئْتَ. فقال له: اقرأ سورة الحمد قال: فقرأها، وقال الأُمويُّ - وأنا معه - : ما في سورة الحمد علينا، إنا للّه وإنا إليه راجعون

ص: 105


1- الكافي :2 13/440، مشكاة الأنوار: 120، بحار الأنوار 92: 43/239.
2- القَدَرِيَّة: قوم يُنكرون القدر، ويقولون إن كل إنسان خالق لفعله.
3- ازْدَرَيْتُهُ، أي حقرته.

فجعل القدريُّ يقرأ سورة الحمد حتّى بلغ قول اللّه تبارك وتعالى: «إيّاك نَعْبُدُ وَإيّاك نَسْتَعِينُ»، فقال له جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قف، مَنْ تستعين، وما حاجتك إلى المعونة، إن الأمر إليك؟! فبُهت الذى كفر، واللّه لا يهدى القوم الظالمين (1).

25/98 - عن داود بن فَرْقَد، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم» يعني أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه (2).

26/99 - قال محمّد بن علي الحلبي: سمعته ما لا أحصي وأنا أُصلّي خلفه يقرأ «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم» (3).

27/100 - عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ» ؟ قال : هم اليهود والنصارى (4).

28/101 - عن رجل، عن ابن أبي عُمير رفعه في قوله: «غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَغَيْرِ الضَّالّين» هكذا نزلت قال المغضوب عليهم: فلان وفلان وفلان والنصّاب والضّالّين: الشكاك الذين لا يعرفون الإمام (5).

ص: 106


1- بحار الأنوار : 98/55 و 92: 44/239.
2- تفسير القمّي 1: 28 معاني الأخبار: 3/32، بحار الأنوار 85 : : 12/23 و 92 : 45/240.
3- بحار الأنوار 92 : 45/240.
4- الاستبصار 1: 1188/319، بحار الأنوار 5: 23 / 11، و 12: 46/240.
5- بحار الأنوار 85 : 23 / 12، و 92: 47/240.

من سورة البقرة

إشارة:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم

1/102 - عن سعد الإسكاف، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول اللّه : أعطيت الطوال (1) مكان التوراة، وأُعطيت المِئين (2) مكان الإنجيل، الاول وأُعطيت المثاني (3) مكان الزَّبُور، وفُضّلت بالمفصّل (4) سبع وستّين سورة (5).

2/103 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من قرأ البقرة وآل عِمْران، جاء يوم القيامة تُظلّانه على رأسه مثل الغَمَامَتين، أو غَيَابتَين (6).

ص: 107


1- الطوال: فُسِرّت بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.
2- المئين: من سورة بني إسرائيل إلى سبع سور، سُمّيت بها لأنّ كلّاً منها على نحو مائة آية.
3- المثاني: قيل : فاتحة الكتاب، وقيل: المثاني سور أولها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المئين، وقيل: هي القرآن كلّه.
4- المُفَصّل: إنّما سُمّي به لكثرة ما يقع فيه من فُصُول التسمية بين السُور، وقيل: لقصر سوره، واختلف في أوّله، فقيل : من سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقيل : من سورة «ق»، وقيل: من سورة الفتح.
5- بحار الأنوار 92 : 31/27.
6- ثواب الأعمال: 104، مجمع البيان، 1 : 111، بحار الأنوار 92 : 8/265، والغيابة من كلّ شيءٍ: ما سترك منه، وفي النهاية 3: 403 في حديث «تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غَمامتان أو غَيَايَتان» قال الغَيَايَة : كلّ شيءٍ أَظَلَّ الإنسان فوق رأسه كالسَّحابة وغيرها.

3/104 - عن عمر بن جُميع، رفعه إلى عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها لم يرفي نفسه وأهله وماله شيئاً يَكْرَهه، ولم يَقْرَبه الشيطان ولم ينس القرآن (1).

[ 1 و 2] الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ

قوله تعالى : «المَ * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ» [21] الآية.

4/105 - عن سَعدان بن مسلم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في، :قوله «المَ ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيه»، قال: كتاب عليّ لا ريب فيه «هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ» قال : المُتَّقون شيعتنا «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنفِقُونَ» [3] ومما علمناهم يبثّون (2).

[3] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلوةَ

106 / 5 - عن محمّد بن قيس، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُحدّث، قال: أن حُيِّباً وأبا ياسر ابنى أخطب، ونفراً من اليهود أهل خير، أتوا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما أنزل عليك «الم» (3)؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند اللّه ؟ قال: نعم، قالوا: لقد بعثت أنبياء قبلك، ما نعلم نبيّاً منهم أخبر ما مدّة مُلكه، وما أجل أُمَّته غيرك فأقبل حُبي على أصحابه، فقال لهم: الألف واحدٌ، واللام ثَلاثون والميم أربعون، فهي إحدى وسبعون سنةً، فَعَجَبٌ ممّن يَدْخُلُ في دين مدة ملكه وأجل أُمَّته إحدى وسبعون سنة!

ص: 108


1- ثواب الأعمال: 104، بحار الأنوار 92 : 9/265.
2- تفسير القمّي 1: 30، بحار الأنوار 2 : 59/21، وفي «ب، ه»: ينبئون، بدل: يبثون.
3- البقرة 2: 1.

ثم أقبل على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال له : يا محمّد، هل مع هذا غيره؟ فقال: نعم قال: «المص» (1) قال : هذه أثقل وأطول، الألف واحدٌ، واللّام ثلاثون [والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه مائة وإحدى وستّون سنة!

ثم قال لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هَاتِه، قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «الر» (2)، قال: هذه أثقل وأطول الألف واحدٌ، واللام ثلاثون، والرّاء مائتان.

ثم قال لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : فهل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قال: هَاتِهِ، قال: «المر» (3) قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والرّاء مائتان! ثمّ قال له : هل مع هذا غيره؟ قال: نعم. قالوا: قد التبس علينا أمرك، فما ندري ما أعطيت! ثم قاموا عنه، ثمّ قال أبو ياسر لحتى أخيه: ما يُدريك لعلّ محمّداً قد جُمع له هذا كُلّه وأكثر منه. قال: فذكر أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أن هذه الآيات أُنزلت فيهم «مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتُ» (4)، قال: وهي تجري في وجهٍ آخر على غير تأويل حُيي وأبي ياسر وأصحابهما ] (5).

6/107 - [ عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه تبارك وتعالى لما أحبّ أن

ص: 109


1- الأعراف 7 : 1.
2- يونس 10 : 1.
3- الرعد 13 : 1.
4- آل عمران 3: 7.
5- معاني الأخبار: 3/23، تفسير القمّي 1: 223، بحار الأنوار 9 : 79/209، و 92 : 2/374، وما بين المعقوفتين أضفناه من المعاني.

يخلُق خَلقاً بيده، وذلك بعد ما مضى من الجِنِّ والنَّسْنَاس (1) في الأرض سبعة آلاف سنة، قال: ولمّا كان من شأن اللّه أن يخلق آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) للذي أراد من التدبير والتقدير لما هو مكوّنه في السماوات والأرض وعلمه لما أراد من ذلك كله، كَشَط (2) عن أطباق السّماوات، ثمّ قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجِنِّ والنَّسْنَاس، فلمّا رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق، عظم ذلك عليهم، وغَضِبوا اللّه، وأسفوا على الأرض، ولم يملكوا غضبهم أن قالوا: يارب أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك، ويستمتعون بعافيتك، وهم يعْصُونك بمثل هذه الذنوب العظام، لا تأسف ولا تَغْضَب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عَظُم ذلك علينا وأكبرناه فيك!

فلمّا سَمِع اللّه عزّ وجلّ ذلك من الملائكة قال: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً» لي عليهم، فيكون حُجّةً لي في أرضي على خلقي. فقالت الملائكة: سبحانك «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ»، وقالوا: فاجعله منا، فإنّا لا تُفسد في الأرض ولا نَسْفك الدماء.

[20] إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون

قال جلّ جلاله: يا ملائكتي «إنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» [30] إِنِّي أريد أن أخلُق خَلقاً بيدي، أجعل ذُرِّيته أنبياء مرسلين وعباداً صالحين وأئمّةً مهتدين، أجعلهم خُلفائي على خَلقي في أرضي يَنْهَونَهم عن المعاصي، ويُنذرونهم عذابي،

ص: 110


1- النَّسْنَاس: هم يأجوج ومأجوج، وقيل : خَلق على صورة الناس، أشبهوهم في شيء، وخالَفُوهم في شيء، وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم.
2- كَشَطتُ الغطاء عن الشيء: إذا كَشَفْته عنه.

ويهدونهم إلى طاعتي، ويَسْلُكون بهم طريق سبيلي، وأجعلهم حُجّةً لي عُذراً أونُذراً، وأُبين (1) النشنَاس من أرضى، فأُطّهرها منهم، وأنقل مَرَدَةَ الجِنِّ العصاة عن بريّتي وخَلقي وخبرتي، وأسكنهم في الهواء وفى أقطار الأرض، لا يجاورون نسل خَلقي، وأجعل بين الجن وبين خَلقي حِجاباً، ولا يرى نسل خلقي الجن ولا يُؤانسونهم ولا يُخالطونهم ولا يُجالسونهم، فمن عصاني من نسل خَلقي الذين اصطفيتهم لنفسي أسكنتهم مساكن العصاة، وأوردتهم مواردهم ولا أبالي.

فقالت الملائكة: يا ربّنا إفعل ماشئت «لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ العليم الحكيمُ» (2)، فقال اللّه جل جلاله للملائكة: «إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ» (3)، وكان ذلك من أمر اللّه عزّ وجلّ تقدّم إلى الملائكة فى آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) من قبل أن يخلقه احتجاجاً منه عليهم.

قال: فاغترف تبارك وتعالى غُرفةٌ من الماء العذب الفرات فَصَلْصَلها (4) فجَمَدَت، ثمّ قال لها: منك أخلُقُ النبيّين والمرسلين، وعبادي الصالحين، والأئمّة المهتدين الدعاة إلى الجنّة وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالى ولا أسأل عمّا أفعل وهم يُسألون - يعنى بذلك خَلقه -.

ثم اغترف غُرفة ] (5) من الماء الملح الأجاج، فَضْلصَلها في كفّه فَجْمَدَت، ثمّ

ص: 111


1- أبان الشيء: فصله وأبعده.
2- البقرة 2 : 32.
3- الحجر 15: 28 و 29.
4- الصَّلصال من الطين: ما لم يُجعَل خَزَفاً، سُمي به لتَصَلصله، وكلّ ما جَفٌ من طين أو فَخّار فقد صَلَّ صَلِيلاً.
5- ما بين المعقوفتين أضفناه من العلل.

قال لها: منك أخلُقُ الجبّارين والفراعنة والعُتاة إخوان الشياطين، وأئمّة الكفر، والدعاة إلى النار وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالي، ولا أُسأل عما أفعل وهم يُسألون، وأشترط في ذلك البَدَاء (1) فيهم، ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء اللّه فيهم، ثمّ خلط الماءين في كفّه (2) جميعاً فَصَلْصَلَهما ثمّ اكفأهما قُدّام عرشه، وهم بلّة (3) من طين.

ثم أمر الملائكة الأربعة: الشّمال، والدَّبُور، والصَّبا، والجنوب أن جولوها (4) على هذه البَلّة الطين، فأبْرِئوها وأنشئوها ثمّ جَزَّئوها وفصّلوها، وأجروا فيها الطبائع الأربع: الريح، والبلغم، والمِرَّة، والدّم، قال: فجالت عليها الملائكة الشِّمال والجنوب، والدَّبور، والصَّبَا، وأجروا فيها الطبائع، فالريح في الطبائع الأربع من قبل الشمال والبَلْغَم في الطبائع الأربع في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبائع الأربع من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبائع الأربع من ناحية الجنوب.

قال: فاستعلت (5) النَّسمة (6) وكَمَلَ البدن، قال: فلزمها من ناحية الريح: حبُّ الحياة، وطول الأمل والحِرص، ولزمها من ناحية البلغم: حبُّ الطعام والشراب

ص: 112


1- بدا له في الأمر: إذا ظهر له استصواب شيءٍ غير الأول، والاسم منه البداء، وهو بهذا المعنى مستحيل على اللّه تعالى، كما جاءت به الرواية عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ): «بأن اللّه لم يبد له من جهل وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «ما بدا للّه في شيءٍ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له».
2- كلّ ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى اللّه تعالى فإنّما هو على سبيل المجاز والاستعارة، واللّه سبحانه منَزِّه عن التَّشبيه والتجسيم.
3- في «ه»: ثلة في الموضعين، وفي تفسير القمّي والعلل: سُلالة في الموضعين.
4- جال يجول : إذا ذهب وجاء.
5- في «ب»: فاستقلّت، وهي بمعنى ارتفعت.
6- النّسْمَة: النفس والنَّسَمِة: الإنسان.

واللباس واللين والحلم والرفق، ولزمها من ناحية المرّة: الغضب والسَفَه والشَّيطنة والتجبّر والتمرّد والعَجَلة، ولَزِمها من ناحية الدم: الشَّهوة للنساء واللَّذات ورُكُوب المحارم في الشهوات.

قال أبو علي الحسن بن محبوب وأخبرني عمرو، عن جابر أنَّ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) أخبره أنّه قال: وجدنا هذا الكلام مكتوباً في كتاب من كتب عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

7/108 - قال: قال هشام بن سالم، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وما علم الملائكة بقولهم: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (2) لولا أنّهم قد كانوا رأوا من يُفسد فيها ويَسْفك الدماء (3).

8/109 - عن محمّد بن مروان عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : إنّي لأطوف بالبيت مع أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إذ أقبل رجل طُوّال (4) جُعشُم (5) مُتعمِّم بعمامةٍ، فقال: السلام عليك يابن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : فردَّ عليه أبي، فقال: أشياء أردت أن أسألك عنها، ما بقى أحدٌ يعلمها إلّا رجل أو رجلان.

قال: فلمّا قضى أبي الطواف دخل الحجر (6) فصلي ركعتين، ثمّ قال: هاهنا يا جعفر، ثم أقبل على الرجل، فقال له أبي: كأنَّك غريب؟ فقال: أجل، فأخبرني

ص: 113


1- تفسير القمّي 1: 36، علل الشرائع 1/104، بحار الأنوار 11: 10/103، و 61: 7/298.
2- البقرة 2: 30.
3- بحار الأنوار 11: 47/117.
4- الطُّوال: الطويل.
5- الجُعشُمُ: القصير الغليظ مع شدّة.
6- الحِجْرُ : حِجْرُ الكعبة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال.

عن هذا الطُّواف، كيف كان؟ ولم كان؟

قال: إن اللّه لما قال للملائكة: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا» (1) إلى آخر الآية، كان ذلك من يعصي منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين فلا ذوا بالعرش يلوذون، يقولون: لبَّيك ذا المعارج لبيك؛ حتّى تاب عليهم، فلمّا أصاب آدم الذَّنْب طاف بالبيت حتّى قبل اللّه منه، قال: فقال: صَدَّقت، فعَجِب أبي من قوله: صدقت.

قال: فأخبرني عن: «نَ وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ» (2)، قال: نون نهرٌ في الجنّة أشدُّ بياضاً من اللّبن، قال: فَأمَرَ اللّه القلم، فجرى بما هو كائن وما يكون، فهو بين يديه موضوعٌ ماشاء منه زاد فيه، وماشاء نقص منه، وماشاء كان، ومالا يشاء لا يكون. قال: صَدَقت، فعجب أبي من قوله صدقت.

قال: فأخبرني عن قوله : «فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ» (3)، ما هذا الحق المعلوم؟ قال: هو الشّيء يُخْرِجه الرجل من ماله ليس من الزكاة، فيكون للنائبة والصلة، قال: صدقت. قال: فعجب أبي من قوله صَدَقت. قال: ثمّ قام الرجل، فقال أبي على بالرجل، قال: فطَلَبته فلم أجده (4).

110/ 9 - عن محمّد بن مَرْوان، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : كنتُ مع أبي في الحِجْر، فبينا هو قائم يصلّي إذ أتاه رجل فجلس إليه، فلمّا انصرف سلّم عليه، قال: إنّي أسألك عن ثلاثة أشياء، لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر، قال: ماهي؟

ص: 114


1- البقرة 2: 302.
2- القلم 68: 1.
3- المعارج 70: 24.
4- بحار الأنوار 99 : 17/204.

قال: أخبرني أيّ شيء كان سبب الطُّواف بهذا البيت؟

فقال: إن اللّه تبارك وتعالى لما أمر الملائكة أن يَسْجُدُوا لآدم، ردت الملائكة فقالت: «أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فيها وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعْلَمُ مالا تُعْلَمُونَ» (1)، فغَضِب عليهم، ثمّ سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضُّرَاح (2)، - وهو البيت المعمور - فمكثوا به يطوفون به سبع سنين، يستغفرون اللّه ممّا قالوا، ثمّ تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم، فكان هذا أصل الطَّواف. ثمَّ جعل اللّه البيت الحرام حذاء الفُرَاح، توبةً لمن أذنب من بني آدم وطَهُوراً لهم، فقال: صدقت.

ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الأول، ثمّ قام الرجل، فقلت: من هذا الرجل يا أبه؟ فقال: يا بنى هذا الخِضر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

111 / 10 - علي بن الحسين في قوله: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء» (4) ردّوا على اللّه فقالوا: «أَتْجعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ»، وإنّما قالوا ذلك بخلق مضى. يعني الجانّ بن الجِنِّ «وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» (5) فمَنوا على اللّه بعبادتهم إيّاه، فأعرض عنهم.

[31] أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ

ثمّ علَّم آدم الأسماء كلّها، ثم قال للملائكة: «أنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ» [31] قالوا: لا علم لنا، قال: «يَا ءَادَمُ أَنْبِنهُم بأَسمَائِهِم» (6)، فأنبأهم، ثمّ قال لهم:

ص: 115


1- البقرة 2: 30.
2- الضُّراح: بيتٌ في السّماء حِيال الكعبة.
3- بحار الأنوار 99 : 18/205.
4- البقرة 2 : 30.
5- البقرة 2: 30.
6- البقرة 2: 33.

«أسْجُدُوا لآدَمَ» (1) فسجدوا، وقالوا في سُجُودهم في أنفسهم - : ما كُنَّا نَظُنّ أن يَخْلُق اللّه خَلقاً أكرم عليه منّا، نحن خُزّان اللّه وجيرانه، وأقرب الخلق إليه! فلمّا رفعوا رؤوسهم، قال: اللّه يعلم ما تبدون من ردّكم عليَّ وما كنتم تَكْتُمُون، ظننا أن لا يخلُق خَلقاً أكرم عليه منّا.

فلمّا عرفت الملائكة أنَّها وقعت فى خطيئةٍ لاذوا بالعرش، وإنّها كانت عصابة من الملائكة، وهم الذين كانوا حول العرش، لم يكُن جميع الملائكة الذين قالوا: ما ظننا أن يخلُقَ خَلقاً أكرم عليه منا، وهم الذين أمروا بالسجود، فلاذوا بالعرش وقالوا بأيديهم - وأشار باصبعه يديرها - فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة، فلما أصاب آدم الخطيئة، جعل اللّه هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئةً أتاه فلاذ به من وُلد آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) كما لاذ أولئك بالعرش.

فلمّا هَبَط آدم إلى الأرض طاف بالبيت، فلمّا كان عند المُسْتَجار دنا من البيت، فرفع يديه إلى السماء، فقال: يا ربّ اغفر لي، فنُودي: إنّي قد غفرت لك، قال: يا ربّ ولولدي قال فنُودي يا آدم من جاء نى من ولدك فباء بذنبه (2) بهذا المكان، غفرت له (3).

11/112 - عن عيسى بن حمزة (4)، قال: قال رجل لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جُعِلت فداك، إنَّ النَّاسِ يَزْعُمُون أنَّ الدنيا عُمرها سبعة آلاف سنةٍ! فقال: ليس كما يقولون، إنَّ اللّه خلق لها خمسين ألف عام فَترَكَها قاعاً قفراء خاويةً عشرة آلاف

ص: 116


1- البقرة 2 : 34.
2- أي أعترف به.
3- بحار الأنوار 99 : 19/205.
4- فى «ب، ج»: عیسی بن بن أبي حمزة، راجع رجال النجاشي: 294، ومعجم رجال الحديث 13: 184.

عام، ثمَّ بدا اللّه بَداء، فخلق فيها خَلقاً ليس من الجِنّ ولا من الملائكة ولا من الإنس، وقدَّر لهم عشرة آلاف عام، فلمّا قَرُبت آجالهم أفسدوا فيها، فدمّر اللّه عليهم تدميراً، ثم تركها قاعاً قفراء خاويةٌ (1) عشرة آلاف عام.

ثمّ خلق فيها الجِنَّ، وقدَّر لهم عشرة آلاف عام، فلمّا قَرُبت آجالهم أفسدوا فيها، وسفكوا الدماء، وهو قول الملائكة: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (2) كما سَفَكت بنو الجانّ، فأهلكهم اللّه، ثم بدا للّه فخلق آدم، وقرّر له عشرة آلاف عامٍ، وقد مضى من ذلك سبعة آلاف عامٍ ومائتان، وأنتم في آخر الزمان (3).

12/113 - قال: قال زُرارة: دخلت على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : أيُّ شيءٍ عندك من أحاديث الشيعة؟ فقلت: إنَّ عندي منها شيئاً كثيراً، قد هَمَمتُ أن أُوقد لها ناراً، ثمّ أحرقها، فقال: أرها وبيّنّا (4) ما أنكرت منها. فخَطَر على بالي الآدميّون (5)، فقال لي: ما كان علم الملائكة حيث قالوا «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (6). قال: وكان يقول أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا حدث بهذا الحديث هو كسرٌ على

ص: 117


1- أي خالية، يقال: خوى المنزل، أي خلا من أهله.
2- البقرة 2: 30.
3- بحار الأنوار 57 : 72/86.
4- في البصائر : ولم هات، وفي «أ، ب» وارها بيتنا، وفي «ه»: وأرها ننسا.
5- كذا، وفى البحار: على بالي الامور.
6- بصائر الدرجات: 6/256، بحار الأنوار 25: 28/282، والآية في سورة البقرة 2: 30، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه): لعل زُرارة كان ينكر أحاديث من فضائلهم لا يحتملها عقله فنبهه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بذكر قصة الملائكة وإنكارهم فضل آدم عليهم وعدم بلوغهم إلى معرفة فضله، على أنّ نفي هذه الأمور من قلّة المعرفة، ولا ينبغي أن يكذب المرء بما لم يحط به علمه، بل لا بد أن يكون في مقام التسليم فمع قصور الملائكة مع علو شأنهم عن معرفة آدم لا يبعد عجزك عن معرفة الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ).

القَدَريَّة.

13/114 - ثمّ قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ آدم كان له في السماء خليلٌ من الملائكة، فلمّا هَبَطَ آدم من السّماء إلى الأرض استوحش المَلَك، وشكا إلى اللّه، وسأله أن يأذن له فيهبط عليه، فأذن له فَهَبِطَ عليه، فوجده قاعداً في قفرة من الأرض، فلمّا رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحةً، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يروون أنّه أسمع عامّة الخَلق.

فقال له المَلَك: يا آدم ما أراك إلّا قد عَصَيتَ ربَّك، وحملت على نفسك ما لا تُطيق، أتدري ما قال اللّه لنا فيك فرددنا عليه؟ قال: لا. قال: قال: «إِنِّي جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً»، قلنا: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ» (1)، فهو خَلقك أن تكون في الأرض، يستقيم أن تكون في السماء؟ فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه عزّى بها آدم ثلاثاً (2).

[31] وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأسْمَاء كُلُّها

115 / 14 - عن أبي العبّاس، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، سألته عن قول اللّه: «وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» [31] ماذا عَلّمه؟ قال : الأرضين، والجبال، والشعاب (3)، والأودية. ثمّ نظر إلى بساط تحته، فقال : وهذا البساط ممّا علّمه (4).

15/116 - عن الفضل بن عباس (5)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» (6)، ماهى؟ قال: أسماء الأودية، والنبات

ص: 118


1- البقرة 2: 30.
2- بحار الأنوار 11. 18/211.
3- الشِّعاب: جمع شعب، وهو الطريق في الجبل.
4- مجمع البيان :1 180، بحار الأنوار 11: 18/147.
5- كذا في النسخ، ولعلّه أبو العبّاس الفضل بن عبدالملك البقباق من أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) راجع رجال النجاشي: 308، ومعجم رجال الحديث 13 : 304.
6- البقرة 2: 31.

والشجر، والجبال من الأرض (1).

16/117 - عن داود بن سرحان العطّار، قال: كنتُ عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فدعا بالخِوَان (2) فتغدّينا، ثم جاءوا بالطَّشت والدَّست سنانه (3)، فقلت: جعلت فداك قوله: «وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» (4)، الطَشت والدست سنانه منه؟ فقال: والفُجاج (5) والأودية. وأهوى بيده، كذا وكذا (6).

[33] ألَمْ أقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ.. ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ

17/118 - عن حَرِيز (7)، عمّن أخبره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لمّا أن خلق اللّه آدم، أمر الملائكة أن يَسْجُدواله. فقالت الملائكة في أنفسها: ما كنا نظن أنّ اللّه خَلق خَلْقاً أكرم عليه منّا، فنحن جيرانه ونحن أقرب خلقه إليه. فقال اللّه: «أَلَمْ أقُلْ لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ... مَا تُبْدُونَ وَما... تَكْتُمُونَ» [33] فيما أبدوا من أمر بني الجانّ، وكَتَمُوا ما في أنفسهم، فَلاذَت الملائكة الذين قالوا ماقالوا بالعرش (8).

18/119 - عن جميل بن دَرّاج، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن إبليس، أكان من الملائكة، أو كان يلي شيئاً من أمر السّماء؟ فقال: لم يَكُن من الملائكة، وكانت الملائكة ترى أنّه منها، وكان اللّه يعلم أنه ليس منها، ولم يكن يلى شيئاً من أمر

ص: 119


1- بحار الأنوار: 11: 19/147.
2- وهو ما يؤكل عليه.
3- استظهر العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في هامش نسخة من البحار أنّ الصحيح «ثمّ جاءوا بالطشت والدست شويه»، وعليه تكون الكلمة فارسية أي جاءوا بالطشت والإناء الذى تُغسل فيه الأيدى أو تُغْسَل به كالإبريق.
4- البقرة 2 : 31.
5- الفُجاج: الطريق الواسع بين جبلين، وفي «ب، ج»: العجاج.
6- بحار الأنوار 11 : 147 / 20.
7- في «أ»: جرير.
8- بحار الأنوار 11 : 21/118.

السماء، ولا كرامة.

[34] أُسْجُدُوا الأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ

فأتيت الطيّار (1)، فأخبرته بما سَمِعت فأنكر، وقال: كيف لا يكون من الملائكة واللّه يقول للملائكة: «أُسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ» ؟ [34] فدخل عليه الطيّار فسأله - وأنا عنده - فقال له: جعلت فداك، قول اللّه جلّ وعزّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِين امَنُوا» (2) فى غير مكان فى مخاطبة المؤمنين أيدخُل في هذه المنافقون؟ فقال: نعم يَدْخُلُ فى هذه المنافقون والضَّلال وكلّ من أقرّ بالدعوة الظاهرة (3).

19/120 - عن جميل بن دراج، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن إبليس، أكان من الملائكة، أو هل كان يلي شيئاً من أمر السماء؟ قال: لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي شيئاً من أمر السماء، وكان من الجِنِّ، وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة ترى أنّه منها، وكان اللّه يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسُّجود كان منه الذي كان (4).

20/121 - عن أبي بصير، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): إِنَّ أوّل كُفْرٍ كُفِر باللّه - حيث خلق اللّه آدم - كُفر إبليس، حيث ردّ على اللّه أمره، وأوّل الحسد حيث حَسَد ابن آدم أخاه، وأوّل الحرص حرص آدم، نُهي عن الشجرة فأكل منها، فأخرجه حرصه من الجنّة (5).

21/122 - عن بدر بن خليل الأسديّ، عن رجل من أهل الشّام، قال: قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: أوّل بُقعةٍ عُبد اللّه عليها ظَهر الكُوفة، لما أمر اللّه

ص: 120


1- يُطلق هذا اللقب على محمّد بن عبداللّه، وهو من أصحاب الباقر والصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ويُطلق على ابنه حمزة وهو من أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ).
2- البقرة 2: 104.
3- الكافي 8: 413/274، بحار الأنوار 11: 22/148، 63: 54/217.
4- مجمع البيان 1 : 190، بحار الأنوار 63 : 55/218.
5- بحار الأنوار 11 : 23/149.

الملائكة أن يَسْجُدُوا لآدم، سجدوا على ظهر الكوفة (1).

[34] إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ

22/123 - عن موسى بن بكر (2) الواسطي، قال: سألت أبا الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الكفر والشرك، أيُّهما أقدم ؟ فقال : ما عهدي بك تُخاصم النّاس.

قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسالك عن ذلك، فقال لي: الكُفر أقدم - وهو الجحود - قال اللّه عزّ وجل: «إلَّا إبليس أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ» [34] (3).

[35] وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ

23/124 - عن سلّام بن المُسْتَنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة» [35] يعني لا تأكُلا منها (4).

125 / 24 - عن عطاء، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: إنَّما كان لبث آدم وحواء في الجنّة حتّى خرجا منها سبع ساعات من أيّام الدنيا حتّى أكلا من الشجرة، فأهبطهما اللّه إلى الأرض من يومهما ذلك.

قال: فحاجَّ آدم ربّه، فقال: يا ربّ، أرأيتك قبل أن تخلقني كُنتَ قدّرت عليَّ هذا الذنب وكُلّ ما صرتُ وأنا صائرٌ إليه، أو هذا شيءٌ فعلته أنا من قبل أن (5) تُقدّره عليَّ، غَلَبت عليَّ شِقْوَتي، فكان ذلك منّي وفعلي، لامنك ولا من فعلك؟

قال له: يا آدم أنا خَلَقْتُك، وعلمتك أنّى أسكنتك (6) وزَوْجَتَكَ الجنّة،

ص: 121


1- بحار الأنوار 11 : 149 / 24، و 100: 25/232.
2- في «أ، ب، ه»: بكر بن موسى انظر رجال النجاشي: 1081/407.
3- الكافي 2: 6/284، بحار الأنوار 72 : 14/97.
4- مجمع البيان 1 : 194، بحار الأنوار 11: 41/187.
5- في «أ، ب، ج»: لم.
6- في «ب، ه»: أسكنك.

وبنعمتي وما جعلت فيك من قوّتي، قويت بجوارحك على معصيتي، ولم تَغِب عن عيني، ولم يَخْلُ علمي من فعلك، ولا ممّا أنت فاعله.

قال :آدم يا ربّ الحجّة لك عليَّ. يا ربّ، فحين خلقتني وصوَّرتني ونَفَخت فيَّ من روحك! قال اللّه تعالى يا آدم، إني أسجدتُ (1) لك ملائكتي، ونوَّهت باسمك في سماواتي، وابتدأتك بكرامتي، وأسكنتك جنَّتي، ولم أفعل ذلك إلّا برضاً منّي عليك، أبْلُوك (2) بذلك من غير أن يكون عملت لي عملاً تستوجب به عندي ما فعلتُ بك؟ قال :آدم يا ربّ، الخير منك، والشرُّ منّي.

قال اللّه تعالى: يا آدم، أنا اللّه الكريم، خلقتُ الخير قبل الشرّ، وخلقتُ رحمتي قبل غضبي، وقدّمت بكرامتي قبل هواني، وقدّمت باحتجاجي قبل عذابي.

يا آدم، ألم أنّهَكَ عن الشجرة ؟ وأخبركَ أنّ الشيطان عَدُوٌّ لكَ ولزوجتك؟ وأحذّركما قبل أن تصيرا إلى الجنّة ؟ وأعَلِّمُكُما أنَّكما إن أكلتما من الشجرة، كنتما ظالمين لأنفسكما عاصيين لي؟ يا آدم، لا يجاورني في جنَّتي ظالم عاص لي.

قال: فقال: بلى ياربِّ ؟ الحجّة لك علينا ظلمنا أنفسنا وعَصَينا، وإن لم (3) تَغْفِر لنا وتَرْحَمنا نكن من الخاسرين. قال: فلمّا أقرا لربّهما بذنبهما، وأنّ الحجّة من اللّه لهما، تَدَارَكَتْهُما رحمة الرّحمن الرحيم، فتاب عليهما ربُّهما، إنّه هو التّواب الرّحيم.

قال اللّه: يا آدم، اهبط أنت وزوجك إلى الأرض، فإذا أصلحتما أصلحتكما، وإن عَمِلتما لي قويتكما، وإن تعرّضتما لرضاي تسارعتُ إلى رضا كما، وإن خفتما

ص: 122


1- في «أ، ب، د، ه»: في من روحي وأسجدت.
2- في «ه»: ابتليتك.
3- في «أ، ب، در ه»: وإلّا.

منّي آمنتكما من سخطي. قال: فبكيا عند ذلك، وقالا : ربَّنا، فأعنا على صلاح (1) أنفسنا وعلى العمل بما يُرضيك عنا. قال اللّه تعالى لهما: إذا عَمِلْتُما سُوءاً فتوبا إليَّ منه أتب عليكما وأنا (2) التّوّاب الرّحيم.

قالا: فأهبطنا برحمتك إلى أحبّ البقاع إليك. قال: فأوحى اللّه إلى جَبْرَئِيل أن أهبطهُما إلى البلدة المباركة مكّة قال: فهَبَط بهما جبرئيل، فألقى آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) على الصّفا، وألقى حوّاء على المروة (3)، فلمّا أُلقيا قاما على أرجلهما، ورفعا رؤوسهما إلى السماء، وضجّا (4) بأصواتهما بالبكاء إلى اللّه تعالى، وخضعا بأعناقهما. قال: فهتف اللّه بهما : ما يُبكيكما بعد رضاي عنكما؟ قال: فقالا: ربَّنا أبكتنا خَطيئَتنا، وهي أخرجتنا من جوار ربّنا، وقد خفي علينا تقديس ملائكتك لك، ربّنا وبدت لنا عَوْرَاتُنا، واضطرنا ذنبنا إلى حزت الدنيا ومطعمها ومشربها، ودخلتنا وَحْشَةٌ شديدةٌ لتفريقك بيننا.

قال: فرَحِمَهُما الرّحمن الرّحيم عند ذلك، وأوحى إلى جبرئيل: أنا اللّه الرّحمن الرّحيم، وإنِّي قد رَحِمت آدم وحواء لما شكيا إليَّ، فاهبِط عليهما بخَيمةٍ مِن خِيام الجنّة، وعَزّهما عني بفراق الجنّة، واجمع بينهما في الخيمة، فإنّي قد رحمتهما لبكائهما ووَحْشتهما ووَحْدَتهما، وانصب لهما الخيمة على التُّرْعَة التي بين جبال مكّة، قال والتُرعَة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل ذلك، فهَبَط جَبْرَئِيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) - على آدم بالخيمة على مكان (5) أركان البيت وقواعده فنصبها.

ص: 123


1- في «ج»: إصلاح.
2- زاد في «أ، ب، ه»: اللّه.
3- زاد في «أ، ب. ه»: قال.
4- في «ج»: وعلا.
5- في «ه»: على مقدار.

قال: وأنزل جَبْرَئيل آدم من الصّفا، وأنزل حوّاء من المَرْوة، وجمع بينهما في الخيمة، قال: وكان عَمُود الخَيمة قضيب ياقوت أحمر، فأضاء نُوره وضوؤه جبال مكّة وما حولها، قال: وامتدَّ ضوء العمود، فجعله اللّه حَرَماً، فهو مواضع الحَرَم اليوم، كلّ ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله اللّه حَرَماً لحُرْمَة الخَيمة والعمُود، لأنَّهنَّ من الجنّة. قال: ولذلك جعل اللّه الحسنات في الحَرَم مضاعفةً، والسيِّئات فيه مضاعفة.

قال: ومدّت أطناب الخيمة حولها (1)، فمنتهى أوتادها ماحول المسجد الحرام، قال: وكانت أوتادها من غُصون الجنّة، وأطنابها من ضفائر الأُرجوان (2). قال: فأوحى اللّه إلى جبرئيل: أهْبِط على الخيمة سبعين ألف مَلَك يَحْرُسونها (3) من مَرَدَة الجنّ، ويُؤنسون آدم وحوّاء، ويطوفون حول الخيمة تعظيماً للبيت والخيمة. قال: فَهَبَطت الملائكة، فكانوا بحضرة الخيمة يَحْرُسونها من مَرَدَة الشياطين والعُتاة، ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كلّ يوم وليلة، كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المَعْمُور، وأركان البيت الحرام في الأرض حيال (4) البيت المَعْمُور الذي في السّماء.

قال: ثمّ إنّ اللّه أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن اهبط إلى آدم وحوّاء، فنحِّهما عن مواضع قواعد بيتي، فإنّي أريد أن اهبِط (5) في ظلالٍ من ملائكتي إلى

ص: 124


1- في «أ، ب، ه»: حولهما.
2- الأرجوان: شجرٌ من الفصيلة القرنية، له زَهرٌ شديدُ الحُمرة حَسَن المنظر وليست له رائحة.
3- في «أ، ب، ه»: يحرسونهما.
4- حيال الشيء: قُبالته.
5- قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : وهبوطه تعالى كناية عن توجّه أمره واهتمامه بصدور ذلك الأمر، كما قال تعالى: «هَل يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللّه فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالمَلائِكَةُ» [البقرة 2: 210] والظلال: ما أظلك من شيء، وهاهنا كناية عن كثرة الملائكة واجتماعهم، أي اهبط أمري مع جم غفير من الملائكة.

أرضي، فأرفع أركان بيتي لملائكتي ولِخَلقي من ولد آدم. قال: فهبط جبرئيل على آدم وحواء فأخرجهما من الخيمة، ونحّاهما (1) عن تُرْعَة البيت الحرام، ونحى الخيمة عن موضع التزعة، قال: ووضع آدم على الصفا، ووضع حوّاء على المَرْوة، ورفع الخَيمة إلى السماء.

فقال آدم وحَوّاء: يا جَبْرَئِيل، أبسَخَط من اللّه حوّلتنا وفرقت بيننا، أم برضاً تقديراً من اللّه علينا ؟ فقال لهما لم يكن ذلك سَخَطاً من اللّه عليكما، ولكن اللّه لا يُسأل عمّا يفعل. يا آدم، إنّ السبعين ألف ملك الذين أنزلهم اللّه إلى الأرض ليؤنسوك وبَطُوفوا حول أركان البيت والخيمة، سألوا اللّه أن يبنى لهم مكان الخيمة بيتاً على موضع التُرْعَة المباركة حيال البيت المَعْمُور، فيَطُوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحى اللّه إليَّ أن أُنحيك وحوّاء وأرفع الخيمة إلى السماء. فقال آدم: رضينا بتقدير اللّه ونافذ أمره فينا، فكان آدم على الصّفا وحوّاء على المَرْوة.

قال: فدخل آدم لفراق حوّاء وحشةٌ شديدةٌ وحزن، قال: فهَبَط من الصّفا يُريد المروة شوقاً إلى حوّاء وليسلّم عليها، وكان فيما بين الصّفا والمروة وادٍ، وكان آدم يرى المَرْوة من فوق الصّفا، فلمّا انتهى إلى موضع الوادي غابت عنه المَرْوة، فسعى فى الوادي حذراً لما لم يرَ المَرْوة، مخافة أن يكون قدضل عن طريقه، فلمّا أن جاز الوادي وارتفع عنه نظر إلى المَرْوة، فمشى حتّى انتهى إلى المَرْوة، فصَعِد عليها، فسلّم على حوّاء، ثمّ أقبلا بوجههما نحو موضع التُرْعَة يَنْظُران هل رفع

ص: 125


1- في «أ، ب، ه»: ونهاهما.

قواعد البيت، ويسألان اللّه أن يَرُدّهما إلى مكانهما، حتّى هَبَط من المَرْوة، فرجع إلى الصّفا فقام عليه، وأقبل بوجهه نحو موضع التُرْعَة فدعا اللّه، ثمّ إنّه اشتاق إلى حوّاء، فَهَبَط من الصّفا يُريد المَرْوة، ففعل مثل ما فعله في المرّة الأولى، ثم رجع إلى الصّفا ففعل عليه مثل ما فعل فى المرّة الأولى، ثمّ إنّه هَبَطَ من الصّفا إلى المَرْوة ففعل مثل ما فعل في المرتين الأوليين.

ثم رجع إلى الصّفا فقام عليه، ودعا اللّه أن يجمع بينه وبين زوجته حوّاء، قال: فكان ذهاب آدم من الصّفا إلى المروة ثلاث مرّات، ورجوعه ثلاث مرات فذلك ستة أشواط، فلمّا أن دعيا اللّه وبكيا إليه وسألاء أن يجمع بينهما، استجاب اللّه لهما من ساعتهما من يومهما ذلك مع زوال الشمس.

فأتاه جبرئيل وهو على الصّفا واقف يدعو اللّه مقبلاً بوجهه نحو الترعة، فقال له :جَبْرَئیل انزل يا آدم من الصّفا فالْحَق بحوّاء، فنزل آدم من الصّفا إلى المَرْوة، ففعل مثل ما فعل في الثلاث المرّات حتّى انتهى إلى المَرْوة، فصَعِد عليها وأخبر حوّاء بما أخبره جبرئيل، ففرحا بذلك فرحاً شديداً، وحَمِدا اللّه وشكراه فلذلك جَرَت السُّنة بالسعي بين الصّفا والمروة، ولذلك قال اللّه: «إنَّ الصّفا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه فَمَنْ حَجَ الْبَيْتَ أَو أَعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» (1).

قال: ثمَّ إن جبرئيل أتاهما فأنزلهما من المروة، وأخبرهما أن الجبار تبارك وتعالى قد هَبَط إلى الأرض، فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا، وحجر من المَرْوة، وحَجَر من طور سيناء (2)، وحَجَر من جبل السَّلام، وهو ظهر الكوفة،

ص: 126


1- البقرة 2 : 158.
2- طور سيناء: وهو اسم جبل بقرب أيلة وعنده بليد فتح في زمن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وما أظُنّه إلّا كُورة بمِصر، وقال الجوهري طور سيناء جبل بالشّام. «معجم البلدان 4: 54».

فأوحى اللّه إلى جَبْرَئيل أن ابْنِهِ وأتمه، قال: فاقتلع جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) الأحجار الأربعة بأمر اللّه من مواضعهنَّ بجناحيه، فوضعها حيث أمره اللّه في أركان البيت على قواعده (1) التي قدّرها الجبّار، ونصب أعلامها (2).

ثم أوحى اللّه إلى جَبْرَئيل أن ابنه وأتممه بحجارة من أبي قُبيس(3)، واجعل له بابين: باب شرقي، وباب غربي، قال: فأتَمَّه جبرئيل، فلمّا أن فَرَغ منه طافت الملائكة حوله، فلمّا نظر آدم وحواء إلى الملائكة يَطُوفون حول البيت، انطلقا فطافا بالبيت سبعة أشواط، ثم خرجا يَطلُبان ما يأكُلان، وذلك من يومهما الذي هُبط بهما فيه (4).

126 / 25 - عن جابر الجُعفي، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إنّ للام اللّه اختار من الأرض جميعاً مكّة، وأختار من مكّة بكّة (5)، فأنزل في بَكة سُرادِقاً (6) من نُور محفوفاً بالدُّرِّ والياقوت، ثمّ أنزل فى وسط السُّرادق عمّداً أربعة وجعل بين العمّد الأربعة لؤلؤةً بيضاء، وكان طُولها سبعة أذرع في ترابيع البيت، وجعل فيها نُوراً من نُور السُّرادق بمنزلة القناديل (7)، وكانت العمد أصلها في الثّرى

ص: 127


1- في «ج»: من أركان البيت وقواعدها.
2- في «أ، ج»: أعلاها.
3- أبو قبيس: وهو اسم الجبل المشرف على مكة. «معجم البلدان 1: 103».
4- بحار الأنوار 11: 36/182.
5- بَكَّة: هي مكّة بيت اللّه الحرام أبدلت الميم باءً، وقيل: بَكَّة، بطن مكّة، وقيل: موضع البيت المسجد الحرام ومكّة وما وراءه، وقيل: البيت مكّة، وما ولاه بكّة. «معجم البلدان 1: 562».
6- السُّرادق: كلّ ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضرب أو خِباء، وقيل: هو ما يُمَدِّ فوق البيت.
7- القِندِيل: مصباح كالكُوب في وسطه فَتِيلُ، يُملأ بالماء والزَّيت ويُشْعَل.

والرؤوس تحت العرش. وكان الربع الأوّل من زُمُرُّد أخضر، والربع الثاني من ياقوتٍ أحمر، والربع الثالث من لؤلؤ أبيض، والربع الرابع من نور ساطع، وكان البيت يَنْزِل فيما بينهم مرتفعاً من الأرض، وكان نُور القناديل يَبْلُغ إلى موضع الحَرَم، وكان أكبر القناديل مقام إبراهيم فكانت القناديل ثلاثمائة وستّين قِنديلاً. فالرُكن الأسود باب الرّحمة، إلى رُكن الشّاميّ، فهو باب الإنابة، وباب الركن الشّاميّ باب التوسل، وباب الرُكن اليماني باب التّوبة، وهو باب آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) وشيعتهم إلى الحجر، فهذا البيت حُجَّة اللّه في أرضه على خَلْقه.

فلمّا هَبَط آدم إلى الأرض هَبَط على الصفا، ولذلك اشتقّ اللّه له اسماً من اسم آدم، لقول اللّه: «إِنَّ اللّه أصْطَفَى ءَادَمَ» (1)، ونزلت حوّاء على المَرْوة، فاشتقَّ اللّه لها اسماً من اسم المرأة، وكان آدم نزل بمرآة من الجنّة، فلما لم يخلق آدم المرآة إلى جنب المقام (2)، وكان يَرْكَن إليه، سأل ربّه أن يُهبط البيت إلى الأرض، فأهبط فصار على وجه الأرض، فكان آدم يَرْكَن إليه، وكان ارتفاعها (3) من الأرض سبعة أذرع، وكانت له أربعة أبواب، وكان عرضها خمسة وعشرين ذراعاً في خمسة وعشرين ذراعاً ترابيعة، وكان السُّرادق مائتي ذراع في مائتي ذراع (4).

127/26 - عن جابر بن عبد اللّه، عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : كان إبليس أوّل من لا اللّه تغنّى، وأوّل من ناح، وأوّل من حدا (5)، لمّا أكل آدم من الشجرة تغنّى، فلمّا هَبَط

ص: 128


1- آل عمران 3 : 33.
2- كذا في النسخ، وفي العبارة اضطراب ظاهر، وفي تفسير البرهان طبع مؤسسة البعثة 1: 191، يعلّق بدل يخلق.
3- كذا، والظاهر ارتفاعه.
4- بحار الأنوار 99 : 39/13.
5- (وأوّل من حدا) ليس في «أ، ب، ج، د».

حدا، فلمّا استقر على الأرض ناح يُذكّره (1) ما في الجنّة (2).

27/128 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إن اللّه له حين أهبط آدم إلى الأرض، أمره أن يَحْرُث بيده فيأكل من كدِّه بعد الجنّة ونعيمها، فلبِث يجأر (3) ويبكي على الجنّة مائتي سنة، ثمّ إنّه سَجَد اللّه سجدةً فلم يَرْفَع رأسه ثلاثة أيّام ولياليها، ثم قال: أي ربِّ أَلَمْ تَخْلُقني ؟ فقال اللّه : قد فعلت. فقال: ألم تَنْفُخ في من رُوحك؟ قال: قد فعلت، قال: ألم تُسكنّي جنّتك؟ قال: قد فعلت، قال: ألم تسبق لي رحمتك غضبك ؟ قال اللّه : قد فعلت، فهل صبرت أو شكرت؟

قال: آدم: لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي ظلمت نفسي، فاغفر لي إنَّك أنت الغفور الرّحيم، فرَحِمه اللّه بذلك (4) و تاب عليه، إنّه هو التّواب الرّحيم (5).

28/129 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال: الكلمات التي تلقّاهنّ آدم من ربّه فتاب عليه وهدى، قال: سُبحانك اللّهم وبحمدك إنِّي عملت سُوءاً وظَلَمت نفسى، فاغفِر لى إنّك أنت الغفور الرحيم، اللّهم إنّه لا إله إلّا أنت سُبحانك وبحمدك، إنّي عَمِلت سُوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي إنّك خير الغافرين. اللّهم إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، إنّى عملت سُوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنَّك أنت الغفور الرّحيم (6).

ص: 129


1- في «ج»: أكل آدم وحواء من الشجرة تغنّى، فلما هبطا واستقرا في الأرض ناح عند حواء يذكرها.
2- بحار الأنوار 79 : : 25/247.
3- جَارَ الرجل إلى اللّه عزّ وجلّ، أي تضرّع بالدعاء.
4- في «ب، ج»: فرحم اللّه نداءه.
5- بحار الأنوار 11 : 19/212.
6- بحار الأنوار 11 : 37/186، 95: 21/192.

29/1 - وقال الحسن بن راشد: إذا استيقظت من منامك، فقل الكلمات التي تلقّى بها (1) آدم من ربّه: سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والرُوح، سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلّا أنت سبحانك (2) إِنِّي ظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني، إنَّك أنت التوّاب الرّحيم الغفور (3).

[37] فَتَلَقَّى عَادَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ

30/131 - عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه تبارك اللّه وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذُرِّيَّته، فمرَّ به النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو متكىء على عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفاطمة صلوات اللّه عليها تتلوهما، والحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يتلوان فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فقال اللّه : يا آدم، إيّاك أن تنظر إليهم بحسد، أهبطك من جواري.

فلمّا أسكنه اللّه الجنّة مثل له النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم، فنظر إليهم بحَسَدٍ، ثمّ عُرضت عليه الولاية فأنكرها، فَرمَتْهُ الجنّة بأوراقها، فلمّا تاب إلى اللّه من حسده، وأقرّ بالولاية، ودعا بحق الخمسة محمّد وعليّ، وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم، غَفَر اللّه له، وذلك قوله: «فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ» [37] الآية (4).

132 / 31 - عن محمّد بن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه، قال يا ربِّ أسألك بحقّ محمّد لمّا تُبت عليَّ، قال: وما علمك بمحمد ؟ قال: رأيتُهُ في سُرادِقك الأعظم مكتوباً وأنا في الجنّة (5).

ص: 130


1- كذا، والظاهر تلقاها.
2- (سبحانك) ليس في «ا، ب، ه».
3- بحار الأنوار 11: 38/186، 76: 11/195.
4- بحار الأنوار 11: 39/187، 26 : 326 / 9.
5- بحار الأنوار 11 : 40/187.

[38] فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ

133/ 32 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن: «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» [38].

قال: تفسيرها عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الهدى، قال اللّه فيه: «فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (1).

[40] أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ

134 / 33 - عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «أَوْفُوا بِعَهْدِى أوفِ بِعَهْدِكُمْ» [40] قال: أوفوا بولاية عليّ فرضاً من اللّه اوفِ لكم الجنّة (2).

[41] وَمَا مِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ

135 / 34 - عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن: «وَءَامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ» [41] يعنى فلاناً وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم قال اللّه يعنيهم: «وَلَا تَكُونُوا أَوّلَ كَافِرٍ بِه» يعني علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

[43] وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَمَاتُوا الزَّكَوَةَ

35/136 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا الزَّكَوَة» [43] قال: هي الفطرة التي افترض اللّه على المؤمنين (4).

137 / 36 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن صدقة الفِطر، أواجبة هي بمنزلة الزكاة؟ فقال: هي ممّا قال اللّه: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ

ص: 131


1- تفسیر فرات الكوفي: 17/58 «نحوه».
2- الكافي 1: 89/357 «نحوه»، بحار الأنوار 36: 35/97، 69: 341.
3- بحار الأنوار 36: 36/97.
4- بحار الأنوار 96: 6، و: 6/104.

وءَأتُوا الزَّكوة» (1) هي واجبة (2).

138 / 37 - عن زُرارة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - وليس عنده غير ابنه جعفر - عن زكاة الفطرة (3)؟ فقال: يؤدّي الرجل عن نفسه وعياله، وعن رقيقه الذَّكر منهم والأنثى، والصغير منهم والكبير، صاعاً من تمرٍ عن كل إنسان، أو نصف صاعٍ من حِنطة، وهي الزكاة التي فرضها اللّه على المؤمنين مع الصلاة على الغني والفقير منهم، وهم جُلّ الناس، وأصحاب الأموال أجل النّاس (4).

قال: قلت: وعلى الفقير الذي يُتَصَدِّق عليه ؟ قال نعم يُعطي ما يُتَصَدِّق به عليه (5).

139/ 38 - عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزلت الزكاة وليس للنّاس الأموال، وإنما كانت الفِطرة (6).

140/ 39 - عن سالم بن مُكَرَّم الجمّال، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أعطِ القِطرة قبل الصّلاة، وهو قول اللّه: «وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَآتُوا الزَّكوة» (7) والذي يأخُذ الفطرة عليه أن يُؤدِّي عن نفسه وعن عياله، وإن لم يُعطيها حتّى يَنْصَرِف من صلاته فلا تُعدّ فطرة (8).

ص: 132


1- البقرة 2 : 43.
2- بحار الأنوار 96: 7/104.
3- في «أ، ج»: الفطر.
4- في «ج»: جل الناس، والظاهر أنّها تصحيف: أقلّ الناس.
5- بحار الأنوار 96: 12/108.
6- من لا يحضره الفقيه 2 : 505/117، علل الشرائع: 1/390، الكافي 4: 3/171 بحار الأنوار 96: 6، و: 8/104.
7- البقرة 2 : 43.
8- بحار الأنوار 96: 13/108.

[44] أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبَرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ

141 / 40 - عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت قوله تعالى: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبَرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ» ؟ [44] قال: فوضع يده على حلقه، قال: كالذابح نفسه (1).

142 / 41 - وقال الحجّال، عن أبي(2) إسحاق، عمّن ذكره: «وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ» (3)، أي تَتْرُكون (4).

[45] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ

143 / 42 - عن مسْمع، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا مسْمع، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمٌّ من عُموم الدنيا أن يتوضّأ، ثمّ يدخُل مسجده فيركع ركعتين فيدعو اللّه فيهما ؟ أما سَمِعت اللّه يقول: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ» ؟ [45](5).

43/144 - عن عبداللّه بن طلحة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، [في قوله تعالى]: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ» (6) قال: الصبر هو الصوم (7).

44/145 - عن سليمان الفرّاء، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَة» (8)، قال : الصبر: الصوم، إذا نزلت بالرجل الشدّة أو النازلة فَليَصُم، فإنّ اللّه يقول: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ» الصبر: الصوم (9).

ص: 133


1- بحار الأنوار 100: 54/84.
2- في «أ، د»: ابن، ولعله صحيح أيضاً، فقد روى الحجّال، عن أبي إسحاق الشعيري وعبيد بن إسحاق انظر معجم رجال الحدیث 11: 45، 21 : 18، 22: 38، 23: 77.
3- البقرة 2 : 42.
4- بحار الأنوار 100 : 55/85.
5- مجمع البيان 1 : 217، بحار الأنوار 91 : 10/348.
6- البقرة 2 : 45.
7- بحار الأنوار 96 : 29/254.
8- البقرة 2 : 45.
9- الكافي 4 : 7/63، بحار الأنوار 96: 30/254.

[46] الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُوا رَبِّهِمْ

45/146 - وعن أبي معمر، عن علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فى قوله: «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُوا رَبِّهِمْ» [46]، يقول (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يُوقنون أنهم مبعوثون، والظن منهم يقين (1).

[47] يَا بَنِي إِسْرَائِيل

46/147 - عن هارون بن محمّد الحلبي، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «يَا بَنِي إِسْرَاءِيل» [47]، قال: هم نحن خاصّة (2).

47/148 - عن محمّد بن عليّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله تعالى «يَا بَنِي إِسْرَاءِيل» (3)، قال: هي خاصّة بآل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) (4).

149 / 48 - عن أبي داود، عمّن سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: أنا عبداللّه (5) اسمي أحمد، وأنا عبداللّه اسمي إسرائيل، فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني (6).

[51] وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةٌ

150 / 49 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» [51]، قال: كان في العِلم (7) والتقدير ثلاثين ليلةً، ثمّ بدا للّه فزاد عشراً، فتَمَّ مِيقات ربّه للأوّل والآخر أربعين ليلةً (8).

ص: 134


1- بحار الأنوار 7: 16/42.
2- بحار الأنوار 24 : 117/397.
3- البقرة 2 : 47.
4- بحار الأنوار 24: 118/397.
5- في «ج»: أنا عبدك.
6- بحار الأنوار 24 : 119/397، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) لعلّ المعنى أن المراد بقوله تعالى: «يَا بَنِي إِسْرَاءِيل اذكُرُوا نِعمَتِي الَّتِي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنَّى فَضَّلْتُكُم عَلَى العَالَمِينَ» [البقرة 2 47] في الباطن آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ)، لأن إسرائيل معناه عبداللّه، وأنا ابن عبداللّه، وأنا عبداللّه لقوله تعالى: «سُبحَانَ الَّذِى أسرَى بِعَبْدِهِ» [الإسراء 17: 1] فكل خطاب حسن يتوجّه إلى بني إسرائيل في الظاهر يتوجه إلي وإلى أهل بيتي في الباطن.
7- قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه): لعل المراد بالعلم علم الملائكة، أو سمّى ما كُتِب في لوح المحو والاثبات علماً بحار الأنوار 13: 227.
8- بحار الأنوار 13 : 27/226.

[58] وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَا كُمْ

151 / 50 - عن سليمان الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَإيّاكمْ» [8]، قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): نحن باب حطّتكم (1).

51/152 - عن أبي إسحاق، عمّن ذكره: «وَقُولُوا حِطَّةٌ» (2) مغفرة، حُطّ عنا: أي اغفر لنا (3).

[59] فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ

52/153 - عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : نزل جبرئيل بهذه الآية: «فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا آلَ محمّد حَقَهُمْ غَيْر الذى قيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الذِينَ ظَلَمُوا آلَ محمّد حَقَّهُمْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» [59](4).

154 / 53 - عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال اللّه تعالى لقوم :موسى: «ادْخُلُوا البَابَ سُجداً وَقُولُوا حِطَّةٌ... فَبَدَّل الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» (5) الآية (6).

[61] ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِثَايَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ

54/155 - عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه تلا هذه الآية: «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِئَايَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ» [61]، فقال: واللّه ما ضربوهم بأيديهم، ولا قتلوهم بأسيافهم، ولكن سَمِعوا أحاديثهم فأذاعوها، فأخذوا عليها، فقتلوا، فصار قتلاً واعتداءً ومعصيةً (7).

ص: 135


1- بحار الأنوار 23 : 46/122.
2- البقرة 2: 58.
3- بحار الأنوار 13: 23/226.
4- الكافي 1: 58/50، تأويل الآيات 1: 41/63، بحار الأنوار 24: 8/222.
5- البقرة 2: 58، 59.
6- تفسير البرهان 1: 6/104.
7- مستدرك الوسائل 12 : 14128/296.

[63] خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ

156 / 55 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ» [63]، أقوّة في الأبدان، أم قوة في القلوب؟ قال: فيهما جميعاً (1).

56/157 - عن عبد اللّه الحلبي، قال: قال: «أَذْكُرُوا مَا فِيهِ» [63] واذكروا ما في تَرْكه من العُقُوبة (2).

57/158 - عن محمّد بن أبي حمزة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ وجلّ: «خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ» (3)، قال: السُّجود (4)، ووضع اليدين على الرُّكبتين في الصلاة وأنت راكع (5).

58/159 - عن عبد الصمد بن برار (6)، قال: سَمِعتُ أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: كانت القِرَدَة وهم اليهود الذين اعتدوا (7) في السبت، فمسخهم اللّه قُرُوداً (8).

[66] فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ

59/160 - عن زُرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله: «فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ» [66]، قال: لما معها ينظر إليها

ص: 136


1- المحاسن: 319/261، مجمع البيان 1: 262، بحار الأنوار 13: 24/226.
2- مجمع البيان 1 : 262 عن الإمام الصادق، بحار الأنوار 13: 25/226.
3- البقرة 2: 63.
4- في «أ، ب، ج، د»: اسجدوا.
5- بحار الأنوار 13: 26/226.
6- كذا، وفى «أ»: عبد الصمد بن مرار والظاهر كونه عبد الصمد بن بندار، انظر الحديث 1391، أو عبد الصمد بن مدار الصيرفي، كما عنونه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ): 3320/241.
7- في «أ، ج»: عدوا.
8- بحار الأنوار 14: 8/55.

من أهل القُرى ولما خلفها قال: ونحن، ولنا فيها موعظة (1).

161 / 60 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنْطِي، قال: سَمِعتُ أبا الحسن الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابةً له، ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثمّ جاء يطلُب بدمه.

[69] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبُّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا

فقالوا لموسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن سبط آل فلان قتل فلاناً، فأخبرنا من قتله؟ فقال: أنتوني ببقرة. «قَالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قَلَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ» [67] قال: ولو عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم «قالوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ» [68] لا صغيرة ولا كبيرة، ولو أنَّهم عمدوا إلى بقرة (2) الأجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم.

[ 70 و 71] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ

«قالوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَونُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لونُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ» [69] ولو أنَّهم عمدوا إلى بقرة لأجزأتهم، ولكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم. «قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لنا ما هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّاشِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» [70 و 71].

فطلبوها، فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل، فقال: لا أبيعها إلّا بملء مَسكِها (3) ذهباً، فجاءوا إلى موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقالوا له: قال: فاشتروها.

قال : وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) البعض أصحابه (4): إنّ هذه البقرة لها نباً. فقال:

ص: 137


1- بحار الأنوار 14: 9/55.
2- زاد في «ج»: بهذه الصفات.
3- المَسْكُ: الجلد.
4- في «ه»: فقال لرسول اللّه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعض أصحابه.

وما هو ؟ قال: إنّ فتىً من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنه اشترى تبيعاً (1)، فجاء إلى أبيه والإقليد (2) تحت رأسه، فكره أن يُوقظه، فترك ذلك، فاستيقظ أبوه، فأخبره، فقال له: أحسنت، فخُذ هذه البقرة فهى لك عوضٌ لما فاتك. قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : انظروا إلى البر ما بلغ بأهله (3)!.

61/162 - عن الحسن بن علی بن فضال، قال: سمعت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ اللّه أمر بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة، وإنما كانوا يحتاجون إلى ذنبها، فشدّد اللّه عليهم (4).

62/163 - عن الفضل بن شاذان، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبداللّه، أنه قال: من ليس نعلاً صفراء لم يَزَل مسروراً حتّى يبليها، كما قال اللّه : «صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ» (5).

63/164 - وقال: من لبس نعلاً صفراء لم يبلها حتّى يستفيد عِلماً أو مالاً (6).

165 / 64 - عن يونس بن يعقوب، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن أهل مكّة يذبحون البقرة في اللَّبَب (7)، فما ترى في أكل لُحُومها؟ قال: فسكت هُنيئة، ثمّ قال: قال اللّه: «فَذَبَحُوها وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ» [71] لا تأكل إلا ماذبح من مَذبَحه (8).

ص: 138


1- التَّبِيعُ: ولد البقرة في أوّل سنة.
2- الإقليد: المفتاح.
3- عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2 : 31/13، مجمع البیان 1: 273، بحار الأنوار 13: 2/262.
4- بحار الأنوار 13: 6/266.
5- مجمع البيان 1: 274 وسائل الشيعة 3 : 4/387، 5، والآية في سورة البقرة 2: 69.
6- وسائل الشيعة 3: 5/388.
7- اللَّبَبِ: المَنْحَر من كلّ شيء.
8- بحار الأنوار 65 : 27/323.

166 / 65 - عن محمّد بن سالم، عن أبي بصير، قال : قال جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : خرج عبداللّه بن عمرو بن العاص من عند عُثمان، فلقي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فقال له: يا عليّ، بيّتنا الليلة في أمرٍ، نرجو أن يُثبّت اللّه هذه الأمة.

[ 79] فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ

فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لن يخفى عليّ ما بيَّتم فيه، حَرَّفتم وغيَّرتم وبَدَّلتم تسعمائة حرف: ثلاثمائة حَّرفتم، وثلاثمائة غيَّرتم، وثلاثمائة بدَّلتم «فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتاب بأيديهمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّه» إلى آخر الآية «مِمَّا يَكْسِبُونَ» [79] (1).

66/167 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» [83]، قال: قولوا للنّاس أحسن ما تُحبّون أن يُقال لكم، فإنّ اللّه يُبْغِض اللعّان السبّاب الطعّان على المؤمنين، المُتَفَحِّش، السائل (2) المُلْحِف، ويُحبُّ الحَييَّ الحليم، العفيف المتعفّف (3).

67/16 - عن حريز، عن بُريد (4)، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أُطعِم رجلاً - سائلاً لا أعرفه مسلماً؟ قال: نعم أطعمه ما لم تَعْرفه بولاية ولا بعداوة، إن اللّه تعالى يقول: «وَقولوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (5) ولا تُطعم مَن يَنْصِب لشيءٍ من الحق، أو دعا إلى شيءٍ من الباطل (6).

ص: 139


1- بحار الأنوار 92 : 26/55.
2- فى «أ، ج»: المُسائِل.
3- بحار الأنوار 74 : 19/161.
4- في «أ، د»: عن سدير، وفي «ج»: عن بربر، وفي «ه»: عن برير، تصحيف صوابه ما أثبتناه، وهما حريز بن عبداللّه السجستاني الأزدي وبريد بن معاوية العجلي، انظر معجم رجال الحديث 3: 285 و 4: 249.
5- البقرة 2: 83.
6- الكافى 4 : 1/13، بحار الأنوار 74: 53/367.

[83] وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً

68/169 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول: اتقوا اللّه ولا تَحْمِلُوا الناس على أكتافكم، إنَّ اللّه تعالى يقول في كتابه: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (1)، قال لا : وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم، وصلوا معهم في مساجدهم حتّى النَّفَس (2)، وحتى تكون (3) المباينة (4).

170 / 69 - عن حَفص بن غِياث، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : إن اللّه بعث محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بخمسة أسياف، فسَيف على أهل الذمة، قال اللّه «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (5) نزلت فى أهل الذمة، ثمّ نَسَخَتها أُخرى، قوله: «قَاتِلُوا الدِّينَ لَا يُؤْمِنُونَ باللّه» الآية (6).

[84] وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ

70/171 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكُفر في كتاب اللّه على خمسة أوجه: فمنها كُفر البراءة، وكفر النّعم، والكفر بترك أمر اللّه، فالكفر بما نقول (7) من أمر اللّه فهو كُفر المعاصى (8)، وترك ما أمر اللّه عزّ وجلّ، وذلك قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ» [84] إلى قوله: «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ» فَكفّرهم بتركهم ما أمر اللّه، ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم، ولم ينفعهم عنده، فقال: «فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ»

ص: 140


1- البقرة 2: 83.
2- في «أ، ب، ج، د»: التمس وفي البحار: حتّى ينقطع النفس.
3- في «ج»: وحتى لا يكون.
4- بحار الأنوار 74: 20/161.
5- البقرة 2: 83.
6- بحار الأنوار 100: 14/67 بزيادة، والآية في سورة التوبة 9: 29.
7- في «أ، ب، ج»: يقول.
8- العبارة فيها ارتباك ظاهر، وفي الكافي 2: 1/287، فمنها كفر الجحود - والجحود على وجهين - والكفر بترك ما أمر اللّه وكفر البراءة، وكفر النعم...

[85] عَمَّا تَعْمَلُونَ

الآية إلى قوله: «عَمَّا تَعْمَلُونَ» (1) [85].

[87] أَفَكُلْمَا جَاءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ

71/172 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أما قوله: «أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسِكُمْ» [87] الآية، قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ذلك مثل موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) والرُّسل من بعده وعيسى صلوات اللّه عليه ضُرب مثلاً لأُمّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال اللّه لهم: فإن جاء كم محمّد بمالا تهوى أنفسكم بموالاة عليّ استكبرتم (2)، ففريقاً من آل محمّد كذّبتم، وفريقاً تقتلون، فذلك تفسيرها في الباطن (3).

72/173 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما بين عَير (4) وأحد، فخرجوا يطلبُون الموضع، فمرّوا بجبلٍ يسمى حداداً، فقالوا حداد (5) وأحد سواء، فتفرّقوا عنده، فنزل بعضهم بفَدك، وبعضهم بخيبر، وبعضهم بتَيماء (6)، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم، فمرّ بهم أعرابيٌّ قيس فَتَكارَوا (7) منه، وقال لهم: أمرٌ بكم ما بين غير وأُحد؟ فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما، فلمّا توسط بهم أرض المدينة، قال لهم: ذاك غير وهذا أُحد، فنزلوا عن ظهر إبله، فقالوا له: قد أصبنا بغيتنا، فلا حاجة لنا في إيلك، فاذهب حيث شئت.

ص: 141


1- البرهان 1 : 2/269.
2- في «ج، ه»: أنفسكم استكبر تم بموالاة علي.
3- بحار الأنوار 24 : 307 / 8.
4- غير جبلٌ في المدينة، وقيل: في الحجاز «معجم البلدان 4: 194».
5- كذا في النسخ، ولعلّه تصحيف حدد، وهو جبل مُطلّ على تَيماء، انظر معجم البلدان 2: 264.
6- التّيماء: الفَلَاة، وتَيماء: بليدٌ في أطراف الشام ووادي القُرى «معجم البلدان 2: 78».
7- تكاروا: استأجروا.

وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفَدَك وخَيبر: إنا قد أصبنا الموضع، فهلمّوا إلينا. فكتبوا إليهم: إنّا قد استقرّت بنا الدار، واتَّخذنا الأموال، وما أقربنا منكم، وإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم!

فاتَّخذوا بأرض المدينة الأموال، فلمّا كثرت أموالهم بلغ تُبَّع (1) فغزاهم. فتحصّنوا منه فحاصرهم، فكانوا يرِقّون لضعفى أصحاب تُبع فَيَلْقُونَ إليهم بالليل التمر والشعير، فبلغ ذلك تبع فَرَقَّ لهم وآمنهم، فنزلوا إليه، فقال لهم: إنّي قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيماً فيكم.

فقالوا له: إنّه ليس ذلك لك، إنّها مهاجر نبي، وليس ذلك لأحدٍ حتّى يكون ذلك.

[89] وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا

فقال لهم: فإنّي مخلّف فيكم من أُسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره. فخلّف فيهم حَيّين: الأوس والخزرج، فلمّا كثرُوا بها كانوا يتناولون أموال اليهود، فكانت اليهود تقول لهم: أما لو بعث محمّد (2) لنخر جنّكم من ديارنا وأموالنا، فلمّا بعث اللّه محمداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) آمنت به الأنصار، وكفرت به اليهود، وهو قول اللّه عزّ وجلّ: «وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا» إلى «فَلَعْنَةُ اللّه عَلى الكَافِرِينَ» (3) [89].

73/174 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الآية من قول اللّه : «لَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا به».

قال: تفسيرها في الباطن لمّا جاءهم ما عَرَفوا في عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) كفروا به، فقال

ص: 142


1- تُبع: من ملوك حِمْيَر، وفي الكافي والمجمع: بلغ ذلك تُبّع.
2- في «ج»: لو قد بعث اللّه محمداً.
3- الكافي 8: 481/308، مجمع البيان 1 : 310، بحار الأنوار 15 : 49/225.

اللّه [فيهم «فَلَعْنَةُ اللّه عَلَى الكَافِرِينَ» ] (1) يعني بني أُميّة، هم الكافرون في باطن القرآن (2).

[90] بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بما أنزل اللّه

74/175 - قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) لها : نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا: «بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللّه» في عَليّ «بَغْياً»، وقال اللّه في عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «أن يُنَزِّلَ اللّه مِن فَضْلِهِ عَلَى مِن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ» يعني عليّاً، قال اللّه: «فَبَاءُ وبِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ» يعني بني أُميّة «وَلِلكَافِرِينَ» يعني بني أُميّة «عَذَابٌ مُّهِينٌ» (3) [90].

[91] وَهُو الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ

176 / 75 - وقال جابر: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نزلت هذه الآية على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا واللّه (وَإِذَا قِيلَ لَهُم ماذا أنزل ربُّكم في عَليٍّ) يعني بني أُمّية «قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا» يعني في قلوبهم بما أنزل اللّه عليه «وَيَكْفُرُونَ بمَاوَرَاءَهُ» بما أنزل اللّه فى عليّ «وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ» [11] يعنى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

76/177 - عن أبي عمر و الزُّبيري، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال اللّه تعالى في كتابه يحكي قول اليهود: «إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حتّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانِ» (5) الآية، فقال: «فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللّه مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» [91] وإنّما نزل هذا في قومٍ [من ] (6) اليهود، وكانوا على عهد محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يقتُلوا

ص: 143


1- البقرة :2 89، وما بين المعقوفتين أثبتناه من البحار.
2- بحار الأنوار 36: 38/98.
3- بحار الأنوار 36: 38/98.
4- بحار الأنوار 36 : 38/98.
5- آل عمران 3 : 183.
6- أثبتناه من نور الثقلين، وفي البحار: في قوم يهود.

الأنبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم، وإنّما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم، فنزّلوا بهم أُولئك القتلة، فجعلهم اللّه منهم وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولّو هم (1).

[93] وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ

77/178 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ» [93].

قال: لمّا ناجى موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) ربّه أوحى اللّه إليه أن يا موسى، قد فتنتُ قومك. قال: بماذا، يارب ؟ قال : بالسامريّ قال: وما فعل السامريّ؟ قال: صاغ لهم من حُليّهم عجلاً.

قال: ياربِّ، إنّ حُليّهم لتحتمل أن يُصاغ منه غزال أو تمثال أو عجل، فكيف فتنتهم؟ قال: إنّه صاغ لهم عجلاً فخار (2) قال : ياربّ، ومن أخاره؟ قال: أنا. فقال عندها موسى: «إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِى مَن تَشَاءُ» (3).

قال: فلمّا انتهى موسى إلى قومه ورآهم يعبدون العجل، ألقى الألواح من يده فتكسّرت. فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كان ينبغي أن يكون ذلك عند إخبار اللّه إيّاه.

قال: فعَمَدَ موسى قبرد العجل (4) من أنفه إلى طَرَف ذَنّبه، ثمّ أحرقه بالنّار. (5) فذَرّه في اليمّ، قال: فكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجة، فيتعرّض لذلك الرماد فيشربه، وهو قول اللّه تعالى: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفرِهِم» (2.)

ص: 144


1- بحار الأنوار 100: 5/95، نور الثقلين 1: 284/102.
2- خار الثور: صاح.
3- الأعراف 7: 155.
4- أى براه وسَحَله بالمبرد.
5- بحار الأنوار 13: 28/227.

[102] وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطين عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ

78/179 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما هلك سُليمان (عَلَيهِ السَّلَامُ) وضع إبليس السِّحر، ثمّ كتبه في كتابٍ فطواه، وكتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا من مُلك سليمان بن داود (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من ذخائر كُنُوز العلم، من أراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا، ثم دفنه تحت السرير، ثم استبانه فقرأه لهم، فقال الكافرون: ما كان يغلبنا سُليمان إّلا بهذا. وقال المؤمنون: هو عبد اللّه ونبيه. فقال اللّه في كتابه «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطين عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ» [102] أى (1) السحر (2).

79/180 - عن محمّد بن قيس، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسأله عطاء - ونحن بمكّة - عن هاروت وماروت، فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن الملائكة كانوا ينزلون من السماء إلى الأرض في كل يوم وليلةٍ، يَحْفَظون أعمال أهل أوساط الأرض من ولد آدم والجنّ، فيكتبون أعمالهم ويَعْرُجون بها إلى السماء، قال: فضح أهل السماء من معاصى أهل أوساط الأرض، فتآمروا (3) بينهم بما يسمعون ويرون من افترائهم (4) الكَذِب على اللّه وجُرأتهم عليه، ونزَّهوا اللّه ممّا يقول فيه خلقه ويصفون.

قال: فقالت طائفةٌ من الملائكة: يا ربّنا ما تَغْضَب ممّا يعمل خلقك في أرضك، ممّا يفترون (5) عليك الكذب، ويقولون الزُور، ويرتكبون (6) المعاصي وقد نهيتهم عنها، ثمّ أنت تَحْلُم عنهم، وهم في قبضتك وقدرتك وخلال عافيتك!

ص: 145


1- في «أ»: إلى.
2- تفسير القمّي 1 : 55 مجمع البيان 1: 337، بحار الأنوار 14: 3/138.
3- أي تشاوروا.
4- في «ب، ج»: اقترافهم.
5- في «ب، ج»: يقترفون.
6- في «أ، ب، ج، د»: ويركبون.

قال: أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وأحبَّ اللّه أن يُري الملائكة قدرته ونافذ أمره في جميع خلقه، ويعرف الملائكة ما منّ به عليهم ممّا عَدَله عنهم من جميع خلقه، وماطبعهم عليه من الطاعة، وعصمهم به من الذنوب.

قال: فأوحى اللّه إلى الملائكة: أن الدبوا منكم ملكين حتّى أُهْبِطهما إلى الأرض، ثمّ أجعل فيهما من طبائع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والأمل مثل ما جعلت (1) في ولد آدم، ثمّ أختبرهما في الطاعة لى.

قال: فندبوا لذلك هاروت وماروت، وكانا من أشدّ الملائكة قولاً في العيب لولد آدم، واستئثار غضب اللّه عليهم.

قال: فأوحى اللّه إليهما أن اهبطا إلى الأرض، وقد جعلتُ فيكما من طبائع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والأمل مثل ما جعلتُ في ولد آدم.

قال: ثم أوحى اللّه إليهما: انظرا أن لا تُشرِكا بي شيئاً، ولا تقتلا النفس التي حرّمت، ولا تَزْنِيا ولا تَشْرَبا الخمر.

قال: ثمّ كَشَط (2) عن السماوات السبع ليريهما قدرته، ثمّ أهبطهما إلى الأرض في صورة البشر ولباسهم، فهبطا برخبة بابل مهرود (3)، فرفع لهما بناء مشرف فأقبلا نحوه، فإذا بحضرته (4) امرأة جميلة حسناء مزيّنة مُعَطَّرة مسفرة مقبلة (5) نحوهما، فلمّا نظرا إليها وناطقاها وتأملاها، وقعت في قلوبهما موقعاً شديداً لموضع الشهوة التي جُعِلت فيهما، ثمّ أنهما أنتمرا بينهما، وذكرا مانُهِيا عنه

ص: 146


1- فى «ج»: ما جعلته.
2- كَشَطَتُ الغِطَاءَ عن الشي: إذا كشفته عنه.
3- في «ب» مهروه وفي «ه» مهروز.
4- فى «ج» : فإذا ببابه.
5- زاد في «ج»: مستبشرة.

من الزنا فمضيا.

ثمّ حرّكتهما الشّهوة التي جُعِلت فيهما، فرجعا إليها رُجُوع فتنةٍ وخذلان فراوداها عن نفسها. فقالت لهما: إنّ لي ديناً أدين به، ولستُ أقدر في دِيني الذي أدين به على أن أجيبكما إلى ما تُريدان إلا أن تَدْخُلا في ديني الذي أدين به.

فقالا لها: وما دينك ؟ فقالت لي إله مَن عَيّدَه وسَجَد له كان لي السبيل إلى أن أجيبه إلى كلّ ما سألني. فقالا لها وما إلهك؟ قالت: إلهي هذا الصنم.

قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه، فقالا: هاتان الخصلتان ممّا نُهينا عنه: الشّرك، والزنا، لأنا إن سجدنا لهذا الصنم وعبدناه أشركنا باللّه، وإنّما نُشرك باللّه لنصل إلى الزنا، وهو ذا نحن نَطْلُبُ الزّنا فليس نعطاه إلّا بالشرك. قال: فأتمرا بينهما فغلبتهما الشّهوة الّتي جُعِلت فيهما، فقالا لها: نُجيبك إلى ما سألت قالت: فدونكما، فاشر با هذا (1) الخمر فإنّه قُربان لكما عنده وبه تصلان إلى ما تُريدان.

قال: فأتمرا بينهما فقالا: هذه ثَلاث خصال ممّا قد نهانا ربُّنا عنه الشرك، والزنا، وشُرب الخمر، وإنّما ندخل فى شُرب الخمر حتّى نصل إلى الزنا. فأتمرا بينهما، ثمّ قالا لها ما أعظم البليّة بك! قد أجبناك إلى ما سألت قالت: فدونكما فاشر با من هذا الخمر واعْبُدا الصَّنم، واسْجُدا له.

قال: فشربا الخمر، وسجدا له، ثمّ راوداها عن نفسها، فلما تهيّأت لهما وتهيّئا لها دخل عليهما سائلٌ يسأل، فلمّا أن رأياه ذعرا منه، فقال لهما (2): إنّكما لمريبان ذَعِران، قد خَلَوتُما بهذه المرأة المعطّرة (3) الحسناء، إنكما لرجلا سُوء، وخرج عنهما.

ص: 147


1- زاد في «ج»: من.
2- زاد في «ج»: ويلكما.
3- في «ب، ه»: العطرة.

فقالت لهما : لا وإلهي لا تصلان إليّ، ولا تقربان، وقد اطلع هذا الرجل على حالكما وعرف مكانكما، خرج الآن فيُخبر بخبركما، ولكن بادرا إلى هذا الرجل فاقتلاه قبل أن يَفْضَحَكما ويَفْضَحني، ثمّ دُونكما فاقضيا حاجتكما وأنتما مطمئنّان آمنان.

قال: فقاما إلى الرجل فأدركاه فقتلاه، ثم رجعا إليها، فلم يرياها، وبدت لهما سوآتهما، ونُزع عنهما رياشهما، وأُسْقِطا في أيديهما (1).

قال: فأوحى اللّه إليهما: إنّما أهبطتكما إلى الأرض مع خلقى ساعةً من نهار. فعصيتماني بأربع معاص كُلّها قد نهيتكما عنها، وتقدمت إليكما فيها، فلم تُراقباني، ولم تستحيا منّي، وقد كُنتما أشدّ من نَقَم على أهل الأرض من المعاصي، وأسجر سعير غَضَبي (2) عليهم، لما جعلت فيكما من طبع (3) خلقي وعصمتي (4) إيّاكما من المعاصي، فكيف رأيتما موضع خذلاني فيكما؟ اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة.

فقال أحدهما: نتمتّع من شهواتنا في الدنيا إذ صرنا إليها إلى أن نصير إلى عذاب الآخرة. وقال الآخر: إنّ عذاب الدّنيا له مدَّة وانقطاع، وعذاب الآخرة دائم لا انقطاع له، فلسنا نختارُ عذاب الآخرة الدائم الشّديد على عذاب الدنيا الفاني المنقطع.

قال: فاختارا عذاب الدنيا، فكانا يُعلّمان السحر بأرض بابل، ثمّ لمّا علّما الناس رُفِعا من الأرض إلى الهواء، فهما معذبان منكّسان (5) معلّقان فى الهواء إلى

ص: 148


1- سُقِطَ في يده وأسقط : زَلّ وأخطأ وندم وتحيّر.
2- في «أ، ج، د» واستجرار سعير غضبي. وفي «ه»: وسجّر أسفي وغضبي، وفي تفسیر القمّي: واستنجز أسفي وغضبي، وفي البحار: واستجرّ أسفي وغضبي.
3- في «أ، ب، د»: صنع.
4- في الجملة ارتباك ظاهر: وفي «ج»: ورفعت عصمتي.
5- في «أ، ب، ج، د»: منكبّان.

يوم القيامة (1).

80/181 - عن زُرارة، عن أبي الطفيل، قال: كنتُ في مسجد الكوفة، فسَمِعتُ عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو على المِنبَر وناداه ابن الكوّاء وهو في آخر (2) المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين، ما الهدى ؟ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لعنك اللّه - ولم يسمعه - ما الهدى تُريد ولكن العمى تُريد. ثمّ قال له: ادنُ. فدنا منه، فسأله عن أشياء فأخبره، فقال: أخبرني عن هذه الكوكبة الحمراء - يعنى الزُّهَرَة -.

قال: إنّ اللّه اطّلع ملائكته على خلقه، وهم على معصيةٍ من معاصيه، فقال المَلَكان هاروت وماروت: هؤلاء الذين خَلَقتَ أباهم بيدك، وأسجدت له ملائكتك يَعْصُونك ! قال: فلعلّكم لو ابتُلِيتُم بمثل الذي ابتليتهم به عصيتموني كما عصونى قالا: لا وعزّتك.

قال: فابتلاهما بمثل الذي ابتلى به بني آدم من الشهوة، ثمّ أمرهما أن لا يُشركا به شيئاً، ولا يَقْتُلا النفس التي حرم اللّه، ولا يزنيا ولا يشربا الخمر؛ ثم أهبطهما إلى الأرض، فكانا يقضيان بين الناس، هذا في ناحية، وهذا في ناحية، فكانا بذلك حتّى أتت أحدهما هذه الكوكبة تُخاصم إليه، وكانت من أجمل الناس. فأعْجَبَتْهُ، فقال لها: الحقُّ لك ولا أقضي لك حتّى تمكّنيني من نفسك. فواعدت يوماً، ثمّ أتت الآخر، فلمّا خاصمت إليه وقعت في نفسه، وأعجبته، كما أعجبت الآخر، فقال لها مثل مقالة صاحبه، فواعدته الساعة التي واعدت صاحبه، فاتّفقا جميعاً عندها في تلك الساعة، فاستحيا كلّ واحدٍ من صاحبه حيث رآه وطأطأ رؤوسهما ونكّسا، ثمّ نُزع الحَياء عنهما، فقال أحدهما لصاحبه: يا هذا جاء بي

ص: 149


1- تفسير القمّي 1: 55، مجمع البیان 1: 338، بحار الأنوار 59: 2/316.
2- في «أ، ب، ه» : مؤخّر.

الّذي جاء بك.

قال: ثمّ أعلماها (1) وراوداها عن نفسها، فأبت عليهما حتّى يَسْجُدا لوثنها. ويَشْرَبا من شرابها، فأبيا عليها وسألاها، فأبت إلّا أن يَشْرَبا من شرابها، فلمّا شَرِبا صلّيا لوَتَنِها، ودخل مسكينٌ فرآهما، فقالت لهما: يَخْرُج هذا فيُخبر عنكما. فقاما إليه فقتلاه، ثم راوداها عن نفسها فأبت حتّى يُخيراها بما يضعدان به إلى السماء، وكانا يقضيان بالنهار، فإذا كان الليل صَعِدا إلى السماء، فأبيا عليها وأبت أن تفعل فأخبراها، فقالت ذلك لتجرّب مقالتهما وصعدت، فرفعا أبصارهما إليها، فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما ينظرون إليهما، وتناهت إلى السماء فمُسِخت، فهي الكوكبة التي ترى (2).

[106] مَا نَنْسَخُ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ تُنسبها نأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا

182 / 81 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ما نَنْسَخ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا» [106].

قال: الناسخ: ما حوّل، وما ينساها: مثل الغيب الذي لم يكن بعد، كقوله: «يَمْحُوا اللّه مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» (3)، قال: يفعل اللّه ما يشاء، ويُحوّل ما يشاء، مثل قوم يُونُس إذ بدا له فرجمهم، ومثل قوله: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم» (4). قال: ادركتهم رَحْمَتُه (5).

82/183 - عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه: «ما نَنْسَحْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ تُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا» (6)، فقال: كَذَّبوا ما هكذا هي إذا

ص: 150


1- في «أ، ب، د، ه»: علماها.
2- بحار الأنوار 59 : 9/324.
3- الرعد 13 : 39.
4- الذاريات 51 : 54.
5- بحار الأنوار 4: 42/116.
6- البقرة: 2: 106.

كان ينسخها ويأتى بمثلها لم ينسخها.

قلت: هكذا قال اللّه قال: ليس هكذا قال تبارك وتعالى (1).

قلت: فكيف؟ قال: قال: ليس فيها ألف ولا واو، قال: «ما نَنْسَخ من آيةٍ أو نُنسها نأْتِ بخيرٍ مِنها مثلها» يقول: ما نُميت من إمامٍ أُونُنْسِ ذِكرَه نأتِ بخير منه من صُلبه مثله (2).

[114] مَا كَانَ لَهُم أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ

184 / 83 - عن محمّد بن يحيى، في قوله تعالى: «مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ» [114] يعنى الإيمان لا يقبلونه إلّا والسيف على رُؤوسهم (3).

[115] فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ

185 / 84 - عن حريز، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنزل اللّه هذه الآية في التطوّع خاصّة «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» [115] وصلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إيماءً على راحلته أينما توجّهت به حيث خرج إلى خيبر، وحين رَجَع من مكّة، وجعل الكعبة خلف ظهره (4).

186 / 85 - قال زُرارة: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الصّلاة في السفر في السفينة والمَحْمِل (5) سواء؟

قال: النافلة كلُّها سواء، تُو من إيماءً أينما توجهت دابّتك وسفينتك، والفريضة تنزل لها من المَحْمِل إلى الأرض إلّا من خوف، فإن خفت أومأت وأمّا السفينة فصل فيها قائماً وتوخّ (6) القبلة بجهدك، فإنّ نُوحاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قد صلّى الفريضة

ص: 151


1- لعلّه محمول على القراءة أو التأويل.
2- بحار الأنوار 4: 43/116، 23 : 208 / 10.
3- بحار الأنوار 100: 26/29.
4- بحار الأنوار 84 : 29/70.
5- المَحْمِل: الهودج.
6- التوخّي: التحرّي، وتوخَيّت أمر كذا، أي تيمَّمته، وتوخيت الشيء: إذا قصدت إليه.

فيها قائماً متوجها إلى القبلة وهي مُطبقة عليهم.

قال: قلتُ وما كان علمه بالقبلة فيتوجّهها وهي مطبقة عليهم؟ قال: كان جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقومه نحوها.

قال: قلت فأتوجه (1) نحوها في كلّ تكبيرة؟ قال: أما في النافلة فلا، إنَّما يُكَبّر في النافلة على غير القبلة أكثر، ثمّ قال: كلّ ذلك قبلة للمتنفّل، إنّه قال: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (2).

86/187 - عن حمّاد بن عُثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن رجلٍ يقرأ السجدة وهو على ظهر دابته قال: يَسْجُد حيث توجهت به فإن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يُصلّي على ناقته النافلة وهو مستقبل المدينة، يقول: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (3).

[121] الَّذِينَ اتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ

87/188 - عن أبي ولاد، قال: سألت أبا عبداللّه، عن قوله تعالى: «الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلِئِكَ يُؤْمِنُونَ بِه» [121]، قال: فقال: هم الأئمّة (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

88/189- عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ» (5)، فقال: الوقوف عند ذكر الجنّة والنّار (6).

ص: 152


1- في «أ، ب»: فما توجّه.
2- بحار الأنوار 84 : 29/70، 87: 36/45، والآية من سورة البقرة 2: 115.
3- علل الشرائع : 1/358، بحار الأنوار 84: 18/100، 85 : 169 / 5، و 87: 30/40، والآية من سورة البقرة 2: 115.
4- الكافي 1: 4/168، تأويل الآيات 1: 56/77 بزيادة، بحار الأنوار 23: 6/189.
5- البقرة 2: 121.
6- بحار الأنوار 92 : 12/214.

190/ 89 - عن يعقوب الأحمر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : العدل: الفريضة (1).

90/191 - عن إبراهيم بن الفُضيل (2)، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: العَدْل في قول أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الفِداء (3).

91/192 - قال: ورواه أسباط الرُّطَّى، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول اللّه : «لَا يَقْبَلُ اللّه مِنْهُ صَرْفاً وَلا عَدْلاً» قال الصَرْفُ : النافلة، والعدل: الفريضة (4).

[124] وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ

193/ 92 - رواه بأسانيد عن صفوان الجمال، قال: كنا بمكّة فجرى الحديث في قول اللّه تبارك وتعالى: «وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ» [124]. قال: أتمهنّ بمحمّدٍ وعلي والأئمّة من ولد علي صلى اللّه عليهم، في قول اللّه : «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (5)، ثمّ قال: «إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ» [124] قال: ياربّ، ويكون من ذُريَّتي ظالم؟ قال: نعم فُلان وفُلان وفُلان ومن اتَّبعهُم.

قال: ياربّ، فعجّل لمحمّد وعلي ما وعدتني فيهما، وعجّل نَصْرَك لهما، وإليه أشار بقوله (6) تعالى : «مَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ أصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لِمِنَ الصَّالِحِينَ» (7) فالملّة : الإمامة.

فلمّا أسكن ذرّيته بمكّة قال: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً ءَامِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ

ص: 153


1- بحار الأنوار 8: 83/61.
2- في «أ»: إبراهيم بن الفضل.
3- بحار الانوار 8: 84/61.
4- بحار الأنوار 8 : 85/61.
5- آل عمران 3: 34.
6- في «أ، ج، د»: لهما بقوله، وفي «ب»: لهما بقولك.
7- البقرة 2: 130.

الثَّمَراتِ مَنْ ءَامَنَ» (1) فاستثنى «مَنْ ءَامَنَ» خوفاً أن يقول له: لا، كما قال له في الدعوة الأولى: «وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»، فلمّا قال اللّه: «وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ المَصِيرُ» (2) قال: ياربِّ، وَمَن الَّذين متَّعتهم؟ قال: الذين كفروا بآیاتی فُلان وفُلان وفُلان (3).

93/194 - عن حريز، عمّن ذكره، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَا يَنَالُ عَهْدي الظَّالِمِينَ» (4) أي لا يكون إماماً ظالماً (5).

195 / 94 - عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلناسِ إماماً» (6)، قال: فقال: لو علم اللّه أنّ اسماً أفضل منه لسمّانا به (7).

196 / 95 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصبَّاح، قال: سُئل أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رَجُلٍ نَسِي أن يُصَلِّي الركعتين عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الطَّواف في الحجّ أو العمرة.

[125] وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى

فقال: إن كان بالبلد صَلّى ركعتين عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإن اللّه يقول: «وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْراهِيمَ مُصَلَّى» [125]، وإن كان ارتَحَل وسار، فلا آمُرُه أن يَرجع (8).

96/197 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن رجُلٍ طاف

ص: 154


1- البقرة 2: 126.
2- البقرة 2: 126.
3- بحار الأنوار 25: 14/201.
4- البقرة 2 : 124.
5- بحار الأنوار 25 : 15/202.
6- البقرة 2: 124.
7- بحار الأنوار 25: 3/104.
8- الكافي 4: 1/425، بحار الأنوار 99: 9/215.

بالبيت طواف الفَريضَة في حَجّ كان أو عُمرَةٍ، وجَهِلَ أن يصلّي رَكْعَتَينِ عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : يُصلّيهما (1) ولو بعد أيّام، لأن اللّه يقول: «وَأَتَّخِذُوا مِن مَّقَام إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى» (2).

97/198 - عن المُنذر الثَّوريّ، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الحَجَر، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نزلت ثلاثة أحجارٍ من الجنّة: الحجر الأسود استَودعه إبراهيم، ومقام إبراهيم، وحَجَر بني إسرائيل.

قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن اللّه تعالى استودع إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الحجر الأبيض، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسوَدَّ من خطايا بني آدم (3).

98/199 - عن جابر الجعفي، قال: قال محمّد بن عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : يا جابر، ما أعظم فِرْيَة أهل الشام على اللّه يزعمون أنّ اللّه تبارك وتعالى حيث صَعِد على السماء وضع قدمه على صَخْرَةٍ بيت المَقْدِس، ولقد وضع عبد من عباد اللّه قدمَه على حَجَرٍ، فأمرنا اللّه تبارك وتعالى أن نتخِذَها مُصلّى.

يا جابر، إنّ اللّه تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه تعالى عن صِفَةِ الواصفين، وجلّ عن أوهام المُتَوهّمين، واحتجب عن أعين الناظرين، لا يزول مع الزائلين، ولا يأفُلُ مع الآفلين، ليس كمثله شيء، وهو السميع العليم (4).

99/200 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ: أَتَغْتَسِلُ النِّساء اذ أتين البيت؟ قال: نعم، إن اللّه يقول: «طهَّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» [125] ينبغي للعبد أن لا يدخُل إلّا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق

ص: 155


1- في «أ، ب، د، ه»: يصلّيها.
2- بحار الأنوار 99 : 10/215، والآية من سورة البقرة 2: 125.
3- بحار الأنوار 99: 27/227.
4- بحار الأنوار 102: 3/270.

والأذى وتطهّر (1).

[126] قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ

100/201 - عن عبداللّه بن غالب عن أبيه، عن رجل، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قول إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً امِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم باللّه» إيانا عنى بذلك وأولياءه وشيعة وصيّه، «قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ» [126] قال: عنى بذلك مَن جَحَد وَصِيَّه ولم يتَّبعه من أُمته، وكذلك واللّه حال (2) هذه الأُمَّة (3).

101/202 - عن أحمد بن محمّد، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) لما أن دعا ربّه أن يَرْزُقَ أهله من الثَّمرات قطع قطعةً من الأردُنّ، فأقبلت حتّى طافت بالبيت سبعاً، ثمّ أقرَّها (4) اللّه في مَوضِعِها، وإنّما سُمّيت الطائف للطواف بالبيت (5). 102/203 - عن أبي سلمة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنّ اللّه أنزل الحجر الأسود من الجنّة لآدم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان البيتُ دُرّةً بيضاء فرفعه اللّه إلى السماء وبقى أساسه، فهو حِيال هذا البيت.

وقال: يَدْخُله كلّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ لا يرجعون إليه أبداً، فأمر اللّه إبراهيم وإسماعيل (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) أن يبنيا البيت على القواعد (6).

103/204 - قال الحلبي : سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن البيت، أكان يُحجّ (7) قبل أن

ص: 156


1- علل الشرائع: 1/411، التهذيب 5: 852/251، بحار الأنوار 99: 7/193.
2- في «ج»: قال.
3- بحار الأنوار 99: 43/84.
4- في «ج»: حتّى أقرها.
5- بحار الأنوار 99: 21/80.
6- مجمع البيان 1: 389، بحار الأنوار 99: 40/64.
7- في «ب»: للحجّ، وفي «ج»: الحجّ.

يُبعث النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟ قال: نعم، وتصديقه في القرآن قول شعيب (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين قال لموسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) حيث تزوّج: «عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ» (1) ولم يَقُل ثماني سنين، وإنّ آدم ونوحاً (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) حجّا، وسليمان بن داود (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قد حَجَّ البيت بالجنّ والإنس والطير والريح، وحجّ موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) على جَمَل أَحْمَر، يقول: لبّيك، لبّيك، وإنّه كما قال اللّه تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِّلْعَالَمِينَ» (2)، وقال: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ» [127]. وقال: «أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلَّطَائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» (3) وَإِنَّ اللّه أنزل الحجر لآدم وكان البيت (4).

[ 127 - 128 ] وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ

104/205 - عن أبي الورقاء، قال: قلتُ لعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أوّل شيء نزل من السماء ماهو؟ قال: أوّل شيء نزل من السماء إلى الأرض فهو البيت الذي بمكة، أنزله اللّه ياقوتةً حمراء، ففَسَق قوم نوح في الأرض، فرفعه حيث يقول: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ» (5).

105/206 - عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : أخبرني عن أمة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من هم؟ قال: أمة محمّد بنوهاشم خاصّة.

قلت: فما الحجّة فى أمَّة محمّد أنّهم أهل بيته الذين ذَكَرتَ دونَ غيرهم؟ قال: قول اللّه: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتنا أُمَّةٌ مُسْلِمَةٌ لَّكَ وَأَرِنَا

ص: 157


1- القصص 28: 27.
2- آل عمران 3: 96.
3- البقرة 2: 125.
4- بحار الأنوار 99: 41/64.
5- بحار الأنوار 99: 42/64.

مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» [128] فلمّا أجاب اللّه إبراهيم وإسماعيل، وجعل من ذُرِّيَّتهما أُمَّةً مسلمةً، وبعث فيها رسولاً منها - يعنى من تلك الأُمّة - يتلو عليهم آياته ويُزَكِّيهم ويُعلّمهم الكتاب والحكمة، ردف إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) دعوته الأولى بدعوةٍ أخرى، فسأل لهم تطهيراً من الشرك ومن عبادة الأصنام ليصحّ أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم، فقال: «وَأَجْنُبْنِي وَبَنِي أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّن النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (1) فهذه دلالة (2) على أنّه لا يكون الأئمّة والأُمّة المُسلمة التي بعث فيها محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا من ذُريَّة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لقوله: «وَأَجْنُنى وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ» (3).

[133] إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ

106/207 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن تفسير هذه الآية من قول اللّه تعالى: «إِذْ قالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهِ ءَابَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَها وَاحِداً» [133] قال: جرت في القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

107/208 - عن الوليد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : إنّ الحنيفيّة هي الإسلام (5).

108/209 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما أبقت الحنيفية شيئاً حتّى إنّ منها قصّ الشارب وقلم الأظفار والختان (6).

[17] فَإِنْ ءَامَنُوا بِمِثْلِ ماءَ امَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا

109/210 - عن المُفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، في قوله تعالى: «قُولُوا

ص: 158


1- إبراهيم 14: 35 و 36.
2- في «ج»: دالّة.
3- بحار الأنوار 24: 7/154.
4- تفسیر الصافي 1: 174.
5- بحار الأنوار 3: 21/281.
6- بحار الأنوار 76: 4/68.

امَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاط» [136]، أما قوله: «قُولُوا» فهم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقوله: «فَإِن ءَامَنُوا بِمِثْلِ مَاءَ امَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوَا» [137] سائر الناس(1).

110/211 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له : كان وُلد يعقوب أنبياء؟ قال: لا، ولكنّهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء، ولم يكونوا يُفارقوا الدنيا إلّا سُعداء، تابوا وتذكروا ما صَنَعوا (2).

[136] قُولُوا ءَامَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ

111/212 - عن سَلّام، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ءَامَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا» (3). قال: عنى بذلك عليّاً والحسن والحسين وفاطمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وجرت بعد هم في الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال : ثم رجع القول من اللّه عزّ وجلّ في النّاس، فقال: «فَإِنْ ءَامَنُوا» يعني الناس «بِمِثْلِ مَا ءَامَنتُم بِهِ» يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من بعدهم «فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقاق» [137] (4).

[138] صِبْغَةَ اللّه وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّه صِبْغَةً

112/213 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحُمران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الصِّبغة: الإسلام (5).

113/214 - عن عبد الرّحمن (6) بن كثير الهاشمي - مولى أبي جعفر -، عن أبي

ص: 159


1- بحار الأنوار 23: 5/355، 24: 39/152، (سائر الناس) ليس في «أ، ب، د»، وفي «ج: يعني الناس.
2- الكافي 8: 343/246 بزيادة مجمع البيان 1: 405، قصص الأنبياء للراوندي: 133/129، بحار الأنوار 11: 9، 12: 75/291.
3- البقرة 2 : 136.
4- الكافي 1: 19/344، بحار الأنوار 23: 6/355، و 24 : 152 /40.
5- الكافي 2 : 2/12، معاني الأخبار: 1/188، مجمع البيان 1: 407، بحار الأنوار 3 : 281 / 19.
6- في النُسخ: عن عمر بن عبدالرحمن، وهو تصحيف (عن عمّه) لتشابه الرسم؛ ولأنّ علي بن حسان روى مثل هذا الحديث عن عمه عبد الرحمن، راجع الكافي 1: 53/350، والبحار، ومعجم رجال الحديث 9: 343.

عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «صِبْغَةَ اللّه وَمَنْ أَحسَنُ مِنَ اللّه صِبْغَةً» [138]، قال: الصِّبغة معرفة (1) أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالولاية في الميثاق (2).

[143] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ

215 / 114 - عن بُريد بن مُعاوية العجلي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : قوله: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» [143]، قال: نحن الأُمّة الوُسطى، ونحن شُهداء اللّه على خَلْقه، وحجته (3) في أرضه (4).

216 / 115 - عن أبي بصير، قال سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: نحنُ نَمَط الحِجاز (5)، فقلتُ : وما نَمَط الحجاز ؟ قال : أوسَط الأنماط، إن اللّه تعالى يقول: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً» [143]، قال: ثم قال: إلينا يَرْجِعُ الغالي، وبنا يلحَقُ المُقَصِّر (6).

217 / 116 - وروى عمر بن حَنْظَلَة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : هم الأئمّة (7).

ص: 160


1- (معرفة) ليس في «ب، ج، د».
2- بحار الأنوار 3: 20/281.
3- في «ج» : وحُجة اللّه.
4- تفسیر فرات: 26/62، بصائر الدرجات: 11/83، و: 3/102، و: 5/103، مجمع البيان 1 415، تأويل الآيات 1: 63/81، بحار الأنوار 23: 23/342 و 24.
5- قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) كأنه كان النّمط المعمول في الحجاز أفخر الأنماط، فكان يُبْسَط في صدر المجلس وسط سائر الأنماط، وفي النّهاية في حديث علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «خير هذه الأمّة النَّمَط الأوسط» النَّمَط : الطريقة من الطرائق، والضرب من الضُروب والنّمط الجماعة من الناس أمرهم واحد كَرِه عليَّ الغُلُوَّ والتقصير في الدين.
6- بحار الأنوار 23: 57/349.
7- بصائر الدرجات: 2/102، بحار الأنوار 23: 28/343.

117/218 - وقال أبو بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «لتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى اللّه النَّاسِ» [143]، قال: بما عندنا من الحلال والحرام، وبما ضَيَّعوا منه (1).

118/219 - عن أبي عَمْرو الزُّبَيْرِيّ، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال اللّه: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» (2) فإن ظَنَنْتَ أنّ اللّه عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من المُوَحّدين، أفترى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تَمْرٍ، يَطلُبُ اللّه شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرَةِ جميع الأُمم الماضية ؟ كلّا، لم يَعْنِ اللّه مثل هذا من خَلْقِه، يعني الأمة التي وجَبَتْ لها دعوة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ): «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» (3) وهم الأُمَّة الوُسطى، وهم خير أُمَّةٍ أُخرجت للناس (4).

119/220 - قال أبو عَمْر و الزبيري: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ألا تُخبرني عن الإيمان، أقول هو وعمل، أم قول بلا عمل؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الإيمان عَمَل كلُّه، والقولُ بعض ذلك العمل، مفترضٌ من اللّه مبيّنٌ في كتابه واضح نُورُه، ثابتةٌ حُجَّتُه، يشهد له بها الكتاب ويدعو إليه.

ولمّا أن صَرَف نبيَّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى الكعبة عن بَيْتِ المَقْدِس، قال المسلمون للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أرأيت صلاتنا التي كنّا نُصلّى إلى بيت المَقْدِس ما حالنا فيها، وما حالُ من مضى من أمواتِنَا وهم يُصَلُّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللّه: «وَمَا كَانَ اللّه لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّه بِالنَّاسِ لَرَءوفٌ رَّحِيمٌ» [143] فسمّى الصَّلاةَ إيماناً، فمَن

ص: 161


1- بصائر الدرجات: 1/102، ومختصر بصائر الدرجات 65، بزيادة: قال: نحن الشهداء على الناس بما عندنا...
2- البقرة 2 : 143.
3- آل عمران 3 : 110.
4- بحار الأنوار 23 : 58/350.

لقى (1) اللّه حافظاً لجوارحه موفياً كلَّ جارحةٍ من جَوارحِه ما فَرض اللّه عليه، لقي اللّه مستَكْمِلاً لإيمانه (2) من أهل الجنّة، ومن خان في شيءٍ منها، أو تعدّى ما أمر اللّه فيها، لَقِيَ اللّه ناقص الإيمان (3).

[144] فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا

120/221 - عن حريز، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : استَقْبِلِ القِبْلَة بِوَجْهك، ولا تقلب وجهك من القِبْلَة فتُفسد صلاتك، فإن اللّه يقول لنبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الفريضة: «فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» [144] (4).

121/222 - عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يقول الزمِ الأرض لا تُحرِّكَنَّ (5) يدَكَ ولا رجلك أبداً حتّى ترى علاماتٍ أذكُرُها لك في سنة، وترى رِجْلَكَ مُنادياً يُنادى بدمشق، وخَسفاً بقريةٍ من قراها، وتسقط طائِفَةٌ من مَسْجِدِها، فإذا رأيتَ التُرك جازوها، فأقبلت الترك حتّى نزلت الجزيرة (6)، وأقبَلَتِ الرّومُ حتّى نزلت الرَّملَة (7)، وهى سنة اختلاف فى كلّ أرض من أرض العَرَب.

وإنّ أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث راياتٍ: الأصهَب (8)، والأبقع (9)، والسُّفيانيّ، مع بَني ذَنبِ الحِمار مُضَر، ومع السُّفيانيّ أخوالُه من كَلب،

ص: 162


1- في «ه»: اتقى.
2- زاد في «ج» : فهو.
3- قطعة منه في بحار الأنوار 19: 1/199، و 84: 20/66.
4- بحار الأنوار 84 : 55 / 7.
5- في «ب»: لا تحرك.
6- الجزيرة: وهى التى بين دجلة والفرات. «معجم البلدان 2 : 156».
7- الرَّمْلَةُ: تُطلق على عدّة أماكن، منها: مدينة عظيمة بفلسطين، ومحلّة خربت نحو شاطئ دجلة مقابل الكرخ ببغداد، وقرية بالبحرين. «معجم البلدان 3: 83».
8- الصُهبَة : السُّفْرة في شعر الرأس.
9- الأبقع: الذي يُخالط لونُه لونٌ آخر.

فَيَظْهَر السُّفيانيّ ومَن مَعَهُ على بَني ذَنبِ الحِمار، حتّى يُقتلوا قتلاً لم يُقْتَلُهُ شَيءٌ قطّ.

ويَحْضُر رَجُلٌ بدمشق، فيُقْتَل هو ومن معه قتلاً لم يُقْتَلُهُ شَيءٌ قطّ، وهو من بني ذنب الحمار، وهي الآية التي يقول اللّه تبارك وتعالى: «فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَّ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ» (1).

ويظهر السُّفيانيّ ومن معه حتّى لا يَكونُ لَهُ هِمَّة إِلَّا آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وشيعتهم، فيبعثُ - واللّه - بعثاً إلى الكوفة، فيُصاب بأناس من شيعة آل محمّد بالكوفة قتلاً وصَلْباً، وتُقبِل رايةٌ من خُراسان حتّى تَنْزِل ساحِلَ الدَّجْلَةَ، يَخْرُج رجُل من الموالي ضعيف ومن تبعه، فيُصاب بظهر الكوفة، ويبعث بعثا إلى المدينة فيَقْتُل بها رجلاً، وَيَهْرُب المَهْدِيّ والمَنْصور منها، ويُؤخذ آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صغيرهم وكبيرهم، لا يُترك منهم أحد إلا حبس، ويَخْرُج الجيش في طَلَبِ الرَّجُلَين.

ويخرج المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) منها على سنَّة موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) خائفاً يترقب حتّى يَقْدِم مكّة ويُقبلُ الجيش حتّى إذا نَزَل (2) البيداء (3) - وهو جَيْشُ الهملاتِ (4) - خُسف بهم، فلا يَفْلِتُ منهم إلا مُخْبِر، فيقوم القائم بين الرُّكن والمقام فيُصلّي وَينْصَرف، ومعه وزيره، فيقول: يا أيّها الناس، إنّا نستَنصر اللّه على من ظَلَمنا وَسَلَبَ حقنا، من يُحاجنا في اللّه فإنَّا أُولى باللّه، ومَن يُحاجنا في آدم فإنا أُولى الناس بآدم، ومن حاجَّنا في نوح فإنّا أولى الناس بنوح، ومن حاجنا في إبراهيم فإنّا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجّنا بمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فإنّا أولى الناس بمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ومن حاجّنا في النبيّين فنحن أولى الناس بالنبيّين، ومن حاجّنا في كتاب اللّه فنحن أولى الناس

ص: 163


1- مریم 19 : 37.
2- في :«ه»: نزلوا، وفي «ب»: تركوا.
3- البَيداء: اسم لأرض ملساء بين مكّة والمدينة. «معجم البلدان 1: 620».
4- في «ه» نسخة بدل: الهلاك.

بكتاب اللّه، إنَّا نَشْهَد (1) وكلَّ مسلم اليوم أنا قد ظلمنا وطُردنا وبغي علينا، وأخرجنا من ديارِنا وأموالِنا وأهلينا وقهرنا، إلّا إنّا نستَنْصِر اللّه اليوم وكلّ مسلم.

[ 148] أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

ويجيءُ (2) - واللّه - ثَلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكّة على غير ميعادٍ قَزَعاً كَفَزَع الخريف (3) يَتْبَعُ بعضُهم بعضاً، وهي الآية التي قال اللّه تبارك وتعالى: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جميعاً إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» [148] فيقول رجل من آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : وهى القرية الظّالمة أهلُها.

ثمّ يَخْرُج من مكّة هو ومن معه الثّلاثمائة وبضعة عشر، يُبايعونه بين الرُكن والمقام، ومعه عهد نبيّ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رايته، وسلاحه، ووزيرهُ معه، فيُنادي المُنادي بمكّة باسمه وأمره من السَّماء، حتّى يسمعه أهلُ الأرض كلُّهم: اسمه اسم النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ما أشكل عليكم فَلَم يُشكل عليكم عهد نبيّ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ورايتُه وسلاحُهُ، والنَّفسُ الزكية من وُلدِ الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإن أشكل عليكم هذا فلا يُشكل عليكم الصّوتُ من السَّماء باسمه وأمره.

وإيّاك وشُذاذاً من آلِ محمّد، فإن لآلِ محمّد وعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) رايةً، ولغيرهم راياتٍ، فالْزَم الأرض ولا تتّبع منهم رجُلًا أبداً حتّى ترى رجُلا من وُلدِ الحسين، معه عهد نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و رايتُه، وسلاحُه، فإنّ عَهِدَ نبي اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صار عند عليّ بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثم صار عند محمّد بن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويفعَلُ اللّه ما يشاء، فالْزَم هؤلاء أبداً وإيّاك ومن ذكرتُ لك.

ص: 164


1- في «ج»: إنا نشهد اللّه.
2- في «أ، ب، ج، د»: ونحن.
3- أي قِطَع السَّحاب المُتفرّقة، وإنما خصَّ الخريف لأنه أوّل الشتّاء، والسَّحابُ يكون فيه مُتفرّقاً غير متراكم ولا مُطبق، ثمّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.

فإذا خرج رجُلٌ منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، ومعه راية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و عامداً إلى المدينة حتّى يَمُرّ بالبيداء، حتّى يقول: هنا (1) مكان القوم الذين يُخْسَفُ بهم، وهي الآية التي قال اللّه: «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّه بهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُم بِمُعجزِينَ» (2).

فإذا قَدِم المدينة أخرج محمّد بن الشَّجَري (3) على سُنّة يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثمّ يأتى الكوفة فيُطيل بها المكث ماشاء اللّه أن يَمَكُتَ حتّى يَظْهَرَ عليها، ثمّ يسير حتّى يأتى العذراء (4) هو ومن معه وقد لحق به ناسٌ كثير، والسُّفيانيّ يومئذٍ بوادي الرّملة، حتّى إذا التقوا - وهو (5) يوم الأبدال - يَخْرُج أناس كانوا مع السُّفيانيّ من شيعة آل محمّد إلى آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ويخرج ناس كانوا مع آلِ محمّد إلى السُّفيانيّ، فهم من شيعته حتّى يلحقوا بهم، ويخرج كلُّ ناس إلى رايتهم، وهو يوم الأبدال.

قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ويُقتل يَومَئِذٍ السُّفيانيّ ومن معه حتّى لا يُترك منهم مخبر، والخائبُ يومَئِذٍ مِن خاب من غنيمة كلب، ثمّ يُقبل إلى الكوفة فيكون منزِله بها، فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه، ولا غارِماً إِلَّا قَضى دَيْنَه، ولا مظلمة لأحدٍ من الناس الأردّها، ولا يُقتَلُ منهم (6) عَبْدُ إلّا أدّى ثَمَنَهُ، دِية مُسَلّمة إلى أهلها (7)، ولا يُقتل قتيل إلا قضى عنه دَينَه، وألحق عياله في العطاء، حتّى يملأ

ص: 165


1- في «أ، ب، د»: هكذا، وفي البحار: هذا.
2- النحل 16 : 45، 46.
3- في «أ، ب، د»: السجري، وفي «ج»: السنجري.
4- العذراء: وهي قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان. «معجم البلدان 4: 103».
5- في «أ، ب، د. ه»: وهم.
6- في «أ، ب، د»: منه.
7- في «ج، د»: أهله.

الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئِتْ ظُلماً وجَوراً وعُدواناً.

ويَشكُن هو وأهل بيته الرُّحْبة (1)، والرُّحْبة إنما كانت مسكن نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهي أرض طيّبة، ولا يَسْكُن رجل من آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) ولا يُقتل (2) إلّا بأرضٍ طيّبةٍ زاكيةٍ، فهم الأوصياء الطيّبون (3).

122/223 - عن أبي سمينة، عن مولى لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله عزّ وجلّ: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً» (4)، قال: وذلك - واللّه - أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البُلدان (5). 123/224 - عن المُفضّل بن عُمَر، قال : قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا أُذن (6) الإمام دعا اللّه باسمه العبرانيّ الأكبر فانتجب (7) له أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، قَزَعاً كَقَزع الخَريف، وهم أصحاب الولاية، ومنهم من يُفْتَقَد من (8) فراشه ليلاً فيُصبح بمكة، ومنهم من يُرى يسير في السَّحاب نَهاراً، يُعْرَف باسمه واسم أبيه وحَسَبهِ ونَسَبِه.

قلتُ : جُعِلتُ فداك أنهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السَّحاب نهاراً،

ص: 166


1- الرُحبة : تطلق على عدة أماكن، منها قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجاج إذا أرادوا مكّة، وقرية قريبة من صنعاء اليمن على ستّة أيّام منها، وناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القُرى. «معجم البلدان 3: 37».
2- في «ج»: يُقيل.
3- بحار الأنوار 52: 87/222.
4- البقرة 2: 148.
5- بحار الأنوار 52: 37/291.
6- في «ج»: أُذي.
7- في «أ»: فانتخب وفي «ه»: فانتحيت، وفى الغيبة: فأتيحت أي تهيّأت.
8- في «ب»: يفقد عن، وفي «ج»: يفقد من.

وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية: «أيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً» (1).

225 / 124 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إن المَلَك يُنزل الصحيفة أوّل النهار وأوّل الليل، يكتُبُ فيها عمل ابن آدم، فأملوا في أوّلها خيراً، وفي آخرها خيراً، فإنَّ اللّه يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء اللّه، فإنَّ اللّه يقول: «أذْكُرُونى أَذْكُرْكُمْ» (2).

125/226 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له: للشُّكرِ حَدٌ إِذا فَعَلهُ الرجل كان شاكراً؟ قال: نعم، قلت: ما هو ؟ قال: الحمد للّه على كلِّ نِعْمَةٍ أنعمها على وإن كان لكم فيما أنعم عليه حق أدّاه، قال: ومنه قول اللّه تعالى: (الحمدُ للّه الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا) (3) : حتّى عدّ آياتٍ (4).

[152] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَأَشْكُرُوا لِي

227/ 126 - عن أبي عَمْر والزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكُفر في كتاب اللّه على خمسة أوجُه، فمنها: كُفر النعم، وذلك قول اللّه تعالى يحكي قول سليمان (عَلَيهِ السَّلَامُ): «هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ» (5) الآية، وقال اللّه: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (6)، وقال: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَأَشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونَ» (7) [152].

ص: 167


1- الغيبة للنعماني: 3/312، بحار الأنوار 52: 153/368، والآية من سورة البقرة 2: 148.
2- أمالي الصدوق: 913/675، ثواب الأعمال: 167، مجمع البيان 1: 431، بحار الأنوار 86: 7/247، وزاد في أمالي الصدوق وثواب الأعمال: ويقول جل جلاله: ولذكر اللّه أكبر.
3- كذا، والآية في سورة الزخرف 43: 13، وهي : «سبحان الذي سخّر لنا هذا».
4- بحار الأنوار 93: 14/212.
5- النمل 27: 40.
6- إبراهيم 14: 7.
7- بحار الأنوار 71: 78/52.

127/228 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : تسبيح فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) من ذِكْرِ اللّه الكثير الذي قال تعالى: «اَذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» (1).

128/229 - عن الفضيل، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال: يا فُضيل، بلِّغ مَن لَقِيتَ من موالينا عنّا السلام، وقُل لهم: إنّي أقولُ إِنِّي لا أُغني عنكم من اللّه شيئاً إِلَّا بِوَرَعٍ، فاحْفَظُوا ألسِنَتَكم، وكُفُّوا أيديكم، وعليكم بالصَّبر والصَّلاة، إنّ اللّه مع الصابرين (2).

129/230 - عن عبد اللّه بن طَلْحَة، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الصَّبْرُ هو الصوم (3).

[155] وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ

130/231 - عن الثمالي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ» [155].

قال: ذلك جُوع خاصٍّ، وجوع عامّ، فأما بالشام فإنّه عامٌّ، وأمّا الخاصّ فهو بالكوفة يَخُصّ ولا يَعُمّ، ولكنّه يَخُصّ بالكوفة أعداء آل محمّد عليه الصلاة والسلام، فيُهلِكُهم اللّه بالجوع، وأمّا الخوف فإنّه عامٌّ بالشّام، وذاك الخوف إذا قام القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأما الجوع فقبل قيام القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذلك قوله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ»(4).

[ 156 و 157] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

232 / 131 - عن إسحاق بن عمّار، قال : لما قبض أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) جعلنا نُعزيّ أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال بعض من كان مَعَنا في المجلس: رحمه اللّه عبداً وصلّى عليه، كان اذا حدّثنا قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : فَسَكت أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) طويلاً ونَكَت (5) فى الأرض، قال: ثم التفت إلينا، فقال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): قال اللّه

ص: 168


1- بحار الأنوار 85 : 8/331، والآية من سورة البقرة 2: 152.
2- دعائم الإسلام 1 : 133.
3- بحار الأنوار 96: 29/254.
4- الغيبة للنعماني: 7/251 «نحوه»، بحار الأنوار 52: 94/229.
5- النكْتُ: أن تضرب في الأرض بقضيب، فتُؤثّر فيها.

تبارك وتعالى: إنّي أعْطَيتُ الدُّنيا بين عبادي قيضاً (1)، فمن أقرضنى منها قرضاً أعطيته لكلّ واحدةٍ منهنّ عشراً إلى سبعمائة ضعف، وما شئت، ومن لم يُفرضني منها قرضاً فأخذتُها (2) منه قَسْراً (3)، أعطيته ثلاث خصال، لو أعطيتُ واحدةً منهنَّ ملائكتي لرضُوا بها عنِّي (4)، ثمّ قال: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» إلى قوله : «وَأَوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» [156، 157] (5).

132/233 - عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أربع من كُنَّ فيه كتبه (6) اللّه من أهل : الجنّة: من كانت عضمته شهادة أن لا إله إلّا اللّه، ومن إذا أنعم اللّه عليه النعمة، قال: الحمد للّه، ومن إذا أصاب ذنباً، قال: اسْتَغْفِرُ اللّه، ومن إذا أصابته مُصيبةٌ، قال: إِنَّا اللّه وإنّا إليه راجعون (7).

234 / 133 - عن أبي عليّ اللّهبي، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أربعٌ من كُنَّ فيه كان في نُور اللّه الأعظم: من كان عضمة أمره شهادة أن

ص: 169


1- أي مقايضةً، وفى «أ، ب، ه»: فيضاً.
2- في الكافي والخصال: فأخذته.
3- في «ه»: قهراً، وزاد في «ج» : بالمصائب في ماله فإن يصبر.
4- (عني) ليس في «أ، ب، ه».
5- الكافي : 21/76، الخصال: 135/130، بحار الأنوار 71: 32/85 و 74: 21/395، وفي الخصال: الرضوا الصلاة، والهداية، والرحمة، إن اللّه عزّ وجلّ يقول: «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم» واحدة من الثلاث «ورحمة» اثنتين «وأولئك هم المهتدون» ثلاثة. ثم قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا لمن أخذ اللّه منه شيئاً قسراً، انتهى، ونحوه في الكافي أيضاً.
6- في «أ»: كُتب.
7- بحار الأنوار 93: 15/213.

لا إله إلّا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، ومن إذا أصابته مُصيبةٌ، قال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيراً، قال: الحَمْدُ للّه، ومن إذا أصاب خطيئةً، قال: اسْتَغْفِرُ اللّه وأتوب إليه (1).

235 / 134 - عن عبد اللّه بن صالح الخثعمي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): قال اللّه تعالى: عبدي المؤمن، إن حوّلته وأعطَيْتُه ورزَقُتُه استَفْرَضْتُهُ، فإن أَقْرَضَني عفواً أعطيتُه مكان الواحد مائة ألف فما زاد، وإن لا يفعل أخذتُه قسراً بالمصائب في ماله، فإن يَصْبر أعطيتُه ثلاث خصال، إن أخيّر (2) الواحدة منهنَّ ملائكتي اختاروها، ثم تلا هذه الآية: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ» إلى قوله : «هُمُ المُهْتَدُونَ» (3).

135/236 - قال إسحاق بن عمار، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا إن أخذ اللّه منه شيئاً فَصبر واستَرْجَع (4).

[158] إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه

136/237 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بهِمَا» [158] أي لا حرج عليه أن بَطَّوّف بهما (5).

137/238-عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه» يقول: لا حرج عليه أن يَطَّوّف بهما، فنزلت هذه الآية.

ص: 170


1- الخصال: 49/222، ثواب الأعمال: 165، بحار الأنوار 93: 16/213.
2- في «ب، ج، د»: إن لم أخبر، وفي «أ»: إن لم أختر، وما أثبتناء من البرهان.
3- تفسير البرهان 1 : 13/361.
4- تفسير البرهان 1 : 14/362.
5- بحار الأنوار 99 : 13/236.

فقلت: هي خاصّة أو عامّة ؟ قال : هي بمنزلة قوله: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ أصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا» (1)، فمن دخل فيهم من الناس كان يمنزِلَتِهم، يقول اللّه (2) تعالى: «وَمَن يُطع اللّه والرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ َوالشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً» (3).

138/239 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن السّعى بين الصّفا والمَرْوَة فَريضة هو أو سُنّة؟ قال: فَريضة.

قال: قلتُ: أليس اللّه يقول: «فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» ؟ قال: كان ذلك في عُمْرَة القضاء، وذلك أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان شَرْطُهُ عليهم أن يَرْفَعُوا الأصنام، فتَشَاغَلَ رجلٌ من أصحابه حتّى أُعيدت الأصنام. فجاءوا إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فسألوه، وقيل له: إنَّ فلاناً لم يطف (4)، وقد أُعيدت الأصنام، قال: فأنزل و اللّه : «إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَو أَعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» أي والأصنام عليهما (5).

240/ 139 و عن ابن مسكان، عن الحَلَبيّ، قال: سألتُهُ فقلت: وَلمَ جُعِل السَّعي بین الصّفا والمَرْوَة؟ قال: إنّ إبليس تراءى لإبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الوادي، فسعى إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) منه كراهيّة أن يُكَلِّمه، وكان مَنازِل الشياطين.

241 / 140 - وقال: قال أبو عبد اللّه في خَبر حمّاد بن عثمان: إنّه كان على الصّفا

ص: 171


1- فاطر 35 : 32.
2- الأصول الستة عشر : 30، بحار الأنوار 99 : 14/237، والآية من سورة النساء 4: 69.
3- في هامش «ج»: نسخة بدل: إن فلاناً لم يسع بين الصّفا والمروة، وكذا في الكافي.
4- الكافي 4: 8/435، بحار الأنوار 99: 15/237.
5- بحار الأنوار 99 : 16/237.

والمَرْوَة أصنام، فلمّا أن حَجّ الناس لم يَدْرُوا كيف يَصْنَعون، فأنزل اللّه هذه الآية، فكان الناس يَسْعَون والأصنام على حالها، فلمّا حجّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) رمی بها (1).

[159] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى

242 / 141 - عن ابن أبي عُمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُون مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى» [159] فى عليّ (2) (عَلَيهِ السَّلَامُ).

142/243 - عن حُمران (3)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الكِتَابِ» (4). يعني بذلك نحن واللّه المُسْتَعان (5).

143/244 - عن زيد الشحام، قال: سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن عذاب القبر؟ قال: إن أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) حدّثنا أنّ رجلاً أتى سلمان الفارسي، فقال: حدثني، فسكت عنه ثم عاد فسكت، فأدْبَر الرجل وهو يقول، ويتلو هذه الآية: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فى الكِتَابِ» (6).

فقال له: أقبل، إنّا لو وجدنا أميناً لحدّثناه، ولكن أعِدَّ (7) لمُنكَرٍ ونكيرٍ إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فإن شكَكَتَ أو التوَيت (8) ضَرَبَاكَ،

ص: 172


1- بحار الأنوار 99 : 17/237 في هامش «ج» نسخة بدل: فصار الناس يسعون بعد نزول الآية، فلمّا أن حج النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عام القابل أمر المشركين برفع الأصنام بمقتضی شرطه فرمی بها.
2- بحار الأنوار 2 : 53/76.
3- في «أ. ب»: حمدان.
4- البقرة 2 : 159.
5- بحار الانوار 2: 54/76.
6- البقرة 2: 159.
7- أي استعد وتهيّاً.
8- التوى: ماطل وأعرض.

على رأسك بمطرقة معهما تصير منها رَماداً، فقلتُ: ثم مه؟ قال: تعود، ثمّ تُعذَّب.

قلتُ : وما مُنكَر ونَكير ؟ قال : هما قعيدا القبر. قلتُ: أَمَلَكان يُعَذِّبان الناس في قُبورهم؟ فقال: نعم (1).

144/245 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلتُ له: أخبرني اللّه، عن قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الكِتَابِ». قال: نحنُ يعني بها واللّه المُسْتَعان: إنّ الرجل منّا إذا صارت إليه، لم يكن له - أولم يسعه - إلا أن يبين للناس من يكون بعده (2).

145/246 - ورواه محمّد بن مسلم قال: هم أهل الكتاب (3).

146/247 - عن عبد اللّه بن بكير، عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «أَوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه ويَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» [159]، قال: نحنُ هم، وقد قالوا: هوامّ الأرض (4).

[165 - 167] وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للّه جَمِيعاً

147/248 - عن جابر، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّه أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّه».

قال: فقال: هم أولياء فُلانٍ وفُلانٍ وفُلانِ، اتّخذوهم أئمّةً من (5) دون الإمام

ص: 173


1- بحار الأنوار 2: 55/76 و 6: 53/235.
2- بحار الأنوار 2 : 56/76.
3- بحار الأنوار 2 : 57/76.
4- بحار الأنوار 2 : 58/76، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : ضمیر «هم» راجع إلى اللّاعنين قوله: «وقد قالو»ا إمّا كلامه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فضمير الجمع راجع إلى العامة، أو كلام المؤلّف، أو الرواة، فيحتمل ارجاعه إلى أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).
5- (في) ليس في «أ، ب، ج، د».

الذي جَعَلَهُ اللّه للناس إماماً، فلذلك قال اللّه تبارك وتعالى: «وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للّه جَمِيعاً وَأَنَّ اللّه شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّهَ الَّذِينَ أتَّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا» إلى قوله : «مِنَ النَّارِ» [165 - 167].

قال: ثم قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه - يا جابر - هم أئمّة الظُّلم وأشياعهم (1).

148/249 - عن زُرارة، وحُمران (2)، ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قوله: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّه أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّه وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للّه» (3) قالا: هم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (4).

149/250 - عن عُثمان بن عيسى، عمّن حدثه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّه أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ» (5)، قال: هو الرجُل يَدَعُ المال لا يُنفِقُه في طاعة اللّه بُخلاً، ثمّ يموت فيدَعُه لِمَن (6) يعمل به في طاعة اللّه، أو في مَعْصِيَتِه، فإن عَمِل به في طاعة اللّه رآه في ميزان غيره، فزادَهُ حَسْرَةً وقد كان المالُ له، وإن عَمِلَ به في معصية اللّه قوّاه بذلك المال حتّى عَمِل به في معاصي اللّه (7).

251 / 150 - عن مَنْصُور بن حَازِم، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ» (8) ؟ قال: أعداء علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم المُخلّدون في النار أبد الآبدين

ص: 174


1- الكافي 1: 11/305، الإختصاص: 334، بحار الأنوار 8 : 41/363، و 30 : 220 /85.
2- في «أ، ب، د»: حمدان.
3- البقرة 2 : 165.
4- بحار الأنوار 30 : 221 / 86.
5- البقرة 2 : 167.
6- زاد في «ه» : هو.
7- الكافي 4 : 2/42، بحار الأنوار 73: 20/142.
8- البقرة 2: 167.

ودَهْر الدَّاهِرين (1).

151/252 - عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : أنّه سُئِل عن امرأةٍ جَعَلت مالَها هَدياً، وكُلّ مملوك لها حُرّاً، إن كلّمت اُخْتَها أبداً (2)؟ قال: تُكَلِّمُها وليس هذا بشيء، إنّما هذا وأشباهه من خُطوات الشيطان (3).

152/253 - عن محمّد بن مُسلم: أن امرأة من آل المُختار حلفت على أُختِها. أو ذات قرابةٍ لها، قالت ادني يا فلانة، فكلي معي فقالت: لا آكُل [قالت ] فحَلَفتُ عليها بالمشي إلى بيت اللّه، وعنق ما تملك إن لم تدني فتأكُلى معى أن لا أُظِلُّ (4) وإيّاك سقف بيت أو أكلتُ مَعَكِ على خوان أبدأ؟ قال: فقالت الأخرى مثل ذلك.

فحمل عُمر بن حنظلة إلى أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) مقالتهما، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنا أقضي في ذا، قل لها: فلتأكُل وليُظِلّها وإيَّاها سقف بيت ولا تمشى ولا تعتق ولتتَّق اللّه ربها ولا تعود إلى ذلك، فإن هذا من خُطُوات الشيطان (5).

153/254 - عن مَنْصُور بن حازم، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أما سَمِعتَ بطارق ؟ إن طارقاً كان نخاساً بالمدينة فأتى أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: يا أبا جعفر، إنّي هالك، إنِّي حَلَفتُ بالطّلاق والعتاق والنُذور، فقال له: يا طارق، إنّ هذه من خُطوات الشيطان (6).

ص: 175


1- بحار الأنوار 8 : 362 / 37، 30 : 221 / 87.
2- (أبداً) ليس في «ج».
3- من لا يحضره الفقيه 3: 1071/228، نوادر الأشعري: 16/26، بحار الأنوار 104 : 223 / 29، و : 231 / 77.
4- في «ج»: لا أجمع.
5- بحار الأنوار 104: 30/223.
6- التهذيب 8: 1058/287 نوادر الأشعري: 27/31، بحار الأنوار 104: 31/223، و 88/334.

255 / 154 - عن عبدالرحمن بن أبي عبداللّه، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجلٍ حَلفَ أن يَنْحَرَ (1) وَلَده. فقال: ذلك من خُطوات الشَّيطان (2).

[168] لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

256/ 155 - عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» [168]، قال: كلّ يمين بغير (3) اللّه فهي من خُطُوات الشَّيطان (4).

156/257 - عن محمّد بن إسماعيل، رفعه إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلا عَادٍ» [173]، قال: الباغي: الظالم، والعادي: الغاصب (5).

157/258 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : المُضطَرَ لا يَشْربُ الخَمْرَ، لأنّها لا تَزيدُه إِلا شَرّاً، فإن شَرِبهَا قَتلتُه (6)، فلا يَشْرَين منها قَطرَة (7).

158/259 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المرأة أو الرّجُل يذهَبُ بصَره، فيأتيه الأطباء، فيقولون: نُداويك شهراً أو أربعين ليلةٌ مُستلقياً، كذلك يُصلّي ؟ فرجعت إليه له (8)، فقال: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاعٍ وَلَا عَادٍ» (9).

ص: 176


1- في «ج»: يذبح.
2- التهذيب 8 : 1063/288، الاستبصار 4 : 164/48، نوادر الأشعري: 36/33، بحار الأنوار 104: 32/223، و: 97/235.
3- في «ج»: لغير.
4- بحار الأنوار 104: 33/223.
5- بحار الأنوار 65 : 5/136.
6- في «أ»: لأن شربها يقتله.
7- علل الشرائع: 1/478، بحار الأنوار 62: 5/83، و 65: 33/157.
8- في الكافي فرخص فى ذلك.
9- الكافي 3 : 4/410، بحار الأنوار 62: 11/66.

[173] فَمَنِ أَضْطُرُ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ

159/260 - عن حماد بن عُثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ» (1)، قال: الباغي الخارج على الإمام، والعادي: اللّصّ (2).

261 / 160 - عن بعض أصحابنا، قال: أنت امرأة إلى عمر فقالت: يا أمير المؤمنين، إنّى فَجَرتُ، فأقم فى حدّ اللّه، فأمر برجمها، وكان على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، حاضراً، قال: فقال له: سَلها كيف فَجَرَت؟

قالت: كنتُ في فَلاةٍ من الأرض، أصابني عَطَش شديد، فرفعت لي خيمة فأتَيْتُها، فأصَبْتُ فيها رجُلاً أعرابياً، فسألته الماء فأبى على أن يَسْقِيني إلا أن أُمكنه من نفسي، فولّيتُ عنه هاربةً، فاشتدّ بي العَطَش حتّى غارت عيناي (3) وذهب لساني، فلما بلغ ذلك منّي أتيتُه فَسقاني ووقع عليّ.

فقال له عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): هذه التي قال اللّه: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ» (4) وهذه غير باغية ولا عاديةٍ (5)، فخل سبيلها.

فقال عمر : لولا عليّ لهلك عُمر (6).

161/262 - عن حماد بن عُثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَنِ أضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ» (7)، قال: الباغي: طالب الصيد، والعادي: السّارق، ليس لهما أن يُقصِّرا من الصَّلاة، وليس لهما إذا اضطرًا إلى المَيتَة أن يأكُلاها، ولا يَحِلّ

ص: 177


1- البقرة 2: 173.
2- بحار الأنوار 65 : 9/137.
3- غَارَتْ عينه: دخلت في الرأس.
4- البقرة 2: 173.
5- في «ا، ج»: باغية له ولا عادية إليه.
6- من لا يحضره الفقيه 4 : 60/25، بحار الأنوار 79 : 40/51.
7- البقرة 2: 173.

لهما ما يحل للناس إذا اضطُرّوا (1).

[175] فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ

162/263 - عن ابن مسكان رفعه إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَا أَصْبَرهُمْ عَلَى النَّارِ» [175]، قال: ما أصبرهم على فعل ما يعلمون (2) أنّه يُصيّرهم إلى النار (3).

163/264 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «الحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بالأنثى» [178]، قال: لا يُقْتَل حُرٌّ بِعَبْد، ولكن يُضَرَبُ ضَرباً شديداً، ويُغرّم ديّة العبد، وإن قتل رجل امرأةً، فأراد أولياء المقتول أن يَقْتُلوا أدوا نصف ديته إلى أهل الرّجل (4).

[178] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ

265/ 164 - محمّد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ» [178] هي الجماعة المسلمين، ما هي للمؤمنين خاصّة (5).

165/266 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «فَمَنْ الحَلَبِيِّ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتَّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ» [178]، قال : ينبغي للذي له الحَقِّ أن لا يَعْسُر (6) أخاه إذا كان قادراً على ديةٍ، وينبغي للذي عليه الحقّ أن لا يَعْطل (7) أخاه إذا قدر على ما يُعطيه، ويُؤدّي إليه بإحسانٍ.

ص: 178


1- بحار الأنوار 65: 35/157، و 89: 36/68.
2- في «أ، ب، د، ه»: يعملون.
3- الكافى 2: 2/206، بحار الأنوار 8 : 289 / 51.
4- مجمع البيان 1: 479، بحار الأنوار 104 : 396 / 39.
5- بحار الأنوار 104: 39/396.
6- عَسَرَ الغريم: طلب منه الدين على عُسرة، وفي «ه»: لا يضر.
7- المَطْلُ: التسويف والمدافعة بالعِدَة والدّين.

قال: يعني إذا وَهَب القود (1) أتبعوه بالدِّية إلى أولياء المقتول، لكي لا يبطل دمُ امریءٍ و مسلم (2).

166/267 - عن أبي بصير، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَنْ عُفِى لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ» ما ذلك؟

قال: هو الرجل يقبل الدِّية، فأمر اللّه الذي له الحق أن يتبعه بمعروفٍ ولا يَعْسُره، وأمر اللّه الذي عليه الدية أن لا يمْطُله، وأن يؤدّي إليه باحسانٍ إذا أيسر (3).

167/268 - عن الحَلَبَي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «فَمَنِ أعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (4) قال: هو الرجل يقبل الديّة، أو يعفو، أو يُصالح، ثمّ يَعتدي فيقتُل «فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ».

وفي نُسخةٍ أُخرى: فيلقى (5) صاحبه بعد الصلح فيُمثل به «فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ»(6).

[180] إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ.

269 / 168 - عن عمار بن مروان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ» [180]، قال: حقّ جعله اللّه في أموال الناس الصاحب هذا الأمر.

قال: قلت: لذلك حدٌّ محدود؟ قال: نعم. قال: قالت: كم؟ قال: أدناه السُّدُس،

ص: 179


1- القَودُ: القصاصُ.
2- بحار الأنوار 104 : 409 / 12.
3- بحار الأنوار 104 : 409 / 13.
4- البقرة 2: 178.
5- في «ج» يتلقى.
6- بحار الأنوار 104 : 409 / 14.

وأكثره الثَّلث (1).

270/ 169 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الوصيّة، تجوز للوارث؟ قال: نعم، ثمّ تلاهذه الآية: «إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ» (2).

170/271 - عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من أوصى بوصيّة لغير (3) الوارثِ من صغير أو كبير بالمعروف غير المُنْكَر، فقد جازت وصيّته (4).

171/272 - عن السَّكُونيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من لم يُوص عند موته لذوي قرابته ممّن لا يرثِ، فقد ختم عمله بمعصية (5).

172/273 - عن ابن مُسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المُوتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْن والأقربينَ» (6).

[181] فَمَن بَدلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ

قال: هي منسوخة، نَسَختها آية الفرائض التي هي المواريث «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» [181] يعني بذلك الوصيّ (7).

173/274 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِن تَرَكَ خَيْراً الوصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقربِينَ بِالمَعْرُوفِ حَقَّاً عَلَى المُتَّقِينَ» (8) قال: شيءٌ جعله اللّه

ص: 180


1- بحار الأنوار 103: 30/199.
2- الكافي 7 : 5/10، بحار الأنوار 103: 31/199، والآية من سورة البقرة 2: 180.
3- فى «ج» بغير.
4- وسائل الشيعة 13: 1/483.
5- التهذيب 9: 708/174، مجمع البيان 1: 483، بحار الأنوار 103: 32/200.
6- البقرة 2: 180.
7- بحار الأنوار 103: 33/200.
8- البقرة 2: 180.

لصاحب هذا الأمر.

قال: قلت: فهل لذلك حدّ ؟ قال : نعم قلت: وما هو ؟ قال: أدنى ما يكون ثُلثُ الثُلُث (1).

275/ 174 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن رجل أوصى بماله في سبيل اللّه.

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أعطيه لمن أوصى له، وإن كان يهوديّاً أو نَصرانياً، لأنّ اللّه يقول: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» (2).

175/276 - عن أبي سعيد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه سُئِل عن رجُلٌ أوصى في، حجّةٍ، فجعلها وصيُّه في نَسمةٍ (3).

قال: يَغْرَمُها وصيّه، ويجعلها في حجة كما أوصى، إن اللّه تعالى يقول: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَاسَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» (4).

176/277 - عن مُثنّى بن عبد السلام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن رجلٍ أُوصي له بوصيةٍ، فمات قبل أن يقبضها، ولم يترك عَقِياً.

قال اطلب له وارِثاً أو مَوْلى، فادفعها إليه، فإنّ اللّه تعالى يقول: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ».

قلت: إنّ الرَّجُل كان من أهل فارس، دخل في الإسلام، لم يُسم، ولا يُعرف له ولىّ؟ قال: اجْهَد أن تَقْدِر له على وَليّ، فإن لم تجده وعلم اللّه منك الجهد تتصدَّق

ص: 181


1- من لا يحضره الفقيه 4 : 615/175، بحار الأنوار 103 : 34/200.
2- الكافي 7: 1/14، و 2، المقنع: 165، بحار الأنوار 103 : 203 / 6.
3- النَّسَمة: الإنسان.
4- الكافي 7 : 2/22، بحار الأنوار 103 : 203 / 7.

بها (1).

177/278 - عن محمّد بن سُوقة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَاسَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ» (2) قال: نَسَختها التي بعدها: «فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفَاً أَوْ إِثْماً» [182] يعني الموصى إليه إن خاف جَنَفاً (3) من المُوصي إليه في ثُلثه جميعاً (4)، فيما أوصى به إليه، ممّا لا يرضى اللّه به من (5) خلاف الحقّ، فلا إثم على المُوصي إليه أن يُبدّله إلى الحقّ، وإلى ما يرضى اللّه به من سبيل الخير (6).

[182] فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَتْفاً أَوْ إِثْماً

178/279 - عن يُونُس رفعه إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفَاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»(7)، قال: يعني إذا ما اعتدى في الوصيّة وزاد فى الثُلُث (8).

[183] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

179/280 - عن البرقيّ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام» [183]، قال: هي للمؤمنين خاصّة (9).

180/281 - عن جميل بن دَرَّاج، قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه

ص: 182


1- بحار الأنوار 103 : 203 / 8.
2- البقرة 2: 181.
3- الجَنَفُ : المَيْلُ والجَوْرُ.
4- (إليه في ثلثه جميعاً) ليس في «ج».
5- في «أ، ب، د، ه»: في.
6- الكافي 7: 2/21، بحار الأنوار 103 : 203 / 9.
7- البقرة 2: 182.
8- علل الشرائع 4/567، بحار الأنوار 103 : 203 / 10.
9- بحار الأنوار 5: 1/318.

تبارك وتعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتال» (1) و «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ» (2)، قال: فقال: هذه كلَّها تَجْمَعِ الضَّلال والمُنافقين وكُلَّ من أقرّ بالدَّعْوَةِ الظاهرة (3).

[184] وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

181/282 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدِيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ» [184]، قال: الشيخ الكبير، والذي يأخُذُهُ العُطاش (4).

182/283 - عن سماعة، عن أبي بصير، قال: سألته عن قول اللّه: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، قال: هو الشيخ الكبير الذي لا يستطيع، والمريض (5).

183/284 - عن أبي بصير قال: سألتُهُ بصير، قال: سألته عن رجل مَرِض من رمضان إلى رمضان قابل، ولم يَصِحٌ بينهما، ولم يُطقِ الصوم.

قال: يتصدّق مكان كلَّ يومٍ أفطر على مسكينٍ مدّاً من طعام، وإن لم يكن حنطة فبعد من تمر، وهو قول اللّه: «فِدِيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، فإن استطاع أن يصوم رمضان الذي يستقبل، وإلّا فليتربَّص إلى رمضان قابل فيقضيه، فإن لم يصحّ حتّى جاء رمضان قابل، فليتصدّق كما تصدّق مكان كُلّ يوم أفطر مُدّاً، وإن

ص: 183


1- البقرة 2 : 216.
2- البقرة 2: 183.
3- بحار الأنوار 5: 2/318.
4- الكافي 4: 1/116، التهذيب 4: 695/237، بحار الأنوار 96: 3/320.
5- بحار الأنوار 96: 4/320.

صحّ فيما بين الرمضانين فتوانى أن يقضيه حتّى جاء الرمضان الآخر، فإنَّ عليه الصوم والصدقة جميعاً، يقضي الصوم ويتصدّق، من أجل أنه ضيّع ذلك الصّيام (1).

285 / 184 - عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِديَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ». قال: الشيخ الكبير، والذي يأخُذُه العطاش (2).

185/286 - عن رفاعة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ اللّه فِدِيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، قال: المرأةُ َتخَافُ على وَلَدِها، والشيخ الكبير (3).

186/287 - عن محمّد بن مسلم، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : الشيخ الكبير، والذي به العُطاش، لا حرج عليهما أن يُفطرا في رمضان، وتصدَّق كلُّ واحدٍ منهما في كلّ يومٍ بمُدَّ من (4) طعام، ولا قضاء عليهما، وإن لم يقدرا فلا شيء عليهما (5).

187/288 - عن الحارث البصري (6)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال في آخر شَعبان: إنّ هذا الشهر المُبارَك الذي أنْزَلتَ فيه القُرآن، وجعلته هدى للناسِ وبَيِّنَاتٍ من الهدى والفرقان قد حضر، فسلّمنا فيه، وسلّمه لنا، وسلّمه منا في يُسرٍ منك

ص: 184


1- بحار الأنوار 96 : 7/333.
2- بحار الأنوار 96 : 5/320.
3- بحار الأنوار 96 : 6/320، تقدّم مثله في الحديث (176).
4- في «أ» والبحار: بمدّين.
5- الكافي 4: 116 / 4، والتهذيب 4: 697/238، بحار الأنوار 96 : 7/320.
6- في «ه»: النصري، وكلاهما صحيح، وهو الحارث بن المغيرة النصري البصريّ، من نصر بن معاوية، انظر رجال النجاشي: 361/139، معجم رجال الحديث 4: 204.

وعافيةٍ (1).

188/289 - عن عبدوس العطّار، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا حضَر شَهرُ رَمَضان، فقُل: اللّهم قد حضر شهر رمضان، وقد افترضت علينا صيامه وأنزَلْتَ فيه القُرآن هدى للنّاسِ، وبيِّنات من الهُدى والفُرقان، اللّهم أعِنّا على صيامه وتَقَبَّله منا، وسلَّمنا فيه، وسلّمه منا، وسلّمنا له في يسر منك وعافية، إنّك على كلّ شيءٍ قدير، يا أرحم الراحمين (2).

[185] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْءَانُ

189/290 - عن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله تبارك وتعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْءَانُ» [185] كيف أنزل فيه القرآن، وإنّما أُنزل القُرآنُ في عشرين سنةً من أوله إلى آخره؟ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نزل القُرآنُ، جملةً واحدةً في شَهْرِ رَمَضان إلى البيت المعمور، ثمّ أُنزِلَ من البيت المعمور في طول عشرين سنةً.

ثمّ قال: قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): نزلت صُحف إبراهيم في أول ليلةٍ من شهرٍ رَمَضان، وأنزِلَتِ التوراة لستّ مَضَينَ من شَهرِ رَمَضان، وأُنزِلَ الإنجيل لثلاث عشر ليلةٍ خَلَت مِن شَهرٍ رَمَضان، وأُنزِلَ الزَّبور لثماني عشرة مَن رَمَضان، وأُنزِلَ القُرآن لأربع وعشرين من رمضان (3).

291 / 190 - عن ابن سنان عمّن ذكره، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القُرآن والفرقان، أهما شيئان، أو شيء واحد؟

قال: فقال القُرآن: جُملة الكتاب والفُرقان المُحكم الواجب العمل به (4).

ص: 185


1- بحار الأنوار 96 : 1/383.
2- بحار الأنوار 96 : 2/383.
3- الكافي 2 : 6/460، بحار الأنوار 97 : 61/25.
4- معاني الأخبار: 1/189.

19/22 - عن الصَّباح بن سيابة، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن ابن أبي يعفور أمرني أن اسألك عن مسائل، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وما هي؟

قال : يقول لك: إذا دخل شهر رمضان وأنا في منزلي، إلى أن أسافر؟

قال: إن اللّه يقول: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» [185] فمن دخل عليه شَهرُ رَمَضان وهو في أهله، فليس له أن يُسافر إلَّا لحجّ (1) أو عُمرة، أو في طلب مال يخاف تلفه (2).

192/29 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»، قال: فقال: ما أبينها لمن عقلها قال: من شَهِد رَمَضان فليَصُمهُ، ومن سافر فيه فليفطر (3).

193/294 - وقال أبو عبد اللّه: «فَلْيَصُمه»، قال : الصوم فوه لا يتكلم إلّا بالخير (4).

295 / 194 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن حدّ المرض الذي يجب على صاحبه فيه الإفطار كما يجب عليه في السفر، في قوله: «وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرِ» [185].

قال: هو مؤتَمَنٌ عليه، مفوّض إليه، فإن وجد ضعفاً فليُفطِر، وإن وجد قُوَّةً فليصُم، كان المريض على ما كان (5).

296 / 195 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لم يَكُن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يصوم فى السفر تطوّعاً ولا فريضةً، يُكذبون على رسول اللّهز(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )،

ص: 186


1- فى «ج»: إلّا إلى الحجّ.
2- بحار الأنوار 96 : 14/324.
3- مجمع البيان 2: 498، بحار الأنوار 96 : 15/325.
4- بحار الأنوار 96 : 15/325.
5- الكافي 4 : 3/118، التهذيب 4 : 759/256، بحار الأنوار 96 : 16/325.

نزلت هذه الآية ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بكُراع الغَمِيم (1) عند صلاة الفجر، فدعا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بإناءٍ فشَرِب، وأمر الناس أن يُفطروا، فقال قوم: قد توجّه النهار (2) ولو صُمنا يومنا هذا فسمّاهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، العُصاة، فلم يزالوا يُسمّون بذلك الاسم حتّى قُبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (3).

297 / 196 - عن الثَّمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يُرِيدُ اللّه بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ» [185] قال اليُسر: عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفُلان وفُلان العُسر، فمن كان من وُلدِ آدم لم (4) يدخل فى ولاية فُلان وفُلان (5).

197/298 - عن الزُّهريّ، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: صوم السفر والمَرَض، إنّ العامة اختَلَفَت في ذلك، فقال قوم: يصوم، وقال قوم: لا يصوم، وقال قوم إن شاء صام، وإن شاء أفطر.

وأما نحن فنقول: يُفطر في الحالين جميعاً، فإن صامَ في السَّفر أو في حالِ المرض فعليه القضاء، ذلك بإن اللّه يقول: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أيّام أُخَرَ» (6) إلى آخر قوله تعالى: «يُرِيدُ اللّه بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ» (7).

198/299 - عن سعيد النقاش، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : إنّ في الفِطرِ

ص: 187


1- كُرَاعُ الغَمِيم: موضع بناحية الحجاز بين مكّة والمدينة «معجم البلدان 4: 503».
2- أي أقبل.
3- مجمع البيان 2 : 493، بحار الأنوار 96 : 17/325
4- في «ج»: آدم لا.
5- بحار الأنوار 36 : 41/99.
6- البقرة 2: 184.
7- الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، 202، بحار الأنوار 96 : 18/325.

لتكبيراً، ولكنّه مَسْتُور (1)، يكبِّر في المغرب ليلة الفطر، وفي العَتَمة والفَجر، وفي صلاة العيد، وهو قول اللّه تبارك وتعالى: «وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُمْ» [185] والتكبير أن تقول: اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، اللّه أكبر وللّه الحمد.

قال: في رواية أبي عمرو: التكبير الأخير أربع مرّات (2).

199/300 - عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : جُعِلت فداك، ما يُتَحَدّث به عندنا أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صام تسعة وعشرين أكثر ممّا صام ثلاثين، أحقٌ هذا؟

قال: ما خَلَق اللّه من هذا حَرْفاً، ما صامَه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا ثلاثين، لأنَّ اللّه تعالى يقول: «وَلِتُكْمِلُوا العِدَّة» فكان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يُنقصِه (3).

200/301 - عن سعيد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ في الفطر تكبيراً. قال: قلتُ: ما تكبيرٌ (4) إلّا في يوم النحر. قال فيه تكبيرٌ ولكنّه مستور (5)، في المغرب : والعشاء والفجر والظهر والعصر ورَكعَتَى العيد (6).

[186] فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي

201/302 - عن ابن أبي يعفُور، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تبارك وتعالى: «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي» [186] يعلمون أنّي أقدر على أن أُعطيهم ما

ص: 188


1- في «ه»: مسنون.
2- بحار الأنوار 91 : 34/133.
3- بحار الأنوار 96 : 11/299.
4- في «أ»: يكبر.
5- في «ه»: مسنون.
6- بحار الأنوار 91 : 34/133.

يسألون (1).

[187] أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةُ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ

202/303 - عن سماعة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجل: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ» إِلَى «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا».

قال: نَزَلت في خَوَات بن جُبَير، وكان مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الخَنْدَقِ وهو صائم، فأمسى على ذلك، وكانوا من قبل أن تَنزِلَ هذه الآية، إذا نام أحدهُم حُرّم عليه الطَّعام، فَرَجَعَ خَوَّات إلى أهله حين أمسى، فقال: عندكم طعام؟ فقالوا: لا تنم حتّى نَصْنَعَ لك طعاماً، فاتكأ فنام فقالوا: قد فعلت؟ قال: نعم. فبات على ذلك وأصبح فغدا إلى الخندق، فجعل يُغشَى عليه، فمرّ به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلمّا رأى الذي به سأله، فأخبره كيف كان أمره، فنرلت هذه الآية: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ» إلى «كُلُوا وَاشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ» [187] (3).

203/304 - عن سعد، عن بعض أصحابه، عنهما اللّه، في رَجُل تسخَّر وهو شاكّ في الفجر؟ قال: لا بأس «كُلُوا وَاشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ» وأرى أن يَسْتَظهر (4) في رَمَضان، ويتَسَخَّر قبل ذلك (5).

204/305 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجُلين قاما في شهر رمضان، فقال أحدُهما: هذا الفجر، وقال الآخر: ما أرى شيئاً.

ص: 189


1- بحار الأنوار 93: 37/323.
2- في الكافي والفقيه والتهذيب عن أبي بصير عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).
3- الكافي 4 : 4/98 من لا يحضره الفقيه 2: 362/81، التهذيب 4 : 512/184، بحار الأنوار 96: 2/269.
4- الإستظهار : طلب الاحتياط بالشيء.
5- بحار الأنوار 96 : 3/270.

قال: ليأكُل الذي لم يستيقن (1) الفجر، وقد حُرّم الأكل على الذي زعم قد رأى، إن اللّه يقول: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ» (2).

205/306 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أُناسٍ صاموا في شهر رمضان، فَغَشِيَهُم سَحاب أسود عند مغرب الشَّمس، فظنوا أنّه اللّيل، فأفطروا أو أفطر بعضهم، ثمّ إنّ السّحاب فَصَل عن السّماء، فإذا الشمس لم تَغِب.

قال: على الذي أفطر قضاء ذلك اليوم، إن اللّه يقول: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ»، فمن أكل قبل أن يَدْخُل الليل فعليه قضاؤه، لأنه أكل مُتعمداً (3).

206/307 - عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح، عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قول اللّه تعالى: «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ» يعني صيام رمضان، فمن رأى الهلال (4) بالنهار فليُتِمَّ صِيَامَه (5).

207/308 - عن سماعة، قال: على الذي أفطر القضاء، لأنّ اللّه تعالى يقول:«ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْل» فمن أكل قبل أن يَدْخُل الليل، فعليه قضاؤه، لأنّه أكل متعمّداً (6).

208/309 - عن عبد اللّه (7) الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الخَيْطِ

ص: 190


1- في «ج»: يتبيّن.
2- بحار الأنوار 96 : 4/271.
3- الكافي 4: 2/100 «نحوه»، بحار الأنوار 96: 1/278.
4- في «ج» : هلاله، وفي «ه»: هلال شوال.
5- بحار الأنوار 96 : 12/299.
6- بحار الأنوار 96 : 2/278.
7- في «ج، ه»: عبيد اللّه.

الأَبْيَض وعن (1) الخَيْطِ الأَسْوَدِ. فقال: بياض النّهار من سواد اللّيل (2).

[188] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ

209/310 - عن زياد بن عيسى قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ» [188]، قال: كانت قريش تُقامِرُ الرجل في أهله وماله، فنهاهم اللّه (3).

210/311 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : قول اللّه تبارك وتعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ» ؟

فقال: يا أبا بصير، إنّ اللّه قد علم أن فى الأمة حُكّاماً يَجُورون، أمّا إنّه لم يَعْنِ حُكّام أهل العدل، ولكنّه عنى حُكّام أهل الجور.

يا أبا محمّد، أمّا إنّه لو كان لك على رجُلٍ حق، فدعوته إلى حُكّام أهل العدل فأبى عليك إلّا أن يُرافعك إلى أهل الجور ليقضُوا له، كان ممَّن يُحاكم إلى الطاغوت (4).

211/312 - عن الحسن بن عليّ، قال: قرأتُ في كتاب أبي الأسد (5) إلى أبي الحسن الثاني (عَلَيهِ السَّلَامُ) وجوابه بخَطِّه، سأل ما تفسير قوله تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ» ؟

قال: فكتب (عَلَيهِ السَّلَامُ) إليه : الحُكّام القضاة، قال: ثم كتب تحته: هو أن يعلم الرجُل أنه ظالم عاص، هو غير مَعْذُورٍ في أخذه ذلك الذي حكم له به، إذا كان قد علم أنّه

ص: 191


1- في «أ، ب، د»: الأبيض عن.
2- بحار الأنوار 96: 5/271.
3- الكافي : 1/12، مجمع البيان 2: 506، بحار الأنوار 79: 12/234.
4- الكافي 7: 3/411 «نحوه»، التهذيب 6: 517/219 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 11/265.
5- في رواية الكشي أنّه ممن روى عن الرضا، وأنه خصي علي بن يقطين «جامع، الرواة 2: 366».

ظالم (1).

212/313 - عن سماعة، قال: قلتُ لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الرجل يكون عنده الشيء يَتَبَلّغ به (2) وعليه الدين، أيُطعمه عياله حتّى يأتيه اللّه بميسرة فيقضي دينه، أو يستقرض على ظهره؟

فقال : يقضي بما عنده دينه ولا يأكُلُوا أموال الناس إلا وعنده ما يؤدّي إليهم حُقوقهم، إن اللّه تعالى يقول: «لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ» (3).

213/31 - عن زيد أبي أسامة، قال: سُئل أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الأهلّة؟ قال: هي الشهور، فإذا رأيت الهلال فَصُم، وإذا رأيته فأفطر.

قلت: أرأيت إن كان الشهر تسعة وعشرين أيقضى ذلك اليوم؟ قال: لا، إلّا أن يَشْهَد ثلاثة عُدول، فإنّهم إن شهدوا أنّهم رأوا الهلال قبل ذلك، فإنّه يُقضى ذلك اليوم (4).

214/315 - عن زياد بن المنذر، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: صم حين يَصومُ الناس، وأفطر حين يُفطِرُ الناس، فإنّ اللّه جعل الأهلة مواقيت (5).

[ 189] لَيْسَ البِرُّ بأن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى

316 / 215 - عن سعد عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن هذه الآية: «لَيْسَ البريان تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وأُتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا» [189].

فقال : آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أبواب اللّه وسبيله، والدُّعاة إلى الجنّة، والقادَة إليها، والأدلّاء عليها إلى يوم القيامة (6).

ص: 192


1- التهذيب : 518/2 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 12/265.
2- أي يكتفي به.
3- من لا يحضره الفقيه 3: 476/112.
4- التهذيب 4: 155 / 430، بحار الأنوار 96 : 13/300.
5- التهذيب 4: 462/164، بحار الأنوار 96 : 14/300.
6- مجمع البيان 2: 509، بحار الأنوار 2: 60/104.

317/216 - عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «لَيْسَ البربان تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا» الآية، قال: يعني أن تأتى الأمور من وجهها، أيّ الأُمور كان (1).

217/318 - قال: وروى سعيد بن مُنَخَّل في حديث رفعه، قال: البيوت الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، والأبواب أبوابها (2).

218/31 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وأتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»، قال : ائتوا الأمور من وجهها (3).

[193] لا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ

219/320 - عن الحسن بياع الهروي، يرفعه، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله: «لَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» [193]، قال: إلّا على ذُريَّة قتلة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

[194] الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قِصَاصُ

220/321 - عن العلاء بن الفُضيل، قال: سألته عن المُشركين، أيبتدئهم المُسلمون بالقتال في الشهر الحرام؟

فقال: إذا كان المُشركون ابتدءُ وهم باستحلالهم، ورأى المُسلمون أنّهم يظهرون عليهم فيه، وذلك قوله سبحانه: «الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قصاص» [194] (5).

221/322 - عن إبراهيم، قال: أخبرني من رواه عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : قلت: «فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» قال : لا يعتدي اللّه على أحدٍ إلّا على نسلِ ولد

ص: 193


1- المحاسن: 143/224، بحار الأنوار 2: 61/104.
2- بحار الأنوار 2: 62/105.
3- بحار الأنوار 2: 63/105.
4- كامل الزيارات: 6/63 «نحوه»، بحار الأنوار 45 : 8/298.
5- التهذيب 6: 243/142، بحار الأنوار 100 : 53 / 4.

قتلة الحسين الإعلان (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

[195] وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللّه يُحِبُّ المُحْسِنِينَ.

222/323 - عن حمّاد اللّحّام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لو أن رجلاً أنفق ما في يَدَيه في سبيل من سُبُل اللّه ما كان أحسَنَ ولا وُفِّق، أليس اللّه يقول: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللّه يُحِبُّ المُحْسِنِين» [195] يعني المُقْتَصِدين (2).

223/324 - عن حذيفة، قال: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ»، قال: هذا في النفقة (3).

[196] وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه

325 / 224 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ العُمرة واجبة بمنزلة الحج، لأنَّ اللّه تعالى يقول: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالْعُمْرَةَ للّه» [196] ما ذلك؟ هي واجبة مثل الحَج، ومن تمتَّع أجزأته، والعُمرة في أشهر الحجّ مُتعةٌ (4).

225/326 - عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فى قوله تعالى: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه»، قال : إتمامهما إذا أدّاهُما، يتّقى ما يتقي المحرم فيهما (5).

226/327 - عن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه»، قال : الحجّ جَميع المناسك، والعُمرة لا يجاوز بها مكّة (6).

227/328 - عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه»، قُلتُ: يَكتفي الرجل إذا تمتع بالعُمرة إلى الحجّ مكان ذلك العُمرة

ص: 194


1- بحار الأنوار 45 : 9/298.
2- الكافي 4: 7/53، بحار الأنوار 96 : 12/168.
3- بحار الأنوار 96 : 13/168، في «ه»: التقية.
4- بحار الأنوار 99 : 11/97.
5- بحار الأنوار 99 : 6/332.
6- بحار الأنوار 99 : 7/332.

المفردة (1)؟

قال: نعم، كذلك أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (2).

228/329 - عن معاوية بن عمّار الدُّهني، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ العُمرَة واجبة على الخَلق بمنزلة الحَجّ، لأنّ اللّه تعالى يقول: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالْعُمْرَةَ للّه» وإنّما نزَلَتِ العُمرَةُ بالمدينة، وأفضَل العُمرَة عُمرَة رَجَب (3).

229/330 - عن أبان عن الفضل أبي العبّاس (4) فى قول اللّه تعالى: «وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ للّه» قال: هما مفروضان (5).

230/331 - عن زُرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قالوا: سألناهما عن قوله تعالى: «وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه».

قالا : فإنّ تمام الحجّ والعُمرة أن لا يُرفت، ولا يفسق، ولا يجادل (6).

332 / 231 - عن عبد اللّه بن فَرْقَد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الهدي من الابل والبَقَر والغَنَم، ولا يَجِبُ حتّى يُعَلَّقَ عليه - يعني إذا قَلّده فقد وجب - وقال: «فَمَا أَسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْى» [196] شاة (7).

ص: 195


1- في «أ، ب، ج، د»: المتفرقة.
2- التهذيب 5: 1504/433، بحار الأنوار 99 : 12/97.
3- علل الشرائع 1/408، بحار الأنوار 99 : 8/332.
4- فى «أ، ب، ه»: الفضل بن أبي العبّاس، وفي «د»: أبي الفضل بن أبي العبّاس، والصواب ما في المستن، لأن أبا العبّاس كنية الفضل البقباق الذي يروي عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، انظر معجم رجال الحدیث 13: 278، والكافي والتهذيب.
5- الكافي 4: 2/265، التهذيب 5: 1593/459، بحار الأنوار 99 : 9/332، وفي «أ، ج»:هما مفروضتان.
6- بحار الأنوار 99 : 16/173.
7- بحار الأنوار 99 : 1/278.

232/332 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا أَسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْى»، قال: يُجزيه شاة، والبدنة (1) والبقرة أفضل(2).

334 / 233 - عن زيد أبي أسامة، قال: سُئل أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجل بعث بهَدْي مع قومٍ يُساق، فواعَدَهم يوم يُقلّدون فيه هديهم ويُحرمون فيه؟

قال: يُحرّم عليه ما يُحرَّم على المُحرم في اليوم الذي واعَدَهم حتّى يَبْلُغ الهدى مَحِلّه.

قلت: أرأيت إن اختلفوا في ميعادهم، أو أبطئُوا (3) في السَّير، عليه جُناح أن يُحِلّ في اليوم الذي واعدهم؟ قال: لا (4).

234/335 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين حجّ حجّة الوداع، خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتّى أتى الشجرة (5) فصلّى، ثمّ قادَ راحلته، حتّى أتى البيداء (6) فأحرم منها، وأهلّ بالحجّ، وساق مائة بَدَنة، وأحرم الناس كلهم بالحجّ، لايُريدون عُمرةً، ولا يدرون ما المتعة، حتّى إذا قدم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مكّة، طاف بالبيت، وطاف الناسُ معه، ثمّ صلّى عند مقام إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فاستلم الحجر، ثمّ قال أبدأ بما بدأ اللّه به ثمّ أتى الصّفا فبدأ بها، ثمّ

ص: 196


1- البَدَنَة : ناقة أو بقرة تُنحر بمكة، سُمِّيت بذلك لأنهم كانوا يُسَمِّنُونَها.
2- بحار الأنوار 99 : 2/278.
3- فى «ج، ب» وابطئوا.
4- بحار الأنوار 99 : 1/329.
5- الشَجَرة: وهي السَمُرَة التي كان النبيّ لا ينزلها من المدينة ويُحْرِم منها، وهي على ستّة أميال من المدينة. «معجم البلدان 3: 369».
6- البَيْداء: اسم لأرض مَلساء بين مكّة والمدينة وهي إلى مكّة أقرب «معجم البلدان 1: 620».

طاف بين الصّفا والمَرْوَة، فلمّا قضى طوافه ختم بالمروة، قام يَخْطُبُ أصحابه، وأمرهم أن يُحِلُّوا ويجعلوها عُمرةً، وهو شيء أمر اللّه به، فأحَلّ الناس.

وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لو كنتُ استقبلت من أمري ما استدبرتُ لفعلتُ ما أمرتكُم، ولم يكُن يستطيع أن يُحِلّ من أجل الهدي الذي معه، لأنّ اللّه يقول: «وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حتّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ».

فقال سُرَاقة بن جُعْشُم الكنانّي (1): يا رسول اللّه، علّمنا (2) ديننا كأنّما خُلقنا اليوم، أرأيت لهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أولِكُلِّ عام؟

فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): لا بل (3) لأبد الأبد (4).

336/ 235 - عن حريز، عمّن رواه عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِّن رَّأْسِهِ».

قال: مر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على كعب بن عُجْرَة (5)، والقَملُ يَتَناثر من رأسه وهو مُحرم، فقال له: أتؤذيك هَوامُّك؟ قال: نعم، فأنزلت هذه الآية: «فَمَن كَانَ

ص: 197


1- سُراقة بن مالك بن جُعشُم المُدلجي الكناني، أبو سفيان، له شعر كان ينزل قديداً، كان في الجاهلية قائفاً يقتص الأثر، أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين خرج إلى الغار، وأسلم بعد غزوة الطائف سنة 8ه، وتوفّي في سنة 24ه. «أسد الغابة :2 264 تقريب التهذيب 1: 284/ 60، الاصابة 2: 3115/19».
2- في «ه»: علّمتنا.
3- (لابل) ليس في «ب، ج».
4- مستدرك الوسائل 8: 910/75، وفي «ه»: لا، بل للأبد.
5- كعب بن عُجْرَة بن أُمية بن عدي البلوي، حليف الأنصار: صحابي، يكنّى أبا محمّد، شهد المشاهد كلّها، وسكن الكوفة، وتوفّي بالمدينة في سنة 51 ه «أسد الغابة 4: 243، الكامل في التاريخ 3: 191، 492 تقريب التهذيب 2: 48/135، الاصابة 3: 7419/297».

مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَدَى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْنُسُكٍ» [196] فأمره رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يحلق رأسه، وجعل الصيام ثلاثة أيّام، والصدقة على ستة مساكين، مُدَّين لكلّ مسكين، والنُّسك شاة.

قال: وقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): كلّ شيءٍ في القرآن (أو) فصاحبه بالخيار يختار ما يشاء، وكلّ شيءٍ في القرآن (فإن لم يجد) فعليه ذلك (1).

236/337 - عن أبي بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن استمتعت بالعُمرة إلى الحجّ، فإنّ اللّه عليك الهدى «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدى» إمّا جَزُور (2)، وإما بقرة، وإمّا شاة، فإن لم تقدر فعليكَ الصِّيام كما قال اللّه (3).

237/338 - وذكر أبو بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : نزلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المتعة وهو على المَروة بعد فراغه من السّعى (4).

238/339 - عن مغاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: «فَمَن تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحجّ فَمَا أَسْتَيْسَرَ مِن الهَدَى» [196] قال: ليَكُن كَبشاً سميناً، فإن لم يجد فعجلاً من البقر، والكبش أفضل، فإن لم يجد فمُوجَا (5) من الضأن، وإلّا ما استَيْسَرَ من الهَدي شاة (6).

ص: 198


1- الكافي 4 2/358، التهذيب 5: 1147/333، بحار الأنوار 99: 4/180 و 5، وفي «ج»: في القرآن فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالأول الخيار، وكذا في الكافي، إلا أن فيه: فالاولى بدل: فالاول، وفي التهذيب: فمن لم يجد فعليه كذا، فالأول بالخيار.
2- الجَزُور: وهي من الإبل خاصّة، ماكمل خمس سنين ودخل في السادسة، يقع على الذكر والأُنثى.
3- بحار الأنوار 99 : 3/278.
4- بحار الأنوار 99 : 4/278.
5- أى مخصيّاً.
6- بحار الأنوار 99 : 5/278.

239 /340- عن عبد الرّحمن بن الحجاج، قال: كنت قائماً أُصلّي، وأبو الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قاعداً قدّامي، وأنا لا أعلم، قال: فجاء عبّاد البصري، فسلّم عليه، وجَلَس وقال: يا أبا الحسن، ما تقول في رجُل تمتَّع ولم يكن له هَدْي؟ قال: يصوم الأيّام التي قال اللّه.

قال: فجعلتُ سمعي إليهما، قال عبّاد: وأي أيّام هي؟ قال: قبل التَّرويَة و يوم التَّرويَة (1)، ويوم عرفة.

قال: فان فاته؟ قال: يصوم صبيحة الحصبة (2) ويومين بعده.

قال: أفلا تقول كما قال عبد اللّه بن الحسن؟ قال: قال: يصوم أيّام التشريق (3).

قال: إن جعفراً (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان يقول: إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أمر بلالاً ينادي: أن هذه أيّام أكلٍ وشرب، فلا يَصومَنَّ أحد.

فقال: يا أبا الحسن، إن اللّه قال: «فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيّام فِي الحجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ» [196] قال: كان جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ذو القعدة وذو الحجّة كلتين أشهر الحجّ (4).

240/341 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا تمتَّع بالعمرة إلى الحجّ ولم يكن معه هَدي، صام قبل التَّرويَة، ويوم التَّرويَة ويوم عَرَفَة، فإن لم يَصُم هذه الأيّام صام بمكّة، فإن أعجلوا صام في الطريق، وإن أقام بمكّة قدر مسيره إلى منزله فشاء أن يصوم السبعة الأيّام فعل (5).

ص: 199


1- هو اليوم الثامن من ذى الحجّة، سُمّي به لأنهم كانوا يرتوون فيه الماء لما بعده.
2- الحصبة: بعد أيّام التشريق، وهو اليوم الرابع عشر.
3- وهي أيّام منى، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر.
4- بحار الأنوار 99 : 6/291.
5- بحار الأنوار 99 : 7/292.

241/342 - عن ربعي بن عبد اللّه بن الجارود، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيّام فِي الحَجِّ».

قال: قبل التَّرويَة يصوم ويوم التَّرويَة، ويوم عرفة، فَمَن فاته ذلك فليقض ذلك في بقيّة ذي الحجّة، فإنَّ اللّه تعالى يقول في كتابه: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ» (1).

242/343 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فى قول اللّه: «فَصِيَامُ اللّه، ثَلَاثَةِ أيّام فِي الحجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ، قَالَ: إِذَا رَجَعتَ إِلَى أَهْلِكَ» (2).

243/344 - عن حفص بن البختري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فيمَن لَم يَصُم الثلاثة الأيّام في ذي الحجّة حتّى يهلّ الهلال ؟ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : عليه دَم، لأن اللّه سبحانه وتعالى يقول: «فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيّام فِى الحجّ» في ذي الحجّة.

قال ابن أبي عُمير: وسقط (3) عنه السبعة الأيّام (4).

345 / 244 - عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : سألته عن صوم ثلاثة أيّام في الحجّ والسبعة، أيصومها متوالية، أم يفرّق بينهما؟

قال: يصوم الثلاثة لا يُفرّق بينها، ولا يجمع الثلاثة والسبعة جميعاً (5).

245/346 - عن علىّ بن جعفر، عن أخيه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن صوم الثلاثة الأيّام فى الحجّ والسبعة أيصومُها متوالية أو يُفرّق بينهما ؟

ص: 200


1- بحار الأنوار 99 : 8/292، والآية من سورة البقرة 2: 197.
2- بحار الأنوار 99 : 10/292.
3- في «ج»: ويسقط.
4- بحار الأنوار 99 : 11/292.
5- بحار الأنوار 99 : 12/293.

قال: يصوم الثلاثة والسبعة لا يُفرّق بينها ولا يجمع السبعة والثلاثة جميعاً (1).

246/347 - عن عبد الرّحمن بن محمّد العززميّ، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن علىّ (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فى صيام ثلاثة أيّام فى الحجّ، قال: قبل التَّرويَة بيوم، ويوم التَّرويَة ويوم عَرَفة، فإن فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة (2).

247/348 - عن غياث بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : صيام ثلاثة أيّام في الحجّ قبل التَّرويَة بيوم (3)، ويوم التَّرويَة، ويوم عَرَفَة، فإن فاته ذلك (4) تَسحَّر ليلة الحصبة، فصيام ثلاثة أيّام، وسبعة إذا رجع (5).

349/ 248 - وقال : قال على (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا فات الرجل الصيام، فليبدأ صيامه من ليلة النفر (6).

249/350 - عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : يصوم المتمتّع قبل التَّرويَة بيوم ويوم التَّرويَة، ويوم عَرَفَة، فإن فاته أن يصوم ثلاثة أيّام فى الحجّ ولم يكن عنده دَمٌ، صام إذا انقضت أيّام التّشرِيق، يتسّحر ليلة الحصبة ثمّ يُصبحُ صائماً (7).

250/351 - عن حريز عن زُرارة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه، تعالى: «ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى المَسْجِدِ الحَرَامِ» [196]؟ قال: هؤلاء

ص: 201


1- بحار الأنوار 99 : 13/293.
2- بحار الأنوار 99 : 14/293.
3- (بيوم) ليس في «ب، ج».
4- (ذلك) ليس في «أ، ج».
5- بحار الأنوار 99 : 15/293.
6- بحار الأنوار 99 : 16/293.
7- بحار الأنوار 99 : 17/293.

أهل (1) مكّة، ليست لهم مُتعَةٌ، ولا عليهم عُمرة.

قلت : فما حَدُّ ذلك؟ قال: ثمانية وأربعين ميلاً من نواحي مكّة، كل شيء دون عُسفان (2) دون ذات عرق (3) فهو من حاضري المسجد الحرام (4).

251/352 - عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حَاضِرِى المَسْجِدِ : (الحَرَامِ)، قال: دون المواقيت إلى مكّة، فهم من حاضري المسجد الحرام، وليس لهم مُتعة (5).

252/353 - عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُه عن أهل مكّة، هل يَصلُحُ لهم أن يتمتعوا في العُمرة إلى الحجّ؟

قال: لا يَصلُحُ لأهل مكّة المُتعة، وذلك قول اللّه تعالى: «ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَام» (6).

253/354 - عن سعيد الأعرج، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ليس لأهل سَرِف (7)، ولا لأهل مر (8)، ولا لأهل مكّة مُتعة، يقول اللّه تعالى: «ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى المَسْجِدِ الحَرَام» (9).

ص: 202


1- في «أ، ه»: هو لأهل.
2- عُسفَان مَنْهَلة من مناهل الطريق بين الجُحْفَة ومكة. «معجم البلدان 4: 137».
3- ذات عرق: مهلّ أهل العراق، وهو الحد بين نجد وتهامة، وقيل: عِرْقُ: جبل بطريق مكّة، ومنه ذات عرق «معجم البلدان 4: 121».
4- بحار الأنوار 99 : 1/86.
5- بحار الأنوار 2/8799.
6- بحار الأنوار 99 : 3/87.
7- سَرِف: وهو موضع على ستة أميال من مكّة. «معجم البلدان 3: 239».
8- مرّ: موضع بينه وبين مكّة خمسة أميال. «معجم البلدان 5: 123».
9- الكافي 4: 1/299، بحار الأنوار 99 : 4/87.

254/355- عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى : «الحَ جُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ» [197] هو شوّال، وذو القَعدة، وذو الحجّة (1).

255/356 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «الحجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ»، قال: شوال، وذو القعدة، وذو الحجّة، وليس لأحدٍ أن يُحرم بالحج فيما سواهنّ (2).

256/357 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «الحَج أَشْهُرُ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ»، قال : الأهلّة (3).

257/358 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال في قول اللّه تعالى: «الحجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ»، والفرض فَرضُ الحجّ: التلبية، والإشعار، والتقليد، فأي ذلك فعل (4) فقد فَرَض الحجّ، ولا يُفرض الحجّ إلّا في هذه الشهور التي قال اللّه تعالى: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ»، وهي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة (5).

258/359 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من جادل في الحجّ فعليه إطعام ستّة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، إن كان صادقاً أو كاذباً، فإن عاد مرّتين، فعلى الصادق شاة، وعلى الكاذب بَقَرة، لأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: «فَلا رَفَتْ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحجّ» [197] (6) والرَّفث: الجماع، والفسوق الكذب، والجدال: قول الرجل: لا واللّه، وبلى واللّه، والمُفاخَرَة (7).

ص: 203


1- التهذيب 5: 1550/445، الدر المنثور 1: 524، بحار الأنوار 99 : 5/133.
2- من لا يحضره الفقيه 2: 1357/277، بحار الأنوار 99 : 6/133.
3- بحار الأنوار 99 : 7/133.
4- زاد في «ج»: للّه.
5- الكافي 4: 2/289، بحار الأنوار 99 : 8/133.
6- في النسخ: (الاجدال في الحجّ ولا رفت ولا فسوق)، وأصلحنا المتن وفق الوسائل.
7- بحار الأنوار 99 : 17/173، وسائل الشيعة 9: 10/282.

259/360 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قول اللّه: «الحجَّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ» والرّفث هو الجماع، والفسوق: الكذب والسباب (1)، والجدال : قول الرجل : لا واللّه، وبلى واللّه والمفاخرة (2).

[197] الحَيُّ أَشْهُرُ مَّعْلُومَاتٌ

260/361 - عن محمّد بن مُسلم قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ». قال: يا محمّد إنّ اللّه اشترط على النّاس شرطاً، وشَرط لهم شرطاً، فمن وَفَى اللّه وفَى اللّه له.

قلت: فما الذي اشترط عليهم، وما الذي شرط لهم؟

قال: أمّا الذي اشترط عليهم فإنَّه قال: «الحَجَّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ» وأمّا ما شَرَط لهم، فإنّه قال: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (3)، قال: يَرْجِع لا ذنب له (4).

261/362 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا حَلَفَ ثَلاث أيمانٍ مُتَتابعاتٍ صادقاً فقد جادَل، فعليه دَمٌ، وإذا حلف بواحدةٍ كاذباً فقد جا دل، فعليه دمٌ (5).

262/363 - عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن رجلٍ مُحرِم قال

ص: 204


1- (والسباب) ليس في «ج».
2- بحار الأنوار 99 : 18/173، (والمفاخرة) ليس في «أ، ب، د».
3- البقرة 2: 203.
4- بحار الأنوار 99 : 19/173.
5- الكافي 4: 4/338، بحار الأنوار 99 : 20/174.

لرجل : لا، لَعَمْرِي، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ليس ذلك بجدال، إنما الجدال: لا واللّه، وبلى واللّه (1).

263/364 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ وجلّ: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الحَجِّ»، فقال : يا محمّد إنّ اللّه اشترط على الناس، وَشَرَط لهم، فمن وفى اللّه وفي اللّه له.

قال: قلت: ما الذي اشترط عليهم، وشرط لهم؟

قال: أمّا الذي اشترط في الحج، فإنّه قال: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثْ وَلَا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الحَجّ» وأمّا الذى شَرَطَ لهم، فإنّه قال: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (2) يرجع لا ذنب له.

قلت: أرأيت من أبتلى بالرّفث، والرَّفث هو الجماع ما عليه؟ قال: يسوق الهَدْيَ، ويُفرّق ما بينه وبين أهله حتّى يقضيا المناسك، وحتّى يعودا إلى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا.

قلت: أرأيت إن أرادا أن يرجعا في غير ذلك الطريق الذي أبتليا فيه؟ قال: فليجتمعا، إذا قضيا المناسك.

قلت: فمن ابتُلي بالفسوق - والفسوق: الكذب - فلم يُجْعَل له حَدٌ؟ قال: يستغفر اللّه ويُلبّي.

قلت: فمن ابتُلي بالجدال - والجدال قول الرجل: لا واللّه، وبلى واللّه - ما عليه؟ قال: إذا جَادل قوماً مرتين، فعلى المُصيب دَمُ شاةٍ، وعلى المُخطي دمُ

ص: 205


1- بحار الأنوار 99 : 21/174.
2- البقرة 2: 203.

بقرةٍ (1).

[198] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ

365 / 264 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن الرجل المحرم قال لأخيه : لا لَعَمْرِي قال: ليس هذا بجدال. إنّما الجدال: لا واللّه، وبلى واللّه (2).

366/ 265 - عن عمر بن يزيد بياع السَّابِري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ» [198] يعني الرّزق، إذا أحل الرجُلُ من إحرامه وقَضَى نُسُكه، فليشتر ولتبغ في الموسم (3).

[199] أفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ

266/367 - عن زيد الشحام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «أَفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ» [199].

قال: أولئك قريش كانوا يقولون: نحن أولى الناس بالبيت، ولا يفيضون إلّا من المُزدَلِفَة، فأمرهم اللّه أن يفيضوا من عرفة (4).

368/ 267 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ».

قال: إنّ أهل الحرم كانوا يقفون على المَشْعَر الحرام، ويقف الناس بعرفة، ولا يُفيضون حتّى يَطلُعَ عليهم أهلُ عَرَفة، وكان رجُل يُكنى أبا سَيّار، وكان له حمارٌ فارةٌ (5)، وكان يسبق أهل عَرَفة، فإذا طلع عليهم، قالوا: هذا أبو سَيّار، ثمّ أفاضوا، فأمرهم اللّه أن يقفوا بعرفة وأن يفيضوا منه (6).

ص: 206


1- مستدرك الوسائل 9: 3/215.
2- مستدرك الوسائل 9: 4/216.
3- بحار الأنوار 99 : 6/372.
4- بحار الأنوار 99 : 28/255.
5- دابَّة فارهة: أي نشيطة حادَّة قويَّة.
6- بحار الأنوار 99 : 29/255.

268/369 - عن مُعاوية بن عَمّار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ثُمَّ، أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ» قال: يعني إبراهيم وإسماعيل (1).

269/370 - عن عليّ، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ».

قال: كانت قريش تُفيض من المُزدَلِفَة فى الجاهلية، يقولون: نحن أولى بالبيت من الناس، فأمرهم اللّه أن يُفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفة (2).

270/371 - وفي رواية أخرى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن قريشاً كانت تُفيض (3) من جمع (4)، ومُضر وربيعة من عرفات (5).

271/372 - عن أبي الصَّبَّاح، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) أخرج إسماعيل إلى المَوقِف فأفاضا منه، ثمّ إنّ الناس كانوا يُفيضون منه، حتّى إذا كثرت قريش قالوا: لا تفيض من حيث أفاض الناس، وكانت قريش تفيض من المُزدَلِفَة. ومنعوا الناس أن يُفيضوا معهم إلّا من عرفات، فلمّا بعث اللّه محمداً عليه الصلاة والسلام أمَرَهُ أن يُفيض من حيث أفاض الناس، وعنى بذلك إبراهيم وإسماعيل (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (6).

373/ 272 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ

ص: 207


1- بحار الأنوار 99 : 30/256.
2- بحار الأنوار 99 : 31/256.
3- في «ج»: كانوا يفيضون.
4- جمع: هو المُزدلفة، وهو قُزح، وهو المَشْعَر، سُمّي جمعاً لاجتماع الناس به. «معجم البلدان :2 189».
5- بحار الأنوار 99 : 32/256.
6- بحار الأنوار 99 : 33/256.

حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ»، قال: هم أهل اليمن (1).

[200] اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً

374 / 273 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول اللّه تعالى: «اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً» [20]، قال: كان الرجل في الجاهليّة يقول: كان أبي، وكان أبي، فأُنزلت هذه الآية في ذلك (2).

375 / 274 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ). والحسين، عن فضالة ابن أيوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى مثله سواء.

أي كانوا يفتخرون بآبائهم يقولون أبي الذي حمل الديات، والذي قاتل كذا وكذا، إذا قاموا بمنى بعد النحر، وكانوا يقولون أيضاً - يحلفون بآبائهم - : لا وأبي لا وأبي (3).

376/ 275 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله تعالى: «اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً». قال : إن أهل الجاهلية كان من قولهم: كلّا وأبيك، بلى وأبيك، فأمروا أن يقولوا: لا واللّه، وبلى واللّه (4).

276/377 - وروى محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً». قال: كان الرجل يقول: كان أبي، وكان أبي، فنزلت عليهم في ذلك (5).

[201] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

277/378 - عن عبد الأعلى، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ

ص: 208


1- بحار الأنوار 99 : 34/256.
2- بحار الأنوار :93 35/159.
3- بحار الأنوار 99 : 34/311.
4- بحار الأنوار 99: 35/3، و 104 : 211 / 29.
5- بحار الأنوار 93: 35/159.

وجلّ: «رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» [201] قال : رضوان اللّه والجنّة في الآخرة، والسَّعة في المَعِيشة وحُسن الخُلُق في الدنيا (1).

379/ 278 - عن عبد الأعلى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : رضوان اللّه، والتوسعة في المعيشة، وحُسن الصحبة، وفي الآخرة الجنّة (2).

279/380 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن الأيّام المعدودات، قال: هي أيّام التشريق (3).

280/381 - عن زيد الشحّام عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: المعدودات والمعلومات هي واحدة، أيّام التشريق (4).

281/382 - عن حمّاد بن عيسى قال: سمعت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: قال: عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول اللّه تعالى: «اذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودَاتٍ» [203] قال: أيّام التشريق (5).

[203] أَذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودَاتٍ

282/383 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه سبحانه: «اذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودات». قال: التكبير في أيّام التشريق في دبر الصلاة (6).

ص: 209


1- الكافي 5: 2/71، معاني الأخبار: 1/174، من لا يحضره الفقيه 3: 353/94، التهذيب 6: 900/327 بحار الأنوار 95: 2/348.
2- مستدرك الوسائل 13 : 14565/7.
3- تفسير الطبري 2 : 176 عن ابن عباس، معاني الأخبار: 2/297، بحار الأنوار 99 : 26/309.
4- معاني الأخبار: 3/297، بحار الأنوار 99 : 24/309 و 25.
5- قرب الإسناد: 55/17، بحار الأنوار 99 : 2019/309.
6- الدر المنثور 1: 562 عن يحيى بن كثير، بحار الأنوار 99 : 27/310، وفي «د»: في دبر الصلوات.

283/384 - عن سلام بن المُستنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» [203] منهم الصيد، واتقى الرَّفَثَ والفسوق والجدال وما حرم اللّه عليه في إحرامه (1).

385 / 284 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»، قال: يَرجع معْفُوراً له، لا ذنب له (2).

285/386 - عن أبي أيوب الخزاز، قال : قلت لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّا نُريد أن نتعجّل ؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لا تنفروا في اليوم الثاني حتّى تزول الشمس، فأمّا اليوم الثالث، فإذا انتصف فانفروا، فإنَّ اللّه تعالى يقول: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» فلو سكت لم يبق أحد إلا تعجل، ولكنه قال جل وعزّ: «وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» (3).

286/387 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجاً لا يخطو خُطوةً ولا تخطو به راحِلتُه إلّا كتب اللّه له بها حسنةً، ومحا عنه سيئةً، ورفع له بها درجةً، فإذا وقف بعرفات، فلو كانت له ذُنُوبٌ عدد الثرى، رجع كما ولدته أمه، يقال له: استأنف العمل، يقول اللّه: «فَمَن تَعَجّل فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى» (4).

287/388 - عن أبي بصير، في رواية أخرى عنه الا نحوه، وزاد فيه: فإذا حلق رأسه لم تَسْقُط شَعرَةٌ إِلّا جَعَل اللّه له بها نوراً يوم القيامة، وما انفق من نَفَقَهٍ

ص: 210


1- من لا يحضره الفقيه 2 : 1416/288 «نحوه»، بحار الأنوار 99 : 3/315.
2- بحار الأنوار 99 : 4/315.
3- بحار الأنوار 99 : 5/315.
4- بحار الأنوار 99 : 6/315.

كتبت له، فإذا طاف بالبيت رجع كما وَلَدتُه أُمّه (1).

288/389 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» الآية، قال: أنتم - واللّه - هم، إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال : لا يثبتُ على ولاية على اللّه إلّا المتقون (2).

289/390 - عن حمّاد، عنه، في قوله : «لِمَنْ أتَّقَى» الصيد، فإن ابتلي بشيءٍ من الصيد فقداه، فليس له أن يَنْفِرَ في يومين (3).

[204] وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجبك قوله في الحيوة الدُّنْيا

290/391 - عن الحسين بن بشار، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَوةِ الدُّنْيَا» [204]. قال: فلان وفلان وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [205] النَّسل : هم الذُريّة، والحَرث: الزرع (4).

291/392 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهما عن قوله سبحانه: «وَإِذَا تَوَلَّى فِى الأَرْضِ» إلى آخر الآية.

فقالا :النَّسل الولد والحرث الأرض (5).

393 /292 - وقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): الحرث : الذرّيّة (6).

[205] وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ

293/394 - عن أبي إسحاق السبيعي، عن أمير المؤمنين علي اللّه، في قوله تبارك وتعالى: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ»

ص: 211


1- بحار الأنوار 99 : 7/315.
2- بحار الأنوار 99 : 8/316.
3- بحار الأنوار 99 : 9/316.
4- بحار الأنوار 9: 22/189، و 30 : 221 / 88.
5- بحار الأنوار 9: 23/189، و 75: 36/315.
6- بحار الأنوار 9: 23/189 و 75: 36/315.

بِظُلمه وسُوء سيرته «وَاللّه لَا يُحِبُّ الفَسَادَ» (1).

395 / 294 - عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنَّ اللّه يقول في كتابه: «وَهُوَ الدُّ الخِصَامِ» بل هم يختصمون. قال: قلت: ما الد؟ قال: شديد الخصومة (2).

[207] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللّه رَءُوفٌ بِالعِبَادِ

295/396 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أما قوله: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللّه رَءُوفٌ بِالعِبَادِ» [207] فَإِنَّها أُنزلت في عليّ ابن أبي طالب اللّه حين بذل نفسه اللّه ولرسوله ليلة اضطَجَع على فراش رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لما طلبته كُفّار قريش (3).

296/397 - عن ابن عباس، قال : شرى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) نفسه، لبس ثوب النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ نام مكانه، فكان المُشركون يرمون رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

قال: فجاء أبو بكر، وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) نائم، وأبو بكر يَحْسَبُ أنّه نبي اللّه، فقال: أين نبي اللّه؟ فقال علي: إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون (4) فأدرك.

قال : فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، وجعل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُرمَى بالحجارة كما كان ير مى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو يتصوّر (5)، قد لفَّ رأسه، فقالوا إِنَّك (6)! لكنّه كان

ص: 212


1- الكافي 8 : 435/28، بحار الأنوار 9: 24/189، 75: 37/315.
2- بحار الأنوار 9: 25/190، وفيه : «وهو ألدَّ الخِصام» قال: اللّدّ: الخصومة، وفي «أ، ب، ج، د» هم يخصمون قال: قلت ما الفرق؟ قال: الخصومة.
3- بحار الأنوار 19: 30/78.
4- بئر ميمون: بمكّة، منسوب إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي. «معجم البلدان 1: 359 و 5: 284».
5- يتضوّر: يتلوى ويصيح.
6- في مسند أحمد 1: 331 ومناقب الخوارزمي 73: إنّك للنيم، واللئيم هنا: الشبيه، يقال: هو لئيمه: أي مثله وشبهه.

صاحبك لا يتضوّر، قد استنكرنا ذلك (1).

[208] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْم كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ

297/398 - عن أبي بصير، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» [208] قال: أتدري ما السِّلم؟ قال: قلت: أنت أعلم (2).

قال: ولاية عليّ والأئمّة الأوصياء من بعده، قال: وخُطُوات الشيطان واللّه ولاية فلان وفلان (3).

399/ 298 - عن زُرارة، وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قالوا: سألناهما عن قول اللّه جل وعزّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِى السّلْم كَافَّةً»، قال: أمروا بمعرفتنا (4).

299/400 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ»، قال: السّلم: هم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أمر اللّه بالدخول فيه (5).

300/401 - عن أبي بكر الكلبي، عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «أدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» هو ولايتنا (6).

301/402 - وروى جابر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : السلم: هو آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أمر اللّه بالدخول فيه، وهم حبل اللّه الذي أمر بالاعتصام به قال اللّه

ص: 213


1- بحار الأنوار 19: 31/78، وفي «ج»: استكبرنا ذلك.
2- في «ج»: قلت: لا أعلم، قال: أنا أعلم.
3- بحار الأنوار 24 : 1/159.
4- بحار الأنوار 24 : 2/159، و 68: 230.
5- بحار الأنوار 24 : 3/159.
6- بحار الأنوار 24: 4/159.

تعالى: «وَأَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» (1).

302/403 - وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ»، قال : هي ولاية الثاني والأوّل (2).

303/404 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فُضّلت به النبيون إلى خاتم النبيّين والمرسلين في عِترة خاتم النبيين والمرسلين، فأين يناه بكم؟ وأين تذهبون؟ يا معاشر من نُسخ (3) من أصاب السفينة (4)، فهذا مثل ما فيكم فكما نجا في هاتيك منهم من نجا، وكذلك ينجو في هذه منكم من نجا، ورهن ذمّتي، وويل لمن تخلّف عنهم، إنهم فيكم كأصحاب الكهف، ومثلهم باب حطّة، وهم باب السِّلم، فادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان (5).

[210] في ظللٍ مِّنَ الغَمَام وَالمَلائِكَةُ وَقُضي الأمر

304/405 - عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَام وَالمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ» [210]، قال: ينزل في سبع قباب من نُور، لا يعلم في أيها هو حين ينزل فى ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل (6).

305/406 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال : يا أبا حمزة، كأنّي بقائم أهل بيتى قد علا نجفكم، فإذا عَلا فوق نَجَفكُم نشر راية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). فإذا نشَرَها أنحَطَّت عليه ملائكة بدر (7).

ص: 214


1- بحار الأنوار 24 : 3/159 «قطعة والآية من سورة آل عمران 3: 103.
2- بحار الأنوار 68: 230.
3- في «أ، ب، د، ه»: فُسخ.
4- في «ج»: أصحاب النبيين.
5- ينابيع المودة : 111.
6- تفسير الصافي 1: 223.
7- تفسير الصافي 1. 223، إثبات الهداة 7: 548/95.

407 / 306 - وقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنه نازل في قبابِ من نورٍ، حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق (1)، فهذا حين ينزل، وأمّا قوله : «قُضِيَ الأَمْرُ» فهو الوسم (2) على الخرطوم، يوم يوسم (3) الكافر (4).

[211] سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُمْ وَآتَيْنَاهُم مِّن ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ

307/408- عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله:«سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَاهُم مِّن ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ» [211] فمنهم من آمن ومنهم من جَحَد، ومنهم من أقرّ، ومنهم من أنكر، ومنهم من يُبدل نعمة اللّه (5).

308/409 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن قوله تعالى: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ» [213].

قال: كانوا ضُلالاً، فبعث اللّه فيهم أنبياء، ولو سألت الناس لقالوا: قد فرغ من الأمر (6).

[213] كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ

309/410 - عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةٌ»، قال: كان هذا قبل نُوح لا أُمة واحدة، فبدا للّه فأرسل الرسل قبل نوح.

قلت: أعلى هُدى كانوا أم ضَلالة ؟ قال بل كانوا ضلالاً، كانوا لامؤمنين،

ص: 215


1- قال الفيض الكاشاني (رَحمهُ اللّه): لعل المراد أنه ينزل على أمر يفرق به بين المؤمن والكافر، وإن المعنى بقضاء الأمر امتياز أحدهما عن الآخر بوسمه على خرطوم الكافر، وذلك في الرجعة.
2- في «أ. ب. د»: الوشم.
3- في «أ، ب، د»: يوشم.
4- تفسير الصافي1: 223.
5- بحار الأنوار 9: 26/190.
6- تفسير البرهان 1: 2/450.

ولا كافرين، ولا مشرکین (1).

310/411 - عن يعقوب بن شعیب، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن هذه الآية: «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً»، قال: بعد آدم و بعد نُوح (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2) ضُلّالاً، فبدا اللّه فبعث النبيين مبشِّرين ومنذرين، أمّا إنّك إن لقيت هؤلاء، قالوا: إنّ ذلك لم يزل، وكذبوا إنما هو شيءٌ بدا للّه فيه (3).

311/412 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كَانَ الناسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ»، فقال (4): كان هذا قبل نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانوا ضُلّالاً، فبعث اللّه النبيين مُبشِّرين ومنذرين (5).

413 / 312 - عن مَسْعَدة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كَانَ الناسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كان ذلك قبل نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ).

قيل: فعلى هدى كانوا؟

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): بل كانوا ضلالاً، وذلك أنه لما انقرض آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصالح ذريته بقي شيث وصيّه لا يقدر على إظهار دين اللّه الذي كان عليه آدم وصالِحُ ذُرِّيَّته، وذلك أنّ قابيل تواعده بالقتل، كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان، فازدادوا كلّ يوم ضَلَالاً حتّى لم يَبْقَ على الأرض معهم إلا من هو سلف، ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد اللّه، فبدا للّه تبارك وتعالى أن يبعث الرُّسُل، ولو سُئل

ص: 216


1- تفسير الصافي 1: 224.
2- في «أ، ب، د، ه»: قبل آدم و بعد نوح، والظاهر بعد آدم وقبل نوح.
3- تفسير البرهان 1 : 4/451.
4- زاد في النسخ: أبيات.
5- تفسير البرهان: 1: 5/451.

هؤلاء الجُهّال لقالوا: قد فرغ من الأمر، وكذبوا، إنّما شيء يحكم به اللّه في كُلّ عام، ثم قرأ: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (1) فيحكم اللّه تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدّة أورخاءٍ أو مطر أو غير ذلك.

قلت: أفضُلّالاً كانوا قبل النبيين، أم على هدى؟

قال: لم يكونوا على هدى كانوا على فِطرة اللّه التي فطرهم عليها، لا تبديل لخلق اللّه، ولم يكونوا ليهتدوا حتّى يهدِيَهُمُ اللّه، أما تسمع بقول إبراهيم: «لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ» (2) أي ناسياً للميثاق (3).

313/414 - عن محمّد بن سنان قال: حدّثني المُعافى بن إسماعيل، قال : لمّا قتل الوليد، خرج من هذه العصابة نفرٌ بحيث أحدث (4) القوم، قال: فدخلنا على أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : ما الذي أخرجكم من غير الحجّ والعمرة؟

قال: فقال القائل منهم: الذي شتّت اللّه من كلمة أهل الشام، وقتلهم خليفتهم، واختلافهم فيما بينهم.

قال: قال ما تجدون أعينكم إليهم ؟ - فأقبل (5) يذكر حالاتهم - أليس الرجل منكم يخرج من بيته إلى سوقه فيقضي حوائجه، ثمَّ يرجع لم يختلف، إن كان لمن كان (6) قبلكم أتى هو على مثل ما أنتم عليه، ليأخُذ الرجل منهم فيقطع يديه

ص: 217


1- الدخان: 44 : 4.
2- الأنعام 6: 77.
3- تفسير الصافي 1 : 224.
4- في «أ»: أخذت.
5- في «أ، د»: أعنكم ألستم فأقبل في «ب»: أعينكم ألستم فأقبل، وفي «ج»: أعينكم ألستم ما قبل.
6- (كان) ليس في «ج».

ورجلبه ويُنشر بالمناشير (1) ويُطلب على جذع النخلة، ولا يَدَع ما كان عليه.

[214] أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ

ثم ترك هذا الكلام، ثم انصرف إلى آية من كتاب اللّه: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ مَّسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حتّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللّه قريب» [214] (2).

[219] يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ

314/415 - عن حَمْد ويه، عن محمّد بن عیسی، قال: سمعته يقول (3) : كتب إليه إبراهيم بن عنبسة (4) - يعنى إلى على بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): إن رأى سيّدي ومولاي أن يُخبرني عن قول اللّه تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ» [219] الآية، فما الميْسِر (5)، جُعلت فداك؟ فكتب: كل ما قومر به فهو المَيْسِر، وكلّ مُسْكر حرام (6).

315/416 - عن الحسين، عن موسى بن القاسم البَجَليّ (7)، عن محمّد بن عليّ ابن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أخيه موسى، عن أبيه جعفر الالام، قال : النَّرد والشطرنج من الميسر (8).

316/417 - عن عامر بن السمط، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فال : الخَمْر من ستّة أشياء: التَّمر، والزبيب، والحِنْطَة، والشَّعير، والعسل، والذُّرة (9).

ص: 218


1- في «ب، ج، د» ونشر بالمنشار.
2- تفسير البرهان 1: 1/452.
3- (سمعته يقول) ليس في «ج».
4- في «ج» إبراهيم بن عيسى.
5- في «أ، ب، ج، د»: المنفعة.
6- وسائل الشيعة 17: 11/325.
7- في «أ، ب، د»: موسى بن المعمر العجلي، وفي «ج»: موسى بن القاسم العجلي.
8- وسائل الشيعة 12: 12/23.
9- وسائل الشيعة 17: 6/223.

317/418- عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قوله: «يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ» [219]، قال: العَفْو : الوَسَط (1).

318/419 - عن عبد الرّحمن قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْو»، قال: «الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً» (2)، قال: نزلت هذه بعد هذه هي الوسط (3).

319/420- عن يوسف، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أو أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - في قول اللّه تعالى: «يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ» قال : الكَفاف (4).

320/421 - وفي رواية أبي بصير القصد : (5).

[ 220] وَإِن تَخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ

422 / 321 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه تبارك وتعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ» [220]. قال : تُخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم، وتُخْرِج من مالك قدر ما يكفيك.

قال: قلتُ: أرأيت أيتاماً صغاراً وكباراً، وبعضُهم أعلى في الكُسوة من بعض؟ فقال: أمّا الكسوة فعلى كلّ إنسان من كُسوته، وأما الطعام فاجعله جميعاً، فأما الصغير فإنّه أوشك أن يأكل كما يأكل الكبير (6).

322/423- عن سماعة، عن أبي عبد اللّه أو (7) أبي الحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال : سألته

ص: 219


1- الكافي 4: 3/52، وسائل الشيعة 15: 14/259.
2- الفرقان 25: 67.
3- وسائل الشيعة 15: 15/260.
4- وسائل الشيعة 15: 16/260.
5- وسائل الشيعة 15: 17/260.
6- بحار الأنوار 75 : 35/10.
7- في «ب، ج» و.

عن قول اللّه تعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ».

قال: يعني اليتامى، يقول: إذا كان الرجُل يلي يتامى وهم في حجره، فليُخرج من ماله على قدر ما يُخرج لكلّ إنسان منهم، فيُخالطهم، فيأكلون جميعاً، ولا يرزأنّ (1) من أموالهم شيئاً، فإنَّما هو نار (2).

323/424- عن الكاهلي، قال: كُنت عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فسأله رجُلٌ ضَرِيرُ البصر، فقال: إنّا ندخُل على أخ لنا في بيت أيتام معهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم ونَشْرَب من مائهم، ويخدِمُنا خادِمُهم، وربما أطعمنا (3) فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم، فما ترى أصلحك اللّه ؟

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): قد قال اللّه: «بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة» (4) فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال اللّه تعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم» إلى قوله «لَأَعْنَتَكُمْ» [220] ثمّ قال: إن يكُن دخولكم عليهم فيه منفعةٌ لهم فلا بأس، وإن كان فيه ضَرَرٌ فلا (5). 324/425 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: جاء رجلٌ إلى اللّه، النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : يا رسول اللّه إن أخي هَلَك، وترك أيتاماً ولهم ماشية، فما يحل لي منها ؟

فقال: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : إن كنت تليط حوضها (6)، وتَرُدّ نادّتها (7)، وتقوم

ص: 220


1- ما رَزَأنا من مالك شيئاً، أى ما نقصنا منه شيئاً ولا أخذنا.
2- الكافي 5: 129 / 2، التهذيب 6: 949/340، بحار الأنوار 75 : 36/10.
3- فى «ب»: طُعمنا.
4- القيامة 75 : 14.
5- بحار الأنوار 75 : 37/10.
6- لاط حوضها طيّنه وأصلحه.
7- ندّ البعير: شرد وذهب على وجهه.

على رعيتها، فاشرب من ألبانها غير مجتهد للحلب، ولا ضار بالولد «وَاللّه يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصلح» (1).

325/426- عن محمّد بن مسلم، قال: سألته عن الرجل بيده الماشية لابن أخٍ له يتيم في حجره، أتخلط أمرها بأمر ماشيته؟

قال: فإن كان يَليط حَوْضها، ويقوم على هَنائها (2)، ويَرُدّ نادتها، فليشرب من ألبانها، غير مجتهد للحلاب ولا مضر بالولد، ثمّ قال: «مَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالمَعْرُوفِ» (3) «واللّه يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ» (4).

326/427 - عن محمّد الحلبي، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قول اللّه تعالى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّه يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلح»، قال: تُخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم، وتُخرج من مالك قدر ما يكفيك، ثمّ تُنفقه.

عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (5).

327/428- عن علي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه تعالى في اللّه اليتامى: «وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ» ؟

قال: يكون لهم التّمر و اللّبن، ويكون لك مثله، على قدر ما يكفيك ويكفيهم، ولا يخفى على اللّه المُفسد من المُصلح (6).

429 / 328 - عن عبد الرّحمن بن الحجاج، عن أبي الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال :

ص: 221


1- بحار الأنوار 75: 38/11.
2- هنأت البعير أهنؤه، إذا طليته بالهناء، وهو القطران.
3- النساء 4: 6.
4- بحار الأنوار 75 : 39/11.
5- بحار الأنوار 75 : 40/11.
6- بحار الأنوار 75: 41/11.

قلتُ له: يكون لليتيم عندي الشيء وهو في حجري أنفق عليه منه، وربما أُصيب ممّا يكون له من الطعام، وما يكون منّي إليه أكثر؟

فقال : لا بأس بذلك، إنّ اللّه يعلم المُفسد من المُصلح (1).

329/430 - عن جميل، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول : كان الناس يستَنْجُون بالحجار والكرسُف (2)، ثمّ أُحدث الوضوء، وهو خُلق حسن، فأمر به رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنزله اللّه في كتاب: «إنَّ اللّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ» [ 222] (3).

330/431 - عن سلّام، قال: كنتُ عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فَدَخَل عليه حمران بن أعين، فسأله عن أشياء، فلمّا هَمَّ حُمران بالقيام، قال لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أُخْبِرُك - أطال اللّه بقاك، وأمتعنا بك - أنا نأتيك فما نخرُج من عندك حتّى ترق قلوبنا. وتسلو (4) أنفسنا عن الدنيا، ويَهُون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثمّ نَخْرُج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتُجّار أحببنا الدنيا.

قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّما هى القلوب مرّةً يَصْعُب عليها الأمر ومرّةً يَسْهُل.

ثم قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أما إن أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قالوا: يا رسول اللّه، نخاف علينا النّفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟

قالوا: إنّا إذا كنا عندك فذكرتنا، رُوِّعنا (5) ووجلنا، ونَسِينا الدنيا، وزَهِدنا

ص: 222


1- بحار الأنوار 75 : 42/11.
2- الحجار : جمع حَجَر، والكرسُف: القطن.
3- الكافي 3: 13/18، بحار الأنوار 80 : 204 / 13.
4- سَلاعنه : نَسِيَه.
5- الرَّوع: الفَزع.

فيها، حتّى كأنّا نُعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت وشَمَمنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل والمال يكاد أن تحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النّفاق؟

فقال لهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): كلّا، هذا من خُطُوات الشيطان ليُرغبكم في الدنيا، واللّه لو أنّكم تَدُومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها، لَصَافَحَتْكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولولا أنّكم تُذيبون فتستغفرون اللّه لَخَلَقَ اللّه خَلْقاً لكي يُذنبوا ثم يستغفروا فيغفر لهم، إنّ المؤمن مُفَتَّن (1) تَوَّاب، أما تسمع لقوله تعالى: «إِنَّ اللّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ». «وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ» ؟(2).

331/432 - عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كانوا يستنجون بثلاثة أحجار، لأنّهم كانوا يأكلون البُسر (3)، وكانوا يبعرون بَعْراً، فأكل رجل من الأنصار الدُّبّاء (4)، فَلان بطنه واستنجى بالماء، فبعث إليه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : فجاء الرجلُ وهو خائفٌ أن يكون قد نزل فيه أمرُ يَسُوءُه في استنجائه بالماء.

قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): هل عملت في يومك هذا شيئاً؟ فقال: نعم يا رسول اللّه، إنّي واللّه ما حملني على الاستنجاء بالماء إلّا أنّي أكلتُ طعاماً فلان بطني، فلم تُغْنِ عنّي الحجارة، فاستنجيت بالماء.

ص: 223


1- المفتّن: المُمْتَحَن، يُمْتَحَن بالذنب ثمّ يتوب، ثم يعود ثمّ يتوب.
2- الكافي 2: 1/309، بحار الأنوار 70: 28/56، والآية من سورة هود 11: 90.
3- البُسر : التمر قبل أن يُرطب.
4- الدُّباء: القرع.

فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هنيئاً لك، فإن اللّه عزّ وجلّ قد أنزل فيك آية: «إنَّ اللّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ» فكنت أوّل من صنع ذا أوّل التوابين، وأوّل المتطهرين (1).

[222] وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتّى يَطْهُرْنَ

433 / 332 - عن عيسى بن عبداللّه، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : المرأة تحيض يَحْرُم على زوجها أن يأتيها في فرجها، لقول اللّه تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتّى يَطْهُرْنَ» [222] فيستقيم للرجل أن يأتي امرأته وهي حائض فيما دون الفرج (2).

333/434 - عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : عن إتيان النساء في أعجازهنّ، قال: لا بأس، ثم تلا هذه الآية: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» (3) [223].

334/435 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، قال : حيث شاء (4).

335/436 - عن صفوان بن يحيى، عن بعض أصحابنا، قال: سألتُ أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، فقال: من قدّامها ومن خلفها في القُبل (5).

437 / 336- عن مَعْمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال: أيّ شيءٍ يقولون في إتيان النساء في أعجازهنَّ؟ قلت: بلغني أن أهل المدينة لا يرون به بأساً.

قال: إنّ اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل من خلفها خرج ولده أحول

ص: 224


1- علل الشرائع 1/286، بحار الأنوار 80: 3/198.
2- بحار الأنوار 103: 43/293.
3- بحار الأنوار 104: 1/28.
4- بحار الأنوار 104: 2/28.
5- بحار الأنوار 104: 3/28.

فأنزل اللّه: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» يعني من خلف أو قدّام خلافاً لقول اليهود، ولم يَعْنِ في أدبارهنّ.

عن الحسن بن عليّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (1).

[223] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ

337/438 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ»، قال : من قبل (2).

338/439 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الرجل يأتي أهله في دبرها، فكره ذلك، وقال: وإيّاكم ومَحَاشَ النساء (3). وقال: إنّما معنى «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» أي ساعةٍ شئتم (4).

339/440- عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال: كتبتُ إلى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في مثله، فورد منه الجواب سألت عمّن أتى جاريته في دُبُرها، والمرأة لُعبةٌ لا تُؤذى، وهي حرثٌ كما قال اللّه تعالى(5).

[224] وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا

340/441- عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تبارك وتعالى ولا إله غيره: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا» [224]، قال: هو قول الرجل: لا واللّه، وبلى واللّه (6).

341/442 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي

ص: 225


1- التهذيب 7: 1660/415، بحار الأنوار 104 : 28 / 4، 5.
2- بحار الأنوار 104: 6/29.
3- المَحَاش: جمع مَحَبَّة وهي مجتمع العذرة، وفي النهاية محاشي النساء: جمع مِحْشَاة، وهي أسفل مواضع الطعام من الأمعاء، فكنّى به عن الأدبار «النهاية 1: 392».
4- بحار الأنوار 104 : 7/29.
5- بحار الأنوار 104 : 8/29.
6- بحار الأنوار 104: 15/281.

عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ»، قالا: هو الرجل يُصلح بين الرجلين، فيَحْمِل ما بينهما من الإثم (1).

443 / 342 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ»، قال: يعني الرجل يحلف أن لا يُكلّم أخاه، وما أشبه ذلك، أولا يُكلّم أُمّه (2) .

343/444 - عن أيوب، قال: سمعته يقول: لا تحلفوا باللّه صادقين ولا كاذبين، فإنّ اللّه يقول: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةٌ لأَيْمَانِكُمْ»، قال: إذا استعان رجل برجلٍ على صُلح بينه وبين رجل فلا يقولن إنّ عليَّ يميناً أن لا أفعل، وهو قول اللّه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ» (3).

[225] لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ

344/445 - عن أبي الصَّباح، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «لَا يُؤَاخِذُكُم اللّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُم» [225]، قال: هو (لا واللّه)، (وبلى واللّه) (وكلّا واللّه)، لا يعقد عليها، أو لا يعقد على شيء (4).

446 / 345- عن بريد بن معاوية، قال : سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في الإيلاء: إذا آلى الرجُل من امرأته، لا يقرَبُها، ولا يَمَسُّها، ولا يجمع رأسه ورأسها، فهو في سَعَةٍ ما لم يمض الأربعة الأشهر، فإذا مضى الأربعة الأشهر فهو في حلّ ما سكنت عنه، فإذا طلبت حقّها بعد الأربعة الأشهر وقف فإمّا أن يفى فَيَمسّها، وإمّا أن يَعْزِمَ على الطَّلاق فيُخلّى عنها، حتّى إذا حاضت وتطهَّرت من محيضها طلّقها تطليقةً

ص: 226


1- بحار الأنوار 104: 34/223.
2- بحار الأنوار 104: 36/223.
3- بحار الأنوار 104: 36/224.
4- الكافى : 1/443 التهذيب 8: 1023/280. بحار الأنوار 104: 37/224.

من قبل أن يُجامعها بشهادة عدلين، ثم هو أحقُّ برجعتها مالم يمضِ الثّلاثة الأقراء (1).

[226] فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ

346/447 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أيما رجُلٍ آلى من امرأته والإيلاء أن يقول الرجل : واللّه لا أجامِعُكِ كذا وكذا أو يقول: واللّه، لأغيظنّك، ثم يُغا يظها، ولأسؤنّك، ثمّ يهجرها فلا يجامعها - فإنّه يتربص بها أربعة أشهر، فإن فاء - والايفاء: أن يُصالح - «فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ» [226]، وإن لم يفى جُبر على الطَّلاق فهى تطليقة (2).

347/448 - عن أبي بصير، في رجل آلى من امرأته حتّى مضت أربعة أشهر. قال: يُوقف، فإن عزم الطَّلاق اعتدّت امرأته كما تعتد المُطَلَّقة، وإن أمسك فلا بأس (3).

348/449 - عن منصور بن حازم، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجلٍ آلى من امرأته، فمضت أربعة أشهر، قال: يُوقف، فإن عزم الطَّلاق بانت منه، وعليها عِدّة المُطَلَّقة، وإلّا كفّر يمينه وأمسكها (4).

349/450 - عن العبّاس بن هلال، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه ذكر لنا أنّ أجل الإيلاء أربعة أشهر بعد ما يأتيان السلطان. فإذا مَضَت الأربعة الأشهر، فإن شاء أمسك وإن شاء طلّق، والإمساك المسيس (5).

350/451 - سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إذا بانتِ المرأة من الرجُل، هل يخطُبها مع

ص: 227


1- الكافی 6: 1/130 «نحوه»، بحار الأنوار 104 : 7/170.
2- بحار الأنوار 104: 8/171.
3- التهذيب 8: 20/7، بحار الأنوار 104: 9/171.
4- التهذيب 8: 21/8، بحار الأنوار 104: 10/171.
5- بحار الأنوار 104: 11/171.

الخُطاب؟ قال: يخطبها على تطليقتين، ولا يقربها حتّى يُكفِّر يمينه (1).

351/452 - عن صفوان عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المولي إذا أبى أن يُطَلّق، قال: كان علىٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يجعل له حظيرة قصب، ويُحْبِسُه فيها، ويمنعه من الطَّعام والشراب حتّى يُطلّق (2).

352/453 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في الرجل إذا آلى من امرأته، فمضت أربعة أشهر ولم يفى، فهي مطلقةٌ، ثمّ يُوقف، فإن فاء فهي عنده على تطليقتين، وإن عَزَم فهي بائنةٌ منه (3).

353/454 - عن محمّد بن مسلم، وعن زُرارة، قالا: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): القُرء: ما بين الحَيْضَتَيْن (4).

354/455 - عن زُرارة، قال: سَمِعتُ ربيعة الرأي (5) وهو يقول: إنَّ الأقراء التي سمّى اللّه في القرآن إنّما هي الطّهر فيما بين الحَيْضتين وليس بالحيض.

قال: فدخَلتُ على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فحدّثته بما قال ربيعة، فقال: كَذَب ولم يَقُل برأيه، وإنما بلغه عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).

ص: 228


1- بحار الأنوار 104: 12/171.
2- الكافي 6: 133 / 10، التهذيب 8: 13/6، بحار الأنوار 104: 13/171.
3- التهذيب 8: 7/4، بحار الأنوار 104: 13/172.
4- الكافي 6: 2/89 و 3، التهذيب 8: 423/122، و 424، بحار الأنوار 104: 21/187.
5- هو ربيعة بن أبي عبدالرحمن فروخ التيمي بالولاء المدني، أبو عثمان، حافظ فقيه مجتهد، كان بصيراً بالرأي فلقب ربيعة الرأي، وأصحاب الرأي عند أهل الحديث هم أصحاب القياس، لأنهم يقولون برأيهم فيما لم يجدوا فيه حديثاً أو أثراً، وعده الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) ممّن روى عن الإمامين السجاد والباقر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: ربيعة الرأي المدني الفقيه عامي، انتهى. وتوفي سنة 136ه. تهذيب الكمال 9: 123، الأعلام للزركلي 3: 17 معجم رجال الحدیث 7: 177.

فقلت : أصلحك اللّه، أكان عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول ذلك؟ قال: نعم، كان يقول: «إنّما القُرء الطّهر، تقرأ فيه الدّم فتجمعه، فإذا جاءت (1) قذفته».

قلت: أصلحك اللّه، رجل طلق امرأته طاهراً من غير جماع بشهادة عدلين؟ قال: إذا دخلت في الحيضة الثالثة، فقد انقضت عدتها، وحلّت للأزواج.

قال: قلت: إن أهل العراق يروون عن العلالي لا لا لا أنه كان يقول: هو أحقُّ برجعتها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة ؟ فقال : كذبوا، قال : وكان عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة، فقد انقضت عدّتها».

وفي رواية ربيعة الرأي ولا سبيل له عليها، وإنّما القُرء ما بين الحَيْضَتَين، وليس لها أن تتزوّج حتّى تغتسل من الحيضة الثالثة، فإنّك إذا نظرت في ذلك لم تجد الأقراء إلا ثلاثة أشهر، فإذا كانت لا تستقيم، ممّا تحيض في الشهر مراراً وفي الشهر مرّة، كان عِدّتها عِدّة المُستَحاضة ثلاثة أشهر، وإن كانت تحيض حيضاً مستقيماً، فهو في كلّ شهر حيضة بين كل حيضتين شهر، وذلك القُرء (2).

355/456 - قال ابن مُسكان عن أبي بصير، قال: عِدة الّتي تحيض ويستقيم حيضها ثلاثة أقراء، وهي ثلاث حيض (3).

356/457 - وقال أحمد بن محمّد : القُرء: هو الطُّهر، إنّما تقرأ فيه الدم حتّى إذا جاء الحيض دفعتها (4).

357/458 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رجلٍ طلّق

ص: 229


1- أي الحيضة، وفي «أ، ب، د»: جاء.
2- بحار الأنوار 22/187:104.
3- بحار الأنوار 104: 23/188.
4- بحار الأنوار 104: 23/188.

امرأته متى تبين منه؟ قال حين يطلع الدم من الحيضة الثالثة (1).

[228] وَالمُطلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أن

358/459 - عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّه فِي أَرْحَامِهِنَّ» [228] يعني لا يُحِلُّ لها أن تكتم الحَمْل إذا طلِّقت وهي حُبلى، والزوج لا يعلم بالحُمل، فلا يَحِلّ لها أن تكتُم حَمْلها، وهو أحق بها في ذلك الحَمْل ما لم تَضَع (2).

359/460 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المُطَلَّقة تبين عند أوّل قطرةٍ من الحيضة الثالثة (3).

360/461 - عن عبد الرّحمن بن أبي عبداللّه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المرأة إذا طلَّقها زوجها، متى تكون أملك بنفسها ؟ قال : إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد بانت (4).

361/462 قال زُرارة : قال : أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الأقراء: هي الأطهار، وقال: القُرء ما بين الحَيْضَتين (5).

[229] إِمْسَاكُ بِمَعْرُوفِ أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَانٍ

463 / 362 - عن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في الرجل إذا تزوَّج المرأة، قال: أقررتُ بالميثاق الذي أخذ اللّه: «إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفِ أَوْ تَسْرِيحٌ بإِحْسَانٍ» (6) [229].

363/464 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المرأة التي لا تَحِلّ

ص: 230


1- بحار الأنوار 104: 24/188.
2- بحار الأنوار 104: 25/188.
3- بحار الأنوار 104: 26/188.
4- بحار الانوار 104: 27/188.
5- بحار الأنوار 104: 28/188.
6- بحار الأنوار 104: 63/154.

لزوجها حتّى تنكح زوجاً غيره التي تُطلّق، ثمّ تُراجع، ثمّ تُطلق، ثمّ تُراجع، ثمّ تُطَّلق الثالثة، فلا تَحِلّ له حتّى تَنكِح زوجاً غيره إن اللّه جل وعزّ يقول: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحَ بِإِحْسَانٍ» والتسريح: هو التطليقة الثالثة (1).

364/465- قال: قال أبو عبد اللّه، في قوله تعالى: «فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حتّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ» (2) هاهنا التطليقة الثالثة، فإن طلَّقها الأخير فلا جناح عليهما أن يتراجعا بتزويجٍ جديدٍ (3).

365/466 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر(عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ اللّه تعالى يقول: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» والتسريح بالإحسان: هي التطليقة الثالثة (4).

366/467 - عن سماعة بن مهران قال: سألته عن المرأة التى لا تحلّ لزوجها حتى تنكح زوجاً غيره.

قال: هي التي تُطلّق ثم تراجع، ثمّ تُطلّق، ثمّ تُراجع، ثمّ تُطلق الثالثة، فهى التى لا تَحِلّ لزوجها حتّى تنكح زوجاً غيره، وتذوق عسيلته، ويذوق عسيلتها (5). وهو قول اللّه: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَانٍ» أن تُسَرّح (6) بالتطليقة الثالثة (7).

ص: 231


1- بحار الأنوار 104: 64/155.
2- البقرة 2: 230.
3- بحار الأنوار 104: 64/155.
4- بحار الأنوار 104: 65/155.
5- يعني جماعها لأنّ الجماع هو المُستحلى من المرأة، شبّه لَذَّة الجماع بذوق العسل فاستعار لها ذَوْقاً.
6- في «أ»: فإن التسريح.
7- بحار الأنوار 104 : 66/155.

367/468 - عن أبي القاسم الفارسي، قال: قلت للرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جُعلتُ فداك، إن اللّه تعالى يقول في كتابه: «فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» وما يعني بذلك؟

قال: أمّا الإمساك بالمعروف فكفُّ الأذى وإحباء (1) النفقة، وأمّا التسريح بإحسان فالطلاق على ما نزل به الكتاب (2).

469 / 368 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا ينبغي لمن أعطى اللّه شيئاً أن يرجع فيه، ومالم يُعطِ اللّه وفي اللّه، فله أن يَرْجِع فيه، نحلة (3) كانت أو هبةً، جَرَتْ أولم تَجْرِ (4)، أليس اللّه يقول: «وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أن تأخُذُوا مِمَّا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً» [229]، وقال: «إن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً» (5).

369/470 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن المُختَلَعَة، كيف، يكون خُلعها؟

فقال: لا يحلّ خُلعها حتّى تقول: واللّه لا أبر لك قَسَماً، ولا أُطيع لك أمراً، ولأُوطِئن فراشك، ولأُدْخِلَنَّ عليك بغير إذنك، فإذا هي قالت ذلك حلّ خُلعها، وحَلّ له ما أخذ منها من مهرها ومازاد، وهو قول اللّه تعالى: «فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا أفْتَدَتْ بِهِ) [229] وإذا فعل ذلك فقد بانت منه بتطليقة، وهي أملكُ بنفسها، إن شاءت نَكَحْتُه، وإن شاءت فلا، فإن نَكَحتُه فهى عنده على ثِنتَين (6).

370/471 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى:

ص: 232


1- الحِباء: العطاء بلا منّ ولا جزاء.
2- بحار الأنوار 104: 67/155.
3- النحلة : العطيَّة.
4- في «ه»: والبحار : حيزت أولم تحز، وكذا التي بعدها.
5- بحار الأنوار 103: 3/188، والآية من سورة النساء 4 :4.
6- بحار الأنوار 5/163:104، وفي «ج»: بثتين.

«تِلْكَ حُدُودُ اللّه فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّه فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» [229].

فقال: إنّ اللّه غَضِبَ على الزاني فجعل له جلد مائة، فمن غَضِبَ عليه فزاد فأنا إلى اللّه منه بريء، فذلك قوله : «تِلْكَ حُدُودُ اللّه فَلَا تَعْتَدُوهَا» (1).

371/472- عن عبد اللّه بن فضالة، عن العبد الصالح (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن رجلٍ طلق امرأته عند قُرئها تطليقةً، ثمّ لم يُراجعها، ثمّ طلّقها عند قُرئها الثالثة، فبانت منه ألهُ أن يُراجعها؟ قال: نعم.

قلت: قبل ان تتزوّج زوجا غيره؟ قال: نعم.

قلت له: فرجلٌ طلّق امرأته تطليقةً، ثمّ راجعها، ثمّ طلّقها، ثمّ راجعها، ثمّ طلّقها؟ قال: لا تَحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره (2).

473 / 372- عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الطلاق التي لا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره؟

قال لي: أخبرك بما صنعتُ أنا بامرأةٍ كانت عندي، فأردتُ أن أطلّقها، فتركتها حتّى إذا طَمَثَت ثُمَّ طَهُرَت، طَلّقتها من غير جماع بشاهدين، ثم تركتها حتّى طمثت وطهُرت، ثمّ طلّقتها بغير جماع بشاهدين، ثمّ تركتها حتّى إذا كادت أن تنقضي عدتها، راجعتها ودخلتُ بها ومَسَسْتُها، ثم تركتها حتّى طَمَثت وطهرت، ثمّ طلّقتها بشهودٍ من غير جماع، وإنما فعلتُ ذلك بها، لأنّه (3) لم يكن لى بها حاجة (4).

[ 230] فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعدُ حتّى تَنكِحَ زَوجًا غَيْرَهُ

373/474 - عن الحسن بن زياد، قال: سألته عن رجُلٍ طلّق امرأته فتزوجت بالمُتعة، أتحل لزوجها الأول؟

ص: 233


1- بحار الأنوار 79: 42/52.
2- بحار الأنوار 104: 68/155.
3- في «أ، ب، ج، د»: أنه.
4- الكافى 6: 1/75 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 69/156.

قال: لا، لا تحل له حتّى تدخُل في مثل الذي خرجت من عنده، وذلك قوله تعالى: «فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعدُ حتّى تَنكِحَ زَوجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّه» [230] والمُتْعَة ليس فيها طلاق (1).

374/475 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الطلاق الذي لا تحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره.

قال: هو الذي يُطلّق، ثمّ يُراجع - والرَّجعة: هي الجِماع - ثمّ يُطلق، ثمّ يراجع، ثمّ يطلّق الثالثة، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره، وقال: الرَّجعة: الجماع، وإلّا فهى واحدة (2).

375/476 - عن عمر بن حَنْظَلَة، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا قال الرجل لامرأته: أنتِ طالقة، ثمّ راجعها، ثمّ قال: أنتِ طالقة. ثمّ راجعها، ثمّ قال : أنتِ طالقة. لم تحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره فإن طلّقها ولم يُشهد فهو يتزوجّها إذا شاء (3).

376/477 - محمّد بن مسلم، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في رجل طلّق امرأته، ثم تركها حتّى أنقضت عدتها، ثم تزوجّها، ثم طلّقها من غير أن يدخل بها حتّى فعل ذلك بها ثلاثاً، قال: لا تَحِلُّ له حتّى تَنْكِح زوجاً غيره (4).

377/478- عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجلٍ طلّق امرأته طلاقاً لا تَحِلُّ له حتّى تنكح زوجاً غيره، فتزوّجها عبد، ثمّ طلّقها، هل يهدم الطلاق؟ قال: نعم، لقول اللّه تعالى: «حتّى تَنكِحَ زَوجاً غَيْرَهُ» وهو أحد الأزواج (5).

ص: 234


1- الأصول السنة عشر : 165 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 70/156.
2- بحار الأنوار 104: 71/156.
3- بحار الأنوار 104: 72/156.
4- التهذيب 8: 214/65 و 215، بحار الأنوار 104 : 73/157.
5- بحار الأنوار 104: 74/157.

378/479 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إذا أراد الرجل الطّلاق طلقها من (1) قبل عِدَّتها في غير جماع، فإنّه إذا طلقها واحدةً، ثمّ تركها حتّى يخلو أجلها، وشاء أن يخطب مع الخُطاب فعل، فإن راجعها قبل أن يخلو الأجل أو العدّة فهى عنده على تطليقة، فإن طلّقها الثانية، فشاء أيضاً أن يخطب مع الخُطّاب، إن كان تركها حتّى يخلو أجلها، وإن شاء راجعها قبل أن ينقضي أجلها، فإن فعل فهي عنده على تطليقتين، فإن طلّقها ثلاثاً فلا تحل له حتّى تنكح زوجاً غيره، وهي ترث وتُورث ما كانت في الدم في التطليقتين الأوّلتين (2).

379/480 - عن زُرارة وحُمران ابني أعين، و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قالوا: سألناهما عن قوله تعالى: «وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لتَعْتَدُوا» [231] فقالا: هو الرجل يُطلّق المرأة تطليقه واحده، ثم يدعها حتّى إذا كان آخر عدتها راجعها، ثمّ يُطلقها أُخرى، فيتركُها مثل ذلك، فنهي عن ذلك (3).

[231] وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لتَعْتَدُوا

380/481 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُهُ عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُوا». قال الرجل يُطلّق، حتّى إذا كادت أن يخلو أجلها راجعها، ثمّ طلّقها ثم راجعها، يفعل ذلك ثلاث مرات، فنهى اللّه عنه (4).

381/482 - عن عَمْرو بن جُمَيْع رفعه إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه قال: اللّه مكتوبٌ في التّوراة: من أصبح على الدنيا حَزيناً، فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطاً، من أصبح يشكو مُصيبةً نزلت به فقد أصبح يشكو اللّه، ومن أتى غنيّاً فتواضع لغنائه، ذهب اللّه بثُلثُي دينه، ومن قرأ القرآن من هذه الأُمّة ثم دخل النار، فهو ممَّن

ص: 235


1- في «أ، ب، ج، د»: في
2- بحار الأنوار 104: 75/157.
3- بحار الأنوار 104: 76/157.
4- من لا يحضره الفقيه 3: 1567/323. بحار الأنوار 104: 77/157.

كان يتّخذ آيات اللّه هُزُواً، ومن لم يَسْتَشِر يَنْدَم، والفَقْرُ الموتُ الأكبر (1).

[233] وَالوَلِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ

483 / 382 - عن داود بن الحصين، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «وَالوَالدِاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ» [233].

قال: مادام الولد في الرّضاع فهو بين الأبوين بالسّويّة، فإذا فُطِم فالأب أحقُّ من الأُمّ، فإذا مات الأب فالأم أحقُّ به من العصبة، وإن وجد الأب من يرضعه بأربعة دراهم، وقالت الأم : لا أرضعه إلّا بخمسة دراهم، فإنّ له أن ينزعه منها، إلّا أنّ ذلك خير (2) له وأقدم (3) وأرفق (4) به أن يُترك مع أُمّه (5).

383/484 - عن جميل بن دَرّاج، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى: «لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِدِ» [233]، قال: الجماع (6).

384/485 - عن الحَلَبَى. قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): «لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِدِ»، قال: كانت المرأة ممّن ترفع يدها إلى الرجل إذا أراد مُجامعتها، فتقول: لا أَدْعُك إنِّى أخاف أن أحْمِل على ولدي. ويقول الرجل للمرأة: لا أجامِعُكِ، إنّي أخاف أن تَعْلَقي، فأقتل ولدي فنهى اللّه عن أن يُضار الرجُل المرأة، والمرأةُ الرجل (7).

385/486 - عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : سألته

ص: 236


1- بحار الأنوار 72: 21/196.
2- في «ب، د»: أجبر.
3- كذا، ولعله تصحيف: واقوم.
4- في «ج» وأوفق.
5- الكافي 6: 4/45، التهذيب 8: 352/104، بحار الأنوار 104: 1/133.
6- بحار الأنوار 103: 44/294.
7- بحار الأنوار 103: 45/294.

عن قوله تعالى: «وَعَلَى الوَارِثِ مَثْلُ ذَلِكَ» [233]، قال: هو في النَّفقة، على الوارث مثل ما على الوالد.

وعن جميل، عن سَوْرَة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (1).

487 / 386 - عن أبي الصَّبَّاح قال : سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَعلَى الوَارِثِ مَثْلُ ذَلِكَ». قال : لا ينبغي للوارث أن يُضارّ المرأة، فيقول: لا أدَعُ ولدها يأتيها، ويُضارٌ ولدها إن كان لهم عنده شيء، ولا ينبغي له أن يُقَتّر عليه (2).

387/488 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المُطلقة يُنفق عليها حتّى تَضَع حَمْلها، وهي أحقُّ بولدها أن تُرضعه مما تقبله امرأة أخرى، إنّ اللّه يقول: «لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الوَارِثِ مَثْلُ ذَلِكَ» إِنّه نهى أن يُضارٌ بالصبيّ، أو يُضارّ بأُمّه في رضاعه، وليس لها أن تأخُذ في رضاعه فوق حولين كاملين، فإن أرادا الفِصال (3) قبل ذلك عن تراض منهما كان حَسَناً، والفصال (4): هو الفطام (5).

[234] وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ

388/489 - عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما نزلت هذه الآية: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْن مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً» [234] جئن النساء يُخاصمن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقلن: لا نصير. فقال لهنّ رسول اللّه : كانت إحداكنّ إذا مات زوجها، أخذت بعرةً فألقتها خلفها فى دويرها في خدرها، ثمّ قعدت فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول، أخذتها

ص: 237


1- بحار الأنوار 104: 6/75، و7.
2- بحار الأنوار 104: 8/57. و: 2/133.
3- في «أ، ب، ج، د»: أرادوا الفصل.
4- في «أ، ب، ج، د»: والفصل.
5- بحار الأنوار 104: 3/133.

فَفَتَتها (1)، ثم اكتحلت بها، ثم تزوجت، فوضع اللّه عنكنّ ثمانية أشهر (2).

389/490 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول: في امرأةٍ تُوفّي عنها زوجها لم يمسها. قال: لا تنكح حتّى تعتد أربعة أشهر وعشراً، عدّة المُتَوفّى عنها زوجها (3).

390/491 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قوله تعالى: «مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاج» (4)، قال: منسوخة، نسختها: «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً» ونسختها آية الميراث (5).

391/492 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (6)، قال : قلتُ له : جعلتُ فداك، كيف صارت عِدّة المُطلّقة ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر، وصارت عدّة المُتوفّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً؟

فقال: أمّا عدّة المُطلّقة ثلاثة قُرُوء، فلاستبراء الرَّحِم من الولد، وأمّا عِدّة المُتوفّى عنها زوجها، فإنّ اللّه تعالى شَرَط للنساء شرطاً، وشرط عليهنّ شرطاً، فلم يجُر (7) فيما شرط لهنّ، ولم يَجُر (8) فيما شرط عليهنّ.

أمّا ما شرط لهنّ، ففي الإيلاء أربعة أشهر، إذ يقول تعالى: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» (9) فلن يجوز لأحدٍ أكثر من أربعة أشهر في

ص: 238


1- فَتَّ الشيء: كسره بأصابعه.
2- بحار الأنوار 104: 29/188.
3- بحار الأنوار 104 : 30/189.
4- البقرة 2 : 240.
5- بحار الأنوار 104: 31/189.
6- في «ب، ج» أبي جعفر الثاني.
7- فى «ب، ج» يجز. والجور: الظلم.
8- فى «ب، ج» يجز. والجور: الظلم.
9- البقرة 2: 240.

الإيلاء، لعلمه تبارك وتعالى أنها غاية صبر المرأة من الرجل.

وأمّا ما شرط عليهنّ، فإنّه أمرها أن تعتد إذا مات زوجها أربعة أشهر وعشراً، فأخذ له منها عند موته ما أخذ لها منه في حياته (1).

493 / 392- عن عبد اللّه بن سنان، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً».

قال: هو طلبُ الحَلَال : «وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحَ حتّى يَبْلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ» أليس يقول الرجل للمرأة قبل أن تنقضى عدتها: موعِدُك بيت آل فلان، ثم يطلُب إليها أن لا تشبقه بنفسها إذا انقضت عدّتُها؟!

قلت: فقوله: «إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً» ؟ [235] قال: هو طلب الحلال في غير أن يَعْزِم عُقدة النكاح حتّى يبلُغَ الكتابُ أجله (2).

393/494 - وفي خبر رفاعة، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «قَوْلاً مَّعْرُوفاً»، قال : يقول خيراً (3).

394/495 - وفي رواية أبي بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِراً»، قال : هو الرجل يقولُ للمرأة قبل أن تنقضي عدّتها : أُوعِدُك (4) بيت آل فلان لتَرفُثَ ويَرْفُث معها (5).

395/496- وفي رواية عبداللّه بن سنان، قال : أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هو قول الرجل للمرأة قبل أن تنقضى عدّتها: موعدك بيت آل فلان، ثم يطلُب إليها أن لا تسْبقه بنفسها إذا انقضت عِدَّتُها (6).

ص: 239


1- بحار الأنوار 104 : 38/190.
2- بحار الأنوار 104 : 32/189.
3- بحار الأنوار 104: 33/189.
4- في «ج»: موعدك.
5- بحار الأنوار 104: 34/189.
6- بحار الأنوار 104: 35/189.

497 / 396 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً»، قال: المرأة في عدتها تقول لها قولاً جميلاً، تُرغّبها في نفسك، ولا تقول: إنّي أصنع كذا، وأصنع كذا القبيح من الأمر في البُضع (1)، وكلّ أمرٍ قبيح(2).

[235] إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً

397/498 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى: «إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفا»، قال: يقول الرجل للمرأة وهي في عدّتها: يا هذه، ما أحبّ إليّ ما أسرّك ! ولو قد مضى عدتك لا تفوتيني إن شاء اللّه، فلا تسْبِقيني (3) بنفسك، وهذا كله من غير أن يعزموا عُقدة النكاح (4).

499 / 398 - عن حفص بن البَخْتَرِي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في الرجل يُطلق امرأته أيمتعها؟ فقال: نعم، أما تُحِبّ أن تكون من المحسنين، أما تُحب أن تكون من المتّقين؟ (5).

399/500 - عن أبي الصَّباح، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا طلّق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها، فلها نصف مَهْرها، وإن لم يَكُن سَمَّى لها مَهْراً، فمتاع بالمعروف على المُوسِع قدره، وعلى المُفتر قَدرُه، وليس لها عدّة، وتزوَّج مَن شاءت في ساعتها (6).

400/501- عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : المُوسِع يُمنع بالعبد والأمَة،

ص: 240


1- البُضع: الجماع.
2- بحار الأنوار 104 : 36/190.
3- في «ج»: فلا تستبقيني.
4- بحار الأنوار 104 : 37/190.
5- الكافي 6: 1/104، بحار الأنوار 103: 49/357.
6- من لا يحضره الفقيه 3: 1579/326، بحار الأنوار 103: 50/357.

ويُمنع المُعير بالحِنْطة والزبيب والثّوب والدراهم (1).

[236] وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسع قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ

401/502 - وقال : إنّ الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2) متّع امرأةً طلّقها أمَةً، ولم يَكُن يُطلّق امرأة إلّا متّعها بشي (3).

402/503 - عن ابن بُكَير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ» [236] ما قَدَر المُوسِع والمُقْتِر؟

قال: كان علىّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يمتّع براحلته (4)، يعنى جملها الذي عليها (5).

403/504 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألته عن الرجل يُريد أن يُطلّق امرأته.

قال : يُمتعها قبل أن يُطلقها، قال اللّه تعالى في كتابه: «وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ» (6).

[237] إِن طلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَة

404/505 - عن أسامة بن حفص، قيم موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال : قلتُ له (7): سَلْهُ عن رجُل يتزوّج المرأة ولم يُسمّ لها مَهْراً؟

قال: لها الميراث، وعليها العِدّة ولا مهر لها، وقال: أما تقرأ ما قال اللّه في كتابه: «إن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ» (8) [237].

ص: 241


1- بحار الأنوار 103 : 357 / 51.
2- كذا وفي الحديث: 429/130، الحسن بن على (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).
3- بحار الأنوار 103 : 357 / 51.
4- في «ج»: تمتع براحلة.
5- قرب الإسناد: 637/174، بحار الأنوار 103: 52/357.
6- التهذيب 8: 492/12 «نحوه»، بحار الأنوار 103 : 357 / 53.
7- القائل له غير واضح من السياق، وذلك لسقوط السند، فالقائل لأسامة (سله) هو الراوي الذي قبل أسامة.
8- بحار الأنوار 103: 54/357.

405/506 - عن مَنْصُور بن حازم، قال: قُلتُ: رجل تزوج امرأة، وسمّى لها صداقاً، ثمّ مات عنها ولم يدخل بها ؟ قال لها المهر كَمَلاً، ولها الميراث.

قلت: فإنّهم رَوَوا عنك أنّ لها نِصْفَ المَهر؟ قال: لا يحفظون عنِّي، إنّما ذاك المُطَلّقة (1).

406/507 - عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الذي بيده عُقدة النكاح هو وليّ أمره (2).

407/508 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَو يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح» [237]. اللام، قال: هو الوليّ والذين يعفُون عن الصَّداق، أو يَحُطُون عنه، بعضه أو كُلّه (3).

408/509 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بَيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ»، قال : هو الأب والأخ الموصى (4) إليه، والذي يجوز أمره في مال المرأة، فيبتاع لها ويشتري فأي هؤلاء عنا فقد جاز (5).

409/510- عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: «الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ» وهو الوليّ الذي أنكَحَ، يأخُذ بعضاً وَيَدَع بعضاً، وليس له أن يدع كلّه (6).

511/410 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح»، قال : هو الأخ والأب والرجل يُوصى إليه، والذي يجوز أمره

ص: 242


1- بحار الأنوار 103: 55/358.
2- التهذيب 7: 1570/392، بحار الأنوار 103: 56/358.
3- بحار الأنوار 103 : 57/358.
4- في «أ، ب»: والأخ يوصى، وفي «ه». والأخ والموصى.
5- التهذيب 7: 1573/393، بحار الأنوار 103: 58/358.
6- بحار الأنوار 103: 59/358.

في مالٍ بقيمته (1).

قلتُ: أرأيت إن قالت: لا أجيز ما يصنع؟ قال: ليس ذلك لها، أتجيز بيعه في مالها، ولا تُجيز هذا؟! (2).

411/512 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن الذي بيده عُقدة النكاح، فقال: هو الذي يُزوّج، يأخذ بعضاً ويترك بعضاً، وليس له أن يترك كُلَّه (3).

412/513 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألتُ جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «إِلّا أن يَعْفُونَ»، قال: المرأة تعفو عن نصف الصَّداق.

قلت: «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح» ؟ قال: أبوها إذا عفا جازله، وأخوها إذا كان يُقيم بها، وهو القائم عليها، فهو بمنزلة الأب يجوز له، وإذا كان الأخ لا يُقيم (4) بها، ولا يقوم (5) عليها، لم يَجُز عليها أمره (6).

413/514 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاح»، قال: الذي يعفو عن الصداق، أو يَحُطّ بعضه أو كُله (7).

414/515 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): «أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةً له النِّكَاح». قال : هو الأب والأخ والرجل الذي يُوصى إليه، والذي يجوز أمره في

ص: 243


1- في «ه»: في ماله بقيمة، وفي نور الثقلين في مال بقيمه.
2- بحار الأنوار 103: 60/358، نور الثقلين 1: 919/233.
3- التهذيب 7: 1572/392، بحار الأنوار 103: 61/358.
4- في «أ، ج، د»: لا يهتم.
5- في «ج»: لا يقيم.
6- بحار الأنوار 103: 62/358.
7- بحار الأنوار 103: 63/359.

مال المرأة، فيبتاع لها ويشتري، فأي هؤلاء عفا فقد جاز.

قلت: أرأيت إن قالت: لا أجيز ما يصنع؟ قال: ليس لها ذلك، أتُجيز بيعه في مالها، ولا تجيز هذا (1).

415/516 - عن بعض بني عطية، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في مال اليتيم يعمل به الرجل. قال: يُنيله (2) من الربح شيئاً، إن اللّه يقول: «وَلَا تَنسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ» (3) [237].

416/517 - عن ابن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): يأتى على الناس زمان عَضُوض (4) يَعضُّ كلُّ امرىءٍ على ما في يديه، ويَنْسَون الفضل بينهم قال اللّه: «وَلَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ» (5).

417/518 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلت له: الصلاة الوسطى؟، فقال : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى وصَلاةُ العَصر وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ) والوسطى هي الظهر، وكذلك كان يقرؤها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (6).

519 / 418 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى» [238] الوسطى (7): وهى أول صلاة صلّاها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهي وَسَط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة، وصلاة العصر «قُومُو اللّه قَانِتِينَ» في

ص: 244


1- بحار الأنوار 103: 64/359.
2- في «أ، ب، ج، د»: يقبله.
3- بحار الأنوار 75 : 43/12.
4- زَمَانٌ عَضُوضُ: أي كَلِبٌ شَديدٌ.
5- بحار الأنوار 74: 28/413.
6- بحار الأنوار 82: 12/288.
7- (الوسطى) ليس في «ب، ج».

الصلاة الوسطى.

وقال: نزلت هذه الآية يوم الجمعة، ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فِي سَفَرٍ، فَقَنت فيها وتركها على حالها في السَّفَر والحَضَر، وأضاف لمقامه رَكْعَتين، وإنّما وُضِعت الرَّكعتان اللتان أضافهما يوم الجمعة للمقيم لمكان الخُطبتين مع الإمام، فمن صَلّى الجمعة في غير الجماعة، فليصلها أربعاً كصلاة الظهر في سائر الأيّام.

قال: قوله تعالى: «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ» قال: مُطيعين راغبين (1).

[238] حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى

419/520 - عن زُرارة، ومحمد بن مسلم، أنهما سألا أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الْوُسْطَى»، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : صلاة الظُهر، وفيها فَرَضَ اللّه الجمعة، وفيها الساعة التي لا يوافقها عبدٌ مسلم فيسأل خيراً إلّا أعطاء اللّه إيّاه (2).

420/521 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الصلاة الوسطى الظهر، «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ» إقبال الرجل على صلاته، ومُحافظته على وقتها، حتّى لا يلهيه عنها ولا يشغله شي (3).

421/522 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : صلاة الوسطى: هي الوسطى من صلاة النهار، وهى الظُهر، وإنّما يُحافظ أصحابنا على الزَّوال من أجلها (4).

422/523 - وفي رواية سماعة: «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ»، قال: هو الدُّعاء (5).

ص: 245


1- بحار الأنوار 89: 37/194.
2- بحار الأنوار 89: 38/195.
3- بحار الأنوار 84: 4/321.
4- بحار الأنوار 82: 15/289.
5- بحار الأنوار 85: 14/202.

524 / 423 - عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ». قال: الصلوات رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ): والوسطى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ» طائعين للأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) (1)؟

424/525 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : صلاة المُواقفة (2).

[ 239] فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً

فقال: إذا لم يكن النّصفُ (3) من عدوّك صليت إيماء، را جلا كنت أو راكباً، فإنّ اللّه تعالى يقول: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» [239] تقول في الرُّكوع: لك ركعتُ وأنت ربي. وفي السُجود: لك سجدتُ وأنت ربيّ. أينما توجّهت بك دابّتك، غير أنّكَ تَوَجّه حين تُكبّر أوّل تكبيرة (4).

425/526 - عن أبان بن مَنْصُور، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: فات أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) والناس يوماً - يعني في صفّين (5) - صلاة الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمرهم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يُسبّحوا ويُكبّروا ويُهلّلوا، قال: وقال اللّه تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» فأمرهم على اللّه، فصنعوا ذلك رُكباناً ورجالاً (6).

ورواه الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: فات الناس الصلاة مع علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم صفّين إلى آخره (7).

ص: 246


1- بحار الأنوار 24 : 12/302.
2- المواقفة : المحاربة.
3- أي الإنصاف والعدل.
4- بحار الأنوار 89: 116.
5- في البحار: يوماً بصفّين.
6- الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 148«نحوه».
7- بحار الأنوار 89: 10/116.

426/527 - عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُهُ، عن قول اللّه تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً»، كيف يفعل، وما يقول؟ ومن يخاف سبعاً أو لِصاً كيف يُصلّي ؟ قال لها : يكبر ويومئ إيماءً برأسه (1).

27/528 - عن عبد الرحمن، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في صلاة الزَّحف، قال: يكبر و يهلّل، يقول: اللّه أكبر، يقول (2) اللّه تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» (3).

428/529 ۔ عن ابن أبي عمير، عن معاوية، قال: سألتُه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأزوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الحَوْلِ» [240] قال: منسوخة، نسختها آية: «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً» (4) ونسختها آية الميراث (5).

[ 240] وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةَ لأَزْوَاجِهِم

530/429 - عن أبي بصير، قال: سألتُه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ».

قال: هي منسوخة.

قلت: وكيف كانت؟ قال: كان الرجُلُ إذا مات أُنفِق على امرأته من صُلب المال حولاً، ثمّ أخرجت بلا ميراث، ثم نسختها آية الرُّبع والثُّمن، فالمرأة يُنفق عليها من نصيبها (6).

430/531 - عن أبي بصير، قال: قلتُ لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَللمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ

ص: 247


1- الكافي 3: 6/457، التهذیب 3: 382/173 «نحوه»، بحار الأنوار 89 : 117 /10.
2- في «أ، ب،»: لقول.
3- من لا يحضره الفقيه 1: 1344/295، بحار الأنوار 89 : 117 /10.
4- البقرة 2: 234.
5- بحار الأنوار 104 : 39/190.
6- بحار الأنوار 104: 40/191.

بِالمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى المُتَّقِينَ» [241] ما أدنى ذلك المتاع، إذا كان الرجل مُغسِراً لا يجد ؟ قال : الخِمار وشبهه (1).

[241] وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ

431/532 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَالْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقَّاً عَلَى المُتَّقِينَ».

قال: متاعُها بعدما تنقضي عدّتها على المُوسع قدرُه، وعلى المُقتر قدره، فأما في عِدّتها، فكيف يُمتعها وهي ترجوه وهو يَرجُوها، ويُجري اللّه بينهما ما شاء ؟ أما إنّ الرجل المُوسِر يُمتّع المرأة العبد والأمة، ويمتع الفقير بالحنطة والزَّبيب والثوب والدَّراهم، وإنّ الحسن بن عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) متَّع امرأةً كانت له بأمةٍ، ولم يُطلق امرأة إلّا متّعها (2).

432/533 - قال: وقال : الحلبيّ : مَتَاعُها بعدما تنقضي عدّتها، على المُوسع قدرُه، وعلى المُقْتِر قَدرُه (3).

433/534 - عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: سألتُ أحدهما عن المُطلقة ما لها من المُتعة؟ قال : على قَدرِ مال زَوْجِها (4).

434/535 - عن الحسن بن زياد، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن رجلٍ طلّق امرأته قبل أن يدخل بها، قال: فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن كان سمّى لها مهراً، فلها نصفُ المهر، ولا عِدّة عليها، وإن لم يَكُن سمّى لها مهراً فلا مهر لها، ولكن يُمتِّعُها، فإنّ اللّه تعالى يقول في كتابه: «وَللْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بالمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى المُتَّقِينَ» (5).

ص: 248


1- الكافي 6: 105 / 5، التهذيب 8: 486/1408، بحار الأنوار 103: 68/360.
2- الكافي 6: 4/105، التهذيب 8: 485/1392، بحار الأنوار 103 : 65/359.
3- بحار الأنوار 103: 65/359.
4- بحار الأنوار 103: 66/359.
5- بحار الأنوار 103: 67/359.

435/536 - قال أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابنا : إن مُتْعَة المُطلّقة فَرِيضةٌ (1).

[ 243] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرْجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ

436/537 - عن حُمْران بن أعين، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : حدّثني عن قول اللّه تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللّه مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ» [243] قلتُ: أحياهُم حتّى نظر الناس إليهم، ثم أماتهم من يومهم أوردهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور، وأكلوا الطعام، ونكحوا النساء؟

قال: بل ردّ هم اللّه حتّى سكنوا الدُّور، وأكلوا الطعام، ونَكَحُوا النساء، ولَبِثُوا بذلك ماشاء اللّه، ثم ماتوا بآجالهم (2).

[245] مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَة

437/538 - عن عليّ بن عمّار، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لما نزلت هذه الآية : «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا» (3)، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ربّ زدني، فأنزل اللّه : «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» (4)، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): رب زدني، فأنزل اللّه تعالى: «مَنَ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً» [245] والكثير عند اللّه لا يُحصى (5).

438/539 - عن إسحاق بن عمّار، قال: قلتُ لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) قوله تعالى: «مَنَ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَنا»ً ؟ قال : هي صلة الإمام (6).

439/540 - عن محمّد بن عیسی بن زیاد، قال: كنتُ في ديوان ابن عَبَّاد (7)،

ص: 249


1- التهذيب 8: 141 / 490، بحار الأنوار 103: 67/360.
2- مختصر بصائر الدرجات 23 «نحوه»، مجمع البیان 2: 605 «نحوه»، بحار الأنوار 13 : 381 / 2، و 53: 74/74.
3- النمل 27: 89، القصص 28: 84.
4- الأنعام 6: 160.
5- معاني الأخبار: 54/397 «نحوه»، بحار الأنوار 71: 1/246.
6- تفسير القمّي 2: 351 «نحوه»، ثواب الأعمال: 99، بحار الأنوار 96 : 2/215.
7- في «ج»: أبي عبّاد.

فرأيت كتاباً يُنْسَخ فسألت عنه ؟ فقالوا: كتاب الرضا إلى ابنه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من خُراسان، فسألتهم أن يدفعوه إلىّ، فدفعوه إلىّ (1)، فإذا فيه: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، أبقاك اللّه طويلاً، وأعاذك من عدوّك يا ولدي، فداك أبوك، قد فسَّرتُ لك مالي وأناحيّ سويّ، رجاء أن يُنميك (2) اللّه بالصّلة لقرابتك، ولموالي موسى وجعفر رضى اللّه عنهما، فأمّا سَعِيدة (3) فإنّها امرأة قويّة الجزم في النحل، والصواب في دقّة النّظر (4)، وليس ذلك كذلك، قال اللّه تعالى: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً» وقال: «لِيُنفِقْ ذُوسَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَاهُ اللّه» (5) وقد أوسع اللّه عليك كثيراً. يا بني، فداك أبوك لا تستردني (6) الأموربحسبها (7) فتحظى (8) حظّك، والسلام (9).

[246 - 248] أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلَا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى

440/541 - عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ

ص: 250


1- (فدفعوه إليّ) ليس في «أ، ب، ج، د».
2- في «ب، ج»: يمنك، وفي «ج. أ»: يتمسك.
3- في رواية الكشي عن العبّاس بن هلال، قال: أن سعيدة مولاة جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانت من أهل الفضل، كانت تعلّم كلمات سمعتها من أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، رجال الكشي: 681/366، ولعل المراد سعيدة التي في الحديث هي التي من أصحاب الكاظم (عَلَيهِ السَّلَامُ) كما عدّها البرقي والطوسي في رجالهما، ويستفاد من حديث الكافي أنها كانت من أصحابه (عَلَيهِ السَّلَامُ). الكافى 5: 4/555. قاموس الرجال 10: 455.
4- فى «ب، ه»: رقة الفطر، وفي «ج»: دور الفطر.
5- الطلاق 65 : 7.
6- في «ب»: لاتسري، وفي «ه»: لا يستر في. وفي البحار: لاتستر دوني.
7- في «أ، ج»: بختمها، وفي البحار: لحبّها.
8- في «ب» والبحار: فتخطي، والظاهر من العبارة أنّ فيها اضطراب بيّن، وكذا في بعض ألفاظ هذا الحديث المتقدمة.
9- بحار الأنوار 50 : 103 / 18.

إِلَى المَلَا مِن بَنِي إِسْرَاءِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٌّ لَّهُمْ أَبْعَثْ لَنَا مَلِكاً تُقَاتِلْ فِي سَبيل اللّه».

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وكان المَلِك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود، والنبيّ يُقيم له أمره، ويُنَبِّئه بالخبر من عند ربّه، فلمّا قالوا ذلك لنبيّهم، قال لهم: إنه ليس عندكم وفاء ولا صدق ولا رغبة في الجهاد فقالوا: إنا كنا نَهابُ الجهاد، فإذا أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلا بد لنا من الجهاد، وتطيع ربّنا في جهاد عدوّنا.

قال:«فإن اللّه قَدْ بَعَثَ لَكُم طَالُوت مُلِكاً» فقالت عُظماء بني إسرائيل: وما شأن طالُوت (1) يُملك علينا، وليس في بيت النُبوة والمملكة، وقد عرفت أنّ النبوّة والمملكة، في آل لاوي (2) ويهودا، وطالُوت من سبط بنيامين بن يعقوب. فقال لهم: «إِنَّ اللّه قَد أَصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ» والمُلك بيداللّه يجعله حيث يشاء، ليس لكم أن تختاروا و «إِنَّ ايَةَ مُلْكِهِ أن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ» من قبل اللّه تحْمِلهُ الملائكة «فيه سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ وَال مُوسَى وَ ءَالُ هَارُونَ» (3) [246 - 248] وهو الذي كنتم تَهْزِمون به من لقيتم، فقالوا: إن جاء التابوت رضينا وسلّمنا (4).

542 / 441 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوا إِلَّا قَلِيلاً مِّنْهُمْ»، قال : كان القليل ستين ألفاً (5).

ص: 251


1- في «أ»: وماشاء طالوت، وفي «ج، ب، د»: وماشاء في طالوت.
2- في «أ، ب، ج، د»: في اللاوي وقال.
3- (مما ترك ال موسى وال هارون) ليس في «أ، ب، ج، د».
4- بحار الأنوار 13: 11/449.
5- معاني الأخبار: 1/151، بحار الأنوار 13: 6/443.

442/543 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ اللّه قَدْ، بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَليْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ».

قال : لم يَكُن من سبط النبوة، ولا من سبط المَمْلَكَة «قَالَ إِنَّ اللّه اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ» قال: «إِنَّ ايَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ وَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ» فجاءت به الملائكة تَحْمِلُه (1).

443/544 - عن حَرِيز، عن رَجُل، عن أبي جعفر، في قول اللّه تعالى: «يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ». قال: رُضَاض (2) الألواح فيها العلم والحكمة، العلم جاء من السَّماء فكُتِب في الألواح وجُعِل في التابوت (3).

444/545 - عن أبي المُحسن (4)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه سُئِل عن قول اللّه تعالى: «وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ وَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلَائِكَةُ»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ذُرِّيَّة الأنبياء (5).

445/546 - عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته وهو يقول للحسن: أيّ شيءٍ السَّكينة عند كم؟ وقرأ: «فَأَنزَلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ» (6) فقال له الحسن: جعلت فداك، لا أدري فأيّ شيءٍ هي (7)؟

ص: 252


1- بحار الأنوار 13: 1/438.
2- رضاض الشيء: فتاته، وفي «ج»: رَضراض.
3- بحار الأنوار 13: 12/450.
4- في «أ، ج»: أبي الحسن.
5- بحار الأنوار 13: 13/450.
6- الفتح 48: 26.
7- في «أ، ب، ج، د»: هو.

قال: ريحٌ تخرُج من الجنّة طيّبة لها صُورة كصُورة وجه الإنسان، قال: فتكون مع الأنبياء.

فقال له عليّ بن أسباط : تَنزِل (1) على الأنبياء والأوصياء؟ فقال: تنزل على الأنبياء (2). قال: وهي التي نزلت على إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخُذ كذا وكذا، وبنى الأساس عليها.

فقال له محمّد بن عليّ: قول اللّه تعالى: «فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُم» ؟ قال: هي من هذا.

ثم أقبل على الحسن، فقال: أيّ شيءٍ التابوت فيكم؟ فقال: السِّلاح. فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نعم، هو تابوتكم.

فقال: فأيّ شيء في التابوت الذي كان في بني إسرائيل؟ قال: كان فيه ألواح موسى التي تكسّرت، والطَّست التي تُغسل فيها قلوب الأنبياء (3).

[ 249] إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي

446/547 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّى» فَشَربوا منه إلّا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، منهم من اغترف ومنهم من لم يَشْرَب، فلمّا برزوا، قال الذين أغتَرَفوا: «لَا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ» وقال الذين لم يَغْتَرِفوا: «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّه وَاللّه مَعَ الصَّابِرِينَ» (4) [249].

447/548 - عن حماد بن عُثمان قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا يَخْرُج

ص: 253


1- فى «أ، ب، ج، د» فنزل.
2- زاد في البحار: والأوصياء.
3- بحار الأنوار 13 : 14/450.
4- نور الثقلين 1: 983/249.

القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى أقلّ من الفئة، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف (1).

448/549 - عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كان داود وإخوة له أربعة ومعهم أبو هم شيخ كبير، وتخلّف داود في غنمٍ لأبيه، فَفَصَل طالُوت بالجنود. فدعا أبو داود [داود ] (2) وهو أصغرهم، فقال: يا بنيّ، إذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعناه لهم يتقوّون به على عدوّهم، وكان رجلاً قصيراً أزرق قليل الشّعر طاهر القلب، فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض.

فذكر عن أبي بصير، قال: سمعته يقول: فمرّ داود على حَجَر، فقال الحَجَر: يا داود خُذني فاقتل بي جالوت فإنّي إنّما خُلِقتُ لقتله، فأخذه فوضعه في مِخْلاته (3) التي تكون فيها حجارته التي كان يرمي بها عن غنمه بمِقْذافه (4).

فلمّا دخل العسكر سمعهم يتعظّمون أمر جالوت فقال لهم :داود ما تُعظَّمون من أمره؟ فواللّه لئن عاينتُه لأقتلنَّه، فتحدّثوا بخبره حتّى أُدخل على طالوت فقال: يافتى، وما عندك من القوة وما جرَّبت من نفسك؟ قال: كان الأسد يعدو على الشاة من غَنّمي فأُدركُه فآخذ برأسه، فأفُكَ لَحْييه عنها، فآخُذها من فيه، قال: فقال: ادعُ لي بدرع سَابِغَة (5)، قال: فأُتي بدرع فقذفها في عُنقه، فتملّا (6) منها حتّى راع طالُوت من حضره من بني إسرائيل. فقال طالُوت: واللّه لعسى اللّه أن يَقتُله به.

ص: 254


1- نور الثقلين 1: 984/249.
2- من البحار.
3- المخلاة: ما يُوضع فيه العَلَف ويُعلّق في عنق الدابة لتعتلفه.
4- المقذاف: أداة للقذف، يُرمى بها الشيء فيبعد مداه.
5- السابعة: الواسعة.
6- تملّأ: امتلأ.

قال: فلما أن أصبحوا ورجعوا الى طالوت والتقى الناس قال داود: أرونى جالُوت، فلمّا رآه أخذ الحجر فجعله في مِقْذَافِه (1) فرماه فصكَّ به بین عَيْنَيْه فَدَمَعَه ونُكِّس عن دابّته. وقال الناس: قتل داود جالوت، وملكه الناس حتّى لم يكن يُسْمَع لطالُوت ذكر، واجتمعت بنو إسرائيل على داود، وأنزل اللّه عليه الزَّبُور، وعلّمه صنعة الحديد فلَيّنه له، وأمر الجبال والطير يُسَبِّحن معه، قال: ولم يُعطَ أحدٌ مثل صوته، فأقام داود في بني إسرائيل مستخفياً، وأعطي قوّةً في عبادته (2).

[251] وَلَوْلا دَفْعُ اللّه النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ

449/550 - عن يُونُس بن ظبيان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه يدفع بمن يُصلّي من شيعتنا عمّن لا يُصلّي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصلاة لَهَلَكُوا، وإنّ اللّه يدفع بمن يصوم منهم عمّن لا يصوم من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الصِّيام لهَلَكوا، وإنّ اللّه يدفع بمن يُزكّي من شيعتنا عمّن لا يُزكّي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك الزكاة لَهَلَكُوا، وإن اللّه ليدفع بمن يَحُجّ من شيعتنا عمّن لا يَحُجّ من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الحجّ لَهَلَكُوا، وهو قول اللّه تعالى: «وَلَوْ لا دَفْعُ اللّه النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّه ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ» [251] فواللّه ما أنزلت إلّا فيكم ولا عنى بها غيركم (3).

450/551 - عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بالزيادة اللّه بالإيمان تفاضل (4) المؤمنون بالدرجات عند اللّه. قلت: وإن للإيمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند اللّه؟ قال: نعم.

قلت: صف لي ذلك - رحمك اللّه – حتّى أفهمه، قال: ما فضل اللّه به أولياءه

ص: 255


1- المِقْذاف: آلةٌ يُقْذَفُ بها.
2- بحار الأنوار 13: 16/451 و 17.
3- الكافي 2: 1/326، بحار الأنوار 73: 6/382.
4- في «ج»: يُفضّل.

بعضهم على بعض، فقال: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ» [253] الآية، وقال: «وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّنَ عَلَى بعضٍ» (1)، وقال: «أنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ» (2) وقال: «هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّه» (3) فهذا ذكرُ (4) درجات الإيمان ومنازله عند اللّه (5).

[ 253] تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه

451/552 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنتُ واقفاً مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم الجمل، فجاء رجل حتّى وقف بين يديه، فقال: يا أمير المؤمنين، كبَّر القومُ وكبَّرنا، وهلَّل القوم وهَلَّلنا، وصلّى القوم وصلّينا، فعلام تقاتلهم؟

فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): على هذه الآية: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللّه مَا أَقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم» فنحن الذين من بعدهم «مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللّه مَا أقتَلُوا وَلَكِنَّ اللّه يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ» [253] فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا.

فقال الرجل : كَفَر القوم وربِّ الكعبة، ثمّ حَمَل فقاتل حتّى قُتِل (رَحمهُ اللّه) (6).

452/553 - عن عبد الحميد بن فَرْقَد، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قالت

ص: 256


1- الإسراء 17: 55.
2- الإسراء 17 : 21.
3- آل عمران 3: 163.
4- زيادة في النسخ: اللّه، وما أثبتناه من البحار.
5- بحار الأنوار 69: 14/171.
6- بحار الأنوار 29: 40/451.

الجنّ (1): إنّ لكلّ شيءٍ ذُروة (2)، وَذُرْوَةُ القرآن آية الكرسى (3).

453/554 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت: «مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِاذْنِهِ» ؟ [255] قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نحن أُولئك الشافعون (4).

454/555 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال: إن الشياطين يقولون (5): لكلّ شيءٍ ذُروة، وذُروة القرآن آية الكرسي: من قرأ آية الكرسي مرّةً صَرَفَ اللّه عنه ألف مَكْرُوهٍ من مكاره الدنيا، وألف مكروه من مكاره الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر، وإني لأستعين بها على صُعود الدَّرَجَة (6).

[255] اللّه لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم إِلَهَ إِلَّا هُوَ تَأْخُذه سِنَةٌ نَوْمٌ

556/ 455- عن حمّاد، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : رأيتُه جالساً متورّكاً برجله على فَخِذِه، فقال له رجل عنده: جُعلت فِداك، هذه جلسةٌ مكروهة؟ فقال: لا، إن اليهود قالت: إنّ الربّ لمّا فَرّغ من خلق السماوات والأرض جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح، فأنزل اللّه: «اللّه لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحى القيوم لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ» [255] لم يَكُن مُتورّكاً كما كان (7).

456/557- عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» [255]، قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : السماوات والأرض وجميع

ص: 257


1- فى «ج» قال: قلت للحسن.
2- ذُروة كل شيء: أعلاه.
3- مجمع البيان 2: 626، بحار الأنوار 92 : 14/267.
4- المحاسن: 183 / 184، بحار الأنوار 8 : 41 / 30.
5- (إن الشياطين يقولون) ليس في «أ، ج».
6- بحار الأنوار 92 : 15/267.
7- بحار الأنوار 75 : 3/469.

ما خلق اللّه في الكرسيّ (1).

457/558 - عن زُرارة، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» وَسَع الكرسيّ السماوات والأرض، أم السماوات والأرضُ وَسِعْنَ الكُرسيّ ؟ فقال : إن كلّ شيءٍ في الكرسي (2).

458/559 - عن محسن المثنّى (3)، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال أبوذرّ: يا رسول اللّه ما أفضل ما أنزل عليك؟ قال: آية الكرسيّ، ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكُرسيّ إلّا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرض فَلَاةٍ(4)، وإنّ فضله على العرش كفضل الفَلاة على الحَلقة (5).

459/560 - عن زُرارة، قال: سألتُ أحدُهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» أيّهُما وَسِع الآخر؟ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): الأرضون كلّها، والسّماوات كلّها، وجميع ما خلق اللّه في الكُرسيّ (6).

460/561 - عن زُرارة، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ» السَّماوات والأرضُ وَسِعْنَ الكُرسيّ، أو الكرسي وسع السماوات والأرض؟ قال: لا، بل الكُرسيّ وسع السّماوات والأرض، والعرش وكلّ شيءٍ خَلَقَ اللّه في الكُرسىّ (7).

ص: 258


1- بحار الأنوار 58: 40/24.
2- الکافی 1: 5/102 «نحوه».
3- لعله محسن الميثمي، انظر : معجم رجال الحديث 14: 196.
4- في «ج، ه»: بلاقع، والبَلْقَع: الأرض القفر التي لا شيء بها.
5- معاني الأحبار: 1/333 «قطعة منه» والخصال: 13/524 والدر المثور 2: 17، بحار الأنوار 58: 1/5.
6- تفسير البرهان 1 : 18/521.
7- تفسير القمّي 1 : 85، التوحيد : 4/327 «نحوه»، بحار الأنوار 58: 39/22.

461/562 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: سُئل أمير المؤمنين الا عن قول اللّه تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ»، فقال : إن السماء والأرض وما فيهما من خَلقٍ مخلوقٍ في جوف الكُرسيّ، وله أربعة أملاك يَحْمِلونه بإذن اللّه (1).

[256] العُرْوَةِ الوُثْقَى

462/563 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه، في قول اللّه تعالى: «العُرْوَةِ الوُثْقَى» [256]، قال: هي الإيمان باللّه، يؤمن باللّه وحده (2).

463/564 - عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال : قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّي أُخالط الناس، فيكثُّر عَجَبي من أقوامٍ لا يتولّونكم، ويتولون فُلاناً وفُلاناً، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولّونكم، ليس لهم تلك الأمانة، ولا الوفاء، ولا الصدق!

فال: فاستوى أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) جالساً، وأقبل على كالغضبان، ثمّ قال: لادين لمن دان بولاية إمام جائرٍ ليس من اللّه، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدلٍ من اللّه.

قال: قلت: لادين لأوُلئك، ولا عتب على هؤلاء؟ فقال: نعم، لادين لأُولئك، ولا عتب على هؤلاء.

ثم قال: أما تسمع لقول اللّه تعالى: «اللّه وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ» ؟ يُخرجهم من ظُلمات الذنوب إلى نُور التوبة والمغفرة، لو لا يتهم كلّ إمام عادل من اللّه، وقال اللّه : «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ».

قال: قلت: أليس اللّه عنى بها الكفّار حين قال: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا» ؟

[257] أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

قال: فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): وأي نورٍ للكافر وهو كافر، فأخرج منه إلى الظُّلمات؟ إنّما

ص: 259


1- تفسير القمّي 1: 85 «نحوه»، بحار الأنوار 58: 52/33.
2- بحار الأنوار 67 : 4/60.

عنى اللّه بهذا أنهم كانوا على نُور الإسلام، فلما أن تولّوا كل إمام جائرٍ ليس من اللّه. خرجوا بولا يتهم إيَّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفّار، فقال: «أوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (1) [257].

464/565 - عن مَسْعَدَة بن صَدَقَة، قال: قَص أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قصة الفريقين جميعاً في الميثاق، حتّى بلغ الاستثناء من اللّه في الفريقين، فقال: إنّ الخير والشرّ خَلقان من خَلق اللّه، له فيهما المشيئة في تحويل ما يشاء (2) فيما قدر فيها حال عن حالٍ، والمشيئة فيما خَلَق لها من خَلْق في منتهى ما قسّم لهم من الخير والشرّ، وذلك أنّ اللّه تعالى قال في كتابه: «اللّه وَليُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّن الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ» فالنور هم آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) والظُّلمات عدّوهم (3).

566/ 465 - عن مهزم الأسديّ، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال اللّه تبارك وتعالى: لاُعذبن كلّ رَعِيَّةٍ دانت بإمامٍ ليس من اللّه، وإن كانت الرّعيّة في أعمالها بَرَّةً نقية، ولأعْفونّ (4) عن كُلّ رَعِيَّةٍ دانت بكُلّ إمامٍ من اللّه وإن كانت الرّعيّة في أعمالها سيئة.

قلت: فيعفو عن هؤلاء، ويعذب هؤلاء؟ قال: نعم، إنّ اللّه يقول: «اللّه وَليُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّن الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ».

ص: 260


1- الكافي 1: 3/307، غيبة النعماني: 14/132، تأويل الآيات 1: 87/96، بحار الأنوار 68 : 104 / 18، و 72: 19/135.
2- في «أ، ج»: ماشاء.
3- بحار الأنوار 23: 12/310.
4- في «أ، ب، ج، د» ولأغفرن.

ثم ذكر الحديث الأول حديث ابن أبي يعفور (1)، رواية محمّد بن الحسين، وزاد فيه: فأعداء عليّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم الخالدون في النّار، وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة، والمؤمنون بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم الخالدون في الجنّة وإن كانوا فى أعمالهم على ضدّ ذلك (2).

466/567- عن أبي بصير، قال : لما دخل يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ) على الملك، قال له : كيف أنت يا إبراهيم؟ قال: إنّي لستُ بإبراهيم أنا يُوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

قال: وهو صاحب إبراهيم، الذي حاجّ إبراهيم في ربّه. قال: وكان أربعمائة سنة شابّاً (3).

[208] رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ

467/568 - عن أبان عن حُجر (4)، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : خالف لا إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) قومه، وعاب آلهتهم حتّى أدخل على نَمْرُود فَخَاصَمَه، فقال إبراهيم : «رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّه لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ» (5) [258].

468/569 - وعن حنان بن سَدِير، عن رجل من أصحاب أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمِعتُه يقول: إنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة لسبعة نفر : أوّلهم ابن آدم الذي

ص: 261


1- أي الحديث 56.
2- بحار الأنوار 68: 19/105.
3- قصص الأنبياء للراوندي: 144/137، بحار الأنوار 12: 81/296.
4- في النسخ: أبان بن حجر، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، انظر الكافي، ومعجم رجال الحديث 1: 163.
5- الكافي 8: 559/368 «صدره».

قتل أخاه، ونَمْرُود بن كَنْعان الذي حاج إبراهيم في ربّه (1).

469/570 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا».

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن اللّه بعث إلى بني إسرائيل نبيّاً يقال له إرميا، فقال اللّه تعالى: قل لهم: ما بلد تَنقَّيتُهُ من كرائم البلدان، وغرستُ (2) فيه من كرائم الغَرْس، ونَقَّيتُه من كل غريبةٍ، فأخلف فأنبت خُرنُوباً (3).

قال: فَضَحِكُوا واسْتَهْزَءُوا به، فشكاهم إلى اللّه، قال: فأوحى اللّه إليه: أن قل لهم: إنّ البلد بيت المَقدِس، والغَرْس بنو إسرائيل، تنقيته من كلّ غريبة، ونحيّت عنهم كلّ جبّارٍ، فأخلفوا فعمِلُوا بمعاصي اللّه، فلأسلطنَّ عليهم في بلدهم من يَسْفِك دماءَهُم، ويأخُذ أموالهم، فإن بكوا إلى فلم أرْحَم بُكاءَهُم، وإن دَعَوا لم أَسْتَجِب دعاءهم (4)، تُم لأُخربنَّها مائة عام، ثُمّ لأُعمّرنَّها.

فلمّا حدّثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول اللّه، ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ؟ فَعَاوِد لنا ربّك، فصام سبعاً، فلم يُوح إليه شيء، فأكَلَ أكلةً ثمّ صام سبعاً فلم يُوح إليه شيء، فأكل أكلةً ثمّ صام سبعاً، فلمّا أن كان يوم الواحد والعشرين أوحى اللّه إليه لترجعنّ عمّا تصنع أتُراجعني في أمرٍ قضيتُه؟ أو لأرُدّنّ وجهك على دُبُرك. ثم أوحى إليه : قل لهم : لأنّكم رأيتم المُنكر فلم تُنكروه، فسلّط اللّه عليهم بخت نَصَّر، فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت نَصَّر إلى النبيّ فقال: إنك قد نُبنت عن ربّك وحدثتهم بما أصنع بهم، فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت، وإن

ص: 262


1- بحار الأنوار 12: 34/43.
2- في جميع النسخ: وغرس، وما أثبتناه من البحار.
3- الخُرنوب شجر يَنبُتُ في جبال الشام.
4- زاد في «د، ه»: فشَّلتهم وفشلت.

شِئْتَ فَاخْرج.

فقال: لا، بل أخرُج، فتزوّد عصيراً وتيناً وخَرَج، فلمّا أن غاب (1) مدّ البصر التفت إليها، فقال: «أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّه مِائَةَ عَامٍ» أماته غُدوةً، وبعثه عَشيّةً قبل أن تغيب الشمس، وكان أول شيءٍ خُلق منه عيناه في مثل غرقى البيض (2)، ثم قيل له: «كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً» فلما نظر إلى الشمس لم تغب، قال: «أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهُ وَأَنْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَأَنْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً».

قال: فجعل يَنْظُر إلى عظامه، كيف يَصِل بعضُها إلى بعض، ويرى العروق كيف تجري، فلمّا استوى قائماً، قال: «أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» [259].

وفي رواية هارون: فتزوّد عصيراً ولبناً (3).

[ 259] أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

470/571 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا: «ألم تر إلى العظام كيف تُنشرها ثم نكسوها لحماً فلما تبيّن له» قال: ما تبين لرسول اللّه أنها في السماوات. قال رسول اللّه: أعلم أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قدير سلّم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لربّ، وآمن بقول اللّه: «فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (4).

471/572 - أبو طاهر العَلَوي، عن عليّ بن محمّد العلوي، عن عليّ بن مرزوق، عن إبراهيم بن محمّد، قال: ذكر جماعة من أهل العلم أنّ ابن الكوباء قال

ص: 263


1- في «أ، ب، د»: كان.
2- الغرقى : القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض.
3- بحار الأنوار 14: 14/373.
4- تفسير البرهان 1: 3/533.

لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا أمير المؤمنين ما وَلَدٌ أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟ قال: نعم، أولئك وُلد عُزير، حيث مرّ على قريةٍ خَرِبةٍ، وقد جاء من ضَيعةٍ له تحته حمار، ومعه شَنَّة (1) فيها تين، وكُوز فيه عصيرٌ، فمرّ على قرية خربة فقال: «أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّه مِائَةَ عَامٍ» فتوالد ولده وتَناسَلُوا، ثمّ بعث اللّه إليه فأحياه في المَوْلِد الذي أماته فيه، فأولئك ولده أكبر من أبيهم (2).

[ 260] رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَال بَلَى وَلَكِن

472/573 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول إبراهيم 22 : «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى».

قال: أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): لما أُري (3) إبراهيم ملكُوت السماوات والأرض، رأى : رجُلاً يزني، فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر، فدعا عليه فمات، حتّى رأى ثَلاثةً، فدعا عليهم فماتوا، فأوحى اللّه إليه أن يا إبراهيم، إنَّ دَعْوَتَكَ مُجابَةٌ، فلا تَدْعُ على عبادي، فإنّي لو شئتُ لم أخْلُقهم، إنِّي خَلَقْتُ خَلقي على ثلاثة أصناف: عبد يَعْبُدني لا يُشْرِك بي شيئاً فأُتيبه، وعبد يَعْبُدُ غيري فلن يفوتني، وعبد يَعبُدُ غيري فأُخرج من صلبه من يَعْبُدني.

ثم التفت إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فرأى جيفةً على ساحل، بعضها في الماء وبعضها في البر، تجيء (4) سباع البرّ فتأكل بعضها بعضاً، فيشد بعضها على بعض، فيأكل بعضها بعضاً.

فعند ذلك تعجب إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) مما رأى وقال: «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى» كيف تُخرج ما تَنَاسَخ هذه أُممٌ أكل بعضها بعضاً «قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ

ص: 264


1- الشّنّ والشَّنَّة: الخَلَق من كل آنيةٍ صُنِعَت من جلد، وفي «ج»: سلة.
2- بحار الأنوار 14 : 16/374.
3- في «ب، ج»: رأى.
4- في «أ»: فتجئ.

بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» يعني حتّى أرى هذا كما أراني (1) اللّه الأشياء كلّها، قال: «خُذْ أربَعَةً مِّنَ الطَّيرِ فَصُرهُنَّ إِلَيكَ» ثم أجعل على كلّ جبل منهنَّ جُزءاً و تقطّعهنّ و تخلطهنّ كما أختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكلت بعضها بعضاً ثُمَّ «أَجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً» [260] فلما دعاهنَّ أجبنه، وكانت الجبال عَشَرة (2).

473/574 - وروى أبو بصير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور: الديِّك، والحمامة والطاوُس، والغُراب. وقال: فخُذ أربعةً من الطير فقطعهنّ بلحمهنّ وعظامهنّ وريشهنّ ثمّ أمْسِكْ رؤوسهنّ، ثمّ فرّقهُنَّ على عَشَرة جبال على كلّ جَبلٍ مِنْهُنّ جزء، فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه، ثم يأتيه حتّى يضع رأسه فى عُنقه حتّى فرغ من أربعتهن (3).

474/575 - عن مَعْرُوف بن خَرَّبُود، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : إنَّ اللّه لما أوحى إلى إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن خُذ أربعة من الطير، عمد إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأخذ النَّعامة والطاوُس والوَزَّة والدِّيك، فتتف ريشهُنَّ بعد الذّبح، ثم جعلهنّ (4) في مهراسةٍ (5) فَهَرَسَهُنَّ، ثمّ فرّقهنَّ على جبال الأردنّ، وكانت يومئذٍ عشرة أجبال، فوضع على كلّ جبل منهنّ جُزءاً، ثم دعاهنَّ بأسمائهن، فأقبلن إليه سعياً - يعني مسرعات - فقال إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند ذلك: أعلم أنّ اللّه على كُلّ شيءٍ قدير (6).

ص: 265


1- في «ب، ه، ج» كما رأى.
2- علل الشرایع: 31/585 «نحوه».
3- بحار الأنوار 12: 19/73.
4- فى «ج» ثم جمعهن.
5- المِهْراس : حَجَر مستطيل منقور يُدَقّ فيه.
6- بحار الأنوار 12: 20/73.

475/576 - عن على بن أسباط : أنَّ أبا الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) سُئل عن قول اللّه تعالى: «قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» أكان في قلبه شكّ؟ قال: لا، ولكنّه أراد من اللّه الزيادة في يقينه قال : والجُزء واحد من عَشَرة (1).

476/577 - عن عبد الصَّمَد بن بشير، قال : جُمِعَ لأبي جعفر المنصور القُضاة، فقال لهم: رجُلٌ أوصى بجُزءٍ من ماله، فكم الجزء؟ فلم يعلمواكم الجزء، أشكلوه فيه(2).

فأبرد بريداً إلى صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : رجُلٌ أوصى بجزءٍ من ماله، فكم الجزء؟ فقد أشكل ذلك على القُضاة، فلم يعلموا كم الجزء، فإن هو أخبرك به وإلا فاحمله على البريد ووجّهه إليّ.

فأتى صاحب المدينة أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له: إن أبا جعفر بَعَثَ إلي أن اسألك عن رجلٍ أوصى بجُزءٍ من ماله، وسأل مَن قِبْلَه مِن القُضاة فلم يُخبروه ما هو، وقد كتب إلى أنْ إنْ فسّرت ذلك له وإلا حملتك على البريد إليه.

فقال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هذا في كتاب اللّه بين، إن اللّه تعالى يقول: لمّا قال إبراهيم : «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى» إلى قوله: «كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً»فكانت الطير أربعة، والجبال عَشَرَة يُخرج الرجل من كلّ عَشَرَة أجزاءٍ جُزءاً واحداً.

وإنّ إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعاً، وحَبَسَ الرؤوس عنده، ثمّ إنّه دعا بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الرِّيش كيف يَخْرُج، وإلى العُرُوق عِرقاً عِرْقاً حتّى تَمَّ جَنَاحُه مُستوياً، فأهوى نحو إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال (3) إبراهيم ببعض الرؤوس فاستقبله به فلم يكن الرأس الذي استقبله به لذلك البدن حتّى

ص: 266


1- بحار الأنوار 12 : 21/73.
2- في «أ، ب، د» واشتكوا اللّه فيه، وفى «ه»: واشتكوا إليه فيه، ولعله تصحيف وشكّوا فيه.
3- قال بالشيء: أشار، وفي «ه»: فمال.

انتقل إليه غيره، فكان موافقاً للرأس، فتمت العدة وتمت الأبدان (1).

477/578 - عن عبد الرّحمن بن سيابة، قال: إنّ امرأة أوصت إلي، وقالت لي: ثُلُثي تقضي به دين ابن أخي، وجزء منه لفلانة، فسألت عن ذلك ابن أبي ليلى، فقال: ما أرى لها شيئاً، وما أدري ما الجزء.

فسألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأخبرته كيف قالت المرأة، وما قال ابن أبي ليلى، فقال: كَذَّب ابن أبي ليلى، لها عُشر الثلث، إن اللّه أمر إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: «أجْعَلْ عَلَى كُلّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً» وكانت الجبال يومئذٍ عَشَرَة، وهو العُشر من الشيء (2).

478/579 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عالم، في رجل أوصى بجُزءٍ من ماله، فقال: جُزءٌ من عَشَرَةٍ، كانت الجبال عَشَرةً، وكان الطير: الطاوُس، والحمامة، والدِّيك، والهُدهُد، فأمره اللّه أن يُقَطَّعهنَّ ويَخْلُطَهُنَّ، وأن يَضَعَ على كلّ جَبَلٍ منهنَّ جزءاً، وأن يأخُذَ رأس كُلّ طير منها بيده، قال : فكان إذا أخذ رأس الطير منها بيده، تطاير إليه ما كان منه حتّى يعود كما كان (3).

479/580 - عن محمّد بن إسماعيل، عن عبد اللّه بن عبداللّه، قال: جاءني أبو جعفر بن سليمان الخُراسانيّ، وقال: نَزَل بى رجلٌ من خُراسان من الحُجّاج، فتذاكرنا الحديث، فقال: مات لنا أخٌ بِمَرو، وأوصى إليّ بمائة ألف درهم، وأمرني أن أعطى أبا حنيفة منها جزءاً، ولم أعرف الجُزء كم هو مما ترك؟ فلما قَدِمتُ الكوفة أتيت أبا حنيفة، فسألته عن الجزء، فقال لي: الربع، فأبى قلبي ذلك، فقلت: لا أفعل حتّى أحُجّ وأستقصي المسألة، فلما رأيت أهل الكوفة قد أجمعوا على

ص: 267


1- بحار الأنوار 12: 22/73، 103 : 212 / 18.
2- بحار الأنوار 103: 19/213.
3- بحار الأنوار 103 : 213 / 20.

الرُّبع، قلت لأبي حنيفة: لا سوءة (1) بذلك، لك أوصى بها يا أبا حنيفة، ولكن أحُجّ وأستقصي المسألة، فقال أبو حنيفة: وأنا أُريدُ الحجّ.

فلمّا أتينا مكّة، وكنا في الطَّواف، فإذا نحن برجل شيخ قاعد، قد فرغ من طوافه، وهو يَدْعُو ويُسبِّح، إذ التفت أبو حنيفة، فلمّا رآه قال: إن أردت أن تسأل غاية الناس، فسَل هذا، فلا أحد بعده قلت ومن هذا؟ قال: جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).

فلمّا قعدتُ واستمكنتُ، إذ استدار أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فقعد قريباً منّي، فسلّم عليه وعظّمه، وجاء غير واحد مُزْدَلِفين (2) مُسلّمين عليه وقعدوا، فلمّا رأيتُ ذلك من تعظيمهم له اشتدّ ظهري، فغمزني (3) أبو حنيفة أن تَكلَّم. فقلت: جعلت فداك، إنِّي رجل من أهل خُراسان، وإنّ رجلاً مات وأوصى إلي بمائة ألف درهم، وأمرني أن أعطي منها جزءاً، وسميّ لي الرجل، فكم الجُزء، جُعلتُ فداك ؟

فقال جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : يا أبا حنيفة، لك أوصى، قُل فيها؟ فقال: الرُّبع. فقال لابن أبي ليلى: قُل فيها ؟ فقال : الرُّبع.

فقال جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ومن أين قُلتُم الربع ؟ قالوا: لقول اللّه: «فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً».

فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لهم - وأنا أسمع هذا - : قد علمت الطير أربعة، فكم كانت الجبال؟ إنّما الأجزاء للجبال ليس للطير، فقالوا ظننا أنها أربعة. فقال أبو

ص: 268


1- كذا في «ه» والبحار، وفي «أ»: تنبوه، وفي «ج»: نبئوة، ونحوهما في «ب، د» ولكن بدون نقاط، ولعله تصحيف لانبوء، أو لا نتفوّه، وفي نور الثقلين لا نسبق.
2- ازدلفوا أى تقدّموا.
3- الغَمْرُ : العَصْرُ باليد.

عبداللّه : ولكن الجبال عَشَرَة (1).

480/581 - عن صالح بن سَهْل الهَمْداني، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَخُذْ أَرْبَعَةٌ مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً» الآية.

فقال: أخذ الهُدهُد والصُّرَد (2) والطاؤس والغُراب، فَذَبحهنَّ وعزل رُؤوسهنّ، ثم نَحْزَ أبدا نهنّ بالمنحاز (3) بريشهنَّ ولحومهنَّ وعظامهنّ حتّى اخْتَلَط، ثمّ جزأهنّ عَشَرَة أجزاءٍ على عَشَرَة جبالٍ، ثمّ وضع عنده حبّاً وماء (4)، ثم جعل مناقير هن بين أصابعه، ثمّ قال: انتين سعياً بإذن اللّه، فتطايرت بعضهنّ إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتّى استوت بالأبدان كما كانت، وجاء كلُّ بدن حتّى التزق برقبته التي فيها المِنْقار، فخلّى إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن مناقيرها فوقعن(5) وشربن من ذلك الماء، والتَقَطْن من ذلك الحبّ، ثمّ قُلن: يا نبي اللّه، أحييتنا أحياك اللّه، فقال: بل اللّه يُحيي ویمیت.

فهذا تفسيره في الظاهر، وأما تفسيره في باطن القرآن، قال: خُذ أربعة (6) ممّن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك، ثمّ أبعثهم في أطراف الأرض حججاً لك على الناس، فاذا أَرَدْتَ أن يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر، يأتونك سعياً باذن اللّه (7).

ص: 269


1- بحار الأنوار 103: 21/213.
2- الصَّرَدُ: طائرُ أكبر من العُصْفُور، ضخم الرأس والمنقار، يصيد صغار الحشرات، وربما صاد العُصْفُور، وكانوا يتشاءمون به.
3- النَّحْرُ: الدَّقُ بالمنحاز، وهو الهَاوَنُ.
4- فى «أ، ب، ج، ه» عنده أكبادها.
5- في «أ، ه»: فرفعن، وفي نسخة من الخصال: فوقفن، والظاهر صحتها.
6- زاد في «ب، ج، ه»: من الطير.
7- الخصال: 146/264.

[261] وَاللّه يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ

481/582 - عن عُمر بن يزيد (1)، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إذا أحسَنَ المؤمن عَمَلَه ضاعف اللّه له عَمَله بكل حسنة سبعمائة ضعف، فذلك قول اللّه: «وَاللّه يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ» [261] فأحْسِنُوا أعمالكم التى تَعْمَلُونها لثواب اللّه.

قلت: وما الإحسان؟ قال: إذا صَلّيت فأحْسِن رُكُوعك وسُجُودك، وإذا صُمْت فَتَوقَ كُلّ ما فيه فساد صَوْمك، وإذا حَجَجَتَ فَتَوق كلّ ما يَحْرُم عليك في حجتك وعُمرتك. قال: وكُلّ عملٍ تَعْمَلُه فَلْيَكُن نقيّاً من الدَّنَس (2).

482/583 - عن حمران، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له: أرأيت المؤمن له فضل على المُسلم في شيءٍ من المواريث والقضايا والأحكام حتّى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك؟

قال: لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحداً، إذا حكم الإمام عليهما، ولكنّ للمؤمن فضلاً على المُسلم في أعمالهما (3)، يتقربان به إلى اللّه.

قال: فقلت: أليس اللّه يقول: «مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» (4)؟ وزعمت أنّهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟

قال: فقال أليس اللّه قد قال: «اللّه يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ» أضعافاً كثيرة؟ فالمؤمنون هم الذين يُضاعِفُ اللّه لهم الحسنات، لكُلِّ حَسَنةٍ سبعين ضعفاً، فهذا من فَضلهم، ويزيد اللّه المُؤمن في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافاً مضاعفةً كثيرةً، ويَفْعَلُ اللّه بالمؤمنين ما يشاء (5).

ص: 270


1- في النسخ: عمر بن يونس، تصحيف انظر المحاسن و معجم رجال الحديث 13: 60.
2- المحاسن: 283/254، بحار الأنوار 71: 7/247.
3- زاد في البحار: وما.
4- الأنعام 6 : 160.
5- بحار الأنوار 68: 39/283.

[ 261] فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ

483/584 - عن المُفَضَّل بن محمّد الجعفي (1)، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ» قال: الحبَّة فاطمة (صلى اللّه عليها)، والسّبع السَّنابل سبعةٌ (2) من وُلدِها سابِعُهم قائمهم.

قلت: الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؟ قال : إن الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) امامٌ من اللّه مفترضٌ طاعتُه، ولكن ليس من السّنابل السّبعة أوّلهم الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وآخرهم القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ).

فقلت: قوله: «فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ»؟ [261] قال: يُولد للرجلُ منهم في الكرّة (3) مائة من صُلبه، وليس ذلك (4) إلّا هؤلاء السبعة (5).

484/585 - عن محمّد الوابشيّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا أحسن العبد المؤمن (6)، ضَاعَفَ اللّه له عمله، لكُلِّ حسنةٍ سبعمائة ضِعْفٍ، وذلك قول اللّه تبارك وتعالى: «وَاللّه يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ» (7).

485/586 - عن المُفَضَّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن جعفر بن محمّد، وأبي جعفر، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذَى» [264] إلى آخر الآية، قال: نزلت في عُثمان، وجَرَت في مُعاوية

ص: 271


1- كذا في النسخ، والظاهر أنه الضبّي، الذي عدّه الطوسي في رجاله: 556/315، من أصحاب الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ).
2- قال الحُرّ العاملي في إثبات الهداة 7: 550/95: هؤلاء السبعة من جُملة الاثني عشر، وليس فيه إشعار بالحصر كما هو واضحٌ، ولعلّ المراد السابع من الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لأنّه هو المتكلّم بهذا الكلام، انتهى.
3- في «أ، ب، د، ه»: يولد الرجل منهم في الكوفة.
4- في «ب، د، ه»: ذاك.
5- نور الثقلين 1: 1106/282.
6- زاد في «ج»: عمله.
7- ثواب الأعمال: 168، بحار الأنوار 71: 8/248.

وأتباعهما (1).

587 / 486 - عن سَلام بن المُستنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذَى» لمحمدٍ وآل محمّد عليه الصلاة والسلام، هذا تأويل قال: أُنزلت في عُثمان (2).

487/588 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذَى» إلى قوله: «لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا» قال: صفوان، أي حَجَر (3) «وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النّاسِ» [264] فلان وفلان وفلان، ومُعاوية، وأشياعهم (4).

[265] الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه

488/589 - عن سَلام بن المُستنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: في قوله تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه» [265]، قال: أنزلت في علي (5).

489/590 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه»، قال (6): على أمير المؤمنين لا أَفَضَلُهم، وهو مِمَّن يُنفِقُ ماله ابتغاء مرضات اللّه (7).

[266] إِعْصَارُ فِيهِ نَارُ

490/591 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ» [266].

ص: 272


1- بحار الأنوار 30 : 73/214.
2- بحار الأنوار 30 : 74/214.
3- في «أ، ب، ج، د»: صفوان وجحدوا.
4- بحار الأنوار 30 : 214 / 74.
5- تفسير فرات الكوفي: 41/70، شواهد التنزيل 1: 144/104، بحار الأنوار 36: 5/61، و 41: 9/35.
6- زاد في «ج»: هم آل محمّدو.
7- بحار الأنوار 41 : 10/35.

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): ريحٌ (1).

[ 267] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ

491/592- عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ» [267].

قال: كان أُناس على عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يتصدّقون بشر ما عندهم من التَمر الرقيق القِشر الكبير النَّوى، يقال له: المُعافارة، ففي ذلك أنزل اللّه: «وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ» (2).

492/593 - عن أبي بصير، قال سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ»؟

قال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا أمر بالنخل أن يُزكّى، يجيء قوم بألوان من التمر، هو من أردأ التمر يُؤدّونه عن زكاتهم تمراً، يقال: له: الجُعرور والمُعافارة، قليلة اللَّحاء عظيمة النَّوى، فكان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيّد، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لا تخرصوا (3) هاتين، ولا تجيئوا منها بشيء، وفي ذلك أنزل اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ» إلى قوله: «إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فيهِ» [267] والإغماض : أن يأخُذ هاتين التّمرتين من التّمر (4).

وقال: لا يصل إلى اللّه صدقةٌ من كسْبٍ حرام (5).

ص: 273


1- بحار الأنوار 96 : 17/145.
2- بحار الأنوار 96 : 18/145.
3- الخَرْص: حَزرُ ما على النخل من الرُّطَب تمراً.
4- الكافي 4: 9/48.
5- بحار الأنوار 96 : 4/46.

493/594 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فيه»، فقال: بعث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عبداللّه بن رواحة، فقال: لا تَخْرِصوا جُعْرُوراً ولا مُعافارةً؛ وكان أناسٌ يَجيئون بتمرسوء، فأنزل اللّه جل ذكره: «وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ» وذكر أنّ عبداللّه خَرَص عليهم تمرسوء، فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): يا عبداللّه، لا تَخرِص جُعْرُوراً ولا مُعافارة (1).

494/595 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) اللّه، في قول اللّه تعالى : «وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ»، قال: كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الرّبا أو من [المكاسب ] (2) الخبيثة قبل ذلك، فكان أحدهم يتيممها فينفقها ويتصدّق بها، فنهاهم اللّه عن ذلك (3).

495/596 - عن أبي الصَّباح، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه تعالى: «وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ». قال: كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الرِّبا، ومن أموال خبيثة، فكان الرجُل يتعمدها من بين ماله فيتصدق بها، فنهاهم اللّه عن ذلك، وإنَّ الصَّدقة لا تَصْلُح إلا من كسب طيب (4).

496/597 - عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وفيه عِذق يُسمّى الجُعرور، وعِذق يُسمّى مُعافارة كانا عظيماً نواهما، رقيقاً لحاؤهما، في طعمهما مرارة، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) للخارص: لا تخرص عليهم هذين اللَّونَين، لعلهم

ص: 274


1- بحار الأنوار 96 : 5/46.
2- من الوسائل.
3- بحار الأنوار 96: 10/167، وسائل الشيعة 6: 7/328.
4- المقنع: 54، بحار الأنوار 96 : 11/168.

يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ» إلى قوله : «تُنفِقُونَ» (1).

497/598 - عن محمّد بن خالد الضَّبِّي قال: مرّ إبراهيم النَّخَعِي على امرأة وهي جالسة على باب دارها بكرة، وكان يقال لها: أُمّ بكر، وفي يدها مِغْزَل تَغْزِل به، فقال: يا أُمّ بكر، أما كبرت ألم يأن لكِ أن تضعي هذا المغزل؟ فقالت: وكيف أضعه وَسمِعتُ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: هو من طيّبات الكسْب (2).

[268] الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالفَحْشاءِ وَاللّه يَعِدُكُم

599 / 498 - عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلت له: إنِّي أفْرَحُ من غير فَرّح أراه في نفسي، ولا في مالي، ولا في صديقي، وأحْزَنُ من غير حزنٍ أراه في نفسي ولافي مالي، ولافي صديقي.

قال: نعم، إنّ الشيطان يُلِمُّ بالقلب (3)، فيقول لوكان لك عند اللّه خير ما أدالَ (4) عليك عدوّك، ولا جعل بك إليه حاجة هل تنتظر إلّا مثل الذي انتظر الذين من قبلك، فهل قالوا شيئاً؟ فذاك الذي يُحْزِن من غير حُزن.

وأمّا الفرح، فإنّ المَلَك يُلِمُّ بالقلب فيقول: إن كان اللّه أدالَ عليك عدوك، وجعل بك إليه حاجةٌ، فإنّما هي أيّام قلائل، أبشر بمَغْفِرَةٍ من اللّه وفَضْلٍ، وهو قول اللّه تعالى: «الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالفَحْشاءِ وَاللّه يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً» (5) [268].

ص: 275


1- بحار الأنوار 96: 6/47.
2- بحار الأنوار 103: 15/53.
3- أَلَمَّ بالشيء: أتاه فنزل به.
4- أدال فلاناً على فلان: نصره وغلبه عليه وأظفر به.
5- بحار الأنوار 70 : 27/56.

[269] وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً

499/600 - عن أبي بصير، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» [269]، قال: هي طاعة اللّه، ومعرفة الإمام (1).

601 / 500 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً»، قال : المعرفة (2).

501/602 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر لا يقول: «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً»، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): معرفة الإمام، واجتناب الكبائر التي أوجب اللّه عليها النار (3).

502/603 - عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً». فقال اللّه : إن الحكمة: المعرفة والتفقُّه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيمٌ، وما من أحدٍ يموت من المؤمنين أحبُّ إلى إبليس من فقيه (4).

[271] وَإِن تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ

503/604 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: سألته عن قول اللّه تعالى: «وَإِن تُخْفُوها وَتُؤْتُوها الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ» [271]، قال: ليس تلك الزكاة، ولكنّه الرجُل يَتَصدَّق لنفسه، الزكاة علانية ليس بسرّ(5).

504/605 - عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن اللّه يبغض المُلْحِف (6).

ص: 276


1- المحاسن: 148 / 60، الكافي 1: 11/142، بحار الأنوار 1: 22/215 و 24: 2/86.
2- بحار الأنوار 1: 23/215.
3- الكافي 2: 20/216، بحار الأنوار 1: 24/215، و 24: 3/86.
4- بحار الأنوار 1 : 25/215، و 24: 4/86.
5- بحار الأنوار 96 : 9/79.
6- بحار الأنوار 96 : 23/155، والمُلْحِف: المُلح في السؤال.

[274] الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالْيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً

505/606 - عن أبي بصير، قال : قلتُ لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قوله تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً» [274]؟ قال: ليس من الزكاة (1).

506/607 - عن أبي إسحاق، قال: كان لعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) أربعة دراهم، لم يَمْلِك غيرها، فتصدَّق بدِرهَم ليلاً، وبدِرْهَم نهاراً، وبدِرْهَم سِرّاً، وبدِرْهَم عَلانيةٌ، فبلغ ذلك النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : يا علي ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنجاز موعود اللّه، فأنزل اللّه تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً» الآية (2).

507/608 - عن شهاب بن عبد ربّه، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: آكِلُ الرّبا لا يخرج من الدنيا حتّى يَتَخَبَّطه الشَّيطان (3).

508/609 - عن زُرارة، قال : أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لا يكون الرّبا إلّا فيما يُوزَن ويُكال (4).

[275] فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن ربّه فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إلى اللّه

509/610 - عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن ربّه فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلى اللّه» [275]، قال: المَوْعِظَة: التّوبة (5).

611 / 510 - عن محمّد بن مُسلم: إنّ رجلاً سأل أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقد عمل بالرّبا حتّى كثر ماله، بعد أن سأل غيره من الفُقهاء، فقالوا له: ليس يُقبل منك شيء إلّا أن تَرُدّه إلى أصحابه، فلمّا قصّ على أبى (6) جعفر، قال له أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

ص: 277


1- بحار الأنوار 96 : 9/95.
2- بحار الأنوار 41: 11/35.
3- بحار الأنوار 103: 30/120.
4- من لا يحضره الفقيه 3: 786/175، بحار الأنوار 103: 37/122.
5- الكافي 2: 2/314، بحار الأنوار 103: 38/122.
6- في «أ، ب، ج، د»: قص أبا.

مخرجك في (1) كتاب اللّه قوله : «فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن ربّه فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلى اللّه» والمَوْعِظَة: التَّوبة (2).

511/612 - عن سالم بن أبي حَفْصَة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه يقول: ليس من شيءٍ إلّا وكَّلتُ به من يَقْبِضُه غيري، إلّا الصدقة فإنِّي أتلقفها بيدي تلقفاً حتّى إن الرجل والمرأة يتصدّق بالتَّمرة وبشقّ (3) تَمْرة، فأُربيها له كما يُربى الرجل فِلْوَه (4) وفَصِيلَه (5)، فيلقاني (6) يوم القيامة وهى مثل أحد وأعظم من أُحُد (7).

512/613 - عن محمّد القمام، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: إنّ اللّه ليُربى لأحدكم الصَّدقة كما يُربى أحدكم ولده، حتّى يَلْقاه يوم القيامة وهو مثل أُحد (8).

513/614 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال اللّه تبارك وتعالى: أنا خالق كلّ شيء، وكلت بالأشياء غيري إلّا الصّدقة، فإنّي أقْبِضُها بيدي، حتّى إنّ الرجل أو المرأة يصدّق بشقّة التمرة فأُربيها له كما يُربي الرجل منكم فَصيله وفِلْوَه، حتى أتركه يوم القيامة أعظم من أُحد (9).

ص: 278


1- في «ج»: من.
2- التهذيب : 68/15، بحار الأنوار 103: 39/122.
3- في «ج»: وشق.
4- القفلو: المُهرُ يُفْطَم أو يبلغ السنة.
5- الفَصِيل: ولد الناقة إذا فُصل عن أُمّه.
6- في «أ، ج»: فيلقى.
7- نور الثقلين 1: 1173/294.
8- بحار الأنوار 96 : 43/126.
9- بحار الأنوار 96: 44/127.

514/615 - عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه : إنّه ليس شيء إلّا وقدو كلّ به مَلَكٌ غير الصّدقة، فإن اللّه يأخُذه (1) بيده ويُربيه كما يُربى أحدكم ولده، حتّى يلقاه يوم القيامة وهو مثل أُحُد (2).

515/616 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن الرجل يكونُ عليه الدين إلى أجلٍ مسمّى، فيأتيه غَريمُه فيقول: أنقِد لي. فقال: لا أرى به بأساً، لأنّه لم يزد على رأس ماله، وقال اللّه تعالى: «فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ» (3) [279].

[279] فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ

516/617 - عن أبي عمر و الزُّبيريّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إِنَّ التَّوبة مُطَهَّرة من دَنّس الخطيئة، قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللّه وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» إلى قوله: «لَا تُظْلَمُونَ»، فهذا ما دعا اللّه إليه عباده من التّوبة، ووعَدَ عليها من ثوابه، فمن خالف ما أمر اللّه به من التّوبة سَخط اللّه عليه، وكانت النّار أولى به وأحقّ (4).

517/618 - عن معاوية بن عمار الدُّهنيّ، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): من أراد أن يُظلَّه اللّه في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظِلُّه، فلينظر مُعِسراً، أولِيَدع له من حَقِّه (5).

ص: 279


1- في «أ، ب، د، ه»: يأخذ.
2- بحار الأنوار 96: 45/127.
3- بحار الأنوار 103: 40/123.
4- بحار الأنوار 103: 41/123.
5- الكافي 4: 1/35 «نحوه»، بحار الأنوار 103: 12/150.

518/619 - عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): من سَرَّه أن يَقيهُ اللّه من نَفَحاتِ جَهَنَّم، فليُنظر مُعسِراً، أولبَدَعَ له من حقِّه (1).

519/620 - عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ أبا اليَسَر (2) رجلٌ من الأنصار من بنى سَلَمَة (3)، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): أيكم يُحِبّ أن يستظلّ (4) من فور جهنّم (5) ؟ فقال القوم: نحن يا رسول اللّه. فقال: من أنظر غريماً، أو وَضَع لمُغسِير (6).

520/621 - عن إسحاق بن عمّار، قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما للرّجل أن يبلُغَ من غريمه؟ قال: لا يبلُغ به شيئاً، اللّه أنظَره (7).

521/622 - عن أبان عمّن أخبره عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول

ص: 280


1- بحار الأنوار 103: 13/151.
2- في الحديث سقط واضح تجده كاملاً في أمالي المفيد: 7/315، وأمالي الطوسي 123/83، و: 1025/459، وأسد الغابة 4: 245، وفي سند أسد الغابة: غانم بن، سُلیمان عن عون بن عبداللّه. وأبو اليَسَر: هو كعب بن عمرو الأنصاري السّلَمي، صحابي، بدري، وهو الذي أسر العبّاس بن عبدالمطلب، وشهد صفّين مع عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ). أُنظر ترجمته في مستدرك الحاكم 3: 505، وسير أعلام النبلاء 2: 537.
3- محلّ السقط هنا، وهو [جاءه أبو لُبابة بن عبد المنذر يتقاضى ديناً له عليه، فسمَعِه يقول: قولوا له : ليس هو هاهنا فصاح أبو لُبابة : يا أبا اليَسَر، اخرج إلي. فقال: ما حملك على هذا؟ فقال: العُسر يا أبا لُبابة. قال اللّه. قال: اللّه. فقال أبو لُبابة ].
4- في «أ، د»: ينفظلك، وفي «ب»: يسقطك، وفي «ج»: يعطل، وفي «ه»: ينفصل، وما أثبتناه من أمالي الشيخ المفيد والطوسي.
5- أى وهجها وغَلَيَانها.
6- وسائل الشيعة 18: 5/367.
7- بحار الأنوار 103: 14/151.

اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في يوم حار من سره أن يُظلُّه اللّه (1) يوم لا ظِلَّ إلّا ظلُّه، فليُنظِر غَريماً أو ليدع المُعير (2).

522/623 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: يَبْعَثُ اللّه قوماً من تحت العرش يوم القيامة، وُجُوهُهم من نُورٍ، ولباسهم من نُورٍ، ورياشُهم من نُورٍ، جُلوساً على كراسيّ من نُور.

قال: فيُشرِف اللّه لهم الخَلْقَ فيقولون: هؤلاء الأنبياء؟ فينادي مُنادٍ من تحت العرش ليسوا بأنبياء. قال: فيقولون هؤلاء شهداء؟ قال: فينادي مناد من تحت العرش ليس هؤلاء شهداء، ولكن هؤلاء قومٌ يُيَسِّرون على المؤمنين، ويُنظرُون المُغير حتّى تشير(3).

[ 280] وأن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ

523/624 - عن ابن سنان، عن أبي حمزة، قال: ثلاثة يُظلّهم اللّه يوم القيامة يوم لا ظلّ إلّا ظِلُّه : رجُلٌ دَعَته امرأةٌ ذاتُ حُسنٍ (4) إلى نفسها فتركها، وقال: إنّي أخافُ اللّه ربَّ العالمين، ورجُلٌ أنْظَر مُعسِراً أو تَرَك له من حقِّه، ورجُلٌ مُعلَّق قلبُهُ بحُبِّ المساجد «وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ» [280] يعني أن تصدّقوا بمالكم عليه فهو خيرٌ لكم، فَلْيَدَع مُعْسِراً أو لِيَدَع لَهُ مِن حَقَّهُ نَظَراً.

قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): من أنظر مُغسِراً كان له على اللّه في كلّ يومٍ صَدَقَةٌ بمثل ما له عليه، حتّى يستوفي حقُّه (5).

524/625 - عن عُمر بن سليمان، عن رجلٍ من أهل الجزيرة، قال: سأل

ص: 281


1- زاد في «ه»: في ظل عرشه.
2- بحار الأنوار 103: 15/151.
3- ثواب الأعمال: 145، بحار الأنوار 103: 16/151.
4- في «أ، ب، ج، د»: حسب.
5- بحار الأنوار 103: 17/151.

الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجُلٌ، فقال له: جُعِلتُ فداك، إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول: «فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ» [280] فأخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها اللّه، لها حَدٌ يُعْرَف إذا صار هذا المُغسِر لابد له من أن يُنْظَر، وقد أخذ مال هذا الرجل، وأنفق على عياله، وليس له غَلَّة (1) ينتظر إدراكها، ولا دين ينتظر محلّه، ولا مال غائب ينتظر قدومه؟

قال: نعم، يُنتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام، فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين، إذا كان أنفقه في طاعة اللّه، فإن كان أنفقه في معصية اللّه فلا شيء له على الإمام.

قلت : فما لهذا الرجل الذي ائتمنه، وهو لا يعلم فيم أنْفَقَهُ في طاعة اللّه، أو مَعْصِيَنِهِ ؟ قال : يَسْعى له فى ماله فَيَرُدّه وهو صاغر (2).

525/626 - عن ابن سنان قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : متى يُدفع إلى الغُلام ماله؟ قال: إذا بلغ وأُونس منه رشد، ولم يكن سفيها أو ضعيفاً.

قال: قلت: فإنّ منهم من يَبْلُغ خمس عشرة سنة وست عشرة سنة، ولم يبلغ ؟ قال: إذا بلغ ثلاث عشرة سنة جاز أمره، إلا أن يكون سفيهاً أو ضعيفاً.

قال: قلتُ وما السّفيه والضعيف؟ قال: السّفيه شارب الخمر والضّعيف: الذي يأخُذ واحداً باثنين (3).

[282] وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا

526/627 - عن يزيد أبي أسامة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول (4)،

ص: 282


1- الغَلَّة: الدَّخل من كراء دار وأجر غُلام وفائدة أرض.
2- الكافي 5: 5/93، بحار الانوار 103: 18/152.
3- بحار الأنوار 103: 11/164.
4- في النسخ: يزيد بن أسامة، والصواب ما في المتن، لأن أبا أُسامة كنيته، وهو زيد بن يونس أبو أسامة الشحام المعروف بزيد الشحام، روى عن أبي عبداللّه وأبي الحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، راجع رجال النجاشي: 462/175، معجم رجال الحديث 7: 367.

اللّه عزّ وجلّ: «وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُوا» [282]، قال(عَلَيهِ السَّلَامُ) : لا ينبغي لأحد إذا ما دعي إلى الشهادة ليشهد عليها، أن يقول: لا أشهد لكم (1).

527/628 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا»، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا دعاك الرجُل لتشهد (2) على دين أو حقّ لا ينبغي لأحدٍ أن يتقاعس عنه (3).

528/629 - عن أبي الصَّباح، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا»، قال: قبل الشهادة، قال: لا ينبغي لأحدٍ إذا ما دعي للشهادة أن يَشْهَد عليها، أن يقول : لا أشْهَد لكم، وذلك قبل الكتاب (4).

529/630 - عن محمّد بن عيسى، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا رَهْنَ إِلَّا مقبوض (5).

530/631 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ: «وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ» [ 283]، قال: بعد الشّهادة (6).

531/632 - عن هشام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ» (7)، قال : قبل الشهادة (8).

ص: 283


1- الكافي 7: 1/379 و 2، التهذيب 6: 751/275، و 753، بحار الأنوار 104: 14/312.
2- في جميع النسخ تشهد، وما أثبتناه من الكافي والتهذيب.
3- الكافي 7: 3/380، التهذيب 6: 754/276، بحار الأنوار 104: 15/312، وفي «ب، ه»: يتقاعس عنها.
4- الكافي 7: 2/380، بحار الأنوار 104 : 312 / 16.
5- التهذيب : 7: 779/176، بحار الأنوار 103: 4/159.
6- الكافي 7 : 2/381، بحار الأنوار 104 : 312 / 17.
7- البقرة 2: 282.
8- بحار الأنوار 104 : 312 / 18.

[284] وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّه

532/633 - عن سعدان عن رجُلٍ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُم بِهِ اللّه فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ» [284]، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : حقيقٌ على اللّه تعالى أن لا يُدخِلَ الجنّة من كان في قلبه مثقال حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من حُبّهما (1).

533/634 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه فرض الإيمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها وفرّقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وُكِّلت من الإيمان بغير ما وُكِّلت به أختها، فمنها قَلْبُهُ الذي به يَعْقِل ويَفْقَه ويفهم، وهو أمير بَدَنِهِ الذي لا تَرِدُ الجوارح ولا تَصْدر إلا عن رأيه وأمره.

فأمّا ما فرضَ على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة، والعقد، والرضا، والتسليم بأن لا إله إلّا (2) هو وحده لا شريك له إلها واحداً، لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً، وأن محمداً عبده ورسوله والإقرار بماجاء من عند اللّه من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض اللّه على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عَمَلُه، وهو قول اللّه تعالى: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْراً» (3)، وقال: «أَلا بِذِكْرِ اللّه تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ» (4)، وقال: «الَّذِينَ قَالُوا ءَامَنَّا بِأَفَوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ» (5)، وقال: «إن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّه فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ»، فذلك ما فرض اللّه على القلب من الإقرار والمعرفة، وهو عَمَلُه، وهو رأس الإيمان (6).

ص: 284


1- بحار الأنوار 27: 15/57، و 30: 76/215.
2- زاد في «ج» اللّه.
3- النحل: 106 : 106.
4- الرعد: 13 : 28.
5- المائدة 5: 41.
6- الكافي 2: 29 / ضمن حديث 1.

534/635 - عن عبد الصمد بن بشير (1)، قال: ذكر عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بدء الأذان، فقال: إنّ رجلاً من الأنصار رأى في منامه الأذان، فقصه على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأمره رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يُعلمه بلالاً.

فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): كَذبوا، إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان نائماً في ظلّ الكعبة، فأتاه جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعه طاسٌ فيه ماءٌ من الجنّة، فأيقظه وأمره أن يغتسل به، ثمّ وضعه في مَحْمِل له ألف ألف لون من نُورٍ، ثمّ صَعِد به حتّى انتهى إلى أبواب السماء، فلمّا رأته الملائكة نَفَرت عن أبواب السّماء، وقالت: إلهين: إله في الأرض، وإله في السّماء ؟!

قال محمّد بن الحسن في حديثه: نفرت عن أبواب السماء، فقالت: إلهنا.

فأمر اللّه تعالى جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فتراجعت (2) الملائكة نحو أبواب السماء وعَلِمت أنه مخلوقٌ، ففتحت الباب، فدخل (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى انتهى إلى السماء الثانية، فنفرَت الملائكة عن أبواب السماء، فقالت: إلهين إله في الأرض، وإله في السماء ؟ فقال جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ): أشهد أن لا إله إلا اللّه، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، فتراجعت الملائكة وعَلِمَت أنّه مَخْلُوق.

ثم فتح الباب، فدخل (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ومرّ حتّى انتهى إلى السماء الثالثة، فنَفَرت الملائكة عن أبواب السماء، فقال جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أشهد أن محمداً رسول اللّه، أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه فتراجعت الملائكة وفتح الباب.

ومر النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى انتهى إلى السماء الرابعة، فإذا هو بمَلَك مُتَّكيٍ (3)

ص: 285


1- في «أ، ب، ج، د»: عبدالصمد بن شيبة تصحيف صوابه ما في المتن انظر رجال النجاشي: 654/248، ومعجم رجال الحدیث 10: 22.
2- في «أ، ب، ج، د»: فراجعت.
3- في «ج»: فإذا ملك وهو، في «ه»: فإذا بملك وهو.

على سرير، تحت يده ثلاثمائة ألف ملك تحت كلّ مَلَك ثَلاثمائة ألف مَلَك، فهَمَّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالسُّجُود ظَن أنّه، فنُودي : أن قم، قال: فقام الملك على رجليه، قال: فعلم النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه عبدٌ مخلوقٌ، قال: فلا يزال قائماً إلى يوم القيامة.

قال: وفتح الباب، ومرّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتّى انتهى إلى السماء السابعة، قال: وانتهى إلى سدرة المنتهى، قال: فقالت السِّدرة: ما جاوزني مَخْلُوق قبلك، قال: ثمّ مضى فدنا (1) فتدلّى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، قال: فدفع إليه كتابين؛ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وكتاب أصحاب الشِّمال بشِماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه، وفَتَحَه فَنَظَر فيه، فإذا فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم.

[285] امَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن ربّه

قال: فقال اللّه تعالى: «ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ» فقال رسول اللّه : «كُلُّ ءَامَنَ بِاللّه وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ» فقال اللّه: «وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المصير» [285]، قال اللّه : «لا يُكَلِّفُ اللّه نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ».

قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا»، قال: فقال اللّه تعالى: قد فعلت.

فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا»، فقال: قد فعلت.

[286] رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا

فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَة لَنَا بِهِ وَأعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْلَنَا وأَرْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الْكَافِرِينَ» [286] كلُّ ذلك يقول اللّه: قد

ص: 286


1- في «أ، ب، د، ه»: فتدانى.

فعلت.

ثم طوى الصّحيفة فأمسكها بيمينه، وفتح الأُخرى، صحيفة أصحاب الشِمال، فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. فقال اللّه تعالى: يا محمّد «فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» (1).

قال: فلمّا فرغ من مُناجاة ربّه، رُدّ إلى البيت المَعْمُور، وهو في السّماء السابعة بحِذاء الكعبة، قال: فجمع له النبيين والمُرسلين والملائكة، ثمّ أمر جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأتم الأذان، وأقام الصلاة، وتقدّم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فصلّى بهم، فلمّا فَرّغ التفت إليهم، فقال اللّه تعالى له: «فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَءوُنَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ» (2) فسألهم يومنذ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ نزل ومعه صحيفتان، فدفعهما إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فهذا كان بدء الأذان (3).

535/636 - عن عبد الصمَد بن بشير، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: أتى (4)، جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهو بالأبطح بالبُراق، أصغر من البغل، وأكبر من الحِمار، عليه ألف ألف مِحَفّةٍ (5) من نُور، فشَمَسَ (6) البراق حين أدناه منه ليركَبَه. فلَطَمه جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) أطْمَة عَرق البراق منها، ثمّ قال: اسكُنْ، فإنّه محمّد، ثم زَفٌ (7)

ص: 287


1- الزخرف 4:3 89.
2- یونس 10 : 94.
3- بحار الأنوار 84: 19/119.
4- في «ا، ب، ج، د»: عبد الصمد بن مسیب راجع الحديث المتقدم.
5- المحفَّة: مركب كالهودج، إلا أن الهودج يُقبّب والمِحقَّة لا تُقبَّب.
6- شَمَسَت الدابة والفرس : شردت وجَمَحَت ومَنَعَت ظهرها.
7- الزَّفيف: سُرعة المشي مع تقارب خَطو وسُكُون.

به من بيت المَقْدِس إلى السّماء، فتطايرت الملائكة من أبواب السماء، فقال جبرئيل: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فقالت الملائكة: عبد مخلوق. قال: ثمّ لَقُوا جَبْرَئيل، فقالوا: يا جبرئيل من هذا؟

قال: هذا محمّد، فسلَّموا عليه.

ثمّ زَفّ به إلى السّماء الثانية، فتطايرت الملائكة، فقال جبرئيل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، فقالت الملائكة: عبد مخلوق، فَلَقُوا جَبْرَئِيل فقالوا: من هذا؟ فقال: محمّد، فسلّموا عليه.

فلم يزل كذلك في سَماء سَماء، ثمّ أتمَّ الأذان، ثمَّ صلى بهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )في السماء السابعة، وأمَّهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثم مضى به جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) حتّى انتهى به إلى موضع فوضع إصْبَعَهُ على مَنْكِبه ثم رفعه (1)، فقال له: امض، يا محمّد، فقال له: يا جبرئيل، تدعني في هذا الموضع ؟ قال: فقال له: يا محمّد، ليس لي أن أجوز هذا المقام، ولقد وطئت موضعاً ما وطئه أحَدٌ قبلك، ولا يَطَوْهُ أحدٌ بعدك.

قال: ففتح اللّه له من العظيم ماشاء اللّه، قال : فكلّمه اللّه تعالى: «ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ». قال: نعم يا ربِّ «وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللّه وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ».

قال اللّه تبارك وتعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللّه نَفْساً إلّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ» قال محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا. وَأَعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْلَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ».

ص: 288


1- في «أ، ب، ج، د»: دفعه.

قال: قال اللّه : يا محمّد، من لأمتك بعدك؟ فقال: اللّه أعلم، قال: علي أمير المؤمنين.

قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه ما كانت ولايتُه إِلَّا من اللّه تعالى مُشافَهَةً لمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (1).

536/637 - عن قتادة، قال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إذا قرأ هذه الآية: «ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ» حتّى يَخْتِمها، قال: وحق اللّه، إن اللّه كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفى سنة، فوضعه عنده فوق العرش، فأنزل آيتين فَخَتم بهما البقرة، فأيما بيت قُرئنا فيه لَم يَدْخُلهُ شيطان (2).

537/638 - عن زُرارة وحُمران و محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : في آخر البقرة لمّا دَعوا أجيبوا: «لَا يُكَلِّفُ اللّه نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا»، قال: ما افترض اللّه عليها «لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ»، وقوله: «لَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا» (3).

538/639 - عن عمر و بن مروان الخزاز، قال: سَمِعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): رفعت عن أُمتي أربع خصال: ما أخطأوا، وما نسوا، وما أُكْرِهُوا عليه، وما لم يُطيقوا، وذلك في كتاب اللّه قول اللّه تبارك وتعالى: «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا ولا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَابِهِ» وقول اللّه تعالى: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ» (4).

ص: 289


1- بحار الأنوار 18: 106/402.
2- نور الثقلين 1 : 304 / 1220.
3- بحار الأنوار 5: 26/306.
4- الكافي 2: 1/335، بحار الأنوار 5 : 306 / 27، والآية من سورة النحل 16 : 106.

ص: 290

من سورة آل عمران

إشارة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1/640 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سَمِعتُه يقول : من قرأ سورة البقرة وآل عمران، جاء يوم القيامة تُظلّانه على رأسه، مثل الغَمَامَتَين أو الغَيَابَتين (1).

[1-4] الم اللّه لا إله إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ

2/641 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «الم * اللّه لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ» [1 - 4].

قال: هو كُلّ أمرٍ محكم، والكتاب هو جُملة القرآن الذي يُصدِّق فيه من كان (2) قبله من الأنبياء (3).

[7] فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ

3/642 - عن عبد الرّحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول

ص: 291


1- ثواب الأعمال: 104، بحار الأنوار 92 : 8/265، وفي «أ»: والعباءتين، راجع الحديث (103).
2- في «ه»: كتاب.
3- تفسير القمّي 1: 96، مجمع البيان 2: 697، بحار الأنوار 92 : 13/16.

اللّه: «هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ»، قال: أمير المؤمنين والأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، «وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ» فُلان وفُلان، «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ» أصحابهم وأهل ولايتهم «فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ» (1) [7].

4/643 - وسُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن المحكم والمُتَشابه، قال المُحكم ما يُعمل به والمُتشابه ما اشتبه على جاهله (2).

5/644 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: إن القرآن محكم اللّه ومُتشابه، فأمّا المُحكم فنؤمن به ونعمل به وندین به، وأمّا المُتشابه فنؤمن به ولا تعمل به، وهو قول اللّه: «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّه وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا» والراسخون في العلم هم آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) (3).

6/645 - عن مَسْعَدَة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، أنّ رجلاً قال لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هل تصف لنا ربّنا نزداد له حُبّاً وبه معرفةً؟ فغَضِبَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وخطب الناس، فقال فيما قال عليك - يا عبداللّه - بمادلّك عليه القُرآن من صِفَتِه، وتَقَدَّمَكَ فيه الرسول من مَعْرِفَتِه، فأتم به واستَضِي، بنُور هدايته فإنّما هي نعمةٌ وحكمةٌ أوتيتها، فُخذ ما أُوتيت وكُن من الشاكرين، وما كلّفك الشيطان عليه (4) ممّا ليس عليك في الكتاب فَرْضُه، ولا في سنّة الرسول وأئمّة الهداة أثره، فَكِلْ عِلْمَهُ إلى اللّه، ولا تُقدِّر عَظَمَة اللّه (5).

ص: 292


1- الكافي 1: 14/343 «نحوه»، مناقب ابن شهر آشوب 421:4 «نحوه»، بحار الأنوار 23 : 208 / 12.
2- بحار الأنوار 69: 93 و 92: 15/382.
3- بحار الأنوار 92 : 16/382.
4- في شرح النهج: الشيطان علمه.
5- زاد في «ه»: على قدر عقلك فتكون من الهالكين.

واعلم - يا عبداللّه - أنّ الرّاسخين في العلم هم الذين أغناهُم اللّه عن الاقتحام على السُّدَد (1) المَضَروبة دون الغُيوب، إقراراً بجَهْل (2) ما جَهلوا تفسيره من الغَيب المَحجوب، فقالوا: آمنّا به كلُّ من عند ربّنا، وقد مَدحَ اللّه اعترافهم بالعجز عن تَناوُل مالم يُحيطوا به عِلماً، وسمّى تَرْكَهم التَعمُّق فيما لم يُكَلِّفهم البحث عنه رُسُوخاً (3).

7/646 - عن بُريد بن معاوية، قال: قلتُ لأبي جعفر اللّه : قول اللّه تعالى: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّه وَالراسِخُونَ فِي العِلمِ».

قال: يعني تأويل القرآن كله إلّا اللّه والراسخون في العلم، فرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أفضلَ الراسخين، قد عَلَّمه اللّه جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان اللّه مُنزلاً عليه شيئاً لم يُعلّمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يَعْلَمُونه كُلَّه، فقال الذين لا يعلمون: ما نقول إذا لم نعلم تأويله؟ فأجابهم اللّه: «يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلُّ مِّنْ عِندِ رَبِّنا»، والقرآن له خاصٌّ وعامٌّ، وناسخٌ ومنسوخٌ، ومُحكمٌ ومتشابهٌ، فالراسخون في العلم يعلمونه (4).

8/647 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّه وَالرَّاسِخُونَ فِى العِلْم» نحن نَعْلَمُه (5).

9/648 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نحن الراسخون في

ص: 293


1- قال في النهاية حديث واردي الحوض «هم الذين لا تُفتح لهم السُّدَد» أي لا تُفتح لهم الأبواب. «النهاية 2 353».
2- في شرح النهج: الإقرار بجملة.
3- شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد 6: 403، بحار الأنوار 3: 1/257.
4- الكافي 1: 2/166 «نحوه»، بحار الأنوار 92 : 39/92.
5- بحار الأنوار 92 : 40/92، وفى «ج»: نحن نعلم تأويله.

العلم، فنحن نعلم تأويله (1).

[8] رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا

649 / 10 - عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أكثرُوا من أن تقولوا: «رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا» [8] ولا تأمَنُوا الزَّيغ (2).

[14] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ

11/650 - عن جميل بن درّاج، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما يتلذّذ الناس في الدنيا والآخرة بلذّة أكثر لهم من لذّة (3) النساء، وهو قول اللّه تبارك وتعالى: «زُيِّنَ لِلناسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ» [14 ] إلى آخر الآية، ثمّ قال: إنّ أهل الجنّة ما يتلذّذون بشيءٍ في الجنّة أشهى عندهم من النكاح، لاطعام ولا شراب (4).

12/651 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه عزّ وجلّ: «فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ» (5)، قال: لا يَحِضن ولا يُحدِثنَ (6).

13/652 - عن زُرارة، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : من داوم (7) على صلاة الليل والوِتر، واستغفر اللّه في كلّ وِترٍ سبعين مرّةً، ثمّ واظب على ذلك سَنةً، كُتب من المُستغفرين بالأسحار (8).

14/653 - عن أبي بصير، قال: قلتُ لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): قول اللّه تبارك

ص: 294


1- الكافي 1: 1/166، بحار الأنوار 92: 41/92.
2- بحار الأنوار 94: 8/181.
3- في «أ، ب، د»: والآخرة ولا أكثرهم في اللذة من.
4- الكافي 5: 10/321، بحار الأنوار 8: 53/139.
5- البقرة 2: 25، النساء 4: 57.
6- من لا يحضره الفقيه 1: 195/50، بحار الأنوار 8: 52/139.
7- في «أ، ب، ج، د»: دام.
8- بحار الأنوار 87 : 37/225.

وتعالى: «وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ» [17] قال: استغفر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في وِتْرِه سبعين مرّةً (1).

15/654 - عن عمر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من قال في آخر الوِتر في السَّحر أستغفر اللّه وأتوب إليه سبعين مرّةً، ودام على ذلك سنةً، كتبه اللّه من المستغفرين بالأسحار (2).

16/655 - وفي رواية أخرى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وجَبَت له المَغْفِرَة (3).

17/656 - عن عُمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من استغفر اللّه سبعين مرّةً في الوِتْرِ بعد الركوع، فدام على ذلك سنةً، كان من المستَغْفِرِينَ بالأسحار (4).

[17] وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ

18/657 - عن مُفَضّل بن عُمر، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جعلت فداك، تفوتني صلاةُ الليل فأُصلّي الفجر، فليّ أن أصلّي بعد صلاة الفجر ما فاتني من صلاة وأنا في صلاةٍ (5) قبل طلوع الشمس؟

فقال: نعم، ولكن لا تُعلّم به أهلك فيتّخذونه سُنّة، فيُبْطِل قول اللّه جلّ وعزّ: «وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ» (6).

[18] شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسطِ

19/658 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الآية: «شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ» [18].

ص: 295


1- التهذيب 2: 501/130، بحار الأنوار 87 : 225/ذيل ح37.
2- المحاسن: 80/53، مصباح الكفعمي: 53، بحار الأنوار 87 : 225 / ذيل ح 37.
3- بحار الأنوار 87: 225/ذيل ح37.
4- بحار الأنوار 87 : 225/ذيل ح37.
5- كذا، والظاهر مصلّاى.
6- بحار الأنوار 87 : 226/ ذيل ح37.

قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ» فإنّ اللّه تبارك وتعالى يَشْهَد بها لنفسه، وهو كما قال.

فأما قوله : (وَالمَلَائِكَةُ) فإنّه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم، وصدّقوا وشَهِدُوا كما شَهِدَ لنفسه.

وأما قوله: «وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسطِ» فإنّ أُولي العلم الأنبياء والأوصياء، وهم قيام بالقِسط، والقِسط : هو العَدْل فى الظاهر، والعَدْل في الباطن: أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

20/659 - عن مَرْزُبان القُمىّ، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسطِ»، قال: هو الإمام (2).

21/660 - عن إسماعيل، رفعه إلى سعيد بن جَبَير، قال: كان على الكعبة ثَلاثمائة وستّون صَنّماً، لكلِّ حيٍّ من أحياء العرب الواحد والاثنان، فلمّا نزلت هذه الآية: «شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ» إلى قوله: «العَزِيزُ الحَكِيمُ» خرَّت الأصنامُ في الكعبة سُجَّداً (3).

[19] إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلَامُ

22/661 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألته عن قوله تعالى: «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلَامُ» [19]، فقال: الدين (4) فيه الإيمان (5).

ص: 296


1- تفسير فرات الكوفي : 51/77 «نحوه»، بحار الأنوار 23: 51/204، و 36: 84/132.
2- بحار الأنوار 23: 52/204.
3- مجمع البیان 2: 717 «نحوه»، الدر المنثور 2: 167 «نحوه»، بحار الأنوار 17: 12/366.
4- في «أ، د»: الذي.
5- تفسير البرهان 1: 1/604 ويأتي الحديث لاحقاً.

23/662 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلامُ»، قال: يعني الدين فيه الإيمان (1).

[26] قُلِ اللّهمُ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ

24/663 - عن داود بن فَرْقَد قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول اللّه سبحانه وتعالى: «قُلْ اللّهمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ» [26] فقد آتى اللّه بني أُميّة المُلك!

فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): ليس حيث يذهب الناس إليه، إن اللّه آتانا الملك وأخذه بنو أُميّة، بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخُذُهُ الآخر، فليس هو للّذي أخذه (2).

[28] إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً

25/664 - عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: لا إيمان لمن لا تقيَّة له ويقول: قال اللّه تعالى «إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً» (3) [28].

[31] إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه

26/665 - عن زياد أبي عُبيدة الحذاء، قال: دخلت على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقلتُ : بأبي أنت وأُمّي، ربّما خلا بي الشيطان فخبُثت نفسي، ثم ذكرتُ حبّي إيّاكم، و انقطاعي إليكم فطابت نفسي؟

فقال: یا زیاد، ويحك وما الدين إلّا الحُبّ، ألا ترى إلى قول اللّه تعالى: «إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه» (4) [31].

27/666 - عن بشير الدهان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قد عرفتم فيَّ منكرين كثيراً، وأحببتم فيَّ مبغضين كثيراً، وقد يكون حُبّاً اللّه في اللّه ورسوله،

ص: 297


1- بحار الأنوار 68: 40/284.
2- الكافي 8: 389/266، بحار الأنوار 75 : 52/348.
3- بحار الأنوار 75: 65/414.
4- بحار الأنوار 27: 55/94.

وحُبّاً في الدنيا، فما كان في اللّه ورسوله فثوابه على اللّه، وما كان في الدنيا فليس في شيءٍ، ثم نفض يده، ثمّ قال: إنّ هذه المُرجئة، وهذه القَدَرية، وهذه الخوارج ليس منهم أحدٌ إلا يرى أنّه على الحق وإنّكم إنّما أحببتمونا في اللّه، ثم تلا «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ» (1)، «وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (2)، و مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه (3)، «إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه» (4).

28/667 - عن بريد بن معاوية العجلي، قال: كنت عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) إذ دخل عليه قادِمٌ من خُراسان ماشيئاً، فأخرج رجليه وقد تورّمتا (5)، وقال: أما واللّه ما جاءني من حيث جِئتُ إِلَّا حُبّكم أهل البيت.

فقال : أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : واللّه لو أحبَّنا حجرٌ حشره اللّه معنا وهل الدِّين إلّا الحُبّ، إنّ اللّه تعالى يقول: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه»، وقال: «يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ» (6) وهل الدين إلّا الحُبّ (7).

668 / 29 - عن ربعي بن عبد اللّه، قال: قيل لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جُعِلتُ فِداك، إنّا نُسمّي بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك؟

فقال: إي واللّه، وهل الدِّين إلّا الحُبّ، قال اللّه تعالى: «إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّه

ص: 298


1- النساء 4 : 59.
2- الحشر 59: 7.
3- النساء 4: 80.
4- بحار الأنوار 27: 56/94، نور الثقلين 1: 12/227.
5- في «أ، ب، د، ه»: تغلفتا.
6- الحشر 59 : 9.
7- بحار الأنوار 27 : 57/95.

فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» (1).

[ 33 و 34 ] إِنَّ اللّه أَصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ

30/669 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «إِنَّ اللّه أصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ» [33 و 34]، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): نحن منهم، ونحن بقية تلك العترة (2).

31/670 - عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «إِنَّ اللّه اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً»، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هو آل إبراهيم وآل محمّدٍ على العالمين، فَوَضَعُوا اسماً مكان اسمٍ (3).

32/671 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما قضى محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نبوّته واستُكملت أيّامه، أوحى اللّه يا محمّد، قد قضيت نبوّتك، واستكملت أيّامك، فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان، والاسم الأكبر، وميراث العلم و آثار علم النبوّة في (4) العقب في ذُرِّيَّتك، فإنّي لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم و آثار علم النبوّة من العقب من ذُرِّيّتك، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، وذلك قول اللّه تعالى: «إِنَّ اللّه اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ».

وإنّ اللّه جل وتعالى لم يجعل العِلم جَهْلاً، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه، إلى مَلَكٍ مُقَرَّبِ ولا إلى نبيّ مُرسل، ولكنّه أرسل رُسُلاً من ملائكته، فقال لهم:

ص: 299


1- بحار الأنوار : 5 / 58، و 104: 19/130.
2- بحار الأنوار 23 : 44/225.
3- بحار الأنوار 23 : 45/225.
4- في «أ، ب، د»: من.

كذا وكذا، فأمرهم بما يُحِبّ، ونهاهم عمّا يكره، فقَصّ (1) عليه أمر خلْقِهِ بعلم، فعلّم ذلك العلم، وعلّم أنبياءه وأصفياءه من الأنبياء والأعوان والذُرّية التي بعضها من بعض، فذلك قوله تعالى: «فَقَدْ آتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وءَاتَيْنَاهُمْ مُلكاً عظيماً» (2).

فأمّا الكتاب فهو النُبوّة وأمّا الحكمة فهم الحُكماء من الأنبياء في الصفوة، وأمّا المُلك العظيم فهم الأئمّة الهداة في الصّفوة، وكلّ هؤلاء من الذُريّة التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقيّة، وفيهم العاقبة، وحفظ الميثاق حتّى تنقضي الدنيا وللعلماء ولولاة الأمر الاستنباط للعلم والهداية (3).

33/672 - عن أحمد بن محمّد، عن الرضا، عن أبي جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : من زعم أنّه قد فَرَغ من الأمر فقد كَذَب. لأنّ المشيئة اللّه في خَلْقه، يُريدُ ما يشاء، ويفعلُ ما يُريد، قال اللّه: «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ» آخرها من أوّلها، وأوّلها من آخرها، فإذا أُخبرتم بشيءٍ منها بعينه أنّه كائنٌ وكان في غيره منه، فقد وقع الخبر على ما أُخبرتُم عنه (4).

34/673 - عن أبي عبد الرحمن، عن أبي كَلَدة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : فال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): الرُّوح والراحة والرَّحمة والنُّصرة، واليسر واليسار، والرضا والرّضوان، والمَخْرَج والفَلْج (5)، والقُرب والمحبّة من اللّه ومن رسوله لمن أحب

ص: 300


1- في «ج»: ففوض.
2- النساء 4: 54.
3- بحار الأنوار 23 : 46/225.
4- نور الثقلين 1: 108/331.
5- الفَلْج : الظُّفَر.

عليّاً وانتم بالأوصياء من بعده، حقٌّ عليّ أن أُدخلهم في شفاعتي، وحق على ربّي أن يستجيب لي فيهم لأنهم أتباعي، ومن تبعني فإنّه منّي، مَثَلُ إبراهيم جرى في ولايته (1) منّي، وأنا منه دينه ديني، وديني دينه، وسُنّته سُنّتي، وسُنّتي سُنّته، وفضلي فضله، وأنا أفضل منه؟ وفضلي له فضل، وذلك تصديق قول ربّي: «ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (2).

35/674 - عن أيوب، قال: سمعنى أبو عبد اللّه، وأنا أقرأ: «إنَّ اللّه أصْطَفى ءَادَمَ وَنُوحاً وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَعَالَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ»، فقال لي: وآل محمّد كانت فتحوها، وتَرَكُوا آل إبراهيم و آل عمران (3).

36/675 - عن أبي عمرو الزُّبَيْرِي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قلت له: ما الحجّة في كتاب اللّه أن آل محمّد هم أهل بيته ؟

قال: قول اللّه تبارك وتعالى: «إِنَّ اللّه اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ» وآل محمّدٍ، هكذا نزلت «عَلَى العَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ» ولا تكون الذُرِّيَّة من القوم إلا نسلهم من أصلابهم.

وقال تعالى: «أعْمَلُوا ءَالَ دَاوُد شُكراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِى الشَّكُورُ» (4) وآل عمران و آل محمّدٍ. في (5) رواية أبي خالد القمَّاط عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (6).

[36] قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ

37/676 - عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن امرأة عمران

ص: 301


1- كذا، وفي البحار: فيّ لأنّه.
2- المحاسن: 74/152 «نحوه»، بحار الأنوار 23: 47/227.
3- بحار الأنوار 23 : 48/227.
4- سبأ 34: 13.
5- (في) من «ج».
6- بحار الأنوار 23: 49/227.

لمّا نَذَرَت ما فى بطنها مُحرّراً، قال: والمُحرّر للمسجد إذا وضعته أو دخل المسجد فلم يَخْرُج من المسجد أبداً، فلما ولدت مريم «قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثى وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ» [36] فَسَاهَمَ عليها النبيِّون، فأصابت القرعة زكريا ليلا وهو زوج أختها، وكفلها وأدخلها المسجد، فلمّا بَلَغَتْ ما تَبْلُغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء، وكانت تُصلّي فيضيء المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا، فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، فقال: «أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّه» [37] فهنالك دعا زكريا ربّه قال: «إِنِّى خِفْتُ المَوَالِيَ مِن وَرَاءِى» (1) إلى ما ذَكَر اللّه من قصة زكريا ويحيى (2).

677 / 38 - عن حفص بن البَخْتَري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى: «إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً» (3) المُحرَّر؛ يكون في الكنيسة، لا يخرج منها، فلما وضعتها أُثنى «قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى» إنّ الأُنثى تحيض فتخرج من المسجد، والمُحرّر لا يخرج من المسجد (4).

39/678 - وفى رواية حريز عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: نَذرت ما في بطنها للكنيسة أن تخدُم العُبّاد، وليس الذَّكر كالأُنثى في الخدمة، قال: فشبَّت وكانت تخدُمهم وتُناولهم حتّى بَلَغَت فأمر زكريّا أن يتخذ لها حجاباً دون العُبّاد، فكان

ص: 302


1- مریم 19: 5.
2- بحار الأنوار 14 : 18/204.
3- آل عمران 3: 35.
4- بحار الأنوار 14 : 204 / 19.

يَدْخُل عليها فيرى عندها ثَمَرة الشتاء في الصيف، وثمرة الصّيف في الشتاء، فهُنالك دعا وسأل ربّه أن يَهَبْ له ذكراً، فَوَهب له يحيى (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

40/679 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال سَمِعتُه يقول: أوحى اللّه تعالى اللّه إلى عمران أنّي واهبٌ لك ذكراً، يُبرئ الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى بإذن اللّه ورسولاً إلى بني إسرائيل، قال: فأخبر بذلك امرأته حَنّة، فحملت فَوَضَعت مريم؛ فقالت: ربّ إنّي وضعتها أنثى، والأنثى لا تكون رسولاً، وقال لها عمران: إنه ذكر يكون منهما نبيّاً، فلما رأت ذلك قالت ما قالت، فقال اللّه وقوله الحق: «وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ».

فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): فكان ذلك عيسى بن مريم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإن قلنا لكم: إنّ الأمر يكون في أحدنا، فكان في ابنه (2) وابن ابنه، أو ابن ابن ابنه، فقد كان فيه، فلا تُنكروا ذلك (3).

41/680 - عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لقي أبليس عيسى ابن مريم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : هل نالني من حَبائِلِك شيء؟ قال: جَدِّتُك التي قالت: «رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى» إلى «الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ» (4).

42/681 - عن سَيف، عن نجم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن فاطمة (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) ضمِنَت لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عَمَل البيت والعَجين والخُبز وقَمَّ البيت (5)، وضمِنَ لها عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)

ص: 303


1- بحار الأنوار 14 : 204 / 20.
2- في «ج»: أو، وكذا التي بعدها.
3- بحار الأنوار 14 : 205 / 21.
4- بحار الأنوار 14: 4/271، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : يعني كيف ينالك من حبائلي وجدّتك دعت حين ولدت والدتك أن يعيدها اللّه وذُريّتها من شر الشيطان الرجيم وأنت من ذُريَّتها.
5- قَمَّ الشيء: كنه.

ما كان خلف الباب من نَقْل الحَطَب، وأن يجيء بالطعام، فقال لها يوماً: يا فاطمة، هل عندك شيء؟ قالت: لا، والذي عظَّم حقَّك، ما كان عندنا منذ ثلاثه أيّام شيءٌ نُقريك (1) به. قال: أفلا أخبرتني ؟ قالت: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) نَهاني أن أسألك شيئاً، فقال: لا، تسألي ابن عمِّك شيئاً، إن جاءك بشيءٍ عفواً، وإلّا فلا تسأليه.

قال: فَخَرَج الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) فلقي رجُلاً فاستقرض منه ديناراً، ثمّ أقبل به وقد أمسى، فلقي المِقداد بن الأسود، فقال للمِقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال: الجُوع، والذي عظَّم حقَّك يا أمير المؤمنين.

قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حيّ ؟ قال : ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حيّ.

قال: فهو أخرجني، وقد استقرضتُ ديناراً، وسأوثِرك به فدفعه إليه، فأقبل فوجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جالساً، وفاطمة تُصلّي، وبينهما شيءٌ مُغطّى، فلمّا فَرَعْت أجترّت (2) ذلك الشيء، فإذا جَفْنَة من خُبز ولَحْم، قال: يا فاطمة أنّى لك هذا؟ قالت: «هُوَ مِنْ عِندِ اللّه إِنَّ اللّه يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» [37].

[37] أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّه

فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ألا أحدِّثُك بمثلك ومثلها؟ قال: بلى، قال: مثل زكريّا إذ دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقاً، قال: «يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّه إِنَّ اللّه يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب» فأكَلُوا منها شهراً، وهي الجَفْنَة التي يأكل منها القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهي عندنا (3).

43/682 - عن إسماعيل بن عبد الرّحمن الُجعفي، قال: قلتُ لأبي

ص: 304


1- قرى الضيف: أضافه وأكرمه.
2- أجتر الشيء: جرّه.
3- بحار الأنوار 14: 4/197، و 43: 38/31.

عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يقول (1) المغيرة بن سعيد (2): إنّ الحائِض تقضي الصّوم؟ فقال: مالَهُ! لا وفّقه اللّه، إنّ امرأة عمران نَذرت ما فى بطنها مُحرّراً، والمحرّر للمسجد لا يخرج منه أبداً، فلمّا وَضَعَت مريم قالتْ: رَبِّ إِنِّي وضعتها أُنثى، وليس الذكر كالأُنثى.

فلمّا وضعتها أدخلت المسجد (3)، فلما بلغت مَبْلَغ النساء أخرجت من المسجد، فما تجد أيّاماً تقضيه، وهى عليها أن تكون الدهر في المسجد (4).

[41] رَبِّ اجْعَل لى ءَايَةً قَالَ ايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أيّام

44/683 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ زكريا لما دعا ربّه أن تهب له ذكراً، فنادته الملائكة بما (5) نادَتْهُ به، أحبّ أن يعلم أن ذلك الصوت من اللّه، أوحى إليه: أنّ آية ذلك أن يُمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيّام. قال: فلمّا أمْسَك لسانه، ولم يَتَكلّم، عَلِم أنَّه لا يَقْدِر على ذلك إلّا اللّه، وذلك قول اللّه: «رَبِّ اجْعَل لَّى ءَايَةً قَالَ ايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أيّام إِلَّا رَمْزاً» (6) [41].

45/684 - عن حمّاد، عمَّن حدَّثه، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : لمّا سأل زكريّا ربّه أن يَهبَ له ذكراً، فوهب اللّه له يحيى، فدخله من ذلك (7)، فقال: «رَبِّ اجْعَل لِّي

ص: 305


1- (لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول) ليس في «ب، ج»، وفي الاصل قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) إن.
2- في النسخ المغيرة بن عمر، تصحيف وهو الذي كان يكذب على الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ). أُنظر رجال الكشي: 399/223، ومعجم رجال الحديث 18: 275، والكافي.
3- في «أ، ب، د»: ادخلت، وفي «ه»: ادخلتها المسجد.
4- الكافي 3: 4/105 «نحوه»، علل الشرائع: 6/578، بحار الأنوار 14: 12/201، وفي علل الشرائع: أخرجت من المسجد أنّى كانت تجد أيّاماً تقضيها وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد.
5- في «أ، ب، ج»: ممّا.
6- بحار الأنوار 14: 31/184.
7- كذا، ولعلّ في الحديث سقطاً.

ءَايَةٌ قَالَ ايْتُكَ أَلَّا تُكَلَّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أيّام إِلَّا رَمْزاً» فكان يُومى، برأسه، وهو الرَّمز (1).

[ 39 ] وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ

46/685 - عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَسَيِّداً وَحَصُوراً»والحَصُور : الذي يأبى (2) النساء «وَنَبياً مِنَ الصَّالِحِينَ» (3) [39].

47/686 - عن حسين بن أحمد، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول: إنَّ طاعة اللّه خِدمته في الأرض، فليس شيءٌ من خدمته تَعْدِل الصلاة، فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلّي في المحراب (4).

48/687 - عن الحكم بن عتيبة (5)، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه في الكتاب: «إِذْ قَالَتِ المَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَأَصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ» اصطفاها مرَّتين والاصطفاء إنّما هو مرَّة واحدة.

قال: فقال لي: يا حَكَم إنّ لهذا تأويلاً وتفسيراً. فقلت له: ففسّره لنا أبقاك اللّه.

قال: یعنی اصطفاه (6) إيَّاها أوَّلاً من ذُريَّة الأنبياء المُصْطَفين المرسلين، وطهرها من أن يكون في ولادتها من أبائها وأُمَّهاتها سِفاحٌ، وأصطفاها بهذا في القرآن «يَا مَرْيَمُ أقْنَتِي لِرَبِّكَ وَأَسْجُدِى وَأَرْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ» شكراً اللّه.

[42 - 44] إذ يلقون أفلامهم أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مريم

ثمّ قال لنبيه محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يُخبره بما غاب عنه من خَبَر مريم وعيسى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ):

ص: 306


1- بحار الأنوار 14 : 33/185.
2- في «ب، ج»: الذي لا يأتي.
3- بحار الأنوار 14: 34/185.
4- من لا يحضره الفقيه 1: 623/133، بحار الأنوار 14 : / 35/185، و 82 : 219 / 39.
5- في النسخ: عيينة، تصحيف، صوابه من إيضاح الاشتباه: 153/138، وتهذيب الكمال 7 : 114.
6- في «أ، ه»: أصطفاها.

يا محمّد «ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ» في مريم وابنها، وبما خَصَّهما اللّه به وفضَّلهما وأكرمهما حيث قال: «وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ» يا محمّد، يعني بذلك الرب (1) الملائكة «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ» [42 - 44] حين أُيْتِمَت من أبيها (2).

[44] وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ

وفي رواية أُخرى، عن (3) ابن خُرّزاد «أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ» حين أُيْتِمت من أبويها «وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ» يا محمّد «إِذْ يَخْتَصِمُونَ» [44] في مريم عند ولادتها بعيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيّهم يكفُلها ويكفُل ولدها.

قال: فقلتُ له: أبقاك اللّه، فمن كَفَّلها ؟ فقال : أما تَسْمَع لقوله تعالى؟ الآية (4).

وزاد علي بن مهزيار في حديثه «فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها انثى وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمِّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيدُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (5)، قال: قلتُ: أكان يُصيب مريم ما يُصيب النساء من الطَّمَث؟ قال: نعم، ما كانت إلّا امرأة من النساء (6).

وفي رواية أُخرى «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرَيَمَ»، قال: اسْتَهَمُوا عليها، فَخَرَجَ سَهْم زكريا، فكفَّل بها.

وقال يزيد (7) بن رُكانة : اخْتَصَمُوا في بنت حمزة، كما اخْتَصَمُوا في مريم.

ص: 307


1- في «أ، ب، د، ه»: لرب.
2- بحار الأنوار 14: 2/192.
3- (أُخرى عن) ليس في «أ، ب، د».
4- بحار الأنوار 14 : 2/192.
5- آل عمران 3: 36.
6- بحار الأنوار 14: 2/193.
7- في النسخ زيد تصحيف والصحيح ما أثبتناه، انظر تهذيب الكمال 9: 221. و 122/32، واسد الغابة 109/5.

قال: قلتُ له: جعلت فداك، حمزة استنَّ السُّنن والأمثال، كما اخْتَصَمُوا في مریم اخْتَصَمُوا في بنت حمزة؟ قال: نعم.

«وَأَصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ»، قال: نساء عالَميها (1).

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وكانت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) سيّدة نساء العالمين (2).

49/688 - عن الهُذَلي، عن رجل قال: مَكَث عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) حتّى بلغ سبع سنين، أو ثمان سنين، فجعل يُخبرهم بما يأكُلُون وما يَدَّخِرون في بيوتهم، فأقام بين أظهرهم يُحيي الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويُعَلِّمهم التوراة، وأنزل اللّه عليه الإنجيل، لما (3) أراد اللّه عليهم حُجَّة (4).

689 / 50 - عن محمّد بن ابي عمير، عمّن ذكره، رفعه، قال: إِنَّ أصحاب عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) سألوه أن يُحيي لهم ميتاً، قال: فأتى بهم إلى قبر سام بن نُوح، فقال له: باذن اللّه يا سام بن نُوح. قال: فانشق القبر، ثمّ أعاد الكلام فتحرَّك، ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نُوح.

فقال له عيسى: (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أيُّهما أحبُّ إليك تبقى أو تعود؟ قال: فقال: يا رُوح اللّه، بل أعود، إني لأجد حزقة الموت - أو قال: لَذعَة (5) الموت - في جوفي إلى يومى هذا (6).

51/690 - عن أبان بن تغلب قال: سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هل كان عيسى بن

ص: 308


1- في «ج»: عالمها.
2- بحار الأنوار 14 : 2/193.
3- في «ج»: بما.
4- بحار الأنوار 14: 1/233.
5- في «أ»: لدغة.
6- قصص الأنبياء للراوندي: 310/269، بحار الأنوار 14 : 2/233.

مريم أحيا أحداً بعد موته حتّى كان له أكل ورِزْقٌ ومُدَّةٌ وولد؟

قال: فقال: نعم، إنه كان له صديق مؤاخِ له في اللّه، كان عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) يمُرّ به فيَنْزِل عليه، وإنَّ عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) غاب عنه حيناً، ثمّ مرّ به ليُسلّم عليه، فخَرَجَتْ إليه أُمّه لتُسلّم، فسألها عنه، فقالت أُمُّه: مات يا رسول اللّه. فقال لها: أتحبّين أن تريه؟ قالت: نعم قال لها : إذا كان غداً أتيتك حتّى أُحييه لك باذن اللّه.

فلمّا كان من الغد أتاها فقال لها: انطلقي معي إلى قبره، فانطلقا حتّى أتيا قبره، فوقف عیسی (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثمّ دعا اللّه، فانفرج القبر، وخرج ابنها حيّاً، فلما رأته أمه ورآها بكيا، فرحمهما (1) عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ). فقال له: أتُحِبّ أن تبقى مع أُمّك في الدنيا؟ للّهلال قال: يا رسول اللّه، بأكل وبرِزْقٍ ومُدّة، أو بغير مدةٍ ولا رِزْقٍ ولا أكل؟ فقال له عیسی (عَلَيهِ السَّلَامُ): بل (2) برِزْقٍ وأكل ومُدَّة، تُعمّر عشرين سنة، وتُزوّج ويُولد لك، قال: فنعم إذاً، قال: فدفعه (3) عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أُمّه، فعاش عشرين سنة، وولد له (4).

[50] وَلا حِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ

52/691 - عن محمّد الحلبيّ، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان بين داود اللّه وعيسى بن مريم (عَلَيهِ السَّلَامُ) أربعمائة سنة، وكان شريعة عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنّه بُعِث بالتوحيد والاخلاص، وبما أوصى به نوح وإبراهيم وموسى (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وأُنزِل عليه الانجيل، وأُخِذ عليه الميثاق الذي أُخذ على النبيين، وشُرّع له في الكتاب إقام الصلاة مع الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحريم الحرام، وتحليل الحلال، وأُنزِل عليه في الانجيل مواعظ و أمثال وحدود ليس فيها قصاص ولا أحكام

ص: 309


1- في «أ»: فرحمها.
2- في «أ، ب»: بلى.
3- في «أ، ب، ج، د» فرفعه.
4- الكافي : 532/337، بحار الأنوار 14: 3/233.

حُدود، ولا فرض مواريث، وأنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) في التوراة، وهو قول اللّه تعالى في الذي قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل: «وَلاحِل لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ» [5] وأمَرَ عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) مَن معه ممّن أتَّبعه من المؤمنين أن يُؤمنوا بشريعة التوراة والانجيل (1).

53/692 - عن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن رجل حدثه عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : رُفع عيسى بن مريم (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمِدرَعة (2) صُوفٍ من غزل مريم (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ومن نَسْج مريم، ومن خياطة مریم، فلما انتهى إلى السماءِ نُودي: يا عيسى، ألق عنك زينة الدُّنيا (3).

[59] إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّه كَمَثَلِ ءَادَمَ

54/693 - عن حريز، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) سُئِل عن فضائله، فذكر بعضها، ثمّ قالوا له: زِدنا. فقال : إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أتاه حَبران من أحبار النصارى، من أهل نجران، فتكلَّما في أمر عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّه كَمَثَلِ ءَادَمَ» [59] إلى آخر الآية، فدخل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأخذ بيد علىّ والحسن والحسين وفاطمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ثم خرج ورفع كَفَّه إلى السماء، وفرَّج بين أصابعه، ودعاهم إلى المُباهلة.

قال: وقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكذلك المُبَاهَلة، يُشبّك يده في يده يرفعهما إلى السماء فَلَمّا رآه الحَبْران قال أحدهما لصاحبه واللّه لئن كان نبياً لنَهْلِكنّ، وإن كان غير نبىّ كفانا قومه، فكفّا وانْصَرَفا (4).

ص: 310


1- بحار الأنوار 14 : 4/234.
2- المدرّعة: جبّة مشقوقة المقدم والمدرعة عند اليهود ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم.
3- بحار الأنوار 14: 9/338، و 70: 21/316.
4- بحار الأنوار 14 : 8/341.

[61] قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا

55/694 - عن محمّد بن سعيد الأزدي (1)، عن موسى بن محمّد بن الرضا، عن أخيه أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه قال في هذه الآية «قُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّه عَلَى الْكَاذِبِينَ» [61] ولو قال: تَعَالُوا نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَة اللّه عليكم، لم يَكُونوا يُجيبون للمُبَاهَلَة، وقد عَلِم أن نبيه مُؤدَّ عنه رسالته (2)، وماهو من الكاذبين (3).

56/695- عن أبي جعفر الأحول، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما تقول قريش : في الخُمس؟ قال: قلت: تَزْعُم أنَّه لها. قال: ما أنصفونا، واللّه لو كان مُباهلة ليُباهلنّ (4) بنا، ولئن كان مُبارزةً ليُبَارِزنّ (5) بنا، ثمّ نكون وهم على سواء (6)؟!

57/696 - عن الأحول، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له (عَلَيهِ السَّلَامُ) شيئاً (7) ممّا اللّه أنكرته (8) الناس، فقال: قل لهم: إن قريشاً قالوا: نحنُ أُولوا القُربى الذين هم لهم الغَنيمة. فقل لهم: كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يدعُ للبراز يوم بدرٍ غير أهل بيته، وعند المُباهلة جاء بعلي والحسن والحسين وفاطمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، أفيكون لنا المُرّ، ولهم الحُلو (9)؟!

ص: 311


1- في «أ، ج، د» الأردنى.
2- في «أ، ج، ه»: رسالاته.
3- علل الشرائع 1/129، تحف العقول: 478، بحار الأنوار 17: 17/89، و 21: 9/342.
4- في «أ»: لتباهلن.
5- في «أ» لتبارزن.
6- وسائل الشيعة 9 : 15/517، بحار الأنوار 96 : 9/200.
7- في «ج»: له سئمنا.
8- في «أ، ب، د، ه»: أنكر به.
9- بحار الأنوار 96 : 10/200.

58/697 - عن المنذر، قال : حدّثنا عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما نزلت هذه الآية «قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ» الآية، قال: أخذ بيد علي وفاطمة وابنيهما (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فقال رجل من اليهود لا تَفْعَلُوا فيُصيبكم عَنّت (1) فلم يراعوه (2).

698 / 59 - عن عامر بن سعد، قال: قال معاوية لأبي: ما يمنعك أن تَسُبَّ أبا تراب؟

قال: لِثَلاثٍ رويتهنَّ (3) عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، لما نزلت آية المُباهلة «تَعَالَوْا نَدْعُ، أَبْنَاءَنا وَأَبْنَاءَكُمْ» الآية، أخذ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: هؤلاء أهلي (4).

[ 67] وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً

699 / 60 - عن عبيد اللّه الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال أمير اللّه، المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًا وَلَا نَصْرَانِياً» لا يهودياً يُصلّي إلى المغرب، ولا نصرانيّاً يُصلّي إلى المشرق «وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً» [67] يقول: كان (5) علی دین محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (6).

700/61 - عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال : أنتم واللّه من آل محمّد.. قال: فقلت: جُعِلت فداك، من أنفسهم؟

قال: من أنفسهم واللّه - قالها ثلاثاً - ثم نظر إليّ فقال لي: يا عمر، إنّ اللّه

ص: 312


1- العَنَت: الشدة والمشقة.
2- بحار الأنوار 21: 10/342، وفي «ب، ه»: فلم يدعوه.
3- في «ج»: رأيتهن.
4- صحیح مسلم 4: 32/1871 نحوه»، بحار الأنوار 21: 11/342، وباقي الثلاث حديث المنزلة وحديث الراية، راجع صحيح مسلم.
5- زاد في «أ، ب»: حنيفاً مسلماً.
6- بحار الأنوار 12: 29/11 و 26: 46/287.

يقول: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِابْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذا النبيّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللّه وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ» (1) [68].

[68] إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النبيّ وَالَّذِينَ

62/701 - عن على بن النعمان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِابْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النبيّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللّه وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ»، قال: هم الأئمّة وأتباعهم (2).

63/702 - عن أبي الصبّاح الكناني، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في قول اللّه تعالى: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِابْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النبيّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللّه وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ»، ثم قال: عليّ واللّه (3) على دين إبراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى الناس به (4).

64/703- عن علي بن ميمون الصائغ أبي الأكراد، عن عبد اللّه بن أبي يَعْفُور، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم من ادَّعى إمامةً من اللّه ليست له ومن جَحَد إماماً من اللّه، ومن قال: إن لفلان وفلان فى الاسلام نصيباً (5).

65/704 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)ا، قال: ثلاثة

ص: 313


1- تفسير القمّي 1: 105، أمالي الطوسي: 53/45 «نحوه»، بشارة المصطفى: 68 «نحوه»، مجمع البيان :2 770 بحار الأنوار 68: 1/84.
2- الكافي 1: 20/344 «نحوه»، تأويل الآيات 1: 23/114 «نحوه»، بحار الأنوار 23: 42/225 «نحوه»، و 67: 25، و 68: 2/84.
3- في «ج»: قال: إنكم واللّه.
4- المحاسن: 57/147، بحار الأنوار 68: 3/84.
5- الكافي 1: 12/306، غيبة النعماني: 3/112، بحار الأنوار 25: 12 / 10 و 30 78/216.

لا يُكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من جحد إماماً من اللّه، أو ادّعى إماماً من غير اللّه، أو زَعَم أنَّ لفلان وفلان في الإسلام نصيباً (1).

66/705 - عن إسحاق بن أبي هلال، قال: قال عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): ألا أُخبركم بأكبر الزنا؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين قال: هي المرأة تَفجُر ولها زوج، فتأتي بولدٍ فتُلْزِمه زوجها، فتلك التي لا يُكَلّمها اللّه، ولا ينظر إليها، ولا يزكيها، ولها عذاب أليم (2).

67/706 - عن محمّد الحلبي، قال: قال أبو عبد اللّه عالم الام : ثلاثة لا يَنْظُر اللّه إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليم الدَّيُّوث (3) من الرجال والفاحش : المُتَفَحّش (4)، والذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى (5).

68/707 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : ثلاثة لا يُكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذاب أليم: شيخٌ زانٍ، ومُقَلٌ مُخْتَالٌ (6)، ومَلِكُ جَبّار (7).

69/708 - عن السَّكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة، ولا يُزَكِّيهم، ولهم عذابٌ أليم:

ص: 314


1- الخصال: 69/106 عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بحار الأنوار 25 : 111 / 4، و 30 : 216 / 79.
2- المحاسن: 98/108 نحوه»، ثواب الأعمال: 263، من لا يحضره الفقيه 3: 376/ 1775، بحار الأنوار 79: 27/26.
3- الدَّيُّوث: القَوّاد على أهله، والذي لا يغار عليها.
4- الفاحش ذو الفُحش فى كلامه وفعاله، والمُتَفَحِّشُ: من يتكلّفُه ويتعمدّهُ.
5- وسائل الشيعة 9: 10/438، بحار الأنوار 79 : 9/112، و: 13/116، و 96: 24/155.
6- أي فقير متكبّر.
7- الأصول الستة عشر: 27، الكافي 2: 14/235 ثواب الأعمال: 222، بحار الأنوار 79 : 24 / 21.

المُرخي ذَيْلَه من العَظَمة، والمُزَكِّي سِلعَتَه بالكَذِب، ورجلٌ استقبلك بودِّ صدره فيُواري قلبه (1) مُمتلىء غِشاً (2).

70/709 - عن أبي ذر (رَحمهُ اللّه)، عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال: ثلاثة لا يُكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا يُزَكِّيهم، ولهم عذابٌ أليم. قلت: من هم خابوا وخسروا؟ قال: المُسْبِل (3) والمَنّان، والمُنْفِق سِلعَته بالحَلْف الكاذب، أعادها ثَلاثاً (4).

71/710 - عن سلمان اللّه، قال : ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة : الأشمط (5) الزَّان، ورجُل مُفْلِسٌ مَرحٌ (6) مُخْتَالُ، ورجل اتَّخذيمينه بضاعةً، فلا يشتري إلّا بيمينٍ، ولا يبيع (7) إلّا ييمين (8).

[77] وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَة

72/711 - عن أبي مَعْمَر السَّعدي، قال: قال علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَة» [77] يعني لا ينظر إليهم بخير، لمن لا يرحمهم، وقد يقول العرب للرجل السيد أو للملك: لا تنظر إلينا، يعني أنّكلا تُصيبنا بخَيرٍ، وذلك النَّظر من اللّه إلى خَلْقِهِ (9).

[81] وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ

73/712 - عن حبيب السِّجستاني، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ

ص: 315


1- فى «أ، ب، د، ه»: وقلبه.
2- بحار الأنوار 75 : 6/211، و 103: 1/90.
3- أي المرسل ذيله تكبّراً.
4- الخصال: 253/184 «نحوه»، بحار الأنوار 103: 2/90.
5- الشَّمَط : بياض شعر الرأس يخالط سواده، وهو كناية عن كبر السنّ.
6- في «ه»: مُرخ، يُريد المُسبِل ثوبه تكبراً.
7- في النسخ ولا يباع، تصحيف ما أثبتناه من البحار.
8- بحار الأنوار 79 : 37/28، و 103: 3/91.
9- بحار الأنوار 4: 19/10.

مُّصَدِّق لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ» [81] فكيف يُؤْمِن موسى بعيسى ويَنْصُره ولم يُدركه، وكيف يُؤمِن عيسى بمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ويَنْصُره ولم يُدركه ؟

فقال: يا حبيب، إن القرآن قد طرح منه أي كثيرة (1)، ولم يُزَد فيه إِلَّا حُرُوف أخطأت بها الكتبة وتَوَهَّمَتها (2) الرجال، وهذا وَهُمْ، فاقرأها «وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ – أُمم (3) - النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلتَنصُرُنَّهُ» هكذا أنزلها اللّه يا حبيب.

فواللّه ما وقتَ أُمّةٌ من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ اللّه عليها من الميثاق لكُلِّ نبيٍّ بعثه اللّه بعد نبيها ولقد كذَّبت الُأمّة التي جاءها موسى لمّا جاءها موسى، ولم يؤمنوا به، ولا نَصَرُوه إلا القليل منهم، ولقد كذَّبت أُمَّة عيسى بمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولم يؤمنوا به، ولا نصروه لمّا جاءها إلّا القليل منهم.

ولقد جَحَدت هذه الأُمَّة بما أخَذَ عليها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من الميثاق لعليّ ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم أقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في

ص: 316


1- جميع الأحاديث الدالة على الزيادة في القرآن باطلة لاجماع المسلمين على بطلان الزيادة فيه، أما مادّل على النقص فالأخبار فيه إما موضوعة ومدسوسة، وإما ضعيفة سنداً، أو مؤولة بوجه يخرجها عن إفادة تحريف الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وقد أعرض محققو المسلمين وعلى مرّ العصور عن مثل هذه الأحاديث، وأجمع الأعلام من علمائنا وفقهائنا على عدم وقوع التحريف في الكتاب الكريم ولهم في ذلك كلمات مسطورة في مصنفاتهم كالشيخ الصدوق المتوفّى سنة 381ه، والشيخ المفيد المتوفّى سنة 413 ه، والسيد المرتضى المتوفى سنة 436 ه، والشيخ الطوسي المتوفّى 460 ه، والشيخ الطبرسي المتوفى سنة 548 ه وغيرهم كثير.
2- في «ب، ه»: توهمها.
3- (أمم) ليس في «أ، ب، ج، د».

حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم، فأيّ ميثاق أوكد من قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؟ فواللّه ما وَفَوا به، بل جَحَدُوا وكَذَّبوا (1).

713 / 74 - عن بكير، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبية، ولمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالنبوّة، وعَرَض اللّه على محمّد وآله السلام أئمَّته (2) الطيّبين وهم أظلّة، قال: وخلقهم من الطينة التي خَلَق منها آدم، قال: وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام، وعرض (3) عليهم، وعرفهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ونحن اللّه نَعْرِفهم في لَحْن القول (4).

75/714 - عن زُرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أرأيت حين أخذ اللّه الميثاق على الذَّرِّ في صُلب آدم فعرضهم على نفسهم، كانت معاينةً منهم له؟

قال: نعم يا زُرارة وهم ذرّ بين يديه وأخذ عليهم بذلك الميثاق بالربوبيّة له، ولمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بالنبوّة، ثمّ كفل لهم بالأرزاق، وأنساهم رؤيته (5)، وأثبت (6) في قلوبهم معرفته، فلابد من أن يُخْرِج اللّه إلى الدنيا كُلِّ مَن أخَذَ عليه الميثاق، فمن ججَحَد ممّا أخذ عليه الميثاق لمحمّد عليه السلام وآله، لم ينفعه إقراره لربّه بالميثاق، ومَن لم يَجْحَد ميثاق محمّد وآله (عَلَيهِم السَّلَامُ) نَفَعَه الميثاق لرّبه (7).

ص: 317


1- بحار الأنوار 15: 1/179.
2- في «ج»: أمته
3- يعني ولايتنا، من حاشية «ج».
4- المحاسن : 16/135، بحار الأنوار 5: 43/250.
5- في «ج»: ربوبيته.
6- في «أ»: أنبت.
7- بحار الأنوار 5: 51/254.

76/715 - عن فيض بن أبي شيبة، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: وتلا هذه الآية «وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا اتَيْتُكُمْ مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ» إلى آخر الآية، قال: لتُؤمنن برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولتَنْصُرُنَّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

قلت : ولتَنْصُرُنَّ أمير المؤمنين!

قال: نعم، من آدم فَهَلُمَّ جرّاً، ولا يبعث اللّه نبياً ولا رسولاً إِلَّا رُدّ إلى الدنيا حتى يُقاتل بين يدي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

77/716 - عن سلّام بن المُستنير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لقد تَسَمَّوا باسم ماسمّى اللّه به أحداً، إلا عليّ بن أبي طالب، وما جاء تأويله.

قلت: جُعِلت فداك، متى يجيى تاويله؟

قال: إذا جاء جمع اللّه أمامه النبيين والمؤمنين حتّى يَنْصُروه، وهو قول اللّه تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ» إلى قوله: «وَأَنَا مَعَكُم مِّن الشَّاهِدِينَ» فيومئذٍ تُدْفَع راية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) اللَّواء إلى عليّ ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فيكون أمير الخلائق كُلِّهم أجمعين، يكون الخلائق كُلّهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم، فهذا تأويله (2).

78/717 - عن عمّار بن أبي الأحوص عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أن اللّه تبارك وتعالى خلق في مُبتدأ الخَلْق بَحْرين ؟ أحدهما عذب فُرات، والآخر ملح تاج (3)، ثمّ خَلَقَ تُربة آدم من البحر العذب الفرات، ثمّ أجراه على البحر الأجاج. فجعله حَمَةً مَسْنُوناً (4) وهو خَلَق آدم، ثمّ قَبَضَ قَبْضَةً من كَيْف آدم الايمن، فَذَرَأها

ص: 318


1- مختصر بصائر الدرجات: 25، بحار الأنوار 53: 9/41.
2- بحار الأنوار 53: 67/70
3- الأجاج: المالح المُرّ الشديد الملوحة.
4- الحماً: الطين الأسود المنتن، والمَسنُون: المتغيّر.

في صُلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنّة ولا أبالي، ثمّ قَبَض قَبْضَةٌ من كَيف آدم الأيسر، فَذَرَأها في صُلب آدم، فقال: هؤلاء في النار ولا أُبالي، ولا أُسأل عمّا أفعل، ولي في هؤلاء البداء بعد وفي هؤلاء، وهؤلاء سَيُبْتَلُون.

قال: أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فاحتج يومئذٍ أصحاب الشِّمال وهم ذرّ على خالقهم، فقالوا: يا ربَّنا، لم (1) أوجبت لنا النّار وأنت الحَكَم العدل من قبل أن تَحْتَجَّ علينا وتَبْلُونا بالرُّسل وتَعْلَم طاعتنا لك ومَعْصِيتنا؟

فقال اللّه تبارك وتعالى: فأنا أخبركم بالحجّة عليكم الآن في الطاعة والمعصية، والإعذار بعد الإخبار (2).

قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فأوحى اللّه إلى مالك خازن النّار: أنْ مُر النّار تَشْهَق ثُمَّ تُخْرِج عُنقاً منها، فَخَرَجت لهم، ثمّ قال اللّه لهم : ادْخُلُوها طائعين، فقالوا: لا نَدْخُلها طائعين. ثمّ قال: ادْخُلُوها طائعين أو لأعذبنّكم بها كارهين. قالوا: إنَّما هَرَبنا إليك منها، وحَاجَجْنَاك فيها حيث أوْجَبْتَها علينا، وصَيَّرتنا من أصحاب الشمال، فكيف نَدْخُلها طائعين؟ ولكن ابدأ بأصحاب (3) اليمين في دخولها كي تكون قد عدَلْتَ فينا وفيهم.

قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فأمر أصحاب اليمين وهم ذَرّ بين يديه، فقال: ادْخُلُوا هذه النار طائعين. قال: فَطَفِقُوا يَتَبَادَرُون في دُخُولها، فَوَلَجُوا فيها جميعاً، فصيَّرها اللّه عليهم بَرْداً وَسَلاماً، ثُمّ أخرجهم منها، ثُمَّ إنَّ اللّه تبارك وتعالى نادى في أصحاب اليمين وأصحاب الشمال : ألست بربكم؟ فقال أصحاب اليمين بلى يا

ص: 319


1- في «أ، ب، د»: بم.
2- في «أ، ب، د» والاعذار والاخبار.
3- في «أ، ب، ج، د»: أصحاب.

ربَّنا، نحن بَريّتُك وخَلْقُك مُقرّين طائعين، وقال أصحاب الشمال: بلى يا ربَّنا، نحن بريّتك وخَلْقُك،كارهين، وذلك قول اللّه تعالى: «وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» [83]، قال: توحيدهم اللّه تعالى(1).

[83] وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً

79/718 - عن عباية الأسدي، أنه سمع أمير المؤمنين لا يقول: «وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» أكان ذلك بعد؟ قلتُ: نعم يا أمير المؤمنين. قال: كلا والذي نفسي بيده حتّى تدخُل المرأة بمن عذب آمنين لا يخاف حَيَّة ولا عقرباً (2) فما سوى ذلك (3).

80/719 - عن صالح بن ميثم قال: سالتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً»، قال : ذلك حين يقول عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنا أولى الناس بهذه الآية «وَأَقْسَمُوا بِاللّه جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّه مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» إلى قوله: «كَاذِبِينَ» (4).

81/720- عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «وَلَهُ سَمِعتُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً»، قال : إذا قام القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا تبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا اللّه وأن محمداً رسول اللّه (5).

82/721 - عن ابن بكير، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «وَلَهُ

ص: 320


1- بحار الأنوار 5: 52/255.
2- كذا، ولا يخلو الحديث من اضطراب في ألفاظه، والظاهر أنه حتّى تدخل المرأة بمن عزب آمنةً، ولا تخاف حيّةٌ ولا عقرب...
3- نور الثقلين 1: 227/362.
4- بحار الأنوار 53: 21/50، والآيتان من سورة النحل 16: 38 و 39.
5- بحار الأنوار 52: 89/340.

أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً».

قال: أنزلت في القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) إذا خرج باليهود والنَّصارى والصَّابئين والزَّنادِقة وأهل الرَّدَّة والكفّار في شرق الأرض وغَرْبها، فَعَرَض عليهم الاسلام، فمن أسلم طَوعاً أمره بالصلاة والزكاة، وما يُؤمر به المسلم ويجب اللّه عليه، ومَنْ لم يُسلم ضَرَب عُنقه حتّى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلا وحد اللّه تعالى.

قلت له: جُعلت فداك، إنَّ الخلق أكثر من ذلك ؟ فقال: إن اللّه إذا أراد أمراً قلَّل الكثير وكثر القليل (1).

83/722 - عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هل كان وُلد يعقوب أنبياء؟ قال: لا، ولكنَّهم كانوا أسباطاً، أولاد الأنبياء، لم يكونوا يُفارقون الدنيا إلّا سُعداء، تَابُوا وتَذَكَّروا ما صَنَعُوا (2).

[92] لَن تَنَالُوا البِرَّ حتّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ

723 / 84 - عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: «لَن تَنالُوا الْبِرَّ حتى تُنفِقُوا ما تُحِبُّونَ» [92] هكذا قرأها (3).

724 / 85 - عن مُفضَّل بن عمر، قال: دخلت على أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوماً ومعي شيْ فَوَضَعْتُهُ بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلتُ: هذه صِلَة مواليك وعبيدك؛ قال: فقال لي: يا مُفَضَّل، إِنِّي لأقبل (4) ذلك، وما أقبله من حاجتي إليه (5)، وما أقبله إلّا ليزَكّوا به.

ثم قال: سمعت أبي يقول : مَن مَضَت له سنة لم يَصِلْنا من ماله قلَّ أو كثُر، لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة، إلا أن يعفو اللّه عنه.

ص: 321


1- بحار الأنوار 52: 90/340.
2- قصص الأنبياء للراوندي: 133/129، بحار الأنوار 12: 75/291.
3- الكافي 8: 209/183، بحار الأنوار 96: 19/145.
4- كذا في «ج» والبحار، وفي باقي النسخ: لا أقبل.
5- في «ب، د»: حاجاتي إليه، وفي «ج»: حاجة بي إليه.

ثمّ قال: يا مُفضَّل إنّها فريضةٌ فرضها اللّه على شيعتنا في كتابه، إذ يقول: «لَن تَنالُوا البرَّ حتّى تُنفِقُوا مما تُحِبُّونَ» فنحن البِرَّ والتقوى، وسبيل الهدى، وباب التقوى، لا يُحْجَب دعاؤنا عن اللّه، اقْتَصِرُوا على حَلَالكم وحرامكم فاسألوا عنه، وإيّاكم أن تسألوا أحداً من الفقهاء عمّا لا يغنيكم وعَمَّا ستّر اللّه عنكم (1).

86/725- عن عبد اللّه بن أبي يَعْفُور، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلَّاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ» [93].

قال: إنّ إسرائيل كان إذا أكل لُحُوم الإبل هيَّج عليه وجع الخَاصِرة، فَحَرَّم على نفسه لَحْم الإبل، وذلك من قبل أن تنزل التوراة، فلما أنزلت التوراة لم يُحرّمه ولم يأكُله (2).

[93] كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ

726/87- عن عمر بن يزيد، قال: كتبت الى أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) أسأله عن رجلٍ دبَّر مَمْلُوكه، هل له أن يبيع (3) عِتقه (4)؟ قال: كتب (عَلَيهِ السَّلَامُ) «كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاً لِّبَنِي کل إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ» (5).

88/727 - عن حَبّابة الوَالبِيَّة، قال: سَمِعتُ الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: ما أعلم أحداً على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا (6). قال صالح: ما أحد على ملَّة إبراهيم... قال :جابر ما أعلم أحداً على مِلَّة إبراهيم (7).

ص: 322


1- بحار الأنوار 96 : 4/216.
2- الكافي 5 : 9/306، بحار الأنوار 9: 31/191.
3- في «ج»: يتبع.
4- في «أ»: عنقه.
5- مستدرك الوسائل 16: 18951/6.
6- بحار الأنوار 68: 4/84.
7- نور الثقلين 1: 242/365.

89/728- عن عبد الصمد بن سعد، قال: طلب أبو جعفر (1) أن يشترى من أهل مكّة بُيُوتهم ليزيد في المسجد فأبوا، فأرْغَبهم فامْتَنَعُوا، فضاق بذلك، فأتى أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له: إني سألتُ هؤلاء شيئاً من منازلهم وأفنيتهم لتزيد في المسجد، وقد منعوني ذلك، فقد غَمَّني غَمّاً شديداً.

فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ). لِمَ يَعُمّك (2) ذلك، وحُجَّتك عليهم فيه ظاهرة؟ فقال: وبما احتجُّ عليهم؟ فقال: بكتاب اللّه. فقال: في أيِّ موضع ؟

[96] إنّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكةَ مُبَارَكاً وَهُدى

فقال: قول اللّه تعالى: «إِنَّ أَوَّل بَيْتٍ وُضِعَ لِلناسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ» [96] قد أخبرك اللّه أنّ أوّل بيتٍ وُضِع للناس لَلَّذِي (3) ببَكَّة، فان كانوا هم نَزلوا قبل البيت فَلَهُم أفنِيَتُهم، وإن كان البيت قديماً قَبْلَهم فَلَه فناؤه.

فَدَعَاهم أبو جعفر، فاحتج عليهم بهذا، فقالوا له: اصْنَع ما أحْبَبْت (4).

90/729 - عن الحسن بن عليّ بن النُّعمان، قال: لما بنى المهديّ (5) في المسجد الحرام، بقيت دار في تربيع المسجد، فَطَلَبها من أربابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفُقهاء، فكُلُّ قال له: إنه لا ينبغي أن يُدْخِل شيئاً في المسجد الحرام غصباً.

فقال له على بن يَقْطِين: يا أمير المؤمنين لو كتبت إلى موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) لأخبرك بوجه الأمر في ذلك؟

فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عن دارٍ أردنا أن نُدْخِلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحِبُها، فكيف المَخْرَج من ذلك؟ فقال ذلك

ص: 323


1- يريد أبا جعفر المنصور وهو أخو العبّاس السفّاح، وأحد حكام بني العبّاس.
2- في «ه»: أيغمك.
3- في «ج، ه»: للناس هو الذي.
4- وسائل الشيعة 13: 15/217، بحار الأنوار 99 : 41/83.
5- وهو محمّد بن المنصور، أحد حكام بني العبّاس.

لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ولابدّ من الجواب في هذا؟ فقال له: الأمر لا بدَّ منه.

فقال له: اكتُب (بسم اللّه الرّحمن الرحيم: إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس، فالناس أولى بفنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة، فالكعبة أولى بفنائها) فلمّا أتى الكتاب إلى المهديّ أخذ الكتاب فَقَبَّله، ثم أمر بِهَدم الدار، فأتى أهل الدّار أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فسألوه أن يكتُب لهم إلى المهديّ كتاباً في ثَمَن دَارِهم، فكتب (عَلَيهِ السَّلَامُ) إليه : أن ارْضِح لهم (1) شيئاً، فأرضاهم (2).

91/730 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان اللّه تبارك اللّه وتعالى كما وصف نفسه، «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء» (3)، والماء على الهواء، والهواء لا يجري، ولم يكن غير الماء خَلَق، والماء يومئذٍ عَذَبٌ فُرات، فلمّا أراد اللّه أن يَخْلُق الأرض أمَرَ الرياح الأربع، فضر بن الماء حتّى صار موجاً، ثم أزيد زَيْدَةً واحدةً، فجعمه في موضع البيت، فأمر اللّه فصار جبلاً من زَبَدٍ، ثمّ دحا الأرض من تحته، ثمّ قال : «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ» (4) [96].

92/731 - عن زُرارة، قال : سُئل أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن البيت، أكان يُحجُّ إليه قبل أن يُبعث النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟

قال: نعم، لا يَعْلَمُون أنَّ الناس قد كانوا يَحُجُون، ونُخْبِركم أنّ آدم ونُوحاً و سليمان قد حَجُّوا البيت بالجن والإنس والطَّير، ولقد حَجَّه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) على جَمَلٍ أحمر، يقول: لبّيك لبّيك، فإنَّه كما قال اللّه تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى

ص: 324


1- رَضَخ له من ماله : أعطاه عطاء غير كثير، أو قليلاً من كثير.
2- وسائل الشيعة 13: 16/217، بحار الأنوار 99 : 42/84.
3- هود 11 : 7.
4- بحار الأنوار 57: 71/86.

بِمَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِّلْعَالَمِينَ» (1).

93/732 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : مكّة : جُملة القرية، وبَكَّة : موضع الحجر الذي يبكُّ الناس بعضهم بعضاً (2).

733 / 94 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : إِنّ بَكَّة موضع البيت، وإن مكّة الحَرَم، وذلك قوله تعالى: (فَمَن دَخَلَهُ كانَ ءَامِناً) (3) [97].

95/734 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ لِمَ سُمِّيت مكّة بكَّة ؟ قال: لأنَّ الناس يبكُ بعضهم بعضاً بالأيدى (4).

96/735 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إِنّ بَكَّة موضع البيت، وإنّ مكّة جميع ما اكتنفه الحرم (5).

97/736 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّه وُجد في حجر من (6) حَجَرات البيت مكتوباً: إنّي أنا اللّه ذو مكّة (7)، خلقتها يوم خَلَقْتُ السماوات والأرض، ويوم خَلَقْتُ الشمس والقمر، وخلقتُ الجبلين، وحَفَفْتُها (8) بسبعة أملاك حقّاً.

وفي حجر آخر: هذا بيتُ اللّه الحرام ببَكَّة، تكفّل اللّه برِزْق أهله من ثَلاثة سُبل، مبارك لهم في اللحم والماء، أوَّل من نُحِلّه إبراهيم (9).

ص: 325


1- بحار الأنوار 99 : 33/44.
2- بحار الأنوار 99 : 12/78.
3- بحار الأنوار 99 : 10/78، وفي المصحف الكريم: «ومن دخله...».
4- المحاسن: 114/337، علل الشرائع: 5/398، بحار الأنوار 99 : 14/79 - 16.
5- بحار الأنوار 99 : 11/78.
6- في «أ، د»: حجرات من، وفي «ه»: حجرين من.
7- في «ه»: ذوبكة.
8- في البحار: وحققتهما.
9- بحار الأنوار 57: 41/65، و 99: 38/62.

98/737 - عن علىّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن مكَّة، لِمَ سُمِّيت بكة؟

قال: لأنَّ الناس يبكُ بعضهم بعضاً بالأيدي، يعني يَدْفَعُ بعضهم بعضاً بالأيدي في المسجد حول الكعبة (1).

[97] فِيهِ ءَايَاتٌ بِيِّنَاتُ

99/738 - عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ» [97] فما هذه الآيات البيّنات؟ قال: مقام إبراهيم حين قام عليه فأثَّرت قدماه فيه، والحَجّر ومنزل إسماعيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).

100/739 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قوله سبحانه: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً»، قال : يأْمَنُ فيه كُلُّ خائفٍ، مالم يكن عليه حَدٌ من حدود اللّه ينبغي أن يُؤخَذَ به.

قلت: فيأْمَنُ فيه من حارب اللّه ورسوله، وسعى فى الأرض فساداً؟ قال: هو مثل الذي يكنّ (3) بالطريق، فيأخُذ الشاة أو الشيء، فيصنع به الامام ماشاء.

قال: وسألتُهُ عن طائر (4) يَدْخُل الحَرَم؟ قال: لا يُؤخَذُ ولا يُمسُّ، لأنّ اللّه يقول: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً» (5).

[97] فَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنَا

101/740 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ: أرأيت قوله تعالى: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً» البيت عنى، أو الحَرَم؟ قال: مَن دَخَل الحَرَم من الناس مُستجيراً به فهو آمِنٌ، ومَن دَخَل البيت من المؤمنين مُستجيراً به فهو

ص: 326


1- قرب الإسناد : 929/237، بحار الأنوار 99 : 4/77.
2- الكافي 4: 1/223، بحار الأنوار 99 : 3/232.
3- كنّ: استتر.
4- في «ب»: جائر، وفي «ج، د»: خائن.
5- وسائل الشيعة: 13: 11/229، بحار الأنوار 99 : 12/74.

آمِنٌ من سَخَط اللّه ومن دَخَل الحَرَم من الوَحْش والسِّباع والطَّير فهو آمن من أن يُهَاج أو يُؤذى حتّى يَخْرُج من الحَرَم (1).

102/741 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : مَن دَخَل مكّة اللّه المسجد الحرام يعرف من حقّنا وحُرمتنا، ما عرف من حقّها وحُرمتها، غَفَر اللّه له ذنبه وكَفَاهُ ما أهَمَّه من أمر الدنيا والآخرة، وهو قوله تعالى: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءامناً» (2).

103/742 - عن المثنى، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وسألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً»، قال : إذا أحدث السارق في غير الحَرَم، ثمّ دخل الحَرَم لم يَنْبَغِ لأحدٍ أن يأخُذه، ولكن يُمنع من السُّوق، ولا يُبايع ولا يُكَلَّم، فإنَّه إِذا فُعِل ذلك به، أوشك أن يَخْرُج فيُؤخَذ، وإذا أُخِذ أُقيم عليه الحَدُّ، فإن أحْدَثَ في الحَرَم أُخِذ وأُقيم عليه الحَدُّ في الحرم، لأنّه من جنّى في الحَرَم أُقيم عليه الحَدُّ في الحرم (3).

104/743 - وقال عبد اللّه بن سنان: سَمِعتُهُ يقول فيما أدخل الحرم ممّا صيد في الحِلّ، قال: إذا دَخَل الحَرَم فلا يُذْبَح إِنَّ اللّه يقول: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً» (4).

105/744 - عن عمران الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً».

قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا أحدث العبد في غير الحَرَم ثمّ فَرَّ إِلى الحَرَم، لم يَنْبَغِ أَن يُؤخَذ، ولكن يُمنع منه الشوق ولا يُبايع ولا يُطعم، ولا يُسقى ولا يُكَلَّم، فانّه إذا فعل ذلك

ص: 327


1- وسائل الشيعة 13: 12/229، بحار الأنوار 99 : 13/74.
2- تفسير البرهان 1 : 29/660.
3- وسائل الشيعة 13: 10/288، بحار الأنوار 99 : 14/74.
4- بحار الأنوار 99 : 38/155.

به يُوشك أن يَخْرُجَ فيُؤخَذ، وإن كان إحداثه في الحرم أُخِذ في الحرم (1).

106/745 - عن عبد الخالق الصَّيقل، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً».

فقال: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه (2) إلّا ماشاء اللّه، ثمّ قال: إنّ من أمَّ هذا البيت وهو يعلمُ أنَّه البيت الذي أمَرَ اللّه به، وعَرَفنا أهل البيت حَقٌّ مَعْرِفتنا، كان آمناً في الدُّنيا والآخرة (3).

107/746 - عن علي بن عبد العزيز، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جعلت فداك قول اللّه تعالى: «ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً» وقد يَدْخُلُه المرجي (4) والقَدَري والحَرُوري (5) والزِّنديق الذي لا يُؤمن باللّه؟ قال: لا ولا كرامة.

قلت : فمن (6) جُعِلت فداك؟ قال : ومَنَ دَخَلَهُ وهو عارِفٌ بحقِّنا كما هو عارِفٌ له خَرّج من ذُنُوبه، وكُفي هم الدنيا والآخرة (7).

108/747 - عن إبراهيم بن علي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن الحسن بن محبوب، عن

ص: 328


1- الكافي 4: 2/226 «نحوه»، وسائل الشيعة 13: 13/230، بحار الأنوار 99 : 15/75.
2- في الكافي ما سألني أحد.
3- الكافى 4 : 25/545.
4- المُرجِئَة : هم الذين قالوا لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. معجم الفرق الإسلامية: 219.
5- الحَرُورِيّة: جماعة من الخوارج النواصب والنسبة لبلد قرب الكوفة على ميلين منها تسمّى حَرُوراء. معجم الفرق الإسلامية: 94.
6- في النسخ والبحار: فمه.
7- بحار الأنوار 99 : 7/369.

معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً».

قال: هذا لمن كان عنده مالٌ وصحّة، فإن سَوَّفَهُ للتِّجارة فلا يسعه ذلك، وإن مات على ذلك فقد تَرَكَ شريعةً من شرائع الإسلام، إذا تَرَك الحجّ وهو يَجدُ ما يَحُجُ به، وإن دعاه أحد، إلى أن يَحْمِله فاستحيى (1) فلا يفعل، فانّه لا يسعه إلا أن يَخْرُج ولو على حِمارٍ أجْدَع أبتر، وهو قول اللّه: «وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ» [97].

قال: ومَن تَرَكَ. قلت: كفر؟ قال: ولم لا يكفر وقد ترك شريعة من شرايع الإسلام؟ يقول اللّه: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحجّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جدال فِى الحَجّ» (2) فالفريضةُ التَّلبية والإشعار والتقليد، فأي ذلك فعل فقد فرض الحجّ، ولا فَرْض إلّا في هذه الشهور الّتي قال اللّه: «الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَات» (3).

109/748 - عن زُرارة، قال : قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية.

قال: قلتُ: فأيّ ذلك أفضل ؟ قال : الولاية أفضلهنَّ، لأنَّها مِفْتَاحُهنَّ، والوالي هو الدليل عليهنَّ.

قال: قلتُ: ثمّ الذي يلي من الفَضْل ؟ قال : الصلاة، إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال:

ص: 329


1- في «أ»: فيستحي.
2- البقرة :2: 197.
3- التهذيب 5: 52/18، وسائل الشيعة 11: 11/28، بحار الأنوار 99 : 6/102، و: 110 / 15.

الصلاة عَمُودُ دينكم.

قال: قلتُ: الذي يليها في الفضل ؟ قال الزكاة، لأنَّه قرنها بها، وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الزكاة تُذهِبُ الذُّنوب.

[97] وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً

قال: قلتُ: فالذي يليها في الفضل ؟ قال : الحج، لأنَّ اللّه يقول: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ».

وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : لَحِجَّةٌ متقبلة خَيرٌ من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طَوَافاً أحصى فيه سُبُوعه (1) وأحسن رَكْعتيه غُفِرله، وقال يوم عرفة ويوم المُزْدَلِفَة ما قال.

قال: قلتُ: ثمَّ ماذا يَتْبَعُه ؟ قال : ثمَّ الصَّوم. قال: قلت: ما بال الصوم آخر ذلك أجمع ؟ فقال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : الصَّومُ جُنَّة من النار.

قال : ثم قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّ أفضلَ الأشياء ما إذا كان فاتك لم يَكُن لك منه التّوبة دون أن ترجع إليه فتؤدّيه بعينه، إنَّ الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس ينفع شيءٌ مكانها دون أدائها، وإنّ الصّوم إذا فاتك أو أقطَرْت أو سافرت فيه أدَّيت مكانه أيّاماً غيرها، وفَدَيت ذلك الذَّنب بفدية، ولاقضاء عليك، وليس مثل تلك الأربعة شيءٌ يُجزيك مكانها غيرها (2).

110/749 - عن عمر بن أُذينة، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» يعني به الحجّ دون العُمرة؟ قال: لا ولكنَّه الحجّ والعُمرة جميعاً، لأنَّهما مفروضان (3).

ص: 330


1- في «ه»: أسبوعه، وكلاهما بمعنى. يقال: طاف بالبيت أسبوعاً وسُبوعاً: أي سبع مرات.
2- المحاسن: 430/286، الكافي 2: 5/16، بحار الأنوار 68: 10/333.
3- الكافي 4: 1/264، علل الشرايع: 2/210، وسائل الشيعة 14: 9/297، بحار الأنوار 99: 5/331، وفي «أ، ب، ج، د»: لأنَّهما مفروضتان.

111/750 - عن عبد الرّحمن بن سَيّابة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، قال: مَن كان صَحِيحاً فِي بَدَنه، مُخلّى سَرْبه (1) له زادٌ وَرَاحِلةٌ، فهو مُستطيعٌ للحجّ (2).

112/751 وفي حديث الكناني، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: وإن كان يَقْدِر أن يمشي بعضاً ويركب بعضاً فليفعل «وَمَنْ كَفَر» قال : تَرَك (3).

113/752 - عن أبي الربيع الشامي، قال: سُئل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، فقال: ما يقول الناس؟ فقيل له: الزاد والرَّاحلة.

قال: فقال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): سئل أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذا؟ فقال: لقد هَلَك الناسُ إذاً، لئن كان من كان له زادٌ وراحِلةٌ قدر ما يَقُوت به عياله، ويستغني به عن الناس، يَنْطَلِق إليهم فيسألهم إيَّاه، ويَحُجّ به، لقد هَلَكُوا إذاً.

فقيل له: فما السبيل؟ قال: فقال: السَّعة في المال، إذا كان يَحُجّ ببعضٍ ويُبقي ببعضٍ يَقُوتُ به عياله، أليس اللّه قد فَرَض الزكاة، فلم يجعلها إلا على من يَمْلِك مائتي درهم (4)؟

ص: 331


1- السّرب: الطريق، يقال خل له سَرْبَهُ أي طريقهُ، وفلانٌ مخلّى الشرب: أي موسّعٌ عليه، غير مضيّق عليه.
2- الكافي 4: 2/267 «نحوه»، التوحید: 14/350 «نحوه»، وسائل الشيعة 11: 10/36. بحار الأنوار 99 : 16/110.
3- وسائل الشيعة 11: 11/36، بحار الأنوار 99 : 17/110.
4- الكافي 4: 3/267، علل الشرائع : 3/453 التهذيب 5: 1/2، بحار الأنوار 99 : 3/107، و 4.

114/753 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له : رجلٌ عُرِض عليه الحجّ فاستحيى أن يقبله، أهو ممَّن يستطيع الحج؟ قال: نعم، مُره فلا يستحيي، ولو على حمارٍ أبتر، وإن كان يستطيع أن يمشي بعضاً ويَرْكَب بعضاً فليفعل (1).

115/754 - عن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، قال: سألته ما السبيل؟ قال: يَكُونُ له ما يَحُجّ به.

قلت: أرأيت إن عُرض عليه مال يَحُجّ به فاستحيى من ذلك؟ قال: هو ممن استطاع إليه سبيلاً، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وإن كان يُطيق المشي بعضاً والرُّكُوب بعضاً فليفعل. قلت: أرأيت قول اللّه: «وَمَن كَفَرَ» أهو في الحج؟ قال: نعم. قال: هو كُفر النِّعَم. وقال: من تَرَك، في خبر آخر(2).

116/755 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول اللّه تعالى: «مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ؟ قال : تَخْرُج، إذا لم يكن عندك تمشي.

قال: قلت: لا يَقْدِر على ذلك؟ قال: يمشي ويَرْكَب أحياناً.

قلت: لا يَقْدِر على ذلك ؟ قال : يَخْدِمُ قوماً، ويَخْرُج معهم (3).

117/756 - عن عبد الرّحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، قال: الصحة في بَدَنه والقدرة في ماله (4).

ص: 332


1- التهذيب 5: 4/3 «نحوه»، وسائل الشيعة 11 : 42 / 9.
2- وسائل الشيعة 11: 10/42، بحار الأنوار 99 : 18/110.
3- التهذيب 5: 26/10، بحار الأنوار 99 : 19/111.
4- وسائل الشيعة 11: 12/36، بحار الأنوار 99 : 20/111.

118/757 - وفي رواية حفص الأعور، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : القُوَّة في البَدَن، واليَسَار في المال (1).

[102] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ

119/758 - عن الحسين بن خالد، قال: قال أبو الحسن الأول (عَلَيهِ السَّلَامُ) : كيف تقرأ هذه الآية «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسَلِّمُونَ» [102] ماذا؟ قلت: مُسْلِمُون.

فقال: سُبحان اللّه ! يُوقع (2) عليهم الإيمان، فيُسَمَّيهم (3) مؤمنين، ثمّ يسألهم الاسلام والايمان فوق الاسلام!

قلت: هكذا تُقرأ في قراءة زيد قال: إِنَّما هي في قراءة عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو التنزيل الذي نَزَل به جبرئيل على محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (إِلَّا وَأَنتُم مُسلّمون) لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ثمَّ الامام من بعده (4).

120/759 - عن أبي بصير، قال سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ»، قال: يُطَاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكّر فلا يُكفر(5).

121/760 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ»، قال منسوخة. قلت : وما نسختها؟ قال: قول اللّه تعالى: «اتَّقُوا اللّه مَا اسْتَطَعْتُمْ» (6).

761 / 122 - عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى:

ص: 333


1- وسائل الشيعة 11: 13/36، بحار الأنوار 99 : 20/111.
2- في «ب، ه»: توقع.
3- في «ه»: فسميتهم.
4- بحار الأنوار 2: 93/206 و 68: 232، و 70: 269.
5- المحاسن: 50/204، معاني الأخبار: 1/240، بحار الأنوار 68: 232، و 70 : 291 / 31.
6- بحار الأنوار 68: 232 و 70: 12/287، والآية من سورة التغابن 64: 16.

«وَأَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً» [103]، قال: عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) حَبْلُ اللّه المتين (1).

[103] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً

123/762 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) هم حَبْل اللّه الذي أمر (2) بالاعتصام به فقال : «وَأَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» (3).

124/763 - عن محمّد بن سُليمان البصري الدَّيلمي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، «وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِّنْهَا» [103] محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (4).

125/764 - عن أبي الحسن علي بن محمّد بن ميثم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : اللّه أبْشِرُوا بأعظم المِنّن عليكم قول اللّه: (وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِّنْهَا فالإنقاذ من اللّه هبةٌ، واللّه لا يَرْجِع من هِبَتِهِ(5).

126/765 - عن ابن هارون (6)، قال: كان أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إذا ذكر النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال: بأبي وأُمّي ونفسي وقومي وعترتي (7)، عجب للعرب كيف لا تحمِلنا على عَجَبٌ رؤوسها، واللّه يقول في كتابه: «وَكُنتُم عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا» فبرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) واللّه أُنْقِذُوا (8).

ص: 334


1- بحار الأنوار 36 : 1/15.
2- في «ه»: أمرنا.
3- بحار الأنوار 24 : 9/85 و 68: 233.
4- الكافي 8: 208/13، بحار الأنوار 24: 11/54.
5- بحار الأنوار 24 : 12/54.
6- في الكافي عن أبي هارون المكفوف، لعله هو الصحيح، انظر معجم رجال الحديث 22: 72.
7- في «ج»: وعشيرتي.
8- الكافي 8: 388/266، بحار الأنوار 24 : 13/54.

[104] وَلْتَكُنْ مِّنْكُمْ أُمَّةً يَدْعُونَ إلَى الْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ

127/766 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال في قوله تعالى: «وَلْتَكُنْ مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ» [104] قال: في هذه الآية تكفير أهل القبلة بالمعاصي، لأنَّه مَن لم يَكُن يَدعو إلى الخيرات، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين، فليس من الأُمة التي وَصَفها اللّه، لأنَّكم تَزْعُمُونَ أَنَّ جميع المُسلمين من أُمَّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد بدت هذه الآية، وقد وصفتْ أُمَّة محمّد بالدعاء إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومن لم يُوجد فيه الصفة التي وصفت بها، فكيف يكون من الأمة، وهو على خِلاف ما شَرَطه اللّه على الأمة ووصفها به (1) ؟!

128/767 - عن حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال (2): في قراءة علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (كُنتُمْ خَيْرَ أتَمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [110]، قال: هم آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (3).

129/768 - وأبو بصير، عنه، قال: قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّما أُنزلت هذه الآية على محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فيه وفي الأوصياء خاصة، فقال: (أَنتُمْ خَيْرَ أَنمَّةَ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ) هكذا واللّه نَزَل بها جَبْرَئِيل (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وما عنى بها إلّا محمّداً وأوصياءه (صلوات اللّه عليهم) (4).

[110] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.

130/769 - عن أبي عمر و الزَّييري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ»، قال: يعني الأُمَّة التي وَجَبَت لها دَعْوَة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فهم الأُمَّة التي بعث اللّه فيها ومنها

ص: 335


1- بحار الأنوار 68: 41/284.
2- في «أ، ب، ج، د»: قرأ.
3- بحار الأنوار 24 : 1/153.
4- بحار الأنوار 24 : 2/153.

وإليها، وهم الأمة الوسطى، وهم خير أُمَّةٍ أُخرجت للناس (1).

[112] إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللّه وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ

131/770 - عن يُونس بن عبدالرحمن، عن عدة من أصحابنا، ورفعوه إلى أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللّه وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ» [112]، قال: الحَبْلُ من اللّه كتاب اللّه، والحبل من الناس هو عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).

132/771 - عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتلا هذه الآية «ذلك بأنَّهُم كَانُوا يَكْفُرُونَ بِثَايَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٌّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ» [112]، قال : واللّه ما ضَرَبُوهم بأيديهم، ولاقتلوهم بأسيافهم ولكن سَمِعُوا أحاديثهم وأسرارهم فأذاعوها، فأخِذُوا عليها فقُتِلُوا، فصار قَتْلاً واعتداءً ومَعْصيةٌ (3).

[123] وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ

133/772 - عن أبي بصير، قال: قرأتُ عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَلَقَدْ نَصَرَ كُمُ اللّه بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ» [123]، قال: مه، ليس هكذا أنزله اللّه، إنَّما أُنزلت (وأنتم قليل) (4).

134/773 - عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سأله أبي عن هذه الآية «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ»، قال: ليس هكذا أنزله اللّه، ما أذلَّ اللّه رَسُوله قطّ، إِنَّما أنزلت (وأنتم قليل).

عن عيسى، عن صفوان، عن ابن سِنان، مثله (5).

135/774 - عن ربعي بن (6) حَرِيز، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قرأ «وَلَقَدْ نَصَرَكُم

ص: 336


1- بحار الأنوار 24 : 3/153.
2- تأويل الآيات 1: 39/122 «نحوه»، بحار الأنوار 36: 2/15.
3- الكافي 2: 6/275، بحار الأنوار 2: 44/74.
4- بحار الأنوار 19: 21/283.
5- بحار الأنوار 19: 22/284.
6- في البحار: عن.

اللّه بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ ضُعَفَاء) وما كانوا أَذِلَّة ورسول اللّه فيهم عليه وعلى آله السلام (1).

136/775 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كانت على الملائكة العمائم البيض المُرْسَلة يوم بدر (2).

[125] مُسَؤْمِينَ

137/776 - عن إسماعيل بن هَمّام، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «مُسَوَّمِينَ» [125]، قال: العمائم، اعتم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فَسَدَلها (3) من بين يديه ومن خلفه (4).

138/777 - عن ضُريس بن عبد الملك، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ الملائكة الذين نَصَرُوا محمداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم بدر في الأرض، ما صعدوا بعدُ، ولا يَصْعَدُون حتّى يَنْصُروا صاحب هذا الأمر (5)، وهم خمسة آلاف (6).

[128] لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ

139/778 - عن جابر الجُعفي، قال: قرأتُ عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قول اللّه عزّ وجلّ: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ» [128].

قال: بلى واللّه إنَّ له من الأمر شيئاً وشيئاً وشيئاً، وليس حيثُ ذهبت، ولكنّي أُخبرك أنَّ اللّه تبارك وتعالى لمّا أمر نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يُظهر ولاية عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَكَّر في عَدَاوة قومه له ومعرفته بهم، وذلك للّذي فضّله اللّه به عليهم في جميع خصاله، كان أوّل من آمن برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وبمن أرسله، وكان أنْصَر الناس للّه ولرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأقتلهم لعدوّهما، وأشَدَّهم بغضاً لمن خالفهما، وفضل علمه الذي

ص: 337


1- بحار الأنوار 19: 23/28.
2- الكافي 6: 3/461، بحار الأنوار 19: 24/284.
3- سَدَل الثوب: أرسله وأرخاه.
4- الكافي 6: 2/460، بحار الأنوار 19: 25/284.
5- وهو الإمام المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).
6- بحار الأنوار 19: 26/284.

لم يُساوه أحد، ومناقبه التي لا تُحصى شَرَفاً.

فلما فكر النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها، ضاق عن ذلك، فأخبر اللّه أنه ليس له من هذا الأمر شيء، إنما الأمر فيه إلى اللّه أن يُصيّر عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصيّه وولى الأمر بعده، فهذا عنى اللّه تعالى، وكيف لا يكون له من الأمر شيء وقد فوَّض اللّه إليه أن جعل ما أحل فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام قوله : «مَا ءَاتَنكُمُ الرَّسُولَ فَخُذُوهُ وَمَانَهَكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (1)؟

140/779 - عن جابر، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قوله لنبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ» فسِّره لي. قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): لشيء قاله اللّه، ولشيء أراده اللّه.

يا جابر، إنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان حريصاً على أن يكون عليٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) من بعده على الناس (2)، وكان عند اللّه خلاف ما أراد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

قال: قلت: فما معنى ذلك؟ قال: نعم، عنى بذلك قول اللّه لرسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ» يا محمّد في عليّ، الأمر إليَّ في عليّ، وفي غيره، ألم أتلُ عليك يا محمّد فيما أنزلت من كتابي إليك «الَمَ * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ» إلى قوله : «فَلَيَعْلَمَنَّ» (3) قال: فَوَّض رسول

ص: 338


1- بحار الأنوار 17: 22/11 و 25 : 17/337، والآية من سورة الحشر 59 : 7.
2- أي كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حريصاً على أن تقع خلافته بعده بلافصل كما أمره اللّه تعالى تشريعاً في قوله تعالى: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك...» المائدة 5: 67، وكان عند اللّه تعالى خلاف ذلك حيث إنه علم بأنها سُتغصب منه وأنّ الأمّة تفتن بعده (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بدليل الآية الكريمة التي في ذيل الحديث.
3- العنكبوت 29 : 1 – 3.

اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الأمر إليه (1).

141/780 - عن الجَرمي (2) عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قرأ (ليس لك من الأمر اللّه، شيءٌ إن يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (3).

[133] وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ

142/781 - عن داود بن سرحان، عن رجل، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَسَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ» [133] قال : إذا وضعوها (4) كذا، وبسط يديه إحداهما مع الأخرى (5).

[135] وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه

143/782 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : رحم اللّه عبداً اللّه لم يرضَ من نفسه أن يكون إيليس نظيراً له في دينه، وفي كتاب اللّه نجاة من الرّدى، وبصيرةٌ من العَمَى، ودليلٌ إلى الهُدى، وشفاء لما في الصُّدور، فيما أمركم اللّه به من الاستغفار مع التّوبة، قال اللّه: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللّه وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» [135] وقال: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّه يَجِدِ اللّه غَفُوراً رَحِيماً» (6) فهذا ما أمر اللّه به من الاستغفار، واشترط معه التّوبة، والاقلاع عمّا حرَّم اللّه، فأنَّه يقول: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» (7)

ص: 339


1- تفسیر فرات: 77/93، بحار الأنوار 17: 23/12 و 24» 37/231، و 25: 18/338، وفي «ب»: الأمر إلى اللّه.
2- في «ب»: الحرمي.
3- بحار الأنوار 17: 24/13، و 25: 19/339.
4- في «أ، د»: إذا صفوها.
5- بحار الأنوار 8: 54/139.
6- النساء 4: 110.
7- فاطر 35 : 10.

وهذه الآية تَدُلُّ على أنّ الاستغفار لا يَرْفَعه إلى اللّه إلّا العمل الصالح والتّوبة (1).

144/783 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه عزّ وجلّ: «وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللّه وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»، قال: الإصرار أن يُذنِب العبد ولا يستغفر، ولا يُحدّث نفسه بالتّوبة، فذلك الإصرار (2).

[140] وَتِلْكَ الأيّام نُدَاوِلُها بَيْنَ النَّاسِ

145/784 - عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وتلك الأيّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» [140]، قال: ما زال مذ خَلَقَ اللّه آدم دَولة للّه ودولة لابليس، فأين دولة اللّه، أما هو إلّا قائمٌ واحدٌ (3)؟

146/785 - عن الحسن بن علي الوشّاء، باسناد له يرسله إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: واللّه لتُمَحَّصُنَّ واللّه لتُمَيَّزُنَّ واللّه لتُغَرْبَلُنَّ حتّى لا يبقى منكم إلّا الأنْدَر.

قلت: وما الأنْدَر ؟ قال : البَيْدَر، وهو أن يُدْخِل الرَّجُل فيه الطَّعام يُطيّن عليه. ثمّ يُخرجه قد أكل بعضُه بعضاً، فلا يزال يُنقيه، ثمّ يكن عليه، ثمّ يُخْرِجه، حتّى يفعل ذلك ثلاث مرّات، حتّى يبقى ما لا يَضُرُّه شيء (4).

[ 142] أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَعْلَمُ اللّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ

147/786 - عن داود الرقى، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَعْلَمُ اللّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ» [142]. قال: إنَّ اللّه هو أعلم بما هو مُكَوِّنه قبل أن يُكَوِّنه، وهم ذَرّ، وعلم من يُجاهد مِمَّن لا يُجاهد، كما عَلِم أنّه يُميت خَلْقَه قبل أن يُميتهم، ولم يُرِهم مَوْتَهم وهم أحياء (5).

ص: 340


1- بحار الأنوار 6: 39/32.
2- الكافي 2: 2/219، بحار الأنوار 6: 40/32، و 79: 17/13.
3- إثبات الهداة 1: 258/263 بحار الأنوار 51: 38/54.
4- بحار الأنوار 5: 1/216.
5- بحار الأنوار 4: 35/90.

148/787 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كان الناسُ أهل رِدَّةٍ بعد النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا ثلاثة. فقلت : ومن الَثلاثة؟ قال: المقداد، وأبو ذَرّ وسلمان الفارسي، ثمّ عَرَف أُناس بعد يسير. فقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرّحا، وأبوا أن يُبَايعوا حتّى جاءوا بأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مُكْرَها فَبَايَعَ، وذلك قول اللّه: «وَمَا محمّد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللّه الشَّاكِرِينَ» [144] (1).

149/788 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لمّا قُبِض، صار الناس كلُّهم أهل جاهلية إلّا أربعة: علي، والِمقداد، وسلمان، وأبوذرّ، فقلت: فعمار ؟ فقال : إن كنت تُريد الذين لم يُدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة (2).

150/789 - عن الأصبغ بن نُباتة، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في كلامٍ له يوم الجمل: يا أيُّها الناس إنَّ اللّه (تبارك اسمُه وعَزَّ جُنده)، لم يَقْبِض نبيّاً قط حتّى يكون له في أُمّته من يهدي بهداه (3) ويَقْصِد سيرته ويَدُلُّ على مَعالِم سَبيل الحَقِّ الذي فَرَض اللّه على عِباده، ثم قرأ «وَمَا محمّد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ» الآية (4).

[144] وَمَا محمّد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ

151/790 - عن عمر و بن أبي المقدام، عن أبيه، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّ العامة تَزْعُم أنَّ بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضاً اللّه، وما كان اللّه ليَفتِن أُمة محمّد من بعده.

فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وما يقرءون كتاب اللّه ؟ أليس اللّه يقول: «وَمَا محمّد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينَ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ» الآية؟

ص: 341


1- الكافي 8: 241/245، بحار الأنوار 22: 45/333.
2- بحار الأنوار 22: 46/333.
3- في «ب»: بهديه.
4- إثبات الهداة 1: 259/263.

قال: فقلت له: إنّهم يُفَسِّرون هذا على وجهٍ آخر قال: فقال: أو ليس قد أخبر اللّه عن الذين من قبلهم من الأُمم أنّهم اختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات حين قال:«وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بُروح القُدْسِ» إلى قوله: «فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ» (1) الآية؟ ففى هذا ما يُسْتَدَلُّ به على أنَّ أصحاب محمّد عليه الصلاة والسلام قد اختلفوا من بعده، فمنهم من آمن ومنهم من كفر (2).

152/791 - عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أَتَدْرُون مات النبيّ أو قتل، إنَّ اللّه يقول: «أَفَإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ» فَسُمْ قبل الموت إنهما سَفَتاه، فقلنا إنّهما وأبوهما شَرٌ مَن خَلق اللّه (3).

153/792- عن الحسين بن المنذر، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «أَفَإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ» القتل، أم الموت؟ قال: يعني أصحابه الذين فَعلوا ما فَعَلوا (4).

[146] وَكأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِيُّونَ كَثِيرُ

793 / 154 - عن مَنْصُور بن الوليد الصَّيقل، أنه سمع أبا عبداللّه جعفر بن محمد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قرأ: «وَكأَيِّنْ مِنْ نَبِيٌّ قُتِلَ (5) مَعَهُ رِبِيُّونَ كَثيرٌ» [146]، قال: ألوف وألوف، ثمّ قال: إي واللّه يُقْتَلُون (6).

155/794 - عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذَكَر يوم أحد اللّه

ص: 342


1- البقرة 2: 253.
2- الكافى 8: 398/270، بحار الأنوار 28: 27/20.
3- بحار الأنوار 22: 23/516، و 28 : 20 / 28.
4- بحار الأنوار 20: 18/90، و 28 : 29/21.
5- قال الطبرسي (رَحمهُ اللّه) : قرأ أهل البصرة وابن كثير ونافع بضمّ القاف بغير ألف، وهي قراءة ابن عباس والباقون (قاتل) بألف، وهي قراءة ابن مسعود. «مجمع البیان 2: 853».
6- بحار الأنوار 20: 19/91.

قال: إنَّ رَسُول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كسرت رباعيته (1)، وإن الناس وَلَوْا مُصْعِدين في الوادي. والرَّسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يدعوهم في أُخراهم، فأثابهم غمّاً بغَم، ثمّ أنزل عليهم النُّعاس.

فقلت: النُّعاس ما هو ؟ قال الهم، فلما أسْتَيْقَظُوا قالوا: كفرنا (2)، وجاء أبو سفيان فَعَلا فوق الجَبَل بالهه هُبل فقال: أعْلُ هُبل. فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يومئذٍ: اللّه أعلى وأجلّ، فكسرت رباعية رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، واشتَكَت (3) لثّته، وقال: نَشَدْتُك ياربّ ما وعدتني، فإنَّك إن شئت لم تُعبد.

وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): يا عليّ، أين كنت ؟ فقال: يا رسول اللّه، لَزِقَتُ بالأرض (4)، فقال: ذاك الظنُّ بك. فقال: يا علي ائتني بماء أغسل فمي (5)، فأتاه في صَحْفَةٍ، فاذا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قد عافه، وقال: ائتني في يدك؛ فأتاه بماءٍ في كفّه، فَغَسَل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن لحيته (6).

[155] إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا

156/795 - عن زُرارة، وحُمران، و محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضٍ مَا كَسَبُوا» [155] فهو في عُقبة بن عثمان، وسعد بن عُثمان (7).

ص: 343


1- الرباعية: السِنُّ التي بين الثنية والناب.
2- قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه)، قوله: «النعاس ما هو ؟» أي ما سببه؟ وقوله: «قالوا: كفرنا» أي بما تكلموا في نعاسهم من كلمة الكفر، أو بتقصيرهم في إعانة الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).
3- لعل الصواب: وشُكَّت.
4- أي لم أفرّ ولم أبرح مكاني.
5- في «أ، ب، د، ه»: عني.
6- بحار الأنوار 20. 20/91.
7- بحار الأنوار 20: 21/92، وفي النسخ: عثمان بن سعد، تصحيف صوابه ما أثبتناه، وقد ثبت في الرواية عن ابن جرير وابن المنذر وابن إسحاق وغيرهم أن الفارين يوم أحد عثمان بن عفان، وعُقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان، وهما أخوان من الأنصار، فأقاموا خارج المدينة ثلاثاً، ثم رجعوا فقال لهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «لقد ذهبتم فيها عريضة». تاريخ الطبري 2: 522 تفسير الطبري 4: 96، تفسير الرازي 9: 50، الدر المنثور 2: 355.

157/796 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لمّا انهزَم الناس عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم أحد، نادى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إِنَّ اللّه قَد وَعَدني أَن يُظْهِرَني على الدين كُلّه، فقال له بعض المنافقين وسمّاهما: فقد هزمنا وتَسْخَر بنا (1).

158/797 - عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضٍ مَا كَسَبُوا»، قال: هم أصحاب العقبة (2).

[ 157] وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه أَوْ مُتُّمْ

159/798 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُه عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه أَوْ مُتُّمْ» [157]، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا جابر، أتدري ما سبيل اللّه؟ قُلت: لا أعلم إلّا أن أسمعه منك. فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : سبيل اللّه عليّ وذُريَّته (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ومَن قُتِل في ولايتهم قُتِل في سبيل اللّه، ومن مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه (3).

160/799 - عن زُرارة، قال: كرهت أن أسأل أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الرَّجعة واسْتَخْفَيتُ ذلك. قلتُ: لأسألنَّ مسألة لطيفةً أبلُغ فيها حاجتي. فقلت: أخبرني عمَّن قُتل أمات؟ قال: لا الموت موتٌ، والقُتل قتلُ.

قلت ما أحدٌ يُقْتَل إلا وقد مات ؟ فقال : قول اللّه أصدق من قولك، فرّق بينهما في القرآن فقال: «أَفَإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ» (4) وقال: «لَئِن مُّتُمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّه

ص: 344


1- بحار الأنوار 20: 22/92.
2- بحار الأنوار 20 : 23/92 و 21: 15/35، قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه): لعلّ المراد بأصحاب العقبة أصحاب الشعب الذين أمرهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بحفظه.
3- معاني الأخبار: 1/167.
4- آل عمران 3: 144.

تُحْشَرُونَ» [158] وليس كما قُلتَ يا زُرارة، المَوْتَ مَوْت والقَتْل قتل.

قلت: فإنّ اللّه يقول: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ» (1)؟ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): مَن قُتِل لم يُذق الموت، ثمّ قال: لا بُدَّ من (2) أن يَرْجِع حتّى يَذُوقَ الموت (3).

[158] لَئِن متُّم أَوْ قُتِلْتُمْ لإلَى اللّه تُحْشَرُونَ

161/800 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «وَلَئِن متُمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللّه تُحْشَرُونَ» وقد (4) قال اللّه : «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ» (5)؟

فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قد فَرَّق اللّه بينهما.

ثم ّقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): أكنت قاتلاً رجلاً لو قتل أخاك ؟ قلت: نعم. قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): فلومات موتاً، أكنتَ قاتلاً به أحداً؟ قلت: لا. قال: ألا ترى كيف فَرّق اللّه بينهما (6).

162/801 - عن عبد اللّه بن المغيرة، عمَّن حدّثه عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سُئل عن قول اللّه: «وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه أَمومُتُّم»، قال: أتدري يا جابر ما سبيل اللّه ؟ فقلت: لا واللّه إلّا أن أسمعه منك.

قال: سبيل اللّه عليّ وذُريَّته، فمن قُتِل في ولايته قُتِل في سبيل اللّه، ومن مات في ولايته مات في سبيل اللّه، ليس مَن يُؤمن من هذه الأُمّة إلّا وله قَتْلة ٌوميتهٌ. قال: إنّه من قُتِل يُنشَر حتّى يَمُوت، ومن مات يُنشَر حتّى يُقْتَل (7).

163/802 - عن صفوان، قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا أبي

ص: 345


1- آل عمران 3: 185.
2- (من) ليس في «ب».
3- مختصر بصائر الدرجات 19 «نحوه».
4- في «أ»: قال، وفي «د»: وقال.
5- آل عمران 3: 185.
6- تفسير البرهان 1: 6/706.
7- مختصر بصائر الدرجات 25، بحار الأنوار 35: 15/371، و 53: 8/41.

الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأخبرته أنَّه ليس يقول بهذا القول، وأنّه قال: واللّه لا أُريدُ بلقائه إلا لأنتهي إلى قوله. فقال: أدْخِله فَدَخَل فقال له: جُعِلتُ فداك، إنّه كان فَرَطَ منّي شيء، وأسْرَفتُ على نفسي، وكان فيما يَزْعُمون أنه كان يُعيبه، فقال: وأَنا أستغفرُ اللّه ممّا كان مِنّي، فأحبُّ أن تَقْبَل عُذري، وتغفر لي ما كان منّي.

[159] فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

فقال: نَعم أقبلُ، إن لم أقبل كان إيطال ما يقول هذا وأصحابه - وإشار إليّ بيده - ومصداق ما يقول الآخرون - يعني المخالفين - قال اللّه لنبيّه عليه وآله السلام: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ» [159] ثمّ سأله عن أبيه، فأخبره أنه قد مضى، واسْتَغْفَر له (1).

164/803 - في رواية صَفوان الجمال، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: جاء أعرابيّ - أحد بني عامر - فسأل عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلم يجده، فقالوا هو بقُزَح (2)، فطلبه فلم يجده، قالوا: هو بمنى، قال: فطَلَبه فلم يجده، فقالوا: هو بعرفة، فطلبه فلم يجده، فقالوا: هو بالمَشْعَر قال: فَوَجَده في الموقف، قال: حَلُّوا (3) لي النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). فقال الناس : يا أعرابيّ، ما اللّه أنكرك ! إذا وجدت النبيّ وسط القوم وَجَدْته مُفخّماً. قال: بل حَلُّوه لي حتّى لا أسأل عنه أحداً.

قالوا: فانّ نبي اللّه أطول من الرَّبْعَة (4)، وأقصر من الطويل الفاحش، كأنَّ لونَهُ

ص: 346


1- بحار الأنوار 49: 25/275.
2- في «أ، ج، د»: يفرح، وفي «ب، ه»: يفرج، تصحيف، انظر بحار الأنوار 12: 126، و 99: 270، وقُزح: اسم جبل بالمزدلفة، راجع معجم البلدان 4: 388.
3- أي اذكروا أوصافه.
4- الرَّبعة : الوسيط القامة.

فِضَّة وذَهَب، أرْجَل (1) الناس جُمَّةٌ (2)، وأوسع الناس جبهةً، بين عينيه غُرَّة، أقنى الأنف (3) واسع الجبين، كثّ (4) اللّحية، مُفلَّج الاسنان، على شفته السُّفلى خَالٌ، كأنّ كنّ رقبته إيريق فِضَّة، بعيد ما بين مُشَاشَة (5) المَنْكِبين، كأَنَّ بَطْنَه وصَدْرَه سواء (6)، سَبْط البنان، عظيم البَراثن (7)، إذا مشى مشى مُتَكَفّياً (8)، وإذا التفت التفت بأجمعه، كأنّ يده من لينها مَتْنُ أرنب، إذا قام مع إنسان لم يَنْقَتِل (9) حتّى يَنْقَتِل صاحبه، وإذا جلس لم يَحْلُل حَبْوَتَه (10) حتّى يَقُوم جليسه.

فجاء الأعرابي، فلما نظر إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعرفه، قال بمِحْجَيْهِ (11)، فإنَّه أديب (12).

ص: 347


1- الشعر الرَّجِل : الذي بين السبوطة والجعودة.
2- الجُمّة: مجتمع شعر الناصية.
3- القَنا في الأنف: طُوله ورقّة أرنبته مع حَدَبٍ في وسطه.
4- في «أ، ب، ج، د»: أكث.
5- المَشَاشَة: واحدة المُشَاش، وهي رءُوس العِظام اللَّينة.
6- في «أ، د»: صدره سبل.
7- البرائن جمع بُرتُن، وهو الكفّ مع الأصابع.
8- أي متمايلاً إلى قُدّام.
9- انفتل: انصرف.
10- قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) نقلاً عن الكازروني: من عادة العرب إذا جلس أحدهم متمكّناً أن يحتبي بثوبه، فاذا أراد الرجل أن يقوم حلّ حبوته، يعني إذا جلس إليه رجل لم يقم من عنده حتّى يكون الرجل هو الذي يبدأ بالقيام انتهى والحُبوة: ما يُحتبى به، أي يُشتمل به من ثوب أو عمامة.
11- المِحْجَن: عصا معقوفة الرأس كالصولجان، ولعل المعنى مال أو أشار بمحجنه.
12- كذا، وفي البحار، و«ه» نسخة بدل: أرب، والأرب: المحتاج أو الحاذق الكامل.

ثم قال : ما حاجتك؟

قال: جاءتنا رُسُلُك أن تُقيموا الصلاة، وتُؤتوا الزكاة، وتَحُجُّوا البيت، وتغتسلوا من الجنابة، وبعثني قومي إليك رائداً أبغي أن أسْتَخْلِفَك وأخشى أن تغضب.

قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): لا أغضب، إنِّي أنا الذي سمّاني اللّه في التوراة والانجيل محمّد رسول اللّه المجتبى المصطفى ليس بفاحش، ولا سخّاب (1) في الأسواق ولا يتبع السيئة السيئة، ولكن يتبع السيئة الحسنة، فسلني عمّا شِئت، وأنا الذي سمّاني اللّه في القرآن «وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» فَسَل عَمّاشئت.

قال: إنَّ اللّه الذي رفع السماوات بغير عَمَدٍ، هو أرسلك؟ قال: نعم هو أرسلني. قال: باللّه الذي قامت السماوات بأمره، هو الذي أنزل عليك الكتاب، وأرسلك بالصلاة المفروضة، والزكاة المعقولة؟ قال: نعم. قال: وهو أمرك بالاغتسال من الجنابة، وبالحدود كُلّها ؟ قال نعم قال: فانا آمنا باللّه ورسله وكتابه، واليوم الآخر، والبعث و الميزان والموقف، والحلال والحرام، صغيره وكبيره، قال: فاستغفر له النبيّ ودعا له (2).

165/804- أحمد بن محمّد، عن عليّ بن مَهزیار، قال : كتب إلي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أن سل فلاناً أن يُشير عليَّ ويتخيّر لنفسه، فهو يعلم ما يجوز في بلده، وكيف يُعامل السَّلاطين، فانّ المَشُورة مباركة، قال اللّه لنبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في محكم كتابه: «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه إِنَّ اللّه يُحِبُّ المُتَوَكَّلينَ» فان كان ما يَقُولُ ممَّا يَجُوز كتبت (3) أُصوب رأيه، وإن كان غير ذلك

ص: 348


1- السّخَب: الصياح.
2- بحار الأنوار 16: 21/184.
3- في «ه»: كنت.

رَجَوتُ أن أضعه على الطريق الواضح إن شاء اللّه «وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ» قال: يعني الاستخارة (1).

166/805 - عن سماعة، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الغُلول: كلّ شيء غُلَّ عن الإمام، وأكل مال اليتيم شُبهة، والسُّحت شبهة (2).

[162] أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه كَمَنْ بَاءَ بِسَخْطٍ مِّنَ اللّه وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ

167/806 - عن عمّار بن مروان قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللّه وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ» [162].

[ 163] هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّه

فقال: «هم» الأئمّة (3) واللّه يا عمّار، «دَرَجات» للمؤمنين «عِندَ اللّه» [163]، وبموالاتهم وبمعرفتهم (4) إيَّانا يضاعف (5) اللّه للمؤمنين حسناتهم، ويرفع لهم الدرجات العُلى (6).

وأما قوله يا عمّار: «كَمَنَ بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللّه» إلى قوله : «المَصِيرُ» فهم واللّه الذين جَحَدوا حق علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وحقّ الأئمّة منا أهل البيت، فباءوا لذلك بسَخَطٍ من اللّه (7).

ص: 349


1- وسائل الشيعة 12: 5/45، بحار الأنوار 75: 34/103.
2- بحار الأنوار 103: 16/53.
3- (الأئمّة) ليس «أ، ب».
4- في «ج»: هم واللّه يا عمّار الأئمّة وهم واللّه درجات عند اللّه للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم.
5- في «أ، ب»: فضاعف.
6- الكافي 1: 84/356 «نحوه»، مناقب ابن شهر آشوب 4: 179 «نحوه»، تأويل الآيات 1: 44/124 «نحوه»، بحار الأنوار 24 : 1/92.
7- بحار الأنوار 19: 13/171.

168/807 - عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه ذكر قول اللّه تعالى: «هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْد اللّه»، قال: الدَّرَجة ما بين السماء إلى الأرض (1).

[165] أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا

169/808 - عن محمّد بن أبي حمزة، عمَّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا» [165].

قال: كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة وأربعين رجلاً قتلوا سبعين رجلاً، وأسروا سبعين، فلمّا كان يوم أحد أُصيب من المسلمين سبعون رجلاً، قال: فاغتمُّوا بذلك، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: «أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مثْلَيْهَا» (2).

[169] وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتاً

170/809 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أتى رجل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). فقال: إنّي راغِبٌ نَشِيطٌ في الجهاد، قال: فَجَاهد في سبيل اللّه، فإِنَّكَ إِن تُقْتَل كُنت حيّاً عند اللّه تُرْزَق، وإن مُتَّ فقد وقع أجْرُك على اللّه، وإن رَجَعْتَ خَرَجتَ من الذُّنوب إلى اللّه (3)، هذا تفسير «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتاً» [169] الآية (4).

[172] اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ

171/810 - عن سالم بن أبي مريم، قال: قال لي أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعث عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى عشرة «اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ اللّه القَرْحُ» إلى «أَجْرٌ عَظِيمٌ» [172] إنّما نَزَلت فى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5).

172/811 - عن جابر، عن محمّد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : لما وجّه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )

ص: 350


1- بحار الأنوار 19: 13/171، وفي «ج» والأرض.
2- بحار الأنوار 19: 68/318، و 20: 24/92.
3- (إلى اللّه) ليس في «ج».
4- بحار الأنوار 100 : 29/14.
5- شواهد التنزيل 1: 134 / 185، بحار الأنوار 20: 25/92.

أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعمّار بن ياسر إلى أهل مكّة، قالوا: بعث (1) هذا الصبيّ، ولو بَعَث غيره إلى أهل مكّة، وفي مكّة صناديد قُريش ورجالها واللّه الكفر أولى بنا مما نحن فيه فساروا وقالوا لهما، وخَوَّفوهما بأهل مكّة، وغَلّظوا عليهما الأمر.

[ 173 و 174] الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ

فقال على (عَلَيهِ السَّلَامُ) : حسبُنا اللّه ونعم الوكيل ومضيا، فلمّا دخلا مكّة، أخبر اللّه نبيَّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بقولهم لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وبقول علىّ لهم، فأنزل اللّه بأسمائهم في كتابه، وذلك قول اللّه تعالى: ألم تر إلى «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَأَخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسُبُنَا اللّه وَنِعْمَ الوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّه وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللّه وَاللّه ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ» [173 و 174]. وإنّما نَزَلت ألم تر إلى فلان وفلان لَقُوا عليّاً وعماراً، فقالا: إن أبا سفيان وعبداللّه بن عامر وأهل مكّة، قد جَمَعُوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً، وقالوا: حَسْبُنا اللّه ونعم الوكيل (2).

173/812 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له: أخبرني عن الكافر الموت خيرٌ له أم الحياة؟ فقال: الموتُ خَيرٌ للمؤمن والكافر.

[178] وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ

قلت: ولم؟ قال: لأنّ اللّه يقول: «وَمَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ لِّلْأَبْرارِ» (3) ويقول: «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزُدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ» (4) [178].

174/813 - عن يونس، رفعه، قال: قلتُ له: زَوّج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ابتنه فلاناً ؟ قال: نعم. قلت: فكيف زوجه الأخرى؟ قال: قد فعل، فأنزل اللّه «وَلَا يَحْسَبَنَّ

ص: 351


1- في «ب»: أبعث.
2- بحار الأنوار 35: 13/294.
3- البقرة 2: 198.
4- بحار الأنوار 6: 33/134.

الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ» إلى «عَذَابٌ مُّهِينٌ» (1).

[179] مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ

175/814 - عن عجلان أبي (2) صالح، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لا تمضي الأيّام والليالي حتّى ينادي منادٍ من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا يا أهل الباطل اعتزلوا، فيُعْزَل هؤلاء من هؤلاء؛ ويُعْزَل هؤلاء من هؤلاء.

قال: قلتُ: أصلحك اللّه يُخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء؟ قال: كلّا، إنّه يقول في الكتاب: «مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حتّى يَمِيزَ الخَبِيثُ مِنَ الطَّيِّبِ» [179] (3).

[180] سَيُطْوَقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَللّه مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ

176/815 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «سَيُطَّوَقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ وَللّه مِيرَاتُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» [180].

قال: ما من عبدٍ منَعَ زكاة ماله إلّا جعل اللّه ذلك يوم القيامة ثُعباناً من نار مُطوّقاً في عُنقه، يَنهَش من لَحْمِهِ حتّى يفرغ من الحساب (4)، وهو قول اللّه «سَيُطَّوَقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ»، قال : ما بَخِلُوا من الزكاة (5).

177/816 - عن ابن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ما من ذي زكاة مالٍ: إبل، ولا بقر، ولا غنم، يمنع زكاة ماله، إلّا أُقيم يوم القيامة بقاع قَفْرٍ ينطحه كلُّ ذات قَرْنٍ بقرنها، ويَنْهَشه كُلُّ ذاتِ ناب بأنيابها، ويطأه كُلُّ ذاتِ ظِلْفٍ بظلفها حتّى يفرغ اللّه من حساب خَلْقه، وما من ذي

ص: 352


1- بحار الأنوار 22: 21/160.
2- في «أ، ج» بن، تصحيف انظر رجال الطوسي: 263.
3- بحار الأنوار 52: 86/222.
4- في «أ»: حسابه.
5- الكافي 3: 1/502، و : 10/504، من لا يحضره الفقيه 2: 14/6، عقاب الأعمال: 234، وسائل الشيعة 9: 3/22، بحار الأنوار 96 : 46/20.

زكاة مال نخل، ولا زرع، ولا كرم، يمنع زكاة ماله، إلا قلِّدَت أرضه في سبعة أرضين، يُطَوَّق بها إلى يوم القيامة (1).

178/817 - عن يوسف الطاطري، أنّه (2) سمع أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول وذكر الزكاة فقال: الذي يمنع الزكاة يُحوّل اللّه ماله يوم القيامة شجاعاً (3) من نارٍ له ريمتان (4). فيطوّقه إياه، ثمّ يقال له: الزمه كما لَزِمَك في الدنيا، وهو قول اللّه تعالى: «سَيُطوَّقُونَ مَا يَخِلُوا بِهِ» الآية (5).

179/818- و عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : مانع الزكاة يُطوّق بشجاع أقْرَع يأكُلُ من لحمه، وهو قوله تعالى: «سَيُطوَّقُونَ مَا يَخِلُوا بِهِ» الآية (6).

[183] قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلُ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ

180/819 - عن سماعة، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في قول اللّه تعالى: «قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِى بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْمُوهُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ» [183] وقد عَلِم أنّ هؤلاء لم يَقْتُلُوا، ولكن قد كان هواهم مع الذين قتَلُوا، فسمّاهم اللّه قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم لذلك الفعل (7).

181/820 - عن عمر بن مَعْمَر قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لعن اللّه القدرية، لعن اللّه الحَرُوريّة، لعن اللّه المُرجئة، لعن اللّه المُرجئة.

ص: 353


1- بحار الأنوار 96 : 2/8.
2- في «أ، ب، د، ه»: عمّن، والطاطري معدود من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، انظر معجم رجال الحديث 20: 161 و 177.
3- الشُجاع: الحَيّة العظيمة.
4- كذا، والظاهر أنّه تصحيف: زبيبتان والزَّبيبة: نُكتة سوداء فوق عين الحيّة.
5- بحار الأنوار 96 : 3/8.
6- بحار الأنوار 96 : 3/8.
7- وسائل الشيعة 16: 5/268، بحار الأنوار 9: 32/192، و 100: 1/94.

قلتُ له: جعلت فداك، كيف لعنت هؤلاء مرَّةً، ولعنت هؤلاء مرتين؟ فقال: إنَّ هؤلاء زَعَمُوا أنّ الّذين قَتَلُونا مؤمنين، فثيابهم ملطَّخة بدمائنا إلى يوم القيامة، أما تسمع لقول اللّه: «الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حتّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِى بِالْبَيِّنَاتِ» إلى قوله: «صَادِقِينَ»؟ قال: فكان بين الذين خُوطِبُوا بهذا القول وبين القاتلين خمسمائة عام، فسمّاهم اللّه قاتلين برضاهم بما صَنَع أُولئك (1).

182/821 - عن محمّد بن هاشم، عمَّن حدثه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما نزلت هذه الآية «قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِى قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» وقد علم أن (2) قالوا: واللّه ماقتلنا ولا شهدنا، قال: وإنّما قيل لهم ابرءُوا من قتلتهم (3) فأبوا (4).

183/822 - عن محمّد بن الأرقط، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال لي: تنزل الكوفة؟ قلت: نعم. قال: فَتَرُون قَتَلَة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بين أظهركم؟ قال: قلت: جُعلت فداك ما أحد. قال: فإذن أنت لاترى القاتل إلا من قتل أو من ولي القتل، ألم تَسْمَع إلى قول اللّه: «قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالبَيِّنَات وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» فأي رسول قَتَل الذين كان محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بين أظهرهم؟ ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، إنّما رَضُوا قَتْلَ أُولئك فسُمّوا قاتلين (5).

184/823 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) لمّا غَمّض رسول

ص: 354


1- الكافي 2: 1/300 «نحوه»، وسائل الشيعة 16: 6/268، بحار الأنوار 100 : 94 /2.
2- في الوسائل: أنّهم.
3- في «أ»: قتلهم.
4- وسائل الشيعة 16: 4/268، بحار الأنوار 9: 33/192، و 100 : 95 / 3.
5- بحار الأنوار 100 : 95 /4.

اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : إنّا للّه وإنا إليه راجعون، يالها من مُصيبةٍ خَصّت الأقربين، وعمّت المؤمنين، لم يُصابوا بمثلها قَطُّ، ولا عاينوا مثلها. فلمّا قبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سَمِعوا منادياً ينادي من سقف البيت: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً» (1) والسلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّونَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَوةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ» [185] إِنَّ في اللّه خَلَفاً من كُلّ ذاهب، وعَزاء من كُلِّ مُصيبة، ودَرَكاً من كُلّ مافات، فباللّه فَتِقُوا، وعليه فَتَوكَّلوا، وإيّاه فارْجُوا، إِنَّمَا المُصاب من حُرِم الثَّواب (2).

[185] كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَومَ القِيَامَةِ

185/824 - عن الحسين، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) جاء هم جبرئيل والنبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مُسَجِّى، وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ» إلى «مَتَاعُ الْغُرُورِ» إِنَّ في اللّه عزاءً من كُلِّ مُصيبةً، ودَرَكاً من كُل مافات، وخَلَفاً من كُلّ هالك، فباللّه فَيَقُوا، وإيَّاه فارْجُوا إِنَّمَا المُصاب من حُرِم الثّواب، هذا آخر وطنى من الدنيا، قال: قالوا: فسمعنا صوتاً، فلم نَرَ شخصاً (3).

186/825 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما قبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سَمِعُوا صوتاً من جانب البيت، ولم يروا شخصاً، يقول: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ» إلى قوله: «فَقَدْ فَازَ». ثمّ قال: إنَّ فى اللّه خَلَفاً وعزاءً من كُلِّ مُصيبةٍ، ودَرَكاً لما فات فباللّه فَثِقُوا وإيَّاه فارْجُوا، وإنما المَحرُوم من حرم الثّواب،

ص: 355


1- الأحزاب 33.:33
2- تفسير البرهان 1: 2/720.
3- الكافي 3: 5/221، بحار الأنوار 22: 30/525.

واشتروا عَوْرَة نبيّكم. فلمّا وَضَعه على السَّرير نُودي: يا علي، لا تخلع القمّيص، قال: فَغَسله عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في قميصه (1).

187/826 - عن محمّد بن (2) يونس، عن بعض أصحابنا، قال: قال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «كُلُّ نفس ذائقة الموت أو منشورة (3)» [كذا ] (4) نزل بها على محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، إنّه ليس أحدٌ من هذه الأُمّة إلّا سيُنْشَرُون، فأما المؤمنون فيُنْشَرُون إلى قُرَّة عَين وأمّا الفُجّار فيُنْشَرُون إلى خزي اللّه إيّاهم (5).

188/827 - عن زُرارة، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ» لم يَذُق الموت من قُتِل، وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : لابدَّ من أن يَرجِع حتّى يَذُوق الموت (6).

[186] وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ

189/828 - عن أبي خالد الكابُلي، قال: قال عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : لَوَدَدْتُ أنّه أُذن لي فَكَلّمت الناس ثلاثاً، ثمّ صَنَع اللّه بي ما أُحبّ، قال (7) بيده على صدره، ثمّ قال: ولكنَّها عَزْمةٌ من اللّه أن نَصْبِر، ثم تلا هذه الآية «ولَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» [186] وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره (8).

190/829 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا يزال المؤمن

ص: 356


1- بحار الأنوار 22: 31/526.
2- في «ج»: عن.
3- في «ج»: ومنشورة.
4- (كذا) أثبتناها من البحار.
5- بحار الأنوار 6: 26/188.
6- بحار الأنوار 53: 68/71.
7- قال بيده على صدره: وضعها أو ضربها، وفي «ج»: مال.
8- بحار الأنوار 68: 17/223، و 71: 63/423.

في صلاةٍ ما كان في ذكر اللّه، إن كان قائماً أو جالساً أو مُضطجعاً، لأنّ اللّه يقول: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ» [191] الآية.

وفي رواية أُخرى، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مثله (1).

[ 191] الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قياماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ

191/830 - وفي رواية عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول في قول اللّه: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً» الأصحاء «وَقَعُوداً» يعني المرضى «وَعَلَى جُنُوبِهِمْ» قال: أعَلُّ ممَّن يُصلّي جالساً وأوجع (2).

192/831 - وفي رواية أخرى، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ»، قال : الصَّحيح يُصلّي قائماً وقعوداً، والمريض يُصلّي جالساً، وعلى جُنُوبهم: أضعف من المريض الذي يُصلّي جالساً (3).

[192] وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ

193/832 - عن يُونس بن ظبيان قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارِ» [192]، قال: مالهم من أئمّةٍ يُسمُّونهم بأسمائهم (4).

[193] رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ عَامِنُوا بِرَبِّكُمْ

194/833 - عن عبد الرّحمن (5) بن كَثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى لِلْإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَئَامَنَّا» [193]، قال: هو

ص: 357


1- أمالي المفيد: 1/310، أمالي الطوسي: 116/79، بحار الأنوار 69: 349، و93: 34/159.
2- بحار الأنوار 84 : 333 / 1.
3- الكافي 3: 11/411، وبحار الأنوار 84: 1/333.
4- بحار الأنوار 24: 35/268، و 69: 349.
5- في «أ، ب، د، ه»: عن عمر بن عبدالرحمن، تصحيف (عن عمه عبدالرحمن) بسبب حذف أسانيد العيّاشي، والراوي عن عبد الرّحمن هو ابن أخيه علي بن حسان. انظر رجال النجاشي: 234، معجم رجال الحديث 9: 343.

أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، نُودي من السماء أن آمن بالرسول، فآمن به (1).

[195] ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللّه

195/834 - عن الأصبغ بن نُباتة، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، في قوله : «ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللّه [195] وَمَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ لِلأَبْرارِ» [198] قال: أنت الثواب، وأنصارك الأبرار (2).

[198] وَمَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ

196/835 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الموتُ خيرٌ للمؤمن، لأنّ اللّه يقول : «وَمَا عِندَ اللّه خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ»، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنت الثواب، وأصحابك الأبرار (3).

197/836 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تبارك وتعالى: «اصْبِرُوا» يقول: عن المعاصى «وَصَابِرُوا» على الفرائض، «وَاتَّقُوا اللّه» يقول : آمروا بالمعروف وأنهوا عن المُنْكَر.

ثمّ قال: وأيّ مُنكرٍ أنكر من ظُلم الأُمَّة لنا، وقتلهم إيّانا! «وَرَابِطُوا» يقول: في سبيل اللّه، ونحن السبيل فيما بين اللّه وخَلْقه، ونحن الرّباط الأدنى، فمن جاهَدَ عنا فقد جاهَدَ عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وما جاء به من عند اللّه «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [200] لعلَّ الجنّة تُوجب لكم إن فَعَلْتُم ذلك، ونظيرها من قول اللّه: «وَمَن أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللّه وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ» (4) ولو كانت هذه الآية في المؤذّنين - كما فسرها المُفسّرون (5) - لفاز القَدرَيّة وأهل البدع معهم (6).

198/837 - عن ابن أبي يَعْفُور، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا

ص: 358


1- بحار الأنوار 36 : 33/97.
2- شواهد التنزيل 1: 138 / 190، بحار الأنوار 36 : 34/97.
3- نور الثقلين 1: 494/425.
4- فصلت 41: 33.
5- في «ب»: المفترون.
6- بحار الأنوار 24: 8/216.

أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا»، قال: اصبروا على الفرائض، وصابروا على المصائب، ورابطوا على الأئمّة (1).

199/838 - عن يعقوب السّراج، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : تبقى الأرض يوماً بغير عالم منكم، يَفْزَع الناس إليه؟

قال: فقال لي: إذاً لا يُعبد اللّه. يا أبا يوسف، لا تَخْلُو الأرض من عالم منّا ظاهر يَفْزَع الناس إليه في حلالهم وحرامهم، وإنَّ ذلك لمبيَّن في كتاب اللّه، قال اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا» على دينكم «وَصَابِرُوا» عدوّكم ممَّن يُخالفكم «وَرَابِطُوا» إمامكم «وَاتَّقُو اللّه» فيما أمركم به وافترض عليكم (2).

[ 200] لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

200/839 - وفي رواية أخرى عنه: «أصْبِرُوا» على الأذى فينا. قلت: «وَصَابِرُوا» ؟ قال : على عدوّكم مع وليكم. قلت «وَرَابِطُوا»؟ قال: المقام مع إمامكم. «وَاتَّقُوا اللّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» قلت: تنزيل ؟ قال : نعم (3).

201/840 - عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في هذه الآية، قال: نزلت فينا، ولم يكن الرّباط الذي أمرنا به بعد، وسيكون ذلك، يكون من نسلنا المُرابط، ومن نسل ابن نائل (4) المُرابط (5).

ص: 359


1- الكافي 2: 3/66، بحار الأنوار 24 : 9/217.
2- بحار الأنوار 24: 10/217.
3- بحار الأنوار 24 : 11/217.
4- في «ج»: وسيكون ذلك من نسلنا المرابط، ومن نسله، وفي البحار ابن ناتل قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : ابن ناتل، كناية عن ابن عباس والناتل: المقدم والزاجر، أو بالثاء المثلّثة كناية عن أم عباس: نثيلة، فقد وقع في الأشعار المنشدة في ذمهم نسبتهم إليها، والحاصل أن من نسلنا من ينتظر الخلافة، ومن نسلهم أيضاً، ولكن دولتنا باقية، ودولتهم زائلة.
5- بحار الأنوار 24 : 12/218.

202/841 - عن بريد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «أصْبِرُوا» يعني بذلك عن المعاصي «وَصَابِرُوا» يعني التقيَّة «وَرَابِطُوا» يعنى الأئمّة.

ثم قال: تدري ما يعني البُدُوا ما لَبَدْنا، فاذا تحرّكنا فتحرَّكوا «وَاتَّقُوا اللّه» ما لبَدْنا «ربِّكُم لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».

قال: قلت جُعِلتُ فِداك، إنما نقرؤها «وَاتَّقُوا اللّه» قال: أنتم تقرونها كذا، ونحن نقرؤها كذا (1).

203/842 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر اللّه، إن كان قائماً أو جالساً أو مضطجعاً، لأن اللّه تعالى يقول: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ» (2).

ص: 360


1- بحار الأنوار 24: 13/218. قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه): قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): نحن نقرؤها كذا، يحتمل أن يكون لفظ الجلالة زيد من النسّاخ، ويكون: واتقوا ما لبدنا ربّكم، كما يومئ إليه كلام الراوي.
2- آل عمران 3: 191، وقد تقدم مع تخريجه في الحديث 829.

من سورة النساء

إشارة:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1/843 - عن زرّ بن حُبيش، عن أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من قرأ سورة النساء في كُلّ جمعة أو مِن (1) من ضَغطةَ القَبْر (2).

2/844 - عن محمّد بن عيسى، عن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : خُلِقَت حَوّاء من قُصَيْرى جنب آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) - والقُصَيْرى هو الضلع الأصغر - وأبدل اللّه مكانه لحماً (3).

3/845 - و باسناده عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : خُلقت حوّاء من جَنْب آدم وهو راقد (4).

4/846 - عن أبي علي الواسطي، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن اللّه تعالى اللّه خلق آدم من الماء والطين، فهمَّة ابن آدم في الماء والطين، وإن اللّه خَلَق حوّاء من

ص: 361


1- في «أ»: أمن.
2- ثواب الأعمال: 105، مجمع البيان 3: 3، بحار الأنوار 89 : 349 / 26، و 92: 1/273.
3- بحار الأنوار 11: 43/115.
4- بحار الأنوار 11: 44/116.

آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فهمَّة النساء الرجال، فحصّنوهنّ في البيوت (1).

5/847 - عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ آدم ولد أربعة ذُكور، فأهبط اللّه إليهم أربعة من الحُور العين فرّوّج كُلّ واحدٍ منهم واحدةً فتوالدوا، ثمّ إنَّ اللّه رَفَعَهنّ، وزوّج هؤلاء الأربعة أربعةً من الجنّ، فصار النَّسل فيهم، فما كان من حلم فمن آدم، وما كان من جمالٍ من قبل (2) الحُور العين، وما كان من قُبحٍ أو سُوءٍ خُلق فمن الجِنِّ (3).

6/848 - عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال لي: ما يقول الناس في تزويجٍ آدم ولده؟ قال: قلت: يقولون: إنّ حَوّاء كانت تَلِد لآدم في كلِّ بطنٍ غُلاماً وجاريةً، فتزوّج الغُلام الجارية التي من البطن الآخر الثاني، وتزوَّج الجارية الغُلام الذي من البطن الآخر الثاني حتّى توالدوا.

فقال: أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ليس هذا كذلك، يحُجّكم (4) المَجُوس، ولكنَّه لما ولد آدم هِبَة اللّه وكبُر، سأل اللّه أن يُزوّجه، فأنزل اللّه له حوراء من الجنّة فزوَّجها إيّاه، فولدت له أربعة بنين، ثم ولد آدم ابناً آخر، فلما كبر أمره فتزوّج إلى الجانّ، فولد له أربع بنات، فتزوَّج بنو هذا بنات هذا، فما كان من جمال فمن قبل الحُور العين (5). وما كان من حِلم (6) فمن قبل آدم وماكان من حِقدٍ فمن قبل الجان، فلمّا تَوَالدوا

ص: 362


1- بحار الأنوار 11: 45/116.
2- في «ب، ه»: من قبال.
3- بحار الأنوار 11: 39/244.
4- فى «أ»: يحجنّكم.
5- في «أ، ج»: قبل الحوراء.
6- في «أ»: حكم.

صَعِدت الحوراء إلى السماء (1).

7/849 - عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : من أي شيء خَلَقَ اللّه حواء؟ فقال: أيّ شيءٍ يقول هذا الخلق؟ قلت: يقولون: إنّ اللّه خَلَقَها من ضلع مِن أضلاع آدم فقال: كذبوا، أكان يُعْجِزه أن يَخْلُقها من غير ضِلعه؟

فقلت: جُعلت فداك، يا بن رسول اللّه من أيّ شيءٍ خَلَقها؟ فقال أخبرني أبي عن آبائه، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): إن اللّه تبارك وتعالى قَبَض قَبْضةً من طين، فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين (2) - فَخَلق منها آدم، وفضلت فَضْلَةٌ من الطِّين، فَخَلَق منها حوّاء (3).

[1] وَاتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللّه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

8/850 - عن الأصبغ بن نُباتة، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّ أحدكم ليَغضَب فما يرضى حتّى يَدْخُل به النار، فأيّما رجلٌ منكم غَضِب على ذي رَحِمه فليدنُ منه، فانّ الرَّحِم إذا مسَّتها الرَّحِم استقرّت، وإنّها مُتعلّقة بالعَرْش تنتقضه انتقاض الحديد، فينادي: اللّهم صِلْ من وَصَلَني، واقْطَع من قَطَعني، وذلك قول اللّه في كتابه: «وَاتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» [1] وأيَّما رجل غَضب وهو قائم فليلزم الأرض من فَوره، فإنَّه يُذهِب رِجْزَ الشيطان (4).

ص: 363


1- بحار الأنوار 11: 40/244.
2- قال الجزري: كل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى اللّه تعالى، فإنّما هو على سبيل المجاز والإستعارة، واللّه منزه عن التشبيه والتجسيم. وقوله (وكلتا يديه يمين) أي أنّ يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال، لا نقص في واحدة منهما، لأن الشمال تنقُص عن اليمين «النهاية 5: 300».
3- بحار الأنوار 11: 46/116.
4- مجمع البيان 3: 6 «قطعة»، بحار الأنوار 73: 14/265، و 74: 34/97.

9/851 - عن عمر بن حَنْظَلة، عنه، عن قول اللّه تعالى: «اتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»، قال: هي أرحام الناس، إنَّ اللّه أمَرَ بِصَلَتِها وعَظَّمها. ألا ترى أنّه جعلها معه (1).

10/852 - عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه تعالى: «اتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»م، قال : هي أرحام الناس، أمر اللّه تبارك وتعالى بصِلَتها وعظّمها، ألا ترى أنّه جعلها معه (2)؟

[2] حوباً كَبِيراً

11/853 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه قال: «حُوباً كَبِيراً» [2] قال: هو مِمّا تُخرِج الأرض من أثقالها (3).

12/854 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن رجل أكل مال اليتيم، هل له توبة؟ فقال: يُؤدى إلى أهله، لأن اللّه تعالى يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» (4)، وقال: «إِنَّه كَانَ حُوباً كَبِيراً» (5).

[3] فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ

13/855 - عن يونس بن عبدالرحمن، عمَّن أخبره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: في كلّ شيء إسراف إلّا في النساء، قال اللّه تعالى: «فانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّساءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ» [3]، وقال: وَأُحِلَّ لَكُم «مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» (6)

ص: 364


1- بحار الأنوار 74: 35/97.
2- الزهد: 105/39، والكافي 2: 1/120، بحار الأنوار 74: 36/97.
3- بحار الأنوار 79 : 12/270.
4- النساء 4 : 10.
5- بحار الأنوار 79 : 13/270.
6- وسائل الشيعة 20: 12/245، بحار الأنوار 103: 9/386، والآية من سورة النساء 4 : 24.

14/856 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا يَحِلّ لماء الرجل أن يجري فى أكثر من أربعة أرحام من الحرائر (1).

[4] فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنيئاً مَّرِيئاً

15/857 - عن عبد اللّه بن القدّاح، عن أبي عبداللّه، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : يا أمير المؤمنين، بي وجعٌ في بطنی (2) فقال له. أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): ألك زوجة؟ قال: نعم. قال: استوهب منها شيئاً طيّبة به نفسها من مالها، ثمّ اشترِ به عسلاً، ثمّ اسكب عليه من ماء السماء، ثم اشرَبه، فانّي أسمع اللّه يقول في كتابه: «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً» (3)، وقال: «يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ» (4)، وقال: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنيئاً مَّرِيباً» [4] فإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيء والمَريء(5) شُفيت إن شاء اللّه، قال : ففعل ذلك فشُفي (6).

16/858 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُه عن قول اللّه تعالى: «فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيباً»، قال: يعني بذلك أموالهنَّ التي في أيديهنّ ممّا مَلَكْنَ (7).

17/859 - عن سعيد بن يسار، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جعلت فداك امرأة دفعت إلى زوجها مالاً ليعمل به وقالت له حين دَفَعته إليه: أنْفِق منه، فان

ص: 365


1- مجمع البيان 3: 11، وسائل الشيعة 20: 4/519، بحار الأنوار 103: 10/386.
2- في «ا»: وجع بطن.
3- سورة ق 50: 9.
4- سورة النحل 16: 69.
5- (فإذا إجتمعت... والمريء) من «ج».
6- مجمع البيان 3: 12، وسائل الشيعة 21: 4/285 بحار الأنوار 62: 14/177.
7- بحار الأنوار 103 : 356 / 47.

حدث بي حَدَث فما أنفقت منه فَلَكَ حلالٌ طيّبٌ، وإن حَدَثَ بك حدثٌ فما انفقت منه فلك حلالٌ طيبٌ ؟

قال: أعد يا سعيد المسألة. فلمّا ذهبت أعرض عليه المسألة، عرض فيها صاحبها، وكان معي، فأعاد عليه مثل ذلك، فلمّا فَرّغ أشار بإصبعه إلى صاحب المسألة فقال: يا هذا، إن كُنتَ تعلم أنّها قد أفضت بذلك إليك فيما بينك وبينها وبين اللّه، فحلال طيّب. ثلاث مرات، ثمّ قال: يقول اللّه تبارك وتعالى: «فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكَلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيباً» (1).

18/860 - عن حُمران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : اشتكى رجلٌ إلى أمير اللّه المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له سل من امرأتك دِرْهَماً من صداقها، فاشتر به عَسَلاً، فاشربه بماء السماء؛ ففعل ما أمر به فَبِرئ، فسُئِل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن ذلك، أشيء سَمِعتَه من النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟ قال : لا، ولكنّي سَمِعتُ اللّه عزّ وجلّ يقول في كتابه: «فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئاً»، وقال: «يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاس» (2)، وقال: «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً» (3) فاجتمع الهَنيء والمريء والبَرَكة والشِّفاء، فرجوت بذلك البُرْء (4).

19/861 - عن عليّ بن رِئاب، عن زُرارة، قال: لا تَرْجِع المرأة فيما تَهَب لزوجها، حيزت أولم تَحِز، أليس اللّه يقول: «فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً» (5).

ص: 366


1- الكافي 5: 1/136، بحار الأنوار 103 : 356 / 48.
2- النحل 16: 69.
3- سورة ق 50 : 9.
4- وسائل الشيعة 21: 5/285، بحار الأنوار 62: 31/265.
5- بحار الأنوار 103: 2/188.

[5] وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم

20/862 - عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول اللّه: «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم» [5]، قال: من لا تثق به (1).

21/863 - عن حمّاد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فيمن شَرِب الخَمْر بعد أن حرّمها اللّه على لسان نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). قال : ليس بأهل أن يُزوّج إذا خَطَب، وأن يُصَدَّق إذا حَدَّث، ولا يُشَفّع إذا شَفَع، ولا يُؤتمن على أمانةٍ، فمن ائتمنه على أمانةٍ فأهلكها أو ضيَّعها، فليس للذي ائتمنه أن يأجره اللّه ولا يُخْلِف عليه.

قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إني أرَدْتُ أن اسْتَبْضِع بِضاعةً إلى اليمن فأتيتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقلت: إنى أرَدْتُ أن اسْتَبْضع فلاناً، فقال لي: أما علمت أنه يشرب الخَمْر ؟ فقلت : قد بَلَغَني عن المؤمنين أنَّهم يقولون ذلك. فقال: صَدِّقهم لأنَّ اللّه يقول: «يُؤْمِنُ بِاللّه وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» (2).

ثمّ قال: إنك إن اسْتَبْضَعْتَه فهَلَكَت أو ضَاعَت، فليس على اللّه أن يأجُرَك ولا يُخلف عليك. فقلت: ولم؟ قال: لأنّ اللّه تعالى يقول: «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِيَاماً» فهل سفيهٌ أسفه من شارب الخمر؟ إنَّ العبد لا يزال في فُسحةٍ من ربّه مالم يشرب الخَمْر، فاذا شربها خَرَق اللّه عليه سرباله (3)، فكان ولده وأخوه وسمعه وبصره ويده ورجله إبليس، يسوقه إلى كُلِّ شَرّ، ويَصْرِفه عن كُلِّ خیر (4).

ص: 367


1- وسائل الشيعة 19: 9/369، بحار الأنوار 103: 84 / 10، و: 12/164.
2- التوبة 9: 61.
3- السربال: القمّيص، وقيل: الدرع، أو كل ما يلبس.
4- الكافي 6: 9/397 «نحوه»، التهذيب 9: 450/103 «نحوه»، وسائل الشيعة 25: 5/311، بحار الأنوار 103: 11/84، و: 13/164.

22/864 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الآية «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ»، قال: كُلُّ من يَشْرَب المُسْكِر فهو سَفيه (1).

23/865 - عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُهُ عن قول اللّه: «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ»، قال: هم اليتامى، لا تُعطوهم أموالهم حتّى تَعْرِفوا منهم الرُّشد.

قلتُ: فكيف يكون أموالهم أموالنا ؟ فقال : إذا كنت أنت الوارث لهم (2).

24/866 - وفي رواية عبداللّه بن سنان عنه قال: لا تُؤْتوها شُرَّابَ الخمر والنساء (3).

25/867 - عن عبد اللّه بن أسباط، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سَمِعتُه يقول: إنّ نجدة الحَرُوري (4) كتب إلى ابن عباس يسأله عن اليتيم متى ينقضي يُتمُه؟ فكتب إليه : أمّا اليتيم فانقطاع يُتْمِهِ أَشُدُّه - وهو الاحتلام - إلّا أن لا يُؤنَس منه رُشدٌ بعد ذلك، فيكون سفيهاً، أو ضعيفاً، فليسند عليه (5).

[6] فَإِنْ انَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ

26/868 - عن يونس بن يعقوب، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول اللّه تعالى: «فَإِنْ ءَانَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ» [6] أي شيءٍ الرُّشد الذي يُؤنَس

ص: 368


1- وسائل الشيعة 19: 8/368، بحار الأنوار 103: 12/85، و: 14/165.
2- وسائل الشيعة 19: 10/369، بحار الأنوار 75 : 14/6.
3- وسائل الشيعة 19: 11/369، بحار الأنوار 75 : 14/6.
4- نَجْدة بن عامر الحَرُوري الحنفي، المتوفّى سنة 69ه، رأس الفرقة النجدية المنسوبة إليه، وهم من الحرورية، ويعرف أصحابها بالنجدات الأعلام للزركلي 8: 10 معجم الفرق الإسلامية: 246.
5- وسائل الشيعة 19: 12/369، بحار الأنوار 75 : 15/6، والظاهر أن قوله: فليسند عليه، تصحيف: فليشهد عليه، أي يشهد أن حجر المال كان بسبب.

منهم؟ قال: حفظ ماله (1).

27/869 - عن عبد اللّه بن المُغيرة، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قول اللّه : «فَإِن ءَانَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ»، قال: فقال: إذا رأيتموهم يُحبّون آل محمّد فارفعوهم درجةً (2).

28/870 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألتُهُ عن رجل بيده ماشيةٌ لابن أخٍ يتيم في حِجره، أيَخْلُط أمرها بأمر ماشيته؟ فقال: إن كان يُليط حياضها (3)، ويقوم على هنائها (4)، ويَرُدّ شاردها (5)، فليشرب من ألبانها غير مجتهدٍ للحِلاب، ولا مُضرّ بالولد، ثمّ قال: «وَمَنْ كَان غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ» (6).

29/871 - أبو أسامة، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَلْيَأْكُلْ بِالمَعْرُوفِ». فقال: ذلك رجلٌ يَحْبِس نفسه على أموال اليتامى، فيقوم لهم فيها، ويقوم لهم عليها، فقد شَغَل نفسه عن طَلَب المعيشة، فلا بأس أن يأكل بالمعروف، إذا كان يُصلح أموالهم، وإن كان المال قليلاً، فلا يأكل منه شيئاً (7).

30/872 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن قوله تعالى: «وَمَنْ كَان غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ».

ص: 369


1- من لا يحضره الفقيه 4: 575/164 «نحوه»، وسائل الشيعة 19: 13/369، بحار الأنوار 75: 6 /16.
2- من لا يحضره الفقيه 4: 576/165، وسائل الشيعة :19: 7/368، بحار الأنوار 75: 6 /17.
3- لاط الحوض بالطين: طلاه وملّه به.
4- الهَنّاء: القَطران تُطلى به الابل.
5- في «ج» بأدرها.
6- مجمع البيان 3: 16، وسائل الشيعة 17: 8/252 بحار الأنوار 75 : 18/7.
7- بحار الأنوار 75 : 19/7.

قال: بلى، من كان يلي شيئاً لليتامى، وهو مُحتاج، وليس له شيءٌ، وهو يتقاضى أموالهم، ويقوم في ضيعتهم، فلياً كُل بقدرٍ ولا يُسْرِف، وإن كان ضيعتهم لا تَشْغَلُه عمّا يُعالج لنفسه، فلا يَرْزَأنّ (1) من أموالهم شيئاً (2).

31/873- عن إسحاق بن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَمَنْ كَان غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ».

فقال: هذا رجلٌ يَحْبس نفسه لليتيم على حَرْثٍ أو ماشية، ويشغل فيها نفسه، فليأكل منه بالمعروف، وليس ذلك له في الدنانير والدراهم التي عنده موضوعة (3).

32/874 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن قول اللّه تعالى: «وَمَنْ كَان فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ».

قال: ذلك إذا حَبس نفسه في أموالهم، فلا يحترف لنفسه (4)، فليأكل بالمعروف من مالهم (5).

33/875 - عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ»، قال: كان أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّها منسوخة (6).

[8] وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ

34/876 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَإِذَا حَضَرَ القِسْمَةَ أُولُوا القُربى واليتامى وَالمَسَاكِينَ فَارْزُقُوهُمْ مِّنْهُ» [8].

ص: 370


1- رزأه ماله: أصاب منه شيئاً فَنَقَصَه.
2- الكافي 5: 1/129، وسائل الشيعة 17: 4/251، بحار الأنوار 75: 20/7.
3- وسائل الشيعة 17: 9/252، بحار الأنوار 75 : 21/7.
4- إحترف لنفسه: كسب وطلب، وفي «ج، ه»: يحترث، يقال: احترث المال: كسبه وجمعه.
5- وسائل الشيعة 17: 10/253، بحار الأنوار 75 : 22/8.
6- وسائل الشيعة 17: 11/253، بحار الأنوار 75: 23/8.

قال: نسختها آية الفرائض (1).

877/35- وفي رواية أخرى، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَإِذَا حَضَرَ القِسْمَةَ أُوْلُوا القُرْبَى وَاليَتامى وَالمَسَاكِينَ فَارْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً»، قلت: أمنسوخة هي؟ قال: لا، إذا حضرك فأعطهم (2).

36/878 - وفي رواية أخرى، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن قول اللّه: «وَإِذَا حَضَرَ القِسْمَةَ أُوْلُوا القُرْبى»، قال: نَسَخَتها آية الفرائض (3).

[9] وَليَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ

37/879 - عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) مبتدئاً : من ظَلَم سلّط اللّه عليه من يَظْلِمه أو على عقبه أو على عَقِب عقبه، قال: فذكرتُ في نفسي فقلت: فقلت: يَظْلِم هو فيسلط (4) على عَقِبه، أو عَقِب عقبه؟ فقال لي قبل أن أتكلّم: إنَّ اللّه يقول: «وَليَخْشَ الَّذِينَ لَوْتَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّه وَلْيَقُولوا قَوْلاً سَدِيداً» (5) [9].

38/880 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو (6) أبى الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنَّ اللّه أوعد في مال اليتيم عُقوبتين اثنتين (7): أما إحداهما فعقوبة الآخرة النّار، وأما. الأخرى فعقوبة الدنيا، قوله: «وَليَخْشَ الَّذِينَ لَوْتَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ ذُرِّيَةً ضِعَافاً

ص: 371


1- وسائل الشيعة 26: 1/71، بحار الأنوار 104: 2/366.
2- وسائل الشيعة 26: 2/71، بحار الأنوار 104 : 3/367.
3- وسائل الشيعة 26: 3/71 بحار الأنوار 104: 4/367، قال الحر العاملي (رَحمهُ اللّه) : وجه الجمع أنّ الوجوب منسوخ بقرينة ذكر الفرائض، والاستحباب غير منسوخ.
4- في النسخ فسلّط، وما أثبتناه من الكافي والبحار.
5- الكافي 2: 13/250، بحار الأنوار 75: 35/315.
6- في «ب»: و.
7- (اثنتين) ليس في «أ. ب».

خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّه وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً»، قال: يعني بذلك ليخش أن أُخْلِفه في ذُرِّيَّته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى (1).

[10] إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً

39/881 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنَّ في كتاب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنَّ آكل مال اليتيم ظُلماً سيُدركه وبال ذلك في عقبه من بعده، ويَلْحَقه وبال ذلك [في الآخرة]. أما في الدنيا فإنَّ اللّه تعالى قال: «وَليَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ» الآية، وأما في الآخرة فإنَّ اللّه تعالى يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» (2) [10].

882 / 40 - عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : قلت: في كم يجب الأكل مال اليتيم النار؟ قال: في دِرْهَمين (3).

41/883 - عن سماعة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن رجل أكل مال اليتيم، هل له توبة؟ قال: بردّه إلى (4) أهله. قال: ذلك بأن اللّه يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» (5).

42/884 - عن أحمد بن محمّد، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الرجل يكون

ص: 372


1- الكافي 5: 1/128، عقاب الأعمال: 234، من لا يحضره الفقيه 3: 1759/373، مجمع البيان 3: 21، وسائل الشيعة 17: 2/245، بحار الأنوار 75 : 24/8.
2- عقاب الأعمال: 233، مجمع البيان 3: 22 وسائل الشيعة 17: 6/247، بحار الأنوار 75: 8 /25.
3- وسائل الشيعة 17: 4/260. بحار الأنوار 75 : 26/8.
4- في «ب، ج، د، ه» يرد به.
5- وسائل الشيعة 17: 5/260، بحار الأنوار 75 : 27/8.

فى يده مال لأيتام، فيحتاج فيمدّيده، فيُنفق منه عليه وعلى عياله، وهو ينوي أن يَرُدُّه إليهم، أهو ممَّن قال اللّه: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً» الآية؟ قال: لا، ولكن ينبغي له ألا يأكُل إلا بقصد ولا يُشرف.

قلت له: كم أدنى ما يكون من مال اليتيم إذا هو أكله وهو لا ينوي ردّه حتّى يكون يأكل في بطنه ناراً؟ قال: قليله وكثيره واحد، إذا كان من نفسه ونيته أن لا يُردَّه إليهم (1).

43/885 - عن زُرارة ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال: مال اليتيم إن عَمِل به من وُضع على يديه ضمنه، ولليتيم ربحه.

قال: قلنا له: قوله: «وَمَن كَانَ فَقِيراً فلْيَأْكُلْ بِالمَعْرُوفِ» (2)؟ قال: إنّما ذلك إذا حبس نفسه عليهم في أموالهم، فلم يتَّخذ لنفسه، فليأكل بالمعروف من مالهم (3).

44/886 - عن عَجلان، قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : من أكل مال اليتيم؟ فقال: هو كما قال اللّه تعالى: «إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً».

[ثم ] قال هو من غير أن أسأله: من ءال يتيماً حتّى ينقضي يتمه، أو يستغني بنفسه، أوجب اللّه له الجنّة، كما أوجب لأكل مال اليتيم النار (4).

45/887 - عن أبي إبراهيم، قال: سألتُهُ عن الرجل يكون للرجل عنده المال، إمّا ببيع أو بقرض، فيموت ولم يَقضِه إيَّاه، فيترُك أيتاماً صِغاراً، فيبقى لهم عليه فلا يقضيهم، أيكون ممَّن يأكُلُ مال اليتيم ظُلماً ؟ قال : إذا كان ينوي أن يُؤدّي إليهم فلا.

ص: 373


1- وسائل الشيعة 17: 3/260، بحار الأنوار 75: 28/9، وفي «أ»: نفسه بنية ألا يرده إليهم.
2- النساء 4: 6.
3- وسائل الشيعة 17: 5/258، بحار الأنوار 75 : 29/9.
4- الكافي 5: 2/128، وسائل الشيعة 17: 1/244، بحار الأنوار 75 : 30/9.

قال الأحول: سألت أبا الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنما هو الذي يأكله ولا يُريد أداءه، من الذين يأكُلون أموال اليتامى؟ قال: نعم (1).

46/888 - عن عبيد (2) بن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألتُهُ عن الكبائر، فقال: منها أكل مال اليتيم ظُلماً، وليس في هذا بين (3) أصحابنا اختلاف والحمد للّه (4).

47/889 - عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): يُبْعَث أُناس (5) من قبورهم يوم القيامة، تُؤجَّج أفواههم ناراً، فقيل له: يا رسول اللّه، من هؤلاء؟ قال: «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» (6).

48/890 - عن أبي بصير، قال: قلتُ لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أصلحك اللّه ما أيسر ما يَدْخُل به العبد النار؟ قال: من أكل من مال اليتيم دِرْهَماً، ونحن اليتيم (7).

49/891 - عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : إنَّ فاطمة صلوات اللّه عليها انطلقت إلى أبي بكر فطلبت ميراثها من نبيّ اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : إنَّ نبيّ اللّه لا يُورث، فقالت: أكفرت باللّه وكذّبت بكتابه،

ص: 374


1- بحار الأنوار 75 : 31/9.
2- في «أ، ب، ج، د»: عمر، تصحيف، انظر رجال النجاشي: 233، معجم رجال الحديث 11 : 47.
3- في «أ، ج، د»: من.
4- بحار الأنوار 75: 32/10، و 79: 25/15.
5- في «أ، د» ناس.
6- مجمع البيان 3: 22، بحار الأنوار 75 : 33/10.
7- الفقه المنسوب إلى الإمام الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ): 293، بحار الأنوار :75: 34/10، و 96: 15/187.

[11] يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْن

قال اللّه تعالى: «يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ» (1) [11].

50/892 - عن سالم الأشلّ، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّ اللّه تبارك وتعالى أدخل الوالدين على جميع أهل المواريث، فلم يُنقصهما من السُّدس (2).

51/893 - عن بكير بن أعين، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الولد والإخوة هُم الذين يُزادون ويُنْقَصُون (3).

52/894 - عن أبي العبّاس، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لا يَحْجُب عن الثُّلث الأخ والأُخت حتّى يكونا أخوين أو أخاً وأُختين (4)، فانَّ اللّه تعالى يقول: «فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ» (5) [11].

53/895 - عن الفضل بن عبد الملك، قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أُمّ وأُختين، قال لها : للأُمّ الثُّلُث، لأنَّ اللّه تعالى يقول: «فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ» ولم يَقُل: فان كان له أخوات (6).

54/896 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ» يعني إخوةً لأٍب وأُمّ وإخوةَ لأب (7).

55/897 - عن محمّد بن قيس، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في الدَّين والوصيّة، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن الدين قبل الوَصيَّة، ثمّ الوَصيَّة على أثر الدين، ثمّ الميراث،

ص: 375


1- وسائل الشيعة 26: 8/96، بحار الأنوار 29: 12/118.
2- بحار الأنوار 104 : 13/339.
3- وسائل الشيعة 26: 16/83، بحار الأنوار 104: 14/336، و: 14/344.
4- في «أ، ب، ه»: أو أختين.
5- وسائل الشيعة 26: 7/122، بحار الأنوار 104: 15/336.
6- وسائل الشيعة 26: 6/121، بحار الأنوار 104: 16/336.
7- وسائل الشيعة 26: 8/119، بحار الأنوار 104 : 17/344.

ولا وصيَّة لوارث (1).

56/898 - عن سالم الأشل، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن اللّه أدخل الزوج والمرأة على جميع أهل المواريث فلم يُنقصهما من الرُّبع والثُّمن (2).

57/899 - عن بكير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لو أنَّ امرأة تركت زوجها وأباها وأولاداً ذُكوراً وإناثاً، كان للزوج الرُّبع في كتاب اللّه، وللأبوين السُّدسان، وما بقي فللّذكر مثل حَظّ الأُنثيين (3).

[12] وَإِنْ كَانَ رَجُلُ يُورَثُ كَلَالَةٌ أَوْ أَمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتُ فَلِكُلِّ

900 / 58 - عن بكير بن أعين، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الذي عنى اللّه في قوله: «وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَو أَمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلٍّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثَّلْثِ» [12] إِنَّما عنى بذلك الإخوة والأخوات من الأُمّ خاصّة (4).

59/901 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له: ما تقول في امرأةٍ ماتت وتركت زوجها وإخوتها لأمها، وإخوة وأخوات لأبيها؟

قال: للزّوج النصف ثلاثة أشهم، ولإخوتها من الأمّ الثلث سلمان، الذكر والأُنثى فيه سواء، وبقي سَهم للإخوة والأخوات من الأب للذكر مثل حظّ الأنثين، لأنّ السّهام لا تَعُول (5)، ولأنّ الزّوج لا ينقص (6) من النصف، ولا الإخوة من الأُمّ من ثُلثُهم، فإن كانوا أكثر من ذلك، فهم شُركاء فى الثُّلُث، وإن كان واحِداً

ص: 376


1- بحار الأنوار 104: 5/367.
2- بحار الأنوار 104: 2/351.
3- وسائل الشيعة 26: 4/133، بحار الأنوار 104: 3/351.
4- وسائل الشيعة 26: 11/175، بحار الأنوار 104: 18/344.
5- عالت الفريضة: إذا ارتفعت وزادت سيهامها على أصل حسابها الموجب عن عدد وارثيها.
6- في «ب»: لا ينتقص.

فله السُّدس، وأمّا الذي عنى اللّه تعالى في قوله: «وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةٌ أو أمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثّلْثِ» إِنَّما عنى بذلك الإخوة والأخوات من الأُمّ خاصّة (1).

60/902 - عن جابر، عن أبي جعفر، في قول اللّه: «وَاللَّاتِي يَأْتِينَ اللّه الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ» إلى «سَبِيلاً» [15]، قال : منسوخة، والسبيل هو الحدود (2).

[15] وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ

61/903 - عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن هذه الآية: «وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُم» إلى «سَبِيلاً» قال: هذه منسوخة.

قال: قلت: كيف كانت؟ قال: كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود أُدْخِلَت بيتاً، ولم تُحدَّث، ولم تُكلّم، ولم تُجالَس، وأُتيت فيه بطعامها وشرابها حتّى تموت.

قلت: فقوله: «أَوْ يَجْعَلَ اللّه لَهُنَّ سَبِيلاً» ؟ قال : جَعَل السبيل الجَلْد والرَّجم والإمساك في البيوت.

[16] واللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَاذُوهُمَا فَإِنْ تَابًا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا

قال: قلت قوله: «وَالَّلذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ»؟ قال: يعني البكر إذا أتت الفاحشة التي أتتها هذه الثيب «فَئَاذُوهُمَا» قال: تُحْبَس «فَإِنْ تَابًا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللّه كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً» (3) [16].

62/904 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدى» (4).

ص: 377


1- وسائل الشيعة 26: 17/83، بحار الأنوار 104: 19/345.
2- بحار الأنوار 79 : 38/51.
3- بحار الأنوار 79 : 39/51.
4- طه 20: 82.

[17] إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ.

قال: لهذه الآية تفسير، يَدُلُّ ذلك التفسير على أنَّ اللّه لا يقبل من عمل عملاً إلّا ممَّن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير، وما اشترط فيه على المؤمنين، وقال: «إنَّمَا التّوبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ» [17] يعني كل ذنبٍ عَمِله العبد، وإن كان به عالماً، فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربّه، وقد قال في ذلك تبارك وتعالى يحكي قول يوسف لإخوته : «هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ» (1) فنسبهم إلى الجَهْل لمُخَاطرتهم بأنفسهم في معصية اللّه (2).

[18] وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ

63/905 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ» [18]. قال : هو الفَرّار تاب حين لم يَنْفَعه التوبة ولم تُقبل منه (3).

64/906 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا بلغت النفس هذه - وأهوى بيده إلى حنجرته - لم يكن للعالم توبة، وكانت للجاهل توبة (4).

[19] لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ

65/907 - عن إبراهيم بن ميمون، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: «لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضٍ مَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ» [19]. قال: الرجل تكون فى حجره اليتيمة، فيمنعها من التزويج، ليرثها بما (5)، تكون قريبةً له.

قلت: «وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضٍ مَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ» ؟ قال: الرجل تكون له

ص: 378


1- یوسف 12: 89.
2- بحار الأنوار 6: 41/32.
3- بحار الأنوار 6: 42/32.
4- الزهد 71: 189، بحار الأنوار 6: 43/32.
5- في «أ، ب، د، ه» التزويج يضرّ بها.

المرأة، فيضُرّ بها حتّى تفتدي منه، فنهى اللّه عن ذلك (1).

66/908 - عن هاشم بن عبداللّه بن السري البجلي، قال: سألته عن قوله تعالى: «وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضٍ مَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ»، قال : فحكى كلاماً، ثمّ قال: كما يقولون بالنَّبَطيَّة (2)، إذا طرح عليها الثوب عَضَلها، فلا تستطيع تزويج (3) غيره، وكان هذا في الجاهلية (4).

[20] فَإِنْ ءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطاراً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً

67/909 - عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أخبرني عمَّن تَزَوَّج على أكثر من مهر السُّنّة، أيجوز له ذلك ؟

قال: إذا جاز مَهْر السُّنة فليس هذا مهراً، إنما هو نحل (5)، لأن اللّه يقول: «فَإِنْ ءاتيْتُمْ (6) إحداهُنَّ قِنْطاراً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً» [20] إنّما عنى النحل ولم يعنِ المَهْر، ألا ترى أنَّها إذا أمهرها مهراً ثمّ اختلعت كان لها أن تأخُذ المَهْر كَمَلاً (7)؟ فما زاد على مَهْر السُّنَّة فإنَّما هو نحل كما أخبرتك، فمِن ثَمَّ وجب لها مهر نسائها لعلّة من العلل.

قلت: كيف يعطى وكم مهر نسائها؟

قال: إنّ مَهْر المؤمنات خمسمائة، وهو مهر السُّنّة، وقد يكون أقل من خمسمائة، ولا يكون أكثر من ذلك، ومن كان مهرها ومهر نسائها أقلّ من

ص: 379


1- بحار الأنوار 103 : 10/373، و 104 : 59 / 8.
2- في «ب، ه»: كما يقول النبطية.
3- في «أ، ج»: تزوج.
4- بحار الأنوار 103: 11/373.
5- النُّحل: العطاء، والنَّحل: الشيء المعطى.
6- في التنزيل العزيز: «وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج و ءاتيتم».
7- في «ب، ه»: كاملاً.

خمسمائة أعطي ذلك الشيء، ومن فَخَر وبذخ بالمَهْر، فازداد على خمسمائة، ثمَّ وجب لها مَهْر نسائها في عِلَّة من العِلل، لم (1) يَزِد على مَهْر السُّنّة خمسمائة درهم (2).

[21] وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظًا

68/910 - عن يوسف (3) العِجْلي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً» [21]، قال: الميثاق الكلمة التي عُقد بها النّكاح، وأما قوله: «غليظاً» فهو ماء الرجل الذي يُفضيه إلى المرأة (4).

[22] وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ

69/911 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يقول اللّه تعالى: «وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ» [22] فلا يَصْلُح للرجل أن ينكح امرأة جَدّه (5).

70912 - عن الحسين بن زيد (6)، قال : سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن اللّه حرَّم علينا نساء النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول اللّه: «وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ» (7).

71/913 - عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال قلت له: أرأيت قول

ص: 380


1- في «ب»: ولم.
2- وسائل الشيعة 21: 248 / 10، بحار الأنوار 103: 21/350.
3- في الكافي: بريد، والظاهر هو الصحيح، انظر رجال الطوسي: 128.
4- الكافي 5: 19/560، بحار الأنوار 104: 2/135.
5- قطعة في نوادر أحمد بن عيسى: 308/22، والكافي 5: 1/420، والتهذيب 7: 281 / 1190، والاستبصار 3: 566/155، وسائل الشيعة 20 : 412 / 1، بحار الأنوار 104 : 20 / 21.
6- في «أ، ب، ج، د»: الحسين بن سریر، انظر معجم رجال الحديث 5: 239.
7- بحار الأنوار 22: 199 / 18، و 104 : 136 / 3.

اللّه: «لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءَ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجِ» (1)؟

[23] حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ

قال: إنّما عنى به التي حرم عليه في هذه الآية «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ» [23] (2).

72/914- عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن رجل كانت له جارية يطؤها، قد باعها من رجلٍ، فأعتقها فتزوَّجت فولدت، يَصْلُح لمولاها الأوّل أن يتزوج ابنتها؟

قال: لا، هي عليه حرام وهي ربيبته، والحُرَّة والمملوكة في هذا سَواء، ثمّ قرأ هذه الآية «وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِّنْ نِّسَائِكُمْ» (3) [23].

73/915 - عن أبي العبّاس في الرجل تكون له الجارية، يُصيب منها ثمّ يبيعها، هل له أن ينكح ابنتها؟

قال: لا، هي كما قال اللّه تعالى «وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ» (4).

74/916 - عن أبي حمزة، قال سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن رجل تزوَّج امرأةً وطلَّقها قبل أن يدخل بها، أتحلّ له ابنتها؟

قال: فقال قد قضى فى هذا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لا بأس به، إنّ اللّه يقول:«وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِى فِى حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ» ولو تزوّج الابنة ثمّ طلّقها قبل أن يدخل بها لم تَحِلّ

ص: 381


1- الأحزاب 33: 52.
2- بحار الأنوار 22: 19/200، و 104: 4/136.
3- نحوه في نوادر أحمد بن عيسى: 306/121، والكافي 5: 10/433، والتهذيب 7: 1178/277، و : 1185/279، والاستبصار 3: 160 / 579، و: 588/162، وسائل الشيعة 20: 2/458، بحار الأنوار 104: 13/18 و 14.
4- نحوه في نوادر أحمد بن عیسی: 308/122 و 319/125، و الاستبصار 3: 581/160، وسائل الشيعة 20: 17/470، بحار الأنوار 104 : 19 /15.

له أُمُّها.

قال: قلت: أليس هما سواء؟ قال: فقال: لا، ليس هذه مثل هذه إنّ اللّه يقول: «وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ» [23] لم يستثن في هذه كما اشترط في تلك، هذه هنا مبهمةٌ ليس فيها شرطٌ، وتلك فيها شرط (1).

75/917 - عن منصور بن حازم، قال: قلتُ لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): رجل تزوَّج اللّه امرأةً ولم يدخل بها، تَحِلّ له أمها؟ قال: فقال: قد فعل ذلك رجل منّا فلم ير به بأساً.

قال: فقلتُ له: واللّه ما تفخر الشيعة على الناس إلّا بهذا، إنَّ ابن مسعود أفتى فى هذه الشخينة (2)، أنه لا بأس بذلك. فقال له علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ومن أين أخذتها؟ قال: من قول اللّه تعالى: «وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ» قال: فقال عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّ هذه مُستثناة، وتلك مرسلةٌ.

قال: فسكتُّ، فندمتُ على قولي فقلت: أصلحك اللّه، فما تقول فيها؟ قال: فقال: یا شیخ، تُخبرني أنَّ عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قد قضى فيها، وتقول لي: ما تقول فيها(3)؟!

76/918 - عن عبيد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في الرجل يكون له الجارية، فيصيب منها ثمّ يبيعها، هل له أن يَنْكِح ابنتها؟ قال: لا، هي مثل قول اللّه:

ص: 382


1- وسائل الشيعة 20: 7/465، بحار الأنوار 104 : 19 / 17.
2- كذا، وفي (أ): الشيخة، واستظهر في حاشية «ج»: السنحة، يقال: سنح لي رأي في المسألة: عرض وفي البحار الشمخية، وقيل في معني الشمخية: المسألة العالية، وقيل: نسبة إلى ابن مسعود، فإنه عبداللّه بن مسعود بن غافر بن حبيب بن شمخ، وهناك أقوال أخرى، راجع مرآة العقول 20: 178.
3- نحوه في الكافي 5: 4/422، والتهذيب 7: 1169/274، والاستبصار 3: 573/157، وسائل الشيعة 20: 1/462، بحار الأنوار 104 : 19 / 18.

«وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِى دَخَلْتُم بِهِنَّ» (1).

77/919 - عن إسحاق بن عمّار، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : أنَّ عليّاً كان يقول : الربائبُ عليكم حرامٌ مع الأُمّهات اللّاتي دَخَلتم بهنّ في الحُجُور أو غير الحُجُور، والأُمّهات مبهمات دُخِل بالبنات أو لم يُدْخَل بهنّ، فَحَرَّموا وأَبْهمُوا ما أيهم اللّه (2).

78/920 - عن عيسى بن عبداللّه (3) قال: سُئِل أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أختين مملوكتين ينكح إحداهما أتحلُّ له الأخرى؟

فقال: ليس ينكح الأخرى إلّا دون الفرج، وإن لم يفعل فهو خيُر له، نظير تلك المرأة تحيض فتَحْرُم على زوجها أن يأتيها في فرجها، لقول اللّه: «وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتّى يَطْهُرْنَ» (4)، قال: «وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ» [23] يعني في النكاح، فيستقيم للرجل (5) أن يأتي امرأته وهي حائض فيما دون الفرج (6).

79/921 - عن أبي عون، قال: سمعت أبا صالح الحنفي، قال: قال عليّ ذات يوم: سلوني، فقال ابن الكوّاء: أخبرني عن بنت الأخ من الرَّضاعة، وعن

ص: 383


1- نوادر أحمد بن عيسى: 319/125، الكافي 5: 12/433، وسائل الشيعة 20: 5/466، بحار الأنوار 104: 20 / 19، و : 43/24.
2- الاستبصار 3: 569/156 مجمع البيان 3: 48، وسائل الشيعة 20: 2/463، بحار الأنوار 104 : 20 / 20.
3- في النسخ عيسى بن أبي عبداللّه، والصواب ما في المتن، وهو عيسى بن عبداللّه الأشعري، انظر جامع الرواة 1: 652 و معجم رجال الحديث 13: 194.
4- البقرة 2: 222.
5- في «أ، ب، د، ه»: الرجل.
6- وسائل الشيعة 20 : 486 / 11. بحار الأنوار 103 : 17/335.

المملوكتين الأُختين؟

فقال: إِنَّكَ لذاهب في التِّيه (1)، سَل ما يعنيك أو ما ينفع. فقال ابن الكوّاء: إنما نسألك عمّا لا نعلم، فأمّا ما نعلم فلا نسألك عنه.

ثمّ قال: أمّا الأختان المملوكتان أحلَّتهما آية وحرمتهما آية، ولا أُحلّه ولا أحرّمه، ولا أفعله أنا ولا واحدٌ من أهل بيتي (2).

80/922 - عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» [24].

قال: هو أن يأمر الرجل عبده وتحته أمته فيقول له: اعتزلها فلا تقربها، ثمَّ يَحْبِسها عنه حتّى تحيض، ثمَّ يَمَسَّها، فاذا حاضت بعد مسّه إيّاها ردَّها عليه بغير نكاح (3).

[24] وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ

81/923 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فِي «المُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، قال : هُنّ ذوات الأزواج (4).

82/924 - عن عبد اللّه بن سِنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في «المُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، قال: سَمِعته يقول: تأمر عبدك وتحته أمتك. فيعتزلها حتّى تحيض فتُصيب منها (5).

83/925 - عن ابن مسكان عن أبي بصير، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، في قول اللّه

ص: 384


1- التّيه : الصَّلف، والتكبر، والضلال.
2- وسائل الشيعة 20: 12/486، بحار الأنوار 103: 18/336.
3- الكافي 5: 2/481، التهذيب 7: 1417/346، وسائل الشيعة 21: 1/149، بحار الأنوار 21: 1/149.
4- وسائل الشيعة 21 : 9/151، بحار الأنوار 103: 6/339، و: 4/369.
5- بحار الأنوار 103: 7/339.

تعالى: «وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»، قال: هُنّ ذوات الأزواج «إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» إِن كُنتَ زوَّجت أمتك غُلامك، نَزَعْتها منه إذا شئت.

فقلت: أرأيت إن زَوّج (1) غير غُلامه؟ قال: ليس له أن ينزع حتّى تُباع، فإن باعها صار بُضْعُها في يد غيره، وإن شاء المشتري فرَّق، وإن شاء أقرَّ (2).

926 / 84 - عن ابن خُرّزاد، عمَّن رواه عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَالمُحْصَنَاتُ مِن النِّسَاءِ»، قال: كُلّ ذوات الأزواج (3).

85/927 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال جابر بن اللّه عبداللّه، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): أَنَّهم غَزَوا معه، فأحَلَّ لهم المُتعة ولم يُحَرِّمها، وكان عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لولا ما سبقني به ابن الخطّاب - يعني عمر - ما زنى إلّا شقىّ (4).

وكان ابن عباس يقول: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ» إلى أجل مسمّى «فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً» [24] وَهُؤُلاءِ يَكْفُرون بها، ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أحَلَّها ولم يُحَرِّمها (5).

86/928 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في المُتعة، قال: نزلت هذه الآية: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَتَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الفَرِيضَةِ»، قال: لا بأس بأن تَزيدها وتَزيدك، إذا انقطع الأجل فيما بينكما، يقول: اسْتَحْلَلْتُك (6) بأجل آخر، برضى منها، ولا تَحِلَّ لغيرك حتّى

ص: 385


1- في «أ، ب، ج»: تُزوّج.
2- وسائل الشيعة 21: 11/152، بحار الأنوار 103: 8/340.
3- وسائل الشيعة 21: 12/152، بحار الأنوار 103: 5/369.
4- في «ه» إلّا شَفَيّ: أى إلّا قليل.
5- نوادر أحمد بن عيسى 183/82، وسائل الشيعة 21: 2010، بحار الأنوار 103: 15/314 و 21/315.
6- في «أ. ب»: أستحلَّك.

تنقضي عِدَّتها، وعِدَّتها حيضتان (1).

87/929 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر ال، قال : كان يقرأ «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ إلى أجلٍ مُسمّى فَتَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الفَرِيضَةِ»، فقال: هو أن يَتَزَوّجها إلى أجلِ مُسمّى، ثمَّ يُحْدِث شيئاً بعد الأجل (2).

88/930 - عن عبد السلام، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلت له: ما تقول في المتعة؟ قال: قول اللّه: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَتَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً» إِلى أجل مسمّى «وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الفَرِيضَةِ».

قال: قلتُ جعلت فداك أهي من الأربع: قال: ليست من الأربع، إنما هي إجارة (3).

فقلتُ: إن أراد أن يزداد وتزداد قبل انقضاء الأجل الذي أُجِّل؟ قال: لا بأس أن يكون ذلك برضىَّ منه ومنها، بالأجل والوقت، وقال: يزيدها (4) بعدما يمضي الأجل (5).

[25] فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ

89/931 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألتُ الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يُتَمَتَّع بالأمة بإذن أهلها؟ قال: نعم، إنَّ اللّه يقول: «فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ» (6) [25].

ص: 386


1- نوادر أحمد بن عيسى: 182/81، وسائل الشيعة 20: 6/56، بحار الأنوار 103: 314، و 20/315.
2- وسائل الشيعة 21: 7/56، بحار الأنوار 103: 17/314.
3- في «ب»: هي إجازة، في «ج»: من الإجازة.
4- في «أ، ب، ج، د»: سيزيدها.
5- وسائل الشيعة 21: 7/56، بحار الأنوار 103: 18/315.
6- التهذيب 7: 257 / 1110، بحار الأنوار 103 : 9/340.

[25] وَمَنْ يَسْتَطِعْ مِنْكُم طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ

90/932 - وقال محمّد بن صَدَقة البصري: صدقة البصري: سألته عن المتعة، أليس هي (1) بمنزلة الإماء؟ قال: نعم، أما تقرأ قول اللّه: «وَمَنْ لَّم يَسْتَطِعْ مِنْكُم طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ» إلى قوله: «وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ» ؟ [25] فكما لا يَسع الرجل أن يَتَزوَّج الأمة وهو يستطيع أن يَتَزوَّج بالحُرَّة، فكذلك لا يسع الرجل أن يتمتّع بالأمة وهو يستطيع أن يَتَزوَّج بالحُرَّة (2).

91/933 - عن أبي العبّاس قال: قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يَتَزَوَّج الرجل بالأمة بغير إذن أهلها ؟ قال : هو زنا، إنَّ اللّه يقول: «فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ» (3).

92/934 - عن عبداللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن المُحْصَنات من الإماء، قال: هُنَّ المسلمات (4).

93/935 - عن محمّد بن مسلم عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه تعالى في الاماء: «إِذَا أُحْصِنَّ» [25] ما إحصانُهنّ؟ قال: يُدْخَل بِهِنّ.

قلت: فان لم يُدْخَل بهنَّ، ما عليهنَّ حدّ؟ قال: بلى (5).

94/936 - عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى في الإماء «إِذَا أُحْصِنَّ»، قال: إحصانُهنَّ أَن يُدْخَلَ بِهِنَّ.

قلت: فان لم يُدْخَل بهنّ، فأخد ثن حَدَثاً، هل عليهنّ حدّ؟ قال: نعم، نصف

ص: 387


1- في «ب، ج»: هذا.
2- وسائل الشيعة 21: 1/79، بحار الأنوار 103 : 10/340.
3- من لا يحضره الفقيه 3: 1361/286، التهذيب 7: 1424/348، بحار الأنوار 103: 340 / 11.
4- بحار الأنوار 79 : 8/84، و 103: 12/340.
5- الكافي 7: 6/235، التهذيب 10 : 16 / 43 عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بحار الأنوار 79 : 84 /9.

الحُرّ(1)، فان زَنَت وهي مُحْصَنة فالرَّجُم (2).

95/937 - عن حريز، قال: سألته عن المُحْصَن، فقال: الذي عنده ما يُغنيه (3).

96/938 - عن القاسم بن سليمان قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه : «فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنَ العَذَابِ» [25]، قال: يعني نكاحهنَّ إذا أتين بفاحشة (4).

97/939 - عن عباد بن صهيب عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا ينبغي للرجل المسلم أن يتزوَّج من الإماء، إلّا من خشي العَنَت، ولا يَحِلُّ له من الإماء إلّا واحدة (5)

98/940 - عن أسباط بن سالم، قال: كنتُ عند أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فجاءه رجلٌ، فقال له: أخبرني عن قول اللّه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ».

قال عنى بذلك القمار، وأما قوله: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ» [29] عنى بذلك الرجل من المسلمين يشدّ على المشركين في منازلهم فيُقتل، فنهاهم اللّه عن ذلك (6).

[29] وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً

99/941 - وقال : في رواية أخرى عن أبى على رفعه، قال: كان الرجل يحمل على المشركين وحده حتّى يَقْتُل، أو يُقتل، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية «وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً» (7) [29].

ص: 388


1- في تفسير البرهان 2: 11/62 الحدّ.
2- بحار الأنوار 7/8479.
3- بحار الأنوار 79 : 10/84.
4- بحار الأنوار 79 : 11/85.
5- بحار الأنوار 103: 13/340.
6- وسائل الشيعة 17: 8/166، بحار الأنوار 100: 26/25.
7- بحار الأنوار 100 : 26 / 27.

942 / 100 - عن أسباط، قال: سألت أبا عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ»، قال : هو القِمار (1).

942 /101 - عن سَمَاعة، قال: سألته عن الرجل يكون عنده شيء يتبلّغ به وعليه دين، أيُطعمه عياله حتّى يأتيه اللّه تبارك وتعالى بميسرة، أو يقضي دينه، أو يستقرض على ظهره في خُبث الزمان وشدّة المكاسب (2)، أو يقبل الصدقة ويقضي بما كان عنده دينه؟

قال: يقضي بما كان عنده دينه ويقبل الصَّدَقة، ولا يأخُذ أموال النّاس إلّا وعنده وفاء بما يأخُذ منهم، أو يفرضونه إلى ميسرة، فانّ اللّه يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُون تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ» فلا يستقرض على ظهره إلّا وعنده وفاء، ولو طاف على أبواب الناس فزودوه باللقمة واللقمتين والتّمرة والتمرتين، إلّا أن يكون له وليّ يقضي دينه من بعده، إنَّه ليس منّا من ميّت يَمُوت إلّا جعل اللّه له وليّاً يقوم في عِدَتِهِ ودَينه (3).

102/944 - عن إسحاق بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : حدَّثني الحسن بن زيد، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن الجبائر تكون على الكسير، كيف يتوضأ صاحبها، وكيف يغتسل إذا أجنب؟ قال: يُجزيه المسح بالماء عليها فى الجنابة والوُضُوء.

ص: 389


1- بحار الأنوار 79 : 10/234.
2- في «أ»: المكسب.
3- نحوه في الكافي 5: 2/95، والتهذيب 6: 383/185، ومستطرفات السرائر: 78/6، وقطعة منه في من لا يحضره الفقيه 3: 476/112، وسائل الشيعة 18: 3/325، بحار الأنوار 103: 144 /17 و 18.

قلت: فإن كانَ في بَرْدٍ يُخاف على نفسه إذا أفرغ الماء على جسده؟ فقرأ رسول اللّه «وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً» (1).

103/945 - عن محمّد بن على، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ»، قال: نهى عن القِمار، وكانت قريش تُقامر الرجل بأهله وماله، فنهاهم اللّه عن ذلك.

وقرأ قوله: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً»، قال: كان المسلمون يَدْخُلُون على عدوّهم في المغارات، فيتمكّن منهم عدوهم، فيقتلهم كيف شاء، فنهاهم اللّه أن يَدْخُلوا عليهم فى المغارات (2).

104/946 - عن ميسر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كنتُ أنا وعَلْقَمة الحضرمي، وأبو حسان العجلي وعبداللّه بن عجلان، ننتظر أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فخرج علينا، فقال: مرحباً وأهلاً، واللّه إنّي لأحبّ ريحكم وأرواحكم، وإنَّكم لعلى دين اللّه.

فقال عَلْقَمة: فمن كان على دين اللّه تَشْهَد أنَّه من أهل الجنّة؟ قال: فمكث هُنَيهةً (3)، قال: نَوّروا أنفسكم، فان لم تكونوا اقترفتم (4) الكبائر فأنا أشهد.

قلنا وما الكبائر؟ قال: هي في كتاب اللّه علي سبع.

قلنا : فعُدّها علينا جَعَلنا اللّه فداك. قال : الشِّرك باللّه العظيم، وأكل مال اليتيم وأكل الربا بعد البيّنة، وعُقُوق الوالدين والفرار من الزَّحف، وقتل المؤمن، وقذف المُحْصَنة.

ص: 390


1- وسائل الشيعة 1: 11/466، بحار الأنوار 80 : 366 / 7.
2- قطعة منه في الكافي 5: 1/122 عن زياد بن عيسى، ووسائل الشيعة 17: 9/166، وبحار الأنوار 79 : 234 / 11، و 100 : 26 /28.
3- أي قليلاً من الزمان.
4- قَرَف الذنب واقترفه: أتاه، وفي «أ، ج» قرفتم.

قلنا: ما منا أحدٌ أصاب من هذه شيئاً. قال: فأنتم إذن (1).

105/947 - عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : يا مُعاذ، الكبائر سبع، فينا أنزلت، ومنّا اسْتُخِفّت، وأكبر الكبائر: الشّرك باللّه، وقتل النفس التي حرم اللّه، وعُقوق الوالدين، وقَذف المُحصَنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزَّحف، وإنكار حقّنا أهل البيت.

فأمّا الشّرك باللّه، فإنّ اللّه قال فينا ما قال وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما قال، فكذّبوا اللّه وكذَّبوا رسوله، وأما قتل النفس التي حرَّم اللّه، فقد قتلوا الحسين بن على (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وأصحابه، وأمّا عُقوق الوالدين، فإنَّ اللّه قال في كتابه «النبيّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ» (2) وهو أب لهم، فقد عقّوا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في ذُريَّته وأهل بيته وأمّا قَذف المحصنات، فقد قَذَفُوا فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) على مَنابِرِهم، وأمّا أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا في كتاب اللّه، وأمّا الفِرار من الزَّحف، فقد أعطوا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بيعتهم غير كارهين ثم فرّوا عنه وخَذَلوه، وأمّا إنكار حقّنا، فهذا ممّا لا يَتَعاجمون (3) فيه (4).

106/948 - وفي خبر آخر : والتَّعرُّب بعد (5) الهجرة (6).

ص: 391


1- بحار الأنوار 79 : 18/13 و 88: 28.
2- الأحزاب 33: 6.
3- تَعَاجَمَ: تنكّر وتظاهر بالعُجمة.
4- نحوه في تفسير فرات الكوفي: 91/102، وعلل الشرائع: 1/474، ومن لا يحضره الفقيه 3: 1745/366، والخصال: 56/363، والتهذيب 4: 417/149، بحار الأنوار 79 : 14 / 19.
5- في «أ، ب، ج، د»: التعرب من.
6- بحار الأنوار 79: 19/14.

107/949 - عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الكَذِب على اللّه وعلى رسوله وعلى الأوصياء (عَلَيهِم السَّلَامُ) من الكبائر (1).

[31] إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ

108/950 - عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه ذكر قول اللّه: «إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ» [31] عبادة الأوثان، وشرب الخمر، وقتل النَّفس، وعُقوق الوالدين، وقَذف المُحْصَنات والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم (2).

109/951 - وفي رواية أخرى عنه: أكل مال اليتيم ظُلماً، وكُلّ (3) ما أوجب اللّه عليه النار (4).

110/952 - عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في رواية أخرى عنه: وإنكار ما أنزل اللّه، أنكروا حقَّنا وجَحَدُونا، وهذا لا يُتعاجم فيه أحد (5).

111/953 - عن سليمان الجعفري، قال: قلتُ لأبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما تقول أعمال السلطان؟ فقال: يا سليمان الدُّخول في في أعمالهم، والعَون لهم، والسعي في حوائجهم عديل الكُفر، والنَّظر إليهم على العَمد من الكبائر التي يُستَحقُ بها النار (6).

112/954 - عن السَّكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال :

ص: 392


1- المحاسن: 127/118، الكافي :2: 5/254 «نحوه»، من لا يحضره الفقيه 3: 372/1755 عقاب الأعمال: 268، وسائل الشيعة 12: 3/248، و 15: 25/327، بحار الأنوار 79 : 19/14.
2- بحار الأنوار 79 : 20/14.
3- في «ب»: وأكل.
4- بحار الأنوار 79 : 20/15.
5- بحار الأنوار 79 : 20/15.
6- وسائل الشيعة 17: 12/191، بحار الأنوار 79 : 21/15.

السُّكر من الكبائر، والحيف (1) في الوصيّة من الكبائر (2).

113/955 - عن محمّد بن الفضيل عن الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ»، قال: من اجتنب ما وعد اللّه عليه النار، إذا كان مؤمناً، كفّر اللّه عنه سيّئاته (3).

114/956 - وقال أبو عبد اللّه فى آخر ما فسّر : فاتّقوا اللّه ولا تَجْتَرُوا (4).

115/957 - عن كثير النوّاء، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الكبائر؟ قال: كلُّ شيءٍ أوعد (5) اللّه عليه النار (6).

[32] وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ

116/958 - عن عبد الرّحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ» [32]، قال: لا يتمنّى الرجل امرأة الرجل ولا ابنته، ولكن يتمنّى مثلهما (7).

117/959 - عن إسماعيل بن كثير، رفع الحديث إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : لمّا نزلت هذه الآية «وَسْئَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ» [32]، قال: فقال أصحاب النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ما هذا الفضل، أيكم يسأل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عن ذلك؟ قال: فقال علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنا أسأله عنه، فسأله عن ذلك الفضل ما هو ؟ فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :

ص: 393


1- الحيف: الظُّلم والجور.
2- الجعفريات: 134 «قطعة»، وسائل الشيعة 19: 5/268 «قطعة»، بحار الأنوار 66: 16/486، و 79: 22/15، و : 173 /18، و 103 : 199 / 29.
3- ثواب الأعمال: 130، بحار الأنوار 79 : 23/15.
4- بحار الأنوار 79 : 15 / 23.
5- في «أ، ج» وعد.
6- بحار الأنوار 79 : 24/15.
7- وسائل الشيعة 12: 6/242، بحار الأنوار 73: 24/255، و 93: 5/325.

إنَّ اللّه خَلَق خَلْقَه وقَسَّم لهم أرزاقهم من حِلّها وعَرَض لهم بالحرام، فمن أنْتَهَكَ حراماً، نقص له من الحلال بقدر ما أنتهك من الحرام، وحوسب به (1).

118/960 - عن ابن الهذيل، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ اللّه قسم الأرزاق بين عباده، وأفضل فضلاً كثيراً لم يُقسمه بين أحد، قال اللّه: «وَسْئَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ» (2).

119/961 - عن إبراهيم بن أبى البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّه قال: ليس من نفسٍ إلّا وقد فرض اللّه لها رزقها حلالاً يأتيها في عافية، وعرض لها بالحرام من وجه آخر، فان هي تناولت من الحرام شيئاً، قاصها به (3) من الحلال الذي فَرَض اللّه لها، وعند اللّه سواهما فضل كثير (4).

120/962 - عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له: جُعِلت فداك، إنَّهم يقولونَ إِنَّ النوم بعد الفجر مكروهٌ، لأنَّ الأرزاق تقسم في ذلك الوقت؟

فقال : الأرزاق مَوْظُوفة (5) مَقْسُومة، واللّه فضل يُقسمه ما بين (6) طُلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله: «وَسْئَلُوا اللّه مِن فَضْلِهِ»، ثمّ قال: وذكر اللّه بعد طُلُوع الفجر، أبلغ في طَلَب الرزق من الضَّرب في الأرض (7).

ص: 394


1- بحار الأنوار 5: 3/146.
2- بحار الأنوار 5: 5/147.
3- قاصّه: حبس عنه مثله.
4- الكافي 5: 2/80، بحار الأنوار 5: 6/147، وفي «أ»: فضل كبير.
5- أي معيّنة ومقدّرة، يقال: وظف له الرزق ولدابته العلف أي قدّر وعيّن.
6- في «ج، د» يقسمه من.
7- بحار الأنوار 5: 7/147، و 85: 11/323، ضرب في الأرض: سار في ابتغاء الرزق، أو خرج فيها تاجراً أو غازياً.

[33] وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ

121/963 - عن الحسن بن محبوب، قال: كتبتُ إلى الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وسألته عن قول اللّه تعالى: «وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الوالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ» [33]، قال: إنَّما عنى بذلك الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، بهم عقد اللّه أيمانكم (1).

[34] وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ

122/964 - عن ابن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قضى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في امرأة تزوجها رجلٌ وشَرَط عليها وعلى أهلها إن تَزَوَّج عليها امرأةً وهجرها، أو أتى عليها سُرِّيَّة (2)، فإنّها طالق.

فقال: شَرط اللّه قبل شرطكم، إن شاء وفي بشرطه، وإن شاء أمسك امرأته، ونكح عليها، وتسرّى عليها وهجرها، إن أنت سبيل ذلك، قال اللّه تعالى في كتابه: «فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ» (3)، وقال: أُحل لكم «مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» (4)، وقال: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وأَهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّه كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً» (5) [34].

123/965 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا نشرت المرأة على الرجل فهي الخُلْعَة (6)، فليأخُذ منها ما قدر عليه، وإذا نَشَز (7) الرجل مع نُشُوز المرأة فهو الشِّقاق (8).

ص: 395


1- الكافي 1: 1/168، تأويل الآيات 1: 1/128، وسائل الشيعة 26: 2/247، بحار الأنوار 104 : 364 / 4.
2- السُّريَّة: الأمة التي أنزلتها بيتاً، أو الجارية المملوكة.
3- النساء 4 : 3.
4- النساء 4 : 3.
5- وسائل الشيعة 21: 6/277، بحار الأنوار 104: 1/68.
6- الخُلْعَة الاسم من خلع امرأته، إذا طلقها على بذل منها له.
7- النُّشُوز كراهة كلّ واحدٍ من الزوجين صاحبه.
8- وسائل الشيعة 21: 5/351، بحار الأنوار 104 : 9/59.

124/966 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه تعالى: «فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا» [35]. قال: ليس للمُصْلِحَين أن يُفَرِّقا حتّى يَسْتامِرا (1).

[30] فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا

125/967 - عن زيد الشحام، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه «فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا»، قال : ليس للحَكَمين أن يُفرّقا حتّى يستأمر (2) الرجل والمرأة (3).

126/968 - وفي خبر آخر، عن الحلبي، عنه ويشترط عليهما إن شاء اجمعا، وإن شاء افرقا، فان جمعا فجائز، وإن فرقا فجائز (4).

127/969 - وفي رواية فضالة: فان رضيا وقلَّداهما الفُرقة ففرّقا (5)، فهو جائز (6).

128/970 - عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة، قال: أتى عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجل وامرأة، مع كلّ واحدٍ منهما فِئام (7) من الناس، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ابعثوا حكماً من أهله، وحَكَماً من أهلها.

ثمّ قال للحَكَمين: هل تدريان ما عليكما؟ عليكما إن رأيتما أن تجمعا جمعتما، وإن رأيتما أن تُفرّقا فرَّقتما.

ص: 396


1- الكافي 6: 5/147 «نحوه»، وسائل الشيعة 21: 2/353، بحار الأنوار 104 : 59 / 10.
2- استأمره: شاوره.
3- وسائل الشيعة 21 : 3/353، بحار الأنوار 104 : 59 / 11.
4- وسائل الشيعة 21 : 4/354، بحار الأنوار 104 : 59 / 12.
5- في «ب، ه»: ففرق.
6- وسائل الشيعة 21: 5/354، بحار الأنوار 104: 13/59.
7- أي جماعة من الناس.

فقالت المرأة: رَضِيتُ بكتاب اللّه عليَّ ولي. فقال الرجل: أمّا في الفرقة فلا. فقال عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما تبرح حتّى تُقرَّ بما أقرَّت به (1).

[36] اعْبُدُوا اللّه وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَلِدَيْنِ إِحْسَاناً

129/971 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أحد الوالدين، وعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) الآخر، فقلت: این موضع ذلك في كتاب اللّه؟ قال: اقرأ (2) «اعْبُدُوا اللّه وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً» (3) [36].

130/972 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، قال: إنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أحد الوالدين، وعلي ال الآخر، وذكر أنَّها الآية التي في النساء (4).

131/973 - عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قول اللّه تعالى: «وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى»، قال: ذو القربى «وَالْجَارِ الْجُنُبِ»، قال: الذي ليس بينك وبينه قرابة «وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ» [36]، قال: الصّاحب في السفر (5).

[41] يَوْمَ نَأْتِي مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً

132/974 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى «يَوْمَ نَأْتِي مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً» (6) [41]، قال: يُؤتى النبيّ يوم القيامة من كُلّ أُمَّةٍ بشهيد بوصي نبيّها، وأوتي بك يا علي شهيداً على أُمّتي يوم القيامة (7).

ص: 397


1- وسائل الشيعة 21: 6/354، بحار الأنوار 104 : 59 / 14.
2- في «أ، ج»: قرأ
3- تفسیر فرات: 96/104، بحار الأنوار 36 : 9/8.
4- بحار الأنوار 36 : 10/8.
5- بحار الأنوار 74: 18/160.
6- الآية في القرآن الكريم هكذا «فكيف إذا جئنا من كل أمة...».
7- تفسير البرهان 1: 3/79.

133/975 - عن أبي مَعْمَر (1) السَّعدي، قال: قال علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) في صفة يوم القيامة : يجتمعون في موطن يُسْتَنْطَقُ فيه جميع الخَلْق، فلا يتكلَّم أحدٌ إلّا من أذن له الرّحمن وقال صواباً، فتقام الرسل فتُسأل، فذلك قوله لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيداً» وهو الشهيد على الشهداء والشُّهداء هم الرُّسل (عَلَيهِم السَّلَامُ) (2).

134/976 - عن مَسْعدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن جدّه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبته يَصِف هَول يوم القيامة: ختم على الأفواه فلا تكلَّم، فتكلّمت الأيدي، وشهدت الأرْجُل، ونَطَقت الجلود بما عَمِلوا، فلا يكتمون اللّه حديثاً (3).

135/977 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا تقُم إلى الصلاة متكاسلاً ولا متناعساً ولا متثاقلاً، فانّها من خلل النّفاق، وإنَّ اللّه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم شكارى يعني من النوم (4).

[43] لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ

978/136 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ» [43]، قال: هذا قبل أن يُحرم الخمر (5).

137/979 - وعن الحلبي عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: يعني سُكر النوم (6).

ص: 398


1- في «أ، ج» ابن معمر.
2- بحار الأنوار 7: 5/313.
3- بحار الأنوار 7: 6/313.
4- بحار الأنوار 84: 4/231.
5- بحار الأنوار 84: 29/306.
6- مستدرك الوسائل 5: 6271/430.

138/980 و عن الحلبي، قال: سألته (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ».

قال: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، يعني سُكر النوم، يقول: وبكم نُعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم، وليس كما يصف كثير من الناس يَزْعُمُون أن المؤمنين يَسْكَرون (1) من الشراب، والمؤمن لا يشرب مسكراً ولا يشكر (2).

139/981 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قلتُ له: الحائض والجُنبُ يَدْخُلان المسجد أم لا؟ فقال: لا يَدْخُلان المسجد إلا مُجتازين، إنَّ اللّه تعالى يقول: «وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِى سَبِيلٍ حتّى تَغْتَسِلُوا» [43] و(3) يأخُذان من المسجد الشيء، ولا يضعان فيه شيئاً (4).

140/982 - عن أبي مريم، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما تقول في الرجل يتوضّأ ثم يدعو جاريته، فتأخُذ بيده حتّى ينتهى إلى المسجد، فإنّ من عندنا يَزْعُمون أنها المُلامسة؟

فقال: لا واللّه، ما بذاك بأس، وربما فعلته، وما يعني بهذا - أي «لَا مَسْتُمُ النِّسَاءَ» (5) [43] - إلّا المُواقعة دون الفَرْج (6).

141/983 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: اللّمس

ص: 399


1- فى «أ»: أن المؤمن يسكر.
2- بحار الأنوار 84: 4/231.
3- في «أ»: ولا.
4- علل الشرائع: 1/288 «قطعة»، بحار الأنوار 83: 42/375.
5- (أي «لامستم النساء») ليس في «أ، ب، د».
6- التهذيب 1: 55/22، بحار الأنوار 80: 12/220.

الجماع (1).

142/984 - عن الحلبي، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : هو الجماع، ولكن اللّه ستير يُحِبّ السّتر، فلم يُسمّ كما تُسمّون (2).

143/985 - عن الحلبي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سأله قيس بن رُمّانة، قال: أتوضّأ ثمَّ أدعو الجارية فتمسك بيدي، فأقوم وأُصلّي، أعليَّ وضوء؟ فقال: لا. قال: فانّهم يَزْعُمون أنَّه اللَّمس؟ قال: لا واللّه، ما اللَّمس إلّا الوقاع يعني الجماع. ثمّ قال: قد كان أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد ما كبر يتوضّأ ثم يدعو الجارية، فتأخُذ بيده فيقوم فيصلي (3).

144/986 - عن أبي أيوب، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : التيمّم بالصَّعيد لمن لم يجد الماء، كمن توضّأ من غديرٍ من ماء، أليس اللّه تعالى يقول: «فَتَيَمَّمُوا صَعِيد طيِّباً» [43]؟

قال: قلتُ: فان أصاب الماء وهو في آخر الوقت؟ قال: فقال: قد مضت صلاته.

قال: قلت له: فيُصلّى بالتيمم صلاةً أخرى؟ قال: إذا رأى الماء، وكان يقدر عليه، انتقض التيمّم (4).

145/987 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أتى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عمّار ابن یاسر، فقال: يا رسول اللّه أجنبت اللّيلة، ولم يكن معي ماءٌ، قال: كيف صنعت؟

ص: 400


1- بحار الأنوار 80 : 22 / 13.
2- الكافي 5: 5/555، وسائل الشيعة 1: 12/273، بحار الأنوار 80: 13/220.
3- بحار الأنوار 80: 13/221.
4- وسائل الشيعة 3: 6/378.

قال: طرحت ثيابي، ثم قمت على الصَّعيد فَتَمَعَّكت (1). فقال: هكذا يصنع الحمار، إنما قال اللّه: «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً»، قال: فَضَرَب بيده الأرض، ثمّ مسح إحداهما على الأخرى، ثم مسح يديه بجبينه، ثم مسح كفّيه كل واحدة منهما على الأخرى (2).

146/988 - وفي رواية أخرى، عنه، قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): صنعتَ كما يَصْنَع الحِمار، إنّ ربَّ الماء هو ربُّ الصَّعيد، إنَّما يُجزيك أن تضرب بكفيك ثمّ تنفضهما، ثمّ تمسح بوجهك ويديك كما أمرك اللّه (3).

989 / 147 - عن الحسين بن أبي طلحة، قال: سألتُ عبداً صالحاً في قوله: «أَوْ لَا مَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» ما حَدُّ ذلك؟ فان لم تَجِدُوا بشراء أو بغير شراء، إن وجد قدر وضوئه بمائة ألف، أو بألف و كم بلغ؟ قال: ذلك على قدر جِدته (4).

990 / 148 - عن جابر الجعفي، قال: قال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - في حديث له طويل -: يا جابر، أوّل أرض المغرب تَخْرَب أرض الشام، يختلفون عند ذلك على رايات ثلاث راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السُّفياني، فيلقى السُّفياني الأبقع فيقتله ومن معه، ويقتل الأصهب، ثمّ لا يكون له همٌّ إلّا الإقبال نحو العراق، ومرّ جيش (5) بقرقيسا (6)، فيقتُلون بها مائة ألف من الجبّارين.

ص: 401


1- تمعك تمرغ في التُّراب.
2- مستدرك الوسائل 2: 2656/537.
3- مستدرك الوسائل 2: 2656/537.
4- وسائل الشيعة 3: 2/389، والجدة: الغنى.
5- في المصادر: ويمرّ جيشه، أي السفياني.
6- كذا. وفي معجم البلدان: قرقيسياء بلدٌ على نهر الخابور عندها مصبّ الخابور في الفرات «معجم البلدان 4: 373».

ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفاً، فيُصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصَلْباً وسَبياً، فبينا هم كذلك إذ أقبلت راياتٌ من ناحية خُراسان تطوي المنازل طيّاً حثيثاً، ومعهم نَفَر من أصحاب القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، [ثمّ] يَخْرُج رجلٌ من موالي أهل الكوفة في ضُعفاء (1)، فيقتله أمير جيش السُّفياني بين الحيرة والكوفة.

ويبعث السُّفياني بعثاً إلى المدينة، فيفرُّ (2) المهديّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) منها إلى مكّة، فيبلُغ أمير جيش السُّفياني أنّ المهدي قد خرج من المدينة، فيبعث جيشاً على أثره، فلا يُدركه حتّى يَدْخُل مكّة خائفاً يترقب على سُنّة موسى بن عمران.

[47] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ امِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لما مَعَكُم

قال: وينزل جيش أمير السُّفياني البيداء، فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي (3) بالقوم: فيخسف بهم البيداء، فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نَفرٍ يُحوّل اللّه وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب وفيهم أنزلت هذه الآية «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَامِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم» يعنى القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) «مِّنْ قَبْلِ أَنْ نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا» (4) [47].

149/991 - وروى عمر و بن شمر عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نزلت هذه الآية على محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ ءَامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ في عليّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم مِن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَتَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أو نَلْعَنَهم» إلى قوله : «مَفْعُولاً».

ص: 402


1- في «ب، ج»: صنعاء.
2- كذا، وفي المصادر فينفر.
3- في «أ، ج»: بيدي، وفي «ب»: ميدي.
4- غيبة النعماني: 67/280، الإختصاص: 256، بحار الأنوار 52: 105/239.

وأما قوله: «مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم» يعني مُصدّقاً برسول (1) اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (2).

[48] إِنَّ اللّه لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ

150/992 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : أمّا قوله: «إِنَّ اللّه لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ» يعني أنّه لا يغفر لمن يكفر بولاية عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ). وأمّا قوله: «وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ» [48] يعني لمن والى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

151/993 - عن أبي العبّاس، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أدنى ما يكون به الانسان مُشرِكاً؟ قال: من ابتدع رأياً، فأحبَّ عليه، أو أبغض (4).

152/994 - عن قُتيبة الأعشى، قال: سألتُ الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «إِنَّ اللّه لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ»، قال: دخل في الاستثناء كُلُّ شيءٍ (5).

153/995 - وفي رواية أُخرى، عنه: دخل الكبائر في الاستثناء (6).

[51-59] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصيباً مِّنَ الْكِتَابِ

154/996 - عن بُريد بن مُعاوية، قال: كنتُ عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فسألته عن قول اللّه تعالى: «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ»، قال: فكان جوابه أن قال: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ» فلان وفلان «وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا سَبِيلاً» الأئمّة الضالة والدعاة إلى النار، هؤلاء أهدى من آل محمّد وأوليائهم سبيلاً «أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّه وَمَن يَلْعَنِ اللّه فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ» يعني الامامة والخلافة «فَإِذاً لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» نحن الناس الذين عنى اللّه،

ص: 403


1- في «أ، ج»: لرسول.
2- بحار الأنوار 9: 36/193.
3- تفسير البرهان 2: 5/91.
4- وسائل الشيعة 27: 46/60.
5- مستدرك الوسائل 11 : 362 / 13278.
6- مستدرك الوسائل 11 : 362 / 13278.

والنَّقير: النُّقطة التي رأيت في وسط النّواة «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ» فنحن المَحْسُودون على ما أتانا اللّه من الامامة دون خلق اللّه جميعاً «فَقَدْ آتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً» فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمّة، فكيف يُقرون بذلك في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) «فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً» إلى قوله : «وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً».

قال: قلت: قوله : في آل إبراهيم «وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً» ما المُلك العظيم ؟ قال: أن جَعَل منهم أئمَّةًمن أطاعهم أطاع اللّه، ومن عصاهم عصى اللّه، فهو المُلك العظيم.

قال: ثم قال: «إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» إلى: «سَمِيعاً بَصِيراً» قال: إيانا عنى أن يُؤدّي الأول منا إلى الامام الذي بعده الكتب والعلم والسَّلاح «وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» الذي في أيديكم، ثم قال للناس: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا» فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ» [51 - 59] إيانا عنى خاصَّة، فان خفتم تنازعاً في الأمر، فارجعوا إلى اللّه، وإلى الرسول وأولي الأمر منكم. هكذا نزلت وكيف يأمرهم بطاعة أولى الأمر، ويرخص لهم فى منازعتهم، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ» (1).

155/997 - بريد العجلي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - مثله سواء - وزاد فيه «أن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» إذا ظهرتم «أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» إذا بَدَت في أيديكم (2).

ص: 404


1- بحار الأنوار 23: 17/289.
2- بحار الأنوار 23 : 18/291.

156/998 - عن أبي الصباح الكناني، قال: قال أبو عبداللّه صلى اللّه عليه وسلم : يا أبا الصباح، نحن قوم فَرَض اللّه طاعتنا لنا الأنفال، ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم ونحن المَحْسُودون الذين قال اللّه في كتابه: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ» (1).

157/999 - عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : بينما موسى بن عمران اللّه يناجي ربّه ويُكلّمه، إذ رأى رجلاً تحت ظل العرش، فقال: يا ربّ، من هذا الذي قد أظله عرشك، فقال يا موسى هذا مِمَّن لم يَحْسُد الناس على ما آتاهم اللّه من فضله (2).

158/1000 - عن أبي سعيد المُؤدِّب، عن ابن عباس، في قوله «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ»، قال: نحن الناس، وفضله النبوّة (3).

159/1001 - عن أبي خالد الكابُلي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «مُلْكاً عَظِيماً» أن جعل فيهم أئمَّةً، من أطاعهم أطاع اللّه، ومن عصاهم عصى اللّه، فهذا مُلكٌ عظيمٌ «وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً» (4).

160/1002 - وعنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : في رواية أخرى، قال: الطاعة المفروضة (5).

161/1003 - حمران، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «فَقَدْ آتَيْنَاءَ الَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ»، قال : النبوّة

ص: 405


1- بصائر الدرجات: 1/222 و 6/224، الكافي 1: 6/143، التهذيب 4: 367/132، مجمع البيان :3 95 مناقب ابن شهر آشوب 4: 215، بحار الأنوار 23 : 19/291.
2- بحار الأنوار 73: 25/255.
3- بحار الأنوار 23 : 20/291.
4- بصائر الدرجات: 6/56 «قطعة» عن بريد، بحار الأنوار 23 : 21/291.
5- بصائر الدرجات: 14/529، الكافي 1: 4/143، مختصر بصائر الدرجات: 61، بحار الأنوار 23 : 22/292.

«وَالْحِكْمَةَ»، قال : الفَهم والقضاء، «ومُلْكاً عَظِيماً»، قال : الطاعة (1).

162/1004 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «فَقَدْ آتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ» فهو النبوّة «وَالْحِكْمَةَ» فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة، وأما الملك العظيم فهم الأئمّة الهداة من الصَّفوة (2).

163/1005 - عن داود بن فَرقَد قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعنده إسماعيل ابنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ» الآية، قال: فقال : المُلك العظيم: افتراض الطاعة.

قال: «فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ» قال: فقلت: أستغفر اللّه. فقال لي إسماعيل: لِمَ يا داود؟ قلتُ لأني كثيراً قرأتها (وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِن بِهِ وَمِنْهُم مَن صدَّ عَنْهُ). قال: فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّما هو (3)، فمن هؤلاء ولد إبراهيم - من آمن بهذا، ومنهم من صدّ عنه (4).

164/1006 - عن زُرارة، وحُمران، ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : الامام يُعْرَف بثلاث خصال: إنَّه أولى (5) الناس بالذي كان قبله وإنَّ عنده سلاح النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وعنده الوصيَّة، وهي التي قال اللّه في كتابه: «ِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا».

وقال: إن السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدَور المُلك حيث

ص: 406


1- بصائر الدرجات: 7/56، الكافي 1: 3/160، بحار الأنوار 23: 23/292.
2- بحار الأنوار 23 : 24/292.
3- أي إنّ الصحيح هو الذي قرأته لك.
4- بحار الأنوار 23 : 25/292.
5- في «أ، ب»: ولي.

دار السِّلاح كما كان يدُور حيث دار التابوت (1).

165/1007 - عن الحلبي، عن زُرارة «أن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» يقول: أدُّوا الولاية إلى أهلها «وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»، قال: هم آل محمّد عليه و آله السلام (2).

166/1008 - في رواية محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هم الأئمّة من آل محمّد يؤدّي الامام الإمامة (3) إلى إمام بعده، ولا يَخُصُّ بها غيره، ولا يَزْويها عنه (4).

16/100 - أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «إِنَّ اللّه نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ»، قال : فينا نزلت واللّه المستعان (5).

168/1010 - وفي رواية ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» قال: أمر اللّه الامام أن يدفع ما عنده إلى الامام الذي بعده، وأمر الأئمّة أن يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يُطيعوهم (6).

169/1011 - عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الآية

ص: 407


1- بصائر الدرجات: 22/200 «عن الحلبي، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)»، بحار الأنوار 23: 11/277 و 12.
2- تفسير البرهان 2: 10/102.
3- في «ج»: الامانة.
4- بصائر الدرجات: 5/496، و 11/497، الكافي 1: 2/217 «عن أحمد بن عمر عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)»، بحار الأنوار 23: 6/276، وزوى الشيء: نحاه وصرفه.
5- بصائر الدرجات: 3/495، بحار الأنوار 23 : 15/278.
6- بحار الأنوار 23 : 14/278.

«أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ». قال : الأوصياء (1).

170/1012 - وفي رواية أبي بصير، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: نزلت في عليّ بن أبي اللّه طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).

قلت له: إنَّ الناس يقولون لنا: فما منعه أن يُسمّي عليّاً وأهل بيته في كتابه؟

فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قولوا لهم: إنَّ اللّه أنزل على رسوله الصلاة، ولم يُسمّ ثلاثاً ولا أربعاً حتّى كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هو الذي فسر ذلك، وأنزل الحجّ فلم يُنزل طُوفوا أسبوعاً حتّى فسّر ذلك لهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنزل «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ» فنزلت في علي والحسن والحسين.

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في عليّ «من كنت مولاه فعلي مولاه». وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «أوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي إني سألت اللّه أن لا يُفرّق بينهما حتّى يُوردهما عليَّ الحوض، فأعطاني ذلك، فلا تعلموهم فانّي أعلم منكم، إنهم لن يُخرجوكم من باب هُدى، ولن يُدْخِلوكم فى باب ضَلال».

ولو سَكَتَ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولم يُبيّن أهلها، لا دعاها آل عباس و آل عقيل و آل فلان وآل فلان، ولكن أنزل اللّه في كتابه: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (2) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (عَلَيهِم السَّلَامُ) تأويل هذه الآية، فأخَذَ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فأدخلهم تحت الكساء في بيت أمّ سَلَمة، وقال: «اللّهم إنّ لكُلِّ نبي ثَقَلاً وأهلاً، فهؤلاء ثَقَلي وأهلي».

فقالت أمّ سَلَمة ألستُ من أهلك؟ قال: «إنَّك إلى خير، ولكن هؤلاء تَقَلي

ص: 408


1- بحار الأنوار 23: 52/300.
2- الأحزاب 33: 33.

وأهلي».

فلمّا قُبض رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كان علي أولى (1) الناس بها لكبره، ولمّا بلّغ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأقامه وأخذ بيده، فلمّا حُضِر (2) علي لم يستطع ولم يكُن ليفعل اللّه أن يُدْخِل محمّد بن عليّ ولا العبّاس بن علي ولا أحداً من ولده، إذاً لقال الحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : أنزل اللّه فينا كما أنزل فيك، وأمر بطاعتنا (3) كما أمر بطاعتك، وبلّغ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فينا كما بلّغ فيك، وأذهب عنا الرجس، كما أذهبه عنك.

فلمّا مضى عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) أولى بها لكبره، فلمّا حضر الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) لم يستطع ولم يكن ليفعل أن يقول: «أُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى يبغض» (4) فيجعلها لولده، إذاً لقال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أنزل اللّه في كما أنزل فيك وفي أبيك، وأمر بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك، وأذهب الرجس عنّي كما أذهب عنك وعن أبيك.

فلمّا أن صارت إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لم يبق أحد يستطيع أن يُدعى كم يدّعي هو على أبيه وعلى أخيه، فلما أن صارت إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5) جرى [تأويل قوله تعالى] (6) : «أُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّه» ثمّ صارت من بعد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى عليّ بن الحسين، ثمّ من بعد عليّ بن الحسين إلى محمّد بن علي عليهم الصلاة والسلام.

ص: 409


1- في «ب»: ولي.
2- أي حضره الموت.
3- في «أ، ب»: بطاعته.
4- الأنفال 8: 75.
5- في «ه»: وعلى أخيه، وهنالك جرى أن اللّه عزّ وجلّ يقول.
6- من البحار.

ثم قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الرّجس هو الشك واللّه لا نَشُكُّ في ديننا أبداً (1).

171/1013 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن قول اللّه تعالى، فذكر نحو هذا الحديث، وقال فيه زيادة: فنزلت عليه الزكاة فلم يُسم اللّه من كل أربعين دِرْهَماً دِرْهَماً حتّى كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هو الذي فَسّر ذلك لهم.

وذكر في آخره: فلما أن صارت إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لم يكُن أحدٌ من أهله يستطيع أن يَدّعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، لو أرادا أن يَصْرِفا الأمر عنه، ولم يكونا ليفعلا، ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين بن عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فجرى تأويل هذه الآية «وَأَوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّه» (2) ثمّ صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثمّ صارت من بعد عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ (عَلَيهِم السَّلَامُ) (3).

172/1014 - عن أبان أنه دخل على أبى الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : فسألته عن قول اللّه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ».

فقال: ذلك عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثمّ سكت، قال: فلمّا طال سُكُوته، قلت: ثمّ من؟ قال: ثمّ الحسن. ثم سكت. فلمّا طال سكوته قلت: ثم من؟ قال: الحسين. قلت: ثم من؟ قال: ثمَّ عليّ بن الحسين وسكت فلم يزل يَسكُت عند كلّ واحدٍ حتّى أُعيد المسألة، فيقول، حتّى سمّاهم إلى آخر هم (عَلَيهِم السَّلَامُ) (4).

173/1015 - عن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّكم

ص: 410


1- تفسیر فرات: 27/110 «نحوه»، الكافي 1: 1/226، بحار الأنوار 35: 12/210.
2- الأنفال 8 : 75.
3- بحار الأنوار 35: 13/212.
4- بحار الأنوار 23 : 26/292.

أخذتم هذا الأمر من جَذوه - يعنى من أصله - عن قول اللّه تعالى: «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ» ومن قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «ما إن تمسكتم به لن تَضِلّوا» لا من قول فلان، ولا من قول فلان (1).

1016 / 174 - عن عبد اللّه بن عجلان، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ»، قال: هي في عليّ وفي الأئمّة السلام، جعلهم اللّه مواضع الأنبياء، غير أنَّهم لا يُحلون شيئاً، ولا يُحرّمونه (2).

175/1017 - عن حكيم (3)، قال: قلتُ لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : جعلت فداك، أخبرني من أولي الأمر الذين أمر اللّه بطاعتهم؟

فقال لى: أولئك على بن أبي طالب والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر أنا، فاحْمَدُوا اللّه الذي عَرّفكم أئمتكم وقادتكم حين جَحَدَهُم الناس (4).

176/1018 - عن يحيى بن السري، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أخبرني بدعائم الاسلام التي بُني عليها الدين لا يسع أحداً التقصير في شيءٍ منها، التي من قصر عن معرفة شيءٍ منها فَسَد عليه دينه، ولم يُقبل منه عَمَلُه، ومن عَرَفها وعَمِل بها صَلَح له دينه، وقبل منه عَمَلُه، ولم يضُرّه ما هو فيه بجهل شيءٍ من الأُمور إن جهله؟

فقال نعم شهادة أن لا إله إلّا اللّه، والايمان برسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، والإقرار بما

ص: 411


1- بحار الأنوار 23 : 27/293.
2- إثبات الهداة 3: 701/48، بحار الأنوار 23 : 28/293.
3- فى «أ»: سليم، وفي «ب»: حليم.
4- بحار الأنوار 23 : 29/293.

جاء من عند اللّه، وحق من الأموال الزكاة (1)، والولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمّد.

قال: وقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «مَن مات ولا يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية». فكان الإمام عليّ بن أبي طالب، ثمّ كان الحسن بن عليّ، ثمَّ كان الحسين بن عليّ، ثمّ كان عليّ بن الحسين، ثمّ كان (2) محمّد بن علي أبو جعفر (3).

وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر، وهم لا يعرفون مناسك حجّهم، ولا حلالهم، ولا حرامهم، حتّى كان أبو جعفر، فنَهَج (4) لهم وبيّن مناسك حجّهم، وحلالهم وحرامهم، حتّى استغنوا عن الناس، وصار الناس يتعلمون منهم بعد ما كانوا يتعلّمون من الناس، وهكذا يكون الأمر، والأرض لا تكون إلّا بإمام (5).

177/1019 - عن عمرو بن سعيد (6)، قال: سألت أبا الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنْكُمْ»، قال: قال علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأوصياء من بعده (7).

178/1020 - عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سَمِعتُ عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما نزلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) آية من القرآن إلّا أقرأنيها، واملاها عليّ، فأكتبها بخطّي،

ص: 412


1- في «أ»: والزكاة.
2- في «أ، ب»: وكان.
3- في «أ»: ثم جعفر.
4- في «ب، ه»: فحج.
5- الكافي 2: 6/16 بزيادة، بحار الأنوار 18: 37/387.
6- في «أ، ب، د» عمر بن سعيد، والظاهر صحة ما أثبتناه، انظر معجم رجال الحديث 13 : 104.
7- إثبات الهداة 3: 702/48، بحار الأنوار 23 : 30/293.

وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا اللّه لي أن يعلّمني فهمها وحفظها، فما نسيت آيةً من كتاب اللّه، ولا علماً أملاه علي فكتبته منذ دعا لي بما دعا، وما نزل شيء (1) علمه اللّه من حلالٍ ولا حرام، أمر ولا نهي، كان أو يكون من طاعةٍ أو معصية، إلا علَّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً، ثمّ وضع يده على صدري ودعا اللّه لي أن يملأ قلبي عِلماً وفهماً وحكمة ونُوراً، لم أنس شيئاً، ولم يفتني شيء لم أكتبه.

فقلت: يا رسول اللّه، وتَخَوَّفت عليّ النسيان فيما بعد؟ فقال: لستُ أتخوَّف عليك نسياناً ولا جهلاً، وقد أخبرني ربّي أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك.

فقلت: يا رسول اللّه، ومن شركائى من بعدى؟ قال: الذين قرنهم اللّه بنفسه وبي. فقال: «أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنْكُمْ» الأئمّة.

فقلت يا رسول اللّه، ومن هم؟ فقال: الأوصياء منّي إلى أن يَرِدُوا عليَّ الحوض، كلّهم هادٍ مُهتَدٍ لا يَضُرُّهم من خَذَلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يُفارقهم ولا يُفارقونه بهم تُنصر أمتي، وبهم يُمْطَرون، وبهم يُدْفَع عنهم، وبهم يُسْتَجاب دعاؤهم.

قلت: یا رسول اللّه، سنّهم لي. فقال: ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثم ابن له يقال له عليّ، وسيُولد في حياتك، فاقرأه مني السلام، ثمّ تكمّله إلى اثني عشر من ولد محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).

فقلت له: بأبي أنت وأمي سنّهم فسمّاهم لي رجلاً رجلاً، فيهم واللّه - يا أخا بني هلال - مهديّ أُمة محمّد، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً

ص: 413


1- في «ج»: وما ترك شيئاً.

وظُلماً، واللّه إني لأعرف من يُبايعه بين الركن والمقام، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم (1).

179/1021 - عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَارْجِعُوهُ إِلَى اللّه وَإِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (2).

180/1022 - وفي رواية عامر بن سعيد الجُهني، عن جابر، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَأُولى الأمر» من آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (3).

181/1023 - عن يونس مولى عليّ، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من كانت بينه وبين أخيه منازعةٌ، فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم بينهما، فأبى إلا أن يرافعه (4) إلى السلطان، فهو كمن حاكم إلى الجِبت والطَّاغُوت، وقد قال اللّه تعالى: «يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ» إلى قوله «بَعِيداً» (5) [60].

[60] يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إلى الطَّاغُوتِ... بعيداً

182/1024 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ».

فقال: يا أبا محمّد، إنه لو كان لك على رجل حقّ، فدعوته إلى حُكّام أهل العدل، فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حُكّام أهل الجَور ليقضوا له، كان ممَّن حَاكَمَ إلى الطاغوت (6).

ص: 414


1- كمال الدين: 37/284.
2- تفسير القمّي 1: 141 «نحوه»، بحار الأنوار 23 : 31/294.
3- بحار الأنوار 23 : 32/294.
4- فى «ج»: يرفعه.
5- بحار الأنوار 104 : 264 / 7.
6- بحار الأنوار 104 : 264 / 8.

[62] فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ

183/1025 - عن منصور بن بُزُرج، عمَّن حدثه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» [62]، قال: الخَسْفُ واللّه عند الحوض بالفاسقين.

عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله (1).

1026/ 184 عن عبد اللّه النجاشي، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَّهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بليغاً» يعني واللّه فلاناً وفلاناً «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّه» إِلَى :قوله «تَوَّاباً رَّحِيماً» یعنی واللّه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) و عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) بما صنعوا، أي لو جاء وك بها يا عليّ فاستغفروا ممّا (2) صنعوا «وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّه تَوَّاباً رَحِيماً * فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ».

ثم قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : هو واللّه عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعينه «ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ» على لسانك يا رسول اللّه، يعني به ولاية عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» [ 63- 65] لعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

[ 63- 65] أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ

1027 / 185 - عن محمّد بن عليّ، عن أبي جُنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حُبشي (4) بن جُنادة السلولي، عن أبي الحسن الأول، عن أبيه «أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ» فقد سبقت عليهم كلمة الشقاوة، وسبق لهم العذاب «وَقُلْ لَّهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً» (5).

ص: 415


1- تفسير القمّي 1: 142، تفسير البرهان 1: 5/118.
2- في «أ، ج»: بما.
3- الكافي 8: 526/334، بحار الأنوار 30 271 / 142، و 36: 37/98.
4- في «أ، ب، د، ه» حسین تصحیف انظر معجم رجال الحديث 6: 85.
5- الكافي 8: 211/184.

1028/186 - عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته - :يقول: واللّه لو أنَّ قوماً عبدوا اللّه وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجّوا البيت وصاموا رمضان، ثمّ لم يسلموا إلينا، لكانوا بذلك مشركين فعليهم بالتسليم.

ولو أنَّ قوماً عبدوا اللّه، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وحجّوا البيت، وصاموا رمضان، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): لو صنع كذا وكذا، خلاف الذي صنع، لكانوا بذلك مشركين.

ولو أنَّ قوماً عبدوا اللّه ووحدوه، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول اللّه : لم قال لِمَ صنع كذا وكذا، ووجدوا ذلك في أنفسهم، لكانوا بذلك مشركين، ثمّ قرأ «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ» إلى قوله : «يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» (1).

187/1029 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» (2).

188/1030 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ وَلَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَى محمّد وآل محمّد اللّه وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» (3).

189/1031 - عن أيوب بن الحرّ، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : في قوله

ص: 416


1- المحاسن: 365/271 «نحوه»، الكافي 1: 2/321 _نحوه»، بحار الأنوار 2: 90/205.
2- كذا في النسخ، ولم يرد هذا الحديث والذي يليه في «ج»، والظاهر أنّ في الحديث سقطاً، ففي البحار 23: 59/302 عن الكافي بالاسناد عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه : «ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ» في أمر الولاية «وَيُسَلِّمُوا»للّه الطاعة «تَسْلِيماً».
3- بحار الأنوار 2 : 94/206.

تعالى: «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ» إلى «وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» فحلف ثلاثة أيمان متتابعاً، لا يكون ذلك حتّى تكون تلك النُّكتة السوداء في القلب، وإن صام وصلّى (1).

[66] وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ

190/1032 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» وسَلِّمُوا للإمام تسليماً «أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ» رضاً له «مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ» أنَّ أهل الخلاف «فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ» [66] يعني في عليّ (2).

191/1033 - عن عبد اللّه بن جندب، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : حقّ على اللّه أن يجعل وليَّنا رفيقاً للنبيّين والصدّيقين والشُّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً (3).

[ 69] أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ

1034/192 - عن أبي بصير، قال: قال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : يا أبا محمّد، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال: «أَولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ» [69] الآية، فرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في هذا الموضع النبيّ ونحن الصدّيقون والشُّهداء، وأنتم الصالحون، فتسمّوا بالصَّلاح كما سمّاكم اللّه (4).

[71 - 73] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ

193/1035 - عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا» فسمّاهم مُؤمنين وليسوا (5) هم بمؤمنين ولا كرامة، قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا تُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً» إلى قوله: «فَأَفُوزَ فَوْزاً

ص: 417


1- بحار الأنوار 2: 95/206.
2- الكافي 8: 210/184. «نحوه».
3- بحار الأنوار 68: 68/32.
4- الكافي 8: 6/358 ضمن حديث طويل، مجمع البيان 3: 111، بحار الأنوار 68: 69/32.
5- في «أ، ب، د»: وليس.

عَظِيماً» [71-73] ولو أنَّ أهل السماء والأرض قالوا: قد أنعم اللّه عليَّ إذ لم أكن مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، لكانوا بذلك مشركين، وإذا أصابَهُمْ فَضْلُ مِنَ اللّه، قال: يا ليتني كُنتُ معهم فأقاتل في سبيل اللّه (1).

194/1036 - عن سعيد بن المسيب، عن عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : كانت اللّه خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة (2)، فلمّا فقدهما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شنأ (3) المقام بمكة، ودخله حزنٌ شديدٌ، وأشفق على نفسه من كُفّار قريش، فشكا إلى جبرئيل ذلك، فأوحى اللّه إليه : يا محمّد، اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة، فليس لك اليوم بمكّة ناصر، وانصب للمشركين حرباً؛ فعند ذلك توجه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى المدينة (4).

[75] الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ

195/1037 - عن حمران، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا» إلى: «نَصِيراً» [75] قال: نحن أولئك (5).

196/1038 - عن سماعة، قال: سألتُ (6) أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن المستضعفين؟ قال: هم أهل الولاية.

ص: 418


1- مجمع البيان 3: 114 «نحوه»، بحار الأنوار 68: 9/260.
2- كذا، والمتفق عليه في التواريخ أنهما تُوفّيا في سنةٍ واحدةٍ، وقال بعضهم: أنَّها تُوفّيت بعده بثلاثة أيّام أنظر الاستيعاب بهامش الإصابة 4: 289، أسد الغابة 5: 439، الإصابة 4: 283.
3- أي أبغض.
4- بحار الأنوار 19: 29/78.
5- مناقب ابن شهر آشوب 2: 209 عن عثمان بن أبان عن الصادق، بحار الأنوار 24 : 172 / 11.
6- في «أ، ب، ج، د»: سمعت.

قلت: أيّ ولاية تعني؟ قال: ليست ولاية، ولكنَّها في المناكحة والمواريث والمخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا الكفّار، ومنهم المُرْجَون لأمر اللّه، فأما قوله: «وَالْمُسْتَضْعَفِينَ.. الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا» إلى «نَصِيراً» فأُولئك نحن (1).

[77] قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى

19/139 - عن إدريس مولى لعبد اللّه بن جعفر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في تفسير هذه الآية «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» مع الحسن اللّه «وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ... فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ» مع الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) «قَالُوا رَبَّنَا لِمَ كتبْتَ عَلَيْنَا القِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلِ قَرِيبٍ» إلى خروج القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فانّ معه النَّصر والظَّفر، قال اللّه تعالى: «قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى» [77] الآية (2).

198/104 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : واللّه الذي صنعه الحسن بن على (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) كان خيراً لهذه الأمّة ممّا طلعت عليه الشمس، واللّه لفيه نزلت هذه الآية «ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَءَاتُوا الزَّكَوة» إنّما هي طاعة الإمام، فطلبوا القتال «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ» مع الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) «قَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ» وقوله: «رَبَّنَا أَخْرَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ تُجِب دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ» (3) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4).

199/1041 - الحلبي، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «كُفُوا أَيْدِيَكُمْ» قال: يعني ألسنتكم (5).

ص: 419


1- بحار الأنوار 24: 12/172، و 72: 21/163.
2- نور الثقلين 1: 414/519.
3- إبراهيم 14 : 44.
4- الكافي 8: 506/330، بحار الأنوار 44: 2/217، و 52: 35/132.
5- الكافي 2: 8/93، بحار الأنوار 44: 3/217.

200/1042- وفي رواية الحسن بن زياد العطّار، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَوَة»، قال: نزلت في الحسن بن عليّ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، أمره اللّه بالكفِّ «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ» قال: نزلت في الحسين بن عليّ، كتب اللّه عليه وعلى أهل الأرض أن يُقَاتِلوا معه (1).

201/10 - عن علي بن أسباط، يرفعه عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لو قاتل معه أهل الأرض، لقُتِلُوا كُلّهم (2).

[79] مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَّفْسِكَ

202/1044 - عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال اللّه تبارك و تعالی: یا ابن آدم بمشيَّتي كنت أنت الذي تشاء وتقول، وبقوَّتي أديتَ إليَّ فريضتي، وبنعمتي قَوِيتَ على معصيتي «مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَّفْسِكَ» [79] وذاك أنّى أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منّي، وذاك أني لا أسأل عمّا أفعل وهم يُسألون (3).

203/1045- وفي رواية الحسن بن علي الوساء، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : وأنت أولى بسيئاتك منّي، عَمِلت المعاصي بقوَّتي التي جعلت فيك (4).

204/1046 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ذَروة الأمر وسَنَامه ومفتاحه، وباب الأنبياء، ورضا الرّحمن الطاعة للامام (5) بعد معرفته.

ثمّ قال: إنَّ اللّه تعالى يقول: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه» إلى

ص: 420


1- بحار الأنوار 44: 3/217.
2- بحار الأنوار 44: 4/218.
3- نحوه في قرب الإسناد: 1267/354، والتوحيد : 6/338، وعيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 1: 49/144، بحار الأنوار 5: 99/56.
4- بحار الأنوار 5: 100/56.
5- في «أ، ب» للرحمن.

«حفيظاً» (1) [80] أما لو أنَّ رجلاً قام ليله، وصام نهاره، وتصدَّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي اللّه فيواليه، ويكون جميع أعماله بولاية منه إليه، ما كان له على اللّه حق في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان.

ثمّ قال: أولئك المُحسن منهم يُدخله اللّه بفضله ورحمته (2).

205/1047 - عن أبي إسحاق النحوي، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنَّ اللّه سَمِعتُ أدّب نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) على محبته فقال : «إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (3). قال: ثمّ فوّض إليه الأمر فقال: «مَا ءَاتَكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا» (4) وقال: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه».

وإنَّ رسول اللّه عليه وآله السلام فوَّض إلى عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) وائتمنه، فسلَّمتم وجَحَد الناس، فواللّه لنُحبُّكم (5) أن تقولوا إذا قلنا، وأن تَصْمُتوا إذا صَمَتنا، ونحن فيما بينكم وبين اللّه واللّه ما جعل لأحدٍ من خير في خلاف أمره (6).

[83] وَإِذَا جَاءَهُمْ أمْرُ منَ الأمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ

206/1048 - عن محمّد بن عجلان قال سَمِعتُه يقول: إن اللّه عيّر قوماً بالإذاعة، فقال: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ» [83] فإيّاكم والإذاعة (7).

207/1049 - عن عبد اللّه بن عجلان، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَلَوْ

ص: 421


1- الكافي 1: 1/142، أمالي المفيد : 4/68.
2- المحاسن: 430/286، الكافي 2: 5/16، بحار الأنوار 23 : 33/294.
3- القلم 68 : 4.
4- الحشر 59 : 7.
5- في «أ»: لنحسبنكم.
6- الكافى 1 : 1/207، بحار الأنوار 23 : 34/295.
7- الكافي 2: 1/274، بحار الأنوار 2: 49/75.

رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِى الأَمْرِ مِنْهُمْ» [83]، قال: هم الأئمّة علي (1).

208/1050 - عن عبد اللّه بن جُندب، قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): ذكرت رحمك اللّه هؤلاء القوم الذين وصفت أنهم كانوا بالأمس لكم إخواناً، والَّذي صاروا إليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم، والبراءة منكم والذين تأفكوا به من حياة أبي صلوات اللّه عليه ورحمته.

وذكر في آخر الكتاب: أنَّ هؤلاء القوم سَنّح لهم شيطان اغترهم بالشُّبهة، ولَبّس عليهم أمر دينهم، وذلك لما ظهرت فريتهم، واتَّفقت كلمتهم، وكذبوا على عالمهم، وأرادوا الهُدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا لم، ومن، وكيف، فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم وما ربُّك بظلام للعبيد، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جَهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لأنَّ اللّه يقول في محكم كتابه: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ» يعني آل محمّد، وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجّة اللّه على خلقه (2).

209/1051 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) و حمران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «لَوْ لَا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ» [83] قال: فضل اللّه رسوله ورحمته: ولاية الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) (3).

210/1052 - عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَلَوْ لَا

ص: 422


1- بحار الأنوار 23 : 35/295.
2- وسائل الشيعة 27: 56/71 بحار الأنوار 23: 36/295.
3- بحار الأنوار 24 : 39/60، و: 46/62.

فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ»، قال : الفضل: رسول اللّه عليه وآله السلام ورحمته: أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

211/1053- ومحمّد بن الفضيل عن العبد الصالح (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الرحمة : رسول اللّه عليه وآله السلام، والفضل: علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).

212/1054 - عن ابن مسكان، عمَّن رواه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَلَوْ لَا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً»، فقال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنَّك لتسأل عن كلام القدر وما هو من ديني، ولا دين آبائي، ولا وجدتُ أحداً من أهل بيتي يقول به (3).

[84] فَقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّه لَا تُكَلِّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ

213/1055 - عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول الناس لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إن كان له حقّ فما منعه أن يقوم به؟

قال: فقال: إنَّ اللّه لم يكلّف هذا إلا إنساناً واحداً رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : «فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ» [84] فليس هذا إلّا للرسول، وقال لغيره: «إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ» (4) فلم يكن يومئذٍ فئةٌ يُعينونه على أمره (5).

214/1056 - عن زيد الشحّام، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : ما سُئل رسول اللّه عليه و آله السلام شيئاً قطّ فقال لا، إن كان عنده أعطاه، وإن لم يكُن عنده قال: يكون إن شاء اللّه، ولا كافاً بالسيئة قطُّ، وما لقي (6) سَرِيّة من نزلت عليه «فَقَاتِلُ فِي

ص: 423


1- بحار الأنوار 35: 3/423.
2- نور الثقلين 1: 432/523.
3- بحار الأنوار 5: 101/56.
4- الأنفال 8: 16.
5- بحار الأنوار 16: 29/340، و 29: 38/449.
6- في «ب، د، ه»: وما ألقى وفي «أ»: وما ألفى.

سَبِيلِ اللّه لَا تُكَلِّفُ إِلَّا نَفْسَكَ» إِلَّا ولي بنفسه (1).

215/1057 - أبان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ): لمّا نزلت على رسول اللّه عليه وآله الا لسلام «لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ»، قال: كان أشجع الناس من لاذَ برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (2).

216/1058 - عن الثَّمالي عن عيص، عن أبي عبداللّه، قال: رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) - كُلِّف ما لم يُكلّف أحدٌ - أن يُقاتل في سبيل اللّه وحده، وقال: «حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتالِ» (3) وقال : إنّما كُلّفتم اليسير من الأمر، أن تذكروا اللّه (4).

217/1059-عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن رجلٍ، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إنّ لِكلِ كَلباً يبغي الشّر فاجتنبوه، يُكفكم اللّه بغيركم، إِنَّ اللّه يقول: «وَاللّه أَشَد بأساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً» [84] لا تعلموا بالشرّ (5).

[90] أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللّه لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ

218/1060- عن سيف بن عميرة، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللّه لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ» [10]، قال: كان أبي يقول: نزلت في بني مدلج اعتزلوا فلم يقاتلوا النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولم يكونوا مع قومهم.

قلت: فما صنع بهم؟ قال: لم يقاتلهم النبيّ عليه و آله السلام حتّى فرغ من

ص: 424


1- بحار الأنوار 16: 340 / 30.
2- بحار الأنوار 16: 31/340، قال المجلسي (رَحمهُ اللّه) : أي كان (عَلَيهِ السَّلَامُ) بحيث يكون أشجع الناس من لحق به ولجأ إليه، لأنّه كان أقرب الناس وأجرأهم عليهم، كما روي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنّه كان يقول: كنّا إذا أحمرّ البأس انقينا برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فما يكون أحد أقرب إلى العدوّ منه.
3- الأنفال 8 : 65.
4- بحار الأنوار 16: 32/340.
5- نور الثقلين 1: 438/524.

عدوّه، ثمّ نبذ إليهم على سواء.

قال: «حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» هو الضيق (1).

219/1061- عن مَسْعَدة بن صَدَقة، قال : سُئِل جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَنَا وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئَاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ».

قال: أمّا تحرير رقبة مؤمنة ففيما بينه وبين اللّه، وأمّا الدِّيَة المُسَلَّمة إلى أولياء المقتول «فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٌّ لَّكُمْ» قال: وإن كان من أهل الشرك الذين ليس لهم فى (2) الصُّلح «وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ» فيما بينه وبين اللّه، وليس عليه الدِّيَة. «وَإِنْ كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاق» [92] وهو مؤمن، فتحرير رقبة مؤمنة فيما بينه وبين اللّه، ودِيَة مُسلَّمة إلى أهله (3).

220/1062 - عن حفص بن البختري، عمَّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَئَاً» إلى قوله: «فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٌّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ».

[92] وَإِنْ كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقُ

قال: إذا كان من أهل الشرك «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» فيما بينه وبين اللّه وليس عليه دِيَة «وَإِنْ كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ» قال : قال : تحرير رقبةٍ مؤمنةٍ فيما بينه وبين اللّه، ودِيَة مُسَلَّمة إلى أوليائه (4).

ص: 425


1- تفسير البرهان 2: 4/146.
2- (في) ليس في «ج».
3- وسائل الشيعة 29: 2/232، بحار الأنوار 104 : 408 / 9.
4- وسائل الشيعة 29: 3/232، بحار الأنوار 104 : 408 / 10.

221/1063 - عن معمر بن يحيى، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الرجل يُظاهر امرأته يجوز عنق المولود في الكفارة؟

فقال: كلّ العتق يجوز فيه المولود إلا فى كفّارة القتل فان اللّه يقول: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ» يعني مُقرّة، وقد بَلَغَتِ الحِنْث (1).

222/1064 - عن كُردویه الهمداني، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ» وكيف تُعْرَف المؤمنة؟ قال: على الفِطرة (2).

223/1065 - عن السَّكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال : الرَّقبة المُؤمنة التى ذكرها اللّه إذا عقلت والنَّسَمة التي لا تعلم إلّا ما قلته، وهى صغيرة (3).

224/1066 - عن عامر بن [أبي] الأحوص (4)، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن السائبة. فقال: انظُر فى القرآن، فما كان فيه «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ» فذلك - يا عامر - السائبة التي لا ولاء لأحدٍ من الناس عليها إلا اللّه، فما كان ولاءه للّه فللّه، وما كان ولاءه لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فإن ولاءه للامام، وجنايته على الامام، وميراثه له (5).

225/1067- عن ابن أبي عُمير، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : كلّ ما أُريد به ففيه القود، وإنّما الخطأ أن يُريد الشيء فيُصيب غيره (6).

ص: 426


1- الكافي 7: 15/462، بحار الأنوار 104: 15/198.
2- بحار الأنوار 104 : 16/198.
3- بحار الأنوار 104: 17/198.
4- في جميع النسخ: عامر بن الأحوص وفي المصادر: عمّار بن أبي الأحوص، وقد ورد عامر بن أبي الأحوص وكذلك عمّار بن أبي الأحوص ممّن روى عن أبي جعفر الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رجال الطوسي: 140 و 141.
5- الكافي 7: 2/171، من لا يحضره الفقيه 3: 291/81، بحار الأنوار 104 : 204 / 6.
6- وسائل الشيعة 29: 16/40، بحار الأنوار 104: 37/395.

226/1068 - عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الخطأ أن تعيده ولا تريد قتله بما لا يقتل مثله، والخطأ الذي ليس فيه شكٍّ أن تعمد شيئاً آخر فتصيبه (1).

227/1069 - عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: سألني أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن يحيى بن سعيد: هل يخالف قضإيّاكم؟ قلت: نعم، اقتتل غلامان بالرَّحبة، فعضّ أحدهما على يد الآخر، فرفع المعضوض حَجَراً فشَجّ يد العاضُ، فكَزّ (2) من البرد فمات، فرُفعِ إلى يحيى بن سعيد فأقاد من الضارب بحَجَر (3).

فقال ابن شُبرمة وابن أبي ليلى لعيسى بن موسى: إنَّ هذا أمرٌ لم يكن عندنا لا يُقاد عنه بالحَجَر ولا بالسوط، فلم يزالوا حتّى وداه عيسى بن موسى.

فقال : إِنَّ مَن عندنا يُقيدون بالوكزة.

قلت: يَزْعُمون أنَّه خطأ، وأن العمد لا يكون إلا بالحديد؟ فقال: إنَّما الخطأ أن يُريد شيئاً فيُصيب غيره، فأما كُلّ شيءٍ قَصَدتَ إِليه فأصَبْتَه فهو العَمْد (4).

228/1070- عن ابن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قضى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى أبواب الدِّيات فى الخطأ شيبه العَمد، إذا قتل بالعصا، أو بالسَّوط، أو بالحجارة، يُغلّط ديته، وهو مائة من الابل: أربعون خَلِفة بين ثنيّة إلى بازل عامها، وثَلاثون حقّة، وثَلاثون بنت لَبُون (5).

ص: 427


1- التهذيب 10: 643/160، وسائل الشيعة 29: 17/40، بحار الأنوار 104 : 34/395.
2- كزّ: ييس وانقبض من البرد.
3- في «أ، ب»: الحجر.
4- الكافي :7 3/278، التهذيب 10 : 156 / 627، وسائل الشيعة 29: 18/40، بحار الأنوار 104: 35/395.
5- الخَلِفَة: الحامل من النُّوق، والثَّنِيَّة من الإبل: ما دخل في السنة السادسة، والبازل منها : الذي تمّ له ثماني سنين ودخل في التاسعة والحقة منها : ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها، وابن اللّبُون منها: ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة، فصارت أُمّه لبوناً، أي ذات لبن.

وقال فى الخطأ دون العَمْد: يكون فيه ثلاثون حِقَّة، وثَلاثون بنت لَبُون، وعشرون بنت مَخَاض، وعشرون ابن لَبُون ذكر، وقيمة كلّ بعير من الورق مائة دِرْهَم وعشرة دنانير، ومن الغَنَم إذا لم يكن بقيمة ناب الإبل لكُل بعير عشرون شاة (1).

229/1071 - عن عبد الرحمن، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كان عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول في الخطأ خمسة وعشرون بنت لبُون، وخمس وعشرون بنت مخاض، وخمس وعشرون حقّة، وخمس وعشرون جذَعة. وقال في شبه العَمْد: ثَلاثة وثلاثون جذعة بين ثنية (2) إلى بازل عامها كُلّها خَلفِة، وأربع وثلاثون ثَنِيَّة (3).

230/1072 - عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : دِيَة الخطأ إذا لم يُرد الرجل (4)، مائة من الإبل، أو عشرة آلاف من الوَرق، أو ألف من الشاة.

وقال: دِيَة المُغلَّظة التي شبه العَمْد وليس بعَمْد، أفضل من دية الخطأ، بأسنان الإبل ثلاث وثلاثون حِقّة، وثلاث وثلاثون جَذَعة، وأربع وثلاثون ثنية، كُلّها طروقة الفَحْل (5).

231/1073 - عن الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُهُ عن الخطأ الذي فيه الدِّيَة والكفَّارة، أهو الرجل يضرب الرجل، ولا يتعمّد قتله؟ قال: نعم.

ص: 428


1- بحار الأنوار 104 : 407 / 6.
2- في «ج»: جذعة، وثلاث وثلاثون ثنية.
3- وسائل الشيعة 29: 10/202، بحار الأنوار 104: 7/408.
4- زاد في «ج»: القتل.
5- بحار الأنوار 104 : 408 / 8.

قلت: فاذا رمى شيئاً فأصاب رجلاً؟ قال: ذاك الخطأ الذي لا شكّ فيه، وعليه الكفارة والدِّية (1).

232/1074 - عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في رجلٍ مسلم كان في أرض الشِّرك، فقتله المسلمون، ثمّ علم به الامام بعد؟

قال: يُعتق مكانه رقبةً مؤمنةً، وذلك في قول اللّه: «فَإِنْ كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُةٍ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ» (2).

233/1075 - عن الزُّهريّ، عن على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: صيام شهرین متتابعين من قتل خطأ (3) لمن لم يجد العتق واجب، قال اللّه: «وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ... فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتتَابِعَيْنِ» (4).

1076 / 234 - عن المفضّل بن عمر، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: صوم شعبان وصوم شهر رمضان متتابعين «تَوْبَةً مِنَ اللّه» (5).

235/1077 - وفي رواية إسماعيل بن عبد الخالق عنه : «تَوْبَةً مِنَ اللّه» واللّه من القتل والظِّهار، والكَفَّارة (6).

ص: 429


1- الكافي 7: 5/279 عن أبي العبّاس وسائل الشيعة 29: 1941، بحار الأنوار 104: 36/395.
2- من لا يحضره الفقيه 4: 373/110، التهذيب:10: 1177/15، وسائل الشيعة 29: 1/231، بحار الأنوار 104: 49/378.
3- في الفقيه في قتل الخطأ.
4- من لا يحضره الفقيه 2: 208/46 ضمن حديث طويل، بحار الأنوار 104 : 379 / 50.
5- من لا يحضره الفقيه 2: 248/57، ثواب الأعمال: 59، بحار الأنوار 97 : 11/71، و 104: 51/379، التهذيب 4: 25/307 عن أبي الصباح، والاستبصار 2: 449/137، ووسائل الشيعة 10: 1/495.
6- بحار الأنوار 97: 11/7، و 104 : 379 /52.

236/1078 - وفي رواية أبي الصباح الكناني، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ): صوم شعبان، وشهر رَمَضان «تَوْبَةً» واللّه «مِنَ اللّه» (1).

[93] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّه عَلَيْهِ

1079 / 237 - عن سماعة، قال: قلتُ له: قول اللّه تبارك وتعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّه عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ» [93]؟ قال: المُتعمّد الذي يقتله على دينه، فذاك التعمّد الذي ذكر اللّه.

قال: قلت فرجل جاء إلى رجل فضربه بسيفه حتّى قتله لغضب، لا لعيب على دينه، قتله (2) وهو يقول بقوله؟ قال: ليس هذا الذي ذكر في الكتاب ولكن يُقاد به والدِّية إن قبلت.

قلت: فله توبة؟ قال: نعم، يُعتق رقبةً، ويصوم شهرين متتابعين، ويُطعم ستّين مسكيناً، ويتوب ويتضرَّع، فأرجو أن يتاب عليه (3).

1080 / 238 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أو أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) - قال: سألتُ أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عمَّن قتل مؤمناً، هل له توبة؟ قال: لا حتّى يُؤدِّي دِيَته إلى أهله، ويُعتق رقبةً مؤمنةً، ويصوم شهرين متتابعين، ويستغفر ربّه ويتضرَّع إليه، فأرجو أن يُتاب عليه إذا هو فعل ذلك.

قلت: إن لم يكن له ما يؤدي ديته؟ قال: يسأل المسلمين حتّى يؤدّي ديته إلى أهله (4).

ص: 430


1- نوادر أحمد بن عيسى: 3/18 ثواب الأعمال: 60، فضائل الأشهر الثلاثة: 41/60، بحار الأنوار 97 : 28/75 و: 39/78، و 104 : 379 / 53.
2- في «ج»، لغضب يغضب على دينه ويقتله.
3- وسائل الشيعة 29: 3/31، بحار الأنوار 104 : 54/379.
4- نوادر أحمد بن عيسى: 128/63، التهذيب 10: 655/164، وسائل الشيعة 29: 5/34، بحار الأنوار 104: 55/379 و: 011/409.

239/1081 - قال سماعة: سألته عن قوله: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً». قال: من قتل مؤمناً متعمداً على دينه، فذلك التعمّد الذي قال اللّه في كتابه: «وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً».

قلت: فالرجل يقع بينه وبين الرجل شيء فيضر به بسيفه فيقتله؟ قال: ليس ذاك التعمّد الذي قال اللّه تبارك وتعالى.

عن سماعة، قال: سألته «الحديث» (1).

240/1082 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما لم يُصب دماً حراماً، وقال: لا يُوفّق قاتل المؤمن مُتعمّداً للتوبة (2).

241/1083 - عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سُئل عن المؤمن يقتل المؤمن متعمّداً، له توبة؟

قال: إن كان قتله لا يمانه فلا توبة له، وإن كان قتله لغضب أو بسبب شيءٍ من أمر الدنيا، فانّ توبته أن يُقاد منه، وإن لم يَكُن عَلم به أحد، انطلق إلى أولياء المقتول، فأقرّ عندهم بقتل صاحبهم، فإن عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدِّيَة، وأعتق نَسَمةً، وصام شهرين متتابعين، وأطعم ستّين مسكيناً توبةً إلى اللّه (3).

242/1084 - عن زُرارة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : العمد أن تعيده فتقتله بما

ص: 431


1- معاني الأخبار: 4/380، التهذيب 10: 656/164، بحار الأنوار 104: 28/375 و 29.
2- التهذيب 10 165 / 660، بحار الأنوار 104: 46/378.
3- نحوه في نوادر أحمد بن عيسى: 129/63، الكافي 7: 2/276، التهذيب 10: 162 / 650 و: 659/165 و 8: 1197/323، وسائل الشيعة 22: 1/398، بحار الأنوار 104 : 378 / 47.

بمثله (1) يُقتل (2).

243/108 - عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألتُه عن رجلٍ قتل مملوكه. قال: عليه عتق رقبة، وصوم شهرين متتابعين، وإطعام ستين مسكيناً، ثمّ تكون التوبة بعد ذلك (3).

[94] وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً

1086 / 244 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ (4) لَسْتَ مُؤْمِناً» (5) [94].

245/1087 عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في «المُسْتَضْعَفِينَ... لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً» [98]، قال: «لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً» [إلى] الإيمان، ولا يكفرون الصبيان وأشباه عُقُول الصبيان من النساء والرجال (6).

1088/246 - عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف (7).

[98] المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ

247/1089 - عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنِّسَاء... لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً».

ص: 432


1- في «أ»: مثله.
2- وسائل الشيعة 29: 2011، بحار الأنوار 104 : 38/396.
3- نوادر أحمد بن عيسى: 64 / 130 «نحوه»، الكافي 7: 2/302 «نحوه»، من لا يحضره الفقيه 4: 305/93 «نحوه»، التهذيب 8: 121/324، و 10: 932/235 «نحوه»، وسائل الشيعة 29: 1/91، و 11/94، بحار الأنوار 104: 48/378.
4- قرأ أهل المدينة وابن عباس وخلف (السَّلَم) بغير ألف والباقون بألف التبيان 3: 297.
5- بحار الأنوار 68: 234.
6- الکافی 2: 2/297.
7- الكافي 7: 7/298.

قال: «لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً» [إلى] سبيل أهل الحق فيدخُلون فيه، ولا يستطيعون حيلة أهل النَّصب (1) فينصبون.

قال: هؤلاء يَدْخُلُون الجنّة بأعمالٍ حسنةٍ، وباجتناب المحارم الّتي نهى اللّه عنها، ولا ينالون منازل الأبرار (2).

248/109- عن زُرارة، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأنا أُكلّمه في المستضعفين: أين أصحاب الأعراف؟ اين المُرجَون لأمر اللّه ؟ أين الذين خَلَطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً؟ أين المؤلّفة قلوبهم ؟ أين أهل تبيان اللّه؟ أين «المُسْتَضْعَفِينَ مِن الرّجالِ وَالنِّسَاء وَالوِلدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةٌ ولَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّه أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّه عَفُواً غَفُوراً» (3) [98 و 99 ].

249/1091 - عن زُرارة، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : أتزوّج المرجئة، أو الحَرُورية (4)، أو القدرية ؟ قال : لا، عليك بالبُله (5) من النساء.

قال زُرارة: فقلت ما هو (6) إلا مؤمنة أو كافرة ؟ فقال أبو عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فأين أهل استثناء (7) اللّه ؟ قول اللّه أصدق من قولك: «إلَّا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ

ص: 433


1- في المعاني حيلة إلى النصب.
2- معاني الأخبار: 5/201، بحار الأنوار 72: 22/164.
3- بحار الأنوار 72: 23/164.
4- المُرجِئة :هم الذين قالوا لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما لا يضرّ مع الكفر الكفر طاعة. والحَرُورِيّة: جماعة من الخوارج النواصب، والنسبة لبلد قرب الكوفة على ميلين منها تسمى حروراء. «معجم الفرق الإسلامية: 94 و 219».
5- البلُه، كما ورد في الحديث عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ذوات الخُدور والعفائف «الكافي 2: 2/296» وسيأتي في الحديث (1095) ما يفسّر معنى البلهاء أيضاً.
6- كذا في النسخ وفي الوسائل هي.
7- في «أ، ج»: أهل ثبوت، وفي «ب»: أهل بيوت.

وَالنِّسَاءِ وَالوِلْدَانِ» إلى قوله : «سَبِيلاً» (1).

250/1092 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «إِلَّا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ».

فقال: هو الذي لا يستطيع الكفر فيكُفر، ولا يهتدي سبيل الايمان، لا يستطيع أن يُؤمن، ولا يستطيع أن يكفر، الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عُقُول الصبيان مرفوع عنهم القلم (2).

251/1093 - عن حُمران، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه تعالى «إِلَّا المُسْتَضْعَفِينَ»، قال: هم أهل الولاية.

فقلتُ: أىّ ولاية؟ فقال: أما إنها ليست بولاية في الدين، ولكنّها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين، ولا بالكفّار، وهم المُرْجون لأمر اللّه (3).

252/1094 - عن سليمان بن خالد، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله تعالى: «إِلَّا المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ... ولَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً».

[99] فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّه أَنْ يَعْفُو عَنْهُمْ

قال: یا سلیمان من هؤلاء المستضعفين من هو أثخن رقبةً منك المستضعفون قوم يَصُومون ويُصلّون تعِفٌ بُطُونهم وفُرُوجهم، لا يرون أنَّ الحق في غيرنا، آخذين بأغصان الشجرة، فقال: «فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّه أَنْ يَعْفُو عَنْهُمْ» [99]

ص: 434


1- نوادر أحمد بن عيسى: 326/127، الكافي 5: 2/348، التهذيب 7: 1267/304، الاستبصار 3: 671/185، وسائل الشيعة 20: 1/554، بحار الأنوار 72: 24/164، و 103 : 381 / 28.
2- الكافي 2: 1/297، معاني الأخبار: 4/201.
3- الكافي 2: 5/597 عن عمر بن أبان معاني الاخبار: 8/202، بحار الأنوار 72: 13/160، و 103: 29/381.

[إذ ] إذ كانوا آخذين بالأغصان، و[إن] لم يعرفوا أُولئك، فإن عفا عنهم فيرحمهم اللّه (1)، وإن عذبهم فبضلالتهم عمّا عرَّفهم (2).

253/1095 - عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن المستضعفين فقال: البَلهاء في خدرها، والخادم تقول لها: صلّي، فتصلّي، لا تدري إلّا ما قلت لها، والجليب (3) الذي لا يدري إلّا ما قلت له، والكبير الفاني، والصبيّ، والصغير، هؤلاء المستضعفون، فأما رجل شديدُ العُنق جَدِل، خَصم، يتولّى الشّراء والبيع، لا تستطيع أن تغينه في شيء تقول هذا المستضعف ؟ لا، ولا كرامة (4).

254/1096 - عن أبي الصباح، قال : قلتُ لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما تقول في رجل دُعي إلى هذا الأمر فعرفه، وهو في أرضٍ منقطعةٍ، إذ جاءه موت الامام، فبينا هو ينتظر إذ جاءه الموت؟

فقال: هو واللّه بمنزلة من هاجر إلى اللّه ورسوله فمات، فقد وقع أجره على اللّه (5).

[010] وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ

255/1097 - عن ابن أبي عمير، قال : وجّه زُرارة ابنه عبيداً إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) و عبد اللّه (6)، فمات قبل أن يرجع إليه ابنه.

ص: 435


1- في المعاني: فبرحمته.
2- معاني الأخبار: 9/202، بحار الأنوار 72: 14/161.
3- الجليب الذي يُجْلَب من بلد آخر.
4- معاني الأخبار: 10/203، بحار الأنوار 72: 15/161.
5- بحار الأنوار 27: 7/297، و 72: 25/164.
6- هو عبداللّه الأفطح الذي أدعى الإمامة بعد أبيه الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو ادعاء باطل، وقد هجرته الشيعة بعد أن تحقّقوا من النص على أبي الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) من ثقات أصحاب أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وبعد أن لم يروا في عبداللّه مقتضيات الإمامة من العصمة والعلم والدلائل وغيرها.

قال محمّد بن أبي عُمير: حدَّثني محمّد بن حكيم، قال: قلتُ لأبي الحسن الأول، فذكرت له زُرارة وتوجيهه ابنه عبيداً إلى المدينة ؟ فقال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنِّي لأرجو أن يكون زُرارة ممَّن قال اللّه تعالى: «وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّه» (1) [100].

[101] وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلوة

256/1098 - عن حَريز، قال : قال زُرارة ومحمد بن مسلم : قلنا لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ما تقول في الصلاة في السفر ؟ كيف هي، وكم هي ؟

قال: إن اللّه يقول: «وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَوَةِ» [101] فصار التقصير في السفر واجباً، كوجوب التمام في الحضر.

قالا: قلنا: إنما قال: «فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ» ولم يقل: افعلوا، فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر ؟

قال: أو ليس قد قال اللّه في الصّفا والمَرْوَة: «فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» (2) ألا ترى أن الطواف بهما واجبٌ مفروض، لأنَّ اللّه ذكره في كتابه، وصنعه نبيَّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؟ وكذلك التقصير في السفر شيءٌ صنعه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فذكره اللّه في الكتاب.

قالا: قلنا فمن صلى فى السفر أربعاً، أيُعيد أم لا؟ قال: إن كان [قد] قرنت عليه آية التقصير وفُسّرت له فصلّى أربعاً أعاد، وإن لم يَكُن قرئت عليه ولم يعلمها فلا إعادة عليه، والصلاة في السفر كلّها الفريضة ركعتان كُلّ صلاة إلا المغرب.

ص: 436


1- رجال الكشي : 255/155، مجمع البيان 3: 153، بحار الأنوار 27: 8/297، و 47: 21/339.
2- البقرة 2: 158.

فانّها ثلاث ليس فيها تقصير، تركها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في السَّفر والحَضَر ثَلاث ركعاتٍ (1).

257/1099 - عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: فرض اللّه على المقيم خمس صلوات، وفرض على المسافر رَكعتين تمام، وفرض على الخائف ركعة، وهو قول اللّه: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ (2) أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَوَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يقول : من الرَّكْعتين فتصير ركعة (3).

258/1100 - عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : صلاة المغرب في الخوف أن يجعل أصحابه طائفتين بإزاء العدوّ واحدة، والأخرى خلفه، فيُصلّي بهم، ثمّ ينصِب قائماً، ويصلّون هم تمام ركعتين، ثمّ يُسلّم بعضهم على بعض، ثم تأتي الطائفة الأخرى فيصلى بهم رَكْعتين، فيصلون هم ركعة (4)، فيكون للأولين قراءة، وللآخرين قراءة (5).

259/1101 عن زُرارة و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا حضرت الصلاة في الخوف، فَرَّقهم الامام فرقتين، فرقة مقبلة على عدوّهم، وفرقة خلفه؛ كما قال اللّه تبارك وتعالى، فيُكبّر بهم، ثمّ يصلّي بهم رَكْعَة، ثمّ يقوم بعدما يرفع رأسه من السُّجود، فيمثل قائماً، ويقوم الذين صلّوا خلفه ركعة، فيصلّي كلّ إنسانٍ منهم لنفسه ركعة، ثمّ يسلّم بعضهم على بعض.

ص: 437


1- من لا يحضره الفقيه 1: 1266/278 بزيادة دعائم الإسلام 1: 195 «نحوه»، وسائل الشيعة 5/5078، بحار الأنوار 89: 17/51.
2- في المصحف الكريم: «فليس عليكم جناح».
3- وسائل الشيعة 8: 4/434. بحار الأنوار 89: 7/114.
4- (ثم تأتي... هم ركعة) ليس في «أ، ج».
5- وسائل الشيعة 8: 7/438، بحار الأنوار 89 : 8/115.

ثم يذهبون إلى أصحابهم فيقومون مقامهم، ويجيء الآخرون، والامام قائم فيكبرون ويدخلون فى الصلاة خلفه، فيصلى بهم رَكْعَةً، ثمّ يسلّم، فيكون للأولين استفتاح الصلاة بالتكبير، وللآخرين التسليم من الامام، فإذا سَلّم الامام قام كُلّ انسانٍ من الطائفة الأخيرة، فيصلّي لنفسه رَكْعَةً واحدةً، فتمت للامام ركعتان، ولكلّ إنسان من القوم رَكْعَتَان واحدة فى جماعة، والأخرى وخداناً.

وإذا كان الخوف أشدّ من ذلك مثل المضاربة والمناوشة والمعانقة وتلاحم القتال، فإنّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليلة صفّين - وهي ليلة الهَرِير - لم يَكُن صلّى بهم - الظهر والعصر والمغرب والعشاء عند وقت كلّ صلاة إلّا بالتهليل والتسبيح والتحميد (1) والدُّعاء، فكانت تلك صلاتهم، لم يأمرهم باعادة الصلاة.

وإذا كانت المغرب في الخوف فرَّقهم فرقتين، فصلّى بفرقة ركعتين ثمّ جلس، ثمّ أشار إليهم بيده، فقام كُلّ إنسان منهم فصلى ركعة، ثمّ سلّموا، وقاموا مقام أصحابهم، وجاءت الطائفة الأخرى، فكبروا ودخلوا في الصلاة، وقام الإمام فصلّى بهم رَكْعَةً، ثمّ سلّم، ثمّ قام كلّ إنسان منهم فصلّى رَكْعَةً فشفعها بالتي صلّى مع الامام، ثمّ قام فصلّى رَكْعَةً ليس فيها قراءة فتمت للامام ثلاث ركعات وللأولين ثلاث ركعات: رَكْعَتين فى جماعةٍ، وركعة وخداناً، وللآخرين ثلاث ركعات: رَكْعَة جماعة، ورَكْعَتين وخداناً، فصار للأولين افتتاح التكبير وافتتاح الصلاة، وللآخرين التسليم (2).

260/1102 - عن محمّد بن مسلم، عن أحد هما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال في صلاة المغرب في السفر : لا يَضُرّك أن تؤخّر ساعة ثمّ تصلّيها، إن أحببت أن تُصلّى العشاء الآخرة

ص: 438


1- في «أ، ج»: والتمجيد.
2- وسائل الشيعة 8: 8/438، بحار الأنوار 89: 9/115.

وإن شئت مشيت ساعة إلى أن يغيب الشَّفق، إنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صلّى صلاة الهاجرة والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء الآخرة جميعاً، وكان يُؤخّر ويقدم، إن اللّه تعالى قال: «إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً» [103] إِنَّما عنى وجوبها على المؤمنين لم يعن غيره، إنه لو كان كما يقولون لم يصل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) هكذا، وكان أعلم وأخبر، ولو كان خيراً لأمر به محمّد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد فات الناس مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم صفّين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، فأمرهم علي أمير المؤمنين فكبّروا وهلّلوا وسبَّحوا رجالاً ورُكباناً، لقول اللّه: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً» (1) فأمرهم علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَصَنَعوا ذلك (2).

[103] إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتاباً موقوتاً

261/1103 - عن زُرارة، قال: قلتُ لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قول اللّه : «إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً» ؟

قال: یعنی کتاباً مفروضاً، وليس يعنى وقتاً وقتها، إن جاز ذلك الوقت ثمَّ صلّاها لم تكن صلاته مؤدّاة، لو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود حين صلّاها بغير وقتها، ولكنَّه متى ما ذكرها صلّاها (3).

262/1104 - عن منصور بن خالد، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو يقول: «إنَّ الصَّلَوَة كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً».

قال: لو كانت موقوتاً كما يقولون لهلك الناس، ولكان الأمر ضيّقاً، ولكنها

ص: 439


1- البقرة 2: 239.
2- وسائل الشيعة 8: 15/447، بحار الأنوار 82: 24/352، 89: 10/116.
3- الكافي 3: 10/294 بزيادة، من لا يحضره الفقيه 1: 606/129، بحار الأنوار 82: 25/353.

كانت على المؤمنين كتاباً موجوباً (1).

263/1105 - عن زُرارة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن هذه الآية «إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً».

فقال: إنّ للصلاة وقتاً، والأمر فيه واسع، يُقدَّم مرّة ويُؤخّر مرّة إلّا الجمعة، فانَّما هو وقتٌ واحدٌ، وإنّما عنى اللّه كتاباً موقوتاً أي واجباً، يعنى بها أنَّها الفريضة (2).

1106 / 264 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) «إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً»، قال: لو عنى أنّها (3) في وقت لا تُقبل إلّا فيه، كانت مُصيبةً، ولكن متى أدّيتها فقد أدّيتها (4).

265/1107 - وفي رواية أخرى عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سمعته يقول في قول اللّه: «إِنَّ الصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً».

قال: إنّما يعني وجوبها على المؤمنين، ولو كان كما يقولون إذاً لهلك سليمان ابن داود (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) حين قال: «حَتَّى تَوَارَتْ بِالحِجَابِ» (5) لأنه لو صلّاها قبل ذلك كانت في وقت وليس صلاةٌ أطول وقتاً من صلاة العصر (6).

266/1108 - وفي رواية أخرى عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً».

ص: 440


1- بحار الأنوار 82: 26/353.
2- بحار الأنوار 82: 27/354، و 89: 10/170.
3- في «أ، ب، ج، د»: قال: إنما.
4- بحار الأنوار 82: 28/354.
5- سورة ص 38: 32.
6- علل الشرائع: 79/605، بحار الأنوار 82: 29/354.

فقال: يعني بذلك وُجُوبَها على المؤمنين، وليس لها وقت من تركه أفرط الصلاة، ولكن لها تضييع (1).

267/1109 - عن عبد الحميد بن عواض، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه قال: «إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً»، قال: إنَّما عنى وجوبها على المؤمنين، ولم يعن غيره (2).

268/1110 - عن عُبيد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أو أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) - قال: سألتُهُ عن قول اللّه عزّ وجلّ:«إِنَّ الصَّلَوَة كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً».

قال كتابٌ واجبٌ، أما إنه ليس مثل الوقت للحجّ ولا رمضان، إذا فاتك فقد فانّك، وإن الصلاة إذا صلّيت فقد صلّيت (3).

[108] إذ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ

269/1111 - عن عامر بن كثير السَّراج وكان داعية الحسين بن عليّ (4)، عن

ص: 441


1- بحار الأنوار 82: 30/354، وفي «ج»: أفرط في الصلاة ولكن تضييع.
2- بحار الأنوار 82: 31/354.
3- بحار الأنوار 82: 32/355.
4- هو الحسين بن عليّ بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن عليّ ابن أبي طالب، أبو عبد اللّه الشهيد المعروف بصاحب فخ، روي عن زيد بن علي أنه قال: انتهى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى موضع فخ، فصلى بأصحابه صلاة الجنازة، ثم قال: «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنّة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنّة وروي نحوه عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ). كان الحسين (رضیَ اللّهُ عنهُ) جواداً شجاعاً عظيم القدر، خرج على السلطة العبّاسية في أيّام موسى الهادي العبّاسي، لاستعماله عبد العزيز بن عبداللّه بن عمر بن الخطاب على المدينة، حيث ضيّق على الطالبيين وأساء إليهم، وكان يستعرضهم كل يوم ويضرب بعضهم مفرطاً في إذلالهم والتحامل عليهم، فثار الحسين واستولى على المدينة، ثمّ قصد مكّة فلقيته جيوش بني العبّاس بفخ، فقتل وأصحابه، وتركوا ثلاث أيّام في العراء، وعمد العمري إلى هدم داره ودور أهله وأصحابه، وسلب أموالهم وعقارهم، وحمل رأسه مع بعض رؤوس أهل بيته وأصحابه إلى الهادي العبّاسي في بغداد وأُتي بالاسرى فضرب أعناقهم. قال الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخّ». وقال عنه الإمام الكاظم (عَلَيهِ السَّلَامُ): «مضى واللّه مسلماً صالحاً صواماً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله» مقاتل الطالبيين: 285، أعيان الشيعة 6: 97.

عطاء الهمداني، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى «إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ» [108] قال: فلان وفلان وفلان (1) وأبو عبيدة بن الجرّاح (2).

270/1112 و في رواية عمر بن سعيد (3)، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : هما وأبو عبيدة بن الجرّاح (4).

271/1113 - وفي رواية عمر بن صالح، قال: الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجرّاح (5).

[ 112] فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً

1114 / 272 - عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن عبد اللّه بن سنان، قال: قال أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد سَتَره اللّه عليه، فأما إذا قلت ما ليس فيه، فذلك قول اللّه: «فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً» (6) [112].

[114] لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّنْ نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ

273/1115 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن بعض القمّيين، عن أبي

ص: 442


1- (وفلان) ليس في «ب، ج».
2- الكافي 8: 525/334 عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن، بحار الأنوار 30 : 216 / 80.
3- في «ج»: عمر بن أبي سعيد، ولم نجده، ولعلّ الصواب عمرو بن سعيد، كما في البحار لروايته عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعن أبي الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، انظر معجم رجال الحديث 13 : 104.
4- بحار الأنوار 30: 80/216.
5- بحار الأنوار 30 : 217 / 80.
6- وسائل الشيعة 12: 22/286، بحار الأنوار 75 : 49/258.

عبد اللّه، في قوله تعالى: «لَا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّنْ نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ اللّه مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ» [114] يعني بالمعروف القَرْض(1).

1116 / 274 - عن حريز، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال : لما كان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الكوفة أتاه الناس، فقالوا: اجعل لنا إماماً يَؤُمّنا (2) في شهر رمضان. فقال: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه، فلمّا أمسوا جعلوا يقولون: ابكوا في رمضان، وارمضاناه، فأتاه الحارث الأعور في أُناس، فقال: يا أمير المؤمنين، ضجّ الناس وكرهوا قولك، فقال عند ذلك: دَعُوهم وما يُريدون، ليصلّى بهم من شاءوا، ثمَّ قال: «وَمَنْ... يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَائَتْ مصيراً» (3) [115].

[115 ] وَمَن... يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى

275/1117 - عن عمر و بن أبي المقدام، عن أبيه، عن رجلٍ من الأنصار، قال: خرجتُ أنا والأشعث الكندي وجرير البَجَلي حتّى إذا كنّا بظهر الكوفة بالفِرس (4)، مرَّ بنا ضَبٌ فقال الأشعث وجرير: السلام عليك يا أمير المؤمنين خِلافاً على علىّ ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلمّا خرج الأنصاري قال لعلىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : دعهما فهو إما مهما يوم القيامة، أما تسمع إلى اللّه وهو يقول: «نُوَلِّهِ مَا تَولَّى» (5).

[117] إِنْ يَدْعُونَ مَنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مُريداً

276/1118 - عن محمّد بن إسماعيل الرازي، عن رجل سمّاه، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : دخل رجل على أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: السلام عليك يا أمير

ص: 443


1- الكافي 4: 3/34، وسائل الشيعة 9: 3/459، بحار الأنوار 103: 12/140.
2- في «ب»: إماماً منّا.
3- مستطرفات السرائر : 18/146، وسائل الشيعة : 5/47، بحار الأنوار 34: 976/171، و 96: 05/385.
4- قصر الفرس: أحد قصور الحيرة الأربعة «مراصد الإطلاع 3: 1027».
5- بحار الأنوار 42: 13/149.

المؤمنين، فقام على قدميه فقال مه هدا اسم لا يَصْلُح إلا لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، اللّه سمّاه به، ولم يُسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحاً، وإن لم يكن به ابتلي به وهو قول اللّه في كتابه: «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مريداً» [117].

قال :قلت فماذا يُدعى به قائمكم، قال يقال له: السلام عليك يا بقيَّة اللّه، السلام عليك يا بن رسول اللّه (1).

[119] وَلَأمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه

277/1119-عن محمّد بن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قول اللّه تعالى: «وَلَأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه» [119]، قال: أمر اللّه بما أمر به (2).

1120/ 278 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه «وَلَأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ، خَلْقَ اللّه»، قال : أمر اللّه بما أمر به (3).

279/1121 - عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَلا مُرَنَّهُمْفَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه»، قال: دين اللّه (4).

[120] وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً

280/1122 - عن جابر، عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، قال : كان إبليس أوَّل من ناح، وأوَّل من تغنّى، وأوَّل من حدا، قال: لمّا أكل آدم من الشجرة تغنّى، فلما أهبط حدا به فلمّا استقرّ على الأرض ناح، فأذكره ما في الجنّة.

فقال آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ): ربّ هذا الذي جعلت بيني وبينه العداوة، لم أقوَ عليه وأنا في الجنّة، وإن لم تعنّي عليه لم أقوَ عليه فقال اللّه : السيئة بالسيئة، والحسنة بعشر

ص: 444


1- وسائل الشيعة 14: 1/600، بحار الأنوار 37: 70/331.
2- بحار الأنوار 63: 56/219.
3- البرهان 2: 2749/175.
4- بحار الأنوار 63: 57/219.

أمثالها إلى سبعمائة.

قال: ربّ زدني، قال: لا يُولد لك ولد إلا جعلت معه مَلكين يَحْفَظانه. قال: ربّ زدني، قال: التوبةُ معروضةٌ في الجسد مادام فيه الروح. قال: رب زدني، قال: أغفر الذنوب ولا أُبالي. قال: حسبي.

قال: فقال إبليس؛ ربّ هذا الذي كرَّمت عليّ وفضّلته، وإن لم تُفضّل عليَّ لم أقوَ عليه قال: لا يُولد له ولد إلّا ولد لك ولدان. قال: رب زدني. قال: تجري منه مجرى الدم في العُرُوق. قال: ربّ زدني. قال: تتخذ أنت وذُريّتك في صدورهم مساكن. قال: رب زدني قال: تعدهم وتُمنّيهم «وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً» (1) [120].

[123] مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ

281/1123 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما نزلت هذه الآية «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» [123] قال بعض أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): ما أشدُّها من آية !

فقال لهم رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): أما تبتلون في أموالكم وأنفسكم وذراريكم؟ قالوا: بلى. قال: هذا ممّا يكتب اللّه لكم به الحسنات، ويمحو به السيئات (2).

1124 / 282 - عن ابن سنان، عن جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال : إذا سافر أحدكم، فقدم من سفره، فليأتِ أهله بما تيسر ولو بحَجَرٍ، فان إبراهيم صلوات اللّه عليه كان إذا ضاق أتى قومه، وإنه ضاق ضيقة فأتى قومه، فوافق منهم أزمة (3)، فرجع كما ذهب، فلمّا قَرُب من منزله نزل عن حماره، فملأ خُرْجَه رملاً، إرادة أن يُسكّن به

ص: 445


1- بحار الأنوار 6: 44/33، و 11: 20/212، و 63: 58/219، و 79: 25/247.
2- نور الثقلين 1: 576/553.
3- أي شدّة وقحط.

من روح سارة، فلما دخل منزله حطّ الخُرْج عن الحمار، وافتتح الصلاة، فجاءت سارة، ففتحت الخُرْج، فوجدته مملوّاً دقيقاً، فاعتجنت منه واختبزت، ثمّ قالت لا براهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) : انفتل من صلاتك (1) فكل. فقال لها : أنّى لك هذا؟ قالت من الدقيق الذي في الخُرْج، فرفع رأسه إلى السماء فقال : أشهد أنَّك الخليل(2).

1125 / 283 - عن سليمان الفراء، عمَّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعن محمّد بن هارون، عمَّن رواه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لما اتَّخذ اللّه إبراهيم خليلاً أتاه ببشارة الخُلَّة مَلَك الموت فى صورة شابّ أبيض، عليه ثوبان أبيضان، يقطر رأسه ماءً ودهناً، فدخل إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الدار، فاستقبله خارجاً من الدار، وكان إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجلاً غيوراً، وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه، وأخذ مفتاحه معه.

فخرج ذات يوم في حاجةٍ، وأغلق بابه، ثم رجع فتح بابه، فاذا هو برجلٍ قائم كأحسن ما يكون من الرجال فأخذه، وقال يا عبداللّه، ما أدخلك داري؟ فقال: ربُّها أدخلنيها، فقال إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ): ربُّها أحق بها منّى، فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت.

قال: ففزع إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: جئتني لتَسْلُبني رُوحي؟ فقال: لا، ولكن اللّه اتَّخذ عبداً خليلاً فجئته ببشارة. فقال إبراهيم: فمن هذا النبيّ لعلّي أخدمه حتّى أموت ؟ فقال : أنت هو. قال: فدخل على سارة، فقال: إنّ اللّه اتَّخذني خليلا (3).

[128] وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوراً أَوْ إِعْرَاضاً

1126 / 284 - عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه : «وإن أمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوراً أَوْ إِعْرَاضاً» [128].

ص: 446


1- أى انصرف منها.
2- وسائل الشيعة 11: 1/459 بحار الأنوار 12: 30/11، و 76: 1/282.
3- الكافي 8: 589/392.

قال: النشوز (1) الرجل يهُمّ بطلاق امرأته، فتقول له: ادع ما على ظهرك وأعطيك كذا وكذا، وأحلّلك من يومي وليلتي، على ما اصطلحا، فهو جائز (2).

285/1127 - عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : سألته عن قول اللّه: «وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوراً أَوْ إِعْرَاضاً».

قال: إذا كان كذلك فهمّ بطلاقها، قالت له: أمسكني وأدع لك بعض ما عليك، وأُحلّلك من يومي وليلتي، كل ذلك له، فلا جُناح عليهما (3).

1128/286 - عن زُرارة، قال : سُئل أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن النهاريّة يشترط عليها عند عقد (4) النكاح أن يأتيها ما شاء نهاراً، أو من (5) كلّ جمعةٍ أو شهرٍ يوماً، ومن النفقة كذا وكذا.

قال: فليس ذلك الشرط بشيء من تزوَّج امرأة فلها ما للمرأةً من النَّفَقة والقِسمة، ولكنَّه إن تَزَوَّج امرأةً خافت منه نُشُوزاً، أو خافت أن يَتَزوَّج عليها، فصالحت من حقها على شيءٍ من قسمتها (6) أو بعضها، فانّ ذلك جائز لا بأس به (7).

287/1129 - عن الحلبي، عن أبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله: «وإن أمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوراً أَوْ إِعْرَاضاً».

ص: 447


1- في «أ. ه»: نشوز.
2- وسائل الشيعة 21: 6/351، بحار الأنوار 104 : 52 / 7.
3- الكافي 6: 1/145، بحار الأنوار 104 : 52 / 8.
4- في «ب، ج»: عقدة.
5- في «ج»: ما شاء به أو بين.
6- في «ب، ج»: قسمها.
7- وسائل الشيعة 21 : 351 / 7، بحار الأنوار 104 : 52 / 9، و : 2/68.

قال: هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها، فيقول: إنّي أريد أن أطلّقك فتقول: لا تفعل فإنّي أكره أن يُشمتَ بي، ولكن انظُر ليلتي فاصنَع ما شئت، وما كان من سوى ذلك فهو لك، فدعني على حالي، فهو قوله «فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ» [128] فهو هذا الصُّلح (1).

[129] وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ

288/1130 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ» [129]، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): في المودَّة (2).

[137] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ امَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا

289/1131 - عن جابر، قال : قلت لمحمد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): قول اللّه تعالى في كتابه «الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا» ؟ [137]، قال: هما والثالث والرابع وعبد الرّحمن وطلحة، وكانوا سبعة عشر رجلاً.

قال: لمّا وجه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعمار بن ياسر (رَحمهُ اللّه) إلى أهل مكّة، قالوا: بعث هذا الصبيّ، ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكّة، وفي مكّة صناديدها - وكانوا يسمّون عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) الصبيّ، لأنَّه كان اسمه في كتاب اللّه الصبي لقول اللّه تعالى: «وَمَن أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللّه وَعَمِلَ صَالِحاً» وهو صبي «وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ» (3) - واللّه الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا فقالوا لهما، وخوَّفوهما بأهل مكّة، فعرضوا لهما (4)، وغلَّظوا عليهما الأمر. فقال على صلوات اللّه عليه حسبنا اللّه ونعم والوكيل، ومضى، فلما دخلا مكّة أخبر اللّه نبيّه بقولهم لعليّ، وبقول علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) لهم، فأنزل اللّه بأسمائهم في كتابه، وذلك

ص: 448


1- الكافي 6: 2/145، بحار الأنوار 104 : 52 / 10.
2- بحار الأنوار 104 : 52 / 10.
3- فصلت 41: 33.
4- زاد في «أ، ب، ج، د»: وخوفوهما.

قول اللّه: ألم تر إلى «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الوَكِيل» إلى قوله: «وَاللّه ذُو فَضْلٍ عظیم» (1).

وإنما نزلت (ألم تر إلى فلان وفلان لَقيا علياً وعماراً فقالا: إنَّ أبا سفيان وعبد اللّه بن عامر وأهل مكّة قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل وهما اللذان قال اللّه: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا» إلى آخر الآية، فهذا أوّل كفرهم.

والكفر الثاني قول النبيّ عليه و آله السلام: «يَطْلُع عليكم من هذا الشِّعب رجلٌ، فيطلُع عليكم بوجهه، فمثله عند اللّه كمثل عيسى». لم يبق منهم أحدٌ إلّا تمنّى أن يكون بعض أهله، فإذا بعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) اللّه قد خرج، وطلع بوجهه، قال: قال: هو هذا فخرجوا غضاباً وقالوا: ما بقي إلا أن يجعله نبياً، واللّه الرجوع إلى آلهتنا خيرٌ ممّا نسمع منه في ابن عمّه، وليَصُدّنا عليّ إن دام هذا، فأنزل اللّه «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ» (2) إلى آخر الآية، فهذا الكفر الثاني.

وزاد الكفر (3) حين قال اللّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ» (4)، فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «يا عليٌّ، أصبحت وأمسيت خير البريَّة». فقال له الناس هو خيرٌ من آدم ونوح، ومن إبراهيم، ومن الأنبياء! فأنزل اللّه «إِنَّ اللّه اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَ عَالَ إِبْرَاهِيمَ» إلى «سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (5).

ص: 449


1- آل عمران 3: 173 و 174.
2- الزخرف 43 : 57.
3- في «ج»: وزاد بالكفر، وفي البحار: وزيادة الكفر.
4- البينة 98 : 7.
5- آل عمران 3: 33 و 34.

قالوا: فهو خير منك يا محمد؟ قال اللّه: «قُلْ.. إِنِّى رَسُولُ اللّه إِلَيْكُمْ جَمِيعاً» (1) ولكنَّه خيرٌ منكم، وذُريَّته خيرٌ من ذُريّتكم، ومن اتَّبعه خيرٌ ممَّن اتّبعكم. فقاموا غضاباً وقالوا زيادة: الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول اللّه «ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً» (2).

290/1132 - عن زُرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه، في قول اللّه: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً» [137].

قال: نزلت في عبداللّه بن أبي سَرْح (3)، الذي بعثه عثمان إلى مصر، قال: وازدادوا كُفراً حين لم يبق فيه من الايمان شيء (4) .

ص: 450


1- الأعراف : 158.
2- بحار الأنوار 30 : 217 / 81.
3- هو عبداللّه بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري، يكنى أبا يحيى، وهو أخو عثمان ابن عفان من الرضاعة، أسلم قبل الفتح، وهاجر إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وكان يكتب الوحي الرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثمّ ارتد مشركاً وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمّداً حيث أُريد، كان يملي عليّ عزيز حكيم، فأقول : عليم حكيم، فيقول: نعم كلّ صواب، فلما كان يوم الفتح أمر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بقتله وقتل عبداللّه بن خطل و مقيس بن صبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، ففرّ عبداللّه بن سعد إلى عثمان بن عفان فغيّبه عثمان حتّى أتى به إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بعد ما اطمأن أهل مكّة فاستأمنه له، فصمت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) طويلاً، ثمّ قال: نعم، فلمّا انصرف عثمان قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لمن حوله : ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال رجل من الأنصار: فهلّا أومأت إلي يا رسول اللّه، فقال: إنّ النبيّ لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين، وولّاه عثمان على مصر سنة 25ه، والتحق بمعاوية في خلافة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وتوفّي سنة 37ه. أسد الغابة 3: 173.
4- بحار الأنوار 30 : 219 / 82.

[ 140] وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه

291/11 - عن أبي بصير، قال: سمعته يقول: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا... ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً» من زَعَم أن الخمر حرام ثمَّ شَرِبها، ومن زَعَم أنَّ الزنا حرام ثمَّ زني، ومن زَعَم أن الزكاة حق ولم يُؤدّها (1).

292/1134 - عن عبد الرّحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً».

قال: نزلت في فلان وفلان، آمنوا برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في أوّل الأمر، ثم كفروا حين عُرضت عليهم الولاية، حيث قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ثمّ آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حيث قالوا له: بأمر اللّه وأمر رسوله، فبايعوه، ثمَّ كفروا حين مضى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فلم يُقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شيء (2).

293/1135 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه» إلى قوله: «إِنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ» [140]، قال: إذا سمعت الرجل يَجْحَد الحق ويكذب به ويقع في أهله (3)، فقُم من عنده ولا تُقاعِده (4).

1136 / 294 - عن شعيب العَقَرْقُوفى، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه : «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الكِتاب» إلى قوله : «إِنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ».

فقال: إنَّما عنى اللّه بهذا إذا سَمِعت الرجل يَجْحَد الحق ويكذّب به ويَقَع في

ص: 451


1- بحار الأنوار 73: 82/360.
2- الكافي 1: 42/348 «نحوه»، بحار الأنوار 30: 83/219.
3- في «ج»: في الأئمّة.
4- مجمع البيان 3: 195، بحار الأنوار 69: 43، و 74: 262، 100 : 96 /1.

الأئمّة، فقُم من عنده ولا تقاعده، كائناً من كان (1).

295/1137 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إن اللّه تبارك وتعالى فرض الايمان على جَوارح بني آدم، وقسمه عليها، فليس من جوارحه جارحةٌ إلّا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت أُختها، فمنها أذناه اللتان يسمع بهما، ففرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم اللّه، وأن يُعرض عمّا لا يَحِلُّ له فيما نهى اللّه عنه، والاصغاء إلى ما أسخط اللّه تعالى، فقال في ذلك: «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الكِتَابِ» إلى قوله: «حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ»، ثم استثنى موضع النسيان فقال : «وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ» (2) وقال: «فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ» إلى قوله: «أُولُوا الْأَلْبَابِ» (3)، وقال: «قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَوَتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» (4)، وقال: «وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ» (5). وقال: «وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً» (6) فهذا ما فرض اللّه على السمع من الايمان، ولا يُصغي إلى ما لا يحِلُّ، وهو عمله، وهو من الايمان (7).

[142] وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَوَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ

296/1138 - عن زُرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : لا تَقُم إلى الصلاة متكاسلاً،

ص: 452


1- الكافي 2: 8/280، بحار الأنوار 100: 2/96.
2- الأنعام 6: 68.
3- الزمر 39: 17 و 18.
4- المؤمنون 23: 1 - 3.
5- القصص 28: 55.
6- الفرقان 25: 72.
7- الكافي 2: 1/29 «قطعة منه»، بحار الأنوار 100: 3/97.

ولا متناعساً ولا متناقلاً، فانّها من خلال (1) النِّفاق، قال للمنافقين: «وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَوَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللّه إِلَّا قَلِيلاً» (2) [142].

[142 و 143 ] إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّه وَهُوَ خَادِعُهُمْ

297/1139 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كتبتُ إليه أسأله عن مسألة، فكتب إلى أنَّ اللّه يقول: «إنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّه وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَوَةِ» إلى قوله: «سَبِيلاً» [142 و 143] ليسوا من عترة رسول اللّه، وليسوا من المؤمنين وليسوا من المسلمين، يُظهرون الايمان ويُسرون الكفر والتكذيب، لعنهم اللّه (3).

1140 / 298 - عن مَسْعَدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : أنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سُئِل فيما النجاة غداً ؟ فقال قال : النجاة أن لا تخادعوا اللّه فيَخدعكم، فإنَّه من يُخادع اللّه يَخْدَعه، ويَخْلَع منه الايمان، ونفسه يَخْدَع لو يَشْعُر.

فقيل: فكيف يُخادع اللّه ؟ قال: يعمل بما أمره اللّه، ثمّ يُريد به غيره، فاتقوا الرياء فانَّه شرك باللّه، إن المرائى يُدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر، حبط عَمَلُك، وبطل أجْرُك، ولا خَلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممَّن كُنتُ تعمل له (4).

[ 148] لَا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ

299/1141 - عن الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى : «لَا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ» [148].

قال من أضاف قوماً فأساء ضيافتهم، فهو ممن ظلم، فلا جناح عليهم فيما

ص: 453


1- أي خصال.
2- بحار الأنوار 84: 4/231.
3- الزهد : 176/66، الكافي 2: 2/290، بحار الأنوار 72: 1/175.
4- عقاب الأعمال: 255 معاني الأخبار: 1/340، أمالي الصدوق: 921/177، مجمع البيان 3: 198 بحار الأنوار :72 19/295، 84: 227.

قالوا فيه (1).

1142 / 300 - وأبو الجارود، عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : الجهر بالسُّوء من القول أن يذكر الرجل بما فيه (2).

301/1143 - عن أبي العبّاس، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قال : إن تقرأ هذه الآية، «قَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ» (3) يكتبها إلى أدبارها (4).

[159] وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ

302/1144 - عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه تعالى: «وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهيداً» [159]، قال: هو رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (5).

303/1145 - عن المُفضّل بن محمّد قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول اللّه : «وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ».

فقال: هذه نزلت فينا خاصَّة، إنَّه ليس رجل من ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) يموت ولا يَخْرُج من الدنيا حتّى يُقرّ للامام بامامته (6)، كما أقرّ ولد يعقوب ليوسف (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) حسين قالوا: «تَاللّه لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللّه عَلَيْنَا» (7).

304/1146 - عن ابن سنان، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قول اللّه في عيسى : «وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ

ص: 454


1- وسائل الشيعة 12: 6/289، بحار الأنوار 75 : 50/258.
2- بحار الأنوار 75 : 50/258.
3- البقرة 2: 88.
4- تفسير البرهان 2: 3/196، ولعلّ في الحديث سقطاً.
5- بحار الأنوار 6: 27/188 و 9: 42/194.
6- في «ب»: وبامامته.
7- بحار الأنوار 9: 43/195 و 46: 11/168، والآية من سورة يوسف 12: 91.

شَهِيداً»، فقال: إيمان أهْلِ الكتاب، إِنَّما هو بمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (1).

305/1147- عن المشرقي، عن غير واحدٍ، في قوله: «وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» يعني بذلك محمداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، إنه لا يموت يهوديّ ولا نصرانيّ أبداً حتّى يعرف أنه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأنّه قد كان به كافراً (2).

306/1148 عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله : «وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيِّمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً».

قال: ليس من أحدٍ من جميع الأديان يموت إلا رأى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حقّاً من الأوّلين والآخرين (3).

[ 160] فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ

307/1149- عن عبد اللّه بن أبي يَعْفُور، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : من زرع حنطة في أرض فلم يَزْكُ (4) زَرْعَه، أو خرج زَرْعُه كثير الشعير، فبظُلم عمله في ملك رقبة الأرض، أو بظُلم لمزارعيه (5) وأكَرَته، لأنَّ اللّه تعالى يقول: «فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ» [160] يعني لحوم الابل والبقر والغنم.

وقال: إنَّ إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل (6) هيَّج عليه وَجَع الخاصرة، فحرّم على نفسه لحم الإبل، وذلك من قبل أن تنزل التوراة، فلمّا أنزلت التوراة لم

ص: 455


1- بحار الأنوار 6: 28/188 و 9: 44/195، وفي «ب» لمحمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).
2- بحار الأنوار 6: 29/188.
3- بحار الأنوار 6: 30/188.
4- زكا الزرع نما.
5- في «أ»: لمزارعه.
6- في «أ، ب، د»: البقر.

يُحرمه ولم يأكله (1).

[ 163] إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ

308/1150 - عن زُرارة وحُمران، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال اللّه: (إنِّى أَوْحَيْتُ إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْتُ (2) إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) [163] فجمع له كلَّ وحى (3).

[164] وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ

309/1151- عن الثُّمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : كان ما بين آدم وبين نوح من الأنبياء مُسْتَخْفِين، ولذلك خفي ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سُمّي من استعلن من الأنبياء، وهو قول اللّه: «وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ» [164] يعني لم أسمّ المُسْتَخفين كما سَمّيت المُسْتَعلنين من الأنبياء (4).

[166 - 170] لَكِنِ اللّه يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ

310/1152 - عن أبي حمزة الثُّمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: «لَكن اللّه يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ» في عليّ «أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّه شَهيداً».

قال: وسمعته يقول: نَزَل جبرئيل اللّه بهذه الآية هكذا «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وظَلَمُوا» آل محمّد حقَّهم «لَمْ يَكُن اللّه لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً» إلى قوله: «يسيراً».

ثمّ قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ» في ولاية عليّ «فئَامِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِن تَكْفُرُوا» بولايته «فَإِنَّ اللّه مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللّه عَلِيماً حَكِيماً» (5) [166 - 170].

ص: 456


1- الكافي 5 : 9/306، بحار الأنوار 65: 19/179، و 103 : 66 / 15.
2- الآية في المصحف الشريف: «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا...».
3- بحار الأنوار 16: 18/325.
4- الكافي8: 92/115، بحار الأنوار 11: 36/38.
5- بحار الأنوار 36 : 39/99.

[ 174 و 175 ] قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانُ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً

311/1153 - عن عبد اللّه بن سليمان، قال: قلت لأبي عبداللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) : قوله «قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً» ؟ قال: البرهان محمّد عليه وآله السلام، والنُّور علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ).

قال: قلتُ له: «صِرَاطاً مُسْتَقِيماً» ؟ [ 174 و 175]، قال: الصراط المستقيم علىّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).

1154 / 312 - عن بكير بن أعين قال: كنتُ عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فدخل عليه اللّه رجلٌ، فقال: ما تقول في أختين وزوج ؟ قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) للزوج النصف، وللأُختين ما بقى.

قال فقال الرجل : ليس هكذا يقول الناس. قال: فما يقولون؟ قال: يقولون للأختين الثُّلثان، وللزوج النصف، ويقسمون على سبعة.

قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ولِمَ قالوا ذلك ؟ قال : لأنَّ اللّه سمّى للأختين الثُّلثين، وللزَّوج النصف.

قال: فما يقولون لو كان مكان الأُختين أخ؟ قال: يقولون للزوج النصف، وما بقى فللاخ. فقال له: فيُعطون من أمر اللّه له بالكُلِّ النصف، ومن أمر اللّه بالثُّلثين أربعة من سبعة.

[176] يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ إِن أَمْرُقُ هَلَكَ

قال: وأين سمّى اللّه له ذلك؟ قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : اقرأ الآية التي في آخر السورة «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِى الكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَّمْ يَكُنْ لَّهَا وَلَدٌ» [176].

قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فإنما كان ينبغي لهم أن يجعلوا لهذا المال (2) للزوج

ص: 457


1- شواهد التنزيل 1: 93/60، بحار الأنوار 9: 47/197، و 35: 3/363.
2- في «ج»: بهذا المثال.

النصف، ثمّ يقسّموا على تسعة (1).

قال : فقال الرجل: هكذا يقولون. قال: فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فهكذا يقولون. ثم أقبل عليّ فقال: يا بكير، نظرت في الفرائض؟ قال: قلتُ وما أصنع بشيءٍ هو عندي باطل؟ قال: فقال: انظر فيها، فانّه إذا جاءت تلك كان أقوى لك عليها (2).

313/1155 - عن حمزة بن حُمران، قال: سألتُ أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الكلالة، قال: ما لم يكن له والد ولا ولد (3).

1156 / 314 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : إذا ترك الرجل أُمَّه وأباه وابنته أو ابنه، فاذا ترك واحداً من هؤلاء الأربعة، فليس هو من الذي عنى اللّه تعالى في قوله: «قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الكَلَالَةِ» ليس يرث مع الأُمّ ولا مع الأب ولا مع الابن ولا مع البنتُ إلّا زوج أو زوجة، فانَّ الزوج لا ينقص من النصف شيئاً، إذا لم يكن معه ولد، ولا تنقص الزوجة من الربع شيئاً إذا لم يكن معها ولد (4).

315/1157- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ، اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ» إِنَّما عنى اللّه الأُخت من الأب والأُمّ، أو أخت لأب، فلها النصف ممّا ترك، وهو يرثها إن لم يكن لها ولد، وإن كانوا إخوة رجالاً ونساءً، فللذكر مثل حظّ الأُنثيين، فهم الذين يزدادون وينقصون، وكذلك أولادهم يزدادون وينقصون (5).

ص: 458


1- في «ب» يقتسمون على سبعة.
2- بحار الأنوار 104 : 20/345.
3- بحار الأنوار 104 : 21/346.
4- بحار الأنوار 104 : 22/346.
5- وسائل الشيعة 26: 18/84، بحار الأنوار 104 : 23/346.

316/1158 - عن زُرارة، قال: سأخبرك ولا أزوي لك شيئاً (1)، والذي أقول لك هو واللّه الحقّ.

قال: فاذا ترك أُمّه أو أباه أو ابنه أو ابنته، فاذا ترك واحداً من هذه الأربعة. فليس الذي عنى اللّه في كتابه «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الكَلَالَةِ» ولا يرث مع الأب ولا مع الأمّ ولا مع الابنة أحد من الخلق غير الزوج والزوجة، وهو يرثها إن لم يكن لها ولد، يعني جميع مالها (2).

317/1159- عن بكير، قال: دَخَل رجل على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فسأله عن امرأةٍ تركت زوجها، وإخوتها لأُمّها وأُختاً لأب.

قال: للزوج النصف ثلاثة أشهم، وللإخوة من الأمّ الثُلث سَهْمان، وللأخت للأب سهم.

فقال له الرجل: فإنّ فرائض زید و ابن مسعود و فرائض العامة والقُضاة على غير ذا، يا أبا جعفر، يقولون : للأُخت للأب والأُمّ ثلاثة أسهُم، نصيب من ستَّة، تَعُول (3) إلى ثمانية ؟

فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ولِمَ قالوا ذلك؟ قال: لأنّ اللّه تعالى قال: «وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ».

فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): فما لكم نقصتم الأخ إن كنتم تحتجّون بأمر اللّه؟ فانَّ اللّه سمّى لها النصف، وإنَّ اللّه سمّى للأخ الكلّ، فالكلُّ أكثر من النصف، فانّه قال: «فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَك» وقال للأخ: «وَهُوَ يَرِثُهَا» يعني جميع المال، إن لم يكن لها ولدٌ،

ص: 459


1- زوى الشيء: منعه.
2- بحار الأنوار 104 : 346 / 24.
3- القول: أن تزيد السهام في الإرث على المال الموجود.

فلا تُعطون الذي جعل اللّه له الجميع في بعض فرائضكم شيئاً، وتُعطون الذي جعل اللّه له النصف تامّاً (1)؟!

تمّ بعون اللّه وحسن توفيقه الجزء الأول من كتاب

التفسير لمحمد بن مسعود العيّاشي،

ويليه الجزء الثاني ويبدأ بتفسير

سورة المائدة

ص: 460


1- بحار الأنوار 104 : 346 / 25.

فهرس المحتوى

ترجمة المؤلف... 3

الاسم والنسب والألقاب... 3

عصره وطبقته... 5

توثيقه... 6

مدرسته العلمية...7

علومه ومعارفه... 8

رحلته... 10

طرق المشايخ إليه... 11

مشایخه...14

تلامذته وأصحابه... 31

مصنفاته... 38

تفسير العيّاشي... 46

أهمية التفسير... 47

عملنا في الكتاب... 49

التحقيق... 49

النسخ المعتمدة... 50

ص: 461

مراحل التحقيق... 51

المستدرك... 52

أسانيد العيّاشي... 53

شكر وتقدير... 53

مصادر ترجمة المؤلف... 55

نماذج من أوهام التحقيق الأول سنة 1380 ه...58

1 - السقط ...58

2 - الزيادة... 60

3 - في الرجال...

4 - في الآيات... 61

5 - في القواعد... 62

6 - في التصحيف والتحريف... 62

7 - في تقطيع الأحاديث... 63

8 - في الترقيم... 64

صور النسخ الخطّية... 65

مقدمة التفسير... 73

في فضل القرآن... 74

باب ترك الرواية التي بخلاف القرآن... 882

في ما أنزل القرآن... 84

تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه... 85

تأويل كلِّ حرفٍ من القرآن على وجوه... 88

ما عنى به الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من القرآن... 88

علم الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بالتأويل... 90

ص: 462

في من فسر القرآن برأيه... 95

كراهية الجدال في القرآن... 96

من سورة أُمّ الكتاب...99

[1] بِسْمِ اللّه الرّحمن الرّحيم... 99

[2] الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِينَ...100

[4] مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ... 102

[5] إيّاك نَعبُدُ وَإيّاك نَسْتَعِينُ...103

[6] اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم... 103

[7] غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ... 103

من سورة البقرة... 107

[ 1 و 2] الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ... 108

[3] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلوةَ... 108

[20] إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون... 110

[31] أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ... 115

[31] وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأسْمَاء كُلُّها... 118

[33] ألَمْ أقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ.. ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ... 119

[34] أُسْجُدُوا الأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ...120

[34] إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ... 121

[35] وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ... 121

[37] فَتَلَقَّى عَادَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ... 130

[38] فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ... 131

[40] أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ... 131

ص: 463

[41] وَمَا مِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ... 131

[43] وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَمَاتُوا الزَّكَوَةَ... 131

[44] أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبَرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ... 133

[45] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةِ...133

[46] الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُوا رَبِّهِمْ... 134

[47] يَا بَنِي إِسْرَائِيل... 134

[51] وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةٌ... 134

[58] وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَا كُمْ... 135

[59] فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ... 135

[61] ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِثَايَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ... 135

[63] خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ... 136

[66] فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ... 136

[ 67] قَالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُوا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ... 137

[68] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبُّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ... 137

[69] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبُّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا... 137

[ 70 و 71] قَالُوا أَدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ... 137

[ 79] فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ... 139

[83] وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً... 139

[84] وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ... 140

[85] عَمَّا تَعْمَلُونَ... 141

[87] أَفَكُلْمَا جَاءَكُمْ رَسُولُ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ... 141

[89] وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا... 142

[90] بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بما أنزل اللّه... 143

[91] وَهُو الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ...143

ص: 464

[93] وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ... 144

[102] وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطين عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ... 145

[106] مَا نَنْسَخُ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسبها نأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا... 150

[114] مَا كَانَ لَهُم أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ... 151

[115] فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه إِنَّ اللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ... 151

[121] الَّذِينَ اتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ... 152

[124] وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ... 153

[125] وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى... 154

[126] قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ... 156

[ 127 - 128 ] وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ... 157

[133] إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ... 158

[136] قُولُوا ءَامَنَّا بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ... 159

[17] فَإِنْ ءَامَنُوا بِمِثْلِ ماءَ امَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا...159

[138] صِبْغَةَ اللّه وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّه صِبْغَةً...160

[143] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ...160

[144] فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا...162

[ 148] أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّه جَمِيعاً إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ...164

[152] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَأَشْكُرُوا لِي... 167

[155] وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ... 168

[ 156 و 157] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ... 169

[158] إِنَّ الصّفا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّه... 170

[159] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى...172

[165 - 167] وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للّه جَمِيعاً...174

[168] لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ...176

ص: 465

[173] فَمَنِ أَضْطُرُ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَادٍ...176

[175] فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ... 178

[178] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ... 178

[180] إن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ...179

[181] فَمَن بَدلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ...180

[182] فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنفاً أَوْ إِثْماً...180

[183] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ...182

[184] وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ...183

[185] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْءَانُ...185

[186] فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي..188

[187] أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةُ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...189

[188] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ...191

[ 189] لَيْسَ البِرُّ بأن تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى...192

[193] لا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ...193

[194] الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قِصَاصُ...193

[195] وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللّه يُحِبُّ المُحْسِنِينَ...194

[196] وَأَتِمُّوا الحجّ وَالعُمْرَةَ للّه...194

[197] الحَجّ أَشْهُرُ مَّعْلُومَاتٌ... 203

[198] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ...206

[199] أفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ...206

[200] اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً...208

[201] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ...209

[203] أَذْكُرُوا اللّه فِي أيّام مَّعْدُودَاتٍ...209

[204] وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجبك قوله في الحيوة الدُّنْيا...211

ص: 466

[205] وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ...211

[207] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللّه رَءُوفٌ بِالعِبَادِ...212

[208] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْم كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ... 213

[210] في ظللٍ مِّنَ الغَمَام وَالمَلائِكَةُ وَقُضي الأمر...214

[211] سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُمْ وَآتَيْنَاهُم مِّن ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ...215

[213] كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه النَّبِيِّينَ...215

[214] أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ...218

[219] يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ...218

[ 220] وَإِن تَخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ...219

[222] وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتّى يَطْهُرْنَ...224

[223] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ...224

[224] وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا...225

[225] لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللّه بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ... 226

[226] فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ...227

[228] وَالمُطلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أن... 230

[229] إِمْسَاكُ بِمَعْرُوفِ أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَانٍ...230

[ 230] فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعدُ حتّى تَنكِحَ زَوجًا غَيْرَهُ...234

[231] وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لتَعْتَدُوا... 235

[233] وَالوَلِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ...236

[234] وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ...237

[235] إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً... 239

[236] وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسع قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ... 241

[237] إِن طلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَة...241

[238] حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوَةِ الوُسْطَى...244

ص: 467

[ 239] فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً...246

[ 240] وَالَّذِينَ يُتَوَفُونَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةَ لأَزْوَاجِهِم...247

[241] وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ...248

[ 243] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرْجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ...249

[245] مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَة...249

[246 - 248] أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلَا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى... 251

[ 249] إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي... 253

[251] وَلَوْلا دَفْعُ اللّه النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ...255

[ 253] تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّه... 256

[255] اللّه لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم إِلَهَ إِلَّا هُوَ تَأْخُذه سِنَةٌ نَوْمٌ...257

[256] العُرْوَةِ الوُثْقَى...259

[257] أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ...260

[208] رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ...261

[ 259] أَعْلَمُ أَنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ...263

[ 260] رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَال بَلَى وَلَكِن...265

[261] وَاللّه يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ...270

[ 261] فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ...271

[264] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى... 2771

[265] الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه... 272

[266] إِعْصَارُ فِيهِ نَارُ... 272

[ 267] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ... 273

[268] الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالفَحْشاءِ وَاللّه يَعِدُكُم... 275

[269] وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً... 276

[271] وَإِن تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...276

ص: 468

[274] الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالْيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً...277

[275] فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن ربّه فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إلى اللّه... 277

[279] فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ... 279

[ 280] وأن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ... 281

[282] وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا...283

[284] وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّه...284

[285] امَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن ربّه... 286

[286] رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا...286

من سورة آل عمران... 291

[1-4] الم اللّه لا إله إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ... 291

[7] فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ... 292

[8] رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا... 294

[14] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ... 294

[17] وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ... 295

[18] شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسطِ... 295

[19] إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلَامُ... 296

[26] قُلِ اللّهمُ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ... 297

[28] إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً...297

[31] إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه...297

[ 33 و 34 ] إِنَّ اللّه أَصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحاً وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ...299

[36] قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ... 302

[3] أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّه... 302

[41] رَبِّ اجْعَل لى ءَايَةً قَالَ ايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أيّام...305

ص: 469

[ 39 ] وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ... 306

[42 - 44] إذ يلقون أفلامهم أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مريم... 307

[44] وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ... 307

[50] وَلا حِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ... 310

[59] إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّه كَمَثَلِ ءَادَمَ... 310

[61] قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا...311

[ 67] وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً...312

[68] إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النبيّ وَالَّذِينَ ...313

[77] وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَة... 315

[81] وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ... 316

[83] وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً... 320

[92] لَن تَنَالُوا البِرَّ حتّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ... 321

[93] كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ... 322

[96] إنّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكةَ مُبَارَكاً وَهُدى... 323

[97] فَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنَا...325

[97] فِيهِ ءَايَاتٌ بِيِّنَاتُ... 326

[97] وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً...329

[102] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ... 333

[103] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً... 334

[104] وَلْتَكُنْ مِّنْكُمْ أُمَّةً يَدْعُونَ إلَى الْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ... 335

[110] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...335

[112] إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللّه وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ...336

[123] وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ...336

[125] مُسَؤْمِينَ...337

ص: 470

[128] لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ...337

[133] وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ...339

[135] وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه...339

[140] وَتِلْكَ الأيّام نُدَاوِلُها بَيْنَ النَّاسِ... 340

[ 142] أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَعْلَمُ اللّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ... 340

[144] وَمَا محمّد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ... 341

[146] وَكأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِيُّونَ كَثِيرُ...342

[155] إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا...343

[ 157] وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه أَوْ مُتُّمْ... 344

[158] لَئِن متُّم أَوْ قُتِلْتُمْ لإلَى اللّه تُحْشَرُونَ...345

[159] فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ...346

[162] أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه كَمَنْ بَاءَ بِسَخْطٍ مِّنَ اللّه وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ...349

[ 163] هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّه...349

[165] أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا...350

[169] وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتاً...350

[172] اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ...350

[ 173 و 174] الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ...351

[178] وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ...351

[179] مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ...352

[180] سَيُطْوَقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَللّه مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ...352

[183] قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلُ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ...353

[185] كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَومَ القِيَامَةِ...355

[186] وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ...356

[ 191] الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قياماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ...357

ص: 471

[192] وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ...357

[193] رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ عَامِنُوا بِرَبِّكُمْ...357

[195] ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللّه...358

[198] وَمَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ...358

[ 200] لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ...358

من سورة النساء...291

[1] وَاتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللّه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً...363

[2] حوباً كَبِيراً...364

[3] فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ...364

[4] فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنيئاً مَّرِيئاً...365

[5] وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم...367

[6] فَإِنْ انَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ...368

[8] وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ...370

[9] وَليَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ...371

[10] إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً...372

[11] يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْن...375

[12] وَإِنْ كَانَ رَجُلُ يُورَثُ كَلَالَةٌ أَوْ أَمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتُ فَلِكُلِّ ...376

[15] وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ...377

[16] واللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَاذُوهُمَا فَإِنْ تَابًا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا...377

[17] إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ...378

[18] وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ...378

[19] لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ... 378

[20] فَإِنْ ءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطاراً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً...379

ص: 472

[21] وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظًا... 380

[22] وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ مَابَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ...380

[23] حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ...381

[24] وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...384

[25] فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ... 386

[25] وَمَنْ يَسْتَطِعْ مِنْكُم طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ... 387

[29] وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً...388

[31] إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ...392

[32] وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ...393

[33] وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ...395

[34] وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ...395

[30] فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا...396

[36] اعْبُدُوا اللّه وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَلِدَيْنِ إِحْسَاناً...397

[41] يَوْمَ نَأْتِي مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ...397

[43] لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حتّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ...398

[47] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ امِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لما مَعَكُم...402

[48] إِنَّ اللّه لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ...403

[51-59] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصيباً مِّنَ الْكِتَابِ...404

[60] يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إلى الطَّاغُوتِ... بعيداً... 414

[62] فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ... 415

[ 63- 65] أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ...415

[66] وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ...417

[ 69] أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ... 417

[71 - 73] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ...418

ص: 473

[75] الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ...418

[77] قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى...419

[79] مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَّفْسِكَ... 420

[80] مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه...421

[83] وَإِذَا جَاءَهُمْ أمْرُ منَ الأمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ...421

[84] فَقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّه لَا تُكَلِّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ...423

[90] أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللّه لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ...424

[92] وَإِنْ كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقُ...425

[93] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّه عَلَيْهِ...430

[94] وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً...432

[98] المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ...432

[99] فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّه أَنْ يَعْفُو عَنْهُمْ...434

[010] وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ...436

[101] وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلوة.... 436

[103] إِنَّ الصَّلَوَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتاباً موقوتاً...439

[108] إذ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ...442

[ 112] فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً...442

[114] لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّنْ نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ... 443

[115 ] وَمَن... يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى...443

[117] إِنْ يَدْعُونَ مَنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مُريداً...444

[119] وَلَأمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه...444

[120] وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً...445

[123] مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ... 445

[128] وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوراً أَوْ إِعْرَاضاً...446

ص: 474

[129] وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ...448

[137] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ امَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا...448

[ 140] وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه...451

[142] وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَوَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ...453

[142 و 143 ] إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّه وَهُوَ خَادِعُهُمْ...453

[ 148] لَا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ... 453

[159] وَإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ... 454

[ 160] فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ...455

[ 163] إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ... 456

[164] وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ... 456

[166 - 170] لَكِنِ اللّه يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ...456

[ 174 و 175 ] قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانُ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً...457

[176] يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ إِن أَمْرُقُ هَلَكَ...457

ص: 475

المجلد 2

هوية الكتاب

سرشناسه:عیاشی، محمّد بن مسعود، 320 ق.

عنوان قراردادی:تفسیر العیاشی.

عنوان و نام پديدآور: التفسیر / ابی النضر محمدبن مسعود العیاشی؛ تحقیق قسم الدارسات الاسلامیه - موسسه البعثه.

مشخصات نشر: قم: موسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلامیه، 1420ق. = 1378.

مشخصات ظاهری:3 ج. نمونه.

شابک:69000 ریال: دوره: 964-309-276-3 ؛ ج. 1: 964-309-273-9 ؛ ج. 2: 964-309-274-7 ؛ ج. 3: 964-309-275-5

يادداشت:عربی.

يادداشت:ج. 1 - 3 (چاپ اول: 1421 ق.= 1379).

يادداشت:ناشر جلد دوم این کتاب مرکز الطباعه و النشر فی موسس البعثه است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع: تفاسیر ماثوره.

تفاسیر شیعه - قرن 3ق.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. مرکز چاپ و نشر.

رده بندی کنگره:BP93/ع 9ت 7 1378

رده بندی دیویی:297/1726

شماره کتابشناسی ملی:م 78-9666

محرر الرقمي: مرتضی حاتمی فرد

التفسير

للشيخ أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي

المتوفى نحو 320 ه

الجزء الأول

تحقیق

قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم

محرر القلمی: محمد مبین روزبهانی

ص: 1

اشارة

عیاشی، محمدبن مسعود 320. ق.

[تفسير العياشي]

التفسير / ابي نصر محمدین مسعود العباشي؛ تحقيق قسم الدراسات الاسلاميه مؤسسه البعثه.- قم: مؤسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلاميه، 1420 ق. 1378. 3 ج . : نمونه .

ISBN 964-309-276-3 (دوره).-ISBN

2) 964-309-273-9 (1.ج) - ISBN 964-309-274-7

(ج.3). ISBN 964-309-275-5 - (ج.)

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فيها .

عربی. کتابنامه.

1- تفاسیر شیعه -- قرن 3 ق . 2- تفاسیر مائوره.

الف. بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی - ب. عنوان عنوان . ج. عنوان: تفسیر العياشي .

کتابخانه ملی ایران 297/1776

مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة

اسم الكتاب : التفسير العياشي ج 2

تأليف : محمد بن مسعود العياشي

تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم

الطبعة: الأولي 1421 ه_.ق

الكمية: 2000 نسخة

التوزيع : مؤسسه البعثة

طهران: شارع سمية - بين شارعي الشهيد مفتح و فرصت

هاتف: 8823244-8822374 فاكس 8831410 . ص.ب 1361-15815

بيروت- ص.ب : 24/124 ، تلكس 40512 كمك

جميع الحقوق محفوظة و مسجلة لمؤسسة البعثة

ISBN:964-309-274-7(vol.2)

ISBN:964-309-276-3(3vol-SET)

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة المائدة

اشارة

1/1160 - عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قال علي بن أبي الله طالب صلوات الله عليه: نزلت المائدة قبل أن يُقبض النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) بشهرين أو ثلاثة.

وفي رواية أخرى: عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، مثله(1).

1161 / 2 - عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي (علیه السّلام)، قال : كان القرآن يَنْسَخ بعضه بعضاً، وإنَّما كان يُؤخَذ من أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بآخره، فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة، فنَسَخت ما قبلها، ولم يَنْسَخها شيء، فلقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء، وتَقُل عليها الوحي حتى وقفت(2) وتدلّى بطنها(3)، حتَّى رَأيتُ سُرَّتها تكادُ تَمَسَّ الأرض، وأغمي على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى وضع يده على ذُؤابة(4) شيبة بن وهب الجُمحي، ثمّ رُفع ذلك عن رسول

ص: 3


1- بحار الأنوار 92: 2/273.
2- في «أ، ج_»: وقعت.
3- أي استرسل إلى أسفل.
4- الذؤابة: الناصية وهي شعر مُقدم الرأس.

الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقرأ علينا سورة المائدة، فعيل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وعملنا(1).

1162 / 3 - عن أبي الجارود، عن محمد بن علي (علیهما السّلام)، قال : من قرأ سورة المائدة في كل يوم خميس، لم يُلبس إيمانه بظلم، ولم يُشرك أبداً(2).

[1] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا

1163 / 4 - عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السّلام)، عن على (علیه السّلام)، قال : ليس فى القرآن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ [1] إلا وهي في التوراة: يا أيها المساكين(3).

1164 / 5 - عن النضر بن سويد، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، قال: العُهود(4).

عن ابن سنان، مثله.

6/1165 - عن عكرمة، أنّه قال: ما أنزل الله جل ذكره ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ إلا ورأسها علي بن أبي طالب (علیه السّلام)(5).

1166 / 7 - عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما نزلت آية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ إلا وعلى (علیه السّلام) شريفها وأميرُها: ولقد عاتب الله أصحاب محمّد عليه وآله

ص: 4


1- مجمع البيان 3: 231، بحار الأنوار 18: 37/271 و 92: 3/274، وفي «أ، ب، ج» مجمع والمورد الثاني من البحار: وعلّمناه.
2- ثواب الأعمال: 105 ، مجمع البيان 3: 231، بحار الأنوار 89: 26/349 و 92: 1/273.
3- عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 119/39 ، صحيفة الرضاء : 136/235، بحار الأنوار 13: 345/ 28 ،و 93: 4/143.
4- تفسير القمي 1: 160، وسائل الشيعة 23: 3/327 ، بحار الأنوار 75: 15/95 .
5- بحار الأنوار 35: 8/339 .

السلام في غير مكان، وما ذكر عليّاً (علیه السّلام) إلا بخير(1).

8/1167 - عن جعفر بن أحمد، عن العَمْرَكي بن علي، عن علي بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى (علیه السّلام)، عن على بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : ليس في القرآن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ إلا وهي في التوراة: يا أيها المساكين(2).

[1] أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ

9/1168 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : في قول الله تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ﴾ [1]، قال: هو الذي في البطن، تذبح أُمه فيكون في بطنها(3).

10/1169 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله تعالى ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةً الأَنْعَامِ﴾، قال: هي الأجنَّة التي في بُطُون الأنعام، وقد كان أمير المؤمنين (علیه السّلام) يأمر ببيع الأجنة(4).

11/1170 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: روى بعض صحابنا عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ﴾، قال: الجنين في بطن أمه، إذا أشعر وأوبر، فذكاة أمه ذكاته(5).

12/1171 - عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السّلام): أن عليّاً (علیه السّلام) سُئل عن أكل لحم الفيل والدُّبّ والقرد، فقال: ليس هذا من بهيمة الأنعام

ص: 5


1- شواهد التنزيل 1: 13/21، و 7049 ، و : 74/50، و : 77/51، و: 82/53، بحار الأنوار 36: 40/99.
2- بحار الأنوار 93: 5/143 .
3- وسائل الشيعة 24: 9/35، بحار الأنوار 66: 5/29.
4- وسائل الشيعة 24: 10/36، بحار الأنوار 66: 6/29 .
5- الكافي 6: 1/234 «نحوه» التهذيب 9: 244/58 «نحوه»، وسائل الشيعة 24: 11/36، بحار الأنوار 66: 7/30 .

التي تُؤكل(1).

13/1172- عن المُفضّل، قال: سألتُ الصادق (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ﴾، قال: البهيمة هاهنا الولي، والأنعام: المؤمنون(2).

[2] لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ

1173 / 14 - عن موسى بن بكر(3)، عن بعض رجاله: أن زيد بن علي دخل على أبي جعفر (علیه السّلام) ومعه كُتُب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم، ويُخبرونه باجتماعهم، ويأمرونه بالخروج إليهم.

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): إن الله تبارك وتعالى أحل حلالاً، وحرم حراماً، وضرب أمثالاً، وسنّ سُننا، ولم يجعل الإمام العالم بأمره في شبهة ممّا فرض الله من الطاعة، أن يسبقه بأمرٍ قبل محله، أو يُجاهد قبل حلوله، وقد قال الله تعالى في الصيد: ﴿لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ﴾(4) فقتل الصيد أعظم، أم قتل النفس الحرام؟ وجعل لكلِّ مَحِلاً، وقال: ﴿إِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا﴾ ، وقال: ﴿لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرَامَ﴾ [2] فجَعَل الشُّهور عِدَّةً معلومةً، وجعل منها أربعةً حُرُماً، وقال: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللهِ﴾(5).

1174 / 15 - عن محمّد بن عبدالله، عن بعض أصحابه، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): جعلت فداك، لم حرّم الله الميتة والدم ولحم الخنزير ؟

ص: 6


1- وسائل الشيعة 24: 19/112 ، بحار الأنوار 65: 20/180.
2- نور الثقلين 1: 13/583 .
3- في «آ، ب، د، ه_» موسی بن بکیر، تصحیف، انظر مصادر الحديث ومعجم رجال ، الحدیث 31:19.
4- المائدة 5: 95 .
5- الكافي 1: 290 /16 «قطعة منه»، بحار الأنوار 46: 55/190 و: 79/203، والآية من سورة التوبة 2:9.

فقال: إن الله تبارك وتعالى لم يُحرّم ذلك على عباده، وأحل لهم ما سواه من رغبة منه تبارك وتعالى فيما حرَّم عليهم، ولا زهد فيما أحل لهم، ولكنَّه خلق الخلق وعلم ما يقوم به أبدانهم وما يُصلحهم، فأحلَّه وأباحه تفضّلاً منه عليهم لمصلحتهم، وعَلم ما يَضُرّهم فنهاهم عنه حرّمه عليهم، ثمّ أباحه للمُضطرّ، وأحلَّه لهم في الوقت الذي لا يقوم بدنه إلا به، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك.

ثمّ قال: أمّا المَيْتَة، فانّه لا يدنو منها أحد ولا يأكلها إلا ضَعُف بدنه، ونَحل چشمه، ووَهَنت قُوتُه، وانقطع نَسْلُه، ولا يموت أكل الميتة إلا فجأة.

وأمّا الدّم، فانّه يُورث الكلب(1) والقشوة للقلب، وقلة الرأفة والرحمة، لا يُوْمَن أن يَقْتُل ولده ووالديه، ولا يُؤمن على حميمه، ولا يُؤمن على من صحبه.

وأمّا لحم الخنزير ، فإِنَّ الله مَسَخ قوماً في صُور شتّى شبه الخنزير والقرد والدُّبّ، وما كان من الأمساخ، ثمّ نهى عن أكل مثله، لكي لا ينفع بها، ولا يُسْتَخَفْ بعقوبته.

وأما الخمر، فأنّه حرمها لفعلها وفسادها، وقال: إنَّ مُدمن الخمر كعابد وثن،ويورثه ارتعاشاً، ويذهب بنُوره، ويهدم ،مُروّته، ويحمله على أن يُكب(2) على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا، ولا يُؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يَعْقِل ذلك، والخمر لم يرد شاربها إلا على شرّ(3).

ص: 7


1- الكلب: داءٌ شبيه بالجنون، يعرض لصاحبه أعراضاً رديئة، ويمتنع عن شرب الماء حتى يموت عطشاً.
2- أكبّ على الشيء: أقبل عليه وشغل به، وفي الكافي والتهذيب والوسائل والمحاسن: يجسر.
3- المحاسن: 104/334 و 105 عن المفضل بن عمر عن أبي عبدالله (علیه السّلام) وبسند آخر عن محمد بن عبدالله، عن رجل عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، الكافي 6: 1/242، علل الشرائع: 1/483 و 2 عن محمد بن عذافر، عن بعض رجاله، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، وبسند آخر، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، أمالي الصدوق. 1/763، ومن لا يحضره الفقيه 3: 1009/218 عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، التهذيب 9: 553/128 ، وسائل الشيعة 24: 1/99 ، بحار الأنوار 65: 2/163، والجملة الأخيرة في «ه_»: إلّا إلى كلّ شرّ.

[3] إلا مَا ذَكَيْتُمْ

16/1175 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : [كُل](1) كل شيء من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والمَوْقُوذة والمُتردّية وما أكل السبع، وهو قول الله(2) ﴿إلا مَا ذَكَيْتُمْ﴾ [3] فان أدركت شيئاً منها وعين تطرف، أو قائمة تركض، أو ذنب يَمْصَع(3)، فذبحت فقد أدركت ذكاته فكله.

قال: وإن ذبحت ذبيحة فأجَدْتَ الذَّبح، فوقعت في النار، أو في الماء، أو من فوق بيت، او من فوق جبل، إذا كنت قد أجَدْتَ الذَّبح فكُل(4).

17/1176 - عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال: سمعته يقول: المتردية والنطيحة وما أكل السبع، إذا أدركت ذكاته ، فكله(5).

18/1177 - عن عيوق بن قُرط(6)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿المُنْخَنِقَةُ﴾.

ص: 8


1- من التهذيب والبحار.
2- (وهو قول الله) ليس في «ج_».
3- مصعت الدابة بذنبها: حركته.
4- التهذيب 9: 241/58 ، وسائل الشيعة 24: 1/22 و 4/219، بحار الأنوار 65: 28/323.
5- التهذيب 9: 248/59 ، وسائل الشيعة 24 5/219 ، بحار الأنوار 65: 29/324.
6- في النسخ: عيوق بن قسوط، تصحيف صوابه ما أثبتناه، انظر: رجال الطوسي: 743/267 ، معجم رجال الحدیث 13: 217.

[3] وَالنَّطِيحَةُ

قال: التي تختنق في رباطها، ﴿وَالمَوْقُوذَةُ﴾ المريضة التي لا تجد ألم الذَّبح، ولا تضطرب، ولا يخرُج لها دم ﴿وَالمُتَرَدِّيَةُ﴾ التي تردّى من فوق بيت أو نحوه ﴿وَالنَّطِيحَةُ﴾ [3] التي تنطحها صاحبتها(1).

[3] اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَأَخْشَوْنِ

19/1178 - عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام) في هذه الآية ﴿اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَأَخْشَوْنِ﴾ [3] يوم يقوم القائم (علیه السّلام) ينس بنو اميّة، فهم الذين كفروا، يئسوا من آل محمّد (علیهم السّلام)(2).

[3] اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً

1179 / 20 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً﴾ [3] فلم يُنزل من الفرائض شيئاً بعدها حتى قبض الله رسوله (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

21/1180 - عن جعفر بن محمّد الخُزاعي، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: لما نزل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عرفات يوم الجمعة، أتاه جبرئيل (علیه السّلام) فقال له: يا محمد، إن الله يقرؤك السلام، ويقول لك: قُل لأمتك: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ بولاية على بن أبي طالب ﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً﴾ ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج، وهي الخامسة، ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها(4).

22/1181 - عن ابن أذينة، قال: سمعتُ زُرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام): أنَّ الفريضة كانت تنزل، ثمّ تنزل الفريضة الأخرى، فكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله تعالى ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ

ص: 9


1- وسائل الشيعة 24: 2/23، بحار الأنوار 65: 30/324.
2- بحار الأنوار 39/55:51.
3- بحار الأنوار 37: 27/138.
4- بحار الأنوار 37: 28/138.

دِيناً﴾ فقال أبو جعفر (علیه السّلام): يقول الله : لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة(1).

23/1182 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : تمام النعمة : دُخُول الجنَّة(2).

1183/24 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سُئل عن كلب المَجُوس يُكلبه(3) المسلم، ويُسمّي ويُرسله. قال: نعم، إنّه مُكَلَّب، إذا ذكر اسم الله عليه، فلا بأس(4).

[4] وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الجَوَارِح مُكَذِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ

25/1184 - عن أبي بكر الحضرمي، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن صيد البزاة والصقور والفهود والكلاب، فقال: لا تأكل من صيد شيءٍ منها إلا ما ذكيت إلا الكلاب.

قلت: فإن قتله؟ قال: كُل، فانَّ الله يقول: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الجَوَارِح مُكَذِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ﴾ (5)[4].

1185/26 - عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن الرجل سرّح الكلب الله المُعلّم ويسمّى إذا سرّحه، قال: يأكل ممّا أمسك عليه، وإن أدركه وقتله، وإن وُجد(6) معه كلب غير(7) مُعَلّم فلا يأكل منه .

ص: 10


1- الكافي 1: 4/229 ضمن حديث طويل، بحار الأنوار 37: 29/138.
2- بحار الأنوار 37: 29/138 .
3- أي يعلّمه الصيد.
4- وسائل الشيعة 23: 4/361، بحار الأنوار 65: 3/274 .
5- تفسير القمي 1: 162 ، الكافي 6: 9/204 ، بحار الأنوار 65: 44/289.
6- في «ج»: وجه.
7- في «أ»: غيره .

قلت: فالصَّقر والعقاب والبازي؟ قال: إن أدركت ذكاته فكل منه، وإن لم تُدْرِك ذكاته فلا تأكل منه.

قلت: فالفهد ليس بمنزلة الكلب؟ قال: فقال: لا، ليس شيء مُكلَّب إلا الكلب(1).

27/1186 - عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ، قال : الفهد من الجوارح، والكلاب الكردية إذا عُلّمت فهي بمنزلة السلوقية(2).

28/1187 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: كان أبي (علیه السّلام) يُفتي، وكنا نُفتى(3)و نحن نخاف في صيد البازي والصقور، فأما الآن فانا لا نخاف، ولا يَحِلّ صيدها إلا أن تُدْرَك ذَكَاتُه، وإنَّه لفى كتاب على (علیه السّلام): إنَّ الله قال: ﴿مَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ فهي الكلاب(4).

29/1188 - عن زرارة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ما خلا الكلاب ممّا يصيد الفهود والصقور وأشباه ذلك، فلا تأكُلنَّ من صيده إلا ما أدركت ذكاته، لأنَّ الله قال: ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ فما خلا الكلاب فليس صيده بالذي يُؤكل إلا أن يُدرك ذكاته(5).

30/1189 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): أنَّ في كتاب علي (علیه السّلام) قال الله: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ﴾ فهي الكلاب(6).

ص: 11


1- الكافي 6: 4/203، بحار الأنوار 65: 45/290.
2- الكافي 6: 11/205 «نحوه»، وسائل الشيعة 23: 1/355، بحار الأنوار 65: 4/274 ، وسَلُوق: قرية باليمن تنسب إليها الكلاب.
3- في الكافي: كان أبي (علیه السّلام) يفتي وكان يتقي.
4- الكافي 6: 1/207 عن الحلبي، بحار الأنوار 65: 46/290.
5- وسائل الشيعة 23: 21/355 ، بحار الأنوار 65: 47/290.
6- الكافي 6: 1/202، وسائل الشيعة 23: 22/355 ، بحار الأنوار 65: 48/290 .

1190/ 31 - عن جميل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه سُئل عن الصيد يأخُذه الكلب، فيتركه الرجل حتّى يموت؟ قال: نعم كُل، إنَّ الله يقول: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾(1).

32/1191 - عن أبي جميلة، عن ابن حنظلة، عنه (علیه السّلام)، في الصيد يأخُذه الكلب فيُدركه الرجل فيأخُذه، ثمَّ يموت في يده، أيأكُل؟ قال: نعم، إنَّ الله يقول: ﴿كُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾(2).

33/1192 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿مَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ﴾.

قال: لا بأس بأكل ما أمسك الكلب ممّا لم يأكل الكلب منه ، فاذا أكل الكلب منه قبل أن تُدركه فلا تأكله(3).

34/1193 - عن رفاعة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : الفهد ممّا قال الله ﴿مُكَلِّبِينَ﴾(4).

35/1194 - عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : كُل ما(5) أمسك عليه الكلاب، وإن بقي ثلثه(6).

ص: 12


1- وسائل الشيعة 23: 4/341، بحار الأنوار 65: 49/290.
2- وسائل الشيعة 23: 5/342، بحار الأنوار 65: 50/291.
3- بحار الأنوار 65: 51/291 .
4- وسائل الشيعة 8/346:23، بحار الأنوار 65: 52/291 .
5- في «أ، ب»: مما.
6- الكافي 6: 10/204 «نحوه»، وسائل الشيعة 23: 13/337، بحار الأنوار 65: 53/291 .

[5] وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ

36/1195 - عن قتيبة الأعشى، قال: سأل الحسن بن المنذر أبا عبد الله (علیه السّلام): إن الرجل يبعث في غَنّمه رجلاً أميناً يكون فيها، نصرانياً أو يهودياً، فتقع العارضة فيذبحها ويبيعها؟

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): لا تأكلها ولا تدخلها في مالك، فانّما هو الاسم، ولا يُؤمن عليه إلا المسلم.

فقال رجل لأبي عبد الله (علیه السّلام) وأنا أسمع: فأين قول الله: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ﴾[5] فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): كان أبي (علیه السّلام) يقول: إنَّما ذلك الحبوب وأشباهه(1).

1196 / 37 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ﴾، قال : العدس والحبوب وأشباه ذلك، يعني [من] أهل الكتاب(2).

[5] وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ

1197 / 38 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ﴾ [5]، قال: هنّ المسلمات(3).

[5] وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ

39/1198 - عن مَسْعَدة بن صدقة، قال: سُئل أبو جعفر (علیه السّلام) عن قول الله تعالى:﴿وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [5]، قال: نسختها ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ﴾(4).

ص: 13


1- الكافي 6: 10/240 «نحوه»، بحار الأنوار :66 18/24 .
2- وسائل الشيعة 24: 8/206، بحار الأنوار 66: 19/24 .
3- بحار الأنوار 103: 30/381 .
4- في الكافي 5: 8/358 والتهذيب 7: 1245/298 ، والاستبصار 3: 649/179، ووسائل الشيعة 20: 1/533 عن زرارة بن أعين، بحار الأنوار 103: 31/382 ، والآية من سورة الممتحنة 60: 10.

40/1999- عن أبي جميلة، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، في ﴿المُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، قال : هُنَّ العَفائف(1).

1200 / 41 - عن العبد الصالح، قال: سألناه عن قوله: ﴿وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ ما هُنّ، وما معنى إحصانهنّ؟ قال: هُنَّ العفائف من نسائهم(2).

[5] وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ

42/1201 - عن عُبيد بن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ [5]، قال: ترك العمل الذي أقرّ به، من ذلك أن يترك الصلاة من غير سقمٍ ولا شُغل(3).

قال: قلت له : الكبائر اعظم الذنوب؟ قال: فقال: نعم.

قلت: هي أعظم من ترك الصلاة؟ قال: إذا ترك الصلاة تركاً ليس من أمره، كان داخلاً في واحدة من السبعة(4).

43/1202 - عن أبان بن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : أدنى ما يخرُج به الرجل من الاسلام أن يرى الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه، قال: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾، وقال : الذي يكفر بالايمان الذي لا يعمل بما أمر الله به، ولا يرضى به(5).

1203 / 44 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، في قول الله : ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ

ص: 14


1- بحار الأنوار 103: 32/382 .
2- بحار الأنوار 103: 33/382.
3- الكافي 2: 5/283.
4- بحار الأنوار :72 15/97، والمراد بقوله «من السبعة» أي من الكبائر السبعة، انظر تفسير سورة النساء الحديث (947) وما بعده.
5- وسائل الشيعة 27: 47/60 ، بحار الأنوار 72: 16/98 .

بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾، قال: هو ترك العمل حتّى يَدَعه أجمع، قال: منه الذي يدع الصلاة متعمداً، لا من شغل، ولا من شكر، يعني النوم(1).

1204 / 45 - عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سألته عن تفسير هذه الآية ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾. [فقال:] يعني بولاية علي (علیه السّلام) ﴿وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾(2).

46/1205 - عن هارون بن خارجة، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾، قال : فقال: من ذلك ما اشتق فيه(3) زرارة ابن أعين وأبو حنيفة(4).

1206 / 47 - عن أبي بكر بن حزم، قال: توضأ رجل فمسح على خُفِّيه، فدخل المسجد فصلّى، فجاء علي (علیه السّلام) فوطى، على رقبته، فقال: ويلك تُصلّي على غير

ص: 15


1- بحار الأنوار 72: 17/98 .
2- بحار الأنوار 72: 17/98 .
3- قوله: «ما اشتق فيه» الظاهر أنه تصحيف: ما استوجبه، كما في رجال الكشي: 239/149.
4- بحار الأنوار 72: 19/98، ورواه الكشي بإسناده عن محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن يونس، عن هارون بن خارجة... إلا أن الآية فيه ﴿الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾ الأنعام 6: 82 ، والكلام في زرارة لا يحتاج إلى مزيد بحث، فقد كان ثقةً مستقيماً، وكان شيخ أصحابنا في وقته ومتقدمهم، وقد وردت الأحاديث الصحاح عن الأئمة (علیهم السّلام) في مدحه والثناء عليه [راجع معجم رجال الحديث 7: 218 - 230]، وأطبق علماء الطائفة على ذلك أيضاً، أما ما جاء في ذمّه من الروايات فقد كانت ضعيفة أو مجهولة، أو أنها محمولة على التقية، أي أن الإمام (علیه السّلام) عاب زرارة لا لنقص فيه، بل شفقة عليه واهتماماً بشأنه [راجع معجم رجال الحدیث 7: 230 - 247] وروايتنا هذه قال عنها السيد الخوئي (رحمه الله علیه): ضعيفة بجبرئيل بن أحمد.

وضوء؟ فقال: أمرني عمر بن الخطاب، قال: فأخذ بيده، فانتهى به إليه، فقال: انظر ما يروي هذا عليك؟ - ورفع صوته - فقال: نعم، أنا أمرته، إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مسح. قال: قبل المائدة أو بعدها؟ قال: لا أدري. قال : فلِمَ تُفتي وأنت لا تدري؟ سبق الكتاب الخُفّين(1).

1207 / 48 - عن المُيسّر بن ثوبان، قال: سَمِعت عليّاً (علیه السّلام) يقول : سَبَق الكتاب الخُفّين والخمار(2).

1208 /49 - عن بكير بن أعين، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام) : قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ﴾ [6] ما معنى إذا قمتم؟ قال: إذا قمتم من النوم.

قلت: وينقض النوم الوضوء؟ قال: نعم إذا كان نوم يغلب على السمع، فلا يسمع الصوت(3).

50/1209 - عن بكير بن أعين، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾ [6]، قال: قلت: ما عنى بها؟ قال: من النوم(4).

[5] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ

51/1210 - عن زرارة ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ ، قال: ليس له أن يدع شيئاً من وجهه إلا غسله، وليس له أن يَدَع شيئاً من يديه إلى المَرْفِقين إلا غسله.

ص: 16


1- وسائل الشيعة 27: 48/60 ، بحار الأنوار 27/273:80.
2- بحار الأنوار 80: 28/273.
3- التهذيب : 9/7، والاستبصار 1: 251/80 ، ووسائل الشيعة 1: 7/253 عن ابن بكير، بحار الأنوار 14/221:80.
4- بحار الأنوار 80: 15/228 .

ثمّ قال: ﴿أَمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ﴾ فاذا مسح بشيءٍ من رأسه أو بشيءٍ من قدميه، ما بين كعبيه إلى أطراف أصابعه، فقد أجزاء.

قال فقلت: أصلحك الله ، أين الكعبين؟ قال: هاهنا، يعني المَفْصِل دون عظم الساق(1).

52/1211 - عن زرارة وبكير ابني أغين، قالا: سألنا أبا جعفر (علیه السّلام) عن وضوء رسول الله ، فدعا بطشت - أو تَوْر(2) - فيه ماء ، فغمس كفه اليمنى، فغرف بها غرفةً، فصبّها على جبهته، فغسل وجهه بها، ثمّ غمس كنَّه اليسرى، فأفرغ على يده اليمنى، فغسل بها ذراعه من المَرْفِق إلى الكَفِّ، لا يرُدّها إلى المَرْفِق، ثمّ غمس كفّه اليمنى، فأفرغ بها على ذراعه الأيسر من المرفق، وصنع بها كما صنع باليمنى، ومسح رأسه بفضل كفّيه وقدميه، لم يُحدث لها ماءً جديداً، ثمّ قال: ولا يُدخل أصابعه تحت الشّراك.

قالا: ثمَّ قال: إنَّ الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾ فليس له أن يَدَع شيئاً من وجهه إلا غسله، وأمر بغسل اليدين إلى المَرْفِقين، فليس ينبغي له أن يدع من يديه إلى المَرْفِقين شيئاً إلا غسله، لأنَّ الله يقول: ﴿أغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾ ثمَّ قال: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ﴾ فإذا مسح بشيءٍ من رأسه أو بشيءٍ من قدميه ما بين أطراف الكعبين إلى أطراف الأصابع، فقد أجزاء.

قالا: قلنا: أصلحك الله أين الكعبان؟ قال هاهنا، يعني المَفْصِل دون عظم

ص: 17


1- بحار الأنوار 80: 29/274.
2- التَّوْر: إناء يشرب فيه.

الساق.

فقلنا : هذا ما هو ؟ قال: من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك.

فقلنا: أصلحك الله، فالغرفة الواحدة تُجزي الوجه، وغرفة للذراع؟ قال: نعم، إذا بالغت فيهما، والثنتان تأتيان على ذلك كله(1).

53/1212 - عن زرارة، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): أخبرني عن حدّ الوجه الذي ينبغي له أن يُوضًا، الذي قال الله ؟

فقال (علیه السّلام): الوجه الذي أمر الله بغسله، الذي لا ينبغي لأحد أن يزيد عليه ولا ينقص منه، إن زاد عليه لم يُؤجر، وإن نقص منه أثم: ما دارت السبابة والوسطى والابهام، من قصاص الشعر إلى الذقن، وما جرت عليه الاصبعان من الوجه مستديراً فهو من الوجه، وما سوى ذلك فليس من الوجه.

قلت: الصُّدغ(2) ليس من الوجه؟ قال: لا(3).

قال زرارة: فقلت لأبي جعفر (علیه السّلام): ألا تخبرني من أين علمت وقلت: إنَّ المسح ببعض الرأس وبعض الرّجلين ؟ فضحك (علیه السّلام) وقال : يا زرارة، قاله رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وقد نزل به الكتاب من الله، لأنَّ الله قال: ﴿أغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ فعرفنا أن الوجه كله ينبغي له أن يُغْسَل، ثمّ قال: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾ فوصل اليدين إلى المَرْفقين بالوجه، فعرفنا أنّهما ينبغي أن يُغسلا إلى المرفقين، ثم فصل بين

ص: 18


1- الكافي 3: 5/25 التهذيب 1: 191/76، وسائل الشيعة 1: 3/388، بحار الأنوار 29/273:80 .
2- الصدغ: ما بين العين والأذن.
3- الكافي 3: 1/27، و 4/30، من لا يحضره الفقيه 1: 212/56، التهذيب 1: 168/61 ، الإستبصار 1: 186/62، وسائل الشيعة 1: 1/412، بحار الأنوار 80: 30/277.

الكلام، فقال: ﴿وَأَمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ فعَلِمنا حين قال: ﴿بِرُءُوسِكُمْ﴾ أنَّ المسح ببعض الرأس لمكان الباء، ثمّ وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه، فقال: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ﴾ فعرفنا حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضهما، ثمّ فسّر ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) للناس فضيعوه.

ثمَّ قال: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ﴾، ثمَّ وصل بها ﴿وَأَيْدِيكُمْ﴾(1) فلمّا وضع الوضوء عمَّن لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحاً، لأنه قال: ﴿بِوُجُوهِكُمْ﴾ ثمّ قال: ﴿مِنْهُ﴾ أي من ذلك التيمم ، لأنه عَلِم أنّ ذلك أجمع لا يجرى على الوجه، لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكفّ، ولا يَعْلَق ببعضها(2).

54/1213 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلت: كيف يُمسح الرأس؟ - قال: إنَّ الله تعالى يقول: ﴿وَأَمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ فما مسحت من رأسك فهو كذا، ولو قال: امسحوا رؤسكم، فكان عليك المسح كُلّه(3).

1214 / 55 - عن صفوان، قال: سألت أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَأمْسَحُوا بِرُ، وسِكُمْ وَأَرْجُلَكُم إِلَى الكَعْبَيْنِ﴾، فقال: قد سأل رجل أبا الحسن (علیه السّلام) عن ذلك؟ فقال: سيكفيك أو كفتك سورة المائدة، يعني المسح على الرأس والرّجلين.

قلت: فإنَّه قال: ﴿أغْسِلُوا ... أَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾ فكيف الغَسل؟ قال: هكذا أن يأخُذ الماء بيده اليمنى، فيصُبَّه في اليُسرى، ثمَّ يُفيضه على المَرْفق، ثمّ

ص: 19


1- النساء 4: 43.
2- علل الشرائع: 1/279، بحار الأنوار 80: 46/289 .
3- بحار الأنوار 80: 31/282.

يمسح إلى الكف.

قلت له: مرَّةً واحدةً؟ فقال: كان يفعل ذلك مرتين.

قلتُ: يَرُدّ الشعر ؟ قال : إذا كان عنده آخر فعل، وإلا فلا(1)

56/1215 - عن ميسر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : الوضوء واحدة، قال: ووصف الكعب في ظهر القدم(2).

1216 / 57 - عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال : ألا أحكي لكم وضوء رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ قلنا : بلى، فأخذ كفّاً من ماء، فصبّه على وجهه، ثمّ أخذ كفّاً آخر فصبَّه على ذراعه الأيمن، ثمّ أخذ كفّاً آخر فصبّه على ذراعه الأيسر، تم مسح رأسه وقدميه، ثمّ وضع يده على ظهر القدم، ثمّ قال: إنَّ هذا هو الكعب، وأشار بيده إلى العُرقُوب(3)، وليس بالكَعْب(4).

58/1217 - وفى رواية أخرى عنه، قال: إلى العَرقُوب فقال: إنّ هذا هو الظُّنُّبُوب(5)، وليس بالكَعْب(6).

59/1218 - عن علي بن أبي حمزة، قال: سألت أبا إبراهيم (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ﴾ إلى قوله: ﴿إِلَى الكَعْبَيْنِ﴾.

ص: 20


1- بحار الأنوار :80 32/283، قوله : يردّ الشعر، أي يصب الماء منكوساً، وقوله (علیه السّلام): «إذا كان عنده آخر فعل» أي إذا كان عنده مخالفاً يخافه فعل تقيّة.
2- الكافي 3: 7/26، بحار الأنوار 80: 33/283 ، والمراد أنّه بيّن أنّ الكعب هو ما في ظهر القدم، انظر ملاذ الأخيار 1: 310.
3- أي أشارة بيده إلى العرقوب وقال: ليس بالكعب، والعرقوب: عصب غليظ فوق عقب الإنسان.
4- بحار الأنوار 80: 34/284.
5- الظَّنبوب: حرف الساق من القدم، أو عظمه، أو حرف عظمه.
6- التهذيب 1: 190/75، بحار الأنوار 80: 34/284 .

فقال: صدق الله.

قلت: جُعِلتُ فداك، كيف يتوضأ ؟ قال: مرَّتين مرَّتين.

قلت: يمسح؟ قال: مرّة مرّة. قلت: من الماء مرّة؟ قال: نعم.

قلت: جُعِلت فداك، فالقدمين؟ قال: اغسلهما غَسلاً(1).

60/1219 - عن محمّد بن أحمد الخُراساني، رفع الحديث، قال: أتى أمير المؤمنين (علیه السّلام) رجل، فسأله عن المسح على الخُفّين، فأطرق فى الأرض مَليّاً، ثمَّ لا رفع رأسه، فقال: يا هذا، إنَّ الله تبارك وتعالى أمر عباده بالطَّهارة، وقسمها على الجوارح، فجعل للوجه منه نصيباً، وجعل لليدين منه نصيباً، وجعل للرأس منه نصيباً، وجعل للرجلين منه نصيباً، فان كانتا خُنّاك من هذه الأجزاء، فامسح عليها(2).

1220 / 61 - عن غالب بن الهذيل، قال: سألتُ أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَأَمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ على الخفض هي أم على الرفع(3)؟ فقال:

ص: 21


1- بحار الأنوار 80: 35/284 ، حمله العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في البحار على التقية. ولقد كانت أجهزة السلطة العباسية في زمان الإمام الكاظم (علیه السّلام) تحصي عليه أنفاسه، حتى إنّه وَصَف وضوء أهل السنة لعليّ بن يقطين عندما سأله عن الوضوء، وعند ما أحسّ ابن يقطين ما تبيّته السلطة له من المراقبة والغدر، تبيّن له حكمة الإمام (علیه السّلام)وبعد نظره وحسن تقديره، انظر البحار 48: 14/38. هذا فضلاً عن أنّ راوي الحديث هو عليّ بن أبي حمزة البطائني، وهو أحد أعمدة الواقفة وأشدّ الخلق عداوةً للإمام الرضا (علیه السّلام)، قال له أبو الحسن (علیه السّلام): «أنت وأصحابك أشباه الحمير» وقال الرضا (علیه السّلام): «سُئل علي بن أبي حمزة في قبره عنّي فوقف، فضُرب على رأسه ضربة فأمتلأ قبره ناراً». وقال عنه أبو الحسن (علیه السّلام): «أما استبان لكم كذبه...». راجع رجال ابن داود: 259 القسم الثاني / 325.
2- بحار الأنوار 80: 36/285 .
3- كذا ، والظاهر أنّ الصحيح النصب كما في التهذيب، وقد روي عن الحسن البصري وسليمان الأعمش أنهما قرءا ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ بالرفع. راجع تفسير البحر المحيط 3: 438، وتفسير القرطبي 6: 91.

بل هي على الخفض(1).

62/1221 - عن عبد الله بن خليفة أبي العريف(2) المكراني، قال: قام ابن الكواء إلى علي (علیه السّلام) فسأله عن المسح على الخُفّين؟ فقال: بعد كتاب الله تسألني ؟ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ فَاغْسِلُوا﴾ إلى قوله: ﴿الكَعْبَيْنِ﴾ ثم قام إليه ثانية فسأله، فقال له مثل ذلك ثلاث مرّات، كل ذلك يتلو عليه هذه الآية(3).

63/1222 - عن الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام)، أن علياً (علیه السّلام) خالف القوم في المسح على الخُفّين على عهد عمر بن الخطاب، قالوا: رأينا النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) يمسح على الخُفّين، قال: فقال علي (علیه السّلام): قبل نزول المائدة أو بعدها؟ فقالوا: لا ندري. قال: ولكن أدري أنَّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ترك المسح على الخفين حين نزلت المائدة، ولأن أمسح على ظهر حمار أحب إلي من أن أمسح على الخُفّين؛ وتلا هذه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ﴾(4).

1223/64 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن التيمم، فقال: إن عمار بن

ص: 22


1- التهذيب 1: 188/70 ، بحار الأنوار 80: 37/285.
2- في النسخ: أي العريف، تصحيف صوابه ما أثبتناه، انظر تهذيب التهذيب 5: 198 ، ومعجم رجال الحديث 10: 181 ، وفي رجال الطوسي: 24/72 و طبقات ابن سعد 6: 240 ، أبو الغريف وفي جميع المصادر: الهمداني بدل: المكراني، وفي «ه_»: المكراني الهمداني.
3- بحار الأنوار 80: 38/285 .
4- الجعفريات: 24 «نحوه»، بحار الأنوار 80: 39/285 .

ياسر أتى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال: أجنبت وليس معي ماء ؟ فقال كيف صنعت یا عمار؟ قال: نزعت ثيابي، ثمّ تمعَّكتُ(1) على الصعيد ؟ فقال : هكذا يصنع الحمار، إنَّما قال الله تعالى: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنهُ﴾ ثم وضع يديه جميعاً على الصَّعيد، ثمّ مسحهما، ثمّ مسح من بين عينيه إلى أسفل حاجبيه، ثم دلك إحدى يديه بالأخرى على ظهر الكف بدءاً باليمنى(2).

[6] وَإِنْ كُنتُمْ مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لَا مَسْتُمُ النِّسَاءَ

65/1224 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : فرض الله الغسل على الوجه والذراعين، والمسح على الرأس والقدمين، فلمّا جاء حال السفر والمرض والضرورة، وضع الله الغسل، وأثبت الغسل مسحاً، فقال: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لَا مَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ إلى: ﴿وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ﴾(3)[6].

[6] مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ

1225/66 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ﴾ في الدين ﴿مِّن حَرَجٍ﴾ [6] والحَرَج: الضيق(4).

1226 / 67 - عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): إنِّي عثرت فانقطع ظفري، فجعلتُ على إصبعي مرارة(5)، كيف أصنع بالوضوء للصلاة؟ قال : فقال لا تعرف هذا وأشباهه في كتاب الله تبارك وتعالى: ﴿مَا جَعَلَ﴾ الله ﴿عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَج﴾(6).

1227 / 68 - عن أبي بصير، عن أحدهما (علیهما السّلام): أن رأس المهدي(7) يُهدى إلى

ص: 23


1- تمعك بالتُّراب: تمرّغ.
2- مستدرك الوسائل 2: 2662/540، تقدم في سورة النساء مثله الحديث (144).
3- نور الثقلين 1: 83/600.
4- الكافي 3: 4/30 ضمن حديث طويل.
5- المرارة : كيس لاصق بالكبد تختزن فيه الصفراء.
6- بحار الأنوار 8/367:80، والآية من سورة الحج 22: 78 .
7- المراد به المهدي العباسي.

[6] ادْخُلُوا الْأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ

عيسى بن موسى(1) على طبقٍ. قلت: فقد مات هذا وهذا؟! قال: فقد قال الله: ﴿ادْخُلُوا الْأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾ [21] فلم يَدْخُلوها، ودخلها الأبناء - أو قال: أبناء الأبناء - فكان ذلك دخولهم.

فقلت: أو(2) ترى أنَّ الذي قال في المهدي وفي عيسى يكون مثل هذا؟ فقال : يكون في أولادهم(3).

فقلت: ما تُنكر أن يكون ما قال في ابن الحسن(4) يكون في ولده؟ قال: ليس ذلك مثل ذا(5).

1228/69 - عن حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): والذي نفسي بيده لتركبن سُنن من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل،

ص: 24


1- في النسخ: موسى بن عيسى، تصحيف صوابه ما أثبتناه، بدليل ما يأتي في الحديث: «قال في المهدي وفي عيسى» وهو عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، كان قائداً عباسياً معروفاً، ووالياً للسفاح على الكوفة، وجعله المنصور وليّ عهده، توفّي سنة 167 ه_ ، تجد أخباره في الكامل لابن الأثير في مواضع متفرقة من الجزء (6) ، وأعلام الزركلي 5: 109 . وهذا الحديث رواه ابن أبي حمزة البطائني أيضاً، وروي عن الإمام الرضا (علیه السّلام) أنه كان يكذبه ويرده، ويقول في ابن أبي حمزة: «أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي روى أنّ رأس المهدي يُهدى إلى عيسى بن موسى، وهو صاحب السفياني. وقال: إنّ أبا الحسن (علیه السّلام) يعود إلى ثمانية أشهر؟» راجع عوالم الإمام الكاظم (علیه السّلام) : 1/490 و: 12/491 و: 5/503.
2- في النسخ: لو، وما أثبتناه من البحار.
3- كذا ، والظاهر أولادهما.
4- في إثبات الهداة: يعني القائم (علیه السّلام).
5- إثبات الهداة 7: 555/97 ، بحار الأنوار 13: 9/179.

والقذة بالقذة(1)، حتى لا تُخطئون طريقهم، ولا تخطئكم سُنَّة بني إسرائيل.

[26-22] قالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا

ثم قال أبو جعفر (علیه السّلام): قال موسى (علیه السّلام) لقومه: ﴿يَا قَوْم ادْخُلُوا الْأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾ فردوا عليه، وكانوا ستمائة ألف فَقَالُوا: ﴿يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا﴾ ، أحدهما يُوشع بن نون، والآخر كالب بن يافنا - قال : وهما ابنا عمّه - فقالا: ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ﴾ إلى قوله : ﴿إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ﴾.

قال: فعصى أربعون ألفاً - وسلم هارون وابناه ويُوشع بن نون، وكالب بن يافنا - فسمّاهم الله فاسقين. فقال: ﴿لَا تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الفَاسِقِينَ﴾ [22 - 26] فتاهوا أربعين سنة، لأنَّهم عَصَوا، فكان حذو النعل بالنعل ، إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لما قبض، لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذرّ، فمكثوا أربعين(2) حتى قام على (علیه السّلام) فقاتل من خالفه(3).

1229 / 70 - عن زرارة، وحُمران، ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر، وأبي عبدالله (علیهما السّلام)، عن قوله : ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾، قال (علیه السّلام): كتبها لهم، ثم محاها(4).

71/1230 - عن أبي بصير، قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام) لي : إنَّ بني إسرائيل قال

ص: 25


1- القذة: ريش السهم، ويعني كما تُقدّر كلّ واحدة منهن على صاحبتها وتقطع، فكذلك أنتم في اتباع سُنن من كان قبلكم، وهو يُضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
2- قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): لعله (علیه السّلام) حسب الأربعين من زمان إظهار النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) خلافة أمير المؤمنين وإنكار المنافقين ذلك بقلوبهم حتى أظهروه بعد وفاته.
3- بحار الأنوار 13: 180 / 10 ، و 29: 39/449.
4- بحار الأنوار 13: 11/180.

لهم: ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾ فلم يدخلوها حتى حرمها عليهم(1) وعلى أبنائهم، وإنما دخلها أبناء الأبناء(2).

72/1231 - عن إسماعيل الجعفي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له: أصلحك الله ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾ أكان كتبها لهم؟

قال: إي والله، لقد كتبها لهم، ثم بدا له لا يَدْخُلوها. قال: ثم ابتدأ هو فقال: إنَّ الصلاة كانت رَكْعتين عند الله، فجعلهما(3) للمسافر ، وزاد للمقيم ركعتين، فجعلها أربعاً(4).

73/1232 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه سُئِل عن قول الله: عالا ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾ ، قال : كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها، والله يمحو ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب(5).

1233 / 74 - عن علي بن أسباط ، عن الرضا (علیه السّلام)، قال : قلت له : إنَّ أهل مصر يَرْعُمون أن بلادهم مُقدَّسة؟ قال: وكيف ذاك ؟ قلت: جعلت فداك، يَزْعُمون أنَّه أنَّ يُحْشَر في جَبَلهم سبعون ألفاً يَدْخُلُون الجنَّة بغير حساب.

فقال: لا لعمري، ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصراً، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها، ولقد أوحى الله إلى موسى (علیه السّلام) أن يخرج عظام يوسف منها، فاستدل موسى (علیه السّلام) على من يعرف موضع القبر، فدل على امرأةٍ عمياء زَمِنة(6)، فسألها موسى (علیه السّلام) أن تَدلَّه، فأبت إلا على خَصْلَتين:

ص: 26


1- زاد في «أ»: وعلى اتباعهم.
2- بحار الأنوار 13: 12/181.
3- في «أ»: فجعلها.
4- بحار الأنوار 13: 13/181 .
5- بحار الأنوار 13: 14/181 .
6- أي مصابة بزمانة، وهي مرض يدوم.

يدعو الله فيُذهِب بزَمَانَتِها، ويُصيّرها معه في الجنَّة في الدرجة التي هو بها، فأعظم ذلك موسى (علیه السّلام)، فأوحى الله إليه: وما يَعْظُم عليك من هذا؟ أعطها ما سألت؛ ففعل فوعدته طلوع القمر ، فحبس الله طلوع القمر، حتى جاء موسى لموعده، فأخرجته من النيل في سَفَط مَرْمَر فحمله موسى.

قال: ثمَّ قال إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : لا تأكلوا في فَخارِها، ولا تَغْسِلوا رؤوسكم بطينها، فانّه يُورث الذِلَّة، ويذهب بالغيرة(1).

75/1234 - عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: ذكر أهل مصر، وذكر قوم موسى (علیه السّلام) وقولهم: ﴿أذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ﴾ فحرّمها الله عليهم أربعين سنة، وتيّههم، فكان إذا كان العشاء وأخذوا في الرّحيل، نادوا: الرحيل الرحيل، الوحى الوحى(2)، فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس، حتّى إذا ارتحلوا واستوت بهم الأرض، قال الله تعالى للأرض: ديري بهم، فلم يزالوا كذلك حتى إذا أسحروا وقارب الصُّبح، قالوا: إن هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا، فاذا أصبحوا، إذا أبنيتهم ومنازلهم التي كانوا فيها بالأمس، فيقول بعضهم لبعض: يا قوم، لقد ضللتم وأخطأتم الطريق، فلم يزالوا كذلك حتى أذن الله لهم فَدَخَلُوها، وقد كان كتبها لهم(3).

1235 / 76 - عن داود الرقي، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: كان أبو جعفر (علیه السّلام) يقول: نعم الأرض الشام، وبئس القوم أهلها، وبئس البلاد مصر، أما إنَّها

ص: 27


1- قرب الإسناد: 375/ 1330 ضمن حديث طويل، بحار الأنوار 12: 31/129 و 9/209:60.
2- أي العجل العجل.
3- بحار الأنوار 13: 15/181 .

سجن من سخط الله عليه، ولم يكن دُخُول بنى إسرائيل مصر إلا من سَخَط ومعصية منهم الله، لأنَّ الله قال: ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾ يعني الشام، فأبوا أن يَدْخُلوها، فتاهوا في الأرض أربعين سنةً، في مصر وفَيَافِيها، ثمّ دَخَلُوها بعد(1) أربعين سنة.

قال: وما كان خُرُوجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعد توبتهم، ورضى الله عنهم.

وقال (علیه السّلام): إنّي لأكره أن آكل من شيءٍ طبخ في فَخَارها، وما أحبّ أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تُورثني تُربتها الذُّلّ(2)، وتُذهب بغيرتي(3).

1236 / 77 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾، قال: كان في عِلمه أنهم سيعصون ويتيهون أربعين سنة، ثمّ يَدْخُلونها بعد تحريمه إياها عليهم(4).

78/1237 - عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: لمّا قَرّب ابنا آدم القُربان، فتقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر - قال : تُقبل من هابيل ولم يُتَقَبَّل من قابيل - دخله من ذلك حَسَدٌ شديد، وبغى على هابيل، فلم يَزَل يَرْصُدُه ويتبع(5) خَلْوَته، حتى ظفر به متنحيّاً عن آدم فوتب عليه فقتله، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله فى كتابه، ممّا كان بينهما من المحاورة قبل أن يقتله.

قال: فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جَزَعاً شديداً، ودخله حُزنٌ

ص: 28


1- (بعد) ليس في «ا، ب».
2- في «ج_»: يورثني الذل.
3- قصص الأنبياء للراوندي: 233/186، بحار الأنوار 13: 16/181، و 60: 13/210.
4- بحار الأنوار 13: 17/182 .
5- في «أ»: ويبتغي.

شديد، قال: فشكا إلى الله ذلك، فأوحى الله إليه: أنى، واهب لك ذكراً يكون خَلَفاً لك من هابيل. قال: فولدت حوّاء غُلاماً زَكيّاً مباركاً، فلمّا كان يوم السابع سمّاه آدم شيت، فأوحى الله إلى آدم: إنّما هذا الغُلام هبة منّي لك، فسمه هبة الله، قال: فسمّاه هبة الله.

قال: فلما دنا أجل آدم (علیه السّلام) أوحى الله إليه: أن يا آدم، إنّي مُتوفّيك، ورافع روحك إليّ يوم كذا وكذا، فأوص إلى خير ولدك، وهو هبتي الذي وهبته لك، فأوص إليه، وسلّم إليه ما علمناك من الأسماء والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فانّي أحبّ أن لا تخلو أرضي من عالمٍ يعلم علمي، ويقضي بحكمي، أجعله حُجّتى على خَلْقي.

قال: فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء، فقال لهم: يا ولدي، إنّ الله أوحى إلي أنه رافع إليه روحي، وأمرني أن أوصي إلى خير ولدي ، وأنَّه هِبة الله، وإنّ الله اختاره لي ولكم من بعدي، اسمعوا له وأطيعوا أمره، فانّه وصيّي وخليفتي عليكم، فقالوا جميعاً : نَسمع له، ونطيع أمره، ولا نخالفه.

قال: فأمر بالتابوت فعُمِل، ثمّ جعل فيه علمه والأسماء والوصيّة، ثم دفعه إلى هبة الله، وتقدّم إليه في ذلك وقال له: انظر يا هبة الله، إذا أنا مُتُّ فاغسِلني وكفّني، وصلّ عليّ، وأدخلني في حُفرتي، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوماً، فأخرج عِظامي كُلَّها من حفرتي اجمعها جميعاً، ثم اجعلها في التابوت، واحتفظ به، ولا تأمَنَنَّ عليه أحداً غيرك، فاذا حضرت وفاتك، وأحسست(1) بذلك من نفسك، فالتمس خير ولدك ، وألزمهم لك صُحبةً، وأفضلهم عندك قبل ذلك، فأوص إليه بمثل ما أوصيتُ به إليك، ولا تَدَ عن الأرض بغير عالم منّا أهل البيت.

ص: 29


1- في «أ، ب، ج_ ، د»: وخشب .

يا بنيَّ، إن الله تبارك وتعالى أهبطني إلى الأرض، وجعلني خليفته فيها، حُجَّةٌ له على خلقه، فقد أوصيت إليك بأمر الله، وجعلتك حُجَّةٌ الله على خَلْقه في أرضه بعدي، فلا تَخْرُج من الدنيا حتَّى تَدَع الله حُجَّةً ووصيّاً، وتُسلّم إليه التابوت وما فيه، كما سلّمتُه إليك، وأعلمه أنه سيكون من ذُريَّتي رجل اسمه نُوح، يكون في نُبوّته الطُّوفان والغرق، فمن رَكِب في فلكه نجا، ومن تخلف عن فُلْكه غَرَقِ، وأوص وصيّك أن يحتفظ بالتابوت وبما فيه، فاذا حضرت وفاته أن يُوصي إلى خير ولده، وألزمهم له، وأفضلهم عنده، وسلّم إليه التابوت وما فيه، وليضع كُلّ وصي وصيَّته في التابوت، وليُوصٍ بذلك بعضهم إلى بعض، فمن أدرك نبوّة نُوح فليَرْكب معه، وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه، ولا يتخلّف عنه أحد.

ويا هبة الله، وأنتم يا ولدي، إيّاكم الملعون قابيل وولده، فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل، فاحذروه وولده، ولا تُناكحوهم ولا تخالطوهم، وكُن أنت يا هبة الله وإخوتك وأخواتك في أعلى الجبل، واعزله وولده، ودع الملعون قابيل وولده في أسفل الجبل.

قال: فلمّا كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفّيه فيه، تهيأ آدم للموت ، وأذعن به. قال: وهَبَط عليه ملك الموت، فقال آدم: دعني يا ملك الموت حتى أتشهد، وأثني على ربي بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي.

فقال آدم: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّي عبدالله، وخليفته في أرضه، ابتدأني باحسانه، وخَلَقني بيده، ولم يَخْلُق خلقاً بيده سواي، ونَفَخَ في من روحه، ثمّ أجمل صُورتي ، ولم يَخْلُق على خَلْقي أحداً قبلي، ثمّ

أسجد لي ملائكته، وعلّمني الأسماء كلّها، ولم يُعلّمها ملائكته، ثمّ أسكنني جنته، ولم يكن جعلها دار قرار، ولا منزل استيطان، وإنما خلقني ليسكنني الأرض، للذي

ص: 30

أراد من التقدير والتدبير، وقدر ذلك كله من قبل أن يَخْلُقني، فمضيتُ في قَدَرهِ(1) وقضائه ونافذ أمره، ثمّ نهاني أن آكل من الشجرة، فعصيته وأكلتُ منها، فأقالني عثرتي، وصفح لي عن جُرمي، فله الحمد على جميع نعمه عندي حمداً يكمل به رضاه عنّي. قال: فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه.

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): إنَّ جَبْرَئيل (علیه السّلام) نزل بكَفَن آدم وبحُنُوطه، وبالمسحاة معه، قال: ونزل مع جبرئيل سبعون ألف مَلَك ليَحْضُروا جنازة آدم (علیه السّلام)، قال : فغسله هبة الله، وجَبْرَئيل كفَّنه وحنّطه، ثمّ قال: يا هبة الله، تقدّم فصلِّ على أبيك، وكبر عليه خمساً وعشرين تكبيرة، فوضع سرير آدم، ثمّ قدّم هبة الله، وقام جبرئيل عن يمينه، والملائكة خلفهما، فصلّى عليه، وكبر عليه خمساً وعشرين تكبيرةً، وانصرف جبرئيل والملائكة، فحفروا له بالمسحاة، ثمّ أدخلوه في حفرته، ثم قال جبرئيل: يا هبة الله، هكذا فافعلوا بموتاكم، والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.

فقال أبو جعفر (علیه السّلام) فقام هبة الله فى ولد أبيه بطاعة الله، وبما أوصاه أبوه، فاعتزل ولد الملعون قابيل، فلمّا حضرت وفاة هبة الله، أوصى إلى ابنه قينان، وسلّم إليه التابوت وما فيه، وعظام آدم، ووصيَّة آدم (علیه السّلام)، وقال له: إن أنت أدركت نبوّة نُوح فاتبعه، واحمل التابوت معك في فلكه، ولا تَخَلَّفَنَّ عنه، فإنّ في نبوّته يكون الطوفان والفرق، فمن رَكِب فى فلكه نجا، ومن تخلف عنه غرق.

قال: فقام قينان بوصيّة هبة الله في إخوته وولد أبيه بطاعة الله، قال: فلمّا حضرت قينان الوفاة أوصى إلى مهلائيل، وسلَّم إليه التابوت وما فيه والوصيّة، فقام مهلائيل بوصيَّة قينان، وسار بسيرته، فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى

ص: 31


1- في «أ، ب، د»: قدرته.

ابنه يرد(1)، فسلَّم إليه التابوت وجميع مافيه والوصية، فتقدم إليه في نبوة نُوح، فلمّا حضرت وفاة يرد أوصى إلى ابنه أخنوخ - وهو إدريس - فسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصيّة، فقام أخنوخ بوصيّة يرد، فلمّا قرب أجله أوحى الله إليه: أني رافعك إلى السماء، وقابض روحك في السماء، فأوص إلى ابنك خرقاسيل(2). فقام خر قاسيل بوصيَّة أخنوخ، فلمّا حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نُوح، وسلَّم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصيّة.

قال: فلم يزل التابوت عند نُوح حتى حمله معه في فلكه، فلما حضرت نوح الوفاة أوصى إلى ابنه سام، وسلَّم التابوت وجميع ما فيه والوصيّة.

قال حبيب السجستاني: ثم انقطع حديث أبي جعفر (علیه السّلام)عندها(3).

[27] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَى ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا

79/1238 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : لما اكل آدم من الشجرة، أهبط إلى الأرض، فولد له هابيل وأخته توأم، ثم ولد قابيل وأخته توأم، ثمّ إنّ آدم (علیه السّلام) أمر هابيل و قابيل أن يُقرّبا قُرباناً، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابیل صاحب زَرْع، فقرّب ها بيل كَبْشاً من أفضل غَنّمه، وقرّب قابيل من زرعه ما لم يَكُن يُنَفّى، كما أدخل بيته فتقبل قربان هابيل ولم يُتقبل قُربان قابيل، وهو قول الله : ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَى ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ﴾ [27] الآية، وكان القربان تاكله النار، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتاً، وهو أول من بنى بيوت النار، فقال: لأعبدنّ هذه النار حتى يُتَقَبَّل قُرباني.

ثمَّ إنَّ إبليس عدو الله أتاه وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق،

ص: 32


1- في «ج_»: برد، وكذا التي بعدها.
2- في «ج_»: حرقاسيل، وكذا التي بعدها .
3- قصص الأنبياء للراوندي: 43/62 «نحوه»، بحار الأنوار 14/264:11 و 23: 2/59 .

فقال له: يا قابيل، قد تقبل قربان هابيل، ولم يُتَقَبَّل قربانك، وإنك إن تركته يكون له عَقِب يفتخرون على عقبك، ويقولون: نحن أبناء الذي تُقبل قربانه، وأنتم أبناء الذي تُرِك قُربانه، فاقتله لكي لا يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله.

فلما رجع قابيل إلى آدم، قال له: يا قابیل، این هابیل؟ فقال: اطلبوه حيث قربنا القربان، فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلاً، فقال آدم: لعنتِ من أرض كما قبلتِ دم هابیل، فبکی آدم على هابيل أربعين ليلة.

ثمّ إنَّ آدم سأل ربَّه ولداً، فولد له غُلام فسمّاه هبة الله، لأنَّ الله وَهَبه له وأخته توأم، فلمّا انقضت نبوّة آدم (علیه السّلام)، وأستكمل أيامه، أوحى الله تعالى إليه أن يا آدم قد قضيت نَبوّتك، واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك، عند هبة الله ابنك، فانّي لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأعظم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالِمٌ يُعرف به ديني، وتُعرَف به طاعتي، ويكون نجاةً لمن يُولد فيما بينك وبين نُوح.

وبَشِّر آدم بنُوح، وقال (علیه السّلام): إنَّ الله باعث نبياً اسمه نُوح، فانه يدعو إلى الله، ويكذبه قومه، فيُهلكهم الله بالطُّوفان، فكان بين آدم ونوح عشرة آباء، كُلُّهم أنبياء، وأوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به، وليتبعه وليصدّق به، فانّه ينجو من الغرق.

ثمّ إنَّ آدم مرض المَرْضَة التي مات فيها، فأرسل هبة الله فقال له: إن لقيت جبرئيل ومن لقيت من الملائكة فاقرأه مني السلام، وقل له: يا جبرئيل، إن أبي يستهديك من ثمار الجنّة. فقال جبرئيل: يا هبة الله، إن أباك قد قبض صلوات الله عليه، وما نزلنا إلا للصلاة عليه فارجع، فرجع فوجد آدم قد قبض، فأراه

ص: 33

جَبْرَئيل (علیه السّلام)كيف يُغسله، فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه، قال هبة الله: يا جَبْرَئيل، تقدّم فصلِّ على آدم، فقال له جبرئيل: إنَّ الله أمرنا أن نَسْجُد لأبيك آدم وهو في الجنّة، فليس لنا أن نوم شيئاً من ولده، فتقدَّم هبة الله فصلّى على أبيه آدم، وجَبْرَئيل خلفه وجُنُود الملائكة، وكبر عليه ثلاثين تكبيرةً، فأمره جَبْرَئيل فرفع من ذلك خمساً وعشرين تكبيرةً، والسُّنَّة اليوم فينا خمس تكبيرات، وقد كان يكبر على أهل بدر تسعاً وسيعاً.

ثمَّ إن هبة الله لمّا دَفَن آدم (علیه السّلام) أتاه قابيل، فقال: يا هبة الله، إنِّي قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخصُّ به أنا، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتُقبل منه قُربانه، وإِنَّما قَتَلْتُه لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي، فيقولون: نحن أبناء الذي تُقبل منه قربانه، وأنتم أبناء الذي تُرِك قُربانه، وإنَّك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئاً، قَتَلْتُك كما قَتَلتُ أخاك هابيل.

فلَيتَ هبة الله والعَقِب من بعده مُسْتَخْفِين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث النبوة وآثار العلم والنبوّة، حتى بعث الله نُوحاً، وظهرت وصيّة هبة الله حين نظروا في وصية آدم، فوجدوا نُوحاً نبياً قد بشر به أبوهم آدم، فآمنوا به واتَّبعوه وصدقوه، وقد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كُلّ سنةٍ، فيكون يوم عيدهم، فيتعاهدون بعث نُوح وزمانه الذي يخرج فيه، وكذلك في وصيّة كلّ نبي حتّى بعث الله محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم)(1).

80/1239 - قال هشام بن الحكم: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): لما أمر الله آدم أن يوصي إلى هبة الله، أمره أن يَسْتُر(2) ذلك، فَجَرت السنة في ذلك بالكتمان، فأوصي

ص: 34


1- الكافي 92/113:8، كمال الدين: 2/213، بحار الأنوار 11: 49/43، و 23: 3/63.
2- في «أ»: يُر.

إليه وأسر ذلك(1).

1240 / 81- عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إنَّ قابيل ابن آدم مُعلَّق بقرونه في عين الشمس، تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة صيّره الله إلى النار(2).

1241 / 82- عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : ذكر ابن آدم القاتل، قال: فقلتُ له: ما حاله، أمن أهل النار هو ؟ فقال: سُبحان الله ! الله أعدل من ذلك أن يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة(3).

83/1242- عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (علیه السّلام)، قال: إن ابن آدم الذي قتل أخاه، كان قابيل الذي وُلد في الجنَّة(4).

1243 / 84 - عن سليمان بن خالد، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): جعلت فداك ، إنَّ الناس يَزْعُمون أن آدم زوج ابنته من ابنه؟

ص: 35


1- بحار الأنوار 23: 3/65 .
2- بحار الأنوار 11: 41/244 .
3- بحار الأنوار 11: 42/245 ، قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): هذا الخبر منافٍ لما مرّ من خبر جابر، والأخبار الدالة على سوء حاله في القيامة وعلى كفره، والظاهر خبر زرارة الذي تقدّم* حيث قال فيه: «و يجمع الله عليه عذاب الدنيا والآخرة» ويمكن أن يكون استفهاماً إنكارياً، ويمكن أن يؤوّل هذا الخبر بأنّ المراد أنّ عذاب الدنيا يصير سبباً لتخفيف عذابه في الآخرة، أو أن عذاب الدنيا لشيء، وعذاب الآخرة لشيء آخر، فلا يجتمعان على فعل واحد، بأن يكون عذاب الدنيا للقتل والآخر للكفر، فالمراد أنه لا يجمعهما الله عليه في القتل. (*) بحار الأنوار 11: 26/239
4- بحار الأنوار 11: 43/245، قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): هذا موافق لما ذكره بعض العامة من كون ولادة قابيل وأخته في الجنّة، وظاهر بعض الأخبار أنه لم يولد له إلا في الدنيا.

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): قد قال الناس في ذلك، ولكن يا سليمان، أما علمت أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال: لو علمت أنّ آدم زوج ابنته من ابنه، لزوجت زينب من القاسم، وما كنت لأرغب عن دين آدم.

فقلتُ: جعلت فداك، إنَّهم يَزْعُمون أنَّ قابيل إنَّما قَتل هابيل، لأنهما تَغَايرا على أختهما ؟

فقال له: يا سليمان، تقول هذا! أما تستحيي أن تروي هذا على نبي الله آدم؟

فقلتُ : جُعِلت فداك، ففيم قتل قابيل هابيل؟

فقال: في الوصيَّة، ثم قال لي: يا سليمان، إنَّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم: أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغَضب، فقال: أنا أولى بالكرامة والوصيَّة، فأمرهما أن يُقرّبا قُرباناً بوحي من الله إليه ففعلا، فقبل الله قربان هابیل فحسَده قابیل فقتله.

فقلت له: جُعلتُ فداك، فممَّن تناسل ولد آدم، هل كانت أنثى غير حوّاء، وهل كان ذَكَرٌ غير آدم؟

فقال: يا سليمان، إنَّ الله تبارك وتعالى رَزَق آدم من حوّاء قابيل، وكان ذكر ولده من بعده هابيل، فلما أدرك قابيل ما يُدرك الرجال، أظهر الله له جنّيّة، وأحى إلى آدم أن يُزوّجها قابيل، ففعل ذلك آدم، و رضى بها قابيل وقنع، فلما أدرك هابيل ما يُدرك الرجال، أظهر الله له حوراء، وأوحى الله إلى آدم أن يُزوّجها من هابيل، ففعل ذلك، فقُتِل هابيل والحوراء حامل، فولدت غُلاماً، فسماه آدم (علیه السّلام) هبة الله، فأوحى الله إلى آدم (علیه السّلام) أن ادفع إليه الوصية واسم الله الأعظم، وولدت حوّاء غُلاماً فسماه آدم شيث بن آدم، فلما أدرك ما يُدرك الرجال، أهبط الله له حوراء، وأوحى إلى آدم أن يُزوّجها من شيث بن آدم، ففعل فولدت الحوراء

ص: 36

جارية، فسماها آدم حورة، فلما أدركت الجارية زوّج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنشل آدم منهما، فمات هبة الله بن هابيل، فأوحى الله إلى آدم أن ادفع الوصيَّة واسم الله الأعظم، وما أظهرتك عليه من علم النبوّة، وما علمتك من الأسماء إلى شيث بن آدم، فهذا حديثهم يا سليمان(1).

[32] مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ

1244 / 85 - عن حُمران بن أعين، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام)، قول الله تعالى ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ إلى قوله: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً﴾؟ [32].

قال: منزلةٌ في النّار، إليها انتهى شدة عذاب أهل النار جميعاً، فيُجْعَل فيها.

قلت: وإن كان قتل اثنين؟ قال: ألا ترى أنَّه ليس في النار منزلةٌ أشدّ عذاباً منها؟ قال: يكون يُضاعَف عليه بقدر ما عَمِل.

قلت: فَمَنْ أحياها؟ قال: نَجَاها من غَرَقٍ أو حَرقٍ أو سبع أو عدوا ثم سكت، ثم التفت إليّ، فقال: تأويلها الأعظم، دعاها فاستجابت له(2).

1245 / 86 - عن سماعة، قال: قلتُ: قول الله تعالى: ﴿مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾؟

قال: من أخرجها من ضلالٍ إلى هدى فقد أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها(3).

1246 / 87 - عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿مَن قَتَلَ ، نَفْساً... فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً﴾ ، قال : وادٍ فى جهنَّم لو قتل الناس جميعاً كان

ص: 37


1- بحار الأنوار 11 44/245.
2- معاني الأخبار : 2/379 «قطعة»، بحار الأنوار 104: 23/374 و 24.
3- المحاسن: 181/231 ، الكافي 2: 1/168، أمالي الطوسي: 396/226، بحار الأنوار 2: 56/20.

فيه، ولو قتل نفساً واحدةً كان فيه(1).

88/1247- عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً﴾.

فقال: له في النار مقعد، لو قتل الناس جميعاً لم يُزَد على ذلك العذاب.

قال : ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾ لم يقتلها، أو أنجى من غرق أو حرق، وأعظم(2) من ذلك كلّه يُخْرِجها من ضلالةٍ إلى هدى(3).

89/1248 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا الله فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَميعاً﴾ ، قال : من استخرجها من الكفر إلى الإيمان(4).

1249 / 90 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر اقتص منه، ونفي من تلك البلدة، ومن شهر السلاح في غير الأمصار وضَرَب وعَقَر وأخذ المال ولم يقتل فهو محارب، جزاؤه جزاء المحارب، وأمره إلى الإمام، إن شاء قتله وصلبه، وإن شاء قطع يده ورجله.

قال: وإن حارب وقتل وأخذ المال، فعلى الإمام أن يقطع يده اليمين بالسرقة، ثمّ يدفعه إلى أولياء المقتول فيتبعونه بالمال، ثمّ يقتلونه.

فقال له أبو عبيدة: أصلحك الله، أرأيت إن عفا عنه أولياء المقتول ؟ فقال أبو جعفر (علیه السّلام) : إن عفوا عنه فعلى الإمام أن يقتله، لأنه قد حارَبَ وقَتَل وسَرَق.

فقال له أبو عبيدة : فان أراد أولياء المقتول أن يأخُذوا منه الدِّيَة ويَدَعُونه،

ص: 38


1- بحار الأنوار 104: 56/380 .
2- في «أ، ب، د، ه_» أو أعظم.
3- وسائل الشيعة :29 16 / 20 . بحار الأنوار 2: 21 / 60 ، و 104: 57/380.
4- بحار الأنوار 2 : 11/21.

ألهم ذلك؟ قال: لا، عليه القتل(1).

[33] إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ

91/1250 - عن أبي صالح، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: قدم على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قوم من بنى ضَبَّة مرضى، فقال لهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أقيموا عندي ، فاذا قويتم بعثتكم فى سَريَّة.

فقالوا: أخرجنا من المدينة، فبعث بهم إلى إبل الصدقة يشربون من أبوالها، ويأكُلُون من ألبانها، فلمّا برئوا واشتدّوا قتلوا ثلاثة نفر كانوا في الإبل، وساقوا الإبل، فبلغ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فبعث إليهم عليا (علیه السّلام)، وهم في وادٍ قد تحيّروا، ليس يَقْدِرون أن يَخْرُجوا عنه، قريب من أرض اليمن، فأخذهم فجاء بهم إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ونزلت عليه ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ إلى قوله : ﴿أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [33]، فاختار رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف(2).

92/1251 - عن أحمد بن الفضل الخاقاني من آل رزين، قال: قطع الطريق بجلولاء(3) على السابلة(4) من الحُجّاج وغيرهم، وأفلت القطاع، فبلغ الخبر المعتصم، فكتب إلى العامل الذي كان بها: أتأمن الطريق بذلك، فقطع على طرف(5)

ص: 39


1- الكافي 7: 12/248 ، التهذيب 10: 534/132 الاستبصار 4: 972/257، بحار الأنوار 79: 11/196.
2- الكافي 7: 1/245 التهذيب 10: 533/134، وسائل الشيعة 28: 7/310، بحار الأنوار 79: 12/197.
3- جلولاء: بلدةٌ في العراق، على شاطئ دجلة الأيمن، كانت محطة هامة على طريق خراسان بين العراق وإيران.
4- السابلة : المارّون على الطريق.
5- في «ج_»: طرق.

أذن أمير المؤمنين، ثمّ انفلت القطاع، فان أنت طلبت هؤلاء وظفرت بهم، وإلا أمرت بأن تُضْرَب ألف سوط، ثمّ تُصْلَب بحيث قُطع الطريق.

قال وطلبهم العامل حتى ظفر بهم، واستوثق منهم، ثم كتب بذلك إلى المعتصم، فجمع الفقهاء وفيهم ابن أبي دؤاد(1)، ثمّ سأل الآخرين عن الحكم فيهم، وأبو جعفر محمد بن علي الرضا (علیه السّلام) حاضر ، فقالوا: قد سبق حكم الله فيهم في قوله: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَن يقتلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ ولأمير المؤمنين أن يحكم بأيّ ذلك شاء فيهم.

قال: فالتفت إلى أبي جعفر (علیه السّلام) فقال له: ما تقول فيما أجابوا فيه؟ فقال: قد تكلَّم هؤلاء الفقهاء، والقاضي بما سمع أمير المؤمنين.

قال: وأخبرني بما عندك. قال: إنَّهم قد أضلوا فيما أفتوا به، والذي يجب في ذلك أن يَنظُر أمير المؤمنين فى هؤلاء الذين قطعوا الطريق، فان كانوا أخافوا السبيل فقط، ولم يَقْتُلُوا أحداً، ولم يأخُذوا مالاً، أمر بإيداعهم الحبس، فانّ ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل. وإن كانوا أخافوا السبيل، وقتلوا النفس، أمر بقتلهم، وإن كانوا أخافوا السبيل، وقتلوا النفس، وأخذوا المال، أمر بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم بعد ذلك، قال: فكتب إلى العامل بان يُمثل(2) ذلك فيهم(3).

ص: 40


1- في «أ، ب، د»: الفقهاء، قال: وقال: ابن أبي داود، وفي البحار: الفقهاء، قال: وقال برأي ابن أبي دواد، وفي النسخ: داود، تصحيف صوابه ما أثبتناه، وهو أحمد بن أبي دؤاد بن جرير، ولي القضاء للمعتصم ثمّ للواثق تاريخ بغداد 4: 141.
2- في «ج_»: بان يعمل بمثل.
3- وسائل الشيعة 28: 8/311. بحار الأنوار 79: 13/197.

93/1252 - عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سأل رجل أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ إلى قوله: ﴿فَساداً﴾، قال: ذلك إلى الإمام، يعمل فيه بما شاء.

قلت: ذلك مفوّض إلى الإمام؟ قال: لا، بحق الجناية(1).

1253 / 94 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ ، قال : الإمام في الحكم فيهم بالخيار، إن شاء قتل: وإن شاء صَلب، وإن شاء قطع، وإن شاء نفى من الأرض(2).

95/1254 - عن زرارة ، عن أحدهما ، في قوله: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ الله ، يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ إلى قوله : ﴿أَوْ يُصَلَّبُوا﴾ الآية، قال: لا يُبايع، ولا يُؤتى بطعام، ولا يُتَصَدِّق عليه(3).

96/1255 - عن جميل بن دَرّاج، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ الآية إلى آخرها، أي شيءٍ عليهم من هذا الحد الذي سمّى ؟ قال : ذلك إلى الإمام، إن شاء قطع، وإن شاء صلب، وإن شاء قتل، وإن شاء نفي.

قلت: النفي إلى أين؟ قال: من مصر إلى مصرٍ آخر، وقال: إنَّ علياً (علیه السّلام) قد

ص: 41


1- الكافي 7: 5/246 التهذيب 10: 529/133، وسائل الشيعة 28: 2/308، بحار الأنوار 79: 14/199 ، وفي «ج_» والكافي: قال: لا، ولكن نحو الجناية، قال المجلسي (رحمه الله علیه) مفاده أنّ الإمام يختار ما يعلمه صلاحاً بحسب جنايته لا بما يشتهيه. مرآة العقول 23: 383 .
2- وسائل الشيعة 28: 9/312، بحار الأنوار 79: 15/199 .
3- التهذيب 531/134:10 عن حنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، وسائل الشيعة 28: 8/318، بحار الأنوار 79: 16/199.

نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة(1).

97/1256 - عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلت : الرجل يخرج : من منزله إلى المسجد يُريد الصلاة ليلاً، فيستقبله رجل فيضربه بعصا، ويأخُذ ثوبه؟ قال: فما يقول فيه من قبلكم؟ قال: يقولون : إنَّ هذا ليس بمحارب، وإنَّما المحارب فى القُرى المُشركيّة، وإنَّما هي دَغارة(2).

قال: فأيهما أعظم حُرمة دار الإسلام، أو دار الشرك؟ قال: قلتُ: لابل دار الإسلام. فقال: هؤلاء من الذين قال الله: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ إلى آخر الآية(3).

98/1257 - وفى رواية سماعة، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال : إذا زنى الرجل يُجلد، وينبغي للإمام أن ينفيه من الأرض التي جُلد بها إلى غيرها سَنَةً، وكذلك ينبغي للرجل(4) إذا سرق وقطعت يده(5).

1258 / 99 - عن أبي إسحاق(6) المدايني، قال: كنتُ عند أبي الحسن (علیه السّلام) إذ دخل(7) عليه رجل فقال له: جعلت فداك، إنَّ الله يقول: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ إلى ﴿أَوْ يُنفَوْا﴾؟ فقال : هكذا قال الله تعالى.

فقال له: جُعِلتُ فِداك ، فأي شيءٍ الذي إذا فعله استحق واحدةً من هذه الأربع؟

ص: 42


1- الكافي 7: 3/245، بحار الأنوار 79: 17/199 .
2- الدغارة: أخذ الشيء اختلاساً.
3- الكافي 7: 2/245 ، التهذيب :10 532/134 ، بحار الأنوار 79: 18/200 .
4- في «أ، ج_»: ينفى الرجل.
5- وسائل الشيعة 28: 5/123 ، و : 2/284 ، بحار الأنوار 79: 41/52، و: 26/188.
6- في الكافي والتهذيب: عبيد الله بن إسحاق.
7- في «أ»: أدخل.

قال: فقال له أبو الحسن (علیه السّلام): أربع، فخُذ أربعاً بأربع، إذا حارب الله ورسوله وسعى فى الأرض فساداً فقتل قتل، فان قتل وأخذ المال قُتِل وصلب، وإن أخذ المال ولم يَقْتُل قُطعت يده ورجله من خلاف، وإن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً ولم يقتل ولم يَأخُذ المال نفى من الأرض.

فقال له الرجل: جُعِلت فداك، وما حد نفيه ؟

قال: يُنفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى غيره، ثمّ يُكتب إلى أهل ذلك العصر أن يُنادى عليه بأنه منفى، فلا تُؤاكلوه، ولا تُشاربوه، ولا تناكحوه، فإذا خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب إليهم بمثل ذلك، فيفعل به ذلك سنة، فانّه سيتوب من السنة وهو صاغر.

فقال له الرجل: جُعِلت فداك، فإن أتى أرض الشِّرك فدخلها؟ قال : يُضْرَب عُنقه إن أراد الدخول في أرض الشِّرك(1).

100/1259 - وفي رواية أبي إسحاق المدايني، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قلت: فان توجّه إلى أرض الشِّرك فيَدْخُلها؟ قال: قُوتِل أهلها(2).

[37] وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا

101/1260 - عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام)يقول : عدو علي (علیه السّلام) هم المُخَلّدون في النار، قال الله: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا﴾(3)[37].

102/1261 - عن منصور بن حازم، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): (وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ من النار)؟ قال: أعداء على هم المخلدون في النار أبد الآبدين ودهر

ص: 43


1- نحوه في الكافي 7: 8/246، والتهذيب 10: 526/132 ، بحار الأنوار 79: 19/201. قال الفيض الكاشاني (رحمه الله علیه): وإنما يقاتل أهلها إذا أرادوا استلحاقه إلى أنفسهم وأبوا أن يسلموه إلى المسلمين ليقتلوه ، وهذا معنى قوله: قوتل أهلها. تفسير الصافي 2: 32.
2- بحار الأنوار 20/201:79 .
3- بحار الأنوار 72: 16/135.

الداهرين(1).

103/1262 - عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه سئل عن التيمم، فتلا هذه الآية ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً﴾ [38]، وقال: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾(2)، قال: فامسح على كفيك من حيث موضع القطع، قال: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً﴾(3).

[38و39] وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ الله...

104/1263 - قال(4): وكتب إلينا أبو محمد يذكر عن ابن أبي عمیر(5)، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عامة أصحابه، يرفعه إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام)، أنه كان إذا قطع السارق، ترك له الإبهام والراحة.

فقيل له: يا أمير المؤمنين تركت عامة يده؟ قال: فقال لهم: فان تاب، فبأي شيءٍ يتوضّاً؟ لأنَّ الله يقول: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ الله... فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(6)[38 و 39].

105/1264 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، عن رجل سَرَق فقطعت يده

ص: 44


1- بحار الأنوار 72: 17/135 .
2- المائدة 5: 6 .
3- الكافي 3: 2/12 ، التهذيب 1: 599/207 الاستبصار 1: 588/170، بحار الأنوار 27/189:79 ، والآية من سورة مريم 19: 64.
4- القائل هو المصنف، وقد كان الفضل بن شاذان يكاتبه كثيراً، انظر رجال الكشي: 262/158 و: 691/370 و: 711/379 .
5- في «أ، ب، د، ه_» : عن ابن عمر، وفي «ج_»: عن أبي عمرو، وجميعها تصحيف صحيحه: عن ابن أبي عمير، كما في الوسائل والبحار، وله نظائر كثيرة في رجال الكشي: 330 و 370 و 379، والمراد بأبي محمد، هو الفضل بن شاذان.
6- وسائل الشيعة 28: 6/253 ، بحار الأنوار 79: 27/189 .

اليمنى، ثمّ سَرَق فقطعت رجله اليسرى، ثمّ سرق الثالثة، قال: كان أمير المؤمنين (علیه السّلام) يُخلّده فى السجن، ويقول: إنّي لاستحيي من ربي أن أدعه بلايد يستنظف بها، ولا رجل يمشي بها إلى حاجته، قال: وكان إذا قطع اليد قطعها دون المَفْصِل، وإذا قطع الرجل قطعها دون الكعبين، قال: وكان لا يرى أن يُغفل عن شيء من الحدود(1).

106/1265 - عن سماعة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه قال: إذا أخذ السارق قطع ، من وسط الكفّ، فإن عاد قطعت رجله من وسط القدم، فان عاد استودع السجن، فإن سرق في السجن قُتِل(2).

107/1266 - عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي (علیهم السّلام)، أنه أتي بسارق فقطع يده، ثمّ أتي به مرةً أخرى فقطعَ رجله اليسرى، ثمّ أتي به ثالثة، فقال: إني لأستحيي من ربي أن لا أدع له يداً يأكل بها، ويشرب بها، ويستنجي بها، ورجلاً يمشي عليها، فجلده و استودعه السجن، وأنفق عليه من بيت المال(3).

108/1267 - عن جميل، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (علیهما السّلام)، أنه قال: لا يُقْطَع السارق حتّى يُقرّ بالسرقة مرتين، فإن رجع ضَمِن السَّرقة، ولم يُقطَّع إذا لم يكن له شُهُود(4)

109/1268 - عن السكوني، عن جعفر ، عن أبيه (علیهم السّلام)، قال : لا يُقْطَع إلا من نَقَب بيتاً، أو كسر قفلاً(5)

ص: 45


1- بحار الأنوار 79: 28/189.
2- الكافي 7: 8/223، التهذيب 10: 400/103، وسائل الشيعة 28: 4/256، بحار الأنوار 79: 29/190.
3- وسائل الشيعة 28: 259/ 16 ، بحار الأنوار 79: 30/190 .
4- بحار الأنوار 79 31/190 .
5- وسائل الشيعة 28: 5/277 ، بحار الأنوار 79: 32/190 .

110/1269 - عن زرقان(1) صاحب ابن أبي دؤاد(2)وصديقه بشدة، قال: رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم، فقلت له في ذلك، فقال: وددتُ اليوم أنّي قد مُتُ منذ عشرين سنة. قال: قلت له: ولم ذاك؟ قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم

قال: قلت له: وكيف كان ذلك؟ قال: إنَّ سارقاً أقرّ على نفسه بالسرقة، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، وقد أحضر محمد ابن عليّ، فسألنا عن القطع، في أي موضع يجب أن يُقطَع. قال: فقلتُ: من الكرسوع(3).

قال: وما الحُجَّة فى ذلك؟ قال: قلتُ: لأنَّ اليد هي الأصابع والكف إلى الكُرسُوع، لقول الله تعالى في التيمم : ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾(4) واتَّفق : معي على ذلك قوم.

وقال آخرون: بل يجب القطع من المَرْفق(5)، قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأنَّ الله لمّا قال: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ﴾(6) في الغسل، دلّ ذلك على أن حد اليد هو المَرْفق.

ص: 46


1- لعلّه محمد بن عبدالله بن سفيان، المعروف بزرقان الزيات، المحدث، انظر تاریخ بغداد 5: 431، وفي «ج_»: ابن أبي زرقان.
2- في النسخ: ابن أبي داود، وكذا في بقية المواضع، وقد تقدمت الإشارة إليه في هامش الحديث (1251) .
3- الكرسُوع: طرف الزَّند الذي يلي الخنصر.
4- النساء 43:4 .
5- في «ب»: مع المرفق.
6- المائدة 5: 6.

قال: فالتفت إلى محمّد بن علي، فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال: قد تكلّم القوم فيه، يا أمير المؤمنين. قال: دعني ممّا تكلموا به، أيّ شيءٍ عندك؟ قال: أعفني عن هذا، يا أمير المؤمنين.

قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه، فقال: أما إذا أقسمت عليّ بالله، إنّي أقول إنّهم أخطئوا فيه السُّنَّة، فانّ القطع يجب أن يكون من مَفْصِل أصول الأصابع، فيُترك الكَفِّ.

قال: وما الحُجَّة في ذلك ؟ قال : قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «السجود على سبعة أعضاء: الوجه، واليدين، والركبتين، والرجلين» فاذا قطعت يده من الكُرْسُوع أو المَرْفِق ، لم يبقَ له يدٌ يَسْجُد عليها، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلهِ﴾ يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يُسْجَد عليها ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً﴾(1)، وما كان الله لم يُقْطَع.

قال: فأعجب المعتصم ذلك، وأمر بقطع يد السارق من مَفْصِل الأصابع دون الكف. قال ابن أبي دؤاد: قامت قيامتي وتمنيت أني لم أكُ حيّاً.

قال زرقان(2): إن ابن أبي دؤاد قال: صرتُ إلى المعتصم بعد ثلاثة، فقلت: إن نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة، وأنا أكلمه(3) بما أعلم أني أدخل به النار. قال: وما هو ؟

قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيَّنه وعلماءهم لأمرٍ واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه، فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك،

ص: 47


1- الجن 18:72 .
2- في «أ، ج»: ابن أبي زرقان.
3- في «ب»: مُكلّمه .

وقد حضر المجلس أهل بيته وقواده(1) ووزراؤه وكتابه، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثمّ يترك أقاويلهم كُلّهم لقول رجل يقول شَطر هذه الأمة بامامته، ويَدَّعون أنه أولى منه بمقامه، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!

قال: فتغيَّر لونه، وانتبه لما نبهته له، وقال: جزاك الله عن نصيحتك خيراً.

قال: فأمر يوم الرابع فلاناً من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه فأبى أن يجيبه، وقال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم. فقال: إنّي إنَّما أدعوك إلى الطعام، وأحبُّ أن تطأ ثيابي(2)، وتدخل منزلى، فأتبرك بذلك، وقد أحب فلان ابن فلان من وزراء الخليفة لقاءك: فصار إليه فلمّا أطعم منها أحسّ السم، فدعا بدايته، فسأله ربَّ المنزل أن يُقيم، قال: خُروجي من دارك خير لك، فلم يزل يومه ذلك وليله في خِلْفَةٍ(3) حتى قبض (علیه السّلام)(4).

[41] أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ

111/1270- عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إنَّ الله إذا أراد بعبد خیراً نكت في قلبه نكتةً بيضاء، وفتح مسامع قلبه، ووكَّل به ملكاً يُسدّده، وإذا أراد الله بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه، ووکل به شيطاناً يُضِلُّه، ثم تلا هذه الآية ﴿فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً﴾(5) الآية، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّت عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾(6) وقال: ﴿أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ﴾

ص: 48


1- في «أ، ب»: حضر مجلس بيته وقواده في «ج_»: حضر في بيته ومجلسه قواده.
2- في «ج»: ببابي.
3- الخِلْفة : الهَيْضَة، وهي القيء والإسهال.
4- وسائل الشيعة 28: 5/252 ، بحار الأنوار 50: 7/5 ، و 79: 33/190 و 85: 1/128.
5- الكافي 1: 2/126، و 2 : 6/170 و 7 «نحوه»، التوحيد: 14/415، والآية من سورة الأنعام 6: 125.
6- يونس 10 96.

قُلُوبَهُمْ﴾(1)[41].

112/1271 - عن الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: ثَمَن الكَلْب سخت، والسُّحتُ في النار(2).

113/1272 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (علیهما السّلام)، قال: السُّحْت أنواع كثيرة، منها: كسب الحجّام(3)، وأجر الزانية، وثمن الخمر، فأما الرّشا في الحكم فهو الكفر بالله(4).

1273 / 114 - عن جراح المدايني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : من أكل السُّحت: الرَّشوة في الحكم ، وعنه (علیه السّلام): ومهر البغي(5).

1274 / 115 - عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ثمن الكلب الذي لا يصيد سحت، وقال: لا بأس بثمن الهرة(6).

116/1275 - عن عمّار بن مروان، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن الغلول.

فقال: كلُّ شيءٍ غُلّ عن الإمام فهو السُّخت، وأكل مال اليتيم شبهه(7)، والسُّخت أنواع كثيرة، منها ما أصيب من أعمال الولاة الظُّلمة، ومنها أجور القضاة، وأجور الفواجر ، وثَمَن الخمر، والنبيذ المسكر ، والرّبا بعد البينة، فأما الرّشا في

ص: 49


1- تفسير البرهان 2: 14/304 .
2- ضمن حديث طويل في الكافي 5: 4/120، والتهذيب 6: 1019/357، والاستبصار 3: 202/61، وسائل الشنيعة 17: 8/120، بحار الأنوار 103: 18/53.
3- في «ج_» و «ه_» نسخة بدل: كسب المحارم.
4- الكافي 5: 3/127، وسائل الشيعة 27: 8/223، بحار الأنوار 103: 19/53، و 8/274:104 .
5- وسائل الشيعة 27: 7/223، بحار الأنوار 103: 20/53، و 103: 7/273.
6- التهذيب 6: 1017/356 .
7- (شبهه) ليس في «ج_»، وفي الكافي: وشبهه من السحت.

الأحكام يا عمّار، فانّ ذلك الكفر بالله وبرسوله(1).

117/1276 - عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه (علیهما السّلام) أنه كان ينهى عن الجوز الذي يجيء به الصبيان من القمار أن يُؤكل، وقال: هو الشخت(2).

118/1277 و باسناده عن أبيه، عن علي (علیه السّلام)، أنه قال: إنَّ السُّحت ثَمَن الميتة. وثَمن الكلب، وثَمَن الخمر(3)، ومهر البغي، والرَّشوة في الحكم، وأجر الكاهن(4).

[44] إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدى وَنُورٌ

119/1278 - عن مالك الجهني، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدى وَنُورٌ﴾ إلى قوله : ﴿بِمَا أَسْتُحفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ﴾ [44]، قال: فينا نزلت(5).

120/1279 - عن أبي عمر والزبيري، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): أَنَّ ممّا أَسْتُحِقَّت به الامامة: التطهير، والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار، ثمّ العِلم المُنوّر(6) بجميع ما تحتاج إليه الأمة من حلالها وحرامها، والعلم بكتابها خاصه وعامه، والمُحكم والمُتَشَابَه، ودقائق علمه، وغرائب تأويله، وناسخه و منسوخه.

قلت : وما الحُجَّة بأنَّ الإمام لا يكون إلا عالماً بهذه الأشياء الذي ذكرت؟

قال: قول الله في من أذن الله لهم في الحكومة وجعلهم أهلها: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ

ص: 50


1- الكافي 5: 1/126، معاني الأخبار: 1/211، بحار الأنوار 103: 6/43و7.
2- بحار الأنوار 79: 235 / 14، و 21/53:103.
3- في «ج_» و «ه_» نسخة بدل الخنزير.
4- الكافي 5: 2/126، الخصال: 25/329 ، بحار الأنوار 103: 3/43 و 4، و 104: 1/272 و 2.
5- بحار الأنوار 23: 19/193.
6- في «أ»: المكنون.

وَالأَخْبَارُ﴾ فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يرثون(1) الناس بعلمهم، وأما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين، ثمّ أخبر فقال: ﴿بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ﴾ [44] ولم يقل بما حملوا منه(2).

[44] وَمَنْ لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ

121/1280 - عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السّلام)، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): من حكم في دِرْهَمين حكم جور ثم جبر(3) عليه، كان واله وسلم . من أهل هذه الآية ﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ﴾ [44].

فقلت: يا ابن رسول الله : وكيف : [يجبُرُ](4) عليه؟ قال: يكون له سوط وسجن فيحكم عليه، فإن رضي بحكومته، وإلا ضربه بسوطه وحبسه في سجنه(5).

122/1281 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : من حَكَم في دِرْهَمين بغير ما أنزل الله فقد كفر، ومن حكم في دِرْهَمين فأخطأ كفر(6).

123/1282- عن أبي بصير بن علي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سمعته يقول: من حكم في دِرْهَمين بغير ما أنزل الله، فهو كافر بالله العظيم(7).

1283 / 124 - عن بعض أصحابه ، قال : سَمِعتُ عمّاراً يقول على منبر الكوفة: ثلاثة يَشْهَدون على عُثمان أنه كافر، وأنا الرابع، وأنا أسمى الأربعة، ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ﴾

ص: 51


1- في «ه_» والبحار: يربون.
2- بحار الأنوار 25: 24/149 .
3- في «ب، ج ، د»، و«ه_» نسخة بدل: كبر.
4- من الكافي والتهذيب، وفي «ج»: كبر.
5- الكافي 7: 3/408 ، التهذيب 6: 524/221 ، بحار الأنوار 104: 13/265.
6- وسائل الشيعة 27: 13/34 ، بحار الأنوار 104: 14/265.
7- الكافي 7: 2/408 ، وسائل الشيعة 27: 14/34 ، بحار الأنوار 104: 15/266 .

و ﴿...الظَّالِمُونَ﴾(1) و ﴿... الفَاسِقُونَ﴾(2).

125/1284 - عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال علي (علیه السّلام): من قضى في دِرْهَمين بغير ما أنزل الله ، فقد كفر(3).

126/1285 عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قضى أمير المؤمنين (علیه السّلام) في دِيَةِ الأنف إذا استؤصل مائة من الإبل: ثلاثون حقه، وثلاثون بنت لبون، وعشرون بنت مخاض، وعشرون ابن لبون ذكر، ودية العين إذا فُقِئت خمسون من الإبل، وديّة ذكر الرجل إذا قطع من الحشفة مائة من الإبل، على أسباب الخطأ دون العَمْد، وكذلك ديّة الرّجل، وكذلك دية اليد إذا قطعت خمسون من الإبل، وكذلك دِيّة الأذن إذا قطعت فجُدِعت خمسون من الإبل.

قال: وما كان ذلك من جُرُوح أو تنكيل فيَحْكُم به ذو عدل منكم، يعني به الإمام، قال: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ﴾(4).

127/1286 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : دية الأنف إذا استؤصل مائة من الإبل، والعين إذا فُقِئت خمسون من الإبل، واليد إذا قطعت خمسون من الإبل، وفي الذكر إذا قطع مائة من الإبل، وفي الأذن إذا جدعت خمسون من الإبل، وما كان من ذلك جروحاً دون المثلات(5)، والإصبع وشبهه، يحكم به ذو عدلٍ منكم ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ﴾(6).

ص: 52


1- المائدة 5: 45 .
2- بحار الأنوار 89/222:30 و 104: 266/ 16، والآية من سورة المائدة 5: 47.
3- بحار الأنوار 104: 17/266 .
4- وسائل الشيعة :29 14/288، بحار الأنوار 104: 4/420.
5- أي العقوبات.
6- وسائل الشيعة 29: 15/288 ، بحار الأنوار 104: 5/420.

128/1287- عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : من حكم في دِرْهَمين بغير ما أنزل الله، فقد كفر.

قلت: كفر بما أنزل الله، أو بما أنزل على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ قال: ويلك إذا كفر بما أنزل على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) ، أليس قد كفر بما أنزل الله(1)؟

129/1288 - عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، قال : إنَّ الله بعث محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) بخمسة أسياف، سيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا، فأما السيف المغمود فهو الذي يُقام به القصاص، قال الله جل وجهه: ﴿النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾[45] الآية، فسلّه إلى أولياء المقتول، وحكمه إلينا(2).

[45] فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ

130/1289 - عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) ﴿فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ﴾؟ [45]. قال: يُكَفَّر عنه من ذُنُوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره(3).

[47] وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ

131/1290 - عن أبي جميلة، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : قد فرض الله في الخُمس نصيباً لآل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم حَسَداً ، وعداوة، وقد قال الله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾ [47] وكان أبو بكر أوّل من منع آل محمّد (علیهم السّلام) حقهم، وظلمهم، وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبو بكر استخلف عمر على غير شورى من المسلمين، ولا رضا من آل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، فعاش عمر بذلك لم يُعط آل محمّد حقهم، وصنع ما صنع أبو بكر(4).

132/1291 - عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: لا يُحلّف

ص: 53


1- وسائل الشيعة 27: 15/35 ، بحار الأنوار 104: 18/266.
2- وسائل الشيعة 29: 11/55 ، بحار الأنوار 104: 11/388.
3- دعائم الإسلام 2: 1441/413 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 15/389.
4- وسائل الشيعة 9: 16/517 ، بحار الأنوار 29: 385 و 96: 16/188.

[48] فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ

اليهودي، ولا النصراني، ولا المجوسي بغير الله، إنَّ الله يقول: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ﴾(1) [48] .

[50] وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

133/1292 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إن الحكم حكمان: حكم الله ، وحكم الجاهلية، ثم قال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [50] ، قال: فأشهد أن زيداً(2) قد حَكَم بحكم الجاهلية، يعني في الفرايض(3).

[52] عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا

1293 / 134 - عن داود الرقي، قال: سأل أبا عبد الله (علیه السّلام) رجل وأنا حاضر، عن قول الله سبحانه وتعالى: ﴿عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [52].

فقال: أذن في هلاك بني أميَّة بعد إحراق زيد بسبعة أيام(4).

135/1294 - عن أبي بصير ، قال : أبو جعفر (علیه السّلام) يقول: إن الحكم بن عتيبة(5) وسلمة، وكثير النواء، وأبا المقدام، والتمار - يعني سالماً(6) - أضلُّوا كثيراً ممَّن ضَلَّ

ص: 54


1- نوادر أحمد بن عيسى : 99/53 ، الكافي 7: 4/451، التهذيب 8: 1013/278، 8: 1013/278، الاستبصار 4: 131/39، وسائل الشيعة 23: 1/265، بحار الأنوار 104: 27/288، و: 28/289.
2- في الكافي: زيد بن ثابت.
3- الكافي 7: 2/407 ، بحار الأنوار 6/367:104.
4- إثبات الهداة 5: 169/426 ، بحار الأنوار 46: 56/191
5- في «أ ، ب»: الحكم بن عيينة، انظر معجم رجال الحديث 6: 172 .
6- هؤلاء من البترية، وهم فرقة من الزيدية، قيل: سموا بذلك لأنهم ينتسبون إلى كثير النوّاء، وكان أبتر اليد، وقيل: لأن زيد بن علي (علیه السّلام) قال لهم: بترتم أمرنا بتركم الله. وهم الذين دعوا إلى ولاية علي (علیه السّلام) فخلطوها بولاية أبي بكر وعمر، وجوزوا إمامة المفضول على الفاضل إذا كان الأخير راضياً ، وكانوا يبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة، وقالوا: من شهر سيفه من أولاد الحسن والحسين (علیهما السّلام) وكان زاهداً شجاعاً فهو الإمام معجم الفرق الإسلامية: 51.

[53] أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ

من هؤلاء الناس، وإنَّهم ممَّن قال الله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾(1) وإنَّهم ممَّن قال الله: ﴿أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ يحلفون بالله ﴿إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ﴾(2)[53].

[54] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ

1295 / 136 - عن سلیمان بن هارون قال : قلتُ له : إنَّ بعض هذه العِجَلَة(3) يقولون: إنَّ سيف رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عند عبد الله بن الحسن ؟

فقال: والله ما رآه هو ولا أبوه بواحدةٍ من عينيه، إلا أن يكون رآه أبوه عند الحسين (علیه السّلام)، وإن صاحب هذا الأمر محفوظ له، فلا تذهبنَّ يميناً ولا شمالاً، فانَّ الأمر والله واضح، والله لو أنَّ أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يُحوّلوا هذا الأمر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أنَّ الناس كفروا جميعاً حتّى لا يبقى أحدٌ لجاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله.

ثم قال: أما تسمع الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ﴾ ؟ [4] حتى فرغ من الآية - وقال في آية أخرى: ﴿فَإِن يَكْفُر بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾(4) ثم قال: إنَّ أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية(5).

ص: 55


1- البقرة 8:2 .
2- رجال الكشي: 439/240، بحار الأنوار 47: 42/346.
3- العِجَلَة : جمع عِجل، وفي البحار: العجلية، وهم طائفة من الغُلاة، أتباع عُمير بن بيان العجلي. معجم الفرق الإسلامية: 170.
4- الأنعام 6: 89 .
5- بحار الأنوار 27: 1/49 .

1296 / 137 - عن بعض أصحابه، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن هذه الآية ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ﴾ قال: الموالي(1).

1297 / 138 - عن خالد بن يزيد عن المعمر بن المكي، عن إسحاق بن عبد الله ابن محمد بن علي بن الحسين (علیه السّلام)، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن، عن جده (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُ عمّار بن ياسر يقول: وقف لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) سائل وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه، فأعطاء السائل، فأتى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأعلمه بذلك، فنزل على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) هذه الآية ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [55] فقرأها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) علينا ، ثم قال: «من كنت مولاه، فعلی مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه»(2).

139/1298 - عن ابن أبي يعفور ، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): أعرض عليك ديني الذي أدينُ الله به؟ قال: هاته.

قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأقرّ بما جاء به من عند الله، قال: ثمّ وصفت له الأئمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر (علیه السّلام)، قلت : وأقرّ بك ما أقول فيهم، فقال: أنهاك أن تذهب باسمي في الناس.

قال أبان: قال ابن أبي يعفور: قلت له مع الكلام الأول: وأزعم أنهم الذين قال الله في القرآن ﴿أَطِيعُو اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنكُمْ﴾(3).

ص: 56


1- بحار الأنوار 67: 20/180، وفي النسخ: المولى، بدل الموالي، وما أثبتناه من البحار
2- شواهد التنزيل 1: 231/173 وسائل الشيعة 9: 5/479، بحار الأنوار 35:7/187 .
3- النساء 4: 59 .

فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): والآية الأخرى فاقرأ .

قال: قلتُ له: جُعِلت فداك، أي آية؟

قال: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ .

قال: فقال: رَحِمك الله. قال: قلت: تقول: رحمك الله على هذا الأمر؟ قال: فقال: رحمك الله على هذا الأمر(1).

[55] إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوٰةَ

140/1299 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : بينا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جالس في بيته، وعنده نفر من اليهود - أو قال: خمسة من اليهود - فيهم عبدالله بن سلام، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾(2) فتركهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في منزله، وخرج إلى المسجد، فإذا بسائل، فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أصَّدَّق عليك أحدٌ بشيءٍ؟ قال: نعم، هو ذاك المُصلّى، فاذا هو على (علیه السّلام)(3).

141/1300 - عن المفضَّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال: إنه لما نزلت هذه الآية ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ شق ذلك على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وخشي أن تُكذِّبه قريش، فأنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾(4)الآية، فقام بذلك يوم غدير خم(5).

ص: 57


1- بحار الأنوار 35: 8/187 .
2- زاد في النسخ: بهذا الفتى.
3- تفسير القمي 1: 170 «نحوه»، وسائل الشيعة 9: 3/478، بحار الأنوار 35: 9/188.
4- المائدة 5: 67.
5- إثبات الهداة 3: 589/542، بحار الأنوار 35: 10/188.

142/1301 - عن أبي جميلة، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : إن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال: إنَّ الله أوحى إلى أن أحبّ أربعة: علياً، وأباذر، وسلمان ، والمقداد.

فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس، أما كان أحد يعرف هذا الأمر؟ فقال: بلى ثلاثة.

قلت: هذه الآيات التي أنزلت ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ وقوله: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنكُمْ﴾(1)، أما كان أحد يسأل فيمَ نزلت؟ فقال: من ثمَّ أتاهم، لم يكونوا يسألون(2).

143/1302 - عن المفضل، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ ، قال : هم الأئمة (علیهم السّلام)(3).

144/1303 - عن صفوان الجمال، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): لما نزلت هذه الآية بالولاية، أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بالدوحات، دوحات غدير خم، فقمت(4)، ثم نودي الصلاة جامعة.

ثمّ قال: أيُّها الناس، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلی مولاه، ربِّ وال من والاه، وعاد من عاداه.

ثم أمر الناس ببيعته، وبايعه الناس، لا يجيء أحد إلا بايعه، ولا يتكلَّم، حتّى جاء أبو بكر، فقال: يا أبا بكر بايع عليّاً بالولاية. فقال: من الله، أو من رسوله(5)؟

ص: 58


1- النساء 4: 59 .
2- بحار الأنوار 22: 47/333 و 35: 12/188 .
3- بحار الأنوار 35: 11/188.
4- أي كنست.
5- في «ب»: الله ورسوله.

فقال: من الله ومن رسوله. ثمّ جاء عمر فقال: بايع علياً بالولاية. فقال: من الله، أومن(1) رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله. ثم تنّى عطفيه(2) فالتقيا(3)، فقال لأبي بكر: لشَدَّ ما يرفع بصبعي(4) ابن عمه !

ثمَّ خرج ها رباً من العسكر، فما لبث أن رجع إلى النبي عليه وآله السلام فقال: يا رسول الله، إني خرجت من العسكر لحاجة، فرأيتُ رجلاً عليه ثياب بيض لم أرَ أحسن منه، والرجل من أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم ريحاً، فقال: لقد عقد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) علي عقداً لا يحله الا كافر.

فقال (صلی الله علیه و آله و سلم): يا عمر، أتدري من ذاك؟ قال: لا. قال: ذاك جبرئيل (علیه السّلام)، فاحذر أن تكون أوّل من تَحُلَّه فتَكفُر.

[56] فَإِنَّ حَزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام) : لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعليّ ابن أبي طالب (علیه السّلام)، فما قدر على أخذ حقه، وإن أحدكم يكون له المال، وله شاهدان، فيأخُذ حقه ﴿فَإِنَّ حَزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ﴾ [56] في علي (علیه السّلام)(5).

145/1304 - عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): إن عمر بن رياح زَعَم أنك قلت: لا طلاق إلا بينة؟

قال: فقال: ما أنا قلته بل الله تبارك وتعالى يقوله، إنا والله لو كُنا نُفتيكم

ص: 59


1- في «ب»: الله ومن.
2- عطفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه. يقال: ثنى عنّي عطفه: أي أعرض وجفا.
3- في «ج_»: فالتفتا.
4- الضبع: ما بين الابط إلى نصف العضد.
5- إثبات الهداة 3: 590/543، وسائل الشيعة 27: 3/238، بحار الأنوار 37: 30/138.

[63] لَوْلَا يَنْهَهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَخْبَارُ

بالجور، لكنا أشدّ(1) منكم، إنَّ الله يقول: ﴿لَوْلَا يَنْهَهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَخْبَارُ﴾(2)[63].

[64] بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ

146/1305 - عن هشام المشرقي، عن أبي الحسن الخراساني (علیه السّلام)، قال : إن الله كما وصف نفسه أحدٌ صَمَدٌ نورٌ، ثمّ قال: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [64].

فقلت له: أفله يدان هكذا - وأشرت بيدي إلى يده - فقال: لو كان هكذا، كان مخلوقاً(3).

[64] قَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ

147/1306 - عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام)عن قول الله : ﴿قَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ﴾ [64].

قال: فقال: لا كذا - وقال بيده إلى عُنقه - ولكنَّهم يقولون ويعنون أنّ الله قد فرغ من الأشياء.

وفي رواية أُخرى عنه: يعنون أنه فرغ(4) من الأمر(5).

1307/148 - عن حماد، عنه، في قول الله : ﴿يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ﴾ يعنون أنه قد فرغ ممّا هو كائن ، لعنوا بما قالوا، قال الله عزّ وجلَّ ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾(6).

[64] كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً للْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله

149/1308 - عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)(7) لها في قوله : ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً للْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله﴾ [64]، قال: كلَّما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد (علیهم السّلام)

ص: 60


1- في «ج_» و «ه_» نسخة بدل: أشر .
2- وسائل الشيعة 22: 13/29، بحار الأنوار 104: 23/144.
3- نحوه في التوحيد : 112/168، ومعاني الأخبار: 16/18، بحار الأنوار 3: 7/291.
4- في «أ، ب، ه_»: فقال : لي: كذا - وقال بيده إلى عنقه - ولكنه، قال: قد فرغ من الأشياء. وفي رواية أخرى عنه: قولهم فرغ.
5- بحار الأنوار 4: 48/117، و 9: 49/198.
6- بحار الأنوار 4 : 49/117، و 9: 49/198.
7- في «ب»: أبي عبدالله .

قصمه الله(1).

[66] وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِّنْ رَّبِّهِمْ

1309 / 150 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِّنْ رَّبِّهِمْ﴾ [66] قال: الولاية(2).

[66] مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ

151/1310 - عن أبي الصهباء البكري، قال: سمعت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى فقال: إني سائلكما عن أمرٍ، وأنا أعلم به منكما، فلا تكتماني. ثم دعا أسقف النصارى، فقال: أنشدك بالله الذي أنزل الانجيل على عيسى، وجعل على رجله(3) البركة، وكان يُبرئ الأكمه والأبرص، وأزال ألم العين، وأحيى الميت، وصنع لكم من الطين طيوراً، وأنبأكم بما تأكلون وما تَدّخرون. فقال: دون هذا صدق.

فقال علي (علیه السّلام): بكم افترقت بنو إسرائيل بعد عيسى؟ فقال: لا والله إلا فرقة(4) واحدة.

قال علي (علیه السّلام): كذبت والله الذي لا إله إلا هو، لقد افترقت أُمة عيسى على اثنين وسبعين فرقة كُلّها في النار إلا فرقة واحدة، إنَّ الله يقول: ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا﴾ كانوا ﴿يَعْمَلُونَ﴾ [66] فهذه الَّتي تنجو(5).

152/1311 - عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول: تفرّقت أُمَّة موسى على إحدى وسبعين ملّة، سبعون منها في النار، وواحدة

ص: 61


1- تفسير القمي 1: 171، بحار الأنوار 9: 50/198، و 24: 11/309.
2- بصائر الدرجات: 2/96، الكافي 1: 6/342 عن ربعي بن عبدالله، بحار الأنوار 9: 51/198، و 24: 110/387.
3- في «أ، ج_»: رحله.
4- في «أ، ج_»: والله ولا فرقة.
5- بحار الأنوار 9: 52/198 ، و 14 : 9/348 .

في الجنَّة، وتفرقت أُمَّة عيسى على اثنين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنَّة، وتعلو أُمّتي على الفرقتين جميعاً بملة، واحدة في الجنّة، وثنتان وسبعون في النار.

قالوا: مَنْ هم یا رسول الله ؟ قال : الجماعات الجماعات.

قال يعقوب بن زيد: كان علي بن أبي طالب (علیه السّلام) إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، تلا فيه قرآناً ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ ءَامَنُوا وَاتَّقُوا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ﴾ إلى قوله: ﴿سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾(1) وتلا أيضاً و ﴿مِمَّن خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعْدِلُونَ﴾(2) يعني أُمة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

[67] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ

153/1312 - عن أبي صالح، عن ابن عباس وجابر بن عبدالله، قالا: أمر الله محمّداً (صلی الله علیه و آله و سلم) أن ينصب عليّاً (علیه السّلام) للنّاس ليخبرهم بولايته، فتخوّف رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أن يقولوا: جاء بابن عمه(4)، وأن يطغوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [67] فقام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بولايته يوم غدير خم(5).

1313 / 154 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : لما نزل جبرئيل (علیه السّلام) على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلْعْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَّبِّكَ﴾ إلى آخر الآية، قال: فمكث النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ثلاثاً حتى أتى الجحفة، فلم يأخُذ بيده فَرَقاً(6) من الناس.

ص: 62


1- المائدة 5: 65 و 66.
2- الأعراف 7: 181 .
3- بحار الأنوار 28: 2/3 .
4- في المجمع: حابى ابن عمه.
5- مجمع البيان 3: 344 ، بحار الأنوار 37: 31/139 .
6- الفرق: الخوف.

فلما نزل الجُحفة يوم الغدير في مكان يقال له مَهْيعة(1)، نادى: الصَّلاة جامعة، فاجتمع الناس، فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): من أولى بكم من أنفسكم؟ قال: فجَهَر وا فقالوا: الله ورسوله. ثمّ قال لهم الثانية، فقالوا: الله ورسوله، ثمّ قال لهم الثالثة، فقالوا: الله ورسوله، فأخذ بيد علي (علیه السّلام)، فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فانه منّي، وأنا منه، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي من بعدي(2).

155/1314 - عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) ابتداءً منه : العَجَبُ - يا أبا حَفْص - لما لقي علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، أنه كان له عشرة آلاف شاهد، فلم يقدر على أخذ حقه، والرجل يأخُذ حقه بشاهدين، إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خرج من المدينة حاجاً، ومعه(3) خمسة آلاف، ورجع من مكة وقد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة.

فلما انتهى إلى الجُحفة نزل جبرئيل (علیه السّلام) بولاية علي (علیه السّلام)، وقد كانت نزلت ولايته بمنيَّ، وامتنع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من القيام بها لمكان الناس، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ ممّا كَرِهْتَ بینی، فأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فَقُمت السَّمرات(4) فقال رجلٌ من الناس: أما والله ليأتينكم بداهية.

ص: 63


1- مَهْيعة : هو الاسم القديم للجُحفة ، فلما جاءها السيل فاجتحفها سُمّيت الجُحفة، وهي تبعد عن غدير خم ثلاثة أميال. معجم ما استعجم 2: 368.
2- بحار الأنوار 37: 32/139.
3- في «أ، ج_»: وتبعه.
4- السمرات، جمع سمرة: الشجرة من العضاء.

فقلت لعمر(1): من الرجل؟ فقال: الحبشي(2).

156/1315 - عن زياد بن المنذر أبي الجارود، صاحب الدمدمة الجارودية(3)، قال: كنتُ عند أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام) بالأبطح، وهو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة، يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال: يابن رسول الله ، جعلت فداك، إنّ الحسن البصري يُحدثنا حديثاً يَزْعُم أنّ هذه الآية نزلت في رجل، ولا يُخبرنا من الرجل ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ تفسيرها: أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس؟

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): ما له لا قضى الله دينه - يعني صلاته - أما إن لو شاء أن يُخبر به خبر به، إنَّ جَبْرَئيل (علیه السّلام) هبط على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال له: إن ربك تبارك وتعالى يأمرك أن تَدُلّ أمتك على صلاتهم، فدله على الصلاة، واحتج بها عليه، فدل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمته عليه، واحتج بها عليهم.

ثمّ أتاه، فقال: إنَّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تَدُلُّ أُمَّتك من زكاتهم على مثل ما دَلَلْتهم عليه من صلاتهم، فدله على الزكاة، واحتج بها عليه، فدل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمته على الزكاة، واحتج بها عليهم.

ص: 64


1- هو عمر بن يزيد راوي الحديث:
2- الوسائل 27: 4/238 ، إثبات الهداة :3 593/544 ، بحار الأنوار 37: 33/140 .
3- كذا ، ولعلّها تصحيف: الزيدية الجارودية، لأن الزيدية تفرّقت على عدة طوائف، منها: الزيدية الجريرية، والزيدية البترية، والزيدية الجارودية. والجارودية هم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر، المتوفّى نحو سنة 150 ه_ ، قالوا: إنّ الإمامة بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) شورى في أولادهما، فمن خرج منهم بالسيف وهو عالم شجاع فهو إمام، وافترقت الجارودية عدة فرق في الإمام المنتظر، راجع تفاصيل ذلك في معجم الفرق الاسلامية: 78 و 129

ثم أتاه جبرئيل فقال: إنَّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدلُّ أُمّتك من صيامهم على مثل ما دَلَلْتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم، شهر رمضان بين شعبان وشوال، يُؤتى فيه كذا، ويُجْتَنَب فيه كذا، فدله على الصيام، واحتج به عليه، فدل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمته على الصيام، واحتج به عليهم.

ثم أتاه فقال: إنَّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدلّ أُمتك في حجهم على مثل ما دلّلتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، فدله على الحج، واحتج به عليه، فدل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمته على الحج، واحتج به عليهم. ثمّ أتاه فقال: إنَّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تَدلُّ أُمتك من وليهم، على مثل ما دَلَلْتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم.

قال: فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): رب أمتي حديثو عهد بجاهلية، فأنزل الله له تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ تفسيرها: أتخشى الناس، فالله يعصمك من الناس.

فقام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأخذ بيد علي بن أبي طالب (علیه السّلام) فرفعها، فقال: من اللا كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذُل من خَذَله، وأحبّ من أحبه، وأبغض من أبغضه(1).

157/1316 - عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : لما أنزل الله على نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِى القَوْمَ الكَافِرِينَ﴾، قال: فأخذ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بيد علي (علیه السّلام) فقال : يا أيُّها الناس، إنه لم يكن نبي من الأنبياء

ص: 65


1- شواهد التنزيل 1: 28/191 «نحوه»، إثبات الهداة 3: 594/545 ، بحار الأنوار 34/140:37.

ممّن كان قبل، إلا وقد عمّر ثم دعاء الله فأجابه، وأوشك أن أدعى فأجيب، وأنا مسؤول، وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك، فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين. فقال: اللهم أشهد.

ثم قال: يا معشر المسلمين، ليبلغ الشاهد الغائب، أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي (علیه السّلام)، ألا إن ولاية علي ولايتي(1) عَهْداً عهده إلي ربي، وأمرني أن أبلغكموه. ثمّ قال: هل سمعتم؟ - ثلاث مرات يقولها - فقال قائل: قد سَمِعنا يا رسول الله(2).

[68] يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُم عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ

158/1317 - عن حُمران بن أغين، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُم عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِكَ طُغْياناً وَكُفْراً﴾ [68]، قال: هو ولاية أمير المؤمنين (علیه السّلام)(3).

[71] وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ

159/1318 - عن خالد بن يزيد، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [71]، قال: حيث كان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بين أظهرهم ثمّ عَمُوا وصَمُّوا حيث قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم تاب الله عليهم حيث قام أمير المؤمنين (علیه السّلام)، قال : ثمّ عَمُوا وصَمّوا إلى الساعة(4).

160/1319 - عن زرارة، قال: كتبتُ إلى أبي عبد الله (علیه السّلام) مع بعض أصحابنا فيما يروي الناس عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، أنه «من أشرك بالله فقد وجبت له النار، ومن لم

ص: 66


1- زاد في «أ، ج»: ولا يدري.
2- بحار الأنوار 37: 35/141 .
3- بصائر الدرجات: 8/94، بحار الأنوار 9: 53/198 و 36: 123/148، و 68: 269.
4- الكافي 239/199:8 ، بحار الأنوار 24: 9/308 .

يُشرك بالله فقد وجبت له الجنَّة».

[72] مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ

قال: أما من أشرك بالله فهذا الشرك البين، وهو قول الله: ﴿مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ [72]، وأما قوله: «من لم يُشرك بالله فقد وجبت له الجنَّة» قال أبو عبد الله (علیه السّلام): هاهنا النظر، هو من لم يعص الله(1).

[75] وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ

1320/161 - عن أحمد بن خالد، عن أبيه، رفعه، في قول الله: ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ﴾ [75]، قال: كانا يَتَغَوَّطان(2).

[78] لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

162/1321- عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ [78]، قال: الخنازير على لسان داود، والقردة على لسان عيسى بن مريم (علیه السّلام)(3).

[79] كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ

163/1322 - عن محمد بن الهيثم التميمي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [79].

قال: أما إنَّهم لم يَكُونوا يَدْخُلُون مداخلهم ولا يجلسون مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وُجُوههم وأنسُوا بهم(4).

[82] ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ

1323 / 164 - عن مروان، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: ذكر النصارى وعداوتهم، فقال: قول الله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [82] .

قال: أولئك كانوا قوماً بين عيسى ومحمّد، ينتظرون مجي، محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(5).

ص: 67


1- بحار الأنوار 72: 20/98 .
2- بحار الأنوار :14 5/234 .
3- تفسير القمي 1: 176 ، الكافي 240/200:8 ، قصص الأنبياء للراوندي: 269/206، بحار الأنوار 14: 14/62 و: 6/235 .
4- وسائل الشيعة 16: 7/269 ، بحار الأنوار 100: 56/85 .
5- بحار الأنوار 9: 55/199، و 14: 4/274.

[87] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ

165/1324 - عن عبد الله بن سنان، قال: سألته عن رجل قال: امرأته طالق، أو مماليكه أحرار، إن شربت(1) حراماً ولا حلالاً.

فقال: أما الحرام فلا يقربه حَلَف أو لم يَحْلِف، وأما الحلال فلا يتركه، فانّه ليس له أن يُحرّم ما أحل الله، لأنّ الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ﴾ [87] فليس عليه شيءٌ في يمينه من الحلال(2).

[89] لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ

166/1325 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: قول الله: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ [89] قال: هو قول الرجل: لا والله، وبلى والله، ولا يعقد قلبه على شيء(3).

167/1326 - وفي رواية أخرى عن محمد بن مسلم، قال: ولا يعقد عليها(4).

168/1327 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن (علیه السّلام) عن إطعامِ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ، أو إطعام ستين مسكيناً، أيُجْمَع ذلك ؟ فقال : لا ، ولكن يُعطى إنسان إنسان، كما قال الله.

قال: قلتُ : فيُعطي الرجل قرابته، إذا كانوا محتاجين؟ قال: نعم.

قلت : فيُعطيها إذا كانوا ضعفاء من غير أهل الولاية؟ فقال: نعم، وأهل الولاية أحبّ إليّ(5).

1328/ 169 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال في اليمين في إطعام

ص: 68


1- في «ج_»: شرب.
2- وسائل الشيعة 23: 2/244، بحار الأنوار 104: 38/224.
3- الكافي 7: 1/443 «نحوه»، بحار الأنوار 104: 224/ 39.
4- بحار الأنوار 40/224:104 .
5- نوادر أحمد بن عيسى: 117/59، التهذيب 1103/298:8 ، الاستبصار 4: 185/53، وسائل الشيعة 22: 2/386، و 2/388، بحار الأنوار 224:104 / 41، و: 147/242.

[89] مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ

عشرة مساكين: ألا ترى أنّه يقول : ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَثَةِ أَيَّامٍ﴾ [89] فلعل أهلك أن يكون قُوتُهم لكُلّ إنسان دون المُد، ولكن يحسب في طحنه ومائه وعجينه، فاذا هو يُجزي لكُلِّ إنسانٍ مُد، وأمّا كُسوتهم فان وافقت به الشتاء فكسوته، وإن وافقت به الصيف فكسوته، لكُلِّ مسكين إزار ورداء، وللمرأة ما يُواري ما يَحْرُمُ منها: إزارٌ وخِمارٌ ودرع، وصوم ثلاثة أيام، إن شئت أن تصوم، إنّما الصوم من جَسَدك، ليس من مالك ولا غيره(1).

170/1329 - عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله: ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ﴾ في كَفَّارة اليمين. قال: ما يأكُل أهل البيت يُشبعهم(2) يوم، وكان يُعجبه مُدَّ لكلّ مسكين.

قلت: ﴿أَوْ كِسْوَتُهُمْ﴾؟ قال : ثوبين لكل رجل(3).

171/1330- عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾، قال: قُوت عيالك، والقوت يومئذٍ مُد.

قلت: ﴿أَوْ كِسْوَتُهُمْ﴾ ، قال : ثوب(4).

172/1331 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم (علیه السّلام)، قال: سألته عن إطعام عشرة مساكين، أو ستين مسكيناً، أيُجمع ذلك لإنسانٍ واحد؟

قال: لا، أعطه واحداً واحداً، كما قال الله.

ص: 69


1- وسائل الشيعة 2:2 7/382 ، بحار الأنوار 104: 42/225.
2- في «ب»: لشبعهم، وفي «ج»: بشبعهم.
3- وسائل الشيعة 22: 9/377 ، بحار الأنوار 43/225:104.
4- الأصول الستة عشر : 24 ، نوادر أحمد بن عيسى: 112/85، وسائل الشيعة 22: 10/378 ، بحار الأنوار 104: 44/225.

قال: قلت: أفيُعطيه الرجل قرابته؟ قال: نعم.

قال: قلت: أفيُعطيه الضُّعفاء من النساء من غير أهل الولاية؟ قال: أهل الولاية أحبُّ إليَّ(1).

173/1332 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال في كفارة اليمين : يُعطى كل مسكين مُدّاً، على قدر ما يقوت إنساناً من أهلك في كُلّ يوم، وقال: مُدّ من حنطة يكون فيه طَحنه وحَطَبه على كُلِّ مِسكين، أو كسوتهم ثوبين(2).

1333 / 174 - وفي رواية أخرى عنه: ثوبين لكُلِّ رجل، والرقبة تُعتق من المستضعفين في الذي يجب عليك فيه رَقَبة(3).

175/1334 - عن زرارة ، عن أبي عبد الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال في كفارة اليمين : عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، والإدام، والوسط(4): الخَلِّ والزيت وأرفعه: الخبز(5) واللحم، والصَّدقة مُدّ مُدّ لكل مسكين، والكسوة توبان، فمن لم يجد فعليه الصيام، يقول الله: ﴿فَمَنْ لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَثَةِ أَيَّامٍ﴾ ويصومهنَّ متتابعاً، ويجوز في عتق الكفّارة الولد(6)، ولا يجوز في عتق القتل إلا مُقرّة بالتوحيد(7)

176/1335 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في كفّارة اليمين : يُطعِم عَشَرة

ص: 70


1- بحار الأنوار 45/225:104.
2- وسائل الشيعة 22: 8/382، بحار الأنوار 46/225:104.
3- وسائل الشيعة 22: 11/378، بحار الأنوار 104: 47/226.
4- في البحار: والإدام الوسط .
5- في «أ»: الجبن.
6- في «أ، ج_»: المولد، وفي البحار المولود.
7- وسائل الشيعة 22: 9/382 بحار الأنوار 48/226:104.

مساكين، لكُلّ مسكين مُدَّ من حنطة(1)، ومُدّ(2) من دقيق، وحفنة(3)، أو كسوتهم، لكلّ إنسان ثوبان، أو عتق رقبة، وهو في ذلك بالخيار، أي الثلاثة شاء صنع: فان لم يقدر على واحدة من الثلاث، فالصيام عليه واجب، صيام ثلاثة أيام(4).

177/1336 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول : إن الله فوّض إلى الناس في كفّارة اليمين، كما فوَّض إلى الامام في المُحارب أن يصنع ما يشاء، وقال: كُلّ شيء في القرآن (أو) فصاحبه فيه بالخيار(5).

178/1337 - عن الزهري، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : صيام ثلاثة أيام في لا كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الإطعام، قال الله تعالى: ﴿فَصِيَامُ ثَلَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارة أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ﴾ كُلّ ذلك متتابع، ليس بمُتفرّق(6).

1338 / 179 - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سُئل عن كفّارة اليمين في قول الله: ﴿فَمَنْ لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّام﴾، ما حد من لم يجد، فهذا الرجل يسأل في كفّه وهو يجد؟

فقال: إذا لم يكن عنده فضل يومه(7) عن قوت عياله فهو لا يجد، وقال: الصيام ثلاثة أيام، لا يُفرّق بينهن(8).

ص: 71


1- في «أ، ب»: مدين حنطة.
2- في الكافي: أو مد.
3- في «أ»: وجفنة .
4- الكافي :7 1/451، وسائل الشيعة 22: 10/383، بحار الأنوار 104: 49/226.
5- وسائل الشيعة 22: 7/377 بحار الأنوار 50/226:104.
6- بحار الأنوار 51/226:104.
7- في «أ»: يؤتيه.
8- وسائل الشيعة 22: 12/378 ، بحار الأنوار 52/226:104.

1339 / 180 - عن أبي خالد القماط، أنه سمع أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول في كفارة اليمين: من كان له ما يُطعم فليس له أن يصوم، أطعم عشرة مساكين مُدّاً مُداً، فان لم يجد فصيام ثلاثة أيام، أو عتق رقبة، أو كسوة، والكسوة ثوبان(1)، أي ذلك فعل أجزاً عنه(2).

181/1340 - قال علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: فان لم يجد فصيام ثلاثة أيام متواليات، وإطعام عشرة مساكين مد مد(3).

1341 / 182 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : صيام ثلاثة أيام في كَفَّارة اليمين متتابعات لا يفصل بينهنَّ.

قال: وقال: كُلّ صيام يُفرّق إلا صيام ثلاثة أيّام في كفّارة اليمين، فإنّ الله يقول: ﴿صِيَامُ ثَلَثَةِ أَيَّامٍ﴾ مُتَتابعات(4).

183/1342 - عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : يقول : الميسر : هو القمار(5).

1343 / 184 - عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُه يقول: إِنَّ الشَّطرنج والنَّرد وأربعة عشر(6) ، وكُل ما قُومِر عليه منها، فهو ميسر(7).

1344 / 185 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُه يقول: بينما

ص: 72


1- زاد في «أ، ب، د، ه_»: أو إطعام عشرة مساكين.
2- وسائل الشيعة 22: 13/378، بحار الأنوار 104: 53/227.
3- وسائل الشيعة 22: 14/378، بحار الأنوار 54/227:104.
4- وسائل الشيعة 22: 15/379، بحار الأنوار 104 : 55/227 .
5- الكافي 5: 9/124، وسائل الشيعة 17: 10/167، بحار الأنوار 79: 15/235.
6- لعلّ المراد بالأربعة عشر: الصَّفّان من النقر، يُوضع فيها شيء يُلعب فيه، في كلّ صَفٌ سبع نُقرٍ محفورة فتلك أربعة عشر. «مجمع البحرين 2: 1220».
7- وسائل الشيعة 17: 11/167 ، بحار الأنوار 79: 16/235 .

حمزة بن عبد المطلب (علیه السّلام) وأصحاب له على شراب لهم، يقال له السُّكْرُكَة(1)، قال : فتذاكروا السديف(2) فقال لهم حمزة: كيف لنا به؟ فقالوا: هذه ناقة أبن أخيك عليّ، فخرج إليها فَنَحَرها، ثمّ أخذ كَبِدها وسَنَامها، فأدخله عليهم.

قال: وأقبل علي (علیه السّلام) فأبصر ناقته، فدخله من ذلك، فقالوا له: عمّك حمزة صنع هذا، قال: فذهب إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فشكا ذلك إليه، قال: فأقبل معه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقيل لحمزة : هذا رسول الله بالباب. قال: فخرج حمزة وهو مُغضب، فلمّا رأى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الغضب في وجهه انصرف.

قال: فقال له حمزة: لو أراد ابن أبي طالب أن يقودك بزمام فَعَل، فدخل حمزة منزله، وانصرف النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال : وكان قبل أحد، قال: فأنزل الله تحريم الخمر، فأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بانيتهم فأكفئت.

قال: فنُودي في الناس بالخروج إلى أحد، فخرج رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وخرج الناس، وخرج حمزة، فوقف ناحيةً من النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال : فلمّا تصافُوا حَمَل حمزة في الناس حتى غاب(3) فيهم، ثم رجع إلى موقفه، فقال له الناس الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يا عمّ رسول الله، أن تذهب وفي نفس رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عليك شيء، قال: ثم حمل الثانية حتّى غُيّب في الناس، ثم رجع إلى موقفه، فقالوا له: الله الله يا عم رسول الله، أن تذهب وفي نفس رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عليك شيء. فأقبل إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلما راه مقبلاً نحوه، أقبل إليه فعانقه، وقبل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ما بين عينيه، قال: ثمّ

ص: 73


1- السُّكْرُكَة: نوع من الخمور يُتخذ من الذرة، وهي خمرة الحبشة، معربة وتسمّى الغُبيراء.
2- في النسخ: الشريف، تصحيف صوابه ما أثبتناه من أمالي الطوسي، والسديف: شحم السنام، وكانوا في الجاهلية يفضّلون أكل السَّنام والكبد مع الشراب.
3- في النسخ: غلب، تصحيف صوابه ما أثبتناه من المصادر

حمل على الناس فاستشهد حمزة (رحمه الله علیه)، وكفنه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في نمرة(1).

ثم قال أبو عبدالله ال : نحو من ستر بابي هذا، فكان إذا غُطّي بها وجهه انكشف رجلاه، وإذا غُطّي رجلاه انكشف وجهه، قال: فغُطّي بها وجهه، وجُعِل على رجليه إذخر(2).

قال: فانهزم الناس وبقي علي (علیه السّلام)، فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا علي، ما صنعت؟ قال: یا رسول الله، لزمت الأرض(3). فقال: ذلك الظن بك. قال: وقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أنشدك يا ربّ ما وعدتني، فانك إن شئت لم تُعبد(4).

186/1345 - عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن النبيذ والخمر، بمنزلة واحدة هما ؟ قال : لا ، إنَّ النبيذ ليس بمنزلة الخمر، إنَّ الله حرم الخمر قليلها وكثيرها، كما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، وحرم النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) من الأشربة المُسكر ، وما حرّم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقد حرَّمه الله.

قلت: أرأيت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كيف كان يضرب في الخمر؟ فقال: كان يضرب بالنعال، ويزيد كلَّما أتي بالشارب، ثمّ لم يزل الناس يزيدون حتى وقف على ثمانين، أشار بذلك على الله على عمر(5).

1346 / 187 - عن عبد الله بن جندب، عمَّن أخبره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : الشَّطْرَنج مَيْسِر ، والنَّرْد مَيْسِر(6).

ص: 74


1- النَّمِرة: شملة مُخطّطة من مآزر الأعراب.
2- الإذخر: حشيشة طيّبة الرائحة تُسقف بها البيوت فوق الخشب.
3- لزم الأرض: ثبت وقاوم.
4- أمالي الطوسي: 1357/657، وسائل الشيعة 27/306:25، بحار الأنوار 20: 45/114، و 79: 58/144.
5- بحار الأنوار 79: 15/161 .
6- الكافي 6: 11/437، وسائل الشيعة 17: 14/321 ، بحار الأنوار 79: 17/235.

188/1347 - عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : الشطرنج والنَّرد منير(1).

189/1348 - عن ياسر الخادم، عن الرضا (علیه السّلام)، قال : سألته عن المَيْسِر ، قال : النّقل(2) من كُلِّ شيءٍ، قال الحسين(3): والنقل : ما يَخْرُج بين المُتَراهِنين من الدراهم وغيره(4).

190/1349 - عن هشام، عن الثقة، رفعه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه قيل له : رُوي عنكم أنّ الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجال؟ فقال: ما كان الله ليُخاطب خَلْقه بما لا يعقلون(5).

[93] لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا

191/1350 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال : أتي عمر بن الخطاب بقدامة بن مَظْعُون وقد شَرِب الخمر، وقامت عليه البينة، فسأل عليا (علیه السّلام)، فأمره أن يَجْلِده ثمانين.

فقال قدامة: يا أمير المؤمنين، ليس عليَّ جلد، أنا من أهل هذه الآية ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ [93] فقرأ الآية حتى استتمها . فقال له علي (علیه السّلام): كذبت، لست من أهل هذه الآية، ما طعم أهلها فهو لهم حلال، وليس يأكلون ولا يَشْرَبُون إلا ما يحل لهم.

ص: 75


1- وسائل الشيعة 17: 15/322، بحار الأنوار 79: 18/235 .
2- كذا في جميع النسخ، وفي الوسائل: التفل، ولعله تصحيف التفل: وهو ما سفل من كلّ شيءٍ، وأطلق هنا مجازاً على ما يخرج بين المتراهنين.
3- في «أ، ب، د، ه_»: قال الخبز، ولعل الحسين من رواة الخبر، ولا يُعرف بسبب إسقاط الإسناد، أو من مشايخ العياشي، فقد عد منهم الحسين بن إشكيب.
4- وسائل الشيعة 17: 12/167، و: 9/325، بحار الأنوار 79: 19/236.
5- وسائل الشيعة 17: 13/167، و: 10/325، بحار الأنوار 79: 20/236.

192/1351 - عن ابن سنان عن أبي عبدالله (علیه السّلام) مثله، وزاد فيه: وليس يأكلون ولا يشربون إلا ما أحل الله لهم. ثمّ قال: إنَّ الشارب إذا ما شَرِب، لم يَدْرِ ما يأكل ولا ما يشرب، فاجْلِدُوه ثمانين جلدة(1).

193/1352 - عن أبي الربيع، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في الخمر والنبيذ، قال: إنَّ النبيذ ليست بمزلة الخمر، إنَّ الله حرم الخمر بعينها، فقليلها وكثيرها حرام، كما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، وحرم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الشَّراب من كُلِّ مُسكر، فما حرَّمه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقد حرمه الله .

قلت: فكيف كان ضرب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في الخمر ؟ فقال: كان يضرب بالنَّعل، ويزيد وينقص، وكان الناس بعد ذلك يزيدون وينقصون ليس بحد محدود حتى وقف عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) في شارب الخمر على ثمانين جلدة، حيث ضَرَب قُدامة بن مَظْعُون.

قال: فقال قدامة: ليس عليّ جلد، أنا من أهل هذه الآية ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّءَامَنُوا﴾ فقال له: كَذَّبت، ما أنت منهم، إن أولئك كانوا لا يشربون حراماً. ثمّ قال علي (علیه السّلام): إن الشارب إذا شرب فسكر لم يدر ما يقول وما يصنع وكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) إذا أتي بشارب الخمر ضربه، فاذا أتي به ثانيةً ضربه، فاذا أتي به ثالثةً ضرب عُنقه.

قلت: فإن أخذ شارب نبيذ مُسكر قد انتشى(2) منه؟ قال: يُضْرَب ثمانين جلدة، فان أخذ ثالثةً قُتِل كما يُقتل شارب الخمر.

ص: 76


1- نحوه في الكافي 7: 10/215 ، وعلل الشرائع: 7/539، والتهذيب 10: 360/93، بحار الأنوار 79: 16/162 و 17 .
2- أي سكر.

قلت: إن أخذ شارب الخمر نبيذ مسكر سكر منه، أيُجلَد ثمانين؟ قال: لا، دون ذلك، كلّ ما أسكر كثيره، فقليله حرام(1).

[94] لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُه أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ﴾

1353 / 194 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إذا قتل الرجل المُحرم حمامةً ففيها شاة، فان قتل فرخاً ففيه حمل، فان وطئ بيضةً فَكَسَرها فعليه دِرْهَم، كلُّ هذا يتصدق بمكة ومنى، وهو قول الله في كتابه: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُه أَيْدِيكُمْ﴾ البيض والفراخ ﴿وَرِمَاحُكُمْ﴾ [94] الأمهات الكبار(2).

195/1354 - عن سماعة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قول الله: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ﴾، قال: ابتلاهم الله بالوحش، فرَكِبهم من كُلِّ مكان(3).

196/1355 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُه أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ﴾، قال: حشر لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لوحوش حتّى نالتها أيديهم ورماحهم في عُمرة الحديبية، ليبلوهم الله به(4).

197/1356 - وفي رواية الحلبي عنه : حُشر عليهم الصيد من كل مكان حتى دنا منهم، فنالته أيديهم ورماحهم، ليَبْلُونَّهم الله به(5).

[95] لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مَّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ

198/1357 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مَّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾ [95].

قال: من أصاب نعامة فبدنة، ومن أصاب حماراً أو شبهه(6) فعليه بقرة، ومن

ص: 77


1- بحار الأنوار 79: 18/163 .
2- وسائل الشيعة 13: 2/22، بحار الأنوار 99: 39/155.
3- وسائل الشيعة 12: 9/418، بحار الأنوار 3/347:20، و 99: 40/156.
4- الكافي 4 : 1/396 «نحوه»، بحار الأنوار 1/346:20، و 41/156:99.
5- نحوه في الكافي 4: 2/396، وعلل الشرائع : 1/456، والتهذيب 5: 1022/300، وسائل الشيعة 12: 10/418 ، بحار الأنوار 2/347:20، و 99: 42/156.
6- في «ب، ه_»: وشبهه.

أصاب ظبياً فعليه شاة، بالغ الكعبة حقاً واجباً عليه أن يَنْحَر، إن كان في حجّ فيمنى حيث ينحر الناس، وإن كان في عُمرة نَحَر بمكة، وإن شاء تركه حتى يشتريه بعد ما يقدم فَيَنْحَره، فانّه يُجزي عنه(1).

199/1358 - عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَمَن قَتَلَهُ مِّنْكُمْ مُّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مَّثْلَ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾.

قال: في الظبي شاة، وفي الحمّامة وأشباهها، وإن كانت فراخاً فعدتها من الحملان، وفي حمار وحش بقرة، وفي النعامة جزور(2).

200/1359 - عن أيوب بن نُوح: وفي النعامة بدنة، وفي البقرة بقرة(3).

[95] يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ

201/1360 - وفي رواية حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام)عن قول الله تعالى: ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ﴾ [95]، قال: العدل: رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) والامام من بعده، ثمّ قال: وهذا ممّا أخطأت به الكتاب(4)

202/1361 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ﴾ يعني رجلاً واحداً، يعني الامام (علیه السّلام)(5)

203/1362- عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قضى أمير المؤمنين (علیه السّلام) في الديات ما كان من ذلك من جُروح أو تنكيل، فيحكُم به ذوا(6) عدل منكم،

ص: 78


1- وسائل الشيعة 13: 5/6، بحار الأنوار 99: 43/156 .
2- التهذيب 5: 1180/341 «نحوه»، وسائل الشيعة 13: 6/7، بحار الأنوار 99: 44/156.
3- بحار الأنوار 99: 45/156 .
4- الكافي 4: 3/396 عن إبراهيم بن عمر ، و : 5/397 عن ابن بكير، عن زرارة، بحار الأنوار 46/156:99.
5- بحار الأنوار 99: 47/157 .
6- في «أ»: ذو.

يعني الامام(1).

204/1363 - عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ منْكُمْ﴾، قال: ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) والإمام من بعده، فإذا حكم به الامام فَحَسْبُك(2).

[95] وَمَن قَتَلَهُ مِّنْكُمْ مُّتَعَمِّداً فَجَزاءُ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ذلِكَ صِيَاماً

205/1364 - عن الزهري، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : صوم جزاء الصيد واجب، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَن قَتَلَهُ مِّنْكُمْ مُّتَعَمِّداً فَجَزاءُ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً﴾ [95].

أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياماً، يا زُهري؟ فقلت: لا. قال: يُقوّم الصيد، قال: ثمّ يفضّ القيمة على البر(3)، ثمّ يُكال ذلك البر أصواعاً، فيصوم لكُلّ نصف صاع يوماً(4).

206/1365 - عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : مَن قتل مِن النَّعم وهو مُحرِم نعامة، فعليه بدنة، ومن حِمار وحش بقرة، ومن الظَّبي شاة، يحكم به ذوا عدل منكم.

وقال: عدله أن يحكم بما رأى من الحكم أو صيام، يقول الله: ﴿هَدْياً بالغ الكعبة﴾ والصيام لمن لم يجد الهدي، فصيام ثلاثة أيام قبل التروية بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة(5).

ص: 79


1- تفسير البرهان 2: 23/367 .
2- بحار الأنوار 99: 48/157 .
3- أي الحنطة.
4- الكافي 4: 1/83 ، بحار الأنوار 99: 49/157.
5- وسائل الشيعة 13: 7/7، بحار الأنوار 99: 50/157.

207/1366 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله - فيمن قتل صيداً متعمداً وهو مُحرِم: ﴿فَجَزَاءٌ مَّثْلَ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً﴾ ما هو؟

فقال: ينظر إلى الذي عليه بجزاء ما قتل، فإما أن يهديه، وإمّا أن يُقوّم فيشتري به طعاماً، فيُطعمه المساكين، يُطعم كُلّ مسكين مُدّاً، وإما أن يَنظُر كم يبلغ عدد ذلك من المساكين، فيصوم مكان كُلّ مسكين يوماً(1).

208/1367 - عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله عزّ وجلّ: ﴿أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً﴾ . قال: يُقَوِّم ثمن الهدي طعاماً، ثمَّ يصوم (أَوْ لكلّ مُدّ يوماً، فإن زادت الأمداد على شهرين فليس عليه أكثر من ذلك(2).

209/1368 - وفي رواية محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام) ﴿أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً﴾ قال: عدل الهدي ما بَلَغ يتصدق به، فان لم يكُن عنده فليَهُم بقدر ما بَلَغ، لكُلِّ طعام مسكين يوماً(3).

[95] وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ

1369 / 210 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال سألته عن قول الله: ﴿وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ﴾ [95].

قال: إنَّ رجلاً أخذ ثعلباً وهو مُحرم فجعل يُقدِّم النار إلى أنف الثعلب، وجعل الثعلب يصيح ويُحدث من أسته، وجعل أصحابه يَنْهونه عمّا يصنع، ثمّ أرسله بعد ذلك، فبينا الرجل نائم إذ جاءت حيَّة، فدخلت في دبره، فجعل يُحدِث من أسته، كما عذَّب الثعلب، ثمّ خَلّته بعد فانطلق.

ص: 80


1- وسائل الشيعة 13: 14/13، بحار الأنوار 99: 51/158.
2- الكافي 4: 3/386، بحار الأنوار 99: 52/158.
3- التهذيب 5: 342 / 1184 ، بحار الأنوار 99: 53/158.

وفي رواية أخرى: ثمَّ خَلّت عنه(1).

211/1370 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : المُحرم إذا قتل الصيد في الله الحِلّ، فعليه جزاؤه، يتصدق بالصيد على مسكين، فان عاد وقتل صيداً لم يكن عليه جزاؤه، فينتقم الله منه(2).

212/1371 - وفي رواية أخرى، عن الحلبي، عنه: في محرم أصاب صيداً، قال: عليه الكفارة، فإن عاد فهو ممَّن قال الله: ﴿فَيَنتَقِمُ اللهُ مِنْهُ﴾ وليس عليه كفارة(3).

213/1372 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ﴾ [96] قال: مالحه الذي يأكلون.

وقال: فَضلُ ما بينهما: كُلّ طير يكون في الآجام يبيض في البرّ، ويُفرخ في البرّ، فهو من صيد البرّ، وما كان من طيرٍ يكون في البرّ، ويبيض في البحر، ويفرخ في البحر ، فهو من صيد البحر(4).

[96] أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ

1373/214- عن زيد الشَّحّام، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله : ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾، قال: هي الحيتان المالح، وما تزوَّدت منه أيضاً، وإن لم يكن مالحاً فهو متاع(5).

[97] جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ

1374 / 215 - عن أبان بن تغلب، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): ﴿جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ﴾ ؟ [97]، قال: جعلها الله لدينهم ومعايشهم(6).

ص: 81


1- الكافي 4: 6/397 «نحوه»، بحار الأنوار 99: 54/158.
2- التهذيب 5: 1297/372 «نحوه»، بحار الأنوار 99: 55/158.
3- الكافي 4: 2/394 «نحوه»، بحار الأنوار 99: 56/158.
4- الكافي 4: 1/392 بزيادة، بحار الأنوار 99: 57/159.
5- وسائل الشيعة 12: 5/427 ، بحار الأنوار 99: 58/159 .
6- وسائل الشيعة 11: 8/60، بحار الأنوار 99: 43/65 .

[101و102] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَسْتَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ

1375/216 - عن أحمد بن محمد ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، وكتب في آخره: أولم تُنْهوا(1) عن كثرة المسائل؟ فأبيتم أن تنتهوا، إيّاكم وذاك، فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَسْتَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ﴾ إلى قوله : ﴿كَافِرینَ﴾(2) [101 و 102].

[103] مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ

217/1376 - عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ﴾ [103]، قال: وإن أهل الجاهلية كانوا إذا وَلَدَتِ الناقة ولدين في بطن قالوا: وَصَلَت، فلا يستحلُّون ذبحها، ولا أكلها، وإذا وَلَدَت عشراً جعلوها سائبةً، فلا يستحلُّون ظهرها ولا أكلها، والحام: فحل الإبل ، لم يَكُونوا يَسْتَحِلُّونه، فأنزل الله أنَّ الله لم يُحرم شيئاً من هذا(3).

218/1377 - عن أبي الربيع، قال: سُئل أبو عبد الله (علیه السّلام) عن السائبة؟ قال: هو الرجل يعيّقُ غُلامه، ثمّ يقول له: اذهب حيث شئت، وليس لي من ميراثك شيء، ولا عليّ من جريرتك(4) شيء، ويُشهد على ذلك شاهدا(5).

219/1378- عن عمّار بن أبي الأحوص، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن السائبة، قال: انظر في القرآن، فما كان منه ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾(6)، فتلك(7) يا عمّار السائبة التي لا ولاء لأحدٍ من الناس عليها إلا الله، فما كان ولاؤه الله فهو لرسول الله عليه

ص: 82


1- في «ب، ه_» تنتهوا.
2- بحار الأنوار 1: 2/221 .
3- معاني الأخبار: 1/148، بحار الأنوار 9: 56/199، و 64: 1/145.
4- في «أ، ب»: حدثك، وفي «ه_»: حديوتك، تصحيف، صوابه ما أثبتناه من المعاني والبحار.
5- معانى الأخبار: 1/240 ، بحار الأنوار 5/204:104، وفي المعاني: ويشهد شاهدين.
6- النساء 4: 92.
7- في النسخ: فقال، وما أثبتناء من البحار.

وآله السلام، وماكان ولاؤه الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فان ولاءه للامام، وجنايته على الامام، وميراثه له (علیه السّلام)(1).

220/1379 - قال: وقال أبو عبدالله (علیه السّلام): البحيرة إذا وَلَدَتْ وَوَلَدَ وَلَدُها بحرت(2).

[106و108] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ

221/1380 - عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ﴾ إلى آخر الآية ﴿أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُم﴾، قال: هما كافران.

قلت: فيقول الله تعالى: ﴿ذَوَا عَدْلٍ مَّنْكُمْ﴾؟ [106]، قال: مسلمان(3).

222/1381 - عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ﴾ إلى: ﴿أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ﴾، فقال: هما کافران(4).

223/1382- عن علي بن سالم، عن رجل، قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ حِينَ الوَصِيَّةِ أَثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُم﴾.

فقال: اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فان لم تَجِدُوا من أهل الكتاب فمن المَجُوس، لأنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال: «وسنوا في المَجُوس سُنَّة أهل الكتاب في الجزية».

ص: 83


1- بحار الأنوار 6/204:104.
2- وسائل الشيعة 25: 4/62، بحار الأنوار 64: 3/146، و 26/204:104 .
3- الكافي 7: 1/3 «نحوه»، وسائل الشيعة 19: 9/313 ، بحار الأنوار 104: 26/318.
4- وسائل الشيعة 19: 314 10 ، بحار الأنوار 104: 27/318.

قال: وذلك إذا مات الرجل بأرض غُربة، فلم يَجِد مُسْلِمَين، أشهد رجلين من أهل الكتاب، يُحْبَسان من بعد الصلاة، فيُقيمان بالله ﴿لَا نَشْتَرِى بِهِ ثَمَناً﴾ قليلاً ﴿وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللهِ إِنَّا إِذا لَمِنَ الآثِمِينَ﴾ .

قال: وذلك إن ارتاب ولى الميت في شهادتهما ﴿فَإِنْ عُيْرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَنَّا إِثْماً﴾ يقول: شهدا بالباطل، فليس له أن ينقض شهادتهما حتى يجيء شاهدان فيقومان مقام الشاهدين الأولين ﴿فَيُقْسِمَانِ بِاللهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا أَعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ فاذا فعل ذلك نقض شهادة الأولين، وجازت شهادة الآخرين، يقول الله تعالى: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِم﴾(1) [106 - 108].

1383/224 - عن ابن الفضيل، عن أبي الحسن (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله تعالى: ﴿إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ حِينَ الوَصِيَّةِ أَثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ﴾.

قال: اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فان لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس، لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سُنّوا بهم سُنَّة أهل الكتاب» وذلك إذا مات الرجل بأرض غربةٍ فلم يجد مُسْلِمَين يُشْهِدهما، فرجلين من أهل الكتاب(2).

قال حُمران: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): واللذان من غيركم من أهل الكتاب، وإنَّما ذلك إذا مات الرجل المسلم في أرض غُربة، فطلب رجلين مُسْلِمين يُشهدهما على وصيّته فلم يَجِد مُسْلِمين، فليشهد رجلين ذمتين من أهل الكتاب، مَرْضِيّين

ص: 84


1- الكافي 7: 6/4 ، بحار الأنوار 104: 28/318.
2- بحار الأنوار 104 : 29/319 .

عند أصحابهما(1).

[109] يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَا ذَا أَجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا

225/1384- عن يزيد الكناسي، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن هذه الآية ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَا ذَا أَجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا﴾ [109].

قال: يقول: ماذا أُجبتم في أوصيائكم الذين خلَّفتم على أُمّتكم؟ قال: فيقولون: لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا(2).

[111] إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِیِينَ

226/1385- عن محمد بن يوسف الصنعاني، عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قوله تعالى: ﴿إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِیِينَ﴾ [111]، قال (علیه السّلام): أَلْهِمُوا(3).

[112] هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ

227/1386 - عن يحيى الحلبي، في قوله تعالى : ﴿هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ﴾ [112] ، قال: قراءتها (هل تستطيع ربَّك) يعني : هل تستطيع أن تدعو ربَّك(4).

228/1387 - عن عيسى العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : المائدة التي نزلت على بني إسرائيل مُدلاة بسلاسل من ذَهَبٍ، عليها تسعة أخونة(5)، وتسعة أرغفة(6).

1388 / 229 - عن الفيض بن المُختار ، قال : سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : لمّا أنزلت المائدة على عيسى (علیه السّلام) قال للحواريين: لا تأكلوا منها حتى آذَن لكم. فأكل منها رجلٌ منهم ، فقال بعض الحواريين: يا رُوح الله، أكل منها فلان. فقال له عيسى (علیه السّلام): أكلت منها ؟ قال له: لا. فقال الحواريون : بلى والله يا روح الله، لقد أكل

ص: 85


1- نحوه في الكافي 7: 8/399، والتهذيب 6: 655/253 ، بحار الأنوار 104: 29/319.
2- الكافي 8: 535/338، بحار الأنوار 7: 5/283 .
3- بحار الأنوار 14: 5/274 ، و 68: 235 .
4- بحار الأنوار 14: 34/248.
5- الأخونة: جمع خوان، وهو ما يُوضع عليه الطعام ليُؤكل، وفي «أ»: أحوتة.
6- قصص الأنبياء للراوندي: 228/185، بحار الأنوار 14: 9/236 و 36/248.

منها. فقال له عيسى (علیه السّلام): صَدّق أخاك، وكذَّب بَصَرك(1).

230/1389 - عن عيسى العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : المائدة التي نزلت على بني إسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب، عليها تسعة ألوان وتسعة(2) أرغفة(3).

1390 / 231 - عن الفضيل بن يَسَار ، عن أبى الحسن (علیه السّلام)، قال : إن الخنازير من قوم عيسى (علیه السّلام) سألوا نُزُول المائدة، فلم يؤمنوا بها ، فمسخهم الله خَنَازِير(4).

232/1391 - عن عبد الصمد بن بندار ، قال : سمعت أبا الحسن (علیه السّلام) يقول : كانت الخنازير قوم من القصارين، كَذَّبوا بالمائدة، فمُسِخوا خنازير(5).

[116] أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ

1392 / 233 - عن ثَعْلَبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تبارك وتعالى لعيسى : ﴿أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ [116]، قال: لم يقله وسيقوله(6)، إنَّ الله إذا علم أنَّ شيئاً كائن، أخبر عنه خبر ما قد كان(7).

1393 / 234 - عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): قول الله لعيسى (علیه السّلام): ﴿أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ أَتَّخِذُونِي وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، قال الله بهذا الكلام؟ فقال: إن الله إذا أراد أمراً أن يكون، قصه قبل أن يكون، كأن قد

ص: 86


1- وسائل الشيعة 12: 7/296، بحار الأنوار 14: 7/235 .
2- (وتسعة) ليس في «ج ، ه_».
3- بحار الأنوار 14: 9/236 .
4- وسائل الشيعة 24: 17/111، بحار الأنوار 14: 10/236.
5- وسائل الشيعة 24: 18/112، بحار الأنوار 14: 11/236.
6- أي إنّ الله تعالى سيقول ذلك لعيسى (علیه السّلام) عند نزوله فى الرجعة، أو في يوم القيامة عند ما يجمع بينه وبين النصارى.
7- بحار الأنوار 9: 59/200، و 14: 12/236.

كان(1).

[116] تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ

235/1394 - عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (علیه السّلام) في تفسير هذه الآية ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [116].

قال: إنَّ الاسم الأكبر ثلاثة وسبعون حرفاً، فاحتجب الرب تبارك وتعالى منها بحرف، فمن ثمَّ لا يعلم أحدٌ ما في نفسه عزّ وجلّ، أعطى آدم اثنين وسبعين حرفاً، فتوارثتها الأنبياء حتى صارت إلى عيسى (علیه السّلام)، فذلك قول عيسى (علیه السّلام) ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي﴾ يعنى اثنين وسبعين حرفاً من الاسم الأكبر، يقول: أنت علَّمْتَنيها، فأنت تَعْلَمها ﴿وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ يقول: لأنك احتجبت من خلقك بذلك الحرف، فلا يعلم أحد ما في نفسك(2).

236/1395 - عن عبد الله بن بشير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : كان مع عيسى (علیه السّلام) حرفان يعمل بهما، وكان مع موسى أربعة، وكان مع إبراهيم سنة، وكان مع نُوح ثمانية، وكان مع آدم خمسة وعشرون، وجمع ذلك كله لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، إنّ اسم الله ثلاثة وسبعون حرفاً، كان مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)اثنان وسبعون حرفاً، وحُجب عنه واحد(3).

ص: 87


1- بحار الأنوار 8: 59/200 ، و 14: 13/236.
2- بحار الأنوار 9: 200/ 60 ، و 14: 14/237.
3- بصائر الدرجات: 4/229، وبحار الأنوار 11: 26/68 ، و 27: 4/26.

ص: 88

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة الانعام

اشارة

1/1396 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: إنَّ سورة الأنعام نَزَلَت جُملةً واحدةً، وشيعها سبعون ألف مَلَكٍ حين أُنزلت على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فَعَظْموها وبجلوها، فانَّ اسم الله تبارك وتعالى فيها في سبعين موضعاً، ولو يعلم الناس بما في قراءتها من الفضل ما تَرَكُوها.

ثمّ قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : من كان له إلى الله حاجةٌ يُريد قضاءها، فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب والأنعام، فليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة «يا كَرِيمُ، يا کریمُ، یا کَرِیمُ، یا عَظِيمُ، يا عَظِيمُ، يا عَظِيمُ، يا أعْظَمَ مِن كُلِّ عَظيم، يا سَمِيع الدُّعاء، يا من لا تُغيّره الأيام والليالي، صَلِّ على مُحمدٍ وآل مُحمّد ، وأَرْحَمْ ضَعْفي وفَقْري، وفاقتي ومَسْكَنَتي، فانّك أعلمُ بها منّي، وأنت أعلم بحاجتي، يا مَن رَحِم الشيخ يَعْقُوبَ حِين رَدّ عليه يُوسُفَ قُرَّة عَينِهِ، يا مَن رَحِم أيُّوبَ بَعْد حُلُولٍ بَلائه، يا مَن رَحِمَ مُحمّداً (صلی الله علیه و آله و سلم)، و من الیتم آواه، ونَصَرَهُ على جَبَابِرةِ قُريش وطَوَاغيتها وأمكنه منهم، يا مُغِيتُ، يا مُغِيتُ، يا مغيث» يقوله مراراً.

فو الذي نفسي بيده، لو دعوت بها بعد ما تُصلّي هذه الصلاة في دبر هده

ص: 89

السورة ثمّ سألت الله جميع حوائجك ما بخل عليك، ولأعطاك ذلك إن شاء الله(1).

2/1397 - عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: من فرأ سورة الانعام في كُلّ ليلة، كان من الآمنين يوم القيامة، ولم ير النار بعينه أبداً(2).

3/1398 - وقال أبو عبد الله (علیه السّلام): نزلت سورة الأنعام جُملةً واحدةً، شيّعها سبعون ألف ملك حتّى أنزلت على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، فعظموها وبجلوها، فانَّ اسم الله فيها في سبعين موضعاً، ولو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تَرَكُوها(3).

قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾(4) .

[1] الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ

1399 / 4 - جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي، عن العبيدي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عليّ بن جعفر، عن أبي إبراهيم (علیه السّلام)، قال : لكُل صلاة وقتان، وقت يوم الجمعة زوال الشمس، ثم تلا هذه الآية ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [1] قال: تعدلُون بين الظُّلمات والنور، وبين الجور والعدل(5).

[2] ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمّى عِنْدَهُ

5/1400 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمّى عِنْدَهُ﴾ [2].

قال: الأجل الذي غير مُسمّى موقوفٌ، يُقدّم منه ما شاء، ويؤخر منه ما شاء، وأمّا الأجل المُسمّى فهو الذي ينزل ممّا يُريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾.

ص: 90


1- مجمع البيان 4: 422، وسائل الشيعة 8: 11/133، بحار الأنوار 91: 10/348.
2- ثواب الأعمال: 105 ، بحار الأنوار 92: 2/274.
3- الكافي 2: 12/455، ثواب الأعمال: 105 ، بحار الأنوار :92 3/275.
4- بحار الأنوار 82: 33/355، و 89: 10/170.
5- بحار الأنوار 4: 44/116 و 5: 3/139، والآية من سورة الأعراف 7: 34 والنحل 61:16.

6/1401 - عن حُمران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمّى عِنْدَهُ﴾ .

قال: المسمّى ما سُمّي لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾(1) وهو الذي سُمِّي لمَلكَ الموت في ليلة القدر، والآخر له فيه المشيّة، إن شاء قدمه وإن شاء أخره(2).

1402 / 7 - عن حُمران، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّى﴾ قال: فقال: هما أجلان: أجل موقوف يصنع الله ما يشاء، وأجل محتوم(3).

8/1403 - وفي رواية حُمران عنه: أما الأجل الذي غير مُسمّى عنده، فهو أجل موقوف، يُقدّم فيه ما يشاء، ويؤخر فيه ما يشاء، وأمّا الأجل المُسمّى، فهو الذي يُسمّى في ليلة القدر(4).

1404 / 9 - عن حصين، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله : ﴿قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّى عِنْدَهُ﴾، قال: الأجل الأول هو ما نبذه إلى الملائكة والرُّسل والأنبياء، والأجل المُسمّى عنده هو الذي ستره الله عن الخلائق(5).

1405 / 10 - عن عبد الله بن أبي يعفور(6)، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): لبسوا

ص: 91


1- الأعراف 7: 34، والنحل 16: 61.
2- بحار الأنوار 4: 45/116، و 97: 60/24 .
3- بحار الأنوار 4: 46/116 و 5: 9/140 .
4- بحار الأنوار 4: 46/116.
5- بحار الأنوار 4: 47/117، و 5: 140 / 10.
6- في «أ، ب، د، ه_» عبدالله بن يعقوب، تصحيف وما أثبتناه من «ج_»، انظر معجم رجال الحديث 10: 96.

[9] وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسُونَ

عليهم لبس الله عليهم، فإِنَّ الله يقول: ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسُونَ﴾(1) [9] .

[19] قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةٌ قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ

11/1406 - عن هشام المِشْرَقي، قال: كتبت(2) إلى أبي الحسن الخراساني (علیه السّلام): رجل يسأل عن معانٍ في التوحيد. قال: فقال لي: ما تقول إذا قالوا لك: أخبرنا عن الله، شيء هو أم لا شيء؟

قال: فقلتُ: إن الله أثبت نفسه شيئاً، فقال: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةٌ قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ [19] لا أقول شيئاً كالأشياء، أو نقول إنَّ الله جسم.

فقال: وما الذي يَضَعُف فيه من هذا، إنَّ الله جسم لا كالأجسام(3)، ولا يُشبهه شيء من المخلوقين.

قال: ثمّ قال: إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب نفي، ومذهب تشبيه، ومذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، وذلك أنّ الله لا يُشبهه شيء، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة، وذلك أنّه مثبت لا يُشبهه شيء، وهو كما وصف نفسه أحدٌ صَمَدٌ نُورٌ(4).

12/1407 - عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قوله :

ص: 92


1- بحار الأنوار 5: 42/207، و 9: 62/201.
2- كذا، ولعله كتب.
3- كذا ، وفيه خلاف العقائد الأئمة (علیهم السّلام) وشيعتهم القائلين بأن الله تعالى ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، لا يُحدّ ولا يُحَسٌ، ولا تدركه الأوهام ولا الحواس، ولا يحيط به شيء، لا جسم ولا صورة ، ولا تخطيط ولا تحديد والظاهر وقوع التصحيف في الحديث، ففي كتاب التوحيد بعد الآية هكذا فأقول: إنه شيء لا كالأشياء، إذ في نفي الشيئية عنه إيطاله ونفيه ، قال لي: صدقت وأصبت، ثم قال لي الرضا (علیه السّلام): للناس في التوحيد... إلى آخر الحديث.
4- التوحيد: 8/107 «نحوه»، بحار الأنوار 3: 19/262.

[19] وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ

﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾ [19] يعني الأئمة من بعده، وهم يُنْذِرون به الناس(1).

13/1408 - عن أبي خالد الكابلي، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرانُ لأُنْذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾ حقيقة أي شيء عنى بقوله: ﴿وَمَن بَلَغَ﴾؟

قال: فقال: من بلغ أن يكون إماماً من ذُريَّة الأوصياء، فهو يُنْذِر بالقرآن كما أنذر به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(2).

1409 / 14 - عن عبد الله بن بكير، عن محمّد(3)، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿لأَنْذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾، قال : علي (علیه السّلام) ممن بلغ(4).

[23] وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ

15/1410 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله يعفو يوم القيامة عفواً لا يخطر على بال أحد، حتى يقول أهل الشرك : ﴿وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾(5) [23].

1411 / 16 - عن أبي مَعْمَر السَّعدي، قال: أتى عليا (علیه السّلام) رجلٌ فقال : يا أمير المؤمنين، إنِّي شَكَكتُ في كتاب الله المُنْزَل، فقال له على (علیه السّلام): تكلتك أُمُّك، وكيف شككت في كتاب الله المُنْزَل ؟

فقال له الرجل: لأنّني وجدتُ الكتاب يُكذِّب بعضه بعضاً، وينقض بعضه بعضاً. قال: فهات الذي شككت فيه.

فقال: لأنَّ الله يقول: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلَئِكَةُ صَفاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ

ص: 93


1- بحار الأنوار 9: 64/201 ، و 92: 73/101.
2- بحار الأنوار 9: 74/101:92،64/202.
3- (عن محمد) ليس في «ج».
4- بحار الأنوار 92: 75/101.
5- الخرائج و الجرائح 2: 7/686 «نحوه»، والصراط المستقيم 2: 28/209.

أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً﴾(1) ويقول حيث استنطقوا، فقالوا(2): ﴿وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾، فصواب ذلك(3) ويقول : ﴿يَوْمَ القِيَمَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً﴾(4)، ويقول : ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقُّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾(5)، ويقول: ﴿وَلَا تَخْتَصِمُوا لَدَى﴾(6)، ويقول : ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾(7) فمرَّةً يَتَكَلَّمون، ومرَّةً لا يَتَكَلَّمون، ومرّةً يُنْطِق الجُلُود والأيدي والأرجل، ومرَّةً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، فأنى ذلك يا أمير المؤمنين؟

فقال له علي (علیه السّلام): إن ذلك ليس في موطن واحدٍ، هي في مواطن في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة، فجمع الله الخلائق في ذلك اليوم في موطنٍ يتعارفون فيه، فيكلم بعضهم بعضاً، ويستغفر بعضهم لبعض، أولئك الذين بدت منهم الطاعة من الرُّسل والأتباع، وتعاونوا على البر والتقوى في دار الدُّنيا، ويَلْعَن أهل المعاصي بعضُهم بعضاً من(8) الذين بدت منهم المعاصي في دار الدُّنيا، وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدُّنيا والمُسْتَكبرون منهم، والمُسْتَضْعَفون يَلْعَن بعضهم بعضاً، ويُكفّر بعضهم بعضاً.

ص: 94


1- النبأ 78: 38 .
2- في «أ، ب، د، ه_»: قال الله.
3- في «أ»: وجواب ذلك، وفي «ب»: نطق ذلك.
4- العنكبوت 29: 25 .
5- سورة ص 38: 64 .
6- سورة ق 50: 28 .
7- یس 65:36.
8- (من) ليس في «ا، ج_».

ثُمَّ يُجْمَعُون في موطن يفر بعضهم من بعض، وذلك قوله: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾ إذا تعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا ﴿لِكُلِّ أَمْرِي مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾(1).

ثمّ يُجْمَعُون في موطن يبكون فيه، فلو أنَّ تلك الأصوات بدت لأهل الدنيا لأذهلت جميع الخلائق عن معايشهم، وصَدَّعت الجبال، إلا ما شاء الله ، فلا يزالون يبكون حتّى يَبْكُون الدم.

ثمّ يَجْتَمِعون في موطن يُسْتَنْطَقُون فيه، فيقولون: ﴿وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ ولا يُقرون بما عَمِلوا، فيُختم على أفواههم، وتستنطق الأيدي والأرجل والجُلُود، فتنطق، فتشهد بكُلِّ معصيةٍ بَدَت منهم، ثمّ يُرْفَع الخاتم عن ألسنتهم، فيقولون لجُلُودهم وأيديهم وأرجلهم ﴿لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا﴾؟ فتقول: ﴿أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ﴾(2).

ثمَّ يَجْتَمِعُون(3) في موطن يُسْتَنْطَق فيه جميع الخلائق، فلا يتكلّم أحد إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً.

ويَجْتَمِعُون في موطنٍ يَختصمون فيه، ويُدان لبعض الخلائق من بعض، وهو القول، وذلك كله قبل الحساب، فإذا أخذ بالحسابِ، شُغِل كُلٌّ بما لديه، نسأل الله بركة ذلك اليوم(4).

[27و28] يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِشَايَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ

1412 / 17- عن محمد بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (علیهم السّلام)، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السّلام) فى خُطبته : فلمّا وَقَفُوا عليها قالوا: ﴿يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِشَايَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾

ص: 95


1- عبس 34:80 - 37 .
2- فصلت 21:41.
3- في «ب»: يجمعون.
4- بحار الأنوار 7: 7/313.

إلى قوله : ﴿وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾(1) [27 و 28] .

1413 / 18 - عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه، عنه (علیه السّلام) ، قال : إنَّ الله تعالى قال للماء: كُن عَذباً فُراتاً، أخلق منك جنَّتي وأهل طاعتي، وقال للماء: كُن ملحاً أجاجاً، أخلق منك ناري وأهل معصيتي، فأجرى الماءين على الطين، ثمّ قبض قبضةً بهذه - وهي يمين - فخلقهم خَلْقاً كالذر، ثمّ أشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم وعليكم طاعتي؟ قالوا: بلى. فقال للنار: كُوني ناراً: فاذا نار تأجج، وقال لهم : قَعُوا(2) فيها، فمنهم من أسرع، ومنهم من أبطأ في السعي، ومنهم من لم يرم(3) مجلسه، فلما وجدوا حرّها رجعوا، فلم يَدْخُلها منهم أحد.

ثمّ قبض قبضةً بهذه، فخلقهم خلقاً مثل الذرّ، مثل أولئك، ثمّ أشهدهم على أنفسهم مثل ما أشهد الآخرين، ثمّ قال لهم : قَعُوا(4) في هذه النار، فمنهم من أبطأ ومنهم من أسرع، ومنهم من مرّ بطرف العين(5)، فوقعوا(6) فيها كُلّهم ، فقال : اخْرُجوا منها سالمين؛ فخرجوا لم يُصبهم شيء، وقال الآخرون: يا ربَّنا: أقِلْنا(7) نفعل كما فعلوا، قال: قد أقلتُكم؛ فمنهم من أسرع في السعي، ومنهم من أبطأ، ومنهم من لم يرم مجلسه، مثل ما صنعوا في المرة الأولى، فذلك قوله : ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾(8).

ص: 96


1- تفسير البرهان 2: 2/411 .
2- في «أ»: قفوا.
3- رام مكانه يريم: برحه وزال عنه، وأكثر ما يُستعمل منفياً، فيقال: ما رام مكانه: أي ما فارقه
4- في «أ»: قفوا.
5- كذا، ولعلّه بطَرْفَةَ عَينٍ.
6- في «أ»: فوقفوا.
7- أي أصفح عنا.
8- بحار الأنوار 5: 53/256

1414 / 19 - عن خالد، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ﴾ أَنَّهم مَلْعُونون في الأصل(1).

[33] فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِشَايَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ

1415 / 20 - عن عمّار بن ميثم(2)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: قرأ رجل عند أمير المؤمنين (علیه السّلام) ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِشَايَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ [33]، فقال: بلى، والله لقد كذبوه أشدّ التكذيب(3)، ولكنَّها مخفّفة: (لَا يَكْذِبُونَك) لا يأتون بباطل يُكذبون به حقك(4).

21/1416 - عن الحسين بن المُنذِر، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ﴾ ، قال : لا يستطيعون إيطال قولك(5).

[44و45] فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا

22/1417 - عن أبي الحسن علي بن محمد (علیه السّلام): أن قنبراً مولى أمير المؤمنين (علیه السّلام) أدخل على الحجاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من أمر علي بن أبي طالب؟ قال: كنتُ أو ضيه.

فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وُضُوئه؟ قال: كان يتلو هذه الآية ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ [44 و 45].

فقال الحجّاج: كان يتأوّلها علينا ؟ فقال : نعم. فقال: ما أنت صانع إذا ضَرَبتُ

ص: 97


1- بحار الأنوار 5: 54/256.
2- كذا في النسخ، ولعله: عمران بن ميثم، كما في الكافي، انظر معجم رجال الحديث 151 :13.
3- في «أ، ب، د ، ه_»: المكذبين.
4- الكافي 241/200:8، بحار الأنوار 9: 65/202، و18: 72/231.
5- بحار الأنوار 9: 65/202، و 18: 73/232.

عِلاوتك(1)؟ قال: إذاً أسعَدُ وتَشْقَى، فأمر به(2).

23/1418 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قول الله: ﴿فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ﴾ ، قال : لما تركوا ولاية علي (علیه السّلام) وقد أُمروا بها ﴿أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ * فَقَطعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ قال: نزلت في ولد العباس(3).

24/1419 - عن منصور بن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ﴾ إلى قوله : ﴿فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ﴾ ، قال : أَخَذَ(4) بني أُمَيَّة بَغْتَةً، ويُؤخَذُ بنو العباس جَهْرَة(5).

1420 / 25 - عن الفضيل بن عياض، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن الورع من الناس.

فقال: الذي يتورع من محارم الله، ويجتنب هؤلاء، وإذا لم يتَّقِ الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه، وإذا رأى المُنكَر فلم يُنكره وهو يقدر عليه، فقد أحبّ أن يُعصى الله، ومن أحبّ أن يُعصى الله فقد بارز الله بالعداوة، ومن أحب بقاء الظالم فقد أحبّ أن يُعصى الله ، إنَّ الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين، فقال: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾(6).

1421 / 26 - عن الأصبغ بن نباتة، قال: بينما على (علیه السّلام) يخطب يوم الجمعة على

ص: 98


1- العلاوة: أعلى الرأس أو العنق .
2- رجال الكشي: 130/74 ، بحار الأنوار 42: 16/135 و 67: 199، و 80: 6/315.
3- بحار الأنوار 31: 23/523.
4- في «ج_»: يأخذ.
5- بحار الأنوار 31: 24/524.
6- تفسير القمي 1: 200، معاني الأخبار: 1/252، بحار الأنوار 100: 7/73-9. 9.

المنبر، فجاء الأشعث بن قيس يتخطّى رقاب الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، حالت الحمراء(1) بيني وبين وجهك. قال: فقال علي (علیه السّلام): مالي وما للضَّياطِرة(2)، أطرُد قوماً غَدَوا أوّل النهار يطلبون رزق الله، وآخر النهار ذَكَرُوا الله، أفأطردهم فأكون من الظالمين(3)؟!

[54] كَتَبَ رَبُّكُم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ

27/1422 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : رحم الله عبداً تاب إلى الله قبل الموت، فإنّ التوبة مُطهّرة من دَنَس الخطيئة، ومُنقذة من شَفَا الهَلَكة، فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين، فقال: ﴿كَتَبَ رَبُّكُم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رحيم﴾ [54] ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً﴾(4)

[59] وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا

1423 / 28 - عن أبي الربيع الشامي، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا﴾ إلى قوله: ﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [59] قال: الورقة السقط، والحبَّة الولد، وظلمات الأرض: الأرحام، والرطب ما يحيا ، واليابس: ما يغيض، وكل ذلك في كتاب مبين(5).

29/1424 - عن الحسين بن خالد، قال: سألت أبا الحسن (علیه السّلام) عن قول الله

ص: 99


1- في النسخ: الحمد، وفي البحار: الخملاء، تصحيف صوابه ما أثبتناه من شرح النهج، والحمراء: يعني العجم.
2- الضَّياطِرة: جمع ضَيْطَار، وهو الضخم الذي لا غناء عنده.
3- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20: 251/284 «نحوه»، بحار الأنوار 41: 26/118.
4- بحار الأنوار 6: 45/33، والآية من سورة النساء 4: 110 .
5- الكافي 349/248:8 معاني الأخبار: 1/215 عن أبي بصير، بحار الأنوار 4: 6/80

جل وعزّ: ﴿مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ فقال : الورقة: السِّقط، يَسْقُطُ من بطن أمه من قبل أن يُهل الولد(1).

قال: فقلت: وقوله : ﴿وَلَا حَبَّةٍ﴾؟ قال: يعني الولد في بطن أمه إذا أهل،ويُسقط من قبل الولادة.

قال: قلت: قوله: ﴿وَلَا رَطْبٍ﴾؟ قال: يعني المُضْغَة إذا أسكنت في الرحم، قبل أن يتم خَلْقُها، قبل أن ينتقل.

قال: قلت قوله : ﴿ولا يابس﴾؟ قال: الولد التام. قال: قلت: ﴿فِي كَتَابٍ مُّبِينٍ﴾؟ قال: في إمام مبين(2).

[62] رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَهُمُ الحَقِّ ... وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ

30/1425 - عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: دخل مروان بن الحكم المدينة، قال: فاستلقى على السرير، وثمّ مولى للحسين (علیه السّلام): فقال: ﴿رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَهُمُ الحَقِّ ... وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ﴾ [62].

قال : فقال الحسين (علیه السّلام) لمولاه: ماذا قال هذا حين دخل؟ قال: استلقى على السرير فقرأ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَهُمُ إلى قوله: ﴿الحاسِبين﴾. قال: فقال الحسين : نعم والله رُدِدتُ أنا وأصحابي إلى الجنَّة، ورُدَّ هو وأصحابه إلى النار(3).

[68] وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ

31/1426 - عن ربعي بن عبدالله ، عمَّن ذكره، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ ، قال: الكلام في الله، والجدال في القرآن ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [68]، قال: منه

ص: 100


1- أهل الولد: رفع صوته بالبكاء حين الولادة.
2- بحار الأنوار 4: 36/90.
3- بحار الأنوار 44: 3/206 .

القصاص(1).

[74] وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ازَرَ

32/1427- عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ازَرَ﴾ [74]، قال: كان اسم أبيه آزر(2).

1428 / 33 - عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله سبحانه وتعالى:

[75] وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ .

قال: كُشِطَ له عن الأرض حتى رآها وما فيها، والسماء وما فيها، والملك الذي يَحْمِلها، والعَرْش وما عليه(3).

1429 / 34 - عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾.

قال: كُشِطَ له السماوات السبع حتَّى نَظَر إلى السماء السابعة وما فيها، والأرضين السبع وما فيهن، وفعل بمحمد (صلی الله علیه و آله و سلم) كما فعل بإبراهيم (علیه السّلام)، وإني لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك(4).

[75]وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ

1430 / 35 - عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قول الله : ﴿وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ﴾ .

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): كُشِطَ له عن السماوات حتى نَظَرَ إلى العرش وما عليه، قال: والسماوات والأرض والعرش والكرسي(5).

ص: 101


1- بحار الأنوار 3: 7/260 ، و 9: 205/ 70 ، و 69: 44، و 92: 19/111، زاد في النسخ: قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام)، والظاهر أنها بقية من سند آخر لحديث محذوف.
2- تفسير البرهان 2: 15/438 .
3- بصائر الدرجات: 1/126 «نحوه»، بحار الأنوار 12: 15/72
4- بصائر الدرجات: 10/128 «نحوه»، الخرائج والجرائح 2: 83/867 مختصر بصائر الدرجات: 120، إثبات الهداة 2: 563/137 ، بحار الأنوار 12: 18/72 .
5- في «أ»: في الكرسي.

فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): كُشِط له عن الأرض حتى رآها، وعن السماء وما فيها، والملك الذي يَحْمِلها، والكرسى وما عليه(1).

36/1431 وفي رواية أخرى، عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام): ﴿وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ، قال : أعطي بَصَرُه من القوة ما نَفَذ(2) السماوات فرآى ما فيها، ورأى العرش وما فوقه، ورأى ما في الأرض وما تحتها(3).

37/1432- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إن إبراهيم (علیه السّلام) لما رأى ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى رجلاً يزني، فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات، حتى رأى ثلاثةً فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله سبحانه إليه: أنْ يا إبراهيم، إنَّ دعوتك مُجابةٌ، فلا تدعُ على عبادي، فإنّي لو شئت لم أخْلُقُهُم، إنِّي خَلَقَتُ خَلْقي على ثلاثة أصناف: عبد يَعْبُدُني لا يُشرِك بي شيئاً فأُثيبه، وعبد يَعْبُدُ غيري فلن يفوتني، وعبد يَعْبُدُ غيري فأُخْرِجَ مِن صُلْبِهِ مَن يعبُدني(4).

1433 / 38 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال في إبراهيم (علیه السّلام)، إذ رأى كوكباً، قال: إنّما كان طالباً لربّه ولم يَبْلُغ كُفراً، وإنه من فَكَّر من الناس في مثل ذلك فانه بمنزلته(5).

ص: 102


1- بحار الأنوار 12: 16/72 .
2- في «أ، ب، د»: بعد، وفي البحار: ما يعدو.
3- بحار الأنوار 12: 17/72.
4- الكافي 8: 473/305 ، وعلل الشرائع بزيادة فيهما: 31/585، بحار الأنوار 12: 6/61.
5- بحار الأنوار 11: 10/87.

[77] لَئِنْ لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ

1434 / 39 - عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول إبراهيم صلوات الله عليه: ﴿لَئِنْ لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾ [77] أي ناس للميثاق(1).

[79] إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً

40/1435 - عن أبان بن عثمان، عمَّن ذكره عنهم (علیهم السّلام)، أنه كان من حديث إبراهيم (علیه السّلام) أنَّه وُلد فى زمان نُمْرُود بن كَنْعان، وكان قد ملك الأرض أربعة، مؤمنان وكافران: سليمان بن داود، وذو القرنين، ونُمْرُود بن كَنْعان وبُخْت نصَّر، وأنه قيل لنُمْرُود: إنّه يُولَدُ العام غُلامٌ يكون هلاككم وهلاك دينكم وهلاك أصنامكم على يديه، وأنّه وَضَعَ القوابل على النساء، وأمر أن لا يُولد هذه السنة ذكر إلا قتلوه.

وإنَّ إبراهيم (علیه السّلام) حملته أمه في ظهرها، ولم تَحْمِله في بطنها، وأنَّه لمّا وضعته أدخلته سَرَباً (2) ووضعت عليه غطاءً، وإنه كان يشبّ شبّاً لا يشبه الصبيان، وكانت تعاهده.

فخرج إبراهيم (علیه السّلام) من السَّرب، فرأى الزُّهَرَةَ، ولم يَرَ كوكباً أحسن منها، فقال: هذا ربّي، فلم يلبث أن طَلَع القمر، فلمّا رآه، قال: هذا أعظم، هذا ربي، فلمّا أفل، قال: لا أحِبُّ الآفلين، فلما رأى النهار وطلعت الشمس، قال: هذا ربي، أكبر ما رأيت، فلمّا أفلت قالَ: ﴿لَئِنْ لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً﴾ مسلماً ﴿وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ﴾(3) [79] .

[77] قال هَذَا رَبِّي

41/1436 - عن حُجر، قال أرسل العلاء بن سَيّابة يسأل أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول إبراهيم (علیه السّلام): ﴿قال هَذَا رَبِّي﴾ [77] وقال: إنَّه من قال هذا اليوم فهو عندنا

ص: 103


1- نور الثقلين 1: 147/736 .
2- السَّرَب : المَسْلَك في خُفية، وحفير تحت الأرض لا منفذ له.
3- بحار الأنوار 11: 11/87 .

مشرك ؟

فقال (علیه السّلام): لم يَكُن من إبراهيم شرك، إنما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك(1).

42/1437 - عن محمد بن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله فيما أخبر عن إبراهيم (علیه السّلام): ﴿هَذَا رَبِّي﴾ ، قال : لم يَبْلُغ به شيئاً، أراد غير الذي قال(2).

[82] الَّذِينَ امَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ

43/1438 - عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿الَّذِينَ امَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [82]، منه وما أحدث زرارة وأصحابه(3).

1439 / 44 - عن أبي بصير ، قال : قلتُ له: إنَّه قد ألح علي الشيطان عند كبر سنّي يقنطني.

قال: قل: كَذَّبت يا كافر يا مُشرِك ، إِنِّي أُؤْمِنُ بِربّي، وأصلي له، وأصوم، واثني عليه، ولا البِسُ إيماني بظلم(4).

ص: 104


1- بحار الأنوار 11 : 12/87.
2- بحار الأنوار 11: 13/88.
3- بحار الأنوار 69: 3/152 ، وفي جميع النسخ: منه وما أحدث ورواه وأصحابه، وهو تصحيف، صوابه ما أثبتناه من البحار، ويؤيده ما رواه الكشي في رجاله : 230/145 و 231، وفي «ه_» جعل قوله: (ورواه وأصحابه) أول الحديث الآتي وهماً، والصواب أن يكون محله هنا. وقال المجلسي (رحمه الله علیه) قوله «منه ما أحدث» أي من الظلم المذكور في الآية، القول الباطل الذي أحدثه وابتدعه زرارة، وكأنه قال بمذهب باطل ثم رجع عنه، انتهى. وإن ما جاء في مدح زرارة وجلالته عن الأئمة (علیهم السّلام) والأصحاب كثير، ولا يحتاج معه إلى مزيد بحث ومناقشة، وقد قيل: إنّ ما جاء في ذمه عن الصادق (علیه السّلام) كان تقيّة عليه من أعدائه، راجع هامش الحديث (1205).
4- بحار الأنوار 69: 4/152.

1440 / 45 - عن جابر الجعفي، عمَّن حدّثه، قال: بینا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في مسير له إذ رأى سواداً من بعيد، فقال: هذا سوادٌ لا عَهْد له بأنيس، فلما دنا سلّم، فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أين أراد الرجل؟ قال: أراد يثرب، قال: وما أردت بها؟ قال: أردتُ محمّداً. قال: فأنا محمد. قال: والذي بعثك بالحق، ما رأيت إنساناً مذ سبعة أيام، ولا طعمتُ طعاماً إلا ما تناول منه دابتي.

قال: فَعَرَض عليه الاسلام فأسلم، قال : فعضته(1) راحلته فمات، وأمر به فغُسل وكُفّن، ثمّ صلّى عليه النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال : فلمّا وُضِع في اللَّحْد قال: هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم(2).

46/1441 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلتُ له: ﴿الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ الزنا منه؟ قال: أعوذ بالله من أولئك، لا ولكنَّه ذنب، إذا تاب تاب الله عليه.

وقال: مُدمن الزّنا والسَّرقة وشارب الخمر كعابد الوثن(3).

47/1442 - يعقوب بن شعيب، عنه (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بظلم﴾، قال: الضَّلال فما فوقه(4).

48/1443 - أبو بصير، عنه (علیه السّلام) ﴿بظلم﴾، قال: بشك(5).

49/1444 - عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلم﴾، قال: آمنوا بما جاء به

ص: 105


1- في «أ»: فقبضته، وفي «ج_»: نفضته.
2- بحار الأنوار 69: 5/152.
3- بحار الأنوار 69: 6/153.
4- بحار الأنوار 69: 7/153.
5- الكافي 2: 4/293 ، بحار الأنوار 69: 8/153.

محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) من الولاية، ولم يَخْلِطُوها بولاية فلان وفلان، فهو اللَّبْس بظلم.

وقال: أمّا الايمان فليس يتبعض(1) كُلّه، ولكن يتبعض قليلاً قليلاً.

قلت: بين الضَّلال والكُفر منزلةٌ؟ قال: ما أكثر عُرى الايمان(2)!

50/1445 - عن أبي بصير، قال: سألته (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ الا يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾، قال: نَعوذُ بالله يا أبا بصير أن تكون ممَّن لَبَس إيمانه بظلم، ثمَّ قال: أولئك الخوارج وأصحابهم(3).

[84] وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلَّا هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ

51/1446 - عن محمد بن الفضيل عن التمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلَّا هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ﴾ لنَجْعَلَها(4) في أهل بيته ﴿وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ﴾ [84] لنَجْعَلها فى أهل بيته، فآمن العقب من ذُريَّة الأنبياء من كان قبل إبراهيم الابراهيم (علیه السّلام)(5).

[84] وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ

52/1447 - عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : والله لقد نَسَب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم (علیه السّلام) من قبل النِّساء، ثم تلا (علیه السّلام) ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ﴾[84] إلى آخر الآيتين، وذكر عيسى (علیه السّلام)(6).

53/1448 - عن أبي حزب بن أبي الأسود، قال: أرسل الحجاج إلى يحيى بن

ص: 106


1- في البحار: ينتقض، في الموضعين، وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه): لعله (علیه السّلام) ذكر أولاً بعض أفراد الظلم، ثمّ بين أنّ كلّ ظلم ينقض الإيمان وينقصه، لكن لا يذهبه بالكلية كل ظلم، فإنّ بين الكفر والإيمان الكامل منازل كثيرة.
2- بحار الأنوار 69: 9/153 .
3- بحار الأنوار 69: 10/153 .
4- أي الوصية.
5- الكافي 8: 92/116 وكمال الدين: 2/216، وبحار الأنوار 11: 49/47، ضمن حديث طويل.
6- المحاسن: 88/156 بزيادة، بحار الأنوار 96: 8/243.

[85] وَيَحْيَى وَعِيسَى

مَعْمَر، قال: بلغني أنك تَزْعُم أنّ الحسن والحسين من ذُريَّة النبي، تجده في كتاب الله ؟ وقد قرأتُ كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده.

قال: أليس تقرأ سورة الأنعام ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ﴾ حتى بلغ ﴿وَيَحْيَى وَعِيسَى﴾ [85]، قال: أليس عيسى من ذُريَّة إبراهيم (علیه السّلام)، وليس له أب؟ قال: صدقت(1).

[89] فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ

1449 / 54 - عن محمّد بن حُمران، قال: كنتُ عند أبي عبد الله (علیه السّلام) فجاءه رجلٌ، وقال له: يا أبا عبدالله، ما يُتعجب من عيسى بن زيد بن علي(2)، يَزْعُم أَنَّه ما يتولّى عليا (علیه السّلام) إلا على الظاهر، وما يدري لعله كان يَعْبُد سبعين إلهاً من دون الله ! قال: فقال: وما أصنع ؟ قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾ [89] وأومأ بيده إلينا. فقلت: نَعْقِلها والله(3).

55/1450 - عن العباس بن هلال، عن الرضا (علیه السّلام): أنَّ رجلاً أتى عبد الله بن الحسن(4) وهو بالسَّبَالة(5)، فسأله عن الحج، فقال له: هذاك جعفر بن محمّد، قد

ص: 107


1- بحار الأنوار 96: 9/243.
2- هو عيسى بن زيد بن علي بن الحسين (علیهما السّلام)، ثائر، من كبار الطالبيين، كنيته أبو يحيى، ويلقب بمؤتم الأشبال قتل لبوة فقيل له: أيتمت أشبالها، فقال: نعم، أنا مؤتم الأشبال، فكان لقباً له. ولد ونشأ بالمدينة، وصحب محمّد بن عبدالله (النفس الزكية) وأخاه إبراهيم، ولما خرج محمد في أيام المنصور ثائراً بالمدينة ثار معه عيسى، واختفى بعد قتل النفس الزكية إلى أن توفّي في أيام المهدي العباسي سنة 168 ه_. الأعلام للزركلي 5: 102.
3- بحار الأنوار 24: 10/30، وفي «ج_»: ففعلها والله.
4- هو عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط (علیه السّلام)، أبو محمد، كان ذا عارضة وهيبة ولسان و شرف، وكانت له منزلة عند عمر بن عبدالعزيز، حبسه المنصور عدة سنوات من أجل ابنيه محمد (النفس الزكية) وإبراهيم ونقله إلى الكوفة، فمات سجيناً فيها. الأعلام للزركلي 4: 78.
5- كذا، وفي المراصد: سبال: موضع بين البصرة والمدينة. «مراصد الإطلاع 2: 688».

[90] أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهُ

نصب نفسه لهذا فاسأله، فأقبل الرجل إلى جعفر (علیه السّلام) فسأله، فقال له: قد رأيتك واقفاً على عبد الله بن الحسن، فما قال لك.

قال: سألته فأمرني أن آتيك، وقال: هذاك جعفر بن محمد، قد نصب نفسه لهذا.

فقال جعفر (علیه السّلام): نعم، أنا من الذين قال الله تعالى في كتابه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهُ﴾ [90] سَل عمّا شئت، فسأله الرجل، فأنبأه عن جميع ما سأله(1).

1451 / 56 - عن ابن سنان، عن سليمان بن هارون، قال: والله(2) لو أنَّ أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يُحوّلوا هذا الأمر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أنَّ الناس كَفَرُوا جميعاً حتى لا يبقى أحد، لجاء [الله] لهذا الأمر بأهل يكونون هم أهله، ثمّ قال: أما تسمع الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ﴾(3) الآية، وقال في آية أخرى: ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾ ؟ ثم قال: أما إنَّ أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية(4).

57/1452 - عن الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال الله تبارك وتعالى في كتابه: ﴿وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ﴾ إلى قوله: ﴿أَوْلَئِكَ الَّذِينَ اتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّة﴾ إلى قوله : ﴿بهَا بِكَافِرِينَ﴾(5) فإنّه من وكل

ص: 108


1- وسائل الشيعة 27: 38/75، بحار الأنوار 24: 16/145.
2- في النسخ: قال الله، تصحيف صحيحه ما أثبتناه.
3- بحار الأنوار 27: 1/49 ، وقد تقدم في الحديث (1295) بزيادة في أوله.
4- المائدة 5: 54.
5- الأنعام 6: 84 - 89.

بالفضل من أهل بيته والاخوان والذُريَّة، وهو قول الله : إن يكفر به أمتك، يقول: فقد وكَّلت أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون به أبداً، ولا أضيع الايمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك بعدك، عُلماء أمتك، وولاة أمري بعدك وأهل استنباطِ عِلْمِ الدِّين، ليس فيه كَذِبٌ، ولا إثم، ولا وزر، ولا بَطَرٌ ، ولا رياء(1).

[91] قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدى للنَّاسِ

58/1453 - عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدى للنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا﴾ [91]، قال: كانوا يكتمون ما شاءوا ويُبدون ما شاء وا (2).

59/1454 - وفي رواية أخرى عنه (علیه السّلام)، قال : كانوا يكتبونه في القراطيس، ثمّ يبدون ما شاء وا، ويُخفون ما شاء وا، وقال: كُل كتاب أنزل، فهو عند أهل العلم(3).

[93] أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ

1455 / 60 - عن الحسين بن سعيد ، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : سألته عن قول الله : ﴿أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ﴾ [93]، قال: نزلت في ابن أبي سرح، الذي كان عثمان بن عفان استعمله على مصر، وهو ممَّن كان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم فتح مكة هدر دمه، وكان يكتب لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فاذا أنزل الله عليه ﴿فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ كتب: فانَّ الله عليم حكيم(4). وقد كان ابن أبي سَرْح يقول للمنافقين: إنّي لأقولُ الشيء(5) مثل ما يجيء به هو، فما يُغيّر عليَّ، فأنزل الله فيه الذي أنزل(6).

[93] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ

61/1456 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [93]،

ص: 109


1- الكافي 8: 92/119 ضمن حديث طويل، بحار الأنوار 23: 8/357 .
2- بحار الأنوار 72/206:9. و 5/181:26 .
3- في الكافي زيادة: فيقول له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): دعها، والمراد اتركها كما نزلت ولا تغيّرها.
4- في الكافي: لأقول من نفسي، وقوله: (فما يُغيّر عليّ) افتراء منه على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
5-
6- الكافي 8: 242/200 عن أبي بصير، بحار الأنوار 92: 3/37 .

قال: من ادعى الإمامة دون الامام (علیه السّلام)(1).

[93] الْيَومَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُون

62/1457 - عن سلام، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله: ﴿الْيَومَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُون﴾ [93] قال: العطش يوم القيامة(2).

63/1458 - عن الفضيل، قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَومَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ﴾ . قال : العَطَش(3).

[95] فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى

64/1459- عن صالح بن سهل، رفعه إلى أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى﴾ [95] الحبُّ: ما أحبَّه ، والنَّوى: ما نأى عن الحق فلم يقبله(4).

65/1460 - عن المُفضّل، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قوله: ﴿فَالِقُ الحَب وَالنَّوَى﴾، قال الحبّ المؤمن، وذلك قوله : ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةٌ مِّنِّى﴾ (5)، والنّوى: هو الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله(6).

66/1461- عن عبد الله بن الفضل النوفلي ، عمَّن رفعه إلى أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار، فانَّ الله جعل الحياء في العينين، وإذا تزوّجتم فتزوجوا بالليل، فأن الله جعل الليل سكناً(7).

1462 / 67 - عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) يقول: إن الله جعل الليل سكناً، وجعل النساء سكناً، ومن السُّنة التزويج

ص: 110


1- بحار الأنوار 25: 12/113 .
2- بحار الأنوار 7: 42/186.
3- بحار الأنوار 7: 43/186.
4- بحار الأنوار 24: 20/109، و(فلم يقبله) ليس في «أ، ج».
5- طه 39:20.
6- بحار الأنوار 20/109:24.
7- وسائل الشيعة 17: 2/80 ، بحار الأنوار 76: 2/166، و 47/277:103.

بالليل، وإطعام الطعام(1).

68/1463 - عن علىّ بن عُقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : تزوجوا بالليل، فانَّ الله جعله سَكَناً، ولا تطلبوا الحوائج بالليل ، فإِنَّه مُظلم(2).

[98] هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ منْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع

1464 / 69 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلت : ﴿هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ منْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع﴾ [98]؟

قال: ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه؟ قال: قلت: يقولون: مُسْتَقَرٌّ في الرَّحِم، ومُسْتَودَع في الصُّلْب.

فقال: كَذَبوا المُسْتقر: ما استقر الايمان في قلبه، فلا يُنزع منه أبداً، والمُسْتَودَع: الذي يُسْتَودَع الايمان زماناً، ثمّ يُسْلَبه، وقد كان الزبير منهم(3).

1465 / 70 - عن جعفر بن مروان، قال: إنّ الزبير اخترط سيفه يوم قبض النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وقال : لا أعيده حتى أبايع لعلى (علیه السّلام)، ثم اخترط سيفه فضارب عليّاً (علیه السّلام)، فكان ممَّن أعير الإيمان، فمشى فى ضوء نُوره، ثُمَّ سَلَبه الله إياه(4).

71/1466 - عن سعيد بن أبي الأصبغ، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) وهو يسأل عن مُسْتَقَرٌ ومُسْتَودَع، قال: مُسْتَقر في الرَّحِم، ومُسْتَودَع في الصُّلْب، وقد يكون مُسْتَودَع الايمان ثُمَّ يُنْزَع منه، ولقد مشى الزبير في ضوء الايمان ونوره حين قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى مشى بالسيف وهو يقول: لا نبايع إلا عليا(5).

1467 / 72 - عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (علیه السّلام): ﴿هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ

ص: 111


1- وسائل الشيعة 17: 3/80، بحار الأنوار 103: 48/278.
2- وسائل الشيعة 17: 1/80 ، بحار الأنوار 103: 49/278.
3- بحار الأنوار 69: 8/222.
4- بحار الأنوار 32: 95/22، و 69: 9/223.
5- بحار الأنوار 32: 96/22، و 69: 10/223.

مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع﴾، قال: ما كان من الايمان المُسْتَقَرٌ فَمُسْتَقر إلى يوم القيامة، أو أبداً، وما كان مُسْتَودَعاً سَلَبه الله قبل الممات(1).

73/1468 - عن صفوان، قال: سألني أبو الحسن (علیه السّلام) و محمد بن خلف جالس، فقال لي: مات يحيى بن القاسم الحذاء؟ فقلت له: نعم، ومات زرعة. فقال: كان جعفر (علیه السّلام) يقول: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ فالمُسْتَقرّ : قوم يُعْطُون الايمان وتَسْتَقِرّ في قُلُوبهم، والمُسْتَودَع: قوم يُعْطُون الايمان ثمّ يُسْلَبونه(2).

1469 / 74 - عن أبي الحسن الأول (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعْ﴾ ، قال : المُسْتَقَر : الايمان الثابت، والمُسْتَوْدَع : المُعَار(3).

1470 / 75 - عن أحمد بن محمد، قال : وقف عليَّ أبو الحسن الثاني (علیه السّلام) في بني زريق، فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد. قلت: لبيك. قال: إنّه لما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جهد الناس على إطفاء نُور الله، فأبى الله إلا أن يُتِمَّ نُوره بأمير المؤمنين (علیه السّلام) ، فلمّا توفّي أبو الحسن (علیه السّلام) جَهَد ابن أبي حمزة(4) وأصحابه على إطفاء نُور الله ، فأبى الله إلا أن يُتِمَّ نُوره.

وإنَّ أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سُرُّوا به، وإذا خرج منهم خارج لم يَجْزَعُوا عليه، وذلك أنهم على يقين من أمرهم، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم

ص: 112


1- بحار الأنوار 19: 11/223 .
2- بحار الأنوار 48: 2/15، و 69: 12/223.
3- بحار الأنوار 19: 13/223.
4- هو علي بن أبي حمزة البطائني، روى عن الإمام الصادق (علیه السّلام) وعن الإمام أبي الحسن الكاظم ، ووقف عليه بعد شهادته (علیه السّلام)، ولم يقل بإمامة أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، طمعاً بالأموال الكثيرة التي كانت بحوزته حيث كان أحد قوام الإمام الكاظم (علیه السّلام)، راجع قاموس الرجال 6: 344.

داخل سُرُّوا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شكٍّ من أمرهم، إنَّ الله يقول: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعْ﴾ ، قال : ثمّ قال أبو عبد الله (علیه السّلام): المُسْتَقَر : الثابت، والمستودع: المُعار(1).

76/1471 - عن محمّد بن مسلم، قال: سَمِعتُه يقول: إنَّ الله خَلَقَ خَلْقاً للايمان لا زوال له، وخَلَقَ خَلْقاً للكفر لا زوال له ، وخَلَقَ خَلْقاً(2) بين ذلك فاستودع بعضهم الإيمان، فإن شاء أن يتمّه لهم أتمه، وإن شاء أن يسلبهم إياه سلبهم(3).

[101] بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ

1472 / 77 - عن سدير قال: سمعتُ حُمران يسأل أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [101]، فقال له أبو جعفر (علیه السّلام): ابتدع الأشياء كُلَّها بعلمه على غير مثال كان وأبتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهنَّ سماوات ولا أرَضُون، أما تسمع قوله: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ﴾(4)؟

78/1473 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام)، قال سمعته يقول: لا يُوصَف الله بمحكم وحيه، عَظُم ربُّنا عن الصفة، كيف يُوصف من لا يُحَدُّ! وهو يُدرك الأبصار، ولا تُدركه الأبصار، وهو اللطيف الخبير(5).

1474 / 79 - عن الأشعث بن حاتم، قال: قال ذو الرياستين(6): قلت لأبي

ص: 113


1- رجال الكشي: 837/445 بحار الأنوار 48: 3/159، و 69: 14/223.
2- زاد في «ب»: من.
3- الكافي 1/306:2 «نحوه»، بحار الأنوار 69: 15/224.
4- بصائر الدرجات: 1/133، والكافي 1: 2/200 بزيادة فيهما، بحار الأنوار 57: 68/85 ، والآية من سورة هود 7:11 .
5- بحار الأنوار 3: 47/308.
6- هو الفضل بن سهل السرخسي، أبو العباس، المتوفى سنة 202 ه_، صحب المأمون العباسي قبل أن يلي الخلافة، فلما وليها جعل له الوزارة وقيادة الجيش، فكان يلقب بذي الرياستين (الحرب والسياسة) مولده ووفاته في سرخس، قتله جماعة بينما كان في الحمام، قيل: إنّ المأمون دسهم له وقد ثقل عليه أمره، وكان حازماً عاقلاً فصيحاً. الأعلام للزركلي 5: 149.

[103] لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

الحسن الرضا (علیه السّلام): جعلت فداك، أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية، فقال بعضهم: لا يُرى.

فقال: يا أبا العباس، من وصف الله بخلاف ما وَصَف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله، قال الله: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [103] هذه الأبصار ليست هي الأغيُن، إنّما هي الأبصار التي في القلوب لا يقع عليه الأوهام، ولا يُدْرَك كيف هو(1).

[108] وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ

1475 / 80 - عن عُمر الطيالسي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله : ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [108].

قال: فقال : يا عُمر، هل رأيت أحداً يَسُبّ الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك، فكيف؟ قال: من سَبّ ولي الله فقد سب الله(2).

[110] وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ

81/1476 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وابي عبد الله (علیهما السّلام)، عن قول الله تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ إلى آخر الآية: طلا أما قوله: [110] فانه حين أخذ عليهم الميثاق(3).

82/1477 - عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إن الامام إذا أراد الله أن يُحْمَل له بامام، أتي بسبع ورقات من الجنّة، فأكلهنَّ قبل أن يُواقِع، قال: فإذا وَقَع في الرَّحِم سَمِع الكلام في بطن أمه ، فإذا وضعته رفع له عمود من نُور

ص: 114


1- مجمع البيان 4: 533 ، بحار الأنوار 4: 31/53.
2- بحار الأنوار 27: 62/239 ، و 74: 217.
3- بحار الأنوار 5: 55/256.

[115] وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً

ما بين السماء والأرض، يرى ما بين المشرق والمغرب، وكُتب على عَضُدِه ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾ [115].

قال أبو عبدالل(1): قال الوشّاء حين مرّ هذا الحديث: لا أروي لكم هذا، لا تحدثوا عنّى(2).

1478 / 83 - عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إذا أراد الله أن يقبض روح إمام ويَخْلُق بعده إماماً، أنزل قطرةً من تحت العرش إلى الأرض، يُلقيها على ثمرة أو بقلةٍ، قال : فيأكُل تلك الثَّمرة، أو تلك البقلة الامام الذي يَخْلُق الله منه نطفة الامام الذي يقوم من بعده.

قال: فيَخْلُق الله من تلك القطرة نُطفةً في الصُّلب، ثمّ يصير إلى الرَّحِم، فيَمْكُث فيه أربعين يوماً، فاذا مضى له أربعون يوماً، سمع الصوت، فاذا مضى له أربعة أشهر كُتب على عضُدِه الأيمن ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ فاذا خرج إلى الأرض أوتي الحكمة، وزُيّن بالحلم والوقار، والبس الهيبة، وجُعِل له مصباح من نُور، فعرف به الضمير، ویری به أعمال العباد(3).

[118] فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ آسْمُ اللهِ عَلَيْهِ

1479 / 84 - عن عمر بن حنظلة، في قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ آسْمُ اللهِ عَلَيْهِ﴾ [118]، قال: أمّا المَجُوس فلا، فليسوا من أهل الكتاب، وأمّا اليهود والنصارى فلا بأس إذا سَمّوا(4).

ص: 115


1- زاد في «أ، ب، د، ه_»: عليه السلام ولا يصح، لأنّ المراد بأبي عبدالله هو أحمد بن محمد السياري، راجع بصائر الدرجات ومعجم رجال الحديث 2: 282 ، وفي «ج_»: قال: قال الوشاء حين مرّ هذا الحديث: قال أبو عبد الله (علیه السّلام)...
2- بصائر الدرجات: 2/458 «نحوه»، بحار الأنوار 25: 15/41.
3- بصائر الدرجات: 4/451، و: 7/452، و: 453 / 8، بحار الأنوار 25: 8/39.
4- وسائل الشيعة 24: 17/57 ، بحار الأنوار 66: 20/25 .

1480 / 85 - عن محمد بن مسلم، قال: سألته عن الرجل يَذْبح الذبيحة فيُهَلّل، أو يُسبّح، أو يُحَمّد، أو يُكَبّر؟ قال: هذا كله من أسماء الله(1).

86/1481 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن ذبيحة المرأة والغُلام، هل تُؤكَل؟

قال: نعم، إذا كانت المرأة مسلمةً، وذكرت اسم الله حَلَّت ذَبِيحتها، وإذا كان الغُلام قوياً على الذبح وذكر اسم الله حلَّت ذبيحته، وإذا كان الرجُلُ مُسلماً فنسي أن يُسمّي فلا بأس بأكله، إذا لم تتهمه(2).

[121] وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ

1482 / 87 - عن حُمران، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول في ذبيحة الناصب واليهودي، قال: لا تأكل ذبيحته حتى تسمعه . يُذكر اسم الله، أما سمعت قول الله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾(3)[121]؟

[121] وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ

88/1483 - عن داود بن فَرْقَد قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام) : جعلت فداك، كنت أصلّي عند القبر، وإذا رجل خلفي يقول: ﴿أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ الله﴾(4) ﴿وَاللهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا﴾(5).

قال: فالتفت إليه، وقد تأوّل عليَّ هذه الآية، وما أدري من هو وأنا أقول: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [121] فاذا هو هارون بن سعد(6).

ص: 116


1- بحار الأنوار 65: 31/324 .
2- وسائل الشيعة 24: 11/46 ، بحار الأنوار 65: 32/324، و 66: 21/25.
3- وسائل الشيعة 24: 18/57 ، بحار الأنوار 66: 22/25.
4- النساء 4: 88.
5- النساء 4: 88 .
6- هو هارون بن سعد العجلي الكوفي، رأس العجلية من الغلاة، ورد في الأحاديث والأخبار ما يدل على ذمّه وسوء اعتقاده، انظر معجم رجال الحديث 19: 226 ، قاموس الرجال 9: 278.

قال: فضحك أبو عبد الله (علیه السّلام)، ثم قال : إذا أصَبْتَ الجواب - أو قال: الكلام - باذن الله(1).

[122] أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِى النَّاسِ

1484 / 89 - عن بريد العجلى، عن أبي جعفر ، قال: قال: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِى النَّاسِ﴾، قال : المَيْتُ الذي لا يعرف هذا الشأن.

قال: أتدري ما يعني مَيْتاً؟ قال: قلتُ : جُعِلت فداك، لا.

قال: الميت الذي لا يعرف شيئاً ﴿فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ بهذا الأمر ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِى النَّاسِ﴾، قال: إماماً يأتم به. قال: ﴿كَمَنْ مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ الله : بِخَارِج مِّنْهَا﴾ [122]، قال (علیه السّلام): كمَثَل هذا الخَلْق الذي لا يَعْرِفون الامام(2).

90/1485 - وفي رواية أخرى، عن بُريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾، قال: المَيْتُ الذي لا يعرف هذا الشأن، يعني هذا الأمر ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً﴾ إماماً يأتم به، يعني علي بن أبي طالب (علیه السّلام).

قلت: فقوله: ﴿كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾ ؟ فقال بيده هكذا، هذا الخَلْق الذين لا يعرفون شيئاً(3).

91/1486 - عن صفوان، عن ابن سنان(4)، قال: سمعته يقول: أنتم أحق الناس

ص: 117


1- رجال الكشي: 640/345 ، بحار الأنوار 47: 43/346.
2- بحار الأنوار 23: 13/310 .
3- بحار الأنوار 25/404:35 ، و 67: 30.
4- في «أ»: عمن أرسله.

بالورع، عُودُوا المرضى، وشيّعوا الجنائز، إنّ الناس ذهبوا كذا وكذا وذهبتم حيث ذهب الله الله أعلم حيث يَجْعَل رِسالَتَهُ(1).

[125] وَكَذلِكَ نُوَلَّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

92/1487 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم، وذلك قول الله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ نُوَلَّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾(2)[129].

[125] فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أنْ يُضِلَّهُ

93/1488 - عن أبي جميلة، عن عبد الله بن أبي جعفر(3)(علیه السّلام) ، عن أخيه (علیه السّلام)، قال: إنَّ للقلب تَلَجْلِجاً في الجوف يطلب الحق، فاذا أصابه اطمأنّ به، وقرأ ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾(4)[125].

94/1489 - عن سليمان بن خالد، قال : قد سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إنَّ الله إذا أراد بعبد خيراً نَكَت في قلبه نكتةً بيضاء ، وفَتَح مسامع قلبه، ووَكّل به مَلَكاً يُسَدّده، وإذا أراد بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء، وسد عليه مسامع قلبه، ووكل به شيطاناً يُظلّه، ثم تلا هذه الآية ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً﴾ الآية.

ورواه سليمان بن خالد عنه: نكتة من نُور، ولم يقل: بيضاء(5).

ص: 118


1- تفسير البرهان 2: 6/476.
2- بحار الأنوار 75: 38/315.
3- في «ه_»: عبدالله بن جعفر، وما أثبتناه هو الموافق للنسخ الأربع، وهو عبد الله بن الإمام الباقر (علیه السّلام) عُد من أصحاب أخيه الصادق (علیه السّلام) و من رواة أحاديثه، وروى عنه أبو جميلة المفضل بن صالح، راجع معجم رجال الحديث 10: 86 و 310.
4- الكافي 2: 5/308 عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، بحار الأنوار 70: 30/57.
5- الكافي 1: 2/126، بحار الأنوار 30/57:70.

95/1490 - عن أبي بصير، عن خيثمة، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: إنَّ القلب ينقلب من لَدُن مَوْضِعه إلى حنجرته ما لم يُصب الحق، فاذا أصاب الحق قرّ، ثمَّ ضَمَّ أصابعه، ثم قرأ هذه الآية ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً﴾(1).

قال: وقال أبو عبد الله (علیه السّلام) لموسى بن أشيم: أتدري ما الحَرَج؟ قال: قلت: لا. فقال بيده وضمّ أصابعه كالشيء المُصْعَت الذي لا يَدْخُل فيه شيء، ولا يَخْرُج منه شيء(2).

[125] كَذَلِكَ يَجْعَلُ الله الرّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ

96/1491- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ الله الرّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [125]، قال: هو الشَّك(3).

[141] وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ

1492 / 97 - عن الحسن بن علي ، عن الرضا (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ [141] . قال (علیه السّلام): الصغت(4) والاثنين، تُعطى من حضرك(5).

98/1493 - وقال : نهى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عن الحَصَاد بالليل(6)

99/1494 - عن هاشم بن المثنى، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): قوله : ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ ؟ قال: أعط من حَضَرك من مشرك أو غيره(7).

1495 / 100 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قوله:

ص: 119


1- المحاسن: 41/202، بحار الأنوار 5: 34/204 .
2- بحار الأنوار 70: 31/57.
3- بحار الأنوار 72: 14/128.
4- الضغت: كُلّ ما جُمع وقُبض عليه بجمع الكفّ.
5- وسائل الشيعة 9: 5/200 ، بحار الأنوار 96: 11/95.
6- وسائل الشيعة 9: 5/200 ، بحار الأنوار 96: 11/95.
7- وسائل الشيعة 9: 1/207، بحار الأنوار 96: 12/96.

﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾، قال: أعط من حَضَرك من المسلمين، وإن لم يَحْضُرك إلا مُشرك فأعطه(1).

101/1496 - عن معاوية بن ميسرة، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: إن في الزَّرع حَقَّين: حقٌّ تُؤخذ به، وحقٌّ تُعطيه، فأما الذي تُؤخذ به فالعُشر ونصف العُشر، وأمّا الحَقِّ الذي تُعطيه فإنّه يقول: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ فالضَّغْتَ تعطيه ثمّ الضّغت حتى تفرغ(2).

102/1497 وفي رواية عبد الله بن سنان عنه (علیه السّلام)، قال : تُعطى منه المساكين الذين يَحْضُرونك، ولو لم يَحْضُرك إلا مُشرك(3).

103/1498 - عن زرارة وحُمران بن أعين ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قوله: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾، قالا: تُعطي منه الضّغث(4)، تقبضُ من السنبل قبضة والقبضة(5).

1499 / 104 - عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ .

قال: هذا من غير الصدقة، يُعطى منه المسكين والمسكين القبضة بعد القبضة، ومن الجداد(6) الحَفْنَة ثمّ الحَفْنَة حتى يَفْرُغ، ويترك للخارص(7) أجراً

ص: 120


1- وسائل الشيعة 9: 2/208، بحار الأنوار 96: 13/96.
2- الكافي 3: 1/564 «نحوه»، بحار الأنوار 96: 14/96، وفي «أ، ج_»: يفرغ.
3- وسائل الشيعة 9: 3/208، بحار الأنوار 96: 14/96.
4- زاد في «ب، ه_»: من السنبل.
5- وسائل الشيعة 9: 7/197، بحار الأنوار 96: 15/96 ، وفي الوسائل: يعطي منه الضغث بعد الضغث، ومن السنبل القبضة بعد القبضة.
6- في «ج_»: الجذاذ، يقال: جد النخل، جداً وجداداً: قطع ثمره وجناه، وكذلك الجذاد.
7- خَرَص النخلة : إذا حزر ما عليها من الرطب، وفاعل ذلك الخارص.

معلوماً، ويترك من النخل مُعافارة وأمّ جُعْرُور(1) لا يُخْرَصان، ويَتْرُك للحارس يكون في الحائط العذق والعِذْقان والثلاثة لنظره(2) وحفظه له(3).

105/1500 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : لا يكون الحصاد والجداد بالليل، إنَّ الله يقول: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ﴾.

قال: كان فلان بن فلان الأنصاري - سمّاه - وكان له حَرْتُ، وكان إذا جَنَّهُ تَصَدِّق به، وبقي هو وعياله بغير شيءٍ، فجعل الله ذلك سَرَفاً(4).

106/1501 - عن أحمد بن محمّد(5)، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) [كان أبي (علیه السّلام)]، يقول: من الاسراف في الحصاد والجذاذ، أن يصدق الرجل بكفّيه جميعاً، وكان أبي (علیه السّلام) إذا حَضَر شيئاً من هذا فرأى أحداً من غلمانه تَصَدَّق بكفّيه صاح به أعط بيد واحدةٍ، القبضة بعد القبضة، والضّغت بعد الضغث من السنبل(6).

107/1502 - عن سماعة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾.

قال: حقه يوم حصاده عليك واجب، وليس من الزكاة، تقبضُ منه القَبْضَة والضَّغْت من السنبل لمن يَحْضُرك من السؤال، لا يُحصَدُ بالليل، ولا يُجَدِّ بالليل، إنَّ الله يقول: ﴿يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ فاذا أنت حصدته بالليل لم يَحْضُرك سُوّال، ولا يُضَحى

ص: 121


1- وهما نوعان رديئان من التمر.
2- في «أ، ج_»: لنصره.
3- الكافي 3: 2/565 ، بحار الأنوار 96: 16/96.
4- وسائل الشيعة 9: 6/200 و: 2/203، بحار الأنوار 96: 17/97.
5- في الكافي زيادة: عن ابن أبي نصر.
6- الكافي 3: 6/566 ، بحار الأنوار 96: 18/97.

بالليل(1).

108/1503 - عن سماعة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن أبيه ، عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، أنه عبدالله كان يكره أن يُصْرَم النَّخل بالليل، وأن يُحْصد الزَّرع بالليل، لأنَّ الله تعالى يقول: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾، قيل: يا نبي الله، وما حقه؟ قال: ناول منه المسكين والسائل(2).

109/1504 - عن جرّاح المدائني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾، قال: تُعطي منه المساكين الذين يَحْضُرونك، تأخُذ بيدك القَبْضَة والقبضة حتى تفرغ(3).

110/1505 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : لا يكون الجداد والحصاد بالليل، إنّ الله يقول: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ وحقه في شيءٍ ضِعْت، يعني من السنبل(4).

111/1506 - عن محمد الحلبي، عن أبي عبدالله، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليهم، أنه قال (علیه السّلام) لقهرمانه(5)، ووجده قد جَدّ نخلاً له من آخر الليل، فقال له: لا تفعل، ألم تعلم أنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نهى عن الجذاذ والحصاد بالليل، وكان يقول : الضّغث تُعطيه من يسأل(6) فذلك حقه يوم حصاده(7).

ص: 122


1- وسائل الشيعة 9: 7/200 ، بحار الأنوار 96: 19/97 .
2- وسائل الشيعة 9: 8/201، بحار الأنوار 96: 20/97.
3- وسائل الشيعة 9: 8/197، بحار الأنوار 96: 21/98، وفي «أ، ج_»: يفرغ.
4- وسائل الشيعة 9: 9/201، بحار الأنوار 96: 22/98.
5- القهرمان: الخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل بلغة الفرس.
6- في «ب»: من سنبل.
7- وسائل الشيعة 9: 10/201، بحار الأنوار 96: 23/98.

112/1507 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ كيف يُعطى ؟ قال : تَقبِض بيدك الضّغت، فسمّاه الله حقاً.

قال: قلت: وما حقه يوم حصاده؟ قال: الضَّغْت تُناوله من حَضَرك من أهل الخاصة(1).

113/1508 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله تعالى: ﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ كيف يُعطى؟

قال: تَقْبِض بيدك الضَّغْت فتعطيه المسكين، ثمّ المسكين حتى تفرغ(2)، وعند الصِّرام الحفنة ثمّ الحفنة حتى تفرغ(3)منه(4).

1509/114 - عن أبي الجارود زياد بن المنذر، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام):

﴿وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾، قال: الضَّغْت من المكان بعد المكان تُعطي المسكين(5).

[143] وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ

115/1510 - عن أيوب بن نوح بن دراج، قال: سألت أبا الحسن الثالث (علیه السّلام) عن الجاموس، وأعلمته أن أهل العراق يقولون: إنه مسخ، فقال (علیه السّلام): أو ما سَمِعتَ قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ﴾(6) [143].

وكتبت(7) إلى أبى الحسن (علیه السّلام) بعد مقدمى من خُراسان، أسأله عما حدثني

ص: 123


1- بحار الأنوار 96: 24/98 ، تفسير البرهان 1: 24/557 طبعة إسماعيليان»، وفيه: أهل الحاجة.
2- في «أ، ج_»: يفرغ.
3- في «أ، ج_»: يفرغ.
4- وسائل الشيعة 9: 10/198، بحار الأنوار 96: 25/98 .
5- بحار الأنوار 96: 26/98.
6- وسائل الشيعة 3/52:25.
7- القائل (وكتبت) هو الراوي عن أيوب، وقد سقط اسمه لحذف الاسناد.

به أيوب في الجاموس، فكتب (علیه السّلام): هو ما قال لك(1).

[143و144] مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ الذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ...

116/1511 - عن داود الرقي، قال: سألني بعض الخوارج عن هذه الآية في كتاب الله ﴿مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ الذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ ... * وَمِنَ الإِبِلِ ... وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ﴾ [143 و 144] ما الذي أحل الله من ذلك، وما الَّذي حرّم الله؟ فلم يكن عندي فيه شيء، فدخلت على أبي عبد الله (علیه السّلام) وأنا حاج، فأخبرته بما كان.

فقال : إنَّ الله تبارك وتعالى أحلّ في الأضحية بمنى(2) الإبل العِراب، وحرَّم فيها البخاتي(3)، وأحلَّ البقرة الأهلية أن يُضحى بها، وحرم الجبلية، فانصرفت إلى الرجل، فأخبرته بهذا الجواب، فقال لي: هذا شيءٌ حَمَلَته الإبل من الحِجاز، عن رجل من البصريين من الشارية(4).

117/1512 - عن صفوان الجمال، قال: كان متجري إلى مصر، وكان لي بها صديق من الخوارج، فأتاني وقت خروجي إلى الحج، فقال لي: هل سمعت من جعفر بن محمد (علیهما السّلام) في قول الله عزّ وجلّ: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجِ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ الذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ ... وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ﴾ أيّاً أحل، وأيّاً حرّم؟

ص: 124


1- وسائل الشيعة 25: 4/53، بحار الأنوار 65: 21/180.
2- في «ب، ه_»: من.
3- العراب من الإبل: العربية، والبخاتي: الخراسانية.
4- الكافي 4: 17/492 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 1451/293، الإختصاص: 54، بحار الأنوار 19: 33/299، وقوله: عن رجل ... الشارية، لم يرد في الكافي والفقيه والإختصاص، والشارية: هم السُّراة، لقب للخوارج سمّوا بذلك لقولهم: إنّا شرينا أنفسنا في طاعة الله معجم الفرق الإسلامية: 144.

قلت: ما سمعت منه في هذا شيئاً، فقال لي: أنت على الخروج، فأُحبُّ أن تسأله عن ذلك.

قال: فحَجَجْتُ فدخلت على أبي عبد الله (علیه السّلام)، فسألته عن مسألة الخارجي، فقال (علیه السّلام) لي: حرّم من الضأن ومن المعز الجبلية، وأحلّ الاهلية - يعني في الأضاحي - وأحلّ من الابل العراب، ومن البقر الأهلية، وحرم من البقر الجبلية، ومن الإبل البخاتي - يعني في الأضاحي - قال: فلما انصرفتُ أخبرته، فقال: أمّا إنه لولا ما إهراق جَدُّه من الدّماء، ما اتَّخذت إماماً غيره(1).

[145] قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَى مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمِ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً

118/1513 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سُئل عن سباع الطير والوَحْش، حتّى ذكر القنافذ، والوطواط(2)، والحمير، والبغال، والخيل.

فقال (علیه السّلام): ليس الحرام إلا ما حرم الله في كتابه وقد(3) نهى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم خيبر عن أكل لحوم الحمير، وإنّما نهاهم من أجل ظهرهم أن يُفنوه. وليس الحمير بحرام، وقال: قرأ هذه الآيات: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَى مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمِ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾(4) [145].

119/1514 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قد كان أصحاب المُغيرة يكتبون إلى أن أسأله عن الجري، والمارماهي(5)، والزمير، وما ليس له

ص: 125


1- وسائل الشيعة 14: 6/97، بحار الأنوار 99: 33/299.
2- الوطواط: الخفاش .
3- في «أ، ج_» وقال.
4- التهذيب 9 176/42 عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، والاستبصار 4: 275/74، المقنع: 140 عن أبي جعفر (علیه السّلام)، وسائل الشيعة 24: 6/123، بحار الأنوار 65: 22/180.
5- المار ماهي: حَيّة السَّمَك .

قشر من السمك، أحرام هو أم لا؟

قال: فسألته عن ذلك، فقال: يا محمّد، اقرأ هذه الآية التي في الأنعام ﴿قُلْ لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خنزير﴾، قال: فقرأتها حتى فرغت منها، فقال: إنّما الحرام ما حرم الله في كتابه، ولكنّهم كانوا يعافُون أشياء، فنحن نعافُها(1).

1515 / 120 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن الجري، فقال: وما الجري؟ فَنَعَتُه له، قال: فقال: ﴿لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾ إلى آخر الآية.

ثمّ قال: لم يُحرّم الله شيئاً من الحيوان في القرآن إلا الخنزير بعينه، ويُكْرَه كُلِّ شيءٍ من البحر ليس فيه قشر. قال: قلتُ: وما القشر؟ قال: الذي مثل الوَرّق، وليس هو بحرام، إنَّما هو مكروه(2).

121/1516 - عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : حرم على بني إسرائيل كلّ ذي ظُفُر والشُّحوم إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا(3) أو ما اختلط بعظم(4).

122/1517 - الحسين، قال: سمعت أبا طالب القمّي يروي عن سدير ، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال : نحن الحُجَّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض(5).

123/1518 - عن أبي بصير، قال: كنتُ جالساً عند أبي جعفر (علیه السّلام)، وهو متكئ على فراشه، إذ قرأ الآيات المُحكمات التى لم يَنْسَخهُنَّ شيءٌ من الأنعام، قال: شيعها

ص: 126


1- الأصول الستة عشر: 25 ، التهذيب 9: 16/6 «نحوه».
2- التهذيب 9: 15/5 ، الاستبصار 4: 207/59 .
3- الحوايا جمع حويّة: ما تحوّى من الامعاء، أي تَقبَّض واستدار .
4- بحار الأنوار 65: 23/181.
5- تفسير البرهان 2: 4/492.

[151] قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا

سبعون ألف ملك ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾(1)[151].

[151] الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

1519 / 124 - عن عمر و بن أبي المقدام، عن أبيه، عن علي بن الحسين صلوات الله عليه، قال: ﴿الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [151]، قال: ما ظهر منها نكاح امرأة الأب، وما بطن الزنا(2).

[153] وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ

125/1520 - عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [153]، قال: أتدري ما يعني ب_﴿صِرَاطِي مُسْتَقِيماً﴾ ؟ قلت: لا، قال: ولاية علي والأوصياء (علیهم السّلام).

قال: وتدري ما يعني ﴿فَاتَّبِعُوهُ﴾؟ قال: قلت: لا. قال: يعني علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

قال: وتدري ما يعني ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾؟ قلت : لا . قال: ولاية فلان وفلان والله.

قال: وتدري ما يعني ﴿فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِلهِ﴾ ؟ قلت: لا. قال: يعني سبيل على (علیه السّلام)(3).

126/1521 - عن سعد، عن أبي جعفر الا ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ﴾، قال: آل محمّد (علیهم السّلام) الصراط الذي دل عليه(4).

127/1522 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده (علیهم السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): إن الناس يُوشِكُون أن ينقطع بهم

ص: 127


1- بحار الأنوار 92: 7/275.
2- تفسير البرهان 2: 8/497.
3- بحار الأنوار 35: 16/371 و 67: 31 .
4- بحار الأنوار 14/14:24.

العمل(1)، ويُسَدّ عليهم باب التوبة، فلا ينفع نفساً، إيمانها لم تكُن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً(2).

[158] يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا

128/1523 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قوله : ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا﴾ [158].

قال: طلوع الشمس من المغرب، وخُروج الدابة والدجال(3)، والرجل يكون مُصِرّاً، ولم يَعْمَل على(4) الإيمان، ثم تجيء الآيات فلا يَنْفَعُه إيمانه(5).

1524 / 129 - عن حفص بن غياث ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، قال: سأل رجل أبي (علیه السّلام) عن الحروب أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، وكان السائل من محبّينا.

قال: فقال أبو جعفر (علیه السّلام): إن الله بعث محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تُغْمَد إلا(6) أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها، حتى تَطْلُع الشمس من مغربها، فاذا طلعت الشمس من مغربها، آمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذٍ ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إيمَانِهَا خَيْراً﴾(7).

130/1525 عن عمر و بن شمر ، عن أحدهما (علیهما السّلام)، في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْراً﴾، قال: المؤمن، حالت المعاصي بينه(8) وبين إيمانه، كثرت ذنوبه

ص: 128


1- في «ب»: الأمل.
2- بحار الأنوار 6: 12/31.
3- في «أ، د»: الدخان.
4- في «أ، ج ، د»: عمل.
5- بحار الأنوار 6: 13/312 و 67: 32.
6- في «ج_»: إلى.
7- تفسير البرهان 2: 9/502.
8- في البرهان: المؤمن العاصي حالت بينه.

وقلت حسناته، فلم يكسب في إيمانه خيراً(1).

[159] إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً

131/1526 - عن كُليب الصيداوي، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً﴾ [159]، ثم قال: كان علي (علیه السّلام) يقرأها: (فارقوا دينهم)، ثمّ قال: فارق والله القوم دينهم(2).

[160] مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا

132/1527 - عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السّلام)، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): من صام ثلاثة أيام في الشهر ، فقيل له: أنت صائم الشهر كلّه؟ فقال: نعم، فقد صَدَق، لأنه تعالى قال: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(3) [160].

133/1528 - عن زرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قالوا: سألناهما عن قوله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ أَهى الضعفاء المسلمين(4)؟ قالا: لا، ولكنها للمؤمنين، وإنه لحقِّ على الله تعالى أن يَرْحمهم(5).

1529 / 134 - عن الحسين بن سعيد، يرفعه، عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)(6)، قال : صيام شهر الصبر وثلاثة أيام في كلّ شهر، يُذهِبن بلابل الصُّدور(7)، وصيام ثلاثة أيام في كلّ شهر صيام الدهر ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(8).

ص: 129


1- بحار الأنوار 6: 14/312 ، تفسير البرهان 2: 10/502.
2- بحار الأنوار 9: 78/20 و 31: 20/583.
3- وسائل الشيعة 30/427:10.
4- في «ب»: المؤمنين.
5- بحار الأنوار 71: 9/248.
6- في ثواب الأعمال: الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (علیه السّلام)...
7- بلابل الصدور: وساوسها.
8- ثواب الأعمال: 80، وسائل الشيعة 10: 31/428 ، بحار الأنوار 97: 24/100، ويأتي مثله في الحديث (1536).

135/1530 - عن بعض أصحابنا، عن أحمد بن محمد، قال: سألته كيف يصنع في الصوم صوم السنّة ؟ فقال: صوم ثلاثة أيام في الشهر: خميس من عشر، وأربعاء من عشر، وخميس من عشر، الأربعاء بين خميسين، إنَّ الله تعالى يقول: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ ثلاثة أيام في الشهر صوم دهر(1).

136/1531 - عن علي بن عمّار، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ من ذلك صيام ثلاثة أيام من كُلِّ شهر(2).

137/1532- قال محمد بن عيسى في رواية سُديف، عن محمد بن علي (علیهما السّلام) - وما رأيت محمّدياً مثله قط - : الحسنة التي عنى الله ولا يتنا أهل البيت، والسيئة عداوتنا أهل البيت(3).

138/1533 - عن محمد بن حكيم(4)، عن أبي جعفر الله ، قال : من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله أن يُفْطِر عنده فليفطر، وليدخل عليه الشرور، فانّه يُحسب له بذلك اليوم عشرة أيام، وهو قول الله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾(5).

139/1534 - عن زرارة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إن الله تبارك و تعالى جعل لآدم (علیه السّلام)ثلاث خصال في ذُريَّته: جعل لهم أنَّ من هم منهم بحسنة ولم يعملها كُتِب له حسنة، ومن هَمَّ بحسنةٍ فعَمِلها كُتب له بها عشر حسنات، ومن هَمَّ بالسيئة ولم يعملها لا تُكتب عليه، ومن عَمِلها كُتبت عليه سيئة واحدة، وجعل لهم التوبة

ص: 130


1- وسائل الشيعة 10 : 32/428 ، بحار الأنوار 97: 36/103.
2- وسائل الشيعة 10: 33/428، بحار الأنوار 97: 37/103.
3- بحار الأنوار 1/41:24 .
4- كذا، والظاهر تصحيف صوابه (نجم بن حطيم) كما في الكافي ورجال الطوسي: 147.
5- الكافي 4: 2/150، بحار الأنوار 97: 10/126.

حتّى يَبْلُغ النفس(1) حَنْجَرَة الرجل.

فقال إبليس: يا ربّ، جعلت لآدم ثلاث خصال، فاجعل لي مثل ما جعلت له.

فقال: قد جعلتُ لك لا يُولد له مولود إلا ولد لك مثله، وجعلتُ لك أن تجري منهم مجرى الدم في العروق، وجعلت لك أن جعلتُ صدورهم أوطاناً ومساكن لك. فقال إبليس : يا ربّ حسبي(2).

140/1535 - عن زرارة، عنه (علیه السّلام) ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾، قال : من ذكرهما فلعنهما كُلّ غَداةٍ، كتب الله له سبعين حسنة، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات(3).

141/1536 عن عبد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)، قال: صيام شهر الصبر، وثلاثة أيام في الشهر، يُذهِبُ بلابل الصدور، وصيام ثلاثة أيام في الشهر صوم الدهر، إنّ الله يقول: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(4).

142/1537 - علي بن الحسن(5)، قال: وجدت في كتاب إسحاق بن عمر، [أو] في كتاب أبي - وما أدري - سمعه عن ابن يسار، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)،قال: یا يَسَار، تدري ما صيام ثلاثة أيام؟

قال: قلتُ : جُعِلت فداك، ما أدري.

ص: 131


1- (النفس) ليس في «أ، ب، ه_، د».
2- بحار الأنوار 71: 10/248.
3- بحار الأنوار 30: 91/222.
4- الكافي 6/92:4 بزيادة أمالي الصدوق: 937/683 بزيادة فيهما، ثواب الأعمال: 80، بحار الأنوار 97: 24/100، وتقدم مثله في الحديث: (1529).
5- في «أ»: علي بن الحسين.

قال: أتي بها(1) إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين قبض، أوّل خميس من أول الشهر، وأربعاء في أوسطه، وخميس في آخره، ذلك قول الله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ هو الدهر صائم لا يُفطر.

ثم قال: ما أغبط عندي الصائم يَظَلُّ في طاعة الله، ويمسي يشتهي(2) الطعام والشراب، إن الصوم ناصر للجسد، حافظ وراع له(3).

143/1538 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام): ما أبقت الحنيفية شيئاً حتى إنَّ منها قص الشارب والأظفار، والأخذ من الشارب(4)، والختان(5).

1539/144 - عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي (علیهما السّلام)، قال : ما من أحدٍ من هذه الأمة يدين بدين إبراهيم (علیه السّلام) غيرنا وشيعتنا(6).

145/1540 - عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن على (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): إن الله عز وجل بعث خليله بالحنيفية، وأمره بأخذ الشارب، وقص الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، والختان(7).

146/1541 - عن عمران بن میثم(8)، قال: سمعتُ الحسين بن علي صلوات الله

ص: 132


1- في «أ، ب، ج، د»: الهاني، قال محقق البحار: ولعل الصحيح: قال قال الهادي أبي: آل رسول الله حين قبض إلى صيام ثلاثة أيام أول خميس الخ.
2- في «ب»: فيشتهي.
3- بحار الأنوار 97: 38/103.
4- في «أ، ب، د»: وأخذ الشارب.
5- وسائل الشيعة 21: 10/437.
6- بحار الأنوار 68: 5/85.
7- وسائل الشيعة 21: 11/437 ، بحار الأنوار 76: 5/68.
8- في النسخ: عمر بن أبى ميثم، تصحيف، وما أثبتناه من المحاسن والبحار، انظر رجال الطوسي: 118 ، معجم رجال الحديث 13: 151.

عليه، يقول: ما أحدٌ على ملة إبراهيم (علیه السّلام) إلا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها براء(1).

[165] دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ

147/1542 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لا نقول درجة واحدة، إِنَّ الله يقول: (دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)(2)[165] إِنَّما تفاضل(3)القوم بالأعمال(4).

ص: 133


1- المحاسن: 55/147 بزيادة، بحار الأنوار 68: 6/85.
2- في المصحف الشريف: ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾ .
3- في «ب»: يتفاضل.
4- بحار الأنوار 69: 155 و 15/172، وفي «أ»: الأعمال، بدل بالأعمال.

ص: 134

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة الأعراف

اشارة

1/1543 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : من قرأ سورة الأعراف في كُلِّ شهر، كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون، فإن قرأها في كل جمعة كان ممَّن لا يُحاسب يوم القيامة.

ثم قال أبو عبد الله (علیه السّلام): أما إنَّ فيها آياً محكمة(1)، فلا تَدَعُوا قراءتها وتلاوتها والقيام بها ، فإنَّها تشهد يوم القيامة لمن قرأها عند ربّه(2).

[1] المص

2/1544- عن أبي جمعة رحمة بن صدقة، قال: أتى رجل من بني أمية - وكان زنديقاً - جعفر بن محمد (علیه السّلام)، فقال له : قول الله في كتابه: ﴿المص﴾ [1] أي شيءٍ أراد بهذا، وأيّ شيءٍ فيه من الحلال والحرام، وأيّ شيءٍ في ذا مما ينتفع به الناس؟

قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، فقال : أمسك ويحك: الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، كم معك ؟ فقال الرجل: مائة وإحدى وستون. فقال له جعفر بن محمد (علیه السّلام): إذا انقضت سنة إحدى وستين ومائة

ص: 135


1- في «ب، ج_»: أي ومحكم.
2- ثواب الأعمال: 105 مجمع البيان 608:4، بحار الأنوار 89 26/349، و 92: 1/276.

ينقضي ملك أصحابك(1).

قال: فنظرنا، فلمّا انقضت إحدى وستون ومائة يوم عاشوراء، دخل المُسوّدة(2) الكوفة، وذهب ملكهم(3).

1545 / 3 - خيثمة الجعفي، عن أبي لبيد المخزومي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): يا أبا لبيد، إنه يملِكُ من ولد العباس اثنا عشر يُقتل بعد الثامن منهم أربعة، فتصيب أحدهم الذُّبَحَة(4) فتذبحه هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلةٌ مُدَّتهم، خَبيثَةٌ سِيرتهم، منهم الفويسق المُلقب بالهادي، والناطق، والغاوي.

يا أبا لبيد، إن في حروف القرآن المُقطَّعة لعلماً جماً، إن الله تبارك وتعالى أنزل ﴿الَمَ * ذَلِكَ الكِتَابُ﴾(5) فقام محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى ظهر نُورُه، وثبتت كَلِمَتُهُ، ووُلد يوم ولد، وقد مضى من الألف السابع مائة سنة وثلاث سنين.

ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المُقطَّعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مُقَطَّعة حرف ينقضى أيامه إلا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه.

ثمّ قال: الألف واحد ، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فذلك مائة وإحدى وستون، ثمّ كان بدو خُروج الحسين بن علي (علیه السّلام)(6)

ص: 136


1- انقضاء ملك بني أُميّة كان سنة 132 من الهجرة، وفي الحديث أنه سنة 161 ه_، وقد استظهر العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) صحته على حسب ترتيب الأبجدية عند المغاربة، وبوجوه أخرى ذكرها في بحار الأنوار 10: 164.
2- المُسوّدة: العبّاسيون، لأنّهم اتخذوا السواد شِعاراً.
3- معاني الأخبار: 5/28، بحار الأنوار 92: 7/376.
4- الذبحة: وَجَعٌ في الحلق، وقيل: دم يخنق فيقتل.
5- البقرة 2: 1 و 2 .
6- آل عمران 3: 1 و 2 .

فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند ﴿المص﴾ ويقوم قائمنا (علیه السّلام) عند انقضائها ب_﴿الر﴾(1) فافهم ذلك وَعِه واكتُمه(2).

[3] اتَّبِعُوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِّن رَّبِكُم وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أُولِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ

4/1546 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السّلام) في خُطبته: قال الله: ﴿اتَّبِعُوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِّن رَّبِكُم وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أُولِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾[3] ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المُبين(3).

[12] خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ

1547/ 5 - عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إن الملائكة كانوا يَحسَبُون أنَّ إبليس منهم، وكان في علم الله أنَّه ليس منهم، فاستخرج الله ما في نفسه بالحميّة، فقال: ﴿خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ﴾(4) [12].

[16و17] لَأَقْعُدَنَّ لَهُم صِرَاطَكَ المُستَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَين أيديهم

6/1548 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : الصراط الذي قال إبليس: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُم صِرَاطَكَ المُستَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَين أيديهم﴾ [16 و 17] الآية. وهو على (علیه السّلام)(5).

7/1549 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿لأقعُدَنَّ لَهُم صِرَاطَكَ المُسَتَقِيمَ﴾ إلى ﴿شَاكِرِينَ﴾، قال: يا زرارة، إنما صمد(6) لك ولأصحابك، وأما الآخرون فقد فرغ منهم(7).

ص: 137


1- يونس 10: 1. ...
2- بحار الأنوار 52: 13/106، و 92: 23/383 ، وحول التواريخ المذكورة في هذا الحديث ومدى تعلقها بالحروف المقطعة في فواتح السور، راجع بحار الأنوار الجزء (52).
3- بحار الأنوار 23: 9/102.
4- الكافي 2: 6/233، بحار الأنوار 63: 59/220.
5- شواهد التنزيل 1: 95/61 ، بحار الأنوار 63: 60/220.
6- في «أ، ه_»: عمد.
7- المحاسن: 138/171 ، الكافي 8: 118/145 ، بحار الأنوار 63: 116/252.

8/1550 - عن موسى بن محمد بن عليّ، عن أخيه أبي الحسن الثالث (علیه السّلام)، قال: الشجرة التي نهى الله آدم وزوجته أن يأكُلا منها شجَرَة الحَسَد، عهد إليهما أن لا ينظُرا إلى من فضَّل الله عليه وعلى خلائقه بعين الحَسَد، ولم يجد له عَزماً(1).

[20] مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَين أو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ

1/1551 - عن جميل بن دَرّاج، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : سألتُهُ كيف أخذ الله آدم (علیه السّلام) بالنسيان؟

فقال: إنّه لم يُنسَ، وكيف ينسى وهو يُذَكِّرُه، ويقول له إيليس: ﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَين أو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ﴾(2) [20].

10/1552 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، رفعه إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): أنَّ موسى (علیه السّلام) سأل ربه أن يجمع بينه وبين أبيه آدم (علیه السّلام) حيث عَرَج إلى السماء في أمر الصلاة ففعل، فقال له موسى (علیه السّلام): يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده، ونَفَخ : فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأباح لك جَنَّته، وأسكنك جواره، وكلَّمك قبلاً، ثمَّ نهاك عن شجرةٍ واحدةٍ، فلم تصبر عنها، حتى أهبطت إلى الأرض بسببها، فلم تستطع أن تضبط نفسك عنها، حتى أغراك إبليس فأطعته، فأنت الذي أخرجتنا من الجنَّة بمعصيتك.

فقال له آدم (علیه السّلام): ارفق بأبيك - أي بني - محنة ما لقي(3) في أمر هذه الشجرة، يا بُنيّ إنَّ عدوّي أتاني من وجه المكر والخديعة، فحلف لي بالله أنَّه في مشورته علي لمن الناصحين، وذلك أنه قال لي مُستَنصِحاً(4): إنّي لشأنك يا آدم لمَعْمُوم،

ص: 138


1- بحار الأنوار 11: 42/187.
2- بحار الأنوار 11: 43/187.
3- في البحار: أي بني فيما لقي.
4- في «أ، ج_»: منصحاً.

قلت: وكيف؟ قال: قد كنتُ أنستُ بك وبقربك مِنّي، وأنت تُخرج ممّا أنت فيه إلى ما سَتَكْرَهه. فقلت له: وما الحيلة؟ فقال: إنّ الحيلة هو ذا هو معك، أفلا أدلك على شجرة الخُلد وملك لا يبلى؟ فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة أبداً من الخالدين، وحلف لي بالله كاذباً أنَّه لمن الناصحين، ولم أظُنّ - يا موسى - أنَّ أحداً يحلف بالله كاذباً، فوثقتُ بيمينه، فهذا عُذري، فأخبرني يا بني هل تجد فيما أنزل الله إليك أنَّ خطيئتي كائنة من قبل أن أخلق؟ قال له موسى: بدهرٍ طويل.

قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): فحج آدم موسى، قال ذلك ثلاثاً(1).

11/1553 - عن عبد الله بن سنان، قال: سُئل أبو عبد الله (علیه السّلام) وأنا حاضر - كم لبث آدم وزوجه في الجنّة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما؟

فقال: إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد(2) زوال الشمس من يوم الجمعة، ثمّ بَرَأ زوجته من أسفل أضلاعه، ثم أسجد له ملائكته، وأسكنه جنَّته من يومه ذلك، فوالله ما استقر فيها إلا ست ساعات في يومه ذلك حتى عصى الله ، فأخرَجَهما الله منها بعد غُروب الشمس، وما باتا فيها، وصيّرا بفناء الجنّة حتى أصبحا، فبدت لهما سوآتهما، وناداهما ربُّهما: ألم أنهكما عن تلكما الشجرة؟! فاستحيا آدم من ربّه وخَضَع، وقال: ربَّنا ظَلَمنا أنفُسَنا، واعترفنا بذُنُوبنا، فاغفر لنا. قال الله لهما: اهبطا من سماواتي إلى الأرض، فإنَّه لا يُجاورني في جنتي عاص، ولا في سماواتي.

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إن آدم لما أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فنَدِم، فذهب ليتنحى من الشجرة، فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها، وقالت له:

ص: 139


1- بحار الأنوار 11: 44/188.
2- في «أ»: عند.

أفلا كان فرارك من قبل أن تأكل منّى(1).

[22] بَدَت لَهُمَا سَوءَاتُهُمَا

12/1554 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (علیه السّلام) في قول الله تعالى: ﴿بَدَت لَهُمَا سَوءَاتُهُمَا﴾ [22]، قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت، يعني كانت من داخل(2).

[27] يا بَنِي ءآدَمَ

13/1555 - عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (علیهما السّلام) عن قوله تعالى: ﴿يا بَنِي ءآدَمَ﴾ [27]، قالا: هي عامة(3).

1556 / 14 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : من زَعَم أَنَّ الله أمر بالسُّوء والفحشاء فقد كَذَب على الله، ومن زَعَم أنَّ الخير والشر بغير مَشِيّة منه فقد أخرج الله من سُلطانه، ومن زَعَم أنّ المعاصي عُمِلت بغير قُوَّة الله فقد كَذَب على الله، ومن كَذَب على الله أدخله الله النار(4).

[28] وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً

15/1557 - عن محمد بن منصور، عن عبد صالح (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً﴾ إلى قوله: ﴿أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعلَمُونَ﴾ [28].

فقال: أرأيت أحداً يزعم أنّ الله أمرنا بالزِّنا وشرب الخمر وشيءٍ من هذه المحارم؟ فقلت: لا.

فقال: ما هذه الفاحشة التى يدّعون أن الله أمر بها. فقلت: الله أعلم ووليه.

فقال: إن هذا من أئمة الجور، ادعوا أن الله أمرهم بالانتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فأخبرنا أنّهم قد قالوا عليه الكذب، فسمّى ذلك منهم فاحشة(5).

ص: 140


1- بحار الأنوار 11: 45/188 .
2- تفسير القمي 1: 225، بحار الأنوار 11: 46/189.
3- بحار الأنوار 63: 61/220 .
4- بحار الأنوار 5 : 79/127.
5- بصائر الدرجات: 4/54، الكافي 1: 9/305، بحار الأنوار 31: 18/583 و 19.

16/1558 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال سَمِعتُه يقول : من زَعَمَ أَنَّ الله يأمر بالفحشاء، فقد كَذَب على الله، ومن زَعَم أنَّ الخير والشر إليه(1)، فقد كَذبَ على الله(2).

[29] وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ

17/1559 - عن أبي بصير، عن أحدهما (علیهما السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾ [29] قال: هو إلى القبلة(3).

1560 / 18 - عن الحسين بن مهران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله : ﴿وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾، قال: يعني الأئمة(4).

19/1561 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، عن قوله : ﴿وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾ . قال: مساجد مُحدثة، فأمروا أن يُقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام(5).

20/1562 - أبو بصير، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : هو إلى القبلة ليس فيها عبادة الأوثان، خالصاً مخلصاً(6).

21/1563 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، في قول الله:

ص: 141


1- قال المجلسي (رحمه الله علیه): الظاهر إرجاع الضمير إلى الموصول - أي من - ، فيكون رداً على المفوضة والمعتزلة القائلين باستقلال العبد في أفعاله، وعدم مدخلية الرب سبحانه فيها، وهذا أيضاً كذب على الله تعالى لمخالفته للآيات الكثيرة الدالة على هدايته وتوفيقه وخذلانه ومشيئته وتقديره، ويحتمل إرجاع الضمير إلى الله فيكون رداً على المجبرة «مرآة العقول 2: 184».
2- الكافى 1: 2/120 .
3- بحار الأنوار 84: 20/66.
4- بحار الأنوار 23: 16/331 و 83: 169.
5- التهذيب 2: 43 / 136 عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، بحار الأنوار 84: 20/66.
6- بحار الأنوار 84: 20/66.

[31] خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ

﴿خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾ [31]، قال: هي الثياب(1).

22/1564 - عن الحسين بن مهران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾، قال: يعني الأئمة(2).

[31] وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسرِفِينَ

23/1565 - عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه، ومنع من منع من هوان به عليه؟ لا، ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودائع، وجوز لهم أن يأكلوا قصداً، ويشربوا قصداً، ويلبسوا قصداً، وينكحوا قصداً، ويَركَبُوا قصداً، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويَلُمّوا به شَعَتَهم، فمَن فعل ذلك كان ما يأكل حلالاً، ويشرب حلالاً، ويركب وينكح حلالاً، ومن عدا ذلك كان عليه حراماً.

ثمّ قال: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسرِفِينَ﴾ [31] أترى الله ائتمن رجُلاً على مالٍ، خَوَّل له أن يشتري فرساً بعشرة آلاف درهم، ويُجزيه فَرسُ بعشرين دِرهَماً؟! ويشترى جاريةٌ بألف دينار، ويجزيه جارية بعشرين ديناراً؟! وقال: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسرِفِينَ﴾(3).

24/1566 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾، قال: عَشِيَّة عَرَفَة(4).

25/1567 - عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: سألتُهُ: ﴿خُذُوا زِينَتَكُم

ص: 142


1- بحار الأنوار 83: 168 و 6/222، تفسير الطبري 8: 118، والدر المنثور 3: 440 عن ابن عباس.
2- بحار الأنوار 23: 17/332.
3- وسائل الشيعة 11: 5/500 ، بحار الأنوار 75: 6/305، و 79: 17/304.
4- وسائل الشيعة 13: 1/561 ، بحار الأنوار 99: 35/257.

عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾ ، قال : هو المِشط عند كُلّ صلاة فريضة ونافلة(1).

26/1568 - عن عمار النوفلي، عن أبيه، قال: سمعت أبا الحسن (علیه السّلام) يقول: المشط يذهب بالوباء، قال: وكان لأبي عبد الله (علیه السّلام) مشط في المسجد يَتَمشَط به إذا فرغ من صلاته(2).

27/1569 - عن المحاملي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله الله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾، قال: الأردية في العيدين والجُمُعة(3).

28/1570 - عن هارون بن خارجة، قال: قال ابو عبد الله (علیه السّلام): من سأل الناس شيئاً وعنده ما يَقُوته يومه فهو مِن المُسرِفين(4).

29/1571 - عن خيثمة بن أبي خيثمة ، قال : كان الحسن بن علي (علیهما السّلام) إذا قام ما إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له: يابن رسول الله، لم تلبس أجود ثيابك؟ فقال (علیه السّلام): إنَّ الله تعالى جميلٌ يُحِبُّ الجمال، فأتجمل لربّي، وهو يقول: ﴿خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾ فأحب أن ألبس أجود ثيابي(5).

[32] قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ

1572 / 30 - عن الحكم بن عتيبة ، قال : رأيتُ أبا جعفر (علیه السّلام) و عليه إزار أحمر، قال: فاحددتُ(6) النظر إليه، فقال: يا أبا محمد، إنَّ هذا ليس به بأس، ثم تلا: ﴿قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾

ص: 143


1- نحوه في تفسير القمي 1: 229 ، ومن لا يحضره الفقيه 1: 319/75، وسائل الشيعة 2: 5/122، بحار الأنوار 76: 1/116، و 83: 169، و 84: 4/329.
2- بحار الأنوار 2/116:76، و 4/329:84.
3- وسائل الشيعة 13: 2/561، بحار الأنوار 83: 168 و 40/195:89، و 90: 18/369.
4- وسائل الشيعة 9: 9/438، بحار الأنوار 96: 25/155 .
5- مجمع البيان 4: 637 جوامع الجامع: 144، عوالي اللآلي 1: 54/321، وسائل الشيعة 4: 6/455 ، بحار الأنوار 83: 2/175 .
6- في «ج»: فأجدت.

مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾(1) [32].

31/1573 - عن الوساء، عن الرضا (علیه السّلام)، قال: كان علي بن الحسين (علیهما السّلام) يلبَس الجُبَّة والمطرف(2) الخَزّ، والقلنسوة(3) ويبيع المطرف، ويَتَصَدّق بثمنه، ويقول: ﴿قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾(4).

32/1574 - عن يوسف بن إبراهيم، فال: دخلت على أبي عبد الله (علیه السّلام) وعلي جُبَّة خَةٌ وطَيلَسَان خَزّ، فنظر إلي، فقلت: جُعِلتُ فداك، عليّ جُبَّةٍ خَةٌ وطَيلَسَان خَزّ، ما تقول فيه؟ فقال: وما بأس بالخَرّ.

قلت: وسَدَاه إبريسم؟ فقال: لا بأس به، فقد أصيب الحسين بن علي (علیه السّلام) وعليه جُيّة خَزْ.

ثمّ قال: إنّ عبد الله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين (علیه السّلام) إلى الخوارج لَبِس أفضل ثيابه، وتَطَيَّب بأطيب طيبه، ورَكِب أفضل مراكبه، فخرج إليهم فواقفهم، فقالوا: يابن عباس، بينا أنت خير الناس، إذ أتيتنا في لباس من لباس الجبابرة ومراكبهم! فتلا هذه الآية: ﴿قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ البَسُ وأتَجَمّلُ، فإنّ الله جميلٌ يُحِبّ الجمال، وليكن من خلال(5).

33/1575 - عن العباس بن هلال الشامي(6) ، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال :

ص: 144


1- بحار الأنوار 21/305:79.
2- المطرف: رداءٌ من خَزّ، مربع ذو أعلام .
3- القَلَنسُوَة: لباس للرأس مختلف الأنواع والأشكال.
4- الكافي 6: 4/451 «نحوه»، بحار الأنوار 79: 22/306 .
5- الكافي 6: 7/442 ، دعائم الإسلام 2: 544/153 «نحوه»، بحار الأنوار 79: 18/304 .
6- زاد في «أ، ب، د، ه_»: قال أبو الحسن، ولعله تصحيف (مولى أبي الحسن) كما في الكافي.

قلتُ : جُعِلتُ فداك، ما أعجَبَ إلى الناس من يأكل الجَشِب(1) ويَلبَس الخَشِن ويَتَخَشع !

قال: أما عَلِمتَ أنَّ يوسف بن يعقوب (علیهما السّلام) نبي ابن نبي، كان يلبس أقبية الدِّيباج مَزرُورةً بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم؟ فلم يحتج الناسُ إلى لباسه، وإنَّما احتاجوا إلى قسطه، وإنّما يُحتاج من الإمام إلى أن إذا قال صَدَق، وإذا وعد أنجز، وإذا حَكَم عدل، إنَّ الله لم يُحرم طعاماً ولا شراباً من حلال، وإنما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال: ﴿قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرّزق﴾(2).

1576 / 34 - عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن (علیه السّلام)، قال: كان علي بن الحسين (علیهما السّلام) يلبس الثوب بخمسمائة دينار، والمطرف بخمسين ديناراً يشتو فيه، فاذا ذهب الشتاء باعه وتصدق بثمنه(3).

35/1577- وفي خبر عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (علیه السّلام)، أنَّه كان يشتري الكساء الخَزّ بخمسين ديناراً، فإذا صاف تَصَدِّق به، لا يَرَى بذلك بأساً ويقول: ﴿قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾(4).

[33] إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

36/1578 - عن محمد بن منصور، قال: سألت عبداً صالحاً (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [33].

قال: إنَّ القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرَّم في الكتاب هو في الظاهر،

ص: 145


1- الجَشِب من الطعام: الغليظ، وقيل: هو ما لا إدام فيه.
2- الكافي 6: 5/453، دعائم الإسلام 2: 548/154 «نحوه»، بحار الأنوار 79:19/305.
3- قرب الإسناد 6: 1277/357 نحوه»، بحار الأنوار 25/231:83 ، و 79: 20/305.
4- مجمع البيان 4: 639 ، بحار الأنوار 65: 20/125 .

والباطن من ذلك أئمَّة الجَوْر، وجميع ما أحلّ في الكتاب هو في الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق(1).

37/1579 - عن عليّ بن أبي حمزة ، قال : سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ما من أحد أغير من الله تبارك وتعالى، ومن أغير ممَّن حرّم لا : الفواحش ما ظهر منها وما بَطَن(2)؟

38/1580- عن علي بن يقطين، قال: سأل المهدي(3) أبا الحسن (علیه السّلام) عن الخمر، هل هي مُحرَّمة في كتاب الله، فإنّ الناس يعرفون النهي، ولا يعرفون التحريم؟ فقال له أبو الحسن (علیه السّلام): بل هي محرّمة.

قال: في أي موضع هي محرَّمة بكتاب الله، يا أبا الحسن؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّما حَرمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإِثْمَ وَالبَعْى بغَيرِ الحَقِّ﴾، فأما قوله: ﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ فيعني الزنا المعلن، ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر فى الجاهلية، وأما قوله: ﴿وَمَا بَطَنَ﴾ يعنى ما الآباء، فإنّ الناس كانوا قبل أن يُبعث النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها، تزوّجها ابنه من بعده، إذا لم تكن أمه، فحرم الله ذلك، وأما الإثم فإنّها الخمر بعينها، وقد قال الله في موضع آخر : ﴿يَستَلُونَكَ عَنِ الخَمرِ وَالمَيسِرِ قُل فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾(4) فأما الإثم في كتاب الله فهي الخمر، والميسر فهي النَّرد، وإنمهما كبيرٌ كما قال الله، وأما قوله: ﴿البَغى﴾ فهو الزِّنا سِرّاً.

ص: 146


1- بصائر الدرجات: 2/53، الكافي 1: 305/ 10 ، بحار الأنوار 7/301:24.
2- وسائل الشيعة 27: 58/172، بحار الأنوار 6: 4/110.
3- وهو محمّد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، المعروف بالمهدي، ثالث حكّام بني العباس، فأولهم عمّه السفّاح، وثانيهم أبوه المنصور.
4- البقرة 2: 219.

قال: فقال المهدى: هذه والله فتوى هاشميّة(1).

[34] إِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأْخِرُونَ ساعَةً وَلَا يَستَقدِمُونَ

1581/ 39 - عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأْخِرُونَ ساعَةً وَلَا يَستَقدِمُونَ﴾ [34]، قال: هو الذي يُسمّى لملك الموت (علیه السّلام)(2).

[40] إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِنَايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُم أَبْوَابُ السَّمَاءِ

1582 / 40 - عن منصور بن يُونُس، عن رجُل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِنَايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُم أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ﴾ [40] نزلت في طلحة والزبير، والجَمَل جَمَلهم(3).

[44] فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَينَهُم أَن لَّعَنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ

41/1583 - عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، في قوله: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَينَهُم أَن لَّعَنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [44]، قال: المُؤذن أمير المؤمنين (علیه السّلام)(4).

42/1584 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن على (علیهم السّلام)، قال : أنا يعسوب المؤمنين، وأنا أول السابقين، وخليفة رسول ربّ العالمين، وأنا قسيم الجنَّة والنار، وأنا صاحب الأعراف(5).

[46] وَعَلى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلَا بِسِيمَاهُم

43/1585 - عن هلقام، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله تعالى: ﴿وَعَلى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلَا بِسِيمَاهُم﴾ [46] ما يعني بقوله: ﴿وَعَلَى

ص: 147


1- الكافي 6: 1/406 بزيادة، بحار الأنوار 79: 59/145.
2- تفسير البرهان 2: 1/541 .
3- تفسير القمي 1: 230 عن ضريس عن أبي جعفر (علیه السّلام).
4- تفسير القمي 1: 231 بزيادة، الكافي 1: 70/352 عن أحمد الحلال روضة الواعظين: 105 عن الباقر (علیه السّلام)، شواهد التنزيل 1: 263/203 باسناد تام عن العياشي، بحار الأنوار 8: 6/336.
5- بحار الأنوار 8: 7/336.

الأعراف رجال﴾؟.

قال: ألستم تعرفون عليكم عُرفاء على قبائلكم، ليعرفوا من فيها من صالح أو طالح ؟ قلت: بلى، قال: فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلاً بسيماهم(1).

44/1586 - عن زاذان عن سلمان، قال: سَمِعتُ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول لعلى (علیه السّلام) أكثر من عشر مرات: يا على، إنك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنَّة والنار، لا يدخُل الجنَّة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يَدخُل النار إلا من أنكركم وأنكر تُموه(2).

45/1587 - عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، فى هذه الآية ﴿وَعَلَى الأعرَافِ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُم﴾، قال : يا سعد، هم آل محمد (علیهم السّلام)، لا يَدخُل الجنَّة إلا من عَرَفهم وعَرَّفوه، ولا يَدخُل النار إلا من أنكرهم وأنكروه(3).

46/1588 - عن الطيار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له : أي شيءٍ أصحاب الأعراف؟

قال: استوت الحسنات والسيئات، فان أدخلهم الجنّة فبرحمته، وإن عذَّبهم لم يظلمهم(4).

47/1589 - عن كَرّام، قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) يقول: إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نُور يواقيت خُضر وبيض، في كُلِّ قبّة إمام دهره، قد احتف به أهل دهره بَرُّها وفاجِرُها حتى يقفوا بباب الجنَّة، فيَطَّلع أوّلُها صاحب قبّةٍ إطلاعةً فيُميّز(5) أهل ولايته وعدوّه، ثمّ يُقبل على عدوه فيقول: أنتم الذين أقسمتم لا

ص: 148


1- بصائر الدرجات: 3/516، بحار الأنوار 8: 8/336.
2- بصائر الدرجات: 7/517 «نحوه»، بحار الأنوار 8: 9/337.
3- بصائر الدرجات: 4/516 بزيادة ، بحار الأنوار 8: 10/337.
4- بحار الأنوار 8: 12/337.
5- في «أ، ج_»: فيتميز.

[47] رَبَّنَا لَا تَجْعَلنَا مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ

ينالهم الله برحمة ؟ ادخُلُوا الجنّة، لا خوف عليكم اليوم، يقول لأصحابه فتَسوَدٌ وجوه الظالمين(1)، فيميز(2) أصحابه إلى الجنَّة، وهم يقولون: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلنَا مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ﴾ [47].

[46] لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطْمَعُونَ

فإذا نَظَر أهل القبة الثانية إلى قِلَّة من يَدخُل الجنَّة وكثرة من يدخُل النار، خافوا أن لا يَدخُلوها، وذلك قوله تعالى: ﴿لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطْمَعُونَ﴾(3) [46].

1590 / 48 - عن الثَّمالي، قال: سُئل أبو جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَال يَعرِفُونَ كُلّا بِسيماهُم﴾.

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): نحن الأعراف الذين لا يُعرف الله إلا بسبب معرا معرفتنا، ونحن الأعراف الذين لا يدخُل الجنَّة إلا من عَرَفنا وعرفناه، ولا يَدخُل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه، وذلك بأن الله لو شاء أن يُعرف الناس نفسه لعرّفهم، ولكنَّه جعلنا سببه وسبيله، وبابه الذي يُؤتى منه(4).

[50] أفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أو مِمَّا رَزَقَكُمُ الله

49/1591 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : إنَّ أهل النار يموتون عطاشى، ويدخلون قبورهم عطاشى ويُحْشَرون عطاشى، ويدخُلون جهنَّم عطاشى، فترفع لهم قراباتهم من الجنَّة، فيقولون: ﴿أفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أو مِمَّا رَزَقَكُمُ الله﴾(5)[50] .

ص: 149


1- في «أ، ب، د، ه_»: فيسود وجه الظالم.
2- کذا في جمیع النسخ و البحار، فلعله بمعنی (فیمیز) الأول، أي یفرز و یعزل، أو یکون بمعنی ینتقل إذ یقال في اللازم منه: ماز فلان: انتقل من مکان إلی مکان أو أنه مصحف (فیحیز) أي یسوق رویدا، وفي نور الثقلین فیمر.
3- نور الثقلين 2: 141/36، بحار الأنوار 8: 12/337.
4- بحار الأنوار 8: 16/338.
5- بحار الأنوار 8: 17/338 .

50/1592 - عن الزهري، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) يقول: يَومَ التَّنادِ يوم ينادي أهل النار أهل الجنة: أن أفيضوا علينا من الماء(1).

[56] لَا تُفسدوا في الأَرضِ بَعدَ إِصَلَاحِهَا

51/1593 - عن ميسر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿لَا تُفسدوا في الأَرضِ بَعدَ إِصَلَاحِهَا﴾ [56].

قال: إنّ الأرض كانت فاسدةً، فأصْلَحَها الله بنبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال: ﴿لَا تُفْسِدُوا في الأرضِ بَعدَ إِصْلَاحِهَا﴾(2).

[71] انتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّن المُنتَظِرِينَ

52/1594 - عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ! أما سمعت قول العبد الصالح: ﴿انتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّن المُنتَظِرِينَ﴾(3) [71].

53/1595 - عن يحيى بن المُساور الهمداني، عن أبيه : جاء رجل من أهل الشام إلى عليّ بن الحسين (علیه السّلام)، فقال : أنت عليّ بن الحسين؟ قال: نعم. قال: أبوك الذي قَتَل المؤمنين؟ فبكى على بن الحسين (علیهما السّلام)، ثم مسح عينيه، فقال: ويلك! كيف قطعت على أبي أنّه قتل المؤمنين.

قال: قوله: «إخواننا قد بَغَوا علينا، فقاتلناهم على بغيهم».

فقال: ويلك أما تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قال: فقد قال الله: ﴿وَإِلَى مَديَنَ أخَاهُم شعيباً﴾(4)﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُم صالِحاً﴾(5) فكانوا إخوانهم في دينهم، أو في عشير تهم؟ قال له الرجل: لا، بل في عشيرتهم، قال: فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم،

ص: 150


1- بحار الأنوار 8: 18/339.
2- الكافي 8: 20/58 ، بحار الأنوار 37: 13/227، و: 32/250.
3- كمال الدين: 5/645 بزيادة، بحار الأنوار 52: 23/129.
4- الأعراف 7: 85.
5- هود 11: 61.

وليسوا إخوانهم في دينهم.

قال فرَّجت عنِّي ، فرج الله عنك(1).

54/1596 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السّلام)، قال: إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سأل جبرئيل (علیه السّلام): كيف كان مهلك قوم صالح؟ فقال: يا محمّد، إنَّ صالحاً بُعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة، فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومائة سنة لا يجيبونه إلى خير.

قال: وكان لهم سبعون صنماً يعبدونها من دون الله، فلما رأى ذلك منهم قال : يا قوم، إنّي قد بعثت إليكم وأنا ابن ست عشرة سنة، وقد بلغت عشرين ومائة سنة، وأنا أعرض عليكم أمرين، إن شئتم فسلوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما تسألوني، وإن شئتم سألتُ آلهتكم، فإن أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم، فقد شنأتكم وشنأتموني.

فقالوا: قد أنصفت يا صالح، فاتَّعدوا ليوم يخَرُجون فيه.

قال: فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم(2)، ثم قربوا طعامهم وشرابهم، فأكلوا وشَرِبوا، فلمّا أن فَرغوا دعوه فقالوا: يا صالح، سل. فدعا صالح كبير أصنامهم، فقال: ما اسم هذا؟ فأخبروه باسمه، فناداه باسمه، فلم يُجب، فقال صالح: ما له لا يُجيب ؟ فقالوا له: ادع غيره، فدعاها كلها بأسمائها، فلم يُجبه واحد منهم.

فقال: يا قوم، قد ترون [أنّي] قد دعوتُ أصنامكم فلم تُجبني، فسلوني حتى أدعو إلهي فيُجيبكم الساعة، فأقبلوا على أصنامهم، فقالوا لها: ما بالكن لا تُجِبن صالحاً؟ فلم تُجب، فقالوا: يا صالح، تنح عنا، ودعنا وأصنامنا قليلاً، قال: فَرَمَوا

ص: 151


1- بحار الأنوار 32: 329/345 .
2- الظهر: طريق البرّ، وما غلظ من الأرض وارتفع.

بتلك البسط التي بَسَطُوها، وبتلك الآنية، وتَمَرّغوا في التُّراب، وقالوا لها : لئن لم تُجبن صالحاً اليوم لنفضحن.

قال: ثمّ دَعَوه، فقالوا يا صالح، تعال فسلها؛ فعاد فسألها فلم تجبه، فقال: إنّما أراد صالح أن تُجيبه وتُكلّمه بالجواب. قال: فقال لهم: يا قوم، هو ذا ترون قد ذهب النهار، ولا أرى آلهتكم تجيبني، فسلوني حتى أدعو إلهي ، فيُجيبكم الساعة.

قال: فانتدب له منهم سبعون رجلاً من كبرائهم وعُظمائهم والمنظور إليهم منهم، فقالوا: يا صالح، نحن نسألك، قال: فكلُّ هؤلاء يرضُون بكم؟ قالوا: نعم، فإن أجابوك هؤلاء أجبناك. قالوا: يا صالح، نحن نسألك، فإن أجابك ربّك اتبعناك وأجبناك، وتابعك جميع أهل قريتنا. فقال لهم صالح: سلوني ما شئتم.

فقالوا: انطلق بنا إلى هذا الجبل - وكان الجبل قريباً منهم(1) - حتى نسألك عنده، قال: فانطلق فانطلقوا معه، فلما انتهوا إلى الجبل، قالوا: يا صالح، سَل ربّك أن يُخرج لنا الساعة من هذا الجبل ناقةً حمراء شقراء(2) وبراء عشراء(3) - وفي رواية محمّد بن نصير: حمراء شعراء، بين جنبيها ميل -.

قال: قد سألتموني شيئاً يعظم عليّ، ويهون على ربِّي، فسأل الله ذلك، فانصَدَع الجبل صدعاً كادت تطيرُ منه العقول لمّا سَمِعوا صوته، قال: واضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض، ثم لم يُعجلهم(4) إلا ورأسها قد طلع عليهم من من ذلك الصَّدع، فما استتمت رقبتها حتى اجترت، ثم خرج سائر جسدها،

ص: 152


1- في «أ، ب، د، ه_»: هذا الجبل. وكان الجبل جبل قريب منه، وفي البحار: هذا الجبل وجبل قريب منه.
2- في «أ، ب»: شعراء.
3- الوبراء: الكثيرة الوبر، والعشراء: ما مضى على حملها عشرة أشهر.
4- في «ج_»: يفجأهم.

ثم استوت على الأرض قائمة، فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح، ما أسرع ما أجابك ربُّك ! فسَله أن يُخرج لنا فصيلها(1) قال: فسأل الله ذلك فَرَمَتْ به، فدبّ حولها، فقال لهم: يا قوم، أبَقِيَ شيءٌ؟ قالوا: لا، انطلق بنا إلى قومنا نُخبرهم ما رأينا ويؤمنوا بك.

قال: فرَجَعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتدّ منهم أربعة وستون رجلاً، وقالوا: سِحرٌ، وثبت السنة، وقالوا الحقُّ ما رأينا. قال: فكثر كلام القوم، ورجعوا مُكَذِّبين إلا السنّة، ثمّ ارتاب من السنّة واحدٌ، فكان فيمن عقرها .

وزاد محمد بن نصیر(2) في حديثه: قال [ابن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلاً من أصحابنا، يقال له:] سعيد بن يزيد: فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام، فرأى جنبها قد حكَ الجبل، فأتّر جنبها فيه، وجبل آخر بينه وبين هذا ميل(3).

[80] أتأتونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ

55/1597 - عن يزيد بن ثابت، قال: سأل رجل أمير المؤمنين (علیه السّلام) أيوتى النساء في أدبارهنّ؟ فقال: سَفُلت سَفّل الله بك، أما سَمِعت الله يقول: ﴿أتأتونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ﴾(4)[80] .

[81] إِنَّكُم لتَأْتُونَ الرِّجَال شَهِوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ

56/1598 - عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: سمعت أبا عبدالله (علیه السّلام) ذكر عنده إتيان النساء في أدبارهن، فقال: ما أعلم آية في القرآن أحلت ذلك إلا واحدة ﴿إِنَّكُم لتَأْتُونَ الرِّجَال شَهِوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ﴾ [81] الآية.(5)

ص: 153


1- الفصيل: ولد الناقة.
2- وهو من مشايخ العياشي.
3- الكافي 8: 213/185 ، بحار الأنوار 11: 3/377.
4- وسائل الشيعة 20: 11/144 ، بحار الأنوار 12: 167 / 23، و 9/29:104.
5- وسائل الشيعة 20: 12/148 ، بحار الأنوار 12: 167 / 24 ، و 10/29:104.

57/1599 - عن الحسين بن عليّ(1)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: يا ويح هذه القدرية، إنما يقرءون هذه الآية ﴿إلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرنَاهَا مِنَ الغَابِرِينَ﴾(2) ويحهم من قدرها إلا الله تبارك وتعالى(3).

[99] فَلَا يَأْمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخَاسِرُونَ

1600 / 58 - عن صفوان الجمال، قال: صليت خلف أبي عبد الله (علیه السّلام) فأطرق، ثمّ قال: اللهم لا تُؤْمِنّي مكرك، ثمّ جهر(4) فقال: ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخَاسِرُونَ﴾(5)[99] .

[102] وَمَا وَجَدنًا لأكثرهم مِّن عَهدٍ وإن وجدنا أكثَرُهُم لَفَاسِقِينَ

59/1601 - عن أبي ذرّ، قال: قال: والله ما صدق أحدٌ ممَّن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم، وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله تعالى ﴿وَمَا وَجَدنًا لأكثرهم مِّن عَهدٍ وإن وجدنا أكثَرُهُم لَفَاسِقِينَ﴾ [102]، وقوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾(6).

1602 / 60 - قال: وقال الحسين بن الحكم الواسطي : كتبتُ إلى بعض الصالحين أشكو(7) الشَّك، فقال: إنَّما الشك فيما لا يُعرَف، فإذا جاء اليقين فلا شك، يقول الله: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لأكثَرِهِم مِّن عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكثَرَهُم لَفَاسِقِينَ﴾ نزلت في الشكاك(8)

1603 / 61 - عن عاصم المصري(9)، رفعه، قال: إنَّ فرعون بنى سبع مدائن

ص: 154


1- في «أ، ج، د»: الحسن بن علي.
2- النمل 27: 57.
3- بحار الأنوار 5: 102/56.
4- في «أ، ج_»: جهم.
5- بحار الأنوار 70: 59/391.
6- بحار الأنوار 68: 7/85 ، والآية من سورة الرعد 13: 1.
7- في «أ، ج_» شكوى.
8- بحار الأنوار 72: 3/125.
9- كذا في النسخ ، ولعله عاصم بن سليمان البصري، المعروف بالكوزي، راجع رجال النجاشي: 301، رجال الطوسي: 262.

يتحصن فيها من موسى (علیه السّلام)، وجعل فيما بينها أجاماً وغياضاً(1)، وجعل فيها الأسد ليتحصن بها من موسى (علیه السّلام).

قال: فلمّا بعث الله موسى (علیه السّلام) إلى فرعون فدخل المدينة، فلمّا رآه الأسد تبصبصت(2) وولت مديرة، قال: ثمَّ لم يأتِ مدينة إلا انفتح له بابها، حتى انتهى إلى قصر فرعون الذي هو فيه، قال: فقعد على بابه وعليه مدرَعةٌ(3) من صُوف ومعه عصاه، فلما خرج الآذن قال له موسى (علیه السّلام): استأذن لي على فرعون. فلم يلتفت إليه، قال: فقال له موسى (علیه السّلام): إني رسول ربّ العالمين. قال فلم يلتفت إليه، قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسأله أن يستأذن له، قال: فلمّا أكثر عليه، قال له: أما وَجَد ربّ العالمين من يُرسله غيرك؟

قال: فغضب موسى (علیه السّلام) وضرب الباب بعصاه، فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلا انفتح، حتّى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: أدخلوه. قال: فَدَخَل عليه وهو في قبَّةٍ له مرتفعةٍ كثيرة(4) الارتفاع، ثمانون ذراعاً، قال: فقال: إنّي رسول رب العالمين إليك. قال: فقال: فأتِ بآيةٍ إن كُنتَ مِن الصادقين. قال: فألقى عصاه، وكان لها شعبتان. قال: فإذا هي حَيَّة، قد وقع إحدى الشعبتين في الأرض، والشعبة الأخرى في أعلى القبة، قال: فنظر فرعون إلى جوفها وهو يلتهب نيراناً، قال: وأهوت إليه، فأحدث وصاح: يا موسى، خُذها(5).

ص: 155


1- الأجام جمع الأجمة: الشجر الكثير الملتفّ، والغياض جمع الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء.
2- تبصبص الكلب حرّك ذنبه، وتبصبص فلان: تملّق.
3- المدرعة: جُبّةٌ من صوف مشقوقة المُقدّم.
4- في «أ»: له من بقعة كبيرة.
5- بحار الأنوار 13: 49/137.

[111] أرجه وَأَخَاهُ

1604 / 62 - عن يونس بن ظبيان(1)، قال: قال (علیه السّلام): إن موسى وهارون حين دخلا على فرعون، لم يكن في جلسائه يومئذٍ ولد سفاح، كانوا ولد نكاح كلّهم، ولو كان فيهم ولد سفاح لأمر بقتلهما، فقالوا: ﴿أرجه وَأَخَاهُ﴾ [111] وأمروه بالتأنّي والنظر، ثمّ وضع (علیه السّلام) يده على صدره، فقال: وكذلك نحن لا ينزع إلينا(2) إلا كُل خبيث الولادة(3).

63/1605 - عن موسى بن بكر، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : أشهد أن المرجئة على دين الذين قالوا: ﴿أرجِه وَأَخَاهُ وَابعَث فِى المَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾(4).

1606 / 64 - عن محمد بن علي (علیه السّلام)، قال : كانت عصا موسى لآدم (علیهما السّلام)، فصارت إلى شعيب (علیه السّلام)، ثم صارت إلى موسى بن عمران (علیه السّلام)، وإنّها لتُروّع وتلقف ما يأفِكُون، وتصنع ما تُؤمَر، يُفتح لها شُعبتان(5)، إحداهما في الأرض، والأخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعاً، تلقف ما يأفِكُون بلسانها(6).

65/1607 - عن عمّار الساباطي، قال: سَمِعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: إن الأرض الله يُورثها من يشاء من عباده، قال: فما كان الله فهو لرسوله، وما كان لرسول الله فهو للإمام بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(7).

ص: 156


1- عده الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه)من أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام)، راجع معجم رجال الحديث 193: 20 .
2- قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): لعلّ قوله : لا ينزع إلينا، من نزع القوس ، كناية عن القصد بالشر.
3- بحار الأنوار 13: 50/137.
4- بحار الأنوار 72: 3/179، والآية من سورة الشعراء 26: 36.
5- في «ج_»، و«ه_» نسخة بدل: شفتان.
6- بحار الأنوار 13: 51/138.
7- بحار الأنوار 100 : 1/58.

[128] إنَّ الأرضَ لِلَّهِ يُورَثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِه وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ

66/1608 - عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : وجدنا في كتاب على (علیه السّلام): ﴿إنَّ الأرضَ لِلَّهِ يُورَثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِه وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ﴾ [128] أنا وأهل بيتى الذين أورثنا الله الأرض، ونحن المُتقون، والأرض كلّها لنا، فمن أحيا أرضاً من المسلمين فعمّرها فليؤدٌ خَراجها إلى الإمام من أهل بيتي، وله ما أكل منها، فان تَرَكها وأخربها بعدما عمّرها، فأخذها رجل من المسلمين بعده فعمَّرها وأحياها، فهو أحقُّ به من الذي تركها، فليؤدّ خَراجها إلى الإمام من أهل بيتي، وله ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف، فيحوزها ويمنعها، ويُخرجهم عنها، كما حواها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ومنعها، إلا ما كان في أيدي شيعتنا، فإنّه يُقاطعهم ويترك الأرض في أيديهم(1).

67/1609- عن محمد بن قيس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: قلت: ما الطوفان؟ قال: هو طُوفان الماء والطاعون(2).

[134] لَئِن كَشَفتَ عَنَّا الرّجزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ

1610 / 68 - عن محمد بن علي، عن أبي عبدالله(3)، أنبأني عن سليمان عن الرضا (علیه السّلام) في قوله تعالى: ﴿لَئِن كَشَفتَ عَنَّا الرّجزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ﴾ [134]، قال: الرّجز: هو الثَّلج، ثمّ قال: خُراسان بلاد رجز(4).

ص: 157


1- الكافي 5: 5/279، بحار الأنوار 100: 2/58.
2- بحار الأنوار 13: 52/138.
3- كذا في النسخ، وزاد في «أ، ب، د» بعد أبي عبد الله (علیه السّلام)، وفي «ج_»: (علیه السّلام) وأنبأني سليمان. لا، ويحتمل كونه بطريق واحد وهو محمّد بن علي، عن أبي عبدالله، عن سليمان، عن الرضا (علیه السّلام) ، والمراد بمحمّد بن علي، هو ابن محبوب، وبأبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، راجع معجم رجال الحديث 16: 63، والمراد بسليمان الذي روى عن الرضا (علیه السّلام)، هو سليمان بن جعفر الجعفري، والذي روى عنه محمد بن خالد، أبو عبدالله البرقي، راجع معجم رجال الحديث 8: 239 و 240.
4- بحار الأنوار 13: 53/138.

[142] وَوَاعَدنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وأتمَمنَاهَا بِعَشْرِ

69/1611 - عن محمد الحلبي، عن أبي عبدالله (علیه السّلام) في قوله: ﴿وَوَاعَدنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وأتمَمنَاهَا بِعَشْرِ﴾ [142]، قال: بعشر ذي الحجة ناقصة حتّى انتهى إلى شعبان فقال: ناقص لا يَتِمٌ(1).

1612 / 70 - عن الفضيل بن يسار، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام) : جُعِلتُ فداك، وقت لنا وقتاً فيهم.

فقال : إنّ الله خالف علمه علم المُوقتين، أما سَمِعت الله يقول: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً﴾ إلى ﴿أربَعِينَ لَيْلَةً﴾؟ أما إن موسى لم يكن يعلم بتلك العشر، ولا بنو إسرائيل، فلمّا حدثهم(2) قالوا: كذب موسى، وأخْلَفَنا موسى؛ فإن حدثتُم به فقولوا: صَدَق الله ورسوله، تُؤجروا مرَّتين(3).

1613 / 71 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إن موسى (علیه السّلام) لما ، خرج وافداً(4) إلى ربّه وأعدهم ثلاثين يوماً، فلما زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه: أخْلَفنَا موسى، فصنعوا ما صَنَعوا(5).

عن محمّد بن على بن الحنفية، أنّه قال مثل ذلك(6).

72/1614 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قال : لما سأل موسى (علیه السّلام) ربه تبارك وتعالى: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أنظُر إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُر إِلَى الجَبَل فَإن استَقَرٌ مَكَانَهُ فَسَوفَ تَرَانِي﴾، قال : فلما صَعِد موسى (علیه السّلام) على

ص: 158


1- بحار الأنوار 13 : 29/228 ، و 96: 15/301.
2- في «ج_»: فلما مضى حدثهم ، ولعلّ العبارة مصحفة وأصلها: فلمّا مضت مدتهم.
3- بحار الأنوار 13: 30/228.
4- في «أ، ب، ج، د»: واحداً.
5- الكافي 1: 5/300 ، بحار الأنوار 13: 31/228.
6- بحار الأنوار 13: 32/228.

[143] قَالَ سُبحَانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنَا أوَّلُ المُؤمِنِينَ

الجبل، فُتحت أبواب السماء، وأقبلت الملائكة أفواجاً في أيديهم العمد، وفي رأسها النُّور، يَمُرُّون به فوجاً بعد فوج، يقولون: يابن عمران، اثبت فقد سألت عظيماً، قال: فلم يزل موسى (علیه السّلام) واقفاً حتى تجلّى ربنا جل جلاله، فجعل الجبل دَكّاً، وخَرّ موسى صَعِقاً، فلمّا أن ردّ الله إليه رُوحه أفاق ﴿قَالَ سُبحَانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنَا أوَّلُ المُؤمِنِينَ﴾(1) [143].

73/1615 - قال ابن أبي عُمير: وحدثني عدة من أصحابنا: أن النار أحاطت به حتى لا يهرب لهول ما رأى.

قال: وروى هذا الرجل عن بعض مواليه، قال: ينبغي أن يُنتَظَر بالمَصعُوق ثلاثاً، أو يتبيّن(2) قبل ذلك، لأنه ربما رُدّ عليه رُوحه(3).

1616 / 74 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: إن موسى بن عمران (علیه السّلام) لما سأل ربه النظر إليه وعده الله أن يقعد في موضع، ثمّ أمر الملائكة، أن تمُرّ عليه مَوكِباً مَوكِباً بالبرق والرعد والرّيح والصَّواعق، فكلما مر به مَوكبٌ من المواكب ارتعدت فرائصه، فيرفع رأسه، فيسأل: أفيكم ربي؟ فيجاب: هو آت، وقد سألت عظيماً يا بن عمران(4).

1617 / 75 - عن حفص بن غياث، قال : سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبَّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً﴾، قال : ساخَ الجبل في البحر، فهو يهوي حتى الساعة(5).

ص: 159


1- بحار الأنوار 13: 33/228.
2- في «أ»: ثنتين، والمراد بقوله «يتبين» أي يتحقق موته بتغيّر الرائحة وغيرها.
3- بحار الأنوار 13: 33/228.
4- بحار الأنوار 13: 34/229.
5- بحار الأنوار 13: 35/229.

76/1618 - وفي رواية أخرى: أنّ النار أحاطت بموسى (علیه السّلام) لئلا يهرب لهول ما رأى، وقال: لمّا خرّ موسى ضيقاً مات، فلما أن ردّ الله رُوحه أفاق، فقال: سُبحانك تُبت إليك وأنا أوّل المؤمنين(1).

1619 / 77 - عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال في الجفر: إن الله تبارك وتعالى لما أنزل الألواح على موسى (علیه السّلام)، أنزلها عليه وفيها تبيان كُلّ شيءٍ كان أو هو كائن، إلى أن تقوم الساعة، فلمّا انقضت أيام موسى (علیه السّلام) أوحى الله إليه: أن استَودِع الألواح؛ وهي زَبَرجَدَةٌ من الجَنَّة، جبلاً يقال له زينة، فأتى موسى الجبل، فانشق له الجبل، فجعل فيه الألواح مَلفُوفةً، فلمّا جَعَلها فيه أنطَبق الجبل عليها، فلم تَزَل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأقبل ركب من اليمن يُريدون الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلما انتهوا إلى الجبل أنفَرَج الجبل وخرجت الألواح ملفوفةً كما قال وضعها موسى ، فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم ألقى الله في قلوبهم أن لا الا يَنظُروا إليها، وها بوها حتّى يأتوا بها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأنزل الله جبرئيل (علیه السّلام) قاله على نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأخبره بأمر القوم، وبالذي أصابوه.

فلمّا قَدِموا على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وسلّموا عليه ابتدأهم، فسألهم عما وجدوا والله فقالوا: وما علمك بما وجدنا ؟ قال : أخبرني به ربّي، وهو الألواح. قالوا: نشهد أنك الرسول الله، فأخرَجُوها فَوَضَعُوها إليه، فنظر إليها، وقولها وكتبها(2) بالعبراني، ثمّ دعا أمير المؤمنين (علیه السّلام) فقال : دونك هذه ففيها علم الأولين وعلم الآخرين، وه

ص: 160


1- بحار الأنوار 13: 36/229 .
2- في «ج_»: وقرأها وكانت، وفي البصائر: وقرأها وكتابها، وكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمياً لا يحسن القراءة والكتابة بالعربية فضلاً عن العبرانية، إلا أن يكون الله تعالى قد أقدره على قراءة خصوص تلك الألواح عن طريق الوحي، أو أن يكون قوله: (وقرأها) مؤولاً على معنى (قُرئت له) وشبيه هذا المعنى ورد في كثير من موارد السيرة والتاريخ.

ألواح موسى (علیه السّلام)، وقد أمرني ربي أن أدفعها إليك.

فقال: لستُ أحسن قرائتها.

قال: إن جبرئيل، أمرني أن أمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه، فإنك تُصبح وقد علمت قرائتها، قال: فجعلها تحت رأسه، فأصبح وقد علَّمه الله كُلّ شيء فيها، فأمره رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بنسخها ، فنسخها في جلد وهو الجَفر، وفيه علم الأوّلين والآخرين، وهو عندنا، والألواح عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحن ورثنا النبيين صلّى الله عليهم أجمعين.

قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في وادٍ يُعرف بكذا(1).

[146] سَأصرِفُ عن ءَايَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُون فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ ...

1620 / 78 - عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري، قال: كان ممّا قال هارون لأبي الحسن موسى (علیه السّلام) حين أدخل عليه : ما هذه الدار؟ قال: هذه دار الفاسقين. قال: وقرأ ﴿سَأصرِفُ عن ءَايَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُون فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ ... وإِنْ يَرُوا سَبِيل الغَى يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً﴾ [146] يعني وإن يَرَوا كُلِّ آيةٍ لا يُؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً.

فقال له هارون: فدارُ من هي؟ قال: هي لشيعتنا فترة(2)، ولغيرهم فتنة.

قال: فما بال صاحب الدار لا يأخُذها؟ قال: أخذت منهم عامرة، ولا يأخُذها إِلَّا مَعْمُورة(3).

79/1621 - عن محمد بن أبي حمزة ، عمَّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول

ص: 161


1- بصائر الدرجات: 4/159 ، بحار الأنوار 17: 21/137 ، و 26: 25/187.
2- في «أ ، ج_، ه_»: قرّة.
3- بحار الأنوار 48: 13/138.

[148] اتَّخَذَ قَومُ مُوسَى مِن بَعدِهِ مِن حُليّهم عِجلاً جَسَداً لَّه خُوَارٌ

الله تعالى: ﴿اتَّخَذَ قَومُ مُوسَى مِن بَعدِهِ مِن حُليّهم عِجلاً جَسَداً لَّه خُوَارٌ﴾ [148] .

فقال موسى: يا ربّ ومن أخار الصَّنَم ؟ فقال الله : أنا يا موسى أخَرَتُهُ. فقال: موسى: ﴿إن هِيَ إِلَّا فِتنَتُكَ تُضِلُ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ﴾(1).

1622 / 80- عن ابن مسكان عن الوصاف(2)، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إن فيما ناجى الله موسى (علیه السّلام) أن قال: يا ربّ هذا السامري صنع العجل، فالخُوار مَن صنّعه؟ قال: فأوحى الله إليه: يا موسى، إن تلك فتنتي فلا تفحص(3) عنها(4).

1623 / 81 - عن إسماعيل بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : حيث قال موسى (علیه السّلام): أنت أبو الحكماء(5).

1624 / 82 - عن محمد بن أبي حمزة، عمَّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إن الله تبارك وتعالى لما أخبر موسى (علیه السّلام) أن قومه اتخذوا عجلاً له خُوار، فلم يقع منه موقع العيان، فلمّا رآهم اشتد غضبه، فألقى الألواح من يده، فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): وللرؤية فضل على الخَبَر(6).

83/1625 - عن داود بن فرقد، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): عَرَضَت لي إلى ربي

ص: 162


1- بحار الأنوار 13: 37/229 ، والآية من سورة الأعراف 7: 155.
2- كذا، ولعله عبيد الله بن الوليد الوصافي، روى عن الصادق والباقر (علیهما السّلام)، وروى عنه عبدالله بن مُسكان، راجع معجم رجال الحدیث 11: 87.
3- في «أ، ب»: فلا تفضحني، وفي تفضحني، وفي «ه_» فلا تنصحني، قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): لا تفصحني عنها، لعله بالصاد المهملة، أي لا تسألني أن أظهر سببها، والإفصاح وإن كان لازماً يمكن أن يكون التفصيح متعدياً، وفي بعض النسخ بالمعجمة، أي لا تبين ذلك للناس فإنهم لا يفهمون.
4- بحار الأنوار 13: 38/229.
5- تفسير البرهان 2: 7/593، والظاهر أنّ الحديث ناقص.
6- بحار الأنوار 13: 39/230.

حاجة، فهجرت(1) فيها إلى المسجد، وكذلك أفعل إذا عرَضَت لي الحاجة، فبينا أنا أصلّي في الروضة إذا رجلٌ على رأسي، قال: فقلتُ: ممَّن الرجل؟ فقال: من أهل الكوفة. قال: قلت: ممّن الرجل؟ قال: من أسلم. قال: فقلت: ممّن الرجل؟ قال: من الزيدية.

[152] إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجلَ سَيَنَالُهُم غَضَبٌ مِّن رَبِّهِم وَذِلَّةٌ فِى الحَياةِ الدُّنْيَا

قال: قلت: يا أخا أسلم، من تعرف منهم؟ قال: أعرف خيرهم وسيّدهم ورشيدهم وأفضلهم هارون بن سعد.

قلت: يا أخا أسلم، ذاك رأسُ العجلية(2)، أما سَمِعت الله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجلَ سَيَنَالُهُم غَضَبٌ مِّن رَبِّهِم وَذِلَّةٌ فِى الحَياةِ الدُّنْيَا﴾ [152] وإنّما الزيدي حقاً محمّد بن سالم بياع القَصَب(3).

1626 / 84 - عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له: إن عبدالله بن عجلان قال في مرضه الذي مات فيه: إنّه لا يموت فمات، فقال: لا عرّفه الله(4) شيئاً من ذُنُوبه، أين(5) ذهب؟ إن موسى اختار سبعين رجلاً من قومه، فلمّا أخَذَتهم الرّجفة قال: ربّ أصحابي أصحابي. قال: إني أبدلك بهم من هو خيرٌ لكم منهم. فقال: إني عرفتهم ووجدتُ ريحهم، قال: فبعثهم الله له أنبياء(6).

ص: 163


1- هَجْر إلى الشيء: بكر وبادَرَ إليه، وهجر: خرج في وقت الهاجرة، وهي نصف النهار، وكلا المعنيين جائزان، لأنّ وقت الفجر والزوال. من الساعات التي ترجى فيها إجابة الدعاء وقضاء الحاجة.
2- العِجلِيَّة: طائفة من الغلاة. معجم الفرق الإسلامية: 170.
3- رجال الكشي: 418/231 ، بحار الأنوار 47: 44/347.
4- في «أ ، ه_»: لا غفر الله، وللعلامة المجلسي (رحمه الله علیه) بيان في شرح هذه العبارة في البحار 13: 243.
5- لعلها تصحيف (أنّى) كما في نسخة من رجال الكشي.
6- رجال الكشي: 445/24، بحار الأنوار 13: 242/ 50 ، و 47: 45/347.

1627 / 85 - عن أبان بن عثمان، عن الحارث: مثله، إلا أنه ذكر: فلما أخذتهم الصاعقة، ولم يذكر الرَّجفَة(1).

[155] إن هِيَ إِلَّا فتنتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِى مَن تَشَاءُ

86/1628 - عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : لما ناجى موسى ربَّه أوحى الله إليه: أن يا موسى قد فتنتُ قومك. قال: وبماذا ياربّ؟ قال: بالسامري، صاغ لهم من حُليّهم عجلاً، قال: ياربّ إنّ حُليّهم لا يُحتمل أن يُصاغ منه غزال وتمثال وعجل، فيكف فتنتهم؟ قال: صاغ لهم عجلاً فَخار، قال: يارب، ومن أخاره؟ قال: أنا. قال عندها موسى: ﴿إن هِيَ إِلَّا فتنتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِى مَن تَشَاءُ﴾(2) [155].

1629 / 87 - عن علي بن أسباط، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): لِمَ سمّي النبي الأمي؟ قال : نُسب إلى مكة، وذلك من قول الله: ﴿لِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَن حَولَهَا﴾(3) وأُمّ القُرى مكّة، فقيل أُمّي لذلك(4).

[157] يَجِدُونَهُ مكتوباً عِندهُم فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجيل يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ

88/1630 - عن المالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قوله: ﴿يَجِدُونَهُ مكتوباً عِندهُم فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجيل يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُم عَنِ المُنكَرِ﴾يعني اليهود والنصارى، صفة محمد واسمه (5) [157].

[157] فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ

89/1631- عن أبي بصير، في قول الله: ﴿فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ﴾ [157]، قال أبو جعفر (علیه السّلام): النُّور: علي (علیه السّلام)(6).

ص: 164


1- بحار الأنوار 13: 243 / ذيل ح 50 .
2- بحار الأنوار 13: 28/227.
3- الشورى 42: 7.
4- بصائر الدرجات: 4/246، وعلل الشرائع: 2/125 بزيادة فيهما.
5- الكافي 8: 92/117، بحار الأنوار 15: 50/227.
6- بحار الأنوار 35 26/404 .

[159] وَمِن قَومِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ

1632 / 10 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَمِن قَومِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [159]، فقال: قوم موسى هم أهل الإسلام(1).

91/1633 - عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إذا قام قائم آل محمّد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى (علیه السّلام) الذين يقضُون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أصحاب الكهف، ويُوشعَ وصي موسى، ومؤمن آل فرعون، وسلمان الفارسي، وأبا دُجانة الأنصاري(2)، ومالك الأشتر(3).

92/1634 - عن أبي الصَّهباء البكري، قال: سمعتُ علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ودعا رأس الجالوت وأسقف النصارى، فقال: إنّي سائلكما عن أمرٍ، وأنا أعلم به منكما، فلا تكتماني يا رأس الجالوت بالذي أنزل التوراة على موسى، وأطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقاً يبساً، وفجَّر لكم من الحَجَر الطُّوري اثنتى عشرة عيناً، لكلِّ سبط من بنى إسرائيل عيناً، إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال: فرقة(4) واحدة.

فقال: كَذَبت، والذى لا إله غيره، لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كُلّها

ص: 165


1- بحار الأنوار 24: 38/151.
2- هو سماك بن خَرَشة الخزرجي البياضي الأنصاري، المعروف بأبي وجانة؛ صحابي، كان شجاعاً بطلاً، شهد بدراً، وثبت يوم أحد، وأصيب بجراحات كثيرة واستشهد باليمامة سنة 11 ه_. الأعلام للزركلي 3: 138.
3- نحوه في إرشاد المفيد 2: 386 ، وإعلام الورى: 464 ، بحار الأنوار 52: 92/346، و 53: 95/90.
4- في «أ، ج_»: ولا فرقة.

في النار إلا واحدة، فانَّ الله يقول: ﴿وَمِن قَومِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ فهذه التي تنجو(1).

93/1635 - عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، قال: كانت مدينة حاضرة البحر، فقالوا لنبيهم: إن كان صادقاً فليُحوّلنا ربَّنا جِرِّيثاً(2)، فإذا المدينة في وسط البحر قَدْ غَرِقت من الليل، وإذا كلّ رجلٍ منهم مسوداً(3) جريئاً يدخُل الراكب في فيها(4).

1636 / 94 - عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : وجدنا في كتاب أمير المؤمنين (علیه السّلام): أنَّ قوماً من أهل أيْلَة(5) من قوم ثمود، وأن الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت، لِيَخْتَبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت(6) لهم يوم سبتهم في ناديهم وقُدّام أبوابهم، في أنهارهم وسواقيهم، فتبادروا، إليها، فأخذوا يصطادونها ويأكلونها، فلبثوا بذلك ما شاء الله، لا ينهاهم الأحبار ولا ينهاهم العلماء من صيدها.

ثمّ إنَّ الشيطان أوحى إلى طائفة منهم: إنّما نُهِيتم عن أكلها يوم السبت، ولم تُنهوا عن صيدها، فاصطادوا يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الأيام.

فقالت طائفة منهم: الآن نصطادها، وانحازت طائفة منهم ذات اليمين، وقالوا: الله الله، إنا نَهَيناكم عن عُقُوبة الله أن تعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفةٌ

ص: 166


1- بحار الأنوار 28: 7/5.
2- الجِرِّيث: ضَرْبٌ من السَّمَك يُشبه الحَيَّات.
3- كذا ، وفي البحار: مسوخاً، ولعلّها تصحيف ممسوخاً.
4- بحار الأنوار 14: 10/55.
5- أيْلَة: مدينة على ساحل بحر القُلْزُم (الأحمر) ممّا يلي الشام، وهي مدينة اليهود الذين اعتدوا في السبت «مراصد الإطلاع 1: 138».
6- أي ظهرت واقتربت من شريعة الماء.

[164و165] لِمَ تَعِظُونَ قوماً اللهُ مُهلِكُهُم أو مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيداً

منهم ذات اليسار، فسكتت فلم تعظهم، وقالت الطائفة التي لم تَعِظهم: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قوماً اللهُ مُهلِكُهُم أو مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيداً﴾.

وقالت الطائفة التي وَعَظتُهُم: ﴿مَعذِرَةٌ إلى رَبِّكُم وَلَعَلَّهُم يَتَّقُونَ﴾، قال الله : ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ [164 و 165] يعنى لمّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا به ومَضَوا على الخطيئة، قالت الطائفة التي وعظتهم: لا والله، لا نجا معكم ولا نبايتكم الليل في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها، مخافة أن ينزل بكم البلاء، فنزلوا قريباً من المدينة، فباتوا تحت السماء.

فلما أصبح أولياء الله المطيعون لأمر الله، غَدَوا ليَنظُروا ما حال أهل المعصية، فأتوا باب المدينة، فإذا هو مُصمَت، فَدَقوه فلم يُجابوا، ولم يسمعوا منها حِسٌ أحدٍ، فَوَضَعُوا سُلَّماً على سُور المدينة، ثمّ أصعدوا رجلاً منهم، فأشرف على المدينة، فنظر فإذا هو بالقوم قردةً يتعاوون، فقال الرجل لأصحابه: يا قوم، أرى والله عَجَباً. فقالوا: وما ترى؟ قال: أرى القوم قردة يتعاوون، لهم أذناب. قال: فكسروا الباب ودخلوا المدينة. قال: وعرفت القردة أنسابها من الإنس، ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة، قال: فقال القوم للقردة: ألم ننهكم؟

قال: فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): والذي فَلَق الحَبَّة وبرأ النَّسمَة، إنِّي لأعرف أنسابها من هذه الأمة، لا يُنكرون ولا يُغيّرون، بل تركوا ما أمروا به، وقد قال الله تعالى: ﴿فَبُعداً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ﴾(1)، وقال الله: ﴿أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنهَونَ عَن السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾(2) [165].

ص: 167


1- المؤمنون 23: 41.
2- تفسير القمي 1: 244 ، قصص الأنبياء للراوندي: 93/100 (باختصار)، بحار الأنوار 12: 5/54.

95/1637 - عن عليّ بن عُقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ اليهود أمروا بالإمساك يوم الجمعة، فَتَرَكُوا يوم الجمعة، فأمسكوا يوم السبت(1).

96/1638 - عن الأصبغ، عن علي (علیه السّلام)، قال : أُمتان تابعنا(2) من بني إسرائيل: فأما التي أخذت البحر فهي الجراري(3)، وأما التي أخذت البر فهي الضباب(4).

97/1639 - عن هارون بن عبيد(5)، رفعه إلى أحدهم (علیهم السّلام)، قال : جاء قوم إلى السلام أمير المؤمنين (علیه السّلام) بالكوفة، وقالوا له: يا أمير المؤمنين، إن هذه الجراري تُباع في أسواقنا ؟

قال: فَتَبسَّم أمير المؤمنين (علیه السّلام) ضاحكاً، ثمّ قال: قوموا لأريكم عَجَباً، ولا تقولوا في وصيكم إلا خيراً، فقاموا معه، فأتوا شاطئ بحرٍ، فَتَقَل فيه تفلةً، وتَكَلَّم بكلماتٍ، فإذا بحرية رافعة رأسها، فاتحة فاها، فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): من أنت؟ الويل لك ولقومك! فقالت: نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر، إذ يقول الله في كتابه: ﴿إذ تَأْتِيهِم حِيتَانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعاً﴾(6) الآية، فعرض الله علينا ولا يتك فقعدنا عنها فمَسَخنا الله ، فبعضنا في البرّ، وبعضنا في البحر، فأما الذين في البحر فنحن الجراري ، وأما الذين في البر فالضَّبِّ واليربوع.

قال: ثم التفت أمير المؤمنين (علیه السّلام) إلينا، فقال: أسمعتم مقالتها؟ قلنا: اللهم

ص: 168


1- علل الشرائع: 1/69، بحار الأنوار 14: 1/50.
2- كذا، وفي «ج_»: تابعتا والظاهر تصحیف، صوابه ما في الوسائل: مسختا.
3- في «أ، ج_»: الجرّيث.
4- وسائل الشيعة 24: 22/136، والضباب : جمع ضَبّ، وهو حيوان من جنس الزواحف.
5- في «أ»: هارون بن عبد، وفي «ج_»: هارون بن عبدالعزيز.
6- الأعراف 7: 163.

نعم. قال: والذي بعث محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم(1).

164 / 98 - عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السّلام)، في قول الله : فلمّا جَاءَ أمرنا ﴿أنجينا الَّذينَ ينهون عن السوء﴾.

قال: افترق القوم ثلاث فرق، فرقة انتهت(2) واعتزلت، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب، وفرقة أقترفت الذُّنوب، فلم تنتج من العذاب إلا من انتهت(3).

قال جعفر (علیه السّلام): قلت لأبي جعفر (علیه السّلام): ما صنع بالذي أقاموا ولم يُقارفوا الذُّنوب؟ قال أبو جعفر (علیه السّلام): بلغني أنهم صاروا ذَراً(4).

[169] أَلَم يُؤْخَذ عَلَيهِم مِّيثَاقُ الكِتابِ أن لَّا يَقُولوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ

99/1641- عن إسحاق بن عبد العزيز، عن أبي الحسن الأول (علیه السّلام)، قال : إن الله خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يكذبوا بما لا يعلمون، أو يقولوا بما لا يعلمون، وقرأ: ﴿بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ﴾(5)، وقال: ﴿أَلَم يُؤْخَذ عَلَيهِم مِّيثَاقُ الكِتابِ أن لَّا يَقُولوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ﴾(6)[169].

1642 / 100 - عن إسحاق، قال أبو عبد الله (علیه السّلام): خَص الله الخلق في آيتين من كتاب الله : أن لا يقولوا على الله إلا بعلم، ولا يَرُدُّوا إلَّا بعلم [قال الله عزّ وجلّ:] ﴿ألم يُؤخَذ عَلَيهِم مِّيثَاقُ الكِتَابِ أن لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ﴾، وقال: ﴿بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ﴾(7).

ص: 169


1- وسائل الشيعة 24: 23/136، بحار الأنوار 14: 11/55 .
2- في «ج_»: نهت.
3- في «أ، ج_»: نهى.
4- نور الثقلين 2: 320/90.
5- یونس 39:10.
6- بحار الأنوار 2 : 3/113.
7- الكافي 1: 8/34 أمالي الصدوق: 702/506، مجمع البيان 5: 168 ، بحار الأنوار 2: 3/113، والآية من سورة يونس 39:10.

101/1643 - عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلتُ له: أيضعَ الرجل يده على ذراعه في الصلاة؟

قال: لا بأس، إن بني إسرائيل كانوا إذا دخلوا في الصلاة دخلوا متماوتين(1) كأنّهم موتى، فأنزل الله على نبيه (علیه السّلام): خُذ ما آتيتك بقُوَّة، فإذا دخلت الصلاة فادخُل فيها بجَلَدٍ وقُوَّة، ثمّ ذكرها(2) في طلب الرزق، فاذا طلبت الرزق فاطلبه بقوة(3).

[171] خُذُوا مَا اتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ

102/1644 - وفي رواية إسحاق بن عمار، عنه (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿خُذُوا مَا اتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ﴾ [171] أقوة في الأبدان، أم قوّة في القلوب؟ قال: فيهما جميعاً(4).

103/1645 - عن محمد بن حمزة، عمّن أخبره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿خُذوا مَا ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ﴾، قال: السُّجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلاة(5).

[172] وَإِذ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم

104/1646 - عن رفاعة، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام)عن قول الله تعالى : ﴿وَإِذ أخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم﴾ [172]، قال: نعم أخذ الله الحُجَّة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا، وقَبَض يده(6).

105/1647 - عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): كيف أجابوه وهم ذر؟

ص: 170


1- قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) قوله: «ثم ذكرها» يمكن أن يكون من كلام الراوي، أي ثمّ : ذكر (علیه السّلام) القوة وحسنها في طلب الرزق، ويحتمل أن يكون في الأصل «قال: إذا طلبت» ويحتمل أن يكون من كلامه (علیه السّلام)، أي الأخذ بالقوة في الآية ليس مقصوراً على العبادات، بل يشمل طلب الرزق أيضاً. بحار الأنوار 84: 328.
2- في «ج_»: متهاونين.
3- بحار الأنوار 84: 5/327.
4- بحار الأنوار 5/50:70.
5- بحار الأنوار 84: 33/244.
6- المحاسن: 229/242 ، بحار الأنوار 5: 56/257.

قال: جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه، يعني في الميثاق(1).

106/1648 - عن عبيد الله الحلبي(2)، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قالا: حج عمر أول سنة حجّ وهو خليفة، فحج تلك السنة المهاجرون والأنصار، وكان علي (علیه السّلام) قد حجّ في تلك السنة بالحسن والحسين (علیهما السّلام) وبعبد الله بن جعفر.

قال: فلمّا أحرم عبد الله ليس إزاراً ورداء مُمَسِّقين(3) - مَصبُوغَين بطين المَشق - ثمّ أتى فنظر إليه عمر وهو يُلبّي وعليه الإزار والرداء، وهو يسير إلى جنب علي (علیه السّلام)، فقال عمر من خلفهم : ما هذه البدعة التي في الحَرَم؟ فالتفت إليه علي (علیه السّلام) فقال له: يا عمر، لا ينبغي لأحدٍ أن يُعلّمنا السُّنّة.

فقال عمر: صدقت يا أبا الحسن، لا والله ما عَلِمتُ أنّكم هم.

قال: فكانت تلك واحدة في سفرتهم تلك، فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت، فاستلم عمر الحجر، وقال: أما والله إني لأعلم أنك حَجَرٌ لا تَضُرّ ولا تنفع، ولو لا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) استلمك ما استلمتك.

فقال له على (علیه السّلام): مه يا أبا حفص، لا تفعل فإنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يستلم إلا لأمر قد علمه، ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما عَلِم غيرك لعلمت أنه يَضُرّ وينفع، وله عينان و شفتان ولسان ذلِق(4) يشهد لمن وافاه بالموافاة.

قال: فقال له عمر: فأوجدني ذلك من كتاب الله، يا أبا الحسن.

فقال على (علیه السّلام): قوله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ َأخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن

ص: 171


1- الكافي 2: 1/10، بحار الأنوار 5: 57/257.
2- في «أ، د»: عبدالله الحلبي، وفي «ب، ه_»: عبدالله بن الحلبي، تصحيف صوابه ما أثبتناه من «ج_» ، راجع معجم رجال الحدیث 10: 385 و 11: 82 و 88.
3- ثوب ممشوق: مصبوغ بالمشق، والمشق: المغرّة.
4- أي ذو حدة وذرابة.

ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأشْهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم ألستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلَى شَهِدنَا﴾ فلمّا أقرُّوا بالطاعة بأنّه الربّ وهم العباد ، أخذ عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام، ثمّ خلق الله رَقّاً أرقّ من الماء، وقال للقلم: اكتب موافاة خلقي ببيتي الحرام، فكتب القلم موافاة بني آدم في الرق، ثمّ قيل للحَجَر افتح فاك، قال: ففتحه فالقمه الرَّقِّ، ثمّ قال للحَجَر : احفظ(1) واشهد لعبادي بالموافاة، فهَبَط الحَجَر مُطيعاً الله .

يا عمر، أوليس إذا استلمت الحَجّر قلت: أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة ؟ فقال عمر : اللهم نعم. فقال له علي (علیه السّلام): من ذلك(2).

107/1649 - عن الحلبي، قال: سألته (علیه السّلام) لم جُعِل استلام الحجر ؟ قال : إِنَّ الله حيث أخذ الميثاق من بني آدم، دعا الحجر من الجنَّة، وأمره والتقم الميثاق، فهو يَشهَد لمن وافاه بالوفاء(3).

108/165 - عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : إنَّ بعض قريش قال الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): بأي شيءٍ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟

فقال: إنّي كنتُ أوّل من أقرّ بربّي، وأوّل من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، فكنتُ أوّل من قال: بلى، فسبقتهم إلى الإقرار بالله(4).

ص: 172


1- في «أ»: احفظه.
2- وسائل الشيعة 12: 4/483 ، بحار الأنوار 99: 3/142 و 29/227، قوله (علیه السّلام): «من ذلك»، يعني أن قولك يا عمر «أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته» هو من ذلك الإقرار بالطاعة والميثاق، وفي «ج_»: الأمر ذلك، وفي «ه_» والبحار: أمن ذلك.
3- الكافي 4: 2/184 ، علل الشرائع: 1/423 «نحوه»، مستطرفات السرائر: 43/34، وسائل الشيعة 13: 4/317، بحار الأنوار 99: 28/227.
4- بصائر الدرجات: 2/103 ، الكافي 2 : 1/8 ، علل الشرائع: 1/124، بحار الأنوار 15: 21/15.

109/1651 - عن زرارة، قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم﴾ إلى: ﴿قَالُوا بَلَى﴾، قال: كان محمّد عليه وآله السلام أوّل من قال: بلى.

قلت: كانت رُؤية مُعاينة؟ قال: أثبت المعرفة في قُلُوبهم، وأنسوا ذلك الميثاق، وسَيَذكُرونه بعد، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه، ولا مَن يَرزُقه(1).

110/1652 - عن زرارة: أنَّ رجلاً سأل أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتهم﴾.

فقال (علیه السّلام)- وأبوه يسمع - : حدثني أبي أنّ الله تعالى قَبض قبضةً من تُراب التربة الَّتي خَلَق منها آدم (علیه السّلام)، فصب عليها الماء العذب الفرات، فتركها أربعين صباحاً، ثمّ صَبّ عليها الماء المالح الأجاج، فتركها أربعين صباحاً، فلما اختمرت الطينة أخذها تبارك وتعالى فَعَركها عَركاً شديداً، ثم هكذا - حكى بسط كفّيه - فخرجوا(2) كالذرّ من يمينه وشماله، فأمرهم جميعاً أن يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين، فصارت عليهم برداً وسلاماً، وأبى أصحاب الشمال أن يدخُلوها(3).

111/1653 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تبارك وتعالى: ﴿ألَستُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى﴾ قالوا بألسنتهم؟ قال: نعم، وقالوا بقلوبهم.

فقلت: وأي شيء كانوا يومئذ؟ قال: صنع منهم ما أكتفى بها(4).

112/1654 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ﴾ إلى ﴿أنفُسِهِم﴾.

ص: 173


1- بحار الأنوار 5 : 58/257 ، و 15: 17 / 24 ، وفي «ب»: ولا من ربه.
2- في «أ»: فجروا.
3- الكافي 2: 2/5، بحار الأنوار 5: 59/257 ، و 67: 22/111 .
4- بحار الأنوار 5: 20/102:67،60/258.

قال: أخرج الله من ظهر آدم ذُرِّيته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر، فعرفهم نفسه، وأراهم نفسه، ولو لا ذلك ما عَرَف أحد ربّه، وذلك قوله: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم مَّن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ لَيَقُولُنَّ الله﴾(1).

113/1655 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلت له: ﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ﴾ إلى ﴿شَهِدنَا﴾، قال: ثم قال: ثبتت المعرفة، ونسوا الموقف وسَيَذكُرونه، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه، ولا من رازقه(2).

1656 / 114 - عن جابر ، قال : قلت لأبي جعفر (علیه السّلام): من(3) سمّى أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟ قال: قال: والله نزلت هذه الآية على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) ﴿وَأَشْهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم﴾ وأنّ محمداً رسول الله، وأن علياً أمير المؤمنين، فسماه الله - والله - أمير المؤمنين(4).

1657 / 115 - عن جابر، قال: قال لي أبو جعفر (علیه السّلام): يا جابر، لو يعلم الجمال متى سُمّي أمير المؤمنين علي (علیه السّلام) لم يُنكروا حقه.

قال: قلتُ : جُعِلت فداك، متى سمّي ؟ فقال لي: قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ﴾ إلى ﴿ألَستُ بِرَبِّكُم﴾ وأنّ محمّداً رَسُول الله، وأنّ عليّاً أمير المؤمنين. قال: ثم قال لي: يا جابر، هكذا والله جاء بها محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(5).

116/1658 - عن ابن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال :

ص: 174


1- نحوه في الكافي 2: 4/10، والتوحيد: 9/330 ، بحار الأنوار 5: 61/258، والاية من سورة لقمان 31: 25.
2- المحاسن: 225/241.
3- في «ب، د، ه_»: متى.
4- بحار الأنوار 37: 72/332 .
5- بحار الأنوار 37: 72/333.

قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): إن أمتي عرضت على في الميثاق، فكان أوّل من آمن بي عليّ، وهو أوّل من صَدقني حين بعثت، وهو الصِّدِّيق الأكبر(1)، والفاروق يفرق بين الحق والباطل(2).

117/1659 - عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (علیه السّلام)، قال : أتاه ابن الكواء، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن الله تبارك وتعالى، هل كلم أحداً من ولد آدم قبل موسی (علیه السّلام)؟

موسى فقال علي (علیه السّلام): قد كلَّم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم، ورَدُّوا عليه الجواب، فتَقُل ذلك على ابن الكواء ولم يَعرِفه.

فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟

فقال له: أو ما نقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه (صلی الله علیه و آله و سلم): ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأشْهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى﴾؟ فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب، كما تسمع في قول الله يابن الكواء: ﴿قَالُوا بَلَى﴾ ، فقال لهم: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، وأنا الرَّحمن، فأقرواله بالطاعة والربوبية، وميّز(3) الرُّسل والأنبياء والأوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم، فأقروا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك: شهدنا عليكم يا بني آدم أن تَقُولوا يوم القيامة: إنّا كُنَّا عن هذا غافلين(4).

118/1660 - قال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): أخبرني عن الذرّ حيث أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى؛ وأسر بعضهم خلاف ما أظهر. قلت:

ص: 175


1- في «أ»: الأول.
2- بحار الأنوار 17: 62/154 ، و 3/208:38 .
3- في «أ»: بيّن.
4- خصائص الأئمة (علیهم السّلام): 87 ، بحار الأنوار 5: 18/101:67،62/258.

كيف علموا القول حيث قيل لهم : ألست بربكم؟ قال: إن الله جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه(1).

[175] ءاتَيْنَاهُ وَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنهَا فأتبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِن الغَاوِينَ

119/1661 - عن سليمان اللبان، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): أتدري ما مثل المغيرة ابن سعید(2)؟ قال: قلت: لا. قال: مثله مثل بلعم(3) الذي أوتى الاسم الاعظم الذي قال الله تعالى: ﴿ءاتَيْنَاهُ وَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنهَا فأتبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِن الغَاوِينَ﴾(4) [175].

[180] وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الحُسْنَى فادعُوه بهَا

1662 / 120 - عن محمد بن أبي زيد الرازي، عمَّن ذكره عن الرضا (علیه السّلام)، قال : إذا نزلت بكم شدّة، فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الحُسْنَى فادعُوه بهَا﴾ [180]، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يُقبل من أحدٍ إلا بمعرفتنا، قال: فادعوه بها(5).

[181] وَمِمَّن خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ

121/1663 - عن حمران، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَمِمَّن خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ﴾ [181]، قال: هم الأئمّة(6).

ص: 176


1- بحار الأنوار 5: 63/258، و 67: 19/102.
2- في «ب، ه_»: المغيرة بن شعبة، تصحيف صوابه ما أثبتناه، راجع رجال الکشي، و معجم رجال الحدیث 18: 275.
3- زاد في الكشي: قلت: ومن بلعم ؟ قال.
4- رجال الكشي: 406/227 عن سلمان الكناني، بحار الأنوار 13: 3/379 و 46: 15/332.
5- الكافي 1: 4/111 عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، الإختصاص: 252، بحار الأنوار 7/5:94 .
6- الكافي 1: 13/343 عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، بحار الأنوار 24: 5/144.

122/1664 - وقال محمّد بن عجلان، عنه الهلال : نحن هم(1).

123/1665 - عن أبي الصهباء(2) البكري، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين (علیه السّلام) يقول: والذي نفسي بيده، لتُفرّقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا فرقة واحدة ﴿وَمِمَّن خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ فهذه التي تنجو من هذه الأمة(3).

124/1666 - عن يعقوب بن زيد(4)، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): ﴿وَمِمَّن خَلَقْنَا اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ﴾ ، قال : يعنى أمة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(5).

[188] وَلَو كُنتُ أعلَمُ الغَيبَ لاستكثَرْتُ مِنَ الخَيرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ

1667 / 125 - عن خلف بن حماد، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله يقول في كتابه: ﴿وَلَو كُنتُ أعلَمُ الغَيبَ لاستكثَرْتُ مِنَ الخَيرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ﴾ [188] يعنى الفقر(6).

[190] فَلَمَّا اتَاهُما صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا

126/1668 - عن زرراة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سَمِعتُه يقول: ﴿فَلَمَّا اتَاهُما صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا﴾ [190]، قال: هو آدم وحواء، إنما كان شركهما شرك طاعة، وليس شرك عبادة.

وفي رواية أخرى: ولم يكن شرك عبادة(7).

ص: 177


1- بحار الأنوار 24: 6/144.
2- في «ه_»: ابن الصهبان، وفي «أ، ب، د» ابن الصهباء، تصحيف صوابه ما في «ج_»، وهو صهيب البكري البصري ويقال: المدني، أبو الصهباء، مولى ابن عباس. راجع تهذيب الكمال 13: 241 ، التاريخ الكبير للبخاري 4: 315.
3- مجمع البيان 4: 773 الدر المنثور 3 617، بحار الأنوار 24: 10/144، و 28: 8/6.
4- في «ب»: يعقوب بن يزيد.
5- بحار الأنوار 7/144:24 و 28: 9/6.
6- معاني الأخبار : 1/172، بحار الأنوار 26 : 4/102.
7- تفسير القمي 1: 253 عن المفضل، مجمع البيان 4: 783 ، بحار الأنوار 11: 4/252.

[199] خُذِ العفو وأمر بِالعُرفِ وَأعرِض عَنِ الجَاهِلِينَ

127/1669 - عن الحسن(1) بن عليّ بن النعمان، عن أبيه، عمَّن سَمِع أبا عبد الله (علیه السّلام) وهو يقول: إنَّ الله أدب رسوله الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال: يا محمّد ﴿خُذِ العفو وأمر بِالعُرفِ وَأعرِض عَنِ الجَاهِلِينَ﴾ [199] قال: خُذ منهم ما ظَهَر وما تيسر، والعفو: الوسط(2).

128/1670 - عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿خُذِ العَفْوَ وَأْمُر بِالعُرفِ﴾، قال : بالولاية ﴿وَأَعرِض عَنِ الجَاهِلِينَ﴾، قال: عنها يعني الولاية(3).

[201] إنَّ الَّذِينَ اتَّقُوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ

129/1671 - عن زيد أبي أسامة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله : ﴿إنَّ الَّذِينَ اتَّقُوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ [201] ، قال: هو الذَّنب يهم به العبد فَيَتَذكَّر فَيدَعُه(4).

1672 / 130 - عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله : ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ ما ذلك الطائف؟ فقال: هو السيءُ يهم العبد به(5)، ثمَّ يذكر الله فيُبصِر ويُقصِر(6).

1673 / 131 - أبو بصير، عنه (علیه السّلام)، قال : هو الرجُل يَهُم بالذنب ثمَّ يَتَذكَّر فيَدَعه(7).

ص: 178


1- في «أ، ب، د، ه_»: الحسين، تصحيف صوابه ما في «ج_»، راجع رجال النجاشي: 81/40، معجم رجال الحديث 5: 56 و 6: 51.
2- بحار الأنوار 96: 4/84 .
3- بحار الأنوار 24: 3/188 ، البرهان 2: 5/625 .
4- بحار الأنوار 70: 13/287.
5- في «أ»: هو الشيء يهم به العبد.
6- بحار الأنوار 70: 14/287 ، وأقصر عن الذنب: كفّ عنه مع القدرة عليه.
7- الكافي 2: 7/315، بحار الأنوار 70: 14/287.

[204] وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُفَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأنصِتُوا لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ

132/1674 - عن زرارة قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ﴾ فِي الفريضة خلف الإمام ﴿فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأنصِتُوا لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ﴾(1) [204].

133/1675 - عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: يجب الإنصات للقرآن في الصلاة وفي غيرها، وإذا قُرى عندك القرآن وجب عليك الإنصات والاستماع(2).

1676 / 134 - عن أبي كَهْمَس(3)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قرأ ابن الكواء خلف ، أمير المؤمنين (علیه السّلام): ﴿لَئن أشرَكتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾(4) فأنصت له أمير المؤمنين (علیه السّلام)(5).

[205] وَاذكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً

1677 / 135 - عن زرارة، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : لا يكتُبُ المَلك إلا ما أسمع نفسه، وقال الله: ﴿وَاذكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً﴾ [205] قال: لا يَعلَمُ ثواب ذلك الذكر فى نفس العبد لعظمته(6) إلا الله، وقال: إذا كنت خلف إمام تأتم به ، فأنصت وسبِّح في نفسك(7).

1678 / 136 - عن إبراهيم بن عبد الحميد، يرفعه، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)

ص: 179


1- من لا يحضره الفقيه 1: 1160/256، مستطرفات السرائر: 2/72، بحار الأنوار 88: 80/108، و 92: 4/221.
2- بحار الأنوار 88: 80/108 و 5/221:92 .
3- في «ج_»: أبي بصير.
4- الزمر 39: 65.
5- مجمع البيان 4: 792 وسائل الشيعة 6: 3/214، بحار الأنوار 88: 22، و: 80/108 و 92: 6/222.
6- في «أ، ج_»: لعظمه.
7- الزهد: 144/53 الكافي 2: 4/364 مجمع البيان 4: 792، بحار الأنوار 85: 10/76 ، و 88: 108/ 80 ، و 93: 36/159.

﴿وَاذكُر رَّبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعاً﴾ يعنى مستكيناً ﴿وَخِيفَةً﴾ يعنى خوفاً من عذابه ﴿وَدُونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ﴾ يعني دون الجهر من القراءة ﴿بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ [205] يعني بالغداة والعشى(1).

1679 / 137 - عن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَاذكُر رَّبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾.

قال: تقول عند المساء: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت، ويُميت ويُحيي، وهو على كُلِّ شيءٍ قدير».

قلت: «بيده الخير»؟ قال: إنّ بيده الخير، ولكن قل كما أقول لك عشر مرات «وأعوذُ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذُ بك ربّ(2) أن يحضرون، إنَّ الله هو السميع العليم» عشر مرات حين تطلع الشمس، وعشر مرات حين تغرب(3).

138/1680 - عن محمد بن مروان، عن بعض أصحابه، قال: قال جعفر بن محمد (علیهما السّلام): «أستعيذ(4) بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأعوذُ بالله أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم» وقل: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت، ويُميت ويحيي، وهو على كُلّ شيءٍ قدير».

فقال له رجلٌ : مفروض هو ؟ قال : نعم مفروض، هو محدود، تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرّات، فإن فاتك شيءٌ منها فاقضه من الليل والنهار(5).

ص: 180


1- بحار الأنوار 10/760:85، و 93: 37/159.
2- في «أ» وأعوذ بالله.
3- فلاح السائل: 222، بحار الأنوار 30/261:86.
4- في «أ، ب، د، ه_»: استعيذوا.
5- الكافي 2: 32/387، بحار الأنوار 86: 31/262.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة الأنفال

اشارة

1/1981 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: من قرأ الله سورة براءة والأنفال في كُلِّ شهرٍ، لم يَدخُله نفاق أبداً، وكان من شيعة أمير المؤمنين (علیه السّلام) حقاً، وأكل يوم القيامة من موائد الجنَّة مع شيعته حتى يَفرُعَ الناسُ من الحساب(1).

2/1682- وفي رواية أخرى عنه: ... في كُلّ شهرٍ، لم يدخله نفاق أبداً، وكان من شيعة أمير المؤمنين (علیه السّلام) حقاً(2).

1683 / 3 - عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: في سورة الأنفال جدع الأنوف(3).

4/1684 - عن حريز، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: سألته - أو سيل - عن

ص: 181


1- ثواب الأعمال: 106، مجمع البيان 4: 794، بحار الأنوار 92: 1/277 و 2.
2- تفسير البرهان 2: 3/639.
3- الكافي 1: 6/456 بزيادة، والتهذيب 4: 415/149، مجمع البيان 4: 794، بحار الأنوار 96: 2/209.

الأنفال، فقال: كلّ قرية يهلك أهلها، أو يجلون(1) عنها، فهى(2) نفل : نصفها يُقسم بين الناس، ونصفها للرسول(3).

5/1685 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: الأنفال ما لم يُوجَف عليه بخيل ولا ركاب(4).

1686 / 6 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن الأنفال:قال: هى القرى التى قد جلا أهلُها وهَلَكُوا فَخَربت، فهى لله وللرسول(5).

1687 /7 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال سَمِعتُه يقول: إن الفيء والأنفال: ما كان من أرض لم يكُن فيها هِراقة دم، أو قوم صالحوا، أو قوم أعطوا بأيديهم، وما كان من أرض خَرِبةٍ أو بطون الأودية، فهذا كله من الفيء، فهذا الله وللرسول، فما كان الله فهو لرسوله يَضَعه حيث يشاء، وهو للإمام من بعد الرسول(6).

8/1988 - عن بشير الدهان، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إِنَّ الله فَرَض طاعتنا في كتابه، فلا يسع الناس جهلنا(7)، لنا صفو المال، ولنا الأنفال، ولنا قرائن

ص: 182


1- في «أ»: يخلون.
2- في «أ، ب، د، ه_»: فمن.
3- التهذيب 4: 373/133 نحوه»، وسائل الشيعة 9: 25/533، بحار الأنوار 96: 3/209.
4- الكافي 1: 3/453 عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (علیه السّلام) بزيادة، وسائل الشيعة 9: 23/532 ، بحار الأنوار 96: 4/209.
5- تفسير القمي 1: 254 عن إسحاق بن عمار، وسائل الشيعة 9: 24/532، بحار الأنوار 96: 5/209.
6- التهذيب 4: 376/134 بزيادة ، بحار الأنوار 96: 6/209.
7- في «أ، ج_» و «ه_» نسخة بدل: حملنا.

القرآن(1).

9/1689 - عن أبى إبراهيم (علیه السّلام)، قال : سألته عن الأنفال؟ فقال: ما كان من أرض باد أهلها، فذلك الأنفال، فهو لنا(2).

1690 / 10 - عن أبي أسامة زيد، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن الأنفال، فقال : هو كُلُّ أرض خَرِبةٍ، وكُلّ أرض لم يُوجَف عليها بخيل ولا ركاب.

وزاد في رواية أخرى عنه : عليها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

11/1691 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام): يقول: لنا الأنفال.

قلت: وما الأنفال ؟ قال : منها المعادن والآجام، وكُلّ أرض لا رَبِّ لها ، وكلّ أرض باد أهلها، فهو لنا(4).

[1] يَستَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول

12/1692 - وفي رواية أخرى، عن أحدهما، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : كلّ من مات لا مولى له ولا وَرَثة، فهو من أهل هذه الآية: ﴿يَستَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول﴾(5) [1].

1693 /13 - وفي رواية ابن سنان، قال (علیه السّلام): هي القرية التي قد جلا أهلها وهَلكوا فخَرِبت، فهي الله وللرسول(6).

ص: 183


1- بحار الأنوار 96: 7/210 ، والذي في سائر الروايات: ولنا كرائم القرآن، وكذا في مستدرك الوسائل 7: 298/ 8260، ولعل المراد بالقرائن: الأدلة والشواهد التي يعضد بعضها بعضاً.
2- وسائل الشيعة 9: 26/533 ، بحار الأنوار 96: 8/210.
3- وسائل الشيعة 9: 27/533 ، بحار الأنوار 96: 9/210.
4- وسائل الشيعة 9: 28/533، بحار الأنوار 96: 10/210.
5- التهذيب 9: 386 1380 ، بحار الأنوار 96: 10/210.
6- بحار الأنوار 9: 29/533 ، و 96: 10/210.

14/1694 - وفي رواية ابن سنان ومحمد الحلبي عنه (علیه السّلام)، قال: من مات وليس له مولى، فماله من الأنفال(1).

15/1695 - وفي رواية زرارة عنه (علیه السّلام)، قال : هي كُلِّ أرض جلا أهلُها من غير أن يحمل عليها بخيل ولا رجال ولا ركاب، فهي نقل الله وللرسول(2).

1696 / 16 - عن المالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول في الملوك الذين يقطعون الناس: هى من الفيء والأنفال وأشباه ذلك(3).

17/1697 وفي رواية أخرى، عن التمالي، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿يَستَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ﴾، قال: ما كان للملوك فهو للإمام(4).

1698 / 18 - عن سماعة بن مهران، قال: سألته عن الأنفال؟ قال: كُلّ أرضِ خَرِبة، وأشياء كانت تكون للملوك، فذلك خالص(5) للإمام، ليس للناس فيه سهم، قال: ومنها (البحرين) لم يُوجَف [عليها] بخَيلِ ولا رِكاب(6).

1699 / 19 - عن بشير الدهان، قال: كنا عند أبي عبد الله (علیه السّلام) والبيت غاص بأهله، فقال لنا: أحببتم وأبغض الناس، ووصلتم وقطع الناس، وعرفتم وأنكر الناس، وهو الحق، وإنّ الله اتَّخذ محمّداً عبداً قبل أن يتّخذه رسولاً ، وأن عليّاً عبدٌ نَصَح الله فنصحه، وأحب الله فأحبه، وحقنا(7) بين في كتاب الله، لنا صفو المال، ولنا

ص: 184


1- الكافي 7: 4/169، و 9: 1379/386 ، بحار الأنوار 96: 10/211.
2- التهذيب 4: 368/132 ، بحار الأنوار 96: 10/211.
3- وسائل الشيعة 9: 30/533 بحار الأنوار 96: 11/211.
4- وسائل الشيعة 9: 31/534 بحار الأنوار 96: 11/211.
5- في «أ، ج_»: خلص.
6- التهذيب 4: 373/133، بحار الأنوار 96: 12/211.
7- في «أ، ب، د، ه_»: وحبنا.

الأنفال، ونحن قوم فَرَضَ الله طاعتنا، وإنكم لتأتمُّون بمن لا يُعذَر الناسُ بجهالته، وقد قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «من مات وليس له إمام يأتمّ به، فميتته جاهلية»، فعليكم بالطاعة، فقد رأيتم أصحاب على (علیه السّلام)(1).

20/1700 - عن الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ﴿يَستَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾ ، قال : ما كان للملوك فهو للإمام.

قلت: فإنَّهم يُقطعون(2) ما فى أيديهم أولادهم ونساءهم وذوي قرابتهم وأشرافهم حتى بلغ ذكر من الخصيان، فجعلت لا أقول في ذلك شيئاً إلا قال: وذلك، حتى قال: يعطى منه ما بين الدرهم إلى المائة والألف، ثمّ قال: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامنن أو أمسِك بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾(3).

21/1701 - عن داود بن فرقد، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): بلغنا أنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أقطع عليا (علیه السّلام) ما سقى الفرات؟

قال: بطون الأودية ورؤوس الجبال والآجام(4) والمعادن، وكُلّ أرض لم يُوجف عليها بخيل ولا ركاب، وكلّ أرض ميتةٍ قد جلا أهلها، وقطائع الملوك(5).

22/1702 - عن أبي مريم الأنصاري، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قوله : ﴿يَسْتَلُونَكَ عَن الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ ، قال: سَهم الله ، وسَهم للرسول.

قال: قلت: فلمن سهم الله ؟ فقال : للمسلمين(6).

ص: 185


1- بحار الأنوار 96: 13/211.
2- يقال: أقطعه أرضاً: ملكه إياها، وفي «ب، ه_»: يعطون.
3- بحار الأنوار 96: 14/211 ، والآية من سورة ص 38: 39.
4- الآجام جمع الجمع للأجمة، وهي الشجر الكثيف الملتفّ.
5- وسائل الشيعة 9: 32/534 بحار الأنوار 96: 15/212.
6- بحار الأنوار 96: 16/212.

[7و8] وَإِذ يَعِدُكُم الله إحدَى الطَّائِفَتَينِ أنَّهَا لَكُم

23/1703 - عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿وَإِذ يَعِدُكُم الله إحدَى الطَّائِفَتَينِ أنَّهَا لَكُم وَتَوَدُّون أنَّ غَيرَ ذَاتِ الشَّوكة تَكُونُ لَكُم﴾ [7]. فقال (علیه السّلام): الشوكة التى فيها القتال(1).

24/1704 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن تفسير هذه الآية في قول الله : ﴿يُرِيدُ اللهُ أن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقطَّعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ﴾.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): تفسيرها في الباطن يُريد الله، فإنه شيء يُريده ولم يفعله بعد، وأما قوله: ﴿يُحِقَّ الحَقِّ بِكَلِمَاتِهِ﴾ فإنّه يعنى يُحِق حق آل محمّد، وأما قوله: ﴿بِكَلِمَاتِهِ﴾ قال: كلماته في الباطن عليّ، هو كلمة الله في الباطن.

وأما قوله: ﴿وَيَقطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ﴾ فهم بنو أمية، هم الكافرون، يقطع الله دابرهم، وأما قوله: ﴿لِيُحِقَّ الحَقَّ﴾ فإنَّه يعني ليُحِقَّ حق آل محمّد حين يقوم القائم (علیه السّلام)، وأما قوله: ﴿وَيُبطِلَ البَاطِلَ﴾ يعني القائم، فإذا قام يُبطل باطل بني أميّة، وذلك ﴿ليُحقِّ الحَقَّ وَيُبطِلَ الباطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجْرِمُونَ﴾(2)[7 و 8].

[11] وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطَانِ

25/1705 - عن جابر، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (علیه السّلام)، قال: سألته عن هذه الآية في البطن ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطَانِ وَلِيَربِطَ عَلَى قُلُوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقدَامَ﴾ [11].

قال: السماء في الباطن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، والماء علي (علیه السّلام)، جعل الله عليّاً (علیه السّلام) من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فذلك قوله : ﴿مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ﴾ فذلك على يُطهِّر الله به قلب من والاه، وأما قوله: ﴿وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيْطَانِ﴾ من والى عليا (علیه السّلام) يُذهب الرّجز عنه(3)، ويُقوّي قلبه و ﴿يربط عَلَى قُلُوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقدام﴾ فإنَّه

ص: 186


1- بحار الأنوار 19: 30/287.
2- بحار الأنوار 24: 10/178.
3- في «ج_»: يذهب الله منه رجز الشيطان.

يعني علياً (علیه السّلام)، من والى عليّاً يربط الله على قلبه بعليّ، فيثبت على ولايته(1).

[12] إذ يُوحِى رَبُّكَ إِلى المَلائِكَةِ أَنِّى مَعَكُم

26/1706 - عن محمد بن يوسف، قال: أخبرني أبي، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) فقلت: ﴿إذ يُوحِى رَبُّكَ إِلى المَلائِكَةِ أَنِّى مَعَكُم﴾ [12] قال: إلهام(2).

[11] وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيْطَانِ

27/1707 - عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيْطَانِ﴾ [11]، قال: لا يدخلنا ما يدخُل الناس من الشك(3).

[11] وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهَّرَكُم بِهِ

28/1708 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، (علیه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إشربوا ماء السماء، فإنّه يُطهر البدن، ويدفع الأسقام، قال الله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهَّرَكُم بِهِ﴾ إلى قوله : ﴿ويُثَبِّتَ بِهِ الأقدامَ ﴾(4) [11].

29/1709 - عن زرارة، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال: قلت: الزبير شهد بدراً؟ قال: نعم، ولكنَّه فَرّ يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هَلَك بقتاله إياهم، وإن كان قائل كُفّاراً فقد باء بغَضَب من الله حين ولاهم دبره(5).

[15و16] يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذينَ كَفَرُوا زَحفاً

30/1710 - عن أبي جعفر (علیه السّلام): ما شأن أمير المؤمنين (علیه السّلام) حين رُكب منه ما ركب لم يُقاتل؟

فقال: للذي سبق في علم الله أن يكون، ما كان الأمير المؤمنين (علیه السّلام) أن يُقاتل وليس معه إلا ثلاثة رَهْطٍ، فكيف يقاتل ؟ ألم تسمع قول الله جلّ وعزّ: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذينَ كَفَرُوا زَحفاً﴾ إلى ﴿وَبِئسَ المَصِيرُ﴾ [15 و 16].

ص: 187


1- تفسیر فرات: 153/ 190 ، بحار الأنوار 36: 167/176 و 168 .
2- بحار الأنوار 19: 31/287، في «ج_»: القائم (علیه السّلام)، بدل: إلهام.
3- بحار الأنوار 19: 32/287.
4- الخصال: 10/636.
5- بحار الأنوار 19: 69/319، و 32: 98/123.

فكيف يُقاتل أمير المؤمنين بعد هذا؟ وإنَّما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط(1).

[16] إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أو مُتَحَيّزاً إِلَى فِئَةٍ

31/1711 - عن أبي أسامة زيد الشحام، قال: قلت لأبي الحسن (علیه السّلام): جعلت فداك، إنَّهم يقولون: ما منع عليّاً إن كان له حق أن يقوم بحقه؟

فقال: إن الله لم يُكلّف هذا أحداً إلا نبيه عليه وآله السلام قال: ﴿قَاتِل في سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفسَكَ﴾(2)، وقال لغيره: ﴿إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أو مُتَحَيّزاً إِلَى فِئَةٍ﴾ [16] فعلي (علیه السّلام) لم يجد فئةً، ولو وَجَد فِئَةً لقاتل.

ثم قال: لو كان(3) جعفر وحمزة حيّين، إنَّما بقى رجلان؛ قال مُنطرداً يُريد الكرة عليهم، أو متحيّزاً - يعنى متأخراً - إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن أنهزم حتى يجوز صَفَّ أصحابه، فقد باء بغضبٍ من الله(4).

[17] وَمَا رَميتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى

1712/ 32- عن محمّد بن كُليب الأسدي، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَمَا رَميتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى﴾ [17]، قال: على (علیه السّلام) ناول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) القبضة التي رمى بها(5).

33/1713 - وفي خبر آخر، عنه: أن عليه (علیه السّلام) ناوله قبضةً من تُرابِ، فرمی بها(6).

1714 / 34 - عن عمر و بن أبي المقدام، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : ناول

ص: 188


1- بحار الأنوار 29: 41/451 .
2- النساء 84:4.
3- راجع في شرح هذا الحديث بيان العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في البحار.
4- بحار الأنوار 29: 42/452.
5- بحار الأنوار 19: 33/287.
6- بحار الأنوار 19: 33/287.

رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) علي بن أبي طالب كرم الله وجهه القبضة من التراب التي رمى بها في وجوه المشركين، فقال الله: ﴿وَمَا رَمَيتَ إذ رَمِّيتَ وَلَكِنَّ الله رَمَى﴾(1).

1715 / 35 - عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبه﴾ [24].

قال: هو أن يشتهي الشيء بسمعه وببصره ولسانه ويده، أما إن هو غشي شيئاً مما يشتهي، فإنه لا يأتيه إلا وقلبه منكر، لا يقبل الذي يأتي، يعرف أن الحق ليس فيه(2).

36/1716 - وفي خبر هشام، عنه (علیه السّلام)، قال: يحول بينه وبين أن يعلم أنّ الباطل حق(3).

[24] وأعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُبينَ المَرءِ وَقَلبِهِ

37/1717- عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ﴿وأعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُبينَ المَرءِ وَقَلبِهِ﴾.

قال: هو أن يشتهي الشيء بسمعه وبصره ولسانه ويده، أما إنّه لا يغشى شيئاً منها، وإن كان يشتهيه، فإنّه لا يأتيه إلا وقلبه منكر، لا يقبل الذي يأتي، يعرف أنّ الحق ليس فيه(4).

38/1718 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: هذا الشيء يشتهيه الرجل بقلبه وسمعه وبصره، لا تتوق(5) نفسه إلى غير ذلك، فقد حيل بينه وبين قلبه إلى ذلك الشيء(6).

ص: 189


1- بحار الأنوار 19: 34/287 .
2- المحاسن: 389/276، بحار الأنوار 70: 32/58.
3- مجمع البيان 4: 820 .
4- بحار الأنوار 70: 33/58 .
5- تاق إليه: اشتاق .
6- بحار الأنوار 70: 34/58 .

1719/ 39 - وفي خبر يونس بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لا يستيقن القلب أنّ الحق باطل أبداً، ولا يستيقن أنّ الباطل حق أبداً(1).

[25] وَاتَّقُوا فِتَنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً

1720 / 40- عن عبد الرحمن بن سالم، عنه (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتَنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً﴾ [25].

قال: أصابت الناسُ فتنةً بعد ما قبض الله نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى تَرَكُوا علياً (علیه السّلام) وبايعوا غيره، وهي الفتنة التي فتنوا بها، وقد أمرهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بإتباع علي والأوصياء من آل محمد (علیهم السّلام)(2).

1721 / 41 - عن إسماعيل السُّدِّي(3)، عن البهى(4) ﴿وَاتَّقُوا فِتنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الذَّينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً﴾، قال : أخبرت أنَّهم أصحاب الجَمَل(5).

42/1722 - عن زرارة وحُمران و محمّد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام): أنَّ قريشاً اجتمعت فخرج من كُلِّ بطن أناس، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشاوروا فيما يصنعون برسول الله عليه و آله السلام، فإذا هم بشيخ قائم على الباب، فإذا ذهبوا إليه ليَدخُلوا قال : أدخلوني معكم. قالوا: ومن أنت، يا شيخ؟ قال: أنا شيخ من مُضَر، ولي رأي أشير به عليكم. فَدَخُلوا وجَلَسُوا وتشاوروا وهو جالس، وأجمعوا

ص: 190


1- مجمع البيان 4: 820 بحار الأنوار 70: 34/58 .
2- بحار الأنوار 70: 335.
3- في النسخ: السري، تصحيف صوابه ما أثبتناه، وسيأتي بيانه في الهامش الآتي لاحقاً.
4- في نسخة البرهان «الطبعة القديمة» 2: 2/72 ، عن الصيقل، سئل أبو عبد الله (علیه السّلام): واتقوا فتنة ... ثم ذكر الرواية، وما في نسخ العياشي صحيح لأن سياق الرواية يدلّ على أنّها من غير الأئمة (علیهم السّلام) لقوله (أخبرت) ولأنّ عين الرواية أخرجها السيوطي في الدرّ المنثور عن السُّدِّي، وقد روى السُّدِّي عن عبد الله البهى كما في تهذيب الكمال 3: 132.
5- الدر المنثور 4: 46 ، بحار الأنوار 32: 99/123.

أمرهم على أن يُخرجوه، فقال: ليس هذا لكم برأي، إن أخرجتموه أجلب عليكم الناس(1) فقاتلوكم، قالوا: صَدَقت ما هذا برأي.

ثم تشاوروا، فأجمعوا أمرهم على أن يُوثقوه، قال: هذا ليس بالرأي إن فعلتم هذا - ومحمّد رجلٌ حُلو اللسان - أفسد عليكم أبناءكم وخَدَمكم، وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه أو امرأته.

[30] وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أو يَقتُلُوكَ

ثمّ تشاوروا، فأجمعوا أمرهم على أن يقتلوه، يُخرجُون من كُلِّ بطنِ منهم بشاب(2)، فيضربونه بأسيافهم جميعاً عند الكعبة، ثم قرأ الآية ﴿وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ أو يَقتُلُوكَ﴾ [30] إلى آخر الآية(3).

43/1723 - عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر (علیه السّلام) وأبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ﴾ [30].

قال: إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد كان لقى من قومه بلاءً شديداً، حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد، حتّى طَرْحُوا عليه رَحِم شاةٍ، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه، فرفعته عنه ومسحته، ثمّ أراه الله بعد ذلك الذي يُحبّ، إنه كان ببدرٍ وليس معه غير فارس واحدٍ، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفاً، حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون، ثم لقي أمير المؤمنين (علیه السّلام) من الشدّة والبلاء والتظاهر عليه، ولم يكن معه أحدٌ من قومه بمنزلنه، أما حمزة فقُتِل يوم أحد، وأما جعفر فقيل يوم مؤتة(4).

1724 / 44 - عن عبد الله بن محمّد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: سَمِعتُ

ص: 191


1- أجلب الناس: جمعهم والبهم.
2- في «ب، ج_، ه_» بشاهر، وفى البرهان: ويخرجوا من كلّ بطن منهم بشاب فيضربوه.
3- بحار الأنوار 19: 9/52 تفسير البرهان 2: 4/679.
4- بحار الأنوار 18: 35/25 ، و 19: 70/319.

[33] وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأنتَ فِيهِم وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم

كان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) والاستغفار حِصنين حَصِينين لكم من العذاب، فمضى أكبرُ الحصنين، وبقي الاستغفار ، فأكثروا منه ، فإِنَّه مَمْحاة(1) للذنوب، وإن شئتم فاقرأوا ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأنتَ فِيهِم وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغْفِرُونَ﴾(2) [33].

1725 / 45 - عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قال رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو في نفر من أصحابه: إنَّ مقامي بين أظهركم خيرٌ لكم، وإنَّ مفارقتى إيَّاكم خيرٌ لكم. فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال: يا رسول الله، أما مقامك بين أظهرنا خير لنا فقد عرفنا، فكيف يكون مفارقتك إيانا خيراً لنا؟

فقال: أما مقامي بين أظهركم، فإنّ الله يقول: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرُونَ﴾ فعذَّبهم بالسيف، وأما مفارقتى إيَّاكم فهو خيرٌ لكم، لأنّ أعمالكم تُعرَض عليّ كُلِّ اثنين وخميس(3)، فما كان من حسنٍ حمدت الله عليه، وما كان من سيء استغفرت الله لكم(4).

[34و35] وَهُم يَصُدُّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرَامِ وَمَا كَانُوا أُولِيَاءَهُ

46/1726 - عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمَّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَهُم يَصُدُّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرَامِ وَمَا كَانُوا أُولِيَاءَهُ﴾ يعني أولياء البيت، يعني المشركين ﴿إن أولِيَاؤُهُ إِلَّا المُتَّقُونَ﴾ حيثما كانوا هم أولى به من المشركين ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُم عِندَ البَيتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصدِيَةٌ﴾ [34 و 35] قال: التّصفير والتّصفيق(5).

ص: 192


1- في «أ، ب، ه_» : منجاة.
2- ثواب الأعمال: 164، بحار الأنوار 93: 20/281.
3- في «أ»: كلّ شرّ وحسن.
4- بصائر الدرجات: 5/464، أمالي الطوسي : 917/408، بحار الأنوار 23: 9/338.
5- معانى الأخبار: 1/297، بحار الأنوار 1/264:79، و 104: 3/339.

[38] قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم مَّا قَد سَلَف

1727/47 - عن عليّ بن دَرّاج الأسدي، قال: دخلت على أبي جعفر (علیه السّلام)، فقلت له: إني كنتُ عاملاً لبني أمية، فأصبت مالاً كثيراً، فظننت أنَّ ذلك لا يحل لي؟

قال: فسألت عن ذلك غيري؟ قال: قلتُ: قد سألتُ، فقيل لي: إنَّ أهلك ومالك وكُلّ شيءٍ لك حرام. قال: ليس كما قالوا لك. قلتُ: جعلت فداك، فليّ توبة؟ قال: نعم، توبتك في كتاب الله ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم مَّا قَد سَلَف﴾(1)[38].

[39] وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ

1728 /48 - عن زرارة ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام): سُئل أبي (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿قَاتِلُوا المُشرِكِينَ كافَة كَمَا يُقَاتِلُونَكُم كَافَةً﴾(2) حتّى لا يكون مشرك ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ﴾[39].

فقال: إنَّه(3) لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمُنا بعد سيرى من يُدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغنَّ دين محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال الله(4).

49/1729 - عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): يكون لصاحب - هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - ثمّ أومأ بيده إلى ناحية ذي طُوى - حتّى إذا كان قبل خُروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً. فيقول: كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو يأوى بنا الجبال لأويناها معه، ثم يأتيهم

ص: 193


1- بحار الأنوار 27/374:75 .
2- التوبة 9: 36 .
3- زاد في «ج_، ه_»: د، ه_»: تأويل.
4- مجمع البيان 4 834 بحار الأنوار 51: 41/55.

من القابلة(1)، فيقول لهم: أشيروا إلى ذوي أسنانكم(2) وأخياركم عشرة(3)، فيُشيرون إليهم، فينطلق بهم حتى يأتوا صاحبهم، ويعدهم إلى الليلة التي تليها .

ثمّ قال أبو جعفر (علیه السّلام): والله لكأني أنظر إليه ، وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثمّ يُنشد الله حقه، ثمّ يقول: يا أيُّها الناس، من يُحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله، ومن يُحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم. يا أيُّها الناس، من يُحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح. يا أيُّها الناس، من يُحاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم. يا أيها الناس، من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى. يا أيُّها الناس، من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى، يا أنها الناس، من يحاجني في محمّد فأنا أولى الناس بمحمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، يا أيُّها الناس من يُحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ثمّ ينتهى إلى المقام فيُصلي ركعتين، ثمّ يُنشِد الله حقه.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): هو والله المُضطر فى كتاب الله، وهو قول الله: ﴿أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُم خُلَفَاءَ الأَرضِ﴾(4) وجبرئيل على الميزاب(5) فى صورة طائر أبيض، فيكون أوّل خَلق الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): فمن ابتلي في المسير ، وافاه في تلك الساعة، ومن لم يُبتل بالمسير فُقد عن فراشه، ثمّ قال: هو والله قول على بن أبي طالب (علیه السّلام): المفقودون عن فرشهم، وهو قول الله: ﴿فَاستَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَينَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ

ص: 194


1- في «أ، ب»: من القافلة.
2- أي كباركم وذوي الخبرة والتجربة منكم.
3- في «ه_»: عشيرة.
4- النمل 27: 62.
5- الميزاب: قناة أو أنبوبة يُصرف بها الماء.

اللهُ جَمِيعاً﴾(1) أصحاب القائم الثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً.

قال: هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: ﴿وَلَئِن أَخَرنَا عَنهُمُ العَذَابَ إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ﴾(2)، قال: يجمعون في ساعة واحدة قزعاً كقرع الخريف(3)، فيصبح بمكة، فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، فيُجيبه نفر يسير، ويستعمل على مكة، ثمّ يسير فيبلغه أن قد قُتِل عامله، فيرجع إليهم فيقتل المُقاتلة، لا يزيد على ذلك شيئاً، يعني السبي.

ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسُنَّة نبيه عليه وآله السلام، والولاية لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام)، والبراءة من عدوه، ولا يُسمّى أحداً حتى ينتهى إلى البيداء(4)، فيخرج إليه جيش السُّفياني، فيأمر الله الأرض، فتأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله: ﴿وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلَا فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا ءَامَنَّا بِهِ﴾(5) يعني بقائم آل محمّد ﴿وَقَد كَفَرُوا بِهِ﴾(6) يعني بقائم آل محمّد إلى آخر السورة، ولا يبقى منهم إلا رجلان، يقال لهما: وتر ووتير(7) من مراد، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى(8)، يُخبران الناس بما فعل بأصحابهما.

ثمَّ يدخُل المدينة، فتغيب عنهم عند ذلك قريش، وهو قول عليّ بن أبي

ص: 195


1- البقرة : 2: 148 .
2- هود 8:11 .
3- القزع: قطع السحاب المتفرّقة في السماء، وإنّما خص الخريف لأن السحاب يكون فيه متفرقاً ثمّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.
4- البيداء: اسم لأرض بين مكة والمدينة.
5- سبأ 34: 51 و 52.
6- سبأ 34: 53.
7- في «ج»: وثيرة.
8- القهقرى: الرجوع إلى الخلف.

طالب (علیه السّلام): والله لوَدّت قريش أن عندها موقفاً واحداً جزرٌ جَزُور بكُلِّ ما مَلَكت وكلّ ما طَلَعت عليه الشمس أو غربت.

ثمّ يُحدِث حَدَثاً، فإذا هو فعل ذلك، قالت قريش: اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فوالله أن لو كان محمدياً ما فعل، ولو كان علوياً ما فعل، ولو كان فاطمياً ما فعل فيمنحه الله أكتافهم(1)، فيقتل المقاتلة ويسبي يسبي الذرية، ثمّ ينطلق حتّى ينزل الشَّقرة، فبلغه أنّهم قد قتلوا عامله، فيرجع إليهم فيقتلهم مقتله ليس قتل الحرّة إليها بشيء.

ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسُنَّة نبيه، والولاية لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام)، والبراءة من عدوه، حتى إذا بلغ إلى الثعلبية(2) قام إليه رجل من صلب أبيه، وهو من أشدّ الناس ببدنه، وأشجعهم بقلبه، ما خلا صاحب هذا الأمر، فيقول: يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنَّك لتجفل الناس إجفال النَّعم، أفبعهد من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، أم بماذا؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة: والله لتَسكُننّ أو لأضربن الذي فيه عيناك.

فيقول القائم (علیه السّلام): اسكت يا فلان، إي والله إن معي عهداً من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، هات لي يا فلان الغيبة - أو الطيبة، أو الزنفليجة(3) - فيأتيه بها، فيُقرنه و العهد من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فيقول: جعلني الله فداك، أعطنى رأسك أُقبله، فيُعطيه رأسه، فيُقبله بين عينيه، ثمَّ يقول: جعلني الله فداك، جدد لنا بيعةً، فيُجدّد لهم بيعةً.

ص: 196


1- أي يستولي عليهم ويتمكّن منهم.
2- النَّعلبية: قريةً في منازل طريق مكة.
3- العَيبة: زَبيلٌ من أدم ، وما يُجعَل فيه الثياب، والزَّنفليجة: وعاء أدوات الراعي، فارسي معرّب، أما الطيبة أو الطبقة كما في «أ» فلم نعثر لها على معنى، ولعلها تصحيف (القُفّة)، وفي البرهان: العيبة والطبقة واللواء بعجلة.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): لكأنّى أنظر إليهم مصعدين من تجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، كأنَّ قلوبهم زُبر الحديد، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، يسيرُ الرُّعب أمامه شهراً، وخلفه شهراً، أمدَّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مُسوّمين، حتّى إذا صَعِد النجف، قال لأصحابه : تَعبدوا ليلتكم هذه، فيبيتون بين راكع وساجدٍ، يَتَضَرَّعون إلى الله، حتى إذا أصبح قال: خُذوا بنا طريق النخيلة(1)، وعلى الكوفة جُندٌ مجنّد.

قلت: جند مجنّد ؟ قال : إي والله، حتى ينتهى إلى مسجد إبراهيم (علیه السّلام) بالنُّخيلة، فيُصلّي فيه ركعتين، فيخرج إليه من كان بالكوفة من مُرجئها وغيرهم من جيش السُّفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم، ثم يقول: كُرُّوا عليهم، قال أبو جعفر (علیه السّلام): ولا يجوز والله الخَندق منهم مُخبِرٌ .

ثم يدخُل الكوفة، فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حنّ إليها، وهو قول أمير المؤمنين على (علیه السّلام) ، ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله وسُنَّة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، فيُعطيه السُّفياني من البيعة سلماً، فيقول له كلب، وهم أخواله: ما هذا؟ ما صنعت ؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً. فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم (علیه السّلام): خُذ حذرك، فإننى أديت إليك، وأنا مقاتلك. فيُصبح فيقاتلهم، فيمنحه الله أكتافهم، ويأخُذ السُّفياني أسيراً، فينطلق به ويذبحه بيده.

ثم يُرسل جريدة خَيلٍ(2) إلى الرُّوم، فيستحضرون بقيّة بني أمية، فإذا انتهوا إلى الرُّوم قالوا: اخرجوا إلينا أهل مِلّتنا عندكم؛ فيأبون ويقولون: والله لا نفعل.

ص: 197


1- التَّخَيلة: موضع قُرب الكوفة.
2- الجريدة: خَيلٌ لا رَجّالة فيها .

فتقول الجريدة: والله لو أمرنا لقاتلناكم. ثمّ ينطلقون إلى صاحبهم، فيعرضون ذلك عليه، فيقول: انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم، فإنَّ هؤلاء قد أتوا بسُلطان عظيم، وهو قول الله: ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بأسَنا إذَا هُم مِّنها يركُضُونَ * لَا تَركُضُوا وَارْجِعُوا إلى مَا أُترِفتُم فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُم تُستَلُونَ﴾(1)، قال: يعني الكنوز التي كنتم تكيزون ﴿قَالُوا يَاوَيلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَازَالت تِلكَ دَعوَاهُم حَتَّى جَعَلْنَاهُم حَصِيداً خَامِدِينَ﴾(2) لا يبقى منهم مخبر.

[39] وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لَا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ

ثم يرجع إلى الكوفة، فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً إلى الآفاق كُلّها، فيمسح بين أكتافهم وعلى صُدورهم، فلا يتعايون(3) في قضاء، ولا تبقى أرض إلا نُودى فيها شهادة أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً رسول الله، وهو :قوله : ﴿وَلَهُ أسلَمَ مَن فِي السَّمَواتِ وَالأَرضِ طَوعاً وَكَرهاً وإِلَيهِ تُرْجَعُونَ﴾(4) ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وهو قول الله: ﴿وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لَا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ﴾ [39] .

قال أبو جعفر (علیه السّلام): يُقاتلون والله حتى يُوحد الله ولا يُشرك به شيئاً، وحتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تُريد المغرب، ولا ينهاها أحد، ويُخرج الله من الأرض بذرها، وينزل من السماء قطرها، ويخرج النّاس خراجهم على رقابهم إلى المهدي (علیه السّلام)، ويُوسع الله على شيعتنا ولولا ما يُدركهم(5) من السعادة لبغوا، فبينا ، صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلَّم ببعض السنن، إذ خرجت

ص: 198


1- الأنبياء 21: 12 و 13.
2- الأنبياء 21: 14 و 15 .
3- تعايا بالأمر: لم يُطق إحكامه، وتعايا عليه الأمر: أعجزه فلم يهتد لوجهه.
4- آل عمران 3: 83.
5- في «ب، ج_» ولولا ما يجب لهم.

خارجة من المسجد يُريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: انطلقوا، فتلحقوا بهم في التمارين، فيأتونه بهم أسرى، ليأمر بهم فيُذبحون، وهي آخر خارجةٍ تخرج على قائم آل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(1).

[41] وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِتُم مِّن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلَّرَسُولِ وَلِذِي القُربَى

1730/ 50 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : سألته عن قول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِتُم مِّن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلَّرَسُولِ وَلِذِي القُربَى﴾ [41] قال: هم أهل قرابة رسول الله عليه و آله السلام.

فسألته: مِنْهُم اليتامى والمساكين وابن السبيل ؟ قال : نعم(2).

51/1731 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول في الغنيمة: يُخرج منها الخمس، ويُقسم ما بقي فيمن قاتل عليه وولي ذلك، فأما الفيء والأنفال فهو خالص لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

52/1732 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته [يقول]: إنَّ نجدة الحَرُوري كتب إلى ابن عباس يسأله عن موضع الخمس، لمن هو ؟ فكتب إليه أمّا الخُمس فإنّا نزعُم أنّه لنا، ويزعم قومنا أنه ليس لنا، فصبرنا(4).

53/1733 - عن زرارة ومحمّد بن مسلم وأبي بصير، أنهم قالوا له: ما حقُ الإمام في أموال الناس؟

قال: الفيء والأنفال والخُمس، وكلّ ما دخل منه فيء أو أنفال أو خُمس أو غنيمة، فإن لهم خُمسه، فانّ الله يقول: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَه وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ﴾ وكُلّ شيء في الدنيا فإنَّ لهم

ص: 199


1- بحار الأنوار 52: 91/341، تفسير البرهان 2: 3/686.
2- وسائل الشيعة 9: 13/516 .
3- وسائل الشيعة 9: 14/517، بحار الأنوار 96: 10/192، و 100: 6/55.
4- مجمع البيان 4: 837، بحار الأنوار 96: 11/200.

فيه نصيباً ، فمن وصلهم بشيءٍ، فممّا يَدَعُون له أكثر ممّا يأخُذون منه(1).

1734 / 54 - عن سماعة، عن أبي عبدالله وأبي الحسن (علیهما السّلام)، قال: سألتُ أحدهما عن الخُمس ؟ فقال: ليس الخُمس إلّا في الغنائم(2).

1735 / 55 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قول الله تعالى: ﴿وَأَعلَمُوا أَنَّمَا غَيْتُم مَّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى القُربى﴾، قال: هم أهل قرابة نبي (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

56/1736 - عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله: ﴿وَأعلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَه وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى﴾، قال: الخُمس الله، وللرسول، وهو لنا(4).

57/1737 - عن سدير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال : يا أبا الفضل، لنا حق في كتاب الله في الخُمس، فلو محوه فقالوا: ليس من الله، أولم يَعلَمُوا به، لكان سواء(5).

58/1738 - عن ابن الطيار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : يُخرج خُمس الغنيمة، ثُم يُقسَّم أربعة أخماس، على من قاتل على ذلك ووليه(6).

59/1739 - عن فيض بن أبي شيبة، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنّ أشدّ ما يكون الناس حالاً يوم القيامة إذا قام صاحب الخُمس، فقال: يا ربّ خُمسي، وإنّ شيعتنا من ذلك لفي حِلّ(7).

ص: 200


1- وسائل الشيعة 9: 33/534، بحار الأنوار 12/2009.
2- التهذيب 4: 359/124 ، بحار الأنوار 96: 13/201.
3- وسائل الشيعة 9: 17/517 ، بحار الأنوار 96: 14/201 .
4- وسائل الشيعة 9: 18/518 بحار الأنوار 96: 15/201 .
5- بحار الأنوار 96: 7/188 .
6- بحار الأنوار 96: 12/193، و 7/55:100 .
7- وسائل الشيعة 9: 22/553 ، بحار الأنوار 96: 18/188، و: 15/193.

1740 / 60 - عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعته(1) يقول : لا يُعذَر عبد اشترى من الخُمس شيئاً أن يقول: يا ربّ اشتريته بمالي، حتى يأذن له أهل الخُمس(2).

1741 / 61 - عن إبراهيم بن محمد، قال: كتبتُ إلى أبي الحسن الثالث (علیه السّلام) أسأله عمّا يجب في الضياع، فكتب: الخُمس بعد المُؤنة. قال: فناظرتُ أصحابنا، فقالوا: المُؤنة بعد ما يأخُذ السلطان، وبعد مؤنة الرجل.

فكتبت إليه : أنَّك قُلتَ: الخُمس بعد المُؤنة، وإنَّ أصحابنا اختلفوا في المُؤنة؟ فكتب : الخُمس بعد ما يأخُذ السُّلطان، وبعد مؤنة الرّجُل وعِياله(3).

1742 / 62- عن إسحاق، عن رجُل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن سَهم الصَّفوة. فقال: كان لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأربعة أخماس للمجاهدين والقوام، وخُمْسٌ يُقسّم بين مقسم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(4) ، ونحن نقول: هو لنا، والنّاس،يقولون: ليس لكم، وسهم لذي القُربى وهو لنا، وثلاثة أسهام لليتامى والمساكين وأبناء السبيل، يُقسمه الإمام بينهم، فان أصابهم درهم درهم لكلِّ فِرقة منهم نَظَر الإمام بعد، فجعلها في ذي القُربي، قال: يَرُدّها(5) إلينا(6).

63/1743 - عن المنهال بن عمرو، عن عليّ بن الحسين (علیه السّلام)، قال : قال : ليتامانا، ومساكيننا، وأبناء سبيلنا(7).

ص: 201


1- في الوسائل : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام).
2- وسائل الشيعة 9: 10/542، بحار الأنوار 96: 13/193.
3- بحار الأنوار 96: 14/193 .
4- في الوسائل: يقسم فمنه سهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
5- في «أ، ه_»: يردوها.
6- وسائل الشيعة 9: 19/518، بحار الأنوار 96: 16/201.
7- وسائل الشيعة 9: 20/518 ، بحار الأنوار 17/201:96.

1744 / 64 - عن زكريا بن مالك الجعفي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِتُم مِّن شَىءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُول وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابنِ السَّبِيلِ﴾.

قال: أمّا خُمس الله فالرسول (صلی الله علیه و آله و سلم)(1) یضعه في سبيل الله، ولنا خُمس الرسول ولأقاربه، وخُمس ذوي القُربى فهم أقرباؤه، واليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الأربعة الأسهم فيهم، وأما المساكين وأبناء السبيل، فقد علمت أنا لا نأكل الصَّدقة، ولا تحل لنا، فهى للمساكين وأبناء السبيل(2).

1745 / 65 - عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد (علیهم السّلام)، قال: إنَّ الله لا إله إلا هو، لمّا حرّم علينا الصدقة، أنزل لنا الخُمس، والصدقة علينا حرام، والخُمس لنا فريضة، والكرامة أمر لنا خلال(3).

66/1746 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في الرجل من أصحابنا في لوائهم، فيكون معهم، فيصيب غنيمة ؟ قال : يُؤدّى خُمسنا، ويطيب له(4).

1747 / 67 - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان، قلت: ما معنى قوله: يلتقي الجمعان؟ قال: يجمع(5) فيها ما يُريد من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه(6).

ص: 202


1- في «ج»: فللرسول.
2- الخصال: 12/324 ، التهذيب 4: 125 / 360، بحار الأنوار 96: 18/202.
3- الخصال: 52/290 ، من لا يحضره الفقيه 2: 77/21 ، مجمع البيان 4: 837، وسائل الشيعة 9: 7/270 ، بحار الأنوار 96: 19/202.
4- التهذيب 4: 357/124 ، بحار الأنوار 96: 11/193.
5- في «ب، ه_»: يجتمع.
6- الكافي 4: 8/158، بحار الأنوار 97: 1/1.

1748 / 68 - عن عمرو بن سعيد، قال: خاصمني(1) رجل من أهل المدينة في ليلة الفرقان حين التقى الجمعان، فقال المدني: هي ليلة سَبْعَ عَشَرَةَ من رمضان، قال: فدخلتُ على أبي عبد الله (علیه السّلام): فقلت له وأخبرته، فقال لي: جَحَد المدني، أنت تُريد مُصاب أمير المؤمنين (علیه السّلام)، إنه أصيب ليلة تسع عشرة من رمضان، وهي الليلة التي رُفع فيها عيسى بن مريم(2).

[42] وَالرَّكب أسفل منکم

1749 / 69 - عن محمد بن يحيى، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَالرَّكب أسفل منکم﴾ [42]، قال: أبو سفيان وأصحابه(3).

[48] إِنِّى أَرى مَا لَا تَرَونَ إنِّي أَخَافُ الله وَاللهُ شَدِيدُ العِقَابِ

1750 / 70 - عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن علي بن الحسين (علیه السّلام)، قال: لمّا عَطش القوم يوم بدر، انطلق عليّ بالقربة يستقي، وهو على القليب(4)، إذ جاءت ريح شديدة ثمّ مَضَت، فليث ما بدا له، ثمّ جاءت ريحٌ أُخرى ثمّ مضت، ثمّ جاءته أخرى كادت أن تشغله وهو على القليب ثم جلس حتى مضى، فلمّا رَجَع إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أخبره بذلك، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أما الريح الأولى ففيها جبرئيل مع ألفٍ من الملائكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألفٍ من الملائكة، والثالثة فيها إسرافيل مع ألفٍ من الملائكة، وقد سلّموا عليك(5) الملائكة، وقد سلّموا عليك(6) وهم مَدَدٌ لنا، وهم الذين راهم إبليس فنكص على عقبيه يمشى القهقرى حتى يقول: ﴿إِنِّى أَرى مَا لَا تَرَونَ إنِّي أَخَافُ الله وَاللهُ شَدِيدُ العِقَابِ﴾(7) [48].

ص: 203


1-
2- في النسخ: خاصمه، وما أثبتناه من البحار.
3- بحار الأنوار 97: 2/2.
4- بحار الأنوار 19: 71/319.
5- القليب: البئر قبل أن تُطوى.
6- قرب الإسناد: 387/111«نحوه».
7- بحار الأنوار 19: 49/306، و 39: 11/103.

[50] يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُم وَأدْبَارَهُم

1751 / 71 - أبو علي المحمودي، عن أبيه، رفعه، في قول الله: ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُم وَأدْبَارَهُم﴾ [50]، قال: إنّما أراد وأستاههم، إنَّ الله كريم يكنّي(1).

[55] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُم لَا يُؤْمِنُونَ

72/1752 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سألته عن هذه الآية ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُم لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [55]، قال: نزلت في بني أمیه، هم شرّ خلق الله، هم الذين كفروا في بطن القرآن، وهم الذين لا يؤمنون(2).

[60] وَأعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ

73/1753- عن محمد بن عیسی، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَأعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [60]، قال: سيفٌ وتُرس(3).

74/1754 - عن عبدالله بن المغيرة، رفعه، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾، قال: الرمي(4).

[61] وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلمِ فَاجنَحْ لَهَا

75/1755 - عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلمِ فَاجنَحْ لَهَا﴾ [61]، فسُئل ما السَّلم؟ قال: الدخول في أمرك(5).

76/1756- عن عمر و بن أبي المقدام، عن أبيه، عن جده: ما أتى عليَّ يومٌ قَطُّ أعظم من يومين أتيا عليّاً(6)، فأما اليوم الأول فيوم قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأمَّا اليوم الثاني فوالله إنّي لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر، والناس يبايعونه، إذ قال له عمر: يا هذا، ليس في يديك شيء مهما لم(7) يبايعك عليّ،

ص: 204


1- بحار الأنوار 19: 28/286 .
2- تفسير القمي 1: 279، عن أبي حمزة .
3- وسائل الشيعة 11: 7/427 ، بحار الأنوار 64: 158 ، و 103: 11/191.
4- الكافي 5: 12/49 الدر المنثور 4: 83 «نحوه»، وسائل الشيعة 11: 8/427، بحار الأنوار 103: 12/191 .
5- الكافي 1: 16/343 ، بحار الأنوار 24: 5/159.
6- في البحار والإختصاص: ما أتى على (علیه السّلام) يوم قطُّ أعظم من يومين أتياه.
7- في البحار: شيء منه ما لم، وفي الإختصاص: يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم.

فابعث إليه حتى يأتيك يُبا يعك، فإنّما هؤلاء رعاع، فبعث إليه قنفذ، فقال له: اذهب فقل لعليّ: أجب خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فذهب قنفذ، فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لك: ما خلف رسول الله أحداً غيري.

قال: ارجع إليه فقل: أجب، فإنّ الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه، وهؤلاء المهاجرون والأنصار يبايعونه وقريش، وإنَّما أنت رجل من المسلمين، لك ما لهم وعليك ما عليهم؛ فذهب إليه قنفذ، فما لبث أن رَجَع فقال: قال لك: إنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال لي وأوصاني أن إذا واريته في حُفرته لا أخرج من بيتي حتَّى أُولِّف كتاب الله، فإنّه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل.

قال عمر: قوموا بنا إليه ؛ فقام أبو بكر، وعمر، وعثمان وخالد بن الوليد، والمُغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، وقُنفذ، وقُمتُ معهم، فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها، أغلقت الباب في وجوههم، وهي لا تشُكّ أن لا يُدخل عليها إلا بإذنها، فضَرَب عُمر الباب برجله فکسره، ثم دخلوا فأخرجوا عليّاً (علیه السّلام) مُليّباً(1)، فخرجت فاطمة (سلام الله علیها)، فقالت: يا أبا بكر، أتُريد أن تُرَملنى من زوجى، والله لئن لم تَكُفَّ عنه لأنشُرَنَّ شعري، ولأشفّنَّ جيبي، ولآتين قبر أبي، ولأصيحنَّ إلى ربّي، فأخذت بيد الحسن والحسين (علیهم السّلام)، و خرجت تُريد قبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم).

فقال علي (علیه السّلام) لسلمان: أدرك ابنة محمد، فإنّي أرى جنبنى المدينة تكفيان، والله إن نَشَرت شعرها، وشقت جيبها، وأتت قبر أبيها، وصاحت إلى ربّها، لا يُناظر بالمدينة أن يُخسف بها وبمن فيها.

ص: 205


1- لتبه: إذا جعل في عنقه ثوباً أو غيره وجرّه. وأخذ بتلابيبه: إذا جمع عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبض عليه يَجُرّه.

فأدركها سلمان (رضی الله عنه)، فقال : يا بنت محمد، إنَّ الله إِنَّما بعث أباك رحمة فارجعي. فقالت: يا سلمان، يُريدون قتل عليّ، ما على عليّ صبر، فدعني حتى آتي قبر أبي، فأنشر شعري، وأشق جيبي، وأصيح إلى ربّي.

فقال سلمان: إني أخاف أن يُخسف بالمدينة، وعلي بعثني إليك يأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي.

فقالت: إذا أرجع وأصبر وأسمع له وأطيع.

قال: فأخرجوه من منزله مُلبّباً، ومروا به على قبر النبي عليه وآله السلام، قال: فسَمِعتُهُ يقول: ﴿يا ابن أُمَّ إِنَّ القَومَ استَضعَفُونِي﴾(1) إلى آخر الآية، وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة، وقدم علي (علیه السّلام)، فقال له عمر: بايع. فقال له علي (علیه السّلام): فإن أنا لم أفعل فمه ؟ فقال له عمر: إذاً أضرِبُ والله عُنقك. فقال له علي (علیه السّلام): إذا والله أكونُ عبد الله المقتول، وأخا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم). فقال عمر: أما عبدالله المقتول فنعم، وأما أخو رسول الله فلا - حتى قالها ثلاثاً-.

[65] إن والدر يَكُن مِّنكُم عِشرُونَ صَابِرُونَ يَعْلَبُوا مِأْتَينِ

فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب، فأقبل مُسرعاً يُهرول، فسمعته يقول: أرفقوا بابن أخي، ولكم عليَّ أن يُبا يعكم. فأقبل العباس، وأخذ بيد علي (علیه السّلام)، فمسحها علي يد أبي بكر، ثمّ خَلّوه مُغضباً، فسمعته يقول: اللهم إنَّك تعلم أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قد قال لي: «إن تَمُّوا عشرين فجاهِدهم» وهو قولك في كتابك: ﴿إن والدر يَكُن مِّنكُم عِشرُونَ صَابِرُونَ يَعْلَبُوا مِأْتَينِ﴾ [65]، قال: وسَمِعتُه يقول: اللهم وإنَّهم لم يتمّوا عشرين؛ حتى قالها ثلاثاً، ثم انصرف(2).

77/1757 - عن فُرات بن أحنف، عن بعض أصحابه، عن على (علیه السّلام)، أنه قال:

ص: 206


1- الأعراف 7: 150.
2- الإختصاص: 185، بحار الأنوار 28: 14/227.

[66] الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنكُم وَعَلِمَ أنَّ فِيكُم ضعفاً

ما نزل بالناس أزمة قَطُّ إلا كان شيعتي فيها أحسن حالاً، وهو قول الله: ﴿الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنكُم وَعَلِمَ أنَّ فِيكُم ضعفاً﴾(1) [66].

78/1758 - عن حسین بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام)يقول: كان على صلوات الله عليه يقول: من فرّ من رجلين في القتال من الزحف، فقد فر من الزَّحف، ومن فرّ من ثلاثة رجال فى القتال من الزَّحف فلم يفرّ(2).

[70] يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُل لِمَن فِى أيدِيكُم مِنَّ الأسرَى إِنْ يَعْلَمَ اللهُ فِي قُلُوبِكُم خَيْراً يُوْتِكُم خَيْراً

1759 / 79 - عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول في هذه الآية ﴿يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُل لِمَن فِى أيدِيكُم مِنَّ الأسرَى إِنْ يَعْلَمَ اللهُ فِي قُلُوبِكُم خَيْراً يُوْتِكُم خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُم﴾ [70] قال: نزلت في العبّاس وعقيل ونوفل.

وقال: إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نهى يوم بدرٍ أن يُقتل أحد من بني هاشم أو أبو لا البختري(3)، فأسروا، فأرسل عليا (علیه السّلام)، فقال : انظر من هاهنا من بني هاشم، قال: فمر عليٌّ على عقيل بن أبي طالب، فحاد عنه، قال: فقال له: يابن أم على(4)، أما والله لقد رأيت مكاني، قال: فرجع إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال له: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان، وهذا نوفل في يد فلان، يعني نوفل بن الحارث.

فقام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا أبا يزيد، قُتِل أبو جهل، فقال: إذاً لا تُنازعون في تهامة، قال: إن كنتم أتخنتم القوم، وإلا فاركَبُوا

ص: 207


1- بحار الأنوار 75: 67/414.
2- بحار الأنوار 100: 16/34.
3- وهو العاص بن هشام، قيل : نهى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عن قتله، لأنه لبس السلاح بمكة يوماً، ومنع القوم من إيذائه (صلی الله علیه و آله و سلم)، وكان ممن اهتم في نقض صحيفة المقاطعة المعروفة. راجع الكامل في التاريخ 2: 128، والمغازي للواقدي 1: 80.
4- أي أقبل.

أكتافهم.

قال: فجيء بالعباس، فقيل له : افدِ نفسك، وافد ابني أخيك. فقال: يا محمّد، تركتني أسأل قريشاً في كفّي؟ قال: أعط مما خلفت عند أمّ الفضل، وقلت لها: إن أصابني شيءٌ في وجهي(1) فأنفقيه على ولدك ونفسك.

قال: يا ابن أخى، من خبرك بهذا؟ قال: أتانى به جبرئیل فقال: ومَحلُوفه(2) ما عَلم بهذا إلا أنا وهى، أشهدُ أنَّك رسول الله.

قال: فرَجَع الأسارى كُلّهم مشركين إلا العباس وعقيل ونوفل بن الحارث، وفيهم نزلت هذه الآية ﴿قُل لِّمَن فِى أيدِيكُم مِنَ الأَسْرَى﴾ إلى آخرها(3).

1760 / 80 - عن عليّ بن أسباط: أنه سمع أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) يقول: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): أتي النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) بمال فقال للعباس: ابسُط رِداءك فخُذ من هذا المال طَرَفاً، قال: فبسط رداء، فأخذ طَرَفاً من ذلك المال، قال: ثُمَّ قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): هذا مما قال الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أيدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُم خَيراً يُؤْتِكُم خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُم﴾(4).

1761 / 81 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي

ص: 208


1- أي في قصدي وما توجهت إليه.
2- قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في مرآة العقول 26: 115، قوله «ومحلوفه» الظاهر أنّه حلف باللات والعزى فكره (علیه السّلام) التكلّم به، فعبر عنه بمحلوفه، أي بالذي حلف به، وفي الكشاف: أنه حلف بالله، انتهى. وفي لسان العرب 9: 53 - حلف - ويقولون: محلوفةٌ بالله ما قال ذلك، ينصبون على إضمار يحلف بالله محلوفةٌ، أى قسماً، والمحلوفة هو القسم.
3- الكافي 8: 244/202، بحار الأنوار 19: 45/301.
4- قرب الإسناد: 73/21 «نحوه»، بحار الأنوار 19: 29/286.

[72] وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَم يُهَاجِرُوا مَالَكُم مِّن لا وَلَا يَتِهِم مِّن شَىءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا

عبد الله (علیهما السّلام)، قالوا: سألناهما عن قوله: ﴿وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَم يُهَاجِرُوا مَالَكُم مِّن لا وَلَا يَتِهِم مِّن شَىءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾ [72]، قالا: إنَّ أهل مكة لا يَرِثُون أهل المدينة(1).

[75] وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللهِ

82/1762 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه، قال: دخل علي (علیه السّلام) على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في مرضه، وقد أغمي عليه، ورأسه في حجر جبرئيل، وجبرئيل في صورة دحيّة الكلبي، فلما دخل علي (علیه السّلام) قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمّك، فأنت أحق به منِّى، لأنَّ الله يقول في كتابه: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ [75].

فجلس على (علیه السّلام)، وأخذ رأس رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فوضعه في حجره، فلم يَزَل رأسُ رسول الله في حجره حتَّى غابت الشمس، وإنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أفاق ، فرفع رأسه، ونظر إلى علي (علیه السّلام)، فقال : يا على، أين جبرئيل؟ فقال: يا رسول الله، ما رأيت إلّا دِحية الكلبي دفع إلي رأسك، وقال: يا علي، دونك رأس ابن عمّك، فأنت أحق به منّي، لأنَّ الله يقول في كتابه: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ فجلستُ وأخذتُ رأسك، فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس.

فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أفصليت العصر ؟ فقال: لا. قال: فما منعك أن تُصلّي؟ فقال: قد أغمي عليك، وكان رأسك في حجري، فكرهت أن أشق عليك يا رسول الله، وكرهت أن أقوم وأُصلي وأضع رأسك.

فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): اللهم إن عليّاً كان فى طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاه العصر، اللهم فرُدّ عليه الشمس حتّى يُصلّي العصر في وقتها. قال: فطلعت الشمس، فصارت في وقت العصر بيضاء نقيَّة، ونظر إليها أهل المدينة، وإنّ

ص: 209


1- بحار الأنوار 19: 45/90.

عليا (علیه السّلام) قام وصلّى، فلمّا أنصرف غابت الشمس، وصلّوا المغرب(1).

83/1763 - عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام)، قال : الخال والخالة ير ثان إذا لم يكن معهم أحدٌ غيرهم، إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ فإذا التقت القرابات، فالسابق أحق بالميراث من قرابته(2).

1764 / 84 - عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لما اختلف علي بن أبي طالب (علیه السّلام) وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه، وله ذو قرابة لا يرثونه ليس له سهم(3) مفروض، فقال علي (علیه السّلام) : ميراثه لذوي قرابته، لأنَّ الله تعالى يقول: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ ، وقال عثمان: اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين، ولا يرثه أحدٌ من قرابته(4).

1765 / 85- عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: كان عليّ (علیه السّلام) لا يُعطي الموالي شيئاً مع ذي رحم، سُمّيت له فريضة أم لم تُسمَّ له فريضة، وكان يقول: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِن اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ قد عليم مكانهم، فلم يجعل لهم مع أولي الأرحام حيث قال: ﴿وَأُولُوا الأرحام بَعضُهُم أولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾(5).

86/1766 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ

ص: 210


1- بحار الأنوار 41: 9/172 .
2- الكافي 7: 3/119 إلى نهاية الآية، وسائل الشيعة 26: 6/194، بحار الأنوار 104: 15/336 ، وفيه: إذا التفت القرابات.
3- في «ج_» والبحار: بينهم.
4- وسائل الشيعة 26: 9/88 ، بحار الأنوار 104: 16/337.
5- وسائل الشيعة 26: 10/89 ، بحار الأنوار 104: 17/337.

بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللهِ﴾ إن بعضهم أولى بالميراث من بعض، لأنّ أقربهم إليه رَحِماً أولى به.

ثم قال أبو جعفر (علیه السّلام): إنه(1) أولى بالميت وأقربهم إليه أمّه وأخوه وأخته لأمه وأبيه(2)، أليس الأمّ أقرب إلى الميت من إخوته وأخواته؟(3)

87/1767 - عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له: أخبرني عن خُروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين، كيف ذلك، وما الحجّة فيه ؟

قال: لما حضر الحسين (علیه السّلام) ما حضره من أمر الله، لم يَجُز أن يَرُدّها إلى ولد أخيه، ولا يوصي بها فيهم، لقول الله: ﴿وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ . فكان ولده أقرب رَحِماً إليه من ولد أخيه، وكانوا أولى بالإمامة، فأخرجت هذه الآية ولد الحسن (علیه السّلام) منها ، فصارت الإمامة إلى ولد الحسين (علیه السّلام)، وحكمت بها الآية لهم، فهي فيهم إلى يوم القيامة(4).

ص: 211


1- في «أ، ب، د، ه_»: إنهم.
2- في الوسائل: أيهم أولى بالميت، وأقربهم إليه. أمه أو أخوه ؟
3- وسائل الشيعة 26: 11/89، بحار الأنوار 104 : 18/337.
4- بحار الأنوار 25: 9/252.

ص: 212

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة براءة

اشارة

1768 / 1 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: من قرأ سورة براءة والأنفال في كلّ شهرٍ لم يدخُله نفاق أبداً، وكان من شيعة أمير المؤمنين (علیه السّلام)(1) حقاً، وأكل يوم القيامة من موائد الجنّة مع شيعة علي (علیه السّلام)حتى يفرغ الناس من الحساب(2).

2/1769- عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : كان الفتح في سنة ثمان، وبراءة في سنة تسع، وحجّة الوداع في سنة عشر(3).

3/1770 - عن أبي العباس، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال: الأنفال وسورة براءة السلام واحدة(4).

1771 / 4 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بعث

ص: 213


1- ثواب الأعمال: 106.
2- مجمع البيان 4: 794.
3- بحار الأنوار 21: 19/121 و 4/273، و 35: 294 / 14.
4- مجمع البيان 5: 4 عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، الدر المنثور 4: 120 عن أبي روق، بحار الأنوار 3/277:92.

أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل (علیه السّلام)، فقال : لا يُبلغ عنك إلا على (علیه السّلام)، فدعا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) علياً (علیه السّلام) ، فأمره أن تركب ناقته العضباء، وأمره أن يلحق أبا بكر، فيأخُذ منه براءة، ويقرأها على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطة ؟ فقال : لا ، إلا أنّه أنزل عليه أنه لا يُبلّغ إلا رجلٌ منك.

[1و2] بَرَاءَةٌ مِنَّ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِنَ المُشْرِكِينَ

فلمّا قدم عليَّ مكّة، وكان يوم النحر بعد الظهر، وهو يوم الحج الأكبر، قام ثمَّ قال: إنّي رسولُ رسول الله إليكم؛ فقرأها عليهم : ﴿بَرَاءَةٌ مِنَّ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِنَ المُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِى الأرضِ أربَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ [1 و 2] عشرين من ذي الحجة، والمحرم وصفر، وشهر ربيع الأول، وعشراً من شهر ربيع الآخر.

وقال: لا يطوف بالبيت عُريان ولا عُريانة، ولا مُشرِك، إلا من كان(1) له عهد عند رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فمُدّته إلى هذه الأربعة الأشهر(2).

1772/ 5 - وفى خبر محمّد بن مسلم، فقال: يا علي، هل نزل في شيءٌ منذ فارقت رسول الله؟ قال: لا، ولكن أبى الله أن يُبلّغ عن محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) إلا رجل منه؛ قوافى الموسم، فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار، وفي أيام التشريق كلّها ينادي: ﴿بَرَاءَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الأرضِ أربَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ ولا يَطُوفنَّ بالبيت عُريان(3).

1773/6 - عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: لا والله ما بعث رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)أبا بكر ببراءة، أهو كان يبعث بها معه، ثمّ يأخُذها منه؟ ولكنَّه استعمله

ص: 214


1- في البحار: ألا ومن كان.
2- وسائل الشيعة 13: 4/401 عن أبي العباس، و : 7/401، بحار الأنوار 21: 5/273، و 35: 15/295.
3- وسائل الشيعة 13: 3/400 ، و : 8/402، بحار الأنوار 21: 5/273، و 35: 15/295.

على الموسم، وبعث بها عليّاً (علیه السّلام) بعد ما فصل أبو بكر عن الموسم(1)، فقال العلي (علیه السّلام) حين بعثه: إنه لا يُؤدّي عنّي إلّا أنا وأنت(2).

1774 / 7 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : خَطَب علي (علیه السّلام) الناس، واخترط سيفه، وقال: لا يَطُوفنَّ بالبيت عُريان، ولا يَحُجنَّ بالبيت مشرك، ومن كانت له مُدّةٌ فهو إلى مُدّته، ومن لم يكن له مُدّة فمدَّته أربعة أشهر؛ وكان خَطب يوم النحر، وكانت عشرون من ذي الحجة، والمحرم، وصفر، وشهر ربيع الأول، وعشر من شهر ربيع الآخر، وقال: يوم النحر يوم الحج الأكبر(3).

8/1775- وفى خبر أبي الصباح، عنه (علیه السّلام): فبلغ عن الله وعن رسوله الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بعرفة والمزدلفة، وعند الجمار، في أيام الموسم كُلُّها ينادي ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ ولا يَطُوفنَّ بالبيت عُريان، ولا يقربنَّ المسجد الحرام بعد عامنا هذا مُشرِك(4).

9/1776 - عن حنش(5) عن على (علیه السّلام): أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) حين بعثه ببراءة، والله عليه :وقال يا نبي الله ، إنِّي لستُ بكين ولا بخَطيب. قال: ما بُدّ أن(6) أذهب بها، أو تذهب

ص: 215


1- يقال فصل عن الموسم: أي خرج عنه .
2- بحار الأنوار 35: 16/295.
3- مجمع البيان 5: 6 عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، وسائل الشيعة 13: 5/401 ، بحار الأنوار 35: 17/296.
4- بحار الأنوار 35: 17/296 .
5- في «أ»: حسن، وفي باقي النسخ: حبيش، تصحيف صوابه ما أثبتناه، وهو حنش بن المعتمر الكناني الكوفي، من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام)، راجع تهذيب الكمال 7: 432، ورجال الطوسي: 546/62، وتهذيب التهذيب 3: 58، وروي هذا الحديث عن حنش في شواهد التنزيل 1: 319/237، ومسند أحمد 1: 150
6- في البحار: قال: إما أن.

بها أنت. قال: فإن كان لا بد فسأذهب أنا. قال: فانطلق، فإن الله يُثبت لسانك ويهدي قلبك، ثمَّ وضع يده على فمه، وقال: انطلق فاقرأها على النّاس، وقال: إنّ النّاس سيتقاضون إليك، فإذا أتاك الخصمان فلا تقضين لواحدٍ حتّى تسمع الآخر، فإنّه أجدر أن تعلم الحقِّ(1).

1777/ 10 - عن زرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قوله تعالى: ﴿فَسِيحُوا في الأرضِ أربَعَةَ أَشْهُرٍ﴾، قال: عشرين من ذي الحجة، والمُحرّم، وصفر، وشهر ربيع الأول، وعشر من شهر ربيع الآخر(2).

11/1778 - جعفر بن أحمد، عن عليّ بن محمّد بن شجاع، قال: روی أصحابنا: قيل لأبي عبد الله (علیه السّلام): لم صار الحاج لا يُكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟

قال: إنَّ الله جلّ ذِكرُه أَمَرَ المشركين فقال: ﴿فَسِيحُوا فِى الأَرضِ أربَعَةَ أشْهُرٍ﴾ ولم يكُن يقصُر بوفده عن ذلك(3).

[3] وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلى النَّاسِ يَومَ الحَج الأكبَرِ

12/1779 - عن حكيم بن جبير(4)، عن علي بن الحسين (علیه السّلام)، قال : والله إنّ لعلي (علیه السّلام) لاسماً في القرآن ما يعرفه الناس. قال: قلتُ: وأيّ شيء تقول: جعلت فداك؟

فقال لي: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلى النَّاسِ يَومَ الحَج الأكبَرِ﴾ [3] قال:

فبعث رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فكان علي (علیه السّلام) هو والله المؤذن،

ص: 216


1- وسائل الشيعة :27: 7/217 ، بحار الأنوار 35: 18/296، و 7/277:104.
2- بحار الأنوار 21: 274/ 6 و 5/53:100.
3- بحار الأنوار 99: 35/11.
4- في النسخ: حكيم بن الحسين، تصحيف، وما أثبتناه من شواهد التنزيل 1: 307/231 و تفسیر فرات: 201/160، وقد عدّ الشيخ الطوسي حكيم بن جبير في رجاله: 1105/112 من أصحاب علي بن الحسين (علیهما السّلام)، راجع تهذيب الكمال 7: 165، ومعجم رجال الحديث 6: 184 والحديث الآتى برقم (1781).

فاذن بأذان الله ورسوله يوم الحج الأكبر في المواقف كلّها، فكان ما نادى به: أن لا يَطُوف بعد هذا العام عُريان، ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك(1).

13/1780 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال في الأذان: هو اسم في كتاب الله، لا يعلم ذلك أحدٌ غيرى(2).

1781 / 14 - عن حكيم بن جُبير، عن عليّ بن الحسين (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَأذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾، قال : والأذان أمير المؤمنين على (علیه السّلام)(3).

1782/15 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)(4)، في قول الله تعالى : ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلى النَّاسِ يَومَ الحَجِّ الأكبَرِ﴾ ، قال(5): خُروجُ القائم (علیه السّلام)، وأذان دعوته إلى نفسه(6).

16/1783 - عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : يوم الحج الأكبر: يوم النحر، والحج الأصغر: العُمرة(7).

1784 /17 - وفي رواية ابن سرحان، عنه (علیه السّلام) ، قال : الحج الأكبر: يوم عرفة وجمع(8) ورمي الجمار بيني، والحج الأصغر: العُمرة(9)

ص: 217


1- وسائل الشيعة 13: 6/401، بحار الأنوار 7/274:21، و 35: 19/296.
2- بحار الأنوار 35: 20/297.
3- تفسير القمي 1: 282، معاني الأخبار: 1/297، بحار الأنوار 35: 10/293.
4- زاد في «ج_»: وجعفر بن محمد.
5- في «ج_»: قالا.
6- بحار الأنوار 51: 40/55.
7- الكافي 4: 1/290 عن معاوية بن عمار، ومعاني الأخبار: 2/295، وسائل الشيعة 14: 298 / 10 ، بحار الأنوار 99: 10/323.
8- جمع: هو المزدلفة، وهو المشعر، سمّي جمعاً لاجتماع الناس به. معجم البلدان 2: 189.
9- بحار الأنوار 99: 11/323.

18/1785 - وفي رواية ابن أذينة، عن زرارة، عنه (علیه السّلام)، قال : الحج الأكبر: الوقوف بعرفة وبجمع ورمي الجمار بينى، والحج الأصغر: العُمرة(1).

19/1786 - وفي رواية عبد الرحمن، عنه (علیه السّلام)، قال : يوم الحج الأكبر: يوم النحر، ويوم الحج الأصغر: يوم العمرة(2).

20/1787 - وفي رواية فضيل بن عياض، عنه (علیه السّلام): قال : سألته عن الحجّ الأكبر، فإنّ(3) ابن عباس كان يقول: عرفة.

[قال:] قال أمير المؤمنين (علیه السّلام)(4) الحج الأكبر يوم النحر، ويحتج بقول الله : ﴿فَسِيحُوا فِي الأرضِ أربَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ عشرون من ذي الحجة، والمُحرّم، وصَفَر، وشهر ربيع الأول، وعشر من شهر ربيع الآخر، ولو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان(5)أربعة أشهر ويوماً(6).

[5] أقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَخُذُوهُم وَأحصُرُوهُم وَأقعُدُوا لَهُم

21/1788 - عن جعفر بن محمّد، عن أبي جعفر (علیهما السّلام): أن الله بعث الله محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) بخمسة أسياف، فسيف على مشركي العرب، قال الله جلّ وجهه: ﴿أقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَخُذُوهُم وَأحصُرُوهُم وَأقعُدُوا لَهُم كُلَّ مَرصَدٍ فَإن تَابُوا﴾ [5] يعنى فإن آمنوا ﴿فَإخْوَانُكُم فِى الدِّين﴾(7)، لا يُقبل منهم إلا القتل

ص: 218


1- وسائل الشيعة 14: 11/298 ، بحار الأنوار 99: 12/323.
2- وسائل الشيعة 14: 12/298، بحار الأنوار 99: 13/323.
3- في «أ، ج، د، ه_»: قال.
4- في معاني الأخبار: عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن الحج الأكبر. فقال: أعندك فيه شيء؟ فقلت: نعم، كان ابن عباس يقول: الحج الأكبر يوم عرفة... فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): قال أمير المؤمنين (علیه السّلام).
5- زاد في معاني الأخبار : السَّيح.
6- الكافي 4: 3/290، معانى الأخبار: 5/296، بحار الأنوار 99: 14/323.
7- التوبة 9: 11.

أو الدخول في الإسلام، ولا تُسبى لهم ذُريّة، وما لهم في(1).

22/1789 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿فَإِذَا أَنسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم﴾، قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر(2).

[12] وإن نَكَثُوا أيمَانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقَاتِلُوا أئِمَّةَ الكُفر

23/1790 - عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول : دَخَل عليَّ أناس من أهل البصرة، فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: كانا إمامين من أئمّة الكفر، إنّ عليّاً صلوات الله عليه يوم البصرة لما صفّ الخُيول(3) قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم، فقام إليهم، فقال: يا أهل البصرة، هل تجدون عليّ جوراً في الحكم؟ قالوا: لا. قال: فحيفاً في قسم(4)؟ قالوا: لا. قال: فرغبةً في دنيا أصبتها لي ولأهل بيتي دونكم، فنقمتم عليّ، فنكتتم عليّ بيعتي؟ قالوا: لا. قال: فأقمت فيكم الحدود، وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا.

قال: فما بال بيعتي تُنكث وبيعة غيري لا تُنكَت؟ إِنِّي ضَرَبت الأمر أنفَهُ وعينه، فلم أجد إلا الكُفر أو السيف: ثمَّ ثنى إلى أصحابه، فقال: إن الله يقول في كتابه: ﴿وإن نَكَثُوا أيمَانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقَاتِلُوا أئِمَّةَ الكُفر إنَّهم لا أيمَانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهُونَ﴾ [12] فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): والذي فلق الحبَّة، وبرأ النَّسمة، واصطفى محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) بالنبوة، إنَّكم لأصحاب هذه الآية، وما قُوتِلوا مُنذ نَزَلت(5).

ص: 219


1- بحار الأنوار 6/53:100.
2- بحار الأنوار 21: 8/274، و 7/53:100.
3- في «ب»: الجنود.
4- القسم: العطاء.
5- قرب الإسناد: 327/96، بحار الأنوار 32: 133/185.

1791 / 24 - عن أبي الطفيل ، قال : سَمِعتُ علياً صلى الله عليه يوم الجمل، وهو يُحَفِّضُ(1) الناس على قتالهم، ويقول: والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم ﴿قَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُم لَا أيمَانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهُونَ﴾.

فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة ؟ قال : السَّهم يكون موضع الحديد فيه عظم، يُسمّيه بعض العرب الكنانة(2).

25/1792 - عن الحسن البصري، قال: خَطَبنا عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه على هذا المنبر، وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، صعد المنبر فحَمِد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم قال: أيُّها الناس، والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا بآية تركتها في كتاب الله، إنَّ الله يقول: ﴿وَإِن نَّكَثُوا أيمَانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقَاتِلُوا أئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُم لَا أَيمَانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهُونَ﴾ أما والله لقد عهد إلى رسول الله عليه وآله السلام، وقال لي: يا عليّ، لتُقاتِلَنَّ الفِئة الباغية، والفئة الناكثة، والفئة المارقة(3).

1793 / 26 - عن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : مَن طَعَن في دينكم هذا فقد كَفَر، قال الله : ﴿وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم﴾ إلى قوله : ﴿يَنتَهُونَ﴾(4).

1794 / 27 - عن الشَّعبى، قال: قرأ عبدالله ﴿وَإِن نَّكَثُوا أَيمَانَهُم مِّن بَعد عَهدِهِم﴾ إلى آخر الآية: ثمَّ قال: ما قُوتِل أهلها بعد، فلمّا كان يوم الجمل قرأها على (علیه السّلام)، ثم قال : ما قُوتِل أهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم(5).

ص: 220


1- حضّضه على الأمر: حنّه وحمله عليه، والتثقيل للمبالغة.
2- مستدرك الوسائل 11: 12431/63.
3- بحار الأنوار 32: 183/233 ، مستدرك الوسائل 11: 12432/64.
4- وسائل الشيعة 28: 42/352 و : 57/356 ، بحار الأنوار 72: 20/136.
5- بحار الأنوار 32: 184/233.

1795 /28 - عن أبي عثمان مولى(1) بني أفصى، قال: شَهِدتُ عليّاً صلّى الله عليه سنته(2) كُلَّها، فما سَمِعتُ منه ولايةً ولا براءةً، وقد سَمِعتُه يقول: عَذَرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مُكرهين، ثمّ نَكَتا بيعتي من غير حَدَثٍ أحدثته، والله ما قُوتِل أهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم ﴿وَإِن نَّكَثُوا أيمَانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم﴾ الآية(3).

[14] وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مَّوْمِنِينَ

1796 / 29 - عن علي بن عُقبة، عن أبيه، قال: دخلتُ أنا والمُعلّى على أبي عبد الله (علیه السّلام)، فقال : أبشروا، إنّكم على إحدى الحسنيين: [إن بقيتم حتّى تَرَوا ما الله، تمدون إليه رقابكم](4) شفى الله صُدوركم، وأذهب غيظ قُلوبكم، وأدا لكم(5) على عدوّكم، وهو قول الله: ﴿وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مَّوْمِنِينَ﴾ [14] ، وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك، مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه عليه وآله السلام ولعلي (علیه السّلام)(6).

30/1797- عن أبي الأغر التميمي، قال: إني لواقف يوم صفّين، إذ نظرتُ إلى العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب شاكٍ في السلاح(7)، على رأسه مغفر، وبيده صفيحة(8) يمانية، وهو على فرس له أدهم، وكأنّ عينيه عينا أفعى، فبينا هو

ص: 221


1- في الأمالي: مؤذن.
2- في «ا»: سنة، وفي «ب، د» سنينه.
3- أمالي المفيد: 7/72 «نحوه»، وشواهد التنزيل 1: 281/209، بحار الأنوار 32: 185/233.
4- أثبتناه من المحاسن.
5- أداله على عدوّه: نصره، وأظفره به.
6- المحاسن: 135/169 ، بحار الأنوار 68: 8/85.
7- أي تام السلاح، كامل الاستعداد.
8- الصفيحة: السيف العريض.

يمغته(1) ، ويُليّن من عَرِيكته(2)، إذ هتف به هاتف من أهل الشام، يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هَكُم إلى البراز، قال: فالنزول إذاً ، فإنّه إياس من القُفُول، قال: فنزل الشامي ووجد(3)، وهو يقول:

إن تَرَكَبُوا فَرُكُوبُ الخيل عادتنا *** أو تَنزِلون فإنّا مَعشَرٌ نُزُل

قال: وثنى عباس رجله، وهو يقول:

وتَصُدّ عنك مَخِيلةَ الرَّجُل ال_ *** _عريض(4) موضحة عن العظمِ

بحُسام سيفك أو لسانك وال_ *** _كَلِمُ الأصيل كأرغَبِ الكَلم

قال: ثمّ عصَبَ فَضَلات درعه في حُجزَتِه(5)، ثمّ دفع فَرَسه إلى غُلامٍ له يُقال له أسلم، كأنّي أنظر إلى فلافل شعره، ودلف(6) كُلّ واحدٍ منهما إلى صاحبه.

قال: فذكرت قول أبي ذُؤيب(7):

فَتَنَازلا(8) وتَوَاقَفَت خَيلاهُما *** وكلاهما بَطَلُ اللقاءِ مُخَدّعُ(9)

قال ثمّ تكافحا بسيفهما مليّاً من نهارهما، لا يصل واحد منهما إلى صاحبه،

ص: 222


1- مغتَهُ: ضَربه ضرباً ليس بالشديد.
2- العريكة الطبيعة ، وليّن العريكة: سَلِس القياد.
3- وَجَد: غَضِب.
4- العِرِّيض: الذي يتعرّض للناس بالشرّ.
5- الحُجزة : موضع شدّ الازار من الوسط، وموضع التكة من السراويل.
6- دلف: تقدّم.
7- هو خويلد بن خالد، أبو ذؤيب الهذلي، شاعر فحل، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وشهد الغزو والفتوح، ومات في زمان عثمان نحو سنة 27 ه_. الأعلام للزركلي 2: 325.
8- فى «ب»: و تبارزا.
9- المخدع: الذي خُدع مراراً في الحرب حتى صار مجرباً.

[14و15] قَاتِلُوهُم يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيدِيكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم

لكمال لأمته(1)، إلى أن لحظ العباس وهيا(2) في درع الشامي، فأهوى إليه بيده، فهتكه إلى تندوته(3)، ثم عاود المُجاولته، وقد أصحَرَ(4)له، مُفتق الدرع، فضربه العباس بالسيف، فانتظم به جوانح صدره ، وخَرّ الشامي صريعاً بخده، وأنْشَام(5) [العباس] في الناس، وكبَّر الناس تكبيرةً ارتجّت لها الأرض، فسَمِعتُ قائلاً يقول من ورائي: ﴿قَاتِلُوهُم يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيدِيكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذهِب غَيْظَ قُلُوبِهِم وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن يَشَاءُ﴾ [14 و 15]، فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين علي (علیه السّلام)، فقال : يا أبا الأغرّ، من المبارز لعدوّنا؟ قلت: هذا ابن شيخكم العباس بن ربيعة.

قال: يا عباس، قال: لبيك فال: ألم أنهك وحسناً وحسيناً وعبدالله بن جعفر أن تخلوا بمركز، أو تباشر وا حَدَثاً(6)؟ قال: إن ذلك لكذلك، قال: فما عدا ممّا بدا؟ قال: أفادعى إلى البراز يا أمير المؤمنين فلا أجيب، جعلني الله فداك.

قال: نعم، طاعة إمامك أولى بك من إجابة عدوّك، وَدٌ مُعاوية أنَّه ما بقي من بني هاشم نافخ ضَرمةٍ إلا طين في نَبطِهِ(7)، إطفاء لنور الله، ويأبى الله إلا أن يُتِمَّ نُورَه ولو كره المشركون، أما والله لتملكنَّهم منا رجال ورجالٌ، يَسُومُونهم الخَسف. حتى يتكففوا(8) بأيديهم، ويحفروا الآبار، إن عادوا لك فعد لي.

ص: 223


1- اللأمة: أداة الحرب كلها من رمح وبيضةٍ ومِعْفَرٍ وسيف ودرع.
2- الوهى: الخرق.
3- التَّندوة: مَغرِز التَّدي.
4- أي خرج إلى العراء.
5- انشام في الشيء: دخل فيه، وانشام الرجل: صار منظوراً إليه.
6- في شرح النهج والعيون: حرباً.
7- النَّيط : عِرقُ عُلّق به القلب من الوتين، فإذا قطع مات صاحبه.
8- تكفّف السائل : بسط كفّه بالمسألة.

قال : ونُمي(1) الخبر إلى معاوية، فقال: الله دم عرار، ألا رجل يطلب بدم عرار؟ قال: فانتدب له رجلان من لخم، فقالا: نحن له، قال: اذهبا، فأيكما قتل العباس برازاً فله كذا وكذا، فأتياه فدعواه إلى البراز، فقال: إنّ لي سيّداً أوامره(2).

قال: فأتى أمير المؤمنين (علیه السّلام) فأخبره، فقال: ناقلني سلاحك بسلاحي، فناقله، قال: ورَكِب أمير المؤمنين (علیه السّلام) على فرس العباس، ودفع فرسه إلى العباس، وبرز إلى الشامتين، فلم يشكا أنه العباس، فقالا له: أذن لك سيدك؟ فحُرج أن يقول نعم، فقال: ﴿أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بَأنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ﴾(3).

قال: فَبرز إليه أحدهما ، فكأنما اختطفه(4)، ثم برز إليه الثاني فألحقه بالأول، وانصرف وهو يقول: ﴿الشَّهِرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ والحُرُمَاتُ قِصَاصُ فَمَنِ أعتَدَى عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا أعتَدَى عَلَيكُم﴾(5)، ثم قال: يا عباس، خُذ سلاحك وهاتِ سلاحي.

قال: ونُمي الخبر إلى معاوية، فقال: قبَّح الله اللجاج، إنه لقَعُود، ما رَكِبتُه قط إلَّا خُذلت. فقال عمرو بن العاص : المَخذُول والله اللخميان لا أنت. قال: اسكت أيها الشيخ، فليس هذه من ساعاتك.

قال: فإن لم يكن رحم الله اللخميين، وما أراه يفعل! قال: ذلك والله أضيق لجُحْرِك، وأخسر لصفقتك. قال: أجل، ولو لا مصر لقد كانت المنجاة(6) منها. فقال:

ص: 224


1- نمى الخبر إليه: رفع إليه.
2- أي أشاوره.
3- الحج 22: 39.
4- البقرة 2: 194.
5- في «ب، ج_»: خطاه.
6- في «أ»: النجاة.

هي والله أعمّتك، ولولاها لألفيت بصير(1).

31/1798 - عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: أتى رجل النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال : بايعني يا رسول الله. فقال: على أن تقتل أباك. قال: فقبض الرجلُ يده، ثمّ قال: با یعنى يا رسول الله. قال: على أن تقتل أباك، فقال الرجل: نعم، على أن أقتل أبي. فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): الآن لم تتخذ(2) من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً، إنا لا نأمرك أن تقتل والديك، ولكن نأمرك أن تكر مهما(3).

32/1799 - عن أبان، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام)يقول: يا معشر الأحداث، اتَّقوا الله ، ولا تأتوا الرؤساء، دعوهم حتى يصيروا أذناباً، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله، إنا والله خيرٌ لكم منهم؛ ثمّ ضرب بيده إلى صدره(4)

33/1800 - عن أبي الصباح الكناني، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): يا أبا الصباح، إياكم والولائج، فانَّ كلّ وليجةٍ دوننا فهى طاغوت، أو قال: ند(5).

1801 / 34 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قيل له: يا أمير المؤمنين، أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال: نعم، كنتُ أنا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، فقال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الخزانة، يعني مفاتيح الكعبة. وقال العباس: أعطاني

ص: 225


1- عيون الأخبار لابن قتيبة 1: 179، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5: 219، بحار الأنوار 32: 473/591.
2- في النسخ: إلى من حين من يتخذ، وما أثبتناه من المحاسن.
3- المحاسن: 253/248 «قطعة منه»، بحار الأنوار 24: 4/245.
4- وسائل الشيعة 27: 26/133 ، بحار الأنوار 24: 5/246.
5- وسائل الشيعة 27: 27/133، بحار الأنوار 24: 6/246.

[19] أجَعَلْتُم سِقَايَةَ الحَاجٌ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ كَمَن ءَامَنَ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ

رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) السقاية، وهي زمزم، ولم يُعطيك شيئاً يا عليّ، قال: فأنزل الله: ﴿أجَعَلْتُم سِقَايَةَ الحَاجٌ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ كَمَن ءَامَنَ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَستَووُنَ عِندَ اللهِ﴾(1) [19].

1802 / 35 - عن أبي بصير، عن أحدهما (علیهما السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿أجَعَلْتُم سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ﴾، قال: نزلت في علي (علیه السّلام) وحمزة وجعفر والعباس وشيبة، إنَّهم فَخَروا فى السِّقاية والحِجابة، فأنزل الله: ﴿أجَعَلْتُم سِقَايَةَ الحاج﴾ إلى قوله : ﴿وَاليَومِ الآخِرِ﴾ الآية، فكان علي وحمزة وجعفر (علیه السّلام) الذين آمنوا بالله واليوم الآخر، وجاهدوا في سبيل الله، لا يستوون عند الله(2).

[23و24] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ءَابَاءَكُم وَإخْوَانَكُم أولِيَاءَ﴾

1803/36 - عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته عن هذه الآية في قول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ءَابَاءَكُم وَإخْوَانَكُم أولِيَاءَ إلى قوله: ﴿الفَاسِقِينَ﴾ [23 و 24]، فأما ﴿لَا تَتَّخِذُوا ءَابَاءَكُم وَإخْوَانَكُم أولِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ﴾ فإنّ الكفر في الباطن في هذه الآية ولاية الأول والثاني، وهو كُفر، وقوله: ﴿عَلَى الإِيمَانِ﴾ فالإيمان ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام)، قال: ﴿وَمَن يَتولَّهُم مِّنكُم فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾(3).

37/1804- يوسف بن السُّخت، قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة، فنذر الله إن شفاه الله يتصدق بمالٍ كثير، فعُوفي من علته، فسأله أصحابه عن ذلك، فأعلموه أن أباه تصدَّق بثمانية(4) ألف ألف درهم، وإن أراه تصدّق بخمسة ألف ألف درهم، فاستكثر ذلك. فقال أبو يحيى بن أبي منصور المُنجم: لو كتبت إلى ابن عمك - يعني

ص: 226


1- بحار الأنوار 38: 36/236.
2- الكافى 245/201:8 ، بحار الأنوار 3/36:36، و 37/237:38.
3- بحار الأنوار 30: 93/230.
4- في «أ، ب، ه_»: بثمانمائة، وفي البحار: بيمينه.

[25] لَقَد نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَومَ حنين إذ أعجَبَتْكُم كَثرَتُكُم

أبا الحسن (علیه السّلام)- فأمر أن يُكتب له فيسأله، فكتب إليه، فكتب أبو الحسن (علیه السّلام): تصدّق بثمانين درهماً، فقالوا: هذا غَلَطٌ ، سَلُوه من أين قال هذا؟ فكتب (علیه السّلام)، قال الله لرسوله: ﴿لَقَد نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَومَ حنين إذ أعجَبَتْكُم كَثرَتُكُم﴾ [25] والمواطن التي نصر الله رسوله عليه و آله السلام فيها ثمانون موطناً، فثمانون درهماً من جله مال كثير(1).

38/1805 - عن عجلان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: إلى ﴿ثُمَّ وَلَّيْتُم مُدبِرِينَ﴾ [25]، فقال: أبو فلان(2).

1806 / 39 - عن الحسن بن علي بن فضال، قال: قال أبو الحسن علي الرضا (علیه السّلام) للحسن بن أحمد: أيّ شيءٍ السَّكينة عندكم؟ قال: لا أدري جعلت فداك أي شيءٍ هو ؟

فقال: رِيحٌ من الله تخرج طيِّبة، لها صُورة كصورة وجه الإنسان، فتكون مع الأنبياء، وهي التي نزلت على إبراهيم خليل الرحمن حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخُذ كذا وكذا، فبنى الأساس عليها(3).

40/1807 - عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي، عن أبي عبد الله ، عن أبيه (علیهما السّلام)، قال: قال: من ضرب الناس بسيفه، ودعاهم إلى نفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه، فهو ضال متكلّف، قاله لعمر بن عبيد حيث سأله أن يُبايع [محمد بن](4) عبدالله ابن الحسن(5).

ص: 227


1- تفسير القمي 1: 284 «نحوه»، وسائل الشيعة 23: 4/300، بحار الأنوار 104: 56/227.
2- بحار الأنوار 30: 94/230.
3- معاني الأخبار : 3/285 «نحوه»، وعيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 80/312، بحار الأنوار 99: 2/53 و 3.
4- أثبتناه من الكافي والإحتجاج، راجع معجم رجال الحديث 16: 235.
5- الكافي 5: 1/27 الإحتجاج : 364 ، بحار الأنوار 30/26:100.

[29] حَتَّى يُعطُوا الجزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ

41/1808 - عن زرارة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له : ما حد الجزية على أهل الكتاب، وهل عليهم في ذلك شيء موظف لا ينبغي أن يجاوزه إلى غيره.

قال: فقال: لا، ذاك إلى الإمام، يأخُذ منهم من كُلِّ إنسان ما شاء على قدر ماله وما يُطيق، إنَّما هم قوم فَدَوا أنفسهم من أن يُستعبدوا أو يُقتلوا، فالجزية تُؤخَذ منهم [على قدر] ما يطيقون له أن يأخُذهم بها حتى يسلموا، فإنَّ الله يقول: ﴿حَتَّى يُعطُوا الجزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ﴾ [29]، وكيف يكون صاغراً وهو لا يكترث لما يُؤخَذ منه، لا حتَّى يَجِد ذلاً لما أخذ منه، فيالم لذلك فيُسلم(1).

42/1809- عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السّلام)، قال : إنَّ الله بعث محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) بخمسة أسياف، فسيف على أهل الذمة، قال الله: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسناً﴾(2) نزلت في أهل الذمة، ثمّ نسختها أخرى، قوله: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ﴾ إلى: ﴿وَهُم صَاغِرُونَ﴾ فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يُقبل منهم إلا أداء الجزية أو القتل، ويؤخذ مالهم وتُسبى ذراريهم ، فإذا قَبلوا الجزية حلّ لنا نكاحهم لا(3) ذبائحهم ، و [من كان منهم في دار الحرب، حل لنا سبيهم، ولم تحل لنا مناكحتهم] لا يُقبل منهم إلا أداء الجزية(4) أو القتل(5).

ص: 228


1- تفسير القمي 1: 288، الكافي 3: 1/566، بحار الأنوار 100: 1/63 و 2.
2- البقرة 2: 83.
3- في «ه_» والبحار: ما حلّ لنا نكاحهم ولا.
4- في الكافي: وإذا قبلوا الجزية على أنفسهم، حرم علينا سبيهم، وحرمت أموالهم، وحلّت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حلّ لنا سبيهم وأموالهم، ولم تحلّ لنا مناكحتهم، ولم يقبل منهم إلا الدخول في دار الإسلام أو الجزية.
5- الكافي 5: 2/11 والوسائل 15: 2/26 ضمن حديث طويل، بحار الأنوار 100: 14/67.

43/1810 - عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): اشتدَّ غضب الله على اليهود حين قالوا: عزير ابن الله، واشتد غضب الله وَمَلَابِهِ : على النصارى حين قالوا: المسيح ابن الله، واشتد غضب الله على من أراق دمي، و آذاني في عترتي(1).

44/1811 - عن يزيد بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّه لن يغضب لله شيء كغضب الطَّلح(2) والسدر، إن الطلح كانت كالأترج(3) والسدر كالبطيخ، فلمّا قالت اليهود: يد الله مَعْلُولة، نقصا حملهما فصَغُرَ فصار له عَجَم(4)، واشتدّ العجم، فلما أن قالت النصارى: المسيح ابن الله، أذعر تا فخرج لهما هذا الشوك، ونقصتا حملهما، وصار الشوك إلى هذا الحمل، وذهب حَمل الطّلح، فلا يحمِل حتى يقوم قائمنا أو(5) تقوم الساعة، ثمَّ قال: من سقى طلحةً أو سدرة، فكأنما سقى مؤمناً من ظماً(6).

[31] اتَّخَذُوا أحبَارَهُم وَرُهْبَانَهُم أرباباً مِّن دونِ اللهِ

45/1812 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أحبَارَهُم وَرُهْبَانَهُم أرباباً مِّن دونِ اللهِ﴾ [31] .

قال: أما والله ما صاموا لهم ولا صَلُّوا، ولكنهم أحلوا لهم حراماً، وحرَّموا

ص: 229


1- بحار الأنوار 27: 14/206 .
2- الطَّلح: شجرٌ عِظام من شجر العِضاه ترعاه الإبل.
3- الأترج شجرٌ يعلو، ناعم الأغصان، وثمره كالليمون الكبار، وهو ذهبي اللون، ذكي الرائحة، حامض الماء.
4- العَجَم: النوى، وكلّ ما كان في جوف مأكول كالزبيب وما أشبهه.
5- في النسخ: أن.
6- وسائل الشيعة 17: 4/42 عن عطية العوفي، عن أبي سعید الخدري «قطعة» بحار الأنوار 66: 7/113.

عليهم حلالاً فاتبعوهم(1).

1813 / 46 - وقال في خبر آخر عنه: ولكنَّهم أطاعوهم في معصية الله(2).

1814 / 47 - عن جابر ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألْتُهُ عن قول الله: ﴿اتَّخَذُوا الله أحبَارَهُم وَرُهْبَانَهُم أرباباً مِّن دُونِ اللهِ﴾.

قال: أما إنَّهم لم يتخذوهم آلهةً، إلا أنهم أحلُّوا لهم حراماً فأخَذُوا به، وحرموا عليهم حلالاً فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله(3).

1815 / 48 وقال أبو بصير: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): ما ادعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكنَّهم أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالاً، فكانوا يعبدونهم من حيث لا يَشعُرون(4).

1816 / 49- عن حذيفة، سُئل(5) عن قول الله: ﴿اتَّخَذُوا أحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أربَاباً مِّن دُونِ اللهِ﴾، فقال : لم يكونوا يعبدونهم، ولكن كانوا إذا أحلوا لهم أشياء استحلوها، وإذا حرَّموا عليهم حرَّموها(6).

[33] لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه وَلَو كَرِهَ المُشْرِكُونَ

50/1817 - عن أبي المقدام، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه وَلَو كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾ [33] يكون أن لا يبقى أحد إلا أقرّ بمحمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(7).

ص: 230


1- المحاسن: 245/246، الكافي 1: 3/43، بحار الأنوار 24: 7/246.
2- بحار الأنوار 24: 8/246.
3- وسائل الشيعة 27: 28/134 ، بحار الأنوار 24: 9/246.
4- المحاسن: 246/246، الكافي 1: 1/43، بحار الأنوار 24: 10/246.
5- في الوسائل: سألته.
6- وسائل الشيعة 27: 29/134 ، بحار الأنوار 24: 11/247.
7- بحار الأنوار 52: 93/346.

51/1818 - وقال في خبر آخر، عنه (علیه السّلام): قال : ليظهره الله في الرَّجعة(1).

52/1819 - عن سماعة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): ﴿هُوَ الَّذِى أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾، قال: إذا خرج القائم (علیه السّلام)، لم يبق مُشرك بالله العظيم ولا كافر إلَّا كَرِه خُروجه(2).

[34] الَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ

53/182 - عن سعدان، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿الَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ﴾ [34] إِنَّما عنى بذلك ما جاوز ألفي درهم(3).

54/1821 - عن معاذ بن كَثير صاحب الأكسية ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: موسع على شيعتنا أن يُنفِقُوا ممّا في أيديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا (علیه السّلام) مُوسَّع حرّم على كل ذي كنز كنزه، حتى يأتيه فيستعين به على عَدُوّه، وذلك قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَكْذِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾(4).

1822 / 55 - عن الحسين بن علوان، عمَّن ذكره، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: المؤمن(5) إذا كان عنده من ذلك شيء يُنفقه على عياله ما شاء، ثمّ إذا قام القائم (علیه السّلام) فيحمل إليه ما عنده، وما بقى من ذلك يستعين به على أمره، فقد أدّى ما يَجبُ عليه(6).

1823/56 - عن أبي خالد الواسطى، قال: أتيتُ أبا جعفر (علیه السّلام) يوم شك فيه من رمضان، فإذا مائدة موضوعة وهو يأكل، ونحن نريد أن نسأله، فقال: ادنُوا الغداء،

ص: 231


1- بحار الأنوار 52: 93/346.
2- بحار الأنوار 52: 94/346.
3- بحار الأنوار 73: 22/12.
4- الكافى 4: 4/61، بحار الأنوار 73: 23/143.
5- في «أ ، ب»: المأمون.
6- بحار الأنوار 73: 24/143.

إذا كان مثل هذا اليوم لم يَحكُم فيه سبب تَرَونه فلا تَصُوموا.

ثمّ قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين، عن أمير المؤمنين (علیهم السّلام): أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لما تَقُل فِى مَرَضِهِ قال: يا أيها الناس، إنّ السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حُرُم، ثمّ قال بيده(1): رجب مُفرد، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم ثلاث متواليات، ألا وهذا الشهر المفروض رمضان، فَصُوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإذا خفي الشهر فأتموا العِدة، شعبان ثلاثين، وصوموا الواحد والثلاثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلاثة، ثمّ ثنى إيهامه، ثمّ قال: أيها الناس، شهر كذا، وشهر كذا. وقال علي (علیه السّلام): صمنا مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تسعاً وعشرين، ولم نقضه، ورآه تماماً(2).

57/1824 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : كنتُ عنده قاعداً خلف المقام، وهو مُحتَبٍ، مستقبل القبلة، فقال: أما النظر إليها عبادة، وما خلق الله بقعَةً في الأرض أحبُّ إليه منها - ثمَّ أهوى بيده إلى الكعبة - ولا أكرم عليه منها، لها حرّم الله الأشهر الحُرُم في كتابه يوم خلق السَّماواتِ والأرض ثلاثة أشهر متوالية، و شهر مفرد للعُمرة، قال أبو عبد الله (علیه السّلام): شوّال ، وذو القعدة، وذو الحجة، ورَجَب(3).

[40] ثَانِيَ أثنين إذ هُمَا فِي الغَارِ

1825/ 58 - عن عبدالله بن محمّد الحَجّال، قال: كنتُ عند أبي الحسن الثاني (علیه السّلام) ومعي الحسن بن الجهم، فقال له الحسن: إنَّهم يَحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: ﴿ثَانِيَ أثنين إذ هُمَا فِي الغَارِ﴾ [40]، قال: وما لهم في ذلك ؟ فوالله

ص: 232


1- أي أشار.
2- بحار الأنوار 96: 16/301.
3- بحار الأنوار 5/53:99 و 8/54:100.

القد قال الله: (فأنزل اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِه) وما ذكره فيها بخير.

قال قلت له أنا: جعلت فداك، وهكذا تقرؤونها، قال: هكذا قرأتها(1).

[40] وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفَلَى

1826 / 59 - قال زرارة : قال أبو جعفر (علیه السّلام): (فأنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِه) ألا ترى أنّ السَّكينة إنما نزلت على رسوله؟ ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفَلَى﴾ [40] فقال: هو الكلام الذي تَكلّم به عتیق. رواه الحلبي عنه(2).

[42] لَو كَانَ عَرَضاً قَريباً وَسَفراً قَاصِداً لَّاتَّبَعُوكَ

1827 / 60 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام) ، في قول الله: ﴿لَو كَانَ عَرَضاً قَريباً وَسَفراً قَاصِداً لَّاتَّبَعُوكَ﴾ [42] الآية، إنَّهم يستطيعون، وقد كان في علم الله أنه لو كان عَرَضاً قريباً وسَفراً قاصداً لفَعَلُوا(3).

[46] وَلَو أَرَادُوا الخُروج لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً

1828 / 61 - عن المغيرة ، قال : سمعته يقول في قول الله : ﴿وَلَو أَرَادُوا الخُروج لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾ [46]، قال: يعني بالعُدة النية، يقول: لو كان لهم نِيَّةٌ لخَرَجُوا(4).

[54] وَمَا مَنَعَهُم أن تُقَبلَ مِنهُم نَفَقَاتُهُم إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ

62/1829 - عن يوسف بن ثابت، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قيل له لما دخلنا عليه: إنا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ولما أوجب الله من حقكم، ما أحببناكم لدنياً نصيبها منكم إلا لوجه الله والدار الآخرة، وليُصلح أمرؤ مِنّا دينه .

فقال: أبو عبد الله (علیه السّلام): صَدَقتُم ، صَدَقتُم ، ومن أحبَّنا جاء معنا يوم القيامة هكذا - ثمّ جمع بين السبابتين - وقال: والله لو أنَّ رجلاً صام النهار وقام الليل، ثمّ لقي الله بغير ولا يتنا، لقيه غير راض - أو ساخطاً عليه - . ثمّ قال: وذلك قول الله : ﴿وَمَا مَنَعَهُم أن تُقَبلَ مِنهُم نَفَقَاتُهُم إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ﴾ إلى قوله : ﴿وَهُم

ص: 233


1- بحار الأنوار 19: 33/80.
2-
3- التوحيد: 15/351 عن عبد الأعلى بن أعين، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، بحار الأنوار 21: 235/ 16.
4- بحار الأنوار 21: 17/235.

كَافِرونَ﴾ [55] ثمَّ قال: وكذلك الإيمان لا يَضُرّ معه عمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل(1).

[58] إن أعطوا مِنهَا رَضُوا وَإِن لَّم يُعطوا مِنهَا إذَا هُم يَسخَطُونَ

1830 / 63 - عن إسحاق بن غالب، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): يا إسحاق، كم ترى أهل هذه الآية ﴿إن أعطوا مِنهَا رَضُوا وَإِن لَّم يُعطوا مِنهَا إذَا هُم يَسخَطُونَ﴾ [58]؟ قال: هم أكثر من ثلثي الناس(2).

[60] لِلفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم وَفِى الرّقاب

1831 / 64 - عن سماعة، قال: سألته عن الزَّكاة، لمن يَصلُح أن يأخُذها؟

فقال: هي للذين قال الله في كتابه: ﴿لِلفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم وَفِى الرّقاب وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ الله﴾ [ 60] وقد تَحِلَّ الزكاة لصاحب ثلاثمائة درهم، وتحرم على صاحب خمسين درهماً.

فقلت له: وكيف يكون هذا؟ قال : إذا كان صاحب الثَّلاثمائة درهم له عِيال كثير ، فلو قسمها بينهم لم يكفهم، فليعفف عنها نفسه، وليأخُذها لعياله، وأما صاحب الخمسين فإنها تحرم عليه إذا كان وحده، وهو محترف يعمل بها، وهو يُصيب فيها ما يكفيه إن شاء الله(3).

1832/ 65 - عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن الفقير والمسكين ، قال: الفقير الذي يسأل، والمسكين أجهد منه الذى لا يسأل(4).

66/1833 - عن أبي بصير، قال: قلتُ لأبي عبد الله له : ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِين﴾، قال : الفقير الذي يسأل، والمسكين اجهد منه، والبائس

ص: 234


1- الكافي 8: 106/ 80، بحار الأنوار 27: 47/190.
2- الزهد: 47 / 126 ، الكافي 2: 4/302 ، بحار الأنوار 110:71 و 96: 1/56.
3- التهذيب 4: 127/48، بحار الأنوار 96: 2/56 .
4- بحار الأنوار 96: 3/57.

أجهدهما(1).

67/1834 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن (علیه السّلام)، قال : سألته عن رجلٍ أوصى بسهم من ماله، وليس يدري أي شيء هو ؟

الله قال: السهام ثمانية، وكذلك قسمها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم تلا ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ﴾ إلى آخر الآية، ثمّ قال: إنّما السَّهم واحدٌ من ثمانية(2).

68/135 - عن أبي مريم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ﴾ إلى آخر الآية ، قال (علیه السّلام): إن جعلتها فيهم جميعاً ، وإن جعلتها لواحدٍ أجزاً عنك(3).

1836 / 69 - عن زرارة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلتُ: أرأيت قوله : ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ﴾ إلى آخر الآية، كلّ هؤلاء يُعطى إن كان لا يعرف؟ قال: إنَّ الإمام يعطي هؤلاء جميعاً، لأنهم يُقرون له بالطاعة.

قال: قلتُ له: فإن كانوا لا يعرفون؟ فقال: يا زرارة، لو كان يعطي من يعرف دون من لا يعرف، لم يُوجد لها موضع، وإنما كان يُعطي من لا يعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه، وأما اليوم فلا تعطها أنت وأصحابك إلا من يعرف(4).

70/1837 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله: ﴿والعاملين عَلَيها﴾، قال: هم السُّعاة(5).

71/1838 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قوله : ﴿وَالمُؤَلَّفَةِ

ص: 235


1- بحار الأنوار 4/57:96.
2- بحار الأنوار 103: 7/210.
3- وسائل الشيعة 9: 5/267 ، بحار الأنوار 96: 5/57.
4- الكافي 3: 1/496 ، بحار الأنوار 96: 6/57.
5- تفسير القمي 1: 299 مرسلاً، بحار الأنوار 96: 7/57.

قُلُوبُهُم﴾.

قال: هم قوم وحدوا الله، وخَلَعُوا عِبادة من يعبد من دون الله تبارك وتعالى، وشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهم في ذلك شكاك من بعد ما جاء به محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأمر الله عزّ وجلّ نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يَحسُن إسلامهم، ويثبتوا على دينهم الذي قد دَخَلُوا فيه، وأقروا به.

وإنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم حنين تألف رؤوسهم من رؤوس العرب من قريش وسائر مضر، منهم أبو سفيان بن حرب، وعُيينة بن حصين الفزاري وأشباههم من الناس، فغضبت الأنصار، فاجتمعوا إلى سعد بن عبادة، فانطلق بهم إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بالجعرانة(1)، فقال : يا رسول الله، أتأذن لي في الكلام؟ قال: نعم. فقال: إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئاً أمرك الله به رضينا، وإن كان غير ذلك لم نرضَ ؟

قال زرارة فسَمِعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا معشر الأنصار، كلّكم على مثل قول سعد سيدكم؟ قالوا: الله سيّدنا ورسوله. فأعادها عليهم ثلاث مرّات، كلّ ذلك يقولون: الله سيّدنا ورسوله. ثم قالوا بعد الثالثة: نحنُ على مثل قوله ورأيه.

قال زرارة: سَمِعتُ أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: فحطّ الله نُورهم، وفرض للمُؤلّفة قلوبهم سَهماً في القرآن(2).

72/1839 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبى عبد الله (علیهما السّلام) ﴿وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم﴾، قال: قوم تألَّفهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وقسم فيهم

ص: 236


1- الجعرانة: ما بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب معجم البلدان 2: 165.
2- الكافي 2: 2/302، بحار الأنوار 21: 11/177، و 96: 8/57.

الفيء.

قال زرارة: قال أبو جعفر (علیه السّلام): فلما كان في قابل، جاءوا بضعف الذي أخذوا وأسلم ناس كثير، قال: فقام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خطيباً، فقال: هذا خيرٌ أم الذي قلتم ؟ قد جاءوا من الإبل بكذا وكذا ضعف ما أعطيتهم، وقد أسلم الله عالمٌ و ناس كثير، والذي نفسي بيده، لوددتُ أنَّ عندي ما أُعطي كُلّ إنسانٍ دِيته على أن يُسلم الله ربِّ العالمين.

عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، نحوه(1).

73/1840 - قال الحسن بن موسى، ومن غير هذا الوجه أيضاً ، رفعه، قال : قال رجلٌ منهم حين قسم النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) غنائم حنين: إنّ هذه القسمة ما يُريد الله بها؟ فقال له بعضهم: يا عدو الله، تقول هذا الرسول الله ؟ ثم جاء إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) فأخبره مقالته، فقال (صلی الله علیه و آله و سلم): قد أوذي أخي موسى (علیه السّلام) بأكثر من هذا فصبر. قال: وكان يعطي لكُلّ رجلٍ من المُؤلَّفة قلوبهم مائة راحلة(2).

1841 / 74 - عن سماعة، عن أبي عبد الله - أو أبي الحسن (علیهما السّلام)- قال: ذكر أحدهما أنَّ رجلاً دخل على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم غنيمة حسين، وكان يُعطي المُؤلَّفة قلوبهم، يُعطى الرجل منهم مائة راحلة ونحو ذلك، وقسم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حيث أمر، فأتاه ذلك الرجل، قد أزاغ الله قلبه، وران عليه، فقال له: ما عدلت حين قسمت. فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ويلك ما تقول، ألم تَرَ قسمتُ الشياه حتّى لم يبق معي شاة؟ أولم أقسم البقر حتى لم يبق معي بقرة واحدة؟ أولم أقسم الإبل حتى لم يبق معي بعير واحد؟

ص: 237


1- بحار الأنوار 21: 12/178، و 16: 9/58.
2- بحار الأنوار 21: 13/178 .

فقال بعض أصحابه له: اتركنا - يا رسول الله - حتى نضرب عنق هذا الخبيث، فقال: لا، هذا يخرج في قوم يقرءون القرآن لا يجوز تراقيهم، بلى قاتلهم غيري(1).

75/1842 - عن زرارة، قال: دخلتُ أنا و حمران على أبي جعفر (علیه السّلام) فقلنا: إنا بهذا المطهر، فقال: وما المطهر ؟ قلنا: الدين، فمن(2) وافقنا من علويّ أو غيره توليناه، ومن خالفنا برثنا منه من علوى أو غيره.

قال: يا زرارة، قول الله أصدق من قولك، فأين الذين قال الله تعالى: ﴿إِلَّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلدَانِ﴾ الذين لَا يَستَطِيعُونَ حِيلَةٌ وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً﴾(3)؟ أين المُرجَون لأمر الله ؟ أين الذين خَلطُوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً؟ أين أصحاب الأعراف؟ أين المُؤلَّفة قُلُوبهم ؟

فقال زرارة: ارتفع صوت أبي جعفر (علیه السّلام) وصوتي حتى كان يسمعه من على باب الدار فلمّا كثر الكلام بيني وبينه قال لي: يا زرارة، حقاً على الله أن يُدخلك الجنة(4).

76/1843 - عن العيص بن القاسم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: إنَّ أناساً من بني هاشم أتوا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فسألوه أن يستعملهم على صَدَقة المواشي والنَّعَم، فقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، فنحن أولى به.

ص: 238


1- بحار الأنوار 21: 8/164، وفي «ب، ه_»: قاتلهم الله.
2- في البحار: إنا نمد المطمر ، فقال : ما المطمر، قلنا: الذي من.
3- النساء 4: 98.
4- بحار الأنوار 72: 26/164.

فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا بني عبد المطلب، إن الصدقة لا تَحِلّ لي ولا لكم ولكن وُعِدت الشَّفاعة - ثمّ قال: أنا أشهد أنه قد وُعِدها - فما ظنكم - يا بني عبد المطلب - إذا أخذتُ بحلقة باب الجنَّة، أتروني مؤثراً عليكم غيركم(1)؟

77/1844 - عن أبي إسحاق، عن بعض أصحابنا، عن الصادق (علیه السّلام): قال: سأل مُكاتب عَجَز عن مُكاتبته، وقد أدّى بعضها؟ قال: يُؤدِّي من مال الصدقة، إنَّ عن الله يقول في كتابه: ﴿وَفِي الرِّقَابِ﴾(2).

78/1845 - عن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): عبد زني؟ قال: يُجلد نصف الحد.

قال: قلت: فإنَّه عاد؟ فقال: يُضرب مثل ذلك. قال: قلت: فإنَّه عاد؟ قال: لا يزاد على نصف الحد.

قال: قلتُ: فهل يجب عليه الرَّجم في شيءٍ من فعله؟ فقال: نعم، يُقتل في الثامنة، إن فعل ذلك ثمان مرات.

فقلتُ: فما الفرق بينه وبين الحرّ، وإِنَّما فعلهما واحد؟ فقال: إنَّ الله تعالى رَحِمه أن يَجمَع عليه ربق(3) الرّق وحَدَ الحُرّ، قال: ثم قال: وعلى إمام المسلمين أن يدفع ثمنه إلى مولاه من سهم الرقاب(4).

1846 / 79 - عن الصباح بن سيابة، قال(5): أيما مسلم مات وترك ديناً، لم يكن في فساد وعلى إسراف، فعلى الإمام أن يقضيه، فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك، إنَّ الله

ص: 239


1- بحار الأنوار 96: 11/75 .
2- من لا يحضره الفقيه 30: 258/74 ، التهذيب 8: 1002/275، بحار الأنوار 96: 10/59.
3- الربق: حبل فيه عدّة عُرى، تُشَدّ به البهم، والمراد هنا قيد العبودية.
4- بحار الأنوار 96: 11/59.
5- في «ج_»: عن الصباح بن سيابة، عن الصادق (علیه السّلام)، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).

تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا الصَّدقَاتُ لِلْفُقَراءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُم ... والغَارِمِينَ﴾ فهو من الغارمين، وله سهم عند الإمام، فإن حبسه فإئمه عليه(1).

1847 / 80 - عن عبد الرحمن بن الحجاج: أنَّ محمّد بن خالد سأل أبا عبدالله الله عن الصدقات قال اقسمها فيمن قال الله، ولا يُعطى من سهم الغارمين الذين يُنادون نداء الجاهلية.

قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل يقول: يا آل بني فلان، فيقع فيهم القتل والدِّماء، فلا يُؤدّي ذلك من سَهم الغارمين، والذين يَعْرَمُون من مُهور النساء. قال: ولا أعلمه إلا قال: ولا الذين لا يبالون بما صَنَعُوا في أموال الناس(2).

1848 / 81 - عن محمّد القصري(3)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن الصدقة؟ فقال: نعم، اقسمها فيمن قال الله، ولا يُعطى من سهم الغارمين الذين يغرمون في مُهُور النّساء، ولا الذين يُنادون بنداء الجاهلية.

قال: قلتُ: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل يقول: يا آل بني فلان، فيقع بينهم القتل، ولا يُؤدّى ذلك من سهم الغارمين، ولا الذين لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس(4).

82/1849 - عن الحسن بن راشد، قال: سألتُ العسكري (علیه السّلام) بالمدينة عن رجل أوصى بمال في سبيل الله ، فقال: سبيل الله شيعتنا(5).

ص: 240


1- بحار الأنوار 96: 12/59.
2- بحار الأنوار 96: 13/59.
3- في «ب»: محمد القسري.
4- بحار الأنوار 96: 14/60.
5- معاني الأخبار : 3/167، الهداية: 81 مرسلاً، بحار الأنوار 103: 15/211 و 16.

83/1850 - عن الحسن بن محمّد، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): إنَّ رجلاً أوصى إليّ في السبيل، قال: فقال لي: اصرف في الحج.

قال: قلتُ: إنه أوصى في السبيل؟ قال: اصرفه في الحج، فإنّي لا أعلم سبيلاً من سُبُله أفضل من الحج(1).

[61] يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلمُؤمِنِينَ

1851 / 84 - عن حماد بن عثمان(2)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إني أردتُ أن أستبضع فلاناً بضاعةً إلى اليمن فأتيت إلى أبي جعفر (علیه السّلام)، فقلتُ: إنِّي أُريد أن أستبضع فلاناً؟ فقال لي: أما علمت أنه يشرب الخمر؟ فقلتُ: قد بلغني من المؤمنين أنَّهم يقولون ذلك، فقال: صَدقهم فإنَّ الله يقول: ﴿يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلمُؤمِنِينَ﴾ [61]، فقال: يعني يُصدق الله ويصدّق المؤمنين، لأنّه كان رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين(3).

[65و66] وَلَئِن سألتهُم لَيَفُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ

1852 / 85 - عن جابر الجعفي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): نزلت هذه الآية: ﴿وَلَئِن سألتهُم لَيَفُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ إلى قوله: ﴿نُعَذِّب طَائِفَة﴾ [65 و 66] قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): ما تفسير هذه الآية؟

قال: والله ما نزلت آية قط إلا ولها تفسير، ثمّ قال: نعم، نزلت في عَدُوَّي الله(4) والعَشَرة معهما ، إنهم اجتمعوا اثنا عشر ، فكمنوا الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في العقبة، وانتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: إن فَطِن نقول إنّما كُنَّا نَخُوض ونلعب، وإن لم يَفطَن لنقتُلنَّه، فأنزل الله هذه الآية ﴿وَلَئِن سَألَتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ

ص: 241


1- معاني الأخبار: 2/167 عن الحسين بن عمر، الهداية: 81 مرسلاً، بحار الأنوار 13/211:103 و 14 .
2- في «أ، ب، ج»: حماد بن سنان.
3- بحار الأنوار 103: 13/85.
4- في «ه_»: في التيمي والعدوي.

وَنَلْعَبُ﴾ فقال الله لنبيه: ﴿قُل أَبِاللهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ﴾ يعني محمّداً (صلی الله علیه و آله و سلم) ﴿كُنتُم تَستَهْزِمُون * لَا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرْتُم بَعدَ إِيمَانِكُم إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُم﴾ يعنى عليا (علیه السّلام) إن يعفُ عنهما في أن يلعنهما على المنابر، ويلعن غيرهما، فذلك قوله تعالى: ﴿إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُم نُعَذِّب طَائِفَةٌ﴾(1).

[67] نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُم

1853 / 86 - عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ﴿نَسُوا الله﴾، قال: قال: تَرَكُوا طاعة الله ﴿فَنَسِيَهُم﴾ [67] قال: فَتَرَكَهُم(2).

87/1854 - عن أبي معمر السعدي، قال: قال على (علیه السّلام) : في قول الله : ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُم﴾ فإنَّما يعني أنّهم نَسُوا الله في دار الدنيا، فلم يعملوا له بالطاعة، ولم يؤمنوا به وبرسوله، فنسيهم في الآخرة ، أي لم يجعل لهم في ثوابه نصيباً، فصاروا مَنسيّين من الخير(3).

[71] وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعضُهُم أولِيَاءُ بَعضٍ

88/1855- عن صفوان الجمال، قال: قلت لأبي عبدالله (علیه السّلام): بأبي أنت وأمي، تأتيني المرأة المسلمة قد عرفتني بعملي، وعرفتها بإسلامها وحبها إياكم وولايتها لكم، وليس لها محرم.

قال: فإذا جاءتك المرأة المسلمة فاحملها، فإنّ المؤمن محرم المؤمنة، وتلا هذه الآية ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعضُهُم أولِيَاءُ بَعضٍ﴾(4) [71].

89/1856 - عن ثوير، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : إذا صار أهل الجنَّة في الجنَّة، ودخل ولي الله إلى جنّاته ومساكنه، واتَّكاً كُلّ مؤمن منهم على أريكته، حقَّته خُدّامه ، وتَهَدَّلت عليه الثّمار، وتفجّرت حوله العُيون، وجَرَت من تحته

ص: 242


1- بحار الأنوار 21: 18/236.
2- بحار الأنوار 4: 37/91.
3- التوحيد: 5/259 ، بحار الأنوار 4: 38/91.
4- التهذيب 5: 1395/401، بحار الأنوار 54/42:104.

الأنهار ، وبسيطت له الزَّرابي، وصنفت له النمارق(1)، وأنته الخُدّام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك. قال : ويخرج عليهم الحور العين من الجنان، فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثمّ إنَّ الجبار يُشرف عليهم فيقول لهم: أوليائي وأهل طاعتي، وشكان جنَّتي في جواري، ألا هل أنبئكم بخير ممّا أنتم فيه؟

[72] وَعَدَ اللهُ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا

فيقولون: ربنا وأي شيءٍ خيرٌ ممّا نحن فيه، نحن فيما اشتهت أنفُسنا، ولَذَّت أعيننا من النعم في جوار الكريم. قال: فيعود عليهم بالقول، فيقولون: ربَّنا نعم، فأتنا بخير مما نحن فيه. فيقول لهم تبارك وتعالى: رضاي عنكم ومحبّتي لكم خير وأعظم ممّا أنتم فيه. قال: فيقولون: نعم يا ربَّنا، رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا.

ثم قرأ على بن الحسين (علیهما السّلام) هذه الآية ﴿وَعَدَ اللهُ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضوَانٌ مِّن الله أكبَرُ ذَلِكَ هُو الفَوزُ العَظِيمُ(2) [72].

90/1857 - عن جابر بن أرقم، قال: بينا نحنُ في مجلس لنا وأخي زيد بن أرقم يُحدّثنا، إذ أقبل رجل على فرسه، عليه هيئة السفر، فسلَّم علينا ثم وقف، فقال: أفيكم زيد بن أرقم؟ فقال زيد: أنا زيد بن أرقم، فما تريد ؟ فقال الرجل: أتدري من أين جئتُ؟ قال: لا، قال: من فسطاط مصر، لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم). فقال له :زيد وما هو ؟ قال : حديث غدير خُمّ في ولاية علي بن أبي طالب (علیه السّلام).

فقال: يابن أخي، إنَّ قبل غدير خُمّ ما أُحدثك به، إن جبرئيل الروح

ص: 243


1- النُّمرقة: أي الوسادة، جمعها : نَمارِق.
2- بحار الأنوار 8: 57/140.

الأمين (علیه السّلام) نزل على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم). بولاية على بن أبي طالب (علیه السّلام)، فدعا قوماً أنا فيهم، فاستشارهم في ذلك، ليقوم به في الموسم، فلم ندر ما نقول له، وبكا (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال له جبرئيل: مالك يا محمد، أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل، ولكن قد عَلِم ربّي ما لقيت من قريش، إذ لم يُقروا بالرسالة حتى أمرني بجهادهم، وأهبط إلى جنوداً من السماء فنصروني، فكيف يُقرّوا لعلي من بعدي. فانصرف عنه جبرئيل، ثمّ نزل عليه: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعضَ مَا يُوحَى إِلَيكَ وَضَائِقُ بِهِ صَدرُكَ﴾(1).

فلما نزلنا الجُحفة(2) راجعين وضَرَبنا أخبيتنا ، نَزَلَ جَبرئيل (علیه السّلام) بهذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾(3) فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهو ينادي: «أيها الناس، أجيبوا داعي الله، أنا رسول الله». فأتيناه مسرعين في شدة الحرّ، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدميه من الحرّ، وأمر بقم(4) ما تحت الدَّوح، فقُمَّ ما كان ثمَّة من الشوك والحجارة، فقال رجل: ما دعاه إلى قم هذا المكان، وهو يُريد أن يرحل من ساعته، ليأتينَّكم اليوم بداهية!

فلمّا فَرَغوا من القم، أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أن يُوتى بأحلاس(5) دَواتِنا وأثاث ايلنا وحقائبها، فوضعنا بعضها على بعض، ثم ألقينا عليها ثوباً، ثم صعد عليها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «أيّها الناس، إنه نزل على

ص: 244


1- هود 11 : 12 .
2- الجُحفة: قرية على طريق المدينة من مكة. معجم البلدان 2: 129.
3- المائدة 5: 67
4- القم: الكنس.
5- الأحلاس: جمع جلس، وهو ما يلي ظهر الدابة تحت الرَّحل أو الشرج.

عشيّة عرفة أمر ضقت به ذرعاً مخافة تكذيب أهل الإفك، حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربّي إن لم أفعل، ألا وإنّي غير هائبٍ لقوم، ولا مُحابِ لقرابتي.

أيُّها الناس، من أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: الله ورسوله. قال: «اللهم اشهد، وأنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلاثاً، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (علیه السّلام) فرفعه إليه، ثمّ قال: «اللَّهُم من كنت مولاه فعلی مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذُل من خذله». قالها ثلاثاً، ثمّ قال: «هل سمعتم؟» فقالوا: اللهم بلى. قال: «فأقررتم؟» قالوا: اللهم نعم. ثم قال: «اللَّهُم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد».

ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا، وكان إلى جانب خبائي خِباء نفرٍ من قريش وهم ثلاثة، ومعي حذيفة بن اليمان، فسمعنا أحد الثلاثة وهو يقول: والله إنَّ محمداً لأحمق، إن كان يرى أنّ الأمر يستقيم لعلى من بعده! وقال آخرون: أتجعله أحمق، ألم تعلم أنه مجنون، قد كاد أن يُصرع عند امرأة ابن أبي كبشة ؟ وقال الثالث: دعوه إن شاء أن يكون أحمق، وإن شاء أن يكون مجنوناً، والله ما يكون ما يقول أبداً! فغَضب حذيفة من مقالتهم، فرفع جانب الخِباء، فأدخل رأسه إليهم، وقال: فَعَلتُموها ورسول الله عليه وآله السلام بين أظهركم، ووحي الله ينزل عليكم، والله لأُخبرنه بكرةً بمقالتكم.

فقالوا له: يا أبا عبدالله، وإنك لها هنا وقد سمعت ما قلنا! اكتُم علينا، فإنَّ لكُلِّ جوار أمانة. فقال لهم: ما هذا من جوار الأمانة، ولا من مجالسها، ما نَصَحتُ الله ورسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث.

فقالوا له: يا أبا عبدالله، فاصنع ما شئت، فوالله لتحلفنّ إنا لم نقل، وإنَّك قد كذبت علينا، أفتراء يُصدقك ويُكذِّبنا ونحن ثلاثة؟

ص: 245

[74] يَحلِفُونَ باللهِ مَا قالُوا وَلَقَد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفر وَكَفَرُوا بَعدَ إسلامِهِم

فقال لهم: أما أنا فلا أبالي إذا أديت النصيحة إلى الله وإلى رسوله، فقولوا ما شئتم أن تقولوا.

ثم مضى حتى أتى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، و علي (علیه السّلام) إلى جانبه محتب بحمائل سيفه، فأخبره بمقالة القوم، فبعث إليهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأتوه ، فقال لهم : ماذا قلتم ؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئاً، فإن كنتَ أبلغت عنا شيئاً فمكذوبٌ علينا. فهَبَط جبرئيل بهذه الآية: ﴿يَحلِفُونَ باللهِ مَا قالُوا وَلَقَد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفر وَكَفَرُوا بَعدَ إسلامِهِم وَهَمُّوا بِما لَم يَنَالُوا﴾ [74] وقال على (علیه السّلام) عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا. والله إنَّ قلبي بين أضلاعي، وإنَّ سيفي لفي عُنقي، ولئن هَمّوا لأهمِّنَّ.

فقال جبرئيل للنبي (صلی الله علیه و آله و سلم): اصبر للأمر الذى هو كائن، فأخبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) عليّاً (علیه السّلام) بما أخبره به جبرئيل. فقال: إذا أصبر للمقادير.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): وقال رجل من الملأ شيخ: لئن كنّا بين أقوامنا كما يقول هذا، لنحن شرٌّ من الحمير. قال : وقال آخر شابّ إلى جنبه: لئن كنتَ صادقاً لنحنُ شرٌّ من الحَمير(1).

91/1858 - عن جعفر بن محمّد الخُزاعي، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: لما قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ما قال في غدير خم، وصاروا بالأخبية، مَرّ المقداد بجماعة منهم، وهم يقولون: والله إن كنا(2) وقيصر لكنا في الخَز والوشي والديباج والنساجات، وإنا معه فى الأخشنين: نأكل الخَشِين، ونلبس الخشن، حتى إذا دنا موته، وفنيت أيامه، وحضر أجله، أراد أن يُولّيها عليّاً من بعده، أما والله ليعلمن.

ص: 246


1- بحار الأنوار 37: 37/151 .
2- زاد في البحار: أصحاب كسرى .

قال: فمضى المقداد وأخبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) به، فقال: الصلاة جامعة، قال: فقالوا: قد رمانا المقداد، فقوموا نحلف عليه، قال: فجاءوا حتى جَتَوا بين يديه، فقالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله، لا والذي بعثك بالحق نبياً، والذي أكرمك بالنبوَّة، ما قلنا ما بَلَغك، لا والّذى أصطفاك على البشر.

قال: فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) : بسم الله الرّحمن الرّحِيمِ ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعدَ إِسلَامِهِم وَهَمُّوا﴾ بك يا محمّد ليلة العقبة ﴿وَمَا نَقَمُوا إلَّا إن أعْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضلِهِ﴾ [74] كان أحدهم يبيع الرؤوس، و آخر يبيع الكراع ويقتل القَرامِل(1)، فأغناهم الله برسوله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثمَّ جَعَلُوا حَدَّهم وحَدِيدَهم عليه(2).

92/1859 - قال أبان بن تغلب عنه (علیه السّلام): لمَّا نَصَب رسولُ الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عليّاً (علیه السّلام) يوم غدير خُمّ، فقال: «من كنت مولاه فعلى مولاه» ضَمَّ رجلان من قريش رؤوسهما، وقالا : والله لا تُسلم له ما قال أبداً، فأخبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) فسألهما عما قالا فكذَّبا وحلفا بالله ما قالا شيئاً، فنزل جبرئيل (علیه السّلام) على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ﴿يُحلِفُونَ باللهِ مَا قَالُوا﴾ الآية، قال أبو عبد الله (علیه السّلام): لقد توليا وما تابا(3).

93/1860 - عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله تعالى قال لمحمد (صلی الله علیه و آله و سلم): ﴿إن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَعْفِر اللهُ لَهُم﴾ فاستغفر لهم مائة مرّة ليغفر لهم، فأنزل الله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيهِم أستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تَستَغفِرَ لَهُم لَن يَغفِرَ اللهُ لَهُم﴾(4)، وقال: (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنهُم مَّاتَ أبَداً وَلَا تَقُم عَلَى

ص: 247


1- القَرامِل: ضفائر من شعر أو صُوف أو إيريسم، تصل به المرأة شعرها.
2- بحار الأنوار 37: 38/154.
3- بحار الأنوار 37: 38/154.
4- المنافقون 63: 6.

[79و80] الَّذِينَ يَلمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ

قَبرِهِ﴾(1)فلم فلم يستغفر لهم بعد ذلك، ولم يقم على قبر أحدٍ منهم(2).

1861/94 - عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿الَّذِينَ يَلمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾.

قال: ذهب علي أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فآجر نفسه على أن يستقي كُلّ دلوِ بتمرةٍ يختارها، فجمع تمراً فأتى به النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وعبد الرحمن بن عوف على الباب، فَلَمَزه - أي وقع فيه - فأنزلت هذه الآية: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوعِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِى الصَّدَقَاتِ﴾ إلى قوله : ﴿أستَغفِر لَهُم أو لا تَستَغفِرَ لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم ) سَبعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُم﴾(3) [79 و 80].

[84] وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنهُم مَّاتَ أبَداً وَلَا تَقُم عَلَى قَبره

1862 / 95 - عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: إنَّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال لا بن عبدالله بن أبي : إذا فرغت من أبيك فأعلمني، وكان قد تُوفّى، فأتاه فأعلمه، فأخذ رسول الله عليه و آله السلام نعليه للقيام، فقال له عمر: أليس قد قال الله: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنهُم مَّاتَ أبَداً وَلَا تَقُم عَلَى قَبره﴾ [84]؟! فقال له: ويحك أو ويلك - إنما أقول: اللهم املأ قبره ناراً، واملأ جوفه ناراً، واصله يوم القيامة ناراً(4).

1863 / 96 - حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، تُوفّي رجلٌ من المنافقين، فأرسل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) إلى ابنه: إذا اردتُم أن تُخرِجوه فأعلموني؛ فلمّا حضر أمره أرسلوا إلى النبي عليه وآله السلام، فأقبل نحوهم، حتى أخذ بيد

ص: 248


1- التوبة 9: 84 .
2- بحار الأنوار 75: 8/390.
3- بحار الأنوار 38: 6/306 .
4- نحوه في الكافي 3: 1/188، والتهذيب 3: 452/196، ودعوات الراوندي: 729/256، ووسائل الشيعة 3: 4/70. وبحار الأنوار 22: 97/125.

ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى له عمر، ثم قال: يا رسول الله، أما نهاك ربّك عن هذا أن تُصلّي على أحدٍ منهم مات أبداً، أو تقوم على قبره؟! فلم يُجِبه النبي (صلی الله علیه و آله و سلم).

قال: فلمّا كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر، قال عمر أيضاً لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أما نهاك الله عن أن تصلي على أحد منهم مات أبداً، أو تقوم على قبره؟! ذلك بأنهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون.

فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة، ولا قمنا له على قبر، ثمّ قال: إن ابنه رجلٌ من المؤمنين، وكان يحق علينا أداء حقه.

فقال له عمر: أعوذُ بالله من سَخَط الله وسخطك يا رسول الله(1).

97/1864 - عن محمّد بن المهاجر، عن أمّه أم سلمة، قالت: دخلتُ على أبي عبد الله (علیه السّلام) فقلتُ له: أصلحك الله، صحبتني امرأةٌ من المُرجئة، فلمّا أتينا الرَّبَذة(2) أحرم الناس، فأحرمت معهم، وأخرت إحرامي إلى العقيق(3)، فقالت: يا معشر الشيعة، تُخالفون الناس في كلّ شيءٍ، يُحرم الناس من الرَّبَذَة وتُحرمون من العقيق، وكذلك تخالفون الناس في الصلاة على الميت، يُكبّر الناس أربعاً، وتُكبّرون خمساً، وهي تشهد بالله أنّ التكبير على الميت أربع.

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): كان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و إذا صلّى على الميت كبر فتشهد، ثم كبر فصلى على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) و دعا، ثم كبر واستغفر للمؤمنين، ثم كبر

ص: 249


1- تفسير البرهان 2: 5/822.
2- الرَّبَذَة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام، وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري (رضی الله عنه) معجم البلدان 3: 27.
3- العقيق: وادٍ عليه أموال أهل المدينة، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين، وقيل: ستة ، وقيل: سبعة معجم البلدان 4: 157.

فدعا للميّت، ثمّ كبر وانصرف، فلمّا نهاه الله عن الصلاة(1) على المنافقين كبرٌ وتشهد، ثمّ كبَّر وصلّى على النبي، ثمّ كبّر فدعا للمؤمنين، ثمّ كبر فانصرف، ولم يدع للميت(2).

[87] رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ

1865 / 98 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله: ﴿رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ﴾ [87]، قال : مع النساء(3).

99/1866 - عن عبد الله الحلبي، قال: سألته عن قوله: ﴿رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ﴾، فقال: النساء، إنهم قالوا: إنَّ بيوتنا عورة، وكانت بيوتهم في أطرافِ البيوت، حيث يتفرّد النّاس، فأكذبهم الله قال: ﴿وَمَا هِيَ بِعَورَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فراراً﴾(4) وهى رفيعة السمك حصينة(5).

100/1867 - عن عبدالرحمن بن حرب، قال: لما أقبل الناس مع أمير المؤمنين (علیه السّلام) من صفّين أقبلنا معه، فأخذ طريقاً غير طريقنا الذي أقبلنا فيه، حتّى إذا جُزنا النُّخيلة ورأينا أبيات الكوفة، إذا شيخ جالس في ظل بيتٍ وعلى وجهه أثر المرض، فأقبل إليه أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ونحن معه، حتى سلم عليه وسلّمنا معه، فردّ ردّاً حَسَناً، فظننا أنه قد عَرَفه.

ص: 250


1- قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): قوله (علیه السّلام) «فلما نهاه الله عن الصلاة...» أي الدعاء لهم، لأنه (علیه السّلام) ذكر بعد ذلك الصلاة وقال: «ولم يدع للميت»، وإن احتمل أن يكون المراد النهي عن الصلاة الكاملة المعهودة التي كان (صلی الله علیه و آله و سلم) يأتي بها للمؤمنين، بل أمره بنقصها، والأوّل أظهر «مرآة العقول 14: 50».
2- الكافي 3: 3/181 ، من لا يحضره الفقيه 1 : 469/100، علل الشرائع 1: 303، التهذيب : 431/189 .
3- بحار الأنوار 21: 19/236.
4- بحار الأنوار 21: 20/236.
5- الأحزاب 33: 13.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السّلام): مالي أرى وجهك مُنكَسراً(1) مصفاراً ؟ فمم ذاك ، أمن مرض؟ فقال: نعم.

فقال: لعلك كرهته؟ فقال: ما أحب أنه يعترينی(2). قال: [أليس] احتساباً للخير فيما أصابك به؟ [قال: بلى].

قال: فابشر برحمة الله وغفران ذنبك، فمن أنت يا عبدالله؟ فقال: أنا صالح ابن سليم. فقال: ممَّن؟ قال: أمّا الأصل فمن سَلَامان بن طَيّئ، وأما الجوار والدعوة فمن بني سليم بن منصور.

[91] لَيسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ

فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): ما أحسن اسمك، واسم أبيك، واسم أجدادك، واسم من اعتزيت إليه! فهل شهدت معنا غَزاتنا هذه؟ فقال: لا، ولقد أردتُها، ولكن ما ترى من لَحَب الحُمّى(3) خَذلني عنها.

فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): ﴿لَيسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ﴾ [91] إلى آخر الآية، ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام؟ قال: منهم المسرور والمحبور فيما كان بينك وبينهم، وأولئك أغش الناس لك. فقال له: صَدَقت، قال: ومنهم الكاسف الأسف لما كان من ذلك، وأولئك نصحاء الناس لك. فقال له: صدقت، جعل الله ما كان من شكواك حَطَّاً لسيئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه، ولكن لا يدع على العبد ذنباً إلا حطّه، وإنَّما الأجر فى القول باللسان والعمل باليد والرّجل، فإنّ الله ليُدخِل بصدق النيّة والسريرة الصالحة [عالماً] جماً من عباده الجنَّة(4).

ص: 251


1- في «أ، ب، ج» متفكراً.
2- في وقعة صفين والمعيار والموازنة وتاريخ الطبري: بغيري.
3- أي إنحالها الجسم.
4- وقعة صفين: 528، المعيار والموازنة: 192، تاريخ الطبري 5: 60 بحار الأنوار 33: 387/43 .

[93-91] لَيسَ عَلَى الضُّعَفاء وَلَا عَلَى المَرضَى وَلَا عَلَى...حَرَجٌ

101/1868 - عن الحلبي، عن زرارة وحُمران و محمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قال : إنَّ الله احتج على العباد بالذي أتاهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم رسولاً ، ثمّ أنزل عليهم كتاباً فأمر فيه ونهى، وأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بالصلاة فنام عنها، فقال: أنا أنمتُك، وأنا أيقظتُك، فإذا قمت فصل، ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، وليس كما يقولون: إذا نام عنها هَلَك، وكذلك الصيام، أنا أمرضتك وأنا أصحك، فإذا شَفَيتُك فاقضه.

وكذلك إذا نظرت في جميع الأمور لم تجد أحداً في ضيق، ولم تجد أحداً إلّا والله عليه الحُجّة، وله فيه المشيّة، قال: فلا يقولون إنه ما شاء واصنعوا، وما شاء وا لم يصنعوا.

وقال: إنّ الله يُضِلَّ من يشاء، ويهدى من يشاء، وما أمر العباد إلا بدون سَعَتهم، وكلّ شيءٍ أمر الناس فأخذوا به فهم يسعون له، وما [لا] يسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم، ثم تلا هذه الآية: ﴿لَيسَ عَلَى الضُّعَفاء وَلَا عَلَى المَرضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ﴾، قال: وُضِع عنهم ﴿مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلِ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوكَ لِتَحْمِلَهُم قُلتَ لا أجد ما أحمِلُكُم عَلَيْهِ تَوَلَّوا وأعيُنُهُم تَفِيضُ مِنَ الدَّمع حزناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾ قال: وُضِع عنهم إذ لا يجدون ما يُنفقون.

وقال: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَستَمْذِنُونَكَ وَهُم أغنياء﴾ إلى قوله: ﴿لَا يَعلَمُونَ﴾ [91 - 93]، قال: وُضع عليهم لأنهم يُطيقون، ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَستَمْذِنُوكَ وَهُم أغنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ﴾ فجعل السبيل عليهم لأنهم يُطيقون ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أتَوكَ لِتَحْمِلَهُم﴾ الآية، قال: عبد الله بن بديل(1) بن

ص: 252


1- في النسخ: عبدالله بن يزيد، تصحيف صوابه ما أثبتناه، راجع ترجمته في الإصابة 2: 280 ، وأسد الغابة 3: 124.

وَرقاء الخُزاعي أحدهم(1).

102/1869 - عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): يا عبد الرحمن، شيعتنا والله لا تتختم(2) الذنوب والخطايا، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه، وهو قول الله: ﴿مَا عَلَى المُحسِنِينَ مِن سَبِيل﴾(3).

[99] ومِنَ الأعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ

103/1870- عن داود بن الحصين، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قوله: ﴿ومِنَ الأعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللهِ﴾ [99] أيثيبهم عليه؟ قال: نعم(4).

104/1871 - وفي رواية أخرى عنه: يثابون عليه: قال: نعم(5).

[100] السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ أتَّبَعُوهُم

105/1872 - عن أبي عمر والزبيري، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إِنَّ الله عز وجل ، سَبَقَ بين المؤمنين كما سُبّق بين الخيل يوم الرّهان.

قلت: أخبرني عمّا نَدب الله المؤمن من الاستباق إلى الإيمان. قال (علیه السّلام): قول الله عزّ وجلّ: ﴿سَابِقُوا إلى مَغفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرضِ السَّماء والأرضِ أُعِدَّتِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾(6)، وقال: ﴿السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أولَئِكَ المُقَرَّبُونَ﴾(7)، وقال: ﴿السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ أتَّبَعُوهُم بِإِحسَانِ رَّضِى اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ﴾ [100] فبدأ بالمهاجرين الأولين

ص: 253


1- في المحاسن: 204/236، والكافي 1: 4/126 عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، بحار الأنوار 4/300:5.
2-
3- كذا، والظاهر تصحيف تتقحم، وفي البحار: يتيحهم.
4- بحار الأنوار 69: 16/172 .
5- بحار الأنوار 69: 17/172.
6- الحديد 57: 21 .
7- الواقعة 56: 10 و 11.

على درجة سبقهم، ثمّ ثنى بالأنصار، ثمّ ثلث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كُلّ قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده(1).

[102] خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَءَاخَرَ سَيِّئاً عَسَى الله أن يَتُوبَ عَلَيهِم

106/1873 - عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي، عن بعض أصحابه، رفع إلى خيثمة، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام) في قول الله: ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَءَاخَرَ سَيِّئاً عَسَى الله أن يَتُوبَ عَلَيهِم﴾ [102] والعسى من الله واجبٌ، وإنّما نزلت في شعيتنا المُذنبين(2).

107/1874 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، رفعه إلى الشيخ(3)، في قوله تعالى: ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَاخَرَ سَيِّئَاً﴾، قال: قوم اجتَرَحُوا ذُنوباً مثل قتل حمزة وجعفر الطيار، ثم تابوا.

ثمّ قال: ومن قتل مؤمناً لم يُوفّق للتوبة، إلا أنَّ الله لا يقطعُ طَمَع العِباد فيه، ورجاء هم منه. وقال هو أو غيره: إن عسى من الله واجب(4).

108/1875 - عن الحلبي، عن زرارة وحُمران و محمّد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : المُعترف بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم، خَلَطوا عملاً صالحاً و آخر سيئاً(5).

109/1876 - عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال محمد بن سعيد: اسأل أبا عبد الله (علیه السّلام)، فاعرض عليه كلامي، وقل له: إنى أتو لاكم، وأبرأ من عدوّكم، وأقول بالقدر، وقولى فيه قولك ؟

ص: 254


1- بحار الأنوار 69: 18/172.
2- بحار الأنوار 69: 19/172 .
3- يريد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (علیه السّلام).
4- وسائل الشيعة 29: 532 بحار الأنوار 69: 173 / 20 ، و 104: 58/380.
5- بحار الأنوار 69: 21/173.

قال: فعرضت كلامه على أبي عبد الله (علیه السّلام)، فحرك يده، ثم قال: ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَمَاخَرَ سَيِّئاً عَسَى الله أن يَتُوبَ عَلَيهِم﴾، قال: ثم قال: ما أعرفه من موالى أمير المؤمنين (علیه السّلام).

قلت: يزعم أنَّ سلطان هشام ليس من الله . فقال : ويله ما له! أما علم أنَّ الله جعل لآدم دولة، ولإبليس دولة(1)؟

110/1877 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَءَاخَرُونَ أعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَءَاخَرَ سَيِّئَاً﴾.

قال: أولئك قوم مُذنبون يُحدِثون في إيمانهم من الذُّنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهها، فأُولئك عسى الله أن يتوب عليهم(2).

111/1878 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قلت له: من وافقنا من علوي أو غيره تولّيناه، ومن خالفنا برثنا منه من علوي أو غيره.

قال يا زرارة، قول الله أصدق من قولك: أين الذين خلطوا عملاً صالحاً و آخر سيئاً(3).

[103] خُذ مِن أموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بِهَا

112/1879 - عن عليّ بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله تعالى: ﴿خُذ مِن أموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [103] جاريةٌ هي في الإمام بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ قال : نعم(4).

113/1880 - عن زرارة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له: قوله : ﴿خُذ مِن

ص: 255


1- بحار الأنوار 69: 22/173.
2- الكافي 3: 2/300 عن رجل، بحار الأنوار 69: 23/174.
3- بحار الأنوار 69: 24/174 .
4- بحار الأنوار 96: 5/84.

أمْوَالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ أهو قوله: ﴿وَءَاتُوا الزَّكَاةَ﴾(1)؟

قال: قال: الصدقات في النبات والحيوان، والزكاة في الذهب والفضة، وزكاة الصوم(2).

[104] ألم تَعلَمُوا أَنَّ اللهَ هُو يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ

1881 / 114 - عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): تصدقت يوماً بدينار فقال لى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أما علمت أنَّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتّى يُفَكّ بها عن لَحْيِي سبعين شيطاناً، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تبارك وتعالى؟ ألم يقل هذه الآية: ﴿ألم تَعلَمُوا أَنَّ اللهَ هُو يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ؟ [104] إلى آخر الآية(3)

1882 / 115 - عن مُعلّى بن خنيس، قال: خرج أبو عبد الله (علیه السّلام) في ليلة قد رَشَّت(4) وهو يُريد ظُلَّة بني ساعِدة ؟ فأتبعته فإذا هو قد سَقَط منه شيء، فقال: «بسم الله، اللهمّ اردده علينا» فأتيته وسلّمت عليه، فقال: مُعلّى؟ قلت: نعم، جُعِلت فداك. قال: التمس بيدك، فما وجدت من شيءٍ فادفعه إلي؛ فإذا أنا بخبز كثير منتشر، فجعلتُ أدفع إليه الرّغيف والرَّغيفين، وإذا معه جِرابٌ أعجز عن حمله، فقلت: جعلت فداك، أحمِلُه ؟ فقال: أنا أولى به منك، ولكن امض معي.

فأتينا ظُلة بني ساعدة، فإذا نحنُ بقوم نيام ، فَجَعَل يَدُسُ الرَّغيف والرَّغيفين، حتى أتى على آخره، حتى إذا انصرفنا قلت له: يعرف هؤلاء هذا الأمر؟ قال: لا، لو عَرَفوا كان الواجب علينا أن تُواسيهم بالدقة - وهو الملح - إنَّ الله لم يخلق شيئاً إلا وله خازن يَخزنه إلا الصدقة، فإنّ الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه، وكان أبي إذا

ص: 256


1- البقرة 43:2 .
2- وسائل الشيعة 9: 18/60 ، بحار الأنوار 96: 6/84.
3- وسائل الشيعة 9: 4/434، بحار الأنوار 96: 47/127.
4- الرس: المطر القليل.

تصدق بشيءٍ وضعه في يد السائل، ثمّ ارتجعه منه فقبله وشمَّه، ثمّ ردّه في يد السائل، وذلك أنّها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، فأحببت أن أقبلها إذ وليها الله ووليها أبي، إن صدقة الليل تُطفئ غضب الرب، وتمحو الذنب العظيم، وتُهوّن الحساب، وصدقة النهار تُنمي المال وتزيد في العمر(1).

1883 / 116 - عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال ما من شيء إلا وكل به ملك إلا الصدقة، فإنها تقع في يد الله تعالى(2).

1884 /117 - عن أبي بكر، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): خَلتان(3) لا أُحبّ أن يُشاركني فيهما أحد: وضوئي فإنَّه من صلاتي، وصَدَقتي من يدي إلى يد سائل، فإنَّها تقع في الرحمن(4).

118/1885 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال: كان على بن الحسين صلوات الله عليه إذا أعطى السائل قبل يد السائل، فقيل له: لم تفعل ذلك؟

قال: لأنها تقع في يد الله قبل يد العبد. وقال: ليس من شيءٍ إِلَّا وُكِّل به مَلَك إلا الصدقة، فإنَّها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنّه يُقبل الخبز أو الدرهم(5).

1886 / 119 - عن مالك بن عطية، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليه : ضَمِنتُ على ربِّي أنّ الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرّبِّ. وهو قوله تعالى: ﴿هُو يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ

ص: 257


1- وسائل الشيعة 9: 5/434 ، بحار الأنوار 96: 48/127 .
2- وسائل الشيعة 9: 6/434، بحار الأنوار 96: 49/128 .
3- في «ه_»: خصلتان.
4- الجعفريات: 17 ، الخصال: 2/33، بحار الأنوار 2/329:80 ، و 96: 50/128 .
5- وسائل الشيعة 9: 7/434، بحار الأنوار 96: 51/129 .

الصَّدَقَاتِ﴾(1).

[105] وَقُل أعمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ

120/1887 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : سُئل عن الأعمال ، هل تُعرّض على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ فقال: ما فيه شكٍّ.

قيل له: أرأيت قول الله: ﴿وَقُل أعمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ﴾؟ [105] قال: الله شهداء في أرضه(2).

121/1888 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿أعمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾؟ قال : تُريد أن ترووا عليّ، هو الذي في نفسك(3).

122/1889- عن يحيى بن مُساور(4)، قلت: حدثني في علي (علیه السّلام) حديثاً ، فقال: اسْرَحُه لك أم أجمَعُه؟ قلت: بل أجمَعهُ. فقال: علي باب هدى، من تقدمه كان كافراً، ومن تخلف عنه كان كافراً.

قلت: زدني. قال: إذا كان يوم القيامة نُصِب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، فيأتى على (علیه السّلام) وبيده اللواء حتى يركبه ويُعرَض الخلق عليه، فمَن عَرَفه دخل الجنَّة، ومن أنكره دخل النار.

قلت له: تُوجدنيه من كتاب الله؟ قال: نعم، ما تقول هذه الآية؟ يقول تبارك وتعالى: ﴿فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾ هو والله عليّ بن أبي

ص: 258


1- بحار الأنوار 96: 52/129 .
2- الأصول الستة عشر : 156 ، بصائر الدرجات: 7/450 و 10 ، بحار الأنوار 23: 51/348.
3- بصائر الدرجات: 4/449 عن ابن بكير، بحار الأنوار 23: 49/347.
4- يحيى بن مساور، أبو زكريا التميمي، مولاهم، كوفي، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق (علیه السّلام). معجم رجال الحدیث 20: 90.

طالب (علیه السّلام)(1).

123/1890 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): أنَّ أبا الخطاب كان يقول : إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تُعرّض عليه أعمال اُمَّته كُلّ خميس.

فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): ليس هو هكذا، ولكن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تُعرض عليه أعمال أمّته كُلّ صباح أبرارها وفُجّارها فاحذروا، وهو قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾(2).

124/191 - عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾ .

قال: تُعرّض على رسول الله عليه و آله السلام أعمال أمته كُلّ صباح أبرارها وفُجارها فاحذروا(3).

125/1892 - عن بُريد العجلي، قال: قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : في قول الله تعالى: ﴿أعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ﴾.

فقال: ما من مؤمن يموت، ولا كافر يُوضع في قبره حتى يُعرض عمله على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و علي (علیه السّلام)، فهلم جرا إلى آخر من مرض الله طاعته على العباد(4).

126/1893 - وقال أبو عبدالله (علیه السّلام): ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ هم الأئمة(5).

1894 / 127 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿أعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾، قال: إنَّ لله شاهداً في أرضه،

ص: 259


1- بحار الأنوار 7: 9/330.
2- بصائر الدرجات: 4/444، معانى الأخبار : 37/392، بحار الأنوار 23: 16/340.
3- بصائر الدرجات: 6/445، بحار الأنوار 23: 32/344.
4- بصائر الدرجات: 8/448، بحار الأنوار 23: 67/351.
5- تفسير القمي 1: 304 ، الكافي 1: 2/171، بحار الأنوار 23: 68/351.

وإن أعمال العباد تُعرّض على رسول الله عليه وآله السلام(1).

128/1895- عن محمد بن حسان الكوفي، عن محمد بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه (علیهما السّلام)، قال : إذا كان يوم القيامة نُصِب مِنبَر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، ويجيء علي بن أبي طالب (علیه السّلام) وبيده لواء الحمد، فيرتقيه ويركبه، وتُعرَض الخلائق عليه، فمن عَرَفه دخل الجنَّة، ومن أنكره دخل النار، وتفسير ذلك في كتاب الله ﴿وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ﴾، قال: هو والله أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه(2).

129/1896 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَءَاخَرُونَ مُرجَونَ لأَمرِ اللهِ﴾ [106]، قال: هم قوم من المشركين أصابوا دماً من المسلمين ثمّ أسلموا، فهم المرجون لأمر الله(3).

130/1897 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر، وأحد ويوم حنين، وسلوا عن المشركين، ثمّ أسلموا بعد تأخّر، فإمّا يُعذِّبهم وإمّا يَتُوب عليهم(4).

131/1898 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَءَاخَرُونَ مُرجَونَ لأمر الله﴾.

قال: هم قوم مُشركون، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين، ثمّ أنّهم دخلوا في الإسلام فَوَحدوا الله وتَرَكُوا الشرك، ولم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة، ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال

ص: 260


1- مستدرك الوسائل 13785/162:12 .
2- بحار الأنوار 7: 10/331.
3- بحار الأنوار 72: 27/165.
4- بحار الأنوار 72: 28/165 .

مرجون لأمر الله(1).

132/1899 - قال حُمران: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن المستضعفين. قال : هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفّار، وهم المُرون لأمر الله(2).

133/1900 - عن ابن الطيار، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): الناس على ست فرق، يُؤتون إلى ثلاث فرق: الإيمان، والكفر، والضلال، وهم أهل الوعد من(3) الذين وعد الله الجنّة والنّار، وهم المؤمنون والكافرون، والمستضعفون، والمُرْجون لأمر الله إمّا يُعَذِّبهم وإما يتوب عليهم، والمُعترفون بذنوبهم خَلَطوا عملاً صالحاً وآخر سيّاً، وأهل الأعراف(4).

134/1901 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : المُرْجَون لأمر الله : قوم كانوا مشركين، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما، ثم دخلوا بعد في الإسلام، فوحدوا الله وتَرَكُوا الشّرك، ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنَّة ، ولم يَكُونوا على جُحُودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إمّا يُعذِّبهم وإما يتوب عليهم(5).

قال أبو عبد الله (علیه السّلام): يرى فيهم رأيه.

قال: قلت: جُعِلت فداك، من أين يُرزَقون؟ قال: من حيث شاء الله.

وقال أبو إبراهيم (علیه السّلام): هؤلاء قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه(6).

ص: 261


1- الكافي 2: 2/299 عن رجل، بحار الأنوار 72: 29/165.
2- بحار الأنوار 72: 29/165 .
3- (من) ليس في «أ، ج_».
4- بحار الأنوار 72: 30/165 .
5- تفسير القمي 1: 304 ، الكافي 2: 1/299.
6- بحار الأنوار 72: 31/166 .

135/1902 - عن الحارث، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته بين الإيمان والكفر منزلة ؟

فقال: نعم، ومنازل لو يجحد شيئاً منها أكبه الله في النار، بينهما آخرون مُرجون لأمر الله، وبينهما المستضعفون، وبينهما آخرون خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً، وبينهما قوله: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾(1).

136/1903 - عن داود بن فرقد ، قال : قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): المُرجَون [قوم] ذكر لهم فضل علي (علیه السّلام) فقالوا: ما ندري لعله كذلك، وما ندري لعله ليس كذلك. قال: أرجه قال: ﴿وَءَاخَرُونَ مُرجَونَ لأمر الله﴾ الآية(2).

137/1904 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن المَسجِدِ الَّذِي أسس على التقوى مِن أَوَّل يَوم، فقال: مسجد قبا(3).

[108] لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِن أَوَّلِ يَومٍ أحَقُّ أن تَقُومَ فِيهِ

138/1905 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (علیهما السّلام)، عن قوله تعالى: ﴿لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِن أَوَّلِ يَومٍ أحَقُّ أن تَقُومَ فِيهِ﴾ قال: مسجد قبا.

وأما قوله : [108] قال: يعني من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا، فكان ينضح بالماء والسدر، ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشي على حَجَرٍ في ناحية الطريق، ويُسرع المشي، ويكره أن يُصيب ثيابه منه شيء.

ص: 262


1- بحار الأنوار 72: 32/166 ، والآية من سورة الأعراف 7: 46.
2- بحار الأنوار 72: 33/166.
3- الكافي 2/297:3 وسائل الشيعة 14: 7/356 ، بحار الأنوار 21: 4/256 ، و 100: 10/215.

فسألته هل كان النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) يُصلّي في مسجد قبا؟ قال: نعم، كان منزله(1) على سعد بن خيثمة الأنصاري.

فسألته هل كان لمسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سقف ؟ فقال: لا، وقد كان بعض أصحابه قال: ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله؟ قال: عَريشٌ كَعَرَيش موسى(2).

[108] فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطهَّرُوا

1906/ 139 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطهَّرُوا﴾ [108] .

قال: الذين يُحبُّون أن يتطهر وانظف الوضوء(3)، وهو الاستنجاء بالماء.

وقال: قال (علیه السّلام): نزلت هذه الآية في أهل قبا(4).

140/197 - وفي رواية ابن سينان، عنه الله (علیه السّلام)، قال : قلت له: ما ذلك الظهر ؟ قال : نظف الوضوء، إذا خرج أحدهم من الغائط، فمدحهم الله بتطهرهم(5).

141/1908 - عن زرارة، قال: كَرِهت أن أسأل أبا جعفر (علیه السّلام) في الرجعة، فاحتلت(6) مسألة(7) لطيفة أبلُغ فيها حاجتي. فقلت: جعلت فداك، أخبرني عمّن قُتِل مات؟ قال: لا، الموتُ موت، والقتل قتل.

قال: فقلتُ له: ما أحدٌ يُقتل إلا مات. قال: فقال: يا زرارة، قول الله أصدق

ص: 263


1- في «أ» منزلته.
2- بحار الأنوار 21: 5/256، و 100: 11/215.
3- قال المجلسي (رحمه الله علیه): قوله (علیه السّلام): «نظف الوضوء» كأنّ المراد بالوضوء الاستنجاء، أي النظافة الحاصلة بالاستنجاء، أو المراد بالنظف المبالغة في إزالة الغائط من قولهم: استنظف الشيء: إذا أخذه كله، ويحتمل الوضوء المصطلح، أي التنظف قبل الوضوء ولأجله.
4- بحار الأنوار 21: 6/256، و 14/205:80.
5- بحار الأنوار 21: 6/256، و 14/205:80.
6- في «أ، ب، د، ه_»: فأقبلت.
7- في «أ»: حيلة.

[111] إنَّ الله أشتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأموَالَهُم بأنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ

من قولك، قد فرّق بينهما في القرآن، قال: ﴿أفَإِن مَّاتَ أو قُتِلَ﴾(1)، وقال: ﴿وَلَئِن متُم أو قُتِلتُم لإلَى اللهِ تُحْشَرُونَ﴾(2)، ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت، والقتل قتل، وقد قال الله: ﴿إنَّ الله أشتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأموَالَهُم بأنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ [111] الآية.

قال: فقلت له: إن الله يقول: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ﴾(3) أفرأيت من قُتِل لم يدق الموت؟ قال: فقال: ليس من قُتِل بالسيف كمن مات على فراشه، إنَّ من قُتِل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت(4).

[112] التَّائِبُونَ العَابِدُونَ

142/1909 - عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله: ﴿إِنَّ الله أشتَرَى مِن المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ الآية، قال: يعني في الميثاق.

قال: ثم قرأت عليه: ﴿التَّائِبُونَ العَابِدُونَ﴾ [112]، فقال أبو جعفر (علیه السّلام): لا ، ولكن اقرأها (التَّائِبين العابدين) إلى آخر الآية؛ وقال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم وأموالهم، يعني في الرَّجعة(5).

1910/143 - محمد بن الحسن، عن الحسين بن خُرّزاد، عن البرقي - في هذا الحديث - ثمّ قال: ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة، من مات بُعث حتَّى يُقتل، ومن قُتِل بُعِث حتّى يموت(6).

1911 / 144 - صباح بن سيابة، في قول الله: ﴿إِنَّ الله أَشتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 264


1- آل عمران 3: 144 .
2- آل عمران 3: 158 .
3- آل عمران 3: 185 ، الأنبياء 21: 35 العنكبوت 29: 57.
4- مختصر بصائر الدرجات: 19، بحار الأنوار 53: 58/65 .
5- مختصر بصائر الدرجات: 21، بحار الأنوار 53: 70/71 .
6- مختصر بصائر الدرجات: 21، بحار الأنوار 53: 70/71 .

أنفُسَهُم وَأمْوَالَهُم﴾، قال : ثم قال: ثم وصفهم فقال: ﴿التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ﴾ الآية، قال: هم الأئمة (علیهم السّلام)(1).

145/1912 - عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : كان علي (علیه السّلام) إذا أراد القِتال قال هذه الدعوات: «اللّهُمّ إِنَّك أعلَمتَ سبيلاً من سُبلك، جعلت فيه رضاك، وندبتَ إليه أولياءك، وجَعَلته أشرف شبلك عندك ثواباً، وأكرمها إليك مآباً، وأحبَّها إليك مسلكاً، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة، يُقاتلون فى سبيل الله فيقتُلُون ويُقتلون، وعداً عليه حقاً، فاجعلني ممَّن اشتريت فيه منك نفسه، ثمّ وفي لك ببيعته التي بايعك عليها غير ناكت، ولا ناقض عهداً، ولا مبدلاً تبديلاً(2)، مختصر.

146/1913 - عن عبد الرحيم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قرأ هذه الآية ﴿إنَّ الله أشتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ فقال: هل تدري ما يعني؟ فقلت: يُقاتل المؤمنون فيَقتُلُون ويُقتَلُون.

قال: لا ولكن من مات من المؤمنين رُدّ حتّى يُقتل، ومَن قُتِل رُدّ حتّى يموت، وتلك القدرة فلا تُنكرها(3).

[112] وَالحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ

147/1914 - عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه قال: من أخذ سارقاً فعفا عنه [فذلك له](4)، فاذا رفع إلى الإمام قطعه، وإنما الهبة قبل أن يُرفع إلى الإمام، وذلك قول الله ﴿وَالحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ﴾ [112] فإذا انتهى الحدّ إلى

ص: 265


1- تفسير البرهان 2: 11/857 .
2- الكافي 5: 1/46 رواه كاملاً، بحار الأنوار 31/26:100 .
3- مختصر بصائر الدرجات: 23، بحار الأنوار 53: 73/74 .
4- من الكافي.

الإمام، فليس لأحدٍ أن يتركه(1).

[114] وَمَا كَان استِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ

148/1915 - عن إبراهيم بن أبى البلاد، عن بعض أصحابه، قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): ما يقول الناس في قول الله تعالى: ﴿وَمَا كَان استِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ﴾؟ [114].

قلت: يقولون : إن إبراهيم (علیه السّلام) وعد أباه ليستغفر له. قال: ليس هو هكذا، إن إبراهيم (علیه السّلام) وعده أن يُسلم فاستغفر له، فلمّا تبيَّن له أنه عدوّ الله تبرأ منه(2).

[114] إنَّ إبْرَاهِيمَ لأَوَّاهُ حَلِيم

1916 / 149 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلت : قوله : ﴿إنَّ إبْرَاهِيمَ لأَوَّاهُ حَلِيم﴾ [114]؟ قال: الأوّاه: الدعاء(3).

150/1917 - عن أبي إسحاق الهمداني، عن رجل، قال(4): صلّى رجل إلى جنبي، فاستغفر لأبويه، وكانا ماتا في الجاهليّة. فقلت: تستغفر لأبويك، وقد ماتا في الجاهلية؟ فقال: قد استغفر إبراهيم لأبيه ، فلم أدر ما أردّ عليه، فذكرت ذلك النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ استغفَارُ إبْرَاهِيمَ لأبيه إلا عن موعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾ قال: لما مات تبيّن أنّه عدوّ الله ، فلم يستغفر له(5).

[115] مَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوماً بعد إذ هَداهُم حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ

15/11 - عن علي بن أبي حمزة، قال: قلت لأبي الحسن (علیه السّلام): إنَّ أباك أخبرنا بالخَلّف من بعده، فلو أخبرتنا به؟ قال: فأخذ بيدي فهزّها، ثمّ قال: ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوماً بعد إذ هَداهُم حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ﴾ [115] قال: فَخَفَقتُ(6)،

ص: 266


1- الكافي 7: 1/251 «نحوه»، بحار الأنوار 79: 100/99 .
2- بحار الأنوار 11: 14/88 .
3- تفسير القمي 1: 306 ، الكافي 2: 1/338 ، بحار الأنوار 12: 31/12 و 93: 21/293.
4- في «أ، ب، د» عن أبي إسحاق الهمداني عن الخليل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال وكذا في «ج_» إلّا أنّ فيها: عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال فلان بن فلان.
5- بحار الأنوار 11: 15/88 ، و 75: 9/390.
6- خَفَق: نَعَس.

فقال لي: مه لا تُعود عينيك كثرة النوم، فإنَّها أقل شيءٍ فى الجسد شكراً(1).

[118] وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

152/1919 - عن عبد الأعلى، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿وما كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوماً بعد إذ هَداهُم حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ﴾. قال: حتّى يُعرفهم ما يُرضيه وما يُسخطه.

ثمّ قال: أما إنا(2) أنكرنا لمؤمن بما(3)لا يعذر الله الناس بجهالته، والوقوف عند الشُّبهة خيرٌ من الاقتحام في الهلكة، وترك رواية حديث لم تحفظ خير لك من رواية حديث لم تُحصه، إنَّ على كُلّ حقٌّ حقيقة، وعلى كُلِّ صواب نُوراً، فما وافق كتاب الله فخُذوه، وما خالف كتاب الله فَدَعُوه، ولن يَدَعَهُ كَثيرٌ من أهل هذا العالم(4).

153/1920 - عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله: ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [118]، قال: كعب، ومُرارة بن الرَّبيع، وهلال ابن أمية(5)

154/1921 - عن فيض بن المختار، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): كيف تقرأ هذه الآية في التوبة: ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ ؟ قال: قلت: ﴿خُلِّفُوا﴾.

قال: لو خُلّفوا لكانوا في حال طاعة - وزاد الحسين بن المختار عنه: لو كانوا خُلّفوا ما كان عليهم من سبيل - ولكنهم خالفوا، عثمان وصاحباء، أما والله ما

ص: 267


1- بحار الأنوار 49: 45/27 ، و 76: 9/180 «قطعة».
2- في «أ»: قال: أما، وفي «ب»: قال: ما.
3- في «ج_»: أما إنكم تأتمون بمن.
4- قطعة منه في المحاسن: 102/215، ووسائل الشيعة 27: 57/171، وبحار الأنوار 2: 7/259.
5- بحار الأنوار 21: 21/237.

سمعوا صوت حافر ولا قعقعة حَجَر إلا قالوا أتينا، فسلّط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا(1).

155/1922- قال صفوان: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): كان أبو لبابة(2) أحدهم، يعني في آية ﴿وَعَلى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾(3).

[118] ثُمَّ تَابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا

156/1923 - عن سلام، عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قوله: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا﴾ [118]، قال: أقالهم فوالله ما تابوا(4).

157/1924 - عن أبي حمزة الثمالى، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): يا أبا حمزة، إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالاً.

قلت: أصلحك الله، وما معرفة الله؟ قال: يُصَدِّق الله ويُصدِّق محمّداً رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في موالاة علي (علیه السّلام) والائتمام به وبأئمة الهدى من بعده، والبراءة إلى الله من عدوّهم، وكذلك عرفان الله.

قال: قلت: أصلحك الله، أيّ شيءٍ إذا عَمِلته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟ قال (علیه السّلام): توالي أولياء الله، وتُعادي أعداء الله، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله.

قال: قلت: ومن أولياء الله، ومن أعداء الله ؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ثمّ انتهى الأمر إلينا، ثمّ ابني جعفر

ص: 268


1- الكافي 8: 568/377 ، بحار الأنوار 21: 22/237.
2- وهو رفاعة بن عبد المنذر ، كان نقيباً شهد العقبة، واستخلفه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على المدينة في بدر، وضرب له بسهمه وأجره، وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وقيل: تخلّف في تبوك، فربط نفسه بسارية حتى تاب الله عليه، وتوفي في خلافة علي (علیه السّلام). أسد الغابة 5: 284.
3- بحار الأنوار 21: 22/237.
4- بحار الأنوار 21: 23/237.

- وأوماً إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله، وكان مع الصادقين كما أمره الله.

قلت: ومن أعداء الله، أصلحك الله ؟ قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت: من هم؟ قال: أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية، ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله(1).

[119] كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ

158/1925 - وروى المُعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله : ﴿كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [119] بطاعتهم(2).

159/1926 - عن هشام بن عجلان، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): أسألك عن شيءٍ لا أسأل عنه أحداً بعدك، أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناسَ جَهله؟

فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، والاقرار بما جاء من عند الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، والولاية لنا، والبراءة من عدوّنا، وتكون مع الصديقين(3).

[122] فَلَو لَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِّنهُم طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الَّدِينَ

1927 / 160 - عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قلت له : إذا حدث للإمام حَدَثُ ، كيف يصنع الناس؟ قال: يكونوا كما قال الله: ﴿فَلَو لَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِّنهُم طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الَّدِينَ﴾ إلى قوله: ﴿يَحذَرُونَ﴾ [122].

قال: قلتُ: فما حالهم؟ قال: هم في عُذر(4).

161/1928 - وعنه أيضاً، في رواية أخرى: ما تقول في قوم: هلك إمامهم، كيف يصنعون؟ قال: فقال لي : أما تقرأ كتاب الله ﴿فَلَو لَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ﴾ إلى

ص: 269


1- بحار الأنوار 27: 16/57.
2- تفسير البرهان 2: 7/865.
3- بحار الأنوار 69: 6/5.
4- الكافي 1: 1/309 «نحوه»، بحار الأنوار 27: 9/298 .

قوله: ﴿يَحذَرُونَ﴾؟

قلت: جعلت فداك، فما حال المُنتظرين حتّى يرجع المتفقهون؟ قال: فقال لي: رَحِمك الله، أما علمت أنه كان بين محمّد وعيسى صلى الله عليهما خمسون ومائتا سنة(1)؟ فمات قوم علی دین عیسی، انتظاراً لدين محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأتاهم الله أجرهم مرتين(2).

- عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : كتب إلي : إنَّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا أمِنًا أمن، قال الله: ﴿فَسَتَلُوا أهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ﴾(3)، ﴿فَلَولَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُم طَائِفَةٌ﴾ الآية، فقد فُرضت عليكم المسألة والردّ إلينا، ولم يُفرض علينا الجواب(4).

163/1930 - عن عبد الأعلى، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): [إنْ] بلغنا وفاة الإمام [كيف نصنع]؟ قال : عليكم النفر. قلت: جميعاً؟ قال: إنَّ الله يقول: ﴿فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِّنهُم طَائِفَةً لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾ الآية.

قلت: نفرنا، فمات بعضنا في الطريق؟ قال: فقال: ﴿وَمَن يَخرُج مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إلى اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ إلى قوله: ﴿أَجْرُهُ عَلَى اللهِ﴾(5).

قلت: فَقَدِمنا المدينة، فوجدنا صاحب هذا الأمر مُغلقاً عليه بابه، مُرخى عليه ستره؟ قال: إنّ هذا الأمر لا يكون إلا بأمر بين، هو الذي إذا دخلت المدينة قلت: إلى من أوصى فلان ؟ قالوا: إلى فلان(6).

ص: 270


1- المعروف أن الفترة بين عيسى (علیه السّلام) ومحمد (صلی الله علیه و آله و سلم) هي نحو 600 سنة.
2- بحار الأنوار 27: 10/298.
3- النحل 16: 43 الأنبياء 21: 7.
4- نور الثقلين 2: 412/284.
5- النساء 4: 100.
6- علل الشرائع: 42/591 إلى قوله : ﴿أجره على الله﴾ ، بحار الأنوار 27: 3/296.

164/1931 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: تفقهوا فإن من لم يتفقه منكم فإنَّه أعرابي، إن الله يقول في كتابه: ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينَ﴾ إلى قوله: ﴿يَحذَرُونَ﴾(1).

[123] قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ

1932 / 165 - عن عمران بن عبد الله القمي، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، في قول الله تبارك وتعالى: ﴿لقَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ﴾ [123] ، قال : الدَّيلم(2).

[125] وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتهُم رجساً إلى رجسهم

166/1933 - عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتهُم رجساً إلى رجسهم﴾ [125] يقول: شكاً إلى شكهم(3).

[128] لقد جَاءَكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُم

167/1934 - عن ثعلبة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قال الله تبارك وتعالى: ﴿لقد جَاءَكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُم﴾ قال: فينا ، قال: فينا، ﴿حَرِيصٌ عَلَيكُم﴾ قال: فينا، ﴿بالمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [128] قال: شَرَكنا المؤمنون في هذه الرابعة، وثلاثة لنا(4).

168/1935 - عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : تلا هذه الآية ﴿لَقَد جَاءَكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم﴾ قال: من أنفسنا، قال: ﴿عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُم﴾ قال: ما عَنتنا، قال: ﴿حَرِيصٌ عَلَيكُم﴾ قال : علينا، ﴿بِالمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ قال: بشيعتنا رؤوف رحيم، فلنا ثلاثة أرباعها، ولشيعتنا ربعها(5).

ص: 271


1- المحاسن: 163/229 «نحوه»، بحار الأنوار 1: 19/215 ، منية المريد: 112 مرسلاً.
2- التهذيب 6: 345/174 ، بحار الأنوار 100 : 32/27 .
3- تفسير القمي 1: 308 «نحوه»، بحار الأنوار 72: 4/126.
4- بحار الأنوار 24: 49/329.
5- بحار الأنوار 24: 50/329 .

ص: 272

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة يونس

اشارة

1/1936 - عن أبان بن عثمان، عن محمّد، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): اقرأ. قلتُ: من أيّ شيءٍ أقرأ؟ قال: اقرأ من السورة السابعة(1)، قال: فجعلتُ ألتمسها، فقال: اقرأ سورة يونس؛ فقرأت حتى انتهيت إلى ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ﴾(2) ثم قال : حَسبُك، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «إنِّي لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن»(3).

2/1937 - عن فضيل الرسان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : من قرأ سورة يونس الله في كُلِّ شهرين أو ثلاثة، لم يخف أن يكون من الجاهلين، وكان يوم القيامة من المقربين(4).

ص: 273


1- كذا، والظاهر أنه تصحيف التاسعة، كما في الكافي، وذلك بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة.
2- يونس 26:10.
3- الكافي 2 : 19/462 عن أبان، عن ميمون القداح، بحار الأنوار 92: 14/214 ، و: 2/278.
4- ثواب الأعمال: 106 ، بحار الأنوار 92: 1/278.

[2] وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا

3/1938- عن يونس، عمّن ذكره، في قول الله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا [2] إلى آخر الآية، قال (علیه السّلام): الولاية(1).

4/1939- عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم﴾، قال : الولاية(2).

5/1940- عن إبراهيم بن عمر، عمّن ذكره عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم﴾، قال: هو رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

1941 / 6 - عن أبي جعفر، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إِنَّ الله خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ، فالسَّنة تنقص ستَّة أيام(4).

7/1942 - عن الصباح بن سيابة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله خلق الله الشهور اثنا عشر شهراً، وهي ثلاثمائة وستون يوماً، فحجر(5) منها ستة أيام، خلق فيها السماوات والأرض، فمن ثمَّ تقاصرت الشهور(6).

8/1943- عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): إنَّ الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خَلَق الأرض قبل السماء، ثم استوى على العرش لتدبير الأمور(7).

ص: 274


1- بحار الأنوار 24: 4/41.
2- بحار الأنوار 36: 6/59 عن يونس، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).
3- تفسير القمي 1: 308 الكافي : 554/364 الدر المنثور 4: 341 «نحوه»، بحار الأنوار 24: 1/40 و 7/59:36.
4- بحار الأنوار 57: 74/89 و 58: 15/380.
5- في «أ» والعلل: فحجز.
6- الخصال: 62/486، علل الشرائع: 1/558، بحار الأنوار 58: 3/373.
7- بحار الأنوار 57: 75/89.

1944 / 9 - عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته عن التسبيح(1)، فقال: هو اسم من أسماء الله، ودعوى أهل الجنة(2).

[15] وَإِذَا تُتْلَى عَلَيهِم ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا أَنْتِ بِقُرءَانٍ

1945 / 10 - عن التمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيهِم ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا أَنْتِ بِقُرءَانٍ غَيْرِ هَذَا أو بَدِّلهُ قُل مَا يَكُونُ لِي أَن أَبَدِّلَهُ مِن تِلقَايِ نَفْسِي إِن أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِليَّ﴾ [15] قالوا(3): لو بدل مكان عليّ أبو بكر أو عمر اتَّبعناه(4).

11/1946 - عن أبي السفاتج، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿آئتِ بِقُرءَ ان غَير هَذَا أو بَدلُه﴾ يعني أمير المؤمنين (علیه السّلام)(5).

[15] ِنِّي أَخَافُ إِن عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ

12/1947 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال : لم يَزَل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ﴿إِنِّي أَخَافُ إِن عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ﴾ [15] حتى نزلت سورة الفتح ، فلم يعد إلى ذلك الكلام(6).

[23] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَعْيُكُم عَلَى أنفُسِكُم

13/1948 - عن منصور بن يونس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ثلاث يرجعن على صاحبهنَّ: النَّكث، والبغي، والمكر، قال الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَعْيُكُم عَلَى أنفُسِكُم﴾(7)[23] .

ص: 275


1- في «أ»: السلام.
2- بحار الأنوار 93: 22/183 .
3- في «أ، ب، ج، د»: قال.
4- بحار الأنوار 36: 124/148 .
5- تفسير القمي 1: 310، بحار الأنوار 36: 125/148.
6- بحار الأنوار 16: 23/326.
7- خصائص الأئمة: 101، نزهة الناظر : 55/65 نور الثقلين 2: 37/298.

[24] حتَّى إذا أَخَذَتِ الأرضُ زُخْرُفَهَا

14/1949 - عن الفضيل بن يسار ، قال : قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): جعلت فداك، إنا نتحدث أنّ لآل جعفر راية، ولآل فلان راية، فهل في ذلك شيء؟

فقال: أمَّا لآل جعفر فلا، وأما راية بنى فلان، فإنّ لهم ملكاً مبطئاً، يُقربون فيه البعيد، ويُبعدون فيه القريب، وسُلطانهم عَسر ليس فيه يُسر، لا يعرفون في سلطانهم من أعلام الخير شيئاً، تصيبهم(1) فيه فَزعات، كل ذلك يتجلّى عنهم، حتّى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عذابه، وظنّوا أنهم قد استقروا، صبح فيهم صيحةً ، لم يَكُن لهم فيها منادٍ يسمعهم ولا يجمعهم، وذلك قول الله: ﴿حتَّى إذا أَخَذَتِ الأرضُ زُخْرُفَهَا﴾ إلى قوله: ﴿لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [24] ألا إنه ليس أحدٌ من الظُّلمة إلا ولهم بقيا إلا آل فلان، فإنّهم لا يُقيا لهم.

قال: جعلت فداك، أليس لهم بقيا؟ قال: بلى، ولكنَّهم يُصيبون منا دماً ، فيظلمهم نحن وشيعتنا، ومن يظلمه(2) نحن وشيعتنا فلا بقيا له(3).

15/1950 - عن الفضيل بن يسار، قال سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها إلا حرّم الله ذلك الجسد على النار، وما فاضت عين من خشية الله إلا لم يَرهَق ذلك الوجه قترٌ ولا ذِلَّة(4).

16/1951 - عن محمد بن مروان، عن رجل، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : ما من شيءٍ إلا وله وزر أو ثواب إلا الدموع، فإنّ القطرة تُطفئ البحار من النار، فإذا اغرورقت عيناه بمائها حرّم الله عزّ وجلّ سائر جسده على النار، وإن سالت

ص: 276


1- في «أ»: نصيبهم.
2- في البحار: دماً فبظلمهم.
3- تفسير القمي 1: 310 «نحوه»، بحار الأنوار 46: 158/256 .
4- أمالي المفيد: 1/143 عن محمّد بن مروان عن أبي جعفر (علیه السّلام) متصلاً بالحديث الآتي، مجمع البيان 5: 158، بحار الأنوار 93: 27/335.

الدموع على خديه لم يرهق وجهَهُ قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ، ولو أنّ عبداً بكى في أُمَّةٍ لرحمها الله(1).

[27] كَأَنَّما أُغْشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً من الَّيلِ مُظلماً

17/1952 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿كَأَنَّما أُغْشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً من الَّيلِ مُظلماً﴾ [27]، قال: أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سواداً من خارج ؟ فكذلك وجوههم تزداد سواداً(2).

[35] أفَمن يهدى إلى الحَقِّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعَ

18/1953 - عن عمرو بن القاسم، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) وذكر أصحاب النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم قرأ ﴿أفَمن يهدى إلى الحَقِّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعَ﴾ إلى قوله: ﴿تَحكُمُونَ﴾ [35] فقلنا: من هو أصلحك الله ؟ فقال : بلغنا أن ذلك على (علیه السّلام)(3).

19/1954 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سُئل (علیه السّلام) عن الأمور العظام التي تكون ممّا لم يكُن ، فقال : لم يكن أوان كشفها بعد، وذلك قوله: ﴿بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تأويلُهُ﴾(4) [39].

[39] بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ

20/1955 - عن حُمران، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها؟ فقال: إنّ هذا الذي تسألوني عنه لم يأتِ أوانه، قال الله تعالى: ﴿بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ﴾(5).

1956/21 - عن أبي السفاتج، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): آيتان في كتاب الله حصر(6) الله الناس ألا يقولوا مالا يعلمون، قول الله: ﴿ألم يُؤخَذ عَلَيهِم مِيثَاقُ

ص: 277


1- أمالي المفيد: 1/143 عن محمد بن مروان، عن الباقر (علیه السّلام)متصلاً بالحديث الذي قبله، بحار الأنوار 93: 28/335.
2- الكافي 355/252:8 ، بحار الأنوار 7: 45/186 .
3- بحار الأنوار 36: 42/99 .
4- بحار الأنوار 2: 25/70 .
5- مختصر بصائر الدرجات: 24 «نحوه»، بحار الأنوار 2: 26/70.
6- كذا، ولعله تصحيف: خص، كما في نور الثقلين والحديث الآتي.

الكِتَابِ أن لا يَقُولُوا عَلَى الله إِلَّا الحق﴾(1)، وقوله: ﴿بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ﴾(2).

22/1957 - عن إسحاق بن عبدالعزيز، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: إن الله خصّ هذه الأمة بآيتين من كتابه: ألا يقولوا ما لا يعلمون، وألا يَرُدُّوا ما لا يعلمون، ثم قرأ: ﴿ألم يُؤْخَذ عَلَيهِم مِّيثَاقُ الكِتَابِ﴾(3) الآية، وقوله: ﴿بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ﴾ إلى قوله: ﴿الظَّالِمِينَ﴾(4).

[47] لِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُم قُضِي بَينَهُم بِالقِسطِ وَهُم لَا يُظْلَمُونَ

23/1958 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته عن تفسير هذه الآية ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُم قُضِي بَينَهُم بِالقِسطِ وَهُم لَا يُظْلَمُونَ﴾ [47].

قال: تفسيرها في الباطن أنّ لكلّ قرن من هذه الأمة رسولاً من آل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول، وهم الأولياء، وهم الرُّسُل.

وأما قوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُم قُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ﴾ ، قال : معناه أن الرّسل يقضون بالقسط ﴿وَهُم لَا يُظْلَمُونَ﴾ كما قال الله(5).

[49] إِذَا جَاءَ أجَلُهُم فَلَا يَستَنخِرُونَ سَاعَةٌ وَلَا يَستَقدِمُونَ

24/1959 - عن حُمران، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله ﴿إِذَا جَاءَ أجَلُهُم فَلَا يَستَنخِرُونَ سَاعَةٌ وَلَا يَستَقدِمُونَ﴾ [49].

قال: هو الذي سُمّى لملك الموت (علیه السّلام) في ليلة القدر(6).

25/1960 - عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن أبيه، في قول الله :

ص: 278


1- الأعراف 7: 169.
2- بحار الأنوار 2: 3/113 نور الثقلين 2: 327/91.
3- الأعراف 7: 169 .
4- نحوه في الكافي 1: 8/34، وأمالي الصدوق: 702/506 بحار الأنوار 2: 3/113.
5- بحار الأنوار 6/306:24.
6- بحار الأنوار 6: 7/143.

[53] عَزيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُم قُل إِلى وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ

قال : يستنبئك(1) - يا محمد - أهل مكة عن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) إمام هو ؟ ﴿عَزيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُم قُل إِلى وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾(2) [53].

[54] وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوا العَذابَ

26/1961 - عن حماد بن عيسى عمَّن رواه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سئل (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوا العَذابَ﴾ [54]، قال: قيل له: وما ينفعهم إسرار الندامة وهم في العذاب؟ قال: كَرهوا شماتة الأعداء(3).

[57] وَشِفاءٌ لمَا فِي الصُّدُورِ

27/1962 - عن السكوني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، عن أبيه (علیه السّلام)، قال : شكا رجل الله إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وجعاً في صدره، فقال: استشف بالقرآن، لأنَّ الله يقول: ﴿وَشِفاءٌ لمَا فِي الصُّدُورِ﴾(4) [57].

[58] قُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا

1963 / 28 - عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿قُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [58].

قال: فليفرح شيعتنا هو خيرٌ ممّا أعطي عدوّنا من الذهب والفضة(5).

29/1964 - عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلتُ: ﴿وَقُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ ؟

فقال: الاقرار بنبوة محمّد عليه و آله السلام، والانتمام بأمير المؤمنين (علیه السّلام) هو خيرٌ ممّا يجمع هؤلاء في دنياهم(6).

ص: 279


1- في «أ»: فقال : يستفتيك.
2- أمالي الصدوق: 1047/771، شواهد التنزيل 1: 363/267 و 364، عن العياشي بإسناد تام، بحار الأنوار 36: 43/100.
3- تفسير القمي 1: 313، بحار الأنوار 7: 47/188.
4- الكافي 2: 7/439 عدة الداعي 292، بحار الأنوار 29/203:92 .
5- بحار الأنوار 24: 41/61 .
6- بحار الأنوار 3: 7/425.

[62] إنَّ أولِيَاءَ اللهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحْزَنُونَ

30/1965 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن بعض الفقهاء، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): ﴿إنَّ أولِيَاءَ اللهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحْزَنُونَ﴾ [62]، ثمّ قال: تدرون من أولياء الله؟ قالوا: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا، طُوبى لنا، وطُوبى لهم أفضل من طُوبى لنا.

قيل يا أمير المؤمنين: ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟ ألسنا نحن وهم على أمر ؟ قال : لا ، إنهم حُمّلوا ما لم تُحمَّلوا عليه وأطاقوا ما لم تُطيقوا(1).

31/1966 - عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : وجدنا في كتاب علي الله ابن الحسين (علیهما السّلام): ﴿ألَا إِنَّ أولِيَاء اللهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحْزَنُونَ﴾ إذا أدوا فرائض الله وأخذوا بسُنَن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وتورّعوا عن محارم الله ، وزَهَدوا في عاجل زَهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يُريدون به التفاخُر والتكاثر، ثمّ أنفقوا فيما يَلزَمُهم من حُقُوقٍ واجبةٍ، فأُولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا، ويُتابون على ما قدموا لآخرتهم(2).

[63و64] الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البشرى فى الحَياةِ الدُّنْيَا

1967 / 32 - عن عبد الرحيم، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): إِنَّما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا، فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: أما ما كنت ترجو فقد أعطيته، وأما ما كنت تخافه فقد أمِنتَ منه: ويُفتح له باب إلى منزله من الجنَّة، ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنَّة، وانظر هذا رسول الله وعلى والحسن والحسين (علیهم السّلام) رفقاؤك،وهو قول الله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البشرى فى الحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة﴾(3) [63 و 64].

ص: 280


1- بحار الأنوار 6: 72/34، و 69: 10/277.
2- بحار الأنوار 19: 11/277 .
3- بحار الأنوار 6: 5/177 .

1968 / 33 - عن عُقبة بن خالد، قال: دخلتُ أنا والمُعلّى على أبي عبد الله (علیه السّلام)، فقال: يا عُقبة، لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تَقَرُّ به عينيه إلا أن يبلغ نفسه إلى هذه، وأومأ بيده إلى الوريد ثم اتكاً.

وغَمَرْني المُعلّى أن سَله، فقلت: يابن رسول الله، إذا بلغت نفسه إلى هذه، فأي شيءٍ يرى؟ فقال: يرى، فقلت له بضع عشر مرة: أي شيءٍ يرى؟ فقال في آخرها: يا عُقبة. فقلت: لَبّيك وسعديك، فقال: أبيت إلا أن تعلم؟ فقلت: نعم يابن رسول الله، إنّما ديني مع دمي، فإذا ذهب ديني كان ذلك، فكيف بك يابن رسول الله كُلّ ساعة ؟ وبكيت فَرَقَ لي، فقال: يراهما والله . فقلت: بأبي وأمي، من هما؟ فقال: رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و على (علیه السّلام) يا عُقبة، لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتى تراهما.

قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن، أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لا يمضي أمامه، إذا نظر إليهما مضى أمامه.

فقلت له: يقولان له شيئاً، جُعِلت فداك ؟ فقال: نعم، يدخلان جميعاً على المؤمن، فيجلس رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عند رأسه، و علي (علیه السّلام) عند رجليه، فيُكبّ عليه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيقول: يا ولي الله أبشر بأني رسول الله، إني خير لك مما تركت من الدنيا؛ ثمّ ينهض رسول الله عليه و آله السلام فيقوم على (علیه السّلام) حتى يُكِبّ عليه، فيقول: يا ولي الله، أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كُنتَ تُحبني، أما لأنفعنَّك. ثمّ قال: أما إنّ هذا في كتاب الله.

قلت: جعلت فداك، أين في كتاب الله؟ قال: في يونس: ﴿الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشرى فِى الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ﴾ إلى قوله:

ص: 281

﴿العظيم﴾(1).

1969 / 34 - عن أبي حمزة التمالي، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): ما يُصنع بأحدٍ عند الموت؟ قال: أما والله يا أبا حمزة، ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا إلا أن تبلغ نفسه هاهنا - ثم أهوى بيده إلى نحره - ألا أبشرك يا أبا حمزة، فقلت: بلى، جعلت فداك ؟

فقال: إذا كان ذلك أتاه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و على (علیه السّلام) معه، فقعدا عند رأسه، فقال له إذا كان ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أما تعرفني؟ أنا رسول الله، هلم إلينا، فما أمامك خيرٌ لك ممّا خلّفت، أما ما كُنتَ تخاف فقد أمنته، وأما ما كُنتَ ترجو فقد هجمت عليه، أيتها الروح اخرجي إلى روح الله ورضوانه، ويقول له علي (علیه السّلام) مثل قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم قال : يا ابا حمزة، ألا أخبرك بذلك من كتاب الله؟ قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ الآية(2).

1970/ 35 - عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قالا : إِنَّ الله خَلَقَ الخَلق وهم أظلّة، فأرسل رسوله محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم)، فمنهم من آمن به، ومنهم من كذَّبه، ثمَّ بعثه في الخَلق الآخر، فآمَنَ به من كان آمن به في الأظلَّة، وجَحَده من جَحَد به يومئذٍ، فقال: ﴿مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِه مِن قَبْلُ﴾(3).

[74] ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعدِهِ رُسُلاً إلى قومِهِم

36/1971 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، فى قوله : ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعدِهِ الا ، رُسُلاً إلى قومِهِم﴾ إلى ﴿بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ﴾ [74]، قال: بعث الله الرُّسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فمن صدق حينئذٍ صدق بعد ذلك،

ص: 282


1- المحاسن: 175 /158، الكافي 3: 1/128 ، بحار الأنوار 6: 20/185.
2- بحار الأنوار 6: 6/178.
3- بحار الأنوار 5: 64/259/

و من كَذَّب حينئذ كَذَّب بعد ذلك(1).

1972 / 37 - عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله خَلق الخلق، فَخَلَق من أحب مما أحبّ، وكان ما أحبّ أن خلقه من طينةٍ من الجنّة، وخَلَق من أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظُّلال.

فقلت: وأيّ شيءٍ الظُّلال ؟ فقال: أما ترى ظِلك في الشمس شيء وليس بشيء، ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله، فأقرَّ بعضهم وأنكر بعض، ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب الله، وأنكرها من أبغض الله، وهو قوله: ﴿مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ﴾ ثم قال أبو جعفر (علیه السّلام): كان التكذيب ثم(2).

[85] رَبَّنَا لَا تَجعلنا فتنةً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ

1973 / 38 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تَجعلنا فتنةً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ﴾ [85]، قالا: لا الله تُسلّطهم علينا فتفتنّهم بنا(3).

1974 / 39 - عن أبي رافع، قال: إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خَطب الناس فقال : أَيُّهَا الناس، إنَّ الله أمر موسى وهارون (علیه السّلام) أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتاً، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جُنُب، ولا يقرب فيه النساء إلا هارون وذُريَّته، وإنّ علياً منّي بمنزلة هارون وذُريّته من موسى، فلا يُحِلّ لأحد أن يقرب النساء في مسجدي، ولا يبيت فيه جُنُباً إلّا على وذُريّته ، فمَن ساءه ذلك فهاهنا، وأشار بيده نحو

ص: 283


1- بحار الأنوار 5: 65/259.
2- علل الشرائع: 3/118 عن الجعفي وعقبة جميعاً عن أبي جعفر (علیه السّلام)، بحار الأنوار 5: 34/244.
3- بحار الأنوار 5: 2/216.

الشام(1).

[89] قَد أُجِيبَت دعوتُكُمَا

40/1975 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: كان بين قوله تعالى: ﴿قَد أُجِيبَت دعوتُكُمَا﴾ [89] وبين أن أخَذَ فرعون أربعون سنة(2).

41/1976 - عن ابن أبي عُمير(3)، عن بعض أصحابنا، يرفعه، قال: لما صار موسى في البحر أتبعه فرعون وجُنُوده، قال: فتهيَّب فرس فرعون أن يدخُل البحر فتمثَّل له جبرئيل (علیه السّلام) على رَمَكَة(4)، فلمّا رأى فَرس فرعون الرَّمَكة أتبعها، خل البحر هو وأصحابه فغرقوا(5).

[94] فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَسَئَلِ الَّذِينَ يَقرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ

42/1977 - عن محمد بن سعيد الأزدي(6): أن موسى بن محمد بن الرضا (علیه السّلام) أخبره أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل: أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَإن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيكَ فَتَلِ الَّذِينَ يَقرءون الكِتاب من قبلِكَ﴾ [94] من المُخاطَب بالآية، فإن كان المُخاطب بها النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أليس قد شك فيما أنزل الله، وإن كان المُخاطب بها غيره فعلى غيره إذا أُنزِل الكتاب؟

قال موسی: فسألت أخي علي بن محمد (علیهما السّلام) عن ذلك، قال: فأما قوله: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَسَئَلِ الَّذِينَ يَقرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾ فَإِنَّ المخاطب بذاك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، و لم يك فى شك ممّا أنزل الله، ولكن قالت

ص: 284


1- علل الشرائع: 2/201، بحار الأنوار 39: 8/22.
2- الكافي 2: 5/355 ، الاختصاص: 266، مجمع البيان 5: 196 «نحوه»، بحار الأنوار 13: 55/140.
3- في «أ، ج_»: أبي عمرو.
4- الرَّمَكة: الأنثى من البراذين.
5- بحار الأنوار 13: 56/140 .
6- في العلل والبحار: الاذخري، وفي معجم رجال الحديث 19: 74: الأذربيجاني.

الجهلة: كيف لم يبعث إلينا نبياً من الملائكة؟ إنه لم يُفرّق بين نبيه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشى في الأسواق. فأوحى الله إلى نبيه ﴿فَسْئَل الَّذِينَ يَقرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِك﴾ بمَحضَر الجَهَلة: هل بعث الله رسولاً قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويشرب ويمشي في الأسواق ؟ ولك بهم أسوة، وإنما قال: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ﴾ ولم يكن، ولكن ليتبعهم، كما قال له (صلی الله علیه و آله و سلم): ﴿قُل تَعَالَوا نَدعُ أَبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهل فَنَجْعَل لَّعَنَتَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ﴾(1) ولو قال: تَعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم، لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف أن نبيه مؤد عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عَرَف النبي الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه صادق فيما يقول: ولكن أحبّ أن يُنصف من نفسه(2).

43/1978 - عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿فَإن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَسَتَلِ الَّذِينَ يَقرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾.

قال: لمّا أسري بالنبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ففرغ من مناجاة ربِّه، رُدّ إلى البيت المعمور -وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة - فجمع الله النبيين والرُّسل والملائكة، وأمر جبرئيل فأذَّن وأقام، فتقدَّم فصلّى بهم، فلمّا فَرَغَ التفت إليه فقال: ﴿فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾ إلى قوله : ﴿مِنَ المُمتَرِينَ﴾(3).

44/1979 - عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين (علیه السّلام)، قال : حدثني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنَّ جبرئيل (علیه السّلام) حدَّثه: أنَّ يونس بن متى (علیه السّلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة،

ص: 285


1- آل عمران 3: 61.
2- علل الشرائع: 1/129، تحف العقول: 478 «نحوه»، بحار الأنوار 17: 17/88.
3- بحار الأنوار 17: 18/89.

وكان رجلاً تعتريه الحِدّة، وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزاً عمّا حُمِّل من ثقل جمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفشخ(1) تحتها كما يتفسخ(2) الجذع(3) تحت حمله، وأنَّه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثاً وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان، اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا.

وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوَّة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلاً مستضعفاً عابداً زاهداً منهمكاً في العبادة وليس له علمٌ ولا حكم، وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوَّت منها، وكان تنوخا رجلاً حطّاباً يحتطب على رأسه، ويأكل من كَسبه، وكان لروبيل منزلةٌ من يونس (علیه السّلام) غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته.

فلما رأى يونس (علیه السّلام) أن قومه لا يُجيبونه ولا يُؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكا ذلك إلى ربّه، وكان فيما شكا أن قال: «يا ربِّ، إنَّك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتك، وأخوِّفهم عذابك ونقمتك ثلاثاً وثلاثين سنة، فكذبونى ولم يُؤمنوا بي، وجحدوا نبوَّتي، واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني، وخفتُ أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنَّهم قوم لا يُؤمنون.

قال: فأوحى الله إلى يونس (علیه السّلام): أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ

ص: 286


1- في «أ، ج_»: يفسح.
2- في «أ، ج_»: ينفح.
3- الجذع؛ الشاب من الايل.

الكبير، والمرأة الضعيفة، والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا أعذب الصغار بذُنُوب الكبار من قومك، وهم - يا يونس - عبادي وخَلقي وبَريَّتي في بلادي، وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم، وانتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حفيظاً(1) عليهم، تعطف عليهم بسجال(2) الرّحمة(3) الماسة منهم، وتتأنّاهم برأفة النبوة، وتصبر معهم هم بأحلام الرساوتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الدَّواء، فخَرقت(4) بهم ، ولم تستمل قلوبهم بالرفق، ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثمّ سألتني مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نُوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشدّ تأنياً في الصبر عندي، وأبلغ في العُذر، فغَضِبت له حين غَضِب لي، وأجبته حين دعاني.

فقال يونس (علیه السّلام): يا ربّ، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوتُ عليهم حين عَصَوكَ، فَوَعزتك لا أتعطف عليهم برأفةٍ أبداً، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كُفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوّتي، فأنزل عليهم عذابك فإنَّهم لا يُؤمنون أبداً.

فقال الله تعالى: يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون(5) من خَلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتاناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المُرسَل وأنا الربّ الحكيم،

ص: 287


1- في «أ، ب، ه_»: حيطاً.
2- في «أ، ب، ه_»: لسخاء.
3- في البحار: تعطف عليهم بالرَّحِم.
4- خرق به: لم يرفق به، ولم يُحسن معاملته، وفي «أ»: فحرفت، وفي «ج_»: فجرحت.
5- فى «أ»: ويزيدون.

و علمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يُعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له .

يا يونس، قد أجَبْتُك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك با يونس بأوفر لحظك عندي، ولا أجمل(1) لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوّال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك.

قال: فسَرّ ذلك يونس، ولم يَسُوه، ولم يدر ما عاقبته، وانطلق يونس (علیه السّلام) إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله تعالى إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: أنطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب.

فقال تنوخا: فَدعَهُم في غمرتهم ومَعصِيتهم حتَّى يُعَذِّبهم الله.

فقال له يونس (علیه السّلام): بل تلقی روبیل فنشاوره، فإنه رجل عالِمٌ حَكيمٌ من أهل بيت النبوَّة؛ فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس (علیه السّلام) بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوّال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فقال له: ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك.

فقال له روبیل: ارجع إلى ربّك رجعة نبيّ حكيم ورسول كريم، واسأله أن يُصرف عنهم العذاب، فإنّه غني عن عذابهم، وهو يُحِبّ الرّفق بعباده وما ذلك بأضر لك عنده، ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعلّ قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجُحودهم يُؤمنون يوماً، فصابرهم وتأنّهم.

فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل! ما أشرت على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رَجمه.

ص: 288


1- في «أ، ج_»: أحمد.

فقال روبيل لتنوخا: اسكت فإنّك رجل عابد لا علم لك؛ ثم أقبل على يونس (علیه السّلام)، فقال: أرأيت يا يونس، إذا أنزل الله العذاب على قومك، أينزله فيُهلكهم جميعاً ، أو يُهلك بعضاً ويُبقي بعضاً؟ فقال له يونس (علیه السّلام): بل يُهلكهم الله جميعاً، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمةُ تَعطَّفٍ فأُراجع الله فيهم وأسأله أن يصرفه عنهم.

فقال له روبيل: أتدري يا يونس، لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، أن يتوبوا إليه، ويستغفروه فيرحمهم، فإنّه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذاباً.

فقال له تتوخا: ويحك يا روبيل، لقد قلت عظيماً، يُخبرك النبيِّ المُرسَل أن الله أوحى إليه بأنّ العذاب ينزل عليهم، فتَرُدّ قول الله، وتشكّ فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حَبِطَ عَمَلُك.

فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس (علیه السّلام) فقال : إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم، وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهَلك قومُك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحو الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟

فأبى يونس أن يقبل وصيَّته، فأنطلق ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، ورجع يونس إلى قومه، فأخبرهم أنّ الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله، وكذَّبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجاً عنيفاً. فخرج يونس (علیه السّلام) ومعه تنوخا من

ص: 289

القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب.

وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوّال صَرّخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوّال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أنّ الله أوحى إليه أنَّ العذاب ينزل عليكم فى شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يُخلِف الله وعدَه رُسُلَه، فانظروا ما أنتم صانعون، فأفزعهم كلامه، ووقع في قُلوبهم تحقيق نُزُول العذاب، فأجفلوا(1) نحو روبيل، وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا يا روبيل؟ فانك رجل عالِمٌ حكيمٌ ، لم نَزَل نعرفك بالرقة علينا، والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمُرنا بأمرك، وأثير علينا برأيك.

فقال لهم روبيل: فإنّي أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس(2)، فإذا رأيتم ريحاً صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجاً، الكبير منكم والصغير بالصُّراخ والبكاء، والتضرُّع إلى الله، والتوبة إليه، والاستغفار له، وأرفَعُوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا: «ربَّنا ظلمنا أنفسنا، وكَذَّبنا نبيّك، وتُبنا إليك من ذنوبنا، وإن لا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المُعذَّبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين». ثم لا تَمَلّوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتّى تُوارى الشمس بالحِجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك؛ فأجمع رأي القوم جميعاً على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل.

ص: 290


1- في «أ»: فأقبلوا.
2- في «ج_»: طلوع الفجر .

فلمّا كان يوم الأربعاء الذي توقعوا العذاب، تنحى روبيل عن القرية، حيث يسمع صراخهم، ويرى العذاب إذا نزل، فلمّا طلع الفجر يوم الأربعاء، فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مُظلمةٌ مُسرعة، لها صرير وحفيفٌ وهدير ، فلما رأوها عَجُوا جميعاً بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه ،واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجّت سخال(1) البهائم تطلب النَّدي، وعجَّت(2) الأنعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم(3) وصُراخهم، ويَدْعُوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع، صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم فلمّا أن زالت الشمس، وفُتحت أبواب السماء، وسكن غَضَب الربّ تعالى، رحمهم الرحمن، فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، فأوحى الله إلى إسرافيل (علیه السّلام): أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عَجَّوا إلى بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وثبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نُزُول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحقُّ من وفي بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم، فاهَبِط إليهم، فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي.

ص: 291


1- السخال، جمع السخلة: ولد الغنم ذكراً كان أو أنثى.
2- في «أ، ب»: وشعب، وفي «ج_» وسعت، ولعله تصحيف: وتفت، أي صاحت وصوّتت، والثغاء: صوت الشاة والمعزى وما شاكلهما.
3- في «ج_»: صيحتهم.

فقال إسرافيل: يا ربّ، إنَّ عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟

فقال الله : كلا إنّي قد أمرتُ ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي ، فاهيط - يا إسرافيل - عليهم وأصرفه عنهم، وأصرف به إلى الجبال بناحية مفائض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية(1) المستطيلة على الجبال، فأذ لها به ولينها حتى تصير ملتئمة(2) حديداً جامداً.

فَهَبط إسرافيل عليهم، فنشر أجنحته، فاستاق(3) بها ذلك العذاب، حتى ضَرَب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها - قال أبو جعفر (علیه السّلام): وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم - فصارت حديداً إلى يوم القيامة، فلمّا رأى قوم يونس أنَّ العذاب قد صُرف عنهم، هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صَرَف عنهم.

وأصبح يونس وتتوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يَشُكّان أنّ العذاب قد نَزَل بهم وأهلكهم جميعاً، لمّا خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلمّا دَنَوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمّارة(4) والرُّعاة بأغنامهم(5)، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا، كذَّبني الوحي(6)، وكذبت وعدي

ص: 292


1- العاتية: الشامخة الكبيرة، وفي «ب»: العارمة.
2- فى «ب، ه_» ملينة.
3- في «أ»: فاساق.
4- الحمارة: أصحاب الحَمِير في السفر.
5- في «أ» بأعناقهم.
6- قال المجلسي (رحمه الله علیه): قوله (علیه السّلام): كذبني الوحي، أي باعتقاد القوم.

لقومي، لا وعزّة ربّي لا يرون لي وجهاً أبداً بعد ما كذبني الوحي.

فانطلق يونس هارباً على وجهه، مغاضباً لربه(1)، ناحية بحر أيلة مستنكراً،فراراً من أن يراه أحدٌ من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيهِ﴾(2) الآية.

ورَجَع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له: يا تنوخا، أيّ الرأيين كان أصوب وأحق أن يُتبع، رأيي أو رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء.

وقال له تنوخا: أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك بفضل علمك، وما أعطاك الله ربّك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم؛ فاصطحبا فلم يزالا مُقيمين مع قومهما، ومضى يونس (علیه السّلام) على وجهه مغاضباً لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله : ﴿فَتَامَنُوا فَمَتَّعْنَاهُم إلى حين﴾(3).

قال أبو عبيدة : قلت لأبي جعفر (علیه السّلام): كم كان غاب يونس عن قومه حتّى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟ قال: أربعة أسابيع، سبعاً منها في ذهابه إلى البحر، وسبعاً منها في رُجُوعه إلى قومه.

فقلت له: وما هذا الأسابيع، شُهور، أو أيام، أو ساعات؟ فقال: يا أبا عبيدة، إنَّ العذاب أتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضباً، فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة

ص: 293


1- قال المجلسي (رحمه الله علیه): قوله: «مغاضباً لربه» أي على قومه لربه تعالى، أي كان غضبه الله تعالى لا للهوى، أو خائفاً من تكذيب قومه لما تخلّف عنه من وعد ربّه.
2- الأنبياء 21: 87.
3- الصافات 37: 148.

[98] فَلَو لَا كَانَت قَريَةٌ ءَامَنَت فَنَفَعَها إِيمَانُها إِلَّا قَوم يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفنَا

أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء، وسبعة أيام في رُجُوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه مسير ثمانية وعشرين يوماً، ثمّ أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتَّبعوه؛ فلذلك قال الله: ﴿فَلَو لَا كَانَت قَريَةٌ ءَامَنَت فَنَفَعَها إِيمَانُها إِلَّا قَوم يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفنَا عَنهُم عَذَابَ الخزى﴾(1)[98].

1980/ 45 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لما أظل قوم يونس العذاب، دَعوا الله فَصَرفه عنهم. قلت: كيف ذلك؟ قال: كان في العلم أنَّه يُصْرَف عنهم(2).

46/1981- عن التمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: إنَّ يونس (علیه السّلام) لما آذاه قومه دعا الله عليهم، فأصبحوا أوّل يوم ووجوههم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: وكان الله واعدهم أن يأتيهم العذاب، فأتاهم العذاب حتى نالوه برماحهم، فرَّقوا بين النساء وأولادهنَّ، والبقر وأولادها، ولبسوا المُشوح والصُّوف، ووضعوا الجبال فى أعناقهم، والرّماد على رؤسهم، وضحوا ضجَّةً واحدةً إلى ربِّهم؛ وقالوا: آمنا بإله يونس.

قال : فصَرَف الله عنهم عنهم العذاب إلى جبال آمد(3)، قال: وأصبح يونس (علیه السّلام) وهو يظُنّ أنّهم هَلَكوا، فوجدهم في عافية، فغَضِب وخَرَج، كما قال الله تعالى ﴿مُغَاضِباً﴾(4) حتّى رَكِب سفينةً فيها رجلان، فاضطربت السفينة، فقال الملاح: يا قوم، في سفينتي مطلوب، فقال يونس (علیه السّلام) : أنا هو ؛ وقام ليلقي نفسه، فأبصر السمكة وقد فتحت فاها فها بها، وتعلق به الرجلان، وقالا له: أنت وحدك ونحن

ص: 294


1- بحار الأنوار 14: 12/392.
2- علل الشرائع: 1/77 «نحوه»، بحار الأنوار 14: 3/386.
3- الأنبياء 21: 87 .
4- آمد: وهى أعظَمُ مُدن ديار بكر. «معجم البلدان 1: 76».

رجلان، فساهمهم فوقعت السِّهام عليه، فجرت السُّنَّة بأنَّ السِّهام إذا كانت ثلاث مرّات أنّها لا تُخطئ، فألقى نفسه فالتقمه الحوت، فطاف به البحار السبعة، حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يُعَذِّب قارون، فسمع قارون دَويّاً، فسأل الملك عن ذلك فأخبره أنَّه يونس (علیه السّلام)، وأنَّ الله قد حبسه في بطن الحوت، فقال له قارون: أتأذن لي أن أكلمه؛ فإذن له، فسأله عن موسى (علیه السّلام) فأخبره أنه مات وبكا، ثم سأله عن هارون (علیه السّلام) فأخبره أنه مات، فيكا وجزع جَزَعاً شديداً، وسأله عن أخته كَلثَم -وكانت مسمّاة له - فأخبره أنها ماتت، فبكى وَجَزِعَ جَزَعاً شديداً، قال: فأوحى الله إلى المَلك المُوكَّل به: أن ارفع عنه العذاب بقية الدنيا، لرقته على قرابته(1).

1982 / 47 - عن معمر ، قال : قال أبو الحسن الرضا (علیه السّلام): إن يونس (علیه السّلام) لما أمره الله بما أمره، فأعلم قومه، فأظلهم العذاب، ففرّقوا بينهم وبين أولادهم وبين البهائم وأولادها، ثمّ عجوا إلى الله وضجّوا، فكفَّ الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضباً، فالتقمه الحوت، فطاف به سبعةً في البحر.

فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟ قال: ثلاثة أيام، ثمَّ لفظه الحوت، وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت الله عليه شجرةً من يقطين فأضلَّته، فلما قوى أخذت في اليبس، فقال: يا ربّ شجرة أظلَّتني يبست، فأوحى الله إليه: يا يونس، تجزع لشجرة أظلَّتك، ولا تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب(2)؟

48/1983 - عن على بن عُقبة، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: اجعلوا أمركم هذا الله، ولا تجعلوه للناس، فإنّه ما كان الله فهو الله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، ولا تخاصموا الناس بدينكم، فإنّ الخُصومة ممرضة للقلب، إنَّ الله

ص: 295


1- قطعة منه في وسائل الشيعة 27: 22/263 ، بحار الأنوار 14: 13/399.
2- بحار الأنوار 14: 14/400.

[99] أفأنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

قال لنبيه (صلی الله علیه و آله و سلم): يا محمّد ﴿إِنَّكَ لَا تَهدِى مَن أحبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهدِى مَن والله يَشَاءُ﴾(1) وقال: ﴿أفأنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [99] ذَرُوا الناس، فإنَّ الناس أخذوا من الناس، وإنَّكم أخذتُم من رسول الله وعلى (علیهما السّلام)، ولا سواء، إنِّي سَمِعتُ أبي (علیه السّلام) هو يقول: إنَّ الله إذا كتب إلى عبد أن يدخُل في هذا الأمر، كان أسرع إليه من الطير إلى وكره(2).

49/1984 - عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: لما أسري برسول الله عليه و آله السلام أتاه جبرئيل (علیه السّلام) بالبراق فَركِبها، فأتى بيت المقدس، فلقي من لقي من إخوانه من الأنبياء، ثم رجع فأصبح يُحدث أصحابه: إنّي أتيتُ بيت المقدِس الليلة، ولقيتُ إخواني من الأنبياء، فقالوا: يا رسول الله، وكيف أتيت بيت المقدس الليلة ؟ فقال: جاءني جبرئيل (علیه السّلام) بالبراق فركبتها، وآية ذلك أنّي مررتُ بعِير لأبي سفيان على ماء بني فلان، وقد أضلوا جملاً لهم، وهو في طلبه(3).

قال: فقال القوم بعضهم لبعض: إنَّما جاء راكباً سريعاً، ولكنَّكم قد أتيتم الشام وعرفتموها، فَسلُوه عن أسواقها وأبوابها وتُجارها، قال: فسألوه، فقالوا: يا رسول الله، كيف الشام وكيف أسواقها؟ وكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) إذا سُئِل عن الشيء لا يعرفه شَقّ عليه حتى يُرى ذلك في وجهه.

قال : فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرئيل (علیه السّلام)، فقال : يا رسول الله، هذه الشام قد رفعت لك: فالتفت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فإذا هو بالشام، وأبوابها، وتُجارها، فقال: أين

ص: 296


1- القصص 28: 56.
2- التوحيد : 13/414 ، بحار الأنوار 5: 43/207.
3- في الكافي: وقد همّ القوم في طلبه.

[101] وَمَا تُعْنِي الآيَاتُ والنُّذُرُ عَن قوم لا يُؤْمِنُونَ

السائل عن الشام؟ فقالوا: أين بيت فلان ومكان فلان ؟ فأجابهم فى كُلّ ما سألوه عنه.

قال: فلم يؤمن منهم إلا قليل، وهو قول الله: ﴿وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ والنُّذُرُ عَن قوم لا يُؤْمِنُونَ﴾ [101] فنعوذُ بالله أن لا تؤمن بالله ورسوله، آمنا بالله ورسوله، آمنا بالله وبرسوله (صلی الله علیه و آله و سلم)(1).

[102] انتَظِرُوا إِنِّى مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ

50/1985- عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : سألته عن شيءٍ في الفَرَج، فقال: أوليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج، إن الله يقول: ﴿انتَظِرُوا إِنِّى مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ﴾(2) [102].

[103] كذَلِكَ حقاً عَلَيْنَا تُنج المُؤْمِنِينَ

51/1986 - عن مصقلة الطَّحان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر أنّه من أهل الجنَّة، إنَّ الله يقول: ﴿َكذَلِكَ حقاً عَلَيْنَا تُنج المُؤْمِنِينَ﴾(3) [103].

ص: 297


1- الكافي 8: 555/364 ، بحار الأنوار 18: 42/143.
2- كمال الدين وتمام النعمة: 4/645.
3- بحار الأنوار 67: 36، و 68: 22/110.

ص: 298

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة هود

اشارة

1/1987 - عن ابن سنان، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : من قرأ سورة هود فى كُلّ جمعة بعثه الله يوم القيامة في زُمرة المؤمنين والنبيين، وحُوسِب حساباً يسيراً، ولم يُعْرَف [له] خطيئة عَمِلها يوم القيامة(1).

[5] ألا إِنَّهُم يَثْنُونَ صُدُورَهُم

2/1988 - عن سدير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : أخبرني جابر بن عبدالله أنَّ : المشركين كانوا إذا مروا برسول الله هل طأطأ أحدهم رأسه وظهره هكذا وغطّى رأسه بثوبه، حتى لا يراه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأنزل الله: ﴿ألا إِنَّهُم يَثْنُونَ صُدُورَهُم﴾ إلى : ﴿وَمَا يُعلِنُونَ﴾(2) [5].

1989 / 3 - عن محمد بن فضيل، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: أتى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) رجل من أهل البادية، فقال: يا رسول الله، إنَّ لي بنين وبنات، وإخوة وأخوات، وبني بنين وبني بنات، وبني إخوة وبني أخوات، والمعيشة علينا

ص: 299


1- ثواب الأعمال: 106 عن فروة الآجري، عن الباقر (علیه السّلام)، مجمع البيان 5: 212 عن الحسن بن علي الوشاء، عن ابن سنان عن الباقر (علیه السّلام)، بحار الأنوار 89: 26/349 ، و 92: 278/ 1 و 2 .
2- الكافي 8: 115/144 مجمع البيان 5: 216 ، بحار الأنوار 18: 81/237.

[6] مَا مِن دَابَّةٍ فِى الأرض إلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعلَمُ مُستَقَرَّهَا وَمُستَودَعَها

خفيفة، فإن رأيت يا رسول الله أن تدعو الله أن يُوسع علينا، قال: وبكى، فرقَ له المسلمون، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ﴿مَا مِن دَابَّةٍ فِى الأرض إلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعلَمُ مُستَقَرَّهَا وَمُستَودَعَها كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [6]

من كَفَل بهذه الأفواء المضمونة على الله رزقها صبّ الله عليه الرزق صبّاً كالماء المُنهمر ، إن قليل فقليلاً، وإن كثير فكثيراً. قال: ثم دعا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأمَّن له المسلمون.

قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): فحدثني من رأى الرجل في زمن عُمر، فسأله عن حاله، فقال: من أحسن من حوله حلالاً، وأكثرهم مالاً(1).

[7] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أيَّامٍ

1990 / 4 - عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله خلق الخير يوم الأحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وخلق يوم الأحد والاثنين الأرضين، وخلق يوم الثلاثاء أقواتها، وخلق يوم الأربعاء السماوات، وخلق يوم الخميس أقواتها والجمعة(2)، وذلك في قوله تعالى : ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أيَّامٍ﴾ [7] فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت(3).

[7] وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ

1991/ 5 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : كان الله تبارك الله و تعالى كما وَصَف نفسه ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ﴾ [7] والماء على الهواء، والهواء لا يجرى(4).

6/1992 - قال محمّد بن عمران العجلي: قلتُ لأبي عبدالله (علیه السّلام): أيّ شيءٍ الله كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاء﴾ ؟

ص: 300


1- بحار الأنوار 103: 19/31.
2- كذا، وفي الكافي :خلق السماوات يوم الأربعاء ويوم الخميس، وخلق أقواتها يوم الجمعة.
3- الكافي 8: 117/145 ، بحار الأنوار 57: 30/59.
4- بحار الأنوار 57: 75/89.

قال: كانت مهاة بيضاء، يعني دُرَّة(1).

[8] وَلَئِن أَخَّرنَا عَنهُمُ العَذَابَ إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحبِسُهُ

7/1993 - عن أبان بن أبي مُسافر(2)، عن أبي عبدالله (علیه السّلام) في قول الله : ﴿وَلَئِن أَخَّرنَا عَنهُمُ العَذَابَ إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ﴾ يعني عِدَّةٌ كَعِدّة بدرٍ ﴿لَيَقُولُنَّ مَا يَحبِسُهُ أَلا يَومَ يَأْتِيهِم لَيسَ مَصرُوفاً عَنهُم﴾ [8]، قال: العذاب(3).

8/1994 - عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): أصحاب القائم (علیه السّلام) الثلاثمائة والبضعة عشر رجُلاً، هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه: ﴿وَلَئِن أَخَّرْنَا عَنهُمُ العَذَابَ إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ﴾ قال: يُجمَعُون له في ساعةٍ واحدة قَزَعاً(4) كفَزَع الخريف(5).

1995/ 9 - عن الحسين، عن الخَرّاز ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): ﴿وَلَئِن أَخَرنَا عَنهُمُ العَذَابَ إلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ﴾، قال (علیه السّلام): هو القائم وأصحابه(6).

1996 / 10 - عن جابر بن أرقم ، عن أخيه زيد بن أرقم، قال: إِنَّ جَبرئيل الرُّوح الأمين نزل على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بولاية علي بن أبي طالب (علیه السّلام) عشية عرفة، فضاق بذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق، فدعا قوماً أنا فيهم، فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم، فلم ندر ما نقول له، وبكى (صلی الله علیه و آله و سلم) ، فقال له جبرئيل: مالك يا محمد، أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل، ولكن

ص: 301


1- الكافي 4: 1/188، بحار الأنوار 57: 76/89.
2- في النسخ أبان بن مسافر، تصحيف، انظر رجال الطوسي: 164، ومعجم رجال الحديث 1: 142.
3- بحار الأنوار 51: 42/55، وقد نقل صدر هذا الحديث وذيل الحديث الذي يليه.
4- القَزَع: قطع من السحاب متفرّقة صغار.
5- نور الثقلين 2: 26/341.
6- بحار الأنوار 43/55:51.

[12] فَلَعَّلَكَ تَارِكٌ بَعضَ مَا يُوحَى إِلَيكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدرُكَ

قد علم ربّي ما لقيت من قريش، إذ لم يُقرّوا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم، وأهبط إلى جنوداً من السماء فنصروني، فكيف يُقِرُّون لعلي من بعدي؛ فانصرف عنه جبرئيل، فنزل عليه : ﴿فَلَعَّلَكَ تَارِكٌ بَعضَ مَا يُوحَى إِلَيكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدرُكَ﴾(1) [12].

11/1997 - عن عمار بن سويد، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول في هذه الآية ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَصَائِقٌ بِه صَدرُكَ﴾ إلى قوله: ﴿أو جَاءَ مَعَهُ مَلَكُ﴾ [12].

قال: إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لما نزل قديدا(2) قال لعلي (علیه السّلام): إني سألت ربّي أن يوالى بينى وبينك ففعل، وسألت ربى أن يُؤاخى بيني وبينك ففعل، وسألت ربّى أن يجعلك وصيّي ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاعٌ من تَمرٍ في شَنٍ(3) بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربه، فهلا سأله ملكاً يعضُدُه على عدوه، أو كنزاً يستعين به على فاقته؟! والله ما دعاه(4) إلى باطل إلّا أجابه له، فأنزل الله عليه ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعضُ مَا يُوحَى إِلَيكَ﴾ إلى آخر الآية.

قال: ودعا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الأمير المؤمنين (علیه السّلام) في آخر صلاته رافعاً بها صوته يُسمع الناس يقول: «اللَّهُم هَب لعلّي المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صُدُور المنافقين» فأنزل الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً * فَإِنَّمَا يَسَّرنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوماً

ص: 302


1- شواهد التنزيل 1: 368/272، بحار الأنوار 37: 37/151.
2- قديد: اسم موضع قرب مكة.
3- الشَّن: القربة الخَلَق الصغيرة.
4- في «ب، ج_»: ما دعا.

لدأ﴾(1) بني أمية.

[24-13] هَل يَستَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

فقال رمع: والله لصاعٌ من تمرٍ في شَنّ بالٍ أحبُّ إليَّ ممّا سأل محمد ربّه، أفلا سأله ملكاً يَعضُده، أو كنزاً يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعضَ مَا يُوحَى إِلَيكَ﴾ إلى: ﴿أم يَقُولُونَ أفتَرَاهُ﴾ ولاية علي (علیه السّلام) ﴿قُل فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفتَرَيَاتٍ﴾ إلى: ﴿فَإِن لَم يَستَجِيبُوا لَكُم﴾ في ولاية عليّ ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلمِ اللهِ وَأن لا إله إِلَّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ لعلي ولايته ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَها﴾ يعني فلاناً وفلاناً ﴿نُوَفِّ إليهم أعمَالَهُم فِيهَا﴾، ﴿أَفَمَن كان عَلَى بَيْنَةٍ مِنْ رَّبِّهِ﴾ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ﴿وَيَتلُوهُ شَاهِدٌ مِّنهُ﴾ أمير المؤمنين (علیه السّلام) ﴿وَمِن قَبْلِهِ كِتَابٌ مُوسى إمَاماً ورَحمَةً﴾، قال: كانت ولاية علي (علیه السّلام) في كتاب موسى ﴿أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُر بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فالنَّارُ مَوعِدُهُ فَلَا تَكُ فِى مِريَةٍ مِّنْهُ﴾ في ولاية عليّ ﴿إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ﴾ إلى قوله : ﴿وَيَقُولُ الأَشْهَادُ﴾ هم الأئمة (علیهم السّلام) ﴿هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِم﴾ إلى قوله: ﴿هَل يَستَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ (2) [13 - 24].

12/1998 - عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : الذي على بينة من ربه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ثمّ أوصياؤه واحد بعد واحد(3).

13/1999 - عن جابر ، عن عبد الله بن یحیی، قال: سمعتُ عليّاً (علیه السّلام) وهو يقول: ما من رجلٍ من قريش إلا وقد أنزلت فيه آيةً أو آيتان من كتاب الله.

ص: 303


1- مريم 19: 16 و 97.
2- قطعة منه في تفسير القمي 1: 324، والكافي 8: 572/378، وأمالي الطوسي: 164/107 ، ومجمع البيان 5: 221، وبحار الأنوار 35: 2/353، و 36: 44/100.
3- بحار الأنوار 35: 6/388.

فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين (علیه السّلام)؟ فقال لها : أما تقرأ الآية التي في هود ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ﴾ محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) على بينة من ربه، وأنا الشاهد(1).

2000/14 - عن أبي عبيدة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَمَن أَظْلَمُ مِمَّن أفتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولَئِكَ يُعرَضُونَ عَلَى رَبِّهِم﴾ إلى قوله: ﴿وَيَبغُونَهَا عِوَجاً﴾، فقال: هم أربعة ملوك من قريش، يتبع بعضهم بعضاً(2).

15/2001 - عن أبي أسامة، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): إن عندنا رجلاً يسمّى كُليباً، لا يجيء عنكم شيء إلا قال: أنا أسلّم، فسميناه كليب تسليم؟ قال: فترحم عليه، ثمّ قال: أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا، فقال: هو والله الإخبات، قول الله: ﴿إنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخَبَتُوا إِلى رَبِّهِم﴾(3).

[34] وَلَا يَنفَعُكُم نُصحِى إن أردتُ أن أنصَحَ لَكُم إِن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أن يُغوِيَكُم

2002/ 16 - عن ابن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال: قال الله في قوم نوح: ﴿وَلَا يَنفَعُكُم نُصحِى إن أردتُ أن أنصَحَ لَكُم إِن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أن يُغوِيَكُم﴾ [34]، قال: الأمر إلى الله يهدي ويُضل(4).

17/2003 - عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر، عن أبيه (علیهما السّلام)، في قول الله: ﴿وَلَا يَنفَعُكُم نُصحِى إن أردتُ أن أَنصَحَ لَكُم﴾، قال: نزلت في العباس(5).

18/2004 - عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : كانت شريعة نُوح أن يُعبد الله بالتوحيد والإخلاص وخَلم الأنداد، وهى الفطرة التي فطر الناس

ص: 304


1- تفسیر فرات: 245/191 «نحوه»، بحار الأنوار 35: 7/388.
2- نور الثقلين 2: 49/347، عن تفسير القمي.
3- الكافي 2 : 3/321، رجال الكشي: 627/339، مختصر بصائر الدرجات: 75.
4- قرب الإسناد : 1282/359، بحار الأنوار 5: 44/207.
5- تفسير القمي 2: 23، بحار الأنوار 22: 49/285.

[36] أنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلَّا مَن قَد ءَامَنَ فَلَا تَبَتَيْس بمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ

عليها، وأخذ ميثاقه على نُوح والنبيين أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وأمره بالصلاة والأمر والنهي، والحرام والحلال، ولم يفرض(1) عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث، فهذه شريعته، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم سراً وعلانيةً، فلمّا أبوا وعَتَوا قال ربّ إني مغلوب فانتصر، فأوحى الله إليه ﴿أنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلَّا مَن قَد ءَامَنَ فَلَا تَبَتَيْس بمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [36]، فلذلك قال نوح: ﴿وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّارا﴾(2) وأوحى الله إليه ﴿أن أصنَعِ الْفَلكَ﴾(3).

19/2005 - عن المفضّل بن عمر، قال: كنتُ مع أبي عبد الله (علیه السّلام) بالكوفة أيام قدم على أبي العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره، ثمّ قال: يا مفضّل، ها هنا صُلب عمّي زيد (رحمه الله علیه)، ثم مضى حتى أتى طاق الزياتين، وهو آخر السراجين، فنزل فقال لي: انزل، فإنّ هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأوّل الذي خطه آدم (علیه السّلام)، وأنا أكره أن أدخله راكباً.

فقلت له: فمن غيره عن خُطَّته؟ فقال: أما أوّل ذلك فالطُّوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد أصحاب كسرى والنُّعمان بن المنذر، ثمّ غيّره زياد بن أبي سفيان.

فقلت له: جُعِلت فداك، وكانت الكوفة ومسجدها في زمن نوح (علیه السّلام)؟ فقال : نعم يا مفضل، وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات ممّا يلي غربي الكوفة.

قال: وكان نوح (علیه السّلام) رجلاً نجاراً، فانتباه(4) وانتجبه، ونوح أوّل من عَمِل سفينة تجري على ظهر الماء، وإنَّ نوحاً لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً،

ص: 305


1- في «أ، ب، ج، د»: يعرض.
2- نوح 71: 27.
3- الكافي 8: 424/282، بحار الأنوار 11: 53/331، والآية من سورة المؤمنون 27:23.
4- في «ج_»: فجعله الله نبياً، وفي «ه_»: فأرسله الله.

يدعوهم إلى الهدى، فيمرون به ويَسخَرون منه، فلمّا رأى ذلك منهم دعا عليهم، فقال: ﴿رَبِّ لَا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً﴾ إلى قوله: ﴿إلَّا فَاجِراً كَفَّاراً﴾(1)، قال: فأوحى الله إليه : يا نوح ﴿أن أصنَعِ الفُلكَ﴾ وأوسعها وعجل عملها ﴿بأعيُنِنَا وَوَحينَا﴾(2) فعَمِل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده، يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها.

قال مفضّل : ثم انقطع حديث أبي عبد الله (علیه السّلام) عند ذلك، عند زوال الشمس، فقام فصلى الظهر ثمّ العصر، ثمّ أنصرف من المسجد، فالتفت عن يساره، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين(3)، وهو في موضع دار ابن حكيم، وذلك فُرات اليوم ، فقال لي: يا مُفضّل، ها هنا نصبت أصنام قوم نوح، يغوث ويعوق ونسر، ثم مضى حتى رَكِب دابته.

فقلت له: جعلت فداك، في كم عمل نوح (علیه السّلام) سفينته حتى فرغ منها؟ قال: في الدورين. فقلت: وكم الدوران؟ قال: ثمانون سنة . قلت: فإنّ العامة تقول عملها في خمسمائة عام؟ قال: فقال: كلا كيف والله يقول: ﴿وَوَحينَا﴾(4)؟

20/2006 - عن عيسى بن عبدالله العلوي، عن أبيه، قال: كانت السفينة طُولها أربعين في أربعين سمكها، وكانت مُطبقة بطبقٍ، وكان معه خَرَزَتان، تُضيء إحداهما بالنهار ضوء الشمس، وتُضيءُ إحداهما بالليل ضوء القمر، وكانوا يعرفون وقت الصلاة، وكان عظام آدم معه في السفينة، فلما خرج من السفينة صير

ص: 306


1- نوح 71: 26 و 27.
2- المؤمنون 23: 27.
3- أي العطارين.
4- الكافي 8: 421/27، بحار الأنوار 11: 54/331 ، و 100: 6/385.

قبره تحت المنارة التي بمسجد منى(1).

[40] حَتَّى إذا جَاءَ أمرُنا وَفارَ التَّنُورُ

21/2007 - عن المفضّل، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): أرأيت قول الله: ﴿حَتَّى إذا جَاءَ أمرُنا وَفارَ التَّنُورُ﴾ [4] ما هذا التنُّور، وأين كان موضعه؟ وكيف كان؟ فقال: كان التنّور حيث وصفت لك.

فقلتُ: فكان بدء خُروج الماء من ذلك التنور؟ فقال: نعم، إنَّ الله أحبَّ أن يُري قوم نوح الآية ، ثمَّ إنّ الله بعد أرسل عليهم مَطَراً يَفيض فيضاً، وفاض الفُرات فيضاً أيضاً، والعيون كُلُّهنَّ عليها، معه في وانجى نوحا (علیه السّلام) ومن معه في السفينة .

فقلت له: فكم ليث نوح ومن معه في السفينة حتى نضب الماء، وخرجوا منها؟ فقال: لبثوا فيها سبعة أيام ولياليها، وطافت بالبيت ثم استوت على الجودي، وهو فُرات الكوفة.

فقلت له: إن مسجد الكوفة لقديم ؟ فقال : نعم. وهو مُصلّى الأنبياء، ولقد صلّى فيه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حيث انطلق به جبرئيل (علیه السّلام) على البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام، وهو ظهر الكوفة، وهو يُريد بيت المقدس، قال له يا محمّد هذا امسجد أبيك آدم (علیه السّلام) ومُصلّى الأنبياء، فأنزل فصل فيه، فنزل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وصلّى، ثم انطلق به إلى بيت المَقدِس فصلّى، ثمَّ إن جبرئيل عرج به إلى السماء(2).

2008 / 22 - عن الحسن بن عليّ، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: جاءت امرأة نوح إليه وهو يعمل السفينة، فقالت له: إن التنور قد خرج منه

ص: 307


1- بحار الأنوار 11: 55/333، قال المجلسي (رحمه الله علیه): أكثر أخبارنا تدل على كون قبره (علیه السّلام) في الغري.
2- الكافي 8: 281 ذيل حديث 421، بحار الأنوار 11: 56/333، و 7/386:100.

ماء، فقام إليه مسرعاً حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه، فقام الماء(1)، فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضّه، وكشف الطبق، ففار الماء(2).

23/2009 - أبو عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : مسجد كوفان فيه فار التنور، ونُجِرت السفينة، وهو سُرّة بابل ومجمع الأنبياء(3).

24/2010 - عن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)- في حديث له في فضل مسجد الكوفة - : فيه نَجَر نوح سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح و مسجده(4)، وفي زاويته اليمنى فار التنور، يعني مسجد الكوفة(5).

25/2011 - عن الأعمش، رفعه إلى علي (علیه السّلام)، في قوله: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ﴾، قال: أما والله ما هو تنور الخُبز، ثمّ أوماً بيده إلى الشمس، فقال: طلوعها(6).

26/2012 - عن إسماعيل بن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : صنعها في مائة سنة، ثمَّ أمره أن يحمل فيها من كُلِّ زوجين اثنين، الأزواج الثّمانية الحلال التي خرج بها آدم (علیه السّلام) من الجنَّة، لتكون معيشةً لعَقب نوح (علیه السّلام) في الأرض، كما عاش عقب آدم (علیه السّلام)، فإن الأرض تغرق وما فيها إلا ما كان معه في السفينة.

قال: فحمل نوح في السفينة من الأزواج الثمانية التي قال الله: ﴿وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجِ﴾(7) ﴿مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعِزِ اثْنَيْنِ... وَمِنَ الإِبِلِ

ص: 308


1- قام الماء: جمد.
2- الكافي 8: 423/282 ، بحار الأنوار 11: 57/335.
3- بحار الأنوار 11: 58/3350، و 100: 8/387 .
4- بحار الأنوار 11: 59/335 ، و 100: 9/387.
5- تفسير البرهان 3: 29/110.
6- بحار الأنوار 11: 60/335.
7- الزمر 6:39.

آثنَينِ وَمِنَ البَقَرِ أثنين﴾(1) فكان زوجين من الضأن: زوج يُربّيها الناس ويقومون بأمرها، وزوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية أحلّ لهم صيدها، ومن المعز اثنين: يكون زوج يُربّيه الناس، وزوج من الظباء، سمي الزوج الثاني، ومن البقر اثنين: زوج يُربّيه الناس، وزوج هو البقر الوحشي، ومن الإبل زوجين: وهي البخاتي، والعراب(2)، وكُلّ طير وحشيّ أو إنسي، ثمّ غرقت الأرض(3).

27/2013 - عن إبراهيم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): أنَّ نوحاً (علیه السّلام) حَمَل الكلب في السَّفينة، ولم يحمِل وَلَد الزنا(4).

28/2014 - عن عبيد الله الحلبي، عنه (علیه السّلام)، قال: ينبغي لولد الزنا أن لا تجوز له شهادة، ولا يوم بالناس، لم يحمله نوح (علیه السّلام) في السفينة، وقد حمل فيها الكلب والخنزير(5).

[40] وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ

29/2015 - عن حمران، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [40]، قال: كانوا ثمانية(6).

[42] وَنَادَى نُوحٌ ابنه

30/2016 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابنه﴾ [40]، قال: إنَّما في لغة طَيّئ (أبنه) بنصب الألف، يعني أبن أمرأته(7).

31/2017 - 31/2017 - عن موسى عن العلاء بن سيابة، عن أبى عبد الله (علیه السّلام) في قول الله :

ص: 309


1- الأنعام 6: 143 و 144 .
2- البخاتي: الابل الخراسانية، والابل العِراب: الكريم السالمة عن الهجنة.
3- الكافي 8: 427/283 «نحوه»، بحار الأنوار 11: 61/335.
4- وسائل الشيعة 27: 10377 ، بحار الأنوار 11: 62/336.
5- وسائل الشيعة 27: 9/377، بحار الأنوار 11: 63/336، و 109:88 / 80 و 104: 2/314.
6- معاني الأخبار : 1/151، بحار الأنوار 11: 64/336
7- الدر المنثور 4: 433 «نحوه»، نور الثقلين 2: 112/363.

[47] رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ

﴿وَنَادَى نُوحٌ أَبْنَهُ﴾ ، قال: ليس بابنه، إنَّما هو ابن أمرأته، وهو لغة طيّئ يقولون لا بن امرأته (أبنه)، قال نوح: ﴿رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ﴾ إلى ﴿الخَاسِرِينَ﴾(1) [47].

32/2018 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول نوح (علیه السّلام): ﴿يَا بُنَيَّ أركب مَعَنَا﴾(2)، قال: ليس بابنه قال: قلت: إنَّ نوحاً (علیه السّلام) قال: يا بني؟ قال: فإنَّ نوحاً قال ذلك وهو لا يعلم(3).

[44] يا أرضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أقلِعِي

33/2019 - عن إبراهيم بن أبي العلاء، عن غير واحد، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال: لمّا قال الله: ﴿يا أرضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أقلِعِي﴾ [44] قالت الأرض: إنَّما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط، ولم أؤمر أن أبلع ماء السماء، قال: فبلعت الأرض ماءها، وبقي ماء السماء، فصُيّر بحراً حول الدنيا(4).

2020 / 34 - عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿يَا أَرضُ ابْلَعِي مَاءَكِ﴾ ، قال : نزلت بلغة الهند: اشربي(5).

2021/35 - وفى رواية عباد عنه (علیه السّلام): ﴿يَا أرضُ ابْلَعِى مَاءَكِ﴾ حبشية(6).

2022/ 36 - عن الحسن بن صالح، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُ أبا الله جعفر (علیه السّلام) يُحدّث عطاء، قال: كان طول سفينة نوح ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ثمانمائة ذراع، وطُولها في السماء ثمانون ذراعاً، وطافت بالبيت سبعاً، وسعت بين الصَّفا والمروة سبعة أشواط، ثم استوت على الجودي(7).

ص: 310


1- تفسير القمي 1: 328، بحار الأنوار 11: 66/337.
2- هود 42:11.
3- بحار الأنوار 11: 67/337.
4- بحار الأنوار 11: 69/337، و 60: 12/43.
5- بحار الأنوار 11: 70/338.
6- نور الثقلين 2: 122/365.
7- نحوه في الكافي 4: 2/212، وقصص الأنبياء للراوندي: 69/82، بحار الأنوار 11: 42/325.

2023 / 37 - عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: استوت على الجودي، هو فُرات الكوفة(1).

2024/ 38 - عن أبي بصير، عن أبي الحسن (علیه السّلام)، قال : قال : يا أبا محمد، إن الله أوحى إلى الجبال: أنِّي مُهرق(2) سفينة نوح على جبلٍ منكُن في الطُّوفان؛ فتطاولت وشَمَخت، وتواضع جبل عندكم بالموصل، يقال له الجُودي، فمرّت السفينة تدور في الطُّوفان على الجبال كُلّها حتى انتهت إلى الجودي، فوقعت عليه، فقال نوح (علیه السّلام): بارات قني بارات قني.

قال: قلت له: جعلت فداك، أيّ شيءٍ هذا الكلام؟ فقال: اللهم اصلح، اللّهُم أصلح(3)

2025/ 39 - عن أبي بصير، عن أبي الحسن موسى (علیه السّلام)، قال : كان نوح (علیه السّلام) في السفينة، فلبث فيها ما شاء الله ، وكانت مأمورةً ، فخلى سبيلها ، نوح، فأوحى الله إلى الجبال؟ أنّي واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم؛ فتطاولت الجبال وشَمَخت غير الجُوديّ، وهو جبل بالموصل، فضرب جُوجُو السفينة(4) الجبل، فقال نوح (علیه السّلام) عند ذلك: ربّ أتقن، وهو بالعربية: ربّ أصلح(5).

2026/ 40 - وروى كثير النوّاء، عن أبي جعفر (علیه السّلام) يقول: سَمِع نوح (علیه السّلام) صرير السَّفينة على الجودي فخاف عليها، فأخرج رأسه من كُوّةٍ كانت فيها، فرفع يده، وأشار بإصبعه، وهو يقول: ربعمان أتقن تأويلها: رَبِّ أحسن(6).

ص: 311


1- الكافي 421/28:18 .
2- أي مُنزل.
3- بحار الأنوار 11: 71/338، وقطعة منه في الجزء 75: 134.
4- جُوجُو السفينه: صدرها.
5- بحار الأنوار 11: 72/338.
6- بحار الأنوار 11: 74/339.

41/2027 - عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لما ركب نوح (علیه السّلام) في السفينة قيل: بعداً للقوم الظالمين(1).

[46] إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالح

42/2028 - عن الحسن بن علي الوشاء ، قال : سمعت الرضا (علیه السّلام) يقول : قال أبو عبد الله (علیه السّلام): إنَّ الله قال لنوح (علیه السّلام): ﴿إنَّهُ لَيسَ مِن أهلك﴾ لأنه كان مخالفاً له، وجَعَل من اتَّبعه من أهله.

قال: وسألني كيف يقرءون هذه الآية في نوح؟ قلت: يقرؤها الناس على وجهين: ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالح﴾ [46] (وإنَّه عَمِلَ غير صالح)، فقال كَذَّبوا هو أبنه، ولكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه(2).

[56] إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّستَقِيمٍ

43/2029 - عن أبي مَعْمَر السَّعدي، قال: قال علي بن أبي طالب (علیه السّلام) : في قوله: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّستَقِيمٍ﴾ [56] يعني أنه على حق، يجزي بالإحسان إحساناً، وبالسيء سيئاً، ويعفو عمن يشاء ويغفرُ سبحانه وتعالى(3).

[65] وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُم هُوداً

44/2030 - عن مُفضَّل بن عمر، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إن علي بن الحسين صلوات الله عليه كان في المسجد الحرام جالساً، فقال له رجل من أهل الكوفة: قال علي (علیه السّلام): إن إخواننا بغوا علينا؟ فقال له علي بن الحسين (علیهما السّلام): يا عبد الله، أما تقرأ كتاب الله ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُم هُوداً﴾ [65] فأهلك الله عاداً، وأنجى هوداً ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالِحاً﴾ [61] فأهلك الله ثموداً، وأنجى صالحاً(4).

[61] وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالِحاً

45/201 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: إنَّ الله تبارك الله وتعالى لمّا قضى عذاب قوم لوط وقدّره، أحب أن يعوّض إبراهيم (علیه السّلام) من عذاب

ص: 312


1- بحار الأنوار 11: 75/339 .
2- عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 3/75.
3- بحار الأنوار 6: 13/7 و 71: 112.
4- تفسير البرهان 3: 1/116.

[76-69] وَلَقَد جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالبُسْرَى قَالُوا سَلاماً قالَ سَلَامٌاً

قوم لوط بغلام عليم، ليُسلّي به مُصابه بهلاك قوم لوط، قال: فبعث الله رسلاً إلى إبراهيم (علیه السّلام) يبشرونه بإسماعيل، قال: فدخلوا عليه ليلاً، ففزع منهم، وخاف أن يكونوا سُرّاقاً، فلمّا رأته الرُّسل فَزِعاً مَدْعُوراً ﴿قَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ إِنَّا مِنكُم وَجِلُون * قَالُوا لَا تَوجَل إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيم﴾(1). قال أبو جعفر (علیه السّلام): والغلام العليم هو إسماعيل بن هاجر.

فقال إبراهيم (علیه السّلام) للرسل: ﴿أَبَشَّر تُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرنَاكَ بِالحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ القَانِطِينَ﴾(2) قال إبراهيم (علیه السّلام) للرسل: ﴿فَمَا خطبكُم﴾ ؟ بعد البشارة ﴿قَالُوا إِنَّا أرسلنا إلى قَومٍ مُّجْرِمِينَ﴾(3) قوم لوط، إنهم كانوا قوماً فاسقين لتنذرهم عذاب ربّ العالمين.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): قال إبراهيم (علیه السّلام): ﴿أإنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فيها لَنُنَجِّينَّهُ وَأَهلَهُ إِلَّا أَمرَأتَهُ﴾(4) ﴿أقَدَّرنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغَابِرِينَ﴾(5).

فلمّا عذبهم الله أرسل الله إلى إبراهيم رُسلاً يُبشرونه باسحاق، ويُعزُّونه بهلاك قوم لوط، وذلك قوله : ﴿وَلَقَد جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالبُسْرَى قَالُوا سَلاماً قالَ سَلَامٌاً﴾ قوم منكرون ﴿فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجلٍ حَنِيذٍ﴾ يعني زكيّاً مشويّاً نَضيجاً ﴿فَلَمَّا رَءَا أيدِيَهُم لَا تَصِلُ إليهِ نَكِرَهُم وأو جَسَ مِنهُم خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرسِلنا إلى قوم لُوطٍ . وأمرَأتَهُ قَائِمَةٌ﴾ قال أبو جعفر (علیه السّلام): إنما عنى سارة قائمة، فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ﴿فَضَحِكَت﴾ يعني فعجبت من قولهم

ص: 313


1- الحجر 15: 52 و 53.
2- الحجر 15: 54 و 55.
3- الحجر 15: 57 و 58 .
4- العنكبوت 32:29.
5- الحجر 15: 60.

وفي رواية أبي عبد الله (علیه السّلام) ﴿فَضَحِكَت﴾ قال: حاضت - و ﴿قَالَت يَا وَيْلَتَى أَلِدُ وَأَنا عَجُوزٌ وَهَذا بَعلِى شَيخاً إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيب﴾ إلى قوله : ﴿حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ .

فلما جاءت إبراهيم (علیه السّلام) البشارة باسحاق، فذهب عنه الروع، وأقبل يناجي ربَّه في قوم لوط، ويسأله كشف البلاء عنهم، فقال الله: ﴿يَا إِبْراهِيمُ أَعرِضْ عَن هَذَا إِنَّهُ قَد جَاءَ أمرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُم ءَاتِيهِم﴾ عذابي بعد طلوع الشمس من يومك محتوماً ﴿غَيْرُ مَردُودٍ﴾(1) [691-76].

46/2032 - عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله بعث أربعة أملاك باهلاك قوم لوط: جبرئيل، وميكائيل، وإسرافيل، وكروبيل، فمروا بإبراهيم (علیه السّلام) وهم مُتعمّمون، فسلّموا عليه فلم يعرفهم، ورأى هيئةً حسنةً، فقال: لا خدم هؤلاء إلّا أنا بنفسي، وكان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلاً سميناً حتى أنضحه، ثمّ قرّبه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم ورأى أيديهم لا تصل إليهِ نَكِرَهم وأوجس منهم خيفة، فلمّا رأى ذلك جبرئيل (علیه السّلام) حَسَر العمامة عن وجهه، فعرفه إبراهيم فقال له: أنت هو ؟ قال: نعم. ومرت امرأته سارة، فبشرها باسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، قالت ما قال الله، وأجابوها بما في الكتاب.

فقال إبراهيم (علیه السّلام): فيما جئتم ؟ قالوا: في هلاك قوم لوط. فقال لهم: إن كان فيها مائة من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال له جبرئيل (علیه السّلام): لا. قال: فإن كانوا خمسین؟ قال: لا. قال: فان كانوا ثلاثين؟ قال: لا. قال: فإن كانوا عشرين؟ قال: لا. قال: فإن كانوا عشراً؟ قال: لا. قال: فإن كانوا خمسة؟ قال: لا. قال فإن كان واحداً؟ قال: لا. قال: إنَّ فيها لوطاً؟ قالوا: ﴿نَحنُ أعلَمُ بمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأهلَهُ إِلَّا أمَرأَتَهُ كَانَت مِن الغَابِرِينَ﴾(2).

ص: 314


1- قطعة منه في معاني الأخبار: 1/224، بحار الأنوار 12: 32/170.
2- العنكبوت 32:29.

قال: وقال الحسن بن علي: لا أعلم هذا القول إلا وهو يستبقيهم، وهو قول الله تعالى: ﴿يُجَادِلُنَا فِي قَومِ لُوط﴾(1).

47/2033 - عن عبد الله بن أبي هلال، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، مثله، وزاد فيه: فقال كُلوا، فقالوا: لا نأكل حتى تُخبرنا ما ثمنه؟ فقال: إذا أكلتُم فقولوا: بسم الله، وإذا فَرَغتم فقولوا: الحمد لله ، قال : فالتفت جبرئيل إلى أصحابه - وكانوا أربعة رئيسهم جبرئيل - فقال: حق الله أن يتَّخذ هذا خليلاً(2).

48/2034 - عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبدالله (علیه السّلام): ﴿جَاءَ بِعِجل حنيذ﴾؟ قال: مشويّاً نضيحاً(3).

49/2035- عن فضل بن أبي قرّة، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: أوحى الله إلى إبراهيم (علیه السّلام) أنه سيولد لك، فقال لسارة، فقالت: أألد وأنا عجوز؟ فأوحى الله إليه: أنَّها ستلد، ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردّها الكلام عليّ، قال: فلمّا طال على بني إسرائيل العذاب ضجّوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً، فأوحى الله إلى موسى وهارون (علیهما السّلام) أن يخلصهم من فرعون، فحط عنهم سبعين ومائه سنة.

قال: وقال أبو عبد الله (علیه السّلام) : وهكذا أنتم، لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا، فإنّ الأمر ينتهى إلى منتهاه(4).

50/2036 - عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إن علي بن أبي

ص: 315


1- الكافي 8: 505/328، بحار الأنوار 12: 25/168 ، قال المجلسي (رحمه الله علیه): قال الحسن ابن عليّ، أي ابن فضال، أي أظنّ أنّ غرض إبراهيم (علیه السّلام) كان استقاء القوم والشفاعة لهم، لا محض إنجاء لوط من بينهم.
2- بحار الأنوار 12: 26/168.
3- بحار الأنوار 12: 28/170.
4- بحار الأنوار 4: 118 / 50، و 13: 57/140، و 52: 34/131.

طالب (علیه السّلام) امر بقومٍ فسلم عليهم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السّلام): لا تجاوزوا بنا ما قالت الأنبياء لأبينا إبراهيم (علیه السّلام)، إنما قالوا: ﴿رَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُم أهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ﴾.

وروى الحسن بن محمّد مثله، غير أنّه قال: ما قالت الملائكة لأبينا (علیه السّلام)(1).

51/2037 - عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿إنَّ إبْرَاهِيمَ لَعَلِيمٌ أَوَّاهُ مُنِيبٌ﴾، قال: دَعَاء.

عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، مثله(2).

52/2038 - عن أبي بصير ، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : إنَّ إبراهيم (علیه السّلام) جادل عن قوم لوط، وقال: ﴿إنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحنُ أعلَمُ بِمَن فِيهَا﴾(3) فزاد(4) إبراهيم (علیه السّلام). فقال جبرئيل: ﴿يَا إبْرَاهِيمُ أعرِض عَن هَذَا إِنَّهُ قَد جَاءَ أمرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُم ءَاتِيهم عَذَابٌ غير مَردُودٍ﴾(5).

53/2039 - عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله تعالى بعث أربعة أملاك في هلاك قوم لوط: جبرئيل، وميكائيل، وإسرافيل، وكروبيل، فأتوا لوطاً وهو في زراعةٍ قُرب القرية، فسلَّموا عليه وهم متعممون، فلما رآهم رأى لهم هيئةً حَسَنةً، عليهم ثياب بيض، وعمائم بيض، فقال لهم: المنزل؟ فقالوا: نعم،

ص: 316


1- الكافي 2: 13/472 ، بحار الأنوار 76: 44/11.
2- الكافي 2: 1/338 ، بحار الأنوار 12: 32/12.
3- العنكبوت 32:29 .
4- لعلّه مصحف: فراده، بمعنى فجادله .
5- تفسير البرهان 3: 18/126.

فتقدمهم ومشوا خلفه، فندم على عرضه المنزل عليهم، فقال: أيّ شيءٍ صنعت، آتي بهم قومي وأنا أعرفهم؟! فالتفت إليهم، فقال: إنَّكم لتأتون شراراً من خلق الله.

وقال الله تعالى لجبرئيل (علیه السّلام): لا تعجل عليهم، حتّى يشهد عليهم ثلاث مرّات، فقال جبرئيل (علیه السّلام): هذه واحدة. ثم مضى ساعةً، ثمّ التفت إليهم، فقال: إنَّكم لتأتون شراراً من خلق الله. فقال جبرئيل : هذه اثنتين، ثم مشى، فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم ، فقال : إنَّكم لتأتون شراراً من خَلق الله . فقال جبرئيل (علیه السّلام): هذه الثالثة.

ثم دخل ودخلوا معه، حتى دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حَسَنَةً، فصعدت فوق السطح، فصعقت(1) فلم يسمعوا، فدخنت، فلمّا رأوا الدخان أقبلوا يُهرَعُون حتى جاءوا إلى الباب، فنزلت المرأة، فقالت: عنده قوم ما رأيتُ قوماً قط أحسن هيئة منهم؛ فجاءوا إلى الباب ليدخلوها، فلما رآهم لوط (علیه السّلام) قام إليهم، فقال لهم: يا قوم ﴿ياتَّقُوا الله وَلَا تُحْرُونِ فِى ضيفى اليسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾ ؟ وقال: ﴿هَؤُلاءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم﴾ فدعاهم إلى الحلال، فقالوا: ﴿مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِن حَقٌّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ مَا نُرِيدُ﴾ قال لهم: ﴿لو أنَّ لِى بِكُم قُوَّةً أو عَاوِى إلى رُكنٍ شَديدٍ﴾ قال فقال جَبرئيل (علیه السّلام): لو يعلم أي قوَّةٍ له.

قال: فكاثروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل (علیه السّلام)، فقال: يا لوط دعهم يدخُلون، فلمّا دَخَلُوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم، فذهبت أعينهم، وهو قول الله: ﴿فَطَمَنًا أعيُنَهُم﴾(2).

ثم ناداه جبرئيل : ﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسرِ بِأَهْلِكَ بِقِطعٍ مِّنَ

ص: 317


1- أي شدّدت صوتها، وفي «ج_» فصفقت.
2- القمر 37:54.

[81-78] إنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَلَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ

اليل﴾، وقال له جبرئيل (علیه السّلام): إنا بعثنا في إهلاكهم. فقال: يا جبرئيل، عجل، فقال: ﴿إنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَلَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ﴾ [78 - 81] فأمره فتحمّل ومن معه إلا امرأته، ثمّ اقتلعها - يعني المدينة - جبرئيل (علیه السّلام) بجناحه من سبع أرضين، ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك، ثمّ قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل(1).

54/2040 - عن أبي بصير، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : إِنَّ جَبْرَئيل (علیه السّلام) لما أتى لوطاً (علیه السّلام) في هلاك قومه ودخلوا عليه وجاءه قومه يُهرعون إليه، قام فوضع يده على الباب، ثمّ ناشدهم، فقال: ﴿أتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخزُونِ فِي ضَيْفِي﴾ ﴿قَالُوا أَوَلَم نَنهَكَ عَنِ العَالَمِينَ﴾(2)، ثمّ عَرَض عليهم بناته بنكاح، فقالوا: ﴿مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِن حَقٌّ وإِنَّكَ لَتَعلَمُ مَا نُرِيدُ﴾، قال: فما منكم رجل رشيد ؟ قال: فأبوا، فقال: ﴿لو أنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أو أوى إلى رُكن شَدِيدٍ﴾ قال : وجَبرئيل ينظر إليهم، فقال: لو يعلم أي قوةٍ له! ثم دعاه وأتاه، ففتحوا الباب ودخلوا، فأشار جبرئيل (علیه السّلام) بيده، فرجعوا عُميان يلمسون الجدار بأيديهم، يُعاهدون الله لئن أصبحنا لا نستبقي أحداً من آل لوط.

قال: فلمّا قال جبرئيل (علیه السّلام): ﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾ قال له لوط: يا جبرئيل، عجل قال: نعم، ثمّ قال: يا جبرئيل، عَجّل. قال: الصبحُ موعدهم، أليس الصبح بقريب؟

ثمّ قال جبرئيل: يا لوط، اخرج منها أنت وولدك حتّى تبلغ موضع كذا وكذا. قال: يا جبرئيل، إنَّ حُمُراتى حُمرات ضعاف. قال: ارتحل فاخرج منها.

فارتحل حتى إذا كان السَّحر نزل إليها جبرئيل (علیه السّلام)، فأدخل جناحه تحتها،

ص: 318


1- الكافي 8: 505/328 ، بحار الأنوار 12: 27/169.
2- الحجر 15: 70.

حتى إذا استقلت(1) قلبها عليهم، ورمى جبرئيل (علیه السّلام) المدينة بحجارة من سجيل، وسمعت امرأة لوط الهَدَة فَهَلكت منها(2).

55/2041 قال : ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم﴾، قال أبو عبد الله (علیه السّلام): عَرَض عليهم التزويج(3).

56/2042 - عن صالح بن سعد، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿لَو أَنَّ لِى بِكُم قُوَّةً أو اوِى إِلَى رُكنٍ شَدِيدٍ﴾، قال: قوة القائم، والركن الشديد الثلاثمائة وثلاثة عشر أصحابه(4).

57/2043 - عن الحسين بن على بن يقطين، قال: سألت أبا الحسن (علیه السّلام) عن إتيان الرجل المرأة من خلفها، قال: أحلَّتها آية في كتاب الله قول لوط (علیه السّلام) : ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم﴾ وقد علم أنهم ليس الفرج يُريدون(5).

58/2044- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سأل جبرئيل (علیه السّلام): كيف كان مهلك قوم لوط ؟

فقال: يا محمد، إن قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغائط، ولا إنَّ يتطهَّرون من الجنابة، بخلاء، أشحّاء على الطعام، وإن لوطاً (علیه السّلام) لبث فيهم ثلاثين سنة، وإنما كان نازلاً عليهم، ولم يكن منهم، ولا عشيرة له فيهم ولا قوم، وإنه دعاهم إلى الإيمان بالله واتباعه، وكان ينهاهم عن الفواحش، ويحتّهم على طاعة الله، فلم يجيبوه ولم يتبعوه.

ص: 319


1- أي ارتفعت.
2- علل الشرائع: 6/552 «بزيادة»، بحار الأنوار 12: 12/161 .
3- الكافي 5: 7/548، بحار الأنوار 12: 29/170 .
4- تفسير القمي 1: 335، بحار الأنوار 12: 30/170.
5- التهذيب 7: 1659/414، بحار الأنوار 104: 11/29.

وإنَّ الله لما هم بعذابهم، بعث إليهم رُسُلاً منذرين عُذراً ونُذراً، فلمّا عَتَوا عن أمره، بعث الله إليه ملائكةٌ ليُخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيتٍ من المسلمين، فأخرجوهم منها، وقالوا للوط (علیه السّلام): ﴿أسرِ بِأهلك﴾ من هذه الليلة ﴿بقطع مِّنَ الَّيلِ... وَلَا يلتفت مِنكُم أَحَدٌ وَأمضُوا حَيثُ تُؤمَرُونَ﴾(1). قال: فلما انتصف الليل سار لوط (علیه السّلام) ببناته، وتولت امرأته مديرةً، فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط، وتُخبرهم أن لوطاً قد سار بيناته.

وإنِّي نُوديتُ من تلقاء العرش لمّا طلع الفجر : يا جبرئيل، حقَّ القولُ من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم، فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت، فاقلعها من تحت سبع أرضين، ثمّ أعرج بها إلى السماء، فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها.

ودَع منها آيةً بينةً منزل لوط عبرةً للسيارة.

فهَبَطتُ على أهل القرية الظالمين، فضربتُ بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى غربها، فاقتلعتها - يا محمد - من تحت سبع أرضين إلا منزل لوط آية للسيّارة، ثم عرجت بها في جوافي(2) جناحي إلى السماء حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زُقاء(3) ديوكها ونباح كِلابها، فلمّا أن طلعت الشمسُ نُوديتُ من تلقاء العرش: يا جبرئيل، اقلب القرية على القوم المجرمين؛ فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجل منضودٍ مُسوَّمةٌ عند ربك، وما هي - يا محمد - من الظالمين من أمتك ببعيد.

ص: 320


1- الحجر 15: 65.
2- كذا، وفي «أ، ج_»: حوافي، والظاهر أنه تصحيف: خوافي، والخوافي: الريش الصغار التي في جناح الطير عند القوادم.
3- أي صياحها.

قال: فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا جبرئيل، وأين كانت قريتهم من البلاد؟ قال: كان موضع قريتهم إذ ذلك في موضع البحيرة - بحيرة الطبرية اليوم - في نواحي الشام.

فقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا جبرئيل، أرأيت حيث قلبتها عليهم، في أيّ موضع من الأرض وقعت القرية وأهلها ؟ فقال : يا محمد، وقعت فيما بين الشام إلى مصر، فصارت، تلالاً في البحر(1).

[82و83] وَأمطَرنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ

59/2045 - عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قول الله: ﴿إنا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ فأسرِ بِأهْلِكَ بقطع من اليل﴾ مظلماً، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): وهكذا قراءة أمير المؤمنين (علیه السّلام)(2).

2046/ 60 - عن ميمون اللبان، قال: كنتُ عند أبي عبد الله (علیه السّلام)، فقرأ عنده آيات من هود، فلمّا بَلَغ ﴿وَأمطَرنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ [82 و 83] فقال: من مات مُصِراً على اللواط لم يمت حتَّى يَرميه اللهُ بحَجَرٍ من تلك الحجارة، تكون فيه منينه ولا يراه أحدٌ(3).

61/2047 - عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه (علیهما السّلام): قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): لما عَمِل قوم لوطٍ ما عَمِلوا، بكت الأرض إلى ربّها حتى بلغت دموعها إلى السماء، وبكت السماء حتى بلغت دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء: أن احصبيهم، وأوحى إلى الأرض أن اخسفي بهم(4).

ص: 321


1- علل الشرائع: 5/550 ، بحار الأنوار 12: 7/152.
2- بحار الأنوار 12: 31/170.
3- تفسير القمي 1: 336 «نحوه»، بحار الأنوار 12: 9/160 و 10، و 79: 25/72.
4- بحار الأنوار 79: 26/72.

[84] إنِّى أراكُم بِخَيرٍ

62/2048 - عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿إنِّى أراكُم بِخَيرٍ﴾ [84]، قال: كان سعرهم رخيصاً(1).

[93] وَارتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ

63/2049 - عن محمد بن الفضيل، عن الرضا (علیه السّلام)، قال: سألته عن انتظار الفَرَج، فقال: أوليس تعلم أنَّ انتظار الفرج من الفرج؟ ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول : ﴿وَارتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ﴾(2) [93] .

64/2050- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه قرأ (فَمِنهَا قَائِماً وَحَصِيداً) بالنصب، ثمّ قال: يا أبا محمد، لا يكون حصيداً إلا بالحديد(3).

65/2051 - وفى رواية أخرى: (فمِنهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ) أيكون الحصيد إلا بالحديد(4).

[103] ذَلِكَ يَومٌ مَّجمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَومٌ مَّشْهُودٌ

66/2052- عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال: في قول الله : ﴿ذَلِكَ يَومٌ مَّجمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَومٌ مَّشْهُودٌ﴾ [103] فذلك يوم القيامة، وهو اليوم الموعود(5).

2053/ 67 - عن مَسعدة بن صَدَقة، قال: قصّ أبو عبد الله (علیه السّلام) قصص أهل الميثاق من أهل الجنَّة وأهل النار؛ فقال في صفات أهل الجنَّة: فمنهم من لقي الله شهيداً لرُسله، ثمّ مرّ(6) في صفتهم حتى بلغ من قوله: ثمّ جاء الإستثناء من الله في

ص: 322


1- الكافي 5: 7/164 عن بعض أصحابه رفعه، من لا يحضره الفقيه 3: 758/170، بحار الأنوار 12: 14/387.
2- نور الثقلين 2: 201/393.
3- نور الثقلين 2: 205/394.
4- نور الثقلين 2: 205/394.
5- بحار الأنوار 7: 9/60.
6- في «أ، ب، د. ه_»: من.

[107] مَا دَامَتِ السَّمَاواتُ والأرضُ

الفريقين جميعاً، فقال الجاهل بعلم التفسير: إنَّ هذا الإستثناء من الله إنَّما هو لمن دخل الجنة والنار، وذلك أنَّ الفريقين جميعاً يخرُجان منهما فيبقيان وليس فيهما أحدٌ وكَذَّبوا، لكن عنى بالاستثناء أن ولد آدم كلّهم وولد الجانّ معهم على الأرض والسماوات تُظِلّهم، فهو ينقل المؤمنين حتّى يُخرجهم إلى ولاية الشياطين وهي النار.

فذلك الذي عنى الله فى أهل الجنّة وأهل النار ﴿مَا دَامَتِ السَّمَاواتُ والأرضُ﴾ [107] يقول: في الدنيا، والله تبارك وتعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها أبداً، ولا كُلّ أهل النار منها أبداً، وكيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه: ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أبَداً﴾(1) ليس فيها إستثناء؟

وكذلك قال أبو جعفر (علیه السّلام): من دخل في ولاية آل محمّد دخل الجنة، ومن دخل في ولاية عدوّهم دخل النار، وهذا الذي عنى الله من الإستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول(2).

[108] وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى الجَنَّةِ

68/2054 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى الجَنَّةِ﴾ [108] إلى آخر الآيتين.

قال: هاتان الآيتان في غير أهل الخُلود من أهل الشقاوة والسَّعادة، إن شاء الله يجعلهم خارجين، ولا تزعُم يا زرارة أنّي أزعُم ذلك(3).

[108] خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَت السَّمَاوَاتُ وَالأرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ

69/2055 - عن حُمران، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام): جعلت فداك، قول الله : ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَت السَّمَاوَاتُ وَالأرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ [108] لأهل النار،

ص: 323


1- الكهف 18: 3 .
2- بحار الأنوار 7/347:8، وللعلامة المجلسي بيان في شرح الحديث.
3- بحار الأنوار 8/348:8.

أفرأيت قوله لأهل الجنَّةِ : ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَت السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾؟ قال: نعم، إن شاء جعل لهم دنياً فردّهم، وما شاء.

وسألته عن قول الله : ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَادَامَت السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾، فقال: هذه في الذين يخرجون من النار(1).

70/2056 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قوله: ﴿فَمِنهُم شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾(2).

قال: في ذكر أهل النار استثنى، وليس في ذكر أهل الجنَّة استثناء ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ إِلَّا مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجدُودٍ﴾(3).

71/2057 - وفي رواية حماد، عن حريز ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ﴿عَطَاءٌ غَيرَ مَجذودٍ﴾ بالذال(4).

[113] وَلَا تَرَكنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ

72/2058 - عن بعض أصحابنا، فقال أحدهم: إِنَّه سُئل عن قول الله: ﴿وَلَا تَرَكنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾ [113]، قال: هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجبارين(5).

73/2059 - عن عثمان بن عيسى، عن رجلٍ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): ﴿وَلَا تَرَكنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾، قال: أما إنه لم يجعلها خُلوداً، ولكن

ص: 324


1- بحار الأنوار 8 9/348 .
2- هود 105:11 .
3- بحار الأنوار 8: 10/349، قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): ظاهر خبر أبي بصير أن في مصحف أهل البيت (علیهم السّلام) لم يكن الاستثناء في حال أهل الجنة.
4- بحار الأنوار 8: 10/349 .
5- بحار الأنوار 75: 28/374، وفي البحار: هؤلاء الجائرين.

تمسكم النار، فلا تركنوا إليهم(1).

[114] أَقِمِ الصَّلَوَةَ طَرَفَي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ الَّيلِ

74/2060 - عن حريز، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: ﴿أَقِمِ الصَّلَوَةَ طَرَفَي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ الَّيلِ﴾وطَرَفاه: المغرب والغَداة [114] وهي صلاة العشاء الآخرة(2).

2061/ 75 - عن أبي حمزة الثمالي، قال: سَمِعتُ أحدهما (علیهما السّلام) يقول: إنّ عليا (علیه السّلام) أقبل على الناس فقال: أيّ آيةٍ في كتاب الله أرجى عندكم؟

فقال بعضهم: ﴿إنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾(3)، قال: حَسَنة، وليست إيّاها. فقال بعضهم : ﴿یَا عِبَادِى الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أنفُسِهِم لَا تَقنَطُوا مِن رَّحمَةِ اللهِ﴾(4)، قال: حَسَنة، وليست إيّاها. وقال بعضهم: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم﴾(5)، قال: حسنة، وليست إيّاها.

قال: ثمّ أحجم الناس، فقال: ما لكم يا معشر المسلمين ؟ قالوا: لا والله ما عندنا شيء. قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول: «أرجى آيةٍ في كتاب الله ﴿وَأَقِمِ الصَّلَوَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ الَّيلِ﴾» وقرأ الآية كُلّها.

وقال: «يا علي، والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، إن أحدكم ليقوم إلى وضوئه فَتَسَّاقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه، لم ينفتل عن

ص: 325


1- بحار الأنوار 75: 29/375.
2- التهذيب 2: 954/241 عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، الدر المنثور 4: 481 «نحوه»، بحار الأنوار 289:82/ 16 ، و 83: 9/110.
3- النساء 4: 48 و 116 .
4- الزمر 53:39.
5- آل عمران 3: 135.

صلاته(1) وعليه من ذُنوبه شيء، كما ولدته أمه، فإن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك»، حتّى عدَّ الصلوات الخمس.

ثمّ قال: «يا عليّ، إنما منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جارٍ على باب أحدكم، فما ظنّ أحدكم لو كان في جسده دَرَن(2) ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرّات في اليوم، أكان يبقى في جسده دَرَن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي»(3).

[114] إنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ

76/2062 - عن إبراهيم الكرخي، قال: كنتُ عند أبي عبد الله (علیه السّلام) فدخل عليه مولی له، فقال: يا فلان، متى جئت؟ فسكت، فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): جئت من هاهنا ومن هاهنا، انظُر بما تقطع به يومك، فإنَّ معك ملكاً مُوكَّلاً يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر سيّةً وإن كانت صغيرة، فإنّها ستسوؤك يوماً، ولا تحتقر حسنةً فإنه ليس شيء أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من الحسنة، إنَّها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، وقد قال الله في كتابه ﴿إنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [114] قال:

قال: صلاة الليل تذهب بذُنُوب النهار، وقال: تذهب بما جَرَحتُم(4).

77/2063 - عن إبراهيم بن عمر، يرفعه إلى أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَوَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ إلى: ﴿السَّيِّئَاتِ﴾، فقال: صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عَمِل من ذَنب النهار(5).

ص: 326


1- أي ينصرف.
2- الدرن: الوَسَخ.
3- مجمع البيان 5 : 307 ، عوالي اللآلي 2: 54/24 «نحوه»، بحار الأنوار 82: 41/22.
4- قطعة منه في أمالي الطوسي: 572/294، وبحار الأنوار 87: 36/154، نور الثقلين 240/402:2 .
5- علل الشرائع: 7/363 الهداية: 35 ، ثواب الأعمال: 42، بحار الأنوار 87: 23/148.

78/2064 - عن سماعة بن مهران، قال: سأل أبا عبد الله (علیه السّلام) رجل من أهل الجبال عن رجلٍ أصاب مالاً من أعمال السلطان، فهو يتصدق منه، ويصل قرابته، ويحُجّ ليُغفر له ما اكتسب، وهو يقول: ﴿إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾.

فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): إنَّ الخَطيئة لا تُكفّرُ الخَطيئة، ولكن الحَسَنة تُكفّر الخطيئة، ثمّ قال أبو عبد الله (علیه السّلام): إن كان خَلَط الحرام حلالاً، فاختلط جميعاً، فلم يعرف الحلال من الحرام، فلا بأس(1).

79/2065 - وعنه في رواية المفضَّل بن مزيد(2)، أنه قال: انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ﴾.

قال المُفضّل : كنت خليفة أخي على الديوان. قال: وقد قلتُ: جعلت فداك، قد ترى مكاني من هؤلاء القوم وما ترى؟ قال: لو لم يكن كتب(3).

2066/ 80 - عن المفضّل بن مزيد الكاتب، قال: دخل عليّ أبو عبدالله (علیه السّلام)، وقد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز، فلم أعلم إلا وهو على رأسي وأنا مستخل، فوثبت إليه، فسألني عمّا أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال: ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئاً؟ فقلت: هذا الذي خرج إلينا.

ص: 327


1- الكافي 5: 5/126 التهذيب 6: 1068/369، مستطرفات السرائر: 1/77، وسائل الشيعة 11: 9/146، و 17: 2/88، بحار الأنوار 96: 1/236.
2- في النسخ: المفضل بن سويد، تصحيف، وما أثبتناه من رجال الكشي، ومعجم رجال الحديث 307:18.
3- رجال الكشي: 701/374، بحار الأنوار 75: 32/376، و96: 2/237، وقوله (علیه السّلام): لو لم يكن كتب، أي ليت أن أخاك ما اشتغل في كتابة الديوان، ولم تكن خليفته، وفي نسخة من رجال الكشي: لو لم يكن كيت، وهو ينصرف إلى نفس المعنى، أي ليت الأمر لم يكن كما ذكرت.

ثم قلت له: جعلت فداك، قد ترى مكاني من هؤلاء القوم؟ فقال لي: انظر ما أصبت به، فعُد على أصحابك، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ﴾(1).

81/2067 - عن إبراهيم الكرخي، قال: كنتُ عند أبي عبد الله (علیه السّلام)، إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة، فقال له أبو عبد الله (علیه السّلام): من أين جئت؟ ثم قال له: جئت(2) من هاهنا وهاهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة، انظر بماذا تقطع يومك وليلتك، واعلم أن معك ملكاً كريماً موكلاً بك، يحفظ عليك ما تفعل، ويطلع على سرك الذي تخفيه من الناس، فاستحي ولا تحقرن سيتةً، فإنّها ستسوؤك يوماً، ولا تحقرن حسنةً وإن صَغُرت عندك، وقلّت في عينك، فإنَّها سَتَسُرك يوماً.

واعلم أنَّه ليس شيءٌ أضرّ عاقبةً ولا أسرع ندامةً من الخطيئة، وأنه ليس شيءٌ أشدّ طلباً ولا أسرع دَرَكاً للخطيئة من الحَسَنة، أما إنَّها لتُدرِك الذنب العظيم القديم المنسيّ عند عامله، فتجذبه وتُسقطه و تذهب به بعد إثباته، وذلك قول الله: ﴿إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾(3).

82/2018 - وقرأ عن ابن خداش(4)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: ﴿إنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ﴾، قال : صلاة الليل تُكَفّر ما كان من ذُنوب النهار(5).

ص: 328


1- رجال الكشي: 702/374، وسائل الشيعة 17: 17/198، بحار الأنوار 75: 33/376، و 96: 3/237 .
2- في «أ، ب»: جئتك ، وفي المجمع: ثم قال له: تقول جئتك.
3- مجمع البيان 5: 307 ، بحار الأنوار 71: 45/184.
4- في النسخ: ابن خراس، تصحيف، انظر رجال الطوسي: 231، وجامع الرواة 1: 483، ومعجم رجال الحدیث 178:10.
5- بحار الأنوار 87: 36/155 .

[118و119] وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ اُمَّةً واحِدَةً

83/2069- عن عبد الله بن سنان، قال: سُئل أبو عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ اُمَّةً واحِدَةً﴾ إلى: ﴿مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ [118 و 119]، قال: كانوا أمّةً واحدةً، فبعث الله النبيين ليتَّخذ عليهم الحُجّة(1).

2070 / 84 - عن عبد الله بن غالب، عن أبيه، عن رجل، قال: سألتُ عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) عن قول الله: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ﴾، قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة، وكُلّهم يخالف(2) بعضهم بعضاً في دينهم، وأما قوله: ﴿إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾ فأولئك أولياؤنا من المؤمنين، ولذلك خلقهم من الطّينة الطَّيبة(3)، أما تسمع لقول إبراهيم (علیه السّلام): ﴿رَبِّ أجعَل هَذَا بَلَداً وَامِناً وَارزُقَ أَهْلَهُ مِنَ الاله الثَّمَرَاتِ مَن ءَامَنَ مِنهُم باللهِ﴾، قال: إيَّانا عنى وأولياءه وشيعته وشيعة وصيّه.

قال: ﴿وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثم أضطَرُّهُ إلى عَذَابِ النَّارِ﴾(4)، قال: عنى بذلك من جحد وصيّه ولم يتبعه من أمته، وكذلك والله حال هذه الأمة(5).

85/2071- عن يعقوب بن شعيب(6)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله عزّ وجل: ﴿وَمَا خَلقتُ الجِنَّ والإنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(7)، قال: خَلقهم للعبادة.

قال: قلت: وقوله : ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾ ؟ فقال : نزلت هذه الآية بعد تلك(8).

ص: 329


1- الكافي 8: 573/379، علل الشرائع : 2/120، بحار الأنوار 11: 23/31 .
2- في «ج_»: مخالف.
3- في «أ»: الطيب طيناً، وفي نور الثقلين: الطينة طبيباً.
4- البقرة 2: 126.
5- بحار الأنوار 24: 2/204، نور الثقلين 2: 253/405.
6- في النسخ: يعقوب بن سعيد، تصحیف، انظر معجم رجال الحدیث 20: 138.
7- الذاريات 56:51 .
8- الأصول الستة عشر : 162 «نحوه»، بحار الأنوار 5: 17/318.

86/2072- عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسين (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾ فأولئك هم أولياؤنا من المؤمنين، ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة(1)، أما تسمع لقول إبراهيم (علیه السّلام): ﴿رَبِّ أجعَل هَذَا بَلَداً وَامِناً وَارزُق أهلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَن ءَامَنَ مِنْهُم بِاللهِ﴾ ؟ إيَّانا عنى بذلك وأولياءه وشيعته وشيعة وصيّه ﴿وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعَهُ قليلاً ثُمَّ أَصْطَرُّهُ إِلى عَذَابِ النَّار﴾(2)، عنى بذلك والله من جَحَد وصيّه ولم يتبعه من أمته، وكذلك والله حال هذه الأمة(3).

ص: 330


1- في «أ، ب»: الطينة طيناً، وفي «ج_»: الطينة طيننا .
2- البقرة 2: 126.
3- بحار الأنوار 24: 2/205.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة يوسف

اشارة

1/2073 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُه يقول: من قرأ سورة يوسف (علیه السّلام) في كلّ يوم، أو في كلّ ليلةٍ، بعثه الله يوم القيامة وجماله كجمال یوسف (علیه السّلام)، ولا يُصيبه يوم القيامة ما يُصيب الناس من الفَزَع، وكان جيرانه من عباد الله الصالحين.

ثمّ قال: إنّ يوسف (علیه السّلام) كان من عباد الله الصالحين، وأومن في الدنيا أن يكون زانياً أو فحاشاً(1).

2/2074 - عن مَسعدة بن صَدَقة، قال: قال جعفر بن محمّد (علیهما السّلام): قال والدي (علیه السّلام) : والله إنّى لأصانع بعض ولدي، وأجلسه على فخذي، وأكثر له المحبَّة(2)، وأكثر له الشُّكر(3)، وإنّ الحق لغيره من ولدي، ولكن مخافة(4)عليه منه ومن غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف إخوته، وما أنزل الله سورة يوسف إلا

ص: 331


1- ثواب الأعمال: 106 «نحوه»، بحار الأنوار 92: 2/279.
2- في «أ» وأفكّر له الملح.
3- في البحار: وأنكز له المخ، وأكسر له السكر.
4- في «ه_»: محافظة.

أمثالاً، لكي لا يحشد بعضنا بعضاً كما حَسَد يوسف إخوته وبقوا عليه، فجعلها حُجَّةً على من تولانا، ودان بحبّنا، وجَحَد أعداءنا(1): من نصب لنا الحرب والعداوة(2).

3/2075 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : الأنبياء على خمسة أنواع،منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة، فيعلم ما عُني به، ومنهم من ينبأ في منامه مثل يوسف وإبراهيم، ومنهم من يعاين، ومنهم من يُنكَت في قلبه، ويُوقَر(3) في أذنه(4).

4/2076 - عن أبي خديجة، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إِنَّما أبتلي ، يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشاً سميناً، ورجل من أصحابه يُدعى بقوم(5) محتاج لم يجد ما يُفطر عليه، فأغفله ولم يُطعمه، فابتلي بيوسف، وكان بعد ذلك كلّ صباح مناديه ينادي: من لم يكن صائماً فليشهد غَداء يعقوب، فإذا كان المساء نادى: من كان صائماً فليشهد عشاء يعقوب(6).

2077/5 - عن أبي حمزة الثمالي، قال: صليت مع علي بن الحسين صلوات الله عليه الفجر بالمدينة في يوم الجمعة، فدعا مولاة له يقال لها وشيكة(7)، فقال: لا يقفن على بابي اليوم سائل إلا أعطيتموه، فإنّ اليوم الجمعة.

ص: 332


1- زاد في «أ، ب»: على، وزاد في «ج_»: أعني.
2- وسائل الشيعة 19: 7/246 ، بحار الأنوار 74: 74/78.
3- وقر الشيءُ في أذنه: سكن وثبت وبقي أثره.
4- بصائر الدرجات: 6/389، بحار الأنوار 11: 50/53.
5- في «أ»: بيوم.
6- بحار الأنوار 74: 54/367.
7- في «أ»: سكينة.

فقلت: ليس كل من يسأل مُحقِّ، جُعلت فداك؟ فقال: يا ثابت، أخاف أن يكون بعض من يسألنا مُحقاً فلا تطعمه ونردّه، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعموهم، أطعموهم.

ثمّ قال: إنَّ يعقوب (علیه السّلام) كان كلّ يوم يذبح كبشاً يتصدّق منه، ويأكُل هو وعياله، وإنَّ سائلاً مؤمناً صواماً قواماً، له عند الله منزلةٌ، مجتازاً غريباً، اعتر(1) بیاب يعقوب (علیه السّلام) عشيّة جمعة عند أوان إفطاره، فهتف ببابه أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم؛ يهتف بذلك على بابه مراراً وهم يسمعونه، جَهلوا حقَّه، ولم يُصَدِّقوا قوله، فلمّا أيس منهم أن يُطعم وتغشاه الليل، استرجع واستعبر، وشكا جوعه إلى الله، وبات طاوياً، وأصبح صائماً جائعاً صابراً حامداً لله تعالى، وبات يعقوب وآله شباعاً بطاناً، وأصبحوا وعندهم فضلةً من طعامهم.

قال: فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد ذللت عبدي ذلّة استجررت بها غضبي، واستوجبت بها أدبي، ونزول عُقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك يا يعقوب، أما علمت أنَّ أحبّ أنبيائي إلي وأكرمهم عليّ من رحم مساكين عبادي، وقربهم إليه وأطعمهم، وكان لهم مأوى وملجاً؟

يا يعقوب، أما رحمت ذميال عبدي، المجتهد في عبادتي، القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره؟ يهتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز؛ فلم تطعموه شيئاً، واسترجع واستعبر وشكا ما به إليّ، وبات طاوياً حامداً صابراً، وأصبح لى صائماً، وبتّ يا يعقوب وولدك ليلكم شباعاً، وأصبحتم وعندكم فضلةٌ من طَعامكم.

أو ما علمت يا يعقوب أنّي بالعقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منّي بها إلى

ص: 333


1- اعتره واعتر به: اعترض للمعروف.

[13-11] يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ... أرسلهُ مَعَنَا غَداً يرتع ويلعب

أعدائي، وذلك منّي حُسن نظر لأوليائي، واستدراج مني لأعدائي، أما وعزتي لأنزلن بك بلواي، ولأجعلنك وولدك غرضاً لمُصابي، ولأودبنك بعقوبتي، فاستعدوا البلائي، وارضُوا بقضائي، واصبروا للمصائب.

قال أبو حمزة : فقلت لعلي بن الحسين (علیهما السّلام): متى رأى يوسف (علیه السّلام) الرُّؤيا ؟ فقال: في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وولده شباعاً، وبات فيها ذميال جائعاً، رآها فأصبح فقصها على يعقوب (علیه السّلام) من الغد، فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرُّوْيا مع ما أوحى الله إليه: أن استعد للبلاء؛ فقال ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه على إخوتك، فإنّي أخافُ أن يكيدوك، فلم يكتم يوسف رؤياه، وقصها على إخوته.

فقال علي بن الحسين (علیهما السّلام): فكان أول بلوى نزلت بيعقوب وآله الحسد ليوسف (علیه السّلام) لما سمعوا منه الرُّؤيا التي رآها؛ قال: واشتدَّت رقة يعقوب على يوسف، وخاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء إنما ذلك في يوسف (علیه السّلام)، فاشتدَّت رقّته عليه، وخاف أن ينزل به بلاء في يوسف (علیه السّلام) من بين ولده.

فلمّا أن رأوا إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه وإيثاره إياه عليهم اشتدّ ذلك عليهم، وابتدأ البلاء فيهم، فتآمَرُوا(1)فيما بينهم، وقالوا: إنَّ يوسف وأخاه أحبُّ إلى أبينا منا ونحن عُصبة، اقتلوا يوسف أو ألقوه أرضاً يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين، أى تتوبون، فعند ذلك قالوا: ﴿يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ... أرسلهُ مَعَنَا غَداً يرتع ويلعب﴾، قال يعقوب: ﴿إنى لَيَحزُنُنِى أَن تَذهَبُوا بِهِ وَأخَافُ أن يأكُلَهُ الذِئبُ وَأنتُم عَنهُ غَافِلُونَ﴾ [11 - 13].

ص: 334


1- أي تشاوروا.

حذراً منه عليه، وأن تكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف، وكان يعقوب (علیه السّلام)مستعداً للبلوى في يوسف خاصة، قال: فَغَلبت قدرة الله وقضاؤه ونافذ أمره فى يعقوب ويوسف وإخوته، فلم يقدر يعقوب (علیه السّلام) على دفع البلاء عن نفسه، ولا عن يوسف وإخوته، فدفعه إليهم، وهو لذلك كاره(1) ، متوقع للبلاء من الله في يوسف خاصة، لموقعه من قلبه وحبّه له.

فلمّا خَرَجُوا به من منزله لحقهم مسرعاً ، فانتزعه من أيديهم، فضمه إليه واعتنقه وبكى، ثمّ دفعه إليهم وهو كاره، فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخُذه منهم ثمَّ لا يدفعه إليهم، فلمّا أمعنوا به(2) مالوا به إلى غيضة أشجارٍ، فقالوا: نَذبحه وتلقيه تحت هذه الشجرة فتأكله الذئاب الليلة، فقال كبيرهم: لا تقتلوا يوسف، ولكن القُوهُ في غَيابةِ الجُبِّ يلتَقِطه بَعضُ السَّيارة إن كنتم فاعلين، فانطلقوا به إلى الجُبِّ، فألقوه في غيابة الجُبِّ وهم يَظُنُّون أنَّه يغرق فيه، فلما صار إلى قعر الجُبّ ناداهم يا ولد رومين، أقرئوا يعقوب منّي السلام، فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تَفَرَّقوا من هاهنا حتى تعلموا أنه قد مات.

قال: فلم يَزالُوا بحضرته حتى أيسوا فرجعوا إلى أبيهم عشاء يبكون ، قالوا: يا أبانا، إنا ذهبنا نستبق، وتركنا يوسف عِند متاعِنا فأكله الذئبُ ، فلمّا سَمِع مقالتهم استرجع واستعبر، وذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء، فصبر وأذعن البلوى، وقال لهم: بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل، وما كان الله ليُطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن أرى تأويل رؤياه الصادقة.

قال أبو حمزة: ثمّ انقطع ما قال على بن الحسين (علیهما السّلام) عند هذا الموضع(3).

ص: 335


1- في «أ، د، ه_»: لذلك كان، وفي «ب»: كذلك كان.
2- أي أبعدوا.
3- علل الشرائع: 1/45، بحار الأنوار 12: 48/271، وقطعة منه في 96: 19/174.

6/2078 - عن مسمع أبي سيّار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لمّا ألقي یوسف (علیه السّلام) فى الجُبِّ نزل عليه جبرئيل (علیه السّلام)، فقال له يا غلام ما تصنع هاهنا مَن طَرَحك فى هذا الجُبِّ؟ فقال: إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني، ولذلك في هذا الجبّ طَرَحُوني.

فقال له جبرئيل (علیه السّلام): أتُحِبّ أن تخرج من هذا الجُبِّ؟ فقال: ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب.

فقال له جبرئيل (علیه السّلام): إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك: قل «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، أن تُصلّي على محمدٍ وآل محمّدٍ، وأن تجعل لي من أمري فَرَجاً ومخرجاً، وتُرزُقني من حيث لا أحتسب».

فقالها يوسف، فجعل الله له من الجُبِّ يومئذٍ فَرَجاً، ومن كيد المرأة مخرجاً، وأناه مُلك مصر من حيث لم يحتسب(1).

7/2079- وفي رواية أخرى عنه: وترزقني من حيث أحتسب، ومن حيث لا أحتسب(2).

[15] لَتُنَبِئنَّهُم بِأَمرِهِم هَذَا وَهم لَا يَشْعُرُون

8/2080 - عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿لَتُنَبِئنَّهُم بِأَمرِهِم هَذَا وَهم لَا يَشْعُرُون﴾ [1]، قال: كان ابن سبع سنين(3).

9/2081 - عن جابر بن عبدالله الأنصاري في قول الله تعالى: ﴿إِنِّي رَأيتُ

ص: 336


1- تفسير القمي 1: 354 الكافي 2: 4/405، قصص الأنبياء للراوندي: 128/128، بحار الأنوار 12: 13/247، و 86: 33/29.
2- تفسير البرهان 3: 11/163.
3- بحار الأنوار 12: 88/299.

أحَدَ عَشَرَ كَوكَباً والشَّمسَ والقَمَرَ رأيتُهُم لِي سَاجِدِينَ﴾(1).

قال في تسمية النّجوم: هو الطارق، وحوبان، والريان، وذو الكنفان ووابس، ووثاب، وعمروان، وفيلق، وفصيح، والصرح، والبدوع، والضياء، والنور - يعني الشمس والقمر - وكُلّ هذه النجوم محيطةٌ بالسماء(2).

10/2082 - عن أبي جميلة عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لما أوتى بقميص يوسف إلى يعقوب ، فقال : اللّهُم لقد كان ذئباً رفيقاً حين لم يَشُق القميص، قال: وكان به نضح من دم(3).

11/2083 - عن أبي حمزة، قال: ثم انقطع ما قال علي بن الحسين (علیهما السّلام) عند هذا الموضع، فلمّا كان من غدٍ غدوت إليه، فقلت له: جُعلت فداك، إنك حدثتني أمس حديث يعقوب وولده، ثمّ قطعته، فما كان من قِصَّة يوسف بعد ذلك؟

فقال: إنّهم لمّا أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف، مات أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجُب وجدوا بحضرة الحُب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه، فلمّا جَذَب دلوه إذا هم بغُلام مُتعلّق بدلوه، فقال لأصحابه: يا بشرى هذا غلام، فلما أخرجه أقبل إليه إخوة يوسف، فقالوا: هذا عبدنا سَقط منا أمس في هذا الجب، وجئنا اليوم لنخرجه. فانتزعوه من أيديهم، وتنحوا به ناحية، ثمّ قالوا له: إمّا أن تُقِرّ لنا بأنك عبد لنا، فنبيعك من بعض أهل هذه السيارة أو نقتلك. فقال لهم يوسف (علیه السّلام): لا تقتلوني واصنعوا ما شئتم.

فأقبلوا به إلى السيّارة، فقالوا: هل منكم أحد يشتري منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهماً وكانوا فيه من الزاهدين، وسار به الذي اشتراه حتّى

ص: 337


1- يوسف 4:12 .
2- تفسير القمي 1: 339، الخصال: 1/454 ، بحار الأنوار 12: 1/217، و: 25/262.
3- بحار الأنوار 12: 89/299.

[21] وَقَالَ الَّذِي اشتَرَاهُ مِن مُصرَ لامرَأتِهِ أكرِ مِي مَثَوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا

أدخل مصر، فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر، وذلك قول الله: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشتَرَاهُ مِن مُصرَ لامرَأتِهِ أكرِ مِي مَثَوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أو نَتَّخِذَهُ وَلَداً﴾(1) [21].

[20] وَشَرَوْهُ الله بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ

12/2084 - عن الحسن، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله : ﴿وَشَرَوْهُ الله بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ [20]، قال: كانت عشرين درهماً(2).

13/2085 - عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، مثله وزاد فيه: البخس: النقص، وهي قيمة كلب الصيد إذا قُتِل كانت ديته عشرين دِر هَماً(3).

14/2086 - عن عبد الله بن سليمان، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، قال: قد كان يوسف بين أبويه مُكَرَماً، ثمّ صار عبداً حتى بيع بأخس وأوكس(4) الثَّمن، ثمَّ لم يمنع الله أن بلغ به حتى صار مَلِكاً(5).

15/2087 - عن ابن حصين، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بخسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾، قال : كانت الدراهم ثمانية عشر درهماً(6).

2088/16 - وبهذا الإسناد، عن الرضا (علیه السّلام)، قال : كانت الدراهم عشرين درهماً، وهي قيمة كلب الصيد إذا قُتِل ، والبَخس: النَّقص(7).

17/2089 - قال أبو حمزة: قلت لعلي بن الحسين (علیهما السّلام): ابن كم كان يوسف (علیه السّلام) يوم ألقى فى الجب؟ فقال: ابن سبع سنين.

ص: 338


1- علل الشرائع: 1/47، بحار الأنوار 12: 48/274.
2- وسائل الشيعة 29: 7/227، بحار الأنوار 12: 90/300 .
3- تفسير القمي 1: 341، قصص الأنبياء للراوندي: 129/128، وسائل الشیعة 29: 8/228، بحار الأنوار 12: 91/300، و 104: 3/430 - 5.
4- وكس الشيء: نقص.
5- بحار الأنوار 12: 92/300.
6- بحار الأنوار 12: 93/300.
7- بحار الأنوار 12: 94/300.

قلت فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر؟ قال: مسيرة ثمانية عشر يوماً.

قال: وكان يوسف (علیه السّلام) من أجمل أهل زمانه، فلمّا راهق(1) راودته امرأة المَلِك عن نفسه، فقال لها : معاذ الله إنا من أهل بيت لا يَرْنُون ، فعَلَّقت الأبواب عليها وعليه، وقالت: لا تخف، وألقت نفسها عليه، فأفلت منها هارباً إلى الباب، ففتحه ولحقته، فجذبت قميصه من خلفه، فأخرجته منه، وأفلت خلفه، فأخرجته منه، وأفلت يوسف (علیه السّلام) منها في ثيابه(2).

18/2090 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لمّا همَّت به وهم بها، قالت له: كما أنت. قال: ولم؟ قالت: حتى أغطّى وجه الصَّنم لا يرانا؛ فذكر الله عند ذلك، وقد عَلِم أن الله يراه، ففرّ منها(3).

19/2091 - عن محمد بن قيس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُه يقول: إنّ يوسف لمّا حلّ سراويله رأى مثال يعقوب عاضاً على إصبعه(4) وهو يقول له:

ص: 339


1- راهق الغُلام: قارب الإحتلام.
2- علل الشرائع: 1/48، بحار الأنوار 12: 48/275.
3- بحار الأنوار 12: 95/300.
4- في هذا الحديث ما يخالف عقائد الإمامية القاضية بعصمة الأنبياء وتنزيههم، وقيل بأنّه محمول على التقية بدليل الحديث الآتى بعده، على أن عصمة يوسف (علیه السّلام) فى هذا المقام مما لا نقاش فيه لقوله تعالى على لسان المرأة: ﴿وَلَقَد رَاوَدتُّهُ عَن فَاستَعصَمَ﴾ [يوسف 12: 32] ولقوله تعالى ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّه مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ﴾ [يوسف 12: 24] وقال الإمام الرضا (علیه السّلام) في قوله تعالى: ﴿وَلَقد همّت به وهم بها﴾: «لقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به، لكنه كان معصوماً، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه، ولقد حدثني أبي عن الصادق (علیه السّلام) أنه قال: همّت بأن تفعل، وهم بأن لا يفعل...» [بحار الأنوار 11: 8/82].

يا يوسف، قال: فَهَرب.

ثم قال أبو عبدالله (علیه السّلام): لكنّي والله ما رأيتُ عَورة أبي قط، ولا رأى أبي عورة جدّي قطّ، ولا رأى جَدّي عورة أبيه قطّ، قال: وهو عاض على إصبعه فوتب فخرج الماء من إيهام رجله(1).

[24] لَو لَا أَن رَءًا بُرهَانَ رَبِّهِ

20/2092 - عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : أي شيءٍ يقول الناس فى قول الله جل وعزّ ﴿لَو لَا أَن رَءًا بُرهَانَ رَبِّهِ﴾ [24]؟ قلتُ: يقولون رأى يعقوب عاضاً على إصبعه.

فقال: لا، ليس كما يقولون. فقلت: فأيّ شيءٍ رأى؟ قال: لمّا همّت به وهمّ بها، قامت إلى صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوباً، فقال لها يوسف، ما صنعتِ؟ قالت: طَرَحتُ عليه ثوباً، استحيي أن يرانا. قال: فقال يوسف (علیه السّلام): فأنت تستحيين من صنمك وهو لا يسمع ولا يُبصر، ولا أستحي أنا من ربي ؟!(2).

[25] وَألْفَيَا سَيْدَهَا لَدَا البَابِ قَالت مَا جَزاءُ مَن أرَادَ بِأهلِكَ سُوءاً إِلَّا أَن يُسجَنَ أَو

21/2093 - عاد إلى حديث أبي حمزة: وأفلت يوسف منها في ثيابه ﴿وَألْفَيَا سَيْدَهَا لَدَا البَابِ قَالت مَا جَزاءُ مَن أرَادَ بِأهلِكَ سُوءاً إِلَّا أَن يُسجَنَ أَو عَذَابٌ ألِيمٌ﴾ [25] قال: فهم المَلِك بيوسف ليُعذِّبه، فقال له يوسف (علیه السّلام): وإله يعقوب ما أردتُ بأهلك سُوءاً، هي راودتني عن نفسي، فسل هذا الصبي، أينا راود صاحبه عن نفسه؟

قال: وكان عندها صبي من أهلها زائر لها، فأنطق الله الصبي بفصل القضاء، فقال للملك: أنظُر أيُّها المَلِك إلى القميص، فإن كان مقدوداً من قدامه فهو راودها،

ص: 340


1- بحار الأنوار 12: 96/300.
2- بحار الأنوار 12: 97/301.

وإن كان مقدُوداً من خلفه فهي التي راودته عن نفسه، وصدق وهي من الكاذبين.

فلمّا سَمِع المَلِك كلام الصبي، وما اقتص، أفزعه ذلك فَزَعاً شديداً، فدعا بالقميص فنظر إليه، فلمّا رأى القميص مقدوداً من خلفه قال لها : إنَّه من كيدكُن، إنَّ كيدكن عظيم، وقال ليوسف (علیه السّلام): أعرض عن هذا، فلا يسمعه منك أحدٌ واكتمه. فلم يكتمه يوسف، وأذاعه في المدينة، حتّى قال نسوة منهنّ: إمرأةُ العَزِيز تراودُ فتاها عن نفسه؛ فبلغها ذلك، فأرسلت إليهنّ، وهيّأت لهن طعاماً ومجلساً، ثم أتتهن بأترج، وآتت كُلّ واحدةٍ منهنَّ سكيناً، وقالت ليوسف (علیه السّلام): اخرج عليهن، فلمّا رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن، وقلن ما قلن.

فقالت لهنَّ : فهذا الذي لمتنني في حُبّه؟ قال: فخرج النسوة من عندها، فأرسلت كُلّ واحدة منهنّ إلى يوسف (علیه السّلام) سِراً من صواحبها تسأله الزيارة، فأبى عليهن، وقال: ربِّ إلا تصرف عنِّي كَيدَهُنّ أصبُ إليهنَّ وأكُن من الجاهلين.

فلمّا ذاع أمر يوسف (علیه السّلام) وأمر امرأة العزيز والنسوة في مصر، بدا للملك بعد ما سَمِع من قول الصبي ما سَمِع ليسجنن يوسف، فحبسه في السجن، ودخل مع يوسف (علیه السّلام) في السجن فتيان، فكان من قِصَّتهما وقصة يوسف (علیه السّلام) ما قصه الله في كتابه، قال أبو حمزة ثمّ انقطع حديث عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) عند ذلك(1).

22/2094 - عن محمد بن مروان، عن رجل، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: إنّ يوسف خَطَب امرأةٌ جميلةً كانت فى زمانه، فردت عليه : إن عبد الملك إياي يطلب، قال: فطلبها إلى أبيها، فقال له أبوها: إنّ الأمر أمرها، قال: فطلبها إلى ربّه وبكى ، فأوحى الله إليه : أنّي قد زوّجتكها.

ثمّ أرسل إليها: أنّي أُريد أن أزوركم، فأرسلت إليه: أن تَعَالَ؛ فلمّا دَخَل

ص: 341


1- علل الشرائع: 1/48 ، بحار الأنوار 12: 48/275.

عليها أضاء البيت لنُوره، فقالت: ما هذا إلّا مَلَكٌ كريم؛ فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها فتناوله فاها، فجعل يقول لها: انتظري ولا تعجلي، قال: فتزوجها(1).

23/2095 - عن العباس بن هلال، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) يقول: إنَّ يوسف النبي (علیه السّلام) قال له السجان: إني لأحبّك. فقال له يوسف: لا تقل هكذا، فإنَّ عمّتي أحبتني فسرقتني(2)، وإنّ أبي أحبّني فحسدني إخوتي فباعوني، وإنّ امرأة العزيز أحبتني فسُجنتُ(3).

24/2096 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: جاء جبرئيل (علیه السّلام) إلى يوسف (علیه السّلام) في السجن، فقال: قُل في دبر كل صلاة فريضة: «اللهم أجعل لى فَرَجاً ومخرجاً وارزقني من حيث لا أحتسب»(4).

25/2097 - عن طربال، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لما أمر الملك بحبس يوسف الله في السجن ألهمه الله علم تأويل الرُّؤيا، فكان يُعبر لأهل السجن رُؤياهم، وإنّ فتيين أدخلا معه السِّجن يوم حبسه ، فلمّا باتا أصبحا فقالا له: إنا رأينا رُؤياً فعبرها لنا.

فقال: وما رأيتما؟ فقال أحدهما: إنّي أراني أحمل فوق رأسي خُبزاً تأكُلُ الطَّير منه. وقال الآخر: إني رأيت أني أسقي المَلِك خَمراً، ففسّر لهما رُؤياهما على ما في الكتاب، ثمَّ قال للذي ظنَّ أنه ناج منهما: اذكرني عند ربّك. قال: ولم يفزع

ص: 342


1- بحار الأنوار 12: 98/301.
2- أي نسبتني إلى السرقة.
3- تفسير القمي 1: 354 «نحوه»، بحار الأنوار 12: 12/247.
4- الكافي 2: 7/399 عن سيف بن عميرة، مكارم الأخلاق 283، بحار الأنوار 12: 19/301.

[42] فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضعَ سِنِينَ

يوسف (علیه السّلام) في حاله إلى الله فيدعوه، فلذلك قال الله: ﴿فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضعَ سِنِينَ﴾ [42].

قال: فأوحى الله إلى يوسف (علیه السّلام) في ساعته تلك: يا يوسف، من أراك الرؤيا التى رأيتها؟ فقال: أنت يا ربّي. قال: فمن حبّيك إلى أبيك ؟ قال : أنت يا ربّي. قال: فمن وجه السيّارة إليك ؟ فقال: أنت يا ربي. قال: فمن علمك الدُّعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجُبِّ فَرجاً؟ قال: أنت يا ربّي. قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجاً؟ قال: أنت يا ربي. قال: فمن أنطق لسان الصبي بعُذرك؟ قال: أنت يا ربي. قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة؟ قال: أنت يا ربي. قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال: أنت يا ربّى.

قال: فكيف أستغثت بغیري، ولم تستغث بى، وتسألني أن أخرجك من السِّجن، وأستغئت وأمّلت عبداً من عبادي ليذكرك إلى مخلوقٍ من خلقي في قبضتي، ولم تفرّع إلي ؟ البث في السجن بذنبك يضع سنين بإرسالك عبداً إلى عبد.

قال ابن أبي عمير، قال ابن أبي حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة(1).

[42] أذكُرنِى عِندَ رَبِّكَ

2098 / 26 - سماعة، عن قول الله: ﴿أذكُرنِى عِندَ رَبِّكَ﴾ [42]، قال: هو العزيز(2).

27/2099 - ابن أبي يَعفُور، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): ﴿قَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوقَ رَأْسِي خُبزاً﴾(3)، قال: أحمِل فوق رأسى جفئَةٌ فيها خُبر تأكُلُ الطيرُ منها(4).

28/2100 - عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قال الله تعالى

ص: 343


1- بحار الأنوار 12 : 100/301، و 71: 113.
2- بحار الأنوار 12: 100/301.
3- يوسف 12: 36 .
4- بحار الأنوار 12: 101/302.

اليوسف (علیه السّلام): ألستُ الذي حبَّتُك إلى أبيك، وفضَّلتك على الناس بالحسن؟ أولستُ الذي سُقتُ إليك السيّارة، وأنقذتك، وأخرجتك من الجُبِّ؟ أولستُ الَّذي صرفتُ عنك كيد النسوة؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك، وتدعو مَخلُوقاً دُونِي؟ فالبث لما قلت في السِّجن بِضع سنين(1).

29/2101 - عن عبدالله بن عبد الرحمن عمَّن ذكره، عنه (علیه السّلام)، قال : لما قال للفتى : اذكرني عند ربّك، أتاه جبرئيل (علیه السّلام)، فضرب برجله، حتى كشط له عن الأرض السابعة، فقال له: يا يوسف، انظر ماذا ترى؟ قال: أرى حَجَراً صغيراً فَفَلَق الحَجَر، فقال: ماذا ترى؟ قال: أرى دُودةً صغيرةً، قال: فمن رازِقُها؟ قال: الله.

قال: فإنَّ ربَّك يقول : لم أنسَ هذه الدودة في ذلك الحجر، في قعر الأرض السابعة، أظننت أنّى أنساك حتى تقول للفتى: أذكرنى عند ربك؟ لتلبَيِّنَّ في السجن بمقالتك هذه بضع سنين.

قال: فبكى يوسف (علیه السّلام) عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السِّجن، فصالحهم على أن يبكى يوماً ويسكت يوماً، فكان في اليوم الذي يسكت أسوأ حالاً(2).

30/2102 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ما بكى أحد بكاء ثلاثة: آدم، ويوسف، وداود. فقلت: ما بلغ من بكائهم؟

قال: أما آدم (علیه السّلام) فبكى حين أخرج من الجنَّة، وكان رأسه في باب من أبواب السماء، فبكى حتّى تأذى به أهل السماء، فشكوا ذلك إلى الله فحَطّ من قامته، وأما داود (علیه السّلام) فإنَّه بكى حتى هاج العُشب من دموعه، وإنّه كان ليزفر

ص: 344


1- بحار الأنوار 12: 102/302.
2- بحار الأنوار 12: 103/302، و 71: 48/150.

الزفرة فيُحرق ما نبت من دموعه، وأما يوسف (علیه السّلام) فإنّه كان يبكي على أبيه يعقوب (علیه السّلام) وهو في السجن، فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكى يوماً، ويسكت يوماً(1).

31/2103 - عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ يوسف (علیه السّلام)، أتاه جبرئيل (علیه السّلام)، فقال يا يوسف، إنَّ ربَّ العالمين يقرؤك السلام، ويقول لك: من جَعَلك أحسن خلقه؟ قال: فصاح ووضع خدّه على الأرض، ثمّ قال: أنت يا ربّ. قال: ثمّ قال له: ويقول لك: من حبَّبك إلى أبيك دون إخوتك ؟ قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثمّ قال: أنت يا ربّ. قال: ويقول لك: من أخرجك من الحُبّ بعد أن طُرحت فيها وأيقنت بالهَلَكة؟ قال: فصاح ووضع خدّه على الأرض ثمّ قال: أنت يا ربّ. قال: فإنَّ ربّك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك(2) بغيره، فالبث في السجن بضع سنين.

قال: فلما انقضت المُدّة أذن له فى دعاء الفرج، ووضع خدّه على الأرض، ثمَّ قال: «اللهم إن كانت ذُنُوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإنِّي أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين، إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب» قال: ففرج الله عنه.

قال: فقلت له: جعلت فداك، أندعو نحن بهذا الدعاء؟ فقال: ادعُ بمثله «اللّهُمّ إن كانت ذُنُوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإنّي أتوجه إليك بوجه نبيّك نبي الرحمة (صلی الله علیه و آله و سلم)، وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (علیهم السّلام)»(3).

2104 / 32 - عن يعقوب بن يزيد، رفعه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله

ص: 345


1- بحار الأنوار 11: 21/213، و 12: 104/303 ، و 7/26:14 .
2- في «أ، ب»: استعانتك.
3- تفسير القمي 1: 344 ،بحار الأنوار 12: 5/231، و 94: 13/19.

تعالى: ﴿فَلَبِثَ فِي السِّجن بضع سنين﴾، قال: سبع سنين(1).

33/2105 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: رأت فاطمة (سلام الله علیها) في النوم كأنّ الحسن والحسين (علیهما السّلام) ذبحا أو قُتِلا، فأحزنها ذلك، فأخبرت به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال : يا رُؤيا، فتمثلت بين يديه، قال: أنتِ أريتِ فاطمة هذا البلاء؟ قالت: لا. فقال: يا أضغاث، أنتِ أريت فاطمة هذا البلاء؟ قالت: نعم يا رسول الله. قال: فما أردت بذلك؟ قالت: أردتُ أن أخزنها، فقال لفاطمة (علیه السّلام): اسمعي ليس هذا بشيء(2).

2106 / 34 - عن أبان، عن محمد بن مسلم، عنهما (علیهما السّلام)، قال : قالا: إن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال: لو كنتُ بمنزلة يوسف حين أرسل إليه المَلِك يسأله عن رُؤياه، ما حدثته حتى اشترط عليه أن يُخرجني من السجن، وعجبتُ الصبره عن شأن امرأة الملك حتّى أظهر الله عُذره(3).

[43] سبع سنابل خُضر

35/2107- عن ابن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقرأ (سبع سنابل خُضر)(4) [43].

36/2108 - عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : كان سنين(5) يوسف الغلاء الذي أصاب الناس، ولم يتمنّ الغلاء لأحدٍ قط، قال: فأتاه التجار فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: نأخذ كذا بكذا ، فقال : خُذوا، وأمر(6) فكالوهم

ص: 346


1- بحار الأنوار 12: 105/303 .
2- بحار الأنوار 43: 15/91 ، و 61: 16/166.
3- بحار الأنوار 12: 106/303 .
4- بحار الأنوار 12: 107/303 .
5- في «ب، ج»: كان سبق.
6- في «أ. ب»: وأمروا.

فحَمَلوا، ومضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار، فقالوا لهم: كيف أخذتم؟ :قالوا كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فقدموا أولئك على يوسف (علیه السّلام)، فقالوا بعنا، فقال: اشتروا، كيف تأخُذون؟ قالوا: يعنا كما يعت كذا بكذا، فقال: ما هو كما تقولون، ولكن خُذوا، فأخذوا.

ثمَّ مَضَوا حتّى دَخَلُوا المدينة، فلَقِيهم آخرون، فقالوا: كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء، وقالوا: اذهبوا بنا حتى نشتري، قال: فذهبوا إلى يوسف (علیه السّلام) فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: يعنا كما بعت، فقال: وكيف بعتُ؟ قالوا: كذا بكذا، فقال: ما هو كذلك، ولكن خُذوا.

قال: فأخذوا ورجعوا إلى المدينة، فأخبروا الناس، فقالوا فيما بينهم: تَعَالَوا حتى نكذب في الرُّخص كما كَذَّبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف (علیه السّلام)، فقالوا له: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعتُ؟ قالوا: كذا بكذا، بالحطّ من السعر الأوّل، فقال: ما هو هكذا ولكن خُذوا. قال: فأخذوا وذهبوا إلى المدينة، فلقيهم الناس، فسألوهم بكم اشتريتم؟ فقالوا: كذا بكذا، بنصف الحطّ الأول.

فقال الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشترى، فذهبوا إلى يوسف (علیه السّلام)، فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: يعنا كما بعت، فقال: وكيف بعتُ؟ فقالوا: كذا بكذا، بأحطّ من النصف، فقال: ما هو كما تقولون، ولكن خُذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأمر الأوّل، كما أراد الله(1).

[49] عام فيهِ يُغاتُ النّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُونَ

37/2109 - عن محمد بن علي الصيرفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ﴿عام فيهِ يُغاتُ النّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُونَ﴾ [49] بضم الياء(2): يُعْطَرُون، ثمّ قال: أما

ص: 347


1- وسائل الشيعة 17: 9/433، بحار الأنوار 12: 108/303.
2- في النسخ: بالياء، وما أثبتناه من البحار.

سَمِعت قوله : ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاءً تَجَاجاً﴾(1)؟

2110/ 38 - عن عليّ بن مَعْمَر ، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله : (عام فيهِ يُغَاتُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُونَ) مضمومة، ثمّ قال: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَاجاً﴾(2).

[50] أَرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْئَلُهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ

2111/ 39 - عن سماعة، قال: سألته عن قول الله: ﴿أَرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْئَلُهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ﴾ [50]، قال: يعنى العزيز(3).

[55] حَفِيظٌ عَلِيمٌ

2112 / 40 - عن الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا عن الرضا (علیه السّلام)، قال : قال له رجل: أصلحك الله، كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟ وكأنه أنكر ذلك عليه.

فقال له أبو الحسن (علیه السّلام): يا هذا، أيهما أفضل: النبي أو الوصي؟ فقال: لا بل النبي (علیه السّلام). قال : فأيهما أفضل مسلم أو مشرك؟ قال: لا بل مسلم. قال: فإنَّ العزيز عزيز مصر كان مشركاً، وكان يوسف (علیه السّلام) نبياً، وإن المأمون مسلم، وأنا وصيّ؟ ويوسف (علیه السّلام) سأل العزيز أن يوليه حتى قال: استعملني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليمٌ، والمأمون أجبرنى على ما أنا فيه.

قال: وقال في قوله: ﴿حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [55] قال: حافظ لِمَا في يدي، ﴿أعَلِيمٌ﴾ عالم بكل لسان(4).

41/2113 - قال سليمان: قال سفيان: قلتُ لأبي عبدالله (علیه السّلام): ما يجوز أن

ص: 348


1- بحار الأنوار 12: 109/304، والآية من سورة النبأ 78: 14.
2- بحار الأنوار 12: 110/304، والآية من سورة النبأ 78: 14.
3- بحار الأنوار 12: 11/304.
4- عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 1/138 باسناد تام عن العياشي، وكذلك علل الشرائع: 2/23، بحار الأنوار 12: 37/267، و 49: 10/136.

يُزكّى الرجل نفسه؟ قال: نعم، إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف: ﴿أجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، وقول العبد الصالح ﴿أنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾(1)؟.

2114 / 42 - عن الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : مَلَك يوسف (علیه السّلام) مصر وبراريها، لم يُجاوزها إلى غيرها(2).

43/2115 - عن أبي بصير، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (علیه السّلام)يُحدّث قال: لما فقد يعقوب يوسف اشتدّ حُزنه عليه وبكاؤه حتّى ابيضت عيناه من الحزن، واحتاج حاجة شديدة وتغيرت حاله.

قال: وكان يمتارُ القَمْح من مصر لعياله في السنة مرتين للشتاء والصيف، وإنه بعث عِدَّةٌ من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رِفْقَةٍ خَرَجت، فلمّا دَخَلُوا على يوسف (علیه السّلام)، وذلك بعدما ولاه العزيز مصر، فعرفهم يوسف (علیه السّلام) ولم يعرفه إخوته لهيبة المُلك وعزَّه، فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرّفاق، وقال لفتيانه: عَجّلوا لهؤلاء الكَيْل وأوفوهم، فاذا فَرَغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك، ففعلوا.

ثم قال لهم يوسف (علیه السّلام): قد بلغنى أنّه كان لكم أخوان لأبيكم، فما فعلا؟ قالوا: أما الكبير منهما فانّ الذئب أكله، وأما الصغير فخلَّفناه عند أبيه، وهو به ضَنين وعليه شفيق، قال: فإنّي أحبّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون، فان لم تَأْتُوني به، فلا كيل لكم عندي ولا تقربون. قالوا: سَنُراوِد عَنه أباه، وإنا لفاعلون.

فلما رجعوا إلى أبيهم فتحوا متاعهم، فوجدوا بضاعتهم فيه، قالوا: يا أبانا، ما

ص: 349


1- بحار الأنوار 12 : 112/304 ، والآية من سورة الأعراف 7: 68.
2- بحار الأنوار 12: 113/305.

نبغي؟ هذه بضاعتنا قد رُدّت إلينا، وكيل لنا كَيْل قد زاد حمل بعير، فأرسل معنا أخانا تكتل وإنَّا لَهُ لَحافِظُون. قالَ: هَل آمَنكُم عليه إلا كَما أمِنْتُكُم عَلى أخيه من قَبْلُ!

فلمّا احتاجوا إلى الميرة بعد ستة أشهر بعثهم يعقوب (علیه السّلام)، وبعث معهم بضاعةً يسيرةً، وبعث معهم ابن ياميل، وأخذ عليهم بذلك موثقاً من الله لتأتتني به إلا أن يُحاط بكم أجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف (علیه السّلام)، فقال لهم: معكم ابن ياميل؟ قالوا: نعم، هو في الرَّحل قال لهم: فأتوني [به]، فأتوه به، وهو في دار المُلك، قد خلا وحده فأدخلوه عليه، فضمه يوسف (علیه السّلام) إليه وبكى، وقال له: أنا أخوك يوسف، فلا تبتئس بما تراني أعمل، واكتُم ما أخبرتك به ولا تَحْزَن ولا تَخَف، ثمّ أخرجه إليهم، وأمر فتيته أن يأخُذوا بضاعتهم، ويُعجّلوا لهم الكَيْل، فاذا فرغوا جعلوا المكيال في رَحْل ابن ياميل، ففعلوا به ذلك.

وارتحل القومُ مع الرّفقة فَمَضَوا، فلحقهم يوسف (علیه السّلام) وفتيته، فنادوا فيهم: أيَّتُهَا العِيرُ، إِنَّكُمْ لسارِقُونَ. قالوا: وأقبلوا عَلَيهم ماذا تَفْقِدُونَ؟ قالوا: نفقد صُواعَ الملك، ولِمَنْ جاءَ بِه حِملُ بَعِيرٍ، وَأَنَا بِهِ زَعِيم. قالوا: تَاللهِ لقد علمتُم ما جئنا لنفسِدَ في الأرْضِ، وما كُنا سارقين. قالوا: فَما جَزاؤُهُ إنْ كُنتُم كَاذِبِينَ؟ قَالُوا: جزاؤه من وُجِدَ في رَحْلِهِ فَهُو جَزاؤُه؟ قال: فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثمّ استخرجها من وعاء أخيه، قالوا: إن يسرق فقد سَرَق أخٌ له من قبل.

فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا. قالوا: يا أيُّها العزيز، إنَّ له أباً شيخاً كبيراً، وقد أخذ علينا موثقاً من الله لنَرُدّ به إليه، فخُذ أحدنا مكانه، إنا نراك من المحسنين إن فعلت. قال: معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده.

فقال كبيرهم: إني لستُ أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي، ومضى إخوة يوسف حتّى دَخَلُوا على يعقوب (علیه السّلام)، فقال لهم: فأين ابن ياميل؟

ص: 350

قالوا: ابن ياميل سَرَق مكيال المَلِك، فأخذه المَلِك بسرقته، فحبس عنده، فسل أهل القرية والعير حتّى يُخبروك بذلك، فاسترجع واستعبر، واشتدَّ حُزنه حتّى تَقوّس ظَهْرُهُ.

أبو حمزة، عن أبي بصير، عنه (علیه السّلام): ذكر فيه ابن يامين، ولم يذكر ابن ياميل(1).

[77-70] أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ

44/2116 - عن أبان الأحمر، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: لما دخل إخوة يوسف عليه، وقد جاءوا بأخيهم معهم، وضَعَ لهم الموائد، ثمّ قال: يمتاز كلّ واحدٍ منكم مع أخيه لأمه على الخوان(2)، فجلسوا، وبقي أخوه قائماً، فقال له: ما لك لا تجلس مع إخوتك؟ قال: ليس لي منهم أخ من أمّي. قال: فلك أخ من أُمّك زَعَم هؤلاء أنّ الذئب أكله؟ قال: نعم. قال: فاقعد و كُل معى.

قال: فترك إخوته الأكل، وقالوا: إنا نُريد أمراً، ويأبى الله إلا أن يرفع ولد يامين علينا.

قال: ثمَّ حين فَرَغوا من جهازهم، أمر أن يُوضع الصاع(3) في رَحْل أخيه، فَلَمّا فَصَلوا نادى منادٍ: ﴿أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ قال: فرجعوا فقالوا: ﴿مَا ذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ المَلِكِ﴾ إلى قوله : ﴿جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ يَعْنُون السُّنَّة التي تجري فيهم أن يَحْبِسه ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وَعَاءِ أَخِيهِ﴾ فقالوا: ﴿إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ﴾ [70-77].

ص: 351


1- بحار الأنوار 12: 114/305 .
2- الخوان: ما يُؤكل عليه.
3- الصاع: الذي يُكالُ به، والصُّواع: لغةٌ فيه، ويقال: إنّ صواع الملك، هو الإناء الذي يشرب فيه.

قال الحسن بن علي الوساء: فسمعت الرّضا (علیه السّلام) يقول: يَعْنُونَ المِنْطَقة(1)، فلما فرغ من غدائه قال: ما بلغ من حُزنك على أخيك؟ قال: ولد لي عشرة أولاد، فكلّهم شَقَقت لهم اسماً من اسمه. قال: فقال له: ما أراك حزنت عليه حيث اتَّخذت النساء من بعده. قال: أيها العزيز، إنّ لي أباً شيخاً كبيراً صالحاً، فقال: يا بني تزوّج، لعلّك تُصيب ولداً يُنقل الأرض بشهاة أن لا إله إلا الله.

قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد(2): هذا من رواية الرّضاع (علیه السّلام)(3).

45/2117 - عن عليّ بن مهزيار، عن بعض أصحابنا، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : وقد كان هيّأ لهم طعاماً ، فلما دخلوا إليه، قال: ليجلس كُلّ بني أُمّ على مائدة، قال: فجَلَسُوا وبقي ابن يامين قائماً، فقال له يوسف (علیه السّلام): مالك لا تجلس ؟ قال له: إنَّك قلت: ليجلس كُلّ بني أم على مائدة، وليس لي منهم ابن أمّ.

فقال يوسف (علیه السّلام): أما كان لك ابن أم ؟ قال له ابن یامین: بلی. قال يوسف (علیه السّلام): فما فعل؟ قال: زَعَم هؤلاء أن الذئب أكله، قال: فما بلغ من حُزنك عليه؟ قال: ولد لى أحد عشر ابناً كلّهم اشتق له اسماً من اسمه.

فقال له يوسف (علیه السّلام): أراك قد عانقت النساء، وشممت الولد من بعده؟ قال له

ص: 352


1- المنطقة: ما يُشَدّ به الوَسَط وقد روي عن الإمام الرضا (علیه السّلام) ما مفاده أنّ هذه المنطقة كانت لإسحاق (علیه السّلام)، وكانت عند عمّة يوسف (علیه السّلام)، وكان يوسف (علیه السّلام) عندها حينما كان صغيراً، وكانت تحبّه، فلمّا بعث إليها أبوه يطلب يوسف (علیه السّلام) منها، أخذت المنطقة وشدّتها في وسطه، وبعثت به إلى أبيه، فلما خرج من عندها طلبت المنطقة، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة فكان عبده، وإنما فعلت عمته ذلك حباً له وشغفاً به راجع بحار الأنوار 12: 24/262، وسيأتي ذلك عن الرضا (علیه السّلام) في الحديثين (2125) و (2126).
2- كان أبو محمد في سلسلة إسناد العياشي، وإنّ الناسخ قد حذف الأسانيد.
3- بحار الأنوار 12: 115/307.

ابن يامين: إنّ لي أباً صالحاً، وإنّه قال: تزوّج لعلَّ الله أن يُخرج منك ذُريَّة تثقل الأرض بالتسبيح، فقال له: تعال فاجلس معي على مائدتي، فقال إخوة يوسف: لقد فضّل الله يوسف وأخاه، حتّى إنّ المَلِك قد أجلسه معه على مائدته(1).

46/2118- عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قلتُ جعلت فداك، لم سُمّى أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟ قال: لأنه يميرهم العِلم، أما سمعت كلام الله : ﴿وَنَمِيرُ أَهْلَنَا﴾(2).

47/2119 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف (علیه السّلام) ﴿أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ وما سَرَقوا(3).

48/2120 - وفى رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : النقية من دين الله ، ولقد قال يوسف (علیه السّلام): ﴿أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ ووالله ما كانوا سَرَقوا شيئاً، وما كذب(4).

49/2121 - وفي رواية أخرى، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قيل له وأنا عنده: إنَّ سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنَّك تكلّم على سبعين وجهاً لك منها المخرج؟

فقال: ما يُريد سالم منّي، أيُريد أن أجيء بالملائكة! فوالله ما جاء بهم

ص: 353


1- بحار الأنوار 116/307:12.
2- الكافي 1: 3/340 عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن (علیه السّلام)، معاني الأخبار: 13/63، وعلل الشرائع: 4/161، باسناد تام عن العياشي، بحار الأنوار 37: 7/293، والآية من سورة يوسف 12: 65.
3- علل الشرائع: 1/51 باسناد تام عن العياشي، وسائل الشيعة 16: 17/208، بحار الأنوار 12: 117/308.
4- الكافي 2: 3/172 «نحوه»، علل الشرائع: 2/51 باسناد تام عن العياشي، وسائل الشيعة 16: 19/209، بحار الأنوار 12: 52/278.

النبيُّون، ولقد قال إبراهيم (علیه السّلام) ﴿إنِّي سَقِيمٌ﴾(1) ووالله ما كان سقيماً، وما كذب، ولقد قال إبراهيم (علیه السّلام) ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾(2) وما فعله كبيرهم، وما كذب، ولقد قال يوسف : ﴿أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ والله ما كانوا سرقوا، وما كَذَب(3).

50/2122- عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن قول الله في يوسف (علیه السّلام): ﴿أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾.

قال: إنهم سَرّقوا يوسف (علیه السّلام) من أبيه، ألا ترى أنه قال لهم حين قالوا لهم: ماذا تفقدون؟ قالوا: نَفْقِدُ صُواعَ المَلِكِ، ولم يقولوا: سَرقتم صُواع الملك، إنَّما عنى سرقتم يوسف من أبيه(4).

51/2 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سمعته يقول: صُواع المَلِك : الطاس الذي يشرب فيه(5).

52/2124 - عن محمد بن أبي حمزة، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله : ﴿صُوَاعَ المَلِكِ﴾، قال: كان قَدَحاً من ذَهَب، وقال: كان صُواع يوسف إذا گیل به قال: لَعَنَ الله الخَوَان، لا تخونوا به، بصوتٍ حَسَن(6).

ص: 354


1- الصافات 37: 89 .
2- الأنبياء 21: 63.
3- رجال الكشي: 425/234 عن أبي جعفر (علیه السّلام)، بحار الأنوار 2: 99/206 و 12: 118/308.
4- معاني الأخبار: 1/210، علل الشرائع: 4/52 ، بحار الأنوار 12: 53/278 .
5- بحار الأنوار 12: 119/308 .
6- بحار الأنوار 12: 120/308 ، إلى قوله : إذا كيل به. وقال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): وجدت في كتاب (الفهرست) لأبي غالب الزراري ما هذا لفظه: أبو حمزة البطائني، اسمه سالم، روي عنه أنّ صاع يوسف كان يصوّت بصوت حسن، واحد واثنان. بحار الأنوار 12: 321 .

53/2125 - عن إسماعيل بن همام، قال: قال الرضا (علیه السّلام): في قول الله: ﴿إن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِى نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾.

قال: كانت لاسحاق النبي (علیه السّلام) مِنْطَقَة يتوارثها الأنبياء والأكابر ، فكانت عند عمَّة يوسف، وكان يوسف (علیه السّلام) عندها، وكانت تُحِبُّه، فبعث إليها أبوه: أن ابعثيه إليّ وأردّه إليك، فبعثت إليه : أن دَعْهُ عندي الليلة أشُمّه ثمّ أرسله إليك غُدوة؛ فلمّا أصبحَتْ أخذت المِنْطَقة، فربطتها في حقوه(1)، وألبسته قميصاً، وبعثت به إليه، وقالت: سُرقت المنطقة. فَوُجدت عليه، وكان إذا سرق أحدٌ في ذلك الزمان، دفع إلى صاحب السرقة، فأخذته فكان عندها(2).

54/2126 - عن الحسن بن على الوساء، قال: سمعت الرضا (علیه السّلام) يقول: كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئاً استُرِقَ به، وكان يوسف (علیه السّلام) عند عمَّته وهو صغير وكانت تُحِبّه ، وكانت الأسحاق (علیه السّلام) منطقة ألبسها يعقوب، وكانت عند أخته ، وإنّ يعقوب طلب يوسف أن يأخُذه من عمَّته، فاغتمت لذلك، وقالت له: دعه حتى أرسله إليك، فأرسلته وأخذت المنطقة فشدَّتها في وسطه تحت الثياب.

فلما أتى يوسف (علیه السّلام) أباه، جاءت فقالت: سُرقت المِنطَقة ؟ فَفَتَشتُه فوجدتها في وسطه، ولذلك قال إخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه، فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجدنا في رحله؟ قالوا: جزاؤه بإجراء السُّنَّة التي تجري فيهم، فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثمّ استخرجها من وعاء أخيه، فلذلك قال إخوة يوسف: إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، يعنون المنطقة، فأسرّها يوسف (علیه السّلام) في نفسه، ولم يُبدِها لهم.

ص: 355


1- الحقو: الخَصْر، ومِشَدّ الإزار.
2- عيون أخبار الرضا (علیه السّلام): 5/76 ، علل الشرائع: 1/50، بحار الأنوار 12: 24/262.

عن الحسن بن علي الوشّاء عن الرضا (علیه السّلام)، وذكر مثله(1).

55/2127 - عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ذكر بني يعقوب، فقال: كانوا إذا غضبوا، اشتد غضبهم حتى تقطر جُلُودهم دماً أصفر، وهم يقولون : خُذ أحدنا مكانه، يعنى جزاءه، فأخذ الذي وُجد الصاع عنده(2).

56/2128 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : لما استيأس إخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا(3)، وكان أكبرهم: لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي، أو يحكم الله لي، وهو خير الحاكمين. قال: ورجع إلى يوسف يُكلِّمه في أخيه، فكلَّمه حتى ارتفع الكلام بينهما، حتّى غَضب يهودا، وكان إذا غَضِب قامت شعرة في كتفه، وخرج منها الدم.

قال: وكان بين يدي يوسف (علیه السّلام) ابن له صغير معه رمانة من ذهب، وكان الصبي يلعب بها. قال: فأخذها يوسف (علیه السّلام) من الصبي، فدحرجها نحو يهودا، قال، وحبا الصبي نحو يهودا ليأخُذها، فمس يهودا فسكن يهودا، ثم عاد إلى يوسف فكلّمه في أخيه، حتّى ارتفع الكلام بينهما، حتى غضب يهودا، وقامت الشعرة، وسال منها الدم، فأخذ يوسف (علیه السّلام) الرمانة من الصبي، فدحرجها نحو يهودا، وحبا الصبي نحو يهودا، فسكن يهودا ، فقال يهودا: إن في البيت معنا لبعض ولد يعقوب!

قال: فعند ذلك قال لهم يوسف (علیه السّلام): هل علمتم ما فعلتُم بُيُوسُفَ وأخيه إذ أنتُمْ جاهِلُونَ(4)؟

ص: 356


1- تفسير القمي 1: 355، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 6/76 باسناد تام عن العياشي، وكذلك علل الشرائع: 2/50، بحار الأنوار 12: 15/249 .
2- بحار الأنوار 12: 121/308 .
3- في «ج»: يهوذا، وكذا التي بعدها.
4- بحار الأنوار 12: 122/309.

57/2129 - وفي رواية هشام بن سالم، عنه (علیه السّلام)، قال : لما أخذ يوسف (علیه السّلام) أخاه، اجتمع عليه إخوته، فقالوا له: خُذ أحدنا مكانه، وجُلُودهم تقطر دماً أصفر، وهم يقولون: خُذ أحدنا مكانه، قال: لما أن أبى عليهم وأخرجوا من عنده، قال لهم يهودا(1): قد علمتم ما فعلتم بيوسف، فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي، أو بحكم الله لى، وهو خير الحاكمين.

قال: فرجعوا إلى أبيهم، وتخلَّف يهودا، قال: فدخل على يوسف (علیه السّلام)، فكلمه في أخيه، حتى ارتفع الكلام بينه وبينه وغضب، وكان على كتفه شعرة إذا غَضب قامت الشعرة، فلا تزال تقذف بالدم حتّى يَمَسَّه بعض ولد يعقوب.

قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير، في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلمّا رآه يوسف قد غَضِب وقامت الشعرة تقذف بالدم، أخذ الرمانة من يدي الصبي، ثمَّ دحرجها نحو يهودا، وأتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده على يهودا، قال: فذهب غَضَبه.

قال: فارتاب یهودا، ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف (علیه السّلام)، ثم ارتفع الكلام بينهما حتَّى غَضب، وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدّم، فلمّا رآه يوسف دَخرَج الرمانة نحو يهودا، وأتبعها الصبي ليأخُذها، فوقعت يده على يهودا، فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: إنّ في البيت لمن ولد يعقوب ! حتى صنع ذلك ثلاث مرّات(2).

58/2130 - عن جابر، قال: قلت لأبي جعفر (علیه السّلام): رحمك الله، ما الصبر الجميل؟

فقال: ذاك صبرٌ ليس فيه شكوى إلى الناس، إنّ إبراهيم (علیه السّلام) بعث يعقوب

ص: 357


1- في «ج_»، يهوذا ، وكذا التي بعدها.
2- بحار الأنوار 12: 122/309 .

[86] إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِّى وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

إلى راهب من الرُّهبان، عابد من العباد في حاجة، فلمّا رآه الراهب حَسِبه إبراهيم فوتب إليه فاعتنقه، ثم قال: مرحباً بخليل الرحمن، قال يعقوب (علیه السّلام): إني لستُ بإبراهيم، ولكنّي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

فقال له الراهب: فما بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال: الهمّ والحُزن والسَّقم، فما جاوز صير الباب(1) حتّى أوحى الله إليه: أن يا يعقوب شكوتني إلى العباد! فخرّ ساجداً عند عتبة الباب يقول: ربّ لا أعود، فأوحى الله إليه: أني قد غَفَرْتُها لك، فلا تعود إلى مثلها، فما شكا شيئاً مما أصابه من نوائب الدنيا، إلا أنه قال يوماً: ﴿إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِّى وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾(2) [86].

2131/59 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: قال له بعض أصحابنا ما بلغ من حُزن يعقوب على يوسف؟ قال: حُزن سبعين تكلى حَرّى(3).

2132 / 60 - وبهذا الاسناد، عنه (علیه السّلام)، قال : قيل له : كيف يَحْزَن يعقوب على يوسف، وقد أخبره جبرئيل أنَّه لم يمت، وأنه سيرجع إليه؟ فقال: إنه نسى ذلك(4).

[85] تالله تَفْتَوُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ

61/2133 - عن محمد بن سهل البحراني، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : البكاء ون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد، و علي بن الحسين (علیهم السّلام)، وأما يعقوب فيكي على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل الحسين له: ﴿تالله تَفْتَوُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ﴾(5)[85] .

ص: 358


1- في النسخ: صغير الباب تصحيف صوابه ما أثبتناه، وصير الباب: طرفه، أو شقه حيث يلتقي الرّتاج والعضادة، وفي التمحيص: عتبة الباب.
2- التمحيص: 143/63، سعد السعود: 120 ، بحار الأنوار 12: 123/310 و 71 : 47/93.
3- تفسير القمي 1: 350 «نحوه»، بحار الأنوار 12: 124/311 .
4- بحار الأنوار 12: 125/311 .
5- الخصال: 15/272، بحار الأنوار 12: 126/311 .

62/2134 - عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: إن يعقوب (علیه السّلام) أتى ملكاً بناحيتهم يسأله الحاجة، فقال له الملك: أنت إبراهيم؟ قال: لا. قال: فأنت إسحاق بن إبراهيم؟ قال: لا. قال: فمن أنت؟ قال: أنا يعقوب بن إسحاق.

قال: فما بلغ بك ما أرى مع حَدَاثة السن؟ قال: الحُزن على ابني يوسف. قال: لقد بلغ بك الحُزن يا يعقوب كُلّ مبلغ. فقال: إنا معشر الأنبياء أسرع شيء البلاء إلينا، ثمّ الأمثل فالأمثل من الناس، فقضى حاجته.

فلمّا جاوز صير(1) با به هبط عليه جبرئيل (علیه السّلام)، فقال له: يا يعقوب، ربّك يُقرئك السلام، ويقول لك: شكوتني إلى الناس، فعفّر وجهه في التراب، وقال: يا رب زلَّة أقلنيها، فلا أعود بعد هذا أبداً.

ثم عاد إليه جبرئيل، فقال: يا يعقوب، ارفع رأسك، ربك يقرئك السلام، ويقول لك: قد أقلتُك، فلا تعد تشكوني إلى خَلْقي، فما رُؤي ناطقاً بكلمةٍ ممّا كان فيه حتى أتاه بنوه، فصرف وجهه إلى الحائط، فقال: ﴿إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾(2).

63/2135 - وفي حديث آخر عنه (علیه السّلام): جاء يعقوب (علیه السّلام) إلى نُمرود في حاجة، فلما دخل عليه - وكان أشبه الناس بإبراهيم - قال له: أنت إبراهيم خليل الرحمن؟ قال: لا «الحديث»(3).

64/2136 - الفضيل بن يسار، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: ﴿إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِّى وَحُزْنِي إِلَى اللهِ﴾ منصوبة(4).

ص: 359


1- في النسخ: صغير، انظر هامش الحديث (2130).
2- بحار الأنوار 12: 127/311.
3- بحار الأنوار 12: 128/312 .
4- نور الثقلين 2: 157/453 . ولعل المراد بقوله: منصوبة، أي مفتوحة، يعني أنه (علیه السّلام) قرأ قوله تعالى: ﴿وحُزنى﴾ بالفتح، وهي القراءة المنسوبة إلى نافع وأبي عمرو وابن عامر، كما في الكشف عن وجوه القراءات 2: 18، وقال أبو حيان الأندلسي: قرأ الحسن وعيسى ﴿وحَزَنى﴾ بفتحتين راجع البحر المحيط 5: 339، الموسوعة القرآنية 5: 340.

[87] اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ

2137 / 65 - عن حنان بن سدير ، عن أبيه، قال: قلت لأبي جعفر (علیه السّلام): أخبرني عن يعقوب (علیه السّلام) حين قال: ﴿اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ﴾ [87] أكان علم أنه حيّ وقد فارقه منذ عشرين سنة، وذهبت عيناه من الحُزن؟ قال: نعم، علم أنه حتي.

قال: وكيف علم؟ قال: إنّه دعا في السَّحَر أن يهبط عليه ملك الموت، فهبَطَ عليه تربال، وهو ملك الموت، فقال له تربال: ما حاجتك يا يعقوب؟ قال: أخبرني عن الأرواح، تقبضها مجتمعةً أو مُتفرّقةً؟ قال: بل متفرّقة رُوحاً روحاً. قال: فمرّ بك روح يوسف؟ قال: لا. قال: فعند ذلك عَلم أنه حيّ، فقال لولده: ﴿أَذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ﴾.

وفي خبر آخر: عزرائيل، وهو ملك الموت، وذكر نحوه عنه(1).

66/2138 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام) عاد إلى الحديث الأول(2)، قال: واشتدّ حُزنه - يعني يعقوب (علیه السّلام)- حتى تقوس ظهره، وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى احتاجوا حاجةً شديدة، وفنيت ميرتهم، فعند ذلك قال يعقوب (علیه السّلام) لولده: ﴿أذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَلَا تَايْنَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَايْنَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا القَوْمُ الكَافِرُونَ﴾ فخرج منهم نفر، وبعث معهم ببضاعة يسيرة، وكتب معهم كتاباً إلى عزيز مصر يتعطفه على نفسه وولده، وأوصى ولده أن

ص: 360


1- تفسير القمي 1: 350 الكافي 238/199:8 ، علل الشرائع: 1/52 باسناد تام عن العياشي، بحار الأنوار 12: 50/278، تفسير البرهان 3: 12/195 .
2- وهو ما تقدم في الحديث (2115).

يبدءوا بدفع كتابه قبل البضاعة، فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى عزيز مصر، ومُظهر العدل، ومُوفي الكيل، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله صاحب نُمرود الذي جَمَع لإبراهيم الخليل الخطب والنار ليُحرقه بها، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، وأنجاه منها.

أخبرك - أيها العزيز - أنا أهل بيت قديم، لم يزل البلاء إلينا سريعاً من الله، ليَبْلُونا بذلك عند السراء والضراء، وأن مصائب تتابعت عليّ منذ عشرين سنة، أوّلها أنه كان لي ابن سمّيته يوسف، وكان سُروري من بين ولدي، وقُرّة عيني، وثَمرة فُؤادي، وأنّ إخوته من غير أمه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرةً، وأنهم جاءوني عشاء يبكون، وجاءوني على قميصه بدم كذب، فزَعَموا أنّ الذئب أكله، فاشتدّ لفقده حُزني، وكثر على فراقه بكائي، حتى أبيضت عيناي من الحزن.

وإنه كان له أخ من خالته(1)، وكنت به معجباً، وعليه رفيقاً، وكان لي أنيساً، وكنت إذا ذكرت يوسف ضَمَمْتُه إلى صدري، فيسكُن بعض ما أجِدُ في صدري، وإن إخوته ذكروا لي أنَّك - أيها العزيز - سألتهم عنه، وأمرتهم أن يأتوك به، وإن لم يأتوك به مَنَعْتهم الميرة لنا من القَمْح من مصر، فبعثته معهم ليَمْتَارُوا لنا قَمْحاً، فرَجَعُوا إليّ وليس هو معهم، وذكروا أنّه سَرَق مكيال الملك، ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد حَبَسْتَه وفَجَعْتَني به، وقد اشتدّ لفراقه حُزني حتَّى تَقَوَّس لذلك ظهري، وعَظُمَت به مُصيبتي مع مصائب متتابعات عليّ، فمُنّ عليّ بتخلية سبيله وإطلاقه

ص: 361


1- تقدم في الحديث (2117) ما يدل على أنَّهما من أم واحدة، وقيل: اسمها راحيل. وقال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) وإنما دعاه أخاً من أمه مجازاً، كما تجوّز في قوله: ورفع أبويه وهو قول جماعة من المفسرين والمؤرخين بحار الأنوار 12: 319.

من مَحْبِسه، وطيب لنا القمح، وأسمح لنا في السعر، وعَجِّل بسَراح آل يعقوب.

فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه، نزل جَبْرَئيل على يعقوب (علیه السّلام)، فقال له: يا يعقوب، إنَّ ربَّك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر ؟ قال يعقوب (علیه السّلام): أنت بلوتني بها عُقوبةً منك وأدباً لي. قال الله: فهل كان يقدر على صَرْفها عنك أحدٌ غيري؟ قال يعقوب (علیه السّلام): اللهم لا . قال : أفما استحييت مني حين شكوت مصائبك إلى غيري، ولم تَسْتَغِتْ بي وتشكو ما بك إلي ؟

فقال يعقوب: أستغفرُك يا إلهي وأتوب إليك، وأشكو بنّي وحزني إليك. فقال الله تبارك وتعالى: قد بلغتُ بك يا يعقوب وبولدك الخاطئين الغاية في أدبي، ولو كنتَ يا يعقوب شكوت مصائبك إليّ عند نزولها بك واستغفرت وتُبت إلي من ذنبك، لَصَرفتُها عنك بعد تقديري إيَّاها عليك، ولكنَّ الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القُنوط من رحمتي، وأنا الله الجواد الكريم أحِبّ عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلى فيما عندي.

يا يعقوب، أنا راتٌ إليك يوسف وأخاه، ومُعيد إليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك، وراد إليك بصرك، ومُقوّم لك ظهرك، وطب نفساً، وقَرّ عيناً، وإنّ الذي فعلته بك كان أدباً منّي لك، فاقبل أدبي.

قال: ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر ، حتى دَخَلُوا على يوسف (علیه السّلام) في دار المملكة، فقالُوا: أَيُّها العَزيزُ، مَسَّنا وأهلَنَا الضُّر وجئنا ببضاعة مُرْجاةٍ فَأَوْفِ لنَا الكَيل وتصدّق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره، يسألك تخلية سَبيله، فامنن به عليه.

قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله، ووضعه على عينيه، وبكى وانتحب حتى بلت دُمُوعُه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم فقال: هل عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُم

ص: 362

بيوسُفَ من قبلُ وَأخِيهِ من بعد؟ قالوا: إِنَّكَ لأنتَ يُوسُفَ! قال: أنا يُوسُف، وهَذا أخي، قد قد مَنَّ الله علينا. قالوا: تالله لقد آثرك الله علينا، فلا تَفْضَحْنا ولا تُعاقِبْنا اليوم وأغْفِرْ لنا. قال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكُمْ.

وفي رواية أخرى، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، نحوه(1).

[89] هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ

2139 / 67 - عن عمرو بن عثمان، عن بعض أصحابنا، قال: لمّا قال إخوة يوسف: يا أيها العزيز مَسَّنا وأهلنا الضُّر، قال: قال يوسف: لا صبر على ضُرّ آل يعقوب، فقال عند ذلك: ﴿هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ﴾ [89] إلى آخر الآية(2).

[88] وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ

68/2140 - عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال: سألته عن قوله: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ﴾ [88] . قال : المُقْل(3).

وفي هذه الرواية ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ﴾، قال كانت المُقْل، وكانت بلادهم بلاد المقل، وهي البضاعة(4).

2141/ 69 - عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: كتب يعقوب النبي (علیه السّلام) إلى يوسف: من يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر .

أما بعد، فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعاً إلينا، ابتُلي جَدّي إبراهيم فألقي في النار، ثمّ ابتُلي أبي إسحاق بالذَّبح، فكان لي ابن، وكان قرة عيني وكُنتُ أُسَرُّ به، فابتليتُ بأن أكله الذئب، فَذَهَب بَصَرِي حُزناً عليه من البكاء، وكان له أخ، وكنت

ص: 363


1- بحار الأنوار 12: 129/312.
2- بحار الأنوار 12: 130/314.
3- المُقْل : ثَمَرُ شَجرِ الدَّوم، يَنْضَج ويُؤكَل، والدوم: شجرةٌ تُشبه النخلة.
4- بحار الأنوار 12: 131/314.

أسَرٌ إليه بعده، فأخَذْتَه في سَرَقٍ(1) ، وإنا أهل بيت لم تشرق قط، ولا يُعرف لنا السرق، فإن رأيت أن تَمُنَّ عليَّ به فعلت.

قال: فلما أوتي يوسف (علیه السّلام) بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ، ثم قام فدخل منزله، فقرأ وبكى، ثمّ غسل وجهه، ثمّ خرج إلى إخوته، ثم عاد فقرأه فصاح وبكى، ثمّ قام فدخل منزله، فقرأه وبكى، ثمّ غسل وجهه، وعاد إلى إخوته، فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون؟ وأعطاهم قميصه، وهو قميص إبراهيم (علیه السّلام)، وكان يعقوب (علیه السّلام) بالرملة(2)، فلمّا فَصَلُّوا بالقميص من مصر، قال يعقوب: إنّي لأجِدُ ريحَ يُوسُفَ لَولا أن تُفَندونَ. قالوا: تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ القديم(3).

2142/ 70 - عن المُفضّل بن عمر، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: ليس رجل من ولد فاطمة (سلام الله علیها) يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يُقرّ للامام بإمامته، كما أقرّ ولد يعقوب ليوسف (علیه السّلام) حين قالوا تَاللهِ لَقَدْ آتَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا(4).

[94] وَلَمَّا فَصَلَتِ العيرُ

2143 / 71 - عن أخي مُرازِم(5)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ العيرُ﴾ [94]، قال: وَجَد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فَصَلت العِير من مصر وهو بفلسطين(6).

ص: 364


1- السَّرَق: المصدر من سَرّق، يقال: سَرَقَ يَسْرِق، سَرَقاً وسَرِقةٌ.
2- الرملة: مدينة بفلسطين.
3- بحار الأنوار 12: 132/315 .
4- بحار الأنوار 12: 133/315.
5- وهو حفص أخو مرازم، عده البرقي والشيخ الطوسي في الرجال من أصحاب الصادق (علیه السّلام)، راجع معجم رجال الحديث 6: 128 .
6- علل الشرائع: 3/53 ، مجمع البيان 6: 402 ، بحار الأنوار 12: 55/279 .

[94] إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ

2144 / 72 - عن مُفضّل الجعفي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف؟ قال: قلت: لا. قال: إن إبراهيم (علیه السّلام) لما أوقدوا النار له أتاه جَبْرَئِيل (علیه السّلام) من ثِياب الجنّة فألبسه إيَّاه، فلم يَضُرّه معه حرّ ولا برد، فلمّا حضر إبراهيم (علیه السّلام) الموت جَعَله في تميمة(1) وعلقه على إسحاق (علیه السّلام)، وعلق إسحاق على يعقوب (علیه السّلام)، فلما ولد ليعقوب يوسف (علیه السّلام) علقه عليه، وكان في عَضُده حتى كان من أمره ما كان، فلما أخرج يوسف (علیه السّلام) القميص من التّميمة وجد یعقوب (علیه السّلام) ريحه، وهو قوله: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ﴾ [94] فهو ذلك القميص الذي أُنزِل من الجنَّة.

قلت: جُعِلت فداك، فإلى من صار ذلك القميص ؟ فقال لى: إلى أهله. ثم قال: كُل نبي ورث علماً أو غيره فقد انتهى إلى محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(2).

73/2145 - عن إبراهيم بن أبي البلاد، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : كان القميص الذي أنزل به على إبراهيم (علیه السّلام) من الجنَّة في قَصَبةٍ من فِضَّة أو حديد، وكان إذا لبس كان واسعاً كبيراً، فلمّا فَصَلُّوا بالقميص ويعقوب الا بالرملة، قال يعقوب (علیه السّلام): إني لأجد ريح يوسف، عنى ريح الجنّة حتى فَصلوا بالقميص، لأنه كان في الجنة(3).

74/2146 - عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، رفعه، باسناد له، قال (علیه السّلام): إن يعقوب (علیه السّلام) وَجَد ريح قميص يوسف من مسيرة عَشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المَقْدِس ويوسف بمصر، وهو القميص الذي نَزَل على إبراهيم (علیه السّلام) من الجنة،

ص: 365


1- التَّمِيمة: عُوذةٌ تُعلَّق على صغار الإنسان مخافة العين.
2- بصائر الدرجات: 58/209 تفسير القمي 1: 354 الكافي 1: 5/181 ، كمال الدين: 10/142، علل الشرائع: 2/53، بحار الأنوار 12: 14/249.
3- علل الشرائع: 1/53 باسناد تام عن العياشي، بحار الأنوار 12: 56/279 .

فدفعه إبراهيم إلى إسحاق (علیه السّلام)، و إسحاق إلى يعقوب (علیه السّلام)، ودفعه يعقوب إلى يوسف (علیهم السّلام)(1).

75/2147 - عن نشيط بن صالح العجلی(2)، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): أكان إخوة يوسف (علیه السّلام) أنبياء؟ قال: لا، ولا بَرَرة أتقياء، وكيف وهم يقولون لأبيهم يعقوب (علیه السّلام): تالله إنك لفي ضلالك القديم(3)؟!

76/2148 - عن سليمان بن عبد الله الطلحي، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام): ما حال بني يعقوب، هل خَرَجُوا من الإيمان؟ فقال: نعم. قلتُ له: فما تقول في آدم؟ قال: دَع آدم(4).

2149 / 77 - عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ بني يعقوب بعد ما صَنَعُوا بيوسف (علیه السّلام)أذنبوا فكانوا أنبياء(5)؟!

78/2150 - عن نشيط ، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سألته أكان ولد يعقوب أنبياء؟ قال: لا ولا برّرة أتقياء، كيف يكونون كذلك وهم يقولون ليعقوب (علیه السّلام): تالله إنك لفي ضلالك القديم(6)؟!

2151/ 79 - عن مُقَرّن، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب (علیه السّلام): أما بعد، فهذا ابنك يوسف، اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة،

ص: 366


1- بحار الأنوار 12: 135/316.
2- في النسخ: البجلي تصحيف، انظر رجال الطوسي: 316، ومعجم رجال الحديث 19: 132.
3- بحار الأنوار 12: 136/316.
4- قصص الأنبياء للراوندي: 132/129، بحار الأنوار 11: 16/89، و 12: 74/290.
5- بحار الأنوار 12: 137/316 ، وقال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في هذا الحديث : استفهام على الإنكار.
6- بحار الأنوار 12: 136/316.

واتَّخذته عبداً، وهذا ابنك ابن يامين أخذته، قد سَرَق واتخذته عبداً.

قال: فما وَرَد على يعقوب (علیه السّلام) شيء أشدّ عليه من ذلك الكتاب، فقال للرسول: مكانك حتى أجيبه، فكتب إليه يعقوب (علیه السّلام): أما بعد، فقد فهمت كتابك أنَّك أخذت ابني بتمنٍ بَخْسٍ واتَّخذته عبداً، وأنَّك اتخذت ابني ابن يامين وقد سَرَق فاتخذته عبداً، فإنا أهل بيت لا نَسرِق، ولكنّا أهل بيت تُبتلى، وقد ابتلي أبونا إبراهيم بالنار، فوقاه الله، وابتلي أبو نا إسحاق بالذبح فَوَقاه الله، وإنّي قد ابتليت بذَهاب بَصَرِي وذَهاب ابني، وعسى الله أن يأتيني بهم جميعاً.

قال: فلما ولى الرسول عنه، رفع يده إلى السماء، ثمّ قال: يا حَسَنَ الصُّحبة، ياكريمَ المَعُونة، يا خيراً كلّه(1)، ائتني برَوْح وفَرَج من عندك.

قال: فَهَبط عليه جبرئيل (علیه السّلام)، فقال ليعقوب: ألا أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك، ويردّ عليك ابنك(2)؟ فقال: بلى. فقال: قُل: يا مَن لا يعلمُ أحدٌ كيف هو وحيث هو وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، ائتني بروح منك، وفَرّج من عندك. فما انفجر عمود الصبح حتى أتي بالقميص، فطرح على وجهه، فرَدَّ اللهُ عليه بَصَره، ورَدّ عليه ولده(3).

80/2152- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)- عاد إلى الحديث الأول الذي قطعناه(4) - قال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم أذهبوا بقميصي هذا الَّذي بلَّته

ص: 367


1- في «ج_»: المؤنة يا خير كلمة.
2- في «ج_»: ابنيك.
3- تفسير القمي 1: 352 «قطعة»، ودعوات الراوندي: 134/52 عن أبي جعفر (علیه السّلام)، بحار الأنوار 12: 138/316 و: 139/317، و 95: 6/185.
4- وهو المتقدم برقم (2138).

دموع عيني، فألْقُوهُ على وَجْهِ أَبي يَرْتَدَّ بَصيراً، لو قد شَم ريحي، وأتُونِي بِأَهْلِكُمْ أجْمَعِينَ ، ورَدّهم إلى يعقوب (علیه السّلام) في ذلك اليوم، وجَهَّزهم بجميع ما يحتاجون إليه ، فلمّا فَصَلت عيرهم من مصر، وجد يعقوب (علیه السّلام) ريح يوسف، فقال لمن بحضرته من ولده: إنّي لأجد ريح يوسف لولا أن تُفَنِّدون.

قال: وأقبل ولده يحبّون السير بالقميص فَرَحاً وسُروراً بما رأوا من حال يوسف (علیه السّلام) والمُلْك الذي أعطاء الله، والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام، فلما أن جاء البشير ألقى القميص على وجهه، فارتد بصيراً، وقال لهم: ما فعل ابن ياميل؟ قالوا: أخلفناه عند أخيه صالحاً.

قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك، وسجد لربه سجدة الشكر، ورجع إليه بَصَرُه، وتقوم له ظَهْرُه، وقال لولده : تَحمّلوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب (علیه السّلام) وخالة يوسف ياميل(1)، فأحَتُوا السِّير فرحاً وسروراً، فساروا(2) تسعة أيام إلى مصر(3).

[98] سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي

81/2153- عن محمّد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [98]، قال: أخرهم إلى السحر، قال: يا ربّ إنما ذنبهم فيما بيني وبينهم، فأوحى الله : أنَّي قد غَفَرتُ لهم(4).

ص: 368


1- قال المجلسي (رحمه الله علیه): هذا الخبر يدل على أن بنيامين لم يكن من أم يوسف بل من خالته، وإنما دعاء أخاً من أمه مجازاً كما تجوز في قوله: ورفع أبويه، وهو قول جماعة من المفسرين والمؤرخين. بحار الأنوار 12: 319.
2- في «أ، ب، و، ه_»: فصاروا.
3- بحار الأنوار 12؛ 140/317 .
4- بحار الأنوار 12: 141/318 .

[100] وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً

82/2154- عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى﴾، قال: أخَّرها(1) إلى الشحر ليلة الجمعة(2).

[101] رَبِّ قَدْءَ اتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ

83/2155 - عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسى بن محمد بن الرضا، عن موسى، قال لأخيه(3): إنَّ يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل، فقال: أخبرني عن قول الله: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً﴾ [100] أسجد يعقوب وولده ليوسف؟

قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: أما سُجود يعقوب وولده ليوسف فشكراً لله، لاجتماع شغلهم، ألا ترى أنه يقول في شكر ذلك الوقت: ﴿رَبِّ قَدْءَ اتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ؟ [101] الآية(4).

2156 / 84 - عاد إلى الحديث الأول(5) عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: فساروا تسعة أيام إلى مصر، فلما دخلوا على يوسف في دار المُلك، اعتنق أباه فقبَّله وبكى، ورفعه ورَفَع خالته على سرير المُلك، ثم دخل منزله فادّهن واكْتَحل، ولَبِس ثِياب العزّ والمُلك، ثمّ خَرَج إليهم، فلما رأوه سَجَدوا جميعاً له، إعظاماً له وشُكراً الله ، فعند ذلك قال: ﴿يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ﴾ إِلَى قوله: ﴿بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾.

ص: 369


1- أي الدعوة بالمغفرة لهم.
2- من لا يحضره الفقيه 1: 272 / 1240 ، بحار الأنوار 12: 142/318.
3- المراد بأخيه الإمام علي الهادي بن محمد الجواد (علیهما السّلام)، وموسى هو ابن محمّد الجواد (علیه السّلام)، ويقال له: موسى المبرقع.
4- تفسير القمي 1: 356 «نحوه»، وتحف العقول: 477 و 478، بحار الأنوار 12: 251/ 16.
5- تقدم في الحديث (2152).

قال: ولم يَكُن يوسف (علیه السّلام) في تلك العشرين سنة يدهن ولا يَكْتَحل ولا يتطيّب ولا يَضْحَك ولا يمس النساء حتّى جَمَع الله ليعقوب (علیه السّلام) شمله، وجمع بينه وبين يعقوب وإخوته(1).

85/2157 - عن الحسن بن أسباط، قال: سألت أبا الحسن (علیه السّلام) في كم دَخَل يعقوب من ولده على يوسف؟ قال: في أحد عشر ابناً له. فقيل له: أسباط ؟ قال: نعم.

وسألته عن يوسف وأخيه، أكان أخاه لأمه أم ابن خالته؟ فقال: ابن خالته(2).

2158/ 86 - عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ﴾ ، قال: العَرشِ: السَّرير.

وفي قوله: ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً﴾، قال: كان سُجُودهم ذلك عِبادة الله(3).

87/2159 - عن محمد بن بهروز، عن جعفر بن محمد (علیه السّلام)، قال: إن يعقوب قال ليوسف (علیه السّلام) حيث التقيا: أخبرني يا بني كيف صُنع بك ؟

فقال له يوسف (علیه السّلام) انطلق بي فأقعدت على رأس الجُب فقيل لى: انزع القميص، فقلت لهم: إنّي أسألكم بوجه أبي الصدّيق يعقوب لا تبدوا عورتي، ولا تسلبوني قميصي، قال: فأخرج عليّ فلان السِّكِّين، فغُشي على يعقوب (علیه السّلام)، فلمّا أفاق قال له يعقوب (علیه السّلام): حدثني كيف صنع بك ؟ فقال له يوسف (علیه السّلام): إني أطالب يا أبتاء لمّا كَفَفْت، فكَفِّ(4).

88/2160 - عن محمّد بن مسلم، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): كم عاش

ص: 370


1- بحار الأنوار 12: 143/318 .
2- بحار الأنوار 12: 144/319 .
3- بحار الأنوار 12: 145/319 .
4- بحار الأنوار 12: 146/319 .

يعقوب (علیه السّلام) مع يوسف بمصر بعد ما جَمَع الله ليعقوب شغله، وأراه تأويل رؤيا يوسف (علیه السّلام) الصادقة؟ قال: عاش حولين.

قلتُ: فمَن كان يومئذ الحُجَّة لله في الأرض، يعقوب أم يوسف؟ فقال: كان يعقوب (علیه السّلام) الحُجَّة، وكان المُلك ليوسف (علیه السّلام)، فلما مات يعقوب حَمَل يوسف عظام يعقوب فى تابوت إلى أرض الشام، فدفنه في بيت المَقْدِس، ثم كان يوسف ابن يعقوب الحُجّة(1).

89/2161 - عن إسحاق بن يَسَار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنَّه قال: إن الله بعث إلى يوسف (علیه السّلام) وهو في السجن: يا ابن يعقوب، ما أسكنك مع الخطائين؟ قال: جُرمي. قال: فأعترف بجُرمه فأخرج، فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجُل من أهله(2)، فقال له: ادعُ بهذا الدعاء: يا كبير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المُضطر الضَّرير، يا قاصِمَ كُلِّ جَبّارٍ مُبير(3)، يا

ص: 371


1- مجمع البيان 6: 407، وقصص الأنبياء للراوندي: 138/135 بزيادة فيهما، بحار الأنوار 12: 77/295.
2- في هذا الحديث غرابة، فهو يخالف عصمة يوسف (علیه السّلام) المؤكدة في الكتاب الكريم، كقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عن نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ﴾ يوسف 12: 32 وكذلك في سائر روايات هذا الباب، فقد روى أبو الصلت عن الإمام الرضا (علیه السّلام) أنّه قال: إنّها هَمّت بالمعصية، وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله: ﴿كذلك لنصرف عنه السوء﴾ يعني القتل ﴿والفحشاء﴾ يعني الزنا. وروى ابن الجهم عنه (علیه السّلام) أيضاً قال: لقد همّت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همّت، ولكنّه كان معصوماً ، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه، ولقد حدثني أبي، عن أبيه الصادق (علیه السّلام)أنه قال: هَمّت بأن تفعل، وهم بأن لا يفعل. «بحار الأنوار 12: 335».
3- في «ج_»: متكبر.

مغني البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مُطلق المُكَبّل الأسير، أسألك بحق محمدٍ وآل محمّد أن تجعل لي من أمري فَرَجاً ومَخْرَجاً، وتَرْزُقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب.

قال: فلما أصبح دعاء المَلِك فَخَلّى سبيله، وذلك قوله: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾(1).

2162 / 90 - عباس بن يزيد، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: بينا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جالسٌ في أهل بيته، إذ قال: أحَبَّ يوسف أن يستوثق لنفسه، قال: فقيل: بماذا(2)، یا رسول الله ؟

قال: لما عَجّل له عزيز مصر عن مصر لبِس ثوبين جديدين - أو قال: نظيفين(3) - وخَرَج إلى فَلاةٍ من الأرض، فصلى ركعات، فلمّا فَرَغ رفع يده إلى السماء، فقال: رَبِّ قَد آتَيْتَني مِنَ المُلْكَ، وَعَلَّمَتَني من تأويل الأحاديثِ، فاطِرَ السَّماواتِ والأَرضِ، أَنْتَ وَلِييّ في الدُّنيا والآخِرَة.

قال: فهبَطَ إِليه جَبْرَئيل (علیه السّلام)، فقال له: يا يوسف، ما حاجتك؟ فقال: رَبِّ تَوفَّني مُسلِماً والْحِقني بالصَّالِحِينَ. فقال أبو عبد الله (علیه السّلام): خشي الفتن(4).

[106] وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُّشْرِكُونَ

2163 / 91 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُّشْرِكُونَ﴾ [106]، قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك(5).

2164 / 92 - عن يعقوب بن شُعيب، قال: سألتُ أبا عبد الله (علیه السّلام): ﴿وَمَا يُؤْمِنُ

ص: 372


1- بحار الأنوار 12: 147/319، و 95: 23/193.
2- في «أ»: لماذا.
3-
4- في «أ»: لطيفين.
5- بحار الأنوار 12: 148/320.

أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُّشْرِكُونَ﴾ ؟

قال: كانوا يقولون: تُمْطَر بنوء(1) كذا ، وبنوء كذا لا نُمْطَر : ومنهم أنَّهم كانوا يأتون الكهان فيُصَدِّقُونهم بما يَقُولون(2).

2165 / 93 - عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا (علیه السّلام)، قال: شرك لا يُبْلَغ به الكفر(3).

2166 / 94 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : شرك طاعة؟ قول الرجل: لا والله وفلان، ولولا الله لو كلت فلان ، والمعصية منه(4).

95/2167 وأبو بصير، عن أبي إسحاق، قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا، ولولا الله وأنت ما صُرِف عنّي كذا وكذا، وأشباه ذلك(5).

96/2168 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : شرك طاعة وليس بشيرك عبادة، والمعاصي التي ترتكبون(6) مما أوجب الله عليها النار شرك طاعة، أطاعوا الشيطان وأشركوا بالله في طاعته، ولم يكن بشرك عبادة، فيعبدون مع الله غيره(7).

ص: 373


1- وسائل الشيعة 11: 7/373 ، وبحار الأنوار 58: 8/317 و 72: 22/99 و 79: 12/213.
2- النَّوء: سُقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كُلّ ليلة إلى ثلاثة عشر يوماً، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحرّ والبرد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مطرنا بنوء كذا، والجمع: أنواء ونو آن.
3- بحار الأنوار 72: 23/99 .
4- وسائل الشيعة 23: 12/263، بحار الأنوار 72: 24/99 ، و 31/211:104.
5- بحار الأنوار 72: 25/99.
6- في «أ، ب، د، ه_»: تركبون.
7- بحار الأنوار 72: 26/99.

97/2169 - عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) في قوله: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ ، أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾، قال: هو قول الرجل: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي: ألا ترى أنَّه قد جَعَل الله شريكاً في مُلكه يَرْزُقه ويدفع عنه.

قال: قلتُ: فيقول: لولا أنّ الله مَنْ عليّ بفلان لَهَلَكت؟ قال: نعم، لا بأس بهذا(1).

98/2170 - عن زرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (علیهما السّلام)، قالوا: سألناهما، فقالا: شيرك النعم(2).

19/2171 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : شرك طاعة وليس شرك عبادة في المعاصي التي يرتكبون، فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في طاعة غيره، وليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله(3).

[108] قُلْ هَذِهِ سَبِيلي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي

100/2172 - عن إسماعيل الجعفي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [108].

قال: فقال: علي بن أبي طالب (علیه السّلام) خاصة، وإلا فلا أصابني شفاعة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(4).

101/217 - عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الثاني (علیه السّلام)، قال: قلت: جعلت فداك، إنَّهم يقولون فى الحداثة.

ص: 374


1- بحار الأنوار 71: 49/150، و 72: 27/99.
2- بحار الأنوار 72: 28/100 .
3- تفسير القمي 1: 358 عن الفضيل، بحار الأنوار 72: 29/100 .
4- بحار الأنوار 36: 4/52 .

قال: وأي(1) شيء يقولون؟ إنّ الله تعالى يقول: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ فو الله ما كان اتِّبعه إلا علي وهو ابن سبع(2) سنين، وما مضى أبي إلا وأنا ابن سبع(3) سنين، فما عسى أن يقولوا؟

قال: ثم كانت أمارات فيها وقبلها أقوام، الطريقان في العاقبة سواء، الظاهر مختلف، هو رأس اليقين، إنَّ الله يقول في كتابه: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ﴾ إلى قوله: ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾(4).

102/2174 - عن سَلام بن المُستنير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قوله: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلى﴾إلى: ﴿أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ : قال : على (علیه السّلام)، وزاد قال: رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و عليّ والأوصياء من بعدهما(5).

[110] حَتَّى إِذَا اسْتَيْنَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا

103/2175 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْنَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ [110] مُخَفَّفة، قال: ظنّت الرُّسل أن الشياطين تُمثل لهم على صُورة الملائكة(6)

104/2176 - عن ابن شعيب، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : وَكَلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة عين(7).

2177/105 - عن يعقوب، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : أما أهل الدنيا فقد أظهروا

ص: 375


1- في «أ، د، ه_»: ليس.
2- في القمي والكافي: تسع.
3- في القمي والكافي: تسع.
4- نحوه في تفسير القمي 1: 358، والكافي 1: 8/315، بحار الأنوار 25: 2/101، والآية من سورة النساء 4: 65.
5- الكافي 1: 66/352 «نحوه»، بحار الأنوار 36: 4/52.
6- تفسير القمي 1: 358 «نحوه»، بحار الأنوار 18: 14/261.
7- بحار الأنوار 18: 15/262.

الكَذِب، وما كانوا إلّا من الذين وَكَلهم الله إلى أنفسهم ليمن عليهم(1).

2178/106 - عن محمد بن هارون، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ما علم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنَّ جَبْرَئيل من عند الله إلا بالتَّوفيق(2).

107/2179 - عن زرارة، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): كيف لم يخف رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان.

قال: فقال: إنَّ الله إذا اتَّخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه(3).

ص: 376


1- تفسير البرهان 3: 5/217.
2- التوحيد : 2/242 عن محمد بن مسلم ومحمد بن مروان، بحار الأنوار 18: 7/256، وفي «ب»: إلّا بالنور.
3- بحار الأنوار 18: 16/262.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة الرعد

اشارة

1/2180 - عن عثمان بن عيسى، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : من أكثر قراءة سورة الرعد لم تُصِبْه صاعقة أبداً، وإن كان ناصبيّاً، فإنه لا يكون أشرّ من الناصب، وإن كان مؤمناً أدخله الله الجَنَّة بغير حساب، ويُشفّع في جميع من يعرف من أهل بيته وإخوانه من المؤمنين(1).

2/2181 - عن أبي لبيد، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: يا أبا لبيد، إن في حُرُوف القرآن لعِلماً جَمّاً، إنّ الله تبارك وتعالى أنزل ﴿الم * ذَلِكَ الكِتَابُ﴾(2) فقام محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) حتَّى ظَهَر نُورُه ، وثَبَت كَلِمَتُه ، ووُلد يوم ولد، وقد مضى من الألف السابع مائة وثلاث سنين.

ثمّ قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المُقطَّعة، إذا عَدَدْتَها من غير تكرار، وليس من حُرُوفٍ مُقَطَّعَةٍ حَرفٌ تنقضي أيامه إلا وقائم من بني هاشم عند انقضائه.

ص: 377


1- ثواب الأعمال: 106، بحار الأنوار 92: 1/280 .
2- البقرة 2: 1 و 2.

[2] رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا

ثمّ قال: الألف: واحد، واللام: ثلاثون، والميم: أربعون، والصاد: تسعون، فذلك مائة وإحدى وستون، ثمّ كان بدو خُرُوج الحسين بن علي (علیهما السّلام) ﴿الم * الله﴾(1) فلمّا بَلَغت مُدّتها قام قائم من ولد العباس عند ﴿المص﴾(2) ويقوم قائمنا عند انقضائها ب_﴿آلر﴾(3) فانهم ذلك و عه واکتمه(4).

الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (علیه السّلام): أخبرني عن قول الله ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ﴾(5). قال: مَحْبوكة إلى الأرض - وشبَّك بين أصابعه -.

فقلتُ: فكيف تكون مَحْبوكةً إلى الأرض وهو يقول: ﴿رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ [2]؟ فقال: سبحان الله ! أليس يقول: ﴿بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾؟ فقلت: بلی فقال: فثمَّ عَمَدٌ ولكن لا تُرَى.

فقلت: كيف ذاك؟ فبَسطَ كَفَّه اليُسرى، ثمَّ وضع اليمنى عليها، فقال: هذه الأرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها قُبَّة(6).

[4] فِي الْأَرْضِ قِطَعْ مُتَجَاوِرَاتٌ

2183 / 4 - عن الخطاب الأعور، رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمّد عليه و آله السلام، قال: ﴿فِي الْأَرْضِ قِطَعْ مُتَجَاوِرَاتٌ﴾ [4] يعني هذه الأرض الطيبة تُجاورها هذه(7) المالحة وليست منها ، كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم(8).

ص: 378


1- آل عمران 3: 1 و 2.
2- الأعراف 1:7.
3- يونس 10: 1 ، وفي نور الثقلين: ب_(المر).
4- نور الثقلين 2: 4/480 .
5- الذاريات 7:51.
6- تفسير القمي 2: 328 «قطعة منه»، بحار الأنوار 60: 4/80.
7- زاد في «ج_»: الأرض.
8- بحار الأنوار 60: 6/81.

[7] إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمِ هَادٍ

5/2184 - عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (علیهم السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): فينا نزلت هذه الآية ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمِ هَادٍ﴾ [7] فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أنا المنذر وأنت الهادي يا علي، فمنا الهادي والنَّجاة والسَّعادة إلى يوم القيامة(1).

6/2185 - عن عبد الرحيم القصير، قال: كنتُ يوماً من الأيام عند أبى جعفر (علیه السّلام) فقال : يا عبد الرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَادٍ﴾ إذ قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «أنا المنذر و علي الهادي» فمن الهادي اليوم؟

قال: فسكت طويلاً، ثمّ رفعتُ رأسي، فقلتُ: جعلت فداك، هي فيكم تَوارَتُونها رجُل فرجلٍ حتى انتهت إليك، فأنت جعلت فداك الهادي.

فال: صدقت يا عبد الرحيم، إنَّ القرآن حتى لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين.

وقال عبد الرحيم : قال أبو عبد الله (علیه السّلام): إن القرآن حتى لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أوّلنا(2).

7/2186 - عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أنا المنذر وعلى الهادي، وكلّ إمام هاد للقرن الذي هو فيه(3).

ص: 379


1- بحار الأنوار 35: 20/403.
2- بحار الأنوار 21/403:35.
3- بحار الأنوار 22/404:35.

8/2187 - عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ فقال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «أنا المُنذِر» وفي كُلّ زمانٍ إمام منا يهديهم إلى ما جاء به نبي الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، والهداة من بعده عليّ، ثمّ الأوصياء من بعده واحد بعد واحد، أما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة رسول الله المُنذِر ، وبعليّ يهتدي المُهْتَدون(1).

9/2188 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): أنا المنذر ، وعلي الهادي إلى أمري(2).

2189 / 10 - عن حريز، رفعه إلى أحدهما (علیهما السّلام) في قول الله تبارك وتعالى: ﴿إاللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى﴾ وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾ [8].

قال الغَيض : كُلِّ حَمْل دون تسعة أشهر ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾ كلِّ شيءٍ يزداد على تسعة أشهر، وكُلّما رأت الدم في حملها من الحيض يزداد بعدد الأيام التي رأت في حملها من الدم(3).

11/2190 - عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قوله تعالى: ﴿مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى﴾ يعني الذَّكر والأُنثى ﴿وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾ قال: الغَيْض: ما كان أقل من الحَمْل، ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾ ما زاد على الحَمْل، فهو مكان ما رأت(4) من الدم في حملها(5).

2191 / 12 - محمد بن مسلم وحُمران وزرارة، عنهما (علیهما السّلام). قال : ﴿مَا تَحْمِلُ

ص: 380


1- الكافي 1: 2/148، بحار الأنوار 35: 23/404 .
2- بحار الأنوار 24/404:35 .
3- الكافي 6: 2/12 ، بحار الأنوار 4: 39/91، و 4/67:104.
4- في «ج_»: ما زاد من الحمل فهو كل ما زاد.
5- بحار الأنوار 4: 40/91.

كُلُّ أُنثى﴾ [أنتى] أو ذَكَر، ﴿وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾ التي لا تحمل ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾ من أنثى أو ذكر(1).

2192/13 - عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾، قال: ما لم يكن حَمْلاً ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾، قال : الذكر والأنثى جميعاً(2).

14/2193 - عن زرارة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى﴾ قال: الذَّكَر والأنثى ﴿وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾ قال: ما كان دون التسعة فهو غيض، ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾ قال : ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الأشهر،إن كانت رأت الدم خمسة أيام أو أقل أو أكثر، زاد ذلك على التّسعة الأشهر(3).

[11] لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ

2194 / 15 - عن بريد العجلي، قال: سَمِعني أبو عبد الله (علیه السّلام) وأنا أقرأ ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ﴾ [11] فقال: مه، وكيف تكون المُعَقِّبَات من بين يديه ؟ إنما تكون المُعَقِّبات من خلفه، إنما أنزلها الله (له رقيب من بين يديه ومُعقبات من خلفه يَحْفَظُونه بأمر الله)(4).

2195 / 16 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِن أَمْرِ الله﴾ قال: بأمر الله، ثمّ قال: ما من عبدٍ إلا ومعه ملكان يحفظانه، فاذا جاء الأمر من عند الله خَلّيا بينه وبين أمر الله(5).

2196 / 17 - عن فضيل بن عثمان سُكّرة، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال في هذه

ص: 381


1- بحار الأنوار 4: 41/91.
2- بحار الأنوار 4: 42/91.
3- بحار الأنوار 4: 43/91، و 3/67:104.
4- بحار الأنوار 92: 19/54.
5- بحار الأنوار 59: 31/186، و 93: 7/144.

الآية ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ الآية، قال: هُنّ المُقدّمات المُؤخّرات المُعقبات الباقيات الصالحات(1).

[11] إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

2197 / 18 - عن سليمان بن عبدالله، قال: كنتُ عند أبي الحسن موسى (علیه السّلام) قاعداً، فأُتي بامرأةٍ قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك، ثمّ عصر وجهها عن اليمين، ثمّ قال: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [11] فَرَجَع وجهها، فقال: احذري أن تفعلي كما فعلت.

قالوا: يا ابن رسول الله، وما فعلت؟ فقال: ذلك مَسْتُورٌ إلا أن تَتَكلَّم به، فسألوها فقالت: كانت لي ضَرَّة، فقمتُ أصلي، فظننتُ أنّ زوجي معها، فالتفتُ إليها فرأيتها قاعدةً وليس هو معها، فَرَجَع وجهها على ما كان(2).

19/2198 - عن أبي عمرو المدايني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إن أبي (علیه السّلام) كان يقول: إنَّ الله قضى قضاءً حتماً لا يُنعم على عبده بنعمة فسلبها إياه قبل أن يُحدث العبد ذنباً يستوجب بذلك الذَّنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله: ﴿إنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾(3).

20/2199 - أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، في قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ﴾ فصار الأمر إلى الله تعالى(4).

21/20 - عن الحسين بن سعيد المكفوف، كتب إليه (علیه السّلام) في كتاب له :

ص: 382


1- بحار الأنوار 86: 36/33، و 93 : 8/144 .
2- بحار الأنوار 48: 15/39 .
3- بحار الأنوار 6: 4/56 .
4- بحار الأنوار 6: 5/56 .

جُعِلت فداك يا سيدي، علم مولاك ما لا يُقبل القائله دَعوة، وما لا يُؤخِّر لفاعله دعوة، وما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح، والاستغفار الذي لا يُعذِّب قائله؟ وكيف يُلفظ بهما، ومعنى قوله: ﴿وَمَن يَتَّقِ الله﴾(1) ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾(2)وقوله: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ﴾(3) و ﴿مَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي﴾(4) و ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ وكيف تغيير القوم ما بأنفسهم؟

فكتب (صلوات الله عليه): كافأكم الله عنّي بتضعيف الثواب والجزاء الحَسَن الجميل، وعليكم جميعاً السلام ورحمة الله وبركاته؛ الاستغفار ألف، والتوكل من توكل على الله فهو حسبه، ومَن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجاً ويَرْزُقه من حيث لا يَحْتَسب.

وأما قوله: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ﴾ أي من قال بالامامة واتبع أمرهم(5) بحُسن طاعتهم، وأما التغيّر فانه لا يسىء(6) إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم، وارتكابهم ما نهى عنه، وكتب بخطه(7).

22/2201 - عن يونس بن عبد الرحمن: أنّ داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء، فقال هو: سُبحان من يسبّح له الرّعد بحمده والملائكة من خيفته.

فقال له أبو بصير: جُعِلت فداك، إنّ للرعد كلاماً ؟ فقال : يا أبا محمد، سل عمّا يعنيك، ودَع ما لا يعنيك(8).

ص: 383


1- الطلاق 65: 2...
2- الأنفال 49:8 .
3- طه 20: 123 .
4- طه 124:20 .
5- في البحار: أمركم .
6- في «ج_»: لا يسير.
7- بحار الأنوار 21/281:936/57:6 .
8- بحار الأنوار 1: 28/218 ، و 59: 19/379، و 95: 4/348.

23/2202 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن الرّعد أي شيءٍ يقول ؟ قال : إنه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيَزْجُرها هاي هاي، كهيئة ذلك.

قلتُ: فما البَرْق ؟ قال لي: تلك من مخاريق(1) الملائكة، تضرب السَّحاب إلى الموضع الذي قضى الله فيه المَطَر(2).

[15] وَاللهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً

24/2203 - عن عبد الله بن میمون القداح ، قال : سمعتُ زيد بن علي (علیه السّلام) يقول: يا معشر من يُحبّنا، لا يَنْصُرنا(3) من الناس أحد، فان الناس لو يستطيعوا أن يُحبونا لأحبّونا، والله لأحبتنا أشدّ خزانة من الذهب والفضة، إنَّ الله خلق ما هو خالق ثمَّ جعلهم أظلّة، ثمّ تلا هذه الآية: ﴿وَاللهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾ [15] الآية، ثم أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا، فلا ينقص منا واحد، ولا يزداد فينا واحد(4).

[19] إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ

25/2204 - عن عُقبة بن خالد، قال: دخلتُ على أبي عبد الله (علیه السّلام)، فاذن لي وليس هو في مجلسه، فخَرَج علينا من جانب البيت من عند نسائه، وليس عليه جِلْبَاب، فلمّا نَظَر إلينا قال: أحبُّ لقاءكم، ثمّ جَلَس ثمّ قال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله، قال الله: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ﴾(5) [19].

26/2205 - عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: تَفَكَّر ساعةٍ خيرٌ من عبادة سنة، قال الله: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ﴾(6).

ص: 384


1- المخاريق: جمع مخراق، وهو المنديل يُلَفٌ ليُضْرَب به.
2- من لا يحضره الفقيه 1: 1499/334 ، بحار الأنوار 59: 20/379 .
3- في البرهان: ألا ينصرنا.
4- تفسير البرهان 3: 4/242.
5- بحار الأنوار 68: 74/35 .
6- بحار الأنوار 71: 22/327.

27/2206 - عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) يقول: الرَّحِم مُعلّقةٌ بالعرش، تقول: اللهم صِلْ مَن وَصَلني، وأقطَع مَن قَطَعني، وهي رَحِم آل محمّد ورَحِم كُلّ مؤمن، وهو قول الله:

[21] وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ

(1)[21].

28/2207 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): بر الوالدين وصلة الرَّحِم يُهوّن الحساب، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾(2).

29/2208 - عن محمّد بن الفضيل(3)، قال : سَمِعتُ العبد الصالح (علیه السّلام) يقول: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾، قال: هي رَحِم آل محمّد مُعلّقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وهي تجري في كُلّ رَحِم(4).

30/2209- عن عمر بن مريم، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ قال: من ذلك صلة الرحم، وغاية تأويلها صلتك إيانا(5).

2210 / 31 - عن صفوان بن مهران الجمال، قال: وَقَع بين عبد الله بن الحسن(6).

ص: 385


1- الكافي 2: 7/121 عن أبي بصير، بحار الأنوار 23: 13/268، و 74: 37/98.
2- الزهد 99/37 «نحوه»، بحار الأنوار 74: 38/98.
3- في «أ، ب، ه_» محمد بن الفضل.
4- تفسير القمى 1: 363 ، بحار الأنوار 23: 10/265 ، و 74: 39/98.
5- بحار الأنوار 23: 14/268، و 74: 40/98.
6- هو أبو محمد عبدالله بن الحسن بن الإمام الحسن (علیه السّلام)، ولد سنة 70ه_، شيخ الطالبيين، من أصحاب الباقر (علیه السّلام)، كان ذا عارضة وهيبة ولسان و شرف، حبسه المنصور عدة سنوات من أجل ابنيه محمد وإبراهيم ونقله إلى الكوفة، وقُتِل في محبسه بالهاشمية سنة 145 ه_ وهو ابن 75 سنة، مقاتل الطالبيين: 125، تاریخ بغداد 9: 431، الأعلام للزركلي 4: 78 ، معجم رجال الحديث 10: 159 .

وبين أبي عبد الله (علیه السّلام) كلام حتى ارتفعت أصواتهما، واجتمع الناس، ثم افترقا تلك العَشيّة، فلمّا أصبحتُ غَدوتُ في حاجةٍ لي، فاذا أبو عبد الله (علیه السّلام) على باب عبدالله ابن الحسن، وهو يقول : قولي يا جارية لأبي محمد: هذا أبو عبدالله بالباب، فخَرَج عبدالله بن الحسن، وهو يقول: يا أبا عبدالله، ما بكر بك؟ قال: إني مررتُ البارحة بآيةٍ من كتاب الله فأقلقتني، قال: وما هي؟ قال: قوله عزّ وجلّ: ﴿الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾ قال: فاعتنقا وبَكَيًا جميعاً، ثمّ قال عبدالله بن الحسن: صدقت والله يا أبا عبدالله، كأني لم أقرأ هذه الآية قطّ ، كأني لم تمر بي هذه الآية قطُّ(1).

2211 / 32 - كتب إلينا الفضل بن شاذان، عن أبي عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم ابن عبدالحميد، عن سالمة - مولاة أم ولد كانت لأبي عبد الله (علیه السّلام)- ، قالت: كنتُ عند أبي عبد الله (علیه السّلام) حين حضرته الوفاة، فأغمي عليه، فلما أفاق قال: أعْطُوا الحسن بن علي بن الحسين - وهو الأفطس - سبعين ديناراً.

قلتُ: أتُعطى رجلاً حمّل عليك بالشَّفرة(2)؟ قال: ويحك، أما تقرئين القرآن؟ قلت: بلى، قال: أما سمعت قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾.

قال: وقال: ﴿يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾، قال: هو الإمام(3).

ص: 386


1- الكافي 2: 23/124، بحار الأنوار 74: 41/98 .
2- الشفرة: السكين العظيم.
3- نحوه في الكافي 7: 10/55، وغيبة الطوسي: 161/196، وبحار الأنوار 46: 12 / 47 ، و 47: 7/2 و 74: 29/96.

33/2212 - عن الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا أنه سئل أبو عبد الله (علیه السّلام) عن قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾.

قال: هو صلة الإمام فى كُلّ سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله (علیه السّلام): وما أريدُ بذلك إلَّا تَزْكِيتكم(1).

34/2213 - عن سماعة، قال: سألته عن قول الله: ﴿الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ ، فقال: هو ما أفترض الله في المال غير الزكاة، ومن أدى ما فَرَض الله عليه فقد قضى ما عليه(2).

2214/ 35 - عن سماعة، قال: إنَّ الله فَرضَ للفقراء في أموال الأغنياء فريضةً لا يُحْمَدون بأدائها، وهي الزكاة بها حقنوا دماءهم، وبها سُمّوا مسلمين، ولكنَّ الله فَرَض فى الأموال حقوقاً غير الزكاة، وممّا فَرضَ في المال غير الزكاة قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ ومَن أدّى ما فَرَض الله عليه فقد قضى ما عليه، وأدّى شُكر ما أنعم الله عليه من ماله، إذا هو حَمِده على ما أنعم عليه بما فضَّله به من الشعة على غيره، ولما وفقه لأداء ما أفترض الله وأعانه عليه(3).

36/2215- عن أبي إسحاق، قال: سمعته يقول: في ﴿سُوءَ الحِسَابِ﴾ لا يُقْبَل حسناتهم، ويُؤخَذُونَ بسَيّاتهم(4).

2216 / 37 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿يَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾، قال: تُحْسَب عليهم السيئات، ولا تُحْسَب لهم الحسنات، وهو

ص: 387


1- بحار الأنوار 96: 5/216.
2- وسائل الشيعة 9: 17/52 ، بحار الأنوار 96: 7/10.
3- الكافي 3: 8/498 «نحوه»، بحار الأنوار 96: 8/10 .
4- بحار الأنوار 7: 25/266.

الاستقصاء(1).

38/2217 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾، قال: الاستقصاء والمُدَاقة(2)، وقال: تُحْسَب عليهم السيِّئات، ولا تُحْسَب لهم الحَسَنات(3).

39/2218 - عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه قال لرجل: يا فلان، ما لك ولأخيك؟ قال: جُعِلت فداك، كان لي عليه حق، فاستقصيتُ منه حقي.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): أخبرني عن قول الله: ﴿وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾؟ أتراهم خافُوا أن يَجُور عليهم أو يظلمهم ؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة(4).

2219 / 40 قال محمد بن عيسى: وبهذا الاسناد أن أبا عبدالله (علیه السّلام) قال لرجل شكاه بعض إخوانه: ما لأخيك فلان يَشْكُوك ؟ فقال: أيشكوني أن استقصيت حقي!

قال: فجلس مُغضباً ثمّ قال: كأنَّك إذا استقصيت لم تُسئ: أرأيت ما حكى الله تبارك وتعال: ﴿وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَاب﴾ أخَافُوا أن يَجُور عليهم الله ؟ لا والله ما خَافُوا إلا الاستقصاء، فسمّاه الله سُوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء(5).

2220 / 41 - عن الحسين بن عثمان، عمَّن ذكره عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إِنَّ صلة الرَّحِم تُزكّى الأعمال، وتُنمى الأموال، وتُيسّر الحساب، وتدفع البلوى، وتزيد في الأعمار(6).

ص: 388


1- مجمع البيان 6: 444 بحار الأنوار 7: 26/266 ، و 70: 336.
2- داققه في الحساب مُداقَةٌ : حاسَبَهُ بالدقة. .
3- بحار الأنوار 7: 27/266 .
4- معاني الأخبار: 1/246، بحار الأنوار 7: 28/266.
5- تفسير القمي 1: 363 «نحوه»، والكافي 5: 1/100، بحار الأنوار 7: 29/266.
6- تفسير البرهان 3: 24/249 .

[24] سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ

42/2221 - عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): جعلت فداك، إنَّ رجلاً من أصحابنا ورعاً مسلماً كثير الصلاة، قد ابتُلي بحبّ اللهو، وهو يسمع الغناء؟

فقال: أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها، أو من صوم، أو من عيادة مريض، أو حضور جنازة، أو زيارة أخ؟

قال: قلت: لا، ليس يمنعه ذلك من شيءٍ من الخير والبر. قال: فقال: هذا من خُطُوات الشيطان، مغفور له ذلك إن شاء الله .

ثمَّ قال: إنَّ طائفةً من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشَّهوات، أعنى لكم الحلال ليس الحرام، قال: فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تغيير الملائكة لهم، قال: فألقى الله في همم(1) أولئك الملائكة اللذات والشَّهوات كي لا يعيبوا المؤمنين. قال: فلما أحسوا ذلك من(2) هممهم، عبّوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربَّنا عفوك عفوك، رُدّنا إلى ما خَلَقتنا له(3)، واخترتنا عليه، فإنّا نخافُ أن نَصيرَ مریج(4).

قال: فَنَزَع الله ذلك من هممهم، قال: فاذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنَّة في الجنَّة، استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنَّة، فيُؤذن لهم، فيَدْخُلُون عليهم، فيسلمون عليهم، ويقولون لهم : ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ﴾ [24] في الدنيا عن

اللذات والشهوات الحلال(5).

ص: 389


1- في «ج_» في همة.
2- في «ج_»: فلما أجرى ذلك في.
3- في «أ»: ما خُلقنا .
4- مرج الأمر مُروجاً ومرجاً: التبس واختلط، فهو مارج ومريج.
5- بحار الأنوار 59/141:8 ، و 59: 10/325، و 68: 23/110.

43/2222 - عن محمد بن الهيثم، عن رجل، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ﴾ على الفقر في الدنيا ﴿فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [24]، قال: يعني الشُّهداء(1).

[28] أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ

44/2223 - عن خالد بن نجيح ، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، في قوله: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾ [28] فقال بمحمد (صلی الله علیه و آله و سلم) تطمئن القلوب، وهو ذكر الله وحجابه(2).

2224 / 45 - عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السّلام)، قال: بينما رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جالس ذات يوم، إذ دخلت أمّ الله أيمن وفى مِلْحَفتها(3) شيء، فقال لها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا أم أيمن، أي شيءٍ في ملحفتك: فقالت: يا رسول الله، فلانة بنت فلانة أمْلَكُوها(4)، فنشروا عليها، فأخذتُ من نثارها شيئاً.

ثمَّ إنّ أمّ أيمن بَكَت، فقال لها رسول الله (علیه السّلام): ما يُبكيك؟ فقالت: فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئاً !

فقال لها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): لا تبكين، فوالذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، لقد شهد إملاك فاطمة جَبْرَئيل وميكائيل وإسرافيل في ألوف من الملائكة، ولقد أمر الله طُوبى فَتَتَرت عليهم من حُللها وسُندُسها وأستبرقها ودُرّها وزُمُردها وياقوتها وعِطرها، فأخذوا منه حتى ما دَرَوا ما يصنعون به، ولقد نَحَل الله طُوبي

ص: 390


1- بحار الأنوار 8: 60/142 .
2- بحار الأنوار 23: 62/187، و 69: 358 .
3- المِلْحَفة: اللباس الذي فوق سائر اللباس، من دثار البرد ونحوه.
4- أملك فلاناً المرأة: زوجه إياها.

في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن أبي طالب(1).

46/2225 - عن أبان بن تغلب، قال: كان النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) يُكثر تقبيل فاطمة ، قال : فعاتبته على ذلك عائشة، فقالت: يا رسول الله، إنَّك لتكثر تقبيل فاطمة؟ فقال لها: ويلك لمّا أن عُرج بي إلى السماء مرّ بي جبرئيل على شجرة طوبى، فناولني من تمرها فأكلتها، فحوّل الله ذلك إلى ظهري، فلمّا أن هَبَطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحملت بفاطمة، فما قبلتُ فاطمة إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها(2).

47/2226 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : طُوبى هي شجرة تخرج من جنَّةَ عَدنٍ، غرسها ربُّنا بيده(3).

[29] طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابِ

48/2227 - عن أبي قتيبة تميم بن ثابت ، عن ابن سيرين، في قوله: ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابِ﴾ [29] قال: طُوبى شجرةٌ في الجنَّة، أصْلُها في حُجرة عليّ، وليس في الجَنَّة حُجرةٌ إِلَّا فيها غُصن من أغصانها(4).

49/2228 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : قال : إن المؤمن إذا لقي أخاه وتَصَافحا ، لم تَزَل الذُّنوب تتحات عنهما ما داما مُتَصَافِحَين، كَتَحاتٌ الوَرَقِ عن الشَّجر، فاذا أفترقا قال مَلَكاهما : جَزاكُما الله خيراً عن أنفسكما، فان التزم كُلّ واحدٍ منهما صاحبه، ناداهما منادٍ: طُوبى لكما وحُسن مآب، طُوبى شجرة في الجنَّة، أصلها فى دار أمير المؤمنين، وفَرْعُها فى منازل أهل الجنّة، فاذا أفترقا ناداهما ملكان كريمان، ابشرا يا ولتي الله بكرامة الله والجنَّة من ورائكما(5).

ص: 391


1- أمالي الصدوق: 446/362 «نحوه»، بحار الأنوار 8: 6/142، و 43: 10/98.
2- نحوه في تفسير القمي 1: 365، وذخائر العقبى 36، بحار الأنوار 8: 62/142.
3- بحار الأنوار 63/143:8.
4- كشف الغمة 1: 323، بحار الأنوار 8: 64/143.
5- بحار الأنوار 76: 41/41.

2229/ 50 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: كان أمير المؤمنين (علیه السّلام) يقول: إن لأهل التقوى علامات يُعرَفُون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء بالعَهْد، وقلّة العجز(1) والبخل، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المواطاة(2) للنساء، وبذل المعروف، وحُسن الخُلق، وسعة الحِلم، واتباع العلم فيما يُقرّب إلى الله زلفى ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ﴾.

وطُوبى شجرة في الجنَّة، أصلها في دار رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فليس من مؤمن إلا وفي داره غُصن من أغصانها، لا ينوي في قلبه شيئاً إلا أتاه ذلك الغصن، ولو أنَّ راكباً مُجدّاً سار في ظلها مائة عام ما خَرَج منها، ولو أنَّ غُراباً طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتّى يبياضُ هَرَماً، ألا ففي هذا فارْغَبوا، إِنَّ للمؤمن في نفسه شُغلاً، والناس منه في راحة، إذا جَنّ عليه الليل فَرَش وَجْهه وسَجَد الله بمكارم بدنه، يناجي الذي خَلَقه فى فَكَاك رقبته، ألا فَهَكذا فَكُونوا(3).

[38] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً

51/2230 - عن مُعاوية بن وهب، قال: سمعته يقول: الحمد لله، نافع عبد آل عمر، كان في بيت حفصة، فيأتيه الناس وفوداً، فلا يُعاب ذلك عليهم، ولا يُقبّح عليهم، وإنَّ أقواماً يأتُونا صِلةً لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فيأتونا خائفين مُسْتَخفين، يعاب ذلك ويُقبح عليهم، ولقد قال الله في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً﴾ [38]، فما كان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) إلا كأحد أولئك، جعل الله له أزواجاً، وجعل له ذُريَّة، ثمّ لم يُسلم مع أحدٍ من الأنبياء من أسلم مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من أهل بيته، أكرم الله بذلك رسوله (صلی الله علیه و آله و سلم)(4).

ص: 392


1- في «ج_»: وقلة الفخر.
2- فى «ج_»: وقلة المؤاتاة.
3- الكافي 2: 30/187، أمالي الصدوق: 323/290، الخصال: 56/483، روضة الواعظين: 432 ، بحار الأنوار 70: 2/282.
4- بحار الأنوار 25: 14/218.

52/2231 - عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ما أتى الله أحداً من المرسلين شيئاً إلا وقد آتاه محمداً ، وقد آتی الله محمداً كما آتی المرسلين(1) من قبله، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةٌ﴾(2).

2232/53 - عن علي بن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : أشهد على أبي أنَّه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يُغبَط أو يرى ما تَقَرَّبه عينه إلا أن يبلغ نفسه هذه - وأهوى إلى حَلْقه - قال الله في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً﴾ فنحن ذُريّة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(3).

2233/54 - عن المفضل بن صالح، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): خَلَقَ الله الخَلْق قسمين، فألقى قسماً، وأمك قسماً، ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث، فألقى تُلتين وأمسك تُلْثاً، ثم اختار من ذلك الثلث قريشاً، ثم اختار من قريش بني عبد المطلب، ثمّ اختار من بني عبد المطلب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): فنحن ذُريَّته، فان قلت للناس لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(4) ذُريَّة، جحدوا، ولقد قال الله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً﴾ فنحن ذُريَّته.

قال: فقلتُ: أنا أشهد أنَّكم ذُريَّته، ثم قلت له: ادع الله لي - جُعلت فداك - أن يجعلني معك في الدنيا والآخرة، فدعا لي ذلك قال: وقبلت باطن يده(5).

ص: 393


1- استظهر المجلسي (رحمه الله علیه) بكون الصحيح: وقد آتاه الله ما لم يؤت المرسلين.
2- بحار الأنوار 25: 15/218.
3- بحار الأنوار 25: 16/219.
4- في البحار: فإن قال الناس: لم يكن لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
5- بحار الأنوار 25: 17/219 .

55/2234 - وفي رواية شعيب عنه (علیه السّلام)، أنه قال: نحن ذُريَّة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، والله ما أدرى على ما يُعادوننا إلا لقرابتنا من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(1).

56/2235 - عن علي بن عبد الله بن مروان، عن أيوب بن نُوح، قال: قال لي أبو الحسن العسكري (علیه السّلام) وأنا واقف بين يديه بالمدينة ابتداءً من غير مسألة: يا أيوب، إنّه ما نبأ الله من نبي إلا بعد أن يأخُذ عليه ثلاث خلال: شهادة أن لا إله إلا الله، وخلع الأنداد من دون الله، وأن لله المشيّة يُقدّم ما يشاء ويُؤخِّر ما يشاء، أما إنه إذا جرى الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب هذا الأمر(2).

57/2236 - عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ما بعث الله نبياً الله ما حتى يأخُذ عليه ثلاث خلال: الاقرار الله بالعبوديّة، وخَلْع الأنداد، وأن الله يُقدّم ما يشاء ويُؤخِّر ما يشاء(3).

58/2237 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: سألته عن ليلة القَدْر، فقال: يَنزِل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا، فيكتبون ما يكون من أمر السنة وما يُصيب العباد ، وأمر عنده موقوفٌ له فيه المشيّة، فيُقدّم منه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويمحو ويثبت وعنده أمّ الكتاب(4).

[39] يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُنْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ

59/2238 - عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : كان على بن الحسين (علیهما السّلام) يقول: لولا آية في كتاب الله لحدَّثتكم بما يكون إلى يوم القيامة، فقلت له: أية آية؟ قال: قول الله: ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُنْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾(5)[39].

ص: 394


1- بحار الأنوار 25: 18/219.
2- بحار الأنوار 4: 51/118.
3- التوحيد : 3/333، بحار الأنوار 4: 21/108 .
4- أمالي الطوسي: 89/10 «نحوه»، بحار الأنوار 4: 14/102.
5- بحار الأنوار 4: 52/118.

2239 / 60 - عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله: ﴿يَمْحُوا الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾، قال: هل يُثبت إلا ما لم يكن، وهل يمحو إلا ما كان(1).

2240/ 61 - عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: إنَّ الله لم يَدَع شيئاً كان أو يكون إلا كتبه في كتاب، فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم، وما شاء منه أخَّر، وما شاء منه محا، وما شاء منه كان، وما لم يشأ لم يكن(2).

62/2241 - عن حُمران، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام)عن قول الله تعالى ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾ فقال: يا حُمران، إنَّه إذا كان ليلة القدر، ونزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدُّنيا، فيكتبون ما يُقضى في تلك السنة من أمر، فاذا أراد الله أن يُقدّم شيئاً أو يُؤخِّره، أو يُنقص منه أو يزيد، أمَرَ المَلَك فمحا ما يشاء، ثمّ أثبت الذي أراد.

قال: فقلت له عند ذلك: فكُلّ شيءٍ يكون فهو عند الله في كتاب؟ قال: نعم.

قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى ينتهى إلى آخره؟ قال: نعم.

قلت: فأيّ شيءٍ يكون بيده(3)؟ قال: سُبحان الله ! ثمّ يُحدِث الله أيضاً ما شاء تبارك وتعالى(4).

63/2242 - عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: العلم علمان، علم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه، وعلم عنده مخزون لم يَطَّلع عليه أحدٌ، يُحدِث فيه

ص: 395


1- بحار الأنوار 4: 53/118 .
2- بحار الأنوار 4: 54/118.
3- زاد في «ه_» والبحار: بعده.
4- تفسير القمي 1: 366 «نحوه»، بحار الأنوار 4: 55/119.

ما يشاء(1).

2243 / 64 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إِنَّ الله كَتَب كتاباً فيه ما كان وما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم، وما شاء منه أخر، وما شاء منه محا، وما شاء منه أثبت، وما شاء منه كان، وما لم يشأ منه لم يكن(2).

65/2244 - عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: من الأمور أمورٌ مَحْتُومةٌ كائنةٌ(3) لا محالة، ومن الأمور أمورٌ موقوفةٌ عند الله، يُقدّم فيها ما يشاء، ويمحو ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء، لم يُطلع على ذلك أحداً - يعني الموقوفة - فأما ما جاءت به الرُّسل فهي كائنةٌ لا يُكذِّب نفسه ولا نبيه ولا ملائكته(4).

66/2245 - عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام)وأبو عبدالله (علیه السّلام): يا أبا حمزة، إن حدثناك بأمرٍ أنّه يجيء من هاهنا، فجاء من هاهنا، فانّ الله ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غداً بخلافه، فانَّ الله يمحو ما يشاء ویثبت(5).

2246/ 67 - عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار، قال: سَمِعتُ أبا جعفر (علیه السّلام) يقول: العلم علمان، فعلم عند الله مخزون لم يُطلع عليه أحداً من خلقه، وعِلم عَلَّمه ملائكته ورسله وأنبياءه، فأما علم ملائكته(6) فانّه سيكون، لا يُكذِّب نفسه ولا ملائكته ولا رُسُله، وعلم عنده مخزون يُقدّم فيه ما يشاء، ويؤخّر

ص: 396


1- بحار الأنوار 4: 56/119.
2- بحار الأنوار 4: 57/119 .
3- في «أ»: جائية.
4- بحار الأنوار 4: 58/119 .
5- بحار الأنوار 4: 59/119.
6- في المحاسن: فأما ما علّم ملائكته ورسله، وفي الكافي: فما علمه ملائكته ورسله.

ما يشاء، ويمحو ما يشاء، ويُثبت ما يشاء(1).

68/2247 - عن عمرو بن الحمق، قال: دخلت على أمير المؤمنين (علیه السّلام) حين ضُرب على قرنه، فقال لي: يا عمرو، إنّي مُفارقكم، ثمّ قال: سنة السبعين فيها بلاء، قالها ثلاثاً.

فقلت: فهل بعد البلاء رخاء؟ فلم يُجبني وأُغمي عليه، فبكت أُمّ كُلثوم فأفاق فقال: يا أمّ كُلثوم لا تُؤذيني، فانّك لو قد ترين ما أرى لم تبكي، إنَّ الملائكة في السماوات السبع بعضهم خلف بعضهم، والنبيون خلفهم، وهذا محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) آخذ بيدي، ويقول: انطلق يا عليّ، فما أمامك خير لك ممّا أنت فيه.

فقلت: بأبي أنت وأمي، قلت لي: في(2) السبعين بلاء، فهل بعد السبعين رخاء؟ فقال: نعم يا عمرو، إن بعد البلاء رخاء، ويمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب(3).

69/2248 - قال أبو حمزة: فقلت لأبي جعفر: إن عليا (علیه السّلام) كان يقول: إلى السبعين بلاء، وبعد السبعين رخاء، وقد مضت السبعون، ولم يرَوا رَخاءً؟

فقال لي أبو جعفر (علیه السّلام): يا ثابت، إنَّ الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين، فلمَّا قُتِل الحسين صلوات الله عليه اشتدّ غَضَب الله على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذَعْتُم الحديث، وكَشَفتم قناع السِّتر فأخَّره الله، ولم يجعل لذلك عندنا وقتاً، ثمّ قال: ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾(4).

ص: 397


1- المحاسن: 131/243 ، الكافي 1: 6/114، بحار الأنوار 4: 36/113.
2- في «ب، د، ه_» إلى.
3- الخرائج و الجرائح 1: 11/178، بحار الأنوار 4: 60/119.
4- الكافي 1: 1/300، غيبة النعماني: 10/293، غيبة الطوسي، 417/428، الخرائج والجرائح 1: 11/178، بحار الأنوار 4: 39/114، و: 61/120، و 52: 11/105.

2249 / 70 - عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إنَّ الله إذا أراد فَناء قوم أمَرَ الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يُريد من النقصان، فاذا أراد بقاء قومٍ أمر الفَلَك فأبطأ الدَّور بهم، فكان ما يُريد من الزيادة فلا تُنكروا، فانّ الله يمحو ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب(1).

71/2250 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله (علیه السّلام) يقول: إن الله يُقدّم ما يشاء ويُؤخِّر ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده أم الكتاب. وقال: لكُلِّ أمر يُريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، وليس شيء يبدو له إلا وقد كان في علمه، إن الله لا يبدو له من جهل(2).

72/2251 - عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن جعفر بن محمد (علیهما السّلام)، قال : ما من مولودٍ يُولَدُ إلا وإيليس من الأبالسة بحضرته، فان عَلِم الله أنَّه من شيعتنا حَجَبه عن ذلك الشيطان، وإن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره، فكان مأبوناً، وذلك أن الذكر يخرج للوجه ، فان كانت امرأة أثبت في فرجها، فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بُكاء شديداً إذا هو خَرَج من بَطْن أُمه، والله بعد ذلك يمحو ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب(3).

73/2252 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: إنَّ الله تبارك وتعالى أهبط إلى الأرض ظُلَلاً من الملائكة على آدم، وهو بوادٍ، يقال له الرّوحاء، وهو واد بين الطائف ومكة. قال: فمسح على ظهر آدم، ثمّ صَرخ بذريّته وهم ذَرّ، قال: فخَرَجوا كما تخرج النحل من كُورها، فاجتمعوا على شفير الوادي. فقال الله

ص: 398


1- بحار الأنوار 4: 62/120 .
2- بحار الأنوار 4: 63/121.
3- بحار الأنوار 4: 64/121.

لآدم: انظر ماذا ترى؟ فقال آدم: ذَراً كثيراً على شفير الوادي.

فقال الله: یا آدم، هؤلاء ذُريّتك، أخرجتهم من ظهرك، لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، ولمحمّد بالنبوة، كما أخذتُ عليهم في السماء.

قال آدم: يا ربّ، وكيف وسعتهم ظهري ؟ قال الله: يا آدم، بلطف صُنعي ونافذ قدرتي.

قال آدم: یا ربّ فما تُريد منهم في الميثاق؟ قال الله: أن لا يُشرِكُوا بي شيئاً . قال آدم: فمن أطاعك منهم يا ربّ، فما جزاؤه؟ قال الله: أسكنه جَنَّتي. قال آدم: فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال: أسكنه ناري. قال آدم: ياربِّ، لقد عَدلت فيهم، وليعصينك أكثرهم إن لم تَعْصِمهم.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): ثم عَرضَ الله على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمرّ آدم باسم داود النبي (علیه السّلام)، فاذا عُمره أربعون سنة، فقال: يا ربّ، ما أقل عمر داود، وأكثر عُمري! يا ربّ، إن أنا زدتُ داود من عُمري ثَلاثين سنةً أَيُنفذ ذلك له؟ قال: نعم يا آدم. قال: فإنّي قد زدته من عُمري ثلاثين سنة، فأنْفِذ ذلك له، وأثبتها له عندك، وأطرحها من عمري.

قال: فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة، ولم يكن له عند الله مثبتاً، ومحا من عمر آدم ثلاثين سنة وكانت له عند الله مثبتةٌ.

فقال أبو جعفر : فذلك قول الله : ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتابِ﴾، قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتاً لآدم، وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتاً.

قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت (علیه السّلام) ليقبض روحه، فقال له آدم (علیه السّلام): يا ملك الموت، قد بقي من عُمري ثلاثون سنة. فقال له ملك الموت: ألم

ص: 399

تجْعَلها لابنك داود النبي، وطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذُريَّتك، وعَرَض عليك أعمارهم، وأنت يومئذ بوادي الرّوحاء؟

فقال آدم؛ يا ملك الموت، ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم، لا تَجْهَل، ألم تسأل الله أن يُثبتها لداود ويمحوها من عمرك، فأثبتها لداود في الزبور، ومحاها من عُمرك في الذكر؟ قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك.

قال أبو جعفر (علیه السّلام): وكان آدم صادقاً لم يذكر ولم يجحد، قال أبو جعفر (علیه السّلام): فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تَدايَنُوا وتَعامَلُوا إلى أجل مُسمّى، لنسيان آدم وجُحُوده ما جعل على نفسه(1).

74/2253 - عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، سُئل عن قول الله: ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾، قال: إنَّ ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويُثبت، فمن ذلك الذي يَرُدّ الدُّعاء القضاء، وذلك الدُّعاء مكتوب عليه: الذي يُردّ به القضاء، حتى إذا صار إلى أمّ الكتاب لم يُغْنِ الدُّعاء فيه شيئاً(2).

75/2254 - عن الحسين بن زيد بن على، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السّلام)، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عُمره إلا ثلاث سنين، فيمُدّها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة، وإن المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عُمره ثلاث وثلاثون سنة، فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى.

قال الحسين: وكان جعفر (علیه السّلام) يتلو هذه الآية ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ﴾(3).

ص: 400


1- علل الشرائع: 1/553، بحار الأنوار 14: 8/9 .
2- بحار الأنوار 4: 65/121، و 5: 11/141.
3- وسائل الشيعة 21: 15/537 ، بحار الأنوار 4: 66/121، و 5: 12/141، و 74: 42/99 .

[43] قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ

76/2255 - عن بريد بن معاوية، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): قوله تعالى: ﴿قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ﴾؟ [43]، قال: إيَّانا عنى، و علي (علیه السّلام) أفضلُنا وأوّلنا وخيرُنا بعد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)(1).

77/2256 - عن عبد الله بن عطاء، قال: قلتُ لأبي جعفر (علیه السّلام): هذا ابن عبدالله ابن سلام بن عمران يزعم أنَّ أباه الذي يقول الله: ﴿قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ﴾؟ قال : كَذَب، هو على بن أبي طالب (علیه السّلام)(2).

78/2257 - عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سألته عن قوله: ﴿قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ﴾، فقال: نَزَلت في علي (علیه السّلام) بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وفي الأئمة بعده، و علي (علیه السّلام)عنده علم الكتاب(3).

79/2258 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله : ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ﴾ ، قال : نَزَلت في عليا (علیه السّلام)، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه و آله(4).

ص: 401


1- بصائر الدرجات: 12/234، الكافي 1: 179 / 6 ، بحار الأنوار 35: 15/433.
2- بصائر الدرجات: 16/235 عن أبي مريم، ونحوه في شواهد التنزيل 1: 425/308، ومناقب ابن المغازلي: 358/314 ، بحار الأنوار 35: 10/432 .
3- بحار الأنوار 35: 16/433 .
4- بصائر الدرجات: 17/235 عن عبدالله بن عجلان، و: 18/236، بحار الأنوار 35:432.

ص: 402

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة إبراهيم

اشارة

1/2259 - عن عَنبسة بن مُصعَب، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: من قرأ سورة إبراهيم والحِجر في ركعتين جميعاً في كُلّ جمعة، لم يُصِبه فقر أبداً ولا جُنون ولا بلوى(1).

[5] وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ

2/2260 - عن إبراهيم بن عمر، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [5]، قال: بآلاء الله، يعني نعمه(2).

[7] لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

3/2261 - عن أبي عمرو المدايني، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه - وفي رواية أخرى: فأقرّ بها بقلبه - وحمد الله عليها بلسانه، لم يُنْفَد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة - وفي رواية أبي إسحاق المدايني: حتى يأذن الله له بالزيادة - وهو قوله: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾(3) [7].

2262 / 4 - وعن أبي ولاد، قال: قلتُ لأبي عبد الله (علیه السّلام): أرايت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله، أليس إن شكرناه عليها وحَمِدناه زادنا، كما قال الله في

ص: 403


1- ثواب الأعمال: 107 ، بحار الأنوار 89: 26/349 ، و 92: 1/280 .
2- بحار الأنوار 71: 79/53 .
3- بحار الأنوار 71: 80/53 .

كتابه: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾؟ فقال: نعم، مَن حَمِد الله على نِعَمِهِ وشَكَره وعَلِم أن ذلك منه لا من غيره(1).

[12] وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكَّلُونَ

2263/ 5 - عن الحسن بن ظريف، عن محمد، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله سبحانه: ﴿وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكَّلُونَ﴾ [12]، قال: الزَّارعون(2).

[17] يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ المَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ

6/2264 - عن مَسْعَدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (علیهم السّلام)، قال : قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): إنَّ أهل النار لما على الزَّقُومِ والضَّريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب، فأُتوا بشَرابِ غَسَّاقٍ وصَدِيدٍ ﴿يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ المَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ [17] وحميم تغلي به جهنم منذ خُلِقَت ﴿كَالمُهْلِ يَشْوِى الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَسَاءَتْ من تفقاً﴾(3).

[22] وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ

2265 / 7 - عن حريز، عمَّن ذكره، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ﴾ [22]، قال: هو الثانى، وليس في القرآن شيء ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ﴾ إلا وهو الثاني(4).

2266 / 8 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، أنه إذا كان يوم القيامة يؤتى بابليس في سبعين غُلا وسبعين كَبْلاً، فينظر الأول إلى زُفّر في عشرين ومائة كَبْلٍ و عشرين ومائة غل، فينظر إبليس فيقول : من هذا الذي أضعفه الله العذاب، وأنا أغويت هذا الخَلْق جميعاً؟ فيقال: هذا زُفَر، فيقول: بما حُدّد له(5) هذا العذاب؟

ص: 404


1- بحار الأنوار 71: 81/53 .
2- من لا يحضره الفقيه 3: 73/160 ، وسائل الشيعة 17: 5/42، بحار الأنوار 103: 16/66 .
3- بحار الأنوار 58/302:8 ، والآية من سورة الكهف 18: 29 .
4- بحار الأنوار 30: 98/232 .
5- في «ج_»: جدد له.

فيقال: يبغيه على على (علیه السّلام).

[22] إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّنْ سُلْطَانٍ

فيقول له إبليس: ويل لك، وتُبورٌ لك، أما عَلِمتَ أنَّ الله أمرني بالسُّجود لآدم فعصيته، وسألتُه أن يجعل لى سُلطاناً على محمّد وأهل بيته وشيعته فلم يُجبني إلى ذلك، وقال: ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ إِلَّا مَن اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ﴾(1)وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت: ﴿وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾(2) فمَنّتك به نفسك غُروراً، فتوقف بين يدي الخلائق. فقال له: ما الَّذي كان منك إلى عليّ وإلى الخلق الذى اتَّبعوك على الخلاف؟ فيقول الشيطان - وهو زُفَر - لابليس: أنت أمرتني بذلك.

فيقول له إبليس : فلم عصيت ربَّك وأطعتني ؟ فيرُدّ زُفَرَ عليه ما قال الله: ﴿إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّنْ سُلْطَانٍ﴾ [22] إلى آخر الآية(3).

[24] ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ

2267/ 9 - عن محمّد بن علي الحلبي، عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، في قول الله: ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [24]، قال: يعني النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) والأئمة من بعده هم الأصل الثابت، والفرع الولاية لمن دخل فيها(4).

10/2268 - عن محمد بن يزيد(5)، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله : ﴿وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾، فقال: رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أصلها، وأمير المؤمنين (علیه السّلام) فَرْعها، والأئمة من ذُريَّتهما أغصانها، وعلم الأئمة تمرها، وشيعتهم ورقها، فهل

ص: 405


1- الحجر 42:15 .
2- الأعراف 17:7 .
3- بحار الأنوار 30: 99/232 .
4- بصائر الدرجات: 1/80 ، بحار الأنوار 24: 8/141 .
5- في البصائر وتفسیر فرات: عمر بن یزید.

[25] تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا

ترى فيها فضلاً؟ قلت: لا.

قال: والله إنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، وإنَّه ليُولد فتُورِق ورقة فيها.

قال: قلت: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾؟ [25] قال: يعني ما يخرُج إلى الناس من علم الإمام في كُلِّ حينٍ يُسأل عنه(1).

11/2269 - عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السّلام): أنَّ عليها (علیه السّلام) قال في رجُل نَذَر أن يصومَ زَماناً. قال: الزمان خمسة أشهر، والحين ستَّة أشهر، لأنَّ الله يقول: ﴿تُؤْتِي أكْلَهَا كُلَّ حِينٍ﴾(2).

12/2270 - عن الحلبي، قال: سُئل أبو عبد الله (علیه السّلام) عن رجُل جَعَل الله عليه صوماً حيناً في شُكر. قال: فقال: قد سُئِل عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) عن هذا فقال: فليَهُم ستة أشهر، إنَّ الله يقول: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ والحِين ستَّة أشهر(3).

13/2271 - عن خالد بن جرير، قال: سُئل أبو عبد الله (علیه السّلام) عن رجل قال: الله علي أن أصوم حيناً، وذلك في شُكر. فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): قد أتي علي (علیه السّلام) مثل هذا، فقال: صم ستَّة أشهر، فإنَّ الله يقول: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ﴾ يعني ستَّة أشهر(4).

2272/14 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةٌ طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ﴾ الآيتان، قال: هذا مَثَل ضَرَبه الله لأهل

ص: 406


1- تفسیر فرات: 393/219، بصائر الدرجات: 4/79، و : 3/80، بحار الأنوار 24: 6/140 .
2- الكافي 4: 5/142 ، علل الشرائع: 1/387 ، بحار الأنوار 104: 57/228 .
3- وسائل الشيعة 10: 1/388، بحار الأنوار 104: 58/228 .
4- الكافي 4: 6/142، بحار الأنوار 104: 59/228.

بيت نبيه ولمن عاداهم، هو مثل كلمةٍ خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار(1).

[27] يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ

15/2273 - عن صفوان بن مهران، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنَّ الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا، فيأتيه عند موته، يأتيه عن يمينه وعن يساره، ليَصُدّه عما هو عليه، فيأبى الله له ذلك، وكذلك قال الله: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾(2) [27].

2274 / 16 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، قالا: إذا وُضِع الرجل في قبره أتاه ملكان: مَلَك عن يمينه، ومَلَك عن يساره، وأقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي خَرَج بين ظهرانيكم، يزعم أنه رسول الله ؟ فيَفْزَع لذلك فَرْعَة، ويقول إن كان مؤمناً: محمد رسول الله. فيقال له عند ذلك: نم نومةٌ لا حُلم فيها، ويُفسح له في قبره تسعة أذرع، ويرى مقعده من الجنّة، وهو قول الله: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الحَيَوَةِ الدُّنْيَا﴾ وإن كان كافراً قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول إنَّه رسول الله ؟ فيقول: ما أدري، فيُخلّى بينه وبين الشيطان(3).

17/2275 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): إن الميت إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره، يترحمون عليه، حتّى إذا انتهى إلى قبره. قالت الأرض له: مرحباً بك وأهلاً، والله لقد كنتُ أحبُّ أن يمشي علي مثلك، لا جَرَم لَتَرين ما أصنع بك، فيُوسع له مدّ بصره.

ص: 407


1- بحار الأنوار 9/142:24، و 67: 37.
2- من لا يحضره الفقيه 1: 363/80.
3- الكافي 3: 238 / 10 ، بحار الأنوار 6: 56/237.

ويدخُل عليه في قبره قعيدا القبر مُنكر ونكير، فيُلقى فيه الرُّوح إلى حقويه(1)، فيُقعدانه(2) ويسألانه فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: الله، فيقولان: وما دينك؟ فيقول: الإسلام. فيقولان: ومَن نبيّك ؟ فيقول: محمد (صلی الله علیه و آله و سلم). فيقولان : ومَن إمامك ؟ فيقول : علي (علیه السّلام)، فينادى مناد من السماء: صَدَق عبدي، افرشوا له في القبر من الجنّة، وألبسوه من ثياب الجنّة، وافتحوا له في قبره باباً إلى الجنة حتّى يأتينا وما عندنا خيرٌ له، ثم يقولان له: نَمْ نَوْمةً العَرُوس، نَم نَوْمةً لا حُلم فيها.

وإن كان كافراً أخرجت له ملائكة يُشيعونه إلى قبره يَلْعَنُونه، حتى إذا انتهى إلى الأرض قالت الأرض: لا مرحباً بك ولا أهلاً، أما والله لقد كنتُ أبغض أن يمشي علي مثلك، لا جَرَم لَتَرين ما أصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتى تلتقى جوانحه، ويدخُل عليه مَلَكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير.

قال: قلت له: جُعِلت فداك، يدخُلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة؟ فقال: لا، فيَقْعُدانه فيقولان له: من ربِّك ؟ فيقول: سَمِعتُ النّاس يقولون. فيقولان: لادريت(3)، فما دينك؟ فيقول : سَمِعتُ النّاس يقولون ويَتَلَجْلَج لسانه، فيقولان: لادريت، فمن نَبيّك ؟ فيقول : سَمِعتُ الناس يقولون ويتلجلج لسانه فيقولان: لادريت، فينادي مناد من السماء: كذب عبدي، افرشوا له في قبره من النار، وألبسوه من ثياب النار، وافتحوا له باباً إلى النار حتى يأتينا وماله عندنا شرّ له.

قال: ثمّ يضرِبانه بمِرْزبة(4) معهما ثلاث ضَرَبات ليس منها ضربة إلا يتطاير

ص: 408


1- الحقو: الخصر ومَشَدّ الإزار.
2- في «أ، ب»: فيقعد.
3- قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه): قوله (لا دريت) دعاء عليه، أو استفهام إنكاري، أي علمت وتمّت الحجة عليك في الدنيا، وإنما جحدت بشقاوتك. «بحار الأنوار 6: 265».
4- المِرْزبة: المطرقة الكبيرة تكسر بها الحجارة.

قبره ناراً، ولو ضُربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميماً.

قال أبو عبد الله (علیه السّلام): ويُسلّط عليه في قبره الحيات والعقارب تَنْهَشُه نَهْشاً، والشياطين تغمّه غمّاً، يسمع عذابه من خَلَقَ الله إلا الجن والإنس، وإنّه ليسمع خَفْق نِعالهم، ونَفْضَ أيديهم، وهو قول الله : ﴿يُثبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا﴾ قال: عند موته ﴿وَفِي الآخِرَةِ﴾ قال: في قبره ﴿وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ﴾(1).

18/2276 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان: مَلَك عن يمينه، ومَلَك عن شماله، وأقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نُحاس فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ قال: فيفزع لذلك فيقول إن كان مؤمناً: عن محمد تسألاني؟ فيقولان له عند ذلك: نم نومةٌ لا حُلم فيها، ويُفسح له في قبره سبعة أذرع، ويرى مَقْعَده من الجنَّة.

وإن كان كافراً قيل له: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول: ما أدري، ويخلى بينه وبين الشيطان، ويُضرب بمِرْزَيَّةٍ من حديد يسمع صوته كُلّ شيءٍ، وهو قول الله: ﴿يُنَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ﴾(2).

19/2277 - عن سويد بن غفلة عن عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام)، قال : إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة، مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنتُ عليك لحريصاً شحيحاً، فما عندك؟ فيقول: خذ منّي كفنك. فيلتفتُ إلى ولده فيقول: والله إني كنتُ لكم مُحبّاً، وإنِّي كنتُ عليكم

ص: 409


1- الكافي 3: 12/239، بحار الأنوار 6: 108/263.
2- بحار الأنوار 6: 56/237 .

لمحامياً، فماذا عندكم؟ فيقولون: نُؤدِّيك إلى حُفرتك ونواريك فيها. فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إنّي كنتُ فيك لزاهداً، وكنتَ عليّ ثقيلاً، فما عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حين أعرض أنا وأنت على ربِّك.

فان كان الله وليّاً أتاه أطيب الناس ريحاً، وأحسنهم رياشاً(1)، فيقول: أبشر بروح وريحان وجنَّة نعيمٍ، قَدِمْت خيرَ مَقْدَم. فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عَمَلُك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنَّة، وإنَّه ليعرف غاسله، ويُناشد حامله أن يُعجله.

فاذا أدخل قبره أتاه اثنان هما فنّانا القبر، يَجُران أشعارهما، ويبحثان الأرض بأنيابهما ، أصواتهما كالرَّعْد القاصف(2)، وأبصارهما كالبرق الخاطف، ثمّ يقولان: مَن ربُّك، وما دينك، ومَن نبيُّك ؟ فيقول: ربّي الله، وديني الإسلام، ونبتي محمّد . فيقولان: ثبَّنك الله فيما تحبُّ وترضى، وهو قول الله: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾ ثمّ يَفْسَحان له في قبره مدّ بصره، ثمَّ يفتحان له باباً إلى الجنَّة، ثمّ يقولان له: نَم قرير العين نوم الشاب الناعم، فانه يقول الله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾(3).

وأما إن كان لرَبِّه عدوّاً، فانه يأتيه أقبح مَن خَلَقَ الله رياشاً، وأنتنهم ريحاً، فيقول: أبشر بنُزُلٍ من حَمِيمٍ، وتصلية جحيم، وإنَّه ليَعْرِف عَاسِله ويُناشد حامِلَه أن يحبسه، فاذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر، فألقيا أكفانه، ثمّ قالا له: مَن ربُّك، وما دينك، ومَن نبيُّك ؟ فيقول: لا أدري. فيقولان: لادريت ولا هديت، فيضربان يأفوخه بمِرْزَيَّةٍ ضَربة ما خَلَقَ الله من دابَّةٍ إِلَّا تَدْعَر لها، ما خلا الثقلين، ثمَّ يُفْتَح له باب إلى النار، ثمَّ يقولان له: نَم َبشَرٌ حالِ فانّه من الضّيق مثل ما فيه القناة من

ص: 410


1- الرّياش: اللباس الفاخر.
2- قَصَف الرَّعد: اشتدَّ صَوتُه.
3- الفرقان 25: 24 .

الزُّج (1)، حتّى إن دِماغه ليخرُج ما بين ظُفْره ولحمه، ويُسلّط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها، فتنهشه حتَّى يَبْعَثه الله من قبره، وإنَّه ليتمنّى قيام الساعة ممّا هو فيه من الشرّ(2).

قال جابر(3): قال أبو جعفر (علیه السّلام): قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): إني كنتُ لأنظر إلى الغنم والإبل وأنا أرعاها، وليس من نبي إلا قد رعى، فكنت أنظر إليها قبل النبوة وهي مُتمكنة في المكينة(4) ماحولها شيءٌ ينشرها حتى تذعر فتطير. فأقول: ما هذا؟ وأعجب، حتى حدثني جَبْرَئِيل (علیه السّلام): إن الكافر يُضرب ضربة ما خلق الله شيئاً إِلَّا سَمِعها ويَدْعَر إلا الثَّقَلان، فعلمت أن ذلك إنَّما كان بضَرْبة الكافر، فنعوذُ بالله من عذاب القبر(5).

[28] الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار

2278/20 - عن عمرو بن سعيد، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار﴾ [28]، قال: فقال: ما تقولون في ذلك؟ فقلت نقول: هما الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المُغيرة.

فقال: بل هي قريش قاطبةً، إنّ الله خاطب نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال : إني قد فضلتُ قريشاً على العرب، وأنعمت عليهم نعمتي، وبعثتُ إليهم رسولاً فبدلوا نعمتي،

ص: 411


1- القناة: الرُّمح الأجوف، والزج: الحديدة في أسفل الرُّمح.
2- تفسير القمي 1: 369، أمالي الطوسي: 719/347 «نحوه»، بحار الأنوار 6: 26/224 و 27.
3- وقع جابر في إسناد هذا الحديث، كما هو واضح من المصادر المتقدمة، لكنه حذف من أسانيد العياشي، وقد جُعِل هذا الحديث مستقلاً في المطبوع، والصحيح أنه تابع لما قبله كما في الكافي.
4- أي في مكان استقرارها وتمكنها، ولعلّه تصحيف المكنة بمعنى المكان.
5- الكافي 3: 1/231 .

وكَذَّبوا رسولي(1).

21/2279 - وفي رواية زيد الشحام عنه الله (علیه السّلام)، قال : قلت له: بلغني أن أمير المؤمنين (علیه السّلام) سئل عنها، فقال: عنى بذلك الأفجرين من قريش: أُميّة ومَخْرُوم؛ فأما مَخْرُوم فقتلها الله يوم بدر، وأمّا أُميّة فمنعوا إلى حين.

فقال أبو عبدالله (علیه السّلام): عنى الله والله بها قريشاً قاطبة الذين عادوا رسول الله، ونصبوا له الحرب(2).

22/2280 - عن الأصبغ بن نباتة، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قول الله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً﴾، قال: قال: نحن نعمة الله التي أنعم الله بها على العباد(3).

23/2281- عن ذُريح، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين علي ، فسأله عن قول الله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ ، قال تلك قُريش بدلوا نعمة الله كُفراً، وكذبوا نبيهم يوم بدر(4).

24/2282- عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري، قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى (علیه السّلام) حين أدخل عليه: ما هذه الدار، ودار من هي؟ قال: الشيعتنا فترة، ولغيرهم فتنة. قال: فما بال صاحب الدار لا يأخُذها؟ قال: أخذت منه عامرةً، ولا يأخُذها إلا معمورة.

فقال: أين شيعتك ؟ فقرأ أبو الحسن (علیه السّلام): ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ

ص: 412


1- الكافي 77/103:8 «نحوه»، بحار الأنوار 9: 99/218، و 24: 21/55.
2- بحار الأنوار 24: 22/56 .
3- تفسير القمي 1: 86 الكافي 1: 1/169، بحار الأنوار 24: 18/55.
4- بحار الأنوار 24: 19/55 .

الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَة﴾(1).

قال له: فنحن كفار؟ قال: لا، ولكن كما قال الله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ فَغَضب عند ذلك، وغَلّظ عليه(2).

25/2283 - علي بن حاتم(3)، قال: وجدتُ في كتاب أبي، عن حمزة الزيات عن عمرو بن مرة، قال: قال ابن عباس لعمر : يا أمير المؤمنين، هذه الآية ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾؟

قال: هما الأفجران من قريش: أخوالي، وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين(4).

26/2284 - عن مسلم المشوب(5)، عن علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾، قال: هما الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة(6).

[31] وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَّةٌ

27/2285 - عن زُرعة، عن سماعة، قال: إنَّ الله فَرَض للفقراء فى أموال الأغنياء فريضةً لا يُحْمَدون بأدائها، وهي الزكاة، بها حقنوا دماءهم، وبها سمّوا مُسلِمين، ولكنَّ الله فَرَض فى الأموال حُقُوقاً غير الزكاة، وقد قال الله تبارك وتعالى : ﴿وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَّةٌ﴾ [31].

ص: 413


1- السنة 98: 1.
2- نور الثقلين 2: 87/544 .
3- في «أ، ب، ج»: محمد بن حاتم.
4- بحار الأنوار 24: 20/55.
5- بحار الأنوار 31: 25/524 .
6- في «أ»: مسلم المسوف.

[34] وَءَاتَاكُم مِّنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ

2286 / 28 - عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سَمِعتُه يقرأ هذه الآية ﴿وَءَاتَاكُم مِّنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ [34]، قال: ثم قال أبو جعفر (علیه السّلام): الثوب، والشيء الذي لم تسأله إيَّاه أعطاك(1).

[35] رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً وَأَجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ

29/2287 - عن الزهري، قال: أتى رجل أبا عبد الله (علیه السّلام) فسأله عن شيءٍ فلم يُجبه، فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك، فإنّك من أبناء عَبَدة الأصنام.

فقال له : كَذبت، إنَّ الله أمر إبراهيم أن يُنزل إسماعيل بمكة ففعل، فقال إبراهيم: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً وَأَجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ [35] فلم يعبد أحدٌ من ولد إسماعيل صَنَماً قَطّ، ولكن العرب عبدة الأصنام، وقالت بنو إسماعيل: هؤلاء شُفعاؤنا عِند الله، فكفرت ولم تعبد الأصنام(2).

[36] فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي

30/2288 - عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : مَن أحبَّنا فهو مِنّا أهل البيت. قلت: جعلت فداك منكم؟ قال: مِنا والله، أما سمعت قول إبراهيم (علیه السّلام): ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾(3)؟ [36].

2289 / 31 - عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : مَن اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت، قال: منكم أهل البيت؟ قال: مِنّا أهل البيت، قال فيها إبراهيم (علیه السّلام): ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى﴾.

قال عمر بن یزید: قلتُ له: من آل محمّد ؟ قال: إي والله من آل محمد، إي والله من أنفسهم، أما تسمع الله يقول: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ﴾(4).

ص: 414


1- بحار الأنوار 6: 11/6 .
2- بحار الأنوار 3: 10/252 .
3- نور الثقلين 2: 102/548 .
4- آل عمران 3: 68.

وقول إبراهيم (علیه السّلام): ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى﴾(1)؟

32/2290 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال : مَن تولى آل محمّد وقدّمهم على جميع الناس بما قدّمهم من قرابة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فهو من آل محمد لتوليه(2) آل محمّد، لا أنَّه من القوم بأعيانهم، وإنَّما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إياهم، وكذلك حَكَم الله في كتابه: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾(3). وقول إبراهيم : ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَن عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(4).

[37] إِنَّى أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بَوَادٍ غَيْرَ ذِي زَرْعٍ

2291 / 33- عن رجل ذكره عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله : ﴿إِنَّى أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بَوَادٍ غَيْرَ ذِي زَرْعٍ﴾ إلى قوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [37]، قال: فقال أبو جعفر (علیه السّلام): نحن ،هم، ونحن بقيّة تلك الذُّرّية(5).

34/2292- وفي رواية أخرى، عن حنان بن سدير، عنه (علیه السّلام): ونحن بقية تلك العترة(6).

35/2293 - عن الفضل بن موسى الكاتب، عن أبي الحسن من موسى بن جعفر (علیهما السّلام)، قال : إنَّ إبراهيم صلوات الله عليه لمّا أسكن إسماعيل صلوات الله عليه وهاجر مكة ودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لها إبراهيم (علیه السّلام): ما يُبكيكما فقد خلّفتكما في أحبّ الأرض إلى الله، وفي حرم الله ؟ فقالت له هاجر: يا إبراهيم، ما كنت أرى أنَّ نبياً مثلك يفعل ما فعلت؟ قال: وما فعلت؟ فقالت: إنَّك خلفت امرأةً

ص: 415


1- نور الثقلين 2: 103/548 .
2- في «ج_»: آل محمّد بمنزلة، وفي البحار: آل محمّد لمنزلته عند .
3- المائدة 5: 51 .
4- بحار الأنوار 68: 73/35 .
5- بحار الأنوار 23: 40/224 .
6- تفسير القمي 1: 371 عن حماد، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، بحار الأنوار 23: 41/224 .

ضعيفةً وغُلاماً ضعيفاً لا حيلة لهما، بلا أنيس من بَشَر ولا ماءٍ يظهر، ولا زَرع قد بَلَغ، ولا ضَرْعٍ يُحْلَب؟

قال: فرق إبراهيم (علیه السّلام)، ودمعت عيناه عندما سمع منها، فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام، فأخذ بعضادتي الكعبة، ثمّ قال: اللهم ﴿إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

قال أبو الحسن (علیه السّلام): فأوحى الله إلى إبراهيم (علیه السّلام) أن أصعد أبا قبيس(1) فنادِ فى الناس: يا معشر الخلائق، إنَّ الله يأمركم بحجّ هذا البيت الذى بمكة محرّماً من استطاع إليه سبيلاً، فريضةً من الله.

قال: فصَعِد إبراهيم (علیه السّلام) أبا قبيس، فنادى في الناس بأعلى صوته: يا معشر الخلائق، إنَّ الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة مُحرّماً من استطاع إليه سبيلاً، فريضةً من الله .

قال: فمد الله لإبراهيم (علیه السّلام) في صوته حتى أسمع به أهل المشرق والمغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطف، وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيامة، فهناك - يا فضل - وجب الحجّ على جميع الخلائق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم (علیه السّلام) يومئذ بالحج عن الله(2).

36/2294 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) ، قال : سمعته يقول: إن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن

ص: 416


1- أبو قُبَيْس: جبل مشرف على مكة. مراصد الإطلاع 3: 1066.
2- بحار الأنوار 12: 47/114 .

ذُريّته الحَرَم فقال: ربِّ ارزُقُهُم من الثَّمرات لعلهم يشكرون، فأمر الله تبارك وتعالى قطعة من الأردن حتى جاءت فطافت بالبيت سبعاً، ثم أمر الله أن تقول الطائف(1)، فسمّيت الطائف لطوافها بالبيت(2).

[37] فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوى إِلَيْهِمْ

2295/37 - عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوى إِلَيْهِمْ﴾ أما إنه لم يعن الناس كلهم، أنتم أولئك ونظراؤكم، أنَّما مثلكم الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض، ينبغي للناس أن يحبّوا هذا البيت ويُعظَّموه لتعظيم الله إيّاه، وأن يَلْقَونا حيث كنا، نحنُ الأدلاء على الله(3).

2296/ 38 - عن ثعلبة بن ميمون، عن مُيسّر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : إنَّ أبانا إبراهيم (علیه السّلام) كان ممّا اشترط على ربّه فقال: ربّ أجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم(4).

39/2297 - وفي رواية أخرى، عنه، قال: كنا في الفسطاط عند أبي جعفر (علیه السّلام) نحواً من خمسين رجلاً، قال: فجلس بعد سكوت كان منا طويل، فقال: ما لكم لا تَنْطِقون، لعلكم تَرَوْن أنّى نبي؟ لا والله ما أنا كذلك، ولكن لى قرابة من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قريبةٌ وولادةٌ، مَن وَصَلها وصله الله، ومَن أحبها أحبَّه الله، ومن أكرمها أكرمه الله، أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلةً؟ فلم يَتَكَلَّم أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال: تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حَرَماً، وجعل بيته فيها.

ص: 417


1- استظهر في حاشية «ج_»، كون العبارة هكذا: ثم أمر الله أن تنصرف وتقوم بالطائف.
2- علل الشرائع : 2/442 «نحوه»، بحار الأنوار 12: 31/109 ، وفي العلل: ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمّي الطائف، فلذلك سمّي الطائف.
3- بحار الأنوار 68: 9/85 .
4- بحار الأنوار 68: 10/86 .

ثم قال: أتدرون أي بقعة أفضل من مكة؟ فلم يتكلم أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ما بين الحَجَر الأسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم إبراهيم نفسه، الذي كان يَذُود فيه غَنَمه ويُصلّي فيه، فو الله لو أنّ عبداً صف قدميه في ذلك المكان، قام النهار مصلّياً حتّى يَجُنّه(1) الليل، وقام الليل مصلّياً حتى يَجُنّه النهار، ثمّ لم يعرف لنا حقنا أهل البيت وحرمتنا، لم يقبل الله منه شيئاً أبداً.

إنَّ أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربِّه أن قال: ﴿أجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ﴾ أما إنَّه لم يَقُل: الناس كُلّهم: أنتم أولئك رَحِمكم الله ونظراؤكم، إنَّما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض، ينبغي للناس أن يَحُجّوا هذا البيت، وأن يُعَظَّموه لتعظيمالله إيّاه، وأن يلقونا أينما كنا، نحن الأدلاء على الله(2).

40/2298- وفي خبر آخر: أتدرون أي بقعةٍ أعظم حُرمةً عند الله ؟ فلم يتكلّم أحدٌ، وكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك ما بين الرُّكن الأسود إلى باب الكعبة، ذلك حطيم إسماعيل الذي كان يَذُود فيه غنمه، ثم ذكر الحديث(3).

41/2299 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يَطُوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يَطُوفوا ثمّ يَنْفِروا إلينا فيُعْلِمُونا ولا يتهم، ويَعْرِضون علينا نصرتهم، ثم قرأ هذه الآية ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوى إِلَيْهِمْ﴾ ، فقال: آل محمد آل محمد، ثم قال: إلينا إلينا(4).

ص: 418


1- في «ج_»: يجيئه، وكذا التي بعدها.
2- بحار الأنوار 68: 11/86 .
3- بحار الأنوار 68: 11/86 .
4- الكافي 1: 1/322 إلى نهاية الآية، بحار الأنوار 68: 12/87 .

[38] رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا تُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ

42/2300 - عن الشري، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا تُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [38] شأن إسماعيل، وما أخفى أهل البيت(1).

[41] رب اغفر لي ولوَلَدَيّ

2301 / 43 - عن حريز بن عبد الله ، عمَّن ذكره، عن أحد هما (علیهما السّلام)، أنه كان يقرأ هذه الآية (رب اغفر لي ولوَلَدَيّ) [41] يعني إسماعيل وإسحاق(2).

44/2302- وفي رواية أخرى، عمَّن ذكره، عن أحدهما (علیهما السّلام) أنه قرأ ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ﴾، قال: آدم وحواء(3).

45/2303 - عن جابر، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ﴾، قال: هذه كلمة صحفها الكتاب، إنما كان استغفار إبراهيم (علیه السّلام) لأبيه عن مَوْعِدَةٍ وَعَدها إيَّاه، وإنما قال: (رب اغفر لي ولولدي) يعني إسماعيل وإسحاق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(4).

2304 / 46 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَتُوا الزَّكَوة﴾(5) إِنما هي طاعة الإمام، وطلبوا القتال، فلمّا كُتب عليهم القتال مع الحسين (علیه السّلام)، قالوا : ربَّنا لولا أخرتنا إلى أجل قريبٍ نُجِب دَعْوَتَكَ وَنَتَّبع الرُّسُل، أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (علیه السّلام)(6).

ص: 419


1- نور الثقلين 2: 119/552 .
2- بحار الأنوار 12: 23/74 .
3- بحار الأنوار 12: 24/74، وقد سقط من البحار نهاية هذا الحديث وبداية الحديث الآتي، فصارا حديثاً واحداً.
4- بحار الأنوار 12: 24/74.
5- النساء 4: 77 .
6- الكافى 8: 506/330 «قطعة منه».

[45] وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ

47/2305 - عن سعد بن عمر(1)، عن غير واحدٍ ممَّن حَضَر أبا عبد الله (علیه السّلام) ورجل يقول: قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن علي - ذكر دور العباسيين - فقال رجلٌ: أراناها الله خَرَاباً، أو خربها بأيدينا.

فقال له أبو عبدالله (علیه السّلام): لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم وأصحابه، أما سَمِعتَ الله يقول: ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾(2)؟ [45].

[46] وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالَ

2306/ 48 - عن جميل بن دَرّاج، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : ﴿وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالَ﴾[46] وإن كان مكر ولد العباس(3) بالقائم لَتَزُول منه قُلُوب الرجال(4).

49/2307 - عن الحارث، عن علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، قال : إن تُمْرُود أراد أن يَنظُر إلى مُلك السماء، فأخذ نُسُوراً أربعةً، فَرَيَّاهُنّ حتّى كُنَّ نِشاطاً، وجعل تابوتاً من خَشَبٍ، وأدخل فيه رجُلاً، ثمّ شدّ قوائم النسور بقوائم التابوت، ثمّ أطارهنَّ، ثم جعل في وسط التابوت عَمُوداً، وجعل في رأس العمود لحماً، فلما رأى النُّسُور اللحم طرن وطرن بالتابوت والرجُل، فارتفعن إلى السماء، فمكث ما شاء الله، ثمَّ إنَّ الرجل أخرج من التابوت رأسه، فنظر إلى السماء، فاذا هي على حالها، ونظر إلى الأرض، فاذا هو لا يرى الجبال إلا كالذَّر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء. فاذا هي على حالها، ونظر إلى الأرض فاذا هو لا يرى إلا الماء، ثم مكث ساعةً فَنَظَر إلى السماء فاذا هى على حالها، ونظر إلى الأرض فاذا هو لا يرى شيئاً، فلما

ص: 420


1- فى «ب»: سعد بن عمير.
2- بحار الأنوار 52: 95/347.
3- في نور الثقلين: مكر بني العباس.
4- نور الثقلين 2 : 130/553 ، وفي «ج_»: لتزول منه الجبال.

نزل اللحم إلى سفل العمود(1)، وطلبت النُّسُورُ اللحم، وسمعت الجبالُ هَدَة(2) النسور، فخافت من أمر(3) السماء، وهو قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالَ﴾(4).

[48] تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ

50/2308 - عن ثوير بن أبي فاختة، عن عليّ بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : ﴿تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ﴾ [48] يعني بأرض لم تكتسب عليها الذُّنوب، بارزة، ليس عليها جبال ولا نبات كما دَحاها أول مرّة(5).

51/2309 - عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ﴾، قال: تبدّل خُبزةً نقية يأكُل الناس منها حتى يُفرغ من الحساب، قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ﴾(6).

52/2310 - عن محمد بن هاشم، عمَّن أخبره، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قال له الأبرش الكلبي: بلغني أنك قلت في قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ أَنَّها تُبدَّل خُبزة؟

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): صَدَقوا ، تُبدَّل الأرض خُبزةً نَقيةٌ في المَوقِف، يأكلون منها، فضحك الأبرش وقال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخُبز؟ فقال: ويحك، في أيّ المنزلتين هم أشدّ شُغلاً وأسوأ حالاً، إذا هم في الموقف، أو في النار

ص: 421


1- استظهر في «ج_» كون العبارة: فلما رأى ذلك أسفل العمود.
2- في «ب، ج_» هزة.
3- في البحار: فإذا هو لا يرى شيئاً، ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه وما تحته ففزع فألقى اللحم فاتبعته النسور منقضات، فلما نظرت الجبال إليهنّ وقد أقبلن منقضات وسمعت حفيفهنّ فزعت وكادت أن تزول مخافة أمر.
4- بحار الأنوار 12: 36/43، تفسير البرهان 3: 10/318 .
5- بحار الأنوار 7: 39/110 .
6- بحار الأنوار 7: 40/110، والآية من سورة الأنبياء 21: 8.

يُعذبون؟ فقال: لا، في النار. فقال: ويحك، وإن الله يقول: ﴿لا كِلُونَ مِن شَجَرٍ مِنْ زَقُومٍ * فَمَالِمُونَ مِنْهَا البُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهيم﴾(1)، قال : فسكت(2).

53/2311 - وفي خبر آخر، عنه (علیه السّلام)، فقال: وهم في النار لا يُشغلون عن أكل الضَّريع وشُرب الحميم وهم في العذاب، فكيف يُشْغَلُون عنه في الحساب(3)؟

54/2312 - عن عبدالله بن سنان، عن عبدالله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ﴾، قال: تُبَدِّل خُبزةً نقيّةً، يأكل الناس منها(4) حتى يُفرغ من الحساب.

فقال له قائل: إنَّهم يومئذٍ في شغل عن الأكل والشرب ؟ فقال له: ابن آدم خُلق أجوف، لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشدّ شغلاً يومئذ، أم هم في النار وقد استغاثوا؟ فقال: ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْل﴾(5).

2313/55- عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول : لقد خلق الله في الأرض منذ خَلَقها سبعة عالمين، ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض فأسكنوها واحداً بعد واحدٍ مع عالمه، ثمّ خَلَقَ الله آدم أبا هذا البشر وخَلَقَ ذُريَّته منه، ولا والله ما خَلَت الجنَّة من أرواح المؤمنين منذ خَلَقها الله، ولا

ص: 422


1- الواقعة 56: 52 - 55 .
2- نحوه في المحاسن: 397/ 70، والكافي 6: 1/286، بحار الأنوار 7: 37/109، و 10: 5/156.
3- المحاسن: 397/ 70 ، الكافي 6: 1/286، بحار الأنوار 7: 37/109، و 5/156:10.
4- في «أ، ب»: بها.
5- المحاسن 69/397، والكافي 6: 4/286 عن زرارة عن أبي جعفر (علیه السّلام)، بحار الأنوار 7: 36/109 ، والآية من سورة الكهف 18: 29.

خلت النار من أرواح الكافرين منذ خلقها الله

لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة، وصيَّر الله أبدان أهل الجنَّة مع أرواحهم في الجنّة، وصيَّر أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، أنّ الله تبارك وتعالى لا يُعبد في بلاده، ولا يَخْلُق خَلْقاً يَعْبُدونه ويُوحدونه، بلى والله ليخلقنَّ الله خَلْقاً من غير فُحولة ولا إناث يَعْبُدونه ويُوحدونه ويعظمونه، ويَخْلُق لهم أرضاً تَحْمِلهم وسماءٌ تُظلّهم، أليس الله يقول: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ وقال الله: ﴿أَفَعَيِينَا بِالخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾(1).

ص: 423


1- الخصال: 45/358 ، بحار الأنوار 1/374:8 و 57: 1/319، والآية من سورة ق 15:50.

ص: 424

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

من سورة الحجر

[2] رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ

1/2314 - عن عبد الله بن عطاء المكي، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [2] قال: يُنادي مناد يوم القيامة، يُسمع الخلائق: أنه لا يدخُل الجنة إلا مسلم، ثمَّ يَوَدُّ سائر الخَلْق أنّهم كانوا مسلمين(1).

2/2315 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله (علیه السّلام): فثَمَّ يودَّ الخَلْق أنهم كانوا مسلمین(2).

2316 / 3 - عن بكر بن محمد الأزدي، عن عمه عبد السلام، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال: قال: یا عبد السلام، أحذر الناس ونفسك.

فقلت: بأبي أنت وأمّي، أما الناس فقد أقدر على أن أحذَرهم، فأما نفسي فكيف؟

قال: إن الخبيث المُسْتَرِق السمع يجيئك فَيَسْتَرق، ثمّ يخرُج في صُورة آدمي،

ص: 425


1- تفسير القمي 1: 372 «نحوه»، بحار الأنوار 7: 48/188، و 68: 236.
2- بحار الأنوار 7: 49/188.

فيقول: قال عبد السلام، فقلت: بأبي أنت وأمي، هذا ما لا حيلة له. قال: هو ذاك(1).

2317 / 4 - عن ابن وكيع عن رجل، عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): لا تسبوا الريح فانها بشرٌ(2) وإنّها نُذر، وإنّها لواقح، فاسألوا الله من له خيرها، وتعوّذوا به مِن شَرّها(3).

2318 / 5 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: الله رياح رحمةٍ لواقع، يَنْشُرها بين يدي رحمته(4).

[24] وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأْخِرينَ

2319/6 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأْخِرينَ﴾ [24]، قال: هم المؤمنون من هذه الأمة(5).

[28و29] إِنِّى خَالِقٌ بَشَراً مِّنْ صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَةٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ

7/2320 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): قال الله تعالى للملائكة: ﴿إِنِّى خَالِقٌ بَشَراً مِّنْ صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَةٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [28 و 29].

قال: وكان من الله ذلك تَقْدِمةٌ منه إلى الملائكة احتجاجاً منه عليهم، وما كان الله يغير ما بقوم إلا بعد الحُجّة عُذراً أو نذراً، فاغترف الله غُرفةٌ بيمينه - وكلتا يديه يمين(6) - من الماء العذب الفُرات، فَصَلْصَلها في كفّه فَجَمَدت، ثمّ قال: منك

ص: 426


1- بحار الأنوار 63: 62/220.
2- أي تُبشر بالمطر.
3- بحار الأنوار 60: 14/12.
4- بحار الأنوار 60: 15/12 .
5- بحار الأنوار 69: 25/174 .
6- قال المجلسي (رحمه الله علیه): لمّا كانت اليد كناية عن القدرة، فيحتمل أن يكون المراد باليمين القدرة على الرحمة والنعمة والفضل، وبالشمال القدرة على العذاب والقهر والابتلاء، فالمعنى: أنّ عذابه وقهره وإمراضه وإماتته وسائر المصائب والعقوبات لطفٌ ورحمة لاشتمالها على الحكم الخفيّة والمصالح العامة، وبه يمكن أن يفسر ما ورد في الدعاء: «والخير في يديك».

أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين، الأئمة المهديين، الدُّعاة إلى الجنَّة، وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالي ولا أسأل عما أفعل وهم يُسألون! ثمّ اغترف الله غُرفةً بكفّه الأخرى من الماء المِلْح الأجاج، فَصَلْصَلها في كَفَّه فَجَمَدت، ثمّ قال لها: منكِ أخلُق الجَبّارين والفراعنة والعتاة وإخوان الشياطين وأئمة الكفر، والدعاة إلى النار، وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالي، ولا أسأل عمّا أفعل، وهم يُسألون، واشترط في ذلك البداء فيهم، ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء الله فيهم، ثُمّ خَلَط الماء ين فى كفه جميعاً فَصَلْصَلَهما، ثمّ أكفأهما قدام عرشه وهما بلَّة من طين(1).

8/2321 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سألته عن قول الله تعالى: ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾، قال: رُوحٌ خَلَقَها الله ، فَنَفَخ في آدم منها(2).

2322/ 9 - عن محمّد بن أُوْرَمَة، عن أبي جعفر الأحول، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سألته عن الرُّوح التي في آدم لها في قوله: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ روحی﴾، قال: هذه رُوحٌ مَخْلُوقةٌ لله، والرُّوح التي في عيسى بن مريم مَخْلُوقةٌ لله(3).

10/2323 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ

ص: 427


1- تفسير القمي 1: 37، وعلل الشرائع: 1/105 ضمن حديث طويل، بحار الأنوار 5: 237/ 16.
2- بحار الأنوار 4: 12/13.
3- الكافي 1: 1/103، بحار الأنوار 4: 13/13.

وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُّوحِي﴾، قال: خَلَقَ خَلْقاً وخَلَق رُوحاً، ثمّ أمر المَلَك فَنَفَخ فيه، وليست بالّتي نَقصت من الله شيئاً، هي من قدرته تبارك وتعالى(1).

11/2324 - وفى رواية سماعة عنه (علیه السّلام): خَلَق آدم فَنَفَخ فيه. وسألته عن الرُّوح، قال: هي من قدرته مِن المَلَكُوت(2).

[36] أَنْظُرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

12/2325 - عن أبان، قال: قال أبو عبد الله (علیه السّلام): إنَّ عليَّ بن الحسين إذا أتى المُلْتَزم(3) قال: اللهم إنَّ عندي أفواجاً من ذُنُوبِ، وأفواجاً من خطايا، وعندك أفواج من رحمةٍ وأفواج من مَغْفرةٍ، يا من استجاب لأبغض خَلْقِهِ إليه إذ قال: ﴿أَنْظُرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [36] أسْتَجب لي، وأفعل بي كذا وكذا(4).

13/2326 - عن الحسن بن عطيَّة، قال: سَمِعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول: إن إبليس عبد الله في السّماء الرابعة في ركعتين سنة آلاف سنة، وكان إنظار الله إيَّاه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة(5).

[38-36] رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الله المُنظَرِينَ

2327 / 14 - عن وهب بن جُميع مولى إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول إبليس: ﴿رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الله المُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ﴾ [36 - 38] قال له وهب: جعلت فداك، أيّ يوم هو ؟

قال: يا وهب، أتحسَبُ أنّه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إنَّ الله أنظره إلى يوم

ص: 428


1- التوحيد: 6/172 عن عبد الكريم بن عمرو، بحار الأنوار 4: 8/12 .
2- بحار الأنوار 4: 14/13 .
3- المُلْتَزَم: هو ما بين الحَجّر الأسود والباب، من الكعبة المعظمة بمكة، ويقال له: المدعى والمُتَعَوَّذ.
4- بحار الأنوار 99: 9/196.
5- بحار الأنوار 63: 118/254.

يبعث فيه قائمنا، فاذا بَعَث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخُذ بناصيته فيضرب عُنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم(1).

[41] هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ

2328 / 15 - عن أبي جميلة، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أخيه، عن قوله تعالى: ﴿هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ [41] قال : هو أمير المؤمنين (علیه السّلام)(2).

[42] إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ

2329 / 16 - عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال: قلت: أرأيت قول الله: ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ﴾ [42] ما تفسير هذه الآية؟ قال: قال الله : إِنَّكَ لا تملك أن تدخلهم جنَّةٌ ولا ناراً(3).

17/2330 - عن عليّ بن النعمان، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ﴾، قال: ليس [له] على هذه العصابة خاصة سُلطان.

قال: قلتُ: وكيف - جُعلت فداك - وفيهم ما فيهم؟ قال: ليس حيث تذهب، إنّما قوله: ﴿لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ أن يُحبّب إليهم الكفر، ويُبغض إليهم الإيمان(4).

18/2331 - عن أبي بصير، قال: سمعت جعفر بن محمد (علیهما السّلام) وهو يقول: نحن أهل بيت الرحمة، وبيت النعمة، وبيت البركة، ونحن في الأرض بنيان، وشيعتنا عُرى(5) الإسلام، وما كانت دعوة إبراهيم (علیه السّلام) إلا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى

ص: 429


1- نحوه في دلائل الإمامة: 430/453، وتأويل الآيات 2: 12/509، بحار الأنوار 63: 119/254 .
2- نور الثقلين 3: 52/15 .
3- بحار الأنوار 63: 120/254.
4- المحاسن: 137/171، معاني الأخبار: 1/158، بحار الأنوار 63: 94/243.
5- في «ج_»: غرس.

يوم القيامة على إبليس، فقال: ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾(1).

19/2332 - عن أبي بصير، عنه (علیه السّلام)، قال : يؤتى بجهنَّم لها سبعة أبواب، بابها الأوّل للظالم وهو زُريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك، والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة ، فهم أبواب لمن اتبعهم(2).

[44] لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ

20/2333 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال: سأله رجل عن الجُزء وجُزء الشيء، فقال: من سبعة، إنَّ الله يقول في كتابه: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ﴾(3) [44] .

21/2334 - عن إسماعيل بن همام الكوفي، قال: قال الرضا (علیه السّلام) في رجل أوصى بجُزءٍ من ماله فقال: جُزء من سبعة، إنَّ الله يقول في كتابه: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ﴾(4).

[47] إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ

22/2335 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [47]، قال: والله ما عنى غيركم(5).

[47] وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ

23/2336 - عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال: سَمِعتُه يقول: أنتم والله الذين قال الله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ إنّما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين، عينين في الرأس، وعينين

ص: 430


1- بحار الأنوار 68: 75/35 .
2- بحار الأنوار 8: 57/30 و 97/232:30 .
3- بحار الأنوار 23/214:103.
4- التهذيب 9: 829/209، الاستبصار 4: 499/132، وسائل الشيعة 19: 13/384، بحار الأنوار 24/214:103.
5- بحار الأنوار 68: 76/36.

في القلب، ألا والخلائق كُلّهم كذلك، إلا أنّ الله فَتَح أبصاركم وأعمى أبصارهم(1).

2337 / 24 - عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : ليس منكم رجل ولا امرأةٌ إلا ومَلائكة الله يأتونه بالسلام، وأنتم الذين قال الله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾(2).

2338/25 - عن محمّد بن القاسم، عن أبي عبدالله (علیه السّلام) ، قال : إنَّ سارة قالت لإبراهيم (علیه السّلام): قد كَبِرتَ فلو دعوت الله أن يرزقك ولداً فَتَقَرّ أعيننا، فانّ الله قد اتَّخذك خليلاً، وهو مُجيب دَعْوَتك إن شاء الله، فسأل إبراهيم (علیه السّلام) ربَّه أن يَرْزُقه غُلاماً عَليماً، فأوحى الله إليه أنى واهب لك غُلاماً عَليماً، ثمّ أبلوك فيه بالطاعة لي.

قال أبو عبدالله (علیه السّلام): فمكث إبراهيم (علیه السّلام) بعد البشارة ثلاث سنين، ثمّ جاءته البشارة من الله باسماعيل مرَّةً أخرى بعد ثلاث سنين(3).

26/2339 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : قلت له : أصلحك الله ، أكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يتعوذ من البخل ؟ قال: نعم يا أبا محمد، في كُلّ صباح ومساء، ونحن نعوذ بالله من البُخْل، إن الله يقول في كتابه: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأَوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾(4) وسأنبتك عن عاقبة البُخْل ، إنَّ قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشِحّاء على الطعام، فأعقبهم الله داءً لا دواء له في فُرُوجهم.

قلت: وما أعقبهم؟ قال: إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت المارة تنزل بهم فيُضيفونه، فلمّا أن كثر ذلك عليهم ضاقوا به

ص: 431


1- الكافى 8: 14 / 260، بحار الأنوار 68: 77/36 و 70: 35/58 .
2- بحار الأنوار 68: 78/36 .
3- بحار الأنوار 12: 16/131 .
4- الحشر 59: 9، التغابن 64: 16 .

ذرعاً وبُخلاً ولُوْماً، فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الصيف فَضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنَّما كانوا يفعلون ذلك بالضَّيف حتّى تنكل النازلة عليهم، فَشاع أمرُهم في القُرى، وحذرتهم المارّة، فأورثهم البخل بلاءً لا يَدْفَعُونه عن أنفسهم في شهوة بهم إليه، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، ويُعطونهم عليه الجُعل، فأيّ داءٍ أدأى من البخل، ولا أضرّ عاقبةً، ولا أفحش عند الله !

قال أبو بصير: فقلتُ له: أصلحك الله، هل كان أهل قرية لُوط كُلّهم هكذا مُبْتَلين؟ قال: نعم، إلا أهل بيت من المسلمين، أما تسمع لقوله: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ المُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المُسْلِمِينَ﴾(1)؟

ثمّ قال أبو جعفر (علیه السّلام): إن لُوطاً ليث مع قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى الله ويُحَذِّرهم عقابه، قال: وكانوا قوماً لا يتنظّفون من الغائط، ولا يتطهرون من الجنابة، وكان لُوط وآله يتنظّفون من الغائط، ويتطهرون من الجنابة، وكان لُوط، ابن خالة إبراهيم، وإبراهيم ابن خالة لوط، وكانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط، وكان إبراهيم ولُوط نبيين (علیهما السّلام) مُرسَلين مُنذِرَين، وكان لُوط رجلاً سخياً كريماً يُقري الضيف إذا نزل به ويُحذِّره قومه.

قال: فلمّا أن رأى قوم لوط ذلك قالوا: إنا ننهاك عن العالمين، لا تُقرِ ضيفاً نزل بك، فانَّك إن فعلت فَضَحْنا ضَيفَك وأخزيناك فيه، وكان لُوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك أن لُوطاً كان فيهم لا عشيرة له.

قال: وإن لُوطاً وإبراهيم لا(2) يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، وكانت لإبراهيم ولُوط منزلةٌ من الله شريفةٌ، وإنَّ الله تبارك وتعالى كان إذا هم بعذاب قوم

ص: 432


1- الذاريات 51: 35 و 36 .
2- (لا) ليس في العلل والبحار.

لُوط أدركته فيهم مودة إبراهيم وخُلّته ومحبّة لُوط ، فيُراقبهم فيه، فيُؤخّر عذابهم.

[58-20] قال إنَّا مِنكُم وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَل إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عليمٍ

قال أبو جعفر (علیه السّلام): فلما اشتد أسف الله على قوم لوط، وقدر عذابهم وقضاء، أحب أن يُعوّض إبراهيم (علیه السّلام) من عذاب قوم لوط بغلام حليم، فيسلي به مُصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رُسلاً إلى إبراهيم (علیه السّلام) يُبشرونه باسماعيل، فدخلوا عليه ليلاً، فَفَزِعَ منهم، وخاف أن يكونوا سُرّاقاً.

قال: فلمّا أن رأته الرُّسل فَزِعاً وَجِلاً ، ﴿قالوا سلاماً قال سلام﴾(1)، ﴿قال إنَّا مِنكُم وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَل إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عليمٍ﴾ . قال أبو جعفر (علیه السّلام): والغُلام الحليم هو إسماعيل من هاجر. فقال إبراهيم للرُّسل: ﴿أبَشَّرْتُمُونِي عَلى أنْ مَسَّنِي الكبرُ فَيمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرنَاكَ بالحَقِّ فَلا تَكُن مِن القانطين﴾.

فقال إبراهيم (علیه السّلام)اللرُّسل: (فما خَطْبُكم﴾ بعد البشارة؟ ﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلنَا إلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾ [52-58] قوم لُوطٍ، إنَّهم كانوا قوماً فاسقين، لتنذرهم عذاب رب العالمين.

[65-61] فَلمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ المُرسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنْكَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاك بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمتَرُونَ

قال أبو جعفر (علیه السّلام): فقال إبراهيم للرُّسُل : ﴿إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحُن أعلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهلَهُ إِلَّا أَمْرَأَتَهُ كَانَت مِنَ الغَابِرِينَ﴾(2). قال: ﴿فَلمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ المُرسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنْكَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاك بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمتَرُونَ﴾. يقول: من عذاب الله، لننذر قومك العذاب(3)، ﴿فأسر بأهلك﴾ يا لوط، إذا مضى من يومك هذا سبعة أيام ولياليها ﴿بقطع مِّنَ الَّيلِ﴾ [61 - 65]، ﴿ولَا يَلتَفِت مِنْكُم

ص: 433


1- هود: 69/11.
2- العنكبوت: 32/29.
3- في العلل والبحار: كانوا فيه قومك من عذاب الله يمترون، وأتيناك بالحق لتنذر قومك العذاب وإنا لصادقون.

أَحَدٌ إِلَّا أَمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُم﴾(1)، قال أبو جعفر (علیه السّلام): فقضوا(2) إلى لوط ﴿ذَلِكَ الأَمر أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقطوع مُصْبِحِينَ﴾[66] .

[66] ذَلِكَ الأَمر أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقطوع مُصْبِحِينَ

قال أبو جعفر (علیه السّلام): فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر، قدّم الله رُسُلاً إلى الله إبراهيم يُبسّرونه باسحاق، ويُعزّونه بهلاك قوم لوط، وذلك قول الله في سورة هود: ﴿وَلَقَدْ جَائتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْل حنيذ﴾ يعني ذكيّاً مَشوِياً نَضيجاً ﴿فَلَمَّا رَءًا أَيْدِيَهُم لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَأَمْرَأَتَهُ قَائِمَةٌ﴾ قال أبو جعفر (علیه السّلام): إنَّما عنى امرأة إبراهيم سارة قائمة فبشّروها ﴿بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزُ إلى قوله: ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ مجِيدٌ﴾(3).

قال أبو جعفر (علیه السّلام): فلما أن جاءت البشارة باسحاق، ذهب عنه الرَّوْع، وأقبل يُناجي ربه في قوم لوط، ويسأله كشف العذاب عنهم، قال الله تعالى: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ ءَاتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ﴾(4) بعد طلوع الشمس من يومي هذا محتوم غير مردود(5).

[56] وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُونَ

2340 / 27 - عن صفوان الجمال، قال: صليت خلف أبي عبد الله (علیه السّلام) فأطرق ثمَّ :قال اللهم لا تُقْنِطني من رحمتك، ثمّ جَهَر فقال: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُونَ﴾(6) [56].

ص: 434


1- هود 81:11 .
2- في «ج_»: فقصّوا.
3- هود 11: 69 - 73 .
4- هود 11: 76 .
5- علل الشرائع 4/548 ، بحار الأنوار 12: 1/147.
6- بحار الأنوار 86: 34/30.

[75] إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ

28/2341 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [75] قال: هم الأئمة، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): اتقوا فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾(1).

[75و76] إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمِ

29/2342 - عن أسباط بن سالم، قال: سأل رجل من أهل هيت(2) أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمِ﴾ [75 و 76] قال: نحن المُتَوسّمون، والسبيل فينا مقيم(3).

2343 / 30 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، رفعه، في قوله: ﴿لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾، قال: هم آل محمّد الأوصياء (علیهم السّلام)(4).

31/2344 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): إن في الإمام آيةً للمتوسمين : وهو السبيل المقيم، ينظُرُ بنُور الله، وينطِقُ عن الله، لا يعزُبُ عنه شيءٌ مما أراد(5).

2345 / 32 - عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر (علیه السّلام): بينما أمير المؤمنين (علیه السّلام) جالس في مسجد الكوفة، قد أحتبى بسيفه، وألقى بُرْنُسه(6) وراء

ص: 435


1- بصائر الدرجات: 4/375 ، و 377/ 11 ، الكافي 1: 3/170، الإختصاص: 306، 11/377، شواهد التنزيل 1: 324 450، بحار الأنوار 24: 18/131.
2- هيت: هي بلدة على الفرات فوق الأنبار، وهي أيضاً من قرى حوران من أعمال دمشق. معجم البلدان 5: 482.
3- بصائر الدرجات: 377/ 12 ، الكافي 1: 2/170، الإختصاص: 303، بحار الأنوار 20/131:24.
4- بحار الأنوار 24: 4/126.
5- بحار الأنوار 24: 5/126.
6- احتبى احتباء: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند، والبُرنُس: قَلَنْسُوة طويلة كانت تُلبس في صدر الإسلام، وكل ثوب رأسه ملتزق به.

ظهره، إذ أنته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة فغَضبت، فقالت: لا والله ما هو كما قضيت، لا والله ما تقضي بالسويَّة، ولا تعدِلُ في الرعيّة، ولا قضيّتك عند الله بالمرضيّة.

قال : فنَظَر إليها أمير المؤمنين (علیه السّلام) فتأمَّلها ، ثمّ قال لها: كَذَبَتِ يا جَريَة يا بذية يا سَلْسَع يا سَلْفَع(1)، أيا التي تحيضُ من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربةً وهي تُوَلُّول وتقول: يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلاثاً.

قال: فلحقها عمرو بن حريث، فقال لها : يا أمة الله أسألك. فقالت: ما للرجال وللنساء في الطرقات؟ فقال: إنَّك استقبلت أمير المؤمنين عليّاً بكلامٍ سَرَرتني به، ثمَّ قَرّعك أمير المؤمنين بكلمةٍ، فوليت مولولةً؟ فقالت: إن ابن أبي طالب والله استقبلني فأخبرني بما هو في وبما كَتَمتُه من بَعْلي منذ ولي عصمتي، لا والله ما رأيتُ طَمْناً قَطُّ من حيث تراه النساء.

قال فرَجَع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) فقال له : والله يا أمير المؤمنين ما نَعْرِفك بالكهانة ؟ فقال له: وما ذلك يا بن حريث؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، إن هذه المرأة ذكرت أنَّك أخبرتها بما هو فيها، وأنها لم تَرَ طَمْناً قَطُّ من

حيث تراه النساء.

فقال له: ويلك يا بن حريث، إنَّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، وركب الأرواح في الأبدان، فكتب بين أعينها كافر ومؤمن، وما هي مبتلاة به إلى يوم القيامة، ثمّ أنزل بذلك قرآناً على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال: ﴿إِنَّ وله الله فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ فكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) المتوسم، ثم أنا من بعده، ثمّ الأوصياء من ذريتي من بعدي، إني لما رأيتها تأملتها، فأخبرتها بما هو فيها، ولم

ص: 436


1- البذيّة: الفحاشة ، والسَّلْفَع: الصحابة السيئة الخُلق

أكذب(1).

2346 / 33 - عن سورة بن كُليب، قال : سَمِعتُ أبا جعفر (علیه السّلام) يقول : نحن المثاني(2) التي أعطي نبينا(3).

[87] وَلَقَدْ مَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي

2347 / 34 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام) ، قال : سألته عن قوله : ﴿وَلَقَدْ مَاتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي﴾ [87]، قال : فاتحة الكتاب يُثنى فيها القول(4).

35/2348 - عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (علیه السّلام)، قال : قال : إذا كانت لك حاجةٌ فاقرأ المثاني وسورةً أخرى، وصَلِّ رَكْعتين، وأدعُ الله.

قلت: أصلحك الله، وما المثاني ؟ فقال : فاتحة الكتاب، ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾(5).

2349 / 36 - عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : سمعته يقول: نحن الله المثاني التي أعطي نبينا، ونحن وجه الله في الأرض، نتقلب بين أظهركم(6)، عَرَفنا من عرفنا، ومن أنكرنا فأمامه اليقين(7).

ص: 437


1- بصائر الدرجات: 2/374 «نحوه»، الإختصاص: 302، شواهد التنزيل 1: 451/324 «نحوه»، بحار الأنوار 24: 29 /14 و 15.
2- قال الصدوق (رحمه الله علیه): نحن المثاني، أي نحن الذين قرننا النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) إلى القرآن، وأوصى الله بالتمسك بالقرآن وبنا، فأخبر أمته بأن لا نفترق حتى ترد عليه حوضه.
3- بصائر الدرجات: 2/86، والتوحيد: 150 عن بعض أصحابه عن أبي جعفر (علیه السّلام)، تفسير القمي 1: 377 .
4- بحار الأنوار 21:85 / 10 ، و 92: 24/235.
5- بحار الأنوار 85: 20/ 10 و 91: 10/348، و 92: 25/236 ، والآيتان من سورة الحمد 1: 1 و 2.
6- في «أ، ب»: أظهرهم.
7- نحوه في بصائر الدرجات: 4/85، وتفسير القمي 1: 377، والكافي 1 : 3/111، والتوحيد : 6/150، بحار الأنوار 24: 3/116، وفى «ج_ ، ه_»: من عرفنا فأمامه اليقين، ومن أنكرنا فأمامه السعير.

37/2350 - عن يونس بن عبد الرحمن، عمَّن ذكره، رفعه، قال: سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَانَ العَظِيمَ﴾، قال : إنَّ ظاهرها الحمد، وباطنها ولد الولد، والسابع منها القائم (علیه السّلام)(1).

2351/ 38 - قال حسان العامري: سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿وَلَقَدْ اتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَانَ العَظِيمَ﴾، قال: ليس هكذا تنزيلها(2)، إنما هي (ولقد آتيناك سبع مثانی) نحن هم (والقرآن العظيم) ولد الولد(3).

2352/ 39 - عن القاسم بن عُروة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قول الله: ﴿وَلَقَدْ اتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَانَ العَظِيمَ﴾، قال: سبعة أئمة والقائم (علیه السّلام)(4).

40/2353 - عن السُّدي، عمَّن سَمِع عليّاً (علیه السّلام) يقول: ﴿سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي﴾ فاتحة الكتاب(5).

41/2354 - عن سماعة ، قال : قال أبو الحسن (علیه السّلام): ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالقُرْءَانَ العَظِيمَ﴾، قال: لم يُعْطَ الأنبياء إلا محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم)، وهم السبعة الأئمة الذين يدور عليهم الفلك(6)، والقرآن العظيم محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)(7).

ص: 438


1- بحار الأنوار 24: 6/117، و 92: 26/236 .
2- أي ليس معناها ما ظننت .
3- بحار الأنوار 24: 7/117 .
4- بحار الأنوار 24: 8/117.
5- بحار الأنوار 92: 27/236 .
6- احتمل المجلسي (رحمه الله علیه) هذا الخبر من روايات الواقفية، أو أن يكون المراد بالسابع السابع من الصادق (علیه السّلام).
7- بحار الأنوار 24: 9/117.

[88] لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ

42/2355 - عن حماد، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (علیهما السّلام)، في قول الله تعالى: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ﴾ [88].

قال: إنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نَزَل به ضيقة، فاستسلف من يهودي، فقال اليهودي: والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية(1)، فعلى ما أُسلفه؟ فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): إني لأمين الله في سمائه وأرضه، ولو اتمنني على شيء لأديته إليه، قال: فبعث بدَرَقةٍ(2) له فرهنها عنده، فنزلت عليه: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلَى مَا مَتَّعْنَا بهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الحَيَوةِ الدُّنْيَا﴾(3).

[91] الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْءَانَ عِضِينَ

43/2356 - عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (علیهما السّلام)، قال : في قوله ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْءَانَ عِضِينَ﴾ [11]، قال: هم قریش(4).

44/2357 - عن زرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (علیهما السّلام)، عن قوله: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْءَانَ عِضِينَ﴾، قال : هم قُريش(5).

[94] فَأَصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ

45/2358 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، في قوله: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾(6)، قال: نَسَخَتْها ﴿فَأَصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾(7)[94] .

46/2359 - عن أبان بن عثمان الأحمر، رفعه، قال: كان المستهزئون خمسة من قريش: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والحارث بن

ص: 439


1- الثاغية : الشاة، والراغية: الناقة.
2- الدرقة: تُرسٌ من الجلد.
3- بحار الأنوار 9: 101/219، والآية من سورة طه 20: 131.
4- نور الثقلين 3: 119/31 .
5- بحار الأنوار 9: 102/219 ، و 31: 2/573.
6- الإسراء 17: 110 .
7- بحار الأنوار 9: 103/219.

[95] إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِمِينَ

حنظلة، والأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، والأسود بن المطلب بن أسد فلمّا قال الله تعالى: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِمِينَ﴾ [95] علم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قد أخْزَاهم، فأماتهم اللهُ بشَرٌ مِيتات(1).

2360 / 47- عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : اكْتَتَم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بمكة سنين ليس يظهر، وعلي (علیه السّلام) معه وخديجة، ثمّ أمره الله أن يَصْدَع بما يُؤمَر فظهر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فإذا أتاهم قالوا: كذاب، امض عنّا(2).

تم بعون الله وحسن توفيقه الجزء الثاني من كتاب التفسير

لمحمّد بن مسعود العياشي، ويليه الجزء الثالث

ويبدأ بتفسير سورة النحل

ص: 440


1- بحار الأنوار 9: 104/219، و 18: 8/55.
2- بحار الأنوار 19: 10/18.

فهرس المحتوى

من سورة المائدة ... 3

[1] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ... 4

[1] أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ ... 5

[2] لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الحَرام ... 6

[3] إلا مَا ذَكَّيْتُمْ ... 8

[3] المُنْخَنِقَةُ وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ... 9

[3] اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَأَخْشَوْنِ ... 9

[3] اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً ... 9

[4] وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الجوارح مُكَذِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ ... 10

[5] وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ... 13

[5] وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ ... 13

[5] وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ... 13

[5] وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ... 14

[6] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ... 16

[6] وَإِنْ كُنتُمْ مُرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لَا مَسْتُمُ النِّسَاءَ ... 23

ص: 441

[6] مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِّن حَرَج ... 23

[21] ادْخُلُوا الْأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ ... 24

[22 - 26] قالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا ... 25

[27] وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا ... 32

[32] مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ... 37

[33] إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... 39

[3] وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا ... 43

[28 و 39] وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ... 44

[41] أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ... 49

[44] إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدى وَنُورُ ... 50

[44] إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ... 51

[44] وَمَنْ لَّمْ يَحْكُمْ بمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ... 51

[45] فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةً لَّهُ ... 53

[47] وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ... 53

[48] فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ الله ... 54

[50] وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ... 54

[52] عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا ... 54

[53] أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ... 55

[54] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدُّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ... 55

[55] إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ ... 56

[56] فَإِنَّ حَزْبَ اللَّهِ هُمُ الغَالِبُونَ ... 59

[63] لَوْلَا يَنْهَهُمُ الرَّيَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ ... 60

[64] بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ... 60

ص: 442

[64] قَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ... 60

[64] كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْب أَطْفَاهَا الله ... 60

[66] وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِّنْ رَّبِّهِمْ ... 61

[66] مِنْهُمْ أُمَّةً مُّقْتَصِدَةً وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ... 61

[67] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلْغْتَ رِسَالَتَهُ ... 62

[68] يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُم عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ... 66

[71] وَحَسِيبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ ... 66

[72] مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ... 67

[75] وَأُمُّهُ صِدِّيقَةُ كَانَا يَأْكُلان الطعام ... 67

[78] لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ... 67

[79] كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ... 67

[82] ذَلِكَ بِأَنْ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ... 67

[87] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ... 68

[89] لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ... 68

[89] مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... 69

[93] لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ... 75

[94] لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُه أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ... 77

[95] لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وأَنْتُمْ حُرُمُ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مَّتَعَمِّداً فَجَزَاءً مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَم ... 77

[95] يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ ... 78

[95] وَمَن قَتَلهُ مِّنْكُمْ مُّتَعَمِّداً فَجَزاءُ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ذَلِكَ صِيَاماً ... 79

[95] وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ... 80

[96] أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ ... 81

[97] جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ ... 81

ص: 443

[101 و 102] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْتَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ ... 82

[103] مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ... 82

[106-108] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ ... 83

[109] يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلُ فَيَقُولُ مَا ذَا أُجِيتُمْ قَالُوا لا علم لنا ... 85

[111] إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِيِّينَ ... 85

[112] هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ... 85

[116] أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ أَتَّخِذُونِي وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... 86

[116] تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوب ... 87

من سورة الأنعام ... 89

[1] الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور ... 90

[2] ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُّسَمّى عِنْدَهُ ... 90

[9] وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسُونَ ... 92

[19] قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ... 92

[19] وَأُوحِيَ إِلَى هَذَا الْقُرمَانُ لأُنْذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ... 93

[23] وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ... 93

[27و28] يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبُ بِايَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ... 96

[33] فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِايَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ... 97

[44 و 45] فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا ... 97

[54] كَتَبَ رَبُّكُم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ ... 99

[59] وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ... 99

[62] رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَهُمُ الحَقِّ ... وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ ... 100

[68] وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي مَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ... 100

ص: 444

[4] وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءَازَرَ ... 101

[75] وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَليَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ ... 101

[77] لَيْنْ لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ... 103

[79] إِنِّى وَجْهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً ... 103

[77] قال هَذَا رَبِّي ... 103

[82] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظلم ... 104

[84] وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلَّا هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ... 106

[84] وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ... 106

[80] وَيَحْيَى وَعِيسَى ... 107

[89] فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكُلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ... 107

[10] أَوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهدَ هُمُ اقْتَدِة ... 108

[11] قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ ... 109

[93] أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ... 109

[13] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ أفتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَى وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ... 109

[93] اليَومَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ ... 110

[95] فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى ... 110

[98] هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعُ ... 111

[101] بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ... 113

[103] لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ... 114

[108] وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ ... 114

[110] وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ... 114

[115] وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ... 115

[118] فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ... 115

ص: 445

[121] وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ أَسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ... 116

[121] وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ... 116

[122] أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ... 117

[129] وَكَذلِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ... 118

[125] فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ ... 118

[125] كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ... 119

[141] وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ... 119

[143] وَمِنَ الإِبِلِ أَثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ أَثْنَيْنِ ... 123

[143 و 144] مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ أَثْنَيْنِ قُلْ ءَ الذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ ... 124

[145] قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَى مُحَرَّماً عَلَى طَاعِم يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةُ ... 125

[151] قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ... 127

[151] الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ... 127

[153] وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ ... 127

[108] يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ... 128

[159] إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً ... 129

[160] مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ... 129

[165] دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ... 133

من سورة الأعراف ... 135

[1] المص ... 135

[3] اتَّبِعُوا ما أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أُولِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ... 137

[12] خَلَقتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ... 137

[16 و 17] لأقعُدَنَّ لَهُم صِرَاطَكَ المُستَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَين أيديهم ... 137

ص: 446

[20] مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ ... 138

[22] بَدَت لَهُمَا سَوءَاتُهُمَا ... 140

[27] يا بَنِي آدَمُ ... 140

[28] وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ... 140

[29] وَأقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِد ... 141

[31] خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ ... 142

[31] وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسرِفِينَ ... 142

[32] قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهُ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ... 144

[33] إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ... 145

[34] إِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَستَقْدِمُونَ ... 147

[40] إنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِنَايَاتِنَا واستَكبَرُوا عَنهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُم أبْوَابُ السَّمَاءِ ... 147

[44] فَأَذْنَ مُؤَذِّنُ بَينَهُم أَن لَّعَنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ... 147

[46] وعلى الأعْرَافِ رِجَالُ يَعرِفُونَ كُلَّا بِسِيمَاهُم ... 147

[47] رَبَّنَا لَا تَجْعَلنَا مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ ... 149

[46] لَم يَدخُلُوهَا وَهُم يَطْمَعُونَ ... 149

[50] أفيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أو مِمَّا رَزَقَكُمُ الله ... 149

[56] لا تُفسدوا فِي الْأَرْضِ بَعدَ إِصْلَاحِهَا ... 150

[71] انتظرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّن المُنتَظِرِينَ ... 150

[80] أتأتونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ ... 153

[81] إنكم لتَأْتُونَ الرِّجَالِ شَهِوَةٌ مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ... 153

[99] فَلَا يَأْمَنُ مَكَرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخَاسِرُونَ ... 154

[102] وَمَا وَجَدنًا لأكثَرِهِم مِّن عَهْدٍ وإِن وَجَدَنَا أَكثَرَهُم لَفَاسِقِينَ ... 154

[111] أرجِه وَأَخَاهُ ... 156

ص: 447

[128] إِنَّ الأرضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِه وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ... 157

[134] لَئِن كَشَفتَ عَنَّا الرّجزُ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ... 157

[142] وَواعَدنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيلَةٌ وأَتمَمنَاهَا بِعَشْرٍ ... 158

[143] قَالَ سُبحَانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ ... 159

[146] سَأَصْرِفُ عَن وَآيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ... 161

[148] اتَّخَذَ قَومُ مُوسَى مِن بَعدِهِ مِن حَلِيهِم عِجلاً جَسَداً له خُوَارٌ ... 163

[152] إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجْلَ سَيْنَا لَهُم غَضَبٌ مِّن رَبِّهِم وَذِلَّةٌ فِي الحَياةِ الدُّنْيَا .. 163

[155] إِن هِيَ إِلَّا فِتنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهدِى مَن تَشَاءُ ... 164

[157] يَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِنَدهُم فِي الدُّورَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ ... 164

[157] فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزْرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ... 164

[109] وَمِن قوم مُوسى أُمَّةً يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ... 165

[164 و 165] لم تَعِظُونَ قوما الله مُهلِكُهُم أو مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيداً ... 167

[169] أَلَم يُؤخَذ عَلَيهِم مِّيثَاقُ الكِتابِ أَن لَّا يَقُولوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ ... 169

[171] خُذُوا مَا مَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ ... 170

[172] وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم ... 170

[175] اتيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنهَا فأتبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ ... 176

[180] وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الحُسْنَى فَادعُوهُ بِهَا ... 176

[181] وَمِمَّن خَلَقنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ... 176

[188] وَلَو كُنتُ أعلمُ الغَيب لاستكثرتُ منَ الخَيرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ ... 177

[190] فَلَمَّا اتَاهُما صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا وَاتَاهُمَا ... 177

[199] خُذِ العفو وأمُر بِالعُرفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ ... 178

[201] إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسْهُم طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ... 178

[204] وَإذا قُرِئ القُرانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأنصِتُوا لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ ... 179

ص: 448

[205] وَاذكُر رَّبِّكَ في نَفسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ... 179

من سورة الأنفال ... 181

[1] يَستَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول ... 183

[7 و 8] وَإِذ يَعِدُكُم الله إحدى الطابقتين أنَّهَا لَكُم ... 186

[11] وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ليُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطان ... 186

[12] إذ يُوحِي رَبُّكَ إلى المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُم ... 187

[11] وَيُذْهِبَ عَنكُم رِجْزَ الشَّيْطَانِ ... 187

[11] وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ ... 187

[15 و 16] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحفاً ... 187

[16] إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أو مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ ... 188

[17] وَمَا رَمَينَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ... 188

[24] واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ ... 189

[25] وَاتَّقُوا فِتنَةٌ لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً ... 190

[30] وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أو يَقتُلُوك ... 191

[33] وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأنتَ فيهم وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم... 192

[34 و 35] وَهُم يَصُدُّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرَامِ وَما كَانُوا أُولِيَاءَهُ ... 192

[38] قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم مَّا قَد سَلَف ... 193

[39] وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ الله ... 193

[39] وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّه لله ... 193

[41] وأعلَمُوا أَنَّمَا غَيْمَتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمْسَهُ وَلِلْرَسُولِ وَلِذِي القُربَى ... 199

[42] وَالرُّكب أسفَلَ مِنكُم ... 203

[48] إنِّى أَرى مَا لا تَرُونَ إِنِّي أَخَافُ الله وَاللهُ شَدِيدُ العِقَابِ ... 203

ص: 449

[50] يضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَأَدبَارَهُم ... 204

[55] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابٌ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُم لَا يُؤْمِنُونَ ... 204

[60] وَأعِدُّوا لَهُم ما استطعتُم مِّن قُوَّة ... 204

[61] وَإِن جَنَحُوا لِلسّلمِ فَاجنَح لَهَا ... 204

[65] إن يَكُن مِّنكُم عِشرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِأْتَينِ ... 206

[66] الآنَ خَفِّفَ اللهُ عَنكُم وَعَلِمَ أَن فِيكُم ضعفاً ... 207

[70] يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُل لِمَن فِى أيدِيكُم مِن الأسرَى إِنْ يَعلم اللهُ فِي قُلُوبِكُم خَيرًا ... 207

[72] وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَم يُهَاجِرُوا مَالَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ... 209

[75] وَأُولُوا الأرحَامِ بَعْضُهُم أُولَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ... 209

من سورة براءة ... 213

[1 و 2] بَرَاءَةُ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِنَ المُشرِكينَ ... 214

[3] وَأذَانُ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكْبَرِ ... 216

[5] أقتُلُوا المُشركينَ حَيثُ وَجَدتُّمُوهُم وَخُذُوهُم وَأَحصُرُوهُم وَأقعُدُوا لَهُم ... 218

[12] وإن نكثوا أيمَانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنُوا فِي دِينِكُم فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكفر ... 219

[14] وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤْمِنِينَ ... 221

[14 و 15] قَاتِلُوهُم يُعَذِّبْهُمُ الله بأيدِيكُم وَيُخْزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم ... 223

[19] أجَعَلتُم سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ كَمَن ءَامَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ... 226

[23 و 24] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ءَابَاءَكُم وَإِخْوَانَكُم أُولِيَاءَ ... 226

[25] لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَومَ حُنَيْنٍ إِذ أَعجَبَتِكُم كَثرَتُكُم ... 227

[29] حَتَّى يُعطوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ ... 228

[31] اتَّخَذُوا أحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أرباباً من دونِ الله ... 229

[33] لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشْرِكُونَ ... 230

ص: 450

[34] الَّذِينَ يَكْذِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ ... 231

[40] ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ ... 232

[40] وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفلى ... 233

[42] لَو كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَّاتَّبَعُوكَ ... 233

[46] وَلَو أَرَادُوا الخُروج لأعَدُّوا لَهُ عُدة ... 233

[54] وَمَا مَنَعَهُم أن تُقَبلَ مِنهُم نَفَقَاتُهُم إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ... 234

[58] إن أُعطوا مِنهَا رَضُوا وَإن لم يُعطوا مِنْهَا إِذَا هُم يَسخَطُونَ ... 234

[ 60] لِلفُقَراءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤلفة قُلُوبُهُم وَفِي الرِّقاب ... 234

[61] يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلمُؤْمِنِينَ ... 241

[65 و 66] وَلَئِن سَألتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ... 241

[67] نَسُوا الله فَنَسِيَهُم ... 242

[71] وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أولِيَاءُ بَعضٍ ... 242

[72] وَعَدَ اللهُ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ... 243

[74] يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا وَلَقد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعدَ إِسلَامِهِم ... 246

[79 و 80] الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطُوعِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِى الصَّدَقَاتِ ... 248

[85] وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنهُم مَّاتَ أبَداً وَلَا تَقُم عَلَى قَبْرِهِ ... 248

[87] رَضُوا بأن يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ ... 250

[91] ليسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ... 251

[91 - 93] لَيسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرْضَى وَلَا عَلَى ... حَرَج ... 252

[99] و مِنَ الأعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ ... 253

[100] السَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم ... 253

[102] خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَمَاخَرَ سَيْناً عَسَى الله أن يَتُوبَ عَلَيهِم ... 254

[103] خُذ من أموالهم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بها ... 255

ص: 451

[104] ألَم تَعلَمُوا أَنَّ اللهَ هُو يَقبَلُ التّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ... 256

[105] وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ ... 258

[108] لَمَسجِدُ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِن أول يوم أحَقُّ أن تَقُومَ فِيهِ ... 262

[108] فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ... 263

[111] إِنَّ اللَّهَ أَشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ... 264

[112] التَّائِبُونَ العَابِدُونَ ... 264

[112] وَالحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ ... 265

[114] وَمَا كَان استغفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلَّا عَن مُوعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ... 266

[114] إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهُ حَلِيم ... 266

[115] مَا كَانَ اللهُ لِيُضِلُّ قَوماً بعد إذ هَداهُم حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ... 266

[118] وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ... 267

[118] ثُمَّ تَابَ عَلَيهِم لِيَتُوبُوا ... 268

[119] كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ... 269

[122] فَلَو لَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِّنهُم طَائِفَةً لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الَّذِينَ ... 269

[123] قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكفار ... 271

[125] وَأمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إلى رِجسهِم ... 271

[128] لَقَد جَاءَكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُم ... 271

من سورة يونس ... 273

[2] وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا ... 274

[15] وَإِذَا تُتْلَى عَلَيهِم وَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرجُونَ لِقَاءَنَا أَنتِ بِقُرهَانٍ ... 275

[15] إنِّي أَخَافُ إِن عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ ... 275

[23] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَعْيُكُم عَلَى أنفُسِكُم ... 275

ص: 452

[24] حتّى إذا أَخَذَتِ الأرضُ زُخْرُفَهَا ... 276

[27] كَأَنَّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً من اليل مظلماً ... 277

[35] أفمن يهدى إلى الحَقِّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعَ ... 277

[29] بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِم تأويله ... 277

[47] لِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولُ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُم قُضى بَينَهُم بِالقِسطِ وَهُم لَا يُظْلَمُونَ ... 278

[49] إِذَا جَاءَ أَجَلُهُم فَلَا يَستَدْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَستَقدِمُونَ ... 278

[53] وَيَستَنبِئُونَكَ أحَقُّ هُوَ قُل إِلى وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقُّ ... 279

[54] وَأسَرُّوا الندامة لما رأوا العذاب ... 279

[57] وَشِفاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ .... 279

[58] قُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ... 279

[62] إِنَّ أولِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ ... 280

[63 و 64] الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِى الحَياةِ الدُّنْيَا ... 280

[74] ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعدِهِ رُسُلاً إلى قَومِهِم ... 282

[80] رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ ... 283

[89] قد أجيبت دعوتُكُمَا ... 284

[94] فَإن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ... 284

[98] فَلَو لَا كَانَت قَرِيَةً ءَامَنَت فَنَفَعَها إِيمَانُها إِلَّا قَوم يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفْنَا ... 294

[99] أفأنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ... 296

[101] وَمَا تُعْنِي الآيَاتُ والنُّذُرُ عَن قَومٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ... 297

[102] انتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ ... 297

[103] كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا تُنجِ المُؤْمِنِينَ ... 297

ص: 453

من سورة هود ... 299

[5] ألا إنهم يثنونَ صُدُورَهُم ... 299

[6] مَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعلَمُ مُستَقَرَّهَا وَمُستَودَعَها ... 300

[7] خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ... 300

[7] وَكَانَ عَرِشُهُ عَلَى المَاءِ ... 300

[8] وَلَيْن أُخْرِنَا عَنهُمُ العَذَابَ إلى أُمَّةٍ مُعدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يحبسه ... 301

[12] فَلَعَلَكَ تَارِك بَعضَ مَا يُوحَى إِلَيكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدرُكَ ... 302

[13 - 24] هَل يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ... 303

[34] وَلَا يَنفَعُكُم نُصحِى إن أردتُّ أن أنصَحَ لَكُم إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُم ... 304

[36] أنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلَّا مَن قَد ءَامَنَ فَلَا تَبِتَيْس بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ... 305

[40] حتى إذا جاءَ أمرُنا وَفارَ التَّنُّورُ ... 307

[40] وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلُ ... 309

[42] وَنَادَى نُوحٌ أَبنَهُ ... 309

[47] رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ... 310

[44] يا أرضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي ... 310

[46] إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ... 312

[56] إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ... 312

[65] وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُم هُوداً ... 312

[61] وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالِحاً ... 312

[69 - 76] ولَقَد جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالبُشْرَى قَالُوا سَلاماً ... 314

[78 - 81] إِنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَلَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ ... 318

[82 و 83] وَأمطَرنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُورٍ * مُسَوَّمَةٌ عِندَ رَبِّكَ ... 321

[84] إنِّي أراكُم بِخَيرٍ ... 322

ص: 454

[93] وَارتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ ... 322

[100] مِنْهَا قَائِم وَحَصِيدٌ ... 322

[103] ذَلِكَ يَوم مجموع لهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَومُ مشهود ... 322

[107] مَا دَامَتِ السَّمَاواتُ وَالأرضُ ... 323

[108] وَأمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ ... 323

[108] خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَت السَّمَاواتُ وَالأرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ... 323

[113] وَلَا تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسكُمُ النَّارُ ... 324

[114] أَقِمِ الصَّلَوَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الَّيلِ ... 325

[114] إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ... 326

[118 و 119] وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً ... 329

من سورة يوسف ... 331

[11 - 13] يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأمَنًا عَلَى يُوسُفَ ... أرسلهُ مَعَنَا غَداً يَرتَعِ وَيَلْعَب ... 334

[15] لَتُنَبِئنَّهُم بِأَمرِهِم هَذَا وَهم لا يَشْعُرُون ... 336

[21] وَقَالَ الَّذِي أشْتَرَاهُ مِن مُصرَ لِامْرَأتِهِ أكرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا ... 338

[20] وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِيمَ مَعْدُودَةٍ ... 338

[24] لو لا أن رءًا بُرهَانَ رَبِّه ... 340

[25] وَألفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا البَابِ قَالت مَا جَزاءُ مَن أرَادَ بِأهلِكَ سُوءاً إِلَّا أَن يُسجَنَ أو ... 340

[42] فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجِنِ بِضَعَ سِنِينَ ... 343

[42] اذكُرنِي عِندَ رَبِّكَ ... 343

[43] سَبع سنابل خُضر ... 346

[49] عامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يعصرون ... 347

[50] أرجع إلى رَبِّكَ فَسْئَلُهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ ... 348

ص: 455

[55] حَفِيظٌ عَلِيمٌ ... 348

[77-70] أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ... 351

[86] إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِّى وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وأَعْلَمُ من الله ما لا تَعْلَمُونَ ... 358

[80] تالله تَفْتَوا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ ... 358

[87] اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ... 360

[89] هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ ... 363

[88] وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ ... 363

[94] وَلَمَّا فَصَلَتِ العِيرُ ... 364

[94] إِنِّى لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ ... 365

[98] سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ... 368

[100] وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ... 369

[11] رَبِّ قَدْهَاتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ... 369

[106] وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُّشْرِكُونَ ... 372

[108] قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ... 374

[110] حَتَّى إِذَا اسْتَيْتَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنْهُمْ قَدْ كُذِبُوا ... 375

من سورة الرعد ... 377

[2] رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ... 378

[4] فِي الأَرْضِ قِطَعُ مُتَجَاوِرَاتُ ... 378

[7] إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ... 379

[11] لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمر الله ... 381

[11] إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... 382

[15] وَاللَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ... 384

ص: 456

[19] إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَاب ... 384

[21] وَالَّذِينَ يَصلُونَ مَا أَمَرَ الله بهِ أَنْ يُوصَلَ ... 385

[24] سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ... 389

[28] أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ ... 390

[29] طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئابٍ ... 391

[38] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ... 392

[39] يَعْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ ... 394

[43] قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ ... 401

من سورة إبراهيم ... 403

[5] وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ... 403

[7] لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ... 403

[12] وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكَّلُونَ ... 403

[17] يَتَجَرْعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ المَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّةٍ ... 404

[22] وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ ... 404

[22] إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُم مِّنْ سُلْطَانٍ ... 405

[24] ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ... 405

[25] تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ... 406

[27] يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ... 407

[28] الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار ... 411

[31] وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًا وَعَلَانِيَّةٌ ... 413

[34] وَمَاتَاكُم مِّنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... 414

[35] رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ امِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ... 414

ص: 457

[36] فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى ... 414

[37] إنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بَوَادٍ غَيْرَ ذِي زَرْعٍ ... 415

[37] فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ ... 417

[3] رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا تُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ ... 419

[41] ربِّ اغفر لي ولوالدي ... 419

[45] وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ... 420

[46] وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالَ ... 420

[48] تُبَدِّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ... 421

من سورة الحجر ... 425

[2] رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ... 425

[24] وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأْخِرينَ ... 426

[28 و 29] إِنِّى خَالِقٌ بَشَراً مِّنْ صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَةٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوْيْتُهُ ... 426

[36] أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ... 428

[36 - 38] رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ ... 428

[41] هَذَا صِرَاطٌ عَلَى مُسْتَقِيمُ ... 429

[42] إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ ... 429

[44] لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مُقْسُومٌ ... 430

[47] إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ... 430

[47] وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ... 430

[52 - 58] قال إِنَّا مِنكُم وَجِلُونَ * قَالُوا لَا تَوْجَل إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ... 433

[61-65] فَلمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ المُرسَلُونَ . قَالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنْكَرُونَ ... 433

[66] ذَلِك الأمر أَنْ دَابِرَ هَؤُلَاءَ مَقْطُوعُ مُصْبِعِينَ ... 434

ص: 458

[56] وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رُحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُونَ ... 434

[75] إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ... 435

[75 و 76] إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ ... 435

[87] وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي ... 437

[88] لَا تَمُدُنُ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ... 439

[91] الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْءَانَ عِضِينَ ... 439

[94] فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ... 439

[95] إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِمِينَ ... 440

ص: 459

المجلد 3

هوية الکتاب

سرشناسه:عیاشی، محمّد بن مسعود، 320 ق.

عنوان قراردادی:تفسیر العیاشی.

عنوان و نام پديدآور: التفسیر / ابی النضر محمدبن مسعود العیاشی؛ تحقیق قسم الدارسات الاسلامیه - موسسه البعثه.

مشخصات نشر: قم: موسسه البعثه، قسم الدراسات الاسلامیه، 1420ق. = 1378.

مشخصات ظاهری:3 ج. نمونه.

شابک:69000 ریال: دوره: 964-309-276-3 ؛ ج. 1: 964-309-273-9 ؛ ج. 2: 964-309-274-7 ؛ ج. 3: 964-309-275-5

يادداشت:عربی.

يادداشت:ج. 1 - 3 (چاپ اول: 1421 ق.= 1379).

يادداشت:ناشر جلد دوم این کتاب مرکز الطباعه و النشر فی موسس البعثه است.

یادداشت:کتابنامه.

موضوع: تفاسیر ماثوره.

تفاسیر شیعه - قرن 3ق.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی.

شناسه افزوده: بنیاد بعثت. مرکز چاپ و نشر.

رده بندی کنگره:BP93/ع 9ت 7 1378

رده بندی دیویی:297/1726

شماره کتابشناسی ملی:م 78-9666

محرر الرقمي: مرتضی حاتمی فرد

التفسير

للشيخ أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي

المتوفى نحو 320 ه

الجزء الأول

تحقیق

قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم

ص: 1

اشارة

عیاشی،حممد بن مسعود، 320ق.

[التفسير العياشي]

التفسیر/ ابی نصر محمد بن مسعود العیاشی؛ تحقیق قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة - قم: مؤسسه البعثة، قسم الدراسات الاسلام ، 1430ق، 1378، ج3.: نمونه.

ISBN 964-309-276-3 (دوره).-ISBN

964-309-273-9 (1ج). ISBN 964-309-274-7 (Y

(-)-- ISBN 964–309-275-5 (P

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فها

عربی، کتابنامه

1 تفاسیر شیعه - قرن3ق . 2- تفاسیر ماثوره

الف. بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلام. ب. عنوان . ج. عنوان: تفسیر العیاشی.

کتابخانه ملی ایران 297/1776

مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة

اسم الكتاب : التفسير العياشي ج 3

تأليف : محمد بن مسعود العياشي

تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم

محرر الرقمی: محسن مرادی

الطبعة: الاولي 1421 ه.ق

الكمية: 2000 نسخة

التوزيع : مؤسسه البعثة

طهران: شارع سمية- بين شارعي الشهيد مفتح و فرصت

هاتف: 8823244-8822374 فاكس 8831410. ص . ب 1361-15815

بيروت- ص.ب : 24/124 ، تلكس 40512 كمك

جميع الحقوق محفوظة و مسجلة لمؤسسة البعثة

ISBN:964-309-275-5(vol.3)

ISBN:964-309-276-3(3vol-SET)

ص: 2

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم

من سورة النحل

2361 / 1 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : من قرأ سورة النَّحل في كُلِّ شهرٍ، دَفَع الله عنه المَعرَّة (1) في الدنيا، وسبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونه الجُنون والجُذام والبَرَص، وكان مسكنه في جنَّة عدن.

وقال أبو عبدالله علیه السلام: وجنّة عَدن هى وَسَط الجِنان(2).

2362 / 2 - عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سألتُهُ عن قول الله: (أتَى أمرُ اللهِ فَلَا تَستَعجِلُوهُ) [1].

قال: إذا أخبر الله النبى صلی الله علیه وآله وسلم بشيء إلى وقت فهو قوله: (أَتَى أَمرُ اللَّهِ فَلَا تَستَعجِلُوهُ) حتّى يأتي ذلك الوقت، وقال: إنَّ الله إذا أخبر أنَّ شيئاً كائن، فكأنَّه قد كان(3).

3/2363 - عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله علیه السلام : إنّ أوّل من يُبايع القائم علیه السلام جبرئيل علیه السلام ، ينزل عليه في صُورة طير أبيض فيُبايعه، ثمّ يضَع رِجلاً

ص: 3


1- المعرّة: الشدّة، والأمر القبيح، والمكروه، والغُرم، والأذى.
2- نحوه في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضاعلیه السلام 342، وثواب الأعمال: 107، ومجمع البيان 6 :535 ، بحار الأنوار 92: 1/281 .
3- بحار الأنوار 52: 14/109 .

على البيت الحرام ورجلاً على بيت المَقدِس، ثمَّ ينادي بصوت رفيع يُسمع :الخلائق أتى أمر الله فلا تستعجلوه.

وفي رواية أخرى، عن أبان، عن أبي جعفر علیه السلام ، نحوه(1).

2364 / 4 - عن الكاهلي، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يُذكر الحجَّ فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: هو أحد الجهادين، هو جهاد الضُّعفاء، ونحن ضُعفاء، إنَّه ليس شيءٌ أفضل من الحجّ إلّا الصلاة، وفي الحجّ هاهنا صلاة، وليس في الصلاة قبلكم حجّ، لا تدع الحجّ وأنت تقدر عليه، ألا ترى أنّه فيه يشعث رأسك، ويُقشَف(2) فيه جِلدُك، وتُمنَع فيه من النظر إلى النساء؟ إنّا هاهنا ونحن قريب، ولنا مياه مُتّصلة، فما نبلُغ الحجّ حتى يَشقّ علينا، فكيف أنتم في بُعد البلاد؟ وما من ملك ولا سُوقَةٍ يصل إلى الحجَّ إلّا بمشقة، من تغيّر مَطْعَمٍ أَو مَشرَبٍ، أو رِيح أو شَمس لا يستطيع ردّها، وذلك لقول الله: (وَتَحمِلُ أثْقَالَكُم إِلَى بَلَدٍ لَّم تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)(3) .[7]

5/2365 - عن زُرارة، عن أحدهما علیهما السلام، قال: سألته عن أبوال الخيل والبغال والحمير؟ قال: فكَرهها. فقلت: أليس لَحمُها حلالاً؟

قال: فقال: أليس قد بيّن الله لكم (وَالأنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُم فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأكُلُونَ) [5] وقال فى الخيل: (وَالخَيلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً) [8] فجعل للأكل الأنعام التي قصّ الله في الكتاب، وجعل للرُّكوب الخيل والبِغال

ص: 4


1- كمال الدين: 18/671 ، تفسير البرهان 3: 7/405.
2- شَعِث الشعر: تغيّر وتلبّد، وقشف الرجل قدرُ جِلدُه، ولم يتعهّد النظافة، وإن كان مع ذلك يطهّر نفسه بالماء والاغتسال، ولوّحته الشمس.
3- الكافي : 7/25 ، علل الشرائع : 2/457، بحار الأنوار 99: 36/12 .

والحمير، وليس لحومُها بحرامٍ، ولكن الناس عافوها (1).

6/2366 - عن المفضَّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما علیهما السلام، في :قوله : ( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهْتَدُونَ) [16]، قال: هو أمير المؤمنين علیه السلام (2).

7/2367 - عن مُعلّى بن خُنيس، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهْتَدُونَ)، قال: النجم: رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، والعلامات: الأوصياء بهم يهتدون(3).

2368 /8 - عن أبي مَخلَد الخيّاط، قال: قلتُ لأبي جعفر علیه السلام : ( وَعَلَاماتٍ ال وَبِالنَّجمِ هُم يَهْتَدُونَ)، قال: النجمُ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، والعَلامات: الأوصياء علیهم السلام(4).

9/2369 - عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن علیه السلام، في قول الله : (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهْتَدُونَ)، قال: نحن العلامات، والنجم: رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(5).

10/2370 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قول الله تعالى:(وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجم هُم يَهْتَدُونَ) ، قال : هم الأئمّة (6).

11/2371 - عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن - آبائه، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: ( وَبِالنَّجم هُم

ص: 5


1- وسائل الشيعة 24: 8/124، بحار الأنوار 65: 24/181 ، و 7/108:80 .
2- بحار الأنوار 24: 23/81، و 36: 147 / 120.
3- نحوه في تفسير فرات: 311/233، وتفسير القمي 1: 383، بحار الأنوار 24: 24/81.
4- شواهد التنزيل 1: 454/327 عن أبان بن تغلب، بحار الأنوار 24: 25/81.
5- الكافي 1: 3/161 عن الوشاء، أمالي الطوسي: 270/163 «نحوه»، بحار الأنوار 24/11 ، و 24: 26/81.
6- بحار الأنوار 24: 22/81 .

يَهْتَدُونَ)، قال: هو الجَدي، لأنَّه نجمٌ لا يزول، وعليه بناءُ القِبلة، وبه يهتدي أهل البَرّ والبَحر (1).

12/2372 - عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبدالله علیه السلام، في قوله:(وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهْتَدُونَ)، قال: ظاهر وباطن، [فالظاهر ] الجَدي [و] عليه تُبنى القبلة، وبه يهتدى أهل البر والبحر لأنّه لا يزُول(2).

13/2373 - عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : سألته عن هذه الآية (وَالَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَا يَخلُقُونَ شَيْئاً وَهُم يُخلَقُونَ * أَمَوَاتٌ غَيْرُ أَحَياءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أيَّانَ يُبعَثُونَ).

قال علیه السلام: الذين يَدعُون من دون الله الأول والثاني والثالث، كذَّبوا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بقوله : «وَالُوا عليّاً واتَّبعوه» فَعَادَوا عليّاً ولم يُوالُوه، ودَعَوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: (وَالَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ).

قال: وأمّا قوله: (لَا يَخْلُقُونَ شَيْئاً) فإنّه يعنى لا يَعْبُدون شيئاً (وَهُمْ يُخْلَقُونَ) فَأَنَّه يعني وهم يُعْبَدون، وأمّا قوله: (أمواتٌ غَيْرُ أَحَياءٍ ) يعني كُفَّار غير مؤمنين، وأما قوله: (وَمَا يَشعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) فإنَّه يعنى أنَّهم لا يؤمنون، أنَّهم يُشركون(3)(إِلَهُكُم إِلهُ وَاحِدٌ) فإِنَّه كما قال الله.

وأمّا قوله : (الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) فإنَّه يعنى لا يؤمنون بالرَّجعة أنَّها حقّ. وأمّا قوله (قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ) فإنَّه يعني قُلوبهم كافرةٌ، وأما قوله: (وَهُم مَّستَكبِرُونَ) فإنَّه يعنى عن ولاية علىّ علیه السلام مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيداً منه: (لَا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُستَكبِرِينَ ) [ 20 - 23]

ص: 6


1- وسائل الشيعة 4: 3/307، بحار الأنوار 84: 20/66 .
2- وسائل الشيعة 4: 4/307 ، بحار الأنوار 24: 27/81.
3- في «ب»: مشركون.

عن ولاية علىّ علیه السلام .

عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر علیه السلام ، مثله سَواء(1).

2374 / 14 - عن مسعدة، قال: مرّ الحسين بن عليّ علیه السلام بمساكين قد بَسَطوا كِساءً لهم، فألقوا عليه كسراً، فقالوا: هَلُمَّ يا بن رسول الله، فثنّى وَرِكه فأكل معهم، ثمّ تلا (إنَّهُ لَا يُحِبُّ المُستَكبِرينَ)، ثمّ قال: قد أجبتكم فأجيبوني؟ قالوا: نعم يابن رسول الله، وتعمى عين، فقاموا معه حتى أتَوا منزله، فقال للرَّباب: أخرجي ما كُنتِ تَدّخرين(2).

15/2375 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر علیه السلام ، في قوله: (لِيَحْمِلُوا أَوزَارَهُم كَامِلَةً يَومَ القِيَامَةِ ) يعني ليستكملوا الكفر يوم القيامة (وَمِن أوزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلم) يعني كفر الذين يتولونهم، قال الله: (أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)(3) [25] .

2376 /16 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : نَزَّل جَبرَئيل علیه السلام هذه الآية هكذا ( وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُم ) فى عَلِيٌّ (قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) [24] يعنون بني إسرائيل(4) .

17/2377- عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُم) في عليّ ( قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) سَجَع أهل الجاهليّة في جاهليّتهم، فذلك قوله: (أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ).

وأمّا قوله: (ليحمِلُوا أوزَارَهُم كَامِلَةٌ يَومَ القِيَامَةِ) فإنه يعني ليستكملوا

ص: 7


1- بحار الأنوار 36: 46/103، و 53: 147/118.
2- وسائل الشيعة 24: 4/300، بحار الأنوار 44: 1/189 ، و 73: 187 .
3- بحار الأنوار 72: 10/222 .
4- بحار الأنوار 36: 47/104 .

الكُفر يوم القيامة، وأمّا قوله: ( وَمِن أوزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلمٍ) يعني يتحمّلون كُفر الذين يتولّونهم، قال الله: (ألا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (1).

18/2378 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام، في قول الله: (فَأَتَى اللهُ بُنيَانَهُم مِّنَ القَوَاعِدِ) [26]، قال: كان بيت غَدر يجتمعون فيه (2).

19/2379 - عن أبي السَّفاتج عن أبي عبد الله علیه السلام ، أنّه قرأ (فَأَتَى اللهُ بَيْنَهُم(3) مِنَ القَوَاعِدِ) يعني بيت مَكرهم (4).

20/2380 - عن كليب، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سأَلْتُهُ عن قول اللَّهِ (فَأَتَيْ الله بُنيَانَهُم مِّنَ القَوَاعِدِ) ، قال: لا، فأتى الله بيتهم من القواعد، وإنَّما كان بيتاً(5).

21/2381 - عن الحسن بن زياد الصَّيقل، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سَمِعتُه يقول: (قَد مَكَر الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم) ولم يعلم الذين آمنوا (فَأَتَى اللَّهُ بُنيَانَهُم مِّن القواعِدِ فَخَرٌ عَلَيهِمُ السَّقف) قال محمّد بن كليب، عن أبيه، قال: قال: إنّما كان بيتاً(6).

22/2382 - عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الله علیه السلام ، قال : ( فأتى الله بيتهم من القواعد)، قال: كان بيت غَدرٍ يجتمعون فيه إذا أرادوا الشرّ (7).

23/2383 - عن ابن مسكان عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله: (وَلَنِعمَ دَارُ المُتَّقِينَ) [30]، قال: الدنيا (8) .

ص: 8


1- بحار الأنوار 36: 48/104.
2- بحار الأنوار 14: 11/458، و 93: 144 / 10.
3- في «أ، ب، ه»: فأتى الله بنيانهم، وعنه: بيتهم.
4- بحار الأنوار 14: 12/458، 93: 11/144.
5- بحار الأنوار 93: 12/144 .
6- بحار الأنوار 93: 13/144 .
7- بحار الأنوار 93: 14/144.
8- بحار الأنوار 70 : 274، و 73: 106/107.

24/2384 - عن خطّاب بن مَسلَمة، قال: قال أبو جعفر علیه السلام: ما بعث الله نبيّاً قطُّ إلّا بولايتنا والبراءة من عدوّنا، وذلك قول الله في كتابه: (وَلَقَد بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً) منهم (أن أعبُدُوا اللهَ وَاجتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّن هَدَى اللَّهُ وَمِنهُم مَّن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلالَةُ) بتكذيبهم آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، ثمّ قال: قل: (فسِيرُوا فِي الأرضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَهُ المُكَذِّبِينَ )(1) [36].

25/2385 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قوله: ( وَأَقسَمُوا بِاللَّهِ جَهِدَ أيمَانِهِم لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ) [38].

قال: ما يقولون فيها ؟ قلت: يَزعُمون أنّ المشركين كانوا يَحلِفون لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أنَّ الله لا يبعث الموتى. قال: تبّاً لمن قال هذا، ويلهم هل كان المشركون يَحلِفون بالله أم باللّات والعزى؟

قلت: جُعلت فداك، فأوجدنيه أعرفه قال: لو قد قام قائمُنا بعث الله إليه قوماً من شيعتنا، قبايع(2) سيوفهم على عواتقهم، فيبلغ ذلك قوماً من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان وفلان من قبورهم مع القائم علیه السلام، فيبلغ ذلك قوماً من أعدائنا فيقولون: يا معشر الشيعة، ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تكذبون فيها، لا والله ما عاشوا ولا تعيشوا(3) إلى يوم القيامة، فحكى الله قولهم فقال : ( وَأَقسَمُوا بِاللهِ جَهدَ أَيمَانِهِم )(4) .

26/2386 - عن أبي عبد الله صالح بن ميثم، قال: سألت أبا جعفر علیه السلام عن قول

ص: 9


1- بحار الأنوار 24: 51/330 .
2- القبائع: جمع قَبِيعة، وهي ما على طَرَف مِقبَض السَّيف من فِضّة أو ذهب.
3- في «ج»: ولا يعيشون.
4- الكافي :8: 14/51 ، بحار الأنوار 53: 102/92 .

الله تعالى:( وَلَهُ أَسلَم مَن فِي السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ طَوعاً وَكَرهاً)(1) .

قال: ذلك بهذه الآية (وَأَقسَمُوا بِاللهِ جَهدَ أيمَانِهِم لَا يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعداً عَلَيهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُم كَانُوا كَاذِبِينَ )(2) [38 و 39].

2387 / 27 - عن سيرين، قال: كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام، إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية: ( وَأَقسَمُوا بِاللهِ جَهِدَ أيمَانِهِم لَا يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ)؟ قال: :يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نُشور.

فقال: كَذَّبوا ،والله إنَّما ذلك إذا قام القائم، وكَرّ معه المُكرّون، فقال أهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة، وهذا من كَذبكم، يقولون: رجع فلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت؟ ألا ترى أنّه قال : ( وَأَقسَمُوا بِاللهِ جَهِدَ أيمانهم ) كان المشركون أشدّ تعظيماً للّات والعُزى من أن يُقسموا بغيرها، فقال الله: (بَلَى وَعداً عَلَيهِ حَقا... لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُم كَانُوا كَاذِبِينَ * إِنَّمَا قَولُنَا لِشَيءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )(3) [38 - 40] .

28/2388 - عن الفُضيل، قال: قلتُ لأبي عبدالله علیه السلام : أعلمني آية كتابك. قال(4) :أكتُبُ بعلامة كذا وكذا، وقرأ آيةً من القرآن

قلتُ لفضيل: وما تلك الآية؟ قال: ما حدّثت أحداً بها غير بريد، قال زرارة: أنا أحدثك بها ( وَأَقسَمُوا بِاللهِ جَهِدَ أَيمَانِهِم) إلى آخر الآية، قال: فسكت

ص: 10


1- آل عمران 3: 83 .
2- نور الثقلين 3: 80/53 .
3- بحار الأنوار 53: 69/71 .
4- في الدلائل: إن خرج السفياني ما تأمرني؟ قال: إذا كان ذلك كتبت إليك. قلت: فكيف أعلم أنّه كتابك ؟

الفُضيل، ولم يَقُل لا ولا نعم(1).

2389/ 29 - عن حمزة بن محمّد الطيّار، قال: عرضتُ على أبي عبد الله علیه السلام كلاماً لأبي، فقال: أكتُب، فإنَّه لا يَسَعُكُم فيما نزل بكم ممّا لا تعلمون إلّا الكفّ عنه والتثبّت فيه وردّه إلى أئمّة الهدى حتّى يَحمِلوكم(2) فيه على القَصد ، ويَجلُو عنكم فيه العَمى، قال الله: (فَسْتَلُوا أهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ ) (3) [43].

30/2390 - عن حمزة بن الطيّار، قال: عرضتُ على أبي عبد الله علیه السلام بعض خُطب أبيه حتّى أنتهى إلى موضع فقال : كُفّ، فأمسكتُ، ثمّ قال لي: اكتُب، وأملى علىّ: أنه لا يَسَعُكُم، الحديث الأوَّل .

31/2391 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: قلت له: إنّ من عندنا يزعمون أنَّ قول الله: (فَسْتَلُوا أهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ) أَنَّهم اليهود والنصارى(4).

فقال: إذاً يَدعُونكم(5) إلى دينهم. قال: ثمَّ قال بيده(6) إلى صدره: نحن أهل الذِّكر، ونحن المسؤولون.

قال: قال أبو جعفر علیه السلام: الذّكر القرآن (7).

ص: 11


1- دلائل الإمامة: 449/465 ، نور الثقلين 3: 82/54 .
2- في «أ»: يحكموكم.
3- بحار الأنوار 23 :43/183 .
4- تفسير البرهان :3 18/428.
5- في «أ، ج»: يدعونهم.
6- أي أشار.
7- الكافي 1: 7/165 ، تأويل الآيات 1: 3/324، وسائل الشيعة 27: 3/63، بحار الأنوار 23: 31/180 و: 44/183.

32/2392 - عن أحمد بن محمّد، قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضاء علیه السلام: عافانا الله وإيّاك أحسن عافية، إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يُخالفنا، وإذا خِفنا خاف، وإذا أمِنّا أمن، قال الله: (فَسْئَلُوا أهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ)، قال: (فَلَولَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِّنهُم طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَومَهُم)(1) الآية، فقد فُرضت عليكم المسألة، والردّ إلينا، ولم يُفرّض علينا الجواب، أو لم تُنهَوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إيّاكم وذاك، فإنَّه إنَّما هَلَك من كان قَبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَستَلُوا عَن أَشْيَاءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم )(2).

33/2393 - عن إبراهيم بن عمر، عمَّن سَمِع أبا جعفر علیه السلام يقول: إنّ عهد نبي الله صار عند عليّ بن الحسين علیهما السلام، ثمّ صار عند محمّد بن عليّ علیهما السلام ، ثمّ يفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء، فإذا خَرَج رجلٌ منهم معه ثلاثمائة رجل ومعه راية رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عامداً إلى المدينة حتى يمُرّ بالبيداء فيقول: هذا مكان القوم الذين خَسَفَ الله بهم، وهى الآية التى قال الله: (أفأمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أن يَخسِفَ اللهُ بهِمُ الأرض أو يَأْتِيَهُم العَذَابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ * أو يَأخُذَهُم فِى تَقَلُّبِهِم فَمَا هُم بِمُعجِزِينَ )(3) [45 و 46].

2394 / 34 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام، سُئل عن قول الله: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَحْسِفَ اللهُ بهِمُ الأَرضَ)، قال: هم أعداء الله، وهم يُمسَخون ويُقذَفون، ويَسيخُون في الأرض(4).

ص: 12


1- التوبة 9: 122 .
2- وسائل الشيعة 27: 39/76، بحار الأنوار 23: 45/183، والآية من سورة المائدة 5 :101.
3- بحار الأنوار 51: 44/56 .
4- بحار الأنوار 45/56:51، و 70: 338 .

35/2395 - عن أبي بصير، قال: سمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: (لَا تَتَّخِذُوا النهينِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهُ وَاحِدٌ) [51] يعني بذلك: ولا تتّخذوا إمامين، إنّما هو إمامُ واحدُ (1).

2396 / 36 - عن سَماعة، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سألتُه عن قول الله: ( وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً) [52]، قال: واجباً(2).

-37/2397 - عن حُمران، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : الأجل الذي يُسمّى فى ليلة القَدر، هو الأجل الذي قال الله : (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لَا يَستَخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَستَقدِمُونَ)(3) [61].

38/2398- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: يا أنس، اسكب لي وَضُوءاً(4) (4)، قال: فَعَمدتُ فسكبتُ للنبيّ وَضُوءاً في البيت، فأعلمته فَخَرج فتوضّاً، ثمّ عاد إلى البيت إلى مجلسه، ثم رفع رأسه إلى أنس، فقال: يا أنس، أوّل من يدخُل علينا أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغُرّ المحجّلين.

قال أنس: فقلتُ بيني وبين نفسي: اللّهمّ اجعله رجلاً من قومي، قال: فإذا أنا بباب الدار يُقرع فخرجتُ ففتحتُ. فإذا عليّ بن أبي طالب علیه السلام، فدخل فتمشّى فرأيت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حين رأه وثب على قدميه مستبشراً، فلم يزل قائماً و عليّ يمشي حتّى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فرأيت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم صلی الله علیه وآله وسلم يَمسح بكفّه وجهه، فيمسح به وجه عليّ، ويمسح عن وجه عليّ بكفّه، فيمسح به وجهه - يعني وجه نفسه -.

ص: 13


1- بحار الأنوار 23: 9/357 .
2- بحار الأنوار 9: 107/222 و 70: 339، و 93: 9/144 .
3- بحار الأنوار 97 :3/2 .
4- الوضوء: الماء.

فقال له عليّ علیه السلام: يا رسول الله ، لقد صنعت بي اليوم شيئاً ما صنعت بي قطّ ! فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: وما يمنعني وأنت وصيّي وخليفتي والّذي يبيّن لهم ما يختلفون فيه بعدي، وتؤدّي عنى، وتسمعهم نُبوّتي؟(1)

2399/ 39 - عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : إنَّ الله أمر نُوحاً أن يحمل في السفينة من كُلِّ زوجين اثنين فحَمَل النَّخل والعجوة فكانا زوجاً، فلمّا نَضَب الماء أمر الله نوحاً أن يغرس الحَبّلة، وهي الكرم، فأتاه إبليس فمنعه عن غرسها ، وأبى نوح إلّا أن يَغرِسها، وأبى إبليس أن يَدعَه يَغرسها، وقال: ليست لك ولا لأصحابك، إنما هى لى ولأصحابي، فتناز عا ما شاء الله، ثمَّ إِنَّهما اصطلحا على أن جعل نوح لابليس ثلثيها، ولنوح ثلثها، وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنهَ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) [67] فكان المسلمون بذلك، ثمّ أنزل الله آية التحريم هذه الآية (إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنْصَابُ) إِلى (مُنتَهُونَ)(2) يا سعيد، فهذه آية التحريم، وهي نسخت الآية الأخرى(3).

2400/ 40 - عن محمّد بن يوسف، عن أبيه، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله: ( وَأوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحل ) [18] قال : إلهام(4).

41/2401 - عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : لَعْقُ العَسل فيه شفاء، قال الله : مُختَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاس )(5) [69] .

ص: 14


1- نحوه في حلية الأولياء 1: 63، ومناقب الخوارزمي: 42، بحار الأنوار 38: 78/127 .
2- المائدة 5: 90 و 91 .
3- بحار الأنوار 66: 489 / 26 ، و 79: 145 / 60 .
4- نور الثقلين 3: 127/63 .
5- المحاسن: 611/499، بحار الأنوار 66: 17/293 .

2402 / 42 - عن مَسعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قوله تعالى: (وَأوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أنْ أتَّخِذِى مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ ) إلى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَومٍ يُؤْمِنُونَ)(1) فالنَّحل: الأئمّة، والجِبال العَرب والشجر: الموالي عَتاقه وممّا يعرِشُون: يعني الأولاد والعبيد ممّن لم يُعتَق وهو يتولّى الله ورسوله والأئمّة، والشراب(2) المختلف ألوانه: فنون العلم الذي قد يُعلِّم الأئمّة شيعتهم (فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ) يقول: في العِلم شفاء للناس، والشيعة هم الناس، وغيرهم الله أعلم بهم ما هم.

ولو كان كما يُزْعَم أنّه العسل الذي يأكُله الناس، إذا ما أكل منه ولا شَرِب ذو عامة إلّا برئ، لقول الله تعالى: ( فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ) ولا خُلف لقول الله ، وإِنَّما الشّفاء في علم القرآن، لقوله: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرءان مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ )(3) فهو شفاءٌ ورحمةٌ لأهله لا شكّ فيه ولا مرية وأهله أئمّة الهدى الذين قال الله: (تُم أورَثَنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِن عِبَادِنَا ) (4).

43/2403 - وفى رواية أبي الربيع الشامي، عنه، في قول الله ( وَأُوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحل) ، فقال : رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: ( أنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً ) ، قال : تزوَّج من قريش (وَمِنَ الشَّجَر ) ، قال : في العرب (وَمِمَّا يَعرِشُونَ)، قال: في الموالي (يَخرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ) ، قال : أنواع العِلم (فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ) (5).

44/2404 - عن سَيف بن عَميرة، عن شيخ من أصحابنا، عن أبي عبد الله علیه السلام،

ص: 15


1- النحل 16: 68- 79 .
2- في «أ، ب، د ه» والثمرات .
3- الإسراء 82:17 .
4- بحار الأنوار 24: 5/112، والآية من سورة فاطر 35: 32 .
5- بحار الأنوار 24: 6/113.

قال: كنّا عنده فسأله شيخٌ فقال: بي وَجَع، وأنا أشرب له النّبيذ؛ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يَمنعُك من الماء الذي جَعَل الله منه كُلّ شيء حيّ؟ قال: لا يُوافقني. قال: فما يَمنعَك من العَسل؟ قال الله: ( فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ). قال: لا أجِدُه. قال: فما يمنعك من اللَّبن الذي نَبَت منه لحمك، واشتدّ عظمُك؟ قال: لا يُوافقني. قال له أبو عبدالله علیه السلام : أتريد أن آمُرك بشرب الخمر لا والله لا آمُرك(1) .

45/2405 - عن عبد الرحمن الأشل، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام : في قول الله : (وَجَعَلَ لَكُم مِّن أزوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) [72]، قال: الحفدة بنو البنت، ونحن حفدة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(2).

46/2406 - عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله ، في قوله : (وَجَعَلَ لَكُم مِّن أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) ، قال : هم الحَفَدة، وهم العون منهم، يعني البنين(3).

47/2407 - عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن الرجل ينكح أمته من رجُل.

قال: إن كان مملوكاً فليُفرّق بينهما إذا شاء، لأن الله يقول: (عَبداً مملوكاً لا يَقدِرُ عَلَى شَيْءٍ) [75]، فليس للعبد من الأمر شيء، وإن كان زوجها حُرّاً، فإنَّ طلاقها صفقتها (4).

48/2408 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : مرّ عليه غُلامٌ له، فدعاه إليه، ثمّ قال: يا فتى أردّ عليك فلانة وتُطعِمنا بدِرهَم خِربز(5)؟

ص: 16


1- وسائل الشيعة 25: 16/348 ، بحار الأنوار 62: 4/83 و 32/265، و 79: 61/146.
2- بحار الأنوار 109/106:104.
3- بحار الأنوار 110/106:104.
4- التهذيب 7: 1392/340، بحار الأنوار 103: 15/341 .
5- في «أ»: حرمت، وفي «ب، ه» حرثت، والخِربز: البطِّيخ بالفارسية.

قال: فقلت: جُعِلتُ فداك، إنّا نروي عندنا أنّ عليّاً علیه السلام أهديت له - أو اشتريت - جارية، فسألها أفارغة أنت أم مشغولة؟ قالت مشغولة قال: فأرسل فاشترى بُضعها(1) من زوجها بخمسمائة درهم.

فقال: كَذَّبوا علىّ علیه السلام ولم يحفظوا، أما تسمع إلى قول الله وهو يقول: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَّمَلُوكاً لَّا يَقدِرُ عَلَى شَيءٍ ) ؟(2)

49/2409 - عن زرارة، عن أبي جعفر أو(3) عن أبي عبدالله علیهما السلام، قال : المَملُوك لا يجوز طَلاقه ولا نكاحه إلّا بإذن سيّده.

قلت: فإن كان السيّد زوّجه بيد من الطلاق؟ قال: بيد السيّد (ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبداً مَّمَلُوكاً لَّا يَقدِرُ عَلَى شَيءٍ) أفشيء الطلاق(4) ؟

50/2410 - عن أبي بصير، في الرجل ينكح أمَتَه لرجُلٍ، أله أن يُفرّق بينهما إذا شاء؟ قال: إن كان مملوكاً فليُفرّق بينهما إذا شاء، لأنَّ الله يقول : ( عَبداً مملوكاً لا يقدِرُ عَلَى شَيءٍ) فليس للعبد من الأمر شيء، وإن كان زوَّجها حُرّاً فرّق بينهما إذا شاء المولى(5) .

51/2411 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول: إذا زوَّج الرجل غُلامه جاريته، فرّق بينهما متى شاء (6).

ص: 17


1- في «ب، ج»: بعضها.
2- الأصول الستة عشر : 26 «نحوه»، بحار الأنوار 103: 16/341 ، تفسير البرهان 3:6/439، مستدرك الوسائل :15 1744/27 .
3- في «ب، ج، د، ه»: و.
4- التهذيب : 1419/347، بحار الأنوار 103: 17/341 ، و 4 10: 37/148.
5- بحار الأنوار 103: 18/341.
6- بحار الأنوار 19/341:103.

52/2412 - عن الحلبي، عنه علیه السلام: الرجل يُنكِح عبده أمّته؟ قال: ينزعها إذا شاء بغير طَلاق، لأنَّ الله يقول: ( عَبداً مَّلُوكاً لا يقدِرُ عَلَى شَيءٍ)(1).

53/2413 - عن أحمد بن عبدالله العلوي، عن الحسن بن الحسين، عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه علیهم السلام، قال : كان علي بن أبي طالب علیه السلام يقول: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَّمَلُوكاً لا يقدِرُ عَلَى شَيءٍ) ويقول: للعبد لا طلاق ولا نكاح، ذلك إلى سيّده، والنّاس يَرون(2) خلاف ذلك، إذا أذِن السيّد لعبده لا يَرَون له أن يُفرّق بينهما(3).

54/2414 - عن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن النيشابوري، عن علي بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر علیهما السلام، أنّه سُئِل عن هذه الآية (يَعرِفُونَ نِعمَةَ اللهِ ) [83] الآية، قال: عَرَفوه ثُمَّ أنكروه (4).

55/2415- عن يونس، عن عدة من أصحابنا، قالوا: قال أبو عبد الله الله : إني لأعلم خبر السماء وخبر الأرض، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، كأنه في كفّي. ثمّ قال: من كتاب الله أعلمه، إنَّ الله يقول: فيه تبيان كُلّ شيء(5).

56/2416- عن منصور، عن حمّاد اللَّحّام، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: نحن والله تعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنَّة وما في النّار، وما بين ذلك :قال فبُهِت أنظر إليه، فقال: يا حمّاد، إنّ ذلك في كتاب الله - ثلاث مرّات - قال: ثمّ تلا هذه الآية: ( يَومَ نَبَعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيهِم مِّن أَنفُسِهِم وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً .

ص: 18


1- بحار الأنوار 20/342:103 .
2- في البحار 104: يروون.
3- بحار الأنوار 103: 21/342، و 38/149:104.
4- بحار الأنوار 24: 24/56 .
5- بحار الأنوار 92: 76/101 .

عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيكَ الكِتابَ تَبِيَاناً لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدى وَرَحمَةً وَبُشْرَى لِلمُسلِمِينَ ) [89] إنَّه من كتاب الله فيه تبيان كُلّ شيء (1).

57/2417 - عن عبدالله بن الوليد قال قال أبو عبدالله علیه السلام : قال الله لموسى علیه السلام: ( وَكَتَبَنَا لَهُ فِي الألواح مِن كُلِّ شَيءٍ) (2)، فعَلِمنا أنه لم يكتُب الْأَلْوَاحِ لموسى علیه السلام الشيء كُلّه، وقال الله لعيسى علیه السلام (لأُبيّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَختَلِفُونَ فيه ) (3)، وقال الله لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم: ( وَجِئْنَا بِكَ شَهيداً عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَاناً لِكُلِّ شَىءٍ )(4) .

58/2418 - عن سعد، عن أبي جعفر الله ، في قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بالعدل وَالإِحْسَانِ) [90] .

قال: يا سعد، إنَّ الله يأمر بالعدل وهو محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، والإحسان وهو عليّ علیه السلام ، وإيتاء ذي القربى وهو قرابتنا، أمر الله العباد بمَودَّتنا وإيتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر: من بغى على أهل البيت ودعا إلى غيرنا (5).

59/2419 - عن إسماعيل الحَريري (6)، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام، قول الله : (إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بالعدل والإحسَانِ وَإِيتَارِي ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ والبغى)؟ قال: اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل (إنَّ اللهَ يَأمر بالعدل والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى حَقَّه ).

ص: 19


1- بحار الأنوار 92: 77/101 .
2- الأعراف 7 :145 .
3- الزخرف 43: 63 .
4- بصائر الدرجات: 1/247 ، بحار الأنوار 92: 78/102 .
5- بحار الأنوار 23 :15/268 .
6- في «ج»: الجريري.

قلت: جُعِلتُ فِداك إنا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد؟ قال: ولكنا نقرؤها هكذا في قراءة عليّ علیه السلام.

قلت: فما يعني بالعدل؟ قال: شهادة أن لا إله إلّا الله. قلتُ: والاحسان؟ قال: شهادة أنّ محمداً رسول الله. قلتُ: فما يعنى بايتاء ذي القربى حقَّه؟ قال: أداء إمام إلى إمام بعد إمام (وَيَنهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ)، قال: ولاية فلان وفلان (1).

2420 / 60 - عن عمرو بن عثمان، قال: خَرَج علىّ علیه السلام على أصحابه وهم يَتَذاكرون المُروَّة، فقال: أين أنتم أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، في أيّ موضع ؟ قال: في قوله: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَارِي ذِي القُربَى وَيَنهَى عَن الفَحْشَاءِ والمُنكَرِ ) فالعدل الإنصاف، والإحسان

التفضّل (2).

2421 / 61 - عن عامر بن كَثير ، وكان داعية الحسين بن علي(3)، عن موسى بن أبى الغدير، عن عطاء الهمداني، عن أبي جعفر علیه السلام، في قول الله: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَانِى ذِي القُرْبَى).

:قال العدل: شهادة أن لا إله إلّا الله، والإحسان ولاية أمير المؤمنين (وَيَنهَى عَنِ الفَحْشَاءِ) الأوّل (والمُنكَرِ ) الثاني (وَالبَغي) الثالث(4).

ص: 20


1- بحار الأنوار 24: 8/189 .
2- معاني الأخبار: 1/257، بحار الأنوار 74: 29/413.
3- هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام ، شهيد فخ، وكان قد خرج في أيام الهادي العباسي بسبب الظلم والتعسف الذي لحق الطالبيين في عهده، فثار لإقامة العدل والقسط على أساس الكتاب والسنّة، وتحت شعار الرضا من آل محمد علیهم السلام، وقُتل في فَخّ، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضله وكرمه وفضل أصحابه، راجع ترجمته في مقاتل الطالبيين: 285 - 307.
4- بحار الأنوار 24 13/190، و 36: 173/180.

62/2422 - وفي رواية سعد الإسكاف، عنه علیه السلام، قال : يا سعد (إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بالعدل) وهو محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، فمن أطاعه فقد عدل (والإحسَانِ) عليّ علیه السلام ، فمَن تولّاه، فقد أحسن، والمُحسن في الجنّة (وَإيتَاوِى ذِي القُربَى) فمن قرابتنا أمر الله العباد بمودَّتنا وإيتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا (1).

2423 / 63 - عن زيد بن الجهم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سَمِعتُه يقول: لمّا سلّموا على علىّ علیه السلام بإمرة المؤمنين، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم للأول: قُم فسلّم على علىّ بإمرة المؤمنين، فقال: أمِن الله ومن(2) رسوله، يا رسول الله ؟ فقال: نعم، من الله ومن رسوله. ثمّ قال لصاحبه: قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين. فقال: أمن الله ومن رسوله؟ قال: نعم، من الله ومن رسوله.

ثمّ قال: يا مقداد ، قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين، قال: فلم يَقُل ما قال صاحباه، ثمّ قال: قُم يا أبا ذرّ، فسلّم على عليّ بامرة المؤمنين. فقام وسلَّم، ثمّ قال: قم يا سلمان فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين، فقام وسلّم.

قال: حتّى إذا خَرَجا وهما يقولان: لا والله لا نُسلّم له ما قال أبداً، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه ( وَلَا تَنقُضُوا الأيمَانَ بَعدَ تَوكِيدِهَا وَقَد جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُم كَفِيلاً) بقولكم أمن الله ومن رسوله؟ (إنَّ اللهَ يَعلَمُ ما تَفْعَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزَلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أيْمَانَكُم دَخَلاً بَيْنَكُم) أن تَكُونَ أَئِمَّةً هِي أزكى مِن أَئِمَّتِكُم.

قال: قلتُ : جُعِلت فداك، إنّما نقرؤها ( أن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرَبى مِن أُمَّةٍ ) ؟

ص: 21


1- بحار الأنوار 24: 14/190 ، و 36: 173/180 .
2- في «ج»: أو من في جميع الموارد .

فقال: ويحك يازيد، وما أربى أن تكون والله(1) أزكى من أئمّتكم (إِنَّمَا يَبلُوكُمُ اللهُ بِهِ ) يعني عليّاً علیه السلام (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيَامَةِ مَا كُنتُم فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * ( وَلَو شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنتُم تَعمَلُونَ * وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَينَكُم فَتَزِلَ قَدَمٌ بَعدَ تُبُوتِهَا) بعد ما سلّمتم على عليّ بإمرة المؤمنين (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّم عَن سَبِيلِ اللهِ ) يعني عليّاً وَلَكُم عَذَابٌ عَظِيمٌ) [91 - 94]

ثمّ قال لي: لمّا أخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بيد عليّ علیه السلام، فأظهر ولايته، قالا جميعاً: والله ما هذا من تلقاء الله، ولا هذا إلّا شيء أراد أن يُشرّف به ابن عمّه، فأنزل الله عليه ( وَلَو تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعضَ الأَقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنهُ بِاليَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنهُ الوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّن أَحَدٍ عَنهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعلَمُ أنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ) يعني فلانا وفلاناً (وَإِنَّهُ لَحَسَرَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ) يعني عليّاً علیه السلام ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ ) يعني عليا الالا ( فَسَبِّحْ بِاسمِ رَبِّكَ العَظيمِ )(2) .

2424 / 64 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشلّ عنه علیه السلام ، قال: (الَّتى نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً) عائشة هي نكثت أيمانها(3).

2425 / 65 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول: (فإذا قَرَأْتَ القُرءَانَ فَاسْتَعِدْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ * إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَولَّونَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ) [98 - 100]

ص: 22


1- زاد في «أ، ب، در ه»: كي.
2- الكافي 1: 1/231 «نحوه»، بحار الأنوار 36: 126/148، والآيات من سورة الحاقة 44:69 - 52 .
3- بحار الأنوار 32: 238/286 .

قال: فقال: يا أبا محمّد يُسلّط والله من المؤمنين على أبدانهم، ولا يُسلَّط على أديانهم قد سُلّط على أيوب فَشَوَّه خَلقه، ولم يُسلَّط على دينه .

وقوله: (إِنَّمَا سُلطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ)، قال: الّذين هم بالله مُشرِكون، يُسلَّط(1) على أبدانهم وعلى أديانهم(2).

66/2426 - عن سماعة، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قول الله: (فإذَا قَرَأْتَ القُرءَانَ فَاستَعِذ باللهِ مِنَ الشَّيطان الرجيم)، قلتُ : كيف أقول؟ قال: تقول: أستعيذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقال: إنّ الرَّجيم أخبث الشياطين.

قال: قلتُ له: لِم يُسمّى الرَّجيم؟ قال: لأنّه يُرْجَم. قلتُ: فانفلت منها بشيء(3)؟ قال: لا. قلتُ: فكيف سُمّي الرجيم ولم يُرْجَم بعد؟ قال: يكون في العلم أنَّه رَجيم(4).

2427 / 67 - عن الحلبي، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: سألته عن التعوُّذ من الشيطان عند كُلّ سورةٍ نفتحها، قال: نعم، فتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم، وذَكَر أن الرَّجيم أخبث الشياطين.

فقلت: لم سُمّي الرجيم؟ قال: لأنه يُرجّم. فقلت: هل ينقلب(5) شيئاً إذا رُجِم ؟ قال: لا، ولكن يكون فى العِلم أنّه رَجيم(6) .

ص: 23


1- في «أ، ب»: فسلط.
2- الكافي 8: 433/288، بحار الأنوار 63: 121/254.
3- في «أ»: شيء، وفي «ج»: قال: فما يفلت منها شيء، وفي البحار 63: فما ينفلت منها شيء.
4- بحار الأنوار 63: 122/255، و 92: 15/215.
5- في «أ، ب، ه»: ينفلت.
6- وسائل الشيعة 6: 2/197، بحار الأنوار 92: 16/215.

68/2428 - عن حمّاد بن عيسى، رفعه إلى أبي عبد الله علیه السلام، قال: سألتُه عن قول الله: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطَانُ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبِهِم يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ).

قال: ليس له أن يُزيلهم عن الولاية، فأمّا الذُّنوب وأشباه ذلك، فإنَّه يَنال منهم كما يَنال من غيرهم(1) .

69/2429 - عن محمّد بن عذافر(2) الصَّيرفي، عمَّن أخبره، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنَّ الله تبارك وتعالى خَلَقَ رُوح القُدُس، فلم يَخلُق خَلقاً أقرب إلى الله منَها، وليست بأكرم خَلقه عليه، فإذا أراد أمراً ألقاء إليها، فألقاه إلى النُّجوم فجَرَت به(3).

70/2430 - عن العباس بن هِلال، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام ، أنَّه ذَكَر رجلاً كذّاباً، ثمّ قال: قال الله: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)(4)[105].

2431 / 71 - عن محمّد بن مروان، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام : ما منع ميثم رحمه الله من التقيَّة؟ فوالله لَقَد علم أنَّ هذه الآية نزلت في عمّار وأصحابه (إلَّا مَن أُكرِهُ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بالإيمَانِ)(5) [106].

72/2432 - عن مَعْمر بن يحيى بن سام (6)، قال: قلتُ لأبي جعفر علیه السلام : إنّ أهل

ص: 24


1- بحار الأنوار 63: 123/255 .
2- في النسخ: محمّد بن عرامة تصحيف صوابه ما أثبتناه، انظر معجم رجال الحديث 280:16.
3- بحار الأنوار 25: 58/70 .
4- بحار الأنوار 72: 44/262.
5- الكافي : 15/174، بحار الأنوار 42: 8/126، و 75: 47/407.
6- في «أ»: معاوية بن يحيى بن سالم، وفي «ب، ج، د، ه»: معمر بن يحيى بن سالم تصحيف صحيحه ما أثبتناه، انظر رجال النجاشي 2: 379 طبع دار الأضواء، تهذيب التهذيب 249:10، جامع الرواة 2: 254 .

الكوفة يروون عن عليّ علیه السلام أنّه قال: سَتُدعون إلى سبّي والبراءة منّي، فإن دُعيتم إلى سَبّي فسُبّوني، وإن دُعيتم إلى البراءة منّى فلا تتبرّءوا منّي، فإنّي علی دين محمّد عليه الصلاة والسلام ؟

فقال أبو جعفرعلیه السلام: ما أكثر ما يَكذِبون على علىّ علیه السلام ! إنّما قال أنّكم سَتُدعون إلى سَبّي والبراءة منّي، فإن دعيتم إلى سَبّي فسُبّوني، وإن دعيتم إلى البراءة منّي، فإنّي على دين محمّد صلی الله علیه وآله وسلم: ولم يقُل : فلا تَتَبرّ، وا منّي.

قال: قلتُ: جُعِلت فداك، فإن أراد الرجل أن يمضي على القتل ولا يتبرّأ؟ فقال: لا والله إلّا على الذين مضى عليه عمّار، إنّ الله يقول: (إِلَّا مَن أكرهَ وَقَلْبُهُ مُطمَئِنُّ بِالإِيمَانِ).

قال: ثمّ كَسَع(1) هذا الحديث بواحد والتقيّة في كُلّ ضَرورة (2).

73/2433- عن أبي بكر، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام : وما الحرَورية(3)، إنّا قد كنّا وهم منّا بعيد (4)، فهم اليوم في دورنا، أرأيت إن أخذونا بالأيمان؟

قال: فَرَخّص لى فى الحلف لهم بالعتاق والطَّلاق. فقال بعضُنا: مدّ الرقاب أحبّ إليك، أم البراءة من عليّ علیه السلام ؟ فقال: الرُّخصة أحبّ إليَّ، أما سَمِعتَ قول الله

ص: 25


1- كَسَعه بكذا: أي جعله تابعاً له.
2- الكافي 2 : 10/173 «نحوه»، بحار الأنوار 39: 21/322، و 75: 48/408.
3- الحَرُورِية: جماعة من الخوارج النواصب والنسبة لبلد قرب الكوفة على ميلين منها تسمّى حَرُوراء. معجم الفرق الإسلامية: 94.
4- في «ب، د، ه»: كنا وهم متتابعين، وفي «أ» كن وهم منّا يعسر، وفي البحار: كنّا متعاسرين.

في عمّار (إلّا مَن أكرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ ) ؟(1)

74/2434 - عن عمرو بن مَروان قال سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رُفعت عن أُمَّتي أربع خصال ما أخطأوا، وما نَسُوا، وما أكرهوا عليه، وما لم يُطيقوا، وذلك في كتاب الله (إلَّا مَن أُكرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ) مختصرٌ(2) .

75/2435- عن عبد الله بن عَجلان، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سألته فقلتُ له : إنّ الضحّاك (3) قد ظهر بالكوفة، ويُوشِك أن نِدعى إلى البراءة من عليّ علیه السلام ، فكيف نصنع؟ قال: فابرأ منه.

قال: قلتُ له: أيُ شيءٍ أحبّ إليك؟ قال: أن يَمضُوا على ما مضى عليه عمّار ابن ياسر، أخِذ بمكّة فقالوا له : ابرأ من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فبرئ منه، فأنزل الله عُذره (إِلَّا مَن أُكرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ )(4) .

76/2436 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: إنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ما كان يدعو أصحابه، فمن أراد به خيراً سَمِع وعَرَف ما يدعوه إليه، ومن أراد به شرّاً طُبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل، وهو قوله: (أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ

ص: 26


1- وسائل الشيعة 16: 12/230، بحار الأنوار 75: 49/408، مستدرك الوسائل 16: 19097/47 .
2- الكافى 2: 1/335 ، بحار الأنوار 75: 50/408 .
3- وهو الضحاك بن قيس الشيباني، من قادة الخوارج الحرورية، خرج سنة 126 ه، وبايع له الشراة والصفرية من الخوارج، فاستولى على الكوفة وبسط نفوذه على واسط والموصل، وناهز عدد جيشه مائة ألف وقُتِل بعد معارك مع جيوش الأمويين سنة 129 ه. تاريخ الطبري 7: 316 ، الكامل في التاريخ 5 :334 .
4- وسائل الشيعة 16: 13/230، بحار الأنوار 75: 51/408 .

عَلَى قُلُوبِهِم وَسَمِعِهِم وَأبصَارِهِم وَأُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ)(1) [108].

77/2437 - عن حفص بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : إنَّ قوماً كانوا في الله بني إسرائيل، يُؤتى لهم من طعامهم حتّى جعلوا منه تماثيل بمدن(2) كانت في بلادهم يَستَنجون (3) بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يتبعونها ويأكلونها، وهو قول الله: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَريةٌ كَانَت عَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللهِ فأذاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)(4) [112].

78/2438 - عن زيد الشحّام عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: كان أبي يكره أن يمسح يده بالمنديل وفيه شيءٌ من الطعام تعظيماً له، إلّا أن يَمُصّها، أو يكون إلى جانبه صبيّ فيَمُصَّها له ، قال : وإِنِّي أجِدُ اليسير يَقَع من الخُوان فآخذه (5)، فيضحك له، الخادم.

ثمّ قال: إنّ أهل قرية ممّن كان قبلكم كان الله قد أوسع عليهم حتّى طَغَوا، فقال بعضهم لبعض: لو عَمَدنا إلى شيءٍ من هذا النَّقِي(6)، فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة؟ قال: فلمّا فعلوا ذلك، بعث الله على أرضهم دواباً أصغر من الجراد، فلم يَدَع لهم شيئاً خَلَقه الله يقدر عليه إلّا أكله من شجرٍ أو غيره، فبلغ بهم

ص: 27


1- بحار الأنوار 45/207:5 .
2- في البحار: تماثيل مدرة.
3- في الوسائل: إن قوماً في بني إسرائيل كان يؤتى لهم من طعامهم، حتّى جعلوا منه تماثيل يستنجون .
4- وسائل الشيعة 24: 5/386 ، بحار الأنوار 16/207:80.
5- في «ج، ه»: فأتفقده.
6- النقيّ الخالص من كلّ شيء، والخبز المعمول من الدقيق الجيد، أو من لباب الدقيق.

الجهد، إلى أن أقبلوا على الذي كانوا يستنجون به فأكلوه، وهي القرية التي قال الله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَريَةٌ كَانَت عَامِنَةً مُطْمَئِنَّةُ ) إلى قوله: ( بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)(1).

79/2439 - عن منصور بن حازم، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام: مُحرِم اضطرّ إلى الصيد وإلى مَيتَة من أيّهما يأكُل؟ قال: يأكُل من الصّيد.

قلت: أليس قد أحلَّ الله المَيتَة لمن اضطرّ إليها ؟ قال: بلى، ولكن ألا ترى أنّه يأكُل من ماله؟ يأكُل الصيد، وعليه فداء (2).

0 244 / 80 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما السلام ، في قوله : (إِنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةٌ قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً) [120]، قال: شيء فضّله الله به(3).

81/2441- قال أبو بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قوله : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلهِ حَنِيفاً) سمّاه الله أمّة (4).

82/2442 - يونس بن ظبيان، عنه : (إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانتاً) أُمَّة واحدة(5).

83/2443 - عن سماعة بن مهران قال: سمعت عبداً صالحاً يقول: لقد كانت الدنيا وما كان فيها إلّا واحدٌ يعبُد الله ، ولو كان معه غيره إذاً لأضافه إليه حيث يقول: ﴿إِنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتَا لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَ ) فصبر بذلك ما شاء الله، ثمَّ إِنَّ الله تبارك وتعالى آنسه باسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة(6).

ص: 28


1- وسائل الشيعة 24: 6/368، بحار الأنوار 17/207:80 .
2- تفسير البرهان 3: 1/461 .
3- بحار الأنوار 12: 33/12 .
4- نور الثقلين 3: 255/93 .
5- بحار الأنوار 12: 34/12 .
6- بحار الأنوار 12: 35/12 .

84/2444- عن الحسين بن حمزة، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول : لمّا رأى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ما صُنِع بحمزة بن عبد المطلب، قال: «اللّهم لك الحمد، وإليك المُشتكى، وأنت المستعان على ما أرى». ثمّ قال: لئن ظَفِرتُ لأمثّلنّ ولأمثّلنّ. :قال: فأنزل الله: (وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُم فَهُوَ خَيرٌ لصَّابِرِينَ ) [126] قال: فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله: أصبر أصبر(1).

ص: 29


1- بحار الأنوار 20: 27/93 .

ص: 30

بِسم الله الرَّحمَنِ الرَّحِیم

من سورة بني إسرائيل

1/2445 - عن الحسن بن على بن أبي حمزة الثُّمالى، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : من قرأ سورة بني إسرائيل في كُلّ ليلة جمعة، لم يَمُت حتّى يُدرك القائم علیه السلام ويكون من أصحابه (1).

2/2446 - عن هشام بن الحكم، قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله: (سُبحَانَ) [1]، فقال: أنفة لله .

وفي رواية أخرى، عن هشام عنه مثله(2).

2447 / 3 - عن عبدالله بن عطاء، عن أبي جعفر الله علیه السلام ، قال : إنّ جبرئيل علیه السلام أتى بالبُراق إلى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم، وكان أصغر من البَغل، وأكبر من الحمار، مضطرب الأذنين، عيناه في حوافره، خَطوه مَدَّ بصر (3).

4/2448 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله صلی الله علیه وآله وسلم ، قال : لمّا أسري الله

ص: 31


1- ثواب الأعمال: 107، بحار الأنوار 92: 1/281 .
2- نور الثقلين 3: 3/97 .
3- الكافي 8 :567/376 ، بحار الأنوار 18: 20/311 .

بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أتى بالبُراق، ومعها جَبرئيل وميكائيل وإسرافيل، قال: فأمسك له واحدٌ بالركاب، وأمسك الآخر باللِّجام، وسَوّى عليه الآخر ثيابه، فلمّا رَكِبها تضَعضَعت فلَطَمها جبرَئيل علیه السلام، وقال لها : قَرّي ،براق، فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يَركَبك أحدٌ بعده مثله إلّا أنّه تضعضعت عليه(1).

5/2449 - وفي رواية أخرى عن هشام، عنه قال: لمّا أُسري برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حضرت الصلاة فأذّن جَبرَئيل علیه السلام وأقام للصلاة، فقال: يا محمّد، تقدَّم فقال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: تقدّم يا جَبرَئيل. فقال له: إنّا لا نتقدّم الآدميّين منذ أمِرنا بالسُّجود لآدم علیه السلام(2).

6/2450 - عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبدالله علیه السلام : يا هارون، كم - بين منزلك وبين المسجد الأعظم ؟ فقلت: قريب قال: يكون ميلاً؟ فقلت: لكنَّه أقرب فقال: فما تشهد الصلاة كلّها فيه ؟ فقلت: لا والله - جعلت فداك - ربما شُغِلت فقال لي: أما إنّي لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة.

قال: ثمّ قال هكذا بيده، ما من ملكٍ مقرّب، ولا نبيِّ مرسل، ولا عبدٍ صالح إلّا وقد صلّى في مسجد كُوفان حتّى محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ليلة أسري به مرّه جَبْرَئيل علیه السلام،فقال: يا محمّد ، هذا مسجد كوفان. فقالصلی الله علیه وآله وسلم: استاذن لي حتّى أصلّي في ركعتين، فاستأذن له فهبط به وصلّى فيه ركعتين.

ثمّ قال: أما عَلِمت أنَّ عن يمينه رَوضة من رياض الجنّة، وعن يساره روضة من رياض الجنّة، أما عَلِمت أنّ الصلاة المكتوبة فيه تَعْدِل ألف صلاة في غيره، والنافلة خمسمائة صلاة والجُلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة، قال:

ص: 32


1- نور الثقلين 3: 14/100 .
2- بحار الأنوار 18: 108/404.

ثمّ قال هكذا بإصبعه فحَرّكها، ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كُوفان (1).

7/2451 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول : إِنَّ جَبرَئيل احتمل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتّى انتهى به إلى مكان من السماء، ثمَّ تركه وقال له: ما وَطِئ شيء قَطّ مَكانَك (2).

8/2452 - عن ابن بكير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: لما أسري برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى السماء الدنيا، لم يَمُرّ بأحدٍ من الملائكة إلّا استبشر به، إلا مالك خازن جهنَّم، فقال لجَبرئيل علیه السلام :يا جبرئيل ما مررتُ بمَلَك من الملائكة إلّا استبشر بي إلّا هذا الملك، فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن جهنَّم، وهكذا جعله الله.

قال: فقال له النبي صلی الله علیه وآله وسلم : يا جبرئيل، سَلهُ أن يُرينيها! فقال جَبرَئيل: يا مالك، هذا رسول الله محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، وقد شكا إليّ وقال: ما مررتُ بأحدٍ من الملائكة إلّا استبشر بي وسلَّم عليّ إلّا هذا؛ فأخبرته أنّ الله هكذا جعله، وقد سألني أن أسألك أن تُريه جهنَّم، قال: فكَشَف له عن طَبَقٍ من أطباقها، فما رُوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى قُبِض صلی الله علیه وآله وسلم(3).

9/2453 - عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : لما أسري برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حَضَرت الصلاة، فأذّن جبرئيل علیه السلام، فلمّا قال: الله أكبر، الله أكبر، قالت الملائكة الله أكبر الله أكبر . فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، قالت الملائكة خلع الأنداد. فلمّا قال: أشهد أن محمّداً رسول الله، قالت: نبيّ بُعِث فلمّا قال: حيّ على الصلاة، قالت: حَثّ على عبادة ربّه. فلمّا قال: حيّ على الفلاح،

ص: 33


1- بحار الأنوار 18: 109/404، و 63/405:100.
2- بحار الأنوار 18: 107/403.
3- أمالي الصدوق: 952/696 «نحوه»، مجمع البيان 6: 610، بحار الأنوار 18: 48/341.

قالت: أفلح من تَبِعه(1).

10/2454 - عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : لمّا أخبرهم أنّه أسري به، قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم به، فسألوه عن أيلة(2)، قال: فسألوه عنها :قال فأطرق وسكت فأتاه جَبرَئيل علیه السلام ، فقال : يا رسول الله، ارفع رأسك، فإن الله قد رَفَع لك أيلة، وقد أمر الله كُلّ منخفض من الأرض فارتفع، وكُلّ مرتفع فانخفض، فرفع رأسه فإذا أيلة قد رُفِعت له.

قال: فجعلوا يسألونه ويُخبرهم، وهو ينظر إليها، ثمَّ قال: إِنَّ عَلامة ذلك عِيرٌ لأبي سفيان تحمل بُرّاً، يقدمها جَمَلٌ أحمر مُجمع(3) ، تدخُل غداً مع الشمس، فأرسَلُوا الرُّسل، وقالوا لهم حيث ما لقيتم العير فاحبسوها، ليُكذِّبوا بذلك قوله.

قال: فَضَرب الله وُجُوه الإبل، فأقرّت على الساحل، وأصبح الناس فتشرّفوا، فقال أبو عبد الله علیه السلام: فما رؤيت مكّة قَطُّ أكثر متشرّفاً ولا مُتشرّفةً منها یومئذ، لينظُروا ما قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، قال : فأقبلت الإبل من ناحية الساحل فقال : يقول القائل: الإبل الشمس الشمس الإبل، قال: فَطَلعت جميعاً (4).

11/2455 - عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم صلّى العشاء الآخرة، وصلّى الفجر في اللّيلة التي أسرى به فيها بمكّة(5).

12/2456 - عن زُرارة وحُمران بن أعين ومحمّد بن مسلم، عن أبي

ص: 34


1- معاني الأخبار: 21/387، بحار الأنوار 18: 54/344.
2- أيلة مدينة على ساحل بحر القُلزم - البحر الأحمر - ممّا يلي الشام. معجم البلدان 1: 347.
3- يقال: رجلٌ مُجمع، أي بَلَغ أَشُدَّه .
4- بحار الأنوار 18: 88/384.
5- بحار الأنوار 18: 89/385 .

جعفر علیه السلام، قال: حدّث أبو سعيد الخُدري: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ جَبْرَئِيل أتاني ليلة أسري بي وحين رجعتُ فقلت: يا جبرئيل، هل لك من حاجة؟ فقال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومنّى السلام وحدثنا عند ذلك أنَّها قالت حين لَقِيها نبيّ الله عليه وآله السلام فقال لها الذي قال جَبرَئيل، قالت: إنّ الله هو السلام، ومنه السلام وإليه السلام وعلى جَبرَئيل السلام (1).

13/2457 - عن سلّام الحَنّاط، عن رجل ، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سألتُهُ عن المساجد الّتي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول .

قلت: والمسجد الأقصى، جُعِلت فداك ؟ فقال: ذاك السماء، إليه اسري برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

فقلت: إنَّ الناس يقولون: إنَّه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه(2).

2458 / 14 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول : لمّا أُسري بالنبي صلی الله علیه وآله وسلم فانتهى إلى موضع قال له جَبرَئيل قِف فإن ربّك يُصلَّى. قال: قلت: جُعِلت فداك، وما كان صلاته؟ فقال كان يقول : سُبّوح قُدّوس ربّ الملائكة والرّوح، سبقت رحمتي غَضبي(3).

15/2459 - عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا أسري به رفعه(4) جبرئيل بإصبعه، وضعها في ظهره حتّى وَجَد بَردها في صدره، فكان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم دخله شيء، فقال: يا جَبْرَئيل، أخي هذا

ص: 35


1- بحار الأنوار 16: 11/7، و 18: 90/385 .
2- بحار الأنوار 18: 385 / 91 ، و 62/405:100 .
3- بحار الأنوار 18: 92/385 .
4- في «أ، ج»: دفعه.

الموضع(1) ؟ قال: نعم، إنّ هذا الموضع لم يَطَأه أحدٌ قبلك، ولا يطأه أحدٌ بعدك. قال: وفتح الله له من العَظَمة مثل مَسَام الإبرة (2)، فرأى من العَظَمة ما شاء الله، فقال له جَبْرَئيل: قِف يا محمّد، وذكر مثل الحديث الأول سَواء (3).

2460 /16 - عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : كان نُوح علیه السلامإذا أصبح قال: اللّهمّ إنّه ما كان من نِعمةٍ وعافيةٍ في دين أو دنيا فإنَّه منك، وحدك لا شريك لك، لك المُلك(4) ولك الشُّكر به علىّ يا رب حتى ترضى وبعد الرِّضا(5).

17/2461 - عن حَفص بن البَختَري، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : إِنَّما سُمِّي نُوحٍ عبداً شكوراً، لأنَّه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللّهمّ إنَّه ما أصبح وأمسى بي من نعمةٍ أو عافيةٍ في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشُّكر به عليّ يا ربِّ حتّى ترضى وبعد الرّضا، ويقولها إذا أصبح عشراً، وإذا أمسى عشراً (6).

18/2462 - عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله: (كَانَ عَبداً شَكُوراً ) [3] الله، قال: إذا كان أمسى وأصبح يقول : أمسيت أشهد أنَّه ما أمست بي من نعمةٍ في دِين أو دنيا فانّها من الله وحده لا شريك له، له الحمد بها والشَّكر كثيراً (7).

19/2463 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: قلت له: ما عنى

ص: 36


1- أى أخي هذا الموضع تتركني؟
2- في بحار الأنوار : مسمّ الإيرة.
3- بحار الأنوار 18: 93/386 .
4- في الكافي: لك الحمد.
5- الكافي 2: 29/81 بزيادة.
6- علل الشرائع: 1/29 «نحوه»، بحار الأنوار 86: 32/262 .
7- تفسير القمي 2 :14 «نحوه»، بحار الأنوار 86: 8/248 .

الله بقوله لنوح علیه السلام : (إِنَّهُ كَانَ عَبداً شَكُوراً) ؟

فقال: كلمات بالغ فيهن، وقال: كان إذا أصبح وأمسى قال: اللّهمّ إنّي أصبحت أشهدك أنّه ما أصبح بي من نعمةٍ في دين أو دنيا فإنَّه منك، وحدك لا شريك لك، ولك الشكر به عليّ يا ربّ حتّى ترضى وبعد الرّضا؛ فسمّي بذلك عبداً شكوراً (1).

2464 / 20 - عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله تعالى: (وَقَضينَا إلى بَنِي إِسْرَاءِيلَ فِى الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الأَرضِ مَرَّتَينِ ) قتل علىّ علیه السلام، وطعن الحسن علیه السلام ( وَلَتَعلُنَّ عُلُوّاً كبيراً ) قتل الحسين علیه السلام (فَإذا جَاءَ وعد أولاهما) إذا جاء نصر دم الحسين علیه السلام (بَعَثْنَا عَلَيْكُم عِبَاداً لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم علیه السلام، لا يَدَعُون وترأ لآل محمّد إلَّا أحرقوه(2) (وَكَانَ وَعداً مفعُولاً) قبل قيام القائم علیه السلام.

(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِم وَأَمدَدْنَاكُم بِأَمَوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُم أَكثَرَ نَفِيراً) [4-6] خُروج الحسين علیه السلام في الكرّة، في سبعين رجلاً من أصحابه الذين قُتِلوا معه عليهم البيض المُذهب، لكلِّ بَيضة وجهان، والمؤدى إلى الناس أن الحسين قد خَرَج في أصحابه، حتّى لا يشكّ فيه المؤمنون، وأنَّه ليس بدجّال ولا شيطان، الإمام الذي بين أظهر الناس يومئذ، فإذا استقر عند المؤمن أنّه الحسين علیه السلام لا يَشُكّون فيه، وبَلَغ عن الحسين علیه السلام الحُجّة القائم بين أظهر الناس، وصدَّقه المؤمنون بذلك، جاء الحُجّة الموت، فيكون الذي يلي غُسله وكَفَنه وحُنوطه وإيلاجه في حُفرته الحسين علیه السلام، ولا يلي الوصيّ إلّا الوصيّ.

وزاد إبراهيم في حديثه ثمَّ يَملكهم الحسين علیه السلام حتّى يَقَع حاجباه على

ص: 37


1- الكافي 2: 38/388، بحار الأنوار 32/262:86.
2- في الكافي: قتلوه.

عينيه(1) .

21/2465 - عن حُمران، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: كان يقرأ (بَعَثْنَا عَلَيكُم عِبَاداً لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)، ثمّ قال: وهو القائم علیه السلام وأصحابه أولي بأسٍ شدید(2) .

22/2466 - عن مَسعَدة بن صَدَقة عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السلام ، قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام في خُطبته: يا أيُّها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، فإنَّ بين جوانحي عِلماً جمّاً؛ فَسَلُوني قبل أن تَشْغَر(3) برجلها فتنةٌ شرقيةٌ، تطأ في خطامها، ملعونٌ ناعِقُها ومولّيها وقائدها وسائقها والمتحرّز(4) فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها، تدعو بويلها، دخله(5) أو حولها، لا مأوى يكنّها، ولا أحد يرحمها.

فإذا استدار الفَلَك قلتم مات أو هلك ، وأي واد سَلَك؛ فعندها توقّعوا الفرج، وهو تأويل هذه الآية: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَأمدَدْنَاكُم بِأَمْوَالِ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُم أكثَرَ نَفِيراً).

والّذي فَلَق الحبَّة، وبَرَأ النسَّمَة، ليعيش إذ ذاك ملوكٌ ناعمين، ولا يخرُج الرجل منهم من الدنيا حتَّى يُولد لصلبه ألف ذكر، آمنين من كلّ بدعةٍ وآفةٍ

ص: 38


1- قطعة من الحديث في كامل الزيارات: 1/63 و 7/64 ، الكافي 8: 250/206 عن عبدالله بن القاسم، بحار الأنوار 46/56:51 و 53: 90/89.
2- بحار الأنوار 47/57:51 .
3- شَغَر الكلب : إذا رفع إحدى رجليه ليبول.
4- في «أ، ج»: والتحرض.
5- كذا، وفي «ج»: ذحلة، وفي نور الثقلين: دجلة.

والتنزيل(1)، عاملين بكتاب الله وسُنَّة رسوله، قد اضمحلَّت عنهم الآفات والشُّبهات(2) .

23/2467 - عن رفاعة بن موسى، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: إن أوّل من يَكُرّ

إلى الدنيا الحسين بن عليّ علیهما السلام وأصحابه ويزيد بن معاوية وأصحابه، فيقتُلهم حذو القُذَّة بالقُذَّة(3) .

ثم قال أبو عبد الله علیه السلام: (ثُمَّ رَدَدنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِم وَأَمدَدْنَاكُم بِأَمْوَالِ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُم أكثَرَ نَفِيراً )(4).

24/2468 - عن أبي إسحاق: (إنَّ هَذَا القُرءَ ان يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ) [9] قال: يهدي إلى الإمام(5) .

25/2469 - عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر علیه السلام (إِنَّ هَذَا القُرءَانَ يَهْدِى

لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ) ، قال : يهدي إلى الولاية(6).

26/2470 - عن سلمان الفارسي، قال: إنَّ الله لما خَلق آدم علیه السلام، وكان أوّل ما خَلَق عيناه، فجعل ينظُر إلى جسده كيف يُخلَق، فلمّا جاءت الروح إلى ركبتيه ولم يبلغ(7) الخَلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله تعالى: (خُلق

ص: 39


1- كذا، ولا تخلو هذه الكلمة من تصحيف وقال العلامة المجلسي بعد إيراده هذا الحديث وسائر الخبر كان مصحفاً، فتركته على ما وجدته، والمقصود واضح.
2- بحار الأنوار 51: 48/57، نور الثقلين 3: 82/139 .
3- أي مِثلاً بمثل يُضرب مثلاً في التسوية بين الشيئين.
4- بحار الأنوار 53: 78/76 .
5- الكافي 1: 2/169 عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبدالله علیه السلام ، بحار الأنوار 24: 145 / 14 .
6- بحار الأنوار 24: 145 / 13 ، و 70: 339 .
7- في «أ»: فلما جانب لم يتبالغ، وفي «ه»: فلمّا حانت أن يتبالغ.

الإنسان عجولاً)(1) [11]، وإنّ الله لمّا خلق آدم ونَفَخ فيه، لم يَلبَث(2) أن تناول عُنقوداً فأكله(3).

27/2471 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : لمّا خَلَقَ الله آدم الله نفخ فيه من روحه، وتب ليقوم قبل أن يتمّ خَلَقُه فَسَقَط ، فقال الله عزّ وجلّ: (خُلق الإنسان عجولاً )(4) .

28/2472 - عن أبي بصير، عنه علیه السلام (فَمَحَونَا ءَايَةَ الَّيلِ) [12]، قال: هو السّواد الذي في جَوف القَمر (5).

29/2473 - عن نَصر بن ،قابُوس، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : السواد الذي في

القمر: محمّد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(6).

30/2474 - عن أبي الطُّفيل، قال: كنتُ في مسجد الكوفة، فسَمِعت عليّاً علیه السلام وهو على المِنبَر، وناداه ابن الكَوّاء وهو في مؤخّر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن هذا السواد في القمر ؟ فقال : هو قول الله تعالى: (فَمَحَونَا دَايَةً الَّیلِ)(7).

31/2475 - عن أبي الطُّفيل، قال: قال عليّ بن أبي طالب علیه السلام: سَلُوني عن کتاب الله، فإنَّه ليس من آيةٍ إلّا وقد عَرَفتُ بليلٍ نزلت أم بنهارٍ، أو في سَهْلٍ أو في

ص: 40


1- في المصحف الشريف: ( وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً ) .
2- في «أ»: يشحع، وفي «ج»: يشجع، ولعلهما تصحيف يستجمع، كما في نور الثقلين.
3- بحار الأنوار 11: 49/118، نور الثقلين 3: 93/141 .
4- أمالي الطوسي: 1361/659، بحار الأنوار 11: 50/119.
5- بحار الأنوار 58: 17/161 .
6- بحار الأنوار 58: 18/161، وفيه بيان للعلامة المجلسي حول معنى الحديث.
7- نور الثقلين 3 :98/142 .

جبل.

قال: فقال له ابن الكوّاء: فما هذا السواد في القمر ؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء، أما سَمِعت الله يقول: (وَجَعَلْنَا الَّيلَ وَالنَّهَارَ ءَايَتَينِ فَمَحَونَا ءَايَةَ الَّيلِ وَجَعَلْنَا مَايَةَ النَّهَارِ مُبصِرَةً ) ؟ فذلك محوها .

قال: يقول الله: (ألَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفراً وَأَحَلُّوا قَومَهُم دَارَ البَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصلَونَهَا )(1)؟ قال: تلك في الأفجرين من قُريش(2).

2476 / 32 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله علیهما السلام في قوله: (وَكُلُّ إنسَانِ الزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) [13]، قال: قَدَره الذي قدر عليه (3).

33/2477- عن خالد بن نَجيح ، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله تعالى: (أقرأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليومَ [14]، قال: يُذكَّر العبد جميع ما عَمِل، وما كُتِب عليه، حتى كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: (يَا وَيلَتَنَا مَا لِهَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صغيرةٌ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحصَاهَا )(4).

2478 / 34 - عن حمران، عن أبي جعفر الله علیه السلام، في قول الله: (وإذَا أَرَدنَا أَن تُهلِكَ قريَةٌ أمرنَا مُترَفِيهَا) [16]، مُشددّة منصوبة(5)، تفسيرها: كثَّرنا، وقال: لا قرأتها مُخفّفة(6) .

ص: 41


1- إبراهيم 14: 28 و 29.
2- بحار الأنوار 58: 10/159، تفسير البرهان 3: 8/513 .
3- بحار الأنوار 5: 55/119 .
4- نور الثقلين 3: 107/144 ، والآية من سورة الكهف 18: 49 .
5- في «ج»: مشددّة ميمه.
6- بحار الأنوار 5: 46/208 .

35/2479- عن حمران، عن أبي جعفر علیه السلام ، في قول الله: (إِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُترَفِيهَا)، قال: تفسيرها أمَرنا أكابرها(1).

36/2480 - عن أبي بصير، عن أحدهما علیهما السلام ، أنَّه ذَكر الوالدين، فقال: هما اللذان قال الله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَين إحساناً ) (2)[23].

2481 / 37 - عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام ، في قول الله: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنهَرْهُمَا) [23]، قال: هو أدنى الأذى حرّم الله(3) فما فوقه(4).

2482/ 38 - عن حريز، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: أدنى العُقوق أُفٍّ ولو علم الله أنَّ شيئاً أهون منه لنهى عنه (5).

2483/ 39 - عن أبي ولّاد الحنّاط، قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله: (وبالوالدين إحساناً)، فقال: الإحسان أن تُحسين صُحبتهما، ولا تُكلّفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله: (لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تَحِبُّونَ) (6)؟

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام: وأما قوله : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا اُفٍّ)، قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أفٍّ، ولا تَنهَرهما إن

ص: 42


1- بحار الأنوار 5: 48/208 .
2- بحار الأنوار 74: 75/78 .
3- في «ج»: أدنى ما حرم من العقوق لا أدنى ما حرم، وفي «ه»: أدنى الأدنى حرّمه الله.
4- بحار الأنوار 74: 76/78 .
5- الكافي 2 : 1/260 عن حديد بن حكيم، الزهد: 103/38 عن أبي البلاد، عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 :160/44 ، بحار الأنوار 74: 77/79 .
6- آل عمران 3: 92 .

ضَرَباك، قال: ( وَقُل لَّهُمَا قَولاً كَرِيماً) ، قال : تقول لهما: غَفَرَ الله لكما؛ فذلك منك قولٌ كريمٌ، وقال: ﴿ وَأخفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مِنَ الرَّحمَةِ) [23 و 24] قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمةٍ ورقَّة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يديك فوق أيديهما، ولا تتقدّم قُدّامهما (1).

40/2484 - عن الأصبغ، قال: خرجنا مع عليّ علیه السلام ، فتوسَّط المسجد، فإذا ناس يصلّون حين طَلَعت الشمس، فسمعته يقول: نَحَروا صلاة الأوّابين نحَرهم الله. قال: قلت: فما نحروها ؟ قال : عجلوها. قال: قلتُ: يا أمير المؤمنين، ما صلاة الأوّابين؟ قال: ركعتان (2).

41/2485 - عن عبد الله بن عطاء المكّى، قال: قال أبو جعفر علیه السلام: انطلق بنا إلى حائط لنا، فدعا بحمارٍ وبغل، فقال: أيّهما أحبُّ إليك؟ فقلت: الحِمار فقال: إنّي أحبّ أن تُؤثِرني بالحِمار فقلت: البغل أحبُّ إليَّ، فركب الحِمار وركبت البغل، فلما مضينا أختال الحِمار في مشيته حتّى هَزّ منكبي أبي جعفر علیه السلام، فلزم قرَبُوس(3) السّرج، فقلت: جُعلت فِداك، كأنّى أراك تشتكى بطنك.

قال: وفَطِنت إلى هذا مني ؟ إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كان له حمار يقال له: عُفير، إذا ركبه اختال في مشيته سُروراً برسول الله حتّى يهزّ منكبيه، فيلزم قَرَبُوس السَّرج، فيقول: اللّهُمّ ليس منّي، ولكن ذا من عُفير، وإن حماري من سُروره اختال في مشيه، فَلَزمتُ قَرَبُوس السَّرج، وقلتُ: اللّهمّ هذا ليس منّي، ولكن هذا من حماري.

ص: 43


1- الكافي 2: 1/126، بحار الأنوار 74: 78/79 .
2- بحار الأنوار 83: 5/156 .
3- القَرَبُوس: جنو السَّرج، وللسَّرج قَرَبُوسان، مُقَدِّم السَّرج ومُؤخّره.

قال فقال يا ابن عطاء ترى زاغت الشمس (1)؟ فقلت: جُعِلت فداك، وما علمي بذلك وأنا معك! فقال: لا، لم تفعل وأوشك (2). قال: فسرنا، قال: فقال: ق--د فعلت قلت هذا المكان الأحمر ؟ قال : ليس يُصلّى ها هنا، هذه أودية النمال وليس يُصَلّى فيها، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء، قال: هذه سبخة وليس يُصلّى بالسباخ قال: فمضينا إلى أرض حَصباء، قال: ها هنا، فنزل ونزلتُ.

فقال: يا ابن عطاء، أتيتَ العراق فرأيتَ القوم يُصلّون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟ قال: قلت: نعم. فقال: أولئك شيعة أبي عليّ علیه السلام، وهذه صلاة الأوّابين، إنّ الله يقول: (إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً )(3) [25].

2486 / 42 - عن أبي بصير ، قال : سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: في قوله: (إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً ) ، قال : هم التَّوّابون المُتَعبّدون (4).

43/2487 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : يا أبا محمّد، عليكم بالوَرَع ،والإجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحُسن الصُّحبة لمن صَحِبكم وطُول السُّجود، فانّ ذلك من سُنن الأوّابين، قال أبو بصير الأوّابون: التوّابون (5).

44/2488 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: من صلّى أربع رَكَعات، وقرأ في كُلِّ ركعةٍ خمسين مرّة (قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ) كانت صلاة فاطمة علیها السلام ، وهى صلاة الأوّابين(6).

ص: 44


1- زاغت الشمسُ : مالت إلى الغروب.
2- كذا، والظاهر: وأوشكت.
3- نحوه في المحاسن: 41/352، والكافي :8 417/276، بحار الأنوار 76: 291 / 14 ، و 83: 28/327، و 87: 4/53.
4- بحار الأنوار 6: 47/34 ، و 10469.
5- بحار الأنوار 69 :80/395 .
6- من لا يحضره الفقيه 1 1560/356 باسناد تامّ عن العياشي، وسائل الشيعة 8 :2/113، بحار الأنوار 91 :4/171 .

45/2489 - عن محمّد بن حَفص بن عمر، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : كانت صلاة الأوّابين خمسين صلاةُ كلّها ب (قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (1).

46/2490 - عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : لمّا أنزل الله (فَتَاتِ ذَا القُربَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ ) (2)، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: يا جبرئيل قد عَرِفتُ يا المِسكين فمن ذو القُربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسناً وحسيناً وفاطمة، فقال: إنّ ربّي أمرني أن أعطيكم ممّا أفاء عليّ، قال: أعطيتُكُم فَدكاً (3).

47/2491 - عن أبان بن تغلِب، قال: قلتُ لأبي عبد الله صلی الله علیه وآله وسلم: أكان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أعطى فاطمة علیها السلام فَدَكاً؟

قال: كان ،وقفها، فأنزل الله: (وَءَاتِ ذَا القُربَى حَقَّهُ) [26] فأعطاها(3) رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حقَّها.

قلتُ: رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها (4).

2492 / 48 - عن ابن تغلب، قال: قلتُ لأبي عبدالله علیه السلام : أكان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أعطى فاطمة فَدَكاً؟ قال: كان لها من الله(5) .

49/2493 - عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : أتت فاطمة علیها السلام أبا بكر تُريد فَدَك، قال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت بأمّ أيمن فقال لها : بم تشهدين؟ قالت: أشهد أنّ جَبرَئيل أتى محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم ، فقال : إنّ الله

ص: 45


1- نور الثقلين 3: 154/153 .
2- الروم 30: 38، وهذه الآية موجودة في الإسراء إلّا أنّ لفظها: (وات ذا القربى.... ) بحار الأنوار 29: 13/119 عن محمّد بن حفص بن عمر.
3- زاد في «أ، ب»: فدكاً وقفها فأنزل الله (وءات ذا القربى حقه ) فأعطاها.
4- بحار الأنوار 29: 14/119 .
5- بحار الأنوار 29: 15/120 .

يقول: (فَتَاتِ ذا القُربَى حَقَّهُ)(1) فلم یَدرِ محمّد صلی الله علیه وآله وسلممن هم؟ فقال: يا جبرئيل، سَل ربَّكَ مَن هم؟ فقال: فاطمة ذو القربي، فأعطاها فَدَكَاً، فَزَعموا أنّ عمر محا الصحيفة، وقد كان كَتَبها أبو بكر(2) .

2494/ 50 - عن عطيّة العوفي، قال: لمّا افتتح رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خيبر، وأفاء الله عليه فدَكَ، وأنزل عليه وَءَاتِ ذَا القُربَى حَقَّهُ)، قال: يا فاطمة، لك فَدَك (3).

51/2495 - قال عبد الرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسي، يسأله عن قصّة فَدَك، فكتب إليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث رواه عن الفضل بن مَرزُوق، عن عطيّة، فردّ المأمون فَدَك على ولد فاطمة صلوات الله عليها (4).

52/2496- عن أبي الطفيل، عن عليّ علیه السلام ، قال : قال يوم الشّورى: أفيكم أحدٌ تمّ نورُه من السماء حين قال: (وَءَاتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ ) ؟ قالوا: لا(5).

53/2497 - عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن قوله ( وَلَا تُبَذِّر تَبذِيراً) [26] قال: من أنفق شيئاً في غير طاعة الله فهو مُبذِّرٌ، ومن أنفق في سبيل الخير فهو مُقتصدٌ (6).

54/2498 - عن أبي بصير قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام في قوله تعالى: (وَلَا تُبَذِّر تَبْذِيراً)، قال: بَذل الرجُل ما له ويَقْعُد ليس له مال. قال: فيكون تبذيرٌ في

ص: 46


1- الروم 30: 38 .
2- بحار الأنوار 29: 16/120.
3- بحار الأنوار 29: 17/121 .
4- بحار الأنوار 29: 107.
5- بحار الأنوار 29: 18/121 .
6- بحار الأنوار 75: 1/302 .

حلال؟ قال: نعم(1) .

55/2499 - عن علىّ بن جُذاعة، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: إتّق الله ولا تُسرِف ولا تُقتّر، وكُن بين ذلك قواماً، إنّ التبذير من الإسراف، وقال الله: ( وَلَا تُبَذَر تَبْذِيراً) إنَّ الله لا يُعذِّب على القَصْد (2).

56/2500 - عن عامر بن جُذاعة، قال: دخل على أبي عبد الله علیه السلام رجلٌ، فقال: يا أبا عبدالله، قَرْضاً إلى ميسرة ؟

فقال أبو عبدالله علیه السلام: إلى غَلّةٍ تُدرك؟ فقال: لا والله. فقال: إلى تجارةً تُؤدّى؟ فقال: لا والله. قال: فإلى عُقدةٍ(3) تُباع ؟ فقال : لا والله، فقال: فأنت إذاً ممَّن جعل الله له فى أموالنا حقّاً.

فدعا أبو عبد الله علیه السلام بكيس فيه دراهم، فأدخل يده فناوله قَبضةً، ثمّ قال: اتَّق الله ولا تُسرِف ولا تقتر، وكُن بين ذلك قواماً، إنّ التبذير من الإسراف، قال الله: ( وَلَا تُبَذِّر تَبْذِيراً) وقال: إنّ الله لا يُعذِّب على القصد (4).

57/2501 - عن جميل، عن إسحاق بن عمّار، في قوله: (وَلَا تَبَذَر تَبْذِيراً ) قال: لا تُبذّر في ولاية عليّ علیه السلام (5).

58/2502 - عن بِشر بن مَروان قال: دخلنا على أبي عبد الله علیه السلام، فدعا برُطَبٍ، فأقبل بعضهم يرمي بالنَّوى، قال: فأمسك أبو عبدالله علیه السلام يده، فقال: لا تفعل، إنّ هذا من التبذير، وإنّ الله لا يُحبّ الفَساد (6).

ص: 47


1- بحار الأنوار 75: 2/302 .
2- بحار الأنوار 75: 3/302 .
3- العُقدة: الضَّيعة، والعقار الذي اعتقده صاحبه مُلكاً.
4- الكافي 3: 14/501 ، بحار الأنوار 75: 4/302.
5- المحاسن: 298/257، بحار الأنوار 36: 53/106 .
6- بحار الأنوار 75: 5/303 .

59/2503 - عن عجلان، قال: كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام فجاء . سائل ، فقام إلى مِكتَلٍ(1) فيه تمرٌ، فملأ يده ثمّ ناوله، ثمّ جاء آخر فسأله، فقام وأخذ بيده فناوله، ثمّ جاء آخر ،فسأله، فقال: رَزَقنا الله وإياك.

ثمّ قال: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئاً إلّا أعطاء؟ :قال فأرسلت إليه امرأة ابناً لها فقالت انطلق إليه فاسأله، فإن قال: ليس عندنا شيء، فقل: أعطني قميصك؛ فأتاه الغلام فسأله، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : ليس عندنا شيء، فقال: فأعطني قميصك، فأخذ قميصه فرمى به إليه، فأدَّبه الله على القصد، فقال: (وَلَا تَجعَل يَدَكَ مَعْلُولةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطهَا كُلَّ البسط فَتَقعُدَ مَلُوماً مَّحسُوراً)(2) [29] .

60/2504 - عن ابن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله:( وَلَا تَجْعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إلى عُنُقِكَ) ، قال : فضَمَّ يده، وقال: هكذا، فقال: ( وَلَا تَبْسُطَها كُلَّ البَسْطِ ) وبسط راحته، وقال: هكذا (3).

61/2505 - عن محمّد بن يزيد عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: ( وَلَا تَجعَل يَدَكَ مَعْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطهَا كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَّحسُوراً)، قال: الإحسار الإقتار(4) .

62/2506 - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي إبراهيم علیه السلام ، قال : لا يُملِق حاجُّ أبداً. قلت: وما الإملاق؟ قال: قول الله: ( وَلَا تَقْتُلُوا أولادَكُم خَشيَةَ إملاق )(5) [31].

ص: 48


1- المِكتَل: الزَّنبيل الكبير .
2- الكافي 4: 7/55 ، بحار الأنوار 96: 15/169.
3- التهذيب 7: 1031/236 ، بحار الأنوار 96: 16/169 .
4- بحار الأنوار 96: 17/169 .
5- وسائل الشيعة 47/107:11 .

63/2507 - عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله الله ، قال : الحاجّ لا يُملق أبداً.

قال: قلتُ: وما الإملاق؟ قال: الافلاس. ثمّ قال: (وَلَا تَقْتُلُوا أولادَكُم مِن إمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُم وَإِيَّاهم )(1).

64/2508 - عن المُعلّى بن خُنيس، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول: قتل(2) النفس التي حرّم الله، فقد قَتلوا(3) الحسين علیه السلام في أهل بيته(4).

65/2509 - عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: نزلت هذه الآية في الحسين علیه السلام: (وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلطَاناً فَلَا يُسرِف فِي القَتلِ) المثلا قاتل الحسين (إنَّه كَانَ مَنصُوراً) [33]، قال: الحسين علیه السلام(5).

66/2510 - عن أبي العباس، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : إذا اجتمع العدّة على قتل رجل حَكَم الوالي بقتل أيّهم شاء وليس له أن يقتُل أكثر من واحد، إنّ الله يقول: (وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلطَاناً فَلَا يُسرِف فِي القَتل إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً) وإذا قتل واحداً ثلاثة خُيّر الوالي أيّ الثلاثة شاء أن يقتُل، ويضمن الآخران ثُلثى الدّية لورثة المقتول(6).

67/2511 - عن سلام بن المُستنير ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قوله: ( وَمَن قُتِلَ

ص: 49


1- وسائل الشيعة 11: 48/108، بحار الأنوار 99: 37/12. والآية من سورة الأنعام 6: 151.
2- في «ه»: من قتل.
3- في «ب، ه»: قتل.
4- بحار الأنوار 44: 5/218 .
5- بحار الأنوار 44: 6/218.
6- الكافي 7: 9/284 إلى نهاية الآية، التهذيب 10: 858/218، بحار الأنوار 104: 10/387 .

مَظْلُوماً فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلطَاناً فَلَا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً).

قال: هو الحسين بن علىّ علیهما السلام قُتِل مظلوماً، ونحن أولياؤه، والقائم منّا إذا قام طلب بثأر الحسين علیه السلام، فيقتُل حتّى يقال قد أسرف في القتل.

وقال: أليس(1) المقتول الحسين علیه السلام ، ووليّه القائم علیه السلام؟ والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله (إنَّه كَانَ مَنصُوراً)، فإنّه لا يذهب من الدنيا حتّى ينتصر برجل من آل رسول الله علیهم السلام، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت جَوراً وظلماً(2).

2512 / 68 - عن أبي العباس قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن رجلين قتلا رجلاً، فقال: يُخيّر وليّه أن يقتُل أيّهما شاء، ويَغرَم الباقي نصف الديّة - أعنى دية المقتول - فيرُدّ على ذُرِّيته، وكذلك إن قتل رجل امرأة، إن قبلوا دية المرأة فذاك. وإن أبى أولياؤها إلّا قتل قاتلها غَرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله: (فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلطَاناً فَلَا يُسرِف فِى القَتلِ)(3).

69/2513 - عن حُمران، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : قلتُ له: يا ابن رسول الله زعم ولد الحسن علیه السلام أنّ القائم منهم، وأنّهم أصحاب الأمر، ويزعم ولد ابن الحنفيّة مثل ذلك.

فقال: رَحِم الله عمّي الحسن علیه السلام، لقد غمد الحسن علیه السلام أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين علیه السلام، وأسلمها إلى معاوية، ومحمّد بن علي سبعين ألف سيف قاتله، لو حَظَر عليهم حَظيرة ما خرجوا منها حتّى يموتوا جميعاً، وخرج الحسين صلوات الله عليه فعرَضَ نفسه على الله في سبعين رجلاً، من أحقّ بدمه

ص: 50


1- في «أ، د» : المثنى، وفي «ب، ه» المسى، وفي نور الثقلين فقال النبيّ.
2- بحار الأنوار 44: 7/217، نور الثقلين 3: 201/163.
3- وسائل الشيعة 29: 21/87 ، بحار الأنوار 104: 11/387 .

منّا؟ نحن والله أصحاب الأمر، وفينا القائم، ومنّا السفّاح والمنصور، وقد قال الله: (وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَد جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلطَاناً) نحن أولياء الحسين بن عليّ علیهما السلام وعلى دينه(1) .

2514 / 70 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام : أنّ نَجدة الحَرُوري كتب إلى ابن عباس يسأله عن أشياء، عن اليتيم متى ينقطع يُتمه؟ فكتب إليه ابن :عباس: أمّا اليتيم فانقطاع يُتمه إذا بلغ أشُدّه، وهو الاحتلام(2).

71/2515وفي رواية أخرى: عن عبدالله بن سنان، عنه علیه السلام، قال: سأله أبي وأنا حاضر عن اليتيم متى يجوز أمره ؟ فقال: حين يبلغ أشده، قلت: وما أشدّه؟ قال: الاحتلام .

قلت: قد يكون الغُلام ابن ثماني عشرة سنة لا يحتلم أو أقلّ أو أكثر؟ قال: إذا بلغ ثلاث عشرة سنة كُتب له الحَسَن، وكتب عليه السيّء، وجاز أمره، إلّا أن يكون سفيهاً أو ضعيفاً (3).

72/2516 - عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة، فقد بلغ أشُدّه، وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه، وإذا بلغ إحدى وأربعين فهو في النُّقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النَّزع(4).

73/2017 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبدالله علیه السلام ، قال : إذا بلغ أشُدّه:

ص: 51


1- بحار الأنوار 29: 43/452 .
2- الخصال: 75/235 عن الحلبي، بحار الأنوار 103: 15/165.
3- الخصال: 3/495 «نحوه»، بحار الأنوار 103: 16/165 .
4- مستدرك الوسائل 2: 13765/156 .

الاحتلام ، ثلاث عشرة سنة (1).

74/2518 - عن الحسن قال : كنتُ أطيل القُعود في المَخرَج(2) الأسمع غناء بعض الجيران قال فدخلت على أبي عبد الله علیه السلام، فقال لي: يا حسن (إنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [36] السمع وما وعى، والبصر وما رأى، والفُؤاد وما عَقَد عليه(3) .

75/2519 - عن الحسن بن هارون، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قول الله: (إنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسئُولاً)، قال: يُسألُ السمع عمّا يسمع، والبصر عمّا يطرف، والفُؤاد عمّا عقد عليه (4).

76/2520 - عن أبي جعفر ، قال : كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام، فقال له رجل: بأبي أنت وأمّي، إنّي أدخل كَنيفاً (5) لي، ولي جيران وعندهم جوارٍ يُغنّين(6) ويضربن بالعُود، فربّما أطلت الجُلوس استماعاً منّى لهنَّ فقال: لا تفعل .

فقال الرجل: والله ما أتلهّى(7) إِنَّما هو سَماع أسمعه بأذني. فقال له: [لله ] أنت، أما سَمِعت الله يقول: (إنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسئُولاً) قال: بلى والله ، فكأنّي لم أسمع هذه الآية قطّ من كتاب الله من عَجميّ ولا من عربيّ، لا جَرم أنى لا أعود إن شاء الله، وإنّى استغفر الله، فقال له: قُم

ص: 52


1- تفسير البرهان 3: 4/531.
2- المَخرَج: الكنيف، ومكان الخروج.
3- وسائل الشيعة 17: 29/311 .
4- بحار الأنوار 7: 30/267 .
5- الكنيف: الظُّلّه تُشرَع فوق باب الدار والمِرحاض.
6- في «ب، ه»: يتغنين.
7- في «أ، ه»: آتيتهن.

فاغتسل، وصل ما بدا لك، فإنّك كُنتَ مقيماً على أمر عظيم، ما كان أسوأ حالك لو مُتّ على ذلك! أحمد الله وأسأله التوبة من كُلّ ما يَكرَه، فإنَّه لا يَكرَه إِلّا كُلّ قبيح، والقبيح دَعهُ لأهله، فإن لكُلِّ أهلاً(1).

77/2521- عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه، قال: إنّ الله تبارك وتعالى فَرَض الإيمان على جوارح بني آدم، وقسمه عليها، فليس من جوارحه جارحةٌ إلّا وقد وُكَّلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها، فمنها عيناه اللّتان ينظر بهما، ورجلاه اللّتان يمشي.

ففرض على العين أن لا تنظُر إلى ما حرم الله عليه، وأن تغُضّ عمّا نهاه الله عنه ممّا لا يحِلّ له، وهو عمله وهو من الإيمان، قال الله تبارك وتعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَر وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ) فهذا ما فرض الله من غضٌ البصر عمّا حرَّم الله، وهو عمله، وهو من الإيمان.

وفرض الله على الرّجلين أن لا يُمشى بهما إلى شيءٍ من معاصي الله وفرض عليهما المشي فيما فرض الله، فقال: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً) [37]، وقال: (وَأقصد فِي مَشيكَ وَأعْضُض مِن صَوتِك إنَّ أنكَرَ الأصوَاتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ)(2) .

78/2522- عن علي بن أبي حمزة، عن أبي جعفر علیه السلام: ( وَلَقَد صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرءَانِ لِيَذَّكَّرُوا ) [41] يعني ولقد ذَكَرنا عليّاً في القرآن، وهو الذِّكر، فما زادهم إلّا نفوراً(3).

ص: 53


1- الكافي :6 10/432 عن مسعدة، من لا يحضره الفقيه 1: 177/45، التهذيب 1: 304/116 ، بحار الأنوار 6: 48/34، و 79: 24/247.
2- الكافي :2 1/30 ، والآية من سورة لقمان 19:31 .
3- بحار الأنوار 36: 56/107 .

79/2523 - عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : قلتُ : قول الله: ( وَإن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ) ؟ [44] قال: كلّ شيءٍ يُسبّح بحمده، وإنّا لنرى أنّ تَنقُّض الجُدُر(1) هو تسبيحها(2) .

80/2524- وفي رواية الحسين بن سعيد، عنه علیه السلام : ( وما من شيء إلّا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) (3)، قال: كُلّ شيء يُسبّح بحمده، وقال: إنّا لنرى أنّ تَنَقُّض الجدار وهو تسبيحها (4).

81/2525 - عن زرارة، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) ، فقال : ما ترى أن(5) تنقُّض الحيطان تسبيحها (6).

82/2526- عن الحسن، عن النَّوفلي، عن السَّكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهم السلام، قال : نهى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن أن تُوسَمَ البهائم في وجوهها، وأن تُضرَب وجوهها، فإنها تُسَبّح بحمد ربّها(7).

83/2527 - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : ما من طير يُصاد في برّ ولا بحر، ولا شيء يُصاد من الوَحش إلّا بتضييعه التسبيح(8).

2528 / 84 - عن مَسعدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهما السلام أنَّه دخل عليه رجلٌ، فقال له: فداك أبي وأمّي، إِنِّي أَجِدُ الله يقول في كتابه (وَإِن مِّن

ص: 54


1- تَنقَّضَ الجدار : تَشَقَّق وسُمِع له صوت.
2- المحاسن: 623 / 70 ، والكافي 6: 4/531 عن الرقي، بحار الأنوار 60: 4/177.
3- والآية في المصحف الشريف: (وَإِن مِن شَي.....).
4- بحار الأنوار 60: 4/177 .
5- فى «أ، ب، ج »: ألا .
6- بحار الأنوار 60: 5/177 .
7- بحار الأنوار 64: 25/228 .
8- تفسير القمي 2: 107، بحار الأنوار 64: 1/24 .

شَىءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفقَهُونَ تَسبيحهم ) ؟ فقال له: هو كما قال.

فقال له: أتُسبّح الشجرة اليابسة؟ فقال: نعم، أما سَمِعتَ خَشَب البيت كيف ينقضّ (1)؟ فذلك تسبيحُهُ، فسبحان الله على كلّ حال(2)!

85/2529 - عن زيد بن علي، قال: دخلت على أبي جعفر علیه السلام، فذكر (بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، فقال: تدري ما نزل في (بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ)؟ فقلت: لا. فقال: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان يصلّي بفناء الكعبة، فرفع صوته، وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته، قال: وكان يُكثِر تَرداد (بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فيرفع بها صوته، قال: فيقولون: إنّ محمداً ليُردّد اسم ربِّه ترداداً، إنّه ليُحِبّه، فيأمرون من يقوم فيستمع إليه، ويقولون : إذا جاز(3) (بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فأعلمنا حتّى نقوم فنستمع قراءته، فأنزل الله في ذلك ( وإذا ذكرت رَبَّكَ فِي القُرءَانِ وَحدَهُ ) بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَّوا عَلَى أَدْبَارِهِم نُفُوراً)(4) [46].

86/2530 - عن زرارة عن أحدهما علیهما السلام، قال : في (بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ ، الرَّحِيم)، قال: هو أحقٌ فاجهَر به وهي الآية التي قال الله : ( وَإِذَا ذكرت رَبَّكَ فِي القُرءَانِ وَحدَهُ ) بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَّوا عَلَى أَدْبَارِهِم نُفُوراً) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي صلی الله علیه وآله وسلم، فإذا قرأ (بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) نَفَروا وذهبوا، فإذا فَرَغ منه عادوا وتسمّعوا (5).

87/2531 - عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : كان رسول

ص: 55


1- انقضّ الشيء: تقطّع وانكسر.
2- بحار الأنوار 60: 6/177.
3- في «ب» جاء.
4- بحار الأنوار 3/73:85 .
5- بحار الأنوار 3/73:85 .

ص: 56

إلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبلَ يَومِ القِيَامَةِ)، قال: هو الفناء بالموت أو غيره (1).

92/2536 وفي رواية أخرى عنه علیه السلام (وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبلَ يوم القيامة)، قال: بالقتل والموت أو غيره (2).

93/2537 - عن حريز، عمَّن سَمِع عن أبي جعفر علیه السلام: ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناكَ إِلَّا فِتنَةٌ) لهم ليَعْمَهُوا فيها ( وَالشَّجَرَةَ المَلعُوَنةَ فِي القُرءَانِ) [60] يعني بني أمية (3).

2538/ 94 - عن على بن سعيد ، قال : كنتُ بمكة فقَدِم علينا معروف بن خَرَّبود فقال: قال لى أبو عبد الله علیه السلام: إنَّ عليها الله قال لعمر يا أبا حفص ألا أخبرك بما نزل في بني أميَّة؟ قال: بلى، قال: فإنّه نزل فيهم ( وَالشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِى القُرانِ) ، قال: فغَضب عمر، وقال: كَذَبت، بنو أمية خيرٌ منك وأوصل للرَّحِم (4).

95/2539 - عن الحلبي، عن زُرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، قالوا: سألناهُ عن قوله: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أريناكَ)، قال: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أري أنّ رجالاً على المنابر يرُدّون الناس ضُلّالاً: زُريق وزُفر.

وقوله : ( وَالشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِى القُرءَانِ)، قال: هم بنو أميّة (5).

96/2540 - وفي رواية أخرى، عنه: أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قد رأى رجالاً من نارٍ على منابر من نارٍ ويَرُدّون الناس على أعقابهم القهقرى، ولسنا نُسمّى (6)

ص: 57


1- من لا يحضره الفقيه 1: 562/118 «نحوه»، بحار الأنوار 6: 12/329 .
2- بحار الأنوار 6: 12/329، وفى «أ»: وغيره
3- بحار الأنوار 31: 26/525 عن جرير.
4- بحار الأنوار 31: 27/525 .
5- بحار الأنوار 31: 28/525 .
6- في «ب»: ولست أسمي.

ص: 58

101/2545 - عن يونس، عن عبد الرحمن الأشلّ، قال: سألتُهُ عن قول الله : ( وَمَا جَعَلَنَا الرُّؤيَا الَّتِى أَرَينَاكَ إِلَّا فِتنَةٌ للنَّاسِ ) الآية.

فقال: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلمو نام فرأى أنّ بني أميّة يَصعَدون المَنابِر، فكلّما صَعِد منهم رجلٌ رأى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الذّلّة والمَسكَنة، فاستيقظ جَزُوعاً من ذلك، وكان الذين رأهم اثني عشر رجلاً من بني أميّة، فأتاه جبرئيل بهذه الآية، ثمّ قال جَبرَئيل: إنّ بني أميّة لا يملِكون شيئاً إلّا ملك أهل البيت ضِعفيه (1).

102/2546 - عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: سألتُهُ عن شِرك الشيطان، قوله: (وَشَارِكَهُم في الأموال والأولاد) [64] .

قال: ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، قال: ويكون مع الرجل حتّى يُجامع، فيكون من نُطفته ونُطفة الرجل، إذا كان حراماً (2).

103/2547 - عن زرارة، قال: كان يوسف أبو الحجّاج صديقاً لعليّ بن الحسين صلوات الله عليه، وإنّه دخل على امرأته، فأراد أن يَضُمّها - أعني أُمّ الحجّاج - قال: فقالت له: أليس إنما عهدك بذاك الساعة؟ قال: فأتى عليّ بن الحسين علیهما السلام فأخبره، فأمره أن يُمسك عنها، فأمسك عنها، فولدت بالحجّاج، وهو ابن شيطان ذي الرَّدهة (3).

104/2548 - عن عبد الملك بن أعين ، قال : سَمِعتُ أبا جعفر علیه السلام يقول: إذازني

ص: 59


1- بحار الأنوار 31: 32/527 .
2- بحار الأنوار 60: 25/342 ، و 5/136:104 .
3- بحار الأنوار 31 33/528، والرَّدهة: النُقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وقيل: قلّة الرابية «النهاية 2 216». وقيل: إنّ شيطان الرّدهة أحد الأبالسة المردة من أعوان عدوّ الله ابليس، وقيل: هو عفريت ماردٌ يُتصوّر في صورة حيّة ويكون على الرّدهة. «شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13: 184 .

1.

الرجل أدخل الشيطان ذَكَره، ثمّ عملا جميعاً، ثمّ تختلط النُّطفتان، فيخلُق الله منهما الولد فيكون شركة الشيطان(1).

105/2549 - عن سُليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين علیه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ الله حرّم الجنّة على كُلِّ فاحش بذيء قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، فإنّك إن فتشته لم تَجِده إلَّا لِغَيّة(2) أو شِرك(3) شيطان.

قيل يا رسول الله، وفي الناس شرك الشيطان؟ فقال: أو ما تقرأ قول الله (وَشَارِكَهُم فِي الأمْوَالِ وَالأولاد ) ؟(4)

106/2550 - عن يونس، عن أبي الربيع الشامي، قال: كنت عنده علیه السلام ليلة فذكر شرك الشيطان فعظَّمه حتّى أفزعني، فقلت: جُعِلت فداك، فما المَخرَج منها وما نصنع؟

قال: إذا أردت المُجامعة فقل بسم الله الرّحمن الرحيم، الذي لا إله إلّا هو بديع السّماوات والأرض، اللّهمّ إن قضيت منّى(5) فى هذه الليلة خليفةً (6)، فلا تجعل للشيطان فيه نصيباً ولا شركاً ولا حظّاً، واجعله عبداً صالحاً، خالصاً مخلصاً. مصفيّاً وذُرِّيته، جلّ ثناؤك (7).

107/2551 - عن سليمان بن خالد، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام: ما قول الله:

ص: 60


1- عقاب الأعمال: 263 «نحوه»، بحار الأنوار 60: 24/342 و 79: 38/28 .
2- يقال: ولد فلان لِغَيّة، أي لزنية .
3- في «أ، ب، ج»: وشركة.
4- الزهد: 12/7 ، الكافي :2 3/244، بحار الأنوار 79: 10/112.
5- في «ب»: إن قصدت مني، وفي «ه»: إن قصدت تصب مني.
6- في البحار: الليلة ولداً.
7- بحار الأنوار 103: 46/294.

(شَارِكهُم فِي الأموال والأولاد) ؟ قال: فقال: قل في ذلك قولاً: أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (1).

108/2552 - عن العلاء بن رَزين، عن محمّد، عن أحدهما علیه السلام، قال : شِرك الشيطان ما كان من مال حرام فهو من شركه، ويكون مع الرجل حين يُجامع فيكون نُطفته مع نُطفته إذا كان حراماً، قال: كلتاهما جميعاً تختلطان، وقال: ربما خُلِق من واحدةٍ، ورُبما خُلِق منهما جميعاً(2).

109/2553 - صفوان الجمال ، قال : كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام فاستأذن عيسى ابن منصور عليه، فقال له: مالك ولفلان يا عيسى، أما إنّه ما يُحِبّك، فقال: بأبي وأمّي، يقول قولنا وهو يتولّى من نتولّى؟ فقال: إنّ فيه نَخوة إبليس.

فقال: بأبي وأمّي، أليس يقول إيليس: (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) ؟(3) فقال أبو عبد الله علیه السلام : وقد يقول الله: (وَشَارِكَهُم فِي الأمْوَالِ وَالأولاد) فالشيطان يُباضع ابن آدم ،هكذا، وقَرَن بين إصبعيه (4).

110/2554 - عن زُرارة، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول: كان الحَجّاج ابن شيطان يُباضع ذي الرَّدهة، ثمَّ قال: إنّ يوسف دخل على أمّ الحجّاج فأراد أن يُصيبها فقالت: أليس إنّما عهدك بذلك الساعة؟ فأمسك عنها، فولدت الحجّاج (5).

111/2555 - عن جعفر بن محمّد الخُزاعي، عن أبيه، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يذكُر في حديث غدير خُمّ، أنّه لمّا قال النبي صلی الله علیه وآله وسلم العلي علیه السلام ما قال، وأقامه

ص: 61


1- بحار الأنوار 103: 47/294.
2- بحار الأنوار 103: 48/294.
3- الأعراف 7: 12 ،وسورة ص 38: 76.
4- بحار الأنوار 103: 49/294.
5- بحار الأنوار 63: 124/256 .

للناس ، صَرخ إبليس صَرخةً، فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيّدنا، ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأضِلَّنَ فيه الخَلق، قال: فنزل القرآن ( وَلَقَد صَدَّقَ عَلَيهِم إبليسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ المُؤْمِنِينَ (1).

فقال: صَرَخ إبليس صرخةً، فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيّدنا، ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآناً، وأنزل عليه ( وَلَقَد صَدَّقَ عَلَيْهِم إبلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ المُؤمِنِينَ)، ثمّ رفع رأسه إلى السماء، ثمّ قال: وعِزّتك وجَلالك لألحقنّ الفريق بالجميع.

قال: فقال النبي علیه السلام: بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَان) [65] .

قال: صَرَخ إبليس صرخةً، فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيّدنا، ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب عليّ، ولكن وعزّتك وجلالك يا ربّ لأزينن لهم المعاصي حتّى أبغّضهم إليك.

قال: فقال أبو عبد الله علیه السلام: والذي بعث بالحقّ محمّداً، للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللّحم، والمؤمن أشدّ من الجَبل، والجَبل تدنو إليه (2) بالفأس فتنحت منه ، والمؤمن لا يستقلّ عن دينه(3).

112/2556 - عن عبدالرحمن بن سالم، في قول الله: (إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)، قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب علیه السلام، ونحن نرجو أن تجرى لمن أحبّ الله من عباده المسلمين(4) .

ص: 62


1- سبأ 20:34 .
2- في «أ، ج»: الجبل نواليه.
3- بحار الأنوار 63: 125/256.
4- بحار الأنوار 63: 126/287 .

113/2557 - عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله تعالى: (وَفَضَّلْنَاهُم عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّن خَلَقنَا تَفضِيلاً) [70]، قال: خلق كلّ شيءٍ منكبّاً غير الإنسان خُلق منتصاً(1) .

114/2558 - عن الفضيل، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ( يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإمَامِهِم ) [71]، فقال: يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، و عليّ علیه السلام في قومه والحسن علیه السلام في قومه، والحسين علیه السلام في قومه، وكُلّ من مات بين ظَهرانّي إمام جاء معه (2).

115/2559 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام ، أنّه إذا كان يوم القيامة يُدعى الله كُلُّ بإمامه الذي مات في عصره، فإن أثبته أعطى كتابه بيمينه، لقوله تعالى: (يَومَ کل نَدعُوا كُلَّ أَنَاسِ بِإمَامِهِم فَمَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقرَءُونَ كِتَابَهُم) واليمين إثبات الإمام، لأنَّه كتاب يقرؤه، إنَّ الله يقول: (مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ أقرءُوا كِتَابِيَه * إِنِّى ظَنَنتُ أنّى مُلَاقٍ حِسَابِيَه )(3) إلى آخر الآية.

والكتاب الإمام ، فمن نَبَذه وراء ظهره كان كما قال: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ )(4) ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: (مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٌّ مِّن يَحمُومٍ )(5) إلى آخر الآيات(6) .

2560/ 116 - عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهما السلام ، قال : سألتُهُ عن قوله :

ص: 63


1- نور الثقلين 3: 315/188 .
2- تفسير القمي 2: 22 «نحوه»، بحار الأنوار 8: 7/11 .
3- الحاقة69: 19 و 20 .
4- آل عمران 3: 187 .
5- الواقعة 56: 41 - 43 .
6- بحار الأنوار 8/11:8 .

(يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمَامِهِم) قال: من كان يأتمّون به في الدنيا، ويؤتى )، بالشمس والقمر ، فيُقذفان في جهنَّم ومن يعبدهما (1).

117/2561 - عن جعفر بن أحمد، عن الفضل بن شاذان، أنّه وجد مكتوباً بخطّ أبيه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قول أمير المؤمنين علیه السلام: الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما كان، فطُوبى للغُرباء.

فقال: يا أبا محمّد يستأنف الداعي منّا دعاءً جديداً، كما دعا إليه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فأخذتُ بفَخِذه، فقلت: أشهد أنّك إمامى، فقال: أما إنّه سيُدعى كُلّ أناسٍ بإمامهم، أصحاب الشمس بالشمس، وأصحاب القمر بالقمر، وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة (2).

118/2562 - عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : لا تُترك الأرض بغير إمام يحلّ حلال الله، ويُحرّم حرامه، وهو قول الله تعالى: (يَومَ نَدعُوا كُلَّ أناسٍ بِإِمَامِهِم) .

ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات بغير إمام مات ميتة جاهليّة؛ فمَدّوا ،أعناقهم، وفتحوا ، أعينهم، فقال أبو عبد الله علیه السلام: ليست الجاهلية الجَهلاء، فلمّا خرجنا من عنده قال لنا سليمان هو والله الجاهليّة الجَهلاء، ولكن لمّا رآكم مددتُم ،أعناقكم، وفتحتم أعينكم، قال لكم كذلك (3).

119/2563 - عن بشير الدّهان، عن أبي عبدالله علیه السلام ، قال : أنتم والله على دين الله ، ثمّ تلا ( يَومَ نَدعُوا كُلَّ أَنَاسٍ بإمَامِهِم) ، ثمّ قال: عليّ إمامنا، ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إمامنا، كم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحنُ

ص: 64


1- بحار الأنوار 8: 9/12، و : 16/13 .
2- بحار الأنوار 8: 10/12 .
3- بحار الأنوار 8: 11/12 .

ذريّة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وأمّنا فاطمة صلوات الله عليها (1).

120/2564 عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام، لمّا نزلت هذه الآية (يَومَ نَد عَواكُلَّ أناسٍ بِإمَامِهِم) قال المسلمون: يا رسول الله، ألست إمام المسلمين أجمعين.

قال: فقال: أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدي أئمَّةٌ على الناس من الله من أهل بيتي، يقومون في الناس فيُكَذَّبُون ويُظْلَمُون، ألا فمن تولاهم فهو منّي ومعي وسَيَلقاني، ألّا ومن ظلمهم أو أعان على ظَلَمهم وكذَّبهم فليس منّي ولا معي، وأنا منه بريء.

وزاد في رواية أخرى مثله ويظلمهم أئمّة الكُفر والضّلال وأشياعهم (2).

121/2565 عن عبد الأعلى، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: السَّمع والطاعة أبواب الجنَّة، السامع المطيع لا حُجَّة عليه، وإمام المسلمين تمَّت حُجَّته، و احتجاجه يوم يلقى الله ، لقول الله: ( يَومَ نَدعُوا كُلَّ أَنَاسِ بِإِمَامِهِم ) (3).

122/2566 - عن بشير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنَّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يَغتَبط(4) إلّا أن تبلُغ نفسه ها هنا - وأشار بإصبعه إلى حَنجَرته - قال : ثمَّ تأوَّل آياً من الكتاب، فقال: (أطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأمر مِنكُم )(5)، و (مَن يُطع الرَّسُولَ فَقَد أطَاعَ الله )(6) ( إن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحببكُمُ الله)(7).

ص: 65


1- بحار الأنوار 8: 12/13.
2- الكافي 1 : 1/168، بحار الأنوار 8: 13/13.
3- الكافي 1 : 17/146 «نحوه»، بحار الأنوار 8: 14/13.
4- في «ب»: یغبط.
5- النساء 4: 59 .
6- النساء 80:4 .
7- آل عمران 31:3 .

قال: ثمّ قال: ( يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإمَامِهِم ) فرسول الله علیه السلام إمامكم، وكم إمام يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه ويلعنونه (1).

123/2567 - عن محمّد، عن أحدهما علیهما السلام ، أنّه سُئِل عن قوله: ( يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُنَاسِ بِإمَامِهِم)، فقال: ما كانوا يأتمُّون به في الدنيا، ويُؤتى بالشمس والقمر فيُقذَفان فى جهنَّم، ومن كان يعبدهما (2) .

124/2568 - عن إسماعيل بن همام، قال: قال الرضا علیه السلام في قول الله: (يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بإمَامِهِم) ، قال : إذا كان يوم القيامة، قال الله عزّ وجلّ: أليس عدلٌ من ربّكم أن توَلّوا(3) كُلّ قومٍ من تولّوا؟ قالوا: بلى. قال: فيقول: تميّزوا، فيتميّزون(4).

125/2569 - عن محمّد بن حُمران، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: إن كنتم تُريدون أن تَكُونوا معنا يوم القيامة، لا يلعن بعضً(5) بعضاً، فاتَّقوا الله وأطيعوا، فإنّ الله يقول: ( يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بإمَامِهِم )(6) .

126/2570 - عن أبي بصير، قال: سألته عن قول الله: ( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعمَى وَأضَلَّ سَبِيلاً) [72]، فقال: ذاك الذي يُسوّف الحجّ - يعني حِجَّة الإسلام - يقول: العام أحُجّ ، العام أحُجّ، حتّى يجينه الموت.

عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن علیه السلام، مثل ذلك (7).

ص: 66


1- بحار الأنوار 8: 15/13 .
2- بحار الأنوار 8 :9/12 و 16/13.
3- في البحار: نولّي.
4- بحار الأنوار 8: 17/14 .
5- في «ج»: بعضنا.
6- حار الأنوار 8: 18/14 .
7- الكافي 4: 2/269، بحار الأنوار 99: 38/12 و 39.

127/2571 - عن أبي الطُّفيل عامر بن واثلة، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: جاء رجلٌ إلى أبي علیه السلام فقال: إنّ ابن عباس بزعُم أنّه يعلم كُلّ أيةٍ نزلت في القرآن في أيّ يوم نزلت، وفيمن نزلت ؟ فقال أبي : فسله فيمن نزلت ( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) ؟ وفيمن نزلت ﴿وَلَا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أن أنصَحَ لَكُم إن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أن يُغوِيَكُم ) (1)؟ وفيمن نزلت ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا )(2) .

فأتاه الرجل، فغَضِب وقال: وددتُ أنَّ الَّذي أمر بهذا واجهني فأُسائله، ولكن سَله مِمَّ العرش، وفيم خُلق، وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى أبي علیه السلام، فقال ما قيل له، فقال: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا. قال: لكنّي أجيبك فيها بنُورٍ وعلم غير المُدّعى ولا المُنتحل، أمّا الأوليان فنزلنا في أبيه، وأمّا الأخُرى فنزلت في أبيه(3) وفينا، ولم يكن الرِّباط الذي أمرنا به، وسيكون من نَسلنا المُرابط، ومن نسله المُرابط (4).

128/2572 - عن كُليب، عن أبي عبدالله علیه السلام، قال: سأله أبو بصير وأنا أسمع: فقال له: رجل له مائة ألف فقال: العام أحجّ العام أحُجّ، فأدركه الموت، ولم يحجّ حجّ الإسلام؟

فقال: يا أبا بصير ، أو ما سَمِعت قول الله: (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعْمَى وأضَلُّ سَبِيلاً ) ؟ عمي عن فريضةٍ من فرائض الله(5).

ص: 67


1- هود 34:11.
2- آل عمران 3: 200 .
3- في «أ، د»: أبي.
4- تفسير القمي 2: 23 ، الإختصاص: 71 عن الفضل بن يسار، بحار الأنوار 24: 78/105، و 42: 14/149.
5- وسائل الشيعة 11: 12/29، بحار الأنوار 99: 40/12.

129/2573 - عن عليّ بن الحلبي، عن أبي بصير ، عن أحدهما علیهما السلام ، في قول الله : (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وأضَلُّ سَبِيلاً)، فقال: الرجعة(1) .

130/2574 - عن أبي يعقوب (2)، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سألتُهُ عن قول الله: (وَلَولا أن تَبْنَاكَ لَقَد كِدتَّ تَرَكَنُ إلَيهِم شَيْئاً قَلِيلاً) [74] .

قال: لمّا كان يوم الفتح أخرج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أصناماً من المسجد، وكان منها صنمٌ على المَروة، وطلبت إليه قريش أن يتركُه، وكان مستحياً، فهم بتركه، ثمّ أمر بكسره، فنزلت هذه الآية (3).

131/2575 - عن عبد الله بن عثمان البَجَلي، عن رجل : أنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم اجتمعا عنده وابنتيهما، فتكلّموا في علىّ علیه السلام ، وكان من النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أن يلين(4) لهما في

بعض القول، فأنزل الله تعالى: (لَقَد كدتَّ تَركَنُ إلَيهِم شَيْئاً قَلِيلاً * إذاً لأذقنَاكَ ضِعفَ الحَيَاةِ وَضِعفَ المَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) [74 و 75] ثمّ لا تَجِد بعدك مثل علىّ ولياً (5).

132/2576 - عن بعض أصحابنا، عن أحدهما علیهما السلام ، قال : إِنَّ الله قضى الاختلاف على خَلقه، وكان أمراً قد قضاه في عِلمه، كما قضى على الأمم من قبلكم، وهي السُّنن والأمثال تجري على الناس، فَجَرَت علينا كما جرت على الذين من قبلنا، وقول الله حقّ، قال الله تبارك وتعالى لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم: ( سُنَّةَ مَن قَد

ص: 68


1- مختصر بصائر الدرجات: 20، بحار الأنوار 53: 61/67.
2- في البحار: ابن أبي يعفور.
3- مجمع البيان 6: 665، بحار الأنوار 21: 21/124 .
4- في «ج»: ليّن. ض
5- بحار الأنوار 30: 102/235 .

أرسَلْنَا قَبلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحويلاً) [77]، وقال: (فَهَل يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحويلاً)(1). وقال: (فَهَل يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثلَ أيَّامِ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبْلِهِم قُل فانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتظِرِينَ) (2)، وقال: (لَا تَبْدِيلَ لِخَلق الله ) (3).

وقد قضى الله على موسى علیه السلام ، وهو مع قومه يُريهم الآيات والعبر (4)، ثمّ مرّوا على قومٍ يَعبُدون أصناماً، قالوا: يا موسى اجعل لنا إلنها كما لهم آلهة. قال: إنَّكم قوم تَجهَلون فاستخلف موسى هارون فنصبوا عِجلاً جَسَداً له ،خُوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى وتركوا هارون، فقال يا قوم إنَّما فُتِنتم به، وإنَّ ربَّكم الرحمن فاتبعوني، وأطيعوا أمري. قالوا: لن نَبرَح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا .موسى فَضَرَب لكم أمثالهم، وبين لكم كيف صنع بهم.

وقال: إنَّ نبيّ الله صلی الله علیه وآله وسلم لم يُقبض حتّى أعلم الناس أمر علي علیه السلام، فقال: «من كنتُ مولاه فعلیُّ مولاه». وقال: «إنَّه منّى بمنزلة هارون من موسى غير أنَّه لا نبيّ بعدي». وكان صاحب راية رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في المواطن كلّها، وكان معه في المسجد يَدخُله على كُلّ حال، وكان أوّل الناس إيماناً به، فلمّا قبض نبيّ الله صلی الله علیه وآله وسلم، كان الذي كان لمّا قد قُضي من الاختلاف، وعَمَد (5) عُمر فبايع أبا بكر ولم يُدفن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و بعدُ.

فلما رأى ذلك عليّ علیه السلام، ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشي أن يفتتن

ص: 69


1- فاطر 43:35 .
2- یونس 10 : 102 .
3- الروم 30:30 .
4- في «ج»: المُثل، وفي «ه»: النُذر.
5- في «ب»: وعهد .

الناس، ففَرّغ(1) إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مُصحَف، فأرسل أبو بكر إليه: أن تعال فبايع فقال علي علیه السلام: لا أخرج حتّى أجمع القرآن فأرسل إليه مرَّةً أخرى، فقال: لا أخرُج حتّى أفرغ فأرسل إليه الثالثة عمر رجلاً(2) يقال له قُنفُذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و تَحُول بينه وبين عليّ علیه السلام، فضربها فانطلق قُنفُذ(3) وليس معه عليّ علیه السلام، فخشي أن يجمع علي الهلال الناس، فأمر بحطب فجُعِل حوالي بيته، ثم انطلق عمر بنار، فأراد أن يُحرق على عليّ بيته وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما رأى علىّ علیه السلام لان ذلك، خرج فبايع كارهاً غیر طائع (4).

133/2577 - عن أبي العباس، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قول الله تعالى: (سُنَّةَ مَن قَد أرسَلْنَا قَبلَكَ مِن رُسُلِنَا)، قال: هى سُنّة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، ومن كان قبله من الرُّسل، وهو الإسلام (5).

134/2578 - عن زرارة، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : سأَلْتُهُ عمّا فَرَضَ الله من الصَّلوات، قال: خمس صلوات في الليل والنهار.

قلتُ: سمّاهن الله، وبيّنهنّ في كتابه لنبيّه؟ قال: نعم، قال الله لنبيّه صلی الله علیه وآله وسلم: ( أقيم الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ الَّيلِ) ودُلُوكها: زوالُها، ففي ما بين دُلُوك الشمس

ص: 70


1- في «ج»: ففزع، أي تأهب أو لجاً.
2- في البحار والبرهان: الثالثة ابن عمّ له.
3- في «ب، ج » قبله.
4- بحار الأنوار :28 16/230 تفسير البرهان :3 1/562 ويؤيد محاولة القوم إحراق البيت المقدس ما رواه الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي 3: 76، عن الصادق علیه السلام أنه :قال «والله ما بايع علي علیه السلامحتى رأى الدخان قد دخل بيته وانظر الإمامة والسياسة 1: 30، ومن أراد المزيد فليراجع كتاب (إحراق بيت فاطمة علیها السلام ) للشيخ حسين غلامي.
5- بحار الأنوار 68: 45/287 .

إلى غَسَق الليل أربع صلوات سمّاهنَّ وبينهنَّ ووقتهنَّ، وغَسَق الليل: انتصافه وقال: (وَقُرءَانَ الفَجر إنَّ قُرءَانَ الفَجر كَانَ مَشهُوداً) [78] هذه الخامسة(1).

135/2579 - عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله الله عن هذه الآية (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ الَّيلِ).

قال: دُلُوك الشمس: زوالها عند كبد السماء (إِلَى غَسَقِ الَّيلِ) إلى انتصاف الليل، فرض الله فيما بينهما أربع صلوات الظهر والعصر، والمغرب، والعشاء ( وَقُرْءَانَ الفَجرِ ) يعنى القراءة (إنَّ قُرءَانَ الفَجرِ كَانَ مَشْهُوداً ) قال: يجتمع في صلاة الغداة حَرَسُ اللّيل والنهار من الملائكة.

قال: وإذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين، ليس يعمل إلّا السُّبحة(2) التي جَرَت بها السُّنَّة أمامها ( وَقُرءَانَ الفجر ) قال : رَكعتا الفَجر، وضعهنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ووقَّتهنَّ للناس (3).

136/2580 - عن زرارة، عن أبي جعفر علیه السلام، في قول الله : ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ)، قال: زوالها (إلَى غَسَقِ الَّيلِ) إلى نصف اللّيل، ذلك أربع صلوات وضعهنَّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ووقَّتهنَّ للناس ، (وقُرءَانَ الفَجْرِ) صلاة الغَداة (4).

137/2581 - عن محمّد الحلبي، عن أحدهما علیهما السلام: وغسق الليلة نصفها ، بل زوالها، وقال: أفرد الغداة، وقال: (وَقُرْءَانَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) فرَكعَتا الفَجر تَحضُر هما الملائكة ملائكة الليل والنهار(5) .

ص: 71


1- الكافي 3: 1/271، من لا يحضره الفقيه 1: 600/124، علل الشرائع 1/354، التهذيب 2: 954/241 ، بحار الأنوار 82: 35/355 .
2- أي النافلة .
3- بحار الأنوار 36/356:82 .
4- بحار الأنوار 37/356:82.
5- بحار الأنوار 37/356:82.

2582/ 138- عن سعيد الأعرج، قال: دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام وهو مُغضب وعنده نَفَرٌ من أصحابنا وهو يقول: تصلّون قبل أن تَزُول الشمس؟ قال: وهم سُكُوت، قال: فقلتُ له: أصلحك الله ما نصلّي حتّى يُؤذِّن مُؤذِّن مكة. قال: فلا بأس، أما إنّه إذا أذّن فقد زالت الشمس.

ثمّ قال: إنَّ الله يقول: (أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ الَّيْلِ ) فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذين الوقتين، وأفرد صلاة الفجر، قال: ( وَقُرءان الفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) فمن صلّى قبل أن تَزُول الشمس فلا صلاة له (1).

2583/ 139 - عن زُرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما السلام في قوله تعالى : ( أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ الَّيلِ).

قال: جمعت الصلوات كُلّهن، ودُلُوكُ الشمس زوالُها، وغسق الليل انتصافه، وقال: إنَّه يُنادي منادٍ من السماء كلّ ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلاة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه (وَقُرْءَانَ الفَجرِ)، قال: صلاة الصبح، وأمّا قوله : (كَانَ مَشْهُوداً ) ، قال : تحضُره ملائكة الليل والنهار (2).

2584 / 140 - عن سعيد بن المسيب، عن عليّ بن الحسين علیهما السلام، قال : قلتُ له : متى فُرِضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟

قال بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوي الإسلام، وكتب الله على المسلمين الجهاد، زاد في الصلاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفي العصر ركعتين، وفي المغرب ركعة، وفي العشاء ركعتين، وأقرّ الفجر على ما ضت عليه بمكة، لتعجيل نُزُول الملائكة إلى الأرض، وتعجيل عُرُوج ملائكة

ص: 72


1- وسائل الشيعة 5: 9/380 ، بحار الأنوار 82: 38/356، و 21/45:83 .
2- بحار الأنوار 82: 39/357، و 83: 41/69 .

الليل إلى السماء، فكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الفجر، فلذلك قال الله تعالى: (وَقُرْءَانَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً )، يَشهَده المسلمون، وتَشهَده ملائكة الليل وملائكة النهار(1).

141/2585 - عن عُبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قول الله: (أَقِمِ الله الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ الَّيلِ)

قال: إنَّ الله افترض أربع صلوات، أوّل وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلاتان أوّل وقتهما من عند زوال الشمس إلى غروبها، إلّا أن هذه قبل هذه، ومنها صلاتان أوّل وقتهما من غُروب الشمس إلى انتصاف الليل، إلّا أن هذه قبل هذه(2) .

142/2586 - عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي علیه السلام ، قال : ما بين غُروب الشمس إلى سُقوط القُرص غَسَق(3).

143/2587 - عن خيثمة الجعفي، قال: كنتُ عند جعفر بن محمّد علیهما السلام أنا ومُفضَّل بن عمر ليلاً، ليس عنده أحدٌ غيرنا، فقال له مُفضّل الجعفي: جُعلت فداك حدّثنا حديثاً نُسَرّ به قال: نعم، إذا كان يوم القيامة حَشَر الله الخلائق في صَعِيدٍ واحدٍ حفاةً عراةٌ غُزلاً(4).

قال: فقلتُ: جعلت فداك، ما الغُزل ؟ قال : كما خُلِقوا أوّل مرَّة، فَيَقِفون حتّى يُلجمهم العَرَق (5)، فيقولون: ليت الله يحكُم بيننا، ولو إلى النار؛ يَرَون أنَّ في النار

ص: 73


1- الكافي 8: 536/341 ، علل الشرائع: 1/324، بحار الأنوار 82: 12/263.
2- التهذيب 2: 72/25 مجمع البيان 6: 670 بحار الأنوار 82: 40/358، و 39/68:83.
3- علل الشرائع: 1/327 ، بحار الأنوار 82: 41/359، و 83: 40/68.
4- الغُزل : جمع الأغرل، وهو الأقلف.
5- قال ابن الأثير في حديث: «يبلغ العرق منهم ما يلجمهم» أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر النهاية 4: 234 .

راحةً ممّا هم فيه، ثمّ يأتون آدم علیه السلام فيقولون: أنت أبونا وأنت نبيّ، فَسَل ربَّك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول آدم علیه السلام: لستُ بصاحبكم، خلقني ربّي بيده وحملني على عرشه، وأسجَد لي ملائكته، ثمّ أمرني فعصيته، ولكنّي أدُلُّكم على ابنى الصدّيق الذي مَكَث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً يَدْعُوهم كلّما كَذَّبوا أشتدّ تصديقه، نوح.

قال: فيأتون نوحاً علیه السلام ، فيقولون: سل ربَّك يحكم بيننا، ولو إلى النار. قال: فيقول: لستُ بصاحبكم، إنّي قلت: إن ابني من أهلي، ولكنّي أدلكم إلى من اتَّخذه الله خليلاً في دار الدنيا ائتوا إبراهيم قال فيأتون إبراهيم علیه السلام، فيقول: لستُ بصاحبكم، إني قلت: إني سقيم، ولكنّي أدلّكم على من كلَّمه الله تكليماً، موسى.

قال: فيأتون موسى علیه السلام فيقولون له، فيقول: لستُ بصاحبكم، إنّي قتلتُ نفساً، ولكنّي أدُّلكم على من كان يخلق بإذن الله ويُبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله عيسى، فيأتونه فيقول: لستُ بصاحبكم، ولكنّي أدلُّكم على من بشّرتكم به في دار الدنيا، أحمد.

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام : ما من نبى ولد من آدم إلى محمّد صلوات الله عليهم إلّا وهم تحت لواء محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، قال : فيأتونه، ثمّ قال: فيقولون: يا محمّد، سل ربَّك يحكم بيننا ولو إلى النار . قال : فيقول: نعم، أنا صاحبكم، فيأتي دار الرحمن وهي عَدْن، وإنّ بابها سعته بعدما بين المشرق والمغرب، فيُحرّك حَلْقَةً من الحَلَق فيقال: من هذا؟ وهو أعلم به، فيقول: أنا محمّد فيقال: افتحوا له. قال: فيفتح لي. قال: فإذا نظرتُ إلى ربي(1)، مجدته تمجيداً لم يُمجده أحد كان قبلي، ولا يُمجّده أحدٌ كان بعدي، ثمّ أخرّ ساجداً، فيقول: يا محمّد ارفع رأسك، وقُل يُسمع قولك.

ص: 74


1- أي إلى عرشه، أو إلى كرامته، أو إلى نور من أنوار عظمته.

وأَشفَع تُشَفَّع، وسَل تُعطّ.

قال: فإذا رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى ربّي، مجدته تمجيداً أفضل من الأول، ثمّ أخرّ ساجداً، فيقول: ارفع رأسك، وقُل يُسمع قولك، وأشفَع تُشَفّع؛ وسَل تُعط، قال: فإذا رفعت رأسي، ونظرت إلى ربّي، مجدته تمجيداً أفضل من الأوّل والثاني، ثمّ أخرّ ساجداً، فيقول: أرفع رأسك، وقُل يُسْمَع قولك، وأَشْفَع تُشَفّع وسَل تُعطّ، فإذا رفعتُ رأسي أقول : رَبِّ احكم بين عبادك، ولو إلى النار، فيقول: نعم، يا محمّد.

قال: ثمّ يؤتى بناقةٍ من ياقوت أحمر، وزمامها زَبَرجَد أخضر حتّى أركبها، ثمّ أتي المقام المحمود حتّى أقف عليه، وهو تَلُّ من مسكٍ أذفر محاذ بحيال العرش، ثمّ يُدعى إبراهيم علیه السلام فيُحمَل على مثلها، فيجيء حتّى يقف عن يمين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم .

ثمّ يرفع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يده فيضرِب على كَتِف عليّ بن أبي طالب علیه السلام،ثمّ قال: ثمّ تؤتى والله بمثلها فتُحمَل عليها، ثمّ تجيء حتّى تقف بيني وبين أبيك إبراهيم.

ثمّ يخرُج منادٍ من عند الرحمن، فيقول: يا معشر الخلائق، أليس العدل من ربكم أن يولّي كُلّ قوم ما كانوا يقولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى، وأيّ شيءٍ عدل غيره؟ قال: فيقوم الشيطان الذي أضلّ فرقةً من الناس حتى زَعموا أن عيسى هو الله وابن الله، فيتبعونه إلى النار، ويقوم الشيطان الذي أضلَّ فِرقةً من الناس حتَّى زَعَموا أن عُزيراً بن الله حتى يتبعونه إلى النار ، ويقوم كُلِّ شيطانٍ َأضلَّ فِرقةً فيتبعونه إلى النار حتّى تبقى هذه الأمّة.

ثمّ يخرُج منادٍ من عند الله، فيقول: يا معشر الخلائق، أليس العدل من ربّكم

ص: 75

أن يولّي كُلّ فريق من كانوا يتولّون في دار الدنيا، فيقولون: بلى؟ فيقوم شيطانٌ فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه، ثمّ يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولّاه، ويقوم عليّ علیه السلام فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتولّاه، ويقوم الحسن علیه السلام فيتبعه من كان يتولّاه، ويقوم الحسين علیه السلام فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من كان يتولّاهما، ثمّ يقوم عليّ بن الحسين علیهما السلام فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم الوليد بن عبد الملك، ويقوم محمّد بن عليّ علیهما السلام فيتبعهما من كان يتولّاهما، ثمّ أقوم أنا فيتبعني من كان يتولّاني، وكأنّي بكما معي؛ ثمّ يؤتى بنا فنجلس على عرش(1) ربّنا، ويُؤتى بالكتب فتُوضع، فنشهد على عَدوّنا، ونشفع لمن كان من شيعتنا مُرهَقاً.

قال: قلتُ: جُعلتُ فداك، فما المُرهَق ؟ قال: المذنب، فأمّا الذين أتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازَتهم، لا يَمَسّهم السُّوء ولا هم يحزنون.

قال: ثمّ جاءته جاريةٌ له فقالت: إنّ فلان القُرشي ،بالباب فقال الذنُو اله، ثمَّ قال لنا: اسكتو (2).

144/2588 - عن محمّد بن حكيم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: لو قد قُمتُ المقام المحمود، شَفَعتُ لأبي وأُمِّي وعمّي وأخٌ كان لي الله مُوافياً في الجاهلية(3).

145/2589 - عن عِيص بن القاسم، عن أبي عبد الله علیه السلام: أنَّ أناساً من بني هاشم أتوا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون

ص: 76


1- في البحار: فيجلس على العرش.
2- بحار الأنوار 46/45:8 .
3- بحار الأنوار 47/47:8.

لنا هذا السَّهم الذي جعله الله للعاملين عليها فنحن أولى به فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: يا بني عبدالمطلب، إنَّ الصدقة لا تحلّ لي ولا لكم، ولكنّي وُعِدت بالشَّفاعة، ثمّ قال: والله أشهد أنَّه قد وعدها، فما ظنَّكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحَلقة الباب؟ أتروني مُؤثراً عليكم غيركم؟

ثمّ قال: إنَّ الجنّ والإنس يجلِسون(1) يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشّفاعة، فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحاً علیه السلام فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من؟ فيقال: إلى إبراهيم فيأتون إلى إبراهيم علیه السلام فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من؟ فيقال: ائتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي(2)، فيقولون: إلى مَن؟ فيقال: انتوا عيسى، فيأتونه ويسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من؟ فيقال: انتوا محمداً، فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقوم مُدلاً حتّى يأتي باب الجنّة، فيأخُذ بحلقة ،الباب، ثمّ يقرعه، فيقال: من هذا؟ فيقول: أحمد، فيُرحبون ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنَّةَ، خَرّ ساجداً يُمَجد ربّه ويُعظُمه، فيأتيه ملك، فيقول: ارفع رأسك وسَل تُعط، واشفَع تُشَفّع، فيقوم فيرفع رأسه، ويدخُل من باب الجنّة، ، فيَخِّر ساجداً، يمجّد ربّه ويُعظّمه، فيأتيه مَلَك، فيقول: أرفع رأسك، وسَل تُعط، واشفَع تُشَفّع، فيقوم فيمشي في الجنَّة ساعةً، ثمّ يخرّ ساجداً يمجد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: أرفع رأسك، وسل تعط، واشفَع تُشَفّع، فيقوم فما يسأل شيئاً إلّا أعطاه

ص: 77


1- في «ج»: يجمعون.
2- قال المجلسي رحمه الله: قد رفعت حاجتي، أي إلى غيري، والحاصل أني أيضاً أستشفع من غيري فلا أستطيع شفاعتكم ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء، أي رفع عنّي طلب الحاجة لما صدر منّى من ترك الأولى.

إیاه(1).

146/2590 - عن بعض أصحابنا، عن أحدهما علیهما السلام، قال : في قوله : ( عَسَى أن يبعثكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) [79] قال: هي الشَّفاعة(2).

147/2591 عن صفوان، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إنِّي استوهب من ربِّي أربعة آمنة بنت وهب وعبدالله بن عبدالمطلب، وأبا طالب ورجلاً جرت بيني وبينه أخُوّة، وطلب إليّ أن أطلُب إلى ربِّي أن يَهَبه لي (3).

148/2592 - عن عُبيد بن زرارة ، قال : سُئل أبو عبد الله علیه السلام عن المؤمن ، هل له شفاعة؟ قال: نعم. فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم يومئذٍ؟ قال: نعم إن للمؤمنين خطايا وذنوباً، وما من أحدٍ إلّا ويحتاج إلى شفاعة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ولا يومئذٍ.

قال: وسأله رجل عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا سيّد ولد آدم ولا فخر» قال: نعم، يأخُذ حَلقة باب الجنَّة فيفتحها، فيخرّ ساجداً، فيقول الله: ارفع رأسك، اشفع تُشَفّع، واطلب تُعط، فيرفع رأسه، ثمّ يخِرّ ساجداً، فيقول الله: ارفع رأسك، اشفَع تُشَفّع، واطلب تُعط، ثمّ يرفع رأسه، فيَشفَع فيُشَفّع، ويطلب فيُعطى(4) .

149/25 - عن سماعة بن مهران، عن أبي إبراهيم علیه السلام، في قول الله تعالی:( عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)، قال: يَقُوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاماً، وتُؤمَر الشمس فتركّب على رؤوس العِباد، ويُلجمهم العرق، وتؤمر الأرض فلا تقبل من عَرَقهم شيئاً، فيأتون أدم فيشفعون له فيَدُلّهم على نُوح

ص: 78


1- بحار الأنوار 8: 48/47 .
2- بحار الأنوار 8: 49/48 .
3- بحار الأنوار 8: 50/48 .
4- بحار الأنوار 8: 51/48 .

ويَدُلّهم نُوح على إبراهيم، ويَدُلّهم إبراهيم على موسى، ويَدُلّهم موسى على عيسى، ويَدُلُّهم عيسى، فيقول: عليكم بمحمّد خاتم النبيّين.

فيقول محمّدصلی الله علیه وآله وسلم : أنا لها، فينطلق حتّى يأتي باب الجنّة فيَدُقّ، فيقال له: من هذا؟ والله أعلم. فيقول: محمّد . فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب، استقبل ربَّه، فخرّ ساجداً، فلا يرفع رأسه حتّى يُقال له: تكلّم وسَل تُعطّ واشْفَعْ تُشَفّع، فيرفع رأسه، فيستقبل ربِّه، فيخر ساجداً، فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتّى إنّه ليَشفَع لمن قد أحرِق بالنار، فما أحدٌ من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من

محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، وهو قول الله تعالى: (عَسَى أن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) (1). 150/2594- عن أبي الجارود، عن زيد بن علي، في قول الله: ( وَأَجَعل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلطَاناً نَصِيراً) [80]، قال: السَّيف(2) .

151/2595 - عن حَمْدَويه، عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابنا، قال: سألت أبا عبدالله علیه السلام عن اللَّعِب بالشَّطرنج، فقال: الشَّطرنج من الباطل (3).

152/2596 - عن مَسعَدة بن صَدَقة، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إِنَّما الشّفاء في علم القرآن، لقوله: (مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) [82] لأهله، لا شَكَّ فيه ولا مِرية، وأهله أئمّة الهُدى الذين قال الله: (ثُمَّ أورَثَنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِن عِبَادِنَا ) (4).

153/2597 - عن محمّد بن أبي حمزة، رفعه إلى أبي جعفر علیه السلام، قال : نَزَل

ص: 79


1- بحار الأنوار 8: 52/48.
2- بحار الأنوار 100: 14 / 30 .
3- الكافي 6: 4/435 «نحوه»، وسائل الشيعة 17: 13/321، بحار الأنوار 79 : 21/236 .
4- بحار الأنوار 92: 79/102 ، والآية من سورة فاطر 32:35 .

جبرئيل علیه السلام على محمّد صلی الله علیه وآله وسلم بهذه الآية (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ) آل مُحمّدٍ حَقَّهم

(إلَّا خَسَاراً)(1) [82] .

154/2598 - عن صالح بن الحكم، قال: سُئل وأنا عنده عن البِيع(2)، فقال : صَلَّ فيها، ما أنظفها قد رأيتها وأنا عندكم.

قال: أصلّي فيها وهم يصلّون فيها؟ قال: صَلِّ إلى قبلتك، ودَعهم يُصلّون حيث شاء وا، أما تقرأ هذه الآية (قُل كُلُّ يَعمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أهدَى سَبيلاً)(3) [84] .

2599/ 155 - عن حماد، عن صالح بن الحكم، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول، وقد سُئِل عن الصلاة في البيع والكنائس ؟ فقال: صَلّ فيها، فقد رأيتها وما أنظفها!

قال: فقلت أصلّى فيها وإن كانوا يُصلّون فيها ؟ فقال صَلّ فيها وإن كانوا يصلّون فيها، أما تقرأ القرآن (قُل كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُم أعلَمُ بِمَن هُوَ أهدَى سَبيلاً ) ؟ صَلّ إلى القبلة ودَعهم(4).

156/2600 - عن أبي هاشم، قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن الخُلُود في الجنَّة والنار، فقال: إنَّما خُلّد أهل النار في النّار ، لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا لو خُلدوا فيها أن يَعصُوا الله أبداً، وإنَّما خُلّد أهل الجنَّة في الجنَّة، لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو بَقُوا فيها أن يُطيعوا الله أبداً، فبالنيّات خُلّد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا علیه السلام قوله: (قُل

ص: 80


1- بحار الأنوار 24: 5/188 .
2- البيع: معابد النصارى.
3- التهذيب 2: (876/222) «نحوه».
4- بحار الأنوار 2/320:83.

كُلٌّ يَعمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) ، قال : على نِيِّته(1).

157/2601 عن زُرارة، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله:( يَستَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمرِ رَبِّى) [85]، قال: خَلق من خَلق الله، والله يزيد في الخَلق ما يشاء (2).

158/2602 - عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیه السلام، في قوله تعالى: (يَستَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) ، قالا: إنّ الله تبارك وتعالى أحدٌ صَمَد، والصَّمد: الشيء الذي ليس له جوف، فإنّما الرُّوح خَلق من خلقه له بصر وقُوّة وتأييد. يجعله في قُلُوب الرُّسُل والمؤمنين (3).

159/2603- عن أبي بصير، قال: سمعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: ( يَسْتَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمرِ رَبِّى)، قال: خَلقٌ عظيم أعظم من جَبرَئيل وميكائيل، لم يَكُن مع أحدٍ ممَّن مضى غير محمّدٍ صلی الله علیه وآله وسلم ، ومع الأئمّة يُسَدّدهم، وليس كُلّما طلب وجد (4).

160/2604 وفي رواية أبي أيّوب الخزّاز، قال: أعظم من جَبرَئيل، وليس كما ظننت(5).

161/2605 - عن أبي بصير، عن أحدهما علیهما السلام، قال: سألتُهُ عن قوله: (وَيَستَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُل الرُّوحُ مِن أمر رَبِّي ) ما الرّوح؟ قال: التي في الدوابّ

ص: 81


1- الكافي 2: 5/69 .
2- بحار الأنوار 61: 13/42 .
3- التوحيد: 2/171 عن الحلبي ،وزرارة، عن أبي عبد الله ، بحار الأنوار 4: 10/13 و 11.
4- الكافي 1: 4/215، مختصر بصائر الدرجات: 3 عن هشام بن سالم.
5- نور الثقلين 3: 427/216 .

والناس. قلتُ وما هي؟ قال: هي من المَلَكُوت من القُدرة(1).

162/2606 - عن عمرو بن شِمر ، عن جابر، عن جعفر الله ، في قول الله : ( وَمَا أُوتِيتُم مِنَ العِلم إِلَّا قَلِيلاً) [80]، قال : تفسيرها في الباطن أنَّه لم يُؤتَ العلم إلّا أناس يسير، فقال: (وَمَا أُوتِيتُم مِنَ العِلم إِلَّا قَلِيلاً) منكم(2).

163/2607 - عن أسباط بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السلام، في الرُّوح، قال: خَلق أعظم من جبرئيل وميكائيل مع الأئمة يُفقّههم، وهو من المَلَكُوت(3) .

164/2608 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : نزل جَبرَئيل علیه السلام بهذه الآية هكذا ( فَأَبَى أكثَرُ النَّاسِ) بولايَةَ عَلِيٌّ (إِلَّا كُفُوراً )(4) [89] .

165/2609 - عن عبد الحميد بن أبي الدَّيلم، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله: (قَالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَّسُولاً)، قالوا: إنّ الجنّ كانوا في الأرض قبلنا، فبعث الله إليهم مَلَكاً، فلو أراد الله أن يبعث إلينا لبعث الله مَلَكاً من الملائكة، وهو قول الله: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أن يُؤْمِنُوا إِذ جَاءَهُمُ الهُدَى إلَّا أن قَالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً

رَّسُولاً )(5) [94] .

2610 / 166 - عن إبراهيم بن عمر، رفعه إلى أحدهما علیهما السلام ، في قول الله : (وَنَحشُرُهُم يَومَ القِيَامَةِ عَلى وُجُوهِهِم ) [97]، قال: على جباههم (6).

167/2611- عن بكر بن بكر ، رفع الحديث إلى عليّ بن الحسين علیه السلام ، قال : إنَّ

ص: 82


1- بحار الأنوار 61: 14/42 .
2- بحار الأنوار 24: 10/122 .
3- بحار الأنوار 61: 15/42 .
4- الكافي 1: 64/351 ، مناقب ابن شهر آشوب 3: 106، تأويل الآيات 1: 32/291 ، بحار الأنوار 23 66/37:9 و 35 12/57، و 36: 50/105 .
5- نور الثقلين 3: 449/227 .
6- بحار الأنوار 7: 188 / 50 ، وفي «ب»: على جهاتهم.

فى جَهَنَّمَ لوادياً يقال له سعير، إذا خَبَت جَهنّم فتح بسعيرها(1)، وهو قول الله: (کُلَّمَا خَبَت زِدْنَاهُم سَعِيراً )(2) [97] .

2612 / 168 - عن سَلّام، عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله: ( وَلَقَد ءَاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ، آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) [101]، قال: الطُّوفان، والجَراد، والقُمّل، والضَّفادع، والدّمّ والحجر، والبحر، والعصا، ويده (3).

2613/ 169 - عن العباس، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام ذكر قول الله: (يَا فِرعَونُ) [102] يا عاصي(4) .

2614/ 170 - عن المُفضّل، قال: سَمِعته يقول وسُئل عن الإمام: هل عليه أن يُسمع مَن خلفه وإن كَثروا ؟ قال : يقرأ قراءةً وسطاً، يقول الله تبارك وتعالى: (وَلَا تَجْهَر بِصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بِهَا )(5) [110].

171/2615 - عن سَماعة بن مِهران، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قول الله: ( وَلَا تَجْهَر بِصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بِهَا) ، قال المَخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديداً (6).

172/2616 - عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن الإمام، هل عليه أن يُسمِع من خَلفه وإن كثرُوا ؟ قال ليقرأ قراءة وسطاً، إنّ الله يقول: (وَلَا

ص: 83


1- في تفسير القمي: سعيرها.
2- تفسير القمي 2: 29، بحار الأنوار 8: 29/291 .
3- الخصال: 25/423 ، بحار الأنوار 13: 58/140 .
4- بحار الأنوار 13: 59/140 .
5- وسائل الشيعة 8: 4/397 بحار الأنوار 85: 2/72 ، و 88: 61/93 .
6- تفسير القمي 2: 30 «نحوه»، الكافي 3: 21/315 ، التهذيب 2: 1164/290 ، بحار الأنوار 85: 2/72 .

تَجْهَر بِصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بِهَا) (1).

173/2617 - عن زُرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله علیهما السلام ، يقولان: (وَلَا تَجْهَر بِصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بِهَا وَابْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً).

قالا: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا كان بمكّة جَهَر بصوته(2) ، فيعَلَم بمكانه المُشركون، فكانوا يُؤذونه، فأنزلت هذه الآية عند ذلك(3) .

174/2618 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله: ( وَلَا تَجْهَر بِصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بِهَا)، قال: نسختها (فَاصدَع بِمَا تُؤْمَرُ ) (4).

175/2619 - عن سليمان، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قول الله تعالى : ( وَلَا تَجْهَر بصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بها)، فقال: الجَهر بها رفع الصوت والمُخافتة: ما لم تَسمَع أذناك، وما بين ذلك: قدر ما يُسمع أذنيك(5).

176/2620 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : سألتُهُ عن قول الله: ( وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَأَبْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً)، قال: تفسيرها ولا تَجهَر بولاية علىّ ولا بما أكرمته به حتّى آمرك بذلك ( وَلَا تُخَافِتْ بِهَا) يعنى لا تكتمها عليّاً، وأعلِمه(6) بما أكرَمتُهُ(7) .

177/2621- عن الحلبي، عن بعض أصحابنا، عنه، قال: قال أبو جعفر علیه السلام لأبي

ص: 84


1- الكافي 3: 27/317، وسائل الشيعة 8: 4/396، بحار الأنوار 85: 2/72 و 88 :61/93 .
2- في «أ»: بصلاته.
3- وسائل الشيعة 8: 5/397 ، بحار الأنوار 85: 2/73 .
4- وسائل الشيعة 8: 6/397، بحار الأنوار 85: 2/73 ، والآية من سورة الحجر 15: 94 .
5- بحار الأنوار 2/73:85 .
6- في «أ، ج»: وأعلم.
7- بحار الأنوار 36: 51/105 .

عبد الله علیه السلام: يا بُنيّ، عليك بالحسنة بين السيئتين تَمحُوهما.

قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال : مثل قول الله: ( وَلَا تَجْهَر بِصَلاتِكَ وَلَا تُخَافِت بهَا) لا تَجْهَر بصلاتك سيّة (وَلَا تُخَافِت بها) سيّئة ( وَابْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً) حسنة ومثل قوله: ( وَلَا تَجْعَل يَدَكَ مُغلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطهَا كُلَّ البسط )(1) ومثل قوله : ( وَالَّذِينَ إِذَا أنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَلَم يَقتُرُوا) فأسرفوا سيئّة، وأقتروا سيّئة (وَكَانَ بَينَ ذَلِكَ قَوَاماً )(2) حسنة، فعليك بالحسنة بين السيّتين(3).

178/2622- عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: سألتُهُ عن تفسير هذه الآية في قول الله: (وَلَا تَجْهَر بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِت بِهَا وَأَبْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً)، قال: لا تجهر بولاية علىّ فهو الصلاة ولا بما أكرمته به حتّى آمرك به، وذلك قوله: (وَلَا تجهر بصَلاتِكَ).

وأمّا قوله: (وَلَا تُخَافِت بها) فإنَّه يقول: ولا تكتُم ذلك عليّاً، يقول: أعلمه ما أكرمتُهُ، فأمّا قوله: (وَابْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) يقول: تسألني أن أذن لك أن تجهر بأمر عليّ بولايته، فأذن له باظهار ذلك يوم غدير خُم، فهو قوله يومئذ: «اللّهمّ من كنتُ مولاهُ فعلیّ مولاه اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه»(4).

179/2623 - عن النوفلي، عن السَّكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه علیهما السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد فقد رجلاً، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : ما أبطأ بك عنا؟ فقال: السَّقم والعيال. فقال: ألا أعلّمك بكلماتٍ تدعو بهنّ يذهب الله عنك السَّقم، وينفي عنك الفقر ؟

ص: 85


1- الإسراء 17:29 .
2- الفرقان 25: 67 .
3- وسائل الشيعة 7/397:8، بحار الأنوار 19/216:71، و 2/73:85 .
4- بحار الأنوار 36: 52/105 ، و 71:85 .

تقول: «لا حَولَ ولا قُوّة إلّا بالله العَليّ العظيم، تَوَكَّلْتُ على الحَيِّ الذي لا يَموت، والحمد لله الذي لم يتّخذ وَلَداً، ولم يكن له شَرِيَكٌ في المُلك، ولم يَكُن له ولي من الذُّلّ وكَبِّره تكبيراً» (1).

2624/ 180 - عن عبد الله بن سنان ، قال : شكوتُ إلى أبي عبد الله علیه السلام، فقال : ألا أعلّمك شيئاً إذا قُلتَه قضى الله دَينك، وأنعشك وأنعش حالك؟ فقلت: ما أحوجني إلى ذلك فعلّمه هذا الدُّعاء، قُل في دُبر صلاة الفجر: «تَوَكَّلت على الحيّ الّذي لا يموتُ، والحمدُ الله الذي لم يتَّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولى من الذُّلّ وكَبره تكبيراً، اللّهمّ إنّي أعوذُ بك من البُؤس والفقر ومِن غَلَبَة الدَّين والسَّقم وأسألك أن تعينني على أداء حقِّك إليك وإلى الناس» (2).

ص: 86


1- أمالي المفيد: 2/228 «نحوه»، بحار الأنوار 95: 14/11 و: 6/294.
2- بحار الأنوار 86: 8/132، و 95: 4/302.

بِسمِ اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم

من سورة الكهف

1/2625 - عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: من قرأ سورة الكهف فى كُلّ ليلةِ جُمعة، لم يَمُت إلّا شهيداً، ويبعثه الله مع الشُّهداء، وأوقف يوم القيامة مع الشُّهداء(1).

2/2626 - عن البرقي، عمَّن رواه، رفعه عن أبي بصير، عن أبي جعفر علیه السلام، في قوله: (ليُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنهُ) [2] قال : البأس الشديد: علي ، وهو من لَدُن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، قاتل معه عدوّه، فذلك قوله: (لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنهُ )(2).

3/2627 - عن الحسن بن صالح قال: قال لي أبو جعفر علیه السلام: لا تقرأ ( يَبْشُر)(3) إنّما البَشر بَشر الأديم(4)، قال: فصلّيت بعد ذلك خلف الحسن فقراً

ص: 87


1- ثواب الأعمال: 107، مجمع البيان 6: 691، بحار الأنوار 92: 1/282.
2- مناقب ابن شهر آشوب 2: 81 «نحوه»، تأويل الآیات 1: 1/291 عن أبي حمزة، بحار الأنوار 2/21:36.
3- قرأ حمزة والكسائي بالتخفيف والباقون بالتشديد راجع روح المعاني للآلوسي 15: 203 ، تفسير النيسابوري - بهامش تفسير الطبري - 107:15.
4- بَشَر الأديم بَشراً: أخذ بَشرَتَه.

( يُبَشّر )(1) .

4/2628 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكُفر، فآجرهم الله مرّتين(2).

2629/ 5 - عن محمّد، عن أحمد بن عليّ، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله: (أم حَسِبْتَ أنَّ أصحابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِن ءَايَاتِنَا عَجَباً) [9]، قال: هم قومٌ فَرّوا، وكَتَب ملِك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في صُحف من رَصاصٍ، فهو قوله: (أصحابَ الكَهْفِ والرَّقِيمِ ) (3).

6/2630- عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : خَرَج أصحاب الكهف على غير معرفةٍ ولا ميعادٍ، فلمّا صاروا في الصحراء أخذوا بعضهم على بعض العهود والمواثيق، فأخذ هذا على هذا، وهذا على هذا، ثمّ قالوا: اظهروا أمركم، فأظهروه، فإذا هم على أمرٍ واحد(4).

7/2631 - عن دُرست، عن أبي عبد الله علیه السلام، أنَّه ذكر أصحاب الكَهف فقال: كانوا صيارفة كلام، ولم يكونوا صيارفة دراهم (5).

2632 / 8 - عن عبد الله (6)بن يحيى، عن أبي عبد الله علیه السلام، أنَّه ذكر أصحاب الكهف، فقال: لو كَلَّفكم قومكم ما كلَّفهم قومُهم فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال: كلّفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشِّرك وأسرّوا الإيمان حتّى جاءهم

ص: 88


1- نور الثقلين 3: 11/242 .
2- الكافي 1: 28/373 نحوه»، بحار الأنوار 14: 9/428.
3- قصص الأنبياء للراوندي: 298/254 عن بعض أصحابنا، بحار الأنوار 14: 7/426 .
4- بحار الأنوار 14: 11/428.
5- قصص الأنبياء للراوندي: 296/253 عن الكاهلي، بحار الأنوار 14: 12/428.
6- في النسخ: عبيد الله، تصحيف صحيحه ما أثبتناه من الوسائل، انظر معجم رجال الحديث 10 :390.

الفَرج(1).

2633/ 9 - عن دُرست، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : ما بلغت تقيَّة أحدٍ ما بلغت تقيَّة أصحاب الكَهف كانوا ليَشُدّون الزنانير(2)، ويَشهَدون الأعياد، وأعطاهم الله أجرَهم مرَّتين (3).

10/2634 - عن الكاهلي، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنّ أصحاب الكَهف أسروا ، الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على إجهار الكُفر أعظمَ أجراً منهم على إسرار الإيمان (4).

11/2635 - عن سليمان بن جعفر النَّهدي(5) ، قال: قال لي جعفر بن محمد علیهما السلام: يا سُليمان من الفتي؟ قال: قلتُ له: جُعِلت فداك، الفتى عندنا الشاب. قال لي: أما عَلِمت أنَّ أصحاب الكهف كانوا كُلّهم كهولاً، فسمّاهم الله فتية بإيمانهم؟ يا سليمان من آمَنَ بالله واتقى فهو الفتى(6) .

12/2636 - عن أبي عمر و الزبيري، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: قلتُ له : قد فَهِمت نُقصان الإيمان وتمامه، فمن أين جاءت زيادته، وما الحُجّة فيها؟

قال: قول الله: (وَإِذَا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُم زَادَتهُ هذهِ

ص: 89


1- وسائل الشيعة 16: 14/230 .
2- الزَّنانير : جمع زُنّار، وهو شيءٌ يشدّه الذمّي على وسطه.
3- الكافي 2: 8/173 وسائل الشيعة 16: 15/230 ، بحار الأنوار 14: 14/428.
4- قصص الانبياء للراوندي: 296/254 وسائل الشيعة 16: 16/231، بحار الأنوار 5/426:14 .
5- في البحار: الهذلي، وفي تفسير البرهان: الهمداني.
6- الكافي : 595/395 «نحوه»، بحار الأنوار :14 10/428، تفسير البرهان 3: 11/614 .

إيماناً) إلى قوله: (رجساً إلى رجسهم) (1)، وقال: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَباهُم بِالحَقِ إِنَّهُم فِتيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِم وَزِدْنَاهُم هُدى) [13] ولو كان كُلّه واحداً لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكُن لأحدٍ منهم فضلٌ على أحدٍ، ولا تستوي النعمة فيه، ولا يستوي الناس، وبَطَل التفضيل، ولكن بتمام الإيمان دَخَل المؤمنون الجنَّة، وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنُّقصان منه دَخَل المُفرّطون النار (2).

13/2637 - عن محمّد بن سنان، عن البطّيخي، عن أبي جعفر علیه السلام، في قول الله : (لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيْهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِرَاراً وَلَمُلِئَتَ مِنهُم رُعباً) [18].

قال: إنَّ ذلك لم يُعنَ به النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم، إنّما عُني به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنَّه حالهم الّتي هم عليها(3) .

14/2638 - عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب علیه اسلام، قال : إذا حَلَفَ الرجل بالله فلهُ ثُنياها(4) إلى أربعين يوماً، وذلك أنّ قوماً من اليهود سألوا النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم عن شيء، فقال: القوني غداً - ولم يستثن - حتّى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل لها أربعين يوماً، ثمّ أتاه، وقال: ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ وَاذكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (5)[23 و 24].

15/2639 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر علیه اسلام، ذكر أنَّ آدم علیه اسلام لمّا أسكنه الله

ص: 90


1- التوبة 9: 124 و 125 .
2- الكافي 2: 1/31 .
3- بحار الأنوار 14: 13/428 .
4- أي ثنيا اليمين والثنيا: الاسم من الاستثناء .
5- نوادر أحمد بن عيسى: 105/55 «نحوه»، ومن لا يحضره الفقيه 3: 1081/229 ، بحار الأنوار 76: 2/305 ، و 104: 228/ 60 و: 71/230 .

الجنَّة، فقال له: يا آدم لا تَقرَب هذه الشجرة. فقال: نعم يا ربّ؛ ولم يستئن، فأمر الله نبيّه فقال: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَى : إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهِ وَاذكُر رَّبَّكَ إذَا نَسِيتَ) ولو بعد سَنَة (1).

2640/ 16- وفي رواية عبد الله بن ميمون ، عن أبي عبد الله علیه اسلام، في قوله: ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاءَ الله وَاذكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) أن تقول إلّا من بعد الأربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين الأربعين يوماً إذا نسي(2) .

17/2641 - عن سلّام بن المُستنير، عن أبي جعفر علیه اسلام ، قال : قال الله: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاء الله) أن لا أفعله، فتسبق مشيّة الله في أن لا أفعله، فلا أقدر على أن أفعله، قال: فلذلك قال الله: (وَاذكُر رَّبَّك إذا نَسِيت) أي استئن مشيَّة الله في فِعلك (3).

18/2642 - عن زُرارة و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما اسلام ، في قول الله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) ، قال : إذا حَلَف الرجل فنسي أن يستثني، فليستئن إذا ذَكَر(4) .

19/2643 - عن حمزة بن حُمران، قال: سألتُ أبا عبد الله علیه اسلام عن قول الله : (وَأذكُرْ رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)، فقال: أن(5) تستثنى، ثمّ ذَكَرت بعد، فاستين حين

ص: 91


1- بحار الأنوار 76: 3/305، و 104: 61/228 .
2- بحار الأنوار 104 : 12/228 .
3- نوادر أحمد بن عيسى: 107/55، والكافي 7: 2/448، بحار الأنوار 76: 4/306، و 63/229:104 .
4- نوادر أحمد بن عيسى: 108/56 عن محمّد بن مسلم، الكافي 7: 1/447، التهذيب 1027/281:8، بحار الأنوار 16: 148/289 ، و 64/229:104، و: 74/231.
5- في «ج»: إن لم.

تَذكُر (1) .

20/2644 - عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله علیه اسلام، في قول الله : ( وَأَذكر رَّبَّكَ إِذا نَسيت) ، قال : هو الرجل يحلِفُ، فنسي أن يقول : إن شاء الله، فَليَقُلها إذا ذَكَر(2) .

21/2645- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه اسلام ، قال : سأَلْتُهُ عن قول الله ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّى فَاعِلُ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاءَ الله)، قال: هو الرجلُ يحلِف على الشيء، وينسى أن يستثنى، فيقولنَّ لأفعلنّ كذا وكذا غداً أو بعد غد؛ عن قوله:

(وَاذكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) (3).

22/2646 - عن حمزة بن حمران، قال: سألته عن قول الله: ( وَاذْكُرْ رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)، قال: إذا حَلَفت ناسياً، ثمّ ذَكَرت بعد فاستَثنه حين تَذكُر(4).

23/2647 - عن القَدّاح، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ علیهم اسلام، قال : الاستثناء في اليمين متى ما ذَكَر، وإن كان بعد أربعين صباحاً، ثمّ تلا هذه الآية

(وَاذكُر رَّبَّكَ إِذا نَسِيتَ )(5).

24/2648 - عن جابر، قال: سَمِعتُ أبا جعفر علیه اسلام يقول: والله ليَملِكَنّ رجلٌ منّا

أهل البيت الأرض بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً.

قال: قلت: فمتى ذلك؟ قال: بعد موت القائم. قال: قلت: وكم يقوم القائم في عالمه حتّى يموت؟ قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته.

ص: 92


1- بحار الأنوار 76: 5/306، و 65/229:104.
2- بحار الأنوار 104: 66/229 .
3- بحار الأنوار 67/229:104 .
4- بحار الأنوار 68/229:104 .
5- الكافي : 6/448، بحار الأنوار 104: 69/230 .

قال: قلت: فيكون بعد موته هَرج؟ قال: نعم خمسين سنة، قال: ثمّ يخرُج المنصور إلى الدنيا، فيطلُب دمه ودم أصحابه، فيقتُل ويسبي حتّى يقال : لو كان هذا من ذُريّة الأنبياء ما قتل الناس كُلّ هذا القتل، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم، فيكثرون عليه، حتّى يُلجئونه إلى حرم الله، فإذا اشتدّ البلاء عليه مات المنتصر، وخرج السفّاح إلى الدنيا غَضَباً للمنتصر، فيُقتَل كُلّ عَدوّ لنا جائر، ويملِك الأرض كُلّها، ويُصلِح اللهُ له أمره، ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً.

ثمّ قال أبو جعفر علیه السلام: يا جابر، وهل تدري مَن المنتصر والسفّاح؟ يا جابر

المُنتصر الحسين والسفّاح أمير المؤمنين صلوت الله عليهم أجمعين(1) .

25/2649 - عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما اسلام، في قوله تعالى: (وَأصبِر نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ والعَشِيِّ) [28]، قالا: إِنَّما عنى بها الصّلاة (2).

26/2650 - عن عاصم الكوزي، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : سَمِعتُه يقول في قول الله: (فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَليَكفُر ) [29]، قال: وعيد (3).

27/2651 - عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر علیه اسلام، قال : الظُّلم ثلاثة : ظُلم لا ، يَغفِره الله، وظُلم يَغفره الله ، وظُلم لا يَدَعه، فأمّا الظلم الذي لا يغفره الله الشِّرك، وأمّا الظُّلم الذي يَغفِره الله فظلم الرجل نفسه، وأمّا الظُّلم الذي لا يَدَعه فالذنب بين

العباد (4).

28/2652 - عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر علیه اسلام، قال : نَزَلَ جَبرئيل علیه اسلام بهذه

ص: 93


1- بحار الأنوار 53: 5/146.
2- بحار الأنوار 43/222:82.
3- نور الثقلين 3: 69/258 .
4- نور الثقلين 3: 74/259 .

الآية هكذا على محمد الله فقال : ( وَقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُر إِنَّا إِعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ) آل محمّدٍ حقِّهم (نَاراً)(1) [29].

29/2653 - عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : ابن آدم خُلِق أجوف لا بُدّ له من الطعام والشراب، فقال: (وَإِن يَستَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهلِ يَشوِى الوُجُوة) (2)[29].

30/2654 - وعنه علیه اسلام، فى قول الله : ( يَومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غَيْرَ الأرض ) (3)،قال: تُبدّل خُبزةً بيضاء نقيّةً، يأكل الناس منها حتّى يُفرَغ من الحساب.

قال له قائل: إنَّهم يؤمئذٍ لفي شُغل عن الأكل والشرب؟ فقال له: ابن آدم خُلق أجوف لا بدّ له من الطعام والشراب، أهم أشد شُغلاً أم من في النّار وقد استغاثوا؟ قال الله: ( وَإِن يَستَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهل ) (4).

31/2655 - عن إدريس القُمّي، قال: سألت أبا عبدالله علیه اسلام عن الباقيات الصّالحات. فقال: هي الصلاة فحافِظُوا عليها، وقال: لا تُصَلِّ الظُّهر أبداً حتى تَزُول

الشمس(5) .

32/2656 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، خُذوا جُنتكم(6) قالوا: يا رسول الله عَدوّ حَضَر؟ فقال: لا، ولكن خُذوا جُننكم من النار، فقالوا: بِم نأخُذ جُنتنا يا رسول الله من النار؟ قال: [قولوا:] «سُبحان الله

ص: 94


1- بحار الأنوار 24: 3/221، وفي «أ، ب، ج»: حقهم نزلاً.
2- بحار الأنوار 8: 59/302 .
3- إبراهيم 14: 48 .
4- الكافى 6 4/286 عن زرارة، عن أبي جعفر علیه السلام ، بحار الأنوار 60/302:8 .
5- بحار الأنوار 82: 44/222، و 83: 20/44.
6- الجُنن، جمع جنّة: التُّرس أو الدِّرع ونحوهما ممّا يقي من السلاح.

والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» فانّهنّ يأتين يوم القيامة ولهنّ مُقدّمات ومؤخّرات ومُنجيات ومُعقّبات، وهُن الباقيات الصالحات.

ثمّ قال أبو عبد الله علیه اسلام: ( وَلَذِكرُ الله أكبَرُ ) (1)، قال: ذكر الله عندما أحلّ أو حرّم وشبه هذا هو مؤخّرات(2).

33/2657- عن محمّد بن عمرو (3)، عمّن حدّثه، عن أبي عبد الله علیه اسلام ، أنّه قال: قال الله عزّ وجل: (المَالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنيا ) [46] كما أنَّ ثَماني رَكَعَات يُصلّيها العبد آخر الليل زينة الآخرة (4).

2658 / 34 - عن خالد بن نَجيح ، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابه، ثمّ قيل له: اقرأه .

قلتُ: فيعرف ما فيه؟ فقال: إنّه يذكره، فما من لحظةٍ ولا كلمةٍ ولا نقل قدمٍ ولا شيء فعله إلّا ذَكَره، كأنّه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: (يَا وَيلَتَنا مَال هَذَا الكِتَابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحصَاهَا)(5) [49] .

35/2659 - عن خالد بن نَجيح ، عن أبي عبد الله علیه اسلام، في قوله: (أقرأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَومَ ) (6)، قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنّه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: (يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا

ص: 95


1- العنكبوت 29: 45 .
2- أمالي الطوسي: 1435/677 «نحوه»، بحار الأنوار 93: 18/172، وفي «أ، ب، د، ه» هذا ومؤخرات.
3- في «أ، ب، ج، د»: محمّد بن عمر.
4- ثواب الأعمال: 41 «نحوه»، التهذيب 2: 455/120 .
5- بحار الأنوار 7: 10/315 .
6- الإسراء 17: 14 .

أحصَاهَا) (1) .

36/2660- عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبد الله علیه اسلام ، قال: سألتُهُ عن ابليس ، أكان من الملائكة، وهل كان يلى من أمر السماء شيئاً؟ قال: لم يكُن من الملائكة. ولم يكن يلي من أمر السماء شيئاً، كان من الجِنِّ، وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة، نراه أنّه منها ، وكان الله يعلم أنّه ليس منها، فلمّا أمر الملائكة بالسُّجود

كان منه الذي كان (2).

2661 / 37 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله علیه اسلام، قال: أمر الله إبليس بالسُّجود لآدم مُشافهةً، فقال: وعِزَّتك لئن أعفيتنى من السُّجود لآدم لأعبدنَّك عبادةً ما عَبَدها خَلقٌ مِن خَلقك (3) .

2662 / 38 وفي رواية أخرى، عن هشام، عنه علیه اسلام: ولما خلق الله آدم قبل أن ينفُخ فيه الروح، كان إبليس يَمُرّ به فيضربه برجله، فيَدِبٌ، فيقول إبليس: لأمرٍ ما

خُلِقت(4) ؟

2663/ 39 - عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر علیه اسلام في قوله: ( مَا أشْهَدتُّهُم ، خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأَرضِ وَلَا خَلَقَ أنفُسِهِم وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداً) [51].

قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللّهمّ أعزّ الدين بعمر بن الخطّاب، أو بأبى جهل بن هشام» فأنزل الله ( وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلَّينَ عَضُداً ) يعنيهما (5). 2664/ 40 - عن محمّد بن مَروان عن أبي عبدالله علیه اسلام، قال : قلتُ له: جُعِلت

ص: 96


1- بحار الأنوار 7: 9/314 .
2- بحار الأنوار 11: 51/119 .
3- بحار الأنوار 11: 52/119 .
4- بحار الأنوار 11: 53/59.
5- بحار الأنوار 30: 100/234 .

فِداك، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «اللّهمّ أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطّاب؟».

فقال: يا محمّد، قد والله قال ذلك، وكان عليّ أشدّ من ضَرب العُنق، ثمّ أقبل عليّ فقال: هل تدري ما أنزل الله يا محمّد؟ قلت: أنت أعلم، جُعلت فداك.

قال: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كان في دار الأرقم، فقال: «اللّهمّ أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب» فأنزل الله (مَا أَشْهَدتُّهُم خَلَقَ السَّمَاواتِ والأرضِ وَلَا خَلَقَ أنفُسِهِم وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلَّينَ عَضُداً) يعنيهما(1) . 41/2665 - عن زرارة وحُمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما اسلام ، قالا: أنّه لما كان من أمر موسى علیه اسلام الذي كان أعطى مِكتَلاً(2) فيه حُوت مُملّح، قيل له: هذا يَدُلّك على صاحبك عند عين مجمع البحرين، لا يُصيب منها شيءٌ ميتاً إلّا حيي، يقال لها الحياة، فانطلقا حتّى بَلَغا الصَّخرة، فانطلق الفتى يغسل الحُوت في العَين، فاضطرب في يده حتّى خَدَشه وانفلت منه، ونسيه الفتى فلمّا جاوز الوقت الذي وقّت فيه أعيا موسى (قَالَ لِفَتَاهُ وَاتِنَا غَدَاءَنَا لَقَد لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قال أرءَيتَ) إلى قوله : ( عَلَى ءَاثَارِهِما قَصَصَاً) [62 - 64] .

فلما أتاها وجد الحُوت قد خَرّ في البحر، فاقتصّا الأثر حتّى أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر، إمّا متّكياً، وإمّا جالساً، في كساء له، فسلّم عليه موسى فعَجِب من السلام وهو في أرض ليس فيها السلام. فقال من أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت موسى بن عمران الذي كلّمه الله تكليماً؟ قال: نعم. قال: فما حاجتك؟ قال: اتَّبِعُك على أن تُعلّمني ممّا عُلّمت رُشداً.

ص: 97


1- بحار الأنوار 30: 101/234.
2- المِكتَل : الزَّنبيل الكبير.

قال: إنّي وُكّلتُ بأمرٍ لا تُطيقه، ووُكَّلت بأمرٍ لا أطيقه، وقال له: ( إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبراً * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ الله صَابِراً وَلَا أعصِى لَكَ أمراً) [67 - 69] فحدّثه عن آل محمّد علیهم اسلام وعمّا يُصيبهم حتّى اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدَّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أمير المؤمنين علیه اسلام وعن ولد فاطمة، وذَكَر له من فضلهم وما أُعطوا حتّى جعل يقول: ياليتني من آل محمّد؛ وعن رُجوع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى قومه، وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إيّاه، وتلا هذه الآية: ( وَنُقَلِّبُ أفْئِدَتَهُم وَأبصَارَهُم كَمَا لَم يُؤْمِنُوا بِهِ أوَّلَ مَرَّةٍ )(1) فإنّه أخذ عليهم الميثاق(2).

42/2666 - عن أبي حمزة، عن أبي جعفر صلی الله علیه وآله وسلم، قال : كان وصيّ موسى بن عمران يُوشع بن نون، وهو فتاه الذي ذكر الله في كتابه (3). 43/2667 - عن هِشام بن سالم، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : كان موسى أعلم من الخضر عليهما السلام(4) .

44/2668 - عن الحَفص بن البختري، عن أبي عبد الله علیه اسلام، في قول موسى لفتاه: ( ءَاتِنَا غَدَاءَنَا)، وقوله: (رَبِّ إِنِّى لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِن خَيْرٍ فَقِيرٌ)(5)، فقال: إنّما عنى الطعام. وقال أبو عبد الله علیه اسلام: إنّ موسى لذو جَوَعات (6).

45/2669 - عن بُريد عن أحدهما علیهما اسلام، قال: قلتُ له: ما منزلتكم في

ص: 98


1- الأنعام 6: 110.
2- بحار الأنوار 13: 32/305 .
3- كمال الدين وتمام النعمة: 2/217، بحار الأنوار 13: 27/303.
4- بحار الأنوار 13: 28/303 .
5- القصص 28: 24 .
6- بحار الأنوار 13: 29/303.

الماضين، وبمن تُشبّهون منهم (1)؟ قال: الخِضر وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيّين(2) .

46/2670 - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : إِنّما مَثَل علي علیه اسلام ومَثَلنا من بعده من هذه الأمّة، كمَثَل موسى النبيّ علیه اسلام والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصُّحبة، فكان من أمرهما ما أقتصّه الله لنبيّه صلی الله علیه وآله وسلم في كتابه، وذلك أنَّ الله قال لموسى علیه اسلام : (إنِّي أصطفيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُدْ مَا ءَاتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) ، ثمّ قال: (وَكَتَبَنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيءٍ موعِظَةً وَتَفصِيلاً لِّكُلِّ شَيءٍ ) (3).

وقد كان عند العالم علم لم يُكتب لموسى علیه اسلام في الألواح وكان موسى لا يظُنّ أنّ جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كُتِب له فى الألواح، كما يظُنّ هؤلاء الذين يدّعون أنهم فقهاء وعُلماء، وأنهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين ممّا تحتاج هذه الأمة إليه، وصح لهم عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلموه وحفظوه، وليس كُلّ عِلم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلموه ولا صار إليهم عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ولا عرفوه، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يَرِدُ عليهم فيسألون عنه، ولا يكون عندهم فيه أثرٌ عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ويستحيون أن يَنسُبهم الناس إلى الجَهل، ويكرهون أن يُسألوا فلا يُجيبوا، فيطلبوا الناس العِلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله، وتَرَكوا الآثار ودانُوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: كلّ بِدعة ضَلالة.

ص: 99


1- في «ج»: أو من تشبهون بهم.
2- بحار الأنوار 13: 30/304.
3- الأعراف 7: 144 و 145 .

فلو أنّهم إذا سُئلوا عن شيءٍ من دين الله، فلم يَكُن عندهم منه أثرٌ عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أُولى الأمر منهم، لعَلِمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمّد علیهم السلام، والذي منعهم من طلب العلم منّا العداوة والحَسَد لنا، ولا والله ما حَسَد موسى العالم - وموسى نبيّ الله يُوحى إليه - حيث لقيه واستنطقه وعَرَفه بالعلم، ولم يحسُده كما حَسَدَتنا هذه الأمّة بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم على ما عَلِمنا وما وَرِثنا عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ولم يَرغَبوا إلينا في عِلمنا كما رَغِب موسى إلى العالم، وسأله الصُّحبة ليتعلّم منه العِلم ويُرشده.

فلمّا أن سأل العالم ذلك، علم العالم أن موسى علیه اسلام لا يستطيع صُحبته، ولا يحتمل عليه، ولا يصبر معه، فعند ذلك قال العالم: وكيف تصير على ما لم تُحِط به خبراً؟ فقال له موسى علیه اسلام، و هو خاضعٌ له يستعطفه على نفسه كي يقبله ستَجِدني إن شاء الله صابراً، ولا أعصي لك أمراً، وقد كان العالم يعلم أنّ موسى لا يصبر على علمه.

فكذلك - والله يا إسحاق بن عمّار - حال قُضاة هؤلاء وُفقهائهم وجَماعتهم اليوم لا يحتملون والله ،علمنا، ولا يقبلونه ولا يُطيقونه، ولا يأخُذون به، ولا يصبرون عليه، كما لم يصبِر موسی علیه اسلام على عِلم العالِم حين صَحِبه، ورأى ما موسى رأى من عِلمه، وكان ذلك عند موسى علیه اسلام مكروهاً، وكان عند الله رضاً وهو الحق، وكذلك عِلمنا عند الجَهلة مكروهٌ لا يُؤخَذ، وهو عند الله الحقّ (1).

47/2671 - عن عبدالرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله علیه اسلام، قال : إنَّ موسى صَعِد المِنبَر، وكان مِنبَره ثلاث مراقٍ(2)، فحدّث نفسه أنّ الله لم يخلُق خَلقاً أعلم

ص: 100


1- الإختصاص: 258 ، وسائل الشيعة 27 49/61، بحار الأنوار 13: 31/304.
2- المراقي، جمع مِرقاة: الدَّرجة.

منه؛ فأتاه جبرئيل علیه السلام، فقال له: إنّك قد ابتُليت فانزل، فإنّ في الأرض من هو أعلم منك فاطلبه، فأرسل إلى يُوشع إنِّي قد أبتُليت، فاصنع لنا زاداً وانطلق بناء واشترى حوتاً من الحيتان الحيّة، فخرج بآذربيجان؛ ثمّ شواه، ثم حمله في مكتل، ثمّ انطلقا يمشيان في ساحل البحر، والنبيّ إذا أمر أن يذهب إلى مكان لم يَعيَ أبداً حتّى يجوز ذلك الوقت.

قال: فبينما هما يمشيان، حتّى انتهيا إلى شيخ مُستلقٍ معه عصاه، موضوعة إلى جانبه، وعليه كساء إذا قنّع رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطّي رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى علیه السلام يُصلّي، وقال ليُوشع : احفَظ عليّ، قال: فقطرت قطرة من السماء في المِكتَل، فاضطرب الحُوت، ثمّ جَعَل يَيب من المِكتَل(1) إلى البحر، قال: وهو قوله: (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البحر سرباً)(2).

قال: ثمَّ إنّه جاء طيرٌ، فوقع على ساحل البحر، ثمّ أدخل منقاره، فقال: يا موسى، ما أخذت(3) من علم ربّك ما حمل ظَهر مِنقاري من جميع البحر، قال: ثمّ قام يمشي فتَبِعه يُوشع .

فقال موسى علیه السلام وقد نسى الزَّبِّيل(4) يُوشع - قال: وإنّما أعيى حيث جاز الوقت فيه - فقال: ( ءَاتِنَا غَدَاءَنَا لَقَد لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً) إلى قوله: (فِي البَحرِ عَجَباً)(5) .

ص: 101


1- في «أ»: جعل ينتق المِكتَل، وتَتَق الشيء: زعزَعهُ .
2- الكهف 18: 61 .
3- في «ب، ه»: اتخذت.
4- ويقال له أيضاً: المِكتَل أو الزّنبيل .
5- الكهف 18: 62 و 63.

قال: فرجع موسى علیه السلام يقُصّ(1) أثره حتّى انتهى إليه وهو على حاله مُستلقٍ، فقال له موسى علیه السلام: السّلام عليك. فقال: وعليك السّلام يا عالم بني إسرائيل. قال: ثمّ وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى علیه السلام : إنّي قد أمرت أن اتّبعك على أن تُعلّمني ممّا عُلّمت رُشداً، فقال كما قصّ عليكم: (إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً ) .

قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى مَعبَرٍ، فلمّا نظر إليهم أهل المَعبَر، قالوا: والله لا نأخُذ من هؤلاء أجراً، اليوم نحملهم (2)، فلمّا ذهبت السفينة وسط الماء خَرَقها، قال له موسى علیه السلام كما أخبرتم ، ثمّ قال: (ألم أقل إنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعَى صَبراً * قَالَ لَا تُؤاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ولا تُرهِقنِي مِن أمرِى عُسراً).

قال: وخرجا على ساحل البحر، فإذا غُلام يلعب مع غلمان، عليه قميص حرير أخضر، في أذنيه دُرِّتان، فتَوَرٌكه(3) العالم فذبحه، فقال له موسى علیه السلام : (أَقَتَلتَ نَفساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئتَ شَيْئاً نكراً) [72 - 74].

قال: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهلَ قَريَةٍ َاستَطعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوا أن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَو شِئتَ لَتَّخَذَتَ عَلَيْهِ أجراً) [77] خُبزاً نأكُله فقد جُعنا، قال: وهي قرية على ساحل البحر، يقال لها: ناصرة، وبها تسمّى النصارى ،نصاری، فلم يُضيفوهما ولا يُضيفون بعدهما أحداً حتّى تقوم الساعة.

وكان مَثَل السفينة فيكم وفينا، ترك الحسين علیه السلام البيعة لمعاوية(4) ، وكان مَثَل

ص: 102


1- في «ب، ه»: يقفي، وكلاهما بمعنى.
2- في «أ، ب، ج » اليوم فحمل عليهم.
3- تورّك فلان الصبيّ: جعله على وَرِكه مَعتمداً عليها.
4- كذا ، والظاهر أنّ الصواب ليزيد بن معاوية.

الغُلام فيكم قول الحسن بن علي علیهما السلام(1) لعبد الله بن علي: لعنك الله من كافر (2)، فقال له قد قتلته(3) يا أبا محمّد، وكان مثل الجدار فيكم عليّ و الحسن والحسين علیهم السلام(4) .

48/2672- عن عبد الله بن ميمون القَدّاح ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه علیهما السلام ، قال: بينما موسى علیه السلام قاعد في ملأ من بني إسرائيل، إذ قال له :رجل ما أرى أحداً أعلم بالله منك. قال موسى علیه السلام: ما أرى، فأوحى الله إليه : بلى عبدي الخضر، فسأل السبيل إليه، وكان له آية الحُوت أن افتقده، وكان من شأنه ما قصّ الله (5).

49/2673 - عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السلام : كان سُليمان أعلم من الله ،آصف، وكان موسى أعلم من الذي اتّبعه (6).

50/2674 - عن ليث بن [أبي ] سليم (7)، عن أبي جعفرعلیه السلام: شكا موسى علیه السلام

ص: 103


1- في «ب، ج، د، ه» : الحسين بن عليّ علیهما السلام .
2- قال العلامة المجلسي رحمه الله : أما ما تضمن من قول الحسن علیه السلام لعبد الله بن علي فيشكل توجيهه، لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه.. والظاهر أن يكون عبيد الله مصغراً ... وذكر صاحب المقاتل وغيره أنه صار إلى المختار فسأله أن يدعو إليه ويجعل الأمر له فلم يفعل، فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقُتِل في الوقعة وهو لا يعرف انتهى وقبر عبيد الله بن علي علیه السلام يقع الآن في منطقة المدار، الواقعة في أطراف قلعة صالح من حافظة ميسان العراق، وعامة الناس يسمونه عبدالله وكذلك ياقوت في معجم البلدان.
3- قال العلامة المجلسي رحمه الله : قد قتلته، أي سيُقتل بسبب لعنك، أو هذا إخبار بأنه سيُقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره.
4- بحار الأنوار 13: 33/306 .
5- بحار الأنوار 13: 34/309 .
6- بحار الأنوار 13: 35/309 .
7- في النسخ: ليث بن سليم، تصحيف ما أثبتناه هو الصحيح، انظر معجم رجال الحديث 14: 139.

إلى ربِّه الجوع في ثلاثة مواضع: ﴿ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا لَقَد لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً)(1) ،(التَّخَذِتَ عَلَيْهِ أجراً)، (رَبِّ إِنِّى لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِن خَيْرٍ فَقِيرٌ)(2) .

51/2675 - عن إسماعيل بن أبي زياد الكوفي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السلام، عن ابن عباس قال: ما وجدتُ للناس ولعلي بن أبي طالب علیه السلام شَبهاً إلّا موسى وصاحب السفينة تكلّم موسى بجهلٍ، وتكلّم صاحب السفينة بعلم، وتكَلّم الناس بجهل، وتكلّم عليّ علیه السلام بعلمٍ(3) .

52/2676 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله علیه السلام: أنّ نَجدة الحَروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن سبي ،الذراري فكتب إليه أمّا الذراري فلم يكُن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقتُلهم، وكان الخِضر يقتُل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنتَ تعلم ما يعلم الخضر فاقتُلهم(4) .

53/2677 - عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سَمِعتُه يقول: بينما العالم يمشي مع موسى علیه السلام إذا هُم بغُلام يلعب بالقُلَة(5)، قال: فَوَكَزه العالم فقتله، فقال له موسى علیه السلام: أقتلت نفساً زَكيّة بغير نفس! لقد جئت شيئاً نكراً. قال: فأدخل العالم يده، فاقتلع كيفه، فإذا عليه مكتوب كافر مطبوع (6).

54/2678 - عن حَريز، عن أبي عبد الله علیه السلام ، أنّه كان يقول : ( وَكَان وَراءَهُم مَلِكٌ ) يعني أمامهم ( يَأْخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ غَصباً )(7) [79].

ص: 104


1- الكهف 18: 62 .
2- بحار الأنوار 36/309:13، والآية من سوره القصص 28 :24 .
3- بحار الأنوار 13: 37/309 .
4- بحار الأنوار 13: 38/309.
5- القُلَة: عودان يلعب بهما الصبيان.
6- بحار الأنوار 13: 39/310.
7- بحار الأنوار 13: 40/310 .

55/2679 - عن حَريز، عمّن ذكره، عن أحدهما علیهما السلام، أنّه قرأ: وكان أبَواه مُؤمنين وطُبع كافِراً(1).

56/2680 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قوله: (فَخَشِينَا) [80] خشي إن أدرك الغُلام أن يدعو أبويه إلى الكُفر فيُجيبانه من فَرط حُبّهما إيّاه (2).

57/2681 - عن عبدالله بن خالد (3)، رفعه ، قال : كان في كَتِف الغُلام الذي قَتَله العالِم مكتوب: کافر(4) .

58/2682 - عن محمّد بن عمر ، عن رجل، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنّ الله لیَحفَظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وإنّ الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمائة سنة (5) .

59/2683 - عن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قول الله: ( فَأَرَدْنَا أن يُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحْماً) [81]، قال: إنَّه وُلدت لهما (6) جارية، فولدت غُلاماً، وكان نبيّاً (7).

2684/ 60 - عن الحسن بن سعيد اللّخمي ، قال : ولد لرجل من أصحابنا جارية، فدخل على أبي عبد الله علیه السلام، فرآه متسخّطاً لها، فقال له أبو عبد الله علیه السلام : أرأيت لو أنَّ الله أوحى إليك أنّى اختار لك أو تختار لنفسك، ما كنتَ تقول ؟ قال: كنتُ أقول:

ص: 105


1- بحار الأنوار 13: 41/310 .
2- بحار الأنوار 13: 42/310 .
3- في «أ»: عبدالله بن حبيب.
4- بحار الأنوار 13: 43/310 .
5- بحار الأنوار 13: 44/310.
6- في «ج»: أبدلهما.
7- بحار الأنوار 13: 45/310 .

يا ربّ تختار لی. قال: فإنّ الله اختار لك.

ثمّ قال: إنَّ الغُلام الذي قَتَله العالم كان مع موسى علیه السلام في قول الله: (فَأَرَدنَا أن يُبدِهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنهُ زَكَاةً وَأَقرَبَ رُحماً ) ، قال : فأبدلهما جاريةً وَلَدت سبعين نبيّاً (1).

61/2685 - عن أبي يحيى الواسطي، رفعه إلى أحدهما علیهما السلام، في قول الله : (وَأَمَّا الغُلَامَ فَكَانَ أبواهُ مُؤْمِنَينِ ) إلى قوله : ( وَأَقرَبَ رُحما) ، قال : أبدلهما مكان الابن بنتاً، فولدت سبعين نبيّاً(2).

62/2686 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر(3) علیه السلام، قال : كم من إنسان له حَقّ لا يعلم به قال: قلت: وما ذاك، أصلحك الله ؟ قال : إنّ صاحبي الجِدار كان لهما كنزٌ تحته، أما إنّه لم يكُن بذهب ولا فِضَة [قلت: فما كان؟ قال: كان علماً].

قال: قلت: فأيّهما كان أحقّ به ؟ فقال : الأكبر، كذلك نقول(4).

63/2687 - عن إسحاق بن عمّار، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: إنّ الله ليُصلح بصَلاح الرجُل المؤمن ولده وولد ولده، ويَحفظَه في دُويرته ودُويرات حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثمّ ذَكَرَ الغُلامين فقال: (وَكَانَ أبُوهُمَا صَالِحاً) [82] ألم ترَ أنَّ الله شكر صَلاح أبويهما لهما(5).

64/2688 - عن يزيد بن رومان(6) ، قال: دخل نافع بن الأزرق(7) المسجد

ص: 106


1- الكافي 6: 11/6 ، بحار الأنوار 13: 46/311، و 86/101:104 .
2- بحار الأنوار 13: 47/311، و 92/102:104.
3- في «د، ه»: أبي عبدالله .
4- التهذيب 9: 276/ 1000، بحار الأنوار 13: 48/311، و 104: 5/341.
5- بحار الأنوار 13: 49/312 ، و 71: 3/236.
6- في النسخ: يزيد بن رويان، تصحيف وما أثبتناه من البحار، انظر تقريب التهذيب 2: 364 ، وتهذيب الكمال 32: 122 .
7- هو نافع بن الأزرق بن قيس البكري الوائلي الحروري رأس الأزارقة من الخوارج وإليه نسبتهم، قتل سنة 65 ه، راجع ترجمته في لسان الميزان 6: 144 ، الأعلام للزركلي 351:7 .

الحرام، والحسين بن عليّ علیهما السلام مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر، فجلس إليهما، ثمّ قال: يابن عباس، صف لي إلهك الّذي تعبُده، فأطرق ابن عباس طويلاً مستبطئاً بقوله، فقال له الحسين علیه السلام : إليّ يابن الأزرق المُتورّط في الضَّلالة، المرتكس(1) في الجَهالة، أجيبك عما سألت عنه، فقال: ما إيّاك سألتُ فتُجيبني.

فقال له ابن عباس مه عن ابن رسول الله، فإنّه من أهل بيت النبوّة، ومَعْدِن الحكمة. فقال له: صف لي. فقال له: أصِفه بما وَصَف به نفسه، وأعرّفه بما عرّف به نفسه لا يُدرَك بالحواسٌ، ولا يُقاس بالناس، قريبٌ غير مُلتَزِق، وبعيدٌ غير مُقصَّيَّ، يُوحّد ولا يتبعّض، لا إله إلّا هو الكبير المتعال.

قال: فبكى ابن الأزرق بُكاءً شديداً، فقال له الحسين علیه السلام : ما يُبكيك؟ قال: بكيت من حُسن وصفك. قال: يابن الأزرق، إني أُخبرت أنّك تُكفّر أبي وأخي و تُكفّرني؟ قال له نافع: لئن قلتُ ذاك لقد كُنتم الحُكّام، ومعالم الإسلام، فلمّا بدّلتُم استبدلنا بکم.

فقال له الحسين علیه السلام: يابن الأزرق، أسألك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا إله إلّا هو : ( وَأمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامين يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) إلى قوله: (كَنزَهُمَا ) من حفظ فيهما؟ [قال: أبوهما]. قال: فأيّهما أفضل أبوهما أم رسول الله وفاطمة؟ قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال : فما حفظهما حتّى حِيل بيننا(2) وبين الكُفر ! فنهض ثمّ نفَض ثوبه،

ص: 107


1- فى «ب، ه» : المرتكن.
2- في البحار : فما حفظنا حتّى حال بيننا، وفي البرهان فما حفظنا حتّى حيل بيننا. وفي الطبعة القديمة منه : فما حفظهما حتّى حيل بينهما.

ثمّ قال : قد نبّأنا الله عنكم معشر قريش، أنتم قوم خَصِمون(1).

65/2689 - عن زرارة وحُمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما السلام، قالا: يحفظ الأطفال بأعمال آبائهم، كما حفظ الله الغُلامين بصلاح أبيهما (2).

66/2690 - عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سألته عن قول الله : ( وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَينِ يَتِيمَينِ فِى المَدِينَةِ وَكَانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ).

فقال: أما إنّه ما كان ذهباً ولا فِضّة، وإنّما كان أربع كلمات: «إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، مَن أيقن بالموت لم تضحك سِنُّه، ومن أقرّ بالحساب لم يَفرَح قلبُه، ومن آمن بالقَدَر لم يَخشَ إِلا ربَّه» (3).

67/2691 - عن ابن أسباط ، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام، قال : كان في الكَنز ، الذي قال الله: (وَكَانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) لوحٌ من ذَهب فيه «بسم الله الرحمن الرحيم، محمّد رسول الله عَجِبتُ لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعَجبت لمن أيقن بالقَدَر كيف يحزَن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتَقَلُّبها بأهلها كيف يَرْكَن إليها ! وينبغي لمن غفل(4) عن الله أن لا يتّهم الله في قضائه، ولا يستبطئه في رزقه»(5).

68/2692 - عن مسعدة بن صَدَقة، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السلام : أنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم قال : إنّ الله ليخلُف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وإن كان أهله أهل سُوء، ثمّ قرأ هذه الآية إلى آخرها ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً )(6) .

ص: 108


1- بحار الأنوار 33: 631/423، تفسير البرهان 3: 34/657 .
2- شواهد التنزيل 2: 905/199 ، بحار الأنوار 71: 1/236 .
3- الكافي 2: 6/48، بحار الأنوار 13: 51/312.
4- فى «ج»: عقل.
5- قرب الإسناد: 374/ 1330 عن البزنطي «قطعة منه»، الكافي 2: 9/48 ، بحار الأنوار 13: 9/294.
6- بحار الأنوار 71: 4/236 .

69/2693 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، أنّه سَمِع هذا الكلام من الرضا علیه السلام: «عَجَباً لمن غفل(1) عن الله ، كيف يستبطئ الله في رزقه، وكيف اصطبر على قضائه !»(2) .

2694/ 70 - عن محمد بن عمر و الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : إنّ الله تعالى يَحفَظ ولد المؤمن لأبيه إلى ألف سنة، وإنّ الغُلامين كان بينهما وبين أبيهما سبعمائة سنة (3).

2695/ 71 - عن الأصبغ، قال: قام ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين علیه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القَرنين، أمَلَك كان أم نبيّ؟ وأخبرني عن قَرنيه أذهبٌ أم فِضّة؟

قال: إنَّه لم يكُن بنبيّ ولا مَلَك، ولم يكُن قرناه ذهباً ولا فضَّةٌ، ولكنَّه كان عبداً أحبّ الله فأحبَّه، ونصح الله فنصح له، وإنّما سُمي ذا القرنين لأنَّه دعا قومه فضربوه على ،قرنه فغاب عنهم ، ثمّ عاد إليهم فدعاهم، فضربوه بالسيف على قَرنه الآخر، وفيكم مثله (4).

72/2696 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : إنّ ذا القرنين لم يكُن نبيّاً ، ولكن كان عبداً صالحاً أحبّ الله فأحبَّه، وناصح الله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زماناً، ثمّ رجع إليهم فضربوه على قَرنه الآخر، وفيكم من هو على سُنّته، وإنّه خُيّر بين السَّحاب الصَّعب والسَّحاب الذَّلُول

ص: 109


1- في «ج»: عقل.
2- بحار الأنوار 71: 50/150 .
3- بحار الأنوار 13: 50/312، و 71: 2/236 .
4- كمال الدين: 3/393، علل الشرائع: 1/39 ، الاحتجاج: 229، بحار الأنوار 12 : 6/180 .

فاختار الذَّلول فركب الَّذلول، فكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم، لكي لا يُكذِّب الرُّسل(1) .

73/2697- عن أبي الطُّفيل، قال: سَمِعتُ عليّا علیه السلام يقول: إنّ ذا القرنين لم يكُن نبياً ولا رسولاً ، كان عبداً أحب الله فأحبَّه، وناصح الله فنصحه، دعا قومه فضربوه على أحد قَرنيه فَقَتلوه، ثمّ بعثه الله فضربوه على قَرنه الآخر فَقَتَلُوه(2).

2698/ 74- عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر وأبي عبدالله علیهما السلام جميعاً، قال لهما: ما منزلتكم ومَن تُشبِهُون ممّن مضى ؟ قال صاحب موسى وذو القَرنين كانا عالِمين ولم يَكُونا نبيّين(3) .

75/2699 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : إنّ الله لم يبعث أنبياء مُلوكاً في الأرض إلّا أربعة بعد نُوح: أوَّلهم ذو القرنين واسمه عيّاش، وداود، وسليمان، ويوسف، فأمّا عيّاش فمَلَك ما فمَلَك ما بين المشرق والمغرب، وأمّا داود فمَلَك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان مُلك سليمان، وأمّا يوسف فمَلَك، مِصر وبَراريها لم يُجاوزها إلى غيرها(4) .

76/2700 - عن ابن الورقاء(5)، قال: سألتُ أمير المؤمنين علیه السلام عن ذي القَرنين ما كان قَرناه؟ فقال: لعلّك تَحسَب كان قرناه ذهباً أو فضّةً، أو كان نبيّاً [بل كان عبداً

ص: 110


1- كمال الدين: 1/393 قصص الأنبياء للراوندي: 121/120، بحار الأنوار 12 :17/194 .
2- الدر المنثور 5: 435 «نحوه»، بحار الأنوار 12: 24/196.
3- الكافي 1: 5/211 ، بحار الأنوار 12: 25/197.
4- الخصال: 110/248 عن هشام بن سالم عمن ذكره، بحار الأنوار 12: 9/181.
5- كذا، وفي الدر المنثور: أبو الورقاء، ولعله: فائد بن عبدالرحمن الكوفي، أبو الورقاء، انظر تهذيب الكمال 23: 137 و میزان الاعتدال 3: 339 .

صالحاً] بعثه الله إلى أناس فدعاهم إلى الله وإلى الخير، فقام رجلٌ منهم فَضَرب قرنه الأيسر فمات، ثمّ بعثه ،فأحياه، وبعثه إلى أُناس، فقام رجلٌ فضرب قَرنه الأيمن ،فمات، فسمّاه الله ذا القرنين(1) .

77/2701- عن ابن هِشام، عن أبيه، عمّن حدّثه عن بعض آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، قال: إنّ ذا القرنين كان رجُلاً صالحاً طُوِيت له الأسباب، ومُكِّن له في البلاد، وكان قد وصف له عين الحياة، وقيل له من يَشرَب منها شربة لم يمت حتَّى يَسمَع الصوت، وإنَّه خرج في طلبها حتى أتى مَوضِعها، وكان في ذلك الموضع ثلاثمائة وستون عَيناً، وكان الخضر على مُقدّمته، وكان من أشدّ أصحابه عنده، فدعاه فأعطاه وأعطى قوماً من أصحابه(2) كُلّ رجل منهم حوتاً مُمَلَّحاً، فقال: انطلقوا إلى هذه المواضع، فليغيل كُلّ رجل منكم حُوته عند عين، ولا يغسل معه أحد، فانطَلَقُوا فَلَزِم كُلّ رجل منهم عيناً فَغَسَل فيها حوته، وإن الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون، فلمّا غَمَس الحُوت، ووجد الحوت ريح الماء، حیي فانساب في الماء.

فلمّا رأى ذلك الخضر، رمى بثيابه وسَقط، وجعل يَرتَمس في الماء ويشرب، ويجتهد أن يُصيبه ولا يُصيبه، فلمّا رأى ذلك رَجَعَ فَرَجَع أصحابه، وأمر ذو القرنين بقبض السمك، فقال: انظُروا فقد تخلّفت سَمَكة . فقالوا: الخضر صاحبها. قال: فدعاهُ فقال: ما خَلّف سَمَكتُك؟ قال: فأخبره الخبر، فقال له: فصنعت ماذا؟ قال: سَقَطتُ عليها، فجعلتُ أغوص فاطلبها فلم أجدها. قال: فشربت من الماء؟ قال: نعم. قال: فطلب ذو القَرنين العَين فلم يَجِدها، فقال للخِضر: أنت صاحبُها (3).

ص: 111


1- الدر المنثور 5: 436، بحار الأنوار 12: 26/197 .
2- في «ج»: فأعطاه وقومه وأصحابه.
3- بحار الأنوار 12: 27/197 .

78/2702 - عن حارث بن حبيب، قال: أتى رجلٌ عليّاً علیه السلام، فقال له: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القَرنين فقال له: سُخّر له السَّحاب، وقُرّبت له الأسباب وبُسِط له فى النّور.

فقال له الرجل: كيف بُسط له في النُّور؟ فقال علىّ علیه السلام: كان يُبصِر باللّيل كما يُبصِر بالنهار. ثمّ قال علىّ علیه السلام للرجل: أزيدُك فيه ؟ فسكت(1) .

79/2703 - عن الأصبغ بن نُباتة، عن أمير المؤمنين علیه السلام، قال : سُئل عن ذي القَرنين، قال: كان عبداً صالحاً واسمه عَيّاش اختاره الله وابتعثه إلى قَرنٍ من القُرُون الأوّل في ناحية المغرب، وذلك بعد طُوفان نُوح، فضربوه على قَرن رأسه الأيمن فمات منها ، ثمّ أحياه الله بعد مائة عام، ثمّ بعثه إلى قَرن من القُرون الأوّل في ناحية المشرق فكذَّبوه، فضربوه ضربةً على قَرنه الأيسر فمات منها، ثمَّ أحياه الله بعد مائة عام، وعوّضه من الضربتين(2) اللّتين على رأسه قَرنين في موضع الضربتين(3) أجوفين، وجعل عزّ مُلكه وآية نُبوّته في قَرنيه.

ثمَّ رفعه الله إلى السماء الدنيا، فكَشَط له عن الأرض كُلّها، جِبالها وسُهولها وفِجاجها، حتّى أبصر ما بين المشرق والمغرب و آتاه الله من كُلِّ شيءٍ علماً يعرِف به الحقّ والباطل، وأيّده في قَرنيه بكسفٍ من السماء، فيه ظُلماتٌ ورَعدٌ وبَرقٌ، ثمّ أهبط إلى الأرض، وأوحى الله إليه: أن سِر في ناحية غرب الأرض وشَرقها، فقد طَويتُ لك البلاد، وذلَّلتُ لك العباد، فأرهبتُهم منك.

فسار ذو القَرنين إلى ناحية المغرب، فكان إذا مَرّ بقريةٍ زأر فيها كما يَزأر الأسد المُغضِب، فيَنبَعِث من قَرنيه ظُلُماتٌ ورَعدٌ وبَرقٌ وصواعق، تهلِك من ناوأه

ص: 112


1- بحار الأنوار 12: 28/198 .
2- في «أ، ب»: القرنين.
3- في «أ»: القرنين.

وخالفه، فلم يبلُغ مغرب الشمس حتّى دان له أهل المشرق والمغرب.

قال: وذلك قول الله: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرضِ وَاتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَباً) [84] فسار (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدَهَا تَعْرُبُ فِي عَينٍ حَمِيَّةٍ) إلى قوله : ( أمَّا مَن ظَلَمَ) ولم يؤمن بربّه (فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ) في الدنيا بعذاب الدنيا (ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ) في مَرجعه ( فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً تُكراً) إلى قوله: (وَسَنَقُولُ لَهُ مِن أمرِنَا يُسراً * ثُمَّ أتبع) ذو القرنين من الشمس (سَبَباً) [86-89] .

ثم قال أمير المؤمنين علیه السلام: إنّ ذا القَرنين لمّا انتهى مع الشمس إلى العين الحامية، وَجَد الشمس تغرُب فيها، ومعها سبعون ألف مَلَكٍ يَجُرونها بسَلاسِل الحَديد والكَلالِيب، يَجُرونها من قَعر البحر في قُطر الأرض الأيمن، كما تَجري السفينة على ظَهر الماء، فلمّا انتهى معها إلى مَطلَع الشمس سبباً (وَجَدَهَا تَطلُعُ عَلَى قَومِ) إلى قوله : ( بِمَا لَدَيهِ خُبراً) [90 و 91].

فقال أمير المؤمنين علیه السلام : إنّ ذا القَرنين وَرَد على قومٍ قد أحرقتهم الشمس، وغيّرت أجسادهم وألوانهم ، حتّى صَيّرتهم كالظُّلمة، ثمّ أتبع ذو القَرنين سبباً في ناحية الظُّلمة ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قولاً * قَالُوا يَا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) خلف هذين الجبلين، وهم يُفسدون في الأرض ، إذا كان أبان زُروعنا وثمارنا خَرَجُوا علينا من هذين السَّدِّين، فَرَعَوا فى يُمارنا وفى زُروعنا حتى لا يُبقون منها شيئاً (فَهَل نَجعَلُ لَكَ خرجاً) نؤديه إليك فى كُلِّ عام (عَلَى أن تَجْعَلَ بَينَنا وَبَيْنَهُم سَدّاً) إلى قوله: (زُبَرَ الحديد) [93-96] .

قال: فاحتفر له جبل حديد، فقلعوا له أمثال اللَّبن، فطَرَح بعضه على بعضٍ فيما بين الصِّدفين، وكان ذو القَرنين هو أوّل من بني رَدماً(1) على الأرض، ثمّ

ص: 113


1- في «أ»: بناءاً.

جمع(1) عليه الحَطَب، وألهب فيه النار، ووضع عليه المَنافِيحَ فَنَفَخوا عليه، فلمّا ذاب قال: آتوني بقطر - وهو المِسّ الأحمر - قال: فاحتفروا له جَبَلاً من مِسّ، فطرحوه على الحديد، فذاب معه واختلط به قال: (فَمَا أَسطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا استَطَاعُوا لَهُ نَقباً) يعني يأجوج ومأجوج (قَالَ هَذَا رَحمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكاءَ وَكَانَ وَعَدُ رَبِّي حَقاً) [97 - 98] .

إلى ها هنا رواية علي بن الحسن(2)، ورواية محمّد بن نصير(3) .

وزاد جَبرَئيل بن أحمد في حديثه بأسانيد عن الأصبغ بن نُباتة، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام (وَتَرَكنَا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِى بَعضٍ ) [19] يعني يوم القيامة وكان ذو القَرنين عبداً صالحاً، وكان من الله بمكان، نَصَح الله(4) فنَصَح له، وأحبَّ الله فأحبّه، وكان قد سَبّب له في البلاد ومَكَّن له فيها، حتّى ملك ما بين المشرق والغرب، وكان له خليلٌ من الملائكة يقال له رفائيل(5)، ينزل إليه فيُحدِّثه ويُناجيه، فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رفائيل، كيف عبادة أهل السماء؟ وأين هي من عبادة أهل الأرض؟

قال رفائيل: يا ذا القَرنين، وما عبادة أهل الأرض؟ فقال: أمّا عبادة أهل السماء، ما في السماوات موضع قدم إلّا وعليه مَلَك قائمٌ لا يقعُد أبداً، أو راكعٌ لا يسجُد أبداً، أو ساجد لا يرفع رأسه أبداً. فبكى ذو القرنين بكاءً شديداً، وقال: يا رفائيل، إنّي أحبّ أن أعيش حتّى أبلُغ من عبادة ربّي وحقّ طاعته بما هو أهله.

ص: 114


1- في «ج»: جعل.
2- في «أ»: علي بن الحسين.
3- في «أ، ج» محمّد بن نصر.
4- في «أ»: الله.
5- في «ج»: رقائيل، في كافة الموارد.

قال رفائيل: يا ذا القَرنين أن الله في الأرض عيناً تُدعى عين الحياة، فيها عزيمةٌ من الله أنّه من يَشرَب، منها لم يَمُت حتّى يكون هو يسأل الله الموت، فإن ظَفِرتَ بها تعيش ما شئت.

قال: وأين تلك العَين، وهل تعرفها؟ قال: لا، غير أنّا نتحدّث في السماء أنّ لله في الأرض ظُلمةً لم يطأها إنس ولا جانّ. فقال ذو القرنين وأين تلك الظُّلمة؟ قال رفائيل ما أدري.

ثمّ صَعِد رفائيل، فدخل ذو القَرنين حزنٌ طَويل من قول رفائيل، وممّا أخبره عن العين والظُّلمة، ولم يُخبره بعلم ينتفع به منهما (1)، فجمع ذو القَرنين فقهاء أهل مملكته وعلماءهم وأهل دراسة الكتب وآثار النبوّة، فلمّا اجتمعوا عنده قال ذو القَرنين يا معشر الفقهاء وأهل الكتب وآثار النبوّة، هل وجدتم فيما قرأتُم من كُتُب الله أو في كُتُب من كان قبلكم من الملوك أنّ الله عيناً تُدعى عين الحياة، فيها من الله عَزيمةً أنَّه من يَشرَب منها لم يَمُت حتّى يكُون هو الذي يسأل الله الموت؟ :قالوا: لا يا أيها المَلِك.

قال: فهل وَجَدتم فيما قرأتم من الكتب أنّ الله في الأرض ظُلمةً لم يَطأها إنس ولا جانّ؟ قالوا: لا يا أيّها الملك؛ فحَزِن عليه ذو القرنين حُزناً شديداً وبكى إذ لم يُخبر عن العين والظُّلمة بما يُحِبّ.

وكان فيمن حَضَره غُلامٌ من الغِلمان من أولاد الأوصياء أوصياء الأنبياء وكان ساكتاً لا يتكلّم، حتّى إذا ايس ذو القَرنين منهم، قال له الغُلام أيّها المَلِك إنّك تسأل هؤلاء عن أمر ليس لهم به علم، وعلم ما تريد عندي، ففَرِح ذو القَرنين فَرَحاً شديداً حتّى نزل عن فراشه وقال له: ادنُ منّي؛ فدنا منه، فقال: أخبرني.

ص: 115


1- في «أ، ج»: منها.

فقال: نعم أيّها الملك، إنّي وجدتُ في كتاب آدم الذي كُتب يوم سُمّي له ما في الأرض من عينٍ أو شجرٍ، فوجدتُ فيه أنّ الله عيناً تُدعى عين الحياة، فيها من الله عَزيمةُ أنَّه من يَشرَب منها لم يَمُت حتّى يكون هو الذي يسأل الله الموت بظُلمةٍ لم يطأها إنس ولا جانّ. ففرح ذو القَرنين وقال: ادنُ منّي يا أيّها الغُلام، تدري أين موضعها؟ قال: نعم، وجدتُ في كتاب آدم أنّها على قرن الشمس، يعني مَطلعَها.

ففَرِح ذو القَرنين، وبعث إلى أهل مملكته، فجمع اشرافهم وفُقهاء هم وعُلماءهم وأهل الحُكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم وفَقيه، فلمّا اجتمعوا إليه تهيّاً للمسير وتأهب له بأعدّ(1) العُدّة ، وأقوى القُوّة، فسار بهم يُريد مطلع الشمس، يَخُوض البحار ويقطع الجبال والفَيافي والأرضِين والمَفاوز، فسار اثنتي عشرة سنة، حتّى انتهى إلى طرف الظُّلمة، فإذا هي ليست بظُلمة ليل ولا دخان، ولكنَّها هواء يفور، فسدّ ما بين الأفقين، فنزل بطَرَفها وعسكر عليها، وجمع عُلماء أهل عسكره وفقهاءهم وأهل الفضل منهم، فقال: يا معشر الفقهاء والعلماء، إنّي أُريد أن أسلُك هذه الظُّلمة، فخرّوا له سُجّداً! فقالوا: أيّها المَلِك، إنّك لتطلُب أمراً ما طَلَبه ولا سَلَكه أحدٌ كان قبلك من النبيّين والمرسلين، ولا من الملوك، قال: إنّه لا بدّ لي من طلبها.

قالوا: يا أيّها الملك، إنّا لنعلم إنّك إذا سَلَكتها ظَفِرت بحاجتك منها بغير عَنَتٍ عليك لأمرنا، ولكنّا نخاف أن يَعلَق بك منها أمرٌ يكون فيه هلاك مُلكك وزوال سُلطانك، وفساد مَن في الأرض، فقال: لا بُدّ من أن أسلُكها، فَخَروا سُجّداً لله، وقالوا: إنا نتبرّأ إليك ممّا يُريد ذو القَرنين .

فقال ذو القَرنين: يا معشر العُلماء، أخبروني بأبصر الدوابّ؟ قالوا: الخيل (1)

ص: 116


1- في «أ»: فأعد.

الإناث البكارة أبصر الدوابّ؛ فانتخب من عسكره، فأصاب ستَّة آلاف فرسٍ إناثا أبكاراً، وانتخب من أهل العلم والفَضل والحِكمة ستَّة آلاف رجل، فدفع إلى كُلّ رجلٍ فرساً، وعقد لأفسحر - وهو الخِضر - على ألف فَرَس، فجعلهم على مُقدّمته، وأمرهم أن يدَخُلوا الظُّلمة، وسار ذو القَرنين في أربعة آلاف، وأمر أهل عسكره أن يَلزَموا معسكره اثنتي عشرة سنة، فإن رَجَع هو اليهم إلى ذلك الوقت، وإلّا تفرّقوا في البلاد، ولَحِقوا ببلادهم أو حيث شاءوا.

فقال :الخِضر: أيّها المَلِك إِنَّا نَسلُك في الظُّلمة، لا يرى بعضنا بعضاً، كيف نصنع بالضَّلال إذا أصابنا ؟ فأعطاه ذو القَرنين خَرَزَة حمراء كأنَّها مشعلة لها ضوء، فقال: خُذ هذه الخَرَزَة، فإذا أصابكم الضَّلال فارم بها إلى الأرض، فإنّها تصيح، فإذا صاحت رَجَع أهل الضَّلال إلى صوتها(1) .

فأخذها الخِضر ومضى في الظُّلمة، وكان الخِضر يَرتَحِل، وينزِل ذو القَرنين، فبينا الخِضر يسيرُ ذات يوم إذ عَرَض له وادٍ في الظُّلمة، فقال لأصحابه : قِفَوا في هذا الموضِع لا يتَحَرّكن أحدٌ منكم(2) عن موضعه، ونَزَل عن فرسه فتناول الخَرَزة، فرمى بها في الوادي، فأبطأت عنه بالإجابة، حتّى ساء ظنَّه، وخاف أن لا تُجيبه، ثمَّ أجابته، فخرج إلى صوتها، فإذا هي العَين بقعرها(3) ، وإذا ماؤها أشد بياضاً من ثمَّ اللّبن، وأصفى من الياقُوت، وأحلى من العَسَل، فشَرِب منه، ثمّ خَلَع ثيابه فاغتسل منها، ثمّ لَبِس ثيابه، ثمّ رمى بالخَرَزة نحو أصحابه فأجابته، فخرج إلى أصحابه ورَكِب، وأمرهم بالمسير فساروا.

ص: 117


1- في «ج»: ضوئها.
2- في «ج»: أحدكم.
3- في البحار: فإذا هي على جانب العين.

ومرّ ذو القَرنين بعده فاخطأ الوادي فسلكوا تلك الظَّلمة أربعين يوماً وأربعين ليلة، ثمّ خَرَجوا بضَوءٍ ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنَّه نُورٌ، فخرجوا إلى أرض حمراء رملةٍ خَشخَاشةٍ فَرِكة(1) ، كأنّ حصاها اللؤلؤ، فإذا هو بقصرٍ مبنيٌ على طول فَرسَخ فجاء ذو القَرنين إلى الباب فعسكر عليه، ثمّ توجّه بوجهه وحده إلى القَصر، فإذا طائر، وإذا حديدة طويلة(2) ، قد وُضِع طرفاها على جانبي القَصر، والطير أسود مُعلّق بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والأرض مَزمُومٌ(3)، كأنّه الخُطَّاف(4)، أو صُورة الخُطَّاف، أو شبيه بالخُطاف أو هو خُطَّاف.

فلمّا سَمِع خَشخَشة ذي القرنين قال: من هذا؟ قال أنا ذو القَرنين. قال: أما كَفَاك ما ورائك حتّى وصلت إلى حدٌ بابي هذا؟ ففَرِق(5) ذو القرنين فَرَقاً شديداً. فقال: يا ذا القَرنين، لا تَخَف وأخبرني. قال: سَل. قال: هل كثُر بنيان الآجُر والجِصّ؟ قال: نعم. قال: فانتفض الطير وأمتلأ حتّى ملأ من الحديدة ثُلثها، ففَرِق ذو القَرنين فقال : لا تَخَف وأخبرني. قال: سَل.

قال: هل كثرت المَعازِف؟ قال: نعم. قال: فانتفض الطير و أمتلأ حتّى ملأ من الحديدة تُلثيها، ففَرق ذو القَرنين فقال: لا تَخَف وأخبرني. قال: سَل.

قال: هل ارتكب الناس شَهادة الزُّور فى الأرض؟ قال: نعم. فانتفض انتفاضةً وانتفخ، فسدّ ما بين جِداري القَصر، قال: فامتلأ ذو القَرنين عند ذلك فَرَقاً

ص: 118


1- الخَشخاش: كل شيءٍ يابس إذا حُكّ بعضه ببعض صوّت، والفركة: اللينة التي يمكن فركها باليد.
2- فى «أ، ب، ج»: جليلة.
3- أي مشدود.
4- الخُطَّاف السُّنُونو، وهو ضرب من الطيور القواطع .
5- الفَرق: الجزع أو شدة الخوف .

منه. فقال له : لا تَخَف وأخبرني قال: سَل.

قال: هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلّا الله؟ قال: لا. فانضمّ ثُلثه، ثمّ قال: يا ذا القَرنين، لا تَخَف وأخبرني. قال: سَل.

قال: هل ترك الناس الصلاة؟ قال: لا. قال: فانضمّ ثُلث آخر، ثمّ قال: يا ذا القرنين، لا تَخَف وأخبرني. قال: سَل.

قال: هل ترك الناس الغُسل من الجنابة؟ قال: لا، قال: فانضمّ حتّى عاد إلى حاله الأول.

وإذا هو بدرجة مُدرّجة إلى أعلى القَصر ، فقال الطير: يا ذا القرنين، اسلُك هذه الدرجة، فَسَلَكها وهو خائفٌ لا يدري ما يهجُم(1) عليه، حتّى استوى على ظهرها، فإذا هو بسُطحٍ ممدودٍ مد البصر، وإذا رجل شابّ أبيض مضيءُ الوجه، عليه ثياب بيض، حتى كأنَّه ،رجل، أو في صورة رجل، أو شبيه بالرجل، أو هو رجل، وإذا هو رافعٌ رأسه إلى السماء ينظُر إليها، واضعٌ يده على فيه.

فلمّا سمّع خشخشة ذي القرنين قال: من هذا؟ قال: أنا ذو القرنين، قال: يا ذا القَرنين أما كفاك ما وراءك حتّى وصلت إليّ؟ قال ذو القَرنين: ما لي اراك واضعاً يدك على فيك؟ قال: يا ذا القرنين أنا صاحب الصُّور، وإنّ الساعة قد اقتربت، وأنا أنتظر أن أؤمر بالنَّفخ فأنفُخ، ثمّ ضَرَب بیده، فتناول حَجَراً، فرمی به إلى ذي القَرنين كأنَّه حَجَر أو شبه حَجَر، أو هو حَجَر، فقال: يا ذا القرنين خُذها فإن جاع جِعت، وإن شبع شَبِعت، فارجع.

فرَجَع ذو القرنين بذلك الحَجَر حتّى خَرَج به إلى أصحابه، فأخبرهم بالطّير وما سأله عنه وما قال له، وما كان من أمره، وأخبرهم بصاحب السَّطح، وما قال له

ص: 119


1- في «أ. ب»: ما بهم.

وما أعطاه.

ثمّ قال لهم: إنّه أعطاني هذا الحَجَر، وقال لي: إن جاع جُعت، وإن شبع شَبِعت وقال: أخبروني بأمر هذا الحَجَر. فوضع الحجر في إحدى الكفتين، ووضع حَجَراً مثله في الكَفَّة الأخرى، ثمّ رفعوا الميزان، فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضع آخر فمال به حتى وضعوا ألف حَجَر كلّها مثله، ثمّ رفعوا المِيزان فعال بها، ولم يستمل به الألف حَجَر، فقالوا: يا أيّها المَلِك ، لا عِلم لنا بهذا. فقال له الخضر: أيّها المَلِك إنّك تسأل هؤلاء عمّا لا عِلم لهم به، وقد أوتيت عِلم هذا الحَجَر.

فقال ذو القَرنين: فأخبرنا به وبيّنه لنا، فتناول الخِضر المِيزان، فوضع الحَجَر الذي جاء به ذو القَرنين في كَفّة المِيزان، ثمّ وضع حَجَراً آخر في كفّة أخرى، ثمّ وَضَع كفّ تُراب على حَجَر ذي القَرنين يزيده ثقلاً، ثمّ رَفَع الميزان فاعتدل، و عجبوا وخَرّوا سُجّداً، وقالوا: أيّها المَلِك، هذا أمرٌ لم يَبلُغه علمنا، وإنّا لنعلم أنّ الخِضر ليس بساحرٍ ، فكيف هذا وقد وضعنا معه ألف حَجَر كلّها مثله فمال بها، وهذا قد اعتدل به وزاده تراباً؟ .

قال ذو القَرنين بيّن يا خِضر لنا أمرَ هذا الحَجَر .

فقال الخِضر: أيّها المَلِك، إنّ أمر الله نافذٌ في عِباده، وسُلطانه قاهِرٌ وُحكمه فاصِلٌ، وإنَّ الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، وابتلى العالم بالعالم، والجاهل بالجاهل، والعالم بالجاهل والجاهل بالعالم، وإنَّه ابتلاني بك وابتلاك بي.

فقال ذو القرنين يَرحَمُك الله يا خضر إنّما تقول: ابتلاني بك حين جُعِلت أعلم منّي، وجُعِلت تحت يدي، أخبرني يَرحَمُك الله أمر هذا الحَجَر. فقال الخضر: أيّها المَلِك ، إنّ هذا الحَجَر مَثَلٌ ضَرَبه لك صاحِب الصَّور، يقول: إنّ مثل بني

ص: 120

آدم مثل هذا الحَجَر الذي وُضِع ووُضِع معه ألف حَجَر فعال بها، ثمَّ إذا وُضِع عليه التُّراب شَبِع وعاد حَجَراً ،مثله، فيقول: كذلك مَتَلك، أعطاك الله من المُلك ما أعطاك، فلم تَرضَ به حتى طلبت أمراً لم يطلبه أحدٌ كان قبلك، ودخلت مدخلاً لم يَدخُله إنس ولا جانّ، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع حتّى يُحثى عليه التُّراب.

قال: فبكى ذو القَرنين بُكاءً شديداً، وقال: صَدقتَ يا خِضر، ضُرب لي هذا المَثل، لا جَرَم أنّي لا أطلُب أثراً في البلاد بعد مَسلَكي هذا.

ثمّ أنصرف راجعاً في الظُّلمة، فبينا هم يسيرون إذ سَمِعوا خَشخَشَةَ تَحتَ سَنابِك خيلهم، فقالوا: أيّها المَلِك، ما هذا؟ فقال: خُذوا منه، فمَن أخَذَ منه نَدِم ومن تَرَكه نَدِم، فأخذ بعضٌ وترك بعضٌ ، فلمّا خَرَجُوا من الظُّلمة إذا هم بالزبرجد، فندَم الآخِذُ والتَّارِك، ورَجَع ذو القرنين إلى دَومة الجَندَل(1) وكان بها مَنزِله، فلم يَزَل بها حتّى قَبَضه الله إليه.

قال: وكان صلی الله علیه وآله وسلم إذا حدّث بهذا الحديث، قال: رَحِم الله أخي ذا القَرنين ما كان مخطئاً إذ سَلَك ما سَلَك، وطَلَب ما طَلب، ولو ظَفِر بوادي الزَّبَرجَد في مذهبه، لَمَا تَرَك فيه شيئاً(2) إلا أخرجه للناس، لأنّه كان راغباً، ولكنّه ظَفِر به بعد ما رَجِع، فقد زَهَد(3) .

2704/ 80 - جَبرَئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر ، رفعه إلى أبي عبد الله علیه السلام، قال: إنَّ ذا القرنين عَمِل صُندوقاً من قوارير، ثمّ حَمَل في مسيره ما شاء الله، ثمّ رَكِب البحر، فلما انتهى إلى موضع منه قال لأصحابه: دَلّوني، فإذا حَرّكت الحَبل

ص: 121


1- دَومة الجندل: هى من أعمال المدينة، حِصنٌ على سبعة مراحل من دمشق مراصد الإطلاع 542:2 .
2- زاد في «ج»: سنه الزهاد.
3- بحار الأنوار 12: 29/198 .

فأخرجوني، فإن لم أحرّك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوه في البحر، وأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوماً، فإذا ضارب يضرِب جَنب الصندوق، ويقول: يا ذا القَرنين، أين تُريد ؟ قال : أريد أن أنظُر إلى مُلك ربّي في البحر كما رأيته في البرّ.

فقال: يا ذا القرنين، إنّ هذا الموضع الذي أنت فيه مرّ فيه نُوح زمان الطُّوفان، فسقط منه قَدُوم(1)، فهو يهوي في قَعر البحر إلى الساعة لم يَبلُغ قَعرَه، فلمّا سَمِع ذو القَرنين ذلك حرّك الحبل وخرج (2).

81/2700 - عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: كان اسم ذو الله القَرنين عيّاش، وكان أوّل المُلوك من الأنبياء، وكان بعد نُوح، وكان ذو القَرنين قد مَلك ما بين المشرق والمغرب(3) .

82/2706- عن جميل بن دَرّاج، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : سألتُهُ عن الزِّلزلة.

فقال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه علیهم السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إنّ ذا القَرنين لمّا انتهى إلى السدّ، جاوزه فدخل الظُّلمة، فإذا هو بمَلَك قائم طوله خمسمائة ذِراع، فقال له المَلَك يا ذا القرنين، أما كان خلفك مَسلَك؟ فقال له ذو القَرنين: ومن أنت؟ قال: أنا مَلَك من ملائكة الرّحمن مُوكِّل بهذا الجَبل، وليس من جَبَل خَلَقه الله إلّا وله عِرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله ان يُزَلزِل مدينةً أوحى إليّ ربِّي فَزَلزلتُها(4) .

ص: 122


1- القدوم: آلةٌ للنَّحت والنَّجر.
2- بحار الأنوار 12: 30/206 .
3- تفسير البرهان 3 :27/671 .
4- أمالي الصدوق: 733/550، من لا يحضره الفقيه 1: 1514/342، علل الشرائع: 2/554 مرسلاً، بحار الأنوار 12: 8/180، و 60: 19/127.

83/2707 - عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: تغرب الشمس في عين حامية في بحر دُون المدينة التي تلي ممّا يلي المَغرِب، يعني جَابَلقا (1).

2708 / 84- عن أبي بصير، عن أبي جعفر علیه السلام، في قول الله: (لَم نَجْعَل لَّهُم مِّن دونِهَا سِتراً * كَذَلِكَ ) ، قال : لم يَعلَمُوا صَنعَة البُيُوت(2).

2709/ 85 - عن جابر، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : (أجْعَل بَينَكُم وَبَيْنَهُم رَدماً)، (فَمَا أسطَاعُوا أن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقباً ) ، قال : هو النقيّة (3).

2710/86 - عن المُفضّل، قال: سألت الصادق علیه السلام عن قوله: (أجعَلَ بَينَكُم وَبَينَهُم ردَماً ) ، قال : التقيّة (فَمَا أسطَاعُوا أن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُو لَهُ نَقباً) إذا عَمِلت بالتقيّة لم يقدروا لك على حيلة، وهو الحصن الحصين، وصار بينك وبين أعداء الله سَدّاً لا يستطيعون له نَقباً.

قال: وسألته عن قوله: (فَإِذَا جَاءَ وَعدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ)، قال: رفع التقيّة عند الكَشف، فانتقم من أعداء الله(4) .

87/2711 - عن الأصبغ بن نُباتة، عن أمير المؤمنين علیه السلام، قال: (وَتَرَكنَا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِى بَعض ) يعني يوم القيامة(5).

88/2712- عن محمّد بن حكيم، قال: كتبتُ رُقعةً إلى أبي عبد الله علیه السلام فيها:

ص: 123


1- بحار الأنوار 12: 31/206، و 58: 19/162، في المعجم: جَابَلقٌ: مدينة بأقصى المغرب معجم البلدان 2: 105 .
2- بحار الأنوار 32/206:12.
3- بحار الأنوار 33/207:12 .
4- بحار الأنوار 34/207:12 .
5- بحار الأنوار 7: 17/42 .

أتستطيع النفس المعرفة، قال: فقال: لا.

فقلت : يقول الله: (الَّذِينَ كَانَت أعيُنُهم فِي غِطَاء عَن ذَكَرِى وَكَانُوا لَا يَستَطِيعُونَ سَمعاً ) ؟ [101] قال: هو كقوله: (مَا كَانُوا يَستَطِيعُونَ السَّمِعَ وَمَا كَانُوا يُبصِرُونَ)(1) .

قلت: فعابهم(2) ؟ قال : لم يعبهم بما صنع هو بهم(3) ، ولكن عابهم بما صَنَعوا، ولو لم يَتَكلّفوا لم يَكُن عليهم شيء(4).

89/2713 - عن إمام بن رِبعي، قال: قام ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين علیه السلام، فقال: أخبرني عن قول الله: (قُلْ هَل تُنَبِّئُكُم بالأخسَرِينَ أعمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سعيهم في الحياةِ الدُّنْيَا وَهُم يَحْسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً) [103 و 104].

قال علیه السلام: أولئك أهل الكتاب كفروا بربِّهم، وابتدعوا في دينهم فحَبِطت أعمالهم، وما أهل النَّهر(5) منهم ببعيد (6).

90/2714 - عن أبي الطُّفيل، قال: منهم أهل النَّهر (7).

91/2715 - وفي رواية أبي الطُّفيل: أولئك هم أهل حَرَوراء (8).

92/2716 - عن عِكرمة عن ابن عباس، قال: ما في القرآن آية (الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [107] إلّا وعلىّ علیه السلام أميرها وشَريفُها، وما من أصحاب

ص: 124


1- هود 20:11 .
2- في «ب، ه»: يعاتبهم.
3- في البحار: صنع في قلوبهم.
4- بحار الأنوار 5: 28/306 .
5- أي النهروان .
6- مجمع البيان 6: 767 ، بحار الأنوار 33: 632/424.
7- بحار الأنوار 33: 632/424.
8- بحار الأنوار 33: 632/424.

محمّد صلی الله علیه وآله وسلم رجلٌ إلّا وقد عاتبه الله ، وما ذكر عليّاً إلّا بخير.

قال عِكرمة: إنّي لأعلمُ العليّ علیه السلام مَنقبةً لو حدّثت بها لبعدت(1) أقطار السماوات والأرض(2) .

93/2717 - عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: سألتُهُ عن تفسير هذه الآية: (مَن كَانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشرِكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أحَداً) [110] .

قال: من صلّى أو صام أو أعتق أو حجّ يُريد مَحمَدة الناس، فقد أشرك في عمله، وهو شِركٌ مغفور(3).

2718/ 94 - عن جَرّاح عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : من كان يرجو إلى عبادة ربّه أحداً، إنّه ليس من أحد يعمل شيئاً من البِرّ، لا يطلُب به وجه الله، إنّما يطلُب تزكية الناس، ويشتهي أن يسمع به الناس، فذاك الذي أشرك بعبادة ربّه (4).

2719/ 95 - عن علي بن سالم عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا خير شريك، من أشرك بي في عمله لن أقبله إلّا ما كان لي خالصاً(5) .

96/2720- وفي رواية أخرى، عنه علیه السلام، قال : إنّ الله يقول: أنا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لمَن عَمِل له دوني(6).

ص: 125


1- في الشواهد: لنفدت.
2- شواهد التنزيل 1: 13/21 ، تفسير البرهان 3: 4/688 .
3- بحار الأنوار 301:72 / 40 ، و 348:84 .
4- الأصول الستة عشر: 71 «نحوه»، الكافي 2: 4/222، بحار الأنوار 72: 41/301.
5- الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا علیه السلام : 381 عن العالم علیه السلام ، المحاسن: 270/252، الكافي 2: 9/223، عدة الداعى: 217 مرسلاً، بحار الأنوار 72: 42/301.
6- عقاب الأعمال: 242 ، بحار الأنوار 72: 42/301.

97/2721 - عن زُرارة وحُمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما السلام، قالا : لو أنَّ الله عبداً عَمِل عَمَلاً يطلُب به وجه الله(1) والدار الآخرة، ثمّ أدخل فيه رضا أحدٍ من الناس كان مُشركاً (2).

98/2722 - عن سمَاعة بن مهران قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله : (فَليَعمَل عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشرك بعِبَادَةِ رَبِّهِ أحَداً ).

قال: العمل الصالح المعرفة بالأئمّة، ( وَلَا يُشْرِكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) التسليم لعليّ علیه السلام، لا يُشرِك معه في الخلافة من ليس ذلك له، ولا هو من أهله(3) .

انتهى بحمد الله ومَنّه كتاب (التفسير) لأبي النضر محمّد بن مسعود العياشي،

وقد فرغ قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسه البعثة من تحقيقه بتاريخ

الثامن من ربيع الثاني سنة 1419ه وهو يوم ولادة الإمام

الحسن العسكري علیه السلام الحادي عشر من أئمة أهل البيت علیهم السلام .

وفيما يلي ملحقات التفسير التي تشتمل على

المستدرك وأسانيد العياشي

وفهارس الكتاب

ص: 126


1- في «أ، د، ه»: رحمة الله.
2- بحار الأنوار 43/301:72 .
3- بحار الأنوار 36: 106 / 54 ، و 349:84 .

ملحقات التفسير

اشارة

أولا: المستدرك

ثانيا: أسانيد العياشي

ثالثاً: الفهارس

ص: 127

ص: 128

المستدرك

بِسمِ اللهِ الرَّحمَن الرَّحِیم

سورة مريم

1 - روى العياشي باسناده عن على بن أسباط، قال: قدمت المدينة وأنا أريد مصر، فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي الرضا علیه السلام، وهو إذ ذاك خماسي، فجعلت أتأمّله لأصفه لأصحابنا بمصر، فنظر إليّ فقال لي: يا علي، إنّ الله قد أخذ في الامامة كما أخذ في النبوّة، قال: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) واستوىٰ (ءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً)(1) وقال: (وَءَاتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبيّاً) [12] فقد يجوز أن يُعطى الحكم ابن أربعين سنة، ويجوز أن يُعطاه الصبيّ (3)(2).

سورة طه

2 - روى العياشي من عدّة طرق: قال أبو جعفر الباقر علیه السلام ( ثُمَّ اهْتَدَى ) [82] إلى ولا يتنا أهل البيت علیهم السلام، فوالله لو أنّ رجلاً عبد الله عمره ما بين

ص: 129


1- يوسف 22:12 .
2- مجمع البيان 6: 781 ، تأويل الآيات 1: 7/303 ، تفسير البرهان 3: 2/703، بحار الأنوار 3/102:25 .

الركن والمقام، ثمّ مات ولم يجى بولايتنا، لأكبّه الله في النار على وجهه(1) .

3 - وروى الشيخ المفيد رحمه الله بإسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا نصر بن أحمد، قال حدّثنا علي بن حفص قال: حدّثنا خالد القطواني، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي الحسناء، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جدِّه فروة الظفاري، قال: سمعت سلمان رحمه الله يقول: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: لا تفترق أمتي ثلاث فرق فرقة على الحقّ لا ينقص الباطل : منه شيئاً، يُحبّوني ويُحبّون أهل بيتي مثلهم كمثل الذهب الجيِّد كُلّما أدخلتَه النار فأوقدت عليه لم يزده إلّا جودة، وفرقة على الباطل لا ينقص الحقّ منه شيئاً، يُبغضوني ويُبغضون أهل بيتي مثلهم مثل الحديد، كلّما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلّا شرّاً، وفرقة مُدَهْدَهَة على مِلّة السامريّ، لا يقولون (لَا مِسَاسَ) [97] لكنّهم يقولون : لا قتال إمامهم عبد الله بن قيس الأشعري (2).

سورة الأنبياء

4 - روى العياشي باسناده عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال: قلت لأبي الحسن الرضا علیه السلام : جعلت فداك، يعرف القديم سبحانه الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟

قال: ويحك إن مسألتك الصعبة، أما قرأت قوله عزّ وجلّ: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةً إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا) [22] (وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض )(3) لقد عرف الشيء الذي

ص: 130


1- مجمع البیان 7: 39 نور الثقلين 3: 95/387 .
2- أمالي المفيد: 3/29، وعبدالله بن قيس الأشعري، هو أبو موسى الأشعري أحد الحكمين في صفين.
3- المؤمنون 23: 91 .

لم يكن ولا يكون أن لو كان كيف كان يكون، وقال يحكي قول الاشقياء: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلى أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ) (1)، وقال: ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ )(2) فقد علم الشيء الذي لم يكن لو كان كيف كان يكون ، وهو السميع البصير الخبير العليم(3).

5 - وروى أبو عمرو عمرو الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق ابن محمد البصري، قال: حدّثني عبد الله بن القاسم، عن القاسم عن خالد الجوّان، قال: كنت أنا والمفضّل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة، وقد تكلّمنا في الربوبية، قال، فقلنا: مرّوا إلى باب أبي عبد الله علیه السلام حتى نسأله، قال: فقمنا بالباب قال: فخرج إلينا وهو يقول: (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(4) [26 و 27].

6 - وروى العياشي باسناده عن الحسين بن علوان، قال: سئل أبو عبد الله علیه السلام عن طعم الماء، فقال: سل تفقّهاً، ولا تسأل تعنّتاً، طعم الماء طعم الحياة، قال الله سبحانه (وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حيٌّ )(5) [30].

7 - روى العياشي باسناده عن الأصبغ بن نُباتة: أن علياً علیه السلام مرّ بقوم يلعبون الشِّطرنج فقال: (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِى أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) [52] لقد عصيتم الله ورسوله(6) .

ص: 131


1- المؤمنون 23: 99 و 100.
2- الأنعام 6: 28 .
3- مجمع البیان 7: 187 .
4- رجال الكشي: 591/326 ، بحار الأنوار 25: 68/303 .
5- مجمع البیان 7: 72 نور الثقلين 3: 61/427.
6- مجمع البیان : 83 نور الثقلين 3: 80/433 .

سورة الحج

8- روى الشيخ الصدوق رحمه الله باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن عمرو بن حنظلة، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: سألته عن التفث. قال: هو حفوف الرأس(1).

9 - وعنه باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله علیه السلام، قال: سألته عن التفت، فقال: هو الحلق وما في جلد الانسان (2).

10 - وعنه، باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا إبراهيم بن علي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله علیه السلام، في قول الله عزّ وجلّ: (ثُمَّ ليَقْضُوا تَفَتَهُمْ) [29] قال: هو الحفوف والشعث.

قال: ومن التفث أن تتكلّم في إحرامك بكلام قبيح، فاذا دخلت مكّة، فطفت بالبيت وتكلّمت بكلام طيّب، كان ذلك كفّارته(3).

11 - وروى الشيخ الصدوق رحمه الله باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدّثنا الحسين بن إشكيب قال: حدّثنا محمد بن السري عن الحسين ابن سعيد، عن أبى أحمد محمد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن عبد الأعلى قال: سألت جعفر بن محمّد علیهم السلام، عن قول الله عزّ وجلّ: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزّورِ) [30]. قال الرجس من الأوثان :

ص: 132


1- معانى الأخبار: 6/339، وسائل الشيعة 14: 9/213 .
2- معاني الأخبار: 7/339 ، وسائل الشيعة 14: 10/214.
3- معانى الأخبار : 8/339، وسائل الشيعة 14: 11/214.

الشطرنج، وقول الزور الغناء.

قلت: قوله عزّ وجلّ (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ) (1)؟ قال: منه الغناء (2).

12 - وروى بالاسناد عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن إسحاق ابن محمد، قال: أخبرني محمد بن الحسن بن شَمّون، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصمّ، عن عبد الله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل [في قوله تعالى: (وبِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) [45]]، أنَّه قال: أمير المؤمنين علیه السلام هو القصر المشيد، والبئر المعطّلة فاطمة وولدها علیهم السلام معطّلين من الملك.

وقال محمد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري الملّقب بشنبولة:

بئرٌ معطّلة وقصر مشرفُ *** مثلٌ لآل محمد مستطرفُ

فالناطق القصرُ المشيدُ منهم *** والصامت البئر التي لا تنزفُ(3)

13 - وروى أبو عمرو الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، قال: حدثني العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال: قال حُمران بن :أعْين إنَّ الحكم بن عتيبة، يروي عن علي بن الحسين علیهما السلام أنّ علم علىّ علیه السلام في آية، فسألته فلا يخبرنا، قال حُمران : سألت أبا جعفر علیه السلام فقال: إنَّ عليّاً علیه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى، ولم يكن نبيّاً ولا رسولاً ، ثمّ قال: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبِيُّ) [52] ولا مُحَدّث قال: فعجب أبو جعفر علیه السلام(4).

ص: 133


1- لقمان 6:31 .
2- معاني الأخبار: 1/349 ، بحار الأنوار 79: 20/245.
3- معاني الأخبار: 3/111، بحار الأنوار 24: 9/102.
4- رجال الكشي: 305/177 ، بحار الأنوار 26: 41/80 .

سورة المؤمنون

14 - روى الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن الحسين بن إشكيب عن عبد الرحمن بن حمّاد، عن أحمد أحمد بن الحسن عن صدقة بن حسّان، عن مِهران بن أبي نصر، عن يعقوب بن شعيب، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر علیه السلام، قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام في قول الله عزّ وجلّ: (وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) [50] .

قال: الرَّبوة الكُوفة ، والقَرار المسجد، والمعين: الفُرات (1).

15 - وروى أبو عمرو الكشي عن محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين محمد بن خالد البرقي، عن أبي بن إشكيب، قال: حدثني محمد بن أُوْرَمَة، عن محمد بن خالد البراقي، عن أبي طالب القمّي، عن حَنان بن ،سَدير، عن أبيه، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام: إنّ قوماً يزعُمون أنكم آلهة، يتلون علينا بذلك قرآناً (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [51].

قال: يا سَدير، سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براءٌ، برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني وإياهم يوم القيامة إلا وهو عليهم ساخط.

قال: قلت فما أنتم جعلت فداك؟ قال: خزّان علم الله وتراجمة وحي الله، ونحن قوم ،معصومون أمر الله بطاعتنا ونهى عن معصيتنا، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض.

قال الحسين بن إشكيب وسمعتُ من أبي طالب، عن سَدير: إن شاء الله (2).

ص: 134


1- معاني الأخبار: 1/373، بحار الأنوار 14: 18/239، و 100: 3/227.
2- رجال الكشي: 551/306، بحار الأنوار 25: 62/298 .

16 - وروى الشيخ الصدوق رحمه الله باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا محمد بن نصير، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزّاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه، في قول الله عزّ وجلّ: (فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) [76]، قال: التضرّع: رفع اليدين(1).

17 - وروی باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر علیهما السلام، قال: التبتُّل أن تقلِب كفّيك في الدُّعاء إذا دَعَوتَ، والابتهال أن تَبْسُطهما وتُقدّمهما، والرغبة أن تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك، والرَّهبة أن تُكفى كفّيك فترفعهما إلى الوجه والتضرّع أن تُحرّك إصبعيك وتشير بهما.

وفي حديث آخر: أنّ البَصْبَصة، أن ترفع سبابتيك إلى السماء، وتحرّكهما وتدعو(2).

سورة النور

18 - روى العياشي باسناده عن على بن الحسين علیهما السلام، أنّه قرأ هذه الآية ( وَعَد اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرض كَمَا استخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِى أرتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أمناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بي شَيْئاً) [55] .

ص: 135


1- معاني الأخبار : 1/369، أربعين الشهيد الأول: 30/67، وسائل الشيعة 7: 2/46، بحار الأنوار 21/204:85 ، و 93: 5/337.
2- معاني الأخبار: 2/369، أربعين الشهيد الأول: 30/67، وسائل الشيعة 7: 6/50 و 7 ، بحار الأنوار 93 3/337 و 4.

وقال: هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا، وهو مهديّ هذه الأمّة، وهو الذي قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: «لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يومٌ واحدٌ لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي، يملاً الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلما وجوراً» (1).

سورة الفرقان

19 - روى العياشي باسناده عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت: لأبي جعفر علیه السلام : كَثرة القراءة أفضل أم كَثرة الدُّعاء ؟ قال علیه السلام: كَثرة الدُّعاء أفضل، وقرأ هذه الآية (2) (قُل مَا يَعبّاً بِكُم رَبِّي لَولا دُعَاؤُكُم) [77].

سورة الشعراء

20 - العياشي بالإسناد عن حُمران بن أعين، عن أبي عبدالله علیه السلام، قال: والله لتَشفَعنّ لشيعتنا، والله لتشفَعن لشيعتنا حتّى يقول الناس (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِين * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) إلى قوله: (فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ) [100 - 102] وفي رواية أخرى حتّى يقول عدوّنا (3).

21 - روى العياشي، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال في [قوله تعالى: ( والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُم الغَاوُونَ) [224]] هم قوم تعلّموا وتفقّهوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا(4).

ص: 136


1- مجمع البیان 7: 239 تأويل الآيات 1: 23/369، تفسير البرهان 4: 11/96، نور الثقلين 3: 226/620.
2- مجمع البيان :7 285 ، تفسير البرهان 4: 3/157 نور الثقلين 4: 148/44 .
3- مجمع البیان 7: 305 تأويل الآيات 1: 12/390، تفسير البرهان 4: 16/179.
4- مجمع البيان 7 :325 تأويل الآيات 1: 399/ 30 ، وسائل الشيعة 27: 24/133، تفسير البرهان 4: 3/195 نور الثقلين 4: 104/70.

سورة النمل

22 - وروى العياشي بالاسناد، قال: قال أبو حنيفة لأبي عبد الله علیه السلام: كيف تفقّد سليمان الهُدهُد من بين الطير؟

قال: لأنّ الهُدهُد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدُّهن في القارورة، فنظر أبو حنيفة إلى أصحابه وضحك. قال أبو عبد الله علیه السلام: ما يُضحِكك ؟ قال: ظَفِرتُ بك جُعِلتُ فِداك. قال: وكيف ذلك ؟ قال : الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخّ في التُّراب حتى يُؤخَذ بعنقه ؟ قال أبو عبد الله علیه السلام: يا نعمان، أما عَلِمت أنّه إذا نزل القَدَر أغشي البصر(1).

23 - وروى العياشي في تفسيره بالإسناد قال: إلتقى موسى بن محمد بن علي بن موسى علیهما السلام و يحيى بن أكثم فسأله عن مسائل، قال: فدخلتُ على أخي علي بن محمد علیهما السلام بعد أن دار بيني وبينه من المواعظ حتّى انتهيت إلى طاعته، فقلت له: جُعِلت فداك، إنّ ابن أكثم سألني عن مسائل أفتيه فيها ؟ فضحك ثمّ قال: فهل أفتيته فيها ؟ قلت: لا. قال: ولم؟ قلت: لم أعرفها. قال: وما هي؟

فلت: أخبرني عن سليمان، أكان محتاجاً إلى علم آصف بن برخيا - ثمّ ذكر المسائل الأخر - فقال علیه السلام: اكتُب يا أخى بسم الله الرحمن الرحيم: سألت عن قول الله تعالى في كتابه: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتابِ ) [40] فهو آصف بن برخيا، ولم يعجِزُ سليمان عن معرفة ما عرفه ،آصف، لكنه علیه السلام أحبَّ أن تعرف أمّته من الإنس والجنّ أنّه الحجّة من بعده، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ،تعالى، ففهّمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهّم سليمان في حياة داود، ليعرف إمامته ونبوته من بعده، لتأكيد الحجّة على الخلق (2).

ص: 137


1- مجمع البيان 7:340 ، نور الثقلين :4 50/85 .
2- مجمع البیان 7: 351، بحار الأنوار 14: 13/127، نور الثقلين 4: 77/91 .

24 - وروى العياشي بالإسناد عن أبي ذرّ، قال: قال رجل لعمّار بن ياسر: يا أبا اليقظان، آية في كتاب الله أفسدت قلبي؟

قال عمار: وأية آية هي؟ فقال: هذه الآية قوله عزّ وجلّ: (وَإِذَا وَقَعَ القَولُ عَلَيْهِم أخرَجنَا لَهُم دَابَّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [82] فأيّة دابّة هذه ؟

قال عمّار: والله ما أجلس ولا آكُل ولا أشرَب حتّى أريكها، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين علیه السلام وهو يأكل تمراً وزُبداً، فقال: يا أبا اليقظان، هلمّ، فجلس عمّار يأكُل معه، فتعجّب الرجل منه، فلمّا قام عمّار قال الرجل: سبحان الله ! حَلَفتَ أنّك لا تأكُل ولا تشرَب حتّى تُرينيها ! قال عمّار: أريتكها إن كنت تعقِل(1) .

سورة القصص

25 - روى الحاكم الحسكاني عن أبي النضر العياشي في تفسيره، عن علي ابن جعفر بن العباس الخزاعي ومحمد بن علي بن خلف العطار، عن عمرو بن عبد الغفار، عن شريك، عن عثمان بن أبي ربيعة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، قال: سَمِعتُ عليّاً يقول وتلا هذه الآية: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ) [5] قال: ليعطفنّ هذه الآية على بني هاشم عَطف الناب الضَّروس(2) على ولدها(3) .

ص: 138


1- مجمع البيان 7: 366 ، نور الثقلين 4: 105/98 .
2- الناب: الناقة المسنّة ، والضَّروس: الناقة السيئة الخلق تَعَضّ حالبها.
3- شواهد التنزيل 1: 595/432 .

26 - وروى العياشي باسناده عن أبي الصبّاح الكِناني، قال: نظر أبو جعفر علیه السلام إلى أبي عبد الله علیه السلام ، فقال : هذا والله من الذين قال الله: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الأَرْضِ) الآية (1).

27 - وعنه: قال سيد العابدين علي بن الحسين علیهما السلام: والذي بعث محمداً بالحقّ بشيراً ونذيراً إنّ الأبرار منا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته، وإنّ عدوّنا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه(2).

28 - وروى العياشي باسناده عن علي بن أسباط، قال: قدمتُ المدينة وأنا أريد مصر، فدخلتُ على أبي جعفر محمد بن علي الرضا علیه السلام: وهو إذ ذاك خماسي، فجعلت أتأمّله لأصفه لأصحابنا بمصر، فنظر إليّ فقال لي: يا علي، إنّ الله قد أخذ في الإمامة كما أخذ في النبوّة، قال: (ولَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً) [14]، وقال: (وَمَاتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبيّاً)(3) فقد يجوز أن يُعطى الحكم ابن أربعين سنة، ويجوز أن يُعطاه الصبيّ(4) .

سورة العنكبوت

29 - روى العياشي بالاسناد عن أبي الحسن صلوات الله عليه، قال: جاء العباس إلى أمير المؤمنين علیه السلام، فقال له: امش حتّى نُبايَع لك الناس. فقال أمير

ص: 139


1- مجمع البيان 7: 375، تأويل الآيات 1: 3/414، بحار الأنوار 24: 167، تفسير البرهان 4: 8/251 .
2- مجمع البيان 7: 375 تأويل الآيات 1: 4/414، بحار الأنوار 24: 167، تفسير البرهان 4: 9/252 .
3- مریم 12:19 .
4- مجمع البيان 6: 781 .

المؤمنين علیه السلام : أتراهم فاعلين؟ قال: نعم. قال: فأين قول الله تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ)(1) [1 - 3]؟

30 - وروى أبو عمر و الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدّثني محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، كتب إليه(2) في قوم يتكلّمون ويقرءون أحاديث يَنْسُبونها إليك وإلى آبائك فيها ما تشمئزّ منها القلوب، ولا يجوز لنا ردّها، إذ كانوا يروون عن آبائك علیهم السلام، ولا قبولها لما فيها، ويَنْسُبون الأرض(3) إلى قوم يَذكُرون أنّهم من مواليك، وهو رجل يقال له: علي بن حسكة و آخر يقال له: القاسم اليقطيني.

ومن أقاويلهم: أنّهم يقولون: إنّ قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ) [45] معناها رجل، لا سجود ولا ركوع، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل، لا عدد درهم ولا إخراج مال، وأشياء من الفرائض والسُّنن والمعاصي تأوّلوها وصيّروها على هذا الحدّ الذي ذكرت فان رأيت أن تبيّن لنا، وأن تمنّ على مواليك بما فيه السلام لمواليك ونجاتهم من هذه الأقاويل التي تُخرجهم إلى الهلاك ؟ فكتب علیه السلام: ليس هذا ديننا فاعتزله (4).

ص: 140


1- مجمع البيان 8: 428 ، بحار الأنوار 28: 49/307 عن بيان التنزيل لابن شهر آشوب.
2- قال المجلسي رحمه الله : المكتوب إليه أبو محمد العسكري علیه السلام.
3- وقال: قوله: وينسوب الأرض، أي خلقها أو تدبيرها أو حجّيتها، ولا يبعد أن يكون تصحيف الأخبار أو الأمر.
4- رجال الكشي: 994/516، بحار الأنوار 25: 79/314 .

سورة لقمان

31 - روى الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا الحسين بن إشكيب قال: حدّثنا محمد بن السَّري عن الحسين بن سعيد، عن أبي أحمد محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن عبد الأعلى، قال: سألتُ جعفر بن محمد علیهما السلام، عن قول الله عزّ وجلّ: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ النُّورِ)(1) قال: الرّجس من الأوثان الشِّطرنج، وقول الزُّور: الغناء.

قلت: قوله عزّ وجلّ: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ [6] قال: منه الغِناء(2).

32 - وروى العياشي بالاسناد عن ابن مُسكان، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال: اتّقوا المُحَقّرات من الذنوب، فإنّ لها طالباً، لا يَقُولنّ أحدكم: أذنبُ وأستغفر الله؛ إنّ الله تعالى يقول: (إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ) [16] الآية(3).

سورة فاطر

33 - قال علي بن طاووس: وجدت كثيراً من الأخبار وقد ذكرت بعضها كتاب ( البهجة) متضمّنة أنّ قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا...) [32] أنّ المراد بهذه الآية جميع ذُريّة النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، وأنّ الظالم لنفسه هو الجاهل بإمام زمانه، والمقتصد هو العارف به والسابق بالخيرات هو إمام الوقت.

فمن روينا ذلك عنه الشيخ أبو جعفر بن بابويه من كتاب (الفرق) باسناده إلى الصادق علیه السلام ... ورويناه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير القرآن(4).

ص: 141


1- الحج 22: 30 .
2- معاني الأخبار: 1/349 ، بحار الأنوار 79: 20/245.
3- مجمع البيان 499:8 تفسير البرهان 4: 3/373 نور الثقلين 4: 47/204 .
4- سعد السعود: 79، تأويل الآيات 2: 9/482، بحار الأنوار 23: 219 .

سورة يس

34 - قال العلامة الطبرسي رحمه الله(1) : قالوا: بعث عيسى علیه السلام رسولين من الحَواريّين إلى مدينة أنطاكية، فلمّا قَرُبا من المدينة رأيا شيخاً يرعى غُنيماتٍ له، وهو حبيب صاحب يس، فسلَّما عليه، فقال الشيخ لهما: من أنتما ؟ قالا: رسولا عيسى، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن فقال: أمعكما آية؟ قالا: نعم نحن نشفي المريض، وتُبريء الأكمه والأبرص بإذن الله.

فقال الشيخ، إنّ لي ابناً مريضاً صاحب فراش منذ سنين، قالا: فانطلق بنا إلى منزلك نتطلّع حاله؛ فذهب بهما فمسحا ،ابنه فقام في الوقت بإذن الله صحيحاً، ففشا الخبر في المدينة، وشفى الله على أيديهما كثيراً من المرضى.

وكان لهم مَلِكٌ يعبُدُ الأصنام، فأنهي الخبر إليه، فدعاهما، فقال لهما: من أنتما؟ قالا: رسولا عيسى جئنا ندعوك من عبادة ما لا يَسمع ولا يُبصر إلى عبادة من يَسْمع ويُبْصر فقال الملك ولنا إله سوى آلهتنا؟ قالا: نعم، من أوجدك وآلهتك. قال: قوما حتى أنظر في أمركما، فأخذهما الناس في السُّوق وضَرَبوهما.

فلمّا كُذب الرسولان وضُربا، بعث عيسى علیه السلام شَمعُون الصَّفا رأس الحواريين على أثرهما لينصُرهما، فدخل شَمْعُون البلدة مُتنكّراً، فجعل يعاشر حاشية المَلِك حتّى أنِسوا به، فرفعوا خبره إلى المَلِك، فدعاه ورضي عِشرته وأنس به وأكرمه، ثمّ قال له ذات يوم أيّها المَلِك بلغني أنّك حَبَستَ رجلين في السِّجن وضَربتهما حين دعواك إلى غير دينك، فهل سَمِعتُ قولهما؟ قال المَلِك؛ حال الغضبُ بيني وبين ذلك. قال: فإن رأى المَلِك دعاهما حتّى نتطلّع ما عندهما ؟

ص: 142


1- سيأتي في آخر الخبر أن العياشي روى مثله باسناده عن الثمالي وغيره، عن أبي جعفر وأبي عبدالله علیهما السلام .

فدعاهما المَلِك، فقال لهما شمعون: من أرسلكما إلى هاهنا؟ قالا: الله الذي خلق كُلّ شيءٍ لا شريك له. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما تتمنّاه، فأمر الملك حتّى جاء وا بغُلام مَطْمُوس العينين وموضع عينيه كالجبهة، فما زالا يدعوان الله حتّى انشقّ موضع البصر، فأخذا بُندَقتين من الطِّين، فوُضِعا في حَدَقتيه، فصارتا مُقْلَتين يُبصِر بهما، فتعجّب المَلِك.

فقال شَمْعُون للمَلِك: أرأيت لو سألت إلهك حتّى يصنع صنيعاً مثل هذا فيكون لك ولإلهك شَرَفاً؟ فقال المَلِك: ليس لي عنك سرّاً، إن إلهنا الذي نعبُده لا يضُرّ ولا ينفع.

ثمّ قال المَلِك للرسولين: إن قَدَر إلهكما على إحياء ميت آمنّا به وبكما قالا: إلهنا قادرٌ على كُلِّ شيءٍ. فقال المَلِك: إنّ هاهنا مَيتاً منذ سبعة أيام لم نَدْفِنه حتّى يرجع أبوه وكان غائباً، فجاءوا بالميت وقد تغيّر وأروح، فجعلا يدعوان ربهما علانية، وجعل شَمْعُون يدعو ربه سِرّاً، فقام الميت، وقال لهم: إنِّي قد مُتُّ منذ سبعة أيام، وأُدْخِلتُ في سبعة أودية من النار، وأنا أحذّركم ما أنتم فيه، فآمِنوا بالله فتعجّب المَلِك، فلمّا عَلِم شَمْعُون أنّ قوله أثرٌ في المَلِك دعاه إلى الله فآمن، وآمن من أهل مملكته قومٌ وكفر آخرون.

وقد روى مثل ذلك العياشي باسناده عن الثُّمالي وغيره، عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیهما السلام إلّا أن في بعض الروايات: بعث الله الرسولين إلى أهل أنطاكية ثمّ بعث الثالث(1) .

35 - وروى العياشي في تفسيره، بالاسناده عن الأشعث بن حاتم، قال: كنتُ بخراسان حيث اجتمع الرضا علیه السلام والفضل بن سهل والمأمون في الإيوان

ص: 143


1- مجمع البيان 8: 655 .

بمَرو، فوُضِعت المائدة، فقال الرضا علیه السلام : إنّ رجلاً من بني إسرائيل سألني بالمدينة، فقال: النهار خُلِق قبلُ، أم الليل، فما عندكم؟

قال: وأداروا الكلام، فلم يكُن عندهم في ذلك شيءٌ، فقال الفضل للرضا علیه السلام : أخبرنا بها أصلحك الله. قال: نعم، من القرآن، أم من الحِساب؟ قال له الفضل: من جهة الحِساب.

فقال: قد عَلِمت يا فضل أنّ طالع الدنيا السَّرطان والكواكب في موضع شرفها، فزُحل في المِيزان والمُشتري في السَّرطان والشمس في الحَمل، والقَمر فى الثّور، فذلك يدلّ على كَينُونة الشمس في الحَمل في العاشر من الطالع في وسط الدنيا، فالنهار خُلق قبل الليل، وفي قوله تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ القَمَرَ وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) [40] أي قد سبقه النهار (1).

سورة الصافات

36 - روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي النضر العياشي [عن] على ابن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن جَنْدَل بن والِق التغلِبي، عن مَنْدَل العَنزي، يرفعه إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم، في قوله: ( وَقَفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) [24] قال عن ولاية العلي علیه السلام(2) .

37 - وروى العياشي بإسناده عن أبي جعفر وأبي عبدالله علیهما السلام في قوله تعالى: (فَنَظَرْ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ) [88 و 89] أنهما قالا : والله ما كان سقيماً وما كذب(3) .

ص: 144


1- مجمع البيان 8: 664 ، تفسير البرهان 4: 2/577 نور الثقلين 4: 53/387 .
2- شواهد التنزيل 2: 785/106 .
3- مجمع البیان 702:8 .

38 - وروى العياشي باسناده عن بُريد بن مُعاوية العِجلي، قال: قلت لأبي عبدالله علیه السلام : كم كان بين بِشارة إبراهيم باسماعيل وبين بِشارته باسحاق؟

قال: كان بين البشارتين خمس سنين، قال الله سبحانه: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) [101] يعني إسماعيل، وهي أوّل بِشارة بشّر الله بها إبراهيم علیه السلام في الولد، ولمّا وُلِد لابراهيم إسحاق من سارة، وبلغ إسحاق ثلاث سنين، أقبل إسماعيل إلى إسحاق وهو في حِجر إبراهيم فنحّاه وجلس في مجلسه، فبصرت به سارة، فقالت: يا إبراهيم يُنحّي ابن هاجَر ابني من حِجرك، ويجلس هو مكانه لا والله لا تجاورنى هاجر وابنها أبداً، فنحهما عنّى، وكان إبراهيم علیه السلام مُكرِماً لسارة، يُعزّها ويعرِف حقّها، وذلك لأنّها كانت من ولد الأنبياء وبنت خالته، فشقّ ذلك على إبراهيم علیه السلام ، واغتمّ لفِراق إسماعيل، فلمّا كان فى الليل أتى إبراهيم آتٍ من ربِّه، فأراه الرؤيا في ذَبح ابنه إسماعيل بموسم مكّة، فأصبح إبراهيم علیه السلام حزيناً للرؤيا التي رآها.

فلمّا حَضَر موسم ذلك العام، حمل إبراهيم علیه السلام هاجر وإسماعيل في ذي الحجّة من أرض الشام، فانطلق بها إلى مكّة ليذبحه في الموسم، فبدأ بقواعد البيت الحرام، فلمّا رفع قواعده خرج إلى منى حاجّاً وقضى نُسكه بمِنى، ورجع إلى مكّة، فطاف بالبيت أسبوعاً ثم انطلقا، فلما صارا في السعي، قال إبراهيم لاسماعيل: يا بني إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك في الموسم عامي هذا، فماذا ترى؟ قال: يا أبتِ افعل ما تُؤْمَر.

فلمّا فَرَغا من سعيهما، انطلق به إبراهيم علیه السلام إلى مِني، وذلك يوم النَّحر، فلمّا انتهى إلى الجَمرة الوسطى وأضجعه بجنبه الأيسر وأخذ الشَّفرة ليذبحه، نُودي (أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ) [104 و 105 ] إلى آخره، وفُدي إسماعيل

ص: 145

بكَبْشِ عظيمٍ فذبحه، وتصدّق بلحمه على المساكين(1).

39- وروى عن عبد الله بن سِنان عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه سُئِل عن صاحب الذّبح ، فقال : هو إسماعيل علیه السلام(2) .

40 - وروى عن زياد بن سوقة، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: سألتُه عن صاحب الذّبح فقال : إسماعيل علیه السلام(3) .

41 - قال العلامة الطبرسي رحمه الله(4) قيل: إنّ إبراهيم علیه السلام رأى في المنام أن يذبح ابنه إسحاق، وقد كان حجّ بوالدته سارة وأهله، فلمّا انتهى إلى مِنى رمى الجمرة هو وأهله، وأمر سارة فزارت البيت واحتبس الغلام فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى، فاستشاره في نفسه، فأمره الغلام أن يمضي ما أمره الله، وسلّما لأمر الله فأقبل شيخ فقال يا إبراهيم ما تُريد من هذا الغلام؟ قال أريد أن أذبحه. فقال سبحان الله تريد أن تذبح غلاماً لم يعص الله طرفة عين قطّ ! قال إبراهيم علیه السلام : إنّ الله أمرني بذلك. قال: ربك ينهاك عن ذلك، وإنّما أمرك بهذا الشيطان. فقال إبراهيم علیه السلام : لا والله .

فلمّا عزم على الذبح قال الغلام يا ابتاه، خمّر وجهي(5) وشُدّ وثاقي. قال إبراهيم علیه السلام : يا بُنيّ، الوَثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم ورَفع رأسه إلى السماء، ثمّ انحنى عليه بالمُدية(6)، وقلب جَبرئيل المُدية على قفاها، واجترّ الكبش

ص: 146


1- مجمع البيان 8: 710 تفسیر البرهان 4: 13/621 نور الثقلين 4: 76/421 .
2- مجمع البیان 8: 711 نور الثقلين 4 : 77/422 .
3- مجمع البیان 8: 711 نور الثقلين 4: 78/422 .
4- سيأتى فى آخر الخبر أن العياشي رواه مسنداً في كتابه.
5- أي استره.
6- المُدية : الشفرة الكبيرة.

من قبل ،ثَبير واجترّ الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام ونودي من ميسرة مسجد الخيف: (يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّدْيَا) بإسحاق (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى المُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ ) [104-106] .

قال: ولَحِق إبليس بأمّ الغُلام حين زارَت البيت، فقال لها: ما شيخ رأيته بمِنى؟ قال: ذاك بَعْلي. قال: فوصيف رأيته. قالت: ذاك ابني. قال: فإنّي رأيته وقد أضجعه وأخذ المُدية ليذبحه. قالت: كَذَبَت إبراهيم أرحم الناس، فكيف يذبح ابنه! قال: فوربّ السماء وربّ هذه الكعبة، قد رايته كذلك قالت: ولم؟ قال: زعم أنّ ربِّه أمره بذلك. قالت: حقّ له أنّ يُطيع ربِّه.

فوقع في نفسها أنّه قد أمر في ابنها بأمرٍ، فلمّا قضت نُسكها، أسرعت في الوادي راجعةً إلى مِنى واضعة يديها على رأسها، وهي تقول: يا ربّ لا تؤاخذني بما عملت بأمّ إسماعيل، فلمّا جاءت سارة وأخبرت الخبر، قامت إلى ابنها تنظُر فرأت إلى أثر السكّين خدشاً في حلقه، ففزعت واشتكت، وكان بَدء مرضها الذي هلکت به .

رواه العياشي وعلي بن إبراهيم بالاسناد في كتابيهما (1).

سورة «ص»

42 - روى العياشي بالاسناد عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة، أعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يُعْطَ أحدٌ من الناس إلّا نبيّ مرسل أو ملك مُقرّب، وأدخله الله الجنّة وكلَّ من أحبّ من أهل بيته حتّى خادمه الذي

ص: 147


1- مجمع البیان 709:8، نور الثقلين 4: 83/423، تفسير القمي 2: 225 بالاسناد عن معاويه بن عمار، عن أبي عبدالله علیه السلام .

يَخْدِمه، وإن كان ليس في حَدّ عياله ولا في حَدّ من يَشْفَع له، وآمنه الله يوم الفَزَع الأكبر(1) .

43 - وروى العياشي بإسناده: أنّ عَباداً المكّي قال: قال لي سُفيان الثَّوري: إنّي أرى لك من أبي عبد الله علیه السلام منزلةً، فاسأله عن رجلٍ زنى وهو مريض، فإن أقيم عليه الحدّ خافوا أن يموت ما تقول فيه؟ فسألته فقال لي: هذه المسألة من تِلقاء نفسك أو أمرك بها إنسان؟ فقلت: إنّ سُفيان الثّوري أمرني أن أسألك عنها.

فقال: إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أتي برجل أحبن (2)، قد استسقى بطنه، وبدت عروق فَخِذيه، وقد زنى بامرأةٍ مريضة، فأمر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فأتي بعُرجُون فيه مائة شِمراخ، فضربه به ضربةً وضربها به ضربةً، وخلّى سبيلهما، وذلك قوله: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِعْتَاً فَاضْرِب بِهِ وَلَا تَحْنَتْ)(3) [44] .

44 - وروى العياشي بالاسناد عن جابر، عن أبي عبد الله علیه السلام ، أنّه قال: إنّ أهل النار يقولون: (مَا لَنَا لَا نَرى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشرَارِ) [62]؟ يعنونكم، لا يرونكم في النار لا يرون والله واحداً منكم في النار(4).

45 - وروى الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن جعفر بن محمد بن مسعود - العياشي، عن أبيه، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدّثنا محمد بن الوليد، عن عباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام، أنه ذكر : أنّ اسم إبليس «الحارث» وإنّما قول الله عزّ وجلّ (يَا إِبْلِيسُ) [75]، يا عاصي، وسمّي

ص: 148


1- مجمع البيان 8: 723 .
2- الأحبن: الذي أُصيب بداء الحَبَن، وهو داءٌ فى البطن. يعظم منه ويرم وهو الاستسقاء.
3- مجمع البيان 8: 746 ، بحار الأنوار 12: 341 نور الثقلين 4: 71/466 .
4- مجمع البيان 8: 755 تأويل الآيات 2: 8/507، بحار الأنوار 24: 11/260، تفسير البرهان 4: 8/681 نور الثقلين 4 :78/468 .

إبليس لأنّه أبلس من رحمة الله عزّ وجلّ(1).

سورة الزمر

46 - روى العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: إذا نُشِرت الدواوين ونُصبت الموازين، لم يُنصَب لأهل البلاء ميزان، ولم يُنشَر لهم ديوان، ثمّ تلا هذه الآية: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حَسَابِ )(2) [10].

47 - وروى العياشي بالاسناد عن أبي خالد، عن أبي جعفر علیه السلام في قوله تعالى: (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) [29]]، قال: الرجل السَّلم للرجل حقاً عليّ علیه السلام وشيعته(3) .

48 - وروى العياشي بالاسناد عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي المِقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: ما من أحدٍ ينام إلَّا عَرَجت الله نفسه إلى السماء، وبقيت رُوحه في بَدَنه، وصار بينهما سببٌ كشُعاع الشمس، فإن أذِنَ الله في قَبْض الأرواح أجابت الروح النفس، وإن أذِنَ الله في ردّ الروح أجابت النفس الروح، وهو قوله تعالى: (اللهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسُ حِينَ مَوْتِهَا) [42] الآية فمهما رأت في ملكوت السماوات فهو ممّا له تأويل، وما رأت فيما بين السماء والأرض فهو ممّا يخيّله الشيطان ولا تأويل له(4).

ص: 149


1- معاني الأخبار: 1/138.
2- مجمع البيان 8: 767 ، تفسیر البرهان 4: 3/700 نور الثقلين 4: 28/481.
3- مناقب ابن شهر آشوب 3: 104، مجمع البیان 775:8، بحار الأنوار 24: 11/161، تفسير البرهان 4: 6/708 نور الثقلين 4: 46/486 .
4- مجمع البيان 8: 781 تفسير البرهان 4: 2/713، نور الثقلين 4: 56/487 .

49 - وروى العياشي بالاسناد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر علیه السلام [في قوله تعالى: (أَن تَقُولَ نَفسٌ يَا حَسَرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ ) [56]]، أنّه قال: نحن جنب الله(1).

50 - وروى العياشي بالاسناد عن خيثَمة، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: من حدّث عنا بحديثٍ فنحن مُسَائلوه عنه يوماً، فإن صَدَق علينا فانّما يَصْدُق على الله وعلى رسوله ، وإن كَذَّب علينا فإنَّما يكذب على الله وعلى رسوله، لأنا إذا حدّثنا لا نقول : قال فلان وقال فلان إنّما نقول: قال الله، وقال رسوله، ثم تلا هذه الآية (وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ ) [60] الآية، ثمّ أشار خيثمة إلى أذنيه، فقال: صُمّتا إن لم أكن سَمِعتُه (2).

سورة الشورى

51 - روى الشيخ الصدوق رحمهالله باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعُود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا الحسين بن إشكيبٍ، قال: أخبرَني هارون بن عُقْبَة الخُزاعِيُّ، عن أسَد بن سَعيد النَّخَعي، قال أخبرني عَمرو بن شمر عن جابر بن يَزيد الجُعفي، قال: قال محمّد بن علي الباقر علیهما السلام : يا جابر، ما أعظمَ فِرْيَةَ أهل الشّام على الله عزّ وجلّ! يَزْعُمون أنَّ الله تبارك وتعالى حيث صَعِد إلى السّماء، وضع قَدَمه على صَخْرة بَيت المَقْدِس، ولقد وضع عبدٌ من عباد الله قَدمه على حَجَرٍ، فأمرنا الله تبارك وتعالى أن نَتَّخذه مصلّى.

ص: 150


1- مجمع البيان 8: 787، بحار الأنوار 7: 159 ، و 24: 1/191، تفسير البرهان 4: 18/721، نور الثقلين 4: 495 / 88 عن مجمع البيان و: 93/495 عن مناقب ابن 88/495 شهر آشوب.
2- تأويل الآيات 2: 30/521، بحار الأنوار 7: 159، تفسیر البرهان 41: 9/723 .

يا جابر، إنّ الله تبارك وتعالى لا نَظير له ولا شَبيه تعالى عن صِفَة الواصِفين، وجلّ عن أوهام المُتَوَّهُمين، واحْتَجَبَ عن أعيُنِ النَّاظِرين، لا يَزُولُ مع الزائِلينَ، ولا يأفِلُ مع الآفِلين، ليس كَمِثْله شيءٌ وهُوَ السَّمِيعُ العَليم(1) .

سورة الزخرف

52 - روى العياشي باسناده، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : ذِكر النعمة أن تقول: الحمد الله الذي هدانا للإسلام وعلّمنا ،القرآن ومنّ علينا بمحمد صلی الله علیه وآله وسلم، وتقول بعده: (سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا) [13] إلى آخر الآية(2).

53 - وروى أبو عمرو الكشي عن محمد بن مسعود، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال، قال: حدثني العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن شهادة ولد الزناء أتجوز؟ قال: لا.

فقلت: إنّ الحكم بن عُتيبة يزعُم أنّها تَجُوز، فقال: اللهمّ لا تغفر [له] ذنبه، قال الله للحكم: (إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ) [44] فليذهب الحكم يميناً وشمالاً، فوالله لا يُوجد العِلم إلّا في أهل بيت نَزَل عليهم جَبْرَئِيل علیه السلام(3).

54 - وروى عن محمد بن مسعود قال: حدثني عبدالله بن محمد بن خالد عن علي بن حسّان، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله علیه السلام، قال : ذكر عنده جعفر بن واقد ونفرّ من أصحاب أبي الخطّاب، فقيل : إِنَّه صار إلى بَيْرُوذ(4)، وقال

ص: 151


1- التوحيد: 13/179، بحار الأنوار 3: 31/329 .
2- مجمع البيان 9: 63، تفسیر البرهان 4: 5/850، نور الثقلين 4: 7/592.
3- رجال الكشي: 370/209، بحار الأنوار 104 : 14/317 .
4- بَيْرُوذ: ناحيةٌ بين الأهواز ومدينة الطيب، مراصد الإطلاع 2 : 240.

فيهم : ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهُ وَفِي الأَرْضِ إِلَه ) [84] قال: هو الإمام(1).

فقال أبو عبد الله علیه السلام: لا والله لا يأوينى وإيَّاه سقف بيت أبداً، هُم شرُّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين أشركوا والله ما صغّر عظمة الله تصغيرهم شيءٌ قطُّ، إنَّ عُزيراً جال في صدره ما قالت فيه اليهود، فمحا الله اسمه من النبوّة، والله لو أنَّ عيسى أقرّ بما قالت النصارى لأورثه الله صمماً إلى يوم القيامة، والله لو أقررت بما يقولُ فيَّ أهل الكوفة لأخذتني الأرض، وما أنا إلّا عبدٌ مملوك لا أقدِر على شيءٍ ضَرٌ ولا نفع(2) .

سورة الفتح

55 - روى الشيخ الصدوق رحمه الله، باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام- أو قال له رجل- : أصلحك الله ألم يكن علي علیه السلام قوياً في دين الله عزّ وجل؟ قال: بلى. قال: فكيف ظهر عليه القوم، وكيف لم يدفعهم، وما منعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزّ وجلّ منعته، قال: قلت: وأيّ آية؟

قال: قوله تعالى: (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [25] إِنَّه كان الله عزّ وجلّ ودائع مؤمنين في أصلاب قومٍ کافرین و منافقین، فلم يكُن علي علیه السلام ليقتُل الآباء حتّى تخرُج الودائع، فلمّا خرج الودائع ظَهَر عليّ علیه السلام على

ص: 152


1- أي قال: إنّ المراد من الإله في الأرض هو الإمام، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً وابن واقد كان من الغلاة المشركين، بل هو شرّ منهم كما جاء في متن الحديث.
2- رجال الكشي: 538/300 .

من ظَهَر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتّى تظهر ودائع الله عزّ وجلّ، فإذا ظَهَرت ظَهَر على مَن ظَهَر فقتله(1).

56 - وروى باسناده عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا جَبرئيل بن أحمد، قال: حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس ب-ن ع-بد الرحمن، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال في قول الله عزّ وجلّ: (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين، لعذّب الَّذين كفروا(2) .

سورة الطور

57 - روى الحاكم الحسكاني بالاسناد عن أبي النضر محمد بن مسعود العياشي في كتابه، [قال: حدثنا ] الفتح بن محمد، [حدثنا ] محمد بن إسماعيل، [حدثنا ] محمد بن إدريس [حدثنا] أبو نصر فتح بن عمرو التميمي، [حدثنا ] الوليد بن محمد بن زيد بن جذعان عن عمّه، قال: قال ابن عمر: إنّا إذا عددنا قلنا: أبو بكر وعمر وعثمان. فقال له رجل: يا [أ] با عبد الرحمن، فعليّ؟

قال ابن عمر: ويحك عليّ من أهل البيت لا يقاس بهم، عليّ مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في درجته، إنّ الله يقول: ( وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ) [21] ففاطمة مع رسول الله في درجته وعليّ معهما(3).

ص: 153


1- علل الشرائع: 3/147 كمال الدين: 641 ، بحار الأنوار 52: 19/97 .
2- علل الشرائع: 4/147، کمال الدين: 642.
3- شواهد التنزيل 2: 904/197 .

58 - وروى عن أبي النضر في تفسيره، [قال: حدثنا ] الحسين، [حدثنا] محمد بن علي، عن المفضّل بن صالح، عن محمد الحلبي، عن زُرارة وحُمران ومحمد بن مسلم، عن أحدهما علیهما السلام ، قالا: يكون دُونهم، فيلحقهم الله بهم(1).

سورة القمر

59 - روى العياشي بالاسناد عن أبي جعفر علیه السلام، (يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٌّ) [19]: أنّه كان في يوم الأربعاء، في آخر الشهر، لا تدور(2).

سورة الرَّحمن

60 - روى العياشيۀ باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن عليۀ بن سالم، قال: سَمِعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: آية في كتاب الله مسجّلة، قلت: ما هي؟

قال: قول الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [60] جَرَت في الكافر والمؤمن والبرّ والفاجر، ومن صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليس المكافأة أن تصنع كما صنع حتّى تربي، فإن صنعت كما صنع، كان له الفضل بالابتداء(3).

61 - روى العياشي بالاسناد عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: قلتُ له: جُعِلتُ فداك، أخبرني عن الرجل المؤمن تكون له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوّج أحدهما الآخر؟

ص: 154


1- شواهد التنزيل 2: 906/199 .
2- مجمع البيان 9: 287، بحار الأنوار 11: 349، نور الثقلين 5: 23/181 .
3- مجمع البیان 9: 315، بحار الأنوار 8: 105، نور الثقلين 5: 58/198 .

فقال: يا أبا محمد، إنّ الله حكمٌ عدلٌ، إذا كان هو أفضل منها خيّره، فإن اختارها كانت من أزواجه، وإن كانت هي خيراً منه خيّرها، فإن اختارته كان زوجاً لها.

قال: وقال أبو عبدالله علیه السلام : لا تقولنّ الجنة واحدة، إنّ الله يقول: (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) [62] ولا تقولّن درجة واحدة، إنّ الله يقول: (دَرَجَاتِ بَعْضُهَا فَوْقَ بعض) إنّما تفاضل القوم بالأعمال.

قال: وقلت له: إنّ المؤمِنين يدخُلان الجنّة، فيكون أحدهما أرفع مكاناً من الآخر، فيشتهي أن يلقى صاحبه؟

قال: من كان فوقه فله أن يهيِط ومن كان تحته لم يكن له أن يصعَد، لأنّه لا يبلُغ ذلك المكان، ولكنّهم إذا أحبّوا ذلك واشتهوه، التقوا على الأسرّة(1).

62 - وعن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال: قلت له: إنّ الناس يتعجّبون منّا إذا قلنا: يخرج قوم من جهنم فَيَدْخُلون الجنة، فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟

فقال: يا علاء، إنّ الله يقول : ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) لا والله لا يكونون مع أولياء الله .

قلت كانوا كافرين؟ قال علیه السلام: لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنّة.

قلت: كانوا مؤمنين؟ قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار، ولكن بين ذلك(2).

ص: 155


1- مجمع البیان 9: 319، بحار الأنوار 105:8، تفسير البرهان 5: 4/243 .
2- مجمع البیان 9: 318، بحار الأنوار 8: 106 ، تفسير البرهان 5: 5/243 .

سورة الواقعة

- فضلها -

63 - روى العياشي باسناده عن زيد الشحّام ، عن أبي جعفر علیه السلام، قال: من قرأ سورة الواقعة قبل أن ينام، لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر (1).

64 - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : من قرأ في كلّ ليلة جمعة الواقعة، أحبّه الله وحبّبه إلى الناس أجمعين، ولم يَر فى الدنيا بؤساً أبداً، ولا فَقراً، ولا آفةً من آفات الدنيا، وكان من رُفقاء أمير المؤمنين(2).

65 - وروى أبو عمر و الكشي عن محمد بن مسعود، قال: حدّثني عليّ بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مَرْوك بن عبيد، عمّن رواه عن زيد الشحّام، قال: قلت لأبي عبد الله علیه السلام : اسمي في تلك الأسامي؟ - يعني في كتاب أصحاب اليمين - قال:

نعم (3).

سورة الحديد

66 - روى العياشي بالاسناد عن مِنهال القصّاب، قال: قلتُ لأبي عبد الله علیه السلام: ادعُ الله أن يَرْزُقني الشهادة، فقال: إنّ المؤمن شهيد وقرأ هذه الآية(4) (و الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِندَ رَبِّهِم ) [19].

ص: 156


1- مجمع البيان 9: 321، مستدرك الوسائل 4: 4498/205 .
2- مجمع البیان 9: 322 .
3- رجال الكشي: 618/337.
4- مجمع البيان 9: 359 تاويل الآيات 2: 19/665، بحار الأنوار 68: 85/141، تفسير البرهان 5: 7/291 نور الثقلين 5: 74/244 .

67 - وعن الحارث بن المغيرة، قال: كنّا عند أبي جعفر علیه السلام ، فقال: العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له المحتسب فيه الخير، كمن جاهد والله مع قائم آل محمد علیهم السلام بسيفه. ثمّ قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بسيفه، ثمّ قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في فسطاطه، وفيكم آية من كتاب الله.

قلت: وأيّ آية، جُعلتُ فِداك؟ قال: قول الله عزّ وجلّ: (وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ [19]. ثمّ قال: صِرتم والله صادقين شهداء عند ربكم(1) .

68 - وروى الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا على بن الحسن قال: حدّثنا محمد بن عبدالله بن زُرارة، عن علي بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين علیه السلام، قال : تَعْتَلج(2) النُّطفتان فى الرَّحِم ، فأيّتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه.

وقال: تحوّل النطفة في الرحم أربعين يوماً، فمن أراد أن يدعو الله عزّ وجلّ، ففي تلك الأربعين، قبل أن تُخْلَق، ثمّ يبعث الله مَلَك الأرحام فيأخُذها، فيصعد بها إلى الله عزّ وجلّ، فيقف منه حيث يشاء الله، فيقول: يا إلهي أذكرٌ أم أنثى؟ فيوحي الله عزّ وجلّ ما يشاء، ويكتب المَلَك، ثمّ يقول: يا إلهي أشقيٌّ أم سعيد؟ فيُوحي الله يا عزّ وجلّ من ذلك ما يشاء، ويكتب المَلَك، فيقول: إلهى كم رزقُه وما أجلُه ؟ ثمّ يكتبه ويكتب كلّ شيءٍ يصيبه في الدنيا بين عينيه، ثمّ يرجع به فيرُدّه في الرَّحِم،

ص: 157


1- مجمع البيان 9: 359 تأويل الآيات 2: 20/665 ، بحار الأنوار 68: 85/141 ،تفسير البرهان 5: 8/291 نور الثقلين 5: 75/244 .
2- أي تضطرب.

فذلك قول الله عزّ وجل: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي

كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا)(1) [22].

سورة المجادلة

69 - روى العياشي، عن الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : ما من مؤمن إلّا ولقلبه في صدره أُذنان: أُذن ينفُتُ فيها المَلَك، وأذن ينفُتُ فيها الوَسْواس الخنّاس، فيؤيّد الله المؤمن بالمَلَك، وهو قوله سبحانه: (وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ منه )(2) [22] .

سورة الصف

70 - روى العياشي بالاسناد عن عمران بن ميثم عن عَباية: أنّه سَمِع أمير المؤمنين علیه السلام يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [9]، أظهرَ بعدُ ذلك؟ قالوا: نعم. قال: كلّا فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله بُكرةً وعشياً(3).

سورة الطلاق

71 - روى أبو عمرو الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدّثني جعفر بن أحمد بن أيُّوب، قال: حدّثنى العَمركي، قال: حدّثني أحمد بن بِشر(4)، عن يحيى

ص: 158


1- علل الشرائع: 4/95، بحار الأنوار 5: 6/154 .
2- مجمع البیان 10: 870، بحار الأنوار 70: 48، تفسير البرهان 5: 4/819 .
3- مجمع البیان 9: 420، نور الثقلين 5: 31/318 .
4- في الإختصاص والبحار: أحمد بن شيبة.

ابن المُثنّى، عن عليّ بن الحسن بن ،رباط، عن حَريز، قال: دخلتُ على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بيننا وبينه، فقال لي: هذه الكتب كلّها في الطلاق وأنتم (1)! وأقبل يُقلّب بيده.

قال: قلت: نحن نجمع هذا كلّه في حرف، قال: وما هو؟

قال: قلت قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا العِدَّةَ) [1] فقال لى: فأنت لا تعلم شيئاً إلّا برواية؟ قلت: أجل .

فقال لي: ما تقول في مُكاتب كانت مُكاتبته ألف درهم فأدّى تسعمائة وتسعة وتسعين درهماً، ثمّ أحدث - يعني الزنا - كيف نحده؟ فقلت: عندي بعينها، حديث حدّثني محمد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام: أنّ عليّاً علیه السلام كان يضرب بالسوط وبثُلثه وبنصفه وببعضه بقدر أدائه.

فقال لي: أما إنّي أسألك عن مسألةٍ لا يكون فيها شيء، فما تقول في جَمَلٍ أخرج من البحر؟ فقلت: إن شاء فليكُن جملاً، وإن شاء فليكُن بقرةً، إن كانت عليه فُلُوس أكلناه، وإلّا فلا (2).

72 - وروى العياشي باسناده عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علیه السلام، قال: بسط كفّه، ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه الأرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها قُبّة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قُبّة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية، والسماء الثالثة فوقها قُبّة، حتى ذكر الرابعة والخامسة والسادسة، فقال: والأرض السابعة فوق السماء السادسة، والسماء السابعة فوقها قُبّة، وعرش الرحمن فوق السماء السابعة، وهو قوله: (سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ

ص: 159


1- أي وأنتم ما عندكم شيء.
2- رجال الكشي: 718/384، الإختصاص: 206، بحار الأنوار 47: 12/409، و 79: 14/85 .

الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) [12] وإنّما صاحب الأمر النبي صلی الله علیه وآله وسلم ، وهو على وجه الأرض، وإنّما يتنزّل الأمر من فوق بين السماوات والأرضين (1).

سورة التحريم

73 - قال الطبرسي رحمه الله : قيل : إن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم خلا في يوم لعائشة مع جاريته امّ إبراهیم مارية القبطية، فوقفت حفصة على ذلك، فقال لها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: لا تعلّمى عائشة ذلك، وحرَّم مارية على نفسه، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه، فأطلع الله نبيه صلی الله علیه وآله وسلم على ذلك، وهو قوله: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْض أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً) [3] يعني حفصة، عن الزجاج.

قال: ولما حرَّم مارية القبطية أخبر حفصة أنّه يملِك من بعده أبو بكر، ثمّ ،عمر، فعرّفها بعض ما أفشت من الخبر، وأعرض عن بعض أنّ أبا بكر وعمر يملكِان بعدي.

وقريب من ذلك ما رواه العياشي، بالإسناد عن عبدالله بن عطاء المكي، عن أبي جعفر علیه السلام، إلا أنّه زاد في ذلك، إنّ كلّ واحدة منهما حدّثت أباها بذلك،

، فعاتبهما رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الاول في أمر مارية، وما أفشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبهما في الأمر الآخر (2).

سورة الملك

74 - روى الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن

ص: 160


1- مجمع البيان 10: 467 ، تفسير البرهان 5: 2/415 .
2- مجمع البيان 472:10، بحار الأنوار 22: 230 نور الثقلين 5: 108/369 .

أبيه محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثني جَبرئيل بن أحمد، قال حدثني موسى ابن جعفر بن وهب البغدادي، قال: حدثني موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام، قال : سَمِعتُ أبا عبدالله علیه السلام يقول في قول الله عزّ وجلّ: (قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ) [30]، قال: أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم، فمن يأتيكم بإمامٍ جديد(1).

سورة القلم

75 - روى الحاكم الحسكاني، بالاسناد عن أبي النضر في تفسيره، عن جعفر بن أحمد، عن أبي الخير ، عن جعفر بن محمد الخزاعي، عن أبيه، قال: سمعتُ أبا عبد الله علیه السلام يقول: نزل ( وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونِ) [3] في تبليغك في عليّ ما بلّغت إلى (بِأَيِّكُمُ المَفْتُونُ )(2) [6].

سورة المدثّر

76 - روى العياشي باسناده عن زُرارة وحُمران و محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله وأبي جعفر علیهما السلام في قوله تعالى: (ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحِيداً) [11]]: أنّ الوحيد، ولد الزنا.

قال زُرارة: ذُكِر لأبي جعفر علیه السلام عن أحد بني هاشم أنه قال في خطبته: أنا

ابن الوحيد فقال : ويله لو علم ما الوحيد ما فخربها! فقلنا له: وما هو ؟ قال: من لا

ص: 161


1- كمال الدين: 48/351 ، بحار الأنوار 51: 30/53.
2- شواهد التنزيل 2: 1004/268 .

يُعْرَف له أب (1).

سورة القيامة

77 - روى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : ما يصنع أحدكم أن يُظهر حَسَناً ويُسِرّ سَيّتاً، أليس إذا رجع إلى نفسه يعلم أنّه ليس كذلك، والله سبحانه يقول: (بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة) [14] إنّ السريرة إذا صَلَحت صَلَحت العلانية (2).

78 - وعن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله علیه السلام ، أنّه تلا هذه الآية، ثمّ قال: ما الله يصنع الإنسان أن يتعذّر إلى الناس خلاف ما يعلم الله منه، إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كان يقول: من أسرّ سريرةً رداء الله رداءها، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ (3).

79 - وعن زرارة، قال: سألت أبا عبدالله علیه السلام : ما حد المرض الذي يُفطر صاحبه ؟ قال : (بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) هو أعلم بما يُطيق(4).

80 - وفى رواية أخرى: هو أعلم بنفسه، ذلك إليه (5).

سورة الدهر

81 - روى العياشي بالاسناد عن عبدالله بن بُكير، عن زُرارة، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قوله: (لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً) [1]، قال: كان شيئاً ولم يكن

ص: 162


1- مجمع البيان 10: 584 ، بحار الأنوار 30: 169، تفسير البرهان 5: 5/527 نور الثقلين 5: 17/457 .
2- مجمع البيان 10: 598 نور الثقلين 5: 12/463 .
3- مجمع البيان 10: 599 .
4- مجمع البیان 10: 599 نور الثقلين 5: 13/463 .
5- مجمع البیان 10: 599 نور الثقلين 5: 13/463 .

مذكوراً(1).

82 - وباسناده عن سعيد الحداد، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: كان مذكوراً في العِلم، ولم يكن مذكوراً في الخَلْق.

وعن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبدالله علیه السلام مثله(2).

83 - وعن حُمران بن أعين قال: سألتُ عنه فقال: كان شيئاً مَقْدُوراً، ولم يكن مكوّناً(3) .

84- وروى الحاكم الحسكاني عن أبي النضر في تفسيره [قال: أخبرنا ] أبو أحمد محمد بن أحمد بن روح الطّرطوسي، [أخبرنا ] محمد بن خالد العباسي، [أخبرنا ] إسحاق بن نجيح ، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ) [8] .

قال: مَرِض الحسن والحسين مرضاً شديداً حتّى عادهما جميع أصحاب رسول الله ، فكان فيهم [أبو بكر وعمر ]، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: يا [أ]با الحسن، لو نَذَرت الله نذراً. فقال عليّ علیه السلام : لئن عافى الله سبطي نبيّه محمّد بما بهما من سَقَم لأصُو منّ الله نَدْراً ثلاثة أيام. وسَمِعته فاطمة علیها السلام فقالت: والله عليّ مثل الذي ذكرته، وسَمِعه الحسن والحسين علیهما السلام فقالا: يا أبه والله علينا مثل الذي ذكرت. فأصبحا وقد [صاموا.

فأتى ] عليّ علیه السلام إلى جارٍ له فقال: أعطنا جِزّة من صُوف [تَغزِ لها ] فاطمة،

وأعطنا كراء ما شئت فأعطاه جِزّة من صوفٍ وثلاثة أصوُع من شعير.

ص: 163


1- مجمع البيان 10 : 614 ، تفسير البرهان 5: 3/545 نور الثقلين 5: 9/468.
2- مجمع البيان 10: 614 ، نور الثقلين 5: 10/469.
3- مجمع البيان 10: 614 .

فأخذ الشعير في ردائه، والصوف تحت حضنه، ودخل منزله، فأفرغ الشعير، وألقى الصوف، فقامت فاطمة علیها السلام إلى صاع من الشعير، فطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص وصلّى علىّ علیه السلام مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم المغرب. ودخل منزله ليُفْطِر، فقدّمت إليه فاطمة علیها السلام خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً فَرَاحاً، فلمّا دَنَوا ليأكُلوا، وقف مسكين بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد

مسكين من أولاد المسلمين، أطعمونا أطعمكم الله من موائد الجنّة.

فقال علي علیه السلام :

فاطم ذات الرُّشد واليقين *** يا بنتَ خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين *** جاء إلينا جائع حزين

قد قام بالباب له حنين *** يشكو إلى الله ويستكين

كُلّ أمرء بكسبه رهين

فأجابته فاطمة عليها السلام وهي تقول:

أمرك عندي يا ابن عمّ طاعه *** ما يي لُوْم لا ولا ضَراعه

فأعطه ولا تَدَعه ساعه *** نرجو له الغياث في المَجاعه

ونلحق الأخيار والجماعه *** وندخُل الجنّة بالشَّفاعه

فدفعوا إليه أقراصهم، وباتوا ليلتهم لم يَذُوقوا إلّا الماء القَراح ، فلمّا أصبحوا عمدت فاطمة علیها السلام إلى الصاع الآخر فطحنته وعجنته، وخبزت خمسة أقراص، وصاموا يومهم، وصلّى علىّ علیه السلام مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم المغرب، ودخل منزله لیُفطَر، فقدّمت إليه فاطمة علیها السلام خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً فَرَاحاً، فلمّا دَنَوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال: السلام عليكم [يا] أهل بيت محمد [أنا ] يتيم من أولاد المسلمين استشهد والدي مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يوم أحد، أطعمونا أطعمكم

ص: 164

الله على موائد الجنّة. فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلّا الماء القَرَاح.

فلمّا أن كان في اليوم الثالث عَمَدت فاطمة علیها السلام إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص، وصاموا يومهم، وصلّى عليّ علیه السلام مع النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ،المغرب، ثمّ دخل منزله ليُفطَر، فقدّمت فاطمة علیها السلام [إليه ] خبز شعير وملحاً جَريشاً وماءً فَرَاحاً، فلمّا دَنَوا ليأكُلوا وقف أسيرٌ بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، أطعمونا أطعمكم الله، فأطعموه أقراصهم، فباتوا ثلاثة أيّام ولياليها ، لم يَذُوقوا إلّا الماء القَراح.

فلمّا كان اليوم الرابع أخذ عليّ علیه السلام [بيد] الحسن والحسين علیهما السلام [وهما] يَرْعَشان كما يَرْعَش الفَرخ، وفاطمة علیها السلام وفضّة معهم، فلم يقدروا على المشي من الضّعف، فأتوا رسول الله، فقال: إلهي هؤلاء أهل بيتي يَمُوتون جُوعاً، فارحمهم يا ربّ واغفر لهم، [إلهي ] هؤلاء أهل بيتي فاحفظَهم ولا تَنْسَهم، فهبط جَبرَئيل، وقال: يا محمّد، يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ )(1) إلى آخره، فدعا النبى صلی الله علیه وآله وسلم [عليا)، وجعل يتلوها عليه، وعلى يبكي ويقول: الحمد لله الذي خصّنا بذلك.

[والحديث] اختصرته(2) .

سورة النبأ

85 - روى الحاكم الحسكاني عن أبي النضر في تفسيره قال: حدثني

ص: 165


1- الدهر 5:76 .
2- شواهد التنزيل 2: 1054/305 .

إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شَمّون، عن عبدالله ابن عمرو، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاري، عن أبان بن تغلِب، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله: (عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ) [2]، قال: النبأ العظيم عليّ علیه السلام وفيه اختلفوا، لأنّ رسول الله علیه السلام ليس فيه اختلاف (1).

86 - وروى العياشي باسناده عن حُمران، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن هذه الآية [(الابئِينَ فِيهَا أحقاباً) [23]] فقال: هذه في الذين يخرجون من النار.

وروى عن الأحول، مثله(2) .

العياشي: سئل أبو عبد الله علیه السلام عن هذه الآية (إِلَّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [38]] فقال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون.

قال: جُعِلت فِداك ما تقولون؟ قال : نمجّد ربّنا، ونصلّى على نبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم، ونَشْفَع لشيعتنا، فلا يَرُدّنا ربّنا(3).

سورة عبس

88 - روى أبو عمرو الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن زيد الشحّام عن أبي جعفر علیه السلام في قوله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) [24] قال: إلى علمه الذي يأخُذه عمّن يأخُذه (4).

ص: 166


1- شواهد التنزيل 2: 1074/317 .
2- مجمع البيان 10: 643، بحار الأنوار 8: 276، نور الثقلين 5: 26/495.
3- مجمع البيان 10: 647 ، تفسير البرهان 5: 6/571 نور الثقلين 5: 33/496 .
4- رجال الكشي: 6/4.

سورة التكوير

89 - روى الشيخ الصدوق رحمه الله بالاسناد عن أبي عمرو الكشي، قال: حدثنا محمد بن مسعود، عن نصر بن الصبّاح، عن جعفر بن سُهيل، قال: حدثني أبو عبدالله أخو أبي علي الكابلي، عن القابوسي، عن نصر بن السِّندي، عن الخليل بن عمرو، عن علي بن الحسين الفَزَاري، عن إبراهيم بن عطية، عن أمّ هانئ الثقفية، قالت: غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر علیه السلام ، فقلت له يا سيّدي آية في كتاب الله عزّ وجلّ عَرَضت بقلبي فأقلقتني وأسهرت ليلي، قال: فسلي يا أمّ هانئ، قالت :قلت: يا سيدي، قول الله عزّ وجلّ: (فَلَا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ ) [15 و 16].

قال: نِعمَ المسألة سألتيني يا أُمّ هانئ، هذا مولود في آخر الزمان، هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يَضِلّ فيها أقوامٌ، ويهتدى فيها أقوام فيا طُوبى لكِ إن أدركتيه، ويا طُوبى لمن أدركه(1) .

سورة المطفّفين

90 - العياشي، باسناده عن زُرارة، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : ما من عبدٍ مؤمن إلّا وفي قلبه نُكتةٌ بيضاء، فإذا أذنب ذنباً، خرج في تلك النُّكتة نُكتة سوداء، فاذا تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض، فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً، وهو قول الله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم ) [14] الآية (2).

91 - وقال أبو عبد الله علیه السلام : يَصْدَاً القلب، فإذا ذكّرته بآلاء الله أنجلى عنه(3).

ص: 167


1- كمال الدين: 14/330 ، بحار الأنوار 51: 4/137 .
2- مجمع البيان 10 : 689 ، تفسير البرهان 5: 1/612 .
3- مجمع البيان 10: 689، تفسير البرهان 5: 2/612 .

92 - وروى الحاكم الحسكاني بالاسناد عن أبي النضر العياشي، قال: حدثني جعفر بن محمد، [حدثني] أحمد، [حدثني] حمدان بن سليمان، والعمركي ابن علي عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي عبدالله في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِن الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضحَكُونَ) [29] إلى آخر السورة.

قال: نزلت في عليّ علیه السلام ، والذين استهزء وا به من بني أمية، إنّ علياً علیه السلام مرّ على نفرٍ من بني أمية وغيرهم من المنافقين فسَخِروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئاً الّا نزل به كتاب، فلمّا رأوا ذلك مطّوا بحواجبهم، فأنزل الله تعالى: (وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ )(1) [30] .

سورة الإنشقاق

93 - روى الصدوق رحمه الله بالاسناد عن محمّد بن مسعود قال: حدثنا جبرئيل ابن أحمد، عن موسى بن جعفر البغداديّ، قال: حدَّثني الحسن بن محمّد الصيرفيّ، عن حَنان بن سَدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : إنَّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها، فقلت له يا ابن رسول الله، ولم ذلك؟ قال: لأنَّ الله عزّ وجلَّ أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء علیهم السلام في غيباتهم، وإنّه لا بدَّ له يا سَدير من استيفاء مُدد غيباتهم، قال الله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ ) [19] أي سُنن من كان قبلكم(2).

94 - وروى أبو عمرو الكشي، عن محمد بن مسعود قال: حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن إشكيب قال: أخبرني الحسن بن خُرّزاد القمي، قال: أخبرنا محمد بن

ص: 168


1- شواهد التنزيل 2: 1084/327 .
2- كمال الدين: 6/480، علل الشرائع: 7/245 ، بحار الأنوار 2/142:51، و 52: 3/90 .

حمّاد الساسي عن صالح بن فرج عن زيد بن المعدّل، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام - في حديث - قال: خطب سلمان فقال: ... ألا إنّ لكم منايا تتبعها بلايا، فانّ عند عليّ علیه السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على مِنهاج هارون بن عمران.

قال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: أنت وصبىّ وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من والله له : موسى، ولكنكم أصبتم سُنّة الأولين، وأخطأتم سبيلكم، والذي نفس سلمان بيده، لتركينّ طبقاً عن طبق، سُنّة بنى إسرائيل القُذّة بالقُذّة ...(1).

سورة البروج

95 - روى العياشي، باسناده عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال أرسل عليّ علیه السلام إلى أسقُف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود، فأخبره بشيء.

فقال علیه السلام : ليس كما ذكرت، ولكن سأخبرك عنهم إنّ الله بعث رجلاً حبشياً نبيّاً، وهم حبشية، فكذّبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه، وأسروه وأسروا أصحابه، ثمّ بَنَوا له حَيْراً (2)، ثمّ ملأوه ناراً، ثمّ جمعوا الناس، فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت إمرأة معها صبيّ لها ابن شهر، فلمّا هجمت على النار هابت ورقت على ابنها، فنادى الصبيّ : لا تهابي، وارميني ونفسك في النار، فانّ هذا والله في الله قليل، فَرَمت بنفسها في النار وصبّيها، وكان ممّن تكلّم في المَهد(3).

ص: 169


1- رجال الكشي: 47/21.
2- الحَيْر : الحظيرة، والموضع الذي يتحيّر فيه الماء.
3- مجمع البيان 10: 706، بحار الأنوار 14: 443، تفسير البرهان 5: 3/625 نور الثقلين 5: 27/547 .

96 - وروى العياشي، باسناده عن مِيثم التمّار، قال: سَمِعت أمير المؤمنين علیه السلام ، وذكر أصحاب الأخدود، فقال: كانوا عَشَرة، وعلى مثالهم عَشَرة يُقتلون في هذا السوق(1).

سورة الأعلى

- فضلها -

97 - روى العياشي؛ باسناده عن أبي خَميصة(2) ، عن عليّ علیه السلام ، قال : صلّيت خلفه عشرين ليلة ، فليس يقرأ إِلَّا (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) وقال: لو يعلمون ما فيها لقرأها الرجل كلّ يوم عشرين مرة، وإنّ من قرأها فكأنما قرأ صُحُف موسى وإبراهيم الذي وفّى (3).

98 - وروى العياشي عن عُقبة بن عامر الجُهني، قال: لما نزلت: (فَسَبِّحْ باسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ )(4) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في رُكوعكم، ولمّا نزل (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) [1]، قال: اجعلوها في سُجُودكم (5).

سورة البلد

99 - روى الحاكم الحسكاني، عن أبي النَّضر [حدثني] محمد بن نصير،

ص: 170


1- مجمع البيان 707:10، بحار الأنوار 14: 444، تفسير البرهان 5: 4/626 نور الثقلين 5: 28/547 .
2- في المجمع: أبي حميصة تصحيف صحيحه ما أثبتناه، انظر رجال الطوسي: 89 .
3- مجمع البیان 10 : 717 تفسیر البرهان :5 2/633، نور الثقلين 5: 7/554.
4- الواقعة 56: 74 .
5- مجمع البیان 10: 717 نور الثقلين 5: 9/454 .

[حدثني ] أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن عبّاد، عن حسين ابن أبي يَعْفُور، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر علیه السلام ، في قول الله عزّ وجل: (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) [3]. قال: الوالد أمير المؤمنين علیه السلام ، وما ولد الحسن والحسين علیهما السلام (1) .

سورة الليل

100 - روى العياشي، باسناده عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى) ممّا آتاه الله ( وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى) أي بأنّ الله يعطي بالواحد عشراً إلى كثير من ذلك - وفى رواية أخرى إلى مائة ألف فما زاد - (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) قال: لا يُريد شيئاً من الخير إلّا يسّره الله له (وَأَمَّا مَن بَخِلَ) بما آتاه الله (وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) [5 - 9] بأن الله يعطي بالواحد عشراً إلى أكثر من ذلك - وفي رواية أخرى إلى مائة ألف فما زاد - (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) قال: لا يُريد شيئاً من الشرّ إلّا يسّره الله له.

قال: ثم قال أبو جعفر علیه السلام ( وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) [11] أما والله ما تردّى من جبل، ولا تردّى من حائط، ولا تردّى في بئر، ولكن تردّى في نارِ جهنّم(2) .

سورة الضحى

101 - روى العياشي، باسناده عن أبي الحسن الرضا علیه السلام ، في قوله: (أَلَمْ

ص: 171


1- شواهد التنزيل 2: 1090/331 .
2- مجمع البيان 10: 760 .

يَجِدْكَ يَتِيماً فَتَاوَى)، قال: فَرْداً لا مثل لك في المخلوقين، فآوى الناس إليك (وَوَجَدَكَ صَالاً) أي ضالّة في قوم لا يَعرِفون فضلك، فهداهم إليك ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً) [6 - 8] تعول أقواماً بالعلم فأغناهم بك.

وروي أنّ النبي صلی الله علیه وآله وسلم قال : منَّ عليَّ ربّي، وهو أهل المَنِّ(1).

سورة الإنشراح

102 - روى الحاكم الحسكاني باسناده عن محمد بن مسعود بن محمد، [عن] جعفر بن أحمد، قال: حدّثني حَمدان والعَمركي، عن العُبيدي، عن يُونس، عن زُرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام ،في قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) [7]، قال: يعني [انصَب] علياً للولاية (2).

103 - وعن يُونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبدالله علیه السلام ، في قوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) يعني علياً للولاية (3).

سورة القدر

104 - روى السيد ابن طاووس بالاسناد عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، أ ، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا العمركي بن علي، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي، عن محمد بن ابن الفرج ، أنّه كتب إلى الرجل علیه السلام(4) يسأله عمّا يقرأ في الفرائض، وعن أفضل ما

ص: 172


1- مجمع البیان 10 : 767 نور الثقلين 5: 13/595.
2- شواهد التنزيل 2: 1116/349 .
3- شواهد التنزيل 2: 1117/349 .
4- المراد به الامام الكاظم علیه السلام، وقد كنّى عنه تقية عليه وعلى نفسه من عيون الجهاز الحاكم التي كانت تراقب أهل البيت علیهم السلام و محبيهم وتحصي عليهم الأنفاس.

يقرأ به فيها، فكتب علیه السلام إليه : إنّ أفضل ما يُقرأ في الفرائض (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ

القَدْرِ) و(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(1).

105 - وروى العياشي باسناده عن زُرارة، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري، قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن ليلة القدر، قال: في ليلتين؛ ليلة ثلاث و عشرين، وإحدى وعشرين.

فقلت: أفرِد لي إحداهما فقال: وما عليك أن تعمل في ليلتين هي إحداهما(2).

106 - وروى بالاسناد عن شِهاب بن عبدربّه، قال: قلت لأبي عبد الله علیه السلام :

أخبرني بليلة القدر. فقال: ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين(3).

107 - وبالاسناد عن حمّاد بن عثمان، عن حسّان بن أبي علي، قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلُبها في تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين(4).

سورة التكاثر

108 - روى العياشي، باسناده - في حديث طويل - قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد الله علیه السلام ، عن هذه الآية [(تُم لَتَستَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [8]]، فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد. فقال: لئن أوقفك الله یوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها، وشربة شربتها، ليطولنَّ

ص: 173


1- فلاح السائل: 162 ، بحار الأنوار 32/44:85 .
2- مجمع البیان 10: 787 نور الثقلين 5: 70/628 .
3- مجمع البیان 10 : 787 ، نور الثقلين 5: 71/628.
4- مجمع البیان 10 : 787 ، نور الثقلين 5: 72/628 .

وقوفك بين يديه.

قال: فما النعيم، جُعِلتُ فداك ؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألّف الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم الله للإسلام، وهي النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم الله به عليهم، وهو النبي صلی الله علیه وآله وسلم وعترته(1).

سورة الهمزة

109 - روى العياشي، باسناده عن محمد بن النعمان الأحول، عن حُمران بن أعيَن، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : إنّ الكُفّار والمشركين يُعيّرون أهل التوحيد في النار، ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئاً، وما نحن وأنتم إلّا سَواء.

قال : فيأنَف لهم الربّ تعالى فيقول للملائكة : اشْفَعُوا فيَشْفَعون لمن شاء الله ثم يقول للنبيين: اشفَعُوا فَيَشفَعون لمن شاء الله ثمّ يقول للمؤمنين: اشفَعُوا فيشفَعون لمن شاء الله، ويقول الله: أنا أرحم الراحمين، أخرُجوا برحمتى كما يخرُج الفَراش.

قال: ثمّ قال أبو جعفر علیه السلام : ثمّ مُدّت العَمَد، وأوصدت عليهم، وكان والله الخُلُود(2).

سورة الفيل

110 - روى العياشي، باسناده عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال:

ص: 174


1- مجمع البيان ،10: 813، بحار الأنوار 7: 258 و 24 49، و 66: 315، و 73: 70، تفسير البرهان 5: 18/749 نور الثقلين 5: 15/663 .
2- مجمع البيان 10: 819 بحار الانوار 8: 279، تفسیر البرهان 5: 3/756 نور (2) مجمع الثقلين 5: 10/668 .

أرسل الله على أصحاب الفيل طيراً مثل الخُطَّاف ونحوه، في منقاره حَجَر مثل العَدسة، فكان يُحاذي برأس الرجل فيرميه بالحِجارة فتَخرُج من دُبره، فلم تزل بهم حتّى أتت عليهم.

قال: فأفلت رجل منهم، فجعل يُخبر الناس بالقصّة، فبينا هو يُخبرِهم إذ أبصر طيراً فقال: هذا هو منها قال فحاذی ،به فطَرحه على رأسه، فخرج من دُبره(1).

سورة قريش

111 - روى العياشي، باسناده عن المُفضّل بن صالح، عن أبي عبد الله علیه السلام ،

قال: سَمِعتُه يقول: لا تَجمع بين سورتين في رَكْعَةٍ واحدةٍ إِلَّا الضحى وألم نشرح، وألم تر كيف ولا يلاف قريش(2).

112 - وروى العياشي، عن أبي العباس، عن أحدهما علیهما السلام ، قال : ألم تركيف

فعل ربك ولإيلاف قريش سورة واحدة(3) .

سورة الماعون

113 - روى العياشي بالاسناد عن يُونس بن عمّار، عن أبي عبد الله علیه السلام ، في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [5] أهي وَسوسة الشيطان؟

فقال: لا، كُلّ أحدٍ يُصيبه هذا، ولكن أن يَغفَلها ويَدَع أن يُصلّي في أوّل

ص: 175


1- مجمع البيان 10: 824، بحار الأنوار 15: 71/138 .
2- مجمع البيان 10: 827، وسائل الشيعة 6: 5/55 نور الثقلين 5: 3/593، و 3/669، و: 3/675.
3- مجمع البیان 10 : 827 نور الثقلين 5: 4/669 .

وقتها(1).

114 - وعن أبي أسامة زيد الشحّام قال: سألتُ أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: (الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)، قال: هو التّرك لها والتواني عنها(2).

115 - وعن محمد بن الفُضيل، عن أبي الحسن علیه السلام ، قال : هو التضييع لها (3).

سورة الناس

116 - روى العياشي، باسناده عن أبان بن تغلِب، عن جعفر بن محمد علیهما السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : ما من مؤمن إلّا ولقلبه في صدره أذنان: أذن ينفِتُ فيها المَلَك، وأذن ينفِتُ فيها الوَسْوَاسِ الخَنّاس، فيُؤيّد الله المؤمن بالمَلَك، وهو قوله سبحانه (وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ)(4).

انتهى القسم الأول من ملحقات كتاب التفسير

لأبي النضر محمد بن مسعود العياشي،

ويليه القسم الثاني، ويتضمّن

أسانيد العياشي

ص: 176


1- مجمع البيان 10: 834، وسائل الشيعة 4: 24/114 ، تفسير البرهان 5: 7/769 نور الثقلين 5: 7/678، مستدرك الوسائل 3: 3129/103 .
2- مجمع البيان 10: 834، وسائل الشيعة 4: 25/114، نور الثقلين 5: 8/678 .
3- مجمع البيان 10: 834، وسائل الشيعة 4: 26/114 ، نور الثقلين 5: 9/678 .
4- مجمع البيان 10: 870، بحار الأنوار 70: 48 تفسير البرهان 5: 4/819 ، والآية من سورة المجادلة 58: 22 .

أسانيد العياشي

فيما يلي طرق الشيخ أبي النضر محمد بن مسعود العياشي رحمه الله إلى الرواة والأصحاب والمشايخ العظام، وهي مرتبة وفق الترتيب الألفباني للرواة:

1 - أبان بن تغلب

1 - أبو النضر محمّد بن مسعود العياشي، عن إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن الحسين بن شمون عن عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن أبان بن تغلب (1).

2 - أبان بن عثمان

2 - وعن الحسين بن عبيد الله، عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن المرزبان بن ،عمران، عن أبان بن عثمان(2).

- وعن علي بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن حكيم وعباس بن عامر، عن أبان بن عثمان(3) .

4 - وعن علي بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، عن عبد الله بن علي، عن أحمد

ص: 177


1- شواهد التنزيل 2: 1074/317 .
2- رجال الكشي: 609/333.
3- رجال الكشي: 426/235.

ابن حمزة بن عمران القمي، عن المرزبان بن عمران، عن أبان بن عثمان (1).

3 - إبراهيم بن أبي البلاد

5 - وعن محمد بن أبي نصر، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف عن علي بن مهزیار، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد(2) .

6 - وعن محمد بن نصير وحمدويه عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن إبراهيم بن أبى البلاد(3).

4 - إبراهيم بن عنبسة

- وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، قال: سمعته يقول : كتب إليه إبراهيم بن عنبسة (4).

5 - إبراهيم الكرخي

- وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي(5).

6 - إبراهيم بن مهزيار

9 - وعن سليمان بن حفص، عن أبي بصير حماد بن عبدالله القندي، عن إبراهيم ابن مهزیار(6).

ص: 178


1- الاختصاص: 69 .
2- علل الشرائع: 1/53 .
3- رجال الكشي: 659/352 .
4- تفسير العياشي الحديث: 415 .
5- علل الشرائع: 3/147 .
6- رجال الكشي: 1133/610.

7- أحكم بن يسار

10 - وعن علي بن قيس القومسي، عن أحكم بن يسار (1).

8- أحمد بن إسحاق بن سعد

11 - وعن أحمد بن علي بن كلثوم، عن علي بن أحمد الرازي(2)، عن أحمد بن إسحاق بن سعد (3).

9 - أحمد بن حماد المروزي

12 - وعن أبي علي المحمودي (محمد بن أحمد بن حماد المروزي)، عن أبيه (4).

10 - أحمد بن الفضل الكناسي

13 - وعن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الكناسي(5).

11 - أحمد بن عمر

14 - وعن الحسين بن اشكيب عن الحسن بن الحسين المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر، عن بعض أصحاب الصادق علیه السلام(6).

12 - أحمد بن محمد بن أبي نصر

15 - وعن أبي صالح خلف بن حماد الكشي، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(7) .

ص: 179


1- رجال الكشي : 130/74، في البحار 42: 16/135: ... القومشي، عن أحلم بن يسار.
2- في كفاية الأثمر: أحمد بن علي الرازي.
3- كمال الدين: 7/408 ، كفاية الأثر 291.
4- رجال الكشي: 1060/561 .
5- رجال الكشي: 692/371.
6- رجال الكشي: 740/393.
7- كمال الدين: 5/645 .

13 - أحمد بن النصر

16 - وعن أبي جعفر حمدان بن أحمد، عن معاوية بن حكيم، عن أحمد بن النصر (1)

14 - أبو أسامة الشحام

17 - وعن حمدويه، عن الحسين بن موسى، عن جعفر بن محمد الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني، عن أبي أسامة الشحام (2).

18 - وعن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي أسامة الشحام(3).

15 - إسحاق بن جعفر بن محمّد

19 - وعن يوسف بن السخت عن علي بن القاسم العريضي الحسيني، عن صفوان ابن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج عن إسحاق وعلي ابني أبي عبدالله جعفر بن محمد(4).

16 - اسماء بنت عميس

20 - وعن نصر بن أحمد البغدادي، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك بن أبي الزاهرية الكوفي، عن أحمد بن المفضل، عن جعفر الأحمسي، عن عيدان بن سليمان عن ،حصين عن اسماء بنت عميس(5) .

17 - إسماعيل بن جابر

21 - وعن حمدويه عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن عن أبي

ص: 180


1- رجال الكشي : 121/67.
2- رجال الكشي: 753/403 .
3- رجال الكشي: 262/158 .
4- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 3/38.
5- شواهد التنزيل 1: 512/370 .

أيوب عن إسماعيل بن جابر(1).

22 - وعن على بن الحسن، عن ابن أورمة، عن عثمان بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر(2).

23 - وعن علي بن محمد بن فيروزان القمي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن إسماعيل بن جابر(3) .

24 - وعن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن جابر(4) .

18 - إسماعيل بن الخطاب

25 - وعن يوسف بن السخت، عن علي بن القاسم، عن أبيه، عن جعفر بن خلف، عن إسماعيل بن الخطاب (5)

19 - إسماعيل بن أبي الزياد السكوني

26 - وعن الحسين بن اشكيب، عن الحسن بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي الزياد السكوني (6).

20 - إسماعيل بن سلام

27 - وعن أبي عبد الله الحسين بن اشكيب، عن بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هيبرة، عن إسماعيل بن سلام(7).

ص: 181


1- التهذيب 3: 950/307 .
2- رجال الكشي: 349/199 .
3- رجال الكشي: 5/4 .
4- رجال الكشي: 711/379 .
5- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 21/30 .
6- جمال الاسبوع: 420.
7- رجال الكشي: 821/436 .

21 - إسماعيل بن سهل

28 - وعن جعفر بن أحمد، عن حمدان بن سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي عن إسماعيل بن سهل(1) .

22 - إسماعيل بن عبد الخالق

29 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق (2).

23 - إسماعيل بن همام

30 - وعن أحمد بن عبيد الله(3) العلوي، عن علي بن محمد العمري، عن إسماعيل ابن همام(4) .

24 - الاصبغ بن نباتة

31 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا، عن محمد بن زريع عن الاصبغ بن نباتة(5).

25 - أنس بن مالك

32 - وعن القاسم بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن صالح، عن سفيان بياع الحرير، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبيه ، عن أنس بن مالك(6).

33 - وعن يوسف بن السخت البصري، عن إسحاق بن الحارث، عن محمد بن البشار، عن محمد بن جعفر عن شعبة، عن هشام بن يزيد عن أنس بن

ص: 182


1- رجال الكشي: 883/463 .
2- رجال الكشي: 238/149.
3- في عيون أخبار الرضا علیه السلام: أحمد بن عبدالله.
4- علل الشرائع: 1/50 ، عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 5/76.
5- شواهد التنزيل 1: 190/138.
6- أمالي الطوسي: 411/232.

مالك (1)

26 - أبو أيوب الأنصاري

34 - وعن يوسف بن السخت، عن سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن إياس ابن مسلمة بن الأكوع، عن أبي أيوب الأنصاري(2).

27- أبو أيوب المخزومي

35 - وعن أبي القاسم كتبت من كتاب أحمد الدهان، عن القاسم بن حمزة، عن ابن أبي عمير، عن أبي إسماعيل السراج، عن خيثمة الجعفي، عن أبي أيوب المخزومي(3) .

28 - بريد العجلي

36 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بريد العجلي (4).

29 - بشر بن عمرو الهمداني

37 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن ،الغزلي عن غياث الهمداني، عن بشر بن عمرو الهمداني(5).

30 - بشير الدهان

3 -- وعن إسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان (6).

ص: 183


1- كفاية الأثر: 70.
2- كفاية الأثر: 113.
3- كمال الدين: 17/331 .
4- رجال الكشي: 655/350.
5- رجال الكشي: 9/5.
6- رجال الكشي: 583/321 .

31 - أبو بصير

39 - وعن إبراهيم بن علي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن يونس بن عبدالرحمن، عن على بن أبي حمزة، عن أبي بصير (1).

40 - وعن إبراهيم بن علي، عن ابن إسحاق، عن يونس بن عبدالرحمن، عن ابن سنان، عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير(2) .

41 - وعن إبراهيم بن محمد بن فارس، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن شهاب بن عبدربه، عن أبي بصير(3).

42 - وعن أحمد بن علي بن كلثوم، عن الحسن بن علي الدقاق، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير (4).

43 - وعن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير(5).

44 - وعن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل وعبد الله بن محمد الأسدي عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير(6) .

45 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمیر،عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير(7) .

ص: 184


1- علل الشرائع: 1/51 .
2- الخصال: 56/483 .
3- رجال الكشي: 352/200 .
4- كمال الدين: 45/350 .
5- رجال الكشي: 351/199 .
6- رجال الكشي: 289/171 .
7- كمال الدين: 5/480 .

46 - وعن جعفر بن أحمد، عن حمدان والعمركي، عن العبيدي، عن يونس، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير(1).

47 - وعن جعفر بن أحمد، عن حمران والعمركي، عن العبيدي، عن يونس، عن أيوب بن حر، عن أبي بصير(2) .

48 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير (3).

49 - وعن حمدان بن أحمد القلانسي عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير (4).

50 - وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير (5).

51 - وعن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبي بصير (6).

52 - وعن علي بن محمد بن شجاع، عن محمد بن عيسى، عن يونس عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير (7).

53 - وعن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن

ص: 185


1- شواهد التنزيل 2: 1116/349.
2- شواهد التنزيل 1 :145/104 .
3- معاني الأخبار: 1/112.
4- شواهد التنزيل 1: 203/149 .
5- معاني الأخبار: 3/201.
6- رجال الكشي: 209/ 370، و : 425/234، و: 441/241.
7- کمال الدین 46/350 ، و 54/357.

علي بن الحكم، عن مثنى الخياط، عن أبي بصير(1).

54 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصیر(2).

55 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن علي ابن مهزيار، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، وفضالة، عن أبان، عن أبي بصير(3) .

32 - بكر بن محمد الأشعري

56 - وعن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى عن بكر بن محمد الأشعري (4).

33 - جابر بن عبدالله الأنصاري

57 - وعن سهل بن بحر، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن عون ابن أذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله (5).

58 - وعن محمد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن جابر بن عبد الله(6) .

59 - وعن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن عمرو ابن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبدالله الأنصاري(7).

ص: 186


1- رجال الكشي: 298/174 .
2- علل الشرائع: 2/51.
3- علل الشرائع: 1/72 .
4- رجال الكشي: 819/433 .
5- شواهد التنزيل 1: 249/192 .
6- بحار الأنوار 12: 19/194.
7- كمال الدين: 4/394.

34 - جابر المكفوف

60 - وعن علي بن الحسن عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف(1).

35 - جابر بن يزيد الجعفي

61 - وعن جبرئيل بن أحمد الفاريابي عن الحسن بن خرزاد، عن محمد بن موسى بن الفرات، عن يعقوب بن سويد بن مزيد الحارثي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد(2).

62 - وعن الحسين بن اشكيب عن هارون بن عقبة الخزاعي، عن أسد بن سعيد النخعي، عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي(3).

63 - وعن علي بن أبي علي، عن سلمة بن الخليل، عن محمد بن إسماعيل القزويني، عن ابراهيم بن أيوب المديني، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي(4) .

36 - أبو الجارود

64 - وعن أبي عبد الله الشاذاني عن الفضل، عن أبيه، عن أبي يعقوب المقري، عن عمرو بن خالد، عن أبي الجارود(5).

37 - أبو جعفر الأحول

65 - وعن الحسين بن اشكيب عن الحسن بن الحسين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الأحول(6).

ص: 187


1- رجال الكشي: 613/335.
2- معاني الأخبار: 13/63.
3- التوحيد: 13/179 .
4- شواهد التنزيل 1: 451/324 .
5- رجال الكشي: 419/231.
6- رجال الكشي: 332/189 .

38 - جميل بن دراج

66 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، جميل بن دراج(1).

39 - الحارث

67 - وعن علي بن الحسن عن العباس بن عامر، عن أبان عن الحارث(2) .

40 - الحارث بن المغيرة

68 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن محمد ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد، عن أبان عن الحارث بن المغيرة(3).

41 - أبو حازم

69 - وعن محمد بن حاتم، عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم(4).

42 - حبابة الوالبية

70 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة ابن ميمون عن عنبسة بن مصعب وعلي بن المغيرة، عن عمران بن ميثم وعباية الأسدي، عن حبابة الوالبية(5) .

ص: 188


1- رجال الكشي: 468/251 .
2- رجال الكشي: 306/177.
3- کمال الدين: 47/351 .
4- علل الشرائع: 10/232.
5- رجال الكشي: 182/114.

43 - حبيب الخثعمي

71 - وعن الحسين بن إشكيب عن ابن أورمة، عن القاسم بن محمد، عن حبيب الخثعمي (1).

44 - حذيفة بن أسيد الغفارى

72 - وعن نصر بن أحمد البغدادي، عن محمد بن عبيد بن عتبة، عن إسماعيل بن أبان عن سالم بن أبي عمرة، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري (2).

45 - حريز

73 - وعن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن العمركي، عن أحمد بن بشر، عن يحيى بن المثنى، عن علي بن الحسن بن رباط عن حريز(3) .

46 - حريز بن عبد الله

74 - وعن إسحاق بن محمد البصري، عن علي بن داود الحديد، عن حريز بن عبد الله(4) .

47 - الحسن بن زيد

75 - وعن أحمد بن عبد الله العلوي عن علي بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن زید(5).

48 - الحسن الصيقل

76 - وعن حمدويه بن نصير، عن أيوب بن نوح عن عبدالله بن المغيرة، عن ابن

ص: 189


1- رجال الكشي: 690/370 .
2- علل الشرائع: 3/202.
3- رجال الكشي: 718/384.
4- رجال الكشي: 742/397 .
5- رجال الكشي: 74/36.

مسكان عن الحسن الصيقل(1).

49 - الحسن بن على بن فضال

77 - وعن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن علي بن فضال(2).

50 - الحسن بن علي الوشاء

78 - وعن عبيد الله بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء(3).

51 - الحسن بن علي بن يقطين

79 - وعن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى بن عبيد .

و حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن علي بن يقطين (4).

80 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي القمي محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن يقطين(5).

52 - الحسن بن موسى

81 - وعن محمد بن نصير عن الحسن بن موسى(6) .

53 - حسين بن زيد

82 - وعن عبد الله بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن حسين بن زيد(7) .

ص: 190


1- التهذيب : 751/189 .
2- كمال الدين: 4/390 و 5.
3- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 6/76، يأتي في: الوشاء.
4- رجال الكشي: 270/161.
5- رجال الكشي: 935/490 .
6- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 1/1382، علل الشرائع: 2/238 .
7- رجال الكشي: 784/414 .

54 - الحسن بن عبد الرحيم

83 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن السندي بن الربيع، عن الحسن ابن عبد الرحيم(1).

55 - الحسين بن علوان

84 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسين علي بن يحيى، عن الحسين بن علوان (2)

56 - الحسين بن علي

85 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن علي(3).

57 - حسين المختار

86 - وعن الحسين بن اشكيب، عن الحسن بن الحسين، عن يونس، عن حسين المختار (4).

58 - حسين بن أبي يعفور

87 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل ابن عباد، عن حسين بن أبي يعفور(5) .

59 - الحكم بن عيينة

88 - وعن علي بن الحسين بن علي بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران بن أعين، عن الحكم بن عيينة(6).

ص: 191


1- رجال الكشي: 818/433 .
2- فلاح السائل: 282 .
3- رجال الكشي: 820/434 .
4- رجال الكشي: 737/392 .
5- شواهد التنزيل 2: 1090/331 .
6- رجال الكشي: 305/177 .

60 - الحلبي

89 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي(1)

61 - حماد السمندري

90 - وعن محمد بن أحمد النهدي الكوفي، عن معاوية بن حكيم الدهني، عن شريف بن سابق التفليسي، عن حماد السمندري(2).

62 - حماد بن عيسى

91 - وعن علی بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن حماد بن عیسی(3) .

92 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن محمد بن خالد البرقي وعلي بن مهزيار وأبي علي بن راشد عن حماد ابن عيسى(4) .

63 - حماد الناب

93 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد الناب(5).

94 - وعن الحسين بن عبد الله، عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن عمران القمي، عن حماد الناب(6).

95 - وعن علي بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، عن عبد الله بن علي، عن أحمد

ص: 192


1- معاني الأخبار : 7/339 رجال الكشي: 75/37 ، التهذيب 3: 943/306.
2- رجال الكشي: 635/343، أمالي الطوسي: 54/45.
3- رجال الكشي: 504/285 .
4- كامل الزيارات : 5/249 ، بحار الأنوار 89: 2/77 .
5- رجال الکشی: 297/173 .
6- رجال الكشي: 608/333.

ابن حمزة، عن عمران القمي، عن حماد الناب(1).

64 - حمدان الحضيني

96 - وعن حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن حمدان الحضيني (2).

65 - حمران

97 - وعن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن الفضل، عن ابن أذينة، عن حمران (3).

9 - وعن الحسين، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن محمد الحلبي عن حمران (4).

66 - حمران بن أعين

99 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبيه، عن محمد بن زياد الأزدي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين(5).

67 - أبي حمزة الثمالي

100 - وعن جعفر بن أحمد بن معروف عن العمركي بن علي، عن عبد الله بن الوليد النخعي، عن فضيل بياع المُلاء (6)، عن أبي حمزة الثمالى (7).

ص: 193


1- الاختصاص: 69 .
2- رجال الكشي: 1064/563.
3- شواهد التنزيل 1: 264/203 .
4- شواهد التنزيل 2: 905/199 .
5- الخصال: 4/517.
6- المُلاء، جمع مُلاءة : وهي ثوب يلبس على الفخذين.
7- فلاح السائل: 286 .

68 - حمزة بن حمران

101 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد عن الوشاء عن ابن خداش، عن علي بن إسماعيل عن ربعي عن الهيثم بن حفص العطار، عن حمزة بن حمران(1).

69 - حمزة الطيار

102 - وعن علي بن محمد القمي، عن أحمد بن محمد بن عیسی، عن زحل عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن حمزة بن محمد الطيار(2).

103 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابن بكير عن حمزة الطيار(3).

70 - حميد بن عبد الرحمن بن عوف

104 - وعن محمد بن حاتم، عن عبد الله بن حماد وسليمان بن معبد، عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح، عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه(4).

71 - خالد الجوان

105 - وعن إسحاق بن محمد البصري، عن عبد الله بن القاسم، عن خالد الجوان(5).

72 - أبو خالد القماط

106 - قال: كتب إليّ أبو عبد الله يذكر عن الفضل، عن محمد بن جمهور العمي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن علي بن رئاب، عن أبي خالد القماط(6).

ص: 194


1- رجال الكشي: 233/146.
2- رجال الكشي: 113/63.
3- رجال الكشي: 648/347 .
4- الخصال: 228/171 .
5- رجال الكشي: 591/326.
6- رجال الكشي: 774/411 .

73 - أبو خالد الكابلي

107 - وعن جعفر بن أحمد، عن ابن شجاع، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن قريب، عن أبي خالد الكابلي(1).

108 - وعن أبي عبد الله الحسين بن إشكيب، عن محمد بن أورمة، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي(2) .

74 - داود بن فرقد

109 - وعن عبد الله بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد(3).

110 - وعن عبد الله بن محمد بن ،خالد عن الحسن بن علي الخزاز، عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد (4).

75 - داود بن القاسم

111 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن الحسن بن أبي قتادة، عن داود بن القاسم (5).

112 - وعن جعفر بن معروف عن العمركي، عن الحسن ابن أبي لبابة، عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري(6).

76 - داود الرقي

113 - وعن علي بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا،

ص: 195


1- شواهد التنزيل 1: 200/146 .
2- رجال الكشي: 191/120.
3- رجال الكشي: 640/345 .
4- رجال الكشي: 418/231.
5- رجال الكشي: 922/486 .
6- رجال الكشي: 495/278، أمالي الطوسي: 56/46.

عن داود الرقي(1).

114 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن بشار الواسطي، عن داود الرقي(2).

77- أبو داود المسترق

115 - وعن عبد الله بن محمد، عن محمد بن البختري العطار، عن أبي داود المسترق (3).

78 - داود بن أبي يزيد

116 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن أبي محمد الحجال، عن داود بن أبي يزيد(4).

79 - أبو رافع

117 - وعن نصر بن أحمد البغدادي، عن عيسى بن مهران، عن مخول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه وعمه، عن أبيهما، عن أبي رافع (5).

80 - ربيعة بن ناجذ

118 - وعن علي بن جعفر بن العباس الخزاعي ومحمد بن علي بن خلف العطار، عن عمرو بن عبد الغفار، عن شريك، عن عثمان بن أبي ربيعة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ(6).

ص: 196


1- رجال الكشي: 765/407 .
2- رجال الكشي: 786/415 .
3- فلاح السائل: 198.
4- رجال الكشي: 122/68.
5- علل الشرائع: 2/201.
6- شواهد التنزيل :1 595/432 .

119 - وعن محمد بن حاتم، عن أحمد بن سعيد، عن يحيى بن أبي بكير، عن شريك، عن عثمان بن أبي ربيعة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ (1).

81 - أبو جمعة رحمة بن صدقة

120 - وعن أحمد بن بن أحمد، أحمد، عن سليمان بن الخصيب عن الثقة، عن أبي جمعة رحمة بن صدقة(2) .

82 - أبو الزبير

121 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الشقري، عن علي بن الحكم، عن فضل بن عثمان، عن أبي الزبير (3).

83 - أبو داود

122 - وعن علي بن الحسن بن على بن فضال عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن فضيل الرسان، عن أبي داود (4).

84- زرارة

123 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن نصر بن شعيب عن عمّة زرارة، عن زرارة(5) .

124 - وعن جبريل بن أحمد الفاريابي، عن العبيدي محمد بن عیسی، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان عن زرارة(6) .

ص: 197


1- شواهد التنزيل 1: 595/432 .
2- معاني الأخبار: 5/28 .
3- رجال الكشي: 93/44 .
4- رجال الكشي: 148/94 .
5- رجال الكشي: 256/156 .
6- رجال الكشي: 144 / 228 ، و: 261/157.

125 - وعن الحسين، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن محمد الحلبي، عن زرارة(1) .

126 - وعن الخزاعي، عن محمد بن زياد أبي عمير، عن علي بن عطية، عن زرارة (2).

127 - وعن العباس بن المغيرة (3)، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة (4).

128 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد، عن أحمد بن هلال، عن عثمان بن عيسى الرواسي، عن خالد بن نجيح الجواز ، عن زرارة(5).

129 - وعن عبد الله بن محمّد بن خالد الطيالسي عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي خداش عن علي بن إسماعيل، عن أبي خالد، عن زرارة (6) .

13 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن الحسن بن علي الوشاء، محمد بن حمران، عن زرارة (7).

131 - وعن علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة (8).

132 - وعن علي بن الحسن بن فضال، عن أخويه محمد وأحمد ابني الحسن، عن

ص: 198


1- شواهد التنزيل 2: 905/199 .
2- رجال الكشي: 212/134.
3- في الكشي: ابن المغيرة، وابن ازداد بن المغيرة، وفي نسخة من التهذيب: أبي العباس ابن المغيرة.
4- رجال الكشي: 387/216، و: 407/228 ، التهذيب 3: 488/206 و: 766/268 .
5- كمال الدين: 7/481 .
6- رجال الكشي: 248/152.
7- رجال الكشي: 260/157.
8- رجال الكشي: 166/104.

-

أبيهما الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة (1).

133 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي بصير، عن الحسن بن موسى عن زرارة(2) .

134 - وعن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة (3).

135 - وعن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابن الريان، عن الحسن بن راشد عن علي بن إسماعيل، عن أبي خالد، عن زرارة (4).

136 - وعن علي بن محمد بن يزيد القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى القمي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة (5) .

137 - وعن محمد بن إبراهيم الوراق عن حمدان بن أحمد القلانسي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن ابن بكير، عن زرارة(6).

138 - وعن محمد بن نصير عن سهل بن زياد عن منصور ابن العباس عن إسماعيل بن سهل، عن حماد بن عيسى عن حريز، عن زرارة(7).

85 - زياد القندي

139 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى عن زياد القندي(8) .

ص: 199


1- رجال الكشي: 208/133 .
2- رجال الكشي: 424/234.
3- رجال الكشي: 209/133 .
4- رجال الكشي: 248/152 .
5- رجال الكشي: 87/41 .
6- كمال الدين: 8/481 .
7- من لا يحضره الفقيه 2: 512/119 .
8- رجال الكشي: 752/402 .

86 - زيد بن أرقم

140 - وعن محمد بن يزداد عن محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن ،برقان عن میمون بن مهران وليث بن سعد المصري، عن جابر بن أرقم ، عن أخيه زيد بن أرقم(1).

87 - زيد الشحام

141 - وعن إبراهيم بن محمد بن فارس، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام (2).

142 - وعن علي بن محمد، عن احمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام (3).

143 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام(4).

88 سالم بن أبي مريم -

144 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي وحمدان بن سليمان، عن محمد ابن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن سالم ابن أبي مريم(5) .

89 - سدير

145 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن الحسن بن محمد

ص: 200


1- شواهد التنزيل 1: 368/272 .
2- رجال الكشي: 55/29 .
3- رجال الكشي: 6/4.
4- رجال الكشي: 313/180 و: 618/337 .
5- شواهد التنزيل 1: 185/134 .

الصيرفي، عن حنان بن سدير، عن أبيه(1).

146 - وعن الحسين بن اشكيب، عن محمد بن أورمة، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي طالب القمي، عن حنان بن سدير، عن أبيه(2).

147 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن علي ابن مهزیار، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه(3).

90 - سعد الاسكاف

148 - وعن الحسين بن اشكيب عن عبد الرحمن بن حماد، عن أحمد بن الحسن عن صدقة بن حسان، عن مهران بن أبي نصر، عن يعقوب بن شعيب، عن سعد الاسكاف(4) .

91 - أبو سعيد عقيصا

149 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن حنان بن سدير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصاً (5).

92 - أبو سعيد الآدمي

150 - وعن جعفر بن محمد، عن العمركي وعلي بن محمد بن شجاع عن القاسم الهروي، عن أبي سعيد الآدمي(6) .

ص: 201


1- علل الشرائع : 7/2450 كمال الدين: 6/480.
2- رجال الكشي: 551/306 .
3- علل الشرائع: 1/52.
4- معاني الأخبار: 1/373.
5- كمال الدين: 2/315 ، كفاية الأثر : 224.
6- فلاح السائل: 233 .

93 - سعيد بن جناح

151 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عدة من

أصحابنا(1) .

94 - أبو سعيد الخدري

152 - وعن محمد بن حاتم، عن محمد بن معاذ، عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد سعيد الخدري، عن أبيه (2).

95 - سعيد بن يسار

153 - وعن جعفر بن أحمد بن أيوب عن العمركي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار (3).

96 - سلام بن المستنير

154 - وعن حمدويه، عن محمد بن الحسين بن الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير(4) .

97 - سلمان الفارسي

155 - وعن نصر بن أحمد، عن علي بن حفص عن خالد القطواني، عن يونس بن أرقم، عن عبد الحميد بن أبي الخنساء، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جده فروة الظفاري، عن سلمان الفارسي(5).

ص: 202


1- رجال الكشي: 460/248.
2- أمالي :المفيد: 11/327، أمالي الطوسي: 144/94 .
3- رجال الكشي: 614/335 .
4- شواهد التنزيل 1: 144/104.
5- أمالي المفيد: 3/29.

98 - أم سلمة

156 - وعن أبي محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس الوشاء، عن عبد الله بن خداش المهري، عن علي بن إسماعيل عن فضيل الرسان عن حمزة بن ميثم، عن أبيه، عن أم سلمة(1).

9 - سلمة بن محرز

157 - وعن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن سلمة بن محرز(2) .

100 - سليمان بن خالد

158 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي علي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن سليمان بن خالد(3).

101 - سليم بن قيس الهلالي

159 - وعن محمد بن نصير ، عن الحسن بن موسى الخشاب عن الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام عن عمران بن قرة، عن أبي محمد المدني، عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي(4) .

102 - ابن سنان

160 - وعن عبد الله بن محمد، عن الحسن بن على الوشاء، عن ابن سنان(5).

161 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من

ص: 203


1- رجال الكشي: 136/80.
2- رجال الكشي: 81/39 .
3- معاني الأخبار: 9/202 .
4- كمال الدين: 37/284 .
5- رجال الكشي: 736/391 .

أصحابنا، عن ابن سنان(1).

103 - سهيل بن محمد

162 - وعن علي بن محمد، عن محمد، عن محمد بن موسى، عن سهل بن خلف، عن سهيل بن محمد(2) .

104 - سورة بن كليب

163 - وعن الحسين بن اشكيب، عن عبد الرحمن بن حماد، عن محمد بن إسماعيل الميثمي، عن حذيفة بن منصور، عن سورة بن كليب (3)

105 - سيف بن مصعب العبدي

164 - وعن حمدان بن أحمد الكوفي، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن سيف بن مصعب العبدي (4).

106 - شهاب

165 - وعن عبد الله عبد الله بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن شهاب (5). 166 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن فضيل، عن شهاب (6).

107 - شهاب بن عبدربه

167 - وعن عبد الله بن محمد، عن العباس بن عامر ، عن أبي جميلة، عن شهاب بن عبدربه(7).

ص: 204


1- رجال الكشي: 959/501 .
2- رجال الكشي: 1011/528.
3- رجال الكشي: 706/376 .
4- رجال الكشي: 747/401.
5- رجال الكشي: 782/414 .
6- رجال الكشي: 781/414.
7- رجال الكشي: 787/415 .

168 - وعن علي بن الحسين بن علي بن فضال، عن عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن شهاب بن عبدربه(1).

169 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام، عن شهاب بن عبدربه (2).

108 - صالح بن سهل

170 - وعن إسحاق بن محمد، عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد لرحمن الأصم، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن صالح بن سهل(3) .

109 - أبو الصباح

171 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن أبي الصباح(4) .

110 - أبو الصباح الكناني

172 - وعن الشاذاني، عن الفضل، عن علي بن الحكم وغيره عن أبي الصباح الكناني(5).

173 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، عن أبي الصباح الكناني (6).

ص: 205


1- رجال الكشي: 149/94 .
2- رجال الكشي: 785/415.
3- معاني الأخبار: 3/111.
4- رجال الكشي: 283/169 و 350/199 و: 435/239.
5- رجال الكشي: 656/350 .
6- رجال الكشي: 474/255 .

111 - صفوان

174 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن صفوان (1).

112 - صفوان بن يحيى

175 - وعن الحسين بن إشكيب، عن موسى بن القاسم البلخي، عن صفوان بن يحيى(2).

176 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى(3) .

177 - وعن علي بن محمد القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى(4) .

113 - أبو الضبار

178 - وعن حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن عاصم بن عمار، عن نوح بن دراج، عن أبي الضبار (5).

114 - ضريس الكناسي

179 - وعن علي بن محمد القمي، عن محمد القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن

هاشم، عن أبي أحمد الأزدي، عن ضريس الكناسي (6).

115 - أبو طالب القمي

180 - وعن حمدان بن أحمد النهدي، عن أبي طالب القمي(7) .

ص: 206


1- رجال الكشي: 899/472 .
2- جمال الاسبوع: 330.
3- رجال الكشي: 959/501.
4- رجال الكشي: 978/507 .
5- رجال الكشي: 421/232.
6- كمال الدين: 12/329.
7- رجال الكشي: 1074/567.

116 - طاووس

181 - وعن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن حمدان بن سليمان أبو الخير، عن أبي محمد عبد الله بن محمد اليماني عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي، عن أبيه الحسين، عن طاووس (1).

117 - طريف أبو نصر

182 - وعن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن الدقاق، عن إبراهيم بن محمد العلوي، عن طريف أبو نصر(2) .

118 - عائشة

183 - وعن محمد بن حاتم، عن سويد بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحيم اليماني عن ابن ميناء، عن أبيه، عن عائشة (3).

119 - عامر بن عبد الله بن جذاعة

184 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف ابن عميرة، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة (4).

12 - العباس بن هلال

185 - وعن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن الوليد بن خالد الكوفي، عن العباس بن هلال(5).

ص: 207


1- رجال الكشي: 105/55 .
2- کمال الدين: 12/441 .
3- أمالي المفيد: 6/72.
4- رجال الكشي: 282/168 .
5- رجال الكشي: 185/116 و 559/309 و: 624/338 و: 681/366 و: 735/390، الخصال: 6/582 ، معانى الأخبار: 1/138، عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 6/255 و: 14/81 .

121 - العباسي

186 - وعن علي، عن أحمد، عن أبي طالب، عن العباسي (1).

122 - عبد الأعلى

187 - وعن الحسين بن إشكيب، عن محمد بن السري عن الحسين بن سعيد، عن أبي أحمد محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن عبد الأعلى (2).

123 - عبد الرحمن بن أعين

188 - وعن أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن ،زیاد، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أعين (3).

189 - وعن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج(4) .

124 - عبد الرحمن بن الحجاج

190 - وعن علي بن محمد بن شجاع، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمیر، عن عبد الرحمن بن الحجاج(5) .

191 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى عن محمد بن عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج(6).

125 - عبد الرحمن بن سالم

192 - وعن جعفر بن محمد، عن أحمد، عن حمدان بن سليمان والعمركي بن علي،

ص: 208


1- رجال الكشي: 961/501.
2- معاني الأخبار : 1/349 .
3- رجال الكشي: 28/12.
4- رجال الكشي: 808/431 .
5- كمال الدين: 1/316.
6- رجال الكشي: 807/431 .

عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سالم (1).

126 - عبد الرحمن القصير

193 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبان، عن عبد الرحمن القصير (2).

127 - عبد الحميد بن أبي الديلم

194 - وعن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن عبد الحميد بن أبي الديلم (3).

128 - عبد الحميد الواسطي

195 - وعن جعفر بن محمد، عن العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الواسطي (4).

129 - عبد العزيز

196 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن عبد العزيز (5).

130 - عبدالغفار

197 - وعن أحمد بن عبد الله العلوي، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد الليثي عن عبد الغفار (6).

131 - أبو عبدالله الجدلي

198 - وعن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن العباس بن عامر وجعفر بن

ص: 209


1- شواهد التنزيل 2: 1084/327 .
2- رجال الكشي: 236/148.
3- رجال الكشي: 662/353 .
4- كمال الدين: 2/644 .
5- رجال الكشي: 976/506 .
6- رجال الكشي: 73/36 .

محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان الأحمر، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي داود، عن أبي عبد الله الجدلي(1).

132 - عبد الله بن سليمان

199 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن ربيع المسلى عن عبد الله بن سليمان (2).

133 - عبد الله بن سنان

200 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي محمد بن عيسى، عن یوتس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان (3).

201 - وعن أبي عبد الله الحسين بن إشكيب، عن الحسن بن خرزاذ القمي، عن محمد ابن حماد الساسي عن صالح بن فرج عن زيد بن المعدل عن عبد الله بن سنان (4).

134 - عبد الله السوري

202 - وعن جعفر بن معروف، عن أبي عبد الله البلخي، عن عبد الله السوري(5).

135 - عبد الله بن عباس

203 - وعن أبي أحمد محمد بن أحمد بن روح الطرطوسي، عن محمد بن خالد العباسي، عن إسحاق بن نجيح ، عن عطاء، عن عبد الله بن عباس(6).

204 - وعن الحسين بن إشكيب، عن محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة الأسدي

ص: 210


1- رجال الكشي: 147/93 .
2- شواهد التنزيل 1: 93/60.
3- كمال الدين: 49/351.
4- رجال الكشي: 47/20.
5- كمال الدين: 13/441.
6- شواهد التنزيل 2: 1054/305 .

عن أبي بكر الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، رفعه، عن عبد الله بن عباس (1).

205 - وعن سهل بن بحر، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن عون ابن أذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عباس (2).

206 - وعن محمد بن حاتم، عن منصور بن أبي مزاحم، عن أبي سعيد المؤدب، عن عبد الله بن عباس(3) .

207 - وعن نصر بن أحمد، عن عيسى بن مهران، عن علي بن خلف العطار، عن يحيى بن يعلى، عن هارون بن الحكم، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس (4).

136 - عبد الله بن عمر

208 - وعن الفتح بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن إدريس، عن أبي نصر فتح بن عمرو التميمي عن الوليد بن محمد بن زيد بن جدعان عن عمه عن عبد الله بن عمر(5) .

137 - عبد الله بن أبي يعفور

209 - وعن حمدويه عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز، عن عبد الله بن أبي يعفور (6).

138 - عبد الملك بن أعين

210 - وعن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن

ص: 211


1- الخصال: 8/343 .
2- شواهد التنزيل 1: 249/192.
3- شواهد التنزيل 1: 196/143 .
4- شواهد التنزيل 1: 13/21 .
5- شواهد التنزيل 2: 904/197.
6- التهذيب 2: 1420/343 .

حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن عبد الملك ابن أعين (1).

139 - عبد الملك بن هشام الحناط

211 - وعن علي بن محمد القمي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبدالله محمد بن موسى بن عيسى عن اشكيب بن عبدك الكسائي، عن عبد الملك بن هشام الحناط(2) .

140 - عبيد بن زرارة

212 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن الحسن ابن محمد الصيرفي، عن يحيى بن المثنى العطار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة(3).

213 - والحسن بن جهم بن بكير، عن عمه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة (4).

214 - وعن عبد الله بن محمد، عن أبي داود المسترق، عن عبدالله بن راشد، عن عبيد بن زرارة (5).

215 - 215 - وعن علي بن الحسن، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة.

141 - عروة بن موسى

216 - وعن علي بن محمد بن يزيد عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي

ص: 212


1- رجال الكشي: 14/7 .
2- رجال الكشي: 503/284 .
3- کمال الدين: 49/351.
4- رجال الكشي: 316/181 .
5- رجال الكشي: 617/336.

نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه (1).

217 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عیسی و حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسى(2) .

142 - عقبة

218 - وعن عبد الله بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن عقبة عن أبيه (3).

143 - العلاء بن سيابة

219 - وعن جعفر بن محمد، عن العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن موسى النميري، عن العلاء بن سيابة (4).

144 - علي بن أحمد الرازي

220 - وعن أحمد بن علي بن كلثوم، عن علي بن أحمد الرازي (5).

145 - على بن أسباط

221 - وعن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط (6).

146 - علي بن جعفر

222 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن موسیابن القاسم، عن علي بن جعفر(7) .

223 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي، عن العبيدي، عن يونس بن

ص: 213


1- رجال الكشي: 516/292.
2- رجال الكشي: 348/198 .
3- رجال الكشي: 636/344.
4- كمال الدين: 1/644 .
5- كمال الدين: 5/408 .
6- رجال الكشي: 455/246.
7- کمال الدين: 48/351 .

عبد الرحمن، عن علي بن جعفر(1) .

224 - وعن جعفر بن محمد(2)، عن العمركي، عن علي بن جعفر (3).

225 - وعن الحسين، عن موسى بن القاسم البجلي، عن محمد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه (4).

226 - وعن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد، عن أبي يعقوب يوسف بن السخت عن العباس، عن علي بن جعفر(5) .

227 - وعن يوسف بن السخت، عن علي بن القاسم العريضي الحسيني، عن صفوان ابن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن إسحاق وعلي ابني أبي عبدالله جعفر بن محمد(6) .

147 - علي بن حسان

228 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابنا (7).

148 - علي بن الحسين بن داود القمي

229 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي(8) .

ص: 214


1- تفسير العياشي الحديث: 1399 .
2- في المعاني: جعفر بن أحمد.
3- معاني الأخبار: 2/369، التهذيب 2: 1583/379.
4- تفسير العياشي الحديث: 416.
5- رجال الكشي: 1130/607.
6- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 3/38.
7- رجال الكشي: 538/300.
8- رجال الكشي: 967/503 .

149 - علي بن أبي حمزة

230 - وعن أبي الحسن، عن أبي داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة (1).

231 - وعن حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن أبي داود المسترق عن عتيبة بياع القصب، عن علي بن أبي حمزة البطائني(2) .

232 - وعن علي بن الحسن، عن أبي داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة (3).

150 - علي بن عاصم الكوفي

233 - وعن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن الدقاق وإبراهيم بن محمد عن علي بن عاصم الكوفي (4).

151 - علي بن عبد الله الزبيري

234 - وعن محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس، عن أبي جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره، عن علي بن عبدالله الزبيري(5).

152 - على بن عقبة

235 - وعن جعفر بن أحمد، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، والعمركي بن علي البوفكي النيسابوري، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله الحجال عن علي بن عقبة (6).

153 - على بن القصير

236 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب، عن علي بن القصير،

ص: 215


1- رجال الكشي: 835/444 .
2- رجال الكشي: 832/443 .
3- رجال الكشي: 754/403 .
4- كمال الدين: 1/482.
5- رجال الكشي: 860/455 .
6- رجال الكشي: 59/31.

عن بعض رجاله (1).

154 - على بن مهزيار

237 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزیار (2).

155 - على بن ميمون الصائغ

238 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن الحسن، عن جعفر بن بسير، عن علي بن ميمون الصائغ (3).

156 - عمار الساباطي

239 - وعن إبراهيم بن محمد بن فارس، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي(4) .

240 - وعن جبريل بن أحمد، عن موسى بن جعفر، عن على بن أشيم، عن رجل، عن عمار الساباطي (5).

241 - وعن القاسم بن هشام اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي (6).

157 - عمار بن ياسر

242 - وعن سلمة بن محمد، عن خالد بن يزيد عن إسحاق بن عبد الله بن محمد عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن، عن جده، عن عمار بن ياسر (7).

ص: 216


1- رجال الكشي: 244/151.
2- رجال الكشي: 1039/549 .
3- رجال الكشي: 680/366 .
4- رجال الكشي: 667/361 .
5- رجال الكشي: 245/151.
6- كمال الدين: 7/645 .
7- شواهد التنزيل : 231/174.

158 - عمران الزعفراني

243 - وعن جبريل بن أحمد، عن العبيدي، عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن عمران الزعفراني (1).

159 - عمران بن ميثم

244 - وعن علي بن الحسن بن فضال، عن أحمد بن محمد الأقرع، عن داود بن مهزيار، عن علي بن إسماعيل عن فضيل، عن عمران بن ميثم(2).

160 - عمر بن أذينة

245 - وعن محمد بن نصير ، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد ابن الفضيل، عن عمر بن أذينة (3).

161 - عمر بن علي بن الحسين

246 - وعن علي بن أبي علي الخزاعي عن خالد بن يزيد العمري، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي بن الحسين (4).

162 - عمر بن يزيد

247 - وعن جعفر بن معروف عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن عذافر، عن عمر ابن یزید (5).

163 - عمرو بن حنظلة

248 - وعن حمدويه، عن محمد بن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن عمرو بن

ص: 217


1- رجال الكشي: 241/149.
2- رجال الكشي: 137/81 .
3- شواهد التنزيل 1: 263/203 .
4- رجال الكشي: 203/127 و 204.
5- أمالي الطوسي: 53/45 .

حنظلة (1).

164 - عمرو بن عثمان

249 - وعن علي بن الحسن، عن عمرو بن عثمان (2).

165 - عنبسة العابد

250 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى عن الحسن بن سعيد، عن علي بن حدید، عن عنبسة العابد (3).

166 - عيسى

251 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن مياح عن عيسى(4) .

167 - عيسى بن أبي منصور

252 - وعن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبى منصور ((5).

168 - الفتح بن يزيد الجرجاني

253 - وعن جعفر بن أحمد، عن علي بن محمد بن شجاع، عن محمد بن عثمان، عن حميد بن محمد، عن أحمد بن الحسن بن صالح (6)، عن أبيه، عن الفتح بن يزيد الجرجاني (7).

ص: 218


1- معاني الأخبار : 6/339 .
2- رجال الكشي: 575/318 .
3- رجال الكشي: 449/244 .
4- رجال الكشي: 536/299 .
5- رجال الكشي: 262/158 .
6- في عيون أخبار الرضا علیه السلام : أحمد به الحسن الصالح.
7- الخصال: 54/450 ، عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 3/254 .

169 - أبو الفضل الخراساني

254 - وعن حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الخراساني (1).

170 - الفضل بن شاذان

255 - وعن عبد الله بن حمدويه البيهقي، عن الفضل بن شاذان (2).

171 - فضيل بن عثمان

256 - وعن علي بن محمد القمي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان (3).

172 - فلان بن حميد

257 - وعن أبي عبد الله الحسين بن إشكيب عن بكر بن صالح الرازي، عن إسماعيل بن عباد القصري، عن فلان بن حميد(4) .

173 - قاسم الصيرفي

258 - وعن علی بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن زكريا عن ابن مسكان، عن قاسم الصيرفي(5) .

174 - القاسم الصيقل

259 - وعن محمد بن نصير، و حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل (6).

ص: 219


1- رجال الكشي: 1145/614 .
2- رجال الكشي: 850/451 .
3- رجال الكشي: 333/190 .
4- رجال الكشي: 821/436 .
5- رجال الكشي: 539/301 .
6- رجال الكشي: 683/367.

175 - كميت بن زيد الأسدى

260 - وعن على بن الحسن عن العباس بن عامر القصباني وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن عقبة بن بشير الأسدي، عن كميت بن زيد الأسدى(1).

176 - ليث المرادي

261 - وعن الحسين بن إشكيب، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ليث المرادي (2).

262 - وعن جبريل بن أحمد، عن العبيدي، عن يونس، عن خطاب بن مسلمة، عن ليث المرادي (3).

177 - أبو مالك الاحمسي

263 - وعن أبي يعقوب إسحاق بن محمد البصري، عن أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الاحمسي(4) .

178 - محمد بن بشير

264 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد، عن محمد ابن بشیر(5).

179 - محمد بن حكيم

265 - وعن علي بن محمد بن يزيد القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن

ص: 220


1- رجال الكشي: 365/207.
2- رجال الكشي: 84/40 .
3- رجال الكشي: 240/149 .
4- رجال الكشي: 330/187 و 331/188 .
5- رجال الكشي: 22/10 .

إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن عمران الهمداني، عن يونس، عن محمد بن حكيم(1).

180 - محمد الخزاعي

266 - وعن جعفر بن أحمد، عن أبي الحير، عن جعفر بن محمد الخزاعي، عن أبيها(2) .

181 - أبو محمد الرازي

267 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي (3).

182 - محمد بن سعيد الأذخرى

268 - وعن علي بن عبد الله، عن بكر بن صالح، عن أبي الخير، عن محمد بن حسان، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل الدارمي، عن محمد بن سعيد الأذخرى(4).

183 - محمد بن سهل

269 - وعن الحسين بن إشكيب، عن موسى بن القاسم البلخي، عن محمد بن سهل عن أشياخه وعدة من أصحابنا (5) .

184 - محمد بن سيرين

270 - وعن محمد بن حاتم، عن أبي بهر محمد بن نصر، عن الحسن بن إسحاق أبو

ص: 221


1- رجال الكشي: 845/449 .
2- شواهد التنزيل 2: 1004/268 .
3- رجال الكشي : 1009/526 و: 1009/526 و: 1053/557 .
4- علل الشرائع: 1/129 .
5- جمال الاسبوع: 330 .

معمر ، عن عبد الوارث [بن ] أيوب، عن محمد بن سيرين(1) .

185 - محمد بن صالح بن على بن محمد بن قنبر الكبير

271 - وعن جعفر بن معروف، عن أبي عبد الله البلخي، عن محمد بن صالح بن علي ابن محمد بن قنبر الكبير(2) .

186 - محمد بن عائشة

272 - وعن محمد بن جعفر، عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، عن العلاء ابن محمد بن زكريا عن عبيد الله بن محمد بن عائشة، عن أبيه (3)(3).

187 - محمد بن عذافر

273 - وعن علی بن محمد بن فيروزان، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم ابن هشام، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر (4) .

188 - محمد بن على بن النعمان

274 - وعن إسحاق بن محمد البصري، عن أحمد بن صدقة الكاتب الانباري، عن أبي مالك الأحمسي، عن محمد بن علي بن النعمان (مؤمن الطاق) (5).

189 - محمد بن الفرج

275 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد ابن عبدوس الخلنجي، عن محمد بن دادنه عن محمد بن الفرج(6) .

ص: 222


1- شواهد التنزيل 1: 27/28 .
2- كمال الدين: 15/442 .
3- رجال الکشی: 207/129 الاختصاص: 191 .
4- رجال الكشي: 371/210 .
5- رجال الكشى 329/186 .
6- فلاح السائل: 162 .

190 - محمد بن الفضيل

276 - وعن عمران، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل (1).

277 - وعن علي بن محمد، عن عمران، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل (2).

191 - محمد بن مسلم

278 - وعن جعفر بن أحمد، عن علي بن الحسن وعلي بن محمد، عن العبيدي، عن يونس، عن العلاء، عن محمد بن مسلم(3).

++

279 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي، عن محمد بن حبيب الازدي، عن عبد الله بن حماد حماد، عن عن عبد عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن ذريح، عن محمد ابن مسلم (4).

280 - وعن الحسين، عن محمد بن علي عن المفضل بن صالح، عن محمد الحبی، عن محمد بن مسلم (5).

281 - وعن أبي العباس بن المغيرة عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حزم وربعي عن محمد بن مسلم(6).

282 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم(7).

ص: 223


1- بحار الأنوار 52: 22/128 عن كمال الدين: 4/645.
2- کمال الدين: 13/413.
3- التهذيب 2: 1441/348.
4- رجال الكشي: 281/167.
5- شواهد التنزيل 2: 905/199 .
6- شواهد التنزيل 1: 450/324.
7- معاني الأخبار: 1/369 .

283 - وعن محمد بن نصير ، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن عبد الله ابن بكير، عن محمد بن مسلم (1).

192 - محمد بن يزيد الهاشمي

284 - وعن يوسف بن السخت، عن علي بن القاسم العريضي، عن أبيه، عن صفوان ابن يحيى، عن حيدر بن أيوب، عن محمد بن يزيد الهاشمي (2).

193 - مرازم

285 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم (3).

194 - أبو مريم الأنصاري

286 - وعن علي بن محمد بن فيروزان القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن الحجال، عن أبي مريم الأنصاري(4) .

287 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زاذويه، عن أيوب بن نوح، عمن رواه، عن أبي مريم الأنصاري(5).

195 - مسعدة بن صدقة

288 - وعن محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن علي الحداد .. عن مسعدة بن صدقة(6) .

ص: 224


1- التهذيب 3: 942/306 .
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 15/27 .
3- رجال الكشي: 527/297 .
4- رجال الكشي: 369/209.
5- رجال الكشي: 80/39 .
6- رجال الكشي: 40/17 و: 127/72.

196 - مسمع- كردين أبو سيار

289 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار(1) .

197 - مصادف

290 - وعن أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن مصادف(2) .

198 - معاوية

291 - وعن جعفر بن أحمد، عن علي بن الحسن، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية (3).

199 - معاوية بن حكيم

292 - وعن حمدان بن أحمد، عن معاوية بن حكيم.

و محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد، عن معاوية ابن حكيم، عن أبيه، عن جده(4) .

200 - معاوية بن عمار

293 - وعن إبراهيم بن علي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن عمار (5).

201 - معروف بن خربوذ

29 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ويعقوب بن

ص: 225


1- رجال الكشى: 29 / 436 و: 780/413.
2- رجال الكشي: 846/449 .
3- التهذيب 2: 1419/343 .
4- رجال الكشي: 519/294.
5- معاني الأخبار: 8/339 .

يزيد، عن سليمان بن الحسن، عن سعد بن أبي خلف الزام، عن معروف بن خربوذ(1).

202 - معمر بن خلاد

295 - وعن علي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي طالب، عن معمر بن خلاد(2) .

296 - وعن علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد (3).

203 - مفضل الجعفي

297 - وعن محمد بن نصير، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر، عن مفضل الجعفي(4).

204 - مفضل بن عمر

298 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى عن يونس، عن عيسى بن سليمان ،وعدة، عن مفضل بن عمر(5) .

205 - مفضل بن مزيد

299 - وعن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن مفضل ابن مزيد أخي شعيب الكاتب(6).

300 - وعن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن محمد بن علي وغيره، عن ابن أبي

ص: 226


1- كمال الدين: 13/329 .
2- رجال الكشي: 960/501 .
3- رجال الكشي: 151/95 و: 518/293 و :1035/546.
4- علل الشرائع: 2/53.
5- رجال الكشي: 284/169 .
6- رجال الكشى 701/374 .

عمير، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب (1).

206 - مندل العنزي

301 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الهيثم بن أبي مسروقT عن جندل بن والق التغلبي، عن مندل العنزي يرفعه إلى النبي(2) .

207 - منذر بن قابوس

302 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد، عن منذر بن قابوس(3) .

208 - منصور بن حازم

303 - وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن منصور بن حازم (4).

209 - موسى بن بكر الواسطي

304 - وعن جعفر بن معروف، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن موسى ابن بكر الواسطى(5).

305 - وعن عبد الله بن محمد بن خلف، عن علي بن حسان الواسطي، عن موسى بن بكر (6).

210 - ميثم التمار

306 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن العباس بن معروف،

ص: 227


1- رجال الكشي: 702/374 .
2- شواهد التنزيل 2: 785/106 .
3- رجال الكشي: 1070/566 .
4- علل الشرائع : 4/147.
5- كمال الدين: 3/644، وفي بحار الأنوار :52 21/128: موسى بن بكر، عن محمد الواسطي.
6- رجال الكشي: 582/321.

عن صفوان، عن يعقوب بن شعیب عن صالح بن ميثم عن أبي خالد التمار عن ميثم التمار (1).

211 - ميسر

307 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الوشاء عن بعض أصحابنا، عن ميسر (2).

212 - نسیم

308 - وعن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن الدقاق، عن إبراهيم بن محمد العلوي، عن نسيم(3) .

213 - النضر بن سويد

309 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سوید، رفعه (4).

214 - هارون بن خارجة

310 - وعن جبرئيل بن أحمد عن العبيدي، عن يونس، عن هارون بن خارجة (5).

215 - أبو هاشم الجعفري

311 - وعن علي بن محمد، عن أبي العباس الحميري عبدالله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري (6).

216 - أم هاني الثقفية

312 - وعن نصر بن الصباح، عن جعفر بن سهيل، عن أبي عبد الله أخو أبي علي

ص: 228


1- رجال الكشي: 135/80 .
2- رجال الكشي: 447/244 و : 458/247 و : 301 /540 .
3- کمال الدين: 11/441 .
4- رجال الكشي: 611/334 .
5- رجال الكشي: 239/149 .
6- رجال الكشى: 923/486 .

الكابلي عن القابوسي عن نصر بن السندي عن الخليل بن عمرو، عر علي ابن الحسين الفزاري، عن إبراهيم بن عطية، عن أم هاني الثقفية (1).

217 - هشام بن الحكم

313- وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق، عن علي ابن معبد، عن هشام بن الحكم (2).

218 - هشام بن سالم

314 - وعن عبد الله بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن السماك، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم (3).

315 - وعن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم(4).

316 - وعن علي بن محمد بن يزيد القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم عن محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، عن هشام بن سالم (5).

317 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن هشام ابن سالم (6).

219 - واصل

318 - وعن أبي على المحمودي، عن واصل (7).

ص: 229


1- كمال الدين: 14/330.
2- رجال الكشي: 491/273 .
3- من لا يحضره الفقيه :1 1560/356 .
4- رجال الكشي: 280/167.
5- رجال الكشي: 494/275 .
6- التهذيب : 487/205 و : 844/284 .
7- رجال الكشي: 1144/614.

220 - الوشاء

319 - وعن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الوشاء (1).

320 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء(2).

221 - الوليد بن صبيح

321- وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح (3).

222 - ابن أبي يعفور

322 - وعن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سلام، عن حبيب الخثعمي عن ابن أبي يعفور(4) .

223 - يعقوب الأحمر

(4)

323 - وعن الفضل، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن يعقوب الأحمر(5) .

224 - يعقوب بن منقوش

324 - وعن آدم بن محمد البلخي عن علي بن الحسن بن هارون الدقاق، عن جعفر ابن محمد بن عبد الله بن قاسم بن إبراهيم بن مالك الأشتر، عن يعقوب بن منقوش(6) .

ص: 230


1- علل الشرائع 2/50، رجال الكشي: 625/339.
2- رجال الكشي: 654/350 ، تقدم في: الحسن بن علي الوشاء.
3- رجال الكشي: 710/379 .
4- رجال الكشي: 553/307 .
5- رجال الكشي: 262/158.
6- كمال الدين: 2/407 و: 5/436.

225 - يعقوب بن يقطين

325 - وعن محمد بن نصير وجبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يقطين (1).

226 - يونس

326 - وعن جبريل بن أحمد الفاريابي، عن محمد بن عيسى العبيدي ، عن يونس (2).

327 - وعن محمد بن سعد بن مزيد الكشي و محمد بن أبي عوف البخاري، عن أبي على المحمودي، عن أبيه، عن يونس(3) .

328 - وعن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى عن يونس(4) .

227 - يونس بن عبد الرحمن

329 - وعن جبريل بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن (5).

330 - وعن أبي العباس بن عبد الله بن سهل البغدادي الواضحي، عن الريان بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن (6).

331 - وعن علی بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد ابن ،جمهور عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن(7) .

ص: 231


1- رجال الكشي: 809/431 .
2- رجال الكشي: 479/265 .
3- رجال الكشي: 492/274 .
4- رجال الكشي: 716/382 .
5- رجال الكشي: 522/295 .
6- رجال الكشى 1104/590.
7- رجال الكشي: 888/467 .

228 - يونس بن يعقوب

332 - وعن علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني ، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق، عن محمد بن حماد عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب(1).

333 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، عنه (2).

انتهى القسم الثاني من ملحقات كتاب التفسير

لأبي النضر محمد بن مسعود العياشي،

ويليه القسم الثالث والأخير، ويتضمّن

فهارس كتاب التفسير .

ص: 232


1- رجال الكشي: 490/271 في بحار الأنوار 23: 11/8: عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق، عن محمد بن يزيد القمي، عن محمّد بن حماد...
2- رجال الكشي: 607/332 .

الفهارس

اشارة

1 - فهرس الآيات القرآنية

2 - فهرس الأحاديث والآثار

3 - فهرس أعلام المعصومين الأربعة عشر علیهم السلام

4 - فهرس الرواة والأعلام

ه - فهرس البقاع والأماكن

6 - فهرس الفرق والطوائف والجماعات

7 - فهرس المصادر

8 - فهرس المحتوى

ص: 233

ص: 234

1 - فهرس الآيات القرآنية

1 - فهرس الآيات القرآنية (1)

الآية *** رقمها *** الجزء والصفحة

الفاتحة/ 1

بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين *** 1 و 2 *** ج 2 : 437

البقرة/ 2

الم* ذلك الكتاب *** 1و2 *** ج 2: 136 و 377

ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الآخر.... *** 8 *** ج 2: 55

فيها أزواج مطهرة *** 25 *** ج 1: 294

إني جاعل في الأرض خليفة... *** 30 *** ج 1: 117 و 118

لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت... *** 32 *** ج 1: 111

يا ادم أنبئهم بأسمائهم.. *** 33 *** ج 1: 115

اسجدوا لآدم *** 34 *** ج 1: 116

للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر *** 40 *** ج 1: 238

وءَاتوا الزكاة *** 43 *** ج 2: 256

ص: 235


1- هذا الفهرس لا يشمل جميع الآيات القرآنية الموجودة في التفسير، بل يحتوي على الآيات التي جاءت في الحديث مُنْظَمة مع آيات أخرى كشواهد ومؤيدات، أما باقي الآيات التي تعرض المؤلف لتفسيرها فهي مرقمة ومرتبة في التفسير وفقاً لتسلسلها في القرآن الكريم.

وقولوا للناس حسناً *** 83 *** ج2: 228

قالوا قلوبنا غلف *** 88 *** ج1: 454

يا أيها الذين امنوا *** 104 *** ج1: 120

أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين *** 125 *** ج1: 157

رب اجعل هذا بلداً ءامنا... *** 126 *** ج1: 153،154، ج2: 329،330

ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلّا من.... *** 130 *** ج1: 153

فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا... *** 14830 *** ج2: 194

إن الصفا والمروة من شعائر الله ... *** 158 *** ج1: 126، 436

الشهر الحرام بالشهر الحرام والحُرمات قصاص *** 194 *** ج2: 224

الحج أشهر معلومات *** 197 *** ج1: 200، 329

وما عند الله خير للابرار *** 198 *** ج1: 351

فمن تعجل في يومين فلا إثم... *** 203*** ج1: 204

كتب عليكم القتال *** 216 *** ج1: 183

يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير... *** 219 *** ج2: 146

ولا تقربو هن حتّى يطهرن *** 222 *** ج1: 383

فإن طلقها فلا تحل له من بعد... *** 230 *** ج1: 231

يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً *** 234 *** ج1: 247

فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً *** 239 *** ج1: 439

متاعاً إلى الحول غير إخراج *** 240 *** ج1: 238

و اتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس... *** 253 *** ج 1: 342

آل عمران/3

الم* الله *** 1و2 *** ج2: 136، 378

منه ءَايات محكمات هن أم الكتاب... *** 7 *** ج1: 86 ،109

إن كنتم تحبون الله فاتبعوني... *** 31 *** ج3:65

ص: 236

إن الله أصطف ادم *** 33 *** ج1 :128

إن الله اصطف ادم ونوحاً و ال عمران.... *** 33و 34 *** ج1: 449

ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم *** 34 *** ج1: 153

إلى نذرت لك ما في بطنى محرراً *** 35 *** ج1: 302

فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها انثى *** 36 *** ج1: 307

قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم... *** 61 *** ج2 :285

إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه *** 68 *** ج2 :414

وله أسلم من في السماوات والأرض... *** 83 *** ج2: 198، ج3: 10

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون *** 92 *** ج3: 42

إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة... *** 96 *** ج1: 157

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا *** 103 *** ج1: 214

كنتم خير أمة أخرجت للناس *** 110 *** ج1: 161

والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم *** 135 *** ج2: 325

أفإين مات أو قتل *** 144 *** ج1: 344، ج2: 264

ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون *** 158 *** ج2: 264

هم درجات عند الله *** 163 *** ج 1: 256

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم... *** 173 و 174 *** ج 1: 449

إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول ... *** 183 *** ج1: 143

كل نفس ذائقة الموت *** 185 *** ج1: 345، ج2: 264

فَتَبَذُوه وراء ظهورهم *** 187 *** ج3: 63

الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم *** 191 *** ج1: 360

يا أيها الذين امنوا أصبروا وصابروا ورابطوا *** 200 *** ج3: 67

النساء / 4

فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى... *** 3 *** ج1: 395

إن طبن لكم عن شيء منه... *** 4 *** ج1: 232

ص: 237

من كان غنياً فليستعفف ومن كان... *** 6 *** ج1: 221، 373

إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ... *** 10 *** ج1: 364

ما ملكت أيمانكم *** 24 *** ج1: 364

فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً... *** 43 *** ج2: 19،46

إن الله لا يغفر أن يشرك به.... *** 48 *** ج2: 325

فقد اتينا ال إبراهيم الكتاب والحكمة... *** 54 *** ج1: 300

فيها أزواج مطهرة *** 57 *** ج1: 294

أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم *** 59 *** ج1: 298،ج2: 56،58، ج3: 65

فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحَكِّمُوكَ... *** 65 *** ج2: 375

ومن يطع الله والرسول فأولئك... *** 69 *** ج1: 171

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم... *** 77 *** ج2: 419

من يطع الرسول فقد أطاع الله *** 80 *** ج1: 298، ج3: 65

قاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك *** 84 *** ج2: 188

والله أركسهم بما كسبوا... *** 88 *** ج2: 116

فتحرير رقبة *** 92 *** ج2: 82

إلا المستضعفين من الرجال والنساء... *** 98 *** ج2: 238

ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ... *** 100 *** ج2: 270

ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر .... *** 110 *** ج1: 339، ج2: 99

إن الله لا يغفر أن يشرك به... *** 116 *** ج2: 325

لكن الله يشهد بما أنزل إليك... *** 166 *** ج1: 81

المائدة/5

فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق *** 6 *** ج2: 44، 46

الذين قالوا ءَ امنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم *** 41 *** ج1: 284

ومن يتولهم منكم فانه منهم *** 51 *** ج2: 415

ص: 238

يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه *** 54 *** ج2: 108

ولو أن أهل الكتاب امنوا واتقوا... *** 65،66 *** ج2: 62

يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك *** 67 *** ج2: 57، 244

إنما الخمر والميسر والأنصاب... *** 90، 91 *** ج3: 14

لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم *** 95 *** ج2: 6

يا أيها الذين امنوا لا تسئلوا عن أشياء.... *** 101 *** ج3: 12

الأنعام / 6

ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه... *** 28 *** ج3: 131

وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع... *** 68 *** 452

لكن لم يهدنى ربى لأكونن.... *** 77 *** 217

ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود..... *** 84- 89 *** ج2: 108

فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها... *** 89 *** ج2: 55

وَنُقَلِّبُ أفئدتهم وأبصارهم... *** 110 *** ج3: 98

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام... *** 125 *** ج2: 48

من الضأن اثنين ومن المعز أثنين... *** 143و 144 *** ج2: 308

ولا تقتلوا أولادكم من إملاق... *** 151 *** ج3: 49

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها *** 160 *** ج1: 249، 270

الأعراف/ 7

المص *** 1 ***

اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم... *** 3 *** ج1: 109، 378

خلقتنى من نار وخلقته من طين *** 12 *** ج3: 61

ولا تجد أكثرهم شاكرين *** 17 *** ج2: 405

إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون *** 34 *** ج2: 91

وعلى الأعراف رجال *** 46 *** ج2: 262

ص: 239

وإلى عادٍ أخاهم هوداً *** 65 *** ج2: 310

أنا لكم ناصح أمين *** 98 *** ج2: 349

وإلى مدين أخاهم شعيباً *** 85 *** ج2: 105

إنى اصطفيتك على الناس برسالاتي *** 144و145 *** ج3: 99

وكتبنا له في الألواح من كلّ شيء *** 145 *** ج3: 19

ابن أم إن القوم استضعفونى *** 150 *** ج2: 206

إن هى إلا فتنتك تضل بها من تشاء.... *** 155 *** ج1: 144، 162

قل ... إنى رسول الله إليكم جميعاً *** 158 *** ج1: 450

إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً *** 163 *** ج2: 168

ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب... *** 169 *** ج2: 277، 278

ممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون *** 181 *** ج2: 62

الأنفال/8

إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة *** 16 *** ج1: 423

من يتوكل على الله *** 49 *** ج2: 383

حرض المؤمنين على القتال *** 65 *** ج1: 424

أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض *** 75 *** ج1: 409، 410

التوبة/9

فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ... *** 2 *** ج2: 6، 218

فإخوانكم في الدين *** 11 *** ج2: 218

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله *** 29 *** ج1: 140

قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة *** 36 *** ج2: 193

يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين *** 61 *** ج1: 367

فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة... *** 122 *** ج3: 12

وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول... *** 124و 125 *** ج3: 89

ص: 240

يونس /10

الر *** 1 ***ج 1: 109 ج 2: 137، 378

للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... *** 26 *** ج2: 273

بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله *** 39 *** ج2: 169

فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك... *** 94 *** ج1: 278

إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون *** 96 *** ج2: 48

فهل ينظرون إلّا مثل أيام الذين خلوا... *** 102 *** ج3: 69

هود/11

وكان عرشه على الماء *** 7 *** ج2: 113

ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة *** 8 *** ج2: 195

فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك.... *** 12 *** ج2: 244

ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم *** 34 *** ج3: 67

وإلى ثمود أخاهم صالحاً *** 62 *** ج2: 150

قالوا سلاماً قال سلام *** 69 *** ج2: 433

ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى *** 69- 73 *** ج2: 434

يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك... *** 76 *** ج2: 434

ولا يلتفت منكم أحد إلّا أمرأتك.... *** 81 *** ج2: 433

واستغفروا ربكم ثمّ توبوا إليه *** 90 *** ج1: 223

فمنهم شق وسعيد *** 105 *** ج2: 324

فاستقم كما أمرت ومن تاب معك.... *** 112 *** ج1: 81

یوسف/ 12

إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس.... *** 4 *** ج2: 336

و لمّا بلغ أشده ، ءاتيناء حكماً وعلماً *** 22 *** ج3: 129

هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون *** 89 *** ج1: 378

ص: 241

تالله لقد اثرك الله علينا *** 92 *** ج1: 454

الرعد / 13

المر تلك ايات الكتاب... *** 1 *** ج1: 109، ج2: 154

إلا بذكر الله تطمئن القلوب *** 28 *** ج1: 284

يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب *** 39 *** ج1: 150

قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم.... *** 43 *** ج1: 90

إبراهیم/ 14

لئن شكرتم لأزيدنكم *** 7 *** ج1: 167

ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفراً... *** 28و 29 *** ج3: 41

و اجنبني ويني أن نعبد الأصنام... *** 35 و 36 *** ج1: 158

ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل *** 44 *** ج1: 419

يوم تبدل الأرض غير الأرض *** 48 *** ج3: 94

الحجر/ 15

إني خالق بشراً من صلصال من حمأٍ... *** 28و 29 *** ج1: 111

إن عبادى ليس لك عليهم سلطان... *** 42 *** ج2: 405

قالوا سلاماً قال سلام إنا منكم وجلون.... *** 52 - 55 *** ج2: 313

فما خطبكم... قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين *** 57 و 58 *** ج 2: 313

قدرنا إنها لمن الغابرين *** 60 *** ج2: 313

أسر بأهلك بقطع من اليل... *** 65 *** ج2: 320

قالوا أولم ننهك عن العالمين *** 70 *** ج2: 318

ولقد اتيناك سبعاً من المثانى... *** 87 *** ج1: 99، 103

فاصدع بما تؤمر *** 94 *** ج3: 84

النحل / 16

وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت... *** 38 و 39 *** ج 1: 320

فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون *** 43 *** ج 2: 270

ص: 242

أفأمن الذين مكروا السيئات... *** 45و 46 *** ج1: 165

إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون *** 61 *** ج2: 90

وأوحى رتك إلى النحل أن اتخذى من الجبال... *** 68 -79 *** ج3: 15

يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه *** 69 *** ج1: 365، 366

إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان.... *** 106 *** ج1: 284، 289

الإسراء/ 17

اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم *** 14 *** ج3: 95

انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض... *** 21 *** ج1: 256

ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك... *** 29 *** ج3: 85

وإذا ذكرت ربك في القرة ان وحده... *** 46 *** ج1: 100، 103

ولقد فضلنا بعض النبين على بعض *** 55 *** ج1: 256

ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن... *** 74 *** ج1: 84

وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة... *** 82 *** ج3: 15

ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها *** 110 *** ج2: 439

الکهف/ 18

ماكثين فيه أبداً *** 3 *** ج2: 232

وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل *** 29 *** ج2: 404، 422

يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ... *** 49 *** ج3: 41

فاتخذ سبيله في البحر سرباً *** 61 *** ج3: 101

اتنا غذاء نا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً *** 62 *** ج3: 101، 104

مریم/ 19

إني خفت الموالى من وراءى *** 5 *** ج1: 302

وة اتيناه الحكم صبياً *** 12 *** ج3: 139

فاختلف الأحزاب من بينهم فويل... *** 37 *** ج1: 163

وما كان ربك نسياً *** 64 *** ج2: 44

ص: 243

إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات... *** 96و 97 *** ج2: 302

طه/ 20

وألقيت عليك محبة منى *** 39 *** ج2: 110

وإني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى *** 82 *** ج1: 377

فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع ... *** 123 *** ج1: 81، ج2: 383

من أعرض عن ذكرى *** 124 *** ج2: 383

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم... *** 131 *** ج2: 439

الأنبیاء/ 21

فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون *** 7 *** ج2: 270

وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام *** 8 *** ج2: 421

فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون... *** 12 - 15 *** ج2: 198

بل فعله كبيرهم *** 63 *** ج2: 354

وذا النون إذ ذهب مغاضباً... *** 87 *** ج2: 293، 294

الحج/ 22

فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور *** 30 *** ج3: 141

أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا... *** 39 *** ج2: 224

ما جعل عليكم فى الدين من حرج *** 78 *** ج2: 23

المؤمنون/23

قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون... *** 1-3 *** ج1: 452

أن أصنع الفلك.... *** 27 *** ج2: 305، 306

فبعداً للقوم الظالمين *** 41 *** ج2: 167

ولعلا بعضهم على بعض *** 91 *** ج3: 130

رب ارجعون * لعلى أعمل صالحاً... *** 99و 100 *** ج3: 131

الفرقان/25

أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً *** 24 *** ج2: 410

ص: 244

الذين إذا أنفقوا لم يسرقوا... *** 67 *** ج1: 219، ج3: 85

وإذا مروا باللغو مر واكراماً *** 72 *** ج1: 452

الشعراء /26

أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين *** 36 *** ج2: 156

النمل/ 27

هذا من فضل ربي ليبلوني أشكر أم أكفر *** 40 *** ج1: 167

إلّا امرأته قدرناها من الغابرين *** 57 *** 154

أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء... *** 62 *** ج2: 194

من جاء بالحسنة فله خير منها *** 89 *** ج1: 249

القصص/ 28

ربِّ إنى لمّا أنزلت إليّ من خير فقير *** 24 *** ج3: 98، 104

على أن تأجرني ثمانى حجج *** 27 *** ج1: 157

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه *** 55 *** ج1: 452

إنك لا تهدى من أحببت... *** 56 *** ج2: 296

من جاء بالحسنة فله خير منها *** 84 *** ج1: 249

العنکبوت/ 29

الم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا.... *** 1 - 3 *** ج1: 338

يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض... *** 25 *** ج2: 64

إن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها... *** 32 *** ج2: 313، 314، 316، 433

ولذكر الله أكبر *** 45 ***ج3: 95

الروم/ 30

لا تبديل لخلق الله *** 30 *** ج3: 69

فئات ذا القربى حقه والمسكين *** 38 *** ج3: 45، 46

ص: 245

لقمان / 31

ومن الناس من يشترى لهو الحديث *** 6 *** ج3: 133

واقصد فى مشيك واغضض من صوتك... *** 19 *** ج3: 53

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض... *** 25 *** ج2: 174

الأحزاب/ 33

النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم *** 6 *** ج1: 391

وما هي بعورة إن يريدون إلّا قراراً *** 13 *** ج2: 250

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت.... *** 33 *** ج1: 95، 355، 408

لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج *** 52 *** ج1: 381

سبأ / 34

أعملوا ال داود شكراً وقليل من عبادى الشكور *** 13 *** ج1: 301

ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه... *** 20 *** ج3: 62

ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب... *** 51 و 52 *** ج 2: 195

وقد كفروا به *** 53 *** ج2: 195

فاطر/35

إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح... *** 10 *** ج1: 339

کل نفس ذائقة الموت *** 21 *** ج2: 264

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا... *** 32 *** ج1: 171، ج3: 15، 79

فهل ينظرون إلا سنة الأولين.... *** 43 *** ج3: 69

یس/36

اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم *** 65 *** ج2: 94

من يحيى العظام وهي رميم... *** 78و 79 *** ج3: 56

الصافات / 37

إنى سقيم *** 89 *** ج2: 345

فامنوا فتعناهم إلى حين *** 148 *** ج2: 293

ص: 246

ص/ 38

حتّى توارت بالحجاب *** 32 *** ج1: 440

هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب *** 39 *** ج1: 88، ج2: 185

إن ذلك لحق تخاصم أهل النار *** 64 *** ج2: 94

خلقتنى من نار وخلقته من طين *** 76 *** ج3: 61

الزمر/ 39

وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج *** 6 *** ج2: 308

بشر عبادِ * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه... *** 17 و 18 *** ج 1 : 452

يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم... *** 53 *** ج2: 325

لئن أشركت ليحبطن عملك... *** 65 ***ج2: 179

فصلت/ 41

لم شهدتم علينا.... *** 21 *** ج2: 95

ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً... *** 33 *** ج1: 385، 448

الشورى/ 42

لتنذر أم القرى ومن حولها *** 7 *** ج2: 164

الزخرف/43

سبحان الذي سخر لنا هذا *** 13 *** ج1: 167

ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون *** 57 *** ج1: 449

لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه *** 63 *** ج3: 19

فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون *** 89 *** ج1: 287

الدُخان / 44

فيها يفرق كل أمر حكيم *** 4 *** ج1: 217

الفتح / 48

فأنزل الله سكينته على رسوله *** 26 *** ج1: 252

ص: 247

ق / 50

ونزلنا من السماء ماء مباركاً *** 9 *** ج1: 365، 366

أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد *** 15 *** ج2: 423

ولا تختصموا لدى *** 28 *** ج2: 94

الذاریات/ 51

والسماء ذات الحبك *** 7 *** ج2: 378

فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين... *** 35و36 *** ج2: 432

فتول عنهم فما أنت بملوم *** 54 *** ج1: 150

وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون *** 56 *** ج2: 329

القمر / 54

فطمسنا أعينهم *** 37 *** ج2: 317

الواقعة/ 56

السابقون السابقون... *** 10و 11 *** ج 2: 253

ما أصحاب الشمال... *** 41 - 43 *** ج 3: 63

لأكلون من شجر من زقوم... *** 52 - 55 *** ج 422:2

فسبح بأسم ربك العظيم *** 74 *** ج3: 170

الحديد/ 57

سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة... *** 21 *** ج2: 253

كل نفس ذائقة الموت *** 29 *** ج2: 264

المجادلة / 58

وأيدهم بروح منه *** 22 *** ج3 : 176

الحشر / 59

ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم... *** 7 *** ج1: 97، 298، 338، 421

يحبون من هاجر إليهم... *** 9 *** ج1: 298،

ص: 248

الممتحنة/ 60

ولا تمسكوا بعضم الكوافر *** 10 *** ج2: 13

المنافقون /63

سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم.... *** 6 *** ج2: 247

التغابن/ 64

اتقوا الله ما استطعتم *** 16 *** ج1: 333

ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون *** 16 *** ج2: 431

الطلاق/ 65

من يتق الله *** 1 *** ج2: 383

لينفق ذو سعة من سعته... *** 7 *** ج1: 250

القلم/68

ن والقلم وما يسطرون *** 1 *** ج1: 114

إنك لعلى خلق عظيم *** 4 *** ج1: 421

الحاقة / 69

وتعيها أذن واعية *** 12 *** ج1: 91

من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم أقره واكتابيه... *** 19 و 20 *** ج 3: 63

ولو تقول علينا بعض الأقاويل.... *** 44- 652 *** ج3: 22

المعارج/ 70

في أموالهم حق معلوم *** 24 *** ج1: 114

نوح/ 71

رب لا تذر على الأرض من الكافرين... *** 26و 27 *** ج2: 306

ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً *** 27 *** ج2: 305

الجنّ/72

إنا سمعنا قرة انا عجباً * يهدى إلى الرشد *** 1و 2 *** ج1: 75و 79

وأن المساجد الله فلا تدعوا مع الله أحداً *** 18 *** ج2: 47

ص: 249

القیامة/ 75

بل الإنسان على نفسه بصيرة *** 14 *** ج1: 220

فإذا قرأناه فاتبع قرءَانه *** 18 *** ج1: 81

الإنسان/76

إن الأبرار يشربون من كأس ٍ *** 5 *** ج3: 165

النبا / 78

يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون... *** 38 *** ج2: 93

عبس / 80

يوم يفر المرء من أخيه... *** 34- 37 *** ج2: 95

الأعلی/87

سبح اسم ربك الأعلى *** 1 *** ج1: 90

وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً *** 14 *** ج2: 348

إن هذا لفي الصحف الأولى... *** 18 و 19 *** ج1: 91

البينة /98

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب... *** 1 *** ج2: 412

إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية *** 7 *** ج 1: 449

ص: 250

2 - فهرس الأحاديث والآثار

«أ»

آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية (اليوم أكملت لكم دينكم) *** ج2 : 9

آدم وحواء *** ج2 : 419

آكل الربا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان *** ج1 : 277

آل محمّد أبواب الله وسبيله، والدعاة إلى الجنة *** ج1 : 192

آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم الصراط الذي دل عليه *** ج2 : 127

آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم هم حبل الله الذي أمر بالإعتصام به *** ج1 : 334

آمنوا بما جاء به محمّد صلی الله علیه وآله وسلم من الولاية *** ج2 : 105

آيتان في كتاب الله حصر الله النّاس ألا يقولوا ما لا يعلمون *** ج2 : 277

ية في كتاب الله مسجلة قلت ما هي؟ قال: قول الله تعالى: (هل جزاء *** ج3 : 154

ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان *** ج2 : 113

ابتلاهم الله بالوحش، فركبهم من كل مكان *** ج2 : 77

أبدلهما مكان الابن بنتاً، فولدت سبعين نبياً *** ج3 : 106

أبشروا، إنكم على إحدى الحُسنيين *** ج2 : 221

أبشروا بأعظم المنن عليكم، قول الله (وكنتم على شفا *** ج1 : 334

ابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها، ثمّ قال *** ج1 : 396

ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب *** ج3 : 94

ص: 251

ابن سبع سنين، قلت: فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر *** ج 2 : 338

أبو سفيان وأصحابه *** ج 2: 203

أبو فلان *** ج 2: 227

أتت امرأة إلى عمر، فقالت: يا أمير المؤمنين *** ج 1: 177

أتت فاطمة علیها السلام أبا بكر تُريد فدك، قال: هاتي أسود أو حمر يشهد بذلك *** ج 3: 45

أتدرون أي بقعة أعظم حرمة عند الله ؟ فلم يتكلم أحد *** ج 2 : 418

أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا، فقال: هو والله الأخبات *** ج 304:2

أتدرون مات النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أو قتل، إن الله يقول *** ج 1: 342

أتدري ما السلم، قال: قلت: أنت أعلم *** ج 1: 213

أتدري ما كان قميص يوسف؟ قال: قلت: لا *** ج 2: 365

أتدري ما مثل المغيرة بن سعيد؟ قال: قلت: لا *** ج 2: 176

أتدری ما یعني (بصراطى مستقيماً) قلت: لا *** ج 2: 127

أتدري يا جابر ما سبيل الله؟ فقلت: لا والله *** ج 1: 345

أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه *** ج 2: 142

إتق الله ولا تسرف، ولا تقتر، وكن بين ذلك قواماً *** ج 3: 47

اتقوا الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم *** ج 1: 140

اتقوا المحقرات من الذنوب، فإن لها طالباً *** ج 3: 141

إتمامهما إذا أداهما، يتقي ما يتقي المحرم فيها *** ج 1: 194

أتمهن بمحمد وعلي والأئمة من ولد علي *** ج 1: 153

ائتوا الأمور من وجهها *** ج 1: 193

أتى جبرئيل علیه السلام رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو بالابطح بالبراق *** ج1: 287

أتى رجل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فقال: إني راغب نشيط في الجهاد *** ج 1: 350

أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بايعني يا رسول الله *** ج 2: 225

أتى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم رجل من أهل البادية، فقال: يا رسول الله، إن لي بنين *** ج 2: 299

أتى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عمار بن یاسر، فقال يا رسول الله أجنبت الليلة *** ج 1 : 400

ص: 252

أتي عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون وقد شرب الخمر *** ج2: 75

أُتي النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم و عمال فقال للعباس ابسُط رداءك فخذ من هذا المال *** ج 2: 208

اجعلوا أمركم هذا الله ، ولا تجعلوه للنّاس *** ج2: 295

اجعلوها في ركوعكم، ولمّا نزل *** ج3: 170

الأجل الأول هو ما نبذه إلى الملائكة والرسل *** ج2: 91

الأجل الذي غير مسمّى موقوف يُقدم منه ما شاء *** ج2: 90

الأجل الذي يُسمى في ليلة القدر *** ج3: 13

أحب لقاءكم، ثم جلس ثم قال: أنتم أولوا الألباب *** ج2: 384

أحببتم وأبغض الناس، ووصلتم وقطع النّاس *** ج2: 184

الإحسار الإقتار *** ج3: 48

الإحسان أن تُحسن صحبتها، ولا تكلفها *** ج3: 42

إحصانهن أن يدخل بهن *** ج1: 387

أحلتها آية في كتاب الله قول لوط علیه السلام(هؤلاء بناتى ...) *** ج2: 387

أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز تأكل الطير منها *** ج2: 319

اخبرت أنهم أصحاب الجمل *** ج2: 190

أخبرك بما صنعت أنا بأمرأة كانت عندي *** ج 1: 233

أخبرني جابر بن عبد الله أن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه وسلم *** ج 2: 299

أخذ الهدهد والصرد والطاوس والغراب *** ج1: 269

أخذ بني أمية بغتةً، ويؤخذ بنو العباس جهرة *** ج2: 98

أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة *** ج2: 174

أخرها إلى السحر ليلة الجمعة *** ج2: 369

أخرهم إلى السحر، قال: يا رب إنما ذنبهم فيما بيني وبينهم *** ج2: 368

أدخله، فدخل، فقال له: جعلت فداك، إنه كان فرط مني شيء *** ج 1: 346

ادنوا الغذاء، إذا كان مثل هذا اليوم لم يحكم فيه سبب ترونه فلا تصوموا *** ج 2: 231

ص: 253

أدنى العقوق أفٍّ، ولو علم الله أن شيئاً أهون منه لنهى عنه *** ج3: 42

أدنى ما يخرج به الرجل من الاسلام أن يرى الرأي بخلاف الحق *** ج2: 14

إذا آلى الرجل من امرأته، لا يقربها *** ج1: 226

إذا أتى أحدكم أهله، فليكن قبل ذلك ملاطفة *** ج1: 102

إذا اجتمع العدة على قتل ،رجل، حكم الوالي بقتل أيهم شاء *** ج 3: 49

إذا أحدث السارق في غير الحرم، ثم دخل الحرم لم ينبغ لأحد أن يأخذه *** ج 1: 327

إذا أحدث العبد في غير الحرم ثم فرّ إلى الحرم لم ينبغ أن يؤخذ *** ج1: 327

إذا أحسن العبد المؤمن، ضاعف الله له عمله *** ج1: 271

إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله له عمله *** ج1: 270

إذا أخبر الله النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بشيء إلى وقت فهو قوله: ( أتى أمر الله *** ج3: 3

إذا أخذ السارق قطع من وسط الكف، فان عاد قطعت رجله *** ج2: 45

إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني الأكبر *** ج1: 166

إذا أراد الله أن يقبض روح إمام ويخلق بعده إماماً *** ج2: 115

إذا أراد الرجل الطلاق طلقها من قبل عدتها *** ج1: 235

إذا أردت الجامعة فقل بسم الله الرحمن الرحيم *** ج3: 60

إذا استيقظت من منامك، فقل الكلمات التي تلقى بها آدم *** ج1: 130

إذا أصبت الجواب - أو قال: الكلام - باذن الله *** ج2: 117

إذا أم الرجل القوم، جاء شيطان إلى الشيطان *** ج1: 100

إذا بلغ أشده: الاحتلام ثلاث عشرة سنة *** ج3: 51

إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة، فقد بلغ أشده *** ج3: 51

إذا بلغ وأونس منه رشد ولم يكن سفيهاً أو ضعيفاً *** ج1: 282

إذا بلغت النفس هذه - وأهوى بيده إلى حنجرته *** ج1: 378

إذا ترك الرجل أمه وأباه وابنته أو ابنه *** ج1: 458

إذا تمتع بالعمرة إلى الحج ولم يكن معه هدي *** ج1: 199

إذا جاز مهر السنّة فليس هذا مهراً، إنما هو نحل *** ج 1: 379

ص: 254

إذا حضر شهر رمضان، فقل: اللهم قد حضر *** ج1: 185

إذا حضرت الصلاة في الخوف، فرقهم الإمام فرقتين *** ج1: 437

إذا حلف الرجل بالله فله ثنياها إلى أربعين يوماً *** ج3: 90

إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني فليستتَنِ *** ج3: 91

إذا حلف ثلاث أيمان متتابعات *** ج1: 204

إذا حلفت ناسياً، ثمَّ ذكرت بعد، فاستثنه حين تذكر *** ج3: 92

إذا خرج القائم علیه السلام ، لم يبق مشرك بالله العظيم *** ج2: 231

إذا دخل الحرم فلا يذبح إن الله يقول (ومن دخله كان امنا) *** ج1: 327

إذا دعاك الرجل لتشهد على دين أو حق *** ج1: 283

إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد بانت *** ج1: 230

إذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة *** ج1: 369

إذا رجعت إلى أهلك *** ج1: 200

إذا زنى الرجل أدخل الشيطان ذكره، ثمّ عملا جميعاً *** ج3: 59

إذا زنى الرجل يجلد، وينبغي للإمام أن ينفيه *** ج2: 42

إذا زوّج الرجل غلامه جاريته، فرّق بينها حتّى شاء *** ج3: 17

إذا سافر أحدكم ، فقدم من سفره، فليأتِ أهله بما تيسر *** ج1: 445

إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله *** ج1: 451

إذا صار أهل الجنة في الجنة، ودخل ولي الله إلى جناته *** ج2: 242

إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار، فان الله جعل الحياء في العينين *** ج2: 110

إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها *** ج1: 240

إذا فات الرجل الصيام، فليبدأ صيامه من ليلة النفر *** ج1: 201

إذا قال الرجل لامرأته: أنت طالقة *** ج1: 234

إذا قام قائم آل محمّد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً *** ج2: 165

إذا قام القائم علیه السلام لا تبق أرض إلّا نودي فيها *** ج1: 320

إذا قتل الرجل المحرم حمامة ففيها شاة *** ج 2: 77

ص: 255

إذا قمتم من النوم قلت وينقض النوم الوضوء؟ قال: نعم *** ج2: 16

إذا كان أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد أنّه ما أمست بي من نعمةٍ *** ج 3: 36

إذا كان جاءك الحديثان المختلفان *** ج 1: 83

إذا كان كذلك فهم بطلاقها ، قالت له: أمسكني وأدع لك بعض ما عليك *** ج 447:1

إذا كان المشركون ابتدء وهم باستحلالهم ***

إذا كان من أهل الشرك ( فتحرير رقبة مؤمنة) ***

إذا كان ينوى أن يؤدى إليهم فلا ***

إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نور ***

إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابه *** ج 3: 95

إذا كان يوم القيامة، قال الله عزّ وجلّ: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم ... *** ج 3: 66

إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش *** ج 2: 260

إذا كانت لك حاجة، فاقرأ المثاني وسورة *** ج 1: 101، ج 2: 437

إذاً لا يعبد الله، يا أبا يوسف، لا تخلو الأرض من عالم *** ج 1: 359

إذا لم يكن عنده فضل يومه عن قوت عياله *** ج 2: 71

إذا لم يكن النصف، من عدوك صليت إيماء *** ج 1: 246

إذا نزلت بكم شدة، فاستعينوا بنا على الله *** ج 2: 176

إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين، لم ينصب لأهل البلاء ميزان *** ج 3: 149

إذا نشزت المرأة على الرجل فهي الخلعة *** ج 1: 395

إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه *** ج 2 : 407، 409

إذا وضعوها كذا، وبسط يديه إحداهما مع الأخرى *** ج 1: 339

إذا يدعونكم إلى دينهم، قال: ثم قال بيده إلى صدره *** ج 3: 11

الأذان أمير المؤمنين علي علیه السلام *** ج 2 : 217

(اذكروا ما فيه) واذكروا ما في تركه من العقوبة *** ج 1: 136

أذن في هلاك بني أمية بعد إحراق زيد بسبعة أيام *** ج 2: 54

أرأيت أحداً يزعم أن الله أمرنا بالزنا وشرب الخمر *** ج 2 : 140

ص: 256

أرأيت لو أن الله أوحى إليك أني أختار لك أو تختار لنفسك *** ج 3: 105

أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم، فمن يأتيكم بامام جديد *** ج 3: 161

أربع، فخذ أربعاً بأربع، إذا حارب الله ورسوله *** ج 43:2

أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم *** ج 1: 169

أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة *** ج 1: 169

أرجه، قال (و ءاخرون مرجون لأمر الله ) الآية *** ج 2: 262

الأردية في العيدين والجمعة *** ج 2: 143

الأرزاق موظوفة مقسومة، والله فضل يقسمه ما بين طلوع الفجر *** ج 1: 394

أرسل الله على أصحاب الفيل طيراً مثل الخطاف ونحوه *** ج 3 : 175

أرسل الحجاج إلى يحيى بن معمر، قال: بلغني أنك تزعم أن الحسن *** ج 2: 106

أرسل علي إلى أسقف نجران، يسأله عن أصحاب الاخدود *** ج 1: 169

الأرضون كلّها والسماوات كلّها، وجميع ما خلق الله في الكرسي *** ج 1: 258

الأرضين والجبال، والشعاب *** ج1: 118

أرى رجالاً من بني تيم وعدي على المنابر *** ج 3: 58

الاستثناء في اليمين متى ما ذكر، وإن كان بعد أربعين صباحاً *** ج 3: 92

أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم *** ج 2: 180

استغفر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في وتره سبعين مرة *** ج 1: 295

استقبل القبلة بوجهك، ولا تقلب وجهك *** ج 1: 162

الاستقصاء والمداقة، وقال: تحسب عليهم السيئات *** ج 2: 388

استوت الحسنات والسيئات، فان أدخلهم الجنّة فبرحمته *** ج 2: 148

استوت على الجودي، هو فرات الكوفة *** ج 2 : 311

استولى على ما دق وجل *** ج 1: 103

اسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب *** ج 1: 99

إسماعيل علیه السلام *** ج 3: 146

أسماء الأودية، والنبات والشجر *** ج 1: 118

ص: 257

اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير ابن الله *** ج 2: 229

اشتکی رجل إلى أمير المؤمنين علیه السلام ، فقال : له سل من امرأتك درهماً *** ج 1: 366

اشتكى المتوكل شكاة شديدة، فنذر الله إن شفاه الله يتصدق *** ج 2: 226

اشربوا ماء السماء، فانه يطهر البدن *** ج 2: 187

أشهد أن المرجئة على دين الذين قالوا (أرجه وأخاه...) *** ج 2: 156

أشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغبط *** ج 2: 393

أصابت النّاس فتنةً بعد ما قبض الله نبيه صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 190

أصبح رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يوماً خائراً حزيناً *** ج : 58

(أصبروا) على الأذى فينا قلت (وصابروا) قال على عدوكم *** ج 1: 359

(أصبروا) يعني بذلك عن المعاصي ( وصابروا) يعني التقية *** ج 1: 360

أصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب *** ج 1: 359

أصحاب القائم علیه السلام الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً *** ج 2: 301

الإصرار أن يذنب العبد ولا يستغفر ولا يحدث نفسه بالتوبة *** ج 1: 340

اصرف في الحج. قال: قلت: إنه أوصى في السبيل؟ قال: اصرفه في الحج *** ج 2: 241

أطلب له وارثاً أو مولى فادفعها إليه *** ج 1: 181

اطلبها في تسع عشرة، وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين *** ج 3: 173

أعد يا سعيد المسألة، فلما ذهبت أعرض عليه المسألة *** ج 1: 366

أعداء على هم المخلدون في النار أبد الآبدين *** ج 1: 174، ج 43

أعطِ الفطرة قبل الصلاة، وهو قول الله *** ج 1: 132

أعط من حضرك من المسلمين، وإن لم يحضرك *** ج 2: 120

أعط من حضرك من مشرك أو غيره *** ج 2: 119

أعطه لمن أوصى له، وإن كان يهودياً *** ج 1: 181

اعطوا الحسن بن على بن الحسين وهو الأفطس سبعين ديناراً *** ج 2: 386

أعطي بصره من القوة ما نفذ السماوات فرأى ما فيها *** ج 2: 102

أعطيت الطوال مكان التوراة *** ج 1 : 107

ص: 258

أعظم من جبرئيل، وليس كما ظننت *** ج 3: 81

أعوذ بالله من أولئك، لا ولكنه ذنب، إذا تاب تاب الله عليه *** ج 2: 105

افترق القوم ثلاث فرق فرقة انتهت واعتزلت *** ج 2: 169

الأفجران من قريش، ومن بني أمية *** ج : 58

أفيكم أحد تمّ نوره من السماء *** ج 3: 46

أقالهم فوالله ما تابوا *** ج 2: 268

اقرأ، قلت: من أي شيءٍ أقرأ؟ قال: اقرأ من السورة السابعة *** ج 2: 273

اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل (إن الله يأمر بالعدل *** ج 3: 19

الاقرار بنبوة محمّد عليه وآله السلام والانتمام بأمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 279

الأقراء هي الأطهار، وقال: القرء: ما بين الحيضتين *** ج 1: 230

أقررت بالميثاق الذي أخذ الله *** ج 1: 230

اقسمها فيمن قال الله، ولا يُعطى من سهم الغارمين الذين *** ج 2 : 240

أكان إخوة يوسف علیه السلام أنبياء؟ قال: لا، ولا بررة أتقياء *** ج 2: 366

أكتب بعلامة كذا وكذا، وقرأ آيةً من القرآن *** ج 3: 10

أكتب، فإنّه لا يسعكم فيما نزل بكم ممّا لا تعلمون إلّا الكف عنه *** ج 3: 11

اكتتم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بمكة سنين ليس يظهر، وعليّ علیه السلام معه *** ج2: 440

أكثروا من أن تقولوا (ربنا لا تزغ قلوبنا ) *** ج 1: 294

أكل مال اليتيم ظلماً، وكلّ ما أوجب الله عليه النار *** ج 1: 392

ألا أحكي لكم وضوء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قلنا : بلى، فأخذ كفاً من ماء *** ج 2: 20

ألا أخبركم بأكبر الزنا؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين *** ج1 :314

ألا أعلمك شيئاً إذا قلته قضى الله دينك *** ج 3: 86

(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) إذا أدّوا فرائض الله *** ج 2: 280

ألا إن العلم الذي هبط به آدم، وجميع ما فضلت به النبيون *** ج 1: 214

ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا فإن عند علىّ علیه السلام علم المنايا *** ج 3: 169

ألا ترى أنّه يقول (من أوسط ما تطعمون) *** ج 2: 69

ص: 259

إلا على ذرية قتلة الحسين *** ج 1: 193

التي تختنق في رباطها (والموقوذة ) المريضة التي لا تجد ألم الذبح *** ج 2: 9

التي في الدواب والنّاس *** ج 3: 81

التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً) عائشة هي نكنت أيمانها *** ج 3 :22

الحج أشهر معلومات...) والفرض فرض الحج: التلبية *** ج 1: 203

الذي بيده عقدة النكاح هو ولي أمره *** ج 1 : 242

الذي بيده عقدة النكاح) وهو الولي الذي أنكح *** ج 1: 242

الذي على بينة من ربه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والذي تلاه من بعده الشاهد منه *** ج 2: 303

الذي عنده ما يغنيه *** ج 1: 388

الذي عنى الله في قوله : ( وإن كان رجل يورث *** ج 1: 376

الذي يتورّع من محارم الله ويجتنب هؤلاء *** ج 2 : 98

الذي يجب عليكم ولكم أن تقولوا: إنا قدوة الله *** ج 1: 94

الذي يعفو عن الصداق، أو يحط بعضه أو كله *** ج 1: 243

الذي يمنع الزكاة يحول الله ما له يوم القيامة شجاعاً *** ج 1: 353

الذين يحبون أن يتطهروا نظف الوضوء، وهو الاستنجاء بالماء *** ج 2: 263

الذين يدعون من دون الله: الأول والثاني والثالث *** ج 6:3

(الذين يذكرون الله قياماً) الأصحاء (وقعوداً) يعني المرضى *** ج 1: 357

الستم تعرفون عليكم عُرفاء على قبائلكم ليعرفوا من فيها *** ج 2: 148

اللذان منكم ،مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب *** ج 2: 83، 84

اللهم إن عندي أفواجاً من ذنوب، وأفواجاً من خطايا *** ج 2: 428

اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر فقال (ومن يقنط من رحمة ربه...) *** ج 434:2

اللهم لا تؤمني مكرك، ثم جهر فقال: ( فلا يأمن مكر الله....) *** ج 2: 154

اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه *** ج 2: 245

(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب...) فلان وفلان *** ج 1: 403

ألم تر كيف فعل ربك ولإيلاف قريش سورة واحدة *** ج 3: 175

ص: 260

إلهام *** ج 2: 187 ، ج 3: 85

اُلهموا *** ج 2: 85

ألوف وألوف، ثمّ قال: أي والله يقتلون *** ج 1: 342

إلى العرقوب فقال: إن هذا هو الطنبوب، وليس بالكعب *** ج 2: 20

إلى علمه الذي يأخذه عمن يأخذه *** ج 3: 166

إلى غلةٍ تدرك؟ فقال: لا والله، فقال: إلى تجارة تؤدى *** ج 3: 47

إلي يا بن الأزرق المتورط في الضلالة المرتكس في الجهالة *** ج 3: 107

أليس قد بيّن الله لكم (والأنعام خلقها لكم *** ج 4:3

أما الأجل الذي غير مسمى عنده، فهو أجل موقوف *** ج 2: 91

أما الإمساك بالمعروف فكف الأذى *** ج 1: 232

أما إنه لم يجعلها خلوداً، ولكن تمسكم النّار *** ج 2: 324

أما إنه لم يعن الناس كلهم، أنتم أولئك ونظراؤكم *** ج 2 : 417

أما إنه ما كان ذهباً ولا فضة، وإنما كان أربع كلمات *** ج 3: 108

أما إنهم لم يتخذوهم آلهة، إلا أنهم أحلوا حلالاً *** ج 2: 230

أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ولا يجلسون مجالسهم *** ج 2: 67

أما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب *** ج 2: 375

أما تحرير رقبة مؤمنة ففيها بينه وبين الله *** ج 1: 425

أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشدّ سواداً من خارج *** ج 2: 277

أما تقرأ كتاب الله (فلولا نفر من كل فرقة ) *** ج 2: 269

أما الحرام فلا يقربه حلف أو لم يحلف *** ج 2: 68

أما خمس الله فالرسول صلى الله عليه وسلم يضعه في سبيل الله *** ج 2: 202

أما سجود يعقوب وولده ليوسف فشكراً لله *** ج 2: 369

أما سمعت بطارق؟ إن طارق كان نخاساً *** ج 1: 175

أما عدة المطلقة ثلاثة قروء فلإستبراء الرحم من الولد *** ج 1: 238

أما قوله ( ومن الناس من يشرى...) فإنّها أنزلت في علىّ علیه السلام *** ج 1: 212

ص: 261

أما لآل جعفر ،فلا، وأما راية بني فلان، فإن لهم ملكاً مبطئاً *** ج 2: 276

أما المجوس فلا، فليسوا من أهل الكتاب *** ج 2: 115

أما من أشرك بالله فهذا الشرك البين *** ج 2: 67

أما النظر إليها عبادة، وما خلق الله بقعةٌ في الأرض أحب إليه منها *** ج 2: 232

أما والله ما صاموا لهم ولا صلوا، ولكنهم أحلوا لهم حراماً *** ج 2: 229

أما والله ما هو تنور الخبز، ثم أوماً بيده إلى الشمس *** ج 2: 308

أما والله يا أبا ،حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله *** ج 2: 282

الإمام في الحكم فيهم بالخيار، إن شاء قتل *** ج 41:2

الإمام يعرف بثلاث خصال: إنّه أولى الناس بالذي كان قبله *** ج 1 : 406

أمتان تابعنا من بني إسرائيل، فأما التي أخذت البحر *** ج 2: 168

أمر الله إبليس بالسجود لآدم مشافهة *** ج 3: 96

أمر الله الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده *** ج 1 : 407

أمر الله بما أمر به *** ج 1: 444

أمر الله محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم أن ينصب عليّاً علیه السلام للناس ليخبرهم بولايته *** ج 2: 62

أمروا بمعرفتنا *** ج 1: 213

أمسك ويحك الألف واحد واللام ثلاثون *** ج 2: 135

الأئمة بعضهم أعلم من بعض *** ج 1: 93

أمة محمّد بنو هاشم خاصة *** ج 1: 157

أمة واحدة *** ج 3: 28

أمير المؤمنين علیه السلامهو القصر المشيد، والبئر المعطلة فاطمة *** ج 3: 133

أمير المؤمنين والأئمة علیهم السلام (وأخر متشابهات) فلان وفلان *** ج 1: 292

إن آدم كان له في السماء خليل من الملائكة *** ج 1: 118

إن آدم ولد له أربعة ذكور، فأهبط الله إليهم أربعة من الحور العين *** ج 1: 362

أن أكل مال اليتيم ظلماً سيدركه وبال ذلك في عقبه *** ج 1: 372

إن أبا جعفر حدثنا أن رجلاً أتى سلمان الفارسي *** ج 1: 172

ص: 262

أن أبا الخطاب كان يقول: إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم تعرض عليه أعمال أمته *** ج 2: 259

إن أبا اليسر رجل من الأنصار من بني سلمة *** ج 1: 280

إن أبانا إبراهيم علیه السلامكان مما اشترط على ربه فقال رب اجعل أفئدة من النّاس *** ج 417:2

إن إبراهيم أخرج إسماعيل إلى الموقف *** ج 1: 207

إن إبراهيم علیه السلام جادل عن قوم لوط، وقال (إن فيها لوط ...) *** ج 2: 316

إن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم *** ج 416:2

إن إبراهيم علیه السلام رأى في المنام أن يذبح ابنه إسحاق *** ج 3: 146

إن إبراهيم علیه السلام لمّا أسكن إسماعيل صلوات الله عليه وهاجر مكة *** ج 2: 415

إن إبراهيم علیه السلام لمّا أن دعا ربه أن يرزق أهله *** ج 1 : 156

إن إبراهيم علیه السلام لمّا رأى ملكوت السماوات والأرض *** ج 2: 102

إن إيليس تراءى لإبراهيم في الوادي *** ج 1: 171

إن إيليس رنّ أربع رنات أولهن يوم لعن *** ج 1: 101

إن إيليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة *** ج 2: 428

إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة *** ج 2: 409

إن ابن آدم الذي قتل أخاه، كان قابيل الذي وُلِد في الجنة *** ج 2: 35

أن أجل الإيلاء أربعة أشهر بعدما يأتيان السلطان *** ج 1: 227

إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتّى يدخل به النار *** ج 1: 363

إن الأرض الله يورثها من يشاء من عباده *** ج 2: 156

إن استمتعت بالعمرة إلى الحج، فإن عليك الهدي *** ج 1: 198

إن إسرائيل كان إذا أكل لحوم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة *** ج 1: 322

أن اسم إيليس الحارث، وإنما قول الله عزّ وجلّ ( يا إبليس) يا عاصي *** ج 3: 148

إن الاسم الأكبر ثلاثة وسبعون حرفاً *** ج 2: 87

إن أشد ما يكون النّاس حالاً يوم القيامة إذا قام صاحب الخمس *** ج 2: 200

إن اشد الناس عذاباً يوم القيامة لسبعة نفر *** ج 1: 261

إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر *** ج 3: 88 89

ص: 263

إن أصحاب عيسى علیه السلام سألوه أن يحيى لهم ميتاً *** ج1: 308

إن أفضل ما يقرأ فى الفرائض (إنا أنزلناه في ليلة القدر) *** ج 3: 173

إن الأرض كانت فاسدة، فأصلحها الله بنبيه صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 150

(إن الذين يكتمون ما أنزلنا....) في عليّ *** ج 1: 172

إن الله احتج على العباد بالذي أتاهم وعرفهم *** ج 2: 252

إن الله اختار من الأرض جميعاً مكّة *** ج 1: 127

إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ *** ج 1: 317

إن الله أدب رسوله صلی الله علیه وآله وسلم فقال: يا محمد (خذ العفو وأمر بالعرف ....) *** ج 2: 178

إن الله أدب نبيه صلی الله علیه وآله وسلم على محبته فقال (إنك لعلى خلق عظيم ) *** ج 1: 421

إن الله أدخل الزوج والمرأة على جميع أهل المواريث *** ج 1: 376

إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار *** ج 2: 376

إن الله إذا أراد أمراً أن يكون قصه قبل أن يكون *** ج 2 : 86

إن الله إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة بيضاء *** ج 2: 48، 118

إن الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدّور بهم *** ج 2: 398

إن الله افترض أربع صلوات، أول وقتها من زوال الشمس *** ج 3: 73

إن الله أمر بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة *** ج 1: 138

إن الله أمر نوحاً أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين *** ج 3: 14

إن الله أنزل الحجر الأسود من الجنة لآدم *** ج 1: 156

إن الله أنزل عليكم كتابه، وهو الصادق *** ج 1: 82

إن الله أوحى إلى أن أحب أربعة عليّاً *** ج 2: 58

أن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين *** ج 1: 371

إن الله بعث أربعة أملاك بإهلاك قوم لوط *** ج 2: 314

إن الله بعث إلى يوسف علیه السلام وهو في السجن *** ج 2: 371

إن الله بعث على بني إسرائيل نبياً يقال له إرميا *** ج 1: 262

إن الله بعث محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم بخمسة أسياف *** ج 1: 140 ، ج 2: 53، 128، 218، 228

ص: 264

إن الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشيء الذي ليس له جوف *** ج 3: 81

إن الله تبارك وتعالى أحل حلالاً، وحرم حراماً وضرب أمثالاً *** ج 2 : 6

إن الله تبارك وتعالى أحل في الأضحية بمنى الابل العراب *** ج 2: 124

إن الله تبارك وتعالى أدخل الوالدين على جميع أهل المواريث *** ج 1: 375

إن الله تبارك وتعالى أهبط إلى الأرض ظُللاً من الملائكة *** ج 2: 398

ان الله تبارك وتعالى جعل لآدم علیه السلام ثلاث خصال *** ج 2: 130

إن الله تبارك وتعالى خلق روح القدس، فلم يخلق خلقاً أقرب إلى الله منها *** ج 3: 24

أن الله تبارك وتعالى خلق في مبتدأ الخلق بحرين *** ج 1: 318

إن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم *** ج 1: 452، ج 53

إن الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ماسواه *** ج 2: 7

إن الله تبارك وتعالى لمّا أخبر موسى علیه السلام أن قومه اتخذوا عجلاً *** ج 2: 162

إن الله تبارك وتعالى لمّا أنزل الألواح على موسى علیه السلام *** ج 2: 160

إن الله تبارك وتعالى لمّا قضى عذاب قوم لوط وقدّره *** ج 2: 312

إن الله تبارك وتعالى نفح في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة *** ج 2: 139

إن الله تعالى بعث أربعة أملاك في هلاك قوم لوط *** ج 2: 316

إن الله تعالى جميل يحب الجمال، فأتجمل لربي *** ج 2: 143

إن الله تعالى خلق آدم من الماء والطين، فهمة ابن آدم في الماء *** ج 1: 361

إن الله تعالى قال للماء كن عذباً فراتاً *** ج 2: 96

إن الله تعالى قال لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم (إن تستغفر لهم سبعين مرة *** ج : 247

إن الله تعالى يحفظ ولد المؤمن لأبيه إلى ألف سنة *** ج 3: 109

إن الله تعالى يقول ( وأمسحوا برء وسكم ) فما مسحت من رأسك فهو كذا *** ج 2: 19

إن الله جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه *** ج 2: 176

أن الله جعل الليل سكناً، وجعل النساء سكناً *** ج 2: 110

إن الله جعل ولا يتنا أهل البيت قطب القرآن *** ج 1: 78

إن الله جل ذكره أمر المشركين فقال: (نسيحوا في الأرض .... ) *** ج 2: 216

ص: 265

إن الله جل ذكره وتقدّست أسماؤه خلق الأرض قبل السماء *** ج 2: 274

إن الله حرم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياء *** ج 3: 60

إن الله حرم علينا نساء النبي صلی الله علیه وآله وسلم يقول الله ( ولا تنكحوا *** ج 1: 380

إن الله حيث أخذ الميثاق من بني آدم، دعا الحجر من الجنّة *** ج 2: 172

إن الله حين أهبط آدم إلى الأرض، أمره أن يحرث بيده *** ج 1: 129

إن الله خالف علمه علم الموقتين *** ج 2: 158

إن الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يكذبوا *** ج 2: 169

إن الله خص هذه الأمة بآيتين من كتابه *** ج 2 : 278

إن الله خلق الخلق، فخلق من أحب مما أحب *** ج 2: 283

إن الله خلق الخلق وهم أظلة، فأرسل رسوله محمداً صلی الله علیه وآله وسلم، فمنهم من آمن به *** ج 2: 282

إن الله خلق خلقاً للايمان لا زوال له *** ج 2: 113

إن الله خلق خلقه وقسم لهم أرزاقهم من حلها وعرض لهم بالحرام *** ج 1: 394

إن الله خلق الخير يوم الأحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير *** ج 2: 300

إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام *** ج 2: 274

إن الله خلق الشهور اثنا عشر شهراً *** ج2 : 274

إن الله عرض على آدم في الميثاق ذريته *** ج 1: 130

إن الله عزّ وجل بعث خليله بالحنيفية، وأمره بأخذ الشارب *** ج 2: 132

إن الله عزّ وجل سبق بين المؤمنين كما سبق بين الخيل يوم الرهان *** ج 2: 253

إن الله علم نبيه التنزيل والتأويل *** ج 1: 95

إن الله عير قوماً الإذاعة فقال ( وإذا جاء هم أمر *** ج 1: 421

إن الله غضب على الزاني فجعل له جلد مائة *** ج 1: 233

إن الله فرض الإيمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها *** ج 1: 284

إن الله فرض طاعتنا في كتابه *** ج 1: 93، 182

إن الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة *** ج 2: 387، 413

إن الله فوّض إلى النّاس في كفّارة اليمين كما فوّض إلى الإمام في المحارب *** ج 2: 71

ص: 266

إن الله قال النوح علیه السلام (إنه ليس من أهلك) لأنه كان مخالفاً له *** ج 2: 312

إن الله قسم الأرزاق بين عباده وأفضل فضلاً كثيراً *** ج 1 : 394

إن الله قضى الاختلاف على خلقه *** ج 3: 68

إن الله قضى قضاءً حتماً لا ينعم على عبده بنعمة فسلبها إياه *** ج 2: 382

إن الله كتب كتاباً فيه ما كان وما هو كائن *** ج 2: 396

إن الله كما وصف نفسه أحدٌ صمدٌ نورٌ *** ج 2 : 60

(إن الله لا يغير ما بقوم ...) فرجع وجهها فقال: احذري أن تفعلي كما فعلت *** ج 2: 382

إن الله لا إله إلا هو، لما حرم علينا الصدقة *** ج 2: 202

إن الله لم يبعث أنبياء ملوكاً في الأرض إلا أربعة *** ج 3: 110

إن الله لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة *** ج 1: 79

إن الله لم يدع شيئاً كان أو يكون الاكتبه في كتاب *** ج 2: 395

إن الله لم يكلف هذا أحداً إلا نبيه عليه وآله السلام *** ج 2: 188

إن الله لم يكلف هذا إلا إنساناً واحداً رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 1: 423

إن الله لمّا أحب أن يخلق خلقاً بيده *** ج1: 109

إن الله لمّا أوحى إلى إبراهيم علیه السلام أن خذ أربعة من الطير *** ج 1: 265

إن الله لمّا خلق آدم علیه السلام ، وكان أول ما خلق عيناه *** ج 3: 39

إن الله لمّا خلق الخلق فجعله فرقتين *** ج 1: 79

إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة *** ج 3: 105

إن الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله *** ج 3: 108

إن الله لير بي لأحدكم الصدقة كما ير بي أحدكم ولده *** ج 1: 278

إن الله ليصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده *** ج 3: 106

إن الله هو أعلم بما هو مكونه قبل *** ج 1: 340

أن يكونه وهم ذرّ إن الله يبغض الملحف *** ج 1: 276

إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمّن لا يصلّي *** ج 1: 255

إن الله يعفو يوم القيامة عفواً لا يخطر على بال أحدٍ *** ج 2: 93

ص: 267

إن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء *** ج 2: 398

أن الله يقول (إن المنافقين يخادعون الله...) ليسوا من *** ج 1: 453

إن الله يقول (الطلاق مرتان...) والتسريح بالإحسان: هي التطليقة الثالثة .. *** ج 1: 231

إن الله يقول: (فمن شهد منكم الشهر ...) فمن دخل عليه شهر رمضان *** ج 1: 186

إن الله يقول في كتابه ( ولو كنت أعلم الغيب ...) يعني الفقر *** ج 2: 177

إن الله يقول في كتابه ( وهو ألد الخصام) بل هم يختصمون *** ج 1: 212

إن الله يقول: ليس من شيء إلا وكلت به من يقبضه غيري *** ج 1: 278

إن الله يقول ( وإذا ضربتم في الأرض...) فصار التقصير في السفر واجباً *** ج 1: 436

إن الإمام إذا أراد الله أن يحمل له بإمام *** ج 2: 114

إن الإمام يعطي هؤلاء جميعاً، لأنهم يقرون له بالطاعة *** ج 2: 235

إن أمتي عُرضت عليّ في الميثاق، فكان أول من آمن بي عليّ *** ج 2: 175

إن امرأة عمران لمّا نذرت ما في بطنها محرراً *** ج 1 :301

أن امرأةٌ من آل المختار حلفت على أختها *** ج 1 : 75

إن أمير المؤمنين علیه السلام سُئل عن فضائله، فذكر بعضها، ثمّ قالوا له: زدنا *** ج 1: 310

إن أمير المؤمنين علیه السلام قيل له: يا أمير المؤمنين، أخبرنا بأفضل مناقبك؟ *** ج 2: 225

إن أناساً من بني هاشم أتوا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فسألوه أن يستعملهم .. *** ج 2: 238، ج 3: 76

إن أهل الجاهلية كان من قولهم: كلا وأبيك *** ج 1: 208

إن أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام *** ج 206:1

إن أهل مكّة لا يرثون أهل المدينة *** ج 2: 209

إن أهل مكّة يذبحون البقرة في اللبب *** ج 1: 138

إن أهل النّار لمّا على الزقوم والضريع في بطونهم *** ج 404:2

إن أهل النّار يقولون (ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار) ج 3: 148

إن أهل النّار يموتون عطاشى، ويدخلون قبورهم عطاشی *** ج 2: 149

إن أول كفرٍ كفر بالله، حيث خلق الله آدم *** ج 1: 120

ص: 268

إن أول من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل علیه السلام *** ج 3: 3

إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن على اله وأصحابه *** ج 3: 39

إن (بسم الله الرحمن الرحيم ) أقرب إلى اسم الله *** ج 1: 102

( إن بعض قريش قال الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: بأي شيء سبقت الأنبياء *** ج 2: 172

إن بعضهم أولى بالميراث من بعض لإن أقربهم إليه رحماً أولى به *** ج 2 : 211

إن بكة موضع البيت وأن مكّة الحرم *** ج 1: 325

إن بكة موضع البيت، وإن مكّة جميع ما اكتنفه الحرم *** ج 1: 325

إن بني إسرائيل قال لهم (ادخلوا الأرض المقدسة) *** ج 2: 25

إن بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف علیه السلام أذنبوا، فكانوا أنبياء *** ج 2: 366

أن تستثني، ثم ذكرت بعد، فاستثن حين تذكر *** ج 3: 91

أن تقول إلّا من بعد الأربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين *** ج 3: 91

إن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة *** ج 1: 279

إن جبرئيل علیه السلام أتى بالبراق إلى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وكان اصغر من البغل *** ج 3: 31

إن جبرئيل احتمل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتّى انتهى به إلى مكان من السماء *** ج 3: 33

إن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بولاية عليّ بن أبي طالب *** ج 2 : 301

إن جبرئيل علیه السلام لمّا أتى لوطاً علیه السلام في هلاك قومه *** ج 2: 318

أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله *** ج 1: 405

إن جعلتها فيهم جميعاً، وإن جعلتها لواحدٍ أجزاً عنك *** ج 2: 235

إن الجن كانوا في الأرض قبلنا، فبعث الله إليهم ملكاً *** ج 3: 82

إن الحسين بن علي علیهما السلام متع امرأةً طلقها أمةٌ *** ج 1: 241

إن الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النّواء، وأبا المقدام *** ج 2: 54

إن الحكم حكمان حكم الله، وحكم الجاهلية *** ج 2: 54

إن الحكمة: المعرفة والتفقه في الدين *** ج 1: 276

إن الحنيفية هي الإسلام *** ج 1 : 158

أن حبيباً وأبا ياسر ابني أخطب *** ج 1: 108

ص: 269

إن الخطيئة لا تكفر الخطيئة، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة *** ج 2: 327

إن الخنازير من قوم عيسى علیه السلام سألوا نزول المائدة *** ج 2: 86

إن الخير والشر خلقان من خلق الله له فيهما المشيئة *** ج 1: 260

إن الدين قبل الوصية، ثم الوصية على أثر الدين *** ج 1: 375

إن ذا القرنين عمل صندوقاً من قوارير ، ثم حمل في مسيره ماشاء الله *** ج 3: 121

إن ذا القرنين كان رجلاً صالحاً طويت له الأسباب *** ج 3: 111

إن ذا القرنين لم يكن نبياً ولا رسولاً *** ج 3: 110

إن ذا القرنين لم يكن نبياً، ولكن كان عبداً صالحاً *** ج 3: 109

إن ذا القرنين لمّا انتهى إلى السد جاوزه فدخل الظلمة *** ج 3: 122

إن ذكريا لمّا دعا ربّه أن يهب له ذكراً *** ج 1: 305

ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت *** ج 2: 400

صلى الله عليه إن ذلك لم يُعن به النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، إنما عني به المؤمنون *** ج 3: 90

أن رأس المهدي يُهدى إلى عيسى بن موسى على طبق *** ج 2: 23

أن رجلا أتى عبدالله بن الحسن، وهو بالسبالة فسأله عن الحج *** ج 2: 107

إن رجلاً أخذ ثعلباً وهو محرم فجعل يقدّم النار إلى أنف الثعلب *** ج 2: 80

أن رجلاً دخل على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يوم غنيمة حنين *** ج 2: 237

إن رجلاً من بني إسرائيل سألني بالمدينة، فقال: النهار خلق قبل أم الليل *** ج 3: 144

إن رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابةً *** ج 1 : 137

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أحد الوالدين، وعلى علیه السلام الآخر *** ج 1 : 397

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا أدري أن رجالاً على المنابر يردّون الناس ضلالاً *** ج 3: 57

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم *** ج 2: 213

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعث علياً في عشرة استجابوا الله والرسول *** ج 1: 350

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سأل جبرئيل علیه السلام : كيف كان مهلك قوم صالح *** ج 2: 151

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سأل جبرئيل علیه السلام : كيف كان مهلك قوم لوط ؟ *** ج 2: 319

أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ما سُئل فيها النجاة غداً؟ فقال النجاة أن لا تخادعوا الله *** ج 1: 453

ص: 270

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم صلّى العشاء الآخرة، وصلى الفجر في الليلة التي أسري به *** ج 34:3

إن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب *** ج 3: 96

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لقد رأى رجالاً من نار على منابر من نارٍ *** ج 57:3

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان لقي من قومه بلاءً شديداً *** ج 2 : 191

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو أصحابه، فمن أراد به خيراً سمع *** ج 3: 26

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كسرت ،رباعيته، وإن الناس ولوا مصعدين *** ج 1: 343

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا أسري به رفعه جبرئيل باصبعه *** ج 3: 35

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية *** ج 1: 341

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا نزل قديداً قال لعلي : إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك *** ج 302:2

إن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم نام فرأى أن بني أمية يصعدون المنابر *** ج 59:3

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم نزل به ضيقة، فاستسلف من يهودي *** ج 2: 439

إن الزبير اخترط سيفه يوم قبض النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2 : 111

إن سارة قالت لإبراهيم علیه السلام : قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولداً *** ج 2: 431

إن السحت ثمن الميتة وثمن الكلب *** ج 50:2

أن سل فلاناً أن يشير علي ويتخير لنفسه *** ج 1: 348

إن السماء والأرض وما فيهما من خلق مخلوق في جوف الكرسي *** ج 1: 259

إن سورة الأنعام نزلت جملةً واحدةً *** ج 2: 89

إن الشطرنج والنرد وأربعة عشر، وكل ماقومر عليه *** ج 2: 72

إن الشياطين يقولون: لكلّ شيء ذروة *** ج 1 : 257

إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا، فيأتيه عند موته *** ج 2: 407

إن صلة الرحم تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتيسر الحساب *** ج 2 : 388

إن طاعة الله خدمته في الأرض، فليس شيء من خدمته تعدل الصلاة *** ج 1: 306

إن ظاهرها الحمد، وباطنها ولد الولد، والسابع منها القائم *** ج 2: 438

إن العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجاً *** ج 1: 210

إن عبدالله بن عجلان قال في مرضه الذي مات فيه *** ج 2: 163

ص: 271

إن عليّاً علیه السلام أقبل على الناس فقال: أي آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ *** ج 2: 325

أن عليّاً علیه السلام خالف القوم في المسح على الخفين على عهد عمر بن الخطاب *** ج 2: 22

أن عليّاً علیه السلام سُئل عن أكل لحم الفيل والدب والقرد *** ج 2: 5

أن عليّاً علیه السلام قال في رجل نذر أن يصوم زماناً. قال: الزمان خمسة أشهر *** ج 2: 406

إن عليّاً علیه السلام قال لعمر: يا أبا حفص، ألا أخبرك بما نزل في بني أمية؟ *** ج : 57

إن عليّاً علیه السلام كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى *** ج 3: 133

أن عليّاً علیه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه *** ج 3: 159

أن عليّاً علیه السلام كان يقول: الربائب عليكم حرام مع الأمهات *** ج 1: 383

إن عليّاً علیه السلام لما غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّا لله وإنا إليه راجعون *** ج 1: 354

أن عليّاً علیه السلام مر على قاض، فقال: هل تعرف *** ج 1 : 87

أن عليّاً علیه السلام ناوله قبضةً من تراب فرمى بها *** ج 2: 188

إن عليّ بن أبي طالب علیه السلام مرّ بقوم فسلم عليهم *** ج 2: 315

إن عليّ بن الحسين صلوات الله عليه كان في المسجد الحرام جالساً *** ج 2: 312

إن عمار بن ياسر أتى النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم فقال: أجنبت وليس معي ماء؟ *** ج 2: 22

إن العمرة واجبة بمنزلة الحج *** ج 1: 194

إن العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج *** ج 1: 195

إن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين علیه السلام ، ثم صار عند محمّد بن عليّ علیه السلام*** ج 12:3

إن فاطمة صلوات الله عليها انطلقت إلى أبي بكر فطلبت ميراثها *** ج 1: 374

إن فاطمة علیها السلام ضمنت العليّ علیه السلام عمل البيت والعجين والخبز *** ج 1: 303

إن فرعون بنى سبع مدائن يتحصن فيها من موسى علیه السلام *** ج 2: 154

أن الفريضة كانت تنزل، ثم تنزل الفريضة الأخرى، فكانت الولاية آخر الفرائض *** ج 2: 9

إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن *** ج 1: 93

إن فيما ناجى الله موسى علیه السلام أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل *** ج 2: 162

إن في الإمام آية للمتوسمين، وهو السبيل المقيم *** ج 2: 435

ان في جهنم لوادياً يقال له سعير *** ج 3: 83

ص: 272

إن في الزرع حقين حق تؤخذ به، وحق تعطيه *** ج 2: 120

إن في الفطر تكبيراً *** ج 1: 188

إن في الفطر لتكبيراً، ولكنه مستور *** ج 1: 187

إن في القرآن ما مضى وما يحدث *** ج 1: 88

أن في كتاب علي علیه السلام قال الله (وما علمتم من الجوارح ....) فهي الكلاب *** ج 2: 11

إن الفيء والأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هراقة دم *** ج 2: 182

إن قابيل ابن آدم معلق بقرونه في عين الشمس *** ج 2: 35

إن القرآن زاجر وآمر، يأمر بالجنة *** ج 1: 85

إن القرآن فيه محكم ومتشابه *** ج 1: 87

إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرّم في الكتاب هو في الظاهر *** ج 2: 145

إن القرآن محكم ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به *** ج 1: 292

إن القرآن نزل على سبعة أحرف *** ج 1: 88

أن قريشاً اجتمعت فخرج من كل بطن أناس *** ج 2: 190

إن قريشاً كانت تفيض من جمع *** ج 1: 207

إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق *** ج 2: 119

أن قنبراً مولى أمير المؤمنين علیه السلام أدخل على الحجاج بن يوسف *** ج 2: 297

إن قوماً كانوا في بني إسرائيل، يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل *** ج 3: 27

إن كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم *** ج 1 : 154

إن كان سمّى لها مهراً، فلها نصف المهر *** ج 1: 248

إن كان قتله لا يمانه فلا توبة له، وإن كان قتله لغضب *** ج 1: 431

إن كان مملوكاً فليفرق بينهما إذا شاء *** ج 3: 16، 17

إن كان يليط حياضها ، ويقوم على هنائها ويرد شاردها *** ج 1: 369

إن الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار *** ج : 174

إن كلّ شيءٍ في الكرسي *** ج 1: 258

إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة *** ج 3: 66

ص: 273

إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها : صدق الحديث *** ج 2: 392

إن لكل كلباً يبغي الشر فاجتنبوه، يكفكم الله بغيركم *** ج 424:1

إن للصلاة ،وقتاً، والأمر فيه واسع، يقدّم مرة ويؤخر مرة *** ج 1: 440

إن للقائم منا غيبة يطول أمدها *** ج 3: 168

إن للقلب تلجلجاً في الجوف يطلب الحق فاذا أصابه اطمأن به *** ج 2 : 118

إن الله شاهداً في أرضه وإن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم *** ج 2: 259

إن متعة المطلقة فريضة *** ج 1: 249

أن المراد بهذه الآية ؟ جميع ذرية النبيّ علیه السلام وأن الظالم لنفسه هو الجاهل *** ج 3: 141

إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلّا ثلاث سنين *** ج 2: 400

إن مقامي بين أظهركم خير لكم *** ج 2: 192

إن الملائكة الذين نصر وا محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم يوم بدر في الأرض *** ج 1: 337

إن الملائكة كانوا يحسبون أن ابليس منهم *** ج 2: 137

إن الملائكة كانوا ينزلون من السماء *** ج 1: 145

إن الملك ينزل الصحيفة أول النهار *** ج 1: 167

أن مما استحقت به الإمامة التطهير، والطهارة من الذنوب *** ج 2 : 50

إن موسى بن عمران علیه السلام لمّا سأل ربه النظر إليه *** ج 2: 159

أن موسى علیه السلام سأل ربه أن يجمع بينه وبين أبيه آدم *** ج 2: 138

إن موسى صعد المنبر، وكان منبره ثلاث مراق *** ج 3: 100

إن موسى علیه السلام لما خرج وافداً إلى ربه واعدهم ثلاثين يوماً *** ج 2: 158

إن موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح *** ج 1562

إن الميت إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره *** ج 2: 407

إن المؤمن إذا لقي أخاء وتصافحا، لم تزل الذنوب تتحات عنها *** ج 2: 391

إن المؤمن شهيد وقرأ هذه الآية ( والذين امنوا بالله *** ج 3: 156

أن النّار أحاطت بموسى علیه السلام لئلا يهرب لهول ما رأى *** ج 2: 160

أن النّار أحاطت به حتّى لا يهرب لهول ما رأى *** ج 2: 159

ص: 274

إن النّاس يوشكون أن ينقطع بهم العمل *** ج 2: 127

إن النبيذ ليست بمنزلة الخمر، إن الله حرم الخمر *** ج 2 : 76

أن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم اجتمعا عنده وابنتيهما، فتكلموا في عليّ علیه السلام *** ج 3: 68

أن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم حين بعثه ببراءة، وقال: يا نبي الله إني لست بلسن *** ج 2: 215

إن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم لا خلا في يوم لعائشة مع جاريته أم إبراهيم مارية *** ج 3: 160

إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لابن عبد الله بن أبي: إذا فرغت من أبيك *** ج 2: 248

أن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن أشياء *** ج 3: 51

أن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن سبي الذراري *** ج 104:3

إن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن موضع الخمس *** ج 2: 199

إن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن اليتيم *** ج 1: 368

إن نمرود أراد أن ينظر إلى مُلك السماء، فأخذ نسوراً أربعة *** ج 2 : 420

أن نوحاً علیه السلام حمل الكلب في السفينة، ولم يحمل ولد الزنا *** ج 2: 309

إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأتِ أوانُه *** ج 2: 277

أن هؤلاء القوم سنح لهم شيطان، اغترهم بالشبهة *** ج 1: 422

أن الوحيد ولد الزنا *** ج 3: 161

إن يعقوب علیه السلام أتى ملكاً بناحيتهم يسأله الحاجة *** ج 2: 359

إن يعقوب قال ليوسف علیه السلام حيث التقيا: أخبرني يا بني كيف صُنع بك؟ *** ج 2: 370

إن يعقوب علیه السلام و وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليالٍ *** ج 2: 365

إن اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة *** ج 2: 168

إن يوسف علیه السلام أتاه جبرئيل علیه السلام . فقال : يا يوسف إن رب العالمين يقرؤك السلام *** ج 2: 345

إن يوسف خطب امرأة جميلة في زمانه، فردت عليه *** ج 2: 341

إن يوسف لمّا حل سراويله رأى مثال يعقوب عاضاً على اصبعه *** ج 2: 339

إن يوسف النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم قال له السجّان: إني لأحبك *** ج 2: 342

إن يونس علیه السلام لمّا آذاه قومه دعا الله عليهم، فأصبحوا أول يوم ووجوههم صفر *** ج 2 : 294

إن يونس علیه السلام لمّا أمره الله بما أمره، فأعلم ،قومه، فأظلهم العذاب *** ج 2: 295

ص: 275

أنا أقضي في ذا قل لها فلتأكل *** ج 1: 175

إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا *** ج 1: 94

أنا خير شريك، من أشرك بي في عمله لن أقبله *** ج 3: 125

أنا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له دوني *** ج 3: 125

أنا عبدالله اسمى أحمد، وأنا عبدالله *** ج 1: 134

إنا لا نسمّي الرجال بأسمائهم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم رأى قوماً على منبره *** ج 3: 58

أنا المنذر وأنت الهادي يا عليّ *** ج 2: 379

أنا المنذر وعلىّ الهادي *** ج 2: 379، 380

أنا المنذر، وفي كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به نبيّ الله صلى الله عليه وآله و سلم *** ج 2: 380

أنا يعسوب المؤمنين، وأنا أوّل السابقين *** ج 2: 147

الأنبياء على خمسة أنواع، منهم من يسمع الصوت *** ج 2: 332

أنت الثواب، وأنصارك الأبرار *** ج 1: 358

أنتم أحق النّاس بالورع، عودوا المرضى *** ج 2: 117

أنتم والله الذين قال الله (ونزعنا ما في صدورهم من غل...) *** ج 2: 430

أنتم والله على دين الله، ثم تلا ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) *** ج 3: 64

أنتم والله من آل محمّد قال: فقلت: جعلت فداك، من أنفسهم؟ *** ج 1: 312

أنتم ،والله هم إن رسول الله، قال: لا يثبت على ولاية على إلا المتقون *** ج 1: 211

أنزل الله هذه الآية في التطوع خاصة ( فأينما تولوا *** ج 1: 151

أنزلت في عثمان *** ج 1: 272

أنزلت في علي علیه السلام (الذين ينفقون أموالهم ابتغاء *** ج 1: 272

أنزلت في القائم علیه السلام إذا خرج باليهود *** ج 1: 321

انطلق بنا إلى حائط لنا، فدعا بحمارٍ وبغل *** ج 3: 43

انظر في القرآن، فما كان فيه ( فتحرير رقبة) فذلك يا عامر السائبة *** ج 1: 426

انظر في القرآن فما كان منه (فتحرير رقبة) فتلك يا عمار *** ج2: 82

انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك *** ج 2: 327

ص: 276

انظروا إذا كانت بعدي فتنة وهي كائنة *** ج 1 : 77

الأنفال ما لم يُوجف عليه بخيل ولا ركاب *** ج 2: 182

الأنفال وسورة براءة واحدة *** ج 2 : 213

أنفة الله *** ج 3: 31

إنك لتسأل عن كلام القَدَر وما هو من ديني ولا دين آبائي *** ج 1: 423

إنّكم أخذ تم هذا الأمر من جذوه يعني من أصله *** ج 1: 410

إنما أبتلي يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشاً سميناً *** ج 2: 332

إنما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا فينزل عليه ملك الموت *** ج 2: 280

إنما أراد وأستاههم، إن الله كريم يكني *** ج 2: 204

إنما أمة محمّد من الأمم، فمن مات فقد هلك *** ج 3: 056

إنما أنزلت هذه الآية على محمّد صلى الله عليه وآله و سلم فيه وفي الأوصياء *** ج 1: 335

إنما الخطأ أن يريد شيئاً فيصيب غيره *** ج 1: 427

إنما خلد أهل النار في النّار، لأن نياتهم كانت في الدنيا *** ج 3: 80

إنما ذلك الحبوب وأشباهه *** ج 2: 13

إنما سمي نوح عبداً شكوراً، لأنه كان يقول إذا أصبح *** ج 3: 36

إنما الشفاء في علم القرآن *** ج 3: 79

إنما الشك فيما لا يعرف فإذا جاء اليقين فلا شك *** ج 2: 154

إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف *** ج 2: 270

إنما عنى الله بهذا إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذّب به *** ج 1: 451

إنما عنى بذلك الأئمة علیهم السلام، بهم عقد الله أيمانكم *** ج 1: 395

إنما عنى بذلك ما جاوز ألفي درهم *** ج 2: 231

إنما عنى به التي حرم عليه في هذه الآية ( حرمت عليكم أمهاتكم) *** ج 1 : 381

إنما عنى بها الصلاة *** ج 3: 93

إنما عنى الطعام، وقال أبو عبد الله علیه السلام: إن موسى لذو جوعات *** ج 3: 98

إنما عنى وجوبها على المؤمنين ولم يعن غيره *** ج 1: 441

ص: 277

278

إنما في لغة طبئ (أبنه) بنصب الألف، يعني ابن امرأته *** ج 2: 309

إنما كان طالباً لربه ولم يبلغ كفراً *** ج 2: 102

إنما كان لبث آدم وحواء في الجنة *** ج 1: 121

إنما مثل عليّ علیه السلام ومثلنا من بعده من هذه الأمة، كمثل موسى النبيّ صلى الله عليه وسلم *** ج 3: 99

إنما هي طاعة الإمام، وطلبوا القتال، فلما كُتب عليهم القتال مع الحسين علیه السلام *** ج 2: 419

إنما هى القلوب مرة يصعب عليها الأمر، ومرة يسهل *** ج222:1

إنما يعني وجوبها على المؤمنين، ولو كان كما يقولون إذاً لهلك سلمان *** ج 1: 440

أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كلّ بإمامه الذي مات في عصره *** ج 3: 63

أنه إذا كان يوم القيامة يؤتى بابليس في سبعين غلاً *** ج 404:2

إنه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاي هاي *** ج : 384

أنه سمع أمير المؤمنين علیه السلام يقول: (هو الذي أرسل رسوله *** ج 3: 158

أنه قال علیه السلام لقهرمانه، ووجد قد جذ نخلاً له من آخر الليل *** ج 2: 122

أنه كاف يكره أن يصرم النخل بالليل *** ج 2: 122

إنه كان على الصفا والمروة أصنام *** ج 1: 171

أنه كان في يوم الأربعاء في آخر الشهر *** ج 3: 154

أنه كان من حديث إبراهيم علیه السلام *** ج 2: 103

أنه كان يشتري الكساء الخز بخمسين ديناراً *** ج 2: 145

أنّه كان يقرأ (مالك يوم الدين) *** ج 1: 104

أنه كان ينهى عن الجوز الذي يجيء به الصبيان *** ج 2 : 50

إنه لم يكن بنبي ولا ملك، ولم يكن قرناه ذهباً ولا فضة *** ج 3: 109

إنه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكّره *** ج 2 : 138

أنه لمّا قال النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم لعلىّ علیه السلام ما قال، وأقامه للناس *** ج 61:3

أنه لمّا كان من أمر موسى الله الذي كان أعطي مكتلاً فيه حوت *** ج 3: 97

إنه لمّا نزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله...) *** ج 2: 57

إنه لن يغضب الله شيء كغضب الطلح والسدر *** ج 2: 229

ص: 278

إنه ليس شيء إلا وقد وكل به ملك غير الصدقة *** ج 1: 279

إنّه نازل في قباب من ،نور، حين ينزل بظهر الكوفة *** ج 1: 215

إنه نسى ذلك *** ج 2: 358

إنه وجد في حجر من حجرات البيت مكتوباً *** ج 1 : 325

إنه ولدت لها جارية، فولدت غلاماً، وكان نبياً *** ج 3: 105

إنها منسوخة *** ج 1 : 370

أنّهم غزوا معه، فأحل لهم المتعة ولم يحرمها *** ج 1: 385

إنهم سرقوا يوسف علیه السلام من أبيه، ألا ترى أنه قال لهم *** ج 354:2

انهم لما أصبحوا قالوا انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف *** ج 2: 337

إنهم يستطيعون، وقد كان في علم الله أنه لو كان عرضاً قريباً وسفراً *** ج 2: 233

إني أردت أن أستبضع فلاناً بضاعة إلى اليمن *** ج 2: 241

إني استوهب من ربي أربعة: آمنة بنت وهب *** ج 3: 78

إني أعطيت الدنيا بين عبادي قيضاً *** ج 1: 169

إني سائلكما عن أمر، وأنا أعلم به منكما فلا تكتماني *** ج 2: 61، 165

إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله تعالى (ومن يخرج من بيته *** ج 1: 436

إني لأستحبي من ربي أن لا أدع له يداً يأكل بها *** ج 2: 45

إني لأطوف بالبيت مع أبي، إذ أقبل *** ج 1: 113

إني لأعلم خبر السماء وخبر الأرض *** ج 3: 18

إنى لواقف يوم صفين، إذ نظرت إلى العباس بن ربيعة *** ج 2: 221

(أهدنا الصراط المستقيم ) يعني أمير المؤمنين *** ج 1 : 106

الأهلة *** ج 1: 203

أو لم تُنهوا عن كثرة المسائل؟ فأبيتم أن تنتهوا *** ج 2: 82

أو ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ *** ج 2: 297، 322

أو ما سمعت قول الله تعالى (ومن الابل أثنين ومن البقر أثنين) *** ج 2: 123

الأوّاه: الدعّاء *** ج 2: 266

ص: 279

أوحى الله إلى إبراهيم علیه السلام أنه سيولد لك *** ج 2: 315

أوحى الله تعالى إلى عمران: أني واهب لك ذكراً *** ج 1: 303

الأوصياء. *** ج 1: 408

أوفوا بولاية علىّ فرضاً من الله أو في لكم الجنّة *** ج 1: 131

أوّل بقعة عُبد الله عليها ظهر الكوفة *** ج 1: 120

أوّل شيء نزل من السماء إلى الأرض فهو البيت *** ج 1: 157

الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح *** ج 1: 442

(أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم....) يعني والله فلاناً وفلاناً *** ج 1: 415

أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم، وابتدعوا في دينهم *** ج 124:3

أولئك علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين *** ج 1: 411

أولئك قريش، كانوا يقولون: نحن أولى الناس بالبيت *** ج 1: 206

أولئك قوم مذنبون يحدثون في إيمانهم من الذنوب *** ج 2: 255

أولئك كانوا قوماً بين عيسى ومحمّد، ينتظرون مجيء محمّد صلى الله عليه وآله و سلم *** ج67:2

أولئك هم أهل حروراء *** ج 124:3

أي شيء السكينة عندكم؟ قال: لا أدري *** ج 2: 227

أي شيء السكينة عندكم؟ وقرأ (فأنزل الله سكينة *** ج 1: 252

أي شيء عندك من أحاديث الشيعة *** ج 1: 117

أي شيءٍ يقول الناس في قول الله جل وعز (لولا أن رة ا برهان ربه) *** ج 2: 340

أي شيء يقول هذا الخلق؟ قلت: يقولون: إن الله خلقها من ضلع *** ج 1: 363

أي شيء يقولون في إتيان النساء في أعجازهن *** ج 1: 224

أي كانوا يفتخرون بآبائهم، يقولون أبي الذي حمل الديات *** ج 1: 208

أي لا حرج عليه أن يطّوف بهما *** ج 1 : 170

إي والله لقد كتبها لهم، ثم بدا له لا يدخلوها، قال: ثم ابتدأ هو فقال *** ج 2: 26

إي والله ، وهل الدين إلّا الحب *** ج 1: 298

إياكم والخصومة، فإنّها تحبط العمل *** ج 1: 96

ص: 280

أيام التشريق *** ج 1: 209

إيانا عنى، وعليّ علیه السلام أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم *** ج 2: 401

أيكون الحصيد إلا بالحديد *** ج 2: 322

أيما رجل آلى من امرأته، والإيلاء: أن يقول الرجل *** ج 1 : 227

أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه وفي رواية آخرى فأقر بها بقلبه *** ج 2 : 403

أيما مسلم مات وترك ديناً، لم يكن في فساد *** ج 2: 239

إيمان أهل الكتاب، إنما هو بمحمّد صلى الله عليه وآله و سلم *** ج 1: 455

الإيمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل *** ج161:1

أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها، أو من صوم *** ج 2: 389

أين أصحاب الأعراف ؟ أين المرجون لأمر الله ؟ أين الذين خلطوا عملاً صالحاً *** ج 1: 433

أين أنتم أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك *** ج 3: 20

أيها النّاس إن الله أمر موسى وهارون علیهما السلام أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتاً *** ج 2: 283

أيها الناس، إنكم في زمان هدنة *** ج 1 : 74

أيها النّاس والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا بآية *** ج 2: 220

«ب»

بآلاء الله، يعني نعمه *** ج 2: 403

بأبي وأمي ونفسي وقومي وعترتي عجب للعرب كيف لا تحملنا على رؤوسهما *** ج 334:1

البأس الشديد علي علیه السلام وهو من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم *** ج 3: 87

الباغي الخارج على الإمام والعادي اللص *** ج 1: 177

الباغي الظالم، والعادي: الغاصب *** ج 1: 176

الباغي: طالب الصيد والعادي السارق *** ج 1 : 177

بالزيادة بالإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات *** ج 1: 255

بالقتل والموت أو غيره *** ج : 57

بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الإسلام *** ج 3: 72

ص: 281

بالولاية (وأعرض عن الجاهلين) قال عنها يعني الولاية *** ج 2 : 178

بأمر الله ثم قال ما من عبد إلا ومعه ملكان يحفظانه *** ج 2: 381

الباء بهاء الله، والسين سناء الله *** ج 1: 104

البحيرة إذا ولدت وولد ولدها بجرت *** ج 2: 83

بذل الرجل ماله ويقعد ليس له مال *** ج 3: 46

بر الوالدين وصلة الرحم يهون الحساب *** ج 2: 385

برده إلى أهله، قال ذلك بأن الله يقول إن الذين يأكلون *** ج 1: 372

البرهان محمّد عليه وآله السلام والنور علىّ علیه السلام *** ج 1: 457

بسم الله اللهم اردده علينا، فأتيته وسلمت عليه، فقال: معلّى *** ج 2: 256

بسم الله الرحمن الرحيم، أبقاك الله طويلاً، وأعاذك من عدوك *** ج 1: 250

بشكٍ *** ج 2: 105

بضم الياء يُمطرون، ثم قال: أما سمعت قوله وأنزلنا من المعصرات ...) *** ج 2: 347

بطون الأودية ورؤوس الجبال والآجام *** ج 2: 185

بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال *** ج 2: 282

بعث رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم عبد الله بن رواحة فقال: لا تخرصوا *** ج 1: 274

بعث عبدالملك بن مروان إلى عامل المدينة *** ج 1: 105

بعث عيسى علیه السلام رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية *** ج 3: 142

بعد آدم وبعد نوح ضلالاً، فبدا الله فبعث النبيين مبشرين *** ج 1: 216

بعد الشهادة *** ج 1: 283

بعد كتاب الله تسألني؟ قال الله تعالى ( يا أيها الذين امنوا) *** ج 2: 22

بعشر ذي الحجة ناقصة حتى انتهى إلى شعبان *** ج2: 158

البكاءون خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمّد *** ج 2: 358

بل ردهم الله حتّى سكنوا الدور، وأكلوا الطعام *** ج 1: 249

بل هي على الخفض *** ج 2: 22

بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب الله *** ج 2: 146

ص: 282

بلغنا أن ذلك علىّ علیه السلام *** ج 2: 277

بلغه أن أناساً ينزعون (بسم الله الرحمن الرحيم ) *** ج 1 : 102

البلهاء في خدرها والخادم تقول لها: صلي فتصلي *** ج 1: 435

بلی، قال: فكيف ظهر عليه القوم ، وكيف لم يدفعهم *** ج 3: 152

بلى، من كان يلي شيئاً لليتامى، وهو محتاج *** ج 1: 370

بلى، والله ، إن له من الأمر شيئاً وشيئاً وشيئاً *** ج 1: 337

بما عندنا من الحلال والحرام، وبما ضيعوا منه *** ج 1: 161

بمحمد صلى الله عليه وآله و سلم تطمئن القلوب، وهو ذكر الله وحجابه *** ج 2: 390

بني الإسلام على خمسه أشياء على الصلاة والزكاة *** ج 1: 329

البهيمة هاهنا الولي، والأنعام: المؤمنون *** ج 2: 6

بياض النهار من سواد الليل *** ج 1: 191

بینا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم جالس في أهل بيته، إذ قال: أحبّ يوسف *** ج 2: 372

بینا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم جالس في بيته، وعنده نفر من اليهود *** ج 2: 57

بينا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم في مسير له إذ رأى سواداً من بعيد *** ج 2: 105

بينا نحن في مجلس لنا وأخي زيد بن أرقم يحدثنا *** ج 2: 243

بينما أمير المؤمنين المجالس في مسجد الكوفة قد أحتى بسيفه *** ج 2: 435

بينما حمزة بن عبد المطلب وأصحاب له على شراب لهم *** ج 2: 72

بينما رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم جالس ذات يوم، إذ دخلت أم أيمن *** ج 2: 390

بينما العالم يمشي مع موسى علیه السلام إذا هم بغلام يلعب بالقلة *** ج 104:3

بينا موسى بن عمران علیه السلام يناجي ربه ويكلمه إذ رأى رجلاً *** ج 1: 405

بينهما موسى علیه السلام قاعد في ملأ من بني إسرائيل *** ج 3: 103

البيوت الائمة، والأبواب أبوابها *** ج 1: 193

«ت»

تأمر عبدك وتحته أمتك فيعتزلها حتى تحيض *** ج 1 : 384

ص: 283

التبتل أن تقلب كفيك في الدعاء *** ج 3: 135

تبدل خبزةً بيضاء نقية، يأكل الناس مها *** ج 94:3

تبدل خبزة نقية يأكل النّاس منها حتّى يُفرغ من الحساب *** ج 2: 421، 422

تحسب عليهم السيئات، ولا تحسب لهم الحسنات *** ج 2: 387

تخرج إذا لم يكن عندك تمشي قال: قلت: لا يقدر على ذلك *** ج 1: 332

تخرج من أموالهم قدر ما يكفيهم *** ج 1: 221،219

تدرون من أولياء الله؟ قالوا: من هم يا أمير المؤمنين *** ج 2: 280

تدري ما نزل في (بسم الله الرحمن الرحيم ) *** ج 3: 55

ترك العمل الذي أقرّ به من ذلك أن يترك الصلاة *** ج 2: 14

ترك العمل حتى يدعه أجمع *** ج 2: 15

تركوا طاعة الله *** ج 2: 242

تريد أن ترووا علي، هو الذي في نفسك *** ج 2: 258

تزوجوا بالليل، فان الله جعله سكناً *** ج 2: 111

تسبیح فاطمة من ذكر الله الكثير *** ج 1: 168

تصدق بثمانين درهماً *** ج 2: 227

تصدقت يوماً بدينار، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : أما علمت أن صدقة المؤمن *** ج 2: 256

تصلون قبل أن تزول الشمس؟ قال: وهم سكوت *** ج 3: 72

التضرع رفع اليدين *** ج 3: 135

تعتلج النطفتان في الرحم، فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها *** ج3 : 157

تعرض على رسول الله عليه وآله السلام أعمال أمته كل صباح *** ج 2: 259

تعرف هذا وأشباهه في كتاب الله تبارك وتعالى (ما جعل) الله *** ج 2: 23

تعطي منه الضغث تقبض من السنبل قبضة والقبضة *** ج 2: 120

تعطي منه المساكين الذين يحضرونك *** ج 2: 120، 122

تغرب الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة *** ج 3: 123

تفترق أمتي ثلاث فرق فرقة على الحق *** ج 3: 130

ص: 284

تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملّة *** ج 61:2

تفسيرها أمرنا أكابرها *** ج 42:3

تفسيرها علي علیه السلام الهدى *** ج 1: 131

تفسيرها في الباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولاً *** ج 2: 278

تفسيرها في الباطن أنه لم يؤت العلم إلا أناس يسير *** ج 3: 82

تفسيرها في الباطن لما جاءهم ما عرفوا *** ج 1 : 142

تفسيرها في الباطن يريد الله فانه شيء يريده ولم يفعله بعد *** ج 2: 186

تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما أكرمته به *** ج 3: 84

تفقهوا فإن من لم يتفقه منكم فإنه أعرابي *** ج 2: 271

تفكر ساعةٍ خير من عبادة سنة *** ج 2: 384

تقبض بيدك الضغث فتعطيه المسكين *** ج 2: 123

تقبض بيدك الضغث، فسماه الله حقاً *** ج 2 : 123

تقول: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم *** ج 3: 23

تقول: عند المساء: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ج 2: 180

التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً إذا عملت بالتقية *** ج 3: 123

التقية من دين الله، ولقد قال يوسف له أيتها العير إنكم لسارقون) *** ج 2: 353

التكبير في أيام التشريق في دبر الصلاة *** ج 1: 209

تكلمها وليس هذا بشيء، إنما هذا وأشباهه من خطوات الشيطان *** ج 1: 175

تلك قريش بدلوا نعمة الله كفراً، وكذبوا نبيهم يوم بدر *** ج 2: 412

تمام النعمة دخول الجنة *** ج 2: 10

تنزل الكوفة؟ قلت: نعم، قال: فترون قتلة الحسين علیه السلام *** ج 1: 354

توفّي رجل من المنافقين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنه *** ج 2: 248

التيمم بالصعيد لمن لم يجد الماء، كمن توضأ من غدير من ماء *** ج 1: 400

ص: 285

«ث»

ثبتت المعرفة، ونسوا الموقف وسيذكرونه *** ج 2 : 174

الثقل من كل شيء، قال الحسين والثقل: ما يخرج بين المتراهنين *** ج 2: 75

ثكلتك أمك، وكيف شككت في كتاب الله المنزل؟ *** ج 2: 93

ثلاث يرجعن على صاحبهن النكث والبغي والمكر *** ج 2: 275

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة *** ج 1: 313، 314، 315

ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة *** ج 1: 313، 314، 315

ثلاثة يشهدون على عثمان أنه كافر، وأنا الرابع *** ج 2: 51

ثلاثة يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله *** ج 1: 281

(ثمّ أهتدى) إلى ولا يتنا أهل البيت علیهم السلام *** ج 3: 129

ثمن الكلب الذي لا يصيد سحت *** ج 2: 49

ثمن الكلب سحت والسحت في النّار *** ج 2: 49

الثوب، والشيء الذي لم تسأله إياه أعطاك *** ج 2: 414

ثوبين لكل رجل، والرقبة تعتق من المستضعفين *** ج 2 : 70

«ج»

جاء أبي بن خلف، فأخذ عظماً بالياً من حائط ففته *** ج 3: 56

جاء أعرابي أحد بني عامر فسأل عن النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم ، فلم يجده *** ج 1: 346

جاء جبرئيل علیه السلام إلى يوسف في السجن، فقال: قل في دبر كل صلاة *** ج 2: 342

جاء رجل إلى أبي علیه السلام فقال : إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت *** ج 3: 67

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علیه السلام، فقال : يا أمير المؤمنين *** ج 1: 365

جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم ، فقال : يا رسول الله إن أخي هلك *** ج 1: 220

جاء العباس إلى أمير المؤمنين علیه السلام فقال له: امش حتّى نبايع *** ج 3: 139

جاء قوم إلى أمير المؤمنين علیه السلام بالكوفة، وقالوا له: يا أمير المؤمنين *** ج 2: 168

جاء يعقوب علیه السلام إلى نمرود في حاجةٍ *** ج 2 : 359

ص: 286

جاءت امرأة نوح إليه وهو يعمل السفينة *** ج 2 : 307

جحد المدني، أنت تريد مصاب أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2 : 203

جرت في القائم *** ج 1: 158

جزء من سبعة، إن الله يقول في كتابه (لها سبعة أبواب...) *** ج 2: 430

جزء من عشرة، كانت الجبال عشرة، وكان الطير: الطاوُس *** ج 1: 267

جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه، يعني في الميثاق *** ج 2: 171

جعلت فداك، إن الناس يزعمون أن الدنيا *** ج 1: 116

جعلها الله لدينهم ومعايشهم *** ج 2: 81

الجماع، جوابه لسائل عن تفسير (لا تضار والدة بولدها *** ج 1: 236

جمعت الصلوات كلّهن، ودلوك الشمس: زوالها ج 3: 72

الجنين في بطن أمه، إذا أشعر وأوبر فذكاة أمه ذكاته *** ج 2: 5

الجهر بالسوء من القول أن يذكر الرجل بما فيه *** ج 1: 454

الجهر بها: رفع الصوت، والمخافتة: ما لم تسمع أذناك *** ج 3: 84

«ح»

الحاجّ لا يملق أبداً *** ج 3: 49

(حافظوا على الصلوات...) وهي أول صلاة صلاها رسول الله *** ج 1: 244

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر *** ج 1: 244

الحبّ ما أحبه، والنوى: مانأى عن الحق فلم يقبله *** ج 2: 110

الحبّ المؤمن، وذلك قوله ( وألقيت عليك محبة...) *** ج 2: 110

الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب علیه السلام *** ج 1: 339

الحبة فاطمة صلى الله عليها، والسبع سنابع سبعة من ولدها *** ج 1: 271

حتى يعرفهم ما يُرضيه وما يُسخطه *** ج 2: 267

الحج الأكبر: الوقوف بعرفة وبجمع ورمي الجمار بمنى *** ج 2 : 218

الحج الأكبر: يوم عرفة وجمع ورمي الجمار بمنى *** ج 2: 217

ص: 287

الحج الأكبر يوم النحر، ويحتج بقول الله (فسيحوا في الأرض....) *** ج 2 : 218

الحج جميع المناسك، والعمرة لا يجاوز بها مكّة *** ج 1 : 194

حج عمر أول سنة حج وهو خليفة، فحج تلك السنة المهاجرون *** ج 2: 171

حججت أنا وسلمان الفارسي من الكوفة *** ج 1 : 77

حدثني أبي أن الله تعالى قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم *** ج 2: 173

الحرث الذرية *** ج 1 : 211

حرم على بني إسرائيل كل ذي ظفر والشحوم *** ج 2: 126

حرم من الضأن ومن المعز الجبلية، وأحل الأهلية *** ج 2: 125

حزن سبعين ثكلى حرّى *** ج : 358

حسبك كل شيء في الكتاب *** ج 1: 90

الحسنة التي عنى الله ولا يتنا أهل البيت *** ج 2: 130

حُشر عليهم الصيد من كل مكان حتّى دنا منهم *** ج 2: 77

حشر الرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحوش حتى نالتها أيديهم ورماحهم *** ج 2: 77

الحفدة بنو البنت ونحن حفدة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 3: 16

حفظ ماله *** ج 1: 369

حفوف الرأس *** ج 3: 132

حق جعله الله في أموال الناس *** ج 1: 179

حق على الله أن يجعل ولينا رفيقاً للنبيين *** ج 1: 417

حقه يوم حصاده عليك واجب، وليس من الزكاة *** ج 2: 121

حقيق على الله تعالى أن لا يُدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة *** ج 1: 284

الحكام القضاة *** ج 1: 191

الحمد الله، نافع عبد آل عمر، كان في بيت حفصة فيأتيه النّاس وفوداً *** ج 2: 392

حيث شاء نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم *** ج 1: 224

حيث قال موسى : أنت أبو الحكماء *** ج 2: 162

حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ثم عموا وصموا *** ج 2: 66

ص: 288

حين يبلغ أشده، قلت: وما أشده؟ قال: الإحتلام *** ج 3: 51

حين يطلع الدم من الحيضة الثالثة *** ج 1: 230

«خ»

الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهم أحد غيرهم *** ج 2: 210

خالف إبراهيم علیه السلام قومه، وعاب آلهتهم حتّى أدخل على نمرود *** ج 1 : 261

ختم على الأفواه فلا تكلم، فتكلمت الأيدي *** ج 1: 398

خذوا جننكم قالوا: يا رسول الله، عدو حضر؟ فقال: لا *** ج 94:3

خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد *** ج 3: 88

خرج رسول الله حين حج حجة الوداع *** ج 1: 196

خرج عبدالله بن عمرو بن العاص من عند عثمان *** ج 1: 139

خروج القائم علیه السلام ، وأذان دعوته إلى نفسه *** ج 2: 217

الخسف والله عند الحوض بالفاسقين *** ج 1: 415

خشي إن أدرك الغلام أن يدعو أبويه إلى الكفر *** ج 3: 105

الخضر وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين *** ج 3: 99

الخطأ أن تعمده ولا تريد قتله بما لا يقتل مثله *** ج 1 : 427

خطب رسول الله بالمدينة، فكان فيما قال *** ج 1: 77

خطب على علیه السلام النّاس واخترط سيفه وقال لا يطوفن بالبيت عُريان *** ج 2: 215

خلتان لا أحب أن يشاركني فيها أحد: وضوئي *** ج 2: 257

خلق آدم فنفخ فيه *** ج 2: 428

خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل مع الأئمة *** ج 3: 82

خلق الله الخلق قسمين، فألق قسماً وأمك قسماً *** ج 393:2

خلق خلقاً وخلق روحاً، ثم أمر الملك فنفخ فيه *** ج 2: 428

خلق عظيم أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحدٍ ممن مضى *** ج 3: 81

خلق كلّ شيءٍ منكباً غير الإنسان خلق منتصباً *** ج 3: 63

ص: 289

خلق من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء *** ج 3: 81

خلقت حواء من جنب آدم وهو راقد *** ج 1: 361

خلقت حواء من قصيرى جنب آدم علیه السلام والقصيرى: هو الضلع الأصغر *** ج 1: 361

خلقهم للعبادة *** ج 2: 329

الخمار وشبهه *** ج 1: 248

الخمر من ستة أشياء: التمر والزبيب والحنطة *** ج 1: 218

لخمس بعد المؤنة. قال: فناظرت أصحابنا *** ج 2: 201

فس صلوات في الليل والنهار *** ج 70:3

الخمس الله وللرسول، وهو لنا *** ج 2: 200

الخنازير على لسان داود والقردة على لسان عيسى بن مريم علیها السلام *** ج 2 : 67

«د»

دخل على أناس من أهل البصرة، فسألوني عن طلحة والزبير *** ج 2: 219

دخل على علىه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، وقد أُغمي عليه *** ج 2: 209

دخل في الاستثناء كلّ شيء *** ج 1: 403

دخل الكبائر في الاستثناء *** ج 1: 403

دخل مروان بن الحكم المدينة، قال: فاستلق على السرير *** ج 2: 100

دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام *** ج 3: 106

دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول بيننا وبينه *** ج 3: 159

دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب *** ج 1: 75

الدخول في أمرك *** ج 2: 204

الدرجة ما بين السماء إلى الأرض *** ج 1: 350

دَعّاء *** ج 2: 316

دعها فهو إمامهما يوم القيامة، أما تسمع إلى الله وهو يقول (نوله ما تولى) *** ج 443:1

دلوك الشمس: زوالها عند كبد السماء *** ج 3: 71

ص: 290

الدنيا *** ج 3: 8

دون المواقيت إلى مكة، فهم من حاضري المسجد الحرام *** ج 1 : 202

الدِّيلم *** ج 2: 271

دین الله *** ج 1: 444

الدين فيه الإيمان *** ج 1: 296

دية الأنف إذا استؤصل مائة من الابل *** ج 2: 52

دية الخطأ إذا لم يرد الرجل مائة من الابل *** ج 1: 428

«ذ»

ذاك الذي يسوف الحج - يعني حجة الإسلام - *** ج 3: 66

ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى النّاس *** ج : 357

ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه، وباب الأنبياء، ورضا الرحمن *** ج 1: 420

ذرية الأنبياء *** ج 1: 252

ذكر أن آدم علیه السلام لمّا أسكنه الله الجنّة فقال له: يا آدم، لا تقرب هذه الشجرة *** ج 3: 90

ذكر أهل مصر، وذكر قوم موسى علیه السلام وقولهم (أذهب أنت وربك فقاتلا...) *** ج 2: 27

ذكر بني يعقوب، فقال: كانوا إذا غضبوا أشتد غضبهم حتى تقطر جلودهم *** ج 2: 356

ذكر النعمة أن تقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام *** ج 3: 151

الذكر والانثى ( وما تغيض الأرحام ) قال ما كان دون التسعة فهو غيض *** ج 2: 381

ذلك إذا حبس نفسه في أموالهم فلا يحترف لنفسه *** ج 1: 370

ذلك إلى الإمام، إن شاء قطع، وإن شاء صلب *** ج 41:2

ذلك إلى الإمام يعمل فيه بما شاء *** ج 41:2

ذلك جوع خاص وجوع عام، فأما بالشام ج 1: 168

ذلك حين يقول علي علیه السلام: أنا أولى الناس بهذه الآية *** ج 1: 320

ذلك رجل يحبس نفسه على أموال اليتامى *** ج 1: 369

ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم والإمام من بعده *** ج 2: 79

ص: 291

ذلك علي بن أبي طالب علیه السلام، ثمّ سكت، قال: فلمّا طال سكوته *** ج 1: 410

ذلك على قدر جدته *** ج 1: 401

ذلك مثل موسى والرسل من بعده وعيسى *** ج 1: 141

ذلك من خطوات الشيطان *** ج 1: 176

ذهب علىّ أمير المؤمنين علیه السلام ، فآجر نفسه على أن يستقي كل دلو بتمرة *** ج 2: 248

ذو القربى (والجار الجنب ) قال الذي ليس بينك وبينه قرابة *** ج 1: 397

«ر»

رأت فاطمة علیها السلام في النوم كأن الحسن والحسين علیهما السلام ذبحا أو قتلا *** ج 2: 346

الربوة الكوفة، والقرار المسجد، والمعين الفرات *** ج 134:3

الرّجز: هو الثلج ثم قال: خراسان بلاد رجز *** ج 2: 157

الرجس من الأوثان الشطرنج، وقول الزور: الغناء *** ج 3: 132 ، 141

الرجعة *** ج 3: 68

الرجل السلم للرجل حقاً على علیه السلام وشيعته *** ج 3: 149

الرجل تكون في حجره اليتيمة فيمنعها من التزويج *** ج 1: 378

الرجل يطلق، حتى إذا كادت أن يخلو أجلها راجعها *** ج 1: 235

رحم الله عبداً تاب إلى الله قبل الموت *** ج 2: 99

رحم الله عبداً لم يرض من نفسه أن يكون إيليس نظيراً له *** ج 1: 339

رحم الله عمي الحسن علیه السلام، لقد عمد الحسن علیه السلام أربعين ألف سيف *** ج 3: 50

الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني *** ج 2: 385

الرحمة: رسول الله عليه وآله السلام، والفضل: علي بن أبي طالب علیه السلام *** ج 1: 423

رزقنا الله وإياك، ثمّ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا *** ج 3: 48

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، أصلها ، وأمير المؤمنين علیه السلام فرعها، والأئمة من ذريتها أغصانها *** ج 405:2

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (أن اتخذى من الجبال بيوتاً) قال: تزوج من قريش ج 3: 15

ص: 292

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لك كلف ما لم يكلف أحد أن يقاتل في سبيل الله وحده *** ج 1: 424

رضاض الألواح فيها العلم والحكمة *** ج 1: 252

رضوان الله، والتوسعة في المعيشة، وحسن الصحبة *** ج 1: 209

رضوان الله والجنة في الآخرة، والسعة في المعيشة *** ج 1 : 209

رفع عیسی بن مريم علیها السلام بمدرعة صوف من غزل مريم ومن نسيج مريم *** ج 1: 310

رفعت عن أمتي أربع خصال: ما أخطأوا وما نسوا *** ج 1: 289، ج 3: 26

الرقبة المؤمنة التي ذكرها الله إذا عَقَلت *** ج 1: 426

الرمي *** ج 204:2

روح خلقها الله ، فنفخ في آدم منها *** ج 2: 427

الروح والراحة والرحمة والنصرة، واليسر واليسار *** ج 1: 300

ريح *** ج 1: 273

ریح تخرج من الجنّة طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان *** ج 1: 253

«ز»

الزّارعون *** ج 404:2

زوالها (إلى غسق اليل) إلى نصف الليل *** ج 3: 71

«س»

ساخ الجبل في البحر، فهو يهوي حتّى الساعة *** ج 2: 159

سألت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن الجبائر تكون على الكسير *** ج 1: 389

سألت عمّن أتى جاريته في دبرها، والمرأة لعبة *** ج 1: 225

سبحان الله، الله أعدل من ذلك أن يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة *** ج 2: 35

سبحان من يسبح له الرعد بحمده والملائكة *** ج 2: 383

سبع سنين *** ج 2: 346

سبعة أئمة والقائم علیه السلام *** ج 2: 438

ص: 293

سبق الكتاب الخفين والخمار *** ج 2: 16

سبيل الله شيعتنا *** ج 2: 240

السجود على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين *** ج 47:2

السجود، ووضع اليدين على الركبتين *** ج 1: 136 ، ج 2: 170

السحت أنواع كثيرة، منها: كسب الحجام، وأجر الزانية *** ج 2: 49

سخر له السحاب، وقربت له الأسباب وبسط له فى النور *** ج 3: 112

سرقوا أكرم آية في كتاب الله *** ج1: 100

سَفُلت سفّل الله بك، أما سمعت الله يقول (أتأتون الفاحشة...) *** ج 2: 153

السكر من الكبائر، والحيف في الوصية من الكبائر *** ج 2: 393

سُئل أبى علیه السلام عن قول الله (قاتلوا المشركين كافة ...) *** ج 2: 193

سل تفقهاً، ولا تسأل تعنتاً، طعم الماء طعم الحياة *** ج 3: 131

السلم هم آل محمّد علیهم السلام، أمر الله بالدخول فيه *** ج 1: 213

السّلم: هو آل محمّد علیهم السلام، أمر الله بالدخول فيه *** ج 1: 213

سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار *** ج 3: 40

سلوني، فقال ابن الكواء: أخبرني عن بنت الأخ من الرضاعة *** ج1: 383

سماء الله أمة *** ج 3: 28

السماوات والأرض وجميع ما خلق الله في الكرسي *** ج 1: 257

السماء فى الباطن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والماء على علیه السلام *** ج 2: 186

سمع نوح علیه السلام صرير السفينة على الجودي فخاف عليها *** ج 2: 311

السمع والطاعة أبواب الجنّة، السامع المطيع لا حجة عليه *** ج 3: 65

سمعت أبا جعفر علیه السلام يحدث عطاء، قال: كان طول سفينة نوح ألف ذراع *** ج 2: 310

سمعت أبا عبدالله يقرأ ما لا أحصى *** ج 1: 104

سمعت عمار بن ياسر يقول: وقف لعلي بن أبي طالب علیه السلام سائل وهو راكع *** ج 2 : 56

سمعته مالا أحصي، وأنا أصلي خلفه *** ج 1: 106

سموهم بأحسن أمثال القرآن - يعني عترة النبيّ - *** ج 1 : 90

ص: 294

السهام ثمانية، وكذلك قسمها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج2: 235

سهم الله ، وسهم للرسول قال :قلت فلمن سهم الله ؟ فقال: للمسلمين *** ج 2: 185

السواد الذي في القمر: محمّد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 40:3

لسيف *** ج 3: 79

سيف و ترس *** ج 204:2

«ش»

شأن إسماعيل، وما أخفى أهل البيت *** ج 2: 419

الشجرة التي نهى الله آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد *** ج 2: 138

شرك الشيطان ما كان من مال حرام فهو من شركه *** ج 3: 61

شرك طاعة، قول الرجل: لا والله وفلان *** ج 2: 373

شرك طاعة وليس بشرك عبادة *** ج 2: 373

شرك طاعة وليس شرك عبادة *** ج 374:2

شرك لا يبلغ به الكفر *** ج 2: 373

شرك النعم *** ج 2 : 374

شرى على نفسه، لبس ثوب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ثمّ نام مكانه *** ج 1: 212

الشطرنج من الباطل *** ج 3: 79

الشطرنج ميسر والنرد ميسر *** ج2 : 74

الشطرنج والنرد ميسر *** ج 2: 75

شكّاً إلى شكهم *** ج 2: 271

شكا رجل إلى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وجعاً في صدره، فقال: استشف بالقرآن *** ج 2: 279

شكا موسى علیه السلام إلى ربه الجوع في ثلاثة مواضع *** ج 3: 103

شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله *** ج 2: 269

(شهد الله أنّه لا إله إلا هو ) فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه *** ج 1: 296

شوال وذو القعدة وذو الحجة *** ج 1: 203

ص: 295

الشوكة التي فيها القتال *** ج 2: 186

الشيخ الكبير، والذي به العطاش *** ج 1: 184

الشيخ الكبير والذي يأخذه العطاش *** ج1: 183، 184

شيعها سبعون ألف ملك (قل تعالوا أتل ما حرم...) *** ج 2: 126

شيء جعله الله لصاحب هذا الأمر *** ج 1 : 180

شيء فضله الله به *** ج 3: 28

«ص»

صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين *** ج 3: 110

الصبر الصوم، إذا نزلت بالرجل *** ج 1: 133

الصبر هو الصوم *** ج 1: 133، 168

الصبغة: الإسلام *** ج 1: 159

الصبغة معرفة أمير المؤمنين بالولاية في الميثاق *** ج 1: 160

الصحة في بدنه، والقدرة في ماله *** ج 1 : 332

الصحيح يصلي قائماً وقعوداً، والمريض يصلّى جالساً *** ج 1: 357

صدق الله قلت جعلت فداك كيف يتوضأ ؟ قال مرتين مرتين *** ج 21:2

الصدقات فى النبات والحيوان، والزكاة في الذهب *** ج 2: 256

صدقتم صدقتم، ومن أحبنا جاء معنا يوم القيامة *** ج 2: 233

صدقوا، تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف، يأكلون منها *** ج 2 : 421

الصراط الذي قال إبليس (لأقعدن لهم صراطك...) وهو علىّ علیه السلام *** ج 2: 137

:الصرف النافلة، والعدل الفريضة *** ج 1: 153

صفوان، أي حجر (والذين ينفقون أموالهم...) فلان وفلان *** ج 1: 272

صَلِّ فيها، فقد رأيتها وما أنظفها *** ج 3: 80

صَلّ فيها، ما أنظفها، قد رأيتها وأنا عندكم *** ج 3: 80

الصلاة الوسطى الظهر (وقوموا الله قانتين ) إقبال الرجل على صلاته *** ج 1: 245

ص: 296

صلاة الظهر، وفيها فرض الله الجمعة *** ج 1: 245

الصلاة في السفر في السفينة والمحمل سواء *** ج 1: 151

صلاة الليل تكفر ما كان من ذنوب النهار *** ج 2: 328

صلاة المغرب في الخوف أن يجعل أصحابه طائفتين *** ج 437:1

صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب النهار *** ج 2: 326

صلاة الوسطى هي الوسطى من صلاة النهار *** ج 1: 245

الصلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام *** ج 1: 246

صلى رجل إلى جنبي، فاستغفر لأبويه، وكانا ماتا في الجاهلية *** ج 2: 266

صم حين يصوم الناس، وأفطر حين يفطر الناس *** ج1: 192

صنعت كما يصنع الحمار، إن رب الماء هو رب الصعيد *** ج 1: 400

صنعها في مائة سنة، ثم أمره أن يحمل فيها *** ج 2: 308

صواع الملك: الطاس الذي يشرب فيه *** ج 354:2

صوم ثلاثة أيام في الشهر: خميس من عشر وأربعاء من عشر *** ج 2: 130

صوم جزاء الصيد واجب *** ج 2 : 79

صوم السفر والمرض، إن العامة اختلفت في ذلك *** ج 1: 187

صوم شعبان و شهر رمضان (توبة) والله (من الله) *** ج 1: 430

صوم شعبان وصوم شهر رمضان متتابعين (توبةً من الله) *** ج 1: 429

الصوم فوه لا يتلكم إلّا بالخير *** ج 1: 186

صيام ثلاثة أيام في الحج، قبل التروية بيوم *** ج 1: 201

صيام ثلاثة أيام في كفّارة اليمين *** ج 2: 71، 72

صيام شهر الصبر، وثلاثة أيام في الشهر، يُذهب بلابل الصدور *** ج 2: 131

صيام شهر الصبر وثلاثة أيام في كل شهر، يذهبن بلابل الصدور *** ج 2: 129

صيام شهرين متتابعين من قتل خطأ لمن لم يجد العتق واجب *** ج 1: 429

ص: 297

«ض»

الضغث من المكان بعد المكان تعطي المسكين *** ج 2: 123

الضغث والاثنين، تعطي من حضرك *** ج 2: 119

الضلال فما فوقه *** ج 2: 105

ضمنت على ربي أن الصدقة لا تقع في يد العبد حتّى تقع في يد الرب *** ج 2: 257

«ط»

الطاعة المفروضة *** ج 1: 405

طوبى شجرة في الجنّة، أصلها في حجرة عليّ *** ج 2: 391

طوبى هي شجرة تخرج من جنّة عدن غرسها ربنا بيده *** ج 2: 391

الطوفان والجراد والقمل والضفادع *** ج 3: 83

«ظ»

ظاهر وباطن فالظاهر الجدي وعليه تبنى القبلة *** ج 3: 6

الظلم ثلاثة ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله *** ج 3: 93

ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم على صورة الملائكة *** ج2: 375

ظهر القرآن الذين نزل فيهم *** ج 1 : 86

«ع»

العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير *** ج 3: 157

عاش حولين قلت فمن كان يومئذ الحجة الله *** ج 2: 371

عافانا الله وإياك أحسن عافية، إنما شيعتنا من تابعنا *** ج 3: 12

عبادة الأوثان وشرب الخمر وقتل النفس وعقوق الوالدين *** ج 1: 392

عبدي المؤمن إن خولته واعطيته ورزقته *** ج 1: 170

عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون *** ج 2: 70

ص: 298

العجب - يا أبا حفص - لما لقي علي بن أبي طالب علیه السلام أنه كان له *** ج 2: 63

عجباً لمن غفل عن الله، كيف يستبطئ الله في رزقه *** ج 3: 109

العدس والحبوب وأشباه ذلك يعنى من أهل الكتاب *** ج 2 : 13

العدل الفريضة *** ج 1: 153

عدل الهدي ما بلغ يتصدق به فان لم يكن عنده فليصم *** ج 2: 80

العدل: رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والإمام من بعده *** ج 2: 78

العدل: شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان ولاية أمير المؤمنين *** ج 3: 20

العدل في قول أبي جعفر الفداء *** ج 1: 153

عدة التي تحيض ويستقيم حيضها ثلاثة أقراء *** ج 1: 229

عدوّ عليّ علیه السلام المخلدون في النّار *** ج 2: 43

عذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين *** ج 2: 221

العرش: السرير *** ج 2: 370

عرض عليهم التزويج *** ج 2: 319

عرضت لي إلى ربي حاجة فهجرت فيها إلى المسجد *** ج 2: 162

عرفوه ثمّ أنكروه *** ج 3: 18

عشرين من ذي الحجة ،والمحرم وصفر *** ج 2: 216

عشية عرفة *** ج 2: 142

العطش *** ج 2: 110

العطش يوم القيامة *** ج 2: 110

العفو الوسط *** ج 1: 219

العلم علمان، علم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه *** ج 2: 395

العلم علمان، فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحداً *** ج 2: 396

على الذي أفطر القضاء، لأن الله يقول (ثمّ أتموا الصيام *** ج 1: 190

على الذي أفطر قضاء ذلك اليوم *** ج 1: 190

على الفطرة *** ج 1: 426

ص: 299

علي أمير المؤمنين علیه السلام و أفضلهم، وهو ممن ينفق *** ج 1: 272

عليّ باب هدى من تقدمه كان كافراً *** ج 2: 258

عليّ بن أبي طالب علیه السلام حبل الله المتين *** ج 1 : 334

علي بن أبي طالب علیه السلام خاصة، وإلا فلا أصابني شفاعة محمّد صلى الله عليه وسلم *** ج 374:2

علي بن أبي طالب علیه السلام والأوصياء من بعده *** ج 1: 412

على جباههم *** ج 3: 82

على قدر مال زوجها *** ج 1: 248

عليّ علیه السلام ممن بلغ *** ج 2: 93

علىّ علیه السلام ناول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم القبضة التي رمى بها *** ج 2: 188

على هذه الآية (تلك الرسل فضلنا بعضهم على...) فنحن الذين من بعدهم *** ج 1: 256

عليّ والله على دين إبراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى الناس به *** ج 1: 313

علىّ علیه السلام وزاد قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلىّ والأوصياء من بعدهما *** ج 2: 375

عليكم النفر، قلت: جميعاً، قال: إن الله يقول (فلولا نفر ..) *** ج 2: 270

عليكم بالقرآن، فما وجدتم آية نجابها *** ج 1 : 77

عليه ،دم، لأن الله يقول ( فصيام ثلاثة أيام في الحج) *** ج 1: 200

عليه عتق رقبة، وصوم شهرين متتابعين *** ج 1: 432

عليه الكفارة ، فان عاد فهو ممن قال الله (فينتقم الله منه ) *** ج 2: 81

العمائم، اعتمد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لفسدلها من بين يديه ومن خلفه *** ج 1: 337

العمد أن تعمده فتقتله بما بمثله يقتل *** ج 1: 431

العمل الصالح المعرفة بالأئمّة *** ج 3: 126

عن المعاصي وصابروا على الفرائض *** ج 1: 358

عن ولاية علىّ علیه السلام *** ج144:3

عنى الله والله بها قريشاً قاطبة الذين عادوا رسول الله *** ج412:2

عنی بذلك القمار، وأمّا قوله ( ولا تقتلوا أنفسكم) عنى بذلك الرجل من المسلمين *** ج 388:1

عنى بذلك عليّاً والحسن والحسين وفاطمة *** ج 1: 159

ص: 300

عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة *** ج 2: 329

العهود *** ج 4:2

«غ»

الغُلول: كلّ شيء غلّ عن الإمام، وأكل مال اليتيم شبهة *** ج 1: 349

الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليه *** ج 1: 442

(غير المغضوب عليهم وغير الضالين) هكذا نزلت *** ج 1: 106

الغيض: كل حمل دون تسعة أشهر *** ج 2: 380

«ف»

فابرأ منه قال: قلت له: أي شيءٍ أحب إليك؟ قال: أن يمضوا على ما مضى عليه عمار *** ج 26:3

فات الناس الصلاة مع علي علیه السلام يوم صفين *** ج 1: 246

فات أمير المؤمنين علیه السلام والناس يوماً - يعنى في صفين - صلاة الظهر *** ج 1: 246

فاتحة الكتاب *** ج 2: 438

فاتحة الكتاب يثنىً فيها القول *** ج 1: 103، 437

فاتقوا الله ولا تجتروا *** ج 1: 393

فإذا ترك أمه أو أباه أو ابنه أو ابنته *** ج 1: 459

فإذا جاءتك المرأة المسلمة فاحملها *** ج : 242

فإذا حلق رأسه لم تسقط شعرة إلّا جعل الله له بها نوراً *** ج 1: 210

فالنحل الأئمة والجبال العرب والشجر الموالي عتاقه *** ج 3: 15

فأما ( لا تتخذوا اباءكم وإخوانكم ....) فإن الكفر في الباطن في هذه الآية *** ج 2: 226

فأما من أعطى) مما آتاه الله (وأتق * وصدق بالحسنى) أي بأن الله *** ج 3: 171

فامسح على كفيك من حيث موضع القطع *** ج 44:2

فإن تاب فبأيّ شيءٍ يتوضاً؟ لأن الله يقول ( والسارق والسارقة *** ج 44:2

فإن تمام الحج والعمرة أن لا يرفت ولا يفسق ولا يجادل *** ج 1: 195

ص: 301

فإن رضيا وقلداهما الفرقة ففرقا، فهو جائز *** ج 1: 396

فإن كان يليط حوضها، ويقوم على هنائها *** ج 1: 221

فان لم يجد فصيام ثلاثة أيام متواليات *** ج 2: 72

( فأنزل الله سكينته على رسوله) ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله *** ج 2: 233

فإنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا *** ج 2: 242

فأولئك هم أولياؤنا من المؤمنين، ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة *** ج 2: 330

فبلغ عن الله وعن رسوله صلی الله علیه و آله وسلم بعرفة والمزدلفة *** ج 2: 215

فثم يود الخلق أنهم كانوا مسلمين *** ج 2: 425

فذلك يوم القيامة، وهو اليوم الموعود *** ج 2: 322

فرخص لي في الحلف لهم بالعتاق والطلاق *** ج 3: 25

فرداً لا مثل لك في المخلوقين *** ج 3: 172

فرض الله على المقيم خمس صلوات، وفرض على المسافر ركعتين تمام *** ج 1 : 437

فرض الله الغسل على الوجه والذراعين، والمسح على الرأس *** ج 2: 23

فريضة، جواب سائل عن السعي بين الصفا والمروة، فريضة هو أو سنة *** ج 1: 171

فسألت أخي علي بن محمّد علیهما السلام عن ذلك، قال: فأما قوله (فان كنت في شك ) *** ج 284:2

فسألت عن ذلك غيري؟ قال: قالت: قد سألت *** ج 2: 193

فسَلى يا أُم هانئ قالت: قلت: يا سيدي، قول الله عزّ وجلّ ( فلا أقسم بالخنس *** ج 167:3

فضل الله رسوله ورحمته، ولاية الأئمّة علیهم السلام *** ج 1: 422

الفضل رسول الله عليه وآله السلام ورحمته أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 1: 423

الفقير الذي يسأل والمسكين أجهد منه *** ج2: 234

فلان وفلان وفلان وأبو عبيدة بن الجراح *** ج 1: 442

فلان وفلان (ويهلك الحرث والنسل) النسل هم الذرية *** ج 1: 211

فلما أخذتهم الصاعقة، ولم يذكر الرجفة *** ج 2: 164

فلما وقفوا عليها قالوا (يا ليتنا نرد ولا نكذّب) *** ج 2: 95

فليس ذلك الشرط بشيء من تزوج امرأة فلها ما للمرأة *** ج 1 : 447

ص: 302

فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطي عدونا من الذهب والفضة *** ج 2: 279

يقول فيه من قبلكم؟ قال: يقولون: إن هذا ليس بمحارب *** ج 42:2

فمن اضطر غير باغ ولا عاد *** ج 1: 176

فمنهم من آمن ومنهم من جحد، ومنهم من أقر *** ج 1: 215

فمنهم من لق الله شهيداً لرسله، ثم مرّ في صفتهم *** ج 2: 322

فنزلت عليه الزكاة فلم يُسم الله من كلّ أربعين درهماً درهماً *** ج 1 : 410

الفهد مما قال الله (مكلبين) *** ج 2: 12

الفهد من الجوارح، والكلاب الكردية إذا علّمت فهي بمنزلة السلوقية *** ج 2 : 11

فهل أفتيته فيها؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: لم أعرفها *** ج 3: 137

فهو في عقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان *** ج 1: 343

فهو النبوّة (والحكمة) فهم الحكماء من الأنبياء *** ج 1: 406

في آخر البقرة لمّا دعوا أجيبوا ( لا يكلف الله نفساً *** ج 1: 289

في آخر شعبان، إن هذا الشهر المبارك *** ج1: 184

في أحد عشر ابناً له، فقيل له: أسباط؟ قال: نعم *** ج 2: 370

في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان *** ج 2: 202

في در همين ج 1: 372

في ذكر أهل النّار استثنى وليس في ذكر أهل الجنّة استثناء *** ج 2: 324

في الرجل إذا ألى من امرأته فضت أربعة أشهر *** ج 1: 228

في سورة الأنفال جدع الانوف *** ج 2: 181

في الظبي شاة، وفي الحمامة وأشباهها، وإن كانت فراخاً فعدتها من الحملان *** ج 2: 78

في قراءة علي علیه السلام(كنتم خير أئمة أخرجت للناس) *** ج 1: 335

في قول إبراهيم علیه السلام (رب أجعل هذا بلداً...) إيانا عنى بذلك *** ج 1: 156

في كل شيء إسراف إلا في النساء *** ج 1: 364

في ليلتين، ليلة ثلاث وعشرين وإحدى وعشرين *** ج 3: 173

في المودّة *** ج 1 : 448

ص: 303

في هذه الآية تكفير أهل القبلة بالمعاصي *** ج 1: 335

فينا نزلت *** ج 2: 50

فينا نزلت هذه الآية (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) *** ج 2: 379

فينا نزلت والله المستعان *** ج 1: 407

فيه نجر نوح سفينته، وفيه فار التنور *** ج 2: 308

فيهما جميعاً *** ج 2: 170

الفيء والأنفال والخمس، وكل ما دخل منه فيء *** ج 2: 199

«ق»

قال أبو ذر: يا رسول الله، ما أفضل ما أنزل عليك؟ *** ج 1: 258

قال الله (اتبعوا ما أنزل إليكم ...) ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم *** ج 2 : 137

قال الله : إنك لا تملك أن تدخلهم جنةً ولا ناراً *** ج 2: 429

قال الله تبارك وتعالى: أنا خالق كل شيء، وكلت بالأشياء غيرى *** ج 1: 278

قال الله تبارك وتعالى في كتابه ( ونوحاً هدينا من قبل ...) *** ج 2 : 108

قال الله تبارك وتعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم) قال فينا *** ج 2 : 271

قال الله تعالى ليوسف: ألست الذي حببتك إلى أبيك *** ج 2: 343

قال الله عزّ وجلّ: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) كما أن ثماني *** ج 3: 95

قال الله في قوم نوح (ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم ....) *** ج 304:2

قال الله في كتابه يحكي قول اليهود *** ج 1: 143

قال الله: لأعذبن كلّ رعية دانت بإمام ليس من الله *** ج 1: 260

قال الله لقوم موسى (أدخلوا الباب سجداً *** ج 1: 135

قال الله لموسى علیه السلام (وكتبنا له في الألواح *** ج 3: 19

قال الله (وكذلك جعلناكم....) فإن ظننت أن الله عنى بهذه الآية *** ج 1: 161

قال الله ( ولا تقولن لشيء إلى فاعل ذلك *** ج 3: 91

قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال تبارك وتعالى *** ج 1: 168

ص: 304

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم وقد فقد رجلاً ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : ما أبطأ بك عنا؟ *** ج 3: 85

قالت الجن: إن لكل شيءٍ ذروة، وذروة القرآن آية الكرسي *** ج 1 : 256

قبل التروية بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة *** ج 1: 201

قبل التروية يصوم، ويوم التروية *** ج 1: 200

قبل الشهادة *** ج 1: 283

قبل الشهادة، قال: لا ينبغي لأحدٍ إذا ما دعي للشهادة *** ج 1: 283

قتل علىّ علیه السلام ، وطعن الحسن علیه السلام (ولتعلن علواً كبيراً) قتل الحسين علیه السلام *** ج 3: 37

قتل النفس التي حرم الله، فقد قتلوا الحسين علیه السلام *** ج 3: 49

قد أتي علىّ علیه السلام مثل هذا، فقال: هُم ستة أشهر *** ج 2 : 406

قد أجبتكم فأجيبوني؟ قالوا: نعم يابن رسول الله *** ج 3: 7

قد أوذي أخي موسى علیه السلام بأكثر من هذا فصبر *** ج2 : 237

قد تكلم القوم فيه، يا أمير المؤمنين. قال: دعني مما تكلموا فيه *** ج 2: 47

قد تكلم هؤلاء الفقهاء، والقاضي بما سمع أمير المؤمنين *** ج 2 : 40

قد سأل رجل أبا الحسن علیه السلامعن ذلك ؟ فقال: سيكفيك أو كفتك سورة المائدة *** ج 2: 19

قد سُئل عليّ بن أبي طالب علیه السلام عن هذا فقال: فليصم ستة أشهر *** ج 2: 406

قد عرفتم فىَّ منكرين كثيراً، وأحببتم فيَّ مبغضين كثيراً *** ج 1 : 297

قد فرض الله في الخمس نصيباً لآل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 53

قد فرق الله بينهما. ثم قال علیه السلام: أكنت قاتلاً رجلاً لو قتل أخاك *** ج 1: 345

قد فعل ذلك رجل منا فلم يَرَ به بأساً *** ج 1: 382

قد قال الله (بل الإنسان على نفسه بصيرة ) فأنتم لا يخفى عليكم *** ج 1: 220

قد قال الناس في ذلك، ولكن يا سليمان أما علمت أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 36

قد قضى في هذا أمير المؤمنين علیه السلام ، لا بأس به *** ج 1: 381

قد كان يوسف بين أبويه مكرّماً، ثم صار عبداً *** ج 2: 238

قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم *** ج 2: 175

قدره الذي قدّر عليه *** ج 41:3

ص: 305

قدم على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قوم من بني ضبّة مرضى *** ج 2: 39

القرآن: جملة الكتاب، وأخبار ما يكون *** ج 1: 84

:القرآن جملة الكتاب والفرقان المحكم *** ج1: 185

قرأ ابن الكواء خلف أمير المؤمنين علیه السلام (لئن أشركت ...) *** ج 2: 179

قرأ رجل عند أمير المؤمنين علیه السلام( فانهم لا يكذبونك) *** ج 2: 97

قراءتها (هل تستطيع ربك) يعني هل تستطيع أن تدعو ربك *** ج 2: 85

القُرء ما بين الحيضتين *** ج 1 : 228

القرء: هو الطهر، إنما تقرأ فيه الدم *** ج 1: 229

القصد ( يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) ***ج 1: 219

قضى أمير المؤمنين علیه السلامفى أبواب الديات في الخطأ شبه العمد *** ج 1: 427

قضى أمير المؤمنين علیه السلام في امرأة تزوجها رجل وشرط عليها *** ج 1: 395

قضى أمير المؤمنين في الديات ما كان من ذلك من جروح *** ج 2: 78

قضى أمير المؤمنين علیه السلام في دية الأنف إذا استؤصل *** ج 2: 52

قطع الطريق بجلولاء على السابلة من الحجاج وغيرهم *** ج 2: 39

قل في ذلك قولاً : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم *** ج 3: 61

قل: كذبت یا کافر يا مشرك، إني أؤمن بربي *** ج 2 : 104

قل لهم: إن قريشاً قالوا نحن أولوا القربى الذين هم لهم الغنيمة *** ج 1: 311

قوت عيالك، والقوت يومئذ مدّ *** ج 2: 69

قوتل أهلُها *** ج 2: 43

قول الله (الحج أشهر...) والرفث هو الجماع *** ج 204:1

قول الله تبارك وتعالى (إن الله اصطفى ءادم..) وآل محمّد *** ج 1: 301

قول الله (ثمّ أتموا الصيام إلى الليل) يعني صيام رمضان *** ج 1: 190

قول الله: ( وإذا ما أنزلت سورة .... ) *** ج 3: 89

قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم *** ج 1: 139

قولي يا جارية لأبي محمد: هذا أبو عبدالله بالباب *** ج 2: 386

ص: 306

قوم اجترحوا ذنوباً مثل قتل حمزة وجعفر الطيار *** ج 2: 254

قوم تألفهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، وقسم فيهم الفيء *** ج 2: 236

قوم موسى هم أهل الإسلام *** ج 2: 165

القوة فى البدن واليسار فى المال *** ج 1: 333

قوة القائم، والركن الشديد الثلاثمائة وثلاثة عشر أصحابه *** ج 2: 319

قيل لرسول الله : إن أمتك ستفتتن *** ج 1: 79

« ك »

كافاكم الله عنى بتضعيف الثواب والجزاء الحسن الجميل *** ج 2: 383

كالذابح نفسه *** ج 1: 133

كان ايليس أول من تغنى، وأول من ناح *** ج 1 : 128

كان ايليس أول من ناح، وأول من تغنى وأول من حدا *** ج 444:1

كان ابن سبع سنين *** ج 2: 336

كان أبو جعفر علیه السلام يقول : نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها *** ج 2: 27

كان أبو لبابة أحدهم يعني في آية وعلى الثلاثة الذين خلفوا) *** ج 2: 268

كان أبي علیه السلام يفتي وكنا نفتي ونحن نخاف في صيد البازي *** ج 2: 11

كان أبي يقول: نزلت في بني مدلج اعتزلوا فلم يقاتلوا *** ج 1 : 424

كان أبي يكره أن يمسح يده بالمنديل وفيه شيء من الطعام *** ج 3: 27

كان اسم أبيه آزر *** ج 2 : 101

كان اسم ذو القرنين عياش، وكان أول الملوك من الأنبياء *** ج 3: 122

كان أمير المؤمنين علیه السلام يخلده في السجن، ويقول: إني لاستحيي من ربي *** ج 2: 45

كان أناس على عهد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يتصدقون بشر ما عندهم *** ج 1: 273

كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد *** ج 1 : 274

كان بيت غدر يجتمعون فيه *** ج 3: 8

كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر *** ج 3: 8

ص: 307

كان بين البشارتين خمس سنين *** ج 3: 145

كان بين داود وعيسى بن مريم علیهم السلام أربعمائة سنة *** ج 1: 309

كان بين قوله تعالى قد أجيبت دعوتكما ) وبين أن أخذ فرعون أربعون سنة *** ج 2: 284

كان التنور حيث وصفت لك *** ج 2: 307

كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذي الردهة *** ج 3: 61

كان داود وإخوة له أربعة ومعهم أبوهم شيخ كبير *** ج1: 254

كان ذلك قبل نوح علیه السلام ، قيل : فعلى هدى كانوا *** ج 1: 216

الله كان الرجل في الجاهلية، يقول: كان أبي، وكان أبي *** ج 1 : 208

كان الرجل يحمل على المشركين وحده حتى يقتل أو يُقتل *** ج 1 : 388

كان الرجل يقول: كان أبي وكان أبي *** ج 1: 208

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا أمر بالنخل أن يزكي *** ج 1: 273

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا صلّى بالناس جهر ب( بسم الله الرحمن الرحيم) *** ج3: 55

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا صلى على الميت كبر فتشهد ثم كبر فصلی *** ج 2: 249

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إذا قرأ هذه الآية امن الرسول بما أنزل إليه *** ج 1: 289

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا كان بمكة جهر بصوته *** ج 84:3

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والاستغفار حصنين حصينين لكم من العذاب *** ج 2: 192

كان رسول الله يجهر ب(بسم الله الرحمن الرحيم) *** ج 1 : 100

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول: لا إيمان لمن لا تقية له *** ج 1: 297

كان سعرهم رخيصاً *** ج 2: 322

كان سليمان أعلم من ،آصف، وكان موسى أعلم من الذي اتبعه *** ج 3: 103

كان سنين يوسف الغلاء الذي أصاب النّاس *** ج 2: 346

كان شيئاً مقدوراً، ولم يكن مكوناً *** ج 3: 163

كان شيئا ولم يكن مذكورا *** ج 3: 162

كان عبداً صالحاً واسمه عياش اختاره الله وابتعثه *** ج 3: 112

كان علىّ علیه السلام إذا أراد القتال قال هذه الدعوات *** ج 2: 265

ص: 308

كان على الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً *** ج 1: 296

كان علي بن أبي طالب علیه السلام يقول (ضرب الله مثلاً *** ج 3: 18

كان عليّ بن الحسين صلوات الله عليه إذا أعطى السائل قبل يد السائل *** ج 2: 257

كان علي بن الحسين علیهما السلام يلبس الثوب بخمسمائة دينار *** ج 2: 145

كان علي بن الحسين علیهما السلام يلبس الجبة والمطرف الخز *** ج 2: 144

كان عليّ بن الحسين علیهما السلام لا يمتع ،براحلته، يعني حملها الذي عليها *** ج 1: 241

كان علىّ علیه السلامصاحب حلال وحرام وعلم بالقرآن *** ج 1: 93

كان عليّ علیه السلام لا يُعطي الموالي شيئاً مع ذي رحم *** ج 2: 210

كان عليّ علیه السلام يجعل له حظيرة ،قصب، ويحبسه فيها *** ج1: 228

كان علىّ علیه السلام يقرأها (فارقوا دينهم ثم قال فارق والله القوم دينهم *** ج 2: 129

كان علىّ علیه السلام يقول في الخطأ خمسة وعشرون بنت لبون *** ج 1: 428

كان الفتح في سنة ثمان وبراءة سنة تسع وحجة الوداع في سنة عشر *** ج 2: 213

كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة *** ج 1: 134

كان في علمه أنهم سيعضون ويتيهون أربعين سنة *** ج 2 : 28

كان في كتف الغلام الذي قتله العالم مكتوب كافر *** ج 3: 105

كان فى الكنز الذي قال الله: ( وكان تحته كنز لهما ) *** ج 3: 108

كان قدحاً من ذهب وقال: كان صواع يوسف إذا كيل به قال *** ج 2: 354

كان القرآن ينسخ بعضه بعضاً، وإنما كان يؤخذ من أمر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 3

كان القليل ستين ألفاً *** ج 1: 251

كان القميص الذي أنزل به على إبراهيم علیه السلام من الجنّة *** ج 2: 365

كان لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وأربعة أخماس للمجاهدين والقوّام *** ج 2 : 201

كان لعليّ بن أبي طالب علیه السلام أربعة دراهم لم يملك غيرها *** ج 1: 277

كان الله تبارك وتعالى كما وصف نفسه وكان عرشه على الماء ) *** ج 1: 324 ، ج 2: 300

كان الناس أهل ردة بعد النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلّا ثلاثة *** ج 1: 341

كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الربا *** ج 1: 274

ص: 309

كان الناس يستنجون بالحجار والكرسف *** ج 1: 222

كان لها من الله *** ج 3: 45

كان ما بين آدم وبين نوح من الأنبياء مستخفين *** ج 1: 456

كان محمّد عليه وآله السلام أول من قال: بلى *** ج 2: 173

كان مذكوراً في العلم، ولم يكن مذكوراً في الخلق *** ج 3: 163

كان المستهزئون خمسة من قريش الوليد بن المغيرة المخزومي *** ج 2: 439

كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة وأربيعن رجلاً *** ج 1: 350

كان مع عيسى علیه السلام حرفان يعمل بهما *** ج 2: 87

علا كان موسى أعلم من الخضر علیه السلام *** ج 3: 98

كان نوح علیه السلام إذا أصبح قال: اللهم إنه ما كان من نعمة وعافية *** ج 3: 36

كان نوح علیه السلام في السفينة، فلبث فيها ما شاء الله *** ج 2: 311

كان هذا قبل نوح علیه السلام أمة واحدة، فبدا الله فأرسل الرسل *** ج 1: 215

كان هذا قبل نوح كانوا ضلالاً، فبعث الله النبيِّين مبشرين *** ج 1: 216

كان وصي موسى بن عمران یوشع بن نون *** ج 3: 98

كان وقفها، فأنزل الله (و ءات ذا القربى حقه *** ج 3: 45

كان يوسف أبو الحجاج صديقاً لعلي بن الحسين صلوات الله عليه *** ج 3: 59

كانا يتغوطان *** ج 2 : 67

كانت بقايا في أموال الناس أصابوها *** ج 1: 274

كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئاً استرق به *** ج 2: 355

كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ومات أبو طالب *** ج 1 : 418

كانت الخنازير قوم من القصارين كذبوا بالمائدة *** ج 2 : 860

كانت الدراهم ثمانية عشر درهماً *** ج 2: 338

كانت الدراهم عشرين درهماً، وهي قيمة كلب الصيد *** ج 2: 338

كانت السفينة طولها أربعين في أربعين *** ج 2: 306

كانت سوآتهما لا تبدو لها فبدت، يعني كانت من داخل *** ج 2 : 140

ص: 310

كانت شريعة نوح أن يعبد الله بالتوحيد والإخلاص *** ج 304:2

كانت صلاة الأوابين خمسين صلاة *** ج 3: 45

كانت عشرين در هماً *** ج 2: 338

كانت عصا موسىعلیه السلام لآدم علیه السلام فصارت إلى شعيب علیه السلام *** ج 2: 156

كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر *** ج 1: 337

كانت القردة وهم اليهود الذين اعتدوا *** ج 1: 136

كانت قريش تفيض من المزدلفة في الجاهلية *** ج 1: 207

كانت قريش تقامر الرجل في أهله *** ج 1: 191

كانت لاسحاق النبيّ علیه السلام منطقة يتوارثها الأنبياء *** ج 2: 355

كانت مدينة حاضرة ، البحر، فقالوا لنبيهم : إن كان صادقاً *** ج 2: 166

كانت المرأة ممن ترفع يدها إلى الرجل إذا أراد مجامعتها *** ج 1: 236

كانت مهاة بيضاء، يعني درّة *** ج 2 : 301

كانت اليهود تجد في كتبها ان مهاجر محمّد *** ج 1: 141

كانوا أمة واحدة، فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة *** ج2: 329

كانوا ثمانية *** ج 2: 309

كانوا صيارفة كلام، ولم يكونوا صيارفة دراهم *** ج 3: 88

كانوا ضلالاً ، فبعث الله فيهم أنبياء *** ج 1: 215

كانوا عشرة ، وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق *** ج 3: 170

كانوا يستنجون بثلاثة أحجار، لأنهم كانوا يأكلون البسر *** ج 1: 223

كانوا يقولون: نمطر بنوء كذا، وبنوء كذا لا تمطر *** ج373:2

كانوا يكتبونه في القراطيس، ثم يبدون ما شاءوا *** ج 2: 109

كانوا يكتمون ما شاء وا ويبدون ما شاء وا *** ج 2: 109

كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل *** ج 1: 79

كتاب عليّ لا ريب فيه (هدىً للمتقين) *** ج 1: 108

كتاب واجب، أما إنّه ليس مثل الوقت للحج ولا رمضان *** ج 1: 441

ص: 311

كتب عزيز مصر إلى يعقوب علیه السلام : أما بعد، فهذا ابنك يوسف *** ج 2: 366

كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسي يسأله عن قصة فدك *** ج 46:3

كتب يعقوب النبيّ علیه السلام إلى يوسف: من يعقوب بن إسحاق *** ج 2: 363

كتبت إلى الصادق أسأل عن معنى الله *** ج 1: 103

كتبها لهم، ثم محاها *** ج 2: 25، 26

كثرة الدعاء ،أفضل وقرأ هذه الآية (قل ما يعبأ بكم ربي *** ج 3: 136

كذب ابن أبي ليلى لها عُشر الثلث، إن الله أمر إبراهيم علیه السلام *** ج 1: 267

الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء، من الكبائر ج 1: 392

كذب، هو عليّ بن أبي طالب علیه السلام *** ج 2: 401

كذب ولم يقل برأيه، وإنما بلغه عن علي علیه السلام ***ج 1: 228

كذبت، إن الله أمر إبراهيم أن ينزل إسماعيل بمكة ففعل *** ج 2: 414

كذبوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نائماً في ظل الكعبة *** ج 1: 285

كذبوا ما هكذا هي إذا كان ينسخها *** ج 1: 150

كرهوا شماتة الأعداء *** ج 2: 279

كشط له السماوات السبع حتّى نظر إلى السماء السابعة *** ج 2: 101

كشط له عن الأرض حتّى رآها *** ج 2: 101، 102

كشط له عن السماوات حتّى نظر إلى العرش *** ج 2: 101

كعب، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية *** ج 2: 267

كف، فأمسكت ثم قال لي: إكتب، وأملى علىّ *** ج 3: 11

الكفاف (يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) *** ج 1: 219

الكفر أقدم، وهو الجحود *** ج 1: 121

الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه *** ج 1: 140، 167

كل أرض خربة، وأشياء كانت تكون للملوك *** ج 2: 184

كلّ ذوات الأزواج *** ج 1: 385

كلّ شيءٍ أوعد الله عليه النار *** ج 1: 393

ص: 312

كل شيءٍ غُلّ عن الإمام فهو السحت *** ج 2: 49

كلّ شيءٍ مردود إلى الكتاب والسنة *** ج 1: 83

كلّ شيءٍ يسبح بحمده *** ج 54:3

كل العتق يجوز فيه المولود إلا في كفارة القتل *** ج 1: 426

كل قرية يهلك أهلها، أو يجلون عنها، فهي نفل *** ج 2: 182

كُل كلّ شيءٍ من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والموقوذة *** ج 2: 8

كل ما أريد به ففيه القود، وإنما الخطأ أن يريد الشيء فيصيب غيره *** ج 1: 426

كل ما أمسك عليه الكلاب، وإن بقي ثلثه *** ج 2: 112

كلّ ما قومر به فهو الميسر، وكل مسكر حرام *** ج 1: 218

كل من مات لا مولى له ولا ورثة، فهو من أهل هذه الآية *** ج 2: 183

كل من يشرب المسكر فهو سفيه ج 1: 368

( كل نفس ذائقة الموت أو منشورة ) كذا نزل بها على محمّد *** ج 1: 356

(كل نفس ذائقة الموت ) لم يذق الموت من قتل *** ج 1: 356

كُلّ يمين بغير الله فهي من خطوات الشيطان *** ج 1: 176

كلا فوالذي نفسي بيده حتى لا تبق قرية إلا وينادى فيها *** ج : 158

کلا یا جبرئيل، ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش *** ج 2: 244

الكلام في الله، والجدال في القرآن *** ج 2: 100

كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمّد صلى الله عليه وسلم قصمه الله *** ج 2: 60

الكلمات التي تلقاها آدم من ربه *** ج 1: 130

الكلمات التي تلقاهن آدم من ربه *** ج 1: 129

كلمات بالغ فيهن، وقال: كان إذا أصبح وأمسى قال *** ج 3: 37

كم من إنسان له حق لا يعلم به *** ج 3: 106

كما يقولون بالنّبطية، إذا طرح عليها الثوب عضلها *** ج 1: 379

كنت أنا والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة *** ج 3: 131

كنت عند أبي عبدالله، فدعا بالخوان *** ج 1: 119

ص: 313

كنت في مسجد الكوفة، فسمعت علياً علیه السلام وهو على المنبر *** ج 40:3

كنت مع أبي في الحجر، فبينا هو *** ج 1 : 114

كيف تقرأ هذه الآية (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله *** ج 1: 333

كيف تقرأ هذه الآية في التوبة (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) *** ج 2: 267

«ل»

لا، إذا حضرك فأعطهم *** ج 1: 371

لا أرى به بأساً، لأنه لم يزد على رأس ماله *** ج 1: 279

لا، أعطه واحداً واحداً كما قال الله *** ج 2: 69

لا، إن النبيذ ليس بمنزلة الخمر، إن الله حرم الخمر *** ج 2 : 74

لا، إن اليهود قالت إن الرب لمّا فرغ من خلق السماوات والأرض *** ج 1 : 257

لا بأس، إن بني إسرائيل كانوا إذا دخلوا في الصلاة دخلوا متماوتين *** ج 2: 170

لا بأس بأكل ما أمسك الكلب مما لم يأكل الكلب منه *** ج 2: 12

لا بأس بذلك، إن الله يعلم المفسد من المصلح *** ج 1: 222

لا بأس، ثم تلا هذه الآية نساؤكم حرث لكم *** ج 1: 224

لا بأس جواب لسائل: رجل تسحر وهو شاك في الفجر *** ج 1: 189

لا، بل الكرسي وسع السماوات والأرض *** ج 1: 258

لا تأكل إلّا ما ذبح من مذبحه *** ج 1: 138

لا تأكل ذبيحته حتّى تسمعه يذكر اسم الله *** ج 2: 116

لا تأكل من صيد شيءٍ منها إلا ما ذكيت إلّا الكلاب *** ج2: 10

لا تأكلها ولا تدخلها في مالك، فانما هو الاسم *** ج 2: 13

لا تبذر في ولاية عليّ علیه السلام *** ج 3: 47

لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال الله *** ج 64:3

لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة *** ج3: 175

لا تجهر بولاية علىّ فهو الصلاة، ولا بما أكرمته به *** ج 3: 85

ص: 314

لا تحل له حتّى تنكح زوجاً غيره *** ج 1: 234

لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين *** ج 1: 226

لا ترجع المرأة فيما تهب لزوجها، حيزت أولم تحز *** ج 1: 366

لا تسبوا الريح فانّها بُشر، وإنها نُذر *** ج 2: 426

لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا *** ج 2: 283

لا تصدق علينا إلا بما يوافق كتاب الله *** ج 1: 83

لا تفعل، ألم تعلم أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم نهى عن الجذاذ والحصاد بالليل *** ج 2: 122

لا تفعل، إن هذا من التبذير *** ج 3: 476

لا تفعل، فقال الرجل: والله ما أتلهى إنما هو سماع أسمعه *** ج 3: 52

لا تقرأ ( يَبْشُر) إنما البشر بشر الأديم *** ج : 87

لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى يعني سكر النوم *** ج 1: 399

لا تقل ،هكذا، بل يكون مساكن القائم وأصحابه *** ج 2 : 420

لا تقم إلى الصلاة متكاسلاً ولا متناعساً *** ج 1: 398، 452

لا تقولوا لكلّ آية هذه رجل وهذه رجل *** ج 1 : 97

لا تمضي الأيام والليالي حتّى ينادي مناد من السماء *** ج 1: 352

لا تنفروا في اليوم الثاني حتّى تزول الشمس *** ج 1: 210

لا تنكح حتّى تعتدّ أربعة أشهر وعشراً *** ج 1: 238

لا تؤتوها شرّاب الخمر والنساء *** ج 1: 368

لا جوابه السائل: عن شهادة ولد الزنا *** ج 3: 151

لا، حتى يؤدي ديته إلى أهله، ويعتق رقبةً مؤمنةً *** ج 1: 430

لا حرج عليه أن يطوف بهما، فنزلت هذه الآية *** ج 1: 170

لا خالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الخالق *** ج1: 80

لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف علیه السلام (أيتها العير إنكم لسارقون ) *** ج 2: 353

لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله *** ج1: 259

لا ذاك إلى الإمام يأخذ منهم من كل إنسان ما شاء *** ج 2: 228

ص: 315

لا رهن إلّا مقبوض *** ج 1: 283

لا عليك بالبله من النساء *** ج 1: 433

لا، فأتى الله بيتهم من القواعد *** ج 3: 8

لا فقلت: يقول الله: (الذين كانت أعينهم *** ج 3: 124

لا. قال: فإنهم يزعمون أنّه اللمس ؟ قال : لا والله ما اللمس إلّا الوقاع *** ج 1: 400

لا كذا - وقال بيده إلى عنقه - ولكنهم يقولون ويعنون ان الله قد فرغ من الاشياء *** ج 2 : 60

175

لا ، كل أحد يصيبه هذا، ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلّى في أول وقته *** ج 3: 175

لا ، لا تحل له حتى تدخل في مثل الذي خرجت من عنده *** ج 1: 234

لا، الموت ،موت والقتل قتل *** ج 1 : 344، ج 2: 263

لا نقول درجة واحدة، إن الله يقول (درجات بعضها فوق بعض) *** ج 2: 133

لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحداً إذا حكم الإمام عليهما *** ج 1: 270

لا، هي عليه حرام وهي ربيبته والحرة والمملوكة في هذا سواء *** ج 1: 381

لا هي كما قال الله تعالى (وربائبكم اللاتي في حجوركم *** ج 1: 381

لا ، هي مثل قول الله (وربائبكم اللاتي في حجوركم *** ج 1: 382

لا والله لا يأويني وإياه سقف بيت أبداً *** ج 3: 152

لا والله ما بذاك بأس، وربما فعلته، وما يعني بهذا *** ج 1: 399

لا والله ما يعث رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أبا بكر ببراءة *** ج 2: 214

لا، ولا بررة أتقياء، كيف يكونون كذلك وهم يقولون ليعقوب علیه السلام *** ج 2: 366

لا ولا كرامة قلت فمن جعلت فداك قال ومن دخله وهو عارف بحقنا *** ج 1: 328

لا، ولكن يُعطى إنسان إنسان كما قال الله *** ج 2: 68

لا، ولكن ينبغي له ألا يأكل إلا بقصد ولا يسرف *** ج 1: 373

لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه *** ج 1 : 266

لا، ولكنه الحج والعمرة جميعاً، لأنهما مفروضان *** ج 1: 330

لا، ولكنها للمؤمنين، وإنه لحق على الله تعالى أن يرحمهم *** ج 2: 129

لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء *** ج 1: 159

ص: 316

لا، ولكنهم كانوا أسباطاً، أولاد الأنبياء *** ج 1 : 321

لا يبايع، ولا يؤتى بطعام، ولا يتصدق عليه *** ج 41:2

لا يبلغ به شيئاً الله أنظره *** ج 1: 280

لا يتمنى الرجل امرأة الرجل ولا ابنته ولكن يتمنى مثلها *** ج 1: 393

لا يحجب عن الثلث الأخ والأخت حتّى يكونا أخوين *** ج 1: 375

لا يحضن ولا يحدثن *** ج 1: 294

لا يحل خلعها حتى تقول: والله لا أبر لك قسماً *** ج 1: 232

لا يحل لماء الرجل أنى يجري في أكثر من أربعة أرحام من الحرائر *** ج 1: 365

لا يحلف اليهودي، ولا النصراني *** ج 2: 53

لا يخرج القائم علیه السلام في أقل من الفئة، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف *** ج 1: 253

لا يدخلان المسجد إلا مجتازين، إن الله تعالى يقول ولا جنباً إلّا عابري *** ج 1: 399

لا يدخلنا ما يدخل الناس من الشك *** ج 2: 187

لا يرفع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر *** ج 1 : 78

لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله *** ج 1: 356، 360

لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً *** ج 1: 431

لا يستطيعون إيطال قولك *** ج 2: 97

(لا يستطيعون حيلةٌ) إلى الإيمان، ولا يكفرون الصبيان *** ج 1: 432

(لا يستطيعون حيلةً) إلى سبيل أهل الحق فيدخلون فيه *** ج 1: 433

لا يستيقن القلب أن الحق باطل أبداً *** ج 2: 190

لا يصلح لأهل مكّة المتعة *** ج 1 : 202

لا يضرك أن تؤخر ساعة ثمّ تصليها ، إن أحببت أن تصلي العشاء الآخرة *** ج 1: 438

لا يعتدي الله على أحد إلّا على نسل ولد قتلة الحسين *** ج 1: 193

لا يقبل حسناتهم، ويؤخذون بسيئاتهم *** ج 2: 387

لا يقتل حر بعيد، ولكن يضرب *** ج 1: 178

لا يقطع إلا من نقب بيتاً أو كسر قفلاً *** ج 2: 45

ص: 317

لا يقطع السارق حتّى يقر بالسرقة مرتين *** ج 2: 45

لا يقفن على بابي اليوم سائل إلا أعطيتموه *** ج 2: 332

لا يكتب الملك إلا ما أسمع نفسه *** ج 2: 179

لا يكون الجذاذ والحصاد بالليل *** ج 2: 122

لا يكون الحصاد والجذاذ بالليل *** ج 2 : 121

لا يكون الربا إلا فما يوزن ويكال *** ج 1 : 277

لا يعلق حاج أبداً *** ج 3: 48

(لا ينال عهدي الظالمين ) أي لا يكون إماماً ظالماً *** ج 1: 154

لا ينبغي لأحد إذا ما دعي إلى الشهادة *** ج 1: 283

لا ينبغي للرجل المسلم أن يتزوج من الإماء *** ج 1: 388

لا ينبغي للوارث أن يضار المرأة *** ج 1 : 237

لا ينبغي لمن أعطى الله شيئاً أن يرجع فيه *** ج 1: 232

لا يوصف الله بمحكم ،وحيه، عظم ربنا عن الصفة *** ج 2: 113

لأن الناس يبك بعضهم بعضاً بالأيدي *** ج 1: 325، ج 1: 326

لأن الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن *** ج 3: 137

لأنه يميرهم العلم، أما سمعت كلام الله (ونمير أهلنا ) *** ج 353:2

لبسوا عليهم لَبَس الله عليهم *** ج 2: 91

التؤمنن برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ولتنصرن أمير المؤمنين علیه السلام*** ج 1: 318

الشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة *** ج 2: 412

لشيء قاله الله، ولشيء أراده الله *** ج 1: 338

لعق العسل فيه شفاء، قال الله (مختلف ألوانه *** ج 3: 14

لعلك تحسب كان قرناء ذهباً أو فضة *** ج 3: 110

لعن الله القدرية، لعن الله الحرورية، لعن الله المرجئة *** ج 1: 353

لعن الله المرجئة، ولعن الله أبا حنيفة *** ج 1: 81

لعنك الله - ولم يسمعه - ما الهدى تريد *** ج 1: 149

ص: 318

لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحداً، إلّا علىّ *** ج 1: 318

لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال من أنفسنا *** ج 2 : 271

لقد خلق الله في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين *** ج2: 422

لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه إلّا ما شاء الله *** ج 1: 328

لقد كانت الدنيا وما كان فيها إلّا واحد يعبد الله *** ج 3: 28

لقي ابليس عیسی بن مریم علیهما السلام، فقال: هل نالني من حبائلك شيء؟ *** ج 1: 303

لكل صلاة ،وقتان وقت يوم الجمعة زوال الشمس *** ج 2: 90

للأم الثلث، الثلث، لأن الله تعالى يقول (فإن كان له إخوة ) *** ج 1: 375

للذي سبق في علم الله أن يكون، ما كان الأمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2 : 187

للزوج النصف ثلاثة أسهم، ولإخوتها من الأم الثلث سهمان *** ج 1: 376

للزوج النصف ثلاثة أسهم، وللإخوة من الأم الثلث سهمان *** ج 1: 459

للزوج النصف وللأختين ما بقي *** ج 1 : 457

لله رياح رحمة لواقع ينشرها بين يدي رحمته *** ج 2: 426

لم يبلغ به شيئاً، أراد غير الذي قال *** ج 104:2

لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إني أخاف إن عصيت ربي ...) *** ج 2: 275

لم يُعط الأنبياء إلّا محمداً صلی الله علیه وآله وسلم ، وهم السبعة الأئمة *** ج 2: 438

لم يعلموا صنعة البيوت *** ج 3: 123

لم يغمك ذلك، وحجتك عليهم فيه ظاهرة؟ *** ج 1: 323

لم يقله وسيقوله إن الله إذا علم أن شيئاً كائن، أخبر عنه *** ج 2 : 86

لم يكن رسول الله يصوم في السفر تطوعاً *** ج 1: 186

لم يكن من إبراهيم شرك، إنما كان في طلب ربه *** ج 2: 104

لم يكن من الملائكة، وكانت الملائكة *** ج 1: 119

لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي شيئاً *** ج 1 : 120

لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي من أمر السماء شيئاً *** ج 3: 96

لم يكن من سبط النبوة، ولا من سبط المملكة *** ج 1: 252

ص: 319

لم يكونوا يعبدونهم، ولكن كانوا إذا أحلوا لهم أشياء استحلوها *** ج 2: 230

لم يكن أوان كشفها بعد *** ج 2: 277

لمّا اتخذ الله إبراهيم خليلاً أتاه ببشارة الخلة ملك الموت *** ج 1: 446

لمّا أخبرهم أنّه أسري به، قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم به *** ج 34:3

لمّا اختلف علي بن أبي طالب علیه السلام و عثمان بن عفان في الرجل يموت *** ج 2: 210

لمّا أخذ يوسف علیه السلام أخاه، اجتمع عليه إخوته، فقالوا له: خذ أحدنا مكانه *** ج 2: 357

لمّا أري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض *** ج 1: 264

لمّا استيأس إخوة يوسف من أخيهم، قال لهم يهودا *** ج 2: 356

لمّا أسري بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أتي بالبراق ومعها جبرئيل *** ج 3: 31

لمّا أسري بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فانتهى إلى موضع، قال له جبرئيل علیه السلام : قف *** ج 3: 35

لمّا أسري بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فرغ من مناجاة ربه، رد إلى البيت المعمور *** ج 2: 285

لمّا أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا، لم يمر بأحد من الملائكة إلّا استبشر به *** ج 32:3

لمّا أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم حضرت الصلاة، فأذن جبرئيل *** ج 3: 32، 33

لمّا أسرى برسول الله عليه وآله السلام أتاه جبرئيل بالبراق *** ج 2 : 296

لمّا أظلّ قوم يونس العذاب، دعوا الله فصرفه عنهم *** ج 2: 294

لمّا أكل آدم من الشجرة، أهبط إلى الأرض *** ج 2: 32

لمّا ألقي يوسف علیه السلام في الجب نزل عليه جبرئيل علیه السلام *** ج 2: 336

لمّا أمر الله آدم أن يوصى إلى هبة الله، أمره أن يستر ذلك *** ج 34:2

لمّا أمر الملك بحبس يوسف علیه السلام في السجن ألهمه الله علم تأويل الرؤيا *** ج 2: 342

لمّا أن خلق الله آدم أمر الملائكة *** ج 1: 119

لمّا أنزل الله على نبيه صلی الله علیه وآله وسلم(يا أيها الرسول بلغ...) *** ج 2: 65

لمّا أنزل الله فئات ذا القربى حقه والمسكين *** ج 3: 45

لمّا أنزلت المائدة على عيسى الله قال للحواريين: لا تأكلوا *** ج 2: 85

لمّا انهزم الناس عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم يوم أحد، نادى رسول الله *** ج 1: 344

لمّا أوتي بقميص يوسف إلى يعقوب، فقال: اللهم لقد كان ذئباً رفيقاً *** ج 2: 337

ص: 320

لمّا تركوا ولاية علىّ علیه السلام وقد أمروا بها *** ج 2 : 98

لمّا حضر الحسين علیه السلام ما حضره من أمر الله لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه *** ج 2: 211

لمّا خطب رسول الله يوم الجحفة *** ج 76:1

لمّا خلق الله آدم علیه السلام نفخ فيه من روحه *** ج 40:3

لمّا دخل إخوة يوسف عليه، وقد جاءوا بأخيهم معهم *** ج 2: 351

لمّا دخل يوسف علیه السلام على الملك قال له: كيف أنت يا إبراهيم *** ج 1: 261

لمّا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع بحمزة بن عبد المطلب *** ج 3: 29

لمّا ركب نوح علیه السلام في السفينة، قيل: بُعداً للقوم الظالمين *** ج 2: 312

لمّا سأل زكريا ربه أن يهب له ذكراً *** ج 1: 305

لمّا سأل موسى علیه السلام ربه تبارك وتعالى (قال ربِّ أرني أنظر...) *** ج 2: 158

لمّا سلموا على عليّ علیه السلام بإمرة المؤمنين، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم للأول *** ج 3: 21

لمّا صار موسى في البحر أتبعه فرعون وجنوده، قال: فتهيب فرس فرعون *** ج 2: 284

لمّا عطش القوم يوم بدر، انطلق عليّ بالقربة يستقي *** ج 2: 203

لمّا عمل قوم لوط ما عملوا، بكت الأرض إلى ربها *** ج 2 : 321

لمّا فقد يعقوب يوسف اشتد حزنه عليه *** ج 2: 349

لمّا قال إخوة يوسف يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر *** ج 2: 363

لمّا قال الله (يا أرض ابلعي ماءك وياسماء اقلعي) قالت الأرض *** ج 2: 310

لمّا قال للفتى: اذكرني عند ربك، أتاه جبرئيل علیه السلام *** ج 344:2

لمّا قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ما قال في غدير خم، وصاروا بالأخبية *** ج 2: 246

لمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء هم جبرئيل والنبيّ صلى الله عليه وسلم مسجى *** ج 1: 355

لمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعوا صوتاً من جانب البيت *** ج 1: 355

لمّا قدم أمير المؤمنين الكوفة، صلّى بهم أربعين صباحاً *** ج 1: 90

لمّا قرب ابنا آدم القربان، فتقبل من أحدهما *** ج 2: 28

لمّا قضى محمّد صلی الله علیه وآله وسلم نبوته واستكملت أيامه *** ج 1: 299

لمّا كان أمير المؤمنين علیه السلام في الكوفة أتاه الناس فقالوا: اجعل لنا إماماً *** ج 1: 443

ص: 321

لمّا كان يوم الفتح أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أصناماً من المسجد *** ج 3: 68

لمّا معها ينظر إليها من أهل القرى *** ج 1: 136

لمّا ناجى موسى ربه أوحى الله إليه *** ج 1: 144، ج 2: 164

لمّا نزل جبرئيل علیه السلام على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في حجة الوداع *** ج 2: 62

لمّا نزل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و عرفات يوم الجمعة، أتاه جبرئيل علیه السلام *** ج 2: 9

لمّا نزلت على رسول الله عليه وآله السلام ( لا تكلف إلّا نفسك ) *** ج 1: 424

لمّا نزلت هذه الآية بالولاية، أمر رسول الله *** ج 2: 58

لمّا نزلت هذه الآية ( قد جاءكم رسل من قبلى ...) وقد علم أن قالوا *** ج 1: 354

لمّا نزلت هذه الآية (قل تعالوا ندع أبناءنا...) الآية. قال: أخذ بيد علىّ *** ج 1: 312

لمّا نزلت هذه الآية (من جاء بالحسنة فله خير منها ) *** ج 1: 249

لمّا نزلت هذه الآية (من يعمل سوءا يجز به ) *** ج 1: 445

لمّا نزلت هذه الآية ( والذين يتوفون منكم...) *** ج 1: 237

لمّا نزلت هذه الآية يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) *** ج 3: 65

لمّا نصب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليا علیه السلام يوم غدير خم *** ج 2: 247

لما هلك سليمان وضع إبليس السحر *** ج 1: 145

لمّا همت به و هم بها قالت له: كما أنت قال: ولم ؟ *** ج 2: 339

لمّا وجه النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أمير المؤمنين علیه السلام وعمار بن ياسر إلى أهل مكّة *** ج 1: 350

اللمس الجماع *** ج 1: 399

(لمن اتقی) الصيد، فإن ابتلي بشيء *** ج 1: 211

(لن تنالوا البر حتّى تنفقوا ما تحبون) هكذا قرأها *** ج 1: 321

لنا الأنفال قلت وما الأنفال؟ قال: منها المعادن *** ج 2: 183

له في النار ،مقعد، لو قتل النّاس جميعاً لم يزد على ذلك العذاب *** ج 2: 38

لها المهر كملاً، ولها الميراث *** ج 1 : 242

لها الميراث، وعليها العدة ولا مهر لها *** ج 1: 241

لهذه الآية تفسير، يدل ذلك التفسير على أن الله لا يقبل من عمل *** ج 1: 378

ص: 322

لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين *** ج 3: 153

لو استقامت لي الإمرة وكسرت - أو ثنيت - لي *** ج92:1

لو أن أمرأة تركت زوجها وأباها وأولاداً *** ج 1: 376

لو أن رجلاً أنفق ما في يديه *** ج 1: 194

لو أن عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الآخرة *** ج 3: 126

لو بدل مكان على أبو بكر أو عمر اتبعناه *** ج2: 275

لو علم الله أن اسماً أفضل منه لسمانا به *** ج154:1

لو عنى أنها في وقت لا تقبل إلا فيه كانت مصيبة *** ج 1 : 440

لو قاتل معه أهل الأرض لقتلوا كلهم *** ج 1 : 420

لو قد قرئ القرآن كما أنزل *** ج 1: 89

لو قد قمت المقام المحمود، شفعت لأبي وأمى *** ج 3: 76

لو كانت موقوتاً كما يقولون لهلك الناس، ولكان الأمر ضيقاً *** ج 1: 439

لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم، فقيل له وما كلفهم قومهم ؟ *** ج 3: 88

لو كنت بمنزلة يوسف حين أرسل إليه الملك يسأله *** ج 2: 346

لو لا أنه زيد في كتاب الله ونقص *** ج 1: 89

لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل *** ج 94:1

لومات ما بين المشرق والمغرب *** ج 1: 105

لو يعلمون ما فيها لقرأها الرجل كلّ يوم عشرين مرة *** ج3: 170

لوددت أنه أذن لي فكلمت الناس ثلاثاً *** ج 1: 356

لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة *** ج 2: 394

لولا ما سبقني به ابن الخطاب - يعني عمر - ما زنى إلّا شقي *** ج 1: 385

ليأكل الذي لم يستقين الفجر، وقد حرم الأكل *** ج 1: 190

ليتامانا ومساكيننا، وأبناء سبيلنا *** ج 2: 201

ليس أبعد من عقول الرجال من القرآن *** ج 1: 96

ليس بابنه، إنما هو ابن امرأته، وهو لغة طيئ *** ج 2: 310

ص: 323

لیس بابنه، قال: قلت: إن نوحاً علیه السلام قال: يا بني؟ *** ج 2: 310

ليس بأهل أن يزوّج إذ خَطَب، وأن يصدّق إذا حدّث *** ج 1: 367

ليس تلك الزكاة ولكنه الرجل يتصدق لنفسه *** ج 1: 276

ليس الحرام إلا ما حرم الله في كتابه *** ج 2: 125

ليس حيث يذهب الناس إليه، إن الله آتانا الملك *** ج 2 :297

ليس الخمس إلا في الغنائم *** ج 2: 200

ليس ذلك بجدال، إنما الجدال: لا والله وبلى والله *** ج 1: 205

ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتّى يقر للإمام *** ج 2: 364

ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن *** ج 1: 95

ليس في القرآن ( يا أيها الذين امنوا إلا وهي في التوراة *** ج 2: 4، 5

ليس كما يقولون إن الله خلق لها خمسين *** ج 1: 116

ليس لأهل ،سرف، ولا لأهل مر، ولا لأهل مكّة متعة *** ج 1: 202

(ليس لك من الأمر شيء إن يتوب عليهم أو يعذبهم فإنّهم ظالمون) *** ج 1: 339

ليس للحكمين أن يفرق حتى يستأمرا الرجل والمرأة *** ج 1: 396

ليس للمصلحين أن يفرقا حتّى يستأمرا *** ج 1: 396

ليس له أن يدع شيئاً من وجهه إلا غسله *** ج 2: 16

ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فأمّا الذنوب وأشباه ذلك *** ج 24:3

ليس له على هذه العصابة خاصة سلطان *** ج 2: 429

ليس من أحدٍ من جميع الأديان يموت إلّا رأى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 1: 455

ليس من الزكاة *** ج 1: 277

ليس من نفس إلا وقد فرض الله لها رزقها حلالاً *** ج 1 : 394

ليس منكم رجل ولا امرأة إلا وملائكة الله يأتونه بالسلام *** ج 2: 431

ليس هذا بجدال، إنما الجدال: لا والله وبلى والله *** ج 1: 206

ليس هذا ديننا فاعتزله *** ج 3: 140

ليس هذا من بهيمة الأنعام التي تؤكل *** ج 2: 5

ص: 324

ليس هكذا أنزله الله، ما أذل الله رسوله قط *** ج 1: 336

ليس هكذا تنزيلها ، إنما هي ( ولقد آتيناك سبع مثاني) نحن هم *** ج 2: 438

ليس ينكح الأخرى إلّا دون الفرج، وإن لم يفعل فهو خير له *** ج 1: 383

ليظهره الله في الرجعة *** ج 2: 231

ليعطفن هذه الآية على بني هاشم عطف الناب الضروس *** ج 3: 138

ليقرأ قراءةً وسطاً، إن الله يقول ( ولا تجهر بصلاتك ...) *** ج 3: 83

لِيَكُن كبشاً سميناً، فإن لم يجد فعجلاً *** ج 1: 198

ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين *** ج 3: 173

«م»

ما أتى الله أحداً من المرسلين شيئاً إلّا وقد أتاه محمّداً *** ج 393:2

ما أبقت الحنيفية شيئاً حتى إن منها قصّ الشارب *** ج 1: 158، ج 2: 132

ما أبينها لمن عقلها، قال: من شهد رمضان *** ج 186:1

ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله *** ج 1: 83

ما أتى على يوم قط أعظم من يومين أتيا عليّاً *** ج 2: 204

ما أحد على ملة إبراهيم علیه السلام إلا نحن وشيعتنا وسائر النّاس منها براء *** ج 2: 133

ما أحسن الصبر وأنتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح *** ج 2: 150

ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئاً؟ فقلت: هذا الذي خرج إلينا *** ج 2: 327

ما أصبرهم على فعل ما يعملون *** ج 1: 178

ما أعرف من موالي أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 255

ما أعلم آية في القرآن أحلت ذلك إلّا واحدة (إنكم لتأتون الرجال....) *** ج 2: 153

ما أعلم أحداً على ملة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا *** ج 1: 322

ما أكثر ما يكذبون على علىّ علیه السلام إنما قال: انّكم ستدعون إلى سبيّ *** ج 3: 25

ما الذي أخرجكم من غير الحج والعمرة *** ج 1: 217

ما أنا قلته بل الله تبارك وتعالى يقوله *** ج 2: 59

ص: 325

ما أنتصر الله من ظالم إلا بظالم *** ج 2: 118

ما أنزل الله جل ذكره ( يا أيها الذين امنوا) إلّا ورأسها علي بن أبي طالب علیه السلام *** ج 4:2

ما أنزل الله من السماء كتاباً إلّا وفاتحته *** ج 1: 100

ما بعث الله نبياً حتّى يأخذ عليه ثلاث خلال *** ج 2: 394

ما بعث الله نبياً قط إلّا بولايتنا والبراءة من عدونا *** ج 3: 9

ما بكى أحد بكاء ثلاثة آدم ويوسف وداود *** ج 344:2

ما بلغت تقية أحدٍ ما بلغت تقية أصحاب الكهف كانوا ليشدون الزنانير *** ج 3: 89

ما بين أحدكم وبين ان يغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا *** ج 3: 65

ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق *** ج 3: 73

ما بين اللوحين شيء إلّا وأنا أعلمه *** ج 1: 94

(ما تحمل كل أنثى ) أنثى أو ذكر (وما تغيض الأرحام) التي لا تحمل *** ج 2: 380

ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها *** ج 54:3

ما تقول إذا قالوا لك: أخبرنا عن الله، شيء هو أم لا شيء؟ *** ج 2: 92

ما تقول قريش في الخمس؟ قال: قلت: تزعم أنّه لها *** ج 1: 311

ما تقولون في ذلك ؟ فقلت: نقول: هما الأفجران من قريش *** ج 2: 411

ما خلا الكلاب مما يصيد الفهود والصقور وأشباه ذلك *** ج 2: 11

ما خلق الله من هذا حرفاً، ما صامه النبيّ *** ج 1 : 188

ما دام الولد في الرضاع فهو بين الأبوين بالسوية *** ج 1: 236

ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم *** ج 2: 230

ما زال من خلق الله آدم دولة الله ودولة لإبليس *** ج 1: 340

ما سُئل رسول الله عليه وآله السلام شيئاً قط فقال لا *** ج 1: 423

ما سورة أولها تحميد وأوسطها إخلاص *** ج 1: 99

ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّا كفر *** ج 1: 97

ما ظهر منها نكاح امرأة الأب، وما بطن الزنا *** ج 2: 127

ما عاتب الله نبيه فهو يعني به من قد مضى *** ج 1: 84

ص: 326

ما علم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أن جبرئيل من عند الله إلا بالتوفيق *** ج 2: 376

ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا *** ج 1 : 95

ما عهدي بك تخاصم الناس *** ج 1: 121

ما في القرآن آية إلّا ولها ظهر وبطن *** ج 1 : 86

ما في القرآن آية (الذين ءامنوا وعملوا الصالحات) إلّا وعليّ علیه السلام أميرها *** ج 3: 124

ما فيه شكٍّ قيل له أرأيت قول الله ( وقل اعملوا ...) *** ج 2: 258

ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علىّ علیه السلام *** ج 2: 220

(ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ) لا يهودي يصلّى إلى المغرب *** ج 1: 312

ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون *** ج2: 75

ما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم *** ج 2: 266

ما كان للملوك فهو للإمام *** ج 2 : 184، 185

ما كان من أرض باد أهلها، فذلك الأنفال، فهو لنا *** ج 2: 183

ما كان من الايمان المستقر فمستقر إلى يوم القيامة *** ج 2: 112

ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان *** ج 3: 59

ما كانوا يأتمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في جهنم *** ج 3: 66

ما لأخيك فلان يشكوك ؟ فقال: أيشكوني أن استقصيت حقي *** ج 2 : 388

ما لكم لا تنطقون، لعلكم ترون أني نبي ؟ لا والله ما أنا كذلك *** ج 2: 417

ما لم يكن حملاً (وما تزداد ) قال الذكر والأنثى جميعاً *** ج 2: 381

ما لم يكن له والد ولا ولد *** ج 1: 458

ما له لا قضى الله دينه - يعنى صلاته - أما إن لو شاء أن يُخبر به خبّر به *** ج 2: 64

ما لَهُ، لا وفقه الله، إن امرأة عمران نذرت ما في بطنها محرراً *** ج 1: 305

ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية *** ج 1: 103

ما لهم من أئمّة يسمونهم بأسمائهم *** ج 1 : 357

ما لي وما للضياطرة، أطرد قوماً غدوا أول النهار يطلبون رزق الله *** ج 2: 99

ما من أحدٍ أغير من الله تبارك وتعالى *** ج 2: 146

ص: 327

ما من أحدٍ من هذه الامة يدين بدين إبراهيم علیه السلام غيرنا وشيعتنا *** ج 2: 132

ما من أحد ينام إلّا عرجت نفسه إلى السماء *** ج 3: 149

ما من ذي زكاة مال: إيل ولا بقر ولا غنم يمنع زكاة ماله *** ج 1: 352

ما من رجل من قريش إلا وقد أنزلت فيه آية *** ج 2: 303

ما من شيء إلّا وكل به ملك إلّا الصدقة *** ج 2: 257

ما من شيءٍ إلّا وله وزر أو ثواب إلّا الدموع *** ج 2: 276

ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شيء يصاد من الوحش إلّا بتضييعه التسبيح *** ج 54:3

ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها إلا حرم الله ذلك الجسد على النّار *** ج 2 : 276

ما من عبد منع زكاة ماله إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعباناً *** ج 1: 352

ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء *** ج 3: 167

ما من مولود يولد إلا وإيليس من الأبالسة بحضرته *** ج 2: 398

ما من مؤمن إلا ولقلبه في صدره أذنان *** ج 3: 158، 176

ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة *** ج 2: 264

ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يُعرض عمله *** ج 2: 259

ما منع ميثم رحمه الله من التقية؟ فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار *** ج : 24

ما نزل بالناس أزمة قط إلّا كان شيعتي فيها أحسن حالاً *** ج 2: 207

ما نزلت آية إلا وأنا علمت فيمن أنزلت *** ج 1: 95

ما نزلت آية على رسول الله إلّا أقرأنيها *** ج 1: 91

ما نزلت آية (يا أيها الذين امنوا) إلّا وعلي علیه السلام شريفها *** ج 4:2

ما نزلت على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ولو آية من القرآن إلّا أقرأنيها *** ج 1: 412

ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد *** ج 3: 173

ما هذا؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك *** ج 1: 321

(ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون) لقد عصيتم الله ورسوله *** ج 3: 131

ما وجدت للناس ولعلي بن أبي طالب علیه السلام شبها إلّا موسى وصاحب السفينة *** ج 3: 104

ما يأكل أهل البيت يُشبعهم يوم، وكان يعجبه مدّ لكل مسكين *** ج 2: 69

ص: 328

ما يتلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر من لذة النساء *** ج 1: 294

ما يريد سالم مني، أيريد أن أجيء بالملائكة *** ج2: 353

ما يصنع أحدكم أن يُظهر حسناً ويُسر سيئاً *** ج 3: 162

ما يصنع الإنسان أن يتعذر إلى الناس خلاف ما يعلم الله منه *** ج 3: 162

ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه؟ *** ج 2 : 111

ما يقول الناس ؟ فقيل له: الزاد والراحلة *** ج 1: 331

ما يقول الناس في تزويج آدم ولده؟ قال: قلت: يقولون إن حواء كانت تلد لآدم *** ج 1: 362

ما يقول النّاس في قول الله تعالى (وما كان استغفار ...) *** ج 2: 266

ما يقول الناس في هذه الآية ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم) *** ج 3: 10

ما يقولون فيها ؟ قلت يزعمون أن المشركين كانوا يحلفون لرسول الله *** ج 3: 9

ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: لثلاث رويتهن عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 1: 312

ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه كلّ شيء حي *** ج 3: 16

ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر أنه من أهل الجنّة *** ج 2: 297

مات يحيى بن القاسم الحذاء؟ فقلت له: نعم، و مات زرعة *** ج 2: 112

المائدة التي نزلت على بني اسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب *** ج 2: 86،85

ماذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلّفتم على أمتكم *** ج 2 : 85

مال اليتيم إن عمل به من وضع على يديه ضمنه *** ج 1 : 373

مالحه الذي يأكلون *** ج 2: 81

مالك ولفلان يا عيسى، أما إنه ما يحبك فقال: بأبي وأمي، يقول قولنا *** ج 61:3

مالي أرى وجهك منكراً مصفاراً؟ فهم ذلك، أمن مرض *** ج 2: 251

مانع الزكاة يطوق بشجاع أقرع يأكل من لحمه *** ج 1: 353

متاعها بعدما تنقضي عدتها على الموسع قدره *** ج 1: 248

المتردية والنطيحة وما أكل السبع، إذا أدركت ذكاته، فكله *** ج 2: 8

المتعمد الذي يقتله على دينه، فذاك التعمد الذي ذكر الله *** ج 1: 430

محبوكة إلى الأرض - وشبك بين أصابعه - *** ج 2: 378

ص: 329

المحرر، يكون في الكنيسة، لا يخرج منها *** ج 1 : 302

المحرم إذا قتل الصيد في الحل، فعليه جزاؤه *** ج 2: 81

المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله *** ج 1: 292

المخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديداً *** ج 3: 83

مخرجك فى كتاب الله قوله فمن جاءه موعظة...) والموعظة: التوبة *** ج 1: 278

مر إبراهيم النخعي على امرأةٍ وهي جالسة *** ج 1: 275

مر رسول الله على كعب بن عجرة، والقمل يتناثر من رأسه *** ج 1: 197

المرأة التي لا تحل لزوجها حتّى تنكح زوجاً غيره *** ج1: 230

المرأة تحيض يحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها *** ج 224:1

المرأة تخاف على ولدها، والشيخ الكبير *** ج 1: 184

المرأة تعفو عن نصف الصداق *** ج 1: 243

المرأة في عدتها تقول لها قولاً جميلاً *** ج 1 : 240

المراء في كتاب الله كفر *** ج 1: 97

المرجون لأمر الله : قوم كانوا مشركين، فقتلوا مثل حمزة وجعفر *** ج 2: 261

المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر وأُحد *** ج 2 : 260

مرحباً وأهلاً، والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم *** ج 1: 390

مرض الحسن والحسين مرضاً شديداً حتّى عادهما *** ج 3: 163

مساجد محدثة، فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام *** ج 2 : 141

المستقر الايمان الثابت والمستودع المعار *** ج 2: 112

مستقر في الرحم، ومستودع في الصلب *** ج 2: 111

المسجد الحرام، ومسجد الرسول *** ج 3: 35

مسجد قبا *** ج 2: 262

مسجد كوفان فيه فار التنور، ونجرت السفينة *** ج 2: 308

المسمى ما سمي لملك الموت في تلك الليلة *** ج 2: 91

المشط يذهب بالوباء *** ج 2: 143

ص: 330

مشوياً نضيحاً *** ج 2: 315

المضطر لا يشرب الخمر، لأنّها لا تزيده إلّا شراً *** ج 1: 176

المطلقة تبين عند أول قطرة من الحيضة الثالثة *** ج 1: 230

المطلقة ينفق عليها حتّى تضع حملها *** ج 1: 237

مع النسا *** ج 2 : 250

المعترف بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم، خلطوا عملاً صالحاً *** ج 2: 254

المعدودات والمعلومات هي واحدة، أيام التشريق *** ج 1: 209

المعرفة *** ج 1 : 276

معرفة الإمام، واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار *** ج 1: 276

مقام إبراهيم حين قام عليه فأثرت قدماه فيه *** ج 1: 326

المُقل *** ج 2: 363

مكتوب في التوراة من أصبح على الدنيا حزيناً *** ج 1: 235

مكث عيسى علیه السلام حتّى بلغ سبع سنين او ثمان سنين *** ج 1: 308

مكّة: جملة القرية، وبكّة: موضع الحجر *** ج 1: 325

الملك العظيم افتراض الطاعة *** ج 1: 406

ملك الله الله إله الخلق الرحمن بجميع العالم *** ج 1: 104

ملك يوسف علیه السلام مصر وبراريها ولم يجاوزها إلى غيرها *** ج 2: 349

المملوك لا يجوز طلاقه ولا نكاحه إلّا بإذن سيده *** ج 3: 17

من ابتدع رأياً، فأحب عليه أو أبغض *** ج 1: 403

من اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت *** ج 2: 414

من اجتنب ما وعد الله عليه النار، إذا كان مؤمناً *** ج 1: 393

من أحبنا فهو منا أهل البيت قلت جعلت فداك منكم؟ قال: منا والله *** ج 414:2

من أخذ سارقاً فعفا عنه فذلك له، فإذا رفع إلى الإمام قطعه *** ج 2: 265

من أخرجها من ظلال إلى هدى فقد أحياها *** ج 2 : 37

من ادعى الإمامة دون الإمام الله علیه السلام *** ج 2: 110

ص: 331

من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظله *** ج 1: 279

من استخرجها من الكفر إلى الإيمان *** ج 2: 38

من استغفر الله سبعين مرة في الوتر بعد الركوع *** ج 1: 295

من الاسراف في الحصاد والجذاذ، أن يصدّق الرجل بكفيه جميعاً *** ج 2: 121

من أشرك بالله فقد وجبت له النّار، ومن لم يشرك بالله *** ج 666:2

من أصاب نعامة فبدنة، ومن أصاب حماراً أو شبهه فعليه بقرة *** ج 2: 77

من أضاف قوماً فأساء ضيافتهم، فهو ممن ظلم *** ج 1: 453

من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبداً *** ج 2: 377

من أكل السحت الرشوة في الحكم *** ج 2: 49

من أكل من مال اليتيم درهماً ونحن اليتيم *** ج 1: 374

من النوم *** ج 2: 16

من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة *** ج 2: 396

من أنفق شيئاً في غير طاعة الله فهو مبذر *** ج 3: 46

من أوصى بوصية لغير الوارث *** ج 1: 180

من أين جئت؟ ثم قال له: جئت من هاهنا وهاهنا *** ج 2: 328

من بلغ أن يكون إماماً من ذرية الأوصياء *** ج 2: 93

من تولى آل محمّد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله *** ج 2: 415

من جادل في الحج فعليه إطعام ستة مساكين *** ج 1: 203

من حدّث عنا بحديث فنحن مسائلوه عنه يوماً *** ج 3: 150

من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر *** ج 1: 96

من حكم في در همين بغير ما أنزل الله فقد كفر *** ج 2: 53،51

من حكم في در همين حكم جور ثم جبر عليه *** ج 2: 51

من داوم على صلاة الليل والوتر واستغفر الله *** ج 1: 294

من دخل الحرم من الناس مستجيراً به فهو آمن *** ج 1: 326

من دخل مكة المسجد الحرام، يعرف من حقنا وحرمتنا *** ج 1: 327

ص: 332

من ذكرهما فلعنهما كل غداة، كتب الله له سبعين حسنة *** ج 2: 131

من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها صلتك إيانا *** ج2: 385

من ذلك قول الرجل: لا وحياتك *** ج 2: 372

من ذلك ما اشتق فيه زرارة بن أعين وأبو حنيفة *** ج 2: 15

من زرع حنطة في أرض فلم يزك زرعه، أو خرج زرعه كثير الشعير *** ج 1: 455

من زعم أن الله أمر بالسوء والفحشاء فقد كذب *** ج 2 : 140

من زعم أن الله يأمر بالفحشاء، فقد كذب علی الله *** ج 141:2

من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب *** ج 1: 300

من سأل الله شيئاً وعنده ما يقوته يومه فهو من المسرفين *** ج 2: 143

من سبعة، إن الله يقول في كتابه لها سبعة أبواب *** ج 430:2

من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلّا ظله *** ج 1: 281

من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم *** ج 1: 280

من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر اقتص منه *** ج 2: 38

من صام ثلاثة أيام في الشهر، فقيل له: أنت صائم الشهر كله *** ج 2: 129

من صلّى أربع ركعات وقرأ في كل ركعة خمسين مرة، قل هو الله أحد *** ج 44:3

من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمّدة الناس، فقد أشرك *** ج 3: 125

من ضرب النّاس بسيفه، ودعاهم إلى نفسه *** ج 2: 227

من طعن في دينكم هذا فقد كفر *** ج 2: 220

من ظلم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقبة أو على عقب عقبه *** ج 1: 371

من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف *** ج 1: 432

من علي ربي، وهو أهل المن *** ج 3: 172

من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فرّ من الزحف *** ج 2: 207

من فسر القرآن برأيه، إن أصاب لم يؤجر *** ج 1: 96

من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر *** ج 1: 95

من قال في آخر الوتر في السحر: أستغفر الله وأتوب إليه *** ج 1: 295

ص: 333

من قبل (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) *** ج 1: 225

من قتل من النعم وهو محرم نعامة، فعليه بدنة *** ج 2: 79

من قتل مؤمناً متعمداً على دينه، فذلك التعمد *** ج 1: 431

من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي *** ج 1: 108

من قرأ البقرة وآل عمران، جاء يوم القيامة *** ج 1 : 107

من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين *** ج 2: 403

من قرأ سورة الأعراف في كل شهر *** ج 2: 135

من قرأ سورة الأنعام في كل ليلة، كان من الآمنين يوم القيامة *** ج 90:2

من قرأ سورة براءة والأنفال في كل شهر *** ج 2 : 181، 213

من قرأ سورة البقرة وآل عمران، جاء يوم القيامة *** ج 1: 291

من قرأ سورة بني إسرائيل في كلّ ليلة جمعة *** ج 3: 31

من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة، أعطي من خير الدنيا *** ج 3: 147

من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة، لم يمت إلّا شهيداً *** ج 3 : 87

من قرأ سورة المائدة في كل يوم خميس *** ج 4:2

من قرأ سورة النحل في كل شهر دفع الله عنه المعرّة *** ج 3: 3

من قرأ سورة النساء في كلّ جمعة أو من من ضغطة القبر *** ج 1: 361

من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله يوم القيامة في زمرة المؤمنين *** ج 2: 299

من قرأ سورة الواقعة قبل أن ينم لقى الله ووجهه كالقمر *** ج 3: 156

من قرأ سورة يوسف علیه السلام في كل يوم، أو في كل ليلة *** ج 2: 331

من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلاثة *** ج 2: 273

من قرأ في كلّ ليلة جمعة الواقعة، أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين *** ج 3: 156

من قضى في در همين بغير ما أنزل الله فقد كفر *** ج 52:2

من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه له زاد وراحلة *** ج 1: 331

من كان له ما يُطعم فليس له أن يصوم *** ج 2: 72

من كان يأتمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر، فيقذفان في جهنم *** ج 64:3

ص: 334

من كان يرجو إلى عبادة ربه أحداً *** ج 3: 125

من كانت بينه وبين أخيه منازعة، فدعاء إلى رجل من أصحابه *** ج 414:1

من كنت مولاه فعلیّ مولاه اللهم وال من والاه *** ج 2: 63،56، 65

من لا تثق به *** ج 1: 367

من لبس نعلاً صفراء لم يبلها حتى يستفيد علماً أو مالاً *** ج 1: 138

من لبس نعلاً صفراء لم يزل مسروراً *** ج 1: 138

من لم تبرئه الحمد لم يبرئه شيء *** ج 1: 101

من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن *** ج 1 : 88

من لم يُوص عند موته لذوي قرابته *** ج 1: 180

من مات مصراً على اللواط لم يمت حتّى يرميه الله بحجر *** ج 2 : 321

من مات وليس له إمام يأتم به فميتته جاهلية *** ج 2: 185

من مات وليس له مولى فماله من الأنفال *** ج 2: 184

من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده فليفطر *** ج 2: 130

منزلة في النّار، إليها انتهى شدة عذاب أهل النّار *** ج 2: 37

منسوخة قلت: وما نسختها قال قول الله تعالى (اتقوا الله ما استطعتم ) *** ج 1: 333

منسوخة نسختها آية (يتربصن بأنفسهن *** ج1: 247

منسوخة نسختها (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً) *** ج 1: 238

منسوخة، والسبيل هو الحدود *** ج 1: 377

منه وما احدث زرارة وأصحابه *** ج 2: 104

منها أكل مال اليتيم ظلماً، وليس فى هذا بين أصحابنا اختلاف والحمد لله *** ج 1: 374

منهم أهل النهر *** ج 3: 124

منهم الصيد، واتق الرفث والفسوق والجدال *** ج 1 : 210

مه، لا تعود عينيك كثرة النوم، فانهما أقل شيءٍ في الجسد شكراً *** ج 2: 267

مه، ليس هكذا أنزله الله، إنما أنزلت: (وأنتم قليل) *** ج 1: 336

مه، هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين علیه السلام الله سماه به *** ج 444:1

ص: 335

مه، وكيف تكون المعقبات من بين يديه *** ج 2: 381

الموالي *** ج 2: 56

الموت خير للمؤمن، لأن الله يقول ( وما عند الله خير *** ج 1: 358

الموت خير للمؤمن والكافر *** ج 1: 351

موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف *** ج 2: 231

الموسع يمتع بالعبد والأمة، ويمتع المعسر *** ج 1: 240

الموعظة: التوبة *** ج 1: 277

الميت الذي لا يعرف هذا الشأن *** ج 2: 117

الميثاق الكلمة التي عقد بها النكاح *** ج 1: 380

الميسر: هو القمار *** ج 2: 72

المؤذن أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2 : 147

المؤمن إذا كان عنده من ذلك شيء ينفقه على عياله *** ج 2: 231

المؤمن حالت المعاصي بينه وبين إيمانه كثرت ذنوبه *** ج 2: 128

«ن»

النّاس على ست ،فرق، يؤتون إلى ثلاث فرق *** ج 2: 261

الناسخ الثابت المعمول به والمنسوخ *** ج 1 : 87

الناسخ الثابت والمنسوخ ما مضى *** ج 1: 85

الناسخ ما حول، وما ينساها مثل الغيب *** ج 1: 150

النافلة كلها سواء، تُو مئ إيماءً *** ج 1: 151

ناول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم على بن أبي طالب كرم الله وجهه القبضة من التراب *** ج 2 : 188

ناول منه المسكين والسائل *** ج 2: 122

النبأ العظيم علىّ علیه السلام ، وفيه اختلفوا *** ج 3: 166

النبوة: (والحكمة ) قال الفهم والقضاء (ملكاً عظيماً ) قال : الطاعة *** ج 405:1

النجم: رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، والعلامات: الأوصياء بهم يهتدون *** ج3: 5

ص: 336

النجم محمد صلی الله علیه وآله وسلم والعلامات: الأوصياء علیهم السلام *** ج 3: 5

نحر وا صلاة الأوابين نحرهم الله *** ج 43:3

نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلّا بسبب معرفتنا *** ج 2: 149

نحن الأمة الوسطى، ونحن شهداء الله *** ج 1 : 160

نحن أهل بيت الرحمة، وبيت النعمة، وبيت البركة *** ج 2 : 429

نحن أولئك *** ج 1 : 418

نحن أولئك الشافعون *** ج1: 257

نحن باب حطتكم *** ج 1: 135

نحن جنب الله *** ج 3: 150

نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض *** ج 2: 126

نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أدري على ما يعادوننا *** ج 2: 394

نحن الراسخون في العلم فنحن نعلم تأويله *** ج 1: 293

نحن العلامات، والنجم : رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 3: 5

نحن المتوسمون، والسبيل فينا مقيم *** ج 2: 435

نحن المثاني التي أعطي نبينا *** ج 2 : 437

نحن منهم، ونحن بقية تلك العترة *** ج 1: 299

نحن الناس، وفضله النبوّة *** ج 1: 405

نحن نعمة الله التي أنعم الله بها على العباد *** ج2: 412

نحن نمط الحجاز، فقلت: وما نمط الحجاز *** ج1: 160

نحن هم *** ج 2: 177

نحن هم، وقد قالوا: هَوامٌ الأرض *** ج 1 : 173

نحن ،هم، ونحن بقية تلك الذرية *** ج2: 415

نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا *** ج 2: 176

نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون *** ج 3: 166

نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الارض *** ج 3: 18

ص: 337

نحن يعني بها، والله المستعان *** ج 1: 173

نذرت ما في بطنها للكنيسة أن تخدم العُبّاد *** ج1: 302

الفرد والشطرنج من الميسر *** ج 1: 218

نزل جبرئيل علیه السلام بهذه الآية فبدل الذين ظلموا آل محمّد *** ج 1: 135

نزل جبرئيل علیه السلام بهذه الآية هكذا على محمّد صلى الله عليه وسلم فقال ( وقل الحق *** ج 3: 93

نزل جبرئيل علیه السلام بهذه الآية هكذا (فأبى أكثر النّاس) بولاية علىّ *** ج 3: 82

نزل جبرئيل علیه السلام على محمد صلی الله علیه وآله وسلم بهذه الآية (ولا يزيد الظالمين ) *** ج 3: 79

نزل جبرئيل علیه السلام هذه الآية هكذا وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علىّ *** ج 7:3

نزل (وإن لك لأجراً غير ممنون) في تبليغك في عليّ *** ج 3: 161

نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا *** ج 1 : 84

نزل القرآن ب (إياك أعني واسمعي يا جارة ) *** ج 1 : 84

نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان *** ج 1: 185

نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا *** ج 1 : 84

نزل القرآن ناسخاً ومنسوخاً *** ج 1 : 86

نزلت بلغة الهند: اشربي *** ج 2: 310

نزلت ثلاثة أحجار من الجنة *** ج 1: 155

نزلت الزكاة وليس للناس الأموال *** ج 1: 132

نزلت سورة الأنعام جملةً واحدةً *** ج 2 : 90

نزلت على رسول الله المتعة وهو على المروة *** ج 1: 198

نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان بن عفان استعمله على مصر *** ج 2: 109

نزلت في بني أمية، هم شر خلق الله *** ج 2: 204

نزلت في الحسن بن علي علیهما السلام أمره الله بالكف *** ج 1: 420

نزلت في خوات بن جبير، وكان مع رسول الله *** ج 1: 189

نزلت في طلحة والزبير والجمل جملهم *** ج 2: 147

نزلت في العباس *** ج 2: 304

ص: 338

نزلت في العباس وعقيل ونوفل *** ج 2: 207

نزلت في عبد الله بن أبي سرح، الذي بعثه عثمان إلى مصر *** ج 1: 450

نزلت في عثمان، وجرت في معاوية وأتباعهما *** ج 1: 271

نزلت في عليّ علیه السلام ، إنه عالم هذه الأمة بعد النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 401

نزلت في عليّ علیه السلام بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وفي الأئمة بعده *** ج 2 : 401

نزلت في عليّ بن أبي طالب علیه السلام *** ج 1: 408

نزلت في علي بن أبي طالب منه، ونحن نرجو أن تجرى لمن أحب الله *** ج 3: 62

نزلت في عليّ علیه السلام ، والذين استهزء وا به من بني أمية *** ج 3: 168

نزلت في عليّ علیه السلام وحمزة وجعفر والعباس وشيبة *** ج 2: 226

نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الأمر *** ج 1: 451

نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد *** ج 1: 359

نزلت المائدة قبل أن يقبض النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بشهرين أو ثلاثة *** ج 2 : 3

نزلت هذه الآية على رسول الله هكذا بتسما اشتروا به *** ج 1: 143

نزلت هذه الآية على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هكذا: ( ألم تر إلى العظام *** ج 1: 263

نزلت هذه الآية على محمّد هكذا والله ( وإذا قيل لهم *** ج 1: 143

نزلت هذه الآية على محمّد صلی الله علیه وآله وسلم و هكذا ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب *** ج 1: 402

نزلت هذه الآية فما استمتعتم به منهن *** ج 1: 385

نزلت هذه الآية في الحسين علیه السلام (ومن قتل مظلوماً *** ج 49:3

نزلت هذه بعد هذه هي الوسط *** ج 1: 219

النساء، إنهم قالوا: إن بيوتنا ،عورة، وكانت بيوتهم في أطراف البيوت *** ج 2: 250

نُسب إلى مكة، وذلك من قول الله ( لتنذر أم القرى...) *** ج 2: 164

نسختها آية الفرائض *** ج 1: 371

نسختها (فاصدع بما تؤمر) *** ج 84:3

نسختها ( فمن بدله بعدما سمعه...) التي بعدها *** ج 1: 182

نسختها ولا تمسكوا بعصم الكوافر) *** ج 2: 13

ص: 339

النسل الولد والحرث الأرض *** ج 1: 211

نشهد أن لا إله إلا الله وحده *** ج 1: 80

النشوز الرجل يهم بطلاق ،امرأته، فتقول له: ادع ما على ظهرك *** ج 1 : 447

نظر إلى النّاس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون *** ج 2: 418

نظف الوضوء، إذا خرج أحدهم من الغائط فمدحهم الله بتطهرهم *** ج 2: 263

نعم أخذ الله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق *** ج 2: 170

نعم، إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف (اجعلني على خزائن *** ج 349:2

نعم، إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيدٍ واحدٍ *** ج 3: 73

نعم، إذا كانت المرأة مسلمة، وذكرت اسم الله *** ج 2: 116

نعم الأرض الشام، وبئس القوم أهلها *** ج 2: 27

نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة *** ج 1: 139

نعم اقسمها فيمن قال الله، ولا يُعطى من سهم الغارمين *** ج 2: 240

نعم، أما تحب أن تكون من المحسنين *** ج 1: 240

نعم، أما تقرأ قول الله ( ومن لم يستطع منكم ) *** ج 1: 387

نعم إن الله يقول (طهرا بيتي *** ج 1: 155

نعم، إن الله يقول كلوا مما أمسكن عليكم) *** ج 2: 12

نعم، إن شاء جعل لهم دنيا فردّهم، وما شاء *** ج 324:2

نعم، إن الشيطان يلم بالقلب، فيقول: لو كان لك عند الله خير *** ج 1: 275

نعم، إنه كان له صديق مؤاخ له في الله كان عيسى علیه السلام يمرّ به *** ج 1: 309

نعم، إنه مكلب، إذا ذكر اسم الله عليه، فلا بأس *** ج 2: 10

نعم، أولئك ولد عزير، حيث مر على قرية خربة *** ج 1: 264

نعم، جوابه لسائل: اسمي في تلك الأسامي *** ج 3: 156

نعم، جوابه لسائل رجل طلق امرأته عند قُرئها تطليقة *** ج 1: 233

نعم، جوابه لسائل عن الخطأ الذي فيه الدية والكفارة *** ج 1 : 428

نعم جوابه لسائل للشكر حدّ إذا فعله الرجل كان شاكراً *** ج 1 : 167

ص: 340

نعم سأله عن قول الله (خذ من أموالهم صدقة ...) جارية هي في الإمام *** ج2: 255

نعم سأله عن قوله ( ومن الأعراب من يؤمن بالله ...) أيثيبهم عليه؟ *** ج 2: 253

نعم سُئل يتمتع بالأمة بإذن أهلها؟ *** ج 1: 386

نعم، شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان برسوله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 1: 411

نعم علم أنه حيّ، قال: وكيف علم؟ قال: إنه دعا في السحر أن يهبط عليه *** ج 2: 360

نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وذكر أن الرجيم أخبث الشياطين *** ج 3: 23

نعم، فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم*** ج 3: 78

نعم، قال: أبوك الذي قتل المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسين علیهما السلام*** ج 2 : 150

نعم، قلت: فكيف زوجه الأخرى، قال: قد فعل فأنزل الله *** ج 1: 351

نعم، قلت له: فما تقول في آدم؟ قال: دع آدم *** ج 2: 366

نعم، كذلك أمر رسول الله جوابه لسائل يكتف الرجل إذا تمتع بالعمرة *** ج 1: 195

نعم كُل، إن الله يقول (فكلوا مما أمسكن عليكم) *** ج 2: 12

نعم لا يعلمون أن الناس قد كانوا يحجون *** ج 1: 324

نعم، لقول الله (حتّى تنكح زوجاً غيره ) وهو أحد الأزواج *** ج 1: 234

نعم، مره فلا يستحيي، ولو على حمارٍ أبتر *** ج1: 332

نعم، من حمد الله على نعمه وشكره وعلم أن ذلك منه لا من غيره *** ج 404:2

نعم، وتصديقه في القرآن قول شعيب *** ج 1: 157

نعم الوصية تجوز للوارث *** ج 1: 180

نعم، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن *** ج 1: 93

نعم، وقالوا بقلوبهم، فقلت: وأي شيء كانوا يومئذ *** ج 2: 173

نعم، ولكن لا تعلّم به أهلك فيتخذونه سنّة *** ج 1: 295

نعم، ولكنه فرّ يوم الجمل، فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك *** ج 2: 187

نعم، ومنازل لو يجحد شيئاً منها أكبه الله في النّار *** ج 2: 262

نعم يا أبا محمّد، في كل صباح ومساء، ونحن نعوذ بالله من البخل *** ج 2: 431

نعم يا زرارة وهم ذرّ بين يديه، وأخذ عليهم بذلك الميثاق *** ج 1: 317

ص: 341

نعم، ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام *** ج1: 282

نعوذ بالله يا أبا بصير أن تكون ممن لبس إيمانه بظلم *** ج 2 : 106

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن تُوسم البهائم في وجوهها *** ج 3: 54

نهى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن الحصاد بالليل *** ج 2: 119

نهى عن القمار، وكانت قريش تقامر الرجل بأهله وماله *** ج 1: 390

النور: علىّ علیه السلام *** ج 2: 164

«ه»

هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة والسعادة *** ج 2: 323

هاته. قلت: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمّداً *** ج 2: 56

هاهنا التطليقة الثالثة، فإن طلقها الأخير فلا جناح عليهما *** ج 1: 231

الهدي من الإبل والبقر والغنم *** ج 1: 195

هذا إن أخذ الله منه شيئاً فصبر واسترجع *** ج 1: 170

هذا رجل يحبس نفسه لليتيم على حرث أو ماشية *** ج 1: 370

هذا الشيء يشتهيه الرجل بقلبه وسمعه وبصره *** ج 2: 189

هذا في كتاب الله بيّن، إن الله يقول: لما قال إبراهيم علیه السلام *** ج 1: 266

هذا فى النفقة *** ج 1: 194

هذا قبل أن يحرّم الخمر *** ج 1: 398

هذا كله من أسماء الله *** ج 2: 116

هذا لمن كان عنده مالٌ وصحة، فإن سوفه للتجارة *** ج329:1

هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه ولمن عاداهم *** ج 2: 406

هذا من غير الصدقة، يعطى منه المسكين *** ج 2: 120

هذا والله من الذين قال الله (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا *** ج 3: 139

هذه الأرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها قبة *** ج 3: 159

هذه التي قال الله فمن أضطر غير باغ *** ج 1: 177

ص: 342

هذه دار ،الفاسقين، قال: وقرأ ( سأصرف عن ءاياتی....) *** ج 2: 161

هذه روح مخلوقة الله، والروح التي في عيسى بن مريم مخلوقة الله *** ج 2: 427

هذه في الذين يخرجون من النار *** ج 3: 166

هذه كلمة صحفها الكتاب، إنما كان استغفار إبراهيم علیه السلام لأبيه *** ج 2: 419

هذه كلها تجمع الضلال والمنافقين *** ج 1: 183

هذه المسألة من تلقاء نفسك أو أمرك بها إنسان *** ج 3: 148

هذه منسوخة *** ج 1: 377

هذه نزلت فينا خاصة إنه ليس رجل من ولد فاطمة علیها السلام يموت *** ج 1: 454

هكذا، فقال: ( ولا تبسطها كل البسط وبسط) ،راحته وقال: هكذا *** ج 3: 48

هكذا قال الله تعالى. فقال له: جعلت فداك فاي شيءٍ إذا فعله استحق واحدةً *** ج 42:2

هل تدري ما يعني ؟ فقلت: يُقاتل المؤمنون فيقتلون ويُقتلون *** ج 2: 265

هل تصف لنا ربنا نزداد له حبّاً و به معرفة ؟ *** ج 1: 292

هل يثبت إلا ما لم يكن، وهل يمحو إلا ما كان *** ج 2: 395

هل يخالف قضايا كم؟ *** ج 1: 427

هم آل محمّد *** ج 1: 174

هم آل محمد الأوصياء علیهم السلام *** ج 2: 435

هم آل محمد عليه وآله السلام *** ج 1: 407

هم أربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضاً *** ج 304:2

هم أصحاب العقبة *** ج 1: 344

هم أعداء الله، وهم يمسخون ويقذفون *** ج 3: 12

هم أكثر من ثلثي النّاس *** ج 2: 234

هم الأئمّة علیهم السلام *** ج 1: 152، 160، 422 ، ج 2: 58، 176، 259، 265 ، ج 3: 5

هم الأئمّة، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: اتقوا فراسة المؤمن *** ج 2: 435

هم الأئمّة من آل محمّد يؤدي الإمام الإمامة إلى إمام بعده *** ج 1 : 407

هم الأئمّة وأتباعهم *** 1: 313

ص: 343

(هم) الأئمة والله يا عمار (درجات) للمؤمنين (عند الله) *** ج 1: 349

هم أهل قرابة رسول الله عليه وآله السلام *** ج 2: 199

هم أهل قرابة نبي صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 200

هم أهل الكتاب *** ج 1: 173

هم أهل الولاية، فقلت: أي ولاية، فقال: أما إنها ليست بولاية في الدين *** ج 1: 434

هم أهل الولاية، قلت: أي ولاية تعني؟ قال: ليست ،ولاية، ولكنها في المناكحة *** ج 1: 418

هم أهل اليمن *** ج 1 : 208

هم أولياء فلان وفلان وفلان *** ج 1: 173

هم التوابون المتعبدون *** ج 44:3

هم الحفدة، وهم العون منهم، يعني البنين *** ج 3: 16

هم الشعاة *** ج 2: 235

هم قریش *** ج 2: 439

هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم، فضلوا وأضلوا *** ج 3: 136

هم قوم فروا، وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم *** ج 3: 88

هم قوم مشركون، فقتلوا مثل حمزة وجعفر *** ج 2 : 260

هم قوم من المشركين أصابوا دماً من المسلمين *** ج 2: 260

هم قوم وجدوا الله ، وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله *** ج 2: 236

هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار، وهم المرجون لأمر الله *** ج 2: 261

هم المؤمنون من هذه الأمة *** ج 2: 426

هم نحن خاصة *** ج 134:1

هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم *** ج 3: 136

هم اليتامى، لا تعطوهم أموالهم حتّى تعرفوا منهم الرشد *** ج 1: 368

هم اليهود والنصارى *** ج 1: 106

هما :أجلان أجل موقوف يصنع الله ما يشاء *** ج 2: 91

هما الافجران من قريش: أخوالي، وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله *** ج 2: 413

ص: 344

هما الأفجران من قريش: بنوا أمية وبنو المغيرة *** ج 2: 413

هما کافران *** ج 2: 83

هما ،کافران، قلت: فيقول الله تعالى (ذوا عدل منكم) قال: مسلمان *** ج 2: 83

هما اللذان قال الله وقضى ربك ألا تعبدوا *** ج 42:3

هما مفروضان (وأتموا الحج والعمرة الله ) *** ج 1: 195

هما وأبو عبيدة بن الجراح *** ج 1: 442

هما والثالث والرابع وعبد الرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلاً *** ج 1: 448

هنّ المسلمات *** ج 2: 13

هن ذوات الأزواج *** ج 1: 385،384

هنّ العقائف *** ج 2: 14

هنّ العفائف من نسائهم *** ج 2: 14

هن المسلمات *** ج 1: 387

هن المقدمات المؤخرات المعقبات الباقيات الصالحات *** ج 2 382

هو آدم وحواء، إنما كان شركها شرك طاعة *** ج 2: 177

هو آل إبراهيم وآل محمّد على العالمين، فوضعوا اسماً مكان اسم *** ج 1: 299

هو الأب والأخ الموصى إليه، والذي يجوز أمره في مال المرأة *** ج 1: 242

هو الأب والأخ والرجل الذي يُوصى إليه *** ج 1: 243

هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء *** ج 4:3

هو أحق فاجهر به، وهي الآية التي قال الله : ( وإذا ذكرت ربك *** ج 3: 55

هو الأخ والأب والرجل يوصى إليه *** ج 1: 242

هو أدنى الأذى حرم الله فما فوقه *** ج 42:3

هو اسم في كتاب الله، لا يعلم ذلك أحدٌ غيري *** ج 2: 217

هو اسم من أسماء الله، ودعوى أهل الجنّة *** ج 2: 275

هو إسماعيل علیه السلام *** ج 3: 146

ص: 345

هو أعلم بما يُطبق *** ج 3: 162

هو أعلم بنفسه، ذاك إليه *** ج 3: 162

هو الذي سمي لملك الموت علیه السلام في ليلة القدر *** ج 2: 278

هو الذي في البطن، تذبح أمه فيكون في بطنها *** ج 2 : 5

هو الذي لا يستطيع الكفر فيكفر، ولا يهتدي سبيل الإيمان *** ج 1: 434

هو الذي يزوّج، يأخذ بعضاً ويترك بعضاً *** ج 1: 243

الذي يسمى لملك الموت علیه السلام *** ج 2: 147

هو الذي يطلق، ثمّ يراجع، والرجعة هي الجماع *** ج 1: 234

هو إلى القبلة *** ج 2: 141

هو إلى القبلة ليس فيها عبادة الأوثان *** ج 2: 141

هو الإمام *** ج 1: 296

هو أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 429، ج 3: 5

هو أمير المؤمنين علیه السلام نودي من السماء: أن آمن بالرسول، فأمن *** ج 1: 357

هو أن يأمر الرجل عبده وتحته أمته، فيقول له: أعتزلها *** ج 1: 384

هو أن يتزوجها إلى أجل مسمى، ثمّ يحدث شيئاً بعد الأجل *** ج 1: 386

هو أن يشتهي الشيء بسمعه وببصره ولسانه ويده *** ج 2: 189

هو أن يشتهي الشيء بسمعه وبصره ولسانه *** ج 2: 189

هو الترك لها والتواني عنها *** ج 3: 176

هو التضييع لها *** ج 3: 176

هو التقية *** ج 3: 123

هو الثاني، وليس في القرآن شيء (وقال الشيطان) إلّا وهو الثاني *** ج 404:2

هو الجدي، لأنه نجم لا يزول، وعليه بناء القبلة *** ج 3: 6

الجماع، ولكن الله ستير يحب الستر *** ج 1 : 400

هو الحسين بن علي قتل مظلوماً، ونحن أولياؤه *** ج 50:3

هو الحفوف والشعث *** ج 3: 132

ص: 346

هو الحلق وما في جلد الإنسان *** ج 3: 132

هو الدعاء *** ج 1: 245

هو الذنب يهم به العبد فيتذكر فيدعه *** ج 2: 178

هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجبارين *** ج 2: 324

هو الرجل يحلف على الشيء، وينسى أن يستثني *** ج 3: 92

هو الرجل يحلف، فنسي أن يقول: إن شاء الله *** ج 3: 92

هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله *** ج 1: 174

هو الرجل يصلح بين الرجلين *** ج 1: 226

هو الرجل يطلق المرأة تطليقة واحدة *** ج 1: 235

هو الرجل يعتق غلامه، ثم يقول له : اذهب حيث شئت *** ج 2: 82

هو الرجل يقبل الدية، أو يعفو *** ج 1: 179

هو الرجل يقبل الدية، فأمر الله الذي له الحق *** ج 1: 179

الرجل يقول للمرأة قبل ان تنقضي عدتها *** ج 1: 239

هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه *** ج 2: 178

هو رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج1: 454، 2: 274

هو زنا، إن الله يقول ( فانكحوهن بإذن أهلن) *** ج 1: 387

هو السواد الذي في جوف القمر *** ج 40:3

هو السيء يهم العبد به ثم يذكر الله فيبصر ويقصر *** ج 2: 178

هو الشك *** ج 2: 119

هو شوال وذو القعدة وذو الحجة *** ج 1: 203

هو الشيخ الكبير الذي لا يستطيع والمريض *** ج 1: 183

هو صلة الإمام في كل سنة بما قل أو كثر *** ج 2: 387

هو الطارق وحوبان والريان وذو الكنفان *** ج 2: 337

هو طلب الحلال (ولا تعزموا عقدة النكاح *** ج 1: 239

هو طُوفان الماء والطاعون *** ج 2: 157

ص: 347

هو العزيز *** ج2: 343

هو الفناء بالموت أو غيره *** ج 3: 57

هو في النفقة على الوارث مثل ما على الوالد *** ج 1: 237

هو القائم وأصحابه *** ج 2: 301

هو القمار *** ج 1: 389

هو قول الرجل: لا والله، وبلى والله *** ج 1: 225، ج 2: 68

هو قول الرجل للمرأة قبل أن تنقضى عدتها *** ج 1: 239

هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا *** ج 2: 373

هو قول الرجل: لولا فلان لهلكت *** ج 2: 374

هو كل أرض خربة، وكل أرض لم يُوجف عليها بخيل ولا ركاب *** ج 2: 183

كل أمر محكم، والكتاب هو جملة القرآن *** ج 1: 291

هو كلام الله *** ج 1: 78

هو كما قال الله تعالى: (إنّما يأكلون في بطونهم ناراً *** ج 1: 373

هو كما قال فقال له: أتسبح الشجرة اليابسة فقال: نعم *** ج 3: 55

،هو ، لا والله، وبلى والله وكلا والله *** ج 1: 226

هو ما افترض الله في المال غير الزكاة *** ج 2: 387

هو المشط عند كل صلاة فريضة ونافلة *** ج 2: 143

هو مما تخرج الأرض من أثقالها *** ج 1: 364

هو مؤتمن عليه، مفوض إليه، فإن وجد ضعفاً فليفطر *** ج 1 : 186

هو والله بمنزلة من هاجر إلى الله ورسوله فمات *** ج 1: 435

هو ولايتنا *** ج1: 213

هو ولاية أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 66

هو الولي والذين يعفون عن الصداق *** ج 1: 242

هي آية من كتاب الله أنساهم إياها الشيطان *** ج 1: 102

هي الأجنة التي في بطون الأنعام، وقد كان أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 5

ص: 348

هي أرحام الناس أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمها *** ج 1: 364

هي أرحام الناس، إن الله أمر بصلتها وعظمها *** ج 1: 364

هي التي تطلّق ثمّ تراجع، ثمّ تطلّق، ثمّ تراجع *** ج 1: 231

هي أيام التشريق *** ج 1: 209

الإيمان بالله يؤمن بالله وحده *** ج 1: 259

هي الثياب *** ج 2: 142

هي الحيتان المالح، وما تزوّدت منه أيضاً *** ج 2 : 81

هي خاصة بآل محمّد *** ج 1: 134

هي رحم آل محمّد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني *** ج 2: 385

هي سنة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، و من كان قبله من الرسل وهو الإسلام *** ج 3: 70

هي سورة الحمد، وهي سبع آيات *** ج 1: 99

هي الشفاعة *** ج 3: 78

هي الشهور، فإذا رأيت الهلال فصم *** ج 1: 192

هي الصلاة فحافظوا عليها، وقال: لا تصلّ الظهر أبداً حتّى تزول الشمس *** ج 94:3

هي صلة الإمام *** ج 1: 249

هى طاعة الله ومعرفة الإمام *** ج 1: 276

هي عامة *** ج 2 : 140

الفطرة التي افترض الله على المؤمنين *** ج 1: 131

في علي وفي الأئمة علیهم السلام، جعلهم الله مواضع الأنبياء *** ج 1: 411

هي القرى التي قد جلا أهلها وهلكوا فخربت *** ج 2: 182

هي القرية التي قد جلا أهلها وهلكوا فخربت *** ج 2: 183

هي كل أرض جلا أهلها من غير أن يحمل عليها *** ج 2: 184

هي الجماعة المسلمين، ما هي للمؤمنين خاصة *** ج 1: 178

للذين قال الله فى كتابه (للفقراء والمساكين ...) *** ج2: 234

للمؤمنين خاصة *** ج 1 : 182

ص: 349

هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها، فيقول: إني أريد أن أطلقك *** ج 1 : 448

هي مما قال الله وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة *** ج 131:1

هي من الفيء والأنفال وأشباه ذلك *** ج 2: 184

هي منسوخة (كتب عليكم إذا...) نسختها آية الفرائض *** ج 1: 180

هي منسوخة (والذين يتوفون منكم ويذرون *** ج 1: 247

هي ولاية الثاني والأول *** ج 214:1

هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الأول *** ج 2: 219

هؤلاء أهل مكة، ليست لهم متعة *** ج 1: 201

« و »

و آل محمد كانت فمحوها، وتركوا آل إبراهيم وآل عمران *** ج 1: 301

واجباً *** ج 3: 13

وادٍ في جهنم لو قتل الناس جميعاً كان فيه *** ج 2: 37

(وإذ قال ربك للملائكة ....) ردوا على الله *** ج 1: 115

(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا (مترفيها مشدّدة منصوبة *** ج 41:3

(واذكر ربك في نفسك تضرعاً) يعني مستكيناً ( وخيفة) يعني خوفاً *** ج 2: 180

والتعرب بعد الهجرة *** ج 1: 391

والحصور: الذي يأبى النساء *** ج 306:1

الوالد أمير المؤمنين علیه السلام، وما ولد الحسن والحسين علیه السلام *** ج 3: 171

والذي بعث محمّداً بالحق بشيراً ونذيراً إن الأبرار منا أهل البيت *** ج 3: 139

والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم *** ج 2 : 24

والذي نفسي بيده لتفرّقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة *** ج 2: 177

والعسى من الله ،واجب وإنما نزلت في شيعتنا المذنبين *** ج 2: 254

والفجاج والأودية، وأهوى بيده كذا وكذا *** ج 1: 119

والله الذي صنعه الحسن بن علىّ علیه السلام كان خيراً لهذه الأمة *** ج 1: 419

ص: 350

والله إله كلّ شيء *** ج 1: 104

والله إن لعلىّ علیه السلام لاسماً في القرآن ما يعرفه النّاس *** ج 2: 216

والله إلى لأصانع بعض ولدي، وأجلسه على فخذي *** ج 2: 331

والله لتمحصن والله لتميزن والله لتغر بلن *** ج 1: 340

والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم *** ج 2: 106

والله لنشفعن لشيعتنا والله لنشفعن لشيعتنا *** ج 3: 136

والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا *** ج 1: 298

والله لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر *** ج 2 : 108

والله لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة *** ج 1: 416

والله ليملكن رجل منا أهل البيت الأرض *** ج 3: 92

والله ما رأه هو ولا أبوه بواحدة من عينيه *** ج 2: 55

والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم *** ج 2: 220

والله ما صدق أحد ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم *** ج 2: 154

والله ما ضربوهم بأيديهم، ولا قتلوهم *** ج 1: 135، 336

والله ما عنى غيركم *** ج 2 : 430

والله ما كان سقيماً وما كذب *** ج 144:3

والله ما نزلت آية قط إلّا ولها تفسير، ثم قال: نعم، نزلت في عدوّي الله *** ج 2: 241

والله نزلت هذه الآية على محمّدصلی الله علیه وآله وسلم (وأشهدهم على أنفسهم) *** ج 2: 174

وإن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين *** ج 2: 82

وإن كان مكر ولد العباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال *** ج 2: 420

وإن كان يقدر أن يمشي بعضاً ويركب بعضاً *** ج 1: 331

وأنت أولى بسيئاتك مني، عملت المعاصي بقوتي *** ج 1: 420

وإنكار ما أنزل الله انكروا حقنا وجحدونا وهذا لا يتعاجم فيه أحد *** ج 1: 392

وأي شيء يقولون؟ إن الله تعالى يقول ( قل هذه سبيلى) *** ج 2 : 375

وإياكم ومحاش النساء، وقال: إنما معنى ( نساؤكم حرث *** ج 1: 225

ص: 351

(وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) يعني يوم القيامة *** ج 3: 123

(وتنسون أنفسكم) أي تتركون *** ج 1: 133

وجبت له المغفرة *** ج 1: 295

وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر *** ج 2: 364

وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين علیه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم *** ج 2: 285

وجدنا في كتاب أمير المؤمنين علیه السلام: أن قوماً من أهل أيلة *** ج166:2

وجدنا في كتاب عليّ علیه السلام (إن الأرض الله يورثها....) أنا وأهل بيتي *** ج 2: 157

الوجه الذي أمر الله بغسله الذي لا ينبغي لأحد أن يزيد عليه *** ج 2 : 18

وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله *** ج1: 166

الورقة السقط، والحبة الولد، وظلمات الأرض الأرحام *** ج 2: 99

الورقة: السقط، يسقط من بطن أمه *** ج 2 : 100

الوضوء واحدة، قال ووصف الكعب في ظهر القدم *** ج 2: 20

وطرفاه: المغرب والغداة وزلفاً من اليل) وهى صلاة العشاء الآخرة *** ج 2: 325

وَعيد *** ج 3: 93

وغق الليلة نصفها بل زوالها *** ج 3: 71

وفي النعامة بدنة، وفي البقرة بقرة *** ج 2: 78

وقد علم أن هؤلاء لم يَقتُلوا ولكن قد كان هواهم مع الذين قَتَلوا *** ج 1: 353

وقد كان هيأ لهم طعاماً، فلما دخلوا إليه، قال: ليجلس كل بني أم على مائدة *** ج 2: 352

الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام *** ج 1: 83

الوقوف عند ذكر الجنة والنار *** ج 1: 152

(وقولوا حطة ) مغفرة، حط عنا *** ج 1: 135

وكان أبواه مؤمنين وطبع كافراً *** ج 3: 105

وكان الملك في ذلك الزمان هو الذي يسير بالجنود *** ج 1: 251

وكان من الله ذلك تقدمة منه إلى الملائكة احتجاجاً منه عليهم *** ج 2: 426

(وكان وراءهم ملك ) يعنى أمامهم *** ج 3: 104

ص: 352

وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور الديك *** ج 1: 265

وكلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة عين *** ج 2: 375

وكيف ذاك؟ قلت: جعلت فداك، يزعمون أنه يحشر في جبلهم سبعون ألفاً *** ج 2: 26

ولا بد من الجواب في هذا ؟ فقال له الأمر لا بد منه *** ج 1: 324

ولا يُدخل أصابعه تحت الشِّراك *** ج 2: 17

ولا يعقد عليها *** ج 2: 68

الولاية *** ج 2: 61، ج 2: 274

الولد والإخوة هم الذين يزادون وينقصون *** ج 1: 375

(ولقد نصركم الله بدر وأنتم ضعفاء) وما كانوا أذلة *** ج 1: 336

ولكنهم أطاعوهم في معصية الله *** ج 2: 230

ولما خلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه الروح *** ج 3: 96

(وله أسلم من في السماوات....) أكان ذلك بعد *** ج 1: 320

(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) أنهم ملعونون في الأصل *** ج 2 : 97

ولو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة *** ج 1: 311

وليس يأكلون ولا يشربون إلا ما أحل الله لهم *** ج 2: 76

وما أصنع ؟ قال الله تعالى (فان يكفر بها هؤلا...) وأوماً بيده إلينا *** ج 2: 107

وما بأس بالخز، قلت: وسداه إپریسم؟ فقال: لا بأس به *** ج 2: 144

وما الجري؟ فنعته له، قال: فقال ( لا أجد في ما أوحى...) *** ج 2: 126

وما علم الملائكة بقولهم ( أتجعل فيها *** ج 1: 113

وما لهم في ذلك؟ فوالله لقد قال الله : ( فأنزل الله سكينته ...) *** ج 2: 232

و ما المطهر ؟ قلنا: الدين فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه *** ج 2: 238

(وما يعلم تأويله إلا الله...) نحن نعلمه *** ج 1: 293

وما يقرءون كتاب الله؟ أليس الله يقول: ( وما محمّد إلّا رسول *** ج 1 : 341

و من قدامها ومن خلفها في القبل *** ج 1: 224

ونحن بقية تلك العترة *** ج 2: 415

ص: 353

وهكذا قراءة أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 321

وهم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم *** ج 2: 422

وهو القائم علیه السلام وأصحابه أولي بأس شديد *** ج 3: 38

ويحك إن مسألتك الصعبة، أما قرأت قوله عزّ وجلّ: (لو كان فيها ءالهة *** ج 3: 130

ويحك، عليّ من أهل البيت، لا يقاس بهم أحد *** ج 3: 153

ويشترط عليهما إن شاءاجمعا، وإن شاءا فرقا *** ج 1: 396

ويل لهم، إنّي لأعرف ناسخه من منسوخه *** ج 1: 91

ويلك تصلى على غير وضوء؟ فقال: أمرني عمر بن الخطاب *** ج 2: 15

ويلك لمّا أن عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى *** ج 2: 391

ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها *** ج 3: 161

«ي»

يا أبا بصير، إن الله قد علم أن في الأمة *** ج 1: 191

يا أبا بصير، أو ما سمعت قول الله (ومن كان في هذه أعمى ...) *** ج 3: 67

يا أبا حمزة، إن حدثناك بأمر أنه يجىء هاهنا *** ج 2: 396

يا أبا حمزة، إنما يعبد الله من عرف الله *** ج 2: 268

يا أبا حمزة، كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم *** ج 1: 214

يا أبا الصباح إياكم والولائج، فان كل وليجة دوننا فهي طاغوت *** ج 2: 225

يا أبا الصباح، نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال *** ج 1: 405

يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله *** ج 114:2

يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله *** ج 1: 88، ج 2: 200

يا أبا لبيد، إن في حروف القرآن لعلماً جماً *** ج 2: 377

يا أبا لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر *** ج 2: 136

يا أبا محمد إن الله أوحى إلى الجبال أني مهرق سفينة نوح *** ج 2: 311

يا أبا محمد إن الله حكم عدل، إذا كان هو أفضل منها خيره *** ج 3: 155

ص: 354

يا أبا محمّد، إن هذا ليس به بأس ثم تلا (قل من حرم زينة الله...) *** ج 2: 143

يا أبا محمّد، إنّه لو كان لك على رجل حق، فدعوته إلى حكام أهل الجور *** ج 1: 414

يا أبا محمّد عليكم بالورع والإجتهاد، وأداء الأمانه *** ج 44:3

يا أبا محمّد لا يكون حصيداً إلا بالحديد *** ج 2: 322

يا أبا محمّد، لقد ذكركم الله في كتابه فقال (أولئك مع الذين *** ج 1: 417

يا أبا محمّد، يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً *** ج 3: 64

يا أبا محمّد، يسلط الله من المؤمنين على أبدانهم *** ج 3: 23

يا أبا اليقظان آية في كتاب الله أفسدت قلبي؟ *** ج 3: 138

يا ابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء وتقول *** ج 1: 420

يا أحمد قلت لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 112

(يا أرض ابلعي ماءك) حبشية *** ج 2: 310

يا أنس، اسكب لي وضوءاً، قال: فعمدت فسكبت للنبيّ وضوءاً *** ج 3: 13

يا أيها الناس، إن الله تبارك اسمه وعز جنده، لم يقبض نبياً قط *** ج 1: 341

يا أيها الناس، إني قد نبأني اللطيف *** ج 1: 76

يا أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين جوانحي علماً جماً *** ج 3: 38

يا أيها الناس، ما جاءكم عني يوافق القرآن *** ج 1: 82

يا أيوب إنه ما نبأ الله من نبي إلا بعد أن يأخذ عليه ثلاث خصال *** ج 2: 394

يا بني، عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما *** ج 3: 85

يا ثابت، إن الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين *** ج 2: 397

يا ثمالي، إن الشيطان ليأتي قرين الإمام *** ج 3: 56

يا جابر، أتدري ما سبيل الله؟ قلت: لا أعلم *** ج 1: 344

يا جابر، ألا أعلمك أفضل سورة *** ج 1: 101

يا جابر، إن للقرآن بطناً، وللبطن *** ج 1: 87،86

يا جابر أول أرض المغرب تخرب أرض الشام *** ج 1: 401

با جابر لو يعلم الجهال متى سُمي أمير المؤمنين على علیه السلام *** ج 2: 174

ص: 355

یا ،جابر، ما أعظم فرية أهل الشام *** ج 1: 155، ج 3: 150

يا حبيب، إن القرآن قد طرح منه أي كثيرة *** ج 1: 316

يا حسن (إن السمع والبصر ...) السمع وما وعى، والبصر وما رأى *** ج 52:3

يا حكم إن لهذا تأويلاً وتفسيراً، فقلت له: ففسره لنا *** ج 1: 306

يا حمران إنه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكتبة *** ج 2: 395

يا خيثمة، القرآن نزل أثلاثاً *** ج1: 85

يا رب ومن أخار الصنم؟ فقال الله: أنا يا موسى أخرته *** ج 2: 162

يا زرارة، إنما صمد لك ولأصحابك، وأما الآخرون فقد فرغ منهم *** ج 2: 137

يا زرارة، قول الله أصدق من قولك *** ج 2: 255

یا ،زیاد، ويحك وما الدين إلّا الحب *** ج 1: 297

يا سدير، سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء *** ج 134:3

يا سعد، (إن الله يأمر بالعدل) وهو محمّد صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 3: 19، 21

یا سعد، هم آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، لا يدخل الجنّة إلا من عرفهم وعرفوه *** ج 2: 148

یا سليمان الدخول في أعمالهم، والعون لهم، والسعي في حوائجهم *** ج 1: 392

يا ،سلمان من الفتى؟ قال: قلت له جعلت فداك الفتى عندنا الشاب *** ج 3: 89

یا ،سليمان من هؤلاء المستضعفين من هو أثخن رقبةً منك *** ج 1: 434

يا عبد الرحمن شيعتنا والله لا تتختم الذنوب والخطايا *** ج 2: 253

یا عبدالرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله (إنما أنت منذر ...) *** ج 2: 379

یا ،عبد السلام، أحذر الناس ونفسك *** ج 2: 425

يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلّا هذا الدين *** ج 2: 281

يا علاء، إن الله يقول: (ومن دونهما جنتان) *** ج 3: 155

يا على إن الله قد أخذ في الإمامة كما أخذ في النبوّة *** ج 3: 129، 139

يا علي، إنك والاوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة والنّار *** ج 2: 148

يا علي، هل نزل في شيءٌ منذ فارقت رسول الله ؟ *** ج 2: 214

یا ،عمر هل رأيت أحداً يسب الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك *** ج 2: 114

ص: 356

یا ،عمرو، إني مفارقكم ثم قال: سنة السبعين فيها بلاء *** ج 2: 397

يا فاطمة لك فدك *** ج 3: 46

يا فتى أردّ عليك فلانة وتطعمنا بدرهم خربز *** ج 3: 16

یا ،فضيل، بلّغ من لقيت من موالينا *** ج 1: 168

یا ،فلان، مالك ولأخيك؟ قال: جعلت فداك، كان لي عليه حق *** ج 2: 388

يا فلان متى جئت؟ فسكت فقال أبو عبد الله علیه السلام : جئت من هاهنا *** ج 2 326

يا محمّد، إذا سمعت الله ذكر أحداً *** ج 1: 89

یا محمّد اقرأ هذه الآية التى في الأنعام (قل لا أجد في ما اوحى...) *** ج 2: 126

يا محمّد إن الله اشترط على الناس شرطاً *** ج 1: 205،204

یا محمّد، سيكون في أمتك فتنة *** ج 1 : 75

یا محمّد قد والله قال ذلك، وكان على أشد من ضرب العُنق *** ج 3 : 97

يا محمّد، ما جاءك في رواية من برٍ *** ج 1: 83

يا مسمع، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم *** ج 1: 133

يا معاذ، الكبائر سبع، فينا أنزلت، ومنا استخفت *** ج 1: 391

يا معشر الأحداث اتقوا الله، ولا تأتوا الرؤساء *** ج 2: 225

يا معشر من يحبنا لا ينصرنا من الناس أحد *** ج 2 : 384

یا مفضل هاهنا صلب عمي زيد رحمه الله، ثم مضى حتّى أتى طاق الزياتين *** ج 2: 305

يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الأعظم؟ *** ج 3: 32

يا هذا، إن الله تبارك وتعالى أمر عباده بالطهارة، وقسمها على الجوارح *** ج 2 : 21

يا هذا أيهما أفضل النبيّ أو الوصي؟ فقال: لا بل النبيّ علیه السلام *** ج 2: 348

يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه النّاس؟ *** ج 2: 428

يا ويح هذه القدرية، إنما يقرءون هذه الآية (إلّا امرأته قدرناها ...) *** ج2: 154

يأتي على الناس زمان عضوض يعض كل امرئ على ما في يديه *** ج 1: 244

يأكل مما أمسك عليه، وإن أدركه وقتله، وإن وجد معه كلب غير معلّم *** ج 2: 10

يأكل من الصيد قلت: أليس قد أحل الله الميتة لمن اضطر إليها *** ج 3: 28

ص: 357

يأمن فيه كل خائف، ما لم يكن عليه حدّ *** ج 1: 326

یا یسار تدري ما صيام ثلاثة أيام، قال: قلت: جعلت فداك ما أدري *** ج 2: 131

يبعث الله قوماً من تحت العرش يوم القيامة *** ج 1: 281

يبعث أناس من قبورهم يوم القيامة تؤجج أفواههم ناراً *** ج 1: 374

يتصدق مكان كلّ يوم أفطر على مسكين *** ج 1 : 183

يجب الانصات للقرآن في الصلاة وفي غيرها *** ج 2: 179

يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلق *** ج 1: 398

(يجدونه) يعني اليهود والنصارى، صفة محمّد واسمه *** ج 2: 164

يجزيه شاة والبدنة والبقرة أفضل *** ج1: 196

يجلد نصف الحد قال قلت فانه عاد فقال : يضرب مثل ذلك *** ج 2: 239

يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، وعلىّ علیه السلام في قومه *** ج 3: 63

يحرّم عليه ما يُحرّم على المحرم في اليوم الذي واعدهم *** ج 1: 196

يحفظ الأطفال بأعمال آبائهم، كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبيها *** ج 3: 108

يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق *** ج 2: 189

يخرج خمس الغنيمة، ثم يقسم أربعة أخماس *** ج 2: 200

يخرج منها الخمس، ويقسم ما بقي فيمن قاتل عليه *** ج 2: 199

يخير وليه أن يقتل أيهما شاء، ويغرم الباقي نصف الدية *** ج 3: 50

يدخل بهن قلت: فإن لم يدخل بهن ما عليهن حد؟ *** ج 1 : 387

يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه *** ج 3: 41، 95

يرجع مغفوراً له، لا ذنب له *** ج 1: 210

يسأل السمع عما يسمع والبصر عما يطرف *** ج 52:3

يستنبئك يا محمّد أهل مكة عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام إمام هو ؟ *** ج 2: 279

يسجد حيث توجهت به فإن رسول الله كان يصلّى على ناقته *** ج 1: 152

اليسر علىّ، وفلان وفلان العسر *** ج 1: 187

يصدأ القلب، فإذا ذكّرته بآلاء الله انجلى عنه *** ج 3: 167

ص: 358

يصليهما ولو بعد أيام لأن الله *** ج 1: 155

يقول يصوم الأيام التي قال الله *** ج199:1

يصوم الثلاثة لا يفرق بينهما، ولا يجمع الثلاثة *** ج 1 : 200

يصوم الثلاثة والسبعة لا يفرق بينهما *** ج 1: 201

يصوم المتمتع قبل التروية بيوم *** ج 1: 201

يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر *** ج 1: 333

يُطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مدّ *** ج 2: 70

يُعتق مكانه رقبةٌ مؤمنةً، وذلك في قول الله (فإن كان من قوم *** ج 1: 429

يُعطى كل مسكين ،مداً، على قدر ما يقوت إنساناً *** ج 2: 70

يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألون *** ج 1: 188

يعنون أنه قد فرغ مما هو كائن، لعنوا بما قالوا *** 60:2

يعني إبراهيم وإسماعيل *** ج 1 : 207

يعني إخوة لأب وأم وإخوة لأب *** ج 1: 375

يعني إذا ما اعتدى في الوصية وزاد في الثلث *** ج 1: 182

يعني إسماعيل وإسحاق *** ج 2: 419

يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا *** ج 1: 342

يعني ألسنتكم *** ج 1: 419

يعنى الأئمة *** ج 2: 141، 142

يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم علیه السلام *** ج 1: 335

يعني أُمة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 177

يعني الأئمة من بعده، وهم ينذرون به النّاس *** ج 2: 93

يعني أمير المؤمنين علیه السلام *** ج 2: 275

يعني أن تأتى الأمور من وجهها أي الأموركان *** ج 1: 193

يعني انصب علياً للولاية *** ج 3: 172

يعني أنه على حق، يجزي بالاحسان إحساناً *** ج 2: 312

ص: 359

يعني أولياء البيت، يعني المشركين *** ج 2: 192

يعني الإيمان لا يقبلونه إلا والسيف على رؤوسهم *** ج 1: 151

يعني بارض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة، ليس عليها جبال *** ج 2: 421

يعني بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية الخرجوا *** ج 2: 233

يعني بذلك أموالهن التي في أيديهن مما ملكن *** ج 1: 365

يعني بذلك نحن والله المستعان *** ج 1: 172

يعني بذلك وجوبها على المؤمنين، وليس لها وقت *** ج 1 : 441

يعني بذلك ولا تتخذوا إمامين، إنما هو إمام واحد *** ج 3: 13

يعني بولاية علي علیه السلام (وهو في الآخرة من الخاسرين) *** ج 2: 15

يعني بيت مكرهم *** ج 3: 8

يعني تأويل القرآن كله، إلّا الله والراسخون في العلم *** ج 1: 293

يعني الدين فيه الإيمان *** ج 1: 297

يعني الذكر والأنثى *** ج 2: 380

يعني الرجل يحلف أن لا يكلم أخاه *** ج 1: 226

يعني رجلاً واحداً، يعني الإمام عليه السلام *** ج 2 : 78

يعني الرزق، إذا أحل الرجل من إحرامه *** ج 1 : 206

يعني سكر النوم *** ج 1: 398

يعني الشهداء *** ج 2: 390

يعني عدّة كعدة بدر *** ج 2 : 301

يعني العزيز *** ج 2: 348

يعني علياً للولاية *** ج 3: 172

یعنى فلاناً وصاحبه ومن تبعهم *** ج 1: 131

يعني في الميثاق *** ج 2: 264

يعني كتاباً مفروضاً، وليس يعني وقتاً وقّتها *** ج 1: 439

يعني لا تأكلا منها *** ج 1: 121

ص: 360

يعني لا يحل لها أن تكتم الحمل إذا طلقت وهي حبلى *** ج 1: 230

يعني لا ينظر إليهم بخير لمن لا يرحمهم *** ج 1: 315

یعنی ليستكملوا الكفر يوم القيامة *** ج 3: 7

يعنى النبي صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة من بعده هم الأصل الثابت *** ج 2: 405

يعني نكاحهن إذا أتين بفاحشة *** ج 1: 388

يعني هذه الأرض الطيبة تجاورها هذه المالحة *** ج 2: 378

يعني ولقد ذكرنا عليّاً في القرآن *** ج 3: 53

يعني اليتامي، يقول: إذا كان الرجل يلي يتامى *** ج 1: 220

يغرمها وصيه، ويجعلها في حجّة *** ج 1: 181

يقرأ قراءة وسطاً، يقول الله تبارك وتعالى ( ولا تحهر بصلاتك...) *** ج 3: 83

يقضي بما عنده دينه ولا يأكلوا أموال الناس *** ج 1: 192

يقضي بما كان عنده دينه ويقبل الصدقة *** ج 1: 389

يقول خيرا *** ج 1: 239

يقول الرجل للمرأة وهي في عدتها يا هذه *** ج 1 : 240

يقول الزم الأرض لا تحركن يدك ولا رجلك *** ج 1: 162

يقوّم ثمن الهدي طعاماً ، ثم يصوم لكل مدّ يوماً *** ج2: 80

يقوم النّاس يوم القيامة مقدار أربعين عاماً *** ج 3: 78

يكبّر ويهلل، يقول: الله أكبر *** ج 1 : 247

يكبّر ويومئ إيماءً برأسه *** ج 1: 247

يكفّر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره *** ج 2: 53

يكون أن لا يبق أحد إلا أقر بمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم *** ج 2: 230

يكون دونهم، فيلحقهم الله بهم *** ج 3: 154

يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب *** ج 2: 193

يكون له ما يحج به، قالت: أرأيت إن عُرض عليه مال يحج به *** ج 1: 332

يكون لهم التمر واللبن، ويكون لك *** ج 1: 221

ص: 361

يكونوا كما قال الله: (فلولا نفر من كل فرقة ...) *** ج 2: 269

يمتعها قبل أن يطلقها قال الله في كتابه (ومتعوهن على الموسع قدره *** ج 1: 241

ينادي مناد يوم القيامة، يُسمع الخلائق ألا لا يدخل الجنة إلا مسلم *** ج 2: 425

ينبغي للذي له الحق أن لا يعسر أخاه *** ج 1: 177

ينبغي لولد الزنا أن لا تجوز له شهادة *** ج 2: 309

ينزعها إذا شاء بغير طلاق *** ج 3: 18

ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيّها هو *** ج 1: 214

ينزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا، فيكتبون ما يكون *** ج 2: 394

ينظر إلى الذي عليه بجزاء ما قتل، فاما أن يهديه وإما أن يقوّم *** ج 2: 80

ينيله من الربح شيئاً، إن الله يقول: ( ولا تنسوا الفضل بينكم) *** ج 1 : 244

يهدي إلى الإمام *** ج 3: 39

يهدي إلى الولاية *** ج 3: 39

يوقف، فإن عزم الطلاق اعتدت امرأته *** ج 1 : 227

يوقف، فإن عزم الطلاق بانت منه *** ج 1: 227

يوقنون أنهم مبعوثون والظن منهم يقين *** ج 134:1

يوم التناد يوم ينادي أهل النار أهل الجنّة *** ج 2 : 150

يوم الحج الأكبر: يوم النحر *** ج 2: 217، 218

يوم يقوم القائم علیه السلام يئس بنو أمية، فهم الذين كفروا *** ج 2 : 9

يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زُريق *** ج 2 : 430

يؤتى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم يوم القيامة من كلّ أمةٍ بشهيد *** ج 1 : 397

يُؤدى إلى أهله لأن الله تعالى يقول: (إن الذين يأكلون *** ج 1: 364

يؤدى خمسنا ويطيب له *** ج 2: 202

يؤدي الرجل عن نفسه وعياله *** ج 1: 132

يؤدي من مال الصدقة، إن الله يقول في كتابه (وفى الرقاب) *** ج 2: 239

ص: 362

3 - فهرس المعصومين الأربعة عشر علیهم الاسلام

ص: 363

ص: 364

ص: 365

ص: 366

ص: 367

ص: 368

ص: 369

4 - فهرس الرواة والأعلام

ص: 370

101- 104، 106، 107، 132، 133، 194، 197، 227، 266، 312- 316، 329، 330، 332، 336، 345، 354، 357- 359، 363- 367، 414- 419، 429، 431 - 434، ج3: 74، 75، 77، 79، 145، 146، 170

إبراهيم (راوي) ج 1: 185 ، ج 2: 309 ج 3: 37

أبو إبراهيم ج 1: 373

إبراهيم بن أبي البلاد ج 1 394، ج2: 266، 365

إبراهيم بن عبد الحمید ج 1: 131 ، 203، 368، 442، ج2: 44، 69، 149، 179، 386

إبراهيم بن عطية ج 3: 167

إبراهيم بن أبي العلاء ج 2: 310

إبراهيم بن عليّ ج 1: 328، ج 3: 132

إبراهيم بن عمر ج 1: 88، 437 ، ج 2: 274، 403،326، ج 3: 82،12

إبراهيم بن عمر اليماني ج 2: 192

إبراهيم بن عنبسة ج 1: 218

إبراهيم بن الفضيل ج 1: 153

إبراهيم الكرخي ج 2 326، 328، ج 3: 152

إبراهيم بن محمّد ج 1: 263، ج 2: 201

إبراهيم بن مهزم ج 1: 424

إبراهيم بن ميمون ج 1: 378

إبراهيم النخعي ج 1: 275

إبراهيم بن أبي يحيى ج 1: 201، ج 2: 398

الأبرش الكلبي ج 2: 421

الابقع ج 1: 162 ، 401

أبي بن خلف ج 3: 56

أحمد ج 3: 168

أحمد بن بشر ج 3: 158

أحمد بن الحسن ج 3: 134

أحمد بن خالد ج 2: 67

أحمد بن عبدالله العلوي ج 3: 18

أحمد بن عبدوس الخلنجي ج 3: 172

أحمد بن الفضل الخاقاني ج 2: 39

أحمد بن محمّد ج 1: 156، 229، 249، 300، 348، 372، 446، ج2: 82، 112، 121، 130، 145، 150، أحمد بن محمّد البرقي ج 3: 166

أحمد بن محمّّد بن الحسين بن سعيد ج 3: 171

أحمد بن محمّد بن عیسی ج 2: 322، ج 3: 135، 140

ص: 371

372

... التفسير - العياشي ج 3

أحمد بن محمّد بن أبي نصر ج 1: 386.، ج2: 5، 235، 254، 416، 430، ج3: 109

أحمد بن محم،د بن أبي نصر البزنطي ج 1: 137

الأحول ج 1: 374، ج 3: 166

أخنوخ (إدريس علیه السلام ) ج 2: 32

إدريس القمي ج 3: 94

إدريس (مولى عبدالله بن جعفر) ج 1: 419

ابن أذينة ج 2: 9، 218

إرميا علیه السلام ج 1: 262

أسامة بن حفص ج 1: 241

أبو أسامة زيد الشحّام ج 1 : 332 ، 369 ، ج2: 83، 183، 188، 304 ، ج3: 176

ابن أسباط ج 3: 108

أسباط الزُّطي ج 1: 153

أسباط بن سالم ج 1: 388، 389، ج 2: 835، ج3: 82

إسحاق (راوي) ج 2: 169 ، 201

أبو إسحاق ج2: 135،133، 277، ج2: 239، 373، 387، ج3: 39

إسحاق بن إبراهيم ج 2: 313، 314، 336، 345، 355، 359، 363، 365، 366، 419، 434، ج3:28، 145- 148

أبو إسحاق السبيعي ج 1: 211

إسحاق بن عبد الله ج 1: 389، ج 2: 56

إسحاق بن عبدالعزيز ج 2: 169، 278

إسحاق بن عمّار ج 1: 131، 135، 136، 168، 170، 234، 243، 249، 274، 280، 336، 370، 383، ج2: 68، 71، 170، 201، 202، 428، ج3:26، 47- 49، 54، 99، 100، 104، 106

إسحاق بن عمر ج 2: 131

إسحاق بن غالب ج 2: 234

إسحاق بن محمّد ج 3: 133

إسحاق بن محمّد البصري ج 3: 131، 166

إسحاق المدايني ج 2: 42 ، 403،43

إسحاق بن نجيح ج 3: 163

أبو إسحاق النحوي ج 1: 421

إسحاق بن أبي هلال ج 1: 314

أبو إسحاق الهمداني ج 2: 266

إسحاق بن يسارج 2: 371

أبو الأسد ج 1: 191

أسد بن سعيد النخعي ج 3: 150

345336 355 359 363

إسرافيل علیه السلام ج 2: 203، 291، 292،

ص: 372

314، 316، 390، ج 3: 32

إسرائيل ( يعقوب علیه السلام ) ج 1: 322، 455

أسلم (غلام العباس بن ربيعة) ج 2: 222

إسماعيل (راوي) ج 1: 296

إسماعيل بن أبان ج 1: 101

إسماعيل بن إبراهيم الخليل علیهما السلام ج 1: 156، 158، 207، 326، ج 2: 313، 345 ، 414، 415 419، 431 ، 433، ج3: 28، 145، 146، 147

إسماعيل بن جابر ج 2: 359

إسماعيل بن جابر الجعفي ج 1: 301، 306، ج2: 26، 75، 304، 376

إسماعيل بن جعفر الصادق علیه السلام ج 1: 406، ج2: 327

إسماعيل الجعفي ج 1: 301، 306، ج 2: 26، 75، 304، 376

إسماعيل الحريري ج 3: 19

إسماعيل بن أبي زياد ج 3: 6،5

إسماعيل بن أبي زياد السكوني ج 1: 83

إسماعيل بن أبي زياد الكوفي ج 3: 104

إسماعيل السّدّي ج 2: 190

إسماعيل بن عباد ج 3: 171

إسماعيل بن عبد الخالق ج 1: 429

إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ج 1: 304

إسماعيل بن عبدالعزيز ج 2: 162

إسماعيل بن كثير ج 1: 393

إسماعيل بن مهران ج 1: 102

سماعيل بن همّام ج 1: 337، ج 2: 355 ، ج3: 66

إسماعيل بن همّام الكوفي ج 2: 430

الأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري ج 2 : 440

الأسود بن المطلّب بن أسد ج 2: 440

الأشعث بن حاتم ج 2: 113، ج 3: 143

الأشعث بن قيس ج 2: 99

الأشعث الكندي ج 1: 443

الأصبغ ج 3: 109

الأصبغ بن نباتة ج 1: 84، 90، 256، 259، 341، 358 363، ج 2: 98، 166، 168، 175، 279، 412، ج 3: 43، 112، 114، 123، 131

الأصهب ج 1: 162 ، 401

الأعمش ج 2: 308

أبو الأغرّ التميمي ج 2: 221، 223

أفسحر = الخضر علیه السلام

إمام بن ربعي ج 3: 124

أنس بن مالك ج 2: 61 ، ج 3: 13

امّ ايمن ج 2: 390، ج 3: 45

أيّوب ج 1: 226، 301

أيّوب علیه السلام ج 2: 89، ج 3: 23

ص: 373

ص: 374

ص: 375

ص: 376

جعفر بن محمّد (راوي) ج 3: 168

جعفر بن محمّد بن حكيم ج 3: 151

جعفر بن محمد الخزاعي ج 2: 9، 146 ، ج3: 61، 161

جعفر بن محمّد بن مسعود ج 1: 74، ج 3: ،150 ،148 ،135 - 132 ،130، 172 ،160 ،157 ،153 ،152

جعفر بن مروان ج 2: 111

أبو جعفر المنصور ج 1: 266، 323

جعفر بن واقد ج 3: 151

جميل ج 1: 222، 237، ج 2: 12 ،45 ،ج 3: 47

جميل بن درّاج ج 1 : 119، 120 ، 182، 219، 236، 294، 364، ج2: 41، 138، 395، 420، ج3: 16، 45، 96، 122

أبو جميلة ج 1: 76، 158، 374، ج 2: 12، 14، 53، 57، 58، 118، 337، 393، 429، ج3: 132، 154، 175

أبو جنادة الحصين بن المُخارق ج 1: 415

جندل بن والق التغلبي ج 3: 144

أبو جهل ج 2: 207، ج 3: 55، 96، 97

«ح»

الحارث (إيليس) ج 3: 148

الحارث (راوي) ج 2: 262 ، 420

الحارث الأعور ج 1: 443،75

الحارث البصري ج 1: 184

حارث بن حبیب ج 3: 112

الحارث بن حنظلة ج 2: 440

الحارث بن المغيرة ج 1: 454، ج 2: 163، 164، ج 3: 133، 157

الحاكم الحسكاني ج 3 138، 144، 153، 161، 163، 165، 168، 170، 172

حبابة الوالبية ج 1: 322

حبترج 2 : 430

الحبشي ج 2: 64

حبيب (صاحب يس) ج 3: 142

حبيب السجستاني ج 1 ،315، 316، ج 2 : 28، 32

امّ الحجّاج ج 3: 61،59

الحجاج بن يوسف ج 2: 106،97، ج 3 393، 29، ج 3: 61،59

الحجّال ج 1: 133

حُجر ج 1: 261، ج 2: 103

أبو حذيفة ج 2: 205

حذيفة ج 1: 194، 448، ج 2: 230

حُذيفة بن اليمان (أبو عبد الله ) ج 2: 245

ص: 377

أبو حرب بن أبي الأسود ج 2: 106

حریز ج 1: 119، 139، 151، 154، 197، 201، 252، 302، 310، 388، 436، ج2: 10، 24، 27، 77، 78، 81، 125، 11، 213، 324، 325، 380، 404، ج3: 42، 57، 104، 105، 159

حریز بن عبد الله ج 2: 419

حسان العامري ج 2: 438

أبو حسان العجلي ج 1: 390

حسان بن أبي علي ج 3: 173

الحسن ج 2 : 338، ج 3: 52، 54

ابن الحسن ج 2: 24

الحسن بن أحمد ج 2: 227

الحسن بن أسباط ج 2: 370

الحسن البصري ج 2: 64، 220

الحسن بياع الهروي ج 1: 193

الحسن بن الجهم ج 1: 83، 252، 253، ج 2: 232

الحسن بن الحسين ج 3: 18

الحسن بن خالد ج 2 378

الحسن بن خرزاد القمي ج 1: 100 ، 103، ج 3: 168

الحسن بن راشد ج 1: 130، ج 2: 240

الحسن بن زیاد ج 1: 233 ، 248

الحسن بن زياد الصيقل ج 3: 8

الحسن بن زياد العطار ج 1: 420

الحسن بن زید ج 1: 389، ج 2: 22، 56

الحسن بن سعيد اللخمي ج 3: 105

الحسن بن سعيد المكفوف ج 2: 382

الحسن بن صالح ج 2: 310، ج 3: 87

الحسن بن ظريف ج 2: 404

الحسن بن عطيّة ج 2: 428

الحسن بن عليّ (راوي) ج 1 : 225، ج 2: 119، 307، 315

الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس ج 2: 110

الحسن بن عليّ بن الحسين الأفطس ج 2: 386

الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ج 3: 87

الحسن بن عليّ بن أبي حمزة البطائني ج 1: 99

الحسن بن عليّ بن أبي حمزة الثمالي ج 3: 31

الحسن بن عليّ بن فضّال ج 1: 138، ج 2: 227

أبو الحسن عليّ بن محمد بن ميثم ج 1: 334

الحسن بن عليّ بن النعمان ج 1: 323 ج 2 : 178

الحسن بن عليّ الوشاء ج 1: 340، 420،

ص: 378

ج 2: 8، 352،312،49، 355، 356

الحسن بن محبوب ج 1: 109 ، 328 ، 395، ج2: 389، ج3: 132، 149، 152

الحسن بن محمّد ج 2: 241، ج 2: 316

الحسن بن محمّد الجمال ج 1: 105

الحسن بن محمّد الصيرفي ج 3: 168

الحسن بن المنذر ج 2: 13

الحسن بن موسى (راوي) ج 2 : 237 ،348، 387

الحسن بن موسی الخشاب ج 1: 78

الحسن بن هارون ج 3: 52

الحسين ( راوي) ج 2: 75، 208، 218 ، 301، 355، ج2: 126، ج3: 154،

حسين بن أحمد ج 1: 306

الحسين بن إشكيب (أبو عبدالله ) ج 3: 132، 134، 141، 150، 168

الحسين بن بشار ج 1: 211

الحسين بن الحكم الواسطي ج 2: 154

الحسين بن حمزة ج 3: 29

الحسين بن سعید ج 2: 109 ، 129، ج 3:

الحسين بن خالد ج 1: 333، ج 2: 99، ج3: 159

الحسين بن خرّزاد ج 2: 264

الحسين بن زید ج 1: 297، 380، ج 2: 400، ج3: 18

الحسین بن سعید ج2: 109، 129، ج3: 54، 132، 135، 141، 154

حسین بن صالح ج 2: 207

الحسين بن أبي طلحة ج 1: 401

الحسين بن عثمان ج 2 : 388

الحسين بن أبي العلاء ج 1: 342، ج 2: 27، 356، 377، ج 3: 31

الحسين بن علوان ج 2: 231، ج 3: 131

الحسين بن علي ج 2: 154

الحسين بن عليّ بن الحسن (صاحب فخ) ج1: 441

الحسين بن عليّ بن يقطين ج 2: 319

الحسين بن المختار ج 2: 180 ، 267

الحسين بن مسلم ج 1: 394

الحسين بن المنذرج 1: 342، ج 2: 97

الحسين بن مهران ج 2: 141، 142

حسين بن هارون ج 2: 414

حسين بن ابي يعفور ج 3: 171

حصين ج 2: 91

ابن حصین ج 2: 338

حفص الأعور ج 1: 333

حفص بن البختري ج 1: 200، 240، 302، 425، ج 3: 33، 36، 98

حفص بن سالم ج 3: 27

حفص بن غياث ج 1: 140، ج 2: 53 ،

ص: 379

ص: 380

أبو حمزة الثمالي ج 1: 100، 168، 187، 211، 214، 220، 278، 281، 299، 213، 314، 356، 357، 360، 381، 406، 424، 456، ج2: 15، 32، 57، 71، 98، 106، 108، 113، 149، 151، 106، 108، 113، 149، 151، 160، 164، 184، 185، 275، 268، 282، 294، 312، 319، 325، 332- 335، 337، 338، 340، 341، 349، 351، 354، 391، 396- 398، ج3: 7، 36، 56، 82، 84، 90، 93، 98، 110، 122، 143

حمزة بن حمران ج 1: 458، ج 3: 91، 92

حمزة الزيات ج 2: 413

حمزة بن الطيّار ج 2: 189

حمزة بن عبد المطلب ج 2: 73، 74، 188، 191، 226، 254، 260، 261، ج3: 29

حمزة بن محمّد الطيّار ج 3: 11

حنان ج 2: 192

حنان بن سدير ج 1: 88، 159 ، 281 ، 299، 321، 341، ج2: 37، 62، 219، 248، 360، 379، 415، ج3: 134، 168

حَنَش ج2: 215

ابن حنظلة ج2: 12

أبو حنيفة ج 1: 81، 99، 267 ، 268، ج 2: 15 ، ج 3: 137، 159، 173

حواء ج 1: 121، 123، 124، 125،126، 127، 128، 361، 362، 363، ج3: 29، 36، 177، 419

حورة بنت شيث بن آدم ج 2: 37

حيي بن أخطب ج 1 : 109،108

«خ»

خالد ج 2: 97

أبو خالد ج 3: 149

خالد بن جرير ج 2: 406

خالد الجوان ج 3: 131

خالد القطواني ج 3: 130

أبو خالد القمّاط ج 1: 301، ج 2: 72

أبو خالد الكابلي ج 1 356 405، ج 2: 93، 157

خالد بن المختار ج 1: 103

خالد بن نجيح ج 2: 390، ج 3: 41، 95

أبو خالد الواسطي ج 2: 231

خالد بن الوليد ج 2: 205 299

خالد بن يزيد ج 2: 56، 66 219

ابن خِداش ج 2: 328

خديجة علیها السلام ج 1 : 418، ج2: 191، 440

ص: 381

ج 3: 35

أبو خديجة ج 1: 223، 392، 432،ج2: 332، ج3: 170

ابن خُرّزاد ج 1: 307، ج 1: 385

خرقاسيل (ابن أخنوخ) ج 2: 32

الخزّاز ج 2: 301

الخضر علیه السلام ج 1: 115، ج 3: 98، 99، 103، 104، 111، 120، 121، ج3: 100، 102، 105، أبو الخطّاب ج 2: 259، ج 3: 151

الخطّاب الأعور ج 2: 378

خطّاب بن مسلمة ج 3: 9

خلف بن حمّاد ج 2: 177

الخليل بن عمرو ج 3: 167

خوّات بن جُبير ج 1: 189

خيثمة ج 1 ،85، ج 2: 119، 254، ج 3: 150

خيثمة الجعفي ج 2: 136، ج 3: 73

خيثمة بن أبي خيثمة ج 2: 143

أبو الخير ج 3: 161

«د»

داود علیه السلام ج1: 254، 255، 309، ج2: 67، 344، 399، 400، ج3: 110، 137

داود (راوي) ج 2: 383

أبو داود ج 1: 134

داود بن الحصۀين ج 1: 236، ج 2: 253

داود الرقي ج 1: 340، ج2: 27، 54، 124

داود بن سرحان ج 1: 119 ، 339، ج 2: 213،79

داود بن فرقد ج 1 : 77، 89، 97، 104، 297.106، 406، ج 2: 100، 116، 137، 162، 185، 262

الدجّال ج 2: 128

أبو دجانة الأنصاري ج 2: 165

دحية الكلبي ج 2: 209

درست ج 3: 88، 89

ابن أبي دؤاد ج 2 : 47.46040

«ذ»

أبو ذر الغفاري ج 1: 77، 258، 315 ، 341، ج 2: 25، 5، 154، ج 3: 21 ، 138

ذُريح ج 2: 412

ذمیال ج 2: 333

ذو الرياستين ج 2: 113، 114

ذو القرنين ج 2: 103، ج 3: 99، 109 - 122

ص: 382

ص: 383

ص: 384

سالم التمّارج 2: 54

سالم بن أبي حفصة ج 1: 278، ج 2: 353

سالم بن أبي مريم ج 1: 350

سالم بن مكرّم الجمّال ج 1: 132

سالم (مولى أبي حذيفة) ج 2: 205

سالمة (مولاة لأبي عبدالله علیه السلام) ج 2: 386

سام ج 2: 32

سام بن نوح ج 1 : 308

السامري ج 1: 144، ج 2: 162، 164، ج3: 130

أبو سخيلة ج 1 : 77

السُّدُي ج 2: 438

سدير ج 1 2 83، ج 2: 113، 126، 200، 299، ج3: 134

ابن أبي سرح ج 2: 109

ابن سرحان ج 2: 217

السّري (راوي) ج 2: 419

سعد ج 1: 189، 192، ج 2: 127، ج 3: 19

سعد الإسكاف ج 1 : 107 ، 212 ، 303 ، 346، ج3: 21، 134، 171

سعد بن خيثمة الأنصاري ج 2: 263

سعد بن طريف ج 2: 148، ج 3: 93

سعد بن عُبادة ج 2: 236

سعد بن عثمان ج 1: 343

سعد بن عمر ج 2: 420

سعدان ج 1: 284، ج 2: 231

سعدان بن مسلم ج 1: 108

سعید ج 1: 188

أبو سعيد ج 1: 181

سعيد بن أبي الأصبغ ج 2: 111

سعيد الأعرج ج 1: 202، ج 3: 72

سعيد بن جبير ج 1: 296

سعيد الحداد ج 3: 163

سعيد بن الحسين الكندي ج 1: 89

أبو سعيد الخُدري ج 2: 229، ج 3: 35

سعيد بن المسيب ج 1 : 418 ، ج 2: 330 ، ج 3: 72

سراقة بن جعشم الكناني ج 1 : 197

سعيد بن مُنخّل ج 1: 193

أبو سعيد المؤدِّب ج 1: 405

سعيد النقّاش ج 1: 187

سعيد بن يزيد ج 2: 153

سعيد بن يسار ج 1: 365، 366، ج 3: 14

سعيدة ج 1: 250

أبو السفاتج ج 2: 275، 277، ج 3: 8

السفّاح = عليّ علیه السلام ج 3: 93

سفيان ج 2: 348

أبو سفيان بن حرب ج 1: 343، 351،

ص: 385

449، ج2: 191، 203، 236، 296، ج3: 34

سفيان الثوري ج 3: 148

السفياني ج 1: 162، 163، 165، 401 ، 402، ج 2: 195، 197

السكوني ج 1: 93، 180، 314، 392، ج 2: 45، 50، 129، 257، 279، 321، ج3: 54، 85

سلّام ج 1: 159، 222، ج 2: 110، 268 ، ج 3: 83

سلّام الجعفي ج 3: 58

سلام الحنّاط ج 3: 35

سلام بن المستنير ج 1: 121، 210، 272، 318، ج 2: 375، ج 3: 91.49

أبو سلامة ج 2: 430

سلمان الفارسي ج 1: 77، 172، 315 ، 341، ج2: 25، 58، 148، 165، 205، 206، 308، ج3: 21، 39، 130، 169

سلمة ج 2: 54

أبو سلمة ج 1 : 156

اُمّ سلمة ج 1 : 408

أمِّ سَلَمَة (أمّ محمّد بن المهاجر) ج 2: 249

سلمة بن كهيل ج 1: 92

سلمة بن محرز ج 1: 101

سليم بن قيس الهلالي ج 1: 91، ج 1: 412، ج3: 60

سلیمان علیه السلام ج 1: 324، ج 3: 103، 110، 133، 137

سليمان (راوي) ج 2: 157، 348، ج 3: 84،64

سليمان الاعمش ج 1: 95

سليمان بن جعفر النّهدي ج 3: 89

سليمان الجعفري ج 1 : 102 ، 135 ، 392

سليمان بن خالد ج 1: 276، 417، 423، 434، 435، ج 2: 35 - 48 ، 53، 86، 118، 210، ج 3: 60

سلیمان بن داود علیهما السلام ج 1: 145، 157، 167، 439، 440، ج2: 103

سليمان بن عبد الله ج 2: 382

سلمان بن عبدالله الطلحي ج 2: 366

سليمان الفراء ج 1 : 133 ، 446

سليمان اللبّان ج 2: 176

سلمان بن هارون ج 2: 55، ج 2: 108

سماعة ج 1 : 82، 180، 183، 189، 190، 192، 219، 243، 245، 349، 353، 371، 372، 389، 418، 430، 431، ج2: 37، 42، 45، 77، 121، 122، 20، 231، 234، 237، 343، 34، 387،

ص: 386

413، 428 438، ج 3: 13، 23، 172

سماعة بن مهران ج 1: 131 ، 167، 178، 231، 294، 364، 365، 430 ج2: 11، 41، 49، 69، 184، 327، ج3: 28، 78، 83، 126

أبو سمينة ج 1: 166

ابن سنان ج 1: 185، 281، 282، 326 ، 336، 352، 427، 431، 445، 454، ج2: 4، 13، 28، 52، 70، 76، 78، 108، 116، 117، 183، 184، 199، 210، 263، 299، 342، 398، ج3: 12، 48، 56

سورة ج 1: 237

سورة بن كليب ج 2: 42 437

سويد بن غفلة ج 2: 409

أبو سيّار ج 1: 206

سیرین ج 3: 10

ابن سیرین ج 2: 391

سيف ج 1: 303

سيف بن عميرة ج 1: 424، ج 3: 15

«ش»

ابن شبرمة ج 1: 427

شریف ج 2: 130، ج 3: 138

الشَّعبي ج 2: 220

شعیب علیه السلام ج 1 : 157 ، ج 2: 156

شعيب (راوي) ج 2 394

ابن شعیب ج 2: 375

شعيب العقرقوفي ج 1: 451، ج 2: 345

شمعون الصفا ج 3: 142، 143

شهاب بن عبد ربّه ج 1: 277، ج 3: 173

شيبة (صاحب مفتاح الكعبة ) ج 2: 226

شيبة بن ربيعة ج 3: 55

شبيبة بن وهب الجُمحي ج 2: 3

شيث بن آدم علیه السلام ج 1: 216، ج 2: 29 ، 36، 37

«ص»

صاحب الصور ج 3: 119، 120

أبو صادق ج 3: 138

صالح ج 1: 322

صالح علیه السلام ج 2: 151، 153، 312

أبو صالح ج 1: 397، ج 2: 39، 90،62

صالح بن الحكم ج 3: 80

أبو صالح الحنفي ج 1 : 383

صالح بن سعد ج 2: 319

صالح بن سليم ج 2: 251

صالح بن سهل ج 2: 110، 172، ج 3 : 37، 133

ص: 387

صالح بن سهل الهمداني ج 1: 269

صالح بن فرج ج 3: 169

صالح بن ميثم ج 1: 320

صالح بن ميثم (أبو عبدالله ) ج 3: 9

أبو الصباح ج 1 : 95 ، 154، 207، 226 ، 237، 240، 274 ، 283، 435، ج 2: 74، 215 ، ج 54:3

صبّاح بن سيابة ج 1: 186 ، ج 2: 239 ، 264، 274

أبو الصباح الكناني ج 1: 313، 405، 430، ج 2: 78، 225، ج 3: 139

صدقة بن حسان ج 3: 134

الصدوق (ابن بابويه) ج 3 : 132، 134، 135، 141، 148، 150، 152، 157، 160، 167، 168

صفوان :ج 1 : 228، 336، 345، ج 2: 19، 112، 117، 268، ج 3: 78

صفوان بن مهران الجمّال ج 1: 100 ، 135، 346، ج2: 58، 124، 154، 242، 385، 407، 434، ج3: 61، 108

صفوان بن يحيى ج 1: 224، 420

أبو الصّهباء البكري ج 2: 61، 165، 177

«ض»

الضحاك بن قيس الشيباني) ج 3: 26

ضريس بن عبدالملك ج 1: 337

«ط»

طارق ج 1: 175

أبو طالب القمّي ج 2: 126، ج 3 : 4

أبو طالب رضي الله عنه ج 1 : 418 ، ج 3: 78

طالوت ج 1: 251، 254، 255

أبو طاهر العلوي ج 1: 263

ابن طاؤس ج 3: 172

الطبرسي ج 3: 142، 146، 160

طربال ج 2: 342

أبو الطفيل ج 1: 149، 359، ج2: 220، 304، ج3: 40، 46، 58، 110، 124

طلحة (بن عبيد الله) ج 1: 448، ج 2: 147، 219 - 221

طلحة بن زيد ج 2: 132، ج 2: 169

الطيّار ج 1: 120، ج 2: 148

ابن الطيّار ج 2: 200 ، 261

«ع»

عائشة (بنت أبي بكر ) ج 2 : 220، 391، ج3: 22، 160

العاص بن وائل السهمي ج 2: 439

عاصم بن حميد ج 1: 170

ص: 388

عاصم الكوزي ج 3: 93

عاصم المصري ج 2: 154

العالم = الخضر علیه السلام

عامر بن أبي الأحوص ج 1: 426

عامر بن جذاعة ج 3: 47

عامر بن سعید ج 1: 312

عامر بن سعيد الجهني ج 1: 414

عامر بن السِّمط ج 1: 218

عامر بن كثير ج 3 : 20

عامر بن كثير السّرّاج ج 1: 441

عامر بن واثلة (أبو الطفيل) ج 3: 67

عبّاد ج 2: 310 ابن عباد ج 1: 249

عباد البصري ج 1 : 199

عباد بن صہیب ج 1: 388

عباد المكي ج 3: 148

العباس ج 3: 83

ابو العباس = ذو الرياستين

أبو العباس ج 1: 118 ، 375، 381 ، 387، 403، 454، ج2: 53، 213، 225، 305، 384، ج3: 49، 50، 70، 175

العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ج 2: 221 - 224

العباس بن عامر ج 3: 133، 151

العباس بن عبدالمطلب ج 2: 98 ، 136 ، 137، 206- 208، 225، 226، 304، 378، ج3: 139

العباس بن عليّ بن أبي طالب ج 409:1

العباس بن هلال ج 1: 227 ، 252، 392، ج2 : 107 144، 247، 342، ج 3: 24 ، 148

عباس بن یزید ج 2: 372

عباية ج 3: 158

عباية الأسدي ج 1: 320

عبد الأعلى :ج 1: 209، 208، ج 2: 178، 267 ، 270 ، ج 3: 65، 132، 141

عبد الأعلى الحلبي ج 2: 193، 301

عبد الأعلى (مولی آل سام) ج 1: 371 ، ج 2: 23، ج 3: 163

أبو عبد الله ج 2: 157

أبو عبدالله (أخو أبي عليّ الكابلي) ج 3 : 166

أبو عبدالله (مولى بني هاشم) ج 1: 77

ابن عبد الله بن أبيّ ج 2: 248

عبدالله بن أسباط ج 1: 368

عبدالله بن بدیل بن ورقاء الخزاعي ج 2: 252

عبدالله بن بشير ج 2: 87

عبدالله بن بكير ج 1: 84، 173 ، ج 2: 80،

ص: 389

93، ج 3: 162

عبدالله بن جعفر ج 1: 419، ج 2: 171، 223

عبدالله بن أبي جعفر ج 2: 118، ج 2: 429

عبدالله بن جعفر الصادق ج 1: 435

عبدالله بن جندب ج 1: 417، 422، ج 2: 74

عبدالله بن الحسن علیه السلام ج 1: 199، ج 2: 55 ، 108، 108

عبدالله بن الحسن أبو محمّد ج 2: 385 ، 386

عبدالله الحلبي ج 1: 136، 190، ج 2: 131، 150

عبدالله بن حمّاد الانصاري ج 1: 442 ، ج 3: 166

عبدالله بن خالد ج 3: 105

عبدالله بن خليفة أبي العريف المكراني ج 2: 22

عبدالله بن رواحة ج 1: 274

عبدالله بن أبي سرح ج 1: 450

عبدالله بن سلام ج 2: 57

عبدالله بن سلام بن عمران ج 401:2

عبدالله بن سليمان ج 1: 457، ج 2: 20 ، 271، 338، ج3: 92

عبدالله بن سنان ج 1: 84، 104، 140، 235، 238، 239، 242، 245، 257، 273، 291، 325، 326، 327، 336، 368، 384، 387، 442، ج2: 4، 68، 75، 80، 109، 119، 209، 300، 315، 329، 422، ج3: 17، 51، 83، 104، 146، 149، 169، 172

عبدالله بن صالح الخثعمي ج 1: 170

عبدالله بن طلحة ج 1: 133، 168

عبدالله بن عامر ج 1: 351، 449

عبدالله بن عباس رحمه الله ج 1: 212، 368، 385، 397، 405، ج 2: 4، 90،62، 144، 199، 218، 413، ج 3: 51، 67، 104، 107، 124، 163

عبدالله بن عبد الله ج 1 : 267

عبدالله بن عبدالرحمن ج 2: 344

عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ج 3: 133

عبدالله بن عبدالمطلب ج 1: 79، ج 3: 78

عبدالله بن عثمان البجلي ج 3: 68

عبدالله بن عجلان ج 1: 390، 411، 21، ج 2: 401،163، ج 3: 26

عبدالله بن عطاء ج2: 401، ج3: 31

عبدالله بن عطاء المكي ج 2 425، ج 3 :

ص: 390

43 ، ج 3: 44، 160

عبدالله بن عليّ ج 3: 103

عبدالله بن عمرو ج 3: 166

عبدالله بن عمرو بن العاص ج 1: 139

عبدالله بن غالب ج 1: 156 ، ج 2: 329

عبدالله بن فرقد ج 1: 195

عبدالله بن فضالة ج 1: 233

عبدالله بن الفضل النوفلي ج 2: 110

عبدالله بن القاسم ج 3: 131

عبدالله بن القاسم البطل ج 3: 133

عبدالله بن القداح ج 1: 365

عبدالله بن قيس الأشعري ج 3: 130

عبدالله بن محمّد الجعني ج 2 : 191، 283

عبدالله بن محمّد الحجّال ج 2: 232

عبدالله بن محمّد بن خالد ج 3: 151

عبدالله بن محمّد، أبو محمّد ج 2: 352

عبدالله بن مسعود ج 1 : 381، 459

عبدالله بن مسکان ج 2: 51

عبد الله بن المغيرة ج 1: 369، 345 ، ج 2: 204

عبدالله بن ميمون القدّاح ج 2 265، 384، ج3: 90، 91، 103

عبدالله النجاشي ج 1 : 415

عبدالله بن أبي هلال ج 2: 315

عبدالله بن الوليد ج 3: 19

عبدالله بن يحيى ج 3: 88

عبدالله بن يحيى الكاهلي ج 1: 416 ، ج 2: 296

عبدالله بن أبي يعفور ج 1 224، 259، 313، 322، 455، ج2: 91

عبد الحميد بن أبي الحسناء ج 3: 130

عبدالحميد بن أبي الدَّيلم ج 2: 312 ، ج 3: 82

عبد الحميد بن عواض ج 1: 441

عبدالحميد بن فرقد ج 1: 256

عبدالخالق الصَّيقل ج 1: 328

عبدالرحمن (راوي) ج 1: 219 ، 230 ، 247، 428، ج2: 217، 218، 316، ج3: 46

أبو عبدالرحمن ج 1: 300

عبدالرحمن بن الحجاج ج 1: 96، 199 ، 221، 332، 427، ج 2: 153، 240، 310، ج 3: 46

عبد الرحمن بن حرب ج 2: 250

عبد الرحمن بن حماد ج 3: 134

عبدالرحمن بن سالم الأشلّ ج 2: 190، 280، 406، 435، ج3: 16، 22، 62، 168

أبو عبدالرحمن السلمي ج 1: 87

ص: 391

عبدالرحمن بن سيابة ج 1: 267 ، 331، ج3: 100

عبدالرحمن بن صالح ج 3: 46

عبدالرحمن بن أبي عبد الله ج 1: 176، 230، 247

عبدالرحمن بن عوف ج 1: 448، ج 2: 248

عبد الرحمن بن كثير ج 1: 130 ، 246، 344، 357، ج2: 253

عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ج 1: 159 ، 291، 451، ج 2: 105

عبد الرحمن بن محمّد العرزمي ج 1: 201

عبدالرحمن بن أبي نجران ج 1: 393

عبدالرحيم ج 2: 265، 280

عبد الرحيم القصير ج 2 : 101 ، 379، ج3: 58

عبد السلام ج 1: 386

عبد السلام الأزدي ج 2: 425 426

عبد الصمد بن برار ج 1 136، 266، 285، 287، 342، ج2: 285

عبدالصمد بن بندار ج 2: 86

عبد الصمد بن سعد ج 1: 323

عبد العظيم بن عبدالله الحسني ج 1 : 328

عبدالمطلب (جد النبي صلی الله علیه وآله وسلم ) ج 1: 79

عبدالملك بن أعين ج 3: 59

عبدالملك بن عتبة الهاشمي ج 2: 227

عبدالملك بن عمر ج 1: 101

عبدالملك بن مروان ج 1: 105، ج 2: 430، ج3: 76

عبد مناف (جد النبي صلی الله علیه وآله وسلم) ج 1 : 79

عبدالواحد بن المختار الأنصاري ج 3: 173

عبدوس العطّار ج 1: 185

عبيد ج1: 382، 441

عبيد بن زرارة ج 1: 374، 435، 436، ج 2: 14 ، ج 3: 73، 78 14:2،

عبید الله الحلبي ج 1: 312، ج 2: 171، 309

عبیدالله بن موسى العبسي ج 3: 46

عبيدة ج 1: 396

أبو عبيدة ج 1: 194، ج 2: 10، 38، 67، 103، 166، 293، 315، 414

أبو عبيدة بن الجراح ج 1 442، ج 2: 2025

أبو عبيدة الحذّاء ج 2: 285، 308

العبيدي ج 2: 90 ، ج 3: 172

عتبة بن ربيعة ج 3: 55

عثمان ج 1: 139، ج 3: 105

أبو عثمان (مولى بني أفصى) ج 2 : 221

ص: 392

عثمان الأعشى ج 2: 64

عثمان بن أبي ربيعة ج 3: 138

عثمان بن أبي شيبة ج 2: 225

عثمان بن عفان ج 1: 272، 271، 450، ج2: 51، 109، 205، 210، 267، ج3: 153

عثمان بن عيسى ج 1: 174، ج 2: 96، 324، 377، ج3: 154

عجلان ج 1: 373، ج 2: 227، ج 3: 18

عجلان أبي صالح ج 1: 352

عرار بن أدهم ج 2: 222، 224

عزرائيل علیه السلام ج 2: 360

عُزير ج 2: 229، ج 3: 75، 152

عسكر بن هو سر ج 2 : 430

عطاء ج 1: 121، 145، ج 3: 163

عطاء الهمداني ج 1 : 442، ج 3: 20

عطيّة ج 3: 46

عطيّة العوفي ج 2: 229، ج 3: 46 29

عقبة بن خالد ج 2: 281 ، 384

عقبة بن عامر الجهني ج 3: 170

عقبة بن عثمان ج 1: 343

عقيل بن أبي طالب ج 2: 208،207

عِكرمة ج 2: 04 ج 3: 1250124 ،

العلاء ج 1: 184، 208، 236

العلاء بن رزين ج 1: 175، ج 3: 61

العلاء بن سيابة ج 2: 103، ج 3: 155

العلاء بن الفضيل ج 1: 193، ج 2: 5 ج 3: 125

علقمة الحضرمي ج 1: 390

علي (راوي) ج 1 : 207، 221

أبو عليّ ج 1 : 388

عليّ بن إبراهيم ج 3: 147

على بن اسباط ج 1: 253، 266، 420، ج2: 26، 164، 208، 374، ج3: 129، 139

عليّ بن جذاعة ج 3: 47

عليّ بن جعفر ج 1: 202، 200، 279، 432، ج2: 5، 90، ج3: 135، 161

عليّ بن جعفر بن العباس الخزاعي ج 3: 138

عليّ بن جعفر بن محمد ج 1: 326، ج 3: 18

عليّ بن حاتم ج 2: 413 علي بن حسان ج 3: 151

علي بن حسان الواسطي ج 2: 255

عليّ بن حسكة ج 3: 140

عليّ بن الحسن ج 2: 131، ج 3: 114، 157

عليّ بن الحسن بن رباط ج 3: 159

عليّ بن الحسن بن فضال ج 3: 133،

ص: 393

148، 151

أبو عليّ الحسن بن محبوب ج 1: 113

عليّ بن الحسين ج 1: 115، 218

عليّ بن الحسين الفزاري ج 3: 167

عليّ بن حفص ج 3: 130

عليّ بن الحلبي ج 3: 68

علي بن أبي حمزة ج 1: 368، 428، 447، ج2: 20، 72، 416، 178، 266، 267، 321، ج3: 53، 132، 141

عليّ بن درّاج الأسدي ج 2: 193

عليّ بن رئاب ج 1: 366

عليّ بن سالم ج 2: 83، ج3: 125، 154

عليّ بن سعيد ج 3: 57

عليّ بن طاوُس ج 3: 141

عليّ بن عبد الله ج 3: 157

عليّ بن عبد الله بن مروان ج 2 394

عليّ بن عبدالعزيز ج 1: 328 <