مهجُ الدعوات و منهج العبادات
تألیف: العالم العامل العابد الزاهد رضي الدین أبي القاسم علي بن موسی بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسنيّ الحسینيّ المتوفّی 664 ه_
منشورات :مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بیروت - لبنان
الطبعة الأولى المصححة
جميع الحقوق محفوظة ومسجلة للناشر
1414 ه_ - ١٩٩٤ م
مؤسسة الأعْلَمي للمطبوعات :PUBLISHED BY
بيروت - شارع المطار . قرب كلية الهندسة Al Alami Library
ملك الأعلمي - ص.ب : ٧١٢٠ BEIRUT - LEBANON
الهاتف : ٨٣٣٤٤٧ - ٨٣٣٤٥٣ -- P.O. BOX 7120
محرر الرقمي: هادي میرزائي
مهجُ الدعوات و منهج العبادات
تألیف: العالم العامل العابد الزاهد رضي الدین أبي القاسم علي بن موسی بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسنيّ الحسینيّ المتوفّی 664 ه_
منشورات :مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بیروت - لبنان
ص: 1
ص: 2
مهجُ الدعوات و منهج العبادات
تألیف: العالم العامل العابد الزاهد رضي الدین أبي القاسم علي بن موسی بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسنيّ الحسینيّ المتوفّی 664 ه
منشورات :مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بیروت - لبنان
ص ب :7120
ص: 3
الطبعة الأولى المصححة
جميع الحقوق محفوظة ومسجلة للناشر
1414 ه_ - ١٩٩٤ م
مؤسسة الأعْلَمي للمطبوعات :PUBLISHED BY
بيروت - شارع المطار . قرب كلية الهندسة Al Alami Library
ملك الأعلمي - ص.ب : ٧١٢٠ BEIRUT - LEBANON
الهاتف : ٨٣٣٤٤٧ - ٨٣٣٤٥٣ -- P.O. BOX 7120
ص: 4
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هو رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس بن إسحاق (1) بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود (2) بن الحسن المثنى ابن الإمام المجتبى الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام)(3)
كني بابن طاووس نسبة إلى جده الأعلى أبي عبد الله محمد بن
ص: 5
إسحاق فإن محمدا كان جميل الصورة بهي المنظر إلا أن قدميه لم يتناسبا مع جمال هيئته فلقب بالطاووس(1).
وأمه بنت الشيخ العالم الزاهد ورام بن أبي فراس الحلي وأم أبيه بنت الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي فالشيخ الطوسي جد أبيه من الأم كما نص عليه المترجم في (الإقبال) فانه قال: قرأت كتاب المقنعة للشيخ المفيد على والدي بروايته عن الفقيه الحسن بن رطبة عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمد عن والده محمد ابن الحسن الطوسي جد والدي من قبل أمه عن الشيخ المفيد الخ(2).
كما في لؤلؤة البحرين للشيخ الجليل يوسف البحراني من أن أم المترجم بنت الشيخ ورام وأمها بنت الشيخ الطوسي لا يتم لأن وفاة الشيخ ورام كما ذكره ابن الأثير ج 12 ص 110 سنة 605 ه_ ووفاة الشيخ الطوسي سنة 460 ه_ فتكون وفاة الشيخ ورام بعد وفاة الشيخ الطوسي بمائة وخمسة وأربعين سنة فكيف يتصور كونه صهرا للشيخ على ابنته وان فرضت ولادة البنت بعد الشيخ أعلا الله مقامه.
على أن المترجم لم يذكر هذه النسبة مع حرصه على ضبط أمثالها بل قد عرفت منه حصر نسبة أم والده الشيخ الطوسي.
كما أن ما في لؤلؤة البحرين من أن أم ابن ادريس الحلي صاحب السرائر بنت الشيخ الطوسي فتكون والدة المترجم وابن إدريس ولدي خالة أيضا غير تام، فان وفاة الشيخ الطوسي كما عرفت سنة 460 وولادة ابن إدريس في سنة 543(3)فبين الوفاة والولادة ثلاثة وثمانون سنة والعادة
ص: 6
قاضية بعدم قابلية من هي بهذا السن للولادة هذا لو فرضنا ولادة البنت بعد الشيخ الطوسى وأما إذا كانت ولادتها قبل وفاة الشيخ رحمه الله فتزاد السنين(1).
إن كل من درس حياة سيدنا المترجم يعرف ان له مقاما فوق مستوى العقول في قداسة النفس ووفور العلم وشدة الاحتياط والورع الغير متناهي وأخذ الحذر عما لا يرضي المولى سبحانه مع ما تحمله من الجهد في إسعاف الأمة بما يهذبها ويربى بها إلى أوج النزاهة، أما بنصائحه البالغة وارشاداته القيمة كما يدل عليه رسالته إلى ولده التي أسماها (كشف المحجة) .
وإما بادلاء الحجج والبراهين لمعرفة الدين ومن هم الوسائط في الكشف عنه كما يرشد اليه كتابه (كشف اليقين) وكتاب (الطرائف) وكتاب (الطرف) .
وإما بالزامهم بالغاية الفذة من الخلقة وهي العبادة لله جل شأنه والزلفى لديه ويدل عليه كتاب (الإقبال) وكتاب (فلاح السائل) و(جمال الإسبوع) و(مهج الدعوات) .
وإما بلفت الأنظار إلى صحيح التاريخ الذي هو العبرة للمعتبر، وداع إلى السير وراء آثار السلف الصالح والتحذر عما يوجب تدهور الماضين إلى الضعة وينبىء عند كتابه: (الاصطفاء إلى تأريخ الخلفاء) .
وإما بالتعرف إلى فقه الشريعة والإرشاد إلى كيفية إستنباط الأحكام من أحاديث آل الرسول عليهم السلام ويدل عليه كتابه (غياث سلطان الورى لسكان الثرى) في المواسعة والمضايقة.
ص: 7
إلى غير ذلك من تآليفه القيمة وكلها يد بيضاء على الأمة وبها كان شاخصا أمام أعين القراء، ماثلا بين العلماء، له مكانة في القلوب خالدة مهما تعاقب الملوان.
وهذا كله بعد أن تحلى بالملكات الفاضلة التي تركته فائقا بين أفراد نوعه وأهَّلته للتشرف بمشافهة (حجة الوقت الإمام المنتظر) عجل الله فرجه إلى كرامات أثبتتها الجوامع وتحدث بها الثقات وحدث بجملة منها نفسه أعلا الله مقامه امتثالا لقوله سبحانه وتعالى «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ » وفي ذلك يقول العلامة الحلي في إجازته الكبيرة لبني زهرة: كان رضي الدين علي بن طاووس صاحب كرامات، حكى لي بعضها وروى لي والدي رحمه الله البعض الآخر؛ وفي (أمان الأخطار) و(مهج الدعوات) و (غياث سلطان الورى) شيء كثير منها.
فان تفق الأنام وأنت منهم*** فإن المسك بعض دم الغزال
أما النقابة: وهي تولية شؤون العلويين تدبير أمورهم والدفع عما ينالهم من العدوان فتولاها من هذا البيت جد المترجم أبو عبد الله محمد الملقب بالطاووس كان نقيبا بسورى(1).
كما تولاها أخو المترجم (أحمد) في هذا البلد(2) و تولاها ابن أخ
ص: 8
المترجم مجد الدين محمد بن عز الدين الحسن بن أبي إبراهيم موسى بن جعفر فانه خرج إلى السلطان هلاكو و صنف له كتاب البشارة و سلم الحلة و النيل(1)والمشهدين من القتل والنهب ورده اليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية(2) و تولاها ابن أخ المترجم و هو غياث الدين عبد الكريم ابن جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن أبي إبراهيم موسى بن جعفر كما تولاها ولده أبو القاسم علي بن غياث الدين السيد عبد الكريم(3) و تولاها ولد المترجم أحمد و حفيده عبد الله (4) و تولاها في نصيبين من أهل هذا البيت أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود ابن الحسن المثنى و كان أديبا شجاعا كريما فاضلا (5).
وان سيدنا المترجم حيث أغرق نزعا في مقام التجرد عن عالم الملك وتحيز إلى صقع القداسة كلف في زمان المستنصر العباسي بتولية النقابة فلم يقبلها غير أنه في الآونة الأخيرة ترجح في نظره أن ينهض بصالح الأشراف و يدرأ عنهم الهوان و يكبح من يطمع منهم إلى الرذائل و يسير بهم في خطة سلفهم الطاهر سيرا سجحاً فتقلدها من قبل هلاكو خان مدة ثلاثة سنين واحدى عشر شهرا (6) و حصل له ما أراد من الغاية المتوخاة له.
أقام ببغداد نحوا من خمس عشر سنة، ثم رجع إلى الحلة، ثم سكن المشهد الغروي برهة ثم عاد إلى بغداد في دولة المغول، و في المرة
ص: 9
الأولى أسكنه الخليفة المستنصر العباسي في الجانب الشرقي منها (1).
و لما فتح هلاكو بغداد في سنة 656 ه_ أمر أن يستفتي العلماء أيما أفضل السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ فجمع العلماء (بالمستنصرية) لذلك، فلما وقفوا على المسألة أحجموا عن الجواب و كان رضي الدين علي بن الطاووس حاضر المجلس وكان مقدماً محترما فلما رأى إحجامهم تناول الورقة وكتب بخطه: الكافر العادل أفضل من المسلم الجائر فوضع العلماء خطوطهم معتمدين عليه (2).
وكانت بينه وبين مؤيد الدين القمي محمد بن محمد بن عبد الكريم(3) وزير الناصر ثم إبنه الظاهر ثم المستنصر مواصلة وصداقة متأكدة.
كما كانت صلة أكيدة بينه وبين الوزير ابن العلقمي وابنه صاحب المخزن.
تخرج على كثير من فطاحل العلماء المحققين واستجازهم:
منهم: العالم الصالح الشيخ حسين بن محمد السوراوي، قال في (فلاح السائل) اجازني سنة 609 ه_.
ص: 10
و منهم الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الفقيه الحناط - بالحاء المهملة و النون المشددة - كما هو المضبوط في جمال الاسبوع و فلاح السائل و أربعين الشهيد ، نسبة إلى بيع الحنطة أو الخياط - بالخاء المعجمة والياء المثناة من تحت المشددة _ كما هو المضبوط في فتح الأبواب نسبة إلى عمل الخياطة .
قال في (فلاح السائل) و (جمال الأسبوع) : إنه أجازني سنة 609ه_ .
و منهم الشيخ نجيب الدين محمد بن نما ذكره في الدروع الواقية.
و منهم السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.
و منهم الشيخ الجليل أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني صاحب رشح الولاء، قال في فلاح السائل: أجازني ببغداد سنة 635 ه_ في داري التي أسكنني بها الخليفة المستنصر.
و منهم الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي ذكره في الدروع الواقية.
و منهم الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيز بن وشاح السوراوي الحلي الفقيه العالم صاحب المنهاج في علم الكلام ذكره الشهيد في الحديث التاسع من الأربعين.
و منهم السيد أبو حامد محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ابن أخي ابن زهرة صاحب الغنية، ذكره الشهيد في الحديث 33 من الأربعين.
و منهم نجيب الدين محمد السوراوي كما في (الإجازات) .
و منهم الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي.
و تخرج عليه فطاحل العلماء واستجازوه في الرواية وفي طليعتهم
ص: 11
العلامة الحلي و ابن أخيه السيد عبد الكريم صاحب (فرحة الغرى) إلى كثيرين نص عليهم العلامة النوري في خاتمة مستدرك الوسائل (1).
کانت ولادة سيدنا المترجم في المحرم سنة 589 ه_ و توفي ببغداد في الخامس من ذي القعدة (2) سنة 664 ه_ و حمل الي مشهد جده علي بن ابي طالب (عليه السلام) (3) .
و مما نص به (فلاح السائل) عند ذکر صفة القبر انه ينبغي ان يکون القبر الي الترقوة و يکون فيه لحد من جهة القبلة بمقدار ما يجلس الجالس فيه فانه منزل الخلوة والوحدة فيوسع بحسب ما أمرنا الله تعالي به مما يقرب الي مراضيه و قد کنت مضيت بنفسي و أشرت الي من حفر لي قبراً کما اخترته في جوار جدي و مولاي علي بن أبي طالب (عليه السلام) متضيفا و مستجيرا و سائلا و متوسلا بکل ما يتوسل به أحد من الخلائق اليه و جعلته تحت قدمي والدي رضوان الله عليهما لاني وجدت الله تعالي يأمرني بخفض الجناح لهما و يوصيني بالاحسان اليهما فأردت أن يکون رأسي مهما بقيت تحت القبور عند قدميهما.
و هذا يقتضي أنه أوصي بحمله الي مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام و دفنه فيه ، لکن في الحلة خارج البلد قبة عالية تنسب اليه و يزار قبره و يتبرک به و لا يخفي بعد هذه النسبة لو کانت الوفاة ببغداد، نعم يمکن أن تکون هذه القبة لبعض آل طاووس رضوان الله عليهم.
حسين الأعلمي
بیروت
ص: 12
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يقول مولانا أفضل العالم العلامة الفقيه الفاضل الحبر الكامل الزاهد العابد البارع المحقق المخلص الطاهر، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب و الأجانب أفضل السادة عمدة أهل بيت النبوة مجد آل الرسول شرف العترة الطاهرة ذو المناقب الظاهرة و الفضائل الباهرة، رضي الملة و الدين جمال العارفين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي قدس الله روحه و نور ضريحه.
أحمد الله الذي ابتدأ بالإحسان و دعا عباده إلى معرفته بلسان ذلك البرهان و تجلى لهم في آفاق ما اختص به من مقدوراته و أراهم في مرآة آياته في خلق ملكوته و سماواته ما كان كافيا و شافيا في الدلالة على مقدس ذاته و عظيم صفاته و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة سبقني القلب و العقل إلى الإقرار بتحقيقها قبل أن أهتدي إلى طريقها. و قال لسان حالهما قبل بيان مقالهما أن الأنوار الساكنة في ذاتنا و الأسرار الكامنة في صفاتنا مبعوثة إلينا و شاهدة علينا بالمنشئ الفاطر و القادر القاهر و لو ستر ابن آدم وجوهنا بتراب فطرته و حال بيننا و بين بصائرنا بيد غفلته و أين لمالكنا شبيه في
ص: 13
الوجود، و من ذا يضاهيه في القدرة و الرحمة و الجود حتى نعدل عنه إليه أو يشتبه علينا الحال في الاعتماد معه عليه و أشهد أن جدي محمدا رسول الله صلی الله علیه و آله أسبق أهل الأكوان و الأزمان إلى معرفة فاطر المكان و الإمكان و أصدق في بيان الحقائق و أطلق لعنان السوابق في ميدان الخلائق من كل صامت و ناطق و أشهد أن مجاري منهاجه و مساري معراجه لا يقدم على أبوابها و لا يتهجم على شعابها إلا من كانت أقمار وجوده من شموس أنوار سعوده، و من تفرعت أرومات حصوله من نفحات أصوله و من كانت مراكب توفيقه من مواهب تحقيقه صلى الله عليه و عليهم، صلاة هادئة إلى اتباع طريقه و داعية إلى كمال تصديقه.
و بعد: فإنني كنت علقت في أوقات رياض العقول و نقلت من خزائن بياض المنقول من الأحراز و القنوتات و الحجب و الدعوات المعظمة عن النبيّ و الأئمة النجب و مهمات من الضراعات المتفرقة في الكتب ما هو كالمهج لأجسادها و المنهج لمرتادها، و كانت متفرقة في أقطار أماكن و متمزقة في أقطار مساكن فرأيت بالله جل جلاله أن أونس وحشتها بجمع شملها و أرد غربتها بضمها إلى شكلها لأنها إذا كانت في وطن جامع مصون و مسكن واسع مأمون كان أسعد لمن يريد المجالسة لفوائدها و المنافسة في شرف موائدها و سميته:
كتاب مهج الدعوات و منهج العبادات و لم أشهرها بالأبواب و الفصول بل جعلتها روضة تزهر لذوي الألباب و العقول و كأنها كالباب للوصول إلى الظفر بالمحصول فنقول ذكر ما اخترناه من أحراز النبيّ و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم أجمعين.
رواه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد التميمي عن
ص: 14
الثقفي قال : حدثنا محمد بن المظفر بن موسى البغدادي ، قال : أخبرنا جعفر بن محمّد الموصلي ، قال : حدثنا أبو عمرو الدوري ، قال : حدثنا محمّد بن عبد الرحمن القرشي عن أبي سعيد عمرو بن سعيد المؤدّب عن الفضل بن العبّاس عن أبي كرز الموصلي عن عقيل بن أبي عقيل ، عن آمنة أم النبيّ (صلوات الله عليه وآله ). أنها لما حملت به (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، أتاها آت في منامها فقال لها حملتِ سيّد البرية فسميه محمداً إسمه في التوراة أحمد و علّقي عليه هذا الكتاب فاستيقظت من منامها و عند رأسها قصبة حديد فيه_ا رق فيه كتاب :
بِسْمِ اللَّه أَسْتَرْعِيكَ رَبَّكَ وَ أَعْوذُكَ بِالْواحِدِ مِنْ شَرِ كُلِّ حَاسِدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ وَ كُلِّ خَلْقٍ رَائِدٍ فِي طُرُقِ الْمَوَارِدِ لا تَضِرُّوهُ فِي يَقْظَةٍ وَلَا مَنامٍ وَ لَا فِي ظَعْنٍ وَ لَا فِي مُقامٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي وَ أَوَاخِرَ الأَيَّامِ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ وَحِجَابُ اللَّهِ فَوْقِ عَادِيَتِهِمْ .
عَنِ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ أَخْبَرَنِي الْإِمَامُ جَدِّي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ الْخَاجِيُّ وَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْمُقْرِي قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ خَلَفٍ الْجَوْرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ إِذَا هَالَكَ أَمْرٌ أَوْ نَزَلَتْ بِكَ شِدَّةٌ فَقُلِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِيَنِي مِنْ هَذَا الْغَمِّ .
ص: 15
وُجِدَ فِي مَهْدِهِ تَحْتَ كَرِيمَتِهِ الشَّرِيفِ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ مَكْتُوبٌ:
أُعِيذُ مُحَمَّدَ بْنَ آمِنَةَ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ أَوْ نَافِثٍ عَلَى الْفَسَادِ جَاهِدٍ[مُجَاهِدٍ خ ل ] وَ كُلِّ خَلْقٍ مَارِدٍ يَأْخُذُ بِالْمَرَاصِدِ فِي طَرِيقِ الْمَوَارِدِ أَذُبُّهُمْ عَنْهُ بِاللَّهِ الْأَعْلَى وَ أَحُوطُهُ مِنْهُمْ بِالْكَنَفِ الَّذِي لَا يُؤْذَى أَنْ لَا يُضِرُّوهُ وَ لَا يُطَّيِّرُوهُ فِي مَشْهَدٍ وَ لَا مَنَامٍ وَ لَا مَسِيرٍ وَ لَا مَقَامٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي وَ آخِرَ الْأَيَّامِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَبَدَّدَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ بَقِيَ وَجْهُ اللَّهِ لَا يُعْجِزُ اللَّهَ شَيْءٌ اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَسْبُهُ اللَّهُ وَ كَفَى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا وَ أُعِيذُهُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ نُورِ اللَّهِ وَ بِعِزَّةِ مَا يَحْمِلُ الْعَرْشَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي يُفَرِّقُ بَيْنَ النُّورِ وَ الظُّلْمَةِ وَ احْتَجَبَ بِهِ دُونَ خَلْقِهِ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْمُحِيطِ بِكُلِّ شَيْءٍ وَ لَا يُحِيطُ بِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آلِه .
بروایة اخری:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرَّ عِدَاتِكَ[عَذابِكَ خ ل ] وَ شَرِّ عِبَادِكَ وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ خَيْرِ مَا تُعْطِي وَ مَا تُسْأَلُ وَ خَيْرِ مَا تُخْفِي وَ مَا تُبْدِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا يَجْرِي بِهِ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ
ص: 16
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا اللَّهُ يَا حَافَظُ يَا حَفِيظُ يَا رَقِيبُ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغْنَيْتُ فَأَغِثْنِي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ .
عن الشيخ علي بن عبد الصمد، قال: أخبرنا الشیخ جدِّي ، قال: اخبرنا الفقيه أبو الحسن ( رحمه الله)، قال حدَّثنا السیِّد الشیخ العالم أبو البركات علي بن الحسين الحسني الجوزيّ، قال: حَدَّثنا الشیخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحُسین بن موسی بن بابویه القمي (قدَّس الله روحه) قال: حدَّثنا الحسن ابن محمد بن سعيد الکوفي، قال: حدَّثنا فرات بن إبراهيم، قال: حدَّثنا جعفر بن محمد بن بشرويه القطان ، قال: حدَّثنا محمد بن إدريس بن سعيد الأنصاري، قال : حدَّثنا داود بن رشيد و الوليد بن شجاع بن مروان، عن عاصم، عن عبد الله بن سلمان الفارسي، عن أبيه قال:خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم) بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب (عليه السلام) ابن عم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله و سَلَم)
ص: 17
فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم )، فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزني على رسول الله (صلى الله عليه و آله و سَلَّم ) طال فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال (عليه السلام): يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم) فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة، قلت لعلي (عليه السلام)، قد أتحفت فاطمة (عليها السلام) بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم)؟ قال: نعم بالأمس.قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) بنت محمد (صلى الله عليه و آله و سلَّم)، فإذا هي جالسة و عليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها و إذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إليّ اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه و آله و سلَّم) قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه اجلس و اعقل ما أقول لك. إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس و باب الدار مغلق و أنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا و انصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن و لا كهيئتهن و لا نضارة وجوههن و لا أزكى من ريحهن، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت:بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمد لسنا من أهل مكة و لا من أهل المدينة و لا من أهل الأرض جميعا غير أننا جوار من الحور العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات. فقلت للّتي أظنّ أنّها أکبر سنّاً ما اسمک قالت :إسمي مقدودة قلت : و لم سمِّیت مقدودة قالت: خلقت للمقداد بن الأسود الکندي صاحب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم) فقلت للثانیة : ما اسمکِ قالت : ذرة ، قلت : و لم سمّیت ذرّة و أنت في عیني نبیلة ، قالت : خلقت لأبي ذرّ الغفاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم) فقلت للثالثة : ما اسمکِ ، قالت :سلمی ، قلت: و لم سمّیت سلمی ، قالت : أنا لسلمان الفارسي مولی أبیکِ رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلَّم) ، قالت فاطمة : ثم أخرجن لي رطباً اطرق کأمثال الخشکنانج الکبار أبیض من
ص: 18
ألثلج و أزکی ریحاً من المسک الأذفر، فقالت لي یا سلمان إفطر علیه عشیتک فإذا کان غداً فجئني بنواه أو قالت عجمه ، قال سلمان : فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ و سَلَّم) إلا قالوا يا سلمان أمعك مسك ، قلت : نعم . فلما كان وقت الإفطار أفطرت عليه فلم أجد له عجماً و لا نوى فمضيت إلى بنت رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ و سَلَّم) في اليوم الثاني فقلت لها (علیها السلام) : إني أفطرت على ما أتحفتني به فما وجدت ل_ه عجماً و لا نوی قالت : يا سلمان و لن يكن له عجم و لا نوى و إنما هو من نخل غرسه الله في دار السلام ألا أعلمك بكلام علمنيه أبي محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ و سَلَّم) كنت أقوله غدوة و عشيّة ، قال سلمان : قلت علميني الكلام يا سيدتي ، فقالت : إن سرك أن لا يمسك اذى الحمّى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه ، ثم قال سلمان : علميني هذا الحرز قالت :
بِسْمِ الله الرحمنِ الرَّحِيمِ ، بِسْمِ الله النُّورِ بِسْمِ الله نُورِ النُّورِ بِسْمِ الله نُورٌ عَلَى نُورٍ بِسْم الله الذي هُوَ مُدَبِّرُ الأمور بسم الله الذي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ الْحَمْدُ لله الذي خَلَقَ النَّورَ مِنَ النُّورِ وَ أَنْزَلَ النُّورَ عَلَى الطُّورِ فِي كِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ عَلَى نَبِي مَحْبُورِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هُوَ بِالْعِزِّ مَذْكُورٌ وَ بِالفَحْرِ مَشْهُورٌ وَ عَلَى السَّراءِ وَ الضَّراءِ مَشْكُورٌ وَ صَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
قال سلمان فتعلمتهن فوالله و لقد علّمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة و مكة ممن علل بهم الحمى فكلّ برىء من مرضه بإذن الله تعالى .
عن علي بن عبد الصمد ، قال : حدثني جماعة من المدنيين عن
ص: 19
الثقفي ، قال : حدثنا يوسف قال : حدثنا الحسن بن الوليد قال : حدثنا عمر بن محمد الشيباني ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن الكوفي عن محمد بن فضیل بن غزوان بن عمران ، قال : حدثني إسماعيل بن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس (رضي الله عنه) ، قال : كنت عن_د علي بن أبي طالب جالساً فدخل عليه رجل متغير اللون ، فقال يا أمير المؤمنين إني رجل مسقام كثير الأوجاع فعلمني دعاء استعين به على ذلك فقال : أعلمك دعاء علمه جبرائيل (علیه السلام) رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ و سَلَّم) في مرض الحسن و الحسين و هو هذا الدعاء :
إلهي كُلَّما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِنِعْمَةٍ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي وَ كُلَّمَا ابْتَلَيْتَنِي بِبَلِيَّةٍ قَلَّ لَكَ عِندها صَبْرِي فَيا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعَمِه فَلَمْ يَحْرِمْني وَ يَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلائِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي وَ يَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي وَ يَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْخَطَايَا فَلَمْ يُعَاقِبْنِي عَلَيْهَا صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمدٍ و اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَ اشْفِني مِنْ مَرَضِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
قال ابن عبّاس فرأيت الرّجل بعد سنة حسن اللون مشرب الحمرة قال و ما دعوت الله بهذا الدعاء و أنا سقيم إلا شفيت و لا مريض إلا برئت و ما دخلت على سلطان أخافه إلا ردّه الله عزّ و جلّ عني.
يُكْتَبُ وَ يُشَدُّ عَلَى الْعَضُدِ الْأَيْمَنِ وَ هُوَ :
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اى كنوش اى كنوش [کنويش خ ل ] اره شش عطيطسفنج يا مظظرون قرتالسيون ما و ماسوماس ما طيطسالوس خيطوس مسفقلس ممساصعوس الطيعوس لطيفوس اقرطيعوش لطفيكس
ص: 20
هذا هذا- وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ اخْرُجْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ مِنْهَا أَيُّهَا اللَّعِينُ بِقُوَّةِ[بِعِزَّةِ]رَبِّ الْعَالَمِينَ اخْرُجْ مِنْهَا وَ إِلَّا كُنْتَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ اخْرُجْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصّاغِرِينَ اُخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً مَلْعُوناً كَما لَعَنّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً اخْرُجْ يَا ذَا الْمَخْزُونِ اخْرُجْ يَا سورا يَا سوراسور بِالاِسْمِ الْمَخْزُونِ يا طَطْرُونَ طَرْعُونَ مُراعُونَ تَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ باهيا أَشَرَاهِيا حَيّاً قَيُّوماً بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ عَلَى جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ أُطْرُدُوا عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ كُلَّ جِنِّيٍّ وَ جِنِّيَّةٍ وَ شَيْطَانٍ وَ شَيْطَانَةٍ وَ تَابِعٍ وَ تَابِعَةٍ وَ سَاحِرٍ وَ سَاحِرَةٍ وَ غُولٍ وَ غُولَةٍ وَ كُلِّ مُتَعَبِّثٍ وَ عَابِثٍ يَعْبَثُ بِابْنِ آدَمَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ )
الصورة
خیر خیر خیر خیر خیر خیر ثم ثم سرجه حلدا مل وسر حلدا بل تم و کمل.
اللَّهُمَّ بِتَأَلُّقِ نُورِ بَهَاءِ عَرْشِكَ مِنْ أَعْدَائِي اسْتَتَرْتُ وَ بِسَطْوَةِ الْجَبَرُوتِ
ص: 21
مِنْ كَمَالِ عِزِّكَ مِمَّنْ يَكِيدُنِي احْتَجَبْتُ وَ بِسُلْطَانِكَ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ وَ شَيْطَانٍ اسْتَعَذْتُ وَ مِنْ فَرَائِضِ نِعْمَتِكَ وَ جَزِيلِ عَطِيَّتِكَ يَا مَوْلَايَ طَلَبْتُ كَيْفَ أَخَافُ وَ أَنْتَ أَمَلِي وَ كَيْفَ أُضَامُ وَ عَلَيْكَ مُتَّكَلِي أَسْلَمْتُ إِلَيْكَ نَفْسِي وَ فَوَّضْتُ إِلَيْكَ أَمْرِي وَ تَوَكَّلْتُ فِي كُلِّ أَحْوَالِي عَلَيْكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اشْفِنِي وَ اكْفِنِي وَ اغْلِبْ لِي مَنْ غَلَبَنِي يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ زَجَرْتُ كُلَّ رَاصِدٍ رَصَدَ وَ مَارِدٍ مَرَدَ وَ حَاسِدٍ حَسَدَ وَ عَانِدٍ عَنَدَ بِبِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ إِنَّهُ قَوِيٌّ مُعِينٌ .
قَالَ الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْفَقِيهُ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي وَالِدِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَاذِيُّ -مَحَلَّةٌ فِي نَيْسَابُورَ تُنْسَبُ إِلَى مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ- قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (علیهم السلام) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ (علیهما السلام) بِهَذِهِ الْعُوذَةِ وَ كَانَ يَأْمُرُ بِذَلِكَ أَصْحَابَهُ (علیه السلام) وَ هُوَ هَذَا:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي وَ دِينِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ خَوَاتِيمَ عَمَلِي وَ مَا رَزَقَنِي رَبِّي وَ خَوَّلَنِي بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ جَبَرُوتِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ رَأْفَةِ اللَّهِ وَ غُفْرَانِ اللَّهِ وَ قُوَّةِ اللَّهِ وَ قُدْرَةِ اللَّهِ وَ بِآلَاءِ اللَّهِ
ص: 22
وَ بِصُنْعِ اللَّهِ وَ بِأَرْكَانِ اللَّهِ وَ بِجَمْعِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ قُدْرَةِ اللَّهِ عَلَى مَا يَشَاءُ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ مَا دَبَّ فِي الْأَرْضِ وَ مِنْ شَرِّ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَكَانِكَ وَ بِمَعَاقِدِ عِزِّكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ أَنْبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي فَقَدْ رَهِقَنِي (1) مِنْ أَمْرِي عُسْرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ عُسْرِي يُسْراً .
بِسْمِ اللَّهِ يَا دَائِمُ يَا دَيْمُومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا بَاعِثَ الرُّسُلِ يَا صَادِقَ الْوَعْدِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ رِضْوَانٌ وَ وُدٌّ فَاغْفِرْ لِي وَ مَنِ اتَّبَعَنِي مِنْ إِخْوَانِي وَ شِيعَتِي وَ طَيِّبْ مَا فِي صُلْبِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .
وَ هُوَ مُخْرَجٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى يُقْرَأُ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ وَ هُوَ هَذَا:
ص: 23
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ عَزَّ جَارُ اللَّهِ وَ جَلَّ ثَنَاءُ اللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِيراً اللَّهُمَّ بِكَ أُعِيذُ نَفْسِي وَ دِينِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ اللَّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ وَ بِكَ أَلُوذُ وَ بِكَ أَصُولُ وَ إِيَّاكَ أَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ أَسْتَعِينُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِ أَعْدَائِي وَ أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِمْ وَ أَسْتَكْفِيكَهُمْ فَاكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ وَ أَنَّى شِئْتَ وَ كَيْفَ شِئْتَ وَ حَيْثُ شِئْتَ بِحَقِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا (1) أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا اِخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ إِنِّي أَخَذْتُ بِسَمْعِ مَنْ يُطَالِبُنِي بِالسُّوءِ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ وَ قُوَّتِهِ بِقُوَّةِ اللَّهِ وَ حَبْلِهِ الْمَتِينِ وَ سُلْطَانِهِ الْمُبِينِ فَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيْنَا سَبِيلٌ وَ لَا سُلْطَانٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ سَتَرْتَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِسَتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ بِهِ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ جَبْرَائِيلُ عَنْ أَيْمَانِنَا وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِنَا وَ اللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْنَا وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِينَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً قُلِ ادْعُوا اللّهَ أَوِ
ص: 24
ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً حَسْبِيَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ حَسْبِيَ اللَّهُ الَّذِي يَكْفِي وَ لَا يُكْتَفَى مِنْهُ شَيْءٌ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ إِنّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنَا بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ أَعِذْنَا بِسُلْطَانِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ ارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ يَا رَحْمَانُ اللَّهُمَّ لَا تُهْلِكْنَا وَ أَنْتَ حَسْبُنَا يَا بَرُّ يَا رَحْمَانُ وَ حِصْنُنَا حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِينَ حَسْبِيَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ حَسْبِي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي حَسْبِيَ الَّذِي لَا يَمُنُّ عَلَى الَّذِينَ يَمُنُّونَ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِيراً اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ فِي حِمَاكَ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ وَ ذِمَّتِكَ الَّتِي لَا تُخْفَرُ وَ جِوَارِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِقُدْرَتِكَ وَ عِزَّتِكَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَ جِوَارِكَ وَ أَمْنِكَ وَ عِيَاذِكَ وَ عُدَّتِكَ وَ عَقْدِكَ وَ حِفْظِكَ وَ أَمَانِكَ وَ مَنْعِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ عِزِّكَ الَّذِي لَا يُسْتَطَاعُ مِنْ غَضَبِكَ وَ سُوءِ عِقَابِكَ وَ سُوءِ أَحْدَاثِ النَّهَارِ وَ طَوَارِقِ اللَّيْلِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَانُ اللَّهُمَّ يَدُكَ فَوْقَ كُلِّ يَدٍ وَ عِزَّتُكَ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ عِزَّةٍ وَ قُوَّتُكَ أَقْوَى مِنْ كُلِّ قُوَّةٍ. وَ سُلْطانُکَ أجَلُّ وَ أمنَعُ مِنْ کُلِّ سُلطانٍ أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحُورِ أَعْدَائِي
ص: 25
وَأَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِمْ و أَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَ أَلْجَأْ إِلَيْكَ فِيمَا أَشْفَقْتُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ وَ صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِي مِنْهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ قَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسي فَلَما كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَ كَذَلِكَ مَكَنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْض يَتَبَوَّءُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ تَشَاءُ و لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ لأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ وَ خَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً أُعِيذُ نَفْسي و أَهْلِي وَ مَالِي وَ وَلَدِي وَ جَمِيعَ مَا تَلْحَقُهُ عِنَايَتِي وَ جَمِيعَ نِعَمِ الله عِنْدِي بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ الله الَّذي خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ بِسْم الله الذي خافَتْهُ الصُّدُورُ وَ بِسْم الله الذي نَفَّسَ عَنْ دَاوُدَ كُرْبَتَهُ وَ بِسْمِ الله الذي وَجِلَتْ مِنْهُ النفوس و بِسْمِ اللهِ الَّذِي قَالَ بِهِ لِلنّارِ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْرَاهِيمَ و أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُم الأخْسَرِينَ وَ بِسْم الله الذي مَلا الأرْكَانَ كُلَّها وَ بِعَزِيمَةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُحْصَى وَ بِقُدْرَةِ الله الْمُسْتَطِيلَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ مِنْ شَرِّ مَنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَ مِنْ شَرِّ سُلْطَائِهِمْ و سَطَواتِهِمْ وَ حَوْلِهُم وَ قُوَّتِهِمْ وَ غَدْرِهِمْ وَ مَكْرِهِمْ وَ أُعِيذُ نَفْسي وَ أهْلِي وَ مَالِي وَ وَلَدِي وَ ذَوي عِنايتِي وَ جَمِيعَ نِعَمِ اللهِ عِنْدِي بِشِدَّةِ حَوْل الله وَ شِدَّةِ قُوَّةِ الله وَ شِدَّةِ بَطْش الله و شِدَّةِ جَبَرُوتِ الله وَ بِمَوَاثِيقِ اللهِ وَ طَاعَتِهِ على الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِسْمِ الله الذي يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَن تَزولا وَ لَئِنْ زَالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَليماً غَفُوراً وَ بِسْمِ اللهِ الَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَني إِسْرَائِيلَ وَ بِسْم الله الذي ألْانَ لِدَاوُدَ الْحَدِيدَ وَ بِسْمِ الله الَّذِي جَعَلَ الْأَرْضَ جَمِيعاً فِي قَبْضَتِهِ يَومَ الْقِيامَةِ وَ السَّمَاوَاتِ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِه سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَنْ خَلَقَهُ وَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرِّ وَ مِنْ شَرِّ حَسَدِ كُلِّ
ص: 26
حَاسِدٍ وَ سِعَايَةِ كُلِّ سَاعٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ شَأْنُهُ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَعِينُ وَ بِكَ أَسْتَغِيثُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْفَظْنِي وَ خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَ مُصِيبَةٍ نَزَلَتْ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَ فِي جَمِيعِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِسْمِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي وَ مَالِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي بِسْمِ اللَّهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَعْطَانِي رَبِّي بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِمَا قَضَيْتَ وَ عَافِنِي فِي مَا أَمْضَيْتَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَضْغَاثِ الْأَحْلَامِ وَ أَنْ يَلْعَبَ بِيَ الشَّيْطَانُ فِي الْيَقَظَةِ وَ الْمَنَامِ بِسْمِ اللَّهِ تَحَصَّنْتُ بِاَلْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ رَمَيْتُ مَنْ يُرِيدُ بِي سُوءاً أَوْ مَكْرُوهاً مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكُمْ شَرُّكُمْ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ خَيْرُكُمْ بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ وَ أُعِيذُ نَفْسِي وَ مَا أَعْطَانِي رَبِّي وَ مَا مَلَكَتْهُ يَدِي وَ ذَوِي عِنَايَتِي بِرُكْنِ اللَّهِ الْأَشَدِّ وَ كُلُّ أَرْكَانِ رَبِّي شِدَادٌ اللَّهُمَّ تَوَسَّلْتُ بِكَ إِلَيْكَ وَ تَحَمَّلْتُ بِكَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَكَ إِلَّا بِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ مَا أَحْذَرُ وَ مَا لَا يَبْلُغُهُ حِذَارِي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ هُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِي وَ إِسْرَافِيلُ أَمَامِي وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ مُخْرِجَ الْوَلَدِ مِنَ الرَّحِمِ وَ رَبَّ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ سَخِّرْ لِي مَا أُرِيدُ مِنْ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ عَلَيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ أَنْزَلْتَهُ فِي
ص: 27
كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَ نُورَ بَصَرِي وَ شِفَاءَ صَدْرِي وَ جَلَاءَ حُزْنِي وَ ذَهَابَ هَمِّي وَ قَضَاءَ دَيْنِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ يَا حَيُّ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ وَ الْقَائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ اسْتَعَنْتُ فَأَعِنِّي وَ اجْمَعْ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُمَا بِمَنِّكَ وَ سَعَةِ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَلِيكٌ مُقْتَدِرٌ وَ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُنْ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ فَرِّجْ عَنِّي وَ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي إِنَّكَ عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ يَا جَوَادُ يَا كَرِيمُ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ علیه السلام إِلَيْكَ أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ سَهِّلْ لِي حُزُونَةَ أَمْرِي وَ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ وَ أَعْطِنِي مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَرْجُو وَ اصْرِفْ عَنِّي مِنَ الشَّرِّ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ .
يَقْرَأُ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ صَدَدْتُ (1) أَفْوَاهَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّيَاطِينِ وَ السَّحَرَةِ وَ الْأَبَالِسَةِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ السَّلَاطِينِ وَ مَنْ يَلُوذُ بِهِمْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْأَعَزِّ وَ بِاللَّهِ الْكَبِيرِ الْأَكْبَرِ بِسْمِ اللَّهِ الظَّاهِرِ الْبَاطِنِ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الَّذِي أَقَامَ بِهِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى
ص: 28
الْعَرْشِ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ قَالَ احْسَنُوا فِيها وَ لَا تُكَلِّمُونِ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلماً و خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وَ جَعَلْنَا عَلَى قُلوبِهِمْ أَكِنَّةَ أنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذَانِهِمْ وَقراً وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَ حْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ و بَيْنَ الَّذِيْنَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابَاً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَداً وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ يَا خَالِقَ الْمَخْلُوقِينَ يَا رَازِقَ الْمَرْزُوقِينَ يَا نَاصِرَ الْمَنْصُورِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا دَلِيلَ الْمُتَحَيِّرِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ أَغِثْنِي يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَ عَلَى عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَ الْحَسَنِ الْمُجْتَبَى وَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ بِكَرْبَلَاءَ وَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ
ص: 29
وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّقِيِّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ وَ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْصُرْ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِي رُؤْيَةَ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي مِنْ أَتْبَاعِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
يُكْتَبُ وَ يُشَدُّ عَلَى الْعَضُدِ:
أُعِيذُ نَفْسِي بِرَبِّيَ الْأَكْبَرِ مِمَّا يَخْفَى وَ يَظْهَرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَى وَ ذَكَرٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ وَ أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ إِلَى الَّذِي خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ خَاتَمِ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ وَ بِخَاتَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اِخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ اخْسَئُوا عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كُلَّمَا يَغْدُو وَ يَرُوحُ مِنْ ذِي حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ سَاحِرٍ أَوْ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ وَ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ أَخَذْتُ عَنْهُ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى وَ مَا رَأَتْ عَيْنُ نَائِمٍ أَوْ يَقْظَانٍ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ
الصورة
ص: 30
الصورة
يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا دَيَّانُ يَا دَيَّانُ يَا اهياً (1) أَشَرا هِيّاً آذونا أَصباوُثَ آل شداى .
الصورة
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ أَنْ تَدْفَعَ عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ جَمِيعَ الْبَلَايَا وَ تَقْضِيَ حَوَائِجَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ اللَّهُمَّ كهكهيج بعسط مهحما مسلع وروره مهفتام وَ بِعَوْنِكَ إِلَّا مَا أَخَذْتَ لِسَانَ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ وَ بَنَاتِ حَوَّا عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ إِلَّا بِالْخَيْرِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا دَانٍ غَيْرَ مُتَوَانٍ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اجْعَلْ لِشِيعَتِي مِنَ النَّارِ وِقَاءً لَهُمْ وَ لَهُمْ عِنْدَكَ رِضًا وَ اغْفِرْ ذُنُوبَهُمْ وَ يَسِّرْ أُمُورَهُمْ
ص: 31
وَ اقْضِ دُيُونَهُمْ وَ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وَ هَبْ لَهُمُ الْكَبَائِرَ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ يَا مَنْ لَا يَخَافُ الضَّيْمَ وَ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ غَمٍّ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً .
قَالَ: الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الْفَقِيهُ عَمُّ وَالِدِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الدُّورْيَسْتِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَالِدِي قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْفَقِيهُ الْقُمِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ حَدَّثَنِي الشَّیْخُ جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَقِيهُ وَالِدِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَبَّالٍ الْقَاشِيُّ الْمُجَاوِرُ بِالْمَشْهَدِ الرَّضَوِيِّ عَلَى سَاكِنِهِ السَّلَامُ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ (رحمه الله) عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُيُوخِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مِنْ نُدَمَاءِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ خَوَاصِّهِ وَ كُنْتُ صَاحِبَ سِرِّهِ فَبَيْنَا أَنَا إِذْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَأَيْتُهُ مُغْتَمّاً فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذِهِ الْفِكْرَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَقَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ هَلَكَ مِنْ أَوْلَادِ فَاطِمَةَ مِائَةٌ أَوْ يَزِيدُونَ وَ قَدْ بَقِيَ سَيِّدُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَأْسُ الرَّوَافِضِ وَ سَيِّدُهُمْ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ رَجُلٌ شَغَلَتْهُ الْعِبَادَةُ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ وَ الْخِلَافَةِ فَقَالَ لِي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَقُولُ بِهِ وَ بِإِمَامَتِهِ وَ لَكِنَّ الْمُلْكَ عَقِيمٌ وَ قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أُمْسِيَ عَشِيَّتِي هَذِهِ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْهُ ثُمَّ دَعَا بِسَيَّافٍ وَ قَالَ لَهُ إِذَا أَنَا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ شَغَلْتُهُ بِالْحَدِيثِ وَ وَضَعْتُ قَلَنْسُوَتِي فَهُوَ الْعَلَامَةُ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَأَمَرَ بِإِحْضَارِ الصَّادِقِ (علیه السلام) فَأُحْضرَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَ لَحِقْتُهُ فِي الدَّارِ وَ هُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ. فَلَمْ أَدْرِ مَا الَّذِي قَرَأَ إِلَّا أَنَّنِي رَأَيْتُ الْقَصْرَ يَمُوجُ كَأَنَّهُ سَفِينَةٌ فَرَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ كَمَا يَمْشِي الْعَبْدُ بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِهِ حَافِيَ الْقَدَمَيْنِ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ يَحْمَرُّ سَاعَةً وَ يَصْفَرُّ أُخْرَى وَ أَخَذَ بِعَضُدِ
ص: 32
الصَّادِقِ (علیه السلام) وَ أَجْلَسَهُ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ فِي مَكَانِهِ وَ جَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ كَمَا يَجْثُو (1) الْعَبْدُ بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَاهُ، ثُمَّ قَالَ مَا الَّذِي جَاءَ بِكَ إِلَيْنَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُكَ قَالَ: مَا دَعَوْتُكَ وَ إِنَّمَا الْغَلَطُ مِنَ الرَّسُولِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: سَلْ حَاجَتَكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَدْعُوَنِي لِغَيْرِ شُغُلٍ قَالَ: لَكَ ذَاكَ وَ انْصَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) فَلَمَّا انْصَرَفَ نَامَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ فَلَمَّا انْتَبَهَ كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَأْسِهِ قَالَ لِي لَا تَبْرَحْ يَا مُحَمَّدُ مِنْ عِنْدِي حَتَّى أَقْضِيَ مَا فَاتَنِي مِنْ صَلَاتِي وَ أُحَدِّثَكَ بِحَدِيثٍ قُلْتُ سَمْعاً وَ طَاعَةً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ اعْلَمْ أَنِّي لَمَّا أَحْضَرْتُ سَيِّدَكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ هَمَمْتُ بِمَا هَمَمْتُ بِهِ مِنَ السُّوءِ رَأَيْتُ تِنِّيناً قَدْ حَوَى بِذَنَبِهِ جَمِيعَ دَارِي وَ قَصْرِيْ وَ قَدْ وَضَعَ شَفَتَهُ الْعُلْيَا فِي أَعْلَاهَا وَ السُّفْلَى فِي أَسْفَلِهَا وَ هُوَ يُكَلِّمُنِي بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ يَا مَنْصُورُ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ وَ أَمَرَنِي إِنْ أَنْتَ أَحْدَثْتَ فِي عَبْدِيَ الصَّالِحِ الصَّادِقِ حَدَثاً ابْتَلَعْتُكَ وَ مَنْ فِي الدَّارِ جَمِيعاً فَطَاشَ عَقْلِي وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي وَ اصْطَكَّتْ أَسْنَانِي قَالَ مُحَمَّدٌ قُلْتُ لَيْسَ هَذَا بِعَجِيبٍ فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّ وَ جَدُّهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) وَ عِنْدَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ الدَّعَوَاتِ الَّتِي لَوْ قَرَأَهَا عَلَى اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ لَأَنَارَ وَ عَلَى النَّهَارِ الْمُضِيءِ لَأَظْلَمَ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا مَضَى (علیه السلام) اسْتَأْذَنْتُ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ لِزِيَارَةِ مَوْلَانَا الصَّادِقِ فَأَجَابَ وَ لَمْ يَأْبَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْتُ وَ قُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ يَا مَوْلَايَ بِحَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ تُعَلِّمَنِي الدُّعَاءَ الَّذِي قَرَأْتَهُ عِنْدَ دُخُولِكَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ لَكَ ذَلِكَ فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: هَذَا حِرْزٌ جَلِيلٌ وَ دُعَاءٌ عَظِيمٌ نَبِيلٌ، مَنْ قَرَأَهُ صَبَاحاً كَانَ فِي أَمَانِ اللَّهِ إِلَى الْعِشَاءِ وَ مَنْ قَرَأَهُ عِشَاءً كَانَ فِي حِفْظِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى الصَّبَاحِ وَ قَدْ عَلَّمَنِيهِ أَبِي
ص: 33
بَاقِرُ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ عَنْ أَخِيهِ سَيِّدِ الْأَصْفِيَاءِ عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ اسْتَخْرَجَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الَّذِي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ هُوَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ وَ أَكْرَمَنِيَ بِالْإِيمَانِ وَ عَرَّفَنِي الْحَقَّ الَّذِي عَنْهُ يُؤْفَكُونَ وَ النَّبَأَ الْعَظِيمَ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَ أَنْشَأَ جَنَّاتِ الْمَأْوَى بِلَا أَمَدٍ تَلْقَوْنَهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ السَّابِغُ النِّعْمَةِ الدَّافِعُ النَّقِمَةِ الْوَاسِعُ الرَّحْمَةِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو السُّلْطَانِ الْمَنِيعِ وَ الإِنْشَاءِ الْبَدِيعِ وَ الشَّأْنِ الرَّفِيعِ وَ الْحِسَابِ السَّرِيعِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ أَمِينِكَ وَ شَهِيدِكَ التَّقِيِّ النَّقِيِّ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الْأَخْيَارِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَقَرُّباً إِلَى اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَوَجُّهاً إِلَى اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَلَطُّفاً بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا يَكُنْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ أُعِيذُ نَفْسِي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ ذُرِّيَّتِي وَ دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ مَا رَزَقَنِي رَبِّي وَ مَا أُغْلِقَتْ عَلَيْهِ أَبْوَابِي وَ أَحَاطَتْ بِهِ جُدْرَانِي وَ مَا أَتَقَلَّبُ فِيهِ مِنْ نِعَمِهِ وَ إِحْسَانِهِ وَ جَمِيعِ إِخْوَانِهِ وَ أَقْرِبَائِي وَ قَرَابَاتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِأَسْمَائِهِ التَّامَّةِ الْعَامَّةِ الْكَامِلَةِ الشَّافِيَةِ الْفَاضِلَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُنِيفَةِ الْمُتَعَالِيَةِ الزَّاكِيَةِ الشَّرِيفَةِ الْكَرِيمَةِ الطَّاهِرَةِ الْعَظِيمَةِ الْمَخْزُونَةِ الْمَكْنُونَةِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ وَ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَ فَاتِحَتِهِ وَ خَاتِمَتِهِ وَ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ سُورَةٍ شَرِيفَةٍ وَ آيَةٍ مُحْكَمَةٍ وَ شِفَاءٍ وَ رَحْمَةٍ وَ عُوذَةٍ وَ بَرَكَةٍ وَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ بِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَ بِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ
ص: 34
وَ بِكُلِّ حُجَّةٍ أَقَامَهَا اللَّهُ وَ بِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللَّهُ وَ بِكُلِّ آلَاءِ اللَّهِ وَ عِزَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ قُدْرَةِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ جَلَالِ اللَّهِ وَ مَنْعِ اللَّهِ وَ مَنِّ اللَّهِ وَ عَفْوِ اللَّهِ وَ حِلْمِ اللَّهِ وَ حِكْمَةِ اللَّهِ وَ غُفْرَانِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ كُتُبِ اللَّهِ وَ رُسُلِ اللَّهِ وَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ سَخَطِ اللَّهِ وَ نَكَالِ اللَّهِ وَ عِقَابِ اللَّهِ وَ أَخْذِ اللَّهِ وَ بَطْشِهِ وَ اجْتِيَاحِهِ وَ اجْتِثَاثِهِ (1) وَ اصْطِلَامِهِ وَ تَدْمِيرِهِ وَ سَطَوَاتِهِ وَ نَقِمَتِهِ وَ جَمِيعِ مَثُلَاتِهِ وَ مِنْ إِعْرَاضِهِ وَ صُدُودِهِ وَ تَنْكِيلِهِ وَ تَوْكِيلِهِ وَ خِذْلَانِهِ وَ دَمْدَمَتِهِ وَ تَخْلِيَتِهِ وَ مِنَ الْكُفْرِ وَ النِّفَاقِ وَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ الْحَيْرَةِ فِي دِينِ اللَّهِ وَ مِنْ شَرِّ يَوْمِ النُّشُورِ وَ الْحَشْرِ وَ الْمَوْقِفِ وَ الْحِسَابِ وَ مِنْ شَرِّ كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ وَ مِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ وَ تَحْوِيلِ الْعَافِيَةِ وَ حُلُولِ النَّقِمَةِ وَ مُوجِبَاتِ الْهَلَكَةِ وَ مِنْ مَوَاقِفِ الْخِزْيِ وَ الْفَضِيحَةِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ هَوًى مُرْدٍ(2) وَ قَرِينٍ مُلْهٍ وَ صَاحِبٍ مُسْهٍ وَ جَارٍ مُوذٍ وَ غِنًى مُطْغٍ وَ فَقْرٍ مُنْسٍ وَ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُرْفَعُ وَ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَ عَيْنٍ لَا تَدْمَعُ وَ نَفْسٍ لَا تَقْنَعُ وَ بَطْنٍ لَا يَشْبَعُ وَ عَمَلٍ لَا يَنْفَعُ وَ اسْتِغَاثَةٍ لَا تُجَابُ وَ غَفْلَةٍ وَ تَفْرِيطٍ يُوجِبَانِ الْحَسْرَةَ وَ النَّدَامَةَ وَ مِنَ الرِّيَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الشَّكِّ وَ الْعَمَى فِي دِينِ اللَّهِ وَ مِنْ نَصَبٍ وَ اجْتِهَادٍ يُوجِبَانِ الْعَذَابَ وَ مِنْ مَرَدٍّ إِلَى النَّارِ وَ مِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ (3) وَ غَلَبَةِ الرِّجَالِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الدِّينِ وَ النَّفْسِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ الْإِخْوَانِ وَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنَ الْغَرَقِ وَ الْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ (4)
ص: 35
وَ السَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ الْخَسْفِ وَ الْمَسْخِ وَ الْحِجَارَةِ وَ الصَّيْحَةِ وَ الزَّلَازِلِ وَ الْفِتَنِ وَ الْعَيْنِ وَ الصَّوَاعِقِ وَ الْبَرْدِ وَ الْقَوَدِ وَ الْقَرَدِ وَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ أَكْلِ السَّبُعِ وَ مِيتَةِ السَّوْءِ وَ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ اللَّامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ وَ الْحَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ أَحْدَاثِ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَانُ وَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ تَتَابُعِ الْعَنَاءِ وَ الْفَقْرِ إِلَى الْأَكْفَاءِ وَ سُوءِ الْمَمَاتِ وَ الْمَحْيَا وَ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَ مِنْ شَرِّ السُّلْطَانِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ مَا فِي النُّورِ وَ الظُّلَمِ وَ مِنْ شَرِّ مَا هَجَمَ أَوْ دَهَمَ أَوْ أَلَمَّ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سَقَمٍ وَ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ آفَةٍ وَ نَدَمٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْبَرِّ وَ الْبِحَارِ وَ مِنْ شَرِّ الْفُسَّاقِ وَ الدُّعَّارِ وَ الْفُجَّارِ وَ الْكُفَّارِ وَ الْحُسَّادِ وَ السُّحَّارِ وَ الْجَبَابِرَةِ وَ الْأَشْرَارِ وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ مِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ الْأَنْبِيَاءُ الْمُرْسَلُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ وَ الْأَوْصِيَاءُ وَ الْحُجَجُ الْمُطَهَّرُونَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلُوكَهُ وَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذُوا بِكَ مِنْهُ وَ أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَ آجِلِهِ مَا عَلِمْتُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ مِنْهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَ آجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ
ص: 36
وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي فِي يَوْمِي هَذَا وَ فِيمَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَيَّامِ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ ضَعِيفٍ أَوْ شَدِيدٍ بِشَرٍّ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ مَسَاءَةٍ بِيَدٍ أَوْ بِلِسَانٍ أَوْ بِقَلْبٍ فَأَخْرِجْ صَدْرَهُ وَ أَلْجِمْ فَاهُ وَ أَفْخِمْ لِسَانَهُ وَ اسْدُدْ سَمْعَهُ وَ اقْمَحْ (1) بَصَرَهُ وَ ارْعَبْ قَلْبَهُ وَ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَ أَمِتْهُ بِغَيْظِهِ وَ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ وَ كَيْفَ شِئْتَ وَ أَنَّى شِئْتَ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ اكْفِنِي شَرَّ مَنْ نَصَبَ لِي حَدَّهُ وَ اكْفِنِي مَكْرَ الْمَكَرَةِ وَ أَعِنِّي عَلَى ذَلِكَ بِالسَّكِينَةِ وَ الْوَقَارِ وَ أَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الْحَصِينَةَ وَ أَحْيِنِي مَا أَحْيَيْتَنِي فِي سِتْرِكَ الْوَاقِي وَ أَصْلِحْ حَالِي كُلَّهُ أَصْبَحْتُ فِي جِوَارِ اللَّهِ مُمْتَنِعاً وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُرَامُ مُحْتَجِباً وَ بِسُلْطَانِ اللَّهِ الْمَنِيعِ مُعْتَصِماً مُتَمَسِّكاً وَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلِّهَا عَائِذاً أَصْبَحْتُ فِي حِمَى اللَّهِ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ وَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُخْفَرُ (2) وَ فِي حَبْلِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُجْذَمُ وَ فِي جِوَارِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُسْتَضَامُ وَ فِي مَنْعِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُدْرَكُ وَ فِي سِتْرِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُهْتَكُ وَ فِي عَوْنِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُخْذَلُ اللَّهُمَّ اعْطِفْ عَلَيْنَا قُلُوبَ عِبَادِكَ وَ إِمَائِكَ وَ أَوْلِيَائِكَ بِرَأْفَةٍ مِنْكَ وَ رَحْمَةٍ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ حَسْبِيَ اللَّهُ وَ كَفَى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهًى وَ لَا دُونَ اللَّهِ مَلْجَأٌ مَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ نَجَا كَتَبَ اللّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فَاللّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ
ص: 37
قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ وَ أَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ تَحَصَّنْتُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَ اسْتَعْصَمْتُ بِالْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ رَمَيْتُ كُلَّ عَدُوٍّ لَنَا بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
برواية أخرى:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا خَالِقَ الْخَلْقِ وَ يَا بَاسِطَ الرِّزْقِ وَ يَا فَالِقَ الْحَبِّ وَ يَا بَارِئَ النَّسَمِ وَ مُحْيِيَ الْمَوْتَى وَ مُمِيتَ الْأَحْيَاءِ وَ دَائِمَ الثَّبَاتِ وَ مُخْرِجَ النَّبَاتِ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ .
قَالَ الشَّیْخُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَصْحَابِنَا مَرْوِيّاً عَنِ الْمَشَايِخِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ أَنَّهُ لَمَّا هَمَّ هَارُونُ الرَّشِيدُ بِقَتْلِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ(علیهما السلام) دَعَا الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ وَ قَالَ لَهُ قَدْ وَقَعَتْ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أَسْأَلُكَ أَنْ تَقْضِيَهَا وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ فَخَرَّ الْفَضْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً فَقَالَ أَمْراً أَمْ مَسْأَلَةً قَالَ بَلْ مَسْأَلَةً ثُمَّ قَالَ أَمَرْتُ بِأَنْ تَحْمِلَ إِلَى دَارِكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى دَارِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ تَأْتِيَنِي بِرَأْسِهِ قَالَ الْفَضْلُ فَذَهَبْتُ إِلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَرَأَيْتُ فِيهِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَ هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَجَلَسْتُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ وَ أَقْبَلَ إِلَيَّ وَ تَبَسَّمَ وَ قَالَ عَرَفْتُ لِمَاذَا حَضَرْتَ أَمْهِلْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ قَالَ فَأَمْهَلْتُهُ فَقَامَ وَ تَوَضَّأَ وَ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِحُسْنِ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ قَرَأَ خَلْفَ
ص: 38
صَلَاتِهِ بِهَذَا الْحِرْزِ فَانْدَرَسَ(1) وَ سَاخَ فِي مَكَانِهِ وَ لَا أَدْرِي أَ أَرْضٌ ابْتَلَعَتْهُ أَمْ سَمَاءٌ اخْتَطَفَتْهُ فَذَهَبْتُ إِلَى هَارُونَ وَ قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ قَالَ فَبَكَى هَارُونُ الرَّشِيدُ ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَجَارَهُ اللَّهُ مِنِّي .
وَ رُوِيَ عَنْهُ (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ كُلَّ يَوْمٍ بِنِيَّةٍ خَالِصَةٍ وَ طَوِيَّةٍ صَادِقَةٍ صَانَهُ اللَّهُ عَنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَ آفَةٍ وَ إِنْ كَانَتْ بِهِ مِحْنَةٌ خَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَ كَفَاهُ شَرَّهَا وَ مَنْ لَمْ يُحْسِنِ الْقِرَاءَةَ فَلْيُمْسِكْهُ مَعَ نَفْسِهِ مُتَبَرِّكاً بِهِ حَتَّى يَنْفَعَهُ اللَّهُ بِهِ وَ يَكْفِيَهُ الْمَحْذُورَ وَ الْمَخُوفَ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَيْهِ. الدُّعَاءُ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَعْلَى وَ أَجَلُّ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَزَّ جَارُ اللَّهِ وَ جَلَّ ثَنَاءُ اللَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ اغْفِرْ لِي بِقُدْرَتِكَ فَأَنْتَ رَجَائِي رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي وَ كَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعَمِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي وَ يَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي وَ يَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْخَطَايَا فَلَمْ يَفْضَحْنِي يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَضِي أَبَداً يَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لَا تُحْصَى عَدَداً صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ بِكَ أَدْفَعُ وَ أَدْرَأُ فِي نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِيذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِدُنْيَايَ وَ عَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَايَ وَ احْفَظْنِي فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِي مَا حَضَرْتُهُ يَا مَنْ لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَ لَا تَنْفَعُهُ الْمَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَضُرُّكَ وَ أَعْطِنِي مَا لَا يَنْفَعُكَ إِنَّكَ أَنْتَ وَهَّابٌ أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيباً وَ مَخْرَجاً رَحِيباً وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ صَبْراً جَمِيلاً وَ عَافِيَةً مِنْ جَمِيعِ الْبَلَايَا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ
ص: 39
وَ الْعَافِيَةَ وَ الْأَمْنَ وَ الصِّحَّةَ وَ الصَّبْرَ وَ دَوَامَ الْعَافِيَةِ وَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُلْبِسَنِي عَافِيَتَكَ فِي دِينِي وَ نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ إِخْوَانِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ جَمِيعِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَ أَسْتَوْدِعُكَ ذَلِكَ كُلَّهُ يَا رَبِّ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي كَنَفِكَ وَ فِي جِوَارِكَ وَ فِي حِفْظِكَ وَ حِرْزِكَ وَ عِيَاذِكَ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ فَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ وَ ذِكْرِكَ وَ انْعَشْهُ لِخَوْفِكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلَّهَا وَ اجْعَلْ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا تَقْوَاكَ وَ هَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ طَاعَتِكَ وَ أَعْمَلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ وَ اجْعَلْ فِرَارِي إِلَيْكَ وَ رَغْبَتِي فِي مَا عِنْدَكَ وَ الْبَسْ قَلْبِي الْوَحْشَةَ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ الْأُنْسَ بِأَوْلِيَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ لَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ وَ لَا لِكَافِرٍ عَلَيَّ مِنَّةً وَ لَا لَهُ عِنْدِي يَداً وَ لَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةً إِلَهِي قَدْ تَرَى مَكَانِي وَ تَسْمَعُ كَلَامِي وَ تَعْلَمُ سِرِّي وَ عَلَانِيَتِي لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي يَا مَنْ لَا يَصِفُهُ نَعْتُ النَّاعِتِينَ وَ يَا مَنْ لَا يُجَاوِزُهُ رَجَاءُ الرَّاجِينَ يَا مَنْ لَا يَضِيعُ لَدَيْهِ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ يَا مَنْ قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ مِنَ الْمَظْلُومِينَ يَا مَنْ بَعُدَ عَوْنُهُ عَنِ الظَّالِمِينَ قَدْ عَلِمْتَ مَا نَالَنِي مِنْ فُلَانٍ مِمَّا حَظَرْتَ وَ انْتَهَكَ مِنِّي مَا حَجَرْتَ بَطَراً فِي نِعْمَتِكَ عِنْدَهُ وَ اغْتِرَاراً بِسَتْرِكَ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ فَخُذْهُ عَنْ ظُلْمِي بِعِزَّتِكَ وَ افْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي بِقُدْرَتِكَ وَ اجْعَلْ لَهُ شُغُلاً فِيمَا يَلِيهِ وَ عَجْزاً عَمَّا يَنْوِيهِ اللَّهُمَّ لَا تُسَوِّغْهُ ظُلْمِي وَ أَحْسِنْ عَلَيْهِ عَوْنِي وَ اعْصِمْنِي مِنْ مِثْلِ فِعَالِهِ وَ لَا تَجْعَلْنِي بِمِثْلِ حَالِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَجَرْتُ بِكَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ وَ ضَعْفَ رُكْنِي إِلَى قُوَّتِكَ مُسْتَجِيراً بِكَ مِنْ ذِي التَّعَزُّزِ عَلَيَّ وَ الْقُوَّةِ عَلَى ضَيْمِي فَإِنِّي فِي جِوَارِكَ فَلَا ضَيْمَ عَلَى جَارِكَ رَبِّ فَاقْهَرْ عَنِّي قَاهِرِي وَ أَوْهِنْ عَنِّي مُسْتَوْهِنِي بِعِزَّتِكَ وَ اقْبِضْ عَنِّي ضَائِمِي بِقِسْطِكَ وَ خُذْ لِي مِمَّنْ ظَلَمَنِي بِعَدْلِكَ رَبِّ فَأَعِذْنِي
ص: 40
بِعِیاذِکَ فَبِعِیاذِک امْتَنَعَ عَائِدُكَ وَأَدْخِلني فِي جِوارِكَ عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إلَهَ غَيْرُكَ وَأَسْبِلْ عَلَيَّ سِتْرَكَ فَمَنْ تَسْتَرْهُ فَهُوَ الْأَمِنُ الْمُحَصَّنُ الذي لا يُرَاعُ رَبِّ وَاضْمُمْني فِي ذلِكَ إِلى كَنَفِكَ فَمَنْ تَكْتُفْهُ فَهُوَ الْأَمِنُ الْمَحْفُوظُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ وَ لا حيلَةَ إلا بالله الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً مَنْ يَكُنْ ذَا حِيلَةٍ فِي نَفْسِهِ أَوْ حَوْلٍ بِتَقَلُّبِهِ أَوْ قُوَّةٍ فِي أَمْرِهِ بِشَيْءٍ سِوى الله فَإِنَّ حَوْلِي وَ قُوَّتِي وَ كُلَّ حيلتي بالله الْوَاحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ وَ كُلُّ ذِي مُلْكِ فَمَمْلُوكُ لله وَ كُلُّ قَوِيٌّ ضَعِيفٌ عِنْدَ قُوَّةِ الله وَ كُلُّ ذِي عِزّ فَغَالِبُهُ الله وَ كُلُّ شَيْءٍ فِي قَبْضَةِ الله ذَلَّ كُلُّ عَزيزِ لِبَطْشِ اللهِ صَغُرَ كُلُّ عَظِيمٍ عِنْدَ عَظَمَةِ اللَّه خَضَعَ كُلُّ جَبّارٍ عِنْدَ سُلْطَانِ الله وَاسْتَظْهَرْتُ وَاسْتَطَلْتُ عَلَى كُلِّ عَدُوٌّ لِي بِتَوَلَّي اللهُ دَرَأْتُ فِي نَحْرِ كُلِّ عَادٍ عَلَيَّ بِاللَّهِ ضَرَبْتُ بِإِذْنِ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ مُتْرَفٍ ذِي سَوْرَةٍ وَ جَبَارٍ ذِي نَحْوَةٍ وَ مُتَسَلَّطٍ ذِي قُدْرَةٍ وَ وال ذِي إِمْرَةٍ وَ مُسْتَعِدٌ ذِي أُبُّهَةٍ وَ عَنيدٍ ذِي صَغِينَةٍ وَ عَدُوِّ ذِي غيلةٍ و حاسد ذي ق_وة و ماكر ذي مَكِيدَة وَ كُلِّ مُعِينٍ أو معانٍ عَلَيَّ بِمَقَالَةٍ مُغْوِيَةٍ أَوْ سِعَايَةٍ مُسْلِبَةٍ أَوْ حيلَةٍ مُؤذِيَةٍ أَوْ عَائِلَةٍ مُرْدِيَةٍ أَوْ كُلَّ طَاغٍ ذِي كِبْرِيَاء أَوْ مُعْجِبٍ ذِي خُيَلَاءَ عَلَى كُلِّ سَبَبٍ وَ بِكُلِّ مَذْهَبٍ فَأَخَذْتُ لِنَفْسي وَ مَالِي حِجَاباً دُونَهُمْ بِمَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتابِكَ وَأَحْكَمْتَ مِنْ وَحْيِكَ الَّذي لا يُؤْتَى مِنْ سُورَةٍ بِمِثْلِهِ وَ هُوَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ وَالكِتابُ الَّذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حكيم حميدٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ حَمْدِي لَكَ وَ ثَنائي عَلَيْكَ فِي الْعَافِيَةِ وَ الْبَلاءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخاء دائِماً لا يَنْقَضِي وَلَا يَبيدُ تَوَّكَلْتُ عَلَى الْحَيِّ الذي لا يَمُوتُ اللَّهُمَّ بِكَ أعُوذُ وَ بِكَ أَصولُ وَإِيَّاكَ أَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
ص: 41
أَسْتَعِينُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِ أَعْدَائِي وَ أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِمْ وَ أَسْتَكْفِيكَهُمْ فَاكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ وَ كَيْفَ شِئْتَ وَ مِمَّا شِئْتَ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى قالَ اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ أَخَذْتُ بِسَمْعِ مَنْ يُطَالِبُنِي بِالسُّوءِ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ وَ قُوَّتِهِ بِقُوَّةِ اللَّهِ وَ حَبْلِهِ الْمَتِينِ وَ سُلْطَانِهِ الْمُبِينِ فَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيْنَا سُلْطَانٌ وَ لَا سَبِيلٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ يَدُكَ فَوْقَ كُلِّ ذِي يَدٍ وَ قُوَّتُكَ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ قُوَّةٍ وَ سُلْطَانُكَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ سُلْطَانٍ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ عِنْدَ ظَنِّي فِي مَا لَمْ أَجِدْ فِيهِ مَفْزَعاً غَيْرَكَ وَ لَا مَلْجَأً سِوَاكَ فَإِنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّ عَدْلَكَ أَوْسَعُ مِنْ جَوْرِ الْجَبَّارِينَ وَ أَنَّ إِنْصَافَكَ مِنْ وَرَاءِ ظُلْمِ الظَّالِمِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِينَ وَ أَجِرْنِي مِنْهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أُعِيذُ نَفْسِي وَ دِينِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ مَنْ يَلْحَقُهُ عِنَايَتِي وَ جَمِيعَ نِعَمِ اللَّهِ عِنْدِي بِبِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَافَتْهُ الصُّدُورُ وَ وَجِلَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي نَفَّسَ عَنْ دَاوُدَ كُرْبَتَهُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي قَالَ لِلنَّارِ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ وَ أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ وَ بِعَزِيمَةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُحْصَى وَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ الْمُسْتَطِيلَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ مِنْ شَرِّ فُلَانٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَهُ الرَّحْمَنُ وَ مِنْ شَرِّ مَکرِهِمْ وَ كَيْدِهِمْ وَ حَوْلِهِمْ وَ قُوَّتِهِمْ وَ حِيلَتِهِمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَعِينُ وَ بِكَ أَسْتَغِيثُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ
ص: 42
مُصِيبَةٍ نَزَلَتْ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَ فِي جَمِيعِ الْأَيامِ وَ اللَّيَالِي مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَاجْعَلْ لِي سَهْماً فِي كُلِّ حَسَنَةٍ نَزَلَتْ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَ فِي جَميعِ اللَّيالي وَالْأَيامِ مِنْ السَّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ إلَيْكَ أَتَوَجهُ وَبِكِتَابِكَ أَتَوَسَّلُ أنْ تَلْطُفَ لِي بِلُطْفِكَ الْخَفِيِّ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلَ عَنْ شِمَالِي [يَساري خ ل] وَإِسْرافيل أمامي وَلَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ الْعَظيمِ خَلْفِي وَبَيْنَ يَديَّ لا إلهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ وَ صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطِّاهِرِينَ وَسَلَّمَ كَثِيراً .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنِي الشَّیْخُ جَدِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ وَالِدِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا السَّیِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ اِبْنُ بَابَوَيْهِ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ أَنَّهُ قَالَ: أُنْمِيَ الْخَبَرُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (علیهما السلام) وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِمَا عَزَمَ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ فِي أَمْرِهِ فَقَالَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ مَا تَرَوْنَ قَالُوا نَرَى أَنْ تَتَبَاعَدَ مِنْهُ وَ أَنْ تُغَيِّبَ شَخْصَكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ فَتَبَسَّمَ أَبُو الْحَسَنِ (علیه السلام) ثُمَّ قَالَ:
ص: 43
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا*** فَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلَّابِ
ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ إلی السَّماءِ وَ قَالَ:
إلهي كَمْ مِنْ عَدُوٌّ شَحَذَ (1) لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ وَأَرْهَفَ لِي شَبَاحَدِّه وَ دافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ فَلَما رَأَيْتَ ضَعْفِي عَن احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ وَ عَجْزِي عَنْ مُلِمَّاتِ الْجَوَانِحِ صَرَفْتَ ذَلِكَ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ لا بِحَوْلٍ مِنّي وَلَا قُوَّةٍ فَأَلْقَيْتَهُ فِي الْحَفِيرِ الَّذِي احْتَفَرَهُ لِي خَائِباً مِمَّا أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا مُتَبَاعِداً مِمَّا رَجَاهُ فِي الآخِرَةِ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ذلِكَ قَدْرَ اسْتحْقَاقِكَ سَيِّدي اللَّهُمَّ فَخُذْهُ بِعِزَّتِكَ وَافْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي بِقُدْرَتِكَ وَاجْعَلْ لَهُ شُغْلاً فِيمَا يَليهِ وَ عَجْزاً عَمَّا يُناوِيهِ اللَّهُمَّ وَأَعِدْني عَلَيْهِ عَدْوَى حَاضِرَةً تَكُونُ مِنْ غَيْظِي شِفَاءٌ وَ مِنْ حَنَقي عَلَيْهِ وَفاءً وَ صِلِ اللَّهُمَّ دُعائي بِالإِجَابَةِ وَانْظِمْ شِكَايَتي بالتغيير وَ عَرِّفْهُ عَمَّا قَلِيل مَا أَوْعَدْتَ الظَّالِمِينَ وَعَرِّفْني ما وَعَدْتَ فِي إِجَابَةِ الْمُضْطَرِّينَ إِنَّكَ ذُو الْفَضِلِ العَظِيمِ وَالْمَنِّ الْكَرِيمِ .
قَالَ ثُمَّ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَمَا اجْتَمَعُوا إِلَّا لِقِرَاءَةِ الْكِتَابِ بِمَوْتِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ كُنْتُ وَاقِفاً عَلَى رَأْسِ هَارُونَ الرَّشِيدِ إِذَا دَعَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَ هُوَ يَتَلَظَّى عَلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِشَيْ ءٍ فَأَقْبَلَ هَارُونُ عَلَيْهِ وَ لَاطَفَهُ وَ بَرَّهُ وَ أَذِنَ لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنَّكَ دَخَلْتَ عَلَى هَارُونَ وَ هُوَ يَتَلَظَّى عَلَيْكَ فَلَمْ أَشُكَّ إِلَّا أَنَّهُ يَأْمُرُ بِقَتْلِكَ فَسَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْهُ فَمَا الَّذِي كُنْتَ تَتَحَرَّكُ بِهِ شَفَتَيْكَ فَقَالَ إِنِّي دَعَوْتُ بِدُعَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا خَاصٌّ وَ الْآخَرُ عَامٌّ فَصَرَفَ اللَّهُ شَرَّهُ عَنِّي فَقُلْتُ مَا هُمَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ
ص: 44
أمّا الخاصّ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَفِظْتَ الْغُلامَيْنِ لِصَلاحٍ أَبَوَيهِمَا فَاحْفَظْني لصلاح آبائي.
وأما العامُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكْفي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ وَلَا يَكْفِي مِنْكَ أَحَدٌ فَاكْفِنِيهِ بمَا شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ فكفاني الله شره.
وبهذا الإسناد عَنْ عَلي بن إبراهيم بن هاشم بروايته قال إن الصادق علیه السلام أخرج آيات من القرآن و جعلها حرزاً لابنه موسى الكاظم علیه السلام و كان يقرأه و يعوّذ نفسه به و هو هذا :
بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ الله وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه أَبَداً حَقًّا حَقَّاً لَا إِلَهَ إلا الله إيماناً وَ صِدقاً لا إله إلا الله تَعَبداً وَرقاً لا إله إلا الله تَلَطْفاً وَ رِفْقاً لا إلهَ إلا الله بِسْمِ الله وَالْحَمْدُ للهِ وَاعْتَصَمْتُ بِالله وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى الله مَا شَاء الله لا قوَّةَ إِلَّا بِالله وَمَا تَوْفيقي إلا بِالله وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الله وَمَا صَبْرِي إِلا بِالله وَ نِعْمَ الْقادِرُ الله وَنِعْمَ الْمَوْلَى اللهُ وَنِعْمَ النصيرُ الله وَ لَا يَأْتِي بِالحَسَناتِ إِلَّا الله وَلَا يَصْرِفُ السَّيِّئَاتِ إِلا الله وَمَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله وَأَنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لله وَ أَسْتَكْفِي الله وَأَسْتَعينُ الله وَ أَسْتَقيلُ الله وَ أَسْتَقْبلُ الله وَ أَسْتَغْفِرُ الله وَ أَسْتَغيثُ الله وَ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله وَ آلِهِ وَ عَلَى أَنْبِيَاءِ الله وَعَلَى مَلائِكَةِ الله وَعَلى الصّالِحينَ مِنْ عِبَادِ اللهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَ إِنَّهُ بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأتُونِي مُسْلِمِينَ كَتَبَ الله لأغْلبَنَّ أنَا وَ رُسُلِي إِنَّ الله قَوِيّ عَزيزٌ لا يَضُرِكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصيراً إِذْ همَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إليْكُمْ أَيْدِيَهُم فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا الله وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ كُلَّمَا أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَاهَا اللَّهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأرضِ فَساداً يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى ابْراهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً
ص: 45
فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ وَ زَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ لَهُ مُعَقِباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَبِّ أدْخِلْني مُدخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصيراً وَ قَرَّبْنَاهُ نَجِياً وَرَفَعْنَاهُ مَكاناً عَلِيّاً سَيَجْعَلُ لَهُم الرَّحْمَنُ وُدًا وَأَلْقَيْتُ لَكَ مَحَبَّةً مِنّي وَ لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُم عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ وَ رَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ كَى تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَتَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَم وَ فَتَناكَ فتوناً لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى لا تَخافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشى ، لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، لَا تَخَفْ إنَّا مُنَجُوكَ وأَهْلَكَ ، لا تَخَافًا إنّني مَعَكُما أَسْمَعُ وَأرى وَيَنْصُركَ الله نَصْراً عَزيزاً وَمَنْ يَتَوَّكَلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بالغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً فَوقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لله رَبَّنَا أَفْرغ عَلَيْنَا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَ انْصُرْنَا عَلَى الْكَافِرِينَ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَ قَالُوا حَسْبُنَا الله وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلِ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله أو مَنْ كَانَ ميّتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَ جَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِه وَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما ألفتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ سَتَشُدُّ عَضُدَكَ بِأخيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فلا يَصِلُونَ إلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا (1) أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ عَلَى الله تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ
ص: 46
الْفَاتِحينَ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِضُ أَمْرِي إِلَى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَإِنْ تَوَلُّوا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبِّ إِنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ لا إلهَ إلا أنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمينَ ألم ذلِكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدى للْمُتَّقِينَ الله لا إله إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ لَهُ الكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ العَزيزُ الْحَكِيمُ و إذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَسْتوراً وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَواه وَ أَضَلَّهُ الله عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً وَ جَعَلْنَا مِنْ بين أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ وَ مَا تَوْفِيقِيَ إلَّا بِالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ ، إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَ قَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصُهُ لِنَفْسي فَلَما كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لدينا مكين أمينٌ وَ خشَعَتِ الأَصْوَاتُ للرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ
ص: 47
خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ الله وَ تِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ الله الذي لا إلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ هُوَ الله الَّذي لا إلهَ إلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزيزُ الْجَبّار الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ الله الْخَالِقُ الباريءُ المُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكِيمُ ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَ تَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إنَّ عَذابَها كَانَ غَراماً (1) ، رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ ، وَ قُل الْحَمْدُ لله الذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلُّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبيراً ، وَ مَا لَنَا ألَّا نَتَوَكَّل عَلَى الله وَ قَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَ عَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي وَ بِأَهْلِي وَ أَوْلادي وَأَهْلِ عِنايتي شَرّاً أَوْ بَأْساً أَوْ ضَرّاً فَاقْمَعْ رَأْسَهُ وَ أَعْقِدْ لِسَانَهُ وَ أَلْحِمْ فَاهُ وَ حُلْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ كَيْفَ شِئْتَ وَ أَنَّى شِئْتَ وَ اجْعَلْنَا مِنْهُ وَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فِي حِجَابِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ فِي سُلْطَائِكَ الَّذي لا يُضامُ فَإِنَّ حِجَابَكَ مَنيعٌ وَ جَارَكَ عَزِيزٌ وَ أَمْرَكَ غَالِبٌ وَ سُلطانَكَ قَاهِرٌ وَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاغْفِرٍ لَنَا وَ لآبائنا وَ لَأُمَّهَاتِنَا وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الأمْواتِ وتابع بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالخَيْرَاتِ إِنَّكَ مُجِيبُ
ص: 48
الدَّعَوَاتِ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَ دِينِي وَ أَمَانَتِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ عِيَالِي وَ أَهْلِ حُزَانَتِي(1) وَ خَوَاتِيمَ عَمَلِي وَ جَمِيعَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَإِنَّهُ لَا يَضِيعُ مَحْفُوظُكَ وَ لَا تُرَدُّ وَدَائِعُكَ وَ لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللّٰهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً اللَّهُمَّ رَبَّنٰا آتِنٰا فِي الدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ أَعْطِنِي الْهُدَى وَ ثَبِّتْنِي عَلَيْهِ وَ احْشُرْنِي عَلَيْهِ آمِناً أَمْنَ مَنْ لَا خَوْفَ عَلَيْهِ وَ لَا حُزْنَ وَ لَا جَزَعَ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ .
تسمى رقعة الجيب قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنِي الشَّیْخُ جَدِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَ أَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنَا وَالِدِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا السَّیِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُتَوَكِّلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (علیهما السلام) قَصْرَ حُمَيْدِ بْنِ قَحْطَبَةَ نَزَعَ ثِيَابَهُ وَ نَاوَلَهَا حُمَيْداً فَاحْتَمَلَهَا وَ نَاوَلَهَا جَارِيَةً لَهُ لِتَغْسِلَهَا فَمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَتْ وَ مَعَهَا رُقْعَةٌ فَنَاوَلَتْهَا حُمَيْداً وَ قَالَتْ وَجَدْتُهَا فِي جَيْبِ أَبِي الْحَسَنِ (علیه السلام) فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْجَارِيَةَ وَجَدَتْ رُقْعَةً فِي جَيْبِ قَمِيصِكَ فَهَا [فَمَا خ ل] هِيَ قَالَ يَا حُمَيْدُ
ص: 49
هَذِهِ عُوذَةٌ لَا نُفَارِقُهَا فَقُلْتُ لَوْ شَرَّفْتَنِي بِهَا فَقَالَ هَذِهِ عُوذَةٌ مَنْ أَمْسَكَهَا فِي جَيْبِهِ كَانَ الْبَلَاءُ مَدْفُوعاً عَنْهُ وَ كَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ أَمْلَى عَلَى الْحُمَيْدِ الْعُوذَةَ وَ هِيَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أَوْ غَيْرَ تَقِيٍّ أَخَذْتُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْبَصِيرِ عَلَى سَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ لَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَيَّ وَ لَا عَلَى سَمْعِي وَ لَا عَلَى بَصَرِي وَ لَا عَلَى شَعْرِي وَ لَا عَلَى بَشَرِي وَ لَا عَلَى لَحْمِي وَ لَا عَلَى دَمِي وَ لَا عَلَى مُخِّي وَ لَا عَلَى عَصَبِي وَ لَا عَلَى عِظَامِي وَ لَا عَلَى مَالِي وَ لَا عَلَى مَا رَزَقَنِي رَبِّي سَتَرْتُ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بِسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِي اسْتَتَرَ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْجَبَابِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي وَ إِسْرَافِيلُ عَنْ وَرَائِي وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَامِي وَ اللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَيَّ يَمْنَعُكَ مِنِّي وَ يَمْنَعُ الشَّیْطَانَ مِنِّي اللَّهُمَّ لَا يَغْلِبُ جَهْلُهُ أَنَاتَكَ أَنْ يَسْتَفِزَّنِي وَ يَسْتَخِفَّنِي اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ .
قلت و لهذا الحرز قصة مونقة و حكاية عجيبة كما رواه أبو الصلت الهروي قال كان مولاي علي بن موسى الرضا (علیهما السلام) ذات يوم جالساً في منزله إذ دخل عليه رسول المأمون فقال أجب أمير المؤمنين فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (علیهما السلام) فَقَالَ لِي يَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّهُ لَا يَدْعُونِي فِي هَذَا الْوَقْتِ إِلَّا لِدَاهِيَةٍ وَ اللَّهِ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَعْمَلَ بِي شَيْئاً أَكْرَهُهُ لِكَلِمَاتٍ وَقَعَتْ إِلَيَّ مِنْ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله وسلَّم) قال فخرجت معه حتى دخلنا على المأمون فلما نظر به الرضا (علیه السلام) قرأ هذا الحرز إلى آخره فلما وقف بين يديه نظر إليه المأمون و قال يا أبا الحسن قد أمرنا لك بمائة ألف درهم و اكتب حوائج أهلك فلما ولى عنه علي بن موسى بن جعفر (علیهم السلام) و مأمون ينظر إليه في قفاه و يقول أردت و أراد الله و ما أراد الله خير.
ص: 50
حَدَّثَنِي السَّيِّدُ الْإِمَامُ أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحُسَيْنِيُّ الْمَشْهَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُفِیدُ أَبُو الْوَفَاءِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِي قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ وَ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَخْبَرَنِي الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ حَمْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ أَخْبَرَنِي الشَّیْخُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَخْبَرَنِي شَيْخِي وَ جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنَا وَالِدِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أرومة قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ: رُقْعَةُ الْجَيْبِ عُوذَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ اِخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أَخَذْتُ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ عَلَى أَسْمَاعِكُمْ وَ أَبْصَارِكُمْ وَ بِقُوَّةِ اللَّهِ عَلَى قُوَّتِكُمْ لَا سُلْطَانَ لَكُمْ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ وَ لَا عَلَى ذُرِّيَّتِهِ وَ لَا عَلَى أَهْلِهِ وَ لَا عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ سَتَرْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ بِسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِي اسْتَتَرُوا بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْجَبَابِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ جَبْرَئِيلُ عَنْ أَيْمَانِكُمْ وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِكُمْ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَامَكُمْ وَ اللَّهُ يُطِلُّ عَلَيْكُمْ بِمَنْعِهِ نَبِيَّ اللَّهِ وَ بِمَنْعِ ذُرِّيَّتِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْكُمْ وَ مِنَ الشَّيَاطِينِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا يَبْلُغُ جَهْلُهُ أَنَاتَكَ وَ لَا يَبْتَلِيهِ وَ لَا يَبْلُغُ مَجْهُودَ نَفْسِهِ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَ أَنْتَ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ حَرَسَكَ اللَّهُ يَا فُلَانَ ابْنَ فُلَانَةَ وَ ذُرِّيَّتَكَ مِمَّا تَخَافُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.
ص: 51
وَ يُكْتَبُ آيَةُ الْكُرْسِيِّ عَلَى التَّنْزِيلِ:
«اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ».
وَ يُكْتَبُ:
لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ وَ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ اسلم في رأس الشهباء فيها لما لسلسبيلا وَ يُكْتَبُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا مَنْ لَا شَبِيهَ لَهُ وَ لَا مِثَالَ لَهُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ لَا خَالِقَ إِلَّا أَنْتَ تُفْنِي الْمَخْلُوقِينَ وَ تَبْقَى أَنْتَ حَلُمْتَ عَمَّنْ عَصَاكَ وَ فِي الْمَغْفِرَةِ رِضَاكَ .
قَالَ الشَّیْخُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَمُّ وَالِدِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّاسٍ الدَّرْوِيشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَالِدِي عَنِ الْفَقِیهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيِّ وَ أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ: حَدَّثَنَا وَالِدِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا (رَحِمَهُمُ اللَّهُ) مِنْهُمْ السَّیِّدُ الْعَالِمُ أَبُو الْبَرَكَاتِ وَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَاذِيُّ وَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
ص: 52
الْمَدَائِنِيُّ قَالُوا كُلُّهُمْ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ) قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَتنِي حَكِيمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَمَّةُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (علیهما السلام) قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا (علیهما السلام) أَتَيْتُ زَوْجَتَهُ أُمَّ عِيسَى بِنْتَ الْمَأْمُونِ فَعَزَّيْتُهَا فَوَجَدْتُهَا شَدِيدَةَ الْحُزْنِ وَ الْجَزَعِ عَلَيْهِ تَقْتُلُ نَفْسَهَا بِالْبُكَاءِ وَ الْعَوِيلِ فَخِفْتُ عَلَيْهَا أَنْ تَتَصَدَّعَ مَرَارَتُهَا فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي حَدِيثِهِ وَ كَرَمِهِ وَ وَصْفِ خُلُقِهِ وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الشَّرَفِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ مَنَحَهُ مِنَ الْعِزِّ وَ الْكَرَامَةِ إِذْ قَالَتْ أُمُّ عِيسَى أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِشَيْءٍ عَجِيبٍ وَ أَمْرٍ جَلِيلٍ فَوْقَ الْوَصْفِ وَ الْمِقْدَارِ قُلْتُ: وَ مَا ذَاكَ قَالَ: كُنْتُ أَغَارُ عَلَيْهِ كَثِيراً وَ أُرَاقِبُهُ أَبَداً وَ رُبَّمَا يُسْمِعُنِي الْكَلَامَ فَأَشْكُو ذَلِكَ إِلَى أَبِي فَيَقُولُ يَا بُنَيَّةِ احْتَمِلِيهِ فَإِنَّهُ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلَّم فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ دَخَلَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا جَارِيَةٌ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ أَنَا زَوْجَةُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا (علیهما السلام) زَوْجِكِ فَدَخَلَنِي مِنَ الْغَيْرَةِ مَا لَا أَقْدِرُ عَلَى احْتِمَالِ ذَلِكَ هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ وَ أَسِيحَ فِي الْبِلَادِ وَ كَادَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَحْمِلَنِي عَلَى الْإِسَاءَةِ إِلَيْهَا فَكَظَمْتُ غَيْظِي وَ أَحْسَنْتُ رِفْدَهَا وَ كِسْوَتَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِي الْمَرْأَةُ نَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي وَ أَخْبَرْتُهُ بِالْخَبَرِ وَ كَانَ سَكْرَانَ لَا يَعْقِلُ فَقَالَ يَا غُلَامُ عَلَيَّ بِالسَّيْفِ فَأَتَى بِهِ فَرَكِبَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مَا صَنَعْتُ بِنَفْسِي وَ بِزَوْجِي وَ جَعَلْتُ أَلْطِمُ حَرَّ وَجْهِي فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَالِدِي وَ مَا زَالَ يَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَطَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ خَرَجْتُ هَارِبَةً مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ أَرْقُدْ لَيْلَتِي فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ أَتَيْتُ أَبِي فَقُلْتُ أَ تَدْرِي مَا صَنَعْتَ الْبَارِحَةَ قَالَ وَ مَا صَنَعْتُ وَ قُلْتُ قَتَلْتَ اِبْنَ الرِّضَا (علیه السلام) فَبَرَقَ عَيْنُهُ وَ غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ بَعْدَ حِينٍ وَ قَالَ وَيْلَكِ مَا تَقُولِينَ قُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ يَا أَبَتِ دَخَلْتَ عَلَيْهِ وَ لَمْ تَزَلْ تَضْرِبُهُ
ص: 53
بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلْتَهُ فَاضْطَرَبَ مِنْ ذَلِكَ اضْطِرَاباً شَدِيداً وَ قَالَ عَلَيَّ بِيَاسِرٍ الْخَادِمِ فَجَاءَ يَاسِرٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ وَ قَالَ وَيْلَكَ مَا هَذَا الَّذِي تَقُولُ هَذِهِ ابْنَتِي قَالَ صَدَقَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ وَ خَدِّهِ وَ قَالَ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هَلَكْنَا بِاللَّهِ وَ عَطِبْنَا وَ افْتَضَحْنَا إِلَى آخِرِ الْأَبَدِ وَيْلَكَ يَا يَاسِرُ فَانْظُرْ مَا الْخَبَرُ وَ الْقِصَّةُ عَنْهُ (علیه السلام) وَ عَجِّلْ عَلَيَّ بِالْخَبَرِ فَإِنَّ نَفْسِي تَكَادُ أَنْ تَخْرُجَ السَّاعَةَ فَخَرَجَ يَاسِرٌ وَ أَنَا أَلْطِمُ حَرَّ وَجْهِي فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ رَجَعَ يَاسِرٌ فَقَالَ الْبُشْرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَكَ الْبُشْرَى فَمَا عِنْدَكَ قَالَ يَاسِرٌ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ دُوَّاجٌ وَ هُوَ يَسْتَاكُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَ قُلْتُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ تَهَبَ لِي قَمِيصَكَ هَذَا أُصَلِّي فِيهِ وَ أَتَبَرَّكُ بِهِ وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِ وَ إِلَى جَسَدِهِ هَلْ بِهِ أَثَرُ السَّيْفِ فَوَ اللَّهِ كَأَنَّهُ الْعَاجُ الَّذِي مَسَّهُ صُفْرَةٌ مَا بِهِ أَثَرٌ فَبَكَى الْمَأْمُونُ طَوِيلاً وَ قَالَ مَا بَقِيَ مَعَ هَذَا شَيْءٌ إِنَّ هَذَا لَعِبْرَةٌ لِلْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ.
وَ قَالَ يَا يَاسِرُ أَمَّا رُكُوبِي إِلَيْهِ وَ أَخْذِيَ السَّيْفَ وَ دُخُولِي عَلَيْهِ فَإِنِّي ذَاكِرٌ لَهُ وَ خُرُوجِي عَنْهُ فَلَسْتُ أَذْكُرُ شَيْئاً غَيْرَهُ وَ لَا أَذْكُرُ أَيْضاً انْصِرَافِي إِلَى مَجْلِسِي فَكَيْفَ كَانَ أَمْرِي وَ ذَهَابِي إِلَيْهِ لَعَنَ اللَّهُ هَذِهِ الاِبْنَةَ لَعْناً وَبِيلاً تَقَدَّمْ إِلَيْهَا وَ قُلْ لَهَا يَقُولُ لَكِ أَبُوكِ وَ اللَّهِ لَئِنْ جِئْتِنِي بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ شَكَوْتِ أَوْ خَرَجْتِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَأَنْتَقِمَنَّ لَهُ مِنْكِ ثُمَّ سِرْ إِلَى اِبْنِ الرِّضَا وَ أَبْلِغْهُ عَنِّي السَّلَامَ وَ احْمِلْ إِلَيْهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَ قَدِّمْ إِلَيْهِ الشَّهْرِيَ الَّذِي رَكِبْتُهُ الْبَارِحَةَ ثُمَّ مُرْ بَعْدَ ذَلِكَ الْهَاشِمِيِّينَ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ بِالسَّلَامِ وَ يُسَلِّمُوا عَلَيْهِ قَالَ يَاسِرٌ فَأَمَرْتُ لَهُمْ بِذَلِكَ وَ دَخَلْتُ أَنَا أَيْضاً مَعَهُمْ وَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَ أَبْلَغْتُ التَّسْلِيمَ وَ وَضَعْتُ الْمَالَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ عَرَضْتُ الشَّهْرِي عَلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ تَبَسَّمَ فَقَالَ يَا يَاسِرُ هَكَذَا كَانَ الْعَهْدُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ حَتَّى يَهْجُمَ عَلَيَّ بِالسَّيْفِ أَمَا عَلِمَ أَنَّ لِي نَاصِراً وَ حَاجِزاً يَحْجُزُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَعْ عَنْكَ هَذَا الْعِتَابَ وَ اصْفَحْ وَ اللَّهِ وَ حَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله وسلَّم) مَا كَانَ يَعْقِلُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِهِ وَ مَا
ص: 54
عَلِمَ أَيْنَ هُوَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ وَ قَدْ نَذَرَ اللَّهَ نَذْراً صَادِقاً وَ حَلَفَ أَنْ لَا يُسْكِرَ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَداً فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ حَبَائِلِ الشَّيْطَانِ فَإِذَا أَنْتَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَيْتَهُ فَلَا تَذْكُرْ لَهُ شَيْئاً وَ لَا تُعَاتِبْهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَقَالَ (علیه السلام) هَكَذَا كَانَ عَزْمِي وَ رَأْيِي وَ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا بِثِيَابِهِ وَ لَبِسَ وَ نَهَضَ وَ قَامَ مَعَهُ النَّاسُ أَجْمَعُونَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ وَ ضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَ رَحَّبَ بِهِ وَ لَمْ يَأْذَنْ لِأَحَدٍ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ وَ لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُهُ وَ يَسْتَأْمِرُهُ فَلَمَّا انْقَضَى ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا (علیهما السلام) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَبَّيْكَ وَ سَعْدَيْكَ قَالَ لَكَ عِنْدِي نَصِيحَةٌ فَاقْبَلْهَا قَالَ الْمَأْمُونُ بِالْحَمْدِ وَ الشُّكْرِ فَمَا ذَاكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أُحِبُّ لَكَ أَنْ لَا تَخْرُجَ بِاللَّيْلِ فَإِنِّي لَا آمَنُ عَلَيْكَ هَذَا الْخَلْقَ الْمَنْكُوسَ وَ عِنْدِي عَقْدٌ تُحَصِّنُ بِهِ نَفْسَكَ وَ تُحْرَزُ بِهِ مِنَ الشُّرُورِ وَ الْبَلَايَا وَ الْمَكَارِهِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كَمَا أَنْقَذَنِيَ اللَّهُ مِنْكَ الْبَارِحَةَ وَ لَوْ لَقِيتَ بِهِ جُيُوشَ الرُّومِ وَ التُّرْكِ وَ اجْتَمَعَ عَلَيْكَ وَ عَلَى غَلَبَتِكَ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا تَهَيَّأَ لَهُمْ مِنْكَ شَيْءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ الْجَبَّارِ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتَحْتَرِزَ بِهِ مِنْ جَمِيعِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ قَالَ نَعَمْ فَاكْتُبْ ذَلِكَ بِخَطِّكَ وَ ابْعَثْهُ إِلَيَّ قَالَ نَعَمْ قَالَ يَاسِرٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو جَعْفَرٍ (علیه السلام) بَعَثَ إِلَيَّ فَدَعَانِي فَلَمَّا صِرْتُ إِلَيْهِ وَ جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ دَعَا بِرَقِّ ظَبْيٍ مِنْ أَرْضِ تِهَامَةَ ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ هَذَا الْعَقْدَ ثُمَّ قَالَ يَا يَاسِرُ احْمِلْ هَذَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قُلْ لَهُ حَتَّى يُصَاغَ لَهُ قَصَبَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مَنْقُوشٌ عَلَيْهَا مَا أَذْكُرُهُ بَعْدَهُ فَإِذَا أَرَادَ شَدَّهُ عَلَى عَضُدِهِ فَلْيَشُدَّهُ عَلَى عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ وَ لْيَتَوَضَّأْ وُضُوءاً حَسَناً سَابِغاً وَ لْيُصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ شَهِدَ اللَّهُ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَيهَا وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا فَلْيَشُدَّهُ عَلَى عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَ النَّوَائِبِ يُسَلِّمُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَخَافُهُ وَ يَحْذَرُهُ وَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ طُلُوعُ الْقَمَرِ فِي بُرْجِ الْعَقْرَبِ وَ لَوْ أَنَّهُ غَزَا أَهْلَ الرُّومِ وَ مَلِكَهُمْ
ص: 55
لَغَلَبَهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بَرَكَةِ هَذَا الْحِرْزِ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا سَمِعَ الْمَأْمُونُ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي أَمْرِ هَذَا الْحِرْزِ هَذِهِ الصِّفَاتِ كُلَّهَا غَزَا أَهْلَ الرُّومِ فَنَصَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ وَ مَنَحَ مِنْهُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَمْ يُفَارِقْ هَذَا الْحِرْزَ عِنْدَ كُلِّ غَزَاةٍ وَ مُحَارَبَةٍ وَ كَانَ يَنْصُرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِفَضْلِهِ وَ يَرْزُقُهُ الْفَتْحَ بِمَشِيَّتِهِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ. (الْحِرْزُ:)
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إِلَى آخِرِهَا أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْمَلِكُ الدَّيَّانُ يَوْمَ الدِّينِ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ بِلَا مُغَالَبَةٍ وَ تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ بِلَا مَنٍّ وَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ وَ تُدَاوِلُ الْأَيَّامَ بَيْنَ النَّاسِ وَ تُرَكِّبُهُمْ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ السَّرَائِرِ السَّابِقِ الْفَائِقِ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ النَّصِيرِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعَرْشِ الَّذِي لَا يَتَحَرَّكُ وَ أَسْأَلُكَ بِالْعَيْنِ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ بِالْحَيَاةِ الَّتِي لَا تَمُوتُ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي لَا يُطْفَأُ وَ بِالاِسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ وَ بِالاِسْمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِي هُوَ مُحِيطٌ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ وَ سُجِّرَتْ بِهِ الْبُحُورُ وَ نُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِيُّ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْعَرْشِ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْبَهَاءِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْقُدْرَةِ وَ بِاسْمِكَ الْعَزِيزِ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُقَدَّسَاتِ الْمُكَرَّمَاتِ الْمَخْزُونَاتِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ خَيْراً مِمَّا أَرْجُو وَ أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ مِنْ
ص: 56
شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مَا لَا أَحْذَرُ يَا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَ يَا صَاحِبَ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ أَنْتَ يَا رَبِّ مُبِيرُ الْجَبَّارِينَ وَ قَاصِمُ الْمُتَكَبِّرِينَ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ طه وَ يس وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَ الْفُرْقَانِ الْحَكِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَشُدَّ بِهِ عَضُدَ صَاحِبِ هَذَا الْعَقْدِ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ وَ عَدُوٍّ شَدِيدٍ وَ عَدُوٍّ مُنْكَرِ الْأَخْلَاقِ وَ اجْعَلْهُ مِمَّنْ أَسْلَمَ إِلَيْكَ نَفْسَهُ وَ فَوَّضَ إِلَيْكَ أَمْرَهُ وَ أَلْجَأَ إِلَيْكَ ظَهْرَهُ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا وَ قَرَأْتُهَا وَ أَنْتَ أَعْرَفُ بِحَقِّهَا مِنِّي وَ أَسْأَلُكَ يَا ذَا الْمَنِّ الْعَظِيمِ وَ الْجُودِ الْكَرِيمِ وَلِيَّ الدَّعَوَاتِ الْمُسْتَجَابَاتِ وَ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ وَ الْأَسْمَاءِ النَّافِذَاتِ وَ أَسْأَلُكَ يَا نُورَ النَّهَارِ وَ يَا نُورَ اللَّيْلِ وَ يَا نُورَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ نُورَ النُّورِ وَ نُوراً يُضِيءُ بِهِ كُلُّ نُورٍ يَا عَالِمَ الْخَفِيَّاتِ كُلِّهَا فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ وَ الْجِبَالِ وَ أَسْأَلُكَ يَا مَنْ لَا يَفْنَى وَ لَا يَبِيدُ وَ لَا يَزُولُ وَ لَا لَهُ شَيْءٌ مَوْصُوفٌ وَ لَا إِلَيْهِ حَدٌّ مَنْسُوبٌ وَ لَا مَعَهُ إِلَهٌ وَ لَا إِلَهَ سِوَاهُ وَ لَا لَهُ فِي مُلْكِهِ شَرِيكٌ وَ لَا تُضَافُ الْعِزَّةُ إِلَّا إِلَيْهِ لَمْ يَزَلْ بِالْعُلُومِ عَالِماً وَ عَلَى الْعُلُومِ وَاقِفاً وَ لِلْأُمُورِ نَاظِماً وَ بِالْكَيْنُونِيَّةِ عَالِماً وَ لِلتَّدْبِيرِ مُحْكِماً وَ بِالْخَلْقِ بَصِيراً وَ بِالْأُمُورِ خَبِيراً أَنْتَ الَّذِي خَشَعَتْ لَكَ الْأَصْوَاتُ وَ ضَلَّتْ فِيكَ الْأَحْلَامُ وَ ضَاقَتْ دُونَكَ الْأَسْبَابُ وَ مَلَأَ كُلَّ شَيْءٍ نُورُكَ وَ وَجِلَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ وَ هَرَبَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَيْكَ وَ تَوَكَّلَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ وَ أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلَالِكَ وَ أَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمَالِكَ وَ أَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ وَ أَنْتَ الَّذِي لَا يُدْرِكُكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ قَاضِي الْحَاجَاتِ مُفَرِّجُ الْكُرُبَاتِ وَلِيُّ النِّعَمَاتِ يَا مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ دَانٍ وَ فِي دُنُوِّهِ عَالٍ وَ فِي إِشْرَاقِهِ مُنِيرٌ وَ فِي سُلْطَانِهِ قَوِيٌّ وَ فِي مُلْكِهِ عَزِيزٌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ
ص: 57
وَ احْرُسْ صَاحِبَ هَذَا الْعَقْدِ وَ هَذَا الْحِرْزِ وَ هَذَا الْكِتَابِ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْهُ بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ ارْحَمْهُ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَرْزُوقُكَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ لَا صَاحِبَةَ لَهُ وَ لَا وَلَدَ بِسْمِ اللَّهِ قَوِيِّ الشَّأْنِ عَظِيمِ الْبُرْهَانِ شَدِيدِ السُّلْطَانِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ أَشْهَدُ أَنَّ نُوحاً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَ أَنَّ مُوسَى كَلِيمُ اللَّهِ وَ نَجِيُّهُ وَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ كَلِمَتُهُ وَ رُوحُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّاعَةِ الَّتِي يُؤْتَى فِيهَا بِإِبْلِيسَ اللَّعِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَقُولُ اللَّعِينُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا مُهَيِّجُ مَرَدَةٍ، اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْقاهِرُ وَ هُوَ الْغَالِبُ لَهُ الْقُدْرَةُ السَّابِقَةُ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ كُلِّهَا وَ صِفَاتِهَا وَ صُوَرِهَا وَ هِيَ :
الصورة
ص: 58
و فی بعض النسخ المعتبرة تکون بهذه الصورة:
الصورة
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْعَرْشَ وَ الْكُرْسِيَّ وَ اسْتَوَى عَلَيْهِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنْ صَاحِبِ كِتَابِي هَذَا كُلَّ سُوءٍ وَ مَحْذُورٍ فَهُوَ عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَ أَنْتَ مَوْلَاهُ فَقِهِ اللَّهُمَّ يَا رَبِّ الْأَسْوَاءَ كُلَّهَا وَ اقْمَعْ عَنْهُ أَبْصَارَ الظَّالِمِينَ وَ أَلْسِنَةَ الْمُعَانِدِينَ وَ الْمُرِيدِينَ لَهُ السُّوءَ وَ الضُّرَّ وَ ادْفَعْ عَنْهُ كُلَّ مَحْذُورٍ وَ مَخُوفٍ وَ أَيُّ عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ أَوْ سُلْطَانٍ مَارِدٍ أَوْ شَيْطَانٍ أَوْ شَيْطَانَةٍ أَوْ جِنِّيٍّ أَوْ جِنِّيَّةٍ أَوْ غُولٍ أَوْ غُولَةٍ أَرَادَ صَاحِبَ كِتَابِي هَذَا بِظُلْمٍ أَوْ ضُرٍّ أَوْ مَكْرٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ كَيْدٍ أَوْ خَدِيعَةٍ أَوْ نِكَايَةٍ أَوْ سِعَايَةٍ أَوْ فَسَادٍ أَوْ غَرَقٍ أَوِ اصْطِلَامٍ أَوْ عَطَبٍ أَوْ مُغَالَبَةٍ أَوْ غَدْرٍ أَوْ قَهْرٍ أَوْ هَتْكِ سِتْرٍ أَوِ اقْتِدَارٍ أَوْ آفَةٍ أَوْ عَاهَةٍ أَوْ قَتْلٍ أَوْ حَرَقٍ أَوِ انْتِقَامٍ أَوْ قَطْعٍ أَوْ سِحْرٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ سُقْمٍ أَوْ بَرَصٍ أَوْ جُذَامٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ آفَةٍ أَوْ فَاقَةٍ أَوْ سَغَبٍ أَوْ عَطَشٍ أَوْ وَسْوَسَةٍ أَوْ نَقْصٍ فِي دِينٍ أَوْ مَعِيشَةٍ فَاكْفِنِيهِ بِمَا شِئْتَ وَ كَيْفَ شِئْتَ وَ أَنَّى شِئْتَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
ص: 59
فَأَمَّا مَا يُنْقَشُ عَلَى هَذِهِ الْقَصَبَةِ مِنْ فِضَّةٍ غَيْرِ مَغْشُوشَةٍ:
يَا مَشْهُوراً فِي السَّمَوَاتِ يَا مَشْهُوراً فِي الْأَرَضِينَ يَا مَشْهُوراً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ جَهَدَتِ الْجَبَابِرَةُ وَ الْمُلُوكُ عَلَى إِطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَكَ وَ يَبُوحَ بِذِكْرِكَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . و رأيت في نسخة: و أَبيتَ إلَّا أن يُتَمَّ نُورُكَ.
أقول: و أما قوله: (فَأَبَى الله إلَّا أَنْ يتمّ نُورُكَ) لعله يعني نورك أيها الاسم الأعظم المكتوب في هذا الحرز بصورة الطلسم و وجدت في الجزء الثالث من كتاب الواحدة أن المراد بقوله يا مشهورا في السماوات إلى آخره هو مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(علیه السلام).
يَا نُورُ يَا بُرْهَانُ يَا مُبِينُ يَا مُنِيرُ يَا رَبِّ اكْفِنِي الشُّرُورَ وَ آفَاتِ الدُّهُورِ وَ أَسْأَلُكَ النَّجَاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ .
قَالَ الشَّیْخُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كْثَّرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُمُ الشَّیْخُ جَدِّي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِيَ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَخْبَرَنِي الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنِ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
ص: 60
الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الرِّضَا (علیهما السلام) كَتَبَ هَذِهِ الْعُوذَةَ لاِبْنِهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) وَ هُوَ صَبِيٌّ فِي الْمَهْدِ وَ كَانَ يُعَوِّذُهُ بِهَا وَ يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِهِ «الْحِرْزُ:»
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ وَ أَوْلِيَائِكَ وَ خُصَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ أَجْمَعِينَ بِأَتَمِّ ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُومِنُ بِاللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِيرُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ مَنْعَتِهِ أَمْتَنِعُ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَ مِنْ رَجِلِهِمْ وَ خَيْلِهِمْ وَ رَكْضِهِمْ وَ عَطْفِهِمْ وَ رَجْعَتِهِمْ وَ كَيْدِهِمْ وَ شَرِّهِمْ وَ شَرِّ مَا يَأْتُونَ بِهِ تَحْتَ اللَّيْلِ وَ تَحْتَ النَّهَارِ مِنَ الْبُعْدِ وَ الْقُرْبِ وَ مِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَ الْحَاضِرِ وَ الشَّاهِدِ وَ الزَّائِرِ أَحْيَاءً وَ أَمْوَاتاً أَعْمَى وَ بَصِيراً وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْ شَرِّ نَفْسٍ وَ وَسْوَسَتِهَا وَ مِنْ شَرِّ الدَّنَاهِشِ (1) وَ الْحِسِّ وَ اللَّمْسِ وَ اللُّبْسِ وَ مِنْ
ص: 61
عَيْنِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي اهْتَزَّ بِهِ عَرْشُ بِلْقِيسَ وَ أُعِيذُ دِينِي وَ نَفْسِي وَ جَمِيعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَايَتِي مِنْ شَرِّ كُلِّ صُورَةٍ وَ خَيَالٍ أَوْ بَيَاضٍ أَوْ سَوَادٍ أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ مُعَاهَدٍ أَوْ غَيْرِ مُعَاهَدٍ مِمَّنْ يَسْكُنُ الْهَوَاءَ وَ السَّحَابَ وَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورَ وَ الظِّلَّ وَ الْحَرُورَ وَ الْبَرَّ وَ الْبُحُورَ وَ السَّهْلَ وَ الْوُعُورَ وَ الْخَرَابَ وَ الْعُمْرَانَ وَ الْآكَامَ وَ الْآجَامَ وَ الغِيَاضَ (1) وَ الْكَنَائِسَ وَ النَّوَاوِيسَ وَ الْفَلَوَاتِ وَ الْجَبَّانَاتِ وَ مِنْ شَرِّ الصَّادِرِينَ وَ الْوَارِدِينَ مِمَّنْ يَبْدُو بِاللَّيْلِ وَ يَنْتَشِرُ بِالنَّهَارِ وَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْمُرِيبِينَ وَ الْأَسَامِرَةِ وَ الْأَفَاثِرَةِ [ تِرَةِ ] (2) وَ الْفَرَاعِنَةِ وَ الْأَبَالِسَةِ وَ مِنْ جُنُودِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ وَ مِنْ هَمْزِهِمْ وَ لَمْزِهِمْ وَ نَفْثِهِمْ وَ وِقَاعِهِمْ وَ أَخْذِهِمْ وَ سِحْرِهِمْ وَ ضَرْبِهِمْ وَ عَبَثِهِمْ وَ لَمْحِهِمْ وَ احْتِيَالِهِمْ وَ اخْتِلَافِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَ الْغِيلَانِ وَ أُمِّ الصِّبْيَانِ وَ مَا وَلَدُوا وَ مَا وَرَدُوا وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ دَاخِلٍ وَ خَارِجٍ وَ عَارِضٍ وَ مُتَعَرِّضٍ وَ سَاكِنٍ وَ مُتَحَرِّكٍ وَ ضَرَبَانِ عِرْقٍ وَ صُدَاعٍ وَ شَقِيقَةٍ وَ أُمِّ مِلْدَمٍ وَ الْحُمَّى وَ الْمُثَلَّثَةِ وَ الرِّبْعِ وَ الْغِبِّ وَ النَّافِضَةِ وَ الصَّالِبَةِ (3) وَ الدَّاخِلَةِ وَ الْخَارِجَةِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا عَزِيزَ الْعِزِّ فِي عِزِّهِ مَا أَعَزَّ عَزِيزَ الْعِزِّ فِي
ص: 62
عِزِّهِ يَا عَزِيزُ أَعِزَّنِي بِعِزِّكَ وَ أَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ وَ ادْفَعْ عَنِّي هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَ ادْفَعْ عَنِّي بِدَفْعِكَ وَ امْنَعْ عَنِّي بِصُنْعِكَ وَ اجْعَلْنِي مِنْ خِيَارِ خَلْقِكَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا فَرْدُ يَا صَمَدُ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ - احْتَجَبْتُ بِحِجَابِ اللَّهِ النُّورِ الَّذِي احْتَجَبَ بِهِ عَنِ الْعُيُونِ وَ احْتَطْتُ عَلَى نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ مَالِي وَ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ عِنَايَتِي بِبِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ أَحْرَزْتُ نَفْسِي وَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ كُلِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ، أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ، أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
ص: 63
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي وَ يَا غَوْثِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَ يَا مُونِسِي عِنْدَ وَحْدَتِي احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا مَالِكَ الرِّقَابِ وَ يَا هَازِمَ الْأَحْزَابِ يَا مُفَتِّحَ الْأَبْوَابِ يَا مُسَبِّبَ الْأَسْبَابِ سَبِّبْ لَنَا سَبَباً لَا نَسْتَطِيعُ لَهُ طَلَباً بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ .
ص: 64
وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات ما هذا لفظه مما يأتي ذكره بغير إسناد ثم وجدت بعد سطر هذه القنوتات إسنادها في كتاب عمل رجب و شعبان و شهر رمضان تأليف أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس رحمه الله فقال حدثني أبو الطيب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الصباح القزويني و أبو الصباح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي الكاتبان قالا جرى بحضرة شيخنا فقيه العصابة ذكر مولانا أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال رجل من الطالبيين إنما ينتقم منه الناس تسليم هذا الأمر إلى ابن أبي سفيان فقال شيخنا رأيت أيضا مولانا أبا محمد (علیه السلام) أعظم شأنا و أعلى مكانا و أوضح برهانا من أن يقدح في فعل له اعتبار المعتبرين أو يعترضه شك الشاكين و ارتياب المرتابين ثم أنشأ يحدث فقال لما مضى سيدنا الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه و أرضاه و زاده علوا فيما أولاه و فرغ من أمره جلس الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر زاد الله توفيقه للناس في بقية نهار يومه في دار الماضي (رضي الله عنه) فأخرج إليه ذكاء الخادم الأبيض مدرجا و عكازا و حقة خشب مدهونة فأخذ العكاز فجعلها في حجره
ص: 65
على فخذيه و أخذ المدرج بيمينه و ألحقه بشماله فقال الورثة في هذا المدرج ذكر ودائع فنشره فإذا هي أدعية و قنوت موالينا الأئمة من آل محمد (علیهم السلام) فأضربوا عنها و قالوا ففي الحقة جوهر لا محالة قال لهم (1) تبيعونها فقالوا بكم قال يا أبا الحسن يعني ابن شيث الكوثاوي ادفع إليهم عشر دنانير فامتنعوا فلم يزل يزيدهم و يمتنعون إلى أن بلغ مائة دينار فقال لهم إن بعتم و إلَّا ندمتم فاستجابوا البيع و قبض المائة الدينار و استثنى عليهم المدرج و العكاز فلما انفصل الأمر قال هذه عكاز مولانا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا(علیهم السلام) التي كانت في يده يوم توكيله سيدنا الشيخ عثمان بن سعيد العمري رحمه الله و وصيته إليه و غيبته إلى يومنا هذا و هذه الحقة فيها خواتيم الأئمة (علیهم السلام) فأخرجها فكانت كما ذكر من جواهرها و نقوشها و عددها و كان في المدرج قنوت موالينا الأئمة (علیهم السلام) و فيه قنوت موالينا أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين (علیهما السلام) و أملاها علينا من حفظه فكتبناها على ما سطر في هذه المدرجة و قال احتفظوا بها كما تحتفظون بمهمات الدين و عزمات رب العالمين جل و عز و فيها بلاغ إلى حين.
يَا مَنْ بِسُلْطَانِهِ يَنْتَصِرُ الْمَظْلُومُ وَ بِعَوْنِهِ يَعْتَصِمُ الْمَكْلُومُ سَبَقَتْ مَشِيَّتُكَ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُكَ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ بِمَا تُمْضِيهِ خَبِيرٌ يَا حَاضِرَ كُلِّ غَيْبٍ وَ عَالِمَ كُلِّ سِرٍّ وَ مَلْجَأَ كُلِّ مُضْطَرٍّ ضَلَّتْ فِيكَ الْفُهُومُ وَ تَقَطَّعَتْ دُونَكَ الْعُلُومُ أَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الدَّائِمُ الدَّيْمُومُ قَدْ تَرَى مَا أَنْتَ بِهِ عَلِيمٌ وَ فِيهِ حَكِيمٌ وَ عَنْهُ حَلِيمٌ وَ أَنْتَ بِالتَّنَاصُرِ عَلَى كَشْفِهِ وَ الْعَوْنِ عَلَى كَفِّهِ غَيْرُ ضَائِقٍ وَ إِلَيْكَ مَرْجِعُ كُلِّ أَمْرٍ كَمَا عَنْ مَشِيَّتِكَ مَصْدَرُهُ وَ قَدْ أَبَنْتَ عَنْ
ص: 66
عُقُودِ كُلِّ قَوْمٍ وَ أَخْفَيْتَ سَرَائِرَ آخَرِينَ وَ أَمْضَيْتَ مَا قَضَيْتَ وَ أَخَّرْتَ مَا لَا فَوْتَ عَلَيْكَ فِيهِ وَ حَمَّلْتَ الْعُقُولَ مَا تَحَمَّلْتَ فِي غَيْبِكَ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الْأَحَدُ الْبَصِيرُ وَ أَنْتَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَ عَلَيْكَ التَّوَكُّلُ وَ أَنْتَ وَلِيُّ مَنْ تَوَلَّيْتَ لَكَ الْأَمْرُ كُلُّهُ تَشْهَدُ الاِنْفِعَالَ وَ تَعْلَمُ الاِخْتِلَالَ وَ تَرَى تَخَاذُلَ أَهْلِ الْجِبَالِ وَ جُنُوحَهُمْ إِلَى مَا جَنَحُوا إِلَيْهِ مِنْ عَاجِلٍ فَانٍ وَ حُطَامٍ عُقْبَاهُ حَمِيمٌ آنٍ وَ قُعُودَ مَنْ قَعَدَ وَ ارْتِدَادَ مَنِ ارْتَدَّ وَ خُلُوِّي مِنَ النُّصَّارِ وَ انْفِرَادِي عَنِ الظُّهَّارِ وَ بِكَ أَعْتَصِمُ وَ بِحَبْلِكَ أَسْتَمْسِكُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ اللَّهُمَّ فَقَدْ تَعْلَمُ أَنِّي مَا ذَخَرْتُ جُهْدِي وَ لَا مَنَعْتُ وُجْدِي (1) حَتَّى انْفَلَّ حَدِّي وَ بَقِيتُ وَحْدِي فَاتَّبَعْتُ طَرِيقَ مَنْ تَقَدَّمَنِي فِي كَفِّ الْعَادِيَةِ وَ تَسْكِينِ الطَّاغِيَةِ عَنْ دِمَاءِ أَهْلِ الْمُشَايَعَةِ وَ حَرَسْتُ مَا حَرَسَهُ أَوْلِيَائِي مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَ دُنْيَايَ فَكُنْتُ كَكَظْمِهِمْ أَكْظِمُ وَ بِنِظَامِهِمْ أَنْتَظِمُ وَ لِطَرِيقَتِهِمْ أَتَسَنَّمُ وَ بِمِيسَمِهِمْ أَتَّسِمُ حَتَّى يَأْتِيَ نَصْرُكَ وَ أَنْتَ نَاصِرُ الْحَقِّ وَ عَوْنُهُ وَ إِنْ بَعُدَ الْمَدَى عَنِ الْمُرْتَادِ (2) وَ نَأَى الْوَقْتُ عَنْ إِفْنَاءِ الْأَضْدَادِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ امْزُجْهُمْ مَعَ النُّصَّابِ فِي سَرْمَدِ الْعَذَابِ وَ أَعْمِ عَنِ الرُّشْدِ أَبْصَارَهُمْ وَ سَكِّعْهُمْ فِي غَمَرَاتِ لَذَّاتِهِمْ حَتَّى تَأْخُذَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ غَافِلُونَ وَ سُحْرَةً وَ هُمْ نَائِمُونَ بِالْحَقِّ الَّذِي تُظْهِرُهُ وَ الْيَدِ الَّتِي تَبْطِشُ بِهَا وَ الْعِلْمِ الَّذِي تُبْدِيهِ إِنَّكَ كَرِيمٌ عَلِيمٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ الرَّبُّ الرَّءُوفُ الْمَلِكُ الْعَطُوفُ الْمُتَحَنِّنُ الْمَأْلُوفُ وَ أَنْتَ غِيَاثُ الْحَيْرَانِ الْمَلْهُوفِ وَ مُرْشِدُ الضَّالِّ الْمَكْفُوفِ تَشْهَدُ خَوَاطِرَ أَسْرَارِ
ص: 67
الْمُسِرِّينَ كَمُشَاهَدَتِكَ أَقْوَالَ النَّاطِقِينَ أَسْأَلُكَ بِمُغَيَّبَاتِ عِلْمِكَ فِي بَوَاطِنِ أَسْرَارِ سَرَائِرِ الْمُسِرِّينَ إِلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً يَسْبِقُ بِهَا مَنِ اجْتَهَدَ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَ يَتَجَاوَزُ فِيهَا مَنْ يَجْتَهِدُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ وَ أَنْ تَصِلَ الَّذِي بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ صِلَةَ مَنْ صَنَعْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ اصْطَنَعْتَهُ لِغَيْبِكَ فَلَمْ تَتَخَطَّفْهُ خَاطِفَاتُ الظِّنَنِ(1) وَ لَا وَارِدَاتُ الْفِتَنِ حَتَّى نَكُونَ لَكَ فِي الدُّنْيَا مُطِيعِينَ وَ فِي الْآخِرَةِ فِي جِوَارِكَ خَالِدِينَ .
اللَّهُمَّ مِنْكَ الْبَدْءُ وَ لَكَ الْمَشِيَّةُ[الْمَشِيئَةُ خ ل] وَ لَكَ الْحَوْلُ وَ لَكَ الْقُوَّةُ وَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ جَعَلْتَ قُلُوبَ أَوْلِيَائِكَ مَسْكَناً لِمَشِيَّتِكَ وَ مَكْمَناً لِإِرَادَتِكَ وَ جَعَلْتَ عُقُولَهُمْ مَنَاصِبَ أَوَامِرِكَ وَ نَوَاهِيكَ فَأَنْتَ إِذَا شِئْتَ مَا تَشَاءُ حَرَّكْتَ مِنْ أَسْرَارِهِمْ كَوَامِنَ مَا أَبْطَنْتَ فِيهِمْ وَ أَبْدَأْتَ مِنْ إِرَادَتِكَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مَا أَفْهَمْتَهُمْ بِهِ عَنْكَ فِي عُقُودِهِمْ بِعُقُولٍ تَدْعُوكَ وَ تَدْعُو إِلَيْكَ بِحَقَائِقِ مَا مَنَحْتَهُمْ بِهِ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَنِي مِمَّا أَنْتَ الْمَشْكُورُ عَلَى مَا مِنْهُ أَرَيْتَنِي وَ إِلَيْهِ آوَيْتَنِي اللَّهُمَّ وَ إِنِّي مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ عَائِذٌ بِكَ لَائِذٌ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ رَاضٍ بِحُكْمِكَ الَّذِي سُقْتَهُ إِلَيَّ فِي عِلْمِكَ جَارٍ بِحَيْثُ أَجْرَيْتَنِي قَاصِدٌ مَا أَمَّمْتَنِي غَيْرَ ضَنِينٍ بِنَفْسِي فِي مَا يُرْضِيكَ عَنِّي إِذْ بِهِ قَدْ رَضَّيْتَنِي وَ لَا قَاصِرٍ بِجُهْدِي عَمَّا إِلَيْهِ نَدَبْتَنِي مُسَارِعٌ لِمَا عَرَّفْتَنِي شَارِعٌ فِيمَا أَشْرَعْتَنِي مُسْتَبْصِرٌ فِي مَا بَصَّرْتَنِي مُرَاعٍ مَا أَرْعَيْتَنِي فَلَا تُخْلِنِي مِنْ رِعَايَتِكَ وَ لَا تُخْرِجْنِي مِنْ عِنَايَتِكَ وَ لَا تُقْعِدْنِي عَنْ حَوْلِكَ وَ لَا تُخْرِجْنِي عَنْ مَقْصَدٍ أَنَالُ بِهِ إِرَادَتَكَ وَ اجْعَلْ عَلَى الْبَصِيرَةِ مَدْرَجَتِي وَ عَلَى الْهِدَايَةِ مَحَجَّتِي وَ عَلَى الرَّشَادِ مَسْلَكِي حَتَّى تُنِيلَنِي وَ تُنِيلَ بِي أُمْنِيَّتِي
ص: 68
وَ تُحِلَّ بِي عَلَى مَا بِهِ أَرَدْتَنِي وَ لَهُ خَلَقْتَنِي وَ إِلَيْهِ آوَيْتَنِي وَ أَعِذْ أَوْلِيَاءَكَ مِنَ الاِفْتِنَانِ بِي وَ فَتِّنْهُمْ بِرَحْمَتِكَ لِرَحْمَتِكَ فِي نِعْمَتِكَ تَفْتِينَ الاِجْتِبَاءِ وَ الْإِخْلَاصِ بِسُلُوكِ طَرِيقَتِي وَ اتِّبَاعِ مَنْهَجِي وَ أَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ مِنْ آبَائِي وَ ذَوِي رَحِمِي[لُحْمَتِي خ ل] .
اللَّهُمَّ مَنْ آوَى إِلَى مَأْوىً فَأَنْتَ مَأْوَايَ وَ مَنْ لَجَأَ إِلَى مَلْجَإٍ فَأَنْتَ مَلْجَئِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعْ نِدَائِي وَ أَجِبْ دُعَائِي وَ اجْعَلْ مَا بِي عِنْدَكَ وَ مَثْوَايَ وَ احْرُسْنِي فِي بَلْوَايَ مِنِ افْتِنَانِ الاِمْتِحَانِ وَ لَمَّةِ (1) الشَّيْطَانِ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي لَا يَشُوبُهَا وَلَعُ نَفْسٍ بِتَفْتِينٍ وَ لَا وَارِدُ طَيْفٍ بِتَظْنِينٍ وَ لَا يَلُمُّ بِهَا فَرَحٌ حَتَّى تَقْلِبَنِي إِلَيْكَ بِإِرَادَتِكَ غَيْرَ ظَنِينٍ وَ لَا مَظْنُونٍ وَ لَا مُرَابٍ وَ لَا مُرْتَابٍ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّ جِبِلَّةَ الْبَشَرِيَّةِ وَ طِبَاعَ الْإِنْسَانِيَّةِ وَ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ تَرْكِيبَاتُ النَّفْسِيَّةِ وَ انْعَقَدَتْ بِهِ عُقُودُ النَّسِيَّةِ [النَّسَبِيَّةِ خ ل] تَعْجِزُ عَنْ حَمْلِ وَارِدَاتِ الْأَقْضِيَةِ إِلَّا مَا وَفَّقْتَ لَهُ أَهْلَ الاِصْطِفَاءِ وَ أَعَنْتَ عَلَيْهِ ذَوِي الاِجْتِبَاءِ اللَّهُمَّ وَ إِنَّ الْقُلُوبَ فِي قَبْضَتِكَ وَ الْمَشِيَّةَ لَكَ فِي مَلْكَتِكَ وَ قَدْ تَعْلَمُ أَيْ رَبِّ مَا الرَّغْبَةُ إِلَيْكَ فِي كَشْفِهِ وَاقِعَةٌ لِأَوْقَاتِهَا بِقُدْرَتِكَ وَاقِفَةٌ بِحَدِّكَ مِنْ إِرَادَتِكَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ دَارَ جَزَاءٍ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ مَثُوبَةً وَ عُقُوبَةً وَ أَنَّ لَكَ يَوْماً تَأْخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ وَ أَنَّ أَنَاتَكَ أَشْبَهُ الْأَشْيَاءِ بِكَرَمِكَ وَ أَلْيَقُهَا بِمَا وَصَفْتَ بِهِ نَفْسَكَ فِي عَطْفِكَ وَ تَرَاءُفِكَ
ص: 69
وَ أَنْتَ بِالْمِرْصَادِ لِكُلِّ ظَالِمٍ فِي وَخِيمِ عُقْبَاهُ وَ سُوءِ مَثْوَاهُ اللَّهُمَّ وَ إِنَّكَ قَدْ أَوْسَعْتَ خَلْقَكَ رَحْمَةً وَ حِلْماً وَ قَدْ بُدِّلَتْ أَحْكَامُكَ وَ غُيِّرَتْ سُنَنُ نَبِيِّكَ وَ تَمَرَّدَ الظَّالِمُونَ عَلَى خُلَصَائِكَ وَ اسْتَبَاحُوا حَرِيمَكَ وَ رَكِبُوا مَرَاكِبَ الاِسْتِمْرَارِ عَلَى الْجُرْأَةِ عَلَيْكَ اللَّهُمَّ فَبَادِرْهُمْ بِقَوَاصِفِ سَخَطِكَ وَ عَوَاصِفِ تَنْكِيلَاتِكَ وَ اجْتِثَاثِ غَضَبِكَ وَ طَهِّرِ الْبِلَادَ مِنْهُمْ وَ اعْسِفْ عَنْهَا آثَارَهُمْ وَ احْطُطْ مِنْ قَاعَاتِهَا وَ مَظَانِّهَا مَنَارَهُمْ وَ اصْطَلِمْهُمْ بِبَوَارِكَ حَتَّى لَا تُبْقِ مِنْهُمْ دِعَامَةً لِنَاجِمٍ وَ لَا عَلَماً لِأُمْ ٍّ وَ لَا مَنَاصاً لِقَاصِدٍ وَ لَا رَائِداً لِمُرْتَادٍ اللَّهُمَّ امْحُ آثَارَهُمْ وَ اِطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَ دِيَارِهِمْ وَ امْحَقْ أَعْقَابَهُمْ وَ افْكُكْ أَصْلَابَهُمْ وَ عَجِّلْ إِلَى عَذَابِكَ السَّرْمَدِ انْقِلَابَهُمْ وَ أَقِمْ لِلْحَقِّ مَنَاصِبَهُ وَ اقْدَحْ لِلرَّشَادِ زِنَادَهُ وَ أَثْرِ لِلثَّارِ مَثِيرَهُ وَ أَيِّدْ بِالْعَوْنِ مُرْتَادَهُ وَ وَفِّرْهُ مِنَ النَّصْرِ زَادَهُ حَتَّى يَعُودَ الْحَقُّ بِجِدَّتِهِ وَ يُنِيرَ مَعَالِمُ مَقَاصِدِهِ وَ يَسْلُكَهُ أَهْلُهُ بِالْأَمَنَةِ حَقَّ سُلُوكِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُبِينُ الْبَائِنُ وَ أَنْتَ الْمَكِينُ الْمَاكِنُ الْمُمَكِّنُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ وَ رُكْنِ حُجَّتِكَ وَ لِسَانِ قُدْرَتِكَ وَ الْخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ وَ أَوَّلِ مُجْتَبىً لِلنُّبُوَّةِ بِرَحْمَتِكَ وَ سَاحِفِ شَعْرِ رَأْسِهِ تَذَلُّلاً لَكَ فِي حَرَمِكَ لِعِزَّتِكَ وَ مُنْشَإٍ مِنَ التُّرَابِ نَطَقَ إِعْرَاباً بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَ عَبَدَ لَكَ أَنْشَأْتَهُ لِأُمَّتِكَ وَ مُسْتَعِيذٍ بِكَ مِنْ مَسِّ عُقُوبَتِكَ وَ صَلِّ عَلَى ابْنِهِ الْخَالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْفَاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ وَ الْغَائِصِ [الفائض خ ل] الْمَأْمُونِ عَنْ مَكْنُونِ سَرِيرَتِكَ بِمَا أَوْلَيْتَهُ مِنْ نِعَمِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ عَلَى مَنْ بَيْنَهُمَا مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتِيَ الَّتِي بَيْنِي وَ بَيْنَكَ لَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى قَضَائِهَا وَ إِمْضَائِهَا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ شَدِّ أَزْرٍ وَ حَطِّ وِزْرٍ يَا مَنْ لَهُ نُورٌ لَا
ص: 70
يُطْفَی وَ ظُهُورٌ لَا يَخْفَى وَ أُمُورٌ لَا تُكْفَى اللَّهُمَّ إِنِّي دَعَوْتُكَ دُعَاءَ مَنْ عَرَفَكَ وَ تَسَبَّلَ إِلَيْكَ وَ آلَ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ إِلَيْكَ سُبْحَانَكَ طَوَتِ الْأَبْصَارُ فِي صَنْعَتِكَ مَدِيدَتَهَا وَ ثَنَتِ الْأَلْبَابُ عَنْ كُنْهِكَ أَعِنَّتَهَا فَأَنْتَ الْمُدْرِكُ غَيْرُ الْمُدْرَكِ وَ الْمُحِيطُ غَيْرُ الْمُحَاطِ وَ عِزَّتِكَ لَتَفْعَلَنَّ وَ عِزَّتِكَ لَتَفْعَلَنَّ وَ عِزَّتِكَ لَتَفْعَلَنَّ .
اللَّهُمَّ إِنَّ عَدُوِّي قَدِ اسْتَسَنَّ فِي غُلْوَانِهِ وَ اسْتَمَرَّ فِي عُدْوَانِهِ وَ أَمِنَ بِمَا شَمِلَهُ مِنَ الْحِلْمِ عَاقِبَةَ جُرْأَتِهِ عَلَيْكَ وَ تَمَرَّدَ فِي مُبَايَنَتِكَ وَ لَكَ اللَّهُمَّ لَحَظَاتُ سَخَطٍ بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ وَ نَهَاراً وَ هُمْ غَافِلُونَ وَ جَهْرَةً وَ هُمْ يَلْعَبُونَ وَ بَغْتَةً وَ هُمْ سَاهُونَ وَ أَنَّ الْخِنَاقَ قَدِ اشْتَدَّ وَ الْوَثَاقَ قَدِ احْتَدَّ وَ الْقُلُوبَ قَدْ مُحِيَتْ وَ الْعُقُولَ قَدْ تَنَكَّرَتْ وَ الصَّبْرَ قَدْ أَوْدَى وَ كَادَ يَنْقَطِعُ حَبَائِلُهُ فَإِنَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ مِنَ الظَّالِمِ وَ مُشَاهَدَةٍ مِنَ الْكَاظِمِ لَا يُعَجِّلُكَ فَوْتُ دَرَكٍ وَ لَا يُعْجِزُكَ احْتِجَازُ مُحْتَجِزٍ وَ إِنَّمَا مُهِّلَ اسْتِثْبَاتاً وَ حُجَّتُكَ عَلَى الْأَحْوَالِ الْبَالِغَةِ الدَّامِغَةِ وَ بِعُبَيْدِكَ ضَعْفُ الْبَشَرِيَّةِ وَ عَجْزُ الْإِنْسَانِيَّةِ وَ لَكَ سُلْطَانُ الْإِلَهِيَّةِ وَ مَلِكَةُ الْبَرِيَّةِ وَ بَطْشَةُ الْأَنَاةِ وَ عُقُوبَةُ التَّأْبِيدِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كَانَ فِي الْمُصَابَرَةِ لِحَرَارَةِ الْمُعَانِ مِنَ الظَّالِمِينَ وَ كَمَدِ مَنْ يُشَاهَدُ مِنَ الْمُبَدِّلِينَ رِضىً لَكَ وَ مَثُوبَةً مِنْكَ فَهَبْ لَنَا مَزِيداً مِنَ التَّأْيِيدِ وَ عَوْناً مِنَ التَّسْدِيدِ إِلَى حِينِ نُفُوذِ مَشِيَّتِكَ فِيمَنْ أَسْعَدْتَهُ وَ أَشْقَيْتَهُ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَ امْنُنْ عَلَيْنَا بِالتَّسْلِيمِ لِمَحْتُومَاتِ أَقْضِيَتِكَ وَ التَّجَرُّعِ لِوَارِدَاتِ أَقْدَارِكَ وَ هَبْ لَنَا مَحَبَّةً لِمَا أَحْبَبْتَ فِي مُتَقَدَّمٍ وَ مُتَأَخَّرٍ وَ مُتَعَجَّلٍ وَ مُتَأَجَّلٍ وَ الْإِيثَارِ لِمَا اخْتَرْتَ فِي مُسْتَقْرَبٍ وَ مُسْتَبْعَدٍ وَ لَا تُخْلِنَا اللَّهُمَّ مَعَ ذَلِكَ مِنْ عَوَاطِفِ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ كِفَايَتِكَ وَ حُسْنِ كِلَاءَتِكَ بِمَنِّكَ وَ كَرَمِكَ .
ص: 71
يَا مَنْ يَعْلَمُ هَوَاجِسَ السَّرَائِرِ وَ مَكَامِنَ الضَّمَائِرِ وَ حَقَائِقَ الْخَوَاطِرِ يَا مَنْ هُوَ لِكُلِّ غَيْبٍ حَاضِرٌ وَ لِكُلِّ مَنْسِيٍّ ذَاكِرٌ وَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَادِرٌ وَ إِلَى الْكُلِّ نَاظِرٌ بَعُدَ الْمَهَلُ وَ قَرُبَ الْأَجَلُ وَ ضَعُفَ الْعَمَلُ وَ أَرَابَ (1) الْأَمَلُ وَ آنَ الْمُنْتَقَلُ وَ أَنْتَ يَا اللَّهُ الْآخِرُ كَمَا أَنْتَ الْأَوَّلُ مُبِيدُ مَا أَنْشَأْتَ وَ مُصَيِّرُهُمْ إِلَى الْبِلَى (2) وَ مُقَلِّدُهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَ مُحَمِّلُهَا ظُهُورَهُمْ إِلَى وَقْتِ نُشُورِهِمْ مِنْ بِعْثَةِ قُبُورِهِمْ عِنْدَ نَفْخَةِ الصُّورِ وَ انْشِقَاقِ السَّمَاءِ بِالنُّورِ وَ الْخُرُوجِ بِالْمَنْشَرِ إِلَى سَاحَةِ الْمَحْشَرِ لَا تَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ أَبْصَارُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ مُتَرَاطِبِينَ فِي غُمَّةٍ مِمَّا أَسْلَفُوا وَ مُطَالِبِينَ بِمَا احْتَقَبُوا وَ مُحَاسَبِينَ هُنَاكَ عَلَى مَا ارْتَكَبُوا الصَّحَائِفُ فِي الْأَعْنَاقِ مَنْشُورَةٌ وَ الْأَوْزَارُ عَلَى الظُّهُورِ مَأْزُورَةٌ لَا انْفِكَاكَ وَ لَا مَنَاصَ وَ لَا مَحِيصَ عَنِ الْقِصَاصِ قَدْ أَفْحَمْتَهُمُ الْحُجَّةُ وَ حَلُّوا فِي حَيْرَةِ الْمَحَجَّةِ وَ هَمْسِ الضَّجَّةِ مَعْدُولٌ بِهِمْ عَنِ الْمَحَجَّةِ إِلَّا مَنْ سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَى فَنَجَا مِنْ هَوْلِ الْمَشْهَدِ وَ عَظِيمِ الْمَوْرِدِ وَ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ فِي الدُّنْيَا تَمَرَّدَ وَ لَا عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَنَّدَ وَ لَهُمُ اسْتَبْعَدَ وَ عَنْهُمْ بِحُقُوقِهِمْ تَفَرَّدَ اللَّهُمَّ فَإِنَّ الْقُلُوبَ قَدْ بَلَغَتِ الْحَنَاجِرَ وَ النُّفُوسَ قَدْ عَلَتِ التَّرَاقِيَ وَ الْأَعْمَارَ قَدْ نَفِدَتْ بِالاِنْتِظَارِ لَا عَنْ نَقْصِ اسْتِبْصَارٍ وَ لَا عَنِ اتِّهَامِ مِقْدَارٍ وَ لَكِنْ لِمَا تُعَانِي مِنْ رُكُوبِ مَعَاصِيكَ وَ الْخِلَافِ عَلَيْكَ فِي أَوَامِرِكَ وَ نَوَاهِيكَ وَ التَّلَعُّبِ بِأَوْلِيَائِكَ وَ مُظَاهَرَةِ أَعْدَائِكِ اللَّهُمَّ فَقَرِّبْ مَا قَدْ قَرُبَ وَ أَوْرِدْ مَا قَدْ دَنَا وَ حَقِّقْ ظُنُونَ الْمُوقِنِينَ وَ بَلِّغِ الْمُؤْمِنِينَ تَأْمِيلَهُمْ مِنْ إِقَامَةِ حَقِّكَ وَ نَصْرِ دِينِكَ وَ إِظْهَارِ حُجَّتِكَ وَ الاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَائِكِ .
ص: 72
يَا مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ وَ نَفَذَ حُكْمُهُ وَ شَمِلَ حِلْمُهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَزِلْ حِلْمَكَ عَنْ ظَالِمِي وَ بَادِرْهُ بِالنَّقِمَةِ وَ عَاجِلْهُ بِالاِسْتِيصَالِ وَ كُبَّهُ لِمَنْخِرِهِ وَ اغْصُصْهُ بِرِيقِهِ وَ ارْدُدْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَ حُلْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ بِشُغُلٍ شَاغِلٍ مُولِمٍ وَ سُقْمٍ دَائِمٍ وَ امْنَعْهُ التَّوْبَةَ وَ حُلْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْإِنَابَةِ وَ اسْلُبْهُ رَوْحَ الرَّاحَةِ وَ اشْدُدْ عَلَيْهِ الْوَطْأَةَ وَ خُذْ مِنْهُ بِالْمِخْنَقِ وَ حَشْرِجْهُ (1) فِي صَدْرِهِ وَ لَا تُثَبِّتْ لَهُ قَدَماً وَ أَثْكِلْهُ وَ نَكِّلْهُ وَ اجْتَثَّهُ وَ اجْتَثَّ رَاحَتَهُ وَ اسْتَأْصِلْهُ وَ جُثَّهُ وَ جُثَّ نِعْمَتَكَ عَنْهُ وَ أَلْبِسْهُ الصِّغَارَ وَ اجْعَلْ عُقْبَاهُ النَّارَ بَعْدَ مَحْوِ آثَارِهِ وَ سَلْبِ قَرَارِهِ وَ إِجْهَارِ قَبِيحِ آصَارِهِ (2) وَ أَسْكِنْهُ دَارَ بَوَارِهِ وَ لَا تُبْقِ لَهُ ذِكْراً وَ لَا تُعَقِّبْهُ مِنْ مُسْتَخْلَفٍ أَجْراً اللَّهُمَّ بَادِرْهُ اللَّهُمَّ عَاجِلْهُ وَ لَا تُؤَجِّلْهُ اللَّهُمَّ خُذْهُ اللَّهُمَّ اسْلُبْهُ التَّوْفِيقَ اللَّهُمَّ لَا تُنْهِضْهُ اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ لَا تَرِثْهُ اللَّهُمَّ لَا تُؤَخِّرْهُ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِ اللَّهُمَّ اشْدُدْ قَبْضَتَكَ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ بِكَ اعْتَصَمْتُ عَلَيْهِ وَ بِكَ اسْتَجَرْتُ مِنْهُ وَ بِكَ تَوَارَيْتُ عَنْهُ وَ بِكَ اسْتَكْفَفْتُ دُونَهُ وَ بِكَ اسْتَتَرْتُ مِنْ ضَرَّائِهِ اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِحَرَاسَتِكَ مِنْهُ وَ مِنْ عَذَابِكَ وَ اكْفِنِي بِكِفَايَتِكَ كَيْدَهُ وَ كَيْدَ بُغَاتِكَ اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمَانِ وَ أَسْبِلْ عَلَيَّ سِتْرَكَ الَّذِي سَتَرْتَ بِهِ رُسُلَكَ عَنِ الطَّوَاغِيتِ وَ حَصِّنِّي بِحِصْنِكَ الَّذِي وَقَيْتَهُمْ بِهِ مِنَ الْجَوَابِيتِ (3) اللَّهُمَّ أَيِّدْنِي مِنْكَ بِنَصْرٍ لَا يَنْفَكُّ وَ عَزِيمَةِ صِدْقٍ لَا تُخْتَلُّ وَ جَلِّلْنِي بِنُورِكَ وَ اجْعَلْنِي مُتَدَرِّعاً بِدِرْعِكَ الْحَصِينَةِ الْوَاقِيَةِ وَ اكْلَأْنِي بِكِلَاءَتِكَ الْكَافِيَةِ إِنَّكَ وَاسِعٌ لِمَا تَشَاءُ وَ وَلِيٌّ لِمَنْ لَكَ تَوَالَا وَ نَاصِرٌ لِمَنْ إِلَيْكَ آوَى وَ عَوْنُ مَنْ بِكَ اسْتَعْدَى وَ كَافِي مَنْ بِكَ اسْتَكْفَى وَ الْعَزِيزُ الَّذِي
ص: 73
لَا يُمَانَعُ عَمَّا يَشَاءُ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ وَ هُوَ حَسْبِي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
يَا مَأْمَنَ الْخَائِفِ وَ كَهْفَ اللَّاهِفِ وَ جُنَّةَ الْعَائِذِ وَ غَوْثَ اللَّائِذِ خَابَ مَنِ اعْتَمَدَ سِوَاكَ وَ خَسِرَ مَنْ لَجَأَ إِلَى دُونِكَ وَ ذَلَّ مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِكَ وَ افْتَقَرَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ إِلَيْكَ اللَّهُمَّ الْمَهْرَبُ وَ مِنْكَ اللَّهُمَّ الْمَطْلَبُ اللَّهُمَّ قَدْ تَعْلَمُ عَقْدَ ضَمِيرِي عِنْدَ مُنَاجَاتِكَ وَ حَقِيقَةَ سَرِيرَتِي عِنْدَ دُعَائِكَ وَ صِدْقَ خَالِصَتِي بِاللَّجَإِ إِلَيْكَ فَأَفْزِعْنِي إِذَا فَزِعْتُ إِلَيْكَ وَ لَا تَخْذُلْنِي إِذَا اعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ وَ بَادِرْنِي بِكِفَايَتِكَ وَ لَا تَسْلُبْنِي رِفْقَ عِنَايَتِكَ وَ خُذْ ظَالِمِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ عَلَيْهِ مُسْتَأْصِلٍ شَأفَتَهُ (1) مُجْتَثٍّ قَائِمَتَهُ حَاطٍّ دِعَامَتَهُ مُتَبَرٍّ لَهُ مُدَمِّرٍ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ بَادِرْهُ قَبْلَ أَذِيَّتِي وَ اسْبِقْهُ بِكِفَايَتِي كَيْدَهُ وَ شَرَّهُ وَ مَكْرُوهَهُ وَ غَمْزَهُ وَ سُوءَ عَقْدِهِ وَ قَصْدِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي وَ بِكَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُ وَ مِنْ كُلِّ مَنْ يَتَعَمَّدُنِي بِمَكْرُوهِهِ وَ يَتَرَصَّدُنِي بِأَذِيَّتِهِ وَ يُصْلِتُ لِي بِطَانَتَهُ وَ يَسْعَى عَلَيَّ بِمَكَايِدِهِ اللَّهُمَّ كِدْ لِي وَ لَا تَكِدْ عَلَيَّ وَ امْكُرْ لِي وَ لَا تَمْكُرْ بِي وَ أَرِنِي الثَّارَ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ أَوْ مَكَّارٍ وَ لَا يَضُرُّنِي ضَارُّ وَ أَنْتَ وَلِيِّي وَ لَا يَغْلِبُنِي مُغَالِبٌ وَ أَنْتَ عَضُدِي وَ لَا تَجْرِي عَلَيَّ مَسَاءَةٌ وَ أَنْتَ كَنَفِي اللَّهُمَّ بِكَ اسْتَذْرَعْتُ وَ اعْتَصَمْتُ وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ .
يَا مَفْزَعَ الْفَازِعِ وَ مَأْمَنَ الْهَالِعِ(2) وَ مَطْمَعَ الطَّامِعِ وَ مَلْجَأَ الضَّارِعِ يَا
ص: 74
غَوْثَ اللَّهْفَانِ وَ مَأْوَى الْحَيْرَانِ وَ مُرْوِيَ الظَّمْآنِ وَ مُشْبِعَ الْجَوْعَانِ وَ كَاسِيَ الْعُرْيَانِ وَ حَاضِرَ كُلِّ مَكَانٍ بِلَا دَرَكٍ وَ لَا عَيَانٍ وَ لَا صِفَةٍ وَ لَا بَطَانٍ عَجَزَتِ الْأَفْهَامُ وَ ضَلَّتِ الْأَوْهَامُ عَنْ مُوَافَقَةِ صِفَةِ دَابَّةٍ مِنَ الْهَوَامِّ فَضْلاً عَنِ الْأَجْرَامِ الْعِظَامِ مِمَّا أَنْشَأْتُ حِجَاباً لِعَظَمَتِكَ وَ أَنَّى يَتَغَلْغَلُ إِلَى مَا وَرَاءِ ذَلِكَ بِمَا لَا يُرَامُ تَقَدَّسْتَ يَا قُدُّوسُ عَنِ الظُّنُونِ وَ الْحُدُوسِ وَ أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ بَارِئُ الْأَجْسَامِ وَ النُّفُوسِ وَ مُنَخِرُ الْعِظَامِ وَ مُمِيتُ الْأَنَامِ وَ مُعِيدُهَا بَعْدَ الْفَنَاءِ وَ التَّطْمِيسِ أَسْأَلُكَ يَا ذَا الْقُدْرَةِ وَ الْعُلَا وَ الْعِزِّ وَ الثَّنَاءِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أُوْلِي النُّهَى وَ الْمَحَلِّ الْأَوْفَى وَ الْمَقَامِ الْأَعْلَى وَ أَنْ تُعَجِّلَ مَا قَدْ تَأَجَّلَ وَ تُقَدِّمَ مَا قَدْ تَأَخَّرَ وَ تَأْتِيَ بِمَا قَدْ أَوْجَبْتَ إِثْبَاتَهُ وَ تُقَرِّبَ مَا قَدْ تَأَخَّرَ فِي النُّفُوسِ الْحَصِرَةِ أَوَانُهُ وَ تَكْشِفَ الْبَأْسَ وَ سُوءَ اللِّبَاسِ وَ عَوَارِضَ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ فِي صُدُورِ النّاسِ وَ تَكْفِيَنَا مَا قَدْ رَهِقَنَا وَ تَصْرِفَ عَنَّا مَا قَدْ رَكِبَنَا وَ تُبَادِرَ اصْطِلَامَ الظَّالِمِينَ وَ نَصْرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْإِدَالَةَ (1) مِنَ الْمُعَانِدِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي وَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ عَبْدَانِ مِنْ عَبِيدِكَ نَوَاصِينَا بِيَدِكَ تَعْلَمُ مُسْتَقَرَّنَا وَ مُسْتَوْدِعَنَا وَ مُنْقَلَبَنَا وَ مَثْوَانَا وَ سِرَّنَا وَ عَلَانِيَتَنَا تَطَّلِعُ عَلَى نِيَّاتِنَا وَ تُحِيطُ بِضَمَائِرِنَا عِلْمُكَ بِمَا نُبْدِيهِ كَعِلْمِكَ بِمَا نُخْفِيهِ وَ مَعْرِفَتُكَ بِمَا نُبْطِنُهُ كَمَعْرِفَتِكَ بِمَا نُظْهِرُهُ وَ لَا يَنْطَوِي عِنْدَكَ شَيْءٌ مِنْ أُمُورِنَا وَ لَا يَسْتَتِرُ دُونَكَ حَالٌ مِنْ أَحْوَالِنَا وَ لَا مِنْكَ مَعْقِلٌ يُحْصِنُنَا وَ لَا حِرْزٌ يُحْرِزُنَا وَ لَا مَهْرَبٌ لَنَا نَفُوتُكَ بِهِ وَ لَا يَمْنَعُ الظَّالِمَ مِنْكَ حُصُونُهُ وَ لَا يُجَاهِدُكَ عَنْهُ جُنُودُهُ وَ لَا يُغَالِبُكَ مُغَالِبٌ بِمَنْعَةٍ وَ لَا يُعَازُّكَ مُعَازٌّ بِكَثْرَةٍ أَنْتَ مُدْرِكُه أَيْنَمَا سَلَكَ وَ قَادِرٌ عَلَيْهِ أَيْنَمَا لَجَأَ فَمَعَاذُ الْمَظْلُومِ مِنَّا بِكَ
ص: 75
وَ تَوَكُّلُ الْمَقْهُورِ مِنَّا عَلَيْكَ وَ رُجُوعُهُ إِلَيْكَ وَ يَسْتَغِيثُ بِكَ إِذَا خَذَلَهُ الْمُغِيثُ وَ يَسْتَصْرِخُكَ إِذَا قَعَدَ عَنْهُ النَّصِيرُ وَ يَلُوذُ بِكَ إِذَا نَفَتْهُ الْأَفْنِيَةُ وَ يَطْرُقُ بِكَ إِذَا أُغْلِقَتْ عَنْهُ الْأَبْوَابُ الْمُرْتَجَةُ وَ يَصِلُ إِلَيْكَ إِذَا احْتَجَبَ عَنْهُ الْمُلُوكُ الْغَافِلَةُ تَعْلَمُ مَا حَلَّ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَشْكُوَهُ إِلَيْكَ وَ تَعْلَمُ مَا يُصْلِحُهُ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَكَ لَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ سَمِيعاً بَصِيراً لَطِيفاً عَلِيماً خَبِيراً قَدِيراً وَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ وَ مُحْكَمِ قَضَائِكَ وَ جَارِي قَدَرِكَ وَ نَافِذِ أَمْرِكَ وَ قَاضِي حُكْمِكَ وَ مَاضِي مَشِيَّتِكَ فِي خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ شَقِيِّهِمْ وَ سَعِيدِهِمْ وَ بَرِّهِمْ وَ فَاجِرِهِمْ أَنْ جَعَلْتَ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ عَلَيَّ قُدْرَةً فَظَلَمَنِي بِهَا وَ بَغَى عَلَيَّ بِمَكَانِهَا وَ اسْتَطَالَ وَ تَعَزَّزَ بِسُلْطَانِهِ الَّذِي خَوَّلْتَهُ إِيَّاهُ وَ تَجَبَّرَ وَ افْتَخَرَ بِعُلُوِّ حَالِهِ الَّذِي نَوَّلْتَهُ وَ عَزَّهُ إِمْلَاؤُكَ لَهُ وَ أَطْغَاهُ حِلْمُكَ عَنْهُ فَقَصَدَنِي بِمَكْرُوهٍ عَجَزْتُ عَنِ الصَّبْرِ عَلَيْهِ وَ تَعَمَّدَنِي بِشَرٍّ ضَعُفْتُ عَنِ احْتِمَالِهِ وَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى الاِسْتِنْصَافِ مِنْهُ لِضَعْفِي وَ لَا عَلَى الاِنْتِصَارِ لِقِلَّتِي وَ ذُلِّي فَوَكَلْتُ أَمْرَهُ إِلَيْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِي شَأْنِهِ عَلَيْكَ وَ تَوَعَّدْتُهُ بِعُقُوبَتِكَ وَ حَذَّرْتُهُ بِبَطْشِكَ وَ خَوَّفْتُهُ نَقِمَتَكَ فَظَنَّ أَنَّ حِلْمَكَ عَنْهُ مِنْ ضَعْفٍ وَ حَسِبَ أَنَّ إِمْلَاءَكَ لَهُ مِنْ عَجْزٍ وَ لَمْ تَنْهَهُ وَاحِدَةٌ عَنْ أُخْرَى وَ لَا انْزَجَرَ عَنْ ثَانِيَةٍ بِأُولَى لَكِنَّهُ تَمَادَى فِي غَيِّهِ وَ تَتَابَعَ فِي ظُلْمِهِ وَ لَجَّ فِي عُدْوَانِهِ وَ اسْتَشْرَى فِي طُغْيَانِهِ جُرْأَةً عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ تَعَرُّضاً لِسَخَطِكَ الَّذِي لَا تَرُدُّهُ عَنِ الظَّالِمِينَ وَ قِلَّةَ اكْتِرَاثٍ بِبَأْسِكَ الَّذِي لَا تَحْبِسُهُ عَنِ الْبَاغِينَ فَهَا أَنَا ذَا يَا سَيِّدِي مُسْتَضْعَفٌ فِي يَدِهِ مُسْتَضَامٌ تَحْتَ سُلْطَانِهِ مُسْتَذَلٌّ بِفِنَائِهِ مَغْضُوبٌ مَغْلُوبٌ مَبْغِيٌّ عَلَيَّ مَرْعُوبٌ وَجِلٌ خَائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقْهُورٌ قَدْ قَلَّ صَبْرِي وَ ضَاقَتْ حِيلَتِي وَ انْغَلَقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ إِلَّا إِلَيْكَ وَ انْسَدَّتْ عَنِّي الْجِهَاتُ إِلَّا جِهَتُكَ وَ الْتَبَسَتْ عَلَيَّ أُمُورِي فِي دَفْعِ مَكْرُوهِهِ عَنِّي وَ اشْتَبَهَتْ عَلَيَّ الْآرَاءُ فِي إِزَالَةِ ظُلْمِهِ وَ خَذَلَنِي مَنِ اسْتَنْصَرْتُهُ مِنْ خَلْقِكَ
ص: 76
وَ أَسْلَمَنِي مَنْ تَعَلَّقْتُ بِهِ مِنْ عِبَادِكَ فَاسْتَشَرْتُ نَصِيحِي فَأَشَارَ عَلَيَّ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَ اسْتَرْشَدْتُ دَلِيلِي فَلَمْ يَدُلَّنِي إِلَّا إِلَيْكَ فَرَجَعْتُ إِلَيْكَ يَا مَوْلَايَ صَاغِراً رَاغِماً مُسْتَكِيناً عَالِماً أَنَّهُ لَا فَرَجَ لِي إِلَّا عِنْدَكَ وَ لَا خَلَاصَ لِي إِلَّا بِكَ أَنْتَجِزُ وَعْدَكَ فِي نُصْرَتِي وَ إِجَابَةِ دُعَائِي لِأَنَّ قَوْلَكَ الْحَقُّ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُبَدَّلُ وَ قَدْ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ وَ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّهُ وَ قُلْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَهَا أَنَا ذَا فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ لَا مَنّاً عَلَيْكَ وَ كَيْفَ أَمُنُّ بِهِ وَ أَنْتَ عَلَيْهِ دَلَلْتَنِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَنِي يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ يَا سَيِّدِي أَنَّ لَكَ يَوْماً تَنْتَقِمُ فِيهِ مِنَ الظَّالِمِ لِلْمَظْلُومِ وَ أَتَيَقَّنُ أَنَّ لَكَ وَقْتاً تَأْخُذُ فِيهِ مِنَ الْغَاصِبِ لِلْمَغْصُوبِ لِأَنَّكَ لَا يَسْبِقُكَ مُعَانِدٌ وَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قَبْضَتِكَ مُنَابِذٌ وَ لَا تَخَافُ فَوْتَ فَائِتٍ وَ لَكِنَّ جَزَعِي وَ هَلَعِي لَا يَبْلُغَانِ الصَّبْرَ عَلَى أَنَاتِكَ وَ انْتِظَارِ حِلْمِكَ فَقُدْرَتُكَ يَا سَيِّدِي فَوْقَ كُلِّ قُدْرَةٍ وَ سُلْطَانُكَ غَالِبُ كُلِّ سُلْطَانٍ وَ مَعَادُ كُلِّ أَحَدٍ إِلَيْكَ وَ إِنْ أَمْهَلْتَهُ وَ رُجُوعُ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَيْكَ وَ إِنْ أَنْظَرْتَهُ وَ قَدْ أَضَرَّنِي يَا سَيِّدِي حِلْمُكَ عَنْ فُلَانٍ وَ طُولُ أَنَاتِكَ لَهُ وَ إِمْهَالُكَ إِيَّاهُ فَكَادَ الْقُنُوطُ يَسْتَوْلِي عَلَيَّ لَوْ لَا الثِّقَةُ بِكَ وَ الْيَقِينُ بِوَعْدِكَ وَ إِنْ كَانَ فِي قَضَائِكَ النَّافِذِ وَ قُدْرَتِكَ الْمَاضِيَةِ أَنَّهُ يُنِيبُ أَوْ يَتُوبُ أَوْ يَرْجِعُ عَنْ ظُلْمِي وَ يَكُفُّ عَنْ مَكْرُوهِي وَ يَنْتَقِلُ عَنْ عَظِيمِ مَا رَكِبَ مِنِّي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْقِعْ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ قَبْلَ إِزَالَةِ نِعْمَتِكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَ تَكْدِيرِ مَعْرُوفِكَ الَّذِي صَنَعْتَهُ عِنْدِي وَ إِنْ كَانَ عِلْمُكَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ مَقَامِهِ عَلَى ظُلْمِي فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يَا نَاصِرَ الْمَظْلُومِينَ الْمَبْغِيِّ عَلَيْهِمْ إِجَابَةَ دَعْوَتِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خُذْهُ مِنْ مَأْمَنِهِ [مَنَامِهِ خ ل] أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَ افْجَأْهُ فِي غَفْلَتِهِ مُفَاجَاةَ مَلِيكٍ مُنْتَصِرٍ وَ اسْلُبْهُ نِعْمَتَهُ وَ سُلْطَانَهُ وَ افْضُضْ عَنْهُ
ص: 77
جُمُوعَهُ وَ أَعْوَانَهُ وَ مَزِّقْ مُلْكَهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ وَ فَرِّقْ أَنْصَارَهُ كُلَّ مُفَرَّقٍ وَ أَعِرْهُ مِنْ نِعْمَتِكَ الَّتِي لَا يُقَابِلُهَا بِالشُّكْرِ وَ انْزِعْ عَنْهُ سِرْبَالَ عِزِّكَ الَّذِي لَمْ يُجَازِهِ بِإِحْسَانٍ وَ اقْصِمْهُ يَا قَاصِمَ الْجَبَابِرَةِ وَ أَهْلِكْهُ يَا مُهْلِكَ الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ وَ أَبِرْهُ يَا مُبِيرَ الْأُمَمِ الظَّالِمَةِ وَ اخْذُلْهُ يَا خَاذِلَ الْفِرَقِ الْبَاغِيَةِ وَ ابْتُرْ عُمُرَهُ وَ ابْتَزَّ مُلْكَهُ وَ عِفَّ أَثَرَهُ وَ اقْطَعْ خَيْرَهُ وَ أَطْفِئْ نَارَهُ وَ أَظْلِمْ نَهَارَهُ وَ كَوِّرْ شَمْسَهُ وَ أَزْهِقْ نَفْسَهُ وَ اهْشِمْ سُوقَهُ وَ جُبَّ سَنَامَهُ وَ أَرْغِمْ أَنْفَهُ وَ عَجِّلْ حَتْفَهُ وَ لَا تَدَعْ لَهُ جُنَّةً إِلَّا هَتَكْتَهَا وَ لَا دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا وَ لَا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلَّا فَرَّقْتَهَا وَ لَا قَائِمَةَ عُلُوٍّ إِلَّا وَضَعْتَهَا وَ لَا رُكْناً إِلَّا وَهَنْتَهُ وَ لَا سَبَباً إِلَّا قَطَعْتَهُ وَ أَرِنَا أَنْصَارَهُ عَبَادِيدَ (1) بَعْدَ الْأُلْفَةِ وَ شَتَّى بَعْدَ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ وَ مُقْنِعِي الرُّءُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْأُمَّةِ وَ اشْفِ بِزَوَالِ أَمْرِهِ الْقُلُوبَ الْوَجِلَةَ وَ الْأَفْئِدَةَ اللَّهِفَةَ وَ الْأُمَّةَ الْمُتَحَيِّرَةَ وَ الْبَرِيَّةَ الضَّائِعَةَ وَ أَدْلِ بِبَوَارِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَ السُّنَنَ الدَّاثِرَةَ وَ الْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ وَ الْمَعَالِمَ الْمُغْبَرَّةَ وَ الْآيَاتِ الْمُحَرَّفَةَ وَ الْمَدَارِسَ الْمَهْجُورَةَ وَ الْمَحَارِيبَ الْمَجْفُوَّةَ وَ الْمَشَاهِدَ الْمَهْدُومَةَ وَ أَشْبِعْ بِهِ الْخِمَاصَ السَّاغِبَةَ وَ أَرْوِ بِهِ اللَّهَوَاتِ اللَّاغِبَةَ وَ الْأَكْبَادَ الطَّامِيَةَ وَ أَرِحْ بِهِ الْأَقْدَامَ الْمُتْعَبَةَ وَ اطْرُقْهُ بِلَيْلَةٍ لَا أُخْتَ لَهَا وَ بِسَاعَةٍ لَا مَثْوَى فِيهَا وَ بِنِكْبَةٍ لَا انْتِعَاشَ مَعَهَا وَ بِعَثْرَةٍ لَا إِقَالَةَ مِنْهَا وَ أَبِحْ حَرِيمَهُ وَ نَغِّصْ نَعِيمَهُ وَ أَرِهِ بَطْشَتَكَ الْكُبْرَى وَ نَقِمَتَكَ الْمُثْلَى وَ قُدْرَتَكَ الَّتِي فَوْقَ قُدْرَتِهِ وَ سُلْطَانَكَ الَّذِي هُوَ أَعَزُّ مِنْ سُلْطَانِهِ وَ اغْلِبْهُ لِي بِقُوَّتِكَ الْقَوِيَّةِ وَ مِحَالِكَ (2) الشَّدِيدِ وَ امْنَعْنِي مِنْهُ بِمَنْعِكَ الَّذِي كُلُّ خَلْقٍ فِيهَا ذَلِيلٌ وَ ابْتَلِهِ بِفَقْرٍ لَا تَجْبُرُهُ وَ بِسُوءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَ كِلْهُ إِلَى نَفْسِهِ فِيمَا يُرِيدُ إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ وَ ابْرَأْهُ مِنْ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ كِلْهُ إِلَى حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَزِلْ
ص: 78
مَكْرَهُ بِمَكْرِكَ وَ ادْفَعْ مَشِيَّتَهُ بِمَشِيَّتِكَ وَ أَسْقِمْ جَسَدَهُ وَ أَيْتِمْ وُلْدَهُ وَ اقْضِ أَجَلَهُ وَ خَيِّبْ أَمَلَهُ وَ أَدْلِ دَوْلَتَهُ وَ أَطِلْ عَوْلَتَهُ وَ اجْعَلْ شُغُلَهُ فِي بَدَنِهِ وَ لَا تَفُكَّهُ مِنْ حُزْنِهِ وَ صَيِّرْ كَيْدَهُ فِي ضَلَالٍ وَ أَمْرَهُ إِلَى زَوَالٍ وَ نِعْمَتَهُ إِلَى انْتِقَالٍ وَ جِدَّهُ فِي سِفَالٍ وَ سُلْطَانَهُ فِي اضْمِحْلَالٍ وَ عَاقِبَتَهُ إِلَى شَرِّ مَآلٍ وَ أَمِتْهُ بِغَيْظِهِ إِنْ أَمَتَّهُ وَ أَبْقِهِ بِحَسْرَتِهِ إِنْ أَبْقَيْتَهُ وَ قِنِي شَرَّهُ وَ هَمْزَهُ وَ لَمْزَهُ وَ سَطْوَتَهُ وَ عَدَاوَتَهُ وَ الْمَحْهُ لَمْحَةً تُدَمِّرُ بِهَا عَلَيْهِ فَإِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلاً .
الْفَزَعُ الْفَزَعُ إِلَيْكَ يَا ذَا الْمُحَاضَرَةِ وَ الرَّغْبَةُ الرَّغْبَةُ إِلَيْكَ يَا مَنْ بِهِ الْمُفَاخَرَةُ وَ أَنْتَ اللَّهُمَّ مُشَاهِدُ هَوَاجِسِ النُّفُوسِ وَ مُرَاصِدُ حَرَكَاتِ الْقُلُوبِ وَ مُطَالِعُ مَسَرَّاتِ السَّرَائِرِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ وَ لَا تَعَسُّفٍ وَ قَدْ تَرَى اللَّهُمَّ مَا لَيْسَ عَنْكَ بِمُنْطَوًى وَ لَكِنْ حِلْمُكَ آمَنَ أَهْلَهُ عَلَيْهِ جُرْأَةً وَ تَمَرُّداً وَ عُتُوّاً وَ عِنَاداً وَ مَا يُعَانِيهِ أَوْلِيَاؤُكَ مِنْ تَعْفِيَةِ آثَارِ الْحَقِّ وَ دُرُوسِ مَعَالِمِهِ وَ تَزَيُّدِ الْفَوَاحِشِ وَ اسْتِمْرَارِ أَهْلِهَا عَلَيْهَا وَ ظُهُورِ الْبَاطِلِ وَ عُمُومِ التَّغَاشُمِ وَ التَّرَاضِي بِذَلِكَ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَ الْمُتَصَرَّفَاتِ مُذْ جَرَتْ بِهِ الْعَادَاتُ وَ صَارَ كَالْمَفْرُوضَاتِ وَ الْمَسْنُونَاتِ اللَّهُمَّ فَبَادِرِ الَّذِي مَنْ أَعَنْتَهُ بِهِ فَازَ وَ مَنْ أَيَّدْتَهُ لَمْ يَخَفْ لَمْزَ لَمَّازٍ وَ خُذِ الظَّالِمَ أَخْذاً عَنِيفاً وَ لَا تَكُنْ لَهُ رَاحِماً وَ لَا بِهِ رَءُوفاً اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ بَادِرْهُمْ اللَّهُمَّ عَاجِلْهُمْ اللَّهُمَّ لَا تُمْهِلْهُمْ اللَّهُمَّ غَادِرْهُمْ بُكْرَةً وَ هَجِيرَةً (1) وَ سُحْرَةً وَ بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ وَ ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ وَ مَكْراً وَ هُمْ يَمْكُرُونَ وَ فُجْأَةً وَ هُمْ آمِنُونَ اللَّهُمَّ بَدِّدْهُمْ وَ بَدِّدْ أَعْوَانَهُمْ وَ افْلُلْ (2) أَعْضَادَهُمْ وَ اهْزِمْ جُنُودَهُمْ وَ افْلُلْ
ص: 79
حَدَّهُمْ وَ اجْتَثَّ سَنَامَهُمْ وَ أَضْعِفْ عَزَائِمَهُمْ اللَّهُمَّ امْنَحْنَا أَكْتَافَهُمْ وَ مَلِّكْنَا أَكْتَافَهُمْ وَ بَدِّلْهُمْ بِالنِّعَمِ النِّقَمَ وَ بَدِّلْنَا مِنْ مُحَاذَرَتِهِمْ وَ بَغْيِهِمُ السَّلَامَةَ وَ أَغْنِمْنَاهُمْ أَكْمَلَ الْمَغْنَمِ اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَكَ الَّذِي إِذَا حَلَّ بِقَوْمٍ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ .
مَنَائِحُكَ مُتَتَابِعَةٌ وَ أَيَادِيكَ مُتَوَالِيَةٌ وَ نِعَمُكَ سَابِغَةٌ وَ شُكْرُنَا قَصِيرٌ وَ حَمْدُنَا يَسِيرٌ وَ أَنْتَ بِالتَّعَطُّفِ عَلَى مَنِ اعْتَرَفَ جَدِيرٌ اللَّهُمَّ وَ قَدْ غُصَّ أَهْلُ الْحَقِّ بِالرِّيقِ وَ ارْتَبَكَ (1) أَهْلُ الصِّدْقِ فِي الْمَضِيقِ وَ أَنْتَ اللَّهُمَّ بِعِبَادِكَ وَ ذَوِي الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ شَفِيقٌ وَ بِإِجَابَةِ دُعَائِهِمْ وَ تَعْجِيلِ الْفَرَجِ عَنْهُمْ حَقِيقٌ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَادِرْنَا مِنْكَ بِالْعَوْنِ الَّذِي لَا خِذْلَانَ بَعْدَهُ وَ النَّصْرِ الَّذِي لَا بَاطِلَ يَتَكَأَّدُهُ وَ أَتِحْ (2) لَنَا مِنْ لَدُنْكَ مُتَاحاً فَيَّاحاً يَأْمَنُ فِيهِ وَلِيُّكَ وَ يَخِيبُ فِيهِ عَدُوُّكَ وَ يُقَامُ فِيهِ مَعَالِمُكَ وَ يَظْهَرُ فِيهِ أَوَامِرُكَ وَ تَنْكَفُّ فِيهِ عَوَادِي عِدَاتِكَ اللَّهُمَّ بَادِرْنَا مِنْكَ بِدَارِ الرَّحْمَةِ وَ بَادِرْ أَعْدَاءَكَ مِنْ بَأْسِكَ بِدَارِ النَّقِمَةِ اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَ أَغِثْنَا وَ ارْفَعْ نَقِمَتَكَ عَنَّا وَ أَحِلَّهَا بِالْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ مَعْدُودَةٍ وَ الْآخِرُ بِلَا آخِرِيَّةٍ مَحْدُودَةٍ أَنْشَأْتَنَا لَا لِعِلَّةٍ اقْتِسَاراً وَ اخْتَرَعْتَنَا لَا لِحَاجَةٍ اقْتِدَاراً وَ ابْتَدَعْتَنَا بِحِكْمَتِكَ اخْتِيَاراً وَ بَلَوْتَنَا بِأَمْرِكَ وَ نَهْيِكَ اخْتِبَاراً وَ أَيَّدْتَنَا بِالْآلَاتِ وَ مَنَحْتَنَا بِالْأَدَوَاتِ وَ كَلَّفْتَنَا الطَّاقَةَ وَ جَشَّمْتَنَا الطَّاعَةَ فَأَمَرْتَ تَخْيِيراً وَ نَهَيْتَ تَحْذِيراً وَ خَوَّلْتَ كَثِيراً وَ سَأَلْتَ يَسِيراً
ص: 80
فَعُصِيَ أَمْرُكَ فَحَلُمْتَ وَ جُهِلَ قَدْرُكَ فَتَكَرَّمْتَ فَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ وَ الْبَهَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْكِبْرِيَاءِ وَ الْإِحْسَانِ وَ النَّعْمَاءِ وَ الْمَنِّ وَ الْآلَاءِ وَ الْمِنَحِ وَ الْعَطَاءِ وَ الْإِنْجَازِ وَ الْوَفَاءِ وَ لَا تُحِيطُ الْقُلُوبُ لَكَ بِكُنْهٍ وَ لَا تُدْرِكُ الْأَوْهَامُ لَكَ صِفَةً وَ لَا يُشْبِهُكَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَا يُمَثَّلُ بِكَ شَيْءٌ مِنْ صَنْعَتِكَ تَبَارَكْتَ أَنْ تُحَسَّ أَوْ تُمَسَّ أَوْ تُدْرِكَكَ الْحَوَاسُّ الْخَمْسُ وَ أَنَّى يُدْرِكُ مَخْلُوقٌ خَالِقَهُ وَ تَعَالَيْتَ يَا إِلَهِي عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً اللَّهُمَّ أَدِلْ (1) لِأَوْلِيَائِكَ مِنْ أَعْدَائِكَ الظَّالِمِينَ الْبَاغِينَ النَّاكِثِينَ الْقَاسِطِينَ الْمَارِقِينَ الَّذِينَ أَضَلُّوا عِبَادَكَ وَ حَرَّفُوا كِتَابَكَ وَ بَدَّلُوا أَحْكَامَكَ وَ جَحَدُوا حَقَّكَ وَ جَلَسُوا مَجَالِسَ أَوْلِيَائِكَ جُرْأَةً مِنْهُمْ عَلَيْكَ وَ ظُلْماً مِنْهُمْ لِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمْ سَلَامُكَ وَ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا خَلْقَكَ وَ هَتَكُوا حِجَابَ سَتْرِكَ عَنْ عِبَادِكَ وَ اتَّخَذُوا اللَّهُمَّ مَالَكَ دُوَلاً وَ عِبَادَكَ خَوَلاً (2) وَ تَرَكُوا اللَّهُمَّ عَالِمَ أَرْضِكَ فِي بَكْمَاءَ عَمْيَاءَ ظَلْمَاءَ مُدْلَهِمَّةً فَأَعْيُنُهُمْ مَفْتُوحَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ عَمِيَّةٌ وَ لَمْ تَبْقَ لَهُمُ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ مِنْ حُجَّةٍ لَقَدْ حَذَّرْتَ اللَّهُمَّ عَذَابَكَ وَ بَيَّنْتَ نَكَالَكَ وَ وَعَدْتَ الْمُطِيعِينَ إِحْسَانَكَ وَ قَدَّمْتَ إِلَيْهِمْ بِالنُّذُرِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ فَأَيِّدِ اللَّهُمَّ الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّ أَوْلِيَائِكَ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ وَ إِلَى الْحَقِّ دَاعِينَ وَ لِلْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ الْقَائِمِ بِالْقِسْطِ تَابِعِينَ وَ جَدِّدِ اللَّهُمَّ عَلَى أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَائِهِمْ نَارَكَ وَ عَذَابَكَ الَّذِي لَا تَدْفَعُهُ عَنِ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَوِّ ضَعْفَ الْمُخْلِصِينَ لَكَ بِالْمَحَبَّةِ الْمُشَايِعِينَ لَنَا بِالْمُوَالَاةِ الْمُتَّبِعِينَ لَنَا بِالتَّصْدِيقِ وَ الْعَمَلِ الْمُوَازِرِينَ لَنَا بِالْمُوَاسَاةِ فِينَا الْمُحِبِّينَ ذِكْرَنَا عِنْدَ اجْتِمَاعِهِمْ وَ شُدَّ اللَّهُمَّ رُكْنَهُمْ وَ سَدِّدْ لَهُمُ
ص: 81
اللَّهُمَّ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُمْ وَ أَتْمِمْ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ وَ خَلِّصْهُمْ وَ اسْتَخْلِصْهُمْ وَ سُدَّ اللَّهُمَّ فَقْرَهُمْ وَ الْمُمِ اللَّهُمَّ شَعَثَ فَاقَتِهِمْ وَ اغْفِرِ اللَّهُمَّ ذُنُوبَهُمْ وَ خَطَايَاهُمْ وَ لَا تُزِغْ قُلُوبَهُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ وَ لَا تُخَلِّهِمْ أَيْ رَبِّ بِمَعْصِيَتِهِمْ وَ احْفَظْ لَهُمْ مَا مَنَحْتَهُمْ بِهِ مِنَ الطَّهَارَةِ بِوَلَايَةِ أَوْلِيَائِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
مَنَاهِلُ كَرَامَاتِكَ بِجَزِيلِ عَطِيَّاتِكَ مُتْرَعَةٌ وَ أَبْوَابُ مُنَاجَاتِكَ لِمَنْ أَمَّكَ مُشْرَعَةٌ وَ عَطُوفُ لَحَظَاتِكَ لِمَنْ ضَرَعَ إِلَيْكَ غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ وَ قَدْ أُلْجِمَ الْحِذَارُ وَ اشْتَدَّ الاِضْطِرَارُ وَ عَجَزَ عَنِ الاِصْطِبَارِ أَهْلُ الاِنْتِظَارِ وَ أَنْتَ اللَّهُمَّ بِالْمَرْصَدِ مِنَ الْمَكَّارِ اللَّهُمَّ وَ غَيْرُ مُهْمِلٍ مَعَ الْإِمْهَالِ وَ اللَّائِذُ بِكَ آمِنٌ وَ الرَّاغِبُ إِلَيْكَ غَانِمٌ وَ الْقَاصِدُ اللَّهُمَّ لِبَابِكَ سَالِمٌ اللَّهُمَّ فَعَاجِلْ مَنْ قَدِ امْتَزَّ فِي طُغْيَانِهِ وَ اسْتَمَرَّ عَلَى جَهَالَتِهِ لِعُقْبَاهُ فِي كُفْرَانِهِ وَ أَطْمَعَهُ حِلْمُكَ عَنْهُ فِي نَيْلِ إِرَادَتِهِ فَهُوَ يَتَسَرَّعُ إِلَى أَوْلِيَائِكَ بِمَكَارِهِهِ وَ يُوَاصِلُهُمْ بِقَبَائِحِ مَرَاصِدِهِ وَ يَقْصُدُهُمْ فِي مَظَانِّهِمْ بِأَذِيَّتِهِ اللَّهُمَّ اكْشِفِ الْعَذَابَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْعَثْهُ جَهْرَةً عَلَى الظَّالِمِينَ اللَّهُمَّ اكْفُفِ الْعَذَابَ عَنِ الْمُسْتَجِيرِينَ وَ اصْبُبْهُ عَلَى الْمُغَيِّرِينَ اللَّهُمَّ بَادِرْ عُصْبَةَ الْحَقِّ بِالْعَوْنِ وَ بَادِرْ أَعْوَانَ الظُّلْمِ بِالْقَصْمِ اللَّهُمَّ أَسْعِدْنَا بِالشُّكْرِ وَ امْنَحْنَا النَّصْرَ وَ أَعِذْنَا مِنْ سُوءِ الْبَدَاءِ وَ الْعَاقِبَةِ وَ الْخَتْرِ (1).
يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ تَوَحَّدَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ يَا مَنْ أَضَاءَ بِاسْمِهِ النَّهَارُ
ص: 82
وَ أَشْرَقَتْ بِهِ الْأَنْوَارُ وَ أَظْلَمَ بِأَمْرِهِ حِنْدِسُ (1) اللَّيْلِ وَ هَطَلَ بِغَيْثِهِ وَابِلُ السَّيْلِ يَا مَنْ دَعَاهُ الْمُضْطَرُّونَ فَأَجَابَهُمْ وَ لَجَأَ إِلَيْهِ الْخَائِفُونَ فَآمَنَهُمْ وَ عَبَدَهُ الطَّائِعُونَ فَشَكَرَهُمْ وَ حَمِدَهُ الشَّاكِرُونَ فَأَثَابَهُمْ مَا أَجَلَّ شَأْنَكَ وَ أَعْلَى سُلْطَانَكَ وَ أَنْفَذَ أَحْكَامَكَ أَنْتَ الْخَالِقُ بِغَيْرِ تَكَلُّفٍ وَ الْقَاضِي بِغَيْرِ تَحَيُّفٍ حُجَّتُكَ الْبَالِغَةُ وَ كَلِمَتُكَ الدَّامِغَةُ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ تَعَوَّذْتُ مِنْ نَفَثَاتِ الْعَنَدَةِ وَ رَصَدَاتِ الْمُلْحِدَةِ الَّذِينَ أَلْحَدُوا فِي أَسْمَائِكَ وَ رَصَدُوا بِالْمَكَارِهِ لِأَوْلِيَائِكَ وَ أَعَانُوا عَلَى قَتْلِ أَنْبِيَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ وَ قَصَدُوا لِإِطْفَاءِ نُورِكَ بِإِذَاعَةِ سِرِّكَ وَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ وَ صَدُّوا عَنْ آيَاتِكَ وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِكَ وَ دُونَ رَسُولِكَ وَ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً رَغْبَةً عَنْكَ وَ عَبَدُوا طَوَاغِيتَهُمْ وَ جَوَابِيتَهُمْ بَدَلاً مِنْكَ فَمَنَنْتَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ بِعَظِيمِ نَعْمَائِكَ وَ جُدْتَ عَلَيْهِمْ بِكَرِيمِ آلَائِكَ وَ أَتْمَمْتَ لَهُمْ مَا أَوْلَيْتَهُمْ بِحُسْنِ جَزَائِكَ حِفْظاً لَهُمْ مِنْ مُعَانَدَةِ الرُّسُلِ وَ ضَلَالِ السُّبُلِ وَ صَدَقَتْ لَهُمْ بِالْعُهُودِ أَلْسِنَةُ الْإِجَابَةِ وَ خَشَعَتْ لَكَ بِالْعُقُودِ قُلُوبُ الْإِنَابَةِ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الَّذِي خَشَعَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ أَحْيَيْتَ بِهِ مَوَاتَ الْأَشْيَاءِ وَ أَمَتَّ بِهِ جَمِيعَ الْأَحْيَاءِ وَ جَمَعْتَ بِهِ كُلَّ مُتَفَرِّقٍ وَ فَرَّقْتَ بِهِ كُلَّ مُجْتَمِعٍ وَ أَتْمَمْتَ بِهِ الْكَلِمَاتِ وَ أَرَيْتَ بِهِ كُبْرَي الْآيَاتِ وَ تُبْتَ بِهِ عَلَى التَّوَّابِينَ وَ أَخْسَرْتَ بِهِ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ فَجَعَلْتَ عَمَلَهُمْ هَباءً مَنْثُوراً وَ تَبَّرْتَهُمْ تَتْبِيراً أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ شِيعَتِي مِنَ الَّذِينَ حُمِّلُوا فَصَدَّقُوا وَ اسْتَنْطَقُوا فَنَطَقُوا آمِنِينَ مَأْمُونِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ لَهُمْ تَوْفِيقَ أَهْلِ الْهُدَى وَ أَعْمَالَ أَهْلِ الْيَقِينِ وَ مُنَاصَحَةَ أَهْلِ التَّوْبَةِ وَ عَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ وَ تَقِيَّةَ أَهْلِ الْوَرَعِ وَ كِتْمَانَ الصِّدِّيقِينَ حَتَّى يَخَافُوكَ اللَّهُمَّ مَخَافَةَ تَحَجُّزِهِمْ عَنْ مَعَاصِيكَ وَ حَتَّى يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ لِيَنَالُوا كَرَامَتَكَ
ص: 83
وَ حَتَّى يُنَاصِحُوا لَكَ وَ فِيكَ خَوْفاً مِنْكَ وَ حَتَّى يُخْلِصُوا لَكَ النَّصِيحَةَ فِي التَّوْبَةِ حُبّاً لَكَ فَتُوجِبَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ الَّتِي أَوْجَبْتَهَا لِلتَّوَّابِينَ وَ حَتَّى يَتَوَكَّلُوا عَلَيْكَ فِي أُمُورِهِمْ كُلِّهَا حُسْنَ ظَنٍّ بِكَ وَ حَتَّى يُفَوِّضُوا إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ ثِقَةً بِكَ اللَّهُمَّ لَا تُنَالُ طَاعَتُكَ إِلَّا بِتَوْفِيقِكَ وَ لَا تُنَالُ دَرَجَةٌ مِنْ دَرَجَاتِ الْخَيْرِ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ الْعَالِمَ بِخَفَايَا صُدُورِ الْعَالَمِينَ طَهِّرِ الْأَرْضَ مِنْ نَجَسِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَ أَخْرِصِ الْخَرَّاصِينَ عَنْ تَقَوُّلِهِمْ عَلَى رَسُولِكَ الْإِفْكَ اللَّهُمَّ اقْصِمِ الْجَبَّارِينَ وَ أَبِرِ الْمُفْتَرِينَ وَ أَبِدِ الْأَفَّاكِينَ الَّذِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَ أَنْجِزْ لِي وَعْدَكَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ عَجِّلْ فَرَجَ كُلِّ طَالِبٍ مُرْتَادٍ إِنَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ لِلْعِبَادِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ لَبْسٍ مَلْبُوسٍ وَ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ عَنْ مَعْرِفَتِكَ مَحْبُوسٌ وَ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ تَكْفُرُ إِذَا أَصَابَهَا بُؤْسٌ وَ مِنْ وَاصِفِ عَدْلٍ عَمَلُهُ عَنِ الْعَدْلِ مَعْكُوسٌ وَ مِنْ طَالِبٍ لِلْحَقِّ وَ هُوَ عَنْ صِفَاتِ الْحَقِّ مَنْكُوسٌ وَ مِنْ مُكْتَسِبِ إِثْمٍ بِإِثْمِهِ مَرْكُوسٌ وَ مِنْ وَجْهٍ عِنْدَ تَتَابُعِ النِّعَمِ عَلَيْهِ عَبُوسٌ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ مِنْ نَظِيرِهِ وَ أَشْكَالِهِ وَ أَشْبَاهِهِ وَ أَمْثَالِهِ إِنَّكَ عَلِيٌّ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
يَا مَنْ غَشِيَ نُورُهُ الظُّلُمَاتِ يَا مَنْ أَضَاءَتْ بِقُدْسِهِ الْفِجَاجُ الْمُتَوَعِّرَاتُ يَا مَنْ خَشَعَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ السَّمَوَاتِ يَا مَنْ بَخَعَ (1) لَهُ بِالطَّاعَةِ كُلُّ مُتَجَبِّرٍ عَاتٍ يَا عَالِمَ الضَّمَائِرِ الْمُسْتَخْفِيَاتِ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ وَ عَاجِلْهُمْ بِنَصْرِكَ الَّذِي
ص: 84
وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ عَجِّلِ اللَّهُمَّ اجْتِيَاحَ (1) أَهْلِ الْكَيْدِ وَ آوِهِمْ إِلَى شَرِّ دَارٍ فِي أَعْظَمِ نَكَالٍ وَ أَقْبَحِ مَتَابٍ اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَاضِرُ أَسْرَارِ خَلْقِكَ وَ عَالِمٌ بِضَمَائِرِهِمْ وَ مُسْتَغْنٍ لَوْ لَا النَّدْبُ بِاللَّجَإِ إِلَى تَنَجُّزِ مَا وَعَدْتَهُ اللَّاجِي عَنْ كَشْفِ مَكَامِنِهِمْ وَ قَدْ تَعْلَمُ يَا رَبِّ مَا أُسِرُّهُ وَ أُبْدِيهِ وَ أَنْشُرُهُ وَ أَطْوِيهِ وَ أُظْهِرُهُ وَ أُخْفِيهِ عَلَى مُتَصَرَّفَاتِ أَوْقَاتِي وَ أَصْنَافِ حَرَكَاتِي مِنْ جَمِيعِ حَاجَاتِي وَ قَدْ تَرَى يَا رَبِّ مَا قَدْ تَرَاطَمَ فِيهِ أَهْلُ وَلَايَتِكَ وَ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْدَائِكَ غَيْرَ ظَنِينٍ فِي كَرَمٍ وَ لَا ضَنِينٍ بِنِعَمٍ وَ لَكِنَّ الْجُهْدَ يَبْعَثُ عَلَى الاِسْتِزَادَةِ وَ مَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ إِذَا أَخْلَصَ لَكَ اللَّجَأَ يَقْتَضِي إِحْسَانُكَ شَرْطَ الزِّيَادَةِ وَ هَذِهِ النَّوَاصِي وَ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةٌ لَكَ بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ وَ الاِعْتِرَافِ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ دَاعِيَةٌ بِقُلُوبِهَا وَ مُحَصَّنَاتٌ إِلَيْكَ فِي تَعْجِيلِ الْإِنَالَةِ وَ مَا شِئْتَ كَانَ وَ مَا تَشَاءُ كَائِنٌ أَنْتَ الْمَدْعُوُّ الْمَرْجُوُّ الْمَأْمُولُ الْمَسْئُولُ لَا يَنْقُصُكَ نَائِلٌ وَ إِنِ اتَّسَعَ وَ لَا يُلْحِفُكَ (2) سَائِلٌ وَ إِنْ أَلَحَّ وَ ضَرَعَ، مُلْكُكَ لَا يَلْحَقُهُ التَّنْفِيدُ وَ عِزُّكَ الْبَاقِي عَلَى التَّأْبِيدِ وَ مَا فِي الْأَعْصَارِ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِمِقْدَارٍ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّءُوفُ الْجَبَّارُ اللَّهُمَّ أَيِّدْنَا بِعَوْنِكَ وَ اكْنُفْنَا بِصَوْنِكَ وَ أَنِلْنَا مَنَالَ الْمُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِكَ الْمُسْتَظِلِّينَ بِظِلِّكَ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لِنَعْمَائِهِ وَ اسْتِدْعَاءً لِمَزِيدِهِ وَ اسْتِخْلَاصاً لَهُ وَ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ وَ عِيَاذاً بِهِ مِنْ كُفْرَانِهِ وَ إِلْحَاداً فِي عَظَمَتِهِ وَ كِبْرِيَائِهِ حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَا بِهِ مِنْ نَعْمَائِهِ فَمِنْ عِنْدِ رَبِّهِ وَ مَا مَسَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ فَبِسُوءِ جِنَايَةِ يَدِهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى
ص: 85
مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ ذَرِيعَةِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى رَحْمَتِهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وُلَاةِ أَمْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ نَدَبْتَ إِلَى فَضْلِكَ وَ أَمَرْتَ بِدُعَائِكَ وَ ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ لِعِبَادِكَ وَ لَمْ تُخَيِّبْ مَنْ فَزِعَ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ وَ قَصَدَ إِلَيْكَ بِحَاجَتِهِ وَ لَمْ تَرْجِعْ يَدٌ طَالِبَةٌ صِفْراً مِنْ عَطَائِكَ وَ لَا خَائِبَةً مِنْ نِحَلِ هِبَاتِكَ وَ أَيُّ رَاحِلٍ رَحَلَ إِلَيْكَ فَلَمْ يَجِدْكَ قَرِيباً أَوْ وَافِدٍ وَفَدَ عَلَيْكَ فَاقْتَطَعَتْهُ عَوَائِقُ الرَّدِّ دُونَكَ بَلْ أَيُّ مُحْتَفِرٍ مِنْ فَضْلِكَ لَمْ يُمْهِهِ فَيْضُ جُودِكَ وَ أَيُّ مُسْتَنْبِطٍ لِمَزِيدِكَ أَكْدَى دُونَ اسْتِمَاحَةِ سِجَالِ (1) عَطِيَّتِكَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِي وَ قَرَعَتْ بَابَ فَضْلِكَ يَدُ مَسْأَلَتِي وَ نَاجَاكَ بِخُشُوعِ الاِسْتِكَانَةِ قَلْبِي وَ وَجَدْتُكَ خَيْرَ شَفِيعٍ لِي إِلَيْكَ وَ قَدْ عَلِمْتُ مَا يَحْدُثُ مِنْ طَلِبَتِي قَبْلَ أَنْ يَخْطُرَ بِفِكْرِي أَوْ يَقَعَ فِي خَلَدِي فَصِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِي إِيَّاكَ بِإِجَابَتِي وَ اشْفَعْ مَسْأَلَتِي بِنُجْحِ طَلِبَتِي اللَّهُمَّ وَ قَدْ شَمَلَنَا زَيْغُ الْفِتَنِ وَ اسْتَوْلَتْ عَلَيْنَا غَشْوَةُ الْحَيْرَةِ وَ قَارَعَنَا الذُّلُّ وَ الصَّغَارُ وَ حَكَمَ عَلَيْنَا غَيْرُ الْمَأْمُونِينَ فِي دِينِكَ وَ ابْتَزَّ أُمُورَنَا مَعَادِنُ الْأُبَنِ مِمَّنْ عَطَّلَ حُكْمَكَ وَ سَعَى فِي إِتْلَافِ عِبَادِكَ وَ إِفْسَادِ بِلَادِكَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ عَادَ فينا دُولَةً بَعْدَ الْقِسْمَةِ وَ إِمَارَتُنَا غَلَبَةً بَعْدَ الْمَشُورَةِ وَ عُدْنَا مِيرَاثاً بَعْدَ الاِخْتِيَارِ لِلْأُمَّةِ فَاشْتُرِيَتِ الْمَلَاهِي وَ الْمَعَازِفُ (2) بِسَهْمِ الْيَتِيمِ وَ الْأَرْمَلَةِ وَ حَكَمَ فِي أَبْشَارِ الْمُؤْمِنِينَ أَهْلُ الذِّمَّةِ وَ وَلِيَ الْقِيَامَ بِأُمُورِهِمْ فَاسِقُ كُلِّ قَبِيلَةٍ فَلَا ذَائِدٌ يَذُودُهُمْ عَنْ هَلَكَةٍ وَ لَا رَاعٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ وَ لَا ذُو شَفَقَةٍ يُشْبِعُ الْكَبِدَ الْحَرَّى مِنْ مَسْغَبَةٍ فَهُمْ أُولُو ضَرَعٍ بِدَارٍ مَضِيعَةٍ وَ أُسَرَاءُ مَسْكَنَةٍ وَ خُلَفَاءُ كَآبَةٍ وَ ذِلَّةٍ اللَّهُمَّ وَ قَدِ اسْتَحْصَدَ زَرْعُ الْبَاطِلِ وَ بَلَغَ نِهَايَتَهُ وَ اسْتَحْكَمَ عَمُودُهُ وَ اسْتَجْمَعَ طَرِيدُهُ وَ خَذْرَفَ وَلِيدُهُ
ص: 86
وَ بَسَقَ فَرْعُهُ وَ ضَرَبَ بُحْرانُهُ اللَّهُمَّ فَأَتِحْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ يَداً حَاصِدَةً تَصْدَعُ قَائِمَهُ وَ تَهْشُمُ سُوقَهُ وَ تَجُبُّ سَنَامَهُ وَ تَجْدَعُ مَرَاغِمَهُ لِيَسْتَخْفِيَ الْبَاطِلُ بِقُبْحِ صُورَتِهِ وَ يَظْهَرَ الْحَقُّ بِحُسْنِ حِلْيَتِهِ اللَّهُمَّ وَ لَا تَدَعْ لِلْجَوْرِ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا وَ لَا جُنَّةً إِلَّا هَتَكْتَهَا وَ لَا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلَّا فَرَّقْتَهَا وَ لَا سَرِيَّةَ ثِقْلٍ إِلَّا خَفَّفْتَهَا وَ لَا قَائِمَةَ عُلُوٍّ إِلَّا حَطَطْتَهَا وَ لَا رَافِعَةَ عَلَمٍ إِلَّا نَكَّسْتَهَا وَ لَا خَضْرَاءَ إِلَّا أَبَرْتَهَا اللَّهُمَّ فَكَوِّرْ شَمْسَهُ وَ حُطَّ نُورَهُ وَ اطْمِسْ ذِكْرَهُ وَ ارْمِ بِالْحَقِّ رَأْسَهُ وَ فُضَّ جُيُوشَهُ وَ ارْعَبْ قُلُوبَ أَهْلِهِ اللَّهُمَّ وَ لَا تَدَعْ مِنْهُ بَقِيَّةً إِلَّا أَفْنَيْتَ وَ لَا بُنْيَةً إِلَّا سَوَّيْتَ وَ لَا حَلْقَةً إِلَّا قَصَمْتَ وَ لَا سِلَاحاً إِلَّا أَكْلَلْتَ وَ لَا حَدّاً إِلَّا فَلَلْتَ وَ لَا كُرَاعاً إِلَّا اجْتَحْتَ وَ لَا حَامِلَةَ عِلْمٍ إِلَّا نَكَّسْتَ اللَّهُمَّ وَ أَرِنَا أَنْصَارَهُ عَبَادِيدَ بَعْدَ الْأُلْفَةِ وَ شَتَّى بَعْدَ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ وَ مُقْنِعِي الرُّءُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْأُمَّةِ وَ أَسْفِرْ لَنَا عَنْ نَهَارِ الْعَدْلِ وَ أَرِنَاهُ سَرْمَداً لَا ظُلْمَةَ فِيهِ وَ نُوراً لَا شَوْبَ مَعَهُ وَ اهْطِلْ عَلَيْنَا نَاشِئَتَهُ وَ أَنْزِلْ عَلَيْنَا بَرَكَتَهُ وَ أَدِلْ لَهُ مِمَّنْ نَاوَاهُ وَ انْصُرْهُ عَلَى مَنْ عَادَاهُ اللَّهُمَّ وَ أَظْهِرِ الْحَقَّ وَ أَصْبِحْ بِهِ فِي غَسَقِ الظُّلَمِ وَ بُهَمِ الْحَيْرَةِ اللَّهُمَّ وَ أَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ وَ اجْمَعْ بِهِ الْأَهْوَاءَ الْمُتَفَرِّقَةَ وَ الْآرَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ وَ أَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَ الْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ وَ أَشْبِعْ بِهِ الْخِمَاصَ الساعنة وَ أَرِحْ بِهِ الْأَبْدَانَ اللَّاغِيَةَ الْمُتْعَبَةَ كَمَا أَلْهَجْتَنَا بِذِكْرِهِ وَ أَخْطَرْتَ بِبَالِنَا دُعَاءَكَ لَهُ وَ وَفَّقْتَنَا لِلدُّعَاءِ إِلَيْهِ وَ حِيَاشَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ وَ أَسْكَنَتْ فِي قُلُوبِنَا مَحَبَّتَهُ وَ الطَّمَعَ فِيهِ وَ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ لِإِقَامَةِ مَرَاسِمِهِ اللَّهُمَّ فَآتِ لَنَا مِنْهُ عَلَى أَحْسَنِ يَقِينٍ يَا مُحَقِّقَ الظُّنُونِ الْحَسَنَةِ وَ يَا مُصَدِّقَ الْآمَالِ الْمُبْطِنَةِ اللَّهُمَّ وَ أَكْذِبْ بِهِ الْمُتَأَلِّينَ (1) عَلَيْكَ فِيهِ وَ اخْلُفْ بِهِ ظُنُونَ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ الْآيِسِينَ مِنْهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا سَبَباً مِنْ أَسْبَابِهِ وَ عَلَماً
ص: 87
مِنْ أَعْلَامِهِ وَ مَعْقِلاً مِنْ مَعَاقِلِهِ وَ نَضِّرْ وُجُوهَنَا بِتَحْلِيَتِهِ وَ أَكْرِمْنَا بِنُصْرَتِهِ وَ اجْعَلْ فِينَا خَيْراً تُظْهِرُنَا لَهُ بِهِ وَ لَا تُشْمِتْ بِنَا حَاسِدِي النِّعَمِ وَ الْمُتَرَبِّصِينَ بِنَا حُلُولَ النَّدَمِ وَ نُزُولَ الْمُثَلِ فَقَدْ تَرَى يَا رَبِّ بَرَاءَةَ سَاحَتِنَا وَ خُلُوَّ ذَرْعِنَا مِنَ الْإِضْمَارِ لَهُمْ عَلَى إِحْنَةٍ وَ التَّمَنِّي لَهُمْ وُقُوعَ جَائِحَةٍ وَ مَا تَنَازَلَ مِنْ تَحْصِينِهِمْ بِالْعَافِيَةِ وَ مَا أَضْبَئُوا (1) لَنَا مِنِ انْتِهَازِ الْفُرْصَةِ وَ طَلَبِ الْوُثُوبِ بِنَا عِنْدَ الْغَفْلَةِ اللَّهُمَّ وَ قَدْ عَرَّفْتَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا وَ بَصَّرْتَنَا مِنْ عُيُوبِنَا خِلَالاً نَخْشَى أَنْ تَقْعُدَ بِنَا عَنِ اشْتِهَارِ إِجَابَتِكَ وَ أَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّينَ وَ الْمُبْتَدِئُ بِالْإِحْسَانِ غَيْرَ السَّائِلِينَ فَأْتِ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَ جُودِكَ وَ فَضْلِكَ وَ امْتِنَانِكَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ وَ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِنَا تَائِبُونَ اللَّهُمَّ وَ الدَّاعِي إِلَيْكَ وَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَتِكَ الْمُحْتَاجُ إِلَى مَعُونَتِكَ عَلَى طَاعَتِكَ إِذْ ابْتَدَأْتَهُ بِنِعْمَتِكَ وَ أَلْبَسْتَهُ أَثْوَابَ كَرَامَتِكَ وَ أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةَ طَاعَتِكَ وَ ثَبَّتَ وَطْأَتَهُ فِي الْقُلُوبِ مِنْ مَحَبَّتِكَ وَ وَفَّقْتَهُ لِلْقِيَامِ بِمَا أَغْمَضَ فِيهِ أَهْلُ زَمَانِهِ مِنْ أَمْرِكَ وَ جَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ وَ نَاصِراً لِمَنْ لَا يَجِدُ نَاصِراً غَيْرَكَ وَ مُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ وَ مُشَيِّداً لِمَا رُدَّ [دَثَرَ خ ل] مِنْ أَعْلَامِ دِينِكَ وَ سُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَلَامُكَ وَ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ فَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ فِي حِصَانَةٍ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ وَ أَشْرِقْ بِهِ الْقُلُوبَ الْمُخْتَلِفَةَ مِنْ بُغَاةِ الدِّينِ وَ بَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ بِهِ الْقَائِمِينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْبَاعِ النَّبِيِّينَ اللَّهُمَّ وَ أَذْلِلْ بِهِ مَنْ لَمْ تُسْهِمْ لَهُ فِي الرُّجُوعِ إِلَى مَحَبَّتِكَ وَ مَنْ نَصَبَ لَهُ الْعَدَاوَةَ وَ ارْمِ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ مَنْ أَرَادَ التَّأْلِيبَ عَلَى دِينِكَ بِإِذْلَالِهِ وَ تَشْتِيتِ أَمْرِهِ وَ اغْضَبْ
ص: 88
لِمَنْ لَا تِرَةَ (1) لَهُ وَ لَا طَائِلَةَ وَ عَادَى الْأَقْرَبِينَ وَ الْأَبْعَدِينَ فِيكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيْهِ لَا مَنّاً مِنْهُ عَلَيْكَ اللَّهُمَّ فَكَمَا نَصَبَ نَفْسَهُ غَرَضاً فِيكَ لِلْأَبْعَدِينَ وَ جَادَ بِبَذْلِ مُهْجَتِهِ لَكَ فِي الذَّبِّ عَنْ حَرِيمِ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَدَّ شَرَّ بُغَاةِ الْمُرْتَدِّينَ الْمُرِيبِينَ حَتَّى أُخْفِىَ مَا كَانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ الْمَعَاصِي وَ أُبْدِيَ مَا كَانَ نَبَذَهُ الْعُلَمَاءُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ مِمَّا أَخَذْتَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ وَ لَا يَكْتُمُوهُ وَ دَعَا إِلَى إِفْرَادِكَ بِالطَّاعَةِ وَ أَلَّا يَجْعَلَ لَكَ شَرِيكاً مِنْ خَلْقِكَ يَعْلُو أَمْرُهُ عَلَى أَمْرِكَ مَعَ مَا يَتَجَرَّعُهُ فِيكَ مِنْ مَرَارَاتِ الْغَيْظِ الْجَارِحَةِ بِحَوَاسِّ [بِمَوَاسِي خ ل] الْقُلُوبِ وَ مَا يَعْتَوِرُهُ مِنَ الْغُمُومِ وَ يَفْزَعُ عَلَيْهِ مِنْ أَحْدَاثِ الْخُطُوبِ وَ يَشْرَقُ بِهِ مِنَ الْغُصَصِ الَّتِي لَا تَبْتَلِعُهَا الْحُلُوقُ وَ لَا تَحْنُوا عَلَيْهَا الضُّلُوعُ مِنْ نَظَرَةٍ إِلَى أَمْرٍ مِنْ أَمْرِكَ وَ لَا تَنَالُهُ يَدُهُ بِتَغْيِيرِهِ وَ رَدِّهِ إِلَى مَحَبَّتِكَ فَاشْدُدِ اللَّهُمَّ أَزْرَهُ بِنَصْرِكَ وَ أَطِلْ بَاعَهُ فِيمَا قَصُرَ عَنْهُ مِنِ اطِّرَادِ الرَّاقِعِينَ فِي جِمَاكَ وَ زِدْهُ فِي قُوَّتِهِ بَسْطَةً مِنْ تَأْيِيدِكَ وَ لَا تُوحِشْنَا مِنْ أُنْسِهِ وَ لَا تَخْتَرِمْهُ دُونَ أَمَلِهِ مِنَ الصَّلَاحِ الْفَاشِي فِي أَهْلِ مِلَّتِهِ وَ الْعَدْلِ الظَّاهِرِ فِي أُمَّتِهِ اللَّهُمَّ وَ شَرِّفْ بِمَا اسْتَقْبَلَ بِهِ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِكَ لَدَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ مُقَامَهُ وَ سُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِرُؤْيَتِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ وَ أَجْزِلْ لَهُ عَلَى مَا رَأَيْتَهُ قَائِماً بِهِ مِنْ أَمْرِكَ ثَوَابَهُ وَ ابْنِ قُرْبَ دُنُوِّهِ [مَنْزِلَتِهِ] مِنْكَ فِي حَيَاتِهِ وَ ارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا مِنْ بَعْدِهِ وَ اسْتِخْذَاءَنَا لِمَنْ كُنَّا نَقْمَعُهُ بِهِ إِذَا فَقَدْتَنَا وَجْهَهُ وَ بَسَطْتَ أَيْدِيَ مَنْ كُنَّا نَبْسُطُ أَيْدِيَنَا عَلَيْهِ لِنَرُدَّهُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَ افْتَرَقْنَا بَعْدَ الْأُلْفَةِ وَ الاِجْتِمَاعِ تَحْتَ ظِلِّ كَنَفِهِ وَ تَلَهَّفْنَا عِنْدَ الْفَوْتِ عَلَى مَا أَقْعَدْتَنَا عَنْهُ مِنْ نُصْرَتِهِ وَ طَلَبْنَا مِنَ الْقِيَامِ بِحَقِّ مَا لَا سَبِيلَ لَنَا إِلَى رَجْعَتِهِ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ فِي أَمْنٍ مِمَّا يُشْفَقُ عَلَيْهِ مِنْهُ وَ رُدَّ عَنْهُ مِنْ سِهَامِ الْمَكَايِدِ مَا يُوَجِّهُهُ أَهْلُ الشَّنَئَانِ إِلَيْهِ وَ إِلَى
ص: 89
شُرَكَائِهِ فِي أَمْرِهِ وَ مُعَاوِنِيهِ عَلَى طَاعَةِ رَبَّهِ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ سِلَاحَهُ وَ حِصْنَهُ وَ مَفْزَعَهُ وَ أُنْسَهُ الَّذِينَ سَلَوْا عَنِ الْأَهْلِ (1) وَ الْأَوْلَادِ وَ جَفَوُا الْوَطَنَ وَ عَطَّلُوا الْوَثِيرَ (2) مِنَ الْمِهَادِ وَ رَفَضُوا تِجَارَاتِهِمْ وَ أَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِمْ وَ فُقِدُوا فِي أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ وَ خَالَلُوا الْبَعِيدَ مِمَّنْ عَاضَدَهُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ وَ قَلَوُا الْقَرِيبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ فَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدَابُرِ وَ التَّقَاطُعِ فِي دَهْرِهِمْ وَ قَطَعُوا الْأَسْبَابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعَاجِلِ حُطَامِ الدُّنْيَا فَاجْعَلْهُمُ اللَّهُمَّ فِي أَمْنِ حِرْزِكَ وَ ظِلِّ كَنَفِكَ وَ رُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ عِبَادِكَ وَ أَجْزِلْ لَهُمْ عَلَى دَعْوَتِهِمْ مِنْ كِفَايَتِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ أَمِدَّهُمْ بِتَأْيِيدِكَ وَ نَصْرِكَ وَ أَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ بَاطِلَ مَنْ أَرَادَ إِطْفَاءَ نُورِكَ اللَّهُمَّ وَ امْلَأْ بِهِمْ كُلَّ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ وَ قُطْرٍ مِنَ الْأَقْطَارِ قِسْطاً وَ عَدْلاً وَ مَرْحَمَةً وَ فَضْلاً وَ اشْكُرْهُمْ عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَ جُودِكَ وَ مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقَائِمِينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ وَ ادَّخَرْتَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِكَ مَا تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَكْرِمْ أَوْلِيَاءَكَ بِإِنْجَازِ وَعْدِكَ وَ بَلِّغْهُمْ دَرْكَ مَا يُأَمِّلُونَهُ مِنْ نَصْرِكَ وَ اكْفُفْ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ نَصَبَ الْخِلَافَ عَلَيْكَ وَ تَمَرَّدَ بِمَنْعِكَ عَلَى رُكُوبِ مُخَالَفَتِكَ وَ اسْتَعَانَ بِرِفْدِكَ عَلَى فَلِّ حَدِّكَ وَ قَصَدَ لِكَيْدِكَ بِأَيْدِكَ وَ وَسِعْتَهُ حِلْماً لِتَأْخُذَهُ عَلَى جَهْرَةٍ وَ تَسْتَأْصِلَهُ عَلَى عِزَّةٍ فَإِنَّكَ اللَّهُمَّ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً
ص: 90
كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَ قُلْتَ فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَ إِنَّ الْغَايَةَ عِنْدَنَا قَدْ تَنَاهَتْ وَ إِنَّا لِغَضَبِكِ غَاضِبُونَ وَ إِنَّا عَلَى نَصْرِ الْحَقِّ مُتَعَاصِبُونَ وَ إِلَى وُرُودِ أَمْرِكَ مُشْتَاقُونَ وَ لِإِنْجَازِ وَعْدِكَ مُرْتَقِبُونَ وَ لِحُلُولِ وَعِيدِكَ بِأَعْدَائِكَ مُتَوَقِّعُونَ اللَّهُمَّ فَأَذِّنْ بِذَلِكَ وَ افْتَحْ طُرُقَاتِهِ وَ سَهِّلْ خُرُوجَهُ وَ وَطِّئْ مَسَالِكَهُ وَ اشْرَعْ شَرَائِعَهُ وَ أَيِّدْ جُنُودَهُ وَ أَعْوَانَهُ وَ بَادِرْ بَأْسَكَ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وَ ابْسُطْ سَيْفَ نَقِمَتِكَ عَلَى أَعْدَائِكِ الْمُعَانِدِينَ وَ خُذْ بِالثَّأْرِ إِنَّكَ جَوَادٌ مَكَّارٌ .
اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا مَاجِدُ يَا جَوَادُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا بَطَّاشُ يَا ذَا الْبَطْشِ الشَّدِيدِ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ يَا رَءُوفُ يَا رَحِيمُ يَا لَطِيفُ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تُصَوِّرُ بِهِ خَلْقَكَ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ تَشَاءُ وَ بِهِ تَسُوقُ إِلَيْهِمْ أَرْزَاقَهُمْ فِي أَطْبَاقِ الظُّلُمَاتِ مِنْ بَيْنِ الْعُرُوقِ وَ الْعِظَامِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَلَّفْتَ بِهِ بَيْنَ قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ وَ أَلَّفْتَ بَيْنَ الثَّلْجِ وَ النَّارِ لَا هَذَا يُذِيبُ هَذَا وَ لَا هَذَا يُطْفِئُ هَذَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَوَّنْتَ بِهِ طَعْمَ الْمِيَاهِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَجْرَيْتَ بِهِ الْمَاءَ فِي عُرُوقِ النَّبَاتِ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى وَ سُقْتَ الْمَاءَ إِلَى عُرُوقِ الْأَشْجَارِ بَيْنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَوَّنْتَ بِهِ طَعْمَ الثِّمَارِ وَ أَلْوَانَهَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ تُبْدِئُ وَ تُعِيدُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْفَرْدِ الْوَاحِدِ
ص: 91
الْمُتَفَرِّدِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ الْمُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدَانِيَّةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي فَجَّرْتَ بِهِ الْمَاءَ مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ وَ سُقْتَهُ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ رَزَقْتَهُمْ كَيْفَ شِئْتَ وَ كَيْفَ شَاءُوا يَا مَنْ لَا يُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ حِينَ نَادَاكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَ مَنْ مَعَهُ وَ أَهْلَكْتَ قَوْمَهُ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُكَ حِينَ نَادَاكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَ جَعَلْتَ النَّارَ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ مُوسَى كَلِيمُكَ حِينَ نَادَاكَ فَفَلَقْتَ لَهُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْتَهُ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ فِي الْيَمِّ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عِيسَى رُوحُكَ حِينَ نَادَاكَ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ إِلَيْكَ رَفَعْتَهُ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ حَبِيبُكَ وَ صَفِيُّكَ وَ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ مِنَ الْأَحْزَابِ نَجَّيْتَهُ وَ عَلَى أَعْدَائِكَ نَصَرْتَهُ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ يَا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ يَا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً يَا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً يَا مَنْ لَا تُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي وَ لَا تَتَشَابَهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ وَ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ اللُّغَاتُ وَ لَا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ صَلِّ عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ الَّذِينَ بَلَغُوا عَنْكَ الْهُدَى وَ أَعْقَدُوا لَكَ الْمَوَاثِيقَ بِالطَّاعَةِ وَ صَلِّ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي وَ اجْمَعْ لِي أَصْحَابِي وَ صَبِّرْهُمْ وَ انْصُرْنِي عَلَى أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ رَسُولِكَ وَ لَا تُخَيِّبْ دَعْوَتِي فَإِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ أَسِيرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ سَيِّدِي أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهَذَا الْمَقَامِ وَ تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ دُونَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِزَ لِي مَا وَعَدْتَنِي إِنَّكَ أَنْتَ الصَّادِقُ وَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
ص: 92
عن النبي و عترته عليهم أفضل الصلوات يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاوس.
و اعلم أن في هذا القنوتات إشارات منهم (علیهم السلام) إلى ما كانت حالتهم عليه في تلك الأوقات و إلى معرفتهم بما يتجدد بعدهم من تأخير دولتهم و إظهار التألم من دفعهم عن إمامتهم و عن فرض طاعتهم و فيها من الأسرار ما قد دلوا عليه كثيرا من ذوي الأبصار.
اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ وَ أَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ وَ كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ وَ يَخْذُلُ فِيهِ الْقَرِيبُ وَ يَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَعْنِينِي فِيهِ الْأُمُورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَيْكَ رَاغِباً فِيهِ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ عَنِّي وَ كَفَيْتَهُ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ وَ مُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِيراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلاً .
ص: 93
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ (علیه السلام) وَ عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُ لَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ دَعَوْتَ بِدُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَ دَعَا بِهِ يُونُسُ حِينَ صَارَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَدْعُو فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي صَبُوراً وَ اجْعَلْنِي شَكُوراً وَ اجْعَلْنِي فِي أَمَانِكَ .
رَوَيْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ وَ الذِّكْرِ تَأْلِيف أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ بِإِسْنَادِنَا إِلَيْهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (علیه السلام) قَالَ: كَانَ دُعَاءُ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ اكْشِفْ عَنِّي هَمِّي وَ غَمِّي وَ كُرْبَتِي فَإِنَّكَ تَعْلَمُ حَالِي وَ حَالَ أَصْحَابِي وَ اكْفِنِي هَوْلَ عَدُوِّي قَالَ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ فَإِنَّهُ لَا يَكْشِفُ ذَلِكَ غَيْرُكَ .
يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَ مُفَرِّجاً عَنِ الْمَغْمُومِينَ اكْشِفْ عَنِّي هَمِّي وَ غَمِّي وَ كُرْبَتِي فَقَدْ تَرَى حَالِي وَ حَالَ أَصْحَابِي اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الصَّلَاةَ وَ الصَّوْمَ وَ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ صِلَةَ الرَّحِمِ وَ عَظِّمْ رِزْقِي وَ رِزْقِ أَهْلِ بَيْتِي فِي عَافِيَةٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَنْتَ اللَّهُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَنْتَ اللَّهُ تَبْقَى وَ يَفْنَى كُلُّ شَيْءٍ إِلَهِي أَنْتَ الْحَلِيمُ الَّذِي لَا يَجْهَلُ
ص: 94
وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِي لَا يَبْخَلُ وَ أَنْتَ الْعَدْلُ الَّذِي لَا يَظْلِمُ وَ أَنْتَ الْحَكِيمُ الَّذِي لَا يَجُورُ وَ أَنْتَ الْمَنِيعُ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يَسْتَذِلُّ وَ أَنْتَ الرَّفِيعُ الَّذِي لَا يُرَى وَ أَنْتَ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَفْنَى وَ أَنْتَ الَّذِي أَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً أَنْتَ الْبَدِيعُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ الْبَاقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ خَالِقُ مَا يُرَى وَ خَالِقُ مَا لَا يُرَى عَالِمُ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ وَ أَنْتَ الَّذِي تُعْطِي الْغَلَبَةَ مَنْ شِئْتَ تَهْلِكُ مُلُوكاً وَ تُمَلِّكُ آخَرِينَ بِيَدِكَ الْخَيْرُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ وَ أَدْخِلْنَا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ وَ اخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ وَ اجْعَلْنِي مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
رَوَيْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِنُورِ قُدْسِكَ وَ عَظَمَةِ طَهَارَتِكَ وَ بَرَكَةِ جَلَالِكَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ وَ مِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ غِيَاثِي فَبِكَ أَسْتَغِيثُ وَ أَنْتَ مَلَاذِي فَبِكَ أَلُوذُ وَ أَنْتَ مُعَاذِي فَبِكَ أَعُوذُ يَا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُ الْجَبَابِرَةِ وَ خَضَعَتْ لَهُ مَقَالِيدُ الْفَرَاعِنَةِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِكَ وَ مِنْ كَشْفِ سَتْرِكَ وَ مِنْ نِسْيَانِ ذِكْرِكَ وَ الاِنْصِرَافِ عَنْ شُكْرِكَ أَنَا فِي حِرْزِكَ فِي لَيْلِي وَ نَهَارِي وَ ظَعْنِي وَ أَسْفَارِي وَ نَوْمِي وَ قَرَارِي ذِكْرُكَ شِعَارِي (1) وَ ثَنَاؤُكَ دِثَارِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَعْظِيماً لِوَجْهِكَ وَ تَكْرِيماً لِسُبُحَاتِ نُورِكَ وَ أَجِرْنِي مِنْ
ص: 95
خِزْيِكَ وَ مِنْ كَشْفِ سِتْرِكَ وَ سُوءِ عِقَابِكَ وَ اضْرِبْ عَلَيَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ وَ أَدْخِلْنِي فِي حِفْظِ عِنَايَتِكَ وَ عذني بِخَيْرٍ مِنْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
نَقَلْتُهُ مِنَ الْجُزْءِ الْخَامِسِ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْأَحْزَابِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي وَ إِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَ إِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْتَعْفِيهِ فَيُعَافِينِي وَ إِنْ كُنْتُ مُتَعَرِّضاً لِلَّذِي نَهَانِي عَنْهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْلُو بِهِ كُلَّمَا شِئْتُ فِي سِرِّي وَ أَضَعُ عِنْدَهُ مَا شِئْتُ مِنْ أَمْرِي مِنْ غَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِي لِي رَبِّي حَاجَتِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ النَّاسُ فَأَكْرَمَنِي وَ لَمْ يَكِلْنِي إِلَيْهِمْ فَيُهِينُونِي وَ كَفَانِي رَبِّي بِرِفْقٍ وَ لُطْفٍ بِي رَبِّي لَمَّا جَفَوْنِي فَلَكَ الْحَمْدُ رَضِيتُ بِلُطْفِكَ رَبِّي لَطِيفاً وَ رَضِيتُ بِكَنَفِكَ رَبِّي خَلَفاً .
رَبِّ كُنْتَ وَ تَكُونُ حَيّاً لَا تَمُوتُ تَنَامُ الْعُيُونُ وَ تَنْكَدِرُ النُّجُومُ وَ أَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ أَشْهَدُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ
ص: 96
نَفْسِي وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .
رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) مَعَهُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ ( صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَقْرَأُ فَإِذَا بِعِفْرِيتٍ مِنْ مَرَدَةِ الْجِنِّ قَدْ أَقْبَلَ وَ فِي يَدِهِ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ وَ هُوَ يَقْرُبُ مِنَ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) يَا مُحَمَّدُ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فَيَنْكَبَّ الْعِفْرِيتُ لِوَجْهِهِ وَ تُطْفَأَ شُعْلَتُهُ قَالَ نَعَمْ يَا حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ قَالَ قُلْ: أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِ اللَّهِ وَ كَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ مِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَانُ فَقَالَهَا النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَانْكَبَّ الْعِفْرِيتُ لِوَجْهِهِ وَ طَفِئَتْ شُعْلَتُهُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ وَ خَوَاتِيمَهُ وَ أَسْأَلُكَ دَرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَمْتَنِعُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ مَلَكُوتِهِ وَ اسْمِهِ الْعَظِيمِ أَسْتَجِيرُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَ مِنْ عَمَلِهِ وَ رَجِلِهِ وَ خَيْلِهِ وَ شَرِكِهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِكَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ إِنَّ رَبِّي سَمِيعُ الدُّعَاءِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ
ص: 97
عَيْنٍ نَاظِرَةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي أُذُنٍ سَامِعَةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي أَلْسُنٍ نَاطِقَةٍ وَ مِنْ شَرِّ أَيْدٍ بَاطِشَةٍ وَ مِنْ شَرِّ أَرْجُلٍ مَاشِيَةٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَخْفَيْتُ فِي نَفْسِي وَ أَعْلَنْتُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي مِنْ خَلِيقَتِكَ بَغْياً أَوْ عَطَباً أَوْ عَيْباً أَوْ سُوءاً أَوْ مَسَاءَةً مِنْ إِنْسِيٍّ أَوْ جِنِّيٍّ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً فَأَسْأَلُكَ أَنْ تخرج صَدْرَهُ وَ أَنْ تُفْحِمَ لِسَانَهُ وَ أَنْ تُقَصِّرَ يَدَهُ وَ أَنْ تَدْفَعَ فِي صَدْرِهِ وَ أَنْ تَكُفَّ يَمِينَهُ وَ أَنْ تَجْعَلَ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَ أَنْ تُنْدِرَ بَصَرَهُ وَ أَنْ تَقْمَعَ رَأْسَهُ وَ أَنْ تُمِيتَهُ بِغَيْظِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُ شُغُلاً فِي نَفْسِهِ وَ أَنْ تَكُفَّنِيهِ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبِ سَوءٍ فِي الْمَغِيبِ وَ الْمَحْضَرِ قَلْبُهُ يَرَانِي وَ عَيْنَاهُ تَبْصُرَانِي وَ أُذُنَاهُ تَسْمَعَانِي إِنْ رَأَى حَسَنَةً أَخْفَاهَا وَ إِنْ رَأَى فَاحِشَةً أَبْدَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ يُرَدُّ إِلَى طَبْعٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَوًى يُرْدِينِي وَ غِنًى يُطْغِينِي وَ فَقْرٍ يُنْسِينِي وَ مِنْ خَطِيئَةٍ لَا تَوْبَةَ لَهَا وَ مِنْ مَنْظَرِ سَوْءٍ فِي أَهْلٍ أَوْ مَالٍ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجِيلَ عَافِيَتِكَ وَ صَبْراً عَلَى بَلِيَّتِكَ وَ خُرُوجاً مِنَ الدُّنْيَا إِلَى رَحْمَتِكَ .
تَصْلُحُ لِكُلِّ شَيْءٍ مَنْ كَتَبَهَا وَ عَلَّقَهَا عَلَيْهِ كَانَ فِي أَمَانِ اللَّهِ وَ كَنَفِهِ وَ حِجَابِهِ وَ عِزِّهِ وَ مَنْعِهِ وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحْفَظُهُ وَ هِيَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ
ص: 98
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضّالِّينَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ هُوَ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً وَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ لَهُ سَمِيٌّ وَ هُوَ الرَّجَاءُ وَ الْمُرْتَجَى وَ الْمُلْتَجَأُ وَ إِلَيْهِ الْمُشْتَكَى وَ مِنْهُ الْفَرَجُ وَ الرَّجَاءُ وَ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْجَلِيلَةِ الرَّفِيعَةِ عِنْدَكَ الْعَالِيَةِ الْمَنِيعَةِ الَّتِي اخْتَرْتَهَا لِنَفْسِكَ وَ اخْتَصَصْتَهَا لِذِكْرِكَ وَ مَنَعْتَهَا جَمِيعَ خَلْقِكَ وَ أَفْرَدْتَهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَكَ وَ جَعَلْتَهَا دَلِيلَةً عَلَيْكَ وَ سَبَباً إِلَيْكَ فَهِيَ أَعْظَمُ الْأَشْيَاءِ وَ أَجَلُّ الْأَقْسَامِ وَ أَفْخَرُ الْأَشْيَاءِ وَ أَكْبَرُ الْعَزَائِمِ وَ أَوْثَقُ الدَّعَائِمِ لَا تَرُدُّ دَاعِيَكَ بِهَا وَ لَا تُخَيِّبُ رَاجِيَكَ
ص: 99
وَ الْمُتَوَسِّلَ إِلَيْكَ وَ لَا يَذِلُّ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَيْكَ وَ لَا يُضَامُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكَ وَ لَا يَفْتَقِرُ سَائِلُكَ وَ لَا يَنْقَطِعُ رَجَاءُ مُؤَمِّلُكَ وَ لَا تُخْفَرُ (1) ذِمَّتُهُ وَ لَا تَضِيعُ حُرْمَتُهُ فَيَا مَنْ لَا يُعَانُ وَ لَا يُضَامُ وَ لَا يُغَالَبُ وَ لَا يُنَازَعُ وَ لَا يُقَاوَمُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا وَ أَصْلِحْ لِي شُئُونِي كُلَّهَا وَ اكْفِنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ عَافِنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ احْفَظْنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اسْتُرْنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَرِّبْ جِوَارِي مِنْكَ فَأَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِاسْمِكَ الْجَلِيلِ الْعَظِيمِ تَوَسَّلْتُ وَ بِهِ تَعَلَّقْتُ وَ عَلَيْهِ اعْتَمَدْتُ وَ هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصامَ لَها وَ لَا تَخْفِرْ ذِمَّتِي وَ لَا تَرُدَّ مَسْأَلَتِي وَ لَا تَحْجُبْ دَعْوَتِي وَ لَا تَنْقُصْ رَغْبَتِي وَ ارْحَمْ ذُلِّي وَ تَضَرُّعِي وَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي فَمَا لِي رَجَاءٌ غَيْرُكَ وَ لَا أَمَلٌ سِوَاكَ وَ لَا حَافِظٌ إِلَّا أَنْتَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ أَنْتَ رَبُّ الْأَرْبَابِ وَ مَالِكُ الرِّقَابِ وَ صَاحِبُ الْعَفْوِ وَ الْعِقَابِ أَسْأَلُكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ الَّتِي انْفَرَدْتَ بِهَا أَنْ تُعْتِقَنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ وَ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ تَجْعَلَنِي مِنَ الْفَائِزِينَ عِنْدَكَ اللَّهُمَّ احْجُبْنِي بِسِتْرِكَ وَ اسْتُرْنِي بِعِزِّكَ وَ اكْنُفْنِي بِحِفْظِكَ وَ احْفَظْنِي بِحِرْزِكَ وَ احْرُزْنِي فِي أَمْنِكَ وَ اعْصِمْنِي بِحِيَاطَتِكَ وَ حُطَّنِي بِعِزِّكَ وَ امْنَعْ مِنِّي بِقُوَّتِكَ وَ قَوِّنِي بِسُلْطَانِكَ وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ عَدُوّاً بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
رواه أنس عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَنَّهُ قَالَ مَنِ اسْتَعْمَلَهُ كُلَّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ
ص: 100
وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ كَانَ فِي أَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوِ اجْتَهَدَ الْخَلَائِقُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَنْ يُضَارُّوهُ مَا قَدَرُوا وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ سَمٌّ وَ لَا دَاءٌ بِسْمِ اللَّهِ أَصْبَحْتُ وَ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ بِسْمِ اللَّهِ عَلَى قَلْبِي وَ نَفْسِي بِسْمِ اللَّهِ عَلَى دِينِي وَ عَقْلِي بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِي وَ مَالِي بِسْمِ اللَّهِ عَلَى مَا أَعْطَانِي رَبِّي بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ شَدِيدٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ مِنْ شَرِّ قَضَاءِ السَّوءِ وَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْکِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
فَأَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَهُ فَلَمَّا قَرَأَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ صَاحِبُ سَيْفِهِ أَنْ يَقْتُلَهُ وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ:
يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يَا مُحْيِيَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ يَا مَنْ لَا يَعْجَلُ لِأَنَّهُ لَا يَخَافُ الْفَوْتَ يَا دَائِمَ الثَّبَاتِ يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ يَا مُحْيِيَ الْعِظَامِ الرَّمِيمِ الدَّارِسَاتِ بِسْمِ اللَّهِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَ رَمَيْتُ كُلَّ مَنْ يُؤْذِينِي بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ
ص: 101
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ حُمَيْدٌ الْبَصْرِيُّ قَالَ بَلَغَنَا عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ نَيْشَابُورَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَنْ مُوسَى الْفَرَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) عَنِ النَّبِیِّ ( صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ: مَنْ دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ وَ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لَوْ دُعِيَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَى صَفَائِحَ مِنْ حَدِيدٍ لَذَابَ الْحَدِيدُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ أَنَّ رَجُلاً بَلَغَ بِهِ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ شِدَّةً ثُمَّ دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ لَسَكَنَ عَنْهُ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَى جَبَلٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُرِيدُهُ لَنَفَذَ الْجَبَلَ كَمَا يُرِيدُهُ حَتَّى يَسْلُكَهُ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَ مَجْنُونٍ لَأَفَاقَ مِنْ جُنُونِهِ وَ إِنْ دُعِيَ بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَ امْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَيْهَا الْوِلَادَةُ لَسَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهَا وَ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لَوْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ رَجُلٌ وَ هُوَ فِي مَدِينَةٍ وَ الْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَ مَنْزِلُهُ فِي وَسَطِهَا لَنَجَا مَنْزِلُهُ وَ لَمْ يَحْتَرِقْ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمَعِ لَغَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَ لَوْ فَجَرَ بِأُمِّهِ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مَغْمُومٌ إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ الْكَرِيمُ عَنْهُ غَمَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ أَحَدٌ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ وَ يَنْظُرَهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ السُّلْطَانَ طَوْعاً لَهُ وَ كَفَى شَرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنِ احْتَجَبَ بِشُعَاعِ نُورِهِ عَنْ نَوَاظِرِ خَلْقِهِ يَا مَنْ تَسَرْبَلَ بِالْجَلَالِ وَ الْعَظَمَةِ وَ اشْتَهَرَ بِالتَّجَبُّرِ فِي قُدْسِهِ يَا مَنْ تَعَالَى بِالْجَلَالِ وَ الْكِبْرِيَاءِ فِي تَفَرُّدِ مَجْدِهِ يَا مَنِ انْقَادَتِ الْأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا طَوْعاً لِأَمْرِهِ يَا مَنْ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ مُجِيبَاتٍ لِدَعْوَتِهِ يَا مَنْ زَيَّنَ السَّمَاءَ بِالنُّجُومِ الطَّالِعَةِ وَ جَعَلَهَا هَادِيَةً لِخَلْقِهِ، يَا مَنْ أَنَارَ الْقَمَرَ الْمُنِيرَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ
ص: 102
الْمُظْلِمِ بِلُطْفِهِ يَا مَنْ أَنَارَ الشَّمْسَ الْمُنِيرَةَ وَ جَعَلَهَا مَعَاشاً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهَا مُفَرِّقَةً بَيْنَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ بِعَظَمَتِهِ يَا مَنِ اسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ بِنَشْرِ سَحَائِبِ نِعَمِهِ أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ أَثْبَتَّهُ فِي قُلُوبِ الصَّافِّينَ الْحَافِّينَ حَوْلَ عَرْشِكَ فَتَرَاجَعَتِ الْقُلُوبُ إِلَى الصُّدُورِ عَنِ الْبَيَانِ بِإِخْلَاصِ الْوَحْدَانِيَّةِ وَ تَحْقِيقِ الْفَرْدَانِيَّةِ مُقِرَّةً لَكَ بِالْمَعْبُودِيَّةِ وَ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي تَجَلَّيْتَ بِهَا لِلْكَلِيمِ عَلَى الْجَبَلِ الْعَظِيمِ فَلَمَّا بَدَا شُعَاعُ نُورِ الْحُجُبِ مِنْ بَهَاءِ الْعَظَمَةِ خَرَّتِ الْجِبَالُ مُتَدَكْدِكَةً لِعَظَمَتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ هَيْبَتِكَ وَ خَوْفاً مِنْ سَطْوَتِكَ رَاهِبَةً مِنْكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ عَظِيمِ جُفُونِ عُيُونِ النَّاظِرِينَ الَّذِي بِهِ تَدْبِيرُ حِكْمَتِكَ وَ شَوَاهِدُ حُجَجِ أَنْبِيَائِكَ يَعْرِفُونَكَ بِفِطَنِ الْقُلُوبِ وَ أَنْتَ فِي غَوَامِضِ مُسَرَّاتِ سَرِيرَاتِ الْغُيُوبِ أَسْأَلُكَ بِعِزَّةِ ذَلِكَ الاِسْمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّي وَ عَنْ أَهْلِ حُزَانَتِي(1) وَ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ جَمِيعَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْأَعْرَاضِ وَ الْأَمْرَاضِ وَ الْخَطَايَا وَ الذُّنُوبِ وَ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ وَ الْكُفْرِ وَ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ وَ الضَّلَالَةِ وَ الْجَهْلِ وَ الْمَقْتِ وَ الْغَضَبِ وَ الْعُسْرِ وَ الضِّيقِ وَ فَسَادِ الضَّمِيرِ وَ حُلُولِ النَّقِمَةِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ غَلَبَةِ الرِّجَالِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
قيل إن سلمان الفارسي رحمه الله قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي
ص: 103
أَلَا أُعَلِّمُهُ النَّاسَ قَالَ لَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَتْرُكُونَ الصَّلَاةَ وَ يَرْكَبُونَ الْفَوَاحِشَ وَ يُغْفَرُ لَهُمْ وَ لِأَهْلِ بَيْتِهِمْ وَ جِيرَانِهِمْ وَ مَنْ فِي مَسْجِدِهِمْ وَ لِأَهْلِ مَدِينَتِهِمْ إِذَا دَعَوْا بِهَذَا الْأَسْمَاءِ . أقول و هذا الدعاء مما ألهمت تلاوته طلبا للسلامة يوم الثلثاء عند شدة الابتلاء عند البلايا فظفرنا بإجابة الدعاء و بلوغ الرجاء و كفينا شر الحساد ببلوغ المراد إن شاء الله تعالى.
قَالَ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ حَدَّثَنِي الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوَادِ بِالْمَشْهَدِ الْمَوْسُومِ بِمَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (علیه السلام) بِالْجَامِعِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الثَّانِي وَ الْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادى الْآخِرَةِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُمِّيِّ النَّازِلُ بِوَاسِطٍ قَالَ: حَدَثَ بِي مَرَضٌ أَعْيَا الْأَطِبَّاءَ فَأَخَذَنِي وَالِدِي لِلْبیمَارِسْتَانِ فَجَمَعَ الْأَطِبَّاءَ وَ السَّاعُورَ فَقَالُوا إِنَّ هَذَا مَرَضٌ لَا يُزِيلُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى فَعُدْتُ وَ أَنَا مُنْكَسِرُ الْقَلْبِ ضَيِّقُ الصَّدْرِ فَأَخَذْتُ كِتَاباً مِنْ كُتُبِ وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ فَوَجَدْتُ عَلَى ظَهْرِهِ مَكْتُوباً عَنِ الصَّادِقِ (علیه السلام) يَرْفَعُهُ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ مَنْ كَانَ بِهِ مَرَضٌ فَقَالَ عَقِيبَ صَلَاةِ الْفَجْرِ أَرْبَعِينَ مَرَّةً:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [إِلَى آخِرِهِ] حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ تَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
وَ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَيْهَا أَزَالَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَ شَفَاهُ فَصَابَرْتُ الْوَقْتَ إِلَى الْفَجْرِ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّيْتُ الْفَرِيضَةَ وَ جَلَسْتُ فِي مَوْضِعِي أُرَدِّدُهَا أَرْبَعِينَ مَرَّةً وَ أَمْسَحُ بِيَدِي عَلَى الْمَرَضِ فَأَزَالَهُ تَعَالَى فَجَلَسْتُ فِي مَوْضِعِي وَ أَنَا خَائِفٌ أَنْ يُعَاوِدَ فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَأَخْبَرْتُ وَالِدِي بِذَلِكَ فَشَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى
ص: 104
وَ حَكَى ذَلِكَ لِبَعْضِ الْأَطِبَّاءِ وَ كَانَ ذِمِّيّاً فَدَخَلَ عَلَيَّ فَنَظَرَ عَلَى الْمَرَضِ وَ قَدْ زَالَ فَحَكَيْتُ لَهُ الْحِكَايَةَ فَقَالَ:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ
روى ابن عباس رضى الله عنه أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَرَأَيْتُهُ ضَاحِكاً مَسْرُوراً فَقُلْتُ مَا الْخَبَرُ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا اِبْنَ عَبَّاسٍ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) وَ بِيَدِهِ صَحِيفَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا كَرَامَةً لِي وَ لِأُمَّتِي خَاصَّةً فَقَالَ لِي خُذْهَا يَا مُحَمَّدُ وَ اقْرَأْ مَا فِيهَا وَ عَظِّمْهُ فَإِنَّهُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْآخِرَةِ وَ هَذَا دُعَاءٌ أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَكْرَمَ بِهِ أُمَّتَكَ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَا هُوَ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى جَمِيعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِي قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ إِلَى سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْعَظِيمُ فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ وَ مَا ثَوَابُ مَنْ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ سَأَلْتَنِي عَنْ ثَوَابٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى وَ لَوْ صَارَتِ الْبِحَارُ مِدَاداً وَ الْأَشْجَارُ أَقْلَاماً وَ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ كُتَّاباً وَ كَتَبُوا بِمِقْدَارِ الدُّنْيَا أَلْفَ مَرَّةٍ لَفَنِيَ الْمِدَادُ وَ تَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ وَ لَمْ يَكْتُبُوا الْعُشْرَ وَ لَمْ يَكْتُبُوا مِنْ ذَلِكَ بَعْضَ الْعُشْرِ يَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.
فَأَمَّا الْأَنْبِيَاءُ فَأَوَّلاً ثَوَابَكَ يَا مُحَمَّدُ وَ ثَوَابَ عِيسَى وَ ثَوَابَ مُوسَى وَ ثَوَابَ إِبْرَاهِيمَ (علیه السلام).
وَ أَمَّا الْمَلَائِكَةُ فَأَوَّلاً ثَوَابِي وَ ثَوَابَ إِسْرَافِيلَ وَ ثَوَابَ مِيكَائِيلَ وَ ثَوَابَ عِزْرَائِيلَ.
يَا مُحَمَّدُ مَا مِنْ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي عُمُرِهِ عِشْرِينَ مَرَّةً
ص: 105
فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُهُ بِنَارِ جَهَنَّمَ وَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ عَدَدَ النُّجُومِ وَ زِنَةَ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ وَ اللَّوْحِ وَ الْقَلَمِ وَ الرَّمْلِ وَ الشَّجَرِ وَ الشَّعْرِ وَ الْوَبَرِ وَ خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ يُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَلْفُ حَسَنَةٍ يَا مُحَمَّدُ وَ إِنْ كَانَ بِهِ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ سُقْمٌ أَوْ مَرَضٌ أَوْ عَرَضٌ أَوْ عَطَشٌ أَوْ قَرَعٌ وَ قَرَأَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ حَاجَتَهُ وَ إِنْ كَانَ فِي مَوْضِعٍ يَخَافُ الْأَسَدَ وَ الذِّئْبَ أَوْ أَرَادَ الدُّخُولَ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَمْنَعُ عَنْهُ كُلَّ سُوءٍ وَ مَحْذُورٍ وَ آفَةٍ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ مَنْ قَرَأَ فِي حَرْبٍ مَرَّةً وَاحِدَةً قَوَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُوَّةَ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الْمُحَارِبِينَ وَ مَنْ قَرَأَهُ عَلَى صُدَاعٍ أَوْ شَقِيقَةٍ أَوْ وَجَعِ الْبَطْنِ أَوْ ضَرَبَانِ الْعَيْنِ أَوْ لَذْعِ الْحَيَّةِ أَوِ الْعَقْرَبِ كَفَاهُ اللَّهُ جَمِيعَ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَهُوَ بَرِيءٌ مِنِّي وَ مَنْ يُنْكِرْهُ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ عَنْهُ الْبَرَكَةُ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مَا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ لِأُمَّتِهِ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ وَ قَالَ سُفْيَانُ كُلُّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حُرْمَةَ هَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مُخَاطِرٌ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا جَبْرَئِيلُ لِأَيِّ شَيْءٍ فُضِّلَ هَذَا عَلَى سَائِرِ الْأَدْعِيَةِ قَالَ لِأَنَّ فِيهِ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ وَ مَنْ قَرَأَهُ زَادَ فِي حِفْظِهِ وَ ذِهْنِهِ وَ عِلْمِهِ وَ عُمُرِهِ وَ صِحَّةً فِي بَدَنِهِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَبْعِينَ آفَةً مِنْ آفَاتِ اللَّهِ وَ سَبْعَمِائَةٍ مِنْ آفَاتِ الْآخِرَةِ تَمَّ أَجْرُ الدُّعَاءِ الْأَوَّلِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً .
رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) عَنِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ وَ كُنْتُ أُصَلِّي خَلَفَ الْمَقَامِ قَالَ فَلَمَّا فَرَغْتُ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى لِأُمَّتِي فَقَالَ لِي جَبْرَائِيلُ (علیه السلام) يَا مُحَمَّدُ أَرَاكَ حَرِيصاً عَلَى أُمَّتِكَ وَ اللَّهُ تَعَالَى رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لِجَبْرَئِيلَ (علیه السلام) يَا أَخِي أَنْتَ حَبِيبِي وَ حَبِيبُ أُمَّتِي عَلِّمْنِي دُعَاءً تَكُونُ أُمَّتِي تَذْكُرُونِّي بِهِ مِنْ بَعْدِي فَقَالَ لِي جَبْرَائِيلُ يَا مُحَمَّدُ أُوصِيكَ أَنْ تَأْمُرَ أُمَّتَكَ تَصُومُونَ ثَلَاثَةَ أَيَّامِ الْبِيضِ مِنْ كُلِّ
ص: 106
شَهْرٍ الثَّالِثَ عَشَرَ وَ الرَّابِعَ عَشَرَ وَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ أُوصِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَأْمُرَ أُمَّتَكَ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ الشَّرِيفِ فَإِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ بِبَرَكَتِهِ انْزِلْ إِلَى الْأَرْضِ وَ اصْعَدْ إِلَى السَّمَاءِ وَ هَذَا دُعَاءٌ مَكْتُوبٌ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَ عَلَى حُجُرَاتِهَا وَ عَلَى شُرُفَاتِهَا وَ عَلَى مَنَازِلِهَا وَ بِهِ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَ بِهَذَا الدُّعَاءِ يُحْشَرُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ مِنْ أُمَّتِكَ يَرْفَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ عَذَابَ الْقَبْرِ وَ يُؤْمِنُهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ مِنْ آفَاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بِبَرَكَتِهِ وَ مَنْ قَرَأَ يُنَجِّيهِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ثُمَّ سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) جَبْرَائِيلَ عَنْ ثَوَابِ هَذَا الدُّعَاءِ قَالَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ لَا أَقْدِرُ عَلَى وَصْفِهِ وَ لَا يَعْلَمُ قَدْرَهُ إِلَّا اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ لَوْ صَارَتْ أَشْجَارُ الدُّنْيَا أَقْلَاماً وَ الْبِحَارُ مِدَاداً وَ الْخَلَائِقُ كِتَاباً لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ثَوَابِ قَارِئِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ لَا يَقْرَأُ هَذَا عَبْدٌ وَ أَرَادَ عِتْقَهُ إِلَّا أَعْتَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ خَلَّصَهُ مِنْ رِقِّ الْعُبُودِيَّةِ وَ لَا يَقْرَأُ مَغْمُومٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ وَ غَمَّهُ وَ لَا يَدْعُو بِهِ طَالِبُ حَاجَةٍ إِلَّا قَضَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ يَقِيهِ اللَّهُ مَوْتَ الْفَجْأَةِ وَ هَوْلَ الْقَبْرِ وَ فَقْرَ الدُّنْيَا وَ يُعْطِيهِ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ وَجْهُهُ يَضْحَكُ وَ يُدْخِلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبَرَكَةِ هَذَا الدُّعَاءِ دَارَ السَّلَامِ وَ يُسْكِنُهُ اللَّهُ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ وَ يُلْبِسُهُ اللَّهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ الَّتِي لَا تَبْلَى.
وَ مَنْ صَامَ وَ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ثَوَابَ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ وَ عِزْرَائِيلَ وَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَ مُوسَى الْكَلِيمِ وَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ كَثْرَةِ مَا ذَكَرَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) مِنَ الثَّوَابِ لِقَارِئِ هَذَا الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) يَا مُحَمَّدُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي عُمُرِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَّا حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ وَجْهُهُ يَتَلَأْلَأُ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ تَمَامِهِ فَيَقُولُ النَّاسُ مَنْ هَذَا أَ نَبِيٌّ هُوَ فَيُخْبِرُهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَنْ لَيْسَ هَذَا نَبِيّاً وَ لَا مَلَكاً بَلْ هُوَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ تَعَالَى
ص: 107
مِنْ وُلْدِ آدَمَ قَرَأَ فِي عُمُرِهِ مَرَّةً هَذَا الدُّعَاءَ فَأَكْرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ لِلنَّبِيِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا مُحَمَّدُ مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ خَمْسَ مَرَّاتٍ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَنَا وَاقِفٌ عَلَى قَبْرِهِ وَ مَعِي بُرَاقٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ لَا أَبْرَحُ وَاقِفاً حَتَّى يَرْكَبَ عَلَى ذَلِكَ الْبُرَاقِ وَ لَا يَنْزِلُ عَنْهُ إِلَّا فِي دَارِ النَّعِيمِ خَالِداً مُخَلَّداً وَ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ فِي جِوَارِ إِبْرَاهِيمَ (علیه السلام) وَ فِي جِوَارِ مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ أَنَا ضَامِنٌ لِقَارِئِ هَذَا الدُّعَاءِ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُهُ وَ إِنْ كَانَ ذُنُوبُهُ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ عَدَدِ الْخَلَائِقِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَهْلِ النَّارِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَأْمُرُ أَنْ يُكْتَبَ لِلَّذِي يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ ثَوَابُ حِجَّةٍ مَبْرُورَةٍ وَ عُمْرَةٍ مَقْبُولَةٍ يَا مُحَمَّدُ وَ مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ عِنْدَ وَقْتِ النَّوْمِ خَمْسَ مَرَّاتٍ عَلَى طَهَارَةٍ فَإِنَّهُ يَرَاكَ فِي مَنَامِهِ وَ تُبَشِّرُهُ بِالْجَنَّةِ وَ مَنْ كَانَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً وَ لَا يَجِدُ مَا يَأْكُلُ وَ لَا مَا يَشْرَبُ أَوْ كَانَ مَرِيضاً وَ يَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُفَرِّجُ عَنْهُ مَا هُوَ فِيهِ بِبَرَكَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ يُطْعِمُهُ وَ يَسْقِيهِ وَ يَقْضِي لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ سُرِقَ لَهُ شَيْءٌ أَوْ أَبَقَ لَهُ عَبْدٌ فَيَقُومُ وَ يَتَطَهَّرُ وَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ «فَاتِحَةَ الْكِتَابِ » مَرَّةً وَ «سُورَةَ الْإِخْلَاصِ» مَرَّتَيْنِ فَإِذَا سَلَّمَ يَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ وَ يَجْعَلُ الصَّحِيفَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَوْ تَحْتَ رَأْسِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْمَعُ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ يَرُدُّ الْعَبْدَ الْآبِقَ بِبَرَكَةِ هَذَا الدُّعَاءِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ إِنْ كَانَ يَخَافُ مِنْ عَدُوٍّ فَيَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ عَلَى نَفْسِهِ فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي حِرْزٍ حَرِيزٍ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَ لَا أَعْدَاؤُهُ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ قَرَأَهُ وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ إِلَّا قَضَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَهَّلَ لَهُ مَنْ يَقْضِيهِ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ إِنْ قَرَأَهُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى جَبَلٍ لَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَ مَنْ قَرَأَهُ بِنِيَّةٍ خَالِصَةٍ عَلَى الْمَاءِ لَجَمَدَ الْمَاءُ وَ لَا تَعْجَبْ مِنْ هَذَا الْفَضْلِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فِي هَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّ فِيهِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى الْأَعْظَمَ وَ إِنَّهُ إِذَا قَرَأَهُ الْقَارِئُ وَ سَمِعَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ فَيَدْعُونَ لِقَارِيهِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْتَجِيبُ مِنْهُمْ دُعَاءَهُمْ وَ كُلُّ ذَلِكَ بِبَرَكَةِ
ص: 108
اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تَعَالَى وَ بَرَكَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ إِنَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَيَجِبُ أَنْ لَا يُغَاشَّ قَلْبَهُ بِمَا ذُكِرَ فِي هَذَا الدُّعَاءِ وَ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ مَنْ قَرَأَهُ أَوْ حَفِظَهُ أَوْ نَسَخَهُ فَلَا يَبْخَلْ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَا قَرَأْتُ هَذَا الدُّعَاءَ فِي غَزَوَاتٍ إِلَّا ظَهَرْتُ بِبَرَكَتِهِ عَلَى أَعْدَائِي وَ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ أُعْطِيَ نُورَ الْأَوْلِيَاءِ فِي وَجْهِهِ وَ سُهِّلَ لَهُ كُلُّ عَسِيرٍ وَ يُسِّرَ لَهُ كُلُّ يَسِيرٍ وَ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لَقَدْ سَمِعْتُ فِي فَضْلِ هَذَا الدُّعَاءِ أَشْيَاءَ مَا أَقْدِرُ أَنْ أَصِفَهَا وَ لَوْ أَنَّ مَنْ يَقْرَؤُهُ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ عَلَى الْأَرْضِ لَتَحَرَّكَتِ الْأَرْضُ وَ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ حَقَّ هَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ حَقَّهُ وَ حُرْمَتَهُ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كُلَّ شِدَّةٍ وَ إِنْ قَرَأَهُ مَدْيُونٌ قَضَى اللَّهُ دُيُونَهُ وَ سَهَّلَ لَهُ كُلَّ عُسْرٍ وَ وَقَاهُ كُلَّ مَحْذُورٍ وَ دَفَعَ عَنْهُ كُلَّ سُوءٍ وَ نَجَّاهُ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وَ عَرَضٍ وَ أَزَاحَ عَنْهُ الْهَمَّ وَ الْغَمَّ فَتَعَلَّمُوهُ وَ تُعَلِّمُوهُ فَإِنَّ فِيهِ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ . و هذا الدعاء الموصوف هو الدعاء الثاني في هذا الكتاب.
سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ (تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ مَا أَمْلَكَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَلِيكٍ مَا أَقْدَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَدِيرٍ مَا أَعْظَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَجَلَّهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ جَلِيلٍ مَا أَمْجَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَاجِدٍ مَا أَرْأَفَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَءُوفٍ مَا أَعَزَّهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَزِيزٍ مَا أَكْبَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ كَبِيرٍ مَا أَقْدَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَدِيمٍ مَا أَعْلَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَالٍ مَا أَسْنَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ سَنِيٍّ مَا أَبْهَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَهِيٍّ مَا أَنْوَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُنِيرٍ مَا أَظْهَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ ظَاهِرٍ مَا أَخْفَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ خَفِيٍّ مَا أَعْلَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَلِيمٍ مَا أَخْبَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ خَبِيرٍ مَا أَكْرَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ كَرِيمٍ مَا أَلْطَفَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَبْصَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَصِيرٍ مَا أَسْمَعَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ سَمِيعٍ مَا أَحْفَظَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَفِيظٍ مَا أَمْلَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَلِيٍّ مَا أَوْفَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ
ص: 109
وَفِيٍّ مَا أَغْنَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ غَنِيٍّ مَا أَعْطَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُعْطٍ مَا أَوْسَعَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ وَاسِعٍ مَا أَجْوَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ جَوَادٍ مَا أَفْضَلَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُفْضِلٍ مَا أَنْعَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُنْعِمٍ مَا أَسْيَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ سَيِّدٍ مَا أَرْحَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَحِيمٍ مَا أَشَدَّهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ شَدِيدٍ مَا أَقْوَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَوِيٍّ مَا أَحْكَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَكِيمٍ مَا أَبْطَشَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَاطِشٍ مَا أَقْوَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَيُّومٍ مَا أَحْمَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَمِيدٍ مَا أَدْوَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ دَائِمٍ مَا أَبْقَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَاقٍ مَا أَفْرَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ فَرْدٍ مَا أَوْحَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ وَاحِدٍ مَا أَصْمَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ صَمَدٍ مَا أَمْلَكَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَالِكٍ مَا أَوْلَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ وَلِيٍّ مَا أَعْظَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَكْمَلَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ مَا أَتَمَّهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ تَامٍّ مَا أَعْجَبَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَجِيبٍ مَا أَفْخَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ فَاخِرٍ مَا أَبْعَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَعِيدٍ مَا أَقْرَبَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَرِيبٍ مَا أَمْنَعَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَانِعٍ مَا أَغْلَبَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ غَالِبٍ مَا أَعْفَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَفُوٍّ مَا أَحْسَنَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُحْسِنٍ مَا أَجْمَلَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ جَمِيلٍ مَا أَقْبَلَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَابِلٍ مَا أَشْكَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ شَكُورٍ مَا أَغْفَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ غَفُورٍ مَا أَكْبَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ كَبِيرٍ مَا أَجْبَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ جَبَّارٍ مَا أَدْيَنَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ دَيَّانٍ مَا أَقْضَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَاضٍ مَا أَمْضَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَاضٍ مَا أَنْفَذَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ نَافِذٍ مَا أَرْحَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَحِيمٍ مَا أَخْلَقَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ خَالِقٍ مَا أَقْهَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَاهِرٍ مَا أَمْلَكَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مَلِيكٍ مَا أَقْدَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَادِرٍ مَا أَرْفَعَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَفِيعٍ مَا أَشْرَفَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ شَرِيفٍ مَا أَرْزَقَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَازِقٍ مَا أَقْبَضَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَابِضٍ مَا أَبْسَطَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَاسِطٍ مَا أَهْدَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ هَادٍ مَا أَصْدَقَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ صَادِقٍ
ص: 110
مَا أَبْدَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَادِئٍ مَا أَقْدَسَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قُدُّوسٍ مَا أَظْهَرَهُ[مَا أَطْهَرَهُ خ ل] وَ سُبْحَانَهُ مِنْ ظَاهِرٍ[مِنْ طَاهِرٍ خ ل]مَا أَزْكَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ زَكِيٍّ مَا أَبْقَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَاقٍ مَا أَعْوَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَوَّادٍ مَا أَفْطَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ فَاطِرٍ مَا أَرْعَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَاعٍ مَا أَعْوَنَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُعِينٍ مَا أَوْهَبَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ وَهَّابٍ مَا أَتْوَبَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ تَوَّابٍ مَا أَسْخَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ سَخِيٍّ مَا أَبْصَرَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَصِيرٍ مَا أَسْلَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ سَلِيمٍ مَا أَشْفَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ شَافٍ مَا أَنْجَاهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُنْجٍ مَا أَبَرَّهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَارٍّ مَا أَطْلَبَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ طَالِبٍ مَا أَدْرَكَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُدْرِكٍ مَا أَشَدَّهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ شَدِيدٍ مَا أَعْطَفَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُتَعَطِّفٍ مَا أَعْدَلَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَادِلٍ مَا أَتْقَنَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ مُتْقِنٍ مَا أَحْكَمَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَكِيمٍ مَا أَكْفَلَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ كَفِيلٍ مَا أَشْهَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ مِنْ شَهِيدٍ مَا أَحْمَدَهُ وَ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْعَظِيمُ وَ بِحَمْدِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ دَافِعِ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَ هُوَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
وَ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ حُرْمَةَحَقَّ هَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ حَقَّ هَذَا الدُّعَاءِ وَ حُرْمَتَهُ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ كُلَّ شِدَّةٍ وَ صُعُوبَةٍ وَ آفَةٍ وَ مَرَضٍ وَ غَمٍّ بِبَرَكَةِ هَذَا الدُّعَاءِ فَتَعَلَّمُوهُ وَ عَلِّمُوهُ فَفِيهِ الْبَرَكَةُ وَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ عَتِيقٍ تَارِيخُ كِتَابَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ إِلَى تَارِيخِ سَنَةِ خَمْسِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ قَالَ جَاءَ جَبْرَائِيلُ (علیه السلام) إِلَى النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ مَعَهُ مِيكَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ (علیهما السلام) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَكَ وَ أُمَّتَكَ فِي الدُّنْيَا
ص: 111
وَ الْآخِرَةِ بِهَذَا الْأَسْمَاءِ فَطُوبَى لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ وَ لِمَنْ يُوَفِّقُهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ عَظِيمٌ جَلِيلٌ وَ هُوَ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ دَخَلَ فِيهِ أَسَامِي الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ كُلُّهَا الَّتِي خَلَقَ بِهَا الْخَلَائِقَ أَجْمَعِينَ وَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ الْأَرَضِينَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ وَ الْجِبَالَ وَ مَنْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ مِنَ الدَّوَابِّ وَ الْهَوَامِّ وَ الْوُحُوشِ وَ الْأَشْجَارِ وَ مَا فِي الْبُحُورِ مِنَ الْخَلَائِقِ وَ الْعَجَائِبِ الَّتِي لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ عِلْمٌ إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُمْ فَلَا تُعَلِّمْ هَذَا الدُّعَاءَ إِلَّا الْخِيَارَ مِنْ أُمَّتِكَ لِأَنَّهُ جَرَى فِي حُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَ عِلْمِهِ أَنْ يَسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَا مَرَّةً وَاحِدَةً.و هو هذا الدعاء المبارك.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا ذُكِرْتَ بِهِ تَزَعْزَعَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ وَ انْشَقَّتْ مِنْهُ الْأَرَضُونَ وَ تَقَطَّعَتْ مِنْهُ السَّحَابُ وَ تَصَدَّعَتْ مِنْهُ الْجِبَالُ وَ جَرَتْ مِنْهُ الرِّيَاحُ وَ انْتَقَصَتْ مِنْهُ الْبِحَارُ وَ اضْطَرَبَتْ مِنْهُ الْأَمْوَاجُ وَ غَارَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَ وَجِلَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ زَلَّتْ مِنْهُ الْأَقْدَامُ وَ صَمَّتْ مِنْهُ الْآذَانُ وَ شَخَصَتْ مِنْهُ الْأَبْصَارُ وَ خَشَعَتْ مِنْهُ الْأَصْوَاتُ وَ خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ قَامَتْ لَهُ الْأَرْوَاحُ وَ سَجَدَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ سَجَّتْ لَهُ وَ ارْتَعَدَتْ لَهُ الْفَرَائِصُ وَ اهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ وَ دَانَتْ لَهُ الْخَلَائِقُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي وُضِعَ عَلَى الْجَنَّةِ فَأُزْلِفَتْ وَ عَلَى الْجَحِيمِ فَسُعِّرَتْ وَ عَلَى النَّارِ فَتَوَقَّدَتْ وَ عَلَى السَّمَاءِ فَاسْتَقَلَّتْ وَ قَامَتْ بِلَا عَمَدٍ وَ لَا سَنَدٍ وَ عَلَى النُّجُومِ فَتَزَيَّنَتْ وَ عَلَى الشَّمْسِ فَأَشْرَقَتْ وَ عَلَى الْقَمَرِ فَأَنَارَ وَ أَضَاءَ وَ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ عَلَى الْجِبَالِ فَأَرْسَتْ وَ عَلَى الرِّيَاحِ فَذَرَتْ وَ عَلَى السَّحَابِ فَأَمْطَرَتْ وَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَسَبَّحَتْ وَ عَلَى الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ فَأَجَابَتْ وَ عَلَى الطَّيْرِ وَ النَّمْلِ فَتَكَلَّمَتْ وَ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ وَ عَلَى النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ وَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَسَبَّحَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي اسْتَقَرَّتْ بِهِ الْأَرَضُونَ عَلَى قَرَارِهَا وَ الْجِبَالُ عَلَى أَمَاكِنِهَا وَ الْبِحَارُ عَلَى حُدُودِهَا وَ الْأَشْجَارُ عَلَى عُرُوقِهَا
ص: 112
وَ النُّجُومُ عَلَى مَجَارِيهَا وَ السَّمَاوَاتُ عَلَى بِنَائِهَا وَ حَمَلَتِ الْمَلَائِكَةُ عَرْشَ الرَّحْمَنِ بِقُدْرَةِ رَبِّهَا وَ بِالاِسْمِ الْقُدُّوسِ الْقَدِيمِ الْمُتَقَدِّمِ الْمُخْتَارِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَظِّمِ الْعَزِيزِ الْمُهَيْمِنِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيرِ الْقَادِرِ الْحَمِيدِ الْمَجِيدِ الصَّمَدِ الْمُتَوَحِّدِ الْمُتَفَرِّدِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَظِّمِ الْمُتَعَالِ وَ بِالاِسْمِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ فِي عِلْمِهِ الْمُحِيطِ بِعَرْشِهِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُبَارَكِ الْقُدُّوسِ السَّلَامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ الْخَالِقِ الْبَارِئِ الْمُصَوِّرِ الْأَوَّلِ الْآخِرِ الظَّاهِرِ الْبَاطِنِ الْكَائِنِ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ الْمُكَوِّنِ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ الْكَائِنِ بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزَالُ وَ لَا يَفْنَى وَ لَا يَتَغَيَّرُ نُورٌ فِي نُورٍ وَ نُورٌ عَلَى نُورٍ وَ نُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ وَ نُورٌ يُضِيءُ بِهِ كُلُّ نُورٍ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ وَ اسْتَوَى بِهِ عَلَى الْعَرْشِ فَاسْتَقَرَّ بِهِ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَ خَلَقَ بِهِ مَلَائِكَتَهُ وَ سَمَاوَاتِهِ وَ أَرْضَهُ وَ جَنَّتَهُ وَ نَارَهُ وَ ابْتَدَعَ بِهِ خَلْقَهُ وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً كَبِيراً مُتَكَبِّراً عَظِيماً مُتَعَظِّماً عَزِيزاً مَلِيكاً مُقْتَدِراً قُدُّوساً مُتَقَدِّساً لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي لَمْ يَكْتُبْهُ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ صَدَقَ الصَّادِقُونَ وَ كَذَبَ الْكَاذِبُونَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي هُوَ مَكْتُوبٌ فِي رَاحَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ الَّذِي إِذَا نَظَرَتْ إِلَيْهِ الْأَرْوَاحُ تَطَايَرَتْ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَى سُرَادِقِ عَرْشِهِ مِنْ نُورِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْبَهَاءِ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْجَلَالِ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعِزِّ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْجَمَالِ الْخَالِقِ الْبَاعِثِ النَّصِيرِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِيَةِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ بِالاِسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ وَ بِالاِسْمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْمُحِيطِ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ
ص: 113
بِهِ الْقَمَرُ وَ سُجِّرَتْ بِهِ الْبِحَارُ وَ نُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِيُّ وَ بِالْأَسْمَاءِ الْمُقَدَّسَاتِ الْمَخْزُونَاتِ الْمَكْنُونَاتِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي كُتِبَ عَلَى وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَأُلْقِيَ بِهِ فِي النَّارِ فَلَمْ يَحْتَرِقْ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي مَشَى بِهِ الْخَضِرُ عَلَى الْمَاءِ فَلَمْ يَبْتَلَّ قَدَمَاهُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي تُفَتَّحُ بِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ بِهِ يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي ضَرَبَ بِهِ مُوسَى بِعَصَاهُ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُحْيِي بِهِ الْمَوْتَى وَ يُبْرِئُ بِهِ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي يَدْعُو بِهَا جَبْرَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ عِزْرَائِيلُ وَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ الْكَرُوبِيُّونَ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحَانِيُّونَ الصَّافُّونَ الْمُسَبِّحُونَ وَ بِأَسْمَائِهِ الَّتِي لَا تَنْسَى وَ بِوَجْهِهِ الَّذِي لَا يَبْلَى وَ بِنُورِهِ الَّذِي لَا يُطْفَى وَ بِعِزَّتِهِ الَّتِي لَا تُرَامُ وَ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لَا تُضَامُ وَ بِمُلْكِهِ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ بِسُلْطَانِهِ الَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ وَ بِالْعَرْشِ الَّذِي لَا يَتَحَرَّكُ وَ بِالْكُرْسِيِّ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ بِالْعَيْنِ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ بِالْيَقْظَانِ الَّذِي لَا يَسْهُو وَ بِالْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ بِالْقَيُّومِ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ بِأَطْرَافِهَا وَ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا وَ الْحِيتَانُ فِي بِحَارِهَا وَ الْأَشْجَارُ بِأَغْصَانِهَا وَ النُّجُومُ بِزِينَتِهَا وَ الْوُحُوشُ فِي قِفَارِهَا وَ الطُّيُورُ فِي أَوْكَارِهَا وَ النَّحْلُ فِي أَحْجَارِهَا وَ النَّمْلُ فِي مَسَاكِنِهَا وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ فِي أَفْلَاكِهِمَا وَ كُلُّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهِ فَسُبْحَانَهُ يُمِيتُ الْخَلَائِقَ وَ لَا يَمُوتُ مَا أَبْيَنَ نُورَهُ وَ أَكْرَمَ وَجْهَهُ وَ أَجَلَّ ذِكْرَهُ وَ أَقْدَسَ قُدْسَهُ وَ أَحْمَدَ حَمْدَهُ وَ أَنْفَذَ أَمْرَهُ وَ أَقْدَرَ قُدْرَتَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ وَ أَنْجَزَ وَعْدَهُ تَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً لَيْسَ لَهُ شَبِيهٌ وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ [أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ خ ل] ربُّ العالمین وَ بِالاِسْمِ الَّذِي قَرَّبَ بِهِ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
ص: 114
وَ آلِهِ حَتَّى جَاوَزَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَكَانَ مِنْهُ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى وَ بِالاِسْمِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ وَهَبَ لَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ إِسْحَاقَ وَ بِرَحْمَتِهِ الَّذِي أُوتِيَ بِهَا يَعْقُوبُ الْقَمِيصَ فَ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً وَ بِالاِسْمِ الَّذِي يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي كُشِفَ بِهِ ضُرُّ أَيُّوبَ وَ اسْتَجَابَ بِهِ لِيُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي وَهَبَ لِزَكَرِيَّا يَحْيَى نَبِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ عَلَّمَهُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ جَعَلَهُ نَبِيّاً مُبَارَكاً مِنَ الصَّالِحِينَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ جَبْرَائِيلُ فِي الْمُقَرَّبِينَ وَ دَعَاكَ بِهِ مِيكَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُمْ وَ كُنْتَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَرِيباً مُجِيباً وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي لِوَاءِ الْحَمْدِ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ وَعَدْتَهُ الْحَوْضَ وَ الشَّفَاعَةَ وَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي فِي الْحِجَابِ عِنْدَكَ لَا يُضَامُ الْحِجَابُ عَرْشَكَ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَطْوِي بِهِ السَّمَاوَاتِ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِكَ وَ تَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ وَ بِمَا تَوَارَتْ بِهِ الْحُجُبُ مِنْ نُورِكَ وَ بِمَا اسْتَقَلَّ بِهِ الْعَرْشُ مِنْ بَهَائِكَ يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ يُوسُفَ وَ الْأَسْبَاطِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ يَا رَبِّ جَبْرَائِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ وَ عِزْرَائِيلَ وَ رَبَّ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابٍ مِنْ كُتُبِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ يَا وَهَّابَ الْعَطَايَا يَا فَكَّاكَ الرِّقَابِ مِنَ النَّارِ وَ طَارِدَ الْعُسْرِ مِنَ الْعَسِيرِ
ص: 115
كُنْ شَفِيعِي إِلَيْكَ إِذْ كُنْتَ دَلِيلِي عَلَيْكَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ عَلَى أَجْنِحَةِ الْكَرُوبِيِّينَ وَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي تُحْيِي بِهَا الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمَكْتُوبَاتِ عَلَى عَصَا مُوسَى وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى سَحَرَةِ مِصْرَ فَأَوْحَيْتَ إِلَيْهِ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى وَ بِأَسْمَائِكَ الْمَنْقُوشَاِت عَلَى خَاتَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّتِي مَلَكَ بِهَا الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ وَ الشَّيَاطِينَ وَ أَذَلَّ بِهَا إِبْلِيسَ وَ جُنُودَهُ وَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي نَجَا بِهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ نَارِ نُمْرُودَ وَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي رُفِعَ بِهَا إِدْرِيسُ مَكاناً عَلِيًّا وَ بِالْأَسْمَاءِ الْمَكْتُوبَاتِ عَلَى جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ بِالْأَسْمَاءِ الْمَكْتُوبَاتِ عَلَى دَارِ قُدْسِهِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ دَعَا اللَّهَ بِهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِهِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ مَخْزُونٌ فِي عِلْمِهِ وَ بِأَسْمَائِهِ الْمَكْتُوبَاتِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقَ بِهِ جِبِلَّاتِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ وَ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ الْكَبِيرِ الْأَجَلِّ الْجَلِيلِ الْأَعَزِّ الْعَزِيزِ الْأَعْظَمِ الْعَظِيمِ وَ بِأَسْمَائِهِ كُلِّهَا الَّتِي إِذَا ذُكِرَ بِهَا ذَلَّتْ فَرَائِصُ مَلَائِكَتِهِ وَ سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ وَ جَنَّتِهِ وَ نَارِهِ وَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي عَلَّمَهُ آدَمَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ صَلَّى اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ بِحُرْمَةِ تَفْسِيرِهَا فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ تَفْسِيرَهَا غَيْرُكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ دُعَائِي وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِي وَ أَدْخِلْنِي فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ مَا بَيْنَهُمَا مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ
ص: 116
الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .
و هذا الدعاء مما ألهمنا تلاوته عند المهمات و الضرورات و رأيت بالله تعجيل الإجابة و العنايات رؤيا في المنام باقي النهار السلامة من البلاء و إجابة الدعاء و كان كما رئي في المنام.
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ یا نُورَ السَّماواتِ وَ الأرضِ یا جَمالَ السَّماواتِ وَ الأرضِ یا بَدیعَ السَّماواتِ وَ الأرضِ یا عِمادَ السَّماواتِ وَ الأرضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ يَا غَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَا مُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ وَ الْمُفَرِّجَ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ وَ الْمُرَوِّحَ عَنِ الْمَهْمُومِينَ وَ مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَ كَاشِفَ السُّوءِ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ إِلَهَ الْعَالَمِينَ وَ مُنْزَلاً بِهِ كُلُّ حَاجَةٍ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ تَدْعُو مَا أَحْبَبْتَ .
برواية أنس بن مالك عن النبي (صلی الله علیه و آله) عن جبرئيل (علیه السلام) وَ قَدْ رَوَى كَثِيراً مِنْ فَضَائِلِهِ أَضْرَبْتُ عَنْ ذِكْرِهَا لِلاِخْتِصَارِ إِذِ الْقَصْدُ نَفْسُ الدُّعَاءِ وَ هُوَ دُعَاءُ الْقَدَحِ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى، اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ
ص: 117
النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ[رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ خ ل] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ الْقَاهِرِينَ وَ عَادِلٍ فِي يَوْمِ النُّشُورِ إِلَهِ الْآلِهَةِ يَوْمَ الْوَاقِعَةِ رَحِيمٍ غَفُورٍ حَلِيمٍ شَكُورٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّبِّ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَلِكِ الرَّحِيمِ الْأَوَّلِ الْقَدِيمِ خَالِقِ الْعَرْشِ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قَابِلُ التَّوْبَةِ شَكُورٌ حَلِيمٌ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الدَّائِمُ الْقَائِمُ رَازِقُ الْوُحُوشِ وَ الْبَهَائِمِ صَاحِبُ الْعَطَايَا وَ مَانِعُ الْبَلَايَا يَشْفِي السَّقِيمَ وَ يَغْفِرُ لِلْخَاطِئِينَ وَ يَعْفُو عَنِ النَّادِمِينَ وَ يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَ يُؤْوِي الْهَارِبِينَ وَ يَسْتُرُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ وَ يُؤْمِنُ الْخَائِفِينَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَرِيمُ الْمَعْبُودُ فِي كُلِّ مَكَانٍ تَغْفِرُ الْخَطَايَا وَ تَسْتُرُ الْعُيُوبَ شَكُورٌ حَلِيمٌ عَالِمٌ بِالْحُدُودِ مُنْبِتُ الزُّرُوعِ وَ الْأَشْجَارِ فَالِقُ الْحُبُوبِ صَاحِبُ الْجَبَرُوتِ غَنِيٌّ عَنِ الْخَلْقِ قَاسِمُ الْأَرْزَاقِ عَلَّامُ الْغُيُوبِ أَنْتَ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَنْتَ الَّذِي تَعْفُو عَنِ الْمَعَاصِي بَعْدَ أَنْ يَغْرَقَ فِي الذُّنُوبِ أَنْتَ الَّذِي كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ يَنْصَرِفُ إِلَيْكَ بِالْمَنْسُوبِ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي كَمَا قُلْتَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ أَنْتَ بِوَعْدِكَ صَدُوقٌ نَجِّنِي مِنَ الْهُمُومِ وَ الْغُمُومِ وَ الْكُرُوبِ أَنْتَ غِيَاثُ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَ أَنْتَ الَّذِي قُلْتَ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَتِي وَ أَنْتَ بِقَوْلِكَ لَيْسَ بِكَذُوبٍ احْفَظْنِي مِنْ آفَاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ هَوْلِ يَوْمِ اللُّحُودِ وَ لَا تَفْضَحْنِي سَيِّدِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ فِي
ص: 118
الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا ضِدَّ لَهُ وَ لَا نِدَّ لَهُ وَ لَا صَاحِبَةَ لَهُ وَ لَا وَالِدَ لَهُ وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ لَا حَدَّ لَهُ وَ لَا حُدُودَ لَهُ وَ لَا مِثَالَ لَهُ وَ لَا كُفْوَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ لَهُ وَ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي مُلْكِهِ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا عَزِيزُ يَا عَزِيزُ يَا عَزِيزُ أَنْ تُرِيَنِي فِي مَنَامِي مَا رَجَوْتُ مِنْكَ وَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِمَغْفِرَةِ خَطِيئَتِي إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا سُبْحَانُ يَا غُفْرَانُ يَا بُرْهَانُ يَا سُلْطَانُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَشْهَدُ أَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِنْ دُونِ عَرْشِكَ إِلَى قَرَارِ أَرْضِكَ بَاطِلٌ غَيْرَ وَجْهِكَ [الدَّائِمِ خ ل]الْكَرِيمِ الْمَعْبُودِ [الْقَدِيمِ خ ل] وَ آمَنْتُ بِكَ وَ اسْتَعَنْتُ بِكَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَغِثْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا مَنْ عَلَا فَقَهَرَ وَ يَا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ وَ يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ وَ يَا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ وَ يَا مَنْ عُصِىَ فَغَفَرَ يَا مَنْ لَا يُحِيطُ بِهِ الْفِكَرُ يَا مَنْ لَا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ وَ يَا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَثَرٌ يَا عَالِيَ الْمَكَانِ يَا شَدِيدَ الْأَرْكَانِ يَا مُنْزِلَ الْفُرْقَانِ يَا مُبَدِّلَ الزَّمَانِ يَا قَابِلَ الْقُرْبَانِ يَا نَيِّرَ الْبُرْهَانِ يَا عَظِيمَ الشَّأْنِ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الْإِحْسَانِ وَ يَا ذَا الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ يَا تَوَّابُ يَا وَهَّابُ يَا مُعْتِقَ الرِّقَابِ يَا مُنْشِئَ السَّحَابِ يَا مَنْ حَيْثُ مَا دُعِيَ أَجَابَ يَا مُرْخِصَ الْأَسْعَارِ يَا مُنِزِلَ الْأَمْطَارِ يَا مُنْبِتَ الْأَشْجَارِ فِي الْأَرْضِ الْقِفَارِ يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا مَنْ لَا تُضْجِرُهُ الْأَصْوَاتُ وَ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ اللُّغَاتُ وَ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ يَا مُعْطِيَ السُؤْلَاتِ يَا وَلِيَّ الْحَسَنَاتِ يَا دَافِعَ الْبَلِيَّاتِ يَا قَابِلَ الصَّدَقَاتِ يَا قَابِلَ التَّوْبَاتِ
ص: 119
يَا عَالِمَ الْخَفِيَّاتِ يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ يَا رَافِعَ الدَّرَجَاتِ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ يَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ يَا مُنْجِحَ الطَّلِبَاتِ يَا مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ يَا جَامِعَ الشَّتَاتِ يَا رَادَّ مَا كَانَ فَاتَ يَا جَمَالَ الْأَرَضِينَ وَ السَّمَاوَاتِ يَا سَابِغَ النِّعَمِ يَا كَاشِفَ الْأَلَمِ يَا شَافِيَ السَّقَمِ يَا مَعْدِنَ الْجُوْدِ وَ الْكَرَمِ يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَقْرَبَ الْأَقْرَبِينَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ يَا مُتَجَاوِزاً عَنِ الْمُسِيئِينَ يَا مَنْ لَا يُعَجِّلُ عَلَى الْخَاطِئِينَ يَا فَكَّاكَ الْمَأْسُورِينَ يَا مُفَرِّجَ غَمِّ الْمَغْمُومِينَ يَا جَامِعَ الْمُتَفَرِّقِينَ يَا مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ يَا غَايَةَ الطَّالِبِينَ يَا صَاحِبَ كُلِّ غَرِيبٍ يَا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا مَنْ لَهُ التَّدْبِيرُ وَ إِلَيْهِ التَّقْدِيرُ يَا مَنِ الْعَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ خَبِيرٌ يَا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا خَالِقَ السَّمَاءِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِيرِ يَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ يَا مُرْسِلَ الرِّيَاحِ يَا بَاعِثَ الْأَرْوَاحِ يَا ذَا الْجُودِ وَ السَّمَاحِ يَا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتَاحٍ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ يَا عِزَّ مَنْ لَا عِزَّ لَهُ يَا كَنْزَ مَنْ لَا كَنْزَ لَهُ يَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ يَا عَوْنَ مَنْ لَا عَوْنَ لَهُ يَا رُكْنَ مَنْ لَا رُكْنَ لَهُ يَا غِيَاثَ مَنْ لَا غِيَاثَ لَهُ يَا عَظِيمَ الْمَنِّ يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا يَا ذَا الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ يَا ذَا الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ يَا ذَا الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ يَا مَنْ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْغُيُوبِ وَ بِمَعْرِفَتِكَ مَا فِي ضَمَائِرِ الْقُلُوبِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابٍ مِنْ كُتُبِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى اسْمِكَ الْعَظِيمِ
ص: 120
الْأَعْظَمِ الَّذِي فَضَّلْتَهُ عَلَى جَمِيعِ أَسْمَائِكَ أَسْأَلُكَ بِهِ أَسْأَلُكَ بِهِ أَسْأَلُكَ بِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تُيَسِّرَ لِي مِنْ أَمْرِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ وَ تُفَرِّجَ عَنِّي الْهَمَّ وَ الْغَمَّ وَ الْكَرْبَ وَ مَا ضَاقَ بِهِ صَدْرِي وَ عِيلَ بِهِ صَبْرِي فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى فَرَجِي سِوَاكَ وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ يَا مَنْ لَا يَكْشِفُ الْكَرْبَ غَيْرُهُ وَ لَا يُجَلِّي الْحَزَنَ سِوَاهُ وَ لَا يُفَرِّجُ عَنِّي إِلَّا هُوَ اكْفِنِي شَرَّ نَفْسِي خَاصَّةً وَ شَرَّ النَّاسِ عَامَّةً وَ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَ أَصْلِحْ أُمُورِي وَ اقْضِ لِي حَوَائِجِي وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ أُوَيْسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صلوات الله علیه) قَالَ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ أو الْأَسْمَاءِ و صلّی الله علی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرین اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ دُعِيَ بِهَذَا الْأَسْمَاءِ عَلَى صَفَائِحِ الْحَدِيدِ لَذَابَتْ وَ لَوْ دُعِيَ بِهَا عَلَى مَاءٍ جَارٍ لَجَمَدَ حَتَّى يُمْشَى عَلَيْهِ وَ لَوْ دُعِيَ بِهَا عَلَى مَجْنُونٍ لَأَفَاقَ، وَ لَوْ دُعِيَ بِهَا عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَيْهَا لَسَهَّلَ اللَّهُ عَلَيْهَا وَ لَوْ دَعَا بِهَا رَجُلٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ وَ بَيْنَ رَبِّهِ فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُعْطَى الرَّجُلُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ هَذَا كُلَّهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا تَحُثُّوا النَّاسَ عَلَيْهَا فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتْرُكُوا الْعَمَلَ وَ يَتَكَلَّمُوا عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَغْفِرُ اللَّهُ لِقَائِلِهَا وَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ وَ لِمُؤَدِّبِ بَلَدِهِ وَ لِأَهْلِ مَدِينَتِهِ كُلِّهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ وَ الدُّعَاءُ:
ص: 121
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ وَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ وَ أَنْتَ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْحَمِيدُ الْمَجِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْوَدُودُ الشَّهِيدُ الْقَدِيمُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ الْعَلِيمُ الصَّادِقُ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ الشَّكُورُ الْغَفُورُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ الرَّقِيبُ الْحَفِيظُ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ الْعَظِيمُ الْعَلِيمُ الْغَنِيُّ الْوَلِيُّ الْفَتَّاحُ الْمُرْتَاحُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْعَدْلُ الْوَفِيُّ الْوَلِيُّ الْحَقُّ الْمُبِينُ الْخَلَّاقُ الرَّزَّاقُ الْوَهَّابُ التَّوَّابُ الرَّبُّ الْوَكِيلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الدَّيَّانُ الْمُتَعَالِي الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ الْوَاسِعُ الْبَاقِي الْحَيُّ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَمُوتُ الْقَيُّومُ النُّورُ الْغَفَّارُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ذُو الطَّوْلِ الْمُقْتَدِرُ عَلَّامُ الْغُيُوبِ الْبَدِيءُ الْبَدِيعُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الدَّاعِي الظَّاهِرُ الْمُقِيتُ الْمُغِيثُ الدَّافِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ المُطْعِمُ الْمُنْعِمُ الْمُهَيْمِنُ الْمُكَرِّمُ الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ الْحَنَّانُ الْمُفْضِلُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ مَالِكُ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فالِقُ الْإِصْباحِ وَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلْفٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ فِي يَوْمِي هَذَا وَ لَيْلَتِي هَذِهِ فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ مَا شِئْتَ مِنْهُ كَانَ وَ مَا لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ عِنْدَكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ
ص: 122
مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي وَ تُبْ عَلَيَّ وَ تَقَبَّلْ مِنِّي وَ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي وَ يَسِّرْ أُمُورِي وَ وَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي وَ أَغْنِنِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ صُنْ وَجْهِي وَ يَدَيَّ وَ لِسَانِي عَنْ مَسْأَلَةِ غَيْرِكَ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
ص: 123
فَمِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) عَلِيّاً (علیه السلام) حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى الْيَمَنِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِلَا ثِقَةٍ مِنِّي بِغَيْرِكَ وَ لَا رَجَاءٍ يَأْوِي بِي إِلَّا إِلَيْكَ وَ لَا قُوَّةٍ أَتَّكِلُ عَلَيْهَا وَ لَا حِيلَةٍ أَلْجَأُ إِلَيْهَا إِلَّا طَلَبَ فَضْلِكَ وَ التَّعَرُّضَ لِرَحْمَتِكَ وَ السُّكُونَ إِلَى أَحْسَنِ عَادَتِكَ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِي فِي وَجْهِي هَذَا مِمَّا أُحِبُّ وَ أَكْرَهُ فَأَيُّمَا أَوْقَعَتْ عَلَيَّ فِيهِ قُدْرَتُكَ فَمَحْمُودٌ فِيهِ بَلَاؤُكَ مُتَّضِحٌ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَ أَنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ اللَّهُمَّ فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ وَ مَقَاصِرَ كُلِّ لَأْوَاءٍ (1) وَ ابْسُطْ عَلَيَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ وَ لُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ وَ ذَلِكَ مَعَ مَا أَسْأَلُكَ أَنْ تُخْلِفَنِي فِي أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ صُرُوفِ حُزَانَتِي (2) بِأَحْسَنِ مَا خَلَّفْتَ بِهِ غَائِباً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَحْصِينِ كُلِّ عَوْرَةٍ وَ سَتْرِ كُلِّ سَيِّئَةٍ وَ حَطِّ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَ كِفَايَةِ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ ارْزُقْنِي عَلَى ذَلِكَ شُكْرَكَ وَ ذِكْرَكَ
ص: 124
وَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَ الرِّضَا بِقَضَائِكَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ وَ اجْعَلْنِي وَ وُلْدِي وَ مَا خَوَّلْتَنِي وَ رَزَقْتَنِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِي حِمَاكَ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ وَ ذِمَّتِكَ الَّتِي لَا تُخْفَرُ (1) وَ جِوَارِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ أَمَانِكَ الَّذِي لَا يُنْقَضُ وَ سَتْرِكَ الَّذِي لَا يَهْتِكُ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ فِي حِمَاكَ وَ ذِمَّتِكَ وَ جِوَارِكَ وَ أَمَانِكَ وَ سَتْرِكَ كَانَ آمِناً مَحْفُوظاً وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
رُوِيَ أَنَّهُ دَعَا بِهِ يَوْمَ الْجَمَلِ قَبْلَ الْوَاقِعَةِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَى حُسْنِ صُنْعِكَ إِلَيَّ وَ تَعَطُّفِكَ عَلَيَّ وَ عَلَى مَا وَصَلْتَنِي بِهِ مِنْ نُورِكَ وَ تَدَارَكْتَنِي بِهِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَسْبَغْتَ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَتِكَ فَقَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدِي يَا مَوْلَايَ مَا يَحِقُّ لَكَ بِهِ جُهْدِي وَ شُكْرِي لِحُسْنِ عَفْوِكَ وَ بَلَائِكَ الْقَدِيمِ عِنْدِي وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ وَ تَتَابُعِ أَيَادِيكَ لَدَيَّ لَمْ أَبْلُغْ إِحْرَازَ حَظِّي وَ لَا صَلَاحَ نَفْسِي وَ لَكِنَّكَ يَا مَوْلَايَ بَدَأْتَنِي أَوَّلاً بِإِحْسَانِكَ فَهَدَيْتَنِي لِدِينِكَ وَ عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ وَ ثَبَّتَّنِي فِي أُمُورِي كُلِّهَا بِالْكِفَايَةِ وَ الصُّنْعِ لِي فَصَرَفْتَ عَنِّي جَهْدَ الْبَلَاءِ وَ مَنَعْتَ مِنِّي مَحْذُورَ الْأَشْيَاءِ فَلَسْتُ أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا جَمِيلاً وَ لَمْ أَرَ مِنْكَ إِلَّا تَفْضِيلاً يَا إِلَهِي كَمْ مِنْ بَلَاءٍ وَ جَهْدٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي وَ أَرَيْتَنِيهِ فِي غَيْرِي فَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَقْرَرْتَ بِهَا عَيْنِي وَ كَمْ مِنْ صَنِيعَةٍ شَرِيفَةٍ لَكَ عِنْدِي إِلَهِي أَنْتَ الَّذِي تُجِيبُ عِنْدَ الاِضْطِرَارِ دَعْوَتِي وَ أَنْتَ الَّذِي تُنَفِّسُ عِنْدَ الْغُمُومِ كُرْبَتِي وَ أَنْتَ الَّذِي تَأْخُذُ لِي مِنَ الْأَعْدَاءِ بِظُلَامَتِي (2) فَمَا وَجَدْتُكَ وَ لَا أَجِدُكَ بَعِيداً مِنِّي حِينَ أُرِيدُكَ وَ لَا مُنْقَبِضاً عَنِّي حِينَ أَسْأَلُكَ
ص: 125
وَ لَا مُعْرِضاً عَنِّي حِينَ أَدْعُوكَ فَأَنْتَ إِلَهِي أَجِدُ صَنِيعَكَ عِنْدِي مَحْمُوداً وَ حُسْنَ بَلَائِكَ عِنْدِي مَوْجُوداً وَ جَمِيعَ أَفْعَالِكَ عِنْدِي جَمِيلاً يَحْمَدُكَ لِسَانِي وَ عَقْلِي وَ جَوَارِحِي وَ جَمِيعُ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي يَا مَوْلَايَ أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ عَظَمَتِكَ وَ عَظَمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ مَشِيَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَا أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِوَاجِبِ شُكْرِي نِعْمَتَكَ رَبِّ مَا أَحْرَصَنِي عَلَى مَا زَهَّدْتَنِي فِيهِ وَ حَثَثْتَنِي عَلَيْهِ إِنْ لَمْ تُعِنِّي عَلَى دُنْيَايَ بِزُهْدٍ وَ عَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَايَ هَلَكْتُ رَبِّي دَعَتْنِي دَوَاعِي الدُّنْيَا مِنْ حَرْثِ النِّسَاءِ وَ الْبَنِينَ فَأَجَبْتُهَا سَرِيعاً وَ رَكَنْتُ إِلَيْهَا طَائِعاً وَ دَعَتْنِي دَوَاعِي الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ وَ الاِجْتِهَادِ فَكَبَوْتُ لَهَا وَ لَمْ أُسَارِعْ إِلَيْهَا مُسَارَعَتِي إِلَى الْحُطَامِ الْهَامِدِ وَ الْهَشِيمِ الْبَائِدِ وَ السَّرَابِ الذَّاهِبِ عَنْ قَلِيلٍ رَبِّ خَوَّفْتَنِي وَ شَوَّقْتَنِي وَ احْتَجَبْتَ عَلَيَّ فَمَا خِفْتُكَ حَقَّ خَوْفِكَ وَ أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَثَبَّطْتُ عَنِ السَّعْيِ لَكَ وَ تَهَاوَنْتُ بِشَيْءٍ مِنِ احْتِجَابِكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا سَعْيِي لَكَ وَ فِي طَاعَتِكَ وَ امْلَأْ قَلْبِي خَوْفَكَ وَ حَوِّلْ تَثْبِيطِي وَ تَهَاوُنِي وَ تَفْرِيطِي وَ كُلَّمَا أَخَافُهُ مِنْ نَفْسِي فَرْقاً مِنْكَ وَ صَبْراً عَلَى طَاعَتِكَ وَ عَمَلاً بِهِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ اجْعَلْ جُنَّتِي مِنَ الْخَطَايَا حَصِينَةً وَ حَسَنَاتِي مُضَاعَفَةً فَإِنَّكَ تُضَاعِفُ لِمَنْ تَشَاءُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ دَرَجَاتِي فِي الْجِنَانِ رَفِيعَةً وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّي مِنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْلَمُ وَ مِنْ شَرِّ مَا لَا أَعْلَمُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّي أَنْ أَشْتَرِيَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ كَمَا اشْتَرَى غَيْرِي أَوِ السَّفَهَ بِالْحِلْمِ أَوِ الْجَزَعَ بِالصَّبْرِ أَوِ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى أَوِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ يَا رَبِّ مُنَّ عَلَيَّ بِذَلِكَ فَإِنَّكَ تَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَ لَا تُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .
ص: 126
مِنْ كِتَابِ صِفِّينَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَلُودِىِّ مِنْ أَصْحَابِنَا (رَحِمَهُم اللَّهُ) قَالَ فَلَمَّا رَجَعُوا بِاللِّوَاءِ قَالَ عَلِيٌّ (صلوات الله علیه).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ طُلِبَتِ الْحَوَائِجُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي اللَّهُمَّ اِفْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثاً .
قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) إِذَا سَارَ إِلَى الْقِتَالِ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ حَتَّى يَرْكَبَ ثُمَّ يَقُولُ:
سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَ إِنّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ عِنْدَنَا ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بِبَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ وَ يَدْعُو الدُّعَاءَ الْأَوَّلَ وَ فِيهِ تَقْدِيمٌ وَ تَأْخِيرٌ .
وجدت في كتاب آخر قالبه نصف ثمن الورقة بخط ابن الباقلاني المتكلم النحوي مناما بغير خطه هذا لفظه. حَدَّثَنِي السَّيِّدُ الْأَجَلُّ الْأَوْحَدُ الْعَالِمُ مُؤَيِّدُ الدِّينِ شَرَفُ الْقُضَاةِ عَبْدُ الْمَلِكِ أَدَامَ اللَّهُ عُلُوَّهُ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضاً فَجَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) وَ كَأَنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الْهَوَاءِ فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ الدُّعَاءَ لِكَوْنِهِ
ص: 127
مَرِيضاً فَلَمْ يَسْأَلْهُ وَ قَالَ لَهُ الشِّفَاءَ وَ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى ذِرَاعِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَحْفَظْكَ اللَّهُ بِهَا:
قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ما يَفْتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
إِذَا قُلْتَ الَّذِينَ الْآيَةَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى «فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» وَ إِذَا قُلْتَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَوَقاهُ اللّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ إِذَا قُلْتَ ما يَفْتَحِ اللّهُ الْآيَةَ فَهَذَا الْإِيمَانُ التَّامُّ هَذَا تَفْسِيرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله و سلامه علیه ) أَقُولُ أَنَا وَ قَدْ سَقَطَ تَفْسِيرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تمام الآية الأخيرة .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِسْمَعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ وَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ:
دعی أمير المؤمنين(علیه السلام) يَوْمَ الْهَرِيرِ حِينَ اشْتَدَّ عَلَى أَوْلِيَائِهِ الْأَمْرُ دُعَاءَ الْكَرْبِ
مَنْ دَعَا بِهِ وَ هُوَ فِي أَمْرٍ قَدْ كَرَبَهُ وَ غَمَّهُ نَجَّاهُ اللَّهُ مِنْهُ وَ هُوَ:
ص: 128
اللَّهُمَّ لَا تُحَبِّبْ إِلَيَّ مَا أَبْغَضْتَ وَ لَا تُبَغِّضْ إِلَيَّ مَا أَحْبَبْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَرْضَى سَخَطَكَ أَوْ أَسْخَطَ رِضَاكَ أَوْ أَرُدَّ قَضَاءَكَ أَوْ أَعْدُوَ قَوْلَكَ أَوْ أُنَاصِحَ أَعْدَاءَكَ أَوْ أَعْدُوَ أَمْرَكَ فِيهِمْ اللَّهُمَّ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ يُقَرِّبُنِي مِنْ رِضْوَانِكَ وَ يُبَاعِدُنِي مِنْ سَخَطِكَ فَصَبِّرْنِي لَهُ وَ احْمِلْنِي عَلَيْهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ قَلْباً شَاكِراً وَ يَقِيناً صَادِقاً وَ إِيمَاناً خَالِصاً وَ جَسَداً مُتَوَاضِعاً وَ ارْزُقْنِي مِنْكَ حُبّاً وَ أَدْخِلْ قَلْبِي مِنْكَ رُعْباً اللَّهُمَّ فَإِنْ تَرْحَمْنِي فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِظُلْمِي وَ جَوْرِي وَ جُرْمِي وَ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي فَلَا عُذْرَ لِي إِنِ اعْتَذَرْتُ وَ لَا مُكَافَاةَ أَحْتَسِبُ بِهَا اللَّهُمَّ إِذَا حَضَرَتِ الْآجَالُ وَ نَفِدَتِ الْأَيَّامُ وَ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِكَ فَأَوْجِبْ لِي مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً يَغْبِطُنِي بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ لَا حَسْرَةَ بَعْدَهَا وَ لَا رَفِيقَ بَعْدَ رَفِيقِهَا فِي أَكْرَمِهَا مَنْزِلاً اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِي خُشُوعَ الْإِيمَانِ بِالْعِزِّ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِي النَّارِ أُثْنِي عَلَيْكَ رَبِّ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ لِأَنَّ بَلَاءَكَ عِنْدِي أَحْسَنُ الْبَلَاءِ اللَّهُمَّ فَأَذِقْنِي مِنْ عَوْنِكَ وَ تَأْيِيدِكَ وَ تَوْفِيقِكَ وَ رِفْدِكَ وَ ارْزُقْنِي شَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ وَ نَصْراً فِي نَصْرِكَ حَتَّى أَجِدَ حَلَاوَةَ ذَلِكَ فِي قَلْبِي وَ اعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أُمُورِي فَقَدْ تَرَى مَوْقِفِي وَ مَوْقِفَ أَصْحَابِي وَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّصْرَ الَّذِي نَصَرْتَ بِهِ رَسُولَكَ وَ فَرَّقْتَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ حَتَّى أَقَمْتَ بِهِ دِينَكَ وَ أَفْلَجْتَ (1) بِهِ حُجَّتَكَ يَا مَنْ هُوَ لِي فِي كُلِّ مَقَامٍ .
وَ ذَكَرَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ دَعَا بِهِ عَلِيٌّ صلوات الله علیه قَبْلَ رَفْعِ الْمَصَاحِفِ الشَّرِيفَةِ ثُمَّ قَالَ مَا مَعْنَاهُ إِنَّ إِبْلِيسَ صَرَخَ صَرْخَةً
ص: 129
سَمِعَهَا بَعْضُ الْعَسْكَرِ يُشِيرُ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَ أَصْحَابِهِ بِرَفْعِ الْمَصَاحِفِ الْجَلِيلَةِ لِلْحِيلَةِ فَأَجَابَهُ الْخَوَارِجُ لِمُعَاوِيَةَ إِلَى شُبُهَاتِهِ فَرَفَعُوهَا فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (علیه السلام) كَمَا اخْتَلَفُوا فِي طَاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فِي حَيَاتِهِ فَدَعَا (علیه السلام) فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَ زَكِّ عَمَلِي وَ اغْسِلْ خَطَايَايَ فَإِنِّي ضَعِيفٌ إِلَّا مَا قَوَّيْتَ وَ اقْسِمْ لِي حِلْماً تَسُدُّ بِهِ بَابَ الْجَهْلِ وَ عِلْماً تُفَرِّجُ بِهِ الْجَهَلَاتِ وَ يَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ الشَّكَّ عَنِّي وَ فَهْماً تُخْرِجُنِي بِهِ مِنَ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَاتِ وَ نُوراً أَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ وَ أَهْتَدِي بِهِ فِي الظُّلُمَاتِ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ قَلْبِي صَلَاحاً بَاقِياً تَصْلُحُ بِهَا مَا بَقِيَ مِنْ جَسَدِي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ الْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسَابِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَيَّ عَمَلٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَ أَقْرَبَ لَدَيْكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي فِيهِ أَبَداً ثُمَّ لَقِّنِي أَشْرَفَ الْأَعْمَالِ عِنْدَكَ وَ آتِنِي فِيهِ قُوَّةً وَ صِدْقاً وَ جِدّاً وَ عَزْماً مِنْكَ وَ نَشَاطاً ثُمَّ اجْعَلْنِي أَعْمَلُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ وَ مَعَاشَةً فِي مَا أَتَيْتَ صَالِحِي عِبَادِكَ ثُمَّ اجْعَلْنِي لَا أَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً وَ لَا أَبْتَغِي بِهِ بَدَلاً وَ لَا تُغَيِّرْهُ فِي سَرَّاءَ وَ لَا ضَرَّاءَ وَ لَا كَسَلاً وَ لَا نِسْيَاناً وَ لَا رِيَاءً وَ لَا سُمْعَةً حَتَّى تَتَوَفَّانِي عَلَيْهِ وَ ارْزُقْنِي أَشْرَفَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِكَ أَنْصُرُكَ وَ أَنْصُرُ رَسُولَكَ أَشْتَرِي الْحَيَاةَ الْبَاقِيَةَ بِالدُّنْيَا وَ أَغْنِنِي [وَ أَعِنِّي خ ل] بِمَرْضَاةٍ مِنْ عِنْدِكَ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً ثَابِتاً حَافِظاً [حَفِيظاً خ ل] مُنِيباً يَعْرِفُ الْمَعْرُوفَ فَيَتَّبِعُهُ وَ يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ فَيَجْتَنِبُهُ لَا فَاجِراً وَ لَا شَقِيّاً وَ لَا مُرْتَاباً يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ حَيَاتِي زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَ اجْعَلِ الْوَفَاةَ نَجَاةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَ اخْتِمْ لِي عَمَلِي بِالشَّهَادَةِ يَا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَ يَا صَاحِبِي فِي حَاجَتِي وَ وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَ أَسْأَلُكَ أَنْ
ص: 130
تَرْزُقَنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَ صَبْراً عَلَى بَلِيَّتِكَ وَ رِضًى بِقُدْرَتِكَ وَ تَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ وَ حِفْظاً لِوَصِيَّتِكَ وَ وَرَعاً عَنْ مَحَارِمِكَ وَ تَوَكُّلاً عَلَيْكَ وَ اعْتِصَاماً بِحَبْلِكَ وَ تَمَسُّكاً بِكِتَابِكَ وَ مَعْرِفَةً بِحَقِّكَ وَ قُوَّةً فِي عِبَادَتِكَ وَ نَشَاطاً لِذِكْرِكَ مَا اسْتَعْمَرْتَنِي فِي أَرْضِكَ فَإِذَا كَانَ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ الْمَوْتُ فَاجْعَلْ مِيتَتِي قَتْلاً فِي سَبِيلِكَ بِيَدِ شَرِّ خَلْقِكَ وَ اجْعَلْ مَصِيرِي فِي الْأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ عِنْدَكَ فِي دَارِ الْحَيَوَانِ اللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّورَ فِي بَصَرِي وَ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَ خَوْفَكَ فِي نَفْسِي وَ ذِكْرَكَ عَلَى لِسَانِي اللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتِي فِي مَسْأَلَتِي إِيَّاكَ رَغْبَةَ أَوْلِيَائِكَ فِي مَسَائِلِهِمْ وَ اجْعَلْ رَهْبَتِي إِيَّاكَ فِي اسْتِجَارَتِي مِنْ عَذَابِكَ رَهْبَةَ أَوْلِيَائِكَ اللَّهُمَّ وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي مَرْضَاتِكَ وَ طَاعَتِكَ عَمَلاً لَا أَتْرُكُ شَيْئاً مِنْ مَرْضَاتِكَ وَ طَاعَتِكَ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ دُونَكَ اللَّهُمَّ مَا آتَيْتَنِي مِنْ خَيْرٍ فَآتِنِي مَعَهُ شُكْراً يُحْدِثُ لِي بِهِ ذِكْراً وَ أَحْسِنْ لِي بِهِ ذُخْراً وَ مَا زَوَيْتَ (1) عَنِّي مِنْ عَطَاءٍ وَ آتَيْتَنِي عَنْهُ غِنًى فَاجْعَلْ لِي فِيهِ أَجْراً وَ آتِنِي عَلَيْهِ صَبْراً اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرِي فِي الدُّنْيَا وَ لَا تُلْهِنِي عَنْ عِبَادَتِكَ وَ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ وَ لَا تُقَصِّرْ رَغْبَتِي فِي مَا عِنْدَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ وَ الْحَزَنِ وَ الْعَجْزِ وَ الْكَسَلِ وَ الْجُبْنِ وَ الْبُخْلِ وَ سُوءِ الْخُلُقِ وَ ضَلَعِ (2) الدَّيْنِ وَ غَلَبَةِ الرِّجَالِ وَ غَلَبَةِ الْعَدُوِّ وَ تَوَالِي الْأَيَّامِ وَ مِنْ شَرِّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ وَ بَلِيَّةٍ لَا أَسْتَطِيعُ عَلَيْهَا صَبْراً وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ زَحْزَحَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَوْ بَاعَدَ مِنْكَ أَوْ صَرَفَ عَنِّي وَجْهَكَ أَوْ نَقَصَ مِنْ حَظِّي عِنْدَكَ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحُولَ خَطَايَايَ أَوْ ظُلْمِي أَوْ
ص: 131
إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي وَ اتِّبَاعُ هَوَايَ وَ اسْتِعْمَالُ شَهْوَتِي دُونَ رَحْمَتِكَ وَ بِرِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ مَوْعُودِكَ عَلَى نَفْسِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبِ سَوءٍ فِي الْمَغِيبِ وَ الْمَحْضَرِ فَإِنَّ قَلْبَهُ يَرْعَانِي وَ عَيْنَاهُ تَبْصُرَانِي وَ أُذُنَاهُ تَسْمَعَانِي إِنْ رَأَى حَسَنَةً أَطْفَأَهَا [أَخْفَاهَا خ ل] وَ إِنْ رَأَى سَيِّئَةً أَبْدَاهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ يُدْنِي إِلَى طَبَعٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَلَالَةٍ تُرْدِينِي وَ مِنْ فِتْنَةٍ تَعْرُضُ لِي وَ مِنْ خَطِيئَةٍ لَا تَوْبَةَ مَعَهَا وَ مِنْ مَنْظَرِ سَوْءٍ فِي الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ غَضَاضَةِ الْمَوْتِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الشَّكِّ وَ الْبَغْيِ وَ الْحَمِيَّةِ وَ الْغَضَبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى يُطْغِينِي وَ مِنْ فَقْرٍ يُنْسِينِي وَ مِنْ هَوًى يُرْدِينِي وَ مِنْ عَمَلٍ يُخْزِينِي وَ مِنْ صَاحِبٍ يُغْوِينِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ وَ آخِرُهُ جَزَعٌ تَسْوَدُّ فِيهِ الْوُجُوهُ وَ تَجِفُّ فِيهِ الْأَكْبَادُ وَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَعْمَلَ ذَنْباً مُحْبِطاً لَا تَغْفِرُهُ أَبَداً وَ مِنْ ذَنْبٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْآخِرَةِ وَ مِنْ أَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ وَ مِنْ حَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجَهْلِ وَ الْهَزْلِ وَ مِنْ شَرِّ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ وَ مِنْ سَقَمٍ يَشْغَلُنِي وَ مِنْ صِحَّةٍ تُلْهِينِي وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّعَبِ وَ النَّصَبِ وَ الْوَصَبِ وَ الضِّيقِ وَ الضَّنْكِ وَ الضَّلَالَةِ وَ الْغَائِلَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ الرِّيَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ النَّدَامَةِ وَ الْحَزَنِ وَ الْخُشُوعِ وَ الْبَغْيِ وَ الْفِتَنِ وَ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ وَ بَلَاءِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْوَسَةِ الْأَنْفُسِ مِمَّا تُحِبُّ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ وَ الْعَمَلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْحَسِّ (1) وَ اللَّبْسِ وَ مِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ أَنْفُسِ الْجِنِّ وَ أَعْيُنِ الْإِنْسِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَ مِنْ شَرِّ لِسَانِي وَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَ مِنْ شَرِّ
ص: 132
بَصَرِي وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَ مِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُرْفَعُ [لَا تُقْبَلُ خ ل] اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي فِي شَيْءٍ مِنْ عَذَابِكَ وَ لَا تَرُدَّنِي فِي ضَلَالَةٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ بِشِدَّةِ مُلْكِكَ وَ عِزَّةِ قُدْرَتِكَ وَ عَظَمَةِ سُلْطَانِكَ مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) هَذَا الدُّعَاءُ هُوَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُهِمٍّ شَدِيدٍ وَ كَرْبٍ وَ هُوَ دُعَاءٌ لَا يُرَدُّ مَنْ دَعَا بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
وَجَدْنَاهُ وَ رَوَيْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ وَ الذِّكْرِ تَصْنِيفِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (صلوات الله علیه) يَوْمَ صِفِّينَ:
اللَّهُمَّ رَبَّ هَذَا السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ الْمَكْفُوفِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَغِيضَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ جَعَلْتَ فِيهَا مَجَارِيَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مَنَازِلَ الْكَوَاكِبِ وَ النُّجُومِ وَ جَعَلْتَ سَاكِنَهُ سِبْطاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ لا يَسْأَمُونَ الْعِبَادَةَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلنَّاسِ وَ الْأَنْعَامِ وَ الْهَوَامِّ وَ مَا نَعْلَمُ وَ مَا لَا نَعْلَمُ مِمَّا يُرَى وَ مِمَّا لَا يُرَى مِنْ خَلْقِكَ الْعَظِيمِ وَ رَبَّ الْجِبَالِ الَّتِي جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ مَتَاعاً وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الْمُحِيطِ بِالْعَالَمِ وَ رَبَّ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَّ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ إِنْ أَظْفَرْتَنَا عَلَى عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْكِبْرَ وَ سَدِّدْنَا لِلرُّشْدِ وَ إِنْ أَظْفَرْتَهُمْ عَلَيْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْ بَقِيَّةَ أَصْحَابِي مِنَ الْفِتْنَةِ . و هذا
ص: 133
آخر الدعاء و كان فيه أظفرتنا و أظفرتهم و لعلها أظهرتنا و أظهرتهم لأجل أنه قال بعدهما عليَّ و لو كانت أظفرتنا كانت بعدها بأعدائنا و إن كانت حروف الخفض يقوم بعضها مقام بعض رأيت في آخر مجموع لأحمد بن الحسين بن سليمان ما هذا لفظه.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِي غِنَاكَ أَوْ أَضِلَّ فِي هُدَاكَ أَوْ أَذِلَّ فِي عِزِّكَ أَوْ أُضَامَ فِي سُلْطَانِكَ أَوْ أُضْطَهَدَ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ زُوراً أَوْ أَغْشَى فُجُوراً أَوْ أَكُونَ بِكَ مَغْرُوراً .
وَجَدْتُهُ فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ كِتَابِ دَفْعِ الْهُمُومِ وَ الْأَحْزَانِ لِأَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ النُعْمَانِيِّ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ قُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) لَيْلَةَ صِفِّينَ أَ مَا تَرَى الْأَعْدَاءَ قَدْ أَحْدَقُوا بِنَا فَقَالَ وَ قَدْ رَاعَكَ هَذَا قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُضَامَ فِي سُلْطَانِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِي غِنَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُضَيَّعَ فِي سَلَامَتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْلَبَ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ .
و هو غير الذي ذكرناه في كتاب السعادة و غير الذي ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي
وَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَيْدٍ عَنْ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) قَالَ: مَنْ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَ قَضَى جَمِيعَ حَوَائِجِهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ
ص: 134
مَنْ بَلَغَ إِلَيْهِ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ ثُمَّ قَامَ وَ دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَ سَقَاهُ وَ لَوْ أَنَّهُ دَعَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَى جَبَلٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ لَاتَّسَعَ الْجَبَلُ حَتَّى يَسْلُكَ فِيهِ إِلَى أَيْنَ يُرِيدُ وَ إِنْ دَعَا بِهَا إِلَى مَجْنُونٍ أَفَاقَ مِنْ جُنُونِهِ وَ إِنْ دَعَا بِهَا عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا هَوَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهَا وِلَادَتَهَا قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ مَنْ دَعَا بِهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ لِكُلِّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَى السُّلْطَانِ لَخَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّهِ وَ مَنْ دَعَا بِهَا عِنْدَ مَنَامِهِ فَيَذْهَبُ النَّوْمُ وَ هُوَ يَدْعُو بِهَا بَعَثَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الرُّوحَانِيَّةِ وُجُوهُهُمْ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ وَ يَدْعُونَ لَهُ وَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَ مَنْ دَعَا بِهَا وَ قَدِ ارْتَكَبَ الْكَبَائِرَ غُفِرَتْ لَهُ الذُّنُوبُ كُلُّهَا وَ إِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ مَاتَ شَهِيداً ثُمَّ قَالَ لِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ وَ لِمُؤَذِّنِ مَسْجِدِهِ وَ لِإِمَامِهِ الْمُتَخَيَّرِ الدُّعَاءُ:
يَا سَلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الطَّاهِرُ الْمُطَهَّرُ الْقَاهِرُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ يَا مَنْ يُنَادِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ بِأَلْسِنَةٍ شَتَّى وَ لُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ حَوَائِجَ أُخْرَى يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ أَنْتَ الَّذِي لَا تُغَيِّرُكَ الْأَزْمِنَةُ وَ لَا تُحِيطُ بِكَ الْأَمْكِنَةُ وَ لَا تَأْخُذُكَ نَوْمٌ وَ لَا سِنَةٌ يَسِّرْ لِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ وَ فَرِّجْ لِي مِنْ أَمْرِي مَا أَخَافُ كَرْبَهُ وَ سَهِّلْ لِي مِنْ أَمْرِي مَا أَخَافُ حُزْنَهُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً .
ص: 135
حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الدنيلي [الدَّيْمُلِيُّ] يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله علیه) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَ حَلَفَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) دَفَعَاتٍ كَثِيرَةً أَنَّهُ لَوْ دُعِيَ بِهِ عَلَى مَاءٍ جَارٍ لَسَكَنَ وَ لَوْ دَعَا بِهِ رَجُلٌ قَدْ بَلَغَ بِهِ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ لَأَطْعَمَهُ اللَّهُ وَ سَقَاهُ وَ لَوْ دُعِيَ بِهِ عَلَى جَبَلٍ أَنْ يَزُولَ مِنْ مَوْضِعِهِ لَزَالَ وَ لَوْ دَعَا بِهِ لاِمْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَيْهَا وِلَادَتُهَا لَسَهَّلَ اللَّهُ عَلَيْهَا وِلَادَتَهَا وَ لَوْ دَعَا بِهِ رَجُلٌ فِي مَدِينَةٍ وَ الْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَ مَنْزِلُهُ فِي وَسَطِهِ لَنَجَا وَ لَمْ يَحْتَرِقْ مَنْزِلُهُ وَ لَوْ دَعَا بِهِ رَجُلٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمَعِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ وَ مَا دَعَا بِهِ مَغْمُومٌ أَوْ مَهْمُومٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَا دَعَا بِهِ رَجُلٌ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِرٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِيهِ وَ لَهُ شَرْحٌ طَوِيلٌ اقْتَصَرْنَا مِنْهُ. الدُّعَاءُ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَكَ وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَ لَا أَرْغَبُ إِلَى غَيْرِكَ أَسْأَلُكَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ أَنْتَ الْفَتَّاحُ ذُو الْخَيْرَاتِ مُقِيلُ الْعَثَرَاتِ مَاحِي السَّيِّئَاتِ وَ كَاتِبُ الْحَسَنَاتِ وَ رَافِعُ الدَّرَجَاتِ أَسْأَلُكَ بِأَفْضَلِ الْمَسَائِلِ كُلِّهَا وَ أَنْجَحِهَا الَّتِي لَا يَنْبَغِي لِلْعِبَادِ أَنْ يَسْأَلُوكَ إِلَّا بِهَا يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ وَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَ أَمْثَالِكَ الْعُلْيَا وَ نِعَمِكَ الَّتِي لَا تُحْصَى وَ بِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ عَلَيْكَ وَ أَحَبِّهَا إِلَيْكَ وَ أَشْرَفِهَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَ أَقْرَبِهَا مِنْكَ وَسِيلَةً وَ أَجْزَلِهَا مَبْلَغاً وَ أَسْرَعِهَا مِنْكَ إِجَابَةً وَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْجَلِيلِ الْأَجَلِّ الْعَظِيمِ الَّذِي تُحِبُّهُ وَ تَرْضَاهُ وَ تَرْضَى عَنْ مَنْ دَعَاكَ بِهِ فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ حَقٌّ عَلَيْكَ أَلَّا تَحْرِمَ سَائِلَكَ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ
ص: 136
خَلْقِكَ أَوْ لَمْ تُعْلِمْهُ أَحَداً وَ بِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ أَصْفِيَاؤُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ لَكَ وَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ وَ الْمُتَعَوِّذِينَ بِكَ وَ الْمُتَضَرِّعِينَ لَدَيْكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ فِي بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ عَظُمَ جُرْمُهُ وَ أَشْرَفَ عَلَى الْهَلَكَةِ وَ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَ مَنْ لَا يَثِقُ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ وَ لَا يَجِدُ لِذَنْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ وَ لَا لِسَعْيِهِ [لِسَغْبِهِ خ ل] سِوَاكَ هَرَبْتُ مِنْكَ إِلَيْكَ مُعْتَرِفاً غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ عَنْ عِبَادَتِكَ يَا أُنْسَ كُلِّ فَقِيرٍ مُسْتَجِيرٍ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَ أَنَا الذَّلِيلُ وَ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَ أَنَا الْفَقِيرُ وَ أَنْتَ الْحَيُّ وَ أَنَا الْمَيِّتُ وَ أَنْتَ الْبَاقِي وَ أَنَا الْفَانِي وَ أَنْتَ الْمُحْسِنُ وَ أَنَا الْمُسِيءُ وَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْمُذْنِبُ وَ أَنْتَ الرَّحِيمُ وَ أَنَا الْخَاطِي وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الْقَوِيُّ وَ أَنَا الضَّعِيفُ وَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَ أَنَا السَّائِلُ وَ أَنْتَ الْأَمِينُ وَ أَنَا الْخَائِفُ وَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ وَ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ وَ اسْتَغَثْتُ بِهِ وَ رَجَوْتُهُ لِأَنَّكَ كَمْ مِنْ مُذْنِبٍ قَدْ غَفَرْتَ لَهُ وَ كَمْ مِنْ مُسِيءٍ قَدْ تَجَاوَزْتَ عَنْهُ فَاغْفِرْ لِي وَ تَجَاوَزْ عَنِّي وَ ارْحَمْنِي وَ عَافِنِي مِمَّا نَزَلَ بِي وَ لَا تَفْضَحْنِي بِمَا جَنَيْتُهُ عَلَى نَفْسِي وَ خُذْ بِيَدِي وَ بِيَدِ وَالِدِي وَ وُلْدِي وَ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الفتی الْمَعْرُوفُ بِابْنِ
ص: 137
الْخَيَّاطِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ [عَبْدُ اللَّهِ خ ل] بْنُ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ بِحَلَبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمُسْتَنْجِدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صلوات الله علیه) ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (علیهما السلام) فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْبَابِ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ قَالَ لَهُ ائْذَنْ لَهُ فَدَخَلَ رَجُلٌ جَسِيمٌ وَسِيمٌ لَهُ مَنْظَرٌ رَائِعٌ وَ طَرْفٌ فَاضِلٌ فَصِيحُ اللِّسَانِ عَلَيْهِ لِبَاسُ الْمُلُوكِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى بِلَادِ الْيَمَنِ وَ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ مِمَّنِ انْتَسَبَ إِلَيْكَ وَ قَدْ خَلَّفْتُ وَرَائِي مُلْكاً عَظِيماً وَ نِعْمَةً سَابِغَةً وَ إِنِّي لَفِي غَضَارَةٍ مِنَ الْعَيْشِ وَ خَفْضٍ مِنَ الْحَالِ وَ ضِيَاعٍ نَاشِئَةٍ وَ قَدْ عَجَمْتُ الْأُمُورَ وَ دَرَّبَتْنِي الدُّهُورُ وَ لِي عَدُوُّ مُشِجٌّ وَ قَدْ أَرْهَقَنِي وَ غَلَبَنِي بِكَثْرَةِ نَفِيرِهِ وَ قُوَّةِ نَصِيرِهِ وَ تَكَاثُفِ جَمْعِهِ وَ قَدْ أَعْيَتْنِي فِيهِ الْحِيَلُ وَ إِنِّي كُنْتُ رَاقِداً ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَتَانِي آتٍ فَهَتَفَ بِي أَنْ قُمْ يَا رَجُلُ إِلَى خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صلوات الله علیه) فَاسْأَلْهُ أَنْ يُعَلِّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِي عَلَّمَهُ حَبِيبُ اللَّهِ وَ خِيَرَتُهُ وَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَفِيهِ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَادْعُ بِهِ عَلَى عَدُوِّكَ الْمُنَاصِبِ لَكَ فَانْتَبَهْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَمْ أعْوّجْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى شَخَصْتُ نَحْوَكَ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ عَبْدٍ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُ رَسُولَهُ وَ أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ قَدْ أَعْتَقْتُهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ قَدْ جِئْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ فَجٍّ عَمِيقٍ وَ بَلَدٍ شَاسِعٍ قَدْ ضَؤُلَ جِرْمِي وَ نَحَلَ جِسْمِي فَامْنُنْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِفَضْلِكَ وَ بِحَقِّ الْأُبُوَّةِ وَ الرَّحِمِ الْمَاسَّةِ عَلِّمْنِي الدُّعَاءَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي وَ هُتِفَ بِي أَنْ أَرْحَلَ فِيهِ إِلَيْكَ فَقَالَ مَوْلَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله علیه) نَعَمْ أَفْعَلُ ذَلِكَ
ص: 138
إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ دَعَا بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ وَ كَتَبَ لَهُ هَذَا الدُّعَاءَ وَ هُوَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ اعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي وَ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي يَا غَفُورُ يَا شَكُورُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَى مَا خَصَصْتَنِي بِهِ مِنْ مَوَاهِبِ الرَّغَائِبِ وَ مَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ السَّابِغِ وَ مَا أَوْلَيْتَنِي بِهِ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَيَّ وَ بَوَّأْتَنِي بِهِ مِنْ مَظِنَّةِ الْعَدْلِ وَ أَنَلْتَنِي مِنْ مَنِّكَ الْوَاصِلِ إِلَيَّ وَ مِنَ الدِّفَاعِ عَنِّي وَ التَّوْفِيقِ لِي وَ الْإِجَابَةِ لِدُعَائِي حين أُنَاجِيَكَ دَاعِياً وَ أَدْعُوَكَ مُضَاماً وَ أَسْأَلَكَ فَأَجِدَكَ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا لِي جَابِراً وَ فِي الْأُمُورِ نَاظِراً وَ لِذُنُوبِي غَافِراً وَ لِعَوْرَاتِي سَاتِراً لَمْ أَعْدَمْ خَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِي دَارَ الاِخْتِيَارِ لِتَنْظُرَ مَا أُقَدِّمُ لِدَارِ الْقَرَارِ فَأَنَا عَتِيقُكَ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاتِ وَ الْمَصَائِبِ فِي اللَّوَازِبِ وَ الْغُمُومِ الَّتِي سَاوَرَتْنِي فِيهَا الْهُمُومُ بِمَعَارِيضِ أَصْنَافِ الْبَلَاءِ وَ مَصْرُوفِ جُهْدِ الْقَضَاءِ لَا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا الْجَمِيلَ وَ لَا أَرَى مِنْكَ غَيْرَ التَّفْضِيلِ خَيْرُكَ لِي شَامِلٌ وَ فَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَوَاتِرٌ وَ نِعْمَتُكَ عِنْدِي مُتَّصِلَةٌ وَ سَوَابِقُ لَمْ تُحَقِّقْ خِدَارِي بَلْ صَدَّقْتَ رَجَائِي وَ صَاحَبْتَ أَسْفَارِي وَ أَكْرَمْتَ أَحْضَارِي وَ شَفَيْتَ أَمْرَاضِي وَ أَوْصَابِي وَ عَافَيْتَ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ وَ لَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي وَ رَمَيْتَ مَنْ رَمَانِي وَ كَفَيْتَنِي مَئُونَةَ مَنْ عَادَانِي فَحَمْدِي لَكَ وَاصِلٌ وَ ثَنَائِي عَلَيْكَ دَائِمٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوَانِ التَّسْبِيحِ خَالِصاً لِذِكْرِكَ وَ مَرْضِيّاً لَكَ بِيَانِعِ [بنايع خ ل] التَّوْحِيدِ وَ إِمْحَاضِ التَّمْجِيدِ بِطُولِ التَّعْدِيدِ وَ مَزِيَّةِ أَهْلِ الْمَزِيدِ لَمْ تُعَنْ فِي قُدْرَتِكَ وَ لَمْ تُشَارَكْ فِي إِلَهِيَّتِكَ وَ لَمْ تَعْلَمْ لَكَ مَائِيَّةٌ فَتَكُونَ لِلْأَشْيَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجَانِساً وَ لَمْ تُعَايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْيَاءَ عَلَى الْغَرَائِزِ وَ لَا خَرَقَتِ الْأَوْهَامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ فَتَعْتَقِدُ فِيكَ مَحْدُوداً فِي عَظَمَتِكَ فَلَا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ وَ لَا يَنَالُكَ غَوْصُ الْفِكَرِ وَ لَا يَنْتَهِي إِلَيْكَ نَظَرُ
ص: 139
نَاظِرٍ فِي مَجْدِ جَبَرُوتِكَ ارْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ صِفَاتُ قُدْرَتِكَ وَ عَلَا عَنْ ذَلِكَ كِبْرِيَاءُ عَظَمَتِكَ لَا يَنْقُصُ مَا أَرَدْتَ أَنْ يَزْدَادَ وَ لَا يَزْدَادُ مَا أَرَدْتَ أَنْ يَنْقُصَ لَا أَحَدَ حَضَرَكَ حِينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ كَلَّتِ الْأَوْهَامُ عَنْ تَفْسِيرِ صِفَتِكَ وَ انْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ عَظَمَتِكَ وَ كَيْفَ تُوصَفُ وَ أَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً دَائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لَيْسَ فِيهَا غَيْرُكَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهَا سِوَاكَ. حَارَ فِي مَلَكُوتِكَ عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ فَتَوَاضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ بِذُلِّ الاِسْتِكَانَةِ لَكَ وَ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِكَ وَ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ وَ خَضَعَتْ لَكَ الرِّقَابُ وَ كَلَّ دُونَ ذَلِكَ تَحْبِيرُ اللُّغَاتِ وَ ضَلَّ هُنَالِكَ التَّدْبِيرُ فِي تَصَارِيفِ الصِّفَاتِ فَمَنْ تَفَكَّرَ فِي ذَلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسِيراً وَ عَقْلُهُ مَبْهُوراً وَ تَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَوَالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً يَدُومُ وَ لَا يَبِيدُ غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ وَ لَا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعَالِمِ وَ لَا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفَانِ وَ لَكَ الْحَمْدُ مَا لَا تُحْصَى مَكَارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَ الصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ وَ فِي الْبَرَارِي وَ الْبِحَارِ وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ فِي الظَّهَائِرِ وَ الْأَسْحَارِ اللَّهُمَّ بِتَوْفِيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي الرَّغْبَةَ وَ جَعَلْتَنِي مِنْكَ فِي وَلَايَةِ الْعِصْمَةِ فَلَمْ أَبْرَحْ فِي سُبُوغِ نَعْمَائِكَ وَ تَتَابُعِ آلَائِكَ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَ الدِّفَاعِ مَحُوطاً بِكَ فِي مَثْوَايَ وَ مُنْقَلَبِي وَ لَمْ تُكَلِّفْنِي فَوْقَ طَاقَتِي إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنِّي إِلَّا طَاعَتِي وَ لَيْسَ شُكْرِي وَ إِنْ أَبْلَغْتُ فِي الْمَقَالِ وَ بَالَغْتُ فِي الْفِعَالِ بِبَالِغِ أَدَاءِ حَقِّكَ وَ لَا مُكَافِياً لِفَضْلِكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَغِبْ وَ لَا تَغِيبُ عَنْكَ غَائِبَةٌ وَ لَا تَخْفَى عَلَيْكَ خَافِيَةٌ وَ لَمْ تَضِلَّ لَكَ فِي ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضَالَّةٌ إِنَّمَا أَمْرُكَ إِذَا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ مَا حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ حَمِدَكَ بِهِ الْحَامِدُونَ وَ مَجَّدَكَ بِهِ
ص: 140
الْمُمَجِّدُونَ وَ كَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ وَ عَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنِّي وَحْدِي بِكُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ حَمْدِ الْحَامِدِينَ وَ تَوْحِيدِ أَصْنَافِ الْمُخْلِصِينَ وَ تَقْدِيسِ أَجْنَاسِ الْعَارِفِينَ وَ ثَنَاءِ جَمِيعِ الْمُهَلِّلِينَ وَ مِثْلُ مَا أَنْتَ بِهِ عَارِفٌ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي رَغْبَةِ مَا أَنْطَقْتَنِي بِهِ مِنْ حَمْدِكَ فَمَا أَيْسَرَ مَا كَلَّفْتَنِي بِهِ مِنْ حَقِّكَ وَ أَعْظَمَ مَا وَعَدْتَنِي عَلَى شُكْرِكَ ابْتَدَأْتَنِي بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَ طَوْلاً وَ أَمَرْتَنِي بِالشُّكْرِ حَقّاً وَ عَدْلاً وَ وَعَدْتَنِي عَلَيْهِ أَضْعَافاً وَ مَزِيداً وَ أَعْطَيْتَنِي مِنْ رِزْقِكَ اعْتِبَاراً وَ فَضْلاً وَ سَأَلْتَنِي مِنْهُ يَسِيراً صَغِيراً وَ أَعْفَيْتَنِي مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ لَمْ تُسَلِّمْنِي لِلسُّوءِ مِنْ بَلَائِكَ مَعَ مَا أَوْلَيْتَنِي مِنَ الْعَافِيَةِ وَ سَوَّغْتَ مِنْ كَرَائِمِ النِّحَلِ وَ ضَاعَفْتَ لِيَ الْفَضْلَ مَعَ مَا أَوْدَعْتَنِي مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّرِيفَةِ وَ يَسَّرْتَ لِيَ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الْعَالِيَةِ وَ اصْطَفَيْتَنِي بِأَعْظَمِ النَّبِيِّينَ دَعْوَةً وَ أَفْضَلِهِمْ شَفَاعَةً مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَسَعُهُ إِلَّا مَغْفِرَتُكَ وَ لَا يَمْحَقُهُ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا يُكَفِّرُهُ إِلَّا فَضْلُكَ وَ هَبْ لِي فِي يَوْمِي يَقِيناً تُهَوِّنُ عَلَيَّ بِهِ مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَ أَحْزَانَهَا بِشَوْقٍ إِلَيْكَ وَ رَغْبَةٍ فِيمَا عِنْدَكَ وَ اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ وَ بَلِّغْنِي الْكَرَامَةَ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الرَّفِيعُ الْبَدِيءُ الْبَدِيعُ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الَّذِي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ وَ لَا عَنْ قَضَائِكَ مُمْتَنَعٌ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَبِّي وَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَ الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَ الشُّكْرَ عَلَى نِعْمَتِكَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جَائِرٍ وَ بَغْيِ كُلِّ بَاغٍ وَ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ بِكَ أَرْجُو وَلَايَةَ الْأَحِبَّاءِ مَعَ مَا لَا أَسْتَطِيعُ إِحْصَاءَهُ وَ لَا تَعْدِيدَهُ مِنْ عَوَائِدِ فَضْلِكَ وَ طُرَفِ رِزْقِكَ وَ أَلْوَانِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ إِرْفَادِكَ فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ
ص: 141
الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ رِفْدُكَ الْبَاسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ وَ لَا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَ لَا تُنَازَعُ فِي أَمْرِكَ تَمْلِكُ مِنَ الْأَنَامِ مَا تَشَاءُ وَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا مَا تُرِيدُ قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْقَادِرُ الْقَاهِرُ الْمُقَدَّسُ فِي نُورِ الْقُدْسِ تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَ الْعِزِّ وَ تَعَظَّمْتَ بِالْكِبْرِيَاءِ وَ تَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَ الْبَهَاءِ وَ تَجَلَّلْتَ بِالْمَهَابَةِ وَ السَّنَاءِ لَكَ الْمَنُّ الْقَدِيمُ وَ السُّلْطَانُ الشَّامِخُ وَ الْجُوْدُ الْوَاسِعُ وَ الْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ جَعَلْتَنِي مِنْ أَفْضَلِ بَنِي آدَمَ وَ جَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً صَحِيحاً سَوِيّاً مُعَافاً لَمْ تَشْغَلْنِي بِنُقْصَانٍ فِي بَدَنِي وَ لَمْ تَمْنَعْكَ كَرَامَتُكَ إِيَّايَ وَ حُسْنُ صَنِيعِكَ عِنْدِي وَ فَضْلُ إِنْعَامِكَ عَلَيَّ أَنْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيَا وَ فَضَّلْتَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِهَا فَجَعَلْتَ لِي سَمْعاً يَسْمَعُ آيَاتِكَ وَ فُؤَاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ وَ أَنَا بِفَضْلِكَ حَامِدٌ وَ بِجُهْدِ يَقِينِي لَكَ شَاكِرٌ وَ بِحَقِّكَ شَاهِدٌ فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَ حَيٌّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَ حَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَيَاةَ مِنْ حَيٍّ وَ لَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنِّي طَرْفَةَ عَيْنٍ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَ لَمْ تُنْزِلْ بِي عُقُوبَاتِ النِّقَمِ وَ لَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ دَقَائِقَ الْعِصَمِ فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَّا عَفْوَكَ وَ إِجَابَةَ دُعَائِي حِينَ رَفَعْتَ رَأْسِي بِتَحْمِيدِكَ وَ تَمْجِيدِكَ وَ فِي قِسْمَةِ الْأَرْزَاقِ حِينَ قَدَّرْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا حَفِظَهُ عِلْمُكَ وَ عَدَدَ مَا أَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ وَ عَدَدَ مَا وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ إِحْسَانَكَ فِيمَا بَقِيَ كَمَا أَحْسَنْتَ فِيمَا مَضَى فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحِيدِكَ وَ تَمْجِيدِكَ وَ تَحْمِيدِكَ وَ تَهْلِيلِكَ وَ تَكْبِيرِكَ وَ تَعْظِيمِكَ وَ بِنُورِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ عُلُوِّكَ وَ جَمَالِكَ وَ جَلَالِكَ وَ بَهَائِكَ وَ سُلْطَانِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ أَلَّا تَحْرِمَنِي
ص: 142
رِفْدَكَ وَ فَوَائِدَكَ فَإِنَّهُ لَا يَعْتَرِيكَ لِكَثْرَةِ مَا يَتَدَفَّقُ (1) بِهِ عَوَائِقُ الْبُخْلِ وَ لَا يَنْقُصُ جُودَكَ تَقْصِيرٌ فِي شُكْرِ نِعْمَتِكَ وَ لَا تُفْنِي خَزَائِنَ مَوَاهِبِكَ النِّعَمُ وَ لَا تَخَافُ ضَيْمَ إِمْلَاقٍ فَتُكْدِيَ (2) وَ لَا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ فَيْضُ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً خَاشِعاً وَ يَقِيناً صَادِقاً وَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ لَا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ وَ لَا تَكْشِفْ عَنِّي سِتْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ وَ لَا تُبَاعِدْنِي مِنْ جِوَارِكَ وَ لَا تَقْطَعْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْيِسْنِي مِنْ رَوْحِكَ وَ كُنْ لِي أَنِيساً مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ وَ اعْصِمْنِي مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ وَ نَجِّنِي مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ فَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ اللَّهُمَّ ارْفَعْنِي وَ لَا تَضَعْنِي وَ زِدْنِي وَ لَا تَنْقُصْنِي وَ ارْحَمْنِي وَ لَا تُعَذِّبْنِي وَ انْصُرْنِي وَ لَا تَخْذُلْنِي وَ آثِرْنِي وَ لَا تُؤْثِرْ عَلَيَّ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ سَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً
قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) ثُمَّ قَالَ لَهُ انْظُرْ إِنْ حَفِظَ لَكَ وَ لَا بُدَّ عَنْ قِرَاءَتِهِ يَوْماً وَاحِداً فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تُوَافِيَ بَلَدَكَ وَ قَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ عَدُوَّكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَقُولُ لَوْ أَنَّ رَجُلاً قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَ قَلْبٍ خَاشِعٍ ثُمَّ أَمَرَ الْجِبَالَ أَنْ تَسِيرَ مَعَهُ لَسَارَتْ وَ عَلَى الْبَحْرِ لَمَشَى عَلَيْهِ وَ خَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى بِلَادِهِ فَوَرَدَ كِتَابُهُ عَلَى مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله علیه) بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ عَدُوَّهُ حَتَّى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي نَاحِيَتِهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَوْلَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله علیه) قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وَ لَقَدْ عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ مَا اسْتَعْسَرَ عَلَيَّ أَمْرٌ إِلَّا اسْتَيْسَرَ بِهِ .
ص: 143
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلَ مَحْمُودٍ وَ آخِرَ مَعْبُودٍ وَ أَقْرَبَ مَوْجُودٍ الْبَدِيءِ بِلَا مَعْلُومٍ لِأَزَلِيَّتِهِ وَ لَا آخِرٍ لِأَوَّلِيَّتِهِ وَ الْكَائِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِغَيْرِ كِيَانٍ وَ الْمَوْجُودِ فِي كُلِّ مَكَانٍ بِغَيْرِ عِيَانٍ وَ الْقَرِيبِ مِنْ كُلِّ نَجْوَى بِغَيْرِ تَدَانٍ عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُيُوبُ وَ ضَلَّتْ فِي عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ فَلَا الْأَبْصَارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ وَ لَا الْقُلُوبُ عَلَى احْتِجَابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ تَمَثَّلَ فِي الْقُلُوبِ بِغَيْرِ مِثَالٍ تَحُدُّهُ الْأَوْهَامُ أَوْ تُدْرِكُهُ الْأَحْلَامُ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ نَفْسِهِ دَلِيلاً عَلَى تَكَبُّرِهِ عَنِ الضِّدِ وَ النِّدِّ وَ الشَّكْلِ وَ الْمِثْلِ فَالْوَحْدَانِيَّةُ آيَةُ الرُّبُوبِيَّةِ وَ الْمَوْتُ الْآتِي عَلَى خَلْقِهِ مُخْبِرٌ عَنْ خَلْقِهِ وَ قُدْرَتِهِ ثُمَّ خَلَقَهُمْ مِنْ نُطْفَةٍ وَ لَمْ يَكُونُوا شَيْئاً دَلِيلٌ عَلَى إِعَادَتِهِمْ خَلْقاً جَدِيداً بَعْدَ فَنَائِهِمْ كَمَا خَلَقَهُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي لَمْ يَضُرَّهُ بِالْمَعْصِيَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ وَ لَمْ يَنْفَعْهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ الْحَلِيمِ عَلَى الْجَبَابِرَةِ الْمُدَّعِينَ وَ الْمُمْهِلِ الزَّاعِمِينَ لَهُ شَرِيكاً فِي مَلَكُوتِهِ الدَّائِمِ فِي سُلْطَانِهِ بِغَيْرِ أَمَدٍ وَ الْبَاقِي فِي مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْأَبَدِ وَ الْفَرْدِ الْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَ الْمُتَكَبِّرِ عَنِ الصَّاحِبَةِ وَ الْوَلَدِ رَافِعِ السَّمَاءِ بِغَيْرِ عَمَدٍ وَ مُجْرِي السَّحَابِ بِغَيْرِ صَفَدٍ (1) قَاهِرِ الْخَلْقِ بِغَيْرِ عَدَدٍ لَكِنَّ اللَّهَ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقِيمُونَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَ لَمْ يُجَازِهِ لِأَصْغَرِ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فِي طَاعَتِهِ الْغَنِيُّ الَّذِي لَا يَضُنُّ بِرِزْقِهِ عَلَى جَاحِدِهِ وَ لَا يَنْقُصُ عَطَايَاهُ أَرْزَاقُ خَلْقِهِ خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنِيهِ
ص: 144
وَ مُعِيدُهُ وَ مُبْدِيهِ وَ مُعَافِيهِ عَالِمٌ مَا أَكَنَّتْهُ السَّرَائِرُ وَ أَخْبَتْهُ الضَّمَائِرُ وَ اخْتَلَفَتْ بِهِ الْأَلْسُنُ وَ أَنْسَتْهُ الْأَزْمُنُ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ الْقَيُّومُ الَّذِي لَا يَنَامُ وَ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ الْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ وَ الصَّافِحُ عَنِ الْكَبَائِرِ بِفَضْلِهِ وَ الْمُعَذِّبُ مَنْ عَذَّبَ بِعَدْلِهِ لَمْ يَخَفِ الْفَوْتَ فَحَلُمَ وَ عَلِمَ الْفَقْرَ إِلَيْهِ فَرَحِمَ وَ قَالَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ أَحْمَدُهُ حَمْداً أَسْتَزِيدُهُ فِي نِعْمَتِهِ وَ أَسْتَجِيرُ بِهِ مِنْ نِقْمَتِهِ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِالتَّصْدِيقِ لِنَبِيِّهِ الْمُصْطَفَى لِوَحْيِهِ الْمُتَخَيَّرِ لِرِسَالَتِهِ الْمُخْتَصِّ بِشَفَاعَتِهِ الْقَائِمِ بِحَقِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَ عَلَى النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمَلَائِكَةِ أَجْمَعِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً إِلَهِي دَرَسَتِ الْآمَالُ وَ تَغَيَّرَتِ الْأَحْوَالُ وَ كَذَبَتِ الْأَلْسُنُ وَ أُخْلِفَتِ الْعِدَةُ إِلَّا عِدَتَكَ فَإِنَّكَ وَعَدْتَ مَغْفِرَةً وَ فَضْلاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِي مِنْ فَضْلِكَ وَ أَعِذْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ مَا أَعْظَمَكَ وَ أَحْلَمَكَ وَ أَكْرَمَكَ وَسِعَ بِفَضْلِكَ حِلْمُكَ تَمَرُّدَ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَ اسْتَغْرَقَتْ نِعْمَتُكَ شُكْرَ الشَّاكِرِينَ وَ عَظُمَ حِلْمُكَ عَنْ إِحْصَاءِ الْمُحْصِينَ وَ جَلَّ طَوْلُكَ عَنْ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ كَيْفَ لَوْ لَا فَضْلُكَ حَلُمْتَ عَمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ نُطْفَةٍ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً فَرَبَّيْتَهُ بِطِيبِ رِزْقِكَ وَ أَنْشَأْتَهُ فِي تَوَاتُرِ نِعْمَتِكَ وَ مَكَّنْتَ لَهُ فِي مِهَادِ أَرْضِكَ وَ دَعَوْتَهُ إِلَى طَاعَتِكَ فَاسْتَنْجَدَ عَلَى عِصْيَانِكَ بِإِحْسَانِكَ وَ جَحَدَكَ وَ عَبَدَ غَيْرَكَ فِي سُلْطَانِكَ كَيْفَ لَوْ لَا حِلْمُكَ أَمْهَلْتَنِي وَ قَدْ شَمَلْتَنِي بِسِتْرِكَ وَ أَكْرَمْتَنِي بِمَعْرِفَتِكَ وَ أَطْلَقْتَ لِسَانِي بِشُكْرِكَ وَ هَدَيْتَنِي السَّبِيلَ إِلَى طَاعَتِكَ وَ سَهَّلْتَنِي الْمَسْلَكَ إِلَى كَرَامَتِكَ وَ أَحْضَرْتَنِي سَبِيلَ قُرْبَتِكَ فَكَانَ جَزَاؤُكَ مِنِّي إِنْ كَافَأْتُكَ عَنِ الْإِحْسَانِ بِالْإِسَاءَةِ حَرِيصاً عَلَى أَسْخَطَكَ مُتَنَقِّلاً فِيمَا أَسْتَحِقُّ بِهِ الْمَزِيدَ مِنْ نَقِمَتِكَ
ص: 145
سَرِيعاً إِلَى مَا أَبْعَدَ مِنْ رِضَاكَ مُغْتَبِطاً بِعِزَّةِ الْأَمَلِ مُعْرِضاً عَنْ زَوَاجِرِ الْأَجَلِ لَمْ يَقْنَعْنِي حِلْمُكَ عَنِّي وَ قَدْ أَتَانِي تَوَعُّدُكَ بِأَخْذِ الْقُوَّةِ مِنِّي حَتَّى دَعَوْتُكَ عَلَى عَظِيمِ الْخَطِيئَةِ أَسْتَزِيدُكَ فِي نِعْمَتِكَ غَيْرَ مُتَأَهِّبٍ لِمَا قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ نَقِمَتِكَ مُسْتَبْطِئاً لِمَزِيدِكَ وَ مُتَسَخِّطاً لِمَيْسُورِ رِزْقِكَ مُقْتَضِياً جَوَائِزَكَ بِعَمَلِ الْفُجَّارِ كَالْمُرَاصِدِ رَحْمَتَكَ بِعَمَلِ الْأَبْرَارِ مُجْتَهِداً أَتَمَنَّى عَلَيْكَ الْعَظَائِمَ كَالْمُدِلِّ الْآمِنِ مِنْ قِصَاصِ الْجَرَائِمِ فَ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مُصِيبَةٌ عَظُمَ رُزْئُهَا وَ جَلَّ عِقَابُهَا بَلْ كَيْفَ لَوْ لَا أَمَلِي وَ وَعْدُكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِي أَرْجُو إِقَالَتَكَ وَ قَدْ جَاهَرْتُكَ بِالْكَبَائِرِ مُسْتَخْفِياً عَنْ أَصَاغِرِ خَلْقِكَ فَلَا أَنَا رَاقَبْتُكَ وَ أَنْتَ مَعِي وَ لَا رَاعَيْتُ حُرْمَةَ سَتْرِكَ عَلَيَّ بِأَيِّ وَجْهٍ أَلْقَاكَ وَ بِأَيِّ لِسَانٍ أُنَاجِيكَ وَ قَدْ نَقَضْتُ الْعُهُودَ وَ الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَ جَعَلْتُكَ عَلَيَّ كَفِيلاً ثُمَّ دَعَوْتُكَ مُقْتَحِماً فِي الْخَطِيئَةِ فَأَجَبْتَنِي وَ دَعَوْتَنِي وَ إِلَيْكَ فَقْرِي فَلَمْ أُجِبْ فَوَا سَوْأَتَاهْ وَ قُبْحَ صَنِيعَاهْ أَيَّةَ جُرْأَةٍ تَجَرَّأْتُ وَ أَيَّ تَعْزِيرٍ عَزَّرْتُ نَفْسِي سُبْحَانَكَ فَبِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ وَ بِحَقِّكَ أُقْسِمُ وَ مِنْكَ أَهْرُبُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي اسْتَخْفَفْتُ عِنْدَ مَعْصِيَتِي لَا بِنَفْسِكَ وَ بِجَهْلِي اغْتَرَرْتُ لَا بِحِلْمِكَ وَ حَقِّي أَضَعْتُ لَا عَظِيمَ حَقِّكَ وَ نَفْسِي ظَلَمْتُ وَ لِرَحْمَتِكَ الْآنَ رَجَوْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْكَ أَنَبْتُ وَ تَضَرَّعْتُ فَارْحَمْ إِلَيْكَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي وَ كَبْوَتِي لِحَرِّ وَجْهِي وَ حَيْرَتِي فِي سَوْأَةِ ذُنُوبِي إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ يَا أَسْمَعَ مَدْعُوٍّ وَ خَيْرَ مَرْجُوٍّ وَ أَحْلَمَ مُغْضٍ وَ أَقْرَبَ مُسْتَغَاثٍ أَدْعُوكَ مُسْتَغِيثاً اسْتِغَاثَةَ الْمُتَحَيِّرِ الْمُسْتَيْئِسِ مِنْ إِغَاثَةِ خَلْقِكَ فَعُدْ بِلُطْفِكَ عَلَى ضَعْفِي وَ اغْفِرْ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ كَبَائِرَ ذُنُوبِي وَ هَبْ لِي عَاجِلَ صُنْعِكَ إِنَّكَ أَوْسَعُ الْوَاهِبِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ يَا اللَّهُ يَا أَحَدُ يَا اللَّهُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ
ص: 146
يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اللَّهُمَّ أَعْيَتْنِي الْمَطَالِبُ وَ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ وَ أَقْصَانِي الْأَبَاعِدُ وَ مَلَّنِي الْأَقَارِبُ وَ أَنْتَ الرَّجَاءُ إِذَا انْقَطَعَ الرَّجَاءُ وَ الْمُسْتَعَانُ إِذَا عَظُمَ الْبَلَاءُ وَ اللَّجَأُ فِي الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ فَنَفِّسْ كُرْبَةَ نَفْسٍ إِذَا ذَكَّرَهَا الْقُنُوطُ مَسَاوِئَهَا آیَسَتْ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْيِسْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس مؤلف هذا الكتاب وجدت الدعاء المعروف بدعاء اليماني برواية فيها زيادات و اختلاف لما قدمناه من الروايات فأحببت الاستظهار في حفظ الدعاء المذكور بروايتين معا و هذا لفظ ما وجدناه.
حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ الْمُحَمَّدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَسَّاطِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ الْعَزْرَمِيُّ الْمَكِّيُّ بِمَكَّةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ طَاوُوسٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صلوات الله علیه) نَتَذَاكَرُ فَدَخَلَ ابْنُهُ الْحَسَنُ (صلوات الله علیه) فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْبَابِ فَارِسٌ يَطْلُبُ الْإِذْنَ عَلَيْكَ قَدْ سَطَعَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ فَدَخَلَ رَجُلٌ جَسِيمٌ وَسِيمٌ حَسَنُ الْوَجْهِ وَ الْهَيْئَةِ عَلَيْهِ لِبَاسُ الْمُلُوكِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ (علیه السلام) وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ ثُمَّ أَدْنَاهُ وَ قَرَّبَهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي صِرْتُ إِلَيْكَ وَ مِنْ أَقْصَى بِلَادِ الْيَمَنِ وَ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ وَ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ وَ قَدْ خَلَّفْتُ وَرَائِي مَمْلَكَةً عَظِيمَةً وَ نِعْمَةً سَابِغَةً وَ ضَيَاعاً نَاشِيَةً وَ إِنِّي لَفِي غَضَارَةٍ مِنَ
ص: 147
الْعَيْشِ وَ خَفْضٍ مِنَ الْحَالِ وَ بِإِزَائِي عَدُوٌّ يُرِيدُ الْمُزَايَلَةَ وَ الْمُغَالَبَةَ عَلَى نِعْمَتِي هِمَّتُهُ التَّحَصُّنُ وَ الْمُخَاتَلَةُ لِي وَ قَدْ يَسَرَ لِمُحَارَبَتِي وَ مُنَاوَشَتِي مُنْذُ حِجَجٍ وَ أَعْوَامٍ وَ قَدْ أَعْيَتْنِي فِيهِ الْحِيلَةُ وَ كُنْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نِمْتُ لَيْلَةً فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ أَنْ قُمْ وَ ارْحَلْ إِلَى خَلِيفَةِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) وَ اسْأَلْهُ أَنْ يُعَلِّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِي عَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَفِيهِ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ وَ كَلِمَاتُ اللَّهِ التَّامَّاتُ فَإِنَّكَ تَسْتَحِقُّ بِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِجَابَةَ وَ النَّجَاةَ مِنْ عَدُوِّكَ هَذَا الْمُنَاصِبِ لَكَ فَلَمَّا انْتَبَهْتُ لَمْ أَتَمَالَكْ وَ لَا عوجت عَلَى شَيْءٍ حَتَّى شَخَصْتُ نَحْوَكَ فِي أَرْبَعِمِائَةِ عَبْدٍ وَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ أَعْتَقْتُهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُمْ أَحْرَارٌ وَ قَدْ أَزَلْتُ عَنْهُمُ الرِّقَّ وَ الْمَلَكَةَ وَ قَدْ جِئْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَلَدٍ شَاسِعٍ وَ مَوْضِعٍ شَاحِطٍ وَ فَجٍّ عَمِيقٍ قَدْ تَضَالَ (1) فِي الْبَلَدِ بَدَنِي وَ نَحِلَ فِيهِ جِسْمِي فَامْنُنْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِحَقِّ الْأُبُوَّةِ وَ الرَّحِمِ الْمَاسَّةِ وَ عَلِّمْنِي هَذَا الدُّعَاءَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي نَوْمِي أَنْ أَرْتَجِلَ فِيهِ إِلَيْكَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ فَكَتَبَ فِيهِ وَ كَتَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَى مَا اخْتَصَصْتَنِي بِهِ مِنْ مَوَاهِبِ الرَّغَائِبِ وَ أُوصِلَ إِلَيَّ مِنْ فَضَائِلِ الصَّنَائِعِ وَ مَا أَوْلَيْتَنِي بِهِ مِنْ إِحْسَانِكَ وَ بَوَّأْتَنِي مِنْ مَظِنَّةِ الصِّدْقِ وَ أَنَلْتَنِي بِهِ مِنْ مَنِّكَ الْوَاصِلِ إِلَيَّ وَ مِنَ الدِّفَاعِ عَنِّي وَ التَّوْفِيقِ لِي وَ الْإِجَابَةِ لِدُعَائِي حِينَ أُنَاجِيكَ رَاغِباً وَ أَدْعُوكَ مُصَافِياً حَتَّى أَرْجُوكَ وَ أَجِدُكَ فِي الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا لِي جَابِراً وَ فِي الْأُمُورِ نَاظِراً وَ عَلَى الْأَعْدَاءِ نَاصِراً وَ لِلذُّنُوبِ سَاتِراً لَمْ أَعْدَمْ فَضْلَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُذْ أَنْزَلْتَنِي دَارَ الاِخْتِيَارِ لِتَنْظُرَ مَا ذَا أُقَدِّمُ
ص: 148
لِدَارِ الْقَرَارِ فَأَنَا عَتِيقُكَ مِنْ جَمِيعِ الْمَصَائِبِ وَ اللَّوَازِبِ وَ الْغُمُومِ الَّتِي سَاوَرَتْنِي فِيهَا الْهُمُومُ بِمَعَارِيضِ أَصْنَافِ الْبَلَاءِ وَ مَصْرُوفِ جُهْدِ الْقَضَاءِ لَا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا الْجَمِيلَ وَ لَا أَرَى مِنْكَ إِلَّا التَّفْصِيلَ خَيْرُكَ لِي شَامِلٌ وَ فَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَوَاتِرٌ وَ نِعَمُكَ عِنْدِي مُتَّصِلَةٌ لَمْ تُحَقِّقْ حِذَارِي وَ صَدَّقْتَ رَجَائِي وَ صَاحَبْتَ أَسْفَارِي وَ أَكْرَمْتَ إِحْضَارِي وَ شَفَيْتَ أَمْرَاضِي وَ عَافَيْتَ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ وَ لَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي وَ رَمَيْتَ مَنْ رَمَانِي وَ كَفَيْتَنِي شَنَئَانَ مَنْ عَادَانِي فَحَمْدِي لَكَ وَاصِلٌ وَ ثَنَائِي عَلَيْكَ دَائِمٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوَانِ التَّسْبِيحِ خَالِصاً لِذِكْرِكَ وَ مَرْضِيّاً لَكَ بِنَاصِعِ التَّحْمِيدِ وَ إِمْحَاضِ التَّمْجِيدِ بِطُولِ التَّعْدِيدِ وَ إِكْذَابِ أَهْلِ التَّنْدِيدِ لَمْ تُعَنْ فِي قُدْرَتِكَ وَ لَمْ تُشَارَكْ فِي إِلَهِيَّتِكَ وَ لَمْ تُعَايِنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْيَاءَ عَلَى الْغَرَائِزِ الْمُخْتَلِفَاتِ وَ لَا حَزَقَتِ الْأَوْهَامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ فَاعْتَقَدْتُ مِنْكَ حُدُوداً فِي عَظَمَتِكَ وَ لَمْ تَعْلَمْ لَكَ مَائِيَّةٌ فَتَكُونَ لِلْأَشْيَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجَانِساً لَا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ وَ لَا يَنَالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ لَا يَنْتَهِي إِلَيْكَ نَظَرُ النَّاظِرِ فِي مَجْدِ جَبَرُوتِكَ ارْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ صِفَاتُ قُدْرَتِكَ وَ عَلَا عَنْ ذَلِكَ كَبِيرُ عَظَمَتِكَ لَا يَنْقُصُ مَا أَرَدْتَ أَنْ يَزْدَادَ وَ لَا يَزْدَادُ مَا أَرَدْتَ أَنْ يَنْقُصَ لَا أَحَدٌ شَهِدَكَ حِينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ وَ لَا نِدٌّ حَضَرَكَ حِينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَفْسِيرِ صِفَتِكَ وَ انْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ وَ كَيْفَ تُوْصَفُ وَ أَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ أَزَلِيّاً دَائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لَيْسَ فِيهَا غَيْرُكَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهَا سِوَاكَ وَ لَا هَجَمَتِ الْعُيُونُ عَلَيْكَ فَتُدْرِكَ مِنْكَ إِنْشَاءً وَ لَا تَهْدِي الْقُلُوبُ لِصِفَتِكَ وَ لَا يَبْلُغُ الْعُقُولُ جَلَالَ عِزَّتِكَ حَارَتْ فِي مَلَكُوتِكَ عَمِيقَاتِ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ فَتَوَاضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلَّةِ الاِسْتِكَانَةِ لَكَ وَ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ
ص: 149
لِعَظَمَتِكَ وَ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ وَ خَضَعَتْ لَكَ الرِّقَابُ وَ كَلَّ دُونَ ذَلِكَ تَحْبِيرُ اللُّغَاتِ وَ ضَلَّ هُنَالِكَ التَّدْبِيرُ فِي تَضَاعِيفِ الصِّفَاتِ فَمَنْ تَفَكَّرَ فِي ذَلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسِيراً وَ عَقْلُهُ مَبْهُوتاً وَ تَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَوَالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً يَدُومُ وَ لَا يَبِيدُ غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ وَ لَا مَطْمُوسٍ فِي الْعَالَمِ وَ لَا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفَانِ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِيمَا لَا تُحْصَى مَكَارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ وَ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الظَّهِيرَةِ وَ الْأَسْحَارِ اللَّهُمَّ بِتَوْفِيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي النَّجَاةَ وَ جَعَلْتَنِي مِنْكَ فِي وَلَايَةِ الْعِصْمَةِ وَ لَمْ أَبْرَحْ فِي سُبُوغِ نَعْمَائِكَ وَ تَتَابُعِ آلَائِكَ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنَعَةِ وَ الدَّفَّاعِ لَمْ تُكَلِّفْنِي فَوْقَ طَاقَتِي إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنِّي إِلَّا طَاعَتِي فَلَيْسَ شُكْرِي وَ لَوْ دَأَبْتُ مِنْهُ فِي الْمَقَالِ وَ بَالَغْتُ فِي الْفِعَالِ يَبْلُغُ أَدْنَى حَقِّكَ وَ لَا مُكَافٍ فَضْلَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَغِبْ وَ لَا تَغِيبُ عَنْكَ غَائِبَةٌ وَ لَا تَخْفَى فِي غَوَامِضِ الْوَلَائِجِ عَلَيْكَ خَافِيَةٌ وَ لَمْ تَضِلَّ لَكَ فِي ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضَالَّةٌ إِنَّمَا أَمْرُكَ إِذَا شِئْتَ أَنْ تَقُولَ كُنْ فَيَكُونُ اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ مَا حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ حَمِدَكَ بِهِ الْحَامِدُونَ وَ مَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ وَ كَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ وَ عَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنِّي وَحْدِي فِي كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ حَمْدِ الْحَامِدِينَ وَ تَوْحِيدِ أَصْنَافِ الْمُخْلَصِينَ وَ ثَنَاءِ جَمِيعِ الْمُهَلِّلِينَ وَ تَقْدِيسِ أَحِبَّائِكَ الْعَارِفِينَ وَ مِثْلُ مَا أَنْتَ عَارِفٌ وَ مَحْمُودٌ بِهِ فِي جَمِيعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي بَرَكَةِ مَا أَنْطَقْتَنِي بِهِ مِنْ حَمْدِكَ فَمَا أَيْسَرَ مَا كَلَّفْتَنِي مِنْ حَمْدِكَ وَ أَعْظَمَ مَا وَعَدْتَنِي عَلَى شُكْرِكَ مِنْ ثَوَابِهِ ابْتِدَاءً لِلنِّعَمِ فَضْلاً وَ طَوْلاً وَ أَمَرْتَنِي بِالشُّكْرِ حَقّاً وَ عَدْلاً وَ وَعَدْتَنِي أَضْعَافاً وَ مَزِيداً وَ أَعْطَيْتَنِي مِنْ
ص: 150
رِزْقِكَ اعْتِبَاراً وَ فَرْضاً وَ سَأَلْتَنِي مِنْهُ صَغِيراً وَ أَعْفَيْتَنِي مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ لَمْ تُسَلِّمْنِي لِلسُّوءِ مِنْ بَلَائِكَ وَ جَعَلْتَ بَلِيَّتِي الْعَافِيَةَ وَ وَلَّيْتَنِي بِالْبَسْطَةِ وَ الرَّخَاءِ وَ شَرَعْتَ لِي أَيْسَرَ الْفَضْلِ مَعَ مَا وَعَدْتَنِي مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّرِيفَةِ وَ يَسَّرْتَ لِي مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَ اصْطَفَيْتَنِي بِأَعْظَمِ النَّبِيِّينَ دَعْوَةً وَ أَفْضَلِهِمْ شَفَاعَةً مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَسَعُهُ إِلَّا مَغْفِرَتُكَ وَ لَا يَمْحَاهُ إِلَّا عَفْوُكَ وَ لَا يُكَفِّرُهُ إِلَّا فَضْلُكَ وَ هَبْ لِي فِي يَوْمِي هَذَا يَقِيناً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَ أَحْزَانَهَا وَ شَوْقاً إِلَيْكَ وَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ وَ اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ وَ بَلِّغْنِي الْكَرَامَةَ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الرَّفِيعُ الْبَدِيءُ الْبَدِيعُ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الَّذِي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ وَ لَا عَنْ فَضْلِكَ مَمْنَعٌ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَبِّي وَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَ الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَ الشُّكْرَ عَلَى نِعْمَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جَائِرٍ وَ بَغْيِ كُلِّ بَاغٍ وَ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ إِيَّاكَ أَرْجُو الْوَلَايَةَ لِلْأَحِبَّاءِ مَعَ مَا لَا أَسْتَطِيعُ إِحْصَاءَهُ وَ لَا تَعْدِيدَهُ مِنْ فَوَائِدِ فَضْلِكَ وَ طَرَفِ رِزْقِكَ وَ أَلْوَانِ مَا أَوْلَيْتَنِي مِنْ إِرْفَادِكَ فَأَنَا مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ الْبَاسِطُ بِالْجُودِ يَدَكَ لَا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَ لَا تُنَازَعُ فِي أَمْرِكَ تَمْلِكُ مِنَ الْأَنَامِ مَا تَشَاءُ وَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا مَا تُرِيدُ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقَادِرُ الْقَاهِرُ الْمُقَدِّسُ فِي نُورِ الْقُدْسِ تَرَدَّيْتَ الْمَجْدَ بِالْعِزِّ وَ تَعَظَّمْتَ الْعِزَّ بِالْكِبْرِيَاءِ وَ تَغَشَّيْتَ النُّورَ بِالْبَهَاءِ وَ تَجَلَّلْتَ الْبَهَاءَ بِالْمَهَابَةِ لَكَ الْمَنُّ الْقَدِيمُ وَ السُّلْطَانُ الشَّامِخُ وَ الْحَوْلُ الْوَاسِعُ وَ الْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ إِذْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَفَاضِلِ بَنِي آدَمَ وَ جَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً صَحِيحاً سَوِيّاً مُعَافاً لَمْ تَشْغَلْنِي
ص: 151
فِي نُقْصَانٍ فِي بَدَنِي ثُمَّ لَمْ تَمْنَعْكَ كَرَامَتُكَ إِيَّايَ وَ حُسْنُ صَنِيعِكَ عِنْدِي وَ فَضْلُ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ إِذْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيَا وَ فَضَّلْتَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِهَا فَجَعَلْتَ لِي سَمْعاً يَعْقِلُ آيَاتِكَ وَ بَصَراً يَرَى قُدْرَتَكَ وَ فُؤَاداً يَعْرِفُ عَطِيَّتَكَ فَأَنَا لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حَامِدٌ وَ تَحْمَدُهُ لَكَ نَفْسِي وَ بِحَقِّكَ شَاهِدٌ لِأَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَ حَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ وَ حَيٌّ تَرِثُ الْحَيَاةَ لَمْ تَقْطَعْ عَنِّي خَيْرَكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَ لَمْ تَنْزِلْ بِي عُقُوبَاتِ النِّقَمِ وَ لَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثَائِقَ الْعِصَمِ فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَّا عَفْوَكَ عَنِّي وَ الاِسْتِجَابَةَ لِدُعَائِي حِينَ رَفَعْتَ رَأْسِي وَ أَنْطَقْتَ لِسَانِي بِتَحْمِيدِكَ وَ تَمْجِيدِكَ لَا فِي تَقْدِيرِكَ خَطَأٌ حِينَ صَوَّرْتَنِي وَ لَا فِي قِسْمَةِ الْأَرْزَاقِ حِينَ قَدَّرْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا حَفِظَهُ عِلْمُكَ وَ عَدَدَ مَا أَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ وَ عَدَدَ مَا وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ إِحْسَانَكَ فِيمَا بَقِيَ كَمَا أَحْسَنْتَ إِلَيَّ فِي مَا مَضَى فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحِيدِكَ وَ تَمْجِيدِكَ وَ تَحْمِيدِكَ وَ تَهْلِيلِكَ وَ تَكْبِيرِكَ وَ تَعْظِيمِكَ وَ تَنْوِيرِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ عُلُوِّكَ وَ حِيَاطَتِكَ وَ وِقَائِكَ وَ مَنِّكَ وَ جَلَالِكَ وَ جَمَالِكَ وَ بَهَائِكَ وَ سُلْطَانِكَ وَ قُدْرَتِكَ أَلَّا تَحْرِمَنِي رِفْدَكَ وَ فَوَائِدَ كَرَامَتِكَ فَإِنَّهُ لَا يَعْتَرِيكَ لِكَثْرَةِ مَا يَنْدَفِقُ مِنْ سُيُوبِ الْعَطَايَا عَوَائِقُ الْبُخْلِ وَ لَا يَنْقُصُ جُودَكَ التَّقْصِيرُ فِي شُكْرِ نِعْمَتِكَ وَ لَا يَجِمُّ (1) خَزَائِنَكَ الْمَنْعُ وَ لَا يُؤَثِّرُ فِي جُودِكَ الْعَظِيمِ مِنَحُكَ الْفَائِقُ الْجَلِيلُ وَ لَا تَخَافُ ضَيْمَ إِمْلَاقٍ فَتُكْدِيَ وَ لَا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَتُقْبِضَ [فَتَنْقُصَ خ ل] فَيْضَ فَضْلِكَ وَ تَرْزُقَنِي قَلْباً خَاشِعاً وَ يَقِيناً صَادِقاً وَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ لَا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ وَ لَا تَكْشِفْ عَنِّي سِتْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ وَ لَا تَنْزِعْ مِنِّي بَرَكَتَكَ وَ لَا تَقْطَعْ مِنِّي رَحْمَتَكَ وَ لَا تُبَاعِدْنِي مِنْ جِوَارِكَ وَ لَا تُؤْيِسْنِي مِنْ رَوْحِكَ وَ كُنْ لِي أَنِيساً مِنْ كُلِّ
ص: 152
وَحْشَةٍ وَ اعْصِمْنِي مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَقَّقْتَ الظَّنَّ وَ صَدَّقْتَ الرَّجَاءَ وَ أَدَّيْتَ حَقَّ الْأُبُوَّةِ فَجَزَاكَ اللَّهُ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ ثُمَّ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ فَمَنِ الْمُسْتَحِقُّونَ لِذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَرِّقْ ذَلِكَ فِي أَهْلِ الْوَرَعِ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ فَمَا تُزَكُّوا الصَّنِيعَةَ إِلَّا عِنْدَ أَمْثَالِهِمْ فَيَتَقَوَّوْنَ بِهَا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِمْ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِهِ فَانْتَهَى الرَّجُلُ إِلَى مَا أَشَارَ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله و سلامه علیه).
لأمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه علیه ) و كان يدعو به أمير المؤمنين (علیه السلام) و الباقر و الصادق (علیهما السلام) و عرض هذا الدعاء على أبي جعفر محمد بن عثمان قدس الله نفسه فقال ما مثل هذا الدعاء و قال قراءة هذا الدعاء من أفضل العبادة وَ هُوَ هَذَا:
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَ أَنَا عَبْدُكَ آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ عَلَى عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِيَ الَّتِي لَا يَغْفِرُهَا غَيْرُكَ أَصْبَحَ ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِعِزَّتِكَ وَ أَصْبَحَ فَقْرِي مُسْتَجِيراً بِغِنَاكَ وَ أَصْبَحَ جَهْلِي مُسْتَجِيراً بِحِلْمِكَ وَ أَصْبَحَتْ قِلَّةُ حِيلَتِي مُسْتَجِيراً بِقُدْرَتِكَ وَ أَصْبَحَ خَوْفِي مُسْتَجِيراً بِأَمَانِكَ وَ أَصْبَحَ دَائِي مُسْتَجِيراً بِدَوَائِكَ وَ أَصْبَحَ سُقْمِي مُسْتَجِيراً بِشِفَائِكَ وَ أَصْبَحَ حَيْنِي (1) [جُبْنِي خ ل] مُسْتَجِيراً بِقَضَائِكَ وَ أَصْبَحَ ضَعْفِي مُسْتَجِيراً بِقُوَّتِكَ وَ أَصْبَحَ ذَنْبِي مُسْتَجِيراً بِمَغْفِرَتِكَ وَ أَصْبَحَ وَجْهِيَ الْفَانِي الْبَالِي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَبْلَى وَ لَا يَفْنَى يَا مَنْ
ص: 153
لَا يُوَارِيهِ لَيْلٌ دَاجٍ وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ لَا حُجُبٌ ذَاتُ أتراجٍ (1) [إرتجاج خ ل] وَ لَا مَاءٌ ثَجَّاجٌ فِي قَعْرِ بَحْرٍ عَجَّاجٍ (2) يَا دَافَعَ السَّطَوَاتِ يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ أَسْأَلُكَ يَا فَتَّاحُ يَا نَفَّاحُ يَا مُرْتَاحُ يَا مَنْ بِيَدِهِ خَزَائِنُ كُلِّ مِفْتَاحٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِينَ الطَّيِّبِينَ وَ أَنْ تَفْتَحَ لِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ تَحْجُبَ عَنِّي فِتْنَةَ الْمُوَكِّلِ بِي وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ فَيُهْلِكَنِي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى أَحَدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَيَعْجِزَ عَنِّي وَ لَا تَحْرِمْنِي الْجَنَّةَ وَ ارْحَمْنِي وَ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ وَ اكْفِنِي بِالْحَلَالِ عَنِ الْحَرَامِ وَ الطَّيِّبِ عَنِ الْخَبِيثِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ خَلَقْتَ الْقُلُوبَ عَلَى إِرَادَتِكَ وَ فَطَرْتَ الْعُقُولَ عَلَى مَعْرِفَتِكَ فَتَمَلْمَلَتِ الْأَفْئِدَةُ مِنْ مَخَافَتِكَ وَ صَرَخَتِ الْقُلُوبُ بِالْوَلَهِ وَ تَقَاصَرَ وُسْعُ قَدْرِ الْعُقُولِ عَنِ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ وَ انْقَطَعَتِ الْأَلْفَاظُ عَنْ مِقْدَارِ مَحَاسِنِكِ وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ إِحْصَاءِ نِعَمِكَ فَإِذَا وَلَجَتْ بِطُرُقِ الْبَحْثِ عَنْ نَعْتِكَ بَهَرَتْهَا (3) حَيْرَةُ الْعَجْزِ عَنْ إِدْرَاكِ وَصْفِكَ فَهِيَ تَرَدَّدُ فِي التَّقْصِيرِ عَنْ مُجَاوَزَةِ مَا حَدَّدْتَ لَهَا إِذْ لَيْسَ لَهَا أَنْ تَتَجَاوَزَ مَا أَمَرْتَهَا فَهِيَ بِالاِقْتِدَارِ عَلَى مَا مَكَّنْتَهَا تَحْمَدُكَ بِمَا أَنْهَيْتَ إِلَيْهَا وَ الْأَلْسُنُ مُنْبَسِطَةٌ بِمَا تُمْلِي عَلَيْهَا وَ لَكَ عَلَى كُلِّ مَنِ اسْتَعْبَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَلَّا يَمِلُّوا مِنْ حَمْدِكَ وَ إِنْ قَصُرَتِ الْمَحَامِدُ عَنْ شُكْرِكَ عَلَى مَا أَسْدَيْتَ إِلَيْهَا مِنْ نِعَمِكَ فَحَمِدَكَ بِمَبْلَغِ طَاقَةِ جَهْدِهِمْ [حَمِدَ خ ل] الْحَامِدُونَ وَ اعْتَصَمَ بِرَجَاءِ عَفْوِكَ الْمُقَصِّرُونَ وَ أَوْجَسَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ
ص: 154
الْخَائِفُونَ وَ قَصَدَ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ الطَّالِبُونَ وَ انْتَسَبَ إِلَى فَضْلِكَ الْمُحْسِنُونَ وَ كُلٌّ يَتَفَيَّأُ فِي ظِلَالِ تَأْمِيلِ عَفْوِكَ وَ يَتَضَاءَلُ بِالذُّلِّ لِخَوْفِكَ وَ يَعْتَرِفُ بِالتَّقْصِيرِ فِي شُكْرِكَ فَلَمْ يَمْنَعْكَ صُدُوفُ مَنْ صَدَفَ عَنْ طَاعَتِكَ وَ لَا عُكُوفُ مَنْ عَكَفَ عَلَى مَعْصِيَتِكَ إِنْ أَسْبَغْتَ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ وَ أَجْزَلْتَ لَهُمُ الْقِسَمَ وَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ النِّقَمَ وَ خَوَّفْتَهُمْ عَوَاقِبَ النَّدَمِ وَ ضَاعَفْتَ لِمَنْ أَحْسَنَ وَ أَوْجَبْتَ عَلَى الْمُحْسِنِينَ شُكْرَ تَوْفِيقِكَ لِلْإِحْسَانِ وَ عَلَى الْمُسِيءِ شُكْرَ تَعَطُّفِكَ بِالاِمْتِنَانِ وَ وَعَدْتَ مُحْسِنَهُمْ بِالزِّيَادَةِ فِي الْإِحْسَانِ مِنْكَ فَسُبْحَانَكَ تُثِيبُ عَلَى مَا بَدْؤُهُ مِنْكَ وَ انْتِسَابُهُ إِلَيْكَ وَ الْقُوَّةُ عَلَيْهِ بِكَ وَ الْإِحْسَانُ فِيهِ مِنْكَ وَ التَّوَكُّلُ فِي التَّوْفِيقِ لَهُ عَلَيْكَ فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْحَمْدَ لَكَ وَ أَنَّ بَدْأَهُ مِنْكَ وَ مَعَادَهُ إِلَيْكَ حَمْداً لَا يَقْصُرُ عَنْ بُلُوغِ الرِّضَا مِنْكَ حَمْدَ مَنْ قَصَدَكَ بِحَمْدِهِ وَ اسْتَحَقَّ الْمَزِيدَ لَهُ مِنْكَ فِي نِعَمِهِ وَ لَكَ مُؤَيَّدَاتٌ مِنْ عَوْنِكَ وَ رَحْمَةٌ تَخُصُّ بِهَا مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اخْصُصْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ وَ مُؤَيِّدَاتِ لُطْفِكَ بِأَوْجَبِهَا لِلْإِقَالَاتِ وَ أَعْصَمِهَا مِنَ الْإِضَاعَاتِ وَ أَنْجَاهَا مِنَ الْهَلَكَاتِ وَ أَرْشَدِهَا إِلَى الْهِدَايَاتِ وَ أَوْقَاهَا مِنَ الْآفَاتِ وَ أَوْفَرِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ أَنْزَلِهَا بِالْبَرَكَاتِ وَ أَزْيَدِهَا فِي الْقِسَمِ وَ أَسْبَغِهَا لِلنِّعَمِ وَ أَسْتَرِهَا لِلْعُيُوبِ وَ أَغْفَرِهَا لِلذُّنُوبِ إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ فَصَلِّ عَلَى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَفْوَتِكَ (1) مِنْ بَرِيَّتِكَ وَ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ بِأَفْضَلِ الصَّلَوَاتِ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ بِأَفْضَلِ الْبَرَكَاتِ بِمَا بَلَّغَ عَنْكَ مِنَ الرِّسَالَاتِ وَ صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ دَعَا إِلَيْكَ وَ أَفْصَحَ بِالدَّلَائِلِ عَلَيْكَ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْأَوَّلِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ وَ عَلَى آلِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ اخْلُفْهُ
ص: 155
فِيهِمْ بِأَحْسَنِ مَا خَلَّفْتَ بِهِ أَحَداً مِنَ الْمُرْسَلِينَ بِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ لَكَ إِرَادَاتٌ لَا تُعَارَضُ دُونَ بُلُوغِهَا الْغَايَاتِ قَدِ انْقَطَعَ مُعَارَضَتُهَا بِعَجْزِ الاِسْتِطَاعَاتِ عَنِ الرَّدِّ لَهَا دُونَ النِّهَايَاتِ فَأَيَّةُ إِرَادَةٍ جَعَلْتَهَا إِرَادَةً لِعَفْوِكَ وَ سَبَباً لِنَيْلِ فَضْلِكَ وَ اسْتِنْزَالاً لِخَيْرِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ صِلْهَا اللَّهُمَّ بِدَوَامٍ وَ ابْدَأْهَا بِتَمَامٍ إِنَّكَ وَاسِعُ الْحِبَاءِ كَرِيمُ الْعَطَاءِ مُجِيبُ النِّدَاءِ سَمِيعُ الدُّعَاءِ .
رَوَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ وَ خَلِيلُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الْحَرْثِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (علیه السلام) عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ الطَّاهِرِينَ الطَّيِّبِينَ الْمُنْتَجَبِينَ وَ سَلَّمَ كَثِيراً قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ هَذَا الدُّعَاءَ وَ أَمَرَنِي أَنْ أَحْتَفِظَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ لِكُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ وَ أَنْ أُعَلِّمَهُ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي وَ أَمَرَنِي أَنْ لَا أُفَارِقَهُ طُولَ عُمُرِي حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ غَداً بِهَذَا وَ قَالَ قُلْ لِي حِينَ تُصْبِحُ وَ تُمْسِي هَذَا الدُّعَاءَ فَإِنَّهُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ قُلْتُ مَا أَقُولُ قَالَ قُلْ هَذَا الدُّعَاءَ الَّذِي أَنَا ذَاكِرُهُ بَعْدَ تَفْسِيرِ ثَوَابِهِ فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ لَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ فَمَا لِمَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنَ الْأَجْرِ وَ الثَّوَابِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ اسْكُنْ يَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيَّ يُقْطَعُ مَنْطِقُ قَوْلِ الْعُلَمَاءِ عَمَّا لِصَاحِبِ هَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْمَزِيدِ وَ الْكَرَامَةِ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي بَيِّنْ لَنَا وَ حَدِّثْنَا مَا ثَوَابُ هَذَا الدُّعَاءِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ قَالَ إِنَّ ابْنَ آدَمَ حَرِيصٌ عَلَى مَنْعٍ سَأُخْبِرُكُمْ بِبَعْضِ ثَوَابِ هَذَا الدُّعَاءِ أَمَّا صَاحِبُهُ حِينَ يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَتَنَاثَرُ عَلَيْهِ الْبِرُّ مِنْ مَفْرَقِ رَأْسِهِ مِنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ يُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ
ص: 156
عَلَيْهِ السَّكِينَةَ وَ تَغْشَاهُ الرَّحْمَةَ وَ لَا يَكُونُ لِهَذَا الدُّعَاءِ مُنْتَهَى دُونَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَهُ دَوِيٌّ حَوْلَ الْعَرْشِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ وَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ مَنْ دَعَا بِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ سُؤْلَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ مَنَحَهُ إِيَّاهُ وَ يُنَجِّيهِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عَنْهُ ضِيقَ الصَّدْرِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَافَى صَاحِبُ هَذَا الدُّعَاءِ عَلَى نَجِيبَةٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُومُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ يَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا وَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَبْدِي تَبَوَّأْ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ مَعَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْمَزِيدِ وَ الْكَرَامَةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قُلُوبِ الْمَخْلُوقِينَ وَ لَا أَلْسِنَةِ الْوَاصِفِينَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) زِدْنَا مِنْ ثَوَابِ هَذَا الدُّعَاءِ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً) يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ دُعِيَ بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى مَجْنُونٍ لَأَفَاقَ مِنْ جُنُونِهِ مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَوْ دُعِيَ بِهِ عِنْدَ امْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَيْهَا الْوَلَدُ لَسَهَّلَ اللَّهُ عَلَيْهَا خُرُوجَ وَلَدِهَا أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَ لَوْ دُعِيَ بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى عَاقٍّ لِوَالِدَيْهِ لَأَصْلَحَهُ اللَّهُ لِوَالِدَيْهِ مِنْ سَاعَتِهِ نَعَمْ يَا سَلْمَانُ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا مِنْ عَبْدٍ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمَعِ خَاصَّةً إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ وَ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَبِّهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً يَا سَلْمَانُ مَا مِنْ أَحَدٍ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا أَخْرَجَ اللَّهُ عَنْ قَلْبِهِ غُمُومَ الدُّنْيَا وَ هُمُومَهَا وَ أَمْرَاضَهَا نَعَمْ يَا سَلْمَانُ مَنْ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذَا الدُّعَاءِ أَحْسَنَهُ أَمْ لَمْ يُحْسِنْهُ ثُمَّ نَامَ فِي فِرَاشِهِ وَ هُوَ يَنْوِي رَجَاءَ ثَوَابِهِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْكَرُوبِيِّينَ وُجُوهُهُمْ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ أَ يُعْطِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا الْعَبْدَ بِهَذَا الدُّعَاءِ كُلَّ هَذَا الثَّوَابِ فَقَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا سَلْمَانُ لَا تُخْبِرَنَّ بِهِ لِلنَّاسِ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِأَعْظَمَ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ بِهِ فَقَالَ لَهُ
ص: 157
سَلْمانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَ تَأْمُرُنِي بِكِتْمَانِ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَخْشَى أَنْ يَدَعُوا الْعَمَلَ وَ يَتَكَلَّمُوا عَلَى الدُّعَاءِ فَقَالَ سَلْمَانُ أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ أُخْبِرُكَ يَا سَلْمَانُ أَنَّهُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ كَانَ فِي حَيَاتِهِ وَ قَدِ ارْتَكَبَ الْكَبَائِرَ ثُمَّ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ أَوْ مِنْ يَوْمِهِ بَعْدَ مَا دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذَا الدُّعَاءِ مَاتَ شَهِيداً وَ إِنْ مَاتَ يَا سَلْمَانُ عَلَى غَيْرِ تَوْبَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ بِكَرَمِهِ وَ عَفْوِهِ وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ تَقُولُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْمُبِينُ الْمُدَبِّرُ بِلَا وَزِيرٍ وَ لَا خَلْقٍ مِنْ عِبَادِهِ يَسْتَشِيرُ الْأَوَّلُ غَيْرُ مَصْرُوفٍ وَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ الْخَلْقِ الْعَظِيمُ الرُّبُوبِيَّةِ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ فَاطِرُهُمَا وَ مُبْتَدِعُهُمَا بِغَيْرِ عَمَدٍ خَلَقَهُمَا وَ فَتَقَهُمَا فَتْقاً فَقَامَتِ السَّمَاوَاتُ طَائِعَاتٌ بِأَمْرِهِ وَ اسْتَقَرَّتِ الْأَرَضُونَ بِأَوْتَادِهَا فَوْقَ الْمَاءِ ثُمَّ عَلَا رَبُّنَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى فَأَنَا أَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا رَافِعَ لِمَا وَضَعْتَ وَ لَا وَاضِعَ لِمَا رَفَعْتَ وَ لَا مُعِزَّ لِمَنْ أَذْلَلْتَ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ أَعْزَزْتَ وَ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَ لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ كُنْتَ إِذْ لَمْ تَكُنْ سَمَاءٌ مَبْنِيَّةٌ وَ لَا أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ وَ لَا شَمْسٌ مُضِيئَةٌ وَ لَا لَيْلٌ مُظْلِمٌ وَ لَا نَهَارٌ مُضِيءٌ وَ لَا بَحْرٌ لُجِّيٌّ و لَا جَبَلٌ رَاسٍ وَ لَا نَجْمٌ سَارٍ وَ لَا قَمَرٌ مُنِيرٌ وَ لَا رِيحٌ تَهُبُّ وَ لَا سَحَابٌ يَسْكُبُ وَ لَا بَرْقٌ يَلْمَعُ وَ لَا رَعْدٌ يُسَبِّحُ وَ لَا رُوحٌ تَنَفَّسُ وَ لَا طَائِرٌ تَطِيرُ وَ لَا نَارٌ تَتَوَقَّدُ وَ لَا مَاءٌ يَطَّرِدُ كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ كَوَّنْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَ قَدَرْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَ ابْتَدَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَ أَغْنَيْتَ وَ أَفْقَرْتَ وَ أَمَتَّ وَ أَحْيَيْتَ وَ أَضْحَكْتَ وَ أَبْكَيْتَ وَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ فَتَبَارَكْتَ يَا اللَّهُ وَ تَعَالَيْتَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْخَلَّاقُ الْمُعِينُ أَمْرُكَ غَالِبٌ وَ عِلْمُكَ نَافِذٌ وَ كَيْدُكَ غَرِيبٌ وَ وَعْدُكَ صَادِقٌ وَ قَوْلُكَ حَقٌّ وَ حُكْمُكَ عَدْلٌ وَ كَلَامُكَ هُدًى وَ وَحْيُكَ نُورٌ وَ رَحْمَتُكَ
ص: 158
وَاسِعَةٌ وَ عَفْوُكَ عَظِيمٌ وَ فَضْلُكَ كَثِيرٌ وَ عَطَاؤُكَ جَزِيلٌ وَ حَبْلُكَ مَتِينٌ وَ إِمْكَانُكَ عَتِيدٌ وَ جَارُكَ عَزِيزٌ وَ بَأْسُكَ شَدِيدٌ وَ مَكْرُكَ مَكِيدٌ أَنْتَ يَا رَبِّ مَوْضِعُ كُلِّ شَكْوَى حَاضِرُ كُلِّ مَلَإٍ وَ شَاهِدُ كُلِّ نَجْوَى مُنْتَهَى كُلِّ حَاجَةٍ مُفَرِّجُ كُلِّ حُزْنٍ غَنِيُّ كُلِّ مِسْكِينٍ حِصْنُ كُلِّ هَارِبٍ أَمَانُ كُلِّ خَائِفٍ حِرْزُ الضُّعَفَاءِ كَنْزُ الْفُقَرَاءِ مُفَرِّجُ الْغَمَّاءِ مُعِينُ الصَّالِحِينَ ذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ تَكْفِي مِنْ عِبَادِكَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ وَ أَنْتَ جَارُ مَنْ لَاذَ بِكَ وَ تَضَرَّعَ إِلَيْكَ عِصْمَةُ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ نَاصِرُ مَنِ انْتَصَرَ بِكَ تَغْفِرُ الذُّنُوبَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَكَ جَبَّارُ الْجَبَابِرَةِ عَظِيمُ الْعُظَمَاءِ كَبِيرُ الْكُبَرَاءِ سَيِّدُ السَّادَاتِ مَوْلَى الْمَوَالِي صَرِيخُ الْمُسْتَصْرِخِينَ مُنَفِّسٌ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ مُجِيبُ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ أَسْمَعُ السَّامِعِينَ أَبْصَرُ النَّاظِرِينَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ قَاضِي حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِينَ مُغِيثُ الصَّالِحِينَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ وَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَ أَنَا السَّائِلُ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ وَ أَنَا الْبَخِيلُ وَ أَنْتَ الْقَوِيُّ وَ أَنَا الضَّعِيفُ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَ أَنَا الذَّلِيلُ وَ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَ أَنَا الْفَقِيرُ وَ أَنْتَ السَّيِّدُ وَ أَنَا الْعَبْدُ وَ أَنْتَ الْغَافِرُ وَ أَنَا الْمُسِيءُ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ وَ أَنَا الْجَاهِلُ وَ أَنْتَ الْحَلِيمُ وَ أَنَا الْعَجُولُ وَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ وَ أَنَا الْمَرْحُومُ وَ أَنْتَ الْمُعَافِي وَ أَنَا الْمُبْتَلَى وَ أَنْتَ الْمُجِيبُ وَ أَنَا الْمُضْطَرُّ وَ أَنَا أَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمُعْطِي عِبَادَكَ بِلَا سُؤَالٍ وَ أَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْمُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الْفَرْدُ وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَ اسْتُرْ عَلَيَّ عُيُوبِي وَ افْتَحْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ رِزْقاً وَاسِعاً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
ص: 159
تعلق على الإنسان عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إنه قال من تعذر عليه رزقه و تغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه كتب له هذا الكلام في رق ظبي أو قطعة من أدم و علقه عليه أو جعله في بعض ثيابه التي يلبسها فلم يفارقه وسع الله رزقه وفتح عليه ابواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب وهو :
أللَّهُمَّ لا طاقَةَ لِفُلانِ بْنِ فُلانٍ بِالْجُهْدِ وَ لا صَبْرَ لَهُ عَلَى الْبَلاءِ وَ لَا قُوَّةَ لَهُ عَلى الفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ اللَّهُمْ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَحْظُرْ عَلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ رِزْقَكَ وَ لَا تُقَدِّرْ عَلَيْهِ سِعَةَ مَا عِنْدَكَ وَ لا تَحْرمهُ فَضْلَكَ وَ لا تَحْسِمُهُ (1) مِنْ جَزيلِ قِسَمِكَ وَ لا تَكِلْهُ إِلى خَلْقِكَ وَ لا إلى نَفْسِهِ فَيَعْجِزَ عَنْهَا وَ يَضْعَفَ عَنِ الْقِيَامِ فِيمَا يُصْلِحُهُ وَ يُصْلِحُ مَا قَبْلَهُ بَلْ تَنْفَرِدُ بِلَمِّ شَعْثِهِ وَتَولّي كِفَايَتِهِ وَانْظُرْ إِلَيْهِ فِي جَميع أُمُورِهِ إِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَهُ إلى خَلْقِكَ لَمْ يَنْفَعُوهُ وَ إِنْ أَلْجَأْتَهُ إِلَى أَقْرِبائِهِ حَرَمُوهُ وَ إِنْ أَعْطَوْهُ أَعْطَوْهُ قَلِيلًا نَكِداً وَ إِنْ مَنَعُوهُ مَنعُوهُ كَثيراً وَ إِنْ بَخِلُوا بَخِلُوا وَ هُمْ لِلْبُخْلِ أَهْلٌ ، أَللَّهُمَّ أَغْنِ فُلانَ بْن فُلانٍ مِنْ فَضْلِكَ وَلا تُخْلِهِ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُضْطَرٌّ إِلَيْكَ فَقِيرٌ إلى مَا فِي يَدَيْكَ وَ أَنْتَ غَنِيٌّ عَنْهُ وَ أَنْتَ بِهِ خَبِيرٌ عَلِيمٌ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهُ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً وَ مَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .
ص: 160
في الشدائد و نزول الحوادث و هو سریع الإجابة من الله تعالی:
أللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِکُ لا أله إلَّا أنْتَ وَ أَنا عَبْدُکَ ظَلَمْتُ نَفْسي واعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فاغْفِر لِي الذُّنُوبَ لا إله إلَّا أَنْتَ یا غَفُورُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَحْمَدُکَ وَ أنْتَ لِلحَمْدِ أهْلٌ علی ما خَصَصْتَنِي بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ وَ وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ فَضَائِلِ الصَّنَائِعِ وَ عَلَى مَا أَوْلَيْتَنِي بِهِ وَ تَوَلَّيْتَنِي بِهِ مِنْ رِضْوَانِكَ وَ أَمَّلْتَنِي مِنْ مَنِّكَ الْوَاصِلِ إِلَيَّ وَ مِنَ الدِّفَاعِ عَنِّي وَ التَّوْفِيقِ لِي وَ الْإِجَابَةِ لِدُعَائِي حَتَّى أُنَاجِيَكَ رَاغِباً وَ أَدْعُوَكَ مُصَافِياً وَ حَتَّى أَرْجُوَكَ فَأَجِدَكَ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا لِي جَابِراً وَ فِي أُمُورِي نَاظِراً وَ لِذُنُوبِي غَافِراً وَ لِعَوْرَتِي سَاتِراً لَمْ أَعْدَمْ خَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُذْ أَنْزَلْتَنِي دَارَ الاِخْتِيَارِ لِتَنْظُرَ مَا ذَا أُقَدِّمُ لِدَارِ الْقَرَارِ فَأَنَا عَتِيقُكَ اللَّهُمَّ مِنْ جَمِيعِ الْمَصَائِبِ وَ اللَّوَازِبِ (1) وَ الْغُمُومِ الَّتِي سَاوَرَتْنِي فِيهَا الْهُمُومُ بِمَعَارِيضِ الْقَضَاءِ وَ مَصْرُوفِ جَهْدِ الْبَلَاءِ لَا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا الْجَمِيلَ وَ لَا أَرَى مِنْكَ غَيْرَ التَّفْضِيلِ خَيْرُكَ لِي شَامِلٌ وَ فَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَوَاتِرٌ وَ نِعَمُكَ عِنْدِي مُتَّصِلَةٌ سَوَابِغُ لَمْ تُحَقِّقْ حِذَارِي بَلْ صَدَّقْتَ رَجَائِي وَ صَاحَبْتَ أَسْفَارِي وَ أَكْرَمْتَ أَحْضَارِي وَ شَفَيْتَ أَمْرَاضِي وَ عَافَيْتَ أَوْصَابِي وَ أَحْسَنْتَ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ وَ لَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي وَ رَمَيْتَ مَنْ رَمَانِي وَ كَفَيْتَنِي شَرَّ مَنْ عَادَانِي اللَّهُمَّ كَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضَى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ وَ شَحَذَ لِقَتْلِي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ وَ أَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ وَ دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ سَدَّدَ لِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ وَ أَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ وَ يُجَرِّعَنِي ذُعَافَ (2) مَرَارَتِهِ فَنَظَرْتَ يَا إِلَهِي إِلَى ضَعْفِي عَنِ احْتِمَالِ
ص: 161
الْفَوَادِحِ (1) وَ عَجْزِي عَنِ الاِنْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحَارَبَتِهِ وَ وَحْدَتِي فِي كَثِيرٍ مِمَّنْ نَاوَانِي وَ أَرْصَدَ لِي فِيمَا لَمْ أُعْمِلْ فِكْرِي فِي الاِنْتِصَارِ مِنْ مِثْلِهِ فَأَيَّدْتَنِي يَا رَبِّ بِعَوْنِكَ وَ شَدَدْتَ أَيْدِي بِنَصْرِكَ ثُمَّ فَلَلْتَ لِي حَدَّهُ وَ صَيَّرْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَدِيدِهِ وَحْدَهُ وَ أَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ وَ رَدَدْتَهُ حَسِيراً لَمْ تَشْفِ غَلِيلَهُ وَ لَمْ تُبَرِّدْ حَرَارَاتِ غَيْظِهِ قَدْ عَضَّ عَلَيَّ شَوَاهُ وَ آبَ مُوَلِّياً قَدْ أُخْلِفَتْ سَرَايَاهُ وَ أُخْلِفَتْ آمَالُهُ اللَّهُمَّ وَ كَمْ مِنْ بَاغٍ بَغَى عَلَيَّ بِمَكَايِدِهِ وَ نَصَبَ لِي شَرَكَ مَصَائِدِهِ وَ ضَبَأَ إِلَيَّ ضُبُوءَ (2) السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ وَ انْتَهَزَ فُرْصَتَهُ وَ اللَّحَاقَ بِفَرِيصَتِهِ وَ هُوَ مُظْهِرٌ بَشَاشَةَ الْمَلَقِ وَ يَبْسُطُ إِلَيَّ وَجْهاً طَلِقاً فَلَمَّا رَأَيْتَ يَا إِلَهِي دَغَلَ سَرِيرَتِهِ وَ قُبْحَ طَوِيَّتِهِ أَنْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ فِي زُبْيَتِهِ (3) وَ أَرْكَسْتَهُ فِي مَهْوَى حَفِيرَتِهِ وَ أَنْكَصْتَهُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَ رَمَيْتَهُ بِحَجَرِهِ وَ نَكَأْتَهُ بِمِشْقَصِهِ (4) وَ خَنَقْتَهُ بِوَتْرِهِ وَ رَدَدْتَ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَ وَبَقْتَهُ بِنَدَامَتِهِ فَاسْتَخْذَلَ وَ تَضَاءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ وَ بَخَعَ (5) وَ انْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلاً مَأْسُوراً فِي حَبَائِلِهِ الَّذِي كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَرَانِي فِيهَا وَ قَدْ كِدْتُ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ أَنْ يَحِلَّ بِي مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ فَالْحَمْدُ لِرَبٍّ مُقْتَدِرٍ لَا يُنَازَعُ وَ لِوَلِيٍّ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ وَ قَيُّومٍ لَا يَغْفُلُ وَ حَلِيمٍ لَا يَجْهَلُ نَادَيْتُكَ يَا إِلَهِي مُسْتَجِيراً بِكَ وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ مُتَوَكِّلاً عَلَى مَا لَمْ أَزَلْ أَعْرِفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفَاعِكَ عَنِّي عَالِماً أَنَّهُ لَنْ يُضْطَهَدَ مَنْ أَوَى إِلَى ظِلِّ كِفَايَتِكَ وَ لَا يَقْرَعُ
ص: 162
الْقَوَارِعُ مَنْ لَجَأَ إِلَى مَعْقِلِ الاِنْتِصَارِ بِكَ فَخَلَّصْتَنِي يَا رَبِّ بِقُدْرَتِكَ وَ نَجَّيْتَنِي مِنْ بَأْسِهِ بِتَطَوُّلِكَ وَ مَنِّكَ اللَّهُمَّ وَ كَمْ مِنْ سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَهَا وَ سَمَاءِ نِعْمَةٍ أَمْطَرْتَهَا وَ جَدَاوِلِ كَرَامَةٍ أَجْرَيْتَهَا وَ أَعْيُنِ أَحْدَاثٍ طَمَسْتَهَا وَ نَاشِئِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا وَ غَوَاشِي كُرَبٍ فَرَّجْتَهَا وَ غُمَمِ بَلَاءٍ كَشَفْتَهَا وَ جُنَّةِ عَافِيَةٍ أَلْبَسْتَهَا وَ أُمُورٍ حَادِثَةٍ قَدَّرْتَهَا لَمْ تُعْجِزْكَ إِذْ طَلَبْتَهَا فَلَمْ تَمْتَنِعْ مِنْكَ إِذْ أَرَدْتَهَا اللَّهُمَّ وَ كَمْ مِنْ حَاسِدِ سُوءٍ تَوَلَّنِي بِحَسَدِهِ وَ سَلَقَنِي بِقَرْفِ عَيْبِهِ (1) وَ جَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ وَ قَلَّدَنِي حَلَالاً لَمْ يَزَلْ فِيهِ كَفَيْتَنِي أَمْرَهُ اللَّهُمَّ وَ كَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ وَ عُدْمٍ وَ إِمْلَاقٍ ضَرَّرَنِي جَبَرْتَ وَ أَوْسَعْتَ وَ مِنْ صَرْعَةٍ أَقَمْتَ وَ مِنْ كُرْبَةٍ نَفَّسْتَ وَ مِنْ مَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ وَ مِنْ نِعْمَةٍ خَوَّلْتَ لَا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ وَ لَا بِمَا أَعْطَيْتَ تَبْخَلُ وَ لَقَدْ سُئِلْتَ فَبَذَلْتَ وَ لَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ وَ اسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ أَبَيْتَ إِلَّا إِنْعَاماً وَ امْتِنَاناً وَ تَطَوُّلاً وَ أَبَيْتُ إِلَّا تَقَحُّماً عَلَى مَعَاصِيكَ وَ انْتِهَاكاً لِحُرُمَاتِكَ وَ تَعَدِّياً لِحُدُودِكَ وَ غَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ وَ طَاعَةً لِعَدُوِّي وَ عَدُوِّكَ لَمْ تَمْتَنِعْ عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ وَ تَتَابُعِ امْتِنَانِكَ وَ لَمْ يَحْجُزْنِي ذَلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ اللَّهُمَّ فَهَذَا مَقَامُ الْمُعْتَرِفِ لَكَ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ أَدَاءِ حَقِّكَ الشَّاهِدِ عَلَى نَفْسِهِ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ وَ حُسْنِ كِفَايَتِكَ فَهَبْ لِيَ اللَّهُمَّ يَا إِلَهِي مَا أَصِلُ بِهِ إِلَى رَحْمَتِكَ وَ أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ وَ آمَنُ بِهِ مِنْ عِقَابِكَ فَإِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ حَمْدِي لَكَ مُتَوَاصِلٌ وَ ثَنَائِي عَلَيْكَ دَائِمٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوَانِ التَّسْبِيحِ وَ فُنُونِ التَّقْدِيسِ خَالِصاً لِذِكْرِكَ وَ مَرْضِيّاً لَكَ
ص: 163
بِنَاصِعِ التَّوْحِيدِ وَ مَحْضِ التَّحْمِيدِ وَ طُولِ التَّعْدِيدِ فِي إِكْذَابِ أَهْلِ التَّنْدِيدِ لَمْ تُعَنْ فِي شَيْءٍ مِنْ قُدْرَتِكَ وَ لَمْ تُشَارَكْ فِي إِلَهِيَّتِكَ وَ لَمْ تُعَايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْيَاءَ عَلَى الْغَرَائِزِ الْمُخْتَلِفَاتِ وَ فَطَرْتَ الْخَلَائِقَ عَلَى صُنُوفِ الْهَيَئَاتِ وَ لَا خَرَقَتِ الْأَوْهَامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ فَاعْتَقَدَتْ مِنْكَ مَحْدُوداً فِي عَظَمَتِكَ وَ لَا كَيْفِيَّةَ فِي أَزَلِيَّتِكَ وَ لَا مُمْكِناً فِي قِدَمِكَ وَ لَا يَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ وَ لَا يَنَالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ وَ لَا يَنْتَهِي إِلَيْكَ نَظَرُ النَّاظِرِينَ فِي مَجْدِ جَبَرُوتِكَ وَ عَظِيمِ قُدْرَتِكَ ارْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ صِفَةُ قُدْرَتِكَ وَ عَلَا عَنْ ذَلِكَ كِبْرِيَاءُ عَظَمَتِكَ وَ لَا يَنْتَقِصُ مَا أَرَدْتَ أَنْ يَزْدَادَ وَ لَا يَزْدَادُ مَا أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصَ وَ لَا أَحَدٌ شَهِدَكَ حِينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ وَ لَا ضِدٌّ حَضَرَكَ حِينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَبْيِينِ صِفَتِكَ وَ انْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ وَ كَيْفَ تُدْرِكُكَ الصِّفَاتُ أَوْ تَحْوِيكَ الْجِهَاتُ وَ أَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً دَائِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لَيْسَ فِيهَا غَيْرُكَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهَا سِوَاكَ حَارَتْ فِي مَلَكُوتِكَ عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ وَ حَسَرَ عَنْ إِدْرَاكِكَ بَصَرُ الْبَصِيرِ وَ تَوَاضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ بِذُلِّ الاِسْتِكَانَةِ لِعِزَّتِكَ وَ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِكَ وَ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ بِسُلْطَانِكَ فَضَلَّ هُنَالِكَ التَّدْبِيرُ فِي تَصَارِيفِ الصِّفَاتِ لَكَ فَمَنْ تَفَكَّرَ فِي ذَلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسِيراً وَ عَقْلُهُ مَبْهُوتاً مَبْهُوراً وَ فِكْرُهُ مُتَحَيِّراً اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مُتَوَاتِراً مُتَوَالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً يَدُومُ وَ لَا يَبِيدُ غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ وَ لَا مَطْمُوسٍ فِي الْعَالَمِ وَ لَا مُنْتَقَصٍ فِي الْعِرْفَانِ فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا تُحْصَى مَكَارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ وَ فِي الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ وَ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ وَ الْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الظَّهِيرَةِ وَ الْأَسْحَارِ اللَّهُمَّ وَ بِتَوْفِيقِكَ أَحْضَرْتَنِي النَّجَاةَ
ص: 164
وَ جَعَلْتَنِي مِنْكَ فِي وَلَايَةِ الْعِصْمَةِ لَمْ تُكَلِّفْنِي فَوْقَ طَاقَتِي إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنِّي إِلَّا بِطَاعَتِي فَلَيْسَ شُكْرِي وَ إِنْ دَأَبْتُ مِنْهُ فِي الْمَقَالِ وَ بَالَغْتُ مِنْهُ فِي الْفَعَالِ بِبَالِغٍ أَدَاءَ حَقِّكَ وَ لَا مُكَافٍ فَضْلَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَغِبْ عَنْكَ غَائِبَةٌ وَ لَا تَخْفَى عَلَيْكَ خَافِيَةٌ وَ لَا تَضِلُّ لَكَ فِي ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضَالَّةٌ إِنَّمَا أَمْرُكَ إِذَا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ مَا حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَ حَمِدَكَ بِهِ الْحَامِدُونَ وَ مَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ وَ كَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ وَ عَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنِّي وَحْدِي فِي كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ حَمْدِ جَمِيعِ الْحَامِدِينَ وَ تَوْحِيدِ أَصْنَافِ الْمُوَحِّدِينَ الْمُخْلِصِينَ وَ تَقْدِيسِ أَحِبَّائِكَ الْعَارِفِينَ وَ ثَنَاءِ جَمِيعِ الْمُهَلِّلِينَ وَ مِثْلُ مَا أَنْتَ عَارِفٌ بِهِ وَ مَحْمُودٌ بِهِ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَ الْجَمَادِ وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ اللَّهُمَّ فِي شُكْرِ مَا أَنْطَقْتَنِي مِنْ حَمْدِكَ فَمَا أَيْسَرَ مَا كَلَّفْتَنِي مِنْ ذَلِكَ وَ أَعْظَمَ مَا وَعَدْتَنِي عَلَى شُكْرِكَ ابْتَدَأْتَنِي بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَ طَوْلاً وَ أَمَرْتَنِي بِالشُّكْرِ حَقّاً وَ عَدْلاً وَ وَعَدْتَنِي عَلَيْهِ أَضْعَافاً وَ مَزِيداً وَ أَعْطَيْتَنِي مِنْ رِزْقِكَ اعْتِبَاراً وَ امْتِحَاناً وَ سَأَلْتَنِي مِنْهُ قَرْضاً يَسِيراً صَغِيراً وَ وَعَدْتَنِي عَلَيْهِ أَضْعَافاً وَ مَزِيداً وَ إِعْطَاءً كَثِيراً وَ عَافَيْتَنِي مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ لَمْ تُسَلِّمْنِي لِلسُّوءِ مِنْ بَلَائِكَ وَ مَنَحْتَنِي الْعَافِيَةَ وَ أَوْلَيْتَنِي بِالْبَسْطَةِ وَ الرَّخَاءِ وَ ضَاعَفْتَ لِيَ الْفَضْلَ مَعَ مَا وَعَدْتَنِي بِهِ مِنَ الْمَحَلَّةِ الشَّرِيفَةِ وَ بَشَّرْتَنِي بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الْمَنِيعَةِ وَ اصْطَفَيْتَنِي بِأَعْظَمِ النَّبِيِّينَ دَعْوَةً وَ أَفْضَلِهِمْ شَفَاعَةً مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَسَعُهُ إِلَّا مَغْفِرَتُكَ وَ لَا يَمْحَقُهُ إِلَّا عَفْوُكَ وَ هَبْ لِي فِي يَوْمِي هَذَا وَ سَاعَتِي هَذِهِ يَقِيناً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَ أَحْزَانَهَا وَ يُشَوِّقُنِي إِلَيْكَ وَ يُرَغِّبُنِي فِيمَا عِنْدَكَ وَ اكْتُبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ وَ بَلِّغْنِي الْكَرَامَةَ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ فَإِنَّكَ
ص: 165
أَنْتَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْبَدِيءُ الْبَدِيعُ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الَّذِي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ وَ لَا عَنْ قَضَائِكَ مُمْتَنَعٌ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَبِّي وَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَ الْعَزِيمَةَ فِي الرُّشْدِ وَ إِلْهَامَ الشُّكْرِ عَلَى نِعْمَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جَائِرٍ وَ بَغْيِ كُلِّ بَاغٍ وَ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ اللَّهُمَّ بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ إِيَّاكَ أَرْجُو وَلَايَةَ الْأَحِبَّاءِ مَعَ مَا لَا أَسْتَطِيعُ إِحْصَاءَهُ مِنْ فَوَائِدِ فَضْلِكَ وَ أَصْنَافِ رِفْدِكَ وَ أَنْوَاعِ رِزْقِكَ فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ الْبَاسِطُ بِالْجُودِ يَدَكَ لَا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَ لَا تُنَازَعُ فِي سُلْطَانِكَ وَ مُلْكِكَ وَ لَا تُرَاجَعُ فِي أَمْرِكَ تَمْلِكُ مِنَ الْأَنَامِ مَا شِئْتَ وَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا مَا تُرِيدُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقَادِرُ الْقَاهِرُ الْمُقَدَّسُ فِي نُورِ الْقُدْسِ تَرَدَّيْتَ بِالْعِزَّةِ وَ الْمَجْدِ وَ تَعَظَّمْتَ بِالْقُدْرَةِ وَ الْكِبْرِيَاءِ وَ غَشَّيْتَ النُّورَ بِالْبَهَاءِ وَ جَلَّلْتَ الْبَهَاءَ بِالْمَهَابَةِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ الْعَظِيمُ وَ الْمَنُّ الْقَدِيمُ وَ السُّلْطَانُ الشَّامِخُ وَ الْحَوْلُ الْوَاسِعُ وَ الْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ وَ الْحَمْدُ الْمُتَتَابِعُ الَّذِي لَا يَنْفَدُ بِالشُّكْرِ سَرْمَداً وَ لَا يَنْقَضِي أَبَداً إِذْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَفَاضِلِ بَنِي آدَمَ وَ جَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً صَحِيحاً سَوِيّاً مُعَافاً لَمْ تَشْغَلْنِي بِنُقْصَانٍ فِي بَدَنِي وَ لَا بِآفَةٍ فِي جَوَارِحِي وَ لَا عَاهَةٍ فِي نَفْسِي وَ لَا فِي عَقْلِي وَ لَمْ يَمْنَعْكَ كَرَامَتُكَ إِيَّايَ وَ حُسْنُ صُنْعِكَ عِنْدِي وَ فَضْلُ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ إِذْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيَا وَ فَضَّلْتَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِهَا تَفْضِيلاً وَ جَعَلْتَنِي سَمِيعاً أَعِي مَا كَلَّفْتَنِي بَصِيراً أَرَى قُدْرَتَكَ فِيمَا ظَهَرَ لِي وَ اسْتَرْعَيْتَنِي وَ اسْتَوْدَعْتَنِي قَلْباً يَشْهَدُ بِعَظَمَتِكَ وَ لِسَاناً نَاطِقاً بِتَوْحِيدِكَ فَإِنِّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حَامِدٌ وَ لِتَوْفِيقِكَ إِيَّايَ بِحَمْدِكَ شَاكِرٌ وَ بِحَقِّكَ شَاهِدٌ وَ إِلَيْكَ فِي مُلِمِّي وَ مُهِمِّي ضَارِعٌ لِأَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ
ص: 166
حَيٍّ وَ حَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ وَ حَيٌّ تَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ اللَّهُمَّ لَمْ تَقْطَعْ عَنِّي خَيْرَكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَ لَمْ تُنْزِلْ بِي عُقُوبَاتِ النعم وَ لَمْ تُغَيِّرْ مَا بِي مِنَ النِّعَمِ وَ لَا أَخْلَيْتَنِي مِنْ وَثِيقِ الْعِصَمِ فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَيَّ وَ إِنْعَامِكَ عَلَيَّ إِلَّا عَفْوَكَ عَنِّي وَ الاِسْتِجَابَةَ لِدُعَائِي حِينَ رَفَعْتُ رَأْسِي بِتَحْمِيدِكَ لَا فِي تَقْدِيرِكَ جَزِيلَ حَظِّي حِينَ وَفَّرْتَهُ انْتَقَصَ مُلْكُكَ وَ لَا فِي قِسْمَةِ الْأَرْزَاقِ حِينَ قَتَّرْتَ عَلَيَّ تَوَفَّرَ مُلْكُكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ عَدَدَ مَا أَدْرَكَتْهُ قُدْرَتُكَ وَ عَدَدَ مَا وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ حَمْداً وَاصِلاً مُتَوَاتِراً مُتَوَازِياً لِآلَائِكَ وَ أَسْمَائِكَ اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ إِحْسَانَكَ إِلَيَّ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي كَمَا أَحْسَنْتَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحِيدِكَ وَ تَهْلِيلِكَ وَ تَحْمِيدِكَ وَ تَمْجِيدِكَ وَ تَكْبِيرِكَ وَ تَعْظِيمِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الرُّوحِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْحَيِّ الْحَيِّ وَ بِهِ وَ بِهِ وَ بِهِ وَ بِكَ أَلَّا تَحْرِمَنِي رِفْدَكَ وَ فَوَائِدَ كَرَامَتِكَ وَ لَا تُوَلِّنِي غَيْرَكَ بِكَ وَ لَا تُسْلِمْنِي إِلَى عَدُوِّي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي وَ أَحْسِنْ إِلَيَّ أَتَمَّ الْإِحْسَانِ عَاجِلاً وَ آجِلاً وَ حَسِّنْ فِي الْعَاجِلَةِ عَمَلِي وَ بَلِّغْنِي فِيهَا أَمَلِي وَ فِي الْآجِلَةِ وَ الْخَيْرَ فِي مُنْقَلَبِي فَإِنَّهُ لَا تُفْقِرُكَ كَثْرَةُ مَا يَتَدَفَّقُ بِهِ فَضْلُكَ وَ سَيْبُ الْعَطَايَا مِنْ مَنِّكَ وَ لَا يَنْقُصُ جُودَكَ تَقْصِيرِي فِي شُكْرِ نِعْمَتِكَ وَ لَا تُجِمُّ خَزَائِنَ نِعْمَتِكَ النِّعَمُ وَ لَا يَنْقُصُ عَظِيمَ مَوَاهِبِكَ مِنْ سَعَتِكَ الْإِعْطَاءُ وَ لَا تُؤَثِّرُ فِي جُودِكَ الْعَظِيمِ الْفَاضِلِ الْجَلِيلِ مِنَحُكَ وَ لَا تَخَافُ ضَيْمَ إِمْلَاقٍ فَتُكْدِيَ وَ لَا يَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ فَيْضُ مُلْكِكَ وَ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً خَاشِعاً وَ يَقِيناً صَادِقاً بِالْحَقِّ صَادِعاً وَ لَا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ وَ لَا تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَكَ وَ لَا تُوَلِّنِي غَيْرَكَ وَ لَا تُقَنِّطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ بَلْ تَغَمَّدْنِي بِفَوَائِدِكَ وَ لَا تَمْنَعْنِي جَمِيلَ عَوَائِدِكَ وَ كُنْ لِي فِي كُلِّ
ص: 167
وَحْشَةٍ أَنِيساً وَ كُلِّ جَزَعٍ حِصْناً وَ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ غِيَاثاً. وَ نَجِّنِي مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ اعْصِمْنِي مِنْ كُلِّ زَلَلٍ وَ خَطَاءٍ وَ تَمِّمْ لِي فَوَائِدَكَ وَ قِنِي وَعِيدَكَ وَ اصْرِفْ عَنِّي أَلِيمَ عَذَابِكَ وَ تَدْمِيرَ تَنْكِيلِكَ وَ شَرِّفْنِي بِحِفْظِ كِتَابِكَ وَ أَصْلِحْ لِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ وَسِّعْ رِزْقِي وَ أَدِرَّهُ عَلَيَّ وَ أَقْبِلْ عَلَيَّ وَ لَا تُعْرِضْ عَنِّي اللَّهُمَّ ارْفَعْنِي وَ لَا تَضَعْنِي وَ ارْحَمْنِي وَ لَا تُعَذِّبْنِي وَ انْصُرْنِي وَ لَا تَخْذُلْنِي وَ آثِرْنِي وَ لَا تُؤْثِرْ عَلَيَّ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي يُسْراً وَ فَرَجاً وَ عَجِّلْ إِجَابَتِي وَ اسْتَنْقِذْنِي مِمَّا قَدْ نَزَلَ بِي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ .
اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْقَائِمُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي قَالَ لِلسَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ اِئْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي [خَائِنَةَ السِّرِّ وَ مَا يُخْفِي خ ل] الصُّدُورُ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يَرَى وَ لَا يُرَى وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي هُوَ فِي عُلُوِّهِ دَانٍ وَ فِي دُنُوِّهِ عَالٍ
ص: 168
وَ فِي سُلْطَانِهِ قَوِيٌّ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْبَدِيعُ الرَّفِيعُ الْحَيُّ الدَّائِمُ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَزُولُ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي لَا تَصِفُ الْأَلْسُنُ قُدْرَتَهُ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ الْكَبِيرُ الْأَكْبَرُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْحَكِيمُ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَسْأَلَتِي وَ أَطْلُبُ إِلَيْكَ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ بِحَاجَتِي وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَ أَنْتَ مُنْتَهَى رَغْبَتِي فَيَا عَالِمَ الْخَفِيَّاتِ وَ سَامِكَ السَّمَاوَاتِ وَ دَافِعَ الْبَلِيَّاتِ وَ مَطْلَبَ الْحَاجَاتِ وَ مُعْطِيَ السُّؤْلَاتِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَ إِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَ عَمْدِي وَ جَهْلِي وَ هَزْلِي وَ جِدِّي فَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي وَ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَ أَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمّاً وَ أَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا هَكَذَا وُجِدَ فِي الْأَصْلِ .
ص: 169
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِهِ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ وَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهَا وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ سَلْمَانَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) وَ عَنْ عَطَاءٍ وَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) وَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) وَ عَنْ مُجَاهِدٍ نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ رَجُلاً كُلُّهُمْ وَ كُلُّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ سَمِعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (صلوات الله علیه) وَ هُوَ مُسْتَقْبِلَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَ هُوَ يَقُولُ هَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ جَازَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ هَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ حَتَّى مَرَّ بِالْأَرْكَانِ الْأَرْبَعَةِ وَ هُوَ يَقُولُ هَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ هَا وَ رَبِّ الْأَرْكَانِ كُلِّهَا هَا وَ رَبِّ الْمَشَاعِرِ هَا وَ رَبِّ هَذِهِ الْحُرُمَاتِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي زَبُورِ دَاوُدَ وَ فِي تَوْرَاةِ مُوسَى وَ إِنْجِيلِ عِيسَى وَ قُرْآنِ مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ فِي أَلْفِ كِتَابٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى أَلْفِ نَبِيٍّ (علیهم السلام) أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ اللَّهُ أَكْبَرُ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ اللَّهُ أَكْبَرُ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ اللَّهُ أَكْبَرُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ سُبْحَانَ اللَّهِ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ عَلَى
ص: 170
جَمِيعِ نِعَمِهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ مُنْتَهَى رِضَاهُ فِي عِلْمِهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ حَقٌّ لَهُ ذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ نُورُ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ نُورُ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَهْلِيلاً لَا تُحْصِيهِ غَيْرُهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيراً لَا تُحْصِيهِ غَيْرُهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَحْمِيداً لَا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ تَمْجِيداً لَا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً لَا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ كَفَى بِكَ شَهِيداً فَاشْهَدْ لِي بِأَنَّ قَوْلَكَ حَقٌّ وَ فِعْلَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ قَضَاءَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ قَدَرَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ رُسُلَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ أَوْصِيَاءَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ رَحْمَتَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ جَنَّتَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ نَارَكَ حَقٌّ وَ أَنَّ قِيَامَتَكَ حَقٌّ وَ أَنَّكَ مُمِيتُ الْأَحْيَاءِ وَ أَنَّكَ مُحْيِي الْمَوْتَى وَ أَنَّكَ بَاعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَ أَنَّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَ أَنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ كَفَى بِكَ شَهِيداً فَاشْهَدْ لِي أَنَّكَ رَبِّي وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَكَ نَبِيِّي وَ الْأَوْصِيَاءَ مِنْ بَعْدِهِ أَئِمَّتِي وَ أَنَّ الدِّينَ الَّذِي شَرَعْتَ دِينِي وَ أَنَّ الْكِتَابَ الَّذِي أَنْزَلْتَ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نُورِي اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ كَفَى بِكَ شَهِيداً فَاشْهَدْ لِي فَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُنْعِمُ عَلَيَّ لَا غَيْرُكَ لَكَ الْحَمْدُ وَ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ وَ تَبَارَكَ اللَّهُ وَ تَعَالَى وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ لَا مَنْجَى وَ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ عَدَدَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ عَدَدَ كَلِمَاتِ رَبِّي الطَّيِّبَاتِ التَّامَّاتِ الْمُبَارَكَاتِ صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.
ص: 171
ثُمَّ قَالَ:
مَنْ قَالَ هَذَا فِي عُمُرِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ حُشِرَ أُمَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ مَلَكٍ رَأْسُهُمْ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ مجديال مَعَ كُلِّ مَلَكٍ أَلْفُ دَابَّةٍ لَيْسَ مِنْهَا دَابَّةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَى وَ أَلْفُ ثَوْبٍ لَيْسَ فِيهَا ثَوْبٌ يُشْبِهُ الْآخَرَ حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلَيْهِ وَقَفُوا فَيَقُولُ لَهُمْ مجديال دُونَكُمْ وَلِيَّ اللَّهِ وَ يَنْهَضُونَ نَهْضَةَ مَلَكٍ وَاحِدٍ وَ تُسَخَّرُ لَهُ الدَّوَابُّ كَدَابَّةٍ وَاحِدَةٍ وَ الثِّيَابُ كَذَلِكَ وَ تَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ يَسَارِهِ يَسِيرُونَ وَ يَسِيرُ مَعَهُمْ وَ هُمْ يَقُولُونَ هَذَا وَلِيُّ اللَّهِ فَطُوِيَ لَهُ وَ لَا يَمُرُّ بِزُمْرَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَا مِنَ الْآدَمِيِّينَ إِلَّا سَلَّمُوا عَلَيْهِ وَ قَالُوا سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ عَظَّمُوا شَأْنَهُ حَتَّى يَقِفَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحَمْدِ وَ قَدْ ضُرِبَ لَهُ سَرِيرٌ مِنْ يَاقُوتٍ حَمْرَاءَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ خَضْرَاءَ فِيهَا حُورٌ عِينٌ فَينكِي فِيهَا مَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ وَ مَرَّةً عَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ وَ يَنْزِلُونَ مَنَازِلَهُمْ ثُمَّ يُؤْمَرُ أَلْفُ مَلَكٍ فَيَحُفُّونَهُ حَتَّى يَضَعُوا ذَلِكَ السَّرِيرَ عَلَى نَجِيبَةٍ مِنْ نَجَائِبِ الْجَنَّةِ مُبْتَهِرَةً مِنَ النُّورِ فَيَسِيرُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَوَّلَ مَنَازِلِهِ وَ إِذَا هُوَ بِقَهْرَمَانٍ مِنْ قَهَارِمَتِهِ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ بِيَدِهِ فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ يَعْصِمُهُ لِهَوَي إِعْظَاماً لِذَلِكَ الْقَهْرَمَانِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ الْقَهْرَمَانُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ مِنْ أَصْحَابِ هَذَا الْقَصْرِ وَ لَكَ مِائَةُ قَصْرٍ مِثْلُ هَذَا الْقَصْرِ فِي كُلِّ قَصْرٍ قَهْرَمَانٌ مِثْلِي لِكُلِّ قَهْرَمَانٍ زَوْجَةٌ عَلَى صُورَةِ خَدَمٍ لِأَزْوَاجِكَ وَ لَكَ بِعَدَدِ كُلِّ جَارِيَةٍ زَوْجَةٌ وَ لَكَ فِي كُلِّ بَيْتٍ مَا لَا يُحْصَى عِلْمُهُ فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِثْلَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِلْءَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ أَضْعَافَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَدَدَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِثْلَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِلْءَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ أَضْعَافَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِثْلَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِلْءَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ أَضْعَافَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِثْلَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ وَ مِلْءَ مَا
ص: 172
أَحْصَى عِلْمُهُ وَ أَضْعَافَ مَا أَحْصَى عِلْمُهُ
فَإِذَا قَالَ هَذَا زِيدَ فِي بُيُوتِهِ وَ مَا فِيهَا مِثْلَهَا وَ اللَّهُ وَاسِعٌ كَرِيمٌ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ يَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِيطَالِبٍ (صلوات الله علیه ) يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم )يَا عَلِيُّ لَوْ دَعَا دَاعٍ بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى صَفَائِحِ الْحَدِيدِ لَذَابَتْ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ دَعَا دَاعٍ بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى مَاءٍ جَارٍ لَسَكَنَ حَتَّى يَمُرَّ عَلَيْهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً أَنَّهُ مَنْ بَلَغَ بِهِ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ ثُمَّ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَ سَقَاهُ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى جَبَلٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ لَانْشَعَبَ الْجَبَلُ حَتَّى يَسْلُكَ فِيهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُرِيدُهُ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ يُدْعَى بِهِ عَلَى مَجْنُونٍ لَأَفَاقَ مِنْ جُنُونِهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ يُدْعَى بِهِ عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَسُرَ عَلَيْهَا وِلَادَتُهَا لَسَهَّلَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْوِلَادَةَ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ رَجُلٌ عَلَى مَدِينَةٍ وَ الْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَ مَنْزِلُهُ فِي وَسَطِهَا لَنَجَا مَنْزِلُهُ وَ لَمْ يَحْتَرِقْ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ دَعَا بِهِ دَاعٍ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمَعِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ وَ لَوْ كَانَ فَجَرَ بِأُمِّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً أَنَّهُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِرٍ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ السُّلْطَانَ طَوْعَ يَدَيْهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ أَنَّهُ مَنْ نَامَ وَ هُوَ يَدْعُو بِهِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ وُجُوهُهُمْ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ بِسَبْعِينَ ضِعْفاً يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ وَ يَكْتُبُونَ الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ قَالَ سَلْمَانُ فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ يُعْطَى الدّاعِي
ص: 173
بِهَذَا الْأَسْمَاءِ كُلَّ هَذَا فَقَالَ قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يُعْطَى الدَّاعِي بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ كُلَّ هَذَا فَقَالَ يَا عَلِيُّ أُخْبِرُكَ بِأَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ مَنْ نَامَ وَ قَدِ ارْتَكَبَ الْكَبَائِرَ كُلَّهَا وَ قَدْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فَإِنْ مَاتَ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ شَهِيدٌ وَ إِنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ تَوْبَةٍ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ وَ لِوَالِدَيْهِ وَ لِوُلْدِهِ وَ لِمُؤَذِّنِ مَسْجِدِهِ وَ لِإِمَامِهِ بِعَفْوِهِ وَ رَحِمَتِهِ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ وَ صَادِقٌ لَا تَكْذِبُ وَ قَاهِرٌ لَا تُقْهَرُ وَ بَدِيءٌ لَا تَنْفَدُ وَ قَرِيبٌ لَا تَبْعُدُ وَ قَادِرٌ لَا تُضَادُّ وَ غَافِرٌ لَا تُظْلَمُ وَ صَمَدٌ لَا تُطْعَمُ وَ قَيُّومٌ لَا تَنَامُ وَ مُجِيبٌ لَا تَسْأَمُ وَ جَبَّارٌ لَا تُعَانُ وَ عَظِيمٌ لَا تُرَامُ وَ عَالِمٌ لَا تُعَلَّمُ وَ قَوِيٌّ لَا تَضْعُفُ وَ حَلِيمٌ لَا تَعْجَلُ وَ جَلِيلٌ لَا تُوصَفُ وَ وَفِيٌّ لَا تُخْلِفُ وَ غَالِبٌ لَا تُغْلَبُ وَ عَادِلٌ لَا تَحِيفُ وَ غَنِيٌّ لَا تَفْتَقِرُ وَ كَبِيرٌ لَا تُغَادَرُ وَ حَكِيمٌ لَا تَجُورُ وَ وَكِيلٌ لَا تَحِيفُ وَ فَرْدٌ لَا تَسْتَشِيرُ وَ وَهَّابٌ لَا تَمَلُّ وَ عَزِيزٌ لَا تُسْتَذَلُّ وَ سَمِيعٌ لَا تَذْهَلُ وَ جَوَادٌ لَا تَبْخَلُ وَ حَافِظٌ لَا تَغْفَلُ وَ قَائِمٌ لَا تَسْهُو وَ دَائِمٌ لَا تَفْنَى وَ مُحْتَجِبٌ لَا تُرَى وَ بَاقٍ لَا تُبْلَى وَ وَاحِدٌ لَا تُشَبَّهُ وَ مُقْتَدِرٌ لَا تُنَازَعُ يَا كَرِيمُ الْجَوَادُ الْمُتَكَرِّمُ يَا ظَاهِرُ يَا قَاهِرُ أَنْتَ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ يَا عَزِيزُ الْمُتَعَزِّزُ يَا مَنْ يُنَادَى مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ بِأَلْسِنَةٍ شَتَّى وَ لُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ حَوَائِجَ مُتَتَابِعَةٍ لَا يَشْغَلُكَ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ أَنْتَ الَّذِي لَا تُفْنِيكَ الدُّهُورُ وَ لَا تُحِيطُ بِكَ الْأَمْكِنَةُ وَ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ يَسِّرْ لِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ وَ فَرِّجْ عَنِّي مَا أَخَافُ كَرْبَهُ وَ سَهِّلْ لِي مَا أَخَافُ حُزُونَتَهُ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
رَأَيْتُهُ بِإِسْنَادٍ طَوِيلٍ مُتَّصِلٍ فَاخْتَصَرْتُ مَعْنَاهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْحَاجَّ أَصَابَهُمْ
ص: 174
عَطَشٌ فِي بَعْضِ السِّنِينَ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا فَجَلَسَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لِيَمُوتَ وَ أَخَذَتْهُ سِنَةُ النَّوْمِ فَرَأَى مَوْلَانَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) يَقُولُ لَهُ مَا أَغْفَلَكَ عَنْ كَلِمَةِ النَّجَاةِ فَقَالَ وَ مَا كَلِمَةُ النَّجَاةِ فَقَالَ تَقُولُ أَدِمْ مُلْكَكَ عَلَى مُلْكِكَ بِلُطْفِكَ الْخَفِيِّ وَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَ قُلْتُهَا فَنَشَأَ غَمَامٌ وَ أَغَاثَ النَّاسَ فِي الْحَالِ حَتَّى عَاشُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ .
ص: 175
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيِّ مِنَ الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ أَمَالِيهِ بِإِسْنَادِهِ نِسْبَةً إِلَى مَوْلَانَا الْحَسَنِ بْنِ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیهما السلام) عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَجَدْنَاهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ لِلزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ (علیها السلام) يَا بُنَيَّةِ أَ لَا أُعَلِّمُكِ دُعَاءً لَا يَدْعُو بِهِ أَحَدٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ وَ لَا يَجُوزُ فِيكِ سِحْرٌ وَ لَا سَمٌّ وَ لَا يَشْمَتُ بِكِ عَدُوٌّ وَ لَا يَعْرِضُ لَكِ الشَّيْطَانُ وَ لَا يُعْرِضُ عَنْكِ الرَّحْمَنُ وَ لَا يزغ قَلْبُكِ وَ لَا تُرَدُّ لَكِ دَعْوَةٌ وَ يُقْضَى حَوَائِجُكِ كُلُّهَا قَالَتْ يَا أَبَتِ لَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا قَالَ تَقُولِينَ:
يَا أَعَزَّ مَذْكُورٍ وَ أَقْدَمَهُ قِدَماً فِي الْعِزِّ وَ الْجَبَرُوتِ يَا رَحِيمَ كُلِّ مُسْتَرْحِمٍ وَ مَفْزَعَ كُلِّ مَلْهُوفٍ إِلَيْهِ يَا رَاحِمَ كُلِّ حَزِينٍ يَشْكُو بَثَّهُ وَ حُزْنَهُ إِلَيْهِ يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ الْمَعْرُوفُ مِنْهُ وَ أَسْرَعَهُ إِعْطَاءً يَا مَنْ يَخَافُ الْمَلَائِكَةُ الْمُتَوَقِّدَةُ بِالنُّورِ مِنْهُ أَسْأَلُكَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي يَدْعُوكَ بِهَا حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ مَنْ حَوْلَ عَرْشِكَ بِنُورِكَ يُسَبِّحُونَ شَفَقَةً مِنْ خَوْفِ عِقَابِكَ وَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي يَدْعُوكَ بِهَا جَبْرَئِيلُ
ص: 176
وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ إِلَّا أَجَبْتَنِي وَ كَشَفْتَ يَا إِلَهِي كُرْبَتِي وَ سَتَرْتَ ذُنُوبِي يَا مَنْ أُمِرَ بِالصَّيْحَةِ فِي خَلْقِهِ فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ يُحْشَرُونَ وَ بِذَلِكَ الاِسْمِ الَّذِي أَحْيَيْتَ بِهِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ أَحْيِ قَلْبِي وَ اشْرَحْ صَدْرِي وَ أَصْلِحْ شَأْنِي يَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْبَقَاءِ وَ خَلَقَ لِبَرِيَّتِهِ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ وَ الْفَنَاءَ يَا مَنْ فِعْلُهُ قَوْلٌ وَ قَوْلُهُ أَمْرٌ وَ أَمْرُهُ مَاضٍ عَلَى مَا يَشَاءُ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ خَلِيلُكَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ فَدَعَاكَ بِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ قُلْتَ يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ عِيسَى مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي تُبْتَ بِهِ عَلَى دَاوُدَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي وَهَبْتَ بِهِ لِزَكَرِيَّا يَحْيَى وَ بِالاِسْمِ الَّذِي كَشَفْتَ بِهِ عَنْ أَيُّوبَ الضُّرَّ وَ تُبْتَ بِهِ عَلَى دَاوُدَ وَ سَخَّرْتَ بِهِ لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ وَ الشَّيَاطِينَ وَ عَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْعَرْشَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْكُرْسِيَّ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الرُّوحَانِيِّينَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ جَمِيعَ الْخَلْقِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ جَمِيعَ مَا أَرَدْتَ مِنْ شَيْءٍ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي قَدَرْتَ بِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَنِي سُؤْلِي وَ قَضَيْتَ حَوَائِجِي يَا كَرِيمُ فَإِنَّهُ يُقَالُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ نَعَمْ نَعَمْ.
اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي وَ اسْتُرْنِي وَ عَافِنِي أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي وَ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي اللَّهُمَّ لَا تُعْيِنِي فِي طَلَبِ مَا لَا تُقَدِّرُ لِي وَ مَا قَدَّرْتَهُ عَلَيَّ فَاجْعَلْهُ مُيَسَّراً سَهْلاً اللَّهُمَّ كَافِ عَنِّي وَالِدَيَّ وَ كُلَّ مَنْ لَهُ نِعْمَةٌ عَلَيَّ خَيْرَ
ص: 177
مُكَافَاةٍ اللَّهُمَّ فَرِّغْنِي لِمَا خَلَقْتَنِي لَهُ وَ لَا تَشْغَلْنِي بِمَا تَكَفَّلْتَ لِي بِهِ وَ لَا تُعَذِّبْنِي وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ وَ لَا تَحْرِمْنِي وَ أَنَا أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ ذَلِّلْ نَفْسِي فِي نَفْسِي وَ عَظِّمْ شَأْنَكَ فِي نَفْسِي وَ أَلْهِمْنِي طَاعَتَكَ وَ الْعَمَلَ بِمَا يُرْضِيكَ وَ التَّجَنُّبَ لِمَا يُسْخِطُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
دَخَلَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ (علیها السلام) فَوَجَدَ الْحَسَنَ (علیه السلام) مَوْعُوكاً فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَ لَا أُعَلِّمُكَ مَعَاذَةً تَدْعُو بِهَا فَيَنْجَلِيَ بِهَا عَنْهُ مَا يَجِدُهُ قَالَ بَلَى قَالَ قُلِ:
اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ذُو السُّلْطَانِ الْقَدِيمِ وَ الْمَنِّ الْعَظِيمِ وَ الْوَجْهِ الْكَرِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وَلِيُّ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ وَ الدَّعَوَاتِ الْمُسْتَجَابَاتِ حُلَّ مَا أَصْبَحَ بِفُلَانٍ فَدَعَا النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَإِذَا هُوَ بِعَوْنِ اللَّهِ قَدْ أَفَاقَ .
رُوِيَ أَنَّ فَاطِمَةَ (علیها السلام) زَارَتِ النَّبِيَّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَقَالَ لَهَا أَ لَا أُزَوِّدُكِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ قُولِي:
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْفُرْقَانِ فَالِقَ الْحَبِّ وَ النَّوَى أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ
ص: 178
وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَ أَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ وَ يَسِّرْ لِي كُلَّ الْأَمْرِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً كَانَ مَحْبُوساً بِالشَّامِ مُدَّةً طَوِيلَةً مُضَيَّقاً عَلَيْهِ فَرَأَى فِي مَنَامِهِ كَانَ الزَّهْرَاءُ (صلوات الله علیها) أَتَتْهُ فَقَالَتْ لَهُ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَتَعَلَّمَهُ وَ دَعَا بِهِ فَتَخَلَّصَ وَ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ بِحَقِّ الْعَرْشِ وَ مَنْ عَلَاهُ وَ بِحَقِّ الْوَحْيِ وَ مَنْ أَوْحَاهُ وَ بِحَقِّ النَّبِیِّ وَ مَنْ نَبَّأَهُ وَ بِحَقِّ الْبَيْتِ وَ مَنْ بَنَاهُ يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يَا جَامِعَ كُلِّ فَوْتٍ يَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ آتِنَا وَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا فَرَجاً مِنْ عِنْدِكَ عَاجِلاً بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .
ص: 179
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْحُسَيْنِ العبرياني قَالَ: كَتَبْتُ هَذَا الدُّعَاءَ فِي دَارِ سَيِّدِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ (علیه السلام) وَ هُوَ دُعَاءُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (علیهما السلام) لَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الْأَكْبَرِ اللَّهُمَّ سُبْحَانَكَ يَا قَيُّومُ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ أَسْأَلُكَ كَمَا أَمْسَكْتَ عَنْ دَانِيَالَ أَفْوَاهَ الْأَسَدِ وَ هُوَ فِي الْجُبِّ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ إِلَيْهِ سَبِيلاً إِلَّا بِإِذْنِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُمْسِكَ عَنِّي أَمْرَ هَذَا الرَّجُلِ وَ كُلَّ عَدُوٍّ لِي فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا مِنَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ خُذْ بِآذَانِهِمْ وَ أَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ وَ قُلُوبِهِمْ وَ جَوَارِحِهِمْ وَ اكْفِنِي كَيْدَهُمْ بِحَوْلٍ مِنْكَ وَ قُوَّةٍ وَ كُنْ لِي جَاراً مِنْهُمْ وَ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ مِنْ كُلِّ
ص: 180
شَيْطَانٍ مَرِيدٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . و هذا قد ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي و إعانة الساعي و إنما كان هذا الكتاب أحق فيه للعارف الواعي.
يَا مَنْ إِلَيْهِ يَفِرُّ الْهَارِبُونَ وَ بِهِ يَسْتَأْنِسُ الْمُسْتَوْحِشُونَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ أُنْسِي بِكَ فَقَدْ ضَاقَتْ عَنِّي بِلَادُكَ وَ اجْعَلْ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ فَقَدْ مَالَ عَلَيَّ أَعْدَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي بِكَ أَصُولُ وَ بِكَ أَجُولُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ إِلَيْكَ أُنِيبُ اللَّهُمَّ وَ مَا وَصَفْتُكَ مِنْ صِفَةٍ أَوْ دَعَوْتُكَ مِنْ دُعَاءٍ يُوَافِقُ ذَلِكَ مَحَبَّتَكَ وَ رِضْوَانَكَ وَ مَرْضَاتَكَ فَأَحْيِنِي عَلَى ذَلِكَ وَ أَمِتْنِي عَلَيْهِ وَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ فَخُذْ بِنَاصِيَتِي إِلَى مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى بُؤْتُ إِلَيْكَ رَبِّي مِنْ ذُنُوبِي وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جُرْمِي وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنَا مُهِمَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فِي عَافِيَةٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ الْخَلَفُ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ لَيْسَ فِي خَلْقِكَ خَلَفٌ مِنْكَ إِلَهِي مَنْ أَحْسَنَ فَبِرَحْمَتِكَ وَ مَنْ أَسَاءَ فَبِخَطِيئَتِهِ فَلَا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْ رِفْدِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ لَا الَّذِي أَسَاءَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ خَرَجَ مِنْ قُدْرَتِكَ إِلَهِي بِكَ عَرَفْتُكَ وَ بِكَ اهْتَدَيْتُ إِلَى أَمْرِكَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ فَيَا مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا هَكَذَا غَيْرُهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِي الْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي
ص: 181
وَ السَّعَةَ فِي رِزْقِي اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمُرِي آخِرَهُ وَ خَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَ خَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ إِلَهِي أَطَعْتُكَ وَ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ الْإِيمَانِ بِكَ وَ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ وَ لَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ الشِّرْكِ بِكَ وَ التَّكْذِيبِ بِرَسُولِكَ فَاغْفِرْ لِي مَا بَيْنَهُمَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
إِذَا قَصَدْتَ إِنْسَاناً لِحَاجَةٍ فَاكْتُبْ ذَلِكَ وَ أَمْسِكْهُ فِي يَدِكَ الْيُمْنَى وَ تَذْهَبُ أَيْنَ شِئْتَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا وَتْرُ يَا نُورُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ مَلَأَتْ أَرْكَانُهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَسْخَرَ لِي قَلْبَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كَمَا سَخَّرْتَ الْحَيَّةَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْخَرَ لِي قَلْبَهُ كَمَا سَخَّرْتَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَلِينَ لِي قَلْبَهُ كَمَا لَيَّنْتَ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُذَلِّلَ لِي قَلْبَهُ كَمَا ذَلَّلْتَ نُورَ الْقَمَرِ لِنُورِ الشَّمْسِ يَا اللَّهُ هُوَ عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ أَخَذْتَ بِقَدَمَيْهِ وَ بِنَاصِيَتِهِ فَسَخِّرْهُ لِي حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتِي هَذِهِ وَ مَا أُرِيدُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ هُوَ عَلَى مَا هُوَ فِيمَا هُوَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .
يَا عُدَّتِي عِنْدَ كُرْبَتِي يَا غِيَاثِي عِنْدَ شِدَّتِي يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يَا مُنْجِحِي فِي حَاجَتِي يَا مَفْزَعِي فِي وَرْطَتِي يَا مُنْقِذِي مِنْ هَلَكَتِي يَا كَالِئِي فِي وَحْدَتِي
ص: 182
اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ اجْمَعْ لِي شَمْلِي وَ أَنْجِحْ لِي طَلِبَتِي وَ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي وَ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْعَافِيَةِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي وَ فِي الْآخِرَةِ إِذَا تَوَفَّيْتَنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ص: 183
تزوجها جدنا داود بن الحسن بن الحسن (علیه السلام) فولدت منه جدنا سليمان بن داود بن الحسن و اعلم أن هذا دعاء عظيم من أسرار الدعوات و وجدت به ست روايات مختلفات ذكرنا منها روايتين واحدة في أدعية الغروب و واحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم و الليلة من المهمات و رواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمات و رواية في آخر كتاب إغاثة الداعي و إعانة الساعي و نذكر في هذا الكتاب الخامسة و السادسة استظهارا لهذا الدعاء العظيم عند العارفين به من ذوي الألباب.
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجَهْمِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا مَا نَكْتُمُهُ وَ لَا نُعَلِّمُهُ غَيْرَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَمْضِيَ مَقَادِيرُ اللَّهِ وَ أَحْكَامُهُ عَلَى مَا أَحَبَّ وَ قَضَى وَ سَيُنْفِذُ اللَّهُ قَضَاءَهُ وَ قَدَرَهُ وَ حُكْمَهُ فِيكَ فَعَاهَدَنِي أَنْ لَا تَلْفِظَ بِكَلَامٍ
ص: 184
أَسرهُ إِلَيْكَ حَتَّى أَمُوتَ وَ بَعْدَ مَوْتِي بِاثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً وَ أُخْبِرُكَ بِخَبَرٍ أَصْلُهُ عَنِ اللَّهِ تَقُولُ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً فَيَشْتَغِلُ بِهِ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ يُعْطَى كُلٌّ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَلْفِ أَلْفِ كَاتِبٍ فِي سُرْعَةِ الْكِتَابَةِ وَ يُوَكَّلُ بِالاِسْتِغْفَارِ لَكَ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ يُعْطَى كُلُّ مَلَكٍ مُسْتَغْفِرٍ قُوَّةَ أَلْفِ أَلْفِ مُتَكَلِّمٍ فِي سُرْعَةِ الْكَلَامِ وَ يُبْنَى لَكَ فِي دَارِ السَّلَامِ أَلْفُ أَلْفِ بَيْتٍ فِي مِائَةِ قَصْرٍ يَكُونُ فِيهِ مِنْ جِيرَانِ أَهْلِهِ وَ يُبْنَى لَكَ فِي الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ بَيْتٍ فِي مِائَةِ قَصْرٍ يَكُونُ لَكَ جَارُ جَدِّكَ وَ يُبْنَى لَكَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ وَ يُحْشَرُ مَعَكَ فِي قَبْرِكَ كِتَابٌ يَقُولُ هَا أَنَا لَا سَبِيلَ عَلَيْكَ لِلْفَزَعِ وَ لَا لِلْخَوْفِ وَ لَا لِزَلَازِلِ الصِّرَاطِ وَ لَا لِعَذَابِ النَّارِ وَ لَا تَدْعُو بِدَعْوَةٍ فَتُحِبُّ أَنْ تُجَابَ فِي يَوْمِكَ فَيُمْسِي عَلَيْكَ يَوْمَكَ إِلَّا أَتَاكَ كَائِنَةً مَا كَانَتْ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ فِي أَيِّ نَحْوٍ كَانَتْ وَ لَا تَمُوتُ إِلَّا شَهِيداً وَ تَحْيَي مَا حَيِيتَ وَ أَنْتَ سَعِيدٌ وَ لَا يُصِيبُكَ فَقْرٌ أَبَداً وَ لَا جُنُونٌ وَ لَا بَلْوَى وَ يُكْتَبُ لَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِعَدَدِ الثَّقَلَيْنِ كُلِّ نَفْسٍ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ يُمْحَى عَنْكَ أَلْفُ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَ يُرْفَعُ لَكَ أَلْفُ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ يَسْتَغْفِرُ لَكَ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِيُّ حَتَّى تَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا تَطْلُبُ لِأَحَدٍ حَاجَةً إِلَّا قَضَاهَا وَ لَا تَطْلُبُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةً لَكَ وَ لِغَيْرِكَ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ فِي دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ إِلَّا قَضَاهَا فَعَاهِدْنِي كَمَا أَذْكُرُهُ لَكَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ (علیه السلام) عَاهِدْنِي يَا أَبَتِ عَلَى مَا أَحْبَبْتَ قَالَ أُعَاهِدُكَ عَلَى أَنْ تَكْتُمَ عَلَيَّ فَإِذَا بَلَغَ مَحَلُّ مَنِيَّتِكَ فَلَا تُعَلِّمْهُ أَحَداً سِوَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ شِيعَتِنَا أَوْ أَوْلِيَاءِنَا وَ مَوَالِينَا فَإِنَّكَ أَنْتَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ طَلَبَ النَّاسُ إِلَى رَبِّهِمُ الْحَوَائِجَ فِي كُلِّ نَحْوٍ فَقَضَاهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُتِمَّ اللَّهُ بِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتَ بِمَا عَلَّمَنِي مَا أُعَلِّمُكَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ تُحْشَرُونَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ فَعَاهَدَ الْحَسَنُ عَلِيّاً (صلوات الله علیه) عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ إِذَا أَرَدْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ذَلِكَ فَقُلْ هَذَا الدُّعَاءَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ أَطْرَافِ النَّهَارِ سُبْحَانَ اللَّهِ
ص: 185
بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ سُبْحَانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ. وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَ عَافِيَةٍ فَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَ عَافِيَتَكَ لِي بِالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَكَ وَ عَافِيَتَكَ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ وَ أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَ كَفَى بِكَ شَهِيداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ أَنْبِيَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ جَمِيعَ خَلْقِكَ وَ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُحْيِي وَ تُمِيتُ وَ تُمِيتُ وَ تُحْيِي وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ الْإِمَامَ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ الْمَهْدِيُّونَ غَيْرُ الضَّالِّينَ وَ لَا الْمُضِلِّينَ وَ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاؤُكَ الْمُصْطَفَوْنَ وَ حِزْبُكَ الْغَالِبُونَ وَ صَفْوَتُكَ وَ خِيَرَتُكَ
ص: 186
مِنْ خَلْقِكَ وَ نُجَبَاؤُكَ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِوَلَايَتِكَ وَ اخْتَصَصْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَ اصْطَفَيْتَهُمْ عَلَى عِبَادِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ وَ السَّلَامُ اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي هَذِهِ الشَّهَادَةَ عِنْدَكَ حَتَّى تُلَقِّنِّيهَا وَ أَنْتَ عَنِّي رَاضٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ رَضِيتَ عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاءُ كَنَفَيْهَا وَ تُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهَا وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ وَ لَا يَنْفَدُ وَ حَمْداً يَزِيدُ وَ لَا يَبِيدُ سَرْمَداً مَدَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ أَبَداً حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا يَنْفَدُ آخِرُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَيَّ وَ مَعِي وَ فِيَّ وَ قَبْلِي وَ بَعْدِي وَ أَمَامِي وَ لَدَيَّ وَ إِذَا مِتُّ وَ فَنَيْتُ وَ بَقِيتُ يَا مَوْلَايَ فَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا نُشِرْتُ وَ بُعِثْتُ وَ لَكَ الْحَمْدُ وَ الشُّكْرُ بِجَمِيعِ مَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَى جَمِيعِ نَعْمَائِكَ كُلِّهَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ عَلَى كُلِّ أَكْلَةٍ وَ شَرْبَةٍ وَ بَطْشَةٍ وَ حَرَكَةٍ وَ نَوْمَةٍ وَ يَقَظَةٍ وَ لَحْظَةٍ وَ طَرْفَةٍ وَ نَفَسٍ وَ عَلَى كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَ بِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ عَلَانِيَتُهُ وَ سِرُّهُ وَ أَنْتَ مُنْتَهَى الشَّأْنِ كُلِّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَاعِثَ الْحَمْدِ وَ وَارِثَ الْحَمْدِ وَ بَدِيعَ الْحَمْدِ وَ مُبْتَدِعَ الْحَمْدِ وَ وَافِيَ الْعَهْدِ وَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَ عَزِيزَ الْجُنْدِ قَدِيمَ الْمَجْدِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ مُنْزِلَ الْآيَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُمَاتِ مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلَ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِيدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهارِ إِذا تَجَلّى وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ وَ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ
ص: 187
عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبِحَارِ وَ الْأَوْدِيَةِ وَ الْأَنْهَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَ الْوَرَقِ وَ الْحَصَی وَ الثَّرَى وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْبَهَائِمِ وَ الطَّيْرِ وَ الْوُحُوشِ وَ الْأَنْعَامِ وَ السِّبَاعِ وَ الْهَوَامِّ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ حَمْداً كَثِيراً دَائِماً مُبَارَكاً فِيهِ أَبَداً لا إِلهَ إِلَّا اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (عَشْرَ مَرَّاتٍ) أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ (عَشْرَ مَرَّاتٍ) يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ (عَشْراً) يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ (عَشْراً) يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ (عَشْراً) يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ (عَشْراً) يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ (عَشْراً) يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ (عَشْراً) يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (عَشْراً) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (عَشْراً) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ (عَشْراً) آمِينَ آمِينَ (عَشْراً) افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا وَ تَقُولُ هَذَا بَعْدَ الصُّبْحِ مَرَّةً وَ بَعْدَ الْعَصْرِ أُخْرَى ثُمَّ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ.
وجدنا إسنادها دون ما قدمناه من الفضل و كان القصد لفظ الدعاء منها لما فيه من الاختلاف في النقل و هو أيضا مروي عن الحسين بن علي (علیهما السلام) و عرفنا من جانب الله أنه أرجح من الذي قبله.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ سُبْحَانَ اللَّهِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ أَطْرَافِ النَّهَارِ سُبْحَانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ. وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ
ص: 188
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ. وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى سُبْحَانَ اللَّهِ السُّبُّوحِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَ عَافِيَةٍ فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَمِّمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَ عَافِيَتَكَ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَكَ اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ ذُنُوبِي بَيْنَ يَدَيْكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَ لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ أَنْتَ الْجَدُّ لَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ (1) لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ جَمِيعَ خَلْقِكَ فِي سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي هَذِهِ الشَّهَادَةَ عِنْدَكَ حَتَّى تُلَقِّنيهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ رَضِيتَ بِهَا عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاوَاتُ كَنَفَيْهَا وَ تُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهَا اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا يَنْفَدُ آخِرُهُ حَمْداً يَزِيدُ وَ لَا يَبِيدُ سَرْمَداً أَبَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ حَمْداً يَصْعَدُ وَ لَا يَنْفَدُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِيَّ
ص: 189
وَ عَلَيَّ وَ مَعِي وَ قَبْلِي وَ بَعْدِي وَ أَمَامِي وَ وَرَائِي وَ خَلْفِي وَ إِذَا مِتُّ وَ فَنَيْتُ يَا مَوْلَايَ وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي كُلِّ عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ عَلَى كُلِّ عِرْقٍ ضَارِبٍ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ أَكْلَةٍ وَ شَرْبَةٍ وَ بَطْشَةٍ وَ نَشْطَةٍ وَ عَلَى كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمَنُّ كُلُّهُ وَ لَكَ الْخَلْقُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْأَمْرُ كُلُّهُ وَ بِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ عَلَانِيَتُهُ وَ سِرُّهُ وَ أَنْتَ مُنْتَهَى الشَّأْنِ كُلِّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ فِيَّ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَفْوِكَ عَنِّي بَعْدَ قُدْرَتِكَ عَلَيَّ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ صَاحِبَ الْحَمْدِ وَ وَارِثَ الْحَمْدِ وَ مَالِكَ الْحَمْدِ وَ وَارِثَ الْمُلْكِ بَدِيعَ الْحَمْدِ وَ مُبْتَدِعَ الْحَمْدِ وَفِيَّ الْعَهْدِ صَادِقَ الْوَعْدِ عَزِيزَ الْجُنْدِ قَدِيمَ الْمَجْدِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ مُنْزِلَ الْآيَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُمَاتِ مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلَ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِيدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهارِ إِذا تَجَلّى وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبِحَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَ الْوَرَقِ وَ الثَّرَى وَ الْمَدَرِ وَ الْحَصَى وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ وَ الْبَهَائِمِ وَ السِّبَاعِ وَ الْأَنْعَامِ وَ الْهَوَامِّ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ تَحْتَ الْأَرْضِ وَ مَا فِي الْهَوَاءِ وَ السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَاهُ كِتَابُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ أَبَداً.
ثُمَّ تَقُولُ :
ص: 190
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ يَا حَنَّانُ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ كُلَّ وَاحِدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَشْرَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ آمِينَ آمِينَ عَشْرَ مَرَّاتٍ
ثُمَّ تَسْأَلُ حَوَائِجَكَ كُلَّهَا بَعْدَهُ لِدُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ تُجَابُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ :مَرْوِيٌّ عَنْ مَوْلَانَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (علیهما السلام) الدُّعَاءُ الْمَعْرُوفُ بِدُعَاءِ الشَّابِّ الْمَأْخُوذِ بِذَنْبِهِ وَ مَا رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ يُسْنِدُونَ الْحَدِيثَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (علیهما السلام) قَالَ كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) فِي الطَّوَافِ فِي لَيْلَةٍ دَيْجُوجِيَّةٍ قَلِيلَةِ النُّورِ وَ قَدْ خَلَا الطُّوَّافُ وَ نَامَ الزُّوَّارُ وَ هَدَأَتِ الْعُيُونُ إِذْ سَمِعَ مُسْتَغِيثاً مُسْتَجِيراً مُتَرَحِّماً بِصَوْتٍ حَزِينٍ مَحْزُونٍ مِنْ قَلْبٍ مُوجَعٍ وَ هُوَ يَقُولُ:
يَا مَنْ يُجِيبُ دُعَاءَ الْمُضْطَرِّ فِي الظُّلَمِ ***يَا كَاشِفَ الضُّرَّ والبلوى مع السَّقَم
قَدْ نَامَ وَفْدُكَ حَوْلَ البَيْتِ وَانْتَبَهُوا*** يَدْعُو وَعَيْنُكَ يَا قَيُّومُ لَمْ تَنَم
هَبْ ِلي بِجُودِكَ افضلَ الْعَفْوِ عَنْ جُرْمِي*** يَا مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ فِي الْحُرَمِ
إِنْ كَانَ عَفْوُكَ لا يَلْقَاهُ ذُو سَرَفٍ*** فَمَنْ يَجُودُ عَلَى الْعَاصِينَ بِالنِّعَمِ
قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِيٍّ (علیهما السلام) فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ سَمِعْتَ الْمُنَادِيَ
ص: 191
ذَنْبَهُ الْمُسْتَغِيثَ رَبَّهُ فَقُلْتُ نَعَمْ قَدْ سَمِعْتُهُ فَقَالَ اعْتَبِرْهُ (1)عَسَى تَرَاهُ فَمَا زِلْتُ أَخْبِطُ فِي طَخْيَاءِ الظَّلَامِ وَ أَتَخَلَّلُ بَيْنَ النِّيَامِ فَلَمَّا صِرْتُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ بَدَا لِي شَخْصٌ مُنْتَصِبٌ فَتَأَمَّلْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الْمُقِرُّ الْمُسْتَقِيلُ الْمُسْتَغْفِرُ الْمُسْتَجِيرُ أَجِبْ بِاللَّهِ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَأَسْرَعَ فِي سُجُودِهِ وَ قُعُودِهِ وَ سَلَّمَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى أَشَارَ بِيَدِهِ بِأَنْ تَقَدَّمْنِي فَتَقَدَّمْتُهُ. فَأَتَيْتُ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) فَقُلْتُ دُونَكَ هَا هُوَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ نَقِيُّ الثِّيَابِ فَقَالَ لَهُ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ مِنْ بَعْضِ الْعَرَبِ فَقَالَ لَهُ مَا حَالُكَ وَ مِمَّ بُكَاؤُكَ وَ اسْتِغَاثَتُكَ فَقَالَ حَالُ مَنْ أُوخِذَ بِالْعُقُوقِ فَهُوَ فِي ضِيقٍ ارْتَهَنَهُ الْمُصَابُ وَ غَمَرَهُ الاِكْتِيَابُ فَارْتَابَ فَدُعَاؤُهُ لَا يُسْتَجَابُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (علیه السلام) وَ لِمَ ذَلِكَ فَقَالَ لِأَنِّي كُنْتُ مُلْتَهِياً فِي الْعَرَبِ بِاللَّعْبِ وَ الطَّرَبِ أُدِيمُ الْعِصْيَانَ فِي رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ مَا أُرَاقِبُ الرَّحْمَنَ وَ كَانَ لِي وَالِدٌ شَفِيقٌ رَفِيقٌ يُحَذِّرُنِي مَصَارِعَ الْحَدَثَانِ وَ يُخَوِّفُنِي الْعِقَابَ بِالنِّيرَانِ وَ يَقُولُ كَمْ ضَجَّ مِنْكَ النَّهَارُ وَ الظَّلَامُ وَ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامُ وَ الشُّهُورُ وَ الْأَعْوَامُ وَ الْمَلَائِكَةُ الْكِرَامُ وَ كَانَ إِذَا أَلَحَّ عَلَيَّ بِالْوَعْظِ زَجَرْتُهُ وَ انْتَهَرْتُهُ وَ وَثَبْتُ عَلَيْهِ وَ ضَرَبْتُهُ فَعَمَدْتُ يَوْماً إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْوَرِقِ (2) وَ كَانَتْ فِي الْخِبَاءِ فَذَهَبْتُ لِآخُذَهَا وَ أَصْرِفَهَا فِيمَا كُنْتُ عَلَيْهِ فَمَانَعَنِي عَنْ أَخْذِهَا فَأَوْجَعْتُهُ ضَرْباً وَ لَوَيْتُ يَدَهُ وَ أَخَذْتُهَا وَ مَضَيْتُ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ يَرُومُ النُّهُوضَ مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ فَلَمْ يُطِقْ يُحَرِّكُهَا مِنْ شِدَّةِ الْوَجَعِ وَ الْأَلَمِ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
جَرَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَ بَيْنَ مُنَازِلٍ ***سَوَاءٌ كَمَا يَسْتَنزِلُ القَطرَ طَالِبُهُ
وَ رَبَّيْتُ حَتَّى صَارَ جَلْدَاً شَمَرْدَلاً*** إِذا قَامَ سَاوَى غَارِبَ الفَحْلِ غَارِبُهُ
وَ قَدْ كُنْتُ أُوتِيهِ مِنَ الزادِ فِي الصِّبى*** إذا جاعَ مِنْهُ صَفْوَهُ وَ أَطَایِبِ__هُ
ص: 192
فَلمَّا اسْتَوى في عُنْفُوَانِ شَبابِهِ*** وَ أَصْبَحَ كَالرُّمْحِ الرُّدَيني خَاطِبُهُ
تَهَضَّمَني مالي كَذَا وَ لَوىٰ يَدي*** لوى يَدَهُ الله الذي هُوَ غَالِبُهُ
ثُمَّ حَلَفَ بِاللَّهِ لَيَقْدَمَنَّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فَيَسْتَعْدِي اللَّهَ عَلَيَّ قَالَ فَصَامَ أَسَابِيعَ وَ صَلَّى رَكَعَاتٍ وَ دَعَا وَ خَرَجَ مُتَوَجِّهاً عَلَى عِيرَانِهِ يَقْطَعُ بِالسَّيْرِ عَرْضَ الْفَلَاةِ وَ يَطْوِي الْأَوْدِيَةَ وَ يَعْلُو الْجِبَالَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَ أَقْبَلَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فَسَعَى وَ طَافَ بِهِ وَ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِهِ وَ ابْتَهَلَ بِدُعَائِهِ وَ أَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا مَنْ إِلَيْهِ أَتَى الْحُجَّاجُ بِالْجُهْدِ***فَوْقَ الْمَهَاوِي مِنْ أَقْصَى غَايَةِ الْبُعْدِ
إنِّي أَتَيْتُكَ يَا مَنْ لَا يُخَيِّبُ مَنْ*** يَدْعُوهُ مُبْتَهِلا بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ
هَذَا مَنَازِلُ لَا يَرْتَاعُ مِنْ عَقَقي*** فَخُذْ بِحَقِّي يا جبارُ مِنْ وَلَدي
حَتى تَشَلَّ بِعَوْنِ مِنْكَ جَانِبَهُ*** يَا مَنْ تَقَدَّسَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَلِدِ
قَالَ فَوَ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ وَ أَنْبَعَ الْمَاءَ مَا اسْتَتَمَّ دُعَاؤُهُ حَتَّى نَزَلَ بِي مَا تَرَى ثُمَّ كَشَفَ عَنْ يَمِينِهِ فَإِذَا بِجَانِبِهِ قَدْ شَلَّ فَأَنَا مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِينَ أَطْلُبُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْعُوَنِي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي دَعَا بِهِ عَلَيَّ فَلَمْ يُجِبْنِي حَتَّى إِذَا كَانَ الْعَامُ أَنْعَمَ عَلَيَّ فَخَرَجْتُ عَلَى نَاقَةٍ عُشَرَاءَ أُجِدُّ السَّيْرَ حَثِيثاً رَجَاءَ الْعَافِيَةِ حَتَّى إِذَا كُنَّا عَلَى الْأَرَاكِ وَ حَطْمَةِ وَادِي السِّمَاكِ نَفَرَ طَائِرٌ فِي اللَّيْلِ فَنَفَرَتْ مِنْهَا النَّاقَةُ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فَأَلْقَتْهُ إِلَى قَرَارِ الْوَادِي وَ أَرْفَضَ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ فَقَبَرْتُهُ هُنَاكَ وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنِّي لَا أَعْرِفُ إِلَّا الْمَأْخُوذَ بِدَعْوَةِ أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) أَتَاكَ الْغَوْثُ أَ لَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ الْأَعْظَمُ الْعَزِيزُ الْأَكْرَمُ الَّذِي يُجِيبُ بِهِ مَنْ دَعَاهُ وَ يُعْطِي بِهِ مَنْ سَأَلَهُ وَ يُفَرِّجُ الْهَمَّ وَ يَكْشِفُ بِهِ الْكَرْبَ وَ يَذْهَبُ بِهِ الْغَمَّ وَ يُبْرِئُ بِهِ السُّقْمَ وَ يَجْبُرُ بِهِ الْكَسِيرَ وَ يُغْنِي بِهِ الْفَقِيرَ وَ يَقْضِي بِهِ الدَّيْنَ وَ يَرُدُّ بِهِ الْعَيْنَ وَ يَغْفِرُ بِهِ الذُّنُوبَ وَ يَسْتُرُ بِهِ الْعُيُوبَ وَ يُؤْمِنُ بِهِ كُلَّ خَائِفٍ مِنْ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ وَ جَبَّارٍ عَنِيدٍ،
ص: 193
بِهِ طَائِعٌ لِلَّهِ عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ مِنْ مَكَانِهِ أَوْ عَلَى مَيِّتٍ لَأَحْيَاهُ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ لَوْ دَعَا بِهِ عَلَى الْمَاءِ لَمَشَى عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ لَا يَدْخُلَهُ الْعُجْبُ فَاتَّقِ اللَّهَ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَقَدْ أَدْرَكَتْنِي الرَّحْمَةُ لَكَ وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مِنْكَ صِدْقَ النِّيَّةِ إِنَّكَ لَا تَدْعُو بِهِ فِي مَعْصِيَتِهِ وَ لَا تُفِيدُهُ إِلَّا الثِّقَةَ فِي دِينِكَ فَإِنْ أَخْلَصْتَ النِّيَّةَ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَكَ وَ رَأَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فِي مَنَامِكَ يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ وَ الْإِجَابَةِ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِيٍّ (علیهما السلام) فَكَانَ سُرُورِي بِفَائِدَةِ الدُّعَاءِ أَشَدَّ مِنْ سُرُورِ الرَّجُلِ بِعَافِيَتِهِ وَ مَا نَزَلَ بِهِ لِأَنَّنِي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ وَ لَا عَرَفْتُ هَذَا الدُّعَاءَ قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ ائْتِنِي بِدَوَاةٍ وَ بَيَاضٍ وَ اكْتُبْ مَا أُمْلِيهِ عَلَيْكَ فَفَعَلْتُ وَ هُوَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا مَنْ لَا يَعْلَمُ مَا هُوَ وَ لَا أَيْنَ هُوَ وَ لَا حَيْثُ هُوَ وَ لَا كَيْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ يَا ذَا الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ يَا ذَا الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ يَا مَلِكُ يَا قُدُّوسُ يَا سَلَامُ يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا خَالِقُ يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ يَا مُفِيدُ يَا وَدُودُ [يَا مُدَبِّرُ يَا شَدِيدُ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ يَا مُبِيدُ خ ل] يَا بَعِيدُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ يَا رَقِيبُ يَا حَسِيبُ يَا بَدِيعُ يَا رَفِيعُ يَا مَنِيعُ يَا سَمِيعُ يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ يَا كَرِيمُ يَا مَحْمُودُ يَا مَعْبُودُ يَا قَدِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا دَيَّانُ يَا مُسْتَعَانُ يَا جَلِيلُ يَا جَمِيلُ يَا وَكِيلُ يَا كَفِيلُ يَا مُقِيلُ يَا مُنِيلُ يَا نَبِيلُ يَا دَلِيلُ يَا هَادِي يَا بَادِي يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا قَائِمُ يَا دَائِمُ يَا عَالِمُ يَا حَاكِمُ يَا قَاضِي يَا عَادِلُ يَا فَاضِلُ يَا وَاصِلُ يَا طَاهِرُ يَا مُطَهِّرُ يَا قَادِرُ يَا مُقْتَدِرُ يَا كَبِيرُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَ لَا كَانَ مَعَهُ وَزِيرٌ وَ لَا اتَّخَذَ مَعَهُ مُشِيراً وَ لَا احْتَاجَ إِلَى ظَهِيرٍ وَ لَا كَانَ مَعَهُ إِلَهٌ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الْجَاحِدُونَ [الظَّالِمُونَ خ ل] عُلُوّاً كَبِيراً يَا
ص: 194
عَالِمُ يَا شَامِخُ يَا بَاذِخُ يَا فَتَّاحُ [يَا نَفَّاحُ خ ل] يَا مُرْتَاحُ يَا مُفَرِّجُ يَا نَاصِرُ يَا مُنْتَصِرُ يَا مُهْلِكُ [مُدْرِكُ خ ل] يَا مُنْتَقِمُ يَا بَاعِثُ يَا وَارِثُ يَا أَوَّلُ يَا طَالِبُ يَا غَالِبُ يَا مَنْ لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ يَا تَوَّابُ يَا أَوَّابُ يَا وَهَّابُ يَا مُسَبِّبَ الْأَسْبَابِ يَا مُفَتِّحَ الْأَبْوَابِ يَا مَنْ حَيْثُ مَا دُعِيَ أَجَابَ يَا طَهُورُ يَا شَكُورُ يَا عَفُوُّ يَا غَفُورُ يَا نُورَ النُّورِ يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ يَا مُتَجَبِّرُ يَا مُنِيرُ يَا بَصِيرُ يَا ظَهِيرُ يَا كَبِيرُ يَا وَتْرُ يَا فَرْدُ يَا صَمَدُ يَا سَنَدُ يَا كَافِي یَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُعَافِي يَا مُنْعِمُ يَا مُتَفَضِّلُ يَا مُتَكَرِّمُ يَا مُتَفَرِّدُ يَا مَنْ عَلَا فَقَهَرَ يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ يَا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ يَا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ يَا مِنَ عُصِىَ فَغَفَرَ وَ سَتَرَ يَا مَنْ لَا تَحْوِيهِ الْفِكَرُ وَ لَا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ وَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَثَرٌ يَا رَازِقَ الْبَشَرِ وَ يَا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ يَا عَالِيَ الْمَكَانِ يَا شَدِيدَ الْأَرْكَانِ يَا مُبَدِّلَ الزَّمَانِ يَا قَابِلَ الْقُرْبَانِ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الْإِحْسَانِ يَا ذَا الْعِزِّ وَ السُّلْطَانِ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ يَا عَظِيمَ الشَّأْنِ يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ يَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ يَا مُنْجِحَ الطَّلِبَاتِ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ يَا مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ يَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا وَلِيَّ الْحَسَنَاتِ يَا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ يَا مُعْطِيَ الْمَسْأَلَاتِ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ [ یا جامِعَ الشَّتاتِ خ ل] يَا مُطَّلِعَ عَلَى النِّيَّاتِ يَا رَادَّ مَا قَدْ فَاتَ يَا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ يَا مَنْ لَا تَضْجُرُهُ الْمَسْأَلَاتُ وَ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ يَا نُورَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ يَا سَابِغَ النِّعَمِ يَا دَافِعَ النِّقَمِ يَا بَارِئَ النَّسَمِ يَا جَامِعَ الْأُمَمِ يَا شَافِيَ السَّقَمِ يَا خَالِقَ النُّورِ وَ الظُّلَمِ يَا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ يَا مَنْ لَا يَطَأُ عَرْشَهُ قَدَمٌ يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ يَا ظَهْرَ اللَّاجِينَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَا
ص: 195
غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَا غَايَةَ الطَّالِبِينَ يَا صَاحِبَ كُلِّ غَرِيبٍ يَا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يَا مَلْجَأَ كُلِّ طَرِيدٍ يَا مَأْوَى كُلِّ شَرِيدٍ يَا حَافِظَ كُلِّ ضَالَّةٍ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا فَكَّاكَ كُلِّ أَسِيرٍ يَا مُغْنِيَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا مَنْ لَهُ التَّدْبِيرُ وَ التَّقْدِيرُ يَا مَنِ الْعَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَفْسِيرٍ يَا مَنْ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ خَبِيرٌ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ يَا مُرْسِلَ الرِّيَاحِ يَا فَالِقَ الْإِصْبَاحِ يَا بَاعِثَ الْأَرْوَاحِ يَا ذَا الْجُودِ وَ السَّمَاحِ يَا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتَاحٍ يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يَا سَابِقَ كُلِّ فَوْتٍ يَا مُحْيِيَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ يَا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي يَا حَافِظِي فِي غُرْبَتِي يَا مُونِسِي فِي وَحْدَتِي يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يَا كَنَفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ وَ تُسَلِّمُنِي الْأَقَارِبُ وَ يَخْذُلُنِي كُلُّ صَاحِبٍ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ يَا كَهْفَ مَنْ لَا كَهْفَ لَهُ يَا رُكْنَ مَنْ لَا رُكْنَ لَهُ يَا غِيَاثَ مَنْ لَا غِيَاثَ لَهُ يَا جَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ يَا جَارِيَ اللَّصِيقُ يَا رُكْنِيَ الْوَثِيقُ يَا إِلَهِي بِالتَّحْقِيقِ يَا رَبَّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ يَا شَفِيقُ يَا رَفِيقُ فُكَّنِي مِنْ حِلَقِ (1) الْمَضِيقِ وَ اصْرِفْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ ضِيقٍ وَ اكْفِنِي شَرَّ مَا لَا أُطِيقُ وَ أَعِنِّي عَلَى مَا أُطِيقُ يَا رَادَّ يُوسُفَ عَلَى يَعْقُوبَ يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ يَا غَافِرَ ذَنْبِ دَاوُدَ يَا رَافِعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ أَيْدِي الْيَهُودِ يَا مُجِيبَ نِدَاءِ يُونُسَ فِي الظُّلُمَاتِ يَا مُصْطَفِيَ مُوسَى بِالْكَلِمَاتِ يَا مَنْ غَفَرَ لِآدَمَ خَطِيئَتَهُ وَ رَفَعَ إِدْرِيسَ بِرَحْمَتِهِ يَا مَنْ نَجَّى نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ يَا مَنْ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى يَا مَنْ دَمَّرَ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ وَ دَمْدَمَ
ص: 196
عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ يَا مَنِ اتَّخَذَ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً يَا مَنِ اتَّخَذَ مُوسَى كَلِيماً وَ اتَّخَذَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ) حَبِيباً يَا مُؤْتِيَ لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ وَ الْوَاهِبَ لِسُلَيْمَانَ مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ يَا مَنْ نَصَرَ ذَا الْقَرْنَيْنِ عَلَى الْمُلُوكِ الْجَبَابِرَةِ يَا مَنْ أَعْطَى الْخَضِرَ الْحَيَاةَ وَ رَدَّ لِيُوشَعَ بْنِ نُونٍ الشَّمْسَ بَعْدَ غُرُوبِهَا يَا مَنْ رَبَطَ عَلَى قَلْبِ أُمِّ مُوسَى وَ أَحْصَنَ فَرْجَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ يَا مَنْ حَصَّنَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا مِنَ الذَّنْبِ وَ سَكَّنَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبَ يَا مَنْ بَشَّرَ زَكَرِيَّا بِيَحْيَى يَا مَنْ فَدَى إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ يَا مَنْ قَبِلَ قُرْبَانَ هَابِيلَ وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى قَابِيلَ يَا هَازِمَ الْأَحْزَابِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ سَأَلَكَ بِهَا أَحَدٌ مِمَّنْ رَضِيتَ عَنْهُ فَحَتَمْتَ لَهُ عَلَى الْإِجَابَةِ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ وَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِمَا لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى الَّتِي بَيَّنْتَهَا فِي كِتَابِكَ فَقُلْتَ وَ لِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَ قُلْتَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ قُلْتَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ وَ قُلْتَ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي وَ أَطْمَعُ فِي إِجَابَتِي يَا مَوْلَايَ كَمَا وَعَدْتَنِي وَ قَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَافْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا
ص: 197
وَ تَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى مَا أَحْبَبْتَ وَ تُسَمِّي حَاجَتَكَ وَ لَا تَدْعُ بِهِ إِلَّا وَ أَنْتَ طَاهِرٌ ثُمَّ قَالَ لِلْفَتَى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ فَادْعُ بِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ ائْتِنِي مِنْ غَدٍ بِالْخَيْرِ ،قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِيٍّ (علیهما السلام) وَ أَخَذَ الْفَتَى الْكِتَابَ وَ مَضَى فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ مَا أَصْبَحْنَا حَسَناً حَتَّى أَتَى الْفَتَى إِلَيْنَا سَلِيماً مُعَافاً وَ الْكِتَابُ بِيَدِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا وَ اللَّهِ الاِسْمُ الْأَعْظَمُ اسْتُجِيبَ لِي وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ (صلوات الله علیه) حَدِّثْنِي قَالَ هَدَأَتِ الْعُيُونُ بِالرُّقَادِ وَ اسْتَحْلَكَ جِلْبَابُ اللَّيْلِ رَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ بِحَقِّهِ مِرَاراً فَأُجِبْتُ فِي الثَّانِيَةِ حَسْبُكَ فَقَدْ دَعَوْتَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ ثُمَّ اضْطَجَعْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فِي مَنَامِي وَ قَدْ مَسَحَ يَدَهُ الشَّرِيفَةَ عَلَيَّ وَ هُوَ يَقُولُ احْتَفِظْ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ فَانْتَبَهْتُ مُعَافاً كَمَا تَرَى فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَوْفِيقَ أَهْلِ الْهُدَى وَ أَعْمَالَ أَهْلِ التَّقْوَى وَ مُنَاصَحَةَ أَهْلِ التَّوْبَةِ وَ عَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ وَ حَذَرَ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ طَلَبَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ زِينَةَ أَهْلِ الْوَرَعِ وَ خَوْفَ أَهْلِ الْجَزَعِ حَتَّى أَخَافَكَ اللَّهُمَّ مَخَافَةً تَحْجُزُنِي عَنْ مَعَاصِيكَ وَ حَتَّى أَعْمَلَ بِطَاعَتِكَ عَمَلاً أَسْتَحِقُّ بِهِ كَرَامَتَكَ وَ حَتَّى أُنَاصِحَكَ فِي التَّوْبَةِ خَوْفاً لَكَ وَ حَتَّى أُخْلِصَ لَكَ فِي النَّصِيحَةِ حُبّاً لَكَ وَ حَتَّى أَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِي الْأُمُورِ حُسْنَ ظَنٍّ بِكَ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ مِنَ اللَّهِ وَ إِلَى اللَّهِ وَ فِي
ص: 198
سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَ وَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكْفِينِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ وَ لَا يَكْفِينِي أَحَدٌ مِنْكَ فَاكْفِنِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً إِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ص: 199
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا [ثَنِي خ ل] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: كَانَ الَّذِي دَعَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ أَنْ قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْبَهَاءِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْجَلَالِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعِزَّةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ السَّرَائِرِ السَّابِقِ الْفَائِقِ الْحَسَنِ النَّصِيرِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِيَةِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ بِالْعَيْنِ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ بِالاِسْمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ وَ بِالاِسْمِ الْأَعْظَمِ
ص: 200
الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْمُحِيطِ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَ بِهِ الْقَمَرُ وَ سُجِّرَتْ بِهِ الْبِحَارُ وَ نُصِبَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَ بِالاِسْمِ الَّذِي قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَ الْكُرْسِيُّ وَ بِأَسْمَائِكَ الْمُقَدَّسَاتِ الْمُكَرَّمَاتِ الْمَكْنُونَاتِ الْمَخْزُونَاتِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ كُلِّهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا.
قَالَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) يَا أَبَانُ إِيَّاكُمْ أَنْ تَدْعُوا بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا لِأَمْرٍ مُهِمٍّ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْعِبَادَ مَا يَدْرُونَ مَا هُوَ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا [حَدَّثَنِي خ ل] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي الْمُهِمَّاتِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَوْرَاقاً مِنْ صَحِيفَةٍ عَتِيقَةٍ فَقَالَ انْتَسِخْ مَا فِيهَا فَهُوَ دُعَاءُ جَدِّي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (علیهما السلام) لِلْمُهِمَّاتِ فَكَتَبْتُ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِهِ فَمَا كَرَبَنِي شَيْءٌ قَطُّ وَ أَهَمَّنِي إِلَّا دَعَوْتُ بِهِ فَفَرَّجَ اللَّهُ كَرْبِي وَ هَمِّي وَ أَعْطَانِي سُؤْلِي وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ هَدَيْتَنِي فَلَهَوْتُ وَ وَعَظْتَنِي فَقَسَوْتُ وَ أَبْلَيْتَ الْجَمِيلَ فَعَصَيْتُ ثُمَّ عَرَفْتُ مَا أَصْدَرْتَ إِذْ عَرَّفْتَنِيهِ فَاسْتَغْفَرْتُ وَ أَقَلْتَ فَعُدْتُ فَسَتَرْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا إِلَهِي تَقَحَّمْتُ أَوْدِيَةَ هَلَاكِي وَ تحَلَّلْتُ [حَلَّلْتُ خ ل] شِعَابَ تَلَفِي وَ تَعَرَّضْتُ فِيهَا بِسَطَوَاتِكَ وَ بِحُلُولِهَا لِعُقُوبَاتِكَ وَسِيلَتِي إِلَيْكَ التَّوْحِيدُ وَ ذَرِيعَتِي إِنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً وَ لَمْ أَتَّخِذْ مَعَكَ إِلَهاً وَ قَدْ فَرَرْتُ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِي وَ إِلَيْكَ يَفِرُّ الْمُسِيءُ وَ أَنْتَ مَفْزَعُ الْمُضِيعِ حَظَّ نَفْسِهِ الْمُلْتَجِئِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا إِلَهِي فَكَمْ
ص: 201
مِنْ عَدُوٍّ انْتَضَى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ وَ شَحَذَ لِي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ وَ أَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ وَ دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ صَدَدَ نَحْوِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ وَ أَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ وَ يُجَرِّعَنِي ذُعَافَ مَرَارَتِهِ فَنَظَرْتَ يَا إِلَهِي إِلَى ضَعْفِي عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ وَ عَجْزِي عَنِ الاِنْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحَارَبَتِهِ وَ وَحْدَتِي فِي كَثْرَةِ عَدَدِ مَنْ نَاوَانِي وَ أَرْصَدَ لِي بِالْبَلَاءِ فِيمَا لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي وَ ابْتَدَأْتَنِي بِنُصْرَتِكَ وَ شَدَدْتَ أَزْرِي بِقُوَّتِكَ ثُمَّ فَلَلْتَ لِي حَدَّهُ وَ صَيَّرْتَهُ مِنْ بَعْدِ جَمْعِ عَدِيدِهِ وَحْدَهُ وَ أَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ وَ جَعَلْتَ مَا سَدَّدَهُ مَرْدُوداً عَلَيْهِ وَ رَدَدْتَهُ لَمْ يَشْفِ غَلِيلَهُ وَ لَمْ يُبَرِّدْ حَرَارَةَ غَيْظِهِ قَدْ عَضَّ عَلَيَّ شَوَاهُ وَ أَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْلَفَتْ سَرَايَاهُ وَ كَمْ مِنْ بَاغٍ بَغَانِي بِمَكَايِدِهِ وَ نَصَبَ لِي أَشْرَاكَ مَصَايِدِهِ وَ وَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ وَ أَضْبَأَ إِلَيَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ انْتِظَاراً لاِنْتِهَازِ الْفُرْصَةِ لِفَرِيصَتِهِ وَ هُوَ يُظْهِرُ لِي بَشَاشَةَ الْمَلَقِ وَ يُبْطِنُ عَلَيَّ شِدَّةَ الْحَنَقِ فَلَمَّا رَأَيْتَ يَا إِلَهِي تَبَاركْتَ وَ تَعَالَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ وَ قُبْحَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ أَرْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ فِي زُبْيَتِهِ (1) وَ رَدَدْتَهُ فِي مَهْوَى حَفِيرَتِهِ فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلاً فِي رِبْقِ حَبَائِلِهِ الَّتِي كَانَ يَقْدِرُ لِي أَنْ يَرَانِي فِيهَا وَ قَدْ كَادَ أَنْ يَحُلَّ بِي لَوْ لَا رَحْمَتُكَ مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ وَ كَمْ مِنْ حَاسِدٍ قَدْ شَرَقَ بِي بِغُصَّتِهِ وَ شَجَى مِنِّي بِغَيْظِهِ وَ سَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ وَ وَخَزَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ وَ جَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ وَ قَلَّدَنِي خِلَالاً لَمْ يَزَلْ فِيهِ وَ وَخَزَنِي بِكَيْدِهِ وَ قَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ فَنَادَيْتُكَ يَا إِلَهِي مُسْتَغِيثاً بِكَ وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ عَالِماً أَنَّهُ لَنْ يُضْطَهَدَ مَنْ آوَى إِلَى ظِلِّ كَنَفِكَ وَ لَمْ يَفْزَعْ مَنْ لَجَأَ إِلَى مَعَاقِلِ انْتِصَارِكَ فَحَصَّنْتَنِي مِنْ
ص: 202
بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ وَ كَمْ مِنْ سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ قَدْ جَلَّيْتَهَا عَنِّي وَ سَحَائِبِ نِعَمٍ أَمْطَرْتَهَا عَلَيَّ وَ جَدَاوِلِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا وَ عَافِيَةٍ أَلْبَسْتَهَا وَ أَعْيُنِ أَحْدَاثٍ طَمَسْتَهَا وَ غَوَاشِي كُرُبَاتٍ كَشَفْتَهَا وَ كَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ وَ عُدْمِ إِمْلَاقٍ جَبَرْتَ وَ صَرْعَةٍ أَنْعَشْتَ (1) وَ مَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ كُلُّ ذَلِكَ إِنْعَاماً وَ تَطَوُّلاً مِنْكَ وَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ انْهِمَاكاً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيكَ لَمْ يَمْنَعْكَ إِسَاءَتِي عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ وَ لَا حَجَزَنِي ذَلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ لَا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ وَ لَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ وَ لَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ وَ اسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ أَبَيْتَ إِلَّا إِحْسَاناً وَ أَبَيْتُ إِلَّا تَقَحُّمَ حُرُمَاتِكَ وَ تَعَدِّيَ حُدُودِكَ وَ الْغَفْلَةَ عَنْ وَعِيدِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ هَذَا مَقَامُ مَنِ اعْتَرَفَ لَكَ بِسُبُوغِ النِّعَمِ وَ قَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ وَ شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّضْيِيعِ إِلَهِي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفِيعَةِ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضَاءِ فَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ مَا يَكِيدُنِي وَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ يُرِيدُنِي سُوءاً فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَضِيقُ عَلَيْكَ فِي وُجْدِكَ وَ لَا يَتَكَأَّدُكَ (2) فِي قُدْرَتِكَ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَهَبْ لِي يَا إِلَهِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ دَوَامِ تَوْفِيقِكَ مَا أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ بِهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ وَ آمَنُ بِهِ مِنْ عِقَابِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِلَهِي ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي مَا أَبْقَيْتَنِي وَ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ تَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِينِي وَ ارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِي مَا يُرْضِيكَ عَنِّي وَ أَلْزِمْ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي وَ اجْعَلْنِي أَتْلُوهُ عَلَى مَا يُرْضِيكَ بِهِ عَنِّي وَ نَوِّرْ بِهِ بَصَرِي وَ أَوْعِهِ سَمْعِي وَ اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي وَ فَرِّجْ بِهِ قَلْبِي وَ أَطْلِقْ بِهِ لِسَانِي وَ اسْتَعْمِلْ بِهِ بَدَنِي وَ اجْعَلْ فِيَّ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ مَا يُسَهِّلُ ذَلِكَ عَلَيَّ
ص: 203
فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ أَمَلِي وَ إِلَهِي وَ غِيَاثِي وَ سَنَدِي وَ خَالِقِي وَ نَاصِرِي وَ ثِقَتِي وَ رَجَائِي لَكَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي وَ لَكَ سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ بِيَدِكَ رِزْقِي وَ إِلَيْكَ أَمْرِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَلَكْتَنِي بِقُدْرَتِكَ وَ قَدَرْتَ عَلَيَّ بِسُلْطَانِكَ فَلَكَ الْقُدْرَةُ فِي أَمْرِي وَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ لَا يَحُولُ أَحَدٌ دُونَ رِضَاكَ بِرَأْفَتِكَ أَرْجُو رَحْمَتَكَ وَ بِرَحْمَتِكَ أَرْجُو رِضْوَانَكَ لَا أَرْجُو ذَلِكَ بِعَمَلِي فَقَدْ عَجَزَ عَنِّي عَمَلِي فَكَيْفَ أَرْجُو مَا قَدْ عَجَزَ عَنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ فَاقَتِي وَ ضَعْفَ قُوَّتِي وَ إِفْرَاطِي فِي أَمْرِي وَ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِي وَ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي فَاكْفِنِي ذَلِكَ كُلَّهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ وَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ مِنَ الْآمِنِينَ فَآمِنِّي وَ بِتَيْسِيرِكَ فَيَسِّرْ لِي وَ بِإِظْلَالِكَ فَظَلِّلْنِي وَ بِمَفَازَةٍ مِنَ النَّارِ فَنَجِّنِي وَ لَا تُمِسَّنِي السُّوءَ وَ لَا تُخْزِنِي وَ مِنَ الدُّنْيَا فَسَلِّمْنِي وَ حُجَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَقِّنِّي وَ بِذِكْرِكَ فَذَكِّرْنِي وَ لِلْيُسْرَى فَيَسِّرْنِي وَ لِلْعُسْرَى فَجَنِّبْنِي وَ لِلصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً فَأَلْهِمْنِي وَ لِعِبَادَتِكَ فَقَوِّنِي وَ فِي الْفِقْهِ وَ مَرْضَاتِكَ فَاسْتَعْمِلْنِي وَ مِنْ فَضْلِكَ فَارْزُقْنِي وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَبَيِّضْ وَجْهِي وَ حِسَاباً يَسِيراً فَحَاسِبْنِي وَ بِقَبِيحِ عَمَلِي فَلَا تَفْضَحْنِي وَ بِهُدَاكَ فَاهْدِنِي وَ بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ فَثَبِّتْنِي وَ مَا أَحْبَبْتَ فَحَبِّبْهُ إِلَيَّ وَ مَا كَرِهْتَ فَبَغِّضْهُ إِلَيَّ وَ مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَاكْفِنِي وَ فِي صَلَاتِي وَ صِيَامِي وَ دُعَائِي وَ نُسُكِي وَ شُكْرِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَبَارِكْ لِي وَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ فَابْعَثْنِي وَ سُلْطَاناً نَصِيراً فَاجْعَلْ لِي وَ ظُلْمِي وَ جَهْلِي وَ إِسْرَافِي فِي أَمْرِي فَتَجَاوَزْ عَنِّي وَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَ الْمَمَاتِ فَخَلِّصْنِي وَ مِنَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ فَنَجِّنِي وَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاجْعَلْنِي وَ أَدِمْ لِي صَلَاحَ الَّذِي آتَيْتَنِي وَ بِالْحَلَالِ عَنِ الْحَرَامِ فَأَغْنِنِي وَ بِالطَّيِّبِ عَنِ
ص: 204
الْخَبِيثِ فَاكْفِنِي أَقْبِلْ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ إِلَيَّ وَ لَا تَصْرِفْهُ عَنِّي وَ إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ فَاهْدِنِي وَ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى فَوَفِّقْنِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّيَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الْكِبْرِيَاءِ وَ التَّعَظُّمِ وَ الْخُيَلَاءِ وَ الْفَخْرِ وَ الْبَذَخِ وَ الْأَشَرِ وَ الْبَطَرِ وَ الْإِعْجَابِ بِنَفْسِي وَ الْجَبَرِيَّةِ (1) رَبِّ فَنَجِّنِي وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ مِنَ الْعَجْزِ وَ الْبُخْلِ وَ الْحِرْصِ وَ الْمُنَافَسَةِ وَ الْغِشِّ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الطَّمَعِ وَ الطَّبْعِ وَ الْهَلَعِ وَ الْجَزَعِ وَ الزَّيْغِ وَ الْقَمْعِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَغْيِ وَ الظُّلْمِ وَ الاِعْتِدَاءِ وَ الْفَسَادِ وَ الْفُجُورِ وَ الْفُسُوقِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ وَ الْعُدْوَانِ وَ الطُّغْيَانِ رَبِّ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَضِيحَةِ وَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَ الْقَطِيعَةِ وَ السَّيِّئَةِ وَ الْفَوَاحِشِ وَ الذُّنُوبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْإِثْمِ وَ الْمَأْثَمِ وَ الْحَرَامِ وَ الْمُحَرَّمِ وَ الْخَبِيثِ وَ كُلِّ مَا لَا تُحِبُّ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَ بَغْيِهِ وَ ظُلْمِهِ وَ عُدْوَانِهِ وَ شَرَكِهِ وَ زَبَانِيَتِهِ وَ جُنْدِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ مِنْ دَابَّةٍ وَ هَامَّةٍ أَوْ جِنٍّ أَوْ إِنْسٍ مِمَّا يَتَحَرَّكُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ كَاهِنٍ وَ سَاحِرٍ وَ رَاكِنٍ وَ نَافِثٍ وَ رَاقٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ وَ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ نَافِسٍ وَ ظَالِمٍ وَ مُتَعَدٍّ وَ جَائِرٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَمَى وَ الصَّمَمِ وَ الْبَكَمِ وَ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ وَ الشَّكِّ وَ الرَّيْبِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَ الْفَشَلِ وَ الْعَجْزِ وَ التَّفْرِيطِ وَ الْعَجَلَةِ وَ التَّضْيِيعِ وَ التَّقْصِيرِ وَ الْإِبْطَاءِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى رَبِّ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَ الْفَاقَةِ وَ الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ الضِّيقَةِ وَ الْغَائِلَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْقِلَّةِ وَ الذِّلَّةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضِّيقِ وَ الشِدَّةِ وَ الْقَيْدِ وَ الْحَبْسِ وَ الْوَثَاقِ وَ السُّجُونِ
ص: 205
وَ الْبَلَاءِ وَ كُلِّ مُصِيبَةٍ لَا صَبْرَ لِي عَلَيْهَا آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ أَعْطِنَا كُلَّ الَّذِي سَأَلْنَاكَ وَ زِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ عَلَى قَدْرِ جَلَالِكَ وَ عَظَمَتِكَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
يُقَالُ ذَلِكَ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ غُرُوبِهَا لِمَوْلَانَا سَيِّدِ الْعَابِدِينَ (علیه السلام) .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ وَ لَا غَالِبَ إِلَّا اللَّهُ غَالِبُ كُلِّ شَيْءٍ وَ بِهِ يَغْلِبُ الْغَالِبُونَ وَ مِنْهُ يَطْلُبُ الرَّاغِبُونَ وَ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ وَ بِهِ يَعْتَصِمُ الْمُعْتَصِمُونَ وَ يَثِقُ الْوَاثِقُونَ وَ يَلْتَجِئُ الْمُلْتَجِئُونَ وَ هُوَ حَسْبُهُمْ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ احْتَرَزْتُ بِاللَّهِ وَ احْتَرَسْتُ بِاللَّهِ وَ لَجَأْتُ إِلَى اللَّهِ وَ اسْتَجَرْتُ بِاللَّهِ وَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ وَ امْتَنَعْتُ بِاللَّهِ وَ اعْتَزَزْتُ بِاللَّهِ وَ قَهَرْتُ بِاللَّهِ وَ غَلَبْتُ بِاللَّهِ وَ اعْتَمَدْتُ عَلَى اللَّهِ وَ اسْتَتَرْتُ بِاللَّهِ وَ حُفِظْتُ بِاللَّهِ وَ اسْتُحْفِظْتُ بِاللَّهِ خَيْرِ الْحَافِظِينَ وَ تَكَهَّفْتُ بِاللَّهِ وَ حُطْتُ نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ إِخْوَانِي وَ كُلُّ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِاللَّهِ الْحَافِظِ اللَّطِيفِ وَ اكْتَلَأْتُ بِاللَّهِ وَ صَحِبْتُ حَافِظَ الصَّاحِبِينَ وَ حَافِظَ الْأَصْحَابِ الْحَافِظِينَ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ الَّذِي مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ (إِلَى آخِرِ الْآيَةِ) وَ لَقَدْ
ص: 206
ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَ دَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ. إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْکِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ إِنّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى. وَ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَ لا يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتى أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ. إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ قالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ. قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ. فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ. وَ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنّاظِرِينَ قالَ كَلّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ - يا مُوسى لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ يا مُوسى أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَ مَنِ
ص: 207
اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ وَ لَقَدْ مَنَنّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ . وَ نَجَّيْناهُما وَ قَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ. وَ نَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي. إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ ناصِحُونَ. فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .
قَالَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) انْكَسَرَتْ يَدُ ابْنِي مَرَّةً فَأَتَيْتُ بِهِ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَبِّرَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَى كَسْراً قَبِيحاً ثُمَّ صَعِدَ غُرْفَتَهُ يَجِيء بِعِصَابَةٍ وَ رِفَادَةٍ فَذَكَرْتُ فِي سَاعَتِي تِلْكَ مَا عَلَّمَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ (علیهما السلام) فَأَخَذْتُ يَدَ ابْنِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ وَ مَسَحْتُ الْكَسْرَ فَاسْتَوَى الْكَسْرُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَنَزَلَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئاً فَقَالَ نَاوِلْنِي الْيَدَ الْأُخْرَى فَلَمْ يَرَ كَسْراً فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَيْسَ عَهْدِي بِهِ كَسْراً قَبِيحاً فَمَا هَذَا أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِعَجَبٍ مِنْ سِحْرِكُمْ مَعَاشِرَ الشِّيعَةِ فَقُلْتُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ لَيْسَ هَذَا بِسِحْرٍ بَلْ إِنِّي ذَكَرْتُ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ مَوْلَايَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (علیهما السلام) فَدَعَوْتُ بِهِ فَقَالَ عَلِّمْنِيهِ فَقُلْتُ أَ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مَا قُلْتَ لَا وَ لَا نُعْمَةَ عَيْنٍ (1) لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ فَقُلْتُ لِأَبِي حَمْزَةَ نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ إِلَّا مَا أَوْرَدْتَنَاهُ وَ أَفَدْتَنَاهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا ذَكَرْتُ مَا قُلْتُ إِلَّا وَ أَنَا أُفِيدُكُمْ اكْتُبُوا:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ يَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ يَا
ص: 208
حَيُّ مَعَ كُلِّ حَيٍّ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ يَا حَيُّ يَبْقَى وَ يَفْنَى كُلُّ حَيٍّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا حَيُّ يَا كَرِيمُ يَا مُحْيِيَ الْمَوْتَى يَا قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ رَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْقُرْآنِ وَ بِحُرْمَةِ الْإِسْلَامِ وَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَ أَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً وَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَ أَمِينَيْكَ وَ حُجَّتَيْكَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ نُورِ الزَّاهِدِينَ وَ وَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ إِمَامِ الْخَاشِعِينَ وَ وَلِيِّ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْقَائِمِ فِي خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ وَ بَاقِرِ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ الدَّلِيلِ عَلَى أَمْرِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمُقْتَدِي بِآبَائِهِ الصَّالِحِينَ وَ كَهْفِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ مِنْ أَوْلَادِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُقْتَدِى بِآبَائِهِ الصَّالِحِينَ وَ الْبَارِّ مِنْ عِتْرَتِهِ الْبَرَرَةِ الْمُتَّقِينَ وَ وَلِيِّ دِينِكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْعَبْدِ الصَّالِحِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمُرْسَلِينَ وَ لِسَانِكَ فِي خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ وَ النَّاطِقِ بِأَمْرِكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَى بَرِيَّتِكَ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضَى الزَّكِيِّ الْمُصْطَفَى الْمَخْصُوصِ بِكَرَامَتِكَ وَ الدَّاعِي إِلَى طَاعَتِكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّشِيدِ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ النَّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَ حَقِّكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَى بَرِيَّتِكَ وَ وَلِيِّكَ وَ ابْنِ أَوْلِيَائِكَ وَ حَبِيبِكَ وَ ابْنِ أَحِبَّائِكَ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَ الرُّكْنِ الْوَثِيقِ الْقَائِمِ بِعَدْلِكَ وَ الدَّاعِي إِلَى دِينِكَ وَ دِينِ نَبِيِّكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَى بَرِيَّتِكَ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَ وَلِيِّكَ وَ خَلِيفَتِكَ الْمُؤَدِّي عَنْكَ فِي خَلْقِكَ
ص: 209
عَنْ آبَائِهِ الصَّادِقِينَ وَ بِحَقِّ خَلَفِ الْأَئِمَّةِ الْمَاضِينَ وَ الْإِمَامِ الزَّكِيِّ الْهَادِي الْمَهْدِيِّ وَ الْحُجَّةِ بَعْدَ آبَائِهِ عَلَى خَلْقِكَ الْمُؤَدِّي عَنْ عِلْمِ نَبِيِّكَ وَ وَارِثِ عِلْمِ الْمَاضِينَ مِنَ الْوَصِيِّينَ الْمَخْصُوصِ الدَّاعِي إِلَى طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ آبَائِهِ الصَّالِحِينَ يَا مُحَمَّدُ يَا أَبَا الْقَاسِمَاهْ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي إِلَى اللَّهِ أَتَشَفَّعُ بِكَ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ بِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ الْخَلَفِ الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى مَنِ اتَّبَعَهُمْ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةَ الْمُرْسَلِينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الصَّالِحِينَ صَلَاةً لَا يَقْدِرُ عَلَى إِحْصَائِهَا غَيْرُكَ اللَّهُمَّ أَلْحِقْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ شِيعَتَهُمْ بِنَبِيِّكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ أَلْحِقْنَا بِهِمْ مُؤْمِنِينَ مُخْبِتِينَ فَائِزِينَ مُتَّقِينَ صَالِحِينَ خَاشِعِينَ عَابِدِينَ مُوَفَّقِينَ مُسَدَّدِينَ عَامِلِينَ زَاكِينَ تَائِبِينَ سَاجِدِينَ رَاكِعِينَ شَاكِرِينَ حَامِدِينَ صَابِرِينَ مُحْتَسِبِينَ مُنِيبِينَ مُصِيبِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَلَّى وَلِيَّهُمْ وَ أَتَبَرَّأُ إِلَيْكَ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَ مُوَالَاتِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ فَارْزُقْنِي بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ أَهْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ زَوْجَتَهُ وَ وَلَدَيْهِ عَبِيدُكَ وَ إِمَاؤُكَ وَ أَنْتَ وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ هُمْ أَوْلِيَاؤُكَ وَ الأولين بِالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمْ عِبَادُكَ الْمُؤْمِنُونَ لَا يَسْبِقُونَكَ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِكَ يَعْمَلُونَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهِمْ وَ أَتَشَفَّعُ بِهِمْ إِلَيْكَ أَنْ تُحْيِيَنِي مَحْيَاهُمْ وَ تُمِيتَنِي عَلَى طَاعَتِهِمْ وَ مِلَّتِهِمْ وَ تَمْنَعَنِي مِنْ طَاعَةِ عَدُوِّهِمْ وَ تَمْنَعَ عَدُوَّكَ وَ عَدُوَّهُمْ مِنِّي وَ تُغْنِيَنِي بِكَ
ص: 210
وَ بِأَوْلِيَائِكَ عَمَّنْ أَغْنَيْتَهُ عَنِّي وَ تُسَهِّلَنِي لِمَنْ أَحْوَجْتَهُمْ إِلَيَّ وَ تَجْعَلَنِي فِي حِفْظِكَ فِي الدِّينِ وَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ تُلْبِسَنِي الْعَافِيَةَ حَتَّى تُهَنِّئَنِي الْمَعِيشَةَ وَ الْحَظْنِي بِلَحْظَةٍ مِنْ لَحَظَاتِكَ الْكَرِيمَةِ الرَّحِيمَةِ الشَّرِيفَةِ تَكْشِفْ بِهَا عَنِّي مَا قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ وَ دَبِّرْنِي بِهَا إِلَى أَحْسَنِ عَادَاتِكَ وَ أَجْمَلِهَا عِنْدِي فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي وَ قَلَّتْ حِيلَتِي وَ نَزَلَ بِي مَا لَا طَاقَةَ لِي بِهِ فَرُدَّنِي إِلَى أَحْسَنِ عَادَاتِكَ فَقَدْ آيَسْتُ مِمَّا عِنْدَ خَلْقِكَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا رَجَاؤُكَ فِي قَلْبِي وَ قَدِيماً مَا مَنَنْتَ عَلَيَّ وَ قُدْرَتُكَ يَا سَيِّدِي وَ رَبِّي وَ خَالِقِي وَ مَوْلَايَ وَ رَازِقِي عَلَى إِذْهَابِ مَا أَنَا فِيهِ كَقُدْرَتِكَ عَلَيَّ حَيْثُ ابْتَلَيْتَنِي بِهِ إِلَهِي ذِكْرُ عَوَائِدِكَ يُؤْنِسُنِي وَ رَجَاءُ إِنْعَامِكَ يُقَرِّبُنِي وَ لَمْ أَخْلُ مِنْ نِعْمَتِكَ مُنْذُ خَلَقْتَنِي فَأَنْتَ يَا رَبِّ ثِقَتِي وَ رَجَائِي وَ إِلَهِي وَ سَيِّدِي وَ الذَّابُّ عَنِّي وَ الرَّاحِمُ بِي وَ الْمُتَكَفِّلُ بِرِزْقِي فَأَسْأَلُكَ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تَجْعَلَ رُشْدِي بِمَا قَضَيْتَ مِنَ الْخَيْرِ وَ خَتَمْتَهُ وَ قَدَّرْتَهُ وَ أَنْ تَجْعَلَ خَلَاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا بِكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ لَا أَعْتَمِدُ فِيهِ إِلَّا عَلَيْكَ فَكُنْ يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّي بِكَ وَ أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ وَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَ يَا أَقْدَرَ الْقَادِرِينَ وَ يَا أَقْهَرَ الْقَاهِرِينَ وَ يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَ يَا آخِرَ الْآخِرِينَ وَ يَا حَبِيبَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْأَوْصِيَاءِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ يَا حَبِيبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَوْصِيَائِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ خُلَفَائِهِ وَ أَحِبَّائِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ حُجَجِكَ الْبَالِغِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ الْمُطَهَّرِينَ الزَّاهِدِينَ أَجْمَعِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
أقول: و فيما تضمنته الصحيفة الشريفة من أدعية مولانا زين العابدين (علیه السلام) ما فيه كفاية لمن عرف ما اشتملت عليه .
ص: 211
عَنْ وَهْبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (علیهما السلام) عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَا مِنْ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي كُلِّ يَوْمٍ غُدْوَةً إِلَّا كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ إِلَى وَقْتِهِ وَ كُفِيَ كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ خَوْفٍ وَ حُزْنٍ وَ كَرْبٍ وَ هُوَ لِلدُّخُولِ عَلَى السُّلْطَانِ وَ حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ فَادْعُ بِهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَإِنْ دَعَا بِهِ مَحْزُونٌ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ وَ إِنْ دَعَا بِهِ مَحْبُوسٌ فَرَّجَ عَنْهُ وَ بِهِ تُقْضَى الْحَوَائِجُ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَدْعُوَ بِهِ عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ مِنَ السَّهْمِ النَّافِذِ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ يَا كَاشِفَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اكْشِفْ كَرْبِي وَ هَمِّي فَإِنَّهُ لَا يَكْشِفُ الْكَرْبَ إِلَّا أَنْتَ فَقَدْ تَعْرِفُ حَالِي وَ حَاجَتِي وَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي فَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَ مَا غَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ وَ فِي نِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ ذُنُوبِي بَيْنَ يَدَيْكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ حِلْمِكَ
ص: 212
لِجَهْلِي وَ مِنْ فَضْلِكَ لِفَاقَتِي وَ مِنْ مَغْفِرَتِكَ لِخَطَايَايَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ إِلَى يَوْمِ أَلْقَاكَ حَتَّى كَأَنَّنِي أَرَاكَ اللَّهُمَّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَذْكُرَكَ كَيْ لَا أَنْسَاكَ لَيْلاً وَ لَا نَهَاراً وَ لَا صَبَاحاً وَ لَا مَسَاءً آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ مُجْزِلٌ فِيَّ فَضْلُكَ وَ عَطَاؤُكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَ نُورَ بَصَرِي وَ جَلَاءَ حُزْنِي وَ ذَهَابَ هَمِّي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِيرِ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِينَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ وَ يَا مُغِيثَ الْمَظْلُومِ الْحَقِيرِ وَ يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ وَ يَا مُغْنِيَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ يَا قَاصِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ يُسْراً وَ ارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ . اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي اللَّهُمَّ إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَأَحْسِنْ إِلَيَّ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ رَحِيمٌ تُحِبُّ الرَّحْمَةَ فَارْحَمْنِي. اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَطِيفٌ تُحِبُّ اللُّطْفَ فَالْطُفْ بِي. يَا مُقِيلَ عَثْرَتِي وَ يَا رَاحِمَ عَبْرَتِي وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَتِي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ يَا غِيَاثَ مَنْ لَا غِيَاثَ لَهُ وَ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ وَ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ اغْفِرْ لِي عِلْمَكَ فِيَّ وَ شَهَادَتَكَ عَلَيَّ فَإِنَّكَ تَسَمَّيْتَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَ الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَ أَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ حُسْنَ
ص: 213
عِبَادَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ قَلْباً خَاشِعاً سَلِيماً وَ لِسَاناً ذَاكِراً صَادِقاً وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا أَعْلَمُ وَ مِنْ خَيْرِ مَا لَا أَعْلَمُ إِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَ بِكَ أَمْسَيْنَا وَ بِكَ نُصْبِحُ وَ بِكَ نُمْسِي وَ بِكَ نَحْيَا وَ بِكَ نَمُوتُ وَ عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ وَ إِلَيْكَ النُّشُورُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ اللَّهُمَّ اطْمِسْ عَلَى أَبْصَارِ أَعْدَائِنَا كُلِّهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ اجْعَلْ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً وَ اخْتِمْ عَلَى قَلْبِهِ وَ أَخْرِجْ ذِكْرِي مِنْ قَلْبِهِ وَ اجْعَلْ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَدُوِّي حِجَاباً وَ حِصْناً حَصِيناً مَنِيعاً لَا يَرُومُهُ سُلْطَانٌ وَ لَا شَيْطَانٌ وَ لَا إِنْسٌ وَ لَا جِنٌّ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِيذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِ فَاكْفِنِيهِ كَيْفَ شِئْتَ وَ أَنَّى شِئْتَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ بِكَ الْمُسْتَغَاثُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَدْرَ يَوْمِي هَذَا فَلَاحاً وَ أَوْسَطَهُ صَلَاحاً وَ آخِرَهُ نَجَاحاً اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي صَدْرِ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ وَ حَوَّاءَ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّيَاطِينِ وَ الْمَرَدَةِ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً خَيْرَهُمْ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ وَ شَرَّهُمْ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ وَ بِاللَّهِ أَسْتَعِينُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَنْ يَطْغَى عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِي الْخَيْرَ كُلَّهُ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى آلَائِهِ وَ أَحْمَدُهُ عَلَى نَعْمَائِهِ وَ أَشْكُرُهُ عَلَى بَلَائِهِ وَ أُومِنُ بِقَضَاءِ الَّذِي لَا هَادِيَ لِمَنْ أَضَلَّ وَ لَا خَاذِلَ لِمَنْ نَصَرَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ الْمُصْطَفَى وَ أَمِينُهُ
ص: 214
الْمُرْتَضَى انْتَجَبَهُ وَ حَبَاهُ وَ اخْتَارَهُ وَ ارْتَضَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَاناً صَادِقاً لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ وَ رَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَ تَعَالَيْتَ تَمَّ نُورُكَ رَبِّي فَهَدَيْتَ وَ عَظُمَ حِلْمُكَ رَبِّي فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ وَ جَاهُكَ أَفْضَلُ الْجَاهِ وَ عَطِيَّتُكَ أَرْفَعُ الْعَطَايَا وَ أَهْنَؤُهَا تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ وَ تُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ تَشَاءُ تُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ إِذَا دَعَاكَ وَ تَكْشِفُ الضُّرَّ وَ تَشْفِي السَّقِيمَ وَ تَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ لَا يُحْصِي نَعْمَاءَكَ أَحَدٌ رَبَّنَا فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً أَبَداً لَا يُحْصَى عَدَدُهُ وَ لَا يَضْمَحِلُّ سَرْمَدُهُ حَمْداً كَمَا حَمِدَ الْحَامِدُونَ مِنْ عِبَادِكَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَ التُّقَى وَ الْعَافِيَةَ وَ الْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَقْوَى لَا تَنْفَدُ وَ فَرَجاً لَا يَنْقَطِعُ وَ تَوْفِيقَ الْحَمْدِ وَ لِبَاسَ التَّقْوَى وَ زِينَةَ الْإِيمَانِ وَ مُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ يَا بَادِئُ لَا بَدِيءَ لَهُ وَ يَا دَائِمَ لَا نَفَادَ لَهُ يَا حَيُّ يَا مُحْيِيَ الْمَوْتَى يَا قَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَ التُّقَى وَ الْعَافِيَةَ وَ الْغِنَى وَ التَّوْفِيقَ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي قَهَرَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي ذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ وَ بِقُوَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ وَ بِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْءٍ وَ بِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَبِيدُ كُلَّ شَيْءٍ وَ بِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي كُلَّ ذَنْبٍ وَ تَمْحُوَ عَنِّي كُلَّ خَطِيئَةٍ وَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَ تَرْضَى وَ أَنْ تَكْفِيَنِي مَا هَمَّنِي وَ غَمَّنِي مِنَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ تَرْزُقَنِي جُمَلَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ آمِينَ رَبَّ
ص: 215
الْعَالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ الْمَعْصُومِينَ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ فِي كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (علیه السلام) قَالَ: قَالَ جَبْرَئِيلُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ اعْلَمْ إِنِّي لَمْ أُحِبَّ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَحُبِّي إِيَّاكَ فَأَكْثِرْ أَنْ تَقُولَ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى وَ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَ أَنَّ إِلَيْكَ الْمُنْتَهَى وَ الرُّجْعَى وَ أَنَّ لَكَ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَى وَ أَنَّ لَكَ الْمَمَاتَ وَ الْمَحْيَا وَ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُذَلَّ أَوْ أُخْزَى .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ أَخَذْتُ هَذَا الدُّعَاءَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ كَانَ يُسَمِّيهِ الْجَامِعَ وَ رَوَيْنَاهُ أَيْضاً بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (علیهما السلام).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِجَمِيعِ رُسُلِ اللَّهِ وَ بِجَمِيعِ مَا أُرْسِلَ بِهِ رُسُلُ اللَّهِ وَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لِقَاءَهُ حَقٌّ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ بَلَّغَ الْمُرْسَلُونَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ كُلَّمَا سَبَّحَ اللَّهَ شَيْءٌ وَ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُسَبَّحَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللَّهَ شَيْءٌ وَ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُحْمَدَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللَّهَ شَيْءٌ وَ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُهَلَّلَ وَ اللَّهُ
ص: 216
أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللَّهَ شَيْءٌ وَ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُكَبَّرَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ وَ خَوَاتِيمَهُ وَ شَرَائِعَهُ وَ سَوَابِقَهُ وَ فَوَائِدَهُ وَ بَرَكَاتِهِ وَ مَا بَلَغَ عِلْمُهُ عِلْمِي وَ مَا قَصُرَ عَنْ إِحْصَائِهِ حِفْظِي اللَّهُمَّ انْهَجْ لِي أَسْبَابَ مَعْرِفَتِكَ وَ افْتَحْ لِي أَبْوَابَهُ وَ غَشِّنِي بَرَكَاتِ رَحْمَتِكَ وَ مُنَّ عَلَيَّ بِعِصْمَةٍ عَنِ الْإِزَالَةِ عَنْ دِينِكَ وَ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الشَّكِّ وَ لَا تَشْغَلْ قَلْبِي بِدُنْيَايَ وَ عَاجِلِ مَعَاشِي عَنْ آجِلِ ثَوَابِ آخِرَتِي وَ اشْغَلْ قَلْبِي بِحِفْظِ مَا لَا تَقْبَلُ مِنِّي جَهْلَهُ وَ ذَلِّلْ لِكُلِّ خَيْرٍ لِسَانِي وَ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الرِّيَاءِ وَ لَا تُجْرِهِ فِي مَفَاصِلِي وَ اجْعَلْ عَمَلِي خَالِصاً لَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَ أَنْوَاعِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا وَ غَفَلَاتِهَا وَ جَمِيعِ مَا يُرِيدُنِي بِهِ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ وَ مَا يُرِيدُنِي بِهِ السُّلْطَانُ الْعَنِيدُ مِمَّا أَحَطْتَ بِعِلْمِهِ وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى صَرْفِهِ عَنِّي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ زَوَابِعِهِمْ (1) وَ تَوَابِعِهِمْ وَ بَوَائِقِهِمْ وَ مَكَايِدِهِمْ وَ مَشَاهِدِ الْفَسَقَةِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَنْ أُسْتَزَلَّ عَنْ دِينِي فَتَفْسُدَ عَلَيَّ آخِرَتِي وَ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَراً عَلَيَّ فِي مَعَاشِي أَوْ يَعْرِضَ بَلَاءٌ يُصِيبُنِي مِنْهُمْ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ وَ لَا صَبْرَ لِي عَلَى احْتِمَالِهِ فَلَا تَبْتَلِنِي يَا إِلَهِي بِمُقَاسَاتِهِ فَيَمْنَعَنِي ذَلِكَ مِنْ ذِكْرِكَ وَ يَشْغَلَنِي عَنْ عِبَادَتِكَ أَنْتَ الْعَاصِمُ الْمَانِعُ وَ الدَّافِعُ الْوَاقِي مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرَّفَاهِيَةَ فِي مَعِيشَتِي مَا أَبْقَيْتَنِي مَعِيشَةً أَقْوَى بِهَا عَلَى طَاعَتِكَ وَ أَبْلُغُ بِهَا رِضْوَانَكَ وَ أَصِيرُ بِهَا مِنْكَ إِلَى دَارِ الْحَيَوَانِ غَداً وَ ارْزُقْنِي رِزْقاً حَلَالاً يَكْفِينِي وَ لَا تَرْزُقْنِي رِزْقاً يُطْغِينِي وَ لَا تَبْتَلِنِي بِفَقْرٍ أَشْقَى بِهِ مُضَيِّقاً عَلَيَّ أَعْطِنِي حَظّاً وَافِراً فِي آخِرَتِي وَ مَعَاشاً وَاسِعاً هَنِيئاً مَرِيئاً فِي دُنْيَايَ وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا عَلَيَّ سِجْناً وَ لَا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَيَّ حُزْناً أَجِرْنِي مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضِيّاً عَنِّي وَ اجْعَلْ
ص: 217
عَمَلِي فِيهَا مَقْبُولاً وَ سَعْيِي فِيهَا مَشْكُوراً اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ بِمِثْلِهِ وَ مَنْ كَادَنِي فِيهَا فَكِدْهُ وَ اصْرِفْ عَنِّي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ وَ امْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِي فَإِنَّكَ خَيْرُ الْماكِرِينَ وَ افْقَأْ عَنِّي عُيُونَ الْكَفَرَةِ وَ الظَّلَمَةِ الطُّغَاةِ الْحَسَدَةِ اللَّهُمَّ وَ أَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْكَ السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ وَ أَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الْحَصِينَةَ وَ احْفَظْنِي بِسِتْرِكَ الْوَاقِي وَ جَلِّلْنِي عَافِيَتَكَ النَّافِعَةَ وَ صَدِّقْ قَوْلِي وَ فِعَالِي وَ بَارِكْ لِي فِي وُلْدِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ مَا قَدَّمْتُ وَ مَا أَخَّرْتُ وَ مَا أَغْفَلْتُ وَ مَا تَعَمَّدْتُ وَ مَا تَوَانَيْتُ وَ مَا أَعْلَنْتُ وَ مَا أَسْرَرْتُ فَاغْفِرْ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
أقول هذا آخر روايتنا عن سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء .
أَنَّهُ قَالَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا فَإِنَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا أَيْضاً إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِنَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (علیه السلام) فَخَرَجَ وَ شَفَتَاهُ يَتَحَرَّكَانِ وَ قَالَ وَبَهْتَ لِذَلِكَ يَا ثُمَالِيُّ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنِّي وَ اللَّهِ تَكَلَّمْتُ بِكَلَامٍ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَ آخِرَتِهِ قَالَ قُلْتُ لَهُ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ فَأَخْبِرْنِي بِهِ قَالَ نَعَمْ مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حَسْبِيَ اللّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ أُمُورِي كُلِّهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَ عَذَابِ الْآخِرَةِ لِيَقْضِيَ مَا أَحَبَّهُ .
عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِيعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ: أَ لَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً لَا نَدْعُو بِهِ
ص: 218
نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ إِذَا كَرَبَنَا أَمْرٌ وَ تُخَوِّفُنَا شَرُّ السُّلْطَانِ إِلَّا قُبِلَ لَنَا بِهِ قُلْتُ بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ قُلْ:
يَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ يَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ وَ يَا بَاقِياً بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ص: 219
قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَجْرَانَ قَالَ حَدَّثَنِي يَاسِرٌ مَوْلَى الرَّبِيعِ قَالَ سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ لَمَّا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَ صَارَ بِالْمَدِينَةِ سَهِرَ لَيْلَةً فَدَعَانِي فَقَالَ يَا رَبِيعُ انْطَلِقْ فِي وَقْتِكَ هَذَا عَلَى أَخْفَضِ جَنَاحٍ وَ أَلْيَنِ مَسِيرٍ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ وَحْدَكَ فَافْعَلْ حَتَّى تَأْتِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّ الدَّارَ وَ إِنْ بانت وَ الْحَالَ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ فَإِنَّا نَرْجِعُ إِلَى رَحِمٍ أَمَسَّ مِنْ يَمِينٍ بِشِمَالٍ وَ نَعْلٍ بِقِبَالٍ (1) وَ هُوَ يَسْأَلُكَ الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِكَ هَذَا فَإِنْ سَمَحَ بِالْمَصِيرِ مَعَكَ فَأَوْطِهِ خَدَّكَ وَ إِنِ امْتَنَعَ بِعُذْرٍ أَوْ غَيْرِهِ فَارْدُدِ الْأَمْرَ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَإِنْ أَمَرَكَ بِالْمَصِيرِ فِي ثَانٍ فَيَسِّرْ وَ لَا تُعَسِّرْ وَ اقْبَلِ الْعَفْوَ وَ لَا تُعَنِّفْ فِي قَوْلٍ وَ لَا فِعْلٍ قَالَ الرَّبِيعُ فَصِرْتُ إِلَى بَابِهِ فَوَجَدْتُهُ فِي
ص: 220
دَارِ خَلْوَتِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ فَوَجَدْتُهُ مُعَفِّراً خَدَّيْهِ مُبْتَهِلاً يُظْهِرُ يَدَيْهِ قَدْ أَثَّرَ التُّرَابَ فِي وَجْهِهِ وَ خَدَّيْهِ فَأَكْبَرْتُ أَنْ أَقُولَ شَيْئاً حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ دُعَائِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَخِي مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ ابْنُ عَمِّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ حَتَّى بَلَغْتُ آخِرَ الْكَلَامِ فَقَالَ:
(وَيْحَكَ يَا رَبِيعُ) أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ (وَيْحَكَ يَا رَبِيعُ) أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ. أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ. أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ
فَاقْرَأْ وَ بَلِّغْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ وَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَ بَرَكَاتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ وَ انْصَرَفَ إِلَيَّ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ السَّلَامِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ عَلَيْهِ أَوْ إِجَابَةٍ فَقَالَ نَعَمْ قُلْ لَهُ:
( أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلّى وَ أَعْطى قَلِيلاً وَ أَكْدى. أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى. أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفّى أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى. وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى).
وَ إِنَّا وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ خِفْنَاكَ وَ خَافَتْ لِخَوْفِنَا النِّسْوَةُ اللَّاتِي أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِنَّ وَ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الاِتِّضَاحِ بِهِ فَإِنْ كَفَفْتَ وَ إِلَّا أَجْرَيْنَا اسْمَكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ أَنْتَ حَدَّثْتَنَا عَنْ أَبِيكَ عَنْ جَدِّكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ أَرْبَعُ دَعَوَاتٍ لَا يُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَ الْأَخُ لِظَهْرِ الْغَيْبِ لِأَخِيهِ وَ الْمَظْلُومُ وَ الْمُخْلِصُ.
ص: 221
قَالَ الرَّبِيعُ فَمَا اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّى أَتَتْ رُسُلُ الْمَنْصُورِ تَقْفُوا أَثَرِي وَ تَعْلَمُ خَبَرِي فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُهُ مَا كَانَ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ وَ قُلْ لَهُ الْأَمْرُ فِي لِقَائِكَ إِلَيْكَ وَ الْجُلُوسُ عَنَّا وَ أَمَّا النِّسْوَةُ اللَّاتِي ذَكَرْتَهُنَّ فَعَلَيْهِنَّ السَّلَامُ فَقَدْ آمَنَ اللَّهُ رَوْعَهُنَّ وَ جَلَا هَمَّهُنَّ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الْمَنْصُورُ فَقَالَ قُلْ لَهُ وَصَلْتَ رَحِماً وَ جُزِيتَ خَيْراً ثُمَّ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى قَطَرَ مِنَ الدَّمْعِ فِي حَجْرِهِ قَطَرَاتٌ ثُمَّ قَالَ يَا رَبِيعُ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا وَ إِنْ أَمْتَعَتْ بِبَهْجَتِهَا وَ غَرَّتْ بِزِبْرِجِهَا فَإِنَّ آخِرَهَا لَا بُدَّ وَ أَنْ يَكُونَ كَآخِرِ الرَّبِيعِ الَّذِي يَرُوقُ بِخُضْرَتِهِ ثُمَّ يَهِيجُ عِنْدَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ وَ عَلَى مَنْ نَصَحَ لِنَفْسِهِ وَ عَرَفَ حَقَّ مَا عَلَيْهِ وَ لَهُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَيْهَا نَظَرَ مَنْ غَفَلَ عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَ عَلَا وَ حَذِرَ سُوءَ مُنْقَلَبِهِ فَإِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا قَدْ خَدَعَتْ قَوْماً فَارَقُوهَا أَسَرَّ مَا كَانُوا إِلَيْهَا وَ أَكْثَرَ مَا كَانُوا اغْتِبَاطاً بِهَا طَرَقَتْهُمْ آجَالُهُمْ بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَوْ ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ فَكَيْفَ أُخْرِجُوا عَنْهَا وَ إِلَى مَا صَارُوا بَعْدَهَا أَعْقَبَتْهُمُ الْأَلَمَ وَ أَوْرَثَتْهُمُ النَّدَمَ وَ جَرَّعَتْهُمْ مُرَّ الْمَذَاقِ وَ غَصَّصَتْهُمْ بِكَأْسِ الْفِرَاقِ فَيَا وَيْحَ مَنْ رَضِيَ عَنْهَا أَوْ أَقَرَّ عَيْناً بِهَا أَ مَا رَأَى مَصْرَعَ آبَائِهِ وَ مَنْ سَلَفَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ يَا رَبِيعُ أَطْوِلْ بِهَا حَسْرَةً وَ أَقْبِحْ بِهَا كَثْرَةً وَ أَخِسَّ بِهَا صَفْقَةً وَ أَكْبِرْ بِهَا تَرَحَةً (1) إِذَا عَايَنَ الْمَغْرُورُ بِهَا أَجَلَهُ وَ قَطَعَ بِالْأَمَانِيِّ أَمَلَهُ وَ لْيَعْمَلْ عَلَى أَنَّهُ أُعْطِيَ أَطْوَلَ الْأَعْمَارِ وَ أَمَدَّهَا وَ بَلَغَ فِيهَا جَمِيعَ الْآمَالِ هَلْ قُصَارَاهُ إِلَّا الْهَرَمُ أَوْ غَايَتُهُ إِلَّا الْوَخْمُ نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَ لَكَ عَمَلاً صَالِحاً بِطَاعَتِهِ وَ مَآباً إِلَى رَحْمَتِهِ وَ نُزُوعاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَ بَصِيرَةً فِي حَقِّهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَهُ وَ بِهِ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ حَقٍّ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا إِلَّا عَرَّفْتَنِي مَا ابْتَهَلْتَ بِهِ إِلَى رَبِّكَ تَعَالَى وَ جَعَلْتَهُ حَاجِزاً بَيْنَكَ وَ بَيْنَ حَذَرِكَ وَ خَوْفِكَ فَلَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرُ بِدَوَائِكَ كَسِيراً وَ يُغْنِي بِهِ فَقِيراً وَ اللَّهِ مَا أَعْنِي غَيْرَ نَفْسِي قَالَ الرَّبِيعُ
ص: 222
فَرَفَعَ يَدَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَى مَسْجِدِهِ كَارِهاً أَنْ يَتْلُوَ الدُّعَاءَ صُحُفاً وَ لَا يُحْضِرَ ذَلِكَ نِيَّتَهُ فَقَالَ قُلِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ وَ يَا مَلْجَأَ الْخَائِفِينَ وَ يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ يَا مُنْتَهَى غَايَةِ السَّائِلِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا حَقُّ يَا مُبِينُ يَا ذَا الْكَيْدِ الْمَتِينَ يَا مُنْصِفَ الْمَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمِينَ يَا مُؤْمِنَ أَوْلِيَائِهِ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ يَا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ بِخَافِيَاتِ لَحْظِ الْجُفُونِ وَ سَرَائِرِ الْقُلُوبِ وَ مَا كَانَ وَ يَكُونُ يَا رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ الْأَنْبِيَاءِ الْمُرْسَلِينَ وَ رَبِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِينَ يَا شَاهِداً لَا يَغِيبُ يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ يَا مَنْ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبٌ وَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبٌ وَ مِنْ كُلِّ عَبْدٍ قَرِيبٌ وَ لِكُلِّ دَعْوَةٍ مُسْتَجِيبٌ يَا إِلَهَ الْمَاضِينَ وَ الْغَابِرِينَ وَ الْمُقِرِّينَ وَ الْجَاحِدِينَ وَ إِلَهَ الصَّامِتِينَ وَ النَّاطِقِينَ وَ رَبَّ الْأَحْيَاءِ وَ الْمَيِّتِينَ يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ يَا عَزِيزُ يَا حَكِيمُ يَا غَفُورُ يَا رَحِيمُ يَا أَوَّلُ يَا قَدِيمُ يَا شَكُورُ يَا حَلِيمُ يَا قَاهِرُ يَا عَلِيمُ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ يَا عَالِمُ يَا قَدِيرُ يَا قَهَّارُ يَا غَفَّارُ يَا جَبَّارُ يَا خَالِقُ يَا رَازِقُ يَا فَاتِقُ يَا رَاتِقُ يَا صَادِقُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا وَاحِدُ يَا مَاجِدُ يَا رَحْمَانُ يَا فَرْدُ يَا مَنَّانُ يَا سُبُّوحُ يَا حَنَّانُ يَا قُدُّوسُ يَا رَءُوفُ يَا مُهَيْمِنُ يَا حَمِيدُ يَا مَجِيدُ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ يَا وَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا غَنِيُّ يَا قَوِيُّ يَا بَارِئُ يَا مُصَوِّرُ يَا مَلِكُ يَا مُقْتَدِرُ يَا بَاعِثُ يَا وَارِثُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا عَظِيمُ يَا بَاسِطُ يَا قَابِضُ يَا سَلَامُ يَا مُؤْمِنُ يَا بَارُّ يَا وَتْرُ يَا مُعْطِي يَا مَانِعُ يَا ضَارُّ يَا نَافِعُ يَا مُفَرِّقُ يَا جَامِعُ يَا حَقُّ يَا مُبِينُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا وَدُودُ يَا مُعِيدُ يَا طَالِبُ يَا غَالِبُ يَا مُدْرِكُ يَا جَلِيلُ يَا مُفْضِلُ يَا كَرِيمُ يَا مُتَفَضِّلُ يَا مُتَطَوِّلُ يَا أَوَّابُ يَا سَمِحُ يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا مُنْزِلَ الْحَقِّ يَا قَابِلَ الصِّدْقِ يَا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا عِمَادَ السَّمَاوَاتِ
ص: 223
وَ الْأَرْضِ يَا مُمْسِكَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْبَلَاءِ الْجَمِيلِ وَ الطَّوْلِ الْعَظِيمِ يَا ذَا السُّلْطَانِ الَّذِي لَا يَذِلُّ وَ الْعِزِّ الَّذِي لَا يُضَامُ. يَا مَعْرُوفاً بِالْإِحْسَانِ يَا مَوْصُوفاً بِالاِمْتِنَانِ يَا ظَاهِراً بِلَا مُشَافَهَةٍ يَا بَاطِناً بِلَا مُلَامَسَةٍ يَا سَابِقَ الْأَشْيَاءِ بِنَفْسِهِ يَا أَوَّلاً بِغَيْرِ غَايَةٍ يَا آخِراً بِغَيْرِ نِهَايَةٍ يَا قَائِماً بِلَا انْتِصَابٍ يَا عَالِماً بِلَا اكْتِسَابٍ يَا ذَا الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَ الصِّفَاتِ الْمُثْلَى وَ الْمَثَلِ الْأَعْلَى يَا مَنْ قَصُرَتْ عَنْ وَصْفِهِ أَلْسُنُ الْوَاصِفِينَ وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَفْكَارُ الْمُتَفَكِّرِينَ وَ عَلَا وَ تَكَبَّرَ عَنْ صِفَاتِ الْمُلْحِدِينَ وَ جَلَّ وَ عَزَّ عَنْ عَيْبِ الْعَائِبِينَ وَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْ كِذْبِ الْكَاذِبِينَ وَ أَبَاطِيلِ الْمُبْطِلِينَ وَ أَقَاوِيلِ الْعَادِلِينَ يَا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ وَ ظَهَرَ فَقَدَرَ وَ أَعْطَى فَشَكَرَ وَ عَلَا فَقَهَرَ يَا رَبَّ الْعَيْنِ وَ الْأَثَرِ وَ الْجِنِّ وَ الْبَشَرِ وَ الْأُنْثَى وَ الذَّكَرِ وَ الْبَحْثِ وَ النَّظَرِ وَ الْقَطْرِ وَ الْمَطَرِ وَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ يَا شَاهِدَ النَّجْوَى وَ كَاشِفَ الْغُمَّى وَ دَافِعَ الْبَلْوَى وَ غَايَةَ كُلِّ شَكْوَى يَا نِعْمَ النَّصِيرُ وَ الْمَوْلَى يَا مَنْ هُوَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا كَافِي يَا شَافِي يَا مُحْيِي يَا مُمِيتُ يَا مَنْ يَرَى وَ لَا يُرَى وَ لَا يَسْتَعِينُ بِسَنَاءِ الضِّيَاءِ يَا مُحْصِيَ عَدَدِ الْأَشْيَاءِ يَا عَلِيَّ الْجَدِّ يَا غَالِبَ الْجُنْدِ يَا مَنْ لَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَدٌ وَ فِي كُلِّ شَيْءٍ كَيْدٌ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ صَغِيرٌ عَنْ كَبِيرٍ وَ لَا حَقِيرٌ عَنْ خَطِيرٍ وَ لَا يَسِيرٌ عَنْ عَسِيرٍ يَا فَاعِلُ بِغَيْرِ مُبَاشَرَةٍ يَا عَالِمُ مِنْ غَيْرِ مُعَلِّمٍ يَا مَنْ بَدَأَ بِالنِّعْمَةِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا وَ الْفَضِيلَةِ قَبْلَ اسْتِيجَابِهَا يَا مَنْ أَنْعَمَ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ اسْتَصْلَحَ الْفَاسِدَ وَ الصَّالِحَ عَلَيْهِ وَ رَدَّ الْمُعَانِدَ وَ الشَّارِدَ عَنْهُ يَا مَنْ أَهْلَكَ بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَ أَخَذَ بَعْدَ قَطْعِ الْمَعْذِرَةِ وَ أَقَامَ الْحُجَّةَ وَ دَرَأَ عَنِ الْقُلُوبِ الشُّبْهَةَ وَ أَقَامَ الدَّلَالَةَ وَ قَادَ إِلَى مُعَايَنَةِ الْآيَةِ يَا بَارِئَ الْجَسَدِ وَ مُوَسِّعَ الْبَلَدِ
ص: 224
وَ مُجْرِيَ الْقُوتِ وَ مُنْشِرَ الْعِظَامِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ مُنْزِلَ الْغَيْثِ يَا سَامِعَ الصَّوْتِ وَ سَابِقَ الْفَوْتِ يَا رَبَّ الْآيَاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ مَطَرٍ وَ نَبَاتٍ وَ آبَاءٍ وَ أُمَّهَاتٍ وَ بَنِينَ وَ بَنَاتٍ وَ ذَاهِبٍ وَ آتٍ وَ لَيْلٍ دَاجٍ وَ سَمَاءٍ ذَاتِ أَبْرَاجٍ وَ سِرَاجٍ وَهَّاجٍ وَ بَحْرٍ عَجَّاجٍ وَ نُجُومٍ تَمُورُ وَ أَرْوَاحٍ تَدُورُ وَ مِيَاهٍ تَفُورُ وَ مِهَادٍ مَوْضُوعٍ وَ سِتْرٍ مَرْفُوعٍ وَ رِيَاحٍ تَهُبُّ وَ بَلَاءٍ مَدْفُوعٍ وَ كَلَامٍ مَسْمُوعٍ وَ مَنَامٍ وَ سِبَاعٍ وَ أَنْعَامٍ وَ دَوَابٍّ وَ هَوَامٍّ وَ غَمَامٍ وَ آكَامٍ وَ أُمُورٍ ذَاتِ نِظَامٍ مِنْ شِتَاءٍ وَ مَصِيفٍ وَ رَبِيعٍ وَ خَرِيفٍ أَنْتَ أَنْتَ خَلَقْتَ هَذَا يَا رَبِّ فَأَحْسَنْتَ وَ قَدَّرْتَ فَأَتْقَنْتَ وَ سَوَّيْتَ فَأَحْكَمْتَ وَ نَبَّهْتَ عَلَى الْفِكْرَةِ فَأَنْعَمْتَ وَ نَادَيْتَ الْأَحْيَاءَ فَأَفْهَمْتَ وَ لَمْ يَبْقَ عَلَيَّ إِلَّا الشُّكْرُ لَكَ وَ الذِّكْرُ لِمَحَامِدِكَ وَ الاِنْقِيَادُ إِلَى طَاعَتِكَ وَ الاِسْتِمَاعُ لِلدَّاعِي إِلَيْكَ فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَلَكَ الْحُجَّةُ وَ إِنْ أَطَعْتُكَ فَلَكَ الْمِنَّةُ يَا مَنْ يُمْهِلُ فَلَا يَعْجَلُ وَ يَعْلَمُ فَلَا يَجْهَلُ وَ يُعْطِي فَلَا يَبْخَلُ يَا أَحَقَّ مَنْ عُبِدَ وَ حُمِدَ وَ سُئِلَ وَ رُجِيَ وَ اعْتُمِدَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ مُقَدَّسٍ مُطَهَّرٍ مَكْنُونٍ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ كُلِّ ثَنَاءٍ عَالٍ رَفِيعٍ كَرِيمٍ رَضِيتَ بِهِ مِدْحَةً لَكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قَرِيبٍ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ إِلَى عِبَادِكَ وَ بِكُلِّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ وَ بِكُلِّ كِتَابٍ فَصَّلْتَهُ وَ وَصَلْتَهُ وَ بَيَّنْتَهُ وَ أَحْكَمْتَهُ وَ شَرَعْتَهُ وَ نَسَخْتَهُ وَ بِكُلِّ دُعَاءٍ سَمِعْتَهُ فَأَجَبْتَهُ وَ عَمَلٍ رَفَعْتَهُ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَنْ عَظَّمْتَ حَقَّهُ وَ أَعْلَيْتَ قَدْرَهُ وَ شَرَّفْتَ بُنْيَانَهُ مِمَّنْ أَسْمَعْتَنَا ذِكْرَهُ وَ عَرَّفْتَنَا أَمْرَهُ وَ مِمَّنْ لَمْ تُعَرِّفْنَا مَقَامَهُ وَ لَمْ تُظْهِرْ لَنَا شَأْنَهُ مِمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ أَوَّلِ مَا ابْتَدَأْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ مِمَّنْ تَخْلُقُهُ إِلَى انْقِضَاءِ عِلْمِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِتَوْحِيدِكَ الَّذِي فَطَرْتَ عَلَيْهِ الْعُقُولَ وَ أَخَذْتَ بِهِ الْمَوَاثِيقَ وَ أَرْسَلْتَ بِهِ الرُّسُلَ وَ أَنْزَلْتَ عَلَيْهِ الْكُتُبَ وَ جَعَلْتَهُ أَوَّلَ فُرُوضِكَ وَ نِهَايَةَ طَاعَتِكَ فَلَمْ تَقْبَلْ حَسَنَةً إِلَّا مَعَهَا وَ لَمْ تَغْفِرْ سَيِّئَةً إِلَّا بَعْدَهَا وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَ مَجْدِكَ وَ كَرَمِكَ وَ عِزِّكَ وَ جَلَالِكَ وَ عَفْوِكَ وَ امْتِنَانِكَ وَ تَطَوُّلِكَ
ص: 225
وَ بِحَقِّكَ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ خَلْقِكَ وَ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ (ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً) وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ خَاصّاً وَ عَامّاً وَ أَوَّلاً وَ آخِراً وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ رَسُولِكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ نَبِيِّكَ إِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَ بِالرِّسَالَةِ الَّتِي أَدَّاهَا وَ الْعِبَادَةِ الَّتِي اجْتَهَدَ فِيهَا وَ الْمِحْنَةِ الَّتِي صَبَرَ عَلَيْهَا وَ الْمَغْفِرَةِ الَّتِي دَعَا إِلَيْهَا وَ الدِّيَانَةِ الَّتِي حَرَّضَ عَلَيْهَا مُنْذُ وَقْتِ رِسَالَتِكَ إِيَّاهُ إِلَى أَنْ تَوَفَّيْتَهُ بِمَا بَيَّنَ ذَلِكَ مِنْ أَقْوَالِهِ الْحَكِيمَةِ وَ أَفْعَالِهِ الْكَرِيمَةِ وَ مَقَامَاتِهِ الْمَشْهُورَةِ وَ سَاعَاتِهِ الْمَعْدُودَةِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ كَمَا وَعَدْتَهُ مِنْ نَفْسِكَ وَ تُعْطِيَهُ أَفْضَلَ مَا أَمَّلَ مِنْ ثَوَابِكَ وَ تُزْلِفَ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وَ تُعْلِىَ عِنْدَكَ دَرَجَتَهُ وَ تَبْعَثَهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَ تُورِدَهُ حَوْضَ الْكَرَمِ وَ الْجُودِ وَ تُبَارِكَ عَلَيْهِ بَرَكَةً عَامَّةً خَاصَّةً مَاسَّةً زَاكِيَةً عَالِيَةً سَامِيَةً لَا انْقِطَاعَ لِدَوَامِهَا وَ لَا نَقِيصَةَ فِي كَمَالِهَا وَ لَا مَزْيَدَ إِلَّا فِي قُدْرَتِكَ عَلَيْهَا وَ تَزِيدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ وَ أَقْدَرُ عَلَيْهِ وَ أَوْسَعُ لَهُ وَ تُؤْتِيَ ذَلِكَ حَتَّى يَزْدَادَ فِي الْإِيمَانِ بِهِ بَصِيرَةً وَ فِي مَحَبَّتِهِ ثَبَاتاً وَ حُجَّةً وَ عَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ الطَّيِّبِينَ الْأَخْيَارِ الْمُنْتَجَبِينَ الْأَبْرَارِ وَ عَلَى جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ وَ عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً قَدْ ذَلَّ مَصْرَعِي وَ انْقَطَعَ وَ ذَهَبَ مَسْأَلَتِي وَ ذَلَّ نَاصِرِي وَ أَسْلَمَنِي أَهْلِي وَ وُلْدِي بَعْدَ قِيَامِ حُجَّتِكَ وَ ظُهُورِ بَرَاهِينِكَ عِنْدِي وَ وُضُوحِ دَلَائِلِكَ اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ أَكْدَى الطَّلَبُ وَ أَعْيَتِ الْحِيَلُ إِلَّا عِنْدَكَ وَ انْغَلَقَتِ الطُّرُقُ وَ ضَاقَتِ الْمَذَاهِبُ إِلَّا إِلَيْكَ وَ دَرَسَتِ الْآمَالُ وَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ كَذَبَ الظَّنُّ وَ أُخْلِفَتِ الْعِدَاتُ إِلَّا عِدَتَكَ اللَّهُمَّ إِنَّ مَنَاهِلَ الرَّجَاءِ لِفَضْلِكَ
ص: 226
مُتْرَعَةٌ وَ أَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفَتَّحَةٌ وَ الاِسْتِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مُبَاحَةٌ وَ أَنْتَ لِدَاعِيكَ بِمَوْضِعِ الْإِجَابَةِ وَ الصَّارِخِ إِلَيْكَ وَلِيُّ الْإِغَاثَةِ وَ الْقَاصِدَ إِلَيْكَ قَرِيبُ الْمَسَافَةِ وَ إِنَّ مَوْعِدَكَ عِوَضٌ عَنْ مَنْعِ الْبَاخِلِينَ وَ مَنْدُوحَةٌ عَمَّا فِي أَيْدِي الْمُسْتَأْثِرِينَ وَ دَرَكٌ مِنْ حِيَلِ الْمُوَازِرِينَ وَ الرَّاحِلَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ قَرِيبُ الْمَسَافَةِ مِنْكَ وَ أَنْتَ لَا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمَالُ السَّيِّئَةُ دُونَكَ وَ مَا أُبَرِّئُ نَفْسِي مِنْهَا وَ لَا أَرْفَعُ قَدْرِي عَنْهَا إِنِّي لِنَفْسِي يَا سَيِّدِي لَظَلُومٌ وَ بِقَدْرِي لَجَهُولٌ إِلَّا أَنْ تَرْحَمَنِي وَ تَلْحَظَنِي وَ تَعُودَ بِفَضْلِكَ عَلَيَّ وَ تَدْرَأَ عِقَابَكَ عَنِّي وَ تَرْحَمَنِي وَ تَلْحَظَنِي بِالْعَيْنِ الَّتِي أَنْقَذْتَنِي بِهَا مِنْ حَيْرَةِ الشَّكِّ وَ رَفَعْتَنِي مِنْ هُوَّةِ الضَّلَالَةِ وَ أَنْعَشْتَنِي مِنْ مِيْتَةِ الْجَهَالَةِ وَ هَدَيْتَنِي بِهَا مِنَ الْأَنْهَاجِ الْحَائِرَةِ اللَّهُمَّ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ وَ إِخْلَاصُ نِيَّةٍ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ بِعَزْمِ إِرَادَتِي وَ إِخْلَاصِ طَوِيَّتِي وَ صَادِقِ نِيَّتِي فَهَا أَنَا ذَا مِسْكِينُكَ بَائِسُكَ أَسِيرُكَ فَقِيرُكَ سَائِلُكَ مُنِيخٌ بِفِنَائِكَ قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ وَ أَنْتَ آنَسُ الْآنَسِينَ لِأَوْلِيَائِكَ وَ أَحْرَى بِكِفَايَةِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْكَ وَ أَوْلَى بِنَصْرِ الْوَاثِقِ بِكَ وَ أَحَقُّ بِرِعَايَةِ الْمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ سِرِّي لَكَ مَكْشُوفٌ وَ أَنَا إِلَيْكَ مَلْهُوفٌ وَ أَنَا عَاجِزٌ وَ أَنْتَ قَدِيرٌ وَ أَنَا صَغِيرٌ وَ أَنْتَ كَبِيرٌ وَ أَنَا ضَعِيفٌ وَ أَنْتَ قَوِيٌّ وَ أَنَا فَقِيرٌ وَ أَنْتَ غَنِيٌّ إِذَا أَوْحَشَتْنِي الْغُرْبَةُ آنَسَنِي ذِكْرُكَ وَ إِذَا صُبَّتْ عَلَيَّ الْأُمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ وَ إِذَا تَلَاحَكَتْ عَلَيَّ الشَّدَائِدُ أَمَّلْتُكَ وَ أَيْنَ يُذْهَبُ بِي عَنْكَ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ مِنْ وَرِيدِي وَ أَحْصَنُ مِنْ عَدِيدِي وَ أَوْجَدُ مِنْ مَكَانِي وَ أَصَحُّ مِنْ مَعْقُولِي وَ أَزِمَّةُ الْأُمُورِ كُلِّهَا بِيَدِكَ صَادِرَةٌ عَنْ قَضَائِكَ مُذْعِنَةٌ بِالْخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ فَقِيرَةٌ إِلَى عَفْوِكَ ذَاتُ فَاقَةٍ إِلَى قَارِبٍ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ قَدْ مَسَّنِيَ الْفَقْرُ وَ نَالَنِي الضُّرُّ وَ شَمِلَتْنِي الْخَصَاصَةُ وَ عَرَّتْنِي الْحَاجَةُ وَ تَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّةِ وَ عَلَتْنِي
ص: 227
الْمَسْكَنَةُ وَ حَقَّتْ عَلَيَّ الْكَلِمَةُ وَ أَحَاطَتْ بِيَ الْخَطِيئَةُ وَ هَذَا الْوَقْتُ الَّذِي وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ فِيهِ الْإِجَابَةَ فَامْسَحْ مَا بِي بِيَمِينِكَ الشَّافِيَةِ وَ انْظُرْ إِلَيَّ بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ وَ أَدْخِلْنِي فِي رَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ أَقْبِلْ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ذِي الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَإِنَّكَ إِذَا أَقْبَلْتَ عَلَى أَسِيرٍ فَكَكْتَهُ وَ عَلَى ضَالٍّ فَهَدَيْتَهُ وَ عَلَى حَائِرٍ آوَيْتَهُ وَ عَلَى ضَعِيفٍ قَوَّيْتَهُ وَ عَلَى خَائِفٍ آمَنْتَهُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْهُ وَ ابْتَلَيْتَنِي فَلَمْ أَصْبِرْ فَلَمْ يُوجِبْ عَجْزِي عَنْ شُكْرِكَ مَنْعَ الْمُؤَمِّلِ مِنْ فَضْلِكَ وَ أَوْجَبَ عَجْزِي عَنِ الصَّبْرِ عَلَى بَلَائِكَ كَشْفَ ضُرِّكَ وَ إِنْزَالِ رَحْمَتِكَ فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرِي فَعَافَانِي وَ عِنْدَ نَعْمَائِهِ شُكْرِي فَأَعْطَانِي أَسْأَلُكَ الْمَزِيدَ مِنْ فَضْلِكَ وَ الْإِيزَاعَ لِشُكْرِكَ وَ الاِعْتِدَادَ بِنَعْمَائِكَ فِي أَعْفَى الْعَافِيَةِ وَ أَسْبَغِ النِّعْمَةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا تُخَلِّنِي مِنْ يَدِكَ وَ لَا تَتْرُكْنِي لِقَاءً لِعَدُوِّكَ وَ لَا لِعَدُوِّي وَ لَا تُوحِشْنِي مِنْ لَطَائِفِكَ الْخَفِيَّةِ وَ كِفَايَتِكَ الْجَمِيلَةِ وَ إِنْ شَرَدْتُ عَنْكَ فَارْدُدْنِي إِلَيْكَ وَ إِنْ فَسَدْتُ عَلَيْكَ فَأَصْلِحْنِي لَكَ فَإِنَّكَ تَرُدُّ الشَّارِدَ وَ تُصْلِحُ الْفَاسِدَ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ اللَّائِذِ بِعَفْوِكَ الْمُسْتَجِيرِ بِعِزِّ جَلَالِكَ قَدْ رَأَى أَعْلَامَ قُدْرَتِكَ فَأَرِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ فَإِنَّكَ تَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ تُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ وَ لَكَ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اللَّهُمَّ فَتَوَلَّنِي وَلَايَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ سِوَاهَا وَ أَعْطِنِي عَطِيَّةً لَا أَحْتَاجُ إِلَى غَيْرِكَ مَعَهَا فَإِنَّهَا لَيْسَتْ بِبِدْعٍ مِنْ وَلَايَتِكَ وَ لَا بِنُكْرٍ مِنْ عَطِيَّتِكَ وَ لَا بِأَوْلَى مِنْ كِفَايَتِكَ ادْفَعِ الصَّرْعَةَ وَ انْعَشِ السَّقْطَةَ وَ تَجَاوَزْ عَنِ الزَّلَّةِ وَ اقْبَلِ التَّوْبَةَ وَ ارْحَمِ الْهَفْوَةَ وَ أَنْجِ مِنَ الْوَرْطَةِ وَ أَقِلِ الْعَثْرَةَ يَا مُنْتَهَى الرَّغْبَةِ وَ غِيَاثَ الْكُرْبَةِ وَ وَلِيَّ النِّعْمَةِ وَ صَاحِبِي فِي الشِّدَّةِ وَ رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ أَنْتَ رَحْمَانِي إِلَى مَنْ تَكِلُنِي إِلَى بَعِيدٍ
ص: 228
يَتَجَهَّمُنِي أَوْ عَدُوٍّ يَمْلِكُ أَمْرِي إِنْ لَمْ تَكُ عَلَيَّ سَاخِطاً فَمَا أُبَالِي غَيْرَ أَنَّ عَفْوَكَ لَا يَضِيقُ عَنِّي وَ رِضَاكَ يَنْفَعُنِي وَ كَنَفَكَ يَسَعُنِي وَ يَدَكَ الْبَاسِطَةَ تَدْفَعُ عَنِّي فَخُذْ بِيَدِي مِنْ دَحْضِ الزَّلَّةِ فَقَدْ كَبَوْتُ (1) وَ ثَبِّتْنِي عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَ اهْدِنِي وَ إِلَّا غَوَيْتُ يَا هَادِيَ الطَّرِيقِ يَا فَارِجَ الْمَضِيقِ يَا إِلَهِي بِالتَّحْقِيقِ يَا جَارِيَ اللَّصِيقُ يَا رُكْنِيَ الْوَثِيقُ يَا كَنْزِيَ الْعَتِيقُ احْلُلْ عَنِّي الْمَضِيقَ وَ اكْفِنِي شَرَّ مَا أُطِيقُ وَ مَا لَا أُطِيقُ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ الْمَغْفِرَةِ وَ ذَا الْعِزِّ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْآلَاءِ وَ الْعَظَمَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ خَيْرَ الْغَافِرِينَ وَ أَكْرَمَ النَّاظِرِينَ وَ رَبَّ الْعَالَمِينَ لَا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِي وَ لَا تُخَيِّبْ دُعَائِي وَ لَا تُجْهِدْ بَلَائِي وَ لَا تُسِئْ قَضَائِي وَ لَا تَجْعَلِ النَّارَ مَأْوَايَ وَ اجْعَلِ الْجَنَّةَ مَثْوَايَ وَ أَعْطِنِي مِنَ الدُّنْيَا سُؤْلِي وَ مُنَايَ وَ بَلِّغْنِي مِنَ الْآخِرَةِ أَمَلِي وَ رِضَايَ وَ آتِنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ وَ أَنْتَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ) . كتبته من مجموع بخط الشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري أدام الله تأييده هكذا كان في الأصل.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ صَاحِبُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَلَمَّا صِرْتُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ يَا رَبِيعُ إِذَا نَزَلْتُ الْمَدِينَةَ فَاذْكُرْ لِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (علیه السلام) فَوَ اللَّهِ الْعَظِيمِ لَا يَقْتُلُهُ أَحَدٌ غَيْرِي
ص: 229
احْذَرْ أَنْ تَدَعَ أَنْ تُذَكِّرَنِي بِهِ قَالَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ أَنْسَانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرَهُ قَالَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى مَكَّةَ قَالَ لِي يَا رَبِيعُ أَ لَمْ آمُرْكَ أَنْ تُذَكِّرَنِي بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذَا دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ قَالَ فَقُلْتُ نَسِيتُ ذَلِكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَقَالَ لِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَذْكِرْنِي بِهِ فَلَا بُدَّ مِنْ قَتْلِهِ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قُلْتُ لِغِلْمَانِي وَ أَصْحَابِي أَذْكِرُونِي بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذَا دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ فَلَمْ تَزَلْ غِلْمَانِي وَ أَصْحَابِي يُذَكِّرُونِّي بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَ مَنْزِلٍ نَدْخُلُهُ وَ نَنْزِلُ فِيهِ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَلَمَّا نَزَلْنَا بِهَا دَخَلْتُ إِلَى الْمَنْصُورِ فَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَضَحِكَ وَ قَالَ لِي نَعَمْ اذْهَبْ يَا رَبِيعُ فَأْتِنِي بِهِ وَ لَا تَأْتِنِي بِهِ إِلَّا مَسْحُوباً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُبّاً وَ كَرَامَةً وَ أَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ طَاعَةً لِأَمْرِكَ قَالَ ثُمَّ نَهَضْتُ وَ أَنَا فِي حَالٍ عَظِيمٍ مِنِ ارْتِكَابِي ذَلِكَ قَالَ فَأَتَيْتُ الْإِمَامَ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ دَارِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكَ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ ثُمَّ نَهَضَ وَ هُوَ مَعِي يَمْشِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) إِنَّهُ أَمَرَنِي أَنْ لَا آتِيَهُ بِكَ إِلَّا مَسْحُوباً قَالَ فَقَالَ الصَّادِقُ امْتَثِلْ يَا رَبِيعُ مَا أَمَرَكَ بِهِ قَالَ فَأَخَذْتُ بِطَرَفِ كُمِّهِ أَسُوقُهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أَدْخَلْتُهُ إِلَيْهِ رَأَيْتُهُ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ وَ فِي يَدِهِ عَمُودُ حَدِيدٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَهُ بِهِ وَ نَظَرْتُ إِلَى جَعْفَرٍ (علیه السلام) وَ هُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِهِ فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا قَالَ الرَّبِيعُ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ ادْنُ مِنِّي يَا ابْنَ عَمِّي وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ثُمَّ قَالَ يَا غُلَامُ ائْتِنِي بِالْحُقَّةِ فَأَتَاهُ الْحُقَّةَ فَإِذَا فِيهَا قَدَحُ الْغَالِيَةِ فَغَلَفَهُ مِنْهَا بِيَدِهِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى بَغْلَةٍ وَ أَمَرَ لَهُ بِبَدْرَةٍ وَ خِلْعَةٍ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالاِنْصِرَافِ قَالَ فَلَمَّا نَهَضَ مِنْ عِنْدِهِ خَرَجْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) إِنِّي لَمْ أَشُكَّ فِيهِ أَنَّهُ سَاعَةَ تَدْخُلُ عَلَيْهِ يَقْتُلُكَ وَ رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ
ص: 230
شَفَتَيْكَ فِي وَقْتِ دُخُولِكَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قُلْتُ قَالَ لِي نَعَمْ يَا رَبِيعُ اعْلَمْ أَنِّي قُلْتُ:
(حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِينَ حَسْبِيَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ حَسْبِي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ حَسْبِيَ الَّذِي لَمْ يَزَلْ حَسْبِي حَسْبِي حَسْبِي حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا يَنَامُ وَ اكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ احْفَظْنِي بِعِزِّكَ وَ اكْفِنِي شَرَّهُ بِقُدْرَتِكَ وَ مُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ وَ إِلَّا هَلَكْتُ وَ أَنْتَ رَبِّي اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَجَلُّ وَ أَجْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَؤُكَ فِي نَحْرِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْتَعِينُكَ عَلَيْهِ وَ أَسْتَكْفِيكَ إِيَّاهُ يَا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ وَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْأَحْزَابَ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) و وجدت عقيب هذا الدعاء ما هذا لفظه.
حِينَ اسْتَدْعَاهُ الْمَنْصُورُ بِرِوَايَةِ الرَّبِيعِ:
بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم أَتَوَسَّلُ وَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَتَشَفَّعُ وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا أَتَقَرَّبُ اللَّهُمَّ لَيِّنْ لِي صُعُوبَتَهُ وَ سَهِّلْ لِي حُزُونَتَهُ وَ وَجِّهْ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ وَ جَمِيعَ جَوَارِحِهِ إِلَيَّ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ اذْهَبْ عَنِّي غَيْظَهُ
ص: 231
وَ بَأْسَهُ وَ مَكْرَهُ وَ جُنُودَهُ وَ أَحْزَابَهُ وَ انْصُرْنِي عَلَيْهِ بِحَقِّ كُلِّ سَائِحٍ فِي رِيَاضِ قُدْسِكَ وَ فَضَاءِ نُورِكَ وَ شَرِبَ مِنْ حَيْوَانِ مَائِكَ وَ أَنْقِذْنِي بِنَصْرِكَ الْعَامِّ الْمُحِيطِ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَامِي وَ اللَّهُ وَلِيِّي وَ حَافِظِي وَ نَاصِرِي وَ أَمَانِي فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ اسْتَتَرْتُ وَ احْتَجَبْتُ وَ امْتَنَعْتُ وَ تَعَزَّزْتُ بِكَلِمَةِ اللَّهِ الْوَحْدَانِيَّةِ الْأَزَلِيَّةِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي مَنِ امْتَنَعَ بِهَا كَانَ مَحْفُوظاً إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْکِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ.
قَالَ الرَّبِيعُ فَكَتَبْتُهُ فِي رَقٍّ وَ جَعَلْتُهُ فِي حَمَائِلِ سَيْفِي فَوَ اللَّهِ مَا هِبْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَهَا .
أقول و قد رأيت في كتاب عتيق من وقف أم الخليفة الناصر أوله أخبار وقعة الحرة .بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: قَرَأْتُ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» حِينَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَ هُوَ يُرِيدُ قَتْلِي فَحَالَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ ذَلِكَ فَلَمَّا قَرَأَهَا حِينَ نَظَرَ إِلَيْهِ لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ حَتَّى أَلْطَفَهُ وَ قِيلَ لَهُ بِمَا احْتَرَسْتَ قَالَ بِاللَّهِ وَ بِقِرَاءَةِ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» فَقُلْتُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ سَبْعاً إِنِّي أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْلِبَهُ لِي فَمَنِ ابْتُلِيَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعْ مِثْلَ صُنْعِي وَ لَوْ لَا أَنَّنَا نَقْرَؤُهَا وَ نَأْمُرُ بِقِرَاءَتِهَا شِيعَتَنَا لَتَخْطَفُهُمُ النَّاسُ وَ لَكِنْ هِيَ وَ اللَّهِ لَهُمْ كَهْفٌ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ فِي كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مَخْرَمَةَ الْكِنْدِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الرَّبَذَةَ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَوْمَئِذٍ بِهَا قَالَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ جَعْفَرٍ هَذَا قَدَّمَ رِجْلاً وَ أَخَّرَ أُخْرَى يَقُولُ أَنْتَحِي
ص: 232
عَنْ مُحَمَّدٍ (أَقُولُ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ) فَإِنْ يَظْفَرْ فَإِنَّمَا الْأَمْرُ لِي وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَكُنْتُ قَدْ أَحْرَزْتُ نَفْسِي أَمَا وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبَلَةَ فَقَالَ يَا اِبْنَ جَبَلَةَ قُمْ إِلَيْهِ فَضَعْ فِي عُنُقِهِ ثِبَاتَهُ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ سَحْباً قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ مَنْزِلَهُ فَلَمْ أُصِبْهُ فَطَلَبْتُهُ فِي مَسْجِدِ أَبِي ذَرٍّ فَوَجَدْتُهُ فِي بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ مَا أُمِرْتُ فَأَخَذْتُ بِكُمِّهِ فَقُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ دَعْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَ أَنَا خَلْفَهُ ثُمَّ قَالَ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ وَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ وَ أَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ وَ يَخْذُلُ فِيهِ الْقَرِيبُ وَ يَشْمَتُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تُعْيِينِي فِيهِ الْأُمُورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَيْكَ رَاغِباً فِيهِ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ وَ كَفَيْتَنِيهِ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَى كُلِّ حَاجَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِيراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلاً .
أَقُولُ: وَ وَجَدْتُ زِيَادَةً فِي هَذَا الدُّعَاءِ عَنْ مَوْلَانَا الرِّضَا (علیه السلام) : بِنِعْمَتِكَ اللَّهُمَّ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ يَا مَعْرُوفاً بِالْمَعْرُوفِ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَعْرُوفِ مَوْصُوفٌ أَنِلْنِي مِنْ مَعْرُوفِكَ مَعْرُوفاً تُغْنِينِي بِهِ عَنْ مَعْرُوفِ مَنْ سِوَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ قَالَ: اصْنَعْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ وَ لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ لَا وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ إِلَّا أَنَّهُ يَقْتُلُهُ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِ السَّتْرِ قَالَ: يَا إِلَهَ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ وَ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و سَلَّم تَوَلَّ عَافِيَتِي وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ فِي هَذِهِ الْغَدَاةِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِشَيْءٍ لَا طَاقَةَ لِي بِهِ.
ص: 233
ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ عَلَيْهِ فَاسْتَوَى جَالِساً ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ فَقَالَ قَدَّمْتَ رِجْلاً وَ أَخَّرْتَ أُخْرَى أَمَا وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتُ فَارْفُقْ بِي فَوَ اللَّهِ لَقَلَّ مَا أَصْحَبُكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ انْصَرِفْ ثُمَّ قَالَ الْتَفَتَ إِلَى عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ الْحَقْهُ فَسَلْهُ أَ بِي أَمْ بِهِ قَالَ فَخَرَجَ يَشْتَدُّ حَتَّى لَحِقَهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لَكَ أَ بِكَ أَمْ بِهِ فَقَالَ لَا بَلْ بِي فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ صَدَقَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ خَرَجْتُ فَوَجَدْتُهُ قَاعِداً يَنْتَظِرُنِي يَتَشَكَّرُ لِي صُنْعِي بِهِ وَ إِذَا بِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ.
وَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي وَ إِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَ إِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ وَ إِنْ كُنْتُ قَلِيلاً شُكْرِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَكَلَنِي النَّاسُ إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي وَ لَمْ يَكِلْنِي إِلَيْهِمْ فَيُهِينُونِي فَرَضِيتُ بِلُطْفِكَ يَا رَبِّ لُطْفاً وَ بِكِفَايَتِكَ خَلَفاً اللَّهُمَّ يَا رَبِّ مَا أَعْطَيْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ وَ مَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قَوَاماً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ أَعْطِنِي مَا أُحِبُّ وَ اجْعَلْهُ خَيْراً لِي وَ اصْرِفْ عَنِّي مَا أَكْرَهُ وَ اجْعَلْهُ خَيْراً لِي اللَّهُمَّ مَا غَيَّبْتَ عَنِّي مِنَ الْأُمُورِ فَلَا تُغَيِّبْنِي عَنْ حِفْظِكَ وَ مَا فَقَدْتُ فَلَا أَفْقُدُ عَوْنَكَ وَ مَا نَسِيتُ فَلَا أَنْسَى ذِكْرَكَ وَ مَا مَلِلْتُ فَلَا أَمَلُّ شُكْرَكَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
حَدَّثَ الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرِيُّ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَ خَمْسِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِيَارَ الْخَازِنُ بِمَشْهَدِ أَمِيرِ
ص: 234
الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّةَ عَشَرَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ الْمُعَدِّلُ بِبَغْدَادَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعِينَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَلُوبَةَ الْقَطَّانُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِعُكْبَرَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَلِيحٍ الشُّرُوطِيُّ بِعُكْبَرَا قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّمَّانِيُّ وَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ أَبِي الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ بَعَثَ الْمَنْصُورُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ جَبَلَةَ الْمَدِينَةَ لِيُشْخِصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ قُدُومِهِ بِجَعْفَرٍ أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ وَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ وَ اتِّكَالِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي عَلَيْكَ ثِقَةٌ وَ بِكَ عُدَّةٌ فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ فِيهِ الْقُوَى وَ تَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ وَ تُعْيِينِي فِيهِ الْأُمُورُ وَ يَخْذُلُ فِيهِ الْقَرِيبُ وَ يَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ وَ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَيْكَ رَاغِباً فِيهِ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ مُنْتَهَى كُلِّ حَاجَةٍ لَكَ الْحَمْدُ كَثِيراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلاً.
فَلَمَّا قَدَّمُوا رَاحِلَتَهُ وَ خَرَجَ لِيَرْكَبَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّم أَتَوَجَّهُ. اللَّهُمَّ ذَلِّلْ حُزُونَتَهُ وَ كُلَّ حُزُونَةٍ وَ سَهِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ وَ كُلَّ صُعُوبَةٍ وَ ارْزُقْنِي مِنَ الْخَيْرِ فَوْقَ مَا أَرْجُو وَ اصْرِفْ عَنِّي مِنَ الشَّرِّ فَوْقَ مَا أَحْذَرُ فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.
قَالَ فَلَمَّا دَخَلْنَا الْكُوفَةَ نَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ :
ص: 235
اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ مَا أَظَلَّتْ وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا أَقَلَّتْ وَ الرِّيَاحِ وَ مَا ذَرَتْ وَ الشَّيَاطِينِ وَ مَا أَضَلَّتْ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَا عَمِلَتْ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ وَ خَيْرَ مَا فِيهَا وَ خَيْرَ أَهْلِهَا وَ خَيْرَ مَا قَدِمْتُ لَهُ وَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّي شَرَّهَا وَ شَرَّ مَا فِيهَا وَ شَرَّ أَهْلِهَا وَ شَرَّ مَا قَدِمْتُ لَهُ.
قَالَ الرَّبِيعُ فَلَمَّا وَافَى إِلَى حَضْرَةِ الْمَنْصُورِ دَخَلْتُ فَأَخْبَرْتُهُ بِقُدُومِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ فَدَعَا الْمُسَيَّبَ بْنَ زُهَيْرٍ الضَّبِّيَّ فَدَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفاً وَ قَالَ لَهُ إِذَا دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَخَاطَبْتُهُ وَ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَ لَا تَسْتَأْمِرْ. فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ وَ كَانَ صَدِيقاً لِي أُلَاقِيهِ وَ أُعَاشِرُهُ إِذَا حَجَجْتُ فَقُلْتُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ قَدْ أَمَرَ فِيكَ بِأَمْرٍ أَكْرَهُهُ أَنْ أَلْقَاكَ بِهِ وَ إِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ تَقُولُهُ أَوْ تُوصِينِي بِهِ فَقَالَ لَا يَرُوعُكَ ذَلِكَ فَلَوْ قَدْ رَآنِي لَزَالَ ذَلِكَ كُلُّهُ ثُمَّ أَخَذَ بِمَجَامِعِ السِّتْرِ فَقَالَ:
يَا إِلَهَ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ وَ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِمْ تَوَلَّنِي فِي هَذِهِ الْغَدَاةِ وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِشَيْءٍ لَا طَاقَةَ لِي بِهِ.
ثُمَّ دَخَلَ فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَنْصُورِ فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلَّا بِنَارٍ صُبَّ عَلَيْهَا مَاءٌ فَخَمِدَتْ ثُمَّ جَعَلَ يَسْكُنُ غَضَبُهُ حَتَّى دَنَا مِنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (علیه السلام) وَ صَارَ مَعَ سَرِيرِهِ فَوَثَبَ الْمَنْصُورُ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ رَفَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعِزُّ عَلَيَّ تَعَبُكَ وَ إِنَّمَا أَحْضَرْتُكَ لِأَشْكُوَ إِلَيْكَ أَهْلَكَ قَطَعُوا رَحِمِي وَ طَعَنُوا فِي دِينِي وَ أَلَّبُوا النَّاسَ عَلَيَّ وَ لَوْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ غَيْرِي مِمَّنْ هُوَ أَبْعَدُ رَحِماً مِنِّي لَسَمِعُوا لَهُ وَ أَطَاعُوا فَقَالَ جَعْفَرٌ (علیه السلام) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ يُعْدَلُ بِكَ عَنْ سَلَفِكَ الصَّالِحِ إِنَّ أَيُّوبَ (علیه السلام) ابْتُلِيَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ
ص: 236
يُوسُفَ (علیه السلام) ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ إِنَّ سُلَيْمَانَ (علیه السلام) أُعْطِيَ فَشَكَرَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ قَدْ صَبَرْتُ وَ غَفَرْتُ وَ شَكَرْتُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا حَدِيثاً كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْكَ فِي صِلَةِ الْأَرْحَامِ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ الْبِرُّ وَ صِلَةُ الْأَرْحَامِ عِمَارَةُ الدُّنْيَا وَ زِيَادَةُ الْأَعْمَارِ قَالَ لَيْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنْسَأَ فِي أَجَلِهِ وَ يُعَافَى فِي بَدَنِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ قَالَ لَيْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ: رَأَيْتُ رَحِماً مُتَعَلِّقَةً بِالْعَرْشِ تَشْكُو إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَ جَلَّ قَاطِعَهَا فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ كَمْ بَيْنَهُمْ فَقَالَ سَبْعَةُ آبَاءٍ فَقَالَ لَيْسَ هَذَا هُوَ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) :احْتَضَرَ رَجُلٌ بَارٌّ فِي جِوَارِهِ رَجُلٌ عَاقٌّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَلَكِ الْمَوْتِ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ كَمْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِ الْعَاقِّ قَالَ ثَلَاثُونَ سَنَةً قَالَ حَوِّلْهَا إِلَى هَذَا الْبَارِّ فَقَالَ الْمَنْصُورُ يَا غُلَامُ ائْتِنِي بِالْغَالِيَةِ فَأَتَاهُ بِهَا فَجَعَلَ يُغَلِّفُهُ بِيَدَيْهِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَأُتِيَ بِهَا فَجَعَلَ يَقُولُ قَدِّمْ قَدِّمْ إِلَى أَنْ أُتِيَ بِهَا إِلَى عِنْدِ سَرِيرِهِ فَرَكِبَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) وَ عَدَوْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي وَ إِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَ إِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْأَلُنِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَوْجَبَ مِنِّي الشُّكْرَ وَ إِنْ كُنْتُ قَلِيلاً شُكْرِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَكَلَنِي النَّاسُ إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي وَ لَمْ يَكِلْنِي إِلَيْهِمْ فَيُهِينُونِي يَا رَبِّ كَفَى بِلُطْفِكَ لُطْفاً وَ بِكِفَايَتِكَ خَلَفاً.
فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ يَعْرِضُنِي عَلَى السَّيْفِ كُلَّ قَلِيلٍ وَ لَقَدْ دَعَا الْمُسَيَّبَ بْنَ زُهَيْرٍ فَدَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفاً وَ أَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَكَ وَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ حِينَ دَخَلْتَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ عَنْكَ فَقَالَ لَيْسَ هَذَا
ص: 237
مَوْضِعُهُ فَرُحْتُ إِلَيْهِ عَشِيّاً قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لَمَّا أَلَّبَتْ عَلَيْهِ الْيَهُودُ وَ فَزَارَةُ وَ غَطَفَانُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: «إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا» وَ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ مِنْ أَغْلَظِ يَوْمٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَجَعَلَ يَدْخُلُ وَ يَخْرُجُ وَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَقُولُ ضَيِّقِي تَتَّسِعِي ثُمَّ خَرَجَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَرَأَى شَخْصاً فَقَالَ لِحُذَيْفَةَ انْظُرْ مَنْ هَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ مَا خَشِيتَ أَنْ تَقَعَ عَلَيْكَ عَيْنٌ قَالَ إِنِّي وَهَبْتُ نَفْسِي لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ خَرَجْتُ حَارِساً لِلْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَمَا انْقَضَى كَلَامُهُمَا حَتَّى نَزَلَ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قَدْ رَأَيْتُ مَوْقِفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِيطَالِبٍ (علیه السلام) مُنْذُ اللَّيْلَةِ وَ أَهْدَيْتُ لَهُ مِنْ مَكْنُونِ عِلْمِي كَلِمَاتٍ لَا يَتَعَوَّذُ بِهَا عِنْدَ شَيْطَانٍ مَارِدٍ وَ لَا سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ لَا حَرَقٍ وَ لَا غَرَقٍ وَ لَا هَدْمٍ وَ لَا رَدْمٍ وَ لَا سَبُعٍ ضَارٍ وَ لَا لِصٍّ قَاطِعٍ إِلَّا آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ هُوَ أَنْ يَقُولَ:
اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنَا بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ أَعِزَّنَا بِسُلْطَانِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ ارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا وَ لَا تُهْلِكْنَا وَ أَنْتَ الرَّجَاءُ رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي وَ كَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي وَ يَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَنْقَضِي أَبَداً وَ يَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِي لَا تُحْصَى عَدَداً أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِينَ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ الْأَعْدَاءِ وَ الْجَبَّارِينَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِدُنْيَايَ وَ عَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَايَ وَ احْفَظْنِي فِي مَا غِبْتُ عَنْهُ وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِيمَا حَضَرْتُهُ يَا مَنْ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ وَ لَا تَضُرُّهُ الْمَعْصِيَةُ أَسْأَلُكَ فَرَجاً عَاجِلاً وَ صَبْراً جَمِيلاً وَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ الْعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ
ص: 238
الْبَلَاءِ وَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
قَالَ الرَّبِيعُ وَ اللَّهِ لَقَدْ دَعَانِي الْمَنْصُورُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُرِيدُ قَتْلِي فَأَتَعَوَّذُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَحُولُ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ قَتْلِي قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ مَا انْصَرَفْتُ لَيْلَةً مِنْ حَانُوتِي إِلَّا دَعَوْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَأُنْسِيتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي أَنْ أَقْرَأَهَا قَبْلَ انْصِرَافِي فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ وَ أَنَا نَائِمٌ اسْتَيْقَظْتُ فَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا فَجَعَلْتُ أُعَوِّذُ حَانُوتِي بِهَا وَ أَنَا فِي فِرَاشِي وَ أُدِيرُ يَدِي عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الْغَدِ بَكَّرْتُ فَوَجَدْتُ فِي حَانُوتِي رَجُلاً وَ إِذَا الْحَانُوتُ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ وَ مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا فَقَالَ دَخَلْتُ إِلَى حَانُوتِكَ لِأَسْرِقَ مِنْهُ شَيْئاً وَ كُلَّمَا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ حِيلَ بَيْنِي وَ بَيْنَ ذَلِكَ بِسُورٍ مِنْ حَدِيدٍ .
إلى بغداد قبل قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن (علیهم السلام) وجدتها في كتاب عتيق في آخره و كتب الحسين بن علي بن هند بخطه في شوال سنة ست و تسعين و ثلاثمائة قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ بِالْمِصِّيصَةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ دَاوُدَ الْعَاصِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَاجِبُ قَالَ: قَعَدَ الْمَنْصُورُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْماً فِي قَصْرِهِ فِي الْقُبَّةِ الْخَضْرَاءِ وَ كَانَتْ قَبْلَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ تُدْعَى الْحَمْرَاءَ وَ كَانَ لَهُ يَوْمٌ يَقْعُدُ فِيهِ يُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الذَّبْحِ وَ قَدْ كَانَ أَشْخَصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ فِي الْحَمْرَاءِ نَهَارَهُ كُلَّهُ حَتَّى جَاءَ اللَّيْلُ وَ مَضَى أَكْثَرُهُ قَالَ ثُمَّ دَعَا أَبِي الرَّبِيعَ فَقَالَ يَا رَبِيعُ إِنَّكَ تَعْرِفُ مَوْضِعَكَ مِنِّي وَ أَنَّهُ يَكُونُ إِلَى الْخَيْرِ وَ لَا تُظْهِرْ عَلَيْهِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ وَ تَكُونُ أَنْتَ الْمُعَالِجَ لَهُ فَقَالَ قُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ مِنْ
ص: 239
فَضْلِ اللَّهِ عَلَيَّ وَ فَضْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا فَوْقِي فِي النُّصْحِ غَايَةٌ قَالَ كَذَلِكَ أَنْتَ صِرِ السَّاعَةَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَاطِمَةَ فَأْتِنِي بِهِ عَلَى الْحَالِ الَّذِي تَجِدُهُ عَلَيْهِ لَا تُغَيِّرْ شَيْئاً مِمَّا عَلَيْهِ فَقُلْتُ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعَطَبُ إِنْ أَتَيْتُ بِهِ عَلَى مَا أَرَاهُ مِنْ غَضَبِهِ قَتَلَهُ وَ ذَهَبَتِ الْآخِرَةُ وَ إِنْ لَمْ آتِ بِهِ وَ أذهبت فِي أَمْرِهِ قَتَلَنِي وَ قَتَلَ نَسْلِي وَ أَخَذَ أَمْوَالِي فَمَيَّزْتُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَمَالَتْ نَفْسِي إِلَى الدُّنْيَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ فَدَعَانِي أَبِي وَ كُنْتُ أَفَظَّ وُلْدِهِ وَ أَغْلَظَهُمْ قَلْباً فَقَالَ لِيَ امْضِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَتَسَلَّقْ عَلَى حَائِطِهِ وَ لَا تَسْتَفْتِحْ عَلَيْهِ بَاباً فَيُغَيِّرَ بَعْضَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَ لَكِنْ انْزِلْ عَلَيْهِ نُزُولاً فَأْتِ بِهِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي هُوَ فِيهَا قَالَ فَأَتَيْتُهُ وَ قَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ إِلَّا أَقَلَّهُ فَأَمَرْتُ بِنَصْبِ السَّلَالِيمِ وَ تَسَلَّقْتُ عَلَيْهِ الْحَائِطَ فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ دَارَهُ فَوَجَدْتُهُ قَائِماً يُصَلِّي وَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ مِنْدِيلٌ قَدِ ائْتَزَرَ بِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ قُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ دَعْنِي أَدْعُو وَ أَلْبَسُ ثِيَابِي فَقُلْتُ لَهُ لَيْسَ إِلَى تَرْكِكَ وَ ذَلِكَ سَبِيلٌ قَالَ فَأَدْخُلُ الْمُغْتَسَلَ فَأَطَّهَّرُ قَالَ قُلْتُ وَ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ فَلَا تَشْغَلْ نَفْسَكَ فَإِنِّي لَا أَدَعُكَ تُغَيِّرُ شَيْئاً قَالَ فَأَخْرَجْتُهُ حَافِياً حَاسِراً فِي قَمِيصِهِ وَ مِنْدِيلِهِ وَ كَانَ قَدْ جَاوَزَ السَّبْعِينَ (علیه السلام) فَلَمَّا مَضَى بَعْضُ الطَّرِيقِ ضَعُفَ الشَّیْخُ فَرَحِمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ ارْكَبْ فَرَكِبَ بَغْلَ شَاكِرِيٍّ كَانَ مَعَنَا ثُمَّ صِرْنَا إِلَى الرَّبِيعِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ وَيْلَكَ يَا رَبِيعُ قَدْ أَبْطَأَ الرَّجُلُ وَ جَعَلَ يَسْتَحِثُّهُ اسْتِحْثَاثاً شَدِيداً فَلَمَّا أَنْ وَقَعَتْ عَيْنُ الرَّبِيعِ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ بِتِلْكَ الْحَالِ بَكَى وَ كَانَ الرَّبِيعُ يَتَشَيَّعُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ (علیه السلام) يَا رَبِيعُ أَنَا أَعْلَمُ مَيْلَكَ إِلَيْنَا فَدَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَ أَدْعُو قَالَ شَأْنَكَ وَ مَا تَشَاءُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفَّفَهُمَا ثُمَّ دَعَا بَعْدَهُمَا بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ إِلَّا أَنَّهُ دُعَاءٌ طَوِيلٌ وَ الْمَنْصُورُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ يَسْتَحِثُّ الرَّبِيعَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَى طُولِهِ أَخَذَ الرَّبِيعُ بِذِرَاعَيْهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى الْمَنْصُورِ فَلَمَّا صَارَ فِي صَحْنِ الْإِيوَانِ وَقَفَ ثُمَّ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ مَا أَدْرِي مَا هُوَ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ وَ أَنْتَ يَا جَعْفَرُ مَا تَدَعُ حَسَدَكَ
ص: 240
وَ بَغْيَكَ وَ فَسَادَكَ عَلَى أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ مَا يَزِيدُكَ اللَّهُ بِذَلِكَ إِلَّا شِدَّةَ حَسَدٍ وَ نَكَدٍ مَا يُبْلَغُ بِهِ مَا تَقْدِرُهُ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتُ شَيْئاً مِنْ هَذَا وَ لَقَدْ كُنْتُ فِي وِلَايَةِ بَنِي أُمَيَّةَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَاءُ الْخَلْقِ لَنَا وَ لَكُمْ وَ أَنَّهُمْ لَا حَقَّ لَهُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَوَ اللَّهِ مَا بَغَيْتُ عَلَيْهِمْ وَ لَا بَلَغَهُمْ عَنِّي سُوءٌ مَعَ جَفَائِهِمُ الَّذِي كَانَ لِي فَكَيْفَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَصْنَعُ الْآنَ هَذَا وَ أَنْتَ ابْنُ عَمِّي وَ أَمَسُّ الْخَلْقِ بِي رَحِماً وَ أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً وَ بِرّاً فَكَيْفَ أَفْعَلُ هَذَا فَأَطْرَقَ الْمَنْصُورُ سَاعَةً وَ كَانَ عَلَى لِبْذٍ (1) وَ عَنْ يَسَارِهِ مِرْفَقَةٌ جُرْمُقَانِيَّةٌ وَ تَحْتَ لِبذِهِ سَيْفٌ ذُو فَقَارٍ كَانَ لَا يُفَارِقُهُ إِذَا قَعَدَ فِي الْقُبَّةِ قَالَ أَبْطَلْتَ وَ أَثِمْتَ ثُمَّ رَفَعَ ثَنْيَ الْوِسَادَةِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا إِضْبَارَةَ (2) كُتُبٍ فَرَمَى بِهَا إِلَيْهِ وَ قَالَ هَذِهِ كُتُبُكَ إِلَى أَهْلِ خُرَاسَانَ تَدْعُوهُمْ إِلَى نَقْضِ بَيْعَتِي وَ أَنْ يُبَايِعُوكَ دُونِي فَقَالَ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا أَسْتَحِلُّ ذَلِكَ وَ لَا هُوَ مِنْ مَذْهَبِي وَ إِنِّي لَمِنْ مَنْ يَعْتَقِدُ طَاعَتَكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِّ مَا قَدْ أَضْعَفَنِي مِنْ ذَلِكَ لَوْ أَرَدْتُهُ فَصَيِّرْنِي فِي بَعْضِ جُيُوشِكَ حَتَّى يَأْتِيَنِي الْمَوْتُ فَهُوَ مِنِّي قَرِيبٌ فَقَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ ثُمَّ أَطْرَقَ وَ ضَرَبَ يَدَهُ إِلَى السَّيْفِ فَسَلَّ مِنْهُ مِقْدَارَ شِبْرٍ وَ أَخَذَ بِمِقْبَضِهِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ ذَهَبَ وَ اللَّهِ الرَّجُلُ. ثُمَّ رَدَّ السَّيْفَ ثُمَّ قَالَ يَا جَعْفَرُ أَ مَا تَسْتَحِي مَعَ هَذِهِ الشَّيْبَةِ وَ مَعَ هَذَا النَّسَبِ أَنْ تَنْطِقَ بِالْبَاطِلِ وَ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ تُرِيدُ أَنْ تُرِيقَ الدِّمَاءَ وَ تَطْرَحَ الْفِتْنَةَ بَيْنَ الرَّعِيَّةِ وَ الْأَوْلِيَاءِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا هَذِهِ كُتُبِي وَ لَا خَطِّي وَ لَا خَاتَمِي فَانْتَضَى مِنَ السَّيْفِ ذِرَاعاً فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ مَضَى الرَّجُلُ وَ جَعَلْتُ فِي نَفْسِي إِنْ أَمَرَنِي فِيهِ بِأَمْرٍ أَنْ أَعْصِيَهُ لِأَنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَأْمُرُنِي أَنْ آخُذَ السَّيْفَ فَأَضْرِبَ بِهِ جَعْفَراً فَقُلْتُ إِنْ أَمَرَنِي ضَرَبْتُ الْمَنْصُورَ وَ إِنْ أَتَى ذَلِكَ عَلَيَّ وَ عَلَى وُلْدِي وَ تُبْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا كُنْتُ نَوَيْتُ فِيهِ أَوَّلاً فَأَقْبَلَ يُعَاتِبُهُ وَ جَعْفَرٌ يَعْتَذِرُ ثُمَّ
ص: 241
انْتَضَى السَّيْفَ كُلَّهُ إِلَّا شَيْئاً يَسِيراً مِنْهُ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ مَضَى وَ اللَّهِ الرَّجُلُ ثُمَّ أَغْمَدَ السَّيْفَ وَ أَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَظُنُّكَ صَادِقاً يَا رَبِيعُ هَاتِ الْعَيْبَةَ مِنْ مَوْضِعٍ كَانَتْ فِيهِ فِي الْقُبَّةِ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ أَدْخِلْ يَدَكَ فِيهَا فَكَانَتْ مَمْلُوَّةً غَالِيَةً وَضَعَهَا فِي لِحْيَتِهِ وَ كَانَتْ بَيْضَاءَ فَاسْوَدَّتْ وَ قَالَ احْمِلْهُ عَلَى فَارِهٍ مِنْ دَوَابِّيَ الَّتِي أَرْكَبُهَا وَ أَعْطِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ شَيِّعْهُ إِلَى مَنْزِلِهِ مُكَرَّماً وَ خَيِّرْهُ إِذَا أَتَيْتَ بِهِ إِلَى الْمَنْزِلِ بَيْنَ الْمُقَامِ عِنْدَنَا فَنُكْرِمُهُ وَ الاِنْصِرَافِ إِلَى مَدِينَةِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا مَسْرُورٌ فَرِحٌ لِسَلَامَةِ جَعْفَرٍ (علیه السلام) وَ مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرَادَ الْمَنْصُورُ وَ مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِهِ فَلَمَّا صِرْنَا فِي الصَّحْنِ قُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْجَبُ مِمَّا عَمَدَ إِلَيْهِ هَذَا فِي بَابِكَ وَ مَا أَصَارَكَ اللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ كِفَايَتِهِ وَ دِفَاعِهِ وَ لَا عَجَبَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ سَمِعْتُكَ تَدْعُو عَقِيبَ الرَّكْعَتَيْنِ بِشَيْءٍ فِي الْأَصْلِ بِدُعَاءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ إِلَّا أَنَّهُ طَوِيلٌ وَ رَأَيْتُكَ قَدْ حَرَّكْتَ شَفَتَيْكَ هَاهُنَا أَعْنِي الصَّحْنَ بِشَيْءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ فَقَالَ لِي أَمَّا الْأَوَّلُ فَدُعَاءُ الْكَرْبِ وَ الشَّدَائِدِ لَمْ أَدْعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ قَبْلَ يَوْمِئِذٍ جَعَلْتُهُ عِوَضاً مِنْ دُعَاءٍ كَثِيرٍ أَدْعُو بِهِ إِذَا قَضَيْتُ صَلَاتِي لِأَنِّي لَمْ أَتْرُكْ أَنْ أَدْعُوَ مَا كُنْتُ أَدْعُو بِهِ وَ أَمَّا الَّذِي حَرَّكْتُ بِهِ شَفَتِي فَهُوَ دُعَاءُ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَوْمَ الْأَحْزَابِ حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیهم السلام) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ كَانَتِ الْمَدِينَةُ كَالْإِكْلِيلِ مِنْ جُنُودِ الْمُشْرِكِينَ وَ كَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا. هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً» فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) يَدْعُو بِهِ إِذَا أَحْزَنَهُ أَمْرٌ وَ الدُّعَاءُ:
اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ اغْفِرْ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ رَبِّ لَا أَهْلِكُ وَ أَنْتَ الرَّجَاءُ اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعَزُّ وَ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلّی
ص: 242
الله علیه و آله و سلَّم أَتَوَجَّهُ يَا كَافِيَ إِبْرَاهِيمَ نُمْرُودَ وَ مُوسَى فِرْعَوْنَ اكْفِنِي مَا أَنَا فِيهِ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِينَ حَسْبِيَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ حَسْبِيَ الْمَانِعُ مِنَ الْمَمْنُوعِينَ حَسْبِي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي حَسْبِي مُذْ قَطُّ حَسْبِي حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
ثُمَّ قَالَ: لَوْ لَا الْخَوْفُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ لَدَفَعْتُ إِلَيْكَ هَذَا الْمَالَ وَ لَكِنْ قَدْ كُنْتَ طَلَبْتَ مِنِّي أَرْضِي بِالْمَدِينَةِ وَ أَعْطَيْتَنِي بِهَا عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ فَلَمْ أَبِعْكَ وَ قَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ قُلْتُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّمَا رَغْبَتِي فِي الدُّعَاءِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِيَ وَ إِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَهُوَ الْبِرُّ وَ لَا حَاجَةَ إِلَى الْآنِ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نَرْجِعُ فِي مَعْرُوفِنَا نَحْنُ نَنْسَخُكَ الدُّعَاءَ وَ نُسَلِّمُ إِلَيْكَ الْأَرْضَ سِرْ مَعِي إِلَى الْمَنْزِلِ فَصِرْتُ مَعَهُ كَمَا تَقَدَّمَ الْمَنْصُورُ وَ كَمَا كَتَبَ لِي بِعَهْدِهِ الْأَرْضَ وَ أَمْلَى عَلَيَّ دُعَاءَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) وَ أَمْلَى عَلَيَّ الَّذِي دَعَا هُوَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ ذَكَرَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ الدُّعَاءَ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ نَحْنُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى الَّذِي أَوَّلُهُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ وَ يَا مَلْجَأَ الْخَائِفِينَ وَ هُوَ فِي النُّسْخَةِ الْعَتِيقَةِ نَحْوَ سِتِّ قَوَائِمَ بِالطَّالِبِيِّ إِلَى آخِرِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ:
«أَنْتَ رَبِّي وَ أَنْتَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ الْمُعِينُ»
قَالَ: فَقُلْتُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ كَثُرَ اسْتِحْثَاثُ الْمَنْصُورِ لِي وَ اسْتِعْجَالُهُ إِيَّايَ وَ أَنْتَ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الطَّوِيلِ مُتَمَهِّلاً كَأَنَّكَ لَمْ تَخْشَهُ قَالَ فَقَالَ لِي نَعَمْ قَدْ كُنْتُ أَدْعُو بِهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِدُعَاءٍ لَا بُدَّ مِنْهُ فَأَمَّا الرَّكْعَتَانِ فَهُمَا صَلَاةُ الْغَدَاةِ خَفَّفْتُهُمَا وَ دَعَوْتُ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ بَعْدَهُمَا فَقُلْتُ لَهُ أَ مَا خِفْتَ أَبَا جَعْفَرٍ وَ قَدْ أَعَدَّ لَكَ مَا أَعَدَّ قَالَ: خِيفَةُ اللَّهِ دُونَ خِيفَتِهِ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي صَدْرِي أَعْظَمَ مِنْهُ قَالَ الرَّبِيعُ كَانَ فِي قَلْبِي مَا
ص: 243
رَأَيْتُ مِنَ الْمَنْصُورِ وَ مِنْ غَضَبِهِ وَ حَنَقِهِ عَلَى جَعْفَرٍ وَ مِنَ الْجَلَالَةِ لَهُ فِي سَاعَةٍ مَا لَمْ أَظُنَّهُ يَكُونُ فِي بَشَرٍ فَلَمَّا وَجَدْتُ مِنْهُ خَلْوَةً وَ طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَباً قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُ غَضَبَكَ عَلَى جَعْفَرٍ غَضَباً لَمْ أَرَكَ غَضِبْتَهُ عَلَى أَحَدٍ قَطُّ وَ لَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ لَا عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كُلِّ النَّاسِ حَتَّى بَلَغَ بِكَ الْأَمْرُ أَنْ تَقْتُلَهُ بِالسَّيْفِ وَ حَتَّى أَنَّكَ أَخْرَجْتَ مِنْ سَيْفِكَ شِبْراً ثُمَّ أَغْمَدْتَهُ ثُمَّ عَاتَبْتَهُ ثُمَّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ ذِرَاعاً ثُمَّ عَاتَبْتَهُ ثُمَّ أَخْرَجْتَهُ كُلَّهُ إِلَّا شَيْئاً يَسِيراً فَلَمْ أَشُكَّ فِي قَتْلِكَ لَهُ ثُمَّ انْحَلَّ ذَلِكَ كُلُّهُ فَعَادَ رِضًى حَتَّى أَمَرْتَنِي فَسَوَّدْتُ لِحْيَتَهُ بِالْغَالِيَةِ الَّتِي لَا يَتَغَلَّفُ مِنْهَا إِلَّا أَنْتَ وَ لَا يَغْلِفُ مِنْهَا وَلَدُكَ الْمَهْدِيُّ وَ لَا مَنْ وَلَّيْتَهُ عَهْدَكَ وَ لَا عُمُومَتُكَ وَ أَجَزْتَهُ وَ حَمَلْتَهُ وَ أَمَرْتَنِي بِتَشْيِيعِهِ مُكَرَّماً فَقَالَ وَيْحَكَ يَا رَبِيعُ لَيْسَ هُوَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُحَدَّثَ بِهِ وَ سَتْرُهُ أَوْلَى وَ لَا أُحِبُّ أَنْ يَبْلُغَ وُلْدَ فَاطِمَةَ (علیها السلام) فَيَفْخَرُونَ وَ يَتِيهُونَ بِذَلِكَ عَلَيْنَا حَسْبُنَا مَا نَحْنُ فِيهِ وَ لَكِنْ لَا أَكْتُمُكَ شَيْئاً انْظُرُ مَنْ فِي الدَّارِ ثُمَّ قَالَ لِي ارْجِعْ وَ لَا تُبْقِ أَحَداً فَفَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ لِي لَيْسَ إِلَّا أَنَا وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ لَئِنْ سَمِعْتُ مَا أَلْقَيْتُهُ إِلَيْكَ مِنْ أَحَدٍ لَأَقْتُلَنَّكَ وَ وُلْدَكَ وَ أَهْلَكَ أَجْمَعِينَ وَ لَآخُذَنَّ مَالَكَ قَالَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ قَالَ يَا رَبِيعُ قَدْ كُنْتُ مُصِرّاً عَلَى قَتْلِ جَعْفَرٍ وَ لَا أَسْمَعُ لَهُ قَوْلاً وَ لَا أَقْبَلُ لَهُ عُذْراً وَ كَانَ أَمْرُهُ وَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ لَا يَخْرُجُ بِسَيْفٍ أَغْلَظَ عِنْدِي وَ أَهَمَّ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا مِنْهُ وَ مِنْ آبَائِهِ عَلَى عَهْدِ بَنِي أُمَيَّةَ فَلَمَّا هَمَمْتُ بِهِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى تَمَثَّلَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَإِذَا هُوَ حَائِلٌ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ بَاسِطٌ كَفَّيْهِ حَاسِرٌ عَنْ ذِرَاعَيْهِ قَدْ عَبَسَ وَ قَطَبَ فِي وَجْهِي فَصَرَفْتُ وَجْهِي عَنْهُ ثُمَّ هَمَمْتُ بِهِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَ انْتَضَيْتُ مِنَ السَّيْفِ أَكْثَرَ مِمَّا انْتَضَيْتُ مِنْهُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَدْ قَرُبَ مِنِّي وَ دَنَا شَدِيداً وَ هَمَّ بِي أَنْ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ فَأَمْسَكْتُ ثُمَّ تَجَاسَرْتُ وَ قُلْتُ هَذَا بَعْضُ أَفْعَالِ الرَّأْيِ ثُمَّ انْتَضَيْتُ السَّيْفَ فِي الثَّالِثَةِ فَتَمَثَّلَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) بَاسِطَ ذِرَاعَيْهِ قَدْ تَشَمَّرَ وَ احْمَرَّ وَ عَبَسَ
ص: 244
وَ قَطَبَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيَّ فَخِفْتُ وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ وَ كَانَ مِنِّي مَا رَأَيْتَ وَ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنِي فَاطِمَةَ (صلوات الله علیهم) وَ لَا يَجْهَلُ حَقَّهُمْ إِلَّا جَاهِلٌ لَا حَظَّ لَهُ فِي الشَّرِيعَةِ فَإِيَّاكَ أَنْ يَسْمَعَ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ فَمَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي حَتَّى مَاتَ الْمَنْصُورُ وَ مَا حَدَّثْتُ أَنَا بِهِ حَتَّى مَاتَ الْمَهْدِيُّ وَ مُوسَى وَ هَارُونُ وَ قُتِلَ مُحَمَّدٌ بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحَسَن عَلَیهِم أفضَلُ الصّلاةُ والسَّلامُ.
و هي ثاني مرة إلى بغداد بعد قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وجدتها في الكتاب العتيق الذي قدمت ذكره بخط الحسين بن علي بن هند ،قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: قَدْ رَفَعَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِهِ لِمُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ بَعَثَ مَوْلَاهُ الْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ لِجِبَايَةِ الْأَمْوَالِ مِنْ شِيعَتِهِ وَ أَنَّهُ كَانَ يُمِدُّ بِهَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَادَ الْمَنْصُورُ أَنْ يَأْكُلَ كَفَّهُ عَلَى جَعْفَرٍ غَيْظاً وَ كَتَبَ إِلَى عَمِّهِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ وَ دَاوُدُ إِذْ ذَاكَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ أَنْ يُسَيِّرَ إِلَيْهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ لَا يُرَخِّصَ لَهُ فِي التَّلَوُّمِ وَ الْمُقَامِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ دَاوُدُ بِكِتَابِ الْمَنْصُورِ وَ قَالَ لَهُ اعْمِدْ عَلَى الْمَسِيرِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي غَدٍ وَ لَا تَتَأَخَّرْ قَالَ صَفْوَانُ وَ كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَ إِلَيَّ جَعْفَرٌ (علیه السلام) فَصِرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي تَعَهَّدْ رَاحِلَتَنَا فَإِنَّا غَادُونَ فِي غَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْعِرَاقَ وَ نَهَضَ عَنْ وَقْتِهِ وَ أَنَا مَعَهُ إِلَى مَسْجِدِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) وَ كَانَ ذَلِكَ بَيْنَ الْأُولَى وَ الْعَصْرِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكَعَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَحَفِظْتُ يَوْمَئِذٍ وَ مِنْ دُعَائِهِ:
ص: 245
يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَ لَا انْقِضَاءٌ يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ أَمَدٌ وَ لَا نِهَايَةٌ وَ لَا مِيقَاتٌ وَ لَا غَايَةٌ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدَ وَ الْبَطْشِ الشَّدِيدِ يَا مَنْ هُوَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ يَا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ اللُّغَاتُ وَ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ يَا مَنْ قَامَتْ بِجَبَرُوتِهِ الْأَرْضُ وَ السَّمَاوَاتُ يَا حَسَنَ الصُّحْبَةِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ احْرُسْنِي فِي سَفَرِي وَ مُقَامِي وَ فِي حَرَكَتِي وَ انْتِقَالِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ فِي سَفَرِي هَذَا بِلَا ثِقَةٍ مِنِّي لِغَيْرِكَ وَ لَا رَجَاءٍ يَأْوِي بِي إِلَّا إِلَيْكَ وَ لَا قُوَّةَ لِي أَتَّكِلُ عَلَيْهَا وَ لَا حِيلَةَ أَلْجَأُ إِلَيْهَا إِلَّا ابْتِغَاءَ فَضْلِكَ وَ الْتِمَاسَ عَافِيَتِكَ وَ طَلَبَ فَضْلِكَ وَ إِجْرَاؤُكَ لِي عَلَى أَفْضَلِ عَوَائِدِكَ عِنْدِي اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِي فِي سَفَرِي هَذَا مِمَّا أُحِبُّ وَ أَكْرَهُ فَمَهْمَا أَوْقَعْتَ عَلَيْهِ قَدَرَكَ فَمَحْمُودٌ فِيهِ بَلَاؤُكَ مُنْتَصِحٌ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَ أَنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ اللَّهُمَّ فَاصْرِفْ عَنِّي فِيهِ مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ وَ مَقْضِيَّ كُلِّ لَأْوَاءٍ وَ ابْسُطْ عَلَيَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ وَ تَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ حَتَّى تَحْفَظَنِي فِيهِ بِأَحْسَنِ مَا حَفِظْتَ بِهِ غَائِباً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ خَلَقْتَهُ فِي سَتْرِ كُلِّ عَوْرَةٍ وَ كِفَايَةِ كُلِّ مَضَرَّةٍ وَ صَرْفِ كُلِّ مَحْذُورٍ وَ هَبْ لِي فِيهِ أَمْناً وَ إِيمَاناً وَ عَافِيَةً وَ يُسْراً وَ صَبْراً وَ شُكْراً وَ أَرْجِعْنِي فِيهِ سَالِماً إِلَى سَالِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
قَالَ صَفْوَانُ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ (علیه السلام) بِأَنْ يُعِيدَ الدُّعَاءَ عَلَيَّ فَأَعَادَهُ وَ كَتَبْتُهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) رَحَّلْتُ لَهُ النَّاقَةَ وَ سَارَ مُتَوَجِّهاً إِلَى الْعِرَاقِ حَتَّى قَدِمَ مَدِينَةَ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَقْبَلَ حَتَّى اسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ قَالَ صَفْوَانُ فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ مَنْ شَهِدَهُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو جَعْفَرٍ قَرَّبَهُ وَ أَدْنَاهُ ثُمَّ اسْتَدْعَى قِصَّةَ الرَّافِعِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) يَقُولُ فِي قِصَّتِهِ أَنَّ مُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَجْبِي لَهُ الْأَمْوَالَ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاقِ
ص: 246
وَ أَنَّهُ مَدَّ بِهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَرَأَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ فَقَالَ يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ مَا هَذِهِ الْأَمْوَالُ الَّتِي يَجْبِيهَا لَكَ مُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَهُ تَحْلِفُ عَلَى بَرَاءَتِكَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّهُ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَا بَلْ تَحْلِفُ بِالطَّلَاقِ وَ الْعَتَاقِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ مَا تَرْضَى يَمِينِي بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَلَا تَتَفَقَّهْ عَلَيَّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَأَيْنَ تَذْهَبُ بِالْفِقْهِ مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَهُ دَعْ عَنْكَ هَذَا فَإِنِّي أَجْمَعُ السَّاعَةَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الرَّجُلِ الَّذِي رَفَعَ عَنْكَ حَتَّى يُوَاجِهَكَ فَأَتَوْا بِالرَّجُلِ وَ سَأَلُوهُ بِحَضْرَةِ جَعْفَرٍ فَقَالَ نَعَمْ هَذَا صَحِيحٌ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الَّذِي قُلْتُ فِيهِ كَمَا قُلْتُ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) تَحْلِفُ أَيُّهَا الرَّجُلُ أَنَّ هَذَا الَّذِي رَفَعْتَهُ صَحِيحٌ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ ابْتَدَأَ الرَّجُلُ بِالْيَمِينِ فَقَالَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الطَّالِبُ الْغَالِبُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ (علیه السلام) لَا تَعْجَلْ فِي يَمِينِكَ فَإِنِّي أَنَا أَسْتَحْلِفُ قَالَ الْمَنْصُورُ وَ مَا أَنْكَرْتَ مِنْ هَذِهِ الْيَمِينِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حي كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا أَثْنَى عَلَيْهِ أَنْ يُعَاجِلَهُ بِالْعُقُوبَةِ لِمَدْحِهِ لَهُ وَ لَكِنْ قُلْ يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَلْجَأُ إِلَى حَوْلِي وَ قُوَّتِي إِنِّي لَصَادِقٌ بَرٌّ فِي مَا أَقُولُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِلْقُرَشِيِّ احْلِفْ بِمَا اسْتَحْلَفَكَ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهَذِهِ الْيَمِينِ فَلَمْ يَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ حَتَّى أَجْذَمَ وَ خَرَّ مَيِّتاً فَرَاعَ أَبُو جَعْفَرٍ ذَلِكَ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سِرْ مِنْ غَدٍ إِلَى حَرَمِ جَدِّكَ إِنِ اخْتَرْتَ ذَلِكَ وَ إِنِ اخْتَرْتَ الْمُقَامَ عِنْدَنَا لَمْ نَأْلُ فِي إِكْرَامِكَ وَ بِرِّكَ فَوَ اللَّهِ لَا قَبِلْتُ عَلَيْكَ قَوْلَ أَحَدٍ بَعْدَهَا أَبَداً .
و قد قدمناه في الأحراز عن الصادق (علیه السلام)
ص: 247
لكن فيه هاهنا زيادة عما ذكرناه و لعل هذه الزيادة كانت قبل استدعائه لسعاية القرشي و هذه برواية محمد بن عبد الله الإسكندري و هو دعاء جليل مضمون الإجابة نقلناه من كتاب قالبه نصف الثمن يشتمل على عدة كتب أولها كتاب التنبيه لمن يتفكر فيه و هذا الدعاء في آخره فقال ما هذا لفظه روي عن محمد بن عبد الله الإسكندري أنه قال كنت من جملة ندماء أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر و خواصه و كنت صاحب سره من بين الجميع فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما و هو يتنفس نفسا باردا فقلت ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين فقال لي يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة (علیها السلام) مقدار مائة أو يزيدون و قد بقي سيدهم و إمامهم فقلت له من ذلك قال جعفر بن محمد الصادق فقلت له يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة فقال يا محمد و قد علمت أنك تقول به و بإمامته و لكن الملك عقيم و قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي هذه أو أفرغ منه قال محمد و الله لقد ضاقت علي الأرض برحبها ثم دعا سيافا فقال له: إذا أنا أحضرت أبا عبد الله الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهو العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه ثم أحضر أبا عبد الله (علیه السلام) في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما هو الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت أبا جعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه يحمر ساعة و يصفر أخرى و أخذ بعضد أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) و أجلسه على سرير ملكه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال له يا ابن رسول الله ما الذي جاءك في هذه الساعة قال جئتك يا أمير المؤمنين طاعة لله عز و جل و لرسوله (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) و لأمير المؤمنين أدام الله عزه قال ما دعوتك و الغلط من الرسول ثم قال سل حاجتك فقال أسألك أن لا تدعوني
ص: 248
لغير شغل قال لك ذلك و غير ذلك ثم انصرف أبو عبد الله و حمدت الله عز و جل كثيرا و دعا أبو جعفر المنصور بالروائح و نام و لم ينتبه إلا في نصف الليل فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسرّه ذلك و قال لي لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدثك بحديث فلما قضى صلاته أقبل علي و قال لي لما أحضرت أبا عبد الله الصادق و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور إن الله تعالى جده قد بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد الله الصادق حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت أسناني قال محمد بن الإسكندري قلت له ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين فإن أبا عبد الله وارث علم النبي (علیه السلام) و جده أمير المؤمنين علي (علیه السلام) و عنده من الأسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار و لو قرأها على النهار لأظلم و لو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت قال محمد فقلت له بعد أيام أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) فأجاب فلم يأب فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) وَ سَلَّمْتُ وَ قُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ يَا مَوْلَايَ بِحَقِّ جَدِّكَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَنْ تُعَلِّمَنِي الدُّعَاءَ الَّذِي كُنْتَ تَقْرَؤُهُ عِنْدَ دُخُولِكَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ لَكَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ هَذَا الدُّعَاءُ حِرْزٌ جَلِيلٌ وَ دُعَاءٌ عَظِيمٌ حَفِظْتُهُ عَلَى آبَائِيَ الْكِرَامِ (علیهم السلام) وَ هُوَ حَرْفٌ مُسْتَخْرَجٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَزِيزِ الَّذِي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ قَالَ لِي اكْتُبْ وَ أَمْلَى عَلَيَّ ذَلِكَ . و هو حرز جليل و هو دعاء عظيم مبارك مستجاب فلما ورد أبو مخلد عبد الله بن يحيى من بغداد لرسالة خراسان إلى عند الأمير بن الحسن نصر بن أحمد ببخارا كان هذا الحرف مكتوبا في دفتر أوراقها من فضة و كتابتها بماء الذهب وهبها من
ص: 249
الشيخ أبي الفضل محمد بن عبد الله البلعمي و قال له إن هذه من أسنى التحف و أجل الهبات فمن وفقه الله عز و جل لقراءته صبيحة كل يوم حفظه الله من جميع البلايا و أعاذه من شر مردة الجن و الإنس و الشياطين و السلطان الجائر و السباع و من شر الأمراض و الآفات و العاهات كلها و هو مجرب إلا أن يخلص لله عز و جل و هذا أول الدعاء.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَبَداً حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِيمَاناً وَ صِدْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً وَ رِقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَلَطُّفاً وَ رِفْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أُعِيذُ نَفْسِي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ دِينِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ ذُرِّيَّتِي وَ دُنْيَايَ وَ جَمِيعَ مَنْ أَمْرُهُ يَعْنِينِي مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ يُؤْذِينِي أُعِيذُ نَفْسِي وَ جَمِيعَ مَا رَزَقَنِي رَبِّي وَ مَا أُغْلِقَتْ عَلَيْهِ أَبْوَابِي وَ أَحَاطَتْ بِهِ جُدْرَانِي وَ جَمِيعَ مَا أَتَقَلَّبُ فِيهِ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِحْسَانِهِ وَ جَمِيعِ إِخْوَانِي وَ أَخَوَاتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ بِأَسْمَائِهِ التَّامَّةِ الْكَامِلَةِ الْمُتَعَالِيَةِ الْمُنِيفَةِ الشَّرِيفَةِ الشَّافِيَةِ الْكَرِيمَةِ الطَّيِّبَةِ الْفَاضِلَةِ الْمُبَارَكَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ الْعَظِيمَةِ الْمَخْزُونَةِ الْمَكْنُونَةِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ وَ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَ فَاتِحَتِهِ وَ خَاتِمَتِهِ وَ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ سُورَةٍ شَرِيفَةٍ وَ آيَةٍ مُحْكَمَةٍ وَ شِفَاءٍ وَ رَحْمَةٍ وَ عُوذَةٍ وَ بَرَكَةٍ وَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ بِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ وَ بِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِآلَاءِ اللَّهِ وَ عِزَّةِ اللَّهِ وَ قُدْرَةِ اللَّهِ وَ جَلَالِ اللَّهِ وَ قُوَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ مَنَعَةِ اللَّهِ وَ مَنِّ اللَّهِ وَ حِلْمِ اللَّهِ وَ عَفْوِ اللَّهِ وَ غُفْرَانِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ كُتُبِ اللَّهِ وَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ عِقَابِهِ وَ سَخَطِ اللَّهِ وَ نَكَالِهِ وَ مِنْ نَقِمَةِ اللَّهِ وَ إِعْرَاضِهِ وَ صُدُودِهِ وَ خِذْلَانِهِ
ص: 250
وَ مِنَ الْكُفْرِ وَ النِّفَاقِ وَ الْحَيْرَةِ وَ الشِّرْكِ وَ الشَّكِّ فِي دِينِ اللَّهِ وَ مِنْ شَرِّ يَوْمِ الْحَشْرِ وَ النُّشُورِ وَ الْمَوْقِفِ وَ الْحِسَابِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ وَ مِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ وَ حُلُولِ النِّقْمَةِ وَ تَحَوُّلِ الْعَافِيَةِ وَ مُوجِبَاتِ الْهَلَكَةِ وَ مَوَاقِفِ الْخِزْيِ وَ الْفَضِيحَةِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ هَوًى مُرْدٍ وَ قَرِينِ سَوْءٍ مُكْدٍ وَ جَارٍ مُوذٍ وَ غِنًى مُطْغٍ وَ فَقْرٍ مُنْسٍ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ قَلْبٍ لَا تَخْشَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ وَ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَ عَيْنٍ لَا تَدْمَعُ وَ بَطْنٍ لَا يَشْبَعُ وَ مِنْ نَصَبٍ وَ اجْتِهَادٍ يُوجِبَانِ الْعَذَابَ وَ مِنْ مُرْدٍ إِلَى النَّارِ وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي النَّفْسِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ (علیه السلام) وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّيَاطِينِ وَ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ مِنْ شَرِّ السَّلَاطِينِ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ مِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ سُقْمٍ [ سَقَم خ ل] وَ آفَةٍ وَ غَمٍّ وَ هَمٍّ وَ فَاقَةٍ وَ عُدْمٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مِنْ شَرِّ الْفُسَّاقِ وَ الْفُجَّارِ وَ الدُّعَّارِ وَ الْحُسَّادِ وَ الْأَشْرَارِ وَ السُّرَّاقِ وَ اللُّصُوصِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَجِزُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ وَ أَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُمْ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَ الْخَسْفِ وَ الْمَسْخِ وَ الْجُنُونِ وَ الْحِجَارَةِ وَ الصَّيْحَةِ وَ الزَّلَازِلِ وَ الْفِتَنِ وَ الْعَيْنِ وَ الصَّوَاعِقِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ وَ الْأَمْرَاضِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْمُصِيبَاتِ وَ أَكْلِ السَّبُعِ وَ مِيتَةِ السَّوْءِ وَ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ
ص: 251
الْمُقَرَّبُونَ وَ الْأَنْبِيَاءُ الْمُرْسَلُونَ وَ خَاصَّةً مِمَّا اسْتَعَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلُوا وَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذُوا وَ أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَ آجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى اللَّهِ وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللّهِ وَ ما شاءَ اللّهُ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ مَا صَبْرِي إِلَّا بِاللَّهِ وَ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْمَوْلى اللَّهُ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ اللَّهُ وَ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا يَصْرِفُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ بِيَدِ اللَّهِ وَ أَسْتَكْفِي اللَّهَ وَ أَسْتَغْنِي بِاللَّهِ وَ أَسْتَقِيلُ اللَّهَ وَ أَسْتَغِيثُ بِاللَّهِ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ عَلَى رُسُلِ اللَّهِ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ عَلَى الصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ كَتَبَ اللّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ، إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ وَ زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا. سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ
ص: 252
وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً . لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى لا تَخَفْ إِنّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ وَ يَنْصُرَكَ اللّهُ نَصْراً عَزِيزاً وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ يَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً. إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ . رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ. رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ. رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً وَ ما لَنا أَلّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَ عَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ. وَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ
ص: 253
جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الم᷉ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الم᷉ ذلِكَ الْکِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
ص: 254
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي نَجّانا مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فَلِلّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَ لَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَسُبْحانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ. وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ. اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ. وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ. وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ. رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ. وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ. وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ. وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضّالِّينَ. وَ لا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ص: 255
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الصَّافّاتِ صَفًّا فَالزّاجِراتِ زَجْراً فَالتّالِياتِ ذِكْراً إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ. رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ رَبُّ الْمَشارِقِ إِنّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ . بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. ما يَفْتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ. يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً. وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ .
ص: 256
وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمّا يَمْكُرُونَ. إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ يا أَيُّهَا النّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ. هُوَ الْحَيُّ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. هُوَ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ . بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ. وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ. وَ مِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ. وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ
ص: 257
أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ إِلهِ النّاسِ. مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِي شَرّاً أَوْ بِأَهْلِي شَرّاً أَوْ بَأْساً أَوْ ضَرّاً فَاقْمَعْ رَأْسَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّي سُوءَهُ وَ مَكْرُوهَهُ وَ اعْقِدْ لِسَانَهُ وَ احْبِسْ كَيْدَهُ وَ ارْدُدْ عَنِّي إِرَادَتَهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الْكُفْرِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ وَ اغْفِرْ لَنَا وَ لِآبَائِنَا وَ لِأُمَّهَاتِنَا وَ ذُرِّيَّاتِنَا وَ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ تَابِعْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْخَيْرَاتِ إِنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَ مُنْزِلُ الْبَرَكَاتِ وَ دَافَعُ السَّيِّئَاتِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ أَهْلِي وَ أَوْلَادِي وَ عِيَالِي وَ أَمَانَتِي وَ جَمِيعَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ لَا يَضِيعُ صَنَائِعُكَ وَ لَا تَضِيعُ وَدَائِعُكَ وَ لَا يُجِيرُنِي مِنْكَ أَحَدٌ اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ (إِلَى هُنَا وَ الزِّيَادَةُ عَلَى هَذَا مِنَ الْكِتَابِ) فَإِنِّي أَرْجُوكَ وَ لَا أَرْجُو أَحَداً سِوَاكَ فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْغَفُورُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ وَ نَجِّنِي مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ذكر في النسخة التي نقل منها إلى هاهنا آخر الدعاء و الزيادة من الكاتب نسخة نقلت منها يقول سيدنا و مولانا رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أنموذج سلفه الطاهرين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي كئب الله أعاديه و خذل شانيه إن من العجب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد المخلوق من التراب و النطفة الماء المهين إلى المعاندة لرب العالمين في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمد (صلوات الله علیه) بعد تكرار الآيات الباهرات
ص: 258
حتى يكرر إحضاره للقتل سبع دفعات و من العجب المستطرف المستغرب أن المنصور يرى هذه الآيات و المعجزات و الكرامات للصادق (صلوات الله علیه) فلما بلغته وفاته بكى عليه و أمر بقتل من أوصى إليه عَلَى مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ فِي كِتَابِ الْحُجَّةِ فِي بَابِ النَّصِّ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (علیهما السلام) قَدْ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْجَوْزِيِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَةٌ وَ فِي يَدِهِ كِتَابٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَمَى الْكِتَابَ إِلَيَّ وَ هُوَ يَبْكِي فَقَالَ لِي هَذَا كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ يُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ فَ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ثَلَاثاً وَ أَيْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ فَكَتَبْتُ صَدْرَ الْكِتَابِ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ إِنْ كَانَ أَوْصَى إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ فَقَدِّمْهُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْجَوَابُ أَنَّهُ أَوْصَى إِلَى خَمْسَةِ نَفَرٍ أَحَدُهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ و سُلَيْمَانَ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ مُوسَى وَ حَمِيدَةُ .
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ الصَّادِقَ (علیه السلام) أَوْصَى إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُوسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَوْلَادِهِ وَ مَوْلًى لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ لَيْسَ إِلَى قَتْلِ هَؤُلَاءِ سَبِيلٌ . أقول إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مما بلغ إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب و العيون « أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ. ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ».
و أعجب من ذلك ما وقفت عليه بخط الصفي محمد بن صعد رضوان الله عليه من أن المنصور لم يقنع و لم يرتدع بهذه الآيات في ترك مولانا جعفر بن محمد عليه أفضل التحيات حتى أمر بقتله و رأيت بخط عبد السلام البصري بمدينة السلام في شهور سنة ثلاث و ستمائة في كتاب قد كتب على أول الصفحة منه ما هذا صورته أخبار و إنشادات رِوَايَةُ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى الناقط سَمَاعُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ الْحُسَيْنِ
ص: 259
مُتِّعَ بِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ الْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ وَ أَبُو سَعِيدٍ الْمُكَارِي وَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ رِزَامِ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الدَّوَانِيقِ أَنَا وَ نَفَراً مَعِي إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) وَ هُوَ بِالْحِيرَةِ لِنَقْتُلَهُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي رِوَاقِهِ لَيْلاً فَنِلْنَا مِنْهُ حَاجَتَنَا وَ مِنِ ابْنِهِ إِسْمَاعِيلَ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَبِي الدَّوَانِيقِ فَقُلْنَا لَهُ قَدْ فَرَغْنَا مِمَّا أَمَرْتَنَا بِهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا مِنَ الْغَدِ وَجَدْنَا فِي رِوَاقِهِ نَاقَتَيْنِ مَنْحُورَتَيْنِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَالَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهُ.
أقول: روى الخطيب في تاريخ بغداد عن أبي عبد الله البصري ما هذا المراد من لفظه عبد السلام بن الحسين بن محمد أبو أحمد البصري اللغوي سكن بغداد و حدث بها عن محمد بن إسحاق بن عباد التحال و جماعة من البصريين حدثني عنه عبد العزيز الأرجي و غيره و كان صدوقا عالما أديبا قاريا للقرآن عارفا بالقراءات و كان يتولى ببغداد النظر في دار الكتب و إليه حفظها و الإشراف عليها سمعت أبا القاسم عبد الله بن علي الرقي الأديب يقول كان عبد السلام البصري من أحسن الناس تلاوة للقرآن و إنشادا للشعر و كان سمحا سخيا ربما جاءه السائل و ليس معه شيء فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة و خطر كبير و حدثني علي بن المحسن التنوخي أن عبد السلام البصري توفي يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرم سنة خمس و أربعمائة قال غيره و دفن في مقبرة الشونيزي عند قبر أبي علي الفارسي و كان مولده في سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة قلت أنا و إنما أردت بذكر هذا عن الخطيب أن راوي حديث المنصور و الصادق (علیه السلام) كان بهذه الصفة التي ذكرها الخطيب بحيث لا يتهمه لعبد السلام من يقف على هذه المعجزة و الكرامة الباهرة و الآية الظاهرة و نحن نروي في تاريخ الخطيب من
ص: 260
عدة طرق قد ذكرناها في كتاب الإجازات و لنا بذلك طريق إلى ما رواه الخطيب عن عبد السلام البصري .
لما بعث المنصور إليه إلى المدينة ليقتله و هي المرة التاسعة رويناها من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن علي النطنزي و قد أثنى عليه محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب مقدار قائمة فقال من جملة وصفه له أبو الفتح محمد بن علي الأصفهاني النظیري (1) نادرة الفلك باقعة الدهر فاق أهل زمانه في بعض فضائله فقال في كتاب الخصائص ما هذا لفظه قرأت على الإمام أبي منصور بن أبي شجاع و قلت له أخبركم والدك الإمام الحافظ فأقر به قال أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن نوعه قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم تركان قال حدثني منصور بن محمد بن جعفر الصيرفي قال أخبرني أبو الحسن إسحاق بن عبد الرب بن المفضل قال حدثني عبد الله بن عبد الحميد قال حدثني محمد بن مهران الأصفهاني قال حدثني خلاد بن يحيى عن قيس بن الربيع قال حدثني أبي الربيع قال دعاني المنصور يوما قال أ ما ترى ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي قلت و من هو يا سيدي قال جعفر بن محمد و الله لأستأصلن شأفته (2) ثم دعا بقائد من قواده فقال انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك فخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة و أخبر جعفر بن محمد فأمر فأتى بناقتين فأوثقهما على باب البيت و دعا بأولاده موسى و إسماعيل و محمد و عبد الله فجمعهم و قعد في المحراب
ص: 261
و جعل يهمهم قال أبو نصر فحدثني سيدي موسى بن جعفر أن القائد هجم عليه فرأيت أبي و قد همهم بالدعاء فأقبل القائد و كل من كان معه قال خذوا رأسي هذين القائمين فاجتزوا رأسهما ففعلوا و انطلقوا إلى المنصور فلما دخلوا عليه أطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فإذا هما رأسا ناقتين فقال المنصور و أي شيء هذا قال يا سيدي ما كان بأسرع من أن دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي و لم أنظر ما بين يدي فرأيت شخصين قائمين خيل إلي أنهما جعفر و موسى ابنه فأخذت رأسيهما فقال المنصور اكتم علي فما حدثت به أحدا حتى مات قَالَ الرَّبِيعُ فَسَأَلْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (علیهما السلام) عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ هُوَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً. وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي بِهِ تُحْيِي وَ تُمِيتُ وَ تَرْزُقُ وَ تُعْطِي وَ تَمْنَعُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ فَأَعْمِ عَنَّا عَيْنَهُ وَ أَصْمِمْ عَنَّا سَمْعَهُ وَ اشْغَلْ عَنَّا قَلْبَهُ وَ اغْلُلْ عَنَّا يَدَهُ وَ اصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ وَ خُذْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ وَ مِنْ فَوْقِهِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .
قَالَ مُوسَى (علیه السلام) قَالَ أَبِي (علیه السلام) إِنَّهُ دُعَاءُ الْحِجَابِ مِنْ جَمِيعِالْأَعْدَاءِ .
وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) يَدْعُو بِهِ فِي الشَّدَائِدِ وَ يَكْشِفُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَ يَرْفَعُ بِهِ صَوْتَهُ وَ يَنْتَحِبُ وَ يُكْثِرُ الْبُكَاءَ:
ص: 262
اللَّهُمَّ لَوْ لَا أَنْ أُلْقِيَ بِيَدِي وَ أُعِينَ عَلَى نَفْسِي وَ أُخَالِفَ كِتَابَكَ وَ قَدْ قُلْتَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ لَمَا انْشَرَحَ قَلْبِي وَ لِسَانِي لِدُعَائِكَ وَ الطَّلَبِ مِنْكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ مِنْ نَفْسِي فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكَ مَا عَرَفْتَ اللَّهُمَّ مَنْ أَعْظَمُ جُرْماً مِنِّي وَ قَدْ سَاوَرْتُ مَعْصِيَتَكَ الَّتِي زَجَرْتَنِي عَنْهَا بِنَهْيِكَ إِيَّايَ وَ كَاثَرْتُ الْعَظِيمَ مِنْهَا الَّتِي أَوْجَبْتَ النَّارَ لِمَنْ عَمِلَهَا مِنْ خَلْقِكَ وَ كُلَّ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِي جَنَيْتُ وَ إِيَّاهَا أَوْبَقْتُ وَ إِلَهِي فَتَدَارَكْنِي بِرَحْمَتِكَ الَّتِي بِهَا تَجْمَعُ الْخَيْرَاتِ لِأَوْلِيَائِكَ وَ بِهَا تَصْرِفُ السَّيِّئَاتِ عَنْ أَحِبَّائِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَ ارْحَمْ عَبْرَتِي وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي اللَّهُمَّ لَوْ لَا رَجَائِي لِعَفْوِكَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعَاءِ وَ لَكِنَّكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ يَا إِلَهِي غَايَةُ الطَّالِبِينَ وَ مُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ وَ اسْتَعَاذَةِ الْعَائِذِينَ اللَّهُمَّ فَأَنَا أَسْتَعِيذُكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ سُوءِ سَخَطِكَ وَ عِقَابِكَ وَ نَقِمَتِكَ وَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ. وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ وَ أَسْأَلُكَ الْغَنِيمَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي بِالْعَافِيَةِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي وَ أَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ الرَّحْمَةَ إِذَا تَوَفَّيْتَنِي فَإِنَّكَ لِذَلِكَ لَطِيفٌ وَ عَلَيْهِ قَادِرٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ كُلَّ حَاجَةٍ لَا يُجِيرُنِي مِنْهَا إِلَّا أَنْتَ يَا مَنْ هُوَ عُدَّتِي فِي كُلِّ عُسْرٍ وَ يُسْرٍ يَا مَنْ هُوَ حَسَنُ الْبَلَاءِ عِنْدِي يَا قَدِيمَ الْعَفْوِ عَنِّي إِنَّنِي لَا أَرْجُو غَيْرَكَ وَ لَا أَدْعُو سِوَاكَ إِذَا لَمْ تُجِبْنِي اللَّهُمَّ فَلَا تَحْرِمْنِي لِقِلَّةِ شُكْرِي وَ لَا تُؤْيِسْنِي لِكَثْرَةِ ذُنُوبِي فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ إِلَهِي أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ بِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا وَ خَيْرُ الْمَوْلَى أَنْتَ فَيَا مَخْشِيَّ الاِنْتِقَامِ وَ يَا مَرْهُوبَ الْبَطْشِ يَا مَعْرُوفاً بِالْمَعْرُوفِ إِنَّنِي لَيْسَ أَخَافُ مِنْكَ إِلَّا عَدْلَكَ وَ لَا أَرْجُو الْفَضْلَ وَ الْعَفْوَ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ لَا عَبْدَ لَكَ أَحَقُّ بِاسْتِيجَابِ جَمِيعِ الْعُقُوبَةِ وَ بِذُنُوبِهِ مِنِّي وَ لَكِنِّي
ص: 263
وَسِعَنِي عَفْوُكَ وَ حِلْمُكَ وَ أَخَّرْتَنِي إِلَى الْيَوْمِ فَلَيْتَ شِعْرِي يَا إِلَهِي لِأَزْدَادَ إِثْماً أَخَّرْتَنِي أَمْ لِيَتِمَّ لِي رَجَائِي مِنْكَ وَ يَتَحَقَّقَ حُسْنُ ظَنِّي بِكَ فَأَمَّا بِعَمَلِي فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ يَا إِلَهِي أَنَّنِي مُسْتَحِقٌّ لِجَمِيعِ عُقُوبَتِكَ بِذُنُوبِي غَيْرَ أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَ أَنْتَ بِي أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي وَ عِنْدَ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ رَجَاءُ الرَّحْمَةِ فَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ لَا تُشَوِّهْ خَلْقِي بِالنَّارِ وَ لَا تَقْطَعْ عَصَبِي بِالنَّارِ يَا اللَّهُ وَ لَا تَفْلِقْ قِحْفَ (1) رَأْسِي بِالنَّارِ يَا رَحْمَانُ وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنَ أَوْصَالِي (2) بِالنَّارِ يَا كَرِيمُ وَ لَا تَهْشِمْ عِظَامِي بِالنَّارِ يَا عَفُوُّ وَ لَا تَصِلْ شَيْئاً مِنْ جَسَدِي بِالنَّارِ يَا رَحْمَانُ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ثُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُكَ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا مُحِيطاً بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مُدَبِّرَ أُمُورِهِمَا أَوَّلِهَا وَ آخِرِهَا أَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ أَصْلِحْ لِي نَفْسِي وَ مَالِي وَ مَا خَوَّلْتَنِي يَا اللَّهُ خَلِّصْنِي مِنَ الْخَطَايَا يَا اللَّهُ مُنَّ عَلَيَّ بِتَرْكِ الْخَطَايَا يَا رَحِيمُ تَحَنَّنْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ يَا عَفُوُّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ يَا حَنَّانُ جُدْ عَلَيَّ بِسَعَةِ عَافِيَتِكَ يَا مَنَّانُ امْنُنْ عَلَيَّ بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَوْجِبْ لِيَ الْجَنَّةَ الَّتِي حَشْوُهَا رَحْمَتُكَ وَ سُكَّانُهَا مَلَائِكَتُكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَكْرِمْنِي وَ لَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلَيَّ سَبِيلاً أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَ أَنْتَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَ تُسَمِّي حَاجَتَكَ .
ص: 264
الْمَرْوِيُّ عَنْهُ (علیه السلام) رَوَيْنَاهُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ إِلَى جَدِّيَ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ نَقَلْنَاهُ مِنْ نُسْخَةٍ مَا هَذَا لَفْظُهَا بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ السَّعِيدُ الْمُفِيدُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الطُّوسِيِّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) فِي الطِّرْزِ الْكَبِيرِ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله علیه) قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ وَ حَدَّثَنَا أَيْضاً الشَّيْخُ الْمُفِيدُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ عِزُّ الْعُلَمَاءِ أَبُو الْوَفَاءِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ فِي مَدْرَسَتِهِ بِالرَّيِّ فِي شَعْبَانَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ وَ حَدَّثَنَا أَيْضاً السَّعِيدُ الْعَالِمُ التَّقِيُّ نَجْمُ الدِّينِ كَمَالُ الشَّرَفِ ذُو الْحَسَبَيْنِ أَبُو الْفَضْلِ الْمُنْتَهَى بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ كَاكَا الْحَسَنِيّ فِي دَارِهِ بِجُرْجَانَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ وَ حَدَّثَنَا أَيْضاً الشَّيْخُ السَّعِيدُ الْأَمِينُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِيَارَ الْخَازِنُ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات علیه إِجَازَةً فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَ
ص: 265
وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالُوا كُلُّهُمْ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ الْغَرَوِيِّ وَ عَلَى سَاكِنِهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ خَمْسِينَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ وَ أَبُو طَالِبِ بْنِ الْغَرُورِ وَ أَبُو الْحَسَنِ الصَّفَّارُ وَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَشْنَاسَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الْأَزْهَرِ الْبوشنجيُّ النَّحْوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَضَّاحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (علیهما السلام) يَقُولُ التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ اللَّهِ شُكْرٌ وَ تَرْكُ ذَلِكَ كُفْرٌ فَارْتَبِطُوا نِعَمَ رَبِّكُمْ تَعَالَى بِالشُّكْرِ وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَ ادْفَعُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدنيا جُنَّةٌ مُنْجِيَةٌ تَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً. قال أبو الوضاح و أخبرني أبي قال لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ و هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بفخ و تفرق الناس عنه حمل رأسه (علیه السلام) و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا:
بَني عَمِّنا لا تَنْطِقُوا الشَّعرَ بَعْدَما*** دَفَتُم بِصَحْرَاءِ الْعَمِيمِ الْقَوَافِيا
فَلَسْنَا كَمَنْ كُنتُمْ تُصِيبُونَ نَيْلَهُ*** فَتَقْبَل ضَيْماً أَوْ نُحَكِّمَ قَاضِياً
وَلكِنَّ حُكْمَ السَّيْفِ فِينَا مُسَلَّطٌ *** فَنَرْضَى إِذَا مَا أَصْبَحَ السَّيْفُ رَاضِيا
وَقَدْ سَانَني مَا جَرَّتِ الْحَرْبُ بَيْنَنَا*** بَنِي عَمِّنَا لَوْ كَانَ أَمْراً مُدَانِيا
فَإِنْ قُلْتُمْ إِنَّا ظُلِمْنَا فَلَمْ نَكُنْ*** ظُلْمِنَا وَلَكِنْ قَدْ أَسَأْنَا التَّقَاضِيَ_ا
ثم أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله علبه) و أخذ من الطالبين و جعل ليسأل منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر (صلوات الله علیهما) فسأل منه ثم قال و الله ما خرج حسين إلّا عن أمره و لا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله إن أبقيت عليه، فقال له أبو
ص: 266
يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و كان جريا عليه يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و عمله و فضله و ما بلغني من السفاح فيه من تعريضه و تفصيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا فقال أبو يوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما يملك من الرقيق و تصدق بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج و لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده و لا ينبغي أن يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون فقال و ما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه و قال و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام) بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن (علیه السلام) على ما ورد من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله و علينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فإنه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه سيما و قد توعدك و إيانا معك فتبسم موسى (علیه السلام) ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة و هو:
زَعَمَتْ سَخينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبِّهَا*** فَلَيَغْلِبَنَّ مَغَالِب الغُلابِ
ثم أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرح روعكم أنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن مهدي و هلاكه فقالوا و ما ذاك أصلحك الله فقال قد و حرمة هذا القبر مات في يومه هذا و الله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون سأخبركم بذلك بين ما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي و قد تنومت عيناي إذ سنح لي جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلَّم) في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي و ذكرت ما جرى منه في أهل بيته و أنا
ص: 267
مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي و قال لي: قَدْ أَهْلَكَ الله آنِفاً عَدُوَّكَ فَلْتُحسنْ لله شُكْرَكَ قال ثم استقبل أبو الحسن القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو، فقال أبو الوضاح فَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ خَاصَّةِ أَبِي الْحَسَنِ (علیه السلام) مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ شِيعَتِهِ يَحْضُرُونَ مَجْلِسَهُ وَ مَعَهُمْ فِي أَكْمَامِهِمْ أَلْوَاحُ آبَنُوسٍ لِطَافٌ وَ أَمْيَالٌ فَإِذَا نَطَقَ أَبُو الْحَسَنِ (علیه السلام) بِكَلِمَةٍ أَوْ أَفْتَى فِي نَازِلَةٍ أَثْبَتَ الْقَوْمُ مَا سَمِعُوا مِنْهُ فِي ذَلِكَ قَالَ فَسَمِعْنَاهُ وَ هُوَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ شُكْراً لِلَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ.
الدُّعَاءُ
إِلَهِي كَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضَى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ وَ شَحَذَ لِي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ وَ أَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ وَ دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ سَدَّدَ نَحْوِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ وَ أَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ وَ يُجَرِّعَنِي ذُعَافَ مَرَارَتِهِ فَنَظَرْتَ إِلَى ضَعْفِي عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ وَ عَجْزِي عَنِ الاِنْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحَارَبَتِهِ وَ وَحْدَتِي فِي كَثِيرِ مَنْ نَاوَانِي وَ إِرْصَادِهِمْ لِي فِيمَا لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي فِي الْإِرْصَادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ فَأَيَّدْتَنِي بِقُوَّتِكَ وَ شَدَدْتَ أَزْرِي بِنَصْرِكَ وَ فَلَلْتَ لِي شَبَا حَدِّهِ وَ خَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَدِيدِهِ وَ حَشْدِهِ وَ أَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ وَ وَجَّهْتَ مَا سَدَّدَ إِلَيَّ مِنْ مَكَايِدِهِ إِلَيْهِ وَ رَدَدْتَهُ وَ لَمْ يَشْفِ غَلِيلَهُ وَ لَمْ تَبْرُدْ حَرَارَاتُ غَيْظِهِ وَ قَدْ عَضَّ عَلَيَّ أَنَامِلَهُ وَ أَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْفَقَتْ سَرَايَاهُ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ بَاغٍ بَغَانِي بِمَكَايِدِهِ وَ نَصَبَ لِي أَشْرَاكَ مَصَايِدِهِ وَ وَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ وَ أَضْبَأَ إِلَيَّ إِضْبَاءَ السَّبُعِ لِطَرِيدَتِهِ انْتِظَاراً لاِنْتِهَازِ [فُرْصَتِهِ خ ل] الْفُرْصَةِ وَ هُوَ يُظْهِرُ
ص: 268
لِي بَشَاشَةَ الْمَلَقِ وَ يَبْسُطُ لِي وَجْهاً غَيْرَ طَلِقٍ فَلَمَّا رَأَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ وَ قُبْحَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ لِشَرِيكِهِ فِي مُلَبِّهِ وَ أَصْبَحَ مُجْلِباً إِلَيَّ فِي بَغْيِهِ أَرْكَسْتَهُ لِأُمِّ رَأْسِهِ وَ أَتَيْتَ بُنْيَانَهُ مِنْ أَسَاسِهِ فَصَرَعْتَهُ فِي زُبْيَتِهِ وَ أَرْدَيْتَهُ فِي مَهْوَى حُفْرَتِهِ وَ رَمَيْتَهُ بِحَجَرِهِ وَ خَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ وَ ذَكَّيْتَهُ بِمَشَاقِصِهِ وَ كَبَبْتَهُ بِمَنْخِرِهِ وَ رَدَدْتَ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَ وَبِقْتَهُ بِنَدَامَتِهِ وَ فَتَنْتَهُ بِحَسْرَتِهِ فَاسْتُخْذِلَ وَ اسْتَخْذَأَ (1) وَ تَضَاءَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ وَ انْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ذَلِيلاً مَأْسُوراً فِي رِبْقِ حَبَائِلِهِ الَّتِي كَانَ يُؤَمِّلُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا يَوْمَ سَطْوَتِهِ وَ قَدْ كِدْتُ لَوْ لَا رَحْمَتُكَ يَحِلُّ بِي مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ حَاسِدٍ شَرِقَ بِحَسَدِهِ وَ شَجِيَ بِغَيْظِهِ وَ سَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ وَ وَخَزَنِي بِمُؤْقِ عَيْنِهِ وَ جَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ وَ قَلَّدَنِي خِلَالاً لَمْ يَزَلْ فِيهِ فَنَادَيْتُكَ يَا رَبِّ مُسْتَجِيراً بِكَ وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إِجَابَتِكَ مُتَوَكِّلاً عَلَى مَا لَمْ أَزَلْ أَعْرِفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفَاعِكَ عَالِماً أَنَّهُ لَمْ يُضْطَهَدْ مَنْ أَوَى إِلَى ظِلِّ كَنَفِكَ وَ أَنْ لَا تَقْرَعَ الْفَوَادِحُ مَنْ لَجَأَ إِلَى مَعْقِلِ الاِنْتِصَارِ بِكَ فَحَصَّنْتَنِي مِنْ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ سَحَائِبِ مَكْرُوهٍ قَدْ جَلَّيْتَهَا وَ سَمَاءِ نِعْمَةٍ أَمْطَرْتَهَا وَ جَدَاوِلِ كَرَامَةٍ أَجْرَيْتَهَا وَ أَعْيُنِ أَحْدَاثٍ طَمَسْتَهَا وَ نَاشِئَةِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَهَا وَ جُنَّةِ عَافِيَةٍ أَلْبَسْتَهَا وَ غَوَامِرِ كُرُبَاتٍ كَشَفْتَهَا وَ أُمُورٍ جَارِيَةٍ قَدَّرْتَهَا إِذْ لَمْ يُعْجِزْكَ إِذْ طَلَبْتَهَا وَ لَمْ تَمْتَنِعْ عَلَيْكَ إِذْ أَرَدْتَهَا فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ
ص: 269
عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ وَ مِنْ عُدْمِ إِمْلَاقٍ جَبَرْتَ وَ مِنْ مَسْكَنَةٍ قَادِحَةٍ حَوَّلْتَ وَ مِنْ صَرْعَةٍ مُهْلِكَةٍ أَنْعَشْتَ وَ مِنْ مَشَقَّةٍ أَزَحْتَ لَا تُسْأَلُ يَا سَيِّدِي عَمَّا تَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ وَ لَا يَنْقُصُكَ مَا أَنْفَقْتَ وَ لَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ وَ لَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ وَ اسْتُمِيحَ بَابُ فَضْلِكَ فَمَا أَكْدَيْتَ أَبَيْتَ إِلَّا إِنْعَاماً وَ امْتِنَاناً وَ إِلَّا تَطَوُّلاً يَا رَبِّ وَ إِحْسَاناً وَ أَبَيْتَ يَا رَبِّ إِلَّا انْتِهَاكاً لِحُرُمَاتِكَ وَ اجْتِرَاءً عَلَى مَعَاصِيكَ وَ تَعَدِّياً لِحُدُودِكَ وَ غَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ وَ طَاعَةً لِعَدُوِّي وَ عَدُوِّكَ. لَمْ يَمْنَعْكَ يَا إِلَهِي وَ نَاصِرِي إِخْلَالِي بِالشُّكْرِ عَنْ إِتْمَامِ إِحْسَانِكَ وَ لَا حَجَزَنِي ذَلِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ اللَّهُمَّ فَهَذَا مَقَامُ عَبْدٍ ذَلِيلٍ اعْتَرَفَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَدَاءِ حَقِّكَ وَ شَهِدَ لَكَ بِسُبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَيْهِ وَ جَمِيلِ عَادَاتِكَ عِنْدَهُ وَ إِحْسَانِكَ إِلَيْهِ فَهَبْ لِي يَا إِلَهِي وَ سَيِّدِي مِنْ فَضْلِكَ مَا أُرِيدُهُ سَبَباً إِلَى رَحْمَتِكَ وَ أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ وَ آمَنُ بِهِ مِنْ سَخَطِكَ بِعِزَّتِكَ وَ طَوْلِكَ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَ الْأَئِمَّةِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ) فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ فِي كَرْبِ الْمَوْتِ وَ حَشْرَجَةِ الصَّدْرِ وَ النَّظَرِ إِلَى مَا تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ وَ تَفْزَعُ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ وَ أَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ سَقِيماً مُوجَعاً مُدْنِفاً فِي أَنِينٍ وَ عَوِيلٍ يَتَقَلَّبُ فِي غَمِّهِ وَ لَا يَجِدُ مَحِيصاً وَ لَا يُسِيغُ طَعَاماً وَ لَا يَسْتَعْذِبُ شَرَاباً
ص: 270
وَ لَا يَسْتَطِيعُ ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ هُوَ فِي حَسْرَةٍ وَ نَدَامَةٍ وَ أَنَا فِي صِحَّةٍ مِنَ الْبَدَنِ وَ سَلَامَةٍ مِنَ الْعَيْشِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْكَ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ خَائِفاً مَرْعُوباً مُسَهَّداً مُشْفِقاً وَحِيداً وَ جَاهِلاً هَارِباً طَرِيداً أَوْ مُنْحَجِزاً فِي مَضِيقٍ أَوْ مَخْبَأَةٍ مِنَ الْمَخَابِئِ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا وَ لَا يَجِدُ حِيلَةً وَ لَا مَنْجَى وَ لَا مَأْوَى وَ لَا مَهْرَباً وَ أَنَا فِي أَمْنٍ وَ أَمَانٍ وَ طُمَأْنِينَةٍ وَ عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ مَغْلُولاً مُكَبَّلاً بِالْحَدِيدِ بِأَيْدِي الْعُدَاةِ وَ لَا يَرْحَمُونَهُ فَقِيداً مِنْ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ إِخْوَانِهِ وَ بَلَدِهِ يَتَوَقَّعُ كُلَّ سَاعَةٍ بِأَيَّةِ قَتْلَةٍ يُقْتَلُ وَ بِأَيِّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ وَ أَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ مِنَ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ، إِلَهِي وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ يُقَاسِي الْحَرْبَ وَ مُبَاشَرَةَ الْقِتَالِ بِنَفْسِهِ قَدْ غَشِيَتْهُ الْأَعْدَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ السُّيُوفُ وَ الرِّمَاحُ وَ آلَةُ الْحَرْبِ يَتَقَعْقَعُ فِي الْحَدِيدِ مَبْلَغَ مَجْهُودِهِ وَ لَا يَعْرِفُ حِيلَةً وَ لَا يَهْتَدِي سَبِيلاً وَ لَا يَجِدُ مَهْرَباً قَدْ أُدْنِفَ بِالْجِرَاحَاتِ أَوْ مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنَابِكِ وَ الْأَرْجُلِ يَتَمَنَّى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ أَوْ نَظْرَةً إِلَى أَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا وَ أَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى
ص: 271
وَ أَصْبَحَ فِي ظُلُمَاتِ الْبِحَارِ وَ عَوَاصِفِ الرِّيَاحِ وَ الْأَهْوَالِ وَ الْأَمْوَاجِ يَتَوَقَّعُ الْغَرَقَ وَ الْهَلَاكَ لَا يَقْدِرُ عَلَى حِيلَةٍ أَوْ مُبْتَلًى بِصَاعِقَةٍ أَوْ هَدْمٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ حَرَقٍ أَوْ شَرَقٍ أَوْ خَسْفٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ قَذْفٍ وَ أَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ مُسَافِراً شَاحِطاً عَنْ أَهْلِهِ وَ وَطَنِهِ وَ وَلَدِهِ مُتَحَيِّراً فِي الْمَفَاوِزِ تَائِهاً مَعَ الْوُحُوشِ وَ الْبَهَائِمِ وَ الْهَوَامِّ وَحِيداً فَرِيداً لَا يَعْرِفُ حِيلَةً وَ لَا يَهْتَدِي سَبِيلاً أَوْ مُتَأَذِّياً بِبَرْدٍ أَوْ حَرٍّ أَوْ جُوعٍ أَوْ عُرًى أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الشَّدَائِدِ مِمَّا أَنَا مِنْهُ [فِيهِ خ ل] خِلْوٌ وَ أَنَا فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ فَقِيراً عَائِلاً عَارِياً مُمْلِقاً مُخْفِقاً مَهْجُوراً جَائِعاً خَائِفاً ظَمْآنَ يَنْتَظِرُ مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ بِفَضْلٍ أَوْ عَبْدٍ وَجِيهٍ هُوَ أَوْجَهُ مِنِّي عِنْدَكَ أَوْ أَشَدُّ عِبَادَةً لَكَ مَغْلُولاً مَقْهُوراً قَدْ حُمِّلَ ثِقْلاً مِنْ تَعَبِ الْعَنَاءِ وَ شِدَّةِ الْعُبُودِيَّةِ وَ كُلْفَةِ الرِّقِّ وَ ثِقْلِ الضَّرِيبَةِ أَوْ مُبْتَلًى بِبَلَاءٍ شَدِيدٍ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ إِلَّا بِمَنِّكَ عَلَيْهِ وَ أَنَا الْمَخْدُومُ الْمُنَعَّمُ الْمُعَافَى الْمُكَرَّمُ فِي عَافِيَةٍ مِمَّا هُوَ فِيهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ إِلَهِي وَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ شَرِيداً طَرِيداً حَيْرَانَ مُتَحَيِّراً جَائِعاً خَائِفاً حَاسِراً فِي الصَّحَارِي وَ الْبَرَارِي أَحْرَقَهُ الْحَرُّ وَ الْبَرْدُ وَ هُوَ فِي ضُرٍّ مِنَ الْعَيْشِ وَ ضَنْكٍ مِنَ الْحَيَاةِ وَ ذُلٍّ مِنَ الْمُقَامِ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا يَقْدِرُ عَلَى ضُرٍّ وَ لَا نَفْعٍ وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
ص: 272
مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا مَالِكَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ عَلِيلاً مَرِيضاً سَقِيماً مُدْنِفاً عَلَى فُرُشِ الْعِلَّةِ وَ فِي لِبَاسِهَا يَنْقَلِبُ يَمِيناً وَ شِمَالاً لَا يَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعَامِ وَ لَا مِنْ لَذَّةِ الشَّرَابِ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَ لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا مَالِكَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ قَدْ دَنَا يَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ وَ قَدْ أَحْدَقَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَعْوَانِهِ يُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ حِيَاضَهُ تَدُورُ عَيْنَاهُ يَمِيناً وَ شِمَالاً يَنْظُرُ إِلَى أَحِبَّائِهِ وَ أَوِدَّائِهِ وَ أَخِلَّائِهِ قَدْ مُنِعَ عَنِ الْكَلَامِ وَ حُجِبَ عَنِ الْخِطَابِ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً فَلَا يَسْتَطِيعُ لَهَا نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا مَالِكَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ فِي مَضَايِقِ الْحُبُوسِ وَ السُّجُونِ وَ كُرَبِهَا وَ ذُلِّهَا وَ حَدِيدِهَا يَتَدَاوَلُهُ أَعْوَانُهَا وَ زَبَانِيَتُهَا فَلَا يَدْرِي أَيُّ حَالٍ يُفْعَلُ بِهِ وَ أَيُّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ فَهُوَ فِي ضُرٍّ مِنَ الْعَيْشِ وَ ضَنْكٍ مِنَ الْحَيَاةِ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي
ص: 273
أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْدَقَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ فَارَقَ أَوِدَّاءَهُ وَ أَحِبَّاءَهُ وَ أَخِلَّاءَهُ وَ أَمْسَى حَقِيراً أَسِيراً ذَلِيلاً فِي أَيْدِي الْكُفَّارِ وَ الْأَعْدَاءِ يَتَدَاوَلُونَهُ يَمِيناً وَ شِمَالاً قَدْ حُمِّلَ فِي الْمَطَامِيرِ وَ ثُقِّلَ بِالْحَدِيدِ لَا يَرَى شَيْئاً مِنْ ضِيَاءِ الدُّنْيَا وَ لَا مِنْ رَوْحِهَا يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا مَالِكَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَى الدُّنْيَا لِلرَّغْبَةِ فِيهَا إِلَى أَنْ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ وَ مَالِهِ حِرْصاً مِنْهُ عَلَيْهَا قَدْ رَكِبَ الْفُلْكَ وَ كُسِرَتْ بِهِ وَ هُوَ فِي آفَاقِ الْبِحَارِ وَ ظُلَمِهَا يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ حَسْرَةً لَا يَقْدِرُ لَهَا عَلَى ضَرٍّ وَ لَا نَفْعٍ وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْعَابِدِينَ وَ لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا مَالِكَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسَى وَ أَصْبَحَ قَدِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَ أَحْدَقَ بِهِ الْبَلَاءُ وَ الْكُفَّارُ وَ الْأَعْدَاءُ وَ أَخَذَتْهُ الرِّمَاحُ وَ السُّيُوفُ وَ السِّهَامُ وَ جُدِّلَ صَرِيعاً وَ قَدْ شَرِبَتِ الْأَرْضُ مِنْ دَمِهِ وَ أَكَلَتِ السِّبَاعُ وَ الطُّيُورُ مِنْ لَحْمِهِ وَ أَنَا خِلْوٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ لَا بِاسْتِحْقَاقٍ مِنِّي يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لَا يُغْلَبُ وَ ذِي أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ
ص: 274
مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا مَالِكَ الرَّاحِمِينَ وَ عِزَّتِكَ يَا كَرِيمُ لَأَطْلُبَنَّ مِمَّا لَدَيْكَ وَ لَأُلِحَّنَّ عَلَيْكَ وَ لَأُلْجِئَنَّ إِلَيْكَ وَ لَأَمُدَّنَّ يَدِي نَحْوَكَ مَعَ جُرْمِهَا إِلَيْكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ يَا رَبِّ وَ بِمَنْ أَلُوذُ لَا أَحَدَ لِي إِلَّا أَنْتَ أَ فَتَرُدُّنِي وَ أَنْتَ مُعَوَّلِي وَ عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّمَاءِ فَاسْتَقَلَّتْ وَ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ وَ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ وَ عَلَى النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِيَ لِي جَمِيعَ حَوَائِجِي وَ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا صَغِيرَهَا وَ كَبِيرَهَا وَ تُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ مَا تُبَلِّغُنِي بِهِ شَرَفَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ مَوْلَايَ بِكَ اسْتَعَنْتُ [اسْتَغَثْتُ خ ل] فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِنِّي [أَغِثْنِي خ ل] وَ بِكَ اسْتَجَرْتُ وَ أَغْنِنِي بِطَاعَتِكَ عَنْ طَاعَةِ عِبَادِكَ وَ بِمَسْأَلَتِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِكَ وَ انْقُلْنِي مِنْ ذُلِّ الْفَقْرِ إِلَى عِزِّ الْغِنَى وَ مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلَى عِزِّ الطَّاعَةِ فَقَدْ فَضَّلْتَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً وَ كَرَماً لَا بِاسْتِحْقَاقٍ مِنِّي إِلَهِي فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي لِنَعْمَائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ لِآلَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ وَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا مَوْلَانَا أَبُو الْحَسَنِ (علیه السلام) وَ قَالَ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَقُولُ اعْتَرِفُوا بِنِعْمَةِ اللَّهِ رَبِّكُمْ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ مِنْ عِبَادِهِ قَالَ ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ وَ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَمَا اجْتَمَعُوا إِلَّا لِقِرَاءَةِ الْكِتَابِ الْوَارِدِ بِمَوْتِ مُوسَى الْمَهْدِيِّ وَ الْبَيْعَةِ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ الشرح المعروف بشرح دعاء الجوشن يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت
ص: 275
دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود (رحمة الله عليه) يتضمن مهج الدعوات و غيره بغير هذه الرواية و الخبر متقدم على الدعاء المذكور فأحببت إثباته في هذا المكان ليعلم فضل الدعاء المذكور و هذا صفة ما وجدته بعينه.
بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ عَنْ مَوْلَانَا وَ سَيِّدِنَا مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (علیهما السلام) عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ) قَالَ: قَالَ أَبِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) يَا بُنَيَّ أَ لَا أُعَلِّمُكَ سِرّاً مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ كَانَ مِنْ أَسْرَارِهِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ قُلْتُ بَلَى يَا أَبَاهْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) الرُّوحُ الْأَمِينُ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) فِي يَوْمِ الْأُحُدِ وَ يَوْمُ الْأُحُدِ يَوْمٌ مَهُولٌ شَدِيدُ الْحَرِّ وَ كَانَ عَلَى النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) جَوْشَنٌ لَا يَقْدِرُ حَمْلَهُ لِشِدَّةِ الْحَرِّ وَ حَرَارَةِ الْجَوْشَنِ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَرَفَعْتُ رَأْسِي نَحْوَ السَّمَاءِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَرَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ وَ نَزَلَ عَلَيَّ المطوف بِالنُّورِ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) وَ قَالَ لِي السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَ الْإِكْرَامِ وَ يَقُولُ لَكَ اخْلَعْ هَذَا الْجَوْشَنَ وَ اقْرَأْ هَذَا الدُّعَاءَ فَإِذَا قَرَأْتَهُ وَ حَمَلْتَهُ فَهُوَ مِثْلُ الْجَوْشَنِ الَّذِي عَلَى جَسَدِكَ فَقُلْتُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ هَذَا الدُّعَاءُ لِي خَاصَّةً أَوْ لِي وَ لِأُمَّتِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا هَدِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَيْكَ وَ إِلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ لَهُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ مَا ثَوَابُ هَذَا الدُّعَاءِ قَالَ مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ وَقْتَ الصُّبْحِ أَوْ وَقْتَ الْعِشَاءِ لحقه اللَّهُ تَعَالَى بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ هُوَ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ قُلْتُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ كُلُّ مَنْ يَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ يُعْطِيهِ اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ قَالَ نَعَمْ وَ يُعْطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ زَوْجَتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً
ص: 276
فِي الْجَنَّةِ وَ يُعْطِيهِ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ حُرُوفِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ قُلْتُ كُلُّ هَذَا الثَّوَابِ لِمَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً وَ رَسُولاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِيهِ مِثْلَ ثَوَابِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَ مُوسَى الْكَلِيمِ وَ عِيسَى الرُّوحِ الْأَمِينِ وَ مُحَمَّدٍ الْحَبِيبِ قُلْتُ كُلُّ هَذَا الثَّوَابِ لِصَاحِبِ هَذَا الدُّعَاءِ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ مَنْ قَرَأَ هَذَا الدُّعَاءَ وَ حَمَلَهُ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِمَّا ذَكَرْتُ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ خَلْفَ الْمَغْرِبِ أَرْضَ بَيْضَاءَ فِيهَا خَلْقُ اللَّهِ تَعَالَى يَعْبُدُونَهُ وَ لَا يَعْصُونَهُ قَدْ تَمَزَّقَتْ لُحُومُهُمْ وَ وُجُوهُهُمْ مِنَ الْبُكَاءِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ لِمَ تَبْكُونَ وَ لَمْ تَعْصُونِي طَرْفَةَ عَيْنٍ قَالُوا نَخْشَى أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَ يُعَذِّبَنَا بِالنَّارِ فَقَالَ عَلِيٌّ (صلوات الله علیه) قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ هُنَاكَ إِبْلِيسٌ أَوْ وَاحِدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ فَقَالَ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا إِبْلِيسَ وَ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ مَسِيرُ الشَّمْسِ فِي بِلَادِهِمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً لَا يَأْكُلُونَ وَ لَا يَشْرَبُونَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي ثَوَابَ هَذَا الدُّعَاءِ ثَوَابَ عَدَدِهِمْ وَ عِبَادَتِهِمْ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يُعْطِيهِمُ اللَّهُ ثَوَابَ هَذَا كُلِّهِ قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَنَى فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ بَيْتاً يُقَالُ لَهُ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ يَخْرُجُونَ مِنْهُ وَ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُعْطِيهِ ثَوَابَ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةِ وَ يُعْطِيهِ ثَوَاباً بِعَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ مِنْ يَوْمَ خَلَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَ قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَنْ كَتَبَ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِمَاءِ مَطَرٍ وَ زَعْفَرَانٍ ثُمَّ يَغْسِلُهُ وَ يَشْرَبُهُ حَسَبَ مَا يَقْدِرُ أَنْ يَشْرَبَ عَافَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِي جَسَدِهِ وَ يَشْفِيهِ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ قُلْتُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ كُلُّ هَذِهِ الْفَضِيلَةِ لِهَذَا الدُّعَاءِ وَ كُلُّ هَذَا الثَّوَابِ يُعْطِيهِ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ كُلَّ مَنْ قَرَأَهُ مَاتَ مَوْتَةَ الشُّهَدَاءِ فَقُلْتُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ أَمْ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَرِّ قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكْتُبُ لَهُ ثَوَابَ
ص: 277
سَبْعِمِائَةِ أَلْفِ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَرِّ قُلْتُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ أَ يُعْطِيهِ اللَّهُ كُلَّ هَذَا الثَّوَابِ قَالَ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ لَيْلَةَ يَقْرَأُ الْإِنْسَانُ هَذَا الدُّعَاءَ فَإِنَّ اللَّهَ يُقْبِلُ عَلَيْهِ وَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ يُعْطِيهِ جَمِيعَ مَا يَسْأَلُهُ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ قُلْتُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ زِدْنِي قَالَ وَ لَيْلَةَ يَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ الشَّيَاطِينِ وَ كَيْدَهُمْ وَ يَقْبَلُ أَعْمَالَهُمْ كُلَّهَا وَ يُطَهِّرُ مَالَهُ وَ كَذَلِكَ بِأَعْمَالِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ قُلْتُ يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ زِدْنِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِي إِسْرَافِيلُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي إِنَّهُ مَنْ آمَنَ بِي وَ صَدَّقَ بِهَذَا الدُّعَاءِ أَعْطَيْتُهُ مُلْكاً وَ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا يَنْقُصُ خَزَائِنِي وَ لَا يَفْنَى نَائِلِي وَ لَوْ جَعَلْتُ الْجَنَّةَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ خَزَائِنِي قَلِيلاً وَ لَا كَثِيراً يَا مُحَمَّدُ أَنَا الَّذِي إِذَا أَرَدْتُ أَمْراً قُلْتُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ مَا أُرِيدُ إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَبْداً أُعْطِيهِ عَطِيَّةً عَلَى قَدْرِ عَظَمَتِي وَ سُلْطَانِي وَ قُدْرَتِي يَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي قَرَأَهُ بِنِيَّةٍ خَالِصَةٍ وَ يَقِينٍ صَادِقٍ سَبْعِينَ مَرَّةً عَلَى رُءُوسِ أَهْلِ الْبَلَاءِ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْبَرَصِ وَ الْجُذَامِ وَ الْجُنُونِ لَعَافَيْتُهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَ أَخْرَجْتُهَا مِنْ أَجْسَادِهِمْ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ صَدَّقَ نَبِيَّهُ وَ صَدَّقَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ الثَّوَابِ وَ الْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ لِمَنْ أَنْكَرَهُ وَ جَحَدَهُ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْ كَتَبَ إِنْسَانٌ هَذَا الدُّعَاءَ فِي جَامٍ بِكَافُورٍ وَ مِسْكٍ وَ غَسَلَهُ وَ رَشَّ ذَلِكَ عَلَى كَفَنِ مَيِّتٍ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ أَلْفِ نُورٍ وَ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ هَوْلَ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ يَأْمَنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي قَبْرِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ طَبَقٌ مِنْ نُورٍ يَنْثُرُونَهُ عَلَيْهِ وَ يَحْمِلُونَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَ يَقُولُونَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَرَنَا بِهَذَا وَ نُؤْنِسُكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ يُوَسِّعُ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرٍ وَ يَفْتَحُ لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ وَ يُوَسِّدُونَهُ مِثْلَ الْعَرُوسِ فِي حَجَلَتِهَا مِنْ حُرْمَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ عَظَمَتِهِ وَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّنِي أَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ هَذَا الدُّعَاءُ عَلَى كَفَنِهِ قَالَ يَا مُحَمَّدُ سَمِعْتُ الْبَارِيَ يَقُولُ كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مَكْتُوباً عَلَى سُرَادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ الدُّنْيَا بِخَمْسَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَيُّ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ خَالِصَةٍ لَا يُخَالِطُهَا
ص: 278
شَكٌّ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ يَخْلُقُ اللَّهُ فِي كُلِّ سَمَاءٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بِالْمَشْرِقِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بِالْمَغْرِبِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ لِكُلِّ مَلَكٍ عِشْرُونَ أَلْفَ رَأْسٍ فِي كُلِّ رَأْسٍ عِشْرُونَ أَلْفَ فَمٍ وَ فِي كُلِّ فَمٍ عِشْرُونَ أَلْفَ لِسَانٍ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَى بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ يَجْعَلُونَ ثَوَابَ تَسْبِيحِهِمْ لِمَنْ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ إِلَّا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا لَمْ يَبْقَ بَيْنَ الدَّاعِي وَ بَيْنَ اللَّهِ سِوَى حِجَابٍ وَاحِدٍ وَ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ وَ كُلُّ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْقَبْرِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ فِي يَدِ كُلِّ مَلَكٍ عَلَمٌ مِنْ نُورٍ وَ سَبْعِينَ أَلْفَ غُلَامٍ فِي يَدِ كُلِّ غُلَامٍ زِمَامُ نَجِيبٍ بَطْنُهُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ ظَهْرُهُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَ قَوَائِمُهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَ عَلَى ظَهْرِ كُلِّ نَجِيبٍ قُبَّةٌ وَ لِلْقُبَّةِ أَرْبَعُمِائَةِ فِرَاشٍ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ أَرْبَعُمِائَةِ حُورِيَّةٍ وَ أَرْبَعُمِائَةِ وَصِيفَةٍ لِكُلِّ حُورِيَّةٍ وَ وَصِيفَةٍ أَرْبَعُ مِائَةِ ذُؤَابَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ وَ عَلَى رَأْسِ كُلِّ وَصِيفَةٍ تَاجٌ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ وَ يَجْعَلُونَ ثَوَابَهُمْ لِمَنْ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ كَأْسٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ أَبْيَضَ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَلْوَانٍ مِنْ شَرَابٍ وَ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ عَسَلٍ مُصَفَّى عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَلَكٍ طَبَقٌ وَ مِنْدِيلٌ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ تَحْتَ هَذِهِ الْكِتَابَةِ مَكْتُوبٌ هَذِهِ هَدِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْمُوَاظِبِ عَلَى قِرَاءَةِ هَذَا الدُّعَاءِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَ يَقُولُونَ مَنْ هَذَا مِمَّا يَكُونُ حَوْلَهُ مِنَ الْغِلْمَانِ وَ الْوَصَائِفِ وَ هُمْ عَلَى النَّجِيبِ وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَسُوقُونَهُ إِلَى تَحْتِ الْعَرْشِ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ الرَّحْمَنِ يَا عَبْدِي ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ عَبْدٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ يَكُونُ مَلَائِكَتُهُ فِي تَعَبٍ مِمَّا يَكْتُبُونَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ أُمَّتِي دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ
ص: 279
فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ إِنْ قَرَأَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً أَجْزَأَهُ إِلَّا وَ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَدْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَظِيمٌ وَ مَنْزِلَتُهُ جَلِيلٌ وَ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَائِكَةَ يَحْفَظُونَهُ مِنَ الْمَعَاصِي وَ يُسَبِّحُونَ وَ يُقَدِّسُونَ اللَّهَ وَ يَحْفَظُونَهُ مِنَ الْبَلَايَا كُلِّهَا وَ يَفْتَحُونَ لَهُ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ وَ يُغْلِقُونَ عَنْهُ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ وَ مَا دَامَ حَيّاً فَهُوَ فِي أَمَانِ اللَّهِ وَ عِنْدَ وَفَاتِهِ وَ قَدْ أَعَدَّ اللَّهُ مَا وَصَفْتُ لَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا أَخِي جَبْرَئِيلُ شَوَّقْتَنِي إِلَى هَذَا الدُّعَاءِ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ يَا مُحَمَّدُ لَا تُعَلِّمْ هَذَا الدُّعَاءَ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ يَسْتَحِقُّهُ لَا يَتَوَانَى فِي حِفْظِهِ وَ يَسْتَهْزِئُ بِهِ وَ إِذَا قَرَأَهُ يَقْرَؤُهُ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ خَالِصَةٍ وَ إِذَا عَلَّقَهُ عَلَيْهِ يَكُونُ عَلَى طَهَارَةٍ لِأَنَّهُ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِيٍّ (صلوات الله علیهما) أَوْصَانِي أَبِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) وَصِيَّةً عَظِيمَةً بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ حِفْظِهِ وَ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ اكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ عَلَى كَفَنِي.
وَ قَالَ الْحُسَیْنُ (علیه السلام) فَعَلْتُ كَمَا أَمَرَنِي أَبِي بِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الْإِجَابَةِ خَصَّ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ الْمُقَرَّبِينَ وَ مَا مَنَعَهُ عَنِ الْأَوْلِيَاءِ وَ الْأَصْفِيَاءِ وَ هُوَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ اللَّهِ وَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِدُعَاءِ الْجَوْشَنِ أَيُّهَا الْحَامِلُ لِهَذَا الدُّعَاءِ الْمُطَّلِعُ عَلَيْهِ نَاشَدْتُكَ اللَّهَ لَا تَسْمَحْ بِهَذَا الدُّعَاءِ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ مُوَالٍ يَسْتَحِقُّهُ حَقِّي بِهِ وَ إِنْ بَذَلْتَهُ لِغَيْرِ مُسْتَحِقِّهِ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ حَقَّهُ وَ مَنْ يَسْتَهْزِئُ بِهِ فَأَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يُحَرِّمَهُ ثَوَابَهُ وَ أَنْ يَجْعَلَ النَّفْعَ ضَرّاً وَ هَذِهِ وَصِيَّتِي إِلَيْكَ فِي الْحِرْزِ وَ الدُّعَاءِ الْمَعْرُوفِ بِحِرْزِ الْجَوْشَنِ جَعَلَهُ اللَّهُ حِرْزاً وَ أَمَاناً لِمَنْ يَدْعُو بِهِ مِنْ آفَاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) يَا عَلِيُّ عَلِّمْهُ لِأَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ وَ حُثَّهُمْ عَلَى الدُّعَاءِ وَ التَّوَسُّلِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ بِالاِعْتِرَافِ بِنِعْمَتِهِ وَ قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ أَلَّا يُعَلِّمُوهُ مُشْرِكاً فَإِنَّهُ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً إِلَّا أَعْطَاهُ وَ كَفَاهُ وَ وَقَاهُ وَ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا عَلِيُّ قَدْ عَرَّفَنِي جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) مِنْ فَضِيلَةِ هَذَا الدُّعَاءِ مَا
ص: 280
لَا أَقْدِرُ أَنْ أَصِفَهُ وَ لَا يُحْصِيهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى عَزَّ جَلَالُهُ وَ تَعَالَى شَأْنُهُ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ يَا خَالِقَ الْمَخْلُوقِينَ يَا رَازِقَ الْمَرْزُوقِينَ يَا نَاصِرَ الْمَنْصُورِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا دَلِيلَ الْمُتَحَيِّرِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ أَغِثْنِي يَا مَالِكَ الدِّينِ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَ عَلَى عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَ الْحَسَنِ الْمُجْتَبَى وَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ بِكَرْبَلَاءَ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّقِيِّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ وَ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ وَ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ الْإِمَامِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْصُرْ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِي رُؤْيَةَ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي مِنْ أَتْبَاعِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
قَالَ الشَّیْخُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ
ص: 281
اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ النُّعْمَانِيُّ الْكَاتِبُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلَايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (صلوات الله علیه) يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ.
إِلَهِي إِنَّ ذُنُوبِي وَ كَثْرَتَهَا قَدْ غَبَّرَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ وَ حَجَبَتْنِي عَنِ اسْتِيهَالِ رَحْمَتِكَ وَ بَاعَدَتْنِي عَنِ اسْتِنْجَازِ مَغْفِرَتِكَ وَ لَوْ لَا تَعَلُّقِي بِآلَائِكَ وَ تَمَسُّكِي بِالرَّجَاءِ لَمَا وَعَدْتَ أَمْثَالِي مِنَ الْمُسْرِفِينَ وَ أَشْبَاهِي مِنَ الْخَاطِئِينَ بِقَوْلِكَ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ حَذَّرْتَ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ فَقُلْتَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالُّونَ ثُمَّ نَدَبْتَنَا بِرَحْمَتِكَ إِلَى دُعَائِكَ فَقُلْتَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ إِلَهِي لَقَدْ كَانَ ذُلُّ الْإِيَاسِ عَلَيَّ مُشْتَمِلاً وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ بِي مُلْتَحِفاً إِلَهِي قَدْ وَعَدْتَ الْمُحْسِنَ ظَنَّهُ بِكَ ثَوَاباً وَ أَوْعَدْتَ الْمُسِيءَ ظَنَّهُ بِكَ عِقَاباً اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَسْبَلَ دَمْعِي حُسْنُ ظَنِّي بِكَ فِي عِتْقِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ تَغَمُّدِ زَلَلِي وَ إِقَالَةِ عَثْرَتِي وَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ لَا خُلْفَ لَهُ وَ لَا تَبْدِيلَ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ذَلِكَ يَوْمُ النُّشُورِ فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ وَ بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ اللَّهُمَّ إِنِّي أُقِرُّ وَ أُشْهِدُ وَ أَعْتَرِفُ وَ لَا أَجْحَدُ وَ أُسِرُّ وَ أُظْهِرُ وَ أُعْلِنُ وَ أُبْطِنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَ قَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ مُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ وَ مُجَاهِدُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ
ص: 282
وَ الْمَارِقِينَ إِمَامِي وَ مَحَجَّتِي وَ مَنْ لَا أَثِقُ بِالْأَعْمَالِ وَ إِنْ زَكَتْ وَ لَا أَرَاهَا مُنْجِيَةً لِي وَ إِنْ صَلَحَتْ إِلَّا بِوَلَايَتِهِ وَ الاِيتِمَامِ بِهِ وَ الْإِقْرَارِ بِفَضَائِلِهِ وَ الْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ التَّسْلِيمِ لِرُوَاتِهَا اللَّهُمَّ وَ أُقِرُّ بِأَوْصِيَائِهِ مِنْ أَبْنَائِهِ أَئِمَّةً وَ حُجَجاً وَ أَدِلَّةً وَ سُرُجاً وَ أَعْلَاماً وَ مَنَاراً وَ سَادَةً وَ أَبْرَاراً وَ أَدِينُ بِسِرِّهِمْ وَ جَهْرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ حَيِّهِمْ وَ مَيِّتِهِمْ وَ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ وَ لَا ارْتِيَابَ وَ لَا تَحَوُّلَ عَنْهُ وَ لَا انْقِلَابَ اللَّهُمَّ فَادْعُنِي يَوْمَ حَشْرِي وَ حِينَ نَشْرِي بِإِمَامَتِهِمْ وَ احْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَ اكْتُبْنِي فِي أَصْحَابِهِمْ وَ اجْعَلْنِي مِنْ إِخْوَانِهِمْ وَ أَنْقِذْنِي بِهِمْ يَا مَوْلَايَ مِنْ حَرِّ النِّيرَانِ فَإِنَّكَ إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْهَا كُنْتُ مِنَ الْفَائِزِينَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَصْبَحْتُ فِي يَوْمِي هَذَا لَا ثِقَةَ لِي وَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مُلْتَجَأَ غَيْرَ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ مِنْ آلِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَلَى سَيِّدَتِي فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِمْ وَ الْحُجَّةِ الْمَسْتُورَةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ الْمَرْجُوِّ لِلْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ خِيَرَتِكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُمْ حِصْنِي مِنَ الْمَكَارِهِ وَ مَعْقِلِي مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ نَجِّنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ طَاغٍ وَ فَاسِقٍ بَاغٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْرِفُ وَ مَا أُنْكِرُ وَ مَا اسْتَتَرَ عَلَيَّ وَ مَا أُبْصِرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ اللَّهُمَّ بِوَسِيلَتِي إِلَيْكَ بِهِمْ وَ تَقَرُّبِي بِمَحَبَّتِهِمْ افْتَحْ عَلَيَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ حَبِّبْنِي إِلَى خَلْقِكَ وَ جَنِّبْنِي عَدَاوَتَهُمْ وَ بُغْضَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوَابٌ وَ لِكُلِّ ذِي شَفَاعَةٍ حَقٌّ فَأَسْأَلُكَ بِمَنْ جَعَلْتَهُ إِلَيْكَ سَبَبِي وَ قَدَّمْتَهُ أَمَامَ طَلِبَتِي أَنْ تُعَرِّفَنِي بَرَكَةَ يَوْمِي هَذَا وَ عَامِي هَذَا وَ شَهْرِي هَذَا اللَّهُمَّ فَهُمْ مُعَوَّلِي فِي شِدَّتِي وَ رَخَائِي وَ عَافِيَتِي وَ بَلَائِي وَ نَوْمِي وَ يَقَظَتِي وَ ظَعْنِي وَ إِقَامَتِي وَ عُسْرِي وَ يُسْرِي
ص: 283
وَ صَبَاحِي وَ مَسَائِي وَ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ اللَّهُمَّ فَلَا تُخْلِنِي بِهِمْ مِنْ نِعْمَتِكَ وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تَفْتِنِّي بِإِغْلَاقِ أَبْوَابِ الْأَرْزَاقِ وَ انْسِدَادِ مَسَالِكِهَا وَ افْتَحْ لِي مِنْ لَدُنْكَ فَتْحاً يَسِيراً وَ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ ضَنْكٍ مَخْرَجاً وَ إِلَى كُلِّ سَعَةٍ مَنْهَجاً بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلِ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ مُخْتَلِفَيْنِ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ وَ مُعَافَاتِكَ وَ مَنِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ لَا تُفْقِرْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
يُرْوَى أَنَّهُ لِمَوْلَانَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ (صلوات الله علیه) مَا دَعَا بِهِ مَغْمُومٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ غَمَّهُ وَ لَا مَكْرُوبٌ إِلَّا نَفَّسَ اللَّهُ كَرْبَهُ وَ وُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ وَ وُسِّعَ فِي رِزْقِهِ وَ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ كَانَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَدَدَ مَنْ يَدْعُو اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ لَا يَسْأَلُهُ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَ غَفَرَ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ وَ لَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ (1).
ابْتِدَاءُ الدُّعَاءِ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ أُثْنِي عَلَيْكَ وَ مَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ مِنْ ثَنَائِي عَلَيْكَ وَ مَجْدِكَ مَعَ قِلَّةِ عَمَلِي وَ قَصْرِ ثَنَائِي وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ وَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْمَرْبُوبُ وَ أَنْتَ الْقَوِيُّ وَ أَنَا الضَّعِيفُ إِلَيْكَ وَ أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَنَا السَّائِلُ وَ أَنْتَ الْغَنِيُّ لَا يَزُولُ مُلْكُكَ وَ لَا يَبِيدُ عِزُّكَ وَ لَا تَمُوتُ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ
ص: 284
وَ أَزُولُ وَ أَفْنَى وَ أَنْتَ الصَّمَدُ الَّذِي لَا تَطْعَمُ الْفَرْدُ الْوَاحِدُ بِغَيْرِ شَبِيهٍ وَ الْقَائِمُ بِلَا مُدَّةٍ وَ الْبَاقِي إِلَى غَيْرِ غَايَةٍ وَ الْمُتَوَحِّدُ بِالْقُدْرَةِ وَ الْغَالِبُ عَلَى الْأُمُورِ بِلَا زَوَالٍ وَ لَا فَنَاءٍ تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ كَمَا تَشَاءُ الْمَعْبُودُ بِالْعُبُودِيَّةِ الْمَحْمُودُ بِالنِّعَمِ الْمَرْهُوبُ بِالنِّقَمِ حَيٌّ لَا يَمُوتُ صَمَدٌ لَا يُطْعَمُ قَيُّومٌ لَا يَنَامُ وَ جَبَّارٌ لَا يَظْلِمُ وَ مُحْتَجِبٌ لَا يُرَى سَمِيعٌ لَا يَشُكُّ بَصِيرٌ لَا يَرْتَابُ غَنِيٌّ لَا يَحْتَاجُ عَالِمٌ لَا يَجْهَلُ خَبِيرٌ لَا يَذْهَلُ ابْتَدَأْتَ الْمَجْدَ بِالْعِزِّ وَ تَعَطَّفْتَ الْفَخْرَ بِالْكِبْرِيَاءِ وَ تَجَلَّلْتَ الْبَهَاءَ بِالْمَهَابَةِ وَ الْجَمَالَ بِالنُّورِ وَ اسْتَشْعَرْتَ الْعَظَمَةَ بِالسُّلْطَانِ الشَّامِخِ وَ الْعِزِّ الْبَاذِخِ وَ الْمُلْكِ الظَّاهِرِ وَ الشَّرَفِ الْقَاهِرِ وَ الْكَرَمِ الْفَاخِرِ وَ النُّورِ السَّاطِعِ وَ الْآلَاءِ الْمُتَظَاهِرَةِ وَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَ النِّعَمِ السَّابِقَةِ وَ الْمِنَنِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ كُنْتَ إِذْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ وَ كَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ إِذْ لَا أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ وَ لَا سَمَاءٌ مَبْنِيَّةٌ وَ لَا شَمْسٌ تُضِيءُ وَ لَا قَمَرٌ يَجْرِي وَ لَا نَجْمٌ يَسْرِي وَ لَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ وَ لَا سَحَابَةٌ مُنْشَأَةٌ وَ لَا دُنْيَا مَعْلُومَةٌ وَ لَا آخِرَةٌ مَفْهُومَةٌ وَ تَبْقَى وَحْدَكَ وَحْدَكَ كَمَا كُنْتَ وَحْدَكَ عَلِمْتَ مَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ وَ حَفِظْتَ مَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لَا مُنْتَهَى لِنِعْمَتِكَ نَفَذَ عِلْمُكَ فِي مَا تُرِيدُ وَ مَا تَشَاءُ وَ سُلْطَانُكَ فِيمَا تُرِيدُ وَ فِيمَا تَشَاءُ مِنْ تَبْدِيلِ الْأَرْضِ بَعْدَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ وَ مَا ذَرَأْتَ فِيهِنَّ وَ خَلَقْتَ وَ بَرَأْتَ مِنْ شَيْءٍ وَ أَنْتَ تَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ أَنْتَ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عِزُّكَ عَزِيزٌ وَ جَارُكَ مَنِيعٌ وَ أَمْرُكَ غَالِبٌ وَ أَنْتَ مَلِكٌ قَاهِرٌ عَزِيزٌ فَاخِرٌ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَوْتَ فِي الْمَلَكُوتِ وَ اسْتَتَرْتَ بِالْجَبَرُوتِ وَ حَارَتْ أَبْصَارُ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ ذَهَلَتْ عُقُولُهُمْ فِي فِكْرِ عَظَمَتِكَ لَا إِلَهَ
ص: 285
إِلَّا أَنْتَ تَرَى مِنْ بُعْدِ ارْتِفَاعِكَ وَ عُلُوِّ مَكَانِكَ مَا تَحْتَ الثَّرَى وَ مُنْتَهَى الْأَرَضِينَ السُّفْلَى مِنْ عِلْمِ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى وَ الظُّلُمَاتِ وَ الْهَوَى وَ تَرَى بَثَّ الذَّرِّ فِي الثَّرَى وَ تَرَى قُوَّامَ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا وَ تَسْمَعُ خَفَقَانَ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ وَ تَعْلَمُ تَقَلُّبَ السَّارِي فِي الْمَاءِ تُعْطِي السَّائِلَ وَ تَنْصُرُ الْمَظْلُومَ وَ تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وَ تُؤْمِنُ الْخَائِفَ وَ تَهْدِي السَّبِيلَ وَ تَجْبُرُ الْكَسِيرَ وَ تُغْنِي الْفَقِيرَ قَضَاؤُكَ فَصْلٌ وَ حُكْمُكَ عَدْلٌ وَ أَمْرُكَ جَزْمٌ وَ وَعْدُكَ صِدْقٌ وَ مَشِيَّتُكَ عَزِيزٌ وَ قَوْلُكَ حَقٌّ وَ كَلَامُكَ نُورٌ وَ طَاعَتُكَ نَجَاةٌ لَيْسَ لَكَ فِي الْخَلْقِ شَرِيكٌ وَ لَوْ كَانَ لَكَ شَرِيكٌ لَتَشَابَهَ عَلَيْنَا وَ لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلَا عُلُوّاً كَبِيراً جَلَّ قَدْرُكَ عَنْ مُجَاوَرَةِ الشُّرَكَاءِ وَ تَعَالَيْتَ عَنْ مُخَالَطَةِ الْخُلَطَاءِ وَ تَقَدَّسْتَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءَ فَلَا وَلَدَ لَكَ وَ لَا وَالِدَ كَذَلِكَ وَصَفْتَ نَفْسَكَ فِي كِتَابِكَ الْمَكْنُونِ الْمُطَهَّرِ الْمُنَزَّلِ الْبُرْهَانِ الْمُضِيءِ الَّذِي أَنْزَلْتَ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ الْقُرَشِيِّ الزَّكِيِّ التَّقِيِّ النَّقِيِّ الْأَبْطَحِيِّ الْمُضَرِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ رَحِمَ وَ كَرَّمَ،بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ذَلَّ كُلُّ عَزِيزٍ لِعِزَّتِكَ وَ صَغُرَتْ كُلُّ عَظَمَةٍ لِعَظَمَتِكَ وَ لَا يُفْزِعُكَ لَيْلٌ دَامِسٌ وَ لَا قَلْبٌ هَاجِسٌ وَ لَا جَبَلٌ بَاذِخٌ وَ لَا عُلُوٌّ شَامِخٌ وَ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ لَا بِحَارٌ ذَاتُ أَمْوَاجٍ وَ لَا حُجُبٌ ذَاتُ أَرْتَاجٍ وَ لَا أَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجٍ وَ لَا لَيْلٌ دَاجٍ وَ لَا ظُلَمٌ ذَاتُ أَدْعَاجٍ وَ لَا سَهْلٌ وَ لَا جَبَلٌ وَ لَا بَرٌّ وَ لَا بَحْرٌ وَ لَا شَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ وَ لَا يُسْتَتَرُ مِنْكَ شَيْءٌ وَ لَا يَحُولُ دُونَكَ سِتْرٌ وَ لَا يَفُوتُكَ شَيْءٌ السِّرُّ عِنْدَكَ عَلَانِيَةٌ وَ الْغَيْبُ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ تَعْلَمُ وَهْمَ الْقُلُوبِ وَ رَجْمَ الْغُيُوبِ وَ رَجْعَ الْأَلْسُنِ وَ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ أَنْتَ رَجَاؤُنَا عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ
ص: 286
وَ غِيَاثُنَا عِنْدَ كُلِّ مَحَلٍّ وَ سَنَدُنَا فِي كُلِّ كَرِيهَةٍ وَ نَاصِرُنَا عِنْدَ كُلِّ ظَالِمٍ وَ قُوَّتُنَا فِي كُلِّ ضَعْفٍ وَ بَلَاغُنَا فِي كُلِّ عَجْزٍ مِنْ كَرِيهَةٍ وَ شِدَّةٍ ضَعُفَتْ فِيهَا الْقُوَّةُ وَ قَلَّتْ فِيهَا الْحِيلَةُ أَسْلَمَنَا فِيهَا الرَّفِيقُ وَ خَذَلَنَا فِيهَا الشَّفِيقُ أَنْزَلْتُهَا بِكَ يَا رَبِّ وَ لَمْ نَرْجُ غَيْرَكَ فَفَرَّجْتَهَا وَ خَفَّفْتَ ثِقَلَهَا وَ كَشَفْتَ غَمْرَتَهَا وَ كَفَيْتَنَا إِيَّاهَا عَمَّنْ سِوَاكَ فَلَكَ الْحَمْدُ أَفْلَحَ سَائِلُكَ وَ أَنْجَحَ طَالِبُكَ وَ عَزَّ جَارُكَ وَ رَبِحَ مَتَاجِرُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ عَلَا مُلْكُكَ وَ غَلَبَ أَمْرُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ بِأَسْمَائِكَ الْمُتَعَالِيَاتِ الْمُكَرَّمَةِ الْمُطَهَّرَةِ الْمُقَدَّسَةِ الْعَزِيزَةِ وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قُلْتَ إِنِّي أَنَا اللَّهُ فِي الدَّهْرِ الْبَاقِي وَ بِعِلْمِكَ الْغَيْبِ وَ قُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي هُوَ مَكْتُوبٌ حَوْلَ كُرْسِيِّكَ وَ بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ يَا أَعَزَّ مَذْكُورٍ وَ أَقْدَمَهُ فِي الْعِزِّ وَ أَدْوَمَهُ فِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ يَا رَحِيماً بِكُلِّ مُسْتَرْحِمٍ وَ يَا رَءُوفاً بِكُلِّ مِسْكِينٍ وَ يَا أَقْرَبَ مَنْ دُعِيَ وَ أَسْرَعَهُ إِجَابَةً وَ يَا مُفَرِّجاً عَنْ كُلِّ مَلْهُوفٍ وَ يَا خَيْرَ مَنْ طُلِبَ إِلَيْهِ الْخَيْرُ وَ أَسْرَعَهُ إِعْطَاءً وَ نَجَاحاً وَ أَحْسَنَهُ عَطْفاً وَ تَفَضُّلاً يَا مَنْ خَافَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورِهِ الْمُتَوَقِّدِ حَوْلَ كُرْسِيِّهِ وَ عَرْشِهِ صَافُّونَ مُسَبِّحُونَ طَائِفُونَ خَاضِعُونَ مُذْعِنُونَ يَا مَنْ يُشْتَكَى إِلَيْهِ مِنْهُ وَ يُرْغَبُ مِنْهُ إِلَيْهِ مَخَافَةَ عَذَابِهِ فِي سَهَرِ اللَّيَالِي يَا فَعَّالَ الْخَيْرِ وَ لَا يَزَالُ الْخَيْرُ فَعَالَهُ يَا صَالِحَ خَلْقِهِ يَوْمَ يَبْعَثُ خَلْقَهُ وَ عِبَادَهُ بِالسَّاهِرَةِ فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ يَا مَنْ إِذَا هَمَّ بِشَيْءٍ أَمْضَاهُ يَا مَنْ قَوْلُهُ فَعَالُهُ يَا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَ لَا يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ غَيْرُهُ يَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْخُلْدِ وَ الْبَقَاءِ وَ كَتَبَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ الْمَوْتَ وَ الْفَنَاءَ يَا مَنْ يُصَوِّرُ فِي الْأَرْحَامِ مَا يَشَاءُ يَا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً لَا شَرِيكَ لَكَ فِي الْمُلْكِ وَ لَا وَلِيَّ لَكَ مِنَ الذُّلِّ
ص: 287
تَعَزَّزْتَ بِالْجَبَرُوتِ وَ تَقَدَّسْتَ بِالْمَلَكُوتِ وَ أَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ وَ أَنْتَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ قَيُّومٌ لَا تَنَامُ قَاهِرٌ لَا تُغْلَبُ وَ لَا تُرَامُ ذُو الْبَأْسِ الَّذِي لَا يُسْتَضَامُ أَنْتَ مَالِكُ الْمُلْكِ وَ مُجْرِي الْفُلْكِ تُعْطِي مِنْ سَعَةٍ وَ تَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلَانَا وَ سَيِّدِنَا وَ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ الْخَالِصِ وَ صَفِيِّكَ الْمُسْتَخَصِّ الَّذِي اسْتَخْصَيْتَهُ بِالْحَيَاةِ وَ التَّفْوِيضِ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى وَحْيِكَ وَ مَكْنُونِ سِرِّكَ وَ خَفِيِّ عِلْمِكَ وَ فَضَّلْتَهُ عَلَى مَنْ خَلَقْتَ وَ قَرَّبْتَهُ إِلَيْكَ وَ اخْتَرْتَهُ مِنْ بَرِيَّتِكَ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ الَّذِي أَيَّدْتَهُ بِسُلْطَانِكَ وَ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ عَلَى أَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ وَ صِهْرِهِ وَ وَارِثِهِ وَ الْخَلِيفَةِ لَكَ مِنْ بَعْدِهِ فِي خَلْقِكَ وَ أَرْضِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ عَلَى ابْنَتِهِ الْكَرِيمَةِ الْفَاضِلَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ الْغَرَّاءِ فَاطِمَةَ وَ عَلَى وَلَدَيْهَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْفَاضِلَيْنِ الرَّاجِحَيْنِ الزَّكِيَّيْنِ التَّقِيَّيْنِ الشَّهِيدَيْنِ الْخَيِّرَيْنِ الْفَاضِلَيْنِ وَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ سَيِّدِهِمْ ذِي الثَّفَنَاتِ وَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوَادِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيَّيْنِ وَ الْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ وَ الْقَائِمِ فِي أَمْرِكَ بِمَا يُرْضِيكَ وَ الْحُجَّةِ عَلَى خَلْقِكَ وَ الْخَلِيفَةِ لَكَ عَلَى عِبَادِكَ الْمَهْدِيِّ بْنِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّشِيدِ الْمُرْشِدِ ابْنِ الْمُرْشِدِينَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صَلَاةً تَامَّةً عَامَّةً دَائِمَةً نَامِيَةً بَاقِيَةً شَامِلَةً
ص: 288
مُتَوَاصِلَةً وَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَ تَرْحَمَنَا وَ تُفَرِّجَ عَنَّا كَرْبَنَا وَ هَمَّنَا وَ غَمَّنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَكَ وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَ لَا أَرْغَبُ إِلَى سِوَاكَ وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ مَسَائِلِكَ وَ أَحَبِّهَا إِلَيْكَ وَ أَدْعُوكَ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ مَسَائِلِكَ إِلَيْكَ وَ أَحْظَاهَا عِنْدَكَ وَ كُلُّهَا حَظِيٌّ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِي الشُّكْرَ عِنْدَ النَّعْمَاءِ وَ الصَّبْرَ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ النَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ أَنْ تُعْطِيَنِي خَيْرَ السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ وَ الْقَضَاءِ وَ الْقَدَرِ وَ خَيْرَ مَا سَبَقَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُسْنَ ذِكْرِ الذَّاكِرِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ ارْزُقْنِي خُشُوعَ الْخَاشِعِينَ وَ عَمَلَ الصَّالِحِينَ وَ صَبْرَ الصَّابِرِينَ وَ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَ سَعَادَةَ الْمُتَّقِينَ وَ قَبُولَ الْفَائِزِينَ وَ حُسْنَ عِبَادَةِ الْعَابِدِينَ وَ تَوْبَةَ التَّائِبِينَ وَ إِجَابَةَ الْمُخْلَصِينَ وَ يَقِينَ الصِّدِّيقِينَ وَ أَلْبِسْنِي مَحَبَّتَكَ وَ أَلْهِمْنِي الْخَشْيَةَ لَكَ وَ اتِّبَاعَ أَمْرِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ نَجِّنِي مِنْ سَخَطِكَ وَ اجْعَلْ لِي إِلَى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً وَ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ عَلَيَّ سَبِيلاً وَ لَا لِلسُّلْطَانِ وَ اكْفِنِي شَرَّهُمَا وَ شَرَّ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ عَلَانِيَتَهُ وَ سِرَّهُ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الاِسْتِعْدَادَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ اكْتِسَابَ الْخَيْرِ قَبْلَ الْفَوْتِ حَتَّى تَجْعَلَ ذَلِكَ عُدَّةً فِي آخِرَتِي وَ أُنْساً لِي فِي وَحْشَتِي يَا وَلِيَّ نِعْمَتِي اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَ تَجَاوَزْ عَنْ زَلَّتِي وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ فَرِّجْ عَنْ كُرْبَتِي وَ أَبْرِدْ بِإِجَابَتِكَ حَرَّ غُلَّتِي وَ اقْضِ لِي حَاجَتِي وَ سُدَّ بِغِنَاكَ فَاقَتِي وَ أَعِنِّي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَحْسِنْ مَعُونَتِي وَ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتِي وَ عِنْدَ الْمَوْتِ صَرْعَتِي وَ فِي الْقَبْرِ وَحْشَتِي وَ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى وَحْدَتِي وَ لَقِّنِّي عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ حُجَّتِي وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ لَا تُؤَاخِذْنِي عَلَى زَلَّتِي وَ طَيِّبْ لِي مَضْجَعِي وَ هَنِّئْنِي مَعِيشَتِي يَا صَاحِبِيَ الشَّفِيقَ وَ يَا سَيِّدِيَ الرَّفِيقَ وَ يَا مُونِسِي فِي كُلِّ طَرِيقٍ وَ يَا مَخْرَجِي مِنْ حَلَقِ الْمَضِيقِ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ يَا مُفَرِّجَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِينَ
ص: 289
وَ يَا حَبِيبَ التَّائِبِينَ يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْعَابِدِينَ يَا نَاصِرَ أَوْلِيَائِهِ الْمُتَّقِينَ يَا مُونِسَ أَحِبَّائِهِ الْمُسْتَوْحِشِينَ وَ يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا إِلَهَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَ بِكَ وَثِقْتُ وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْكَ أَنَبْتُ وَ بِكَ انْتَصَرْتُ وَ بِكَ احْتَجَزْتُ وَ إِلَيْكَ هَرَبْتُ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِي الْخَيْرَ فِيمَنْ أَعْطَيْتَ وَ اهْدِنِي فِي مَنْ هَدَيْتَ وَ عَافِنِي فِي مَنْ عَافَيْتَ وَ اكْفِنِي فِي مَنْ كَفَيْتَ وَ قِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَ لَا يُقْضَى عَلَيْكَ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَ لَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ وَالَيْتَ وَ لَا نَاصِرَ لِمَنْ عَادَيْتَ وَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مُلْتَجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ارْزُقْنِي الْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ وِزْرٍ يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يَا مُحْيِيَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ يَا مَنْ لَا يَخَافُ الْفَوْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْلِبْ لِيَ الرِّزْقَ جَلْباً فَإِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ لَهُ طَلَباً وَ لَا تَضْرِبْ بِالطَّلَبِ وَجْهِي وَ لَا تَحْرِمْنِي رِزْقِي وَ لَا تَحْبِسْ عَنِّي إِجَابَتِي وَ لَا تُوقِفْ مَسْأَلَتِي وَ لَا تُطِلْ حَيْرَتِي وَ شَفِّعْ وَلَايَتِي وَ وَسِيلَتِي بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَ صَفِيِّكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ خَالِصَتِكَ وَ رَسُولِكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ الطِّيِّبِ الطَّاهِرِ وَ أَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَائِدِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَ بِفَاطِمَةَ الْكَرِيمَةِ الزَّاهِرَةِ الطَّاهِرَةِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمُ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ صَلِّ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ ارْزُقْنِي رِزْقاً وَاسِعاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ فَقَدْ تَقَدَّمْتُ وَسِيلَتِي بِهِمْ إِلَيْكَ وَ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَيْكَ يَا بَرُّ يَا رَءُوفُ يَا رَحِيمُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا ذَا الْمَعَارِجِ فَإِنَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْنَا وَ أَعْتِقْنَا مِنَ النَّارِ وَ اخْتِمْ لَنَا بِخَيْرٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آمِينَ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
ص: 290
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ أَعَزَّ جُنْدَهُ وَ هَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ فِي حِمَى اللَّهِ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ وَ سِتْرِهِ الَّذِي لَا تَهْتِكُهُ الرِّيَاحُ وَ لَا تُحْرِقُهُ الرِّمَاحُ وَ ذِمَّةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُخْفَرُ وَ فِي عِزَّةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُسْتَذَلُّ وَ لَا تُقْهَرُ وَ فِي حِزْبِهِ الَّذِي لَا يُغْلَبُ وَ فِي جُنْدِهِ الَّذِي لَا يُهْزَمُ بِاللَّهِ اسْتَفْتَحْتُ وَ اسْتَنْجَحْتُ وَ تَعَزَّزْتُ وَ اسْتَنْصَرْتُ وَ تَقَوَّيْتُ وَ احْتَرَزْتُ وَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِقُوَّةِ اللَّهِ ضَرَبْتُ عَلَى أَعْدَائِي وَ قَهَرْتُهُمْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ اسْتَعَنْتُ عَلَيْهِمْ بِاللَّهِ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ شَاهَتْ وُجُوهُ أَعْدَائِي فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ غَلَبْتُ أَعْدَاءَ اللَّهِ بِكَلِمَةِ اللَّهِ أَيْنَ مَنْ يَغْلِبُ كَلِمَةَ اللَّهِ فَلَجَتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْفَاسِقِينَ وَ جُنُودِ إِبْلِيسَ أَجْمَعِينَ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَ إِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ. ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلاً لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُمْ بِالْحِصْنِ الْحَصِينِ فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً فَآوَيْتُ إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَ الْتَجَأْتُ إِلَى الْكَهْفِ الْمَنِيعِ وَ تَمَسَّكْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتِينِ وَ تَدَرَّعْتُ بِهَيْبَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ تَعَوَّذْتُ بِعُوذَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ احْتَرَزْتُ بِخَاتَمِهِ فَأَنَا أَيْنَ كُنْتُ كُنْتُ آمِناً مُطْمَئِنّاً وَ عَدُوِّي فِي الْأَهْوَالِ حَيْرَانُ قَدْ حُفَّ بِالْمَهَابَةِ وَ أُلْبِسَ الذُّلَّ وَ قُمِّعَ
ص: 291
بِالصَّغَارِ وَ ضَرَبْتُ عَلَى نَفْسِي سُرَادِقَ الْحِيَاطَةِ وَ دَخَلْتُ فِي هَيْكَلِ الْهَيْبَةِ وَ تَتَوَّجْتُ بِتَاجِ الْكَرَامَةِ وَ تَقَلَّدْتُ بِسَيْفِ الْعِزِّ الَّذِي لَا يُفَلُّ وَ خَفِيتُ عَنِ الظُّنُونِ وَ تَوَارَيْتُ عَنِ الْعُيُونِ وَ أَمِنْتُ عَلَى رُوحِي وَ سَلِمْتُ مِنْ أَعْدَائِي وَ هُمْ لِي خَاضِعُونَ وَ مِنِّي خَائِفُونَ وَ عَنِّي نَافِرُونَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قَصُرَتْ أَيْدِيهِمْ عَنْ بُلُوغِي وَ صَمَّتْ آذَانُهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ كَلَامِي وَ عَمِيَتْ أَبْصَارُهُمْ عَنْ رُؤْيَتِي وَ خَرِسَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَ ذَهَلَتْ عُقُولُهُمْ عَنْ مَعْرِفَتِي وَ تَخَوَّفَتْ قُلُوبُهُمْ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَتِي وَ انْفَلَّ حَدُّهُمْ وَ انْكَسَرَتْ شَوْكَتُهُمْ وَ نُكِسَتْ رُءُوسُهُمْ وَ انْحَلَّ عَزْمُهُمْ وَ تَشَتَّتْ جَمْعُهُمْ وَ اخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهُمْ وَ تَفَرَّقَتْ أُمُورُهُمْ وَ ضَعُفَ جُنْدُهُمْ وَ انْهَزَمَ جَيْشُهُمْ وَ وَلَّوْا مُدْبِرِينَ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ عَلَوْتُ عَلَيْهِمْ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ بِعُلُوِّ اللَّهِ الَّذِي كَانَ يَعْلُو بِهِ عَلِيٌّ صَاحِبُ الْحُرُوبِ مُنَكِّسُ الْفُرْسَانِ مُبِيدُ الْأَقْرَانِ وَ تَعَزَّزْتُ مِنْهُمْ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى وَ كَلِمَاتِهِ وَ تَجَهَّزْتُ عَلَى أَعْدَائِي بِبَأْسِ اللَّهِ بَأْسٍ شَدِيدٍ وَ أَمْرٍ عَتِيدٍ وَ أَذْلَلْتُهُمْ وَ جَمَعْتُ رُءُوسَهُمْ وَ وَطِئْتُ رِقَابَهُمْ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لِي خَاضِعِينَ خَابَ مَنْ نَاوَانِي وَ هَلَكَ مَنْ عَادَانِي وَ أَنَا الْمُؤَيَّدُ الْمَحْبُورُ الْمُظَفَّرُ الْمَنْصُورُ قَدْ كَرَّمَتْنِي كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ اسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَ اعْتَصَمْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتِينِ فَلَنْ يَضُرَّنِي بَغْيُ الْبَاغِينَ وَ لَا كَيْدُ الْكَائِدِينَ وَ لَا حَسَدُ الْحَاسِدِينَ أَبَدَ الْآبِدِينَ فَلَنْ يَصِلَ إِلَى أَحَدٍ وَ لَنْ يَضُرَّنِي أَحَدٌ وَ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيَّ أَحَدٌ بَلْ أَنَا أَدْعُوا رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً يَا مُتَفَضِّلُ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ وَ السَّلَامَةِ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ حُلْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ بِالْمَلَائِكَةِ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ وَ مُدَّنِي بِالْجُنْدِ الْكَثِيفِ وَ الْأَرْوَاحِ الْمُطِيعَةِ يَحْصُبُونَهُمْ بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ
ص: 292
وَ يَقْذِفُونَهُمْ بِالشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ الْحَرِيقِ الْمُلْهَبِ وَ الشُّوَاظِ الْمُحْرِقِ وَ النُّحَاسِ النَّافِذِ وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ ذَلَّلْتُهُمْ وَ زَجَرْتُهُمْ وَ عَلَوْتُهُمْ بِبسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِطه وَ يس وَ الذّارِياتِ وَ الطَّوَاسِينِ وَ تَنْزِيلٍ وَ الْحَوَامِيمِ وَ كهيعص وَ حم عسق وَ ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَ تَبارَكَ وَ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ وَ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَ بِالطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ. وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ. إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ نَاكِصِينَ وَ فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَ بَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ. فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِينَ. وَ أُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ فَوَقاهُ اللّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّهُ وَ اللّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَ أَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِمْ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا عِنْدَكَ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي وَ إِسْرَافِيلُ مِنْ وَرَائِي وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شَفِيعِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَ اللَّهُ مُظِلٌّ عَلَيَّ يَا مَنْ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً احْجُزْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَعْدَائِي فَلَنْ يَصِلُوا إِلَيَّ بِسُوءٍ أَبَداً وَ بَيْنَهُمْ سِتْرَ اللَّهِ الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ بِهِ الْأَنْبِيَاءَ عَنِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَنْ كَانَ فِي سِتْرِ اللَّهِ كَانَ مَحْفُوظاً حَسْبِيَ اللَّهُ الَّذِي يَكْفِينِي مَا لَا يَكْفِينِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً. وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا
ص: 293
ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً إِنّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ. وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ اضْرِبْ عَلَيَّ سُرَادِقَ حِفْظِكَ الَّذِي لَا تَهْتِكُهُ الرِّيَاحُ وَ لَا تُخْرِقُهُ الرِّمَاحُ وَ وَقِّ رُوحِي بِرُوحِ قُدْسِكَ الَّذِي مَنْ أَلْقَيْتَهُ عَلَيْهِ كَانَ مُعْظَماً فِي أَعْيُنِ النَّاظِرِينَ وَ كَبِيراً فِي صُدُورِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ وَفِّقْنِي بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَ أَمْثَالِكَ الْعُلْيَا لِصَلَاحِي فِي جَمِيعِ مَا أُؤَمِّلُهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّي أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ وَ اصْرِفْ عَنِّي قُلُوبَهُمْ مِنْ شَرِّ مَا يُضْمِرُونَ إِلَيَّ مَا لَا يَمْلِكُهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ مَلَاذِي فَبِكَ أَلُوذُ وَ أَنْتَ مُعَاذِي فَبِكَ أَعُوذُ اللَّهُمَّ إِنَّ خَوْفِي أَمْسَى وَ أَصْبَحَ مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَبْلَى يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ سُبْحَانَ مَنْ أَلَجَّ الْبِحَارَ بِقُدْرَتِهِ وَ أَطْفَأَ نَارَ إِبْرَاهِيمَ بِكَلِمَتِهِ وَ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ بِعَظَمَتِهِ وَ قَالَ لِمُوسَى أَقْبِلْ وَ لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ وَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ وَ لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً أَ لَيْسَ اللّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ .
بِإِسْنَادٍ الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: دَعَانِي هَارُونُ الرَّشِيدُ فَقَالَ عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ أَنْتَ وَ مَوْضِعُ السِّرِّ مِنْكَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا إِلَّا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ فَقَالَ امْضِ إِلَى تِلْكَ الْحُجْرَةِ وَ خُذْ مَنْ
ص: 294
فِيهَا وَ احْتَفِظْ بِهِ إِلَى أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ فَقَالَ دَخَلْتُ فَوَجَدْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (علیهما السلام) فَلَمَّا رَآنِي سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَ حَمَلْتُهُ عَلَى دَابَّتِي إِلَى مَنْزِلِي فَأَدْخَلْتُهُ دَارِي وَ جَعَلْتُهُ مَعَ حَرَمِي وَ أَقْفَلْتُ عَلَيْهِ وَ الْمِفْتَاحُ مَعِي وَ كُنْتُ أَتَوَلَّى خِدْمَتَهُ وَ مَضَتِ الْأَيَّامُ فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا بِرَسُولِ الرَّشِيدِ يَقُولُ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَنَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ عَنْ يَمِينِهِ فِرَاشٌ وَ عَنْ يَسَارِهِ فِرَاشٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ مَا فَعَلْتَ بِالْوَدِيعَةِ فَكَأَنِّي لَمْ أَفْهَمْ مَا قَالَ فَقَالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ فَقُلْتُ صَالِحٌ فَقَالَ امْضِ إِلَيْهِ وَ ادْفَعْ إِلَيْهِ ثَلَاثَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ اصْرِفْهُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَ أَهْلِهِ فَقُمْتُ وَ هَمَمْتُ بِالاِنْصِرَافِ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَا السَّبَبُ فِي ذَلِكَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ نِمْتُ عَلَى الْفِرَاشِ الَّذِي عَنْ يَمِينِي فِي مَنَامِي قَائِلاً يَقُولُ لِي يَا هَارُونُ أَطْلِقْ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ فَانْتَبَهْتُ فَقُلْتُ لَعَلَّهَا لِمَا فِي نَفْسِي مِنْهُ فَقُمْتُ إِلَى هَذَا الْفِرَاشِ الْآخَرِ فَرَأَيْتُ ذَلِكَ الشَّخْصَ بِعَيْنِهِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا هَارُونُ أَمَرْتُكَ أَنْ تُطْلِقَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ فَلَمْ تَفْعَلْ فَانْتَبَهْتُ وَ تَعَوَّذْتُ مِنَ الشَّيْطَانِ ثُمَّ قُمْتُ إِلَى هَذَا الْفِرَاشِ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَ إِذَا بِذَلِكَ الشَّخْصِ بِعَيْنِهِ وَ بِيَدِهِ حَرْبَةٌ كَانَ أَوَّلُهَا بِالْمَشْرِقِ وَ آخِرُهَا بِالْمَغْرِبِ وَ قَدْ أَوْمَأَ إِلَيَّ وَ هُوَ يَقُولُ وَ اللَّهِ يَا هَارُونُ لَئِنْ لَمْ تُطْلِقْ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ لَأَضَعَنَّ هَذِهِ الْحَرْبَةَ فِي صَدْرِكَ وَ أُطْلِعُهَا مِنْ ظَهْرِكَ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْكَ فَامْضِ فِيمَا أَمَرْتُكَ بِهِ وَ لَا تُظْهِرْهُ إِلَى أَحَدٍ فَأَقْتُلَكَ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَ فَتَحْتُ الْحُجْرَةَ وَ دَخَلْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ نَامَ فِي سُجُودِهِ فَجَلَسْتُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَ فَعَلْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ يَا مَوْلَايَ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ وَ بِحَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي يَوْمِكَ هَذَا بِالْفَرَجِ فَقَالَ أَجَلْ إِنِّي صَلَّيْتُ الْمَفْرُوضَةَ وَ سَجَدْتُ وَ غَفَوْتُ فِي سُجُودِي فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلَّی اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم) فَقَالَ يَا مُوسَى أَ تُحِبُّ أَنْ تُطْلَقَ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَقَالَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ:
يَا سَابِغَ النِّعَمِ يَا دَافِعَ النِّقَمِ يَا بَارِئَ النَّسَمِ يَا مُجَلِّيَ الْهِمَمِ يَا
ص: 295
مُغَشِّيَ الظُّلَمِ يَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْأَلَمِ يَا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرْمِ وَ يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ يَا مُحْيِيَ الْعِظَامِ وَ هِيَ رَمِيمٌ وَ مُنْشِئَهَا بَعْدَ الْمَوْتِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .
فَلَقَدْ دَعَوْتُ بِهِ وَ رَسُولُ اللَّهِ يُلَقِّنِّيهِ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ فِيكَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ مَا أَمَرَنِي بِهِ الرَّشِيدُ وَ أَعْطَيْتُهُ ذَلِكَ .
ص: 296
قَالَ لَمَّا مَاتَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى (صلوات الله علیه) وُجِدَ عَلَيْهِ تَعْوِيذٌ مُعَلَّقٌ وَ فِي آخِرِهِ عُوذَةٌ ذُكِرَ أَنَّ آبَاءَهُ (علیهم السلام) كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ جَدَّهُمْ عَلِيّاً (صلوات الله علیه) كَانَ يَتَعَوَّذُ بِهَا مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ كَانَتْ مُعَلَّقَةً فِي قِرَابِ سَيْفِهِ وَ فِي آخِرِهَا أَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّهُ (علیه السلام) شَرَطَ عَلَى وُلْدِهِ وَ أَهْلِهِ أَنْ لَا يَدْعُوا بِهَا عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ مَنْ دَعَا بِهِ لَمْ يُحْجَبْ دُعَاؤُهُ عَنِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ سَهِّلْ لِي حُزُونَتَهُ وَ كُلَّ حُزُونَةٍ وَ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ وَ كُلَّ صُعُوبَةٍ وَ اكْفِنِي مَئُونَتَهُ وَ كُلَّ مَئُونَةٍ وَ ارْزُقْنِي مَعْرُوفَهُ وَ وُدَّهُ وَ اصْرِفْ عَنِّي ضَرَّهُ وَ مَعَرَّتَهُ إِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ طه حم لا يُبْصِرُونَ وَ جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ. وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّ اللّهَ
ص: 297
يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ. إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.
الْأَسْمَاءُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْعَيْنِ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ بِالْعِزِّ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ بِالْمُلْكِ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ بِالنُّورِ الَّذِي لَا يُطْفَأُ وَ بِالْوَجْهِ الَّذِي لَا يَبْلَى وَ بِالْحَيَاةِ الَّذِي لَا تَمُوتُ وَ بِالصَمَدِيَّةِ الَّتِي لَا تُقْهَرُ وَ بِالدَّيْمُومِيَّةِ الَّتِي لَا تَفْنَى وَ بِالاِسْمِ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ بِالرُّبُوبِيَّةِ الَّتِي لَا تُسْتَذَلُّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
وَجَدْتُ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ لَمَّا اصْطَبَحَ الرَّشِيدُ يَوْماً ثُمَّ اسْتَدْعَى حَاجِبَهُ فَقَالَ لَهُ امْضِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ أَخْرِجْهُ مِنَ الْحَبْسِ وَ أَلْقِهِ فِي بِرْكَةِ السِّبَاعِ فَمَا زِلْتُ أَلْطُفُ بِهِ وَ أَرْفُقُ وَ لَا يَزْدَادُ إِلَّا غَضَباً وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُلْقِهِ إِلَى السِّبَاعِ لَأُلْقِيَنَّكَ عِوَضَهُ قَالَ فَمَضَيْتُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا (علیه السلام) فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي بِكَذَا وَ كَذَا قَالَ افْعَلْ مَا أُمِرْتَ فَإِنِّي مُسْتَعِينٌ بِاللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ وَ أَقْبَلَ بِهَذِهِ الْعُوذَةِ وَ هُوَ يَمْشِي مَعِي إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى الْبِرْكَةِ فَفَتَحْتُ بَابَهَا وَ أَدْخَلْتُهُ فِيهَا وَ فِيهَا أَرْبَعُونَ سَبُعاً وَ عِنْدِي مِنَ الْغَمِّ وَ الْقَلَقِ أَنْ يَكُونَ قَتْلُ مِثْلِهِ عَلَى يَدَيَّ وَ عُدْتُ إِلَى مَوْضِعِي فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَتَانِي خَادِمٌ فَقَالَ لِي إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكَ فَصِرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَعَلِّي أَخْطَأْتُ الْبَارِحَةَ بِخَطِيئَةٍ أَوْ أَتَيْتُ مُنْكَراً فَإِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ مَنَاماً هَالَنِي وَ ذَاكَ أَنِّي رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنَ
ص: 298
الرِّجَالِ دَخَلُوا عَلَيَّ وَ بِأَيْدِيهِمْ سَائِرُ السِّلَاحِ وَ فِي وَسْطِهِمْ رَجُلٌ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ وَ دَخَلَ إِلَى قَلْبِي هَيْبَتُهُ فَقَالَ لِي قَائِلٌ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَبْنَائِهِ )فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ لِأُقَبِّلَ قَدَمَيْهِ فَصَرَفَنِي عَنْهُ وَ قَالَ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ثُمَّ حَوَّلَ وَجْهَهُ فَدَخَلَ بَاباً فَانْتَبَهْتُ مَذْعُوراً لِذَلِكَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرْتَنِي أَنْ أُلْقِيَ مُوسَى لِلسِّبَاعِ فَقَالَ وَيْلَكَ أَلْقَيْتَهُ فَقُلْتُ إِي وَ اللَّهِ فَقَالَ امْضِ وَ انْظُرْ مَا حَالُهُ فَأَخَذْتُ الشَّمْعَ بَيْنَ يَدَيَّ وَ طَالَعْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي وَ السِّبَاعُ حَوْلَهُ فَعُدْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَلَمْ يُصَدِّقْنِي وَ نَهَضَ وَ اطَّلَعَ إِلَيْهِ فَشَاهَدَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَمِّ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ قَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا ابْنَ عَمِّ قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ لَا تُسَلِّمَ عَلَيَّ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ أَقِلْنِي فَإِنِّي مُعْتَذِرٌ إِلَيْكَ فَقَالَ لَهُ قَدْ نَجَّانَا اللَّهُ تَعَالَى بِلُطْفِهِ فَلَهُ الْحَمْدُ ثُمَّ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ فَأَخْرَجَ فَقَالَ فَلَا وَ اللَّهِ مَا تَبِعَهُ سَبُعٌ فَلَمَّا حَضَرَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ عَانَقَهُ ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَى مَجْلِسِهِ وَ رَفَعَهُ فَوْقَ سَرِيرِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا ابْنَ عَمِّ إِنْ أَرَدْتَ الْمُقَامَ عِنْدَنَا فَفِي الرَّحْبِ وَ السَّعَةِ وَ قَدْ أَمَرْنَا لَكَ وَ لِأَهْلِكَ بِمَالٍ وَ ثِيَابٍ فَقَالَ لَهُ لَا حَاجَةَ لِي فِي الْمَالِ وَ لَا الثِّيَابِ وَ لَكِنْ فِي قُرَيْشٍ نَفَرٌ يُفَرَّقُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ ذَكَرَ لَهُ قَوْماً فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ وَ كِسْوَةٍ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ عَلَى بِغَالِ الْبَرِيدِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ وَ قَالَ لِي شَيِّعْهُ فَشَيَّعْتُهُ إِلَى بَعْضِ الطَّرِيقِ وَ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَطَوَّلَ عَلَيَّ بِالْعُوذَةِ فَقَالَ مُنِعْنَا أَنْ نَدْفَعَ عُوَذَنَا وَ تَسْبِيحَنَا إِلَى كُلِّ أَحَدٍ وَ لَكِنْ لَكَ عَلَيَّ حَقُّ الصُّحْبَةِ وَ الْخِدْمَةِ فَاحْتَفِظْ بِهَا فَكَتَبَهَا فِي دَفْتَرٍ وَ شَدَدْتُهَا فِي مِنْدِيلٍ فِي كُمِّي فَمَا دَخَلْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا ضَحِكَ إِلَيَّ وَ قَضَى حَوَائِجِي وَ لَا سَامَرْتُ إِلَّا كَانَ حِرْزاً وَ أَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَ لَا وَقَعْتُ فِي شِدَّةٍ إِلَّا دَعَوْتُ بِهَا فَفَرِّجَ عَنِّي ثُمَّ ذَكَرَهَا يَقُولُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ طَاوُوسٍ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ رُبَّمَا كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْكَاظِمِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (صلوات الله علیه ) لِأَنَّهُ كَانَ مَحْبُوساً عِنْدَ الرَّشِيدِ لَكِنَّنِي ذَكَرْتُ هَذَا كَمَا
ص: 299
وَجَدْتُهُ وَ هُوَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ أَعَزَّ جُنْدَهُ وَ هَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْسَيْتُ وَ أَصْبَحْتُ فِي حِمَى اللَّهِ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ وَ ذِمَّتِهِ الَّتِي لَا تُرَامُ وَ لَا تُخْفَرُ وَ فِي عِزِّ اللَّهِ الَّذِي لَا يُذَلُّ وَ لَا يُقْهَرُ وَ فِي حِزْبِهِ الَّذِي لَا يُغْلَبُ وَ فِي جُنْدِهِ الَّذِي لَا يُهْزَمُ وَ حَرِيمِهِ الَّذِي لَا يُسْتَبَاحُ بِاللَّهِ اسْتَجَرْتُ وَ بِاللَّهِ أَصْبَحْتُ وَ بِاللَّهِ اسْتَنْجَحْتُ وَ تَعَزَّزْتُ وَ تَعَوَّذْتُ وَ انْتَصَرْتُ وَ تَقَوَّيْتُ وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ قَوِيتُ عَلَى أَعْدَائِي وَ بِجَلَالِ اللَّهِ وَ كِبْرِيَائِهِ ظَهَرْتُ عَلَيْهِمْ وَ قَهَرْتُهُمْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ اسْتَعَنْتُ عَلَيْهِمْ بِاللَّهِ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى اللّهِ وَ حَسْبِيَ اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلَجَتْ حُجَّةُ اللَّهِ غَلَبَتْ كَلِمَتُهُ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْفَاسِقِينَ وَ جُنُودِ إِبْلِيسَ أَجْمَعِينَ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَ إِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ. ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلاً لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُمْ بِالْحِصْنِ الْمَحْفُوظِ فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً آوَيْتُ إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَ الْتَجَأْتُ إِلَى كَهْفٍ رَفِيعٍ وَ تَمَسَّكْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتِينِ وَ تَدَرَّعْتُ بِدِرْعِ اللَّهِ الْحَصِينَةِ وَ تَدَرَّقْتُ بِدَرَقَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ تَعَوَّذْتُ بِعُوذَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ تَخَتَّمْتُ بِخَاتَمِهِ فَأَنَا حَيْثُمَا سَلَكْتُ آمِنٌ مُطْمَئِنٌّ وَ عَدُوِّي فِي الْأَهْوَالِ حَيْرَانُ قَدْ حُفَّ بِالْمَهَانَةِ وَ أُلْبِسَ الذُّلَّ وَ قُمِّعَ بِالصَّغَارِ ضَرَبْتُ عَلَى نَفْسِي سُرَادِقَ الْحِيَاطَةِ وَ لَبِسْتُ دِرْعَ الْحِفْظِ وَ عَلِقْتُ عَلَى هَيْكَلِ الْهَيْبَةِ وَ تَتَوَّجْتُ بِتَاجِ
ص: 300
الْكَرَامَةِ وَ تَقَلَّدْتُ بِسَيْفِ الْعِزِّ الَّذِي لَا يُفَلُّ وَ خَفِيتُ عَنْ أَعْيُنِ الْبَاغِينَ النَّاظِرِينَ وَ تَوَارَيْتُ عَنِ الظُّنُونِ وَ أَمِنْتُ عَلَى نَفْسِي وَ سَلِمْتُ مِنْ أَعْدَائِي بِجَلَالِ اللَّهِ فَهُمْ لِي خَاضِعُونَ وَ عَنِّي نَافِرُونَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قَصُرَتْ أَيْدِيهِمْ عَنْ بُلُوغِي وَ عَمِيَتْ أَبْصَارُهُمْ عَنْ رُؤْيَتِي وَ خَرِسَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَ ذَهَلَتْ عُقُولُهُمْ عَنْ مَعْرِفَتِي وَ تَخَوَّفَتْ قُلُوبُهُمْ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ وَ نُفُوسُهُمْ مِنْ مَخَافَتِي يَا اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يَا هُوَ يَا مَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ افْلُلْ جُنُودَهُمْ وَ اكْسِرْ شَوْكَتَهُمْ وَ نَكِّسْ رُءُوسَهُمْ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لِي خَاضِعِينَ وَ انْهَزَمَ جَيْشُهُمْ وَ وَلَّوْا مُدْبِرِينَ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ وَ ما أَمْرُ السّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ عَلَوْتُ عَلَيْهِمْ بِعُلُوِّ اللَّهِ الَّذِي كَانَ يَعْلُو بِهِ صَاحِبُ الْحُرُوبِ مُنَكِّسُ الرَّايَاتِ وَ مُبِيدُ الْأَقْرَانِ وَ تَعَوَّذْتُ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى وَ كَلِمَاتِهِ الْعُلْيَا وَ ظَهَرْتُ عَلَى أَعْدَائِي بِبَأْسٍ شَدِيدٍ وَ أَمْرٍ رَشِيدٍ وَ أَذْلَلْتُهُمْ وَ قَمَعْتُ رُءُوسَهُمْ وَ ظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لِي خَاضِعِينَ فَخَابَ مَنْ نَاوَانِي وَ هَلَكَ مَنْ عَادَانِي وَ أَنَا الْمُؤَيَّدُ الْمَنْصُورُ وَ الْمُظَفَّرُ الْمُتَوَّجُ الْمَحْبُورُ وَ قَدْ لَزِمْتُ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَ اسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِينِ فَلَنْ يَضُرَّنِي كَيْدُ الْكَائِدِينَ وَ حَسَدُ الْحَاسِدِينَ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ فَلَنْ يَرَانِي أَحَدٌ وَ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيَّ أَحَدٌ قُلْ إِنَّما أَنَا أَدْعُوا رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً أَسْأَلُكَ يَا مُتَفَضِّلُ أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ وَ الْإِيمَانِ عَلَى نَفْسِي وَ رُوحِي بِالسَّلَامَةِ مِنْ أَعْدَائِي وَ أَنْ تَحُولَ بَيْنِي وَ بَيْنَ شَرِّهِمْ بِالْمَلَائِكَةِ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ وَ أَيِّدْنِي بِالْجُنْدِ الْكَثِيفَةِ وَ الْأَرْوَاحِ الْعَظِيمَةِ الْمُطِيعَةِ فَيُجِيبُونَهُمْ بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَ يَقْذِفُونَهُمْ بِالْحَجَرِ الدَّامِغِ وَ يَضْرِبُونَهُمْ بِالسَّيْفِ
ص: 301
الْقَاطِعِ وَ يَرْمُونَهُمْ بِالشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ الْحَرِيقِ الْمُلْتَهِبِ وَ الشُّوَاظِ الْمُحْرِقِ وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ . قَذَفْتُهُمْ وَ زَجَرْتُهُمْ بِفَضْلِ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِطه وَ يس وَ الذّارِياتِ وَ الطَّوَاسِينِ وَ تَنْزِيلِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَ الْحَوَامِيمِ وَ بِكهيعص وَ بِكَافٍ كُفِيتُ وَ بِهَاءٍ هُدِيتُ وَ بِيَاءٍ يُسِّرَ لِي وَ بِعَيْنٍ عَلَوْتُ وَ بِصَادٍ صَدَّقْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ بِنُونٍ وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ وَ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَ بِالطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ. وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ. إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ نَاكِصِينَ وَ فِي دِيَارِهِمْ خَائِفِينَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَ بَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ. فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ انْقَلَبُوا صاغِرِينَ. وَ أُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ فَوَقاهُ اللّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّهُ وَ اللّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ . وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا عِنْدَكَ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِي وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَامِي وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يُظِلُّ عَلَيَّ يَمْنَعُكُمْ مِنِّي وَ يَمْنَعُ الشَّیْطَانَ الرَّجِيمَ يَا مَنْ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً احْجُزْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَعْدَائِي حَتَّى لَا يَصِلُوا إِلَيَّ بِسُوءٍ سَتَرْتُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ بِسِتْرِ اللَّهِ الَّذِي يُسْتَتَرُ بِهِ مِنْ سَطَوَاتِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَنْ كَانَ فِي سِتْرِ اللَّهِ كَانَ مَحْفُوظاً، حَسْبِيَ الَّذِي يَكْفِي وَ مَا لَا يَكْفِي أَحَدٌ سِوَاهُ وَ جَعَلْنا مِنْ
ص: 302
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ اللَّهُمَّ اضْرِبْ عَلَيَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ الَّذي لا يَهْتِكُهُ الرِّيَاحُ وَلا تَخْرِقُهُ الرِّماحُ وَاكْفِنِي شَرَّ ما أَخَافُهُ بِرُوح قُدْسِكَ الَّذي مَنْ أَلْقَيْتَهُ عَلَيْهِ كَانَ مَسْتُوراً عَنْ عُيونِ النّاظِرِينَ وَ كَبيراً فِي صُدُورِ الْخَلائِقِ أَجْمَعِينَ وَ وَفِقِ لِي بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَكَلِمَاتِكَ الْمُلْيَا صَلاحِي فِي جَميع ما أؤملُهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَ اصْرِفْ عَنِّي أَبْصَارَ النَّاظِرينَ وَاصْرِفْ عَنّي شَرَّ قُلُوبِهِمْ وَ شَرِّ مَا يُضْمِرُونَ إلى خَيْرِ مَا لا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ ، اللهم إنَّكَ أَنْتَ مَوْلايَ وَ مَلاذي فَبِكَ أَلوذُ وَأَنْتَ مَعَاذِي فَبِكَ أَعُوذُ يَا مَنْ دَانَ لَهُ رِقَابُ الْجَبَابِرَةِ وَ خَضَعَتْ لَهُ عَمَالِيقُ الْفَراعِنَةِ أَجِرْنِي اللَّهُمَّ مِنْ خِزْيِكَ وَ كَشْفِ سِتْرِكَ وَ نِسْيَانِ ذِكْرِكَ وَالإضْرَابِ عَنْ شُكْرِكَ أَنَا فِي كَتَفِكَ لَيْلي وَ نَهاري وَ نَوْمِي وَ قَرَارِي وَ انْتِبَاهِي وَ انْتِشاري ذِكْرُكَ شِعاري وَ ثَناؤُكَ دِثاري ، اللهم إنّ خَوْفِي أَمْسَى وَأصْبَحَ مُسْتَجيراً بِكَ وَ بِأَمَانِكَ مِنْ خَوْفِكَ وَ سُوءِ عَذَابِكَ وَ اضْرِبْ عَلَيَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ وَ ارْزُقْنِي حِفْظَ عِنَايَتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِين َ .
وَجَدْنَاهُ مِنْ كِتَابِ أَصْلِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ وَ سَأَلْتُ سَيِّدِي أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَقَالَ لِي يَا يُونُسُ تَحَفَّظْ مَا أَكْتُبُهُ لَكَ وَ ادْعُ بِهِ فِي كُلِّ شِدَّةٍ تُجَابُ وَ تُعْطَى مَا تَتَمَنَّاهُ ثُمَّ كَتَبَ لِي:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي وَ كَثْرَتَهَا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ وَ حَجَبَتْنِي عَنِ اسْتِيهَالِ رَحْمَتِكَ وَ بَاعَدَتْنِي عَنِ اسْتِيجَابِ مَغْفِرَتِكَ وَ لَوْ لَا تَعَلُّقِي بِآلَائِكَ وَ تَمَسُّكِي بِالدُّعَاءِ وَ مَا وَعَدْتَ أَمْثَالِي مِنَ الْمُسْرِفِينَ وَ أَشْبَاهِي مِنَ الْخَاطِئِينَ وَ أَوْعَدْتَ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِقَوْلِكَ يا عِبادِيَ
ص: 303
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ حَذَّرْتَ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ فَقُلْتَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالُّونَ ثُمَّ نَدَبْتَنَا بِرَأْفَتِكَ إِلَى دُعَائِكَ فَقُلْتَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ إِلَهِي لَقَدْ كَانَ ذلك الْإِيَاسِ عَلَيَّ مُشْتَمِلاً وَ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ مُلْتَحِفاً إِلَهِي لَقَدْ وَعَدْتَ الْمُحْسِنَ ظَنَّهُ بِكَ ثَوَاباً وَ أَوْعَدْتَ الْمُسِيءَ ظَنَّهُ بِكَ عِقَاباً اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَمْسَكَ رَمَقِي حُسْنُ الظَّنِّ بِكَ فِي عِتْقِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ تَغَمُّدِ زَلَّتِي وَ إِقَالَةِ عَثْرَتِي اللَّهُمَّ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ الَّذِي لَا خُلْفَ لَهُ وَ لَا تَبْدِيلَ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ وَ ذَلِكَ يَوْمُ النُّشُورِ فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ وَ بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ اللَّهُمَّ فَإِنِّي أُوفِي وَ أَشْهَدَ وَ أُقِرُّ وَ لَا أُنْكِرُ وَ لَا أَجْحَدُ وَ أُسِرُّ وَ أُعْلِنُ وَ أُظْهِرُ وَ أُبْطِنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ وَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَمُ الدِّينِ وَ مُبِيرُ الْمُشْرِكِينَ وَ مُمَيِّزُ الْمُنَافِقِينَ وَ مُجَاهِدُ الْمَارِقِينَ وَ إِمَامِي وَ حُجَّتِي وَ عُرْوَتِي وَ صِرَاطِي وَ دَلِيلِي وَ حُجَّتِي وَ مَنْ لَا أَثِقُ بِأَعْمَالِي وَ لَوْ زَكَتْ وَ لَا أَرَاهَا مُنْجِيَةً لِي وَ لَوْ صَلَحَتْ إِلَّا بِوَلَايَتِهِ وَ الاِئْتِمَامِ بِهِ وَ الْإِقْرَارِ بِفَضَائِلِهِ وَ الْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ التَّسْلِيمِ لِرُوَاتِهَا وَ أُقِرُّ بِأَوْصِيَائِهِ مِنْ أَبْنَائِهِ أَئِمَّةً وَ حُجَجاً وَ أَدِلَّةً وَ سُرُجاً وَ أَعْلَاماً وَ مَنَاراً وَ سَادَةً وَ أَبْرَاراً وَ أُومِنُ بِسِرِّهِمْ وَ جَهْرِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ وَ حَيِّهِمْ وَ مَيِّتِهِمْ لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ وَ لَا ارْتِيَابَ عِنْدَ تَحَوُّلِكَ وَ لَا انْقِلَابَ اللَّهُمَّ فَادْعُنِي يَوْمَ حَشْرِي وَ نَشْرِي بِإِمَامَتِهِمْ وَ أَنْقِذْنِي بِهِمْ يَا مَوْلَايَ مِنْ حَرِّ النِّيرَانِ وَ إِنْ لَمْ تَرْزُقْنِي رُوحَ الْجِنَانِ فَإِنَّكَ إِنْ أَعْتَقْتَنِي مِنَ
ص: 304
النَّارِ كُنْتُ مِنَ الْفَائِزِينَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَصْبَحْتُ يَوْمِي هَذَا لَا ثِقَةَ لِي وَ لَا رَجَاءَ وَ لَا لَجَأَ وَ لَا مَفْزَعَ وَ لَا مَنْجَى غَيْرُ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ مُتَقَرِّباً إِلَى رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَى وَ عَلِيٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ يُقِيمُ الْمَحَجَّةَ إِلَى الْحُجَّةِ الْمَسْتُورَةِ مِنْ وُلْدِهِ الْمَرْجُوِّ لِلْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ مَا بَعْدَهُ حِصْنِي مِنَ الْمَكَارِهِ وَ مَعْقِلِي مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ نَجِّنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَ طَاغٍ وَ بَاغٍ وَ فَاسِقٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْرِفُ وَ مَا أُنْكِرُ وَ مَا اسْتَتَرَ عَنِّي وَ مَا أَبْصُرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ اللَّهُمَّ بِتَوَسُّلِي بِهِمْ إِلَيْكَ وَ تَقَرُّبِي بِمَحَبَّتِهِمْ وَ تَحَصُّنِي بِإِمَامَتِهِمْ افْتَحْ عَلَيَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ أَبْوَابَ رِزْقِكَ وَ انْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ وَ حَبِّبْنِي إِلَى خَلْقِكَ وَ جَنِّبْنِي بُغْضَهُمْ وَ عَدَاوَتَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوَابٌ وَ لِكُلِّ ذِي شَفَاعَةٍ حَقٌّ فَأَسْأَلُكَ بِمَنْ جَعَلْتُهُ إِلَيْكَ وَسیلَتي وَ قَدَّمْتُهُ أَمَامَ طَلِبَتِي أَنْ تُعَرِّفَنِي بَرَكَةَ يَوْمِي هَذَا وَ شَهْرِي هَذَا وَ عَامِي هَذَا اللَّهُمَّ وَ هُمْ مَفْزَعِي وَ مَعُونَتِي فِي شِدَّتِي وَ رَخَائِي وَ عَافِيَتِي وَ بَلَائِي وَ نَوْمِي وَ يَقَظَتِي وَ ظَعْنِي وَ إِقَامَتِي وَ عُسْرِي وَ يُسْرِي وَ عَلَانِيَتِي وَ سِرِّي وَ إِصْبَاحِي وَ إِمْسَائِي وَ تَقَلُّبِي وَ مَثْوَايَ وَ سِرِّي وَ جَهْرِي اللَّهُمَّ فَلَا تُخَيِّبْنِي بِهِمْ مِنْ نَائِلِكَ وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْيِسْنِي مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا تَبْتَلِنِي بِانْغِلَاقِ أَبْوَابِ الْأَرْزَاقِ وَ انْسِدَادِ مَسَالِكِهَا وَ ارْتِيَاحِ مَذَاهِبِهَا وَ افْتَحْ لِي مِنْ لَدُنْكَ فَتْحاً يَسِيراً وَ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ ضَنْكٍ مَخْرَجاً وَ إِلَى كُلِّ سَعَةٍ مَنْهَجاً إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
ص: 305
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا (علیه السلام) أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى الصَّادِقِ (علیه السلام) فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلاً يَظْلِمُهُ فَقَالَ لَهُ أَيْنَ أَنْتَ عَنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ الَّتِي عَلَّمَهَا النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (علیه السلام) مَا دَعَا بِهَا مَظْلُومٌ عَلَى ظَالِمٍ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَ كَفَاهُ وَ إِيَّاهُ وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ طُمَّهُ بِالْبَلَاءِ طَمّاً وَ غُمَّهُ بِالْبَلَاءِ غَمّاً وَ قُمَّهُ بِالْأَذَى قَمّاً وَ ارْمِهِ بِيَوْمٍ لَا مَعَادَ لَهُ وَ سَاعَةٍ لَا مَرَدَّ لَهَا وَ أَبِحْ حَرِيمَهُ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ قِنِي شَرَّهُ وَ اكْفِنِي أَمْرَهُ وَ اصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَ أَحْرِجْ قَلْبَهُ وَ سُدَّ فَاهُ عَنِّي وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً اِخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ صَهٍ صَهٍ صَهٍ صَهٍ صَهٍ صَهٍ صَهٍ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِهِ يَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (علیه السلام) وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ صَحِيفَةً أَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَلَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ لَا ذَكَرٌ وَ لَا أُنْثَى فَرَقَى الْمِنْبَرَ فَقَرَأَهَا فَإِذَا كِتَابُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَصِيِّ مُوسَى فَإِذَا فِيهَا:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أَلَا إِنَّ خَيْرَ عِبَادِ اللَّهِ التَّقِيُّ الْخَفِيُّ وَ إِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ الْمُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ.
فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى وَ أَنْ يُؤَدِّيَ الْحُقُوقَ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ فَلْيَقُلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ :
سُبْحَانَ اللَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمَا يَنْبَغِي لِلَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لِلَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ النَّبِیِّ
ص: 306
الْعَرَبِيِّ الْهَاشِمِيِّ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَ النَّبِيِّينَ حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ.
وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ قَدْ أَلَحُّوا فِي الدُّعَاءِ فَصَبَرَ هُنَيْئَةً ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلُوَ ثَنَاؤُهُ عَلَى ثَنَاءِ الْمُجَاهِدِينَ فَلْيَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قُضِيَتْ أَوْ عَدُوٌّ كُبِتَ أَوْ دَيْنٌ قُضِيَ أَوْ كَرْبٌ كُشِفَ وَ خَرَقَ كَلَامُهُ السَّمَاوَاتِ حَتَّى يُكْتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنِ الرِّضَا وَ بُكَيْرُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الرِّضَا قَالَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ فَأَطَالَ فِي سُجُودِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْنَا لَهُ أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ مَنْ دَعَا فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ بِهَذَا الدُّعَاءِ كَانَ كَالرَّامِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) يَوْمَ بَدْرٍ قَالَا قُلْنَا فَنَكْتُبُهُ قَالَ اكْتُبَا إِذَا أَنْتُمَا سَجَدْتُمَا سَجْدَةَ الشُّكْرِ. فتقولا :
اللَّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلَا دِينَكَ وَ غَيَّرَا نِعْمَتَكَ وَ اتَّهَمَا رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ خَالَفَا مِلَّتَكَ وَ صَدَّا عَنْ سَبِيلِكَ وَ كَفَرَا آلَاءَكَ وَ رَدَّا عَلَيْكَ كَلَامَكَ وَ اسْتَهْزَءَا بِرَسُولِكَ وَ قَتَلَا ابْنَ نَبِيِّكَ وَ حَرَّفَا كِتَابَكَ وَ جَحَدَا آيَاتِكَ وَ سَخِرَا بِآيَاتِكَ وَ اسْتَكْبَرَا عَنْ عِبَادَتِكَ وَ قَتَلَا أَوْلِيَاءَكَ وَ جَلَسَا فِي مَجْلِسٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا بِحَقٍّ وَ حَمَلَا النَّاسَ عَلَى أَكْتَافِ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا لَعْناً يَتْلُو بَعْضُهُ بَعْضاً وَ احْشُرْهُمَا وَ أَتْبَاعَهُمَا إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ لَهُمَا وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ اِبْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اللَّهُمَّ زِدْهُمَا عَذَاباً فَوْقَ عَذَابٍ وَ هَوَاناً فَوْقَ هَوَانٍ وَ ذُلًّا فَوْقَ ذُلٍّ وَ خِزْياً فَوْقَ خِزْيٍ.
ص: 307
اللَّهُمَّ دُعَّهُمَا فِي النَّارِ دَعّاً وَ أَرْكِسْهُمَا فِي أَلِيمِ عِقَابِكَ رَكْساً اللَّهُمَّ احْشُرْهُمَا وَ أَتْبَاعَهُمَا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً اللَّهُمَّ فَرِّقْ جَمْعَهُمْ وَ شَتِّتْ أَمْرَهُمْ وَ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَ بَدِّدْ جَمَاعَتَهُمْ وَ الْعَنْ أَئِمَّتَهُمْ وَ اقْتُلْ قَادَتَهُمْ وَ سَادَتَهُمْ وَ كُبَرَاءَهُمْ وَ الْعَنْ رُؤَسَاءَهُمْ وَ اكْسِرْ رَايَتَهُمْ وَ أَلْقِ الْبَأْسَ بَيْنَهُمْ وَ لَا تُبْقِ مِنْهُمْ دَيَّاراً اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا جَهْلٍ وَ الْوَلِيدَ لَعْناً يَتْلُو بَعْضُهُ بَعْضاً وَ يَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضاً اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا لَعْناً يَلْعَنُهُمَا بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ كُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا لَعْناً يَتَعَوَّذُ مِنْهُ أَهْلُ النَّارِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا لَعْناً لَمْ يَخْطُرْ لِأَحَدٍ بِبَالٍ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا فِي مُسْتَسِرِّ سِرِّكَ وَ ظَاهِرِ عَلَانِيَتِكَ وَ عَذِّبْهُمَا عَذَاباً فِي التَّقْدِيرِ وَ شَارِكْ مَعَهُمَا ابْنَتَيْهِمَا وَ أَشْيَاعَهُمَا وَ مُحِبِّيهِمَا وَ مَنْ شَايَعَهُمَا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ و صَلَّی الله عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجمَعینَ.
ص: 308
أقول: حسب المزيد لأدعيته ما رويناه و ذكرناه في الأدعية المذكورة في كتاب زهرة الربيع في أدعية الأسابيع و هي الأدعية التي علمته إياها الطلحي تغمده الله برحمته فإنه من أسرار الله عند خاصته و لكنا نذكر هاهنا ما يليق بهذا الكتاب بحسب الصواب فَمِنْ ذَلِكَ الْوَسَائِلُ إِلَى الْمَسَائِلِ رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ (رَحِمَهُ اللَّهُ )عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ النَّوْفَلِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي وَ كَانَ خَادِماً لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوَادِ (علیهما السلام) لَمَّا زَوَّجَ الْمَأْمُونُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا (علیهما السلام) ابْنَتَهُ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ لِكُلِّ زَوْجَةٍ صَدَاقاً مِنْ مَالِ زَوْجِهَا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ أَمْوَالَنَا فِي الْآخِرَةِ مُؤَجَّلَةً مَذْخُورَةً هُنَاكَ كَمَا جَعَلَ أَمْوَالَكُمْ مُعَجَّلَةً فِي الدُّنْيَا وَ كَثُرَ هَاهُنَا وَ قَدْ أَمْهَرْتُ ابْنَتَكَ الْوَسَائِلَ إِلَى الْمَسَائِلِ وَ هِيَ مُنَاجَاةٌ دَفَعَهَا إِلَيَّ أَبِي قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ أَبِي مُوسَى قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ أَبِي جَعْفَرٌ قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ مُحَمَّدٌ أَبِي قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبِي قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ الْحُسَیْنُ أَبِي قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ الْحَسَنُ أَخِي قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (صلوات الله علیه) قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ دَفَعَهَا إِلَيَّ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) قَالَ يَا مُحَمَّدُ رَبُّ الْعِزَّةِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَذِهِ مَفَاتِيحُ كُنُوزِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَاجْعَلْهَا
ص: 309
وَسَائِلَكَ إِلَى مَسَائِلِكَ تَصِلُ إِلَى بُغْيَتِكَ وَ تَنْجَحُ فِي طَلِبَتِكَ فَلَا تُؤْثِرْهَا فِي حَوَائِجِ الدُّنْيَا فَتَبْخَسَ بِهَا الْحَظَّ مِنْ آخِرَتِكَ وَ هِيَ عِشْرُونَ وَسَائِلَ تُطْرَقُ بِهَا أَبْوَابُ الرَّغَبَاتِ فَتُفْتَحُ وَ تَطْلُبُ بِهَا الْحَاجَاتِ فَتَنْجَحُ . و هذه نسختها:
اللَّهُمَّ إِنَّ خِيَرَتَكَ فِيمَا اسْتَخَرْتُكَ فِيهِ تُنِيلُ الرَّغَائِبَ وَ تُجْزِلُ الْمَوَاهِبَ وَ تُغْنِمُ الْمَطَالِبَ وَ تُطَيِّبُ الْمَكَاسِبَ وَ تَهْدِي إِلَى أَجْمَلِ الْمَذَاهِبِ وَ تَسُوقُ إِلَى أَحْمَدِ الْعَوَاقِبِ وَ تَقِي مَخُوفَ النَّوَائِبِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ فِيمَا عَزَمَ رَأْيِي عَلَيْهِ وَ قَادَنِي عَقْلِي إِلَيْهِ فَسَهِّلِ اللَّهُمَّ فِيهِ مَا تَوَعَّرَ وَ يَسِّرْ مِنْهُ مَا تَعَسَّرَ وَ اكْفِنِي فِيهِ الْمُهِمَّ وَ ادْفَعْ بِهِ عَنِّي كُلَّ مُلِمٍّ وَ اجْعَلْ يَا رَبِّ عَوَاقِبَهُ غُنْماً وَ مَخُوفَهُ سِلْماً وَ بُعْدَهُ قُرْباً وَ جَدْبَهُ خِصْباً وَ أَرْسِلِ اللَّهُمَّ إِجَابَتِي وَ أَنْجِحْ طَلِبَتِي وَ اقْضِ حَاجَتِي وَ اقْطَعْ عَنِّي عَوَائِقَهَا وَ امْنَعْ عَنِّي بَوَائِقَهَا وَ أَعْطِنِي اللَّهُمَّ لِوَاءَ الظَّفَرِ وَ الْخِيَرَةِ فِيمَا اسْتَخَرْتُكَ وَ وُفُورِ الْمَغْنَمِ فِيمَا دَعَوْتُكَ وَ عَوَائِدِ الْإِفْضَالِ فِيمَا رَجَوْتُكَ وَ اقْرِنْهُ اللَّهُمَّ بِالنَّجَاحِ وَ خُصَّهُ [حُطَّهُ خ ل] بِالصَّلَاحِ وَ أَرِنِي أَسْبَابَ الْخِيَرَةِ فِيهِ وَاضِحَةً وَ أَعْلَامَ غُنْمِهَا لَائِحَةً وَ اشْدُدْ خُنَاقَ تَعْسِيرِهَا وَ انْعَشْ صَرِيخَ تَكْسِيرِهَا وَ بَيِّنِ اللَّهُمَّ مُلْتَبَسَهَا وَ أَطْلِقْ مُحْتَبَسَهَا وَ مَكِّنْ أُسَّهَا حَتَّى تَكُونَ خِيَرَةً مُقْبِلَةً بِالْغَنَمِ مُزِيلَةً لِلْغُرْمِ عَاجِلَةً لِلنَّفْعِ بَاقِيَةَ الصُّنْعِ إِنَّكَ مَلِيءٌ بِالْمَزِيدِ مُبْتَدِئٌ بِالْجُودِ .
اللَّهُمَّ إِنَّ الرَّجَاءَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ أَنْطَقَنِي بِاسْتِقَالَتِكَ وَ الْأَمَلَ لِأَنَاتِكَ وَ رِفْقِكَ شَجَّعَنِي عَلَى طَلَبِ أَمَانِكَ وَ عَفْوِكَ وَ لِي يَا رَبِّ ذُنُوبٌ قَدْ وَاجَهَتْهَا أَوْجُهُ الاِنْتِقَامِ وَ خَطَايَا قَدْ لَاحَظَتْهَا أَعْيُنُ الاِصْطِلَامِ وَ اسْتَوْجَبْتُ بِهَا عَلَى
ص: 310
عَدْلِكَ أَلِيمَ الْعَذَابِ وَ اسْتَحْقَقْتُ بِاجْتِرَاحِهَا مُبِيرَ الْعِقَابِ وَ خِفْتُ تَعْوِيقَهَا لِإِجَابَتِي وَ رَدَّهَا إِيَّايَ عَنْ قَضَاءِ حَاجَتِي بِإِبْطَالِهَا لِطَلِبَتِي وَ قَطْعِهَا لِأَسْبَابِ رَغْبَتِي مِنْ أَجْلِ مَا قَدِ انْقَضَّ ظَهْرِي مِنْ ثِقْلِهَا وَ بَهَظَنِي مِنَ الاِسْتِقْلَالِ بِحَمْلِهَا ثُمَّ تَرَاجَعْتُ رَبِّ إِلَى حِلْمِكَ عَنِ الْخَاطِئِينَ وَ عَفْوِكَ عَنِ الْمُذْنِبِينَ وَ رَحْمَتِكَ لِلْعَاصِينَ فَأَقْبَلْتُ بِثِقَتِي مُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ طَارِحاً نَفْسِي بَيْنَ يَدَيْكَ شَاكِياً بَثِّي إِلَيْكَ سَائِلاً مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْ تَفْرِيجِ الْهَمِّ وَ لَا أَسْتَحِقُّهُ مِنْ تَنْفِيسِ الْغَمِّ مُسْتَقِيلاً لَكَ إِيَّايَ وَاثِقاً مَوْلَايَ بِكَ اللَّهُمَّ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِالْفَرَجِ وَ تَطَوَّلْ بِسُهُولَةِ الْمَخْرَجِ وَ ادْلُلْنِي بِرَأْفَتِكَ عَلَى سَمْتِ الْمَنْهَجِ وَ أَزْلِقْنِي بِقُدْرَتِكَ عَنِ الطَّرِيقِ الْأَعْوَجِ وَ خَلِّصْنِي مِنْ سِجْنِ الْكَرْبِ بِإِقَالَتِكَ وَ أَطْلِقْ أَسْرِي بِرَحْمَتِكَ وَ طُلْ عَلَيَّ بِرِضْوَانِكَ وَ جُدْ عَلَيَّ بِإِحْسَانِكَ وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ فَرِّجْ كُرْبَتِي وَ ارْحَمْ عَبْرَتِي وَ لَا تَحْجُبْ دَعْوَتِي وَ اشْدُدْ بِالْإِقَالَةِ أَزْرِي وَ قَوِّ بِهَا ظَهْرِي وَ أَصْلِحْ بِهَا أَمْرِي وَ أَطِلْ بِهَا عُمُرِي وَ ارْحَمْنِي يَوْمَ حَشْرِي وَ وَقْتَ نَشْرِي إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ سَفَراً فَخِرْ لِي فِيهِ وَ أَوْضِحْ لِي فِيهِ سَبِيلَ الرَّأْيِ وَ فَهِّمْنِيهِ وَ افْتَحْ عَزْمِي بِالاِسْتِقَامَةِ وَ اشْمُلْنِي فِي سَفَرِي بِالسَّلَامَةِ وَ أَفِدْنِي جَزِيلَ الْحَظِّ وَ الْكَرَامَةِ وَ اكْلَأْنِي بِحُسْنِ الْحِفْظِ وَ الْحِرَاسَةِ وَ جَنِّبْنِي اللَّهُمَّ وَعْثَاءَ الْأَسْفَارِ وَ سَهِّلْ لِي حُزُونَةَ الْأَوْعَادِ وَ اطْوِ لِي بِسَاطَ الْمَرَاحِلِ وَ قَرِّبْ مِنِّي بُعْدَ نَأْيِ الْمَنَاهِلِ وَ بَاعِدْنِي فِي الْمَسِيرِ بَيْنَ خُطَى الرَّوَاحِلِ حَتَّى تُقَرِّبَ نِيَاطَ الْبَعِيدِ وَ تُسَهِّلَ وُعُورَ الشَّدِيدِ وَ لَقِّنِي اللَّهُمَّ فِي سَفَرِي نُجْحَ طَائِرِ الْوَاقِيَةِ وَ هَبْنِي فِيهِ
ص: 311
غُنْمَ الْعَافِيَةِ وَ خَفِيرَ (1) الاِسْتِقْلَالِ وَ دَلِيلَ مُجَاوَزَةِ الْأَهْوَالِ وَ بَاعِثَ وُفُورِ الْكِفَايَةِ وَ سَانِحَ خَفِيرِ الْوَلَايَةِ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ سَبَبَ عَظِيمِ السِّلْمِ حَاصِلَ الْغُنْمِ وَ اجْعَلِ اللَّيْلَ عَلَيَّ سِتْراً مِنَ الْآفَاتِ وَ النَّهَارَ مَانِعاً مِنَ الْهَلَكَاتِ وَ اقْطَعْ عَنِّي قِطَعَ لُصُوصِهِ بِقُدْرَتِكَ وَ احْرُسْنِي مِنْ وُحُوشِهِ بِقُوَّتِكَ حَتَّى تَكُونَ السَّلَامَةُ فِيهِ مُصَاحِبَتِي وَ الْعَافِيَةُ فِيهِ مُقَارِنَتِي وَ الْيُمْنُ سَائِقِي وَ الْيُسْرُ مُعَانِقِي وَ الْعُسْرُ مُفَارِقِي وَ الْفَوْزُ مُوَافِقِي وَ الْأَمْنُ مُرَافِقِي إِنَّكَ ذُو الطَّوْلِ وَ الْمَنِّ وَ الْقُوَّةِ وَ الْحَوْلِ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ بِعِبَادِكَ بَصِيرٌ خَبِيرٌ .
اللَّهُمَّ أَرْسِلْ عَلَيَّ سِجَالَ رِزْقِكَ مِدْرَاراً وَ أَمْطِرْ عَلَيَّ سَحَائِبَ إِفْضَالِكَ غِزَاراً وَ أَدِمْ غَيْثَ نَيْلِكَ إِلَيَّ سِجَالاً وَ أَسْبِلْ مَزِيدَ نِعَمِكَ عَلَى خَلَّتِي إِسْبَالاً وَ أَفْقِرْنِي بِجُودِكَ إِلَيْكَ وَ أَغْنِنِي عَمَّنْ يَطْلُبُ مَا لَدَيْكَ وَ دَاوِ دَاءَ فَقْرِي بِدَوَاءِ فَضْلِكَ وَ انْعَشْ صَرْعَةَ عَيْلَتِي بِطَوْلِكَ وَ تَصَدَّقْ عَلَى إِقْلَالِي بِكَثْرَةِ عَطَائِكَ وَ عَلَى اخْتِلَاليِ بِكَرِيمِ حِبَائِكَ وَ سَهِّلْ رَبِّ سَبِيلَ الرِّزْقِ إِلَيَّ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ لَدَيَّ وَ بَجِّسْ (2) لِي عُيُونَ سَعَتِهِ بِرَحْمَتِكَ وَ فَجِّرْ أَنْهَارَ رَغَدِ الْعَيْشِ قِبَلِي بِرَأْفَتِكَ وَ أَجْدِبْ أَرْضَ فَقْرِي وَ أَخْصِبْ جَدْبَ ضُرِّي وَ اصْرِفْ عَنِّي فِي الرِّزْقِ الْعَوَائِقَ وَ اقْطَعْ عَنِّي مِنَ الضِّيقِ الْعَلَائِقَ وَ ارْمِنِي مِنْ سَعَةِ الرِّزْقِ اللَّهُمَّ بِأَخْصَبِ سِهَامِهِ وَ احْبُنِي مِنْ رَغَدِ الْعَيْشِ بِأَكْثَرِ دَوَامِهِ وَ اكْسُنِي اللَّهُمَّ سَرَابِيلَ السَّعَةِ وَ جَلَابِيبَ الدَّعَةِ فَإِنِّي يَا رَبِّ مُنْتَظِرٌ لِإِنْعَامِكَ بِحَذْفِ الْمَضِيقِ وَ لِتَطَوُّلِكَ بِقَطْعِ التَّعْوِيقِ وَ لِتَفَضُّلِكَ بِإِزَالَةِ التَّقْتِيرِ وَ لِوُصُولِ حَبْلِي بِكَرَمِكَ
ص: 312
بِالتَّيْسِيرِ وَ أَمْطِرِ اللَّهُمَّ عَلَيَّ سَمَاءَ رِزْقِكَ بِسِجَالِ الدِّيَمِ وَ أَغْنِنِي عَنْ خَلْقِكَ بِعَوَائِدِ النِّعَمِ وَ ارْمِ مَقَاتِلَ الْإِقْتَارِ مِنِّي وَ احْمِلْ كَشْفَ الضُّرِّ عَنِّي عَلَى مَطَايَا الْإِعْجَالِ وَ اضْرِبْ عَنِّي الضِّيقَ بِسَيْفِ الاِسْتِيصَالِ وَ أَتْحِفْنِي رَبِّ مِنْكَ بِسَعَةِ الْإِفْضَالِ وَ امْدُدْنِي بِنُمُوِّ الْأَمْوَالِ وَ احْرُسْنِي مِنْ ضِيقِ الْإِقْلَالِ وَ اقْبِضْ عَنِّي سُوءَ الْجَدْبِ وَ ابْسُطْ لِي بِسَاطَ الْخِصْبِ وَ اسْقِنِي مِنْ مَاءِ رِزْقِكَ غَدَقاً وَ انْهَجْ لِي مِنْ عَمِيمِ بَذْلِكَ طُرُقاً وَ فَاجِئْنِي بِالثَّرْوَةِ وَ الْمَالِ وَ انْعَشْنِي بِهِ مِنَ الْإِقْلَالِ وَ صَبِّحْنِي بِالاِسْتِظْهَارِ وَ مَسَّنِي بِالتَّمَكُّنِ مِنَ الْيَسَارِ إِنَّكَ ذُو الطَّوْلِ الْعَظِيمِ وَ الْفَضْلِ الْعَمِيمِ وَ الْمَنِّ الْجَسِيمِ وَ أَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُلِمَّاتِ نَوَازِلِ الْبَلَاءِ وَ أَهْوَالِ عَظَائِمِ الضَّرَّاءِ فَأَعِذْنِي رَبِّ مِنْ صَرْعَةِ الْبَأْسَاءِ وَ احْجُبْنِي مِنْ سَطَوَاتِ الْبَلَاءِ وَ نَجِّنِي مِنْ مُفَاجَاةِ النِّقَمِ وَ أَجِرْنِي مِنْ زَوَالِ النِّعَمِ وَ مِنْ زَلَلِ الْقَدَمِ وَ اجْعَلْنِي اللَّهُمَّ فِي حِيَاطَةِ عِزِّكَ وَ حِفَاظِ حِرْزِكَ مِنْ مُبَاغَتَةِ الدَّوَائِرِ وَ مُعَاجَلَةِ الْبَوَادِرِ اللَّهُمَّ رَبِّ وَ أَرْضُ الْبَلَاءِ فَاخْسِفْهَا وَ عَرْصَةُ الْمِحَنِ فَارْجُفْهَا وَ شَمْسُ النَّوَائِبِ فَاكْسِفْهَا وَ جِبَالُ السَّوْءِ فَانْسِفْهَا وَ كَرْبُ الدَّهْرِ فَاكْشِفْهَا وَ عَوَائِقُ الْأُمُورِ فَاصْرِفْهَا وَ أَوْرِدْنِي حِيَاضَ السَّلَامَةِ وَ احْمِلْنِي عَلَى مَطَايَا الْكَرَامَةِ وَ اصْحَبْنِي بِإِقَالَةِ الْعَثْرَةِ وَ اشْمَلْنِي بِسَتْرِ الْعَوْرَةِ وَ جُدْ عَلَيَّ يَا رَبِّ بِآلَائِكَ وَ كَشْفِ بَلَائِكَ وَ دَفْعِ ضَرَّائِكَ وَ ارْفَعْ كَلَاكِلَ عَذَابِكَ وَ اصْرِفْ عَنِّي أَلِيمَ عِقَابِكَ وَ أَعِذْنِي مِنْ بَوَائِقِ الدُّهُورِ وَ أَنْقِذْنِي مِنْ سُوءِ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ وَ احْرُسْنِي مِنْ جَمِيعِ الْمَحْذُورِ وَ اصْدَعْ صَفَاءَ الْبَلَاءِ عَنْ أَمْرِي وَ اشْلُلْ يَدَهُ عَنِّي مَدَى عُمُرِي إِنَّكَ الرَّبُّ الْمَجِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ .
ص: 313
اللَّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِإِخْلَاصِ تَوْبَةٍ نَصُوحٍ وَ تَثْبِيتِ عَقْدٍ صَحِيحٍ وَ دُعَاءِ قَلْبٍ قَرِيحٍ وَ إِعْلَانِ قَوْلٍ صَرِيحٍ اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ مِنِّي مُخْلَصَ التَّوْبَةِ وَ إِقْبَالَ سَرِيعِ الْأَوْبَةِ وَ مَصَارِعَ تَخَشُّعٍ وَ قَابِلْ رَبِّ تَوْبَتِي بِجَزِيلِ الثَّوَابِ وَ كَرِيمِ الْمَآبِ وَ حَطِّ الْعِقَابِ وَ صَرْفِ الْعَذَابِ وَ غُنْمِ الْإِيَابِ وَ سِتْرِ الْحِجَابِ وَ امْحُ اللَّهُمَّ مَا ثَبَتَ مِنْ ذُنُوبِي وَ اغْسِلْ بِقَبُولِهَا جَمِيعَ عُيُوبِي وَ اجْعَلْهَا جَالِيَةً لِقَلْبِي شَاخِصَةً لِبَصِيرَةِ لُبِّي غَاسِلَةً لِدَرَنِي مُطَهِّرَةً لِنَجَاسَةِ بَدَنِي مُصَحِّحَةً فِيهَا ضَمِيرِي عَاجِلَةً إِلَى الْوَفَاءِ بِهَا بَصِيرَتِي وَ اقْبَلْ يَا رَبِّ تَوْبَتِي فَإِنَّهَا تَصْدُرُ مِنْ إِخْلَاصِ نِيَّتِي وَ مَحْضٍ مِنْ تَصْحِيحِ بَصِيرَتِي وَ احْتِفَالاً فِي طَوِيَّتِي وَ اجْتِهَاداً فِي نَقَاءِ سَرِيرَتِي وَ تَثْبِيتاً لِإِنَابَتِي مُسَارِعَةً إِلَى أَمْرِكَ بِطَاعَتِي وَ اجْلُ اللَّهُمَّ بِالتَّوْبَةِ عَنِّي ظُلْمَةَ الْإِصْرَارِ وَ امْحُ بِهَا مَا قَدَّمْتُهُ مِنَ الْأَوْزَارِ وَ اكْسُنِي لِبَاسَ التَّقْوَى وَ جَلَابِيبَ الْهُدَى فَقَدْ خَلَعْتُ رِبْقَ الْمَعَاصِي عَنْ جِلْدِي وَ نَزَعْتُ سِرْبَالَ الذُّنُوبِ عَنْ جَسَدِي مُسْتَمْسِكاً رَبِّ بِقُدْرَتِكَ مُسْتَعِيناً عَلَى نَفْسِي بِعِزَّتِكَ مُسْتَوْدِعاً تَوْبَتِي مِنَ النَّكْثِ بِخَفْرَتِكَ مُعْتَصِماً مِنَ الْخِذْلَانِ بِعِصْمَتِكَ مُقَارِناً بِهِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ .
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْحَجَّ الَّذِي افْتَرَضْتَهُ عَلَى مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ اجْعَلْ لِي فِيهِ هَادِياً وَ إِلَيْهِ دَلِيلاً وَ قَرِّبْ لِي بُعْدَ الْمَسَالِكِ وَ أَعِنِّي عَلَى تَأْدِيَةِ الْمَنَاسِكِ وَ حَرِّمْ بِإِحْرَامِي عَلَى النَّارِ جَسَدِي وَ زِدْ لِلسَّفَرِ قُوَّتِي وَ جِلْدِي وَ ارْزُقْنِي رَبِّ الْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ الْإِفَاضَةَ إِلَيْكَ وَ أَظْفِرْنِي بِالنُّجْحِ بِوَافِرِ الرِّبْحِ وَ أَصْدِرْنِي رَبِّ مِنْ مَوْقِفِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ إِلَى مُزْدَلِفَةِ الْمَشْعَرِ وَ اجْعَلْهَا زُلْفَةً إِلَى رَحْمَتِكَ
ص: 314
وَ طَرِيقاً إِلَى جَنَّتِكَ وَ قِفْنِي مَوْقِفَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ مَقَامَ وُقُوفِ الْإِحْرَامِ وَ أَهِّلْنِي لِتَأْدِيَةِ الْمَنَاسِكِ وَ نَحْرِ الْهَدْيِ التَّوَامِكِ بِدَمٍ يَثُجُّ وَ أَوْدَاجٍ يَمُجُّ وَ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْمَسْفُوحَةِ وَ الْهَدَايَا الْمَذْبُوحَةِ وَ فَرْيِ أَوْدَاجِهَا عَلَى مَا أَمَرْتَ وَ التَّنَفُّلِ بِهَا كَمَا وَسِمْتَ وَ أَحْضِرْنِي اللَّهُمَّ صَلَاةَ الْعِيدِ رَاجِياً لِلْوَعْدِ خَائِفاً مِنَ الْوَعِيدِ حَالِقاً شَعْرَ رَأْسِي وَ مُقَصِّراً وَ مُجْتَهِداً فِي طَاعَتِكَ مُشَمِّراً رَامِياً لِلْجِمَارِ بِسَبْعٍ بَعْدَ سَبْعٍ مِنَ الْأَحْجَارِ وَ أَدْخِلْنِي اللَّهُمَّ عَرْصَةَ بَيْتِكَ وَ عَقْوَتَكَ وَ مَحَلَّ أَمْنِكَ وَ كَعْبَتِكَ وَ مُشَاكِيكَ وَ سُؤالِكَ وَ مَحَاوِيجِكَ وَ جُدْ عَلَيَّ اللَّهُمَّ بِوَافِرِ الْأَجْرِ مِنَ الاِنْكِفَاءِ وَ النَّفْرِ وَ اخْتِمِ اللَّهُمَّ مَنَاسِكَ حَجِّي وَ انْقِضَاءِ عَجِّي بِقَبُولٍ مِنْكَ لِي وَ رَأْفَةٍ مِنْكَ بِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّ ظُلْمَ عِبَادِكَ قَدْ تَمَكَّنَ فِي بِلَادِكَ حَتَّى أَمَاتَ الْعَدْلَ وَ قَطَعَ السُّبُلَ وَ مَحَقَ الْحَقَّ وَ أَبْطَلَ الصِّدْقَ وَ أَخْفَى الْبِرَّ وَ أَظْهَرَ الشَّرَّ وَ أَحْمَدَ التَّقْوَى وَ أَزَالَ الْهُدَى وَ أَزَاحَ الْخَيْرَ وَ أَثْبَتَ الضَّيْرَ وَ أَنْمَى الْفَسَادَ وَ قَوَّى الْعِنَادَ وَ بَسَطَ الْجَوْرَ وَ عَدَى الطَّوْرَ اللَّهُمَّ يَا رَبِّ لَا يَكْشِفُ ذَلِكَ إِلَّا سُلْطَانُكَ وَ لَا يُجِيرُ مِنْهُ إِلَّا امْتِنَانُكَ اللَّهُمَّ رَبِّ فَأَبْتِرِ الظُّلْمَ وَ بُثَّ حِبَالَ الْغَشْمِ وَ أَخْمِدْ سُوقَ الْمُنْكَرِ وَ أَعِزَّ مَنْ عَنْهُ يَنْزَجِرُ وَ احْصُدْ شَافَةَ أَهْلِ الْجَوْرِ وَ أَلْبِسْهُمُ الْحَوْرَ بَعْدَ الْكَوْرِ وَ عَجِّلِ اللَّهُمَّ إِلَيْهِمُ الْبَيَاتَ وَ أَنْزِلْ عَلَيْهِمُ الْمَثُلَاتِ وَ أَمِتْ حَيَاةَ الْمُنْكَرِ لِيُؤْمَنَ الْمَخُوفُ وَ يَسْكُنَ الْمَلْهُوفُ وَ يَشْبَعَ الْجَائِعُ وَ يَحْفَظَ الضَّائِعُ وَ يَأْوَى الطَّرِيدُ وَ يَعُودَ الشَّرِيدُ وَ يُغْنَى الْفَقِيرُ وَ يُجَارَ الْمُسْتَجِيرُ وَ يُوَقَّرَ الْكَبِيرُ وَ يُرْحَمَ الصَّغِيرُ وَ يُعَزَّ الْمَظْلُومُ وَ يُذَلَّ الظَّالِمُ وَ يُفَرَّجَ الْمَغْمُومُ وَ تَنْفَرِجَ الْغَنَاءُ وَ تَسْكُنَ الدَّهْمَاءُ وَ يَمُوتَ الاِخْتِلَافُ وَ يَعْلُوَ الْعِلْمُ وَ يَشْمَلَ السِّلْمُ وَ يُجْمَعَ الشَّتَاتُ وَ يَقْوَى
ص: 315
الْإِيمَانُ وَ يُتْلَى الْقُرْآنُ إِنَّكَ أَنْتَ الدَّيَّانُ الْمُنْعِمُ الْمَنَّانُ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَرَدِّ نَوَازِلِ الْبَلَاءِ وَ تَوَالِي سُبُوغِ النَّعْمَاءِ وَ مُلِمَّاتِ الضَّرَّاءِ وَ كَشْفِ نَوَائِبِ اللَّأْوَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى هَنِيءِ عَطَائِكَ وَ مَحْمُودِ بَلَائِكَ وَ جَلِيلِ آلَائِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى إِحْسَانِكَ الْكَثِيرِ وَ خَيْرِكَ العزيز وَ تَكْلِيفِكَ الْيَسِيرِ وَ دَفْعِ الْعَسِيرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ يَا رَبِّ عَلَى تَثْمِيرِكَ قَلِيلَ الشُّكْرِ وَ إِعْطَائِكَ وَافِرَ الْأَجْرِ وَ حَطِّكَ مُثْقِلَ الْوِزْرِ وَ قَبُولِكَ ضِيقَ الْعُذْرِ وَ وَضْعِكَ بَاهِضَ الْإِصْرِ وَ تَسْهِيلِكَ مَوْضِعَ الْوَعْرِ وَ مَنْعِكَ مُفْظِعَ الْأَمْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْبَلَاءِ الْمَصْرُوفِ وَ وَافِرِ الْمَعْرُوفِ وَ دَفْعِ الْمَخُوفِ وَ إِذْلَالِ الْعَسُوفِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى قِلَّةِ التَّكْلِيفِ وَ كَثْرَةِ التَّخْفِيفِ وَ تَقْوِيَةِ الضَّعِيفِ وَ إِغَاثَةِ اللَّهِيفِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَعَةِ إِمْهَالِكَ وَ دَوَامِ إِفْضَالِكَ وَ صَرْفِ إِمْحَالِكَ وَ حَمِيدِ أَفْعَالِكَ وَ تَوَالِي نَوَالِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى تَأْخِيرِ مُعَاجَلَةِ الْعِقَابِ وَ تَرْكِ مُغَافَصَةِ الْعَذَابِ وَ تَسْهِيلِ طَرِيقِ الْمَآبِ وَ إِنْزَالِ غَيْثِ السَّحَابِ .
جَدِيرٌ مَنْ أَمَرْتَهُ بِالدُّعَاءِ أَنْ يَدْعُوَكَ وَ مَنْ وَعَدْتَهُ بِالْإِجَابَةِ أَنْ يَرْجُوَكَ وَ لِيَ اللَّهُمَّ حَاجَةٌ قَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا حِيلَتِي وَ كَلَّتْ فِيهَا طَاقَتِي وَ ضَعُفَ عَنْ مَرَامِهَا قُوَّتِي وَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِيَ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوْءِ وَ عَدُوِّيَ الْغَرُورُ الَّذِي أَنَا مِنْهُ مَبْلُوٌّ أَنْ أَرْغَبَ إِلَيْكَ فِيهَا اللَّهُمَّ وَ أَنْجِحْهَا بِأَيْمَنِ النَّجَاحِ وَ اهْدِهَا سَبِيلَ الْفَلَاحِ وَ اشْرَحْ بِالرَّجَاِء لِإِسْعَافِكَ صَدْرِي وَ يَسِّرْ فِي أَسْبَابِ الْخَيْرِ أَمْرِي
ص: 316
وَ صَوِّرْ إِلَيَّ الْفَوْزَ بِبُلُوغِ مَا رَجَوْتُهُ بِالْوُصُولِ إِلَى مَا أَمَّلْتُهُ وَ وَفِّقْنِي اللَّهُمَّ فِي قَضَاءِ حَاجَتِي بِبُلُوغِ أُمْنِيَّتِي وَ تَصْدِيقِ رَغْبَتِي وَ أَعِذْنِي اللَّهُمَّ بِكَرَمِكَ مِنَ الْخَيْبَةِ وَ الْقُنُوطِ وَ الْأَنَاةِ وَ التَّثْبِيطِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَلِيءٌ بِالْمَنَائِحِ الْجَزِيلَةِ وَفِيٌّ بِهَا وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِعِبَادِكَ خَبِيرٌ بَصِيرٌ .
ص: 317
حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُحَسِّنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الرِّضَا أَدَامَ اللَّهُ تَأْيِيدَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ بِمَشْهَدِ مَقَابِرِ قُرَيْشٍ عَلَى سَاكِنِهِ السَّلَامُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَدَقَةَ يَوْمَ السَّبْتِ لِثَلَاثٍ بَقِينَ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَ سِتِّينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ بِمَشْهَدِ مَقَابِرِ قُرَيْشٍ عَلَى سَاكِنِهِ السَّلَامُ مِنْ حِفْظِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا سَلَامَةُ مُحَمَّدٌ الْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَقِيلِيُّ وَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ تريك الرُّهَاوِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَوْصِلِيُّ إِجَازَةً قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبُو رَوْحِ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) أَنَّهُ دَعَا عَلَى الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ اللَّهُمَّ إِنِّي وَ فُلَاناً عَبْدَانِ مِنْ عَبِيدِكَ إِلَى آخِرِ الدُّعَاءِ الَّذِي يَأْتِي ذِكْرُهُ وَ وَجَدْتُ هَذَا الدُّعَاءَ مَذْكُوراً بِطْرِيقٍ آخَرَ هَذَا لَفْظُهُ ذُكِرَ بِإِسْنَادِنَا عَنْ زَرَافَةَ حَاجِبِ الْمُتَوَكِّلِ وَ كَانَ شِيعِيّاً أَنَّهُ قَالَ: كَانَ
ص: 318
الْمُتَوَكِّلُ يُحْظِي الْفَتْحَ بْنَ خَاقَانَ عِنْدَهُ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ دُونَ النَّاسِ جَمِيعاً وَ دُونَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِهِ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ مَوْضِعَهُ عِنْدَهُمْ فَأَمَرَ جَمِيعَ مَمْلَكَتِهِ مِنَ الْأَشْرَافِ مِنْ أَهْلِهِ وَ غَيْرِهِمْ وَ الْوُزَرَاءِ وَ الْأُمَرَاءِ وَ الْقُوَّادِ وَ سَائِرِ الْعَسَاكِرِ وَ وُجُوهِ النَّاسِ أَنْ يُزَيِّنُوا بِأَحْسَنِ التَّزْيِينِ وَ يَظْهَرُوا فِي أَفْخَرِ عَدَدِهِمْ وَ ذَخَائِرِهِمْ وَ يَخْرُجُوا مُشَاةً بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَنْ لَا يَرْكَبَ أَحَدٌ إِلَّا هُوَ وَ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ خَاصَّةً بِسُرَّ مَنْ رَأَى وَ مَشَى النَّاسُ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا عَلَى مَرَاتِبِهِمْ رَجَّالَةً وَ كَانَ يَوْماً قَائِظاً شَدِيدَ الْحَرِّ وَ أَخْرَجُوا فِي جُمْلَتِهَا الْأَشْرَافَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) وَ شَقَّ عَلَيْهِ مَا لَقِيَهُ مِنَ الْحَرِّ وَ الزَّحْمَةِ قَالَ زَرَافَةُ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ وَ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي يَعِزُّ وَ اللَّهِ عَلَيَّ مَا تَلْقَى مِنْ هَذِهِ الطُّغَاةِ وَ مَا قَدْ تَكَلَّفْتَهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَتَوَكَّأَ عَلَيَّ وَ قَالَ يَا زَرَافَةُ مَا نَاقَةُ صَالِحٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَكْرَمَ مِنِّي أَوْ قَالَ بِأَعْظَمَ قَدْراً مِنِّي وَ لَمْ أَزَلْ أُسَائِلُهُ وَ أَسْتَفِيدُ مِنْهُ وَ أُحَادِثُهُ إِلَى أَنْ نَزَلَ الْمُتَوَكِّلُ مِنَ الرُّكُوبِ وَ أَمَرَ النَّاسَ بِالاِنْصِرَافِ فَقُدِّمَتْ إِلَيْهِمْ دَوَابُّهُمْ فَرَكِبُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَ قَدَّمْتُ بَغْلَةً لَهُ فَرَكِبَهَا فَرَكِبْتُ مَعَهُ إِلَى دَارِهِ فَنَزَلَ وَ وَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ إِلَى دَارِي وَ لِوَلَدِي مُؤَدِّبٌ يَتَشَيَّعُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ وَ كَانَتْ لِي عَادَةٌ بِإِحْضَارِهِ عِنْدَ الطَّعَامِ فَحَضَرَ عِنْدَ ذَلِكَ وَ تَجَارَيْنَا الْحَدِيثَ وَ مَا جَرَى مِنْ رُكُوبِ الْمُتَوَكِّلِ وَ الْفَتْحِ وَ مَشْيِ الْأَشْرَافِ وَ ذَوِي الاِقْتِدَارِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا وَ ذَكَرْتُ لَهُ مَا شَاهَدْتُهُ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (علیهما السلام) وَ مَا سَمِعْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ مَا نَاقَةُ صَالِحٍ عِنْدِي بِأَعْظَمَ قَدْراً مِنِّي وَ كَانَ الْمُؤَدِّبُ يَأْكُلُ مَعِي فَرَفَعَ يَدَهُ وَ قَالَ بِاللَّهِ إِنَّكَ سَمِعْتَ هَذَا اللَّفْظَ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَقَالَ لِي اعْلَمْ أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ لَا يَبْقَى فِي مَمْلَكَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ يَهْلِكُ فَانْظُرْ فِي أَمْرِكَ وَ أَحْرِزْ مَا تُرِيدُ إِحْرَازَهُ وَ تَأَهَّبْ لِأَمْرِكَ كَيْ لَا يَفْجَأَكُمْ هَلَاكُ هَذَا الرَّجُلِ فَتَهْلِكَ أَمْوَالُكُمْ بِحَادِثَةٍ تَحْدُثُ أَوْ سَبَبٌ يَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَيْنَ لَكَ فَقَالَ أَ مَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فِي قِصَّةِ صَالِحٍ (علیه السلام) وَ النَّاقَةِ وَ قَوْلَهُ تَعَالَى «تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ» وَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُبْطَلَ قَوْلُ الْإِمَامِ قَالَ زَرَافَةُ فَوَ اللَّهِ مَا جَاءَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ حَتَّى هَجَمَ
ص: 319
الْمُنْتَصِرُ وَ مَعَهُ بغا وَ وَصِيفٌ وَ الْأَتْرَاكُ عَلَى الْمُتَوَكِّلِ فَقَتَلُوهُ وَ قَطَعُوهُ وَ الْفَتْحَ بْنَ الْخَاقَانِ جَمِيعاً قِطَعاً حَتَّى لَمْ يُعْرَفْ أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ وَ أَزَالَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ مَمْلَكَتَهُ فَلَقِيتُ الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ (علیه السلام) بَعْدَ ذَلِكَ وَ عَرَّفْتُهُ مَا جَرَى مَعَ الْمُؤَدِّبِ وَ مَا قَالَهُ فَقَالَ صَدَقَ إِنَّهُ لَمَّا بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ رَجَعْتُ إِلَى كُنُوزٍ نَتَوَارَثُهَا مِنْ آبَائِنَا هِيَ أَعَزُّ مِنَ الْحُصُونِ وَ السِّلَاحِ وَ الْجُنَنِ وَ هُوَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ فَدَعَوْتُ بِهِ عَلَيْهِ فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ فَقُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِيهِ فَعَلَّمَنِيهِ وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي وَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ عَبْدَانَ مِنْ عَبِيدِكَ نَوَاصِينَا بِيَدِكَ تَعْلَمُ مُسْتَقَرَّنَا وَ مُسْتَوْدَعَنَا وَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَنَا وَ مَثْوَانَا وَ سِرَّنَا وَ عَلَانِيَتَنَا وَ تَطَّلِعُ عَلَى نِيَّاتِنَا وَ تُحِيطُ بِضَمَائِرِنَا عِلْمُكَ بِمَا نُبْدِيهِ كَعِلْمِكَ بِمَا نُخْفِيهِ وَ مَعْرِفَتُكَ بِمَا نُبْطِنُهُ كَمَعْرِفَتِكَ بِمَا نُظْهِرُهُ وَ لَا يَنْطَوِي عَنْكَ شَيْءٌ مِنْ أُمُورِنَا وَ لَا يَسْتَتِرُ دُونَكَ حَالٌ مِنْ أَحْوَالِنَا وَ لَا لَنَا مِنْكَ مَعْقِلٌ يُحَصِّنُنَا وَ لَا حِرْزٌ يَحْرُزُنَا وَ لَا هَارِبٌ يَفُوتُكَ مِنَّا وَ لَا يَمْتَنِعُ الظَّالِمُ مِنْكَ بِسُلْطَانِهِ وَ لَا يُجَاهِدُكَ عَنْهُ جُنُودُهُ وَ لَا يُغَالِبُكَ مُغَالِبٌ بِمَنْعَةٍ وَ لَا يُعَازُّكَ مُتَعَزِّزٌ بِكَثْرَةٍ أَنْتَ مُدْرِكُهُ أَيْنَ مَا سَلَكَ وَ قَادِرٌ عَلَيْهِ أَيْنَ لَجَأَ فَمَعَاذُ الْمَظْلُومِ مِنَّا بِكَ وَ تَوَكُّلُ الْمَقْهُورِ مِنَّا عَلَيْكَ وَ رُجُوعُهُ إِلَيْكَ وَ يَسْتَغِيثُ بِكَ إِذَا خَذَلَهُ الْمُغِيثُ وَ يَسْتَصْرِخُكَ إِذَا قَعَدَ عَنْهُ النَّصِيرُ وَ يَلُوذُ بِكَ إِذَا نَفَتْهُ الْأَفْنِيَةُ وَ يَطْرُقُ بَابَكَ إِذَا أُغْلِقَتْ دُونَهُ الْأَبْوَابُ الْمُرْتَجَةُ وَ يَصِلُ إِلَيْكَ إِذَا احْتَجَبَتْ عَنْهُ الْمُلُوكُ الْغَافِلَةُ تَعْلَمُ مَا حَلَّ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَشْكُوهُ إِلَيْكَ وَ تَعْرِفُ مَا يُصْلِحُهُ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَكَ لَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ سَمِيعاً بَصِيراً لَطِيفاً قَدِيراً اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ وَ مُحْكَمِ قَضَائِكَ وَ جَارِي قَدَرِكَ وَ مَاضِي حُكْمِكَ وَ نَافِذِ مَشِيئَتِكَ فِي خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ سَعِيدِهِمْ وَ شَقِيِّهِمْ وَ بَرِّهِمْ وَ فَاجِرِهِمْ أَنْ جَعَلْتَ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ عَلَيَّ قُدْرَةً فَظَلَمَنِي بِهَا وَ بَغَى عَلَيَّ لِمَكَانِهَا وَ تَعَزَّزَ عَلَيَّ
ص: 320
بِسُلْطَانِهِ الَّذِي خَوَّلْتَهُ إِيَّاهُ وَ تَجَبَّرَ عَلَيَّ بِعُلُوِّ حَالِهِ الَّتِي جَعَلْتَهَا لَهُ وَ غَرَّهُ إِمْلَاؤُكَ لَهُ وَ أَطْغَاهُ حِلْمُكَ عَنْهُ فَقَصَدَنِي بِمَكْرُوهٍ عَجَزْتُ عَنِ الصَّبْرِ عَلَيْهِ وَ تَغَمَّدَنِي بِشَرٍّ ضَعُفْتُ عَنِ احْتِمَالِهِ وَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى الاِنْتِصَارِ مِنْهُ لِضَعْفِي وَ الاِنْتِصَافِ مِنْهُ لِذُلِّي فَوَكَلْتُهُ إِلَيْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِي أَمْرِهِ عَلَيْكَ وَ تَوَعَّدْتُهُ بِعُقُوبَتِكَ وَ حَذَّرْتُهُ سَطْوَتَكَ وَ خَوَّفْتُهُ نَقِمَتَكَ فَظَنَّ أَنَّ حِلْمَكَ عَنْهُ مِنْ ضَعْفٍ وَ حَسِبَ أَنَّ إِمْلَاءَكَ لَهُ مِنْ عَجْزٍ وَ لَمْ تَنْهَهُ وَاحِدَةٌ عَنْ أُخْرَى وَ لَا انْزَجَرَ عَنْ ثَانِيَةٍ بِأُولَى وَ لَكِنَّهُ تَمَادَى فِي غَيِّهِ وَ تَتَابَعَ فِي ظُلْمِهِ وَ لَجَّ فِي عُدْوَانِهِ وَ اسْتَشْرَى فِي طُغْيَانِهِ جُرْأَةً عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي وَ تَعَرُّضاً لِسَخَطِكَ الَّذِي لَا تَرُدُّهُ عَنِ الظَّالِمِينَ وَ قِلَّةِ اكْتِرَاثٍ بِبَأْسِكَ الَّذِي لَا تَحْبِسُهُ عَنِ الْبَاغِينَ فَهَا أَنَا ذَا يَا سَيِّدِي مُسْتَضْعَفٌ فِي يَدَيْهِ مُسْتَضَامٌ تَحْتَ سُلْطَانِهِ مُسْتَذَلٌّ بِعَنَائِهِ مَغْلُوبٌ مَبْغِيٌّ عَلَيَّ مَغْضُوبٌ وَجِلٌ خَائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقْهُورٌ قَدْ قَلَّ صَبْرِي وَ ضَاقَتْ حِيلَتِي وَ انْغَلَقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ إِلَّا إِلَيْكَ وَ انْسَدَّتْ عَلَيَّ الْجِهَاتُ إِلَّا جِهَتُكَ وَ الْتَبَسَتْ عَلَيَّ أُمُورِي فِي دَفْعِ مَكْرُوهِهِ عَنِّي وَ اشْتَبَهَتْ عَلَيَّ الْآرَاءُ فِي إِزَالَةِ ظُلْمِهِ وَ خَذَلَنِي مَنِ اسْتَنْصَرْتُهُ مِنْ عِبَادِكَ وَ أَسْلَمَنِي مَنْ تَعَلَّقْتُ بِهِ مِنْ خَلْقِكَ طُرّاً وَ اسْتَشَرْتُ نَصِيحِي فَأَشَارَ إِلَيَّ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَ اسْتَرْشَدْتُ دَلِيلِي فَلَمْ يَدُلَّنِي إِلَّا عَلَيْكَ فَرَجَعْتُ إِلَيْكَ يَا مَوْلَايَ صَاغِراً رَاغِماً مُسْتَكِيناً عَالِماً أَنَّهُ لَا فَرَجَ إِلَّا عِنْدَكَ وَ لَا خَلَاصَ لِي إِلَّا بِكَ أَنْتَجِزُ وَعْدَكَ فِي نُصْرَتِي وَ إِجَابَةَ دُعَائِي فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُبَدَّلُ وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّهُ وَ قُلْتَ جَلَّ جَلَالُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وَ أَنَا فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ لَا مَنّاً عَلَيْكَ وَ كَيْفَ أَمُنُّ بِهِ وَ أَنْتَ عَلَيْهِ دَلَلْتَنِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَنِي يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ يَا سَيِّدِي أَنَّ
ص: 321
لَكَ يَوْماً تَنْتَقِمُ فِيهِ مِنَ الظَّالِمِ لِلْمَظْلُومِ وَ أَتَيَقَّنُ لَكَ وَقْتاً تَأْخُذُ فِيهِ مِنَ الْغَاصِبِ لِلْمَغْصُوبِ لِأَنَّكَ لَا يَسْبِقُكَ مُعَانِدٌ وَ لَا يَخْرُجُ عَنْ قَبْضَتِكَ مُنَابِذٌ وَ لَا تَخَافُ فَوْتَ فَائِتٍ وَ لَكِنْ جَزَعِي وَ هَلَعِي لَا يَبْلُغَانِ بِيَ الصَّبْرَ عَلَى أَنَاتِكَ وَ انْتِظَارِ حِلْمِكَ فَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ فَوْقَ كُلِّ قُدْرَةٍ وَ سُلْطَانُكَ غَالِبٌ عَلَى كُلِّ سُلْطَانٍ وَ مَعَادُ كُلِّ أَحَدٍ إِلَيْكَ وَ إِنْ أَمْهَلْتَهُ وَ رُجُوعُ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَيْكَ وَ إِنْ أَنْظَرْتَهُ وَ قَدْ أَضَرَّنِي يَا رَبِّ حِلْمُكَ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ طُولُ أَنَاتِكَ لَهُ وَ إِمْهَالُكَ إِيَّاهُ وَ كَادَ الْقُنُوطُ يَسْتَوْلِي عَلَيَّ لَوْ لَا الثِّقَةُ بِكَ وَ الْيَقِينُ بِوَعْدِكَ فَإِنْ كَانَ فِي قَضَائِكَ النَّافِذِ وَ قُدْرَتِكَ الْمَاضِيَةِ أَنْ يُنِيبَ أَوْ يَتُوبَ أَوْ يَرْجِعَ عَنْ ظُلْمِي أَوْ يَكُفَّ مَكْرُوهَهُ عَنِّي وَ يَنْتَقِلَ عَنْ عَظِيمِ مَا رَكِبَ مِنِّي فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْقِعْ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ قَبْلَ إِزَالَةِ نِعْمَتِكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَ تَكْدِيرِهِ مَعْرُوفَكَ الَّذِي صَنَعْتَهُ عِنْدِي وَ إِنْ كَانَ فِي عِلْمِكَ بِهِ غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ مُقَامٍ عَلَى ظُلْمِي فَأَسْأَلُكَ يَا نَاصِرَ الْمَظْلُومِ الْمَبْغِيِّ عَلَيْهِ إِجَابَةَ دَعْوَتِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خُذْهُ مِنْ مَأْمَنِهِ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَ افْجَأْهُ فِي غَفْلَتِهِ مُفَاجَاةَ مَلِيكٍ مُنْتَصِرٍ وَ اسْلُبْهُ نِعْمَتَهُ وَ سُلْطَانَهُ وَ افْضُضْ عَنْهُ جُمُوعَهُ وَ أَعْوَانَهُ وَ مَزِّقْ مُلْكَهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ وَ فَرِّقْ أَنْصَارَهُ كُلَّ مُفَرِّقٍ وَ أَعِرْهُ مِنْ نِعْمَتِكَ الَّتِي لَمْ يُقَابِلْهَا بِالشُّكْرِ وَ انْزَعْ عَنْهُ سِرْبَالَ عِزِّكَ الَّذِي لَمْ يُجَازِهِ بِالْإِحْسَانِ. وَ اقْصِمْهُ يَا قَاصِمَ الْجَبَابِرَةِ وَ أَهْلِكْهُ يَا مُهْلِكَ الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ وَ أَبِرْهُ يَا مُبِيرَ الْأُمَمِ الظَّالِمَةِ وَ اخْذُلْهُ يَا خَاذِلَ الْفِئَاتِ الْبَاغِيَةِ وَ ابْتُرْ عُمُرَهُ وَ ابْتَزَّ مُلْكَهُ وَ عِفَّ أَثَرَهُ وَ اقْطَعْ خَبَرَهُ وَ أَطْفِئْ نَارَهُ وَ أَظْلِمْ نَهَارَهُ وَ كَوِّرْ شَمْسَهُ وَ أَزْهِقْ نَفْسَهُ وَ اهْشِمْ شِدَّتَهُ وَ جُبَّ سَنَامَهُ وَ أَرْغِمْ أَنْفَهُ وَ عَجِّلْ حَتْفَهُ وَ لَا تَدَعْ لَهُ جُنَّةً إِلَّا هَتَكْتَهَا وَ لَا دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا وَ لَا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلَّا
ص: 322
فَرَّقْتَهَا وَ لَا قَائِمَةَ عُلُوٍّ إِلَّا وَضَعْتَهَا وَ لَا رُكْناً إِلَّا وَهَنْتَهُ وَ لَا سَبَباً إِلَّا قَطَعْتَهُ وَ أَرِنَا أَنْصَارَهُ وَ جُنْدَهُ وَ أَحِبَّاءَهُ وَ أَرْحَامَهُ عَبَادِيدَ بَعْدَ الْأُلْفَةِ وَ شَتَّى بَعْدَ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ وَ مُقْنِعِي الرُّءُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْأُمَّةِ وَ اشْفِ بِزَوَالِ أَمْرِهِ الْقُلُوبَ الْمُنْقَلِبَةَ الْوَجِلَةَ وَ الْأَفْئِدَةَ اللَّهِفَةَ وَ الْأُمَّةَ الْمُتَحَيِّرَةَ وَ الْبَرِيَّةَ الضَّائِعَةَ وَ أَدِلْ (1) بِبَوَارِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَ الْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ وَ السُّنَنَ الدَّاثِرَةَ وَ الْمَعَالِمَ الْمُغَيَّرَةَ وَ التِّلَاوَاتِ الْمُتَغَيَّرِةَ وَ الْآيَاتِ الْمُحَرَّفَةَ وَ الْمَدَارِسَ الْمَهْجُورَةَ وَ الْمَحَارِيبَ الْمَجْفُوَّةَ وَ الْمَسَاجِدَ الْمَهْدُومَةَ وَ أَرِحْ بِهِ الْأَقْدَامَ الْمُتْعَبَةَ وَ أَشْبِعْ بِهِ الْخِمَاصَ (2) السَّاغِبَةَ وَ أَرْوِ بِهِ اللَّهَوَاتِ اللَّاغِبَةَ وَ الْأَكْبَادَ الظَّامِئَةَ وَ أَرِحْ بِهِ الْأَقْدَامَ الْمُتْعَبَةَ وَ أَطْرِقْهُ بِلَيْلَةٍ لَا أُخْتَ لَهَا وَ سَاعَةٍ لَا شِفَاءَ مِنْهَا وَ بِنَكْبَةٍ لَا انْتِعَاشَ مَعَهَا وَ بِعَثْرَةٍ لَا إِقَالَةَ مِنْهَا وَ أَبِحْ حَرِيمَهُ وَ نَغِّصْ نَعِيمَهُ وَ أَرِهِ بَطْشَتَكَ الْكُبْرَى وَ نَقِمَتَكَ الْمُثْلَى وَ قُدْرَتَكَ الَّتِي هِيَ فَوْقَ كُلِّ قُدْرَةٍ وَ سُلْطَانَكَ الَّذِي هُوَ أَعَزُّ مِنْ سُلْطَانِهِ وَ اغْلِبْهُ لِي بِقُوَّتِكَ الْقَوِيَّةِ وَ مِحَالِكَ الشَّدِيدِ وَ امْنَعْنِي مِنْهُ بِمَنْعَتِكَ الَّتِي كُلُّ خَلْقٍ فِيهَا ذَلِيلٌ وَ ابْتَلِهِ بِفَقْرٍ لَا تَجْبُرُهُ وَ بِسُوءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَ كِلْهُ إِلَى نَفْسِهِ فِيمَا يُرِيدُ إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ وَ أَبْرِئْهُ مِنْ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ أَحْوِجْهُ إِلَى حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَذِلَّ مَكْرَهُ بِمَكْرِكَ وَ ادْفَعْ مَشِيَّتَهُ بِمَشِيئَتِكَ وَ أَسْقِمْ جَسَدَهُ وَ أَيْتِمْ وُلْدَهُ وَ انْقُصْ أَجَلَهُ وَ خَيِّبْ أَمَلَهُ وَ أَزِلْ دَوْلَتَهُ وَ أَطِلْ عَوْلَتَهُ وَ اجْعَلْ شُغُلَهُ فِي بَدَنِهِ وَ لَا تَفُكَّهُ مِنْ حُزْنِهِ وَ صَيِّرْ كَيْدَهُ فِي ضَلَالٍ وَ أَمْرَهُ إِلَى زَوَالٍ وَ نِعْمَتَهُ إِلَى انْتِقَالٍ وَ جَدَّهُ فِي سَفَالٍ وَ سُلْطَانَهُ فِي اضْمِحْلَالٍ وَ عَاقِبَتَهُ إِلَى شَرِّ مَآلِ وَ أَمِتْهُ بِغَيْظِهِ إِذَا أَمَتَّهُ وَ أَبْقِهِ لِحُزْنِهِ إِنْ أَبْقَيْتَهُ وَ قِنِي شَرَّهُ وَ هَمْزَهُ وَ لَمْزَهُ وَ سَطْوَتَهُ وَ عَدَاوَتَهُ وَ الْمَحْهُ
ص: 323
لَمْحَةً تُدَمِّرُ بِهَا عَلَيْهِ فَإِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلاً وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .
أقول و قد تقدم أيضا عين هذا الدعاء عن مولانا الهادي و بينهما تفاوت و لهذا حدثت ما رأيته لتلك الرواية.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَنْصُورِيُّ عَنْ عَمِّ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِسَيِّدِنَا أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ (علیه السلام) (1) عَلِّمْنِي دُعَاءً وَ خُصَّنِي بِهِ فَقَالَ قُلْ:
يَا عُدَّتِي دُونَ الْعُدَدِ وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدَ وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا مَنْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِنْهُمْ أَحَداً أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ وَ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا فَإِنِّي قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَنْ لَا يُخَيِّبَ مَنْ دَعَا بِهِ .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ الْأَصْبَغِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي الْيَسَعُ بْنُ حَمْزَةَ الْقُمِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مَسْعَدَةَ وَزِيرُ الْمُعْتَصِمِ الْخَلِيفَةِ أَنَّهُ جَاءَ عَلَيَّ بِالْمَكْرُوهِ الْفَظِيعِ حَتَّى تَخَوَّفْتُهُ عَلَى إِرَاقَةِ دَمِي وَ فَقْرِ عَقِبِي فَكَتَبْتُ إِلَى سَيِّدِي أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ (علیه السلام) أَشْكُو إِلَيْهِ مَا حَلَّ بِي فَكَتَبَ إِلَيَّ لَا رَوْعَ إِلَيْكَ وَ لَا بَأْسَ فَادْعُ اللَّهَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ يُخَلِّصْكَ اللَّهُ وَشِيكاً بِهِ مِمَّا وَقَعْتَ فِيهِ
ص: 324
وَ يَجْعَلْ لَكَ فَرَجاً فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ يَدْعُونَ بِهَا عِنْدَ إِشْرَافِ الْبَلَاءِ وَ ظُهُورِ الْأَعْدَاءِ وَ عِنْدَ تَخَوُّفِ الْفَقْرِ وَ ضِيقِ الصَّدْرِ، قَالَ الْيَسَعُ بْنُ حَمْزَةَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي كَتَبَ إِلَيَّ سَيِّدِي بِهَا فِي صَدْرِ النَّهَارِ فَوَ اللَّهِ مَا مَضَى شَطْرُهُ حَتَّى جَاءَنِي رَسُولُ عَمْرِو بْنِ مَسْعَدَةَ فَقَالَ لِي أَجِبِ الْوَزِيرَ نَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِي تَبَسَّمَ إِلَيَّ وَ أَمَرَ بِالْحَدِيدِ فَفَكَّ عَنِّي وَ بِالْأَغْلَالِ فَحُلَّتْ مِنِّي وَ أَمَرَنِي بِخَلْعَةٍ مِنْ فَاخِرِ ثِيَابِهِ وَ أَتْحَفَنِي بِطِيبٍ ثُمَّ أَدْنَانِي وَ قَرَّبَنِي وَ جَعَلَ يُحَدِّثُنِي وَ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ وَ رَدَّ عَلَيَّ جَمِيعَ مَا كَانَ اسْتَخْرَجَهُ مِنِّي وَ أَحْسَنَ رِفْدِي وَ رَدَّنِي إِلَى النَّاحِيَةِ الَّتِي كُنْتُ أَتَقَلَّدُهَا وَ أَضَافَ إِلَيْهَا الْكَرَّةَ الَّتِي تَلِيهَا قَالَ وَ كَانَ الدُّعَاءُ:
يَا مَنْ تُحَلُّ بِأَسْمَائِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ وَ يَا مَنْ يُفَلُّ بِذِكْرِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ وَ يَا مَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْعِظَامِ مِنْ ضِيقِ الْمَخْرَجِ إِلَى مَحَلِّ الْفَرَجِ ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعَابُ وَ تَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأَسْبَابُ وَ جَرَى بِطَاعَتِكَ الْقَضَاءُ وَ مَضَتْ عَلَى ذِكْرِكَ الْأَشْيَاءُ فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ وَ بِإِرَادَتِكَ دُونَ وَحْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ وَ أَنْتَ الْمَرْجُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ وَ أَنْتَ الْمَفْزَعُ لِلْمُلِمَّاتِ لَا يَنْدَفِعُ مِنْهَا إِلَّا مَا دَفَعْتَ وَ لَا يَنْكَشِفُ مِنْهَا إِلَّا مَا كَشَفْتَ وَ قَدْ نَزَلَ بِي مِنَ الْأَمْرِ مَا فَدَحَنِي ثِقْلُهُ وَ حَلَّ بِي مِنْهُ مَا بَهَظَنِي حَمْلُهُ وَ بِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَ عَلَيَّ ذَلِكَ وَ بِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ فَلَا مُصْدِرَ لِمَا أَوْرَدْتَ وَ لَا مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ وَ لَا صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ وَ لَا فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ وَ لَا مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ وَ لَا نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لِي بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ وَ اصْرِفْ عَنِّي سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ وَ أَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِي مَا شَكَوْتُ وَ ارْزُقْنِي حَلَاوَةَ الصُّنْعِ فِيمَا سَأَلْتُكَ وَ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً وَحِيّاً وَ اجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً هَنِيئاً وَ لَا تَشْغَلْنِي بِالاِهْتِمَامِ عَنْ تُعَاهِدِ فَرَائِضِكَ وَ اسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ
ص: 325
فَقَدْ ضِقْتُ بِمَا نَزَلَ بِي ذَرْعاً وَ امْتَلَأْتُ بِحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ جَزَعاً وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَا بُلِيتُ بِهِ وَ دَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيهِ فَافْعَلْ ذَلِكَ بِي وَ إِنْ كُنْتَ غَيْرَ مُسْتَوْجِبِهِ مِنْكَ يَا ذَا الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ ذَا الْمَنِّ الْكَرِيمِ فَأَنْتَ قَادِرٌ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
أقول و قد ذكرنا في كتاب الفلاح و النجاح في عمل اليوم و الليلة و في كتاب زهرة الربيع في أدعية الأسابيع من دعوات علي بن محمد الهادي صلوات الله علیه ما فيه بلاغ و إقبال لمن عمل عليه.
ص: 326
اعلم أنني قد ذكرت فيما تقدم من هذا الكتاب أدعية فيها كفاية لأولي الألباب و نقلت في كتاب المهمات و السمات أدعية عنه (علیه السلام) شريفة المقامات و كان (صلوات الله علیه) قد أراد قتله الثلاثة المملوك الذين كانوا في زمانه حيث بلغهم أن مولانا المهدي يكون من ظهره (صلوات الله علیهما) و حبسوه عدة دفعات فدعا على من دعا عليه منهم فهلك في سريع من الأوقات و ما وقفت عليها إلى الآن فإن ظفرت بها كتبتها في هذا المكان.
فمن الخلفاء الذين أرادوا قتله المسمى بالمستعين من بني العباس رويناه ذلك من كتاب الأوصياء (علیهم السلام) و ذكر الوصايا تأليف السعيد علي بن محمد بن زياد الصيمري من نسخه عتيقة عندنا الآن فيها تاريخ بعد ولادة المهدي (صلوات الله علیه) بإحدى و سبعين سنة و وجد هذا الكتاب في خزانة مصنفه بعد وفاته سنة ثمانين و مائتين و كان (رضي الله عنه) قد لحق مولانا علي بن محمد الهادي و مولانا الحسن بن علي العسكري (صلوات
ص: 327
الله علیهما) و خدمهما و كاتبا و رفعا إليه توقيعات كثيرة.
فقال في هذا الكتاب ما هذا لفظه و لما هم المستعين في أمر أبي محمد (علیه السلام) بما هم و أمر سعيد الحاجب بحمله إلى الكوفة و أن يحدث عليه في الطريق حادثة انتشر الخبر بذلك في الشيعة فأقلقهم و كان بعد مضي أبي الحسن (علیه السلام) بأقل من خمس سنين فكتب إليه محمد بن عبد الله و الهيثم بن سبابة بلغنا جعلنا الله فداك خبر أقلقنا و غمنا و بلغ منا فوقع بعد ثلاث يأتيكم الفرج قال فخلع المستعين في اليوم الثالث و قعد المعتز و كان كما قال.
و روى أيضا الصيمري في كتاب المذكور في ذلك ما هذا لفظه و حدث محمد بن عمر المكاتب عن علي بن محمد بن زياد الصيمري صهر جعفر بن محمود الوزير على ابنته أم أحمد و كان رجلا من وجوه الشيعة و ثقاتهم و مقدما في الكتابة و الأدب و العلم و المعرفة قال دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد (علیه السلام) فيها إني نازلت الله عز و جل في هذا الطاغي يعني المستعين و هو أخذه بعد ثلاث فلما كان في اليوم الثالث خلع و كان من أمره ما رواه الناس في إحداره إلى واسط و قتله أقول فهذا من أخبار مولانا الحسن العسكري (علیه السلام) مع المستعين و لم يذكر لفظ الدعاء الذي دعا به (علیه السلام) .
و أما تعرض المسمى بالمعتز الخليفة من بني عباس لمولانا الحسن العسكري (علیه السلام) فقد رواه الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي (رضي الله عنه)
ص: 328
في كتابه الغيبة من نسخة عندنا الآن تاريخ كتابتها سنة إحدى و سبعين و أربعمائة عند ذكر معجزات مولانا الحسن العسكري (علیه السلام) فقال ما هذا لفظه حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ سَبَابَةَ أَنَّهُ لَمَّا كَتَبَ إِلَيْهِ لَمَّا أَمَرَ الْمُعْتَزُّ بِدَفْعِهِ إِلَى سَعِيدٍ الْحَاجِبِ عِنْدَ مُضِيِّهِ إِلَى الْكُوفَةِ وَ أَنْ يُحَدِّثَ مَا تَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ بِقَصْرِ اِبْنِ هُبَيْرَةَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ بَلَغَنَا خَبَرٌ قَدْ أَقْلَقَنَا وَ بَلَغَ مِنَّا فَكَتَبَ إِلَيْهِ (علیه السلام) بَعْدَ ثَلَاثَةٍ يَأْتِيكُمُ الْفَرَجُ فَخُلِعَ الْمُعْتَزُّ يَوْمَ الثَّالِثِ .
أقول لما أقف إلى الآن على ما دعا به (علیه السلام) .
و أما تعرض المسمى بالمهتدي من خلفاء بني العباس لمولانا الحسن العسكري (صلوات الله علیه) فرويناه عن جماعة منهم علي بن محمد الصيمري في كتابه الذي أشرنا إليه فقال ما هذا لفظه سَعْدٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَحْبُوساً عِنْدَ أَبِي مُحَمَّدٍ (علیه السلام) فِي حَبْسِ الْمُهْتَدِي فَقَالَ لِي يَا أَبَا هَاشِمٍ إِنَّ هَذَا الطَّاغِيَةَ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَ قَدْ بَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ وَ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُتَوَلِّي بَعْدَهُ وَ لَيْسَ لِي وَلَدٌ سَيَرْزُقُنِي اللَّهُ وَلَداً وَ لُطْفَهُ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا سَعَتِ الْأَتْرَاكُ عَلَى الْمُهْتَدِي وَ أَعَانَهُمُ الْعَامَّةُ لَمَّا عَرَفُوا مِنْ قَوْلِهِ بِالاِعْتِزَالِ وَ الْقَدَرِ فَقَتَلُوهُ وَ نَصَبُوا مَكَانَهُ الْمُعْتَمَدَ وَ بَايَعُوا لَهُ وَ كَانَ الْمُهْتَدِي قَدْ صَحَّحَ الْعَزْمَ عَلَى قَتْلِ أَبِي مُحَمَّدٍ (علیه السلام) فَشَغَلَهُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى قُتِلَ وَ مَضَى إِلَى أَلِيمِ عَذَابِ اللَّهِ .
و روى الصيمري (رضي الله عنه) أيضا في كتابه المذكور و جماعة غيره حدثنا في حكم مولانا الحسن العسكري (صلوات الله علیه) و تعريفه بقتل المسمى بالمهتدي من بني العباس قبل وقوع القتل فقال ما هذا لفظه
ص: 329
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ (علیه السلام) حِينَ أَخَذَهُ الْمُهْتَدِي يَا سَيِّدِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَغَلَهُ عَنَّا فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَهَدَّدُ شِيعَتَكَ وَ يَقُولُ وَ اللَّهِ لَأُجْلِيَنَّهُمْ عَنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ فَوَقَعَ بِخَطِّهِ ذَلِكَ أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ عُدَّ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ وَ اسْتِخْفَافٍ وَ ذُلٍّ يَلْحَقُهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ (علیه السلام) .
أقول: و ربما يقال إن بعض هذه الأحاديث لم يذكر فيها أن مولانا العسكري (صلوات الله علیه) دعا على من حبسه أو تعرض به فإن لسان الحال يشهد أنه (علیه السلام) قدم الدعاء و الابتهال .
و أما تعرض المعتمد من خلفاء بني العباس لمولانا الحسن العسكري (صلوات الله علیه ) فرواه جماعة فنذكر ما رواه علي بن محمد الصيمري رضوان الله عليه في الكتاب الذي أشرنا إليه فقال ما هذا لفظه الْحِمْيَرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الزَّعْفَرَانِ عَنْ أُمِّ أَبِي مُحَمَّدٍ (علیه السلام) قَالَتْ قَالَ لِي يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ تُصِيبُنِي فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ حَزَازَةٌ أَخَافُ أَنْ أَنْكُبَ مِنْهَا نَكْبَةً، قَالَتْ فَأَظْهَرْتُ الْجَزَعَ وَ أَخَذَنِي الْبُكَاءُ فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ أَمْرِ اللَّهِ لَا تَجْزَعِي فَلَمَّا كَانَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّينَ أَخَذَهَا الْمُقِيمُ وَ الْمُقْعَدُ وَ جَعَلَتْ تَخْرُجُ فِي الْأَحَايِينِ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ وَ تُجَسِّسُ الْأَخْبَارَ حَتَّى وَرَدَ عَلَيْهَا الْخَبَرُ حِينَ حَبَسَهُ الْمُعْتَمَدُ فِي يَدَيْ عَلِيِّ جَرِينٍ وَ حَبَسَ جَعْفَراً أَخَاهُ مَعَهُ وَ كَانَ الْمُعْتَمِدُ يَسْأَلُ عَلِيّاً عَنْ أَخْبَارِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ فَيُخْبِرُهُ أَنَّهُ يَصُومُ النَّهَارَ وَ يُصَلِّي اللَّيْلَ فَسَأَلَهُ يَوْماً عَنِ الْأَيَّامِ عَنْ خَبَرِهِ فَأَخْبَرَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ امْضِ السَّاعَةَ إِلَيْهِ وَ أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ انْصَرِفْ إِلَى مَنْزِلِكَ مُصَاحِباً قَالَ عَلِيُّ جَرِينٍ فَجِئْتُ إِلَى بَابِ الْحَبْسِ فَوَجَدْتُ حِمَاراً مُسْرَجاً فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ جَالِساً وَ قَدْ لَبِسَ خُفَّهُ وَ طَيْلَسَانَهُ
ص: 330
وَ شَاشَهُ فَلَمَّا رَآنِي نَهَضَ فَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ الرِّسَالَةَ فَرَكِبَ فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى الْحِمَارِ وَقَفَ فَقُلْتُ لَهُ مَا وُقُوفُكَ يَا سَيِّدِي فَقَالَ لِي حَتَّى يَجِيءَ جَعْفَرٌ فَقُلْتُ إِنَّمَا أَمَرَنِي بِإِطْلَاقِكَ دُونَهُ فَقَالَ لِي تَرْجِعُ إِلَيْهِ فَتَقُولُ لَهُ خَرَجْنَا مِنْ دَارَةٍ وَاحِدَةٍ جَمِيعاً فَإِذَا رَجَعْتُ وَ لَيْسَ هُوَ مَعِي كَانَ فِي ذَلِكَ مَا لَا خَفَاءَ بِهِ عَلَيْكَ فَمَضَى وَ عَادَا فَقَالَ يَقُولُ لَكَ قَدْ أَطْلَقْتُ جَعْفَراً لَكَ لِأَنِّي حَبَسْتُهُ بِجِنَايَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَ عَلَيْكَ وَ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ وَ خَلَّى سَبِيلَهُ فَصَارَ مَعَهُ إِلَى دَارِهِ .
و ذكر الصيمري أيضا في كتابه المشار إليه في خروج مولانا الحسن العسكري (علیه السلام) من حبس المعتمد و ما قال له (علیه السلام) ما هذا لفظه عَنِ الْمَحْمُودِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ خَطَّ أَبِي مُحَمَّدٍ (علیه السلام) لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَبْسِ الْمُعْتَمِدِ «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ».
أقول و قد ذكرنا في كتاب الاصطفاء كيف اضطربت بلاد هؤلاء الخلفاء حتى تمت ولادة المهدي (صلوات الله علیه) و هو مشروح في الجزء الثالث عن كتاب المذاكرة للتنوخي في حديث الفتن التي تجددت أيام المعتمد و مشروح أيضا في الجزء الثالث عن أخبار الوزراء تأليف محمد بن عبدوس الجهشياري في أخبار وزراء المعتمد و مشروح أيضا في كتاب الوزراء تأليف فناخسرو بن رستم بن هرمز عند ذكر عبد الله بن يحيى بن خاقان و قد ذكرنا هذه الروايات في كتاب الاصطفاء في أخبار الملوك و الخلفاء .
و ذكر نصر بن علي الجهضمي و هو من ثقات رجال المخالفين و قد مدحه الخطيب في تاريخه و الخطيب من المتظاهرين بعداوة أهل البيت (علیهم السلام) فيما صنفه نصر بن علي الجهضمي المذكور في مواليد
ص: 331
الأئمة (علیهم السلام) و من الدلائل فقال عند ذكر الحسن بن علي العسكري و من الدلائل ما جاء عن الحسن بن علي العسكري عند ولادة محمد بن الحسن زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل كيف رأوا قدرة القادر و سماه المؤمل
وَ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أُذِنَ لَنَا فِي الْكَلَامِ لَزَالَتِ الشُّكُوكُ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ. وَ مِنْ دُعَاءِ مَوْلَانَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ (علیه السلام) فِي الصَّبَاحِ.
يَا كَبِيرَ كُلِّ كَبِيرٍ يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِيرِ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ يَا نُورَ النُّورِ يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ يَا بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ يَا شَافِيَ الصُّدُورِ يَا جَاعِلَ الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ يَا عَالِماً بِذَاتِ الصُّدُورِ يَا مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَ النُّورِ وَ الْفُرْقَانِ وَ الزَّبُورِ يَا مَنْ يُسَبِّحُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْإِبْكَارِ وَ الظُّهُورِ يَا دَائِمَ الثَّبَاتِ يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ يَا مُنْشِئَ الْعِظَامِ الدَّارِسَاتِ يَا سَامِعَ الصَّوْتِ يَا سَابِقَ الْفَوْتِ يَا كَاسِيَ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شُغُلٌ عَنْ شُغُلٍ يَا مَنْ لَا يَتَغَيَّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ يَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَجَشُّمِ حَرَكَةٍ وَ لَا انْتِقَالٍ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ يَا مَنْ لَا يُحِيطُ بِهِ مَوْضِعٌ وَ لَا مَكَانٌ يَا مَنْ يَرُدُّ بِأَلْطَفِ الصَّدَقَةِ وَ الدُّعَاءِ عَنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ مَا حَتَمَ وَ أَبْرَمَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ يَا مَنْ يَجْعَلُ الشِّفَاءَ فِيمَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ يَا مَنْ يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الْمُدْنِفِ الْعَمِيدِ الْعَلِيلِ بِمَا قَلَّ مِنَ الْغِذَاءِ يَا مَنْ يُزِيلُ بِأَدْنَى الدَّوَاءِ مَا غَلُظَ مِنَ الدَّاءِ يَا مَنْ إِذَا وَعَدَ وَفَى وَ إِذَا تَوَعَّدَ عَفَا يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ يَا مَنْ يَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ يَا عَظِيمَ الْخَطَرِ يَا كَرِيمَ الظَّفَرِ يَا مَنْ لَهُ وَجْهٌ لَا يَبْلَى يَا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لَا يَفْنَى يَا مَنْ لَهُ نُورٌ لَا يُطْفَأُ يَا مَنْ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَمْرُهُ يَا مَنْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ سُلْطَانُهُ يَا
ص: 332
مَنْ فِي جَهَنَّمَ سَخَطُهُ يَا مَنْ فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ يَا مَنْ مَوَاعِيدُهُ صَادِقَةٌ يَا مَنْ أَيَادِيهِ فَاضِلَةٌ يَا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَ خَلْقُهُ بِالْمَنْزِلِ الْأَدْنَى يَا رَبَّ الْأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ يَا رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا وَاهِبَ الْعَطَايَا يَا مُطْلِقَ الْأُسَارَى يَا رَبَّ الْعِزَّةِ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ يَا مَنْ لَا يُدْرَكُ أَمَدُهُ يَا مَنْ لَا يُحْصَى عَدَدُهُ يَا مَنْ لَا يَنْقَطِعُ مَدَدُهُ أَشْهَدُ وَ الشَّهَادَةُ لِي رِفْعَةٌ وَ عُدَّةٌ وَ هِيَ مِنِّي سَمْعٌ وَ طَاعَةٌ وَ بِهَا أَرْجُو الْمَفَازَةَ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْكَ وَ أَدَّى مَا كَانَ وَاجِباً عَلَيْهِ لَكَ وَ إِنَّكَ تُعْطِي قَائِماً وَ تَرْزُقُ وَ تَمْنَعُ وَ تَرْفَعُ وَ تَضَعُ وَ تُغْنِي وَ تُفْقِرُ وَ تَخْذُلُ وَ تَنْصُرُ وَ تَعْفُو وَ تَرْحَمُ وَ تَصْفَحُ وَ تَجَاوَزُ عَمَّا تَعْلَمُ وَ لَا تَجُورُ وَ لَا تَظْلِمُ وَ إِنَّكَ تَقْبِضُ وَ تَبْسُطُ وَ تَمْحُو وَ تُثْبِتُ وَ تُبْدِئُ وَ تُعِيدُ وَ تُحْيِي وَ تُمِيتُ وَ أَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ وَ أَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ انْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ فَطَالَ مَا عَوَّدْتَنِي الْحَسَنَ الْجَمِيلَ وَ أَعْطَيْتَنِي الْكَثِيرَ الْجَزِيلَ وَ سَتَرْتَ عَلَيَّ الْقَبِيحَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَجِّلْ فَرَجِي وَ أَقِلْ عَثْرَتِي وَ ارْحَمْ عَبْرَتِي وَ ارْدُدْنِي إِلَى أَفْضَلِ عَادَاتِكَ عِنْدِي وَ اسْتَقْبِلْ بِي صِحَّةً مِنْ سُقْمِي وَ سَعَةً مِنْ عَدَمِي وَ سَلَامَةً شَامِلَةً فِي بَدَنِي وَ بَصِيرَةً نَافِذَةً فِي دِينِي وَ مَهِّدْنِي وَ أَعِنِّي عَلَى اسْتِغْفَارِكَ وَ اسْتِقَالَتِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْنَى الْأَجَلُ وَ يَنْقَطِعَ الْأَمَلُ وَ أَعِنِّي عَلَى الْمَوْتِ وَ كُرْبَتِهِ وَ عَلَى الْقَبْرِ وَ وَحْشَتِهِ وَ عَلَى الْمِيزَانِ وَ خِفَّتِهِ وَ عَلَى الصِّرَاطِ وَ زَلَّتِهِ وَ عَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ رَوْعَتِهِ
ص: 333
وَ أَسْأَلُكَ نَجَاحَ الْعَمَلِ قَبْلَ انْقِطَاعِ الْأَجَلِ وَ قُوَّةً فِي سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ اسْتِعْمَالِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ مِمَّا عَلَّمْتَنِي وَ فَهَّمْتَنِي إِنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الْجَلِيلُ وَ أَنَا الْعَبْدُ الضَّعِيفُ وَ شَتَّانَ مَا بَيْنَنَا يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ صَلِّ عَلَى مَنْ فَهَّمْتَنَا وَ هُوَ أَقْرَبُ وَسَائِلِنَا إِلَيْكَ رَبَّنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ .
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس مصنف هذا الكتاب وجدت في مجلد عتيق ذكر كتابته أن اسمه الحسين بن علي بن هند و أنه كتب في شوال سنة ست و تسعين و ثلاثمائة دعاء العلوي المصري مما هذا لفظه و إسناده دعاء علمه سيدنا المؤمل (صلوات الله علیه) رجلا من شيعته و أهله في المنام و كان مظلوما ففرج الله عنه و قتل عدوه. حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْعُرَيْضِيُّ بِحَرَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ وَ كَانَ يَسْكُنُ بِمِصْرَ قَالَ: دَهَمَنِي أَمْرٌ عَظِيمٌ وَ هَمٌّ شَدِيدٌ مِنْ قِبَلِ صَاحِبِ مِصْرَ فَخَشِيتُهُ عَلَى نَفْسِي وَ كَانَ قَدْ سَعَى بِي إِلَى أَحْمَدَ بْنِ طُولُونَ فَخَرَجْتُ مِنْ مِصْرَ حَاجّاً وَ صِرْتُ مِنَ الْحِجَازِ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَصَدْتُ مَشْهَدَ مَوْلَايَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (صلوات الله علیهما) عَائِذاً بِهِ وَ لَائِذاً بِقَبْرِهِ وَ مُسْتَجِيراً بِهِ مِنْ سَطْوَةِ مَنْ كُنْتُ أَخَافُهُ فَأَقَمْتُ بِالْحَائِرِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ لَيْلِي وَ نَهَارِي فَتَرَاءَى (1) لِي قَيِّمُ الزَّمَانِ وَ وَلِيُّ الرَّحْمَنِ وَ أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَ الْيَقْظَانِ فَقَالَ لِي يَقُولُ لَكَ الْحُسَیْنُ يَا بُنَيَّ خِفْتَ فُلَاناً فَقُلْتُ نَعَمْ أَرَادَ هَلَاكِي فَلَجَأْتُ إِلَى سَيِّدِي (علیه السلام) وَ أَشْكُو إِلَيْهِ عَظِيمَ مَا أَرَادَ بِي فَقَالَ هَلَّا دَعَوْتَ اللَّهَ رَبَّكَ وَ رَبَّ آبَائِكَ بِالْأَدْعِيَةِ الَّتِي دَعَا بِهَا مَا سَلَفَ مِنَ
ص: 334
الْأَنْبِيَاءِ (علیهم السلام) فَقَدْ كَانُوا فِي شِدَّةٍ فَكَشَفَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذَلِكَ قُلْتُ وَ مَا ذَا أَدْعُوهُ فَقَالَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَاغْتَسِلْ وَ صَلِّ صَلَاةَ اللَّيْلِ فَإِذَا سَجَدْتَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ دَعَوْتَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ أَنْتَ بَارِكٌ عَلَى رُكْبَتَيْكَ فَذَكَرَ لِي دُعَاءً قَالَ وَ رَأَيْتُهُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ يَأْتِينِي وَ أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَ الْيَقْظَانِ قَالَ وَ كَانَ يَأْتِينِي خَمْسَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ يُكَرِّرُ عَلَيَّ هَذَا الْقَوْلَ وَ الدُّعَاءَ حَتَّى حَفِظْتُهُ وَ انْقَطَعَ عَنِّي مَجِيؤُهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَاغْتَسَلْتُ وَ غَيَّرْتُ ثِيَابِي وَ تَطَيَّبْتُ وَ صَلَّيْتُ صَلَاةَ اللَّيْلِ وَ سَجَدْتُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ جَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ جَلَّ وَ تَعَالَى بِهَذَا الدُّعَاءِ فَأَتَانِي لَيْلَةَ السَّبْتِ (علیه السلام) فَقَالَ لِي قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكَ يَا مُحَمَّدُ وَ قُتِلَ عَدُوُّكَ عِنْدَ فَرَاغِكَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ مَنْ وَشَى بِكَ إِلَيْهِ، قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَدَّعْتُ سَيِّدِي (1) وَ خَرَجْتُ مُتَوَجِّهاً إِلَى مِصْرَ فَلَمَّا بَلَغْتُ الْأُرْدُنَ وَ أَنَا مُتَوَجِّهٌ إِلَى مِصْرَ رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ جِيرَانِي بِمِصْرَ وَ كَانَ مُؤْمِناً فَحَدَّثَنِي أَنَّ خَصْمَكَ قَبَضَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ طُولُونَ فَأَمَرَ بِهِ فَأَصْبَحَ مَذْبُوحاً مِنْ قَفَاهُ قَالَ وَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ أَمَرَ بِهِ فَطُرِحَ فِي النِّيلِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِنَا وَ إِخْوَانِنَا الشِّيعَةِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِيمَا بَلَغَهُمْ عِنْدَ فَرَاغِي مِنَ الدُّعَاءِ كَمَا أَخْبَرَنِي مَوْلَايَ (صلوات الله علیه) قلت أنا ثم نذكر الدعاء و فيه زيادة و نقصان عما نذكره من الرواية الأخرى.
ص: 335
أَخْبَرَني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْمِصْرِيُّ قَالَ: أَصَابَنِي غَمٌّ شَدِيدٌ وَ دَهَمَنِي أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ قِبَلِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِي مِنْ مُلُوكِهِ فَخَشِيتُهُ خَشْيَةً لَمْ أَرْجُ لِنَفْسِي مِنْهَا مَخْلَصاً فَقَصَدْتُ مَشْهَدَ سَادَاتِي وَ آبَائِي (صلوات الله علیهم) بِالْحَائِرِ لَائِذاً بِهِمْ وَ عَائِذاً بِقُبُورِهِمْ وَ مُسْتَجِيراً مِنْ عَظِيمِ سَطْوَةِ مَنْ كُنْتُ أَخَافُهُ وَ أَقَمْتُ بِهَا خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ لَيْلاً وَ نَهَاراً فَتَرَاءَى لِي قَائِمُ الزَّمَانِ وَ وَلِيُّ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ أَفْضَلُ التَّحِيَّةِ وَ السَّلَامِ فَأَتَانِي وَ أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَ الْيَقْظَانِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ خِفْتَ فُلَاناً فَقُلْتُ نَعَمْ أَرَادَنِي بِكَيْتَ وَ كَيْتَ فَالْتَجَأْتُ إِلَى سَادَاتِي (علیهم السلام) أَشْكُو إِلَيْهِمْ لِيُخَلِّصُونِي مِنْهُ فَقَالَ لِي هَلَّا دَعَوْتَ اللَّهَ رَبَّكَ وَ رَبَّ آبَائِكَ بِالْأَدْعِيَةِ الَّتِي دَعَا بِهَا أَجْدَادِيَ الْأَنْبِيَاءُ (صلوات الله علیهم) حَيْثُ كَانُوا فِي الشِدَّةِ فَكَشَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُمْ ذَلِكَ قُلْتُ وَ بِمَا ذَا دَعَوْهُ بِهِ لِأَدْعُوَهُ بِهِ قَالَ (علیه السلام) إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَ صَلِّ صَلَاتَكَ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ سَجْدَةِ الشُّكْرِ فَقُلْ وَ أَنْتَ بَارِكٌ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ
ص: 336
مُبْتَهِلاً قَالَ وَ كَانَ يَأْتِينِي خَمْسَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ يُكَرِّرُ عَلَيَّ الْقَوْلَ وَ هَذَا الدُّعَاءَ حَتَّى حَفِظْتُهُ وَ انْقَطَعَ مَجِيئُهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَقُمْتُ وَ اغْتَسَلْتُ وَ غَيَّرْتُ ثِيَابِي وَ تَطَيَّبْتُ وَ صَلَّيْتُ مَا وَجَبَ عَلَيَّ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ جَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى بِهَذَا الدُّعَاءِ فَأَتَانِي (علیه السلام) لَيْلَةَ السَّبْتِ كَهَيْئَةِ الَّتِي يَأْتِينِي فَقَالَ لِي قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكَ يَا مُحَمَّدُ وَ قُتِلَ عَدُوُّكَ وَ أَهْلَكَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ فَرَاغِكَ مِنَ الدُّعَاءِ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ لَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ غَيْرُ وَدَاعِ سَادَاتِي (علیهم السلام) وَ الرِّحْلَةُ نَحْوَ الْمَنْزِلِ الَّذِي هَرَبْتُ مِنْهُ فَلَمَّا بَلَغْتُ بَعْضَ الطَّرِيقِ إِذَا رَسُولُ أَوْلَادِي وَ كُتُبُهُمْ بِأَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي هَرَبْتُ مِنْهُ جَمَعَ قَوْماً وَ اتَّخَذَ لَهُمْ دَعْوَةً فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا وَ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَنَامَ هُوَ وَ غِلْمَانُهُ فِي الْمَكَانِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ وَ لَمْ يُسْمَعْ لَهُمْ حِسٌّ فَكَشَفَ عَنْهُ الْغِطَاءَ فَإِذَا بِهِ مَذْبُوحاً مِنْ قَفَاهُ وَ دِمَاؤُهُ تَسِيلُ وَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ لَا يَدْرُونَ مَنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ وَ يَأْمُرُونَنِي بِالْمُبَادَرَةِ نَحْوَ الْمَنْزِلِ فَلَمَّا وَافَيْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ وَ سَأَلْتُ عَنْهُ وَ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ قَتْلُهُ فَإِذَا هُوَ عِنْدَ فَرَاغِي مِنَ الدُّعَاءِ. وَ هَذَا الدُّعَاءُ:
رَبِّ مَنْ ذَا الَّذِي دَعَاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ وَ مَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَكَ فَلَمْ تُعْطِهِ وَ مَنْ ذَا الَّذِي نَاجَاكَ فَخَيَّبْتَهُ أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَبْعَدْتَهُ وَ رَبِّ هَذَا فِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ مَعَ عِنَادِهِ وَ كُفْرِهِ وَ عُتُوِّهِ وَ إِذْعَانِهِ الرُّبُوبِيَّةَ لِنَفْسِهِ وَ عِلْمِكَ بِأَنَّهُ لَا يَتُوبُ وَ لَا يَرْجِعُ وَ لَا يَتُوبُ وَ لَا يُؤْمِنُ وَ لَا يَخْشَعُ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ أَعْطَيْتَهُ سُؤْلَهُ كَرَماً مِنْكَ وَ جُوداً وَ قِلَّةَ مِقْدَارٍ لِمَا سَأَلَكَ عِنْدَكَ مَعَ عِظَمِهِ عِنْدَهُ أَخْذاً بِحُجَّتِكَ عَلَيْهِ وَ تَأْكِيداً لَهَا حِينَ فَجَرَ وَ كَفَرَ وَ اسْتَطَالَ عَلَى قَوْمِهِ وَ تَجَبَّرَ وَ بِكُفْرِهِ عَلَيْهِمْ افْتَخَرَ وَ بِظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ تَكَبَّرَ وَ بِحِلْمِكَ عَنْهُ اسْتَكْبَرَ فَكَتَبَ وَ حَكَمَ عَلَى نَفْسِهِ جُرْأَةً مِنْهُ إِنَّ جَزَاءَ مِثْلِهِ أَنْ يُغْرَقَ فِي الْبَحْرِ فَجَزَيْتَهُ بِمَا حَكَمَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ إِلَهِي وَ أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ خَالِقِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ وَ لَا رَبَّ لِي سِوَاكَ مُوقِنٌ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبِّي وَ إِلَيْكَ مَرَدِّي
ص: 337
وَ إِيَابِي عَالِمٌ بِأَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِكَ وَ أَنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ الْباطِنُ لَمْ تَكُنْ مِنْ شَيْءٍ وَ لَمْ تَبِنْ عَنْ شَيْءٍ كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَنْتَ الْكَائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ وَ الْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِتَقْدِيرٍ وَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كَذَلِكَ كُنْتَ وَ تَكُونُ وَ أَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ وَ لَا تُوصَفُ بِالْأَوْهَامِ وَ لَا تُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَ لَا تُقَاسُ بِالْمِقْيَاسِ وَ لَا تُشَبَّهُ بِالنَّاسِ وَ إِنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَبِيدُكَ وَ إِمَاؤُكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ نَحْنُ الْمَرْبُوبُونَ وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ نَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ وَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ نَحْنُ الْمَرْزُوقُونَ فَلَكَ الْحَمْدُ يَا إِلَهِي إِذْ خَلَقْتَنِي بَشَراً سَوِيّاً وَ جَعَلْتَنِي غَنِيّاً مَكْفِيّاً بَعْدَ مَا كُنْتُ طِفْلاً صَبِيّاً تَقُوتُنِي مِنَ الثَّدْيِ لَبَناً مَرِيئاً وَ غَذَّيْتَنِي غِذَاءً طَيِّباً هَنِيئاً وَ جَعَلْتَنِي ذَكَراً مِثَالاً سَوِيّاً فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً إِنْ عُدَّ لَمْ يُحْصَ وَ إِنْ وُضِعَ لَمْ يَتَّسِعْ لَهُ شَيْءٌ حَمْداً يَفُوقُ عَلَى جَمِيعِ حَمْدِ الْحَامِدِينَ وَ يَعْلُو عَلَى حَمْدِ كُلِّ شَيْءٍ وَ يَفْخُمُ وَ يَعْظُمُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَ كُلَّمَا حَمِدَ اللَّهَ شَيْءٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُحْمَدَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَ زِنَةَ مَا خَلَقَ وَ زِنَةَ أَجَلِّ مَا خَلَقَ وَ بِوَزْنِ أَخَفِّ مَا خَلَقَ وَ بِعَدَدِ أَصْغَرِ مَا خَلَقَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَتَّى يَرْضَى رَبُّنَا وَ بَعْدَ الرِّضَا وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ يَغْفِرَ لِي ذَنْبِي وَ أَنْ يَحْمَدَ لِي أَمْرِي وَ يَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ إِلَهِي وَ إِنِّي أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ صَفْوَتُكَ أَبُونَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ هُوَ مُسِيءٌ ظَالِمٌ حِينَ أَصَابَ الْخَطِيئَةَ فَغَفَرْتَ لَهُ خَطِيئَتَهُ وَ تُبْتَ عَلَيْهِ وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَ تَرْضَى عَنِّي فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنِّي فَاعْفُ عَنِّي فَإِنِّي مُسِيءٌ ظَالِمٌ خَاطِئٌ عَاصٍ وَ قَدْ يَعْفُو
ص: 338
السَّيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ وَ لَيْسَ بِرَاضٍ عَنْهُ وَ أَنْ تُرْضِيَ عَنِّي خَلْقَكَ وَ تُمِيطَ عَنِّي حَقَّكَ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَعَلْتَهُ صِدِّيقاً نَبِيّاً وَ رَفَعْتَهُ مَكاناً عَلِيًّا وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ كُنَتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ مَآبِي إِلَى جَنَّتِكَ وَ مَحَلِّي فِي رَحْمَتِكَ وَ تُسْكِنَنِي فِيهَا بِعَفْوِكَ وَ تُزَوِّجَنِي مِنْ حُورِهَا بِقُدْرَتِكَ يَا قَدِيرُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ. فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ. وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ نَجَّيْتَهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِيَنِي مِنْ ظُلْمِ مَنْ يُرِيدُ ظُلْمِي وَ تَكُفَّ عَنِّي بَأْسَ مَنْ يُرِيدُ هَضْمِي وَ تَكْفِيَنِي شَرَّ كُلِّ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ عَدُوٍّ قَاهِرٍ وَ مُسْتَخِفٍّ قَادِرٍ وَ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ وَ إِنْسِيٍّ شَدِيدٍ وَ كَيْدِ كُلِّ مَكِيدٍ يَا حَلِيمُ يَا وَدُودُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَ أَعْلَيْتَهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُخَلِّصَنِي مِنْ شَرِّ مَا يُرِيدُنِي أَعْدَائِي بِهِ وَ سَعَى بِي حُسَّادِي وَ تُكْفِنِيهِمْ بِكِفَايَتِكَ وَ تَتَوَلَّانِي بِوَلَايَتِكَ وَ تَهْدِيَ قَلْبِي بِهُدَاكَ وَ تُؤَيِّدَنِي بِتَقْوَاكَ وَ تُبَصِّرَنِي [تَنْصُرَنِي خ ل] بِمَا فِيهِ رِضَاكَ وَ تُغْنِيَنِي بِغِنَاكَ يَا حَلِيمُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ وَ خَلِيلُكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَرَادَ نُمْرُودُ إِلْقَاءَهُ فِي النَّارِ فَجَعَلْتَ لَهُ النَّارَ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَرِّدَ عَنِّي حَرَّ نَارِكَ وَ تُطْفِئَ عَنِّي لَهِيبَهَا وَ تَكْفِيَنِي حَرَّهَا وَ تَجْعَلَ نَائِرَةَ أَعْدَائِي فِي شِعَارِهِمْ
ص: 339
وَ دِثَارِهِمْ وَ تَرُدَّ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ وَ تُبَارِكَ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَنِيهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ الْحَمِيدُ الْمَجِيدُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَعَلْتَهُ نَبِيّاً وَ رَسُولاً وَ جَعَلْتَ لَهُ حَرَمَكَ مَنْسَكاً وَ مَسْكَناً وَ مَأْوًي وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ نَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ وَ قَرَّبْتَهُ رَحْمَةً مِنْكَ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْسَحَ لِي فِي قَبْرِي وَ تَحُطَّ عَنِّي وِزْرِي وَ تَشُدَّ لِي أَزْرِي وَ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي وَ تَرْزُقَنِي التَّوْبَةَ بِحَطِّ السَّيِّئَاتِ وَ تَضَاعُفِ الْحَسَنَاتِ وَ كَشْفِ الْبَلِيَّاتِ وَ رِبْحِ التِّجَارَاتِ وَ دَفْعِ مَعَرَّةِ السِّعَايَاتِ إِنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَ مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ وَ قَاضِي الْحَاجَاتِ وَ مُعْطِي الْخَيْرَاتِ وَ جَبَّارِ السَّمَاوَاتِ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ ابْنُ خَلِيلِكَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي نَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ (1) وَ فَدَيْتَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَ قَلَبْتَ لَهُ الْمِشْقَصَ حَتَّى نَاجَاكَ مُوقِناً بِذَبْحِهِ رَاضِياً بِأَمْرِ وَالِدِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِيَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ بَلِيَّةٍ وَ تَصْرِفَ عَنِّي كُلَّ ظُلْمَةٍ وَخِيمَةٍ وَ تَكْفِيَنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أُمُورِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ مَا أُحَاذِرُهُ وَ أَخْشَاهُ وَ مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ بِحَقِّ آلِ يس إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَنَجَّيْتَهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَ الْهَدْمِ وَ الْمَثُلَاتِ وَ الشِدَّةِ وَ الْجُهْدِ وَ أَخْرَجْتَهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَأْذَنَ لِي بِجَمِيعِ مَا شُتِّتَ مِنْ شَمْلِي وَ تُقِرَّ عَيْنِي بِوَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ تُصْلِحَ لِي أُمُورِي وَ تُبَارِكَ لِي فِي
ص: 340
جَمِيعِ أَحْوَالِي وَ تُبَلِّغَنِي فِي نَفْسِي آمَالِي وَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ وَ تَكْفِيَنِي شَرَّ الْأَشْرَارِ بِالْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ وَ نُورِ الْأَنْوَارِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ وَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ تَرْزُقَنِي مُجَالَسَتَهُمْ وَ تَمُنَّ عَلَيَّ بِمُرَافَقَتِهِمْ وَ تُوَفِّقَ لِي صُحْبَتَهُمْ مَعَ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ الْكَرُوبِيِّينَ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَأَلَكَ بِهِ يَعْقُوبُ وَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ وَ شُتِّتَ شَمْلُهُ (جَمْعُهُ خ ل) وَ فُقِدَ قُرَّةُ عَيْنِهِ ابْنُهُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ جَمَعْتَ شَمْلَهُ وَ أَقْرَرْتَ عَيْنَهُ وَ كَشَفْتَ ضُرَّهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَأْذَنَ لِي بِجَمِيعِ مَا تَبَدَّدَ مِنْ أَمْرِي وَ تُقِرَّ عَيْنِي بِوَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ تُصْلِحَ شَأْنِي كُلَّهُ وَ تُبَارِكَ لِي فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي وَ تُبَلِّغَنِي فِي نَفْسِي وَ آمَالِي وَ تُصْلِحَ لِي أَفْعَالِي وَ تَمُنَّ عَلَيَّ يَا كَرِيمُ يَا ذَا الْمَعَالِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ نَجَّيْتَهُ مِنْ غَيَابَتِ الْجُبِّ وَ كَشَفْتَ ضُرَّهُ وَ كَفَيْتَهُ كَيْدَ إِخْوَتِهِ وَ جَعَلْتَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَدْفَعَ عَنِّي كَيْدَ كُلِّ كَائِدٍ وَ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ إِذْ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا وَ ضَرَبْتَ لَهُ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ مَعَهُ [تَبِعَهُ خ ل] مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ
ص: 341
وَ تُقَرِّبَنِي مِنْ عَفْوِكَ وَ تَنْشُرَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ مَا تُغْنِيَنِي بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ يَكُونُ لِي بَلَاغاً أَنَالُ بِهِ مَغْفِرَتَكَ وَ رِضْوَانَكَ يَا وَلِيِّي وَ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ دَاوُدُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ مَعَهُ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوّابٌ وَ شَدَدْتَ مُلْكَهُ وَ آتَيْتَهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ وَ أَلَنْتَ لَهُ الْحَدِيدَ وَ عَلَّمْتَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَهُمْ وَ غَفَرْتَ ذَنْبَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُسَخِّرَ لِي جَمِيعَ أُمُورِي وَ تُسَهِّلَ لِي تَقْدِيرِي وَ تَرْزُقَنِي مَغْفِرَتَكَ وَ عِبَادَتَكَ وَ تَدْفَعَ عَنِّي ظُلْمَ الظَّالِمِينَ وَ كَيْدَ الْكَائِدِينَ وَ مَكْرَ الْمَاكِرِينَ وَ سَطَوَاتِ الْفَرَاعِنَةِ الْجَبَّارِينَ وَ حَسَدَ الْحَاسِدِينَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ وَ ثِقَةَ الْوَاثِقِينَ وَ ذَرِيعَةَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَجَاءَ الْمُتَوَكِّلِينَ وَ مُعْتَمَدَ الصَّالِحِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِالاِسْمِ الَّذِي سَأَلَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِذْ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ أَطَعْتَ لَهُ الْخَلْقَ وَ حَمَلْتَهُ عَلَى الرِّيحِ وَ عَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ سَخَّرْتَ لَهُ الشَّيَاطِينَ مِنْ كُلِّ بَنّاءٍ وَ غَوّاصٍ. وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ هَذَا عَطَاؤُكَ لَا عَطَاءُ غَيْرِكَ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَهْدِيَ لِي قَلْبِي وَ تَجْمَعَ لِي لُبِّي وَ تَكْفِيَنِي هَمِّي وَ تُؤْمِنَ خَوْفِي وَ تَفُكَّ أَسْرِي وَ تَشُدَّ أَزْرِي وَ تُمْهِلَنِي وَ تُنَفِّسَنِي وَ تَسْتَجِيبَ دُعَائِي وَ تَسْمَعَ نِدَائِي وَ لَا تَجْعَلَ فِي النَّارِ مَأْوَايَ وَ لَا الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّي وَ أَنْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي وَ تُحَسِّنَ خُلُقِي وَ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ فَإِنَّكَ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ مُؤَمَّلِي إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ أَيُّوبُ لَمَّا حَلَّ بِهِ الْبَلَاءُ
ص: 342
بَعْدَ الصِّحَّةِ وَ نَزَلَ السَّقَمُ مِنْهُ مَنْزِلَ الْعَافِيَةِ وَ الضَّيقُ بَعْدَ السَّعَةِ وَ الْقُدْرَةِ فَكَشَفْتَ ضُرَّهُ وَ رَدَدْتَ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ حِينَ نَادَاكَ دَاعِياً لَكَ رَاغِباً إِلَيْكَ رَاجِياً لِفَضْلِكَ شَاكِياً إِلَيْكَ رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ كَشَفْتَ ضُرَّهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْشِفَ ضُرِّي وَ تُعَافِيَنِي فِي نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ إِخْوَانِي فِيكَ عَافِيَةً بَاقِيَةً شَافِيَةً كَافِيَةً وَافِرَةً هَادِئَةً نَامِيَةً مُسْتَغْنِيَةً عَنِ الْأَطِبَّاءِ وَ الْأَدْوِيَةِ وَ تَجْعَلَهَا شِعَارِي وَ دِثَارِي وَ تُمَتِّعَنِي بِسَمْعِي وَ بَصَرِي وَ تَجْعَلَهُمَا الْوَارِثَيْنِ مِنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ يُونُسُ بْنُ مَتَّى فِي بَطْنِ الْحُوتِ حِينَ نَادَاكَ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ أَنْبَتَّ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ أَرْسَلْتَهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَسْتَجِيبَ دُعَائِي وَ تُدَارِكَنِي بِعَفْوِكَ فَقَدْ غَرِقْتُ فِي بَحْرِ الظُّلْمِ لِنَفْسِي وَ رَكِبَتْنِي مَظَالِمُ كَثِيرَةٌ لِخَلْقِكَ عَلَيَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْتُرْنِي مِنْهُمْ وَ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ وَ اجْعَلْنِي مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ فِي مَقَامِي هَذَا بِمَنِّكَ يَا مَنَّانُ. إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِذْ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ أَنْطَقْتَهُ فِي الْمَهْدِ فَأَحْيَا بِهِ الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ بِهِ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ وَ خَلَقَ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَصَارَ طَائِراً بِإِذْنِكَ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّغَنِي لِمَا خُلِقْتُ لَهُ وَ لَا تَشْغَلَنِي بِمَا قَدْ تَكَلَّفْتَهُ لِي وَ تَجْعَلَنِي مِنْ عِبَادِكَ وَ زُهَّادِكَ فِي الدُّنْيَا وَ مِمَّنْ خَلَقْتَهُ لِلْعَافِيَةِ وَ هَنَّأْتَهُ بِهَا مَعَ كَرَامَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي
ص: 343
دَعَاكَ بِهِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا عَلَى عَرْشِ مَلِكَةِ سَبَإٍ فَكَانَ أَقَلَّ مِنْ لَحْظَةِ الطَّرْفِ حَتَّى كَانَ مُصَوَّراً بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا رَأَتْهُ قِيلَ أَ هكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُكَفِّرَ عَنِّي سَيِّئَاتِي وَ تَقْبَلَ مِنِّي حَسَنَاتِي وَ تَقْبَلَ تَوْبَتِي وَ تَتُوبَ عَلَيَّ وَ تُغْنِيَ فَقْرِي وَ تَجْبُرَ كَسْرِي وَ تُحْيِيَ فُؤَادِي بِذِكْرِكَ وَ تُحْيِيَنِي فِي عَافِيَةٍ وَ تُمِيتَنِي فِي عَافِيَةٍ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ سَأَلَكَ دَاعِياً لَكَ رَاغِباً إِلَيْكَ رَاجِياً لِفَضْلِكَ فَقَامَ فِي الْمِحْرَابِ يُنَادِي نِداءً خَفِيًّا فَقَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا فَوَهَبْتَ لَهُ يَحْيَى وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبْقِىَ لِي أَوْلَادِي وَ أَنْ تُمَتِّعَنِي بِهِمْ وَ تَجْعَلَنِي وَ إِيَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ لَكَ رَاغِبِينَ فِي ثَوَابِكَ خَائِفِينَ مِنْ عِقَابِكَ رَاجِينَ لِمَا عِنْدَكَ آيِسِينَ مِمَّا عِنْدَ غَيْرِكَ حَتَّى تُحْيِيَنَا حَيَاةً طَيِّبَةً وَ تُمِيتَنَا مَيْتَةً طَيِّبَةً إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي سَأَلَتْكَ بِهِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهَا دُعَاءَهَا وَ كُنْتَ مِنْهَا قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُقِرَّ عَيْنِي بِالنَّظَرِ إِلَى جَنَّتِكَ وَ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَ أَوْلِيَائِكَ وَ تُفَرِّجَنِي بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تُؤْنِسَنِي بِهِ وَ بِآلِهِ وَ بِمُصَاحَبَتِهِمْ وَ مُرَافَقَتِهِمْ وَ تُمَكِّنَ لِي فِيهَا وَ تُنْجِيَنِي مِنَ النَّارِ وَ مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا مِنَ السَّلَاسِلِ وَ الْأَغْلَالِ وَ الشَّدَائِدِ وَ الْأَنْكَالِ وَ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ بِعَفْوِكَ يَا كَرِيمُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ عَبْدَتُكَ وَ صِدِّيقَتُكَ مَرْيَمُ الْبَتُولُ وَ أُمُّ الْمَسِيحِ الرَّسُولِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِذْ قُلْتَ وَ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
ص: 344
فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَ صَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَ كُتُبِهِ وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهَا دُعَاءَهَا وَ كُنْتَ مِنْهَا قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُحْصِنَنِي بِحِصْنِكَ الْحَصِينِ وَ تَحْجُبَنِي بِحِجَابِكَ الْمَنِيعِ وَ تُحْرِزَنِي بِحِرْزِكَ الْوَثِيقِ وَ تَكْفِيَنِي بِكِفَايَتِكَ الْكَافِيَةِ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَ ظُلْمِ كُلِّ بَاغٍ وَ مَكْرِ كُلِّ مَاكِرٍ وَ غَدْرِ كُلِّ غَادِرٍ وَ سِحْرِ كُلِّ سَاحِرٍ وَ جَوْرِ كُلِّ سُلْطَانٍ جَائِرٍ بِمَنْعِكَ يَا مَنِيعُ إِلَهِي وَ أَسْأَلُكَ بِالاِسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ وَ صَفِيُّكَ وَ خِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَمِينُكَ عَلَى وَحْيِكَ وَ بَعِيثُكَ إِلَى بَرِيَّتِكَ وَ رَسُولُكَ إِلَى خَلْقِكَ مُحَمَّدٌ خَاصَّتُكَ وَ خَالِصَتُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ وَ أَيَّدْتَهُ بِجُنُودٍ لَمْ يَرَوْهَا وَ جَعَلْتَ كَلِمَتَكَ الْعُلْيَا وَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً زَاكِيَةً طَيِّبَةً نَامِيَةً بَاقِيَةً مُبَارَكَةً كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ وَ بَارِكْ عَلَيْهِمْ كَمَا بَارَكْتَ عَلَيْهِمْ وَ سَلِّمْ عَلَيْهِمْ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ وَ زِدْهُمْ فَوْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ زِيَادَةً مِنْ عِنْدِكَ وَ اخْلُطْنِي بِهِمْ وَ اجْعَلْنِي مِنْهُمْ وَ احْشُرْنِي مَعَهُمْ وَ فِي زُمْرَتِهِمْ حَتَّى تَسْقِيَنِي مِنْ حَوْضِهِمْ وَ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَتِهِمْ وَ تَجْمَعَنِي وَ إِيَّاهُمْ وَ تُقِرَّ عَيْنِي بِهِمْ وَ تُعْطِيَنِي سُؤْلِي وَ تُبَلِّغَنِي آمَالِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي وَ تُبَلِّغَهُمْ سَلَامِي وَ تَرُدَّ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلَامَ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِلَهِي وَ أَنْتَ الَّذِي تُنَادِي فِي إِنْصَافِ كُلِّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ أَمْ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ أَمْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ أَمْ هَلْ مِنْ رَاجٍ فَأُبَلِّغَهُ رَجَاهُ أَمْ هَلْ مِنْ مُؤَمِّلٍ فَأُبَلِّغَهُ أَمَلَهُ هَا أَنَا سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ وَ مِسْكِينُكَ بِبَابِكَ وَ ضَعِيفُكَ بِبَابِكَ وَ فَقِيرُكَ بِبَابِكَ وَ مُؤَمِّلُكَ بِفِنَائِكَ أَسْأَلُكَ نَائِلَكَ وَ أَرْجُو رَحْمَتَكَ وَ أُؤَمِّلُ عَفْوَكَ وَ أَلْتَمِسُ
ص: 345
غُفْرَانَكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِي سُؤْلِي وَ بَلِّغْنِي أَمَلِي وَ اجْبُرْ فَقْرِي وَ ارْحَمْ عِصْيَانِي وَ اعْفُ عَنْ ذُنُوبِي وَ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ الْمَظَالِمِ لِعِبَادِكَ رَكِبَتْنِي وَ قَوِّ ضَعْفِي وَ أَعِزَّ مَسْكَنَتِي وَ ثَبِّتْ وَطْأَتِي وَ اغْفِرْ جُرْمِي وَ أَنْعِمْ بِآلِي وَ أَكْثِرْ مِنَ الْحَلَالِ مَالِي وَ خِرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي وَ أَفْعَالِي وَ رَضِّنِي بِهَا وَ ارْحَمْنِي وَ وَالِدَيَّ وَ مَا وَلَدَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدَّعَوَاتِ وَ أَلْهِمْنِي مِنْ بِرِّهِمَا مَا أَسْتَحِقُّ بِهِ ثَوَابَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ تَقَبَّلْ حَسَنَاتِهِمَا وَ اغْفِرْ سَيِّئَاتِهِمَا وَ اجْزِهِمَا بِأَحْسَنِ مَا فَعَلَا بِي ثَوَابَكَ وَ الْجَنَّةَ إِلَهِي وَ قَدْ عَلِمْتُ يَقِيناً أَنَّكَ لَا تَأْمُرُ بِالظُّلْمِ وَ لَا تَرْضَاهُ وَ لَا تَمِيلُ إِلَيْهِ وَ لَا تَهْوَاهُ وَ لَا تُحِبُّهُ وَ لَا تَغْشَاهُ وَ تَعْلَمُ مَا فِيهِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْ ظُلْمِ عِبَادِكَ وَ بَغْيِهِمْ عَلَيْنَا وَ تَعَدِّيهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ لَا مَعْرُوفٍ بَلْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ زُوراً وَ بُهْتَاناً فَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَ لَهُمْ مُدَّةً لَا بُدَّ مِنْ بُلُوغِهَا أَوْ كَتَبْتَ لَهُمْ آجَالاً يَنَالُونَهَا فَقَدْ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَ وَعْدُكَ الصِّدْقُ يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ فَأَنَا أَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَنْبِيَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ رُسُلُكَ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ وَ مَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ أَنْ تَمْحُوَ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ ذَلِكَ وَ تَكْتُبَ لَهُمُ الاِضْمِحْلَالَ وَ الْمَحْقَ حَتَّى تُقَرِّبَ آجَالَهُمْ وَ تَقْضِيَ مُدَّتَهُمْ وَ تُذْهِبَ أَيَّامَهُمْ وَ تَبْتُرَ أَعْمَارَهُمْ وَ تُهْلِكَ فُجَّارَهُمْ وَ تُسَلِّطَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى لَا تُبْقِيَ مِنْهُمْ أَحَداً وَ لَا تُنَجِّيَ مِنْهُمْ أَحَداً وَ تُفَرِّقَ جُمُوعَهُمْ وَ تَكِلَّ سِلَاحَهُمْ وَ تُبَدِّدَ شَمْلَهُمْ وَ تُقَطِّعَ آجَالَهُمْ وَ تُقَصِّرَ أَعْمَارَهُمْ وَ تُزَلْزِلَ أَقْدَامَهُمْ وَ تُطَهِّرَ بِلَادَكَ مِنْهُمْ وَ تُظْهِرَ عِبَادَكَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ غَيَّرُوا سُنَّتَكَ وَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَ هَتَكُوا حَرِيمَكَ وَ أَتَوْا عَلَى مَا نَهَيْتَهُمْ عَنْهُ وَ عَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً كَبِيراً وَ ضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أْذَنْ
ص: 346
لِجَمْعِهِمْ بِالشَّتَاتِ وَ لِحَيِّهِمْ بِالْمَمَاتِ وَ لِأَزْوَاجِهِمْ بِالنَّهَبَاتِ وَ خَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِهِمْ وَ اقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنْ هَضْمِهِمْ وَ طَهِّرْ أَرْضَكَ مِنْهُمْ وَ أْذَنْ بِحَصْدِ نَبَاتِهِمْ وَ اسْتِيصَالِ شَافَتِهِمْ وَ شَتَاتِ شَمْلِهِمْ وَ هَدْمِ بُنْيَانِهِمْ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي وَ إِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ وَ رَبِّي وَ رَبِّ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عَبْدَاكَ وَ رَسُولَاكَ وَ نَبِيَّاكَ وَ صَفِيَّاكَ مُوسَى وَ هَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حِينَ قَالَا دَاعِيَيْنِ لَكَ رَاجِيَيْنِ لِفَضْلِكَ رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِينَةً وَ أَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ فَمَنَنْتَ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمَا بِالْإِجَابَةِ لَهُمَا إِلَى أَنْ قَرَعْتَ سَمْعَهُمَا بِأَمْرِكَ فَقُلْتَ اللَّهُمَّ رَبِّ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَ لا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَطْمِسَ عَلَى أَمْوَالِ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةِ وَ أَنْ تُشَدِّدَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَ أَنْ تَخْسِفَ بِهِمْ بِرَّكَ وَ أَنْ تُغْرِقَهُمْ فِي بَحْرِكَ فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا فِيهِمَا لَكَ وَ أَرِ الْخَلْقَ قُدْرَتَكَ فِيهِمْ وَ بَطْشَتَكَ عَلَيْهِمْ فَافْعَلْ ذَلِكَ بِهِمْ وَ عَجِّلْ لَهُمْ ذَلِكَ يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَ خَيْرَ مَنْ دُعِيَ وَ خَيْرَ مَنْ تَذَلَّلَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ رُفِعَتْ إِلَيْهِ الْأَيْدِي وَ دُعِيَ بِالْأَلْسُنِ وَ شَخَصَتْ إِلَيْهِ الْأَبْصَارُ وَ أَمَّتْ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ وَ نُقِلَتْ إِلَيْهِ الْأَقْدَامُ وَ تُحُوكِمَ إِلَيْهِ فِي الْأَعْمَالِ إِلَهِي وَ أَنَا عَبْدُكَ أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمَائِكَ بِأَبْهَاهَا وَ كُلُّ أَسْمَائِكَ بَهِيٌّ بَلْ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُرْكِسَهُمْ عَلَى أُمِّ رُءُوسِهِمْ فِي زُبْيَتِهِمْ وَ تُرْدِيَهُمْ فِي مَهْوَى حُفْرَتِهِمْ وَ ارْمِهِمْ بِحَجَرِهِمْ وَ ذَكِّهِمْ بِمَشَاقِصِهِمْ وَ اكْبُبْهُمْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ وَ اخْنُقْهُمْ بِوَتَرِهِمْ وَ ارْدُدْ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ وَ أَوْبِقْهُمْ بِنَدَامَتِهِمْ حَتَّى يَسْتَخْذِلُوا وَ يَتَضَاءَلُوا بَعْدَ نِخْوَتِهِمْ وَ يَنْقَمِعُوا بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِمْ أَذِلَّاءَ مَأْسُورِينَ
ص: 347
فِي رِبَقِ حَبَائِلِهِمُ الَّتِي كَانُوا يُؤَمِّلُونَ أَنْ يَرَوْنَا فِيهَا وَ تُرِيَنَا قُدْرَتَكَ فِيهِمْ وَ سُلْطَانَكَ عَلَيْهِمْ وَ تَأْخُذَهُمْ أَخْذَ الْقُرى وَ هِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَكَ الْأَلِيمُ الشَّدِيدُ وَ تَأْخُذَهُمْ يَا رَبِّ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ فَإِنَّكَ عَزِيزٌ مُقْتَدِرٌ شَدِيدُ الْعِقَابِ شَدِيدُ الْمِحَالِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ إِيرَادَهُمْ عَذَابَكَ الَّذِي أَعْدَدْتَهُ لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَمْثَالِهِمْ وَ الطَّاغِينَ مِنْ نُظَرَائِهِمْ وَ ارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُمْ وَ احْلُلْ عَلَيْهِمْ غَضَبَكَ الَّذِي لَا يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ وَ أْمُرْ فِي تَعْجِيلِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ بِأَمْرِكَ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُؤَخَّرُ فَإِنَّكَ شَاهِدُ كُلِّ نَجْوَى وَ عَالِمُ كُلِّ فَحْوَى وَ لَا تَخْفَى عَلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ خَافِيَةٌ وَ لَا تَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ خَائِنَةٌ وَ أَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ عَالِمٌ بِمَا فِي الضَّمَائِرِ وَ الْقُلُوبِ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ وَ أُنَادِيكَ بِمَا نَادَاكَ بِهِ سَيِّدِي وَ سَأَلَكَ بِهِ نُوحٌ إِذْ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ أَجَلِ اللَّهُمَّ يَا رَبِّ أَنْتَ نِعْمَ الْمُجِيبُ وَ نِعْمَ الْمَدْعُوُّ وَ نِعْمَ الْمَسْئُولُ وَ نِعْمَ الْمُعْطِي أَنْتَ الَّذِي لَا تُخَيِّبُ سَائِلَكَ وَ لَا تَرُدُّ رَاجِيَكَ وَ لَا تَطْرُدُ الْمُلِحَّ عَنْ بَابِكَ وَ لَا تَرُدُّ دُعَاءَ سَائِلِكَ وَ لَا تَمُلُّ دُعَاءَ مَنْ أَمَّلَكَ وَ لَا تَتَبَرَّمُ بِكَثْرَةِ حَوَائِجِهِمْ إِلَيْكَ وَ لَا بِقَضَائِهَا لَهُمْ فَإِنَّ قَضَاءَ حَوَائِجِ جَمِيعِ خَلْقِكَ إِلَيْكَ فِي أَسْرَعِ لَحْظٍ مِنْ لَمْحِ الطَّرْفِ وَ أَخَفُّ عَلَيْكَ وَ أَهْوَنُ عِنْدَكَ مِنْ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ وَ حَاجَتِي يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ مُعْتَمَدِي وَ رَجَائِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي فَقَدْ جِئْتُكَ ثَقِيلَ الظَّهْرِ بِعَظِيمِ مَا بَارَزْتُكَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِي وَ رَكِبَنِي مِنْ مَظَالِمِ عِبَادِكَ مَا لَا يَكْفِينِي وَ لَا يُخَلِّصُنِي مِنْهَا غَيْرُكَ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ لَا يَمْلِكُهُ سِوَاكَ فَامْحُ يَا سَيِّدِي كَثْرَةَ سَيِّئَاتِي بِيَسِيرِ عَبَرَاتِي بَلْ بِقَسَاوَةِ قَلْبِي وَ جُمُودِ عَيْنِي لَا بَلْ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ أَنَا شَيْءٌ فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ لَا تَمْتَحِنِّي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ مِنَ الْمِحَنِ وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لَا يَرْحَمُنِي وَ لَا تُهْلِكْنِي
ص: 348
بِذُنُوبِي وَ عَجِّلْ خَلَاصِي مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَ ادْفَعْ عَنِّي كُلَّ ظُلْمٍ وَ لَا تَهْتِكْ سِتْرِي وَ لَا تَفْضَحْنِي يَوْمَ جَمْعِكَ الْخَلَائِقَ لِلْحِسَابِ يَا جَزِيلَ الْعَطَاءِ وَ الثَّوَابِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُحْيِيَنِي حَيَاةَ السُّعَدَاءِ وَ تُمِيتَنِي مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ وَ تَقْبَلَنِي قَبُولَ الْأَوِدَّاءِ وَ تَحْفَظَنِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ مِنْ شَرِّ سَلَاطِينِهَا وَ فُجَّارِهَا وَ شِرَارِهَا وَ مُحِبِّيهَا وَ الْعَامِلِينَ لَهَا وَ مَا فِيهَا وَ قِنِي شَرَّ طُغَاتِهَا وَ حُسَّادِهَا وَ بَاغِيَ الشِّرْكِ فِيهَا حَتَّى تَكْفِيَنِي مَكْرَ الْمَكَرَةِ وَ تَفْقَأَ عَنِّي أَعْيُنَ الْكَفَرَةِ وَ تُفْحِمَ عَنِّي أَلْسُنَ الْفَجَرَةِ وَ تَقْبِضَ لِي عَلَى أَيْدِي الظَّلَمَةِ وَ تُوهِنَ عَنِّي كَيْدَهُمْ وَ تُمِيتَهُمْ بِغَيْظِهِمْ وَ تَشْغَلَهُمْ بِأَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ وَ أَفْئِدَتِهِمْ وَ تَجْعَلَنِي مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فِي أَمْنِكَ وَ أَمَانِكَ وَ حِرْزِكَ وَ سُلْطَانِكَ وَ حِجَابِكَ وَ كَنَفِكَ وَ عِيَاذِكَ وَ جَارِكَ وَ مِنْ جَارِ السَّوْءِ وَ جَلِيسِ السَّوْءِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْکِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ اللَّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ وَ بِكَ أَلُوذُ وَ لَكَ أَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ أَرْجُو وَ بِكَ أَسْتَعِينُ وَ بِكَ أَسْتَكْفِي وَ بِكَ أَسْتَغِيثُ وَ بِكَ أَسْتَنْقِذُ وَ مِنْكَ أَسْأَلُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَرُدَّنِي إِلَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ وَ سَعْيٍ مَشْكُورٍ وَ تِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَ أَهْلُ الْفَضْلِ وَ الرَّحْمَةِ إِلَهِي وَ قَدْ أَطَلْتُ دُعَائِي وَ أَكْثَرْتُ خِطَابِي وَ ضِيقُ صَدْرِي.حَدَانِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَ حَمَلَنِي عَلَيْهِ عِلْماً مِنِّي بِأَنَّهُ يُجْزِيكَ مِنْهُ قَدْرَ الْمِلْحِ فِي الْعَجِينِ بَلْ يَكْفِيكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ وَ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَ لِسَانٍ صَادِقٍ يَا رَبِّ فَتَكُونُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِكَ بِكَ وَ قَدْ نَاجَاكَ بِعَزْمِ الْإِرَادَةِ قَلْبِي فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْرِنَ دُعَائِي بِالْإِجَابَةِ مِنْكَ وَ تُبَلِّغَنِي مَا أَمَّلْتُهُ فِيكَ مِنَّةً مِنْكَ وَ طَوْلاً وَ قُوَّةً وَ حَوْلاً لَا تُقِيمُنِي مِنْ مَقَامِي هَذَا إِلَّا بِقَضَاءِ
ص: 349
جَمِيعِ مَا سَأَلْتُكَ فَإِنَّهُ عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَ خَطَرُهُ عِنْدِي جَلِيلٌ كَثِيرٌ وَ أَنْتَ عَلَيْهِ قَدِيرٌ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ إِلَهِي وَ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ وَ الْهَارِبِ مِنْكَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبٍ تَهَجَّمَتْهُ وَ عُيُوبٍ فَضَحَتْهُ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً أَفُوزُ بِهَا إِلَى جَنَّتِكَ وَ اعْطِفْ عَلَيَّ عَطْفَةً أَنْجُو بِهَا مِنْ عِقَابِكَ فَإِنَّ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ لَكَ وَ بِيَدِكَ وَ مَفَاتِيحَهُمَا وَ مَغَالِيقَهُمَا إِلَيْكَ وَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ وَ هُوَ عَلَيْكَ هَيِّنٌ يَسِيرٌ فَافْعَلْ بِي مَا سَأَلْتُكَ يَا قَدِيرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
قال علي بن حماد أخذت هذا الدعاء من أبي الحسن علي العلوي العريضي و اشترط علي أن لا أبذله لمخالف و لا أعطيه إلا لمن أعلم مذهبه و أنه من أولياء آل محمد (علیهم السلام) و كان عندي أدعو به و إخواني ثم قدم علي إلى البصرة بعض قضاة الأهواز و كان مخالفا و له علي أياد و كنت أحتاج إليه في بلده و أنزل عليه فقبض عليه السلطان فصادره و أخذ خطه بعشرين ألف درهم فرققت له و رحمته و دفعت إليه هذا الدعاء فدعا به فما استتم أسبوعا حتى أطلقه السلطان ابتداء و لم يلزمه شيئا مما أخذ خطة و رده إلى بلده مكرما و شيعته إلى الأبله و عدت إلى البصرة فلما كان بعد أيام طلبت الدعاء فلم أجده و فتشت كتبي كلها فلم أر له أثرا فطلبته من أبي المختار الحسيني و كانت عنده نسخة بها فلم يجده في كتبه فلم نزل نطلبه في كتبنا فلا يجده عشرين سنة فعلمت أن ذلك عقوبة من الله عز و جل لما بذلته لمخالف فلما كان بعد العشرين سنة وجدناه في كتبنا و قد فتشناها مرارا لا تحصى فآليت على نفسي ألا أعطيه إلا لمن أثق بدينه ممن يعتقد ولاية آل الرسول (صلی الله علیه و علیهم) بعد أن آخذ عليه العهد ألا يبذله إلا لمن يستحقه و بالله نستعين و عليه نتوكل.
ص: 350
يقول علي بن موسى بن جعفر محمد الطاووس و قد ذكرنا في كتاب إغاثة الداعي و إعانة الساعي عدة دعوات لمولانا المهدي (صلوات الله علیه) و من جملتها دعاء العلوي المصري برواية أخرى فيها اختلاف عن هذه الرواية فمن أرادها فليطلبها من حيث أشرنا إليه و ذكرنا دعوات له (صلوات الله علیه) في تعقيب الظهر من كتاب المهمات و السمات .
و رأيت في كتاب كنوز النجاح تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (رضي الله عنه) عن مولانا الحجة ( صلوات الله علیه) ما هذا لفظه. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ الدَّرْبِيِّ عَنْ خَزَامَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَوْفَرِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَنِ النَّاحِيَةِ الْمُقَدَّسَةِ مَنْ كَانَ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْيَغْسِلْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ وَ يَأْتِي مُصَلَّاهُ وَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى «الْحَمْدَ» فَإِذَا بَلَغَ «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ» يُكَرِّرُهَا مِائَةَ مَرَّةٍ وَ يُتَمِّمُ فِي الْمِائَةِ إِلَى آخِرِهَا وَ يَقْرَأُ سُورَةَ «التَّوْحِيدِ» مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ يَرْكَعُ وَ يَسْجُدُ وَ يُسَبِّحُ فِيهَا سَبْعَةً سَبْعَةً وَ يُصَلِّي الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ عَلَى هَيْئَتِهِ وَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْضِي حَاجَتَهُ الْبَتَّةَ كَائِناً مَا كَانَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَ الدُّعَاءُ:
اللَّهُمَّ إِنْ أَطَعْتُكَ فَالْمَحْمَدَةُ لَكَ وَ إِنْ عَصَيْتُكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ مِنْكَ الرَّوْحُ وَ مِنْكَ الْفَرَجُ سُبْحَانَ مَنْ أَنْعَمَ وَ شَكَرَ سُبْحَانَ مَنْ قَدَرَ وَ غَفَرَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ الْإِيمَانُ بِكَ لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَ لَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكاً مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لَا مَنّاً مِنِّي بِهِ عَلَيْكَ وَ قَدْ عَصَيْتُكَ يَا إِلَهِي عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكَابَرَةِ وَ لَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ وَ لَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ وَ لَكِنْ أَطَعْتُ هَوَايَ وَ أَزَلَّنِي الشَّيْطَانُ فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَ الْبَيَانُ فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرَ ظَالِمٍ وَ إِنْ تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي فَإِنَّكَ جَوَادٌ
ص: 351
كَرِيمٌ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ حَتَّى يَقْطَعَ النَّفَسُ.
ثُمَّ يَقُولُ:
يَا آمِناً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ خَائِفٌ حَذِرٌ أَسْأَلُكَ بِأَمْنِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ خَوْفِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعْطِيَنِي أَمَاناً لِنَفْسِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ سَائِرِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ حَتَّى لَا أَخَافَ أَحَداً وَ لَا أَحْذَرَ مِنْ شَيْءٍ أَبَداً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ يَا كَافِيَ إِبْرَاهِيمَ نُمْرُودَ يَا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ.
فَيَسْتَكْفِي شَرَّ مَنْ يَخَافُ شَرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ وَ يَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ صَلَّى هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ خَالِصاً إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِلْإِجَابَةِ وَ يُجَابُ فِي وَقْتِهِ وَ لَيْلَتِهِ كَائِناً مَا كَانَ وَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَ عَلَى النَّاسِ وَ وَجَدْتُ فِي مَجْمُوعِ الْأَدْعِيَةِ الْمُسْتَجَابَاتِ عَنِ النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ (علیهم السلام) قَالَبُهُ أَقَلُّ مِنَ الثُّمُنِ نَحْوَ السُّدُسِ أَوَّلُهُ دُعَاءٌ مُسْتَجَابٌ اللَّهُمَّ اقْذِفْ فِي قَلْبِي رَجَاكَ وَ فِي آخِرِهِ مَا هَذَا لَفْظُهُ:
إِلَهِي بِحَقِّ مَنْ نَاجَاكَ وَ بِحَقِّ مَنْ دَعَاكَ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَفَضَّلْ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْغَنَاءِ وَ الثَّرْوَةِ وَ عَلَى مَرْضَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالشِّفَاءِ وَ الصِّحَّةِ وَ عَلَى أَحْيَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللُّطْفِ وَ الْكَرَمِ وَ عَلَى أَمْوَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ عَلَى غُرَبَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالرَّدِّ إِلَى أَوْطَانِهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .
ص: 352
و كنت أنا بسر من رأى فسمعت سحراً دعاءه (علیه السلام) فحفظت منه (علیه السلام) من الدعاء لمن ذكره من الأحياء و الأموات و أبقهم أو قال و أحيهم في عزنا ملكنا و سلطاننا و دولتنا و كان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ستمائة هجریة .
ص: 353
وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً اللَّهُمَّ بِمَا وَارَتِ الْحُجُبُ مِنْ جَلَالِكَ وَ جَمَالِكَ وَ بِمَا أَطَافَ بِهِ الْعَرْشُ مِنْ بَهَاءِ كَمَالِكَ وَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ بِمَا تُحِيطُ بِهِ قُدْرَتُكَ مِنْ مَلَكُوتِ سُلْطَانِكَ يَا مَنْ لَا رَادَّ لِأَمْرِهِ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ اضْرِبْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَعْدَائِي بِسِتْرِكَ الَّذِي لَا تُفَرِّقُهُ الْعَوَاصِفُ مِنَ الرِّيَاحِ وَ لَا تَقْطَعُهُ الْبَوَاتِرُ مِنَ الصُّفَّاحِ (1) وَ لَا تَنْفُذُهُ عَوَامِلُ الرِّمَاحِ حُلْ يَا شَدِيدَ الْبَطْشِ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْ يَرْمِينِي بِخَوَافِقِهِ وَ مَنْ تَسْرِي إِلَى طَوَارِقِهِ وَ فَرِّجْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ يَا فَارِجَ هَمِّ يَعْقُوبَ فَرِّجْ عَنِّي هَمِّي يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ اكْشِفْ ضُرِّي وَ اغْلِبْ لِي مَنْ غَلَبَنِي يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ وَ رَدَّ اللّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَ كَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَ كانَ اللّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ .
ص: 354
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ خَضَعَتِ الْبَرِيَّةُ لِعَظَمَةِ جَلَالِهِ أَجْمَعُونَ وَ ذَلَّ لِعَظَمَةِ عِزِّهِ كُلُّ مُتَعَاظِمٍ مِنْهُمْ وَ لَا يَجِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَيَّ مَخْلَصاً بَلْ يَجْعَلُهُمُ اللَّهُ شَارِدِينَ مُتَمَزِّقِينَ فِي عِزِّ طُغْيَانِهِمْ هَالِكِينَ بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ إِلهِ النّاسِ. مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ انْغَلَقَ عَنِّي بَابُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْكُمْ وَ بُهِتُّمْ ضَالِّينَ مَطْرُودِينَ بِالصَّافَّاتِ بِالذَّارِيَاتِ بِالْمُرْسَلَاتِ بِالنَّازِعَاتِ أَزْجُرُكُمْ عَنِ الْحَرَكَاتِ كُونُوا رَمَاداً لَا تَبْسُطُوا إِلَيَّ يَداً الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ جَمَدَتِ الْأَعْيُنُ وَ خَرِسَتِ الْأَلْسُنُ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِلْمَلِكِ الْخَلَّاقِ اللَّهُمَّ بِالْعَيْنِ وَ الْمِيمِ وَ الْفَاءِ وَ الْحَاءَيْنِ بِنُورِ الْأَشْبَاحِ وَ بِتَلَأْلُؤِ ضِيَاءِ الْإِصْبَاحِ وَ بِتَقْدِيرِكَ لِي يَا قَدِيرُ فِي الْغُدُوِّ وَ الرَّوَاحِ اكْفِنِي شَرَّ مَنْ دَبَّ وَ مَشَى وَ تَجَبَّرَ وَ عَتَا اللَّهُ اللَّهُ الْغَالِبُ لَا مَلْجَأَ مِنْهُ لِهَارِبٍ نَصْرٌ مِنَ اللّهِ وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ كَتَبَ اللّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ أَمِنَ مَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
اللَّهُمَّ يَا مَنْ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً وَ بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً يَا ذَا
ص: 355
الْقُوَّةِ وَ السُّلْطَانِ يَا عَلِيَّ الْمَكَانِ كَيْفَ أَخَافُ وَ أَنْتَ أَمَلِي وَ كَيْفَ أُضَامُ وَ عَلَيْكَ مُتَّكَلِي فَغُطَّنِي مِنْ أَعْدَائِكَ بِسِتْرِكَ وَ أَظْهِرْنِي عَلَى أَعْدَائِي بِأَمْرِكَ وَ أَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ إِلَيْكَ اللَّجَأُ وَ نَحْوَكَ الْمُلْتَجَأُ فَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً يَا كَافِيَ أَهْلِ الْحَرَمِ مِنْ أَصْحَابِ الْفِيلِ وَ الْمُرْسَلِ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ارْمِ مَنْ عَادَانِي بِالتَّنْكِيلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الشِّفَاءَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ النَّصْرَ عَلَى اْلْأَعْدَاءِ وَ التَّوْفِيقَ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى يَا إِلَهَ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى بِكَ أَسْتَشْفِي وَ بِكَ أَسْتَعْفِي وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
يَا مَنْ شَأْنُهُ الْكِفَايَةُ وَ سُرَادِقُهُ الرِّعَايَةُ يَا مَنْ هُوَ الْغَايَةُ وَ النِّهَايَةُ يَا صَارِفَ السُّوءِ وَ السَّوَايَةِ وَ الضُّرِّ اصْرِفْ عَنِّي أَذِيَّةَ الْعَالَمِينَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِينَ بِالْأَشْبَاحِ النُّورَانِيَّةِ وَ بِالْأَسْمَاءِ السِّرْيَانِيَّةِ وَ بِالْأَقْلَامِ الْيُونَانِيَّةِ وَ بِالْكَلِمَاتِ الْعِبْرَانِيَّةِ وَ بِمَا نَزَلَ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ يَقِينِ الْإِيضَاحِ اجْعَلْنِي اللَّهُمَّ فِي حِرْزِكَ وَ فِي حِزْبِكَ وَ فِي عِيَاذِكَ وَ فِي سِتْرِكَ وَ فِي كَنَفِكَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ وَ عَدُوٍّ رَاصِدٍ وَ لَئِيمٍ مُعَانِدٍ وَ ضِدٍّ كَنُودٍ وَ مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ بِبِسْمِ اللَّهِ اسْتَشْفَيْتُ وَ بِسْمِ اللَّهِ اسْتَكْفَيْتُ وَ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ وَ بِهِ اسْتَعَنْتُ وَ إِلَيْهِ اسْتَعْدَيْتُ عَلَى كُلِّ ظَالِمٍ ظَلَمَ وَ غَاشِمٍ غَشَمَ وَ طَارِقٍ طَرَقَ وَ زَاجِرٍ زَجَرَ فَاللّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ .
بِسْمِ اللَّهِ اسْتَعَنْتُ وَ بِبِسْمِ اللَّهِ اسْتَجَرْتُ وَ بِهِ اعْتَصَمْتُ وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ اللَّهُمَّ نَجِّنِي مِنْ طَارِقٍ يَطْرُقُ فِي لَيْلٍ غَاسِقٍ أَوْ صُبْحٍ بَارِقٍ
ص: 356
وَ مِنْ كَيْدِ كُلِّ مَكِيدٍ أَوْ ضِدٍّ أَوْ حَاسِدٍ حَسَدَ زَجَرْتُهُمْ بِقُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ بِالاِسْمِ الْمَكْنُونِ الْمُنْفَرِجِ بَيْنَ الْكَافِ وَ النُّونِ وَ بِالاِسْمِ الْغَامِضِ الْمَكْنُونِ الَّذِي تَكَوَّنَ مِنْهُ الْكَوْنُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَتَدَرَّعُ بِهِ مِنْ كُلِّ مَا نَظَرَتِ الْعُيُونُ وَ حَقَّقْتِ الظُّنُونُ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَ كَفى بِاللّهِ وَلِيًّا وَ كَفى بِاللّهِ نَصِيراً .
اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جَمِيعاً خَضَعَ لِنُورِهِ كُلُّ جَبَّارٍ وَ خَمَدَ لِهَيْبَتِهِ أَهْلُ الْأَقْطَارِ وَ هَمَدَ وَ لَبَدَ جَمِيعُ الْأَشْرَارِ خَاضِعِينَ خَاسِئِينَ لِأَسْمَاءِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَجَبْتُ عَنِّي شُرُورَ جَبَّارِي الْهَوَاءِ وَ مُسْتَرِقِي السَّمْعِ مِنَ السَّمَاءِ وَ حُلَّالِ الْمَنَازِلِ وَ الدِّيَارِ وَ الْمُتَغَيِّبِينَ فِي الْأَسْحَارِ وَ الْبَارِزِينَ فِي إِظْهَارِ النَّهَارِ حَجَبْتُكُمْ وَ زَجَرْتُكُمْ مَعَاشِرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ خَالِقِ كُلِّ شَيْءٍ بِمِقْدَارٍ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ لَا مَنْجَى لَكُمْ جَمِيعاً مِنْ صَوَاعِقِ الْقُرْآنِ الْمُبِينِ وَ عَظِيمِ أَسْمَاءِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا مَلْجَأَ لِوَارِدِكُمْ وَ لَا مُنْقِذَ لِمَارِدِكُمْ وَ لَا مُنْقِذَ لِهَارِبِكُمْ مِنْ رَكْسَةِ التَّثْبِيطِ وَ نِزَاعِ المَهيط وَ رَوَاجِسِ التَّخْبِيطِ فَرَائِغُكُمْ مَحْبُوسٌ وَ نَجْمُ طَالِعِكُمْ مَنْحُوسٌ مَطْمُوسٌ وَ شَامِخُ عِلْمِكُمْ مَنْكُوسٌ فَاشْتَبِكُوا أَحْيَاناً وَ تَمَزَّقُوا أَشْتَاتاً وَ تَوَاقَعُوا بِأَسْمَاءِ اللَّهِ أَمْوَاتاً اللَّهُ أَغْلَبُ وَ هُوَ غَالِبٌ وَ إِلَيْهِ يَرْجِعُ كُلُّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ .
يَا مَنْ إِذَا اسْتَعَذْتُ بِهِ أَعَاذَنِي وَ إِذَا اسْتَجَرْتُ بِهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ أَجَارَنِي
ص: 357
وَ إِذَا اسْتَغَثْتُ بِهِ عِنْدَ النَّوَائِبِ أَغَاثَنِي وَ إِذَا اسْتَنْصَرْتُ بِهِ عَلَى عَدُوِّي نَصَرَنِي وَ أَعَانَنِي إِلَيْكَ الْمَفْزَعُ وَ أَنْتَ الثِّقَةُ فَاقْمَعْ عَنِّي مَنْ أَرَادَنِي وَ اغْلِبْ لِي مَنْ كَادَنِي يَا مَنْ قَالَ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ يَا مَنْ نَجَّا نُوحاً مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ يَا مَنْ نَجَّا لُوطاً مِنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ يَا مَنْ نَجَّا هُوداً مِنَ الْقَوْمِ الْعَادِينَ يَا مَنْ نَجَّا مُحَمَّداً علیه السلام مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ نَجِّنِي مِنْ أَعْدَائِي وَ أَعْدَائِكَ بِأَسْمَائِكَ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ لَا سَبِيلَ لَهُمْ عَلَى مَنْ تَعَوَّذَ بِالْقُرْآنِ وَ اسْتَجَارَ بِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ. إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَ تَحَصَّنْتُ بِذِي الْعِزَّةِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ اسْتَعَنْتُ بِذِي الْكِبْرِيَاءِ وَ الْمَلَكُوتِ مَوْلاَيَ اسْتَسْلَمْتُ إِلَيْكَ فَلاَ تُسَلِّمْنِي وَ تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَلا تَخْذُلْني وَ لَجَأْتُ إِلى ظِلِّكَ الْبَسيطِ فَلا تَطْرَحْنِي أَنْتَ الْمَطْلَبُ وَ إِلَيْكَ الْمَهْرَبُ تَعْلَمُ مَا أُخْفِي وَ مَا أُعْلِنُ وَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ فَأَمْسِكْ عَنّي اللَّهُمَّ أيدي الظَّالِمِينَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِينَ وَ اشْفني وَ عَافِنِي يَا أَرْحَمَ الرّاحِمين .
اسْتَسْلَمْتُ مَوْلَايَ لَكَ وَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِي كُلِّ أُمُورِي عَلَيْكَ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدَيْكَ إخْبَأْنِي اللَّهُمَّ فِي سِتْرِكَ عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَ اعْصِمْنِي مِنْ كُلِّ أَذًى وَ سُوءٍ بِمَنِّكَ وَ اكْفِنِي شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ بِقُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ
ص: 358
مَنْ كَادَنِي أَوْ أَرَادَنِي فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِينُ بِكَ مِنْهُ وَ أَسْتَعِيذُ مِنْهُ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ شُدَّ عَنِّي أَيْدِيَ الظَّالِمِينَ إِذْ كُنْتَ نَاصِرِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ إِلَهَ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ كِفَايَةَ الْأَذَى وَ الْعَافِيَةَ وَ الشِّفَاءَ وَ النَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ التَّوْفِيقَ لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَ تَرْضَى يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ يَا جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
الْخَالِقُ أَعْظَمُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَ الرَّازِقُ أَبْسَطُ يَداً مِنَ الْمَرْزُوقِينَ وَ نَارُ اللَّهِ الْمُؤْصَدَةُ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ تَكِيدُ أَفْئِدَةَ الْمَرَدَةِ وَ تَرُدُّ كَيْدَ الْحَسَدَةِ بِالْأَقْسَامِ بِالْأَحْكَامِ بِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ الْحِجَابِ الْمَضْرُوبِ بَعَرْشِ رَبِّنَا الْعَظِيمِ احْتَجَبْتُ وَ اسْتَتَرْتُ وَ اسْتَجَرْتُ وَ اعْتَصَمْتُ وَ تَحَصَّنْتُ بِالم وَ بِكهيعص وَ بِطه وَ بِطسم وَ بِحم وَ بِحم عسق وَ ن وَ بِطسین وَ بِق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ وَ اللَّهُ وَلِيِّي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً. وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ تَوَكُّلِي وَ أَنْتَ حَسْبِي وَ أَمَلِي وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ تَبَارَكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ رَبُّ الْأَرْبَابِ وَ مَالِكُ الْمُلُوكِ وَ جَبَّارُ الْجَبَابِرَةِ وَ مَلِكُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ رَبِّ أَرْسِلْ إِلَيَّ مِنْكَ رَحْمَةً يَا رَحِيمُ أَلْبِسْنِي مِنْكَ عَافِيَةً وَ ازْرَعْ فِي قَلْبِي مِنْ نُورِكَ
ص: 359
وَ اخْبَأْنِي مِنْ عَدُوِّكَ وَ احْفَظْنِي فِي لَيْلِي وَ نَهَارِي بِعَيْنِكَ يَا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ وَ إِلَهَ الْعَالَمِينَ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ حَسْبِيَ اللَّهُ كَافِياً وَ مُعِيناً وَ مُعَافِياً فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ بِحَقِيقَةِ إِيمَانِي وَ عَقْدِ عَزَمَاتِ يَقِينِي وَ خَالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي وَ خَفِيِّ سَطَوَاتِ سِرِّي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ صَمِيمِ قَلْبِي وَ جَوَارِحِي وَ لُبِّي بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ الْمُلْكِ وَ جَبَّارُ الْجَبَابِرَةِ وَ مَلِكُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَأَعِزَّنِي بِعِزَّتِكَ وَ اقْهَرْ لِي مَنْ أَرَادَنِي بِسَطْوَتِكَ وَ اخْبَأْنِي مِنْ أَعْدَائِي فِي سِتْرِكَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ بِعِزَّةِ اللَّهِ اسْتَجَرْنَا وَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ طَرَدْنَا وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ هُوَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ هُوَ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَ قَدْ هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَ عَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً .
اللَّهُمَّ احْجُبْنِي عَنْ عُيُونِ أَعْدَائِي وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَوْلِيَائِي وَ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي وَ احْفَظْنِي فِي غَيْبَتِي إِلَى أَنْ تَأْذَنَ لِي فِي ظُهُورِي وَ أَحْيِ بِي مَا
ص: 360
دَرَسَ مِنْ فُرُوضِكَ وَ سُنَنِكَ وَ عَجِّلْ فَرَجِي وَ سَهِّلْ مَخْرَجِي وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً وَ افْتَحْ لِي فَتْحاً مُبِيناً وَ اهْدِنِي صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَ قِنِي جَمِيعَ مَا أُحَاذِرُهُ مِنَ الظَّالِمِينَ وَ احْجُبْنِي عَنْ أَعْيُنِ الْبَاغِضِينَ النَّاصِبِينَ الْعَدَاوَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَ لَا يَصِلُ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ بِسُوءٍ فَإِذَا أَذِنْتَ فِي ظُهُورِي فَأَيِّدْنِي بِجُنُودِكَ وَ اجْعَلْ مَنْ يَتْبَعُنِي لِنُصْرَةِ دِينِكَ مُؤَيِّدِينَ وَ فِي سَبِيلِكَ مُجَاهِدِينَ وَ عَلَى مَنْ أَرَادَنِي وَ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ مَنْصُورِينَ وَ وَفِّقْنِي لِإِقَامَةِ حُدُودِكَ وَ انْصُرْنِي عَلَى مَنْ تَعَدَّى مَحْدُودَكَ وَ انْصُرِ الْحَقَّ وَ أَزْهِقِ الْبَاطِلَ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً وَ أَوْرِدْ عَلَيَّ مِنْ شِيعَتِي وَ أَنْصَارِي مَنْ تَقَرُّ بِهِمُ الْعَيْنُ وَ يَشُدُّ بِهِمُ الْأَزْرُ وَ اجْعَلْهُمْ فِي حِرْزِكَ وَ أَمْنِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
و هذه الحجب مما ألهمنا أيضا تلاوتها يوم أحاطت المياه و الغرق و صعبت السلامة بكثرة المياه و زادت علي إحاطتها بهدم مواضع دخل بها ماء الزيادات و أمكن المقام بإجابة الدعوات و دفع تلك المحذورات و سلامتنا من الدخول في تلك الحادثات و الحمد لله.
اللَّهُمَّ إِذَا آنَ اسْتِدْعَاؤُكَ لِرُوحِي أَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْكَ فَإِنِّي مِنَ الْآنِ قَدْ جَعَلْتُهَا مُسْتَجِيرَةً بِكَ وَ ضَيْفاً لَكَ وَ هَارِبَةً مِنْكَ إِلَيْكَ وَ قَدْ أَمَرْتَ بِأَمَانِ الْمُسْتَجِيرِ وَ إِكْرَامِ الضَّيْفِ الْفَقِيرِ وَ التَّعَطُّفِ عَلَى الْهَارِبِ الْأَسِيرِ فَاجْعَلْ رُوحِي فِي جُمْلَةِ الْآمِنِينَ الْمُسْتَجِيرِينَ وَ الضُّيُوفِ الْمُكَرَّمِينَ وَ الْأُسَرَاءِ الْمَرْحُومِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَرَّفْتَنِي بِكَ وَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ فَمَدَدْتُ يَدِي بِكَ إِلَيْكَ مُنْذُ
ص: 361
خَمْسِينَ سَنَةً بِذُلِّ سُؤَالِهَا فَإِنْ كَانَتْ ظَفِرَتْ مِنْكَ بِآمَالِهَا فَأَكْرِمْهَا فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهَا لِظَفَرِهَا بِمَا لَكَ إِقْبَالُهَا وَ إِنْ كَانَتْ قَدْ خَابَتْ فِي سُؤَالِهَا فَارْحَمْ مَنْ قَدْ بَلَغَتْ بِسُوءِ أَعْمَالِهَا إِلَى أَنْ تَسْأَلَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي السِّرِّ وَ الْإِعْلَانِ مِمَّنْ لَا يَنْقُصُهُ الْإِحْسَانُ وَ لَا يَزِيدُهُ الْحِرْمَانُ وَ عَادَتْ مِنْ بَابِهِ بِالْخَيْبَةِ وَ الْحِرْمَانِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي مَا رَحِمْتُ رُوحِي حِينَ عَرَّضْتُهَا لِإِعْرَاضِكَ عَنْهَا وَ عَدُوُّكَ وَ عَدُوِّي الشَّيْطَانُ مَا رَحِمَهَا وَ شَمِتَ بِمَا وَقَعَ مِنْهَا وَ مَا بَقِيَ مَعَهَا إِلَّا أَنْتَ فَلَا تَرْضَ لِحِلْمِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ كَرَمِكَ أَنْ تَكُونَ كَوَاحِدٍ مِنَّا فِي تَرْكِ الرَّحْمَةِ لَهَا وَ الْعِنَايَةِ بِهَا .
ص: 362
رَوَيْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (علیه السلام) قَالَ: الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَلَقَّى بِهَا آدَمُ رَبَّهُ هِيَ :
اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .
رَوَيْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا أَيْضاً إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: شَكَا آدَمُ (علیه السلام) إِلَى اللَّهِ حَدِيثَ النَّفْسِ فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) فَقَالَ: قُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ فَهَذَا أَصْلُ «لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ».
وَ لَعَلَّهُ(علیه السلام)دَعَا بِهَا وَ هُوَ:
ص: 363
يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ لَا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ وَ لَا يُنْجِي مِنْ عُقُوبَتِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ حَاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا حَرَمْتَنِي وَ إِنْ حَرَمْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ يَا ذَا الْعَرْشِ الشَّامِخِ الْمُنِيفِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ الْبَاذِخِ الْعَظِيمِ يَا ذَا الْمُلْكِ الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَ يَا مَنْزُولاً بِهِ كُلُّ حَاجَةٍ إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَ عَنِّي فَازْدَدْ عَنِّي رِضًا مِنْكَ وَ قَرِّبْنِي مِنْكَ زُلْفَى وَ إِلَّا تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ بِفَضْلِكَ عَلَيْهِمْ لَمَّا رَضِيتَ عَنِّي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) هَذَا الدُّعَاءُ الَّذِي تَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا آدَمُ سَأَلْتَنِي بِمُحَمَّدٍ وَ لَمْ تَرَهُ فَقَالَ رَأَيْتُ عَلَى عَرْشِكَ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَاوِي الْحَدِيثِ فَوَ اللَّهِ مَا دَعَوْتُ بِهِنَّ فِي سِرٍّ وَ لَا عَلَانِيَةٍ فِي شِدَّةٍ وَ لَا رَخَاءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لِي.
وَجَدْتُ فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ كِتَابِ دَفْعِ الْهُمُومِ وَ الْأَحْزَانِ تَأْلِيفِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ النُعْمَانِيِّ قَالَ: وَ لَمَّا نَظَرَ نُوحٌ (علیه السلام) إِلَى هَوْلِ الْمَاءِ وَ الْأَمْوَاجِ دَخَلَهُ الرُّعْبُ فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ إِلَيْهِ قُلْ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» أَلْفاً أَلْفاً فَنَجَّاهُ اللَّهُ بما قالها.
وَجَدْنَاهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ إِدْرِيسَ (علیه السلام) إِلَى قَوْمِهِ عَلَّمَهُ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ وَ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ قُلْهُنَّ سِرّاً فِي نَفْسِكَ وَ لَا تُبْدِهَّن لِلْقَوْمِ فَيَدْعُونِي بِهِنَّ قَالَ وَ بِهِنَّ دَعَا فَرَفَعَهُ اللَّهُ مَكَاناً عَلِيّاً ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّداً (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ بِهِنَّ دَعَا فِي غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ قَالَ
ص: 364
الْحَسَنُ وَ كُنْتُ مُسْتَخْفِياً مِنَ الْحَجَّاجِ فَأَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ فَحَبَسَهُ عَنِّي وَ لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ سِتَّ مَرَّاتٍ فَأَدْعُو بِهِنَّ فَأَخَذَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَبْصَارَهُمْ عَنِّي قَالَ فَادْعُ بِهِنَّ فِي الْتِمَاسِ الْمَغْفِرَةِ لِجَمِيعِ الذُّنُوبِ ثُمَّ اسْأَلْ حَاجَتَكَ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكَ وَ دُنْيَاكَ فَإِنَّكَ تُعْطَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهُنَّ أَرْبَعُونَ أَسْمَاءَ عَدَدَ أَيَّامِ التَّوْبَةِ وَ هِيَ:
(1) سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَ وَارِثَهُ (2) يَا إِلَهَ الْآلِهَةِ الرَّفِيعَ جَلَالُهُ (3) يَا اللَّهُ الْمَحْمُودُ فِي كُلِّ فِعَالِهِ (4) يَا رَحْمَانَ كُلِّ شَيْءٍ وَ رَاحِمَهُ (5) يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ فِي دَيْمُومِيَّةِ مُلْكِهِ وَ بَقَائِهِ (6) يَا قَيُّومُ فَلَا شَيْءَ يَفُوتُ عِلْمَهُ وَ لَا يَئُودُهُ (7) يَا وَاحِدُ الْبَاقِي أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ آخِرَهُ (8) يَا دَائِمُ بِلَا فَنَاءٍ وَ لَا زَوَالٍ لِمُلْكِهِ (9) يَا صَمَدُ مِنْ غَيْرِ شَبِيهٍ وَ لَا شَيْءَ كَمِثْلِهِ (10) يَا بَارِئُ فَلَا شَيْءَ كُفْوُهُ وَ لَا مَكَانَ لِوَصْفِهِ (11) يَا كَبِيرُ أَنْتَ الَّذِي لَا تَهْتَدِي الْقُلُوبُ لِوَصْفِ عَظَمَتِهِ (12) يَا بَارِئَ النُّفُوسِ بِلَا مِثَالٍ خَلَا مِنْ غَيْرِهِ (13) يَا زَاكِي الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ بِقُدْسِهِ (14) يَا كَافِي الْمُوسِعُ لِمَا خَلَقَ مِنْ عَطَايَا فَضْلِهِ (15) يَا نَقِيُّ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ لَمْ يَرْضَهُ وَ لَمْ يُخَالِطْهُ فَعَالُهُ (16) يَا حَنَّانُ أَنْتَ الَّذِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ (17) يَا مَنَّانُ ذَا الْإِحْسَانِ قَدْ عَمَّ الْخَلَائِقَ مَنُّهُ (18) يَا دَيَّانَ الْعِبَادِ كُلٌّ يَقُومُ خَاضِعاً لِرَهْبَتِهِ (19) يَا خَالِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ كُلٌّ إِلَيْهِ مَعَادُهُ (20) يَا رَحِيمَ كُلِّ صَرِيخٍ وَ مَكْرُوبٍ وَ غِيَاثَهُ وَ مَعَاذَهُ (21) يَا تَامُّ فَلَا تَصِفُ الْأَلْسُنُ كُنْهَ جَلَالِهِ وَ مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ (22) يَا مُبْدِعَ الْبَدَائِعِ لَمْ يَبْغِ فِي إِنْشَائِهَا عَوْناً مِنْ خَلْقِهِ (23) يَا عَلَّامَ الْغُيُوبِ فَلَا يَئُودُهُ شَيْءٌ مِنْ حِفْظِهِ (24) يَا حَلِيمُ ذَا الْأَنَاةِ فَلَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ (25) يَا مُعِيدَ مَا أَفْنَاهُ إِذَا بَرَزَ الْخَلَائِقُ لِدَعْوَتِهِ مِنْ مَخَافَتِهِ (26) يَا حَمِيدَ الْفَعَالِ ذَا الْمَنِّ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ بِلُطْفِهِ (27) يَا
ص: 365
عَزِيزُ الْمَنِيعُ الْغَالِبُ عَلَى أَمْرِهِ فَلَا شَيْءَ يُعَادِلُهُ (28) يَا قَاهِرُ ذَا الْبَطْشِ الشَّدِيدِ أَنْتَ الَّذِي لَا يُطَاقُ انْتِقَامُهُ (29) يَا قَرِيبُ الْمُتَعَالِي فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ عُلُوُّ ارْتِفَاعِهِ (30) يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ بِقَهْرِ عَزِيزِ سُلْطَانِهِ (31) يَا نُورَ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُدَاهُ أَنْتَ الَّذِي فَلَقَ الظُّلُمَاتِ نُورُهُ (32) يَا قُدُّوسُ الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ فَلَا شَيْءَ يُعَازُّهُ مِنْ خَلْقِهِ (33) يَا عَالِي الشَّامِخُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ عُلُوُّ ارْتِفَاعِهِ (34) يَا مُبْدِئَ الْبَدَايَا وَ مُعِيدَهَا بَعْدَ فَنَائِهَا بِقُدْرَتِهِ (35) يَا جَلِيلُ الْمُتَكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَالْعَدْلُ أَمْرُهُ وَ الصِّدْقُ وَعْدُهُ (36) يَا مَحْمُودُ فَلَا تَسْتَطِيعُ الْأَوْهَامُ كُلَّ شَأْنِهِ وَ مَجْدِهِ (37) يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ ذَا الْعَدْلِ أَنْتَ الَّذِي مَلَأَ كُلَّ شَيْءٍ عَدْلُهُ (38) يَا عَظِيمُ ذَا الثَّنَاءِ الْفَاخِرِ وَ ذَا الْعِزِّ وَ الْمَجْدِ وَ الْكِبْرِيَاءِ فَلَا يَذِلُّ عِزُّهُ (39) يَا عَجِيبُ فَلَا تَنْطِقُ الْأَلْسِنَةُ بِكُلِّ آلَائِهِ وَ ثَنَائِهِ (40) يَا غِيَاثِي عِنْدَ كُلِّ كُرْبَةٍ وَ يَا مُجِيبِي عِنْدَ كُلِّ دَعْوَةٍ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ يَا رَبِّ الصَّلَاةَ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمَاناً مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ تَحْبِسَ عَنِّي أَبْصَارَ الظَّلَمَةِ الْمُرِيدِينَ بِيَ السُّوءَ وَ أَنْ تَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ عَنْ شَرِّ مَا يُضْمِرُونَ إِلَى خَيْرِ مَا لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَ مِنْكَ الْإِجَابَةُ وَ هَذَا الْجُهْدُ وَ عَلَيْكَ التُّكْلَانُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
و قد قدمنا به رواية عند دعاء النبي (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يوم أحد و رأيت رواية أخرى في دعاء إبراهيم (علیه السلام) لما دحی به إلى النار فنجاه الله به و ذكر رواته أنه من السرائر العظيمة و القدر الكبير عند الله سبحانه و تعالى فقال ما هذا لفظه.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا
ص: 366
اللَّهُ أَنْتَ الْمَرْهُوبُ يَرْهَبُ مِنْكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْتَ الرَّفِيعُ عَرْشُكَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِكَ وَ أَنْتَ الْمُظِلُّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لَا يُظِلُّ شَيْءٌ عَلَيْكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا يَصِلُ أَحَدٌ عَظَمَتَكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا نُورَ النُّورِ قَدِ اسْتَضَاءَ بِنُورِكَ أَهْلُ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضِكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَعَالَيْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ وَ تَكَبَّرْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ ضِدٌّ يَا نُورَ النُّورِ يَا نُورَ كُلِّ نُورٍ لَا خَامِدَ لِنُورِكَ يَا مَلِيكَ كُلِّ مَلِيكٍ تَبْقَى وَ يَفْنَى غَيْرُكَ يَا نُورَ النُّورِ يَا مَنْ مَلَأَ أَرْكَانَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ بِعَظَمَتِهِ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا هُوَ يَا هُوَ يَا مَنْ لَيْسَ كَهُوَ يَا مَنْ لَا هُوَ إِلَّا هُوَ أَغِثْنِي أَغِثْنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ يَا مَنْ أَمْرُهُ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ يَا إهياً أشرا إهياً آذوني أَصْباؤُثَ آلِ شَدايَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا غَايَةَ رَغْبَتَاهْ وَ مُنْتَهَاهُ .
فَلَمَّا دَعَا إِبْرَاهِيمُ (علیه السلام) عَجِبَتِ الْأَمْلَاكُ مِنْ صَوْتِهِ وَ إِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ فَخَمَدَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ.
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعِيدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيِّ مِنْ كِتَابِ قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ (علیهم السلام) بِإِسْنَادِهِ فِيهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: لَمَّا أَلْقَى إِخْوَةُ يُوسُفَ يُوسُفَ (علیه السلام) فِي الْجُبِّ نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (علیه السلام) فَقَالَ يَا غُلَامُ مَنْ طَرَحَكَ فِي هَذَا الْجُبِّ قَالَ إِخْوَتِي لِمَنْزِلَتِي مِنْ أَبِي حَسَدُونِي قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تُخْرَجَ مِنْ هَذَا الْجُبِّ قَالَ ذَلِكَ إِلَى إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ قَالَ جَبْرَئِيلُ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ قُلِ:
ص: 367
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ تَرْزُقَنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
وَ رَأَيْتُ فِي مُجَلَّدِ الْخَامِسِ مِنْ حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ لِأَبِي نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِ الْخُرَاسَانِيِّ أَنَّ دَاوُدَ (علیه السلام) قَالَ يَا رَبِّ مَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ قَالُوا يَا إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ (علیه السلام) أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَخْتَرْ بَيْنِي وَ بَيْنَ شَيْءٍ إِلَّا اخْتَارَنِي عَلَيْهِ وَ أَنَّ إِسْحَاقَ جَادَ لِي بِمُهْجَتِهِ وَ أَنَّ يَعْقُوبَ ابْتَلَيْتُهُ بِبَلَاءٍ فَمَا أَسَاءَ بِي ظَنّاً فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ حَتَّى فَرَّجْتُهُ عَنْهُ وَ كَشَفْتُهُ.
وَ لَعَلَّهُ دَعَا بِهَا وَ هِيَ:
يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَ يَا غَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ يَا مُفَرِّجَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِينَ قَدْ تَرَى مَكَانِي وَ تَعْرِفُ حَالِي وَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي .
يَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ وَ يَا رَازِقَ الْمُتَكَلِّمِينَ وَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ وَ يَا غِيَاثَ الْمَكْرُوبِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَ يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ وَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا كَبِيرَ كُلِّ كَبِيرٍ وَ يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا وَزِيرَ يَا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا مَنْ هُوَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ
ص: 368
الْمُنِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا مُغْنِيَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ يَا مُدَبِّرَ الْأَمْرِ ثُمَّ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ يَا مَنْ لا يُجارُ عَلَيْهِ وَ هُوَ يُجِيرُ يَا مَنْ يُحْيِ الْمَوْتى وَ هُوَ عَلَيْهِ يَسِيرٌ يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا مُغْنِيَ الْفَقِيرِ الضَّرِيرِ يَا حَافِظَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ يَا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا غَافِرَ الذُّنُوبِ يَا عَلَّامَ الْغُيُوبِ يَا سَاتِرَ الْعُيُوبِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ تَجَاوَزْ عَنَّا فِيمَا تَعْلَمُ فَإِنَّكَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ .
أقول: إن قوله أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد إلى آخره لعله من زيادة الرواة.
وَ هُوَ أَنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا وَ هُوَ مَرْفُوعٌ رَأْسُهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ ارْحَمْ صِغَرَ سِنِّي وَ ضَعْفَ رُكْنِي وَ قِلَّةَ حِيلَتِي وَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَاذْكُرْنِي بِصَلَاحِ يَعْقُوبَ وَ صَبْرِ إِسْحَاقَ وَ يَقِينِ إِسْمَاعِيلَ وَ شَيْبَةِ إِبْرَاهِيمَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فَبَكَتْ لِبُكَائِهِ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاوَاتِ .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا مَنْ خَلَقَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مِثَالٍ وَ يَا مَنْ بَسَطَ الْأَرْضَ بِغَيْرِ أَعْوَانٍ وَ يَا مَنْ دَبَّرَ الْأُمُورَ بِغَيْرِ وَزِيرٍ وَ يَا مَنْ يَرْزُقُ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مُشِيرٍ وَ يَا مَنْ يُخَرِّبُ الدُّنْيَا بِغَيْرِ اسْتِيمَارٍ ثُمَّ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ تُسْتَجَابُ .
ص: 369
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ الْيَوْمَ فَأَعِذْنِي وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ فَأَجِرْنِي وَ أَسْتَغِيثُ بِكَ الْيَوْمَ فَأَغِثْنِي وَ أَسْتَصْرِخُكَ الْيَوْمَ عَلَى عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّي فَاصْرُخْنِي وَ أَسْتَنْصِرُكَ الْيَوْمَ فَانْصُرْنِي وَ أَسْتَعِينُ بِكَ الْيَوْمَ عَلَى أَمْرِي فَأَعِنِّي وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي وَ أَعْتَصِمُ بِكَ فَاعْصِمْنِي وَ آمَنُ بِكَ فَآمِنِّي وَ أَسْأَلُكَ فَأَعْطِنِي وَ أَسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي وَ أَسْتَغْفِرُكَ فَاغْفِرْ لِي وَ أَدْعُوكَ فَاذْكُرْنِي وَ أَسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْنِي .
اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ الَّذِي نَوَاصِي الْعِبَادِ بِيَدِكَ فَإِنَّ فِرْعَوْنَ وَ جَمِيعَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا عَبِيدُكَ نَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ وَ أَنْتَ تَصْرِفُ الْقُلُوبَ حَيْثُ شِئْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِخَيْرِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ مِنْ خَيْرِهِ عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ كُنْ لَنَا جَاراً مِنْ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودِهِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ وَ قَدْ أَلْبَسَهُ اللَّهُ جُنَّةً مِنْ سُلْطَانِهِ أَنْ يَصِلَ عَلَيْهِ بِعَوْنِ اللَّهِ.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ أَسْتَعِينُكَ عَلَيْهِ فَاكْفِنِيهِ بِمَا شِئْتَ .
ص: 370
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الرِّضَا (علیه السلام) قَالَ: وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ صَحِيفَةً فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَمَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ ذَكَرٌ وَ لَا أُنْثَى فَرَقِيَ الْمِنْبَرَ فَقَرَأَهَا فَإِذَا كِتَابُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَصِيِّ مُوسَى وَ إذا فِيهَا:
وَ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أَلَا إِنَّ خَيْرَ عِبَادِ اللَّهِ التَّقِيُّ الْخَفِيُّ وَ إِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ الْمُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى وَ أَنْ يُؤَدِّيَ الْحُقُوقَ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ فَلْيَقُلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ سُبْحَانَ اللَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لِلَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمَا يَنْبَغِي لِلَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَ النَّبِيِّينَ حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ قَدْ أَلَحُّوا فِي الدُّعَاءِ فَصَبَرَ هُنَيْئَةً، ثُمَّ رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلُوَ ثَنَاؤُهُ عَلَى ثَنَاءِ الْمُجَاهِدِينَ فَلْيَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قُضِيَتْ أَوْ عَدُوٌّ كُبِتَ أَوْ دَيْنٌ قُضِيَ أَوْ كَرْبٌ كُشِفَ وَ خَرَقَ كَلَامُهُ السَّمَاوَاتِ حَتَّى يُكْتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
رُوِيَ أَنَّ الْخَضِرَ وَ إِلْيَاسَ يَجْتَمِعَانِ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ فَيَفْتَرِقَانِ عَنْ هَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ :
بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ كُلُّ نِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَمِنَ مِنَ الْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْغَرَقِ.
ص: 371
يَا شَامِخاً مِنْ عُلُوِّهِ يَا قَرِيباً فِي دُنُوِّهِ يَا مُدَانِياً فِي بُعْدِهِ يَا رَءُوفاً فِي رَحْمَتِهِ يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ يَا دَائِمَ الثَّبَاتِ يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ يَا ظَهْرَ اللَّاجِينَ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ يَا حِرْزَ مَنْ لَا حِرْزَ لَهُ يَا كَنْزَ الضُّعَفَاءِ يَا عَظِيمَ الرَّجَاءِ يَا مُنْقِذَ الْغَرْقَى يَا مُنْجِيَ الْهَلْكَى يَا مُحْيِيَ الْمَوْتَى يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ يَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ يَا جَابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ يَا صَاحِبَ كُلِّ غَرِيبٍ يَا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يَا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ يَا شَاهِداً غَيْرَ غَائِبٍ يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ يَا مُحْيِيَ الْمَوْتَى يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَنْ قَالَهُ قَوْلاً أَوْ سَمِعَهُ سَمْعاً أَمِنَ مِنَ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
أقول و أدعية الخضر (علیه السلام) كثيرة و قد اقتصرنا على ما ذكرناه.
وَ هُوَ :
يَا رَبِّ مِنَ الْجِبَالِ أَنْزَلْتَنِي وَ مِنَ الْمَسْكَنِ أَخْرَجْتَنِي وَ فِي الْبِحَارِ صَيَّرْتَنِي وَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ حَبَسْتَنِي فَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ الْغَمِّ.
وَ هُوَ: يَا رَبِّ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَ آلَائِكَ الْعُلْيَا وَ أَسْأَلُكَ يَا
ص: 372
اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا كَبِيرُ يَا جَلِيلُ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا فَرْدُ يَا دَائِمُ يَا وَتْرُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَ أَنْ تُحَرِّمَ جَسَدِي عَلَى النَّارِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَلِ عَلَى مُوسَى أَلَّا تَرُدُّوا السَّائِلِينَ عَنْ أَبْوَابِكُمْ وَ نَحْنُ عَلَى بَابِكَ فَلَا تَرُدَّنَا اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ مُوسَى أَنِ اغْفِرُوا لِلظَّالِمِينَ وَ نَحْنُ الظَّالِمُونَ عَلَى بَابِكَ فَاغْفِرْ لَنَا اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنْ أَعْتِقُوا الْأَقَارِبَ وَ نَحْنُ عَبِيدُكَ فَأَعْتِقْنَا مِنَ النَّارِ .
رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ (علیه السلام) لَمَّا قَالَ هَذَا التَّحْمِيدَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَتْعَبْتَ الْحَفَظَةَ وَ هُوَ :
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ دَائِماً مَعَ دَوَامِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ بَاقِياً مَعَ بَقَائِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ عِزِّ جَلَالِكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .
رُوِيَ أَنَّهُ الدُّعَاءُ الَّذِي أَتَى بِهِ عَرْشَ بِلْقِيسَ وَ أَنَّهُ الدُّعَاءُ الَّذِي كَانَ عِيسَى (علیه السلام) يُحْيِي بِهِ الْمَوْتَى وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الطَّاهِرُ الْمُطَهَّرُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا وَ تَجْعَلَهُ [أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ
ص: 373
تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا خ ل] فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ هَذَا لَفْظُهُ كَمَا وَجَدْنَاهُ.
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) مِنْ كِتَابِ قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ (علیهم السلام) بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ إِلَى عِيسَى (علیه السلام) لِيَقْتُلُوهُ بِزَعْمِهِمْ أَتَاهُ جَبْرَائِيلُ (علیه السلام) فَغَشَّاهُ بِجَنَاحِهِ فَطَمَحَ عِيسَى (علیه السلام) (1) بِبَصَرِهِ فَإِذَا هُوَ بِكِتَابٍ فِي بَاطِنِ جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ وَ هُوَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الْأَعَزِّ وَ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الصَّمَدِ وَ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْوَتْرِ وَ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ الَّذِي ثَبَتَتْ بِهِ أَرْكَانُكَ كُلُّهَا أَنْ تَكْشِفَ عَنِّي مَا أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ فِيهِ فَلَمَّا دَعَا بِهِ عِيسَى (علیه السلام) أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى جَبْرَئِيلَ أَنِ ارْفَعْهُ إِلَى عِنْدِي ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صِلُوا رَبَّكُمْ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا دَعَا بِهِنَّ عَبْدٌ بِإِخْلَاصِ نِيَّتِهِ إِلَّا اهْتَزَّ الْعَرْشُ وَ إِلَّا قَالَ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ اشْهَدُوا قَدِ اسْتَجَبْتُ لَهُ بِهِنَّ وَ أَعْطَيْتُهُ سُؤْلَهُ فِي عَاجِلِ دُنْيَاهُ وَ آجِلِ آخِرَتِهِ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ سَلُوا بِهَا وَ لَا تَسْتَبْطِئُوا الْإِجَابَةَ.
وَ هِيَ أَنَّ النَّبِيَّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) رَأَى فِي بَاطِنِ جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ (علیه السلام) الدُّعَاءَ فَعَلَّمَهُ عَلِيّاً (علیه السلام) وَ الْعَبَّاسَ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ يَا خَيْرُ بَنِي هَاشِمٍ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَلُوا رَبَّكُمْ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
ص: 374
مَا دَعَا بِهِنَّ مُؤْمِنٌ بِإِخْلَاصٍ إِلَّا اهْتَزَّ بِهِنَّ الْعَرْشُ وَ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ اشْهَدُوا أَنِّي قَدِ اسْتَجَبْتُ لِلدَّاعِي بِهِنَّ وَ أَعْطَيْتُهُ سُؤْلَهُ فِي عَاجِلِ دُنْيَاهُ وَ آجِلِ آخِرَتِهِ وَ زَعَمُوا أَنَّهُ الدُّعَاءُ الَّذِي دَعَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ هُوَ هَذَا الدُّعَاءُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ وَ أَعُوذُ بِاسْمِكَ الْأَحَدِ الصَّمَدِ وَ أَعُوذُ بِكَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ الْعَظِيمِ الْوَتْرِ وَ أَعُوذُ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ الَّذِي مَلَأَ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا أَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمَّ مَا أَصْبَحْتُ فِيهِ وَ أَمْسَيْتُ .
وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ خَالِقَ النَّفْسِ مِنَ النَّفْسِ وَ مُخْرِجَ النَّفْسِ مِنَ النَّفْسِ وَ مُخْلِصَ النَّفْسِ مِنَ النَّفْسِ فَرِّجْ عَنَّا وَ خَلِّصْنَا مِنْ شِدَّتِنَا .
وَ يُرْوَى أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ مِنْ بَقَايَا أَوْصِيَاءِ عِيسَى (علیه السلام) . رُوِيَ عَنْ أَحَدِ الْأَئِمَّةِ (صلوات الله علیهم) أَنَّ سَلْمَانَ أَدْرَكَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَ الْآخِرَ. وَجَدْتُهُ فِي أَصْلٍ عَتِيقٍ تَارِيخُ كِتَابَتِهِ رَبِيعٌ الْآخِرُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لِسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ زَهْرَتِهَا فَقَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى آلِكَ فَقَالَ فَقُلِ:
اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ خَلَصَ إِلَى نَفْسِي وَ هِيَ أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَيَّ وَ أَهَمُّهَا إِلَيَّ وَ قَدْ عَلِمْتَ رَبِّي وَ عِلْمُكَ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمِي أَنَّكَ تَعْلَمُ مِنِّي مَا لَا أَعْلَمُ مِنْ
ص: 375
نَفْسِي لَكَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي إِلَيْكَ مَرْجِعِي وَ مُنْقَلَبِي لَا أَمْلِكُ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَنِي وَ لَا أَتَّقِي إِلَّا مَا وَقَيْتَنِي وَ لَا أُنْفِقُ إِلَّا مَا رَزَقْتَنِي بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ مَلَكْتَنِي بِقُدْرَتِكَ وَ قَدَّرْتَ عَلَيَّ بِسُلْطَانِكَ تَقْضِي فِيمَا أَرَدْتَ لَا يَحُولُ أَحَدٌ دُونَ قَضَائِكَ أَوْفَرْتَنِي [أَوْقَرْتَنِي خ ل] نِعَماً نَفْسِي ذُنُوباً كَثُرَتْ خَطَايَايَ وَ عَظُمَ جُرْمِي وَ اكْتَنَفَتْنِي شَهَوَاتِي فَقَدْ ضَاقَ بِهَا ذَرْعِي وَ عَجَزَ عَنْهَا عَمَلِي وَ ضَعُفَ عَنْهَا شُكْرِي وَ قَدْ كِدْتُ أَنْ أَقْنَطَ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَيَّ وَ أَنْ أُلْقِيَ إِلَى التَّهْلُكَةِ بِيَدِيَ الَّذِي أَيْأَسُ مِنْهُ عُذْرِي وَ ذِكْرِي مِنْ ذُنُوبِي وَ مَا أَسْرَفْتُ بِهِ عَلَى نَفْسِي وَ لَكِنَّ رَحْمَتَكَ رَبِّ الَّتِي تُنْهِضُنِي وَ تُقَوِّينِي وَ لَوْ لَا هِيَ لَمْ أَرْفَعْ رَأْسِي وَ لَمْ أَقِمْ صُلْبِي مِنْ ثِقَلِ ذُنُوبِي فَإِنِّي لَكَ أَرْجُو إِلَهِي أَنْتَ أَرْجَأُ عِنْدِي مِنْ عَمَلِيَ الَّذِي أَتَخَوَّفُهُ وَ أُشْفِقُ مِنْهُ عَلَى نَفْسِي إِلَهِي وَ كَيْفَ لَا أُشْفِقُ مِنْ ذُنُوبِي وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ تَكُونَ أَوْبَقْتَنِي وَ قَدْ أَحَاطَتْ بِي وَ أَهْلَكَتْنِي وَ أَنَا أَذْكُرُ مِنْ تَضْيِيعِ أَمَانَتِي وَ مَا تَكَلَّفْتُ بِهِ عَلَى نَفْسِي مَا لَمْ تَحْمِلْهُ الْجِبَالُ قَبْلِي وَ لَا السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ هِيَ أَقْوَى مِنِّي وَ حَمَلْتُهَا بِعِلْمِكَ بِهَا وَ قِلَّةِ عَمَلِي وَ لَوْ كَانَ لِي عَمَلٌ يَنْفَعُنِي لَمْ تَقَرَّ فِي الدُّنْيَا عَيْنِي وَ لَصَارَتْ حَلَاوَتُهَا مَرَارَةً عِنْدِي وَ لَقَرَرْتُ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِي لَا بَيْتَ يَأْوِينِي وَ لَا ظِلَّ يُكِنُّنِي مَعَ الْوُحُوشِ مَقْعَدِي وَ مَقِيلِي وَ لَوْ فَعَلْتُ ذَلِكَ لَكَانَ يَحِقُّ لِي أَتَخَوَّفُ عَلَى نَفْسِي الْمَوْتَ يَطْلُبُنِي حَثِيثاً دَائِباً يَقُصُّ أَثَرِي مُوَكَّلٌ بِي كَأَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَحَداً غَيْرِي لَيْسَ بِنَاظِرِي سَاعَةً إِذَا جَاءَ أَجَلِي كَأَنِّي أَرَانِي صَرِيعاً بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كَأَنِّي بِالْمَوْتِ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمَوْتِ يَمْنَعُنِي وَ لَا يَدْفَعُ كَرْبَهُ عَنِّي وَ لَا أَسْتَطِيعُ امْتِنَاعاً يُؤَخِّرُنِي وَ بِكَأْسِ الْمَوْتِ يَسْقِينِي وَ لَا مَنْعَةَ عِنْدِي أُقَلِّبُ بِكَرْبِ الْمَوْتِ طَرْفِي جَزَعاً فَيَا لَكَ مِنْ
ص: 376
مَصْرَعٍ مَا أَفْظَعَهُ [أَفَظَّهُ خ ل] عِنْدِي مَغْلُوبَةً بِكَرْبِ نَفْسِي تَخْتَلِجُ لَهَا أَعْضَائِي وَ أَوْصَالِي وَ كُلُّ عِرْقٍ سَاكِنٍ مِنِّي فَكَأَنَّنِي بِمَلَكِ الْمَوْتِ يَسْتَلُّ رُوحِي مُسْتَسْلِمٌ لَهُ بَلْ عَلَى الْكَرَاهَةِ مِنِّي كَذَا رُسُلُ رَبِّي يَقْبِضُونَ فِي الْحَرِّ رُوحِي فَعِنْدَهَا يَنْقَطِعُ مِنَ الدُّنْيَا أَثَرِي وَ أُغْلِقَ بَابُ تَوْبَتِي وَ رُفِعَتْ كُتُبِي وَ طُوِيَتْ صَحِيفَتِي وَ عَفَا ذِكْرِي وَ رُفِعَ عَمَلِي وَ أُدْخِلْتُ فِي هَوْلِ آخِرَتِي وَ صِرْتُ جَسَداً بَيْنَ أَهْلِي يَصْرُخُونَ وَ يَبْكُونَ حَوْلِي قَدِ اسْتَوْحَشُوا مِنِّي وَ أَحَبُّوا فُرْقَتِي وَ عَجَّلُوا إِلَيَّ كَفَنِي وَ حَمَلُونِي إِلَى حُفْرَتِي فَأُلْقِيتُ فِيهَا لِجَنْبِي وَ سُوِّيَتِ الْأَرْضُ عَلَيَّ مِنْ فَوْقِي وَ سَلَّمُوا عَلَيَّ وَ وَدَّعُونِي وَ أُقِمْتُ فِي مُنْتَهَا مَنْ كَانَ قَبْلِي مِنْ جِيرَانٍ لَا يُؤَانِسُونِّي وَ لَا أَزُورُهُمْ وَ لَا يَزُورُونِّي وَ فِي عَسْكَرِ الْمَوْتِ خَلَّفُونِي فِيهِ مَضْجَعِي وَ مَنَامِي وَحْشٌ قَفْرٌ مَكَانِي قَدْ ذَهَبَ الْأَهْلُونَ عَنِّي وَ أَيْقَنُوا بِالتَّفْرِقَةِ مِنِّي لَا يَرْجُونِّي آخِرَ الدَّهْرِ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يُؤْنِسُنِي فِي وَحْشَتِي وَ لَا يَحْمِلُ ذَنْباً مِنْ ذُنُوبِي وَ كُلٌّ قَدْ ذَهَلَ عَنِّي وَ تَرَكُونِي وَحِيداً فِي قَبْرِي أَنَا صَاحِبُ نَفْسِي لَا يَرَانِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مَا يُفْعَلُ بِي فَإِنْ تَكُ رَبِّي رَاضِياً عَنِّي فَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى لِي وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَيَا حَسْرَتَى وَ يَا نَدَامَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ رَبِّي وَ كَيْفَ أَذْكُرُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ لَا تَدْمَعُ لَهُ عَيْنِي وَ لَا يَفْزَعُ لِذِكْرِهِ قَلْبِي وَ لَا تَرْعَدُ لَهُ فَرَائِصِي وَ لَا أَحْمِلُ عَلَى ثِقَلِهِ نَفْسِي وَ لَا أَقْصُرُ عَلَى هَوَايَ وَ شَهَوَاتِي مَغْرُورٌ فِي دَارِ غُرُورٍ قَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَكُونَ هَذَا الصِّدْقُ مِنِّي فَأَشْكُو إِلَيْكَ يَا رَبِّ قَسْوَةَ قَلْبِي وَ تَقْصِيرِي وَ إِبْطَائِي وَ قِلَّةَ شُكْرِ رَبِّي رَبِّ جَعَلْتَ لِي جَوَارِحَ لاِسْتِيهَامِ النِّعَمِ مِنْكَ يَحِقُّ لِي لَكَ الشُّكْرُ عَلَى جَوَارِحِي وَ أَعْضَائِي وَ أَوْصَالِي بِالَّذِي يَحِقُّ لَكَ عَلَيْهَا مِنَ الْعِبَادَةِ بِخُشُوعِ نَفْسِي وَ بَصَرِي وَ جَمِيعِ أَرْكَانِي فِيهِنَّ عَصَيْتُكَ رَبِّي وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ جَزَاءَكَ وَ لَا
ص: 377
شُكْرَكَ مِنِّي وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ أَوْبَقْتُ نَفْسِي وَ اسْتَهْلَكْتُهَا بِجُرْمِي فَاسْتَوْجَبْتُ الْعُقُوبَةَ مِنْكَ لَيْسَ دُونَكَ أَحَدٌ يَأْوِينِي وَ لَا يُطِيقُ مَلْجَئِي وَ لَا مِنْ عُقُوبَتِكَ يُنْجِينِي وَ لَا يَغْفِرُ ذَنْباً مِنْ ذُنُوبِي وَ كُلٌّ قَدْ شَغَلَ بِنَفْسِهِ عَنِّي بَارَزْتُكَ بِسَوْأَتِي وَ بَاشَرْتُ الْخَطَايَا وَ أَنْتَ تَرَانِي فِي سِرِّيَ مِنْهَا وَ عَلَانِيَتِي وَ أَظْهَرْتُ لَكَ مَا أَخْفَيْتُ مِنَ النَّاسِ فَاسْتَتَرْتُ مِنْ ذُنُوبِي وَ لَا يَرَوْنِي فَيَعِيبُونِي اسْتِحْيَاءً مِنْهُمْ وَ لَمْ أَسْتَحْيِكَ إِلَهِي قَدْ أَنِسْتُ إِلَى نَفْسِي وَ قَذَفَتْنِي فِي الْمَهَالِكِ شَهَوَاتِي وَ تَعَاطَتْ مَا تَعَاطَتْ وَ طَاوَعْتُهَا فِيمَا مَضَى مِنْ عُمُرِي وَ لَا أَجِدُهَا تُطِيعُنِي أَدْعُوهَا إِلَى رُشْدِهَا فَتَأْبَى أَنْ تُطِيعَنِي وَ أَشْكُو إِلَيْكَ رَبِّ مَا أَشْكُو لِتُصْرِخَنِي وَ تَسْتَنْقِذَنِي ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ .
قِيلَ أُسِرَ رَجُلٌ بِأَرْضِ الرُّومِ فَقَامَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مَلَكاً حَتَّى صَيَّرَهُ فِي خِبَائِهِ مَعَ رُفَقَائِهِ فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ:
أَيْنَ إِلَهُ الدَّاهِرِينَ أَيْنَ إِلَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْنَ مُغْرِقُ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودِهِ أَيْنَ مُهْلِكَ الْجَبَابِرَةِ أَيْنَ الَّذِي مَنِ ابْتَغَاهُ وَجَدَهُ أَيْنَ الَّذِي مَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ أَيْنَ الَّذِي لَا يُسْلِمُ أَوْلِيَاءَهُ أَيْنَ الَّذِي كَانَ وَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ أَيْنَ الَّذِي يَبْقَى وَ يَفْنَى كُلُّ شَيْءٍ بِأَمْرِهِ أَيْنَ الَّذِي أَرْسَى الْجِبَالَ بِقُدْرَتِهِ أَيْنَ الَّذِي زَجَرَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أَيْنَ مُفَرِّجَ الْغُمُومِ وَ الْهُمُومِ أَيْنَ خَالِقَ الْخَلَائِقِ أَيْنَ عَظِيمَ الْعُظَمَاءِ أَنْتَ هُوَ يَا رَبِّ أَنْتَ هُوَ يَا رَبِّ أَنْتَ هُوَ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَ اسْتَجِبْ دُعَائِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ افْكُكْنِي مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ ارْحَمْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا كهيعص آمِينَ
ص: 378
آمِينَ يَا قُدُّوسُ يَا قُدُّوسُ يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ يَا آخِرَ الْآخِرِينَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمٌ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا .
فَمِنَ الرِّوَايَاتِ فِيهِ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ أَوْ قَالَ الْأَعْظَمُ، وَ مِنَ الرِّوَايَاتِ فِيهِ بِإِسْنَادِنَا مِنَ الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ مُقَطَّعٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ . وَ مِنَ الرِّوَايَاتِ فِيهِ بِإِسْنَادِنَا مِنَ الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ أَ لَا أُعَلِّمُكَ اسْمَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ الْأَعْظَمَ قَالَ بَلَى قَالَ اقْرَأِ «الْحَمْدَ» وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وَ «آيَةَ الْكُرْسِيِّ» وَ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ . وَ مِنَ الرِّوَايَاتِ فِي اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِمَّا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ الرِّضَا (علیه السلام) قَالَ: مَنْ قَالَ بَعْدَ صَلَاةِ «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ» مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَ أَقْرَبَ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا وَ أَنَّهُ دَخَلَ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ. وَ مِنَ الرِّوَايَاتِ فِي اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ بِإِسْنَادِنَا أَيْضاً إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (علیه السلام) قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ» وَ مِنَ الرِّوَايَاتِ فِي اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ بِإِسْنَادِنَا أَيْضاً إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ (علیه السلام) يَقُولُ «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» أَقْرَبُ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا. و من الروايات في كيفية اسم الله الأعظم ما رويناه في كتاب البهي لدعوات النبي تصنيف الحافظ أبي محمد الحزمي عن عبد السلام بن محمد بن الحسن بن علي الخوارزمي الأندرسفاني في
ص: 379
عدة روايات . فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَنَسٌ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) بِأَبِي عَبَّاسٍ [عَيَّاشٍ خ ل] زَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ أَخِي بَنِي زُرَيْقٍ وَ قَدْ جَلَسَ وَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ هَلْ تَدْرُونَ مَا دَعَا بِهِ الرَّجُلُ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَ إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ،وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ أَسْمَاءَ بِنْتِ زَيْدٍ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ قُلِ: اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إِلَى بِغَيْرِ حِسابٍ . وَ بِرِوَايَةِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي سِتِّ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْحَشْرِ . وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ فِي «الْبَقَرَةِ» وَ «آلِ عِمْرَانَ» وَ «طه» قَالَ أَبُو أُمَامَةَ فِي الْبَقَرَةِ «آيَةُ الْكُرْسِيِّ» وَ فِي آلِ عِمْرَانَ «الم اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» وَ فِي طَهَ «وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ » وَ مِنْهَا فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) رَجُلاً يَقُولُ عِشَاءً اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ. وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ فِي رِوَايَةٍ ذَكَرْنَاهَا فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنَ التَّحْصِيلِ فِي تَرْجَمَةِ الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَ إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ. وَ مِنْهَا فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) رَجُلاً يَقُولُ عِشَاءً اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ. وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ فِي رِوَايَةٍ ذَكَرْنَاهَا فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنَ التَّحْصِيلِ فِي تَرْجَمَةِ الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَ إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ. وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فَقَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) تَوَضَّأْ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ قَالَ ادْعِي حَتَّى أَسْمَعَ فَفَعَلْتُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ الْكَبِيرِ الْأَكْبَرِ فَقَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَصَبْتِهِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ . وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) إِنَّ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فَحُبِسَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِإِذْنِ اللَّهِ
ص: 380
عَزَّ وَ جَلَّ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكِ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْحَمْدِ وَ سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ سُرَادِقِ الْقُدْرَةِ وَ سُرَادِقِ السُّلْطَانِ وَ سُرَادِقِ السَّرَائِرِ أَدْعُوكَ يَا رَبِّ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ النُّورُ الْبَارُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الصَّادِقُ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ نُورُهُنَّ وَ قِيَامُهُنَّ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ حَنَّانٌ نُورٌ دَائِمٌ قُدُّوسٌ حَيٌّ لَا يَمُوتُ .
وَ بِرِوَايَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم):
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَ بِرِضْوَانِكَ الْأَكْبَرِ .
وَ بِرِوَايَةِ عَائِشَةَ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَ إِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ وَ إِذَا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ فَرَّجْتَ .
وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَ جَدِّكَ الْأَعْلَى وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ .
وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ وَ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اسْمِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ إِلَّا كَمَا بَيْنَ سَوَادِ الْعَيْنِ وَ بَيَاضِهَا مِنَ الْقُرْبِ، وَ مِنْهَا عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعَلِّمَنِي اسْمَهُ الْأَعْظَمَ قَالَ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ مَكْتُوباً فِي السَّمَاءِ بِالْكَوَاكِبِ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
ص: 381
وَ مِنْهَا بِرِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ (علیهما السلام) قَالَ: سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي عَقِيبِ كُلِّ صَلَاةٍ سَنَةً أَنْ يُعَلِّمَنِي اسْمَهُ الْأَعْظَمَ قَالَ فَوَ اللَّهِ إِنِّي لَجَالِسٌ قَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ إِذْ مَلَكَتْنِي عَيْنَايَ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ اللَّهِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ثُمَّ قَالَ أَ فَهِمْتَ أَمْ أُعِيدُ إِلَيْكَ فَقُلْتُ أَعِدْ عَلَيَّ فَفَعَلَ قَالَ عَلِيٌّ (علیه السلام) فَمَا دَعَوْتُ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُهُ وَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَهُ ذُخْراً .
و منها بإسناده إلى صالح المري قال قال لي قائل في منامي أ لا أعلمك اسم الله الأكبر الذي إذا دعي به أجاب قلت بلى قال إذا دعوت فقل: اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك الطاهر المطهر المقدس قال صالح ما دعوت الله به في بر أو بحر إلا استجاب الله لي.
و منها قال غالب القطان مكثت فكنت أدعو الله عشرين سنة أن يعلمني اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى فبينا أنا ذات ليلة أصلي إذ سمعت قائلا يقول يا غالب أنصت لما سمعت ثم غلبتني عيناي و أنا قائم إذا سمعت قائلا يقول: يا فارِجَ الغَمِّ وَ يا كاشِفَ الهَمِّ وَ يا مُوفِيَ العَهدِ وَ يا حَيُّ وَ يا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فما سألت الله بعدها بها شيئا إلا أعطاني.
وَ مِنْهَا بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ بَلَغَهُ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ تَعَالَى أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى يَعْقُوبَ (علیه السلام) فَأَذِنَ لَهُ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ بِالَّذِي خَلَقَكَ هَلْ قَبَضْتَ رُوحَ يُوسُفَ قَالَ لَا أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ لَا تَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاكَ قَالَ بَلَى قَالَ قُلْ يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَداً وَ لَا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ قَالَ فَمَا طَلَعَ الْفَجْرُ حَتَّى أُتِيَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ (علیه السلام) . وَ رَوَيْتُ مِنْ تَذْيِيلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُخَارِيِّ فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرْبِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
ص: 382
أَسْمَاءَ بِنْتِ زَيْدٍ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ « اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» وَ «إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ ».
و من الروايات في اسم الله الأعظم مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْجَارُودِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ (علیه السلام) قَالَ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) عَنِ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَ سَكَتَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا وَ هِيَ سَاجِدَةٌ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ فَإِنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ فَقَالَ لَهَا سَأَلْتَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ .
و نحن نذكره هاهنا حيث قد ذكرنا كثيرا مما قيل في الاسم الأعظم فنقول وجدت في كتاب عتيق ما هذا لفظه الدعاء الذي فيه الاسم الأعظم عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيِّ .
قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى الْعَلَوِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عِيسَى بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (صلوات الله و سلامه علیه) قَالَ: دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى عِشْرِينَ سَنَةً أَنْ يُعَلِّمَنِي اسْمَهُ الْأَعْظَمَ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِمٌ أُصَلِّي فَرَقَدَتْ عَيْنَايَ إِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَدْ أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ دَنَا مِنِّي وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ثُمَّ قَالَ لِي أَيَّ شَيْءٍ سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ قُلْتُ يَا جَدَّاهْ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعَلِّمَنِي اسْمَهُ الْأَعْظَمَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ اكْتُبْ قُلْتُ وَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ بِإِصْبَعِكَ عَلَى رَاحَتِكَ وَ هُوَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ وَحْدَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ وَ ذُو الْأَسْمَاءِ الْعِظَامِ وَ ذُو الْعِزِّ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ
ص: 383
واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ ثُمَّ ادْعُ بِمَا شِئْتَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صلی الله علیه و آله و سلَّم) بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَقَدْ جَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فَجَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا وَصَفَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ عِيسَى بْنُ زَيْدٍ فَجَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا وَصَفَ زَيْدٌ أَبِي قَالَ أَحْمَدُ فَجَرَّبْتُهُ فَكَانَ كَمَا ذَكَرُوا (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .
أقول أنا الذي رويناه و عرفناه أن علي بن الحسين (علیهما السلام) كان عالما بالاسم الأعظم هو و جده رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلَّم) و الأئمة من العترة الطاهرين و لكنا ذكرنا كما وجدناه.
و من الروايات في الاسم الأعظم ما رويناه أيضا بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار رحمه الله و بإسنادنا إلى ابن أبي قرة من كتابه كتاب المتهجد و ذكر أن الذي كان يدعو به تحت الميزاب و هو مولانا موسى بن جعفر (علیهما السلام) وَ هَذَا أَيْضاً رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ (رَحِمَهُ اللَّهُ) بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى سُكَيْنِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ نَائِماً بِمَكَّةَ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ لِي قُمْ فَإِنَّ تَحْتَ الْمِيزَابِ رَجُلاً يَدْعُو اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَفَزِعْتُ فَنِمْتُ فَنَادَانِي ثَانِيَةً بِمِثْلِ ذَلِكَ فَفَزِعْتُ ثُمَّ نِمْتُ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ قُمْ فَإِنَّ هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ وَ هُوَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ تَحْتَ الْمِيزَابِ يَدْعُو اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَقَالَ قُمْتُ وَ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْحِجْرَ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَجَلَسْتُ خَلْفَهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ لَا يَمُوتُ يَا حَيُّ لَا يَمُوتُ يَا حَيُّ لَا يَمُوتُ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
ص: 384
(ثَلَاثاً) وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْعَزِيزِ الْمَتِينِ (ثَلَاثاً).
قَالَ سُكَيْنٌ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ حَتَّى حَفِظْتُهَا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَالْتَفَتَ كَذَا وَ كَذَا فَإِذَا الْفَجْرُ قَدْ طَلَعَ قَالَ فَجَاءَ إِلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَ هُوَ الْمُسْتَجَارُ فَصَلَّى الْفَرِيضَةَ ثُمَّ خَرَجَ. يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس مؤلف هذا الكتاب إن الأخبار كثيرة من طرق أصحابنا و غيرهم مختلفة في اسم الله الأعظم فاقتصرنا على هذه الروايات لما رأيناه من الصواب و ها أنا ذاكر حديثا أيضا في اسم الله الأعظم وجدته غريبا و هذا لفظه.أَقُولُ وَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ عَطَاءٍ ذَكَرَ أَنَّهُ جَرَّبَهُ أَنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا نُورُ يَا نُورُ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .
وَ هِيَ عَلَى التِّسْعَةِ وَ عِشْرِينَ حَرْفاً الَّتِي يَنْطِقُ بِهَا الْعَالِمُ تَقُولُ بَعْدَ أَنْ تُصَلِّي مَهْمَا أَحْبَبْتَ مِائَتَيْ مَرَّةٍ آمَنْتُ بِاللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ وَ مِائَتَيْ مَرَّةٍ أَعْبُدُ اللَّهَ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَ مِائَتَيْ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ:
يَا مُتَعَالِي يَا مُهَيْمِنُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ اسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَكْبَرِ الْأَجَلِّ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ الْعَدْلِ النُّورِ وَ هُوَ اسْمُكَ.
ثُمَّ تَدْعُو وَ تَذْكُرُ الاِسْمَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ اللَّهَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ اهْدِنِي ٮعٮر كصٮ حعص لا سرح طیطڡص الم᷉ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ثُمَّ تَدْعُو عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ بِهَذِهِ التِّسْعَةِ وَ عِشْرِينَ اسْماً تَقْرَؤُهُ وَ أَنْتَ مُنْتَصِبٌ فَتَقُولُ
ص: 385
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنَّكَ حَيٌّ قَيُّومٌ رَحْمَانٌ دَيَّانٌ عَظِيمٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَ رَبِّي وَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ. وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ مَجِيدٌ مُؤْمِنٌ مُهَيْمِنٌ مَلِكٌ مَالِكٌ مَلِيكٌ مُتَكَبِّرٌ صَدْرٌ صَمَدٌ مَوْلًى مَلِيٌّ مُعْطٍ مَانِعٌ مُعِزٌّ مُتَعَزِّزٌ مُتَعَالٍ مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ مُنْعِمٌ مُتَفَضِّلٌ مُسَبَّحٌ مَاجِدٌ مَجِيدٌ مُتَحَنِّنٌ مُحْيٍ مُمِيتٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ مُقْتَدِرٌ مُبِينٌ مَتِينٌ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ حَيٌّ حَمِيدٌ حَكِيمٌ حَلِيمٌ حَكَمٌ حَقٌّ حَفِيظٌ حَافِظٌ حَسِيبٌ حَبِيبٌ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ دَيَّانٌ دَائِمٌ دَيْمُومٌ دَافَعٌ فَادْفَعْ عَنِّي شَرَّ مَا أَحْذَرُ مِنْ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ سَمِيعٌ سَامِعٌ سَيِّدٌ سَنَدٌ فَاسْمَعْ وَ لَا تُعْرِضْ عَنِّي وَ سَلِّمْنِي مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ وَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ وَاسِعٌ وَهَّابٌ وَالٍ وَلِيٌّ وَفِيٌّ وَافٍ وَكِيلٌ وَادٌّ وَدُودٌ وَارِثٌ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ رَحْمَانٌ رَحِيمٌ رَءُوفٌ رَبٌّ رَازِقٌ رَقِيبٌ رَافِعٌ رَفِيعٌ فَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ هَادٍ فَاهْدِنِي بِهِدَايَتِكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ فَإِنَّهُ لَا هَادِيَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ ذَاكِرٌ ذُو الْعَرْشِ ذُو الطَّوْلِ ذُو الْآلَاءِ وَ الْمَعَارِجِ وَ الْمَنِّ الْقَدِيمِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فَقَوِّنِي لِعِبَادَتِكَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ نُورٌ نَاصِرٌ نَصِيرٌ فَتَّاحٌ بِالْخَيْرَاتِ أَعِنِّي عَلَى نَفْسِي وَ انْصُرْنِي عَلَى عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّي مِنَ
ص: 386
الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ عَلَى الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ اللَّهُمَّ انْصُرْنِي نَصْرَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ ،اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ عَالِمٌ عَلِيمٌ عَلَّامُ الْغُيُوبِ عَالٍ عَلِيٌّ عَظِيمٌ عَزِيزٌ عَفُوٌّ عَطَّافٌ عَدْلٌ فَاعْفُ عَنِّي مَا سَلَفَ مِنْ خَطَايَايَ وَ ذُنُوبِي وَ وَفِّقْنِي فِي مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي لِطَاعَتِكَ أَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ النَّارِ .
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ قَدْ سَقَطَتْ إِحْدَيْ يَدَيْهِ مِنْ فَالِجٍ بِهِ وَ هُوَ يَطْلُبُ إِلَى أَبِي أَنْ يَدْعُوَ لَهُ دَعْوَةً وَ ذَكَرَ أَنَّ بِهِ حَصَاةً لَا يَقْدِرُ عَلَى الْبَوْلِ إِلَّا بِشِدَّةٍ فَعَلَّمَهُ أَبِي هَذَا الدُّعَاءَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ امْسَحْ يَدَيْكَ الْمُبَارَكَتَيْنِ عَلَى يَدِي فَفَعَلَ فَقَالَ لَهُ أَبِي قُلْ هَذَا الدُّعَاءَ حِينَ تُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ دُعَاءَ الْعَلِيلِ الذَّلِيلِ الْفَقِيرِ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ قَلَّتْ حِيلَتُهُ وَ ضَعُفَ عَمَلُهُ مِنَ الْخَطِيئَةِ وَ الْبَلَاءِ دُعَاءَ مَكْرُوبٍ إِنْ لَمْ تُدَارِكْهُ هَلَكَ وَ إِنْ لَمْ تَسْتَنْقِذْهُ فَلَا حِيلَةَ لَهُ فَلَا تُحِطْ بِي يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ إِلَهِي مَكْرَكَ وَ لَا تُثْبِتْ عَلَيَّ غَضَبَكَ وَ لَا تَضْطَرَّنِي إِلَى الْيَأْسِ مِنْ رَوْحِكَ وَ الْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ طُولِ الصَّبْرِ عَلَى الْأَذَى اللَّهُمَّ لَا طَاقَةَ لِي عَلَى بَلَائِكَ وَ لَا غَنَاءَ بِي عَنْ رَحْمَتِكَ وَ رَوْحِكَ وَ هَذَا اِبْنُ نَبِيِّكَ وَ حَبِيبِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ بِهِ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فَإِنَّكَ جَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِلْخَائِفِ وَ اسْتَوْدَعْتَهُ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ فَاكْشِفْ ضُرِّي وَ خَلِّصْنِي مِنْ هَذِهِ الْبَلِيَّةِ إِلَى مَا عَوَّذْتَنِي مِنْ عَافِيَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ.
ص: 387
فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَاهُ بَعْدَ أَيَّامٍ وَ مَا بِهِ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ يَجِدُ وَ قَالَ وَ أَمَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنْ أَكْتُمَ ذَلِكَ وَ قَالَ أَخْبَرْتُ أَبِي بِعَافِيَةِ الرَّجُلِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ مَنْ كَتَمَ بَلَاءً ابْتُلِيَ بِهِ مِنَ النَّاسِ وَ شَكَاهُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُعَافِيَهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ عِنْدَ هَذَا الدُّعَاءِ .
أن ابن عقبة بن إسماعيل الحضرمي عمي فرأى في منامه قائلا يقول له قل:
يا قَريبُ يَا مُجِيبُ يا سَميعَ الدُعَاءِ يا لَطِيفاً لِمَا يَشَاءُ رُدَّ إِلَيَّ بَصَرِي .
فقال ذلك فعاد إليه بصره بخط الرضا الآوي (قدس الله روحه) ما هذا لفظه دُعَاءٌ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَ أَدْعُوكَ وَ أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكَ لِيَرُدَّ بِكَ عَلَيَّ نُورَ بَصَرِي.
فَمَا قَامَ الْأَعْمَى إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ. و رأيت في المجلد الأول من كتاب التجمل في ترجمة محمد بن جعفر بن عبد الله بن يحيى بن خاقان ما معناه أن إنسانا ضعف بصره فرأى في منامه من يقول له قل:
أُعِيذُ نُورَ بَصَرِي بِنُورِ اللهِ الَّذِي لَا يُطْفَأ و امسح بيديك على عينيك و تتبعها بآية الكرسي فقال فصح بصره و جرب ذلك فصح في التجربة.
نذكره بلفظه و ننظر المراد منه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍالفروراري [الْفَرَاوِيِّ خ ل] (أَيَّدَهُ اللَّهُ) قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الزَّاهِدِ
ص: 388
أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيِّ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لِبَعْضِ الْأَئِمَّةِ يَقْنُتُ بِهِ كَتَبَتُهُ بِنَيْسَابُورَ مِنْ نُسْخَةِ أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كِسْرَى يَسَارِ بْنِ قِيرَاطٍ الْبَلْخِيِّ وَ يُعْرَفُ بِدُعَاءِ السَّارَاي.
بِسْمِ اللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَوَجُّهاً بِالدُّعَاءِ إِلَى اللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَقَرُّباً بِالتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَوَسُّلاً بِالتَّطَلُّبِ إِلَى اللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَبُّداً لِلَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَذَلُّلاً لِلَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَلَطُّفاً لِلَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَخَشُّعاً لِلَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِكَانَةً لِلَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِعَانَةً بِاللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِغَاثَةً بِاللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْمُسْتَعَانُ بِاللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا عَلَيْهِنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا رَبِّ السَّمَاوَاتِ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ. وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يَا اللَّهُ يَا لَطِيفُ يَا اللَّهُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ آلِهِ كُلِّهِمْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ ضَاعِفْ أَنْوَاعَ الْعَذَابِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ وَ ثَبِّتْ شِيعَتَهُمْ عَلَى طَاعَتِكَ وَ طَاعَتِهِمْ وَ عَلَى دِينِكَ وَ مِنْهَاجِهِمْ وَ لَا تَنْزِعْ مِنْهُمْ سَيِّدِي شَيْئاً مِنْ صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ لَا تُزِغْ قُلُوبَهُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَهُمْ وَ هَبْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ
ص: 389
أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْ تَجْعَلَ اللَّعَنَاتِ كُلَّهَا عَلَى مَنْ لَعَنْتَهُمْ وَ أَنْ تَبْدَأَ بِالَّذِينَ ظَلَمَا آلَ رَسُولِكَ وَ غَصَبَا حُقُوقَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَ شَرَعَا غَيْرَ دِينِكَ اللَّهُمَّ فَضَاعِفْ عَلَيْهِمَا عَذَابَكَ وَ غَضَبَكَ وَ لَعَنَاتِكَ وَ مَخَازِيَكَ بِعَدَدِ مَا فِي عِلْمِكَ بِحَسَبِ اسْتِحْقَاقِهِمَا مِنْ عَذَابِكَ وَ أَضْعَافِ أَضْعَافِ أَضْعَافِهِ بِمَبْلَغِ قُدْرَتِكَ عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ بِجَمِيعِ سُلْطَانِكَ ثُمَّ بِسَائِرِ الظَّلَمَةِ مِنْ خَلْقِكَ لِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الزَّاهِدِينَ [الزَّاهِرِينَ خ ل] صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ بِحَسَبِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَ فِي كُلِّ أَوَانٍ وَ لِكُلِّ شَأْنٍ وَ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ وَ مَعَ كُلِّ بَيَانٍ وَ كَذَا كُلِّ إِحْسَانٍ أَبَداً دَائِماً وَاصِلاً مَا دَامَتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ يَا ذَا الْفَضْلِ وَ الثَّنَاءِ وَ الطَّوْلِ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ يَا اللَّهُ وَ بِحَمْدِكَ تَرَحَّمْتَ عَلَى خَلْقِكَ فَهَدَيْتَهُمْ إِلَى دُعَائِكَ فَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَ سَعْدَيْكَ وَ الْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ وَ الْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ عُبَيْدُكَ دَاعِيكَ مُنْتَصِبٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ رِقُّكَ وَ رَاجِيكَ مُنْتَهٍ عَنْ مَعَاصِيكَ وَ سَائِلُكَ مِنْ فَضْلِكَ يُصَلِّي لَكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ بِكَ وَ لَكَ وَ مِنْكَ وَ إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَ لَا مُلْتَجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ حَنَانَيْكَ سُبْحَانَكَ وَ تَعَالَيْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ الرَّغْبَةَ إِلَيْكَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ رَبَّ الْوَرَى تَرَى وَ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَ إِلَيْكَ الرُّجْعَى وَ إِلَيْكَ الْمَمَاتُ وَ الْمَحْيَا وَ لَكَ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَى وَ لَكَ الْقُدْرَةُ وَ الْحُجَّةُ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْيُ وَ أَنْتَ الْغَفَّارُ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى فَآمَنَّا بِكَ يَا سَيِّدِي وَ سَأَلْنَاكَ وَ اهْتَدَيْنَا لَكَ بِمَنْ هَدَيْتَنَا بِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ الْمُخْتَارِینَ
ص: 390
مِنَ الْمُتَّقِينَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْخَيِّرِينَ الْفَاضِلِينَ الزَّاهِدِينَ الْمَرْضِيِّينَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ بِعِزِّ جَلَالِكَ وَ أَدْخِلْنَا بِهِمْ فِيمَنْ هَدَيْتَ وَ عَافِنَا بِهِمْ فِيمَنْ عَافَيْتَ وَ تَوَلَّنَا بِهِمْ فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَ ارْزُقْنَا بِهِمْ فِيمَنْ رَزَقْتَ وَ بَارِكْ لَنَا بِهِمْ فِيمَا أَعْطَيْتَ وَ قِنَا بِهِمْ جَمِيعَ شُرُورِ مَا قَدَّرْتَ وَ قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَ لَا يُقْضَى عَلَيْكَ وَ تُذِلُّ وَ لَا يُذَلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَ تُجِيرُ وَ لَا يُجَارُ عَلَيْكَ وَ الْمَسِيرُ وَ الْمَعَادُ إِلَيْكَ آمَنَّا بِكَ يَا سَيِّدِي وَ تَوَكَّلْنَا عَلَيْكَ وَ سَمِعْنَا لَكَ يَا سَيِّدِي وَ فَوَّضْنَا أَمْرَنَا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ فَإِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى وَ نَعُوذُ بِكَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ مِنْ تَتَابُعِ الْفَنَاءِ وَ الْبَلَاءِ وَ مِنَ الْوَبَاءِ وَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ. وَ مِنْ حِرْمَانِ الدُّعَاءِ وَ مِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي أَنْفُسِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ وَ فِي أَدْيَانِهِمْ وَ فِي جَمِيعِ مَا تَفَضَّلْتَ وَ تَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْهِمْ مَا عَاشُوا وَ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ وَ نَعُوذُ بِكَ يَا سَيِّدِي مِنَ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَ مِنْ مَرَدٍّ إِلَى النَّارِ فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ أَعُوذُ بِكَ يَا سَيِّدِي مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْهَارِبِ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ أَهْرُبُ إِلَيْكَ إِلَهِي مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَجِيرِ بِكَ مِنَ النَّارِ أَسْتَجِيرُ بِكَ يَا سَيِّدِي وَ إِلَهِي مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ التَّائِبِ الرَّاغِبِ إِلَيْكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ إِلَهِي فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ التَّائِبِ إِلَيْكَ الضَّارِعِ إِلَيْكَ الطَّالِبِ إِلَيْكَ فِي عِتْقِ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ مَنْ بَاءَ بِخَطِيئَتِهِ وَ تَابَ وَ أَنَابَ إِلَى رَبِّهِ وَ تَوَجَّهَ بِوَجْهِهِ إِلَى الَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَ مِنْهَاجِهِ وَ عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَ شَرِيعَتِهِ وَ عَلَى وِلَايَةِ عَلِيٍّ وَ إِمَامَتِهِ وَ عَلَى نَهْجِ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْأَوْلِيَاءِ الْمُخْتَارِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا الْمَخْصُوصِينَ بِالْإِمَامَةِ وَ الطَّهَارَةِ وَ الْوِصَايَةِ وَ الْحِكْمَةِ
ص: 391
وَ التَّسْمِيَةِ بِالسِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ وَ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بَاقِرِ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ بِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْعَبْدِ الصَّالِحِ الْأَمِينِ وَ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا مِنَ الْمَرْضِيِّينَ وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّقِيِّ مِنَ الْمُتَّقِينَ وَ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِ مِنَ الْمُطَهَّرِينَ وَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَادِي مِنَ الْمَهْدِيِّينَ وَ بالحسن الْمُبَارَكِ مِنَ الْمُبَارَكِينَ وَ عَلَى سُنَنِهِمْ وَ سُبُلِهِمْ وَ حُدُودِهِمْ وَ نَحْوِهِمْ وَ أَمِّهِمْ وَ أَمْرِهِمْ وَ تَقْوَاهُمْ وَ سُنَّتِهِمْ وَ سِيرَتِهِمْ وَ قَلِيلِهِمْ وَ كَثِيرِهِمْ حَيّاً وَ مَيِّتاً وَ شُكْرَ الدُّنْيَا عَلَى ذَلِكَ دَائِماً دَائِماً فَيَا اللَّهُ يَا نُورَ كُلِّ نُورٍ يَا صَادِقَ النُّورِ يَا مَنْ صِفَتُهُ النُّورُ يَا مُدَهِّرَ الدُّهُورِ يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ يَا مُجْرِيَ الْبُحُورِ يَا بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ يَا مُجْرِيَ الْفُلْكِ لِنُوحٍ يَا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِدَاوُدَ يَا مُؤْتِيَ سُلَيْمَانَ مُلْكاً عَظِيماً يَا كَاشِفَ الضُّرِّ عَنْ أَيُّوبَ يَا جَاعِلَ النَّارِ بَرْداً وَ سَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ يَا فَادِيَ ابْنِهِ بِالذِّبْحِ الْعَظِيمِ يَا مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ يَا مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ يَا مُكَلِّمَ مُوسَى تَكْلِيماً يَا مُؤَيِّدَ عِيسَى بِالرُّوحِ تَأْيِيداً يَا فَاتِحَ لِمُحَمَّدٍ فَتْحاً مُبِيناً وَ يَا نَاصِرَهُ نَصْراً عَزِيزاً يَا جَاعِلاً لِلْخَلْقِ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً يَا مُذْهِباً عَنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ الرِّجْسَ وَ مُطَهِّرَهُمْ تَطْهِيراً أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فَوَاضِلَ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ زَاكِيَاتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ نَوَامِيكَ وَ رِضْوَانِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ مَحَبَّتِكَ وَ تَحِيَّتِكَ وَ صَلَوَاتِكَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ طَاعَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى جَمِيعِ أَجْسَادِهِمْ وَ أَرْوَاحِهِمْ وَ عَلَى كُلِّ مَنْ أَحْبَبْتَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ بِعَدَدِ مَا فِي عِلْمِكَ وَ آمَنْتُ يَا اللَّهُ بِكَ وَ بِهِمْ وَ بِجَمِيعِ مَنْ أَمَرْتَ بِالْإِيمَانِ بِهِ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ آمَنْتُ بِكَ يَا اللَّهُ وَ بِجَمِيعِ أَسْرَارِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَانِيَتِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ مَعْرُوفِهِمْ حَيّاً
ص: 392
وَ مَيِّتاً وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ كَمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ بِعَدَدِ مَا فِي عِلْمِ اللَّهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَ فِي كُلِّ حِينٍ وَ أَوَانٍ وَ فِي كُلِّ شَأْنٍ وَ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ أَبَداً دَائِماً وَاصِلاً مَا دَامَتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ بِكَ وَ بِجَمِيعِ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا اللَّهُ يَا مُتَعَالِيَ الْمَكَانِ يَا رَفِيعَ الْبُنْيَانِ يَا عَظِيمَ الشَّأْنِ يَا عَزِيزَ السُّلْطَانِ يَا ذَا النُّورِ وَ الْبُرْهَانِ يَا ذَا الْقُدْرَةِ وَ الْبَيَانِ يَا هَادِيَ الْإِيمَانِ يَا مَخُوفَ الْأَحْكَامِ يَا مَخْشِيَّ الاِنْتِقَامِ يَا ذَا الْمُلْكِ وَ الْمَعَارِجِ يَا ذَا الْعَدْلِ وَ الرَّغَائِبِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ الْمُتَّقِينَ الزَّاهِدِينَ [الزَّاهِرِينَ خ ل] بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ وَ أَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَهُمْ بِعِزِّ جَلَالِكَ وَ أَنْ تَجْعَلَ أَنْوَاعَ الْعَذَابِ وَ اللَّعَائِنِ بِعَدَدِ مَا فِي عِلْمِكَ عَلَى مُبْغِضِيهِمْ وَ مُعَادِيهِمْ وَ عَائِبِيهِمْ وَ مُنَاوِيهِمْ وَ التَّارِكِينَ أَمْرَهُمْ وَ الرَّادِّينَ عَلَيْهِمْ وَ الْجَاحِدِينَ وَ الصَّادِّينَ عَنْهُمْ وَ الْبَاغِينَ سِوَاهُمْ وَ الْغَاصِبِينَ حُقُوقَهُمْ وَ الْجَاحِدِينَ فَضْلَهُمْ وَ النَّاكِثِينَ عَهْدَهُمْ وَ الْمُتَلَاشِينَ ذِكْرَهُمْ وَ الْمُتَشَاكِلِينَ بِرَسْمِهِمْ وَ الْوَاطِئِينَ لِسَمْتِهِمْ وَ النَّاشِئِينَ خِلَافَهُمْ وَ النَّابِذِينَ وَلَايَتَهُمْ وَ النَّاصِبِينَ عَدَاوَتَهُمْ وَ الْمَانِعِينَ لَهُمْ وَ النَّاكِثِينَ لِأَتْبَاعِهِمْ اللَّهُمَّ فَأَبِحْ حَرِيمَهُمْ وَ أَلْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَ أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَ عَذَابَكَ وَ غَضَائِبَكَ وَ لَعَائِنَكَ وَ مَخَاذِيَكَ وَ دَمَارَكَ وَ دَبَارَكَ وَ سَفَالَكَ وَ نَكَالَكَ وَ سَخَطَكَ وَ سَطَوَاتِكَ وَ بَأْسَكَ وَ بَوَارَكَ وَ نَكَلَاتِكَ وَ وَبَالَكَ وَ بَلَاءَكَ وَ هَلَاكَكَ وَ هَوَانَكَ وَ شَقَاءَكَ وَ شَدَائِدَكَ وَ نَوَازِلَكَ وَ نَقِمَاتِكَ وَ مَعَارَّكَ وَ مَضَارَّكَ وَ خِزْيَكَ وَ خِذْلَانَكَ وَ مَكْرَكَ وَ مَتَالِفَكَ وَ قَوَامِعَكَ وَ أَوْرَاطَكَ وَ أَوْتَارَكَ وَ عِقَابَكَ بِمَبْلَغِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ بِعَدَدِ أَضْعَافِ أَضْعَافِ أَضْعَافِ اسْتِحْقَاقِهِمْ مِنْ عَدْلِكَ مِنْ كُلِّ زَمَانٍ وَ فِي كُلِّ أَوَانٍ وَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ مَعَ كُلِّ بَيَانٍ أَبَداً دَائِماً وَاصِلاً مَا دَامَتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ بِكَ وَ بِجَمِيعِ قُدْرَتِكَ يَا أَقْدَرَ
ص: 393
الْقَادِرِينَ يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ يَا مُعْتِقَ الرِّقَابِ يَا كَرِيمُ يَا وَهَّابُ يَا رَحِيمُ يَا تَوَّابُ أَنْتَ تَدْعُونِي حَتَّى أَكْلَةٍ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ قَدْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي عِنْدَكَ وَ خِفْتُ أَنْ لَا أَسْتَحِقَّ إِجَابَتَكَ وَ عَفْوَكَ وَ رَحْمَتَكَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِنْ ذُنُوبِي حَتَّى لَا أَقْنَطَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا أَيْئَسَ مِنْ حُسْنِ إِجَابَتِكَ فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ بِرَحْمَتِكَ وَ لْيَنَلْنِي حُسْنُ إِجَابَتِكَ بِرَأْفَتِكَ وَ لتكرمني بِسَابِغِ عَطَائِكَ وَ سَعَةِ فَضْلِكَ وَ الرِّضَا بَأَقْدَارِكَ بِغَيْرِ فَقْرٍ وَ فَاقَةٍ وَ تُبَلِّغَنِي سُؤْلِي وَ نَجَاحَ طَلِبَتِي وَ عَنْ حُسْنِ إِجَابَتِكَ إِلْحَاحِي وَ عَنْ جُمْلَةِ اعْتِرَافِي وَ اسْتِغْفَارِي أَسْتَغْفِرُكَ إِلَهِي وَ سَيِّدِي مِنْ جَمِيعِ مَا كَرِهْتَهُ مِنِّي بِجَمِيعِ الاِسْتِغْفَارَاتِ لَكَ وَ تُبْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا كَرِهْتَهُ مِنِّي بِأَفْضَلِ التَّوْبَاتِ لَدَيْكَ مُصَلِّياً عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الزَّاهِدِينَ بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ وَ لَاعِناً أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَهُمْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ وَ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ وَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ عَلَى أَفْضَلِ مَحَبَّتِكَ وَ مَرْضَاتِكَ حَيّاً وَ مَيِّتاً حَتَّى تَرْضَى عَنِّي وَ تَمْحُوَنِي مِنَ الْأَشْقِيَاءِ الْمَحْرُومِينَ إِجَابَتَكَ وَ تَكْتُبَنِي مِنَ السُّعَدَاءِ الْمُسْتَحِقِّينَ إِجَابَتَكَ فَإِنَّكَ سَيِّدِي تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَ وَالَيْنَا الْوَلِيَّ وَ تَأَمَّمْنَا الْأَئِمَّةَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ وَ أَدْخِلْنَا بِهِمْ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَ انْصُرْنَا بِهِمْ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وَ بِجَمِيعِ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ثُمَّ قُلْ سَبْعِينَ مَرَّةً أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لِجَمِيعِ ذُنُوبِي وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْنَا بِرَحْمَتِهِ. ثُمَّ ارْكَعْ وَ كُنْ مَعَ السّاجِدِينَ. وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ .
أقول و هذا آخر لفظ الدعاء المذكور و فيه ما يحتاج إلى استدراك و تحقيق الأمور.
ص: 394
قَالَ: كَتَبَ وَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّيِّ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبْرِزْ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) وَ كَانَ مَحْبُوساً فِي حَبْسِهِ وَ اضْرِبْهُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ فَأَخْرَجَهُ صَالِحٌ إِلَى الْمَسْجِدِ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ وَ صَعِدَ صَالِحٌ الْمِنْبَرَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَأْمُرُ بِضَرْبِ الْحَسَنِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ الْكِتَابَ إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیهم السلام) فَأَفْرَجَ النَّاسُ عَنْهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ عَمِّ ادْعُ اللَّهَ بِدُعَاءِ الْكَرْبِ يُفَرِّجْ عَنْكَ فَقَالَ مَا هُوَ يَا ابْنَ الْعَمِّ فَقَالَ قُلْ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
قَالَ وَ انْصَرَفَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (علیهما السلام) وَ أَقْبَلَ الْحَسَنُ يُكَرِّرُهَا فَلَمَّا فَرَغَ صَالِحٌ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ وَ نَزَلَ قَالَ أَرَى سَجِيَّةَ رَجُلٍ مَظْلُومٍ أَخِّرُوا أَمْرَهُ وَ أَنَا أُرَاجِعُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ وَ كَتَبَ صَالِحٌ إِلَى الْوَلِيدِ فِي ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَطْلِقْهُ . وَ رَأَيْتُ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ لِمُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: إِذَا حَزَنَكَ أَمْرٌ فَقُلْ فِي آخِرِ سُجُودِكَ:
يَا جَبْرَائِيلُ يَا مُحَمَّدُ يَا جَبْرَائِيلُ يَا مُحَمَّدُ تُكَرِّرُ ذَلِكَ اكْفِيَانِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَإِنَّكُمَا كَافِيَانِ وَ احْفَظَانِي بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِنَّكُمَا حَافِظَانِ .
أقول: قد ذكرنا في تعقيب العصر من يوم الجمعة فصلين من الدعاء مروية في زمن الغيبة وَ نَرْوِي بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُعْفِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالصَّابُونِيِّ مِنْ جُمْلَةِ حَدِيثٍ بِإِسْنَادِهِ وَ ذَكَرَ فِيهِ غَيْبَةَ الْمَهْدِيِّ (صلوات الله علیه ) قُلْتُ كَيْفَ تَصْنَعُ شِيعَتُكَ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ
ص: 395
وَ انْتِظَارِ الْفَرَجِ فَإِنَّهُ سَيَبْدُو لَكُمْ عَلَمٌ فَإِذَا بَدَا لَكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ تَمَسَّكُوا بِمَا بَدَا لَكُمْ قُلْتُ فَمَا نَدْعُو بِهِ قَالَ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ وَ عَرَّفْتَنِي رَسُولَكَ وَ عَرَّفْتَنِي مَلَائِكَتَكَ وَ عَرَّفْتَنِي نَبِيَّكَ وَ عَرَّفْتَنِي وُلَاةَ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ لَا آخُذُ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَ وَ لَا وَاقِىَ إِلَّا مَا وَقَيْتَ اللَّهُمَّ لَا تُغَيِّبْنِي عَنْ مَنَازِلِ أَوْلِيَائِكَ وَ لَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِوَلَايَةِ مَنِ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ .
بِإِسْنَادِهِ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) سَيُصِيبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقَوْنَ بِلَا عَلَمٍ يُرَى وَ لَا إِمَامٍ هُدًى وَ لَا يَنْجُو فِيهَا إِلَّا مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْغَرِيقِ قُلْتُ كَيْفَ دُعَاءُ الْغَرِيقِ قَالَ تَقُولُ:
يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ وَ لَكِنْ قُلْ كَمَا أَقُولُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ . أقول: لعل معنى قوله الأبصار لأن تقلب القلوب و الأبصار يكون يوم القيامة من شدة أهواله و في الغيبة إنما يخاف من تقلب القلوب دون الأبصار.
وَ رَأَيْتُ أَنَا فِي الْمَنَامِ مَنْ يُعَلِّمُنِي دُعَاءً يَصْلُحُ لِأَيَّامِ الْغَيْبَةِ وَ هَذِهِ أَلْفَاظُهُ:
يَا مَنْ فَضَّلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ إِسْرَائِيلَ عَلَى الْعَالَمِينَ بِاخْتِيَارِهِ وَ أَظْهَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عِزَّةَ اقْتِدَارِهِ وَ أَوْدَعَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
ص: 396
وَ آلِهِ وَ أَهْلَ بَيْتِهِ غَرَائِبَ أَسْرَارِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنِي مِنْ أَعْوَانِ حُجَّتِكَ عَلَى عِبَادِكَ وَ أَنْصَارِهِ .
مَا هَذَا لَفْظُهُ أَحْمَدُ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (علیه السلام) قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي (علیه السلام) فِي الْمَنَامِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ إِذَا كُنْتَ فِي شِدَّةٍ فَأَكْثِرْ أَنْ تَقُولَ يَا رَءُوفُ يَا رَحِيمُ وَ الَّذِي تَرَاهُ فِي الْمَنَامِ كَمَا تَرَاهُ فِي الْيَقَظَةِ. وَ حَدَّثَنِي صَدِيقُنَا الْمَلِكُ مَسْعُودٌ خَتَمَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَهُ بِإِنْجَازِ الْوُعُودِ أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ شَخْصاً يُكَلِّمُهُ مِنْ وَرَاءِ حَائِطٍ وَ لَمْ يَرَ وَجْهَهُ وَ يَقُولُ:
يَا صَاحِبَ الْقَدَرِ وَ الْأَقْدَارِ وَ الْهِمَمِ وَ الْمَهَامِّ عَجِّلْ فَرَجَ عَبْدِكَ وَ وَلِيِّكَ وَ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ فِي خَلْقِكَ وَ اجْعَلْ لَنَا فِي ذَلِكَ الْخِيَرَةَ .
وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ مَجْمُوعٍ بِخَطٍّ قَدِيمٍ ذَكَرَ نَاسِخُهُ وَ هُوَ مُصَنِّفُهُ أَنَّ اسْمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِرٍ مَنْ رَوَاهُ عَنْ شُيُوخِهِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِقَاقٍ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَقِّنَا عَلَى أَوْلِيَائِنَا وَ أَشْيَاعِنَا أَنْ لَا يَنْصَرِفَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مِنْ صَلَاتِهِ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظِيمِ الْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِينَ وَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ صَلَاةً تَامَّةً دَائِمَةً وَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مُحِبِّيهِمْ وَ أَوْلِيَائِهِمْ حَيْثُ كَانُوا وَ أَيْنَ كَانُوا فِي سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ
ص: 397
أَوْ بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ مِنْ بَرَكَةِ دُعَائِي مَا تَقَرُّ بِهِ عُيُونُهُمْ احْفَظْ يَا مَوْلَايَ الْغَائِبِينَ مِنْهُمْ وَ ارْدُدْهُمْ إِلَى أَهَالِيهِمْ سَالِمِينَ وَ نَفِّسْ عَنِ الْمَهْمُومِينَ وَ فَرِّجْ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ وَ اكْسُ الْعَارِينَ وَ أَشْبِعِ الْجَائِعِينَ وَ أَرْوِ الظَّامِئِينَ وَ اقْضِ دَيْنَ الْغَارِمِينَ وَ زَوِّجِ الْعَازِبِينَ وَ اشْفِ مَرْضَى الْمُسْلِمِينَ وَ أَدْخِلْ عَلَى الْأَمْوَاتِ مَا تَقَرُّ بِهِ عُيُونُهُمْ وَ انْصُرِ الْمَظْلُومِينَ مِنْ أَوْلِيَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ أَطْفِئْ نَائِرَةَ الْمُخَالِفِينَ اللَّهُمَّ وَ ضَاعِفْ لَعْنَتَكَ وَ بَأْسَكَ وَ نَكَالَكَ وَ عَذَابَكَ عَلَى اللَّذَيْنِ كَفَرَا نِعْمَتَكَ وَ خَوَّنَا رَسُولَكَ وَ اتَّهَمَا نَبِيَّكَ وَ بَايَنَاهُ وَ حَلَّا عَقْدَهُ فِي وَصِيِّهِ وَ نَبَذَا عَهْدَهُ فِي خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ ادَّعَيَا مَقَامَهُ وَ غَيَّرَا أَحْكَامَهُ وَ بَدَّلَا سُنَّتَهُ وَ قَلَّبَا دِينَهُ وَ صَغَّرَا قَدْرَ حُجَجِكَ وَ بَدَا بِظُلْمِهِمْ وَ طَرَّقَا طَرِيقَ الْغَدْرِ عَلَيْهِمْ وَ الْخِلَافِ عَنْ أَمْرِهِمْ وَ الْقَتْلِ لَهُمْ وَ إِرْهَاجِ الْحُرُوبِ عَلَيْهِمْ وَ مَنْعِ خَلِيفَتِكَ مِنْ سَدِّ الثَّلْمِ وَ تَقْوِيمِ الْعِوَجِ وَ تَثْقِيفِ الْأَوَدِ وَ إِمْضَاءِ الْأَحْكَامِ وَ إِظْهَارِ دِينِ الْإِسْلَامِ وَ إِقَامَةِ حُدُودِ الْقُرْآنِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا وَ ابْنَتَيْهِمَا وَ كُلَّ مَنْ مَالَ مَيْلَهُمْ وَ حَذَا حَذْوَهُمْ وَ سَلَكَ طَرِيقَتَهُمْ وَ تَصَدَّرَ بِبِدْعَتِهِمْ لَعْناً لَا يَخْطُرُ عَلَى بَالٍ وَ يَسْتَعِيذُ مِنْهُ أَهْلُ النَّارِ، الْعَنِ اللَّهُمَّ مَنْ دَانَ بِقَوْلِهِمْ وَ اتَّبَعَ أَمْرَهُمْ وَ دَعَا إِلَى وِلَايَتِهِمْ وَ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ثُمَّ ادْعُ بِمَا شِئْتَ.
قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِقَاقٍ الْقُمِّيُّ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ
ص: 398
يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (علیه السلام) مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مَرَةً وَاحِدَةً فِي دَهْرِهِ كُتِبَ فِي رَقٍّ وَ رُفِعَ فِي دِيوَانِ الْقَائِمِ (علیه السلام) فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا نَادَاهُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ ثُمَّ يُدْفَعُ إِلَيْهِ هَذَا الْكِتَابُ وَ يُقَالُ لَهُ خُذْ هَذَا الْكِتَابَ الْعَهْدَ الَّذِي عَاهَدْتَنَا فِي الدُّنْيَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً وَ ادْعُ بِهِ وَ أَنْتَ طَاهِرٌ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ يَا إِلَهَ الْآلِهَةِ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا آخِرَ الْآخِرِينَ يَا قَاهِرَ الْقَاهِرِينَ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى عَلَوْتَ فَوْقَ كُلِّ عُلْوٍ هَذَا يَا سَيِّدِي عَهْدِي وَ أَنْتَ مُنْجِزٌ وَعْدِي فَصِلْ يَا مَوْلَايَ عَهْدِي وَ أَنْجِزْ وَعْدِي آمَنْتُ بِكَ أَسْأَلُكَ بِحِجَابِكَ الْعَرَبِيِّ وَ بِحِجَابِكَ الْعَجَمِيِّ وَ بِحِجَابِكَ الْعِبْرَانِيِّ وَ بِحِجَابِكَ السِّرْيَانِيِّ وَ بِحِجَابِكَ الرُّومِيِّ وَ بِحِجَابِكَ الْهِنْدِيِّ وَ أَثْبِتْ مَعْرِفَتَكَ بِالْعِنَايَةِ الْأُولَى فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ الْمُنْذِرِ صلی الله علیه و آله وَ بِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْهَادِي وَ بِالْحَسَنِ السَّيِّدِ وَ بِالْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ذِي الثَّفِنَاتِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَنْ عِلْمِكَ وَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الَّذِي صَدَّقَ بِمِيثَاقِكَ وَ بِمِيعَادِكَ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْحَصُورِ الْقَائِمِ بِعَهْدِكَ وَ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الرَّاضِي بِحُكْمِكَ وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحِبْرِ الْفَاضِلِ الْمُرْتَضَى فِي الْمُؤْمِنِينَ وَ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الْمُؤْتَمَنِ هَادِي الْمُسْتَرْشِدِينَ وَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ خِزَانَةِ الْوَصِيِّينَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْإِمَامِ الْقَائِمِ الْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِيِّ إِمَامِنَا وَ ابْنِ إِمَامِنَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ يَا مَنْ جَلَّ فَعَظُمَ وَ أَهْلُ ذَلِكَ فَعَفَا وَ رَحِمَ يَا مَنْ قَدَرَ فَلَطُفَ أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفِي وَ مَا قَصُرَ عَنْهُ أَمَلِي مِنْ تَوْحِيدِكَ وَ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ وَ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالتَّسْمِيَةِ الْبَيْضَاءِ وَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ الْكُبْرَى الَّتِي قَصُرَ
ص: 399
عَنْهَا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّى وَ آمَنْتُ بِحِجَابِكَ الْأَعْظَمِ وَ بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي خَلَقْتَ مِنْهَا دَارَ الْبَلَاءِ وَ أَحْلَلْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ جَنَّةَ الْمَأْوَى وَ آمَنْتُ بِالسَّابِقِينَ وَ الصِّدِّيقِينَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً أَلَّا تُوَلِّيَنِي غَيْرَهُمْ وَ لَا تُفَرِّقَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ غَداً إِذَا قَدَّمْتَ الرِّضَا بِفَصْلِ الْقَضَاءِ آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِيَتِهِمْ وَ خَوَاتِيمِ أَعْمَالِهِمْ فَإِنَّكَ تَخْتِمُ عَلَيْهَا إِذَا شِئْتَ يَا مَنْ أَتْحَفَنِي بِالْإِقْرَارِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَ حَبَانِي بِمَعْرِفَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَ خَلَّصَنِي مِنَ الشَّكِّ وَ الْعَمَى رَضِيتُ بِكَ رَبّاً وَ بِالْأَصْفِيَاءِ حُجَجاً وَ بِالْمَحْجُوبِينَ أَنْبِيَاءَ وَ بِالرُّسُلِ أَدِلَّاءَ وَ بِالْمُتَّقِينَ أُمَرَاءَ وَ سَامِعاً لَكَ مُطِيعاً هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ الْمَذْكُورِ.
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الَّذِي يُخَاطِبُكَ مِنِّي هُوَ الْعَقْلُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ مُوَافِقاً لَكُمْ فِي إِقْبَالِكُمْ عَلَيَّ وَ إِعْرَاضِكُمْ عَنِّي فَانْظُرْ إِلَيْهِ بِعَيْنٍ أَنَّهُ عَبْدُكُمُ الْمُطِيعُ لَكُمُ الْمُشَرَّفُ بِكُمْ فَأَجِيبُوا سُؤَالَهُ وَ بَلِّغُوهُ آمَالَهُ وَ لَا تُخَيِّبُوهُ وَ تَجْبَهُوهُ بِالرَّدِّ لِأَجْلِي .
اللَّهُمَّ إِنِّي مَا أَعْلَمُ مَصْلَحَتِي مِنْ مَفْسَدَتِي وَ لَا أَقْدُمُ عَلَى شَرْحِ مَسْأَلَتِي فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ بِأَقْرَبِ صِفَاتِكَ إِلَى الْعَفْوِ وَ الْغُفْرَانِ أَنْ تَطْلُبَ لِي مَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ أَقْرَبِ صِفَاتِكَ إِلَى الْكَرَمِ وَ الْإِحْسَانِ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ الْمُوسِرَ أَنْ لَا يَبْخَلَ عَلَى الْمُعْسِرِ بِالْقُوتِ الَّذِي لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ وَ أَنْتَ أَقْدَرُ الْمُوسِرِينَ وَ أَكْرَمُ مِنَ الْمَأْمُورِينَ فَلَا تَمْنَعْ لِي مَا لَا غِنَاءَ
ص: 400
لِي عَنْهُ مِنَ الْقُوتِ وَ تَدَارَكْنِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ وَ أَفُوتَ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ كَرِهْتَ لِلْمُضِيفِ أَنْ يَمْنَعَ ضَيْفَهُ مِنَ الْقِرَى مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى الضِّيَافَةِ وَ إِنْ لَمْ يَهْلِكِ الضَّيْفُ بِمَنْعِهِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ الرَّأْفَةِ وَ الْمُضِيفُ مِمَّنْ يَنْقُصُهُ الْبَذْلُ وَ أَنَا قَدْ جَعَلْتُ نَفْسِي ضَيْفَكَ وَ مَا لَهَا غِنًى عَنْ قِرَاكَ وَ مَتَى مَنَعْتَهَا مِنْ طَبَقِ ضِيَافَتِكَ بِتُّ طَاوِياً فِي حِمَاكَ وَ وَصَلْتُ إِلَى الْهَلَاكِ فَلَا تَمْنَعْنِي مِنْ ضِيَافَتِكَ يَا مَنْ لَا يَنْقُصُهُ الْإِحْسَانُ وَ لَا يَزِيدُهُ الْحِرْمَانُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي وَجَدْتُ مِنْ لِسَانِ حَالِ مَرَاحِمِكَ وَ مَكَارِمِكَ مَنْ يُخْبِرُنِي عَنِّي بِأَنَّ يَدَ إِحْسَانِي صِفْرٌ مِنِ اقْتِدَارِي عَلَى وُجُودِي وَ حَيَاتِي وَ عَافِيَتِي وَ أُصُولِ سَعَادَتِي فِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ أَنَّكَ جَلَّ جَلَالُكَ أَوْجَدْتَنِي جُوداً وَ كَرَماً وَ أَحْيَيْتَنِي مُتَفَضِّلاً وَ مُنْعِماً وَ عَافَيْتَنِي ابْتِدَاءً فِي الإِنْشَاءِ وَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَسْتَحِقُّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ وَ الاِبْتِلَاءِ بِتَقْصِيرِي فِي شُكْرِ مَا وَهَبْتَنِي مِنَ النَّعْمَاءِ وَ أَنَا بِالنِّسْبَةِ إِلَيَّ مَوْصُوفٌ بِالْفَنَاءِ وَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى جُودِكَ وَ نِعْمَتِكَ مَعْرُوفٌ بِالْبَقَاءِ فَصُنْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ مَغَارِسَ مَعْرُوفِكَ مِنَ الذُّبُولِ وَ كُنْ حَارِسَ نُجُومِ كَرَمِكَ مِنَ الْأُفُولِ وَ نَزِّهْ كَمَالَ فَضْلِكَ أَنْ يَهْجُمَ عَلَيْهِ سُلْطَانُ عَدْلِكَ وَ احْفَظْ مَعَاهِدَ رَحْمَتِكَ وَ مَوَائِدَ نِعْمَتِكَ أَنْ تُشَوِّشَهَا يَدُ عُقُوبَتِكَ وَ ارْحَمْ مَنْ جَهِلَ رَذَالَةَ قَدْرِ نَفْسِهِ وَ جَلَالَةَ قَدْرِكَ وَ أَقْدَمَ مَعَ ضَعْفِهِ وَ ذُلِّهِ عَلَى مُخَالَفَةِ أَمْرِكَ فَهُوَ وَ إِنْ عَصَاكَ بِالْمَقَالِ وَ الْفَعَالِ فَيَدُ فَقْرِهِ وَ كَسْرِهِ مَمْدُودَةٌ إِلَيْكَ بِلِسَانِ الْحَالِ تَسْتَرْحِمُ وَ تَسْتَعْطِفُ وَ تَسْتَوْهِبُ جَنَايَاهَا وَ تَسْأَلُ إِجْرَاءَهَا عَلَى جَمِيلِ عَادَاتِهَا يَا مَنْ لَا يَنْقُصُهُ الْإِحْسَانُ وَ لَا يَزِيدُهُ الْحِرْمَانُ .
ص: 401
اللَّهُمَّ إِنَّ يَدَ لِسَانِ حَالِ التُّرَابِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ بِنُورِ الْأَلْبَابِ وَ تَوَلَّيْتَ حِفْظَهُ فِي الْأَصْلَابِ وَ الْبُطُونِ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَعْقَابِ وَ الْأَحْقَابِ مَمْدُودَةٌ إِلَى أُفُقِ ذَلِكَ الْجُوْدِ وَ فَقْرُهَا وَارِدٌ مَعَ الْوُفُودِ يَسْتَعِيذُ مِنَ الْوَعِيدِ وَ يَسْتَنْجِزُ مَا سَبَقَ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ الْكَرَمِ وَ الْوُعُودِ فِي أَنْ تَأْذَنَ فِي اسْتِخْرَاجِ كُلِّ مَا يَحْتَاجُ مَمْلُوكُكَ إِلَيْهِ لِنَفْسِهِ وَ لِمَنْ يَعِزُّ عَلَيْهِ مِنْ خَزَائِنِ إِحَاطَةِ عِلْمِكَ وَ حَمْلِ تِلْكَ الْحَوَائِجِ عَلَى مَطَايَا رَحْمَتِكَ وَ حِلْمِكَ وَ تَزْوِيدِهَا مِنْ ذَخَائِرِ صِيَانَةِ فَضْلِكَ وَ أَمَانِ ظِلِّكَ أَنْ يَلْقَاهُ أَحَدٌ بِالْإِيَاسِ مِنْهُ وَ بِالْقُنُوطِ الَّذِي صُنْتَهُ عَنْهُ وَ أَنْ تُورِدَهَا عَلَى مَنَاهِلِ الْعَفْوِ وَ الْكَرَمِ وَ مَنَازِلِ الْحِلْمِ وَ النِّعَمِ وَ تُسَمِّيَهَا مَمْلُوكَكَ نَجَابَةً بِالْإِنَابَةِ وَ تُظْفِرَهَا بِتَعْجِيلِ الْإِجَابَةِ وَ أَنْ تَكُونَ ضَيْفَاناً وَ جِيرَاناً وَ تَسْتَشْهِدَ عِلْمَكَ بِفَقْرِهَا إِلَى الضِّيَافَةِ وَ ضَرُورَتِهَا إِلَى الْإِجَارَةِ وَ الْأَمَنَةِ مِنَ الْمَخَافَةِ وَ تَلُوذَ بِوَصَايَاكَ وَ بِقِرَى الضُّيُوفِ وَ تَعُوذَ بِحِمَالِكَ الَّذِي بَذَلْتَهُ لِلْمُسْتَجِيرِ الْمَلْهُوفِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْشَأْتَ هَذِهِ الْمِلَّةَ النَّبَوِيَّةَ الْمُحَمَّدِيَّةَ بِغَيْرِ ذَخِيرَةٍ كَانَتْ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الرِّجَالِ وَ قَطَعْتَ بِهَا وَ لَهَا عَقَبَاتُ الْأَهْوَالِ وَ الْآمَالِ ثُمَّ انْتَظَمَ أَمْرُ هَذِهِ الدُّوَلِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِغَيْرِ ذَخِيرَةٍ مِنَ الْعَدَدِ وَ لَا كَثِيرَةٍ مِنَ الْعَدَدِ حَتَّى مَضَى حُكْمُهَا عَلَى مَنْ عَنَدَ أَوْ عَبَدَ وَ قَدْ عَرَّفْتَنَا مِنْ قُوَّتِكَ وَ أَرَيْتَنَا مِنْ قُدْرَتِكَ أَنَّ سُلْطَانَكَ يَثْبُتُ أَسَاسُهُ وَ يَتِمُّ حِفْظُهُ وَ انْحِرَاسُهُ وَ بِانْفِرَادِ مُرَادِكَ وَ بِغَيْرِ جِهَادِ أَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ فَأَقَمْتَ لِمَنْ نَصَرْتَ مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَلَى أَعْدَائِكَ مِنَ الْمَاءِ
ص: 402
اللَّطِيفِ جَسَداً كَثِيفاً وَ غَرَقاً أَلِيماً وَ مِنَ الْهَوَاءِ الضَّعِيفِ رِيحاً عَقِيماً اللَّهُمَّ فَأَجِرْنَا عَلَى مَا عَوَّدْتَنَا مِنْ نَصْرِكَ وَ نَصْرِ الْإِسْلَامِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ دَفْعِ الْبَاغِينَ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ لَا تُشْمِتْ بِنَا الْأَعْدَاءَ وَ لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ وَ امْدُدْنَا بِمَا مَدَدْتَ بِهِ الْمُتَوَكِّلِينَ وَ الْمُسْتَغِيثِينَ مِنْ جُنُودِكَ الْغَالِبِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
و من ذلك: دعاء حدثني به صديقي و المواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي ضاعف الله جل جلاله سعادته و شرف خاتمته و ذكر له حديثا عجيبا و سببا غريبا و هو أنه كان قد حدثت له حادثة فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيما بين كتبه فنسخ منه نسخة فلما أنسخه فقد الأصل الذي كان قد وجده رأيت هذا الدعاء في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل و فيه زيادة و نقصان أحضرها ابن الوزير الوراق و ذكر أنه اشتراها لولد محمد المقري الأعرج بدرهم و نصف و يمكن أن يكون هذا الدعاء موجودا في الكتب و ما كان أخي الرضا الآوي يعرف موضعه فأنعم الله جل جلاله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه رضي الله عنه و يسمى دعاء العبرات و سيأتي ذكره وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ وَ يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ أَنْتَ الَّذِي تَقْشَعُ سَحَابَ الْمِحَنِ وَ قَدْ أَمْسَتْ ثِقَالاً وَ تَجْلُو ضَبَابَ الْإِحَنِ وَ قَدْ سَحَبَتْ أَذْيَالاً وَ تَجْعَلُ زَرْعَهَا هَشِيماً وَ عِظَامَهَا رَمِيماً وَ تَرُدُّ الْمَغْلُوبَ غَالِباً وَ الْمَطْلُوبَ طَالِباً إِلَهِي فَكَمْ مِنْ عَبْدٍ نَادَاكَ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْتَ لَهُ مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْتَ لَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً فَالْتَقَى مَاءُ فَرَجِهِ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْتَهُ مِنْ كِفَايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ يَا رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ
ص: 403
فَانْتَصِرْ يَا رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ يَا رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لِي مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجِّرْ لِي مِنْ عُيُونِكَ لِيَلْتَقِيَ مَاءُ فَرَجِي عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ احْمِلْنِي يَا رَبِّ مِنْ كِفَايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ يَا مَنْ إِذَا وَلَجَ الْعَبْدُ فِي لَيْلٍ مِنْ حَيْرَتِهِ يَهِيمُ وَ لَمْ يَجِدْ صَرِيخاً يَصْرُخُهُ مِنْ وَلِيٍّ حَمِيمٍ وَجَدَ يَا رَبِّ مِنْ مَعُونَتِكَ صَرِيخاً مُغِيثاً وَ وَلِيّاً يَطْلُبُهُ حَثِيثاً يُنَجِّيهِ مِنْ ضِيقِ أَمْرِهِ وَ حَرَجِهِ وَ يُظْهِرُ لَهُ الْمُهِمَّ مِنْ أَعْلَامِ فَرَجِهِ اللَّهُمَّ فَيَا مَنْ قُدْرَتُهُ قَاهِرَةٌ وَ نَقِمَاتُهُ قَاصِمَةٌ لِكُلِّ جُبَارٍ دَامِغَةٌ لِكُلِّ كَفَوْرٍ خَتَّارٍ صَلِّ يَا رَبِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَيَّ يَا رَبِّ نَظْرَةً مِنَ نَظَرَاتِكَ رَحِيمَةً تَجْلُ بِهَا عَنِّي ظُلْمَةً وَاقِفَةً مُقِيمَةً مِنْ عَاهَةٍ جَفَّتْ مِنْهَا الضُّرُوعُ وَ تَلِفَتْ مِنْهُ الزُّرُوعُ وَ اشْتَمَلَ بِهَا عَلَى الْقُلُوبِ الْيَأْسُ وَ جَرَتْ وَ سَكَنَتْ بِسَبَبِهَا الْأَنْفَاسُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ حِفْظاً لِغَرَائِسَ غَرَسَتْهَا يَدُ الرَّحْمَنِ وَ شِرْبُهَا مِنْ مَاءِ الْحَيَوَانِ أَنْ تَكُونَ بِيَدِ الشَّيْطَانِ تُحَزُّ وَ بِفَأْسِهِ تُقْطَعُ وَ تُجَزُّ إِلَهِي مَنْ أَوْلَى مِنْكَ أَنْ يَكُونَ عَنْ حَرِيمِكَ دَافِعاً وَ مَنْ أَجْدَرُ مِنْكَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَنْ حِمَاكَ حَارِساً وَ مَانِعاً إِلَهِي إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ هَالَ فَهَوِّنْهُ وَ خَشُنَ فَأَلِنْهُ فَإِنَّ الْقُلُوبَ كَاعَتْ فَطَمِّنْهَا وَ النُّفُوسَ ارْتَاعَتْ فَسَكِّنْهَا إِلَهِي تَدَارَكْ أَقْدَاماً زَلَّتْ وَ أَفْهَاماً فِي مَهَامِهِ الْحَيْرَةِ ضَلَّتْ أَجْحَفَ الضُّرُّ بِالْمَضْرُورِ فِي دَاعِيَةِ الْوَيْلِ وَ الثُّبُورِ فَهَلْ يَحْسُنُ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ تَجْعَلَهُ فَرِيسَةَ الْبَلَاءِ وَ هُوَ لَكَ رَاجٍ أَمْ هَلْ يَجْمُلُ مِنْ عَدْلِكَ أَنْ يَخُوضَ لُجَّةَ النَّقِمَاتِ وَ هُوَ إِلَيْكَ لَاجٍ مَوْلَايَ لَئِنْ كُنْتُ لَا أَشُقُّ عَلَى نَفْسِي فِي التُّقَى وَ لَا أَبْلُغُ فِي حَمْلِ أَعْبَاءِ الطَّاعَةِ مَبْلَغَ الرِّضَا وَ لَا أَنْتَظِمُ فِي سِلْكِ قَوْمٍ رَفَضُوا الدُّنْيَا فَهُمْ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَى عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ
ص: 404
الْبُكَاءِ بَلْ أَتَيْتُكَ يَا رَبِّ بِضَعْفٍ مِنَ الْعَمَلِ وَ ظَهْرٍ ثَقِيلٍ بِالْخَطَاءِ وَ الزَّلَلِ وَ نَفْسٍ لِلرَّاحَةِ مُعْتَادَةٍ وَ لِدَوَاعِي التَّسْوِيفِ مُنْقَادَةٍ أَ مَا يَكْفِيكَ يَا رَبِّ وَسِيلَةً إِلَيْكَ وَ ذَرِيعَةً لَدَيْكَ أَنَّنِي لِأَوْلِيَائِكَ مُوَالٍ وَ فِي مَحَبَّتِهِمْ مُغَالٍ أَ مَا يَكْفِينِي أَنْ أَرُوحَ فِيهِمْ مَظْلُوماً أَوْ أَغْدُوَ مَكْظُوماً وَ أَقْضِيَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً وَ بَعْدَ وُجُومٍ وُجُوماً أَ مَا عِنْدَكَ يَا رَبِّ بِهَذِهِ حُرْمَةٌ لَا تَضِيعُ وَ ذِمَّةٌ بِأَدْنَاهَا يَقْتَنِعُ فَلِمَ تَمْنَعُنِي نَصْرَكَ يَا رَبِّ وَ هَا أَنَا ذَا غَرِيقٌ وَ تَدَعُنِي بِنَارِ عَدُوِّكَ حَرِيقٌ أَ تَجْعَلُ أَوْلِيَاءَكَ لِأَعْدَائِكَ طَرَائِدَ وَ لِمَكْرِهِمْ مَصَائِدَ وَ تُقَلِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قَلَائِدَ وَ أَنْتَ مَالِكُ نُفُوسِهِمْ أَنْ لَوْ قَبَضْتَهَا جَمَدُوا وَ فِي قَبْضَتِكَ مَوَادُّ أَنْفَاسِهِمْ لَوْ قَطَعْتَهَا خَمَدُوا فَهَا يَمْنَعُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَكُفَّ بَأْسَهُمْ وَ تَنْزِعَ عَنْهُمْ مِنْ حِفْظِكَ لِبَاسَهُمْ وَ تُعْرِيَهُمْ مِنْ سَلَامَةٍ بِهَا فِي أَرْضِكَ يَفْرَحُونَ وَ فِي مَيَدَانِ الْبَغْيِ عَلَى عِبَادِكَ يَمْرَحُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَدْرِكْنِي وَ لَمْ يُدْرِكْنِي الْغَرَقُ وَ تَدَارَكْنِي وَ لَمَّا غَيَّبَ شَمْسِي الشَّفَقُ إِلَهِي كَمْ مِنْ عَبْدٍ خَائِفٍ الْتَجَأَ عَلَى سُلْطَانٍ فَآبَ عَنْهُ مَحْفُوفاً بِأَمْنٍ وَ أَمَانٍ أَ فَأَقْصِدُ يَا رَبِّ أَعْظَمَ مِنْ سُلْطَانِكَ سُلْطَاناً أَمْ أَوْسَعَ مِنْ إِحْسَانِكَ إِحْسَاناً أَمْ أَكْثَرَ مِنِ اقْتِدَارِكَ اقْتِدَاراً أَمْ أَكْرَمَ مِنِ انْتِصَارِكَ انْتِصَاراً اللَّهُمَّ أَيْنَ أَيْنَ كِفَايَتُكَ الَّتِي هِيَ نُصْرَةُ الْمُسْتَغِيثِينَ مِنَ الْأَنَامِ وَ أَيْنَ أَيْنَ عِنَايَتُكَ الَّتِي هِيَ جُنَّةُ الْمُسْتَهْدَفِينَ لِجَوْرِ الْأَيَّامِ إِلَيَّ إِلَيَّ بِهَا يَا رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ مَوْلَايَ تَرَى تَحَيُّرِي فِي أَمْرِي وَ تَقَلُّبِي فِي ضُرِّي وَ انْطِوَايَ عَلَى حُرْقَةِ قَلْبِي وَ حَرَارَةِ صَدْرِي فَصَلِّ يَا رَبِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ جُدْ لِي يَا رَبِّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً يَسِّرْ لِي يَا رَبِّ نَحْوَ الْبُشْرَى مَنْهَجاً وَ اجْعَلْ يَا رَبِّ مَنْ نَصَبَ لِي حِبَالاً لِيَصْرَعَنِي بِهَا صَرِيعاً فِيمَا مَكَرَ وَ مَنْ حَفَرَ لِي بِئْراً لِيُوقِعَنِي فِيهَا أَنْ
ص: 405
يَقَعَ فِيمَا حَفَرَ وَ اصْرِفِ اللَّهُمَّ عَنِّي مِنْ شَرِّهِ وَ مَكْرِهِ وَ فَسَادِهِ وَ ضُرِّهِ مَا تَصْرِفُهُ عَمَّنْ قَادَ نَفْسَهُ لِدِينِ الدَّيَّانِ وَ مُنَادٍ يُنَادِي لِلْإِيمَانِ إِلَهِي عَبْدُكَ عَبْدُكَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ وَ ضَعِيفُكَ ضَعِيفُكَ فَرِّجْ غَمَّهُ فَقَدِ انْقَطَعَ كُلُّ حَبْلٍ إِلَّا حَبْلُكَ وَ تَقَلَّصَ كُلُّ ظِلٍّ إِلَّا ظِلُّكَ إِلَهِي دَعْوَتِي هَذِهِ إِنْ رَدَدْتَهَا أَيْنَ تُصَادِفُ مَوْضِعَ الْإِجَابَةِ وَ مَخِيلَتِي إِنْ كَذَّبْتَهَا أَيْنَ تُلَاقِي مَوْقِعَ الْإِخَافَةِ فَلَا تَرُدَّ دَاعِيَ بَابِكَ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ بَاباً وَ لَا تَمْنَعُ دُونَ جَنَابِكَ مَنْ لَا يَعْرِفُ سِوَاهُ جَنَاباً وَ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ:
إِلَهِي إِنَّ وَجْهاً إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ تَوَجَّهَ خَلِيقٌ بِأَنْ تُجِيبَهُ وَ إِنَّ جَبِيناً لَكَ بِابْتِهَالِهِ سَجَدَ حَقِيقٌ أَنْ يَبْلُغَ مَا قَصَدَ وَ إِنَّ خَدّاً لَدَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ تَعَفَّرَ جَدِيرٌ بِأَنْ يَفُوزَ بِمُرَادِهِ وَ يَظْفَرَ وَ هَا أَنَا ذَا يَا إِلَهِي قَدْ تَرَى تَعَفُّرَ خَدِّي وَ ابْتِهَالِي وَ اجْتِهَادِي فِي مَسْأَلَتِكِ وَ جَدِّي فَتَلَقَّ يَا رَبِّ رَغَبَاتِي بِرَأْفَتِكَ قَبُولاً وَ سَهِّلْ إِلَيَّ طَلِبَاتِي بِعِزَّتِكَ وُصُولاً وَ ذَلِّلْ لِي قُطُوفَ ثَمَرَةِ إِجَابَتِكَ تَذْلِيلاً إِلَهِي لَا رُكْنَ أَشَدَّ مِنْكَ فَآوِيَ إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَ قَدْ أَوَيْتُ وَ عَوَّلْتُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي عَلَيْكَ وَ لَا قَوْلٌ أَسَدُّ مِنْ دُعَائِكَ فَأَسْتَظْهِرَ بِقَوْلٍ سَدِيدٍ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي بِفَضْلِكَ كَمَا وَعَدْتَ فَهَلْ بَقِيَ يَا رَبِّ إِلَّا أَنْ تُجِيبَ وَ تَرْحَمَ مِنِّي الْبُكَاءَ وَ النَّحِيبَ يَا مَنْ لَا إِلَهَ سِوَاهُ يَا مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ افْتَحْ لِي وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ وَ الْطُفْ بِي يَا رَبِّ وَ بِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
يقول سيدنا و مولانا الإمام العالم العامل الكامل الفقيه العلامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد المولى الأعظم و الصدر المعظم ركن الإسلام و المسلمين ملك العلماء و السادة في العالمين ذو الحسبين أبو القاسم
ص: 406
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي أسعده الله في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين بمحمد و آله لما وجدت هذا الدعا بعد وفاة أخي الرضي القاضي الآوي قدس الله روحه و نور ضريحه و فيه زيادات حسان و نقصان عن الذي أحضره إلى الأخ علي المسمى ابن وزير الوراق في جملة مجلد أوله دعاء الطلحي و هو عتيق كما كنا ذكرناه و ها أنا أذكر الدعاء كما وجدتم استظهارا في حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره وَ هُوَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ وَ يَا كَاشِفَ الزَّفَرَاتِ أَنْتَ الَّذِي تَقْشَعُ سِحَابَ الْمِحَنِ وَ قَدْ أَمْسَتْ ثِقَالاً وَ تَجْلُو ضَبَابَ الْفِتَنِ وَ قَدْ سَحَبَتْ أَذْيَالاً وَ تَجْعَلُ زَرْعَهَا هَشِيماً وَ بُنْيَانَهَا هَدِيماً وَ عِظَامَهَا رَمِيماً وَ تَرُدُّ الْمَغْلُوبَ غَالِباً وَ الْمَطْلُوبَ طَالِباً وَ الْمَقْهُورَ قَاهِراً وَ الْمَقْدُورَ عَلَيْهِ قَادِراً فَكَمْ يَا إِلَهِي مِنْ عَبْدٍ نَادَاكَ رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْتَ مِنْ نَصْرِكَ لَهُ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْتَ لَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْتَهُ مِنْ كِفَايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ يَا مَنْ إِذَا وَلَجَ الْعَبْدُ فِي لَيْلٍ مِنْ حَيْرَتِهِ بَهِيمٍ وَ لَمْ يَجِدْ لَهُ صَرِيخاً يُصْرِخُهُ مِنْ وَلِيٍّ حَمِيمٍ وَ جُدْ مِنْ مَعُونَتِكَ صَرِيخاً مُغِيثاً وَلِيّاً يَطْلُبُهُ حَثِيثاً يُنَجِّيهِ مِنْ ضِيقِ أَمْرِهِ وَ حَرَجِهِ وَ يُظْهِرُ لَهُ أَعْلَامَ فَرَجِهِ اللَّهُمَّ فَيَا مَنْ قُدْرَتُهُ قَاهِرَةٌ وَ نَقِمَاتُهُ قَاصِمَةٌ لِكُلِّ جُبَارٍ دَامِغَةٌ لِكُلِّ كَفَوْرٍ خَتَّارٍ أَسْأَلُكَ نَظْرَةً مِنْ نَظَرَاتِكَ رَحِيمَةً تُجْلِي بِهَا ظُلْمَةً عَاكِفَةً مُقِيمَةً فِي عَاهَةٍ جَفَّتْ مِنْهَا الضُّرُوعُ وَ تَلِفَتْ مِنْهَا الزُّرُوعُ وَ انْهَمَلَتْ مِنْ أَجْلِهَا الدُّمُوعُ وَ اشْتَمَلَ لَهَا عَلَى الْقُلُوبِ الْيَأْسُ وَ جَرَتْ بِسَبَبِهَا الْأَنْفَاسُ إِلَهِي فَحِفْظاً حِفْظاً لِغَرَائِزَ غَرْسُهَا وَ شِرْبُهَا بِيَدِ الرَّحْمَنِ وَ نَجَاتُهَا بِدُخُولِ الْجِنَانِ أَنْ تَكُونَ بِيَدِ الشَّيْطَانِ تُحَزُّ وَ بِفَاسِهِ تُقْطَعُ وَ تُجَزُّ إِلَهِي فَمَنْ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ يَكُونَ عَنْ حَرِيمِكَ
ص: 407
دَافِعاً وَ مَنْ أَجْدَرُ مِنْكَ بِأَنْ يَكُونَ عَنْ حِمَاكَ مَانِعاً إِلَهِي إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ هَالَ فَهَوِّنْهُ وَ خَشُنَ فَأَلِنْهُ وَ إِنَّ الْقُلُوبَ كَاعَتْ فَطَمِّنْهَا وَ النُّفُوسَ ارْتَاعَتْ فَسَكِّنْهَا إِلَهِي إِلَهِي تَدَارَكْ أَقْدَاماً زَلَّتْ وَ أَفْكَاراً فِي مَهَامِهِ الْحَيْرَةِ زَلَّتْ إِنْ رَأَتْ جَبَرَكَ عَلَى كَسِيرِهَا وَ إِطْلَاقَكَ لِأَسِيرِهَا وَ إِجَارَتَكَ لِمُسْتَجِيرِهَا أَجْحَفَ الضُّرُّ بِالْمَضْرُورِ وَ لَبَّى دَاعِيَهُ بِالْوَيْلِ وَ الثُّبُورِ فَهَلْ تَدَعُهُ يَا مَوْلَايَ فَرِيسَةً لِلْبَلَاءِ وَ هُوَ لَكَ رَاجٍ أَمْ هَلْ يَخُوضُ لُجَّةَ الْغَمَّاءِ وَ هُوَ إِلَيْكَ لَاجٍ مَوْلَايَ إِنْ كُنْتُ لَا أَشُقُّ عَلَى نَفْسِي فِي التُّقَى وَ لَا أَبْلُغُ فِي حَمْلِ أَعْبَاءِ الطَّاعَةِ مَبْلَغَ الرِّضَا وَ لَا أَنْتَظِمُ فِي سِلْكِ قَوْمٍ رَفَضُوا الدُّنْيَا فَهُمْ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَى ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الظَّمَاءِ عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ بَلْ أَتَيْتُكَ بِضَعْفٍ مِنَ الْعَمَلِ وَ ظَهْرٍ ثَقِيلٍ بِالْخَطَاءِ وَ الزَّلَلِ وَ نَفْسٍ لِلرَّاحَةِ مُعْتَادَةٍ وَ لِدَوَاعِي الشَّرِّ مُنْقَادَةٍ أَ فَمَا يَكْفِينِي يَا رَبِّ وَسِيلَةً إِلَيْكَ وَ ذَرِيعَةً لَدَيْكَ أَنَّنِي لِأَوْلِيَاءِ دِينِكَ مُوَالٍ وَ فِي مَحَبَّتِهِمْ مُغَالٍ وَ لِجِلْبَابِ الْبَلَاءِ فِيهِمْ لَابِسٌ وَ لِكِتَابِ تَحَمُّلِ الْعَنَاءِ بِهِمْ دَارِسٌ أَ مَا يَكْفِينِي أَنْ أَرُوحَ فِيهِمْ مَظْلُوماً وَ أَغْدُوَ مَكْظُوماً وَ أَقْضِيَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً وَ بَعْدَ وُجُومٍ وُجُوماً أَ مَا عِنْدَكَ يَا مَوْلَايَ بِهَذِهِ حُرْمَةٌ لَا تَضِيعُ وَ ذِمَّةٌ بِأَدْنَاهَا تَقْتَنِعُ فَلِمَ لَا تَمْنَعُنِي يَا رَبِّ وَ هَا أَنَا ذَا غَرِيقٌ وَ تَدَعُنِي هَكَذَا وَ أَنَا بِنَارِ عَدُوِّي حَرِيقٌ مَوْلَايَ أَ تَجْعَلُ أَوْلِيَاءَكَ لِأَعْدَائِكَ طَرَائِدَ وَ لِمَكْرِهِمْ مَصَائِدَ وَ تُقَلِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قَلَائِدَ وَ أَنْتَ مَالِكُ نُفُوسِهِمْ لَوْ قَبَضْتَهَا جَمَدُوا وَ فِي قَبْضَتِكَ مَوَادُّ أَنْفَاسِهِمْ لَوْ قَطَعْتَهَا خَمَدُوا فَمَا يَمْنَعُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَكْشِفَ بَأْسَهُمْ وَ تَنْزِعَ عَنْهُمْ فِي حِفْظِكَ لِبَاسَهُمْ وَ تُعْرِيَهُمْ مِنْ سَلَامَةٍ بِهَا فِي أَرْضِكَ يَسْرَحُونَ وَ فِي مَيَدَانِ الْبَغْيِ عَلَى عِبَادِكَ يَمْرَحُونَ إِلَهِي أَدْرِكْنِي وَ لَمَّا أَدْرَكَنِيَ الْغَرَقُ وَ تَدَارَكْنِي وَ لَمَّا غَيَّبَ شَمْسِيَ الشَّفَقُ إِلَهِي كَمْ مِنْ خَائِفٍ الْتَجَأَ إِلَى سُلْطَانٍ فَآبَ عَنْهُ
ص: 408
مَخُوفاً بِأَمْنٍ وَ أَمَانٍ أَ فَأَقْصِدُ أَعْظَمَ مِنْ سُلْطَانِكَ سُلْطَاناً أَمْ أَوْسَعَ مِنْ إِحْسَانِكَ إِحْسَاناً أَمْ أَكْثَرَ مِنِ اقْتِدَارِكَ اقْتِدَاراً أَمْ أَكْرَمَ مِنِ انْتِصَارِكَ انْتِصَاراً مَا عُذْرِي، إِلَهِي إِذَا حُرِمْتُ فِي حُسْنِ الْكِفَايَةِ نِائِلَكَ وَ أَنْتَ الَّذِي لَا يُخَيَّبُ آمِلُكَ وَ لَا يُرَدُّ سَائِلُكَ إِلَهِي إِلَهِي أَيْنَ رَحْمَتُكَ الَّتِي هِيَ نُصْرَةُ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْأَنَامِ وَ أَيْنَ أَيْنَ كِفَايَتُكَ الَّتِي هِيَ جُنَّةُ الْمُسْتَهْدِفِينَ لِجَوْرِ الْأَيَّامِ إِلَيَّ إِلَيَّ بِهَا يَا رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ مَوْلَايَ تَرَى تَحَيُّرِي فِي أَمْرِي وَ انْطِوَايَ عَلَى حُرْقَةِ قَلْبِي وَ حَرَارَةِ صَدْرِي فَجُدْ لِي يَا رَبِّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ يَسِّرْ لِي نَحْوَ الْيُسْرِ لِي مَنْهَجاً وَ اجْعَلْ مَنْ يَنْصِبُ الْحِبَالَةَ لِي لِيَصْرَعَنِي بِهَا صَرِيعاً فِيمَا مَكَرَ وَ مَنْ يَحْفِرُ لِيَ الْبِئْرَ لِيُوقِعَنِي فِيهَا وَاقِعاً فِيمَا حَفَرَ وَ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَ مَكْرَهُ وَ فَسَادَهُ وَ ضُرَّهُ مَا تَصْرِفُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُتَّقِينَ إِلَهِي عَبْدُكَ عَبْدُكَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ وَ ضَعِيفُكَ ضَعِيفُكَ فَرِّجْ غُمَّتَهُ فَقَدِ انْقَطَعَ بِهِ كُلُّ حَبْلٍ إِلَّا حَبْلُكَ وَ تَقَلَّصَ عَنْهُ كُلُّ ظِلٍّ إِلَّا ظِلُّكَ مَوْلَايَ دَعْوَتِي هَذِهِ إِنْ رَدَدْتَهَا أَيْنَ تُصَادِفُ مَوْضِعَ الْإِجَابَةِ وَ مَخِيلَتِي هَذِهِ إِنْ كَذَّبْتَهَا أَيْنَ تُلَاقِي مَوْضِعَ الْإِصَابَةِ فَلَا تَرْدُدْ عَنْ بَابِكَ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ بَاباً وَ لَا تَمْنَعْ دُونَ جَنَابِكَ مَنْ لَا يَعْرِفُ سِوَاهُ جَنَاباً إِلَهِي إِنَّ وَجْهاً إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ تَوَجَّهَ فَالرَّاغِبُ خَلِيقٌ بِأَنْ لَا تُخَيِّبَهُ وَ إِنَّ جَبِيناً لَدَيْكَ بِابْتِهَالِهِ سَجَدَ حَقِيقٌ أَنْ يَبْلُغَ الْمُبْتَهِلُ مَا قَصَدَ وَ إِنَّ خَدّاً عِنْدَكَ لَدَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ تَعَفَّرَ جَدِيرٌ أَنْ يَفُوزَ السَّائِلُ بِمُرَادِهِ وَ يَظْفَرَ هَذَا إِلَهِي تَعْفِيرُ خَدِّي وَ ابْتِهَالِي فِي مَسْأَلَتِكِ وَ جِدِّي فَلَقِّ رَغَبَاتِي بِرَحْمَتِكَ قَبُولاً وَ سَهِّلْ إِلَيَّ طَلِبَاتِي بِرَأْفَتِكَ وُصُولاً وَ ذَلِّلْ لِي قُطُوفَ ثَمَرَةِ إِجَابَتِكَ تَذْلِيلاً إِلَهِي وَ إِذَا قَامَ ذُو حَاجَةٍ فِي حَاجَتِهِ شَفِيعاً فَوَجَدْتَهُ مُمْتَنِعَ النَّجَاحِ مُطِيعاً فَإِنِّي أَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِكَرَامَتِكَ
ص: 409
وَ الصَّفْوَةِ مِنْ أَنَامِكَ الَّذِينَ لَهُمْ أَنْشَأْتَ مَا يُقِلُّ وَ يُظِلُّ وَ نَزَّلْتَ مَا يَدِقُّ وَ يَجِلُّ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِأَوَّلِ مَنْ تَوَّجْتَهُ تَاجَ الْجَلَالَةِ وَ أَحْلَلْتَهُ مِنَ الْفِطْرَةِ مَحَلَّ السُّلَالَةِ حُجَّتِكَ فِي خَلْقِكَ وَ أَمِينِكَ عَلَى عِبَادِكَ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ بِمَنْ جَعَلْتَهُ لِنُورِهِ مَغْرِباً
وَ عَنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ مُعْرِباً [مَعْرِماً خ ل ] سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ وَ إِمَامِ الْأَتْقِيَاءِ يَعْسُوبِ الدِّينِ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ أَبِي الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِخِيَرَةِ الْأَخْيَارِ وَ أُمِّ الْأَنْوَارِ وَ الْإِنْسِيَّةِ الْحَوْرَاءِ الْبَتُولِ الْعَذْرَاءِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ بِقُرَّةِ عَيْنِ الرَّسُولِ وَ ثَمَرَتَيْ فُؤَادِ الْبَتُولِ السَّيِّدَيْنِ الْإِمَامَيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ وَ بِالسَّجَّادِ زَيْنِ الْعُبَّادِ ذِي الثَّفِنَاتِ رَاهِبِ الْعَرَبِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ بِالْإِمَامِ الْعَالِمِ وَ السَّيِّدِ الْحَاكِمِ النَّجْمِ الزَّاهِرِ وَ الْقَمَرِ الْبَاهِرِ مَوْلَايَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ وَ بِالْإِمَامِ الصَّادِقِ مُبَيِّنِ الْمُشْكِلَاتِ مُظْهِرِ الْحَقَائِقِ الْمُفْحِمِ بِحُجَّتِهِ كُلَّ نَاطِقٍ مُخْرِسِ الْسِنَةِ أَهْلِ الْجِدَالِ مُسَكِّنِ الشَّقَاشِقِ مَوْلَايَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ وَ بِالْإِمَامِ التَّقِيِّ وَ الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ وَ النُّورِ الْأَحْمَدِيِّ وَ النُّورِ الْأَنْوَرِ وَ الضِّيَاءِ الْأَزْهَرِ مَوْلَايَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ بِالْإِمَامِ الْمُرْتَضَى وَ السَّيْفِ الْمُنْتَضَى مَوْلَايَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا وَ بِالْإِمَامِ الْأَمْجَدِ وَ الْبَابِ الْأَقْصَدِ وَ الطَّرِيقِ الْأَرْشَدِ وَ الْعَالِمِ الْمُؤَيَّدِ يَنْبُوعِ الْحِكَمِ وَ مِصْبَاحِ الظُّلَمِ سَيِّدِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ الْهَادِي إِلَى الرَّشَادِ وَ الْمُوَفَّقِ بِالتَّأْيِيدِ وَ السَّدَادِ مَوْلَانَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوَادِ وَ بِالْإِمَامِ مِنْحَةِ الْجَبَّارِ وَ وَالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْلُودِ بِالْعَسْكَرِ الَّذِي حَذَّرَ بِمَوَاعِظِهِ وَ أَنْذَرَ وَ بِالْإِمَامِ الْمُنَزَّهِ عَنِ الْمَآثِمِ الْمُطَهَّرِ مِنَ الْمَظَالِمِ الْحِبْرِ الْعَالِمِ بَدْرِ الظُّلَامِ وَ رَبِيعِ الْأَنَامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ مَوْلَايَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ
ص: 410
وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْحَفِيظِ الْعَلِيمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَ الْأَبِ الرَّحِيمِ الَّذِي مَلَّكْتَهُ أَزِمَّةَ الْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ صَاحِبِ النَّقِيبَةِ الْمَيْمُونَةِ وَ قَاصِفِ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ مُكَلِّمِ النَّاسِ فِي الْمَهْدِ وَ الدَّالِّ عَلَى مِنْهَاجِ الرُّشْدِ الْغَائِبِ عَنِ الْأَبْصَارِ الْحَاضِرِ فِي الْأَمْصَارِ الْغَائِبِ عَنِ الْعُيُونِ الْحَاضِرِ فِي الْأَفْكَارِ بَقِيَّةِ الْأَخْيَارِ الْوَارِثِ لِذِي الْفَقَارِ الَّذِي يَظْهَرُ فِي بَيْتِ اللَّهِ ذِي الْأَسْتَارِ الْعَالِمِ الْمُطَهَّرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ التَّحِيَّاتِ وَ أَعْظَمُ الْبَرَكَاتِ وَ أَتَمُّ الصَّلَوَاتِ اللَّهُمَّ فَهَؤُلَاءِ مَعَاقِلِي إِلَيْكَ فِي طَلِبَاتِي وَ سَائِلِي فَصَلِّ عَلَيْهِمْ صَلَاةً لَا يَعْرِفُ سِوَاكَ مَقَادِيرَهَا وَ لَا يَبْلُغُ كَثِيرُ الْخَلَائِقِ صَغِيرَهَا وَ كُنْ لِي بِهِمْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّي وَ حَقِّقْ لِي بِمَقَادِيرِكَ تَهْيِئَةَ التَّمَنِّي إِلَهِي لَا رُكْنَ لِي أَشَدُّ مِنْكَ فَآوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَ لَا قَوْلَ لِي أَسَدُّ مِنْ دُعَائِكَ فَأَسْتَظْهِرُكَ بِقَوْلٍ سَدِيدٍ وَ لَا شَفِيعَ لِي إِلَيْكَ أَوْجَهُ مِنْ هَؤُلَاءِ فَآتِيكَ بِشَفِيعٍ وَدِيدٍ فَهَلْ بَقِيَ يَا رَبِّ غَيْرُ أَنْ تُجِيبَ وَ تَرْحَمَ مِنِّي الْبُكَاءَ وَ النَّحِيبَ يَا مَنْ لَا إِلَهَ سِوَاهُ يَا مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ يَا رَاحِمَ عَبْرَةِ يَعْقُوبَ يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي وَ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وَ افْتَحْ لِي وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
يقول سيدنا و مولانا رضي الدين ركن الإسلام و المسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي بلغه الله تعالى في الدارين ما يتمناه و كبت أعداءه هذا آخر ما وقع في الخاطر أن ثبته من الأدعية في الحال الحاضر في كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و لو أردنا إثبات أضعافه و كلما عرفناه كنا خرجنا عما قصدناه فإن خزانة كتبنا في هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلدا في الدعوات و إنما ذكرناه ما يليق بهذا الكتاب و نرجو به فتح الباب بين العبد و بين رب الأرباب
ص: 411
و ليكون كالذخيرة التي نرجع إليها نحن و ذريتنا و خاصتنا عند المهمات و من عساه أن يطلعه الله عز و جل عليه في الحياة و بعد الممات يقول:
أَللَّهُمَّ إِنَّنَا قَدْ دَعَوْنَا فِيهِ عِبَادِكَ إِلَى الْوَفَادَةِ إِلَيْكَ وَ الْحُضُورِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ طَلَبِ حَاجَاتِهِمْ مِنْ جُودِكَ فَاذْكُرْنِي جَلَّ جَلالُكَ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ عِنْدَ دُعَاءِ مَنْ يَدْعُو بِشَيْءٍ مِنْهُ مِنْ عَبِيدِكَ وَ وُفُودِكَ وَ أَوْصِلْ إِلَيَّ ثَمَرَة هذِهِ الشَّجَرَةِ وَ أَنَا سَاكِنٌ حَيْثُ أَسْكَنْتَنِي مِنْ دِيارِ مَراحِمِكَ وَ مَكَارِمِكَ النَضرَةِ وَ وَفِّقْ مَنْ يَنْظُرُ فِي هذِهِ الأَسْرَارِ أَنْ يَخَافَكَ خَوْفَ الْأَبْرَارِ وَ أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَمَانَةَ فِيمَا يَقِفُ عَلَيْهِ وَ أَنْ يَكُونَ قَصْدَهُ الْعَمَلُ بِمَا تُهْدِيهِ إِلَيْهِ .
و هذا الكتاب لم يكن له عندي مسودة على عوائد أمثاله بل كنت أعين الدعوات و ينقلها ناسخها بحسب حاله فإن كان في شيء منها خلل كثير أو قليل فلعله لأجل السرعة و التعجيل و الحمد لله جل جلاله الهادي لعباده إلى مراده المبدئ لهم بإرقاده و إسعاده و صلاته على خير عباده محمد رسوله و آله الطاهرين من عترته و ثمرة فؤاده و حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ و نعم الكفيل و المديل.
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس اعلم أن من شروط إجابة الدعوات أسبابا قد ذكرنا طرفاً منها في الجزء الأول من كتاب المهمات و نبهنا على ذلك بالمعقول و المنقول فلا تهون بالطلب لها و العناية بها كيلا تتأخر إجابة دعائك فيخيل به الشيطان لك إن الله قد أخلفك في وعودك و رجائك و نذكر هاهنا أن يكون قلب الداعي عند الدعوات موصوفا بالإقبال على الله جل جلاله في طلب الحاجات كما أنك تقدر أن تقبل على شهوة من الشهوات التي أكثرها ضرر في الحياة و بعد الممات و أن يكون امتداد يدك إلى الله جل جلاله أرجح من امتداد يدك إلى
ص: 412
طعام أو شراب فإنك إذا مددتها إلى رب الأرباب و إلى ما عرض عليك من دوام نعيم دار الثواب فإنه أهم من كل ما تمدها إليه فاحضر عقلك و قلبك لمدها بقدر تعظيم من تعرض عليه و متى نقصت الله جل جلاله عن هذا الحال في التعظيم و الإجلال فبالله عليك كيف ترجو و أنت مستخف في الفعال و المقال أن تظفر بإجابته الابتهال فهل رأيت عاصيا يتقرب إلى سلطانه بعصيانه أو طالبا يتقرب إلى من يطلب منه بهوانه أقول و ها نحن نختم ما اخترناه في كتابنا هذا من الدعوات المدخورة و الأسرار المستورة بدعاء أورده الله عز و جل على خاطرنا و هو جل جلاله لمنشئ سرائرنا و المالك لبصائرناوَ هُوَ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ ابْتَدَأْتَ بِالْإِحْسَانِ قَبْلَ مَنْطِقِ اللِّسَانِ وَ فَتَحْتَ أَبْوَابَ الْآمَالِ وَ تَفَضَّلْتَ بِالنَّوالِ قَبْلَ السُّؤَالِ وَ دَلَلْتَ عَلَى عَفْوِكَ ذَوِي الْأَلْبَابِ وَ أَذِنْتَ لَهُمْ فِي مُحْكَمِ الْكِتَابِ بِالْخِطَابِ ثُمَّ أَمَرْتَهُمْ بِالدُّعَاءِ وَ وَعَدْتَهُمْ بِنُجْحِ الطُلَّابِ وَ هَدَّدْتَهُمْ إنْ لَمْ يَسْأَلُوكَ وَثَقْتَهُمْ عَنِ الْجَوَابِ وَ هَا أَنَا ذَا أَمْتَثِلُ مُقَدَّسَ مَرَاسِمِكَ فِي التَّعَرُّضِ لِمَا وَعَدْتَ مِنْ مَرَاحِمِكَ وَاثِقاً بِشَهَادَةِ الْعُقُولِ أَنَّ الْكَرِيمَ الْجَوَادَ إِذَا أَذِنَ فِي السُّؤَالِ وَ وَعَدَ بِالْقَبُولِ فَإِنَّهُ يُنَزِّهُ كَمَالَهُ عَنِ التَّوَقُّفِ فِي الْمَسْئُولِ بِهِ وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَى بُلُوغِ الْمَأْمُولِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِكُلِّ مَا أَمَّلَكَ بِهِ آمِلٌ وَ سَأَلَكَ بِهِ سَائِلٌ بَلَّغْتَهُ آمَالَهُ وَ أَوْجَبْتَ سُؤَالَهُ وَ بِكُلِّ مَا يُؤَمِّلُكَ بِهِ آمِلٌ وَ يَسْأَلُكَ بِهِ سَائِلٌ تُبَلِّغُهُ آمَالَهُ وَ تُجِيبُ سُؤَالَهُ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي اقْتَضَتِ الاِبْتِدَاءَ بِالنَّوالِ قَبْلَ السُّؤَالِ وَ بَعْدَ السُّؤَالِ وَ عِنْدَ السُّؤَالِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَنْكَرْتَ بِهَا الْآيِسِينَ فَقُلْتَ عَلَى لِسَانِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ فِيمَا تَضَمَّنَهُ الْقُرْآنُ الْمَصُونُ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ وَ بِالْمَرَاحِمِ
ص: 413
وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَنْكَرْتَ بِهَا عَلَى الْقَانِطِينَ فَقُلْتَ جَلَّ جَلَالُكَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالُّونَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَخَّرْتَ بِهَا عُقُوبَةَ الْكَافِرِينَ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُتَمَرِّدِينَ وَ الْمُتَشَرِّدِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ وَ الْفَاسِقِينَ وَ الْآبِقِينَ وَ أَمْهَلْتَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي ابْتَدَأْتَ بِهَا سَحَرَةَ فِرْعَوْنَ وَ مَا عَرَفُوكَ وَ لَا طَلَبُوكَ وَ لَا تَعَرَّضُوا لِرَحْمَتِكَ وَ لَا تَعَرَّضُوا لِإِجَابَتِكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي ابْتَدَأْتَ بِهَا أُمَمَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَدْ كَانُوا عَلَى عَظِيمٍ مِنَ الْكُفْرِ وَ الطُّغْيَانِ وَ الْعِصْيَانِ وَ اسْتِحْقَاقِ الْعَذَابِ وَ الْهَوَانِ فَابْتَدَأْتَهُمْ فِي حَالِ غَضَبِكَ عَلَيْهِمْ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِمْ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَيْهِمْ وَ بَعَثْتَ لَهُمْ رُسُلاً يَهْدُونَهُمْ إِلَيْكَ وَ يَدُلُّونَهُمْ عَلَيْكَ وَ يَحْمِلُونَ سَفَهَهُمْ وَ جَنَايَاهُمْ حَتَّى اسْتَنْقَذُوا مِنْهُمْ خَلْقاً كَثِيراً مِنْ ضَلَالَاتِهِمْ وَ شَرَّفُوهُمْ بِهِدَايَاتِهِمْ وَ أَظْفَرُوهُمْ بِسَعَادَاتِهِمْ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَجَبْتَ بِهَا قَوْمَ إِدْرِيسَ وَ قَوْمَ يُونُسَ وَ مَنْ كَانَ عَلَى نَحْوِ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وَ قَدْ غَضِبَتْ عَلَيْهِمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ وَ تَوَعَّدُوهُمْ بِمَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنْ نَكَالِهِمْ وَ أَشْرَفُوا عَلَى الْهَلَاكِ وَ عَجَزُوا عَنِ الاِسْتِدْرَاكِ فَرَحِمْتَ شَكْوَاهُمْ وَ كَشَفْتَ بَلْوَاهُمْ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي جَمَعْتَ بِهَا شَمْلَ يُوسُفَ وَ يَعْقُوبَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي كَشَفْتَ بِهَا كُرُبَاتِ أَيُّوبَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي خَلَصْتَ بِهَا يُونُسَ بْنَ مَتَّى مِنْ بَطْنِ حُوتِهِ وَ يَمِّهِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي جَمَعْتَ بِهَا شَمْلَ مُوسَى بِأُمِّهِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي نَصَرْتَ بِهَا عِيسَى عَلَى قَوْمِهِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي نَصَرْتَ بِهَا مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً عَلَى أَحْزَابِ الْكُفَّارِ وَ وَقَيْتَهُمَا مِنَ الْأَخْطَارِ وَ جَعَلْتَهُمَا عَلَماً لَكَ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي ذَكَّرْتَنِي بِهَا فِي الْأَوَّلِ وَ لَمْ أَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً وَ أَخْرَجْتَنِي إِلَى
ص: 414
الْوُجُودِ مِنْ بَابِ الْجُودِ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي أَعْصِيكَ فِيمَا لَا يَزَالُ صَغِيراً وَ كَبِيراً ظَاهِراً وَ مَسْتُوراً وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي نَقَلْتَنِي بِهَا مِنَ ظُهُورِ الْآبَاءِ إِلَى بُطُونِ الْأُمَّهَاتِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى هَذِهِ الْغَايَاتِ وَ وَقَيْتَنِي وَ سَلَفِي مِمَّا جَرَى عَلَى الْأُمَمِ الْهَالِكَةِ مِنَ الْهَلَكَاتِ وَ النَّكَبَاتِ وَ الْعُقُوبَاتِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي دَلَلْتَنِي بِهَا عَلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي شَرَّفْتَنِي بِهَا بِالْمَعْرِفَةِ بِكَ وَ الْخِدْمَةِ لَكَ وَ الْعُبُودِيَّةِ لَدَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَطْلَقْتَ بِهَا لِسَانِي بِالثَّنَاءِ عَلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي حَلُمْتَ بِهَا عَنِّي عِنْدَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ وَ سُوءِ أَدَبِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي عَلَقَتْ آمَالِي فِيهَا بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَعَنْتَنِي بِهَا بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَذْكَرْتَنِي بِهَا جُرْأَتِي عَلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي رَفَعْتُ بِهَا يَدِي إِلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي عَرَّفْتَنِي بِهَا شَرَفَ الْإِلْحَاحِ عَلَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي وَصَلْتَ إِلَى إِبْلِيسَ وَ فِرْعَوْنَ وَ مَنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ مُصِرٌّ عَلَى مَا يُسْخِطُكَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ فِي الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَدْرَكْتَ بِهَا إِبْلِيسَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي بَسَطَ بِهَا كَفَّ سُؤَالِهِ وَ قَصَدَكَ بِآمَالِهِ فِي حَالِ غَضَبِكَ عَلَيْهِ وَ بُعْدِهِ مِنْكَ وَ إِعْرَاضِكَ عَنْهُ وَ إِعْرَاضِهِ عَنْكَ وَ قَالَ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُنْظَرِينَ فَوَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ قُلْتَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وَ فَرَّجْتَ مَا كَانَ يُحَاذِرُ الاِسْتِيصَالَ مِنَ الْهُمُومِ وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَنْتَ أَصْلُهَا وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُهَا وَ بِالْمَرَاحِمِ وَ الْمَكَارِمِ الَّتِي لَا يَعْلَمُ غَيْرُكَ مَحَلَّهَا وَ لَا تُدْرِكُ الْعُقُولُ فَضْلَهَا وَ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ بِكَ وَ بِمَنْ يَعِزُّ عَلَيْكَ وَ بِجَمِيعِ الْوَسَائِلِ إِلَيْكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ
ص: 415
يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا غَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعَجِّلَ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ لِمَنْ يُرِيدُ تَقْدِيمَ حَاجَاتِهِ قَبْلَ حَاجَاتِنَا وَ ذِكْرَ مُهِمَّاتِهِ قَبْلَ مُهِمَّاتِنَا وَ أَنْ تَجْعَلَ حَوَائِجَنَا تَابِعَةً لِإِرَادَتِهِ وَ إِرَادَتِكَ وَ مِنْ جُمْلَةِ حَوَائِجِهِ الْمُخْتَصَّةِ بِإِجَابَتِكَ وَ أَنْ تُعَجِّلَ قَضَاءَ جَمِيعِ مَا ذَكَرْتُهُ وَ أَذْكُرُهُ مِنَ الْحَاجَاتِ الَّتِي أَحَاطَ عِلْمُكَ إِنَّنَا مُحْتَاجُونَ إِلَيْهَا مَعَ دَوَامِ بَقَائِكَ قَبْلَ الْمَمَاتِ بِجُمْلَتِهَا وَ تَفْصِيلِهَا وَ أَنْ تَجْعَلَ هَذِهِ التَّوَسُّلَاتِ مِنْ أَسْبَابِ تَكْمِيلِهَا وَ تَسْهِيلِهَا وَ تَعْجِيلِهَا وَ أَنْ تَمْلَأَ قُلُوبَنَا مِنْ مَعْرِفَتِكَ وَ هَيْبَتِكَ وَ عَظَمَتِكَ وَ حُرْمَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ تَسْتَعْمِلَ عُقُولَنَا وَ جَوَارِحَنَا فِي طَاعَتِكَ وَ مُرَاغَبَتِكَ [وَ مُرَاقَبَتِكَ خ ل] وَ تَجْعَلَ كُلَّ مَا نَتَقَلَّبُ فِيهِ شَاغِلاً لَنَا بِكَ وَ مُقَرِّباً مِنْكَ وَ لَا تَجْعَلَ شَيْئاً مِنْهُ شَاغِلاً لَنَا عَنْكَ وَ أَنْ تُلْهِمَنَا كُلَّمَا تُرِيدُ مِنَّا وَ تَرْضَى بِهِ عَنَّا وَ أَنْ تُكَاشِفَنَا بِجَلَالِكَ وَ تُشَرِّفَنَا بِإِقْبَالِكَ وَ تَصِلَ حَبَائِلَنَا بِحَبَائِلِكَ وَ أَنْ تُدَبِّرَنَا فِي الْكَثِيرِ وَ الْقَلِيلِ بِتَدْبِيرِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ وَ أَنْ تَحْفَظَنَا وَ مَنْ يَعْنِينَا أَمْرُهُ بِمَا حَفِظْتَ كُلَّ مَنْ حَفِظْتَهُ وَ تُسْعِدَنَا بِكُلِّ مَا أَسْعَدْتَهُ وَ أَنْ تُمِدَّنَا مِنَ الْأَعْمَارِ بِأَطْوَلِهَا وَ مِنَ الْأَعْمَالِ بِأَفْضَلِهَا وَ أَنْ تَنْصُرَنَا عَلَى كُلِّ مَنْ يُؤْذِينَا أَوْ يُمْكِنُ أَنْ يُؤْذِيَنَا نَصْراً أَنْتَ أَهْلُهُ وَ أَنْ تُذِلَّهُمْ لَنَا ذُلًّا هُمْ أَهْلُهُ وَ أَنْ تُدِيلَنَا مِنْهُمْ إِدَالَةً أَنْتَ أَهْلُهَا وَ أَنْ تُزِيحَهُمْ بِانْتِصَارِنَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْآثَامِ الَّتِي فَضَحَهُمْ عِنْدَكَ حَمْلُهَا [جَهْلُهَا خ ل] وَ ذُلُّهَا وَ تُرِيحَنَا أَنْ يَشْغَلُونَا عَنِ الاِشْتِغَالِ بِمُرَاقَبَتِكَ الَّتِي جَهِلُوا أَمْرَهَا وَ صَغَّرُوا قَدْرَهَا وَ أَنْ تَلْمَحَ أَهْلَ الْإِسَاءَةِ إِلَى مَنْ يُرِيدُ ذِكْرَهُ قَبْلَ ذِكْرِنَا
ص: 416
وَ تَعْظِيمِ قَدْرِهِ عَلَى قَدْرِنَا وَ أَهْلِ الْإِسَاءَةِ إِلَيْنَا وَ الْبُغَاةِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْنَا وَ ذَوِي التَّحَيُّلِ فِي ضَرَرِهِ وَ ضَرَرِنَا وَ التَّوَصُّلِ فِي كَدَرِهِ وَ كَدَرِنَا لَمْحَةً فِي هَذِهِ السَّاعَةِ تَرْفَعُ بِهَا حِلْمَكَ عَنْهُمْ وَ تُعَجِّلَ النَّقِمَةَ مِنْهُمْ وَ تَسْتَأْصِلَ شَافَتَهُمْ وَ تَقْطَعُ مُدَّتَهُمْ وَ تُسْرِعَ نَكْبَتَهُمْ وَ مُصِيبَتَهُمْ وَ أْذَنْ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ فِي قَطْعِ أَعْمَارِهِمْ وَ خَرَابِ دِيَارِهِمْ وَ تَغْفِيَةِ آثَارِهِمْ وَ تَعْجِيلِ بَوَارِهِمْ وَ دَمَارِهِمْ وَ أَخْذِهِمْ بِالْمَثُلَاتِ وَ النَّكَبَاتِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْمُصِيبَاتِ الْهَائِلَاتِ الذَّاهِلَاتِ الْقَاتِلَاتِ الْمُسْتَأْصِلَاتِ الْمُحِيطَاتِ بِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْجِهَاتِ حَتَّى تَجْعَلَ تَعْجِيلَ دَمَارِهِمْ وَ قَطْعِ أَعْمَارِهِمْ وَ خَيْبَةِ آمَالِهِمْ وَ هَدْمِ آجَالِهِمْ عِظَةً لِلْمُتَّعِظِينَ وَ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ وَ آيَةً بَاقِيَةً عَلَى الشُّهُورِ وَ السِّنِينَ وَ عَجِّلْ سَلَبَهُمُ اللَّهُمَّ كُلَّ نِعْمَةٍ يَسْتَعِينُونَ بِهَا عَلَى مَعْصِيَتِكَ وَ كُلَّ قُوَّةٍ يَضَعُونَ بِهَا مِنْ حُرْمَتِكَ وَ كِلْهُمْ إِلَى حَوْلِهِمْ وَ قُوَّتِهِمْ وَ أَبْرِئْهُمْ مِنْ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ خُذْهُمْ بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَوْ ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ وَ عَاجِلْهُمْ بِبَأْسِكَ الَّذِي لَا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ وَ بِالْقُوَّةِ [بِالْقُدْرَةِ خ ل] الَّتِي تَقُولُ بِهَا لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ لَهُ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَمَلٍ أَوْ فُسْحَةٌ فِي أَجَلٍ لَا بُدَّ أَنْ تُبَلِّغَهُمْ إِلَيْهَا وَ تَقِفَ بِهِمْ عَلَيْهَا فَامْحُ اللَّهُمَّ مَعْرِفَتَكَ مِنْ عُقُولِهِمْ بِظُلَمِ الشُّكُوكِ وَ الْجَهَالَاتِ وَ أَمِتْ قُلُوبَهُمْ بِالْغَفَلَاتِ وَ اشْغَلْ جَوَارِحَهُمْ بِالشَّهَوَاتِ عَنِ الْعِبَادَاتِ وَ الطَّاعَاتِ وَ أَمِتْ قُلُوبَهُمْ أَعْجَلَ مَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ وَ اضْرِبْهُمْ بِتَكْرَارِ أَخْطَارِ الْبَلَاءِ وَ الاِبْتِلَاءِ حَتَّى يَقْدُمُوا عَلَيْكَ وَ قَدْ خَسِرُوا سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَتْلَفُوا مَا ظَفِرَ بِهِ السُّعَدَاءُ مِنَ النِّعَمِ الْبَاطِنَةِ وَ الظَّاهِرَةِ وَ سَدَّتْ أَعْمَالُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمْ طُرُقُ حِلْمِكَ وَ عَاطِفَتِكَ وَ شَهَّرَتْهُمْ فِي الْقِيَامَةِ فَضَائِحُ مَعْصِيَتِكَ وَ وُسِمَتْ جِبَاهُهُمْ بِغَضَبِكَ وَ نَقِمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ نَسَبْتَنَا
ص: 417
إِلَيْكَ وَ وَسَمْتَنَا بِكَ وَ عَلَّقْتَنَا عَلَيْكَ وَ وَجَدْنَا عُقُولَنَا الدَّالَّةَ لَنَا بِكَ عَلَيْكَ وَ قُلُوبَنَا الْهَادِيَةَ لَنَا بِكَ إِلَيْكَ شَاهِدَةً أَنَّ مِنْ كَمَالِ صِفَاتِ الْمُلُوكِ أَنْ يُغَادُوا عَلَى مَنْ وَسَمُوهُ بِأَبْوَابِهِمْ وَ نَسَبُوهُ إِلَى جَنَابِهِمْ وَ عَلَّقُوهُ عَلَيْهِمُ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَرْضِيّاً لَدَيْهِمْ. وَ أَنْتَ يَا رَبِّ أَحَقُّ بِأَكْمَلِ صِفَاتِ الْمَوْصُوفِينَ وَ أَحَقُّ بِالْغَيْرَةِ مِنَ الْمَمْلُوكِ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَ أَنْتَ عَلَّمْتَهُمُ الْغَيْرَةَ الْمُوَافِقَةَ لِمُرَادِكَ يَا أَقْدَرَ الْقَادِرِينَ وَ قَدْ عَرَفْتَ يَا رَبِّ أَنَّ الَّذِينَ يُعَادُونَنَا ظُلْماً أَعْدَاءٌ لَكَ وَ لِعِزَّتِكَ وَ مُهَوِّنُونَ بِكَ وَ بِخَاصَّتِكَ فَإِمَّا تَغْضَبُ وَ تَنْتَقِمُ لِعِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ وَ لِخَاصَّتِكَ وَ أَهْلِ حِمَايَتِكَ أَوْ لِمَنْ عَلَّقْتَهُ عَلَى أَبْوَابِ رَحْمَتِكَ وَ هَيْبَتِكَ وَ تَفْتِحُ عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ مَا فَتَحُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْإِضَاعَةِ لِلطَّاعَةِ مِنِ اسْتِحْقَاقِ الْمَصَائِبِ الْهَائِلَةِ وَ النَّوَائِبِ الذَّاهِلَةِ مَا يَشْغَلُهُمْ عَنْ أَذِيَّةِ مَنْ هُوَ أَهَمُّ مِنَّا عِنْدَ سُلْطَانِكَ وَ عَنْ أَذِيَّتِنَا وَ تَقُودُهُمْ طَوْعاً وَ كَرْهاً إِلَى مَصْلَحَتِهِ وَ مَصْلَحَتِنَا وَاجِمِينَ نَادِمِينَ مَغْلُولِينَ مَخْذُولِينَ مَكْسُورِينَ مَقْهُورِينَ وَ عَرِّفْنَا قَدْرَ النِّعْمَةِ عَلَيْنَا بِتَعْجِيلِ إِجَابَتِكَ وَ تَكْمِيلِ رَحْمَتِكَ وَ أَوْزِعْنَا شُكْرَ ذَلِكَ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ يَا خَيْرَ النَّاصِرِينَ وَ يَا صَاحِبَ الْوُعُودِ بِإِجَابَةِ الدَّاعِينَ وَ مَنْ مَدَحَ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ بِصَرْفِ السُّوءِ عَنِ الْمَظْلُومِينَ وَ احْفَظْ فِينَا وَصِيَّتَكَ وَ وَصِيَّةَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ احْفَظْنَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ كَنْزَ أَصْحَابِ الْجِدَارِ لِأَجْلِ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ مِنْ سَلَفِهِمُ الصَّالِحِينَ فَقَدْ عَرَضْنَا حَاجَتَنَا عَلَى أَبْوَابِكَ بِيَدِ بَوَّابِكَ وَ نَحْنُ الضُّعَفَاءُ الْمُتَرَقِّبُونَ لِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنْ جَوَابِكَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس مصنف هذا الكتاب مهج الدعوات و منهج العنايات إني متوسل إلى من لا يتعاظمه
ص: 418
ذنوب أن يغفرها و لا عيوب أن يسترها و لا عثرات أن يقيلها و لا كربات أن يكشفها و يزيلها بجميع ما ذكرته من الوسائل المنجحة للمسائل في أن يقبل مني ما سألته و يجعل من لسان حالي من يناجيه بما طلبته مع دوام جوده و بقاء وجوده و نحمده بما يستحقه من تحميده و تصلي على سيد عبيده محمد و عترته الدالين على حدوده.
فنقول من أوقات الإجابة رويناه أن عند زوال الشمس و عند الأذان و في أول ساعة من ظهر يوم الجمعة و في آخر ساعة من يوم الجمعة و في الثلث الأخير من كل ليلة و في ليلة الجمعة كلها و عند نزول المطر و بعد فرائض الصلوات و عقيب صلاة المغرب إذا سجد بعدها و عند وقت الخشوع و عند وقت الإخلاص في الدموع إذا بقي من النهار للظهر نحو رمح كل يوم و في هذه الأوقات ما رويناه و منها ما رأيناه.
في ما نذكره من الشهور العربية المذكورة للدعوات على أهل العداوات.
فمن ذلك الأشهر الحرم ذو القعدة و ذو الحجة و محرم و شهر رجب رويناه في كتاب اختصرناه تأليف محمد بن حبيب ما يقتضي أن أحقها بالإجابة ذو القعدة و شهر رجب و وجدت بذلك عدة روايات في الجاهلية و في الإسلام .
أما
ص: 419
الشفاء بماء المطر في نيسان قرأناه في كتاب زاد العابدين تأليف حسين بن أبي الحسين بن خلف الكاشغري الملقب بالفضل ما هذا لفظه حديث نيسان و قال وَ أَخْبَرَنَا الْوَالِدُ أَبُو الْفُتُوحِ (رَحِمَهُ اللَّهُ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَشَّانِيُّ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَابُ حَرِيريُّ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْمُذَكِّرُ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أُحَيْدٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هَارُونَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ أَ لَا أُعَلِّمُكُمْ دُعَاءً عَلَّمَنِي جَبْرَئِيلُ (صلوات الله علیه) حَيْثُ لَا أَحْتَاجُ إِلَى دَوَاءِ الْأَطِبَّاءِ قَالَ عَلِيٌّ وَ سَلْمَانُ وَ غَيْرُهُمْ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ مَا ذَاكَ الدَّوَاءُ فَقَالَ النَّبِيُّ لِعَلِيٍّ تَأْخُذُ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ بِنَيْسَانَ وَ تَقْرَأُ عَلَيْهِ «فَاتِحَةَ الْكِتَابِ» سَبْعِينَ مَرَّةً وَ «آيَةَ الْكُرْسِيِّ» سَبْعِينَ مَرَّةً وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» سَبْعِينَ مَرَّةً وَ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» سَبْعِينَ مَرَّةً وَ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» سَبْعِينَ مَرَّةً وَ «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ» سَبْعِينَ مَرَّةً وَ تَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَاتٍ.
قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً أَنَّ جَبْرَئِيلَ (علیه السلام) قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ عَنِ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ كُلَّ دَاءٍ فِي جَسَدِهِ وَ يُعَافِيهِ وَ يُخْرِجُ مِنْ عُرُوقِهِ وَ جَسَدِهِ وَ عَظْمِهِ وَ جَمِيعِ أَعْضَائِهِ وَ يَمْحُو ذَلِكَ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ فَشَرِبَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ كَانَ لَهُ وَلَدٌ وَ إِنْ كَانَتِ امْرَأَةٌ عَقِيماً وَ شَرِبَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ رَزَقَهُ اللَّهُ وَلَداً وَ إِنْ كَانَ عِنِّيناً وَ المَرْأَةُ عَقِيماً وَ شَرِبَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ أَطْلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ وَ ذَهَبَ مَا عِنْدَهُ وَ يَقْدِرُ عَلَى الْمُجَامَعَةِ وَ إِنْ أَحَبَّتْ أَنْ تَحْمِلَ بِابْنٍ حَمَلَتْ وَ إِنْ أَحَبَّتْ أَنْ تَحْمِلَ بِذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى حَمَلَتْ وَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى «يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً» وَ إِنْ كَانَ بِهِ صُدَاعٌ فَشَرِبَ مِنْ ذَلِكَ
ص: 420
يَسْكُنُ عَنْهُ الصُّدَاعُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَ بِهِ وَجَعُ الْعَيْنِ يُقَطِّرُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فِي عَيْنَيْهِ وَ يَشْرَبُ مِنْهُ وَ يَغْسِلُ عَيْنَيْهِ يَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ يَشُدُّ أُصُولَ الْأَسْنَانِ وَ يُطَيِّبُ الْفَمَ وَ لَا يَسِيلُ مِنْ أُصُولِ الْأَسْنَانِ اللُّعَابُ وَ يَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَ لَا يَتَّخِمُ إِذَا أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ لَا يَتَأَذَّى بِالرِّيحِ وَ لَا يُصِيبُهُ الْفَالِجُ وَ لَا يَشْتَكِي ظَهْرَهُ وَ لَا يَتَّجِعُ بَطْنُهُ وَ لَا يَخَافُ مِنَ الزُّكَامِ وَ وَجَعِ الضِّرْسِ وَ لَا يَشْتَكِي الْمَعِدَةَ وَ لَا الدُّودَ وَ لَا يُصِيبُهُ قُولَنْجٌ وَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الْحِجَامَةِ وَ لَا يُصِيبُهُ النَّاسُورُ وَ لَا يُصِيبُهُ الْحِكَّةُ وَ لَا الْجُدَرِيُّ وَ لَا الْجُنُونُ وَ لَا الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ وَ الرُّعَافُ وَ لَا الْقَلْسُ وَ لَا يُصِيبُهُ عَمًي وَ لَا بَكَمٌ وَ لَا خَرَسٌ وَ لَا صَمٌّ وَ لَا مُقْعَدٌ وَ لَا يُصِيبُهُ الْمَاءُ الْأَسْوَدُ فِي عَيْنَيْهِ وَ لَا يُفْسِدُهُ دَاءٌ يُفْسِدُ عَلَيْهِ صَوْمَهُ وَ صَلَاتَهُ وَ لَا يَتَأَذَّى بِالْوَسْوَسَةِ وَ لَا الْجِنِّ وَ لَا الشَّيَاطِينِ.
قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ جَبْرَئِيلُ إِنَّهُ مَنْ شَرِبَ مِنْ ذَلِكَ كَانَ ثُمَّ كَانَ لَهُ جَمِيعُ الْأَوْجَاعِ الَّتِي تُصِيبُ النَّاسَ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأَوْجَاعِ فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ هَلْ يَنْفَعُ فِي غَيْرِ مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْأَوْجَاعِ قَالَ جَبْرَئِيلُ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَنْ يَقْرَأُ بِهَذِهِ الْآيَاتِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ مَلَأَ اللَّهُ تَعَالَى قَلْبَهُ نُوراً وَ ضِيَاءً وَ يُلْقِي الْإِلْهَامَ فِي قَلْبِهِ وَ يُجْرِي الحِكْمَةَ عَلَى لِسَانِهِ وَ يَحْشُو قَلْبَهُ مِنَ الْفَهْمِ وَ التَّبْصِرَةِ وَ لَمْ يُعْطِ مِثْلَهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ وَ يُرْسِلُ عَلَيْهِ أَلْفَ مَغْفِرَةٍ وَ أَلْفَ رَحْمَةٍ وَ يُخْرِجُ الْغِشَّ وَ الْخِيَانَةَ وَ الْغِيبَةَ وَ الْحَسَدَ وَ الْبَغْيَ وَ الْكِبْرَ وَ الْبُخْلَ وَ الْحِرْصَ وَ الْغَضَبَ مِنْ قَلْبِهِ وَ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ النَّمِيمَةَ وَ الْوَقِيعَةَ فِي النَّاسِ وَ هُوَ الشِّفَاءُ مِنْ كُلِّ دَاء . وَ قَدْ رُوِيَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فِيمَا يُقْرَأُ عَلَى مَاءِ الْمَطَرِ فِي نَيْسَانَ زِيَادَةٌ وَ هِيَ أَنَّهُ يَقْرَأُ عَلَيْهِ سُورَةَ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» وَ يُكَبِّرُ اللَّهَ وَ يُهَلِّلُ اللَّهَ وَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا سَبْعِينَ مَرَّةً.
و أما حديث حزيران فإننا رويناه في كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري
ص: 421
من الجزء الخامس
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) وَ ذُكِرَ عِنْدَهُ حَزِيرَانُ فَقَالَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي دَعَا فِيهِ مُوسَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَاتَ فِي يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ .
أقول: و إنما فعل ذلك لما فتنوا بحيلة بلعم بن باعوراء و غيره من الأوقات ،وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الشُّهُورَ وَ خَلَقَ حَزِيرَانَ وَ جَعَلَ الْآجَالَ فِيهِ مُتَقَارِبَةً.
فمن ذلك دعوات ليالي القدر الثلاث
و خاصة أن علمها أحد بذاتها و إلا فإن ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان أرجح في تعظيم الدعوات و إجابتها.
فمن ذلك أيام هذه الثلاث ليالي
و من ذلك: يوم مولد النبيّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) و ليلة مبعثه الشريف و يومه و من ذلك يوم عرفة و ليلة عرفة و خاصة إذا كان بالموقف أو عند الحسين (علیه السلام) و من ذلك ليالي الأعياد الثلاث و أيامها و هي ليلة عيد الغدير و يومه و ليلة عيد الفطر و يومها و ليلة عيد الأضحى و يومها و من ذلك أول ليلة من رجب و يوم النصف منه و ليلة النصف من شعبان و أوقات قد ذكرناها في مواضع من كتاب مهمات في صلاح المتعبد و تتمات المصباح المتهجد .
فيما نذكره من صفات الداعي و ذكرنا بعضها في الجزء الأول من
ص: 422
الكتاب المذكور بروايات و وصف مأثور و نحن نذكر هاهنا جملة فنقول إذا أراد دعاء الرغبة يبسط راحتيه و يدعو و إذا أراد دعاء الرهبة يجعل باطن كفيه إلى الأرض و ظاهرهما إلى السماء و إذا أراد دعاء التضرع حرك أصابعه يمينا و شمالا و باطن كفيه إلى السماء و إذا أراد دعاء التبتل رفع إصبعه مرة و حطها مرة و يكون عند العبرات و إذا أراد دعاء الابتهال رفع باطن كفيه حذاء وجهه و إذا أراد دعاء الاستكانة جعل يديه على منكبيه و من صفات الداعي أن يبدأ بتحميد الله تعالى جل جلاله و الثناء عليه و الصلاة على محمد و آله (صلوات الله علیه و آله) ثم يذكر حاجته و من صفات الداعي أن يعلم أن دعاءه في السر أرجح من دعائه في الجهر و من صفات الداعي أن لا يكون قلبه غافلا و لا لاهيا و من صفات الداعي أن لا يكون مطعمه حراما أو ملبسه حراما أو غذي بحرام و من صفات الداعي أن يكون طاهرا من مظالم العباد و من صفات الداعي أن يكون عند الدعاء تقيا و نيته صادقة و من صفات الداعي أن لا يكون داعيا في دفع مظلمة عنه و قد ظلم هو عبد آخر بمثلها و من صفات الداعي أنه يجتنب الذنوب بعد دعائه حتى تقضي حاجته و من صفات الداعي أن يكون عند دعائه آئبا تائبا صالحا صادقا و من صفات الداعي أن لا يكون داعيا في قطيعة رحم و من صفات الداعي أن لا يكون دعاء محب على حبيبه فإن الحديث ورد عَنِ النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَلَّا يَسْتَجِيبَ لَهُ فِيهِ. و من صفات الداعي ألا يدعو على أهل العراق فإني رويت في الجزء الأول من كتاب التحميل من ترجمة محمد بن أحمد بن خاتم إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم (علیه السلام) أن لا تدعو على أهل العراق و ذكر في الحديث سبب ذلك و من صفات الداعي أن يطهر طعامه من المحرمات و الشبهات عند حاجته إلى إجابة الدعوات و من صفات الداعي أن يكون في يده خاتم فضة فيروزج فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ (علیه السلام) قَالَ:
ص: 423
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَأَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدٍ يَرْفَعُ يَدَهُ وَ فِيهَا خَاتَمُ فِضَّةٍ فَيْرُوزَجٌ فَأَرُدُّهَا خَائِبَةً. و من صفات الداعي أن يكون في يده خاتم عقيق لأننا روينا عَنِ الصَّادِقِ (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ: مَا رُفِعَتْ كَفٌّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كَفٍّ فِيهَا خَاتَمُ عَقِيقٍ. يقول مولانا أفضل العالم الحبر المعظم المكمل المكرم المبجل الحاذق البارع الألمعي اللوذعي أوحد الدهر فريد العصر نقيب النقباء وارث الأنبياء أنموذج سلفه الأبرار النجباء رضي الدين ركن الإسلام عمدة الأنام شرف العترة جمال الأسرة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي شرف الله قدره و ألهم القلوب و الألسن ذكره و كاتبه الآن فيقول قدس الله روحه و أسكن الرحمة رخامه و ضريحه و فيما ذكرناه من الشروط و الصفات ما أرجو أن يغني عن الزيادات و هذا آخر ما أوردناه من كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و الحمد لله وحده و صلاته على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
اللّهمّ انت الاوّل فليس قبلك شيء و انت الآخر فليس بعدك شيء و انت الظاهر فليس فوقك شيء و انت الباطن فليس دونك شيء و انت اللّه العزيز الحكيم يا كآئنا قبل كلّ شيء و يا باقيا بعد كلّ شيء يا مكوّن كلّ شيء يا من هو اقرب الىّ من حبل الوريد يا من هو فعّال لما يريد يا من يحول بين المرء و قلبه يا من هو بالمنظر الاعلى يا من ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير اقض حاجاتى و اعطنى سؤلى و فرّج عنّي كربتى و اكف مهمّاتى بحقّ محمّد و آله الطّيّبين و عترته الطّاهرين.
ص: 424
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الْعَرَبِي الْهَاشِمِي الْقُرَشِيِّ الْمَكِيِّ المَدَنِيِّ الْأَبْطَحِيِّ التَّهَامِيِّ السَّيدِ الْبَهِيِّ السّراجِ الْمُضِيِّ الْكَوْكَبِ الدُّرِي صَاحِبِ الْوَقَارِ وَ السَّكينَةِ الْمَدْفُونِ بِالمَدِينَةِ الْعَبْدِ الْمُؤَيَّدِ وَ الرَّسُولِ الْمُسَدِدِ الْمُصْطَفَى الأَمْجَدِ الْمَحْمُودِ الْأَحْمَدِ حَبيبِ إِلهِ الْعَالَمِينَ وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ شَفِيعِ الْمُذْنِبينَ وَ رَحْمَةٍ لِلْعَالَمِينَ أبي الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ، الصَّلاةُ وَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَا رَسُولَ الله يَا إِمَامَ الرَّحْمَةِ يَا شَفيعَ الأُمَّةِ يَا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَ مَوْلانَا إِنَّا تَوَجهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ إلى الله وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يا وَجيهاً عِنْدَ الله اشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، اللَّهُمَّ صَلَّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلى السَّيّد الْمُطَهَّرِ وَ الْإِمَامِ الْمُظَفَّرِ وَ الشُّجَاعِ الْغَضَنْفَرِ أَبي شُبَيْرٍ وَ شَبرَ قَاسِم طُوبَى وَ سَقَر الْأَنْزَعِ البَطينِ الْأَشْجَعِ الْمَتينِ الْأَشْرَفِ الْمَكِينِ الْعالِم الْمُبِينِ النّاصِرِ الْمُعينِ وَلِي الدِّينِ الْوَالِي الْوَلِيِّ السَّيِّدِ الرَّضِيِّ الْإِمَامِ الْوَصِيِّ الْحاكِم بِالنَّص الْجَلِيِّ الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ الْمَدفونِ بِالغَرِي لَيْثِ بَنِي غَالِبٍ مَظْهَرِ الْعَجَائِبِ وَ مُظْهِرِ الْغَرَائِبِ وَ مُفَرِّقِ الْكتَائِبِ وَ الشَّهَابِ النّاقِبِ وَ الْهِزَبْرِ السَّالِبِ نُقْطَةِ دَائِرَةِ الْمَطَالِبِ أَسَدِ اللهِ الْغَالِبِ غَالِبٍ كُلّ غَالِب وَ مَطْلُوبٍ كُلِّ طَالِبٍ صَاحِبِ الْمَفَاخِرِ وَ الْمَناقِبِ إِمَامِ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ مَوْلانَا وَ مَوْلى الْكَوْنَيْنِ الإمام أبي الْحَسَنَيْنِ أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْن أبي طالب صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ ، الصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الحَسَنِ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَا أَخَ الرَّسُولِ يَا زَوْجَ الْبَتُولِ يَا أَبَا السَّبْطَيْنِ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا يا
ص: 425
مَولانا إِنا تَوَجهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى الله وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا وَجيهاً عِنْدَ اللهُ اشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، اللهم صَلِّ وَ سَلّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلى السَّيِّدَةِ الْجَلِيلَةِ الْجَمِيلَةِ الْمَعْصُومَةِ الْمَظْلُومَةِ الْكَرِيمَةِ النَّبِيلَةِ المكرُوبَةِ الْعَليلَةِ ذاتِ الأَحْزَانِ الطويلةِ في المدّة القليلةِ الرَّضِيّةِ الحليمةِ العفيفةِ السّليمةِ الْمَجْهُولَةِ قَدْراً وَ الْمَخْفِيَّةِ قَبْراً الْمَدْفُونَةِ سرّاً وَ الْمَغْصُوبَةِ جَهْراً سَيِّدَةِ النِّسَاءِ الإِنْسِيَّةِ الْحَوْرَاءِ أُمِّ الأَئِمَّةِ النُّقَباءِ النجباءِ بنتِ خَيْر الْأَنْبِيَاءِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ الْعَذْرَاءِ فَاطِمَةَ التَّقِيةِ الزُّهْرَاءِ عَلَيْهَا السلام الصلاة والسلام عَلَيْكِ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِكِ يا فاطمة الزهراء يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ رَسُول الله أَيَّتُهَا الْبَتُولُ يَا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ يَا بَضْعَةَ النَّبِيِّ يَا أُمَّ السِبطَيْنِ يَا حُجَّةَ الله عَلَى خَلْقِهِ يا سَيِّدَتَنا وَ مَوْلاتَنا إِنَّا تَوَجهْنا وَ اسْتَشْفَعْنَا وَ تَوَسُلْنَا بِكِ إِلَى اللَّه وَ قَدَّمْنَاكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ يَا وَجيهَةً عِنْدَ اللهِ إِشْفَعِي لَنَا عِنْدَ الله ، اللَّهُمَّ صَلَّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى السَّيِّدِ المُجْتَبَى وَ الإِمَامِ الْمُرْتَجى سِبْطِ الْمُصْطَفَى وَ ابْنِ الْمُرْتَضى عَلَمِ الْهُدَى الْعَالِمِ الرَّفِيعِ ذِي الْحَسَبِ الْمَنيع وَ الْفَضْلِ الْجَمِيعِ وَ الشَّرَفِ الرَّفِيعِ الشَّفيعِ بْنِ الشَّفِيعِ الْمَقْتُولِ بِالسَّمَ النَّقِيعِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ الْبَقِيعِ الْعَالِم بِالْفَرائِضِ وَ السُّنَنِ صَاحِبِ الْجُودِ وَ الْمِنَن كَاشِفِ الضُّر وَالْبَلْوى وَ الْمِحَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ الَّذِي عَجَزَ عَنْ عَدِّ مَدَائِحِهِ لِسانُ اللُّسَنِ الْإِمَامِ بِالْحَقِّ الْمُؤْتَمَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ صَلَواتُ الله وَ سَلامُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ يَا حَسَنَ بْنَ عَلِي أَيُّهَا الْمُجْتَبى يَا ابْنَ رَسُولِ الله يَا ابْنَ أميرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهرَاءِ يَا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَ شَبَابٍ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَا سَيِّدَنا وَ مَوْلانا إنَّا تَوَجَّهْنَا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوسّلْنا بِكَ إِلى الله وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يدي حَاجَاتِنَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ
ص: 426
يا وَجيهاً عِنْدَ الله اشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلّمْ وَ زِدْ وَ بارِك عَلَى السَّيِّدِ الزَّاهِدِ وَ الْإِمَامِ الْعَابِدِ الرَّاكِعِ السّاجِدِ وَلِي الْمَلِكِ الْمَاجِدِ وَ قَتيل الْكَافِرِ الْجاحِدِ زَيْنِ الْمَنابِرِ وَ الْمَسَاجِدِ صَاحِبِ الْمِحْنَةِ وَ الْكَرْب وَ الْبَلاءِ الْمَدْفُونِ بِأرْض كَرْبَلَاءَ سِبْطِ رَسُولِ الثَّقَلَيْنِ وَ نُورِ الْعَيْنَيْنِ مَوْلانَا وَ مَوْلى الْكَوْنَيْن الإمام بِالْحَقِّ أبي عَبْدِ الله الْحُسَيْن (صَلَوَاتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ) الصَّلَاةُ وَالسّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِي أَيُّهَا الشَّهِيدُ يَا ابْنَ رَسُول الله يَا ابْنَ أمير الْمُؤْمِنِينَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ يَا سَيِّدَ شَبَابِ أَهْل الْجَنْةِ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَ مَوْلانَا إِنَّا تَوَجهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسُلْنا بِكَ إلى الله وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يدي حَاجَاتِنَا فِي الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ يا وَجيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى أَبي الأَئِمَّةِ وَ سِرَاج الأُمَّةِ وَ كَاشِفِ الْغُمَّةِ وَ مُحْيِي السُّنَّةِ وَ سَنِيّ الْهِمَّةِ وَ رَفيع الرُّتْبَةِ وَ أَنيس الْكُرْبَةِ وَ صَاحِبِ النُّدْبَةِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طيبَةَ الْمُبَرَّءِ مِنْ كُلِّ شَيْنٍ وَ أَفْضَلِ الْمُجَاهِدِينَ وَ أَكْمَلِ الشَّاكِرِينَ وَ الْحَامِدِينَ شَمْسِ نَهَارِ الْمُسْتَغْفِرِينَ وَ قَمَرِ لَيْلَةِ الْمُتَهَجِّدِينَ الْإِمَامِ بِالْحَقِّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (صَلَواتُ الله وَ سَلامُهُ عَلَيْهِما) الصَّلَاةُ وَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يا زَيْنَ الْعَابِدِينَ أَيُّهَا السَّجَادُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَ مَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوسَّلْنا بِكَ إلى اللهِ وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يدي حَاجَاتِنَا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يَا وَجيهاً عِنْدَ اللهُ إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى قَمَرِ الْأَقْمَارِ وَ نُورِ الْأَنْوَارِ وَ قَائِدِ الْأَخْيَارِ وَ سَيِّدِ الْأَبْرَارِ وَ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ وَ الْبَدْرِ الْبَاهِرِ وَ النَّجْمِ الزَّاهِرِ وَ الْبَحْرِ الزَّاخِرِ وَ الدُّرِ الْفَاخِرِ الْمُلَقَّبِ بِالْبَاقِرِ السَّيِّدِ الْوَجيه الإمامِ النَّبيه
ص: 427
الْمَدْفُونِ عِنْدَ جَدَهِ وَ أَبِيهِ الْحِبْرِ الْمَلِيِّ عِنْدَ الْعَدُوِّ وَ الْوَلِيِّ الْإِمَامِ بِالْحَقِ الأزليِّ أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِي عَلَيْهِمَا السّلام الصَّلاةُ وَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أبَا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا الْبَاقِرُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيدَنا وَ مَوْلانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ إلى الله وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ يَا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، أَللَّهُمَّ صَلَّ وَ سَلّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الصَّادِقِ الصِّدِّيقِ الْعَالِمِ الْوَثِيقِ الْحَلِيمِ الشَّفيقِ الْهادي إلى الطَّريقِ السّاقي شيعَتَهُ مِنَ الرَّحِيقِ وَ مُبَلِّغِ أَعْدَائِهِ إِلَى الْحَرِيقِ صَاحِبِ الشَّرَفِ الرَّفِيعِ وَ الْحَسَبِ الْمَنِيعِ وَ الْفَضْلِ الجميع الشفيعِ بْنِ الشَّفِيعِ الْمَدْفُونِ بِالْبَقيعِ الْمُهَذَّبِ الْمُؤَيَّدِ الْإِمَامِ الْمُمَجدِ أبي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ الله يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَيُّهَا الصَّادِقُ يَا ابْنَ رَسُول الله يا ابْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَ مَوْلانَا إِنَّا تَوَجَهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يدي حَاجَاتِنَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يا وَجيهاً عِنْدَ الله إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الكَريم وَ الْإِمَامِ الْحَلِيم وَ سَمِيِّ الْكَليمِ الصّابِرِ الكَظيمِ قائِدِ الْجَيْش الْمَدْفُونِ بِمَقَابِرِ قُرَيْش صاحِب الشَّرَفِ الْأَنْوَرِ وَ الْمَجْدِ الأَظْهَرِ وَ الْجَبينِ الأطْهَرِ [الأزْهَرِ خ ل] الإمام بِالْحَقِ أبي إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنِ جَعَفَرَ (صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ) الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ يا مُوسى بنَ جَعْفَر أَيّهَا الكَاظِمُ و أيهَا العَبْدُ الصّالِحُ يا ابنَ رَسُولِ الله يَا ابْنَ أميرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَ مَوْلَانَا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوسَّلنا بِكَ إِلى الله وَ قَدَّمْناكَ بَينَ يدي حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ يا وجيهاً
ص: 428
عِنْدَ اللهُ إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، أَللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمَعْصُومِ وَ الْإِمَامِ الْمَظْلُومِ وَ الشَّهِيدِ الْمَسْمُومِ وَ الْغَريبِ الْمَعْمُومِ وَ الْقَتيل الْمَحْرُومِ عَالِمِ عِلْمِ الْمَكْتُومِ بَدْرِ النُّجُومِ شَمْسِ الشُّمُوسِ وَ أَنيس النُّفُوسِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طُوسِ الرَّضِيِّ الْمُرتَضى الْمُرْتَجَى الْمُجْتَبَى الإِمَامِ بِالْحَقِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرّضا (صَلَوَاتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ) الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَا ابْنَ رَسُول الله يَا ابْنَ أمير الْمُؤْمِنِينَ يَا حُجَّةَ الله عَلَى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَ مَوْلَانَا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يدي حَاجَاتِنَا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله ، أَللَّهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْعَادِلِ الْعَالِمِ الْعَامِلِ الْكَامِلِ الْفَاضِلِ الْبَاذِلِ الْأَجْوَدِ الْجَوَادِ الْغارِفِ بِأَسْرَارِ الْمَبْدَءِ وَ الْمَعَادِ وَ لِكُل قَوْم هَادٍ مَنَاصِ الْمُحِبينَ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ الْمَذْكُورِ فِي الْهِدَايَةِ وَ الإرشادِ الْمَدْفُونِ بِأَرْضِ بَغْدَادَ السَّيد العَرَبِيّ وَ الإمام الأحْمَدَي وَ النُّورِ الْمُحَمَّدِي الْمُلَقَّبِ بِالتَّقِي الْإِمَامِ بِالْحَقِّ أَبِي جَعْفَرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَلامِ الصَّلاةُ وَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ يَا مُحَمَّد بْن عَلِيٌّ أيُّها التَّقِيُّ الْجَوَادُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله يَا ابْنَ أمير الْمُؤْمِنِينَ يا حُجَّةَ الله عَلَى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانَا إِنَّا تَوَجهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَّلْنا بِكَ إلى الله وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يدي حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ ، أَللَّهُمَّ صَلَّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى الْإِمَامَيْنِ الْهُمَامَيْنِ السَّبِدَيْنِ السَّنَدَيْنِ الْفَاضِلَيْنِ الْكَامِلَيْنِ الْباذِلَيْنِ الْعَادِلَيْنِ الْعَالِمَيْنِ الْعَامِلَيْنِ الْأَوْرَعَيْنِ الْأَطْهَرَيْنِ النُّورَيْنِ النَّیِّرَيْنِ وَالشَّمْسَيْنِ الْقَمَرَيْنِ الْكَوْكَبَيْنِ الْأَسْعَدَيْنِ وَارثَي الْمَشْعَرَيْنِ وَ أهْلَي الْحَرَمَيْنِ كَهْفَي التُّقی غَوثَيِ الْوَرى بَدْرَى الدُّجى طَوْدَيِ النُّهَى
ص: 429
عَلَمَيِ الْهُدَى الْمَدْفُونَيْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأى كاشِفَي الْبَلْوى وَ الْمِحَنِ صَاحِبَي الْجُودِ وَ الْمِنَنِ الْإِمَامَيْنِ بِالْحَقِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِي بْنِ مُحَمَّدِ التّقِي وَ أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ صَلَوَاتُ الله وَ سَلامُهُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَيْكَما يَا أَبَا الْحَسَن وَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا النَّقِيُّ الْهَادِي وَأَيُّهَا الزَّكِيُّ الْعَسْكَرِيَ يَا ابْنَيْ رَسُولِ الله يَا ابْنَي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا حُجَّتَي الله عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ يا سَيِّدَينَا وَ مَوْلِیَيْنَا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَ اسْتَشْفَعْنَا وَ تَوَسلَنا بِكُما إلى الله وَ قَدَّمْناكُما بَيْنَ يدي حاجاتِنا في الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا وَجيهينِ عِنْدَ الله إشْفَعَا لَنا عِنْدَ الله ، اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلَّمْ وَ زِدْ وَ بَارِكْ عَلَى صَاحِبِ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ وَ الصَّوْلَةِ الْحَيْدَرِيَّةِ وَ الْعِصْمَةِ الْفَاطِمِيةِ وَ الْحِلْم الْحَسَنِيَّةِ وَ الشَّجاعة الحُسَيْنِيَّةِ وَ الْعِبادَةِ السَّجَادِيَّةِ وَ الْمَآثِرَ الْباقِرية و الآثار الْجَعْفَرِيَّةِ وَ الْعُلُومِ الْكَاظِمِيَّةِ وَ الْحُجَجِ الرَّضَوِيَّةِ وَ الْجُودِ التَّقَوِيَّةِ وَ النَّقَاوَةِ النَّقَوِيَّةِ وَ الْهَيْبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَ الْغَيْبَةِ الْإِلَهِيَّةِ الْقائِمِ بِالْحَقِ وَ الدَاعِي إِلى الصِدْقِ الْمُطلق كَلِمَةِ اللَّهِ وَ أَمَانِ اللهِ وَ حُجَّةِ اللهِ الْغَالِبِ بِأَمْرِ اللهِ وَ الذَّابِّ عَنْ حَرَم اللهِ إِمَامِ السِرِّ وَ الْعَلَنِ دَافِعِ الْكَرْبِ وَ الْمِحَنِ صَاحِبِ الْجُودِ وَ الْمِنَنِ الْإِمَامِ بِالْحَقِّ أبي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَصْرِ وَ الزَّمَانِ خَليفَةِ الرَّحْمَنِ وَ إمَامِ الْإِنْسِ وَ الْجَانِّ صَلَوَاتُ الله وَ سَلامُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ و السَّلَامُ عَلَيْكَ يا وصيَّ الْحَسَنِ وَ الْخَلَفِ الصَّالِحِ يَا إِمَامَ زَمَانِنَا الْقَائِمَ الْمُنْتَظَر الْمَهْدِيّ يَا سَيِّدَنا وَ مَوْلَانَا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَ اسْتَشْفَعْنا وَ تَوَسَلنا بِكَ إلى اللهِ وَ قَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدي حَاجَاتِنا فِي الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ يا وَجيهاً عِنْدَ الله إِشْفَع لَنا عِنْدَ الله عز وَجَلَّ يَا سَادَتي وَ مَوَالِيّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ أنْتُمْ أَئِمَّتِي وَ عُدَّتي لِيَوْمٍ فَقْرِي وَ فَاقَتِي وَ حَاجَتي إِلَى اللهِ وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ إِلى الله وَ بِحُبِكُمْ وَ بِقُرْبِكُمْ أَرْجُو
ص: 430
النّجاةَ مِنَ الله فَكُونُوا عِنْدَ الله تعالى يا سَاداتِي يا أَوْلِيَاءَ الله صَلَّى الله عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ ، أَللَّهُمَّ إِنَّ هؤلاء أَئِمَّتُنَا وَ سَادَتْنَا وَ قادَتُنَا وَ كبرائنا وَ شُفعاءنا بِهِمْ أتَوَلَّى وَ مِنْ أَعْدائِهِم أَتَبَرَّءُ فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ ، أَللَّهُمَّ وَال مَنْ وَالاهُمْ وَ عادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ انْصُر مَنْ نَصَرَهُمْ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ الْعَنْ عَلى مَنْ ظَلَمَهُمْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أَهْلِكْ عَدُوِّهُمْ مِنَ الْجِن وَالإِنْسِ مِنَ الأوَّلِينَ و الآخِرينَ آمِينَ يا رَبَّ العالَمينَ ، أَللَّهُمَّ ارْزُقْنَا فِي الدُّنْيا زِيَارَتَهُمْ وَ فِي الآخِرَةِ شَفَاعَتَهُمْ وَ احْشُرْنا مَعَهُمْ وَ فِي زُمْرَتِهِمْ وَ تَحْتَ لِوائِهِمْ وَ لَا تُفَرِّقْ بَيننا وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنِ أَبَداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
قدتم الكتاب بعون الله الملك المنان و الحمد لله رب العالمين .
ص: 431
ص: 432
تألیف: سیدنا علي بن موسی بن جعفر ابن محمد بن محمد الطاووس العلوي
هذا الكتاب المستطاب قد أُلحق بمهج الدعوات لینتفع به المؤمنون
ص: 433
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يقول مولانا السعيد المرحوم شرف آل الرسول النقيب الطاهر المعظم أوحد الدهر و فريد العصر الزاهد العابد ذو الفضائل الجمة و المآثر الجميلة رضي الدين ركن الإسلام و المسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي قدس الله روحه و أسكن الرحمة رخامه و ضريحه أحمد الله جل جلاله بحسب ما يهديني إليه و يقويني عليه و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة تقربني إليه و تؤمنني في الدنيا و عند القدوم عليه و أشهد أن محمدا جدي عبده و رسوله و أعز الخلائق عليه و أنه أحق بما أسنده إليه في تعيينه لمن يقوم مقامه فيه و يحفظه و يؤديه.
و بعد: فإني وجدت دعوات لطيفة و مهمات شريفة و قد سميتها بالمجتنى من الدعاء المجتبى و جعلت أولها ما نقلته من الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم و الأحزان و قمع الغموم و الأشجان تأليف أحمد بن داود النعماني.
قَالَ: وَ شَكَا رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (صلوات اللهِ عَلَیهِما) جَاراً يُؤْذِيهِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ (عَلَیهِ السَّلامُ) إِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ يَا
ص: 434
شَدِيدَ الْمِحَالِ يَا عَزِيزُ أَذْلَلْتَ بِعِزَّتِكَ جَمِيعَ خَلْقِكَ [مَنْ خَلَقْتَ خ ل] اكْفِنِي شَرَّ فُلَانٍ بِمَا شِئْتَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ سَمِعَ الصُّرَاخَ وَ قِيلَ فُلَانٌ مَاتَ اللَّيْلَةَ .
قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ دَعَا النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) عَلَى الْأَحْزَابِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ يَوْمَ الثُّلَثَاءِ وَ اسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ فَعُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ قَالَ جَابِرٌ فَمَا نَزَلَ بِي أَمْرٌ غَائِظٌ وَ تَوَجَّهْتُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ إِلَّا عَرَفْتُ الْإِجَابَةَ .
قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَطْلُبْهَا فِي الْعِشَاءِ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ يَعْنِي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ .
قَالَ: وَ كَانَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) إِذَا أَهَمَّهُ أَمْرٌ أَوْ كَرَبَهُ أَوْ بَلَغَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَأْسٌ قُبِضَ يَدُهُ ثُمَّ قَالَ تضايقي تَتَفرجي [تَنْفرجي خ ل] ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَ رَفَعَ يَدَهُ فَقَالَ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ اللَّهُمَّ كُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَإِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلاً .
فَوَ اللَّهِ مَا يَبْسُطُهَا حَتَّى يَأْتِيَهُ الْفَرَجُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فَمَا يَخْفِضُ يَدَيْهِ الْمُبَارَكَتَيْنِ حَتَّى يَنْزِلَ اللَّهُ تَعَالَى النَّصْرَ .
فَقُلْ:
حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
فَإِنَّكَ لَا تَرَى فِي وَجْههُ قَتَراً وَ لَا ذِلَّةً.
ص: 435
فَقُلْ: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي اللَّهُ رَبِّي اللَّهُ رَبِّي وَ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَقُولُهُ مِرَاراً فَإِنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْه.
إِذَا رَآكَ مِمَّا قَدْ جُرِّبَ أَطْفَأْتُ غَضَبَكَ يَا فُلَانُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ أَكْرَهَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَلَى الْعَمَلِ فَهَرَبْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ حَبَسَنِي حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي رَأْسِي شَعْرَةٌ سَوْدَاءُ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَقَالَ يَا تَوْبَةُ قَدْ أَطَالُوا حَبْسَكَ قُلْتُ أَجَلْ قَالَ قُلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِيَةَ وَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ثَلَاثاً وَ هُوَ مِنَ الدُّعَاءِ الْمُسْتَجَابِ الَّذِي لَا يُشَكُّ فِيهِ يُدْعَى بِهِ فِي الشَّدَائِدِ وَ الْحُبُوسِ وَ يَقْتَرِنُ الْفَرَجُ بِهِ قَالَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظْتُ فَكَتَبْتُ مَا قَالَ ثُمَّ تَوَضَّأْتُ وَ صَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ جَعَلْتُ أَدْعُو حَتَّى صَلَّيْتُ صَلَاةَ الصُّبْحِ فَجَاءَ حَرَسِي فَقَالَ أَيْنَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ فَحَمَلَنِي فِي قُيُودِي وَ أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ وَ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِهِنَّ فَلَمَّا رَآنِي أَمَرَ بِإِطْلَاقِي قَالَ تَوْبَةُ فَعَلَّمْتُهُ [فعلمتهن خ ل] رَجُلاً فِي السِّجْنِ فَقَالَ لَمْ أُدْعَ إِلَى عَذَابٍ قَطُّ فَقُلْتُهُنَّ إِلَّا خُلِّيَ عَنِّي فَجِيءَ بِي يَوْماً إِلَى الْعَذَابِ فَجَعَلْتُ أَتَذَكَّرُهُنَّ فَلَا أَذْكُرُهُنَّ حَتَّى جُلِدْتُ مِائَةَ سَوْطٍ فَذَكَرْتُهُنَّ حِينَئِذٍ وَ دَعَوْتُهُنَّ [فَدَعَوْتُ بِهِنَّ خ ل] فَخُلِّيَ عَنِّي.
تَقُولُهُ فِي وَجْهِهِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى ضَرِّكَ كَتَبَ اللّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ .
وَ يُنَجِّي اللّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله علیه) مَنْ ظُلِمَ وَ أَقَامَ ظَالِمُهُ عَلَى ظُلْمِهِ لَا يَرْجِعُ عَنْهُ فَلْيَفُضَّ الْمَاءَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ يُسْبِغُ الْوُضُوءَ وَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ:
ص: 436
اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ظَلَمَنِي وَ اعْتَدَى عَلَيَّ وَ نَصَبَ لِي وَ أَمَضَّنِي وَ أَرْمَضَنِي وَ أَذَلَّنِي وَ أَخْلَقَنِي اللَّهُمَّ فَكِلْهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ هُدَّ رُكْنَهُ وَ عَجِّلْ جَائِحَتَهُ وَ اسْلُبْهُ نِعْمَتَكَ عِنْدَهُ وَ اقْطَعْ رِزْقَهُ وَ أَبْتِرْ عُمُرَهُ وَ امْحُ أَثَرَهُ وَ سَلِّطْ عَلَيْهِ عَدُوَّهُ وَ خُذْهُ مِنْ مَأْمَنِهِ كَمَا ظَلَمَنِي وَ اعْتَدَى عَلَيَّ وَ نَصَبَ لِي وَ أَمَضَّ وَ أَرْمَضَ وَ أَذَلَّ وَ أَخْلَقَ فَإِنَّهُ لَا يُمْهَلُ .
وَ رُوِيَ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَجُلٍ ظُلَامَةٌ فَقَالَ وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْقِبْلَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَأَعِدْنِي فَإِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلاً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَعْدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ هُوَ فِي الْجُبِّ اللَّهُمَّ يَا لَطِيفاً فَوْقَ كُلِّ لَطِيفٍ الْطُفْ بِي فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي كَمَا أُحِبُّ وَ أَرْضَى فِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي .
فَقَالَ قُلْ يَا مَنْ لَا يُسْتَحْيَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ وَ لَا يُرْتَجَى الْعَفْوُ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِ أَشْكُو إِلَيْكَ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ وَ أَسْأَلُكَ مَا لَا يَعْظُمُ عَلَيْكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ادْعُ بِمَا شِئْتَ يُنْجِحُ اللَّهُ طَلِبَتَكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَحْدِي فَقَالَ لَكَ وَ لِكُلِّ مَنْ دَعَا بِهَا .
وَ رُوِيَ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَصُمِ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِيسَ وَ الْجُمُعَةَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ تَطَهَّرَ وَ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ بِالرَّغِيفِ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ وَ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ فَإِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ الَّذِي مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَسْأَلُكَ
ص: 437
بِاسْمِكَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَبْصَارُ وَ وَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ خَشْيَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي فِي كَذَا وَ كَذَا (1) وَ كَانَ يَقُولُ لَا تُعَلِّمُوهَا سُفَهَاءَكُمْ فَيَدْعُو بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ وَ يُقَالُ لَا يَدْعُو بِهَا عَلَى مَأْثَمٍ وَ لَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ.
رُوِيَ أَنَّ مَنْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ اسْتَجَابَ لَهُ مَا سُئِلَ مِنْ كَشْفِ كَرْبٍ وَ غَيْرِ ذَلِكَ يَا وَدُودُ يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ أَسْأَلُكَ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ مُلْكِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ نُورُكَ الَّذِي مَلَأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْفِيَنِي كَذَا وَ كَذَا يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي .
فَقُلْ:
يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسَى عَلَى الْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً أَنْ تَطْمِسَ عَنِّي بَصَرَ مَنْ أَخْشَاهُ وَ تُمْسِكَ لِسَانَهُ وَ تَخْتِمَ عَلَى قَلْبِهِ وَ تَحْبِسَ يَدَهُ وَ تُقْعِدَهُ مِنْ رِجْلِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
أَنَّهُ دَعَا بِهِ الْمُسْلِمُونَ فَجَازُوا بِهِ فِي بَحْرٍ كَانَ يَتَعَذَّرُ جَوَازُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا كَرِيمُ يَا حَلِيمُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا حَيُّ يَا مُحْيِي الْمَوْتَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا رَبَّنَا .
ص: 438
أَنَّ رَاهِباً سَمِعَ الْمَلَائِكَةَ تَدْعُو بِهِ لِلْمُسْلِمِينَ فَأَسْلَمَ وَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحَارِبُونَ فِي الْبَحْرِ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ وَ الْبَدِيعُ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَ الدَّائِمُ غَيْرُ الْغَافِلِ وَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ خَالِقُ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى وَ كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ فِي شَأْنٍ وَ عَلِمْتَ اللَّهُمَّ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ .
بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِي قَدْ آذَاهُ رَجُلٌ جُنْدِيٌّ مِنْ أَصْحَابِ إِسْحَاقَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ بِدُعَاءِ الاِسْتِيصَالِ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ غُمَّهُ بِالشَّرِّ غَمّاً وَ لُمَّهُ بِالشَّرِّ لَمّاً وَ طُمَّهُ بِالشَّرِّ طَمّاً وَ قُمَّهُ بِالشَّرِّ قَمّاً وَ أَطْرِقْهُ بِلَيْلَةٍ لَا أُخْتَ بِهَا وَ سَاعَةٍ لَا مَنْجَى لَهُ مِنْهَا قَالَ فَغَضِبَ عَلَى الْجُنْدِيِّ بَعْدَ أَيَّامٍ إِسْحَاقُ بْنُ عِمْرَانَ فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عُنُقُهُ فَقُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِي هَذَا الْجُنْدِيُّ الَّذِي دَعَوْتَ عَلَيْهِ قُتِلَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ . وَ وَجَدْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ لَفْظَ دُعَاءِ مَوْلَانَا الصَّادِقِ (علیه السلام) عَلَى دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ الَّذِي هَلَكَ بِدُعَائِهِ لَفْظاً فِيهِ فِي حَالِ سُجُودِهِ وَ هُوَ:
يَا ذَا الْقُوَّةِ الْقَوِيَّةِ وَ الْقِدَمِ الْأَزَلِيَّةِ وَ يَا ذَا الْمِحَالِ الشَّدِيدِ وَ النَّصْرِ الْعَتِيدِ وَ يَا ذَا الْعِزَّةِ الَّتِي كُلُّ خَلْقٍ لَهَا ذَلِيلٌ خُذْ دَاوُدَ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَ افْجَأْهُ مُفَاجَاةَ مَلِيكٍ مُنْتَصِرٍ.
فَإِذَا بِالصِّيَاحِ قَدْ عَلَا فِي دَارِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ وَ إِذَا بِهِ قَدْ مَاتَ .
وَ قَدْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ مِنْ جُيُوشِ الْأَعْدَاءِ مَا لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ فَدَعَوْا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ فَقُتِلَ عَدُوُّهُمْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ .
ص: 439
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَ الْقَاهِرُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ مَنْ إِلَيْهِ الْمَلْجَأُ فِي كُلِّ شَيْءٍ قَدْ سَمِعْتَ مَا قَدْ أَشْغَلَنَا هَذَا الْكَافِرُ السَّحَّارُ وَ إِنْ كُنَّا قَلِيلِينَ فِي أَنْفُسِنَا فَبِكَ نَقْوَى فَقَوِّنَا عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ اكْفِنَا الْعَدُوَّ الْمُبِينَ
نَقَلْتُهُ مِنْ تَارِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْخُوَارِزْمِيِّ رُبَّمَا كَانَ نَقْلُهُ مِنْ زَمَنِ الْمُسْتَعِينِ الْمَلِكِ.
أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ كَانَ رَجُلاً مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ صَالِحاً وَ كَانَ أَمِيرَ الْجَيْشِ الَّذِي افْتَتَحَ إِفْرِيقِيَةَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ وَ أَنَّهُ الَّذِي سَخَّرَ الْقِيرَوَانَ وَ كَانَ مَوْضِعُهَا أَجَمَةً تَأْوِي إِلَيْهَا السِّبَاعُ وَ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ الصُّقْعِ أَوْفَقُ لاِخْتِطَاطِ مَدِينَةٍ مِنْ تِلْكَ الْأَجَمَةِ فَأَزْمَعَ عَلَى قَطْعِهَا وَ الْبِنَاءِ فِيهَا فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ بِهَا سِبَاعاً مَا تُفَارِقُ عَرِينَهَا إِلَّا بَعْدَ حَرْبٍ فَرُبَّمَا افْتَرَسَتْ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ عُقْبَةُ لَا تَعَرَّضُوا فَغَدَا أَكْفِيكُم أَمْرَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَجَاءَ إِلَيْهَا لَيْلاً فَصَلَّى عِنْدَهَا ثُمَّ دَعَا فَلَمَّا أَسْحَرَ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ سَلَامٌ عَلَى مَا بِهَذِهِ الْأَجَمَةِ مِنَ السِّبَاعِ وَ الْوُحُوشِ أَمَّا بَعْدُ فَ إِنَّ الْأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ إِنَّنَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ نَازِلُونَ لِهَذِهِ الْأَجَمَةِ وَ مُتَّخِذُوهَا دَاراً فَلْيَأْذَنْ كُلُّ حَيَوَانٍ فِيهَا بِخُرُوجٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ نَظَرَ النَّاسُ إِلَى السِّبَاعِ يَخْرُجُ مِنَ الْأَجَمَةِ جُمُوعاً وَ الْوُحُوشُ أَسْرَابًا مَعَهَا أَوْلَادُهَا إِلَى أَنْ لَمْ يَبْقَ فِيهَا شَيْءٌ.
بِإِسْنَادِهِ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُعَادِيَ لَكَ وَلِيّاً أَوْ أُوَالِيَ لَكَ عَدُوّاً أَوْ أَرْضَى لَكَ سَخَطاً أَبَداً اللَّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلَاتُنَا عَلَيْهِ وَ مَنْ لَعَنْتَهُ فَلَعْنَتُنَا عَلَيْهِ اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ فِي مَوْتِهِ فَرَجٌ لَنَا وَ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فَأَرِحْنَا مِنْهُ وَ أَبْدِلْنَا بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لَنَا مِنْهُ حَتَّى تُرِيَنَا مِنْ عِلْمِ الْإِجَابَةِ مَا نَتَعَرَّفُهُ مِنْكَ فِي أَدْيَانِنَا وَ مَعَايِشِنَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ص: 440
بِإِسْنَادِهِ أَنَّ رَجُلاً حُمِلَ إِلَى السِّجْنِ فَمَرَّ عَلَى حَائِطٍ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَ يَا صَاحِبِي فِي وَحْدَتِي وَ يَا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي فَدَعَا بِهَا وَ كَرَّرَهَا فَخُلِّيَ سَبِيلُهُ فَعَادَ إِلَى ذَلِكَ الْحَائِطِ فَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ شَيْئاً مَكْتُوباً.
فَدَعَا بِهَا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ تَعَالَى:
اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الَّذِي تُكْرِمُ بِهِ مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَ تُلْهِمُهُ الرَّفِيعَ مِنْ أَصْفِيَائِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَأْتِيَنَا بِرِزْقٍ مِنْ لَدُنْكَ تَقْطَعُ بِهِ عَلَائِقَ السُّلْطَانِ مِنْ قُلُوبِنَا وَ قُلُوبِ أَصْحَابِنَا هَؤُلَاءِ عَنِ الشَّيْطَانِ فَأَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ قَدِيمُ الْإِحْسَانِ يَا كَرِيمُ فَأَغْنَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فِي الْحَالِ.
وَ هُوَ ضَالٌّ فَاهْتَدَى:
بِسْمِ اللَّهِ ذِي الشَّأْنِ الْعَظِيمِ الْبُرْهَانِ الشَّدِيدِ السُّلْطَانِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
عَشْرَ سِنِينَ فَرَأَى فِي مَنَامِهِ مَنْ عَلَّمَهُ هَذَا
ص: 441
الدُّعَاءَ فَدَعَا بِهِ فَخَلَّصَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقُدْرَتِهِ الْقَاهِرَةِ وَ هُوَ:
تَحَصَّنْتُ بِالْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ رَمَيْتُ كُلَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ أَصْبَحْتُ فِي جِوَارِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ لَا يُسْتَبَاحُ وَ حِمَى اللَّهِ الْكَرِيمِ وَ ذِمَّتِهِ الَّتِي لَا تُخْفَرُ (1) وَ اسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ اتَّخَذْتُهُ وَلِيّاً ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّهِ حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
فَرَأَى عِيسَى (علیه السلام) فَعَلَّمَهُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بَاقِيَ يَوْمِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ .
فَاسْتُجِيبَ لَهَا يَا وَاحِداً لَيْسَ كَمِثْلِهِ أَحَدٌ تُمِيتُ كُلَّ أَحَدٍ وَ تُفْنِي كُلَّ أَحَدٍ وَ أَنْتَ وَاحِدٌ لَا تَأْخُذْكَ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ .
أَنَّ مَوْلَانَا كَانَ إِذَا أَحْزَنَهُ أَمْرٌ خَلَا فِي بَيْتٍ وَ دَعَا بِهِ وَ هُوَ:
يَا كهيعص يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ يَا خَبِيرُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ رَدَّدَهَا ثَلَاثاً ثمَّ قال:
اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحُلُّ بِهَا النِّقَمُ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيلُ الْأَعْدَاءَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُمْسِكُ غَيْثَ السَّمَاءِ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي
ص: 442
تُظْلِمُ الْهَوَاءَ وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا يُرِيدُ .
عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ لَقِيَهُ لُصٌّ فَأَرَادَ أَخْذَهُ فَسَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَتَرَكَهُ فَصَلَّاهَا فَسَجَدَ فَقَالَ فِي سُجُودِهِ:
يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا تُرَامُ وَ مُلْكِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ بِنُورِكَ الَّذِي مَلَأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ أَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ هَذَا اللِّصِّ يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي وَ كَرَّرَ هَذَا الدُّعَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَقْبَلَ وَ بِيَدِهِ حَرْبَةٌ فَقَتَلَ اللِّصَّ وَ قَالَ لَهُ أَنَا مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَإِنَّ مَنْ صَنَعَ كَمَا صَنَعْتَ اسْتُجِيبَ لَهُ مَكْرُوباً كَانَ أَوْ غَيْرَ مَكْرُوبٌ .
عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ أَرَادَ لِصٌّ قَتْلَهُ فَقَالَ لَهُ دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَخَلَّاهُ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فَسَمِعَ اللِّصُّ قَائِلاً يَقُولُ لَا تَقْتُلْهُ فَعَادَ قَالَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فَسَمِعَ أَيْضاً قَائِلاً يَقُولُ لَا تَقْتُلْهُ فَقَالَ مَرَّةً ثَالِثَةً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فَإِذَا بِفَارِسٍ فِي يَدِهِ حَرْبَةٌ فِي رَأْسِهَا شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ فَقَتَلَ بِهَا اللِّصَّ ثُمَّ قَالَ لَهُ لِمَا قُلْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ كُنْتُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَلَمَّا قُلْتَ ثَانِيَةً كُنْتُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَمَّا قُلْتَ ثَالِثَةً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَتَيْتُكَ .
يَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا قَيُّومَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا عِمَادَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا زَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا جَمَالَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ يَا غَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ مُنْتَهَى رَغْبَةِ الْعَائِذِينَ وَ مُنَفِّسَ
ص: 443
الْمَكْرُوبِينَ وَ مُفَرِّجَ الْمَغْمُومِينَ وَ صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَ مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَ كَاشِفَ كُلِّ سُوءٍ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ .
بِإِسْنَادِهِ قَالَ (علیه السلام) مَكَثَ يَعْقُوبُ (علیه السلام) يَدْعُو لِوُلْدِهِ عِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى عَلِمُوا دَعَوَاتٍ فَدَعَا يَعْقُوبُ لَهُمْ بِهَا فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ هِيَ:
يَا رَجَاءَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي يَا غِيَاثَ الْمُؤْمِنِينَ أَغِثْنِي يَا مَانِعَ الْمُؤْمِنِينَ امْنَعْنِي يَا مُحِبَّ التَّوَّابِينَ تُبْ عَلَيْنَا .
فَدَعَا بِهِ فَجَاءَهُ قَمِيصُ يُوسُفَ وَ هُوَ يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ مَعْرُوفُهُ أَبَداً وَ لَا يُحْصِيهِ أَحَدٌ غَيْرُهُ .
فَلَمَّا دَعَا بِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَوَّضَهَا فَأَدَّاهَا عَنْهَا فِي الْحَالِ وَ هُوَ:
يَا سَادَّ الْهَوَاءِ بِالسَّمَاءِ وَ يَا حَابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْمَاءِ وَ يَا وَاحِداً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَ يَا وَاحِداً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ أَدِّ عَنِّي أَمَانَتِي فَسَمِعَ قَائِلاً يَقُولُ خُذْ هَذِهِ فَأَدِّهَا عَنْ أَمَانَتِكَ.
فَدَعَا بِهِ فَفَرَّجَ اللَّهُ تَعَالَى كَرْبَهُ وَ هُوَ اللَّهُمَّ لِمَنْ أَدْعُو إِذَا لَمْ أَدْعُكَ فَيُجِيبَنِي اللَّهُمَّ إِلَى مَنْ أَتَضَرَّعُ إِذَا لَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَيْكَ فَيَرْحَمَنِي اللَّهُمَّ إِلَى مَنْ أَسْتَغِيثُ إِذَا لَمْ أَسْتَغِثْ بِكَ فَيُغِيثَنِي قَالَ فَانْتَبَهْتُ فَدَعَوْتُ بِذَلِكَ فَفُرِّجَ عَنِّي .
وَ هُوَ:
يَا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى وَ نَجَّيْتَهُ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ فِرْعَوْنَ أَسْأَلُكَ بِمَا
ص: 444
فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسَى وَ نَجَّيْتَهُ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ فِرْعَوْنَ لَمَّا نَجَّيْتَنِي مِنْ هَمِّي .
اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ هَذِهِ ذُنُوبِي بَيْنَ يَدَيْكَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْهَا وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ .
يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ حَتَّى انْقَطَعَ نَفَسُهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ حَتَّى انْقَطَعَ نَفَسُهُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ حَتَّى انْقَطَعَ نَفَسُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ حَتَّى انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ سَأَلَ حَاجَتَهُ فَحَضَرَتْ فِي الْحَالِ.
أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ (علیهما السلام) دَعَا لَهُ بِهِ عِنْدَ مَرَضِهِ فَقُضِيَ حَوَائِجُهُ وَ هُوَ :
اللَّهُمَّ إِنَّ بْنَ شِهَابٍ قَدْ فَزِعَ إِلَيَّ بِالْوَسِيلَةِ إِلَيْكَ بِآبَائِي فِيهَا بِالْإِخْلَاصِ مِنْ آبَائِي وَ أُمُّهَاتِي إِلَّا جُدْتَ عَلَيْهِ بِمَا قَدْ أَمَّلَ بِبَرَكَةِ دُعَائِي وَ اسْكُبْ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ وَ ارْفَعْ لَهُ مِنَ الْقَدْرِ وَ غَيِّرْهُ مَا يُصَيِّرُهُ كَفِتاً (1) لِمَا عَلَّمْتَهُ مِنَ الْعِلْمِ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا اعْتَلَلْتُ وَ لَا مَرَّ بِي ضِيقٌ وَ لَا بُؤْسٌ مُذْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ .
اقتضى بلوغ المراد عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ سَمِعَ اللَّهَ تَعَالَى بِقَوْلِهِ وَ فِي
ص: 445
السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأُصَدِّقَنَّ رَبِّي وَ لَأَثِقَنَّ إِلَيْهِ فَأَحسّ بِبَابِهِ بَعِيراً عَلَيْهِ حَمْلٌ فَأَخَذَهُ وَ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) وَ عَرَّفَهُ الْحَالَ فَقَالَ هَذَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ طَعَامٌ اقْتَطَعَهُ لَكَ جَبْرَئِيلُ مِنْ عِيرِ فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ بِطَرِيقِ الشَّامِ لَمَّا صَدَّقْتَ رَبَّكَ عَزَّ وَ جَلَّ .
اقتضى بلوغ المراد عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ (علیه السلام) رَوَاهُ الشَّقِيقُ قَالَ مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ ضَاقَ عَلَيْهِ فَذَكَرَ أَنَّ الصَّادِقَ قَالَ مَنْ عَرَضَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى مَخْلُوقٍ فَلْيَبْدَأْ فِيهَا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا قَعَدْتُ لِلتَّشَهُّدِ أُفْرِغَ عَلَيَّ النَّوْمُ قَالَ فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي أَنَّهُ قِيلَ لِلشَّقِيقِ يَا شَقِيقُ تَدُلُّ الْعِبَادَ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ تَنْسَاهُ فَاسْتَيْقَظْتُ وَ أَقَمْتُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ حَضَرَ فِي دَارِهِ فَوَجَدَ قَدْ جَاءَهُ مِنْ بَعْضِ أَصْدِقَائِهِ مَا كَفَاهُ وَ أَغْنَاهُ .
وَ هُوَ:
يَا رَبِّ قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ مِنِّي وَ ذَلِكَ لِجَهْلِي وَ خَطِيئَتِي فَإِنْ عَاقَبْتَنِي عَلَيْهِ فَأَنَا أَهْلٌ لِذَلِكَ وَ قَدْ عَرَفْتَ حَاجَتِي فَاقْضِهَا بِرَحْمَتِكَ فَقُضِيَ حَاجَتُهُ فِي الْحَالِ.
فَقَالَهُ فَخُلِّصَ مِنْ كِتَافِهِ وَ هُوَ :
يَا مَنْ لَا تَرَاهُ الْعُيُونُ وَ لَا تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ وَ لَا تَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ثُمَّ كَرَّرَ هَذَا الدُّعَاءَ فَخَلَّصَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَ قَالَ بَعْضُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ وَقَعَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ فَدَعَا بِهِ فَخُلِّصَ مِنَ الْكِتَافِ .
وَ هُوَ فِي مَرْكَبٍ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ فَنَجَّاهُ اللَّهُ
ص: 446
تَعَالَى وَ أَعَادَهُ إِلَى الْمَرْكَبِ وَ هُوَ:
يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَسَمِعَ أَهْلُ الْمَرْكَبِ مُنَادِياً يُنَادِي لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ نِعْمَ الرَّبُّ نَادَيْتَ ثُمَّ اخْتُطِفَ مِنَ الْبَحْرِ حَتَّى وُضِعَ فِي الْمَرْكَبِ .
عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ كَانَ قَدْ رَكِبَهُ دَيْنٌ فَكَانَ يَدْعُو وَ يلجّ فِي الدُّعَاءِ وَ يَقُولُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي فَرَأَى فِي الْمَنَامِ مَنْ يَقُولُ لَهُ كَمْ تلج بِحُرْمَةِ وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ اذْهَبْ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَخُذْ مِنْهُ مِقْدَارَ دَيْنِكَ وَ لَا تَزِدْ فَفَعَلَ وَ قَضَى بِذَلِكَ دَيْنَهُ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةً فِي تَقْوَى وَ طُولَ عُمُرٍ فِي حُسْنِ عَمَلٍ وَ رِزْقاً وَاسِعاً لَا تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ .
وَ أَظُنُّهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ لَكِنْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ زِيَادَةٌ وَ هُوَ :يَا مَنْ لَا تَرَاهُ الْعُيُونُ وَ لَا تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ وَ لَا تَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ لَا تُغَيِّرُهُ الْحَوَادِثُ وَ لَا الدُّهُورُ وَ يَعْلَمُ مَثَاقِيلَ الْجِبَالِ وَ مَكَايِيلَ الْبِحَارِ وَ عَدَدَ قَطْرِ الْأَمْطَارِ وَ وَرَقَ الْأَشْجَارِ وَ عَدَدَ مَا يُظْلِمُ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ يُشْرِقُ عَلَيْهِ النَّهَارُ وَ لَا يُوَارِي مِنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً وَ لَا أَرْضٌ أَرْضاً وَ لَا جَبَلٌ إِلَّا وَ يَعْلَمُ مَا فِي وَعْرِهِ وَ لَا بَحْرٌ إِلَّا وَ يَعْلَمُ مَا فِي قَعْرِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَ خَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ وَ مَنْ عَادَانِي فَعَادِهِ وَ مَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ وَ مَنْ بَغَى عَلَيَّ بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ وَ مَنْ نَصَبَ لِي فَخُذْهُ وَ أَطْفِ عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لِي نَارَهُ وَ اكْفِنِي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ وَ أَدْخِلْنِي فِي دِرْعِكَ الْحَصِينَةِ وَ اسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الْوَاقِي يَا مَنْ كَفَانِي كُلَّ شَيْءٍ اكْفِنِي مَا
ص: 447
أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ صَدِّقْ قَوْلِي وَ فِعْلِي بِالتَّحْقِيقِ يَا شَفِيقُ يَا رَفِيقُ فَرِّجْ عَنِّي الْمَضِيقَ وَ لَا تُحَمِّلْنِي مَا لَا أُطِيقُ أَنْتَ إِلَهِي الْحَقُّ الْحَقِيقُ يَا مُشْرِقَ الْبُرْهَانِ وَ يَا قَوِيَّ الْأَرْكَانِ وَ يَا مَنْ رَحْمَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ فِي هَذَا الْمَكَانِ يَا مَنْ لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْفِنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ يَتَيَقَّنُ قَلْبِي أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنْ لَا أَهْلِكَ وَ أَنْتَ مَعِي يَا رَجَائِي فَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ يَا عَظِيماً يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ يَا حَلِيمُ أَنْتَ بِحَاجَتِي عَلِيمٌ وَ عَلَى خَلَاصِي قَدِيرٌ وَ هُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِقَضَائِهَا يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ وَ يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدَيْنِ وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
كان بعض الزهاد يعرف بحبيب إذا أراد الدعاء قال افتح جونة المسك يعني المصحف الشريف و هات الدرياق المجرب يعني الدعاء و يدعو فيستجاب له.
أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) يُعَلِّمُهُ فِي النَّوْمِ فَجَاءَهُ مَا طَلَبَهُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ضَعُفَتْ عَنْهُ حِيلَتِي أَنْ تُعْطِيَنِي مِنْهُ مَا لَنْ تَنْتَهِ إِلَيْهِ رَغْبَتِي وَ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي وَ لَمْ يَجْرِ عَلَى لِسَانِي وَ أَنْ تُعْطِيَنِي مِنَ الْيَقِينِ مَا يَحْجُزُنِي عَنْ أن أَسْأَلَ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
أَيْنَ أَجِدُكَ بَلْ أَيْنَ لَا أَجِدُكَ أَنْتَ لِي رَبٌّ قَرِيبٌ وَ أَنْتَ لِي غَوْثٌ مُجِيبٌ أَنْزِلُ عَلَيْكَ إِذَا أَنْزَلْتُ وَ أَرْحَلُ إِلَيْكَ إِذَا رَحَلْتُ رَبِّ إِنِّي قَدْ أَجَبْتُكَ فَأَجِبْنِي وَ اسْمَعْ نِدَائِي فِي نِدَاءِ الْمُصَوِّتِينَ فَقُضِيَتْ حَاجَتُهُ فِي الْحَالِ.
ص: 448
فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَقَالَ:
رَبِّ هَذَا عَدْلٌ مِنْكَ خَلَقْتَنِي وَ خَلَقْتَهُ وَ جَعَلْتَهُ قَوِيّاً وَ جَعَلْتَنِي ضَعِيفاً ثُمَّ سَلَّطْتَهُ عَلَيَّ فَلَا أَنْتَ مَنَعْتَهُ مِنْ ظُلْمِي وَ لَا أَنْتَ جَعَلْتَنِي قَوِيّاً فَأَمْتَنِعَ مِنْ ظُلْمِهِ فَأَسْأَلُكَ بِالَّذِي خَلَقْتَهُ وَ خَلَقْتَنِي وَ جَعَلْتَهُ قَوِيّاً وَ جَعَلْتَنِي ضَعِيفاً أَنْ تَجْعَلَهُ عِبْرَةً لِخَلْقِكَ أَوْ نَحْوَ مَا قَالَ فَأَخَذَتْهُ لِلشُّرْطِيِّ الْآكِلَةُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى الَّتِي أَخَذَ بِهَا السَّمَكَةَ فَقَطَعَهَا فَصَعِدَتْ إِلَى عُضْوٍ آخَرَ فَأَرَادَ قَطْعَهَا فَخَرَجَ هَارِباً فَرَأَى فِي مَنَامِهِ لِأَيِّ شَيْءٍ تُقْطَعُ أَعْضَاءُكَ ارْدُدِ السَّمَكَةَ عَلَى صَاحِبِهَا فَأَعَادَهَا فَزَالَتِ الْآكِلَةُ عَنْهُ وَ وَهَبَ صَاحِبَ السَّمَكَةِ مَالاً.
بإسناده قال أحاط الروم بعكا (1) و آيس أهلها من السلامة فسمعت امرأة تقول لأخرى أ ما سمعت [ترين خ ل] ما نحن فيه فقالت الأخرى فأين الله فانصرفت الروم عنهم .
أن الروم أحاطت بأقرطيش (2) فقال لهم رجل صالح منهم أدخلوا بعض ربطكم و توبوا و فرقوا بين الأمهات و أولادها و استغيثوا إلى الله ففعلوا و عجوا عجة شديدة و بكى الشيخ و بكوا ففعلوا ذلك ثلاث مرات فأوقع الله في قلوب الروم فهربوا و تركوهم.
وَ هُوَ :
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ أَيَّتُهَا الْعِلَّةُ بِعِزَّةِ عِزَّةِ اللَّهِ وَ عَظَمَةِ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ بِجَلَالِ جَلَالِ اللَّهِ وَ بِقُدْرَةِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَ بِسُلْطَانِ سُلْطَانِ اللَّهِ وَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ بِمَا جَرَى بِهِ الْقَلَمُ
ص: 449
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِلَّا انْصَرَفْتَ فَوَثَبَ الْفَرَسُ سَالِماً.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ مِلْأَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ وَ وَجِلَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ مِنْ خَشْيَتِكَ ثُمَّ دُعِيَ عَلَيْهَا بِالْعَمَى فَعَمِيَتْ.
اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي لَمْ يَبْقَ لَهَا إِلَّا رَجَاءُ عَفْوِكَ وَ قَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمَانِ بَيْنَ يَدَيَّ فَأَنَا أَسْأَلُكَ مَا لَا أَسْتَحِقُّهُ وَ أَدْعُوكَ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ بِمَا لَا أَسْتَأْهِلُهُ وَ لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ حَالِي وَ إِنْ خَفِيَ عَلَى النَّاسِ كُنْهَ مَعْرِفَةِ أَمْرِي اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ رِزْقِي فِي السَّمَاءِ فَأَهْبِطْهُ وَ إِنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَأَظْهِرْهُ وَ إِنْ كَانَ بَعِيداً فَقَرِّبْهُ وَ إِنْ كَانَ قَرِيباً فَيَسِّرْهُ وَ إِنْ كَانَ قَلِيلاً فَكَثِّرْهُ وَ بَارِكْ لِي فِيهِ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَا سَأَلَهُ.
رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الرِّضَا (علیه السلام) قَالَ: خَرَجَ بِجَارِيَةٍ لَنَا خَنَازِيرُ فِي عُنُقِهَا فَأَتَى آتٍ فَقَالَ لَهَا فَلْتَقُلْ يَا رَءُوفُ يَا رَحِيمُ يَا رَبِّ يَا سَيِّدِي وَ تُكَرِّرُهُ فَقَالَتْهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَالَ وَ قَالَ هَذَا دُعَاءٌ دَعَا بِهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ .
وَ دُعَاءُ مَنِ اؤْتُمِنَ فَخَانَ وَ قَابَلَ الْإِحْسَانِ بِالْكُفْرَانِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي وَجَدْتُ فِي كِتَابِكَ الصَّادِقِ أَنَّكَ مَدَحْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا جَادَلَكَ عَنِ الْكَافِرِينَ فِي قَوْلِكَ جَلَّ جَلَالُكَ يُجادِلُنا فِي قَوْمِ
ص: 450
لُوطٍ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ وَ وَجَدْتُكَ قَدْ مَنَعْتَ مُحَمَّداً نَبِيَّكَ سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ أَنْ يُجَادِلَكَ فِي الْخَائِنِينَ الْآثِمِينَ فَقُلْتَ لَهُ جَلَّ جَلَالُكَ وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوّاناً أَثِيماً فَعَرَفْتُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْخِيَانَةَ وَ النِّفَاقَ أَعْظَمُ عِنْدَكَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الشِّقَاقِ وَ وَجَدْتُكَ تَقُولُ وَ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّهُ وَ وَجَدْتُكَ تَقُولُ وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وَ وَجَدْتُكَ تَقُولُ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَ وَجَدْتُكَ قَدْ فَارَقْتَ بَيْنَ ذَوِي الْأَرْحَامِ بِالْآثَامِ فَعَادَيْتَ قَابِيلَ لَمَّا عَصَاكَ وَ وَالَيْتَ هَابِيلَ لَمَّا وَالَاكَ وَ هُمَا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ وَ أُمٍّ وَاحِدَةٍ وَ غَرَّقْتَ وَلَدَ نُوحٍ لَمَّا عَصَاكَ وَ نَصَرْتَ أَبَاهُ لَمَّا طَلَبَ رِضَاكَ وَ أَرَدْتَ حِمَاكَ مِنْ آدَمَ أَنْ يُعَادِيَ وَلَدَهُ قَابِيلَ لَمَّا أَخْرَجْتَهُ مِنْ حِمَاكَ وَ مِنْ نُوحٍ أَنْ يُعَادِيَ وَلَدَهُ وَ لَا يَشْفَعُ لَهُ فِي الْخَلَاصِ مِنَ الْهَلَاكِ اللَّهُمَّ وَ إِنَّكَ سَتَرْتَ عَنِّي سُوءَ سَرِيرَةِ فُلَانٍ حَتَّى اغْتَرَرْتُ بِعَلَانِيَتِهِ وَ وَثِقْتُ إِلَى أَمَانَتِهِ وَ صُحْبَتِهِ وَ زَكَّيْتَهُ بِمَا ظَهَرَ لِي خِلَافُ تَزْكِيَتِهِ وَ قَدْ كُنْتُ أَوْصَيْتُ إِلَيْهِ بِأَوْلَادِي لِيَكُونَ أَمِيناً لَهُمْ فِي اتِّبَاعِ مُرَادِي وَ قَدْ خَانَنِي فِي نَفْسِ مَا أَوْصَيْتُ إِلَيْهِ وَ وَثِقْتُ بِهِ مِنْهُ وَ دَخَلَ تَحْتَ لَفْظِ الْخَائِنِ الَّذِي مَنَعْتَ رَسُولَكَ مِنَ الْمُجَادَلَةِ عَنْهُ اللَّهُمَّ فَلَا تُجَادِلْنِي عَنِ الاِنْتِصَافِ مِنْهُ اللَّهُمَّ وَ قَدْ بَغَى عَلَيَّ فِي حَالِ سَكُونِي إِلَيْهِ فَأَسْأَلُكَ إِنْجَازَ الْوَعْدِ لِمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ وَ قَدْ مَكَرَ بِي فِيمَا لَوْ كُنْتُ حَاضِراً مَا أَقْدَمَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَكَ دُونِي فِي الْمُرَاقَبَةِ فِيمَا بَلَغَ حَالُهُ إِلَيْهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ يَا إِلَهِي أَنَّهُ كَانَ قَدْ حَلَفَ أَنَّهُ مَعِي عَلَى الصَّفَاءِ وَ الْوَفَاءِ وَ نَكَثَ الْإِيمَانَ الَّتِي شَهِدْتَ بِهَا عَلَيْهِ اللَّهُمَّ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا بِأَيْدِينَا مِنَ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ وَ إِنَّنَا أَخَّرْنَا ذَلِكَ بِحَسَبِ مَا هَدَيْتَنَا إِلَيْهِ وَ لَوْ أَمَرْتَنَا بِهَذِهِ الْوُصْلَةِ وَ ارْتَضَيْتَهَا لَنَا إِنَّنَا كُنَّا نَدْعُو فِيهَا إِلَيْكَ وَ نُرْغِبُ أَهْلَهَا فِي الْإِقْبَالِ عَلَيْكَ
ص: 451
وَ نَحُثُّهُمْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ الْعِبَادَاتِ وَ الصَّدَقَاتِ وَ نَفْعِ أَهْلِ الضَّرُورَاتِ وَ مَصْلَحَةِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ إِنَّ فُلَاناً قَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُمْ فِي ظَاهِرِ الْعَادَاتِ عَلَى خِلَافِ هَذِهِ الْإِرَادَاتِ وَ إِنَّهُ وَ إِيَّاهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى مُجَرَّدِ اللَّذَّاتِ وَ اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ وَ مَنْعِ الزَّكَوَاتِ وَ إِهْمَالِ قَضَاءِ الدُّيُونِ الْوَاجِبَاتِ عَنِ الْأَمْوَاتِ وَ يُضَيِّعُونَ أَعْمَارَهُمْ وَ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ فِي النَّدَامَاتِ فَنَحْنُ دَاعُونَ عَلَيْهِمْ لِمَا قَدْ فَوَّضْنَا فِيهِ إِلَيْكَ لِتُقَدِّمَ مِنْهُ مَا تَشَاءُ وَ تُؤَخِّرُ مَا تَشَاءُ وَ تَوَكَّلْنَا عَلَيْكَ فَانْصُرِ اللَّهُمَّ أَقْرَبَ الْفَرِيقَيْنِ إِلَيْكَ وَ اجْعَلْ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُجْتَرِءِينَ عَلَيْكَ الْمُهَوِّنِينَ فِي الْمُنَافَسَةِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ تَخْلِيصَهُمْ مِنْ هَذِهِ التَّبِعَاتِ بِتَعْجِيلِ الْمَمَاتِ وَ الْآفَاتِ وَ تَعْثِيرِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْحَرَكَاتِ وَ السَّكَنَاتِ وَ قَطْعِهِمْ عَنِ اسْتِحْقَاقِ الْعُقُوبَاتِ وَ عَنِ الاِسْتِخْفَافِ بِمَا يَجِبُ لَكَ وَ لِرَسُولِكَ مِنَ الْحُرُمَاتِ تَقْتُلُهُمْ بِسَيْفِ نُحُوسِهِمْ وَ ذِهَابِ نُفُوسِهِمْ وَ تَفْرِيقِ مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ مِنْ مُخَالَفَتِكَ وَ مُفَارَقَةِ إِرَادَتِكَ وَ مُرَاقَبَتِكَ وَ حُلْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ إِتْلَافِ نِعْمَتِكَ فِي مَعْصِيَتِكَ وَ اسْلُبْهَا مِنْهُمْ وَ ارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُمْ وَ اجْعَلْهُمْ عِظَةً تَرْدَعُ غَيْرَهُمْ عَنِ اتِّبَاعِ آثَارِهِمْ وَ خَلِّصْهُمْ عَنْ آصَارِهِمْ وَ إِصْرَارِهِمْ وَ صُنْ مُقَدَّسَ حَضْرَتِكَ فِي شَرِيفِ بُيُوتِكَ مِنْ جُرْأَتِهِمْ عَلَيْكَ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ رَحْمَةً لَهُمْ وَ تَخْفِيفاً مِنْ عُقُوبَاتِهِمْ عِنْدَ قُدُومِهِمْ عَلَيْكَ فَأَنْتَ تَعْلَمُ يَا إِلَهِي إِنَّكَ جَعَلْتَ لِي قُدْرَةً عَلَى الاِنْتِصَافِ مِنْهُمْ وَ بِكَثِيرٍ مِنْ طُرُقِ الْإِمْكَانِ وَ لَكِنَّنِي مَا آمَنُ أَنْ يَدْخُلَ فِي انْتِصَافِي خَلَلٌ فِي الزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ وَ إِنَّ الاِنْتِصَافِ لِي بِيَدِ عَدْلِكَ وَ حِلْمِكَ وَ فَضْلِكَ أَنَا آمَنُ مِنْ خَطَرِ عَوَاقِبِهِ وَ وَاثِقٌ بِكَمَالِ مَطَالِبِهِ اللَّهُمَّ وَ قَدْ رَأَيْتُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى أَحَدٍ أَوْ نَصَرَهُ فَقَابَلَ إِحْسَانَهُ بِالْكُفْرَانِ وَ نَصَرَهُ بِالْخِذْلَانِ إِنَّكَ تَسْتَجِيبُ دُعَائَهُ عَلَيْهِ وَ قَدْ حَضَرْتَ إِحْسَانِي إِلَى مَنْ أَحْسَنْتَ
ص: 452
مِنْهُمْ إِلَيْهِ وَ نُصْرَتِي لَهُ فِيمَا احْتَاجُوا مِنِّي إِلَيْهِ اللَّهُمَّ فَأَرِنِي تَصْدِيقَ الْحَدِيثِ الْمَنْقُولِ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ آيَةً لَكَ وَ مُعْجِزَةً لِلْمُبَلِّغِ الرَّسُولِ اللَّهُمَّ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ مِنْ جُمْلَةِ إِحْسَانِي إِلَيْهِ بِسَتْرِي عَلَيْهِ الْآنَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ وَ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ وَالِدِي عَنْ جَدِّي الْفَقِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَاءٍ عَنْ جَدِّهِ وَ مَا ذَكَرَهُ مُهَنَّا الْعَلَوِيُّ عَنْ شَهَادَةِ جَدِّي وَرَّامٍ عَلَى جَدِّهِ وَ أَنْتَ يَا إِلَهِي قَادِرٌ عَلَى تَعْثِيرِهِ فِي سِرِّهِ وَ جَهْرِهِ وَ صِيَانَتِي عَلَى الاِسْتِجَارَةِ فِي هَتْكِ سِتْرِهِ وَ إِظْهَارِ سَتْرِهِ وَ كَشْفِ أَمْرِهِ يَا أَقْدَرُ الْقَادِرِينَ وَ أَقْوَى النَّاصِرِينَ .
و رأيت في كتاب العبر تأليف عبد الله بن محمد بن علي حاجب النعمان قال و لقد حدثني قاضي القضاة الماوردي بحكاية عجيبة و صدقها ابن الهدهد و ابن الصقر فرّاشا سلار الملقب بجلال الدولة بن بابويه ملك البصرة قبل بغداد و كان المعروف بكبوش قد وزر له و استولى عليه فقبض على رجل من ثقات البصرة و صادره و استأصله و خلاه كالميت و كان يدعو عليه فلما كان في بعض الأيام ركب بكبوش في مركب عظيم فصادف الرجل فسبه فقال الرجل الله بيني و بينك لأرمينك بسهام الليل فأمر بالإيقاع به فضرب حتى ترك ميتا و قال له سهام الليل هذه سهام النهار قد أصابتك فلما كان بعد ثلاثة أيام من ذلك قبض جلال الدولة على بكبوش و أجلس في حجره على حصير و وكل به من يسيء إليه فدخل الفراشون لكنس الحجرة و شيل الحصر التي تحته فوجدوا رقعة فأخذها الفراشون و سلموها إلى ابن الهدهد فراش سلار فقال من طرحها فقال ما دخل أحد و لا خرج فقرأت فإذا فيها شعر:
سهام الليل لا تخطي و لكن ***لها أمد و للأمد انقضاء
ص: 453
أتهزء بالدعاء و تزدريه*** تأمل فيك ما صنع الدعاء
فأخبر جلال الدولة بحاله و شرح له القصة جميعها فأمر الفراشين بضرب فكه حتى يقع أسنانه ففعل به ذلك و عذب بكل نوع حتى هلك في النكبة.
إِذَا كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ دَاخِليٌّ تهدد الْآيَاتِ وَ مُسْتَحِقِّ للنقمات فَلْيَقُلْ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْكَرِيمِ فِي وَصْفِ الْمُسْتَحِقِّينَ للعذاب الْأَلِيمَ إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ اللَّهُمَّ وَ إِنَّ فُلَاناً قَدْ سَعَى فِي الْأَرْضِ بِالْفَسَادِ وَ قَدْ مَنَعَنَا مِنْ إِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهِ الْمَانِعِ لَهُ مِنْ ظُلْمِ نَفْسِهِ وَ ظُلْمِ الْعِبَادِ وَ مِنْ تَطْهِيرِهِ قَبْلَ يَوْمَ الْمَعَادِ اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ أَحَقُّ بِإِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهِ فَعَجِّلْ لَهُ مَا يَسْتَحِقُّهُ بِالْفَسَادِ الَّذِي قَدْ أَصَرَّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ وَ قُلْتَ وَ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّهُ وَ قُلْتَ وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وَ قُلْتَ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ اللَّهُمَّ وَ قَدِ اجْتَمَعَتْ فِي فُلَانٍ مِثْلَ هَذِهِ الصِّفَاتِ وَ قَدْ أَحَاطَ بِهِ حُكْمُ هَذِهِ الْآيَاتِ وَ عَجِّلِ الْإِذْنَ فِي فَصْلِ حُكْمِهَا وَ قَضَائِهَا وَ إِبْرَامِهَا وَ إِمْضَائِهَا بِقُوَّتِكَ الْقَاهِرَةِ وَ قُدْرَتِكَ الْبَاهِرَةِ وَ اجْعَلْهُ عِبْرَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .
وَ إِذَا أَرَدْتَ دُعَاءً لِلْمَرِيضِ فَقُلْ :
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ «وَ ما أَصابَكُمْ
ص: 454
مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ هَذَا الْمَرَضَ مِنَ الْكَثِيرِ الَّذِي تَعْفُوَ عَنْهُ وَ تُبْرِئُ مِنْهُ اسْكُنْ أَيُّهَا الْوَجَعُ وَ ارْتَحِلِ السَّاعَةَ عَنْ هَذَا الْعَبْدِ الضَّعِيفِ سَكَّنْتُكَ وَ رَحَّلْتُكَ بِالَّذِي سَكَنَ لَهُ مَا فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
فَإِنْ عُوفِيَ الْمَرِيضُ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ وَ إِلَّا كَرَّرَهَا حَتَّى يَبْرَأَ فَإِنَّهَا مُجَرَّبَةٌ مَعَ الْيَقِينِ بِرَحْمَةِ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْلِيسَ عَبٌدِ مِنْ عَبِيدِكَ يَرَانِي مِنْ حَيْثُ لَا أَرَاهُ وَ أَنْتَ تَرَاهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاكَ وَ أَنْتَ أَقْوَى عَلَى أَمْرِهِ كُلِّهِ وَ هُوَ لَا يَقْوَى عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ فَأَنَا أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِ يَا رَبِّ فَإِنِّي لَا طَاقَةَ لِي بِهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لِي عَلَيْهِ إِلَّا بِكَ يَا رَبِّ اللَّهُمَّ إِنْ أَرَادَنِي فَأَرِدْهُ وَ إِنْ كَادَنِي فَكِدْهُ وَ اكْفِنِي شَرَّهُ وَ اجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَحِقَتْهُ شِدَّةٌ أَوْ نَكْبَةٌ أَوْ ضَيْقٌ فَقَالَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ:[ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ] إِلَّا وَ قَدْ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَاوِي الْحَدِيثِ وَ هَذَا خَبَرٌ صَحِيحٌ وَ قَدْ جُرِّبَ . وَ وَجَدْتُ فِيمَا رَوَيْتُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ فِي الْمُجَلَّدِ الْأَوَّلِ الَّذِي سَمَّيْتُهُ كِتَابَ التَّحْصِيلِ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ أَهْلِ شِيرَازَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئاً تُحْيَا بِهِ قَلْبِي قَالَ فَعَلَّمَنِي هَذِهِ الْكَلِمَاتِ:
يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُحْيِيَ قَلْبِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
ص: 455
مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ فَقُلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَحْيَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ قَلْبِي . وَ رَأَيْتُ فِي الْمُجَلَّدِ الثَّانِي مِنْ رَبِيعٍ الْأَبْرَارِ لِلزَّمَخْشَرِيِّ مِنْ كِتَابِ الدُّعَاءِ ذَكَرَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ الرَّجُلُ يُصِيبُهُ الْبَلْوَى فَيَدْعُو فَيُبْطِئُ عَنْهُ الْإِجَابَةُ فَقَالَ بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ كَيْفَ أَرْحَمُهُ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُهُ، وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ مَظْلِمَةً فَقَالَ (علیه السلام) إِذَا صَلَّيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَاسْجُدْ وَ قُلْ:
يَا شَدِيدَ الْقُوَى يَا شَدِيدَ الْمِحَالِ يَا عَزِيزُ أَذْلَلْتَ بِعِزَّتِكَ جَمِيعَ خَلْقِكَ مَنْ خَلَقْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِي مَئُونَةَ فُلَانٍ بِمَا شِئْتَ.
فَلَمْ يُوعَ إِلَّا بِالْوَاعِيَةِ فِي اللَّيْلِ فَسَأَلَ عَنْهَا فَقِيلَ مَاتَ فُلَانٌ فَجْأَةً . وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ عَلِيٍّ (علیه السلام) يَرْفَعُهُ دُعَاءُ أَطْفَالِ ذُرِّيَّتِي مُسْتَجَابٌ مَا لَمْ يُقَارِفِ الذُّنُوبَ.
وَجَدْنَاهُ بِإِسْنَادِهِ مُتَّصِلاً فِي كِتَابٍ عِنْدَنَا الْآنَ لَطِيفٌ جِلْدُهُ كَاغِذٌ قَالَبُهُ أَقَلُّ مِنَ الثُّمْنِ فِيهِ نَحْوَ ثَلَاثَةِ كَرَارِيسَ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ اسْتَنَدْتُ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِ الْمَسْجِدِ فَأَغْفَلَتْنِي السَّدَنَةُ يَعْنِي خَدَمَ الْمَسْجِدِ فَلَمْ يَنْتَبِهُونِي وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ فَلَمْ أَنْتَبِهْ إِلَّا بِخَفْقِ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ قَدْ مَلَأَتِ الْمَسْجِدَ فَقَالَ الَّذِي يَلِينِي مِنْهُمْ آدَمِيٌّ قُلْتُ نَعَمْ ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ بِعُذْرِي فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنِ:
سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى
ص: 456
سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى.
ثُمَّ قَالَ قَائِلٌ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لِلَّذِي يَلِينِي مِنْهُمْ بِالَّذِي طَوَّقَكُمْ بِمَا أَرَى مِنَ الْعِبَادَةِ مِنَ الْقَائِلِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنِ قَالَ جَبْرَئِيلُ قُلْتُ فَمَنِ الْقَائِلُ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرِ قَالَ جَبْرَئِيلُ قُلْتُ بِالَّذِي قَوَّاكُمْ لِمَا أَرَى مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لِمَنْ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِكُمْ قَالَ مَنْ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِنَا فِي السَّنَةِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً لَمْ يَمُتْ حتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ.
قَالَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ لَعَلِّي لَا أَبْقَى سَنَةً فَجَلَسْتُ فَقُلْتُهَا ثَلَاثَ مِائَةِ مَرَّةٍ وَ سِتِّينَ مَرَّةً فَرَأَيْتُ مَقْعَدِي فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ الْجُوَيْنِيُّ حَجَجْتُ فَلَقِيتُ الرَّبِيعَ بْنَ الصَّبِيحِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ لَقِيتُهُ بِمَكَّةَ فَقَالَ لِي جَزَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا الصَّلْتِ أَمَّا إِنِّي قَدْ قُلْتُ الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ فَرَأَيْتُ مَقْعَدِي مِنَ الْجَنَّةِ وَ قَالَ أَبُو الصَّلْتِ أَمَّا إِنِّي قَدْ قُلْتُ وَ أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ خَيْراً كَثِيراً، وَ رویت فِي الْمُجَلَّدِ السَّابِعِ مِنْ تَذْيِيلِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ عَلَى تَارِيخِ الْخَطِيبِ عَلَى تَرْجَمَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْفِيرُوزَآبَادِيِّ لَهُ مِمَّا يَصْلُحُ لِلْمُنَاجَاةِ شِعْراً:
لَبِسْتُ ثَوْبَ الرَّجَاءِ وَ النَّاسُ قَدْ رَقَدُوا ***وَ قُمْتُ أَشْکُوا إلی مَولايَ ما أَجِدُ
وَ قَدْ مَدَدْتُ یَدي وَ الضُّرُّ مُشتَمِلٌ*** إلَيکَ یا خَيْرَ مَنْ مُدَّتْ إلَيهِ يَد
فَلا تَرُدَّنَّها یا رَبِّ خائِبَةً *** فَبَحْر جُودِکَ يروي کُّلَّ مَنْ يَرِدُ
وَ رویت هَذِهِ الْأَبْيَاتِ فِي تَرْجَمَةِ سِفِّينِ بْنِ بَدْرَانَ أَنَّهَا لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ وَ فِيهَا زِيَادَةُ بَيْتٍ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ قُلْتُ يَا عُدَّتِي وَ هُوَ:
أَشْكُو إِلَيْكَ أُمُوراً أَنْتَ تَعْلَمُهَا ***مَا لِي عَلَى حِمْلِهَا صَبْرٌ وَ لَا جَلَدٌ
لَمّا رأَيْتُ النَّدَا قَدْ فَاضَ زَاخِرُهُ ***وَمَنْهَلَ الْجُودِ يَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ
ص: 457
مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدٌ مِنِّي عَلى خَجِلَ*** إِلَى نِدَا خَيْرِ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ
وَ قُلْتُ يَا رَاحِمِي قَبْلَ السُّؤَالِ لَهُ*** مَاذَا تَقُولُ لِمَنْ نَادَاكَ يا أَحَدُ
لا تَجبَهَنِّي بردِّ بَعْدَ مَا بَسَطَتْ*** يَدي إِلَيْكَ أَيادٍ مَالَها عَدَدُ
مَرْوِيٌّ عَنْ مَوْلَانَا مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ (علیهما السلام) مِنْ كِتَابِ كُنُوزِ النَّجَاحِ لِلطَّبْرِسِيِّ وَ هُوَ دُعَاءُ كِفَايَةِ الْبَلَاءِ وَ فِيهِ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ قَالَ لَمَّا دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَ قَدْ كَانَ هَمَّ بِهِ سُوءاً فَلَمَّا رَآهُ وَثَبَ إِلَيْهِ وَ عَانَقَهُ وَ وَصَلَهُ وَ غَلَّفَهُ بِيَدِهِ وَ خَلَعَ عَلَيْهِ فَلَمَّا تَوَلَّى قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَدْتَ أَنْ تَضْرِبَهُ وَ تُعَاقِبَهُ فَخَلَعْتَ عَلَيْهِ وَ أَجْزَيْتَهُ قَالَ يَا فَضْلُ إِنِّي أُبْلِغْتُ عَنْهُ شَيْئاً عَظِيماً فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ اللَّهِ مَكِيناً إِنَّكَ مَضَيْتَ لِتَجِيئَنِي بِهِ فَرَأَيْتُ أَقْوَاماً قَدْ أَحْدَقُوا بِدَارِي بِأَيْدِيهِمْ حِرَابٌ قَدْ أَغْرَزُوهَا فِي أَصْلِ الدَّارِ يَقُولُونَ إِنْ آذَيْتَ اِبْنَ رَسُولِ اللَّهِ خَسَفْنَا بِكَ وَ إِنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ انْصَرَفْنَا عَنْكَ قَالَ الْفَضْلُ فَتَبِعْتُهُ (علیه السلام) وَ قُلْتُ لَهُ مَا الَّذِي قُلْتَ حَتَّى كُفِيتَ شَرَّ الرَّشِيدِ فَقَالَ دُعَاءُ جَدِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) كَانَ إِذَا دَعَا بِهِ مَا بَرَزَ إِلَى عَسْكَرٍ إِلَّا هَرَّبَهُ وَ لَا إِلَى فَارِسٍ إِلَّا قَهَرَهُ وَ هُوَ دُعَاءُ كِفَايَةِ الْبَلَاءِ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ:
اللَّهُمَّ بِكَ أُسَاوِرُ (1) وَ بِكَ أُجَادِلُ وَ بِكَ أَصُولُ وَ بِكَ أَنْتَصِرُ وَ بِكَ أَمُوتُ وَ بِكَ أُحْيَا أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِي وَ رَزَقْتَنِي وَ سَرَرْتَنِي وَ سَتَرْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْعِبَادِ بِلُطْفِكَ وَ خَوَّلْتَنِي إِذَا هَرَبْتُ رَدَدْتَنِي وَ إِذَا عَثَرْتُ أَقَلْتَنِي وَ إِذَا مَرِضْتُ شَفَيْتَنِي وَ إِذَا دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي سَيِّدِي ارْضَ عَنِّي فَقَدْ أَرْضَيْتَنِي .
ص: 458
رَوَاهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ عَنْ مَشَايِخِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (علیهما السلام) بِمَدِينَةِ مَرْوَ وَ مَعَهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ رَجُلاً مِنْ شِيعَتِهِ مِنْ بِلَادٍ شَتَّى فَأُخْبِرَ الْمَأْمُونُ بِأَنَّ الرِّضَا (علیه السلام) يَتَأَهَّبُ لِلْخُرُوجِ وَ يَدْعُوا النَّاسَ لِذَلِكَ فَأَمَرَ الْمَأْمُونُ بِطَرْدِ أَصْحَابِهِ عَنْ بَابِهِ فَاغْتَمَّ الرِّضَا لِذَلِكَ وَ حَزِنَ فَاغْتَسَلَ وَ قَالَ لاِبْنِ الصَّلْتِ اصْعَدِ السَّطْحَ فَانْظُرْ مَا ذَا تَبِينُ مِنَ الْقَوْمِ حَتَّى أُصَلِّيَ أَنَا رَكْعَتَيْنِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ رَفَعَ يَدَهُ فِي الْقُنُوتِ وَ قَالَ:
اللَّهُمَّ يَا ذَا الْقُدْرَةِ الْجَامِعَةِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْمِنَنِ الْمُتَتَابِعَةِ وَ الْآلَاءِ الْمُتَوَالِيَةِ وَ الْأَيَادِي الْجَمِيلَةِ وَ الْمَوَاهِبِ الْجَزِيلَةِ يَا مَنْ لَا يُوصَفُ بِتَمْثِيلٍ وَ لَا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَ لَا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ يَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَ ابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارْتَفَعَ وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَ صَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَ احْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَ أَعْطَى فَأَجْزَلَ وَ مَنَحَ فَأَفْضَلَ يَا مَنْ سَمَا فِي الْعِزِّ فَفَاقَ خَوَاطِفَ الْأَبْصَارِ وَ دَنَا فِي اللُّطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الْأَفْكَارِ يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْمُلْكِ فَلَا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ وَ تَوَحَّدَ فِي كِبْرِيَائِهِ فَلَا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ يَا مَنْ حَارَتْ فِي كِبْرِيَاءِ هَيْبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الْأَوْهَامِ وَ انْحَسَرَتْ دُونَ إِدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الْأَنَامِ يَا عَالِمَ خَطَرَاتِ قُلُوبِ الْعَالَمِينَ وَ شَاهِدَ لَحَظَاتِ أَبْصَارِ النَّاظِرِينَ يَا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِعَظَمَتِهِ وَ جَلَالَتِهِ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ ارْتَعَدَتِ الْفَرَائِصُ مِنْ فَرَقِهِ يَا بَدِيءُ يَا بَدِيعُ يَا قَوِيُّ يَا مَنِيعُ يَا عَلِيُّ يَا رَفِيعُ صَلِّ عَلَى مَنْ شُرِّفَتِ الصَّلَاةُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ انْتَقِمْ لِي مِمَّنْ ظَلَمَنِي وَ اسْتَخَفَّ بِي وَ طَرَدَ الشِّيعَةَ عَنْ بَابِي وَ أَذِقْهُ مَرَارَةَ الذُّلِّ وَ الْهَوَانِ كَمَا أَذَاقَنِيهَا وَ اجْعَلْهُ طَرِيدَ الْأَرْجَاسِ وَ شَرِيدَ الْأَنْجَاسِ.
ص: 459
قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ الرِّضَا (علیه السلام) عَنْ دُعَائِهِ هَذَا اجْتَمَعَتِ الْغَوْغَاءُ عَلَى بَابِ الْمَأْمُونِ وَ طُرِدَ عَنِ الْبَلَدِ .
وَ مِنْ دُعَاءِ بِنَاءِ الْمَدِينَةِ حَوْلَكَ مِنْ كِتَابِ كُنُوزِ النَّجَاحِ أَيْضاً عَنِ الصَّادِقَيْنِ (علیهما السلام) تَنْتَصِبُ قَائِماً أَوْ سَاجِداً وَ أَنْتَ طَاهِرٌ وَ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَجِبُ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الْجَلِيلِ الْقَدِيمِ الرَّفِيعِ الْعَظِيمِ الْعَلِيِّ الرَّحِيمِ الْقَائِمِ بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ بِأُولِي الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ بِمَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ رِضْوَانِكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ بِبَيْتِكَ الْمَعْمُورِ وَ بِالسَّبْعِ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَ بِكُلِّ مَنْ يَكْرُمُ عَلَيْكَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ لِأَنْفُسِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ وَ لِأَدْيَانِهِمْ وَ لِجَمِيعِ مَا مَلَّكْتَهُمْ وَ تَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَ لِأَنْفُسِنَا وَ لِأَدْيَانِنَا وَ لِجَمِيعِ مَا مَلَّكْتَنَا وَ تَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ شُرُورِ جَمِيعِ مَا قَضَيْتَ وَ قَدَّرْتَ وَ خَلَقْتَ وَ مِنْ شُرُورِ جَمِيعِ مَا تَقْضِي وَ تَقْدِرُ وَ تَخْلُقُ مَا أَحْيَيْتَنَا وَ بَعْدَ وَفَاتِنَا بِبِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كَذَلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا عَنْ فَوْقِهِمْ وَ عَنْ فَوْقِنَا .
ثُمَّ تَقْرَأُ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » هَكَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَذَلِكَ أَيْضاً وَ تَقُولُ عَنْ أَيْمَانِهِمْ وَ عَنْ أَيْمَانِنَا ثُمَّ تَقْرَأُ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَذَلِكَ أَيْضاً وَ تَقُولُ عَنْ أَمَامِهِمْ وَ عَنْ أَمَامِنَا ثُمَّ تَقْرَأُ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَذَلِكَ أَيْضاً وَ تَقُولُ عَنْ حَوَالَيْهِمْ وَ عَنْ حَوَالَيْنَا عِصْمَةً وَ حِصْناً وَ حِرْزاً لَهُمْ وَ لَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ مَسَّنَا وَ ضُرٍّ وَ مَكْرُوهٍ وَ مَخُوفٍ وَ مَحْذُورٍ وَ شَقَاءٍ مَا غَشَّنَا وَ بَعْدَ مَمَاتِنَا بِقُدْرَةِ
ص: 460
رَبِّنَا إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ لِكُلِّ شَيْءٍ حَفِيظُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .
رَأَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْعَمَلِيَّاتِ الْمُوصِلَةِ إِلَى رَبِّ الْأَرَضِينَ وَ السَّمَاوَاتِ تَأْلِيفِ أَبِي الْمُفَضَّلِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْخُوَارِزْمِيِّ قَالَ حدثنا الشيخ الإمام برهان الدين البلخي (رحمه الله) إملاء بالمسجد الجامع بدمشق سنة ست و ثلاثين و خمسمائة قال حدثنا الإمام الاستاذ ابو محمد القطواني (رحمه الله) بسمرقند قال حدثنا أبو عبد الحسين بن الحسين بن الخلف الكاشغري قدم علينا بسمرقند قال حدثنا أبو منصور أحمد بن محمد التميمي بغزنة قال حدثنا أب__و سهل محمد بن محمد الأشعث الأنصاري قال حدثنا طلحة بن شريح بن عبد الكريم التميمي و أبو يعقوب يوسف بن علي بن إبراهيم بن بحير و محمد بن فارس الطالقانيون قالوا أخبرنا أبو المفضل جعفر بن محمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال قال رسول الله (صلَّی الله علیه و آله وسلَّم) كنت أخشى العذاب بالليل والنهار حتى جائني جبرائيل بسورة «قل هو الله أحد» فعلمت أن الله لا يعذب أمتي بعد نزولها فإنها نسبة الله عز وجل فمن تعاهد قرائتها بعد كل صلاة تناثر البر من السماء على مفرق رأسه و نزلت عليه السكينة ، لها دوي حول العرش حتى ينظر الله عز و جل إلى قارئها فيغفر الله له مغفرة لا يعذبه بعدها ثم لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه و يجعله في كلائه و له من يوم يقرأها إلى يوم القيامة خير الدنيا و الآخرة و يصيب الفوز و المنزلة و الرفعة و توسع عليه في الرزق و يمد له في العمر و يكفي من اموره كلها و لا يذوق سكرات الموت و ينجو من عذاب
ص: 461
القبر و لا يخاف أموره إذا خاف العباد و لا يفزع إذا فزعوا فإذا وافى الجمع أتوه بنجيبة خلقت من درة بيضاء فيركبها فتمر به حتى تقف بين يدي الله عز و جل فينظر الله إليه بالرحمة و يكرمه بالجنة يتبوء منها حيث يشاء فطوبى لقارئها فإنه ما من أحد يقرأها إلا وكل الله عز وجل به مائة ألف ملك يحفظونه من بين يديه و من خلفه و يستغفرون له و يكتبون له الحسنات إلى يوم يموت و يغرس له بكل حرف نخلة على كل نخلة مائة ألف ألف شمراخ على كل شمراخ عدد رمل عالج بسراً كل بسرة مثل قلة من قلال هجر يضيء نورها ما بين السماء و الأرض و النخلة من ذهب أحمر و البسرة من درة حمراء و وكل الله تعالى به الف ملك يبنون له المدائن و القصور و يمشي على الأرض و هي تفرح به و يموت مغفوراً له و إذا قام بين يدي الله عز وجل قال له إبشر قرير العين بما لك عندي من الكرامة فتعجب الملائكة لقربه من الله عز وجل و إن قرائة هذه السورة براءة من النار و من قرأها شهد له سبعون ألف ألف ملك و يقول الله تعالى ملائكتي أنظروا ماذا يريد عبدي و هو أعلم بحاجته و من أحب قرائتها كتبه الله من الفائزين القانتين فإذا كان یوم القيامة قالت الملائكة يا ربنا عبدك هذا كان يحب نسبتك فيقول لا يبقين منكم ملك إلا شيّعه إلى الجنة فيزفونه إليها كما تزف العروس إلى بيت زوجها فإذا دخل الجنة و نظرت الملائكة إلى درجاته و قصوره يقولون ما لهذا العبد أرفع منزلاً من الذين كانوا معه فيقول الله عز وجل أرسلت أنبياء و أنزلت معهم كتبي و بينت لهم ما أنا صانع لمن آمن بي من الكرامة و أنا معذب من كذبني و كل من أطاعني يصل إلى جنتي و ليس كل من دخل إلي جنتي يصل إلى هذه الكرامة أنا أجازي كلًا على قدر عمله من الثواب إلا أصحاب سورة الإخلاص فانهم كانوا يحبون قرائتها آناء الليل و النهار فلذلك فضلتهم على سائر أهل الجنة فمن مات على حبها يقول الله تعالى من يقدر على أن يجازي عبدي أنا الملي أنا أجازيه فيقول عبدي ادخل جنتي فإذا
ص: 462
دخلها يقول الحمد لله الذي صدقنا وعده طوبى لمن أحب قرائتها فمن قرأها كل يوم ثلاث مرات يقول الله تعالى عبدي وفقت و أصبت ما أردت هذه جنتي فادخلها لترى ما أعددت لك من الكرامة و النعم بقرائتك «قل هو الله أحد» فيدخل فيرى ألف ألف قهرمان على ألف ألف مدينة كل مدين_ة کما بين المشرق و المغرب فيها قصور و حدائق فارغبوا في قرائتها فإنه ما من مؤمن يقرأها في كل يوم عشر مرات إلا و قد استوجب رضوان الله الأكبر وكان من الذين قال الله تعالى فيهم «فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ» الآية و من قرأها عشرين مرة فله ثواب سبع مائة رجل أريقت دمائهم في سبيل الله و بورك عليه و على أهله و ولده و ماله و من قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثون ألف قصر في الجنة و من قرأها أربعين مرة ج_اور النبي (صلّی الله علیه وآله وسلم) و من قرأها مائة مرة كتب الله له عبادة مائة سنة و من قرأها مائتي مرة فكأنما أعتق رقبة و من قرأها أربع مائة مرة كان له أجر أربع مائة شهيد و من قرأها خمس مائة مرة غفر الله له و لوالديه ومن قرأها ألف مرة فقد أدى بذله إلى الله تعالى وقد صار عتيقاً من النار إعلموا أن خير الدنيا والآخرة بقرائتها و لا يتعاهد قرائتها إلا السعداء و لا يأبى قرائتها إلا الأشقياء .
مِنَ الْعَينِ رَأَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْأَدْعِيَةِ الْمَرْوِيَّةِ مِنَ الْحَضْرَةِ النَّبَوِيَّةِ جَمْعَ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُظَفَّرٍ السَّمْعَانِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُكْرِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْجَوْزِيُّ وَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الشُّجَاعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَتَوَانِيُّ بِأَصْبَهَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُرْجَانِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ الْكَسُورِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَبِي رَجَا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي
ص: 463
إِسْحَاقَ عَنِ الْحَرْثِ عَنْ عَلِيٍّ (علیه السلام) أَتَى النَّبِيَّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَوَافَقَهُ مُغْتَمّاً فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا هَذَا الْغَمُّ الَّذِي أَرَاهُ فِي وَجْهِكَ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَصَابَتْهُمَا عَيْنٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ صَدِّقِ الْعَيْنَ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ثُمَّ قَالَ أَ فَلَا عَوَّذْتَهُمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ قَالَ وَ مَا هُنَّ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ قُلِ:
اللَّهُمَّ يَا ذَا السُّلْطَانِ الْعَظِيمِ وَ الْمَنِّ الْقَدِيمِ وَ الْوَجْهِ الْكَرِيمِ يَا ذَا الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ وَ الدَّعَوَاتِ الْمُسْتَجَابَاتِ عَافِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ مِنْ أَنْفُسِ الْجِنِّ وَ أَعْيُنِ الْإِنْسِ فَقَالَهَا النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَقَامَا يَلْعَبَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ لِأَصْحَابِهِ عَوِّذُوا نِسَاءَكُمْ وَ أَوْلَادَكُمْ بِهَذِهِ التَّعْوِيذِ فَإِنَّهُ لَا يَتَعَوَّذُ الْمُتَعَوِّذُونَ بِمِثْلِهِ .
رَأَيْنَاهُ فِي كِتَابِ السمعاني الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فَقَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ الْحَصُودِيُّ بِمَرْوَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ الْمُعَدِّلُ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ بُشْرَانَ عَمُّ وَالِدِي حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَحْرِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَزْمِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَوْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ قَرَابِضَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ ذرارة الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أَهْلٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا وَلَدٍ فَيَقُولُ «مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» فَلَا يَرَى فِيهِ آفَةً إِلَّا الْمَوْتَ.
رَأَيْنَاهُ فِي كِتَابٍ كَانَ لِأَخِيَ السَّعِيدِ الرَّضِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْآوِيِّ الْأَعْجَمِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِمَا هَذَا لَفْظُهُ حَدَّثَ كُهَيْلُ بْنُ مَسْعُودٍ الزَّاهِدُ الطَّرْسُوسِيُّ
ص: 464
أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً كَانَ أَسِيراً بِبِلَادِ الرُّومِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فِي أَضْيَقِ حَبْسٍ وَ أَشَدِّ عَذَابٍ فَنَذَرَ إِنْ خَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْحَبْسِ وَ شِدَّةِ عَذَابِهِ أَنْ يَحُجَّ مِنْ سَنَتِهِ رَاجِلاً مِنْ مَنْزِلِهِ فَرَأَى فِي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِيهِ طَيْراً أَبْيَضَ قَدْ وَقَعَ عَلَى شَرَفِ ذَلِكَ الْحَبْسِ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ فَفَهِمَهُ وَ أَثْبَتَهُ وَ دَعَا بِهِ مِنْ لَيْلَتِهِ وَ ثَانِيهَا وَ ثَالِثِهَا فَبَعَثَ اللَّهُ الْعَزِيزُ عَزَّ اسْمُهُ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَاحْتَمَلَهُ مِنْ حَبْسِهِ وَ رَدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَجَّ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ وَفَى بِنَذْرِهِ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي طَوَافِ كَعْبَةَ فَسَمِعَهُ رَجُلٌ فَتَعَلَّقَ بِهِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ مِنْ أَيْنَ اسْتَدْرَكْتَ هَذَا الدُّعَاءَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّ هَذَا دُعَاءُ طَيْرٍ أَبْيَضَ رُومِيٌّ بِقُسْطَنْطَنِيَّةَ بِبِلَادِ الرُّومِ وَ أَنَّهَا دُعَاءُ الْفَرَجِ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ ذَلِكَ الطَّيْرِ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ وَ الدُّعَاءُ هَذَا:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ لَا تَرَاهُ الْعُيُونُ وَ لَا تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ وَ لَا تَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ لَا تُغَيِّرُهُ الْحَوَادِثُ وَ لَا تَغْشَى عَلَيْهِ الدُّهُورُ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَثَاقِيلَ الْجِبَالِ وَ مَكَائِيلَ الْبِحَارِ وَ عَدَدَ قَطَرَاتِ الْأَمْطَارِ وَ عَدَدَ وَرَقِ الْأَشْجَارِ وَ مَا أَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ مَا أَشْرَقَ عَلَيْهِ النَّهَارُ وَ لَا يُوَارِي عَنْكَ سَمَاءٌ سَمَاءً وَ لَا أَرْضٌ أَرْضاً وَ لَا جِبَالٌ مَا فِي وُعُورِهَا وَ لَا بِحَارٌ مَا فِي قُعُورِهَا أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَ نُورُ النَّهَارِ وَ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَ ضَوْءُ الْقَمَرِ وَ دَوِيُّ الْمَاءِ وَ حَفِيفُ الشَّجَرِ أَنْتَ الَّذِي نَجَّيْتَ نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ وَ عَفَوْتَ عَنْ دَاوُدَ ذَنْبَهُ وَ كَشَفْتَ عَنْ أَيُّوبَ ضُرَّهُ وَ نَفَّسْتَ عَنْ يُونُسَ كُرْبَتَهُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ وَ رَدَدْتَ مُوسَى مِنَ الْبَحْرِ عَلَى أُمِّهِ وَ صَرَفْتَ عَنْ يُوسُفَ السَّوْءَ وَ الْفَحْشَاءَ وَ أَنْتَ الَّذِي فَلَقْتَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ ضَرَبَهُ مُوسَى بِعَصَاهُ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ حَتَّى مَشَى عَلَيْهِ وَ شِيعَتُهُ وَ أَنْتَ الَّذِي صَرَفْتَ
ص: 465
قُلُوبَ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ بِنُبُوَّةِ مُوسَى حَتَّى قالُوا آمَنّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وَ هارُونَ وَ أَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَ النَّارَ بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ وَ أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ يَا شَفِيقُ يَا رَفِيقُ يَا جَارِيَ اللَّزِيقَ يَا رُكْنِيَ الْوَثِيقَ يَا مَوْلَايَ بِالتَّحْقِيقِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ خَلِّصْنِي مِنْ كَرْبِ الْمَضِيقِ وَ لَا تَجْعَلْنِي أُعَالِجُ مَا لَا أُطِيقُ أَنْتَ مُنْقِذُ الْغَرْقَى وَ مُنْجِي الْهَلْكَى وَ جَلِيسُ كُلِّ غَرِيبٍ وَ أَنِيسُ كُلِّ وَحِيدٍ وَ مُغِيثُ كُلِّ مُسْتَغِيثٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنِّي السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى حِلْمِكَ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .
رَأَيْنَاهُ فِي الْكِتَابِ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ لِلرَّضِيِّ الْآوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظِ:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنَّ نَضْرَةَ شَبَابِي قَدْ مَضَتْ وَ زَهْرَتَهُ قَدِ انْقَضَتْ وَ مَنَافِعَهُ وَ مَحَاسِنَهُ قَدْ تَوَلَّتْ وَ أَرَى النَّقْصَ فِي قُوَايَ بَادِياً وَ بَدَنِي مُخْتَلِفاً وَاهِياً وَ حِرْصِي مُتَزَايِداً نَامِياً وَ قَلْبِي عَمَّا يُعِينُهُ سَاهِياً لَاهِياً وَ رَسُولُ الْمَنَايَا عَلَى أَشْبَاهِي وَ نُظَرَائِي فِي السِّنِّ رَائِحاً وَ غَادِياً وَ مَا زِلْتُ أَعِدُ مِنْ نَفْسِي تَوْبَةً لَمْ أَفِ بِهَا وَ أَخَّرَهَا حُطَامُ أُمْنِيَّةٍ لَمْ أَبْلُغْهَا وَ لَمْ أَنْقَعْ صَدَايَ بِمَشَارِبِهَا حَتَّى سَاءَ الْعَمَلُ وَ دَنَا الْأَجَلُ وَ اشْتَدَّ الْوَجَلُ وَ ضَاقَتِ السُّبُلُ وَ انْقَطَعَتِ الْحِيَلُ وَ خَابَ الرَّجَاءُ وَ الْعَمَلُ إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَمْ يَبْقَ لِي يَا رَبِّ قُوَّةٌ أَسْتَظْهِرُ بِهَا وَ لَا مُدَّةٌ مُتَرَاخِيَةٌ أَتَمَكَّنُ عَلَيْهَا وَ لَا أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ أَرْجِعُ إِلَيْهَا وَ لَا ثِقَةٌ مُسْتَحْكَمَةٌ أَعْتَمِدُ عَلَيْهَا إِنَّمَا كُنْتُ آكُلُ هَنِيئاً وَ أَلْبَسُ ثَوْبَ
ص: 466
عَافِيَتِكَ مَلِيّاً وَ أَتَقَلَّبُ فِي نِعْمَتِكَ سَوِيّاً ثُمَّ أُقَصِّرُ فِي حَقِّكَ وَ أَعْرِضُ عَنْ ذِكْرِكَ وَ أُخِلُّ بِمَا يُحِبُّ مِنْ حَمْدِكَ وَ شُكْرِكَ وَ أَتَشَاغَلُ بِلَذَّاتِي وَ شَهَوَاتِي عَنْ أَمْرِكَ وَ نَهْيِكَ حَتَّى أَبْلَتِ الْأَيَّامُ جِدَّتِي وَ طَرَاوَتِي وَ أَقَامَتْنِي عَلَى شَفَا حُفْرَتِي وَ مَصَارِعَ مَنِيَّتِي فَأَرَانِي يَا رَبَّ الْعِزَّةِ بَادِيَ الْعَوْرَةِ ظَاهِرَ الْخَلَّةِ شَدِيدَ الْحَسْرَةِ بَيِّنَ الْإِضَاعَةِ مُنْقَطِعَ الْحُجَّةِ قَلِيلَ الْحِيلَةِ كَاذِبَ الظَّنِّ خَائِبَ الْأُمْنِيَّةِ[الأُمنِيَةِ خ ل] إِلَّا أَنْ تَتَدَارَكَنِي مِنْكَ رَحْمَةُ اللَّهُمَّ وَ كُلُّ مَا أَوْلَيْتَنِيهِ مِنْ هُدًى وَ صَوَابٍ فَعَنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ مِنِّي وَ لَا اسْتِيجَابٍ وَ لَمْ أَكُنْ لِشَيْءٍ مِنْهُ بِأَهْلٍ وَ إِنَّمَا كَانَ عَنْ طَوْلٍ مِنْكَ وَ فَضْلٍ وَ قَدْ كُنْتُ تُقَابِلُ يَا رَبِّ كُفْرَانِي بِالنِّعَمِ كَثِيراً وَ أَنَا سَاهٍ وَ إِسَاءَتِي بِالْإِحْسَانِ قَدِيماً وَ أَنَا لَاهٍ وَ أَحْوَجُ مَا كَانَ عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الْمَلْهُوفُ إِلَى عَطْفِكَ وَ عَظِيمِ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ حِينَ تَبَنَّهَ عَلَى رُشْدِهِ وَ اسْتَيْقَظَ مِنْ سِنَتِهِ وَ أَفَاقَ مِنْ سَكْرَتِهِ وَ خَرَجَ مِنْ ضَبَابِ غَفْلَتِهِ وَ سَرَابِ غِرَّتِهِ وَ مِنْ طَحْيَاءِ جَهْلِهِ وَ الْتِجَاجِ ظُلْمَتِهِ وَ قَدْ سَقَطَ فِي يَدِهِ وَ وَقَفَ عَلَى سُوءِ عَمَلِهِ وَ اقْتِرَابِ أَجَلِهِ وَ انْقِطَاعِ حِيَلِهِ وَ قَدْ بَقِيَ مَعِي يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ سَيِّدَ السَّادَاتِ بِمَنِّكَ وَ إِنْ كَثُرَتِ الذُّنُوبُ وَ ظَهَرَتِ الْعُيُوبُ سَابِغٌ مِنْ نِعَمِكَ جَلِيلٌ وَ ظَنَّ بِكَرَمِكَ جَمِيلٌ أَدِينُ بِالْإِخْلَاصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَ مَحَبَّةِ نَبِيِّكَ وَ مُوَالَاةِ وَلِيِّكَ وَ مُعَادَاةِ عَدُوِّكَ وَ لِي مَعَ هَذَا رَجَاءٌ وَ تَأْمِيلٌ لَا يَعْتَرِضُ دُونَهُ يَأْسٌ وَ لَا قُنُوطٌ وَ يَقِينٌ لَا يَشُوبُهُ شَكٌّ وَ لَا تَفْرِيطٌ وَ كُلُّ ذَلِكَ مِنْكَ وَ بِكَ وَ مَا ذَاكَ الْخَيْرُ يَا إِلَهِي إِلَّا بِيَدِكَ لَا يُوصَلُ إِلَيْهِ إِلَّا بِمَعُونَتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ لَا يُنَالُ إِلَّا بِمَشِيئَتِكَ وَ لَا يُلْتَمَسُ إِلَّا بِتَوْفِيقِكَ وَ سَدِيدِكَ فَإِنْ تُعَاقِبُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ عَبْدَكَ الْخَاطِئَ الْعَاصِيَ وَ تَنْتَقِمُ مِنْهُ وَ تَأْخُذُهُ بِمَا اعْتَدَى وَ ظَلَمَ وَ عَصَى وَ أَجْرَمَ فَلَا جَوْرَ عَلَيْهِ وَ إِنْ تَعْفُ عَنْهُ وَ تَرْحَمُهُ وَ تَتَجَاوَزُ عَمَّا تَعْلَمُ كَعَادَتِكَ الْحَسَنَةِ عِنْدَنَا فَطَالَ مَا أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ
ص: 467
اللَّهُمَّ وَ كُلُّ مَا قَصَّرْتُ فِيهِ أَوْ أَضَعْتُهُ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ يُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَ يُزْلِفُ عِنْدَكَ فَإِنَّمَا هُوَ نَقْصٌ مِنْ دَرَجَتِي وَ حَطٌّ مِنْ مَنْزِلَتِي وَ ارْتِبَاطٌ لِحَسْرَتِي وَ غِرَّتِي وَ لَيْسَ بَدِيعاً يَا غَفُورُ يَا رَحِيمُ أَنْ يُذْنِبَ الْعَبْدُ اللَّئِيمُ فَيَعْفُو عَنْهُ الْمَوْلَى الْكَرِيمُ وَ إِذَا فَكَّرْتُ يَا إِلَهِي فِي أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ وَ أَنَّكَ عَزِيزُ الْمَرَاحِمِ وَهَّابُ الْمَوَاهِبِ كَرَماً وَ جُوداً فِي قَوْلِكَ «يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» وَ مَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي لَا يَقَعُ فِيهَا نَسْخٌ وَ لَا يَلْحَقُهَا خُلْفٌ وَ لَا تَحْوِيلٌ وَ لَا تَأْوِيلٌ وَ فِي تَأَلُّفِكَ الْعُصَاةَ الْبُغَاةَ وَ الْمُسْتَكْبِرِينَ الْعُتَاةَ الطُّغَاةَ الْمُسْتَكْفِينَ وَ عَرْضِكَ الْخُلُودَ فِي الْجِنَانِ عَلَيْهِمْ وَ إِنْذَارِكَ إِيَّاهُمْ وَ إِعْذَارِكَ إِلَيْهِمْ مَعَ حَاجَتِهِمْ إِلَيْكَ وَ اسْتِغْنَائِكَ عَنْهُمْ قَوِيَ أَمَلِي وَ اشْتَدَّ ظَهْرِي وَ سَكَنَ رَوْعِي وَ اتَّصَلَ أُنْسِي حَتَّى كَأَنَّ الْخَاطِئَ الْمُذْنِبَ وَ الْعَاصِيَ الْمُجْرِمَ غَيْرِي أَوْ كَانَ مَعِي أَمَاناً وَ بَرَاءَةً مِنْكَ لِحُسْنِ ظَنِّي وَ يَقِينِي بِكَ يَا إِلَهِي وَ أَطْمَعَنِي يَا رَبِّ مَا لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً وَ لَمْ أُلْحِدْ فِي آيَةٍ مِنْ آيَاتِكَ وَ لَمْ أُكَذِّبْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ بَيِّنَاتِكَ فِي إِجْرَائِي يَوْماً فِي جُمْلَةِ مَنْ تُعْتِقُهُ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ عَلَى كِبْرَتِهِمْ وَ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَقّاً مِنْ حُقُوقِ صَفْوَةٍ لَكَ أَهَّلْتَهُمْ لِقَبُولِ شَفَاعَتِهِمْ وَ اخْتَصَصْتَهُمْ بِوُجُوبِ وَلَايَتِهِمْ وَ إِسْعَافِ طَلِبَتِهِمْ إِذْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ مَوَدَّتِهِمْ وَ مَحَبَّتِهِمْ فَأَقَعَ فِي جُمْهُورِهِمْ وَ أَنْجُوَ بِنَجَاتِهِمْ مِنْ عَذَابِكَ وَ إِنْ كُنْتُ اللَّهُمَّ أَسْقَطَ جَاهاً فِي نَفْسِي وَ أَخْلَقَ وَجْهاً وَ أَخَسَّ مَنْزِلَةً وَ قَدْراً مِنْ أَنْ أَتَصَدَّى لِثَوَابِكَ وَ أَسْتَشْرِفَ لِحُسْنِ جَزَائِكَ مَعَ مَا قَدَّمَتْ يَدَايَ عِنْدَكَ اللَّهُمَّ وَ الْأَمْرُ الَّذِي لَا قَرَارِ لِي مَعَهُ وَ لَا هُدُوءَ لِي دُونَهُ وَ أَعْلَمُ يَقِيناً أَنَّهُ لَا مَحِيدَ لَهُ وَ لَا بُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْهُ وَ لَا يَنْفَعُنِي هَوَادَةٌ وَ لَا قَرَابَةٌ مِنْ أَحَدٍ عِنْدَهُ
ص: 468
تَبِعَاتٌ وَ مَظَالِمُ وَ جِنَايَاتٌ هِيَ بَيْنِي وَ بَيْنَ خَلْقِكَ سَاقَنِي الْقَضَاءُ وَ الْقَدَرُ إِلَيْهَا وَ بَعَثَنِي الشِّقَاءُ وَ الْبَلَاءُ عَلَيْهَا وَ قَدْ كَانَ سَبَقَ عِلْمُكَ بِكَوْنِهَا مِنِّي قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَنِي مِنْ غَيْرِ إِجْبَارٍ وَ لَا إِكْرَاهٍ لِأَنَّكَ يَا إِلَهِي بِأَنْ تَمُنَّ وَ تُنْعِمَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تَجُورَ وَ تَظْلَمَ فَأَنَا بِهَا مُرْتَهَنٌ وَ بِمَكْرُوهِهَا وَ سُوئِهَا مُمْتَحَنٌ قَدْ كَثُرَ خَوْفِي وَ وَجَلِي مِنْهَا وَ ارْتِيَاعِي وَ قَلَقِي مِنْ أَجْلِهَا لِعِلْمِي بِأَنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا أَحْوَالَ الْقِيَامَةِ وَ أَهْوَالَهَا وَ أَغْلَالَ جَهَنَّمَ وَ أَنْكَالَهَا وَ تَأَمَّلُوا بِهَا مُنَاقَشَةَ الْحِسَابِ عَلَى الذَّرَّةِ وَ الْخَرْدَلَةِ وَ تَرَجُّحَ مَوَازِينِ الْقِسْطِ بِالنُّقْصَانِ وَ الزِّيَادَةِ وَ خُرُوجِ الصِّكَاكِ بِالْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ لَمْ يَجِدُوا إِلَى حَسَنَةٍ يَعْمَلُونَهَا سَبِيلاً وَ لَا إِلَى [عَنْ خ ل] سَيِّئَةٍ يَخَافُونَهَا مَحِيصاً ابْتَدَرُونِي بِسُوءِ الْمُطَالَبَةِ وَ ضِيقِ الْمُحَاكَمَةِ فِعْلَ الْفَقِيرِ الْمُحْتَاجِ الشَّدِيدِ الْإِضْرَارِ إِلَى الْيَسِيرِ الْحَقِيرِ مِنَ الْأَعْمَالِ فَأَخَذُوا يَا رَبِّ مِنْ حَسَنَاتِيَ الضَّئِيلَةِ الْقَلِيلَةِ وَ حَمَلُونِي مِنْ سَيِّئَاتِهِمُ الثَّقِيلَةِ الْوَبِيلَةِ وَ أَنْتَ بِمَا كَسَبَتْ يَدَايَ عَنِّي مُعْرِضٌ وَ لِفِعْلِي مُبْغِضٌ يَا رَبِّ فَمَنْ يُغِيثُنِي هُنَاكَ إِنْ لَمْ تُغِثْنِي وَ مَنْ يُجِيرُنِي إِنْ لَمْ تُجِرْنِي وَ مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْهُمْ إِنْ لَمْ تُنْقِذْنِي وَ بِمَا ذَا أَدْفَعُ خَصْمِي وَ قَدْ كَلَّ لِسَانِي وَ قَلَّ بَيَانِي وَ ضَعُفَ بُرْهَانِي وَ خَفَّ مِيزَانِي يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ إِنْ لَمْ تُرْضِهِمْ عَنِّي وَ إِذَا عَمَّ الْخَلَائِقَ يَا رَبِّ عَدْلُكَ فَمَا لِدَائِي دَوَاءٌ إِلَّا فَضْلُكَ لَا أَرَى الْمُؤَمَّلَ إِلَّا إِلَيْكَ وَ الْمُعَوَّلَ إِلَّا عَلَيْكَ وَ لَا مَذْهَبَ لِي عَنْكَ وَ لَا بُدَّ لِي مِنْكَ وَ أَيْنَ مَفَرُّ الْعَبْدِ الْآبِقِ عِنْدَ الْحَقَائِقِ إِلَّا إِلَى مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَ هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ مُعْتَرِفٌ بِذُنُوبِي مُقِرٌّ بِإِسَاءَتِي مَاقِتٌ لِنَفْسِي شَانِئٌ لِفِعْلِي قَدْ جَنَيْتُ عَظِيماً وَ أَسَأْتُ قَدِيماً وَ لَكَ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ وَ السُّلْطَانُ وَ الْقُدْرَةُ وَ قَدْ أَمَرْتُ الْمُسْرِفِينَ مِنْ عِبَادِكَ بِالدُّعَاءِ بِدُعَائِكَ وَ عَمَّمْتَهُمْ بِالتَّطَوُّلِ وَ النَّعْمَاءِ
ص: 469
وَ التَّفَضُّلِ وَ الْآلَاءِ وَ تَضَمَّنْتَ الْإِجَابَةَ كَرَماً وَ جُوداً وَ وَعْدُكَ مَقْرُونٌ بِالنُّجْحِ وَ الْوَفَاءِ فَأَوْعَدْتَ الْوَعِيدَ الشَّدِيدَ عَلَى الْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ الْيَأْسِ مِنْ رَوْحِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ وَ كُنْتَ أَنْتَ فِي هَذِهِ أَعْظَمَ مِنَّةً عَلَيْهِمْ وَ أَتَمَّ نِعْمَةً لَدَيْهِمْ وَ لَوْ لَا ثِقَتِي بِوَفَائِكَ وَ عِلْمِي بِأَنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ وَ لَا تَنْكُثُ عَهْدَكَ لَكُنْتُ بِشِدَّةِ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي مِنَ الْقَانِطِينَ وَ بِطُولِ مَعْصِيَتِي مِنَ الْآَيِسِينَ الْمُنْقَطِعِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْمَنِّ وَ الْإِنْعَامِ يَا مَنْ يُجْزِي بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ بِالسَّيِّئَاتِ غُفْرَاناً فَلَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الْبَصِيرُ فَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ دَعَاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَعْطَيْتَ سُؤْلَهُ وَ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَخَزَنْتَهُ وَ كَنَنْتَهُ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ وَ بِحَقِّكَ عَلَى نَفْسِكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَى خَلْقِكَ وَ بِحَقِّ كُلِّ ذِي حَقٍّ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً وَ جَعَلْتَهُمْ كِتَابَ حِطَّةٍ فِي الْحُجَّةِ وَ أَمَاناً مِنَ الدَّمَارِ وَ الْهَلَكَةِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ تَجْمَعُ لَهُمْ بِهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ تَصْرِفُ عَنْهُمْ شَرَّهُمَا وَ شَرَّ مَا فِيهِمَا وَ أَنْ تَهَبَ لِي حَقَّكَ فَإِنَّهُ لَا يَنْقُصُكَ وَ لَا يَضُرُّكَ وَ تُرْضِيَ عَنِّي خَلْقَكَ فَإِنَّهُ لَا يُعْجِزُكَ وَ لَا يُعْوِزُكَ وَ أَنْ تَتُوبَ يَا رَبِّ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحاً وَ أَنْ تُوَفِّقَنِي فِيهَا لِعِبَادَتِكَ وَ تَسْتَعْمِلَنِي بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ وَ طَاعَةِ مَنْ أَوْجَبْتَ طَاعَتَهُ وَ افْتَرَضْتَ وَلَايَتَهُ وَ تُنَدِّمَنِي عَلَى ذُنُوبِي نَدَماً تَمْحُو بِهِ خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ وَ تُلْحِقَنِي بِالتَّوَّابِينَ الْأَوَّابِينَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ الْعَائِذِينَ اللَّائِذِينَ بِكَ مِنَ النَّارِ حَتَّى لَا أَعُودَ بَعْدَهَا فِي ذَنْبٍ وَ خَطِيئَةٍ وَ لَا أَفْتُرُ مِنِ اجْتِهَادٍ وَ عِبَادَةٍ وَ لَا
ص: 470
أَزُولُ عَنْ سَمْعٍ وَ طَاعَةٍ وَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي رَحْمَتِكَ وَ تَتَغَمَّدَنِي بِمَغْفِرَتِكَ وَ تَمُدَّ عَلَيَّ سِتْرَكَ وَ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ وَ لَا تُؤْمِنَنِي مَكْرَكَ وَ تَرْزُقَنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ وَ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِكَ وَ تَقْتُلَ بِي أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَرْضَى مِنِّي بِالْقَلِيلِ الْيَسِيرِ مِنَ الْأَعْمَالِ وَ تَهَبَ لِيَ الْكَثِيرَ مِنَ الْأَوْزَارِ وَ لَا تَقِفْنِي مَوَاقِفَ الْخِزْيِ وَ الْعَارِ وَ الْمَقْتِ وَ الشَّنَارِ وَ الذُّلِّ وَ الصِّغَارِ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمُ وَ أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ اسْتِدْرَاجِكَ وَ بَأْسِكَ وَ أَلِيمِ عِقَابِكَ وَ عَذَابِكَ وَ أَخْذِكَ وَ مِنْ حَجْبِ دُعَائِي عَنْكَ وَ قَطْعِ رَجَائِي مِنْكَ وَ مَنْعِي رَأْفَتَكَ وَ تَحَنُّنَكَ وَ حَمْلِي عَلَى الْمُرِّ مِنْ حَقِّكَ وَ تَكْلِيفِي مَا لَا أُطِيقُهُ مِنْ عَدْلِكَ وَ قِسْطِكَ وَ مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي لَا أَرْجُو لِغُفْرَانِهَا وَ سَتْرِهَا غَيْرَكَ وَ سَيِّئَاتِيَ الَّتِي لَا أُعِدُّ لِتَبْدِيلِهَا حَسَنَاتٍ إِلَّا عَفْوَكَ وَ جَمِيلَ صَفْحِكَ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أَوَّلاً وَ آخِراً عَلَى مَا أَكْرَمَنِي بِهِ مِنَ التَّوْفِيقِ لِدُعَائِهِ وَ عَظِيمِ الرَّغْبَةِ فِي ثَوَابِهِ وَ هَدَانِي إِلَى الاِعْتِرَافِ بِحَقِّهِ وَ الثِّقَةِ بِكَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ الْيَقِينِ بِوَعْدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى السَّيِّدِ الْمُصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
وجدتها في كتاب الوسائل إلى المسائل تأليف المعبر أحمد بن علي بن أحمد بن حسين بن محمد بن القاسم فقال ما هذا لفظه بلغنا أن رجلا كان بينه و بين بعض المتسلطين عداوة شديدة حتى خافه على نفسه و آيس معه من حياته و تحير في أمره فرأى ذات ليلة في منامه كان قائلا يقول عليك بقراءة سورة «أ لم تر كيف» في إحدى ركعتي الفجر و كان يقرأها كما أمره فكفاه الله شر عدوه في مدة يسيرة و أقر عينه بهلاك عدوه قال و لم يترك قراءة هذه السورة إلى أن مات.
ص: 471
فليصل أربع ركعات من ليل أو نهار و يقرأ في أول ركعة «فاتحة الكتاب» مرة و «قل هو الله أحد» خمسا و عشرين مرة و في الثانية «فاتحة الكتاب» مرة و «قل هو الله أحد» خمسين مرة و في الثالثة «فاتحة الكتاب» مرة و «قل هو الله» خمسا و سبعين مرة و في الرابعة «فاتحة الكتاب» مرة و «قل هو الله أحد» مائة مرة فلو كانت خصمائه بعدد الرمل لأرضاهم الله بسعة فضله و رأفته و رحمته و يمر هذا المصلي إلى الجنة كالبرق الخاطف بغير حساب مع أول زمرة يدخلون الجنة.
مِنْ كِتَابِ الْوَسَائِلِ إِلَى الْمَسَائِلِ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ صَلَاةُ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عَلَى آبَائِهِ، قَالَ الصَّادِقُ عَلَيْكُمْ بِسُورَةِ «الْأَنْعَامِ» فَإِنَّ فِيهَا اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي سَبْعِينَ مَوْضِعاً فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ب_«ِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» وَ سُورَةِ «الْأَنْعَامِ» وَ لْيَقُلْ إِذَا فَرَغَ مِنْهَا :
يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ يَا مَنْ لَا تُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ ضَعْفِي وَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي وَ مَسْكَنَتِي فَإِنَّكَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّي وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِحَاجَتِي يَا مَنْ رَحِمَ الشَّيْخَ يَعْقُوبَ حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ يُوسُفَ وَ أَقَرَّ عَيْنَهُ يَا مَنْ رَحِمَ أَيُّوبَ بَعْدَ طُولِ بَلَائِهِ يَا مَنْ رَحِمَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مِنَ الْيُتْمِ آوَاهُ وَ نَصَرَهُ عَلَى جَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ وَ طَوَاغِيتِهَا وَ أَمْكَنَهُ مِنْهُمْ يَا مُغِيثُ يَا مُغِيثُ.
فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دَعَوْتَ بِهَا مَا تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى جَمِيعَ حَوَائِجِكَ لَقَضَاهَا لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ص: 472
وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الْوَسَائِلِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَطَرَ فَصَلُّوا عِنْدَ ذَلِكَ رَكْعَتَيْنِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِحُسْنِ نِيَّةٍ وَ خُشُوعٍ وَ تَمَامٍ مِنَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَطَرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) انْظُرْ أَلَّا تَمْطُرَ السَّمَاءُ لَيْلاً وَ نَهَاراً إِلَّا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّكَ تُعْطَى عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ قَطْرَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ تِلْكَ السَّاعَةَ وَ كُلِّ وَرَقَةٍ أَنْبَتَتْ تِلْكَ الْقَطْرَةُ. وَ مِنْ كِتَابِ الْوَسَائِلِ الْمَذْكُورَةِ فِي طُولِ الْعُمُرِ وَ النَّصْرِ عَلَى الْعَدُوِّ وَ الْأَمَانِ مِنْ مِيتَةِ السَّوْءِ:
مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْسِئَ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ وَ يَنْصُرَهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَ يَقِيَهُ مِيْتَةَ السَّوْءِ فَلْيَقُلْ حِينَ يُمْسِي وَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْأَ الْمِيزَانِ وَ مُنْتَهَى الْحِلْمِ وَ مَبْلَغَ الرِّضَا وَ زِنَةَ الْعَرْشِ .
وَ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الْوَسَائِلِ إِلَى الْمَسَائِلِ قَالَ: جَاءُوا بِرَجُلٍ إِلَى النَّبِیِّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) فَشَهِدُوا أَنَّهُ سَرَقَ نَاقَةً لَهُمْ فَأَمَرَ النَّبِيُّ أَنْ يُقْطَعَ فَوَلَّى الرَّجُلُ وَ هُوَ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ صَلَاتِكَ شَيْءٌ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ رَحْمَتِكَ شَيْءٌ وَ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَ الْبَرَكَاتِ شَيْءٌ وَ سَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَ السَّلَامِ شَيْءٌ.
ص: 473
فَتَكَلَّمَتِ النَّاقَةُ وَ قَالَتْ إِنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ سَرِقَتِي فَقَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) مَنْ يَأْتِينِي بِالرَّجُلِ فَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَجَاءُوا بِهِ إِلَى النَّبِیِّ فَقَالَ يَا هَذَا مَا قُلْتَ آنِفاً قَالَ قُلْتُ :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ صَلَاتِكَ شَيْءٌ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ رَحْمَتِكَ شَيْءٌ وَ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَ الْبَرَكَاتِ شَيْءٌ وَ سَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَ السَّلَامِ شَيْءٌ.
فَقَالَ (صلی الله علیه و آله و سلَّم ) لِذَلِكَ نَظَرْتُ إِلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَى يَخْرِقُونَ سِكَكَ الْمَدِينَةِ وَ كَادُوا يَحُولُونَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ قَالَ النَّبِيُّ (صلی الله علیه و آله و سلَّم) لَتَرِدَنَّ عَلَيَّ الصِّرَاطَ وَ وَجْهُكَ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ .
رَأَيْتُ فِي الْمُجَلَّدِ الثَّالِثِ مِنْ تَارِيخِ اِبْنِ الْأَثِيرِ فِي حَدِيثِ رِدَّةِ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ كَانَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ رَاهِبٌ مِنْ أَهْلِ هَجَرَ فَأَسْلَمَ فَقِيلَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ خَشِيتُ أَنْ يَمْسَخَنِيَ اللَّهُ بَعْدَهَا فَيْضَ الرِّمَالِ وَ تَمْهِيدَ أَسْبَاخِ الْبِحَارِ وَ دُعَاءٌ سَمِعْتُهُ فِي الْهَوَاءِ سَحَراً.
اللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ وَ الْبَدِيعُ لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ وَ الدَّائِمُ غَيْرُ الْغَافِلِ وَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ خَالِقُ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى وَ كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ فِي شَأْنٍ عَلِمْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ.
فَعَلِمْتُ أَنَّ الْقَوْمَ لَمْ يُعَانُوا بِالْمَلَائِكَةِ إِلَّا وَ هُمْ عَلَى حَقٍّ وَ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِیِّ يَسْمَعُونَ هَذَا مِنْهُ بَعْدَهُ.
ص: 474
وَ مِنْ كِتَابِ نَثْرِ اللِّئَالِي جَمَعَ السَّعِيدُ عَلِيُّ بْنُ فَضْلِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ الرَّاوَنْدِيُّ مِنْ نُسْخَةٍ عَلَيْهَا خَطُّهُ فِي قَضَاءِ الدَّيْنِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (علیه السلام) يَشْكُو دَيْناً عَلَيْهِ فَقَالَ قُلِ:
اللَّهُمَّ يَا فَارِجَ الْهَمِّ وَ مُنَفِّسَ الْغَمِّ وَ مُذْهِبَ الْأَحْزَانِ وَ مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ يَا رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُمَا أَنْتَ رَحْمَانِي وَ رَحْمَانُ كُلِّ شَيْءٍ فَارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ وَ تَقْضِي بِهَا عَنِّي الدَّيْنَ.
فَلَوْ كَانَتْ مِلْأُ الْأَرْضِ عَلَيْكَ ذَهَباً لَأَدَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْكَ .
رَأَيْنَاهُ فِي تَارِيخِ الْفَاضِلِ الْأَوْحَدِ فِي عُلُومِهِ عَلِيِّ بْنِ أَنْجَبَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ السَّاعِي فِيمَا يَخْتَصُّ بِسَنَةِ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ وَ سِتِّ مِائَةٍ رَوَاهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَادِسِيِّ الضَّرِيرِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَنَّهُ وَصَلَ بَغْدَادَ فَقِيراً فِي حَالٍ سَيِّئَةٍ لَا يَمْلِكُ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَبَقِيَ عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً فَضَاقَ ذَرْعاً بِمَا هُوَ فِيهِ فَأُلْهِمَ دُعَاءً فَكَانَ يَدْعُو بِهِ وَ يُوَاظِبُ عَلَيْهِ فَيَسَّرَ اللَّهُ لَهُ الرِّزْقَ وَ سَهَّلَتْ أَسْبَابَهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ صَارَ ذَا ثَرْوَةٍ وَ يَسَارٍ وَ تَجَمُّلٍ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ يَا سَبَبَ مَنْ لَا سَبَبَ لَهُ يَا سَبَبَ كُلِّ ذِي سَبَبٍ يَا مُسَبِّبَ الْأَسْبَابِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَغْنِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .
ص: 475
الموضوع ...الصفحة
مقدمة الناشر و ترجمة المؤلف ...5
مقدمة المؤلف...13
في حرز النبي ( صلّی الله علیه و آله وسَلَّم ) ...14
في حرز النبيّ ( صلّی الله علیه و آله وسَلَّم ) لوقت الخوف و الشدّة ...15
في حرز السیدة فاطمة الزهرا (علیها السلام) لرفع الحمی ...17
في حرز الإمام علي (علیه السَّلام) لدفع الأوجاع...19
في حرز الإمام علي (علیه السَّلام) للحفظ یشدّ علی الأضد الأیمن...20
في حرز النبي (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) للإمامین الحسن و الحسین (علیهما السَّلام) ...22
في أحراز الإمام زین العابدین (علیه السَّلام) ...23
في حرز الإمام الباقر (علیه السَّلام) یشدّ علی العضد...30
في أحراز الإمام الصادق (علیه السَّلام) للحقظ من الأعداء...32
في حرز الإمام موسی الکاظم (علیه السَّلام) للإخلاص من الأعداء ...38
في حرز الإمام الرضا (علیه السَّلام) المسمی برقعة الجیب...49
في حرز الإمام الجواد (علیه السَّلام) الذی تشدّ علی العضد...52
في حرز الإمام الجواد (علیه السَّلام) عوّذ به ولده الإمام النقي (علیه السَّلام)...60
في حرز الإمام الهادي (علیه السَّلام)...62
في حرز الإمام الحسن العسکري (علیه السَّلام)...63
ص: 476
الموضوع ...الصفحة
في حرز مولانا الإمام القائم (عجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشریف) ...64
في ذکر قنوتات الأئمّة الطاهرین (علیهم السَّلام)...65
في قنوت سیّدنا الإمام الحسن (علیه السَّلام)...66
في قنوت سیّدنا الإمام الحسین (علیه السَّلام)...68
في قنوت سیدنا الإمام زین العابدین (علیه السَّلام) ...69
في قنوت الإمام الباقر (علیه السَّلام)...71
في قنوت الإمام الصادق (علیه السَّلام)...73
في قنوت الإمام الکاظم (علیه السَّلام) ...74
في قنوت الإمام الرضا (علیه السَّلام)...79
في قنوت الإمام محمَّد الجواد (علیه السَّلام)...80
في قنوت الإمام علي الهادي (علیه السَّلام) ...82
في قنوت الإمام الحسن العسکري (علیه السَّلام)...84
في قنوت الإمام الحجة المنتظر (عجَّلَ تعالی فرجه الشریف) ...90
في دعاء النبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) یوم بدر...93
في دعاء النبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) یوم أحد و أحزاب ...94
في دعاء النبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) یوم حنین ...96
في دعاء النبيّ حین عاین العفریت...97
في دعاء النبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) یوم وادي القری ...98
في دعاء النبي (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) المجرب عند الصباح والمساء ...100
في دعاء الإحتجاب للنبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم)...102
عوذة مجربة للشفاء من الأمراض ...104
في دعاء یقرأ للوقاية من المحذورات ...109
في الدعاء المروي عن جبرائیل للنبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم)...117
في دعاء القدح ...117
في دعاء الفرج ...119
دعاء في استجابة الدعوات ...121
دعاء النبيّ (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) علمه علياً حین وجّهه إلی الیمن...124
ص: 477
الوضوع... الصفحة
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) في یوم الجمل ...125
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) في یوم صفین ...127
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) یوم الهریر المعروف بدعاء الکرب ...128
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) حین رفع المصاحف بصفین...130
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) لأویس القرني ...136
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) المعروف بدعاء الیماني ...137
دعاء عظیم کان یدعو به کل من الباقر و الصادق (علیهما السَّلام) ...153
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) علَّمه لسلمان الفارسي ...156
دعاء الإمام علي (علیه السَّلام) لتوسعة الرزق ...160
دعاء سریع الإجابة للإمام علي (علیه السَّلام) ...161
دعاء الإعتصام للإمام علي (علیه السَّلام)...168
دعاء جامع للإمام علي (علیه السَّلام)...170
دعاء الزهراء (علیها السَّلام) لدفع السحر ...176
دعاء الزهراء (علیها السَّلام) لدفع الحمی ...178
دعاء الزهراء (علیها السَّلام) للخلاص من السجن ...179
أدعیة الإمام الحسن (علیه السَّلام) لما أتی معاویة ...180
دعاء العشرات ...188
دعاء الشاب المأخوذ بذنبه ...191
دعاء فیه الإسم الأعظم ...194
في أدعیة الإمام الحسن (علیه السَّلام) ...198
في أدعیة الإمام زین العابدین (علیه السَّلام) في المهمات ...200
دعاء الإحتراز من الأعداء للإمام السجاد (علیه السَّلام) ...206
دعاء أبو حمزة الثمالي الذی تعلمه من الإمام السجاد (علیه السَّلام)...208
أدعیة الإمام الباقر (علیه السَّلام) في الشدائد ...212
دعاء الإمام الصادق (علیه السَّلام) لقضاء الحوائج ...220
عوذات للصادق (علیه السَّلام) للخلاص من الأعداء...231
في دعاء الحجاب للإمام الصادق (علیه السَّلام)...262
دعاء الإمام الصادق (علیه السَّلام) المعروف بدعاء التضرع ...262
دعاء الجوشن الکبیر المروي عن الإمام الکاظم (علیه السَّلام) ...265
ص: 478
الموضوع ... الصفحة
شرح دعاء الجوشن الکبیر...276
دعاء الإعتقاد المروي عن الإمام الکاظم (علیه السَّلام) ...282
دعاء لسعة الرزق المروي عن الإمام الکاظم (علیه السَّلام)...284
دعاء الإمام الکاظم (علیه السَّلام) حین ألقي في برکة السباع ...291
عوذة الإمام الرضا (علیه السَّلام) الذی کان یتعوذ بها من الأعداء ...298
دعاء الإمام الرضا (علیه السَّلام) في الشدائد ...303
دعاء الإمام الرضا (علیه السَّلام) في سجدة الشکر...307
أدعیة الإمام الجواد (علیه السَّلام) للإستخارة و الإستقالة و غیرها ...309
دعاء المظلوم علی الظالم للإمام الهادي (علیه السَّلام)...320
دعاء یا من تحلّ به عقد المکاره للإمام الهادي (علیه السَّلام)...325
دعاء الإمام الحسن العسکري (علیه السَّلام) في الصباح...332
دعاء العلوي المصري للإمام المهدي (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) في الشدائد...336
دعاء الإمام المهدي (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) لقضاء الحوائج...351
في الحجب المرویة عن النبيّ والأئمّة (علیهم السَّلام)
في حجاب رسول الله (صَلَّیٰ الله علیه و آله و سَلَّم) ...354
في حجاب أمیر المؤمنین (علیه السَّلام)...355
في حجاب الإمام الحسن (علیه السَّلام)...355
في حجاب الإمام الحسین و علي بن الحسین (علیهما السَّلام)... 356
في حجاب الإمام الباقر و الصادق (علیهما السَّلام)...357
في حجاب الإمام الکاظم و الرضا (علیهما السَّلام)...358
في حجاب الإمام الجواد والهادي (علیهما السَّلام)...359
في حجاب الإمام العسکري و المهدي (عجَّل الله تعالی فرجه الشریف)...360
دعاء آدم (علیه السَّلام) حین تلقی من ربّه کلمات ...363
دعاء النبيّ نوح و إدرسی (علیهما السَّلام)...364
دعاء النبيّ إبراهیم (علیه السَّلام)...366
دعاء النبيّ یوسف (علیه السَّلام)...367
دعاء النبيّ یعقوب (علیه السَّلام) ...369
دعاء النبي أیوب و موسی (علیهما السَّلام) ...370
ص: 479
الموضوع ... الصفحة
دعاء النبي ّ الخضر و إلیاس (علیهما السَّلام)...371
دعاء النبيّ یونس (علیه السَّلام)...372
دعاء النبيّ داود و آصف بن برخیا (علیهما السَّلام)...373
دعاء النبيّ عیسی بن مریم (علیه السَّلام)...374
دعاء سلمان الفارسي...375
في تعیین الإسم الأعظم...379
في دعاء العافیة...387
في دعاء الساراي لوجع العین...389
في دعاء الکرب...395
في دعاء الغریق...396
في دعاء زمن الغیبة المعروف بدعاء العهد...398
في أدعیة المؤلّف السیّد بن طاووس ...400
في دعاء العبرات الذی یقرأ في کل حادثة...403
دعاء الإعتصام للخواجه نصیرالدین الطوسي (رحمه الله)...424
أدعیة متفرقة لطلب الحوائج...435
في الدعاء المعروف بدعاء الطائر... 447
دعاء لإزالة مرض الخنازیز للإمام الرضا (علیه السَّلام)...450
دعاء لدفع الإعداء...454
دعاء مجرب لمن یرید أن یری مکانه في الجنة...456
عوذة مجربة للعین...463
دعاء الفرج الموسوم بدعاء الطیر الأبیض الرومي...464
دعاء للرضي معروف بدعاء الشیخ ...466
الفهرس...476
ص: 480
هذا الكتاب المجتنى من
الدّعاء المجتبى قد الحق بمهج
الدّعوات لأبن الطّاووس عليه الرّحمة
لينتفع بهما المؤمنون و الدّاعون و يدعوا للساعين فى الخيرات و النّاشرين لادعية الأئمة صلوات اللّه عليهم اجمعين الطيبين الطّاهرين و قد وقع الفراغ من تحريرهما و تصحيحهما بتوفيق اللّه تعالى فى شهر شعبان المعظم المكرّم 1323 .
ص: 481