انتظار

اشارة

سرشناسه:مجتهدی، سیدمرتضی، 1333 -

عنوان و نام پديدآور:انتظار / تالیف مرتضی مجتهدی سیستانی.

مشخصات نشر:[قم]: الماس، 1386.

مشخصات ظاهری:48 ص.؛ 5/10×5/19 س م.

شابک:4000 ریال 964-7753-40-7 : ؛ 4000 ریال: چاپ چهارم: 978-964-7753-33-3 ؛ 4000 ریال (چاپ پنجم)

يادداشت:کتاب حاضر بخشی از کتاب " اسرار موفقیت " اثر مولف است.

يادداشت:چاپ دوم، 1386 (درانتظار فهرستنویسی).

يادداشت:چاپ سوم.

يادداشت:چاپ چهارم: تابستان 1387.

يادداشت:چاپ پنجم: بهار 1388.

یادداشت:کتابنامه به صورت زیرنویس.

عنوان دیگر:اسرار موفقیت.

موضوع:محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 255ق. - -- غیبت

موضوع:موفقیت

موضوع:موفقیت -- جنبه های مذهبی-- اسلام

موضوع:مهدویت-- انتظار

رده بندی کنگره:BJ1618 /ف2 م3 1386

رده بندی دیویی:158/1

شماره کتابشناسی ملی:1189085

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن ارحیم

ص: 2

الانتظار

السيد مرتضى المجتهدی السیستانی

ص: 3

نوشته حاضر بخشی از کتاب (اسرار موفقیت) است که تا کنون به زبانهای فارسی، انگلیسی، آذری، اردو، سندی ترجمه وچاپ شده است.

انتظار

مولف: سید مرتضی مجتهدی سیستانی ناشر: انتشارات الماس

چاپ: نینوا نوبت چاپ : اول تاریخ چاپ: زمستان 1386 قطع و صفحه : پالتوئی 48 صفحه

تیراز: 2000 نسخه قیمت: 400 تومان

شابک: 0-47-7753-964-978

تلفنهای مرکز پخش:

(0251 )2941026-2918992

(+98)09122510358 www.almas-publish.com Email:info@almas-publish com

ص: 4

بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين

ص: 5

ص: 6

من أقوال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل التحية والسلام :

«أفضل عبادة الثؤمن انتظار فرج الله »

قيمة الانتظار

الانتظار هو من الخصائص المهمة التي تميز الرجال الذين يخطون في طريق النجاح والسداد. فمن خلال الروايات والأحاديث الواردة على لسان اهل الوحي والرسالة (علیهم السلام) و التي تتحدث عن سمات شخصية الرجال العظام في زمن الغيبة، توضح وبشكل لا يقبل الشك أن المنتظرين الحقيقين للظهور هم خيرة الناس في كل العصور والأزمنة.

ومن هذا المنطلق فان مجموعة - من الذين سجلوا انطباعاً كاملاً عن مسألة الانتظار - يرون أنها هي من أهم عوامل الموفقية في هذه الأيام، ويعتقدون أن الانسان يستطيع البحث عن عوامل الكمال في قضية «الانتظار الواقعی» ومن

ص: 7

خلاله يكون قادراً على التحليق في سماء المعنويات. وينجى نفسه من المشاكل والمعضلات الاجتماعية والنفسية.

ان الانتظار بمعناه الصحيح والكامل هو حالة صعبة مستعصية، وكأنها محاطة بهالة من الأسرار والخفايا، وقليل من الناس المخلصين هم الذين وصلوا إلى الكمال وتخلصوا من شباب الأعداء.(1).

وعلى هذا فان الانتظار في مراحله النهائية والمتقدمة - والذي يتجلى في الخواص من أصحاب الإمام ارواحنا له الفداء - ياتي بمعنى الاستعداد والمساهمة – وذلك بالاستعانة

ص: 8


1- أن الأشخاص الذين يتوسلون بألامام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ويذكرونه ويحيون مراسيم الانتظار هم كثيرون والحمد لله، وهذه المجالس تزداد وتكثر يوما بعد آخر، وقصدنا هنا ليس الطعن بهذه المجالس والأشخاص، وانکار حالة الانتظار الموجودة في هؤلاء، باعتبار أن الانتظار له مراحل عديدة، وهم وصلوا إلى قمة مراحل الانتظار - مع قلة عددهم - وقاموا من بين العالمين ولم يقعدوا مكتوفي الأيدي، وسعوا وجاهدوا وتحملوا الصعاب والمرارة في الطريق الذي انتخبوه. وإليک مضمون شعر نقل من اللغة الفارسية يقول: لا تخاف من الصحراء وعظمتها فالسالک لا يهاب الصعاب

بالطاقات غير العادية - من اجل تطبيق الشريعة السماوية السمحاء، والخدمة في ظل الحكومة العادلة للامام بقية الله ارواحنا له الفداء.

وفي أي مرحلة يتحقق فيها الانتظار فهو نوع من الاستمداد الباطني من قبل عالم الغيب، وهو طريق القربة إلى الله سبحانه وتعالى واذا استمر وتکامل سوف يقضي وبمرور الايام على جميع الصراعات الحاصلة في وجود واعماق الانسان، والتي استقرت بشكل غير محسوس في ضميره ونفسه، ويضيء ويشعل في الباطن النور والضياء ويفتح له طريق الكمال على مصراعيه، لكون الانتظار حاله من الحضور والاستعداد اللازم على جميع الأصعدة والمجالات، ويسوق الباطن إلى عالم من الصفاء والنقاء والمحبة والنورانية، عالم تفنى فيه كل الأساليب والقدرات الشيطانية.

وتسطع الأنوار الإلهية في أعماق ونفوس الانسانية في كل المعمورة.

وعلى اساس هذه الحقيقة نقول: إن الشخص الذي وضع قدمه على المراحل المتقدمة من صراط الانتظار هو شخص يعمل بطاقات خارقة للطبيعة؛ لأنه وكما تعلم فأن حكومة

ص: 9

الامام صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء هي حكومة الهية وملكوتية وغير طبيعية - ادراکها الكامل هو خارج عن قدرات تفكيرنا - لذا نراهم يحومون كالفراشة حول الامام «عجل الله تعالی فرجه شریف» وينصرونه في الصفوف الأولى ويكونون أهلا للمسؤولية والثبات والقدرة على إطاعة أوامره، والتي تحتاج إلى قدرات وطاقات خارقة للطبيعة. (1)

والروايات التي ذكرت أوصاف وخصائص الثلاثمائة وثلاثة عشر من أعوانه وأنصاره كلها تشير إلى أن لهؤلاء طاقات وقدرات روحية غير طبيعية - حتى في زمان الغيبة.

ص: 10


1- صرحت الروايات المتعددة أن في ظل حكومة الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء أنه يستفاد من القدرات غير الطبيعية.

عوامل الانتظار

اشارة

يجب علينا أن نسعي جاهدين إلى معرفة المعنى الحقيقى الفلسفة الانتظار، وكذلک ایجاد هذه الحالة في أنفسنا وفي الآخرين، ومن اجل نشر وتعميم مسألة الانتظار وتجسيد عظمتها وتعليمها للآخرين في المجتمع، توجد عدة طرق يمكن الاستفادة منها في زرع بذرتها.

واليكم بعضا من أهم الطرق والتي توجه المجتمع إلى مسألة الانتظار:

1- التعريف بالمقام الشامخ والعظيم للولاية ومعرفة عظمة ومنزلة الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء.

2 - التعريف بالآثار العجيبة للانتظار والمعنى الكامل والمراحل العليا له.

3- شرح أوصاف وخصائص أصحاب الإمام أرواحنا له الفداء، والذين وصلوا إلى المراحل العليا من الانتظار، وتمتعهم بالطاقات والقدرات الروحية، وتنفيذهم أوامر ودساتير إمام العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف).

ص: 11

4- معرفة مستقبل الانسان والعالم والتحولات والأحداث المهمة في حياة البشر، والتي تقع في زمن الظهور.(1)

فمن هنا فإن معرفة مقام وعظمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وكذلک أصحابه وأنصاره والتكامل العقلي والعلمي والعلاقة مع عالم الغيب ومعرفة الموجودات المجهولة، والسفر إلى عالم الفضاء وبقية الأمور الأخرى تكون كلها عوامل مساعدة الدعوة الناس إلى مسالة ظهور الإمام أرواحنا له الفداء وتزرع فيهم حالة الانتظار والترقب لدولة الإمام المهدی (عج) العظيمة.

وبسبب معرفة تلك الحقائق ستولد الحيوية والنشاط في حياة الناس الذين هم طاهرى المولد والطينة، وبالتالي يكونون تواقين لذلك اليوم الخالد.

وإن حالة الانتظار و توقع ظهور الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) هي واحدة من الوظائف الأساسية لكل إنسان. واليك الآن توضیح المواضيع التي تطرقنا اليها.

ص: 12


1- هناك طرق أخرى تهدی و ترشد الإنسان إلى مسألة الانتظار، وقد شرحنا بعضها في كتاب «اسرار النجاح» مثل مسألة الإخلاص ومعرفة علوم اهل البيت (علیهم السلام) ومحبتهم وإصلاح النفس ....

1- معرفة المقام العظيم للإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء:

بناء على هذا فإن معرفة أوصاف وخصائص الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والترويج لوجوده العظيم هو عامل مهم وأساسي في إيجاد حالة الانتظار.

باعتبار أن العالم اليوم وعلى جميع أصعدته لا يرى شخصا أجدر وأكفأ ولديه المؤهلات والمواصفات الكاملة لقيادته وأصلاحه سواه، وهذه النقطة هي السر الكامن التي تجعل الإنسان ينجذب بشكل أو بآخر إلى ذلك الإمام الهمام والذي هو خليفة الله في أرضه وسمائه وهو البقية الصالحة التي قال عنها أمير المؤمنین (علیه السلام): عِلمُ الأنبياءِ في عِلمِهِم وسِرُّ الأوصياءِ في سرِّهِم وعزُّ الأولياء في عِزِّهِم، كَالقطرةِ في البحرِ والذَرَّةِ في القفرِ.(1)

وبما أننا نعيش في زمان فيه آخر تلك السلالة الطاهرة، فإن وجوده الشريف يوجب علينا السير على منهج ذلک

ص: 13


1- بحار الأنوار 25 : 173

الهادي العظيم، وكذلک إخراج أنفسنا من حالة الغفلة والضياع، والبقاء في انتظار حکومته (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، ورفع راية العدالة والهداية في اصقاع العالم.

وانطلاقاً من ذلک فإذا كان الشخص يعرف الامام حق معرفته، ومطلع على حالات الإمداد الغيبي له في زمان الغيبة وما سيؤول إليه العالم من تحولات وأحداث في زمان ظهوره سيجعله دائما يذكر الإمام كما هو أمر بذلك(1) ويبقى في انتظار شروق شمس الولاية، ومعرفة هكذا انسان عظیم يجلی ويبدل الغفلة في القلب ويجعله نقياً ونورانياً.

وهنا نشير إلى رواية رائعة في هذا المضمون تؤكد على الامداد الغيبي لذلك الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) في زمن الغيبة: ينقل جابر الجعفی عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله (صلی الله علیه و آله وسلم) يقول:

...ذاك الذي يفتحُ الله - تعالى ذكره - على يديه مشارِقَ الأرضِ ومغاربها، ذاك الذي يغيبُ عن شيعته وَأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القولِ بأمامتِهِ إلا من امتحن الله قلبُه

ص: 14


1- راجع بحار الأنوار 145/ 52 .

بالإيمان.

قال: فقال جابر: یا رسول الله فهل ينتفعُ الشيعةُ به في غيبته؟ فقال (صلی الله علیه و آله وسلم) : اي والذي بعثني بالنبوة أنهم لينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن. جللها السحاب، یا جابر، هذا مکنون سر الله ومخزون علمه فاکتمه إلآ عن أهله. (1)

وكما ترون فان رسول الرحمة (صلی الله علیه و آله وسلم) يقسم مؤكدا في هذه الرواية بأن الشيعة وفي زمان غيبة إمامهم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يأخذون نورهم من مقام ولايته (عجل الله تعالی فرجه الشریف).

وما أجمل ما قاله أحد شعراء الفرس وإليک مضمونه:

من ذا الذي يستطيع النظر إلى الشمس دون حجاب

فالحجاب الذي غطّى أعيننا دليل على ظهورک

من رأفتك ولطفك لا نراک، فأين أنت؟

ما أعظم رحمة الله لمن يراك وتراه

في زمان الغيبة - ومع أن الإمام عجل الله تعالی فرجه الشریف غائب عن الأنظار - ولكن الحقيقيه أن ستار الغيبه يغطى قلوبنا، إذ هو نور ساطع

ص: 15


1- كمال الدين : 146 و 147 ، بحار الأنوار 36: 250 .

وظاهر إلى كل من قلبه سليماَ وينبض بالإيمان، وهو بصير حتى وإن كان في الظاهر أعمى (1)

والتركيز على هذه الحقيقة تساعد الإنسان على الوصول إلى مقام الولاية وعلم وقدرة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فتملأ القلب محبةً وترقُّباً لحكومته العالميه (عجل الله تعالی فرجه الشریف).

2- التعرف على آثار الانتظار

1- الهروب من اليأس والروح الانهزامية

في المجتمع الذي ليس فيه للدين أي دور يذكر، ولا يطمح الناس فيه إلى مستقبل زاهر، ترى اليأس دابُّ في حياتهم وسفك الدماء والانتحار السمة والعلامة البارزة له؛ لأنهم يرون العوامل السلبية فقط مثل الفقر والجور والظلم والطغيان وهتک حرمة القانون وعدم الاكتراث لحقوق الآخرين وأمثالها، ولا يوجد لديهم بصيص من الأمل للخلاص والهروب منها، لذا يصابون بداء الياس وروح الانهزامية، وهو نتيجة طبيعة وحتمية لعدم ایمانهم بالله

ص: 16


1- من أجل توضيح هذا الموضوع أكثر ، عليكم الرجوع إلى الحديث الجميل لأبي بصير وغياب الإمام الباقر (علیه السلام) في كتاب «أسرار النجاح»، 276 / 2 .

سبحانه وتعالى وما يجري في المستقبل، فيقدمون على الانتحار من أجل الخلاص والهروب من تلك المشاكل، وهذا العمل والجريمة الكبرى لا تخسرهم الدنيا والآخرة فحسب، وإنما يضيعون مستقبل نسائهم وأطفالهم وأقاربهم.

ولكن عکس هذه الحالة تحدث مع الشخص الذي أوجد حالة الانتظار في نفسه، فإنك تراه مفعمُّ بالأمل بظهور الانوار المشعّة للولاية في جميع بقع الأرض.

ولا يخطر بباله ولا يطرق ذهنه طرفة عين أبدأ على القيام بهذه الجريمة النكراء، أو يسفك دمه ويضيع حياة عدد من الناس، لذا فإن مسألة انتظار الفرج بالنسبة له عبارة عن العصا السحرية لفتح أبواب الأمل وتهيئة الأرضية المناسبة للهروب من روح اليأس والضياع، ونأتی برواية تعاضد هذه الحقيقة.

عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن (علیه السلام) عن شيء من الفرج.

فقال (علیه السلام): أو لست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟

قلت: لا ادري إلا أن تعلمنی.

ص: 17

فقال (علیه السلام): نعم، انتظار الفرج من الفرج.(1)

2- التكامل الروحي

اشارة

يستطيع الانسان من خلال ایجاد حالة الانتظار الكامل أن يوجد في نفسه عدد من حالات الناس في زمن الظهور - مثل تطهير القلب - وبواسطة الأمل والانتظار ينجي نفسه وينقذها من الضياع واليأس، وعلى أساس هذا ينقل الإمام الصادق عن آبائه الأطهار عن أمير المؤمنین صلوات الله عليهم اجمعين قائلا

أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله.(2)

لهذا فإن الإنسان ومع وجود حالة الانتظار يتمكن من إيجاد بعض آثار الكمال زمان الغيبة في نفسه.

ومن أجل شرح هذا الموضوع نلفت نظركم إلى أقوال الإمام السجاد(علیه السلام) إلى أبي خالد حيث قال (علیه السلام):

عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين (علیه السلام) : تمتد الغيبة بولی الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلی الله علیه و آله وسلم)

ص: 18


1- بحار الأنوار 52 : 130 .
2- بحار الأنوار 131 : 52 .

والأئمة بعده.

يا أبا خالد : إن أهل زمان غیبته ، القائلون بإمامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان؛ لأن الله - تعالی ذكره - أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بین یدی رسول الله (صلی الله علیه و آله وسلم) بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقا، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً.

وقال (علیه السلام) : انتظار الفرج من أعظم الفرج.(1)

وإليک مضمون بعض الأشعار الفارسية:

واعجبا من ابتعادي عنك وأنت القريب القريب

اعترف بین یدیک: أنّك معي ولكنّي أنا الذي هجرتک.

إن المنتظرين الواقعيين والذين وصلوا إلى الكمال عن طریق صراط الانتظار، يحصلون على بعض الامتيازات والخصائص الفردية في زمن الظهور - مثل تطهير القلب - كما أشرنا إلى ذلك سابقاً بعد أن هيئوا أنفسهم وبنوها لأجل

ص: 19


1- بحار الأنوار 122 : 52 .

إمساک زمام أمور الحكومة الإلهية ونشرها في جميع أنحاء العالم، فيصبح يوم الغيبة الداكن عندهم بمثابة يوم الشهود، فاذا لم يكن للانتظار تلك الآثار الايجابية فيهم، فكيف يكون انتظار الفرج أعظم الانتظار؟ الجواب إن هؤلاء يربطون حالة الانتظار بین زمان الظهور وفترة الغيبة بأواصر متينة، فبذلك يحصلون على بعض حالات تلك الأيام في زمان الغيبة.(1)

المرحوم الشيخ الأنصاري في بيت الأمام صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء:

وقد ارتأينا هنا أن نسرد قصة أحد الشخصيات العظيمة في مذهب الحق، وذلك بعد امتلاكه القدرات والطاقات الغيبة في العلن والخفاء، عسى أن تُضيء بها القلوب.

ينقل أحد تلامذة المرحوم الشيخ الأنصاري أعلى الله

ص: 20


1- كما بيّنا إن أشخاصاً قلائل هم الذين بإمكانهم الحصول على تلك الحالات من أمثال المرحوم السيد بحر العلوم والمرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري أعلى الله مقامهم.

مقامه عن علاقة الشيخ مع الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وكيف حضر في بيت الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حيث يقول:

حضرت إلى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة سيدي ومولای الامام الحسين (علیه السلام) في إحدى الزيارات المخصوصة، وفي منتصف الليل خرجت من البيت لكي اذهب إلى الحمام وبما أن الزّقاق كان فيه طين أخذت معی سراجاً، فلمحتُ من بعيد شخصاً فيه ملامح الشيخ الأنصاري، فاقتربت منه، فوجدته هو الشيخ، فأخذت أفكّر في خلجات نفسي ماذا يريد الشيخ في هذا الوقت؟ وإلى أين هو ذاهب مع وجود هذا الطين؟ وعدم قدرته على النظر بصورة سليمة في الليل؟

انتابني نوع من التطفل، فأخذت أتابعه، فوقف أمام خربة وبدأ بقراءة الزيارة الجامعة بخشوع منقطع النظير، ثم دخل بعدها إلى البيت، ثم غاب الشيخ ولم أعد أراه ولكني أسمع صوته فقط ، وكأنه يتكلم مع شخص ما، ثم ذهبت إلى الحمام وبعدها إلى الحضرة المطهرة، هناك شاهدت الشيخ ولم أتكلم معه بخصوص ما جرى ولكن بعد رجوعنا إلى النجف الأشرف زرته وشرحت له قصة تلك الليلة، في البداية أنكر الشيخ ولكن إصراری الشديد جعله يتكلم، فقال:

ص: 21

من أجل الوصول والتشرف في حضرة الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) استأذن الإمام وأقرأ الزيارة الجامعة في باب منزله (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والتي لن تعثر عليها أنت أولاً، ومن ثم اذا سمح لى التشرف بلقائه ثانياً أسأله عن بعض المسائل المهمة، ثم قال الشيخ: علیک أن تخفي هذا الأمر ولا تخبر به أحدة مادمت حياً.(1)

هكذا شخصیات عظيمة لديهم الاستعداد الكامل والأرضية المناسبة لإستقبال الطلعة البهية للإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عکس الذين يؤوِّلون الآيات القرآنية ويصبونها في مصالحهم ويقدمون على محاربته بشتى الوسائل والطرق(عجل الله تعالی فرجه الشریف).

وينقل عن الأدب الفارسى ما مضمونه:

کنز السعادة وضع في يد شخص

ثمرة حياته كلها جمال

لا تطلب الوصل ولست من أهله

لا يرى الحياة الجميلة من هو أعمى

ص: 22


1- حياة وشخصية الشيخ الأنصاري ، ص 106.
رمز النجاح وسر الحرمان:

يمكن أن يخطر في الأذهان السؤال التالي: كيف إنّ المرحوم الشيخ الأنصاري كان قادرا على الدخول إلى بيت الامام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والتكلّم معه بعد قراءة الزيارة الجامعة واعطاء الاذن الثانوى له؟ وكيف حصل على هذا المقام الشامخ والمنزلة الرفيعة؟ وكيف إنّ تلميذه الذي شاهد المنزل لم ينل ذلك الشرف بعد أن قال له الشيخ: إنك لا تستطيع أن تعثر على ذلك البيت؟!

هذا السؤال المهم يحتاج إلى جواب كافٍ وشافٍ، ومع الأسف الشديد يوجد اشخاص لديهم الجواب السريع والفوري لهكذا أسئلة، وليس له أي صلة وعلاقة بالموضوع، حيث يقولون أن الله سبحانه و تعالی أراد ذلک أو أن الله له - والعياذ بالله - صلة قرابة بهؤلاء، وليس للعمل وطلب العباد أي صلة تذكر ليس من قريب أو بعيد!

إن إجاباتٍ من هذا النوع الغرض منها التنصل والهروب من الواقع والمسؤولية، وليست صحيحة بتاتاً لعدم إقناع الطرف المقابل وارشاده إلى الطريق القويم والصحيح.

ص: 23

نجيب نحن عن هذه الأسئلة من خلال الأحاديث والروايات الواردة عن بيت الوحي والرسالة عليهم السلام فنقول:

إن الله سبحانه وتعالی دعا عباده أجمعين إلى الكمال المعنوي والروحي، وتعهد أن يمنح الثواب والأجر الجزيل إلى كل من سار على هذا الطريق كما هو حال من يدعو ضيوفاً، فعليه أن يؤدي مراسيم الضيافة بأحسن وجه ممكن.

إن الله عز وجل قد أوجد الظروف الملائمة لتقدم وتکامل الإنسانية ودعاهم إليه، والقرآن صرّح بذلك بوضوح (وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا).(1)

فوظيفة العباد أن يستجيبوا لدعوة الباري عزّ وجل، ويسرعوا بخطوات حثيثة ومتسارعة من أجل الوصول إلى طريق الكمال الروحي والرقى المعنوي.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ أرضية التكامل والرقي موجودة في جميع الناس ويمكن لهم الاستفادة من هذه النعمة والفضيلة الالهية في أي وقت شاؤوا ولكن إذا

ص: 24


1- سورة العنكبوت: 69

أرادوا أن يركنوها ويضعوها جانباً فيكون مثلهم كمثل أصحاب الثروة والمال الذين يكدسون أموالهم في البنکوک ولم يحالفهم الحظ أبداً في الاستفادة منها.

الذا ومن أجل نيل الموفقية والنجاح والسداد يجب الاستفادة القصوى من جميع الامكانيات المتوفرة، والعمل على رفع نواقص النفس حتى نصل إلى الأهداف الكبيرة والمنشودة. وهناك الكثير من الناس يهملون في جنباتهم الاستعداد والقدرة على الوصول إلى الكمال المعنوي والروحي، حيث أن هذه الأمور لا تعني لهم شيئا فيرحلون عن الدنيا ويهال عليهم التراب ولم يستفيدوا منها، كما هو حال الأثرياء الذين عاشوا قديماً فمن أجل الحفاظ على اموالهم وثرواتهم، كانوا يخفونها في باطن الأرض، وبالتالي حرموا أنفسهم وأولادهم منها.

ولكي نوضّح كيف أن هناك بعض الأشخاص لديهم طاقات روحية أكبر وقدرة أكثر ومن أين جاءوا بها نستعين بكلام منقول عن المرحوم الشيخ الحر العاملي والذي يعتبر من مفاخر الشيعة حيث يقول:

من البديهي أن النظر والسمع وأمثالهما لا تعمل مستقلة

ص: 25

عن العين والأذن وأمثالهما، ولكنّهما وسائل لأجل الروح، فالروح ترى وتسمع بتلک الوسائل، وبما أنّ روح الإنسان ليست لها القوى الكافية لهذا فإن النظر والسمع مقيدة ومحدودة بتلك الأسباب المادية وفي أطر وحدود خاصة.

ومن هذا المنطلق فإنها ترى الماديات فقط وهي عاجزه عن درک المسائل والأمور الروحية، ولكن إذا زادت قوة روح الإنسان من خلال القيام بالعبادات والواجبات و ترک المحرمات فإنّها تجد الطريق للقرية الإلهية، وبالتالي تقوی النفس وتضحى لها القدرة على الاستفادة من الماديات والطبیعیات، لهذا سوف يرى ذلك الشخص بعينه اشياء لا يراها الآخرون، ويسمع بأذنيه ما لا يسمع غيره.

هذه القدرة والسيطرة تختلف من شخص إلى آخر، كما هي درجات القربة فكل من يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بواسطة العبادة والرياضة تكون حالاته المعنوية والروحية أكثر، وهذا ما يجعله أقوى في درک الأشياء بالعين والأُذن وأمثالهما وليس للآخرين القدرة على دركها.(1)

ص: 26


1- الفوائد الطوسية المرحوم الشيخ حر العاملي ص82

ووجود حالة الانتظار بمعناها الكامل يجعلك قادراً على الحصول على هكذا أمور.

في هذا المجال هناک شعر مضمونه:

عندما تنظر بعين البصيرة

تدرک و تشاهد ما لم تكن تراه من قبل.

إن المنتظرون الذين اكتووا بنار صراط الانتظار، وهذّبوا أنفسهم وبنوها وابتعدوا عن هوى النفس، وحلقوا بالروح عالياً، لا تستطيع النفس من جذبهم إليها بعد هذا التحصّن المنيع، كما نراه حاصلاً في السفن الفضائية والتي تخرج في بعض الأحيان عن مدار الأرض بحيث لا تتمكن جاذبتها من التأثير عليها

اذن فإنك إذا استطعت وبمرور الزمان من أن تخرج عن مدار هوى النفس، حينها لا تؤثر عليک جاذبيتها المغرية، وكذلك وسوسة الشيطان وحبائله.

ومن هذا يتضح أن أصحاب الأئمة (علیهم السلام) کانوا نماذج فريدة لهذا المصداق أمثال سلمان المحمدی رضوان الله عليه حيث تحرّر من هوى النفس وقيود المادّيات، فارتقى إلى مراتب عظيمة وبنى أواصر محكمة مع عالم الغيب.

ص: 27

وجاءت قدرة سلمان رضوان الله عليه نتيجة ابتعاده عن هوى النفس، وكذلك نتيجة جعله ارادة ورغبة الإمام أمير المؤمنين عليه افضل التحية والسلام فوق إرادته ورغباته، لهذا وصل إلى تلك المقامات والقدرات الخفية والقوة الغيبية، ووظّفها لصالحه.

3- معرفة مقام الولاية

انتظار الظهور يعزز ويقوي ولاية الإمام أرواحنا لمقدمه الفداء في قلب وروح الشخص المنتظر، ويجعله ثابت العقيدة والعزم، وقلبه مطمئن لذلك اليوم الذي سيأتي ويظهر فيه الإمام بجوار الكعبة الشريفة، ويأخذ بزمام أمور الحكومة الإلهية، ويحاكم الحكام الطواغيت الذين عاشوا على امتصاص دماء المستضعفين، ويقول لجميع أهل العالم: إنّ الشخص الذي له مقام الولاية والإمامة لقادر على ابراز القدرة الربانية وتطبيقها.

وهذا ما يحمله الشخص المنتظر من فكر وعقيدة، ومن هذا الباب يكون انتظار الظهور ممتزجاً ومخلوطاً بالعقائد والعلوم الأصيلة للدين الحنيف، باعتباره ينمي بذرة العلم

ص: 28

والمعرفة في أذهان وعقول هؤلاء، ويجعلهم راسخي العقيدة بأن العالم بأسره سيؤول في النهاية ويخضع لسيطرة وقدرة الولاية، وإجبار الظالمين والمستكبرين للخضوع والركون لها.

وسوف لن يصمد هذا التطور المادي - والذي يشهده العالم اليوم - أمام عظمة وقوة تلک الولاية الإلهية، لهذا ستخضع كل امكانات العالم تحت تصرف القوة العجيبة اللمصلح العالمی ارواحنا لمقدمه الفداء.

4- معرفة المدّعين

على مدى طول تاريخ الشيعة هناك عدة شخصيات دعت المهدوية، وقاموا بالعديد من الثورات، وعرفوا أنفسهم بأنهم هم القادة المصلحون الواقعيون وبهذا الادعاء المزعوم والأساليب والحيل الملتوية سفكوا دماء الكثير من الناس البسطاء، وهدروها وأضاعوا أموالهم وأضلّوهم عن سواء

السبيل

ولكن هناك فئة أخرى كانت على طريق الهداية حتى النهاية، فثبتوا على صراط الانتظار باخلاص وعزيمة لا تقهر، ولم يخافوا لومة لائم، فأصبح وجودهم نوراً من الأنوار

ص: 29

الساطعة للولاية، ولم تنطل عليهم خدع هؤلاء الفاسدين والمنحرفين، ولم يقعوا فرائس سهلة في شباكهم، وقالوا بلسان الحال:

انصب شباکک لطير آخر

فالعنقاء عالية العش لا تنالها يداك

ومن المؤكد أن علم ومعرفة هؤلاء بالفئة الضالة والمحتالة وقطاع الطرق نابع من معرفتهم بالمقام الشامخ والمنزلة الرفيعة للإمامة، فهم لم يبيعوا ماء الحياة بالسراب الضائع، ولم يرجحوا غاصبي الخلافة على الإمامة.

3- معرفة منزلة المنتظرين الحقيقيين أو أصحاب الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

أحد العوامل والأمور التي تجذب الناس إلى صراط الانتظار هو عامل معرفة مقام المنتظرين الحقيقيين أو أصحاب الإمام المهدی (عجل الله تعالی فرجه الشریف) إن الآثار العظيمة التي حصل عليها المنتظرون الحقيقيون ليست من الناحية العقائدية، حيث أدركوا فيها مقام ولاية أهل البيت (علیهم السلام) فحسب، إنما أصبحوا مصدرا للنور الساطع في شمس الولاية.

ص: 30

وما كسبوه في طريق الانتظار من التكامل والقدرات المعنوية والروحية جاء من مقام أهل الوحي والرسالة (علیهم السلام) و بالاستفادة منها ينجزون كل المهمات والوظائف، فكانوا هم بالفعل من خلص اصحاب الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والأوائل الذين اتجهوا صوب مقام ولاية ذلك الإمام الهمام.

فأشار القران الكريم إلى ذلك، حيث قال الله العزيز الحكيم: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَميعاً). (1)

هذه الآية تشير بكل وضوح إلى أن أصحاب الأمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الثلاثمائة وثلاثة عشر يوم الظهور، فجعلهم الباری عزّوجلّ بجوار بيته العتيق حول مقام الولاية لينصروا إمامهم العظیم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وليضعوا حدّاً لحياة الطواغيت والحاقدين ومرضى النفوس.

في بعض الأوقات يقدح في ذهن بعض الأشخاص سؤالٌ وهو: ما المقصود من سبق هؤلاء للخيرات؟ وما هي الخصائص التي تجعل هؤلاء مميزين عن البقية الباقية من

ص: 31


1- سورة البقرة : آية 148 .

الناس لكي يستبقوا الخيرات وبأيّ شيء حازوا على هذا

المقام؟

النرجع هنا إلى أهل الوحي والرسالة (علیهم السلام) ونسمع منهم

الجواب:

يقول الإمام الباقر (علیه السلام) في تفسيره لهذه الآية المباركة:

الخيرات الولاية لنا أهل البيت.(1)

اشارة إلى قوة هؤلاء

ومن هنا يتبين أنه كلما كان سعى الإنسان جدياً وحثيثاً في قبول الولاية، كلّما كانت روحه قوية وقادرة على زيادة قدراتها الغير الطبيعية، وبسببها يتمكن من بسط نفوذه على الوجودات المادية وغير المادية

وهنا ننقل لكم قصة طريفة وقعت للمرحوم العلامة السيد بحر العلوم أعلى الله مقامه:

كان المرحوم العلامة السيد بحر العلوم مصاباً بمرض الخفقان، ورغم ذلك خرج من النجف الأشرف في أيام

ص: 32


1- الغيبة للمرحوم النعمانی : 314.

الصيف الحارة قاصداً مدينة كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين (علیه السلام) في إحدى الزيارات المخصوصة، فتعجب الناس من موقف هذا السيد، فكيف يسافر في هذه الأيام الحارة وهو مريض بذلك المرض!!

وكان من الذين سافروا معه المرحوم الشيخ حسین نجف - وهو من العلماء المشهورين آنذاك - فركبوا المركبات وساروا، وفجأة ظهرت غيمة كبيرة فأخذت تظللهم من حرارة الشمس المحرقة، بعدها هبّ نسيم لطيف واصبح الهواء بارداً وبقيت هذه الغيمة معهم إلى أن وصلوا إلى خان الملح. هنا وجد العالم الكبير الشيخ حسين نجف احد اقاربه فتبادل معه السلام والكلام فانفصل عن المرحوم السيد بحر العلوم

فاتجهت هذه الغيمة نحو السيد إلى أن دخل الخان فظل الشيخ تحت حرارة الشمس وبما إنه كبير السن وأخذت منه الكهولة مأخذها، تدهورت حالته الصحية، فسقط من دابته وفقد وعيه، فادخلوه إلى الخان إلى السيد، وبعد فترة وجيزه استعاد عافيته فأفاق، فوجه كلامه إلى السيد بحر العلوم قائلاً له: «سيدنا لم تدركنا الرحمة»، فأجاب السيد «لم تخلفتم

ص: 33

عنها؟» بالطبع في هذا الجواب هناك تورية واضحة.(1)

هذه هي قدرة التصرف عند الأصحاب الخلص للإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ونذكر هنا قدرة اخرى لهؤلاء الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر، وهي وصلوهم إلى محضر الأمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في بداية الظهور عن طريق السحاب.

فيقول المفضل:

قال أبو عبد الله (علیه السلام): إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبرانی، فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشرة قزع كقزع الخريف وهم أصحاب الألوية.

منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.

قلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً؟

قال : الذي يسير في السحاب نهاراً، وهم المفقودون

وفيهم نزلت هذه الآية (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَميعاً). (2)

ص: 34


1- العبقري الحسان 2/ 69
2- سورة البقرة : آية 148 .

التعرف على زمن الظهور

اشارة

إن معرفة وضع العالم وما يجرى عليه من أحداث و تحولات وتطورات عظيمة في أيام الظهور تدعو الإنسان إلى قضية الانتظار، حيث أن التحوّل والتطوّر العجيب والغريب الذي يحدث في جميع أنحاء العالم والبشرية سوف يظهر العالم والإنسانية بصورة مختلفة عن ما هو عليه، ونحن نشرح هنا بعض التغيرات والتي تحدث في أعماق وجود الإنسان.

1- تطهير الباطن:

إحدى المسائل التي يبحثها الجانب العقائدي، هو مبحث الطينة وكيفية اختلاط الطينة الطاهرة مع غير الطاهرة، وأشارت الروايات إلى المقصود بالطينة، ولماذا تختلط؟ والعمل على تطهيرها؟

ولعل الخوض في هذا المبحث وتفصيله غير مناسب مع حجم کتابنا، ولكنّنا نشير بإيجاز إلى نقطة مهمة للغاية وهي:

إنّ من امتیازات وخصائص يوم الظهور هو تطهير الطينة من الزوائد، وكذلك تخليص النفس والضمير من التلوث والأدران الموجودة في أعماق الإنسان، هنا ياتي سؤال

ص: 35

مفاده: لماذا يطهر الإمام المهدي أرواحنا لمقدمة الفداء الناس في يوم الظهور من تلك الشوائب والأدران.

قبل الإجابة عن هذا السؤال نذكر هذه القصة من أجل تفکیک وشرح الموضوع.

كان شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أعدى عدوّ لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وكان يتمنّى قتل النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فجاء إلى هوازن ليقتل النّبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ، فلما انهزم الناس وبقى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وحده جاءه من ورائه ليقتله ، غشي فؤاده شواظ من نار فلم يطق ذلک، فالتفت إليه النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قائلاً له : أدنُ یا شيبة فقاتل، ووضع يده في صدره فصار رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أحب الناس إليه ، فقاتل بين يديه ، ولو عرض أبوه لقتله في نصرة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم). (1)

أنظروا كيف كانت تلك اليد الكريمة لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سبباً في إنقاذ ونجاة تلک الطينة والنفس الملوثة، وجعله ينتقل من صفوف أعدائه إلى صفوف جيشه العظيم .

ص: 36


1- بحار الأنوار، 368/ 52 ، الغيبة النعمانی، 168، تفسير العیاشی،67/1.

فعندما مسح رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على صدره أكمل له عقله، وبسبب هذه الإنتقالة التي حدثت في طبيعته الهجينة نجا من الظلال والتية. وبعد هذه المقدمة نصل الى شرح أحوال يوم الظهور.

قال الامام الباقر (علیه السلام): إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد، فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم.(1)

عمل الامام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) هذا يظهر باطن الأشخاص وينجي عباد الله جميعا من التلوث بالمعاصي والآثام.

2- كمال العقول في زمان الظهور

توضح الآن نقطتين أساسيتين في الرواية هما:

1- إن الإمام بقية الله الأعظم أرواحنا لمقدمة الفداء يكون رحمة لكل العالمين، حيث لا يضع يديه الكريمتين على رؤوس أصحابه وأعوانه فقط، وإنما على رؤوس جميع الناس حتى الذين لم يشتركوا بالقتال إلى جنبه، مثل الطاعنين في السن والأطفال، فانهم لا يستثنون من هذه

ص: 37


1- بحار الأنوار 52 : 336.

النعمة العظيمة.

2- يحمي عقول الناس من الاضطراب والهوى، ويجعلهم يملكون القدرة الكافية على التمركز الفكري والعقلي والذي هو منشأ ادراک الاشياء الغير طبيعية، وامتلاكهم لهذه القوة العقلية يعني قدرتهم على الاستفادة القصوى من قدرات العقل.

نعم ستكون في هذا الأيام يد الباري عز وجل الرؤوفة بكل تأكيد على رأس الإنسانية وتلاطفهم وتداعبهم بعد أن تحملوا أقصى أنواع العذاب والويلات في زمن الغيبة، فتتجلی وتظهر القوى الخفية والكامنة في أدمغة البشرية على أثر الكمال العقلى، فتصل إلى أعلى مراتب الكمال العلمي والعملي.

ومن أجل التعرف أكثر على قدرة الدماغ وكذلك الآثار العجيبة للكمال العقلی سنبّين قدرة الدماغ الهائلة.

كل أنسان أعم أن يكون نابغة عصره أو شخص عادي لا يستفيد طوال فترة حياته أكثر من واحد بالمیلیارد من طاقة دماغه ، فإذا كانت قدرة وطاقة الدماع هو هذا المقدار بین هذان الشخصان ، فإن الفرق الحاصل بينهما يكون كيفياً

ص: 38

وليس كمّياً.(1)

وهذا يعني ضمناً أن حتى الأشخاص الذين يحملون صفة النبوغ في المجتمع والذين يمتلكون أيضاً قدرات فكرية عجيبة يستفيدون من هذا المقدار من قدرة الدماغ فقط، ولكن كيف كان استعمال هذا الواحد بالمليارد عند هؤلاء الأشخاص أفضل وأحسن من غيرهم.

في السنوات الماضية أحدث أحد علماء الرياضيات المعاصرين ضجّةً في أوساط الناس عندما قدر أنّ دماغ الانسان يستطيع عملاً تخزین 10 خلايا معلوماتية، فاذا بيّننا هذا الرقم بلسان بسيط فهذا يعني أنّ كل واحد منّا قادر على حفظ كل المعلومات الموجودة في ملايين الكتب المحفوظة في أكبر مكتبات العالم والوقعة في العاصمة الروسية موسكو، وجاء هذا الكلام من الوهلة الأولى مطابقاً ومؤيداً للحسابات التي جرى عملها، وهذا من الأمور المحيرة والعجيبة فعلاً.

النر الآن ماذا ستكون معالم العالم الجديد بعد أن يتكامل دماغ الإنسان نتيجة للآثار المتشعشعة من الأنوار الساطعة

ص: 39


1- تعرف على مقدار قدر تک، ص347.

المصلح الكون، ويستفاد من كل قواه الدماغية - وليست الواحد بالمليارد - وكذلك معرفتها بكل العلوم وإلمامه بالتطورات الحاصلة في العالم؟

ففي الوقت الذي يستفيد فيه الإنسان من القدرات الكامنة للروح نتيجة أثر الكمال العقلی، حينها يكون مؤهلا ويستطيع أن يجعل جسمه مطية للروح وتابعاً لها، وبالتالي يصل إلى الحالة العرفانية والتي تسمى: «التروح»، وهذا يعني استطاعته أن يبدل جسمه المادى إلى طاقة وأمواج وانتزاع حالة الجسمانية والمادية منه.

وحينما يكون الإنسان هكذا ستكون له کرامات وفضائل هي عادية في ذلك الزمن، وهناك أشخاص قلائل في زمن الغيبة لهم القدرة على طىّ الأرض وهم يستفيدون من هذا الأمر بعد أن ينتزعوا الحالة المادية من الجسم ويبدلوه إلى طاقة وأمواج، فتراهم في لحظة ما ينتقلون من نقطة في الأرض إلى نقطة أخرى، وهؤلاء بسبب تلك الطاقة يهدون جسمهم المتروح إلى نقطة مائلة وهناک يجسدونه بشكله

ص: 40

3- التغيرات العظيمة في العالم

الاشك ولا ريب في أنّ يوم الظهور سيشهد أحداثاً وتطورات عظيمة في الأرض، كما صرح بذلك القرآن الكريم (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْض). (1)

فتكون الأرض غير هذه الأرض، وتخضع لشروط وظروف جديدة، ولا تشمل هذه التغيرات الأرض فقط وإنّما تشمل حتى الزمان الذي عوامل التغير والتحول.

يتفق اليوم جميع العلماء على أن المادة تتشكل من الارتعاشات، وهي تتمكن بواسطة الأسلاك أو الأمواج الصوتية مثل الصورة والصوت الانتقال إلى أقصی نقاط العالم، ونستنتج من خلال هذا الأمر أن أجزاء الإنسان التي هي من المادة أيضاً قادرة على أن تتبدل إلى اهتزازات والإرتعاشات، وعن طريق الالكترونات يمكن إرساله إلى أي مكان في هذا العالم الفسيح، واعتقد أنه في المستقبل القريب، ومع وجود الرحلات الفضائية التي تنقل الإنسان إلى الفضاء سوف تبتكر طريقة جديدة التجزئة وتبديل جسم

ص: 41


1- سورة ابراهيم ، آية 48 .

الإنسان إلى اهتزازات وإرساله إلى الفضاء، وهناك تجمع الأجزاء بعضها مع البعض الاخر لتعيد تكوينه من جديد.

ونترك للقارىء اللبيب أن يحكم بأنّ الإنسان روح ولا يمكن أن يكون جسمه سوی ذرات المادة المتمركزة لا غير، وعن طريقها يتم تقليل الاهتزازات فيمكن تشكيله وبلورته حسب الاشكال المطلوبة. (1)

وسيأتي يوم يرى الإنسان بأم عينيه وهو يحوّل جسده إلى تيار الكتروني ويبعثه إلى نقطة بعيدة جداً، ومن ثم يجمع الذرات المكونة للبدن هناک . (2)

وعلى اساس التكامل العام للقوى العقلية والتي صرّحت بها الروايات ستكون غلبة الروح على المادة للجميع، وحينها يتحكم الناس في أجسامهم كيفما يشاؤون، ويمكن الاستفادة من هذه الحالة على أحسن وجه.

على أيّ حال في ذلك الزمن ستكون حياة الناس وأحتياجاتهم إلى الوسائل المادية مختلفة بشكل آخر عن

ص: 42


1- تبقى الروح حية: 158.
2- تبقى الروح حية: 188.

الذي تراه ونلمسه في وقتنا الحاضر.

فعند سطوع نور ظهور ولاية أهل البيت (علیهم السلام) سيصل علم ومعرفة الإنسان إلى أعلى مراتبه، فينهل من درجاته ما يريد بدون حرج وعسر، وكذلك يقوم أولياء الله عزوجل بأفشاء كل الأسرار التي بقيت خافية عن أعين الناس لعدم استعدادهم لقبولها في ذلك الزمن، ويزيحون الستار عن أسرار العالم أيضاً ويفتحون للناس طريق التربية والكمال النهائي والمنشود.

ويمكن القول: إنّ الرضوخ لتلك الحقائق أمراً ليس بالسهل علينا مع وجود هذا التطور الهائل والمستمر في القضايا العلمية، مع أنّنا نعلم أنّه إذا تحرر دماغ الإنسان من قيود وسوسة الشيطان سيصل إلى الكمال في كل إبعاده، حينذاك لا يبقى سر في العالم إلّا وعرفه، وتتضح وتنفک الألغاز أمامه لكل القضايا العلمية المعقدة.

أمير المؤمنين عليه السلام - وبعد غصب الخلافة منه حُرم الملايين من البشر من الوصول إلى أعلى درجات ومراحل العلم والكمال ونور الولاية بسبب ذلک - يقول في کلام نابع من أعماق وجوده المبارک. یا کمیل ، ما مِن عِلمٍ

ص: 43

إلا وأنا أفتحُهُ وما مِن سرٌ إلا والقائِم يختمَهٌ. (1)

نعم في ذلك الوقت ستسطع الأنوار البهية من اليد المباركة والكريمة لبقية الله أرواحنا لمقدمة الفداء على عقول وأدمغة الناس المحرومين والمستضعفين والمظلومين في العالم، فتعطيها الكمال والاستفادة من القدرات الكثيرة والعجيبة، ويتمكن الناس بكل ما أوتوا من طاقات ذهنية وعقلية - وليس الواحد بالمليارد - من تسخيرها والقبول بأسرار واهبي الحياة - أهل الوحي والرسالة - بذلک ينالون بذلک أعلى مراحل ودرجات العلم والكمال.

في ذلك اليوم العظيم ستنكشف جميع الأسرار الخفيّة كما أسلفنا، ولا يبقى للظلام في ذلك العصر أثر يذكر، أليس انتظار وصول هكذا يوم يظفي على قلبك الصفاء والنقاوة.

ص: 44


1- بحار الأنوار 269 / 77 .

نتيجة البحث:

الانتظار حالة من الأمل المفعم، واشعاعة في طريق النجاة حيث ينتشل المنتظرين في الفترات المظلمة من مستنقع الحيرة والضياع وهدايتهم إلى وادي النور والضياء والصفاء، ويرسم الانتظار حياة جديدة إلى المستضعفين والمحرومين، ويعطى لهم دافعاً وحماساً مضاعفاً وينشر الأمل في القلوب الحيرانة، ويربى الأذهان على عالم كله فرحة وابتسامة ونور، ويرفع الانتظار الموانع والظلمات، ويشعل نوراً لامعاً في وجود الناس الذين وصلوا إلى الكمال ويزرع الانتظار بذرة العلوم والعقائد الأصيلة للشيعة في قلب كل من ينتظر، ويأتي للناس المخلصين بأكمل وأحسن الحالات المعنوية والعرفانية.

إذا أردت أن توجد حالة الانتظار في نفسك وتحكّمها، علیک أن تؤنس النفس بالمقام الشامخ للولاية، وتطّلع على الآثار العجيبة للانتظار، وتتبع حالات وأحوال المنتظرین الذين وصلوا إلى الكمال، والتعرف على خصائصهم ومميزاتهم، وكذلک إلهام القلب والروح بالواقع السعید الزمان

ص: 45

ظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء؛ ليمتلئ وجودنا لا شعورياً بانتظار وصول ذلك اليوم العظيم.

وما أعظم مضمون ما قاله أحد الشعراء حينما قال :

مهما نقلوا وتحدثوا عن أهوال يوم الحساب

فإنه لن يكون بمرارة وقساوة فراقک.

ص: 46

فهرس المطالب

قيمة الانتظار ... 7

عوامل الانتظار...11

1- معرفة المقام العظيم للإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء.... 13

2 - التعرف على آثار الانتظار ... 16

1 - الهروب من اليأس والروح الانهزامية ...16

2 - التكاملالروحي...18

المرحوم الشيخ الأنصاري في بيت الامام صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء:... 20

رمز النجاح وسر الحرمان: ... 23

3- معرفة مقام الولاية...28

4- معرفة المدعين...29

3- معرفة منزلة المنتظرين الحقيقيين أو أصحاب الإمام

ص: 47

صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ...30

التعرف على زمن الظهور ... 35

1- تطهير الباطن: ...35

2- كمال العقول في زمان الظهور...37

3- التغيرات العظيمة في العالم ...41

نتيجة البحث: ...45

ص: 48

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.