قصص الأنبياء(ع) للسيد الجزائري

اشارة

شماره بازيابي : 5-16427 وضعيت فهرست نويسي : فهرست نويسي قبلي شماره هاي شناسايي ديگر : برابرباشماره پيشين سازمان مدارك : 283 __84946

برابربارديف صورتجلسه سازمان مدارك : 33

اين نسخه درفهرست نسخ خطي سازمان مدارك نبود. سرشناسه : جزايري نعمت الله بن عبدالله 1050 - 1112ق عنوان و نام پديدآور : النور المبين في قصص الانبياء و المرسلين[نسخه خطي]/ نعمه الله بن عبد الله موسوي جزائري شوشتري وضعيت استنساخ : ، احتمالا قرن 13ق. آغاز ، انجام ، انجامه : آغاز:الحمد لله الذي انزل انبياءه حجه علي العالمين ....وبعد فيقول المذنب الجاني ...نعمه الله الموسوي الحسيني الجزائري .... و سميناه النور المبين في قصص الانبياء و المرسلين و رتبناه علي مقدمه و ابواب و فصول و خاتمه...

انجام:... اهل اليمن من غسان و هم الانصار اللهم انصرنا بنصرك ...بكرمك و ارحمنا برحمتك .

انجامه:وقع الفراغ لتحريره من قصص الانبياء عليهم السلام علي ما جاء في الاخبار عن الائمه الاطهار ...كتب الكتاب ببنانه مؤلفه المذنب الجاني ..(پاك شده) الموسي (كذا) الحسيني عفي الله سبحانه ....و كان الفراغ منه صبح يوم الثلاثاء اوايل شهر شعبان المبارك عام العاشر بعد المائه و الالف الهجريه و كان الفراغ منه في البلده المحروسه شوشتر صانها الله سبحانه من طوارق الحدثان في دارنا القريبه من مسجدها الجامع حامدا لله مصليا علي رسول الله ... و آله. مشخصات ظاهري : 202 گ ، 23 سطر ، اندازه سطور : 133×200 ؛ قطع : 192×285 يادداشت مشخصات ظاهري : نوع و درجه خط:نسخ تحريري

نوع كاغذ:فرنگي شكري

تزئينات متن:بر روي سرعنوانها و سرفصلها و پاره اي عبارات با مركب سياه خط كشيده شده است.

نوع و تز ئينات

جلد:مقوايي ، روكش تيماج عنابي ، ترنج و سر ترنج ، ضربي ، مجدول ، آستر كاغذي شكري خصوصيات نسخه موجود : حواشي اوراق:حاشيه هاي تصحيحي دارد. معرفي نسخه : كتابي است به عربي در سرگذشت بعضي از پيامبران ، از محدث معروف سيد نعمه الله جزايري شوشتري ، وي اين كتاب را پس از نگاشتن كتاب رياض الابرار كه در سرگذشت پيامبر اسلام و ائمه اهل بيت عليهم السلام است به خواهش بعضي از علما نوشته تا به صورت متمم آن باشد ، وي مطالب اين كتاب را از روايتهايي كه در منابع شيعه همچون تفسير علي بن ابراهيم ، تفسير ثعلبي ، تفسير طبرسي ، ثواب الاعمال ، علل الشرايع ، كافي ، تهذيب ، امالي ، محاسن برقي ، مناقب ابن شهراشوب ، عيون الاخبار ، نوادر راوندي و جز آن همراه با ذكر سند جمع آوري نموده و در بسياري از موارد نظر خود را نسبت به اين احاديث بيان ميدارد ، اين كتاب كه در يك مقدمه و چند باب و چندفصل و يك خاتمه تنظيم گرديده ، همچنانكه در انجامه نسخه حاضر آمده در صبح روز سه شنبه اوايل ماه شعبان سال 1110ق در منزل خود در شهر شوشتر آن را به پايان رسانده است. مكررا توسط ناشرين مختلف به چاپ رسيده كه به بعضي چاپهاي آن اشاره شد ، اين كتاب بارها توسط افراد مختلف به فارسي ترجمه و خلاصه شده ، اولين ترجمه فارسي آن توسط فرزند مؤلف سيد نور الدين جزايري درگذشته 1158ق. بنام تحفه الابرار انجام شده ، نسخه اي از اين ترجمه در كتابخانه

مرعشي نجفي در قم به شماره 6492 نگهداري ميشود ، در روزگار ما توسط مرضيه ثقفي ، مهدي اميريان ، فاطمه مشايخ و ديگران كه هركدام به صورت مستقل ترجمه شده ، و بارها به چاپ رسيده اند. ياداشت تملك و سجع مهر : يادداشت هاي تملك:بر روي صفحه عنوان يادداشت خريد از آقا سيد عيسي صافي مدير چاپخانه صافي اهواز مورخ 18 محرم 1372 قمري مطابق 16 مهر ماه 1331 شمسي با امضاي احمد حكيم موسوي توضيحات نسخه : نسخه بررسي شده .آبان 89شيرازه كاملا از عطف جدا شده ، و بعضي برگها گسسته و از شيرازه جدا شده ، آثار لك و آبديدگي در بيشتر صفحات وجود دارد ، تعدادي از صفحات ترميم و وصالي شده اند ، اوراق تا برگ 7 جديدتر و به نسخه الحاق گرديده. يادداشت كلي : زبان: عربي

محل و تاريخ تاليف : شوشتر ، شعبان 1110ق. كشف الايات ، كشف اللغات، نمايه داخل اثر : فهرست ابواب كتاب بر صفحه عنوان نوشته شده است. يادداشت باز تكثير : اين كتاب بارها به چاپ رسيده ، از جمله چاپهاي آن : در قم مؤسسه الخرسان در سال 1428ق = 1386ش ، در قم انتشارات ذوي القربي سال 1384ش همراه با تعليقات علاء الدين اعلمي ، نشر حبيب در قم سال 1420ق = 1378ش. عنوانهاي ديگر : قصص الانبياء موضوع : پيامبران -- سرگذشتنامه

احاديث شيعه -- تاريخ شناسه افزوده : سازمان مدارك فرهنگي انقلاب اسلامي دسترسي و محل الكترونيكي : http://dl.nlai.ir/UI/7062ff56-47a9-4ac4-be0a-b55394dba43b/Catalogue.aspx

خطبة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ألذي أرسل أنبياءه حجة علي العالمين وعقبهم بالأوصياء تكميلا للدين المبين واصطفي منهم

خمسة وهم أولو العزم وفضلهم علي أنبيائه المرسلين واختار من بينهم محمداص وجعله نبيا وآدم بين الماء والطين ثم فضل أوصياءه ص وصيرهم حجة علي أهل السماوات والأرضين وفضل من بينهم ابن عمه وأخاه و باب مدينة علمه علي الخلق أجمعين وخصه باسم حرم علي غيره بأن يسمي به و هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه و علي أولاده المعصومين من يومنا هذا إلي يوم الدين . و بعدفيقول المذنب الجاني قليل البضاعة وكثير الإضاعة نعمة الله الموسوي الجزائري وفقه الله تعالي لمراضيه وجعل مستقبل أحواله خيرا من ماضيه إنه لماوفقنا الله سبحانه لتأليف كتابنا الموسوم برياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار سلام الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار واستقصينا فيه مابلغنا من أحوال النبي ص وأحوال الأئمة ع من مواليدهم ومعجزاتهم وغزواتهم ومناقبهم علي التمام فجاءت عدته ثلاث مجلدات حسان فيهن من أسرارهم ع ما لم يطمثهن أنس قبلهم و لاجان ثم إن جماعة من علماء الإخوان التمسوا منا أن نكتب كتابا في تفصيل أحوال الأنبياء و ماجري عليهم في سالف الزمان ليكون متمما لكتابنا المذكور وتتلي أحاديثه في البكور والعصور وسميناه النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين ورتبناه علي مقدمة وأبواب وفصول وخاتمة

[ صفحه 3]

المقدمة في بيان مايشترك فيه الأنبياء ع و في عددهم وبيان أولي العزم منهم والفرق بين النبي والإمام وجملة من أحوالهم

اعلم أن وهب بن منبه صنف كتابا مبسوطا في قصص الأنبياء و لانعتمد ماأورده فيه لأنه من طريق الجمهور وتواريخهم فيصلح شاهدا لاحجة علي المطلوب و أماالفاضل الراوندي قدس الله ضريحه فهو من علمائنا وكتب أيضا كتابا أوضح فيه عن قصص الأنبياء ع وروي ماأودع فيه من أخبارنا عن الأئمة ع إلا أنه قدشذ عنه أكثر ماضمنه كتابه فجاءت القصص ناقصة تحتاج إلي التتميم و أماشيخنا المعاصر قدس

الله سره فقد ألف كتاب بحار الأنوار وجعل الكتاب الخامس في أحوال الأنبياء ع وسماه كتاب النبوة فهو و إن أحاط بجميع قصصهم ع وتفصيل أحوالهم من أخبارنا ورواياتنا إلا أنه بلغ الغاية في التطويل والتفصيل لأنه ذكر الآيات أولا تفسيرها ثانيا و كل ماورد من طريق العامة والخاصة في بيان أحوالهم ع فأحببت أن أنسج كتابي هذا علي منوال عجيب وطرز غريب بأن أذكر كل ماورد من طرق الخاصة وبعض ماأحتاج إليه من روايات الجمهور إن وقع الاحتياج إليه علي طريق الاختصار فيكون كتابا صغير الحجم غزير العلم تهش إليه الألباب وتستلذه الطلاب قال الله تعالي وَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ لَما آتَيتُكُم مِن كِتابٍ وَ حِكمَةٍ ثُمّ جاءَكُم رَسُولٌ مُصَدّقٌ لِما مَعَكُم لَتُؤمِنُنّ بِهِ وَ لَتَنصُرُنّهُ قالَ أَ أَقرَرتُم وَ أَخَذتُم عَلي ذلِكُم إصِريِ قالُوا أَقرَرنا قالَ فَاشهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُم مِنَ الشّاهِدِينَ

-قرآن-964-1234

روي الثقة علي بن ابراهيم في الصحيح عن أبي عبد الله ع قال مابعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلي الدنيا وينصر أمير المؤمنين ع و هو قوله تعالي لَتُؤمِنُنّ بِهِيعني برسول الله ص ولتنصرن أمير المؤمنين ع ثم قال لهم في الذرأَ أَقرَرتُم وَ أَخَذتُم عَلي ذلِكُم إصِريِ أي عهدي قالُوا أَقرَرنا قال الله فَاشهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُم مِنَ الشّاهِدِينَ

-روايت-1-2-روايت-69-383

[ صفحه 4]

أقول جاءت الأخبار مستفيضة في أن القائم ع إذاخرج وقام له الملك يخرج في زمانه النبي ص و أمير المؤمنين ع و هوصاحب العصا والميسم يسم المؤمن في جبهته فينتقش بها هذامؤمن ويسم الكافر فينتقش في جبهته هذاكافر وتخرج الأئمةص والأنبياءص لينصروا أمير المؤمنين ع والمهدي ص سيما الأنبياء الذين أوذوا في الله كزكريا ويحيي وحزقيل

و من قتل منهم و من جرح فإن الأخبار جاءت مستفيضة برجوعهم إلي الدنيا ليقتصوا ممن آذاهم وقتلهم من الأمم وليأخذوا بثأر الحسين ع

و عن جميل عن أبي عبد الله ع قال قلت قول الله عز و جل إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ يَقُومُ الأَشهادُ قال ذاك و الله في الرجعة أ ماعلمت أن أنبياء الله كثير لم ينصروا في الدنيا والأئمة من بعدهم قتلوا و لم ينصروا في الدنيا و ذلك في الرجعة والأشهاد الأئمة ع

-روايت-1-2-روايت-41-317

يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالي المراد من الرسل في الآية الأنبياء ففي هذاالحديث و ماقبله و ماروي بمعناهما دلالة علي أن الأنبياء ع كلهم يرجعون إلي الدنيا و في القيامة الصغري وينصرهم الله تعالي بالقوة والملائكة علي أعدائهم وأعداء آل محمد ع ويحيي الله سبحانه أممهم الذين آذوهم كمايخرج بني أمية و من رضي بفعالهم من ذراريهم وغيرها وكذلك يحيي من أخلص الإيمان من الأمم ليفوزوا بثواب النصر والجهاد ويتنعموا في دولة آل محمدص كما قال سبحانه وَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أُمّةٍ فَوجاً و قال الصدوق طيب الله ثراه اعتقادنا في عدد الأنبياء ع أنهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي و أن سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحي وهم أصحاب الشرائع و من أتي بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه وهم خمسة نوح و ابراهيم و موسي وعيسي و محمد وهم أولو العزم ص .أقول ما قال في عددهم ع هو ألذي دلت عليه واضحات الأخبار وقاله علماؤنا رضوان الله عليهم و مادل علي خلافه يكون محمولا علي طريق التأويل مثل

ماروي في قوله ص

-قرآن-471-509

بعثت علي أثر ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل

-روايت-1-2-روايت-3-70

بأن يراد أعاظم الأنبياء ع و أماالمرسلون ففيه ص أنهم ثلاثمائة وثلاثة عشر

وقيل له يا رسول الله كم أنزل من كتاب قال مائة صحيفة وأربعة كتب أنزل الله علي شيث ع خمسين صحيفة و علي إدريس ثلاثين صحيفة و علي ابراهيم عشرين صحيفة وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان

-روايت-1-2-روايت-3-209

و في كتاب الإختصاص للمفيد طاب ثراه بإسناده إلي صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال قال لي ياصفوان هل تدري كم بعث الله من نبي قال قلت ماأدري قال بعث الله مائة ألف نبي وأربعة

-روايت-1-2-روايت-97-ادامه دارد

[ صفحه 5]

وأربعين ألف نبي ومثلهم أوصياء

-روايت-از قبل-37

و عنه ع قال أبوذر يا رسول الله كم بعث الله من نبي فقال ثلاثمائة ألف نبي وعشرين ألف نبي والمرسلون منهم ثلاثمائة وبضعة عشر والكتب المنزلة مائة صحيفة وأربعة كتب أنزل منها علي إدريس خمسين صحيفة

-روايت-1-2-روايت-24-214

أقول وجه الجمع بين هذين الخبرين و ماتقدم يكون أمابحمل الزائد من عدد الأنبياء علي ما كان قبل آدم ع فإن الأرض لاتخلو من حجة مادام التكليف أوبأن يقال إن مفهوم العدد ليس بحجة

و عن أبي الحسن موسي ع قال إن الأنبياء وأتباع الأنبياء خصوا بثلاث خصال السقم في الأبدان وخوف السلطان والفقر

-روايت-1-2-روايت-35-124

أقول يجوز أن يراد من أولاد الأنبياء المعصومون منهم المنزهون عن الذنوب ويجوز أن يراد الأعم فتكون ذرية الرسول ص من العلويين كلهم داخلين في الأمور الثلاثة و أماالأتباع فهم العلماء والصلحاء والفقراء والمتقون

و في كتاب الإقبال لابن طاوس قدس الله ضريحه بإسناده إلي الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف

نبي فليزر الحسين ع ليلة النصف من شعبان فإن أرواح النبيين يستأذنون الله في زيارته فيأذن لهم فطوبي لمن صافحهم وصافحوه منهم خمسة أولو العزم من المرسلين نوح و ابراهيم و موسي وعيسي و محمدصلي الله عليه وعليهم أجمعين قلت و لم سموا أولي العزم قال لأنهم بعثوا إلي شرقها وغربها وجنها وإنسها

-روايت-1-2-روايت-110-477

أقول هذه المصافحة يجوز أن تكون في الدنيا لزائريه و إن لم يشعروا بها أوببعضها فإن الملائكة تتصور بصور الرجال يأتون إلي زيارته ويصافحون زواره ويجوز أن تكون يوم القيامة في الجنة أوقبل دخولها و قوله فليزر الحسين ع الظاهر أن المراد زيارته من قرب وإرادة البعد محتملة أيضا و مادل عليه من أن أولي العزم هذه الخمسةص روي في الأخبار المستفيضة ورواه الجمهور عن ابن عباس وقتادة وذهب بعضهم إلي أنهم ستة نوح و ابراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وقيل هم الذين أمروا بالقتال والجهاد وأظهروا المكاشفة وجاهدوا في الدين وقيل هم أربعة ابراهيم ونوح وهود و محمدص و لاعبرة بهذه الأقوال كلها لأنها خلاف إجماعنا وأصحابنا و ماتضمنه و من وجه التسمية و أن رسالتهم عامة هي إحدي الروايات و في تفسير الثقة علي بن ابراهيم أنهم سموا أولي العزم لأنهم سبقوا الأنبياء إلي الإقرار بالله وأقروا بكل نبي كان قبلهم وبعدهم وعزموا علي الصبر مع التكذيب والأذي

و في عيون الأخبار عن الرضا ع قال إنما سمي أولو العزم لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع و ذلك أن كل نبي كان بعدنوح ع كان علي شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلي زمن ابراهيم الخليل ع

-روايت-1-2-روايت-39-204

ثم ساق الكلام في الخمسة علي مثال

[ صفحه 6]

واحد و فيه دلالة علي أن الخمسة ع رسالتهم عامة و

لاكلام في الثلاثة إنما الكلام في عموم رسالة موسي وعيسي ع لأن في بعض الأخبار نوع معارضة لها و أن رسالتهما كانت خاصة لاعامة ويمكن تأويل تلك الأخبار وإبقاء مادل علي عموم رسالتهما علي حاله لاستفاضة الأخبار الدالة عليه

و في مشارق الأنوار عن علي بن عاصم الكوفي قال دخلت علي أبي محمدالعسكري ع فقال لي يا علي انظر إلي ماتحت قدميك فإنك علي بساط قدجلس عليه كثير من النبيين والمرسلين والأئمة الراشدين ثم قال ادن مني فدنوت منه فمسح يده علي وجهي فصرت بصيرا قال فرأيت في البساط أقداما وصورا و قال هذاأثر قدم آدم ع وموضع جلوسه و هذاأثر هابيل و هذاأثر نوح و هذاأثر قيدار و هذاأثر مهلائيل و هذاأثر يارد و هذاأثر أخنوخ و هذاأثر إدريس و هذاأثر متوشلخ و هذاأثر سام و هذاأثر فخشد و هذاأثر صالح و هذاأثر لقمان و هذاأثر ابراهيم و هذاأثر لوط و هذاأثر إسماعيل و هذاأثر إلياس و هذاأثر إسحاق و هذاأثر يعقوب و هذاأثر يوسف و هذاأثر شعيب و هذاأثر موسي و هذاأثر يوشع بن نون و هذاأثر طالوت و هذاأثر سليمان و هذاأثر الخضر و هذاأثر دانيال و هذاأثر اليسع و هذاأثر ذي القرنين إسكندر و هذاأثر شابور بن أردشير و هذاأثر لؤي و هذاأثر كلاب و هذاأثر قصي و هذاأثر عدنان و هذاأثر عبدمناف و هذاأثر عبدالمطلب و هذاأثر عبد الله و هذاأثر سيدنا محمد رسول الله ص و هذاأثر أمير المؤمنين ع و هذاأثر الأوصياء من بعده والمهدي ع لأنه قدوطئه وجلس عليه ثم قال انظر إلي الآثار واعلم أنها آثار دين الله و أن الشاك فيهم كالشاك في الله ثم قال

أخفض طرفك يا علي فرجعت محجوبا كماكنت

-روايت-1-2-روايت-54-1201

أقول مااشتمل عليه من ذكر شابور و مابعده يدل علي أنهم كانوا مسلمين وقتا ما و ذلك لأن شابور من أجداد علي بن الحسين ع كما أن لؤي و مابعده من أجداد النبي ص

وروي الشيخ في الأمالي بإسناده إلي رجل جعفي قال كنا

عند أبي عبد الله ع فقال أللهم إني أسألك رزقا طيبا قال فقال أبو عبد الله ع هيهات هيهات هذاقوت الأنبياء ولكن سل ربك رزقا لايعذبك عليه يوم القيامة هيهات إن الله يقول يا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّباتِ وَ اعمَلُوا صالِحاً والطيبات الرزق الحلال

-روايت-1-2-روايت-57-332

و في الكافي بإسناده إلي معمر بن خلاد قال نظر أبو جعفر ع إلي رجل و هو يقول أللهم إني أسألك عن رزقك الحلال فقال أبو جعفر ع سألت قوت النبيين قل أللهم إني أسألك رزقا واسعا طيبا من رزقك

-روايت-1-2-روايت-47-203

[ صفحه 7]

أقول المراد من الرزق الحلال في الحديثين ما يكون حلالا في الواقع ونفس الأمر و هورزق الأنبياء وأوصيائهم و أمارزق المؤمنين فهو الحلال في ظاهر الشريعة وربما كان فيه شبهات

و في الكافي عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالي وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا ماالرسول و ما النبي قال النبي ألذي يري في منامه ويسمع الصوت و لايعاين الملك والرسول ألذي يري في المنام ويسمع الصوت ويعاين الملك قلت الإمام مامنزلته قال يسمع الصوت و لايري و لايعاين الملك ثم تلا هذه الآية و ماأرسلنا من قبلك من رسول و لانبي و لامحدث

-روايت-1-2-روايت-30-370

و عن الرضا ع الرسول ألذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلماته وينزل عليه الوحي وربما يري في منامه نحو رؤيا ابراهيم ع و النبي ربما يسمع

الكلام وربما رأي الشخص و لم يسمع الإمام هو ألذي يسمع الكلام و لايري الشخص

-روايت-1-2-روايت-17-234

و في الصحيح عن الأحوال قال سمعت زرارة يسأل أبا جعفر ع قال أخبرني عن الرسول و النبي والمحدث فقال الرسول ألذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه و أما النبي فهو يري في منامه علي نحو مارأي ابراهيم ع ونحو ما كان رسول الله ص عليه من أسباب النبوة قبل الوحي حتي أتاه جبرئيل من

عند الله بالرسالة و كان محمدص حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من

عند الله يجيئه بهاجبرئيل ع ويكلمه بهاقبلا و من الأنبياء من جمع له النبوة ويري في منامه يأتيه الروح فيكلمه من غير أن يكون رآه في اليقظة و أماالمحدث فهو ألذي يحدث فيسمع و لايعاين و لايري في منامه

-روايت-1-2-روايت-33-585

أقول اختلف علماء الإسلام في الفرق بين النبي والرسول فقيل بالترادف وقيل بالفرق بأن الرسول من جمع إلي المعجزة الكتاب المنزل عليه و النبي غيرالرسول من لم ينزل عليه كتاب وإنما يدعو إلي كتاب من قبله . ومنهم من قال إن من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول و من لم يكن مستجمعا لهذه الخلة فهو النبي غيرالرسول . ومنهم من قال من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول و من لم يكن كذلك بل يري في النوم فهو النبي ذكر هذه الوجوه الفخر الرازي وغيره والظاهر من حديثنا صحة القول الأخير لمامر من عدد المرسلين وكون من نسخ شرعة ليس إلاخمسة

و في كتاب البصائر عن الباقرين ع والمرسلون علي أربع طبقات فنبي تنبأ في نفسه لايعدو غيرها ونبي يري في النوم ويسمع الصوت و لايعاين في اليقظة

و لم يبعث إلي أحد و عليه إمام مثل ما كان ابراهيم علي لوط ونبي يري في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك و قدأرسل إلي طائفة قلوا أوكثروا كما قال الله تعالي وَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ

-روايت-1-2-روايت-38-ادامه دارد

[ صفحه 8]

و قال يزيدون ثلاثين ألفا ونبي يري في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة و هوإمام مثل أولي العزم و قد كان ابراهيم ع نبيا و ليس بإمام حتي قال إنِيّ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ قالَ لا يَنالُ عهَديِ الظّالِمِينَ أي من عبدصنما أووثنا

-روايت-از قبل-274

أقول يعني الإمامة الرئاسة العامة لجميع المخلوقات فهي أفضل من النبوة وأشرف منها

الإختصاص للمفيد عن عمر بن أبان عن بعضهم قال كان خمسة من الأنبياء سريانيين آدم وشيث وإدريس ونوح و ابراهيم و كان لسان آدم العربية و هولسان أهل الجنة فلما عصي ربه أبدله السريانية قال و كان خمسة عبرانيين إسحاق ويعقوب و موسي وداود وعيسي وخمسة من العرب هود وصالح وشعيب وإسماعيل و محمدص وملك الدنيا مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان ع و أماالكافران فنمرود بن كوش بن كنعان وبخت نصر

-روايت-1-2-روايت-50-425

أقول نصر بوزن بقم اسم صنم وبخت يعني أولد لأنه وجد مطروحا عنده فكأنه ابنه

وروي الصدوق طاب ثراه في إكمال الدين حديثا طويلا يسنده إلي الباقر ع و فيه أن آدم ع لمااستكملت أيام نبوته أوحي الله سبحانه إليه بجعل العلم وميراث النبوة في ابنه هبة الله وبشر آدم بنوح و كان بينهما عشرة آباء كلهم أنبياء فلما مضت أيام نبوة نوح ع دفع ميراث العلم والنبوة إلي ابنه سام و ليس بعدسام إلاهود فكان بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين و غيرمستخفين و

من بعدهود انتهت النبوة إلي ابراهيم و كان بين هود و ابراهيم من الأنبياء عشرة وذكر كلاما طويلا ثم قال فأرسل الله موسي وهارون إلي فرعون وهامان وقارون و كان يقتل في اليوم نبيين وثلاثة وأربعة حتي أنه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا ويقوم سوق بقلهم آخر النهار ثم ذكر أن موسي ع أرسل إلي أهل مصر خاصة و أن عيسي أرسل إلي بني إسرائيل خاصة وأرسل الله محمداص إلي الإنس والجن عامة

-روايت-1-2-روايت-85-804

و هذاالحديث يعارض ماتقدم من عموم رسالة موسي وعيسي ع ويجري فيه من التأويل أنه من قبيل مايقال إن رسول الله ص أرسل إلي العرب أويقال إنه أرسل إلي مكة لضرب من المجاز والعلاقة ظاهرة

و في الكافي يسنده إلي البرقي يرفعه إلي أبي عبد الله ع قال إن الله جعل الاسم الأعظم علي ثلاثة وسبعين حرفا فأعطي آدم منها خمسة وعشرين حرفا وأعطي نوحا منها خمسة وعشرين وأعطي ابراهيم منها ثمانية أحرف وأعطي منها موسي أربعة أحرف وأعطي منها عيسي حرفين و كان يحيي بهاالموتي ويبر ئ الأكمه والأبرص وأعطي محمداص

-روايت-1-2-روايت-70-ادامه دارد

[ صفحه 9]

اثنين وسبعين حرفا واحتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ويعلم ما في نفس العباد

-روايت-از قبل-83

و عنه ع كان مع عيسي ابن مريم حرفان يعمل بهما و كان مع موسي ع أربعة أحرف و كان مع ابراهيم ع ستة أحرف و كان مع آدم ع خمسة وعشرون حرفا و كان مع نوح ثمانية وجمع ذلك كله لرسول الله ص إن اسم الله ثلاثة وسبعون حرفا وحجب عنه واحد

-روايت-1-2-روايت-13-254

أقول إن الله سبحانه حجب الاسم الأعظم عن عباده غيرالأنبياء وأوصيائهم . قال المحققون لعل الوجه فيه أنه لوعرفهم إياه لأقبلوا علي

الدعاء به وأعرضوا عما سواه من الأسماء الحسني علي أن أكثرهم لاتحتمله عقولهم و لوعرفوه لأفسدوا علي أنفسهم ضياع دينهم و علي غيرهم ضياع دنياهم كماوقع لبلعم بن باعوراء حتي سلخه الله تعالي علمه وكذلك حجبت ليلة القدر في ثلاث ليال ليحافظ علي العبادة فيهاكلها وكذلك حجب ولي الله في جملة الناس لأنه لوعرف بعينه لربما أقبل الناس علي توقيره واحترامه وحده وولعوا بالإضرار بغيره وربما أوقع الضرر به فيعظم الذنب و مع أنه سبحانه حجبه عن الخلق ورد في الأخبار تارة أنه أقرب إلي بسم الله الرحمن الرحيم من سواد العين إلي بياضها وقيل إنه في سورة التوحيد. وقيل إنه لفظة الله لا غير و في الأخبار غير هذاأيضا و أماآدم ع فقد أعطي من الاسم الأعظم أزيد من ابراهيم ع وكذلك أعطي نوح ع فلايلزم منه فضلهما شرفهما علي ابراهيم ع لأن الأفضلية لايلزم أن تكون بكل فرد فرد وشخص شخص من أنواع التكامل في التفاضل بين أولي العزم الأربعة و ألذي يظهر من إشارات الأخبار أنه الخليل ع لأمور سيأتي التنبيه عليها إن شاء الله تعالي في مواضعها. و في بعض أنه كان مع ابراهيم ع من الاسم الأعظم ستة أحرف و مع نوح ع ثمانية ومفهوم العدل ليس بحجة كماتقرر في الأصول

وروي الثقة عن علي بن ابراهيم عن ياسر عن أبي الحسن ع قال مابعث الله نبيا إلاصاحب مرة سوداء صافية

-روايت-1-2-روايت-69-112

أقول صاحب هذه المرة تقرر في عالم الطب أنه في غاية الحذق والفطانة والحفظ لكن لما كان بجامعها الخيالات الفاسدة والجبن والغضب وصفها بأنها هنا صافية أي خالية من هذه الأخلاق الرديئة

و عن أبي عبد الله ع إن الله عز و

جل أحب لأنبيائه من الأعمال الحرث والرعي لأن لايكرهوا شيئا من قطر السماء

-روايت-1-2-روايت-27-121

و قال ع مابعث الله نبيا قط حتي يسترعيه الغنم يعلمه بذلك رعية الناس

-روايت-1-2-روايت-13-79

إكمال الدين بإسناده إلي الصادق عن النبي ص قال عاش آدم أبوالبشر

-روايت-1-2-روايت-56-ادامه دارد

[ صفحه 10]

تسعمائة وثلاثين سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وعاش ابراهيم ع مائة سنة وخمسا وسبعين وعاش إسماعيل بن ابراهيم مائة وعشرين سنة وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة وعاش يعقوب ع مائة وعشرين سنة وعاش يوسف ع مائة وعشرين سنة وعاش موسي ع مائة وستا وعشرين سنة وعاش هارون ع مائة وثلاثا وثلاثين سنة وعاش داود ع مائة سنة منها أربعون سنة ملكه وعاش سليمان بن داود ع سبعمائة واثنتي عشرة سنة

-روايت-از قبل-403

و عنه ع قال إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالجوع حتي يموت جوعا و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالعطش حتي يموت عطشا و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلي بالسقم والأمراض حتي يتلفه و إن كان النبي ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلي توحيد الله و مامعه مبيت ليلة فما يتركونه يفرغ من كلامه و لايستمعون إليه حتي يقتلوه وإنما يبتلي الله تبارك و تعالي عباده علي قدر منازلهم عنده

-روايت-1-2-روايت-18-437

و عن أبي الحسن ع من أخلاق الأنبياء التنظف والتطيب وحلق الشعر وكثرة الطروقة

-روايت-1-2-روايت-24-87

و عن أمير المؤمنين ع العشاء بعدالعتمة عشاء النبيين

-روايت-1-2-روايت-27-58

و عن أبي الحسن الرضا ع ما من نبي إلا و قددعي لأكل الشعير وبارك عليه و مادخل جوفا إلاأخرج كل داء فيه و هوقوت الأنبياء وطعام الأبرار أبي الله تعالي أن يجعل قوت أنبيائه إلاشعيرا

-روايت-1-2-روايت-29-198

و عن الصادق ع السويق طعام المرسلين واللحم باللبن مرق الأنبياء و كان أحب

الأصباغ إلي رسول الله ص الخل والزيت و هوطعام الأنبياء و ماأفتقر أهل بيت يأتدمون بالخل والزيت

-روايت-1-2-روايت-19-188

وروي الصدوق طاب ثراه في كتاب علل الشرائع بإسناده إلي ابن السكيت قال قلت لأبي الحسن الرضا ع لماذا بعث الله موسي بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر وبعث عيسي بالطب وبعث محمدا بالكلام والخطب فقال ع إن الله تبارك و تعالي لمابعث موسي كان الأغلب علي أهل عصره السحر فأتاهم من

عند الله عز و جل بما لم يكن في وسع القوم مثله وبما أبطل به سحرهم فأثبت به الحجة عليهم و إن الله تبارك و تعالي بعث عيسي في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلي الطب فأتاهم من

عند الله عز و جل بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيا لهم الموتي وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت به الحجة عليهم و إن الله تبارك و تعالي بعث محمداص في وقت كان الأغلب علي أهل عصره الخطب والكلام فأتاهم من كتاب الله عز و جل ومواعظه وأحكامه

-روايت-1-2-روايت-82-ادامه دارد

[ صفحه 11]

ماأبطل به قولهم وأثبت الحجة عليهم فقال ابن السكيت تالله مارأيت مثل اليوم قط فما الحجة علي الخلق اليوم فقال ع العقل يعرف به الصادق علي الله فيصدقه والكاذب علي الله فيكذبه فقال ابن السكيت هذا و الله الجواب

-روايت-از قبل-231

خاتمة في بيان عصمة الأنبياء وتأويل مايوهم خلافه

قال الصدوق قدس الله ضريحه اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكةص أنهم معصومون مطهرون من كل دنس وأنهم لايذنبون ذنبا صغيرا و لاكبيرا و لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون و من نفي عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم إلي أواخرها لايوصفون في شيء من

أحوالهم بنقص و لاجهل

روي قدس الله رمسه في كتاب الأمالي بإسناده إلي أبي الصلت الهروي قال لماجمع المأمون لعلي بن موسي الرضا ع أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات واليهود والنصاري والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا و قدألزمه حجته كأنه ألقم حجرا فقام إليه علي بن الجهم فقال يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء قال بلي قال فما تعمل في قول الله عز و جل وَ عَصي آدَمُ رَبّهُ فَغَوي و قوله عز و جل وَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ و قوله في يوسف وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِها و قوله في داودوَ ظَنّ داوُدُ أَنّما فَتَنّاهُ و قوله في نبيه محمدوَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ فقال مولانا الرضا ع ويحك يا علي اتق الله و لاتنسب إلي أنبياء الله الفواحش و لاتأول كتاب الله برأيك فإن الله عز و جل يقول وَ ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ و أما قوله عز و جل وَ عَصي آدَمُ رَبّهُ فَغَوي فإن الله عز و جل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده و لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز و جل فلما أهبط إلي الأرض جعل حجة وخليفة عصم بقوله عز و جل إِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ و أما قوله عز و جل وَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِإنما ظن أن الله

عز و جل لايضيق عليه

-روايت-1-2-روايت-79-ادامه دارد

[ صفحه 12]

أ لاتسمع قول الله عز و جل وَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ أي ضيق عليه و لوظن أن الله لايقدر عليه لكان قدكفر أما قوله عز و جل في يوسف وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِهافإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ماداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة و هو قوله كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَيعني الزني و أماداود فما يقولون من قبلكم فيه فقال علي بن الجهم يقولون إن داود كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس علي صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير إلي الدار فخرج في أثره فطار الطير إلي السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان فاطلع داود في أثر الطير فإذاامرأة أوريا تغتسل فلما نظر إليها هواها و كان أوريا قدأخرجه في بعض غزواته فكتب إلي صاحبه أن قدم أوريا أمام الحرب فقدم فظفر أوريا بالمشركين فصعب ذلك علي داود فكتب الثانية أن قدمه أمام التابوت فقتل أوريا رحمه الله وتزوج داود بامرأته قال فضرب الرضا ع بيده علي جبهته و قال إنا لله وإنا إليه راجعون ولقد نسبتم نبيا من الأنبياء إلي التهاون بصلاته حتي خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل

-روايت-از قبل-1094

فقال يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته فقال ويحك إن داود إنما ظن أن الله لم يخلق خلقا هوأعلم منه فبعث الله إليه الملكين فتسورا المحراب فقالاخَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقّ وَ لا تُشطِط وَ اهدِنا إِلي سَواءِ الصّراطِ إِنّ هذا أخَيِ لَهُ تِسعٌ وَ

تِسعُونَ نَعجَةً وَ لِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنِيها وَ عزَنّيِ فِي الخِطابِفعجل داود علي المدعي عليه فقال لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِ و لم يسأل المدعي البينة علي ذلك و لم يقبل علي المدعي عليه فيقول ما يقول فقال هذه خطيئة حكمه لا ماذهبتم إليه أ لاتسمع قول الله عز و جل يا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقّالآية فقلت يا ابن رسول الله فما قصته مع أوريا فقال الرضا ع إن المرأة في أيام داود كانت إذامات بعلها أوقتل لاتتزوج بعده أبدا وأول من أباح الله عز و جل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود فذلك ألذي علي أوريا و أما محمد وقول الله عز و جل وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ فإن الله عز و جل عرف نبيه ص أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وإنهن أمهات المؤمنين وأحد من سمي له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفي ص اسمها في نفسه و لم يبد له لكيلا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل إنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين وخشي قول المنافقين قال الله عز و جل وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ في نفسك و إن الله عز و جل

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 13]

ماتولي تزويج أحد من خلقه إلاتزويج حواء من آدم ع وزينب من رسول الله ص وفاطمة من علي ع قال فبكي علي بن الجهم و قال يا ابن رسول الله أناتائب إلي الله عز و جل ولن أنطق في أنبياء الله بعديومي هذا إلابما

ذكرته

-روايت-از قبل-237

أقول قوله ع وكانت المعصية من آدم في الجنة ظاهره تجويز الخطيئة علي آدم ع علي بعض الجهات إما لأن المعصية منه كانت في الجنة والعصمة تكون في الدنيا أولأنها كانت قبل البعثة وإنما تجب عصمتهم بعدالنبوة وكلاهما خلاف ماأجمع عليه علماؤنا ودلت عليه أخبارنا. و من ثم قال شيخنا المحدث أبقاه الله تعالي يمكن أن يحمل كلامه ع علي أن المراد من المعصية ارتكاب المكروه ويكونون بعدالبعثة معصومين عن مثلها أيضا و يكون ذكر الجنة لبيان كون النهي للتنزيه والإرشاد لأن الجنة لم تكن دار تكليف حتي يقع فيهاالنهي التحريمي ويحتمل أن يكون المراد الكلام علي هذاالنحو لنوع من التقية مماشاة مع العامة لموافقة بعض أقوالهم أو علي سبيل التنزل والاستظهار ردا علي من جوز الذنب علي الأنبياءص و أماظن داود ع فيحتمل أن يكون ظن أنه أعلم أهل زمانه و هذا و إن كان صادقا إلا أنه لما كان مصادفا لنوع من العجب نبه الله تعالي بإرسال الملكين و أماتعجيله ع في حال المرافعة فليس المراد أنه حكم بظلم المدعي عليه قبل البينة إذ المراد بقوله لَقَد ظَلَمَكَ أنه لو كان كماتقول فقد ظلمك و كان الأولي أن لا يقول ذلك أيضا إلا بعدوضوح الحكم

-قرآن-967-980

معاني الأخبار مسندا إلي رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله عز و جل في قصة ابراهيم بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ قال مافعله كبيرهم و لاكذب ابراهيم ع لأنه قال فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ إن نطقوا فكبيرهم فعل و إن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم فما نطقوا و ماكذب ابراهيم فقلت قوله عز و جل في يوسف أَيّتُهَا

العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قال إنهم سرقوا يوسف من أبيه أ لاتري أنه قال لهم حين قال ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ و لم يقل سرقتم صواع الملك إنما عني سرقتم يوسف من أبيه فقلت قوله إنِيّ سَقِيمٌ قال ما كان ابراهيم سقيما و ماكذب إنما كان سقيما في دينه مرتادا

-روايت-1-2-روايت-71-682

و قدروي أنه عني بقوله إنِيّ سَقِيمٌ أي سأسقم و كل ميت سقيم قال الله عز و جل لنبيه ص إِنّكَ مَيّتٌ أي ستموت

-روايت-1-2-روايت-12-121

و قدروي أنه عني إنِيّ سَقِيمٌبما يفعل بالحسين بن علي ع

-روايت-1-2-روايت-12-66

و في تفسير علي بن ابراهيم سئل أبو عبد الله ع عن قول ابراهيم هذا ربَيّ لغير الله هل أشرك في قوله هذا ربَيّ قال من قال هذااليوم فهو مشرك و لم يكن من ابراهيم

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 14]

شرك وإنما كان في طلب ربه و في قوله ما كانَ استِغفارُ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ قال ابراهيم لأبيه إن لم تعبد الأصنام استغفرت لك فلما لم يدع الأصنام تبرأ منه

-روايت-از قبل-205

عيون الأخبار مسندا إلي علي بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسي ع فقال له المأمون يا ابن رسول الله أ ليس من قولك إن الأنبياء معصومون قال بلي قال فما معني قول الله عز و جل وَ عَصي آدَمُ رَبّهُ فَغَوي فقال ع إن الله تبارك و تعالي قال لآدم ع اسكُن أَنتَ وَ زَوجُكَ الجَنّةَ وَ كُلا مِنها رَغَداً حَيثُ شِئتُما وَ لا تَقرَبا هذِهِ الشّجَرَةَ وأشار لهما إلي شجرة الحنطةفَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ و لم يقل لهما كلا من هذه الشجرة و لامما كان من جنسها فلم يقربا من تلك الشجرة وإنما أكلا من غيرها

لما أن وسوس الشيطان إليهما وأقسم لهما إني لكما من الناصحين و لم يكن آدم وحواء قدشاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبافَدَلّاهُما بِغُرُورٍفأكلا منها ثقة بيمينه بالله و كان ذلك من آدم قبل النبوة و لم يكن ذلك بذنب كبير استحق به النار وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز علي الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله عز و جل وجعله نبيا كان معصوما لايذنب صغيرة و لاكبيرة قال الله عز و جل وَ عَصي آدَمُ رَبّهُ فَغَوي ثُمّ اجتَباهُ رَبّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَ هَدي و قال تعالي إِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ فقال له المأمون فما معني قول الله عز و جل فَلَمّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فقال الرضا ع إن حواء ولدت لآدم خمسمائة بطن في كل بطن ذكر وأنثي و إن آدم وحواء عاهدا الله عز و جل ودعواه وقالالَئِن آتَيتَنا صالِحاً من النسل خلفا سويا بريئا من الزمانة والعاهة كان ماآتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالي شركاء فيما آتاهما و لم يشكراه كشكر أبويهما له عز و جل فتعالي الله عما يشركون فقال المأمون أشهد أنك ابن رسول الله حقا فأخبرني عن قول الله عز و جل في ابراهيم فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ رَأي كَوكَباً قالَ هذا ربَيّ فقال الرضا إن ابراهيم وقع علي ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس و ذلك حين خرج من السرب ألذي أخفي فيه فَلَمّا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ رَأيالزهرة فقال هذاربي علي الإنكار والاستخبار فلما أفل الكوكب قالَ لا أُحِبّ الآفِلِينَلأن الأفول

من صفات الحدث لا من صفات القديم فَلَمّا رَأَي القَمَرَ بازِغاً قالَ هذا ربَيّ علي الإنكار والاستخبارفَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِن لَم يهَدنِيِ ربَيّ لَأَكُونَنّ مِنَ القَومِ الضّالّينَ فلما أصبح ورأي الشمس بازغة قال هذاربي هذاأكبر من الزهرة والقمر علي الاستخبار لا علي الإخبار والإقرار فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس إنِيّ برَيِ ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ إنِيّ وَجّهتُ وجَهيِ َ للِذّيِ -روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 15]

فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً

-روايت-از قبل-39

مسلماوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ وإنما أراد ابراهيم ع بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أن العبادة لاتحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات و الأرض و كان مااحتج به علي قومه مما ألهمه الله عز و جل وآتاه وَ تِلكَ حُجّتُنا آتَيناها اِبراهِيمَ عَلي قَومِهِ فقال المأمون لله درك يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول ابراهيم رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ قال الرضا ع إن الله تعالي أوحي إلي ابراهيم ع أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني بإحياء الموتي أجبته فوقع في نفس ابراهيم ع أنه ذلك الخليل فقال رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ علي الخلة قال فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌفأخذ ابراهيم نسرا وبطا وطاوسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل علي كل جبل من الجبال التي حوله وكانت عشرة منهن جزءا وجعل مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء

فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلي بعض حتي استوت الأبدان وجاء كل بدن حتي انضم إلي رقبته ورأسه فخلي ابراهيم ع عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن يانبي الله أحييتنا أحياك الله فقال ابراهيم ع بل الله يحيي ويميت و هو علي كل شيءقدير قال المأمون بارك الله فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل فَوَكَزَهُ مُوسي فَقَضي عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ قال الرضا ع إن موسي ع دخل مدينة من مدائن فرعون علي حين غفلة من أهلها و ذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيهارجلين يقتتلان هذا من شيعته و هذا من عدوه فاستغاثه ألذي من شيعته علي ألذي من عدوه فقضي موسي ع علي العدو بحكم الله تعالي ذكره فمات فقال هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِيعني الاقتتال ألذي كان وقع بين الرجلين لا مافعله موسي ع من قتله إِنّهُيعني الشيطان عَدُوّ مُضِلّ مُبِينٌ قال المأمون فما معني قول موسي رَبّ إنِيّ ظَلَمتُ نفَسيِ فَاغفِر لِي قال يقول إني وضعت نفسي غيرموضعها بدخولي هذه المدينةفَاغفِر لِي أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ قالَ موسي رَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ من القوة حتي قتلت رجلا بوكزةفَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَبل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتي ترضي فَأَصبَحَ ع فِي المَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقّبُ فَإِذَا ألّذِي استَنصَرَهُ

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 16]

بِالأَمسِ يَستَصرِخُهُ

-روايت-از قبل-24

علي آخرقالَ لَهُ مُوسي إِنّكَ لغَوَيِ ّ مُبِينٌقاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذااليوم لأودينك وأراد أن يبطش به فَلَمّا أَن أَرادَ أَن يَبطِشَ باِلذّيِ هُوَ عَدُوّ لَهُما و هو من شيعته قالَ يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ كَما قَتَلتَ نَفساً

بِالأَمسِ إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ وَ ما تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصلِحِينَ قال المأمون جزاك الله خيرا يا أبا الحسن فما معني قول موسي لفرعون فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ قال الرضا ع إن فرعون قال لموسي لماأتاه وَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ فَعَلتَ وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَبي قالَ موسي فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ عن الطريق بوقوعي إلي مدينة من مدائنك فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي ربَيّ حُكماً وَ جعَلَنَيِ مِنَ المُرسَلِينَ و قد قال الله عز و جل لنبيه محمدأَ لَم يَجِدكَ يَتِيماً فَآوي يقول أ لم يجدك وحيدا فآوي إليك الناس وَ وَجَدَكَ ضَالّايعني عندقومك فَهَدي أي هداهم إلي معرفتك وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغني يقول أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله فما معني قول الله عز و جل وَ لَمّا جاءَ مُوسي لِمِيقاتِنا وَ كَلّمَهُ رَبّهُ قالَ رَبّ أرَنِيِ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسي بن عمران لايعلم أن الله تعالي ذكره لايجوز عليه الرؤية حتي يسأله هذاالسؤال فقال الرضا ع إن كليم الله موسي بن عمران علم أن الله تعالي عز أن يري بالأبصار ولكنه لماكلمه الله تعالي وقربه نجيا رجع إلي قومه فأخبرهم أن الله عز و جل كلمه وقربه وناجاه فقالوا لن نؤمن لك حتي نسمع كلامه كماسمعت و كان القوم سبعمائة ألف رجل اختار منهم سبعمائة ثم اختار من السبعمائة سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلي طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل وصعد موسي ع إلي الطور وسأل الله تبارك و تعالي أن يكلمه ويسمعهم كلامه فكلمه الله

تعالي ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام لأن الله عز و جل أحدثه في الشجرة وجعله منبعثا منها حتي سمعوه من جميع الوجوه فقالوالَن نُؤمِنَ لَكَبأن ألذي سمعناه كلام الله حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً فلما قالوا هذاالقول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا فقال موسي يارب ماأقول لبني إسرائيل إذارجعت إليهم وقالوا إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله إياك فأحياهم الله وبعثهم معه فقالوا إنك لوسألت الله أن يراك تنظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هوفنعرفه حق معرفته فقال موسي ياقوم إن الله لايري بالأبصار و لاكيفية له وإنما يعرف بآياته

-روايت-1-2416

[ صفحه 17]

ويعلم بأعلامه فقالوا لن نؤمن لك حتي تسأله فقال موسي ع يارب إنك قدعلمت مقالة بني إسرائيل و أنت أعلم بصلاحهم فأوحي الله إليه يا موسي سلني ماسألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسي ع يارَبّ أرَنِيِ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ وَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ و هويهوي فَسَوفَ ترَانيِ فَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِبآية من آياته جَعَلَهُ دَكّا وَ خَرّ مُوسي صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ يقول رجعت إلي معرفتي بك عن جهل قومي وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَمنهم بأنك لاتري فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ فقال الرضا لقد همت به و لو لا أن رأي برهان ربه لهم بها كماهمت به لكنه كان معصوما والمعصوم لايهم بذنب و لايأتيه و قدحدثني أبي عن أبيه عن الصادق ع قال همت به بأن تفعل وهم بأن لايفعل

فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل وَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ قال الرضا ع ذاك يونس بن متي ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعني استيقن أن لن نقدر عليه أي لن نضيق عليه رزقه و منه قوله تعالي وَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ أي ضيق وقترفَنادي فِي الظّلُماتِظلمة الليل وظلمة البحر وبطن الحوت أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَبتركي مثل هذه العبادة التي قدفرغتني لها في بطن الحوت فاستجاب الله له و قال عز و جل فَلَو لا أَنّهُ كانَ مِنَ المُسَبّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطنِهِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله حَتّي إِذَا استَيأَسَ الرّسُلُ وَ ظَنّوا أَنّهُم قَد كُذِبُوا جاءَهُم نَصرُنا قال الرضا ع يقول الله حتي إذااستيئس الرسل من قومهم إن الرسل قدكذبوا جاء الرسل نصرنا فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قال الرضا ع لم يكن أحد

عندمشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله ص لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما فلما جاءهم ص بالدعوة إلي كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالواأَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَ ءٌ عُجابٌ وَ انطَلَقَ المَلَأُ مِنهُم أَنِ امشُوا وَ اصبِرُوا عَلي آلِهَتِكُم إِنّ هذا لشَيَ ءٌ يُرادُ ما سَمِعنا بِهذا فِي المِلّةِ الآخِرَةِ

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 18]

إِن هذا إِلّا اختِلاقٌ

-روايت-از قبل-24

فلما فتح الله علي نبيه ص مكة قال له يا محمدإِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ

لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ

عندمشركي أهل مكة بدعائك إلي توحيد الله فيما تقدم و ماتأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لم يقدر علي إنكار التوحيد عله إذادعي الناس إليه فصار ذنبه في ذلك عندهم مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم قال الرضا ع هذامما نزل بإياك أعني واسمعي ياجارة خاطب الله عز و جل نبيه ص وأراد به أمته وكذلك قول الله عز و جل لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ و قوله عز و جل وَ لَو لا أَن ثَبّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا قال صدقت يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله وَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ قال الرضا ع إن رسول الله ص قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأي امرأته تغتسل فقال لها سبحان ألذي خلقك وإنما أراد بذلك تنزيه الله تعالي عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز و جل أَ فَأَصفاكُم رَبّكُم بِالبَنِينَ وَ اتّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثاً إِنّكُم لَتَقُولُونَ قَولًا عَظِيماً فقال النبي ص فلما رآها تغتسل سبحان ألذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلي هذاالتطهير والاغتسال فلما عاد زيد إلي منزله أخبرته بمجي ء رسول الله ص و قوله لها سبحان ألذي خلقك فلم يعلم زيد ماأراد بذلك وظن

أنه قال ذلك لماأعجبه من حسنها فجاء إلي النبي ص فقال يا رسول الله امرأتي في خلقها سوء وإني أريد طلاقها فقال له النبي ص أمسك عليك زوجك واتق الله و قد كان الله عز و جل عرفه عدد أزواجه وإنما تلك المرأة منهن فأخفي ذلك في نفسه و لم يبده لزيد وخشي الناس أن يقولوا إن محمدا يقول لمولاه إن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك فأنزل الله عز و جل وَ إِذ تَقُولُ للِذّيِ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِيعني بالإسلام وأنعمت عليه بالعتق أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَ اتّقِ اللّهَ وَ تخُفيِ فِي نَفسِكَ مَا اللّهُ مُبدِيهِ وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ ثم إن زيدا طلقها واعتدت منه فزوجها الله من نبيه ص وأنزل بذلك قرآنافَلَمّا قَضي زَيدٌ مِنها وَطَراً زَوّجناكَها لكِيَ لا يَكُونَ عَلَي المُؤمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزواجِ أَدعِيائِهِم إِذا قَضَوا مِنهُنّ وَطَراً وَ كانَ أَمرُ اللّهِ مَفعُولًا

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 19]

ثم علم عز و جل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل ما كانَ عَلَي النّبِيّ مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللّهُ لَهُ فقال المأمون لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله وأوضحت لي ما كان ملتبسا علي فجزاك الله عن أنبيائه و عن الإسلام خيرا قال علي بن محمد بن الجهم فقام المأمون إلي الصلاة وأخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد و كان حاضر المجلس فتبعتهما فقال له المأمون كيف رأيت ابن أخيك فقال عالم و لم نره يختلف إلي أحد من أهل العلم فقال المأمون إن ابن أخيك من أهل بيت النبي الذين قال فيهم إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا لاتعلموهم فإنهم أعلم منكم لايخرجونكم من

باب هدي و لايدخلونكم في باب ضلال وانصرف الرضا ع إلي منزله فلما كان من الغد غدوت إليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له فضحك ع ثم قال يا علي بن الجهم لايغرنك ماسمعته منه فإنه سيغتالني و الله ينتقم لي منه

-روايت-از قبل-882

قال الصدوق هذاالحديث عجيب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت ع .أقول هذا ليس بعجيب لأن الله سبحانه يجري الحق لأوليائه علي ألسنة أعدائه في كثير من الأحوال و في أغلب الأزمان

و في كتاب الخصال مسندا إلي الأشعري رفعه إلي أبي عبد الله ع قال ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه الطيرة والحسد والتفكر في الوسوسة في الخلق

-روايت-1-2-روايت-75-152

قال الصدوق ومعني الطيرة في هذاالموضع هو أن يتطير منهم قومهم فأما هم ع فلايتطيرون و ذلك كما قال الله عز و جل في قوم صالح قالُوا اطّيّرنا بِكَ وَ بِمَن مَعَكَ قالَ طائِرُكُم

عِندَ اللّهِ و كما قال آخرون لأنبيائهم إِنّا تَطَيّرنا بِكُم لَئِن لَم تَنتَهُوا لَنَرجُمَنّكُمالآية. و أماالحسد في هذاالموضع هو أن يحسدوا لاأنهم يحسدون غيرهم و ذلك كما قال الله عز و جل أَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ اِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً. و أماالتفكر في الخلق فهو بلواهم ع بأهل الوسوسة لا غير ذلك كماحكي الله عنهم من الوليد بن المغيرة المخزومي إِنّهُ فَكّرَ وَ قَدّرَ فَقُتِلَ كَيفَ قَدّرَيعني قال للقرآن إِن هذا إِلّا قَولُ البَشَرِ.أقول ماذكره من التأويل حسن إلا أن في الكافي وغيره تتمة للحديث لايحتمله وهي لكن المؤمن لايظهر الحسد و من ثم حمل جماعة من أهل

الحديث علي ما هوأعم من

-قرآن-136-199-قرآن-228-283-قرآن-383-518-قرآن-632-676-قرآن-694-721

[ صفحه 20]

الغبطة أو أن القليل منه إذا لم يظهر ليس بذنب والطيرة هي التشاؤم بالشي ء وانفعال النفس بما يراه أويسمعه مما يتشاءم به و لادليل علي أنه لايجوز ذلك علي الأنبياء إذ ورد أنهم يتفاءلون بالشي ء الحسن والمراد بالتفكر في الوسوسة في الخلق التفكر فيما يحصل في نفس الإنسان من الوساوس في خالق الأشياء وكيفية خلقها وخلق أعمال العباد والتفكر في الحكمة في خلق بعض الشرور في العالم من غيراستقرار في النفس وحصول شك بسببها ويحتمل أن يكون المراد بالخلق المخلوقات وبالتفكر في الوساوس التفكر وحديث النفس بعيوبهم وتفتيش أحوالهم و في الأخبار مايؤيد الوجهين كماسيأتي وبعض أفراد هذاالأخير علي الوجهين لايستبعد عروضها لهم ع هذا. واعلم أن الخلاف بين علماء الإسلام في عصمة الأنبياء ع يرجع إلي أربعة أقسام مايقع في باب العقائد و مايقع في التبليغ و مايقع في الأحكام والفتيا و مايقع في أفعالهم وسيرهم ع . أماالاعتقادات فهم منزهون عن الكفر والضلال فيما قبل النبوة وبعدها باتفاق الأمة غير أن الأزارقة من الخوارج جوزوا عليهم الذنب وعندهم كل ذنب كفر فيلزمهم تجويز الكفر عليهم بل يحكي عنهم أنهم قالوا يجوز أن يبعث الله نبيا ويعلم أنه يكفر بعدنبوته . و أماالنوع الثاني و هو مايتعلق بالتبليغ فقد اتفقت الأمة وأرباب الملل والشرائع علي وجوب عصمتهم عن الكذب والتحريف فيما يتعلق بالتبليغ عمدا وسهوا إلاالقاضي أبوبكر فإنه جوز ما كان من ذلك علي سبيل النسيان وفلتات اللسان . و أماالنوع الثالث و هو مايتعلق بالفتيا فأجمعوا علي أنه لايجوز خطأهم فيه عمدا وسهوا إلاشرذمة قليلة من العامة. و أماالنوع الرابع و هو ألذي يتعلق بأفعالهم فقد اختلفوا

فيه علي خمسة أقوال أولها قول أصحابنا الإمامية رضوان الله عليهم و هونفي الذنب عنهم مطلقا الصغار والكبار والعمد والنسيان والسهو والإسهاء و لم يخالف فيه إلاالصدوق وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد فإنهما جوزا عليهم الإسهاء من الله لاالسهو من الشيطان وكذا القول في الأئمة الطاهرين ع .الثاني مذهب أكثر المعتزلة و هو أنه لايجوز عليهم الكبائر ويجوز عليهم الصغائر إلاالصغائر الخسيسة المنفردة كسرقة حبة أولقمة و كل ماينسب فاعله إلي الدناءة والضعة.الثالث و هومذهب أبي علي الجبائي أنه لايجوز أن يأتوا بصغيرة و لاكبيرة علي جهة العمد لكن يجوز علي جهة التأويل والسهو كماتقدم في حكاية آدم ع من أنه كان

[ صفحه 21]

منه غلطا في التأويل لأنه ظن أنه نهي عن شخص الشجرة لا عن نوعها فتناول من غيرالتي نهي عن شخصها.الرابع أنه لايقع منهم الذنب إلا علي طريق السهو والخطأ لكنهم مؤاخذون به و إن رفع حكمه عن الأمة لقوة معرفتهم وعلو مرتبتهم وقدرتهم علي التحفظ و هوقول النظام و من تبعه .الخامس أنه يجوز عليهم الصغائر والكبائر عمدا وسهوا وخطأ و هوقول الحشوية وكثير من أصحاب الحديث من العامة ثم إنهم اختلفوا في وقت العصمة علي ثلاثة أقوال الأول أنه من وقت ولادتهم إلي أن يلقوا الله و هومذهب الإمامية رضوان الله عليهم .الثاني أنه من حين بلوغهم و لايجوز عليهم الكفر والكبيرة قبل النبوة و هومذهب كثير من المعتزلة.الثالث أنه وقت النبوة أو ماقبله فيجوز صدور المعصية عنهم و هوقول أكثر الأشاعرة ومنهم الفخر الرازي و أمادلائلنا علي ماصرنا إليه فهي و إن كانت متكثرة إلا أن العمدة فيهاأخبارنا المتواترة وإجماعنا المقطوع به حتي إنه صار من ضروريات ديننا. و

قدذكر سيدنا الأجل علم الهدي في الشافي و كتاب تنزيه الأنبياء ع جملة من الدلائل والبراهين القاطعة من أراد الاطلاع عليها فليطلها من هناك

[ صفحه 22]

الباب الأول في قصص آدم وحواء وأولادهما و فيه فصول

الفصل الأول في فضلهما والعلة في تسميتهما وبدو خلقهما وسؤال الملائكة في ذلك

قال الله تعالي وَ إِذ قالَ رَبّكَ لِلمَلائِكَةِ إنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها وَ يَسفِكُ الدّماءَ وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَ وَ نُقَدّسُ لَكَ قالَ إنِيّ أَعلَمُ ما لا تَعلَمُونَ وَ عَلّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلّها ثُمّ عَرَضَهُم عَلَي المَلائِكَةِ فَقالَ أنَبئِوُنيِ بِأَسماءِ هؤُلاءِ إِن كُنتُم صادِقِينَ قالُوا سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلّمتَنا إِنّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ قالَ يا آدَمُ أَنبِئهُم بِأَسمائِهِم فَلَمّا أَنبَأَهُم بِأَسمائِهِم قالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إنِيّ أَعلَمُ غَيبَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ أَعلَمُ ما تُبدُونَ وَ ما كُنتُم تَكتُمُونَ.أقول الخليفة من ينوب عن غيره والهاء للمبالغة و هذه الآية و مابمعناها دالة علي أن الغرض والمقصود من خلق آدم ع أن يكون خليفة في الأرض لمن تقدمه من الجان و ليس المقصود من خلقه أن يكون في الجنة نعم كان الأولي به ألا يفعل مافعل وينزل من الجنة عزيزا كريما علي خلع الجنة و علي زوجته ثياب حور العين والملائكة يزفونه ويسجدون له في الجنة. و أماقول الملائكةأَ تَجعَلُ فِيهافهو تعجب أما من أن يستخلف لعمارة الأرض وإصلاحها من يفسد فيها واستكشاف عما خفي عليهم من الحكمة التي غلبت تلك المفاسد واستخبار عما يزيح شبههم و ليس باعتراض علي الله و لاطعن في بني آدم و علي وجه الغيبة كماتوهمه من جواز الذنوب علي الملائكة فإنهم أجل وأعلي من أن يظن بهم ذلك . وإنما عرفوا ذلك بإخبار من الله أوتلق من اللوح المحفوظ أوقياس لأحد الثقلين

علي الآخر. و قوله وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَحال مقررة لجهة الإشكال عليهم قيل وكأنهم علموا أن المجعول خليفة ذو ثلاث قوي عليها مدار أمره شهوية وغضبية تؤديان به إلي الفساد وسفك الدماء وعقلية تدعوه إلي المعرفة والطاعة ونظروا إليها مفردة وقالوا ماالحكمة في استخلافه و هوباعتبار تينك القوتين لاتقتضي الحكمة إيجاده فضلا عن استخلافه و أما

-قرآن-19-622-قرآن-999-1014-قرآن-1412-1438

[ صفحه 23]

باعتبار القوة العقلية فنحن نقيم بما يتوقع منها سليما عن معارضة تلك المفاسد وغفلوا عن فضيلة كل واحد من القوتين إذاصارت مهذبة مطاوعة للعقل متمرنة علي الخير كالعفة والشجاعة و لم يعلموا أن التركيب يفيد مايقصر عنه الآحاد كالإحاطة بالجزئيات واستخراج منافع الكائنات من القوة إلي الفعل ألذي هوالمقصود من الاستخلاف . و أماتعليم آدم الأسماء فبخلق علم ضروري فيه أو أنه ألقاه في روعه . و قوله ثُمّ عَرَضَهُم أي المسميات المدلول عليها ضمنا. و أما مايقال من أنه كان للملائكة أن يقولوا لوعلمتنا كماعلمت آدم لعلمنا مثله فجوابه أنهم أجابوا أنفسهم بقولهم إِنّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ. و ذلك أن مقتضي الحكمة وضع الأشياء مواضعها علي وفق الحكمة فحكمته تعالي إنما اقتضت إلقاء التعليم إلي آدم لا إلي الملائكة

-قرآن-403-416-قرآن-570-601

وروي الصدوق بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال إنما سمي آدم ع لأنه خلق من أديم الأرض

-روايت-1-2-روايت-54-98

قال الصدوق اسم الأرض الرابعة أديم وخلق منها آدم فلذلك قيل من أديم الأرض

و قال ع سميت حواء لأنها من حي يعني آدم ع

-روايت-1-2-روايت-13-51

و قداختلف في اشتقاق اسم آدم ع فقيل اسم أعجمي لااشتقاق له كآزر. وقيل إنه مشتق من الأدمة بمعني السمرة لأنه كان أسمر اللون وقيل من الأدم بمعني الألفة والاتفاق . و أمااشتقاق حواء من حي أوالحيوان فهو من

الاشتقاقات الشاذة أوالجعلية كلابن وتامر

وروي الصدوق رحمه الله أيضا عن ابن سلام أنه قيل للنبي ص هل خلق آدم من الطين كله أو من طين واحد قال بل من الطين كله و لوخلق من طين واحد لماعرف الناس بعضهم بعضا وكانوا علي صورة واحدة قال فلهم في الدنيا مثل ذلك قال التراب فيه أبيض و فيه أخضر و فيه أشقر يعني شديد الحمرة و فيه أزرق و فيه عذب و فيه ملح فلذلك صار الناس فيهم أبيض وفيهم أصفر وفيهم أسود و علي ألوان التراب الحديث

-روايت-1-2-روايت-47-412

و عن أمير المؤمنين ع إن الله تبارك و تعالي بعث جبرئيل ع وأمره أن يأتيه من أديم الأرض بأربع طينات طينة بيضاء وطينة حمراء وطينة غبراء وطينة سوداء و ذلك من سهلها وحزنها ثم أمره أن يأتيه بأربع مياه عذب وماء مالح وماء مر وماء منتن ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين فجعل الماء العذب في حلقه وجعل الماء المالح في عينيه وجعل الماء المر في أذنيه وجعل الماء المنتن في أنفه

-روايت-1-2-روايت-27-399

[ صفحه 24]

وجاء تعليله في توحيد المفضل

عن الصادق ع إنما جعل الماء العذب في الحلق ليسوغ له أكل الطعام وجعل الماء المالح في العينين إبقاء علي شحمة العين لأن الشحم يبقي إذاوضع عليه الماء و أماالماء المر في الأذنين فلئلا تهجم الهوام علي الدماغ

-روايت-1-2-روايت-17-224

و من ذلك أنها إذاوصلت إلي الماء المر في الأذنين ماتت وربما تعدي الماء المر ووصل إلي الدماغ . و من العجب أنه جاءت إلي امرأة تستفتيني في أن بعض الجراحين أراد أن يكسر قطعة من عظم رأسها حتي يظهر الدماغ و ذلك أن هامة تسمي هزارپا دخلت أذنها وهي نائمة فوصلت إلي الدماغ و

إلي مخ الرأس فصارت تأكل منه وربما سكنت وبقيت علي هذاأعواما و ماأفتيت في حكاية كسر شيء من قحفة رأسها وجاء في كتب الطب أنه وقع مثل هذا في زمن أفلاطون فأخذ الرجل إلي الحمام ورفع قطعة من قحفة رأسه واستخرج الهامة ثم وضع القحفة علي حالها و هذا منه ليس بعجيب فقد روي عنه لماقلع القحفة وظهر هزارپا في الدماغ أراد أن يتناوله بالمنقاش فقال له أحد تلاميذه لاتفعل فإنه محكم أيديه وأرجله في حجاب الدماغ فحمي له المنقاش ووضعه علي ظهره حتي رفع رجليه من حجاب الدماغ فتناوله ورماه

و عنه ع أول من قاس إبليس قال خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ و لوعلم إبليس ماجعل الله في آدم لم يفتخر عليه ثم قال إن الله عز و جل خلق الملائكة من نور وخلق الجان من النار وخلق الجن صنفا من الجان من الريح وصنفا من الماء وخلق آدم من صفحة الطين ثم أجري في آدم النور والنار والريح والماء فبالنور أبصر وعقل وفهم وبالنار أكل وشرب و لو لاالنار في المعدة لم تطحن المعدة الطعام و لو لا أن الريح في جوف بني آدم تلهب نار المعدة لم تلتهب و لو لا أن الماء في جوف ابن آدم يطفئ حر المعدة لأحرقت النار جوف ابن آدم فجمع الله ذلك في آدم لخمس خصال وكانت في إبليس خمسة فافتخر بها

-روايت-1-2-روايت-13-628

و عنه عن أبي عبد الله ع قال إن القبضة التي قبضها الله عز و جل من الطين ألذي خلق منها آدم أرسل إليها جبرائيل ع أن يقبضها فقالت الأرض أعوذ بالله أن تأخذ مني شيئا فرجع إلي ربه و قال يارب تعوذت

بك مني فأرسل إليها إسرافيل فقالت مثل ذلك فأرسل إليها ميكائيل فقالت مثل ذلك فأرسل إليها ملك الموت فتعوذت بالله أن يأخذ منها شيئا فقال ملك الموت وإني أعوذ بالله أن أرجع إليه حتي أقبض منك

-روايت-1-2-روايت-37-425

[ صفحه 25]

أقول جاء في الرواية أن الله سبحانه أمر ملك الموت علي الحتم ويدل علي أن أمره تعالي لمن تقدمه ليس علي سبيل الحتم

وروي علي بن ابراهيم بإسناده إلي الباقر ع عن أمير المؤمنين ص قال إن الله تعالي لماأراد أن يخلق خلقا بيده و ذلك بعد مامضي من الجن و الناس في الأرض سبعة آلاف سنة فكشف عن أطباق السماوات و قال للملائكة انظروا إلي أهل الأرض من خلقي من الجن و الناس فلما رأوا مايعملون فيها من المعاصي عظم ذلك عليهم فقالوا ربنا أنت العزيز القادر و هذاخلقك الضعفاء يعيشون برزقك ويعصونك و لاتنتقم لنفسك فلما سمع من الملائكة قال إني جاعل في الأرض خليفة يكون حجة في أرضي فقالت الملائكة سبحانك تجعل فيها من يفسد فيها كماأفسدت بنو الجان فاجعل ذلك الخليفة منا فإنا لانعصيك ونسبح بحمدك ونقدس لك فقال عز و جل إنِيّ أَعلَمُ ما لا تَعلَمُونَأريد أن أخلق خلقا بيدي وأجعل من ذريته أنبياء وعبادا صالحين وأئمة مهديين أجعلهم خلفاء علي خلقي في أرضي وأطهر أرضي من الناس وأنقل مردة الجن العصاة علي خلقي وأسكنهم في الهواء و في أقطار الأرض وأجعل بين الجن و بين خلقي حجابا فقالت الملائكة ياربنا افعل ماشئت فباعدهم الله من العرش مسيرة خمسمائة عام فلاذوا بالعرش وأشاروا بالأصابع فنظر الرب إليهم ونزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور فقال طوفوا به ودعوا العرش فطافوا به و هوالبيت ألذي يدخله

الجن كل يوم سبعون ألف ملك يعودون إليه أبدا فوضع الله البيت المعمور توبة لأهل السماء ووضع الكعبة توبة لأهل الأرض إلي أن قال ثم قبض الله سبحانه طينة آدم وأجري فيهاالطبائع الأربع الريح والدم والمرة والبلغم فلزمه من ناحية الريح حب النساء وطول الأمل والحرص ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام والشراب والبر والحلم والرفق ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذات وركوب المحارم والشهوات

-روايت-1-2-روايت-76-1627

أقول قيل المراد بالريح السوداء وبالمرة الصفراء أوبالعكس أوالمراد بالريح الروح والمرة الصفراء والسوداء معا إذ يطلق عليهما وتكرار حب النساء لمدخليتهما معا

و عن الرضا ع قال كان نقش خاتم آدم لاإله إلا الله محمد رسول الله هبط به معه في الجنة

-روايت-1-2-روايت-22-97

و عنه ص أهل الجنة ليست لهم كني إلاآدم ع فإنه يكني بأبي محمدتوقيرا وتعظيما

-روايت-1-2-روايت-13-87

و عن أبي عبد الله ع إن الله سبحانه خلق آدم ع من غيرأب وأم وعيسي ع من غيرأب ليعلم أنه قادر علي أن يخلق من غيرأب وأم و من غير

-روايت-1-2-روايت-27-ادامه دارد

[ صفحه 26]

أب كما هوقادر علي أن يخلق منهما و في قوله خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ قال لماأجري الله الروح في آدم من قدميه فبلغت إلي ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر فقال الله عز و جل خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ و قال سميت المرأة امرأة لأنها خلقت من المرء يعني خلقت من آدم ع وسمي النساء نساء لأنه لم يكن لآدم أنس غيرحواء

-روايت-از قبل-331

و عن عبدالعظيم الحسني قال كتبت إلي أبي جعفرالثاني ع أسأله عن علة الغائط ونتنه قال إن الله عز و جل خلق آدم ع و كان جسده طيبا وبقي أربعين

سنة ملقي تمر به الملائكة فتقول لأمر ماخلقت و كان إبليس يدخل في فيه ويخرج من دبره فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غيرطيب

-روايت-1-2-روايت-63-295

و عن أحدهما ع أنه سئل عن ابتداء الطواف فقال إن الله تبارك و تعالي لماأراد خلق آدم ع قال للملائكةإنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً فقال ملكان من الملائكةأَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها وَ يَسفِكُ الدّماءَفوقعت الحجب فيما بينهما و بين الله عز و جل و كان تبارك و تعالي نوره ظاهرا للملائكة فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما أنه سخط من قولهما فقالا للملائكة ماحيلتنا و ماوجه توبتنا فقالوا مانعرف لكما من التوبة إلا أن تلوذا بالعرش فلاذا بالعرش حتي أنزل الله توبتهما ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما وأحب الله تبارك و تعالي أن يعبد بتلك العبادة فخلق الله البيت في الأرض وجعل علي العباد الطواف حوله وخلق البيت المعمور في السماء

-روايت-1-2-روايت-18-669

أقول المراد من نوره تعالي الأنوار المخلوقة في عرشه أوأنوار الأئمةص أوأنوار معرفته وفيضه فتكون حجبا معنوية

و في علل محمد بن سنان عن الرضا ع أن الملائكة لمااستغفروا من قولهم أَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها وعلموا أنهم أذنبوا فندموا ولاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله أن يتعبد بمثل تلك العبادة فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمي الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمي المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم ع فطاف به فتاب الله عليه وجري ذلك في ولده إلي يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-39-428

وروي أنه قيل لأبي عبد الله ع لم صار الطواف سبعة أشواط قال لأن الله تبارك و تعالي قال للملائكةإنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةًفردوا علي الله تبارك

و تعالي وقالواأَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها و كان لايحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام فلاذوا بالعرش سبعة آلاف فتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور ألذي في السماء الرابعة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فصار الطواف سبعة أشواط واجبا علي العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا

-روايت-1-2-روايت-9-469

[ صفحه 27]

و عن أبي عبد الله ع قال كان الصرد دليل آدم ع من بلاد سرانديب إلي جدة شهرا و هوأول طائر صام لله تعالي

-روايت-1-2-روايت-32-118

وسأل أمير المؤمنين ع النبي ص كيف صارت الأشجار بعضها تحمل وبعضها لاتحمل فقال كلما سبح آدم تسبيحا صارت له في الدنيا شجرة مع حمل وكلما سبحت حواء تسبيحة صارت لها في الدنيا شجرة من غيرحمل

-روايت-1-2-روايت-37-204

وسئل مما خلق الله الشعير فقال إن الله تبارك و تعالي أمر آدم ع أن ازرع مما اختزنت لنفسك وجاء جبرئيل بقبضة من الحنطة فقبض آدم ع علي قبضة وقبضت حواء علي قبضة فقال آدم لحواء لاتزرعي أنت فلم تقبل قول [أمر]آدم وكلما زرع آدم ع جاء حنطة وكلما زرعت حواء جاء شعيرا

-روايت-1-2-روايت-3-282

وروي الثقة علي بن ابراهيم بإسناده إلي أبي جعفر ع في قول الله وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيِ َ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً قال عهد إليه في محمد والأئمة من بعده ص فترك و لم يكن له عزم فيهم أنهم هكذا وإنما سموا أولو العزم لأنه عهد إليهم في محمد وأوصيائه من بعده والقائم ع وسيرته فأجمع عزمهم أن كذلك والإقرار به

-روايت-1-2-روايت-59-353

و عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالي وَ هُوَ ألّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهراً إن الله تعالي خلق آدم ع من الماء

العذب وخلق زوجته من سنخه فيراها من أسفل أضلاعه فجري بذلك الضلع بينهما نسب ثم زوجها إياه فجري بسبب ذلك بينهما صهر فذلك قوله نَسَباً وَ صِهراًفالنسب ما كان من نسب الرجال والصهر ما كان من سبب النساء

-روايت-1-2-روايت-27-373

و قال إن الله تعالي خلق آدم من الطين وخلق حواء من آدم فهمة الرجال الأرض وهمة النساء في الرجال

-روايت-1-2-روايت-10-109

و قال ع لمابكي آدم ص علي الجنة كان رأسه في باب من أبواب السماء و كان يتأذي بالشمس فحط من قامته

-روايت-1-2-روايت-13-111

و قال إن آدم لماأهبط من الجنة وأكل من الطعام وجد في بطنه ثقلا فشكا ذلك إلي جبرئيل فقال ياآدم فتنح فنحاه فأحدث وخرج منه الثقل

-روايت-1-2-روايت-10-143

و قال ع أتي هذاالبيت ألف آتية علي قدميه منها سبعمائة حجة وثلاثمائة عمرة

-روايت-1-2-روايت-13-81

و عنه ع لما أن خلق الله آدم أوقعه بين يديه فعطس فألهمه الله أن حمده فقال الله ياآدم حمدتني فو عزتي وجلالي لو لاعبدان أريد خلقهما في آخر الزمان ماخلقتك قال يارب بقدرهم عندك مااسمهما فقال تعالي ياآدم انظر نحو العرش فإذابسطرين من نور أول السطر لاإله إلا الله محمدنبي الرحمة علي مفتاح الجنة و

-روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 28]

السطر الثاني إني آليت علي نفسي أن أرحم من والاهما وأعذب من عاداهما

-روايت-از قبل-75

و في قصص الأنبياء عن أبي عبد الله ع قال اجتمع ولد آدم في بيت فتشاجروا فقال بعضهم خير خلق الله أبونا آدم و قال بعضهم الملائكة المقربون و قال بعضهم حملة العرش إذ دخل عليهم هبة الله فحكوا له فرجع إلي آدم ع و قال ياأبت إني دخلت علي إخوتي وهم يتشاجرون في خير خلق الله فسألوني فلم يكن عندي ماأخبرهم فقال آدم يابني إني وقفت بين يدي

الله جل جلاله فنظرت إلي سطر علي وجه العرش مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم محمد وآل محمدخير من برأ الله

-روايت-1-2-روايت-49-478

وروي العياشي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال سألت أبا جعفر ع من أي شيءخلق الله حواء فقال أي شيءيقولون هذاالخلق قلت يقولون إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم فقال كذبوا كان يعجزه أن يخلقها من ضلعه فقلت جعلت فداك يا ابن رسول الله من أي شيءخلقها فقال أخبرني أبي عن آبائي قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالي قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء

-روايت-1-2-روايت-58-456

أقول هذاالخبر معمول عليه بين أصحابنا رضوان الله عليهم و ماورد من أنه خلق من ضلع من أضلاعه و هوالضلع الأيسر القصير محول علي التقية أو علي التأويل أوبأن يراد أن الطينة التي قررها الله سبحانه لذلك الضلع خلق منها حواء لأنها خلقت منه بعدخلقه فإنه يلزم كما قال ع أن يكون آدم ينكح بعضه بعضا فيقوي بذلك مذهب المجوس في نكاح المحرمات

و عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال سألته عن إبليس أ كان من الملائكة وهل كان يلي من أمر السماء شيئا قال لم يكن من الملائكة و لم يكن يلي من أمر السماء شيئا كان من الجن و كان مع الملائكة وكانت الملائكة تراه أنه منها و كان الله يعلم أنه ليس منها فلما أمر بالسجود كان منه ألذي كان و قال ع لماخلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه الروح كان إبليس يمر به فيضربه برجله و يقول إبليس لأمر ماخلقت

-روايت-1-2-روايت-50-425

و قال السيد ابن طاوس في

كتاب سعد السعود من صحائف إدريس النبي ع خلق الله آدم علي صورته التي صورها في اللوح المحفوظ

-روايت-1-2-روايت-45-128

يقول علي بن طاوس فأسقط بعض

[ صفحه 29]

المسلمين بعض هذاالكلام و قال إن الله خلق آدم علي صورته فاعتقد الجسم فاحتاج المسلمون إلي تأويل الحديث . و قال في الصحف ثم جعل طينة آدم جسدا ملقي علي طريق الملائكة التي تصعد فيه إلي السماء أربعين سنة ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهروب إبليس منهم إلي الله وسأله أن يكون مع الملائكة وإجابة سؤاله و ماوقع من الجن حتي أمر الله إبليس أن ينزل مع الملائكة لطرد الجن فنزل وطردهم من الأرض التي أفسدوا فيها إلي آخر كلامه . واعلم أنهم ذكروا في أخبار الملائكة عن الفساد وجوها منها أنهم قالوا ذلك ظنا لمارأوا من حال الجن الذين كانوا قبل آدم في الأرض و هوالمروي عن ابن عباس و في أخبارنا إرشاد إليه . ومنها أنهم علموا أنه مركب من الأركان المتخالفة والأخلاط المتنافية الموجبة للشهوة التي منها الفساد والغضب منه سفك الدماء. ومنها أنهم قالوا ذلك علي اليقين لمايروي ابن مسعود وغيره أنه تعالي لما قال للملائكةإنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً قال ربنا و ما يكون الخليفة قال تكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا فعند ذلك قالوا ربناأَ تَجعَلُ فِيها إلي آخرها ومنها أنه تعالي كان قدأعلم الملائكة أنه إذا كان في الأرض خلق عظيم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء. ومنها أنه لماكتب القلم في اللوح المحفوظ ما هوكائن إلي يوم القيامة فلعلهم طالعوا اللوح فعرفوا ذلك . ومنها أن الخليفة إذا كان معناه النائب عن الله في الحكم والقضاء والاحتياج إنما يكون

عندالتنازع واختلال

النظام كان الإخبار عن وجود الخليفة إخبارا عن وقوع الفساد والشر بطريق الالتزام . ومنها أن الله سبحانه لماخلق النار خافت الملائكة خوفا شديدا فقالوا لمن خلقت هذه النار قال لمن عصاني من خلقي و لم يكن يومئذ خلق غيرالملائكة فلما قال إنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةًعرفوا أن المعصية منهم و قدجوز الحشوية صدور الذنب من الملائكة وجعلوا اعتراضهم هذا علي الله من أعظم الذنوب ونسبة بني آدم إلي القتل والفساد من الكبائر لأنه غيبة لهم ولأنهم مدحوا أنفسهم بقولهم وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَ و هوعجب . وأيضا قولهم لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلّمتَنااعتذار والعذر دليل الذنب . وأيضا قوله إِن كُنتُم صادِقِينَدل علي أنهم كانوا كاذبين فيما قالوه . والجواب عن هذاكله ظاهر و هو أن ليس غرضهم الاعتراض بل السؤال عما خفي -قرآن-854-888-قرآن-1003-1018-قرآن-1592-1626-قرآن-1830-1856-قرآن-1880-1911-قرآن-1951-1970

[ صفحه 30]

عليهم من وجه الحكمة و ليس لمن لم يوجد غيبة

و في كتاب قصص الراوندي عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبد الله ع كم كان طول آدم ع حين هبط به إلي الأرض وكم كان طول حواء قال وجدنا في كتاب علي ع أن الله عز و جل لماأهبط آدم وزوجته حواء إلي الأرض كانت رجلاه علي ثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء و أنه شكا إلي الله مايصيبه من حر الشمس فصير طوله سبعين ذراعا بذراعه وجعل طول حواء خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها

-روايت-1-2-روايت-55-396

و في الكافي بعد قوله من حر الشمس فأوحي الله إلي جبرئيل ع أن آدم قدشكا مايصيبه من حر الشمس فاغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه واغمز حواء فصير طولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها

-روايت-1-2-روايت-16-199

أقول هذاالحديث عده المتأخرون من مشكلات الأخبار لوجهين .الأول أن

طول القامة كيف يصير سببا للتضرر بحر الشمس مع أن حرارة الشمس إنما تكون بالانعكاس من الأجرام الأرضية وحده أربعة فراسخ في الهواء.الثاني أن كونه ع سبعين ذراعا بذراعه يستلزم عدم استواء خلقته و أنه يتعسر عليه كثير من الأعمال الضرورية وأجيب الأول بوجهين أحدهما أن يكون للشمس حرارة من غيرجهة الانعكاس أيضا وتكون قامته ع طويلة جدا بحيث تتجاوز الطبقة الزمهريرية ويتأذي من تلك الحرارة ويؤيده حكاية ابن عناق أنه كان يشوي بعين الشمس .الثاني أنه كان لطول قامته لايمكنه الاستظلال ببناء و لاشجر و لاجبل فلايمكنه الاستظلال و لاالجلوس تحت شيءفكان يتأذي من حرارة الشمس لذلك . و أماالجواب عن الثاني فمن وجوه أكثرها فيه من التكلف ماأوجب الإعراض عن ذكره لبعده عن لفظ الحديث ومعناه . و أماالوجوه القريبة فمنها ماذكره بعض الأفاضل من أن استواء الخلقة ليس منحصرا فيما هومعهود الآن فإن الله تعالي قادر علي خلق الإنسان علي هيئات أخر كل منها فيه استواء الخلقة وذراع آدم ع يمكن أن يكون قصيرا مع طول العضد وجعله ذا مفاصل أولينا بحيث يحصل الارتفاق به والحركة كيف شاء. ومنها ماروي عن شيخنا بهاء الدين طاب ثراه من أن في الكلام استخداما بأن يكون المراد بآدم حين إرجاع الضمير إليه آدم ذلك الزمان من أولاده و لايخفي بعده وعدم جريانه في حواء إلابتكلف . ومنها ماقاله شيخنا المحدث سلمه الله تعالي و هو أن إضافة الذراع إليهما علي التوسعة

[ صفحه 31]

والمجاز بأن نسب ذراع صنف آدم إليه وصنف حواء إليها أو يكون الضميران راجعين إلي الرجل والمرأة بقرينة المقام . ومنها أن الباء في قوله بذراعه للملابسة أي كماقصر من طوله قصر من

ذراعه لتناسب الأعضاء وإنما خص الذراع لأن جميع الأعضاء داخلة في الطول بخلاف الذراع والمراد بالذراع في قوله سبعين ذراعا أماذراع من كان في زمن آدم أو ما كان في زمن من صدر عنه الخبر. والأوجه عندي هوالوجه الأول و ذلك لأن استواء الخلقة إنما يكون بالنسبة إلي أغلب أنواع ذلك العصر والشائع في ذلك العصر روي أن موسي ع أرسل النقباء الاثني عشر ليأتوا له بخبر العمالقة حتي يغزوهم فلما قربوا من بلادهم رآهم رجل من العمالقة فوضع الاثني عشر رجلا في طرف كمه وحملهم إلي سلطانهم وصبهم بين يديه و قال هؤلاء من قوم موسي أتأمرني أن أضع رجلي عليهم أقتلهم فقال اتركهم يرجعون إلي صاحبهم ويخبرونه بما يرون فطلبوا منه زادا للطريق فأعطاهم رمانة علي ثور نصفها خال من الحب يضعونه فوق النصف الآخر ألذي يأكلون منه و في الليل ينامون في النصف الخالي فهو في الليل منام و في النهار غطاء و كان قوم موسي بالنسبة إليهم غيرمستوي الخلقة وكذا العكس . علي أن الأخبار الواردة بصفات حور العين وولدان الجنة وأكثر ماورد فيها لووجد في الدنيا لكان بعيدا عن استواء الخلقة

الفصل الثاني في سجود الملائكة و له معناه وأنها أية جنة كانت ومعني تعليمه الأسماء

قال الله تعالي وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ أَبي وَ استَكبَرَ وَ كانَ مِنَ الكافِرِينَ. و قال عزشأنه ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ وقالَ فَبِما أغَويَتنَيِ لَأَقعُدَنّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقِيمَ ثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَ مِن خَلفِهِم وَ عَن أَيمانِهِم وَ عَن شَمائِلِهِم وَ لا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرِينَ. و قال عزجلاله رَبّ فأَنَظرِنيِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قالَ فَإِنّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ

الوَقتِ المَعلُومِ

-قرآن-19-130-قرآن-147-252-قرآن-255-443-قرآن-461-561

[ صفحه 32]

و قوله فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبّهِ

-قرآن-9-76

في مجمع البيان روي عن ابن عباس أن الملائكة كانت تقاتل الجن فسبي إبليس و كان صغيرا و كان مع الملائكة فتعبد معها بالأمر بالسجود لآدم فسجدوا وأبي فلذلك قال الله تعالي إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّ

-روايت-1-2-روايت-39-216

وروي عن طاوس ومجاهد أن إبليس كان قبل أن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزرائيل و كان من سكان الأرض و كان سكان الأرض من الملائكة يسمون الجن و لم يكن من الملائكة أشد اجتهادا و لاأكثر علما منه فلما عصي الله لعنه وجعله شيطانا وسماه إبليس و كان من الكافرين في علم الله

-روايت-1-2-روايت-25-298

قال ابن عباس أول من قاس إبليس فأخطأ القياس فمن قاس الدين بشي ء من رأيه قرنه الله بإبليس

-روايت-1-2-روايت-18-103

و قوله أنَظرِنيِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَيعني يخرجون من قبورهم للجزاء أراد الخبيث أن لايذوق الموت في النفخة الأولي وأجيب بالإنظار إلي يوم الوقت المعلوم وهي النفخة الأولي ليذوق الموت بين النفختين و هوأربعون سنة. و قوله فَبِما أغَويَتنَيِ أي خيبتني من رحمتك وجنتك وامتحنتني بالسجود لآدم فغويت عنده أوحكمت بغوايتي و هذاكله تأويل والظاهر أنه كان يعتقد أن الإضلال عن الله تعالي و هو من جملة اعتقاداته الخبيثة. وتعجبني مقالة حكيتها في كتاب زهر الربيع وهي أني تباحثت مع علماء الجمهور فانتهي الحال إلي قوله إن الشيطان كان من أهل العلم فما مذهبه فقلت إنه كان في الأصول من الأشاعرة و في الفروع من الحنفية فتعجب من قولي فقال و ماالدليل قلت أماالأول فقوله فَبِما أغَويَتنَيِ فنسب الإضلال والإغواء إلي الله تعالي و هذا هومذهب الجبرية من الأشاعرة. و أماالثاني فعمله بالقياس في قوله أَنَا

خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍفعمل بقياس الأولوية زعما منه أن السجود إنما يكون للأشرف الأفضل و هوبزعمه أفضل من آدم لأنه مخلوق من النار وهي أشرف من الطين . والحاصل أن مذهب الشيطان أفضل من مذهب الحنفية لأنه يعمل بقياس الأولوية و أبوحنيفة كان يعمل بقياس المساواة ألذي هوأضعف القياسات وأردؤها. و قوله ثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم

-قرآن-9-40-قرآن-236-254-قرآن-706-724-قرآن-840-900-قرآن-1193-1229

روي أبو جعفر ع قال ثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن

-روايت-1-2-روايت-19-ادامه دارد

[ صفحه 33]

بَينِ أَيدِيهِممعناه أهون عليهم أمر الآخرة و من خلفهم آمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقي لورثتهم و عن أيمانهم أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة و عن شمائلهم بتحبب اللذات إليهم وتغليب الشهوات علي قلوبهم

-روايت-از قبل-253

و في كتاب الخرائج في حديث طويل عن أبي محمدالعسكري ع و فيه أنه لاأحد من محبي علي ع نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسة الذنوب إلالكان أطهر وأفضل من الملائكة

-روايت-1-2-روايت-63-185

و في جواب مسائل الزنديق عن أبي عبد الله ع أنه سئل أيصلح السجود لغير الله قال لا قال فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فقال إن من سجد بأمر الله فكان سجوده إذ كان عن أمر الله

-روايت-1-2-روايت-52-198

و في حديث آخر عنه ع سجدت الملائكة لآدم ووضعوا جباههم علي الأرض تكرمة من الله

-روايت-1-2-روايت-26-89

و عن أبي الحسن الثالث ع إن السجود من الملائكة لآدم لم يكن لآدم إنما كان طاعة لله ومحبة منهم لآدم

-روايت-1-2-روايت-31-111

و في الخرائج عن موسي بن جعفر عن آبائه ع أن يهوديا سأل أمير المؤمنين ع عن معجزة النبي ص في مقابلة معجزات الأنبياء فقال هذاآدم أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمدص شيئا من هذا فقال علي ع لقد كان

ذلك ولكن أسجد الله لآدم ملائكته لم يكن سجود طاعة إنهم عبدوا آدم من دون الله عز و جل ولكل اعترافا لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له و محمدص أعطي ما هوأفضل من هذا إن الله جل وعلا صلي عليه في جبروته والملائكة بأجمعها وتعبد المؤمنون بالصلاة عليه فهذه زيادة له يايهودي -روايت-1-2-روايت-49-509

أقول اتفق علماء الإسلام علي أن ذلك السجود لآدم ع لم يكن سجود عبادة و إلالحصل الشرك لكنهم ذكروا فيه أقوالا.الأول أن ذلك السجود كان لله تعالي وآدم ع كان قبلة و هوقول أبي علي الجبائي وجماعة.الثاني أن السجود في اللغة هوالانقياد والخضوع فهذا هوالسجود لآدم . ويبعده مع أنه خلاف التبادر قوله تعالي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ وكذلك الحديث السابق الثالث أن السجود كان تعظيما لآدم ع وتكرمة و هو في الحقيقة عبادة لله تعالي

-قرآن-318-340

[ صفحه 34]

لكونه بأمره و هذا هوالأظهر من الأخبار و قال علي بن ابراهيم طاب ثراه إن الاستكبار أول معصية عصي الله بها قال إبليس يارب اعفني من السجود لآدم و أناأعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب و لانبي مرسل فقال الله تعالي لاحاجة لي إلي عبادتك إنما أريد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبي أن يسجد فقال الله تعالي فَاخرُج مِنها فَإِنّكَ رَجِيمٌ قال إبليس كيف يارب و أنت العدل ألذي لاتجور فثواب عملي بطل قال لا ولكن سلني من أمر الدنيا ماشئت ثوابا لعملك أعطك فأول ماسأل البقاء إلي يوم الدين فقال الله تعالي قدأعطيتك قال سلطني علي ولد آدم قال سلطتك قال أجرني فيهم مجري الدم في العروق قال قدأجريتك قال لايولد لهم واحد إلاولد لي اثنان وأراهم و لايروني وأتصور لهم في كل

صورة شئت فقال قدأعطيتك قال يارب زدني قال لقد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا قال رب حسبي قال إبليس

عند ذلك فَبِعِزّتِكَ لَأُغوِيَنّهُم أَجمَعِينَ إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِمالآية

-قرآن-323-352-قرآن-830-903-قرآن-904-940

قال أبو عبد الله ع لماأعطي الله تبارك و تعالي إبليس ماأعطاه من القوة قال آدم ع يارب سلطت إبليس علي ولدي وأجريته فيهم مجري الدم في العروق وأعطيته ماأعطيته فما لي وولدي فقال لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشرة أمثالها قال يارب زدني قال التوبة مبسوطة إلي أن تبلغ النفس الحلقوم قال يارب زدني قال أغفر و لاأبالي قال حسبي قال جعلت فداك بما ذا استوجب إبليس من الله أن أعطاه ماأعطاه فقال بشي ء كان منه شكره الله تعالي عليه قلت و ما كان منه جعلت فداك قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة

-روايت-1-2-روايت-25-550

و في نهج البلاغة من قوله ع إنه صلي ركعتين في السماء في ستة آلاف سنة لايدري أ من سني الدنيا أم سني الآخرة

-روايت-1-2-روايت-34-120

و علي هذافلو كان من سني الآخرة لبلغ من السنين شيئا كثيرا. واعلم أن جماعة من الصوفية قدشكروا لإبليس إباءه عن السجود لآدم قالوا إنه أراد اختصاص السجود بالله تعالي فسموه من أجل هذاسيد الموحدين عليه وعليهم لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين

و في كتاب فضائل الشيعة للصدوق طاب ثراه بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال كنا جلوسا مع رسول الله ص إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قول الله

-روايت-1-2-روايت-82-ادامه دارد

[ صفحه 35]

عز و جل لإبليس أَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العالِينَفمن هم يا رسول الله الذين هم أعلي من الملائكة فقال رسول الله ص أنا و علي وفاطمة و الحسن و

الحسين كنا في سرادق العرش نسبح وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلاإبليس فقال الله تبارك و تعالي أَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العالِينَ من هؤلاء الخمس المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش

-روايت-از قبل-479

و عنه ص قال إنما كان لبث آدم وحواء في الجنة حتي أخرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتي أهبطهما الله من يومهما ذلك

-روايت-1-2-روايت-18-128

و في كتاب علل الشرائع عن وهب قال لماأسجد الله الملائكة لآدم ع وأبي إبليس أن يسجد قال له ربه عز و جل اخرج منها ثم قال عز و جل ياآدم انطلق إلي هؤلاء الملأ من الملائكة فقل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فسلم عليهم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فلما رجع إلي ربه قال له ربه تبارك و تعالي هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك فيما بينهم إلي يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-41-392

علل الشرائع مسندا إلي الصادق ع قال سألته عن جنة آدم فقال جنة من جنان الدنيا تطلع منها الشمس والقمر و لوكانت من جنان الخلد ماخرج منها أبدا وروي علي بن ابراهيم

-روايت-1-2-روايت-37-177

مثله أيضا

و قدوقع الاختلاف بين علماء المسلمين في أن جنة آدم ع هل كانت في الأرض أم في السماء و علي الثاني هل هي جنة الخلد والجزاء أم غيرها ذهب أكثر المفسرين وجمهور المتعلمة إلي أنها جنة الخلد و هوظاهر أكثر علمائنا رضوان الله عليهم . و قال أبوهاشم جنة من جنان الدنيا غيرجنة الخلد وذهب طائفة من علماء المسلمين إلي أنها بستان من بساتين الدنيا في الأرض كمادل عليه الخبر.احتج الأولون

بالتبادر وعهدية الألف واللام و لايخفي ما فيه . واحتجت الفرقة الثانية بأن الهبوط يدل علي الإهباط من السماء إلي الأرض وليست بجنة الخلد لأن من دخلها خلد فيهافلزم المطلوب . والجواب الانتقال من أرض إلي أرض أخري يسمي هبوطا كقوله تعالي اهبِطُوا مِصراً. واحتج القائلون بأنها من بساتين الدنيا بأن جنة الخلد لايخرج داخلها و لايفني نعيمها. وأجيب عنه بأنه إنما يمكن بعدالدخول والاستقرار وذكروا في الكتب الكلامية

-قرآن-645-659

[ صفحه 36]

دلائل متكثرة علي ماساروا إليه وهذان الخبران يعارضهما ظواهر الآيات والأخبار مع إمكان حملهما علي التقية

و عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله ع أ كان إبليس من الملائكة أم من الجن قال كانت الملائكة تري أنه منها و كان الله يعلم أنه ليس منها فلما أمر بالسجود كان منه ألذي كان

-روايت-1-2-روايت-28-192

أقول اختلف علماء الإسلام في أن إبليس هل كان من الملائكة أم لافأكثر المتكلمين وكثير من علمائنا كالشيخ المفيد طاب ثراه علي أنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن قال و قدجاءت الأخبار متواترة عن أئمة الهدي س و هومذهب الإمامية وذهبت طائفة إلي أنه من الملائكة واختاره شيخ الطائفة في التبيان قال و هوالمروي عن أبي عبد الله ع والظاهر في تفاسيرنا. ثم اختلفت الطائفة الأخيرة.فقيل إنه كان خازنا للجنان . وقيل كان له سلطان السماء وسلطان الأرض . وقيل كان يسوم ما بين السماء و الأرض و ماصار إليه المفيد طاب ثراه هومدلول الأحاديث المستفيضة

والعياشي مسندا إلي أمير المؤمنين ع أنه قال أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لماأمر الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا علي ظهر الكوفة

-روايت-1-2-روايت-52-141

و في تفسير الإمام العسكري ع قال إن الله لماامتحن الحسين

ع و من معه بالعسكر الذين قتلوه وحملوا رأسه قال لعساكره أنتم في حل من بيعتي فالحقوا بعشائركم و قال لأهل بيته قدجعلتكم في حل من مفارقتي فإنكم لاتطيقونهم لتضاعف أعدادهم و ماالمقصود غيري فدعوني والقوم فإن الله يعينني كعادته في أسلافنا فأما عسكره ففارقوه و أماأهله الأدنون فأبوا وقالوا لانفارقك فقال لهم فإن كنتم قدوطنتم أنفسكم علي ماوطنت نفسي عليه فاعلموا أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره و إن الله خصني مع من مضي من أهلي الذين أناآخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل معها احتمال المكروهات و إن لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالي واعلموا أن الدنيا حلوها ومرها حلم والانتباه في الآخرة أ و لاأحدثكم بأول أمرنا قالوا بلي يا ابن رسول الله قال إن الله تعالي لماخلق آدم علمه أسماء كل شيء وعرضهم علي الملائكة

-روايت-1-2-روايت-39-ادامه دارد

[ صفحه 37]

جعل محمدا وعليا وفاطمة و الحسن و الحسين أشباحا خمسة في ظهر آدم وكانت أنوارهم تضي ء في آفاق السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش فأمر الله الملائكة بالسجود لآدم تعظيما له إنه قدفضله بأنه جعله وعاء لتلك الأشباح التي عمت أنوارها في الآفاق فسجدوا إلاإبليس أبي أن يتواضع لأنوارنا أهل البيت و قدتواضعت الملائكة

-روايت-از قبل-336

و في حديث علي بن الحسين أن آدم نظر إلي ذروة العرش فرأي نور أشباحنا فقال الله تعالي ياآدم هذه الأشباح أفضل خلائقي وعرفه أسماءهم و قال بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب فتوسل بهم ياآدم و إذادهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك فإني آليت علي نفسي لاأرد لهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله عز و جل بهم فتاب عليه

-روايت-1-2-روايت-31-361

و عن إسحاق

بن جرير قال أبو عبد الله ع أي شيء يقول أصحابك في قول إبليس خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ قلت جعلت فداك قد قال وذكره الله في كتابه قال كذب ياإسحاق ماخلقه الله إلا من طين ثم قال قال الله ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَخلقه الله من تلك النار من تلك الشجرة والشجرة أصلها من طين

-روايت-1-2-روايت-45-378

علي بن ابراهيم بإسناده إلي الصادق ع في قول الله تبارك و تعالي إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ يوم يذبحه رسول الله ص علي الصخرة التي في بيت المقدس

-روايت-1-2-روايت-44-162

أقول يشير إلي أن إنظاره إلي يوم خروج القائم ع و هوالقيامة الصغري والأخبار المستفيضة دالة عليه

الفصل الثالث في أن ذنبه كان ترك الأولي وكيفية قبول توبته والكلمات التي تلقاها من ربه وكيفية نزوله من الجنة وحزنه عليها

في كتاب النبوة أن الله تعالي خلق آدم من الطين وخلق حواء من آدم فهمة الرجال الماء والطين وهمة النساء الرجال

و في العلل والأمالي مسندا إلي الحسن بن علي ع قال

-روايت-1-2-روايت-60-ادامه دارد

[ صفحه 38]

جاء نفر من اليهود إلي رسول الله ص فسألوه عن مسائل فقالوا أخبرنا عن الله لأي شيءوقت هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت علي أمتك في ساعات الليل والنهار فأجاب إلي أن قال و أماصلاة العصر فهي الساعة التي أكل فيها من الشجرة فأخرجه الله من الجنة فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلي يوم القيامة واختارها لأمتي فهي من أحب الصلوات إلي الله عز و جل وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات و أماصلاة المغرب فهي الساعة التي تاب الله فيها علي آدم و كان بين ماأكل من الشجرة و بين ماتاب الله عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا و في أيام الآخرة يوم كألف سنة من وقت صلاة العصر إلي العشاء فصلي آدم ثلاث

ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته فافترض الله عز و جل هذه الثلاث ركعات علي أمتي ثم قال فأخبرني لأي شيءتوضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد و قال النبي ص لما أن وسوس الشيطان إلي آدم ودنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ثم قام و هوأول قدم مشت إلي الخطيئة ثم تناول بيده ثم مسها فأكل منها فطار الحلي والحلل عن جسده ثم وضع يده علي رأسه وبكي فلما تاب الله عليه فرض الله عليه و علي ذريته الوضوء علي الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لمانظر إلي الشجرة وأمره أن يغسل الساعدين إلي المرفقين لماتناوله منها وأمره أن يمسح القدمين لمامشي إلي الخطيئة ثم قال أخبرني لأي شيءفرض الله الصوم علي أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض الله علي آدم أكثر من ذلك قال النبي ص لماأكل آدم من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما وفرض الله علي ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش و ألذي يأكلونه تفضل من الله عز و جل عليهم وكذلك كان علي آدم ففرض الله علي أمتي ذلك ثم تلا رسول الله ص كُتِبَ عَلَيكُمُ الصّيامُ كَما كُتِبَ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلّكُم تَتّقُونَ أَيّاماً مَعدُوداتٍ

-روايت-از قبل-1698

تفسير علي بن ابراهيم عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال إن موسي ع سأل ربه أن يجمع بينه و بين آدم ع فجمع فقال له موسي ياأبت أ لم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأمرك أن لاتأكل من الشجرة فلم عصيته قال يا موسي بكم وجدت [حل علي ]قبل خلقي في التوراة قال بثلاثين سنة قال

فهو نسلك قال الصادق ع فحج آدم موسي ع

-روايت-1-2-روايت-86-387

أقول وجد أن الخطيئة قبل الخلق أما في عالم الأرواح كماقيل بأن تكون روح موسي ع اطلعت علي ذلك في اللوح أوالمراد أنه وجد في التوراة أن تقدير خطيئة آدم ع كان قبل خلقه بثلاثين سنة و في الأخبار دلالة عليه و قوله فحج أي غلبه في الحجة.

[ صفحه 39]

و هذا من فروع مسألة القضاء والقدر وراجع إلي العلم القديم وهي المعركة الكبري بين علماء الإسلام وضل به خلق كثير وطوائف لاتحصي فوردوا النار بهاتين المسألتين

و عنه ع لماخرج آدم من الجنة نزل عليه جبرئيل ع فقال ياآدم أ ليس الله خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك الملائكة وزوجك حواء أمته وأسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة أن لاتأكل من الشجرة فأكلت منها وعصيت الله فقال آدم ع إن إبليس حلف لي بالله أنه لي ناصح فما ظننت أن أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا

-روايت-1-2-روايت-13-339

معاني الأخبار وعيون الأخبار بإسناده إلي الهروي قال قلت للرضا ع يا ابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ماكانت فقد اختلف الناس فيهافمنهم من يروي أنها الحنطة ومنهم من يروي أنها العنب ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد فقال كل ذلك حق قلت فما معني هذه الوجوه علي اختلافها فقال يا أباالصلت إن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة و فيهاعنب وليست كشجرة الدنيا و إن آدم ع لماأكرمه الله تعالي ذكره بإسجاد ملائكته وبإدخاله الجنة قال في نفسه هل خلق الله بشرا أفضل مني فعلم الله عز و جل ماوقع في نفسه فناداه ارفع رأسك ياآدم فانظر إلي ساق عرشي فرفع آدم رأسه

فنظر إلي ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لاإله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال آدم ع يارب من هؤلاء فقال عز و جل من ذريتك وهم خير منك و من جميع خلقي ولولاهم ماخلقتك و لاخلقت الجنة والنار و لاالسماء و الأرض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد وتمني منزلتهما فتسلط الشيطان عليه حتي أكل من الشجرة التي نهي عنها وتسلط علي حواء لنظرها إلي فاطمة ع بعين الحسد حتي أكلت من الشجرة كماأكل منها آدم فأخرجهما الله عز و جل عن جنته وأهبطهما عن جواره إلي الأرض

-روايت-1-2-روايت-58-1203

أقول اختلفوا في الشجرة التي ورد النهي عنها فقيل كانت السنبلة. ورووه عن ابن عباس ويدل عليه بعض الأخبار وقيل هي الكرمة وقيل شجرة الكافور. وقيل التينة وقيل شجرة العلم علم الخير والشر وقيل هي شجرة الخلد التي كانت

[ صفحه 40]

تأكل منها الملائكة والكل مروي في الأخبار و هذه الرواية تجمع بين الروايات وأكثر الأقوال وسيأتي ما هوأجمع للأقوال والأخبار والمراد بالحسد هنا الغبطة التي تركها هوالأولي و قوله وتمني منزلتهم دال عليه وحينئذ فمعني شجرة الحسد الشجرة التي كان سبب الأكل منها الحسد

علل الشرائع بإسناده إلي الباقر ع قال لو لا أن آدم أذنب ماأذنب مؤمن أبدا و لو لا أن الله عز و جل تاب علي آدم ماتاب علي مذنب أبدا

-روايت-1-2-روايت-44-146

و فيه عن أبي عبد الله ع لماأهبط الله آدم من الجنة ظهرت فيه شامة سوداء في وجهه من قرنه إلي قدمه فطال حزنه وبكاؤه علي ماظهر به فأتاه جبرئيل ع فقال مايبكيك ياآدم قال لهذه الشامة

التي ظهرت بي قال قم فصل فهذا وقت الأولي فقام فصلي فانحطت الشامة إلي صدره فجاءه في الصلاة الثانية فقال ياآدم قم فصل فهذه وقت الصلاة الثانية فقام فصلي فانحطت الشامة إلي سرته فجاء في الصلاة الثالثة فقال ياآدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الثالثة فقام فصلي فانحطت الشامة إلي ركبتيه فجاءه في الصلاة الرابعة فقال ياآدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الرابعة فقام فصلي فانحطت الشامة إلي رجليه فجاءه في الصلاة الخامسة فقال آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الخامسة فقام فصلي فخرج منها فحمد الله وأثني عليه فقال جبرئيل ع ياآدم مثل ولدك في هذه الصلاة كمثلك في هذه الشامة من صلي من ولدك في كل يوم وليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كماخرجت من هذه الشامة

-روايت-1-2-روايت-32-887

و فيه أنه سأل الشامي أمير المؤمنين ع لم صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين قال من قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة وأطعمت آدم حبتين فمن أجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الأنثيين

-روايت-1-2-روايت-10-227

و فيه عن أبي عبد الله ع كيف صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين قال لأن الحبات التي أكل منها آدم وحواء في الجنة كانت ثماني عشرة أكل آدم منها اثنتي عشرة حبة وأكلت حواء ستا فلذلك صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين

-روايت-1-2-روايت-32-236

أقول يجمع بين الخبرين بحمل ماتقدم علي أول سنبلة أخذاها كذلك حتي صار ثماني عشرة أوالمراد أنها كانت علي شعبة فيهاثلاث حبات وكانت الشعبة ست

و عنه ع في حديث طويل قال فيه إن آدم جاء من الهند و كان موضع قدميه حيث يطأ عليه العمران و ما بين القدم إلي القدم صحاري ليس فيها شيء ثم

جاء إلي البيت فطاف الحديث

-روايت-1-2-روايت-38-182

[ صفحه 41]

و في ذلك الكتاب عن ابن مسعود وسئل عن أيام البيض ماسببها قال سمعت رسول الله ص يقول إن آدم لماعصي ربه عز و جل ناداه مناد من لدن العرش ياآدم اخرج من جواري فإنه لايجاورني أحد عصاني فبكي وبكت الملائكة فبعث الله عز و جل إليه جبرئيل فأهبطه إلي الأرض مسودا فلما رأته الملائكة ضجت وبكت وانتحبت وقالت يارب خلقا خلقته ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك فبذنب واحد حولت بياضه سوادا فنادي مناد من السماء صم لربك اليوم فصام فوافق يوم الثالث عشر من الشهر فذهب ثلث السواد ثم نودي يوم الرابع عشر أن صم لربك فصام فذهب ثلثا السواد ثم نودي في اليوم الخامس عشر بالصيام فصام و قدذهب السواد كله فسميت أيام البيض التي رد الله فيها علي آدم من بياضها ثم نادي مناد من السماء ياآدم هذه الثلاثة أيام جعلتها لك ولولدك من صامها في كل شهر فإنما صام الدهر ثم قال فأصبح آدم و له لحية سوداء كالحمم فصرف يده إليها فقال يارب ما هذه فقال هذه اللحية زينتك بها أنت وذكور ولدك إلي يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-35-952

معاني الأخبار بإسناده إلي المفضل قال قال أبو عبد الله ع إن الله تعالي خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين والأئمة بعدهم ص فعرضها علي السماوات و الأرض والجبال فغشيها نورهم فقال الله تبارك و تعالي للسماوات و الأرض والجبال فهؤلاء حججي علي خلقي لهم ولمن تولاهم خلقت جنتي ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري فمن ادعي منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا لاأعذبه أحدا

من العالمين و من أقر بولايتهم و لم يدع منزلتهم مني جعلته معهم في روضات جناتي فولايتهم أمانة

عندخلقي فأيكم يحملها وبأثقالها يدعيها لنفسه دون خبرتي فأبت السماوات و الأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن من ادعاء منزلتها وتمني محلها من عظمة ربها فلما أسكن الله عز و جل آدم وزوجته الجنة قال لهماكُلا مِنها رَغَداً حَيثُ شِئتُما وَ لا تَقرَبا هذِهِ الشّجَرَةَيعني شجرة الحنطةفَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَفنظرا إلي منزلة محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين والأئمة من بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا ياربنا لمن هذه المنزلة فقال الله جل جلاله ارفعا رأسيكما إلي ساق العرش فرفعا رأسيهما فوجدا اسم محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين والأئمة بعدهم ص مكتوبة من ساق العرش من نور الجبار جل جلاله فقالا ياربنا ماأكرم هذه المنزلة عليك فقال لولاهم لماخلقتكما إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَقالا ربنا و من الظالمون قال المدعون لمنزلتهم بغير حق قالا ربنا فأرنا منازل ظالميهم في نارك حتي نراها كما

-روايت-1-2-روايت-65-ادامه دارد

[ صفحه 42]

رأينا منزلتهم في جنتك فأمر الله تبارك و تعالي النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان العذاب فأوحي الله إليهما ياآدم و ياحواء لاتنظرا إلي أنوار حججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري فَوَسوَسَ لَهُمَا الشّيطانُوَ قاسَمَهُما إنِيّ لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَفحملهما علي تمني منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتي أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ماأكلا شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه وأصل الشعير كله مما عاد مكان ماأكلاه فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين فناداهماأَ لَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشّجَرَةِ وَ أَقُل

لَكُما إِنّ الشّيطانَ لَكُما عَدُوّ مُبِينٌ قالا رَبّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَ إِن لَم تَغفِر لَنا وَ تَرحَمنا لَنَكُونَنّ مِنَ الخاسِرِينَ قال اهبطا من جواري فلايجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلي أنفسهما في طلب المعاش فلما أراد الله عز و جل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل ع فقال لهما إنكما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قدعوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز و جل إلي أرضه فاسألا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها علي ساق العرش حتي يتوب عليكما فقالا أللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين والأئمة إلاتبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما فلم تزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بهاأوصياءهم والمخلصين من أممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الإنسان ألذي قدعرفت فأصل كل ظلم منه إلي يوم القيامة و ذلك قول الله عز و جل إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَ أَشفَقنَ مِنها وَ حَمَلَهَا الإِنسانُ إِنّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا

-روايت-از قبل-1569

أقول لايتوهم أن آدم ع صار يتمني منزلتهم من الظالمين المدعين لمنزلتهم حتي يستحق بذلك أليم النكال فإن في عده من الظالمين هنا نوعا من التجوز لأنه تشبه بهم في التمني ومخالفة الأمر الندبي لا في ادعاء المنزلة وغصبها والقتل عليها وحمل الأمانة غيرحفظها كمايدل عليه قوله فلم تزل أنبياء الله يحفظون هذه الأمانة إلي قوله فيأبون حملها فالمراد بحملها ادعاؤها بغير حق وغصبها و قال الزجاج كل من خان الأمانة فقد حملها و من لم يحمل الأمانة فقد أداها فآدم ع لم يكن من الحاملين للأمانة علي ماذهب إليه

بعض المفسرين وفسروا الإنسان بآدم و قوله ألذي قدعرفت هوالأول و هذامشهور لاأصل له لأن الثاني كما قال الصادق ع سيئة من سيئات الأول

-روايت-1-2-روايت-22-44

وَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

-قرآن-1-58

و عن ابن عباس قال لماخلق الله تعالي آدم ونفخ فيه من روحه عطس فألهمه الله

-روايت-1-2-روايت-24-ادامه دارد

[ صفحه 43]

الحمد لله رب العالمين فقال له ربه يرحمك ربك فلما أسجد له ملائكته تداخله العجب فقال يارب خلقت خلقا أحب إليك مني فلم يجب ثم قال الثالثة فلم يجب ثم قال الله عز و جل له نعم لولاهم ماخلقتك فقال يارب فأرينهم فأوحي الله عز و جل إلي ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب فلما رفعت إذاآدم بخمسة أشباح قدام العرش فقال يارب من هؤلاء قال ياآدم هذا محمدنبي و هذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبي ووصيه و هذه فاطمة ابنة نبي وهذان الحسن و الحسين ابنا علي وولدا ابنة نبي ثم قال ياآدم هم ولدك ففرح بذلك فلما اقترف الخطيئة قال يارب أسألك بمحمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين لماغفرت لي فغفر الله له بهذا فهذا ألذي قال الله عز و جل فَتَلَقّي آدَمُ مِن رَبّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ فلما هبط إلي الأرض صاغ خاتما فنقش عليه محمد رسول الله و علي أمير المؤمنين ويكني آدم بأبي محمد ع

-روايت-از قبل-835

معاني الأخبار بإسناده إلي الصادق ع قال لقد طاف آدم ع بالبيت مائة عام ماينظر إلي وجه حواء ولقد بكي علي الجنة حتي صار علي خديه مثل النهرين العظيمين من الدموع ولقد قام علي باب الكعبة ثيابه جلود الإبل والبقر فقال أللهم أقلني عثرتي واغفر لي ذنبي وأعدني إلي الدار التي أخرجتني منها فقال الله عز

و جل قدأقلتك عثرتك وغفرت لك ذنبك وسأعيدك إلي الدار التي أخرجتك منها

-روايت-1-2-روايت-46-396

أقول فيه دلالة علي أن الجنة التي أخرج منها هي جنة الخلد لأنها التي سيعود إليها وكذلك الأخبار السابقة و مابمعناها الدالة علي أنه نظر إلي منزلة محمد و علي و إلي أنه رآهم مكتوبين علي أركان العرش فإن العرش سقف لجنة الخلد كماجاء في الحديث أن الجنة فوق السماء وسقفها العرش والتأويل بالجمل علي أنها جنة البرزخ التي تأوي أرواح المؤمنين بعيد لماعرفت وحينئذ فطريق الجمع مامر من حمل الأخبار الدالة علي أنها من بساتين الدنيا علي التقية. و في ذلك الكتاب الحديث عن الصادق ع . و فيه أن الكلمات التي تلقاها آدم ع فتاب عليه هي النبي و أهل بيته ع ثم قال المفضل فما يعني عز و جل بقوله فَأَتَمّهُنّ قال يعني أتمهن إلي القائم ع اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين ع .أقول ورد أن الكلمات هي قوله تعالي رَبّنا ظَلَمنا أَنفُسَناالآية. وورد أيضا أنها قوله سبحانك أللهم وبحمدك وتبارك اسمك و تعالي جدك الدعاء. وورد غيره أيضا.

-قرآن-613-624-قرآن-734-757

[ صفحه 44]

والجمع بين الروايات الجمع بينها إلا أن الأصل هو ماروي عن السادة الأطهارص من أنها أسماؤهم

و في الحديث أن آدم ع لماكثر ولده وولده كانوا يتحدثون عنده و هوساكت فقالوا ياأبة ما لك لاتتكلم فقال يابني إن الله جل جلاله لماأخرجني من جواره عهد إلي و قال أقلل كلامك ترجع إلي جواري -روايت-1-2-روايت-16-207

قصص الراوندي بإسناده إلي أبي جعفر ع قال إن آدم ع نزل بالهند فبني الله تعالي له البيت فلما خطا من الهند فكان موضع قدميه حيث خطا عمران و ما بين القدم والقدم صحاري -روايت-1-2-روايت-49-185

أقول المشهور

في الأخبار عن السادة الأطهارص أن نزول آدم ع كان علي الصفا ونزول حواء علي المروة و هذاالخبر و ماروي بمعناه يدل علي أن نزولهما كان بالهند وحمله بعض أهل الحديث علي التقية لأنه المشهور بين العامة أن آدم ع هبط علي جبل في سرنديب يقال له نود وحواء هبطت في جدة مع أنه يمكن أن يقال إن هبوطهما علي الصفا والمروة بعددخولهما مكة من اهبطوا مصرا

العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع رفعه إلي النبي ص أن موسي ع سأل ربه أن يجمع بينه و بين آدم ع حيث عرج إلي السماء في أمر الصلاة ففعل فقال له موسي ياأبت أنت ألذي خلقك الله بيده وأباح لك جنته ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر عنها حتي أهبطت إلي الأرض بسببها فلم تستطع أن تضبط نفسك عنها حتي أغراك إبليس فأطعته فأنت ألذي أخرجتنا من الجنة بمعصيتك فقال آدم ع ارفق بأبيك يابني فيما لقي من أمر هذه الشجرة يابني إن عدوي أتاني من وجه المكر والخديعة فحلف لي بالله إنه في مشورته علي لمن الناصحين و ذلك أنه قال لي منتصحا إني لشأنك ياآدم لمغموم قلت وكيف قال قدكنت أنست بك وبقربك مني و أنت تخرج مما أنت فيه إلي ماأستكرهه فقلت له و ماالحيلة فقال إن الحيلة هوذا معك أ فلاأدلك علي شجرة الخلد وملك لايبلي فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة أبدا من الخالدين وحلف لي بالله كاذبا إنه لمن الناصحين و لم أظن يا موسي أن أحدا يحلف بالله كاذبا فوثقت بيمينه فهذا عذري فأخبرني يابني هل تجد فيما أنزل الله أن خطيئتي كائنة من

قبل أن أخلق قال له موسي بدهر طويل قال رسول الله ص فحج آدم موسي قال ذلك ثلاثا

-روايت-1-2-روايت-70-1100

أقول أما أن تلك الشجرة شجرة الخلد فهو غيركاذب فيما قاله إلا أن من أكلها أفادته

[ صفحه 45]

الخلد في الجنة إذا كان الأكل مباحا منها يكون مأمورا به و إذا كان الأكل منهيا عنه يكون أثره المترتب عليه ماوقع علي آدم من إخراجه من الجنة في ذلك اليوم و قوله بدهر طويل يرجع حاصله إلي أن الله سبحانه علم بذنب آدم وقدره موافقا للعلم القديم كما هوحال جميع مقدرات الله سبحانه ومقدراته

العياشي عن عبد الله بن سنان قال سئل أبو عبد الله ع و أناحاضر كم لبث آدم ع وزوجته في الجنة حتي أخرجهما منها فقال إن الله تبارك و تعالي نفخ في آدم روحه بعدزوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه ثم أسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك فو الله مااستقر فيها إلاست ساعات في يومه ذلك حتي عصي الله فأخرجهما الله منها بعدغروب الشمس و ماباتا فيها وصيرا بفناء الجنة حتي أصبحافَبَدَت لَهُما سَوآتُهُماوَ ناداهُما رَبّهُما أَ لَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشّجَرَةِفاستحي آدم من ربه وخضع و قال رَبّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا قال الله لهما اهبطا من سماواتي إلي الأرض فإنه لايجاورني في جنتي عاص و لا في سماواتي -روايت-1-2-روايت-39-683

و قال أبو عبد الله ع إن آدم لماأكل من الشجرة ذكر مانهاه الله عنها فندم فذهب ليتنحي من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها وقالت له أ فلا كان فرارك قبل أن تأكل مني -روايت-1-2-روايت-27-187

و في هذاالحديث دلالة علي أن تلك الجنة كانت في السماء والظاهر أنها

شجرة الخلد

و في تفسير الإمام العسكري ع وَ لا تَقرَبا هذِهِ الشّجَرَةَشجرة العلم شجرة علم محمد وآل محمدآثرهم الله تعالي به علي سائر خلقه فقال الله تعالي وَ لا تَقرَبا هذِهِ الشّجَرَةَشجرة العلم فإنها لمحمد وآله خاصة دون غيرهم لايتناول منها بأمر الله إلا وهم منها ما كان يتناوله النبي و علي وفاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم أجمعين بعدإطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتي لم يحسوا بعدبجوع و لاعطش و لاتعب و لانصب وهي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار المأكول وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة فلذلك اختلف الحاكون بذكر الشجرة فقال بعضهم هي برة و قال آخرون هي عنبة و قال آخرون هي عنابة و قال الله وَ لا تَقرَبا هذِهِ الشّجَرَةَتلتمسان بذلك درجة محمد وآل محمد في فضلهم فإن الله عز و جل خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم وهي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله ألهم علم الأولين

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 46]

والآخرين من غيرتعلم و من تناول بغير إذن الله خاب من مراده وعصي ربه فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَبمعصيتكما والتماسكما درجة قدأؤثر بهاغيركما إذارمتما بغير حكم الله قال الله تعالي فَأَزَلّهُمَا الشّيطانُ عَنها عن الجنة بوسوسته وغروره بأن بدأ بآدم فقال مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين إن تناولتما منها تعلمان الغيب وتقدران علي مايقدر عليه من خصه الله تعالي بالقدرة أوتكونا من الخالدين لاتموتان أبدا و كان إبليس بين لحيي الحية أدخلته الحية و كان آدم يظن أن الحية هي التي تخاطبه و لم يعلم أن إبليس

قداختبأ بين لحييها فرد آدم علي الحية أيتها الحية هذا من غرور إبليس كيف أروم التوصل إلي مامنعني ربي وأتعاطاه بغير حكمه فلما أيس إبليس من قبول آدم عاد ثانية بين لحيي الحية فخاطب حواء من حيث يوهمها أن الحية هي التي تخاطبها و قال ياحواء أرأيت هذه الشجرة التي كان الله حرمها عليكما قدأحلها لكما بعدتحريمها لماعرف من حسن طاعتكما له و ذلك أن الملائكة الموكلين بالشجرة التي معها الخراب يدفعون عنها سائر حيوانات الجنة لايدفعونكما عنها إن رمتما فاعلما بذلك أنه قدأحل لكما وأبشري بأنك إن تناولتها قبل آدم كنت أنت المسلطة عليه الآمرة الناهية فوقه فقالت حواء سوف أجرب هذافرامت الشجرة فأرادت الملائكة أن يدفعوها عنها بحرابها فأوحي الله إليها إنما تدفعون بحرابكم من لاعقل له يزجره و أما من جعلته متمكنا مميزا مختارا فكلوه إلي عقله ألذي جعلته حجة عليه فإن أطاع استحق ثوابي و إن عصي وخالف أمري استحق عقابي فتركوها و لم يتعرضوا لها بعد ماهموا بمنعها بحرابهم فظنت أن الله نهاهم عن منعها لأنه قدأحلها بعد ماحرمها فقالت صدقت الحية وظنت أن المخاطب بهاهي الحية فتناولت منها و لم تنكر من نفسها شيئا فقالت لآدم ع أ لم تعلم أن الشجرة المحرمة علينا قدأبيحت لنا وتناولت منها و لم تمنعني ملائكتها و لم أنكر شيئا من حالي فلذلك اغتر آدم ع وغلط فتناول فأصابهما ما قال الله تعالي في كتابه فَأَزَلّهُمَا الشّيطانُ عَنهابغرورفَأَخرَجَهُما مِمّا كانا فِيهِ من النعيم وَ قُلنَا ياآدم و ياحواء و ياأيتها الجنة و ياإبليس اهبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوّ وآدم وحواء وأولادهما أعداء للحية وإبليس وأولاده أعداؤكم وَ لَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرّللمعاش وَ مَتاعٌ إِلي

حِينٍالموت وكانت الحية من أحسن دواب الجنة وهبوطها كان من الجنة وهبوط إبليس من حواليها فإنه كان محرما عليه دخول الجنة الحديث

-روايت-از قبل-2198

أقول اختلف في كيفية وصول إبليس إلي آدم وحواء حتي وسوس إليهما وإبليس كان قدأخرج من الجنة حين أبي السجود وهما في الجنة.

[ صفحه 47]

فقيل إن آدم كان يخرج إلي باب الجنة وإبليس لم يكن ممنوعا من الدنو منه فكان يكلمه و كان هذاقبل أن يهبط إلي الأرض و بعد أن أخرج من الجنة. وقيل إنه كلمهما في الأرض بكلام عرفاه وفهماه منه . وقيل إنه دخل في شدق الحية وخاطبهما من شدقها قال صاحب الكامل إن إبليس أراد دخول الجنة فمنعته الخزنة فأتي كل دابة من دواب الأرض وعرض نفسه عليها أن تحمله حتي يدخل الجنة ليكلم آدم وزوجته فكل الدواب أبي عليه ذلك حتي أتي الحية و قال لماأمنعك من ابن آدم فأنت في ذمتي إن أدخلتني فجعلته ما بين نابين من أنيابها ثم دخلت به وكانت رأسية علي أربع قوائم من أحسن دابة خلقها الله كأنها بختية فأعراها الله تعالي وجعلها تمشي علي بطنها انتهي . وقيل راسلهما بالخطاب وظاهر الآيات تدل علي المشافهة وورد أن السم ألذي في أنياب الحية من مقعد الشيطان فيه أمالأنه أثر فيه السم أولأن السم خلق هناك بسببه .أقول أعظم شبهة المخطئة للأنبياء ع قصة آدم ع حيث سماه عاص بقوله وَ عَصي آدَمُ رَبّهُ فَغَوي. وأجاب عنه علم الهدي طاب ثراه بأن العصيان مخالفة الأمر أعم من كونه واجبا أوندبا وأطال في تحقيق المقام و كل هذايرجع إلي قوله ع

-قرآن-909-935

حسنات الأبرار سيئات المقربين

-روايت-1-2-روايت-3-35

و قدحققنا جملة القول في هذه المقالة الواردة في الأنبياء والأئمة

ع في شرحنا علي الصحيفة السجادية

عندشرح دعاء الإمام علي بن الحسين ع إذااستقال من ذنوبه

و عن أبي عبد الله ع قال رن إبليس أربع رنات أولهن يوم لعن وحين أهبط إلي الأرض وحين بعث محمدص علي حين فترة من الرسل وحين أنزلت أم الكتاب ونخر نخرتين حين أكل يعني آدم من الشجرة وحين أهبط من الجنة

-روايت-1-2-روايت-32-226

أقول الرنة الصوت والصياح والنخير الصوت من الأنف والأول للحزن والثاني للفرح

و عنه ع البكاءون خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمدص و علي بن الحسين ع فأما آدم فبكي للجنة حتي صار في خديه مثل الأودية

-روايت-1-2-روايت-13-141

و في حديث آخر أنه بكي حتي خرج من إحدي عينيه من الدموع مثل ماء دجلة

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه دارد

[ صفحه 48]

و من الأخري مثل ماء الفرات

-روايت-از قبل-33

و عنه ع لماأهبط الله عز و جل آدم ع من الجنة أهبط معه مائة وعشرين قضيبا منها أربعون مايؤكل منها داخلها وخارجها وأربعون منها مايؤكل داخلها ويرمي خارجها وأربعون منها مايؤكل خارجها ويرمي بداخلها وغرارة فيهابذر كل شيء والغرارة الجوالق معرب جوال

-روايت-1-2-روايت-13-263

علل الشرائع عن بكير بن أعين قال قال لي أبو عبد الله ع هل تدري ما كان الحجر قال قلت لا قال كان ملكا عظيما من عظماء الملائكة

عند الله عز و جل فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا علي جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالعهد والميثاق ألذي أخذه الله عليهم ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكر الميثاق ويجدد عنده الإقرار كل سنة فلما عصي آدم ع وأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق ألذي أخذ

الله عليه و علي ولده لمحمد ووصيه وجعله باهتا حيران فلما تاب علي آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلي آدم و هوبأرض الهند فلما رآه أنس إليه و هو لايعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقه الله عز و جل فقال ياآدم أتعرفني قال لا قال أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك وتحول إلي الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم ع فقال لآدم أين العهد والميثاق فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكي وخضع له وقبله وجدد الإقرار بالعهد والميثاق ثم حول الله عز و جل جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضي ء فحمله آدم علي عاتقه إجلالا له وتعظيما فكان إذاأعيا عليه حمله عنه جبرئيل ع حتي وافي به مكة فما زال يأنس به بمكة ويجدد له الإقرار كل يوم وليلة ثم إن الله عز و جل لماأهبط جبرائيل ع إلي أرضه وبني الكعبة هبطا إلي ذلك المكان بين الركن والباب و في ذلك الموضع تراءيا لآدم حين أخذ الميثاق و في ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن ونحي آدم من مكان البيت إلي الصفا وحواء إلي المروة وجعل الحجر في الركن فكبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن ألذي فيه الحجر من الصفا

-روايت-1-2-روايت-38-1615

و فيه عنه ع قال أهبط آدم ع من الجنة إلي الصفا وحواء إلي المروة و قدكانت امتشطت في الجنة فلما صارت في الأرض قالت ماأرجو من المشط و أنامسخوط علي فحلت مشطها فانتشر من مشطها العطر ألذي كانت امتشطت به في الجنة فطارت به الريح فألقت أثره في الهند فلذلك صار العطر بالهند

-روايت-1-2-روايت-23-286

و في حديث

آخر أنها حلت عقيصتها فأرسل الله عز و جل علي ما كان فيها من ذلك الطيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب

-روايت-1-2-روايت-18-126

[ صفحه 49]

و فيه عن أمير المؤمنين ع أن النبي ص سئل مما خلق الله عز و جل الكلب قال خلقه من بزاق إبليس قال وكيف ذلك يا رسول الله قال لماأهبط الله عز و جل آدم وحواء إلي الأرض أهبطهما كالفرخين المرتعشين فغدا إبليس الملعون إلي السباع وكانوا قبل آدم في الأرض فقال لهم إن طيرين قدوقعا من السماء لم ير الراءون أعظم منهما تعالوا فكلوهما فتعاوت السباع معه وجعل إبليس يحثهم ويصيح بهم ويعدهم بقرب المسافة فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق فخلق الله عز و جل من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثي فقاما حول آدم وحواء الكلبة بجدة والكلب بالهند فلم يتركا السباع أن يقربوهما و من ذلك اليوم صار الكلب عدو السبع والسبع عدو الكلب

-روايت-1-2-روايت-32-673

و فيه عن أبي جعفر عن آبائه ع قال إن الله عز و جل أوحي إلي جبرئيل ع أني قدرحمت آدم وحواء فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة فاضرب الخيمة مكان البيت وقواعدها التي رفعها الملائكة قبل آدم فهبط بالخيمة علي مقدار أركان البيت فنصبها وأنزل آدم من الصفا وحواء من المروة وجمع بينهما في الخيمة و كان عمود الخيمة قضيبا من ياقوت أحمر فأضاء نوره جبال مكة فامتد ضوء العمود و هوموضع الحرم اليوم فجعله الله حرما لحرمة الخيمة والعمود لأنهما من الجنة ومدت أطناب الخيمة حولها فمنتهي أوتادها ماحول المسجد الحرام وأوحي الله عز و جل إلي جبرئيل أن اهبط إلي الخيمة بسبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الشياطين ويؤنسون آدم

ويطوفون حول الخيمة فكانوا يطوفون حولها ويحرسونها ثم إن الله تبارك و تعالي أوحي إلي جبرئيل ع بعد ذلك أن اهبط إلي آدم وحواء فنحهما عن موضع القواعد وارفع قواعد بيتي لملائكتي وخلقي من ولد آدم فهبط عليهما وأخرجهما من الخيمة ونحاهما عن البيت ونحي الخيمة عن موضع البيت و قال ياآدم إن السبعين ألف ملك الذين أنزلهم الله إلي الأرض سألوا الله عز و جل أن يبني لهم مكان الخيمة بيتا علي موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كماكانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور فأوحي الله تبارك و تعالي إلي أن أنحيك وأرفع الخيمة فرفع قواعد البيت بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سيناء وحجر من جبل السلام و هوظهر الكعبة فأوحي الله عز و جل إلي جبرئيل ع أن ابنه وأتمه فاقتلع جبرئيل ع الأحجار الأربعة من موضعها بجناحه فوضعها حيث أمره الله تعالي في أركان البيت علي قواعده ونصب أعلامها ثم أوحي إلي جبرئيل أن ابنه وأتمه من حجارة أبي قبيس واجعل له بابين بابا شرقا

-روايت-1-2-روايت-42-ادامه دارد

[ صفحه 50]

وبابا غربا فأتمه جبرئيل ع فلما فرغ طافت الملائكة حوله فلما نظر آدم وحواء إلي الملائكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ثم خرجا يطلبان مايأكلان

-روايت-از قبل-166

و فيه عن أبي عبد الله ع قال إن آدم ع لماأهبط من الجنة اشتهي من ثمارها فأنزل الله تبارك و تعالي عليه قضيبين من عنب فغرسهما فلما أورقا وأثمرا وبلغا جاء إبليس فحاط عليهما حائطا فقال له آدم ما لك ياملعون فقال إبليس إنهما لي فقال كذبت فرضيا بينهما بروح القدس فلما انتهيا إليه قص عليه آدم ع قصته فأخذ

روح القدس شيئا من نار فرمي بهاعليهما فالتهبت في أغصانهما حتي ظن آدم أنه لم يبق منهما شيء إلااحترق وظن إبليس مثل ذلك قال فدخلت النار حيث دخلت و قدذهب منهما ثلثاهما وبقي الثلث فقال الروح أما ماذهب منهما فحظ إبليس لعنه الله و مابقي فلك ياآدم

-روايت-1-2-روايت-37-592

العياشي عن أبي عبد الله ع قال مابكي أحد بكاء ثلاثة آدم ويوسف وداود فقلت مابلغ بكاؤهم فقال أماآدم ع فبكي حين أخرج من الجنة و كان رأسه في باب من أبواب السماء فبكي حتي تأذي به أهل السماء فشكوا ذلك إلي الله فحط من قامته فأما داود فإنه بكي حتي هاج العشب من دموعه و كان ليزفر الزفرة فيحرق ماينبت من دموعه و أمايوسف فإنه كان يبكي علي أبيه يعقوب و هو في السجن فتأذي أهل السجن فصالحهم علي أن يبكي يوما ويسكت يوما

-روايت-1-2-روايت-38-454

علل الشرائع وعيون الأخبار عن صفوان بن يحيي قال سئل أبو الحسن ع عن الحرم وأعلامه فقال إن آدم ع لماأهبط من الجنة هبط علي أبي قبيس و الناس يقولون بالهند فشكا إلي ربه عز و جل الوحشة و أنه لايسمع ما كان يسمع في الجنة فأهبط الله عز و جل عليه ياقوتة حمراء فوضعت في موضع البيت فكان يطوف بهاآدم ع و كان يبلغ ضوؤها الأعلام فعلمت الأعلام علي ضوئها فجعله الله عز و جل حرما

-روايت-1-2-روايت-55-399

أقول فيه دلالة علي ماقدمنا سابقا من الأخبار الواردة بنزوله ع بالهند محمول علي التقية. و أماالجمع بين هذين الخبرين من نزول الياقوتة و ماتقدم من نزول الخيمة فقد ورد في بعض الروايات أن تلك الخيمة كانت ياقوتة. وقيل في وجه الجمع بنزولهما متعاقبين أومتقاربين

[ صفحه 51]

الكافي بإسناده إلي

أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالي لماأهبط آدم طفق يخصف عليه من ورق الجنة وطار عنه لباسه ألذي كان عليه من حلل الجنة فالتقط ورقة فستر بهاعورته فلما هبط عبقت أي لصقت رائحة تلك الورقة بالهند بالنبت فصار في الأرض من سبب تلك الورقة التي عبقت بهارائحة الجنة فمن هناك الطيب بالهند لأن الورقة هبت عليها ريح الجنوب فأدت رائحتها إلي المغرب لأنها احتملت رائحة الورقة في الجو فلما ركدت الريح بالهند عبق بأشجارهم ونبتهم فكان أول بهيمة أرتعت من تلك الورقة ظبي المسك فمن هناك صار المسك في سرة الظبي لأنه جري رائحة النبت في جسده و في دمه حتي اجتمعت في سرة الظبي -روايت-1-2-روايت-47-637

و فيه عنه ع قال إن الله تبارك و تعالي لماأهبط آدم ع أمره بالحرث والزرع وطرح إليه غرسا من غروس الجنة فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان وغرسها لتكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها فقال إبليس لعنه الله ياآدم ما هذاالغرس ألذي لم أكن أعرفه في الأرض و قدكنت بهاقبلك ائذن لي آكل منها شيئا فأبي أن يطعمه فجاء إلي حواء فقال لحواء إنه قدأجهدني الجوع والعطش فقالت له حواء ع إن آدم عهد أن لاأطعمك من هذاالغرس لأنه من الجنة و لاينبغي لك أن تأكل منه فقال لها فاعصري في كفي منه شيئا فأبت عليه فقال ذريني أمصه و لاآكله فأخذت عنقودا من العنب فأعطته فمصه و لم يأكل منه شيئا لماكانت حواء قدأكدت عليه فلما ذهب بعضه جذبته حواء من فيه فأوحي الله عز و جل إلي آدم ع أن العنب قدمصه عدوي وعدوك إبليس لعنه الله و قدحرمت عليك من عصيره الخمر

ماخالطه نفس إبليس فحرمت الخمر لأن عدو الله إبليس مكر بحواء حتي مص من العنبة و لوأكلها لحرمت الكرمة من أولها إلي آخرها وجميع ثمارها و مايخرج منها ثم إنه قال لحواء ع فلو أمصصتيني من هذاالتمر كماأمصصتيني من العنب فأعطته ثمرة فمصها وكانت العنبة والتمر أشد رائحة وأذكي من المسك الأذفر وأحلي من العسل فلما مصهما عدو الله ذهبت رائحتهما وانتقصت حلاوتهما ثم إن إبليس الملعون ذهب بعدوفاة آدم ع فبال في أصل الكرمة والنخلة فجري الماء في عروقهما ببول عدو الله فمن ثم يختمر التمر والعنب أي يتغير ريحهما ويصير منتنا فحرم الله عز و جل علي ذرية آدم كل مسكر لأي الماء جري ببول عدو الله في النخل والعنب وصار كل مختمر خمرا لأن الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله إبليس لعنه الله

-روايت-1-2-روايت-23-1532

و عنه ع قال العجوة أم التمر وهي التي أنزلها الله تعالي لآدم من الجنة

-روايت-1-2-روايت-18-80

[ صفحه 52]

و عن أبي الحسن الرضا ع قال كانت نخلة مريم ع العجوة نزلت في كانون ونزل مع آدم ع العتيق والعجوة ومنها تفرق أنواع النخيل

-روايت-1-2-روايت-34-135

الفصل الرابع في تزويج آدم وحواء وكيفية ابتداء النسل وقصة قابيل وهابيل وبقية أحوال آدم ع

علل الشرائع بإسناده إلي زرارة قال سئل أبو عبد الله ع أن عندنا أناسا يقولون إن الله تبارك و تعالي أوحي إلي آدم ع أن يزوج بناته من بنيه و إن هذاالخلق كله أصله من الإخوة والأخوات قال أبو عبد الله ع سبحان الله و تعالي عن ذلك علوا كبيرا يقول من يقول هذا إن الله عز و جل جعل صفوة خلقه و أبوأنبيائه من حرام و لم يكن له من القدرة مايخلقهم من الحلال و الله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته

فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها وعلم أنها أخته أخرج غرموله في ذكره ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا قال زرارة ثم سئل ع عن خلق حواء وقيل أناس عندنا يقولون إن الله عز و جل خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصي قال سبحان الله و تعالي عن ذلك علوا كبيرا من يقول هذا إن الله تعالي لم يكن له من القدرة مايخلق لآدم زوجته من غيرضلعه وجعل المتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلي الكلام يقول إن آدم ينكح بعضه بعضا إذاكانت من ضلعه مالهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم ثم قال إن الله تبارك و تعالي لماخلق آدم من طين أمر الملائكة فسجدوا له وألقي عليه النوم ثم ابتدع له خلقا ثم جعلها في موضع النقرة ألذي بين وركيه و ذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها فنوديت أن تنحي عنه فلما نظر إليها نظر إلي خلق حسن يشبه صورته غيرأنها أنثي فكلمها فكلمته بلغته فقال لها من أنت قالت خلق خلقني الله كماتري فقال آدم يارب من هذاالخلق الحسن ألذي قدآنسني قربه والنظر إليه فقال الله هذه أمتي حواء أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لأمرك قال نعم يارب و لك بذلك الشكر والحمد مابقيت فقال الله فاخطبها إلي -روايت-1-2-روايت-40-ادامه دارد

[ صفحه 53]

فإنها أمتي و قدتصلح أيضا للشهوة وألقي الله عليه الشهوة و قدعلم قبل ذلك المعرفة فقال يارب فإني أخطبها إليك فبما رضاك لذلك قال رضائي أن تعلمها معالم ديني فقال لك ذلك علي يارب إن شئت ذلك قال عز و جل قدشئت ذلك و قدزوجتكها فضمها إليك فقال أقبلي فقالت بل أنت فأقبل

إلي فأمر الله عز و جل آدم أن يقوم إليها فقام و لو لا ذلك لكان النساء هن يذهبن إلي الرجال حتي يخطبن علي أنفسهن فهذه قصة حواءص

-روايت-از قبل-432

أقول المشهور بين العامة أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر. و في بعض الأخبار مايدل عليه و هذاالحديث و مابمعناه ينفي ذلك القول وحينئذ لذلك الأخبار إما محمولة علي التقية أو علي أنها خلقت من فضلة الطينة كماقاله الصدوق . قال الرازي في تفسير قوله تعالي يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمُ ألّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنها زَوجَهاالمراد من هذاالزوج هوحواء و في كون حواء مخلوقة من آدم قولان الأول و هو ألذي عليه الأكثر أنه لماخلق الله آدم ألقي عليه النور ثم خلق حواء من ضلع من أضلاعه اليسري فلما استيقظ رآها ومال إليها لأنها مخلوقة من جزء من أجزائه واحتجوا عليه بقول النبي ص إن المرأة خلقت من ضلع فإن ذهبت تقيمها كسرتها و إن تركتها و فيهاعوج استمتعت بها.القول الثاني و هواختيار أبي مسلم الأصفهاني في أن المراد من قوله وَ خَلَقَ مِنها زَوجَها أي من جنسها و هوكقوله تعالي وَ اللّهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجاً وكقوله إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولًا مِن أَنفُسِهِم. قال القاضي والقول الأول أقوي لكي يصح قوله خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍإذ لوكانت حواء مخلوقة ابتداء لكان الناس مخلوقين من نفسين لا من نفس واحدة ويمكن أن يجاب عنه بأن كلمه من لابتداء الغاية فلما كان ابتداء التخليق والإيجاد وقع بآدم ع صح أن يقال خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وأيضا فلما ثبت أنه تعالي قادر علي خلق آدم من التراب كان قادرا علي خلق حواء من التراب

فإذا كان الأمر كذلك فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم ع انتهي . و قال بعض أهل الحديث يمكن أن يقال إن المراد بالخلق من نفس واحدة الخلق من أب واحد كمايقال بنو تميم نشئوا من تميم و لاتنافيه شركة الأم علي أنه يجوز أن يكون من قوله مِنهاللتعليل أي لأجلها

-قرآن-261-355-قرآن-774-796-قرآن-828-873-قرآن-882-922-قرآن-973-1000-قرآن-1188-1215-قرآن-1562-1566

و فيه أيضا عن زرارة عن أبي عبد الله ع في حديث طويل ذكر فيه مايقوله العامة من تزويج الإخوة بالأخوات إلي أن قال ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز و لافقهاء أهل

-روايت-1-2-روايت-60-ادامه دارد

[ صفحه 54]

العراق إن الله عز و جل أمر القلم فجري القلم علي اللوح المحفوظ بما هوكائن إلي يوم القيامة قبل خلق آدم ع بألفي عام و أن كتب الله كلها مما جري فيه القلم في كلها تحريم الأخوات علي الإخوة مع ماحرم ونحن نقرأ الكتب المنزلة الأربعة المشهورة في هذاالعالم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أنزلها الله عز و جل من اللوح المحفوظ علي رسله ص ليس فيهاتحليل شيء من ذلك و من أراد أن يقول هذا وشبهه إلاتقوية حجج المجوس ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم وذريته فقال إن لآدم ص ولد سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلي أن قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعا قطعه عن إتيان النساء خمسمائة عام ثم تخلي ما به من الجزع عليه فغشي حواء فوهب الله له شيئا و ليس معه ثان فلما أدرك وأراد الله أن يبلغ بالنسل ماترون و أن يكون ماجري به القلم تحريم ماحرم الله عز و جل من الأخوات علي الإخوة أنزل بعدالعصر في يوم الخميس حوراء

من الجنة اسمها نزلة فأمر الله عز و جل أن يزوجها من شيث فزوجها منه ثم أنزل بعدالعصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة فأمر الله عز و جل آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية فأمر الله عز و جل آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين ومعاذ الله أن ذلك علي ماقالوا من الإخوة والأخوات

-روايت-از قبل-1253

و عنه ع قال أوصي آدم إلي شيث و هوهبة الله بن آدم وأوصي شيث إلي ابنه شيبان و هو ابن منزلة الحوراء التي أنزلها الله علي آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا

-روايت-1-2-روايت-18-167

في كتاب الخرائج عن الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع يحدث رجلا من قريش قال لماتاب الله علي آدم واقع حواء و لم يكن غشيها منذ خلقت إلا في الأرض و ذلك بعد ماتاب الله عليه و كان آدم يعظم الحرم و إذاأراد أن يغشي حواء خرج من الحرم وأخرجها معه وغشيها في الحل ثم يغتسلان ثم يرجع إلي فناء البيت فولد لآدم من حواء عشرون ولدا ذكرا وعشرون أنثي فولد له في كل بطن ذكر وأنثي فأول بطن ولدت حواء هابيل ومعه جارية يقال لها إقليما وولدت في البطن الثاني قابيل ومعه جارية يقال لها لوذا وكانت لوذا أجمل بنات آدم فلما أدركوا خاف عليها آدم الفتنة فقال أريد أن أنكحك ياهابيل لوذا وأنكحك ياقابيل إقليما قال قابيل ماأرض بهذا أتنكحني أخت هابيل القبيحة وتنكح قابيل أختي الجميلة قال آدم ع فأنا أقرع بينكما فإن خرج سهمك ياقابيل علي إقليما زوجت كل واحد منكما التي خرج سهمه

عليها فرضيا بذلك فاقترعا فخرج سهم هابيل علي لوذا أخت قابيل وخرج سهم قابيل علي إقليما أخت هابيل فزوجها علي ماخرج لهما من

عند الله قال ثم حرم الله

-روايت-1-2-روايت-38-ادامه دارد

[ صفحه 55]

نكاح الأخوات بعد ذلك فقال له القرشي فأولداهما قال نعم فقال القرشي فهذا فعل المجوس اليوم فقال علي بن الحسين ع إن المجوس إنما فعلوا ذلك بعدالتحريم من الله ثم قال علي بن الحسين ع لاتنكر هذا أ ليس الله قدخلق زوجة آدم منه ثم أحلها فكان ذلك شريعة من شرائعهم ثم أنزل الله التحريم بعد ذلك

-روايت-از قبل-319

أقول هذاالحديث و ماروي بمعناه محمول علي التقية لأنه المذهب المشهور بينهم

و عن أبي عبد الله ع قال لماأهبط الله آدم وحواء إلي الأرض وجمع بينهما ولدت له بنتا فسماها عتاقا فكانت أول من بغي علي وجه الأرض فسلط الله عليها ذئبا كالفيل ونسرا كالحمار فقتلاها ثم ولد له إثر عتاق قابيل فلما أدرك أظهر الله عز و جل جنية من ولد الجان يقال لها جهانة في صورة إنسية فلما رآها قابيل أحبها فأوحي الله إلي آدم أن يزوج جهانة من قابيل ثم ولد لآدم هابيل فلما أدرك أهبط الله إلي آدم حوراء واسمها نزلة الحوراء فلما رآها هابيل أحبها فأوحي الله إلي آدم أن يزوجها من هابيل ففعل ذلك فكانت نزلة الحوراء زوجة لهابيل بن آدم ثم أوحي الله إلي آدم أن يضع ميراث النبوة والعلم ويدفعه إلي هابيل ففعل ذلك فلما علم قابيل غضب و قال لأبيه ألست أكبر من أخي وأحق بما فعلت به فقال يابني إن الأمر بيد الله و إن الله خصه بما فعلت فإن لم تصدقني فقربا قربانا فأيكما قبل قربانه

فهو أولي بالفضل و كان القربان في ذلك الوقت تنزل النار فتأكله و كان قابيل صاحب زرع فقرب قمحا رديئا و كان هابيل صاحب غنم فقرب كبشا سمينا فأكلت النار قربان هابيل فأتاه إبليس فقال ياقابيل لوولد لكما ولد وكثر نسلكما افتخر نسله علي نسلك بما خصه به أبوك ولقبول النار قربانه وتركها قربانك وإنك إن قتلته لم يجد أبوك بدا من أن يخصك بما دفعه إليه فوثب قابيل إلي هابيل فقتله ثم قال إبليس إن النار التي قبلت القربان هي المعظمة فعظمها واتخذ لها بيتا واجعل لها أهلا وأحسن عبادتها والقيام عليها يقبل قربانك إذاأردت ذلك ففعل قابيل ذلك فكان أول من عبدالنار واتخذ بيوت النيران و إن آدم أتي الموضع ألذي قتل فيه قابيل أخاه فبكي هناك أربعين صباحا يلعن تلك الأرض حيث قبلت دم ابنه و هو ألذي فيه قبلة المسجد الجامع بالبصرة و إن هابيل يوم قتل كانت امرأته نزلة الحوراء حبلي فولدت غلاما فسماه آدم باسم ابنه هابيل و إن الله عز و جل وهب لآدم بعدهابيل ابنا فسماه شيث ثم قال إن هذاهبة الله فلما أدرك أهبط الله علي آدم حوراء يقال لها ناعمة في صورة إنسية فلما رآها شيث أحبها فأوحي الله إلي آدم أن زوج ناعمة من شيث ففعل ذلك آدم فولدت له جارية فسماها آدم حورية فلما أدركت أوحي الله إلي آدم أن زوج حورية من هابيل ففعل

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 56]

ذلك آدم فهذا الخلق ألذي تري من هذاالنسل فلما انقضت نبوة آدم أمره الله تعالي أن يدفع العلم وآثار النبوة إلي شيث وأمره بالكتمان والتقية من أخيه لئلا يقتله كماقتل هابيل الحديث

-روايت-از قبل-196

وروي علي بن ابراهيم

عن الإمام علي بن الحسين ع أنه لماسولت له نفسه قتل أخيه لم يدر كيف يقتله حتي جاء إبليس فعلمه فقال ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه فلما قتله لم يدر مايصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتقاتلان حتي قتل أحدهما صاحبه ثم حفر ألذي بقي علي الأرض بمخالبه ودفن صاحبه قال قابيل يا وَيلَتي أَ عَجَزتُ أَن أَكُونَ مِثلَ هذَا الغُرابِ فأَوُاريِ َ سَوأَةَ أخَيِ فحفر له حفيرة ودفنه فيهافرجع قابيل إلي أبيه و لم يكن معه هابيل قال آدم أين تركت ابني فقال قابيل أرسلتني عليه راعيا فقال انطلق معي إلي مكان القربان وأحس قلب آدم بالذي فعل قابيل فلما بلغ مكان القربان استبان قتله فلعن آدم الأرض التي قبلت دم هابيل ولذلك لاتشرب الأرض الدم فانصرف وبكي علي هابيل أربعين يوما وليلة

-روايت-1-2-روايت-58-742

و عنه ع إن قابيل يعذب بعين الشمس يستقبلون بوجهه الشمس حتي تطلع ويديرونه معها حتي تغيب ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد و في الحر الماء الحار

-روايت-1-2-روايت-13-162

عيون أخبار الرضا ع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز و جل يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ فقال ع قابيل يفر من أخيه هابيل وسئل ع عن يوم الأربعاء والتطير منه فقال ع هوآخر أربعاء و هوالمحاق و فيه قتل قابيل أخاه هابيل

-روايت-1-2-روايت-23-248

و عن أبي عبد الله ع إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة أنفر أولهم ابن آدم ألذي قتل أخاه ونمرود ألذي حاج ابراهيم في ربه واثنان في بني إسرائيل هودا قومهم ونصراهم وفرعون ألذي قال أناربكم الأعلي واثنان من هذه الأمة يعني الأول والثاني -روايت-1-2-روايت-27-262

سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن أول من قال الشعر فقال آدم لماأنزل إلي الأرض من

السماء فرأي تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل فقال آدم ع

-روايت-1-2-روايت-3-157

تغيرت البلاد و من عليها || فوجه الأرض مغبر قبيح

تغير كل ذي لون وطعم || وقل بشاشة الوجه المليح

فأجابه إبليس لعنه الله

-روايت-1-28

تنح عن البلاد وساكنيها || فبئ بالخلد ضاق بك الفسيح

[ صفحه 57]

وكنت بها وزوجك في قرار || وقلبك من أذي الدنيا مريح

فلم تنفك من كيدي ومكري || إلي أن فاتك الثمن الربيح

فلو لارحمة الجبار أضحت || بكفك من جنان الخلد ريح

أقول وربما زاد فيه بعضهم إلا أن الاعتماد علي هذاالورود في كتاب علل الشرائع وعيون الأخبار وغيرهما

و عن أبي عبد الله ع قال كانت الوحوش والطير والسباع و كل شيءخلق الله عز و جل مختلطا ببعض فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء إلي شكله

-روايت-1-2-روايت-32-165

و عنه ع إن الله عز و جل أنزل حوراء من الجنة إلي آدم فزوجها أحد ابنيه وتزوج الآخر إلي الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء و ما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج بنيه من بناته

-روايت-1-2-روايت-13-253

أقول قيل في وجه الجمع بينه و بين ماسبق أمابالتجوز في الخبر السابق بأن يكون المراد بالحوراء الشبيهة بها في الجمال أو في هذاالخبر بأن يكون المراد بكونها من الجن كونها شبيهة بهم في الخلق ويمكن القول بالجمع بينهما في أحد ابنيه و في الأخبار مايؤيده

و عنه ص إن الله عز و جل حين أهبط آدم وزوجته وهبط إبليس و لازوجة له وهبطت الحية و لازوج لها فكان أول من يلوط بنفسه إبليس فكانت ذريته من نفسه وكذلك الحية وكانت ذرية آدم من زوجته

فأخبرهما أنهما عدوان لهما

-روايت-1-2-روايت-13-229

أقول قدمر سابقا أن ذرية إبليس أنه يبيض ويفرخ فيحمل هذاإما علي أن يكون هذااللواط ليتولد منه البيض والفرخ وإما علي أن ذريته يحصلان من النوعين

و عن أمير المؤمنين ع إن أول من بغي علي الله عز و جل علي وجه الأرض عتاق بنت آدم ع خلق الله لها عشرين إصبعا و في كل إصبع منها ظفران طويلان كالنخلين العظيمين و كان مجلسها في الأرض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار و كان ذلك في الخلق الأول فسلطهم الله عليها فقتلوها

-روايت-1-2-روايت-27-335

معاني الأخبار عنه ص قال أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فأما الأمانة فهي التي أخذ الله عز و جل علي آدم حين زوجه حواء و أماالكلمات فهي الكلمات التي شرط بها علي آدم أن يعبده و لايشرك به شيئا و لايزني و لايتخذ من دونه أولياء

-روايت-1-2-روايت-25-267

القصص للراوندي أن عوج بن عناق كان جبارا عدوا لله وللإسلام و له بسط في

[ صفحه 58]

الجسم والخلق و كان يضرب يده فيأخذ الحوت من أسفل البحر ثم يرفع إلي السماء فيشويه في حر الشمس فيأكله و كان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة

وروي أنه لماأراد نوح ع أن يركب السفينة جاء إليه عوج فقال له احملني معك فقال إني لم أؤمر بذلك فبلغ الماء إليه و ماجاوز ركبتيه وبقي إلي أيام موسي ع فقتله موسي ص

-روايت-1-2-روايت-9-183

العياشي عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال إن آدم لماولد له أربعة ذكور فأهبط الله إليهم أربعة من الحور العين فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم إن الله رفعهن وزوج هؤلاء الأربعة أربعة من الجن فصار النسل فيهم فما

كان من حلم فمن آدم و ما كان من جمال فمن قبل الحور العين و ما كان من قبح أوسوء خلق فمن الجن

-روايت-1-2-روايت-54-341

و عن أبي جعفر ع إن قابيل بن آدم معلق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلي يوم القيامة صيره الله إلي النار

-روايت-1-2-روايت-22-148

الكافي مسندا إلي أبي عبد الله ع أنه سئل عن أول كتاب كتب في الأرض فقال إن الله عز و جل عرض علي آدم وذريته عرض العين في صورة الذر نبيا فنبيا وملكا فملكا ومؤمنا فمؤمنا وكافرا فكافرا فلما انتهي إلي داود ع قال من هذا ألذي نبأته وكرمته وقصرت عمره فأوحي الله عز و جل إليه هذاابنك داود عمره أربعون سنة وأني قدكتبت الآجال وقسمت الأرزاق و أناأمحو ماأشاء وأثبت وعندي أم الكتاب فإن جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له قال يارب قدجعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة فقال الله عز و جل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسي فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم من طينة عليين فلما حضرت آدم الوفاة أتاه ملك الموت فقال آدم ياملك الموت ماجاء بك فقال جئت لأقبض روحك قال قدبقي من عمري ستون سنة فقال إنك جعلتها لابنك داود ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب فقال أبو عبد الله ع فمن أجل ذلك إذاأخرج الصك علي المديون ذل المديون فقبض روحه

-روايت-1-2-روايت-39-924

و فيه عن الباقر ع قال إن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء و إن آدم لقي حرم الله عز و جل

-روايت-1-2-روايت-28-116

و فيه عن أبي عبد الله ع لمامات آدم ع وشمت به إبليس وقابيل فاجتمعا في الأرض فجعل إبليس وقابيل

المعازف والملاهي شماتة بآدم ع فما كان في الأرض من هذاالضرب ألذي يتلذذ به الناس فإنما هو ابن ذاك

-روايت-1-2-روايت-32-218

كتاب التهذيب سمعت مرسلا من الشيوخ ومذاكرة و لم يحضرني الآن إسناده أن آدم ع لماأهبطه الله من جنة المأوي إلي الأرض استوحش فسأل الله تعالي أن يؤنسه

-روايت-1-2-روايت-75-ادامه دارد

[ صفحه 59]

بشي ء من أشجار الجنة فأنزل الله تعالي إليه النخلة فكان يأنس بها في حياته فلما حضرته الوفاة قال لولده إني كنت آنس بها في حياتي وأرجو الأنس بها بعدوفاتي فإذامت فخذوا منها جريدا وشقوه بنصفين وضعوهما معي في أكفاني ففعل ولده ذلك وفعلته الأنبياء بعده ثم اندرس ذلك في الجاهلية فأحياه النبي ص وفعله فصارت سنة متبعة

-روايت-از قبل-341

و عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالي أوحي إلي نوح ع و هو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف أسبوعا ثم نزل في الماء إلي ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم ع فحمل التابوت في جوف السفينة حتي طاف بالبيت ماشاء الله أن يطوف ثم ورد إلي باب الكوفة في وسط مسجدها وتفرق الجمع ألذي كان مع نوح ع في السفينة فأخذ التابوت فدفنه في الغري -روايت-1-2-روايت-32-374

و عنه ع قال قال النبي ص عاش آدم أبوالبشر تسعمائة وثلاثين سنة و في قول إن عمره ألف سنة

-روايت-1-2-روايت-33-101

وذكر السيد ابن طاوس في سعد السعود من صحف إدريس ع مرض ع عشرة أيام بالحمي ووفاته يوم الجمعة لأحد عشر يوما خلت من المحرم ودفنه في غار جبل أبي قبيس ووجهه إلي الكعبة و أن عمره ع من وقت نفخ الروح إلي وفاته ألف سنة وثلاثين و أن حواء مابقيت بعده إلاسنة ثم مرضت خمسة عشر يوما ثم

توفيت ودفنت إلي جنب آدم ع . و هذاحاصل قصص آدم وحواء عليهما أفضل الصلوات

[ صفحه 60]

الباب الثاني في قصص إدريس ع

قال الله تعالي وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِدرِيسَ إِنّهُ كانَ صِدّيقاً نَبِيّا وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا قال أمين الإسلام الطبرسي طاب ثراه الكتاب القرآن وإدريس هوجد أب نوح ع واسمه في التوراة أخنوخ وسمي إدريس لكثرة درسه الكتب يعني كتب الله وحكمه و هوأول من خط بالقلم و كان خياطا وأول من خاط الثياب وقيل إن الله سبحانه علمه علم النجوم والحساب وعلم الهيئة و كان ذلك معجزة له . و قوله مَكاناً عَلِيّا أي عليا رفيع الشأن برسالات الله تعالي وقيل إنه رفع إلي السماء السادسة. عن ابن عباس ومجاهد رفع إدريس ع كمارفع عيسي و هوحي لم يمت . و قال آخرون إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وروي ذلك عن أبي جعفر ع وقيل المعني ورفعناه محله ومرتبته بالرسالة و لم يرد رفعه المكان

-قرآن-19-106-قرآن-418-432

علل الشرائع بالإسناد إلي وهب أن إدريس ع كان رجلا ضخم البطن عريض الصدر قريب الخطي إذامشي و قدفكر في عظمة الله وجلاله تعالي إن لهذه السماوات ولهذه الأرضين ولهذا الخلق العظيم لربا يدبرها ويصلحها فكيف لي بهذا الرب فأعبده حق عبادته فخلا بطائفة من قومه فجعل يعظهم ويذكرهم ويدعوهم إلي عبادة خالق الأشياء فأجابه ألف من قومه فاختار منهم سبعة ثم قال تعالوا فليدع هؤلاء السبعة وليؤمن بقيتنا فلعل هذاالرب جل جلاله يدلنا علي عبادته فوضعوا أيديهم علي الأرض ودعوا طويلا فلم يتبين لهم شيء ثم رفعوا أيديهم إلي السماء فأوحي الله عز و جل إلي إدريس ع ونبأه ودله علي عبادته و من آمن معه فلايزالون يعبدون الله عز

و جل لايشركون به شيئا حتي رفع الله عز و جل إدريس إلي السماء وانقرض من تابعه علي دينه إلاقليلا ثم إنهم اختلفوا بعد ذلك وأحدثوا الأحداث وأبدعوا البدع حتي كان زمان نوح ع

-روايت-1-2-روايت-34-839

[ صفحه 61]

و في كتاب الكافي بإسناده إلي أبي جعفر ع قال كان بدء نبوة إدريس ع أنه كان في زمانه ملك جبار و أنه ركب ذات يوم في بعض نزهة فمر بأرض خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة فأعجبه فسأل وزراءه لمن هذه الأرض قالوا لعبد من عبيد الملك فلان الرافضي فقال له أمتعني بأرضك هذه فقال له عيالي أحوج إليها منك فقال بعني فأبي فغضب الملك وانصرف إلي أهله و هومغموم مفكر في أمره وكانت له امرأة من الأزارقة فرأت في وجهه الغضب فأخبرها بخبر الأرض وصاحبها فقالت إن كنت تكره أن تقتله بغير حجة فأنا أكفيك أمره وأصير أرضه إليك بحجة و كان لها أصحاب من الأزارقة علي دينها يرون قتل الرافضة من المؤمنين فبعثت إلي قوم منهم فأتوها فأمرتهم أن يشهدوا علي فلان الرافضي عندالملك أنه قدبر ئ من دين الملك فشهدوا عليه فقتله وأخذ أرضه فغضب الله للمؤمن

عند ذلك فأوحي الله إلي إدريس إذارأيت عبدي هذاالجبار فقل له أ مارضيت أن قتلت عبدي المؤمن حتي أخذت أرضه وأحوجت عياله من بعده أما وعزتي لأنتقمن له منك في الآجل ولأسلبنك ملكك في العاجل ولأخربن مدينتك ولأطعمن الكلاب لحم امرأتك فقد غرك حلمي عنك فأتاه إدريس برسالة ربه وأداها إليه فقال له الجبار اخرج ياإدريس لئلا أقتلك وقالت له امرأته لايهولنك رسالة إله إدريس أناأرسل إليه من يقتله فتبطل رسالة إلهه قال فافعلي و كان لإدريس ع أصحاب من

الرافضة مؤمنون يأنس بهم فأخبرهم بتبليغ رسالته إلي الجبار فأشفقوا علي إدريس وأصحابه وخافوا عليه القتل وبعثت امرأة الجبار إلي إدريس أربعين رجلا من الأزارقة ليقتلوه فأتوه فلم يجدوه و قدرآهم أصحاب إدريس فحسبوا أنهم أتوا إدريس ليقتلوه فتفرقوا في طلبه فلقوه فقالوا له خذ حذرك ياإدريس فإن الجبار قاتلك فاخرج من هذه القرية فتنحي إدريس عن القرية ومعه نفر من أصحابه فلما كان في السحر ناجي إدريس ربه فقال يارب توعدني الجبار بالقتل فأوحي الله إليه أن اخرج من قريته وخلني وإياه فو عزتي لأنفذن فيه أمري فقال يارب إن لي حاجة قال الله سلها تعطها قال أسألك أن لاتمطر السماء علي أهل هذه القرية و ماحولها حتي أسألك ذلك قال الله عز و جل إذن تخرب القرية ويجوع أهلها فقال إدريس ع و إن خربت وجاعوا قال الله إني أعطيتك ماسألت فأخبر إدريس أصحابه بحبس المطر عنهم فخرجوا من القرية وعدتهم عشرون رجلا فتفرقوا في القري وشاع خبر إدريس في القري بما سأل الله تعالي وتنحي إدريس إلي كهف في الجبل ووكل الله به ملكا يأتيه بطعامه

عند كل مساء وسلب الله

عند ذلك ملك الجبار وقتله وخرب مدينته وأطعم الكلاب لحم امرأته غضبا للمؤمن

-روايت-1-2-روايت-54-2355

[ صفحه 62]

وظهر في المدينة جبار آخر عاص فمكثوا بعدخروج إدريس من القرية عشرين سنة لم تمطر السماء فاشتد حالهم وصاروا يمتارون الأطعمة من القري فقالوا إن ألذي نزل بنا بسؤال إدريس ربه أن لايمطر السماء علينا حتي يسأله هو و قدخفي إدريس عنا و الله أرحم بنا منه فاجتمع أمرهم علي أن يتوبوا إلي الله ويسألوه أن تمطر السماء عليهم فقاموا علي الرماد ولبسوا المسوح وحثوا علي رءوسهم

التراب ورجعوا إلي الله عز و جل فأوحي الله إلي إدريس أن أهل قريتك قدتابوا إلي و أنا الله الرحمن الرحيم أقبل التوبة و قدرحمتهم و لم يمنعن إجابتهم إلي ماسألوني من المطر إلامناظرتك فيما سألتني أن لاأمطر السماء عليهم حتي تسألني فسلني ياإدريس قال إدريس أللهم إني لاأسألك ذلك قال الله عز و جل سلني ياإدريس قال أللهم إني لاأسألك فأوحي الله عز و جل إلي الملك ألذي يأتي إدريس بطعامه أن احبس عنه طعامه فلما أمسي إدريس لم يؤت بطعام فحزن وجاع فلما كان في اليوم الثاني لم يؤت بطعامه فاشتد جوعه فلما كان في الليلة الثالثة لم يؤت بطعامه فنادي ربه يارب حبست عني رزقي من قبل أن تقبض روحي فأوحي الله عز و جل إليه ياإدريس جزعت أن حبست عنك طعامك ثلاثة أيام ولياليها و لم تجزع و لم تنكر جوع أهل قريتك وجهدهم منذ عشرين سنة ثم سألتك عن جهدهم ورحمتي إياهم أن تسألني أن أمطر السماء عليهم فلم تسألني وبخلت عليهم بمسألتك إياي فأذقت الجوع فقل

عند ذلك صبرك وظهر جزعك فاهبط من موضعك واطلب المعاش لنفسك فقد وكلتك في طلبه إلي حيلك فهبط إدريس من موضعه إلي غيره يطلب أكله من جوع فلما دخل القرية نظر إلي دخان في بعض منازلها فأقبل نحوه فهجم علي عجوز وهي ترقق قرصتين لها علي مقلاة فقال لها أيتها المرأة أطعميني فإني مجهود من الجوع فقالت له يا عبد الله ماتركت لنا دعوة إدريس فضلا نطعمه أحدا وحلفت أنها ماتملك شيئا غيره فاطلب المعاش من غير أهل هذه القرية قال لها أطعميني ماأمسك به روحي وتحملني به رجلي إلي أن أطلب قالت

إنهما قرصتان واحدة لي والأخري لابني فإن أطعمتك قوتي مت و إن أطعمتك قوت ابني مات فقال لها إن ابنك يجزيه نصف قرصة فيحيا بها ويجزيني النصف الآخر فأحيا به فأكلت المرأة قرصها وكسرت الآخر بين إدريس و بين ابنها فلما رأي ابنها إدريس يأكل من قرصته اضطرب حتي مات قالت أمه يا عبد الله قتلت علي ابني جزعا علي قوته قال إدريس فأنا أحييه بإذن الله تبارك و تعالي فلاتجزعي ثم أخذ إدريس بعضدي الصبي ثم قال أيتها الروح الخارجة من بدن هذاالغلام بإذن الله ارجعي إلي بدنه بإذن الله و أناإدريس النبي فرجعت روح الغلام إليه بإذن الله فلما سمعت

-روايت-1-2385

[ صفحه 63]

المرأة كلام إدريس ونظرت إلي ابنها قدعاش بعدالموت قالت أشهد أنك إدريس النبي وخرجت تنادي بأعلي صوتها في القرية أبشروا بالفرج فقد دخل إدريس قريتكم ومضي إدريس حتي جلس علي موضع مدينة الجبار الأول وهي علي تل فاجتمع إليه أناس من أهل قريته فقالوا له ياإدريس أ مارحمتنا في هذه العشرين سنة التي أجهدنا فيها ومسنا الجوع والجهد فادع الله لنا أن يمطر السماء علينا قال لا حتي يأتيني جباركم هذا وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة فيسألوني ذلك فبلغ الجبار قوله فبعث إليه أربعين رجلا ليأتوه بإدريس فأتوه فقالوا له إن الجبار بعث إليك لتذهب إليه فدعا عليهم فماتوا فبلغ الجبار ذلك فبعث إليه خمسمائة رجل ليأتوه به فقالوا له ياإدريس إن الجبار بعثنا إليك لنذهب بك إليه فقال لهم إدريس انظروا إلي مصارع أصحابكم فقالوا ياإدريس قتلتنا بالجوع منذ عشرين سنة ثم تريد أن تدعو علينا بالموت أ ما لك رحمة فقال ما أنابذاهب إليه و لا أنابسائل الله أن يمطر

عليكم حتي يأتيني جباركم ماشيا حافيا و أهل قريتكم فانطلقوا إلي الجبار فأخبروه بقول إدريس وسألوه أن يمضي معهم وجميع أهل قريتهم حفاة مشاة فأتوه حتي وقعوا بين يديه خاضعين له طالبين إليه أن يسأل الله لهم بالمطر فقال إدريس أماالآن فنعم فسأل الله تعالي إدريس

عند ذلك أن تمطر السماء عليهم و علي نواحيهم فأظلتهم سحابة من السماء وأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم من ساعتهم حتي ظنوا أنه الغرق فما رجعوا إلي منازلهم حتي أهمتهم أنفسهم من الماء

-روايت-1-1347

أقول ينبغي أن يحمل أن أمره تعالي لإدريس بالدعاء لهم بالمطر لم يكن علي سبيل الحتم والوجوب بل علي الندب وجواز التأخير وغرض إدريس ع من ذلك التأخير ذلتهم وزجرهم عن الطغيان والفساد ولئلا يخالفوه إذادخل بينهم كماخالفوه أولا و فيه إشارة إلي أن أولياء الله سبحانه يغضبون لربهم أكثر من غضبه تعالي لسعة حلمه وعظمة رحمته

تفسير علي بن ابراهيم أبي عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالي غضب علي ملك من الملائكة فقطع جناحه فألقاه في جزيرة من جزائر البحر فبقي ماشاء الله في ذلك البحر فلما بعث الله إدريس ع جاء ذلك الملك إليه فقال يانبي الله ادع الله أن يرضي عني ويرد علي جناحي قال نعم فدعا إدريس ربه فرد الله عليه جناحه ورضي عنه قال الملك لإدريس أ لك حاجة قال نعم أحب أن ترفعني إلي السماء الرابعة فرفعه إلي السماء الرابعة فإذاملك الموت جالس يحرك رأسه تعجبا فسلم إدريس علي ملك الموت و قال له ما لك تحرك رأسك قال إن رب العزة أمرني أن

-روايت-1-2-روايت-87-ادامه دارد

[ صفحه 64]

أقبض روحك بين الرابعة والخامسة فقلت يارب كيف

يكون هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام و من السماء الرابعة إلي السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام و كل سماء و مابينهما كذلك فكيف يكون هذا ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة و هو قوله تعالي وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا قال وسمي إدريس لكثرة دراسته الكتب

-روايت-از قبل-329

و قال رسول الله ص أنزل الله علي إدريس ثلاثين صحيفة

-روايت-1-2-روايت-25-62

و عن أمير المؤمنين ع أن إدريس ع رفعه الله مكانا عليا وأطعمه من تحف الجنة بعدوفاته

-روايت-1-2-روايت-27-94

و في قصص الأنبياء للشيخ الراوندي طاب ثراه بإسناده إلي أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن ملكا من الملائكة كانت له منزلة فأهبطه الله من السماء إلي الأرض فأتي إدريس فقال اشفع لي

عندربك فصلي ثلاث ليال لايفتر وصام أيامها لايفطر ثم طلب إلي الله في السحر للملك فأذن له في الصعود إلي السماء فقال له الملك أحب أن أكافيك فاطلب حاجة فقال تريني ملك الموت لعلي آنس به فإنه ليس يهنؤني مع ذكره شيءفبسط جناحه ثم قال اركب فصعد به فطلب ملك الموت في السماء الدنيا فقيل إنه قدصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة فقال لملك الموت ما لي أراك قاطبا قال أتعجب أني كنت تحت ظل العرش حتي أمرت أن أقبض روح إدريس بين السماء الرابعة والخامسة فسمع ذلك إدريس فانتفض من جناح الملك وقبض ملك الموت روحه مكانه و ذلك قوله تعالي وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِدرِيسَ إِنّهُ كانَ صِدّيقاً نَبِيّا وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا

-روايت-1-2-روايت-102-868

و في الكتاب أيضا بإسناده إلي ابن عباس قال كان إدريس النبي ع يسبح النهار ويصومه ويبيت حيث ماجنه الليل ويأتيه رزقه حيث ماأفطر و كان يصعد له من العمل الصالح

مثل مايصعد لأهل الأرض كلهم فسأل ملك الموت ربه في زيارة إدريس و أن يسلم عليه فأذن له فنزل وأتاه فقال إني أريد أن أصحبك فأكون معك فصحبه وكانا يسبحان النهار ويصومانه فإذاجنهما الليل أتي إدريس فطوره فيأكل ويدعو ملك الموت إليه فيقول لاحاجة لي فيه ثم يقومان يصليان وإدريس يصلي ويفتر وينام وملك الموت يصلي و لاينام و لايفتر فمكثا بذلك أياما ثم إنهما مرا بقطيع غنم وكرم قدأينع فقال ملك الموت هل لك أن تأخذ من ذلك حملا أو من هذاعناقيد فتفطر عليه فقال سبحان الله أدعوك إلي مالي فتأبي فكيف تدعوني إلي مال الغير ثم قال إدريس ص قدصحبتني وأحسنت فيما بيني وبينك من أنت قال أناملك الموت قال

-روايت-1-2-روايت-50-ادامه دارد

[ صفحه 65]

إدريس لي إليك حاجة فقال و ماهي قال تصعد بي إلي السماء فاستأذن ملك الموت ربه في ذلك فأذن له فحمله علي جناحه فصعد به إلي السماء ثم قال له إدريس إن لي إليك حاجة أخري قال و ماهي قال بلغني من الموت شدة فأحب أن تذيقني منه طرفا فأنظر هو كمابلغني فاستأذن ربه فأذن له فأخذ بنفسه ساعة ثم خلي عنه فقال له كيف رأيت قال بلغني عنه شدة وإنه لأشد مما بلغني و لي إليك حاجة أخري تريني النار فاستأذن ملك الموت صاحب النار ففتح له فلما رآها إدريس ع سقط مغشيا عليه ثم قال لي إليك حاجة أخري تريني الجنة فاستأذن ملك الموت خازن الجنة فدخلها فلما نظر إليها قال ياملك الموت ماكنت لأخرج منها إن الله تعالي يقول كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ و قدذقته و يقول وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها و قدوردتها و يقول في الجنةوَ

ما هُم مِنها بِمُخرَجِينَ

-روايت-از قبل-782

أقول اعتمد مشايخنا من الحديث عن الخبرين السابقين لوضوح سندهما وقالوا إن هذه الرواية أشبه بروايات العامة و إن كان الجمع بين هذه الأخبار قريب . و فيه أيضا عن وهب بن منبه قال إن إدريس أول من خاط الثياب ولبسها و كان من كان قبله يلبسون الجلود وكانت الملائكة في زمان إدريس يصافحون الناس ويسلمون عليهم ويكلمونهم ويجالسونهم و ذلك لصلاح الزمان وأهله فلم يزل الناس علي ذلك حتي كان زمن نوح وقومه ثم انقطع ذلك و كان من أمره مع ملك الموت ما كان حتي دخل الجنة فقال له ربه إن إدريس إنما حاجك فحجك بوحيي و أنا ألذي هيأت له دخول الجنة فإنه كان ينصب نفسه وجسده لي فكان حقا علي أن أعوضه من ذلك الراحة والطمأنينة و أن أبوئه بتواضعه لي وبصالح عمله من الجنة مقعدا أومكانا عليا

و فيه عن الصادق ع قال إذادخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فصل فيه واسأل الله حاجة لدينك ودنياك فإن مسجد السهلة بيت إدريس ع ألذي كان يخيط فيه ويصلي فيه و من دعا الله فيه بما أحب قضي له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلي درجة إدريس وأجير من مكروه الدنيا ومكايد أعدائه

-روايت-1-2-روايت-29-296

و قال المسعودي إن عمر إدريس ع في الأرض ثلاثمائة سنة وقيل أكثر من ذلك و قال ابن الأثير في الكامل قام أنوش بن شيث بعدموت أبيه بسياسة

[ صفحه 66]

الملك مقام أبيه و كان عمر أنوش سبعمائة سنة وخمس سنين ثم ولد لأنوش ابنه قينان وولد معه نفر كثير و إليه الوصية وولد قينان مهلائيل و إليه الوصية وولد لمهلائيل يارد و إليه الوصية فولد ليارد أخنوخ

و هوإدريس النبي والحكماء اليونانيون يسمونه هرمس الحكيم . و قال السيد بن طاوس في صحف إدريس ع كأنك بالموت و قدنزل فاشتد أنينك وعرق جبينك وتقلصت شفتاك وانكسر لسانك ويبس ريقك وعلا سواد عينيك بياضا وأزبد فوك واهتز جميع بدنك وعالجت غصة الموت وسكرته ومرارته وزعقته ونوديت فلم تسمع بما خرجت نفسك وصرت جيفة بين أهلك إن فيك لعبرة لغيرك فاعتبر في معاني الموت إن ألذي نزل بك لامحالة و كل عمر و إن طال قليل يفني لأن كل ما هوآت قريب لوقت معلوم فاعتبر بالموت يا من يموت واعلم أيها الإنسان أن الموت أشد مما قبله والموت أهون مما بعده من شدة أهوال يوم القيامة ثم ذكر من أحوال الصيحة والفناء و يوم القيامة ومواقف الحساب والجزاء مايعجز عن سماعه قوة الأقوياء

[ صفحه 67]

الباب الثالث في قصص نوح النبي ع و فيه فصلان

الفصل الأول في مدة عمره ووفاته وعلل تسميته ونقش خاتمه ومكارم أخلاقه

عيون أخبار الرضا قال إن نوحا ع لماركب السفينة أوحي الله عز و جل إليه يانوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق و من آمن معك فلما استوي نوح و من معه في السفينة ورفع القلص عصفت الريح عليهم فلم يأمن نوح الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة فقال بالسريانية هلوليا ألفا ألفا ياماريا أتقن فاستوي القلص وجرت السفينة فقال نوح إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لايفارقني فنقش خاتمه لاإله إلا الله ألف مرة يارب أصلحني -روايت-1-2-روايت-25-498

الأمالي بإسناده إلي الصادق ع قال عاش نوح ع ألفي وخمسمائة سنة منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلاخمسين عاما و هو في قومه يدعوهم ومائتا سنة في عمل السفينة وخمسمائة عام بعد مانزل من السفينة ونضب الماء

فمصر الأمصار وأسكن ولده البلدان ثم إن ملك الموت جاءه و هو في الشمس قال السلام عليك فرد عليه نوح السلام فقال ماحاجتك ياملك الموت قال جئت لأقبض روحك قال له تدعني أدخل من الشمس إلي الظل فقال له نعم

-روايت-1-2-روايت-40-ادامه دارد

[ صفحه 68]

فتحول نوح ثم قال ع ياملك الموت فكأن مامر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلي الظل فامض لماأمرت به قال فقبض روحه ص

-روايت-از قبل-136

علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن اسم نوح ما كان فقال اسمه السكن وإنما سمي نوحا لأنه ناح علي قومه ألف سنة إلاخمسين عاما

-روايت-1-2-روايت-16-147

و فيه عن الصادق ع كان اسم نوح عبدالغفار وإنما سمي نوحا لأنه كان ينوح علي نفسه

-روايت-1-2-روايت-24-91

و فيه عنه ع كان اسم نوح ع عبدالملك وإنما سمي نوحا لأنه بكي خمسمائة سنة

-روايت-1-2-روايت-18-85

و عنه ع اسم نوح عبدالأعلي

-روايت-1-2-روايت-13-34

قال الصدوق رحمه الله تعالي الأخبار في اسم نوح ع كلها متفقة غيرمختلفة تثبت له التسمية بالعبودية و هو عبدالغفار والملك والأعلي

قصص الأنبياء عن الصدوق بإسناده إلي وهب قال إن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلاخمسين عاما يدعوهم إلي الله تعالي فلايزدادون إلاطغيانا ومضي ثلاثة قرون من قومه و كان الرجل منهم يأتي بابنه و هوصغير فيوقفه علي رأس نوح ع فيقول يابني إن بقيت بعدي فلاتطيعن هذاالمجنون

-روايت-1-2-روايت-50-288

و فيه عن علي بن محمدالعسكري ع أنه جاء إبليس إلي نوح فقال إن لك عندي يدا عظيمة فانتصحني فإني لاأخونك فتألم نوح بكلامه ومسألته فأوحي الله إليه أن كلمه وسلمه فإني سأنطقه بحجة عليك فقال نوح ص تكلم فقال إبليس إذاوجدنا ابن آدم شحيحا أوحريصا أوحسودا أوجبارا أوعجولا تلقفناه تلقف الكرة فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا

فقال نوح مااليد العظيمة التي صفت قال إنك دعوت الله علي أهل الأرض فألحقتهم في ساعة بالنار فصرت فارغا و لو لادعوتك لشغلت بهم دهرا طويلا

-روايت-1-2-روايت-39-505

إكمال الدين بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال عاش نوح ع بعدالنزول من السفينة خمسين سنة ثم أتاه جبرئيل ع فقال يانوح إنه قدانقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم فادفعها إلي ابنك سام فإني لاأترك الأرض إلا و فيهاعالم يعرف به طاعتي و يكون نجاة فيما بين قبض النبي وبعث النبي الآخر فدفع ع آثار علم النبوة إلي ابنه سام فأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به وبشرهم نوح بهودا وظهرت الجبرية في ولد حام ويافث واستخفي ولد سام بما عندهم من العلم وجرت علي سام بعدنوح الدولة لحام ويافث

-روايت-1-2-روايت-53-559

[ صفحه 69]

و عنه ص كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة

-روايت-1-2-روايت-13-91

أقول اختلفوا في مدة عمره ع فقيل كان ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وقيل كان ألفا وأربعمائة سنة وسبعين سنة وقيل ألفا وثلاثمائة سنة وأكثر أخبارنا المعتبرة تدل علي أنه عاش ألفين وخمسمائة سنة وبعضها قابل للتأويل بإسقاط زمن البعثة أوزمان عمل السفينة أوبعدها الطوفان أوزيادتها أونحو ذلك و قال شيخنا الطبرسي طاب ثراه في قوله تعالي إِنّهُ كانَ عَبداً شَكُوراًمعناه أن نوحا كان عبد الله كثير الشكر و كان إذالبس ثوبا أوأكل طعاما أوشرب ماء شكر الله تعالي و قال الحمد لله وقيل إنه كان يقول في ابتداء الأكل والشرب بسم الله و في انتهائه الحمد لله

-قرآن-343-369

وروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أن نوحا كان إذاأصبح وأمسي قال أللهم إني أشهدك أن ماأصبح أوأمسي بي

من نعمة في دين أودنيا فمنك وحدك لاشريك لك لك الحمد و لك الشكر بها علي حتي ترضي و بعدالرضا فهذا كان شكره

-روايت-1-2-روايت-43-232

أقول ظاهره أنه كان يقولها مرة واحدة و في كثير من الأخبار مثله ورواه في الفقيه و أنه كان يقولها عشرا

علل الشرائع و عن الدقاق عن الأسدي عن سهل عن عبدالعظيم الحسني قال سمعت علي بن محمدالعسكري ع يقول عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة و كان يوما في السفينة نائما فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهم عن الضحك و كان كلما غطي سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح ع فرآهم وهم يضحكون فقال ما هذافأخبره سام بما كان فرفع نوح يده إلي السماء يدعو و يقول أللهم غيرماء صلب حام حتي لايولد له إلاالسودان أللهم غيرماء صلب يافث فغير الله ماء صلبهما فجميع السودان حيث كانوا من حام وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا وجميع البيض سواهم من سام و قال نوح ع لحام ويافث جعل ذريتكما خولا أي خدما لذرية سام إلي يوم القيامة لأنه بر بي وعققتماني فلازالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة وسمة البر في ذرية سام ظاهرة مابقيت الدنيا

-روايت-1-2-روايت-112-830

أقول روي الشيخ الطبرسي هذاالخبر من كتاب النبوة بهذا الإسناد ثم قال

[ صفحه 70]

قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ذكر يافث في هذاالخبر غريب لم أروه إلا من هذاالطريق وجميع الأخبار التي رويتها في هذاالمعني فيهاذكر حام و أنه ضحك لماانكشفت عورة أبيه و أن ساما ويافثا كانا في ناحية فبلغهما ماصنع فأقبلا ومعهما ثوب وهما معرضان وألقيا عليه الثوب و هونائم فلما استيقظ أوحي الله عز

و جل إليه ماصنع حام فلعن حام ودعا عليه

قصص الأنبياء للراوندي طاب ثراه بإسناده إلي ابن عباس قال قال إبليس لعنه الله يانوح لك عندي يد سأعلمك خصالا قال نوح و مايدي عندك قال دعوتك علي قومك حتي أهلكهم الله جميعا فإياك والكبر وإياك والحرص وإياك والحسد فإن الكبر هو ألذي حملني علي أن تركت السجود لآدم فأكفرني وجعلني شيطانا رجيما وإياك والحرص فإن آدم أبيح له الجنة ونهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص علي أن أكل منها وإياك والحسد فإن ابن آدم حسد أخاه فقتله فقال نوح ص متي تكون أقدر علي ابن آدم قال

عندالغضب

-روايت-1-2-روايت-66-509

الكافي في الصحيح عن أبي عبد الله ص قال لماهبط نوح ع من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلي أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن نوحا ع عاد إلي غرسه فوجده علي حاله ووجد النخلة قدقلعت ووجد إبليس عندها فأتاه جبرئيل ع فأخبره أن إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح لإبليس مادعاك إلي قلعها فو الله ماغرست غرسا أحب إلي منها و و الله لاأدعها حتي أغرسها فقال إبليس و أنا و الله لاأدعها حتي أقلعها فقال اجعل لي منها نصيبا قال فجعل له منها الثلث فأبي أن يرضي فجعل له النصف فأبي أن يرضي وأبي نوح أن يزيده فقال جبرئيل لنوح ع يا رسول الله أحسن فإن منك الإحسان فعلم نوح أنه قدجعل الله له عليها سلطانا فجعل نوح له الثلثين قال أبو عبد الله ع فإذاأخذت عصيرا فاطبخه حتي يذهب الثلثان من نصيب الشيطان فإذاذهب فكل واشرب حينئذ

-روايت-1-2-روايت-48-793

و فيه عن أبي عبد الله ع قال إن إبليس نازع نوحا ع في

الكرم فأتاه جبرئيل ع فقال إن له حقا فأعطه فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين وبقي الثلث فقال ماأحرقت النار فهو نصيبه و مابقي فهو لك يانوح حلال

-روايت-1-2-روايت-37-284

[ صفحه 71]

الفصل الثاني في بعثته إلي قومه وقصة الطوفان

اعلم أن الله سبحانه كرر قصة نوح ع في كثير من سور القرآن قال الطبرسي طاب ثراه و هونوح بن متوشلخ بن أخنوخ و هوإدريس ع و هوأول نبي بعدإدريس وقيل إنه كان نجارا وولد في العام ألذي مات فيه آدم ع وبعث و هو ابن أربعمائة سنة و كان يدعو قومه ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاؤه إلافرارا و كان يضربه قومه حتي يغشي عليه فإذاأفاق قال أللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون وكانوا يثورون إلي نوح ع فيضربونه حتي تسيل مسامعه دما و حتي لايعقل شيئا مما صنع به فيحمل فيرمي في بيت أو علي باب داره مغشيا عليه فأوحي الله تعالي إليه أن لن يؤمن قومك إلا من آمن فعندها أقبل علي الدعاء عليهم فقال رَبّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراًفأعقم الله أصلاب الرجال وأرحام النساء فلبثوا أربعين سنة لايولد لهم وقحطوا في تلك الأربعين سنة حتي هلكت أموالهم وأصابهم الجهد والبلاء ثم قال لهم نوح استَغفِرُوا رَبّكُم إِنّهُ كانَ غَفّاراًالآيات فلم يؤمنواوَ قالُوا لا تَذَرُنّ آلِهَتَكُمالآيات حتي أغرقهم الله تعالي وآلهتهم التي كانوا يعبدونها فلما كان بعدخروج نوح ع من السفينة و عبد الناس الأصنام سموا أصنامهم بأسماء أصنام قوم نوح فاتخذ أهل اليمين يغوث ويعوق و أهل دومة الجندل صنما سموه ودا واتخذت حمير صنما سمته نسرا وهذيل سموه سواعا فلم يزل يعبدونها حتي جاء الإسلام . وروي أن الله تعالي

لم يرحم قوم نوح ع في عذابهم

-قرآن-615-667-قرآن-829-868-قرآن-888-919

وروي عن النبي ص أنه قال لمافار التنور وكثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلي الجبل حتي بلغت ثلثه فلما بلغها الماء عرجت به حتي بلغت ثلثيه فما بلغها الماء حتي استوت علي الجبل فلما بلغ الماء

-روايت-1-2-روايت-33-ادامه دارد

[ صفحه 72]

رقبتها رفعته بيديها حتي ذهب بهاالماء فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي و أماامرأة نوح فقال الله فيها و في امرأة لوطكانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما

-روايت-از قبل-189

قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون و إذاآمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امرأة لوط تدل علي أضيافه و كان ذلك خيانتهما لهما و مابغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين

-روايت-1-2-روايت-18-232

قال السدي كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين . وقيل كانتا منافقتين . و قال الضحاك خيانتهما النميمة إذ أوحي الله إليهما أفشتاه إلي المشركين واسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة و قال مقاتل والفة وواهلة. و في تفسير علي بن ابراهيم كانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما و الله ماعني بقوله فَخانَتاهُما إلاالفاحشة أقول ينبغي حمل الفاحشة هنا علي معناها اللغوي و هو ماتفاحش قبحه و لاقبح أكبر من الكفر والنفاق

-قرآن-247-303-قرآن-326-337

و فيه أيضا عن أمير المؤمنين ع عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال بقي نوح ع في قومه ثلاثمائة سنة يدعوهم إلي الله فلم يجيبوه فهم أن يدعو عليهم

عندطلوع الشمس فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة قالوا له نسألك أن لاتدعو علي قومك

قال نوح قدأجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتي عليهم ستمائة سنة و لم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية فقالوا نسألك أن لاتدعو علي قومك فقال نوح قدأجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتي عليهم تسعمائة سنة و لم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فأنزل الله عز و جل أَنّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فقال نوح ع رَبّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراًفأمره الله عز و جل أن يغرس النخل فكان قومه يسخرون به ويقولون شيخ يغرس النخل فلما أتي لذلك خمسون سنة وبلغ النخل أمره الله أن ينحت السفينة وأمر جبرئيل ع أن يعلمه فقدر طولها في الأرض ألفا ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعا فقال يارب من يعينني علي اتخاذها فأوحي الله إليه ناد في قومك من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ماينجره ذهبا وفضة

-روايت-1-2-روايت-95-ادامه دارد

[ صفحه 73]

فنادي نوح فيهم بذلك فأعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون يتخذ سفينة في البر

-روايت-از قبل-90

و عنه ع لماأراد الله عز و جل إهلاك قوم نوح ع عقم أرحام النساء أربعين عاما لم يولد فيهم مولود فلما فرغ من اتخاذ السفينة أمره الله تعالي أن ينادي فيهم بالسريانية لايبقي بهيمة و لاحيوان إلاحضر فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين في السفينة و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانون رجلا فقال الله تعالي احمِل فِيها مِن كُلّ زَوجَينِ اثنَينِ و كان نجر السفينة في مسجد الكوفة فلما كان اليوم ألذي أراد الله إهلاكهم كانت امرأة نوح تخبز في الموضع ألذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة و

قد كان نوح ع اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة وجمع لهم مايحتاجون إليه من الغذاء وصاحت امرأته لمافار التنور فجاء نوح إلي التنور فوضع طينا وختمه حتي أدخل جميع الحيوانات في السفينة ثم جاء إلي التنور وفض الخاتم ورفع الطين وانكسفت الشمس ونزل من السماء ماء منهمر صب بلا قطر وتفجرت الأرض عيونا فقال الله عز و جل اركبوا فيهافدارت السفينة ونظر نوح ع إلي ابنه يقع ويقوم فقال له يا بنُيَ ّ اركَب مَعَنا وَ لا تَكُن مَعَ الكافِرِينَ فقال ابنه سآَويِ إِلي جَبَلٍ يعَصمِنُيِ مِنَ الماءِ فقال نوح لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللّهِ إِلّا مَن رَحِمَ الله ثم قال نوح رَبّ إِنّ ابنيِ مِن أهَليِ وَ إِنّ وَعدَكَ الحَقّ فقال يا نُوحُ إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍوَ حالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقِينَفدارت السفينة وضربتها الأمواج حتي وافت مكة وطافت في البيت وغرق جميع الدنيا إلاموضع البيت وإنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا و من الأرض العيون حتي ارتفعت السفينة فمست السماء فرفع نوح يده و قال يارهمان أتقن وتفسيرها يارب أحسن فأمر الله الأرض أن تبلع ماءها فأراد ماء السماء أن يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبوله وقالت إنما أمرني أن أبلع مائي فبقي ماء السماء علي وجه الأرض واستوت السفينة علي جبل الجودي و هوبالموصل جبل عظيم فبعث الله جبرئيل ع فساق الماء إلي البحار حول الدنيا وأنزل الله علي نوح يا نُوحُ اهبِط بِسَلامٍ مِنّا وَ بَرَكاتٍ عَلَيكَ وَ عَلي أُمَمٍ مِمّن مَعَكَ وَ أُمَمٌ سَنُمَتّعُهُم ثُمّ يَمَسّهُم مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌفنزل نوح ع

بالموصل من السفينة مع الثمانين وبنوا مدينة الثمانين وكانت لنوح بنت ركبت معه السفينة فتناسل الناس منها و ذلك

-روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 74]

قول النبي ص نوح أحد الأبوين انتهي ملخصا

-روايت-از قبل-47

أقول قوله تعالي إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَقيل فيه أقوال أحدها أنه كان ابنه لصلبه والمعني أنه ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم معك لأن الله تعالي قداستثني من أهله الذين وعده أن ينجيهم ممن أراد إهلاكهم بالغرق فقال إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ عن ابن عباس . وثانيها أن المراد بقوله إِنّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ ليس علي دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله و هذا كما قال النبي ص سلمان منا أهل البيت وإنما أراد علي ديننا ويؤيد هذاالتأويل أن الله سبحانه قال علي طريق التعليل إِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره وشر عمله . وثالثها أنه لم يكن ابنه حقيقة وإنما ولد علي فراشه فقال ع إنه ابنه علي ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر ونبهه علي خيانة امرأته عن الحسن ومجاهد و هذاالوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن لأنه تعالي قال وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذاالحال لأنها تعيير وتشيين و قدنزه الله أنبياءه عما دون ذلك . ورابعها أنه كان ابن امرأته و كان ربيبه ويعضده قراءة من قرأ بفتح الهاء وحذف الألف وإثباته لفظا والمعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان

-قرآن-19-42-قرآن-235-266-قرآن-307-330-قرآن-521-546-قرآن-835-854

و عن أبي جعفر ع قال كان قوم مؤمنون قبل نوح ع فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بهافأنسوا بها فلما جاء الشتاء أدخلوهم البيوت فمضي ذلك القرن

وجاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم إن هؤلاء آلهة كان آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم كثير فدعا عليهم نوح فأهلكهم الله

-روايت-1-2-روايت-27-320

و في مناقب ابن شهر شهرآشوب عن الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ أي ابنها وهي لغة طي ء

-روايت-1-2-روايت-76-120

أقول هذه القراءة بفتح الهاء وحذف الألف وهي لغة طي ء ونسبها القراء والمفسرون إلي أهل البيت ع يعني ابن امرأته

و عن أبي عبد الله ع قال إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته إلاالمر والكبريت

-روايت-1-2-روايت-32-107

و عنه ع لماهبط نوح ع من السفينة أتاه إبليس

-روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 75]

فقال له ما في الأرض رجل أعظم منه علي منك دعوت الله علي هؤلاء الفساق فأرحتني منهم أ لاأعلمك خصلتين إياك والحسد فهو ألذي عمل بي وإياك والحرص فهو ألذي عمل بآدم ماعمل و في حديث آخر قال له جزاء هذه المنة اذكرني في ثلاثة مواطن فإني أقرب ما يكون إلي العبد إذا كان في إحداهن اذكرني إذاغضبت واذكرني إذاحكمت بين اثنين واذكرني إذاكنت مع امرأة خليا ليس معكما أحد

-روايت-از قبل-392

عيون أخبار الرضا ع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز و جل يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال ع قابيل يفر من هابيل و ألذي يفر من أمه موسي و ألذي يفر من أبيه ابراهيم و ألذي يفر من صاحبته لوط و ألذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان

-روايت-1-2-روايت-23-317

علل الشرائع عن وهب مسندا قال أهل الكتاب يقولون إن إبليس عمر زمان الغرق كله في الجو الأعلي يطير بين السماء و الأرض بالذي أعطاه الله من القوة والحيلة

وعمرت جنوده في ذلك الزمان تطفو فوق السماء وتحولت الجن أرواحا تهب فوق الماء وبذلك توصف خلقتها أنها تهوي هوي الريح إنما سمي طوفان لأن الماء طفا فوق كل شيء فلما هبط نوح ع من السفينة أوحي الله عز و جل إليه يانوح أني خلقت خلقي لعبادتي وأمرتهم بطاعتي و قدعصوني وعبدوا غيري واستوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم وأني قدجعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي وموثقا مني بيني و بين خلقي يأمنون به إلي يوم القيامة من الغرق و من أوفي بعهده مني ففرح نوح ع بذلك وتباشر وكانت القوس فيهاسهم ووتر فنزع الله عز و جل السهم والوتر من القوس وجعلها أمانا لعباده من الغرق

-روايت-1-2-روايت-35-760

عن الصادق ع أن هذاالقوس ظهر في السماء بعدالغرق أمانا منه لمن بقي إلي يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-17-93

و قال ع لاتقولوا قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان ولكن قولوا قوس الله و إن هذه المجرة التي في السماء ويسمونها مجر الكبش موضع انفطار السماء للماء لأنه لم ينزل قطرات وإنما نزل دفعا فلما التأمت السماوات بقي أثره كالجرح المندمل يبقي أثره في البدن

-روايت-1-2-روايت-13-269

عيون أخبار الرضا ع قال الوشاء قال لي كيف تقرءون قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غيرصالح فقلت من الناس من يقرأإِنّهُ عَمَلٌ غَيرُ

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 76]

صالِحٍنفاه عن أبيه فقال ع كلا لقد كان ابنه ولكن لماعصي الله عز و جل نفاه عن أبيه

-روايت-از قبل-93

أقول هاهنا قراءتان في المتواتر فالأكثر علي الفعل الماضي و مابعده منصوب علي المفعولية يعني أن أعماله غيرصالحة وقراءة الكسائي ويعقوب وسهل علي المصدرية و مابعده صفة له وأولوه علي أنه تولد من الخيانة وحينئذ فقوله ع كلا يجوز أن يكون ردا للتأويل لاللقراءة يعني أن

تأويلهم باطل لأن نفيه عنه باعتبار الدين والعمل ويجوز أن يكون نفيا للقراءة يعني أنها قراءة باطلة لم ينزل بهاجبرئيل ع . و فيه تأييد لماحررناه في مواضع من كتبنا من القدح في تواتر القراءات السبع وأنها إن ثبت تواترها فإنما هو عن القراء السبعة لا عن صاحب الوحي ص و ذلك أن القراء في كثير من الموارد إذاذكروا قراءة يقولون قرأ فلان كذا فيجعلون قراءة القرآن تسمية لقراءتهم ص و قدفصلنا الكلام في هذاالمقام في شرحنا علي تهذيب الحديث بما لامزيد عليه

و فيه عنه ع قال سأل الشامي أمير المؤمنين ع فقال مابال الماعز مرفوعة الذنب بادية الحياء والعورة فقال لأن الماعز عصت نوحا ع لماأدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها والنعجة مستورة الحياء والعورة لأن النعجة بادرت بالدخول إلي السفينة فمسح نوح ع يده علي حيائها وذنبها فاستوت الألية

-روايت-1-2-روايت-23-296

علل الشرائع عن أبي عبد الله ع قال إن النجف كان جبلا و هو ألذي قال ابن نوح سآَويِ إِلي جَبَلٍ يعَصمِنُيِ مِنَ الماءِ و لم يكن علي وجه الأرض جبل أعظم منه فأوحي الله عز و جل إليه ياجبل أيعتصم بك مني فتقطع قطعا قطعا إلي بلاد الشام وصار رمادا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما و كان يسمي ذلك البحر ببحر ني ثم جف بعد ذلك وقيل ني جف فسمي نجف ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لأنه كان أخف علي ألسنتهم

-روايت-1-2-روايت-43-425

و فيه أنه لماركب نوح ع في السفينة ألقي الله عز و جل السكينة علي ما فيها من الدواب والطير والوحش فلم يكن شيء فيهايضر شيئا كانت الشاة تحتك بالذئب والبقرة تحتك بالأسد وأذهب الله حمة كل ذي حمة فلم يزالوا كذلك في السفينة

حتي خرجوا منها و كان الفأر قدكثر في السفينة والعذرة فأوحي الله عز و جل إلي نوح ع أن يمسح الأسد فمسحه فعطس فخرج من منخريه هران ذكر

-روايت-1-2-روايت-10-ادامه دارد

[ صفحه 77]

وأنثي فخف الفأر ومسح وجه الفيل فعطس فخرج من منخريه خنزيران ذكر وأنثي فخف العذرة

-روايت-از قبل-94

و عن أبي عبد الله ع قال جاء نوح ع إلي الحمار ليدخله السفينة فامتنع عليه و كان إبليس بين أرجل الحمار فقال ياشيطان ادخل فدخل الحمار ودخل الشيطان

-روايت-1-2-روايت-32-164

و عنه ع قال ارتفع الماء زمن نوح ع علي كل جبل و علي كل سهل خمسة عشر ذراعا

-روايت-1-2-روايت-18-87

الفقيه قال أبو جعفرالباقر ع إن الحيض للنساء نجاسة رماهن الله عز و جل بها و قدكن النساء في زمن نوح ع إنما تحيض المرأة في كل سنة حتي خرجن نسوة من حجابهن وكن سبعمائة امرأة وانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب وتحلين وتعطرن ثم خرجن فتفرقن في البلاد فجلسن مع الرجال وشهدن الأعياد معهم وجلسن في صفوفهم فرماهن الله عز و جل بالحيض

عند ذلك في كل شهر يعني أولئك النسوة بأعيانهن فسالت دماؤهن فخرجن من بين الرجال فكن يحضن في كل شهر حيضة فشغلهن الله تعالي بالحيض وكسر شهوتن قال و كان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل مافعلن يحضن في كل سنة حيضة قال فتزوج بنو اللائي يحضن في كل شهر بنات اللاتي يحضن في كل سنة حيضة فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة وكثر أولاد اللاتي يحضن في كل شهر حيضة لاستقامة الحيض وقل أولاد اللاتي يحضن في السنة حيضة لفساد الدم قال فكثر نسل أولئك

-روايت-1-2-روايت-33-853

الكافي عن أبي عبد الله ع قال لماأظهر الله نبوة نوح

وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوي ووثبوا إلي نوح بالضرب المبرح حتي مكث في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق و ذلك بعدسنة ثلاثمائة من مبعثه و هو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ويدعوهم سرا فلايجيبون ويدعوهم علانية فيولون فهم بعدثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم وجلس بعدصلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا له يانبي الله حاجتنا أن تؤخر الدعاء علي قومك فإنها أول سطوة لله عز و جل في الأرض قال قدأخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخري وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ماكانوا يفعلون حتي إذاانقضت ثلاثمائة سنة أخري ويئس من إيمانهم جلس في وقت

-روايت-1-2-روايت-37-ادامه دارد

[ صفحه 78]

ضحي النهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة فسلموا عليه وسألوه مثل ماسأله الوفد الأول فأجابهم مثل ماأجاب أولئك ثم عاد وقومه بالدعاء حتي انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة وشكوا ماينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلي ذلك وصلي ودعا فهبط جبرئيل ع فقال إن الله تبارك و تعالي قدأجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلوا التمر ويغرسوا النوي ويراعوه حتي يثمر فإذاأثمر فرجت عنهم فعرفهم ذلك واستبشروا ففعلوا ذلك وراعوه حتي أثمر ثم سألوه أن ينجز لهم الوعد فسأل الله ذلك فأوحي الله إليه قل لهم كلوا هذاالتمر واغرسوا النوي فإذاأثمرت فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قدوقع عليهم ارتد عنهم الثلث وبقي الثلثان فأكلوا التمر وغرسوا النوي حتي إذاأثمر أتوا به نوحا فسألوه أن ينجز لهم الوعد فسأل الله عز و جل عن ذلك فأوحي الله إليهم قل لهم كلوا التمر واغرسوا النوي

فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوي فلما أثمر أتوا به نوحا ع فأخبروه وقالوا لم يبق منا إلاالقليل ونحن نتخوف علي أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك فصلي نوح ع فقال يارب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة وإني أخاف عليهم الهلاك إن تأخر الفرج فأوحي الله عز و جل إليه قدأجبت دعوتك فاصنع الفلك فكان بين إجابة الدعاء والطوفان خمسون سنة

-روايت-از قبل-1222

أقول ورد في سبب التأخير تصفية المؤمنين من الكفار والمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويسرون الكفر

الخرائج عن النبي ص أنه قال لماأراد الله أن يهلك قوم نوح أوحي الله إليه أن شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر مايصنع بهافهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت به مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار فسمر المسامير كلها السفينة إلي أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلي مسمار فأشرق بيده وأضاء كمايضي ء الكوكب الدري في أفق السماء فتحير نوح فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق فقال أنا علي اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله فهبط جبرئيل ع فقال له ياجبرئيل ما هذاالمسمار ألذي مارأيت مثله فقال هذاباسم سيد الأنبياء محمد بن عبد الله اسمره علي أولها علي جانب السفينة الأيمن ثم ضرب بيده إلي مسمار ثان فأشرق وأنار فقال هذامسمار أخيه و ابن عمه سيد الأوصياء علي بن أبي طالب فاسمره علي جانب السفينة الأيسر في أولها ثم ضرب بيده إلي مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار فقال

-روايت-1-2-روايت-35-ادامه دارد

[ صفحه 79]

جبرئيل ع هذامسمار فاطمة فاسمره إلي جانب مسمار أبيها ثم ضرب بيده إلي مسمار رابع فزهر وأنار فقال جبرئيل ع هذامسمار الحسن فاسمره إلي جانب مسمار أبيه ثم ضرب بيده إلي مسمار

خامس فزهر وأنار وأظهر النداوة فقال جبرئيل ع هذامسمار الحسين ع فاسمره إلي جانب مسمار أبيه فقال نوح ياجبرئيل ما هذه النداوة فقال هذاالدم فذكر قصة الحسين ع و ماتعمل الأمة به فعلن الله قاتله وظالمه وخاذله

-روايت-از قبل-403

و عن أبي عبد الله ع أنه قال لبعض غلمانه في شيءجري لئن انتهيت و إلاضربتك ضرب الحمار قيل و ماضرب الحمار قال إن نوحا ع لماأدخل السفينة من كل زوجين اثنين جاء إلي الحمار فأبي أن يدخل فأخذ جريدة من نخل فضربه ضربة واحدة و قال له عبسا شيطانا أي ادخل ياشيطان

-روايت-1-2-روايت-27-282

المحاسن عن أبي عبد الله ع قال لماحسر الماء عن عظام الموتي فرأي ذلك نوح ع فجزع جزعا شديدا فاغتم بذلك فأوحي الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك

-روايت-1-2-روايت-38-168

العياشي عن عبد الله العلوي قال كانت السفينة مطبقة بطبق و كان معه خرزتان تضي ء إحداهما بالنهار ضوء الشمس وتضي ء إحداهما بالليل ضوء القمر وكانوا يعرفون وقت الصلاة و كان آدم معه في السفينة فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة بمسجد مني

-روايت-1-2-روايت-37-257

أقول أكثر الأخبار دالة علي أن قبره بالنجف الأشرف ضجيع قبر أمير المؤمنين ع وقبر نوح ع

و عن أبي عبد الله ع أن مدة لبثهم في السفينة سبعة أيام ولياليها

-روايت-1-2-روايت-27-73

و في حديث آخر مائة وخمسين يوما بلياليها وقيل ستة أشهر

-روايت-1-2-روايت-18-60

العياشي عن الأعمش يرفعه إلي علي ع في قوله حَتّي إِذا جاءَ أَمرُنا وَ فارَ التّنّورُ فقال أما و الله ما هوتنور الخبز ثم أومأ بيده إلي الشمس فقال طلوعها

-روايت-1-2-روايت-42-165

و في تفسير العياشي عن أبي عبد الله ع قال صنعها في مائة سنة ثم أمره أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين الأزواج الثمانية التي

خرج بهاآدم من الجنة لتكون معيشة لعقب نوح ع في الأرض كماعاش آدم ع فإن الأرض تغرق و ما فيها إلا ما كان معه في السفينة قال فحمل نوح ع في السفينة الأزواج الثمانية التي -روايت-1-2-روايت-50-ادامه دارد

[ صفحه 80]

قال الله وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ الأَنعامِ ثَمانِيَةَ أَزواجٍمِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِوَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِفكان زوجين من الضأن زوج يربيها الناس ويقومون بأمرها وزوج من الضأن التي تكون في الجبال وهي الوحشية أحل لهم صيدها و من المعز اثنين زوج يربيها الناس وزوج من الظباء و من البقر اثنين زوج يربيه الناس وزوج هوالبقر الوحشي و من الإبل زوجين و هوالبخاتي والعراب و كل طير وحشي وأنسي ثم غرقت الأرض

-روايت-از قبل-473

أقول المفسرون قالوا المراد بالزوجين الصنفان يعني الذكر والأنثي و ماقاله ع هوالأصوب والأنسب

و عنه ع قال ينبغي لولد الزني أن لاتجوز شهادته و لايؤم بالناس لم يحمله نوح في السفينة و قدحمل فيهاالكلب والخنزير

-روايت-1-2-روايت-18-128

و عنه ع في قوله وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ قال آمن معه ثمانية نفر من قومه

-روايت-1-2-روايت-13-90

و عنه ع بأسانيد متعددة في قول الله وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ فقال ليس بابنه إنما هو ابن زوجته علي لغة طي ء يقولون لابن المرأة ابنه

-روايت-1-2-روايت-27-138

و عن أبي الحسن ع أن الله أوحي إلي الجبال أني واضع سفينة نوح علي جبل منكن في الطوفان فتطاولت وشمخت وتواضع جبل بالموصل يقال له الجودي فمرت السفينة تدور في الطوفان علي الجبال كلها حتي انتهت إلي الجودي فوقفت عليه فقال نوح بارات قني بارات قني يعني أللهم أصلح أللهم أصلح و في حديث آخر أنه ضرب جؤجؤ السفينة الجبل فخاف عليها فقال

ياماريا أتقن يعني رب أصلح و في حديث آخر أنه قال يارهمان أتقن وتأويلها رب أحسن

-روايت-1-2-روايت-24-455

و عن أبي عبد الله ع قال سأل نوح ربه أن ينزل علي قومه العذاب فأوحي الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذابلغت وأثمرت هلك قومه فغرس نوح النواة وأخبر أصحابه بذلك فلما أثمرت وأطعم أصحابه قالوا له يانبي الله الوعد ألذي وعدتنا فأوحي الله إليه أن يعيد الغرس ثانية حتي إذابلغ النخل وأثمر فأكل منه نزل عليهم العذاب فأخبر نوح أصحابه بذلك فصاروا ثلاث فرق فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت مع نوح ع ففعل نوح ع ذلك حتي إذابلغت النخلة وأثمرت وأكل منها وأطعم أصحابه قالوا يانبي الله الوعد ألذي وعدتنا فدعا نوح ربه فأوحي الله إليه أن يغرس الغرسة الثالثة فإذابلغ وأثمر أهلك قومه فأخبر أصحابه فافترقوا ثلاث فرق فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت معه حتي فعل نوح ذلك عشر مرات وفعل الله بأصحابه الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 81]

ثلاث فرق علي ذلك فلما كان في العاشرة جاء إليه رجل من أصحابه فقال يانبي الله فعلت بنا ماوعدت أو لم تفعل فأنت صادق نبي مرسل لانشك فيك و لوفعلت ذلك بنا قال فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح وأدخل الخاص معه السفينة فنجاهم الله تعالي ونجي نوحا معهم بعد ماصفوا وذهب الكدر منهم

-روايت-از قبل-315

كتاب القصص لمحمد بن جرير الطبري أن الله تعالي أكرم نوحا بطاعته و كان طوله ثلاثمائة وستين ذراعا بذراع زمانه و كان لباسه الصوف ولباس إدريس قبله الشعر و كان يسكن الجبال ويأكل من نبات الأرض

و في حديث آخر أنه كان نجارا فجاءه جبرئيل ع بالرسالة و

قدبلغ عمره أربعمائة سنة وستين سنة فقال له مابالك معتزلا قال لأن قومي لايعرفون الله فاعتزلت عنهم فقال جبرئيل ع فجاهدهم فقال نوح ع لاطاقة لي بهم و لوعرفوني لقتلوني فقال له فإن أعطيت القوة كنت تجاهدهم قال وا شوقاه إلي ذلك فقال له نوح من أنت فصاح جبرئيل ع صيحة واحدة فأجابته الملائكة بالتلبية ورجت الأرض وقالت لبيك لبيك يا رسول رب العالمين فبقي نوح مرعوبا فقال له جبرئيل ع أناصاحب أبويك آدم وإدريس والرحمن يقرئك السلام و قدأتيتك بالبشارة و هذاثوب الصبر وثوب اليقين وثوب النصرة وثوب الرسالة والنبوة وآمرك أن تتزوج بعمارة بنت ضمران بن أخنوخ فإنها أول من تؤمن بك فمضي نوح ع يوم عاشوراء إلي قومه و في يده عصا بيضاء وكانت العصا تخبره بما يكن به قومه و كان رؤساؤهم سبعين ألف جبار

عندأصنامهم في يوم عيدهم فنادي لاإله إلا الله فارتجت الأصنام وخمدت النيران وأخذهم الخوف و قال الجبارون من هذا فقال نوح أنا عبد الله و ابن عبديه بعثني إليكم رسولا فسمعت عمورة كلام نوح فأمنت به فعاتبها أبوها أيؤثر فيك قول نوح في يوم واحد وأخاف أن يعرف الملك بك فيقتلك فقالت عمورة ياأبت أين عقلك وحلمك نوح رجل وحيد ضعيف يصيح فيكم تلك الصيحة فيجري عليكم مايجري فتوعدها فلم ينفع فأشاروا عليه بحبسها ومنعها الطعام فحبسها فبقيت في الحبس سنة وهم يسمعون كلامها فأخرجها بعدسنة و قدصار عليها نور عظيم وهي في أحسن حال فتعجبوا من حياتها بغير طعام فسألوها فقالت إنها استغاثت برب نوح و إن نوحا ع كان يحضر عندها بما تحتاج إليه ثم ذكر تزويجه بها وأنها ولدت له سام بن نوح وذكروا

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه

دارد

[ صفحه 82]

أنه كان لنوح امرأتان إحداهما رايعة وهي الكافرة فهلكت وحمل نوح معه في السفينة امرأته المسلمة

-روايت-از قبل-104

و عن الصادق ع قال يوم النيروز هواليوم ألذي استوت فيه سفينة نوح ع علي الجودي -روايت-1-2-روايت-24-88

دعوات الراوندي قال لماركب نوح في السفينة أبي أن يحمل العقرب معه فقالت عاهدتك أن لاألسع أحدا يقول سلام علي محمد وآل محمد و علي نوح في العالمين

و قال علي ع صلي نبي الله نوح ع و من معه ستة أشهر قعودا لأن السفينة كانت تنكفئ بهم

-روايت-1-2-روايت-18-97

[ صفحه 83]

الباب الرابع في قصص هود النبي ع وقومه وعاد

قال الله تعالي وَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَ فَلا تَتّقُونَ و قدذكر الله سبحانه قصته في كثير من السور والآيات . وعاد هوعاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح أخاهم في النسب لأن هود بن شالخ بن أرفخشد بن نوح وقيل هو ابن عبد الله بن رياح بن حلوت بن عاد بن علوص بن آدم بن سام بن نوح كذا في كتاب النبوة و قدجعلهم الله سكان الأرض من بعدقوم نوح وزادهم بسطة في الخلق كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم سبعين ذراعا.

-قرآن-19-120

و قال أبو جعفرالباقر ع كانوا كأنهم النخل الطوال فكان الرجل منهم يضرب الجبل بيده فيهدم منه قطعة

-روايت-1-2-روايت-28-109

وكانوا يعبدون أصناما سموها آلهة ولذا قال لهم هود ع أَ تجُادلِوُننَيِ فِي أَسماءٍ سَمّيتُمُوها وقيل معناه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر و الأرض و أنه يأتيهم بالرزق والآخر أنه يشفي المرضي والآخر أنه يصحبهم في السفر وهؤلاء الذين أهلكهم الله بالريح خرج علي قدر الخاتم وكانوا يقولون لنبيهم هود و لانقول فيك إلا أنه أصابك بعض آلهتنا بسوء فخبل عقلك

لسبك إياه وكانوا يبنون البنيان بالمواضع المرتفعة ليشرفوا علي المارة فيسخروا بهم ويعبثوا منهم وقيل إن معني قوله أَ تَبنُونَ بِكُلّ رِيعٍ هواتخاذهم بروجا للحمام عبثا و لمادعاهم و لم ينفع بهم حبس الله سبحانه عنهم المطر فساق إليهم سحابة سوداء فاستبشروا وقالُوا هذا عارِضٌ مُمطِرُنا فقال هود بل هوالعذاب ألذي طلبتموه فأرسل الله عليهم ريحا أهلكت كل شيء واعتزل هود و من معه في حظيرة لم يصبهم من تلك الريح إلا ماتلين علي الجلود وتلتذ به الأنفس وإنها لتمر علي عاد بالظعن ما بين السماء و الأرض حتي تري الظعينة كأنها جرادة و قدسخر تلك الريح عليهم سبع ليال وثمانية أيام قال وهب

-قرآن-55-97-قرآن-492-515-قرآن-641-667

[ صفحه 84]

هي التي تسميها العرب أيام العجوز ذات برود ورياح شديدة وإنما نسبت إلي العجوز لأن عجوزا دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها في اليوم الثامن . و في تفسير علي بن ابراهيم أن عادا كانت بلادهم في البادية وكانت لهم زرع ونخل كثير ولهم أعمار طويلة وأجسام طويلة فعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلي الإسلام فأبوا و لم يؤمنوا بهود وآذوه فكفت السماء عنهم سبع سنين حتي قحطوا و كان هود زارعا و كان يسقي الزرع فجاء قوم إلي بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأته شمطاء عوراء فقالت و من أنتم فقالوا نحن من بلاد كذا وكذا أجدبت بلادنا فجئنا إلي هود نسأله أن يدعو الله حتي تمطر وتخصب بلادنا فقالت لواستجيب لهود لدعا لنفسه احترق زرعه لقلة الماء قالوا فأين هوقالت هو في موضع كذا وكذا فجاءوا إليه فقالوا يانبي الله قدأجدبت بلادنا فاسأل الله أن يمطر بلادنا فصلي ودعا لهم فقال ارجعوا فقد أمطرتم فقالوا يانبي الله لقد

رأينا في بيتك عجبا امرأة شمطاء عوراء وحكوا له كلامها فقال هود تلك امرأتي و أناأدعو الله لها بطول البقاء فقالوا وكيف ذلك قال لأنه ماخلق الله مؤمنا إلا و له عدو يؤذيه وهي عدوتي فلأن يكون عدوي ممن أملكه خير من أن يكون عدوي ممن يملكني فبقي هود في قومه يدعوهم إلي الله وينهاهم عن عبادة الأصنام حتي تخصب بلادهم و هو قوله عز و جل وَ يا قَومِ استَغفِرُوا رَبّكُم ثُمّ تُوبُوا إِلَيهِ يُرسِلِ السّماءَ عَلَيكُم مِدراراً وَ يَزِدكُم قُوّةً إِلي قُوّتِكُم وَ لا تَتَوَلّوا مُجرِمِينَ قالُوا يا هُودُ ما جِئتَنا بِبَيّنَةٍ وَ ما نَحنُ بتِاركِيِ آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَ ما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنِينَ فلما لم يؤمنوا أرسل الله عليهم الريح الصرصر يعني الباردة و هو قوله في سورة القمركَذّبَت عادٌ فَكَيفَ كانَ عذَابيِ وَ نُذُرِ إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً صَرصَراً فِي يَومِ نَحسٍ مُستَمِرّ وحكي في سورة الحاقة فقال وَ أَمّا عادٌ فَأُهلِكُوا بِرِيحٍ صَرصَرٍ عاتِيَةٍ سَخّرَها عَلَيهِم سَبعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية أيام

-قرآن-1209-1470-قرآن-1558-1667-قرآن-1695-1806

و عن أبي جعفر ع الريح العقيم تخرج من تحت الأرضين السبع و ماخرج منها شيءقط إلا علي قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم فعصفت علي الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها علي قوم عاد فضج الخزنة إلي الله من ذلك وقالوا ياربنا إنها قدعتت علينا ونحن نخاف أن نهلك ممن لم يعصك من خلقك وعمار بلادك فبعث الله جبرئيل ع

-روايت-1-2-روايت-22-ادامه دارد

[ صفحه 85]

فردها بجناحه و قال لها اخرجي علي ماأمرت به فرجعت وخرجت علي ماأمرت به فأهلكت قوم

عاد و من كان بحضرتهم

-روايت-از قبل-115

علي بن ابراهيم قال حدثني أبي قال أمر المعتصم أن يحفر بالبطانية بئر فحفروا ثلاثمائة قامة فلم يظهر الماء فتركه و لم يحفره فلما ولي المتوكل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا حتي يبلغ الماء فحفروا حتي وضعوا في كل مائة قامة بكرة حتي انتهوا إلي صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرجت عليهم منها ريح باردة فمات من كان بقربها فأخبروه بذلك فلم يعلم ماذاك فقالوا سل ابن الرضا عن ذلك و هو أبو الحسن علي بن محمدالعسكري ع فكتب إليه يسأله عن ذلك فقال ع تلك بلاد الأحقاف أي الرمل وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر و كان نبيهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتي أجدبوا وذهب خيرهم و كان هود يدعوهم فلم يؤمنوا فأوحي الله إلي هود ع أن يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا ريح فيهاعذاب أليم فلما كان ذلك الوقت نظروا إلي سحاب قدأقبلت ففرحوا بالمطر فقال هود ع بل هوعذاب استعجلتم بطلبه ريح فيهاعذاب أليم فأصبحوا لايري إلامساكنهم و كل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف وتحذير لأمة محمدص

-روايت-1-2-روايت-42-970

و قال ع الرياح خمسة منها العقيم فنعوذ بالله من شرها

-روايت-1-2-روايت-13-60

و قال رسول الله ص ماخرجت ريح قط إلابمكيال إلازمن عاد فإنها عتت علي خزانها فخرجت في مثل خرق الأبر فأهلكت قوم عاد

-روايت-1-2-روايت-25-130

الكافي عن أبي جعفر ع قال إن لله جنودا من رياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه ولكل ريح منها ملك موكل بها فإذاأراد الله أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحي إلي الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال فيأمرها الملك فتهيج

كمايهيج الأسد المغضب قال ولكل ريح منهن اسم أ ماتسمع قوله تعالي في عادإِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً صَرصَراً فِي يَومِ نَحسٍ مُستَمِرّ و قال تعالي الرّيحَ العَقِيمَ و قال رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ و قال فَأَصابَها إِعصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحتَرَقَت و ماذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه

-روايت-1-2-روايت-32-569

علل الشرائع بالإسناد عن وهب قال إن الريح تحت هذه الأرض التي نحن عليها قدزمت بسبعين ألف زمام من حديد قدوكل بكل زمام سبعون ألف ملك

[ صفحه 86]

سلطها الله عز و جل علي عاد استأذنت خزنة الريح ربها عز و جل أن يخرج منها في مثل منخري الثور و لوأذن الله عز و جل لها ماتركت شيئا علي وجه الأرض إلاأحرقته فأوحي الله عز و جل إلي خزنة الريح أن أخرجوا منها مثل ثقب الخاتم فأهلكوا بها و بهاينسف الله عز و جل الجبال نسفا والتلال والآكام والمدائن والقصور يوم القيامة. و ذلك قوله عز و جل يَسئَلُونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها ربَيّ نَسفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفصَفاً لا تَري فِيها عِوَجاً وَ لا أَمتاً والقاع ألذي لانبات فيها والصفصف ألذي لاعوج فيه والأمت المرتفع وإنما سميت العقيم لأنها تلقحت بالعذاب وتعقمت عن الرحمة كتعقم الرجل إذا كان عقيما لايولد له وطحنت تلك القصور والحصون والمدائن حتي صاروا رملا وإنما كثر الرمل في تلك البلاد لأن الريح طحنت تلك البلاد وعصفت عليهم سَبعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً فَتَرَي القَومَ فِيها صَرعي كَأَنّهُم أَعجازُ نَخلٍ خاوِيَةٍ وكانت ترفع الرجال والنساء فتهب بهم صعدا ثم ترمي بهم من الجو فيقعون علي رءوسهم منكبين تقلع الرجال والنساء من تحت أرجلهم ثم ترفعهم وكانت الريح نقضت الجبال كمانقضت المساكن فتطحنها

ثم تعود رملا دقيقا إنما سميت عاد إرم ذات العماد من أجل أنهم كانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبال ألذي يسلخونه من أسفله إلي أعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون القصور عليها فسميت ذات العماد لذلك

-قرآن-359-475-قرآن-775-878

كتاب الإحتجاج عن علي بن يقطين قال أمر أبو جعفرالدوانيقي يقطين أن يحفر بئرا بقصر العبادي فلم يزل يقطين في حفرها حتي مات أبو جعفر و لم يستنبط منها الماء فأخبر المهدي بذلك فقال له احفر أبدا حتي يستنبط الماء و لوأنفقت جميع ما في بيت المال فوجه يقطين أخاه أبا موسي في حفرها فلم يزل يحفر حتي ثقبوا ثقبا في أسفل الأرض فخرجت منه الريح فهالهم ذلك فأخبروا به أبا موسي فقال أنزلوني و كان رأس البئر أربعين ذراعا في أربعين ذراع فأجلس في شق محمل ودلي في البئر فلما صار في قعرها نظر إلي هولها وسمع دوي الريح في أسفل ذلك فأمرهم أن يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ثم دلي فيه رجلان في شق محمل فقال ائتوني بخبر هذافنزلا ومكثا مليا ثم حركا الحبل فأصعدا فقال لهما مارأيتما قالا أمرا عظيما نساء ورجالا وبيوتا وآنية ومتاعا كلهم مسوخ من حجارة فأما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ فلما

-روايت-1-2-روايت-42-ادامه دارد

[ صفحه 87]

مسسناهم إذاثيابهم تتقشأ مثل الهباء ومنازلهم قائمة فكتب بذلك أبو موسي إلي المهدي فكتب إلي المدينة إلي موسي بن جعفر ع يسأله أن يقدم عليه فقدم عليه فأخبره فبكي بكاء شديدا و قال يا أمير المؤمنين هؤلاء بقية أصحاب عاد غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم هؤلاء أصحاب الأحقاف أي الرمل

-روايت-از قبل-303

أقول قال المبرد المراد من الأحقاف

الرمل الكثير وهي رمال بين عمان إلي حضرموت وقيل هي باليمن مشرفة علي البحر.إكمال الدين مسندا إلي أبي وائل قال إن رجلا يقال له عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قدشردت فبينما هو في صحاري عدن في الفلوات إذ هو قدوقع علي مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال فلما دنا منها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلا و لاخارجا فنزل عن ناقته وعقلها وسل سيفه ودخل من باب الحصن فإذا هوببابين عظيمين لم ير في الدنيا أعظم منهما و لاأطول و إذاخشبهما من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر ضوؤها قدملأ المكان فلما رأي ذلك المكان أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هوبمدينة لم ير الراءون مثلها قط و إذا هوبقصور و كل قصر منها معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت فوق كل قصر منها غرف وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد و علي كل باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب قدنضدت عليه اليواقيت و قدفرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران فلما رأي ذلك و لم ير أحدا أفزعه ذلك ونظر إلي الأزقة و إذا في كل زقاق منها أشجار قدأثمرت تحتها أنهار تجري فقال هذه الجنة التي وعد الله عز و جل لعباده في الدنيا فالحمد لله ألذي أدخلني الجنة فحمل من لؤلئها وبنادق المسك والزعفران و لم يستطع أن يقلع من زبرجدها و لا من ياقوتها لأنه كان مثبتا في أبوابها وجدرانها و كان اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران بمنزلة الرمل في تلك القصور والغرف كلها فأخذ منها ماأراد

وخرج حتي أتي ناقته ركبها ثم سار يقفو أثره حتي رجع إلي اليمن وأظهر ما كان معه وأعلم الناس أمره وباع بعض ذلك اللؤلؤ و كان قداصفر وتغير من طول مامر عليه من الليالي والأيام فشاع خبره وبلغ معاوية بن أبي سفيان فأرسل رسولا إلي صاحب صنعاء وكتب بإشخاصه فشخص حتي قدم علي معاوية فخلا به وسأله عما عاين فقص عليه أمر المدينة و مارأي فيها وعرض عليه ماحمله منها من اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران فقال و الله ماأعطي سليمان بن

[ صفحه 88]

داود مثل هذه المدينة فبعث معاوية إلي كعب الأحبار فقال له يا أباإسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة وعمدها زبرجد وياقوت وحصار قصورها وغرفها اللؤلؤ وأنهار في الأزقة تجري من تحت الأشجار. قال كعب أما هذه المدينة صاحبها شداد بن عاد ألذي بناها و أماالمدينة فهي إرم ذات العماد وهي التي وصفها الله عز و جل في كتابه المنزل علي نبيه محمدص وذكر أنه لم يخلق مثلها في البلاد. قال معاوية حدثنابحديثها فقال إن عاد الأولي و ليس بعاد قوم هود كان له ابنان سمي أحدهما شديدا والآخر شدادا فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبرا وأطاعهما الناس في الشرق والغرب فمات شديد وبقي شداد فملك وحده لم ينازعه أحد و كان مولعا بقراءة الكتب و كان كلما سمع بذكر الجنة و ما فيها من البنيان والياقوت والزبرجد رغب أن يفعل مثل ذلك في الدنيا عتوا علي الله عز و جل فجعل علي صنعتها مائة رجل تحت كل واحد ألف من الأعوان فقال انطلقوا إلي أطيب فلاة في الأرض وأوسعها واعملوا لي فيهامدينة من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ واصنعوا تحت

تلك المدينة أعمدة من زبرجد و علي المدينة قصورا و علي القصور غرفا وفوق الغرف غرف واغرسوا تحت القصور و في أزقتها أصناف الثمار كلها وأجروا فيهاالأنهار حتي تكون تحت أشجارها فإني أري في الكتب صفة الجنة و أناأحب أن أجعل مثلها في الدنيا قالوا له كيف نقدر علي ماوصفت لنا من الجواهر والذهب والفضة حتي يمكننا أن نبني مدينة كماوصفت قال شداد أ لاتعلمون أن ملك الدنيا بيدي قالوا بلي قال انطلقوا إلي كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتي تجمعون ماتحتاجون إليه وخذوا جميع ماتجدونه في أيدي الناس من الذهب والفضة فكتبوا إلي ملك الشرق والغرب فجعلوا يجمعون الجواهر عشر سنين فبنوا له هذه المدينة في مدة ثلاثمائة سنة وعمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال فانطلقوا فاجعلوا عليها حصنا واجعلوا حول الحصن ألف قصر

عند كل قصر ألف علم يكون في كل قصر من القصور وزير من وزرائي فرجعوا وعملوا ذلك كله ثم أتوه فأخبروه بالفراغ منها كماأمرهم فأمر الناس بالتجهيز إلي إرم ذات العماد فأقاموا في تجهيزهم إليها عشر سنين ثم سار الملك يريد إرم فلما كان من المدينة علي مسيرة يوم وليلة بعث الله عز و جل عليه و علي جميع من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم و لادخل إرم و لاأحد ممن كان معه فهذه صفة إرم ذات العماد

[ صفحه 89]

وإني لأجد في الكتب أن رجلا يدخلها ويري ما فيها ثم يخرج فيحدث الناس بما رأي فلايصدق وسيدخلها أهل الدين في آخر الزمان . و في مجمع البيان في آخره وسيدخلها في زمانك رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير علي حاجبه خال و

علي عنقه خال يخرج من تلك الصحاري في طلب إبل له و الرجل

عندمعاوية فالتفت إليه كعب و قال هذا و الله ذلك الرجل

[ صفحه 90]

الباب الخامس في قصص نبي الله صالح ص و فيه بيان حال قومه

قال الله تبارك و تعالي وَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيّنَةٌ مِن رَبّكُم هذِهِ ناقَةُ اللّهِ لَكُم آيَةً فَذَرُوها تَأكُل فِي أَرضِ اللّهِ وَ لا تَمَسّوها بِسُوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ اذكُرُوا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَ بَوّأَكُم فِي الأَرضِ تَتّخِذُونَ مِن سُهُولِها قُصُوراً وَ تَنحِتُونَ الجِبالَ بُيُوتاً فَاذكُرُوا آلاءَ اللّهِ وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ قالَ المَلَأُ الّذِينَ استَكبَرُوا مِن قَومِهِ لِلّذِينَ استُضعِفُوا لِمَن آمَنَ مِنهُم أَ تَعلَمُونَ أَنّ صالِحاً مُرسَلٌ مِن رَبّهِ قالُوا إِنّا بِما أُرسِلَ بِهِ مُؤمِنُونَ قالَ الّذِينَ استَكبَرُوا إِنّا باِلذّيِ آمَنتُم بِهِ كافِرُونَ فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَ عَتَوا عَن أَمرِ رَبّهِم وَ قالُوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلِينَ فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ فَأَصبَحُوا فِي دارِهِم جاثِمِينَ فَتَوَلّي عَنهُم وَ قالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ ربَيّ وَ نَصَحتُ لَكُم وَ لكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحِينَ و قدذكر الله سبحانه قصتهم في كتابه المجيد تعظيما لمواقعتهم الشنيعة وتخويفا لهذه الأمة من أن يرتكبوا مثلها و قدارتكبوا ما هوأشنع وأفظع منها.

-قرآن-27-1005

ولهذا صح عنه ص أنه قال لعلي ع أشقي الأولين والآخرين من عقر ناقة صالح و من ضربك يا علي علي قرنك حتي تخضب من دم رأسك لحيتك

-روايت-1-2-روايت-21-141

. وتواتر عنه ص تشبيه قاتله ع بعاقر الناقة و قدصنف بعض المتأخرين رسالة في وجه هذاالتشبيه وأطال في بيان وجوه المناسبة و من أمعن النظر فيه يظهر له شدة انطباقه عليه و ذلك

أن عليا ع كان آية لله تعالي أظهرها علي يدي رسول الله ص

كما قال ع و أي آية أعظم مني -روايت-1-2-روايت-15-36

.

[ صفحه 91]

وذكر الفاضل المعتزلي ابن أبي الحديد في الشرح أن تاريخ الدنيا وأحوالها مضبوط من بعدالطوفان إلي يومنا هذا و مابلغنا في هذه المدة الطويلة أن رجلا من العرب والعجم والترك والهند والروم يدانيه في الشجاعة مع تكثرهم في طوائف الناس بل و لم يقاربه أحد في خصلة من خصال الكمال .

وروي صاحب كتاب القدسيات من علماء الجمهور أنه قال جبرئيل ع للنبي ص إن الله بعث عليا مع الأنبياء باطنا وبعثه معك ظاهرا

-روايت-1-2-روايت-47-132

. و أماولادته فكانت في الكعبة التي هي صخرة بيت الله كماخرجت الناقة من الصخرة و لم يتفق ذلك لنبي أووصي نبي و كان ع يمير الناس العلوم والحكم كماكانت الناقة تميرهم السقيا. و أماسبب شهادته ع فكانت قطامة عليها لعنة الله كما كان السبب في عقر الناقة الملعونة الزرقاء و بعد أن استشهد ع عمدوا إلي ولده الحسين ع وقتلوه كماقتل أولئك فصيل الناقة إلي غير ذلك من وجوه المناسبة بين قران قاتله ع مع عاقر الناقة والمشابهة بينهما. و قوله سبحانه تَتّخِذُونَ مِن سُهُولِهاالسهل خلاف الجبل و هو ما ليس فيه مشقة للناس أي تبنون في سهولها الدور والقصور وإنما اتخذوها في السهول ليصيفوا فيهاوَ تَنحِتُونَ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً قال ابن عباس كانوا يبنون القصور بكل موضع وينحتون من الجبال بيوتا ليكون مساكنهم في الشتاء أحسن وأدفأ وكانت ثمود بوادي القري بين المدينة والشام وكانت عاد باليمن وكانت أعمار ثمود من ألف سنة إلي ثلاثمائة. و أماصالح ع فهو صالح بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح

ع

-قرآن-462-486-قرآن-607-642

العياشي عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن رسول الله ص سأل جبرئيل ع كيف كان مهلك قوم صالح فقال يا محمد إن صالحا بعث إلي قومه و هو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتي بلغ عشرين ومائة سنة لايجيبونه إلي خير و كان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون الله فلما رأي ذلك منهم قال ياقوم إني قدبعثت إليكم و أنا ابن ست عشرة سنة و قدبلغت عشرين ومائة سنة و أناأعرض عليكم أمرين إن شئتم فاسألوني حتي أسأل إلهي فيجيبكم فيما تسألوني و إن شئتم سألت آلهتكم فإن أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم فقد شنئتكم وشنئتموني فقالوا قد

-روايت-1-2-روايت-65-ادامه دارد

[ صفحه 92]

أنصفت فاتعدوا ليوم يخرجون فيه فخرجوا بأصنامهم إلي ظهرهم ثم قربوا طعامهم وشرابهم فأكلوا وشربوا فلما فرغوا دعوه فقالوا ياصالح سل فدعا صالح كبير أصنامهم فقال مااسم هذافأخبروه باسمه فناداه باسمه فلم يجب فقالوا ادع غيره فدعا كلها بأسمائهم فلم يجبه واحد منهم فقال ياقوم قدترون دعوت أصنامكم فلم يجبني واحد منهم فاسألوني حتي أدعو إلهي فيجيبكم الساعة فأقبلوا علي أصنامهم فقالوا لها مابالكن لاتجبن صالحا فلم تجب فقالوا ياصالح تنح عنا ودعنا وأصنامنا قال فرموا بتلك البسط التي بسطوها وبتلك الآنية وتمرغوا في التراب وقالوا لها لئن لم تجبن صالحا اليوم لتفضحن ثم دعوه فقالوا ياصالح تعال فسلها فعاد فسألها فلم تجبه فقال ياقوم قدذهب النهار و لاأري آلهتكم تجيبني فاسألوني حتي أدعو إلهي فيجيبكم الساعة فانتدب له سبعون رجلا من كبرائهم فقالوا ياصالح نحن نسألك فقال أ كل هؤلاء يرضون بكم قالوا نعم فأن أجابك هؤلاء أجبناك قالوا ياصالح نحن نسألك فإن أجابك ربك اتبعناك

وتابعك جميع قريتنا فقال لهم صالح سلوني ماشئتم فقالوا انطلق بنا إلي هذاالجبل فانطلق معهم فقالوا سل ربك أن يخرج لنا الساعة من هذاالجبل ناقة حمراء شديدة الحمرة وبراء عشراء يعني حاملا بين جنبيها ميل فقال سألتموني شيئا يعظم علي ويهون علي ربي فسأل الله ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه العقول لماسمعوا صوته واضطرب الجبل كماتضطرب المرأة

عندالمخاض ثم لم يفجأهم إلا ورأسها قدطلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتي اجترت ثم خرج سائر جسدها فاستوت علي الأرض قائمة فلما رأوا ذلك قالوا ياصالح ماأسرع ماأجابك ربك فاسأله أن يخرج لنا فصيلها فسأل الله ذلك فرمت به فدب حولها فقال ياقوم أبقي شيءقالوا لافانطلق بنا إلي قومنا نخبرهم مارأيناه ويؤمنوا بك فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتي ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا سحر وثبت الستة وقالوا الحق مارأيناه ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها وزاد محمد بن أبي نصر في حديثه قال سعيد بن يزيد فأخبرني أنه رأي الجبل ألذي خرجت منه بالشام فرأي جنبها قدحك الجبل فأثر جنبها فيه وجبل آخر بينه و بين هذاميل

-روايت-از قبل-1962

و في التهذيب عن أمير المؤمنين ع قال ادفنوني في هذاالظهر في قبر أخوي هود وصالح ع

-روايت-1-2-روايت-44-93

و عن ابن عباس قال خرج رسول الله ص ذات يوم و هوآخذ بيد علي

-روايت-1-2-روايت-24-ادامه دارد

[ صفحه 93]

ع و هو يقول يامعاشر الأنصار أنا محمد رسول الله ألا إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا و علي وحمزة و جعفر فقال قائل هؤلاء معك ركبان يوم القيامة فقال كذلك أنه لن يركب يومئذ إلاأربعة أنا و علي وفاطمة وصالح فأما أنافعلي البراق

و أمافاطمة ابنتي فعلي العضباء و أماصالح فعلي ناقة الله التي عقرت و أما علي فعلي ناقة من نوق الجنة زمامها من ياقوت عليه حلتان خضراوان فيقف بين الجنة والنار و قدألجم الناس العرق يومئذ فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم فيقول الأنبياء والملائكة والصديقون ما هذا إلاملك مقرب أونبي مرسل فينادي مناد ما هذاملك مقرب و لانبي مرسل ولكنه علي بن أبي طالب أخو رسول الله صلوات الله عليهما في الدنيا والآخرة

-روايت-از قبل-694

و في تفسير علي بن ابراهيم صالح قال لهم لهذه الناقة شراب أي تشرب ماءكم يوما وتدر لبنها عليكم يوما فكانت تشرب ماءهم يوما و إذا كان من الغد وقفت وسط قريتهم فلايبقي في القرية أحد إلاحلب منها حاجته و كان فيهم تسعة من رؤسائهم يفسدون في الأرض فعقروا الناقة وقتلوها وقتلوا فصيلها فلما عقروا الناقة قالوا لصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال صالح تَمَتّعُوا فِي دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ وعلامة هلاككم أنه تصفر وجوهكم غدا وتحمر بعدغد وتسود يوم الثالث فلما كان من الغد نظروا إلي وجوههم قداصفرت فلما كان اليوم الثاني احمرت مثل الدم فلما كان الثالث اسودت وجوههم فبعث الله عليهم صيحة جبرئيل ع صاح بهم صيحة تقطعت بهاقلوبهم وخرقت منها أسماعهم فماتوا أجمعين في طرفة عين ثم أرسل الله عليهم نارا من السماء فأحرقتهم . قال الحسن بن محبوب حدثني رجل من أصحابنا يقال له سعيد بن زيد في حديث طويل قال فيه وكانت مواشيهم تنفر منها لعظمها فهموا بقتلها قالوا وكانت امرأة جميلة يقال لها صدوب ذات مال وبقر وغنم وكانت أشد الناس عداوة لصالح فدعت رجلا من ثمود يقال له مصدع وجعلت

له علي نفسها علي أن يعقر الناقة وامرأة أخري يقال لها عنيزة دعت قدار بن سالف و كان أحمر أزرق قصيرا و كان ولد زني و لم يكن لأبيه ولكنه ولد علي فراشه قالت أعطيك أي بناتي شئت علي أن تعقر الناقة فانطلق قدار ومصدع فاستغويا غواة ثمود فاتبعهما سبعة نفر وأجمعوا علي عقر الناقة و لماولد قدار وكبر وجلس مع أناس يصيبون من الشراب فأرادوا ماء يمزجون به شرابهم و كان ذلك اليوم شرب الناقة فوجدوا الماء قدشربته

-قرآن-373-411

[ صفحه 94]

الناقة فاشتد ذلك عليهم فقال قدار هل لكم في أن أعقرها لكم قالوا نعم . و قال كعب كان سبب عقرهم الناقة أن امرأة يقال لها ملكاء كانت قدملكت ثمودا فلما أقبلت الناس علي صالح وصارت الرئاسة إليه حسدته فقالت لامرأة يقال لها قطام وكانت معشوقة قدار بن سالف ولامرأة أخري يقال لها قبال كانت معشوقة مصدع و كان قدار ومصدع يجتمعان معهما كل ليلة ويشربون الخمر فقالت لهما ملكاء إن أتاكما الليلة قدار ومصدع فلاتطيعاهما وقولا لهما إن الملكة حزينة لأجل الناقة ولأجل صالح فنحن لانطيعكما حتي تعقرا الناقة فلما أتياهما قالتا لهما هذه المقالة فقالا نحن نكون من وراء عقرها فانطلق قدار ومصدع وأصحابهما السبعة فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء و قدكمن لها قدار في أصل صخرة في طريقها وكمن لها مصدع في أصل أخري فمرت علي مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها وخرجت عنيزة وأمرت ابنتها وكانت من أحسن الناس فأسفرت لقدار ثم زمرته فشد علي الناقة بالسيف فكشف عرقوبها فخرجت ورغت رغاء واحدة ثم طعنها في لبتها فنحرها وخرج أهل البلدة واقتسموا لحمها وطبخوه فلما رأي الفصيل مافعل بأمه

ولي هاربا ثم صعد جبلا ثم رغا رغاء تقطع منه قلوب القوم وأقبل صالح فخرجوا يعتذرون إليه إنما عقرها فلان و لاذنب لنا فقال صالح انظروا هل تدركون فصيلها فإن أدركتموه فعسي أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه في الجبل فلم يجدوه . وكانوا عقروا الناقة ليلة الأربعاء فقال لهم صالح تمتعوا في داركم ثلاثة أيام فإن العذاب نازل بكم فصاح بهم جبرئيل ع تلك الصيحة وكانوا قدتحنطوا وتكفنوا وعلموا أن العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين و كان ذلك في يوم الأربعاء

[ صفحه 95]

الباب السادس في قصص ابراهيم ع و فيه فصول

الفصل الأول في علة تسميته وفضائله وسننه ونقش خاتمه علي نبينا وآله و عليه السلام

قدذكر الله سبحانه قصته و بين أحواله في كثير من الآيات والسور لأنه أبوالأنبياء وثاني أولي العزم وخليل الرحمن وكانت الأنبياء ينسبون إلي دينه .

ولذا قال ع ما علي دين ابراهيم غيرنا و غيرشيعتنا

-روايت-1-2-روايت-16-55

. قال الله سبحانه ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِ ّ المُؤمِنِينَ

-قرآن-20-247

علل الشرائع مسندا إلي الرضا ع قال إنما اتخذ الله ابراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا قط و لم يسأل أحدا غير الله عز و جل

-روايت-1-2-روايت-40-126

و عن علي ع قال كان ابراهيم أول من أضاف الضيف وأول من شاب فقال ما هذافقيل وقار في الدنيا ونور في الآخرة

-روايت-1-2-روايت-22-119

و قال الصدوق رحمه الله سمعت بعض المشايخ من أهل العلم يقول إنه سمي [ صفحه 96]

ابراهيم ابراهيم لأنه هم فبر وقيل إنه هم بالآخرة فبر ئ من الدنيا

وسئل عن أبي عبد الله ع لم اتخذ الله ابراهيم خليلا قال لكثرة سجوده علي الأرض

-روايت-1-2-روايت-3-89

و عن محمد بن العسكري ع قال إنما اتخذ الله

عز و جل ابراهيم خليلا لكثرة صلواته علي محمد وآل محمدص

-روايت-1-2-روايت-34-110

و عنه ص مااتخذ الله ابراهيم خليلا إلالإطعامه الطعام وصلواته بالليل و الناس نيام

-روايت-1-2-روايت-13-92

و عن أبي جعفر ع قال لمااتخذ الله ابراهيم خليلا أتاه ملك الموت ببشارة الخلة في صورة شاب أبيض فدخل ابراهيم الدار فاستقبله خارجا من الدار و كان ابراهيم رجلا غيورا و كان إذاخرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه فقال يا عبد الله ماأدخلك داري فقال ربها أدخلنيها فقال ابراهيم ربها أحق بهامني فمن أنت قال ملك الموت ففزع ابراهيم فقال جئتني لتسلبني روحي فقال لا ولكن اتخذ الله عز و جل خليلا فجئت ببشارته فقال ابراهيم فمن هذالعلي أخدمه حتي أموت قال أنت هوفدخل علي سارة فقال إن الله اتخذني خليلا

-روايت-1-2-روايت-27-534

و عن أبي عبد الله ع قال لماجاء المرسلون إلي ابراهيم ع جاءهم بالعجل فقال كلوا فقالوا لانأكل حتي تخبرنا مأمنه فقال إذاأكلتم فقولوا بسم الله و إذافرغتم فقولوا الحمد لله فالتفت جبرئيل ع إلي أصحابه وكانوا أربعة فقال حق الله أن يتخذ هذاخليلا و لماألقي في النار تلقاه جبرئيل في الهواء و هويهوي فقال يا ابراهيم أ لك حاجة فقال أماإليك فلا

-روايت-1-2-روايت-32-366

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي عبد الله ع أن ابراهيم ع أول من حول له الرمل دقيقا و ذلك أنه قصد صديقا له بمصر في قرص طعام فلم يجده في منزله فكره أن يرجع بالجمل خاليا فملأ جرابه رملا فلما دخل منزله خلي بين الجمل و بين سارة استحياء منها ودخل البيت ونام ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون فخبزت وقدمت إليه طعاما طيبا فقال ابراهيم من أين لك هذافقالت من الدقيق ألذي حملته من خليلك

المصري فقال أما أنه من خليلي و ليس بمصري فلذلك أعطي الخلة فشكر الله وحمده وأكل

-روايت-1-2-روايت-48-502

أقول هذه أسباب لكونه ع خليلا و لاتكون الخلة إلا مع اجتماع تلك الخصال كلها

[ صفحه 97]

و عن أبي عبد الله ع قال إذا كان يوم القيامة دعي محمدص فيكسي حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش ثم يدعي بإبراهيم ع فيكسي حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش ثم يدعي بعلي ع فيكسي حلة وردية فيقام عن يمين النبي ص ثم يدعي بإسماعيل فيكسي حلة بيضاء فيقام عن يسار ابراهيم ع ثم يدعي بالحسن ع فيكسي حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين ع ثم يدعي بالحسين فيكسي حلة وردية فيقام عن يمين الحسن ع ثم يدعي بالأئمة ع فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صاحبه ثم يدعي بالشيعة فيقومون أمامهم ثم يدعي بفاطمة ع ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة فنعم الأب أبوك يا محمد و هو ابراهيم ونعم الأخ أخوك و هو علي بن أبي طالب ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن و الحسين ونعم الجنين جنينك و هومحسن ونعم الأئمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان ونعم الشيعة شيعتك ثم يؤمر بهم إلي الجنة

-روايت-1-2-روايت-32-894

و عن علي ع قال كان الرجل يموت و قدبلغ الهرم و لايشيب فكان الرجل يأتي النادي فيه الرجل وبنوه فلايعرف الأب من الابن فيقول أيكم أبوكم فلما كان زمن ابراهيم ع قال أللهم اجعل لي شيئا أعرف به فشاب وابيض رأسه ولحيته

-روايت-1-2-روايت-22-244

قصص الأنبياء للراوندي من علماء الإمامية قال كان في عهد ابراهيم ع رجل يقال له ماريا بن آوي قدأتت عليه

ستمائة وستون سنة و كان يكون في غيضته له بينه و بين الناس خليج من ماء غمر و كان يخرج إلي الناس في كل ثلاث سنين فيقيم في الصحراء في محراب يصلي فيه فخرج ذات يوم فإذا هوبغنم كان عليها الدهن فأعجب بها و فيهاشاب كان وجهه شقة قمر طالع فقال يافتي لمن هذه الغنم قال لإبراهيم خليل الرحمن قال فمن أنت قال أناابنه إسحاق فقال ماريا في نفسه أللهم أرني عبدك وخليلك حتي أراه قبل الموت ثم رجع إلي مكانه ورفع إسحاق خبره إلي أبيه فكان ابراهيم يتعاهد ذلك المكان ويصلي فيه فسأله ابراهيم عن اسمه و ماأتي عليه من السنين فخبره فقال أين تسكن قال في غيضة قال ابراهيم إني أحب أن آتي موضعك فأنظر إليه وكيف عيشك فيها فقال إني أيبس من الثمار الرطب

[ صفحه 98]

مايكفيني إلي قابل لاتقدر أن تصل إلي ذلك الموضع فإنه خليج وماء غمر فقال له ابراهيم فما لك معبر قال لا قال كيف تعبر قال أمشي علي الماء قال ابراهيم لعل ألذي سخر لك الماء يسخره لي للعبور فانطلقا وبدأ ماريا فوضع رجله علي الماء و قال بسم الله و قال ابراهيم بسم الله فالتفت ماريا و إذا ابراهيم يمشي كمايمشي هوفتعجب من ذلك فدخل الغيضة وأقام معه ابراهيم ع ثلاثة أيام لايعلمه من هو ثم قال له ماريا ماأحسن موضعك هل لك أن تدعو الله أن يجمع بيننا في هذاالموضع فقال ماكنت لأفعل قال و لم قال لأني دعوته بدعوة منذ ثلاث سنين فلم يجبني فيها قال و ما ألذي دعوته فقص عليه خبر الغنم وإسحاق فقال ابراهيم قداستجاب لك أنا ابراهيم فقام وعانقه فكانت أول

معانقة

نوادر الراوندي بإسناده عن الكاظم ع قال قال رسول الله ص أول من قاتل في سبيل الله ابراهيم الخليل ع حيث أسرت الروم لوطا ع فنفر ابراهيم ع واستنقذه من أيديهم وأول من اختتن ابراهيم ع اختتن بالقدوم علي رأس ثمانين سنة

-روايت-1-2-روايت-66-240

أقول يحمل هذاالاختتان و ماروي بمعناه من الأخبار علي التقية كماورد في حديث آخر والوارد في أكثر الأخبار أن الأنبياء ع يولدون مختونين و في بعضها أن غلفهم وسررهم تسقط يوم السابع ويمكن التوفيق بحمل الأول علي أولي العزم منهم والثاني علي غيرهم وقيل بإمكان مايبقي من الغلف شيءيسقط يوم السابع

تفسير العياشي عن الصادق ع قال إذاسافر أحدكم فليأت أهله بما تيسر و لوبحجر فإن ابراهيم ع ضاف ضيفا فأتي قومه فوافق منهم قحطا شديدا فرجع كماذهب فلما قرب من منزله نزل عن حماره فملأ خرجه رملا أراد أن يسكن به روع زوجته سارة فلما دخل منزله حط الخرج عن الحمار وافتتح العلوفة فجاءت سارة ففتحت الخرج فوجدته مملوءا دقيقا فاختبزت منه وقالت لإبراهيم انفتل من صلاتك و كل فقال لها من أين لك هذاقالت من الدقيق ألذي في الخرج فرفع رأسه إلي السماء فقال أشهد أنك الخليل

-روايت-1-2-روايت-36-501

و عنه ع قال لقد كانت الدنيا و ما كان فيها إلاواحدا يعبد الله و لو كان معه غيره إذالأضافه إليه حيث يقول إِنّ اِبراهِيمَ كانَ أُمّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَ لَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَفصبر بذلك ماشاء الله ثم إن الله تبارك و تعالي آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة

-روايت-1-2-روايت-18-285

[ صفحه 99]

و عنه ع أن الله تبارك و تعالي اتخذ ابراهيم ع عبدا قبل أن يتخذه نبيا و أن الله تعالي اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و

أن الله تعالي اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و أن الله تعالي اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما فلما جمع له الأشياء قال إنِيّ جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قال فمن عظمها في عين ابراهيم قالَ وَ مِن ذرُيّتّيِ قالَ لا يَنالُ عهَديِ الظّالِمِينَ قال لا يكون السفيه إمام التقي -روايت-1-2-روايت-13-416

و عنه ع أول من اتخذ النعلين ابراهيم ع

-روايت-1-2-روايت-13-47

و عن أبي جعفر ع قال كان الناس يموتون فجأة فلما كان زمن ابراهيم ع قال يارب اجعل الموت علة يؤجر بهاالميت ويسلي بها عن المصائب فأنزل الله عز و جل البرسام ثم أنزل بعده الداء

-روايت-1-2-روايت-27-196

نوادر الراوندي عن الكاظم ع قال قال رسول الله ص إن الولدان تحت عرش الرحمن يستغفرون لآبائهم يحضنهم ابراهيم ع وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران

-روايت-1-2-روايت-57-172

أقول أولاد المؤمنين الذين يموتون أطفالا ورد في بعض الأخبار أن الزهراء ع تربيهم في الجنة حتي يأتي أبواهم أوواحد من أقاربهم فتدفعه إليهم . و في بعضها أن بعض شجر الجنة له أخلاف كأخلاف البقر يرتضع منه أطفال المؤمنين الذين يموتون رضعانا حتي يكبروا فيدفعوا إلي آبائهم والتوفيق بين الأخبار تارة بأن بعضهم تربيهم الزهراء ع والآخر يحضنهم ابراهيم وسارة وأخري بأن أطفال العلويين من أولادها ع هي التي تربيهم وأطفال باقي المؤمنين يوكل إلي غيرها و أمانقش خاتمه ع فقد تقدم

الفصل الثاني في بيان ولادته ع وكسر الأصنام وحال أبيه و ماجري له مع فرعون

قال الله سبحانه أَ لَم تَرَ إِلَي ألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ أَن آتاهُ اللّهُ المُلكَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ ربَيّ َ ألّذِي يحُييِ وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أحُييِ وَ أُمِيتُ قالَ اِبراهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يأَتيِ بِالشّمسِ

-قرآن-19-227

قال الله سبحانه أَ لَم تَرَ إِلَي ألّذِي حَاجّ اِبراهِيمَ فِي رَبّهِ أَن آتاهُ اللّهُ المُلكَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ

ربَيّ َ ألّذِي يحُييِ وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أحُييِ وَ أُمِيتُ قالَ اِبراهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يأَتيِ بِالشّمسِ

مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِ فَبُهِتَ ألّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَ أي لم ينته علمك ألذي حاج ابراهيم أي خاصمه و هونمرود بن كنعان و هوأول من تجبر وادعي الربوبية و هذه المحاجة.

-قرآن-1-106

روي عن الصادق ع أنها بعدإلقائه في النار

-روايت-1-2-روايت-21-46

و قوله أَن آتاهُ اللّهُ المُلكَ أي محاجته ومخاصمته مع ابراهيم طغيانا وبغيا باعتبار الملك ألذي آتاه الله والملك هنا عبارة عن نعيم الدنيا و هوبهذا المعني يجوز أن يعطيه الله الكافر والمؤمن و أماالملك بمعني تمليك الأمر والنهي وتدبير أمور الناس وإيجاب الطاعة علي الخلق فلايجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلي الصلاح والسداد والرشاد و لا يكون إلاللنبي و أهل بيته الطاهرين العالمين بما يحتاج إليه الأمة من أول أمرها إلي آخرها. و قدذكرت في بعض مؤلفاتي مباحثة مع بعض علماء العامة قلت له الشيطان يأمر بكل منكر وينهي عن كل معروف قال نعم قلت الإمام يجب أن يكون نقيضا للشيطان يأمر بما ينهي عنه الشيطان وينهي عما يأمر به الشيطان فقال نوافق علي هذاالقول فقلت و هذا لا يكون إلا إذا كان الإمام عالما بجميع الأوامر والنواهي الإلهية و إلا كان الشيطان أعلم منه و لم يكن علي طرف نقيض مع الشيطان و من ادعيتم لهم الإمامة ليسوا علي هذه الصفة بالإجماع علي ماتواتر من قول الثاني كل الناس أفقه مني حتي المخدرات في الحجاب وقول الأول

عندأغاليطه إن لي شيطانا يعتريني إذازغت فقوموني و إذاملت فسددوني و أماالثالث فحاله في الجهل أوضح من أن يذكر فعلي هذاالملك ألذي وثبوا عليه

وتقمصوه لم يكن ملك آتاهم الله حتي أوجب علي الناس طاعتهم مع أنه لو كان الأمر كذلك يلزم الحرج علي المكلفين لأن الأول في زمن خلافة ذهب إلي مذاهب وفتاوي في الأحكام لم يذهب إليها الثاني وعمل بضدها فكيف يجب متابعة الرجلين مع مابينهما من التضاد والخلاف في الأقوال والأفعال

-قرآن-9-32

وروي في تفسير قوله تعالي تؤُتيِ المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمّن تَشاءُ أنه قال رجل للصادق ع ملك بني أمية أ هو من الله تعالي فقال ع إنه ملك لنا من الله ولكن بنو أمية وثبوا عليه وغصبوه منا كمن كان له ثوب فجاء رجل فغصبه منه ولبسه فبلبسه له لم يصر ملكا له و لاثوبه

-روايت-1-2-روايت-9-306

والمراد بالملك هنا هومعناه الثاني و أماالملك بمعناه الأول فلامانع من تمكين الله سبحانه لهم منه كماأعطي ملوك الكفار والسلاطين الظالمين وكانوا من الفريقين .

[ صفحه 101]

و قوله ألّذِي يحُييِ وَ يُمِيتُالمراد بالإماتة هنا إخراج الروح من بدن الحي من غيرجرح و لانقص بنية و لاإحداث فعل يتصل بالبدن من جهته و هذاخارج عن قدرة البشر. و قوله أَنَا أحُييِ بالتخلية من الحبس وَ أُمِيتُبالقتل و هذاجهل منه لأنه اعتمد في المعارضة علي العبارة فقط دون المعني عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت أوالموت للحي علي سبيل الاختراع ألذي ينفرد سبحانه به و لايقدر عليه سواه فَبُهِتَ ألّذِي كَفَرَ أي تحير عن الانقطاع بما بان له من ظهور الحجة فإن قيل فهلا قال له نمرود فليأت بهاربك من المغرب .قيل إنه لمارأي الآيات علم أنه لواقترح ذلك لأتي به تصديقا لإبراهيم فكان يزداد بذلك فضيحة علي أن الله سبحانه خذله ولطف لإبراهيم وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَبالمعونة علي

بلوغ البغية من الفساد. عن ابن عباس أن الله سبحانه سلط علي نمرود بعوضة فعضت شفته فأهوي إليها ليأخذها فطارت في منخره فذهب ليستخرجها فطارت في دماغه فعذبه الله بهاأربعين ليلة ثم أهلكه

-قرآن-9-33-قرآن-180-192-قرآن-211-220-قرآن-413-434-قرآن-680-720

تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي الباقر ع أنه قال ليهنئكم الاسم قيل ما هو قال وَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ و قوله فَاستَغاثَهُ ألّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِليهنئكم الاسم

-روايت-1-2-روايت-58-206

أقول الشيعة اسم تسمي الشيعة به ولقبوا به أنفسهم و أماالرافضة فاسم سمانا به المخالفون وجاء في الحديث أنه اسم للمؤمنين من قوم موسي سموا به لأنهم رفضوا فرعون وقومه فذخر الله سبحانه هذاالاسم لنا معاشر الشيعة

و فيه عن أبي عبد الله ع إن آزر أبا ابراهيم ع كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له إني أري في حساب النجوم أن هذاالزمان يحدث رجلا فينسخ هذاالدين ويدعو إلي دين فقال له نمرود في أي بلاد يكون قال في هذه البلاد و لم يخرج بعد إلي الدنيا قال ينبغي أن نفرق بين الرجال والنساء ففرق وحملت أم ابراهيم بإبراهيم و لم يظهر حملها فلما حانت ولادتها قالت ياآزر إني قداعتللت وأريد أن أعتزل عنك وكانت في ذلك الزمان المرأة إذااعتلت اعتزلت عن زوجها فاعتزلت في غار ووضعت ابراهيم وقمطته ورجعت إلي منزلها وسدت

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 102]

باب الغار بالحجارة فأجري الله لإبراهيم لبنا من إبهامه وكانت تأتيه أمه ووكل نمرود بكل امرأة حامل فكان يذبح كل ولد ذكر فهربت أم ابراهيم بإبراهيم من الذبح و كان يشب ابراهيم في الغار يوما كمايشب غيره في الشهر حتي أتي له في الغار ثلاث عشرة سنة فلما كان بعد ذلك زارته أمه فلما أرادت أن تفارقه تشبث

بها فقال ياأمي أخرجيني فقالت يابني إن الملك إن علم أنك ولدت في هذاالزمان قتلك فلما خرجت أمه من الغار و قدغابت الشمس نظر إلي الزهرة في السماء فقال هذاربي فلما غابت الزهرة فقال لو كان ربي مازال و لابرح ثم قال لاأحب الآفلين الآفل الغائب فلما نظر إلي المشرق و قدطلع القمر قال هذاربي هذاأكبر وأحسن فلما تحرك وزال قالَ لَئِن لَم يهَدنِيِ ربَيّ لَأَكُونَنّ مِنَ القَومِ الضّالّينَ فلما أصبح وطلعت الشمس ورأي ضوءها في الدنيا قال هذاأكبر وأحسن فلما تحركت وزالت كشف الله عن السماوات حتي رأي العرش وأراه الله ملكوت السماوات و الأرض فعند ذلك قالَ يا قَومِ إنِيّ برَيِ ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ إنِيّ وَجّهتُ وجَهيِ َ للِذّيِ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَفجاء إلي أمه وأدخلته دارها وجعلته بين أولادها فنظر إليه آزر فقال من هذا ألذي بقي في سلطان الملك والملك يقتل أولاد الناس قالت هذاابنك ولدته وقت كذا وكذا حين اعتزلت فقال ويحك إن علم الملك هذانزلت منزلتنا عنده و كان آزر صاحب أمر نمرود ووزيره و كان يتخذ الأصنام له وللناس ويدفعها إلي ولده فيبيعونها فقالت أم ابراهيم لاعليك إن لم يشعر الملك به بقي لنا و إن شعر به كفيتك الاحتجاج عنه و كان آزر كلما نظر إلي ابراهيم أحبه حبا شديدا و كان يدفع إليه الأصنام ليبيعها كمايبيع إخوته فكان يعلق في أعناقها الخيوط ويجرها علي الأرض و يقول من يشتري ما لايضره و لاينفعه ويغرقها في الماء والحمام و يقول لها تكلمي فذكر إخوته ذلك لأبيه فنهاه فلم ينته فحبسه و لم يدعه يخرج فحاجّهُ قَومُهُ فقال ابراهيم أَ تحُاجوّنيّ فِي اللّهِ وَ

قَد هَدانِ

-روايت-از قبل-1835

و قال ع في أول يوم من ذي الحجة ولد ابراهيم خليل الرحمن ع

-روايت-1-2-روايت-13-69

و فيه أنه خرج نمرود وجميع أهل مملكتهم إلي عيد لهم وكره أن يخرج ابراهيم ع معهم فوكله ببيت الأصنام فلما ذهبوا عمد ابراهيم إلي طعام فأدخله بيت أصنامهم فكان يدنو من صنم صنم فيقول له كل وتكلم فإذا لم يجبه اتخذ القدوم فكسر يده ورجله حتي فعل ذلك بجميع الأصنام ثم علق القدوم في عنق الكبير

[ صفحه 103]

منهم ألذي كان في الصدر فلما رجع الملك و من معه من العبيد نظروا إلي الأصنام متكسرة فقالوامَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَفقالوا هاهنا فتي يذكرهم يقال له ابراهيم و هو ابن آزر فجاءوا به إلي نمرود فقال نمرود لآزر خنتني وكتمت هذاالولد عني فقال أيها الملك هذاعمل أمه وذكرت أنها تقوم بحجته فدعا نمرود أم ابراهيم فقال لها ماحملك علي أن كتمتيني أمر هذاالغلام حتي فعل بآلهتنا مافعل فقالت أيها الملك نظرا مني لرعيتك فقال وكيف ذلك قالت لأني رأيتك تقتل أولاد رعيتك فكان يذهب النسل فقلت إن كان هذا ألذي يطلبه دفعته ليقتله ويكف عن أولاد الناس و إن لم يكن ذلك فبقي لنا ولدنا و قدظفرت به فشأنك فكف عن أولاد الناس بصواب رأيها ثم قال لإبراهيم مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا قال فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ.

-قرآن-97-149-قرآن-707-732-قرآن-738-794

فقال الصادق ع مافعله كبيرهم و ماكذب ابراهيم لأنه إنما قال فعله كبيرهم هذا إن نطق و إن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذاشيئا

-روايت-1-2-روايت-19-136

فاستشار نمرود قومه في ابراهيم فقالوا له أحرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين .

فقال الصادق ع كان فرعون ابراهيم وأصحابه لغير رشدة فإنهم قالوا لنمرود أحرقوه و

كان فرعون موسي وأصحابه لرشدة فإنه لمااستشار أصحابه في موسي قالُوا أَرجِه وَ أَخاهُ وَ أَرسِل فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ يَأتُوكَ بِكُلّ ساحِرٍ عَلِيمٍ

-روايت-1-2-روايت-19-244

فحبس ابراهيم وجمع له الحطب حتي إذا كان اليوم ألذي ألقي فيه نمرود ابراهيم في النار برز نمرود وجنوده و كان بني لنمرود بناء ينظر منه إلي ابراهيم كيف تأخذه النار فجاء إبليس واتخذ لهم المنجنيق لأنه لم يقدر أحد أن يتقارب منها و كان الطائر من مسيرة فرسخ يحترق فوضع ابراهيم في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمة و قال ارجع عما أنت عليه و لم يبق شيء إلاطلب إلي ربه وقالت الأرض يارب ليس علي ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق وقالت الملائكة يارب خليلك ابراهيم يحرق فقال الله عز و جل أماإنه إن دعاني كفيته و قال جبرئيل يارب خليلك ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار فقال اسكت إنما يقول هذا عبدمثلك يخاف الفوت هوعبدي آخذه إذاشئت فإن دعاني أجبته فدعا ابراهيم ع ربه بسورة الإخلاص يا الله ياواحد ياأحد ياصمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك قال فالتقي معه جبرئيل في الهواء و قدوضع في المنجنيق فقال يا ابراهيم هل لك إلي من حاجة فقال ابراهيم

[ صفحه 104]

أماإليك فلا و أما إلي رب العالمين فنعم فدفع إليه خاتما عليه مكتوب لاإله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلي الله وأسندت أمري إلي الله وفوضعت أمري إلي الله فأوحي الله إلي الناركوُنيِ بَرداً وَ سَلاماًفاضطربت أسنان ابراهيم من البرد حتي قال سَلاماً عَلي اِبراهِيمَفانحط جبرئيل وجلس معه يحدثه في النار و هو في روضة خضراء

ونظر إليه نمرود فقال من اتخذ إلها فليتخذ إلها مثل إله ابراهيم فقال عظيم عن عظماء أصحاب نمرود إني عزمت علي النار أن تحرقه فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه ونظر نمرود إلي ابراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخة يحدثه فقال لآزر ماأكرم ابنك علي ربه قال و كان الوزغ ينفخ في نار ابراهيم و كان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار قال و لما قال الله تبارك و تعالي للناركوُنيِ بَرداً وَ سَلاماً لم يعمل النار في الدنيا ثلاثة أيام وَ نَجّيناهُ وَ لُوطاً إِلَي الأَرضِ التّيِ بارَكنا فِيها لِلعالَمِينَ إلي الشام وسواد الكوفة.أقول قال الرازي اختلفوا في أن النار كيف بردت علي ثلاثة أوجه أحدها أن الله تعالي أزال منها ما فيها من الحر والإحراق وأبقي ما فيها من الإضاءة والإشراق وثانيها الله سبحانه خلق في جسم ابراهيم كيفية مانعة من وصول أذي النار إليه كمايفعل بخزنة جهنم في الآخرة كما أنه ركب بنية النعامة بحيث لايضرها ابتلاع الحديدة المحماة بدن السمندر وبحيث لايضره المكث في النار وثالثها أنه خلق بينه و بين النار حائلا يمنع من وصول النار إليه . قال المحققون والأول أولي لأن ظاهر قوله يا نارُ كوُنيِ بَرداً أن نفس النار صارت باردة

-قرآن-202-226-قرآن-270-292-قرآن-741-765-قرآن-803-873-قرآن-1391-1412

و عنه ص أنه لماألقي ابراهيم في النار نزل جبرئيل ع بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة فألبسه القميص وأقعده علي الطنفسة وقعد معه يحدثه

-روايت-1-2-روايت-13-146

و في التفسير أنه لماألقي نمرود ابراهيم ع في النار وجعلها الله بردا وسلاما قال نمرود يا ابراهيم من ربك قال ربي ألذي يحيي ويميت قال له نمرود أناأحيي وأميت قال ابراهيم كيف تحيي وتميت قال أعمد إلي رجلين ممن

قدوجب عليهما القتل فأطلق عن واحد وأقتل واحدا فكنت أمت وأحييت فقال ابراهيم إن كنت صادقا فاحي ألذي قتلته ثم قال دع هذا فإن ربي يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت ألذي كفر

[ صفحه 105]

و عن أبي عبد الله ع قال ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين ع والكافران نمرود وبخت نصر واسم ذي القرنين عبد الله بن ضحاك بن معد وأول منجنيق عمل في الدنيا منجنيق عمل لإبراهيم ع بسور الكوفة في نهر يقال له كوفي و في قرية يقال لها قنطانا

-روايت-1-2-روايت-32-305

علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز و جل يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال ع قابيل يفر من هابيل و ألذي يفر من أمه موسي و ألذي يفر من أبيه ابراهيم و ألذي يفر من صاحبته لوط و ألذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان

-روايت-1-2-روايت-16-310

أقول قال الصدوق طاب ثراه إن موسي ع يفر من أمه خوفا أن لايعرفها حق تربيتها له وقيل إنها كانت مرضعة ترضعه في بيت فرعون قبل وقوعهم علي أمه وكانت كافرة و أما أبو ابراهيم فالمراد عمه و إلافأبوه تارخ كان من المسلمين

و عن أبي عبد الله ع أنه لماأضرمت النار علي ابراهيم ع شكت هوام الأرض إلي الله عز و جل واستأذنته أن تصب عليها الماء فلم يأذن الله عز و جل لشي ء منها إلاالضفدع فاحترق منه الثلثان وبقي منه ثلث

-روايت-1-2-روايت-27-217

و عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن موسي ع قال يا أباإسحاق إن في النار لواديا يقال له سقر لم

يتنفس منذ خلقه الله و إن أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره و ماأعد الله فيه لأهله و إن لذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره و ماأعد الله فيه لأهله و إن في الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره و ماأعد الله فيه و إن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره و ماأعد الله فيه لأهله و إن في ذلك القليب لحية يتعوذ أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها و ماأعد الله في أنيابها من السم لأهلها و إن في جوف تلك الحية لسبع صناديق فيهاخمسة من الأمم السالفة واثنان من هذه الأمة قال قلت جعلت فداك من الخمسة و من الاثنين قال فأما الخمسة فقابيل ألذي قتل هابيل ونمرود ألذي حاج ابراهيم في ربه وفرعون ألذي قال أناربكم الأعلي ويهودا ألذي هود اليهود وبولس ألذي نصر النصاري و من هذه الأمة أعرابيان

-روايت-1-2-روايت-53-967

أقول يعني به الأول والثاني وسماهما أعرابيان لمافيهما من الجفاء

[ صفحه 106]

و عن الرضا ع قال لمارمي ابراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه بردا وسلاما و قال ع لماألقاه الله في النار أنبت الله في حواليه من الأشجار الخضرة النضرة النزهة وأنبت حوله من أنواع الأشجار ما لايوجد في الفصول الأربعة من السنة

-روايت-1-2-روايت-22-257

كتاب المحاسن رفعه إلي علي بن الحسين ع أن هاتفا هتف به فقال يا علي بن الحسين أي شيءكانت العلامة بين يعقوب ويوسف فقال لماقذف ابراهيم في النار هبط جبرئيل بقميص فضة فألبسه إياه ففرت عنه النار ونبت

حوله النرجس فأخذ ابراهيم ع القميص فجعله في عنق إسحاق في قصبة من فضة وعلقها إسحاق في عنق يعقوب وعلقها يعقوب في عنق يوسف ع فقال له إن نزع هذاالقميص من بدنك علمت أنك ميت أو قدقتلت فلما دخل عليه إخوته أعطاهم القصبة وأخرجوا القميص فاحتملت الريح رائحته فألقته علي وجه يعقوب بالأردن فقال إنِيّ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ

-روايت-1-2-روايت-48-591

العياشي عن الحرث عن علي بن أبي طالب ع قال إن نمرود أراد أن ينظر إلي ملك السماء فأخذ نسورا أربعة فرباهن وجعل تابوتا من خشب وأدخل فيه رجلا ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما رأت النسور اللحم طارت بالتابوت و الرجل فارتفعت فمكث ماشاء الله ثم إن الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلي السماء فإذاهي علي حالها ونظر إلي الأرض فإذا هو لايري الجبال إلاكالذر ثم مكث ساعة فنظر إلي السماء فإذاهي علي حالها ونظر إلي الأرض فإذا هو لايري إلاالماء ثم مكث ساعة فنظر إلي السماء فإذاهي علي حالها ونظر إلي الأرض فإذا هو لايري شيئا ثم وقع في ظلمة لم ير مافوقه و ماتحته ففزع فألقي اللحم فاتبعته النسور منقضة فلما نظرت الجبال إليها و قدأقبلت منقضة وسمعت حفيفها فزعت وكادت أن تزول مخافة أمر السماء و هوقول الله وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ

-روايت-1-2-روايت-52-851

الكافي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال إن ابراهيم ع كان مولده بكوثي يعني قرية من قري الكوفة و كان أبوه من أهلها وكانت أم ابراهيم وأم لوط أختين وهما ابنتان للاحج و كان لاحج نبيا منذرا و لم يكن رسولا و

إن ابراهيم لزوج سارة وهي ابنة خالته وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة وأرض

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 107]

واسعة وحال حسنة فملكته ابراهيم ع فقام فيه وأصلحه و لماكسر أصنام نمرود وأمر بإحراقه و لم يحترق أمرهم أن ينفوه من بلاده و أن يمنعوه من الخروج بما يشتهيه وماله فحاجهم ابراهيم فقال إن أخذتم ماشيتي ومالي فإن حقي عليكم أن تردوا علي ماذهب من عمري في بلادكم واختصموا إلي قاضي نمرود فقضي أن الحق لإبراهيم فخلوا سبيله وسبيل ماشيته وماله فأخرجوا ابراهيم ولوطا معه من بلادهم إلي الشام إلي بيت المقدس فعمل تابوتا وجعل فيه سارة وشد عليه الأغلاق غيرة منه عليها ومضي حتي خرج من سلطان نمرود ودخل في سلطان رجل من القبط يقال له عرارة فمر بعاشر له فاعترضه العاشر ليعشر مامعه فقال العاشر لإبراهيم افتح هذاالتابوت حتي نعشر ما فيه فقال ابراهيم قل ماشئت فيه من ذهب أوفضة حتي نعطيك عشره و لاتفتحه فأبي العاشر إلافتحه وغضب ابراهيم ع فلما بدت له سارة وكانت موصوفة بالحسن والجمال قال له العاشر ما هذه منك قال ابراهيم هي حرمتي وابنة خالتي فقال له العاشر لست أدعك تبرح حتي أعلم الملك حالها وحالك فبعث رسولا إلي الملك فأعلمه فبعث الملك رسولا من قبله ليأتوه بالتابوت فقال ابراهيم ع لاأفارق التابوت فحملوه مع التابوت إلي الملك فقال له افتح التابوت فقال ابراهيم إن فيهاحرمتي وابنة خالتي و أنامفتد لاأفتحه بجميع مامعي فغضب الملك علي ابراهيم لعدم فتحه فلما رأي سارة لم يملك حلمه أن مد يده إليها فأعرض ابراهيم وجهه عنه وعنها غيرة و قال أللهم احبس يده عن حرمتي وابنة خالتي فلم تصل يده إليها و لم ترجع

إليه فقال له الملك إن إلهك هو ألذي فعل بي هذا فقال نعم إن إلهي غيور يكره الحرام فقال له الملك فادع إلهك أن يرد علي يدي فإن أجابك فلم أتعرض لها فقال ابراهيم إلهي رد عليه يده ليكف عن حرمتي فرد الله عز و جل عليه يده فأقبل الملك عليها ببصره ثم عاد بيده نحوها فأعرض ابراهيم غيرة و قال أللهم احبس يده عنها فيبست يده و لم تصل إليها فقال الملك لإبراهيم إن إلهك لغيور وإنك لغيور فادع إلهك يرد علي يدي فإنه إن فعل لم أعد أفعل فقال ابراهيم أسأله ذلك علي أنك إن عدت لم تسألني أن أسأله فقال له الملك نعم فقال ابراهيم أللهم إن كان صادقا فرد عليه يده فرجعت إليه فلما رأي الملك ذلك عظم ابراهيم عنده وأكرمه واتقاه و قال له انطلق حيث شئت ولكن لي إليك حاجة و هو أن تأذن لي أن أخدمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما فأذن له ابراهيم فوهبها لسارة وهي هاجر أم

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 108]

إسماعيل فسار ابراهيم بجميع مامعه وخرج الملك معه يمشي خلف ابراهيم إعظاما له وهيبة فأوحي الله تبارك و تعالي إلي ابراهيم أن قف و لاتمش قدام الجبار ولكن اجعله أمامك وعظمه فإنه مسلط و لابد من آمر في الأرض بر أوفاجر فوقف ابراهيم ع و قال للملك امض فإن إلهي أوحي إلي الساعة أن أعظمك وأهابك و أن أقدمك أمامي وأمشي خلفك فقال له الملك أشهد أن إلهك لرقيق حليم كريم و أنت ترغبني في دينك فودعه الملك وسار ابراهيم حتي نزل بأعلي الشامات وخلف لوطا ع في أدني الشامات ثم إن ابراهيم ع

لماأبطأ عليه الولد قال لسارة لوشئت لبعتيني هاجر لعل الله يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا فابتاع ابراهيم هاجر من سارة ع فوقع عليها فولدت إسماعيل ع

-روايت-از قبل-682

أقول بقي في هذاالمقام أمور لابد من التنبيه عليها الأمر الأول اختلف علماء الإسلام في أب ابراهيم ع قال الرازي في تفسير قوله تعالي وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَظاهر هذه الآية تدل علي أن اسم والد ابراهيم ع هوآزر ومنهم من قال اسمه تارخ قال الزجاج الاختلاف بين النسابين أن اسمه تارخ و من الملحدة من جعل هذاطعنا في القرآن وذكر له وجوها منها أن والد ابراهيم ع كان تارخ وآزر كان عما له والعم قديطلق عليه لفظ الأب كماحكي الله عن أولاد يعقوب أنهم قالوانَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ ومعلوم أن إسماعيل كان عما ليعقوب و قدأطلقوا عليه لفظ الأب فكذا هاهنا. ثم قال قالت الشيعة إن أحدا من آباء رسول الله ص ما كان كافرا وذكروا أن آزر كان عمه واحتجوا علي قولهم بوجوه الحجة الأولي أن آباء نبينا ماكانوا كفارا لوجوه منها قوله تعالي ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ.يعني أنه كان ينقل روحه من ساجد إلي ساجد ويدل عليه أيضا

-قرآن-142-179-قرآن-491-558-قرآن-814-871

قوله ص لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلي أرحام الطاهرات

-روايت-1-2-روايت-12-68

. و قوله تعالي إِنّمَا المُشرِكُونَ نَجَسٌ فلا يكون أحد أجداده منهم . وأيضا أجمع الإمامية رضوان الله عليهم علي إسلام والد ابراهيم ع وحينئذ فالأخبار الدالة علي أنه كان مشركا أباه حقيقة محمولة علي التقية.

-قرآن-17-43

[ صفحه 109]

الأمر الثاني في قول ابراهيم إنِيّ سَقِيمٌ واختلف في معناه علي أقوال أحدها أنه نظر في النجوم فاستدل بها علي

وجه حمي كانت تعتوره فقال إني سقيم أي حضر وقت ذلك المرض فكأنه قال إني سأسقم . وثانيها أنه نظر في النجوم كنظرهم لأنهم يتعاطون علم النجوم فأوهمهم أنه يقول بمثل قولهم فقال

عند ذلك إني سقيم فتركوه ظنا منهم أن نجمه يدل علي سقمه . وثالثها أن يكون الله أعلمه بالوحي أنه سيسقمه في وقت مستقبل وجعل العلامة علي ذلك إما طلوع نجم علي وجه مخصوص أواتصاله بآخر علي وجه مخصوص . فلما رأي ابراهيم ع تلك الأمارة قال إني سقيم تصديقا لماأخبره الله تعالي سبحانه . ورابعها أن معني قوله إنِيّ سَقِيمٌ أي سقيم القلب أوالرأي حزنا من إصرار القوم علي عبادة الأصنام و يكون علي ذلك معني نظره في النجوم فكرته في أنها محدثة مخلوقة فكيف ذهب علي العقلاء حتي عبدوها و ألذي ورد في الأخبار هو أنه ع أوهمهم بالنظر في النجوم لموافقتهم و قال إني سقيم تورية وجاء في الأخبار تجويز الكذب والتورية لأجل التقية. و في حديث صحيح أنه قال إنِيّ سَقِيمٌيعني بما يفعل بالحسين ع لأنه عرفه من علم النجوم يعني من نجم الحسين ع لأن الأنبياء والأئمة ع كل واحد له نجم في السماء ينسب إليه كماورد في الحديث

-قرآن-31-44-قرآن-628-641-قرآن-980-993

إن زحل نجم أمير المؤمنين ع فلايقال إنه نحس كمايقوله الناس

-روايت-1-2-روايت-3-71

.الأمر الثالث قوله ع هذا ربَيّ وقيل في تأويله وجوه الأول أنه ع إنما قال

عندكمال عقله في زمان مهلة النظر فإنه تعالي لماأكمل عقله وحرك دواعيه علي الفكر والتأمل ورأي الكوكب فأعظمه نوره و قد كان قومه يعبدون الكواكب فقال هذاربي علي سبيل الفكر فلما غاب علم أن الأفول لايجوز علي الإله فاستدل بذلك علي أنه محدث مخلوق

وكذلك كان حاله في رؤية القمر والشمس قال في آخر كلامه يا قَومِ إنِيّ برَيِ ءٌ مِمّا تُشرِكُونَ و كان هذاالقول منه عقيب معرفته بالله تعالي وعلمه بأن صفات المحدثين لاتجوز عليه و في بعض الأخبار إيماء إليه .

-قرآن-24-33-قرآن-405-445

[ صفحه 110]

الثاني أنه كان عارفا بعدم صلاحيتها للربوبية ولكن قال ذلك في مقام الاحتجاج علي عبدة الكواكب علي سبيل الفرض الشائع

عندالمناظرة فكأنه أعاد كلام الخصم ليلزم عليه المحال ويؤيده بعد ذلك وَ تِلكَ حُجّتُنا آتَيناها اِبراهِيمَ.الثالث أن يكون المراد هذاربي في زعمكم واعتقادكم ونظيره أن يقول الموحد للمجسم إن إلهه جسم محدود أي في زعمه واعتقاده و قوله تعالي وَ انظُر إِلي إِلهِكَ ألّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً.الرابع أن يكون المراد منه الاستفهام علي سبيل الإنكار.الخامس أن يكون القول مضمرا أي يقولون هذاربي السادس أن يكون قوله ذلك علي سبيل الاستهزاء كمايقال الدليل ساد قوما هذاسيدكم علي وجه الهزء.السابع أنه ص أراد أن يبطل قولهم بربوبية الكواكب إلا أنه كان قدعرف من تقليدهم لأسلافهم و بعدطباعهم عن قبول الدلائل أنه لوصرح بالدعوة إلي الله لم يقبلوه و لم يلتفتوا إليه فمال إلي طريق يستدرجهم به إلي استماع الحجة و ذلك بأنه ذكر كلاما يوهم كونه مساعدا لهم علي مذهبهم مع أن قلبه كان مطمئنا بالإيمان فكأنه بمنزلة المكره علي إجراء كلمة الكفر علي اللسان علي وجه المصلحة لإحياء الخلق بالإيمان .الأمر الرابع وجه الاستدلال بالأفول علي عدم صلاحيتها للربوبية. قال الرازي الأفول عبارة عن غيبوبة الشي ء بعدظهوره . و إذاعرفت هذافلسائل أن يقول الأفول إنما يدل علي الحدوث من حيث إنه حركة و علي هذا يكون الطلوع أيضا دليلا علي الحدوث فلم ترك ابراهيم ع الاستدلال علي

حدوثها بالطلوع وعول في إثبات هذاالمطلوب علي الأفول . والجواب أنه لاشك أن الطلوع والغروب يشتركان في الدلالة علي الحدوث و إلا فإن الدليل ألذي يحتج به الأنبياء في معروض دعوة الخلق كلهم إلي الإله لابد و أن يكون ظاهرا جليا بحيث يشترك في فهمه الذكي والغبي والعاقل ودلالة الحركة علي الحدوث و إن كانت يقينية إلاأنها دقيقة لايعرفها إلاالأفاضل من الخلق و أمادلالة الأفول فكانت علي هذاالمقصود وأيضا قال بعض المحققين الهوي في حظيرة الإمكان .

-قرآن-199-235-قرآن-379-428

[ صفحه 111]

أقول وأحسن الكلام مايحصل فيه حصة الخواص وحصة الأوساط وحصة العوام فإن الخواص يفهمون من الأفول الإمكان و كل ممكن محتاج والمحتاج لا يكون مقطعا للحاجة فلابد من الانتهاء إلي ما يكون منزها عن الإمكان حتي تنقطع الحاجات بسبب وجوده كما قال وَ أَنّ إِلي رَبّكَ المُنتَهي و أماالأوساط فإنهم يفهمون من الأفول مطلق الحركة فكل متحرك محدث و كل محدث محتاج إلي القديم القادر فلا يكون الأقل إلها بل الإله هو ألذي احتاج إليه هذاالأقل و أماالعوام فإنما يفهمون من الأفول الغروب وهم يشاهدون أن كل كوكب يقرب من الأفول فإنه يزول فورا ضوؤه ويذهب سلطانه ويصير كالمعدوم و من كان كذلك فإنه لايصلح للإلهية فهذه الكلمة الواحدة أعني قوله لا أُحِبّ الآفِلِينَمشتملة علي نصيب المقربين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فكانت أكمل الدلائل وأفضل البراهين و فيه دقيقة أخري وهي أنه ع كان يناظرهم وهم كانوا منجمين ومذهب أهل النجوم إذا كان في الربع الشرقي و يكون شاهدا إلي وسط السماء كان قويا عظيم التأثر و أما إذا كان غربيا وقريبا من الأفول فإنه يكون ضعيف الأثر قليل القوة فنبه بهذه الدقيقة علي أن الإله هو

ألذي لاتتغير قدرته إلي العجز وكماله إلي النقص ومذهبكم أن الكوكب حال كونه في الربع الغربي يكون ضعيف القوة ناقص التأثير عاجزا عن التدبير و ذلك يدل علي القدح في إلهيته فظهر أن علي قول المنجمين للأفول مزيد اختصاص في كونه موجبا للقدح في الإلهية انتهي .الأمر الخامس تأويل قوله ع بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم و قدذكروا له وجوها الأول ماذكره علم الهدي نور الله ضريحه و هو أن الخبر مشروط غيرمطلق لأنه قال إِن كانُوا يَنطِقُونَ ومعلوم أن الأصنام لاتنطق فما علق علي المستحيل فهو مستحيل فأراد ابراهيم توبيخهم بعبادة من لاينطق و لايقدر أن يخبر عن نفسه بشي ء فإذاعلم استحالة النطق علم استحالة الفعل وعلم باستحالة الأمرين أنه لايجوز أن تكون آلهة معبودة و أن من عبدها ضال مضل و لافرق بين قوله إنهم فعلوا ذلك إن كانوا ينطقون و بين قوله إنهم مافعلوا ذلك و لاغيره لأنهم لاينطقون و لايقدرون . و أما قوله فَسئَلُوهُمفإنما هوأمر بسؤالهم أيضا علي شرط والنطق منهم شرط في الأمرين فكأنه قال إِن كانُوا يَنطِقُونَفاسألوهم فإنه لايمتنع أن يكونوا فعلوه

-قرآن-251-279-قرآن-665-684-قرآن-1351-1373-قرآن-1476-1496-قرآن-1896-1906-قرآن-1982-2002

[ صفحه 112]

و هذايجري مجري قول أحدنا لغيره من فعل هذاالفعل فيقول زيد فعل كذا وكذا ويشير إلي فعله يضيفه السائل إلي زيد و ليس في الحقيقة من فعله و يكون غرض المسئول نفي الأمرين عن زيد وتنبيه السائل علي خطئه في إضافته إلي زيد.الثاني أنه لم يكن قصد ابراهيم ع إلي أن ينسب الأمر الصادر عنه إلي الصنم وإنما قصد تقريره لنفسه وإثباته لها علي وجه تعريضي و هذا كما لو قال صاحبك و قدكتبت كتابا بخط رشيق و أنت تحسن الخط أنت كتبت هذا وصاحبك لايحسن الخط

فقلت له بل كنت أنت كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء لانفيه عنك .الثالث أن ابراهيم ع غاظته تلك الأصنام حيث أبصرها مصفقة مرتبة فكان غيظه من كبيرها أشد لمارأي من زيادة تعظيمهم له فأسند الفعل إليه لأنه هوالسبب في استهانته وحطمه لها والفعل كمايسند إلي مباشره يسند إلي الحامل عليه .الرابع أنه قال علي وجه التورية لما فيه من الإصلاح .

روي في الكافي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لاكذب علي مصلح ثم تلي أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ ثم قال و الله ماسرقوا و ماكذب ثم تلي بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ فقال و الله مافعلوا و ماكذب

-روايت-1-2-روايت-75-272

و هذاإرادة الإصلاح ودلالة علي أنهم لايعقلون وبقيت وجوه أخر لانطول الكتاب بذكرها

الفصل الثالث في إراءته ملكوت السماوات و الأرض وسؤاله إحياء الموتي وجملة من حكمه ومناقبه ع و فيه وفاته ع

قال الله سبحانه وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ قالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ إِلَيكَ ثُمّ اجعَل عَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

-قرآن-19-299

[ صفحه 113]

الإحتجاج عن أبي محمدالعسكري ع قال قال رسول الله ص إن ابراهيم ع لمارفع في الملكوت و ذلك قول ربي وَ كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَقوي الله بصره لمارفعه دون السماء حتي أبصر الأرض و من عليها ظاهرين ومستترين فرأي رجلا وامرأة علي فاحشة فدعا الله عليهما بالهلاك فهلكا ثم رأي آخرين فدعا عليهما بالهلاك فأوحي الله إليه يا ابراهيم اكفف دعوتك عن عبادي وإمائي فإني أناالغفور الرحيم الجبار الحليم لاتضرني ذنوب عبادي كما لاينفعني طاعتهم ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك

فاكفف دعوتك عن عبادي فإنما أنت عبدنذير لاشريك في المملكة و لامهيمن علي و لا علي عبادي وعبادي معي بين خلال ثلاث إما تابوا إلي فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم وإما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات مؤمنون فأرفق بالآباء الكافرين وأتأني بالأمهات الكافرات وأرفع عنهم عذابي ليخرج أولئك المؤمنون من أصلابهم فإذاتزايلوا حق بهم عذابي و إن لم يكن هذا و لا هذا فإن ألذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريد لهم فإن عذابي لعبادي علي حسب جلالي وكبريائي يا ابراهيم وخل بيني و بين عبادي فإني أناالجبار الحليم العلام الحكيم أدبرهم بعلمي وأنفذ فيهم قضائي وقدري ثم التفت ابراهيم ع فرأي جيفة علي ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر تجي ء سباع الماء فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشتمل بعضها علي بعض فيأكل بعضها بعضا وتجي ء سباع البر فتأكل منها فيشتمل [فيشتد]بعضها علي بعض فيأكل بعضها بعضا فعند ذلك تعجب ابراهيم ع مما رأي و قال يارَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي هذه أمم تأكل بعضها بعضاقالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ يعني حتي أري هذا كمارأيت الأشياء كلهاقالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ واخلطهن كمااختلطت هذه الجيفة في هذه السباع ثُمّ ادعُهُنّ يَأتِينَكَ سَعياً

-روايت-1-2-روايت-62-1750

أقول الظاهر من الأحاديث أن رؤية الملكوت كانت بالعين وجوز بعضهم الرؤية القلبية بأن أنار قلبه حتي أحاط بهاعلما

و في علل الشرائع سمعت محمد بن عبد الله بن طيفور يقول في قول ابراهيم رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي إن الله عز و جل أمر ابراهيم أن يزور عبدا من عباده

-روايت-1-2-روايت-62-ادامه دارد

[ صفحه 114]

الصالحين فزاره فلما كلمه قال له إن الله

تبارك و تعالي خلق في الدنيا عبدا يقال له ابراهيم اتخذه خليلا قال و ماعلامة ذلك العبد قال يحيي الموتي فوقع لإبراهيم أنه هوفسأله أن يحيي الموتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ علي الخلة

-روايت-از قبل-274

ويقال إنه أراد أن تكون له في ذلك معجزة كماكانت للرسل و إن ابراهيم سأل ربه أن يحيي له الميت فأمره الله عز و جل إلي أن يميت لأجله الحي سواء بسواء و هو لماأمره بذبح ابنه إسماعيل و إن الله عز و جل أمر ابراهيم بذبح أربعة من الطير طاوس ونسر وديك وبط.فالطاوس يريد به زينة الدنيا والنسر يريد به الأمل الطويل والبط يريد به الحرص والديك يريد به الشهوة يقول الله عز و جل إن أحببت أن تحيي قلبك وتطمئن معي فاخرج عن هذه الأشياء الأربعة فإذاكانت هذه الأشياء في قلب فإنه لايطمئن معي وسألته كيف قال أَ وَ لَم تُؤمِن مع علمه بسره وحاله فقال إنه لما قال رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي كان ظاهر هذه اللفظة توهم أنه لم يكن بيقين فقرره الله بسؤاله عنه إسقاطا للتهمة عنه وتنزيها له من الشك

-قرآن-534-549-قرآن-591-624

و في الكافي عن الحصين بن الحكم قال كتبت إلي العبد الصالح أخبره أني شاك و قد قال ابراهيم رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي وإني أحب أن تريني شيئا فكتب إلي أن ابراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد إيمانا و أنت شاك والشاك لاخير فيه

-روايت-1-2-روايت-42-248

و عن أبي عبد الله ع قول الله عز و جل فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ قال أخذ الهدهد والصرد والطاوس والغراب فذبحهن وعزل رءوسهن ودق لحمهن في الهاون مع عظامهن وريشهن حتي اختلطن ثم جزأهن عشرة

أجزاء علي عشرة جبال ثم وضع عنده حبا وماء ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه قال ائتين معي بإذن الله فتطاير بعضها إلي بعض اللحوم والريش والعظام حتي استوت الأبدان كماكانت وجاء كل بدن حتي التزق برقبته التي فيهارأسه والمنقار فخلي ابراهيم عن مناقيرهن فوقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب ثم قلن يانبي الله أحييتنا أحياك الله فقال ابراهيم ع بل الله يحيي ويميت فهذا تفسيره الظاهر وتفسيره في الباطن خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك ثم ابعثهم في أطراف الأرضين حججا لك علي الناس و إذاأردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر يأتينك سعيا بإذن الله عز و جل

-روايت-1-2-روايت-27-814

قال الصدوق ألذي عندي في هذا أنه أمر بالأمرين جميعا

[ صفحه 115]

وروي أن الطيور التي أمر بأخذها الطاوس والنسر والديك والبط

-روايت-1-2-روايت-9-66

أقول يجوز أن يحمل تغاير الطيور علي تعدد المرات

عيون أخبار الرضا عن ابن الجهم قال سأل المأمون الرضا ع عن قول ابراهيم ع رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي قال الرضا ع إن الله تبارك و تعالي كان أوحي إلي ابراهيم ع إني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتي أجبته فوقع في نفس ابراهيم ع أنه ذلك الخليل فقال رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتي قالَ أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ علي الخلةقالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِالحديث

-روايت-1-2-روايت-40-431

أقول ذكر المفسرون لتأويل هذه الآية وجوها الأول ماتضمنه هذاالحديث .الثاني أنه أحب أن يعلم ذلك عيانا بعد ما كان عالما به من جهة الدليل والبرهان لتزول الخواطر والوساوس و في الأخبار دلالة عليه .الثالث أن سبب السؤال منازعة نمرود إياه في الأحياء فقال أحيي وأميت أطلق محبوسا وأقتل إنسانا. فقال ابراهيم ع

ليس هذابإحياء و قال يارَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتيليعلم نمرود ذلك و ذلك أن نمرود توعده بالقتل إن لم يحيي الله له الميت بحيث يشاهده ولذلك قال لِيَطمَئِنّ قلَبيِ أي بأن لايقتلني الجبار

-قرآن-346-379-قرآن-483-501

و عن المفضل بن عمر عن الصادق ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ إِذِ ابتَلي اِبراهِيمَ رَبّهُ بِكَلِماتٍ ما هذه الكلمات قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه و هو أنه قال يارب أسألك بحق محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين إلاتبت علي فتاب الله عليه فقلت فما يعني بقوله فَأَتَمّهُنّ قال فأتمهن إلي القائم ع اثني عشر إماما قال المفضل فقلت يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قال يعني بذلك الإمامة وجعلها الله في عقب الحسين ع إلي يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-42-547

[ صفحه 116]

معاني الأخبار مسندا عن النبي ص قال أنزل الله علي ابراهيم ع عشرين صحيفة قلت ماكانت صحيفة ابراهيم قال كانت أمثالا كلها و كان فيهاأيها الملك المبتلي المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلي بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لاأردها و إن كانت من كافر و علي العاقل ما لم يكن مغلوبا أي مريضا وصاحب علة أن يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجي فيهاربه عز و جل وساعة يحاسب فيهانفسه وساعة يتفكر فيهاصنع الله عز و جل وساعة يخلو فيهابحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات علي العاقل أن يكون طالبا لثلاث مرمة لمعاش أوتزود لمعاد أوتلذذ في غيرمحرم قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسي قال كانت عبرا كلها و فيهاعجبت لمن

أيقن بالموت كيف يفرح ولمن أيقن بالنار كيف يضحك ولمن يري الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها و من لم يؤمن بالقدر كيف ينصب أي يتعب نفسه في طلب الرزق ولمن أيقن بالحساب لم لايعمل

-روايت-1-2-روايت-42-883

و عن أبي جعفر ع في قول الله تعالي وَ كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ قال أعطي بصره من القوة مايعدو السماوات فرأي ما فيها ورأي العرش و مافوقه ورأي الأرض و ماتحتها وفعل محمدص مثل ذلك و أنا لاأري صاحبكم والأئمة من بعده قدفعل بهم مثل ذلك

-روايت-1-2-روايت-22-289

العياشي عن عبدالصمد بن بشير قال جمع لأبي جعفرالدوانيقي جميع القضاة فقال لهم رجل أوصي بجزء من ماله فكم الجزء فلم يعلموا كم الجزء فأبرد بريد إلي صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمد ع رجل أوصي بجزء من ماله فكم الجزء فقد أشكل ذلك علي القضاة فلم يعلموا كم الجزء فأتي صاحب المدينة إلي الصادق ع وسأله عن الجزء فقال ع هذا في كتاب الله بين إن الله يقول لما قال ابراهيم رَبّ أرَنِيِ كَيفَ تحُي ِ المَوتيعَلي كُلّ جَبَلٍ مِنهُنّ جُزءاً وكانت الطيور والجبال عشرة الحديث

-روايت-1-2-روايت-37-501

العياشي عن أحدهما ع أنه كان يقرأ هذه الآية رب اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق

-روايت-1-2-روايت-24-93

و في رواية أخري عنه ع أنه قرأ ربنا اغفر لي ولولدي قال هذه كلمة

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 117]

صحفها الكتاب إنما كان استغفار ابراهيم لأبيه عن موعدة وعدها إياه وإنما قال رب اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق و الحسن و الحسين أبناء رسول الله ص

-روايت-از قبل-163

غوالي اللئالئ في الحديث أن ابراهيم ع لقي ملكا فقال له من أنت قال أناملك الموت قال تستطيع أن تريني الصورة التي تقبض بهاروح المؤمن قال

نعم أعرض عني فأعرض عنه فإذا هوشاب حسن الصورة حسن الثياب حسن الشمائل طيب الرائحة فقال ياملك الموت لو لم يلق المؤمن إلاحسن صورتك لكان حسبه ثم قال هل تستطيع أن تريني الصورة التي تقبض بهاروح الفاجر فقال لاتطيق فقال بلي قال فأعرض عني فأعرض عنه ثم التفت إليه فإذا هو رجل أسود قائم الشعر منتن الرائحة أسود الثياب يخرج من فيه و من مناخيره النيران والدخان فغشي علي ابراهيم ثم أفاق و قدعاد ملك الموت إلي حالته الأولي فقال ياملك الموت لو لم يلق الفاجر إلاصورتك هذه لكفته

-روايت-1-2-روايت-29-675

علل الشرائع عن علي ع قال إن ابراهيم ص مر ببانقيا و كان ينزل بهافبات بهافأصبح القوم و لم يزلزل بهم فقالوا ما هذا و ليس حدث قالوا هاهنا شيخ ومعه غلام له قال فأتوه فقالوا له يا هذاإنه كان يزلزل بنا كل ليلة و لم تزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا فبات فلم يزلزل بهم فقالوا أقم عندنا ونحن نجري عليك ماأحببت قال لا ولكن تبيعوني هذاالظهر و لم يزلزل بكم قالوا فهو لك قال لاآخذه إلابالشراء قالوا فخذه بما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربع أحمرة فلذلك سمي بانقيا لأن النعاج بالنبطية نقيا فقال له غلامه ياخليل الرحمن ماتصنع بهذا الظهر و ليس فيه زرع و لاضرع فقال له اسكت فإن الله عز و جل يحشر من هذاالظهر سبعين ألف يدخلون الجنة بغير حساب يشفع منهم لكذا وكذا

-روايت-1-2-روايت-33-710

أقول بانقيا علي ما في القاموس قرية بالكوفة والمراد هنا ظهر الكوفة هي النجف

و فيه أيضا مسندا إلي الصادق ع قال أوحي الله عز و جل إلي ابراهيم ع أن الأرض قدشكت إلي الحياء من رؤية عورتك فاجعل بينك

وبينها حجابا فجعل شيئا هوأكبر من الثياب و من دون السراويل فلبسه فكان إلي ركبتيه

-روايت-1-2-روايت-40-223

[ صفحه 118]

أقول المراد من قوله و من دون السراويل أنه أنقص طولا من هذه السراويل المتعارفة و هوالسروال لإبراهيم ع إلا أنه كان قاصرا أن يدل علي أن أول من اتخذ لبس السراويل هو ابراهيم ع

و عنه ص في حديث المعراج أنه مر علي شيخ قاعد تحت الشجرة حوله أطفال فقال رسول الله ص من هذاالشيخ ياجبرئيل قال هذاأبوك ابراهيم فقال فما هؤلاء الأطفال حوله قال هؤلاء الأطفال أطفال المؤمنين حوله يغذيهم

-روايت-1-2-روايت-31-225

الأمالي عن الصادق ع عن أمير المؤمنين ع قال لماأراد الله تبارك و تعالي قبض روح ابراهيم ع أهبط الله ملك الموت فقال السلام عليك يا ابراهيم قال وعليك السلام ياملك الموت أداع أم ناع فقال بل ناع يا ابراهيم فأجب قال ياملك الموت فهل رأيت خليلا يميت خليله قال فرجع ملك الموت حتي وقف بين يدي الله جل جلاله فقال إلهي قدسمعت بما قال خليلك ابراهيم فقال الله جل جلاله ياملك الموت اذهب إليه وقل له هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه

-روايت-1-2-روايت-52-473

أقول المراد بالداعي هنا الطالب علي سبيل التخيير والرضا كمن يدعو أحدا إلي ضيافة وبالناعي الطالب علي سبيل القهر والجزم فلما علم ابراهيم ع أن الأمر موسع عليه طلب الحياة ليكثر من الطاعة والعبادة

العلل عن الصادق ع قال إن ابراهيم ع لماقضي مناسكه رجع إلي الشام فهلك و كان سبب هلاكه أن ملك الموت أتاه ليقبضه فكره ابراهيم الموت فرجع ملك الموت إلي ربه عز و جل فقال إن ابراهيم كره الموت فقال دع ابراهيم فإنه يحب أن يعبدني حتي رأي ابراهيم شيخا كبيرا يأكل ويخرج منه

مايأكله فكره الحياة وأحب الموت فبلغنا أن ابراهيم أتي داره فإذا فيهارجلا حسن الصورة مارآها قط قال من أنت قال أناملك الموت قال سبحان الله من ألذي يكره قربك وزيارتك و أنت بهذه الصورة فقال ياخليل الرحمن إن الله تبارك و تعالي إذاأراد بعبد خيرا بعثني إليه في هذه الصورة و إذاأراد بعبد شرا بعثني إليه في غير هذه الصورة فقبض ع بالشام وتوفي إسماعيل بعده و هو ابن ثلاثين ومائة سنة فدفن في الحجر مع أمه

-روايت-1-2-روايت-28-735

و فيه أيضا عنه ع قال إن سارة قالت لإبراهيم ع يا ابراهيم قد

-روايت-1-2-روايت-27-ادامه دارد

[ صفحه 119]

كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر أعيننا به فإن الله اتخذك خليلا و هومجيب لدعوتك فسأل ابراهيم ع ربه أن يرزقه غلاما عليما فأوحي الله إليه أني واهب لك غلاما عليما ثم أبلوك بالطاعة فمكث ابراهيم ع بعدالبشارة ثلاث سنين و أن سارة قالت لإبراهيم ع إنك قدكبرت وقرب أجلك فلو دعوت الله عز و جل أن يمد لك في العمر فتعيش معنا فسأل ابراهيم ع ربه ذلك فأوحي الله إليه سل من زيادة العمر ماأحببت فقالت سارة سل أن لايميتك حتي تكون أنت ألذي تسأله الموت فأوحي الله تعالي إليه في ذلك فقالت سارة اشكر الله واعمل طعاما وادع عليه الفقراء و أهل الحاجة ففعل ودعا الناس فكان فيمن أتي رجل كبير ضعيف مكفوف معه قائد له فأجلسه علي مائدته فمد الأعمي يده فتناول اللقمة وأقبل بهانحو فيه فجعلت تذهب يمينا وشمالا ثم أهوي بيده إلي جبهته فتناول قائده يده فجاء بها إلي فمه ثم تناول المكفوف لقمة ثم ضرب بهاعنقه قال و ابراهيم ينظر إلي المكفوف و إلي مايصنع

فتعجب ابراهيم ع من ذلك وسأل قائده فقال هذا ألذي تري من الضعف فقال ابراهيم ع في نفسه أ ليس إذاكبرت أصير مثل هذا ثم إن ابراهيم ع سأل الله عز و جل حيث رأي من الشيخ مارأي أللهم توفني في الأجل ألذي كتبت لي فلاحاجة لي في الزيادة في العمر بعد ألذي رأيت

-روايت-از قبل-1185

و عنه ع قال إن ابراهيم ع ناجي ربه فقال يارب كيف تميت ذا العيال من قبل أن تجعل له من ولده خلفا يقوم بعده في عياله فأوحي الله تعالي إليه يا ابراهيم أ وتريد لها خلفا منك يقوم مقامك من بعدك خيرا مني قال ابراهيم أللهم لاالآن طابت نفسي -روايت-1-2-روايت-18-269

الفصل الرابع في أحوال أولاده وأزواجه ص وبناء البيت الحرام

قال الله تعالي وَ إِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَ أَمناً وَ اتّخِذُوا مِن مَقامِ اِبراهِيمَ مُصَلّي وَ عَهِدنا إِلي اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ أَن طَهّرا بيَتيِ َ لِلطّائِفِينَ وَ العاكِفِينَ وَ الرّكّعِ السّجُودِ

-قرآن-19-224

[ صفحه 120]

الطبرسي طاب ثراه روي عن الباقر ع أنه قال نزلت ثلاثة أحجار من الجنة حجر مقام ابراهيم ع وحجر بني إسرائيل والحجر الأسود واستودعه الله ابراهيم ع حجرا أبيض و كان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم

-روايت-1-2-روايت-50-224

أقول الحجر الأسود تقدم أن آدم ع حمله من الجنة وحدثني بعض الشيوخ من العلماء أن الكعبة لماهدمها السيل أنهم شاهدوا الحجر من الطرف ألذي يلي البيت و كان أبيض

قال ابن عباس وروي في كثير من أخبارنا أنه لماأتي ابراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة وأتت علي ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل منهم وماتت هاجر استأذن ابراهيم سارة أن يأتي هاجر فأذنت له وشرطت عليه أن لاينزل فقدم ابراهيم ع و قدماتت هاجر فذهب إلي بيت إسماعيل فقال

لامرأته أين صاحبك فقالت ذهب يتصيد و كان إسماعيل ع يخرج من الحرم فيتصيد ثم يرجع فقال لها ابراهيم هل عندك ضيافة قالت ماعندي شيء فقال لها ابراهيم ع إذاجاء زوجك فأقرءيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه وذهب ابراهيم ع فلما جاء إسماعيل ع ووجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت جاءني شيخ صفته كذا وكذا كالمستخفة بشأنه قال فما قال لك قالت قال لي أقرئي زوجك السلام وقولي فليغير عتبة بابه فطلقها وتزوج بأخري فلبث ابراهيم ماشاء الله ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له واشترطت عليه أن ينزل فجاء حتي انتهي إلي باب إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك فقالت ذهب يتصيد و هويجي ء الآن إن شاء الله فانزل يرحمك الله قال لها هل عندك ضيافة قالت نعم فجاءت باللبن واللحم ودعا لها بالبركة فلو جاءت يومئذ بخبز بر أوشعير أوتمر لكان أكثر أرض الله برا أوتمرا أوشعيرا فقالت له انزل حتي أغسل رأسك فلم ينزل فجاءت بالمقام فوضعته علي شقه الأيمن فوضع قدمه عليه فبقي أثر قدمه عليه فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولت المقام إلي شقه الأيسر فبقي أثر قدميه عليه فغسلت شق رأسه الأيسر فقال لها إذاجاء زوجك فأقرءيه السلام وقولي له لقد استقامت عتبة بابك فلما جاء إسماعيل وجد رائحة أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت نعم شيخ من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا و قال لي كذا وكذا وغسلت رأسه و هذاموضع قدميه علي المقام قال لها إسماعيل ذلك ابراهيم ع

-روايت-1-2-روايت-43-1626

[ صفحه 121]

و عن النبي ص الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما و لو لا أن نورهما طمس لأضاء ما بين

المشرق والمغرب

-روايت-1-2-روايت-19-131

العياشي عن الصادق ع قال أنزل الحجر الأسود من الجنة لآدم و كان في البيت درة بيضاء فرفعه الله تعالي إلي السماء وبقي أساسه فهو حيال هذاالبيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا فأمر الله ابراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت علي القواعد

-روايت-1-2-روايت-30-265

و عن ابن عباس قال قدم ابراهيم في المقام فنادي أيها الناس إن الله دعاكم إلي الحج فأجابوا لبيك أللهم لبيك أجابه من في أصلاب الرجال وأول من أجابه أهل اليمن

-روايت-1-2-روايت-24-176

تفسير علي بن ابراهيم في قوله تعالي طَهّرا بيَتيِ َ عن الصادق ع يعني نح عنه المشركين و قال لمابني ابراهيم ع البيت وحج الناس شكت الكعبة إلي الله تبارك و تعالي ماتلقي من أنفاس المشركين فأوحي الله إليها قري ياكعبة فإني أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان الشجر ويتخللون

-روايت-1-2-روايت-26-301

أقول قضبان الشجر شامل للأراك وغيره وربما توجد في موضع آخر تخصيصه بالأراك وإرادة العموم جائزة فإن السواك بمطلق قضبان الشجر مستحب و إن كان الأفضل هوالأراك بل ورد استحباب السواك بالأصابع و هومنزل بمراتب الفضل والاستحباب

و فيه في قوله تعالي وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنايعني لإبراهيم وإسحاق ويعقوب مِن رَحمَتِنايعني برسول الله ص وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍيعني أمير المؤمنين ع حدثني بذلك أبي عن الإمام الحسن العسكري ع

-روايت-1-2-روايت-10-221

علل الشرائع بإسناده إلي الصادق ع في حديث طويل يقول فيه لمابني ابراهيم وإسماعيل ع البيت قالت امرأة إسماعيل وكانت عاقلة فهلا تعلق علي هذين البابين سترا من هاهنا قال نعم فعملا له سترين طولهما اثنا عشر ذراعا فعلقهما علي البابين فأعجبها ذلك فقالت فهلا أحوك للكعبة ثيابا ونسترها كلها فإن هذه الأحجار سمجة فقال إسماعيل بلي فأسرعت في ذلك وبعثت إلي

قومها بصوف كثير تستغزل بهن

-روايت-1-2-روايت-66-ادامه دارد

[ صفحه 122]

قال أبو عبد الله ع وإنما وقع استغزال بعضهن مع بعض لذلك فأسرعت واستعانت في ذلك فلما فرغت من شقة علقتها فجاء الموسم و قدبقي وجه من وجوه الكعبة فقالت لإسماعيل كيف نصنع بهذا الوجه ألذي لم ندركه بكسوة فكسوه خصفا فجاء الموسم فجاءته العرب فنظروا إلي أمر فأعجبهم فقالوا ينبغي لعامر هذاالبيت أن يهدي إليه فمن ثم وقع الهدي فأتي كل فخذ من العرب بشي ء يحمله من ورق و من أشياء و غير ذلك فنزعوا ذلك الخصف وأتموا كسوة البيت وعلقوا عليها بابين وكانت غيرمسقفة فسقفها إسماعيل بالجرائد فجاءت العرب فرأوا عمارتها فزادوا في الهدي فأوحي الله إليه أن انحره وأطعم الحاج وشكا إسماعيل إلي ابراهيم قلة الماء فأوحي الله تعالي إلي ابراهيم ع احتفر بئرا يكون منها شرب الماء فاحتفر زمزم وضرب ابراهيم ع في أربع زوايا البئر فانفجرت من كل زاوية عين فقال جبرئيل ع اشرب يا ابراهيم وادع لولدك فيهابالبركة ثم تزوج إسماعيل الحميرية وولد منها ولد ثم تزوج بعدها أربع نسوة فولد له من كل واحدة أربع غلمان ثم قضي الله علي ابراهيم بالموت فلم يره إسماعيل و لم يخبر بموته حتي كان أيام الموسم فنزل جبرئيل ع وأخبره بموت أبيه و كان لإسماعيل ابن صغير يحبه و كان هوي إسماعيل فيه فأبي الله عليه ذلك فقال ياإسماعيل هوفلان فلما قضي الموت علي إسماعيل دعا وصيه فقال يابني إذاحضرك الموت فافعل كمافعلت فمن ذلك لايموت إمام إلاأخبره الله إلي من يوصي -روايت-از قبل-1319

تفسير علي بن ابراهيم مسندا إلي الصادق ع قال إن ابراهيم ع كان نازلا في بادية الشام فلما ولد من هاجر

إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد و قدكانت تؤذي ابراهيم في هاجر فتغمه فشكا ذلك إلي الله تعالي فأوحي الله تعالي إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن تركت استمتعت بها و إن أقمتها كسرتها ثم أمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها فقال يارب إلي أي مكان فقال إلي حرمي فأنزل عليه جبرئيل ع بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل ع و كان ابراهيم ع لايمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا و قال ياجبرئيل إلي هاهنا فقال لاامض حتي وافي مكة فوضعه موضع البيت و قد كان عاهد سارة ألا ينزل حتي يرجع إليها فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر علي ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته فلما وضعهم وأراد الانصراف إلي سارة قالت له هاجر يا ابراهيم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و لاماء و لازرع فقال ابراهيم ع ألذي أمرني أن

-روايت-1-2-روايت-51-ادامه دارد

[ صفحه 123]

أضعكم في هذاالمكان هويكفيكم ثم انصرف عنهم فالتفت إليهم فقال رَبّنا إنِيّ أَسكَنتُ مِن ذرُيّتّيِ بِوادٍ غَيرِ ذيِ زَرعٍ

عِندَ بَيتِكَ المُحَرّمِ رَبّنا لِيُقِيمُوا الصّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَشكُرُونَفبقيت هاجر فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعي فنادت هل في الوادي من أنيس فغاب إسماعيل عنها فصعدت علي الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المسعي غاب عنها إسماعيل ثم لمع لها السراب في موضع الصفا فهبطت إلي الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتي بلغت الصفا فنظرت حتي فعلت ذلك

سبع مرات فلما كان في الشوط السابع وهي علي المروة نظرت إلي إسماعيل و قدظهر الماء من تحت رجليه فجمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلت حوله فلذلك سمي زمزم و كان جرهم نازلة بعرفات فلما ظهر الماء بمكة وعكفت الطير والوحوش عليه اتبعوها حتي نظروا إلي امرأة وصبي نازلين في ذلك الموضع قداستظلا بشجرة قدظهر الماء لهما قالوا لهاجر من أنت و ماشأنك وشأن هذاالصبي قالت أناأم ولد ابراهيم خليل الرحمن و هذاابنه فقالوا لها فتأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم ثم إنها استأذنت ابراهيم فأذن لهم فنزلوا بالقرب منهم فأنست هاجر وإسماعيل بهم فلما رآهم ابراهيم ع في المرة الثالثة نظر إلي كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا فلما ترعرع إسماعيل ع وكانت جرهم قدوهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين وكانت هاجر وإسماعيل يعيشان بها فلما بلغ مبلغ الرجال أمر الله عز و جل ابراهيم أن يبني البيت فقال يارب في أية بقعة أنا قال في البقعة التي أنزلت علي آدم القبة فأضاء لها الحرم فلم تزل القبة التي أنزلها علي آدم قائمة حتي كانت أيام الطوفان أيام نوح ع فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا فسميت البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فلما أمر الله عز و جل ابراهيم أن يتخذ البيت فلم يدر في أي مكان فبعث الله عز و جل جبرئيل ع فخط له موضع البيت فأنزل الله عليه القواعد من الجنة و كان الحجر ألذي أنزله الله علي آدم أشد بياضا من الثلج فلما مسته أيدي الكفار اسود فبني ابراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوي فرفعه في السماء تسعة أذرع

ثم دله علي موضع الحجر فاستخرجه ابراهيم ووضعه في موضعه ألذي هو فيه الآن وجعل له بابين بابا إلي المشرق وبابا إلي

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 124]

المغرب يسمي المستجار ثم ألقي عليه الشجر والإذخر وعلقت هاجر علي بابه كساء فلما بناه وفرغ منه حج ابراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبرئيل ع يوم التروية فقال جبرئيل ع قم فارتو من الماء لأنه لم يكن بمني وعرفات ماء فسميت التروية لذلك ثم قال ابراهيم ع لمافرغ من بناء البيت رَبّ اجعَل هذا بَلَداً آمِناً وَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثّمَراتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ قال من ثمرات القلوب أي حببه إلي الناس ليعودوا إليه

-روايت-از قبل-455

علل الشرائع بإسناده إلي محمد بن عرفة قال قلت لأبي عبد الله ع إن من قبلنا يقولون إن ابراهيم خليل الرحمن ختن نفسه بقدوم علي دن فقال سبحان الله ليس كمايقولون كذبوا علي ابراهيم قلت له صف لي ذلك فقال إن الأنبياء ع كان يسقط غلفهم مع سررهم يوم السابع فلما ولد إسماعيل سقط عنه غلفته مع سرته وعيرت بعد ذلك سارة هاجر بما تعير به الإماء فبكت هاجر واشتد عليها وبكي لبكائها إسماعيل فأخبر ابراهيم فقام إلي مصلاه وناجي ربه وسأله أن يلقي ذلك عن هاجر فألقاه الله عز و جل عنها فلما ولدت سارة إسحاق و كان يوم السابع لم تسقط غلفته فجزعت من ذلك سارة وقالت لإبراهيم ما هذاالحادث ألذي حدث في أولاد الأنبياء هذاابنك إسحاق سقطت سرته و لم تسقط غلفته فقام ابراهيم إلي مصلاه وناجي ربه فقال يارب ما هذاالحادث ألذي حدث في آل ابراهيم هذاإسحاق ابني سقطت سرته و لم تسقط غلفته فأوحي الله عز و جل

إليه هذا لماعيرت سارة هاجر فآليت أن لاأسقط ذلك عن أحد من أولاد الأنبياء بعدتعييرها لهاجر فاختتن إسحاق بالحديد وأذاقه حر الحديد فقال فختن ابراهيم إسحاق بحديد فجرت السنة في الناس بعد ذلك 1-

-روايت-1-2-روايت-48-1049

أقول القدوم المراد منه قدوم النجار وقول الجزي إنه قرية بالشام أوموضع علي ستة أميال من المدينة غيرمناسب هنا. والدن الراقود العظيم أوأطول من الحب أوأصغر و فيه دلالة علي اختتان ابراهيم محمول علي التقية

مناقب ابن شهر شهرآشوب عن علي ع أن الجمار إنما رميت بسبع حصيات لأن جبرئيل ع حين أري ابراهيم ع المشاعر برز له إبليس فأمره جبرئيل أن يرميه فرماه بسبع حصيات فدخل

عندالجمرة الأولي تحت الأرض فأمسك ثم إنه

-روايت-1-2-روايت-38-ادامه دارد

[ صفحه 125]

برز

عندالثانية فرماه بسبع حصيات أخر فدخل تحت الأرض في موضع الثانية ثم برز له في موضع الثالثة فرماه بسبع حصيات فدخل موضعها

-روايت-از قبل-138

و فيه عن أبي الحسن ع قال السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان ورائحة طيبة وهي التي أنزلت علي ابراهيم ع فأقبلت تدور حول أركان البيت و هويضع الأساطين

-روايت-1-2-روايت-34-183

علل الشرائع عن ابن عباس قال كانت الخيل العراب وحوشا بأرض العرب فلما رفع ابراهيم وإسماعيل القواعد من البيت قال الله إني أعطيتك كنزا لم أعطه أحدا كان قبلك فخرج ابراهيم وإسماعيل حتي صعدا جيادا يعني جبلا بمكة فقال ألا هلا ألا هلم فلم يبق في أرض العرب فرس إلاأتاه وتذلل له وأعطت بنواصيها وإنما سميت جيادا لهذا فما زال الخيل بعدتدعو الله أن يحببها إلي أربابها فلم تزل حتي اتخذها سليمان فلما آلمته أمر بها أن يمسح رقابها وسوقها حتي بقي أربعون فرسا

-روايت-1-2-روايت-35-487

أقول هذازجر للخيل أي اقربي قاله الجوهري و فيه عن أبي

عبد الله ع قال لماأمر الله عز و جل ابراهيم وإسماعيل ع ببنيان البيت وتم بناؤه أمره أن يصعد ركنا ثم ينادي في الناس ألا هلم إلي الحج فلو نادي هلموا إلي الحج لم يحج إلا من كان إنسيا مخلوقا ولكن نادي هلم إلي الحج فلبي الناس في أصلاب الرجال لبيك داعي الله فمن لبي عشرا حج عشرا و من لبي خمسا حج خمسا و من لبي أكثر فبعدد ذلك و من لبي واحدا حج واحدا و من لم يلب لم يحج ورواه في الكافي -روايت-1-2-روايت-37-440

مثله

أقول ذكروا في وجه الفرق أن الأصل في الخطاب أن يكون متوجها إلي الموجودين أماشمول الحكم للمعدومين فيستفاد من دليل آخر لا من نفس الخطاب إلا أن يكون المراد بالخطاب الخطاب العام المتوجه إلي كل من يصلح للخطاب فإنه شامل للواحد والكثير والموجود والمعدوم والشائع في مثل هذاالخطاب أن يكون بلفظ المفرد بل صرح بعض أهل العربية بأنه لايتأتي إلابالمفرد و في الكافي أسقط لفظ إلي في المفرد وأثبتها في الجمع وجعله بعضهم هووجه الفرق بأن يكون في المفرد المخاطب هوالحج مجازا لبيان كونه مطلوبا من غيرخصوصية شخص أي هلم أيها الناس الحج .

[ صفحه 126]

و في الفقيه كلمة إلي موجودة في المواضع و فيه

عندذكر المفرد في الموضعين نادي و

عندذكر الجمع ناداهم و من ثم قال بعض المحققين ليس مناط الفرق بين أفراد الصيغة وجمعها بل ما في الحديث بيان للواقعة. والمراد أن ابراهيم ع نادي هلم إلي الحج بلا قصد إلي مناد معين أي الموجودين لكان الحج مخصوصا بالموجودين فلذا يعم الموجودين والمعدومين فلو ناداهم إلي الموجودين و قال هلموا إلي الحج قاصدا إلي الموجودين لكان الحج مخصوصا

بالموجودين فضمير هم في ناداهم راجع إلي الناس الموجودين فالمناط قصد المنادي المعين المشعر إليه بلفظهم في إحدي العبارتين وعدم القصد في الأخري المشعر إليه بذكر نادي مطلقا لاالإفراد والجمع .أقول وجه التحقيق فيه أن الموجودين وقت الخطاب كانوا جماعة من الأحياء فلو خاطبهم باللفظ الصالح لهم لكان متوجها إليهم لأن الأصل في الخطاب أن يكون متوجها إلي من يقبل صيغة الخطاب و لماعدل عنه إلي الإفراد مع عدم القرينة علي تعيين المخاطب كان شاملا لكل من يقبل أن يكون مخاطبا و لو بعدالوجود و إلالكان الخطاب عبثا خاليا عن الحكمة والفائدة

و فيه عن أبي جعفر ع قال إن الله جل جلاله لماأمر ابراهيم ع ينادي في الناس بالحج قام علي المقام فارتفع به حتي صار بإزاء أبي قبيس فنادي في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلي أن تقوم الساعة

-روايت-1-2-روايت-32-237

و فيه عنه ع أن الله عز و جل أوحي إلي ابراهيم وَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ يَأتُوكَ رِجالًافنادي فأجيب من كل فج عميق و قال إنما سميت الخيل العراب لأن أول من ركبها إسماعيل و قال ع إن بنات الأنبياء لايطمثن إنما جعل الطمث عقوبة وأول من طمثت سارة

-روايت-1-2-روايت-18-273

و عنه ع صار السعي بين الصفا والمروة لأن ابراهيم ع عرض له إبليس فأمره جبرئيل ع فشد عليه فهرب منه فجرت به السنة يعني به الهرولة

-روايت-1-2-روايت-13-141

و فيه عن الرضا ع إنما سميت مني بمني لأن جبرئيل ع قال هناك يا ابراهيم تمن علي ربك ماشئت فتمني ابراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره الله بذبحه فداء له فأعطاه الله

-روايت-1-2-روايت-22-208

[ صفحه 127]

و فيه عن أبي عبد الله ع أن

جبرئيل ع خرج بإبراهيم ع يوم عرفة فلما زالت الشمس قال له جبرئيل ع يا ابراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فسميت عرفات لقول جبرئيل ع اعرف واعترف و قال إن جبرئيل ع انتهي إلي الموقف فأقام به حتي غربت الشمس ثم أفاض به فقال يا ابراهيم ازدلف إلي المشعر الحرام

-روايت-1-2-روايت-32-317

و فيه عن أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع في قول سارة أللهم لاتؤاخذني بما صنعت بهاجر إنها كانت خفضتها فجرت السنة بذلك

-روايت-1-2-روايت-96-180

أقول فيه بيان ماتقدم من أن ألذي عيرت سارة بهاجر هو هذانعم الموجود هناك هو أن الله سبحانه ألقاها عنه وهاهنا أن سارة خفضتها و لم تقصد سارة من ذلك الخفض التطهير والسنة بل قصدت به الإيذاء والإضرار بها كماتقطع الفروج إضرارا بأهلها

و فيه عن أبي الحسن ع أن ابراهيم دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات فقطع له قطعة من الشام فأقبلت بثمارها حتي طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله عز و جل في موضعها فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت

-روايت-1-2-روايت-29-215

قصص الأنبياء بإسناده إلي علي ع قال شب إسماعيل وإسحاق فتسابقا فسبق إسماعيل فأخذه ابراهيم فأجلسه في حجره وأجلس إسحاق إلي جنبه فغضبت سارة وقالت أماإنك قدجعلت أن لاتساوي بينهما فاعزلهما عني فانطلق ابراهيم ع بإسماعيل وأمه إلي مكة الحديث

-روايت-1-2-روايت-43-263

الفصل الخامس في قصة الذبح وتعيين المذبوح

قال الله تعالي وَ قالَ إنِيّ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ سَيَهدِينِ رَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَ فَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي َ قالَ يا بنُيَ ّ إنِيّ أَري فِي المَنامِ أنَيّ أَذبَحُكَ فَانظُر

-قرآن-19-219

قال الله تعالي وَ قالَ إنِيّ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ سَيَهدِينِ رَبّ هَب لِي مِنَ الصّالِحِينَ فَبَشّرناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمّا بَلَغَ

مَعَهُ السعّي َ قالَ يا بنُيَ ّ إنِيّ أَري فِي المَنامِ أنَيّ أَذبَحُكَ فَانظُر

ما ذا تَري قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ فَلَمّا أَسلَما وَ تَلّهُ لِلجَبِينِ وَ نادَيناهُ أَن يا اِبراهِيمُ قَد صَدّقتَ الرّؤيا إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ إِنّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ وَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ وَ تَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلي اِبراهِيمَ كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُؤمِنِينَ وَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ وَ بارَكنا عَلَيهِ وَ عَلي إِسحاقَ وَ مِن ذُرّيّتِهِما مُحسِنٌ وَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ مُبِينٌفَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي َ أي شب حتي صار يتصرف مع ابراهيم ويعينه علي أموره و كان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وقيل يعني بالسعي العمل لله والعبادةفَلَمّا أَسلَما أي استسلما لأمر الله ورضيا به .وَ تَلّهُ لِلجَبِينِقيل وضع جبينه علي الأرض لئلا يري وجهه فتلحقه رقة الآباء.

-قرآن-1-537-قرآن-538-567-قرآن-694-708-قرآن-742-761

وروي أنه قال اذبحني و أناساجد لاتنظر إلي وجهي فعسي أن يرحمني -روايت-1-2-روايت-19-71

لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ أي الامتنان الظاهر والاختبار الشديد أوالنعمة الظاهرةبِذِبحٍ عَظِيمٍقيل كان كبشا من الغنم . قال ابن عباس هوالكبش ألذي تقبل من هابيل حين قربه وكونه عظيما لأنه رعي في الجنة أربعين خريفاوَ بَشّرناهُ بِإِسحاقَ من قال إن الذبيح إسحاق قال يعني بشرناه بنبوة إسحاق وبصبره .وَ بارَكنا عَلَيهِ وَ عَلي إِسحاقَ أي وجعلناه فيما أعطيناهما من الخير والبركة والمراد كثرة ولدهما وبقاؤهم قرنا بعدقرن إلي أن تقوم الساعةوَ مِن ذُرّيّتِهِما أي من أولاد ابراهيم وإسحاق مُحسِنٌبالإيمان والطاعةوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِبالكفر والمعاصي -قرآن-1-25-قرآن-80-94-قرآن-222-243-قرآن-311-344-قرآن-453-471-قرآن-502-508-قرآن-526-544

عيون أخبار الرضا بإسناده إلي الرضا ع و قدسئل عن معني قول النبي ص أنا ابن الذبيحين قال يعني إسماعيل بن ابراهيم و عبد الله بن عبدالمطلب أماإسماعيل فهو

الغلام ألذي قال الله فيه إنِيّ أَري فِي المَنامِ أنَيّ أَذبَحُكَ فلما عزم علي ذبحه فداه الله بكبش أملح يأكل في سواد وينظر في سواد ويبول في سواد ويبعر في سواد و كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما و ماخرج من أنثي فكل مايذبح بمني فهو فدية لإسماعيل إلي يوم القيامة ثم ذكر قصة عبد الله

-روايت-1-2-روايت-42-484

ثم قال الصدوق ره و قداختلفت الروايات في الذبح .فمنها ماورد بأنه إسماعيل ومنها ماورد بأنه إسحاق و لاسبيل إلي رد الأخبار متي صح طرقها و كان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لماولد بعد ذلك تمني

[ صفحه 129]

أنه هو ألذي أمر أبوه بذبحه فكان يصبر لأمر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه فينال بذلك درجته في الثواب فعلم الله عز و جل من قلبه فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه ذلك . ثم روي في ذلك حديثا عن الصادق ع و قال

قول النبي ص أنا ابن الذبيحين

-روايت-1-2-روايت-17-36

ويؤيد ذلك لأن العم قدسماه الله أبا في قوله تعالي أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبُدُونَ مِن بعَديِ قالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ و كان إسماعيل عم يعقوب فسماه الله أبا.

-قرآن-57-224

وقول النبي ص العم والد

-روايت-1-2-روايت-19-30

فعلي هذاالأصل أيضا يطرد قول النبي ص أنا ابن الذبيحين أحدهما ذبيح بالحقيقة والآخر ذبيح بالمجاز واستحقاق الثواب علي النية والتمني فالنبي ص هو ابن الذبيحين من وجهين علي ماذكرناه وللذبح العظيم وجه آخر

حدثنا ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن الفضل قال سمعت الرضا ع يقول لماأمر الله عز و جل ابراهيم ع أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش ألذي أنزله عليه تمني ابراهيم ع أن يكون قدذبح

ابنه إسماعيل و أنه لم يؤمر بذبح ذلك الكبش مكانه ليرجع إلي قلبه مايرجع إلي قلب الوالد ألذي يذبح أعز ولده بيده عليه فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب فأوحي الله عز و جل إليه يا ابراهيم من أحب خلقي إليك قال يارب ماخلقت خلقا هوأحب إلي من حبيبك محمدص فأوحي الله إليه فهو أحب إليك أم نفسك قال بل هوأحب إلي من نفسي قال فولده أحب إليك أم ولدك قال بل ولده قال فذبح ولده ظلما علي أيدي أعدائه أوجع لقلبك أم ذبح ولدك بيدك في طاعتي قال يارب بل ذبحه علي أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال يا ابراهيم فإن طائفة تزعم أنها من شيعة محمدستقتل الحسين من بعده ظلما وعدوانا كمايذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي فجزع ابراهيم ع لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي فأوحي الله عز و جل إلي ابراهيم ع قدفديت جزعك علي ابنك إسماعيل لوذبحته بيدك بجزعك علي الحسين وقتله وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب و ذلك قول الله عز و جل وَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ

-روايت-1-2-روايت-69-1130

[ صفحه 130]

أقول هذاالحديث يرفع الإشكال ألذي ربما يورد علي أن المراد بالفداء الحسين ع بأن يقال إنه أفضل من إسماعيل فكيف يكون فداء له لأن الفداء أنفس درجة من المفدي . وحاصل رفع الإشكال أن المراد من قوله وَ فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍعوضناه لأن الفداء يكون عوضا عن المفدي والمعني حينئذ أناجعلنا مصيبة ابراهيم ع وحزنه عليه بدلا من مصيبته بذبح ابنه فيكون الله سبحانه قدرقاه في درجات التكليف ومصائب الحزن . وربما رفع جماعة من الأعلام هذاالإشكال بوجه آخر و هو أن إسماعيل أب للنبي و أهل بيته والأئمة الطاهرين

ص فلو ذبح إسماعيل ع فقد بذبحه جميع أهل هذه الشجرة المباركة و لاريب أن مجموع هذه السلسلة العليا أفضل وأشرف من الحسين ع وحده و ما في الحديث هوالأولي

-قرآن-209-236

و في تفسير علي بن ابراهيم في حديث طويل عن الصادق ع و فيه أنه لماأسلم إسماعيل أمره إلي الله في حكاية الذبح وأراد ابراهيم ع ذبحه أقبل شيخ و قال يا ابراهيم ماتريد من الغلام قال أريد أن أذبحه فقال سبحان الله تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين فقال ابراهيم إن الله أمرني بذلك فقال ربك ينهاك عن ذلك وإنما أمرك بهذا الشيطان فقال له ابراهيم ويلك إن ألذي بلغني هذاالمبلغ هو ألذي أمرني به ثم قال يا ابراهيم إنك إمام يقتدي بك وإنك إن ذبحته ذبح الناس أولادهم فلم يكلمه وأقبل علي الغلام فاستشاره في الذبح فلما أسلما جميعا لأمر الله قال الغلام ياأبتاه خمر وجهي وشد وثاقي فقال ابراهيم ع يابني الوثاق مع الذبح لا و الله لاأجمعها عليك فأضجعه وأخذ المدية فوضعها علي حلقه ورفع رأسه إلي السماء ثم جر عليه المدية وقلب جبرئيل المدية علي قفاها واجتر الكبش وأثار الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام ونودي من ميسرة مسجد الخيف أن يا ابراهيم قدصدقت الرؤيا

-روايت-1-2-روايت-68-925

و فيه عن أبي عبد الله ع قال سأل ملك الروم الحسن بن علي ع عن سبعة أشياء خلقها الله لاتركضن في رحم فقال ع أول هذاآدم ثم كبش ابراهيم ثم ناقة الله ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن

-روايت-1-2-روايت-37-236

و في عيون الأخبار قال سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن ستة لم يركضوا

-روايت-1-2-روايت-27-ادامه دارد

[ صفحه 131]

في رحم فقال آدم وحواء

وكبش ابراهيم وعصا موسي وناقة صالح والخفاش ألذي عمله عيسي ع فطار بإذن الله عز و جل

-روايت-از قبل-119

علل الشرائع مسندا إلي أبان بن عثمان قال قلت لأبي عبد الله ع كيف صار الطحال حراما و هو من الذبيحة فقال إن ابراهيم ع هبط عليه الكبش من ثبير و هوجبل بمكة ليذبحه أتاه إبليس فقال له أعطني نصيبي من هذاالكبش قال و أي نصيب لك و هوقربان لربي وفداء لابني فأوحي الله عز و جل إليه أن له فيه نصيبا و هوالطحال لأنه مجمع الدم وحرم الخصيتين لأنهما موضع النكاح ومجري النطفة فأعطاه الله الطحال والأنثيين وهما الخصيتان قال فقلت فكيف حرم النخاع قال لأنه موضع الماء الدافق من كل ذكر وأنثي و هوالمخ الطويل ألذي يكون في فقار الظهر

-روايت-1-2-روايت-47-571

و في الكافي عن الرضا ع لوعلم الله شيئا أكرم من الضأن لفدي به إسماعيل ع

-روايت-1-2-روايت-28-83

أقول اختلف علماء الإسلام في تعيين الذبيح هل هوإسماعيل أوإسحاق ع فذهبت الطائفة المحقة من أصحابنا وجماعة من العامة إلي أنه إسماعيل ع والأخبار الصحيحة دالة عليه ع دلالة غيرهما من الآيات ودلائل العقل وذهب طائفة من الجمهور إلي أنه إسحاق ع و به أخبار واردة من الطرفين وطريق تأويلها أماتحمل علي التقية و أماحملها علي ماقاله الصدوق طاب ثراه من أن إسحاق ع صار ذبيحا بالنية والتمني وروي شيخنا أمين الإسلام الطبرسي رحمه الله أن ابراهيم ع لماخلا بابنه إسماعيل أخبره بما قدذكر الله عنه في المنام فقال ياأبت اشدد رباطي حتي لاأضطرب واكفف عني ثيابك حتي لاينتضح من دمي شيءفتراه أمي وأشحذ شفرتك وأسرع من السكين علي حلقي ليكون أهون علي فإن الموت شديد فقال له ابراهيم نعم العون أنت

علي أمر الله

-روايت-1-2-روايت-51-349

[ صفحه 132]

الباب السابع في قصص لوط ع وقومه

قال الله تعالي وَ لُوطاً إِذ قالَ لِقَومِهِ أَ تَأتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ إِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ شَهوَةً مِن دُونِ النّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفُونَ وَ ما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا أَخرِجُوهُم مِن قَريَتِكُم إِنّهُم أُناسٌ يَتَطَهّرُونَ فَأَنجَيناهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ وَ أَمطَرنا عَلَيهِم مَطَراً فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُجرِمِينَ. هو ابن هاران بن تارخ بن أخي ابراهيم الخليل ع . وقيل إنه كان ابن خالة ابراهيم ع وكانت سارة زوجة ابراهيم ع أخت لوط. والفاحشة إتيان الرجال في أدبارهم قال الحسن وكانوا يفعلون ذلك . و قوله تعالي وَ تَقطَعُونَ السّبِيلَ أي سبيل الولد باختياركم الرجال وتقطعون الناس عن الأسفار بإتيان هذه الفاحشة فإنهم كانوا يفعلونه بالمجتازين في ديارهم وكانوا يرمون ابن السبيل بالحجارة بالخزف فإن أصابه كان أولي به ويأخذون ماله فينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم و كان لهم قاض يفتي بذلك و قوله تعالي وَ تَأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنكَرَ.قيل كانوا يتضارطون في مجالسهم من غيرحشمة و لاحياء وروي ذلك عن الرضا ع . وقيل إنهم كانوا يأتون الرجال في مجالسهم يري بعضها بعضا فأنزل الله عليهم الرجز أي العذاب وهي الحجارة التي أمطرت عليهم وقيل هوالماء الأسود علي وجه الأرض .

-قرآن-19-431-قرآن-643-665-قرآن-951-985

[ صفحه 133]

أقول خروج الماء الأسود علي وجه الأرض من علامات الغضب و في هذه الأعصار خروج الماء الأسود من بلاد قم و به خربت محال كثيرة و هو إلي وقت رقم هذه الكلمات علي حاله واقفا بين محالها يخرج من المنازل فيخربها و كل محلة خربت منازلها وقع بأهلها الموت حتي إنه لم يبق منهم إلاالقليل و

قدحفروا لها أنهارا من تحت الأرض و هويجري منه الماء إلي خارج البلد.

ورأيت حديثا عن الصادق ع من علامات الفرج لأهل قم أن يجري الماء علي وجه الأرض

-روايت-1-2-روايت-30-90

يعني أن يكون الفرج ويخرج القائم ع و قدخرج من غيرها أيضا مثل شيراز وجرفايقان وخرب المنازل ووقع الموت بأهلها لكنه سكن وفرغ منه

علل الشرائع بإسناده إلي أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع كان رسول الله ص يتعوذ من البخل قال نعم في كل صباح ومساء ونحن نتعوذ بالله من البخل أنه يقول وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وسأخبرك عن عاقبة البخل أن قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء علي الطعام فأعقبهم البخل داء لادواء له في فروجهم فقلت و ماأعقبهم فقال إن قرية قوم لوط كانت علي طريق السيارة تنزل بهم فيضيفونهم فلما أكثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولؤما فدعاهم البخل إلي أن كانوا إذانزل بهم الضيف فضحوه من غيرشهوة بهم وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتي ينكل النازل عنهم فشاع أمرهم في القري فأورثهم البخل بلاء لايستطيعون دفعه عن أنفسهم من غيرشهوة إلي ذلك حتي صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل فقلت له جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم يفعلون فقال نعم إلا أهل بيت منهم من المسلمين أ ماتسمع لقوله تعالي فَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ و أن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلي الله عز و جل وكانوا لايتنظفون من الغائط و لايتطهرون من الجنابة و كان لوط رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذانزل به ويحذرهم قومه فلما رأي قومه ذلك قالوا إننا

ننهاك عن العالمين إن فعلت فضحناك في ضيفك فكان لوط إذانزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه لأنه لم يكن للوط عشيرة و لم يزل لوط و ابراهيم ع يتوقعان نزول العذاب علي قومه و أن الله كان إذاأراد عذاب قوم لوط أدركته مودة ابراهيم وخلته ومحبة لوط فيؤخر عذابهم فلما اشتد

-روايت-1-2-روايت-44-ادامه دارد

[ صفحه 134]

عليهم غضب الله وأراد عذابهم وقضي أن يعوض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط فبعث الله رسلا إلي ابراهيم يبشرونه بإسماعيل فدخلوا عليه ليلا ففزع وخاف أن يكونوا سراقا فلما رأته الرسل مذعورا قالوا سلاما قال سلام إنا منكم وجلون قالوا لاتوجل إنا نبشرك بغلام عليم و هوإسماعيل قال فما خطبكم بعدالبشارة قالوا إنا أرسلنا إلي قوم لوط لننذرهم عذاب رب العالمين فقال ابراهيم للرسل إن فيهالوطا قالوا نحن أعلم بمن فيهالننجينه وأهله أجمعين إلاامرأته الحديث

-روايت-از قبل-519

وروي عن الأصبغ قال سمعت عليا ع يقول ستة في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط الجلاهق و هوالبندق والخذف ومضغ العلك وإرخاء الإزار في الخلاء وحل الإزار من القباء والقميص

-روايت-1-2-روايت-44-178

و فيه عن الباقر ع في حديث طويل يقول إنه لماانتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانقطعت إلي قومها تسعي بلوط وتخبرهم أن لوطا قدسار ببناته قال جبرئيل ع وإني نوديت من تلقاء العرش لماطلع الفجر ياجبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم عرج بها إلي السماء فأوقفها حتي يأتيك أمر الجبار في قلبها ودع منها آية من منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت علي أهل القرية فضربت بجناحي الأيمن علي ماحوي عليه شرقيها وضربت بجناحي الأيسر

علي ماحوي عليه غربيها فاقتطعتها من تحت سبع أرضين إلامنزل آل لوط ثم عرجت بها في خوافي جناحي حتي أوقفتها حيث يسمع أهل السماء صياح ديوكها ونباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش ياجبرئيل اقلب القرية علي القوم فقلبتها عليهم حتي صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل و كان موضع قريتهم بنواحي الشام وقلبت بلادهم فوقعت فيها بين بحر الشام إلي مصر فصارت تلولا في البحر

-روايت-1-2-روايت-44-909

علي بن ابراهيم في كلام طويل إن ابراهيم ع لمارمي بنار نمرود وجعلت عليه بردا وسلاما خرج من بلاد نمرود إلي البادية فنزل علي ممر الطريق إلي اليمن والشام فكان يمر به الناس فيدعوهم إلي الإسلام و قد كان خبره في الدنيا أن الملك ألقاه في النار و لم يحترق و كان ابراهيم كل من مر به يضيفه و كان علي سبعة فراسخ

[ صفحه 135]

منه بلاد عامرة كثيرة الشجر و كان الطريق عليها و كان كل من مر بتلك البلاد تناول من تمورهم وزروعهم فجزعوا من ذلك وجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال لهم هل أدلكم علي ما إن فعلتموه لم يمر بكم أحد فقالوا ما هو قال من مر بكم فانكحوه في دبره واسلبوا ثيابه ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد حسن الوجه فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كماأمرهم فاستطابوه وكانوا يفعلونه بالرجال فاستغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء فشكا الناس في ذلك إلي ابراهيم ع فبعث إليهم لوطا يحذرهم و قال لهم لوط أنا ابن خالة ابراهيم ألذي جعل الله عليه النار بردا وسلاما و هوبالمقرب منكم فاتقوا الله و لاتفعلوا فإن الله يهلككم و كان لوط كلما مر به رجل يريدونه بسوء

خلصه من أيديهم وتزوج لوط فيهم وولد بنات فلما طال ذلك علي لوط و لم يقبلوا منه قالوا لئن لم تنته لنرجمنك بالحجارة فدعا عليهم لوط فبينما ابراهيم ع قاعد في الموضع ألذي كان فيه و قد كان أضاف قوما وخرجوا فنظر إلي أربعة نفر و قدوقفوا عليه لايشبهون الناس فقالوا سلاما فقال ابراهيم سلام فجاء ابراهيم ع إلي سارة فقال لها قدجاءتني أضياف لايشبهون الناس فقالت ماعندنا إلا هذاالعجل فذبحه وشواه وحمله إليهم و ذلك قول الله عز و جل وَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا اِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍمشوي فَلَمّا رَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ و لايأكلون منه خاف منهم فقالت لهم سارة مالكم تمتنعون من طعام خليل الله فقالوا لاتخف إنا أرسلنا إلي قوم لوط ففزعت سارة وضحكت أي حاضت و قد كان ارتفع حيضها فبشروها بإسحاق و من ورائه يعقوب فوضعت يدها علي وجهها فقالت ياويلتي أألد و أناعجوز و هذابعلي شيخ فقال لها جبرئيل ع أتعجبين من أمر الله فلما ذهب عن ابراهيم الروع أقبل يجادل الملائكة في قوم لوط فقال ابراهيم لجبرئيل ع بما ذا أرسلت قال بهلاك قوم لوط قال إن فيهالوطا قال جبرئيل ع نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجّيَنّهُ وَ أَهلَهُ إِلّا امرَأَتَهُ قال ابراهيم ياجبرئيل إن كان في المدينة مائة رجل من المؤمنين تهلكهم قال لا قال فإن كان فيهم خمسون قال لا قال فإن كان فيهم عشرة قال لا قال و إن كان فيهم واحد قال لا و هو قوله فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ فقال ابراهيم ياجبرئيل راجع ربك فيهم فأوحي الله إلي ابراهيم يا ابراهيم أعرض

عن هذاإنه قدجاء أمر ربك وإنهم أتاهم عذاب غيرمردود فخرجوا من

عند ابراهيم فوقفوا علي لوط و هويسقي -قرآن-1122-1229-قرآن-1235-1275-قرآن-1745-1812-قرآن-2009-2056

[ صفحه 136]

زرعه فقال لهم لوط من أنتم قالوا نحن أبناء السبيل أضفنا الليلة فقال لهم ياقوم إن أهل هذه القرية قوم سوء لعنهم الله وأهلكهم ينكحون الرجال ويأخذون الأموال فقالوا قدأبطأنا فأضفنا فجاء لوط إلي أهله وكانت منهم فقال لها إنه قدأتانا أضياف في هذه الليلة فاكتمي عليهم حتي أعفو عنك جميع ما كان إلي هذاالوقت فقالت أفعل وكانت العلامة بينها و بين قومها إذا كان

عندلوط أضياف بالنهار تدخن فوق السطح و إذا كان بالليل توقد النار فلما دخل جبرئيل والملائكة معه بيت لوط ع أوقدت امرأته نارا فوق السطح فعلم أهل القرية وأقبلوا إليه من كل ناحية يهرعون فلما صاروا إلي باب البيت قالوا يالوط أ و لم ننهك عن العالمين فقال لهم هؤُلاءِ بنَاتيِ هُنّ أَطهَرُ لَكُم قال يعني به أزواجهم و ذلك أن النبي هو أبوأمته فدعاهم إلي الحلال و لم يكن يدعوهم إلي الحرام فقال أزواجكم هن أطهر لكم قالوا لقد علمت مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم مانريد فقال لوط لماأيس لَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ و مابعث الله نبيا بعدلوط إلا في عز من قومه و قوله ع القوة القائم والركن الشديد ثلاثمائة وثلاثة عشر يعني الذين يخرجون مع القائم ع . قال علي بن ابراهيم فقال جبرئيل للملائكة لوعلم ما له من القوة فقال لوط من أنتم فقال له جبرئيل ع أناجبرئيل فقال لوط بما ذا أمرت قال بهلاكهم قال الساعة فقال جبرئيل إِنّ مَوعِدَهُمُ الصّبحُ أَ لَيسَ الصّبحُ بِقَرِيبٍ قال فكسروا

الباب ودخلوا البيت فضرب جبرئيل بجناحه علي وجوههم فطمسها و هوقول الله عز و جل وَ لَقَد راوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنا أَعيُنَهُم فَذُوقُوا عذَابيِ وَ نُذُرِ فلما رأوا ذلك علموا أنه قدجاءهم العذاب فقال جبرئيل للوط فأسر بأهلك بقطع من الليل واخرج من بينهم أنت وولدك و لايلتفت منكم أحد إلاامرأتك فإنه مصيبها ماأصابهم و كان في قوم لوط رجل عالم فقال لهم ياقوم لقد جاءكم العذاب ألذي كان يعدكم لوط فاحرسوه و لاتدعوه يخرج من بينكم فإنه مادام فيكم لايأتيكم العذاب فاجتمعوا حول داره يحرسونه فقال جبرئيل يالوط اخرج من بينهم فقال كيف أخرج و قداجتمعوا حول داري فوضع بين يديه عمودا من نور فقال له اتبع هذاالعمود فخرجوا من القرية من تحت الأرض فالتفتت امرأته فأرسل الله عليها صخرة فقتلتها فلما طلع الفجر صارت الملائكة الأربعة كل واحد في طرف من قريتهم فقلعوها من سبع أرضين إلي تخوم الأرض ثم رفعوها في السماء حتي سمع أهل السماء

-قرآن-653-687-قرآن-894-947-قرآن-1265-1315-قرآن-1413-1492

[ صفحه 137]

نباح الكلاب وصياح الديكة ثم قلبوها عليهم وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل

و عن أبي عبد الله ع ما من عبديخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إلارماه الله بحجر من تلك الحجارة ليكون فيه منيته ولكن الخلق لايرونه

-روايت-1-2-روايت-27-150

قال الطبرسي رحمه الله اختلف في ذلك يعني عرض البنات فقيل أراد بناته لصلبه . عن قتادة و به رواية وقيل أراد النساء من أمته لأنهن كالبنات له واختلف أيضا في كيفية عرضهن فقيل بالتزويج و كان يجوز في شرعه تزويج بنته المؤمنة من الكافر. وكذا كان يجوز أيضا في مبتدأ الإسلام و قدزوج النبي ص من أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم ثم نسخ ذلك

وقيل أراد التزويج بشرط الإيمان وكانوا يخطبون بناته فلايزوجهن منهم لكفرهم وقيل إنه كان لهم سيدان مطاعان فأراد أن يزوجهما بنتيه ذعورا وريثا

علل الشرائع عن الصادق ع قال في المنكوح من الرجال هم بقية سدوم أماإني لست أعني بقيتهم أنه ولدهم ولكن من طينتهم

-روايت-1-2-روايت-35-129

قلت سدوم ألذي قلبت عليهم قال هي أربعة مدائن سدوم وصديم ولدنا وعميراء. و قال المسعودي أرسل الله لوطا إلي المدائن الخمسة وهي سدوم وعمورا ودوما وصاعورا وصابورا

و عنه ع و قدسئل وكيف كان يعلم قوم لوط أنه قدجاء لوطا رجل قال كانت امرأته تخرج فتصفر فإذاسمعوا الصفير جاءوا فلذلك كره التصفير

-روايت-1-2-روايت-13-142

و عنه ع أنه لماجاء الملائكة إلي لوط و هو لم يعرفهم وأخذهم إلي منزله التفت إليهم فقال إنكم تأتون شرار خلق الله و كان جبرئيل ع قال الله له لايعذبهم حتي يشهد عليهم ثلاث شهادات فقال هذه واحدة ثم مشي ساعة فقال إنكم تأتون شرار خلق الله فقال جبرئيل ع هذه ثنتان فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم و قال إنكم تأتون شرار خلق الله فقال جبرئيل هذه ثلاث ثم دخلوا منزله الحديث

-روايت-1-2-روايت-13-406

[ صفحه 138]

ثواب الأعمال مسندا إلي أبي جعفر ع قال كان قوم لوط أفضل قوم خلقهم الله عز و جل فطلبهم إبليس لعنه الله طلبا شديدا و كان من فضلهم وخيرهم أنهم إذاخرجوا إلي العمل خرجوا بأجمعهم وتبقي النساء خلفهم فحسدهم إبليس علي عبادتهم وكانوا إذارجعوا خرب إبليس مايعملون فقال بعضهم لبعض تعالوا نرصد هذا ألذي يخرب متاعنا فرصدوه فإذا هوغلام كأحسن ما يكون من الغلمان فقالوا أنت ألذي تخرب متاعنا فقال نعم مرة بعدمرة واجتمع رأيهم علي أن يقتلوه فبيتوه

عند رجل فلما كان الليل صاح فقال

ما لك فقال كان أبي ينومني علي بطنه فقال نعم فنم علي بطني فلم يزل بذلك الرجل حتي علمه أن يعمل بنفسه فأولا علمه إبليس والثانية علمه هويعني لغيره ثم انسل ففر منهم فأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه شيء لايعرفونه فوضعوا أيديهم فيه حتي اكتفي الرجال بعضهم ببعض ثم جعلوا يرصدون مار الطريق فيفعلون بهم حتي ترك مدينتهم الناس ثم تركوا نساءهم فأقبلوا علي الغلمان فلما رأي إبليس لعنه الله أنه قدأحكم أمره في الرجال دار إلي النساء فصير نفسه امرأة ثم قال إن رجالكم يفعلون بعضهم ببعض قلن نعم قدرأينا ذلك و علي ذلك يعظهم لوط و مازال يوصيهن حتي استكفت النساء بالنساء فلما كملت عليهم الحجة بعث الله عز و جل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية فمروا بلوط و هويحرث فقال أين تريدون فما رأيت أجمل منكم قط قالوا أرسلنا سيدنا إلي رب هذه المدينة قال و لم يبلغ سيدكم مايفعل أهل هذه القرية يابني إنهم و الله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتي يخرج الدم فقالوا له أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها قال فلي إليكم حاجة قالوا و ماهي قال تصبرون هاهنا إلي اختلاط الظلام فجلسوا فبعث ابنته فقال هاتي لهم خبزا وماء وعباءة يتغطون بها من البرد فلما أن ذهبت إلي البيت أقبل المطر وامتلأ الوادي فقال لوط الساعة يذهب بالصبيان الوادي قال قوموا حتي نمضي فجعل لوط يمشي في أصل الحائط وجعل الملائكة يمشون وسط الطريق فقال يابني هاهنا قالوا أمرنا سيدنا أن نمر وسطها و كان لوط ع يستغل الظلام ومر إبليس لعنه الله فأخذ من حجر امرأته صبيا فطرحه في البئر

فتصايح أهل المدينة علي باب لوط ع فلما نظروا إلي الغلمان في منزل لوط ع قالوا يالوط قددخلت في عملنا قال هؤلاء ضيفي فلاتفضحون قالوا هم ثلاثة خذ واحدا وأعطنا اثنين قال وأدخلهم الحجرة و قال لوط ع لو أن لي

-روايت-1-2-روايت-46-ادامه دارد

[ صفحه 139]

أهل بيت يمنعونني منكم و قدتدافعوا بالباب فكسروا باب لوط وطرحوا لوطا فقال جبرئيل ع إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأخذ كفا من بطحاء الرمل فضرب بهاوجوههم و قال شاهت الوجوه فعمي أهل المدينة كلهم فقال لوط يارسل ربي بما ذا أمركم فيهم قالوا أمرنا أن نأخذهم بالسحر قال تأخذونهم الساعة قالوا يالوط إن موعدهم الصبح أ ليس الصبح بقريب فخذ أنت بناتك وامض و قال أبو جعفررحم الله لوطا لويدري من معه في الحجرة لعلم أنه منصور حين يقول لَو أَنّ لِي بِكُم قُوّةً أَو آويِ إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة و قال الله عز و جل لمحمدص وَ ما هيِ َ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ أي من ظالمي أمتك إن عملوا عمل قوم لوط

-روايت-از قبل-656

ثواب الأعمال بإسناده إلي الصادق ع قال قال رسول الله ص لماعمل قوم لوط ماعملوا بكت الأرض إلي ربها حتي بلغت دموعها السماء وبكت السماء حتي بلغت دموعها العرش فأوحي الله عز و جل إلي السماء احصبيهم أي ارميهم بالحصباء وهي الحجارة وأوحي الله إلي الأرض أن اخسفي بهم

-روايت-1-2-روايت-66-289

العياشي عن زيد بن ثابت قال سأل رجل أمير المؤمنين ع أتؤتي النساء في أدبارهن فقال سفلت سفل الله بك أ ماسمعت الله يقول أَ تَأتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ

-روايت-1-2-روايت-32-201

و عن عبدالرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد الله

ع ذكر عنده إتيان النساء في أدبارهن فقال ماأعلم آية في القرآن أحلت ذلك إلاواحدةإِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ شَهوَةً مِن دُونِ النّساءِ

-روايت-1-2-روايت-36-197

[ صفحه 140]

الباب الثامن في قصص ذي القرنين ع

و كان اسمه عياشا و كان أول الملوك بعدنوح ع ملك ما بين المشرق والمغرب قال الله تعالي وَ يَسئَلُونَكَ عَن ذيِ القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً فَأَتبَعَ سَبَباً حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ وَ وَجَدَ عِندَها قَوماً قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذّبَ وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً قالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذّبُهُ ثُمّ يُرَدّ إِلي رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذاباً نُكراً وَ أَمّا مَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الحُسني وَ سَنَقُولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسراًالآيات . قال أمين الإسلام الطبرسي في قوله تعالي إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ أي بسطنا يده في الأرض وملكناه حتي استولي عليها.

-قرآن-95-612-قرآن-666-695

وروي عن علي ع أنه قال سخر الله له السحاب فحمله عليها ومد له في الأسباب وبسط له النور فكان الليل والنهار عليه سواء

-روايت-1-2-روايت-31-130

فهذا معني تمكينه في الأرض .وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً أي وأعطيناه من كل شيءعلما وقدرة وآلة يتسبب بها إلي إرادته .فَأَتبَعَ سَبَباً أي فأتبع طريقا وأخذ في سلوكه .حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ أي آخر العمارة من جانب المغرب وبلغ قوما لم يكن وراءهم أحد إلي موضع غروب الشمس .وَجَدَها تَغرُبُ أي كأنها تغرب .فِي عَينٍ حَمِئَةٍ و إن كانت تغرب وراءها لأن الشمس لاتزايل الفلك فلاتدخل

-قرآن-31-64-قرآن-130-146-قرآن-179-211-قرآن-299-314-قرآن-331-348

[ صفحه 141]

في عين الماء ولكن لمابلغ ذلك الموضع تراءي له كأن الشمس تغرب في عين كما أن من كان في البحر يراها

كأنها تغرب في الماء من كان في البر يراها كأنها تغرب في الأرض الملساء. والعين الحمئة ذات الحمأة وهي الطين الأسود المنتن والحامية الحارة. و عن كعب قال أجدها في التوراة تغرب في ماء وطين

علل الشرائع والأمالي مسندا إلي وهب قال وجدت في بعض كتب الله تعالي أن ذا القرنين لمافرغ من عمل السد انطلق علي وجهه فبينما هويسير وجنوده إذ مر علي شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتي انصرف من صلاته فقال له ذو القرنين كيف لم يرعك ماحضرك من جنودي قال كنت أناجي من هوأكثر جنودا منك وأعز سلطانا وأشد قوة و لوصرفت وجهي إليك لم أبلغ حاجتي قبله فقال ذو القرنين هل لك في أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي وأستعين بك علي بعض أمري قال نعم إن ضمنت لي أربع خصال نعيما لايزول وصحة لاسقم فيها وشبابا لاهرم فيه وحياة لاموت فيها فقال له ذو القرنين و أي مخلوق يقدر علي هذه الخصال فقال له الشيخ فإني مع من يقدر عليها ويملكها وإياك ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله عز و جل قائمين و عن شيئين مختلفين و عن شيئين جاريين و عن شيئين متباغضين فقال له ذو القرنين أماالشيئان الجاريان فالشمس والقمر و أماالشيئان المختلفان فالليل والنهار و أماالشيئان المتباغضان فالموت والحياة فقال انطلق فإنك عالم فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتي مر بشيخ يقلب جماجم الموتي فوقف عليه بجنوده فقال له أخبرني أيها الشيخ لأي شيءتقلب هذه الجماجم فقال لأعرف الشريف من الوضيع والغني من الفقير فما عرفت وإني لأقلبها منذ عشرين سنة فانطلق ذو القرنين وتركه فقال ماعنيت بهذا أحدا غيري

فبينما هويسير إذ وقع إلي الأمة العالمة من قوم موسي الذين يهدون بالحق و به يعدلون فلما رآهم قال لهم أيها القوم أخبروني بخبركم فإني قددرت الأرض شرقها وغربها وبرها وبحرها فلم ألق مثلكم فأخبروني مابال قبور موتاكم علي أبواب بيوتكم قالوا لئلا ينسي الموت و لايخرج ذكره من قلوبنا قال فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب قالوا ليس فينا لص و لاظنين أي متهم و ليس فينا إلاأمين قال فما بالكم

-روايت-1-2-روايت-46-ادامه دارد

[ صفحه 142]

ليس عليكم أمراء قالوا لانتظالم قال فما بالكم ليس بينكم حكام يعني القضاة قالوا لانختصم قال فما بالكم ليس فيكم ملوك قالوا لانتكاثر قال فما بالكم لاتتفاضلون و لاتتفاوتون قالوا من قبل أنامتواسون متراحمون قال فما بالكم لاتتنازعون و لاتختلفون قالوا من قبل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا قال فما بالكم لاتسبون و لاتقتلون قالوا من قبل أناغلبنا طبائعنا يعني بالعزم ومسسنا أنفسنا بالحكم قال فما بالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قالوا من قبل أنا لانتكاذب و لانتخادع و لايغتاب بعضنا بعضا قال فأخبروني لم ليس فيكم مسكين و لافقير قالوا من قبل أنانقسم بالسوية قال فما بالكم ليس فيكم فظ و لاغليظ قالوا من قبل الذل والتواضع قال فلم جعلكم الله أطول الناس أعمارا قالوا من قبل أنانتعاطي الحق ونحكم بالعدل قال فما بالكم لاتقحطون قالوا من قبل أنا لانغفل عن الاستغفار قال فما بالكم لاتحزنون قالوا من قبل أناوطنا أنفسنا علي البلاء فعزينا أنفسنا قال فما بالكم لاتصيبكم الآفات قالوا من قبل أنا لانتوكل علي غير الله عز و جل و لانستمطر بالأنواء والنجوم قال فحدثوني أيها القوم هكذا وجدتم آباءكم يفعلون قالوا وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ويواسون فقيرهم

ويعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلي من أساء إليهم ويستغفرون لمسيئهم ويصلون أرحامهم ويؤدون أمانتهم ويصدقون و لايكذبون فأصلح الله لهم بذلك أمرهم فأقام عندهم ذو القرنين حتي قبض و له خمسمائة عام

-روايت-از قبل-1312

تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي الصادق ع قال إن ذا القرنين بعثه الله إلي قومه فضرب علي قرنه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك فضرب علي قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك فملكه مشارق الأرض ومغاربها

-روايت-1-2-روايت-54-279

وسئل أمير المؤمنين ع عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا فقال لاملكا و لانبيا بل عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصح له فبعثه إلي قومه فضربوه علي قرنه الأيمن فغاب عنهم ثم بعثه الثانية فضربوه علي قرنه الأيسر فغاب عنهم ثم بعثه الثالثة فمكن الله له في الأرض وفيكم مثله يعني نفسه

-روايت-1-2-روايت-68-315

و كان ذو القرنين إذامر بقرية زأر فيها كمايزأر الأسد المغضب فينبعث في القرية ظلمات ورعد وبرق وصواعق يهلك من خالفه . وقيل له إن لله في أرضه عين يقال لها عين الحياة لايشرب منها ذو روح إلا لم

[ صفحه 143]

يمت حتي الصيحة فدعا ذو القرنين الخضر و كان أفضل أصحابه عنده ودعا ثلاثمائة وستين رجلا ودفع إلي كل واحد منهم سمكة و قال لهم اذهبوا إلي موضع كذا وكذا فإن هناك ثلاثمائة وستين عينا فيغسل كل واحد سمكته في عين غيرعين صاحبه فذهبوا يغسلون وقعد الخضر يغسل فانسابت منه السمكة في العين وبقي الخضر متعجبا مما رأي و قال في نفسه ماأقول لذي القرنين ثم نزع ثيابه يطلب السمكة فشرب من مائها واغتمس فيه و لم يقدر علي السمكة فرجعوا إلي

ذي القرنين فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه فلما انتهوا إلي الخضر لم يجدوا معه فدعاه و قال له ماحال السمكة فأخبره الخبر فقال له ماذا صنعت قال اغتمست فيهافجعلت أغوص وأطلبها فلم أجدها قال فشربت من مائها قال نعم قال فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها فقال للخضر كنت أنت صاحبها

الأمالي عن الصادق ع قال إن ذا القرنين لماانتهي إلي السد جاوزه فدخل في الظلمات فإذا هوبملك قائم علي جبل طوله خمسمائة ذراع فقال له الملك ياذا القرنين أ ما كان خلفك مسلك فقال له ذو القرنين من أنت قال أناملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل فليس من جبل خلقه الله عز و جل إلا و له عرق إلي هذاالجبل فإذاأراد الله عز و جل أن يزلزل مدينة أوحي إلي فزلزلتها

-روايت-1-2-روايت-30-392

و عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالي لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض إلاأربعة بعدنوح ع ذو القرنين واسمه عياش وداود وسليمان ويوسف و أماعياش فملك ما بين المشرق والمغرب و أماداود فملك ما بين الشامات إلي بلاد الإصطخر وكذلك كان ملك سليمان و أمايوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلي غيرها

-روايت-1-2-روايت-27-317

قال الصدوق طاب ثراه جاء في الخبر هكذا والصحيح ألذي أعتقده في ذي القرنين أنه لم يكن نبيا وإنما كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله .

قال أمير المؤمنين ع وفيكم مثله

-روايت-1-2-روايت-26-40

وذو القرنين ملك مبعوث و ليس برسول و لانبي كما كان طالوت ملكا. قال الله عز و جل وَ قالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاً و قديجوز أن يذكر في جملة الأنبياء من ليس بنبي كمايجوز أن يذكر من الملائكة من ليس

بملك .

-قرآن-89-156

[ صفحه 144]

قال الله عز و جل وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّ

-قرآن-21-106

و عن أبي عبد الله ع قال ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين ع والكافران نمرود وبخت نصر واسم ذي القرنين عبد الله بن ضحاك بن معبد

-روايت-1-2-روايت-32-191

علل الشرائع بإسناده إلي الباقر ع قال أول اثنين تصافحا علي وجه الأرض ذو القرنين و ابراهيم الخليل ع استقبله ابراهيم فصافحه وأول شجرة نبتت علي وجه الأرض النخلة

-روايت-1-2-روايت-44-174

بصائر الدرجات عن أبي جعفر ع قال إن ذا القرنين قدخير بين السحابين واختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب قال قلت و ماالصعب قال كان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق فصاحبكم يركبه أماإنه سيركب السحاب ويرقي في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين السبع خمس عوامر واثنتان خراب

-روايت-1-2-روايت-39-297

أقول المراد بصاحبكم هوالقائم ع

إكمال الدين بإسناده إلي عبد الله بن سليمان و كان قارئا للكتب قال قرأت في بعض كتب الله عز و جل أن ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندرية وأمه عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له إسكندر و كان له أدب وخلق وعفة من وقت ما كان فيه غلاما إلي أن بلغ رجلا و كان رأي في المنام كأنه دنا من الشمس حتي أخذ بقرنيها وشرقها وغربها فلما قص رؤياه علي قومه سموه ذا القرنين هذه الرؤيا بعدت همته وعلا صوته و عز في قومه و كان أول ماأجمع عليه أمره أن أسلم لله ودعا قومه إلي الإسلام فأسلموا هيبة له ثم أمرهم أن يبنوا له مسجدا فأجابوه إلي ذلك فأمر أن يجعل طوله أربعمائة ذراع وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعا وعلوه

إلي السماء مائة ذراع فقالوا له ياذا القرنين كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين قال فاكبسوه بالتراب حتي يستوي الكبس مع حيطان المسجد فإذافرغتم من ذلك فرضتم علي كل رجل من المؤمنين علي قدره من الذهب والفضة ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر وخلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفائح تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم علي أرض مستوية فإذافرغتم من ذلك دعوتم

-روايت-1-2-روايت-75-ادامه دارد

[ صفحه 145]

المساكين لنقل ذلك التراب فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضة فبنوا المسجد وأخرج المساكين ذلك التراب و قداستقل السقف بما فيه واستغني المساكين فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف ثم نشرهم في البلاد وحدث نفسه بالسير فاجتمع إليه قومه فقالوا ننشدك بالله لاتؤثر علينا بنفسك غيرنا فنحن أحق برؤيتك وفينا كان مسقط رأسك و هذه أموالنا وأنفسنا فأنت الحاكم فيها و هذه أمك عجوز كبيرة وهي أعظم خلق الله عليك حقا فلاتخالفها فقال إن القول لقولكم و إن الرأي لرأيكم ولكنني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره ويقاد ويدفع من خلفه لايدري أين يؤخذ به ولكن هلموا معشر قومي فادخلوا هذاالمسجد وأسلموا علي آخركم و لاتخالفوا علي فتهلكوا ثم دعا دهقان الإسكندرية فقال له اعمر مسجدي و عزعني أمي فلما رأي الدهقان جزع أمه وطول بكائها احتال ليعزيها بما أصاب الناس قبلها وبعدها من المصائب والبلاء فيصنع عيدا عظيما ثم أذن مؤذنه أيها الناس إن الدهقان يدعوكم أن تحضروا يوم كذا وكذا فلما كان ذلك اليوم أذن مؤذنه أسرعوا واحذروا أن يحضر هذاالعيد إلا رجل قدعري من البلاء والمصائب فاحتبس الناس كلهم فقالوا ليس فينا أحد عري من البلاء مامنا أحد

إلا و قدأصيب ببلاء أوبموت حميم فسمعت أم ذي القرنين فأعجبها و لم تدر ماأراد الدهقان ثم إن الدهقان أمر مناديا ينادي فقال ياأيها الناس إن الدهقان قدأمركم أن تحضروا يوم كذا وكذا و لايحضر إلا رجل قدابتلي وأصيب وفجع و لايحضره أحد عري من البلاء فإنه لاخير فيمن لايصيبه البلاء فلما فعل ذلك قال الناس هذا رجل قدبخل ثم ندم واستحيا فتدارك أمره ومحا عيبه فلما اجتمعوا خطبهم ثم قال إني لم أجمعكم لمادعوتكم له ولكني جمعتكم لأكلمكم في ذي القرنين وفيما فجعنا به من فقده وفراقه فذكروا آدم إن الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته ثم ابتلاه بأن عظم بليته و هوالخروج من الجنة ثم ابتلي ابراهيم بالحريق وابتلي ابنه بالذبح ويعقوب بالحزن والبكاء ويوسف بالرق وأيوب بالسقم ويحيي بالذبح وزكريا بالقتل وعيسي بالأسر وخلقا من خلق الله كثيرا لايحصيهم إلا الله عز و جل فلما فرغ من هذاالكلام قال لهم انطلقوا فعزوا أم الإسكندر لننظر كيف صبرها فإنها أعظم مصيبة في ابنها فلما دخلوا عليها قالوا لها هل حضرت الجمع اليوم وسمعت الكلام قالت لهم ماغاب علي من أمركم

-روايت-از قبل-2143

[ صفحه 146]

شيء و ما كان فيكم أحد أعظم مصيبة بالإسكندر مني ولقد صبرني الله وأرضاني وربط علي قلبي فلما رأوا حسن عزائها انصرفوا عنها وانطلق ذو القرنين يسير علي وجهه حتي أمعن في البلاد يؤم المغرب وجنوده يومئذ المساكين فأوحي الله جل جلاله إليه ياذا القرنين إنك حجتي علي جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلي مغربها و هذاتأويل رؤياك فقال ذو القرنين إلهي إنك ندبتني لأمر عظيم لايقدر قدره غيرك فأخبرني عن هذه

الأمة بأي قوم أكاثرهم وبأي عدد أغلبهم وبأية حيلة أكيدهم وبأي لسان أكلمهم وكيف لي بأن أعرف لغاتهم فأوحي الله تعالي إليه أشرح لك صدرك فتسمع كل شيء وأشرح لك فهمك فتفقه كل شيء وأحفظ عليك فلايعزب منك شيء وأشد ظهرك فلايهولك شيء وأسخر لك النور والظلمة أجعلهما جندين من جنودك النور يهديك والظلمة تحوطك وتحوش عليك الأمم من ورائك فانطلق ذو القرنين برسالة ربه عز و جل فمر بمغرب الشمس فلايمر بأمه من الأمم إلادعاهم إلي الله عز و جل فإن أجابوه قبل منهم و إن لم يجيبوه أغشاهم الظلمة فأظلمت مدنهم وقراهم وحصونهم وبيوتهم وأغشت أبصارهم ودخلت علي أفواههم وآنافهم فلايزالون فيهامتحيرين حتي يستجيبوا لله عز و جل حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشّمسِ...وَجَدَ عِندَهاالآية التي ذكرها الله عز و جل في كتابه ففعل بهم مع غيرهم حتي فرغ مما بينه و بين المغرب ثم مشي علي الظلمة ثمانية أيام وثمان ليال وأصحابه ينظرونه حتي انتهي إلي الجبل ألذي هومحيط بالأرض كلها فإذابملك من الملائكة قابض علي الجبل و هويسبح الله فخر ذو القرنين ساجدا فلما رفع رأسه قال له الملك كيف قويت يا ابن آدم علي أن تبلغ هذاالموضع و لم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك قال ذو القرنين قواني علي ذلك ألذي قواك علي قبض هذاالجبل و هومحيط بالأرض كلها قال له الملك صدقت لو لا هذاالجبل لانكفأت الأرض بأهلها و ليس علي وجه الأرض جبل أعظم منه و هوأول جبل أسسه الله عز و جل فرأسه ملصق بالسماء الدنيا وأسفله بالأرض السابعة السفلي و هومحيط بهاكالحلقة و ليس علي وجه الأرض مدينة إلا ولها عرق إلي هذاالجبل فإذاأراد الله عز

و جل أن يزلزل مدينة فأوحي الله إلي فحركت العرق ألذي يليها فزلزلتها ثم رجع ذو القرنين إلي أصحابه ثم عطف بهم نحو المشرق يستقر ئ مابينه و بين

-روايت-1-2070

[ صفحه 147]

المشرق من الأمم فيفعل بهم مافعل بأمم المغرب حتي إذافرق ما بين المشرق والمغرب عطف نحو الروم ألذي ذكره الله عز و جل في كتابه فإذا هوبأمةلا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا و إذا مابينه و بين الروم مشحون من أمة يقال لها يأجوج ومأجوج أشباه البهائم يأكلون ويشربون ويتوالدون وهم ذكور وإناث وفيهم مشابهة من الناس الوجوه والأجساد والخلقة ولكنهم قدنقصوا في الأبدان نقصا شديدا وهم في طول الغلمان لايتجاوزون خمسة أشبار وهم علي مقدار واحد في الخلق والصور عراة حفاة لايغزلون و لايلبسون و لايحتذون عليهم وبر كوبر الإبل يواريهم ويسترهم من الحر والبرد ولكل واحد منهم أذنان إحداهما ذات شعر والأخري ذات وبر ظاهرهما وباطنهما ولهم مخالب في موضع الأظفار وأضراس وأنياب كالسباع و إذانام أحدهم افترش إحدي أذنيه والتحف الأخري فتسعه لحافا وهم يرزقون نون البحر كل عام يقذفه عليهم السحاب فيعيشون به ويستمطرون في أيامه كمايستمطر الناس المطر في أيامه فإذاقذفوا به أخصبوا وسمنوا وتوالدوا وأكثروا فأكلوا منه إلي الحول المقبل و لايأكلون معه شيئا غيره و إذاأخطأهم النون جاعوا وساحوا في البلاد فلايدعون شيئا أتوا عليه إلاأفسدوه وأكلوه وهم أشد فسادا من الجراد والآفات و إذاأقبلوا من أرض إلي أرض جلا أهلها عنها و ليس يغلبون و لايدفعون حتي لايجد أحد من خلق الله موضعا لقدمه و لايستطيع أحد أن يدنو منهم لنجاستهم وقذارتهم فبذلك غلبوا و إذاأقبلوا إلي الأرض يسمع حسهم من مسيرة مائة فرسخ لكثرت كمايسمع حس الريح البعيدة ولهم

همهمة إذاوقعوا في البلاد كهمهمة النحل إلا أنه أشد وأعلي و إذاأقبلوا إلي الأرض حاشوا وحوشها وسباعها حتي لايبقي فيها شيءلأنهم يملئون ما بين أقطارها و لايتخلف وراءهم من ساكن الأرض شيء فيه روح إلااجتلبوه و ليس فيهم أحد إلا وعرف متي يموت و ذلك من قبل أنه لايموت منهم ذكر حتي يولد له ألف ولد و لاتموت أنثي حتي تلد ألف ولد فإذاولدوا الألف برزوا للموت وتركوا طلب المعيشة ثم إنهم أجفلوا في زمان ذي القرنين يدورون أرضا أرضا وأمة أمة و إذاتوجهوا لوجه لم يعدلوا عنه أبدا فلما أحست تلك الأمم بهم وسمعوا همهمتهم استغاثوا بذي القرنين و هونازل في ناحيتهم قالوا له فقد بلغنا ماآتاك الله من الملك والسلطان و ماأيدك به من الجنود و من النور والظلمة وإنا جيران يأجوج ومأجوج و ليس بيننا وبينهم سوي هذه الجبال و ليس لهم إلينا طريق إلا من هذين الجبلين لومالوا علينا أجلونا من بلادنا ويأكلون

-روايت-1-2220

[ صفحه 148]

ويفرسون الدواب والوحوش كمايفرسها السباع ويأكلون حشرات الأرض كلها من الحيات والعقارب و كل ذي روح و لانشك أنهم يملئون الأرض ويجلون أهلها منها ونحن نخشي كل حين أن يطلع علينا أوائلهم من هذين الجبلين و قدآتاك الحيلة والقوة فاجعل بيننا وبينهم سدا قال آتوُنيِ زُبَرَ الحَدِيدِ ثم إنه دلهم علي معدن الحديد والنحاس فضرب لهم في جبلين حتي فتقهما واستخرج منهما معدنين من الحديد والنحاس قالوا فبأي قوة نقطع هذاالحديد والنحاس فاستخرج لهم من تحت الأرض معدنا آخر يقال له السامور و هوأشد شيءبياضا و ليس شيء منه يوضع علي شيء إلاذاب تحته فصنع لهم منه أداة يعملون بها و به قطع سليمان بن داود أساطين

بيت المقدس وصخوره جاءت بهاالشياطين من تلك المعادن فجمعوا من ذلك مااكتفوا به فأوقدوا علي الحديد النار حتي صنعوا منه زبرا مثل الصخور فجعل حجارته من حديد ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ثم بني وقاس ما بين الجبلين فوجده ثلاثة أميال فحفروا له أساسا حتي كاد يبلغ الماء وجعل عرضه ميلا وجعل حشوه زبر الحديد وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس وأخري من حديد ثم ساوي الردم بطول الصدفين فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد فيأجوج يأتونه في كل سنة مرة و ذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتي إذاوقعوا إلي الردم حبسهم فرجعوا يسيحون في بلادهم فلايزالون كذلك حتي تقرب الساعة فإذاجاء أشراطها و هوقيام القائم عجل الله فرجه فتحه الله عز و جل لهم فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق علي وجهه فبينا هويسير إذ وقع علي الأمة العالمة الذين منهم قوم موسي الذين يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَفأقام عندهم حتي قبض و لم يكن له فيهم عمر و كان قدبلغ السن فأدركه الكبر و كان عدة ماسار في البلاد من يوم بعثه الله عز و جل إلي يوم قبض خمسمائة عام

-روايت-1-1675

قصص الأنبياء للراوندي بإسناده إلي أبي جعفر ع قال حج ذو القرنين في ستمائة ألف فارس فلما دخل الحرم شيعه بعض أصحابه إلي البيت فلما انصرف قال رأيت رجلا مارأيت أكثر نورا منه قالوا ذاك خليل الرحمن ص قال أسرجوا فأسرجوا ستمائة ألف دابة في مقدار مايسرج دابة واحدة ثم قال لابل نمشي إلي خليل الرحمن فمشي ومشي معه أصحابه حتي التقيا قال

-روايت-1-2-روايت-58-ادامه دارد

[ صفحه 149]

ابراهيم ع بم قطعت الدهر قال بإحدي

عشرة كلمة سبحان من هوباق لايفني سبحان من هوعالم لاينسي سبحان من هوحافظ لايسقط سبحان من هوبصير لايرتاب سبحان من هوقيوم لاينام سبحان من هوملك لايرام سبحان من هوعزيز لايضام سبحان من هومحتجب لايري سبحان من هوواسع لايتكلف سبحان من هوقائم لايلهو سبحان من هودائم لايسهو

-روايت-از قبل-342

العياشي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال سئل عن ذي القرنين قال كان عبدا صالحا واسمه عياش اختاره الله وابتعثه إلي قرن من القرون الأولي في ناحية المغرب و ذلك بعدطوفان نوح ع فضربوه علي قرنه الأيمن فمات منها ثم أحياه الله تعالي بعدمائة عام ثم بعثه إلي قرن من القرون الأولي في ناحية المشرق فضربوه ضربة علي قرنه الأيسر فمات منها ثم أحياه الله تعالي بعدمائة عام وعوضه من الضربتين اللتين علي رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين وجعل عزملكه وآية نبوته في قرنه ثم رفعه الله إلي السماء الدنيا فكشط الأرض كلها حتي أبصره ما بين المشرق والمغرب وآتاه الله من كل شيءعلما وأيده في قرنيه بكسف من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ثم هبط إلي الأرض وأوحي إليه أن سر في ناحية غرب الأرض وشرقها فقد طويت لك البلاد وذللت لك العباد فأرهبتهم منك فسار ذو القرنين إلي ناحية المغرب فكان إذامر بقرية زأر فيها كمايزأر الأسد المغضب فبعث من قرنيه ظلمات ورعدا وبرقا وصواعق تهلك من يخالفه فدان له أهل المشرق والمغرب فانتهي مع الشمس إلي العين الحامية فوجدها تغرب فيها ومعها سبعون ألف ملك يجرونها بسلاسل الحديد والكلاليب يجرونها من البحر في قطر الأرض الأيمن كماتجر السفينة علي ظهر الماء فلما ملك ما بين المشرق والمغرب كان له خليل من الملائكة

يقال له رفائيل ينزل إليه فيحدثه ويناجيه فقال له ذو القرنين أين عبادة أهل السماء من أهل الأرض فقال ما في السماوات موضع قدم إلا و عليه ملك قائم لايقعد أبدا أوراكع لايسجد أبدا أوساجد لايرفع رأسه أبدا فبكي ذو القرنين و قال أحب أن أعيش حتي أبلغ من عبادة ربي ما هوأهله قال رفائيل ياذا القرنين إن لله في الأرض عينا تدعي عين الحياة من شرب منها لم يمت حتي يكون هويسأل الموت فإن ظفرت بهاتعش ماشئت قال وأين تلك العين وهل تعرفها قال لا غير أنانتحدث في السماء أن لله في الأرض ظلمة لم يطأها إنس و لاجان فقال ذو القرنين وأين

-روايت-1-2-روايت-58-1780

[ صفحه 150]

تلك الظلمة قال ماأدري ثم صعد رفائيل فدخل ذا القرنين حزن طويل من قول رفائيل ومما أخبره عن العين والظلمة و لم يخبره بعلم ينتفع به منهما فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته وعلماءهم فلما اجتمعوا عنده قال لهم هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أن لله عينا تدعي عين الحياة من شرب منها لم يمت قالوا لا قال فهل وجدتم أن لله في الأرض ظلمة لم يطأها إنس و لاجان قالوا لافحزن ذو القرنين وبكي إذ لم يخبر عن العين والظلمة بما يحب و كان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الأنبياء فقال له إن علم ماتريد عندي ففرح ذو القرنين فقال الغلام أني وجدت في كتاب آدم ألذي كتب يوم سمي ما في الأرض من عين أوشجر فوجدت فيه أن لله عينا تدعي عين الحياة بظلمة لم يطأها إنس و لاجان ففرح ذو القرنين و قال له الغلام إنها علي قرن الشمس يعني مطلعها ففرح ذو

القرنين وبعث إلي أهل مملكته فجمع أشرافهم وعلماءهم فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم فلما اجتمعوا تهيئوا للمسير فسار يريد مطلع الشمس يخوض البحار ويقطع الجبال فسار اثنتي عشرة سنة حتي انتهي إلي طرف الظلمة فإذاهي ليست بظلمة ليل و لادخان فنزل بطرفها وعسكر عليها وجمع أهل الفضل من عسكره فقال إني أريد أن أسلك هذه الظلمة فقالوا إنك تطلب أمرا ماطلبه أحد قبلك من الأنبياء والمرسلين و لا من الملوك قال إنه لابد لي من طلبها قالوا إنا نعلم أنك إن سلكتها ظفرت بحاجتك ولكنا نخاف هلاكك قال و لابد من أن أسلكها ثم قال أخبروني بأبصر الدواب قالوا الخيل الإناث البكارة فأصاب ستة آلاف فرس في عسكره فانتخب من أهل العلم ستة آلاف رجل فدفع إلي كل رجل فرسا و كان الخضر علي مقدمته في ألفي فارس فأمرهم أن يدخلوا الظلمة وسار ذو القرنين في أربعة آلاف وأمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنتي عشرة سنة فإن رجع هوإليهم و إلالحقوا ببلادهم فقال الخضر أيها الملك إنا نسلك في الظلمة لايري بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذاأصابنا فأعطاه ذو القرنين خرزة حمراء كأنها مشعلة لها ضوء فقال خذ هذه الخرزة فإذاأصابكم الضلال فارم بها إلي الأرض فإنها تصيح فإذاصاحت رجع أهل الضلال إلي صوتها فأخذها الخضر ومضي في الليلة و كان الخضر يرتحل وينزل ذو القرنين فبينا الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة فقال لأصحابه قفوا في هذاالموضع ونزل عن فرسه فتناول الخرزة ورمي بهافأبطأت عنه بالإجابة

-روايت-1-2126

[ صفحه 151]

حتي خاف أن لاتجيبه ثم أجابته فخرج إلي صوتها فإذاهي العين و إذاماؤها أشد بياضا من اللبن وأصفي من الياقوت وأحلي من

العسل فشرب منها ثم خلع ثيابه فاغتسل فيها ولبس ثيابه ثم رمي بالخرزة نحو أصحابه فأجابته فخرج إلي أصحابه وركب وأمرهم بالمسير فساروا ومر ذو القرنين بعده فأخطأ الوادي فسلك تلك الظلمة أربعين يوما ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار و لاشمس و لاقمر ولكنه نور فخرجوا إلي أرض حمراء رملة كانت حصاها اللؤلؤ فإذا هوبقصر مبني علي طول فرسخ فجاء ذو القرنين إلي الباب فعسكر عليه ثم توجه [بوجهه ]وحده إلي القصر فإذاطائر و إذاحديدة طويلة قدوضع طرفاها علي جانب القصر والطير أسود معلق في تلك الحديدة بين السماء و الأرض كأنه الخطاف فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال من هذا قال أناذو القرنين فقال ياذا القرنين لاتخف وأخبرني قال سل قال هل كثر في الأرض بنيان الآجر والجص قال نعم فانتفض الطير وامتلأ حتي ملأ الحديد ثلثها فخاف منه ذو القرنين فقال لاتخف وأخبرني قال سل قال هل كثرت المعازف قال نعم قال فانتفض الطير وامتلأ حتي ملأ الحديدة ثلثيها فخاف منه ذو القرنين فقال لاتخف وأخبرني قال هل ارتكب الناس شهادة الزور في الأرض قال نعم فانتفض انتفاضة وانتفخ فسد ما بين جداري القصر فامتلأ ذو القرنين منه خوفا فقال لاتخف وأخبرني قال سل قال هل ترك الناس شهادة لاإله إلا الله قال لافانضم ثلثه ثم قال ياذا القرنين لاتخف وأخبرني قال سل قال هل ترك الناس الصلاة قال لافانضم ثلث آخر ثم قال ياذا القرنين لاتخف وأخبرني هل ترك الناس الغسل من الجنابة قال لافانضم حتي عاد إلي الحالة الأولي فإذا هوبدرجة مدرجة إلي أعلي القصر فقال الطير اسلك هذه الدرجة فسلكها و هوخائف حتي استوي علي ظهرها فإذا هوبسطح ممدود

مد البصر و إذا رجل شاب أبيض [مضي ء]الوجه عليه ثياب بيض و إذا هورافع رأسه إلي السماء ينظر إليها واضع يده علي فيه فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال من هذه قال أناذو القرنين قال ياذا القرنين ماكفاك ماوراك حتي وصلت إلي قال ذو القرنين ما لي أراك واضعا يدك علي فيك قال أناصاحب الصور و إن الساعة قداقتربت و أناأنتظر أن أؤمر بالنفخ فأنفخ ثم ضرب بيده فتناول حجرا فرمي به إلي ذي القرنين فقال خذها فإن جاع جعت و إن شبع شبعت فارجع

-روايت-1-2051

[ صفحه 152]

فرجع ذو القرنين بذلك الحجر حتي خرج إلي أصحابه فأخبرهم بالطير و ماسأله عنه و ماقاله له وأخبرهم بصاحب السطح ثم قال أعطاني هذاالحجر فأخبروني بأمره فوضع في إحدي الكفتين ووضع حجرا مثله في الكفة الأخري رفع الميزان فإذاالحجر ألذي جاء به أرجح بمثل الآخر فوضعوا آخر فمال به حتي وضعوا ألف حجرة كلها مثله ثم رفع الميزان فمال بها و لم يشتمل به الألف حجر فقالوا أيها الملك لاعلم لنا بهذا الحجر فقال له الخضر إني أوتيت علم هذاالحجر فقال ذو القرنين أخبرنا به فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر ألذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان ثم وضع حجرا آخر في كفة أخري ثم وضع كف تراب علي حجر ذي القرنين يزيده ثقلا ثم رفع الميزان فاعتدل فقالوا أيها الملك هذاأمر لم يبلغه علمنا وإنا لنعلم أن الخضر ليس بساحر فكيف هذا و قدوضعنا ألف حجر كلها مثله فمال بها و هذا قداعتدل به وزاده ترابا قال ذو القرنين بين ياخضر لنا قال الخضر أيها الملك إن أمر الله نافذ في عباده وسلطانه و إن الله ابتلي

العالم بالعالم وإنه ابتلاني بك وابتلاك بي فقال ذو القرنين يرحمك الله ياخضر إنما ابتلاني بك حين جعلت أعلم مني وجعلت تحت يدي أخبرني عن أمر هذاالحجر فقال الخضر إن أمر هذاالحجر مثل ضربه لك صاحب الصور يقول إن مثل بني آدم مثل هذاالحجر ألذي وضع فوضع معه ألف فمال بها ثم إذاوضع عليه التراب شبع وعاد حجرا مثله فيقول كذلك مثلك أعطاك من الملك ماأعطاك فلم ترض حتي طلبت أمرا لم يطلبه أبدا من كان قبلك ودخلت مدخلا لم يدخله إنس و لاجان يقول كذلك ابن آدم لايشبع حتي يحثي عليه التراب فبكي ذو القرنين و قال صدقت ياخضر لاجرم أني لاأطلب أثرا في البلاد بعدمسلكي هذا ثم انصرف راجعا في الظلمة فبينا هم يسيرون إذ سمعوا خشخشة أي صوتا تحت سنابك خيلهم فقالوا أيها الملك ما هذا فقال خذوا منه فمن أخذ منه ندم و من تركه ندم فأخذ بعض وترك بعض فلما خرجوا من الظلمة إذاهم بالزبرجد فندم الآخذ والتارك ورجع ذو القرنين إلي دومة الجندل و كان بهامنزله فلم يزل بها حتي قبضه الله إليه و كان ص إذاحدث بهذا الحديث قال رحم الله أخي ذا القرنين ما كان مخطئا إذ سلك وطلب ماطلب و لوظفر بوادي الزبرجد في ذهابه لماترك فيه شيئا إلاأخرجه للناس لأنه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد مارجع فقد زهد

-روايت-1-2082

[ صفحه 153]

و فيه عن أبي عبد الله ع قال إن ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ماشاء الله ثم ركب البحر فلما انتهي إلي موضع قال لأصحابه أدلوني فإذاحركت الحبل فأخرجوني فإن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلي آخره فأرسلوه في البحر وأرسلوا

الحبل مسيرة أربعين يوما فإذاضارب يضرب جنب الصندوق و يقول ياذا القرنين أين تريد قال أريد أن أنظر إلي ملك ربي في البحر كمارأيته في البر فقال ياذا القرنين إن هذاالموضع ألذي أنت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم فهو يهوي في قعر البحر إلي الساعة لم يبلغ قعره فلما سمع ذلك ذو القرنين حرك الحبل وخرج

-روايت-1-2-روايت-37-587

العياشي عن أمير المؤمنين ع قال تغرب الشمس في عين حمئة في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب يعني جابلقا

-روايت-1-2-روايت-38-120

قال الرازي اختلف الناس في أن ذا القرنين من هو وذكروا أقوالا الأول أنه الإسكندر بن فيلقوس اليوناني قالوا والدليل عليه أن القرآن دل علي أن الرجل المسمي بذي القرنين بلغ ملكه المشرق والمغرب ومثل ذلك الملك البسيط لاشك أنه علي خلاف العادة و ما كان كذلك وجب أن يبقي ذكره مخلدا علي وجه الأرض و أن لايبقي خفيا مستترا والملك ألذي اشتهر في كتب التواريخ أنه بلغ ملكه إلي هذاالقدر ليس إلاالإسكندر و ذلك أنه لمامات أبوه جمع ملك الروم بعد أن كانت طوائف ثم حصد ملوك المغرب وقهرهم وأمعن حتي انتهي إلي البحر الأخضر ثم عاد إلي مصر وبني الإسكندرية باسم نفسه ثم دخل الشام وقهر بني إسرائيل ثم انعطف إلي العراق ودان له أهلها ثم توجه إلي دارا وهزمه مرات إلي أن قتله واستولي الإسكندر علي ملوك الفرس وقصد الهند والصين وغزا الأمم البعيدة ورجع إلي خراسان وبني المدن الكثيرة ورجع إلي العراق ومرض بسهرورد[شهرزور] ومات بها. فلما ثبت بالقرآن أن ذا القرنين ملك الأرض كلها وثبت بعلم التواريخ أن ألذي هذاشأنه ما كان إلاالإسكندر وجب القطع بأن المراد بذي القرنين هوالإسكندر بن

فيلقوس اليوناني ثم ذكروا في تسمية ذي القرنين بهذا الاسم وجوها الأول أنه لقب به لأنه بلغ قرني الشمس يعني مشرقها ومغربها.

[ صفحه 154]

والثاني أن الفرس قالوا إن دارا الأكبر كان تزوج بنت فيلقوس فلما قرب منها وجد رائحة منكرة فردها علي أبيها وكانت قدحملت منه بالإسكندر فولدت الإسكندر بعدعودها إلي أبيها[فيلقس ]فبقي الإسكندر

عندفيلقس وأظهر أنه ابنه و هو في الحقيقة ابن دارا الأكبر قالوا والدليل علي ذلك أن الإسكندر لماأدرك دارا بن دارا و به رمق وضع رأسه في حجره و قال لدارا ياأخي أخبرني عمن فعل هذالأنتقم منه لك فهذا ماقالته الفرس قالوا فعلي هذاالتقدير فالإسكندر دارا الأكبر وأمه بنت فيلقس فهذا إنما تولد من أصلين مختلفين الفرس والروم و هذا ماقاله الفرس وإنما ذكروه لأنهم أرادوا أن يجعلوه من نسل ملوك العجم و هو في الحقيقة كذلك وإنما قال الإسكندر ياأخي علي سبيل التواضع وإكرام دارا بذلك الخطاب . والقول الثاني قول أبي الريحان البيروني المنجم في كتابه ألذي سماه بالآثار الباقية من القرون الخالية.قيل إن ذا القرنين هو أبوكرب شمر بن عمير بن أفريقش الحميري و هو ألذي بلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها و هو ألذي افتخر به الشعراء من حمير ثم قال أبوالريحان ويشبه أن يكون هذاالقول أقرب لأن الأذواء كانوا من اليمن وهم الذين لاتخلو أساميهم من ذي كذي المنار وذي قواس وذي النون . والثالث أنه كان عبدا صالحا ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه الهيبة و إن كنا لانعرف من هو ثم ذكروا في تسميته بذي القرنين وجوها.الأول ماروي أن ابن الكواء سأل عليا ع عن ذي القرنين و قال أملك هو أونبي قال لاملكا

و لانبيا كان عبدا صالحا ضرب علي قرنه الأيمن فمات ثم بعثه الله تعالي فضرب علي قرنه الأيسر فمات فبعثه الله فسمي ذا القرنين وفيكم مثله .الثاني سمي بذي القرنين لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس .الثالث قيل كان صفحة رأسه من نحاس .الرابع كان علي رأسه مايشبه القرنين .

[ صفحه 155]

الخامس كان لتاجه قرنان .السادس عن النبي ص أنه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا شرقها وغربها.السابع كان له قرنان أي ضفيرتان .الثامن أن الله تعالي سخر له النور والظلمة فإذاسري يهديه النور من أمامه وتمتد الظلمة من ورائه .التاسع يجوز أن يلقب بذلك لشجاعته كمايسمي الشجاع بالقرن لأنه يقطع أقرانه .العاشر أنه رأي في المنام كأنه صعد الفلك وتعلق بطرفي الشمس وقرنيها أي جانبيها فسمي لهذا السبب بذي القرنين .الحادي عشر سمي بذلك لأنه دخل النور والظلمة. والقول الرابع أن ذا القرنين ملك من الملائكة. والقول الأول أظهر للدليل ألذي ذكرناه و هو أن مثل هذاالملك العظيم يجب أن يكون معلوم الحال و هذاالملك العظيم هوالإسكندر فوجب أن يكون المراد بذي القرنين هو إلا أن فيه إشكالا قويا و هو أنه كان تلميذا لأرسطاطاليس الحكيم و كان علي مذهبه فتعظيم الله إياه يوجب الحكم بأن مذهب أرسطاطاليس حق وصدق و ذلك مما لاسبيل إليه .المسألة الثالثة اختلفوا في أن ذا القرنين هل كان من الأنبياء أم لامنهم من قال إنه كان من الأنبياء واحتجوا عليه بوجوه الأول قوله تعالي إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ والأولي حمله علي التمكين في الدين والتمكين الكامل في الدين هوالنبوة.الثاني قوله تعالي وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً و هذايدل علي أن الله تعالي آتاه من

النبوة سببا. والثالث قوله تعالي يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذّبَ وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً و ألذي يتكلم الله معه لابد و أن يكون نبيا ومنهم من قال إنه كان عبدا صالحا و ما كان نبيا.

-قرآن-1026-1055-قرآن-1152-1185-قرآن-1261-1332

[ صفحه 156]

أقول المستفاد من الأخبار كما قال شيخنا المحدث أنه غيرالإسكندر و أنه كان في زمن ابراهيم ع و أنه أول الملوك بعدنوح ع . و أمااستدلاله فلايخفي ضعفه بعد ماعرفت من أن الملوك المتقدمة لم تضبط أحوالهم بحيث لايشذ عنهم أحد وأيضا الظاهر من كلام أهل الكتاب الذين يعولون عليهم في التواريخ عدم الاتحاد والظاهر من الأخبار أيضا أنه لم يكن نبيا ولكن كان عبدا صالحا مؤيدا من

عند الله تعالي .

وروي حذيفة قال سألت النبي ص عن يأجوج ومأجوج فقال يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة أمة لايموت الرجل منهم حتي ينظر إلي ألف ذكر من صلبه كل قدحمل السلاح قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الأرز وهي شجر بالشام وصنف منهم طولهم وعرضهم سواء وهؤلاء الذين لايقوم لهم جبل و لاحديد وصنف منهم يفترش إحدي أذنيه ويلتحف بالأخري و لايمرون بشي ء إلاأكلوه مقدمتهم بالشام ومؤخرتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق والمغرب

-روايت-1-2-روايت-20-479

. و قال وهب ومقاتل إنهم من ولد يافث بن نوح أب الترك . و قال السدي الترك سرية من يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فضرب السد فبقيت خارجة. و قال كعب هم نادرة من ولد آدم و ذلك أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله من ذلك الماء والتراب يأجوج ومأجوج فهم متصلون بنا من طرف الأب دون الأم انتهي و

هوبعيد. و أماسد ذي القرنين فقال أمين الإسلام الطبرسي قيل إن هذاالسد وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرها البحر المحيط. وقيل إنه من وراء دربند وخزر من ناحية أرمينية وآذربيجان . وجاء في الحديث أنهم يدأبون في حفر السد نهارهم حتي إذاأمسوا وكادوا يبصرون شعاع الشمس قالوا نرجع غدا ونفتحه و لايستثنون فيعودون من الغد و قداستوي كما كان حتي إذاجاء وعد الله يعني خروج القائم ع قالوا غدا نفتح ونخرج إن شاء الله فيعودون إليه و هوكهيئته حين تركوه بالأمس فيخرقونه فيخرجون

[ صفحه 157]

علي الناس فينشفون المياه فتحصن الناس في حصونهم فرارا منهم فيرمون سهامهم إلي السماء فترجع و فيهاكهيئة الدماء فيقولون قدقهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء يبعث الله عليهم بقا في أقفائهم فتدخل في آذانهم فيهلكون بها ودواب الأرض تسمن من لحومهم . و في تفسير الكليني أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل ليلة علي ذلك السد يحجبان يأجوج ومأجوج عن الخروج . هذا هوالكلام في قصص ذي القرنين ع

[ صفحه 158]

الباب التاسع في قصص يعقوب ويوسف ع

تفسير علي بن ابراهيم مسندا إلي جابر بن عبد الله الأنصاري في قول الله عز و جل إنِيّ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ. وهي الطارق وحوبان والذيال وذو الكتفين ووثاب وقابس وعموران وفيلق ومصبح والصبوح والغروب والضياء والنور يعني الشمس والقمر و كل هذه محيطة بالسماء

-قرآن-84-168

و عن أبي جعفر ع في تأويل هذه الرؤيا أنه سيملك مصر ويدخل عليه أبواه وإخوته

-روايت-1-2-روايت-22-86

و أماالشمس فأم يوسف راحيل والقمر يعقوب والكواكب إخوته فلما دخلوا عليه سجدوا لله شكرا حين نظروا إليه و كان ذلك السجود لله

و قال ع إنه كان من خبر يوسف ع أنه

كان له أحد عشر أخا و كان له أخ من أمه يسمي بنيامين و كان يعقوب إسرافيل الله أي خالصة فرأي يوسف هذه الرؤيا و له تسع سنين فقصها علي أبيه فقال يا بنُيَ ّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلي إِخوَتِكَ

-روايت-1-2-روايت-13-243

و كان يوسف من أحسن الناس وجها و كان يعقوب يحبه ويؤثره علي الأولاد فحسده إخوته علي ذلك وقالوا مابينهم ماحكي الله عنهم إِذ قالُوا لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبّ إِلي أَبِينا مِنّا وعمدوا علي قتل يوسف حتي يخلو لهم وجه أبيهم إلي آخر الآيات . و أماأسماؤهم فزوتيل و هوأكبرهم وشمعون ولاوي ويهودا وريالون ويشجر

-قرآن-130-186

[ صفحه 159]

وأمهم إليا ابنة خالة يعقوب ثم توفت إليا فتزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين وولد له من السرية بجماع أومطلق لهم الشي ء من سريتين له اسم إحداهما زلفة والأخري بلهة أربع ويقنالي وأحاد وأشر. وأكثر المفسرين علي أن إخوة يوسف كانوا أنبياء. و قال بعضهم لم يكونوا أنبياء الأنبياء لاتقع منهم القبائح .

و عن أبي جعفر ع أنهم لم يكونوا أنبياء

-روايت-1-2-روايت-22-45

و قوله إنِيّ ..أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذّئبُ.قيل كانت أرضهم مذأبة وكانت السباع ضارية في ذلك الوقت . وقيل إن يعقوب رأي في منامه كان يوسف قدشد عليه عشرة أذؤب ليقتلوه و إذاذئب منها يحمي عنه فكان الأرض انشقت فدخل فيهايوسف ع فلم يخرج إلا بعدثلاثة أيام .فمن ثم قال هذافلقنهم العلة وكانوا لايدرون .

-قرآن-9-14-قرآن-18-45

وروي عن النبي ص قال لاتلقنوا الكذب فتكذبوا فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الإنسان حتي لقنهم أبوهم

-روايت-1-2-روايت-28-122

وقيل كان يوم ألقي في الجب عمره عشر سنين وقيل اثنتا عشرة وقيل سبع وقيل تسع . وجمع بينه و بين أبيه و هو ابن أربعين سنة.

و لماألقوه في غيابة الجب قالوا له انزع قميصك فبكي فقال ياإخوتي تجردوني فسل واحد منهم السكين عليه و قال لئن لم تنزعه لأقتلنك فنزعه فدلوه في الجب وتنحوا عنه فقال ع في الجب ياإله ابراهيم وإسحاق ويعقوب ارحم ضعفي وقلة حيلتي وصغري فنزلت سيارة من أهل مصر فبعثوا رجلا ليستقي لهم الماء من الجب فلما أدلي الدلو علي يوسف تشبث بالدلو فجروه فنظروا إلي غلام من أحسن الناس وجها فعدوا إلي صاحبهم فقالوا يابشري هذاغلام فنخرجه ونبيعه ونجعله

[ صفحه 160]

بضاعة لنا فبلغ إخوته فجاءوا فقالوا هذا عبدلنا آبق ثم قالوا ليوسف لئن لم تقر لنا بالعبودية لنقتلنك فقالت السيارة ليوسف ماتقول فقال أناعبدهم فقالت السيارة فتبيعوه منا قالوا نعم فباعوه علي أن يحملوه إلي مصر وشروه بثمن بخس دراهم معدودة كانت ثمانية عشر درهما.

عن الرضاص كانت عشرين درهما وهي قيمة كلب الصيد إذاقتل

-روايت-1-2-روايت-15-63

.أقول المشهور بين الأصحاب رضوان الله عليهم أن في كلب الغنم عشرين درهما و في كلب الصيد أربعين أوالقيمة فيهما أماالبائعون فهم إخوته . وقيل باعه الواجدون بمصر وقيل إن الذين أخرجوه من الجب باعوه من السيارة والأصح الأول

و قال النبي ص أعطي يوسف شطر الحسن والنصف الآخر لباقي الناس

-روايت-1-2-روايت-20-71

و فيه أيضا عن أبي جعفر ع في قوله تعالي وَ جاؤُ عَلي قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍقالوا إنهم ذبحوا جديا علي قميصه قالوا نعمد إلي قميصه فنلطخه بالدم ونقول لأبينا إن الذئب أكله فلما فعلوا ذلك قال لهم لاوي ياقوم أتظنون أن الله يكتم هذاالخبر عن نبيه يعقوب فقالوا و ماالحيلة قال نقوم ونغتسل ونصلي جماعة ونتضرع إلي الله تعالي أن يكتم ذلك عن أنبيائه إنه جواد كريم فاغتسلوا و كان في سنة ابراهيم

وإسحاق ويعقوب أنهم لايصلون جماعة حتي يبلغوا أحد عشر رجلا فيكون واحد منهم إماما وعشرة يصلون خلفه قالوا كيف نصنع و ليس لنا إمام فقال لاوي نجعل الله إمامنا فصلوا وبكوا وتضرعوا وقالوا يارب اكتم علينا هذا ثم جاءوا إلي أبيهم عشاء يبكون ومعهم القميص قدلطخوه بالدم فقالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ أي نعدووَ تَرَكنا يُوسُفَ

عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذّئبُالآية فقال يعقوب ما كان أشد غضب ذلك الذئب علي يوسف وأشفقه علي قميصه حيث أكل يوسف و لم يمزق قميصه فحملوا يوسف إلي مصر وباعوه من عزيز مصر فقال العزيزلِامرَأَتِهِ أكَرمِيِ مَثواهُ أي مكانه عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتّخِذَهُ وَلَداً و لم يكن لهم ولد فأكرموه وربوه فلما بلغ أشده هوته امرأة العزيز وكانت لاتنظر إلي يوسف امرأة إلاهوته و لا رجل إلاأحبه و كان وجهه مثل القمر ليلة البدر فراودته امرأة العزيز كما قال تعالي وَ راوَدَتهُ التّيِ هُوَ فِي بَيتِهاالآية

-روايت-1-2-روايت-31-ادامه دارد

[ صفحه 161]

فما زالت تخدعه حتي كان كما قال الله تعالي وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفقامت امرأة العزيز وغلقت الأبواب فلما رأي يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضا علي إصبعه يقول يايوسف أنت في السماء مكتوب في النبيين وتريد أن تكتب في الأرض من الزناة فعلم أنه قدأخطأ وتعدي

-روايت-از قبل-319

و عن أبي عبد الله ع لماهمت به وهم بهاقامت إلي صنم في بيتها فألقت عليه ثوبا وقالت لايرانا فإني أستحي منه فقال يوسف أفأنت تستحين من صنم لايسمع و لايبصر و أنا لاأستحي من ربي فوثب وعدا وعدت من خلفه وأدركهما العزيز علي هذه الحالة و هو قوله عز و جل وَ استَبَقَا البابَ

وَ قَدّت قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَ أَلفَيا سَيّدَها لَدَي البابِفبادرت امرأة العزيز فقالت له ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌ فقال يوسف للعزيزهيِ َ راودَتَنيِ عَن نفَسيِ فألهم الله يوسف أن قال للملك سل هذاالصبي في المهد فإنه يشهد أنها راودتني عن نفسي فقال العزيز للصبي فأنطق الله الصبي في المهد ليوسف حتي قال إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وَ هُوَ مِنَ الكاذِبِينَ وَ إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَت وَ هُوَ مِنَ الصّادِقِينَ فلما رأي العزيز قميص يوسف قدتخرق من دبر قال لامرأته إِنّهُ مِن كَيدِكُنّ إِنّ كَيدَكُنّ عَظِيمٌ ثم قال ليوسف أَعرِض عَن هذا وَ استغَفرِيِ لِذَنبِكِ إِنّكِ كُنتِ مِنَ الخاطِئِينَفشاع الخبر بمصر وجعلن النساء يتحدثن بحديثها ويعذلنها و هو قوله تعالي وَ قالَ نِسوَةٌ فِي المَدِينَةِ امرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاهافبلغ ذلك امرأة العزيز فبلغت إلي كل امرأة رئيسة فجمعن في منزلها وهيأت لهن مجلسا ودفعت إلي كل امرأة أترجة وسكينا فقالت أقطعن ثم قالت ليوسف اخرج عليهن فلما نظرن إليه أقبلن يقطعن أيديهن وقلن إِن هذا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌفقالت امرأة العزيزفَذلِكُنّ ألّذِي لمُتنُنّيِ فِيهِ وَ لَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ أي امتنع وَ لَئِن لَم يَفعَل ما آمُرُهُ لَيُسجَنَنّفما أمسي يوسف في ذلك اليوم حتي بعثت إليه كل امرأة رأته تدعوه إلي نفسها فضجر يوسف فقال رَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ ّ مِمّا يدَعوُننَيِ إِلَيهِ وَ إِلّا تَصرِف عنَيّ كَيدَهُنّ أَصبُ إِلَيهِنّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ فَاستَجابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنهُ كَيدَهُنّ وأمرت امرأة العزيز بحبسه فحبس

-روايت-1-2-روايت-27-1813

[ صفحه 162]

أقول الصبي ألذي كان في المهد هو ابن أخت زليخا و كان ابن ثلاثة أشهر و لماقطعن أيديهن لم

يجدن وجع و هذاحال العشق إذاغلب علي القلب كما في حكاية اليهودي ألذي كان يصلح طعاما لجاريته في مرضها فلما سمع أنينها سقطت المغرفة التي كان يخوط القدر بها من يده فعاد يخوط القدر بيده حتي تناثر لحم يده و ماشعر به و قدوقع مثله لكثير عزة ولغيره من العشاق السبعة و قدشاهدت أنا في شيراز رجلا يمشي و الناس وراءه و في يديه في كل واحدة سكينا يضرب بها علي صدره واللحم يتناثر من بدنه و هو لايحس به فسألت عنه فقيل إنه كان له محبوب فغيبوه عن نظره . وتحقيق هذه المقالة في كتابنا مقامات النجاة وزهر الربيع بما لامزيد عليه

و عن أبي جعفر ع في قوله ثُمّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسجُنُنّهُ حَتّي حِينٍفالآيات هي شهادة الصبي والقميص المخرق من دبر واستباقهما الباب حتي سمع مجاذبتها إياه علي الباب فلما عصاها لم تزل مولعة لزوجها حتي حبسه ودخل معه السجن فتيان يقول عبدان للملك أحدهما خباز والآخر صاحب الشراب و ألذي كذب و لم ير المنام هوالخباز وسبب حبسهما أنه سعي بهما إلي الملك أنهما أرادا أن يسماه

-روايت-1-2-روايت-22-421

و قال علي بن ابراهيم ووكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه فلما دخل السجن قالوا له ماصناعتك قال أعبر الرؤيا فرأي أحد الموكلين في نومه كما قال أعصر خمرا قال يوسف تخرج من السجن وتصير علي شراب الملك وترتفع منزلتك عنده و قال الآخر إني أري في المنام أحمل فوق رأسي خبزا تأكل منه الطير و لم يكن رأي ذلك فقال له يوسف أنت يقتلك الملك ويصلبك وتأكل الطير من دماغك فجحد الرجل و قال إني لم أر ذلك فقال له يوسف قضُيِ َ

الأَمرُ ألّذِي فِيهِ تَستَفتِيانِ فلما أراد من رأي في نومه أنه يعصر خمرا الخروج من الحبس قال له يوسف اذكرُنيِ عِندَ رَبّكَفكان كما قال الله عز و جل فَأَنساهُ الشّيطانُ ذِكرَ رَبّهِ.أقول قال أمين الإسلام الطبرسي القول في ذلك إن الاستغاثة بالعباد في دفع

-قرآن-437-477-قرآن-551-572-قرآن-602-633

[ صفحه 163]

المضار والتخلص من المكاره جائز غيرمنكر و لاقبيح بل ربما يجب و كان نبيناص يستعين فيما ينوبه بالمهاجرين والأنصار وغيرهم و لو كان قبيحا لم يفعله فلو صحت هذه الرواية فإنما عوتب ع علي ترك عادته الجميلة في الصبر والتوكل علي الله سبحانه في كل أموره دون غيره وقت ابتلائه وإنما كان يكون قبيحا لترك التوكل علي الله واقتصر علي غيره

و عن أبي عبد الله ع قال لمامضت مدة يوسف ع في السجن وأذن له في دعاء الفرج وضع خده علي الأرض ثم قال أللهم إن كانت ذنوبي قدأخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ففرج الله عنه قلت جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء فقال ادع بمثله أللهم إن كانت ذنوبي قدأخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمةص و علي وفاطمة و الحسن و الحسين والأئمة ع

-روايت-1-2-روايت-32-443

و قال علي بن ابراهيم إن الملك رأي رؤيا فقال لوزرائه إني رأيت في نومي سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف أي مهازيل ورأيت سبع سنبلات خضر وأخر يابسات فلم يعرفوا تأويل ذلك فذكر ألذي كان علي رأس الملك رؤياه التي رآها وذكر يوسف بعدسبع سنين فأرسلوا إليه فقال أَيّهَا الصّدّيقُ أَفتِنا فِي سَبعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنّ سَبعٌ عِجافٌ وَ سَبعِ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ فقال يوسف تَزرَعُونَ سَبعَ سِنِينَمتواليات فَما حَصَدتُم فَذَرُوهُ فِي

سُنبُلِهِ إِلّا قَلِيلًا مِمّا تَأكُلُونَ ثُمّ يأَتيِ مِن بَعدِ ذلِكَ سَبعٌ شِدادٌ يَأكُلنَ ما قَدّمتُم لَهُنّ أي سبع سنين مجاعة شديدة يأكلن ماقدمتم لهن في السبع السنين الماضية.فرجع الرجل إلي الملك فأخبره بما قال يوسف وَ قالَ المَلِكُ ائتوُنيِ بِهِ فَلَمّا جاءَهُ الرّسُولُ قالَ ارجِع إِلي رَبّكَيعني الملك فَسئَلهُ ما بالُ النّسوَةِ اللاّتيِ قَطّعنَ أَيدِيَهُنّ إِنّ ربَيّ بِكَيدِهِنّ عَلِيمٌفجمع الملك النسوة فقالَ ما خَطبُكُنّ إِذ راوَدتُنّ يُوسُفَ عَن نَفسِهِ قُلنَ حاشَ لِلّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سُوءٍ قالَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ الآنَ حَصحَصَ الحَقّ أَنَا راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ وَ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ ذلِكَ لِيَعلَمَ أنَيّ لَم أَخُنهُ بِالغَيبِ وَ أَنّ اللّهَ لا يهَديِ كَيدَ الخائِنِينَ أي لاأكذب عليه الآن كماكذبت عليه من قبل ثم قالت وَ ما أبُرَ ّئُ نفَسيِ إِنّ النّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِفقالَ المَلِكُ ائتوُنيِ بِهِ أَستَخلِصهُ لنِفَسيِ فلما نظر إلي يوسف قالَ إِنّكَ اليَومَ لَدَينا مَكِينٌ أَمِينٌسل حاجتك

-قرآن-283-402-قرآن-414-437-قرآن-447-585-قرآن-705-783-قرآن-796-883-قرآن-905-1196-قرآن-1252-1309-قرآن-1311-1360-قرآن-1380-1422

[ صفحه 164]

قالَ اجعلَنيِ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ حَفِيظٌ عَلِيمٌيعني الكناديج والأنابير فجعله عليهما.أقول قوله وَ ما أبُرَ ّئُ نفَسيِ من كلام يوسف ع علي قول أكثر المفسرين . وقيل هو من كلام امرأة العزيز كماقاله علي بن ابراهيم . والأول أشهر وأظهر والكندوج شبه المخزن معرب كندود. و قال علي بن ابراهيم و كان بينه و بين أبيه ثمانية عشر يوما و كان في بادية و كان الناس من الآفاق يخرجون إلي مصر ليمتاروا طعاما و كان يعقوب وولده نزولا في بادية فيه مقل فأخذوا إخوة يوسف من ذلك المقل وحملوا إلي مصر ليمتاروا به . وقيل كان بضاعتهم بيع النعل و كان يوسف يتولي البيع بنفسه فلما دخل إخوته عليه عرفهم و لم يعرفوه فلما جهزهم أحسن

جهازهم قال لهم من أنتم قالوا نحن بنو يعقوب قال فما فعل أبوكم قالوا شيخ ضعيف قال فلكم أخ غيركم قالوا لنا أخ من أبينا لا من أمنا قال فإذارجعتم إلي فأتوني به فإن لم تأتوني به فلاكيل لكم عندي قالوا سنراود عنه أباه قال يوسف لقومه هذه البضاعة التي حملوها إلينا اجعلوها بين رحالهم حتي إذارأوها رجعوا إلينا يعني لاأحتمل أن يكون عندهم بضاعة أخري يرجعون بهاإلينا. فلما رجعوا إلي أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا بنيامين نكتل وإنا له لحافظون قال يعقوب هل آمنكم عليه إلا كماأمنتكم علي أخيه من قبل فلما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم في رحالهم التي حملوها إلي مصر قالوا ياأبانا مانبغي أي مانريد هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا قال يعقوب لن أرسله معكم حتي تحلفوا لي أن تأتوني به إلا أن تغلبوا في شأنه فخرجوا و قال لهم يعقوب لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة و ماأغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلالله عليه توكلت فلما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلاحاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لماعلمناه .أقول إن إخوة يوسف ع لم يعرفوه لطول العهد ومفارقتهم إياه في سن الحداثة وتوهمهم أنه هلك و بعدحاله التي رأوه عليها من حين فارقوه .

-قرآن-1-59-قرآن-111-133

[ صفحه 165]

و قوله لا تَدخُلُوا مِن بابٍ واحِدٍالمشهور بين المفسرين أنه إنما قال ذلك لماخاف عليهم من العين . وقيل لمااشتهروا بمصر بالحسن والجمال وإكرام الملك لهم خاف عليهم حسد الناس . ثم إن العبد مأمور بملاحظة الأسباب وعدم الاعتماد عليها والتوكل علي الله قال

أولا مايلزمه من الحزم والتدبير ثم تبرأ من الاعتماد علي الأسباب بقوله وَ ما أغُنيِ عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ.فخرجوا وخرج معهم بنيامين و كان لايؤاكلهم و لايجالسهم و لايكلمهم . فلما دخلوا علي يوسف وسلموا نظر يوسف إلي أخيه فعرفه فجلس منهم بالبعيد فقال يوسف أنت أخوهم قال نعم قال فلم لاتجلس معهم قال لأنهم أخرجوا أخي عن أبي وأمي ثم رجعوا وزعموا أن الذئب أكله فآليت علي نفسي أن لااجتمع معهم مادمت حيا قال فهل تزوجت وولد لك قال نعم ثلاث بنين سميت واحدا منهم الذئب وواحدا منهم القميص وواحدا الدم قال وكيف اخترت هذه الأسماء قال لئلا أنسي أخي كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت أخي قال يوسف لهم اخرجوا وحبس بنيامين فلما خرجوا من عنده قال يوسف لأخيه أناأخوك يوسف فلاتبتئس بما كانوا يفعلون ثم قال له أناأحب أن تكون عندي فقال لايدعوني إخوتي فإن أبي قدأخذ عليهم ميثاق الله أن يردوني إليه قال أناأحتال بحيلة فلاتخبرهم بشي ء فقال لا فلما جهزهم بجهازهم وأحسن إليهم قال لبعض قوامه اجعلوا هذاالصاع في رحل هذا و كان الصاع ألذي يكيلون به من ذهب فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه إخوته فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم أمر مناديا ينادي أيتها العير إنكم لسارقون فقال إخوة يوسف ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير و أنا به زعيم أي كفيل فقال إخوة يوسف تالله لقد علمتم ماجئنا لنفسد في الأرض و ماكنا سارقين قال يوسف فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله حبسه فهو جزاؤه فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من

وعاء أخيه فحبسوا أخاه و هو قوله تعالي وَ كَذلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ أي احتلنا له ما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ المَلِكِ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ.

-قرآن-9-36-قرآن-340-381-قرآن-1765-1792-قرآن-1807-1873

وسئل الصادق ع في قوله تعالي أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قال ما

-روايت-1-2-روايت-20-ادامه دارد

[ صفحه 166]

سرقوا و ماكذب إنما عني سرقتم يوسف من أبيه

-روايت-از قبل-50

فلما أخرج ليوسف الصاع من رحل أخيه قال إخوته إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف فتغافل يوسف ع و هو قوله فَأَسَرّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم قالَ أَنتُم شَرّ مَكاناً وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما تَصِفُونَفاجتمعوا إلي يوسف وجلودهم تقطر دما أصفر وكانوا يجادلونه في حبسه و كان ولد يعقوب إذاغضبوا خرج من ثيابهم شعر ويقطر من رءوسها دم أصفر وهم يقولون له أيها العزيزإِنّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَفأطلق عن هذا فقال يوسف مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ و لم يقل إلا من سرق متاعناإِنّا إِذاً لَظالِمُونَ فلما أيسوا وأرادوا الانصراف إلي أبيهم قال لهم يهودا بن يعقوب أ لم تعلموا أن أباكم قدأخذ عليكم موثقا من الله في هذا و من قبل مافرطتم في يوسف فارجعوا أنتم إلي أبيكم أما أنا فلاأرجع إليه حتي يأذن لي أبي أويحكم الله لي و هوخير الحاكمين ثم قال لهم ارجِعُوا إِلي أَبِيكُم فَقُولُوا يا أَبانا إِنّ ابنَكَ سَرَقَ وَ ما شَهِدنا إِلّا بِما عَلِمنا وَ ما كُنّا لِلغَيبِ حافِظِينَفرجع إخوة يوسف إلي أبيهم وتخلف يهودا فدخل علي يوسف وكلمه حتي ارتفع الكلام بينه و بين يوسف وغضب وكانت علي كتف يهودا شعرة فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم و كان لايسكن حتي يمسه

بعض ولد يعقوب و كان بين يدي يوسف ابن له في يده رمانة من ذهب يلعب بهافأخذ الرمانة من الصبي ثم دحرجها نحو يهودا وتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده علي يهودا فذهب غيظه فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلي يوسف حتي فعل ذلك ثلاثا.أقول السقاية المشربة التي كان يشرب منها الملك ثم جعل صاعا في السنين الشداد القحاط يكال به الطعام و قوله إِنّكُم لَسارِقُونَتورية علي وجه المصلحة أي سرقتم يوسف . ثم قال علي بن ابراهيم فلما رجعوا إلي أبيهم وأخبروه بخبر أخيهم قال يعقوب بَل سَوّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ بِهِم جَمِيعاًيعني يوسف وبنيامين ويهودا ألذي تخلف بمصر ثم تولي عنهم وَ قالَ يا أَسَفي عَلي يُوسُفَ وَ ابيَضّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِيعني عميت من البكاءفَهُوَ كَظِيمٌ أي محزون الأسف أشد الحزن

-قرآن-126-234-قرآن-401-486-قرآن-512-571-قرآن-601-623-قرآن-892-1016-قرآن-1565-1583-قرآن-1704-1798-قرآن-1858-1919-قرآن-1941-1954

وسئل أبو عبد الله ع مابلغ من حزن يعقوب علي يوسف فقال حزن سبعين ثكلي بأولادها و قال إن يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال وا أسفي علي يوسف

-روايت-1-2-روايت-26-157

.

[ صفحه 167]

أقول جاء في الحديث لم تعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون

عندالمصيبة إلاأمة محمدص أ لاتري إلي يعقوب حين أصابه ماأصاب لم يسترجع و قال ياأسفا و ذلك لماجاء في الحديث من أن المسترجع

عندالمصيبة يبني له بيت في الجنة وكلما ذكر المصيبة واسترجع كان له مثل ثوابه

عندالصدمة الأولي . ثم اعلم أنه اختلف في قوله وَ ابيَضّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ كما أن الشيعة اختلفوا في أنه هل يجوز علي الأنبياء مثل هذاالنقص في الخلقة. قال أمين الإسلام الطبرسي لايجوز لأن ذلك ينفر. وقيل يجوز أن لا يكون فيه تنفير و يكون بمنزلة سائر

العلل والأمراض انتهي فمن قال لايجوز ذلك يقول إنه ماعمي ولكنه صار بحيث يدرك إدراكا ضعيفا ويئول بأن المراد أنه غلبه البكاء و

عندغلبة البكاء يكثر الماء في العين فتصير العين كأنها ابيضت من بياض ذلك الماء و من يجوز ذلك يحملها علي ظاهرها. والحق أنه لم يقم دليل علي امتناع ذلك حتي يحتاج إلي تأويل الآيات والأخبار الدالة علي حصوله علي أنه يحتمل كماقيل أن يكون علي وجه لا يكون فيه نقص و لاعيب في ظاهر الخلقة والأنبياء ع يبصرون بقلوبهم مايبصر غيرهم بعينيه

-قرآن-332-362

و فيه أيضا عن أبي جعفر ع قال سديرأخبرني عن يعقوب حين قال لولده اذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ كان علم أنه حي و قدفارقه منذ عشرين سنة وذهبت عينه عليه من البكاء قال نعم علم أنه حي دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه ملك الموت بأطيب رائحة وأحسن صورة فقال له من أنت فقال أناملك الموت أ ليس سألت الله أن ينزلني عليك ماحاجتك يايعقوب قال له أخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أومتفرقة قال تقبضها أعواني متفرقة وتعرض علي مجتمعة قال يعقوب فأسألك بإله ابراهيم وإسحاق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف فقال لافعند ذلك علم أنه حي فقال لولده اذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ وكتب عزيز مصر إلي يعقوب أما بعدفهذا ابنك اشتريته بثمن بخس و هويوسف واتخذته عبدا و هذاابنك بنيامين أخذته و قدوجدت متاعي عنده واتخذته عبدا فما ورد علي يعقوب شيءأشد من ذلك الكتاب فقال للرسول مكانك أجيبه فكتب إليه يعقوب

-روايت-1-2-روايت-40-ادامه دارد

[ صفحه 168]

بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله بن

إسحاق بن ابراهيم خليل الله أما بعدفقد فهمت كتابك تذكر فيه أنك اشتريت ابني واتخذته عبدا و أن البلاء موكل ببني آدم و أن جدي ابراهيم ألقاه نمرود في النار فلم يحترق وجعلها الله له بردا وسلاما و أن أبي إسحاق أمر الله جدي أن يذبحه بيده فلما أراد ذبحه فداه بكبش عظيم و أن كان لي ولد و لم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه فأخرجوه إخوته ثم رجعوا إلي وزعموا أن الذئب أكله فاحدودب لذلك ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري و كان له أخ من أمه كنت آنس به فخرج مع إخوته إلي ماقبلك ليمتاروا لنا طعاما فرجعوا إلي وذكروا أنه سرق صواع الملك و قدحبسته وإنا أهل بيت لايليق بنا السرقة و لاالفاحشة و أناأسألك بإله ابراهيم وإسحاق ويعقوب إلامننت علي به وتقربت إلي الله ورددته إلي فلما ورد الكتاب إلي يوسف أخذه ووضعه علي وجهه وبكي بكاء شديدا ثم نظر إلي إخوته فقال لهم هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَفقالواإِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِ قَد مَنّ اللّهُ عَلَينافقالوالَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ أي لاتوبيخ و لاتعنيف يَغفِرُ اللّهُ لَكُم فلما ولي الرسول إلي الملك بكتاب يعقوب رفع يعقوب يده إلي السماء فقال ياحسن الصحبة ياكريم المعونة وخير إله ائتني بروح منك وفرج من عندك فهبط جبرئيل ع فقال له يايعقوب أ لاأعلمك دعوات يرد الله عليك بصرك وابنيك قال نعم قال قل يا من لم يعلم أحد كيف هو إلا هو يا من سد الهواء وكبس الأرض علي الماء واختار لنفسه أحسن

الأسماء ائتني بروح منك وفرج من عندك قال فما انفجر عمود الصبح حتي أتي بالقميص فطرح عليه فرد الله عليه بصره وولده

-روايت-از قبل-1630

أقول ورد في سبب معرفتهم له أنه تبسم فلما أبصروا ثناياه كانت كاللؤلؤ المنظوم شبهوه بيوسف . وقيل رفع التاج عن رأسه فعرفوه . و في قوله إِذ أَنتُم جاهِلُونَ أي شبان أوصبيان تعليم لهم كيف يعتذرون .

-قرآن-147-166

روي عن الصادق ع كل ذنب عمله العبد و إن كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه معصية ربه فقد حكي الله قول يوسف لإخوته هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَفنسبهم إلي الجهل لمخاطرتهم في أنفسهم في معصية الله

-روايت-1-2-روايت-21-250

.

[ صفحه 169]

وذكر بعض المحققين من أهل التفسير وورد في الأخبار أيضا في تفسير قوله تعالي إِنّمَا التّوبَةُ عَلَي اللّهِ لِلّذِينَ يَعمَلُونَ السّوءَ بِجَهالَةٍ إن كل مذنب فهو جاهل لأنه خاطر بنفسه وفعل فعل الجاهل . ثم قال علي بن ابراهيم قدس الله ضريحه و لماأمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تعبير الرؤيا فكان يعبر لأهل السجن فلما سألاه الفتيان الرؤيا عبر لهماوَ قالَ للِذّيِ ظَنّ أَنّهُ ناجٍ مِنهُمَا اذكرُنيِ عِندَ رَبّكَ و لم يفزع في تلك الحال إلي الله تعالي فأوحي الله إليه من أراك الرؤيا و من حببك إلي أبيك و من وجه إليك السيارة و من علمك الدعاء ألذي دعوت به حتي جعلت لك من الجب فرجا و من أنطق لسان الصبي بعذرك و من ألهمك تأويل الرؤيا قال أنت يارب قال فكيف استعنت بغيري و لم تستعن بي وأملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلي مخلوق من خلقي لبث في السجن بضع سنين فقال يوسف أسألك بحق آبائي عليك

إلافرجت عني فأوحي الله إليه يايوسف و أي حق لآبائك علي إن كان أبوك آدم خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي وأسكنته جنتي وأمرته أن لايقرب شجرة منها فعصاني وسألني فتبت عليه و إن كان أبوك نوح انتجبته من بين خلقي وجعلته رسولا إليهم فلما عصوا دعاني استجبت له وغرقتهم وأنجيته و من معه في الفلك و إن كان أبوك ابراهيم اتخذته خليلا وأنجيته من النار وجعلتها عليه بردا وسلاما و إن كان أبوك يعقوب وهبت له اثني عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتي ذهب بصره وقعد علي الطريق يشكوني فأي حق لآبائك علي قال له جبرئيل قل يايوسف أسألك بمنك العظيم وإحسانك القديم فقالها فرأي الملك الرؤيا فكان فرجه فيها

-قرآن-80-149-قرآن-378-442

و عن أبي الحسن الرضا ع أنه قال قال السجان ليوسف إني لأحبك فقال يوسف ماأصابني إلا من الحب كانت عمتي أحبتني فسرقتني أي نسبتني إلي السرقة و إن كان أبي أحبني حسدوني إخوتي و إن كانت امرأة العزيز أحبتني فحبستني وشكا يوسف في السجن إلي الله تعالي فقال يارب بما ذا استحققت السجن فأوحي الله إليه أنت اخترته حين قلت رَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ ّ مِمّا يدَعوُننَيِ إِلَيهِهلا قلت العافية أحب إلي مما يدعونني إليه

-روايت-1-2-روايت-39-447

و عن أبي عبد الله ع قال لماطرح إخوة يوسف يوسف في الجب دخل عليه جبرئيل ع و هو في الجب فقال ياغلام من طرحك في هذاالجب قال إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني ولذلك في الجب طرحوني قال أفتحب أن تخرج قال

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 170]

ذاك إلي إله ابراهيم وإسحاق ويعقوب قال فإن إله ابراهيم يقول لك قل أللهم إني أسألك بأن لك الحمد كله لاإله إلا أنت الحنان

المنان بديع السماوات و الأرض ذو الجلال والإكرام صل علي محمد وآل محمد واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث لاأحتسب فدعا ربه فجعل له من الجب فرجا و من كيد المرأة مخرجا وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب

-روايت-از قبل-362

و عن المفضل الجعفي قال قلت لأبي عبد الله ع أخبرني ما كان قميص يوسف قال إن ابراهيم ع لماأوقدت له النار أتاه جبرئيل ع بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه فلم يضره معه حر و لابرد فلما حضر ابراهيم الموت جعله في تميمة وعلقه علي إسحاق وعلقه إسحاق علي يعقوب فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه فكان في عنقه حتي كان من أمره ما كان فلما أخرج يوسف القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه و هو قوله إنِيّ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِ قلت جعلت فداك فألي من صار ذلك القميص فقال إلي أهله ثم قال كل نبي ورث علما أوغيره فقد انتهي إلي محمدص و كان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر فوجد ريح يوسف و هو من ذلك القميص ألذي أخرج من الجنة ونحن ورثته

-روايت-1-2-روايت-29-699

أقول قال أمين الإسلام الطبرسي رحمه الله قيل إن يوسف ع قال إنما يذهب بقميصي من ذهب به أولا فقال يهودا أناأذهب به و هوملطخ بالدم قال فاذهب به أيضا وأخبره أنه حي وأفرحه كما أنه أحزنه فحمل القميص وخرج حافيا حاسرا حتي أتاه و كان معه سبعة أرغفة وكانت المسافة ثمانين فرسخا فلم يستوف الأرغفة في الطريق . و قال ابن عباس هاجت ريح فحملت قميص يوسف إلي يعقوب . وذكر في القصة أن الصبا استأذنت ربي في أن تأتي يعقوب ريح يوسف

قبل أن يأتيه البشير بالقميص فأذن لها فأتت بها ولذلك يستروح كل محزون ريح الصبا و قدأكثر الشعراء من ذكرها

و عن أبي الحسن ع كانت الحكومة في بني إسرائيل إذاسرق واحد شيئا استرق به و كان يوسف

عندعمته و هوصغير وكانت تحبه وكانت لإسحاق منطقة لبسها يعقوب وكانت

عندأخته و أن يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته فاغتمت

-روايت-1-2-روايت-24-ادامه دارد

[ صفحه 171]

لذلك وقالت دعه حتي أرسله إليك وأخذت المنطقة وشدت بهاوسطه تحت الثياب فلما أتي يوسف أباه جاءت وقالت قدسرقت المنطقة ففتشته فوجدتها في وسطه فلذلك قال إخوته إِن يَسرِقيعني بنيامين صواع الملك فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُيعني يوسف المنطقة من عمته

-روايت-از قبل-272

قال علي بن ابراهيم ثم رحل يعقوب وأهله من البادية بعد مارجع إليه بنوه بالقميص فارتد بصيرا فقالوا ياأبانا استغفر لنا قال أخرهم إلي السحر لأن الدعاء والاستغفار مستجاب فيه . فلما وافي يعقوب وأهله مصر قعد يوسف علي سريره ووضع التاج علي رأسه فأراد أن يراه أبوه علي تلك الحالة فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا له كلهم ساجدين فقال يوسف ياأبت هذاتأويل رؤياي من قبل .

و عن أبي الحسن ع أماسجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف وإنما كان ذلك طاعة لله وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم و لم يكن لآدم وإنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم ع فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم أ لم تر أنه يقول في شكره ذلك الوقت رَبّ قَد آتيَتنَيِ مِنَ المُلكِ وَ علَمّتنَيِ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ فاطِرَ السّماواتِ وَ الأَرضِ أَنتَ ولَيِيّ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ توَفَنّيِ مُسلِماً وَ ألَحقِنيِ بِالصّالِحِينَ

-روايت-1-2-روايت-24-487

. و قال أمين الإسلام

الطبرسي قيل إن يوسف ع بعث مع البشير مائتي راحلة مع مايحتاج إليه في السفر وسألهم أن يأتوه بأهلهم أجمعين و لمادنا كل واحد منهما من صاحبه بدأ يعقوب بالسلام فقال السلام عليك يامذهب الأحزان . و قال وهب إنهم دخلوا مصر وهم ثلاثة وسبعون إنسانا وخرجوا مع موسي ع وهم ستمائة ألف وخمسمائة وبضع وسبعون رجلا و كان بين يوسف و موسي أربعمائة سنة. و قال علي بن ابراهيم فنزل جبرئيل ع فقال يوسف أخرج يدك فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور فقال يوسف ما هذا ياجبرئيل فقال هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلي أبيك فحط الله نوره ومحا النبوة من صلبه وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف و ذلك لأنهم لماأرادوا قتل يوسف قال لاتقتلوه وألقوه في غيابة الجب فشكر الله له ذلك و لما أن أرادوا أن يرجعوا إلي أبيهم من مصر و قد

[ صفحه 172]

حبس يوسف أخاه قال لن أبرح الأرض حتي يأذن لي أبي فشكر الله له ذلك .فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب و كان موسي من ولده . قال يعقوب يابني أخبرني بما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي قال ياأبت اعفني من ذاك قال فأخبرني ببعضه قال ياأبت إنهم لماأدنوني من الجب قالوا انزع القميص فقلت لهم ياإخوتي اتقوا الله و لاتجردوني فسلوا علي السكين وقالوا لئن لم تنزع لنذبحنك فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه فلما أفاق قال يابني حدثني قال ياأبت أسألك بإله ابراهيم وإسحاق ويعقوب إلاأعفيتني فأعفاه . قال و لمامات العزيز و ذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت

حتي سألت فقالوا لها لوقعدت للعزيز و كان يوسف فقالت أستحي منه فلم يزالوا بها حتي قعدت له فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه وقالت الحمد لله ألذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا وجعل العبيد بالطاعة ملوكا فقال لها يوسف وهي هرمة ألست فعلت بي كذا وكذا فقالت يانبي الله لاتلمني فإني بليت بثلاثة لم يبل بهاأحد قال و ماهي قالت بليت بحبك و لم يخلق الله لك نظيرا وبليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني و لاأكثر مالا وبليت بأن زوجي كان محصورا بفقد الحركة يعني عنينا فقال لها يوسف ماحاجتك قالت تسأل الله أن يرد علي شبابي فسأل الله فرد عليها فتزوجها وهي بكر.

و عن أبي جعفر ع في قوله قَد شَغَفَها حُبّا يقول قدحجبها حبه عن الناس فلايعقل غيره والحجاب هوالشغاف والشغاف هوحجاب القلب

-روايت-1-2-روايت-22-139

أقول المشهور بين المفسرين واللغويين أن المراد شق شغاف قلبها و هوحجابه حتي وصل إلي فؤادها وحبا نصبا علي التمييز و كان ما في الحديث بيان لحاصل المعني . قال الطبرسي رحمه الله وروي عن علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع وغيرهم قدشعفها بالعين أي ذهب بها كل مذهب

الأمالي عن أبي بصير عن الصادق ع أن يوسف لماصار في الجب وأيس من الحياة كان دعاؤه أللهم إن كانت الخطايا والذنوب قدأخلقت وجهي عندك فلن ترفع إليك صوتي ولن تستجيب لي دعوة فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه فقد علمت رقته علي وشوقي ثم بكي أبو عبد الله ع ثم قال

-روايت-1-2-روايت-38-ادامه دارد

[ صفحه 173]

و أناأقول أللهم إن كانت الخطايا والذنوب قدأخلقت وجهي عندك فلن ترفع إليك صوتا و لم

تستجب لي دعوة فإني أسألك بك فليس كمثلك شيء وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ثم قال ع قولوا هكذا وأكثروا منه

عندالكرب العظام

-روايت-از قبل-275

و فيه بالإسناد إلي ابن عباس قال لماأصاب يعقوب ماأصاب الناس من ضيق الطعام جمع يعقوب بنيه فقال لهم يابني إنه بلغني أنه يباع بمصر طعام طيب و أن صاحبه رجل صالح فاذهبوا إليه واشتروا منه طعاما فساروا حتي وردوا فأدخلوا علي يوسف فَعَرَفَهُم وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَفسألهم فقالوا نحن أولاد يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم قال ولدكم إذاثلاثة أنبياء و ماأنتم بحلماء و لافيكم وقار و لاخشوع فلعلكم جواسيس لبعض الملوك جئتم إلي بلادي فقالوا أيها الملك لسنا بجواسيس و لاأصحاب حرب و لوتعلم بأبينا إذالكرمنا عليك فإنه نبي الله و ابن أنبيائه وإنه لمحزون قال لهم يوسف فما حزنه و هونبي الله و ابن أنبيائه والجنة مأواه و هوينظر إليكم في مثل عددكم وقوتكم فلعل حزنه إنما هو من قبل سفهكم وجهلكم قالوا أيها الملك لسنا بجهال و لاسفهاء و لاأتاه الحزن من قبلنا ولكن كان له ابن كان أصغرنا سنا يقال له يوسف فخرج معنا إلي الصيد فأكله الذئب فلم يزل بعده حزينا فقال لهم يوسف كلكم من أب واحد قالوا أبونا واحد وأمهاتنا شتي قال فما حمل أباكم علي أن سرحكم كلكم وحبس منكم واحدا يأنس به ويستريح إليه قالوا قدفعل قدحبس منا واحدا هوأصغرنا سنا قال و لم اختاره من بينكم قالوا لأنه أحب أولاده إليه بعديوسف فقال لهم يوسف إني أحبس منكم واحدا يكون عندي وارجعوا إلي أبيكم وأقرئوه مني السلام وقولوا له يرسل إلي بابنه

ألذي زعمتم أنه حبسه عنده ليخبرني عن حزنه و عن سرعة الشيب إليه قبل أوان مشيبه و عن بكائه وذهاب بصره فلما قال هذااقترعوا بينهم فخرجت القرعة علي شمعون فأمر به فحبس فلما ودعوا شمعون قال لهم ياإخوتاه انظروا ماذا وقعت فيه وأقرئوا والدي مني السلام فودعوه وساروا حتي وردوا الشام ودخلوا علي يعقوب ع وسلموا عليه سلاما ضعيفا فقال لهم يابني مالكم تسلمون سلاما ضعيفا و ما لي لاأسمع فيكم صوت خليلي شمعون قالوا ياأبانا إنا جئناك من أعظم الناس ملكا لم ير الناس مثله حكما وعلما و إن كان لك شبيه فإنه لشبيهك ولكنا أهل بيت خلقنا للبلاء اتهمنا الملك وزعم أنه لايصدقنا حتي ترسل معنا بنيامين برسالة منك يخبره عن حزنك و عن

-روايت-1-2-روايت-38-1940

[ صفحه 174]

سرعة الشيب إليك و عن بكائك وذهاب بصرك فظن يعقوب ع أن ذلك مكر منهم فقال لهم يابني بئس العادة عادتكم كلما خرجتم في وجه نقص منكم واحد لاأرسله معكم فلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُم وَجَدُوا بِضاعَتَهُم رُدّت إِلَيهِم من غيرعلم منهم فأقبلوا إلي أبيهم فرحين فقالوا ياأبانا إن هذه بضاعتنا ردت إلينا قال يعقوب قدعلمتم أن بنيامين أحبكم إلي بعدأخيكم يوسف و به أنسي فلن أرسله معكم حتي تؤتوني موثقا من الله لتأتيني به إلا أن يحاط بكم فضمنه يهودا فخرجوا حتي وردوا مصر فدخلوا علي يوسف فقال لهم هل بلغتم رسالتي قالوا نعم و قدجئناك بجوابها مع هذاالغلام فاسأله عما بدا لك فقال له يوسف بما أرسلك أبوك إلي يا ياغلام قال أرسلني إليك يقرئك السلام و يقول إنك أرسلت إلي تسألني عن حزني و عن سرعة الشيب إلي قبل أوان المشيب و عن بكائي وذهاب بصري فإن

أشد الناس حزنا وخوفا أذكرهم للمعاد وإنما أسرع المشيب إلي لذكري يوم القيامة و إن بكائي وابيضاض عيوني علي حبيبي يوسف و قدبلغني حزنك بحزني واهتمامك بأمري فكان الله لك جازيا ومثيبا وإنك لن تصلني بشي ء أشد فرحا به من أن تعجل علي ولدي ابني بنيامين فإنه أحب أولادي بعديوسف وعجل علي بما أستعين به علي عيالي فلما قال هذاخنقت يوسف العبرة و لم يصبر حتي قام فدخل البيت وبكي ساعة ثم خرج إليهم وأمر لهم بطعام و قال ليجلس كل بني أم علي مائدة فجلسوا وبقي بنيامين قائما فقال له يوسف ما لك لم تجلس فقال ليس لي فيهم ابن أم فقال له يوسف فما كان لك ابن أم فقال بنيامين بلي ولكن زعم هؤلاء أن الذئب أكله قال فما بلغ من حزنك عليه قال ولد لي اثنا عشر ابنا كلهم أشتق لهم اسما من اسمه قال يوسف أراك قدعانقت النساء وشممت الولد من بعده فقال له بنيامين إن لي أباصالحا وإنه قال لي تزوج لعل الله عز و جل يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فقال له يوسف فاجلس علي مائدتي فقال إخوته قدفضل الله يوسف وأخاه حتي أن الملك قدأجلسه معه علي مائدته فأمر يوسف أن يجعل صواع الملك في رحل بنيامين

-روايت-1-1859

و عن جابر بن عبد الله قال أتي النبي ص رجل من اليهود يقال له بستان اليهودي فقال يا محمدأخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف ع أنها ساجدة له ماأسماؤها فقال أنت تسلم إن أخبرتك بأسمائها فقال نعم فقال حرمان والطارق والذيال وذو الكتفان وقابس ووثاب وعمودان والفيلق

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 175]

والمصبح والضروج وذو القرع والضياء والنور في أفق السماء ساجدة له

فلما قصها يوسف علي يعقوب ع قال يعقوب هذاأمر متشتت يجمعه الله بعد فقال اليهودي و الله إن هذه لأسماؤها

-روايت-از قبل-183

و عن أبي عبد الله ع قال البكاءون خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمدص و علي بن الحسين ع فأما آدم فبكي علي الجنة حتي صار خداه أمثال الأودية و أمايعقوب فبكي علي يوسف حتي ذهب بصره و أمايوسف فبكي علي يعقوب حتي تأذي به أهل السجن فقالوا له إما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار وإما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم علي واحدة منهما و أمافاطمة ع فبكت علي رسول الله ص حتي تأذي به أهل المدينة فقالوا لها قدآذيتينا بكثرة بكائك فكانت تخرج إلي مقابر الشهداء فتبكي حتي تقضي حاجتها ثم تنصرف و أما علي بن الحسين ع فبكي علي الحسين عشرين سنة أوأربعين سنة ماوضع بين يديه طعام إلابكي حتي قال له مولي له جعلت فداك إني أخاف أن تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلي الله وأعلم ما لاتعلمون إني ماذكرت مصرع بني فاطمة إلاخنقتني العبرة

-روايت-1-2-روايت-32-802

علل الشرائع عن أبي عبد الله ع قال كان يعقوب وعيص توأمين فولد عيص ثم يعقوب فسمي يعقوب لأنه خرج بعقب أخيه عيص ويعقوب هوإسرائيل الله ومعناه هو عبد الله لأن إسرا هو عبد وئيل هو الله و في خبر آخر أن إسرا هوالقوة وئيل هو الله يعني قوة الله

-روايت-1-2-روايت-43-266

و عن كعب الأحبار في حديث طويل إنما سمي إسرائيل لأن يعقوب كان يخدم بيت المقدس و كان أول من يدخل وآخر من يخرج و كان يسرج القناديل و إذا كان بالغداة رآها مطفأة فبات ليلة في بيت المقدس و إذابجني يطفئها فأسره إلي

سارية في المسجد فلما أصبحا رأوا أسيرا و كان اسم الجني ئيل فسمي إسرائيل لذلك

-روايت-1-2-روايت-36-313

[ صفحه 176]

و عن علي بن الحسين ع قال أخذ الناس من ثلاثة أخذوا الصبر عن أيوب والشكر عن نوح ع والحسد عن بني يعقوب

-روايت-1-2-روايت-34-115

و عن الرضا ع أنه قال له رجل أصلحك الله كيف صرت إلي ماصرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه فقال ع يا هذاأيهما أفضل النبي أوالوصي قال لابل النبي قال فأيهما أفضل المسلم أوالمشرك قال لابل المسلم قال فإن عزيز مصر كان مشركا و كان يوسف مسلما و إن المأمون مسلم و أناوصي يوسف سأل العزيز أن يوليه حين قال اجعلَنيِ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ حَفِيظٌ عَلِيمٌ قال حافظ لما في يدي عالم بكل لسان

-روايت-1-2-روايت-17-432

و عن أبي عبد الله ع قال إن يوسف ع لما كان في السجن شكا إلي ربه أكل الخبز وحده وسأل إداما يأتدم به و قد كان كثر عنده قطع الخبز اليابس فأمره أن يأخذ الخبز ويجعله في إجانة ويصب عليه الماء والملح فصار مريئا وجعل يأتدم به ع

-روايت-1-2-روايت-32-249

و عن ابن عباس قال مكث يوسف في منزل الملك وزليخا ثلاث سنين ثم أحبته فراودته

-روايت-1-2-روايت-24-89

فبلغنا و الله أعلم أنها مكثت سبع سنين علي قدميها و هومطرق إلي الأرض لايرفع طرفه إليها مخافة من ربه فقالت يوما ارفع طرفك وانظر إلي قال أخشي العمي علي بصري قالت ماأحسن عينيك قال هما أول ساقط علي خدي في قبري قالت ماأحسن طيب ريحك قال لوشممت رائحتي بعدثلاث من موتي لهربت مني قالت لم لاتقترب قال أرجو بذلك القرب من ربي قالت فرشي الحرير فقم واقض حاجتي قال أخشي أن يذهب من الجنة نصيبي قالت أسلمك

إلي المعذبين قال يكفيني ربي علل الشرائع بإسناده إلي الثمالي قال صليت مع علي بن الحسين ع الفجر بالمدينة يوم الجمعة فنهض إلي منزله و أنامعه فدعا مولاة له تسمي سكينة فقال لها لايعبر علي بابي سائل إلاأطعمتموه فإن اليوم يوم الجمعة قلت له ليس كل من يسأل مستحقا فقال ياثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقا فلانطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت مانزل بيعقوب وآله إن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه و إن سائلا مؤمنا صواما مستحقا له

عند الله منزلة و كان مجتازا غريبا مر علي باب يعقوب عشية الجمعة

عندأوان إفطاره يهتف

-روايت-1-2-روايت-43-ادامه دارد

[ صفحه 177]

علي بابه أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم يهتف بذلك علي بابه مرارا وهم يسمعونه قدجهلوا حقه و لم يصدقوا قوله فلما يئس أن يطعموه وغشيه الليل استرجع وشكا جوعه إلي الله عز و جل وبات طاويا وأصبح جائعا صابرا حامدا لله تعالي وبات يعقوب وآل يعقوب شباعا بطانا وعندهم فضلة من طعامهم فأوحي الله عز و جل إلي يعقوب في صبيحة تلك الليلة لقد أذللت يايعقوب عبدي ذلة استوجبت بهاأدبي عليك و علي ولدك يايعقوب إن أحب أنبيائي إلي من رحم مساكين عبادي وأطعمهم و كان لهم مأوي يايعقوب مارحمت عبدي ذميال العابد لمامر ببابك

عندإفطاره وهتف بكم أطعموا السائل الغريب فلم تطعموه فشكا ما به إلي وبات طاويا حامدا لي وأصبح صائما و أنت يايعقوب وولدك شباع وأصبحت عندكم فضلة من طعامكم أ وعلمت يايعقوب أن العقوبة والبلوي إلي أوليائي أسرع منها إلي أعدائي و ذلك حسن النظر مني لأوليائي واستدراج مني لأعدائي أما وعزتي لأنزل بك بلواي

ولأجعلنك وولدك عرضا لمصائبي فاستعد لبلواي فقلت لعلي بن الحسين جعلت فداك متي رأي يوسف الرؤيا فقال في تلك الليلة التي بات فيهايعقوب وآل يعقوب شباعا وبات فيهاذميال طاويا جائعا فلما رأي يوسف الرؤيا وأصبح يقصها علي أبيه يعقوب فاغتم يعقوب لماسمع من يوسف ماأوحي الله عز و جل إليه أن استعد للبلاء فقال يعقوب ليوسف لاتقصص رؤياك هذه علي إخوتك فإني أخاف أن يكيدوا لك كيدا فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها علي إخوته وكانت أول بلوي نزلت بيعقوب وآل يعقوب الحسد ليوسف لماسمعوا منه الرؤيا فاشتدت رقة يعقوب علي يوسف وخاف أن يكون ماأوحي الله إليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة فاشتدت رقته عليه من بين إخوته فلما رأي إخوة يوسف مايصنع بيوسف وتكرمته إياه وإيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم فتآمروا بينهم فقالوا إن يوسف وأخاه أحب إلي أبينا منااقتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطرَحُوهُ أَرضاً يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبِيكُمفجاءوا أباهم وقالوا ما لك لاتأمنا علي يوسف فقال يعقوب أخاف أن يأكله الذئب فانتزعه حذرا عليه من أن تكون البلوي من الله فيه فغلبت قدرة الله وقضاؤه في يعقوب ويوسف وإخوته فلم يقدر يعقوب علي دفع البلاء فدفعه إلي إخوته و لماخرجوا لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم وضمه إليه واعتنقه وبكي ودفعه إليهم فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم فلما أمنوا به

-روايت-از قبل-2143

[ صفحه 178]

أتوا غيضة أشجار فقالوا نذبحه ونلقيه تحت هذه الشجرة فيأكله الذئب الليلة فقال كبيرهم لاتقتلوا يوسف ولكن ألقوه في غيابة الجب فألقوه في الجب وهم يظنون أنه يغرق فيه فلما صار في قعر الجب ناداهم ياولد رومين أقرئوا يعقوب مني السلام فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض لاتزالوا

من هاهنا حتي تعلموا أنه قدمات فلم يزالوا حتي أيسوا ورجعوا إلي أبيهم عشاء يبكون قالوا ياأبانا أكله الذئب فاسترجع وذكر ماأوحي الله عز و جل إليه من الاستعداد للبلاء فصبر وأذعن للبلاء و قال بَل سَوّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً و ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن رأي تأويل رؤياه الصادقة فلما أصبحوا قالوا انطلقوا بنا حتي ننظر ماحال يوسف أمات أم هوحي فلما انتهوا إلي الجب وجدوا عنده سيارة قدأرسلوا واردهم فأدلي دلوه فلما جذب دلوه إذا هوبغلام متعلق بدلوه فقال لأصحابه يابشري هذاغلام فلما أخرجوه أقبل إليهم إخوة يوسف قالوا هذاعبدنا سقط منا أمس في هذاالجب وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم وتنحوا به ناحية فقالوا إما أن تقر لنا أنك عبدنا فنبيعك بعض هذه السيارة أونقتلك فقال لهم يوسف لاتقتلوني واصنعوا بي ماشئتم فأقبلوا به إلي السيارة فقالوا من يشتري هذاالعبد فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما وسار به ألذي اشتراه من البدو إلي مصر فباعه من ملك مصر فلما راهق يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه فقال لها معاذ الله أنا من أهل بيت لايزنون فغلقت الأبواب عليها و عليه وقالت لاتخف وألقت نفسها عليه فأفلت منها هاربا إلي الباب ففتحه فلحقت به فجذبت قميصه من خلفه فأفلت منها ثيابه وَ أَلفَيا سَيّدَها لَدَي البابِ قالَت ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌفهم الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف ماأردت بأهلك سوءا بل هي راودتني عن نفسي فاسأل هذاالصبي أينا راود صاحبه عن نفسه فأنطق الله الصبي لفصل القضاء فقال ياأيها الملك انظر إلي قميص يوسف فإن كان مقدودا من قدامه فهو ألذي

راودها و إن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته فنظر إلي القميص فرآه مقدودا من خلفه فقال إِنّهُ مِن كَيدِكُنّ و قال ليوسف أَعرِض عَن هذا و لايسمعه أحد منك واكتمه فلم يكتمه يوسف وأذاعه في المدينة حتي قلن نسوةامرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِفبلغها ذلك فأرسلت إليهن وهيأت لهن طعاما ثم أتتهن بأترج وَ آتَت كُلّ واحِدَةٍ مِنهُنّ سِكّيناً وَ قالَتِ اخرُج

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 179]

عَلَيهِنّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَ قَطّعنَ أَيدِيَهُنّفقالت هذا ألذي لمتنني فيه فخرجت النسوة من عندها فأرسلت كل واحدة منهن إلي يوسف سرا من صاحبها تسأله الزيارة فأبي عليهن و لماشاع أمر يوسف وامرأة العزيز والنسوة في مصر بدا للملك بعد ماسمع قول الصبي ليسجنن يوسف فسجنه في السجن

-روايت-از قبل-302

أقول قال أمين الإسلام الطبرسي رحمه الله قيل إن النسوة قلن ليوسف أطع مولاتك واقض حاجتها فإنها المظلومة و أنت الظالم . و قال السدي سبب السجن أن المرأة قالت لزوجها إن هذاالعبد فضحني بين الناس ولست أطيق أن أعتذر بعذري فإما أن تأذن لي فأخرج وأعتذر بعذري وإما أن تحبسه كماحبستني فحبسه بعدعلمه ببراءته .

و في الرواية أن إخوة يوسف لماانطلقوا به إلي الجب جعلوا يدلونه في البئر و هويتعلق بشفيرها ثم نزعوا قميصه عنه و هو يقول لاتفعلوا ردوا علي القميص أتواري به فيقولون ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا تؤنسك فدلوه إلي البئر حتي إذابلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت و كان في البئر ماء فسقط فيه ثم أوي إلي صخرة فقام عليها و كان يهودا يأتيه بالطعام والشراب

-روايت-1-2-روايت-16-373

وقيل إن الجب أضاء له وعذب ماؤه حتي أغناه عن الطعام .علل الشرائع سمعت محمد بن عبد الله بن طيفور

يقول في قول يوسف ع رَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ ّ مِمّا يدَعوُننَيِ إِلَيهِ إن يوسف رجع إلي اختيار نفسه فاختار السجن فوكل إلي اختياره والتجأ نبي الله محمدص إلي الاختيار فتبرأ من الاختيار ودعا دعاء الافتقار فقال علي رؤية الاضطرار يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علي طاعتك فعوفي من العلة وعصم فاستجاب الله له وأحسن إجابته و هو أن الله عصمه ظاهرا وباطنا. وسمعته يقول في قول يعقوب هَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلي أَخِيهِ مِن قَبلُ إن هذامثل قول

-قرآن-130-183-قرآن-514-578

النبي ص لايلدغ المؤمن من جحر مرتين

-روايت-1-2-روايت-13-44

و ذلك أنه سلم يوسف إليهم فغشوه حين اعتمد علي حفظهم له وانقطع في رعايته إليهم فألقوه في غيابة الجب وباعوه . و لماانقطع إلي الله في الابن الثاني وسلمه واعتمد في حفظه و قال فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً

-قرآن-192-213

[ صفحه 180]

أقعده علي سرير المملكة ورد يوسف إليه وأخرج القوم من المحنة واستقامت أسبابهم وسمعته يقول في قول يعقوب يا أَسَفي عَلي يُوسُفَإنه عرض في التأسف بيوسف و قدرأي في مفارقته فراقا آخر و في قطيعته قطيعة أخري فتلهف عليها وتأسف من أجلها.

-قرآن-112-133

كقول الصادق ع في معني قوله عز و جل وَ لَنُذِيقَنّهُم مِنَ العَذابِ الأَدني دُونَ العَذابِ الأَكبَرِ إن هذافراق الأحبة في دار الدنيا حتي يستدلوا به علي فراق المولي

-روايت-1-2-روايت-3-176

.فلذلك يعقوب تأسف علي يوسف من خوف فراق غيره فذكر يوسف لذلك .أقول فراق الأحبة ووصال الأحبة نار وجنة مخلوقتان و في الدنيا يستدل بهما علي نعيم الآخرة وجحيمها.

و قال أمير المؤمنين ع لو لاهول المطلع وفراق الأحبة لطلبنا الموت

-روايت-1-2-روايت-28-75

. و في تفسير قوله تعالي عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ أنه أعظم لذات الجنة يجلس الأحبة في المكان الواحد كل واحد علي سرير من

سرر الجنة و قال المتنبئ

-قرآن-26-50

لو لامفارقة الأحباب ماوجدت || لها المنايا إلي أرواحنا سبلا

و فيه أيضا عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمدأخبرني عن يعقوب لما قال له بنوه يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ فأخر الاستغفار لهم ويوسف ع لماقالوا له تَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ قال لأن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ وكانت جناية ولد يعقوب علي يوسف وجنايتهم علي يعقوب إنما كان بجنايتهم علي يوسف فبادر يوسف إلي العفو عن حقه وأخر يعقوب العفو لأن عفوه إنما كان علي حق غيره فأخرهم إلي السحر ليلة الجمعة

-روايت-1-2-روايت-50-623

و عنه ع قال استأذنت زليخا علي يوسف فقيل لها يازليخا إنا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت إني لاأخاف ممن يخاف الله فلما دخلت قال لها يازليخا ما لي أراك قدتغير لونك قالت الحمد لله ألذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا قال لها يازليخا ما ألذي دعاك إلي ما كان منك قالت حسن وجهك يايوسف فقال كيف لورأيت نبيا

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه دارد

[ صفحه 181]

يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني خلقا وأسمح مني كفا قالت علمت أني صدقت قالت لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي فأوحي الله عز و جل إلي يوسف أنها قدصدقت وأني أحببتها لحبها محمدص فأمره الله تبارك و تعالي أن يتزوجها

-روايت-از قبل-248

معاني الأخبار معني يوسف مأخوذ من أسف يوسف أي غضب يغضب إخوته قال الله عز و جل فَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا مِنهُم والمراد بتسميته يوسف أنه يغضب إخوته

مايظهر من فضله عليهم

-قرآن-88-120

و عن أبي عبد الله ع قال قدم أعرابي علي يوسف ليشتري منه طعاما فباعه فلما فرغ قال له يوسف أين منزلك قال بموضع كذا وكذا فقال إذامررت بوادي كذا وكذا فقف وناد يايعقوب يايعقوب فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل حسن فقل له لقيت رجلا بمصر و هويقرئك السلام و يقول لك إن وديعتك

عند الله عز و جل لن تضيع فلما انتهي إلي الموضع نادي يايعقوب يايعقوب فخرج إليه رجل أعمي طويل جميل يتقي الحائط بيده فأبلغه ما قال له يوسف فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال ياأعرابي أ لك حاجة إلي الله تعالي فقال نعم إني كثير المال و لي ابنة عم لم يولد لي منها وإني أحب أن تدعو الله أن يرزقني ولدا فدعا الله فرزقه أربعة بطون في كل بطن اثنان و كان يعقوب يعلم أن يوسف حي لم يمت و أن الله سيظهره له بعدغيبته و كان يقول لبنيه إنِيّ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ

-روايت-1-2-روايت-32-806

وروي أن إخوة يوسف لماأتوا أبيهم عشاء يبكون ومعهم قميص يوسف ملطخ بالدم تولي عنهم يعقوب تلك الليلة وأقبل يرثي يوسف و هو يقول حبيبي يوسف ألذي كنت أؤثره علي جميع أولادي فاختلس مني حبيبي يوسف ألذي كنت أرجوه من بين أولادي فاختلس مني حبيبي يوسف ألذي كنت أوسده يميني وأدثره شمالي فاختلس مني حبيبي يوسف ألذي كنت أؤنس به وحشتي وأصل به وحدتي فاختلس مني حبيبي يوسف ليت شعري في أي الجبال طرحوك أم في أي البحار غرقوك حبيبي يوسف ليتني كنت معك فيصيبني ماأصابك

-روايت-1-2-روايت-9-515

الثعلبي في كتاب العرائس قال لماخلا يوسف بأخيه قال له مااسمك قال بنيامين قال و مابنيامين

قال ابن المثكل و ذلك أنه لماولد هلكت أمه

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 182]

قال و مااسم أمك قال راحيل بنت لبان بن ناحور قال فهل لك من ولد قال نعم عشرة بنين قال ماأسماؤهم فعد له أسماءهم وكلها مشتقة أو فيهادلالة علي يوسف فقال يوسف أحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك فقال بنيامين أيها الملك و من يجد أخا مثلك ولكن لم يلدك يعقوب و لاراحيل فبكي يوسف وقام إليه وعانقه و قال إني أخوك فلاتعلمهم بشي ء من هذا فقال بنيامين إني لاأفارقك ثم احتالا في وضع الصاع في رحل بنيامين

-روايت-از قبل-433

أقول و علي هذافالمراد بأبويه اللذين دخلا مصر أبوه وخالته كما قال الأكثر فإن الخالة يقال لها أم في إطلاق العرف .

و قال ص لماتخاصم أمير المؤمنين ع في حضانة ابنة حمزة رضي الله عنه مع خالته الخالة أم

-روايت-1-2-روايت-3-98

. و ذلك لماورد من أن أمه أي أم يوسف قدكانت ماتت في نفاسها ببنيامين فتزوج يعقوب أختها. وقيل يريد أباه وأمه وكانا حيين عن ابن إسحاق والجبائي وقيل إن راحيل أمه نشرت من قبرها حتي سجدت له تحقيقا للرؤيا عن الحسن

قصص الأنبياء عن سليمان الطلحي قال قلت لأبي عبد الله ع ماحال بني يعقوب هل خرجوا من الإيمان قال نعم فما تقول في آدم ع قال دع آدم

-روايت-1-2-روايت-40-148

أقول للإيمان درجات ومراتب كماجاء في صحيح الأخبار فيكون المراد أنهم خرجوا من درجاته العالية ثم عادوا إليها و إلي مافوقها بتوبتهم واستغفار يعقوب ويوسف لهم

قصص الراوندي بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن الصفار عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد الله ع مابلغ من حزن يعقوب قال حزن

سبعين ثكلي و لما كان يوسف في السجن دخل عليه جبرئيل ع فقال إن الله ابتلاك وابتلي أباك و إن الله ينجيك من هذاالسجن فاسأل الله بحق محمد و أهل بيته أن يخلصك مما أنت فيه فقال يوسف أللهم إني أسألك بحق محمد و أهل بيته إلاعجلت فرجي وأرحتني مما أنا فيه قال جبرئيل فأبشر أيها الصديق

-روايت-1-2-روايت-115-ادامه دارد

[ صفحه 183]

فإن الله يخرجك من السجن إلي ثلاثة أيام ويملكك مصر وأهلها فلم يلبث يوسف إلاتلك الليلة حتي رأي الملك رؤيا أفزعته فقصها علي أعوانه فلم يدروا ماتأويلها فذكر الغلام ألذي نجا من السجن يوسف فقال أيها الملك أرسلني إلي السجن فإن فيه رجلا حليما عليما و قدكنت أنا وفلان اغتضبت علينا وأمرت بحبسنا رأينا رؤيا فعبرها لنا و كان كما قال ففلان صلب و أما أنافنجيت فقال له الملك انطلق إليه فدخل و قال يُوسُفُ...أَفتِنا فِي سَبعِ بَقَراتٍ فلما بلغ رسالة يوسف الملك قال ائتوُنيِ بِهِ أَستَخلِصهُ لنِفَسيِ فلما بلغ يوسف رسالة الملك قال كيف أرجو كرامته و قدعرف براءتي وحبسني سنين فلما سمع الملك أرسل إلي النسوة فقال ماخطبكن قلن حاشا لله ماعلمنا عليه من سوء فأرسل إليه وأخرجه من السجن فلما كلمه أعجبه كلامه وعقله فقال اقصص رؤياي فإني أريد أن أسمعها منك فذكره يوسف كمارأي وفسره قال الملك صدقت فمن لي بجمع ذلك وحفظه فقال يوسف إن الله أوحي إلي أني مدبره والقيم في تلك السنين السبع الخصيبة يكبسه في الخزائن في سنبله ثم أقبلت السنون الجدبة أقبل يوسف علي جميع الطعام فباعهم بالسنة الأولي بالدراهم والدنانير حتي لم يبق بمصر و ماحولها درهم و لادينار إلاصار في مملكة يوسف وباعهم في السنة

الثانية بالحلي والجواهر وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتي لم يبق بمصر و ماحولها عبد و لاحر إلاصار في مملكة يوسف ع وصاروا عبيدا له فقال يوسف للملك ماتري فيما خولني ربي قال الرأي رأيك قال إني أشهد الله وأشهدك أيها الملك إني أعتقت أهل مصر كلهم ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ورددت عليك خاتمك وسريرك وتاجك علي أن لاتسير إلابسيرتي و لاتحكم إلابحكمي فقال له الملك إن ذلك لديني وفخري و أناأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأنك رسوله الحديث

-روايت-از قبل-1817

و قال في العرائس فلما تبين للملك عذر يوسف وعرف أمانته وكفايته وعقله قال ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما جاءه الرسول قال أجب الملك الآن فخرج يوسف ودعا لأهل السجن بدعاء يعرف إلي اليوم و ذلك أنه قال أللهم اعطف عليهم قلوب الأخيار و لاتعم عليهم الأخيار فهم أعلم الناس بالأخبار إلي اليوم في كل بلدة فلما خرج من السجن كتب علي بابه هذاقبر الأحياء وبيت الأحزان وتجربة

[ صفحه 184]

الأصدقاء وشماتة الأعداء ثم اغتسل وتنظف وقصد الملك فلما أن نظر إلي الملك سلم عليه يوسف بالعربية فقال له الملك ما هذااللسان قال لسان عمي إسماعيل ثم دعا بالعبرانية فقال له الملك ما هذااللسان قال لسان آبائي و كان الملك يتكلم بسبعين لسانا فكلما كلم الملك يوسف بلسان أجابه يوسف بذلك اللسان فأعجب الملك بما رأي منه و كان يوسف ع ابن ثلاثين سنة فلما رأي الملك حداثة سنه وغزارة علمه قال لمن عنده إن هذاعلم تأويل رؤياي و لم

تعلمه السحرة والكهنة ثم قال له إني أحب أن أسمع رؤياي منك شفاها فقال يوسف نعم أيها الملك رأيت سبع بقرات سمان شهب حسان غر كشف لك عنهن النيل فطلعن لك من شاطئه تشخب أخلافهن لبنا فبينا أنت تنظر إليهن ويعجبك حسنهن إذ نضب النيل وغار ماؤه وبدا قعره وخرج من حمأته ووحله سبع بقرات عجاف شعث ليس لهن ضروع و لاخلاف ولهن أنياب وأضراس وأكف كأكف الكلاب وخراطيم كخراطيم السباع فاختلطن بالسمان فافترسنهن افتراس السبع وأكلن لحومهن ومزقن جلودهن وحطمن عظامهن فبينا أنت تتعجب إذاسبع سنابل خضر وسبع سنابل أخر سود في منبت واحد عروقهن في الثري والماء فبينا أنت تقول إني هذا وهؤلاء خضر مثمرات وهؤلاء سود يابسات والمنبت واحد وأصولهن في الماء إذ هبت ريح فذرت الأوراق من السود اليابسات علي الخضر المثمرات فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن فصرن سودا متغيرات فهذا آخر مارأيت من الرؤيا

و عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن يعقوب كم عاش مع يوسف بمصر قال عاش حولين و كان يعقوب هوالحجة و كان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلي أرض الشام فدفنه في بيت المقدس فكان يوسف بعده هوالحجة

-روايت-1-2-روايت-28-248

الخرائج عن أبي محمد ع في قوله تعالي إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ قال ع ماسرق يوسف إنما كان ليوسف منطقة ورثها من ابراهيم وكانت تلك المنطقة لايسرقها أحد إلااستعبد فكان إذاسرقها إنسان نزل عليه جبرئيل ع فأخبره بذلك فأخذ منه وأخذ عبدا و إن المنطقة كانت

عندسارة بنت إسحاق بن ابراهيم وكانت سميت أم إسحاق و إن سارة أحبت يوسف وأرادت أن تتخذه ولدا لها وإنما أخذت المنطقة

فربطتها علي وسطه ثم سدلت عليه سرباله وقالت يعقوب إن المنطقة سرقت فأتاه جبرئيل فقال يايعقوب إن المنطقة مع

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 185]

يوسف و لم يخبره بخبر ماصنعت سارة لماأراد الله فقام يعقوب إلي يوسف واستخرج المنطقة فقالت سارة بنت إسحاق مني سرقها يوسف فأنا أحق به فقال لها يعقوب فإنه عبدك علي أن لاتبيعيه و لاتهبيه قالت فأنا أقبله علي أن لاتأخذه مني و أناأعتقه الساعة فأعتقته الحديث

-روايت-از قبل-281

وروي أنه لما قال للفتي اذكرُنيِ عِندَ رَبّكَأتاه جبرئيل ع فضرب برجله حتي كشط له عن الأرض السابعة فقال له يايوسف انظر ماذا تري فقال أري حجرا صغيرا ففلق الحجر فقال ماذا تري قال دودة صغيرة قال فمن رازقها قال الله قال فإن ربك يقول لم أنس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الأرض السابعة أظننت أني أنساك حتي تقول للفتي اذكرُنيِ عِندَ رَبّكَلتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال فبكي يوسف

عند ذلك حتي بكت لبكائه الحيطان فتأذي به أهل السجن فصالحهم علي أن يبكي يوما ويسكت يوما فكان اليوم ألذي يسكت أسوأ حالا

-روايت-1-2-روايت-9-554

العياشي عن هشام بن صالح عن أبي عبد الله ع قال مابكي أحد بكاء ثلاثة آدم ويوسف وداود أماآدم فبكي حين أخرج من الجنة و كان رأسه في باب من أبواب السماء فبكي حتي تأذي به أهل السماء فشكوا ذلك إلي الله فحط من قامته و أماداود فإنه بكي حتي هاج العشب من دموعه و إن كان ليزفر الزفرة فيحرق مانبت من دموعه و أمايوسف فإنه كان يبكي علي أبيه يعقوب و هو في السجن فتأذي به أهل السجن فصالحهم علي أن يبكي يوما ويسكت يوما

-روايت-1-2-روايت-56-450

و فيه عن حفص بن غياث

عن أبي عبد الله ع قال كان سبق يوسف الغلاء ألذي أصاب الناس و لم يتمن الغلاء لأحد قط قال فأتاه التجار فقالوا بعنا فقال اشتروا فقالوا نأخذ كذا بكذا قال خذوا وأمر فكالوهم فحملوا ومضوا حتي دخلوا المدينة فلقيهم قوم من التجار فقالوا لهم كيف أخذتم قالوا كذا بكذا وضاعفوا الثمن قال وقدم أولئك علي يوسف فقالوا بعنا فقال اشتروا كيف تأخذون قالوا بعنا كمابعت كذا بكذا فقال ما هو كمايقولون ولكن خذوا فأخذوا

-روايت-1-2-روايت-54-ادامه دارد

[ صفحه 186]

ثم مضوا حتي دخلوا المدينة فلقيهم آخرون فقالوا كيف أخذتم فقالوا كذا بكذا وضاعفوا الثمن قال فعظم الناس ذلك البلاء وقالوا اذهبوا بنا حتي نشتري قال فذهبوا إلي يوسف فقالوا بعنا فقال اشتروا فقالوا بعنا كمابعت فقال وكيف بعت قالوا كذا بكذا فقال ما هوكذلك ولكن خذوا قال فأخذوا ورجعوا إلي المدينة فأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم تعالوا نكذب في الرخص كماكذبنا في الغلاء قال فذهبوا إلي يوسف فقالوا له بعنا فقال اشتروا فقالوا بعنا كمابعت قال كيف بعت قالوا كذا بكذا بالحط من السعر الأول فقال ما هوكذا ولكن خذوا قال فأخذوا وذهبوا إلي المدينة فلقيهم الناس فسألوهم بكم اشتريتم فقالوا كذا بكذا بنصف الأول فقال آخرون اذهبوا بنا حتي نشتري فذهبوا إلي يوسف فقالوا بعنا فقال اشتروا فقالوا بعنا كمابعت قال كيف بعت فقالوا كذا بكذا بالحط من النصف فقال ما هو كماتقولون ولكن خذوا فلم يزالوا يتكاذبون حتي رجع السعر إلي الأخير كما كان الأول كماأراد الله تعالي

-روايت-از قبل-881

و عن ابن عباس عن رسول الله ص أنه قال رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلَنيِ عَلي خَزائِنِ الأَرضِلولاه عن ساعته ولكن أخر ذلك سنة

-روايت-1-2-روايت-48-145

وروي

العياشي عن جابر عن أبي عبد الله ع قال إن يعقوب ذهب إلي عابد من العباد في حاجة فقال له الراهب فما بلغ بك مما أري من الكبر قال الهم والحزن فما جاوز الباب حتي أوحي الله إليه أن يايعقوب شكوتني إلي العباد فخر ساجدا

عندعتبة الباب يقول لاأعود فأوحي الله إليه أني قدغفرتها لك فلاتعودن إلي مثلها فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا إلا أنه قال يوماإِنّما أَشكُوا بثَيّ وَ حزُنيِ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ

-روايت-1-2-روايت-53-470

وروي عن محمد بن إسماعيل رفعه بإسناده له قال إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشر ليال و كان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر و هوالقميص ألذي نزل علي ابراهيم من الجنة فدفعه إلي إسحاق وإسحاق إلي يعقوب ودفعه يعقوب إلي يوسف ع

-روايت-1-2-روايت-54-253

وروي أن يوسف ع لمامات بمصر دفنوه في النيل في صندوق من رخام و ذلك أنه لمامات تشاح الناس عليه كل يحب أن يدفن في محلته لماكانوا يرجون من بركته فأرادوا أن يدفنوه في النيل فيمر الماء عليه ثم يصل إلي جميع مصر

-روايت-1-2-روايت-9-ادامه دارد

[ صفحه 187]

فيكون كلهم فيه شركاء و في بركته شرعا سواء فكان قبره في النيل إلي أن حمله موسي ع حين خرج من مصر

-روايت-از قبل-109

خاتمة في تأويل قوله تعالي وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفقد اختلف فيه علماء الإسلام ونسب بعضهم نبي الله الصديق إلي الفاحشة التي نزهوا أنفسهم عنها. فقال فخر الدين الرازي اعلم أن هذه الآية من المهمات التي يجب الاعتناء بالبحث عنها و في هذه الآية مسائل المسألة الأولي في أنه ع هل صدر عنه ذنب أم

لا و في المسألة قولان أحدهما أنه ع هم بالفاحشة. قال الواحدي في كتاب البسيط قال المفسرون والموثوق بعلمهم المرجوع إلي روايتهم هم يوسف أيضا بهذه المرأة هما صحيحا وجلس منها مجلس الرجل من المرأة فلما رأي البرهان من ربه زالت كل شهوة عنه .

-قرآن-29-91

قال أبو جعفرالباقر ع بإسناده عن علي ع أنه قال طمعت فيه وطمع فيها و كان طمعه فيها أنه هم أن يحل التكة

-روايت-1-2-روايت-56-117

و عن ابن عباس رضي الله عنه قال حل الهميان وجلس منها مجلس الخائن . و عنه أيضا أنها استقلت له وقعد لها بين رجليها ينزع ثيابه . ثم إن الواحدي طول في كلمات عديمة الفائدة في هذاالباب و ماذكر آية يحتج بها أوحديثا صحيحا يعول عليه في تصحيح هذه المقالة و لماأمعن في الكلمات العارية عن الفائدة.

روي أن يوسف لما قال ذلِكَ لِيَعلَمَ أنَيّ لَم أَخُنهُ بِالغَيبِ قال له جبرئيل ع و لاحين هممت يايوسف فقال يوسف

عند ذلك وَ ما أبُرَ ّئُ نفَسيِ -روايت-1-2-روايت-7-155

ثم قال والذين أثبتوا هذاالعمل ليوسف كانوا أعرف بحقوق الأنبياء وارتفاع منازلهم

عند الله من الذين نفوا الهم عنه فهذا خلاصة كلامه في هذاالباب .القول الثاني أن يوسف ص كان بريئا من العمل الباطل والهم المحرم و هذاقول المحققين من المفسرين والمتكلمين و به نقول و عنه نذب .

[ صفحه 188]

واعلم أن الدلائل الدالة علي وجود عصمة الأنبياء ع كثيرة ذكرناها في سورة البقرة فلانعيدها إلا أنانزيد هاهنا وجوها فالحجة الأولي أن الزني من منكرات الكبائر والخيانة من معرض الأمانة من منكرات الذنوب وأيضا مقابلة الإحسان العظيم الدائم بالإساءة الموجبة للفضيحة الباقية والعار الشديد من منكرات الذنوب وأيضا الصبي إذاتربي في حجر إنسان وبقي مكفي

المئونة مصون العرض من أول صباه إلي زمان شبابه وكمال قوته فإقدام هذاالصبي علي إيصال أقبح أنواع الإساءة إلي ذلك المنعم العظيم من منكرات الأعمال إذاثبت هذافنقول إن هذه المعصية التي نسبوها إلي يوسف كانت موصوفة بجميع هذه الأربعة ومثل هذه المعصية لونسبت إلي أفسق خلق الله لاستنكف منها فكيف يجوز إسناده إلي الرسول المؤيد بالمعجزات ثم إنه تعالي قال في عين هذه الواقعةكَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَ و ذلك يدل علي أن ماهية الفحشاء مصروفة عنه و لاشك أن المعصية التي نسبوها إليه أفحش أقسام الفحشاء فكيف يليق برب العالمين أن يشهد في عين هذه الوقعة بكونه بريئا من السوء والفحشاء مع أنه كان قدأتي بأعظم أنواع السوء والفحشاء أيضا.فالآية تدل علي قولنا من وجه آخر و ذلك لأنا نقول هب أن هذه الآية لاتدل علي نفي هذه المعصية عنه إلا أنه لاشك أنها تفيد المدح العظيم والثناء البالغ و لايليق بحكمة الله تعالي أن يحكي عن إنسان إقدامه علي معصية عظيمة ثم إنه يمدحه ويثني عليه بأعظم المدائح عقيب أن يحكي عنه ذلك الذنب العظيم فإن مثاله ما إذاحكي السلطان عن بعض عبيده أقبح الذنوب وأفحش الأعمال ثم يذكره بالمدح العظيم والثناء البالغ عقيبه فإن ذلك يستنكر جدا فكذا هاهنا.الثالث أن الأنبياء متي صدرت عنهم زلة أوهفوة استعظموا ذلك وأتبعوها بإظهار الندامة والتوبة و لو كان يوسف هاهنا علي هذه الكبيرة المنكرة لكان من المحال أن لايتبعها بالتوبة والاستغفار و لوأتي بالتوبة لحكي الله عنه إتيانه بها كما في سائر المواضع وحيث لم يوجد شيء من ذلك علمنا أنه ماصدر عنه في هذه الواقعة ذنب و لامعصية.الرابع أن كل من له تعلق

بتلك الواقعة فقد شهد ببراءة يوسف ع عن المعصية.

-قرآن-754-797

[ صفحه 189]

واعلم أن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة يوسف وتلك المرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين شهد ببراءته عن الذنب وإبليس أيضا أقر ببراءته من المعصية و إذا كان الأمر كذلك فحينئذ لم يبق للمرء المسلم توقف في هذاالباب . أمابيان أن يوسف ع ادعي البراءة من الذنب فهو قوله ع هيِ َ راودَتَنيِ عَن نفَسيِ و قوله رَبّ السّجنُ أَحَبّ إلِيَ ّ مِمّا يدَعوُننَيِ إِلَيهِ. و أمابيان أن المرأة اعترفت بذلك فلأنها قالت للنسوةوَ لَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ وأيضا قالت الآنَ حَصحَصَ الحَقّ أَنَا راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ وَ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ. و أمابيان أن زوج المرأة أقر بذلك فهو قوله إِنّهُ مِن كَيدِكُنّ إِنّ كَيدَكُنّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعرِض عَن هذا وَ استغَفرِيِ لِذَنبِكِ. و أماالشهود فقوله شَهِدَ شاهِدٌ مِن أَهلِها إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍ إلي آخر الآية. و أماشهادة الله فقوله كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَ إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَفقد شهد الله في هذه الآية علي طهارته سبع مرات أولها قوله لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ واللام للتأكيد والمبالغة. والثاني قوله وَ الفَحشاءَ أي كذلك يصرف عنه الفحشاء. والثالث قوله مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَ مع أنه قال تعالي وَ عِبادُ الرّحمنِ الّذِينَ يَمشُونَ عَلَي الأَرضِ هَوناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً.الرابع قوله المُخلَصِينَ و فيه قراءتان تارة باسم الفاعل وتارة باسم المفعول فوروده باسم الفاعل دل علي كونه إتيانا بالطاعات والقربات مع صفة الإخلاص ووروده باسم المفعول يدل علي أن الله تعالي أخلصه لنفسه و علي كلا الوجهين فإنه من أدل الألفاظ علي كونه منزها مما أضافوه إليه . و أمابيان أن إبليس أقر بطهارته

فلأنه قال فَبِعِزّتِكَ لَأُغوِيَنّهُم أَجمَعِينَ إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَفأقر بأنه لايمكنه إغواء المخلصين ويوسف من المخلصين لقوله تعالي إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَ و كان هذاإقرار من إبليس بأنه ماأغواه و ما

-قرآن-289-317-قرآن-326-379-قرآن-436-477-قرآن-490-567-قرآن-615-705-قرآن-726-785-قرآن-824-901-قرآن-964-986-قرآن-1029-1040-قرآن-1084-1109-قرآن-1131-1233-قرآن-1248-1259-قرآن-1579-1652-قرآن-1722-1754

[ صفحه 190]

أضله عن طريق الهدي و

عند هذافقول هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلي يوسف ع هذه الفضيحة إن كانوا من أتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله علي طهارته و إن كانوا من أتباع إبليس وجنوده فليقبلوا شهادة إبليس علي طهارته ولعلهم يقولون كنا في ابتداء الأمر تلامذة إبليس إلا أنازدنا عليه في السفاهة كما قال الحروري وكنت فتي من جند إبليس فارتقي || بي الأمر حتي صار إبليس من جندي فلو مات قبلي كنت أحسن بعده || طرائق فسق ليس يحسنها بعدي فثبت بهذه الدلائل أن يوسف ع بري ء عما يقوله هؤلاء الجهال و إذاعرفت هذافنقول الكلام علي ظاهر هذه الآية يقع في مقامين المقام الأول أن نقول لانسلم أن يوسف ع هم بها والدليل أنه تعالي قال وَ هَمّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِ وجواب لو لاهاهنا مقدم و هو كمايقال قدكنت من الهالكين لو لاأخلصك . ثم ذكر للزجاج سؤالات وأجاب عنها ثم قال المقام الثاني في الكلام علي هذه الآية أن نقول سلمنا أن الهم قدحصل إلا أنانقول إن قوله وَ هَمّ بِها لايمكن حمله علي ظاهره لأن تعليق الهم بذات المرأة محال لأن الهم من جنس القصد و لايتعلق بالذوات الباقية فثبت أنه لابد من إظهار فعل مخصوص يجعل متعلق ذلك الهم و ذلك الفعل غيرمذكور فهم زعموا أن ذلك المضمر هوإيقاع الفاحشة ونحن نضمر شيئا يغاير ماذكروه وبيانه من وجوه الوجه الأول أنه ع هم بدفعها عن نفسه

ومنعها من ذلك القبيح لأن الهم هوالقصد فوجب أن يحمل في كل واحد علي القصد ألذي يليق به فاللائق بالمرأة القصد إلي تحصيل اللذة والتمتع والقصد اللائق بالرسول المبعوث إلي الخلق و إلي زجر العاصي عن معصيته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هممت بفلان أي بضربه ودفعه فإن قالوا فعلي هذاالتقدير لايبقي لقوله لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِفائدة.قلنا فيه أعظم الفوائد و هو أنه تعالي أعلم يوسف ع لواشتغل بدفعها عن نفسه فربما تعلقت به فكان يتمزق ثوبه من قدام و كان في علم الله تعالي أن

-قرآن-204-246-قرآن-457-468-قرآن-1120-1149

[ صفحه 191]

الشاهد يشهد أن ثوبه لوتمزق من قدام لكان يوسف ع هوالجاني و لو كان ثوبه متمزقا من خلفه لكانت المرأة هي الخائنة فالله تعالي أعلمه هذاالعلم فلاجرم لم يشتغل بدفعها عن نفسه بل ولي هاربا عنها حتي صارت شهادة الشاهد حجة علي براءته عن المعصية.الوجه الثاني في الجواب أن نفسر الهم بالشهوة و هذامستعمل في اللغة فمعني الآية ولقد اشتهته واشتهاهالَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبّهِلدخل ذلك العمل في الوجود.الوجه الثالث أن نفسر الهم بحديث النفس و ذلك لأن المرأة الفائقة في الحسن والجمال إذاتزينت وتهيأت للرجل الشاب القوي فلابد و أن يقع هناك بين الشهوة والحكمة و بين النفس والعقل مجاذبات ومنازعات فتارة تقوي داعية الطبيعة والشهوة وتارة تقوي داعية العقل والحكمة فالهم عبارة عن جواذب الطبيعة ورؤية البرهان عبارة عن جواذب العبودية ومثاله الرجل الصالح القائم الصائم في الصيف إذارأي الجلاب المبرد بالثلج فإن طبيعته تحمله علي شربه إلا أن دينه يمنعه منه هذا لايدل علي حصول الذنب بل كلما كانت هذه الحالة أشد كانت القوة في القيام بلوازم العبودية أكمل فقد ظهر بحمد

الله صحة القول ألذي ذهبنا إليه و لم يبق في يد الواحدي إلامجرد التصلف وتعديد أسماء المفسرين واعلم أن بعض الحشوية روي عن النبي ص أنه قال ماكذب ابراهيم ع إلاثلاث كذبات فقلت الأولي أن لاتقبل مثل هذه الأخبار فقال علي طريق الاستنكار فإن لم تقبله لزمنا تكذيب الرواة فقلت يامسكين إن قبلنا لزمنا الحكم بتكذيب ابراهيم ع و إن رددنا لزمنا الحكم بتكذيب الرواة و لاشك أن صون ابراهيم عن الكذب أولي من صون طائفة من المجاهيل عن الكذب إذاعرفت هذاالأصل فنقول للواحدي و من ألذي يضمن أن ألذي نقلوا هذاالقول عن هؤلاء المفسرين كانوا صادقين أم كاذبين .المسألة الثالثة في أن المراد بذلك البرهان ما هو أماالمحققون المثبتون للعصمة فقد فسروا رؤية البرهان بوجوه الأول أنه حجة الله تعالي في تحريم الزني والعلم بما علي الزاني من العقاب .

-قرآن-359-388

[ صفحه 192]

الثاني أن الله تعالي طهر نفوس الأنبياء عن الأخلاق الذميمة بل نقول إن الله تعالي طهر نفوس المتصلين بهم عنها كما قال إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً أوالمراد برؤية البرهان هوحصول تلك الأخلاق وتذكير الأحوال المردعة لهم عن الإقدام علي المنكرات .الثالث أنه رأي مكتوبا في سقف البيت وَ لا تَقرَبُوا الزّني إِنّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبِيلًا.الرابع أنه النبوة المانعة عن ارتكاب الفواحش والدليل عليه أن الأنبياء بعثوا لمنع الخلق عن القبائح والفضائح فلو أنهم منعوا الناس عنها ثم أقدموا علي أقبح أنواعها وأفحش أقسامها لدخلوا تحت قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفعَلُونَ كَبُرَ مَقتاً

عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُوا ما لا تَفعَلُونَ. وأيضا أن الله عير اليهود بقوله أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ

وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم و ما يكون عيبا في حق اليهود كيف ينسب إلي الرسول المؤيد بالمعجزات . و أماالذين نسبوا المعصية إلي يوسف فقد ذكروا في تفسير ذلك البرهان أمورا الأول قالوا إن المرأة قامت إلي صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب وقالت أستحي من إلهي هذا أن يراني علي المعصية فقال يوسف تستحين من صنم لايعقل و لايسمع و لاأستحي من إلهي القائم علي كل نفس بما كسبت فو الله لاأفعل أبدا.الثاني نقلوا عن ابن عباس أنه مثل له يعقوب ع فرآه عاضا علي أصابعه و يقول له لتعمل عمل الفجار و أنت مكتوب في زمرة الأنبياء ع فاستحي منه و هوقول عكرمة ومجاهد وكثير من المفسرين . قال سعيد بن جبير تمثل له يعقوب ع فضرب في صدره فخرجت شهوته من أنامله .الثالث قالوا إنه سمع في الهواء قائلا يقول يا ابن يعقوب لاتكن كالطير له ريش فإذازني ذهب ريشه .الرابع نقلوا عن ابن عباس أن يوسف ع لم يزدجر برؤية يعقوب حتي ركضه جبرئيل ع فلم يبق فيه شيء من الشهوة إلاخرج .

-قرآن-128-213-قرآن-354-413-قرآن-624-741-قرآن-776-828

[ صفحه 193]

و لمانقل الواحدي هذه الروايات تصلف و قال هذا ألذي ذكرناه قول أئمة المفسرين الذين أخذوا التأويل عمن شاهد التنزيل فيقال له إنك لاتأتينا البتة إلابهذه التصلفات التي لافائدة فيهافأين الحجة والدليل وأيضا فإن ترادف الدلائل علي الشي ء الواحد جائز وإنه ع كان ممتنعا عن الزني بحسب الدلائل الأصلية فلما انضاف إليها هذه الزواجر قوي الانزجار وكمل الاحتراز والعجيب أنهم نقلوا أن جروا دخل تحت حجرة رسول الله ص وبقي هناك بغير علمه قالوا فامتنع جبرئيل ع من الدخول عليه أربعين يوما وهاهنا زعموا أن

يوسف ع حال اشتغاله بالفاحشة ذهب إليه جبرئيل ع . والعجب أيضا أنهم زعموا أنه لم يمتنع عن ذلك العمل بسبب حضور جبرئيل ع و لو أن أفسق الخلق كان مشغولا بفاحشة فإذادخل عليه رجل صالح علي زي الصالحين استحي منه وفر وترك ذلك العمل وهاهنا رأي يعقوب عض علي أنامله و لم يلتفت . ثم إن جبرئيل ع علي جلالة قدره دخل عليه فلم يمتنع عن ذلك القبيح بسبب حضوره حتي احتاج جبرئيل إلي ركضه علي ظهره فنسأل الله تعالي أن يصوننا عن العمي في الدين والخذلان في طلب اليقين .فهذا هوالكلام الملخص في هذه المسألة انتهي كلامه وتسلطه علي الواحدي فيما قمع به أساس كلامه هومذهب أصحابنا قدس الله أرواحهم . والوجهان اللذان اختارهما أومي الرضا ع إلي أحدهما في حديث أبي الصلت الهروي حيث قال و أما قوله عز و جل في يوسف وَ لَقَد هَمّت بِهِ وَ هَمّ بِهافإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ماداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة و هو قوله كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَيعني الزني

-روايت-1-2-روايت-12-236

وأشار إليهما معا في خبر ابن الجهم

حيث قال لقد همت به و لو لا أن رأي برهان ربه لهم بها كماهمت به لكنه كان معصوما والمعصوم لايهم بذنب و لايأتيه ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق ع أنه قال همت بأن تفعل وهم بما لايفعل

-روايت-1-2-روايت-12-203

.أقول لايتوهم خطأ في قصده القتل إذ الدفع عن الغرض والاحتراز عن المعصية

[ صفحه 194]

لازم و إن انجر إلي القتل ولكنه تعالي نهاه عن ذلك لمصالح كثيرة و قدظهر حقيقة الحال فما ورد في روايتنا مما يوافق العامة فأحمله علي التقية. ثم قال الزجاج و

أما قوله وَ خَرّوا لَهُ سُجّداًففيه إشكال و ذلك لأن يعقوب ع كان أبايوسف وحق الأبوة حق عظيم وأيضا إنه كان شيخا والشاب يجب عليه تعظيم الشيخ . والثالث أنه كان من أكابر الأنبياء إلا أن يعقوب ع كان أعلي حالا منه .الرابع أن جده واجتهاده في تحصيل الطاعات أكثر من جد يوسف . و لمااجتمعت هذه الجهات الكثيرة فهذا يوجب أن يبالغ يوسف في خدمة يعقوب فكيف استجاز يوسف أن يسجد له يعقوب هذا علي تقرير السؤال والجواب عنه من وجوه الأول هوقول ابن عباس إن المراد بهذه الآية أنهم خَرّوا لَهُ سُجّداً أي لأجل وجدانه سجدوا لله وحاصله أنه كان ذلك سجود الشكر فالمسجود له هو الله إلا أن ذلك السجود إنما كان لأجله . والدليل علي صحة هذاالتأويل أن قول وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرّوا لَهُ سُجّداًمشعر بأنهم صعدوا ذلك السرير ثم سجدوا و لوأنهم سجدوا ليوسف ع لسجدوا له قبل الصعود إلي السرير لأن ذلك أدخل في التواضع وحينئذ فيكون المراد من قوله إنِيّ رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ أي رأيتهم ساجدين لأجلي أي أنها سجدت لله لطلب مصلحتي والسعي في إعلاء منصبي وعندي أن هذاالتأويل متعين لأنه يبعد من عقل يوسف ودينه أن يرضي بأن يسجد له أبوه مع سابقته في حقوق الولاة والشيخوخة والعلم والدين وكمال النبوة.الوجه الثاني في الجواب أن يقال إنهم جعلوا يوسف كالقبلة وسجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه كمايقال سجدت للكعبة قال حسان

-قرآن-175-196-قرآن-665-683-قرآن-840-895-قرآن-1049-1133

ماكنت أعرف أن الأمر منصرف || عن هاشم ثم منها عن أبي حسن

أ ليس أول من صلي لقبلتكم || وأعرف الناس بالآثار والسنن

فقوله وَ

خَرّوا لَهُ سُجّداً أي جعلوه كالقبلة ثم سجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه .

-قرآن-7-28

[ صفحه 195]

الوجه الثالث في الجواب أن التواضع قديسمي سجودا كقوله

تري الأكم فيهاسجدا للحوافر

إلا أن هذامشكل لأنه تعالي قال وَ خَرّوا لَهُ سُجّداً والخرور إلي السجدة مشعرة بالإتيان بالسجدة علي أكمل الوجوه وأجيب عنه بأن الخرور يعني به المرور فقط. قال الله تعالي لَم يَخِرّوا عَلَيها صُمّا وَ عُمياناًيعني لم يمروا.الوجه الرابع في الجواب أن نقول الضمير في قوله وَ خَرّوا لَهُ غيرعائد إلي الأبوين لامحالة و إلالقال وخروا له ساجدين بل الضمير عائد إلي إخوته و إلي سائر من كان يدخل عليه لأجل التهنئة فالتقدير ورفع أبويه علي العرش مبالغة في تعظيمهما. و أماالإخوة وسائر الداخلين فخروا له ساجدين و إن قالوا فهذا لايلائم قوله يا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رءُياي َ مِن قَبلُ.قلنا إن تعبير الرؤيا لايجب أن يكون مطابقا للرؤيا حسب الصورة والصفة من كل الوجوه فسجود الكواكب والشمس والقمر تعبيره تعظيم الأكابر من الناس له . و لاشك أن ذهاب يعقوب مع أولاده من كنعان إلي مصر لأجل نهاية التعظيم له فيكفي هذاالقدر في صحة الرؤيا فأما أن يكون التعبير في الصفة والصورة فلم يقل بوجوبه أحد من العقلاء.الوجه الخامس في الجواب لعل الفعل الدال علي التحية والإكرام في ذلك الوقت هوالسجود فكان مقصودهم من السجود تعظيمه و هو في غاية البعد لأن المبالغة في التعظيم كان أليق بيوسف منها بيعقوب فلو كان الأمر كماقلتم لكان من الواجب أن يسجد يوسف ليعقوب الوجه السادس فيه أن يقال لعل إخوته حملتهم الأنفة والاستعلاء علي أن يسجدوا له علي سبيل التواضع وعلم يعقوب أنهم لو لم يفعلوا ذلك لصار ذلك سببا لثوران الفتن

وظهور الأحقاد القديمة مع كونها فهو ع مع جلالة قدره وعظيم حقه بسبب الأبوة والتقدم في النبوة فعل ذلك السجود حتي تصير مشاهدتهم لذلك سببا لزوال تلك الأنفة والنفرة عن قلوبهم .

-قرآن-36-57-قرآن-181-218-قرآن-285-298-قرآن-556-596

[ صفحه 196]

أ لاتري أن السلطان الكبير إذانصب محتسبا فإذاأراد تربيته مكنه من إقامة الحسبة عليه ليصير ذلك سببا في أن لايبقي في قلب أحد منازعة ذلك المحتسب في إقامة الحسبة فكذلك هاهنا.الوجه السابع لعل الله تعالي أمر يعقوب بتلك السجدة لحكمة خفية لايعرفها إلا هو كماأمر الملائكة بسجودهم لآدم لحكمة لايعرفها إلا هو ويوسف ع ما كان راضيا بذلك في قلبه إلا أنه لماعلم أن الله أمره بذلك سكت انتهي .أقول أفعال الأنبياء ع غيرمحتاجة إلي هذه التكلفات لأن النبي لاينطق عن الهوي . و هذاالسجود ألذي رآه يوسف ع في المنام ومنام الأنبياء نوع من الوحي فما أوحي إلي يوسف في المنام أوحاه إلي يعقوب في اليقظة كما أن رؤيا ابراهيم ذبح ولده صار سببا لوجوب ذلك الذبح عليه في اليقظة. وسواء كان ذلك السجود ليوسف ع أولله تعالي شكرا علي الوجدان أو غير ذلك لاإشكال فيه لأن السجود ليوسف إذا كان بأمر الله تعالي فهو سجود لله لأنه وقع امتثالا لأمره كالسجود إلي القبلة دون باقي الجهات . و الله أعلم ورسوله و أهل بيته المعصومون سلام الله عليهم أجمعين

[ صفحه 197]

الباب العاشر في قصص أيوب ع

قال الله تعالي في سورة الأنبياءوَ أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ مسَنّيِ َ الضّرّ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ فَاستَجَبنا لَهُ فَكَشَفنا ما بِهِ مِن ضُرّ وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِنا وَ ذِكري لِلعابِدِينَ. و قال في سورةص وَ اذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ مسَنّيِ َ

الشّيطانُ بِنُصبٍ وَ عَذابٍ اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ وَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِنّا وَ ذِكري لأِوُليِ الأَلبابِ وَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَث إِنّا وَجَدناهُ صابِراً نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ قال أمين الإسلام الطبرسي طاب ثراه أي واذكر أيوب حين دعا ربه لمااشتدت المحنة به أنَيّ مسَنّيِ َ الضّرّ أي نالني وأصابني الجهدوَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. و هذاتعريض منه بالدعاء لإزالة ما به من البلاءبِنُصبٍ وَ عَذابٍ أي تعب ومكروه ومشقة وقيل بوسوسة فيقول له طال من ضرك و لايرحمك ربك . وقيل بأن يذكره ما كان فيه من نعم الله تعالي وكيف زال ذلك كله طمعا أن يزله بذلك فوجده صابرا مسلما لأمر الله . وقيل إنه اشتد مرضه حتي تجنبه الناس فوسوس الشيطان إلي الناس أن يستقذروه ويخرجوه من بينهم و لايتركوا امرأته التي تخدمه أن تدخل عليهم فكان أيوب يتأذي بذلك ويتألم منه و لم يشك الألم ألذي كان من أمر الله .

-قرآن-36-241-قرآن-261-581-قرآن-672-694-قرآن-720-748-قرآن-798-814

[ صفحه 198]

قال قتادة دام ذلك سبع سنين وروي ذلك عن أبي عبد الله ع .اركُض بِرِجلِكَ أي ادفع برجلك الأرض هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ و في الكلام حذف أي فركض برجله فنبعت بركضته عين ماء.وَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً و هومل ء الكف من الشماريخ و ماأشبه ذلك أي وقلنا له ذلك و ذلك أنه حلف علي امرأته لأمر أنكره من قولها إن عوفي ليضربنها مائة جلدة فقيل له خذ ضغثا بعدد ماحلفت فاضربها به دفعة واحدة فإنك إذاقلعت برت يمينك وَ لا تَحنَث أي يمينك .

-قرآن-65-79-قرآن-103-132-قرآن-192-213-قرآن-432-443

وروي عن ابن عباس أنه قال كان السبب في ذلك أن إبليس لقيها في

صورة طبيب فدعته إلي مداواة أيوب فقال أداويه علي أنه إذابرأ يقول أنت شفيتني و لاأريد جزاء سواه فقالت نعم فأشارت إلي أيوب بذلك فحلف ليضربنها

-روايت-1-2-روايت-33-227

إِنّهُ أَوّابٌ أي راجع إلي الله منقطع إليه

-قرآن-1-14

روي العياشي بإسناده أن عباد المكي قال قال لي سفيان الثوري إني أري لك من أبي عبد الله منزلة فاسأله عن رجل زني و هومريض فإن أقيم عليه الحد خافوا أن يموت ما يقول فيه فسألته فقال لي هذه المسألة من تلقاء نفسك أوأمرك بهاإنسان فقلت إن سفيان الثوري أمرني أن أسألك عنها فقال إن رسول الله ص أتي برجل أحبن يعني به الاستسقاء قداستسقي وبدت عروقه و قدزني بامرأة مريضة فأمر رسول الله ص فأتي بعرجون فيه شمراخ فضرب به ضربة وخلي سبيله رواه الصدوق في الفقيه بسند صحيح

-روايت-1-2-روايت-45-506

الكافي عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة و لايبتليه بذهاب عقله أ ماتري أيوب كيف تسلط إبليس علي ماله و علي ولده و علي أهله و علي كل شيء منه و لم يسلط علي عقله ترك له ليوحد الله به

-روايت-1-2-روايت-37-254

و عنه ع قال يؤتي بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قدافتتنت في حسنها فتقول يارب حسنت وجهي حتي لقيت مالقيت فيجاء بمريم ع فيقال أنت أحسن أو هذه قدحسناها فلم تفتتن ويجاء بالرجل الحسن ألذي قدافتتن في حسنه فيقول يارب قدحسنت خلقي حتي لقيت من النساء مالقيت فيجاء بيوسف ص فيقال أنت أحسن أو هذا قدحسناه فلم يفتتن ويجاء بصاحب البلاء ألذي قد

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه دارد

[ صفحه 199]

أصابته الفتنة في بلائه فيقول يارب شددت علي البلاء حتي افتتنت فيؤتي بأيوب ع فيقال أبليتك أشد أم

بلية هذافقد ابتلي و لم يفتتن

-روايت-از قبل-139

تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي الصادق ع قال أبوبصير سألته عن بلية أيوب ع التي ابتلي بها في الدنيا لأي علة كانت قال لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا وأدي شكرها و كان في ذلك الزمان لايحجب إبليس من دون العرش فلما صعد ورأي شكر نعمة أيوب حسده إبليس فقال يارب إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلابما أعطيته من الدنيا و لوحرمته دنياه ماأدي إليك شكر نعمة أبدا فقيل له قدسلطتك علي ماله وولده قال فانحدر مسرعا خشية أن تدركه رحمة الله عز و جل فلم يبق له مالا وولدا إلاأعطاه فازداد أيوب لله شكرا وحمدا قال فسلطني علي زرعه قال قدفعلت فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب لله شكرا وحمدا فقال يارب سلطني علي بدنه فسلطه علي بدنه ماخلا عقله وعينيه ولسانه وسمعه فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلي قدمه فبقي في ذلك دهرا يحمد الله ويشكره حتي وقع في بدنه الدود وكانت تخرج من بدنه فيردها و يقول لها ارجعي إلي موضعك ألذي خلقك الله منه فنتن حتي أخرجه أهل القرية من القرية وألقوه في المزبلة خارج القرية وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم صلوات الله عليهم وعليها تتصدق من الناس بما تجده فلما طال عليه البلاء ورأي إبليس صبره أتي أصحابا له كانوا في الجبال رهبانا و قال لهم مروا بنا إلي هذاالعبد المبتلي فنسأله عن بليته فركبوا بغالا شهبانا وجاءوا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه فقرنوا بعضها إلي بعض ثم مشوا إليه و كان فيهم شاب حدث

السن فقعدوا إليه فقالوا ياأيوب لوأخبرتنا بذنبك و ماتري ابتلاءك بهذا البلاء ألذي لم يبتل به أحد إلا من أمر كنت تسره فقال أيوب وعزة ربي إنه ليعلم أني ماأكلت طعاما إلا و علي خواني يتيم أوضعيف يأكل معي و ماعرض لي أمران كليهما طاعة إلاأخذت بأشدهما علي بدني فقال الشاب سوءة لكم عمدتم إلي نبي الله فعيرتموه حتي أظهر من عبادة ربه ما كان يسرها فقال أيوب لوجلست مجلس الخصم منك لأدليت بحجتي فبعث الله إليه غمامة فنطق فيهاناطق بعشرة آلاف لسان أوستة آلاف لغة ياأيوب أدل بحجتك فإني -روايت-1-2-روايت-62-1889

[ صفحه 200]

منك قريب و لم أزل قريبا قال فشد عليه مئزره وجثا علي ركبتيه و قال ابتليتني بهذه البلية و أنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلالزمت بأحسنهما علي بدني و لم آكل أكلة من طعام إلا و علي خواني يتيم قال فقيل له ياأيوب من حبب إليك الطاعة و من صيرك تعبد الله و الناس عنه غافلون وتحمده وتسبحه وتكبره و الناس عنه غافلون أتمن علي الله بما لله المن فيه عليك فأخذ التراب ووضعه في فيه ثم قال أنت يارب فعلت ذلك بي فأنزل الله عليه ملكا فركض برجله فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان فأنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه أهله وماله وولده وزرعه وقعد معه الملك يحدثه فأقبلت امرأته معها الخبز اليابس فلما انتهت إلي الموضع إذاالموضع متغير و إذارجلان جالسان فبكت وصاحت وقالت ياأيوب مادهاك فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته و قدرد الله عليه بدنه ونعمته سجدت لله شكرا فرأي ذؤابتها مقطوعة و ذلك أنها سألت قوما أن يعطوها ماتحمله إلي أيوب من

طعام وكانت حسنة الذؤابة فقالوا لها تبيعينا ذؤابتك هذه حتي نعطيك فقطعتها ودفعتها إليهم وأخذت منهم طعاما لأيوب فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها أن يضربها مائة فأخبرته أنه كان سببه كيت وكيت فاغتم أيوب من ذلك فأوحي الله إليه وَ خُذ بِيَدِكَ ضِغثاً فَاضرِب بِهِ وَ لا تَحنَثفأخذ مائة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه ثم قال وَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم قال فرد الله عليه أهله الذين ماتوا بعد ماأصابهم البلاء كلهم أحياهم الله فعاشوا معه وسئل أيوب ع بعد ماعافاه الله أي شيء كان أشد عليك مما مر عليك قال شماتة الأعداء قال فأمطر الله عليه في داره فراش الذهب و كان يجمعه فإذاذهب الريح بشي ء عدا خلفه فرده فقال له جبرائيل أ ماتشبع ياأيوب قال و من يشبع من رزق ربه

-روايت-1-1640

و عن ابن عباس أن الله رد علي المرأة شبابها حتي ولدت له ستة وعشرين ذكرا و كان له سبعة بنين وسبع بنات أحياهم الله له بأعيانهم

-روايت-1-2-روايت-19-140

و عن أبي عبد الله ع قال ابتلي أيوب سبع سنين بلا ذنب

-روايت-1-2-روايت-32-65

و عنه ع أن الله تبارك و تعالي ابتلي أيوب ع بلا ذنب فصبر حتي

-روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 201]

عير و أن الأنبياء لايصبرون علي التعيير

-روايت-از قبل-42

الأمالي بإسناده إلي الصادق ع أن أيوب ع مع جميع ماابتلي به لم تنتن له رائحة و لاقبحت له صورة و لاخرجت منه مدة و لادم و لاقيح و لااستقذره أحد رآه و لااستوحش منه أحد شاهده و لاتدود شيء من جسده

-روايت-1-2-روايت-35-212

وهكذا يصنع الله عز و جل من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بما له

عندربه تعالي ذكره من التأييد والفرج .

و قد قال النبي ص أعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل

-روايت-1-2-روايت-23-69

وإنما ابتلاه الله عز و جل بالبلاء العظيم ألذي يهون معه علي جميع الناس لكيلا يدعوا له الربوبية إذاشاهدوا ماأراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالي متي شاهدوه وليستدلوا بذلك علي أن الثواب من الله تعالي علي ضربين استحقاق واختصاص ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه و لافقيرا لفقره و لامريضا لمرضه وليعلموا أنه يسقم من يشاء ويشفي من يشاء كيف يشاء بأي سبب شاء ويجعل ذلك عبرة لمن شاء وشقاوة لمن شاء وسعادة لمن شاء و هو عز و جل في جميع ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله لايفعل بعباده إلاالأصلح لهم و لاقوة إلا به .أقول هذاالحديث كماقاله شيخنا المحدث أبقاه الله تعالي أوفق بأصول متكلمي الإمامية من كونهم ع منزهين عما يوجب تنفر الطبائع عنهم فتكون الأخبار الأخر محمولة علي التقية لموافقتها روايات العامة لكن إقامة الدليل علي نفي ذلك عنهم و لو بعدثبوت نبوتهم وحجتهم لايخلو من إشكال مع أن الأخبار الدالة علي ثبوتها أكثر وأصح وبالجملة للتوقف فيه مجال . و قال السيد الأجل علم الهدي قدس الله ضريحه فإن قيل أفتصححون ماروي من أن الجذام أصابه حتي تساقطت أعضاؤه .قلنا أماالعلل المستقذرة التي تنفر من رآها وتوحشه كالبرص والجذام فلايجوز شيءمنها علي الأنبياء ع لماتقدم ذكره لأن النفور ليس يوافق علي الأمور القبيحة بل قد يكون من الحسن والقبيح معا و ليس ينكر أن تكون أمراض أيوب ع وأوجاعه ومحنه في جسمه ثم في أهله وماله بلغت مبلغا عظيما تزيد في الغم والألم علي ماينال المجذوم و ليس ينكر تزايد الألم

فيه ع وإنما ينكر مااقتضي التنفير

[ صفحه 202]

الكافي عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل لماعافي أيوب نظر إلي بني إسرائيل قدازدرعت فرفع طرفه إلي السماء فقال إلهي وسيدي عبدك أيوب المبتلي عافيته و لم يزدرع شيئا و هذالبني إسرائيل زرع فأوحي الله عز و جل إليه ياأيوب خذ من سبحتك كفا فابذره وكانت سبحته فيهاملح فأخذ أيوب كفا فبذره فخرج هذاالعدس وأنتم تسمونه الحمص ونحن نسميه العدس

-روايت-1-2-روايت-37-380

معاني الأخبار معني أيوب من آب يئوب و هو أنه يرجع إلي العافية والنعم والأهل والمال والولد بعدالبلاء

و قال الصادق ع ماسأل أيوب العافية في شيء من بلائه

-روايت-1-2-روايت-20-60

أقول رد السيد الأخبار الواردة بأن الشيطان تسلط علي أيوب وأهلك ماله وغنمه وأولاده ونفخ في بدنه وجعله قرحة واحدة و قال إن إبليس لايقدر علي أن يقرح الأجساد و لايفعل الأمراض وإنما الله سبحانه هو ألذي أوجد المرض في بدن أيوب ع امتحانا له وتعريضا بالثواب من حيث الصبر علي الأوجاع والأسقام . و لايخفي مايرد علي هذاالكلام و لانري فرقا بين ماصدر من الأشقياء بالنسبة إلي الأنبياء والأئمة ع حيث خلاهم الله تعالي وأنفسهم نظرا إلي مصلحة التكليف ففعلوا مافعلوا من قتلهم وإيصال الأوجاع إلي أبدانهم و بين ماأتاه الشيطان بالنسبة إلي أيوب وأولاده وأمواله . و أماالتسلط المنفي في الآية فهو إنما يكون بالنسبة إلي الأديان لاالأبدان . قال الثعلبي في العرائس قال وهب وكعب وغيرهما من أهل الكتاب كان أيوب ع رجلا من الروم و كان مكتوبا علي جبهته المبتلي الصابر و هوأيوب بن أموص بن دارح بن روم بن عيص بن إسحاق بن ابراهيم ع وكانت أمه من ولد لوط بن هاران

ع وكانت له البثنة بلدة من بلاد الشام و كان له فيها من أصناف المال من الإبل والبقر والخيل والغنم و كان برا تقيا رحيما و كان يحترز من الشيطان وكيده و كان معه ثلاثة قدآمنوا به وصدقوه رجل من أهل اليمن يقال له اليفن ورجلان من أهل بلاده بلدد وصافن . قال وهب إن لجبرئيل ع بين يدي الله مقاما ليس لأحد من الملائكة في القربة والفضيلة و إن جبرائيل ع هو ألذي يتلقي الكلام فإذاذكر الله تعالي عبدا بخير

[ صفحه 203]

تلقاه جبرائيل ع ثم لقاه ميكائيل وحوله الملائكة المقربون حافين من حول العرش فإذاشاع ذلك في الملائكة المقربين شاعت الصلوات علي ذلك العبد من أهل السماوات فإذاصلت عليه ملائكة السماوات هبطت عليه بالصلاة إلي ملائكة الأرض . و كان إبليس لعنه الله لايحجب عن شيء من السماوات و كان يقف فيهن حيث ماأراد ووصل إلي آدم حين أخرجه من الجنة فلم يزل علي ذلك يصعد حتي رفع الله تعالي عيسي فحجب من أربع و كان يصعد في ثلاث . فلما بعث الله محمداص حجب الثلاثة الباقية فهو وجنوده محجوبون من جميع السماوات إلي يوم القيامةإِلّا مَنِ استَرَقَ السّمعَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ. فلما سمع إبليس تجاوب الملائكة بالصلاة علي أيوب ع و ذلك حين ذكره الله تعالي وأثني عليه فأدركه البغي والحسد فصعد سريعا حتي وقف من السماء موقفا كان يقفه فقال ياإلهي نظرت في أمر عبدك أيوب فوجدته عبدا أنعمت عليه فشكرك فعافيته فحمدك ثم لم تجربه بشده وبلاء و أنا لك زعيم لئن ضربته ببلاء ليكفرن بك ولينسينك فقال الله تعالي انطلق فقد سلطتك علي ماله فانقض عدو الله حتي وقع إلي

الأرض ثم جمع عفاريت الشياطين وعظماءهم فقال ماذا عندكم من القوة والمعرفة فإني سلطت علي مال أيوب وهي المصيبة الفادحة والفتنة التي لايصبر عليها الرجال فقال عفريت من الشياطين أعطيت من القوة إذاشئت تحولت إعصارا من نار وأحرقت كل شيءآتي عليه قال له إبليس فأت الإبل ورعاتها فانطلق يؤم الإبل و ذلك حين وضعت رءوسها في مراعيها فلم يشعر الناس حتي فار من تحت الأرض إعصار من نار تنفخ منه أرواح السموم لايدنو منها شيء إلااحترق فلم يزل يحرقها ورعاتها حتي أتي علي آخرها فلما أتي علي آخرها تمثل إبليس براعيها ثم انطلق يؤم أيوب حتي وجده قائما يصلي فقال ياأيوب قال لبيك قال هل تدري ما ألذي صنع ربك ألذي اخترته وعبدته بإبلك ورعاتها قال أيوب إنها ماله أعارنيه و هوأولي به إذاشاء تركه و إن شاء نزعه وقديما ماوطنت نفسي ومالي علي الفناء فقال إبليس و إن ربك أرسل عليها نارا من السماء فاحترقت كلها فترك الناس مبهوتون وقوفا عليها متعجبون منها منهم من يقول ما كان أيوب يعبد شيئا و ما كان إلا في غرور ومنهم من يقول لو كان إله أيوب يقدر علي أن يصنع شيئا لمنع وليه ومنهم من يقول بل هو ألذي فعل مافعل يشمت به عدوه ويفجع به صديقه .

-قرآن-546-599

[ صفحه 204]

قال أيوب الحمد لله حين أعطاني وحين نزع مني عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود في التراب وعريانا أحشر إلي الله تعالي . ليس ينبغي لك أن تفرح حين أعارك الله وتجزع حين قبض عاريته . الله أولي بك وبما أعطاك و لوعلم الله فيك أيها العبد خيرا لقبض روحك مع الأرواح فأجرني فيك وصرت شهيدا

ولكنه علم منك شرا فخلصك من البلاء.فرجع إبليس إلي أصحابه خاسئا ذليلا فقال لهم ماذا عندكم من القوة فإني لم أكلم قلبه قال عفريت من عظمائهم عندي من القوة ما إذاشئت صحت صوتا لايسمعه ذو روح إلاخرجت نفسه قال له إبليس فأت الغنم ورعاتها فانطلق حتي إذاتوسطها صاح صوتا فماتت من

عندآخرها ومات رعاتها ثم خرج متمثلا بقهرمان الرعاة حتي إذاجاء أيوب و هوقائم يصلي فقال له القول الأول ورد عليه أيوب الرد الأول . ثم إن إبليس رجع إلي أصحابه فقال لهم ماذا عندكم من القوة فإني لم أكلم قلب أيوب فقال عفريت من عظمائهم عندي من القوة ما إذاشئت تحولت ريحا عاصفا تنسف كل شيءفآتي عليه حتي لاأبقي شيئا قال له إبليس فأت الفدادين والحرث فانطلق يؤمهم و ذلك حين قرنوا الفدادين وأنشئوا في الحرث وأولادها وقوع فلم يشعروا حتي هبت ريح عاصف فنسفت كل شيء من ذلك حتي كأنه لم يكن ثم خرج إبليس متمثلا بقهرمان الحرث حتي جاء أيوب و هوقائم يصلي فقال له مثل القول الأول ورد عليه أيوب مثل رده الأول .فجعل إبليس يصيب ما له مالا مالا حتي مر علي آخره بالهلاك و هويحمد الله ويشكره علي البلاء فلما رأي إبليس أنه لم ينجح منه بشي ء صعد سريعا إلي موقفه فقال إلهي إن أيوب يري أنك مامتعته بنفسه وولده فأنت معطيه المال فهل أنت مسلطي علي ولده فإنها الفتنة المضلة والمصيبة التي لايقوي عليها صبر الرجال فقال انطلق فقد سلطتك علي ولده فانقض حتي جاء بني أيوب في قصرهم فلم يزل يزلزل بهم حتي تهدم قواعده ثم جعل يناطح جداره بعضها ببعض ويرميهم بالحجارة حتي إذامثل بهم كل

مثلة رفع بهم القصر وقلبه فصاروا منكبين وانطلق إلي أيوب متمثلا بالمعلم ألذي كان يعلمهم الحكمة و هوجريح يسيل دمه و قال ياأيوب لورأيت بنيك كيف عذبوا وكيف قلبوا علي رءوسهم تسيل دماؤهم ودماغهم من أنوفهم و لورأيت كيف شقت بطونهم وتناثرت أمعاؤهم لتقطع قلبك فلم يزل يقول هذا حتي رق أيوب وأخذ

[ صفحه 205]

قبضة من التراب فوضعها علي رأسه فاغتنم إبليس ذلك فصعد سريعا بالذي كان من جزع أيوب مسرورا. ثم لم يلبث به أيوب أن رجع إلي ربه فتاب واستغفر وصعد قرناؤه من الملائكة بتوبته فبدروا إبليس إلي الله تعالي فوقف إبليس خاسئا ذليلا فقال ياإلهي إنما هون علي أيوب ماذهب منه أنك متعته بنفسه فهل أنت مسلطني علي جسده فإنك إن ابتليته في جسده كفر بك فقال الله عز و جل انطلق فقد سلطتك علي جسده ولكن ليس لك سلطان علي لسانه و لا علي قلبه و لا علي عقله . و لم يسلطه سبحانه عليه إلاليعظم له الثواب وجعله عبرة للصابرين وذكري للعابدين في كل بلاء نزل ليأنسوا به بالصبر ورجاء الثواب .فانقض عدو الله سريعا فوجد أيوب ع ساجدا فأتاه في موضع في وجهه فنفخ في منخره نفخة اشتعل منها جسده وصار قرحة واحدة ووقعت فيه حكة لايملكها فحك بدنه بالفخار والحجارة فلم يزل يحك بدنه حتي تقطع لحمه وتغير وأنتن فأخرجه أهل القرية فجعلوه علي كناسة وجعلوا له عريشا ورفضه خلق الله كلهم غيرامرأته رحمة بنت إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم ص وكانت تختلف إليه بما يصلحه و كان له أصحاب ثلاثة فاتهموه ورفضوه من غير أن يفارقوا دينه وأخذوا في لومه وتعنيفه و كان

من بينهم شاب فلامهم علي ما كان منهم و ماعيروا به أيوب حتي قال لهم إنكم أشد علي من مصيبتي ثم أعرض عنهم و قال يارب لأي شيءخلقتني ياليتني عرفت الذنب ألذي أذنبت والعمل ألذي عملت فصرفت وجهك الكريم عني لوكنت أمتني فألحقتني بآبائي فالموت كان أجمل بي ألما للغريب دارا وللمسكين قرارا ولليتيم وليا وللأرملة قيما إلهي أنا عبدذليل إن أحسنت فالمن لك و إن أسأت فبيدك عقوبتي جعلتني للبلاء غرضا و لووقع علي بلاء لووقع علي جبل ضعف عن حمله فكيف يحمله ضعفي إلهي تقطعت أصابعي فإني لأرفع اللقمة من الطعام بيدي معا فما تبلغان فمي إلا علي الجهد مني تساقطت لهواتي ولحم رأسي و إن دماغي ليسيل من فمي تساقط شعر عيني فكأنما أحرق بالنار وجهي وحدقتاي متدليان علي خدي وورم لساني حتي ملأ فمي فما أدخل منه طعاما إلاغصني وورمت شفتاي حتي غطت العليا أنفي والسفلي ذقني وتقطعت أمعائي في بطني فإني لأدخلها الطعام فيخرج كماذهب المال فصرت

[ صفحه 206]

أسأل بكفي فيطعمني من كنت أعوله اللقمة الواحدة فيمنها علي ويعيرني هلك أولادي فلو بقي أحد منهم أعانني علي بلائي ملني أهلي وعقني أرحامي وتنكرت معارفي و إن سلطانك هو ألذي أسقمني وأنحل جسمي و لو أن ربي نزع الهيبة من صدري وأطلق لساني حتي أتكلم بمل ء فمي بمكان ينبغي للعبد أن يحاج عن نفسه لرجوت أن يعافيني عند ذلك مما بي ولكنه ألقاني و تعالي عني فهو يراني و لاأراه و لانظر إلي فرحمني و لادنا مني و لاأدناني فأتكلم ببراءتي وأخاصم عن نفسي فلما قال ذلك أيوب ع وأصحابه عنده أظلته غمام ثم نودي ياأيوب إن الله عز و

جل يقول لك ها أنا قددنوت منك و لم أزل منك قريبا فقم فأدل بعذرك وتكلم ببراءتك وخاصم نفسك واشدد إزارك وقم مقام جبار فإنه لاينبغي أن يخاصمني إلاجبار مثلي و لايمكن أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد والسخال في فم العنقاء واللجام في فم التنين ويكيل مكيالا من النور ويزن مثقالا من الريح ويصر صرة من الشمس ويرد أمس لقد منتك نفسك أمرا ماتبلغ بمثل قوتك أردت أن تخاصمني بعيك أم أردت أن تكابرني بضعفك أين أنت مني يوم خلقت الأرض فوضعتها علي أساسها هل علمت بأي مقدار قدرتها أم كنت معي أم كنت تمتد بأطرافها أم تعلم ما بعدزواياها أم علي أي شيءوضعت أكنافها أبطاعتك حمل الماء الأرض أم بحكمك كانت الأرض للماء غطاء أين كنت مني يوم رفعت السماء سقفا في الهواء لابعلائق و لاتحملها دعم من تحتها يبلغ من حكمك أن تجري نورها أوتسير نجومها أويختلف بأمرك ليلها ونهارها أين كنت مني يوم سخرت البحار وانبعت الأنهار أقدرتك حبست أمواج البحار علي حدودها أم قدرتك فتحت الأرحام حين بلغت مدتها أين أنت مني يوم صببت الماء علي التراب ونصبت شوامخ الجبال هل لك من ذراع تطيق حملها أم هل تدري كم مثقال فيهاأين الماء ألذي أنزل من السماء أحكمتك أحصت القطر وقسمت الأرزاق أم قدرتك تثير السحاب وتجري الماء هل تدري ماأصوات الرعود أم من أي شيءلهب البرق وهل رأيت عمق البحر هل تدري ما بعدالهواء هل تدري أين خزانة الثلج وأين خزانة البرد أم أين جبال البرد أم هل تدري أين خزانة الليل والنهار وأين طريق النور وبأي لغة تتكلم الأحجار وأين خزانة الريح وكيف نحبسه و

من جعل العقول في أجواف الرجال و من شق الأسماع والأبصار. فقال أيوب ع قصرت عن هذاالأمر ألذي تعرض علي ليت الأرض انشقت

[ صفحه 207]

لي فذهبت فيها و لم أتكلم بشي ء يسخط ربي اجتمع علي البلاء.إلهي قدجعلتني لك مثل العدو و قدكنت تكرمني وتعرف نصحي و قدعلمت أن كل ألذي ذكرت صنع يدك وتدبير حكمتك وإنما تكلمت لتعذرني وسكت حين سكت لترحمني كلمة زلت عن لساني فلن أعود و قدوضعت يدي في فمي وعضضت لساني وألصقت بالتراب خدي فاغفر لي ما قلت فلن أعود لشي ء تكرهه مني فقال الله تعالي ياأيوب نفذ فيك علمي وسبقت رحمتي غضبي إذاأخطأت فقد غفرت لك ورددت عليك أهلك ومالك وَ مِثلَهُم مَعَهُملتكون لمن خلفك آية وتكون عبرة لأهل البلاء وعزا للصابرين اركُض بِرِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌفركض برجله فانفجرت له عين فدخل فيها واغتسل فأذهب الله تعالي كل ما كان فيه من البلاء ثم خرج وجلس فأقبلت امرأته فقامت تلمسه في مضجعه فلم تجده فقامت مترددة كالوالهة ثم قالت يا عبد الله هل لك علم بالرجل المبتلي ألذي كان هاهنا فقال لها هل تعرفينه إذارأيتيه قالت نعم و ما لي لاأعرفه فتبسم و قال أنا هوفعرفته بمضحكه فاعتنقته .فذلك قوله وَ أَيّوبَ إِذ نادي رَبّهُ أنَيّ مسَنّيِ َ الضّرّ واختلف العلماء في وقت ندائه ومدة بلائه والسبب ألذي قال من أجله أنَيّ مسَنّيِ َ الضّرّ.

-قرآن-469-487-قرآن-549-594-قرآن-964-1013-قرآن-1085-1107

فعن أنس بن مالك قال رسول الله ص إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلارجلين من إخوانه و كان يخرج لحاجته فإذاقضي حاجته أمسك امرأته بيده حتي يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلي أيوب في

مكانه اركُض بِرِجلِكَ

-روايت-1-2-روايت-41-274

. و قال الحسن مكث أيوب ع مطروحا علي كناسة في مزبلة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهر تختلف فيه الدواب و لم يبق له مال و لاولد و لاصديق غيررحمة وهي زوجته صبرت معه وأيوب لايفتر من ذكر الله والثناء عليه .فصرخ إبليس صرخة جمع فيهاجنوده من أقطار الأرض جزعا من صبر أيوب ع فلما اجتمعوا إليه قالوا ماحزنك قال أعياني هذاالعبد ألذي سألت الله أن يسلطني عليه و علي ماله فلم يزد بذلك إلاصبرا وثناء علي الله تعالي فقد افتضحت بربي فاستغثت لتغيثوني عليه فقالوا له أين مكرك أين علمك ألذي أهلكت به من مضي

[ صفحه 208]

قال بطل ذلك كله في أمر أيوب ع فأشيروا علي قالوا نشير عليك أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة من أين أتيته قال من قبل امرأته قالوا فإنه من قبل امرأته فإنه لايستطيع أن يعصيها و ليس أحد يقربه غيرها قال أصبتم فانطلق حتي أتي امرأته وهي تصدق فتمثل لها في صورة رجل فقال أين بعلك ياأمة الله قالت هو ذلك يحك قروحه ويتردد الدواب في جسده فلما سمعها طمع أن تكون كلمة جزع فوسوس إليها فذكرها ماكانت فيه من النعيم والمال وذكرها جمال أيوب وشبابه و ما هو فيه من الضر و أن ذلك لاينقطع عنهم أبدا. قال الحسن فصرخت فلما صرخت علم أنها قدجزعت فأتاها بسخلة فقال لتذبح هذه إلي أيوب و لايذكر عليه اسم الله عز و جل فإنه يبرأ. قال فجاءت تصرخ ياأيوب حتي متي يعذبك ربك أ لايرحمك أين المال أين الولد أين لونك الحسن قدتغير و قدصار مثل الرماد اذبح هذه السخلة واسترح قال أيوب أتاك عدو الله فنفخ فيك

وأجبتيه ويلك أرأيت ماكنا فيه من المال والولد والصحة من أعطانيه قالت الله قال فكم متعنا به قالت ثمانون سنة قال فمذ كم ابتلاني الله تعالي بهذا البلاء قالت منذ سبع سنين وأشهر قال ويلك ماعدلت و ماأنصفت ربك أ لاصبرت في البلاء ألذي ابتلانا الله به ثمانين سنة كماكنا في الرخاء ثمانين سنة و الله لئن شفاني الله عز و جل لأجلدنك مائة جلدة حين أمرتني أن أذبح لغير الله طعامك وشرابك ألذي أتيتني به علي حرام أن أذوق مما تأتيني بعدإذ قلت لي هذافاعزبي عني فلاأراك فطردها فذهبت . فلما نظر أيوب ع إلي امرأته قدطردها و ليس عنده طعام و لاشراب خر ساجدا و قال أنَيّ مسَنّيِ َ الضّرّ ثم ردد ذلك إلي ربه فقال وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَفقيل له ارفع رأسك فقد استجيب لك اركُض بِرِجلِكَفركض برجله فنبعت عين فاغتسل منها فأذهب الله تعالي عنه كل ألم وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان ثم ضرب برجله فنبعت عين أخري فشرب منها فلم يبق في جوفه داء إلاخرج فقام صحيحا وكسي حلة فجعل يلتفت فلايري شيئا مما كان له من أهل ومال إلا و قدأضعفه الله تعالي فجلس علي مكان مشرف . ثم إن امرأته قالت أرأيت إن كان طردني إلي من أكله أدعه يموت جزعا ويضيع فتأكله السباع فرجعت فلاكناسة تري و لاتلك الحالة التي كانت فجعلت

-قرآن-1432-1454-قرآن-1482-1510-قرآن-1547-1561

[ صفحه 209]

تبكي علي أيوب وهابت صاحب الحلة أن تأتيه فتسأله عنه فدعاها أيوب فقال ماتريدين ياأمة الله فبكت وقالت أردت ذلك المبتلي ألذي كان منبوذا علي الكناسة لاأدري أضاع أم مافعل قال لها فهل تعرفينه إذارأيتيه فقالت أما أنه كان أشبه خلق الله بك

إذا كان صحيحا قال فإني أيوب ألذي أمرتني أن أذبح لإبليس وإني أطعت الله تعالي وعصيت الشيطان ودعوت الله تعالي فرد علي ماترين . وقيل إن إبليس تعرض لرحمة و قال لو أن أيوب سجد لي سجدة واحدة لرددت عليه كلما أخذت منه و أناإله الأرض و أنا ألذي صنعت بأيوب ماصنعت وأراها أولادها والمال في بطن الوادي و قال وهب إن إبليس قال لرحمة لو أن صاحبك أكل طعاما و لم يسم عليه لعوفي مما به من البلاء. ورأيت في بعض الكتب أن إبليس لعنه الله قال لرحمة و إن شئت فاسجدي لي سجدة واحدة حتي أرد عليك المال والأولاد وأعافي زوجك فرجعت إلي أيوب فأخبرته بما قال لها قال لقد أتاك عدو الله ليفتنك عن دينك ثم أقسم إن عافاه الله تعالي ليضربها مائة جلدة و قال

عند ذلك مسَنّيِ َ الضّرّ في طمع إبليس في سجود رحمة له ودعائه إياها. وقيل إنما قال ذلك حين قصدت الدودة قلبه ولسانه فخشي أن يبقي خاليا من الذكر والفكر. وقيل إنما قال ذلك حين وقعت الدودة من فخذه فرفعها وردها إلي موضعها فقال لها قدجعلني الله طعامك فعضته عضة زاد ألمها علي جميع ماقاسي من عض الديدان وقيل إنما قال ذلك

عندشماتة الأعداء فقال رب إني مسني الضر يعني شماتة الأعداء. ويدل عليه ماروي أنه قيل له بعد ماعوفي ما كان أشد عليك في بلائك قال شماتة الأعداء.أقول شماتة الأعداء أعظم المصائب والمحن لأنه عذاب روحاني وغيره عذاب جسماني والروح ألطف الأعضاء وأرقها.

-قرآن-945-960

و قدورد في الحديث أن أهل جهنم يكتمون عذاب النار حذرا من شماتة أهل الجنة

-روايت-1-2-روايت-22-81

[ صفحه 210]

الباب الحادي عشر في قصص شعيب ع

قال الله تعالي وَ إِلي مَديَنَ

أَخاهُم شُعَيباً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيّنَةٌ مِن رَبّكُم فَأَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ وَ لا تَقعُدُوا بِكُلّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَن آمَنَ بِهِ وَ تَبغُونَها عِوَجاً وَ اذكُرُوا إِذ كُنتُم قَلِيلًا فَكَثّرَكُم وَ انظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَالآيات . قال أمين الإسلام الطبرسي في قوله تعالي وَ إِلي مَديَنَ أي أهل مدين أو هواسم القبيلة قيل إن مدين بن ابراهيم الخليل فنسب القبيلة إليه . قال عطاء هوشعيب بن نوبة بن مدين بن ابراهيم و كان خطيب الأنبياء لحسن مراجعة قومه وهم أصحاب الأيكة. و قال قتادة أرسل شعيب مرتين إلي أهل مدين مرة و إلي أصحاب الأيكة مرة.فَأَوفُوا الكَيلَ وَ المِيزانَ أي أدوا حقوق الناس علي التمام في المعاملات .وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم أي لاتنقصوهم حقوقهم .وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها أي لاتعملوا في الأرض بالمعاصي واستحلال المحرمات بعد أن أصلحها الله بالأمر والنهي وبعثه الأنبياء.

-قرآن-19-491-قرآن-545-559-قرآن-829-858-قرآن-907-940-قرآن-965-1007

[ صفحه 211]

وَ لا تَقعُدُوافأنهم كانوا يقعدون علي طريق من قصد شعيبا للإيمان به فيخوفونه بالقتل أوأنهم كانوا يقطعون الطريق فنهاهم عنه .وَ تَبغُونَها عِوَجاًبأن تقولوا هوباطل فَكَثّرَكُم أي كثر عددكم . قال ابن عباس و ذلك أن مدين بن ابراهيم تزوج بنت لوط فولدت حتي كثر أولادها

-قرآن-1-15-قرآن-133-153-قرآن-173-183

علل الشرائع بإسناده إلي أنس قال قال رسول الله ص بكي شعيب من حب الله عز و جل حتي عمي فرد الله عز و جل عليه بصره ثم بكي حتي عمي فرد الله عليه بصره ثم بكي حتي عمي

فرد الله عليه بصره فلما كانت الرابعة أوحي الله إليه ياشعيب إلي متي يكون هذاأبدا منك إن يكن هذاخوفا من النار فقد أجرتك و إن يكن شوقا إلي الجنة فقد أبحتك فقال إلهي وسيدي أنت تعلم أني مابكيت خوفا من نارك و لاشوقا إلي جنتك ولكن عقد حبك في قلبي فلست أصبر أوأراك فأوحي الله جل جلاله إليه أما إذا كان هكذا فمن أجل هذاسأخدمك كليمي موسي بن عمران

-روايت-1-2-روايت-59-559

قال الصدوق رحمه الله يعني بذلك لاأزال أبكي أوأراك قدقبلتني حبيبا. و قال شيخنا المحدث أبقاه الله تعالي كلمة أوبمعني إلي أن أو إلا أن أي إلي أن يحصل لي غاية العرفان والإيقان المعبر عنها بالرؤية وهي رؤية القلب لاالبصر. والحاصل طلب كمال المعرفة بحسب الاستعداد والقابلية والوسع والطاقة انتهي . والأظهر أن يقال المراد بقوله أوأراك إلي أن أراك بعدالموت يعني أني أبكي علي حبك و لاأفتر عن البكاء حتي ألقاك كمن غاب عن حبيبه فهو يبكي علي حبيبه لأجل فراقه إلي أن يلقاه .فهذه معان ثلاثة والحديث حمال أوجه و ماقاله نبي الله شعيب ع هو ألذي

قاله أمير المؤمنين ع ماعبدتك خوفا من نارك و لاطمعا في جنتك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك

-روايت-1-2-روايت-26-102

و عن علي بن الحسين ع قال أول من عمل المكيال والميزان شعيب النبي ع عمله بيده فكانوا يكيلون ويوفون ثم إنهم بعد أن طففوا في المكيال والميزان

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 212]

وبخسوا في الميزان فأخذتهم الرجفة فعذبوا بهافَأَصبَحُوا فِي دِيارِهِم جاثِمِينَ

-روايت-از قبل-84

. قال الطبرسي في قوله تعالي فَأَخَذَتهُمُ الرّجفَةُ أي الزلزلة. وقيل أرسل الله عليهم حرا شديدا فأخذ بأنفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم البيوت فلم ينفعهم ظل و لاماء وأنضجهم الحر فبعث الله

سحابة فيهاريح طيبة فوجدوا برد الريح وطيبها وظل السحابة فنادوا عليكم بهافخرجوا إلي البرية فلما اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله عليهم نارا ورجفت بهم الأرض فاحترقوا كمايحترق الجراد وصاروا رمادا و هوعذاب يوم الظلة. عن ابن عباس وغيره من المفسرين . وقيل بعث الله عليهم صيحة واحدة فماتوا بها عن أبي عبد الله . وقيل إنه كان لشعيب قومان قوم أهلكوا بالرجفة وقوم هم أصحاب الظلة قصص الأنبياء للراوندي من علمائنا رواه بإسناده إلي سهل بن سعيد قال بعثني هشام بن عبدالملك أستخرج له بئرا في رصافة عبدالملك فحفرنا منها مائتي قامة ثم بدت لنا جمجمة رجل طويل فحفرنا ماحولها فإذا رجل قائم علي صخرة عليه ثياب بيض و إذاكفه اليمني علي رأسه علي موضع ضربة برأسه فكنا إذانحينا يده عن رأسه سالت الدماء و إذاتركناها عادت فسدت الجرح و إذا في ثوبه مكتوب أناشعيب بن صالح رسول رسول الله شعيب النبي ع إلي قومه فضربوني وطرحوني في هذاالجب وهالوا علي التراب فكتبنا إلي هشام مارأيناه فكتب أعيدوا عليه التراب كما كان واحتفروا في مكان آخر.كنز الفوائد للكراجكي عن عبدالرحمن بن زياد الإفريقي قال خرجت بإفريقية مع عم لي إلي مزدرع لنا فحفرنا موضعا فأصبنا ترابا هشا فحفرنا عامة يومنا حتي انتهينا إلي بيت كهيئة الأزج فإذا فيه شيخ مسجي و إذا

عندرأسه كتابة فقرأتها فإذاهي أناحسان بن سنان الأوزاعي رسول شعيب النبي ع إلي أهل هذه البلاد دعوتهم إلي الإيمان بالله فكذبوني وحبسوني في هذاالحفر إلي أن يبعثني الله وأخاصمهم يوم القيامة. وذكروا أن سليمان بن عبدالملك مر بوادي القري فأمر ببئر يحفر فيه ففعلوا فانتهي إلي صخرة فاستخرجت فإذاتحتها رجل عليه قميصان واضع يده

علي رأسه

-قرآن-32-54

[ صفحه 213]

فجذبت يده فشج مكانها بدم ثم تركت فرجعت إلي مكانها فرقأ الدم فإذامعه كتاب فيه أناالحارث بن شعيب الغساني رسول شعيب إلي أهل مدين فكذبوني وقتلوني و قال وهب بعث الله شعيبا إلي أهل مدين و لم يكونوا قبيلة شعيب التي كان منها ولكنهم كانوا أمة من الأمم بعث إليهم شعيب و كان عليهم ملك جبار و لايطيقه أحد من ملوك عصره وكانوا ينقصون المكيال والميزان ويبخسون الناس أشياءهم مع كفرهم بالله وتكذيبهم لنبيه وكانوا يستوفون إذااكتالوا لأنفسهم أووزنوا لها وكانوا في سعة من العيش فأمرهم الملك باحتكار الطعام ونقص المكاييل والموازين ووعظهم شعيب فأرسل إليه الملك ماتقول ماصنعنا أراض أنت أم ساخط فقال شعيب أوحي الله تعالي إلي أن الملك إذاصنع مثل ماصنعت يقال له ملك فاجر فكذبه الملك وأخرجه وقومه من المدينة. قال الله تعالي حكاية عنهم لَنُخرِجَنّكَ يا شُعَيبُ وَ الّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَريَتِنافزادهم شعيب في الوعظ فقالوايا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ فِي أَموالِنا ما نَشؤُافآذوه بالنفي من بلادهم فسلط الله عليهم الحر والغيم حتي أنضجهم الله فلبثوا فيه تسعة أيام وصار ماؤهم حميما لايستطيعون شربه فانطلقوا إلي غيضة لهم و هو قوله تعالي وَ أَصحابُ الأَيكَةِفرفع الله لهم سحابة سوداء فاجتمعوا في ظلها فأرسل الله عليهم نارا منها فأحرقتهم فلم ينج أحد منهم و ذلك قوله تعالي فَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِ فلما أصاب قومه ماأصابهم لحق شعيب والذين آمنوا معه بمكة فلم يزالوا بها حتي ماتوا. والرواية الصحيحة أن شعيبا ع صار منها إلي مدين فأقام بها و بهالقيه موسي بن عمران ص

-قرآن-786-850-قرآن-880-982-قرآن-1154-1173-قرآن-1297-1329

و عن علي ع قال قيل

له يا أمير المؤمنين حدثنا قال إن شعيب النبي ع دعا قومه إلي الله حتي كبر سنه ودق عظمه ثم غاب عنهم ماشاء الله ثم عاد إليهم شابا فدعاهم إلي الله عز و جل فقالوا ماصدقناك شيخا فكيف نصدقك شابا

-روايت-1-2-روايت-22-235

و عن أبي عبد الله ع قال لم يبعث الله عز و جل من العرب إلاخمسة أنبياء هودا وصالحا وإسماعيل وشعيبا و محمدخاتم النبيين ص و كان شعيب بكاء

-روايت-1-2-روايت-32-152

[ صفحه 214]

الكافي عن أبي جعفر ع قال أوحي الله إلي شعيب أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألف من شرارهم وستين ألف من خيارهم فقال ع يارب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحي الله عز و جل إليه داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي -روايت-1-2-روايت-32-243

و عن ابن عباس رضي الله عنه عاش شعيب ص مائتين واثنتين وأربعين سنة

-روايت-1-2-روايت-35-78

و قال مجاهد عذاب يوم الظلة هوإظلال العذاب لقوم شعيب . و قال بريد بن أسلم في قوله تعالي يا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ فِي أَموالِنا ما نَشؤُا قال مما كان نهاهم عنه قطع الدراهم انتهي

-قرآن-96-198

[ صفحه 215]

الباب الثاني عشر في قصص موسي وهارون علي نبينا وآله وعليهم السلام و فيه فصول

الفصل الأول فيما يشتركان فيه من علل التسمية والفضائل

قال الله تعالي وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ قَفّينا مِن بَعدِهِ بِالرّسُلِ إلي غير ذلك من الآيات الكثيرة. قال المفسرون موسي اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هوالماء وسي الشجر وسمي بذلك لأن التابوت ألذي كان فيه موسي وجد

عندالماء والشجر وجدته جواري آسية و قدخرجن ليغتسلن و هو موسي بن عمران بن يصهر بن يافث بن لاوي بن يعقوب . واختلف في اسم أم موسي وهارون فقال محمد بن إسحاق نخيب وقيل أفاحية وقيل يوخابيد و هوالمشهور.أقول و هو ألذي وجدته

في التوراة المعربة في البصرة سنة الخامسة والتسعين بعدالألف بعدانصرافي من حج البيت

-قرآن-19-83

[ صفحه 216]

تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي أبي عبد الله ع في خبر المعراج عن النبي ص قال ثم صعدنا إلي السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين حوله ثلة من أمته فأعجبني كثرتهم فقلت من هذا ياجبرئيل فقال هذاالمجيب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه وسلم علي واستغفرت له واستغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات ثم صعدنا إلي السماء السادسة و إذا فيها رجل آدم طويل وسمعته يقول يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم علي الله و هذا رجل أكرم علي الله مني فقلت من هذا ياجبرئيل قال هذاأخوك موسي بن عمران فسلمت عليه وسلم علي واستغفرت له واستغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات و قال ع كان عمر موسي بن عمران مائتين وأربعين سنة و كان بينه و بين ابراهيم خمسمائة سنة

-روايت-1-2-روايت-57-756

و عنه ص اختار من الأنبياء أربعة للسيف ابراهيم وداود و موسي و أنا واختار من البيوتات أربعة فقال الله عز و جل إِنّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ اِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ

-روايت-1-2-روايت-13-205

علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز و جل يَومَ يَفِرّ المَرءُ مِن أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال قابيل يفر من هابيل و ألذي يفر من أمه موسي و ألذي يفر من أبيه ابراهيم و ألذي يفر من صاحبته لوط و ألذي يفر من ابنه نوح و ألذي يفر من أبيه كنعان

-روايت-1-2-روايت-16-314

قال الصدوق إنما يفر موسي من

أمه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها.أقول ذكر جماعة من أهل الحديث أنه يجوز أن يتجوز بالأم عن المربية أوالمرضعة التي أحضنته أوأرضعته في بيت فرعون قبل وقوع أمه عليه كماتجوزوا عن ابراهيم بأبيه

الأمالي عن أبي عبد الله ع قال أوحي الله إلي موسي بن عمران يا موسي أتدري لم انتخبتك من خلقي واصطفيتك لكلامي فقال لا يارب فأوحي الله إليه أني اطلعت علي الأرض فلم أجد أشد تواضعا لي منك خر موسي ساجدا

-روايت-1-2-روايت-38-ادامه دارد

[ صفحه 217]

وعفر خديه في التراب تذللا منه لربه عز و جل فأوحي الله إليه ارفع رأسك يا موسي ومر يدك علي موضع سجودك وامسح بهاوجهك و مانالته من بدنك فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة

-روايت-از قبل-190

و في حديث آخر عن أبي جعفر ع قال أوحي الله عز و جل إلي موسي ع أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي فقال موسي لا يارب فقال يا موسي إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد أحدا فيهم أذل لي منك نفسا يا موسي إنك إذاصليت وضعت خديك علي التراب

-روايت-1-2-روايت-40-261

وروي أن موسي ع كان إذاصلي لم ينفتل حتي يلصق خده الأيمن بالأرض والأيسر

-روايت-1-2-روايت-9-85

أقول هذاالوضع علي التراب بعدالصلاة هوسجدة الشكر ألذي قال به علماؤنا ونطقت به أخبارنا وشنع المخالفون به علينا تشنيعا شنيعا وقالوا إن سجدة الشكر من مبتدعات اليهود والرافضة ورووا في أخبارهم أن أول من سجد سجدة الشكر في الإسلام هو أمير المؤمنين ع لماأمر بالمبيت علي فراش رسول الله ص ليلة الغار

تفسير علي بن ابراهيم عن الصادق ع قال إن بني إسرائيل كانوا يقولون ليس لموسي ماللرجال و كان موسي ع إذاأراد الاغتسال ذهب إلي موضع لايراه

فيه أحد و كان يوما يغتسل علي شط نهر و قدوضع ثيابه علي صخرة فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتي نظر بنو إسرائيل إليه فعلموا أنه ليس كماقالوا فأنزل الله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا مُوسي فَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُواالآية

-روايت-1-2-روايت-45-412

قال أمين الإسلام الطبرسي اختلفوا فيما آذوا به موسي ع علي أقوال أحدها أن موسي وهارون ع صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل أنت قتله فأمر الله الملائكة فحملته حتي مروا به علي بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتي عرفوا أنه قدمات فبرأه الله من ذلك .

[ صفحه 218]

روي ذلك عن علي ع و ابن عباس . وثانيها أن موسي ع كان جنبا يغتسل وحده فقالوا مايتستر منا إلالعيب بجلده إما برص وإما أدرة فذهب مرة ليغتسل فوضع ثوبه علي حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسي فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرأه الله مما قالوا رواه أبوهريرة مرفوعا. و قال قوم إن ذلك لايجوز لأن فيهااشتهار النبي وإبداء سوءته علي رءوس الأشهاد و ذلك ينفر عنه . وثالثها أن قارون استأجر مومسة لتقذف موسي ع بنفسها علي رءوس الملأ فعصمه الله تعالي من ذلك عن أبي العالية. ورابعها أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلي السحر والجنون والكذب بعد مارأوا الآيات عن أبي مسلم انتهي . و أماالسيد قدس الله ضريحه فقد رد الثاني بأنه ليس يجوز أن يفعل الله تعالي بنبيه ماذكروه من هتك العورة لتنزيهه عن عاهة أخري فإنه تعالي قادر أن ينزهه مما قذفوه به علي وجه لايلحقه معه فضيحة أخري و ليس يرمي بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم . ثم قال و ألذي روي في

ذلك من الصحيح معروف وذكر الوجه الأول . و قال جماعة من أهل الحديث لااستبعاد فيه بعدورود الخبر الصحيح و إن رؤيتهم له علي ذلك الوضع ألذي لم يتعمده موسي ع و لم يعلم أن أحدا ينظر إليه أم لا و أن مشيه عريانا لتحصيل ثيابه مضافا إلي تبعيده عما نسبوه إليه ليس من المنفرات

وسئل الصادق ع أيهما مات قبل موسي أم هارون قال هارون مات قبل موسي ص وسئل أيهما كان أكبر قال هارون و كان اسم ابني هارون شبرا وشبيرا وتفسيرهما بالعربية الحسن و الحسين

-روايت-1-2-روايت-20-186

و قد قال رسول الله ص رأيت ابراهيم و موسي وعيسي ص

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 219]

فأما موسي فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شيوة و أماعيسي فرجل أحمر جعد ربعة ثم سكت فقيل يا رسول الله فإبراهيم قال فانظروا إلي صاحبكم يعني نفسه ص

-روايت-از قبل-169

الفصل الثاني في أحوال موسي ع من حين ولادته إلي نبوته

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي عن ابن محبوب عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال إن موسي ع لماحملته أمه لم يظهر حملها إلا

عندوضعه و كان فرعون قدوكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط يحفظنهن ولذلك لما كان بلغه عن بني إسرائيل أنهم يقولون إنه يلد فينا رجل يقال له موسي بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه علي يديه فقال فرعون

عند ذلك لأقتلن ذكور أولادهم حتي لا يكون مايريدون وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس فلما وضعت أم موسي بموسي نظرت إليه واغتمت وقالت يذبح الساعة فعطف الله بقلب الموكلة بها عليه فقالت لأم موسي ما لك قداصفر لونك فقالت أخاف أن يذبح ولدي فقالت لاتخافي و كان موسي لايراه أحد إلاأحبه و هوقول الله وَ أَلقَيتُ

عَلَيكَ مَحَبّةً منِيّ فأحبته القبطية الموكلة به وأنزل الله علي أم موسي التابوت ونوديت ضعيه فِي التّابُوتِ فَاقذِفِيهِ فِي اليَمّ و هوالبحروَ لا تخَافيِ وَ لا تحَزنَيِ إِنّا رَادّوهُ إِلَيكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَفوضعته في التابوت وأطبقت عليه وألقته في النيل و كان لفرعون قصور علي شط النيل متنزهات فنظر من قصره ومعه آسية امرأته إلي سواد في النيل ترفعه الأمواج وتضربه الرياح حتي جاءت به إلي قصر فرعون وأمر فرعون بأخذه فأخذ التابوت ودفع إليه و لمافتحه وجد فيه صبيا فقال هذاإسرائيلي فألقي الله في قلب فرعون لموسي محبة شديدة وكذلك في قلب آسية وأراد فرعون أن يقتله فقالت آسية لاتقتلوه عسي أن ينفعنا أونتخذه ولدا

-روايت-1-2-روايت-91-ادامه دارد

[ صفحه 220]

وهم لايشعرون أنه موسي و لم يكن لفرعون ولد فقال التمسوا له ظئرا تربيه فجاءوا بعدة نساء قدقتل أولادهم فلم يشرب لبن أحد من النساء و هوقول الله وَ حَرّمنا عَلَيهِ المَراضِعَ مِن قَبلُ وبلغ أمه أن فرعون قدأخذه فحزنت ثم قالت لأخت موسي قصيه أي اتبعيه فجاءت أخته إليه فبصرت به عن جنب أي من بعد وهم لايشعرون فلما لم يقبل موسي ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا فقالت أخته هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فقالوا نعم فجاءت بأمه فلما أخذته بحجرها وألقمته ثديها التقمه وشرب ففرح فرعون وأهله وأكرموا أمه فقالوا لها ربيه لنا فإنا نفعل بك ونفعل و ذلك قول الله فَرَدَدناهُ إِلي أُمّهِ كيَ تَقَرّ عَينُها وَ لا تَحزَنَ و كان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل كلما يلدون ويربي موسي ويكرمه و لايعلم أن هلاكه علي يديه و لمادرج موسي كان يوما

عندفرعون فعطس فقال الحمد لله

رب العالمين فأنكر ذلك عليه ولطمه و قال ما هذا ألذي تقول فوثب موسي علي لحيته و كان طويل اللحية فهبلها أي قلعها فهم فرعون بقتله فقالت امرأته غلام حدث لايدري ما يقول فقال فرعون بل يدري فقالت له ضع بين يديك تمرا وجمرا فإن ميز بين التمر والجمر فهو ألذي تقول فوضع بين يديه تمرا وجمرا فقال له كل فمد يده إلي التمر فجاء جبرئيل ع فصرفها إلي الجمر فأخذ الجمر فاحترق لسانه وصاح وبكي فقالت آسية لفرعون أ لم أقل أنه لايعقل فعفا عنه فقلت لأبي جعفر ع فكم مكث موسي غائبا عن أمه حتي رده الله عليها قال ثلاثة أيام قلت له أخبرني عن الأحكام والقضاء والأمر والنهي أ كان ذلك إليهما قال كان موسي ألذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضي بين بني إسرائيل وهارون يخلفه إذاغاب عن قومه للمناجاة قلت فأيهما مات قبل صاحبه قال مات هارون قبل موسي وماتا جميعا في التيه قلت أ و كان لموسي ولد قال لا كان الولد لهارون قال فلم يزل موسي

عندفرعون في إكرامه حتي بلغ مبلغ الرجال و كان ينكر عليه مايتكلم من التوحيد حتي هم به فخرج موسي من عنده ودخل مدينة من مدائن فرعون فإذارجلان يقتتلان أحدهما يقول بقول موسي والآخر

-روايت-از قبل-1912

[ صفحه 221]

يقول بقول فرعون فجاء موسي فوكز صاحبه وقضي عليه وتواري في المدينة فلما كان من الغد جاء آخر فتشبث بذلك الرجل ألذي يقول بقول موسي فاستغاث بموسي فلما نظر صاحبه إلي موسي قال له أتريد أن تقتلني كماقتلت نفسا بالأمس فخلي سبيله وهرب و كان خازن فرعون مؤمنا بموسي قدكتم إيمانه ستمائة سنة و هو ألذي قال الله

عز و جل وَ قالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُالآية وبلغ فرعون خبر قتل موسي الرجل فطلبه ليقتله فبعث المؤمن إلي موسي إِنّ المَلَأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ فَاخرُج إنِيّ لَكَ مِنَ النّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنها خائِفاً يَتَرَقّبُ أي يلتفت يمنة ويسرة ومر نحو مدين و كان بينه و بين مدين ثلاثة أيام فلما بلغ باب مدين رأي بئرا يستقي منها لأغنامهم فقعد ناحية و لم يكن أكل منذ ثلاثة أيام شيئا فنظر إلي جاريتين في ناحية ومعهما غنيمات لاتدنوان من البئر فقال لهما مابالكما لاتستقيان فقالتا حتي يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فرحمهما موسي ودنا من البئر فقال لمن علي البئر أستسقي لي دلوا ولكم دلوا و كان الدلو يمده عشرة رجال فاستسقي وحده دلوا لابنتي شعيب وسقي أغنامهما ثم تولي إلي الظل فقال رَبّ إنِيّ لِما أَنزَلتَ إلِيَ ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ و الله ماسأل إلاخبزا يأكله ببقلة الأرض ولقد رأوا خضرة البقل في صفاق بطنه من هزاله فلما رجعت ابنتا شعيب قال لهما أسرعتما الرجوع فأخبرتاه بقصة موسي و لم تعرفاه فقال شعيب لواحدة منهن اذهبي إليه فادعيه لنجزيه أجر ماسقي لنا فجاءت إليه تمشي علي استحياء فقالت له إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا فقام موسي معها فسفقتها الرياح فبان عجزها فقال لها موسي تأخري ودليني علي الطريق فأنا من قوم لاينظرون في أدبار النساء فلما دخل علي شعيب قص إليه قصته فقال شعيب لاتخف نجوت من القوم الظالمين قالت إحدي بنات شعيب ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين فقال لها شعيب أماقوته فقد عرفتيه بسقي الدلو وحده فبم عرفت أمانته فقالت إنه قال لي تأخري عني فأنا من

قوم لاينظرون في أدبار النساء فهذه أمانته فقال له شعيب إني أريد أن أنكحك إحدي ابنتي هاتين علي أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت

-روايت-1-1971

[ صفحه 222]

عشرا فمن عندك فقال له موسي ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلاسبيل علي ثم إنه أتم عشرا قلت فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها إجارة شهرين أيجوز ذلك قال إن موسي ع علم أنه يتم بشرطه فكيف لهذا أن يعلم أنه يبقي حتي يفي فلما قضي موسي الأجل قال لابد أن أرجع إلي وطني وأمي و أهل بيتي فما لي عندك قال شعيب ماوضعت أغنامي في هذه السنة من بلق فهو لك فعمد موسي

عند ماأراد أن يرسل الفحل علي الغنم إلي عصاه فقشر منها بعضها وترك بعضها وغرزها في وسط مربض الغنم وألقي عليها كساء أبلق ثم أرسل الفحل علي الغنم فلم تضع الغنم في تلك السنة إلابلقا فلما حان عليه الحول حمل موسي امرأته وزوده شعيب من عنده وساق غنمه فلما أراد الخروج قال لشعيب أعطني عصا تكون معي و كان عصا الأنبياء عنده قدورثها مجموعة في بيت فقال له شعيب ادخل في هذاالبيت وخذ عصا من بين تلك العصي فدخل فوثبت عليه عصا نوح و ابراهيم ص وصارت في كفه فأخرجها ونظر إليها شعيب فقال ردها وخذ غيرها فوثبت إليه تلك العصا بعينها حتي فعل مثل ذلك مرات فلما رأي شعيب ذلك قال له اذهب بهافقد خصك الله بهافخرج يريد مصر فلما صار في مفازة ومعه أهله أصابهم برد شديد وريح وظلمة و قدجنهم الليل ونظر موسي إلي نار قدظهرت فأقبل نحو النار فإذاشجرة ونار تلتهب عليها فلما ذهب إلي النار يقتبس منها أهوت إليه ففزع وعدا

ورجعت النار إلي الشجرة فالتفت إليها ورجعت إلي مكانها ورجع الثانية ليقتبس فأهوت نحوه فعدا وتركها ثم التفت و قدرجعت إلي الشجرة فرجع إليها الثالثة فأهوت نحوه فعدا و لم يرجع فناداه الله سبحانه يا مُوسي إنِيّ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ قال موسي فما الدليل علي ذلك قال الله وَ ما تِلكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسي قالَ هيِ َ عصَاي َ قال ألقها فألقاها فصارت حية ففزع منها موسي وعدا فناداه الله أَقبِل وَ لا تَخَف إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسلُك يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ أي من غيرسمرة و ذلك أن موسي كان شديد السمرة فأخرج يده من جيبه فأضاءت له الدنيا فقال الله عز و جل فذلك برهان من ربك إلي فرعون وملئه فقال موسي ع إنِيّ قَتَلتُ مِنهُم نَفساً فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ وَ أخَيِ هارُونُ هُوَ أَفصَحُ منِيّ لِساناً فَأَرسِلهُ

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 223]

معَيِ رِدءاً يصُدَقّنُيِ إنِيّ أَخافُ أَن يُكَذّبُونِ قالَ سَنَشُدّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجعَلُ لَكُما سُلطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيكُما بِآياتِنا أَنتُما وَ مَنِ اتّبَعَكُمَا الغالِبُونَ

-روايت-از قبل-194

الكافي عن أبي عبد الله ع كن لماترجو أرجي منك لما لاترجو فإن موسي ع ذهب يقتبس نارا فانصرف منها و هونبي مرسل

-روايت-1-2-روايت-32-124

عيون الأخبار في حديث ابن الجهم قال سأل المأمون الرضا ع عن قول الله عز و جل فَوَكَزَهُ مُوسي فَقَضي عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشّيطانِ قال الرضا ع إن موسي ع دخل مدينة من مدائن فرعون علي حين غفلة من أهلها و ذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيهارجلين يقتتلان هذا من شيعته و هذا من عدوه فاستغاثه ألذي من شيعته علي ألذي من عدوه فقضي موسي علي العدو بحكم الله تعالي ذكره فوكزه فمات

قال هذا من عمل الاقتتال ألذي كان وقع بين الرجلين لا مافعله موسي ع من قتله إِنّهُيعني الشيطان عَدُوّ مُضِلّ مُبِينٌ قال المأمون فما معني قول موسي رَبّ إنِيّ ظَلَمتُ نفَسيِ فَاغفِر لِي قال يقول إني وضعت نفسي غيرموضعها بدخولي هذه المدينةفَاغفِر لِي أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ قالَ موسي ع رَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ من القوة حتي قتلت رجلا بوكزةفَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَبل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتي ترضي فَأَصبَحَ موسي فِي المَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقّبُ فَإِذَا ألّذِي استَنصَرَهُ بِالأَمسِ يَستَصرِخُهُ علي آخرقالَ لَهُ مُوسي إِنّكَ لغَوَيِ ّ مُبِينٌقاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذااليوم لأؤدبنك وأراد أن يبطش به فأرادأَن يَبطِشَ باِلذّيِ هُوَ عَدُوّ لَهُما و هو من شيعته قالَ يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ كَما قَتَلتَ نَفساً بِالأَمسِ إِن تُرِيدُ إِلّا أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأَرضِ وَ ما تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصلِحِينَ قال المأمون جزاك الله خيرا يا أبا الحسن فما معني قول موسي لفرعون فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ قال الرضا ع إن فرعون قال لموسي لماأتاه فعلت فعلتك التي فعلت و أنت من الكافرين قال موسي ع فَعَلتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضّالّينَ عن الطريق بوقوعي إلي مدينة من مدائنك فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي ربَيّ حُكماً وَ جعَلَنَيِ مِنَ المُرسَلِينَالخبر

-روايت-1-2-روايت-41-1739

إكمال الدين مسندا إلي أمير المؤمنين قال قال رسول الله ص لماحضر يوسف الوفاة جمع شيعته و أهل بيته فحمد الله وأثني عليه ثم حدثهم بشدة قتالهم

-روايت-1-2-روايت-67-ادامه دارد

[ صفحه 224]

تقتل فيهاالرجال وتشق بطون الحبالي وتذبح الأطفال حتي يظهر الله الحق في ولد لاوي بن يعقوب و هو رجل أسمر طويل ووصفه

له بنعته فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة حتي إذابشروا بولادته ورأوا علائم ظهوره واشتدت البلوي عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة وطلبوا الفقيه ألذي كانوا يستريحون إلي أحاديثه فاستتر وتراسلوه وقالوا كنا مع الشدة نستريح إلي حديثك فخرج بهم إلي بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت ليلة قمراء فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم موسي ع و كان في ذلك الوقت حدث السن و قدخرج من دار فرعون يظهر النزاهة فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة و عليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وانكب علي قدميه يقبلهما ثم قال الحمد لله ألذي لم يمتني حتي رأيتك فلما رأي الشيعة ذلك علموا أنه صاحبهم فأكبوا علي الأرض شكرا لله عز و جل فلم يزدهم إلا أن قال أرجو الله أن يعجل فرجكم ثم غاب بعد ذلك وخرج إلي مدينة مدين فأقام

عندشعيب ماأقام فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولي وكانت نيفا وخمسين سنة واشتدت البلوي عليهم واستتر الفقيه فبعثوا إليه لاصبر لنا علي استتارك عنا فخرج إلي بعض الصحاري واستدعاهم وطيب قلوبهم وأعلمهم أن الله عز و جل أوحي إليه أنه مفرج عنهم بعدأربعين سنة فقالوا بأجمعهم الحمد لله فأوحي الله عز و جل قل لهم قدجعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد فقالوا كل نعمة من الله فأوحي الله إليه قل لهم قدجعلتها عشرين سنة فقالوا لايأتي بالخير إلا الله فأوحي الله إليه قل لهم قدجعلتها عشرا فقالوا لايصرف الشر إلا الله فأوحي الله إليه قال لهم لاتبرحوا فقد أذنت في فرجكم فبينا هم كذلك إذ طلع موسي ع راكبا

حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة مايستبصرون به وجاء موسي حتي وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه مااسمك فقال موسي بن عمران بن وهيب بن لاوي بن يعقوب قال بما ذا جئت قال بالرسالة من

عند الله عز و جل فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت و بين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة

-روايت-از قبل-1975

و عن أبي الحسن الرضا ع كان شعيب يزور موسي كل سنة فإذاأكل قام موسي علي رأسه وكسر له الخبز

-روايت-1-2-روايت-29-102

[ صفحه 225]

أقول فيه إشعار باستحباب قيام صاحب المنزل علي رأس ضيفه و أن يخدمه مثل هذه الخدمة ونحوهما مما يزيد عليها بمفهوم المخالفة و ماينقص عنها بمفهوم الموافقة

الكافي عن أبي جعفر ع قال كانت عصا موسي لآدم فصارت إلي شعيب ثم صارت إلي موسي وإنها لعندنا و إن عهدي بهاآنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإنها لتنطق إذااستنطقت أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع بها موسي ع وإنها لتصنع ماتؤمر به وإنها حيث أقبلت تلقف مايأفكون تفتح لها شعبتان إحداهما في الأرض والأخري في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف مايأفكون بلسانها وكانت من عوسج الجنة

-روايت-1-2-روايت-32-421

و عن أبي عبد الله ع أن فرعون لماوقف علي زوال ملكه علي يد موسي ع أمر بإحضار الكهنة فدلوه علي نسبه و أنه من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من بني إسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلي قتل موسي بحفظ الله تبارك و تعالي إياه

-روايت-1-2-روايت-27-302

تفسير الإمام العسكري ع قال الإمام قال الله تعالي واذكروا يابني إسرائيل إِذ أَنجَيناكُم وأنجينا أسلافكم مِن

آلِ فِرعَونَ و كان من عذاب فرعون لبني إسرائيل أنه كان يكلفهم عمل البناء علي الطين ويخاف أن يهربوا عن العمل فأمرهم بتقييدهم وكانوا ينقلون ذلك الطين علي السلالم إلي السطوح فربما سقط الواحد منهم فمات أوزمن لايعبئون بهم إلي أن أوحي الله إلي موسي قل لايبتدءون عملا إلابالصلاة علي محمد وآله الطيبين ليخفف عليهم فكانوا يفعلون ذلك فيخف عليهم وأمر كل من سقط فزمن ممن نسي الصلاة علي محمد وآله الطيبين أن يقولها علي نفسه إن أمكنه أي الصلاة علي محمد وآله أويقال عليه إن لم يمكنه فإنه يقوم و لاتقبله يد ففعلوها فسلموا فقيل لفرعون إنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون علي يده زوال ملكك فأمر بذبح أبنائهم فكانت الواحدة منهن تعطي القوابل الرشوة لكيلا تنم عليها ويتم حملها ثم تلقي ولدها في صحراء أوغار جبل وتقول عليه عشر مرات الصلاة علي محمد وآله فيقيض الله ملكا يربيه ويدر من إصبع له لبنا يمصه و من إصبع طعاما يتغذاه إلي أن نشأ بنو إسرائيل و كان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل

-روايت-1-2-روايت-40-ادامه دارد

[ صفحه 226]

وَ يَستَحيُونَ نِساءَكُميبقوهن ويتخذوهن إماء فضجوا إلي موسي وقالوا يفترعون بناتنا وأخواتنا فأمر الله تلك البنات كلما رأي بهن من ذلك ريب صلين علي محمد وآله الطيبين فكان يرد عنهن أولئك الرجال إما بشغل أومرض أوزمانة أولطف من ألطافه فلم تفترش منهن امرأة بل دفع الله عز و جل عنهن بصلاتهن علي محمد وآله الطيبين ثم قال عز و جل وَ فِي ذلِكُمالإنجاء ألذي أنجاكم منهم ربكم بَلاءٌنعمةمِن رَبّكُم عَظِيمٌكبير قال الله عز و جل يا بنَيِ إِسرائِيلَ اذكُرُواإذ كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخف بالصلاة علي

محمد وآله الطيبين أفما تعلمون أنكم إذاشاهدتموه وآمنتم به كانت النعمة عليكم أفضل وفضل الله عليكم أجزل

-روايت-از قبل-649

قال الثعلبي في كتاب عرائس المجالس مات الريان بن الوليد فرعون مصر الأول صاحب يوسف ع و هو ألذي ولي يوسف خزائن أرضه وأسلم علي يديه فلما مات ملك بعده قابوس بن مصعب صاحب يوسف ع الثاني فدعاه يوسف إلي الإسلام فأبي و كان جبارا وقبض الله يوسف ع في ملكه وطال ملكه ثم هلك وقام بالملك بعده أخوه أبوالعباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثوران بن عمرو بن فاران بن عملاق بن لاوي بن سام بن نوح ع و كان أفجر من قابوس وأقام بنو إسرائيل بعدوفاة يوسف ع و قدنشروا وكثروا وهم تحت أيدي العمالقة وهم علي بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب شرعوا فيهم من الإسلام حتي كان فرعون موسي ألذي بعثه الله إليه و لم يكن منهم فرعون أعتي علي الله و لاأطول عمرا في ملكه و لاأسوأ ملكة لبني إسرائيل منه و كان يعذبهم ويستعبدهم وصنفهم في أعماله فصنف يبنون وصنف يحرثون وصنف يتولون الأعمال القذرة و قداستنكح منهم فرعون امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء فأسلمت علي يد موسي و لم يسلم من أهل مصر إلاثلاثة آسية وحزقيل ومريم بنت موساء التي دلت موسي علي قبر يوسف ع فعمر فرعون وهم تحت يديه أربعمائة سنة فلما أراد الله أن يفرج عنهم بعث موسي ع و ذلك أن فرعون رأي في منامه أن نارا قدأقبلت من بيت المقدس حتي اشتملت علي بيوت مصر فأخربتها وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فدعا فرعون السحرة والمنجمين وسألهم عن رؤياه

فقالوا إنه يولد في بني إسرائيل غلام يسلبك ملكك ويخرجك وقومك من أرضك ويبدل دينك و قدأظلك زمانه ألذي يولد فيه فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل وجمع القوابل من نساء أهل مملكته فقال

[ صفحه 227]

لهن اقتلن الغلمان دون البنات . قال مجاهد لقد ذكر لي أنه كان يأمر بالقصب فيشق حتي يجعل أمثال الشفار ثم يصف بعضها إلي بعض ثم يؤتي بالحبالي من بني إسرائيل فيوقفن فتجر أقدامهن حتي إن المرأة منهن لتضع ولدها فيقع بين رجليها فتظل تطأه تتقي به حد القصب عن رجليها لمابلغ جهدها فكان يقتل الغلمان الذين كانوا في وقته ويقتل من يولد منهم ويعذب الحبالي حتي يضعن ما في بطونهن وأسرع الموت في مشيخة بني إسرائيل فدخل رءوس القبط علي فرعون فقالوا إن الموت وقع في بني إسرائيل و أنت تذبح صغارهم ويموت كبارهم فيوشك أن يقع العمل علينا فأمر فرعون أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة فولد هارون في السنة التي لايذبحون فيهاقالوا فولدت هارون أمه علانية آمنة فلما كان العام المقبل حملت بموسي فلما وضعته أمرها الله سبحانه بوضعه في التابوت ولفظه في الماء حتي أتي به إلي قصر فرعون وأتت به آسية إلي فرعون وقالت قرة عين لي و لك لاتقتله فقال قرة عين لك أما أنا فلاحاجة لي فيه .

فقال رسول الله ص و ألذي يحلف فيه لوأقر فرعون أن يكون ابنه كماأقرت به لهداه الله تعالي كماهدي زوجته ولكن الله تعالي حرمه ذلك

-روايت-1-2-روايت-24-147

فلما آمنت آسية أرادت أن تسميه باسم اقتضاه حاله و هو موسي لأنه وجد بين الماء والشجر ومو بلغة القبط الماء وشا الشجر فعرب فقيل موسي

و عن ابن عباس أن

بني إسرائيل لماكثروا بمصر استطالوا علي الناس وعملوا بالمعاصي ووافق خيارهم شرارهم فسلط الله عليهم القبط يعذبونهم

-روايت-1-2-روايت-19-145

قال وهب بلغني أنه ذبح في طلب موسي سبعين ألف وليد

و عن ابن عباس أن أم موسي لماتقارب ولادتها وكانت قابلة من القوابل مصافية لها فلما ضربها الطلق أرسلت إليها فأتتها وقبلتها فلما وقع موسي ع بالأرض هالها نور بين عيني موسي فارتعش كل مفصل منها ودخل حبه في قلبها و لماخرجت القابلة من عندها أبصرها بعض العيون فجاءوا ليدخلوا علي أم موسي فقالت أخته هذاالحرس بالباب فطاش عقلها فلفته في خرقة ووضعته في التنور

-روايت-1-2-روايت-19-ادامه دارد

[ صفحه 228]

و هومسجور فدخلوا فإذاالتنور مسجور و لم يروا شيئا وخرجوا من عنده فرجع إليها عقلها فقالت لأخت موسي فأين الصبي قالت لاأدري فسمعت بكاء الصبي من التنور فانطلقت إليه و قدجعل الله النار عليه بردا وسلاما فاحتملته

-روايت-از قبل-222

و عن ابن عباس قال انطلقت أم موسي إلي نجار من قوم فرعون فاشترت منه تابوتا صغيرا فقال لها ماتصنعين به قالت ابن لي أخبئه فيه وكرهت أن تكذب فانطلق النجار إلي الذباحين ليخبرهم بأمرها فلما هم بالكلام أمسك الله لسانه وجعل يشير بيده فلم يدر الأمناء فلما أعياهم أمره قال كبيرهم اضربوه فضربوه وأخرجوه فوقع في واد يهوي فيه حيران فجعل الله عليه إن رد لسانه وبصره أن لايدل عليه و يكون معه يحفظه فرد الله عليه بصره ولسانه فآمن به وصدقه فانطلقت أم موسي وألقته في البحر و ذلك بعد ماأرضعته ثلاثة أشهر و كان لفرعون يومئذ بنت و لم يكن له ولد غيرها وكانت من أكرم الناس عليه و كان بهابرص شديد و قدقالت أطباء مصر والسحرة إنها لاتبرأ إلا من قبل

البحر يوجد منه شيءشبه الإنسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك و ذلك في يوم كذا من ساعة كذا فلما كان يوم الإثنين غدا فرعون إلي مجلس كان له علي شفير النيل ومعه آسية فأقبلت بنت فرعون في جواريها حتي جلست علي شاطئ النيل مع جواريها تلاعبهن إذ أقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج فأخذوه فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها للذي أراد الله أن يكرمها ففتحت الباب فإذانور ما بين عينيه و قدجعل الله تعالي رزقه في إبهامه يمصه لبنا فألقي الله حبه في قلبها وأحبه فرعون فلما أخرجوه عمدت بنت فرعون إلي ما كان يسيل من ريقه فلطخت به برصها فبرأت فضمته إلي صدرها وقبلته فقال الغواة من قوم فرعون أيها الملك إنا نظن أن هذاالمولود هو ذلك ألذي تحذر منه فهم فرعون بقتله فاستوهبته آسية فوهبه لها

-روايت-1-2-روايت-24-1454

و قال أهل السير لمابلغ موسي أشده وكبر كان يركب مراكب فرعون و كان يدعي موسي بن فرعون فركب فرعون ذات يوم وركب موسي في أثره فأدركه المقيل بأرض يقال لها منف فدخلها نصف النهار و قدغلقت أسواقها و ليس في طرقها أحد و ذلك قوله تعالي عَلي حِينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِهافبينا هويمشي في ناحية

-قرآن-252-281

[ صفحه 229]

المدينة إذا هوبرجلان يقتتلان أحدهما من بني إسرائيل والآخر من آل فرعون و ألذي من شيعته يقال إنه السامري و ألذي من عدوه كان خبازا لفرعون واسمه قاثون و كان اشتري حطبا للمطبخ فتنجز السامري ليحمله فامتنع فلما مر بهما موسي ع استغاث به فقال موسي للقبطي دعه فقال الخباز إنما آخذه لعمل أبيك فأبي أن يخلي سبيله فغضب موسي فبطش به وخلص السامري

من يده فنازعه القبطي فوكزه موسي فقتله و هو لايريد قتله فأصبح في المدينة خائفا يترقب الأخبار.فقيل له إن بني إسرائيل قدقتلوا رجلا من آل فرعون فخذ لنا بحقنا فقال ائتوني بقاتله و من يشهد عليه فطلبوا ذلك فبينا هم يطوفون إذ مر موسي من الغد فرأي ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونيا فاستغاثه علي الفرعوني فصادف موسي و قدندم علي ما كان منه بالأمس وكره ألذي رأي فغضب موسي ع فمد يده و هويريد أن يبطش بالفرعوني فقال للإسرائيلي إنك لغوي مبين فخاف الإسرائيلي من موسي أن يبطش به من أجل أنه أغلظ له الكلام فظن أنه يريد قتله فقال له يا مُوسي أَ تُرِيدُ أَن تقَتلُنَيِ الآية. وإنما قال ذلك مخافة من موسي وظنا أن يكون إياه أراد وإنما أراد الفرعوني فتتاركا وذهب إلي فرعون وأخبره بما سمع من الإسرائيلي فأرسل فرعون الذباحين وأمرهم بقتل موسي و قال لهم اطلبوه في الطرق فإنه غلام لايهتدي إلي الطريق فجاءه رجل من أقصي المدينة من شيعته يقال له حزقيل و كان علي تقية من دين ابراهيم الخليل و كان أول من صدق بموسي وآمن به .

-قرآن-933-967

وروي عن رسول الله ص قال سيأتي الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب ياسين و علي بن أبي طالب ع و هوأفضلهم

-روايت-1-2-روايت-33-167

فجاء حزقيل فاختصر طريقا حتي سبق الذباحين إليه وأخبره بما هم به فرعون فذلك قوله وَ جاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَدِينَةِالآية.فتحير موسي و لم يدر أين يذهب فجاء ملك علي فرس بيده عنزة فقال اتبعني فتبعه فهداه إلي مدين و كان مسيره ثمان ليال و لم يكن له طعام إلاورق الشجر فما وصل إليها

حتي جف قدماه و إن خضرة البقل تتراءي من بطنه ثم إنه اتصل

-قرآن-88-124

[ صفحه 230]

بشعيب وبقي عنده المدة المشروطة فلما قضي أتم الأجلين وسار بأهله منفصلا من أرض مدين يؤم الشام ومعه أغنامه وامرأته وهي في شهرها فانطلق في برية الشام عادلا عن المدائن والعمران مخافة الملوك الذين كانوا بالشام فسار غيرعارف بالطريق حتي انتهي إلي جانب الطور الغربي الأيمن في عشية شتائية شديدة البرد وأظلم عليه الليل وأخذت السماء ترعد وتبرق وتمطر وأخذ امرأته الطلق وعمد موسي إلي زنده وقدحه مرات فلم تور فتحير وقام وقعد وأخذ يتأمل ماقرب و ما بعدتحيرا وزجرا فبينا هوكذلك إذ أنس من جانب الطور نارا فحسبه نارافَقالَ لِأَهلِهِ امكُثُوا إنِيّ آنَستُ ناراً لعَلَيّ آتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَي النّارِ هُديًيعني من يدلني علي الطريق و قد كان ضل الطريق فلما أتاها رأي نورا عظيما ممتدا من عنان السماء إلي شجرة عظيمة هناك واختلفوا فيهافقيل العوسجة وقيل العناب .فتحير موسي وارتعدت فرائصه حيث رأي نارا عظيمة ليس لها دخان يلتهب من جوف شجرة خضراء لاتزداد النار إلاعظما و لاالشجرة إلاخضرة فلما دنا استأخرت عنه فخاف منها ورجع ثم ذكر حاجته إلي النار فرجع إليها فدنت منه فنوُديِ َ مِن شاطِئِ الوادِ الأَيمَنِ فِي البُقعَةِ المُبارَكَةِ مِنَ الشّجَرَةِ أَن يا مُوسيفنظر فلم ير أحدا فنودي إنِيّ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَ فلما سمع ذلك علم أنه ربه واقترب فلما قرب منه وسمع النداء ورأي تلك الهيبة خفق قلبه و كل لسانه وصار حيا كميت فأرسل الله إليه ملكا يقوي قلبه فلما رجع إليه رشده نودي فَاخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً ثم قال الله سبحانه تسكينا لقلبه وَ ما تِلكَ بِيَمِينِكَالآية. واختلف في

اسم العصا فقيل اسمها ماشاء الله وقيل غياث وقيل عليق و أماصفاتها والمآرب التي كانت فيها فقال أهل العلم كان لعصا موسي شعبتان ومحجن في أصل الشعبتين وسنان حديد في أسفلها فكان موسي إذادخل مفازة ليلا و لم يكن قمر تضي ء شعبتاها من نور مد بصره و كان إذاأعوزه الماء أدلاها في البئر فجعلت تمتد إلي قعر البئر وتصير في رأسها شبه الدلو ويستقي و إذااحتاج إلي الطعام ضرب الأرض بعصاه

-قرآن-544-651-قرآن-1029-1120-قرآن-1145-1180-قرآن-1363-1411-قرآن-1448-1470

[ صفحه 231]

فيخرج مايأكل يومه و كان إذااشتهي فاكهة من الفواكه غرزها في الأرض فتغصنت أغصان تلك الشجرة التي اشتهي موسي فاكهتها وأثمرت له من ساعتها. ويقال كان عصاه من اللوز و كان إذاقاتل عدوه يظهر علي شعبتها تنينان يتناضلان و كان يضرب بها علي الجبل الصعب الوعر المرتقي فيفرج و إذاأراد عبور نهر من الأنهار بلا سفينة ضربها وبدا له طريق يمشي فيه و كان يشرب أحيانا من إحدي الشعبتين اللبن و من الأخري العسل و كان إذاأعيا في طريقه يركبها فتحمله إلي أي موضع شاء من غيرركض و لاتحريك رجل وكانت تدله علي الطريق وتقاتل أعداءه و إذااحتاج موسي إلي طيب فاح منها الطيب حتي يتطيب منها ثوبه و إذا كان في طريق فيه لصوص تكلمت العصا وتقول له خذ بجانب كذا و كان يهش بها علي غنمه ويدافع بهاالسباع والحيات والحشرات و إذاسافر وضعها علي عاتقه وعلق عليها جهازه ومتاعه ومخلاته وكساءه وطعامه وسقاءه . و قال شعيب لموسي حين زوجه ابنته وسلم إليه أغنامه يرعاها اذهب بهذه الأغنام فإذابلغت مفرق الطريق فخذ علي يسارك و لاتأخذ علي يمينك و إن الكلأ بهاأكثر فإن فيهاتنينا عظيما أخشي عليك و علي الأغنام منه

فذهب موسي بالأغنام فلما بلغ مفرق الطريقين أخذت الأغنام ذات اليمين فاجتهد موسي علي أن يصرفها إلي ذات الشمال فلم تطعه فنام موسي والأغنام ترعي فإذابالتنين قدجاء فقامت عصا موسي فحاربته فقتلته وأتت فاستلقت علي جنب موسي وهي دامية فلما استيقظ موسي ع رأي العصا دامية والتنين مقتولا فعلم أن في تلك العصا لله قدرة.فهذه مآرب موسي فيها إذاكانت عصا فأما إذاألقاها موسي ع فيري أنها تنقلب حية كأعظم ما يكون من التنانين سوداء مدلهمة تدب علي أربع قوائم ولها اثنا عشر نابا يخرج منها لهب النار يهب من فيهاريح السموم لايصيب شيئا إلاأحرقه وكانت تكون في عظم الثعبان وخفة الجان ولين الحية و ذلك موافق لنص القرآن حيث قال في موضع فَإِذا هيِ َ ثُعبانٌ مُبِينٌ و في موضع آخرفَإِذا هيِ َ حَيّةٌ تَسعي فقال له اذهَب إِلي فِرعَونَالحديث . وروي أن بنت شعيب لماقالت لموسي إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا كره ذلك موسي وأراد أن لايتبعها و لم يجد بدا أن يتبعها لأنه كان في أرض

-قرآن-1720-1747-قرآن-1763-1787-قرآن-1798-1816

[ صفحه 232]

مسبعة وخوف فلما دخل علي شعيب إذا هوبالعشاء مهيأ فقال له شعيب اجلس ياشاب فتعش فقال له موسي أعوذ بالله قال شعيب و لم ذاك ألست بجائع قال بلي ولكن أخاف أن يكون هذاعوضا عما سقيت لهما و أنا من أهل بيت لانبيع شيئا من عمل الآخرة بمل ء الأرض ذهبا فقال له شعيب لا و الله ياشاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام والتي تزوج بها موسي اسمها صفورة والأخري ليا. وقيل اسم الكبري صفراء واسم الصغري صفيراء

الفصل الثالث في معني قوله تعالي فَاخلَع نَعلَيكَ

وقول موسي وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ وتسمية الجبل طور سيناء

-قرآن-13-41

علل الشرائع بإسناده إلي أبي

عبد الله ع قال قال الله عز و جل لموسي فَاخلَع نَعلَيكَلأنها من جلد حمار ميت

-روايت-1-2-روايت-53-118

و فيه عن أبي عبد الله ع في قوله فَاخلَع نَعلَيكَ قال يعني ارفع خوفيك يعني خوفه من ضياع أهله و قدخلفها تمخض وخوفه من فرعون

-روايت-1-2-روايت-32-142

قال الصدوق سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ يقول في قول موسي ع وَ احلُل عُقدَةً مِن لسِانيِ يَفقَهُوا قوَليِ قال يقول إني أستحي أن أكلمك بلساني ألذي كلمت به غيرك فيمنعني حيائي منك عن محاورة غيرك فصارت هذه الحالة عقدة من لساني فاحللها بفضلك وَ اجعَل لِي وَزِيراً مِن أهَليِ هارُونَ أخَيِ معناه أنه سأل الله عز و جل أن يأذن له في أن يعبر عنه هارون فلايحتاج أن يكلم فرعون بلسان كلم الله عز و جل به

-قرآن-97-143-قرآن-289-336

و فيه عن ابن عباس قال إنما سمي الجبل ألذي كان عليه طور سيناء لأنه جبل

-روايت-1-2-روايت-29-ادامه دارد

[ صفحه 233]

كان عليه شجر الزيتون و كل جبل يكون عليه ماينتفع به من النبات والأشجار سمي طور سيناء وطور سينين و ما لم يكن عليه ماينتفع به من النبات والأشجار سمي طورا لايقال له طور سيناء و لاطور سينين

-روايت-از قبل-206

الإحتجاج سأل سعد بن عبد الله القائم ع عن قول الله عز و جل لنبيه موسي ع فَاخلَع نَعلَيكَ إِنّكَ بِالوادِ المُقَدّسِ طُويً فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة فقال ع من قال ذلك فقد افتري علي موسي واستجهله في نبوته أنه ماخلا الأمر من خصلتين إما إن كانت صلاة موسي ع فيهاجائزة أو غيرجائزة فإن كانت جائزة فيهافجاز لموسي أن يكون يلبسها في تلك البقعة و إن كانت مقدسة مطهرة و إن كانت

صلاته غيرجائزة فيهافقد أوجب أن موسي لم يعرف الحلال والحرام و لم يعلم ماجازت الصلاة فيه مما لم تجز و هذاكفر قلت فأخبرني يامولاي عن التأويل فيها قال إن موسي ع كان بالواد المقدس فقال يارب إني أخلصت لك المحبة مني وغسلت قلبي عمن سواك و كان شديد الحب لأهله فقال الله تبارك و تعالي فَاخلَع نَعلَيكَ أي انزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة وقلبك من الميل إلي من سواي مشغولا

-روايت-1-2-روايت-12-838

أقول اختلف المفسرون في سبب الأمر بخلع النعلين علي أقوال الأول أنهما كانتا من جلد حمار ميت و قدتقدم مايدل علي أنه محمول علي التقية.الثاني أنه كان من جلد بقرة ذكية ولكنه أمر بخلعها ليباشر بقدميه الأرض فتصيبه بركة الوادي المقدس .الثالث أن الحفاء من علامة التواضع ولذلك كانت السلف تطوف حفاة.الرابع أن موسي ع إنما لبس النعل اتقاء من الأنجاس وخوفا من الحشرات فآمنه الله مما يخاف وأعلمه بطهارة الموضع .الخامس أن معني فرغ قلبك من حب الأهل والمال .السادس أن المراد فرغ قلبك عن ذكر الدارين

و في خبر ابن سلام أنه سأل النبي ص عن الوادي المقدس لم سمي المقدس قال لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة وكلم الله موسي تكليما

-روايت-1-2-روايت-22-152

[ صفحه 234]

الفصل الرابع في بعثه موسي وهارون إلي فرعون وتفصيل الأحوال إلي وقت غرق فرعون وقومه

أماالآيات الواردة فيه فكثيرة و أماالأخبار فمستفيضة. قال الثقة علي بن ابراهيم وَ قالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَ تَذَرُ مُوسي وَ قَومَهُ لِيُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ قال كان فرعون يعبد الأصنام ثم ادعي بعد ذلك الربوبية فقال فرعون سَنُقَتّلُ أَبناءَهُم وَ نسَتحَييِ نِساءَهُم وَ إِنّا فَوقَهُم قاهِرُونَ فقال الذين آمنوا لموسي قدأوذينا قبل مجيئك يا موسي بقتل أولادنا و من بعد

ماجئتنا لماحبسهم فرعون لإيمانهم بموسي فقال موسي عَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ. و ذلك أنه لماسجد السحرة آمن الناس بموسي فقال هامان لفرعون إن الناس قدآمنوا بموسي فانظر من دخل في دينه فاحبسه فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل فجاء إليه موسي فقال له خل عن بني إسرائيل فلم يفعل فأنزل الله عليهم في تلك السنة الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتي خرجوا إلي البرية وضربوا فيهاالخيام . فقال فرعون لموسي ادع ربك حتي يكف عنا الطوفان حتي أخلي عن بني إسرائيل وأصحابك فدعا موسي ربه فكف عنهم الطوفان وهم فرعون أن يخلي عن بني إسرائيل فقال له هامان إن خليت بني إسرائيل غلبك موسي وأزال ملكك فقبل منه و لم يخل عن بني إسرائيل .فأنزل الله عليهم في السنة الثانية الجراد فأكلت كل شيءلهم من النبت والشجر حتي

-قرآن-82-192-قرآن-261-333-قرآن-466-555

[ صفحه 235]

كادت تجرد شعرهم ولحاهم فجزع فرعون من ذلك جزعا شديدا و قال يا موسي ادع ربك أن يكف عنا الجراد حتي أخلي عن بني إسرائيل وأصحابك فدعا موسي ربه فكف عنهم الجراد فلم يدعه هامان أن يخلي عن بني إسرائيل .فأنزل الله عليهم في السنة الثالثة القمل فذهبت زروعهم وأصابتهم المجاعة فقال فرعون لموسي إن دفعت عنا القمل كففت عن بني إسرائيل فدعا موسي ربه حتي ذهب القمل . و قال أول ماخلق الله القمل في ذلك الزمان فلم يخل عن بني إسرائيل .فأرسل الله عليهم بعد ذلك الضفادع فكانت تكون في طعامهم وشرابهم . ويقال إنها تخرج من أدبارهم وآذانهم وآنافهم فجزعوا من ذلك جزعا شديدا فجاءوا إلي موسي فقالوا ادع الله أن يذهب عنا الضفادع

فإنا نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا موسي ربه فرفع الله عنهم ذلك . فلما أبوا أن يخلوا عن بني إسرائيل حول الله ماء النيل دما فكان القبطي يراه دما والإسرائيلي يراه ماء فإذاشربه الإسرائيلي كان ماء و إذاشربه القبطي يشربه دما فكان القبطي يقول للإسرائيلي خذ الماء في فمك وصبه في فمي فكان إذاصبه في فمه تحول دما فجزعوا من ذلك جزعا شديدا فقالوا لموسي لئن رفع عنا الدم لنرسلن معك بني إسرائيل فلما رفع عنهم غدروا و لم يخلوا عن بني إسرائيل .فأرسل الله عليهم الرجز و هوالثلج الأحمر و لم يروه قبل ذلك فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم ما لم يعهدوه من قبل فقالوا لموسي ادع لنا ربك بما عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن بك ولنرسلن معك بني إسرائيل فكشف عنهم الثلج فخلوا عن بني إسرائيل . فلما خلي عنهم اجتمعوا إلي موسي وخرج موسي من مصر واجتمع إليه من كان هرب من فرعون وبلغ فرعون ذلك فقال له هامان قدنهيتك أن تخلي عن بني إسرائيل فقد استجمعوا إليه فجزع فرعون وبعث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ وخرج في طلب موسي .أقول إن فرعون كان يستعبد الناس ويعبد الأصنام بنفسه و كان الناس يعبدونها تقربا إليه .

-قرآن-1589-1612

[ صفحه 236]

وقيل كان يعبد مايستحسن من البقر. وروي أنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر ولذلك أخرج السامري لهم عجلا. و أماالطوفان فقيل هوالماء الخارج عن العادة. وقيل هوالموت الذريع . وقيل هوالطاعون بلغة اليمن أرسل الله ذلك علي بكارته آل فرعون في ليلة فلم يبق منهم إنسان و لادابة. وقيل هوالجدري وهم أول من عذبوا به فبقي في الأرض . واختلف في القمل أيضا فقيل هوصغار

الجراد ألذي لاأجنحة لها. وقيل صغار الذر. وقيل دواب سود كالقراد. وقيل هوالسوس ألذي يخرج من الحنطة

تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال لمابعث موسي ع إلي فرعون أتي بابه فاستأذن عليه فضرب بعصاه الباب فاصطكت الأبواب مفتحة ثم دخل علي فرعون فأخبروه أنه رسول رب العالمين وسأله أن يرسل معه بني إسرائيل فقال أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ وَ فَعَلتَ فَعلَتَكَ التّيِ فَعَلتَ أي قتلت الرجل وَ أَنتَ مِنَ الكافِرِينَيعني كفرت نعمتي فتجاوبا الكلام إلي أن قال موسي أَ وَ لَو جِئتُكَ بشِيَ ءٍ مُبِينٍ قالَفرعون فَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ َ ثُعبانٌ مُبِينٌفلم يبق من جلساء فرعون شخص إلاهرب ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك فقال فرعون أنشدك الله والرضاع إلاكففتها عني ثم نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هيِ َ بَيضاءُ لِلنّاظِرِينَفأخذ فلما أخذ موسي العصا رجعت إلي فرعون نفسه وهم بتصديقه فقام إليه هامان فقال بينما أنت إله تعبد إذ صرت تابعا لعبد ثم قال فرعون للملإ الذين حوله إِنّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخرِجَكُم مِن أَرضِكُم بِسِحرِهِ فَما ذا تَأمُرُونَ

-روايت-1-2-روايت-62-ادامه دارد

[ صفحه 237]

و كان فرعون وهامان قدتعلما السحر وإنما غلبا الناس بالسحر وادعي فرعون الربوبية بالسحر فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين وجمعوا ألف ساحر واختار من الألف ثمانين فقال السحرة لفرعون قدعلمت أنه ليس في الدنيا أسحر منا فإن غلبنا موسي فما عندك قال أشارككم في ملكي قالوا فإن غلبنا موسي وأبطل سحرنا علمنا أن ماجاء به ليس بسحر آمنا به وصدقناه فقال فرعون فإن غلبكم موسي صدقته أناأيضا معكم و كان موعدهم يوم عيد لهم فلما ارتفع

النهار وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء سبعون ذراعا و قدكانت لبست بالفولاذ المصقول وكانت إذاوقعت عليها الشمس لم يقدر أحد أن ينظر من لمع الحديد ووهج الشمس فقالت السحرة لفرعون إنا نري رجلا ينظر إلي السماء و لم يبلغ سحرنا السماء وضمنت السحر في الأرض فقالوا لموسي إِمّا أَن تلُقيِ َ وَ إِمّا أَن نَكُونَ نَحنُ المُلقِينَفقالَ لَهُم مُوسي أَلقُوا ما أَنتُم مُلقُونَ فَأَلقَوا حِبالَهُم وَ عِصِيّهُمفأقبلت تضطرب مثل الحيات فقالُوا بِعِزّةِ فِرعَونَ إِنّا لَنَحنُ الغالِبُونَفَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسيفنودي لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي وَ أَلقِ ما فِي يَمِينِكَفألقي موسي العصا فذابت في الأرض مثل الرصاص ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقتها العليا علي رأس قبة فرعون ثم دارت والتقمت عصي السحرة وحبالهم وانهزم الناس حين رأوا عظمها فقتل في الهزيمة من وطي الناس بعضهم بعضا عشرة آلاف رجل وامرأة وصبي ودارت علي قبة فرعون قال فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما من الفزع ومر موسي في الهزيمة مع الناس فناداه الله خُذها وَ لا تَخَف سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الأُوليفرجع موسي ولف علي يديه عباءة ثم أدخل يده في فمها فإذاهي عصا كماكانت فأَلُقيِ َ السّحَرَةُ سُجّداً لمارأوا ذلك قالُوا آمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ رَبّ مُوسي وَ هارُونَفغضب فرعون من ذلك وقالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ ألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَسَوفَ تَعلَمُونَ لَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَ لَأُصَلّبَنّكُم أَجمَعِينَفقالوا له إِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبّنا خَطايانافحبس فرعون من آمن بموسي في السجن حتي أنزل الله عليهم الطوفان والجراد والضفادع والدم فانطلق عنهم

-روايت-از قبل-2027

[ صفحه 238]

فأوحي الله إلي موسي أَن أَسرِ بعِبِاديِ فخرج موسي ببني إسرائيل ليقطع بهم

البحر وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين وحشر الناس و قدتقدم مقدمته في ستمائة ألف وركب هو في ألف وألف وخرج كماحكي الله عز و جل فَأَخرَجناهُم مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ كُنُوزٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ كَذلِكَ وَ أَورَثناها بنَيِ إِسرائِيلَ فلما قرب موسي من البحر وقرب فرعون من موسي قالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَ فقال موسي كَلّا إِنّ معَيِ ربَيّ سَيَهدِينِ أي سينجيني فدنا موسي من البحر فقال له انفرق فقال له البحر استكبرت يا موسي أن تقول لي أنفرق لك و لم أعص الله طرفة عين و قد كان فيكم العاصي فقال له موسي فاحذر أن تعصي و قدعلمت أن آدم أخرج من الجنة بمعصيته وإنما لعن إبليس بمعصيته قال البحر عظيم ربي مطاع أمره فقام يوشع بن نون فقال لموسي يا رسول الله ماأمرك ربك فقال بعبور البحر فأقحم فرسه الماء وأوحي الله إلي موسي أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَفضربه فكان كل فرق كالطود العظيم فضرب له في البحر اثني عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق فكان قدارتفع الماء وبقت الأرض يابسة طلعت فيهاالشمس ويبست ودخل موسي البحر و كان أصحابه اثني عشر سبطا فضرب الله لهم في البحر اثني عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق و كان الماء قدارتفع علي رءوسهم مثل الجبال فجزعت الفرقة التي كانت مع موسي في طريقه فقالوا يا موسي أين إخواننا فقال لهم معكم في البحر فلم يصدقوه فأمر الله البحر فصار طرقات حتي كان ينظر بعضهم إلي بعض ويتحدثون وأقبل فرعون بجنوده فلما انتهي إلي البحر قال لأصحابه أ لاتعلمون أن ربكم الأعلي قدفرج لكم البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر وامتنعت

الخيل منه لهول الماء فتقدم فرعون فقال له منجمه لاتدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه وأقبل إلي فرس حصان فامتنع الفرس أن يدخل الماء فعطف عليه جبرئيل ع و هو علي ماديانة فتقدمته ودخل فنظر إلي الرمكة فطلبها ودخل البحر واقتحم أصحابه خلفه فلما دخلوا كلهم حتي كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج من أصحاب موسي أمر الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليه مثل الجبال فقال فرعون

عند ذلك آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 239]

فأخذ جبرئيل كفا من حمأة فوضعها في فيه ثم قال آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ

-روايت-از قبل-136

و ذلك أن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر وهووا من البحر إلي النار و أمافرعون فنبذه الله وحده وألقاه بالساحل لينظروا إليه وليعرفوه وليكون لمن خلفه آية ولئلا يشك أحد في هلاكه وأنهم كانوا اتخذوه ربا فأراهم الله إياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة

و قال الصادق ع ماأتي جبرئيل رسول الله ص إلاكئيبا حزينا و لم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون فلما أمره الله بنزول هذه الآيةآلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَنزل عليه و هوضاحك مستبشر فقال رسول الله ص ماأتيتني إلا والحزن في وجهك حتي الساعة قال نعم يا محمد لماغرق الله فرعون قال آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفأخذت حمأة فوضعتها في فيه ثم قلت له آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ وعملت ذلك من غيرأمر الله خفت أن تلحقه الرحمة من

الله ويعذبني علي مافعلت فلما كان الآن وأمرني ربي الله أن أؤدي إليك ماقلته أنالفرعون آمنت وعلمت أن ذلك كان رضا لله تعالي

-روايت-1-2-روايت-20-701

. و قوله فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ فإن موسي ع أخبر بني إسرائيل أن الله قدغرق فرعون فلم يصدقوه فأمر الله البحر فلفظ به علي ساحل البحر حتي رأوه ميتا

-قرآن-10-39

علل الشرائع وعيون الأخبار بإسناده إلي ابراهيم الهمداني قال قلت للرضا ع لأي علة أغرق الله فرعون و قدآمن به وأقر بتوحيده قال لأنه آمن

عندرؤية اليأس والإيمان

عندرؤية اليأس غيرمقبول و ذلك حكم الله في السلف والخلف قال الله عز و جل فَلَمّا رَأَوا بَأسَنا قالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ وَ كَفَرنا بِما كُنّا بِهِ مُشرِكِينَ فَلَم يَكُ يَنفَعُهُم إِيمانُهُم لَمّا رَأَوا بَأسَنا وهكذا فرعون لماأدركه الغرق قال آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفقيل له آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً

-روايت-1-2-روايت-68-ادامه دارد

[ صفحه 240]

و قد كان فرعون من قدمه إلي قرنه في الحديد فلما غرق ألقاه الله تعالي علي نجوة من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع ثقله بالحديد مرتفع وسبيل الثقيل أن يرسب و لايرتفع فكان ذلك آية وعلامة ولعلة أخري أغرقه الله عز و جل وهي أنه استغاث بموسي لماأدركه الغرق و لم يستغث بالله فأوحي الله عز و جل إليه يا موسي لم تغث فرعون لأنك لم تخلقه و لواستغاث بي لأغثته

-روايت-از قبل-402

أقول هذان الوجهان ذكرهما العلماء في أول الوجوه وذكروا وجوها أخر منها أنه لم يكن مخلصا في هذه الكلمة بل إنما تكلم بهاتوسلا إلي دفع البلية الحاضرة. ومنها أن ذلك

الإقرار كان منبئا عن محض التقليد. أ لاتري أنه قال لا إِلهَ إِلّا ألّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ. ومنها أن أكثر اليهود كانت قلوبهم مائلة إلي التشبيه والتجسيم ولذا اشتغلوا بعبادة العجل لظنهم أنه تعالي في جسده فكأنه آمن بالإله الموصوف بالجسمية و كل من اعتقد ذلك كان كافرا. ومنها أنه أقر بالتوحيد فقط و لم يقر بنبوة موسي فلذا لم يقبل منه

-قرآن-225-275

و فيه عنه ع في قول فرعون ذرَوُنيِ أَقتُل مُوسي من كان يمنعه قال منعته رشدته و لايقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء إلاأولاد الزني

-روايت-1-2-روايت-18-140

أقول الرشدة طيب الولادة وفرعون لم يتولد من الزني و من ذلك جاء في الأخبار الصحيحة أن الألوف الذين حضروا واقعة الطفوف كانوا ما بين ولد زنية أوحيضة ولعل التفصيل إشارة إلي من أعان علي القتال تبين فيه نصب العداوة لأهل البيت ع . وورد أنه لايبغضهم إلاولد من الزني . و أما من حضر وكثر السواد و لم يقاتل فهو ممن حمل به في الحيض

و في قصص الأنبياء عن العبد الصالح ص قال كان من قول

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 241]

موسي حين دخل علي فرعون أللهم إني أدرأ بك في نحره وأستجير بك من شره وأستعين بك فحول الله ما كان في قلب فرعون من الأمن خوفا وروي الصدوق قال غار النيل علي عهد فرعون فأتاه أهل مملكته فقالوا أيها الملك أجر لنا النيل قال إني لم أرض عنكم ثم ذهبوا فأتوه فقالوا أيها الملك نموت ونهلك ولئن لم تجر لنا النيل لنتخذن إلها غيرك قال اخرجوا إلي الصعيد فخرجوا فتنحي عنهم حيث لايرونه و لايسمعون كلامه فألصق خده بالأرض وأشار بالسبابة و قال أللهم إني خرجت إليك خروج العبد الذليل إلي

سيده وإني أعلم أنك تعلم أنه لايقدر علي إجرائه أحد غيرك فأجره قال فجري النيل جريا لم يجر مثله فأتاهم فقال لهم إني قدأجريت لكم النيل فخروا له سجدا وعرض له جبرئيل ع فقال أيها الملك أعني علي عبد لي قال فما قصته قال عبد لي ملكته علي عبيدي وخولته علي مفاتيحي فعاداني وأحب من عاداني وعادي من أحببت قال لبئس العبد عبدك لو كان لي عليه سبيل لأغرقته في بحر القلزم قال أيها الملك اكتب لي بذلك كتابا فدعا بكتاب ودواة فكتب ماجزاء العبد ألذي يخالف سيده فأحب من عادي وعادي من أحب إلا أن يغرق في بحر القلزم قال أيها الملك اختمه فختمه ثم دفعه إليه فلما كان يوم البحر أتاه جبرئيل ع بالكتاب فقال خذ هذا مااستحققت به علي نفسك و هذا ماحكمت به علي نفسك

-روايت-از قبل-1218

أقول قدأوردوا شبهة في هذاالمقام و هو أنه يلزم من إجراء الماء مثلا علي يدي فرعون إغراء قومه وغيرهم باتباعه وقبول قوله . و هذا غيرجائز علي الحكيم و لم أر من تعرض للجواب عنها لأنها شبهة فاسدة في نفس الأمر إلا أن الشبهات كلها من هذاالباب فلزم التعرض للجواب عنها مع أنها لااختصاص لها في هذاالباب المورد بل جارية في موارد كثيرة كماستعرف إن شاء الله تعالي . والجواب عنها من وجوه

[ صفحه 242]

الوجه الأول أن الأمور التي يظهر بطلانها علي العامة والخاصة و من أعمل العقل فيها لاإغراء للناس في وجودها و ذلك أن ربوبية فرعون كان أمرا باطلا تدركه العقول والأوهام والأفهام و من طاوعه عليها لم يكن منها علي يقين ولهذا قالوا له لئن لم تجر لنا النيل لنتخذن إلها غيرك .فظهر

أن سجودهم له وقولهم بربوبيته إنما هومستند إلي أطماع الدنيا واعتباراتها والهرب من شره وعذابه ألذي كان يوقعه لغيرهم و قدأطاعوا في متابعته الأهواء والوساوس الشيطانية و ماكانت التقية تبلغ بهم إلي ذلك الحد وارتكاب الأقوال الباطلة. وبالجملة فقوله لهم أناربكم الأعلي أمر ظاهر البطلان وحينئذ فإجراء ماء النيل مثلا لايلزم منه إغراؤهم بالقول بربوبيته .نعم إذاوقع التحدي للنبي أوالإمام ص بأمر من الأمور الدالة علي صدق دعواهم لايجوز إجراؤه علي يد المبطل من غيرهم . ولهذا لماادعي الإمامة في زمن الكاظم ع جماعة من إخوته وبني عمه كان يتحداهم بالجلوس وسط النار مع أن دخول النار والجلوس فيهامبتذل في هذه الأعصار لكثير من عوام مذهبنا مذهب المخالفين .الوجه الثاني أن الله سبحانه أقسم بعزته أنه لايضيع عمل عامل و من يرد حرث الدنيا في ذلك العمل يؤته منها و من يرد حرث الآخرة يؤته منها. و من هذاجاء في الأخبار أن إمهال الشيطان إلي يوم القيامة وتسلطه علي بني آدم و ماأعطاه الله سبحانه مما طلب إنما سبب عبادته في السماء.

كما قال مولانا أمير المؤمنين ع إنه عبد الله في السماء ستة آلاف سنة لايدري أ من سني الدنيا أم من سني الآخرة

-روايت-1-2-روايت-36-119

و أمافرعون فجاء في الأخبار أن الله سبحانه أمهله أربعمائة سنة يدعي فيهاالربوبية لأنه كان حسن الأخلاق سهل الحجاب و ماجلس علي مائدة إلا كان فيهاالأيتام والمساكين .

روي عن علي ع إنما أمهل الله فرعون في دعوته لسهولة أذنه وبذل طعامه فجوزي في الدنيا علي أعماله

-روايت-1-2-روايت-19-107

[ صفحه 243]

وكون ذلك الجزاء مستلزما لنقص الغير مما يمكن الاحتراز عنه لايمنع منه لأن جزاء إبليس علي عمله استلزم تسلطه علي بني آدم لكنه لايئول إلي

جبرهم بل هم مختارون في الطاعة. و هذاالوجه يجري في موارد كثيرة و ذلك أن كفار الهند وغيرهم إذاتعبدوا لله سبحانه بزعمهم يجري علي أيديهم الأفعال الغريبة كالإخبار عن الغائبات ونحوها. ومثل جماعة من أهل الخلاف يجري علي يدي جماعة من مشايخهم جزاء لعبادتهم ما لايجري علي يدي غيرهم من أهل الله الوجه الثالث أن فرعون وهامان كانا حاذقين في السحر و به غلبا علي قومهما فلعل تلك الأفعال الغريبة كانت مستندة إلي السحر و لاينافيه سجوده وتضرعه لله تعالي ودعاؤه . فإن السحرة لايخلو سحر من سحرهم عن الآيات والأدعية و إن ضموا إليها أمورا أخر.فلعل جريان النيل كان من ذلك العلم ويجري أيضا في غيره من الموارد في الكفار والمخالفين .الوجه الرابع أن الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون طريق التكليف مقرونا بالألطاف والتوفيقات ومحفوفا بالابتلاء والاختبار ومعارضات العقول والأوهام ليتميز المؤمن من غيره والمجاهد من القاعد و من يغلب الهوي عليه ممن يجري علي مقتضي العقول وبزوال الأوهام . و ذلك أن الله سبحانه أرسل إلي فرعون وقومه و موسي وهارون الحجج القاطعة والآيات الباهرة والألطاف الإلهية والتوفيقات الربانية و لوعملوا فيهابمقتضي العقول وتجردوا عن الأوهام والشكوك لكانت موجبة لإيمانهم . و أما ألذي جري علي يد فرعون من الأمور الغريبة فكان من باب الابتلاء والاختبار لقومه . و هذامما ليس فيه إغراء و لايوجب لفرعون ربوبية و لانبوة. و هذاأيضا يجري في غيره من الموارد الكثيرة في طبقات الكفار والمخالفين .

[ صفحه 244]

فإن كون عبد السلام البصري مثلا يلزم الحيات ويدخل مع تلاميذه النار ويفعل الأفعال الغريبة لايوجب أن يكون مذهبه علي الحق و لا أن تكون طريقته هي المثلي لأن كثيرا

من كفار الهند وغيرهم يصنعون ما هوأغرب وأعجب .الوجه الخامس أن الحكمة الإلهية قدجرت بأنه إذاأكمل الحجة علي عباده وأقام فيهم البراهين وأكمل فيهم العقول وأرسل إليهم الأنبياء و لم يبق لهم عذر فإن أطاعوه وقبلوا الإيمان به وبرسله جازاهم في الدنيا والآخرة و إن أبوا إلاالعناد واللجاج وتكذيب الآيات والرسل أمهلهم وأملي لهم واستدرجهم وكلما ازدادوا في الطغيان زادت عليهم النعم وهم يحسبون أنه من صنيع الله إليهم وإحسانه عليهم . كما قال عزشأنه سَنَستَدرِجُهُم مِن حَيثُ لا يَعلَمُونَ وَ أمُليِ لَهُم إِنّ كيَديِ مَتِينٌفما كان يصنعه جل و عز إلي فرعون وقومه من نعم الدنيا كان من باب الإملاء والاستدراج . وهكذا الحال في بعض الموارد فإن الكوفي أبا... كان يقول في مجلس الكوفة قال علي و أناأقول يعني خلافا لقوله . و لاشك أن قول علي ع هوحكم الله تعالي و أن غيره يكون حكم الشيطان فقد جعل نفسه وفتواه شريكا لله تعالي و مع ذلك أمهله الله تعالي واستدرجه في نعم الدنيا والاعتبار

عندالملوك والسلاطين واعتماد الناس علي أقواله ومذاهبه في حياته و بعدمماته إلي يوم القيامة. و الناس يظنون أن ذلك من ألطاف الله سبحانه عليه و ليس هو إلااستدراجا وجزاء لأعماله .فإنه حكي عنه أنه قام الليل من نصفه أو من أوله إلي آخره عابدا داعيا مدة عشرين سنة وهكذا حال أصحابه من باقي الفقهاء الأربعة. وبقيت وجوه كثيرة لانطيل الكتاب بذكرها

-قرآن-651-727

علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن يوم الأربعاء والتطير منه فقال ع آخر أربعاء في الشهر و هوالمحاق و يوم الأربعاء غرق الله فرعون

-روايت-1-2-روايت-16-ادامه دارد

[ صفحه 245]

و يوم الأربعاء طلب فرعون موسي ليقتله و يوم الأربعاء أمر

فرعون بذبح الغلمان و يوم الأربعاء أظل قوم فرعون العذاب

-روايت-از قبل-124

و عن أبي جعفر ع لمارجع موسي إلي امرأته قالت من أين جئت قال من

عندرب تلك النار قال فغدا إلي فرعون فو الله لكأني أنظر إليه طويل الباع ذو شعر أدم عليه جبة من صوف عصاه في كفه مربوط حقوه بشريط نعله من جلد حمار شراكها من ليف فقيل لفرعون إن علي الباب فتي يزعم أنه رسول رب العالمين فقال فرعون لصاحب الأسد خل سلاسلها و كان إذاغضب علي أحد خلاها فقطعته فخلاها وقرع موسي الباب الأول وكانت تسعة أبواب فلما قرع موسي الباب الأول انفتحت له الأبواب التسعة فلما دخل جعلن يبصبصن تحت رجليه كأنهن جراء فقال فرعون لجلسائه أرأيتم مثل هذاقط فلما أقبل إليه قالَ أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداًالآية فقال فرعون لرجل من أصحابه قم فخذ بيده و قال للآخر اضرب عنقه فضرب جبرئيل ع بالسيف حتي قتل ستة من أصحابه فقال خلوا عنه قال فأخرج يده فإذاهي بيضاء قدحال شعاعها بينه و بين وجهه وألقي العصا فإذاهي حية فالتقمت الإيوان بلحييها فدعاه أن يا موسي أقلني إلي غد ثم كان من أمره ما كان

-روايت-1-2-روايت-22-939

و عن ابن أبي عمير قال قلت لموسي بن جعفر ع أخبرني عن قول الله عز و جل لموسي اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي فقال أما قوله لَيّناًيعني كنياه وقولا يا أبامصعب واسمه الوليد بن مصعب و أما قوله يَتَذَكّرُ أَو يَخشيفإنما قال ليكون أحرص لموسي علي الذهاب و قدعلم الله عز و جل أن فرعون لايتذكر و لايخشي إلا

عندرؤية العذاب أ لاتسمع الله عز و جل يقول حَتّي

إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا ألّذِي

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 246]

آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَفلم يقبل الله إيمانه و قال آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ

-روايت-از قبل-141

و عن أبي الحسن الرضا ع قال كان علي مقدمة فرعون ستمائة ألف ومائتي ألف و علي ساقته ألف ألف فدخلوا البحر وغرقوا و قوله فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً يقول نلقيك علي نجوة من الأرض لتكون لمن بعدك علامة وعبرة

-روايت-1-2-روايت-34-254

و عن أبان الأحمر قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ فِرعَونَ ذيِ الأَوتادِ فقال كان إذاعذب رجلا بسطة علي الأرض علي وجهه ومد يديه ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض فتركه حتي يموت

-روايت-1-2-روايت-26-215

و عن أبي عبد الله ع التسع آيات الله التي أوتي موسي ع فقال الجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والعصا ويده

-روايت-1-2-روايت-27-130

و عنه ع شاطئ الواد الأيمن ألذي ذكره الله في كتابه هوالفرات والبقعة المباركة هي كربلاء والشجرة هي محمدص

-روايت-1-2-روايت-13-118

أقول يعني نور محمدص ظهر من تلك الشجرة

العياشي عن عاصم رفعه قال إن فرعون بني سبع مدائن يتحصن فيها من موسي ع وجعل فيهاآجاما للأسد فلما بعث الله موسي إلي فرعون فدخل المدينة ورأي الأسود تبصبصت وولت مدبرة قال ثم لم يأت مدينة إلافتح الله له بابها إلي قصر فرعون ألذي هو فيه فقعد علي بابه و عليه مدرعة من صوف ومعه عصاه فلما خرج الآذن قال له موسي استأذن علي فرعون فلم يلتفت إليه فأكثر عليه فقال له الآذن أ ماوجد رب العالمين من يرسله غيرك فغضب موسي فضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه و بين فرعون باب إلاانفتح حتي

نظر إليه فرعون و هو في مجلسه فقال أدخلوه فدخل عليه و هو في قبة له ارتفاعها ثمانون ذراعافَقالَ إنِيّ رَسُولُ رَبّ العالَمِينَقالَ فَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَلقي عَصاهُ و كان لها شعبتان فإذاهي حية قدوقع إحدي

-روايت-1-2-روايت-31-ادامه دارد

[ صفحه 247]

الشعبتين في الأرض والشعبة الأخري في أعلي القبة فنظر فرعون إلي جوفها و هويلتهب نيرانا وأهوت إليه فأحدث وصاح يا موسي خذها

-روايت-از قبل-133

وروي العياشي عن يونس بن ظبيان قال قال إن موسي وهارون حين دخلا علي فرعون و لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح كانوا ولد نكاح كلهم و إن كان فيهم ولد سفاح لأمر بقتلهما فقالُوا أَرجِه وَ أَخاهُ وأمروه بالتأني والنظر ثم وضع يده علي صدره قال وكذلك نحن لايقصدنا بشر إلا كل خبيث الولادة

-روايت-1-2-روايت-42-308

تفسير الإمام الحسن العسكري قال إن موسي ع لماانتهي إلي البحر أوحي الله عز و جل إليه قل لبني إسرائيل جددوا توحيدي وأمروا بقلوبكم ذكر محمدص سيد عبيدي وإمائي وأعيدوا علي أنفسكم الولاية لعلي أخي محمد وآله الطيبين وقولوا أللهم بجاههم جوزنا علي متن هذاالماء يتحول لكم أرضا فقال لهم موسي ذلك فقالوا أتورد علينا مانكره وهل فررنا من فرعون إلا من خوف الموت و أنت تقحم بنا هذاالماء بهذه الكلمات و مايدرينا مايحدث من هذه علينا فقال لموسي كالب بن يوحنا و هو علي دابة له و كان ذلك الخليج أربعة فراسخ يانبي الله أمرك الله بهذا أن نقوله وندخل الماء فقال نعم فوقف وجدد توحيد الله ونبوة محمد وولاية علي والطيبين من آلهما كماأمر به ثم قال أللهم بجاههم جوزني علي متن هذاالماء ثم أقحم فرسه فركض علي متن الماء حتي بلغ آخر الخليج ثم

عاد راكضا فقال يابني إسرائيل أطيعوا موسي فما هذاالدعاء إلامفتاح أبواب الجنان ومغاليق أبواب النيران ومستنزل الأرزاق وجالب علي عبيد الله وإمائه رضاء المهيمن الخلاق فأبوا وقالوا نحن لانسير إلا علي الأرض فأوحي الله إلي موسي اضرب بعصاك البحر وقل أللهم بجاه محمد وآله الطيبين لمافلقته ففعل فانفلق وظهرت الأرض إلي آخر الخليج فقال موسي ع ادخلوا قالوا الأرض وحلة نخاف أن نرسب فيها فقال الله يا موسي قل أللهم بجاه محمد وآله الطيبين جففها فقالها فأرسل الله عليها ريح الصبا فجفت و قال موسي ادخلوا قالوا يانبي الله نحن اثنتا عشرة قبيلة بنو اثني عشر أبا و إن دخلنا رام كل فريق تقدم صاحبه فلانأمن وقوع الشر بيننا فلو كان لكل فريق منا طريق علي حده لأمنا مانخافه فأمر الله موسي أن يضرب البحر بعددهم اثنتي عشرة ضربة في اثني عشر موضعا و يقول أللهم بجاه محمد وآله الطيبين بين لنا الأرض فصار فيه تمام اثني عشر طريقا وجف الأرض بريح

-روايت-1-2-روايت-36-ادامه دارد

[ صفحه 248]

الصبا فقال ادخلوها قالوا كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لايدري مايحدث علي الآخرين فقال الله عز و جل فاضرب كل طود من الماء بين هذاالسكك فضرب و قال أللهم بجاه محمد وآله الطيبين لماجعلت هذاالماء طاقات واسعة يري بعضهم بعضا فحدث طاقات واسعة يري بعضهم بعضا فلما دخلوا جاء فرعون وقومه فدخلوا فأمر الله البحر فأطبق عليهم فغرقوا وأصحاب موسي ينظرون إليهم ثم قال الله عز و جل لبني إسرائيل في عهد محمدص فإذا كان الله تعالي فعل كله بأسلافكم لكرامة محمدص ودعا موسي دعاء تقرب بهم أفما تعقلون أن عليكم الإيمان بمحمد وآله و قدشاهدتموه الآن

-روايت-از قبل-583

و

عن أبي عبد الله ع قال بين قوله قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما و بين أخذ فرعون أربعون سنة

-روايت-1-2-روايت-32-97

قال الثعلبي قال العلماء بأخبار الماضين لماكلم الله موسي وبعثه إلي مصر خرج و ليس معه زاد و لاسلاح و كان يستعين بالصيد وببقول الأرض و لماقرب من مصر أوحي الله إلي أخيه هارون يبشره بقدوم موسي ويخبره أنه جعله لموسي وزيرا ورسولا معه إلي فرعون وأمره أن يمر يوم السبت لغرة ذي الحجة متنكرا إلي شاطئ النيل ليلتقي في تلك الساعة بموسي .فخرج هارون وأقبل موسي ع فالتقيا علي شط النيل قبل طلوع الشمس فاتفق أنه كان يوم ورود الأسد الماء و كان لفرعون أسد تحرسه في غيضة محيطة بالمدينة من حولها. و كان فرعون إذ ذاك في مدينة حصينة عليها سبعون سورا في كل سور رساتيق وأنهار ومزارع وأرض واسعة في ربض كل سور سبعون ألف مقاتل و من وراء تلك المدينة غيضة تولي فرعون غرسها بنفسه ثم أسكنها الأسد فنسلت وتوالدت حتي كثرت ثم اتخذها جندا من جنوده تحرسه وجعل خلال تلك الغيضة طرقا تفضي من يسلكها إلي أبواب المدينة فمن أخطأ الطريق وقع في الغيضة فأكلته الأسود وكانت الأسود إذاوردت النيل ظلت عليها يومها كلها ثم تصدر مع الليل فالتقي موسي وهارون يوم ورودها فلما أبصرتهما الأسد مدت أعناقها ورءوسها إليهما

[ صفحه 249]

وشخصت أبصارها نحوهما وقذف الله تعالي في قلوبها الرعب فانطلقت منهزمة نحو الغيضة و كان لها ساسة يسوسونها ويحرسونها من الناس . فلما أصابها ماأصابها خاف ساستها فرعون و لم يشعروا من أين أتوا فانطلق موسي وهارون في تلك المسبعة حتي وصلا إلي باب المدينة الأعظم ألذي هوأقرب أبوابها إلي منزل فرعون و

كان منه يدخل ويخرج فأقاما إليه سبعة أيام .فكلمهما واحد من الحراس وزيرهما و قال لهما هل تدريان لمن هذاالباب فقال موسي إن هذاالباب و ما فيهالرب العالمين وأهلها عبيد له فسمع ذلك الرجل قولا لم يظن أن أحدا من الناس يفصح بمثله فأسرع إلي كبرائه الذين هم فوقه فقال لهم سمعت اليوم قولا من رجلين هوأعظم عندي مما أصابنا في الأسد و ماكانا ليقدما علي ماقدما عليه إلابسحر عظيم وأخبرهم القصة فتداولوه حتي انتهوا إلي فرعون . و قال السدي بإسناده سار موسي ع بأهله نحو مصر حتي أتاها ليلا فتضيف أمه وهي لاتعرفه وإنما أتاهم في ليلة كانوا يأكلون فيهاالطفيشل نوع من المرق ونزل في جانب الدار فجاء هارون فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه فأخبرته أنه ضيف فدعاه فأكل معه فلما أن قعد تحدثا فقال له هارون من أنت فقال أنا موسي فتعانقا فقال له موسي ياهارون انطلق معي إلي فرعون فإن الله عز و جل قدأرسلنا إليه فقال هارون سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت أنشدكما الله أن تذهبا إلي فرعون فيقتلكما.فانطلقا إليه فأتيا الباب والتمسا الدخول عليه ليلا فقرعا الباب ففزع فرعون وفزع البواب و قال فرعون من هذا ألذي يضرب ببابي في هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسي أنا رسول رب العالمين . و قال محمد بن إسحاق خرج موسي حين قدم مصرا علي فرعون هو وأخوه حتي وقفا علي باب فرعون يلتمسان الإذن فمكثا سنتين يغدوان إلي بابه ويروحان لايعلم بهما و لايجتري أحد أن يعلمه بشأنهما حتي دخل عليه بطال له يلعب عنده ويضحكه فقال له أيها الملك إن علي بابك رجلا يقول قولا

عجيبا زعم أن له إلها غيرك فقال أدخلوه فدخل موسي وهارون فلما وقفا عنده دعا موسي بدعاء فتحول خوفه أمنا وكذا كل من يدعو بذلك الدعاء.

[ صفحه 250]

ثم قال فرعون لموسي من أنت قال أنا رسول رب العالمين فتأمله فرعون فعرفه فقال أَ لَم نُرَبّكَ فِينا وَلِيداً وَ لَبِثتَ فِينا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ إلي آخر الآيات والمنازعات .فَأَلقي عَصاهُ فَإِذا هيِ َ ثُعبانٌ وتوجهت نحو فرعون لتأخذه فوثب عن سريره وأحدث حتي قام به بطنه في يومه ذلك أربعين مرة. و كان فيما يزعمون لايسعل و لايصدع و لاتصيبه آفة مما تصيب الناس و كان يقوم في أربعين يوما مرة و كان أكثر مايأكل الموز لكيلا يكون له ثفل فيحتاج إلي القيام وكانت هذه الأشياء مما زين له أن قال ما قال لأنه ليس له من الناس شبيه فلما قصدته الحية نادي يا موسي اكففها عني بحرمة الرضاع وإني أؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسي فعادت عصا ثم نزع يده من جيبه فإذاهي بيضاء مثل الثلج لها شعاع كشعاع الشمس فقال له فرعون هذه يدك فأدخلها موسي جيبه وأخرجها الثانية ولها نور ساطع في السماء تكل منه الأبصار فلم يستطع فرعون النظر إليها ثم ردها موسي وأخرجها علي لونها الأول فهم فرعون بتصديقه و قال له هامان بينما أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد فقال فرعون لموسي أمهلني إلي غد. وأوحي الله تعالي إلي موسي ع أن قل لفرعون إنك إن آمنت بالله وحده عمرتك في ملكك ورددت شابا طريا فاستنظره فرعون . فلما كان من الغد دخل عليه هامان فأخبره فرعون بما وعد موسي فقال له هامان و الله مايعدل هذاعبادة هؤلاء

لك يوما واحدا فنفخ في منخره ثم قال له هامان أناأردك شابا فأتاه بالوسمة فخضبه بها. فلما دخل عليه موسي ورآه علي تلك الحالة هاله ذلك .فأوحي الله تعالي إليه لايهولنك مارأيت فإنه لم يلبث إلاقليلا حتي يعود إلي الحالة الأولي . و في بعض الروايات أن موسي وهارون لماانصرفا من

عندفرعون أصابهما المطر في الطريق فأتيا علي عجوز من أقرباء أمهما ووجه فرعون الطلب في أثرهما فلما دخل عليهما الليل ناما في دارها وجاء الطلب إلي الباب والعجوز منتبهة فلما أحست بهم

-قرآن-88-155-قرآن-185-219

[ صفحه 251]

خافت عليهما فخرجت العصا من ثقب الباب والعجوز تنظر فقاتلتهم حتي قتلت منهم سبعة أنفس ثم عادت ودخلت الدار. فلما انتبه موسي وهارون أخبرتهما بقصة الطلب ونكاية العصا فيهم فآمنت بهما وصدقتهما. قال الثعلبي قالت العلماء بأخبار الأنبياء أن موسي وهارون ع وضع فرعون أمرهما علي السحر فأراد قتلهما فقال العبد الصالح حزقيل مؤمن آل فرعون أتقتلون رجلا يقول ربي الله و قدجاءكم بالبينات من ربكم فقال الملأ من قوم فرعون أَرجِه وَ أَخاهُ وَ ابعَث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ يَأتُوكَ بِكُلّ سَحّارٍ عَلِيمٍ. وكانت لفرعون مدائن فيهاالسحرة معدة لفرعون إذاأحزنه أمر. و قال ابن عباس قال فرعون لمارأي سلطان الله في اليد والعصا إنا لانغالب موسي إلابمن هومثله فأخذ غلمانا من بني إسرائيل فبعث بهم إلي قرية يقال لها العرما يعلمونهم السحر كمايعلمون الصبيان في المكتب فعلموهم سحرا كثيرا وواعد فرعون موسي موعدا فبعث فرعون إلي السحرة فجاء بهم ومعهم معلمهم فقالوا له ماذا صنعت قال علمتهم سحرا لايطيقه سحرة أهل الأرض إلا أن يكون أمر من السماء فإنه لاطاقة لهم به . ثم بعث فرعون فجمع السحرة كلهم وكانوا اثنين

وسبعين ألفا. و قال كعب كانوا اثني عشر ألفا وقيل بضعا وثلاثين ألفا و قال عكرمة سبعين ألفا وقيل ثمانين ألفا واختار منهم سبعة آلاف واختار من أولئك سبعمائة. و كان رئيس السحرة أخوين بأقصي مدائن الصفر فلما جاءهما رسول فرعون قالا لأمهما دلينا علي قبر أبينا فأتياه فصاحا باسمه فأجابهما فقالا إن الملك وجه علينا أن نقدم عليه لأنه أتاه رجلان ليس معهما رجال و لاسلاح ولهما عز ومنعة و قدضاق الملك ذرعا من عزهما ومعهما عصا إذاألقياها فلايقوم لها شيءتبلع الحديد والخشب والحجر فأجابهما أبوهما انظرا إذاهما ناما فإن قدرتما أن تسلا العصا فسلاها فإن الساحر

-قرآن-437-518

[ صفحه 252]

لايعمل سحره و هونائم و إن عملت العصا وهما نائمان فذلك أمر رب العالمين و لاطاقة لكما بهما و لالجميع أهل الدنيا.فأتياهما في خفية وهما نائمان ليأخذا العصا فقصدتهما العصا ثم واعدوه يوم الزينة و كان يوم سوق لهم و قال ابن عباس كان يوم عاشوراء ووافق يوم السبت أول يوم النيروز يجتمع الناس من الآفاق و كان بالإسكندرية فلما اجتمع الناس والسحرة جاء موسي متكئا علي عصاه ومعه هارون فقال موسي للسحرة ويلكم لاتفتروا علي الله كذبا فيسحتكم بعذاب أليم . فقال بعضهم لبعض ما هذابقول ساحر وقالوا لنأتينك اليوم بسحر لم تر مثله وكانوا قدجاءوا بالعصي والحبال تحملها ستون بعيرا فقال لهم موسي ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم فإذاهي حيات كأمثال الجبال قدملأت الوادي يركب بعضها بعضا تسعي فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسي فقال و الله إن كانت العصيات في أيديهم فلقد عادت حيات و مايعدون عصاي هذه .فأوحي الله إليه لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعلي وَ أَلقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلقَف ما صَنَعُوا إِنّما

صَنَعُوا كَيدُ ساحِرٍ وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتيفألقي عصاه فإذاهي ثعبان عظيم أسود مدلهم علي أربع قوائم قصار غلاظ و هوأعظم وأطول من البختي و له ذنب يقوم عليه فيشرف فوق حيطان المدينة رأسه لايضرب ذنبه علي شيء إلاحطمه ويكسر بقوائمه الصخور ويضرم حيطان البيوت نارا ومنخراه تنفخان سموما و علي مفرقه شعر كأمثال الرماح فاستعرضت ماألقي السحرة من حبالهم وعصيهم وهي حيات في عين فرعون وأعين الناس فابتلعتها واحدا واحدا حتي مايري بالوادي قليلا و لاكثيرا فانهزم الناس وتزاحموا ووطئ بعضهم بعضا حتي مات يومئذ خمسة وعشرون ألفا وانهزم فرعون مرعوبا و قداستطلق بطنه في يومه ذلك من أربعمائة جلسة ثم بعد ذلك إلي أربعين مرة في اليوم والليلة علي الدوام إلي أن هلك . فلما عاين السحرة ماعاينوا قالوا لو كان سحرا لماخفي علينا أمره و لو كان سحرا فأين حبالنا وعصينا فخروا سجدا وقالُوا آمَنّا بِرَبّ العالَمِينَ رَبّ مُوسي وَ هارُونَ.

-قرآن-709-743-قرآن-845-982-قرآن-1747-1800

[ صفحه 253]

و كان فيهم أربعة شيوخ سابور عارور حطحط مصفا فلما آمن السحرة قال فرعون متجلداآمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ ألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم مِن خِلافٍفقالُوا لَن نُؤثِرَكَ عَلي ما جاءَنا مِنَ البَيّناتِ...فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ.فقطع أيديهم وأرجلهم وصلبهم و هوأول من فعل ذلك فأصبحوا سحرة كفرة وأمسوا شهداء بررة. ورجع فرعون مغلوبا وأبي إلاالإقامة علي الكفر فتابع الله عليه بالآيات وأخذه وقومه إلي أن أهلكهم . ورجع موسي ع والعصا تتبعه وتبصبص حوله وتلوذ به كمايلوذ الكلب الألوف بصاحبه و الناس ينظرون إليها حتي دخل موسي عسكر بني إسرائيل وأخذ برأسها فإذاهي عصا كماكانت . واعتزل موسي ع في مدينته ولحق بقومه وعسكروا

مجتمعين إلي أن صاروا ظاهرين . قال الثعلبي فلما خاف فرعون علي قومه أن يؤمنوا بموسي ع عزم علي بناء صرح يقوي به سلطانه فقال يا هامانُ ابنِ لِي صَرحاًالآية.فجمع العمال والفعلة حتي اجتمع له خمسون ألف بناء سوي الأتباع والأجراء ممن يطبخ الآجر والجص وينجر الخشب والأبواب ويضرب المسامير فلم يزل يبني ذلك الصرح إلي أن فرغ منه في سبعة سنين وارتفع ارتفاعا لم يبلغه بنيان أحد من الخلق منذ خلق الله السماوات و الأرض .فبعث الله عز و جل جبرئيل ع فضرب بجناحه الصرح فقطعه ثلاث قطع وقعت قطعة منها في البحر وأخري في الهند وأخري في المغرب . و قال الضحاك بعثه الله وقت الغروب فقذف به علي عسكر فرعون فقتل منهم ألف ألف رجل و لم يبق أحد عمل فيه شيئا إلاأصابه موت أوحريق أوعاهة. ثم إن فرعون بعد ذلك عزم علي قتال موسي ع فلما لم يؤمن أوحي الله تعالي إلي موسي أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت ثم اذبحوا أولاد

-قرآن-82-213-قرآن-215-265-قرآن-269-288-قرآن-838-862

[ صفحه 254]

الضأن واضربوا بدمائها علي الأبواب فإني مرسل علي أعدائكم عذابا وإني سآمر الملائكة فلايدخل بيتا علي بابه دم وسآمرها تقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم فستسلمون أنتم ويهلكون هم ثم اخبزوا خبزا فطيرا فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي حتي تنتهي بهم البحر فيأتيك أمري ففعل ذلك بنو إسرائيل فقال النبط لبني إسرائيل لم تعالجون هذاالدم علي أبوابكم فقالوا إن الله مرسل عذابا فنسلم وتهلكون فقالت النبط فما يعرفكم ربكم إلابهذه العلامات فقالوا هكذا أمرنا نبينا.فأصبحوا و قدطعن أبكار آل فرعون وماتوا كلهم في ليلة واحدة وكانوا سبعين ألفا فاشتغلوا بدفنهم وبالحزن عليهم

. وسري موسي ع بقومه متوجهين إلي البحر وهم ستمائة ألف وعشرون ألفا لايعد فيهم ابن سبعين سنة لكثرتهم لكبره و لا ابن عشرين لصغره وهم المقاتلة دون الذرية و كان موسي ع علي الساقة وهارون علي المقدمة. فلما فرغت القبط من دفن أبكارهم وبلغهم خروج بني إسرائيل قال فرعون هذاعمل موسي قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأموالنا ثم خرجوا و لم يرضوا أن ساروا بأنفسهم حتي ذهبوا بأموالنا معهم فنادي في قومه فأرسل في المدائن من يجمع الساحرين . و قال ابن جريج أرسل فرعون في أثر موسي وقومه ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسود مع كل ملك ألف ثم خرج فرعون خلفهم في الدهم وكانوا مائة ألف رجل كل واحد منهم راكب حصانا أدهم . فلما أغرقوا في البحر بعث موسي ع جندين عظيمين من بني إسرائيل كل جند اثنا عشر ألفا إلي مدائن فرعون وهي خالية من أهلها لم يبق منهم إلاالنساء والصبيان والزمني والمرضي والهرمي وأمر علي الجندين يوشع بن نون وكالب بن يوحنا فدخلوا بلاد فرعون فغنموا ما كان فيها من أموالهم وكنوزهم . ثم إن يوشع استخلف علي قوم فرعون رجلا منهم وعاد إلي موسي بمن معه سالمين غانمين .تفسير علي بن ابراهيم قالَ فِرعَونُ يا أَيّهَا المَلَأُ ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غيَريِ فَأَوقِد لِي يا هامانُ عَلَي الطّينِ فَاجعَل لِي صَرحاً لعَلَيّ أَطّلِعُ إِلي إِلهِ مُوسي وَ إنِيّ لَأَظُنّهُ مِنَ

-قرآن-1643-1827

الضأن واضربوا بدمائها علي الأبواب فإني مرسل علي أعدائكم عذابا وإني سآمر الملائكة فلايدخل بيتا علي بابه دم وسآمرها تقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم فستسلمون أنتم ويهلكون هم ثم اخبزوا خبزا فطيرا فإنه أسرع لكم ثم أسر

بعبادي حتي تنتهي بهم البحر فيأتيك أمري ففعل ذلك بنو إسرائيل فقال النبط لبني إسرائيل لم تعالجون هذاالدم علي أبوابكم فقالوا إن الله مرسل عذابا فنسلم وتهلكون فقالت النبط فما يعرفكم ربكم إلابهذه العلامات فقالوا هكذا أمرنا نبينا.فأصبحوا و قدطعن أبكار آل فرعون وماتوا كلهم في ليلة واحدة وكانوا سبعين ألفا فاشتغلوا بدفنهم وبالحزن عليهم . وسري موسي ع بقومه متوجهين إلي البحر وهم ستمائة ألف وعشرون ألفا لايعد فيهم ابن سبعين سنة لكثرتهم لكبره و لا ابن عشرين لصغره وهم المقاتلة دون الذرية و كان موسي ع علي الساقة وهارون علي المقدمة. فلما فرغت القبط من دفن أبكارهم وبلغهم خروج بني إسرائيل قال فرعون هذاعمل موسي قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأموالنا ثم خرجوا و لم يرضوا أن ساروا بأنفسهم حتي ذهبوا بأموالنا معهم فنادي في قومه فأرسل في المدائن من يجمع الساحرين . و قال ابن جريج أرسل فرعون في أثر موسي وقومه ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسود مع كل ملك ألف ثم خرج فرعون خلفهم في الدهم وكانوا مائة ألف رجل كل واحد منهم راكب حصانا أدهم . فلما أغرقوا في البحر بعث موسي ع جندين عظيمين من بني إسرائيل كل جند اثنا عشر ألفا إلي مدائن فرعون وهي خالية من أهلها لم يبق منهم إلاالنساء والصبيان والزمني والمرضي والهرمي وأمر علي الجندين يوشع بن نون وكالب بن يوحنا فدخلوا بلاد فرعون فغنموا ما كان فيها من أموالهم وكنوزهم . ثم إن يوشع استخلف علي قوم فرعون رجلا منهم وعاد إلي موسي بمن معه سالمين غانمين .تفسير علي بن ابراهيم قالَ فِرعَونُ يا أَيّهَا المَلَأُ ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غيَريِ فَأَوقِد

لِي يا هامانُ عَلَي الطّينِ فَاجعَل لِي صَرحاً لعَلَيّ أَطّلِعُ إِلي إِلهِ مُوسي وَ إنِيّ لَأَظُنّهُ مِنَ

الكاذِبِينَفبني هامان له في الهواء صرحا بلغ مكانا في الهواء لم يقدر الإنسان أن يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء فقال لفرعون لانقدر علي أن نزيد علي هذا. وبعث الله رياحا فرمت به فاتخذ فرعون

عند ذلك التابوت وعمد إلي أربعة أنسر فأخذ فراخها ورباها حتي إذابلغت وكبرت عمدوا إلي جوانب التابوت الأربعة فقرروا في كل جانب منه خشبة وجعلوا علي رأس كل خشبة لحما وجوعوا الأنسر وشدوا أرجلها بأصل الخشبة فنظرت الأنسر إلي اللحم فأهوت إليه وارتفعت في الهواء فأقبلت تطير يومها فقال فرعون لهامان انظر إلي السماء هل بلغناها فنظر هامان فقال أري السماء كماكنت أراها في الأرض في البعد فقال انظر إلي الأرض فقال لاأري الأرض ولكن أري البحار والماء. قال فلم تزل الأنسر ترتفع حتي غابت الشمس وغابت عنهم البحار والماء وجنهم الليل فنظر هامان إلي السماء فقال فرعون هل بلغناها فقال أري الكواكب كماكنت أراها في الأرض . ثم جالت الرياح القائمة في الهواء فأقبلت التابوت فلم يزل يهوي حتي وقع علي الأرض فكان فرعون أشد ما كان عتوا في ذلك الوقت

-قرآن-1-12

علل الشرائع عن أبي الحسن ع قال احتبس القمر عن بني إسرائيل فأوحي الله جل جلاله إلي موسي ع أخرج عظام يوسف من مصر ووعده طلوع القمر إذاأخرج عظامه فسأل موسي عمن يعلم موضعه فقيل له هاهنا عجوز تعلم علمه فبعث إليها فأتي بعجوز مقعدة عمياء فقال لها أتعرفين موضع قبر يوسف قالت نعم قال فأخبريني به قالت لا حتي تعطيني أربع خصال تطلق رجلي وتعيد لي شبابي وتعيد لي بصري وتجعلني

معك في الجنة قال فكبر ذلك علي موسي ع فأوحي الله جل جلاله إليه يا موسي أعطها ماسألت فإنك إنما تعطي علي ففعل فدلته عليه فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلي الشام فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلي الشام

-روايت-1-2-روايت-40-667

الكافي عن أبي عبد الله ع قال إن قوما ممن آمنوا بموسي ع قالوا

-روايت-1-2-روايت-37-ادامه دارد

[ صفحه 256]

لوأتينا عسكر فرعون فكنا فيه ونلنا من دنياه فإذا كان ألذي نرجوه من ظهور موسي ع صرنا إليه ففعلوا فلما توجه موسي وعسكره هاربين من فرعون ركبوا دوابهم وأسرعوا في المسير ليلحقوا موسي وعسكره فيكونوا معه فبعث الله ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم إلي عسكر فرعون فكانوا مع فرعون

-روايت-از قبل-290

و فيه عن أبي الحسن ع قال كان رجل من أصحاب موسي أبوه من أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسي تخلف عنهم ليعظ أباه فيلحقه بموسي فمضي أبوه و هويراغمه حتي بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتي موسي الخبر فقال هو في رحمة الله ولكن النقمة إذانزلت لم يكن لها عمن قارب الذنب دفاع قال ع إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر أولهم ابن آدم ألذي قتل أخاه ونمرود ألذي حاج ابراهيم في ربه واثنان من بني إسرائيل هودا قومهم ونصراهم وفرعون ألذي قال أَنَا رَبّكُمُ الأَعلي واثنان من هذه الأمة

-روايت-1-2-روايت-34-530

أقول الأول والثاني وروي أن أول من اتخذ الآجر فرعون حين أمر فرعون ببناء الصرح توهم الملعون أنه لو كان إله كان جسما في السماء. وقيل أراد أن يبني له رصدا يترصد منه أوضاع الكواكب فيري هل فيها مايدل علي من يبعثه رسول وتبدل دولته . وروي في قوله تعالي

يُخَيّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنّها تَسعيأنها لم تكن تسعي حقيقة وإنما تحركت لأنهم جعلوا داخلها الزئبق فلما طلعت الشمس طلب الزئبق الصعود فحركت الشمس ذلك فظن أنها تسعي فخاف موسي أن يلتبس علي الناس أمرهم و لم يفرقوا بين فعله وفعلهم فيشكوا. وقيل إنه خوف الطباع إذارأي الإنسان أمرا فظيعا فإنه يحذره ويخافه في أول وهلة. وقيل إنه خاف أن يتفرق الناس قبل إلقاء العصا وقبل أن يعلموا بطلان السحر فيبقوا في شبهة.

-قرآن-274-315

[ صفحه 257]

وقيل إنه خاف لأنه لم يدر أن العصا إذاانقلبت حية هل تظهر المزية لأنه لم يعلم أنها تتلقفها و كان ذلك موضع خوف لأنها لوانقلبت حية و لم تتلقف مايأفكون ربما ادعوا المساواة سيما والأهواء معهم والدولة لهم فلما تلقفت زالت الشبهة. و قوله إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ أي أستاذكم ويعجز التلميذ عما يأتي به الأستاذ أورئيسكم ماعجزتم عن معارضته ولكنكم تركتم معارضته احتشاما وإنما قال ذلك لإبهام العوام . و عن وهب كانت العصا من عوسج و كان طولها عشرة أذرع علي مقدار قامة موسي ع . و قوله تعالي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشيفقيل هوالكناية بأبي الوليد. وقيل هوهَل لَكَ إِلي أَن تَزَكّي وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبّكَ فَتَخشي. وقيل هو أن موسي أتاه فقال له أتسلم وتؤمن برب العالمين علي أن لك شبابك و لاتهرم وتكون ملكا لاينزع الملك منك حتي تموت فإذامت دخلت الجنة فأعجبه ذلك و كان لايقطع أمرا دون هامان و كان غائبا فلما قدم أخبره بالذي كان دعاه إليه و أنه يريد أن يقبل منه فقال هامان قدكنت أري لك عقلا ورأيا بينا أنت رب تريد أن تكون مربوبا وبينا أنت تعبد تريد أن

تبعد

-قرآن-249-268-قرآن-505-561-قرآن-600-657

[ صفحه 258]

الفصل الخامس في أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون وخروج موسي ع وقومه من البحر وحال ابتلائهم بالتقية

قال الله تعالي في مؤمن آل فرعون فَوَقاهُ اللّهُ أي صرف الله عنه سوء مكرهم فجاء مع موسي ع حتي عبر البحر.النّارُ يُعرَضُونَ عَلَيها غُدُوّا وَ عَشِيّا أي يعرض آل فرعون علي النار في قبورهم صباحا ومساء فيعذبون

-قرآن-39-53-قرآن-116-160

و قال أبو عبد الله ع ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة لأن نار القيامة لاتكون غدوا وعشيا ثم قال إن كانوا يعذبون في النار غدوا وعشيا ففيما بين ذلك هم من السعداء ولكن هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة أ لم تسمع قوله عز و جل وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدّ العَذابِ و هذاأمر للملائكة بإدخالهم في أشد العذاب و هوعذاب جهنم

-روايت-1-2-روايت-27-364

أقول هذه النار هي نار البرزخ التي يعذب فيهاأرواح الكفار في الدنيا وهي برهوت واد في حضرموت من بلاد اليمن كما إن جنة الدنيا وادي السلام ومحلها ظهر الكوفة بين النجف وكربلاء و فيهاأرواح المؤمنين في أجساد مثالية يتنعمون بها حتي يوافوا جنة الخلد وأولئك يوافون نار جهنم

تفسير الإمام الحسن العسكري ع عن آبائه عن الصادق ع قال كان حزقيل مؤمن آل فرعون يدعو قوم فرعون إلي توحيد الله ونبوة موسي وتفضيل محمد

-روايت-1-2-روايت-63-ادامه دارد

[ صفحه 259]

ص علي جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علي بن أبي طالب والخيار من الأئمة عليهم السلام و علي سائر أوصياء النبيين و إلي البراءة من ربوبية فرعون فوشي به واشون إلي فرعون وقالوا إن حزقيل يدعو إلي مخالفتك ويعين أعداءك علي مضادتك فقال لهم فرعون إنه ابن عمي وخليفتي علي ملكي وولي عهدي إن فعل ماقلتم فقد استحق العذاب علي كفره نعمتي و إن كنتم كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته

فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا أنت تجحد ربوبية فرعون وتكفر نعماءه فقال حزقيل أيها الملك هل جربت علي كذبا قط قال لا قال فسلهم من ربهم فقالوا فرعون قال و من خالقكم قالوا فرعون قال و من رازقكم الكافي لمعاشكم والدافع عنكم مكارهكم قالوا فرعون هذا قال حزقيل أيها الملك فاشهد و من حضرك أن ربهم ربي وخالقهم هوخالقي ورازقهم هورازقي لارب لي و لاخالق و لارازق غيرربهم وخالقهم ورازقهم وأشهدك و من حضرك أن كل رب وخالق سوي ربهم فأنا بري ء منه و من ربوبيته وكافر بإلهيته يقول حزقيل هذا و هويعني أن ربهم هو الله ربي و لم يقل إن ألذي قالوا ربهم هوربي وخفي هذاالمعني علي فرعون و من حضره وتوهموا أنه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي فقال لهم فرعون ياطلاب الفساد في ملكي ومريدي الفتنة بيني و بين ابن عمي و هوعضدي أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري وإهلاك ابن عمي ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد و في صدره وتد وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بهالحومهم من أبدانهم فذلك ما قال الله تعالي فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا به لماوشوا به إلي فرعون ليهلكوه وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لماأوتد فيهم الأوتاد ومشط عن أبدانهم لحومهم بالأمشاط

-روايت-از قبل-1602

و عن ابن عباس قال خط رسول الله ص أربع خطط في الأرض و قال أتدرون ما هذاقلنا الله ورسوله أعلم فقال أفضل نساء الجنة أربع خديجة

-روايت-1-2-روايت-24-ادامه دارد

[ صفحه 260]

بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون

-روايت-از قبل-81

تفسير علي بن ابراهيم قدس الله ضريحه وَ قالَ رَجُلٌ

مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ قال كتم إيمانه ستمائة سنة و كان مجذوما مكنعا و هو ألذي قدوقعت أصابعه و كان يشير إلي قومه بيديه المكنوعتين و يقول يا قَومِ اتّبِعُونِ أَهدِكُم سَبِيلَ الرّشادِ. و قوله فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوايعني مؤمن آل فرعون . فقال أبو عبد الله ع ولقد قطعوه إربا إربا ولكن وقاه الله أن يفتنوه في دينه و قال الثعلبي قالت الرواة كان حزقيل من أصحاب فرعون نجارا و هو ألذي نجر التابوت لأم موسي حين قذفته في البحر. وقيل إنه كان خازنا لفرعون مائة سنة و كان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلي أن ظهر موسي ع علي السحرة فأظهر حزقيل يومئذ إيمانه فأخذ وقتل مع السحرة صلبا. و أماامرأة حزقيل فإنها كانت ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة

-قرآن-40-96-قرآن-219-263-قرآن-273-308

وروي عن ابن عباس أن رسول الله ص قال لماأسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت لجبرئيل ما هذه الرائحة فقال هذه ماشطة آل فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقعت المشطة من يدها فقالت بسم الله فقالت بنت فرعون أبي قالت لابل ربي وربك ورب أبيك فأخبرت فرعون فدعا بها وبولدها و قال من ربك قالت إن ربي وربك الله فأمر بتنور من نحاس فأحمي فدعا بها وبولدها فقالت إن لي إليك حاجة وهي أن تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها فقال ذلك لك لما لك من حق فأمر بأولادها فألقوا واحدا واحدا بالتنور حتي كان آخر ولدها و كان صبيا مرضعا فقال اصبري ياأماه إنك علي الحق فألقيت في التنور مع ولدها و أماامرأة فرعون آسية فكانت من بني إسرائيل وكانت مؤمنة خالصة وكانت تعبد الله سرا إلي أن قتل فرعون امرأة حزقيل فعاينت

حينئذ الملائكة يعرجون بروحها فزادت يقينا وإخلاصا فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع فقالت الويل لك

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 261]

يافرعون ماأجرأك علي الله جل وعلا فقال لها لعلك اعتراك الجنون ألذي اعتري صاحبتك فقالت مااعتراني جنون بل آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين فدعا فرعون أمها فقال لها إن ابنتك أخبريها فأقسم لتذوقن الموت أولتكفرن بإله موسي فخلت بهاأمها فسألتها موافقته في ماأراد فأبت وقالت أما أن أكفر بالله فلافأمر بهافرعون حتي مدت بين أربعة أوتاد ثم لازالت تعذب حتي ماتت

-روايت-از قبل-391

و عن ابن عباس قال أخذ فرعون امرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه فمر بها موسي و هويعذبها فشكت إليه بإصبعها فدعا الله موسي أن يخفف عنها فلم تجد للعذاب ألما وإنها ماتت من عذاب فرعون فقالت وهي في العذاب رب ابن لي عندك بيتا في الجنة وأوحي الله إليها أن ارفعي رأسك فرفعت فرأت البيت في الجنة بني لها من در فضحكت . فقال فرعون انظروا إلي الجنان التي بهاتضحك وهي في العذاب . وقيل إنها كانت تعذب بالشمس و إذاانصرفوا عنها أظلتها الملائكة وجعلت تري بيتها في الجنة. عن سلمان في تفسير علي بن ابراهيم وَ ظَلّلنا عَلَيكُمُ الغَمامَ وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلويالآية. فإن بني إسرائيل لماعبر بهم موسي البحر نزلوا في مفازة فقالوا يا موسي أهلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا من العمارة إلي مفازة لاظل و لاشجر و لاماء وكانت تجي ء بالنهار غمامة فتظلهم من الشمس وينزل عليهم بالليل المن فيقع علي النبات والشجر والحجر فيأكلونه وبالعشي يجي ء طائر مشوي فيقع علي موائدهم فإذاأكلوا وشبعوا طار ومر. و كان مع موسي حجر يضعه في

وسط العسكر ثم يضربه بعصاه فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا فيذهب الماء إلي سبط في رحله وكانوا اثنا عشر سبطا. فلما طال عليهم الأمد قالوايا مُوسي لَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَ قِثّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها والفوم هوالحنطة

-قرآن-549-617-قرآن-1114-1265

[ صفحه 262]

فقال لهم موسي أَ تَستَبدِلُونَ ألّذِي هُوَ أَدني باِلذّيِ هُوَ خَيرٌ اهبِطُوا مِصراً فَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُمفقالُوا يا مُوسي إِنّ فِيها قَوماً جَبّارِينَ وَ إِنّا لَن نَدخُلَها حَتّي يَخرُجُوا مِنها فَإِن يَخرُجُوا مِنها فَإِنّا داخِلُونَفنصف الآية في سورة البقرة وتمامها وجوابها لموسي في سورة المائدة.أقول هذاالتبعيض في الآية الواحدة الظاهر أن منشأه ماوقع في مصحف عثمان ألذي سموه إمام المصاحف و لم يكن له ربط بترتيب القرآن فكانت الآية الواحدة مقطعة في السورتين . وروي أنهم لما لم يوافقوا موسي ع علي قتال الجبارين أراد موسي أن يفارقهم ففزعوا وقالوا إن خرج موسي من بيننا نزل علينا العذاب فسألوه أن يقيم معهم ويسأل الله أن يتوب عليهم فأوحي الله إليه أني قدتبت عليهم علي أن يدخلوا مصر وحرمتها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض عقوبة لقولهم فَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلافدخلوا كلهم في التوبة والتيه إلاقارون .فكانوا يقومون في أول الليل ويأخذون في قراءة التوراة فإذاأصبحوا علي باب مصر دارت بهم الأرض فردتهم إلي مكانهم و كان بينهم و بين مصر أربع فراسخ فبقوا علي ذلك أربعين سنة.فمات هارون و موسي في التيه ودخلها أبناؤهم وأبناء أبنائهم

-قرآن-17-112-قرآن-114-242-قرآن-785-816

وروي الثعلبي عن محمد بن قيس قال جاء يهودي إلي علي بن أبي طالب ع فقال يا أبا الحسن ماصبرتم بعدنبيكم إلاخمسا وعشرين سنة حتي قتل بعضكم

بعضا قال بلي ولكن ماجف أقدامكم من البحر حتي قلتم يا موسي اجعل لنا إلها كمالهم آلهة و في حديث آخر أنه ع قال له

-روايت-1-2-روايت-40-275

إنا لم نختلف في نبينا ولكنا اختلفنا عنه

و عن ابن عباس قال قال بنو إسرائيل لموسي ع حين جاز بهم البحر خبرنا يا موسي بأي قوة وبأي عدة تبلغ الأرض المقدسة ومعك الذرية والنساء والزمني فقال موسي ع ماأعلم قوما ورثهم الله من عرض الدنيا ماورثكم وسيجعل الله لكم مخرجا قالوا فادعه يطعمنا ويسقينا ويظلنا فأوحي الله تعالي إلي موسي قدأمرت السماء أن تمطر عليهم المن والسلوي وأمرت الريح أن تشوي لهم السلوي

-روايت-1-2-روايت-24-ادامه دارد

[ صفحه 263]

وأمرت الحجارة أن تنفجر وأمرت الغمام أن تظلهم وسخرت ثيابهم أن تنبت بقدر ماينبتون فلما قال موسي ذلك سكنوا فسار بهم إلي الأرض المقدسة وهي فلسطين وإنما قدسها لأن يعقوب ص ولد بها و كان مسكن أبيه إسحاق ويوسف ص ونقلوا كلهم بعدالموت إلي أرض فلسطين

-روايت-از قبل-269

العياشي عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان أبو جعفر ع يقول نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصر أماإنها سخط من سخط الله عليه و لم يكن دخول بني إسرائيل إلا من سخطه ومعصيته منهم لله لأن الله تعالي قال ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَيعني الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر وفيافيها ثم دخلوها بعدأربعين سنة و ما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعدتوبتهم ورضا الله عنهم و قال إني لأكره أن آكل من شيءيطبخ في فخارها و ماأحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن يورثني ترابها الذل ويذهب بغيرتي -روايت-1-2-روايت-82-583

وروي الشيخ في التهذيب قال الصادق

ع نومة الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللون وتغبره وتقبحه و هونوم كل مشوم إن الله تعالي يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس وإياكم وتلك النومة و كان المن والسلوي ينزل علي بني إسرائيل ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه و كان إذاانتبه فلايري نصيبه احتاج إلي السؤال والطلب

-روايت-1-2-روايت-43-386

و عن الإمام الحسن العسكري ع في قوله وَ أَنزَلنا عَلَيكُمُ المَنّ وَ السّلويالمن الترنجبين كان يسقط علي شجرهم فيتناولونه والسلوي السماني أطيب طير لحما يسترسل لهم فيصطادونه و في قوله تعالي ادخُلُوا هذِهِ القَريَةَ و هوأريحا من بلاد الشام وادخلوا باب القرية سجدا لله تعظيما لمثال محمد و علي مثل الله تعالي علي الباب مثال محمد و علي وأمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال و أن يجددوا علي أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما وليذكروا العهد والميثاق المأخوذ عليهم وَ قُولُوا حِطّةٌ أي قولوا إن سجودنا لله تعظيما لمثال محمد و علي واعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا ومحوا لسيئاتنافَبَدّلَ الّذِينَ

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 264]

ظَلَمُوا قَولًا غَيرَ ألّذِي قِيلَ لَهُم أي لم يسجدوا كماأمروا وقالوا كماأمروا ولكن دخلوها من منقلبها بأستاههم وقالوا اهتطانا سمقانا أي حنطة حمراء ينقونها أحب إلينا من هذاالفعل و هذاالقول فَأَنزَلنا عَلَي الّذِينَ ظَلَمُوابدلوا ماقيل لهم و لم ينقادوا لولاية محمد و علي وآلهما الطيبين رِجزاً مِنَ السّماءِ والرجز ألذي أصابهم أنه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون ألف كلهم من علم الله أنهم لايؤمنون و لايتوبون و في قوله وَ إِذِ استَسقي مُوسي لِقَومِهِطلب منهم السقي لمالحقهم العطش في التيه وضجوا بالبكاء إلي موسي ع وقالوا أهلكنا بالعطش فقال موسي إلهي بحق محمدسيد

الأنبياء وبحق علي سيد الأوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء وبحق الحسن سيد الأولياء وبحق الحسين أفضل الشهداء وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء لماسقيت عبادك هؤلاء فأوحي الله تعالي يا موسي اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَفضربه فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَيناً قدعلم كل قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب مشربهم فلايزاحم الآخرين في مشربهم وَ إِذ قُلتُم يا مُوسي لَن نَصبِرَ عَلي طَعامٍ واحِدٍيعني المن والسلوي و لابد لنا من خلط معه فَادعُ لَنا رَبّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُالآية فقال اهبِطُوا مِصراً من الأمصار من هذه التيه فَإِنّ لَكُم ما سَأَلتُم في المصر الحديث

-روايت-از قبل-1192

و عن أبي عبد الله ع إن القائم ع إذاقام بمكة وأراد أن يتوجه إلي الكعبة نادي مناديه ألا لايحمل أحد منكم طعاما و لاشرابا ويحمل حجر موسي بن عمران و هووقر بعير فلاينزل منزلا إلاانبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ظامئا روي فهو زادهم حتي ينزل النجف من ظهر الكوفة

-روايت-1-2-روايت-27-291

و قال الثعلبي إن الله عز و جل وعد موسي ع أن يورثه وقومه الأرض المقدسة وهي الشام و كان يسكنها الجبارون وهم العمالقة من ولد عملاق بن لاوي بن سام بن نوح ع .فأمر الله موسي ع وقومه بالمسير إلي أرض الشام و قال يا موسي إني قدكتبتها لكم دارا وقرارا فجاهد فيها من العدو فإني ناصركم عليهم وخذ من قومك اثني عشر نقيبا من كل سبط نقيبا ليكون كفيلا علي قومه بالوفاء منهم علي ماأمروا به .فاختار موسي النقباء من كل سبط نقيبا وأمره عليهم فسار موسي ببني إسرائيل

[ صفحه 265]

فبعث هؤلاء النقباء يتجسسون له الأخبار ويعلمون أحوالهم .فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عوج بن

عناق و كان طوله ثلاثة وعشرين ألف ذراع بذراع الملك و كان عوج يحتجر بالسحاب ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله . وروي أنه أتي نوحا أيام الطوفان فقال له احملني معك في سفينتك فقال له اذهب ياعدو الله فإني لم أومر بك وطبق الماء ما علي الأرض من جبل و ماجاوز ركبتي عوج وعاش عوج ثلاثة آلاف سنة حتي أهلكه الله تعالي علي يدي موسي . و كان لموسي ع عسكر فرسخ في فرسخ فجاء عوج حتي نظر إليهم ثم أتي الجبل ونقر منه صخرة علي قدر العسكر ثم حملها ليطبقها عليهم فبعث الله تعالي إليه الهدهد ومعه المس يعني حتي نقرا الصخرة فانبثقت فوقعت في عنق عوج فطوقته فصرعته .فأقبل موسي ع وطوله عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع ونزا في السماء عشرة أذرع فما أصاب إلاكعبه و هومصروع بالأرض فقتله .فأقبل جماعة ومعهم الخناجر فجهدوا حتي حزوا رأسه فلما قتل وقع علي نيل مصر فحيرهم سنة وأم عناق إحدي بنات آدم من صلبه . فلما لقيهم عوج و علي رأسه حزمة حطب أخذ الاثني عشر وجعلهم في حجزته وانطلق بهم إلي امرأته و قال انظري إلي هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا فطرحهم بين يديها و قال أ لاأطحنهم برجلي فقالت امرأته لابل خل عنهم حتي يخبروا قومهم بما رأوا ففعل ذلك . و كان لايحمل عنقود عنبهم إلاخمسة أنفر بالخشب ويدخل في شطر الرمان إذانزع حبها خمسة أنفر أوأربعة. فلما خرجوا قال بعضهم لبعض ياقوم إنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم تنكروا وارتدوا عن نبي الله ولكن اكتموا شأنهم وأخبروا موسي وهارون فيرون

فيه رأيهما فأخذ بعضهم علي بعض الميثاق ثم انصرفوا إلي موسي بعدأربعين يوما وجاءوا بحبة من عنبهم وقر رجل وأخبروه بما رأوه .

[ صفحه 266]

ثم إنهم نكثوا العهد وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه وقريبه عن قتالهم ويخبرهم بما رأوا من أحوالهم إلايوشع بن نون وكالب بن يوحنا ختن موسي علي أخته مريم . فلما سمع القوم ذلك من الجواسيس رفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا ياليتنا متنا في أرض مصر و لايدخلنا الله فتكون نساؤنا وأموالنا غنيمة لهم وأرادوا الرجوع إلي مصر وقالوا يا موسي إن فيهاقوما جبارين فقال لهم موسي إن ألذي أنجاكم وفلق البحر هو ألذي يظهركم عليهم فلم يقبلوا وهموا بالانصراف إلي مصر.فخرق يوشع وكالب ثيابهما وقالا لهم ادخلوا علي الجبارين الباب فإذادخلتموه فإنكم غالبون لأن الله منجز ماوعد وإنا أريناهم واختبرناهم فكانت أجسامهم قوية وقلوبهم ضعيفة فلاتخشوهم و علي الله توكلوا إن كنتم مؤمنين .فأراد بنو إسرائيل أن يرموهم بالحجارة وعصوهما وقالُوا يا مُوسي إِنّا لَن نَدخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَفغضب موسي ودعا عليهم فقال رَبّ إنِيّ لا أَملِكُ إِلّا نفَسيِ وَ أخَيِ فَافرُق بَينَنا وَ بَينَ القَومِ الفاسِقِينَ وكانت عجلة عجلها موسي فظهر الغمام علي قبة الزمر فأوحي الله تعالي إلي موسي إلي متي لايصدقون بالآيات لأهلكنهم أجمعين ولأجعلن لك شعبا أقوي وأكثر منهم فقال موسي إلهي لوأنك قتلت هذاالشعب لقالت الأمم الذين سمعوا إنما قتل هذاالشعب من أجل أنه لم يستطع أن يدخلهم الأرض المقدسة فقتلهم في البرية و أنت طويل صبرك وتغفر الذنوب فاغفر لهم و لاتوبقهم فقال الله عز و جل قدغفرت لهم بكلمتك ولكن بعد ماسميتهم فاسقين ودعوت عليهم

بي حلفت لأحرمن عليهم دخول الأرض المقدسة غيرعبدي يوشع وكالب ولأتيهنهم في هذه البرية أربعين سنة مكان كل يوم من الأيام التي تجسسوا فيهاسنة وكانت أربعين يوما ولنلقين جيفهم في هذه القفار و أمابنوهم الذين لم يعملوا الخير والشر فإنهم يدخلون الأرض المقدسة.فذلك قوله تعالي فَإِنّها مُحَرّمَةٌ عَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً في ستة فراسخ وكانوا ستمائة ألف مقاتل فكانوا يسيرون جادين حتي إذاأمسوا وباتوا فإذاهم في الموضع ألذي ارتحلوا منه ومات النقباء العشرة الذين أفشوا الخبر بغتة و كل من دخل في التيه ممن جاوز العشرين سنة مات في التيه غيريوشع وكالب و لم يدخل أريحا أحد ممن قال إِنّا لَن نَدخُلَها أَبَداً

-قرآن-743-857-قرآن-887-977-قرآن-1724-1769-قرآن-2044-2070

[ صفحه 267]

فلما هلكوا وانقضت الأربعون سنة ونشأت النواشئ من ذراريهم وساروا إلي حرب الجبارين وفتح الله لهم في ذكر النعم التي أنعم الله علي بني إسرائيل في التيه . قال الله سبحانه يا بنَيِ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيِ َ التّيِ أَنعَمتُ عَلَيكُم أي علي أجدادكم وأسلافكم

-قرآن-183-248

الفصل السادس في نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل و مايتعلق بها

قال الله تعالي وَ إِذ واعَدنا مُوسي أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم ظالِمُونَ ثُمّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ وَ إِذ آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ الفُرقانَ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم

عِندَ بارِئِكُم فَتابَ عَلَيكُم إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ

-قرآن-19-451

علل الشرائع وعيون الأخبار سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن الثور ماباله غاض طرفه لايرفع رأسه إلي السماء قال حياء من الله عز و جل لما عبدقوم موسي العجل نكس رأسه

-روايت-1-2-روايت-31-178

و عن أنس قال قال رسول الله ص أكرموا البقر فإنه سيد البهائم مارفعت طرفها إلي السماء حياء من

الله عز و جل منذ عبدالعجل

-روايت-1-2-روايت-38-132

تفسير علي بن ابراهيم في قوله تعالي فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ قال اختبرناهم مِن بَعدِكَ وَ أَضَلّهُمُ الساّمرِيِ ّبالعجل ألذي عبدوه . و كان سبب ذلك أن موسي ع لماوعده الله تعالي أن ينزل عليه التوراة والألواح إلي ثلاثين يوما أخبر بني إسرائيل بذلك وذهب إلي ميقات ربه وخلف هارون علي قومه .

-قرآن-41-67-قرآن-83-120

[ صفحه 268]

فلما جاءت الثلاثون يوما و لم يرجع موسي إليهم عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون قالوا إن موسي كذبنا وهرب منا.فجاء إبليس في صورة رجل فقال لهم إن موسي قدهرب منكم و لايرجع أبدا فاجمعوا إلي حليكم حتي أتخذ إلها تعبدونه . و كان السامري علي مقدمة موسي يوم أغرق الله فرعون وأصحابه فنظر إلي جبرئيل ع و كان علي حيوان في صورة رمكة كانت كلما وضعت حافرها علي موضع من الأرض يتحرك ذلك الموضع فنظر إليه السامري و كان من خيار أصحاب موسي فأخذ التراب من حافر رمكة جبرئيل و كان يتحرك فصره في صرة و كان عنده يفتخر به علي بني إسرائيل . فلما جاءهم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري هات التراب ألذي معك فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر فسجد له بنو إسرائيل و كان عدد الذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل . فقال لهم هارون إِنّما فُتِنتُم بِهِ وَ إِنّ رَبّكُمُ الرّحمنُ فاَتبّعِوُنيِ وَ أَطِيعُوا أمَريِ قالُوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفِينَ حَتّي يَرجِعَ إِلَينا مُوسيفهموا بهارون حتي هرب من بينهم وبقي في ذلك حتي تم ميقات موسي أربعين ليلة. فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله عليه الألواح

فيهاالتوراة و مايحتاجون إليه من الأحكام والسير والقصص . ثم أوحي الله إلي موسي ع فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلّهُمُ الساّمرِيِ ّ وعبدوا العجل و له خوار فقال موسي ع يارب العجل من السامري فالخوار ممن قال مني يا موسي إني لمارأيتهم قدولوا عني إلي العجل أحببت أن أزيدهم فتنة.فَرَجَعَ مُوسي إِلي قَومِهِ غَضبانَ أَسِفاً قالَ يا قَومِ أَ لَم يَعِدكُم رَبّكُم وَعداً حَسَناً أَ فَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن يَحِلّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبّكُم فَأَخلَفتُم موَعدِيِ ثم رمي الألواح وأخذ بلحية أخيه هارون ورأسه يجره إليه فقال له ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا أَلّا تَتّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أمَريِ قالَ يَا بنَ أُمّ لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ وَ لا برِأَسيِ إنِيّ خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرّقتَ بَينَ بنَيِ إِسرائِيلَ وَ لَم تَرقُب قوَليِ فقال له بنو إسرائيل

-قرآن-821-967-قرآن-1196-1261-قرآن-1419-1616-قرآن-1687-1894

[ صفحه 269]

ما أَخلَفنا مَوعِدَكَ بِمَلكِنا وَ لكِنّا حُمّلنا أَوزاراً مِن زِينَةِ القَومِيعني من حليهم فَقَذَفناها قال التراب ألذي جاء السامري طرحناه في جوفة ثم أخرج السامري العجل و له خوار فقال له موسي فَما خَطبُكَ يا سامرِيِ ّ قالَ بَصُرتُ بِما لَم يَبصُرُوا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذتُهايعني من تحت حافر رمكة جبرئيل ع في البحرفَنَبَذتُها أي أمسكتهاوَ كَذلِكَ سَوّلَت لِي نفَسيِ أي زينت .فأخرج موسي العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر ثم قال موسي للسامري فَاذهَب فَإِنّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساسَيعني مادمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة حتي يعرفوا أنكم سامرية فلايغتروا بكم الناس فهم إلي الساعة بمصر والشام معروفين لامساس لهم . ثم هم موسي بقتل السامري فأوحي الله إليه لاتقتله يا موسي فإنه سخي فقال له موسي انظُر إِلي إِلهِكَ

ألّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً لَنُحَرّقَنّهُ ثُمّ لَنَنسِفَنّهُ فِي اليَمّ نَسفاً إِنّما إِلهُكُمُ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ.أقول قوله أَوزاراً مِن زِينَةِ القَومِأحمالا في حلي القبط التي استعاروها منهم حين هموا بالخروج من مصر باسم العرس . وقيل استعاروه لعيد كان لهم ثم لم يردوه

عندالخروج مخافة أن يعلموا به . و قوله لا مِساسَ قال الطبرسي اختلف في معناه فقيل إنه أمر الناس بأمر الله أن لايخالطوه و لايجالسوه و لايؤاكلوه تضييقا عليه والمعني لك أن تقول لاأمس و لاأمس مادمت حيا. و قال ابن عباس لك ولولدك والمساس فعل من المماسة ومعني لا مِساسَ لايمس بعضنا بعضا السامري يهيم في البرية مع الوحش والسباع لايمس أحدا و لايمسه أحد عاقبه الله تعالي بذلك و كان إذالقي أحدا يقول لامساس أي لاتمسني و لاتقربني وصار ذلك عقوبة له ولولده حتي إن بقاياهم اليوم يقولون ذلك و إن مس واحد من غيرهم حم كلاهما في الوقت . وقيل إن السامري خاف وهرب فجعل يهيم في البرية لايجد أحدا من الناس يمسه حتي صار لبعده من الناس كالقائل لامساس

-قرآن-1-78-قرآن-94-104-قرآن-202-314-قرآن-358-368-قرآن-380-409-قرآن-493-546-قرآن-781-930-قرآن-943-970-قرآن-1137-1145-قرآن-1373-1381

[ صفحه 270]

علي بن ابراهيم بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال مابعث الله رسولا إلا و في وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده فأما الخمسة أولو العزم من الرسل نوح و ابراهيم و موسي وعيسي و محمدص و أماصاحبا نوح ع ففبطقوس وحزام و أماصاحبا ابراهيم فمكيل وزدام و أماصاحبا موسي فالسامري ومرعقيبا و أماصاحبا عيسي فمولس ومريسان و أماصاحبا محمدص فحبتر وزريق

-روايت-1-2-روايت-57-380

أقول الحبتر الثعلب والمراد به ... لأنه يشبه بالمكر والخديعة والتعبير عنه بزريق لكونه أزرق وقيل أنه يشبه بطائر اسمه زريق في سوء أخلاقه

أولكون الزرقة مما تبغضه العرب وتتشأم منه . كماقيل في قوله تعالي وَ نَحشُرُ المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ زُرقاً

-قرآن-218-257

و عن أبي بصير قال سأل طاوس اليماني الباقر ع عن طير طار مرة لم يطر قبلها و لابعدها ذكره الله في القرآن ما هو فقال طور سيناء أطاره الله عز و جل علي بني إسرائيل حين أظلهم فيه أنواع العذاب حتي قبلوا التوراة و ذلك قوله عز و جل وَ إِذ نَتَقنَا الجَبَلَ فَوقَهُم كَأَنّهُ ظُلّةٌ وَ ظَنّوا أَنّهُ واقِعٌ بِهِم

-روايت-1-2-روايت-23-325

وروي أنه لماأنزل الله سبحانه التوراة قال رب أرني أنظر إليك فأوحي الله إليه لاتقدر علي ذلك ولكن انظر إلي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فرفع الله الحجاب ونظر إلي الجبل فساخ الجبل في البحر فهو يهوي حتي الساعة ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء فأوحي الله إلي الملائكة أدركوا موسي لايهرب فنزلت الملائكة وأحاطت بموسي وقالوا اثبت يا ابن عمران فقد سألت الله عظيما فلما نظر موسي إلي الجبل قدساخ والملائكة قدنزلت وقع علي وجهه فمات من خشية الله وهول مارأي فرد الله عليه روحه فرفع رأسه وأفاق و قال سبحانك تبت إليك و أناأول من صدق إنك لاتري فقال الله يا موسي إني اصطفيتك علي الناس برسالتي وكلامي الحديث

-روايت-1-2-روايت-9-663

[ صفحه 271]

و عنه ص قال من الجبال التي تطايرت يوم موسي ع سبعة أجبل فلحقت بالحجاز واليمن منها بالمدينة أحد وورقان وبمكة ثور وثبير وحي باليمن سبر وحضور

-روايت-1-2-روايت-18-156

عيون الأخبار في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا ع عن معني قوله عز و جل وَ لَمّا جاءَ مُوسي لِمِيقاتِنا وكلمه ربه قال رَبّ أرَنِيِ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسي بن

عمران لايعلم أن الله تعالي ذكره لايجوز عليه الرؤية حتي يسأله هذاالسؤال فقال الرضا ع إن كليم الله موسي بن عمران ع علم أن الله تعالي عز أن يري بالأبصار لكنه لماكلمه الله عز و جل وقربه نجيا رجع إلي قومه فأخبرهم أن الله عز و جل كلمه وقربه وناجاه فقالوا لن نؤمن لك حتي نسمع كلامهم كماسمعت و كان القوم سبعمائة ألف رجل فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار منهم سبعة آلاف ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلي طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل وصعد موسي إلي الطور وسأل الله أن يكلمهم ويسمعهم كلامه فكلمه الله وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام لأن الله عز و جل أحدثه في الشجرة وجعله منبعثا منها حتي سمعوه من جميع الوجوه فقالوالَن نُؤمِنَ لَكَبأن ألذي سمعناه كلام الله حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةً فلما قالوا هذاالقول العظيم بعث الله عز و جل عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا فقال موسي يارب ماأقول لبني إسرائيل إذارجعت إليهم وقالوا إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله عز و جل إياك فأحياهم الله وبعثهم معه فقالوا إنك لوسألت الله أن يراك تنظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هوفنعرفه حق معرفته فقال موسي ع ياقوم إن الله لايري بالأبصار وإنما يعرف بآياته فقالوا لن نؤمن لك حتي تسأله فقال موسي يارب إنك قدسمعت مقالة بني إسرائيل و أنت أعلم بصلاحهم فأوحي الله إليه يا موسي اسألني ماسألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسي رَبّ أرَنِيِ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ وَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ و

هويهوي فَسَوفَ ترَانيِ فَلَمّا تَجَلّي رَبّهُ لِلجَبَلِبآية من آياته جَعَلَهُ دَكّا وَ خَرّ مُوسي صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 272]

إِلَيكَ يقول رجعت إلي معرفتي بك عن جهل قومي وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَمنهم بأنك لاتري

-روايت-از قبل-96

و عن أبي جعفر ع قال كان في وصية أمير المؤمنين ع أن أخرجوني إلي الظهر فإذاتصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني و هوأول طور سيناء

-روايت-1-2-روايت-27-147

و عن أبي عبد الله ع الغري قطعة من الجبل ألذي كلم الله عليه موسي تكليما

-روايت-1-2-روايت-27-83

و قال المرتضي نور الله ضريحه إن قيل ماالوجه في قوله تعالي وَ أَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِالآية. و ليس ظاهر الآية يدل علي أن هارون أحدث ماأوجب إيقاع ذلك الفعل به و بعدفما الاعتذار لموسي ع من ذلك الفعل و هوفعل السخفاء والمتسرعين و ليس من عادة الحكماء المتماسكين .قلنا ليس فيما حكاه الله تعالي من فعل موسي بأخيه مايقتضي صدور معصية و لاقبيح من واحد منهما و ذلك أن موسي ع أقبل و هوغضبان علي قومه لماأحدثوا بعده مستعظما لفعلهم مفكرا فيما كان منهم فأخذ برأس أخيه وجره إليه كمايفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك

عندالغضب وشدة الفكر. أ ماتري أن المفكر الغضبان قديعض علي شفتيه ويقبض علي لحيته فأجري موسي ع أخاه هارون مجري نفسه لأنه كان أخاه وشريكه و من يمسه من الخير والشر مايمسه فصنع به مايصنع الرجل بنفسه في أحوال الفكر والغضب وبهذه الأمور تختلف أحكامها بالعادات فيكون ما هوإكرام في بعضها استخفافا في غيرها وبالعكس . و أما قوله لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ فلايمنع أن يكون هارون خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل بسوء ظنهم أنه منكر عليهم معاتب ثم ابتدأ بشرح قصته فقال في موضع إنِيّ خَشِيتُ

أَن تَقُولَالآية و في موضع آخرابنَ أُمّ إِنّ

-قرآن-66-90-قرآن-883-903-قرآن-1031-1056-قرآن-1077-1090

و قال المرتضي نور الله ضريحه إن قيل ماالوجه في قوله تعالي وَ أَخَذَ بِرَأسِ أَخِيهِالآية. و ليس ظاهر الآية يدل علي أن هارون أحدث ماأوجب إيقاع ذلك الفعل به و بعدفما الاعتذار لموسي ع من ذلك الفعل و هوفعل السخفاء والمتسرعين و ليس من عادة الحكماء المتماسكين .قلنا ليس فيما حكاه الله تعالي من فعل موسي بأخيه مايقتضي صدور معصية و لاقبيح من واحد منهما و ذلك أن موسي ع أقبل و هوغضبان علي قومه لماأحدثوا بعده مستعظما لفعلهم مفكرا فيما كان منهم فأخذ برأس أخيه وجره إليه كمايفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك

عندالغضب وشدة الفكر. أ ماتري أن المفكر الغضبان قديعض علي شفتيه ويقبض علي لحيته فأجري موسي ع أخاه هارون مجري نفسه لأنه كان أخاه وشريكه و من يمسه من الخير والشر مايمسه فصنع به مايصنع الرجل بنفسه في أحوال الفكر والغضب وبهذه الأمور تختلف أحكامها بالعادات فيكون ما هوإكرام في بعضها استخفافا في غيرها وبالعكس . و أما قوله لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ فلايمنع أن يكون هارون خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل بسوء ظنهم أنه منكر عليهم معاتب ثم ابتدأ بشرح قصته فقال في موضع إنِيّ خَشِيتُ أَن تَقُولَالآية و في موضع آخرابنَ أُمّ إِنّ

القَومَ استضَعفَوُنيِ ويمكن أن يكون قوله لا تَأخُذ بلِحِيتَيِ ليس علي سبيل الأنفة بل معني كلامه لاتغضب و لايشتد جزعك وأسفك انتهي . وذكر الصدوق أن ذلك كان بينهما علي جهة المصلحة لتخويف الأمة وليعلموا شدة إنكار موسي عليهم علي أنه لو كان ذلك مما لاينبغي من واحد منهما فهو من باب ترك الأولي كماقيل لماورد من الأدلة القاطعة علي

عصمتهم . وروي أن موسي ع لمارجع إلي قومه و قدعبدوا العجل قال لهم موسي يا قَومِ إِنّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتّخاذِكُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلي الله بارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُمفقالوا كيف نقتل أنفسنا فقال لهم موسي اغدوا كل واحد منكم إلي بيت المقدس ومعه سكين أوحديدة أوسيف فإذاصعدت أنامنبر بني إسرائيل فكونوا أنتم متلثمين لايعرف أحد صاحبه فاقتلوا بعضكم بعضا فاجتمعوا سبعين ألف رجل ممن كانوا عبدوا العجل إلي بيت المقدس فلما صلي بهم موسي ع وصعد المنبر أقبل بعضهم يقتل بعضا حتي نزل جبرئيل فقال لهم يا موسي ارفعوا القتل فقد تاب عليكم فقتل عشرة آلاف فأنزل الله ذلِكُم خَيرٌ لَكُم

عِندَ بارِئِكُم فَتابَ عَلَيكُم إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ

-قرآن-1-23-قرآن-47-67-قرآن-428-500-قرآن-507-537-قرآن-955-1036

بصائر الدرجات بإسناده إلي سدير قال كنت

عند أبي جعفر ع فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبو جعفر ع عن اليمن فأقبل يحدث فقال له أبو جعفر ع هل تعرف دار كذا وكذا قال نعم ورأيتها فقال له أبو جعفر ع هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا وكذا قال نعم ورأيتها فقال الرجل مارأيت رجلا أعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر ع يا أباالفضل تلك الصخرة التي غضب موسي فألقي الألواح عندها فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة فلما بعث الله رسولا أدته إليه وهي عندنا

-روايت-1-2-روايت-40-495

و عنه ع إن الله لم يعط الأنبياء شيئا إلا و قدأعطاه محمداص وعندنا الصحف التي قال الله عز و جل صُحُفِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي وهي الألواح

-روايت-1-2-روايت-13-149

و عن أبي عبد الله ع قال إن في الجفر إن الله تبارك و تعالي لماأنزل

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 274]

الله الألواح علي موسي ع أنزلها عليه و فيهاتبيان كل شيء إلي أن

تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسي ع أوحي الله إليه أن استودع الألواح وهي زبرجدة من الجنة فأتي موسي الجبل فانشق الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة فانطبق الجبل عليها فلم تزل حتي بعث الله نبيه محمداص فأقبل ركب من اليمن يريدون النبي ص فلما انتهوا إلي الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفه كماوضعها موسي ع فأخذها القوم ودفعوها إلي النبي ص

-روايت-از قبل-442

و عن أمير المؤمنين ع أن يوشع بن نون كان وصي موسي ع وكانت ألواح موسي من زمرد أخضر فلما غضب موسي ألقي الألواح من يده فمنها ماتكسر ومنها مابقي ومنها ماارتفع فلما ذهب عن موسي الغضب قال يوشع أعندك تبيان ما في الألواح قال نعم فلم يزل يتوارثها رهط بعدرهط حتي وصلت إلي النبي ص ودفعها إلي

-روايت-1-2-روايت-27-316

العياشي عن الباقر ع في قوله وَ إِذ واعَدنا مُوسي أَربَعِينَ لَيلَةً قال كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة ثم بدا لله فزاد عشرافَتَمّ مِيقاتُ رَبّهِالأول والآخرأَربَعِينَ لَيلَةً

-روايت-1-2-روايت-24-190

و عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم قال لماناجي موسي ع ربه أوحي إليه أن يا موسي قدفتنت قومك فقال بما ذا يارب قال بالسامري صاغ لهم من حليهم عجلا فخار قال يارب و من أخاره قال أنا فقال عندها موسي إِن هيِ َ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلّ بِها مَن تَشاءُ وَ تهَديِ مَن تَشاءُ فلما انتهي موسي إلي قومه ورآهم يعبدون العجل ألقي الألواح من يده فتكسرت فقال أبو جعفر ع كان ينبغي أن يكون هذا

عندإخبار الله إياه قال فعمد موسي فبرد العجل بالمبرد من أنفه إلي طرف ذنبه ثم أحرقه بالنار فذره في اليم يعني الماء قال فكان أحدهم ليقع

في الماء و ما به إليه من حاجة فيعرض لذلك الرماد فيشربه و هوقول الله عز و جل وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم

-روايت-1-2-روايت-22-740

[ صفحه 275]

و عنه ع قال لماسأل موسي ربه تبارك و تعالي و قال رَبّ أرَنِيِ أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن ترَانيِ وَ لكِنِ انظُر إِلَي الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرّ مَكانَهُ فَسَوفَ ترَانيِ قال فلما صعد موسي ع علي الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد في رأسها النور يمرون به فوجا بعدفوج يقولون يا ابن عمران فقد سألت عظيما فلم يزل موسي واقفا حتي تجلي ربنا جل جلاله فجعل الجبل دكا وخر موسي صعقا فلما أن رد الله عليه روحه قال سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَ أَنَا أَوّلُ المُؤمِنِينَ

-روايت-1-2-روايت-18-512

قال ابن أبي عمير وحدثني عدة من أصحابنا أن النار أحاطت به حتي لايهرب لهول مارأي

-روايت-1-2-روايت-22-92

و عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن موسي بن عمران لماسأل ربه النظر إليه وعده أن يقعد في موضع ثم أمر الملائكة أن تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرائصه فيرفع رأسه فيقولون قدسألت عظيما

-روايت-1-2-روايت-51-274

و عن أبي جعفر ع قال إن ماناجي موسي أن قال يارب هذاالسامري صنع العجل فالخوار من صنعه قال فأوحي الله إليه يا موسي إن تلك فتنتي فلاتفضحني عنها

-روايت-1-2-روايت-27-165

أقول الفتنة ورد لها في القرآن الكريم والأخبار عن الأئمة الطاهرين ص معان كثيرة و من أشهرها الابتلاء والاختبار و ليس هنا بمعني الضلال لقوله تعالي وَ تهَديِ مَن تَشاءُ. و أما قوله تعالي فلاتفضحني فذلك أن بني إسرائيل من فرط الجهل علي قلوبهم لم يتعرفوا معاني الألفاظ و لامواقع مواردها وإيصال

ذلك إلي أفهامهم مما يتعذر علي موسي ع فإنه لم يقدر علي إيصال الواضحات إلي أفهامهم فكيف هذا وأمثاله

-قرآن-153-173

مهج الدعوات من كتاب عبد الله بن عباس بن حماد الأنصاري عن أبي عبد الله ع وذكر عنده حزيران فقال هوالشهر ألذي دعا فيه موسي علي بني إسرائيل فمات في يوم وليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة ألف من الناس

-روايت-1-2-روايت-85-220

تفسير الإمام الحسن العسكري ع قال الله عز و جل وَ إِذ واعَدنا مُوسي

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 276]

أَربَعِينَ لَيلَةً ثُمّ اتّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَ أَنتُم ظالِمُونَ قال كان موسي ع يقول لبني إسرائيل إذافرج الله عنكم وأهلك أعداءكم أتاكم بكتاب من

عندربكم يشتمل علي أوامره ونواهيه ومواعظه وأمثاله فلما فرج الله عنهم أمره الله عز و جل أن يأتي للميعاد ويصوم ثلاثين يوما

عندأصل الجبل فظن موسي ع أنه بعد ذلك يعطيه الكتاب فصام ثلاثين يوما فلما كان في آخر اليوم استاك قبل الفطر فأوحي الله إليه يا موسي أ ماعلمت أن خلوق فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك صم عشرا أخر و لاتستك

عندالإفطار ففعل ذلك موسي ع و كان وعده الله أن يأتيه الكتاب بعدأربعين ليلة فأعطاه الله إياه فجاء السامري فشبه علي مستضعفي بني إسرائيل فقال وعدكم موسي أن يرجع إليكم بعدأربعين ليلة و هذه عشرون يوما وعشرون ليلة تمت أربعون أخطأ موسي ربه و قدأتاكم ربكم أراد أن يريكم أنه قادر علي أن يدعوكم إلي نفسه بنفسه و إن لم يبعث موسي لحاجة منه إليه فأظهر لهم العجل ألذي كان عمله فقالوا كيف يكون العجل إلهنا قال إنما هذاالعجل يكلمكم منه ربكم كماكلم موسي من الشجرة فلما سمعوا منه كلاما قالوا له إنه في العجل

كما في الشجرة فضلوا بذلك وأضلوا فلما رجع موسي إلي قومه قال ياأيها العجل أ كان فيك ربك كمايزعم هؤلاء فنطق العجل و قال عزربنا أن يكون العجل حاويا له أو شيء من الشجرة والأمكنة عليه مشتملا لا و الله يا موسي ولكن السامري نصب عجلا مؤخره إلي الحائط وحفر في الجانب الآخر في الأرض وأجلس فيه بعض مردته فهو ألذي وضع فاه علي دبره وتكلم بما تكلم لما قال هذاإلهكم وإله موسي يا موسي بن عمران ماخذل هؤلاء لعبادي واتخاذي إلها إلالتهاونهم بالصلاة علي محمد وآله الطيبين وجحودهم بموالاتهم ونبوة النبي ووصية الوصي حتي إذاهم يتخذوني إلها قال الله عز و جل فإذا كان الله تعالي إنما خذل عبادة العجل لتهاونهم بالصلاة علي محمد ووصيه علي فما تخافون من الخذلان الأكبر ومعاندتكم لمحمد و علي و قدشاهدتموهما وتبينتم آياتهما ودلائلهما

-روايت-از قبل-1837

و فيه أيضا قال الله عز و جل ثُمّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ أي عفونا عن أوائلكم عبادة العجل لعلكم أيها الكائنون في عصر محمدص من بني إسرائيل تشكرون تلك النعمة علي أسلافكم وعليكم بعدهم

-روايت-1-2-روايت-3-ادامه دارد

[ صفحه 277]

قال ع وإنما عفا الله عز و جل عنهم لأنهم دعوا الله بمحمد وآله الطيبين وجددوا علي أنفسهم الولاية لمحمد و علي وآلهما الطاهرين فعند ذلك رحمهم الله وعفا عنهم ثم ساق الحديث إلي قوله وأمر الله موسي ع أن يقتل من لم يعبده من عبده فتبرأ أكثرهم وقالوا لم نعبد فقال الله عز و جل لموسي أبرد هذاالعجل بالحديد بردا ثم ذره في البحر فمن شرب منه ماء اسودت شفتاه وأنفه وبان ذنبه ففعل وبان العابدون فأمر الله الاثني عشر ألفا أن يخرجوا

علي الباقين شاهري السيوف يقتلونهم ونادي مناد ألا لعن الله أحدا اتقاهم بيد أو رجل ولعن الله من تأمل المقتول لعله ينسبه حميما قريبا فيتعداه إلي الأجنبي فاستسلم المقتولون فقال القاتلون نحن أعظم مصيبة منهم نقتل بأيدينا آباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأقرباءنا ونحن لم نعبد فقد ساوي بيننا وبينهم في المصيبة فأوحي الله تعالي إلي موسي ع أني إنما امتحنتهم كذلك لأنهم مااعتزلوهم لماعبدوا العجل و لم يهجروهم و لم يعادوهم علي ذلك قل لهم من دعا الله بمحمد وآله الطيبين أن يسهل عليهم قتل المستحقين للقتل بذنوبهم ففعل فقالوها فسهل عليهم و لم يجدوا لقتلهم لهم ألما فلما استمر القتل فيهم ستمائة ألف إلااثني عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل وفق الله بعضهم فقال لبعض والقتل لم يفض بعدإليهم فقال أ و ليس الله قدجعل التوسل بمحمد وآله الطيبين أمرا لايخيب معه طلبه و لايرد به مسألة وهكذا توسلت به الأنبياء والرسل فما لنا لانتوسل قال فاجتمعوا وضجوا قالوا ياربنا نجنا بجاه محمدالأكرم وبجاه علي الأفضل الأعظم وبجاه فاطمة ذات الفضل والعصمة وبجاه الحسن و الحسين سبطي سيد المرسلين وسيدي شباب أهل الجنة أجمعين وبجاه الذرية الطيبة الطاهرة من آل طه ويس لماغفرت لنا ذنوبنا وغفرت لنا هفوتنا وأزلت هذاالقتل عنا فذلك حين نودي موسي ع من السماء أن كف القتل فقد سألني بعضهم مسألة وأقسم علي قسما لوأقسم به هؤلاء العابدون العجل وسألني بعضهم العصمة حتي لايعبدوه لوفقتهم وعصمتهم و لوأقسم علي بهاإبليس لهديته و لوأقسم بهانمرود أوفرعون لنجيتهم فرفع الله عنهم القتل فجعلوا يقولون ياحسرتنا أين كنا عن هذاالدعاء بمحمد وآله الطيبين حتي يقينا الله شر الفتنة

-روايت-از قبل-1997

و عنه ص لم سمي الفرقان

فرقانا قال لأنه متفرق الآيات والسور أنزل

-روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 278]

في غيرالألواح و غيرالصحف والتوراة والإنجيل والزبور نزلت كلها جملة في الألواح والورق

-روايت-از قبل-94

البصائر عن السمان قال قال لي أبو جعفر ع ماتقول الشيعة في علي و موسي وعيسي ع قال قلت جعلت فداك و من أي الحالات تسألني قال أسألك عن العلم فأما الفضل فهم سواء قلت جعلت فداك فما عسي أقول فيهم قال هو و الله أعلم منهما ثم قال يا عبد الله أ ليس تقولون لعلي ماللرسول من العلم قال قلت بلي قال فخاصمهم فيه إن الله تبارك و تعالي قال لموسي وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍفأعلمناه أنه لم يبين له الأمر كله و قال تبارك و تعالي لمحمدص وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ

-روايت-1-2-روايت-26-570

وروي أنه لماأتاهم موسي و قدعبدوا العجل وأرادوا التوبة فقيل لهم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُمفجلسوا في الأقنية مختبئين وأصلت القوم عليهم خناجرهم فكان الرجل يقتل ابنه وأباه وأخاه وقريبه وصديقه وجاره فلم يمكنه المضي لأمر الله سبحانه فأرسل الله عليهم ضبابة وسحابة سوداء لايبصر بعضهم بعضا. وقيل لهم من حل حبوته أومد طرفه إلي قاتله أواتقاه بيد أو رجل فهو ملعون مردود توبته فكانوا يقتلونهم إلي المساء فلما كثر فيهم القتل وبلغ عدة القتلي سبعين ألفا دعا موسي وهارون وبكيا وجزعا وتضرعا وقالا يارب هلكت بنو إسرائيل البقية فكشف الله السحابة وأمرهم أن يرفعوا السلاح ويكفوا عن القتل فلما انكشفت السحابة عن القتلي اشتد ذلك علي موسي ع فأوحي الله مايرضيك أن أدخل القاتل والمقتول الجنة فكان من قتل منهم شهيدا و من بقي مكفرا عنه ذنبه . ثم إن موسي

ع هم بقتل السامري فأوحي الله تعالي إليه لاتقتله فإنه سخي فلعنه موسي ع و قال فَاذهَب فَإِنّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساسَ وَ إِنّ لَكَ مَوعِداًلعذابك في القيامةلَن تُخلَفَهُ. وأمر موسي ع بني إسرائيل أن لاتخالطوه و لاتقربوه فصار السامري وحشيا لايألف و لايؤلف و لايدنو من الناس و لايمس أحدا منهم فمن مسه قرض ذلك الموضع بالمقراض فكان كذلك حتي هلك

-قرآن-71-91-قرآن-879-954-قرآن-973-985

[ صفحه 279]

الفصل السابع في قصة قارون وذبح البقرة و مايتعلق بها

تفسير علي بن ابراهيم كان سبب هلاك قارون أنه لماأخرج موسي بني إسرائيل من مصر وأنزلهم البادية و ذلك بعدغرق فرعون وقومه أمرهم بقتال الجبابرة في أريحا أرض الشام فلم يطيعوه وقالوافَاذهَب أَنتَ وَ رَبّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَففرض الله عليهم دخولها وحرمها عليهم أربعين سنة وكانوا في التيه و كان قارون منهم و كان يقرأ القرآن و لم يكن فيهم أحسن صوتا منه و كان يسمي المنون لحسن قراءته و قد كان يعمل الكيمياء فلما طال الأمر علي بني إسرائيل في التيه أخذوا في التوبة و كان قارون امتنع أن يدخل معهم في التوبة و كان موسي يحبه .فدخل عليه موسي فقال ياقارون قومك في التوبة و أنت قاعد هاهنا ادخل معهم و إلانزل بك العذاب فاستهان به وبقوله فخرج من عنده مغتما فجلس في فناء قصره عليه جبة شعر ونعلان من جلد حمار فأمر قارون أن يصب عليه رماد قدخلط بالماء فصب عليه فغضب موسي غضبا شديدا و كان في كتفه شعرات كان إذاغضب خرجت من ثيابه وقطر منها الدم . فقال موسي يارب إن لم تغضب لي فلست لك بنبي فأوحي الله إليه قدأمرت السماوات و الأرض أن تطيعك فمرها بما شئت و قد كان

قارون أمر أن يغلق باب القصر فأقبل موسي فأومي إلي الأبواب فانفرجت ودخل عليه فلما نظر إليه قارون علم أنه قدأوتي بالعذاب فقال يا موسي أسألك بالرحم بيني وبينك فقال له موسي يا ابن لاوي لايردني كلامك ياأرض خذيه فدخل القصر بما فيه في الأرض ودخل قارون في الأرض إلي الركبة فبكي وحلفه بالرحم فقال له موسي يا ابن لاوي لايردني من كلامك .

-قرآن-196-250

[ صفحه 280]

و هذا ما قال موسي لقارون يوم أهلكه الله فعيره بما قاله لقارون فعلم موسي أن الله قدعيره بذلك فقال يارب إن قارون دعاني بغيرك و لودعاني بك لأجبته فقال الله يا ابن لاوي لاتردني من كلامك فقال موسي يارب لوعلمت أن ذلك لك رضا لأجبته فقال الله تعالي وعزتي وجلالي لو أن قارون كمادعاك دعاني لأجبته ولكنه لمادعاك وكلته إليك يا ابن عمران لاتجزع من الموت فإني كتبت الموت علي كل نفس و قدمهدت لك مهادا لو قدوردت عليه لقرت عينك .فخرج موسي إلي جبل طور سيناء مع وصيه فصعد موسي الجبل فنظر إلي رجل قدأقبل ومعه مكتل ومسحاة فقال له موسي ماتريد قال إن رجلا من أولياء الله توفي فأنا أحفر قبره فقال له موسي أ فلاأعينك عليه قال بلي فحفر القبر فلما فرغا أراد الرجل أن ينزل إلي القبر فقال له موسي ماتريد قال أدخل القبر فأنظر كيف مضجعه فقال موسي أناأكفيك فدخل موسي فاضطجع فيه فقبض فيه ملك الموت روحه وانضم عليه الجبل أقول قوله تعالي كانَ مِن قَومِ مُوسي.قيل كان ابن عمه يصهر بن فاهث و موسي بن عمران بن فاهث وقيل كان ابن خالته . وروي ذلك عن أبي عبد الله ع وقيل كان

عم موسي ع . وقول قارون إِنّما أُوتِيتُهُ عَلي عِلمٍ أي فضت علي الناس بالجاه والمال عَلي عِلمٍ و هوعلم التوراة و كان أعلمهم وقيل هوعلم التجارة والدهقنة وسائر المكاسب وقيل علم بكنوز يوسف

-قرآن-904-923-قرآن-1077-1104-قرآن-1140-1149

و عن أبي عبد الله ع في خبر يونس قال فدخل الحوت في بحر القلزم ثم خرج إلي بحر مصر ثم دخل إلي بحر طبرستان ثم دخل إلي دجلة العوراء ثم مرت به تحت الأرض حتي لحقت بقارون و كان قارون هلك في أيام موسي ووكل الله به ملكا يدخله في كل يوم قامة رجل و كان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به أنظرني فإني أسمع كلام آدمي فأوحي الله إلي الملك أنظره ثم قال قارون من أنت قال قال أناالمذنب الخاطئ يونس بن متي قال فما فعل شديد الغضب لله موسي بن عمران أخو كلثم التي كانت سميت لي

-روايت-1-2-روايت-27-ادامه دارد

[ صفحه 281]

قال هيهات هلك قال فما فعل الغفور الرحيم علي قوم هارون بن عمران قال هلك قال فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي قال هيهات مابقي من آل عمران أحد فقال قارون وا أسفاه علي آل عمران فشكر الله له ذلك فأمر الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا فرفعه عنه

-روايت-از قبل-298

وروي في قوله تعالي فَبَغي عَلَيهِميعني علي بني إسرائيل . فقال ابن عباس كان فرعون قدملك قارون علي بني إسرائيل حين كان بمصر و كان يظلمهم . وقيل زاد عليهم في الثياب شبرا وقيل بكثرة ماله . وروي عن حنتمة قال وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون وقر ستين بغلا غراء محجلة مايزيد منها مفتاح علي

إصبع لكل مفتاح منها كنز وكانت من حديد فلما ثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت عليه فجعلت من جلود البقر علي طول الأصابع فكانت تحمل معه ويقال أينما يذهب تحمل معه علي أربعين بغلا. و كان أول طغيانه أنه تكبر واستطال علي الناس بكثرة الأموال فكان يخرج في زينته ويختال . قال مجاهد خرج علي براذين بيض عليها سروج الأرجوان في سبعين ألفا عليهم المعصفرات . وقيل في أربعة آلاف فارس ومعهم ثلاثة آلاف جارية بيض عليهم الحلي والثياب الحمر فتمني أهل الجهالة مثل ألذي أوتيه . ثم إن الله أوحي إلي نبيه موسي أن يأمر قومه أن يعلقوا في أرديتهم خيوطا أربعة في كل طرف خيطا أخضر لونه لون السماء فأمرهم به موسي و قال لكي تذكروا ربكم إذارأيتموها فإنه تعالي ينزل من السماء عليكم كلاما فاستكبر قارون و قال إنما تفعل هذه الأرباب بعبيدهم لكي يميزوا من غيرهم . و لماقطع موسي ع ببني إسرائيل البحر جعل الحبورة وهي رئاسة المذبح وبيت القربان لهارون فكان بنو إسرائيل يأتون بهديتهم ويدفعونها إلي هارون فيضعها علي المذبح فتنزل النار من السماء فتأكلها فوجد قارون في نفسه من

-قرآن-24-38

[ صفحه 282]

ذلك وأتي موسي و قال يا موسي لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست في شيء من ذلك و أناأقرأ للتوراة منكما لاصبر لي علي هذا فقال موسي و الله ما أناجعلتها لهارون بل الله تعالي جعلها له فقال قارون و الله لاأصدقك في ذلك حتي تريني بيانه فجمع موسي ع رؤساء بني إسرائيل و قال هاتوا عصيكم فجاءوا بهافخرمها وألقاها في القبة التي كانت يعبد الله تعالي فيها وجعلوا يحرسون عصيهم حتي أصبحوا فأصبحت عصا هارون ع قداهتز

لها ورق أخضر وكانت من شجرة اللوز فقال موسي ياقارون أتري هذا فقال قارون و الله و الله ما هذابأعجب مما تصنع من السحر فذهب قارون مغاضبا واعتزل موسي بأتباعه وجعل موسي يداريه للقرابة بينهما و هويؤذيه في كل وقت و لايزيد كل يوم إلاكبرا ومعاداة لموسي ع حتي بني دارا وجعل بابها من الذهب وضرب علي جدرانها صفائح الذهب و كان الملأ من بني إسرائيل يميلون إلي مجالسته ومضاحكته . ثم إن الله سبحانه أنزل الزكاة علي موسي ع فصالح قارون علي أن يعطي عن كل ألف دينار دينارا و عن كل ألف شاة شاة و عن كل ألف شيءشيئا فرجع إلي بيته فحسبه فوجده كثيرا فلم تسمح بذلك نفسه فجمع بني إسرائيل و قال لهم إن موسي قدأمركم بكل شيءفأطعتموه و هوالآن يريد أن يأخذ أموالكم فقالوا له أنت كبيرنا وسيدنا فمرنا بما شئت فقال آمركم أن تجيئوا بفلانة البغية فنجعل لها جعلا علي أن تقذفه بنفسها فإذافعلت ذلك خرج عليه بنو إسرائيل ورفضوه فاسترحنا منه فأتوا بهافجعل لها قارون ألف درهم . وقيل طشتا من الذهب و قال لها إني أمولك وأخلطك بنسائي علي أن تقذفي موسي بنفسك غدا إذاحضر بنو إسرائيل فلما كان الغد جمع قارون بني إسرائيل فخرج إليهم موسي فقام فيه خطيبا فوعظهم و قال من سرق قطعنا يده و من افتري جلدناه ثمانين جلدة و من زني وليست له امرأة جلدناه مائة و من زني و له امرأة رجمناه حتي يموت فقال له قارون و إن كنت أنت قال و إن كنت أنا قال قارون فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة قال دعوها فإن قالت فهو ماقالت

فلما أن جاءت قال لها موسي يافلانة أنافعلت بك ما يقول هؤلاء وعظم عليها وسألها بالذي فلق البحر وأنزل التوراة فلما ناشدها تداركها الله بالتوفيق وقالت في نفسها لئن أحدث اليوم توبة أفضل من أن أؤذي رسول الله فقالت لا ولكن جعل لي قارون جعلا علي أن أقذفك بنفسي

[ صفحه 283]

فلما تكلمت بهذا الكلام نكس قارون رأسه وعرف أنه وقع في مهلكة وخر موسي ساجدا يبكي و يقول يارب إن عدوك قدآذاني وأراد فضيحتي أللهم فإن كنت رسولك فاغضب لي وسلطني عليه فأوحي الله سبحانه إليه ارفع رأسك ومر الأرض بما شئت تطعك فقال موسي يابني إسرائيل إن الله قدبعثني إلي قارون كمابعثني إلي فرعون و من كان معه فليثبت معه و من كان معي فليعتزل فاعتزلوا قارون و لم يبق معه إلارجلان ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي كعابهم ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي ركبهم ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي حقوتهم ثم قال ياأرض خذيهم فأخذتهم إلي أعناقهم وقارون وأصحابه في كل ذلك يتضرعون إلي موسي ع ويناشد قارون الله والرحم حتي ناشده سبعين مرة و موسي في جميع ذلك لايلتفت إليه لشدة غضبه ثم قال ياأرض خذيهم فأطبقت عليهم الأرض .فأوحي الله إلي موسي ماأظنك استغاثوا بك سبعين مرة فلم ترحمهم و لم تغثهم أما وعزتي وجلالي لوإياي دعوني مرة واحدة لوجدوني قريبا مجيبا. قال قتادة ذكر لنا أنه يخسف به كل يوم قامة و أنه يتجلجل فيها و لايبلغ قعرها إلي يوم القيامة. فلما خسف الله تعالي بقارون وصاحبيه أصبحت بنو إسرائيل يتناجون فيما بينهم أن موسي إنما دعا علي قارون ليأخذ داره وأمواله وكنوزه فدعا الله تعالي موسي

حتي خسف بداره وأمواله الأرض الحديث

تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال إن رجلا من خيار بني إسرائيل وعلمائهم خطب امرأة منهم فأجابت وخطبها ابن عم لذلك الرجل و كان فاسقا رديئا فلم تقبل فحسد ابن عمه ألذي أجابوه فقعد له فقتله غيلة ثم حمله إلي موسي ع فقال يانبي الله هذا ابن عمي قدقتل و لاأدري من قتله و كان القتل في بني إسرائيل عظيما جدا فعظم ذلك علي موسي ع فاجتمع إليه بنو إسرائيل فقالوا ماتري يانبي الله و كان رجل في بني إسرائيل له بقرة و كان له ابن بار و كان

عندابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته و كان مفتاح بيته تحت رأس أبيه و كان نائما وكره ابنه أن ينبهه وينغص عليه نومه فانصرف القوم و لم يشتروا سلعته و لماانتبه أبوه قال له يابني -روايت-1-2-روايت-62-ادامه دارد

[ صفحه 284]

ماذا صنعت في سلعتك قال هي قائمة لم أبعها لأن المفتاح كان تحت رأسك وكرهت أن أنبهك وأنغص عليك نومك قال أبوه قدجعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك وشكر الله لابنه مافعل بأبيه وأمر بنو إسرائيل أن يذبحوا البقرة بعينها فلما اجتمعوا إلي موسي وبكوا وضجوا قال لهم موسي إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةًفتعجبوا وقالُوا أَ تَتّخِذُنا هُزُواًنأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرة فقال لهم موسي أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَفعلموا أنهم قدأخطئوا فقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ َ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌ أي لامسنة و لافتية فقالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما لَونُها قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ صَفراءُ فاقِعٌ لَونُها أي شديدة

الصفرةتَسُرّ النّاظِرِينَ قالُوا ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ َ إِنّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَينا وَ إِنّا إِن شاءَ اللّهُ لَمُهتَدُونَ قالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرضَ أي لم تذلل وَ لا تسَقيِ الحَرثَ أي لاتسقي الزرع مُسَلّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها أي لانقطة فيها إلاالصفرةقالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقّهي بقرة فلان فذهبوا ليشتروها فقال لاأبيعها إلابمل ء جوفها ذهبا فرجعوا إلي موسي فأخبروه فقال لهم لابد لكم من ذبحها بعينها فاشتروها بمل ء جلدها ذهبا ثم قالوا ماتأمرنا يانبي الله فأوحي الله تعالي إليه قل لهم اضربوه ببعضها وقولوا من قتلك فأخذوا الذنب فضربوه به وقالوا من قتلك يافلان فقال ابن عمي ألذي جاء بي و هو قوله فَقُلنا اضرِبُوهُ بِبَعضِها كَذلِكَ يحُي ِ اللّهُ المَوتي وَ يُرِيكُم آياتِهِ لَعَلّكُم تَعقِلُونَ وروي في حديث آخر

-روايت-از قبل-1526

أنه كان في بني إسرائيل شيخ موسر فقتل ابنه بنو أخيه طمعا في ميراثه وطرحوه علي باب المدينة ثم جاءوا يطالبون بدمه فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبر بقاتله الحديث

و عن أبي جعفر ع من لبس نعلا أصفر لم يزل ينظر في سرور مادامت عليه لأن الله عز و جل يقول صَفراءُ فاقِعٌ لَونُها تَسُرّ النّاظِرِينَ

-روايت-1-2-روايت-22-143

و عن أبي الحسن الرضا ع لوأنهم عمدوا إلي أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم

-روايت-1-2-روايت-29-95

و قال الطبرسي اختلف العلماء في هذه الآيات فمنهم من ذهب إلي أن

[ صفحه 285]

التكليف فيهامتغاير و لوأنهم ذبحوا أولا أي بقرة اتفقت لهم كانوا قدامتثلوا الأمر فلما لم يفعلوا كانت المصلحة أن يشدد عليهم التكليف و لمارجعوا المرة الثانية فغيرت مصلحتهم إلي تكليف ثالث . ثم اختلف هؤلاء من وجه آخر فمنهم من قال في

التكليف الأخير إنه يجب أن يكون مستوفيا لكل صفة تقدمت فعلي هذاالقول يكون التكليف الثاني والثالث ضم تكليف إلي تكليف زيادة في التشديد عليهم لما فيه من المصلحة ومنهم من قال يجب أن تكون الصفة الأخيرة فقط دون ماتقدم و علي هذاالقول يكون التكليف الثاني نسخا للأول والثالث للثاني و قديجوز نسخ الشي ء قبل الفعل لأن المصلحة يجوز أن تتغير بعدم فوات وقتها وإنما لايجوز نسخ الشي ء قبل وقت الفعل لأن ذلك يؤدي إلي البداء وذهب آخرون إلي أن التكليف واحد و أن الأوصاف المتأخرة إنما هي للبقرة المتقدمة وإنما تأخر البيان و هومذهب المرتضي قدس الله روحه واستدل بهذه الآية علي جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب إلي وقت الحاجة قال إنه تعالي لماكلفهم ذبح بقرة قالوا لموسي ادعُ لَنا رَبّكَ يُبَيّن لَنا ما هيِ َ فلايخلو قولهم ما هيِ َ من أن تكون كناية عن البقرة المتقدم ذكرها أي عن التي أمروا بهاثانيا. والظاهر من قولهم ما هيِ َيقتضي أن يكون السؤال عن صفة البقرة المأمور بذبحها لأنه لاعلم لهم بتكليف ذبح بقرة أخري ليستفهموا عنها. و إذاصح ذلك فليس يخلو قوله إِنّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكرٌ من أن يكون الهاء فيه كناية عن البقرة الأولي أوغيرها و ليس يجوز أن يكون كناية عن بقرة ثانية إذ الظاهر تعلقها بما تضمنه سؤالهم ولأنه لم يكن الأمر جوابا لهم وقول القائل في جواب من سأله كذا وكذا إنه بالصفة الفلانية صريح في أن الهاء كناية عما وقع السؤال عنه هذا مع قولهم إِنّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَينافإنهم لم يقولوا ذلك إلا و قداعتقدوا أن خطابهم مجمل غيرمبين و لو كان علي ماذهب إليه القوم فلم

لم يقل و أي تشابه عليكم وإنما أمرتم بذبح أي بقرة كانت . و أما قوله وَ ما كادُوا يَفعَلُونَفالظاهر أن ذمهم مصروف علي تقصيرهم أوتأخيرهم امتثال الأمر بعدالبيان التام لا علي ترك المبادرة في الأول إلي ذبح البقرة.

-قرآن-951-988-قرآن-1004-1011-قرآن-1103-1110-قرآن-1251-1287-قرآن-1574-1603-قرآن-1779-1801

[ صفحه 286]

انتهي غاية ماأفاد رحمه الله هو أن الظاهر من الآيات هو ذلك و بعدتسليمه فقد يعدل عن الظاهر لورود النصوص المعتبرة

و في تفسير الإمام الحسن العسكري ع أن بني إسرائيل جمعوا أموالهم لشراء البقرة فوسع الله جلد الثور حتي وزن ماملئ به جلده فبلغ خمسة آلاف ألف دينار فقال بعض بني إسرائيل لموسي ع و ذلك بحضرة المقتول المنشور المضروب ببعض البقرة لاندري أيهما أعجب إحياء الله هذا وإنطاقه بما نطق به أوإغناؤه لهذا الفتي بهذا المال العظيم فأوحي الله إليه يا موسي قل لبني إسرائيل من أحب منكم أن أطيب في دنياه عيشه وأعظم في جناني محله وأجعل بمحمد وآله الطيبين فيهامنادمته ليفعل كمافعل هذاالفتي إنه كان قدسمع موسي بن عمران ذكر محمدا وعليا وآلهما الطيبين و كان عليهم مصليا ولهم علي جميع الخلائق من الجن والإنس والملائكة مفضلا فلذلك صرفت له المال العظيم قال الفتي يانبي الله كيف أحفظ هذه الأموال أم كيف أحذر من عداوة من عاداني فيها وحسد من يحسدني لأجلها قال قل عليها من الصلاة علي محمد وآله الطيبين ماكنت تقول قبل أن تنالها فإن ألذي رزقكها بذلك القول مع صحة الاعتقاد يحفظها عليك أيضا بهذا القول مع صحة الاعتقاد فقالها الفتي فما رامها حاسد له إلارفعه الله عنها فلما قال موسي ع للفتي ذلك وصار الله له بمقالته حافظا قال هذاالمنشور أللهم إني أسألك بما سألك به هذاالفتي من

الصلاة علي محمد وآله الطيبين أن تبقيني في الدنيا ممتعا بابنة عمي وتخزي عني أعدائي وحسادي وترزقني فيهاخيرا كثيرا طيبا فأوحي الله إليه يا موسي إن لهذا الفتي المنشور بعدالقتل ستين سنة و قد وهبت له لمسألته وتوسله بمحمد وآله الطيبين سبعين سنة تمام مائة وثلاثين سنة صحيحة حواسه ثابت فيهاجنانه قوية فيهاشهواته يتمتع بحلال الدنيا ويعيش و لاتفارقه فإذاحان حينهما وماتا جميعا معا فصارا إلي جناني فكانا زوجين فيهاناعمين و لوسألني هذاالشقي القاتل بمثل ماتوسل به هذاالفتي علي صحة اعتقاده أن أعصمه من الحسد وأقنعته بما رزقته و ذلك هوالملك العظيم لفعلت و لوسألني بذلك مع التوبة أن لاأفضحه لمافضحته ولصرفت هؤلاء عن اقتراح إبانة القاتل لأغنيت هذاالفتي من غير هذاالوجه بقدر هذاالمال و لوسألني بعد ماافتضح وتاب إلي وتوسل بمثل وسيلة هذاالفتي أن أنسي الناس فعله بعد ماألطف لأوليائه فيعفون

-روايت-1-2-روايت-40-ادامه دارد

[ صفحه 287]

عن القصاص لفعلت و كان لايعيره بفعله أحد فلما ذبحوها قال الله تعالي فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَ وأرادوا أن لايفعلوا ذلك من عظم ثمن البقرة ولكن اللجاج حملهم علي ذلك واتهامهم لموسي حداهم قال فضجوا إلي موسي ع وقالوا افتقرت القبيلة ووقف إلي التكفف وانسلخا بلجاجنا عن قليلنا وكثيرنا فادع الله لنا بسعة الرزق فقال لهم موسي ويحكم ماأعمي قلوبكم أ ماسمعتم دعاء الفتي صاحب البقرة و ماأورثه الله تعالي من الغني أ و ماسمعتم دعاء المقتول المنشور و ماأتم له من العمر الطويل والسعادة والتنعم بحواسه لم لاتدعون الله بمثل وسيلتهما ليسد فاقتكم فقالوا أللهم إليك التجأنا و علي فضلك اعتمدنا فأزل فقرنا وسد خلتنا بجاه محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين والطيبين من آلهم فأوحي الله

تعالي إليه يا موسي ليذهب رؤساؤهم إلي خربة بني فلان ويكشفوا في موضع كذا وجه أرضها قليلا ويستخرجوا ماهناك فإنه عشرة آلاف دينار ليردوا علي كل من دفع في ثمن هذه البقرة مادفع لتعود أحوالهم ثم ليقاسموا بعد ذلك مايفضل وهي خمسة آلاف دينار علي قدر مادفع كل واحد منهم في هذه المحنة لتضاعف أحوالهم جزاء علي توسلهم بمحمد وآله الطيبين واعتقادهم لتفضيلهم

-روايت-از قبل-1102

وروي عن السدي وغيره أن رجلا من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وبلغ بره أن رجلا أتاه بلؤلؤة فابتاعها بخمسين ألفا و كان فيهافضل وربح فقال للبائع إن أبي نائم ومفتاح الصندوق تحت رأسه فأمهلني حتي يستيقظ فأعطيك الثمن قال فأيقظ أباك وأعطني المال قال ماكنت أفعل ولكن أزيدك عشرة آلاف فأنظرني حتي ينتبه أبي قال الرجل فأنا أحط عنك عشرة آلاف إن أيقظت أباك وعجلت النقد فقال و أناأزيدك عشرين ألفا إن انتظرت انتباهة أبي ففعل و لم يوقظ أباه فلما استيقظ أبوه أخبره بذلك فدعا له وجزاه خيرا و قال هذه البقرة لك بما صنعت فقال رسول الله ص انظر ماذا صنع البر. و عن ابن عباس كان في بني إسرائيل رجل صالح له ابن طفل و كان له عجل فأتي بالعجل إلي غيضة و قال أللهم إني أستودعك هذه العجلة لابني حتي يكبر ومات الرجل فشبت العجلة في الغيضة وصارت عوانا وكانت تهرب من كل من رامها فلما كبر الصبي كان بارا بوالدته و كان يقسم الليلة ثلاثة أثلاث يصلي ثلثا وينام

[ صفحه 288]

ثلثا ويجلس

عندرأس أمه ثلثا فإذاأصبح انطلق واحتطب علي ظهره ويأتي السوق فيبيعه بما شاء ثم يتصدق بثلثه ويأكل بثلثه ويعطي والدته ثلثا.فقالت له أمه يوما

إن أباك ورثك عجلة وذهب بها إلي غيضة كذا واستودعها فانطلق إليها وادع إله ابراهيم وإسماعيل وإسحاق أن يردها عليك و إن من علامتها أنك إذانظرت إليها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها وكانت تسمي المذهبة لحسنها وصفرتها وصفاء لونها.فأتي الفتي الغيضة فرآها ترعي فصاح بها و قال أعزم عليك بإله ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب فأقبلت تسعي حتي قامت بين يديه فقبض علي عنقها وقادها فتكلمت البقرة بإذن الله تعالي وقالت أيها الفتي البار بوالدته اركبني فإن ذلك أهون عليك فقال الفتي إن أمي لم تأمرني بذلك ولكن قالت خذ بعنقها قالت البقرة بإله بني إسرائيل لوركبتني ماكنت تقدر علي أبدا فانطلق فإنك لوركبتني أمرت الجبل أن يقتلع من أصله وينطلق معك لفعل لبرك بوالدتك .فسار الفتي بهافاستقبله عدو الله إبليس في صورة راع فقال أيها الفتي إني رجل من رعاة البقر اشتقت إلي أهلي فأخذت ثورا من ثيراني فحملت عليه زادي ومتاعي حتي إذابلغت شطر الطريق ذهبت لأقضي حاجتي فعدا وسط الجبل و ماقدرت عليه وإني أخشي علي نفسي الهلكة فإن رأيت أن تحملني علي بقرتك وتنجيني من الموت وأعطيك أجرها بقرتين مثل بقرتك فلم يفعل الفتي و قال اذهب فتوكل علي الله و لوعلم منك الله اليقين لبلغك بلا زاد و لاراحلة فقال إبليس إن شئت فبعنيها بحكمك و إن شئت فاحملني عليها وأعطيك عشرا مثلها فقال الفتي إن أمي لم تأمرني بذلك .فبينما الفتي كذلك إذ طار طائر من بين يدي البقرة ونفرت البقلاة هاربة في الفلاة وغاب الراعي فدعا الفتي باسم إله ابراهيم فرجعت البقرة إليه فقالت أيها الفتي البار بوالدته لاتمر إلي الطائر ألذي طار فإنه إبليس عدو

الله اختلسني أماإنه لوركبني لماقدرت عليه أبدا فلما دعوت إله ابراهيم جاء ملك فانتزعني من يد إبليس وردني إليك لبرك بأمك وطاعتك لها.فجاء الفتي إلي أمه فقالت له إنك فقير لامال لك ويشق عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل فانطلق فبع هذه البقرة وخذ ثمنها قال لأمه بكم أبيعها

[ صفحه 289]

قالت بثلاثة دنانير و لاتبعها بغير رضاي ومشورتي و كان ثمن البقرة في ذلك الوقت ثلاثة دنانير فانطلق الفتي إلي السوق فعقبه الله سبحانه ملكا ليري خلقه قدرته وليختبر الفتي كيف بره بوالدته و كان الله به خبيرا فقال له الملك بكم تبيع هذه البقرة قال بثلاثة دنانير واشترط عليك رضاء أمي فقال له الملك ستة دنانير و لاتستأمر أمك فقال له الفتي لوأعطيتني وزنها ذهبا لم آخذه إلابرضاء أمي فردها إلي أمه وأخبرها بالثمن فقالت ارجع فبعها بستة دنانير علي رضا مني فانطلق بالبقرة إلي السوق فأتي الملك فقال استأمرت والدتك فقال الفتي نعم إنها أمرتني أن لاأنقصها عن ستة دنانير علي أن أستأمرها قال له الملك فإني أعطيك اثني عشر علي أن لاتستأمرها فأبي الفتي ورجع إلي أمه وأخبرها بذلك فقالت إن ذلك الرجل ألذي يأتيك هوملك من الملائكة يأتيك في صورة آدمي ليجربك فإذاأتاك فقل له أتأمر أن نبيع هذه البقرة أم لاففعل ذلك فقال الملك اذهب إلي أمك وقل لها أمسكي هذه البقرة فإن موسي يشتريها منك لقتيل يقتل في بني إسرائيل فلاتبيعوها إلابمل ء جلدها دنانير.فأمسكوا تلك البقرة و قدرد الله تعالي علي بني إسرائيل ذبح البقرة بعينها مكافأة علي بره بوالدته فضلا منه ورحمة فطلبوها فوجدوها

عندالفتي فاشتروها بمل ء مسكها ذهبا و قال السدي اشتروها بوزنها عشر مرات ذهبا

الفصل الثامن في لقاء موسي ع للخضر وسائر أحوال الخضر ع

تفسير علي بن ابراهيم لماأخبر رسول الله ص قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا أخبرنا عن العالم ألذي أمر الله موسي أن يتبعه و ماقصته

[ صفحه 290]

فأنزل الله تعالي وَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أمَضيِ َ حُقُباً. قال و كان سبب ذلك أنه لماكلم الله موسي تكليما فأنزل عليه الألواح و فيها من كل شيءموعظة ورجع موسي إلي بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قدأنزل عليكم التوراة و قال في نفسه ماخلق الله خلقا أعلم مني فأوحي الله إلي جبرئيل أدرك موسي فقد هلك وأعلمه

عندملتقي البحرين

عندالصخرة رجل أعلم منك فصر إليه وتعلم من علمه فنزل جبرئيل ع علي موسي ع وأخبره في ذل موسي في نفسه وأعلم أنه أخطأ ودخله الرعب و قال لوصيه يوشع إن الله قدأمرني أن أتبع رجلا

عندملتقي البحرين وأتعلم منه فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا. فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا علي قفاه فلم يعرفاه فأخرج وصي موسي الحوت وغسله بالماء ووضعه علي الصخرة ومضيا ونسيا الحوت . و كان ذلك الماء ماء الحيوان فحيي الحوت ودخل في الماء فمضي ع ويوشع معه حتي عييا فقال لوصيه آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباًفذكر وصيه السمكة فقال لموسي ع فإَنِيّ نَسِيتُ الحُوتَ علي الصخرة فقال موسي ذلك الرجل ألذي نصبه رأيناه

عندالصخرة هو ألذي نريده فرجعاعَلي آثارِهِما قَصَصاً إلي

عند الرجل و هو في الصلاة فقعد موسي ع حتي فرغ من الصلاة فسلم عليهما.

-قرآن-21-111-قرآن-911-963-قرآن-996-1019-قرآن-1105-1126

وحدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال اختلف يونس وهشام في العالم ألذي أتاه موسي ع أيهما كان أعلم وهل يجوز أن يكون حجة في

وقته و هوحجة الله علي خلقه فقال قاسم الصيقل فكتبوا إلي أبي الحسن الرضا ع يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب أتي موسي العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا وإما متكئا فسلم عليه موسي فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيهاسلام فقال من أنت قال أنا موسي بن عمران ألذي كلمه الله تكليما قال جئت لتعلمني مِمّا عُلّمتَ رُشداً قال إني وكلت بأمر لاتطيقه ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد ع من البلاء حتي اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد حتي جعل موسي

-روايت-1-2-روايت-48-ادامه دارد

[ صفحه 291]

يقول ياليتني كنت من آل محمد حتي ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول الله ص و مايلقي منهم و من تكذيبهم إياه وذكر له تأويل هذه الآيةوَ نُقَلّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم كَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوّلَ مَرّةٍحين أخذ الميثاق عليهم فقال موسي ع هَل أَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداً فقال الخضرإِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً فقال موسي ع ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ لَكَ أَمراً قالَالخضر ع فَإِنِ اتبّعَتنَيِ فَلا تسَئلَنيِ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً

-روايت-از قبل-570

. يقول فَلا تسَئلَنيِ عَن شَيءٍأفعله و لاتنكره علي حتي أخبرك أنابخبره قال نعم فمروا ثلاثتهم حتي انتهوا إلي ساحل البحر و قدسنحت سفينة وهي تريد أن تعبر فقال أرباب السفينة نحمل هؤلاء الثلاثة نفر فإنهم قوم صالحون فحملوهم فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر ع إلي جانب السفينة فكسرها وحشاها بالخرق والطين فغضب موسي غضبا شديدا و قال للخضرأَ خَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً فقال له الخضر ع أَ لَم

أَقُل لك إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ َ صَبراً قالَ له موسي ع لا تؤُاخذِنيِ بِما نَسِيتُ وَ لا ترُهقِنيِ مِن أمَريِ عُسراًفخرجوا من السفينة.فنظر الخضر ع إلي غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر في أذنيه درتان فتأمله الخضر ع ثم أخذه وقتله فوثب موسي علي الخضر ع وجلد به الأرض فقال أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً فقال الخضر ع أَ لَم أَقُل لَكَ إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ َ صَبراً قال موسي ع إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تصُاحبِنيِ قَد بَلَغتَ مِن لدَنُيّ عُذراً فَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَيابالعشي قرية تسمي الناصرة وإليها تنسب النصاري و لم يضيفوا أحدا قط و لم يطعموا قريبا فاستطعموهم فلم يطعموهم و لم يضيفوهم فنظر الخضر ع إلي حائط قدزال ليتهدم فوضع الخضر ع يده عليه و قال قم بإذن الله فقام فقال موسي ع لم ينبغ أن تقيم الجدار حتي يطعمونا ويروونا و هو قوله لَو شِئتَ لَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً فقال الخضر ع هذا فِراقُ بيَنيِ وَ بَينِكَ سَأُنَبّئُكَ بِتَأوِيلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبراً أَمّا السّفِينَةُ فَكانَتالتي فعلت بها مافعلت صالحة فإنها كانت لقوم يعملون في البحر فأردت أن أعيبها

-قرآن-8-32-قرآن-358-413-قرآن-432-443-قرآن-448-488-قرآن-502-564-قرآن-749-814-قرآن-829-882-قرآن-897-1005-قرآن-1293-1327-قرآن-1342-1451

[ صفحه 292]

و كان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة غصبا كذا نزلت و إذاكانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا.وَ أَمّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ وطبع كافرا كذا نزلت فنظرت إلي جبينه و عليه مكتوب طبع كافرافَخَشِينا أَن يُرهِقَهُما طُغياناً وَ كُفراً فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماًفأبدل الله والديه بنتا ولد منها سبعون نبيا من أنبياء بني إسرائيل .وَ أَمّا الجِدارُ ألذي أقمته فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي

المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبّكَ أَن يَبلُغا أَشُدّهُما إلي قوله ذلِكَ تَأوِيلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً.أقول لا أَبرَحُ أي لاأزال أمشي حَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِبحر فارس وبحر الروم . وقيل هوإفريقية. وقيل بحران موسي والخضر ع فإن موسي كان بحر العلم الظاهر والخضر بحر العلم الباطن . وروي أن موسي خطب الناس بعدهلاك القبط ودخوله مصر خطبة طويلة فأعجب بهافقيل له هل تعلم أحدا أعلم منك فقال لافأوحي الله إليه بل عندنا الخضر و هوبمجمع البحرين . و كان الخضر ع في أيام أفريدون و كان علي مقدمة ذي القرنين الأكبر وبقي إلي أيام موسي . وقيل إن موسي ع سأل ربه أي عبادك أعلم قال ألذي يبغي علم الناس إلي علمه عسي أن يصيب كلمة تدل علي هدي أوترده عن ردي قال إن كان في عبادك أعلم مني فأدللني عليه قال أعلم منك الخضر قال أين أطلبه قال علي الساحل

عندالصخرة قال كيف لي به قال تأخذ حوتا في مكتلك فحيث فقدته فهناك قال لفتاه إذافقدت الحوت فأخبرني فذهبا يمشيان فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حُوتَهُمايعني نسي موسي أن يطلبه ويتعرف حاله ويوشع أن يذكر له مارأي من حياته ووقوعه في البحر.

-قرآن-99-142-قرآن-208-324-قرآن-395-411-قرآن-424-562-قرآن-574-616-قرآن-623-632-قرآن-651-682-قرآن-1433-1481

[ صفحه 293]

روي أن موسي ع رقد فاضطرب الحوت المشوي ووثب في البحر معجزة لموسي أوللخضر ع . وقيل توضأ يوشع من عين الحياة فانتضح الماء عليه فعاش ووثب في الماء فاتخذ الحوت طريقه في البحر مسلكا فلما جاوزا مجمع البحرين قال لفتاه ائتنا مانتغذي به الحديث . و لاينافي نبوة موسي ع وكونه صاحب شريعة أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا في أبواب

الدين فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم ممن أرسل إليه فيما بعث به من أصول الدين وفروعه لامطلقا هكذا في التفاسير. والأولي في الجواب أن يقال إن الخضر ع كان من الأنبياء فزيادة نبي علي نبي في طرف من العلم و ذلك النبي الآخر يزيد عليه فيما لايتناهي من العلوم والكمال لاقدح فيه علي أن الله سبحانه إذاأراد أن يبتلي بعض الأنبياء في مثل هذه الأمور كماسيأتي في حديث الطير وعلمه الزائد عليهما لاإشكال فيه كماستعرفه إن شاء الله تعالي

علل الشرائع عن الصادق ع أنه قال إن الخضر ع كان نبيا مرسلا بعثه الله تعالي إلي قومه فدعاهم إلي توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه وكانت آيته أنه كان لايجلس علي خشبة يابسة و لاأرض بيضاء إلاأزهرت خضرا وإنما سمي الخضر لذلك و كان اسمه تاليا بن ملكان بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح ع ثم ساق الحديث إلي قوله وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً قال و لم يكن ذلك الكنز بذهب و لافضة ولكن كان لوحا من ذهب فيه مكتوب عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن عجب لمن أيقن أن البعث حق كيف يظلم عجب لمن يري الدنيا وتصرف أهلها حالا بعدحال كيف يطمئن إليها و كان بينهما و بين هذاالأب الصالح سبعون أبافحفظهما الله بصلاحه

-روايت-1-2-روايت-40-712

[ صفحه 294]

قال الصدوق بعدتمام الحديث إن موسي ع مع كمال عقله ومحله من الله تعالي لم يستدرك باستدلاله واستنباطه معني أفعال الخضر ع حتي اشتبه عليه وجه الأمر فيه وسخطه جميع ما كان يشاهده حتي أخبر بتأويله و لو لم يخبر بتأويله لماأدركه و لوبقي في الفكر

عمره فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله ص القياس والاستنباط والاستخراج كان من دونهم من الأمم أولي بأن لايجوز لهم ذلك انتهي . و قوله و لم يكن ذلك الكنز بذهب و لافضة يعني أن المقصود منه هوالعلم ووصوله إلي أهله و إن كان ذهبا فهو كنزان كنز علم وكنز ذهب علل الشرائع سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ بفرغانة يقول في خرق الخضر ع السفينة وقتل الغلام وإقام الجدار إن تلك إشارات من الله تعالي لموسي ع وتعريضات إلي مايريده من تذكيره لمنن سابقة لله عز و جل نبهه عليها و علي مقدارها من الفضل ذكره بخرق السفينة و أنه حفظه في الماء حين ألقته أمه في التابوت وألقت التابوت في اليم هو ألذي يحفظهم في السفينة. و أماقتل الغلام فإنه كان قدقتل رجلا في الله عز و جل وكانت تلك زلة عظيمة

عند من لم يعلم أن موسي ع نبي فذكره بذلك منة عليه حين دفع عنه كيد من أراد قتله به . و أماإقامة الجدار من غيرأجر فإن الله عز و جل ذكره بذلك فضله فيما أتاه في ابنتي شعيب حين سقي لهما و هوجائع و لم يبتغ علي ذلك أجرا مع حاجته إلي الطعام فنبهه الله علي ذلك ليكون شاكرا مسرورا.فأما قول الخضر ع هذا فِراقُ بيَنيِ وَ بَينِكَ فإن ذلك كان من جهة موسي ع حيث قال إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تصُاحبِنيِ فموسي ع هو ألذي حكم بالمفارقة لما قال فَلا تصُاحبِنيِ و إن موسي ع اختار سبعين رجلا من قومه لميقات ربه فلم يصبروا بعدسماع كلام الله عز و جل حتي تجاوزوا الحد

بقولهم لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ جَهرَةًفأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا و لواختارهم الله لعصمهم و لمااختار من يعلم منه تجاوز الحد.

-قرآن-1336-1364-قرآن-1405-1452-قرآن-1494-1509-قرآن-1632-1674

[ صفحه 295]

فإذا لم يصلح موسي ع للاختيار مع فضله ومحله فكيف تصلح الأمة لاختيار الإمام بآرائها وكيف يصلحون لاستنباط الأحكام واستخراجها بعقولهم الناقصة وآرائهم المتفاوتة وهممهم المتباينة وإرادتهم المختلفة تعالي الله عن الرضا باختيارهم علوا كبيرا. وأفعال أمير المؤمنين ص مثلها مثل أفاعيل الخضر ع وهي حكمة وصواب و إن جهل الناس وجه الحكمة والصواب فيها. و فيه عن عباية الأسدي قال كان عبد الله بن عباس جالسا علي شفير زمزم يحدث الناس فلما فرغ من حديثه أتاه رجل فسلم عليه ثم قال يا عبد الله إني رجل من أهل الشام فقال أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم سل عما بدا لك فقال يا عبد الله بن عباس إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب ع من أهل لاإله إلا الله لم يكفروا بصلاة و لابحج و لابصوم شهر رمضان و لابزكاة فقال له عبد الله ثكلتك أمك سل عما يعنيك ودع عما لايعنيك فقال ماجئتك أضرب إليك من حمص للحج و لاللعمرة ولكن أتيتك تشرح لي أمر علي بن أبي طالب ع وفعاله فقال ويلك إن علم العالم لاتحتمله و لاتقر به القلوب الصدئة أخبرك أن علي بن أبي طالب ع كان مثله في هذه الأمة كمثل موسي والعالم ع و ذلك أن الله تبارك و تعالي قال في كتابه يا مُوسي إنِيّ اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ برِسِالاتيِ وَ بكِلَاميِ فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلّ

شَيءٍ.فكان موسي يري أن جميع الأشياء قدأثبتت له كماترون أنتم أن علماءكم قدأثبتوا جميع الأشياء. فلما انتهي موسي ع إلي ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق موسي ليصل علمه و لم يحسده ثم إنكم جحدتم علي بن أبي طالب ع وأنكرتم فضله فقالَ لَهُ مُوسي هَل أَتّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمتَ رُشداًفعلم العالم أن موسي لايطيق بصحبته و لايصبر علي علمه فقالَ إِنّكَ لَن تَستَطِيعَ معَيِ َ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً فقال له موسي ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أعَصيِ لَكَ أَمراًفعلم العالم أن موسي لايصبر علي علمه قالَ فَإِنِ اتبّعَتنَيِ فَلا تسَئلَنيِ عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً.

-قرآن-1122-1313-قرآن-1555-1625-قرآن-1686-1773-قرآن-1790-1851-قرآن-1892-1973

[ صفحه 296]

قال فركبا في السفينة فخرقها العالم و كان خرقها لله عز و جل وسخط موسي ذلك .كذلك كان علي بن أبي طالب ع لم يقتل إلا من كان قتله لله عز و جل رضا ولأهل الجهالة من الناس سخطا

و عن أبي عبد الله ع قال إن موسي بن عمران ع حين أراد أن يفارق الخضر ع قال له أوصني فكان مما أوصاه أن قال له إياك واللجاجة أو أن تمشي في غيرحاجة أو أن تضحك من غيرتعجب واذكر خطيئتك وإياك وخطايا الناس

-روايت-1-2-روايت-32-227

و عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما قال و الله ما كان من ذهب و لافضة و ما كان إلالوحا في كلمات أربع إني أنا الله لاإله إلا أنا و محمدرسولي عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يضحك سنه وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يستبطئ الله في رزقه وعجبت لمن يري

النشأة الأولي كيف ينكر النشأة الآخرة

-روايت-1-2-روايت-22-382

الكافي عن أبي عبد الله ع قال لماأقام العالم الجدار أوحي الله تعالي إلي موسي أني مجازي الأبناء بسعي الآباء إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا و لاتزنوا فتزني نساؤكم و من وطي ء فراش امرأة مسلم وطي ء فراشه كماتدين تدان

-روايت-1-2-روايت-37-234

تفسير علي بن ابراهيم عنه ع لماأسري برسول الله ص إلي السماء وجد في طريقه ريحا مثل المسك الأذفر فسأل جبرئيل عنها فقال إنها تخرج من بيت عذب فيه قوم في عبادة الله حتي ماتوا ثم قال له إن الخضر ع كان من أبناء الملوك فآمن بالله وتخلي في بيت أبيه يعبد الله و لم يكن لأبيه ولد غيره فأشاروا إلي أبيه أن يزوجه لعل الله أن يرزقه ولدا فيكون الملك فيه و في عقبه فخطب له امرأة بكرا وأدخلها عليه فلم يلتفت الخضر إليها فلما كان اليوم الثاني قال لها الخضر تتمكنين علي أمري فقالت نعم قال لها إن سألك أبي أهل كان مني إليك ما كان من الرجال إلي النساء فقولي نعم قالت أفعل

-روايت-1-2-روايت-34-ادامه دارد

[ صفحه 297]

فسألها الملك عن ذلك فقالت نعم وأشار عليه الناس أن يأمر النساء أن يفتشنها فأمر وكانت علي حالتها فقالوا أيها الملك زوجت الغر من الغرة يعني الغافل من الغافلة زوجه امرأة ثيبا فزوجه فلما دخلت عليه سألها الخضر أن تكتم عليه فقالت نعم فلما أن سألها الملك قالت أيها الملك إن ابنك امرأة فهل تلد المرأة من المرأة فغضب عليه فأمر بردم الباب عليه فردم فلما كان اليوم الثالث حركته رقة الآباء فأمر بفتح الباب ففتح فلم يجدوه فيه فأعطاه الله من القوة أن يتصور كيف شاء ثم كان علي مقدمة ذي

القرنين وشرب من الماء ألذي من شرب منه بقي إلي الصيحة قال فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر حتي وقعا إلي جزيرة من جزائر البحر فوجدوا فيه الخضر قائما يصلي فلما انفتل دعاهما فسألهما عن خبرهما فأخبراه فقال لهما هل تكتمان علي أمري إن أرددتكما في يومكما إلي منازلكما فقالا نعم فنوي أحدهما أن يكتم أمره ونوي الآخر إن رده إلي منزله أخبر أباه بخبره فدعا الخضر سحابة فقال احملي هذين إلي منازلهما فحملتهما السحابة حتي وضعتهما من يومهما فكتم أحدهما أمره وذهب الآخر إلي الملك فأخبره بخبره فقال له الملك من يشهد لك بذلك قال فلان التاجر فدل علي صاحبه فبعث الملك إليه فأنكره وأنكر معرفة صاحبه فقال له الأول أيها الملك ابعث معي خيلا إلي هذه الجزيرة واحبس هذا حتي آتيك بابنك فبعث معه خيلا فلم يجده فأطلق عن الرجل ألذي كتم عليه ثم إن القوم عملوا بالمعاصي فأهلكهم الله وجعل مدينتهم عاليها سافلها وابتدرت الجارية التي كتمت عليه أمره و الرجل ألذي كتم عليه كل واحد منهما ناحية من المدينة فلما أصبحا التقيا فأخبر كل واحد منهما صاحبه بخبره فقالا مانجونا إلابذلك فآمنا برب الخضر وحسن إيمانهما وتزوج بها الرجل ووقعا إلي مملكة ملك آخر وتوصلت المرأة إلي بيت الملك وكانت تزين بنت الملك فبينا هي تمشطها يوما إذ سقط من يدها المشط فقالت لاحول و لاقوة إلابالله فقالت لها بنت الملك ما هذه الكلمة فقالت لها إن لي إلها يجري الأمور كلها بحوله وقوته فقالت أ لك إله غير أبي فقالت نعم وإلهك وإله أبيك فدخلت بنت الملك إلي أبيها فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرأة

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه

دارد

[ صفحه 298]

فدعاها الملك فسألها عن خبرها فأخبرته فقال لها من دلك علي دينك قالت زوجي وولدي فدعاهم الملك وأمرهم بالرجوع عن التوحيد فأبوا عليه فدعا بمرجل من ماء فسخنه وألقاهم فيه وأدخلهم بيتا وهدم عليهم البيت فقال جبرئيل لرسول الله ص فهذه الرائحة التي تشمها من ذلك البيت

-روايت-از قبل-285

الأمالي عن عبد الله بن سليمان قال قرأت في بعض كتب الله عز و جل أن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عز و جل حجة علي عباده و لم يجعله نبيا فمكن الله له في الأرض وآتاه من كل شيءسببا فوضعت له عين الحياة وقيل له من شرب منها شربة لم يمت حتي يسمع الصيحة و أنه خرج في طلبها حتي انتهي إلي موضع فيه ثلاثمائة وستون عينا فكان الخضر ع علي مقدمته و كان من أحب الناس إليه فأعطاه حوتا مالحا وأعطي كل واحد من أصحابه حوتا مالحا و قال لهم ليغسل كل رجل منكم حوتة

عند كل عين فانطلقوا وانطلق الخضر ع إلي عين من تلك العيون فلما غمس الحوت في الماء حيي فانساب في الماء فلما رأي الخضر ع ذلك علم أنه قدظفر بماء الحياة فرمي بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمس فيه ويشرب منه فرجع كل واحد منهم إلي ذي القرنين ومعه حوتة ورجع الخضر و ليس معه الحوت فسأله عن قصته فأخبره فقال له أشربت من ذلك الماء قال نعم قال أنت صاحبها و أنت ألذي خلقت لهذه العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار إلي النفخ في الصور

-روايت-1-2-روايت-41-978

كتاب الخصال المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا

ع قال إن الخضر ع شرب من ماء الحياة فهو حي لايموت حتي ينفخ في الصور و أنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته و لانري شخصه و أنه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و أنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن علي دعاء المؤمنين وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته

-روايت-1-2-روايت-107-416

أقول في قوله ع و أنه ليحضر حيث ذكر دلالة علي حضوره في الأمكنة

[ صفحه 299]

التي يذكرونها فما تعارف في هذه الأعصار بين الناس من قولهم طحين للخضر ع في حجرة مقفلة و إذاصار الصباح رأوا علي ذلك الطحين آثار يد الخضر غيرخال من الدليل بل هذادليله لأنهم في ذلك الوقت يذكرونه في الدعاء والصلاة

و عن الرضا ع قال لماقبض رسول الله ص جاء الخضر فوقف علي باب البيت و فيه علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع و رسول الله ص قدسجي بثوب فقال السلام عليكم يا أهل البيت كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا من كل فائت فتوكلوا عليه وثقوا به واستغفروا الله لي ولكم فقال أمير المؤمنين ع هذاأخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم

-روايت-1-2-روايت-22-419

الكافي بإسناده إلي سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله ع جماعة من الشيعة في الحجر قال علينا عين فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال ورب الكعبة ورب البيت ثلاث مرات لوكنت بين موسي والخضر ع لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسي والخضر أعطيا علم ما كان و لم يعطيا علم ما يكون و ما هوكائن

حتي تقوم الساعة و قدورثناه من رسول الله ص

-روايت-1-2-روايت-40-409

إكمال الدين كان اسم الخضر خضرويه بن قابيل بن آدم ويقال خضرون أيضا ويقال خلعبا وإنما سمي الخضر لأنه جلس علي أرض بيضاء فاهتزت خضراء والصحيح أن اسمه إلياس بن ملكان بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح ع

عن أبي عبد الله ع قال مسجد السهلة مناخ الراكب قيل و من الراكب قال الخضر ع

-روايت-1-2-روايت-30-87

و عنه ع في قول موسي ع لفتاه آتِنا غَداءَنا و قوله رَبّ إنِيّ لِما أَنزَلتَ إلِيَ ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ قال إنما عني الطعام فقال أبو عبد الله ع إن موسي لذو جوعات

-روايت-1-2-روايت-13-175

أقول والجوعة الثالثة كماجاء في الحديث هو قوله لَاتّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً

-قرآن-49-73

تفسير العياشي عن يزيد عن أحدهما ع قال قلت له مامنزلتكم في الماضين أوبمن تشبهون منهم قال الخضر وذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا بنبيين

-روايت-1-2-روايت-43-152

[ صفحه 300]

و عن أبي عبد الله ع كان في كتف الغلام ألذي قتله العالم أي الخضر ع مكتوبا كافرا

-روايت-1-2-روايت-27-92

و قال ع إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلي ألف سنة و إن الغلامين كان بينهما و بين أبويهما سبعمائة سنة

-روايت-1-2-روايت-13-106

رياض الجنان بإسناده إلي عبدالملك بن سليمان قال وجد في ذخيرة أحد حواري المسيح ع رق فيه مكتوب بالقلم السرياني منقول من التوراة أن موسي ع لمارجع من الخضر ع إلي قومه سأله أخوه هارون ع عما شاهده من عجائب البحر قال بينا أنا والخضر علي شاطئ البحر إذ سقط بين أيدينا طائر أخذ في منقاره قطرة ورمي بهانحو المشرق وأخذ ثانية ورماها في المغرب وأخذ ثالثة ورمي بهانحو السماء ورابعة رماها إلي الأرض ثم أخذ خامسة وعاد ألقاها في البحر فبهتنا لذلك .فسألت الخضر ع

عن ذلك فلم يجب فإذانحن بصياد يصطاد فنظر إلينا و قال ما لي أراكما في فكر وتعجب من الطائر قلنا هو ذلك قال أنا رجل صياد قدعلمت وأنتما نبيان ماتعلمان قلنا مانعلم إلا ماعلمنا الله قال هذاطائر في البحر يسمي مسلم لأنه إذاصاح يقول في صياحه مسلم فأشار برمي الماء من منقاره إلي السماء و الأرض والمشرق والمغرب إلي أنه يبعث نبي بعدكما يملأ أمته المشرق والمغرب ويصعد إلي السماء ويدفن في الأرض و أمارميه الماء في البحر يقول إن علم العالم

عندعلمه مثل هذه القطرة وورث علمه وصيه و ابن عمه .فسكن ماكنا فيه من المشاجرة واستقل كل واحد منا علمه بعد أن كنا معجبين بأنفسنا. ثم غاب الصياد عنا فعلمنا أنه بعثه الله تعالي إلينا ليعرفنا حيث ادعينا الكمال

مهج الدعوات روي أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم ويفترقان عن هذاالدعاء و هوبسم الله ماشاء الله لاقوة إلابالله ماشاء الله كل نعمة فمن الله ماشاء الله الخير كله بيد الله عز و جل لايصرف السوء إلا الله

-روايت-1-2-روايت-21-224

[ صفحه 301]

الفصل التاسع في مناجاة موسي و ماجري بينه و بين إبليس و في وفاة موسي وهارون وموضع قبرهما و مايتبع ذلك من النوادر

تفسير علي بن ابراهيم عن ابن محبوب عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من زرع حنطة في أرض فلم يترك أرضه وزرعه وخرج زرعه كثير الشعير فيظلم عمله في ملك رقبة الأرض أوبظلم لمزارعه وأكرته لأن الله يقول فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم وَ بِصَدّهِم عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراًيعني لحوم الإبل وشحوم البقر والغنم

-روايت-1-2-روايت-93-388

الأمالي بإسناده إلي عبدالعظيم الحسني عن أبي الحسن العسكري ع قال لماكلم الله موسي بن عمران قال موسي ياإلهي ماجزاء من شهد أني رسولك ونبيك وأنك كلمتني قال يا موسي تأتيه ملائكتي

فتبشره بجنتي قال موسي إلهي فما جزاء من قام بين يديك يصلي قال يا موسي أباهي به ملائكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا و من باهيت به ملائكتي لم أعذبه قال موسي إلهي ماجزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك قال يا موسي آمر مناديا ينادي يوم القيامة علي رءوس الخلائق أن فلان ابن فلان من عتقاء الله من النار قال موسي إلهي فما جزاء من وصل رحمه قال يا موسي أنسئ أجله وأهون عليه سكرات الموت ويناديه خزنة الجنة هلم إلينا من أي أبوابها شئت قال موسي إلهي فما جزاء من كف أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم قال يا موسي تناديه النار يوم القيامة لاسبيل لي عليك قال إلهي فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه قال يا موسي أظله يوم القيامة بظل عرشي وأجعله في كنفي قال إلهي فما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا قال يا موسي يمر علي الصراط كالبرق قال إلهي فما جزاء من صبر علي أذي الناس وشتمهم فيك قال أعينه علي أهوال يوم القيامة قال إلهي فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك قال يا موسي أقي وجهه من حر النار وأؤمنه يوم الفزع الأكبر قال ياإلهي فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك قال يا موسي له الأمان يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-76-ادامه دارد

[ صفحه 302]

قال ياإلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك قال يا موسي أحرمه علي ناري قال ياإلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا قال لاأنظر إليه و لاأقيل عثرته قال إلهي فما جزاء من دعا نفسا كافرا إلي الإسلام قال يا موسي آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد قال إلهي فما جزاء من صلي الصلاة بوقتها

قال أعطيه سؤلي وأبيحه جنتي قال إلهي فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك قال أبعثه يوم القيامة و له نور بين عينيه يتلألأ قال إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا قال يا موسي أقيمه يوم القيامة مقاما لايخاف فيه قال إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس قال يا موسي ثوابه كثواب من لم يصمه

-روايت-از قبل-616

الأمالي عن محمد بن سنان عن المفضل قال سمعت مولاي الصادق ع يقول كان فيما ناجي الله عز و جل به موسي بن عمران أنه قال له يا ابن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذاجنه الليل نام عني أ ليس كل محب يحب خلوة حبيبه ها أنا يا ابن عمران مطلع علي أحبائي إذاجنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم ومثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة ويكلموني عن الحضور يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع و من بدنك الخضوع و من عينيك الدموع في ظلم الليالي ادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا

-روايت-1-2-روايت-74-512

الكافي محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن بني إسرائيل أتوا موسي فسألوه أن يسأل الله عز و جل أن يمطر السماء عليهم إذاأرادوا أويحبسها إذاأرادوا فسأل الله عز و جل ذلك لهم فقال الله عز و جل فليحرثوا أفعل ذلك لهم يا موسي فأخبرهم موسي فحرثوا و لم يتركوا شيئا إلا وزرعوه ثم استنزلوا المطر عليهم علي إرادتهم وحبسوه علي إرادتهم فصارت زروعهم كأنها الجبال والآجام فحصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا فضجوا إلي موسي ع وقالوا إنما سألناك أن تسأل الله

أن يمطر السماء علينا إذاأردنا فأجابنا ثم صيرها ضررا فقال يارب إن بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم فقال ومم ذاك يا موسي قال سألوني أن أسألك أن تمطر السماء إذاأرادوا فأجبتهم ثم صيرتها عليهم ضررا فقال يا موسي أناكنت المقدر لبني إسرائيل فلم يرضوا بتقديري فأجبتهم إلي إرادتهم فكان مارأيت

-روايت-1-2-روايت-116-852

عيون الأخبار بإسناده إلي الرضا ع قال لمابعث الله عز و جل موسي بن

-روايت-1-2-روايت-43-ادامه دارد

[ صفحه 303]

عمران ع واصطفاه وفلق له البحر وأعطاه التوراة رأي مكانه من ربه عز و جل فقال يارب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بهاأحدا قبلي قال يا موسي أ ماعلمت أن محمدا عندي أفضل من جميع ملائكتي وجميع خلقي قال موسي يارب فإن كان محمدأكرم عندك من جميع خلقك فهل من آل الأنبياء أكرم من آلي قال الله جل جلاله يا موسي أ ماعلمت أن فضل آل محمد علي جميع النبيين كفضل محمد علي جميع المرسلين فقال موسي يارب فإن كان آل محمدكذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوي وفلقت لهم البحر فقال الله جل جلاله يا موسي أ ماعلمت أن فضل أمة محمد علي جميع الأمم كفضله علي جميع خلقي فقال موسي يارب ليتني كنت أراهم فأوحي الله تعالي إليه يا موسي إنك لن تراهم فليس هذاأوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون أفتحب أن أسمعك كلامهم قال نعم إلهي قال الله جل جلاله قم بين يدي واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسي ع فنادي ربنا عز و جل ياأمة محمدفأجابوه وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم

لبيك أللهم لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك قال فجعل الله عز و جل تلك الإجابة شعارا للحج ثم نادي ربنا عز و جل ياأمه محمد إن قضائي عليكم إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله و أن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ويلتزم طاعته كمايلتزم طاعة محمد و أن أولياءه المصطفين المطهرين الميامين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخلته جنتي و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال فلما بعث الله عز و جل نبيه محمداص قال يا محمد و ماكنت بجانب الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 304]

ثم قال الله عز و جل لمحمدص قل الحمد لله رب العالمين علي مااختصني من هذه الفضيلة و قال لأمته قولوا أنتم الحمد لله رب العالمين علي مااختصنا من هذه الفضائل

-روايت-از قبل-175

الكافي بإسناده إلي أبي جعفر ع قال مكتوب في التوراة التي لم تغير أن موسي ع سأل ربه فقال يارب أقريب أنت مني فأناجيك أم بعيد فأناديك فأوحي الله عز و جل إليه يا موسي أناجليس من ذكرني فقال موسي فمن في سترك يوم لاستر إلاسترك قال الذين يذكرونني فأذكرهم ويتحابون في فأحبهم فأولئك الذين إذاأردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم فدفعت عنهم بهم

-روايت-1-2-روايت-42-378

أقول ينبغي علي الصوفية أذكارهم ووجدهم ونهيقهم وزعيقهم ورقصهم وصنعتهم وزعمهم أن هذاكله من أفضل العبادات والطاعات

الكافي عن ابن عباس قال قال رسول

الله ص إن الله عز و جل ناجي موسي بن عمران بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيام ولياليهن ماطعم فيها موسي و لاشرب فيها فلما انصرف إلي بني إسرائيل وسمع كلام الآدميين مقتهم لما كان وقع من مسامعه من حلاوة كلام الله عز و جل

-روايت-1-2-روايت-49-301

و عن أمير المؤمنين ع قال إن الله تبارك و تعالي قال لموسي احفظ وصيتي لك بأربعة أشياء أولهن مادمت لاتري ذنوبك تغفر فلاتشغل بعيوب غيرك والثانية مادمت لاتري كنوزي قدنفدت فلاتغتم بسبب رزقك والثالثة مادمت لاتري زوال ملكي فلاترج أحدا غيري والرابعة مادمت لاتري الشيطان ميتا فلاتأمن مكره

-روايت-1-2-روايت-32-317

و عنه ع ليس في القرآن ياأيها الذين آمنوا إلا وهي في التوراة ياأيها الناس و في خبر آخر ياأيها المساكين

-روايت-1-2-روايت-13-114

وعنهم ع قال إبليس يا موسي لاتخل بامرأة فإنه لايخلو رجل بامرأة لاتحل له إلا وكنت صاحبه دون أصحابي وإياك أن تعاهد الله عهدا فإنه ما

-روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 305]

عاهد الله أحد إلا وكنت صاحبه دون أصحابي حتي أحول بينه و بين الوفاء به و إذاهممت بصدقة فأمضها فإذاهم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي حتي أحول بينه وبينها

-روايت-از قبل-171

قصص الراوندي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال كان في زمن موسي ص ملك جبار قضي حاجة مؤمن بشفاعة عبدصالح فتوفي في يوم واحد الملك الجبار والعبد الصالح فقام علي الملك الناس وأغلقوا أبواب السوق لموته ثلاثة أيام وبقي العبد الصالح في بيته فتناولت دواب الأرض عن وجهه فرآه موسي بعدثلاث فقال يارب هوعدوك و هذاوليك فأوحي الله إليه يا موسي إن وليي سأل هذاالجبار حاجة فقضاها له فكافأته عن المؤمن وسلطت دواب الأرض علي محاسن وجه المؤمن لسؤاله ذلك

الجبار

-روايت-1-2-روايت-54-494

و عنه قال إن الله تعالي أوحي إلي موسي يا موسي اشكرني حق شكري فقال يارب كيف أشكرك حق شكرك و ليس من شكر أشكرك به إلا وأنعمت به علي فقال يا موسي شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني -روايت-1-2-روايت-15-211

و عن أبي جعفر ع قال أوحي الله تعالي إلي موسي أحبني وحببني إلي خلقي قال موسي يارب إنك لتعلم أنه ليس أحب إلي منك فكيف لي بقلوب العباد فأوحي الله إليه فذكرهم نعمتي وآلائي فإنهم لايذكرون مني إلاخير فقال موسي يارب رضيت بما قضيت تميت الكبير وتبقي الأولاد الصغار فأوحي الله إليه أ ماترضي بي وكيلا وكفيلا فقال بلي يارب نعم الوكيل ونعم الكفيل

-روايت-1-2-روايت-27-385

و عن أبي جعفر قال إن موسي سأل ربه أن يعلمه زوال الشمس فوكل الله بهاملكا فقال يا موسي قدزالت الشمس فقال موسي متي فقال إذاقام رجل فشق قميصه فأوحي الله عز و جل إليه يا موسي قل له لاتشقق قميصك ولكن اشرح لي قلبك

-روايت-1-2-روايت-24-243

و عن أبي عبد الله ع قال إن الله أوحي إلي موسي ع أن بعض أصحابك ينم عليك فاحذره فقال يارب لاأعرفه فأخبرني به حتي أعرفه فقال

-روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 306]

يا موسي عبت عليه النميمة وتكلفني أن أكون نماما قال يارب وكيف أصنع قال الله تعالي فرق أصحابك عشرة عشرة ثم تقرع بينهم فإن السهم يقع علي العشرة التي هوفيهم ثم تفرقهم وتقرع بينهم فإن السهم يقع عليه قال فلما رأي الرجل أن السهام تقرع قام فقال يا رسول الله أناصاحبك لا و الله لاأعود أبدا

-روايت-از قبل-318

وروي أن موسي بن عمران رأي رجلا تحت ظل العرش فقال يارب من هذا ألذي أدنيته حتي جعلته تحت ظل العرش

فقال الله تبارك و تعالي يا موسي هذا لم يعق والديه و لايحسد الناس علي ماآتاهم الله من فضله و قال موسي يارب مالمن عاد مريضا قال أوكل به ملكا يعوده في قبره إلي محشره قال يارب مالمن غسل ميتا قال أخرجه من ذنوبه كماخرج من بطن أمه قال يارب مالمن شيع جنازة قال أوكل به ملائكة معهم رايات يشيعونه من محشره إلي مقامه قال فما لمن عزي الثكلي قال أظله في ظلي يوم لاظل إلاظلي و قال يا موسي أكرم السائل إذاأتاك بشي ء ببذل يسير أوبرد جميل فإنه قديأتيك من ليس بجني و لاإنسي ملك من ملائكة الرحمن ليبلوك فيما خولتك فكيف أنت صانع

-روايت-1-2-روايت-9-688

و عنه ع قال مر موسي بن عمران برجل رافع يده إلي السماء يدعو فانطلق موسي في حاجته فغاب عنه سبعة أيام ثم رحل إليه و هورافع يديه يدعو ويتضرع ويسأل حاجته فأوحي الله إليه يا موسي لودعاني حتي يسقط لسانه مااستجبت له حتي يأتيني من الباب ألذي أمرته به

-روايت-1-2-روايت-18-277

أقول هذايكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين و ذلك أنهم و إن صاموا وصلوا وحجوا وزكوا وأتوا من العبادات والطاعات وزادوا علي غيرهم إلاأنهم أتوا إلي الله تعالي من غيرالأبواب التي أمر بالدخول منها فإنه سبحانه و تعالي قال وَ أتُوا البُيُوتَ مِن أَبوابِها. و قدصح عن المسلمين قوله ص

-قرآن-250-281

أنامدينة العلم و علي بابها

-روايت-1-2-روايت-3-32

و قوله أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيهانجا و من تخلف عنها غرق

-روايت-1-2-روايت-11-71

[ صفحه 307]

و قدجعلوا المذاهب الأربعة وسائط وأبوابا بينهم و بين ربهم وأخذوا الأحكام عنهم وهم أخذوها عن القياسات والاستنباطات والآراء والاجتهاد ألذي نهي الله سبحانه عن أخذ الأحكام عنها وطعن عليهن من

دخل في الدين منها. وكذلك عبادات الصوفية وأصولهم الفاسدة فإنهم أخذوها عن مشايخهم وأخذها مشايخهم عن أسلافهم وكلما تنتهي إلي الصوفية من أهل الخلاف فمن زعم أنه من الشيعة و هو من الصوفية فهو عندنا من المبتدعين و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلي النار

قصص الأنبياء للراوندي من علماء الإمامية عن أبي عبد الله ع قال لمامضي موسي ص إلي الجبل تبعه رجل من أفضل أصحابه فأجلسه في أسفل الجبل وصعد موسي ع الجبل فناجي ربه ثم نزل فإذابصاحبه قدأكل السبع وجهه وقطعه فأوحي الله تعالي إليه أن كان له عندي ذنب فأردت أن يلقاني و لاذنب له

-روايت-1-2-روايت-71-311

و فيه عن أبي جعفر ع قال أوحي الله تعالي إلي موسي ع أن من عبادي من يتقرب إلي الجنة فأحكمه في الجنة قال و ماتلك الجنة قال يمشي في حاجة مؤمن

-روايت-1-2-روايت-32-160

أقول قوله يمشي إشارة إلي أن هذاالثواب مرتب علي سعيه في حاجة المؤمن و إن لم تقض علي يده و قدوقع التصريح به في موارد أخري

و في حديث صحيح عنه ع قال من طاف بالبيت طوافا كتب الله له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة ثم قال وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتي عد عشرا

-روايت-1-2-روايت-33-195

بقي الكلام في أن المؤمن ألذي يترتب هذاالثواب علي قضاء حاجته هل يكتفي بكونه من جملة الشيعة وواحد منهم و إن كان فاسقا في جوارحه أم لابد من هذه الأعمال إلي الاعتقاد.أقول الظاهر هوالثاني لأن الفاسق لايبالغ في حرمته إلي هذاالحال نعم يكفي في هذاالمعني أن يكون مستور الظاهر غيرمتجاهر بالذنوب والمعاصي و إلافالمقصود من عصمه الله و لاحول و لاقوة إلابالله

.

[ صفحه 308]

و قدبقي شيءآخر و هو أن جماعة من صلحاء الشيعة حالهم مستوري الذنوب والتجاهر بالمعاصي لكنهم إما من جنود السلطان أو من نواكر العمال والحكام و أن لهم خدمة معهم أونحو ذلك فمثل هذه لايقال له تجاهر بالمعاصي حتي ترديهم شهادتهم و لايسعي لهم في حوائجهم ويحكم عليهم بلوازم الفسوق والمعاصي و هذا لايخلو من كلام والحكم بفسقهم في هذاالمقام في غاية الأشكال و إن مال إليه بعض العلماء من أصحابنا.بل الأظهر عندي أن هذا ليس علي إطلاقه من باب التجاهر بالمعاصي بل هنا تفصيل بسطنا الكلام فيه في المجلد السابع من شرح التهذيب

القصص قال الصادق ع أوحي الله إلي موسي بن عمران ع قل للملإ من بني إسرائيل إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق فإن من قتل منكم نفسا في الدنيا قتلته مثل قتله صاحبه

-روايت-1-2-روايت-24-182

الكافي عن أبي عبد الله ع أن اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا أعطي موسي منها أربعة أحرف

-روايت-1-2-روايت-32-101

تفسير علي بن ابراهيم مات موسي وهارون ع في التيه .فروي أن ألذي حفر قبر موسي ملك الموت في صورة آدمي ولذلك لايعرف بنو إسرائيل موضع قبر موسي

و عن حنان بن سدير قال سألت أبا عبد الله ع عن رجل شق ثوبه علي أبيه أوأخيه أو علي قريب له فقال لابأس بشق الثوب قدشق موسي بن عمران علي أخيه هارون ع و في ليلة إحدي وعشرين من شهر رمضان قبض موسي ع

-روايت-1-2-روايت-27-223

و في الكافي عن عمارة قال قلت للصادق ع أخبرني بوفاة موسي بن عمران فقال لماأتاه أجله أتاه ملك الموت فقال السلام عليك ياكليم الله فقال وعليك السلام من أنت فقال أناملك الموت جئت لأقبض روحك فقال له موسي

من أين تقبض روحي قال من فمك قال له موسي كيف و قدتكلمت مع ربي جل جلاله قال فمن يديك قال كيف و قدحملت بهاالتوراة قال فمن

-روايت-1-2-روايت-30-ادامه دارد

[ صفحه 309]

رجليك قال كيف و قدوطئت بهاطور سيناء قال فمن عينيك قال كيف و لم تزل إلي ربي ممدودة قال فمن أذنيك قال كيف و قدسمعت بهاكلام الله عز و جل قال فأوحي الله تعالي إلي ملك الموت لاتقبض روحه حتي يكون هو ألذي يريد ذلك وخرج ملك الموت فمكث ماشاء الله يمكث بعد ذلك ودعا يوشع بن نون فأوصي إليه وأمره بكتمان أمره وبأن يوصي بعده إلي من يقوم بالأمر وغاب موسي عن قومه فمر في غيبته برجل و هويحفر قبرا فقال أ لاأعينك علي حفر هذاالقبر فقال له الرجل بلي فأعانه علي حفر القبر وسوي اللحد ثم اضطجع فيه موسي بن عمران لينظر كيف هوفكشف له عن الغطاء فرأي مكانه من الجنة فقال يارب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه في مكانه ودفنه في القبر وسوي عليه التراب و كان ألذي يحفر القبر ملك في صورة آدمي و كان ذلك في التيه فصاح صائح من السماء مات موسي كليم الله فأي نفس لاتموت ثم إن يوشع بن نون قام بالأمر من بعد موسي صابرا علي الضراء والبلاء من الطواغيت حتي مضي منهم طواغيت فقوي بعدهم أمره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسي بصفراء بنت شعيب امرأة موسي في مائة ألف رجل فقاتلوا يوشع بن نون فغلبهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم الباقين بإذن الله وأسر صفراء بنت شعيب و قال لها قدعفوت عنك في الدنيا إلي أن نلقي كليم الله موسي بن عمران فأشكو

مالقيت منك و من قومك فقالت صفراء وا ويلاه و الله لوأبيحت لي الجنة لاستحييت أن أري فيها رسول الله و قدهتكت حجابه وخرجت علي وصيه بعده

-روايت-از قبل-1371

القصص عن أبي عبد الله ع قال قال موسي ص لهارون ع امض بنا إلي جبل طور سيناء ثم خرجا فإذابيت علي بابه شجرة عليها ثوبان فقال موسي لهارون اطرح ثيابك وادخل البيت والبس هاتين الحلتين ونم علي السرير ففعل هارون فلما أن نام علي السرير قبضه الله تعالي إليه وارتفع البيت والشجرة

-روايت-1-2-روايت-36-ادامه دارد

[ صفحه 310]

ورجع موسي إلي بني إسرائيل فأعلمهم أن الله قبض هارون ورفعه إليه فقالوا كذبت أنت قتلته فشكا موسي ع ذلك إلي ربه فأمر الله تعالي الملائكة فأنزلته علي سرير بين السماء و الأرض حتي رأته بنو إسرائيل فعلموا أنه مات

-روايت-از قبل-230

الكافي عن محمد بن سنان قال كنت

عندالرضا ع فقال لي يا محمدإنه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين فأتي واحد منهم الثلاثة وهم في منزل واحد في مناظرة بينهم فقرع الباب وخرج إليه الغلام فقال أين مولاك فقال ليس هو في البيت فرجع الرجل ودخل الغلام إلي مولاه فقال له من كان ألذي قرع الباب قال فلان فقلت له ليس في المنزل فسكت و لم يلم غلامه و لااغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب وأقبلوا في حديثهم فلما كان من الغد بكر إليهم الرجل فأصابهم و قدخرجوا يريدون ضيعة بعضهم فسلم عليهم و قال أنامعكم فقالوا نعم و لم يتعذروا إليه و كان الرجل محتاجا ضعيف الحال فلما كانوا في بعض الطريق إذاغمامة قدأظلتهم فظنوا أنه مطر فبادروا فلما استوت الغمامة علي رءوسهم إذامناد ينادي من جوف الغمامة أيتها

النار خذيهم و أناجبرئيل رسول الله فإذانار في جوف الغمامة قداختطفت الثلاثة نفر وبقي الآخر مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم و لايدري ماالسبب فرجع إلي المدينة فلقي يوشع بن نون وأخبره الخبر و مارأي و ماسمع فقال يوشع بن نون أ ماعلمت أن الله سخط عليهم بعد أن كان راضيا و ذلك بفعلهم بك قال و مافعلهم بي فحدثه يوشع فقال الرجل فأنا أجعلهم في حل وأعفو عنهم قال لو كان هذاقبل لنفعهم و أماالساعة فلا وعسي أن ينفعهم بعد

-روايت-1-2-روايت-33-1194

[ صفحه 311]

الفصل العاشر في قصة بلعم بن باعوراء وأحوال إسماعيل ألذي سماه الله صادق الوعد و أنه غيرإسماعيل بن ابراهيم وقصة إلياس وإليا واليسع وقصص ذي الكفل ع

اشاره

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي الحسن الرضا ع أنه أعطي بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم و كان يدعو به فيستجاب له فمال إلي فرعون فلما مر فرعون في طلب موسي ع وأصحابه قال فرعون لبلعم ادع الله علي موسي وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسي ع فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عز و جل فقالت ويل لك علي ماتضربني أتريد أن أجي ء معك لتدعو علي نبي الله وقوم مؤمنين فلم يزل يضربها حتي قتلها وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه و هو قوله فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ وَ اتّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث و هومثل ضربه الله فقال الرضا ع فلايدخل الجنة من البهائم إلاثلاثة حمارة بلعم وكلب أصحاب الكهف والذئب و كان سبب الذئب أنه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين و هويعذبهم و كان للشرطي ابن يحبه فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لماأحزن الشرطي -روايت-1-2-روايت-50-1009

[ صفحه 312]

أقول

قال ابن عباس دخل الذئب الجنة بأكله لابن الشرطي فلو أكل الشرطي لرفعه الله تعالي إلي عليين والشرطي من أعوان الظلمة من الشرطة وهي العلامة لأنهم يعلمون أنفسهم بعلامات يعرفون بها. و قال صاحب الكامل لمامات موسي وهارون ع في التيه أوحي الله تعالي إلي يوشع بن نون يأمره المسير إلي أريحا وفتحها. و قال آخرون إن موسي عاش حتي خرج من التيه وسار إلي مدينة الجبارين و علي مقدمته يوشع بن نون وكالب بن يوحنا و هوصهره علي أخته مريم بنت عمران . فلما بلغوها اجتمع الجبارون إلي بلعم بن باعوراء و هو من ولد لوط ع فقالوا له إن موسي ع جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا فادع الله عليهم و كان بلعم يعرف اسم الله الأعظم فقال لهم كيف أدعو علي نبي الله و المؤمنين ومعهم الملائكة فراجعوه في ذلك و هويمتنع عليهم .فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو علي بني إسرائيل فقالت له في ذلك فامتنع فلم تزل به حتي قال أستخير ربي فاستخار الله تعالي فنهاه في المنام فأخبرها بذلك فقالت راجع ربك فعاد الاستخارة فلم يرد جواب فقالت لوأراد ربك لنهاك و لم تزل تخدعه حتي أجابهم .فركب حمارا له متوجها إلي جبل يشرف علي بني إسرائيل ليقف عليه ويدعو عليهم فما مشي عليه إلاقليلا حتي ربض الحمار فضربه حتي قام فركبه فسار قليلا فربض ففعل ذلك ثلاث مرات . فلما اشتد ضربه في الثالثة فأنطقها الله ويحك يابلعم أين تذهب أ ماتري الملائكة تردني فلم يرجع فأطلق الله الحمار حينئذ فسار حتي أشرف علي بني إسرائيل فكان كلما أراد أن يدعو عليهم ينصرف

لسانه إلي الدعاء لهم و إذاأراد أن يدعو لقومه انقلب دعاؤه عليهم .فقالوا له في ذلك فقال هذا شيءغلب الله عليه واندلع لسانه فوقع علي صدره فقال الآن خسرت الدنيا والآخرة. و لم يبق إلاالمكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن

[ صفحه 313]

إلي العسكر و لاتمنع امرأة نفسها ممن يريدها و قال إن زني منهم رجل واحد كفيتموهم .ففعلوا ذلك ودخل النساء عسكر بني إسرائيل فأخذ زمري بن شلوم و هورأس سبط شمعون بن يعقوب امرأة وأتي بها إلي موسي ع فقال له أظنك تقول إن هذاحرام فو الله لانطيعك ثم أدخلها خيمة فوقع عليها فأنزل الله عليهم الطاعون . و كان صحاح بن عيراد بن هارون صاحب عمه موسي غائبا فلما جاء رأي الطاعون قداستقر في بني إسرائيل و كان ذا قوة وبطش فقصد زمري فرآه مضاجع المرأة فطعنها بحربة بيده فانتظمها ورفع الطاعون . و قدهلك في تلك الساعة عشرون ألفا وقيل سبعون ألفا ثم إن موسي ع قدم يوشع ع إلي أريحا في بني إسرائيل فدخلها وقتل بهاالجبارين وبقيت منهم بقية و قدقاربت الشمس المغرب فخشي أن يدركهم الليل فعجزوا فدعا الله أن يحبس عليهم الشمس ففعل وحبسها حتي استأصلهم ودخلها موسي ع فأقام بها ماشاء الله أن يقيم وقبضه الله تعالي إليه لايعلم بغيره أحد من الخلق . و أما من زعم أن موسي ع كان توفي قبل ذلك فقال إن الله تعالي أمر يوشع بالمسير إلي مدينة الجبارين فسار ببني إسرائيل ففارقه رجل منهم يقال له بلعم بن باعوراء و كان يعرف الاسم الأعظم وساق من حديثه نحو ماتقدم . فلما ظفر يوشع بالجبارين أدركه الماء ليلة

السبت فدعا الله تعالي فرد الشمس عليه وزاد في الشمس ساعة فهزم الجبارين ودخل مدينتهم وجمع غنائمهم ليأخذها للقربان فلم تأت النار الحديث .تفسير علي بن ابراهيم أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم إِنّ اللّهَ لَذُو فَضلٍ عَلَي النّاسِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرُونَفإنه وقع الطاعون بالشام في بعض الكور فخرج منه خلق كثير كماحكي الله تعالي هربا من الطاعون فصاروا إلي مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلهم فبقوا حتي كانت

-قرآن-1332-1530

[ صفحه 314]

عظامهم يمر بهاالمار فينحيها برجله عن الطريق ثم أحياهم الله وردهم إلي منازلهم فبقوا دهرا طويلا ثم ماتوا وتدافنوا

القصص بالإسناد إلي الصدوق عن عبدالأعلي أنه قال للصادق ع حديث يرويه الناس فقال ما هو قال يرون أن الله تعالي أوحي إلي حزقيل النبي أن أخبر فلان الملك أني متوفيك يوم كذا فأتي حزقيل الملك فأخبره بذلك قال فدعا الله تعالي علي قومه و هو علي سريره حتي سقط ما بين الحائط والسرير و قال أخرني حتي يشيب طفلي وأقضي أمري فأوحي الله إلي ذلك النبي أن ائت فلانا وقل إني أنسئ في عمره خمس عشرة سنة فقال النبي يارب وعزتك إنك تعلم أني لم أكذب كذبة قط فأوحي الله إليه أنما أنت عبدمأمور فأبلغه

-روايت-1-2-روايت-45-530

و عن الباقر والصادق ع في قوله تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواالآية قال هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام من بني إسرائيل وكانوا سبعين ألفا و كان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذاأحسوا به خرج من المدينة الأغنياء وبقي فيهاالفقراء لضعفهم

فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ويقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لوكنا أقمنا لكثر فينا الموت فيقول الذين أقاموا لوكنا خرجنا لقل فينا الموت فاجتمع رأيهم جميعا علي أنه إذاوقع الطاعون خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فساروا في البلاد ثم إنهم مروا بمدينة خربة أفني أهلها الطاعون فلما أحطوا رحالهم قال لهم الله موتوا جميعا فماتوا وصاروا رميما فمر بهم نبي من الأنبياء يقال له حزقيل فرآهم وبكي و قال يارب لوشئت أحييتهم الساعة فأحياهم الله

-روايت-1-2-روايت-27-865

كتاب المحاسن عن أبي جعفر ع قال لماخرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس اجتمع الناس إلي حزقيل النبي فشكوا ذلك إليه فقال لعلي أناجي ربي الليلة فلما جنه الليل ناجي ربه فأوحي الله إليه أني قدكفيتهم وكانوا قدمضوا

-روايت-1-2-روايت-39-ادامه دارد

[ صفحه 315]

فأوحي الله إلي ملك الهواء أن أمسك عليهم أنفاسهم فماتوا كلهم وأصبح النبي وأخبر قومه فخرجوا فوجدوهم قدماتوا ودخل حزقيل النبي العجب فقال في نفسه مافضل سليمان النبي علي و قدأعطيت مثل هذا قال فخرجت قرحة علي كبده وأذنه فخشع لله وتذلل وقعد علي الرماد فأوحي الله إليه أن خذ لبن التين فحكه علي صدرك من خارج ففعل فسكن عنه ذلك

-روايت-از قبل-359

وروي عن الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم إلي المعلي بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال يوم النيروز هو ألذي أحيا الله فيه القوم الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم و ذلك أن نبيا من الأنبياء سأل ربه أن يحيي القوم الّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِفأماتهم الله فأوحي الله إليه

أن صب عليهم الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في ذلك اليوم فعاشوا ثلاثون ألفا فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لايعرف سببها إلاالراسخون

-روايت-1-2-روايت-108-554

أقول لايتوهم من هذه الأخبار عدم جواز الفرار من الطاعون و ذلك أن الآجال إذاتقاربت لاينفع الفرار وعدمه . و قدوردت الأخبار متظافرة في الأمر بالفرار منه و لم يعارضها إلا ما

روي من قوله ص الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف

-روايت-1-2-روايت-20-57

و لماسئل الصادق ع عن معناه قال إن النبي ص قال في جماعة كانوا في الثغور بإزاء العدو وكانوا إذافروا من الطاعون زحف العدو علي أرض المسلمين واستولي عليها

-روايت-1-2-روايت-3-168

.يعني أن هذاالكلام متوجه إلي جماعة مخصوصين يلزم من فرارهم من الطاعون الفساد والانفتال في الدين واستلال علي المسلمين . و قدحققنا الكلام وأوردنا الأخبار في هذاالباب في رسالتنا الموسومة بمسكن الشجون في حكم الفرار من الطاعون . و أماإسماعيل ألذي سماه الله صادق الوعد فقال فيه وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا

-قرآن-293-376

[ صفحه 316]

معاني الأخبار عن أبي عبد الله ع قال إن إسماعيل ألذي قال الله عز و جل في كتابه وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا لم يكن إسماعيل بن ابراهيم بل كان نبيا من الأنبياء بعثه الله عز و جل إلي قومه فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه فأتاه ملك فقال إن الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت فقال لي أسوة بما يصنع بالحسين

-روايت-1-2-روايت-44-395

و في قصص الأنبياء عن الصادق ع قال رسول الله ص إن أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن بهاالدماء وتدفع بهاالكريهة وتجر المنفعة إلي أخيك المسلم ثم قال ص إن عابد بني

إسرائيل ألذي كان أعبدهم كان يسعي في حوائج الناس

عندالملك وإنه لقي إسماعيل بن حزقيل فقال لاتبرح حتي أرجع إليك ياإسماعيل فأبقي عندالملك فبقي إسماعيل إلي الحول هناك فأنبت الله لإسماعيل عشبا فكان يأكل منه وأجري له عينين وأظله بغمام فخرج الملك بعد ذلك إلي التنزه ومعه العابد فرأي إسماعيل فقال إنك لهاهنا ياإسماعيل فقال له قلت لاتبرح فلم أبرح فسمي صادق الوعد قال و كان جبار مع الملك كذب هذاالعبد و قال بربرت بهذه البرية فلم تقول إني هاهنا فقال له إسماعيل إن كنت كاذبا فنزع الله صالح ماأعطاك قال فتناثرت أسنان الجبار فقال الجبار إني كذبت علي هذاالعبد الصالح فاطلب أن يدعو الله أن يرد أسناني فإني شيخ كبير فطلب إليه الملك فقال إني أفعل قال الساعة قال لا قال وأخره إلي السحر ثم دعا ثم قال إن أفضل مادعوتم الله بالأسحار قال الله تعالي وَ بِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرُونَ و في حديث آخر أنه ع قال لمن وعده لو لم يجئني لكان منه المحشر فأنزل الله وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ

-روايت-1-2-روايت-56-1160

كامل الزيارة بإسناده إلي بريد العجلي قال قلت لأبي عبد الله ع يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل ألذي ذكره الله في كتابه حيث يقول وَ اذكُر فِي الكِتابِ

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 317]

إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ أ كان إسماعيل بن ابراهيم فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن ابراهيم فقال ع إن إسماعيل مات قبل ابراهيم و إن ابراهيم كان حجة الله علي خلقه فإلي من أرسل إسماعيل إذا قلت فمن كان قال إسماعيل بن حزقيل النبي بعثه الله إلي قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلدة وجهه فغضب

الله عليهم فوجه سطاطائيل ملك العذاب فقال له ياإسماعيل أناملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت فقال له إسماعيل لاحاجة لي في ذلك ياسطاطائيل فأوحي الله إليه ماحاجتك ياإسماعيل فقال إسماعيل يارب إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خلقك بما يفعل بالحسين بن علي من بعدنبيها وإنك وعدت الحسين أن تكره إلي الدنيا حتي ينتقم ممن فعل ذلك به فحاجتي إليك يارب أن تكرني إلي الدنيا حتي أنتقم ممن فعل بي كماتكر الحسين ع فوعد إسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكر مع الحسين بن علي ع

-روايت-از قبل-922

و أماقصة إلياس وإليا واليسع ع

الكافي عن المفضل بن عمر قال أتينا باب أبي عبد الله ع ونحن نريد الإذن فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكي فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت أصلحك الله سمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية ثم بكيت فبكينا فقال نعم ذكرت إلياس النبي ص و كان من عباد بني إسرائيل فقلت كما كان يقول في سجوده ثم اندفع فيه بالسريانية فما رأينا و الله قسيسا و لاجاثليقا أفصح لهجة منه ثم فسره لنا بالعربية فقال كان يقول في سجوده أتراك معذبي بنارك و قدأظمأت لك هواجري أتراك معذبي و قدعفرت لك في التراب وجهي أتراك معذبي و قداجتنبت لك المعاصي أتراك معذبي و قدأسهرت لك ليلي فأوحي الله إليه أن ارفع رأسك فإني غيرمعذبك

-روايت-1-2-روايت-33-ادامه دارد

[ صفحه 318]

قال فقال إن قلت لاأعذبك ثم عذبتني ماذا ألست عبدك و أنت ربي فأوحي الله إليه أن ارفع رأسك فإني غيرمعذبك فإني إذاوعدت وعدا وفيت به

-روايت-از قبل-151

قصص الأنبياء عن ابن عباس قال إن يوشع بن

نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسي ع وقسمها بينهم فسار منهم سبط ببعلبك بأرضها و هوالسبط ألذي منه إلياس النبي ع فبعثه الله إليهم وعليهم يومئذ ملك فتنهم بعبادة صنم يقال له بعل و ذلك قوله وَ إِنّ إِلياسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ إِذ قالَ لِقَومِهِ أَ لا تَتّقُونَ أَ تَدعُونَ بَعلًا وَ تَذَرُونَ أَحسَنَ الخالِقِينَفكذبوه و كان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذاغاب فتقضي بين الناس و كان لها كاتب حكيم قدخلص من يدها ثلاثمائة مؤمن كانت تريد قتلهم و لم يعلم علي وجه الأرض أنثي أزني منها و قدتزوجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتي ولدت تسعين ولدا سوي ولد ولدها و كان لزوجها جار صالح من بني إسرائيل و كان له بستان يعيش به إلي جانب قصر الملك يكرمه فسافر مرة فاغتنمت امرأته فقتلت العبد الصالح وأخذت بستانه غصبا من أهله و كان ذلك سبب سخط الله عليهم فلما قدم زوجها أخبرته الخبر فقال لها ماأصبت فبعث الله إلياس النبي يدعوهم إلي عبادة الله فكذبوه وطردوه ودعاهم إلي الله فلم يزدهم إلاطغيانا فآلي الله علي نفسه أن يهلك الملك والزانية إن لم يتوبوا إليه وأخبرهما بذلك فاشتد غيضهم عليه وهموا لتعذيبه فهرب منهم ولحق بالجبل فبقي سبع سنين يأكل من نبات الأرض فأمرض الله ابنا للملك و كان أعز ولده فاستشفعوا إلي عبدة الأصنام ليشفعوا له فلم ينفع فبعثوا الناس إلي الجبل ألذي فيه إلياس فكانوا يقولون اهبط إلينا واشفع لنا فنزل إلياس من الجبل و قال إن الله أرسلني إليكم و إلي من وراءكم فاسمعوا رسالة

-روايت-1-2-روايت-35-ادامه دارد

[ صفحه 319]

ربكم يقول ارجعوا إلي الملك فقولوا إني أنا الله لاإله إلا أناإله بني إسرائيل أضرهم

وأنفعهم وتطلب الشفاء لابنك من غيري فلما صاروا إلي الملك وقصوا عليه القصة امتلأ غيظا فقال لهم ما ألذي منعكم أن تقتلوه فإنه عدوي قالوا قذف في قلوبنا الرعب فندب خمسين من قومه وأوصاهم بالاحتيال له وإطماعه في أنهم آمنوا به ليغتر بهم فيمكنهم من نفسه فانطلقوا إلي الجبل ألذي فيه إلياس فنادوا يانبي الله ابرز لنا فإنا آمنا بك فطمع في إيمانهم فقال أللهم إن كانوا صادقين فيما يقولون فأذن لي بالنزول إليهم و إن كانوا كاذبين فارمهم بنار تحرقهم فما استتم كلامه حتي رموا بالنار فاحترقوا فبلغ الملك خبرهم فاشتد غيظه وانتدب كاتب امرأته المؤمن وبعث معه جماعة إلي الجبل و قال له قدآن أن نتوب فقل له يرجع إلينا ويأمرنا وينهانا بما يرضي ربنا وأمر قومه فاعتزلوا الأصنام فانطلق الكاتب و من معه إلي الجبل ثم ناداه فعرف الناس صوته فأوحي الله إليه أن ابرز إلي أخيك الصالح وصافحه فقال المؤمن بعثني إليك هذاالطاغي وقص عليه ماقالوا ثم قال وإني لخائف إن رجعت إليه ولست معي أن يقتلني فأوحي الله عز و جل إلي إلياس أن كل شيءجاءك منهم خداع ليظفروا بك وأني أشغله عن هذاالمؤمن بأن أميت ابنه فلما قدموا عليه أخذ الموت ابنه ورجع إلياس سالما إلي مكانه فلما ذهب الجزع عن الملك سأل الكاتب عن ألذي جاء به فقال ليس لي علم به ثم إن إلياس نزل واستخفي

عندأم يونس بن متي ستة أشهر ويونس مولود ثم عاد إلي مكانه فلم يلبث إلايسيرا حتي مات ابنها حين فطمته فعظم مصابها فخرجت في طلب إلياس ورقت الجبال حتي وجدت إلياس فقالت إن فجعت بموت ابني وألهمني الله تعالي الاستشفاع بك

إليه ليحيي لي ابني فإني تركته بحاله و لم أدفنه وأخفيت مكانه فقال لها ومتي مات ابنك قالت اليوم سبعة أيام فانطلق إلياس وسار سبعة أيام أخري حتي انتهي إلي منزلها فدعا الله سبحانه حتي أحيا الله بقدرته يونس ع فلما عاش انصرف إلياس

-روايت-از قبل-1816

[ صفحه 320]

و لماصار أربعين سنة أرسله الله إلي قومه كما قال وَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ ثم أوحي الله تعالي إلي إلياس بعدسبع سنين من يوم أحيا الله يونس سلني أعطك فقال تميتني فتلحقني بآبائي فإني قدمللت بني إسرائيل وأبغضتهم فيك فقال الله تعالي ما هذااليوم ألذي أعري الأرض منك وأهلها وإنما قوامها بك ولكن سلني أعطك فقال إلياس فأعطني ثأري من الذين أبغضوني فيك فلاتمطر عليهم سبع سنين قطرة إلابشفاعتي فاشتد علي بني إسرائيل الجوع وألح عليهم البلاء وأسرع الموت فيهم وعلموا أن ذلك من دعوة إلياس ففزعوا إليه وقالوا نحن طوع يدك فهبط إلياس معهم ومعه تلميذ له اليسع وجاء النبي الملك فقال قتلت بني إسرائيل بالقحط فقال قتلهم ألذي أغواهم فقال ادع ربك ليسقيهم فلما جن الليل عاد إلياس ودعا الله فقال لليسع انظر في أكناف السماء ماذا تري فرأي سحابة فقال أبشروا بالسقاء فليحرروا أنفسهم وأموالهم من الغرق فأمطر الله عليهم السماء وأنبت لهم الأرض فقام إلياس بين أظهرهم وهم صالحون ثم أدركهم الطغيان والبطر فجحدوا حقه وتمردوا فسلط الله عليهم عدوا قصدهم و لم يشعروا به حتي رهقهم فقتل الملك وزوجته وألقاهما في بستان ألذي قتلته زوجة الملك ثم وصي إلياس إلي اليسع وأنبت الله لإلياس الريش وألبسه النور ورفعه إلي السماء وقذف بكسائه من الجو علي اليسع فنبأه الله علي بني إسرائيل

وأوحي الله إليه وأيده فكان بنو إسرائيل يعظمونه ص ويهتدون بهداه

-روايت-1-1344

و قال الشيخ الطبرسي اختلف في إلياس فقيل هوإدريس ع وقيل هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارون بن عمران ابن عم اليسع و هوإلياس بن يسع بن فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران .

[ صفحه 321]

عن ابن عباس و محمد بن إسحاق وغيرهما قالوا إنه بعث بعدحزقيل لماعظمت الأحداث في بني إسرائيل . و كان يوشع لمافتح الشام بوأها بني إسرائيل وقسمها بينهم فأحل سبطا منهم ببعلبك وهم سبط إلياس بعث فيهم نبيا إليهم فأجابه الملك ثم إن امرأته حملته علي الخلاف لإلياس وطلبته لتقتله فهرب إلي الجبال والبراري واستخلف اليسع علي بني إسرائيل ورفعه الله ما بين أظهرهم وقطع عنه لذة الطعام والشراب وكساه الريش فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا وسلط الله علي الملك وقومه عدوا لهم فقتلهم وبعث الله اليسع رسولا إلي بني إسرائيل فآمنوا به . وقيل إن إلياس صاحب البراري والخضر صاحب الجزائر ويجتمعان في كل يوم عرفة بعرفات وذكر وهب أنه ذو الكفل وقيل هوالخضر ع

الكافي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص عليكم بالكرفس فإنه طعام إلياس واليسع ويوشع بن نون ع

-روايت-1-2-روايت-57-118

و فيه عن أبي جعفرالثاني ع قال قال أبو عبد الله ع بينا أبي ع يطوف بي الكعبة إذا رجل متعجر فقطع عليه أسبوعه حتي أدخله دارا جنب الصفا فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال مرحبا يا ابن رسول الله ثم قال إن شئت أخبرني و إن شئت أخبرتك قال أشاء قال إياك أن تنطق لسانك عن مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه

فإن الله عز و جل أبي أن يكون له علم فيه اختلاف قال هذه مسألتي و قدفسرت طرفا منها أخبرني عن هذاالعلم ألذي ليس فيه اختلاف من يعلمه قال أماجملة العلم فعند الله سبحانه و أما ما لابد منه فعند الأوصياء قال ففتح الرجل عجرته واستوي جالسا وتهلل وجهه و قال هذه أردت زعمت أن علم ما لااختلاف فيه

عندالأوصياء فكيف يعلمونه قال كما كان رسول الله يعلم إلاأنهم لايرون ما كان رسول الله يري لأنه كان نبيا وهم محدثون و أنه كان يسمع الوحي وهم لايسمعون فقال صدقت يا ابن رسول الله أخبرني عن هذاالعلم

-روايت-1-2-روايت-61-ادامه دارد

[ صفحه 322]

ما له لايظهر كما كان يظهر مع رسول الله ص قال فضحك أبي ع و قال أبي الله أن يطلع علي علمه إلاممتحنا للإيمان به كماقضي علي رسول الله ص أن يصبر علي أذي قومه و لايجابههم إلابأمره فكم من اكتتام قداكتتم به حتي قيل له فَاصدَع بِما تُؤمَرُوَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ وايم الله لوصدع قبل ذلك لكان آمنا ولكنه إنما نظر في الطاعة وخاف الخلاف فلذلك كذب فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة والملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض يعذب أرواح الكفرة من الأموات ويلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء ثم أخرج سيفا ثم قال ها إن هذامنها فقال أبي إي و ألذي اصطفي محمدا علي البشر قال فرد الرجل اعتجاره و قال أناإلياس ماسألتك عن أمرك و لي منه جهالة غيرأني أحببت أن يكون هذاالحديث قوة لأصحابك

-روايت-از قبل-740

المناقب لابن شهرآشوب المازندراني روي عن أنس أن النبي ص سمع صوتا من قلة جبل أللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة فأتي رسول الله

ص فإذابشيخ أشيب قامته ثلاثمائة ذراع فلما رأي رسول الله ص عانقه ثم قال إني آكل في كل سنة مرة و هذاأوانه فإذا هوبمائدة نزلت من السماء فأكلا و كان إلياس ع

-روايت-1-2-روايت-52-316

و أماقصص ذي الكفل ع

فقال تعالي وَ إِسماعِيلَ وَ إِدرِيسَ وَ ذَا الكِفلِ كُلّ مِنَ الصّابِرِينَ وَ أَدخَلناهُم فِي رَحمَتِنا إِنّهُم مِنَ الصّالِحِينَ.

-قرآن-14-131

قصص الأنبياء بالإسناد إلي النبي ص قال إن ذا الكفل كان رجلا من حضرموت واسمه عويديا بن أديم

-روايت-1-2-روايت-45-102

. و لماكبر اليسع ع قال إني استخلفت رجلا يعمل علي الناس في حياتي فانظر

[ صفحه 323]

كيف يعمل فجمع الناس فقال لهم من يتقبل مني ثلاثا أستخلفه بعدي أن يصوم النهار ويقوم الليل و لايغضب فقام رجل تزدريه الأعين فقال أنا و كان نبيا و كان يقضي أول النهار. فقال إبليس لأتباعه من له فقال واحد منهم يقال له الأبيض أنا فقال إبليس فاذهب إليه لعلك تغضبه . فلما انتصف النهار جاء الأبيض إلي ذي الكفل و قدأخذ مضجعه فصاح و قال إني مظلوم فقال قل له تعال فقال لاانصرف قال فأعطاه خاتمه فقال اذهب وأتني بصاحبك فذهب حتي إذا كان من الغد جاء إلي تلك الساعة التي أخذ هومضجعه فصاح إني مظلوم و إن خصمي لم يلتفت إلي خاتمك فقال له الحاجب ويحك دعه ينم فإنه لم ينم البارحة و لاأمس قال لاأدعه ينام و أنامظلوم فدخل الحاجب وأعلمه فكتب إليه كتابا وختمه ودفعه إليه فذهب . حتي إذا كان من الغد حين أخذ مضجعه جاء فصاح فقال ماالتفت إلي شيء من أمرك و لم يزل يصيح حتي قام وأخذ بيده في يوم شديد الحر لووضعت فيه بضعة لحم علي الشمس لنضجت . فلما رأي الأبيض ذلك

انتزع يده من يده ويئس منه أن يغضب .فأنزل الله تعالي قصته علي نبيه ليصبر علي الأذي كمايصبر الأنبياء ع علي البلاء. و عن عبدالعظيم الحسني قال كتبت إلي أبي جعفرالثاني ع عن ذي الكفل مااسمه وهل كان من المرسلين .فكتب ص بعث الله تعالي جل ذكره مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا و أن ذا الكفل منهم ص و كان بعدسليمان ع و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود ع و لم يغضب إلالله عز و جل و كان اسمه عويديا. و قال الشيخ الطبرسي و أماذو الكفل فاختلف فيه .فقيل إنه كان رجلا صالحا و لم يكن نبيا ولكنه تكفل لنبي صوم النهار وقيام

[ صفحه 324]

الليل و أن لايغضب ويعمل بالحق فوفي بذلك فشكر الله ذلك له و كان نبيا وسمي ذا الكفل بمعني أنه ذو الضعف فله ثواب غيره ممن هو في زمانه لشرف عمله . و قال الثعلبي في كتاب العرائس و قال بعضهم ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر ع بعثه الله بعد أبيه رسولا إلي الروم فآمنوا ثم إن الله تعالي أمرهم بالجهاد فأبوا وقالوا يابشر إنا نحب الحياة ونكره الموت و مع ذلك نكره أن نعصي الله ورسوله فإن سألت الله أن يطيل أعمارنا و لايميتنا إلا إذاشئنا لنعبده ونجاهد أعداءه فقال لهم بشر لقد سألتموني عظيما. ثم قام وصلي ودعا و قال إلهي أمرتني أن أجاهد أعداءك و أنت تعلم أني لاأملك إلانفسي و أن قومي سألوني ما أنت أعلم به مني فلاتأخذني بجريرة غيري فأوحي الله تعالي إليه أني قدسمعت مقالة قومك وأني قدأعطيتهم ماسألوني فلايموتون إلا

إذاشاءوا فكن كفيلا لهم مني فبلغهم بشر رسالة الله فسمي ذا الكفل . ثم إنهم توالدوا وكثروا ونموا حتي ضاقت بهم بلادهم وتنغصت عليهم معيشتهم وتأذوا بكثرتهم فسألوا بشرا أن يدعو الله تعالي أن يردهم إلي آجالهم فأوحي الله تعالي إلي بشر أ ماعلم قومك أن اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ثم ردهم إلي أعمارهم فماتوا بآجالهم . قال فلذلك كثرت الروم حتي يقال إن الدنيا خمسة أسداسها الروم وسموا روما لأنهم نسبوا إلي جدهم روم بن عيص بن ابراهيم . و كان بشر بن أيوب مقيما بالشام حتي مات و كان عمره خمسا وتسعين سنة. و قال السيد بن طاوس في سعد السعود قيل إنه تكفل الله جل جلاله أن لايبغضه قومه فسمي ذا الكفل . وقيل تكفل لنبي من الأنبياء أن لايغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكل طريق فلم يقدر فسمي ذا الكفل لوفائه لنبي زمانه أن لايغضب

[ صفحه 325]

باب فيه قصص لقمان وحكمه ع وقصة أشموئيل وطالوت وجالوت وتابوت السكينة

اشاره

وَ لَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَ أَنِ اشكُر لِلّهِ وَ مَن يَشكُر فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَيِ ّ حَمِيدٌ

-قرآن-1-136

تفسير علي بن ابراهيم عن حماد قال سألت أبا عبد الله ع عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عز و جل فقال أما و الله لقد أوتي لقمان الحكمة لابحسب و لامال و لا أهل و لابسط في جسم و لاجمال ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله متورعا في الله عميق النظر طويل الفكر لم ينم نهارا قط و لم يره أحد من الناس علي بول و لاغائط و لااغتسال لشدة تستره و لم يضحك من شيءقط و لم ينازع إنسانا قط و لم يفرح بشي ء أتاه من أمر الدنيا و

لاحزن منها علي شيءقط و قدنكح من النساء وولد له الأولاد الكثيرة و قدمات أكثرهم أفراطا فما بكي لأحد منهم و لم يمر برجلين يختصمان أويقتتلان إلاأصلح بينهما و لم يسمع قولا من أحد إلااستحسنه إلاسأل عن تفسيره وعمن أخذه و كان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء و كان يغشي القضاة والملوك والسلاطين فيرثي للقضاة مما ابتلوا به ويرحم الملوك والسلاطين لغرتهم بالله وطمأنينتهم بذلك ويتعلم مايغلب به نفسه ويجاهد به هواه و كان يداوي قلبه بالتفكر ويداوي نفسه بالعبر و كان لايتكلم إلافيما يعنيه

-روايت-1-2-روايت-39-ادامه دارد

[ صفحه 326]

فبذلك أوتي الحكمة و إن الله تعالي أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقابلة فنادوا لقمان حيث يسمع و لايراهم فقالوا يالقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض وتحكم بين الناس فقال لقمان إن أمرني ربي فالسمع والطاعة لأنه إن فعل بي ذلك أعانني وعلمني وعصمني و إن هوخيرني قبلت العافية فقالت الملائكة يالقمان لم قال لأن الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين وأكثر فتنا وبلاء ثم ساق الحديث إلي قوله فعجبت الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه فلما أمسي وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من قرنه إلي قدمه و هونائم وغطاه بالحكمة غطاء فاستيقظ و هوأحكم الناس في زمانه وخرج علي الناس ينطق بالحكمة فلما أوتي الحكم بالخلافة و لم يقبلها أمر الله الملائكة فنادت داود بالخلافة فقبلها و لم يشترط فيهابشرط لقمان فأعطاه الله الخلافة في الأرض وابتلي فيها غيرمرة و كل ذلك يهوي في الخطأ فيقيه الله ويغفر له و كان لقمان يكثر زيارة داود ويعظه بمواعظه و كان يقول له داود ع طوبي لك

يالقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية وأعطي داود ع الخلافة وابتلي بالخطإ والفتنة فوعظ لقمان ابنه بالنار حتي تفطر وانشق و كان فيما وعظه أن قال يابني إنك منذ سقطت إلي الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد يابني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك و لاتجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا بلاغا و لاترفضها فتكون عيالا علي الناس وصم صوما يقطع شهوتك و لاتصم صياما يمنعك من الصلاة فإن الصلاة أحب إلي الله من الصيام يابني إن الدنيا بحر عميق قدهلك فيهاعالم كثير فاجعل سفينتك فيهاالإيمان واجعل شراعها التوكل واجعل زادك فيهاتقوي الله فإن نجوت فبرحمة الله و إن هلكت فبذنوبك يابني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا يابني خف الله خوفا لوأتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك وأرج الله رجاء لووافيت القيامة بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك فقال له ابنه ياأبت وكيف أطبق هذا وإنما لي قلب واحد فقال يابني لو

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 327]

استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء لووزنا مارجح أحدهما علي الآخر مثقال ذرة يابني لاتركن إلي الدنيا و لاتشغل قلبك بهافما خلق الله خلقا هوأهون عليه منها أ لاتري أنه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين و لم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين

-روايت-از قبل-270

و عن أبي عبد الله ع قال كان فيما أوصي به لقمان ابنه ناتان أن قال له يابني ليكن مما تتسلح به علي عدوك فتصرعه المماسحة أي المصادقة وإعلان الرضا عنه و لاتزاوله بالمجانبة فيه فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك يابني إني حملت الجندل والحديد و كل حمل ثقيل فلم أحمل شيئا

أثقل من جار السوء وذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر يابني اتخذ ألف صديق وألف قليل و لاتأخذ عدوا واحدا والواحد كثير

-روايت-1-2-روايت-32-432

فقال أمير المؤمنين ع

-روايت-1-2-روايت-27-28

تكثر من الإخوان مااسطعت أنهم || عماد إذا مااستنجدوا وظهور

و ليس كثير ألف خل وصاحب || و إن عدوا واحدا لكثير

و قال أمير المؤمنين ع كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له يابني ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق أن الله تبارك و تعالي خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وآتاه رزقه و لم يكن له في واحدة منها كسب و لاحيلة و الله تبارك و تعالي سيرزقه في الحالة الرابعة و أماأول ذلك فكان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لايؤذيه حر و لابرد ثم أخرجه من ذلك وأجري له رزقا من لبن أمه يكفيه به ويربيه من غيرحول و لاقوة ثم فطم من ذلك فأجري له رزقا من كسب أبويه ورأفة له من قلوبهما لايملكان غير ذلك حتي إنهما يؤثرانه علي أنفسهما في أحوال كثيرة حتي إذاكبر وعقل واكتسب وضاق به أمره وظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله وقتر علي نفسه وعياله مخافة إقتار رزق وسوء يقين بالخلف من الله له في العاجل والآجل فبئس العبد هذا يابني ثم قال يابني إن تك في شك من الموت فادفع من نفسك النوم ولن تستطيع ذلك و إن كنت في شك من البعث فادفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك فإنك إذافكرت في هذاعلمت أن نفسك بيد غيرك وإنما النوم بمنزلة الموت وإنما

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 328]

اليقظة بعدالنوم بمنزلة البعث بعدالموت يابني لاتقترب فيكون أبعد لك و لاتبتعد فتهان

كل دابة تحب مثلها و ابن آدم لايحب مثله لاتنشر برك إلا

عندباغيه يابني لاتتخذ الجاهل رسولا فإن لم تصب عاقلا حكيما يكون رسولك فكن أنت رسول نفسك فإذاتحيرتم في طريقكم فانزلوا و إذاشككتم بالقصد فقفوا وتوامروا و إذارأيتم شخصا واحدا فلاتسألوه عن طريقكم و لاتسترشدوه فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله أن يكون عينا للصوص أو يكون هوالشيطان ألذي يحيركم واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لاأري فإن العاقل إذابصر بعينه شيئا عرف الحق منه والشاهد يري ما لايري الغائب يابني فإذاجاء وقت الصلاة فلاتأخرها لشي ء وصلها واسترح منها فإنها دين وصل في جماعة و لو علي رأس زج و لاتنامن علي دابتك فإن ذلك سريع في دبرها و ليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل و إذاقربت من المنزل فانزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك و إذانزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس و إذاأردت قضاء حاجة فأبعد المذاهب في الأرض و إذاارتحلت فصل ركعتين وودع الأرض التي حللت بها وسلم عليها و علي أهلها فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة وإياك والسير من أول الليل وعليك بالتعريس والعجلة من لدن نصف الليل إلي آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك

-روايت-از قبل-1191

و قال أمين الإسلام الطبرسي اختلف في لقمان .فقيل إنه كان حكيما و لم يكن نبيا عن ابن عباس وأكثر المفسرين . وقيل إنه كان نبيا. وقيل إنه كان عبدا أسودا حبشيا غليظ المشافر مشقوق الرجلين في زمن داود ع . و قال له بعض الناس ألست كنت ترعي الغنم معنا فمن أين أوتيت الحكمة قال أداء الأمانة وصدق الحديث والصمت عما لايعنيني وقيل

إنه كان ابن أخت أيوب . وقيل ابن خالته .

و عنه ص لم يكن لقمان نبيا ولكنه كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه و من عليه بالحكمة

-روايت-1-2-روايت-13-111

.

[ صفحه 329]

وذكر أن مولي لقمان دعاه فقال اذبح شاة فأتني بأطيب مضغتين منها فأتاه بالقلب واللسان ثم أمره بذبح شاة فقال له ائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه بالقلب واللسان فسأله عن ذلك فقال إنهما أطيب شيء إذاطابا وأخبث شيء إذاخبثا. وروي أن مولاه دخل المخرج فأطال الجلوس فناداه لقمان أن طول الجلوس علي الحاجة يفجع منه الكبد ويورث الباسور ويصعد الحرارة إلي الرأس فاجلس هونا وقم هونا. قال فكتب حكمته علي باب الحشر. وروي أنه قدم من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال مافعل أبي قال مات قال ملكت أمري قال مافعلت امرأتي قال ماتت قال أجدد فراشي قال مافعلت أختي قال ماتت قال سترت عورتي قال مافعل أخي قال مات قال انقطع ظهري وقيل له ماأقبح وجهك قال تعيب علي النقش أو علي فاعل النقش . وروي أنه دخل علي داود و هويسرد الدرع و قدلين الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها و قال نعم لبوس الحرب أنت فقال الصمت حكمة وقليل فاعله فقال له داود بحق ماسميت حكيما. و قال المسعودي كان لقمان نوبيا مولي للقين بن حر ولد علي عشرة سنين من ملك داود ع و كان عبدا صالحا و من الله عليه بالحكمة و لم يزل في فيافي الأرض مظهر للحكمة والزهد في هذاالعالم إلي أيام يونس بن متي حتي بعث إلي أهل نينوي من بلاد الموصل . و من حكمته أنه قال

يابني إن الناس قدأجمعوا قبلك لأولادهم فلم يبق ماجمعوا و لا من جمعوا له وإنما أنت عبدمستأجر قدأمرت بعمل ووعدت عليه أجرا فأوفه عملك واستوف أجرك و لاتكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتي سمنت فكان حتفها

عندسمنها ولكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة علي نهر جزت عليها وتركتها و لم ترجع إليها آخر الدهر أخربها و لاتعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها واعلم أنك ستسأل غدا إذاوقفت بين يدي الله عز و جل عن أربع شبابك فيما أبليته وعمرك فيما أفنيته ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته فتأهب لذلك وأعد له جوابا.

[ صفحه 330]

و قال لقمان لأن يضر بك الحكيم فيؤذيك خير من يدهنك الجاهل بدهن طيب يابني لاتطأ أمتك و لوأعجبتك وانه نفسك عنها وزوجها يابني لاتفشين سرك إلي امرأتك و لاتجعل مجلسك علي باب دارك يابني تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعا وسر معي إلي الجنة أحكم سفينتك فإن بحرك عميق وخفف حملك فإن العقبة كئود وأكثر الزاد فإن السفر بعيد وأخلص العمل فإن الناقد بصير بيان التنزيل لابن شهرآشوب قال أول ماظهر من حكم لقمان أن تاجرا سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كله و إلاسلم إليه ماله وأهله فلما أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك فقال لقمان أناأخلصك بشرط أن لاتعود إلي مثله قل له أأشرب الماء ألذي كان فيه وقت إفادتي به أوأشرب ماءه الآن فسد أفواهه لأشربه أوأشرب الماء ألذي يأتي به فاصبر حتي يأتي فأمسك صاحبه عنه .

و أماقصة أشموئيل وطالوت وجالوت

ففي تفسير علي بن ابراهيم بإسناده إلي أبي جعفر ع أن بني إسرائيل بعد موسي عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم

و كان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه

-روايت-1-2-روايت-57-184

. وروي أنه أرميا النبي فسلط الله عليهم جالوت و هو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وسلب أموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا إلي نبيهم وقالوا اسأل الله أن يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم الملك والنبوة في بيت فمن ذلك قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيهم هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لاتقاتلوا قالوا و مالنا أن لانقاتل في سبيل الله و قدأخرجنا من ديارنا وأبنائنا. و كان كما قال الله تبارك و تعالي فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ تَوَلّوا إِلّا قَلِيلًا مِنهُمفقالَ لَهُم نَبِيّهُم إِنّ اللّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالُوتَ مَلِكاًفغضبوا من ذلك وقالوا أني يكون له الملك علينا و لم يؤت سعة من المال .

-قرآن-550-613-قرآن-615-679

[ صفحه 331]

وكانت النبوة في ولد لاوي والملك في ولد يوسف و كان طالوت من ولد ابن يامين أخي يوسف لأمه لم يكن من بيت النبوة و لا من بيت المملكة. فقال لهم نبيهم إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و كان أعظمهم جسما و كان شجاعا قويا و كان أعلمهم إلا أنه كان فقيرا فعابوه بالفقر فقالوا لم يؤت سعة من المال فقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك موسي وآل هارون تحمله الملائكة و كان التابوت ألذي أنزله الله علي أم موسي فوضعته فيه أمه وألقته في اليم فكان بنو إسرائيل يتبركون به . فلما حضرت موسي ع

الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه و ما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتي استخفوا به و كان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف مادام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله منهم . فلما سألوا النبي وبعث الله إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله تعالي إِنّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم وَ بَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسي وَ آلُ هارُونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ. قال البقية ميراث الأنبياء. قوله فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبّكُم فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو و بين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان

-قرآن-991-1136-قرآن-1172-1198

و عن الرضا ع قال السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان

-روايت-1-2-روايت-22-68

و كان التابوت إذاوضع بين يدي المسلمين والكفار فإن تقدم التابوت رجل لايرجع حتي يقتله أويغلب و من رجع عن التابوت قتله الإمام .فأوحي الله إلي نبيهم أن جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسي ع و هو رجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه داود بن آشي راعيا و كان له عشرة بنين أصغرهم داود. فلما بعث طالوت إلي بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلي آشي أن احضر وأحضر ولدك فلما حضر ودعا واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع موسي

[ صفحه 332]

ع فمنهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه فقال لأشي هل خلفت من ولدك أحدا قال نعم أصغرهم تركته في الغنم راعيا فبعث إليه فجاء به فلما دعاه أقبل ومعه مقلاع فنادته ثلاث صخرات في طريقه فقالت ياداود خذنا فأخذها في مخلاته و كان شديد

البطش قويا. فلما جاء إلي طالوت ألبسه درع موسي ع فاستوي عليه ففصل طالوت بالجنود و قال لهم نبيهم يابني إسرائيل إن الله مبتليكم بنهر في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من الله و من لم يشرب فهو من الله إلا من اغترف غرفة بيده . فلما وردوا النهر أطلق الله لهم أن يغرف كل واحد منهم غرفة فشربوا منه إلاقليلا منهم فالذين شربوا كانوا ستين ألفا والقليل الذين لم يشربوا و لم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا. فلما جاوزوا النهر ونظروا إلي الجنود قال الذين شربوا لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده و قال الذين لم يشربوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين .فجاء داود فوقف بحذاء جالوت و كان جالوت علي الفيل و علي رأسه التاج و في جبهته ياقوتة يلمع نورها وجنوده بين يديه فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمي به ميمنة جالوت فمر في الهواء ووقع عليهم فانهزموا وأخذ حجرا آخر فرمي به ميسرة جالوت فانهزموا ورمي جالوت بحجر فصكت الياقوتة في جبهته ووصلت إلي دماغه ووقع إلي الأرض ميتا. و هو قوله فَهَزَمُوهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ. و قال أمين الإسلام الطبرسي في قوله وَ قالَ لَهُم نَبِيّهُماختلف في ذلك النبي .فقيل اسمه شمعون بن صفية من ولد لاوي وقيل هويوشع . وقيل هوأشموئيل و هوبالعربية إسماعيل عن أكثر المفسرين و هوالمروي عن أبي جعفر ع .

-قرآن-1204-1255-قرآن-1297-1319

[ صفحه 333]

و قوله ابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِفاختلف في سبب سؤالهم .فقيل كان سببه استذلال الجبابرة لهم لماظهروا علي بني إسرائيل وغلبوهم علي كثير من ديارهم بعد أن كانت الخطايا كثرت في بني

إسرائيل فبعث لهم أشموئيل نبيا فقالوا له إن كنت صادقاابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ. وقيل أرادوا العمالقة فسألوا ملكا يكون أميرا عليهم .

-قرآن-9-53-قرآن-266-310

و عن أبي الحسن ع قال السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان ورائحة طيبة وهي التي أنزلت علي ابراهيم ص فأقبلت تدور حول أركان البيت و هويضع الأساطين و هذه السكينة كانت في التابوت و كان فيهاطشت يغسل فيهاقلوب الأنبياء و كان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء ع . ثم أقبل علينا فقال فما تابوتكم قلنا السلاح قال نعم هوتابوتكم

-روايت-1-2-روايت-29-370

و عنه ع قال كان تابوت موسي ع ثلاثة أذرع في ذراعين و كان فيه عصا موسي والسكينة روح الله يتكلم كانوا إذااختلفوا في شيءكلمهم وأخبرهم ببيان مايريدون

-روايت-1-2-روايت-18-165

. وروي أنه لماغلب الأعداء علي التابوت أدخلوه بيت الأصنام فأصبحت أصنامهم منكسة فأخرجوه ووضعوه في ناحية من المدينة فأخذهم وجع في أعناقهم و كل موضع وضعوه ظهر فيه بلاء وموت ووباء فأشير عليهم بأن يخرجوا التابوت فاجتمع رأيهم أن يأتوا به ويحملوه علي عجلة ويشدوها إلي ثورين ففعلوا ذلك وأرسلوا الثورين فجاءت الملائكة وساقوا الثورين إلي بني إسرائيل . و قال ابن الأثير في الكامل لماانقطع إليا عن بني إسرائيل بعث الله اليسع و كان فيهم ثم قبض وعظمت فيه الأحداث وعندهم التابوت يتوارثونه فيه السكينة فكانوا لايلقاهم عدو فيقدمون التابوت إلاانهزم العدو وكانت السكينة شبيهة برأس الهر فإذاصرخ في التابوت بصراخ الهر أيقنوا بالنصر. فلما عظم أحداثهم نزل بهم عدو فخرجوا إليه وأخرجوا التابوت فاقتتلوا فغلبهم عدوهم علي التابوت وأخذه منهم وانهزموا فمات ملكهم تحسرا ودخل العدو أرضهم ونهب وسبي وعادوا فملكوا علي اضطراب من أمرهم واختلاف .

[

صفحه 334]

و كان مدة ما بين وفاة يوشع إلي أن رجعت النوبة إلي أشموئيل ستين سنة. و كان من خبر أشموئيل أن بني إسرائيل لماطال عليهم البلاء وطمع فيهم وأخذ التابوت عنهم فصاروا لايلقون ملكا إلاخائفين .فقصدهم جالوت ملك الكنعانيين و كان ملكه ما بين مصر وفلسطين فظفر بهم وضرب عليهم الجزية وأخذ منهم التوراة فدعوا الله أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه و كان سبط النبوة هلكوا و لم يبق منهم غيرامرأة حبلي فحبسوها في بيت رهبة أن تلد جارية فتبدلها بغلام لماتري من رغبة بني إسرائيل في ولدها فولدت غلاما سمته أشموئيل ومعناه سمع الله دعائي وسبب تسميته أنها كانت عاقرا و كان لزوجها امرأة أخري قدولدت له عشرة أولاد فبغت عليها بكثرة أولادها فانكسرت العجوز ودعت الله أن يرزقها ولدا فرحم الله تعالي انكسارها وحاضت لوقتها وقربت زوجها فحملت فولدت غلاما سمته أشموئيل فأرسلته إلي بيت المقدس يتعلم التوراة وكفله شيخ من علمائهم . فلما بلغ بعثه الله تعالي نبيا إلي قومه فكذبوه تارة وأطاعوه أخري فأقام يدير أمرهم أربعين سنة وكانت العمالقة مع ملكهم جالوت قدعظمت مكانتهم في بني إسرائيل حتي كادوا يهلكونهم . فلما رأي بنو إسرائيل ذلك قالواابعَث لَنا مَلِكاً نُقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِفدعا الله فأرسل لهم طالوت . فلما قتل داود جالوت أعطاه طالوت ابنته وزوجها

-قرآن-1079-1123

و عن أبي عبد الله ع إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل

-روايت-1-2-روايت-27-81

أي كل من وجد التابوت علي بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة.كنز الفوائد ذكروا أن الوليد بن عبدالملك احتاج إلي رصاص أيام بناء مسجد دمشق فقيل إن في الأردن سنارة فيهارصاص فبعث إليها فلما

أخذ في حفرها ضرب رجل بمعول فأصاب رجلا في سفط وناله المعول فسال دمه فقيل هذاطالوت الملك فتركه و لم يخرجه

[ صفحه 335]

باب قصص داود ع و فيه فصول

الفصل الأول في عمره ووفاته وفضائله و ماآتاه الله تعالي و فيه قصة أوريا

اشاره

الكافي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص مات داود النبي ع يوم السبت مفجوءا فأظلته الطير بأجنحتها

-روايت-1-2-روايت-67-128

معاني الأخبار معني داود أنه داوي جرحه بود. وقيل داوي وده بالطاعة حتي قيل عبد

و عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالي لم يبعث الأنبياء ملوكا في الأرض إلاأربعة بعدنوح ذو القرنين واسمه عياش وداود وسليمان ويوسف ع فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب و أماداود فملك ما بين الشامات إلي بلاد إصطخر وكذلك كان ملك سليمان و أمايوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلي غيرها

-روايت-1-2-روايت-27-317

[ صفحه 336]

تفسير علي بن ابراهيم يا جِبالُ أوَبّيِ مَعَهُ أي سبحي الله وَ الطّيرَ وَ أَلَنّا لَهُ الحَدِيدَ قال كان داود ع إذامر في البراري يقرأ الزبور تسبح الجبال والطير معه والوحوش وألان الله له الحديد مثل الشمع حتي كان يتخذ منه ماأحب .

-قرآن-24-48-قرآن-64-99

قال الصادق ع اطلبوا الحوائج يوم الثلاثاء فإنه اليوم ألذي ألان الله فيه الحديد لداود ع

-روايت-1-2-روايت-18-97

. و قوله أَنِ اعمَل سابِغاتٍ قال الدروع وقَدّر فِي السّردِالمسامير التي في الحلقة. و قال أمين الإسلام الطبرسي في قوله تعالي يا جِبالُ أوَبّيِ مَعَهُ أي قلنا للجبال ياجبال سبحي معه قالوا أمر الله الجبال أن تسبح معه إذاسبح فسبحت معه . ويجوز أن يكون سبحانه فعل في الجبال مايأتي به منها التسبيح معجزا له . و أماالطير فيجوز أن يسبح ويحصل له من التمييز ماسيأتي منه ذلك بأن يزيد في فطنته فيفهم ذلك . و قال بعض المتأخرين يمكن أن يكون

تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين بها أوبأن خلق الله الصوت فيها أو علي القول بأن للجمادات شعور. قال مؤلف الكتاب نعمة الله الموسوي الحسيني أيده الله تعالي إنا ذكرنا في كثير من مؤلفاتنا القول بأن الطيور والحيوانات لها نفوس ناطقة داركة وحكيناه عن كثير من قدماء الحكماء بالبراهين والدلائل والأحاديث المستفيضة بل المتواترة دالة علي إدراكها و أن لها من الإدراك والشعور ماتزيد علي كثير من الناس وظاهر الآيات شاهد به وكذلك في الأحاديث شهادة ودلالة علي أن للجمادات نوعا من الإدراك والشعور تسبح لخالقها وتطيعه بلسان مقالها مثل لسان حالها حتي إن جماعة من محققي المفسرين و أهل الحديث قالوا إن إعجاز النبي ص كان تسبيح الحصي بيده هوإسماع الحاضرين ذلك التسبيح و إلافالتسبيح حاصل في الحصي وغيره وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم. و قدأطلنا الكلام في هذاالمقام في كتاب زهر الربيع و في شرحينا علي كتابي التوحيد وعيون الأخبار للصدوق

-قرآن-10-28-قرآن-43-59-قرآن-132-156-قرآن-1208-1282

[ صفحه 337]

قصص الأنبياء للفاضل الراوندي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال داود ع كان يدعو أن يعلمه الله القضاء بين الناس بما هوعنده تعالي الحق فأوحي الله إليه ياداود إن الناس لايحتملون ذلك وإني سأفعل وارتفع إليه رجلان فاستدعا أحدهما علي الآخر فأمر المستدعي عليه أن يقوم إلي المستدعي فيضرب عنقه ففعل فاستعظمت بنو إسرائيل ذلك وقالت رجل جاء يتظلم من رجل فأمر الظالم أن يضرب عنقه فقال ص رب أنقذني من هذه الورطة قال فأوحي الله تعالي إليه ياداود سألتني أن ألهمك القضاء بين عبادي بما هوعندي الحق و أن هذاالمستعدي قتل أبا هذاالمستعدي عليه فأمرت فضربت عنقه فوداه بأبيه و هومدفون

في حائط كذا وكذا تحت شجرة كذا فأته فناده باسمه فإنه سيجيبك فسله قال فخرج داود ع و قدفرح فرحا شديدا فقال لبني إسرائيل قدفرج الله فمشي ومشوا معه فانتهي إلي شجرة فنادي يافلان فقال لبيك يانبي الله قال من قتلك قال فلان قال بنو إسرائيل لسمعناه يقول يانبي الله فنحن نقول يانبي الله كما قال فأوحي الله تعالي إليه ياداود إن العباد لايطيقون الحكم بما هوعندي الحكم فسل المدعي البينة وأضف المدعي عليه إلي اسمي -روايت-1-2-روايت-71-1066

و عن أبي عبد الله ع قال كان علي عهد داود ع سلسلة يتحاكم الناس إليها و إن رجلا أودع رجلا جواهر فجحده إياها فدعاه إلي السلسلة فذهب معه إليها وأدخل الجوهر في قناة فلما أراد أن يتناول السلسلة قال له أمسك هذه القناة حتي آخذ السلسلة فأمسكها ودنا الرجل من السلسلة فتناولها وأخذها وصارت في يده فأوحي الله تعالي إلي داود ع احكم بينهم بالبينات وأضفهم إلي اسمي يحلفون به ورفعت السلسلة

-روايت-1-2-روايت-32-408

العياشي عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالي أهبط ظللا من الملائكة علي آدم ع و هوبوادي الروحا بين الطائف ومكة ثم صرخ بذريته

-روايت-1-2-روايت-33-ادامه دارد

[ صفحه 338]

وهم ذر فخرجوا كمايخرج النمل من كورها فاجتمعوا علي شفير الوادي فقال الله لآدم انظر ماذا تري فقال آدم ذرا كثيرا فقال الله ياآدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق بالربوبية ولمحمدص بالنبوة كماأخذته عليهم في السماء قال آدم يارب أ وكيف أوسعتهم ظهري قال الله ياآدم بلطف صنعي قال آدم ع فما تريد منهم في الميثاق قال أن لايشركوا بي شيئا فمن أطاعني أسكنه جنتي و من عصاني أسكنه ناري قال يارب لقد عدلت فيهم

وليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم

-روايت-از قبل-490

قال أبو جعفر ع عرض علي آدم ع أسماء الأنبياء ع وأعمارهم فمر باسم داود فإذاعمره أربعون سنة فقال آدم ع يارب و ماأقصر عمر داود وأكثر عمري يارب زدت داود من عمري ثلاثين سنة أتكتب ذلك له قال نعم قال إني زدته من عمري ثلاثين سنة فأثبتها له واطرحها من عمري فأثبتها الله لداود ومحاها من آدم فذلك قوله يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال ياملك الموت قدبقي من عمري ثلاثون سنة فقال أ لم تجعلها لابنك داود و أنت بوادي الروحا فقال آدم ع ياملك الموت ماأذكر هذا فقال ياآدم لاتجهل أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك قال آدم فأحضر الكتاب حتي أعلم ذلك و كان آدم صادقا لم يذكر فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذاتداينوا وتعاملوا إلي أجل مسمي لنسيان آدم ع وجحود ماجعل علي نفسه

-روايت-1-2-روايت-20-828

أقول في كثير من الأخبار أنه زاد في عمر داود ستين سنة تمام المائة سنة و هوأوفق بسائر الأخبار

من لايحضره الفقيه قال أبو جعفر ع دخل علي ع المسجد فاستقبله شاب و هويبكي وحوله قوم يسكتونه فقال له علي ع ماأبكاك فقال يا أمير المؤمنين إن شريحا قضي علي بقضية ماأدري ماهي إن هؤلاء النفر خرجوا بأبي في سفرهم فرجعوا و لم يرجع أبي فسألتهم عنه فقالوا مات فسألتهم عن ماله

-روايت-1-2-روايت-41-ادامه دارد

[ صفحه 339]

فقالوا ماترك مالا فقدمتهم إلي شريح فاستحلفهم و قدعلمت يا أمير المؤمنين أن أبي خرج ومعه مال كثير فقال ارجعوا فردهم جميعا والفتي معهم إلي شريح

فقال ياشريح كيف قضيت بين هؤلاء فحكي له فقال ياشريح هيهات هكذا تحكم في مثل هذا و الله لأحكمن فيهم بحكم ماحكم به قبلي إلاداود النبي ع ياقنبر ادع لي شرطة الخميس فدعاهم فوكل بكل رجل منهم رجلا من الشرطة ثم نظر أمير المؤمنين ع إلي وجوههم فقال أتقولون إني لاأعلم ماصنعتم بأبي هذاالفتي إني إذالجاهل ثم قال فرقوهم وغطوا رءوسهم ففرق بينهم وأقيم كل واحد منهم إلي أسطوانة من أساطين المسجد ورءوسهم مغطاة بثيابهم ثم دعا بعبيد الله بن أبي رافع كاتبه فقال هات صحيفة ودواة وجلس ع في مجلس القضاء واجتمع الناس إليه فقال إذا أناكبرت فكبروا ثم قال للناس أفرجوا ثم دعا بواحد منهم فأجلسه بين يديه فكشف عن وجهه ثم قال لعبيد الله اكتب قراره و ما يقول ثم أقبل عليه بالسؤال فقال في أي حين خرجتم من منازلكم و أبو هذاالفتي معكم فقال في يوم كذا وشهر كذا ثم قال و إلي أين بلغتم من سفركم حين مات قال إلي موضع كذا قال و في أي منزل مات قال في منزل فلان بن فلان قال و ما كان مرضه قال كذا وكذا قال كم يوما مرض قال كذا وكذا يوما قال فمن يمرضه و في أي يوم مات و من غسله و من كفنه وبما كفنتموه و من صلي عليه و من نزل قبره فلما سأله عن جميع مايريد كبر وكبر الناس معه فارتاب أولئك الباقون و لم يشكوا أن صاحبهم قدأقر عليهم و علي نفسه فأطرق يغطي رأسه ثم دعا بآخر فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه ثم قال كلا زعمت أني لاأعلم ماصنعتم فقال يا أمير المؤمنين ما

أنا إلاواحد من القوم ولقد كنت كارها لقتله فأقر ثم دعا بواحد بعدواحد وكلهم يقر بالقتل وأخذ المال ثم رد الأول فأقر أيضا فألزمهم المال والدية و قال شريح يا أمير المؤمنين وكيف كان حكم داود فقال إن داود النبي ع مر بغلمة يلعبون وينادون بعضهم مات الدين فدعا منهم غلاما فقال ياغلام مااسمك فقال اسمي مات الدين سمتني به أمي -روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 340]

فانطلق إلي أمه فقال لها من سماه بهذا الاسم قالت أبوه قال وكيف ذلك قالت إن أباه خرج في سفر له ومعه قوم و هذاالصبي حمل في بطني فانصرف القوم و لم ينصرف زوجي وقالوا مات قلت أين ماله قالوا لم يخلف مالا فقلت أوصاكم بوصية قالوا نعم زعم أنك حبلي فما ولدت سميه مات الدين فسميته فقال أتعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك قالت نعم وهم أحياء قال فانطلقي بنا إليهم ثم مضي معها فاستخرجهم من منازلهم فحكم بينهم بهذا الحكم فثبت عليهم المال والدم ثم قال للمرأة سمي ابنك عاش الدين

-روايت-از قبل-530

و عن أبي عبد الله ع قال أوحي الله تعالي إلي داود ع أنك نعم العبد لو لاأنك تأكل من بيت المال و لاتعمل بيدك شيئا قال فبكي داود ع فأوحي الله تعالي إلي الحديد أن لن لعبدي داود فألان الله له الحديد فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم فعمل ثلاثمائة وستين درعا فباعها بثلاثمائة وستين ألفا واستغني عن بيت المال

-روايت-1-2-روايت-32-345

بشارة المصطفي عن أبي عبد الله ع قال إذاقام قائم آل محمد ع حكم بين الناس بحكم داود لايحتاج إلي بينة يلهمه الله تعالي

-روايت-1-2-روايت-44-135

و قال صاحب الكامل كان داود بن إيشا من أولاد يهودا

فلما قتل طالوت أتي بنو إسرائيل داود وأعطوه خزائن طالوت وملكوه عليهم . فلما ملك جعله الله نبيا ملكا وأنزل عليه الزبور وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذاسبح و لم يعط الله أحدا مثل صوته كان إذاقرأ الزبور تدنو الوحش حتي يأخذ بأعناقها و كان يقوم الليل ويصوم النهار ونصف الدهر فكان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف و كان يأكل من كسب يده .قيل أصاب الناس في زمن داود ع طاعون جارف يعني عاما فخرج بهم إلي موضع بيت المقدس و كان يري الملائكة تعرج منه إلي السماء فلهذا قصده ليدعو فيه . فلما وقف موضع الصخرة دعا الله تعالي في كشف الطاعون عنهم فاستجاب الله ورفع الطاعون فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا و كان الشروع في بنائه لإحدي عشرة سنة مضت من ملكه وتوفي قبل أن يستتم بناؤه وأوصي إلي سليمان بإتمامه .

[ صفحه 341]

ثم إن داود ع توفي وكانت له جارية تغلق الأبواب كل ليلة وتأتيه بالمفاتيح ويقوم إلي عبادته فأغلقتها ليلة فرأت في الدار رجلا فقالت من أدخلك الدار فقال أنا ألذي أدخل علي الملوك بغير إذن فسمع داود قوله فقال أنت ملك الموت فهلا أرسلت إلي فأستعد للموت قال قدأرسلت إليك كثيرا قال من كان رسولك قال أين أبوك وأخوك وجارك ومعارفك قال ماتوا قال فهم رسلي إليك بأنك تموت كماماتوا ثم قبضه . فلما مات ورث سليمان ملكه و كان له تسعة عشر ولدا فورثه سليمان دونهم وكان عمر داود ع مائة سنة ومدة ملكه أربعين سنة.

نهج البلاغة و إن شئت ثلثت بداود ع صاحب المزامير وقار ئ أهل الجنة فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده و يقول لجلسائه أيكم

يكفيني بيعها ويأكل قرص الشعير من ثمنها

-روايت-1-2-روايت-15-171

.أقول في اللغة مزامير داود ما كان يتغني به من الزبور و قدأعطي من طيب النغم ولذة ترجيع القراءة ماكانت الطيور لأجله تقع عليه و هو في محرابه والوحش تسمعه فتدخل بين الناس و لاتنفر منهم لما قداستغرقها من طيب صوته

الكافي عن أبي عبد الله ع قال إن داود ع لماوقف الموقف بعرفة نظر إلي الناس وكثرتهم فصعد الجبل فأقبل يدعو فلما قضي نسكه أتاه جبرئيل ع فقال له ياداود يقول لك ربك لم صعدت الجبل ظننت أنه يخفي علي صوت من صوت ثم مضي به إلي البحر إلي جدة فرسب به في الماء مسيرة أربعين صباحا في البر فإذاصخرة ففلقها فإذا فيهادودة فقال ياداود يقول لك ربك أناأسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذاالبحر فظننت أنه يخفي علي صوت من صوت

-روايت-1-2-روايت-37-455

و عنه ع قال قال داود النبي ع لأعبدن الله اليوم عبادة ولأقرأن قراءة لم أفعل مثلها قط فدخل محرابه ففعل فلما فرغ من صلاته إذا هوبضفدع في المحراب فقال له ياداود أعجبك اليوم مافعلت من عبادتك وقراءتك فقال نعم فقال لايعجبك فإني أسبح الله في كل ليلة ألف تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة وإني لأكون في قعر الماء فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا فأطفو له علي الماء ليأكلني و ما لي ذنب

-روايت-1-2-روايت-37-436

[ صفحه 342]

و أماقصته ع مع أوريا

فروي علي بن ابراهيم في تفسيره عن أبي عبد الله ع قال إن داود ع لماجعله الله خليفة في الأرض وأنزل عليه الزبور وأوحي الله عز و جل إلي الجبال والطير أن يسبحن معه و كان سببه أنه إذاصلي يقوم وزيره لمايفرغ من الصلاة فيحمد

الله ويسبحه ويكبره ويهلله ثم يمدح الأنبياء ع نبيا نبيا ويذكر من فضلهم وأفعالهم وشكرهم في عبادتهم لله سبحانه والصبر علي بلائه و لايذكر داود فنادي داود ع ربه فقال يارب قدأثنيت علي الأنبياء بما قدأثنيت عليهم و لاتثن علي فأوحي الله عز و جل إليه هؤلاء عباد ابتليتهم فصبروا و أناأثني عليهم بذلك فقال يارب فابتلني حتي أصبر فقال ياداود تختار البلاء علي العافية إني ابتليت هؤلاء فلم أعلمهم و أناابتليتك وأعلمك أنه يأتيك بلائي في سنة كذا في يوم كذا و كان داود يفرغ نفسه لعبادته يوما يقعد في محرابه ويوما يقعد لبني إسرائيل فيحكم بينهم فلما كان في اليوم ألذي وعده الله عز و جل فيه اشتدت عبادته وخلا في محرابه وحجب الناس عن نفسه فبينما هويصلي فإذاطائر قدوقع بين يديه جناحاه من زبرجد أخضر ورجلاه من ياقوت أحمر ومنقاره من اللؤلؤ والزبرجد فأعجبه جدا ونسي ما كان فيه فقام ليأخذه فطار الطائر فوقع علي حائط بين داود و بين أوريا و كان داود ع قدبعث أوريا في بعث فصعد داود ع الحائط ليأخذ الطير و إذاامرأة جالسة تغتسل فلما رأت ظل داود نشرت شعرها وغطت به بدنها فنظر إليها داود ع وافتتن بها ورجع إلي محرابه ونسي ما كان فيه وكتب إلي صاحبه في ذلك البعث أن يصيروا إلي موضع كيت وكيت ويوضع التابوت بينهم و بين عدوهم فإذارجع عنه إنسان كفر و لايرجع أحد عنه إلا ويقتل فكتب داود إلي صاحبه ألذي بعثه أن ضع التابوت بينك و بين عدوك وقدم أوريا بين يدي التابوت فقدمه وقتل فلما قتل دخل عليه الملكان من سقف البيت وقعدا بين يديه ففزع داود

منهما فقالا لاتخف خصمان بغي بعضنا علي بعض فاحكم بيننا بالحق و لاتشطط

-روايت-1-2-روايت-64-1740

[ صفحه 343]

و كان لداود ع حينئذ تسع وتسعون امرأة ما بين مهيرة إلي جارية فقال أحدهما لداود ع إِنّ هذا أخَيِ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ لِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنِيها وَ عزَنّيِ فِي الخِطابِ أي ظلمني وقهرني فقال داود ع لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِالآية فضحك المستدعي عليه من الملائكة و قال حكم الرجل علي نفسه فقال داود ع تضحك و قدعصيت لقد هممت أن أهشم فاك قال فعرجا فقال الملك المستعدي عليه لوعلم داود أنه أحق بهشم فيه مني ففهم داود الأمر وذكر الخطيئة فبقي أربعين يوما ساجدا يبكي ليله ونهاره و لايقوم إلاوقت الصلاة حتي انخرق جبينه وسال الدم من عينيه فلما كان بعدأربعين يوما نودي ياداود ما لك أجائع أنت فنشبعك أوظمآن فنسقيك أم عريان فنكسوك أم خائف فنؤمنك فقال أي رب وكيف لاأخاف و قدعلمت و أنت الحكم العدل لايجوزك ظلم ظالم فأوحي الله عز و جل إليه تبت ياداود فقال أي رب وأني لي بالتوبة قال سر إلي قبر أوريا حتي أبعثه إليك واسأله أن يغفر لك فإن غفر لك غفرت لك قال يارب فإن لم يفعل قال أستوهبك منه فخرج داود ع يمشي علي قدميه ويقرأ الزبور حتي انتهي إلي جبل و عليه نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال وصوت السباع تسبح علم أنه داود فقال هذا النبي الخاطئ فقال داود ياحزقيل تأذن لي أن أصعد إليك قال لافإنك مذنب فأوحي الله تعالي إلي حزقيل ياحزقيل لاتعير داود بخطيئته واسألني العافية فنزل حزقيل وأخذ داود وأصعده إليه فقال داود ياحزقيل

هل هممت بخطيئة قط قال لا قال فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عز و جل قال لا قال فهل ركنت إلي الدنيا وأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها قال بلي ربما عرض ذلك بقلبي قال فما تصنع قال أدخل هذاالشعب فأعتبر بما فيه فدخل داود ع الشعب فإذابسرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام نخرة

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 344]

و إذالوح من حديد فيه مكتوب فقرأه داود فإذا فيه أناأوري بن سلم ملكت ألف مدينة وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف جارية فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي والحجارة وسادي والحيات والديدان جيراني فمن رآني فلايغتر بالدنيا ومضي داود حتي أتي قبر أوريا فناداه فلم يجبه ثم ناداه فلم يجبه ثم ناداه ثالثة فقال أوريا يامالك يانبي الله لقد شغلتني عن سروري وقرة عيني قال ياأوريا اغفر لي خطيئتي فأوحي الله عز و جل ياداود بين له ما كان منك فناداه داود فأجابه في الثالثة فقال ياأوريا فعلت كذا وكذا وكيت وكيت فقال أوريا أتفعل الأنبياء مثل هذافناداه فلم يجبه فوقع داود علي الأرض باكيا فأوحي الله عز و جل إلي صاحب الفردوس ليكشف عنه فكشف عنه فقال أوريا لمن هذا قال لمن غفر لداود خطيئته فقال يارب قدوهبت لداود خطيئته فرجع داود إلي بني إسرائيل و كان إذاصلي قام وزيره يحمد الله ويثني عليه ويثني علي الأنبياء ع ثم يقول كان من فضل نبي الله داود ع قبل الخطيئة كيت وكيت فاغتم داود ع فأوحي الله عز و جل إليه ياداود قدوهبت لك خطيئتك وألزمت عار ذنبك بني إسرائيل قال يارب كيف و أنت الحكم ألذي لايجور قال لأنه لم يعالجوك النكير

وتزوج داود ع بامرأة أوريا بعد ذلك فولد منها سليمان ع ثم قال الله عز و جل فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ وَ إِنّ لَهُ عِندَنا لَزُلفي وَ حُسنَ مَآبٍ

-روايت-از قبل-1244

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع أن داود كتب إلي صاحبه أن لاتقدم أوريا بين يدي التابوت ورده فقدم أوريا إلي أهله ومكث ثمانية أيام ثم مات

-روايت-1-2-روايت-43-159

أقول هذاالحديث محمول علي التقية لموافقته مذاهب العامة ورواياتهم وعدم منافاته لقواعدهم من جواز مثله علي الأنبياء. والأخبار الواردة برده كثيرة من طرقنا فلامجال لتأويله إلاالحمل علي التقية

عيون الأخبار بإسناده إلي أبي الصلت الهروي قال سأل الرضا ع علي بن محمد بن الجهم فقال ما يقول من قبلكم في داود ع فقال يقولون إن داود كان في

-روايت-1-2-روايت-54-ادامه دارد

[ صفحه 345]

محرابه يصلي إذ تصور له إبليس علي صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير إلي الدار فخرج في أثره فطار الطير إلي السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان فاطلع داود في أثره فإذابامرأة أوريا تغتسل فلما نظر إليها هواها و كان قدأخرج أوريا في بعض غزواته فكتب إلي صاحبه أن قدم أوريا أمام الحرب فقدم أوريا فظفر أوريا بالمشركين فصعب ذلك علي داود فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت فقدم فقتل أوريا وتزوج بامرأته قال فضرب علي جبهته و قال إنا لله وإنا إليه راجعون لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله علي التهاون بصلاته حين خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل فقال يا ابن رسول الله ماكانت خطيئته فقال ويحك إن داود ظن أن ماخلق الله عز و جل خلقا هوأعلم مني فبعث

الله عز و جل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالاخَصمانِ بَغي بَعضُنا عَلي بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقّ وَ لا تُشطِط وَ اهدِنا إِلي سَواءِ الصّراطِ إِنّ هذا أخَيِ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً وَ لِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنِيها وَ عزَنّيِ فِي الخِطابِفعجل داود ع علي المدعي عليه فقال لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِ و لم يسأل المدعي البينة علي ذلك و لم يقبل علي المدعي عليه فيقول له ما يقول فكان هذاخطيئة داود لا ماذهبتم إليه أ لاتسمع الله عز و جل يقول يا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقّالآية فقال يا ابن رسول الله فما قصته مع أوريا قال الرضا ع إن المرأة في أيام داود ع كانت إذامات بعلها أوقتل لاتتزوج بعده أبدا وأول من أباح الله له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود ع فتزوج بامرأة أوريا لماقتل وانقضت عدتها منه فذلك ألذي شق علي أوريا

-روايت-از قبل-1604

و عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع ماتقول فيما يقول الناس في داود ع وامرأة أوريا فقال ذلك شيءتقوله العامة و عنه ع قال

-روايت-1-2-روايت-23-140

لوأخذت أحدا يزعم أن داود ع وضع يده عليها لحددته حدين حدا للنبوة وحدا لمارماه به

[ صفحه 346]

العياشي عن أبي عبد الله ع قال مابكي أحد بكاء ثلاثة آدم ويوسف وداود أماآدم فبكي حين أخرج من الجنة و كان رأسه في باب من أبواب السماء فبكي حتي تأذي به أهل السماء فشكوا ذلك إلي الله فحط من قامته و أماداود فإنه بكي حتي هاج العشب من دموعه و إن كان ليزفر الزفرة فيحرق مانبت من دموعه و أمايوسف فإنه كان يبكي علي أبيه يعقوب و

هو في السجن فتأذي به أهل السجن فصالحهم علي أن يبكي يوما ويسكت يوما

-روايت-1-2-روايت-38-432

و قال الطبرسي اختلف في استغفار داود من أي شيء كان .فقيل إنه حصل منه علي سبيل الانقطاع إلي الله تعالي والخضوع والتذلل بالعبادة والسجود كماحكي الله سبحانه عن ابراهيم بقوله وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ يَومَ الدّينِ. و أما قوله فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَفالمعني إنا قبلناه منه وأثبتناه عليه فأخرجه علي لفظ الجزاء و هذاقول من ينزه الأنبياء عن جميع الذنوب من الإمامية وغيرهم و من جوز علي الأنبياء الصغائر قال إن استغفاره كان لصغيرة. ثم إنهم اختلفوا في ذلك علي وجوه أحدها أن أوريا خطب امرأة فأراد أهلها أن يزوجوها له فبلغ داود جمالها فخطبها أيضا فزوجوها منه وقدموه علي أوريا فعوتب داود علي الحرص علي الدنيا عن الجبائي وثانيها أنه خرج أوريا إلي بعض ثغوره فقتل فلم يجزع عليه جزعه علي أمثاله من جنده إذ مالت نفسه إلي نكاح امرأته فعوتب علي ذلك بنزول الملكين . وثالثها أنه كان في شريعته أن الرجل إذامات وخلف امرأة فأولياؤه أحق بها إلا أن يرغبوا عن التزويج بهافحينئذ يجوز لغيرهم أن يتزوج بها.

-قرآن-190-248-قرآن-262-281

[ صفحه 347]

فلما قتل أوريا خطب داود امرأته ومنعت هيبة داود وجلالته أولياءه أن يخطبوها فعوتب علي ذلك . ورابعها أن داود ع كان متشاغلا بالعبادة فأتاه رجل وامرأة متحاكمين إليه فنظر إلي المرأة ليعرفها بعينها و ذلك مباح فمالت نفسه ميل الطباع ففصل بينهما وعاد إلي عبادة ربه فشغله الفكر في أمرها عن بعض نوافله فعوتب . وخامسها أنه عوتب علي عجلته في الحكم قبل التثبت و كان يجب عليه حين سمع الدعوي من أحد الخصمين أن

يسأل الآخر عما عنده فيه و لايحكم عليه قبل ذلك وإنما أنساه التثبت في الحكم فزعه من دخولهما عليه في وقت العبادة انتهي . و قال الرازي بعدالطعن في الرواية المشهورة وإقامة الدلائل علي بطلانها وذكر بعض الوجوه السابقة والكلام عليها.روي أن جماعة من الأعداء طمعوا في أن يقتلوا نبي الله داود ع و كان له يوم يخلو بنفسه ويشتغل بطاعة ربه فانتهزوا الفرصة في ذلك اليوم وتسوروا المحراب . فلما دخلوا عليه وجدوا عنده أقواما يمنعونه فخافوا فوضعوا كذبا فقالوا خصمان بغي بعضنا علي إلي آخر القصة. و ليس في لفظ القرآن مايمكن أن يحتج به في إلحاق الذنب بداود ع إلاألفاظ أربعة أحدها قوله وَ ظَنّ داوُدُ أَنّما فَتَنّاهُ وثانيها قوله فَاستَغفَرَ رَبّهُ وثالثها قوله أَنابَ ورابعها قوله فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ. ثم نقول و هذه الألفاظ لايدل شيءمنها علي ماذكروه وتقريره من وجوه الأول أنهم لمادخلوا عليه لطلب قتله بهذا الطريق وعلم داود ع دعاه الغضب إلي أن يشتغل بالانتقام منهم إلا أنه مال إلي الصفح عنهم طلبا لمرضاة الله تعالي فكانت هذه الواقعة هي الفتنة لأنها جارية مجري الابتلاء والامتحان ثم إنه استغفر ربه مما هم به من الانتقام منهم وتاب عن ذلك الهم فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَالقدر من الهم والعزم . والثاني أنه و إن غلب علي ظنه أنهم دخلوا عليه ليقتلوه إلا أنه قدم علي ذلك

-قرآن-1031-1061-قرآن-1076-1093-قرآن-1108-1113-قرآن-1128-1147-قرآن-1522-1541

[ صفحه 348]

الظن و قال لما لم تقم دلالة و لاأمارة علي أن الأمر كذلك فبئس ماعملت بهم حتي ظننت بهم هذا.فكان هذاالمراد من قوله وَ ظَنّ داوُدُ أَنّما فَتَنّاهُ فَاستَغفَرَ رَبّهُ...وَ أَنابَ منه فغفر الله له ذلك .الثالث أن دخولهم عليه كان فتنة لداود ع

إلا أنه استغفر لذلك الداخل العازم علي قتله . و قوله فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ أي لاحترام داود ع وتعظيمه انتهي . و قال البيضاوي وأقصي ما في هذه الأشعار بأنه ع و إن كان له مالغيره و كان له أمثاله فنبهه الله بهذه القضية فاستغفر وأناب عنه انتهي . واعلم أنه لماثبت عصمة الأنبياء عليهم بالبراهين والأدلة القاطعة وجب تأويل ما يكون ظاهره منافيا له . و هذه الوجوه و إن كان يحصل بهاالخلاص من القدح في شأن داود ع إلا أن المعول علي ما في الأخبار الخالية من التقية

-قرآن-125-174-قرآن-178-186-قرآن-310-329

الفصل الثاني فيما أوحي إليه و ماصدر عنه من الحكم

أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال أوحي الله سبحانه إلي داود ع ياداود كما لاتضر الطيرة من لايتطير منها كذلك لاينجو من الفتنة المتطيرون

-روايت-1-2-روايت-65-171

أقول هذاالحديث يكون وجها للجمع بين ماورد في الأخبار من قوله ع لاطيرة في الإسلام و بين ماروي من وقوعها ووجودها

و عنه ع أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي فقال داود يارب و ماتلك الحسنة قال يدخل علي عبدي المؤمن سرورا و لوبتمرة فقال داود ع حق لمن عرفك ألا يقطع رجاءه منك

-روايت-1-2-روايت-13-189

[ صفحه 349]

و عنه ع قال أوحي الله تعالي إلي داود ع ياداود إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة فقال يارب و ما هذاالعبد ألذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة قال عبدمؤمن سعي في حاجة أخيه المؤمن أحب قضاءها فقضيت له أو لم تقض

-روايت-1-2-روايت-18-269

و قال المسعودي من علمائنا أنزل الله الزبور بالعبرانية خمسين ومائة سورة جعله ثلاثة أثلاث فثلث في الأول فيه مايلقون من بخت نصر و ما يكون من أمره في المستقبل و في الثلث

الثاني مايلقون من أهل الثور و في الثلث الثالث مواعظ وترغيب ليس فيه أمر و لانهي و لاتحليل و لاتحريم

و قال الله سبحانه لداود ع أحببني وحببني إلي خلقي قال يارب أناأحبك فكيف أحببك إلي خلقك قال اذكر أيادي عندهم فإنك إذاذكرت ذلك لهم أحبوني -روايت-1-2-روايت-3-156

و عن أبي جعفر ع قال بينا داود ع جالس وعنده شاب رث الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت إذ أتاه ملك الموت فسلم عليه وأخذ ملك الموت النظر إلي الشاب فقال داود ع نظرت إلي هذا فقال نعم إني أمرت بقبض روحه إلي سبعة أيام في هذاالموضع فرحمه داود ع فقال ياشاب هل لك امرأة فقال لا و ماتزوجت قط قال داود فأت فلانا رجلا كان عظيم القدر في بني إسرائيل فقل له إن داود ع يأمرك أن تزوجني ابنتك وتدخل بها في هذه الليلة وخذ من النفقة ماتحتاج إليه وكن عندها فإذامضت سبعة أيام فوافني في هذاالموضع فمضي الشاب برسالة داود ع فزوجه الرجل ابنته وأدخلوها عليه وأقام عندها سبعة أيام ثم وافي داود ع يوم الثامن فقال له داود ع ياشاب كيف رأيت ماكنت فيه قال ماكنت في نعمة وسرور قط أعظم مما كنت فيه قال داود ع اجلس فجلس وداود ع ينتظر أن يقبض روحه فلما طال قال انصرف إلي منزلك فكن مع أهلك فإذا كان يوم الثامن فوافني هاهنا فمضي الشاب ثم وافاه يوم الثامن وجلس عنده ثم انصرف أسبوعا آخر ثم أتاه وجلس

-روايت-1-2-روايت-27-ادامه دارد

[ صفحه 350]

فجاء ملك الموت إلي داود ع فقال له داود ع ألست حدثتني بأنك أمرت بقبض روح هذاالشاب إلي سبعة أيام قال بلي فقد مضت ثمانية وثمانية وثمانية قال ياداود

إن الله تعالي رحمه برحمتك له فأخر في أجله ثلاثين سنة

-روايت-از قبل-223

و عن أبي عبد الله ع قال أوحي الله تعالي إلي داود ع أن خلادة بنت أوس بشرها بالجنة وأعلمها أنها قرينتك في الجنة فانطلق إليها وقرع الباب وخرجت وقالت هل نزل في شيء قال إن الله أوحي إلي فأخبرني أنك في الجنة و أن أبشرك بالجنة قالت أو يكون اسم وافق اسمي قال إنك لأنت هي قالت يانبي الله ماأكذبك و لا و الله ماأعرف من نفسي ماوصفتني به قال داود ع أخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هوفقالت أما هذافسأخبرك به أخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان و لانزل ضر بي وحاجة وجوع كائنا ما كان إلاصبرت عليه و لم أسأل الله كشفه عني حتي يحوله الله عني إلي العافية والسعة و لم أطلب بهابدلا وشكرت الله عليها وحمدته فقال لها داود ع فبهذا بلغت مابلغت و قال أبو عبد الله ع هذادين الله ألذي ارتضاه للصالحين

-روايت-1-2-روايت-32-761

أقول هذه المرتبة هي الدرجة العليا من مراتب السالكين وهي الرضا بقضاء الله تعالي . و كان مولانا أمير المؤمنين ع يمتدح بالوصول إليها والإحاطة بها

و كان يقول إن الله سبحانه لوألقاني بالنار معذبا لما قلت إنها نار بل قلت إنها جنة لأنه تعالي رضي لي بها وجنتي رضاه

-روايت-1-2-روايت-16-129

و هوناظر إلي قوله عز و جل بعد أن ذكر الجنة و ماأعد فيهاللمتقين وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أَكبَرُفسخطه نارهم ورضاه جنانهم . و علي هذانزل بعض المحققين المحيا والممات في قوله إِنّ صلَاتيِ وَ نسُكُيِ وَ محَياي َ وَ ممَاتيِ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ علي معني أن حياتي ومماتي أريدهما مدة إرادة الله سبحانه لهما

فما دام يريد حياتي فأنا أريدها و لاأريد الموت و إذاقرب أجلي وأراد موتي كنت أريده أيضا و لاأريد الحياة. وروي هذا عن مولانا الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع وكذلك ينزل عليه ماورد في الدعاء

عندرؤية الجنازة و هو قوله الحمد لله ألذي لم يجعلني من السواد المخترم يعني من الهالكين والأموات .

-قرآن-68-97-قرآن-183-255

[ صفحه 351]

والمراد حمد الله سبحانه علي الحياة فإنها أمر مطلوب الداعي حيث إن الله سبحانه اختارها له فلايرغب إلافيما أعطاه الله سبحانه أو من حيث إن فيهاالوصول إلي رضاه من حيث الطاعات و مايقع منه قبل الموت من العبادات . وكثيرا ماينزل علي هذه الدرجة العلمية من الآيات والأخبار و ماتخطي إليها أحد غيرالأولياء إلا كان كاذبا في دعواه وشواهد الامتحان تكون ناعية عليه كذب مازعمه و من جملة من انتحلها مشايخ الصوفية وهم عنها بمراحل وروي في الآثار أن عمرو بن الفارض من أئمة الصوفية ادعاها في أقواله وأشعاره و من جملتها قوله

وبما شئت في هواك اختبرني || فاختياري ما كان فيه رضاكا

. ثم بعده ابتلي بحصر البول و كان يندب ويصيح ويقبض علي ذكره ويذهب إلي مكتب الصبيان ويصيح أيها الأولاد ادعوا لعمكم الكذاب .بقي الكلام في الجمع بين قوله إلاصبرت عليه و لم أسأل الله كشفه عني و بين ماورد في الآيات والأخبار من الأمر بالتضرع والدعاء في كشف البلاء و مايورد علي الإنسان من المصائب والأوجاع والأسقام . قلت و من درج إلي هذه الدرجة ونال هذه السعادة وخرج من مرارة التصبر علي البلاء إلي حلاوة التلذذ به و كان مخيرا بين الدعاء في كشف مايسمي محنة وبلاء و بين الاستلذاذ به وتحمله والصبر عليه و

لانقول هو من باب الصبر بل هو من باب الشكر. و ذلك أن أولياء الله سبحانه كماينالون حظا من العافية ينالون حلاوة من الأسقام والمصائب لعلمهم بأن مبدأ الأمرين من الحبيب الحقيقي والعشيق التحقيقي فهؤلاء من حيث التلذذ به لايحبون كشفه و لايطلبون زواله . وقول أمير المؤمنين ع

عندالضربة

فزت ورب الكعبة

-روايت-1-2-روايت-3-20

شاهد عليه كذلك

قوله ع لما قال له ابن عمه وأخوه رسول الله ص كيف صبرك إذاضربت علي قرنك واختضب شيبك بدمك و أنت في محراب صلاتك ساجدا لربك فقال ع ذلك مقام الشكر لامقام الصبر

-روايت-1-2-روايت-3-181

[ صفحه 352]

و قال ع في وقعة أحد لمافر المسلمون وبقي وحده يضرب بسيفه يمينا وشمالا يا رسول الله وعدتني الشهادة و هذااليوم كان ميقاتها فما ألذي حرمني لذتها فقال ص إنك تنالها بعدي إذاقاتلت الناكثين والقاسطين والمارقين

-روايت-1-2-روايت-3-224

و كان يقول و الله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه

-روايت-1-2-روايت-16-74

و قال في مقام آخر لابنه الحسن ع مايبالي أبوك أوقع علي الموت أم وقع عليه الموت

-روايت-1-2-روايت-3-94

. وحكي الشهيد الثاني زين الملة والدين أعلي الله مقامه في دار الإقامة في كتابه مسكن الفؤاد أن رجلا من العباد مر خارج مصر في طريق فرأي رجلا مطروحا علي المطرب قدأكل الديدان بدنه واحتوي الذباب علي جراحاته فقعد

عندرأسه وروحه بالمروحة ليطرد الذباب عنه ففتح عينيه و قال من هذا ألذي يدخل بيني و بين ربي وعزته وجلاله لوقطعني إربا إربا لم أزدد له إلاشكرا و فيه إلاحبا. والحاصل أن درجة الرضا بالقضاء أعلي درجات المتقين رزقنا الله الوصول إليها والوقوف عليها بمنه وكرمه

كتاب الحسين بن سعيد بن أبي البلاد عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد فأعجب

به داود ع فأوحي الله تبارك و تعالي لايعجبك من أمره فإنه مراء قال فمات الرجل فأتي داود ع فقيل له مات الرجل فقال ادفنوا صاحبكم قال فأنكرت بنو إسرائيل وقالوا كيف لم يحضره قال فلما غسل قام له خمسون رجلا فشهدوا بالله مايعلمون منه إلاخيرا فلما صلوا عليه قام خمسون رجلا فشهدوا بالله مايعلمون منه إلاخيرا فأوحي الله تعالي إلي داود ع مامنعك أن تشهد فلانا قال ألذي أطلعتني عليه من أمره قال إن كان كذلك ولكن شهد قوم من الأحبار والرهبان فشهدوا له مايعلمون إلاخيرا فأجزت شهادتهم عليه وغفرت له علمي فيه

-روايت-1-2-روايت-78-653

و قال السيد علي بن طاوس في سعد السعودرأيت في زبور داود ع في

-روايت-1-2-روايت-43-ادامه دارد

[ صفحه 353]

السورة الثالثة ما هذالفظه ياداود إني جعلتك خليفة في الأرض وسيتخذ عيسي إلها من دوني من أجل مامكنت فيه من القوة وجعلته يحيي الموتي بإذني ياداود من ذا ألذي انقطع إلي فنحيته و من ذا ألذي أناب إلي فطردته عن إنابتي مالكم لاتقدسون الله و هومصوركم مالكم لاتطردون المعاصي عن قلوبكم كأنكم لاتموتون وكأن الدنيا باقية لاتزول عنكم و في السورة العاشرة أيها الناس لاتغفلوا عن الآخرة بني إسرائيل لوتفكرتم في منقلبكم ومعادكم وذكرتم القيامة و ماأعددت فيهاللعاصين قل ضحككم وكثر بكاؤكم ولكنكم غفلتم عن الموت كم تقولون و لاتفعلون و لوتفكرتم في خشونة الثري ووحشة القبر وظلمته لقل كلامكم وكثر ذكركم لاتفكرون في خلق السماوات و الأرض و ماأعددت فيها من الآيات والنذر وحبست الطير في جو السماء يسبحن ويسرحن في رزقي و أناالغفور الرحيم سبحانه خالق النور و في السورة السابعة عشرة ياداود اسمع ماأقول وأمر سليمان يقول بعدك إن الأرض أورثها محمدا وأمته

وهم خلافكم و لا يكون صلاتهم بالطنابير و لايقدسون الأوتار فازدد من تقديسك ياداود قل لبني إسرائيل لاتجمعوا المال من الحرام فإني لاأقبل صلاتهم واهجر أباك علي المعاصي وأخاك علي الحرام واتل علي بني إسرائيل نبأ رجلين كانا علي عهد إدريس فجاءت لهما تجارة و قدفرضت عليهما صلاة مكتوبة فقال أحدهما أبدأ بأمر الله و قال الآخر أبدأ بتجارتي وألحق أمر الله فذهب هذالتجارته و هذالصلاته فأوحيت إلي السماء فنفخت وأطلقت نارا وأحاطت واشتغل الرجل بالسحاب والظلمة فذهبت تجارته وصلاته وكتب علي بابه انظروا ماتصنع الدنيا والتكاثر بصاحبه ياداود إذارأيت ظالما قدرفعته الدنيا فلاتغبطه فإنه لابد له من أحد الأمرين إما أن أسلط عليه ظالما أظلم منه فينتقم منه وإما ألزمه رد التبعات يوم القيامة ياداود لورأيت صاحب التبعات قدجعل في عنقه طوق من نار فحاسبوا أنفسكم وأنصفوا الناس ودعوا الدنيا ويحكم لورأيتم الجنة و ماأعددت فيهالأوليائي من النعيم لماذقتم دواءها بشهوة أين المشتاقون إلي لذيذ الطعام والشراب أين الذين جعلوا مع الضحك بكاء أين الذين هجموا علي مساجدي في الصيف والشتاء انظروا اليوم ماتري أعينكم فطال ماكنتم تسهرون و الناس نيام فاستمتعوا اليوم ماأردتم فإني قدرضيت عنكم أجمعين ولقد كانت أعمالكم الزاكية

-روايت-از قبل-2066

[ صفحه 354]

تدفع سخطي من أهل الدنيا يارضوان اسقهم من الشراب الآن فيشربون وتزداد وجوههم نضرة فيقول رضوان هل تدرون لم فعلت هذالأنه لم تطأ فروجكم فروج الحرام يارضوان أظهر لعبادي ماأعددت لهم ثمانية آلاف ضعف ياداود من تاجرني فهو أربح التاجرين يا ابن آدم أبوك وأمك يموتان و ليس لك عبرة بهما يا ابن آدم أ لاتنظر إلي بهيمة ماتت فانتفخت وصارت جيفة وهي بهيمة و ليس لها ذنب و لووضعت

أوزارك علي الجبال الراسيات لهدتها ياداود وعزتي ما شيءأضر إليكم من أموالكم وأولادكم و لاأشد في قلوبكم فتنة منها والعمل الصالح عندي مرفوع و أنابكل شيءمحيط سبحان خالق النور و في السورة الثالثة والعشرين يابني آدم الطين والماء المهين وبني الغفلة والغرة لاتكثروا الالتفات إلي ماحرمت عليكم فلو رأيتم مجاري الذنوب لاستقذرتموها و لورأيتم العطرات قدعوفين من هيجان الطبائع فهن الراضيات فلايسخطن أبدا وهن الباقيات فلايمتن أبدا كلما افتضها صاحبها رجعت بكرا أرطب من الزبد وأحلي من العسل بين السرير والفراش أمواج يتلاطم الخمر والعسل كل نهر ينفذ من آخر ويحك إن هذالهو الملك الأكبر والنعيم الأطول والحياة والرغد والسرور الدائم والنعيم الباقي عندي الدهر كله و أناالعزيز الحكيم سبحان خالق النور و في الثلاثين بني آدم رهائن الموتي اعملوا لآخرتكم واشتروها بالدنيا و لاتكونوا قوما أخذوا لهوا ولعبا واعلموا أنه من قارضني نمت بضاعته و من قارض الشيطان قرن معه مالكم تتنافسون في الدنيا وتعدلون عن الحق غرتكم أحسابكم فما حسب امر ئ خلق من الطين إنما الحسب عندي هوالتقوي سبحان خالق النور و في السادسة والأربعين بني آدم لاتستخفوا بحقي فأستخف بكم في النار إن أكلة الربا تقطع أمعاءهم وأكبادهم إذاناولتم الصدقات فاغسلوها بماء اليقين فإني أبسط يميني قبل يمين الآخذ فإذاكانت من حرام قذفت بها في وجه المتصدق و إن كانت من حلال قلت ابنوا له قصورا في الجنة وليست الرئاسة رئاسة الملك إنما الرئاسة رئاسة الآخرة سبحان خالق النور و في السابعة والأربعين أتدري ياداود لم مسخت بني إسرائيل فجعلت منهم القردة والخنازير لأنهم إذاجاء الغني العظيم ساهلوه و إذاجاء المسكين بأدني منه

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 355]

انتقموا منه وجبت لعنتي علي كل متسلط

في الأرض لايقيم الفقير والغني بأحكام واحدة إنكم تتبعون الهوي في الدنيا أين المفر مني إذاتخليت بكم كم قدنهيتكم عن الالتفات إلي حرم المؤمنين وطالت ألسنتكم في أعراض الناس سبحان خالق النور و في الخامسة والستين أفصحتم في الخطبة وقصرتم في العمل فلو أفصحتم في العمل وقصرتم في الخطبة لكان أرجي لكم ياداود اتل علي بني إسرائيل رجل دانت له أقطار الأرض حتي استوي وسعي في الأرض فسادا وأخمد الحق وأظهر الباطل وعمر الدنيا وحصن الحصون وحبس الأموال فبينما هو في غضارة دنياه إذ أوحيت إلي زنبور يأكل لحم خده ويدخل ويلدغ الملك فدخل الزنبور و بين يديه ستارة وزرائه وأعوانه فضربه فتورمت وتفجرت منه أعين دما وقيحا فشير عليه يقطع من لحم وجهه حتي كان كل من يجلس عنده شم منه نتنا عظيما حتي دفن جثته بلا رأس فلو كان للآدميين عبرة تردعهم لردعتهم ولكن اشتغلوا بلهو الدنيا فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتي يأتيهم أمري و لاأضيع أجر المحسنين سبحان خالق النور انتهت المواعظ الزبورية علي طريق التلخيص

-روايت-از قبل-988

الفصل الثالث في قصة أصحاب السبت

قال الله تعالي وَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ فَجَعَلناها نَكالًا لِما بَينَ يَدَيها وَ ما خَلفَها وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَ.تفسير علي بن ابراهيم وَ سئَلهُم عَنِ القَريَةِ التّيِ كانَت حاضِرَةَ البَحرِفإنها قرية كانت لبني إسرائيل علي البحر و كان الماء يجري في المد والجزر فيدخل أنهارهم وزروعهم ويخرج السمك من البحر حتي يبلغ آخر زروعهم . و قد كان الله حرم عليهم الصيد يوم السبت فكانوا ينصبون الشباك في الأنهار ليلة السبت ويصطادون يوم الأحد و كان السمك يخرج يوم السبت و يوم الأحد فنهاهم علماؤهم عن ذلك فمسخوا

قردة وخنازير.

-قرآن-19-193-قرآن-218-273

[ صفحه 356]

و كان العلة في تحريم الصيد عليهم يوم السبت أن عيد جميع المسلمين وغيرهم كان يوم الجمعة فخالف اليهود وقالوا عيدنا السبت فحرم الله عليهم الصيد يوم السبت

و عن أبي جعفر ع قال أوحي الله إلي طائفة منهم أنما نهيتم عن أكلها يوم السبت و لم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت وكلوها فيما سوي ذلك من الأيام فقالت طائفة منهم الآن تصطادونها فعتت وانحازت طائفة أخري منهم ذات اليمين فقالوا ننهاكم عن عقوبة أن تتعرضوا بخلاف أمره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فتنكبت فلم تعظهم فقالت للطائفة التي وعظتهم لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداًفقالت الطائفة التي وعظتهم مَعذِرَةً إِلي رَبّكُم وَ لَعَلّهُم يَتّقُونَفقالت الطائفة التي وعظتهم لا و الله لانجامعكم و لانبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيهاقبل أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم قال فخرجوا منهم من المدينة ونزلوا قريبا منها فباتوا تحت السماء فلما أصبح أولياء الله المطيعون غدوا لينظروا ماحال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هومصمت فدقوه فلم يجابوا و لم يسمعوا منها حس أحد بل سمعوا أصواتا كالعواء لاتشبه أصوات الناس فوضعوا سلما علي سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف علي المدينة فنظر فإذا هوبالقوم قردة يتعاوون ولها أذناب فكسروا الباب فعرفت القردة أنسابها من الإنس و لم تعرف الإنس أنسابها من القردة فقال القوم للقردة أ لم ننهكم

-روايت-1-2-روايت-27-1142

و قال علي ع و الله ألذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لأعرف أنسابها من الأمة لاينكرون و لايغيرون بل تركوا ماأمروا به فتفرقوا

-روايت-1-2-روايت-18-135

و قال علي بن طاوس وجدت في حديث أنهم كانوا ثلاث فرق فرقة باشرت المنكر وفرقة أنكرت عليهم

وفرقة داهنت أهل المعاصي فلم ينكروا و لم تباشر المعصية فنجي الله الذين أنكروا وجعل الفرقة المداهنة ذرا ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة. ثم قال ولعل مسخ المداهنة ذرا لتصغيرهم عظمة الله وتوهينهم بحرمة الله فصغرهم الله

مناقب ابن شهرآشوب المازندراني عن هارون بن عبدرفعه إلي أحدهم قال جاء قوم إلي أمير المؤمنين ع بالكوفة وقالوا يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري -روايت-1-2-روايت-74-ادامه دارد

[ صفحه 357]

تباع في أسواقنا فتبسم أمير المؤمنين ع ضاحكا ثم قال قوموا لأريكم عجبا و لاتقولوا في وصيكم إلاخيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ الفرات فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذابجرية رافعة رأسها فاتحة فاها فقال لها أمير المؤمنين ع من أنت الويل لك ولقومك فقالت نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البحر وبعضنا في البر فأما الذين في البحر فنحن الجراري و أماالذين في البر فالضب واليربوع ثم قالت و ألذي بعث محمداص بالنبوة لنحيض كماتحيض نساؤكم

-روايت-از قبل-520

و قال علي بن الحسين ع في قوله تعالي وَ لَقَد عَلِمتُمُ الّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السّبتِكانوا يسكنون علي شاطئ بحر فنهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت فتوصلوا إلي حيلة يحلوا بها ماحرم الله عليهم فأخذوا أخاديد وعملوا طرقا تؤدي إلي حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق و لايتهيأ لها الخروج إذاهمت بالرجوع فجاءت الحيتان يوم السبت جارية علي أمان الله لها فدخلت في أخاديد وحصلت في الحياض والغدران فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلي الحج لتأمن صائدها فلما همت بالرجوع فلم تقدر وبقيت ليلها في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد لاسترسالها فيه وعجزها عن الامتناع

وكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون مااصطدنا يوم السبت حتي كثر من ذلك مالهم وتنعموا بالنساء فكانوا في المدينة نيفا وثمانين ألفا فعل هذامنهم سبعون ألفا وأنكر عليهم الباقون و ذلك أن طائفة منهم وعظوهم فأبوا فاعتزلوهم إلي قرية أخري فمسخ الله الذين اعتدوا قردة فجاءوا إليهم يعرفوا هؤلاء الناظرون معارفهم يقول المطلع لبعضهم أنت فلان فتدمع عيناه ويومي برأسه أن نعم فما زالوا كذلك ثلاثة أيام ثم بعث الله عليهم مطرا وريحا فجرفهم إلي البحر و مابقي مسخ بعدثلاثة أيام و أماالذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها لاهي بأعيانها و لا من نسلها ثم قال ع إن الله مسخ هؤلاء لاصطياد السمك فكيف تري

عند الله عز

-روايت-1-2-روايت-30-ادامه دارد

[ صفحه 358]

و جل حال من قتل أولاد رسول الله ص وهتك حرمته إن الله تعالي لم يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ ثم قال ع أما إن هؤلاء الذين اعتدوا في السبت لوكانوا حين هموا بقبيح فعالهم سألوا ربهم بجاه محمد وآله الطيبين أن يعصمهم من ذلك لعصمهم كذلك الناهون لوسألوا الله عز و جل أن يعصمهم بجاه محمد وآله الطيبين لعصمهم ولكن الله عز و جل لم يلهمهم ذلك و لم يوفقهم له فجرت معلومات الله فيهم علي ما كان سطر في اللوح المحفوظ

-روايت-از قبل-494

الكافي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِن بنَيِ إِسرائِيلَ عَلي لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَي ابنِ مَريَمَ قال الخنازير علي لسان داود والقردة علي لسان عيسي

-روايت-1-2-روايت-32-196

أقول المشهور في الحديث والتفاسير هوالعكس . و قال البيضاوي قيل أهل أبلة لمااعتدوا في السبت لعنهم الله علي

لسان داود فمسخهم قردة وخنازير. وأصحاب المائدة لماكفروا دعا عيسي عليهم ولعنهم فأصبحوا خنازير وكانوا خمسة آلاف رجل أقول الأبلة بضم الهمزة والباء المشددة موضع بالبصرة وهي إحدي الجنات الأربعة

[ صفحه 359]

باب فيه قصص سليمان ع و فيه فصول

الفصل الأول في فضله ومكارم أخلاقه وجمل من أحواله

إكمال الدين للصدوق رحمه الله تعالي عن الصادق ع أن داود ع أراد أن يستخلف ابنه ع لأن الله تعالي أمره بذلك فقال بنو إسرائيل يستخلف علينا حدثا فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قدبلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي فرضوا بذلك وأدخلوا عصيهم بيتا فأصبحوا و قدأورقت عصا سليمان وأثمرت فسلموا ذلك لداود ثم إن سليمان أخفي أمره واستتر من شيعته ماشاء الله ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت وأمي ماأكمل خصالك وأطيب ريحك و لاأعلم لك خصلة أكرهها إلا في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لايخيبك فقال لها سليمان ع ماعملت عملا قط و لاأحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ماأصبت شيئا قالت لاعليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد رجع إلي السوق وجال فيه فلم يقدر علي شيءفرجع وأخبرها فقالت يكون غدا إن شاء الله فلما كان في اليوم الثالث مضي حتي انتهي إلي ساحل البحر فإذا هوبصياد فقال له هل لك أن أعينك وتعطيني شيئا قال نعم فأعانه

-روايت-1-2-روايت-57-ادامه دارد

[ صفحه 360]

فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهما وشق بطن إحداهما فإذا هوبخاتم في بطنها فجاء إلي منزله و هوواضع الخاتم في ثوبه فقالت له امرأته إني أريد أن تدعو أبوي حتي يعلما أنك قدكسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا أخرج خاتمه فلبسه فخر عليه الطير والريح

وغشيه الملك وحمل الجارية وأبويها إلي بلاد إصطخر واجتمعت الشيعة واستبشروا به ففرج الله عنه ماكانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصي إلي آصف بن برخيا فلم يزل بين الشيعة يأخذون عنه ثم غيب الله آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ماشاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقي قال علي الصراط وغاب عنهم ماشاء الله واشتدت البلوي علي بني إسرائيل بغيبته وتسلط عليهم بخت نصر الحديث

-روايت-از قبل-691

أقول ورد في حديث آخر أن وقعه علي الخاتم في بطن السمكة كان بعد أن سلب منه الملك أخذ الشياطين خاتمه وألقوه في البحر

الإحتجاج في حديث الزنديق ألذي سأل الصادق ع عن مسائل و كان فيما سأله كيف صعدت الشياطين إلي السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة و قدكانوا يبنون لسليمان بن داود ع من البناء مايعجز عنه ولد آدم قال ع غلظوا لسليمان كماسخروا وهم خلق رقيق غذاؤهم التسنيم والدليل علي ذلك صعودهم إلي السماء لاستراق السمع و لايقدر الجسم الكثيف علي الارتقاء إليها لابسلم و لابسبب

-روايت-1-2-روايت-12-394

الكافي عن أبي الحسن ع قال كان لسليمان بن داود ع ألف امرأة في قصر واحد وثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية ويطيف بهن في كل يوم وليلة

-روايت-1-2-روايت-34-142

أقول يحتمل طواف الزيارة والأظهر أنه طواف الجماع

و قال ع كان ملك سليمان ما بين الشامات إلي بلاد إصطخر و كان ع يطعم أضيافه اللحم بالحواري ويطعم عياله الخشكار ويأكل هوالشعير غيرالمسحول

-روايت-1-2-روايت-13-152

أقول الحواري الخبز الأبيض كما أن الخشكار الخبز الأسود

قصص الراوندي بإسناده إلي أبي عبد الله ع في قوله تعالي اعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراً قال كانوا ثمانين رجلا وسبعين امرأة ملازمين للمحراب

-روايت-1-2-روايت-49-ادامه دارد

[ صفحه 361]

فلما قبض داود ولي

سليمان وعلم منطق الطير وسخر له الجن والإنس و كان لايسمع بملك في ناحية الأرض إلاأتاه حتي يذله ويدخله في دينه وسخر له الريح فكان إذاخرج إلي مجلسه عكف عليه الطير وقام الجن والإنس و كان إذاأراد أن يغزو أمر بمعسكره فضرب له بساط من الخشب وجعل عليه الدواب و الناس وآلة الحرب كلها حتي إذاحمل معه مايريد أمر العاصف من الريح فدخلت الخشب فحملته حتي تنتهي به إلي حيث يريد و كان غدوها شهرا ورواحها شهرا

-روايت-از قبل-453

و فيه عن الأصبغ قال خرج سليمان بن داود ع من بيت المقدس ومعه ثلاثمائة ألف كرسي عن يمينه عليها الإنس وثلاثمائة ألف كرسي عن يساره عليها الجن وأمر الطير فأظلتهم وأمر الريح فحملتهم حتي وردت بهم المدائن ثم رجع وبات في إصطخر ثم غدا فانتهي إلي جزيرة بركادان ثم أمر الريح فخفضتهم حتي كادت أقدامهم تصيب الماء فقال بعضهم لبعض هل رأيت ملكا أعظم من هذافنادي ملك من السماء لثواب تسبيحة واحدة أعظم مما رأيتم

-روايت-1-2-روايت-26-439

و فيه عن أبي جعفر ع قال كان لسليمان حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت منكوحة منهن سبعمائة أمة قبطية وثلاثمائة حرة مهيرة فأعطاه الله تعالي قوة أربعين رجلا في مباضعة النساء و كان يطوف بهن جميعا ويسعفهن و كان سليمان يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلي موضع فقال لهم إبليس كيف أنتم قالوا مالنا طاقة بما نحن فيه فقال إبليس أ ليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا قالوا نعم قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين فأمرهم يحملون الحجارة ذاهبين ويحملون الطين راجعين إلي موضعها فتراءي لهم إبليس فقال كيف أنتم فشكوا إليه

فقال ألستم تنامون بالليل قالوا بلي قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح ماقالت الشياطين وإبليس فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار فما لبثوا يسيرا حتي مات سليمان ع قال وخرج سليمان معه الجن والإنس يستسقي فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها رافعة أيديها وهي تقول أللهم إنا خلق من خلقك لاغناء بنا عن رزقك فلاتؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا فقال سليمان ع لمن كان معه ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم

-روايت-1-2-روايت-32-1007

[ صفحه 362]

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي الحسن ع قال مابعث الله نبيا قط إلاعاقلا وبعض النبيين أرجح من بعض و مااستخلف داود سليمان حتي اختبر عقله واستخلف داود سليمان و هو ابن ثلاث عشرة سنة ومكث في ملكه أربعين سنة وملك ذو القرنين و هو ابن اثنتي عشرة سنة ومكث في ملكه ثلاثين سنة

-روايت-1-2-روايت-50-293

المحاسن للبرقي عن أبي الحسن ع قال إن سليمان بن داود ع أتته امرأة عجوز مستعدية علي الريح فقال لها مادعاك إلي ماصنعت بهذه المرأة قالت إن رب العزة بعثني إلي سفينة بني فلان لأنقذها من الغرق وكانت قدأشرفت علي الغرق فخرجت في عجلتي إلي ماأمرني الله به ومررت بهذه المرأة وهي علي سطحها فعثرت بها و لم أردها فسقطت فانكسرت يدها فقال سليمان ع يارب بما أحكم علي الريح فأوحي الله إليه ياسليمان احكم بأرش كسر هذه المرأة علي أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق فإنه لايظلم لدي أحد من العالمين

-روايت-1-2-روايت-43-540

عن أبي عبد الله ع قال آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود ع و ذلك لماأعطي في الدنيا

-روايت-1-2-روايت-30-96

و عن أبي جعفر ع قال إن سليمان قدحج البيت في الجن والإنس والطير والرياح وكسا البيت القباطي و هوأول من كسا البيت

الثياب

-روايت-1-2-روايت-27-137

وروي أن الريح كانت تغدو من دمشق فتقيل بإصطخر من أرض أصفهان وبينهما مسيرة شهر للمسرع وتروح من إصطخر فتبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر تحمله الريح مع جنوده أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجياد. وروي أن داود ع لماشرع في بناء بيت المقدس لم يتمه فأحب سليمان أن يتمه بعده .فجمع الجن والشياطين فقسم عليهم الأعمال فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والمها الأبيض الصافي من معادنه وأمر ببناء المدينة من الرخام والصفاح وجعلها اثني عشر ربضا وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط. فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجه الشياطين فرقة فرقة يستخرجون الذهب واليواقيت من معادنها وفرقة يعلقون الجواهر والأحجار من أماكنها وفرقة يأتونه بالمسك والعنبر وسائر الطيب وفرقة يأتونه بالدر من البحار فأوتي بشي ء من ذلك لايحصيه إلا الله .

[ صفحه 363]

ثم أحضر الصناع وأمرهم بنحت تلك الأحجار حتي يصيرها ألواحا ومعالجة تلك الجواهر واللئالئ . وبني سليمان المسجد بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر وعمده بأساطين المها الصافي وسقفه بألواح الجواهر وفضض سقوفه وحيطانه باللئالئ واليواقيت وبسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن في الأرض بيت أبهي و لاأنور منه كان يضي ء في الظلمة كالقمر ليلة البدر. فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه الله تعالي واتخذ ذلك اليوم ألذي فرغ منه عيدا.فلم يزل بيت المقدس علي مابني سليمان حتي غزا بخت نصر بني إسرائيل فخرب المدينة وهدمها ونقض المسجد وأخذ ما في سقوفه وحيطانه من الذهب والدر والياقوت والجوهر فحملها إلي دار مملكته من أرض العراق . وروي أنهم كانوا يعملون صور السباع والبهائم علي كرسيه ليكون أهيب له فذكر أنهم صوروا أسدين من

أسفل كرسيه ونسرين فوق عمود كرسيه فكان إذاأراد أن يصعد الكرسي بسط الأسدان ذراعيهما و إذاعلا علي الكرسي نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس . ويقال إن ذلك كان مما لايعرفه أحد من الناس . فلما حاول بخت نصر صعود الكرسي بعدسليمان في حين غلب علي بني إسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان فرفع الأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها فخر مغشيا عليه فما جسر بعده أحد أن يصعد ذلك الكرسي

و عن الرضا ع كان نقش خاتم سليمان سبحان من ألجم الجن بكلماته

-روايت-1-2-روايت-17-72

. وأوحي الله تعالي إليه و هويسير ما بين السماء و الأرض أني قدزدت في ملكك أنه لايتكلم أحد من الخلائق بشي ء إلاجاءت به الريح فأخبرتك به . ونسجت الشياطين لسليمان ع بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم و كان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة فيقعد الأنبياء علي كراسي الذهب والعلماء علي كراسي الفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظللها الطير بأجنحتها حتي لايقع عليه الشمس

[ صفحه 364]

الكافي عن أبي عبد الله ع قال خرج أمير المؤمنين ع ذات ليلة بعدالعتمة و هو يقول همهمة همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم و في يده خاتم سليمان وعصا موسي ع

-روايت-1-2-روايت-37-187

و عن علي بن الحسين ع قال القنزعة التي علي رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود ع و ذلك أن الذكر أراد أن يسفد أنثاه فامتنعت عليه فقال لها لاتمنعيني ماأريد إلا أن يخرج الله عز و جل مني نسمة يذكر به فأجابته إلي طلبه فلما أرادت أن تبيض قال لها تريدين أن تبيضي فقالت لاأدري

أنحيه عن الطريق قال لها إني أخاف أن يمر بك مار الطريق ولكني أري ذلك أن تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهم أنت تتعرضين للقط الحب من الطريق فأجابته إلي ذلك وباضت وحضنت حتي أشرفت علي النقاب فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان في جنوده والطير تظله فقالت له هذاسليمان قدطلع علينا بجنوده و لاآمن أن يحطمنا ويحطم بيضنا فقال لها إن سليمان ع لرجل رحيم فهل عندك شيءخبيته لفراخك إذانقبن قالت نعم عندي جرادة خبأتها منك أنتظر بهافراخي إذانقبن فهل عندك أنت شيء قال نعم عندي تمرة خبأتها منك لفراخي قالت فخذ أنت تمرتك وآخذ أناجرادتي ونعرض لسليمان ع فنهديها له فإنه رجل يحب الهدية فأخذ التمرة في منقاره وأخذت هي الجرادة في رجليها ثم تعرضوا لسليمان ع فلما رآهما و هو علي عرشه بسط يده لهما فأقبلا فوقع الذكر علي اليمين ووقعت الأنثي علي اليسار وسألهما عن حالهما فأخبراه فقبل هديتهما وجنب جنده عنهما و عن بيضهما ومسح علي رأسيهما ودعا لهما بالبركة فحدثت القنزعة علي رأسيهما من مسحة سليمان ع

-روايت-1-2-روايت-34-1244

وروي أن سليمان ع مر في موكبه بعابد من عباد بني إسرائيل فقال و الله يا ابن داود لقد آتاك الله ملكا عظيما فسمعه سليمان فقال لتسبيحة في صحيفة المؤمن خير مما أعطي ابن داود ماأعطي ابن داود يذهب و إن التسبيحة تبقي . و كان سليمان إذاأصبح تصفح وجوه الأغنياء والأشراف حتي يجي ء إلي المساكين ويقعد معهم و يقول مسكين من المساكين و كان مع ما فيه من الملك يلبس الشعر

[ صفحه 365]

و إذاجنه الليل شد يديه إلي عنقه فلايزال قائما حتي يصبح باكيا و كان قوته من سفائف الخوص يعملها

بيده وإنما سألك الملك ليقهر ملوك الكفر. و كان إذاركب حمل أهله وحشمه وخدمه وكتابه و قداتخذ مطابخ ومخابز يحمل فيهاتنانير الحديد وقدور عظام يسع كل قدر عشر جزائر و قداتخذ ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون ويخبز الخبازون وتجري الدواب بين يديه بين السماء و الأرض والريح تهوي بهم .فسار من إصطخر إلي اليمن فسلك ملك مدينة الرسول ص فقال سليمان ع هذادار هجرة نبي في آخر الزمان طوبي لمن آمن به وطوبي لمن اتبعه ورأي حول البيت أصناما تعبد من دون الله . فلما جاوز سليمان البيت بكي البيت فأوحي الله إليه مايبكيك قال يارب أبكاني هذانبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا بي فلم يهبطوا و لم يصلوا عندي و لم يذكروك بحضرتي والأصنام تعبد حولي من دونك فأوحي الله تعالي إليه لاتبك فإني سوف أملؤك وجوها سجدا وأنزل فيك قرآنا جديدا وأبعث منك نبيا في آخر الزمان أحب أنبيائي إلي وأجعل فيك عمارا من خلقي يعبدونني وأفرض علي عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلي وكورها ويحنون إليك حنين الناقة إلي ولدها وأطهرك من الأوثان . وروي أن سليمان ع لماملك بعد أبيه أمر باتخاذ كرسي ليجلس عليه للقضاء وأمر أن يعمل مهولا بديعا بحيث لورآه مبطل ارتدع فعمل له كرسي من أنياب الفيلة وفصصوه بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد وأنواع الجواهر وحففوه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الأحمر والزمرد الأخضر علي رأس نخلتين منهما طاوسان من ذهب و علي رأس الأخريين نسران من ذهب بعضها مقابلا لبعض وجعلوا من جنبي الكرسي أسدين من الذهب علي رأس كل واحد منهما عمودا من الزمرد الأخضر و قدعقدوا علي النخلات أشجار كروم من الذهب الأحمر

واتخذوا عناقيد من الياقوت الأحمر بحيث يظل عريش الكروم والنخل والكرسي و كان سليمان إذاأراد الصعود وضع قدميه علي الدرجة السفلي فيستدير الكرسي كله بما فيه دوران الرحي المسرعة وتنشر تلك النسور والطواويس أجنحتها ويبسط الأسدان أيديهما فيضربان الأرض بذنبيهما وكذلك كل درجة يصعدها سليمان ع فإذا

[ صفحه 366]

استوي بأعلاه أخذ النسران اللذان علي النخلتين تاج سليمان ع فوضعاه علي رأس سليمان ثم يستدير الكرسي بما فيه ويدور معه النسران والطاوسان والأسدان مائلات برءوسها إلي سليمان ينفخن عليه من أجوافها المسك والعنبر ثم تتناول حمامة من ذهب قائمة علي عمود من جوهر من أعمدة الكرسي التوراة فيفتحها سليمان ويقرؤها علي الناس ويدعوهم إلي فصل القضاء ويجلس علماء بني إسرائيل علي الكراسي من الذهب المفصصة بالجوهر وهي ألف كرسي عن يمينه وتجي ء عظماء الجن وتجلس علي كراسي الفضة علي يساره وهي ألف كرسي حافين جميعا به ثم تحف به الطير فتظلهم وتتقدم إليه الناس للقضاء فإذادعا البينات والشهود لإقامة الشهادات دار الكرسي بما فيه مع جميع ماحوله دوران الرحي المسرعة ويبسط الأسدان أيديهما ويضربان الأرض بذنبيهما وينشر النسران والطاوسان بأجنحتها فيفزع منه الشهود ويدخلهم من ذلك رعب و لايشهدون إلابالحق .روي هذاكله في كتاب تنبيه الخاطر

الفصل الثاني في معني قول سليمان رَبّ

اشاره

...هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ و في قصة مروره بوادي النمل و في قوله تعالي فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ

-قرآن-4-51-قرآن-101-138

معاني الأخبار وعلل الشرائع بإسناده إلي علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر ع أيجوز أن يكون نبي الله بخيلا فقال لا قلت له فقول سليمان رَبّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ ماوجهه ومعناه فقال الملك ملكان ملك

مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس وملك مأخوذ من قبل الله تعالي ذكره كملك آل ابراهيم وملك طالوت وملك ذي القرنين فقول سليمان رَبّ...هَب لِي مُلكاً لا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ مِن بعَديِ أنه يقول إنه مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس فسخر الله عز و جل له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب وجعل غدوها

-روايت-1-2-روايت-66-ادامه دارد

[ صفحه 367]

شهرا ورواحها شهرا وسخر الله عز و جل له الشياطين كل بناء وغواص وعلم منطق الطير ومكن في الأرض في وقته وبعده أن ملكه لايشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس والمالكين بالغلبة والجور فقلت له فقول رسول الله ص رحم الله أخي سليمان ما كان أبخله فقال لقوله ع وجهان أحدهما ما كان أبخله بعرضه وسؤال قوله فيه والوجه الآخر يقول ما كان أبخله إن كان أراد مايذهب إليه الجهال ثم قال ع قد و الله أوتينا ماأوتي سليمان و ما لم يؤت أحد من الأنبياء قال الله عز و جل في قصة سليمان هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ و قال ع في قصة محمدص ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا

-روايت-از قبل-644

أقول تأويله ع لماروي من قوله ص رحم الله أخي سليمان ما كان أبخله يجوز أن تكون إشارة إلي أن الحديث من الموضوعات والتأويل لحمل الخبر علي التقية لأن إنكار الحديث إذا لم يمكن يطلبون ع الوجوه البعيدة. ونحو ذلك ورد في الأخبار كثيرا و الله العالم .

و أمامروره ع بوادي النمل

فقال الله سبحانه وَ حُشِرَ لِسُلَيمانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الطّيرِ فَهُم يُوزَعُونَ حَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِ قالَت نَملَةٌ يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُم لا

يَشعُرُونَ فَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها وَ قالَ رَبّ أوَزعِنيِ أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ التّيِ أَنعَمتَ عَلَيّ وَ عَلي والدِيَ ّ وَ أَن أَعمَلَ صالِحاً تَرضاهُ وَ أدَخلِنيِ بِرَحمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ.وادي النمل هوواد بالطائف وقيل بالشام وتلك النملة كانت رئيسة النمل .

-قرآن-20-453

[ صفحه 368]

وقولهالا يَحطِمَنّكُميدل علي أن سليمان وجنوده كانا ركبانا ومشاة علي الأرض و لم تحملهم الريح لأن الريح لوحملتهم بين السماء و الأرض لماخافت النملة أن يطأها وجنوده بأرجلهم ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان

-قرآن-8-22

عيون الأخبار وعلل الشرائع بإسناده إلي داود بن سليمان الغازي قال سمعت علي بن موسي الرضا ع يقول عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ع في قوله تعالي فَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها لماقالت النملةيا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُمالآية حملت الريح صوت النملة إلي سليمان و هومار في الهواء والريح قدحملته فوقف و قال علي بالنملة فلما أتي بها قال سليمان ياأيتها النملة أ ماعلمت أني نبي وأني لاأظلم أحدا قالت النملة بلي قال سليمان ع فلم حذرتهم ظلمي قالت خشيت أن ينظروا إلي زينتك فيفتتنوا بهافيبعدوا عن ذكر الله تعالي ذكره ثم قالت النملة أنت أكبر أم أبوك داود قال سليمان بل أبي داود قالت النملة فلم زيد في حروف اسمك حرف علي حروف اسم أبيك داود قال ما لي بهذا علم قالت النملة لأن أباك داود داوي جرحه بود فسمي داود و أنت يا ابن داود أرجو أن تلحق بأبيك ثم قالت النملة هل تدري لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة قال سليمان ما لي بهذا علم قالت النملة يعني ع بذلك لوسخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال

الريح فحينئذفَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها

-روايت-1-2-روايت-159-1039

و في تفسير الثعلبي قالت النملة هل علمت لم سمي أبوك داود فقال لافقالت لأنه داوي جرحه بود هل تدري لم سميت سليمان قال لاقالت لأنك سليم وكنت إلي ماأوتيت لسلامة صدرك و إن لك أن تلحق بأبيك .أقول هذاالحديث عدوه من مشكلات الأخبار وأطالوا الكلام في تأويله علي وجوه كثيرة منها أن معناه أن أباك لماارتكب ترك الأولي وصار قلبه مجروحا فداواه بود الله تعالي ومحبته فلذا سمي داود إشفاقا من الدواء بالود و أنت لم تركب بعد و أنت سليم منه سميت سليمان .فخصوص العلتين للتسميتين صارتا علة لزيادة اسمك علي اسم أبيك . ثم لما كان كلاهما موهما لكونه من جهة السلامة أفضل من أبيه استدركت ذلك

[ صفحه 369]

بأن ماصدر عنه لم يصر سببا لنقصه بل صار سببا لكمال محبته وتمام مودته وأرجو أن تلحق أيضا بأبيك في ذلك لتكمل محبتك .الثاني أن المعني هو أن أصل الاسم داوي جرحه بود و هوأكثر من اسمك وإنما صدر بكثرة الاستعمال داود ثم دعا له درجات بقوله أرجو أن تلحق بأبيك يعني في الكمال والفضل .الثالث المراد أن هذاالاسم مشتمل علي سليم أومأخوذ منه والسليم قديستعمل في الجريح كاللذيع تفاؤلا بصحته وسلامته أو أنت سليم من المداواة التي حصلت لأبيك فلهذا سميت سليمان .فالحرف الزائد للدلالة علي وجود الجرح فكما أن الجرح زائد في البدن أوالنفس عن أصل الخلقة كان في الاسم حرف زائد للدلالة علي ذلك . و فيه معني لطيف و هو أن هذه الزيادة في الاسم الدالة علي الزيادة في المسمي ليست مما يزيد به الاسم والمسمي كمالا بل قدتكون الزيادة لغير ذلك الرابع و هوالمفهوم مما

عنون الصدوق رحمه الله الباب ألذي أورد الخبر فيه حيث قال باب العلة التي من أجلها زيد في حروف اسم سليمان حرف من حروف اسم أبيه داود ع فلعله رحمه الله كماقيل حمل الخبر علي أن المعني أنك لماكنت سليما أريد أن يشتق لك اسم يشتمل علي السلامة و لما كان أبوك داود داوي جرحه بالود وصار كاملا بذلك أراد الله تعالي أن يكون في اسمك حرف من حروف اسمه لتلحق به في الكمال فزيد فيه الألف و مايلزمه لتمام التركيب وصحته من النون فصار سليمان و إلالكان السليم كافيا للدلالة علي السلامة.فلذا زيد حروف اسمك علي حروف اسم أبيك و لو كان في الخبر من حروف اسم أبيك كما هوالموجود في بعض النسخ كان ألصق بهذا المعني و قوله أرجو أن تلحق بأبيك أي لتلك الزيادة فيدل ضمنا وكتابة علي أنه إنما زيد لذلك أقول ويحتمل فيه وجوه أخر لانطول المقام بها. وروي الطبرسي في مشارق الأنوار أن سليمان ع كان سماطه كل يوم سبعة أكرار فخرجت دابة من دواب البحر يوما وقالت ياسليمان أضفني اليوم فأمر أن يجمع لها مقدار سماطه شهرا فاجتمع علي ساحل البحر كالجبل العظيم أخرجت الحوت رأسها وابتلعته وقالت ياسليمان أين تمام قوتي اليوم هذابعض قوتي [ صفحه 370]

فتعجب سليمان و قال لها هل في البحر دابة مثلك فقالت ألف أمة فقال سليمان سبحان الله الملك العظيم . وروي غيره أن سليمان ع رأي عصفورا يقول لعصفورته لم تمنعين نفسك مني و لوشئت أخذت قبة سليمان بمنقاري فألقيها في البحر فتبسم سليمان ع من كلامه ثم دعاهما و قال للعصفور أتطيق أن تفعل ذلك فقال لا يا رسول الله

ولكن المرء قديزين نفسه ويعظمها

عندزوجته والمحب لايلام علي ما يقول فقال للعصفورة لم تمنعيه من نفسك و هويحبك فقالت يانبي الله إنه ليس محبا ولكنه مدع لأنه يحب معي غيري فأثر كلام العصفورة في قلب سليمان وبكي بكاء شديدا واحتجب عن الناس أربعين يوما يدعو الله أن يفرغ قلبه لمحبة الله و أن لايخالطها بمحبة غيره . وروي أنه ع سمع يوما عصفورا يقول لزوجته ادني مني أجامعك لعل الله يرزقنا ولدا ذكرا يذكر الله تعالي فإنا كبرنا فتعجب سليمان من كلامه و قال هذه النية خير من ملكي ومر سليمان ع علي بلبل يتصوت ويترقص فقال يقول إذاأكلت نصف الثمرة فعلي الدنيا العفاء. وصاحت فاختة فقال إنها تقول ليت الخلق لم يخلقوا. وروي الزمخشري أن قتادة دخل الكوفة والتف عليه الناس فقال سلوا عما شئتم و كان أبوحنيفة حاضرا و هوغلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرا أم أنثي فسألوه فأفحم فقال أبوحنيفة كانت أنثي بدليل قوله تعالي قالَت نَملَةٌ و ذلك أن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعه علي الذكر والأنثي فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثي انتهي . و قال الفاضل ابن الحاجب في بعض مصنفاته . والظاهر أن تأنيث مثل الشاة والنملة والحمامة من الحيوانات تأنيث لفظي ولذلك كان قول من زعم أن النملة في قوله تعالي قالَت نَملَةٌأنثي لورود تاء التأنيث في قالت وهما لجواز أن يكون مذكرا في الحقيقة وورود تاء التأنيث كورودها في فعل المؤنث اللفظي ولذا قيل إفحام قتادة خير من جواب أبي حنيفة.أقول و هذا هوالصواب كماحققه نجم الأئمة الشيخ الرضي نور الله ضريحه و قد

-قرآن-1209-1221-قرآن-1519-1531

[ صفحه 371]

فضح الله الرجلين

قتادة حيث ادعي شيئا لم يدعه غير أمير المؤمنين ع إلا كان كاذبا و هو

قوله ع سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عما شئتم

-روايت-1-2-روايت-12-53

نص عليه الفريقان و أما أبوحنيفة فقد أجاب و هوحدث وافتخر أصحابه بجوابه فظهر جوابه غلطا كما قال أهل مذهبه وغيرهم . و قال الثعلبي في تفسيره قال مقاتل كان سليمان ع جالسا إذ مر به طائر يطوف فقال هذاالطائر يقول السلام عليك أيها الملك المتسلط علي بني إسرائيل أعطاك الله سبحانه و تعالي الكرامة وأظهرك علي عدوك إني منطلق إلي فروخي ثم أمر بك ثانية وإنه سيرجع إلينا.فنظر القوم طويلا فمر بهم فقال السلام عليك أيها الملك إن شئت أن تأذن لي كيما أكسب علي فروخي حتي يشبوا ثم آتيك فافعل بي ماشئت فأذن له . و قال صاح ورشان

عندسليمان ع فقال أتدرون ما يقول قالوا لا قال إنها تقول ليت الخلق لم يخلقوا. وصاح طاوس فقال إنه يقول كماتدين تدان . وصاح هدهد فقال إنه يقول من لايرحم لايرحم . وصاح صرد عنده فقال إنه يقول استغفروا الله يامذنبين . وصاح طوطي فقال إنه يقول كل حي ميت و كل جديد بال . وصاح خطاف فقال قدموا خيرا تجدوه . وهدرت حمامة فقال تقول سبحان ربي الأعلي مل ء سماواته وأرضه . وصاح قمري فقال تقول سبحان ربي الأعلي . قال والغراب يدعو علي العشارين . والحدأة تقول كل شيءهالك إلاوجهه . والقطاة تقول من سكت سلم . والببغاء و هوطائر يقول لمن الدنيا همه . والضفدع يقول سبحان ربي القدوس . والباز يقول سبحان ربي وبحمده .

[ صفحه 372]

والضفدعة تقول سبحان المذكور بكل مكان . وصاح دراج فقال إنها

تقول الرحمن علي العرش استوي .دعوات الراوندي ذكروا أن سليمان كان جالسا علي شاطئ بحر فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بهانحو البحر فجعل سليمان ينظر إليها حتي بلغت الماء فإذابضفدعة قدأخرجت رأسها من الماء ففتحت فاها فدخلت النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة وسليمان ع يتفكر في ذلك متعجبا. ثم إنها خرجت من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة و لم يكن معها الحبة.فدعاها سليمان ع وسألها وشأنها وأين كانت فقالت يانبي الله إن في قعر البحر ألذي تراه صخرة مجوفة و في جوفها دودة عمياء و قدخلقها الله تعالي هنالك فلاتقدر أن تخرج منها لطلب معاشها و قدوكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخر الله تعالي هذه الضفدعة لتحملني فلايضرني الماء في فيها وتضع فاها علي ثقب الصخرة وأدخلها ثم إذاأوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب الصخرة إلي فيهافتخرجني من البحر. قال سليمان ع وهل سمعت لها من تسبيحة قالت نعم تقول يا من لاينساني في جوف هذه اللجة برزقك لاتنس عبادك المؤمنين برحمتك .

و أماحكاية الخيل

فقال الله سبحانه وَ وَهَبنا لِداوُدَ سُلَيمانَ نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ إِذ عُرِضَ عَلَيهِ باِلعشَيِ ّ الصّافِناتُ الجِيادُ فَقالَ إنِيّ أَحبَبتُ حُبّ الخَيرِ عَن ذِكرِ ربَيّ حَتّي تَوارَت بِالحِجابِ رُدّوها عَلَيّ فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ وَ لَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَ.تفسير علي بن ابراهيم و ذلك أن سليمان ع كان يحب الخيل ويستعرضها فعرضت عليه يوما إلي أن غابت الشمس وفاته صلاة العصر فاغتم من ذلك ودعا الله أن يرد عليه الشمس حتي يصلي العصر فردها عليه إلي وقت العصر فصلاها وأقبل يضرب أعناق الخيل ويسوقها بالسيف حتي قتلها كلها.

-قرآن-20-335

[ صفحه 373]

و هو

قوله عزاسمه رُدّوها عَلَيّ فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ وَ لَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ و ذلك أن سليمان ع لماتزوج بالبائنة ولد له منها ابن و كان يحبه فنزل ملك الموت علي سليمان و كان كثير ماينزل عليه فنظر إلي ابنه نظرا حديدا ففزع سليمان من ذلك و قال لأمه إن ملك الموت نظر إلي ابني نظرة أظنه أمر بقبض روحه . فقال للجن والشياطين هل لكم أن تفروه من الموت فقال واحد أناأضعه تحت عين الشمس في المشرق فقال سليمان ع إن ملك الموت يخرج ما بين المشرق والمغرب فقال واحد منهم أناأضعه في الأرضين السابعة فقال إن ملك الموت يبلغ فقال آخر أناأضعه في السحاب والهواء فرفعه ووضعه في السحاب .فجاء ملك الموت فقبض روحه في السحاب فوقع ميتا علي كرسي سليمان فعلم أنه قدأخطأ.فحكي الله ذلك في قوله وَ أَلقَينا عَلي كُرسِيّهِ جَسَداً ثُمّ أَنابَالآيات

-قرآن-20-99-قرآن-747-792

و قال الصادق ع جعل الله عز و جل ملك سليمان في خاتمه فكان إذالبسه حضرته الجن والإنس والشياطين وجميع الطير والوحوش فأطاعوه فيقعد علي كرسيه ويبعث الله عز و جل ريحا تحمل الكرسي بجميع ما عليه من الشياطين والطير والدواب والإنس والخيل فتمر بها في الهواء إلي موضع يريده سليمان و كان يصلي الغداة بالشام والظهر بفارس و كان يأمر الشياطين أن يحملوا الحجارة من فارس ويبنوها بالشام فلما قتل الخيل سلبه الله ملكه و كان إذادخل الخلاء دفع خاتمه إلي بعض من يخدمه فجاء شيطان فخدع خادمه وأخذ منه الخاتم ولبسه فحشرت عليه الشياطين والجن والإنس والطير والوحوش وخرج سليمان في طلب الخاتم فلم يجده فهرب ومر علي ساحل البحر وأنكرت بنو إسرائيل الشياطين الذين تصوروا في

صورة سليمان وصاروا إلي أمه فقالوا لها أتنكرين من سليمان شيئا فقالت كان أبر الناس بي و هواليوم يعصيني وصاروا إلي جواريه ونسائه وقالوا أتنكرون من سليمان شيئا قلن لم يكن يأتينا في الحيض و هويأتينا في الحيض

-روايت-1-2-روايت-20-ادامه دارد

[ صفحه 374]

فلما خاف الشيطان أن يفطنوا به ألقي الخاتم في البحر فبعث الله سمكة فالتقمته وهرب الشيطان فبقي بنو إسرائيل يطلبون سليمان أربعين يوما و كان سليمان يمر علي ساحل البحر تائبا إلي الله مما كان منه فلما كان بعدأربعين يوما مر بصياد يصيد السمكة فقال له أعينك علي أن تعطيني من السمك شيئا قال نعم فأعانه سليمان فلما اصطاد دفع إلي سليمان سمكة فأخذها وشق بطنها فوجد الخاتم في بطنها فلبسه وخرت عليه الشياطين والجن والإنس ورجع إلي مكانه وطلب ذلك الشيطان وجنوده فقيدهم وحبس بعضهم في جوف الماء وبعضهم في جوف الصخر بأسامي الله فهم محبوسون معذبون إلي يوم القيامة فلما رجع سليمان إلي ملكه قال لآصف و كان آصف كاتب سليمان و هو ألذي كان عنده من علم الكتاب قدعذرت الناس بجهالتهم فكيف أعذرك قال لاتعذرني فلقد عرفت الشيطان ألذي أخذ خاتمك وأباه وأمه وخاله ولقد قال لي اكتب لي فقلت له إن العلم لايجري بالجور فقال اجلس و لاتكتب فكنت أجلس و لاأكتب شيئا ولكن أخبرني عنك صرت تحب الهدهد و هوأخس الطير منتنا وأخبثه ريحا قال إنه يبصر الماء من وراء الصفا الأصم فقال وكيف يبصر الماء من وراء الصفا الأصم وإنما يواري عنه القمح بكف من التراب يأخذ رقبته فقال سليمان قف ياوقاف فإنه إذاجاء القدر حال دون البصر

-روايت-از قبل-1180

أقول هذه الرواية موافقة للعامة فهي محمولة علي التقية. والصحيح الوارد

في الأخبار

عن الصادق ع أنها لماعرضت علي سليمان ع الخيل وفاته وقت الصلاة ردت عليه الشمس وشرع يتوضأ ويمسح بساقه وعنقه

-روايت-1-2-روايت-17-121

يعني يتوضأ للصلاة هو و من معه و إلافالخيل لاذنب لها حتي يمسح سوقها وأعناقها بالسيف

[ صفحه 375]

الفصل الثالث في قصته مع بلقيس و فيه نفش الغنم ووفاته ع

تفسير علي بن ابراهيم كان سليمان ع إذاقعد علي كرسيه جاءت جميع الطير فتظل الكرسي بجميع من عليه من الشمس فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان فرفع رأسه و قال ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَالآيات .فلم يمكث إلاقليلا إذ جاء الهدهد فقال له سليمان أين كنت قال أحطت بما لم تحط به وحكي له قصة سبأ فقال له سليمان خذ الكتاب إليها.فجاء به ووضعه في حجرها فارتاعت من ذلك وجمعت جموعها وقالت لهم إنِيّ ألُقيِ َ إلِيَ ّ كِتابٌ كَرِيمٌ أي مختوم إِنّهُ مِن سُلَيمانَالآيات . وذكر الكتاب إلي قولها إن كان نبيا من

عند الله كمايدعي فلاطاقة لنا به ولكن سأبعث إليه بهدية فإن كان ملكا يميل إلي الدنيا فيقبلها وعلمنا أنه لايقدر علينا فبعثت إليه حقة فيهاجوهرة عظيمة وقالت للرسول قل له تثقب هذه الجوهرة بلا حديد و لانار.فأتاه الرسول بذلك فأمر سليمان ع بعض جنوده فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخرج الخيط من الجانب الآخر و قال سليمان ع لرسولهافَما آتانيِ َ اللّهُ خَيرٌ مِمّا آتاكُم بَل أَنتُم بِهَدِيّتِكُم تَفرَحُونَ ارجِع إِلَيهِم فَلَنَأتِيَنّهُم بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُم بِها وَ لَنُخرِجَنّهُم مِنها أَذِلّةً وَ هُم صاغِرُونَ.فرجع إليها الرسول فأخبرها بقوة سليمان فعلمت أنه لامحيص لها فارتجلت وخرجت نحو سليمان . فلما أخبره الله بإقبالها نحوه قال للجن والشياطين أَيّكُم يأَتيِنيِ بِعَرشِها قَبلَ أَن يأَتوُنيِ مُسلِمِينَ قالَ عِفرِيتٌ مِنَ الجِنّ أَنَا

آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَقامِكَ قال سليمان ع أريد أسرع فقال آصف أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَ

-قرآن-204-229-قرآن-443-480-قرآن-491-510-قرآن-900-1087-قرآن-1235-1369-قرآن-1405-1455

[ صفحه 376]

فدعا الله بالاسم الأعظم .فخرج السرير من تحت كرسي سليمان فقال سليمان نَكّرُوا لَها عَرشَها أي غيروه نَنظُر أَ تهَتدَيِ أَم تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهتَدُونَ. فَلَمّا جاءَت قِيلَ أَ هكَذا عَرشُكِ قالَت كَأَنّهُ هُوَ و كان سليمان قدأمر أن يتخذ لها بيت من قوارير ووضعه علي الماء ثم قيل لها ادخلي الصرح فظنت أنه ماء فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها فإذاعليها شعر كثير فقيل لها إنه صرح ممرد من قواريرقالَت رَبّ إنِيّ ظَلَمتُ نفَسيِ وَ أَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ.فتزوجها سليمان ع و قال للشياطين اتخذوا لها شيئا يذهب عنها هذاالشعر فعملوا الحمامات وطبخوا النورة.فالحمامات والنورة مما أحدثه الشياطين لبلقيس وكذا الأرحية التي تدور علي الماء.

-قرآن-74-94-قرآن-105-221-قرآن-407-490

و في الكافي عن أبي الحسن الأول ع أن الله مابعث نبيا إلا و محمدص أعلم منه

-روايت-1-2-روايت-41-88

ثم قال إن سليمان بن داود ع قال للهدهد حين فقده ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَفغضب لفقده لأنه كان يدله علي الماء فهذا و هوطائر أعطي ما لم يعط سليمان فلم يكن سليمان ع يعرف الماء تحت الهواء أي الأرض و كان الطير يعرفه و أن الله يقول في كتابه وَ لَو أَنّ قُرآناً سُيّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلّمَ بِهِ المَوتي و قدورثنا نحن هذاالقرآن ألذي فيه ماتسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيي به الموتي ونحن نعرف الماء تحت الهواء يعني الأرض .

-قرآن-54-79-قرآن-258-347

و عن أبي جعفر ع أن اسم الله الأعظم علي ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان

عندآصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض

مابينه و بين سرير بلقيس حتي تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كماكانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف

عند الله تبارك و تعالي استأثر به في علم الغيب و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم

-روايت-1-2-روايت-22-367

و فيه عن أبي عبد الله ع من أراد الاطلاء بالنورة فأخذ من النورة بإصبعه فشمه وجعله علي طرف أنفه و قال صلي الله علي سليمان بن داود كماأمرنا بالنورة لم تحرقه النورة

-روايت-1-2-روايت-32-179

[ صفحه 377]

وروي العياشي بالإسناد قال قال أبوحنيفة لأبي عبد الله ع كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير قال لأن الهدهد يري الماء في بطن الأرض كمايري أحدكم الدهن في القارورة فنظر أبوحنيفة إلي أصحابه وضحك فقال أبو عبد الله ع مايضحكك قال ظفرت بك جعلت فداك قال وكيف ذلك قال ألذي يري الماء في بطن الأرض لايري الفخ في التراب حتي يأخذ بعنقه فقال أبو عبد الله ع يانعمان أ ماعلمت أنه إذانزل القدر أعشي البصر و في قوله لَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أي أنتف ريشه وألقيه في الشمس

-روايت-1-2-روايت-32-511

. و عن ابن عباس وقيل بأن أجعله بين أضداده أقول ورد أنه أمر بحبسه مع الحدأة في قفص واحد فلما أشكل الأمر علي الهدهد لأن فيه عذابا روحانيا طلب من سليمان ع أن يعذبه بأشد عذاب الطيور ويخرجه من قفص الحدأة.فسأل الطيور فقالوا العذاب الشديد عندنا أن ينتف ريشه الطيور بمناقيرها وتبقي لحمه ملقاة حتي ينبت له الريش فصبر علي هذاالعذاب واختاره علي ذلك لأنه عذاب جسماني وذاك عذاب روحاني قال أمين الإسلام الطبرسي اختلف في الهدية فقيل أهدت إليه وصفاء ووصائف ألبستهم لباسا واحدا حتي لايعرف الذكر من الأنثي

. عن ابن عباس وقيل أهدت مائتي غلام ومائتي جارية ألبست الغلمان لباس الجواري وألبست الجواري لباس الغلمان . عن مجاهد وقيل أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج فلما بلغ ذلك سليمان ع أمر الجن فزوقوا له الآجر بالذهب ثم أمر به فألقي في الطريق في كل مكان صغر في أعينهم ماجاءوا به . و لماكتبت نسخة الهدية كتبت فيها إن كنت نبيا فميز بين الوصيف والوصائف وأخبر بما في الحقة قبل أن تفتحها وقالت للرسول انظر إذادخلت إليه فإن نظر إليك نظر غضب فاعلم أنه ملك فلايهولنك أمره و إن نظر إليك نظر لطف

[ صفحه 378]

فاعلم أنه نبي مرسل .فانطلق الرسول بالهدايا وأتي الهدهد إلي سليمان مسرعا مخبرا له . ثم إن سليمان ع جمع الجن والإنس والطيور ووضع ميدانا و ذلك أن سليمان ع أمر الجن أن يبسطوا من موضعه ألذي هو فيه إلي بضع فراسخ ميدانا واحدا بلبنات من الذهب والفضة و أن يجعلوا حول الميدان حائطا شرفها من الذهب والفضة ففعلوا. ثم قال للجن علي بأولادكم فاجتمع خلق كثير فأقامهم عن يمين الميدان ويساره ثم قعد سليمان في مجلسه علي سريره ووضع له أربعة آلاف كرسي عن يمينه ومثلها عن يساره وأمر الشياطين أن يصطفوا صفوفا فراسخ وأمر الإنس فاصطفوا فراسخ وأمر الوحوش والسباع والهوام والطير فاصطفوا فراسخ عن يمينه ويساره فلما دنا القوم من الميدان ونظروا إلي ملك سليمان ع تقاصرت إليهم أنفسهم ورموا بما عندهم من الهدايا. فلما وقعوا بين يدي سليمان نظر إليهم نظرا حسنا بوجه طلق و قال ماوراءكم فأخبره رئيس القوم بما جاءوا به وأعطاه كتاب الملكة فنظر إليه و قال أين الحقة فأتي بها

وحركها وأخبره جبرائيل بما فيها و قال إن فيهادرة يتيمة غيرمثقوبة وخرزة مثقوبة معوجة الثقب فقال الرسول صدقت فاثقب الدرة وأدخل الخيط في الخرزة فأرسل سليمان إلي الأرضة فجاءت فأخذت شعرة في فيهافدخلت فيها حتي خرجت من الجانب الآخر. ثم قال من لهذه الخرزة يسلكها الخيط فقالت دودة بيضاء أنالها يا رسول الله فثقبتها ثم ميز بين الجواري والغلمان بأن أمرهم أن يغسلوا وجوههم وأيديهم فكانت الجارية تأخذ الماء من الآنية بإحدي يديها ثم تجعله علي اليد الأخري ثم تضرب به الوجه والغلام يأخذ من الآنية يضرب به وجهه وكانت الجارية علي باطن ساعدها والغلام علي ظاهر الساعد وكانت الجارية تصب الماء صبا و كان الماء يحدر علي يده حدرا فميز بينهم بذلك . وقيل إنها أنفذت مع هداياها عصا كانت تتوارثها ملوك حمير وقالت أريد أن تعرفني رأسها من أسفلها وبقدح قالت تملؤه ماء ليس من الأرض و لا من السماء فأرسل سليمان العصا إلي الهواء و قال أي الرأسين سبق إلي الأرض فهو أصلها وأمر الخيل

[ صفحه 379]

فأجريت حتي عرقت وملأ القدح من عرقها و قال هذا ليس من ماء الأرض و لا من ماء السماء. فلما رجع الرسول وعلمت أنه نبي تأهبت للمسير إليه وأخبره جبرائيل ع فعند ذلك قال سليمان ع أيكم يأتيني بعرشها قبل أن تسلم فيحرم عليه أخذ مالها وقيل أراد أن يجعل دليلا ومعجزة علي صدقه ونبوته لأنها خلفته في دارها ووكلت به ثقات قومها يحفظونه ويحرسونه . و أماكيفية الإتيان به فذكر العلماء في ذلك وجوها أحدها أن الملائكة حملته بأمر الله تعالي . والثاني أن الريح حملته . والثالث أن الله تعالي خلق فيه حركات متوالية.

والرابع أنما انحرف مكانه حيث هوهناك ثم نبع بين يدي سليمان ع . والخامس أن الأرض طويت له و هوالمروي عن أبي عبد الله ع . والسادس أنه أعدمه الله في موضعه وأعاده في مجلس سليمان ع

و في تفسير العياشي عن الحسن العسكري ع أنه سئل أ كان سليمان ع محتاجا إلي علم آصف بن برخيا يعني حتي أحضر له عرش بلقيس فقال ع إن سليمان لم يعجز عن معرفة ماعرفه آصف لكنه ص أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده و ذلك من علم سليمان ع أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كمافهم سليمان ع في حياة داود ع لتعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة علي الخلق

-روايت-1-2-روايت-45-431

و في تفسير العسكري ع أن سليمان لماسار من مكة ونزل باليمن قال الهدهد إن سليمان ع قداشتغل بالنزول فارتفع نحو السماء فانظر إلي طول الدنيا وعرضها ففعل ذلك ونظر يمينا وشمالا فرأي بستانا لبلقيس فمال إلي الخضرة فوقع فيه فإذا هوبهدهد فهبط عليه و كان اسم هدهد سليمان ع يعفور واسم هدهد اليمن عنقير فقال عنقير ليعفور من أين أقبلت وأين تريد قال أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود ع قال و من سليمان بن داود قال ملك الجن والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح فمن أين أنت قال أنا من هذه البلاد

-روايت-1-2-روايت-26-ادامه دارد

[ صفحه 380]

قال و من ملكها قال امرأة يقال لها بلقيس و إن لصاحبكم سليمان ملكا عظيما و ليس ملك بلقيس دونه فإنها ملكة اليمن وتحت يدها اثني عشر ألف قائد فهل أنت منطلق معي حتي تنظر إلي ملكها قال أخاف أن

يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذااحتاج إلي الماء قال الهدهد اليماني إن صاحبك ليسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة فانطلق معه ونظر إلي بلقيس وملكها و مارجع إلي سليمان إلاوقت العصر فلما طلبه سليمان فلم يجده دعا عريف الطيور و هوالنسر فسأله عنه فقال ماأدري أين هو و ماأرسلته مكانا ثم دعا بالعقاب فقال علي بالهدهد فارتفع فإذا هوبالهدهد مقبلا فانقض نحوه فناشده الهدهد بحق الله ألذي قواك وغلبك علي إلا مارحمتني و لم تعرض لي بسوء فولي عنه العقاب و قال له ويلك ثكلتك أمك إن نبي الله حلف أن يعذبك أويذبحك ثم طارا متوجهين إلي سليمان ع فلما انتهي إلي المعسكر تلقته النسر والطير فقالوا توعدك نبي الله فقال الهدهد أ و مااستثني نبي الله فقالوا بلي أَو ليَأَتيِنَيّ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فلما أتيا سليمان و هوقاعد علي كرسيه قال العقاب قدأتيتك به يانبي الله فلما قرب الهدهد منه رفع رأسه وأرخي ذنبه وجناحيه يجرهما علي الأرض تواضعا لسليمان ع فأخذ برأسه فمده إليه فقال أين كنت فقال يانبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله تعالي فارتعد سليمان ع وعفا عنه

-روايت-از قبل-1209

التهذيب عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ فقال لا يكون النفش إلابالليل إن علي صاحب الحرث أن يحفظ الحرث بالنهار و ليس علي صاحب الماشية حفظها بالنهار إنما رعيها وأرزاقها بالنهار فما أفسدت فليس عليها و علي صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث النهار فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا و إن داود ع حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم وحكم

سليمان اللبن والصوف في هذاالعام

-روايت-1-2-روايت-29-497

و فيه عنه ع قال له أبوبصير قول الله عز و جل وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ قلت حين حكما في الحرث كانت قضية واحدة فقال إنه كان أوحي

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه دارد

[ صفحه 381]

الله عز و جل إلي النبيين قبل داود ع إلي أن بعث داود ع أي غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم و لا يكون النفش إلابالليل و إن علي صاحب الزرع أن يحفظ بالنهار و علي صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل فحكم داود ع بما حكمت به الأنبياء ع من قبله وأوحي الله تعالي إلي سليمان أي غنم نفشت في الزرع فليس لصاحب الزرع إلا ماخرج من بطونها وكذلك جرت السنة بعدسليمان ع و هوقول الله عز و جل وَ كُلّا آتَينا حُكماً وَ عِلماًفحكم كل واحد منهما بحكم الله عز و جل

-روايت-از قبل-494

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان في بني إسرائيل رجل كان له كرم ونفشت فيه غنم لرجل بالليل وقضمته وأفسدته فجاء صاحب الكرم إلي داود ع فاستدعي علي صاحب الغنم فقال داود ع اذهب إلي سليمان ع ليحكم بينكما فقال سليمان ع إن كانت الغنم أكلت الأصل والفرع فعلي صاحب الغنم أن يدفع إلي صاحب الكرم الغنم و ما في بطنها و إن كانت ذهبت بالفرع و لم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلي صاحب الكرم و كان هذاحكم داود وإنما أراد أن تعرف بنو إسرائيل أن سليمان ع وصيه بعده و لم يختلفا في الحكم و لواختلف حكمهما لقال كنا لحكمهما شاهدين

-روايت-1-2-روايت-66-597

الكافي عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن

الإمامة عهد من الله عز و جل معهودة لرجال مسمين ليس للإمام أن يزويها عن ألذي يكون من بعده أن الله تبارك و تعالي أوحي إلي داود ع أن اتخذ وصيا من أهلك فإنه قدسبق في علمي أن لاأبعث نبيا إلا و له وصي من أهله و كان لداود ع عدة أولاد فيهم غلام كانت أمه ضد داود ع و كان لها محبا فدخل داود ع عليها حين أتاه الوحي فقال لها إن الله عز و جل أوحي إلي أن أتخذ وصيا من أهلي فقالت له امرأته فليكن ابني قال ذاك أريد و كان السابق في علم الله المحتوم أنه سليمان ع فأوحي الله تعالي إلي داود ع أن لاتعجل دون أن يأتيك أمري فلم يلبث أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم والكرم فأوحي الله تعالي إلي داود ع أن اجمع ولدك فمن قضي بهذه القضية فأصاب فهو وصيك من بعدك فجمع داود ع ولده فلما أن قضي الخصمان قال سليمان ع ياصاحب الكرم متي دخلت غنم هذا الرجل كرمك قال دخلته ليلا قال قدقضيت عليك ياصاحب

-روايت-1-2-روايت-55-ادامه دارد

[ صفحه 382]

الغنم بأولاد غنمك وأصوافها في عامك ثم قال له داود ع فكيف لم تقض برقاب الغنم و قدقوم ذلك علماء بني إسرائيل فكان ثمن الكرم قيمة الغنم فقال سليمان إن الكرم لم يجتث من أصله وإنما أكل حمله و هوعائد في قابل فأوحي الله عز و جل إلي داود ع أن القضاء في هذه القضية ماقضي سليمان به ياداود أردت أمرا وأردنا غيره فدخل داود ع علي امرأته فقال لها أردنا أمرا وأراد الله غيره و لم يكن إلا ماأراد الله عز و جل وسلمنا

وكذلك الأوصياء ع ليس لهم أن يتعدوا بهذا الأمر فيجاوزون صاحبهم إلي غير2-

-روايت-از قبل-520

يقول مؤلف هذاالكتاب أيده الله تعالي الأخبار الواردة في هذه القضية من التعارض و ذلك أن بعضها دال علي اختلاف حكمي داود وسليمان ع وبعضهم دال علي اتحاد الحكم ويمكن الجمع بوجوه الأول حمل مادل علي الاختلاف في الحكم علي التقية كماقاله بعض أهل الحديث لانطباقه علي أقوال العامة من جواز الاجتهاد علي الأنبياء ع وبطلانه لايحتاج إلي البيان .الثاني حمل الحكم ألذي تكلم به سليمان علي أنه ناسخ لحكم داود كماتقدم في الحديث و به قال جماعة من علمائنا وكثير من المعتزلة. و مايرد عليه من النسخ إنما يكون في شرائع أولي العزم لمن تقدم عليهم .فجوابه أن مثل هذه الأمور الجزئية يجوز وقوع النسخ فيها في كل الشرائع كماقاله بعض علمائنا رضوان الله عليهم .الثالث أن الحكم ألذي كان

عندداود ع هوحكم من تقدمه من الأنبياء ع ولهذا أحاله علي الأنبياء والعلماء. و أماداود فلم تقع له هذه المسألة إلي ذلك الوقت و لماأفهمها الله سبحانه سليمان كان ذلك الوحي بذلك الحكم لداود وسليمان ع فحكمهما واحد ولكنه

[ صفحه 383]

مغاير لماأوحي الله سبحانه إلي الأنبياء المتقدمين و عليه كان عمل الأنبياء والعلماء إلي عصر داود ع . والوجه الرابع يستفاد من الحديث ألذي رواه الثقة علي بن ابراهيم و قدتقدم

علل الشرائع وعيون الأخبار مسندا إلي الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع قال سليمان بن داود ع قال ذات يوم لأصحابه إن الله تبارك و تعالي قدوهب لي ملكا لاينبغي لأحد من بعدي سخر لي الريح والجن والإنس والطير والوحوش وعلمني منطق الطير وآتاني من كل شيء و مع

جميع ماأوتيت من الملك ماتم لي سرور يوم إلي الليل و قدأحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلي ممالكي فلاتأذنوا لأحد علي لئلا ينغص علي يومي قالوا نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلي أعلي موضع من قصره ووقف متكئا علي عصاه ينظر إلي ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي إذ نظر إلي شاب حسن الوجه واللباس خرج عليه من زوايا قصره فلما أبصر به سليمان ع قال له من أدخلك هذاالقصر و قدأردت أن أخلو فيه اليوم فبإذن من دخلت فقال الشاب أدخلني هذاالقصر ربه وبإذنه دخلت فقال ربه أحق به مني فمن أنت قال أناملك الموت قال وفيم جئت قال جئت لأقبض روحك فقال امض لماأمرت به فهذا يوم سروري وأبي الله عز و جل أن يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه و هومتكئ علي عصاه فبقي سليمان ع متكئا علي عصاه و هوميت ماشاء الله و الناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال إن سليمان ع قدبقي متكئا علي عصاه هذه المدة الكثيرة و لم يتعب و لم ينم و لم يأكل و لم يشرب إنه لربنا ألذي يجب أن نعبده و قال قوم إن سليمان ع ساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ علي عصاه يسحر أعيننا و ليس كذلك و قال المؤمنون إن سليمان ع هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء فلما اختلفوا بعث الله عز و جل الأرضة في عصاه فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان ع من قصره علي وجهه فشكرت الجن للأرضة صنيعها

-روايت-1-2-روايت-82-ادامه دارد

[ صفحه 384]

لأجل ذلك لاتوجد

الأرضة في مكان إلا وعندها ماء وطين و ذلك قول الله عز و جل فَلَمّا قَضَينا عَلَيهِ المَوتَ ما دَلّهُم عَلي مَوتِهِ إِلّا دَابّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُيعني عصاه فَلَمّا خَرّ تَبَيّنَتِ الجِنّ أَن لَو كانُوا يَعلَمُونَ الغَيبَ ما لَبِثُوا فِي العَذابِ المُهِينِ

-روايت-از قبل-291

ثم قال الصادق ع و الله مانزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلت فلما تبينت الإنس أن الجن لوكانوا يعلمون مالبثوا في العذاب المهين

-روايت-1-2-روايت-3-137

أقول هذه القراءة نسبها صاحب الكشاف إلي أنها قراءة ابن مسعود

علل الشرائع بإسناده إلي أبي بصير عن أبي جعفر ع قال أمر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير فبينما هومتكئ علي عصاه في القبة ينظر إلي الجن كيف يعملون و هوينظر إذ جاءت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة قال من أنت قال ألذي لاأقبل الرشا و لاإهاب الملوك أناملك الموت فقبضه و هوقائم متكئ علي عصاه في القبة والجن ينظرون إليه فمكثوا سنة يدأبون حوله حتي بعث الله الأرضة الحديث

-روايت-1-2-روايت-61-414

و عنه ع أنه لماهلك سليمان ع وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ثم طواه وكتب علي ظهره هذا ماوضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود ع من ذخائر كنوز العلم و من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا ثم دفنه تحت السرير ثم أخرجه لهم فقرأه فقال الكافرون ما كان سليمان ع يغلبنا إلابهذا و قال المؤمنون بل هو عبد الله ونبيه فقال جل ذكره وَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ

-روايت-1-2-روايت-13-487

أقول وروي في السبب ألذي لأجله أضافت الكفار من اليهود وغيرهم إلي سليمان ع و ذلك أنه قدكتب السحر ووضعها في خزائنه

. وقيل كتمها تحت كرسي لئلا يطلع الناس عليها و لايعلمون بها. فلما مات سليمان ع استخرجت السحرة تلك الكتب وقالوا إنما تم ملك سليمان ع بالسحر وزينوا السحر في أعين الناس بالنسبة إلي سليمان وشاع ذلك في اليهود فقبلوه لعداوتهم لسليمان وعلموه الناس وجري بينهم

[ صفحه 385]

القصص للراوندي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال إن الله تعالي أوحي إلي سليمان ع أن آية موتك أن شجرة تخرج في بيت المقدس يقال لها الخرنوبة فنظر سليمان ع يوما إلي الخرنوبة قدطلعت في بيت المقدس فقال سليمان ع مااسمك قالت الخرنوبة فولي مدبرا إلي محرابه حتي قام متكئا علي عصاه فقبضه الله من ساعته

-روايت-1-2-روايت-56-324

و في حديث آخر أنه ع سأل الشجرة مااسمك قالت الخرنوبة قال لأي شيء أنت قالت للخراب فعلم أنه سيموت فقال أللهم أعم علي الجن موتي ليعلم الإنس أنهم لايعلمون الغيب و قد كان قدبقي من بناء بيت المقدس سنة و قال لأهله لاتخبروا الجن بموتي حتي يفرغوا من بنائه ودخل محرابه وقام متكئا علي عصاه فمات وبقي سنة وتم البناء ثم سلط الله علي منسأته الأرضة و كان آصف يدبر أمره في تلك المدة

-روايت-1-2-روايت-18-409

و عنه ع قال قالت بنو إسرائيل لسليمان ع استخلف علينا ابنك فقال لايصلح لذلك فألحوا عليه فقال إني أسأله عن مسائل فإن أحسن الجواب فيهاأستخلفه ثم سأله فقال يابني ماطعم الماء وطعم الخبز وبأي شيءضعف الصوت وشدته وأين موضع العقل من البدن و من أي شيءالقساوة والرقة ومم تعب البدن ودعته ومم تكسب البدن وحرمانه فلم يجبه بشي ء فقال أبو عبد الله طعم الماء الحياة وطعم الخبز القوة وضعف الصوت وشدته من لحم الكليتين وموضع العقل الدماغ

أ لاتري أن الرجل إذا كان قليل العقل قيل له ماأخف دماغه والقسوة والرقة من القلب و هو قوله فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ وتعب البدن ودعته من القدمين إذاتعبا في المشي يتعب البدن و إذاأودعا أودع البدن وكسب البدن وحرمانه من اليدين إذاعمل بهما ردتا علي البدن و إذا لم يعمل بهما لم يردا علي البدن شيئا

-روايت-1-2-روايت-18-814

[ صفحه 386]

باب في قصة قوم سبأ و أهل الثرثار وقصة أصحاب الرس وحنظلة وقصة شعيا وحبقوق

اشاره

المحاسن بإسناده إلي عمرو بن شمر قال سمعت أبا عبد الله يقول لألحسن أصابعي من المأدم حتي أخاف أن يري خادمي أن ذلك من جشع و ليس كذلك إن قوما ماأفرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار فعمدوا إلي مخ الحنطة فجعلوه خبزا ينجون به صبيانهم حتي اجتمع من ذلك جبل قال فمر رجل صالح علي امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها فقال ويحكم اتقوا الله لايغير مابكم من نعمة فقالت كأنك تخوفنا بالجوع مادام ثرثارنا يجري فإنا لانخاف الجوع قال فأسف الله عز و جل وضعف لهم الثرثار وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض قال فاحتاجوا إلي ما في أيديهم فأكلوه فاحتاجوا إلي ذلك الجبل قال كان ليقسم بينهم بالميزان

-روايت-1-2-روايت-66-619

الكافي عن سدير قال سأل رجل أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل فَقالُوا رَبّنا باعِد بَينَ أَسفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فقال هؤلاء قوم كانت لهم قري متصلة ينظر بعضهم إلي بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا بأنعم الله وغيروا مابأنفسهم فأرسل الله عليهم العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل و شيء من سدر قليل جزاء بكفرهم

-روايت-1-2-روايت-23-389

أقول هؤلاء هم أهل سبأ الذين قص الله سبحانه قصتهم في القرآن و كان يجري إلي اليمن ثم أمر سليمان

جنوده أن يجروا لهم خليجا من البحر العذب ففعلوا ذلك

[ صفحه 387]

وعقدوا له عقدة عظيمة من الصخر والكلس حتي يفيض علي بلادهم وجعلوا للخليج مجاري وكانوا إذاأرادوا أن يرسلوا الماء أرسلوه بقدر مايحتاجون إليه وكانت جنات مسيرة عشرة أيام فمن يمر لاتقع عليه الشمس من التفاف أغصانها و كان من كثرة النعم أن المرأة كانت تمشي والمكتل علي رأسها فيمتلئ بالفواكه من غير أن يمس يدها شيئا و لم يكن في قريتهم بعوضة و لاذباب و لابرغوث و لاعقرب و لاحية وكانت قراهم ثلاث عشرة قرية في كل قرية نبي يدعوهم إلي الله فلم يقبلوا دعاء الأنبياء إلي الله فأرسل الله عليهم سيل العرم و ذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من أودية اليمن و كان هناك جبلان يجتمع ماء المطر والسيول بينهما فسدوا ما بين الجبلين فإذااحتاجوا إلي الماء نقبوا السد بقدر فيسقون زروعهم وبساتينهم . فلما كذبوا الرسل بعث جرذا نقب ذلك الردم وفاض الماء عليهم فأغرقهم . وقيل إن ذلك السد ضربته لهم بلقيس ثم بدل الله جناتهم بجنات فيهاأم غيلان وأثل و هونوع من الطرفاء و شيء من السدر. وروي الكلبي عن أبي صالح قال ألقت طريفة الكاهنة إلي أبي عامر ألذي يقال له ابن ماء السماء وكانت قدرأت في كهانتها أن سد مأرب سيخرب و أنه سيأتي سيل العرم فيخرب الجنات .فباع ابن عامر أمواله وسار هو وقومه إلي مكة فأقاموا بها و ماحولها فأصابهم الحمي وكانوا ببلد لايدرون فيه ماالحمي فدعوا طريفة وشكوا إليها ألذي أصابهم فقالت لهم قدأصابني ألذي تشكون و هومفرق مفرق بيننا فقالوا فما ذا تأمرين قالت من كان منهم ذا هم بعيد وجمل شديد

وزاد جديد فليلحق بقصر عمان المشيد فكانت أزد عمان و من كان منكم ذا جلد وقسر وصبر علي أزمات الدهر فعليه بالأراك من بطن مر فكانت خزاعة و من منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الأوس والخزرج و من كان يريد الخمر والخمير والملك والتأمير وملابس التاج والحرير فليلحق ببصري وعوير وهما من أرض الشام و كان ألذي سكنوها آل جفنة بن غسان و من كان منكم يريد الثياب الرقاق والخيل العتاق وكنوز الأرزاق والدم المراق فليلحق بأرض العراق و كان الذين سكنوها آل جذيمة الأبرش و من كان بالحيرة آل محرق

[ صفحه 388]

و أماقصة أصحاب الرس الذين ذكرهم الله تعالي في القرآن

فروي في علل الشرائع وعيون الأخبار بإسناده إلي الهروي عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي ع قال سأل أبي علي بن أبي طالب ع قبل مقتله بثلاثة أيام رجل من أشراف تميم يقال له عمرو يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا وأين كانت منازلهم و من كان ملكهم وهل بعث الله عز و جل إليهم رسولا وبما ذا أهلكوا فقال ع لقد سألت عن حديث ماسألني عنه أحد قبلك و لايحدثك أحد بعدي إلاعني و ما في كتاب الله عز و جل آية إلا و أناأعرف بتفسيرها و في أي مكان نزلت من سهل أوجبل و في أي وقت من ليل أونهار و إن هاهنا لعلما جما وأشار إلي صدره ولكن طلابه قليل و عن قليل يندمون لوفقدوني -روايت-1-2-روايت-109-634

كان من قصتهم ياأخا تميم أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاهدرخت كان يافث بن نوح غرسها علي شفير عين يقال لها روشناآب وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم

رسوا نبيهم في الأرض و ذلك بعدسليمان ع وكانت لهم اثنتا عشرة قرية علي شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق وبهم سمي النهر و لم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه و لاأعذب منه و لاقري أكثر و لاأعمر منها وذكر ع أسماءها و كان أعظم مدائنهم إسفندار وهي التي ينزلها ملكهم و كان يسمي تركوذ بن غابور بن يارش بن ساذن بن نمرود بن كنعان فرعون ابراهيم ع و بهاالعين الصنوبرة و قدغرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهرا من العين التي عندالصنوبرة فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والأنهار فلايشربون منها و لاأنعامهم و من فعل ذلك قتلوه ويقولون هوحياة آلهتنا فلاينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس ألذي عليه قراهم و قدجعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون علي الشجرة التي بهاكلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة ويشعلون فيهاالنيران بالحطب فإذاسطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم و بين النظر إلي

-روايت-1-2-روايت-3-ادامه دارد

[ صفحه 389]

السماء خروا سجدا يبكون ويتضرعون إليها أن ترضي عنهم فكان الشيطان يجي ء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قدرضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا فيرفعون رءوسهم

عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف ويأخذون الدست بند يعني الصنج فيكونون علي ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون وسمت العجم شهورها اشتقاقا من تلك القري حتي إذا كان عيد قريتهم العظمي اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربوا

عندالصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثني

عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ماقربوا للشجرة التي في قراهم فيجي ء إبليس

عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا ويتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رءوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لايفيقون و لايتكلمون من الشرب والعزف فيكونون علي ذلك اثني عشر يوما ولياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون فلما طال كفرهم بالله عز و جل وعبادتهم غيره بعث الله نبيا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب فلبث فيهم زمانا طويلا يدعوهم إلي عبادة الله عز و جل ومعرفة ربوبيته فلايتبعونه فلما رأي شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمي قال يارب إن عبادك أبوا إلاتكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لاتضر و لاتنفع فأيبس شجرهم أجمع وأرهم قدرتك وسلطانك فأصبح القوم و قدأيبس شجرهم كله فهالهم ذلك فصاروا فرقتين فرقة قالت سحر آلهتكم هذا الرجل ألذي زعم أنه رسول رب السماء و الأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلي إلهه وفرقة قالت لابل غضبت آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلي عبادة غيرها فحجبت حسنها وبهاءها لكي تغضبوا لها فتنتصروا منه وأجمع رأيهم علي قتله فاتخذوا أنابيب طوالا مثل البرابخ ونزحوا ما فيها من الماء ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيهانبيهم

-روايت-از قبل-1761

[ صفحه 390]

وألقموا فاها صخرة عظيمة ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا نرجو الآن أن ترضي عنا آلهتنا إذارأت أنا قدقتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفي منه فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم ع و

هو يقول سيدي قدتري ضيق مكاني وشدة كربي فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي وعجل بقبض روحي و لاتؤخر إجابة دعوتي حتي مات فقال الله جل جلاله لجبرئيل ع يظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وآمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أويخرجوا من سلطاني كيف و أناالمنتقم ممن عصاني و لم يخش عقابي وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالا وعبرة للعالمين فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلابريح عاصف شديد الحمرة فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلي بعض ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب فذابت أبدانهم كمايذوب الرصاص بالنار فنعوذ بالله تعالي من غضبه ونزول نقمته و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم

-روايت-1-947

تفسير علي بن ابراهيم أصحاب الرس هم الذين هلكوا لأنهم استغنوا الرجال بالرجال والنساء بالنساء

قصص الراوندي بإسناده إلي يعقوب بن ابراهيم قال سأل رجل أبا الحسن ع عن أصحاب الرس الذين ذكرهم الله من هم و أي قوم كانوا فقال كانا رسولين أماأحدهما فليس ألذي ذكره الله في كتابه كان أهله أهل بدو وأصحاب شاة وغنم فبعث الله إليهم صالح النبي رسولا فقتلوه وبعث إليهم رسولا آخر وعضده بولي فقتلوا الرسول وجاهدوا الولي حتي قمحهم وكانوا يقولون إلهنا في البحر وكانوا علي شفيره و كان لهم عيد في السنة يخرج حوت عظيم من البحر في ذلك اليوم فيسجدون له فقال ولي صالح لاأريد أن تجعلوني ربا ولكن هل تجيبوني إلي مادعوتكم إن أطاعني ذلك الحوت فقالوا نعم وأعطوه عهودا ومواثيق فخرج حوت راكبا علي أربعة أحوات فلما نظروا إليه خروا سجدا فخرج ولي -روايت-1-2-روايت-55-ادامه دارد

[ صفحه 391]

صالح النبي إليه و قال

له ائتني طوعا أوكرها بسم الله الكريم فنزل أخواته فقال الولي ائتني عليهن لئلا يكون من القوم في أمري شك فأتي الحوت إلي البر يجرها وتجره إلي

عندولي صالح فكذبوه بعد ذلك فأرسل الله عليهم ريحا فقذفتهم في البحر ومواشيهم فأتي الوحي إلي ولي صالح بموضع ذلك البئر و فيهاالذهب والفضة فانطلق فأخذه ففضه علي أصحابه بالسوية و أماالذين ذكرهم الله في كتابه فهم قوم كان لهم نهر يدعي الرس و كان فيهم أنبياء كثيرة وكانوا يعبدون الصلبان فبعث الله إليهم ثلاثين نبيا في مشهد واحد فقتلوهم جميعا ثم ذكر القصة السابعة

-روايت-از قبل-570

و في كتاب العرائس أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان و كان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا في السماء سيلا وكانت العنقاء تتشابه وهي أعظم ما يكون من الطير و فيها من كل لون . وسموها العنقاء لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض علي الطير تأكل فجاعت ذات يوم فأعوزها الطير فانقضت علي صبي فذهبت به ثم إنها انقضت علي جارية فأخذتها فضمتها إلي جناحين لها صغيرين سوي الجناحين الكبيرين .فشكوا إلي نبيهم فقال أللهم خذها واقطع نسلها فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر فضربتها العرب مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها. ثم إن أصحاب الرس قتلوا نبيهم فأهلكهم الله تعالي وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لايسكنها أحد ثم أتي الله بقرن بعد ذلك فنزلوها وكانوا صالحين سنين ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعو ابنته وأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة. ثم ارتفعوا من ذلك إلي نوع أخزي ترك الرجال النساء حتي شبقن واستغنوا بالرجال فجاء شيطانهن في صورة امرأة وهي الدلهات

كانت في بيضة واحدة فشهت إلي النساء ركوب بعضهن بعضا وعلمتهن كيف يضعن فأصل ركوب النساء بعضهم بعضا من الدلهات .فسلط الله علي ذلك القرن صاعقة في أول الليل وخسفا في آخر الليل وخسفا مع الشمس فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم وأحسبها اليوم لاتسكن .

[ صفحه 392]

و أماقصة شعيا

ففي قصص الراوندي طاب ثراه بإسناده إلي الباقر ع قال قال علي ع أوحي الله تعالي جلت قدرته إلي شعيا ع أني مهلك من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم فقال ع هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فقال داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي -روايت-1-2-روايت-74-275

. و فيه عن وهب بن منبه قال كان في بني إسرائيل ملك في زمان شعيا وهم تابعون مطيعون لله ثم إنهم ابتدعوا البدع فأتاهم ملك بابل و كان نبيهم يخبرهم بغضب الله عليهم فلما نظروا إلي ما لاقبل به من الجنود تابوا وتضرعوا فأوحي الله تعالي إلي شعيا ع أني قبلت توبتهم لصلاح آبائهم وملكهم كانت له قرحة بساقه و كان عبدا صالحا.فأوحي الله تعالي إليه ع أن مر ملك بني إسرائيل فليوص وصيه وليستخلف علي بني إسرائيل من أهل بيته فإني قابضه يوم كذا فليعهد عهده .فأخبره شعيا ع برسالته تعالي عز وعلا. فلما قال له ذلك أقبل علي التضرع والدعاء والبكاء فقال أللهم ابتدأتني بالخير من أول يوم وسببته لي و أنت فيما ستقبل رجائي وثقتي فلاالحمد بلا عمل صالح سلف مني و أنت أعلم مني بنفسي أسألك أن تؤخر عني الموت وتنسئ لي عمري وتستعملني بما تحب وترضي .فأوحي الله تعالي إلي شعيا ع أني رحمت تضرعه واستجبت دعوته و قدزدت في عمره خمس

عشرة سنة فمره فليداوي قرحته بماء الطين فإني قدجعلته شفاء مما هو فيه وإني قدكفيته وبني إسرائيل مئونة عدوهم . فلما أصبحوا وجدوا جنود ملك بابل مصروعين في عسكرهم موتي لم يفلت منهم أحد إلاملكهم وخمسة نفر فلما نظروا إلي أصحابهم و ماأصابهم كروا منهزمين إلي أرض بابل وثبتوا بنو إسرائيل متوازرين علي الخير. فلما مات ملكهم ابتدعوا البدع ودعا كل نفسه وشعيا يأمرهم وينهاهم فلايقبلون

[ صفحه 393]

حتي يهلكهم الله و قال صاحب الكامل قيل إن شعيا أوحي الله إليه ليقوم في بني إسرائيل يذكرهم بما يوحي علي لسانه لماكثرت فيهم الأحداث ففعل فعدوا عليه ليقتلوه فهرب منهم فلقيته شجرة عظيمة فانفلقت له فدخلها وأخذ الشيطان بهدب ثوبه وأراه بني إسرائيل فوضعوا المنشار علي الشجرة فنشروها حتي قطعوه في وسطها

كتاب التوحيد عن الحسن بن محمدالنوفلي عن الرضا ع فيما احتج علي أرباب الملل قال ع للجاثليق يانصراني كيف علمك بكتاب شعيا قال أعرفه حرفا حرفا فقال له ولرأس الجالوت أتعرفان هذا من كلامه ياقوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور ورأيت راكب البعير ضوءه مثل ضوء القمر فقالا قد قال ذلك شعيا ثم قال ع و قال شعيا النبي ع فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة رأيت راكبين أضاء لهما الأرض أحدهما علي حمار والآخر علي جمل فمن راكب الحمار و من راكب الجمل قال رأس الجالوت لاأعرفهما فخبرني بهما قال أماراكب الحمار فعيسي ع و أماراكب الجمل فمحمدص أتنكر هذا من التوراة قال لا ماأنكره ثم قال الرضا ع هل تعرف حبقوق النبي ع قال نعم إني به لعارف قال وكتابكم ينطق ماجاء الله بالبيان من جبل فاران وامتلأ السماوات من تسبيح

أحمدص وأمته يحمل خيله في البر يأتينا بكتاب جديد بعدخراب بيت المقدس يعني بالكتاب القرآن أتعرف هذا وتؤمن به قال رأس الجالوت قد قال ذلك حبقوق و لاننكره

-روايت-1-2-روايت-56-946

[ صفحه 394]

باب فيه قصص زكريا ويحيي ع

عيون الأخبار عن الريان بن شبيب قال دخلت علي الرضا ع في أول يوم من المحرم فقال يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت لا فقال إن هذااليوم ألذي دعا فيه زكريا ع فقال رَبّ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعاءِفاستجاب الله وأمر الملائكة فنادت زكريا و هوقائم يصلي في المحراب أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحييفمن صام هذااليوم ودعا الله عز و جل استجاب الله له كمااستجاب لزكريا ع

-روايت-1-2-روايت-41-413

الكافي عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قلت ماعني الله تعالي بقوله في يحيي وَ حَناناً مِن لَدُنّا وَ زَكاةً قال فما بلغ من تحنن الله عليه قال إذا قال يارب قال الله عز و جل لبيك يايحيي

-روايت-1-2-روايت-45-205

الأمالي بإسناده إلي النبي ص قال كان من زهد يحيي بن زكريا ع أنه أتي بيت المقدس فنظر إلي المجتهدين من الأحبار والرهبان عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف و إذاهم خرقوا تراقيهم وسلكوا فيهاالسلاسل وشدوها إلي سواري المسجد فلما نظر إلي ذلك أتي إلي أمه فقال ياأماه انسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا من صوف حتي آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار والرهبان فقالت له أمه حتي يأذن نبي الله وأوامره في ذلك فدخل بمقالة يحيي فقال زكريا يابني مايدعوك إلي هذا وإنما أنت صبي صغير فقال له ياأبت أ مارأيت من هوأصغر سنا مني قدذاق الموت قال بلي ثم قال لأمه انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف ففعلت فتدرع المدرعة علي بدنه ووضع

البرنس علي رأسه ثم أتي بيت المقدس فأقبل

-روايت-1-2-روايت-40-ادامه دارد

[ صفحه 395]

يعبد الله عز و جل مع الأحبار حتي أكلت مدرعة الشعر لحمه فنظر ذات يوم إلي ما قدنحل من جسمه فبكي فأوحي الله تعالي يايحيي أتبكي مما قدنحل من جسمك وعزتي وجلالي لواطلعت علي النار اطلاعة لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج فبكي حتي أكلت الدموع لحم خديه وبدا للناظرين أضراسه فبلغ ذلك أمه فدخلت عليه وأقبل زكريا واجتمع الأحبار والرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه فقال ماشعرت بذلك فقال زكريا يابني مايدعوك إلي هذاإنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني قال أنت أمرتني بذلك ياأبة قال ومتي ذلك يابني قال ألست القائل إن بين الجنة والنار لعقبة لايجوزها إلاالبكاءون من خشية الله قال بلي فجد واجتهد وشأنك غيرشأني فقام يحيي فنفض مدرعته فأخذته أمه فقالت أتأذن لي يابني أن أتخذ لك قطعتي لبود يواريان أضراسك وينشفان دموعك فقال لها شأنك فاتخذت له قطعتي لبود يوريان أضراسه وتنشفان دموعه حتي ابتلتا من دموع عينيه فحسر عن ذراعيه ثم أخذهما فعصرهما فتحدر الدموع بين أصابعه فنظر زكريا إلي ابنه و إلي دموع عينيه فرفع رأسه إلي السماء و قال أللهم إن هذاابني و هذه دموع عينيه و أنت أرحم الراحمين و كان زكريا ع إذاأراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا فإن رأي يحيي لم يذكر جنة و لانارا فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل وأقبل يحيي قدلف رأسه بعباءة فجلس في غمار الناس والتفت زكريا يمينا وشمالا فلم ير يحيي فأنشأ يقول حدثني حبيبي جبرئيل عن الله تبارك و تعالي أن في جهنم جبلا يقال له السكران في أصل ذلك الجبل واديا يقال

له الغضبان يغضب لغضب الرحمن تبارك و تعالي في ذلك الوادي جب قامته مائة عام في ذلك الجب توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار وثياب من نار وسلاسل من نار وأغلال من نار فرفع يحيي ع رأسه فقال وا غفلتاه من السكران ثم أقبل هائما علي وجهه فقام زكريا من مجلسه ودخل علي أم يحيي فقال لها ياأم يحيي قومي فاطلبي يحيي فإني قدتخوفت أن لانراه إلا و قدذاق الموت فقامت فخرجت في طلبه حتي مرت

-روايت-از قبل-1847

[ صفحه 396]

بفتيان من بني إسرائيل فقالوا لها ياأم يحيي أين تريدين قالت أن أطلب ولدي يحيي ذكرت النار بين يديه فهام علي وجهه فمضت أم يحيي والفتية معها حتي مرت براعي غنم فقالت له ياراعي هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا فقال لها لعلك تطلبين يحيي بن زكريا قالت نعم ذاك ولدي ذكرت النار بين يديه فهام علي وجهه فقال إني تركته الساعة علي عقبة ثنية كذا وكذا ناقعا قدميه في الماء رافعا بصره إلي السماء يقول وعزتك يامولاي لاذقت بارد الشراب حتي أنظر إلي منزلتي منك وأقبلت أمه فلما رأته دنت منه فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها وهي تناشده بالله أن ينطلق معها إلي المنزل فانطلق معها إلي المنزل فقالت هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف فإنه ألين ففعل وطبخ له عدس فأكل واستوفي فنام فذهب به النوم فلم يقم لصلاته فنودي في منامه يايحيي بن زكريا أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري فاستيقظ فقام فقال يارب أقلني عثرتي إلهي فو عزتك لاأستظل بظل سوي بيت المقدس و قال لأمه ناوليني مدرعة الشعر فقد علمت أنكما ستورداني

المهالك فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به فقال لها زكريا ياأم يحيي دعيه فإن ولدي قدكشف عن قناع قلبه ولن ينتفع بالعيش فقام يحيي فلبس مدرعته ووضع البرنس علي رأسه ثم أتي بيت المقدس فجعل يعبد الله عز و جل مع الأحبار حتي كان من أمره ما كان

-روايت-1-1256

و عن أمير المؤمنين ع مابكت السماء و الأرض إلا علي يحيي بن زكريا و الحسين بن علي ع

-روايت-1-2-روايت-27-96

و قداختلف فيه لم سمي يحيي فقيل لأن الله أحيا به عقر أمه عن ابن عباس . وقيل لأن الله سبحانه أحياه بالإيمان أو أن الله سبحانه أحيا قلبه بالنبوة و لم يسم أحد قبله بيحيي

عيون الأخبار عن ياسر الخادم قال سمعت الرضا ع يقول إن أوحش ما يكون هذاالخلق في ثلاثة مواطن يوم يلد فيخرج من بطن أمه فيري الدنيا و يوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها و يوم يبعث فيري أحكاما لم يرها في دار الدنيا

-روايت-1-2-روايت-57-ادامه دارد

[ صفحه 397]

و قدسلم الله يحيي ع في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيّا و قدسلم الله عيسي ابن مريم علي نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال وَ السّلامُ عَلَيّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيّا

-روايت-از قبل-280

الأمالي عن الرضا ع أن إبليس كان يأتي الأنبياء ع من لدن آدم ع إلي أن بعث الله المسيح ع يتحدث عندهم ويسائلهم و لم يكن بأحد منهم أشد بأسا منه يحيي بن زكريا ع فقال له يحيي ع يا أبامرة إن لي إليك حاجة فقال أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ماشئت فإني غيرمخالفك فيما تريده فقال له يحيي ع يا

أبامرة أريد أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بهابني آدم فقال له إبليس حبا وكرامة وواعده لغد فلما أصبح يحيي ع قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب فما شعر حتي ساواه من خوخة كانت في بيته فإذاوجهه صورة وجه القرد وجسده علي صورة الخنزير و إذاعيناه مشقوقتان طولا وأسنانه عظم واحد بلا ذقن و لالحية و له أربعة أيد يدان في صدره ويدان في منكبه و إذاعراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه و عليه قباء و قدشد وسطه بمنطقة فيهاخيوط بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان و إذابيده جرس عظيم و علي رأسه بيضة و إذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاليب فلما تأمله يحيي ع قال له ما هذه المنطقة التي في وسطك فقال هذه المجوسية أنا ألذي سننتها وزينتها لهم فقال و ما هذه الخيوط الألوان قال له هذه جميع أصباغ النساء لاتزال المرأة تصبغ الصبغ حتي تقع مع لونها فافتتن الناس بها فقال له فما هذاالجرس ألذي بيدك قال هذا كل لذة من طنبور وبربط وطبل وناي وصرناي و إن القوم ليجلسون علي شرابهم فلايستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذاسمعوا استخفهم الطرب فمن بين من يرقص و من بين من يفرقع بأصابعه و من بين من يشق ثيابه فقال له و أي الأشياء أقر لعينك فقال النساء هن فخوخي ومصائدي فإني إذااجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلي النساء فطابت نفسي بهن فقال له يحيي ع فما هذه البيضة التي علي رأسك قال بهاأتوقي دعوات المؤمنين قال فما هذه الحديدة التي أري فيهاالكلاليب قال بهذه أقلب قلوب

-روايت-1-2-روايت-23-ادامه دارد

[ صفحه 398]

الصالحين قال يحيي ع فهل ظفرت بي ساعة قط قال لا ولكن

فيك خصلة تعجبني بها قال يحيي ع فما هي قال أنت رجل أكول فإذاظفرت وأكلت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل قال يحيي ع فإني أعطي الله عهدا ألا أشبع من الطعام حتي ألقاه قال له إبليس و أناأعطي الله عهدا ألا أنصح مسلما حتي ألقاه ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك

-روايت-از قبل-345

تفسير علي بن ابراهيم كانت امرأة زكريا أخت مريم بنت عمران بن ماتان ويعقوب بن ماتان وبنو ماتان إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل وبنو ملوكهم من ولد سليمان بن داود ع فطلب من الله سبحانه ولدا وارثا

و عن علي بن الحسين ع قال خرجنا مع الحسين ع فما نزل منزلا و لاارتحل منه إلا وذكر يحيي بن زكريا ع

-روايت-1-2-روايت-34-112

و قال يوما إن من هوان الدنيا علي الله عز و جل أن رأس يحيي بن زكريا أهدي إلي بغي من بغايا بني إسرائيل

-روايت-1-2-روايت-3-116

كتاب الإحتجاج سأل سعد بن عبد الله القائم ع عن تأويل كهيعص فقال ع هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع عليها عبده ثم قصها علي محمدص و ذلك أن زكريا ع سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط الله عليه جبرئيل فعلمه إياها فكان زكريا إذاذكر محمداص وعليا وفاطمة و الحسن ع انكشف عنه وانجلي كربه و إذاذكر الحسين ع خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة يعني الزفير وتتابع النفس فقال ع ذات يوم إلهي مابالي إذاذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي و إذاذكرت الحسين ع تدمع عيني وتثور زفرتي فأنبأه الله تعالي عن قصته فقال كهيعص فالكاف اسم كربلاء والهاء هلاك العترة والياء يزيد و هوظالم الحسين ع والعين عطشه والصاد صبره فلما سمع ذلك زكريا ع لم يفارق

مسجده ثلاثة أيام ومنع فيهن الناس من الدخول عليه وأقبل علي البكاء والنحيب و كان يرثيه و يقول إلهي أتفجع خير خلقك بولده إلهي أتنزل بلوي هذه

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه دارد

[ صفحه 399]

الرزية بفنائه إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة إلهي أتحل كربة هذه المصيبة بساحتها ثم كان يقول إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني علي الكبر فإذارزقتنيه فافتني بحبه ثم أفجعني به كماتفجع محمدا حبيبك بولده فرزقه الله يحيي ع وفجعه به و كان حمل يحيي ع ستة أشهر وحمل الحسين ع كذلك

-روايت-از قبل-306

علل الشرائع بالإسناد إلي وهب قال انطلق إبليس يستقر ئ مجالس بني إسرائيل أجمع و يقول في مريم ع ويقذفها بزكريا حتي التحم الشر وشاعت الفاحشة علي زكريا ع فلما رأي زكريا ذلك هرب واتبعه سفهاؤهم وشرارهم وسلك في واد حتي إذاتوسطه انفرج له جذع فدخل فيه وانطبقت عليه الشجرة وأقبل إبليس يطلبه معهم حتي انتهي إلي الشجرة التي دخل فيهازكريا ع فقاس لهم إبليس الشجرة من أسفلها إلي أعلاها حتي إذاوضع يده علي موضع القلب من زكريا ع فنشروا بمنشارهم وقطعوا الشجرة وقطعوه في وسطها ثم تفرقوا عنه وتركوه وغاب عنهم إبليس حتي فرغ مما أراد فكان آخر العهد به و لم يصب زكريا ع من ألم المنشار شيء ثم بعث الله عز و جل الملائكة فغسلوا زكريا وصلوا عليه ثلاثة أيام من قبل أن يدفن وكذلك الأنبياء ع لايتغيرون و لايأكلهم التراب ويصلي عليهم ثلاثة أيام ثم يدفنون

-روايت-1-2-روايت-39-795

إكمال الدين عن الصادق ع قال أفضي الأمر بعددانيال إلي عزير وكانوا يجتمعون إليه ويأخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه وغابت الحجج بعده واشتدت البلوي علي بني إسرائيل حتي

ولد يحيي بن زكريا ع وترعرع فظهر و له سبع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثني عليه وأخبرهم أن محن الصالحين أنما كانت لذنوب بني إسرائيل ووعدهم الفرج بقيام المسيح ع بعدنيف وعشرين سنة من هذاالقول

-روايت-1-2-روايت-35-439

[ صفحه 400]

قصص الراوندي عنه ع قال إن ملكا كان علي عهد يحيي بن زكريا ع لم يكفه ما كان عليه من الطروقة حتي ينال امرأة بغيا فكانت تأتيه حتي أسنت فلما أسنت هيأت ابنتها ثم قالت لها إني أريد أن آتي بك الملك فإذاواقعك فيسأل ماحاجتك فقولي حاجتي أن تقتل يحيي بن زكريا فلما واقعها سألها عن حاجتها فقالت قتل يحيي بن زكريا فبعث إلي يحيي ع فجاءوا به فدعا بطشت فذبحه فيها وصبوه علي الأرض فيرتفع الدم ويعلو فأقبل الناس يطرحون عليه التراب فيعلو عليه الدم حتي صار تلا عظيما ومضي ذلك القرن فلما كان من أمر بخت نصر ما كان رأي ذلك الدم فسأل عنه فلم يجد أحدا يعرفه حتي دل علي شيخ كبير فسأله فقال أخبرني أبي عن جدي أنه كان من قصة يحيي بن زكريا ع كذا كذا وقص عليه القصة والدم دمه فقال بخت نصر لاجرم لأقتلن عليه حتي يسكن فقتل عليه سبعين ألفا فلما وافي عليه سكن الدم

-روايت-1-2-روايت-30-808

و فيه عن أبي عبد الله أن الله عز و جل إذاأراد أن ينتصر لأوليائه انتصر لهم بشرار خلقه و إذاأراد أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه ولقد انتصر ليحيي بن زكريا ببخت نصر

-روايت-1-2-روايت-29-177

و في خبر آخر أن عيسي ابن مريم ع بعث يحيي بن زكريا ع في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس وينهونهم عن نكاح ابنة الأخت قال و كان لملكهم ابنة أخت

تعجبه و كان يريد أن يتزوجها فلما بلغ أمها أن يحيي نهي مثل هذاالنكاح أدخلت ابنتها علي الملك مزينة فلما رآها سألها عن حاجتها قالت حاجتي أن تذبح يحيي بن زكريا فقال سليني غير هذافقالت لاأسألك غير هذا فلما أبت دعا بطشت ودعا يحيي فذبحه فبدرت قطرة من دمه فوقعت علي الأرض فلم تزل تعلو حتي بعث الله بخت نصر عليهم فقتل منهم سبعين ألفا حتي سكن

-روايت-1-2-روايت-16-527

قصص الراوندي عن أبي جعفر ع قال إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي و إن قاتل يحيي بن زكريا ابن بغي و إن قاتل علي ع ابن بغي وكانت مراد تقول مانعرف له فينا أبا و لانسبا و إن قاتل الحسين بن علي ع ابن بغي وإنه لم يقتل الأنبياء و لاأولاد الأنبياء إلاأولاد البغايا

-روايت-1-2-روايت-39-288

[ صفحه 401]

و قال في قوله تعالي لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا قال يحيي بن زكريا ع لم يكن له سميا قبله و الحسين بن علي ع لم يكن له سمي قبله وبكت السماء عليهما أربعين صباحا وكذلك بكت الشمس عليهما وبكاؤها أن تطلع حمراء وتغيب

-روايت-1-2-روايت-10-239

وقيل أي بكي أهل السماء وهم الملائكة.أقول ذكرنا الأخبار الواردة في بكاء أهل السماوات والأرضين والشمس والقمر علي الحسين ع في المجلدة الثانية من كتابنا الموسوم برياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار. وورد أن البكاء كان بأنواع مختلفة

الكافي عن أبي الحسن الأول ع قال كان يحيي بن زكريا يبكي و لايضحك و كان عيسي ابن مريم يضحك ويبكي و كان ألذي يصنع عيسي ع أفضل من ألذي كان يصنع يحيي

-روايت-1-2-روايت-40-169

و في الكامل أن يحيي ع أول من آمن بعيسي ع و ذلك أن أمه كانت حاملا به

فاستقبلت مريم ع وهي حامل بعيسي فقالت لها يامريم أحامل أنت قالت لماذا تسأليني قالت إني أري ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك تصديقه . وقيل صدق المسيح ع و له ثلاث سنين وقيل بستة أشهر و كان يأكل العشب وأوراق الشجر. وقيل كان يأكل خبز الشعير فمر به إبليس ومعه رغيف شعير فقال أنت تزعم أنك زاهد و قدادخرت رغيف شعير فقال يحيي ياملعون هوالقوت فقال إبليس إن أقل من القوت يكفي لمن يموت فأوحي الله إليه اعقل ما يقول لك

[ صفحه 402]

باب في قصص عيسي وأمه ع و فيه فصول

الفصل الأول في ولادة مريم وبعض أحوالها

الكافي عن أبي عبد الله ع قال يؤتي بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قدافتتنت في حسنها فتقول يارب حسنت خلقي حتي لقيت مالقيت فيجاء بمريم فيقال أنت أحسن أم هذه قدحسناها فلم تفتتن الحديث

-روايت-1-2-روايت-37-207

العياشي عن أبي جعفر ع قال إن فاطمة ضمنت لعلي ع عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت وضمن لها علي ع ما كان خلف الباب ثقل الحطب و أن يجي ء بالطعام فقال لها يوما يافاطمة هل عندك شيءقالت و ألذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاث إلا شيءآثرتك به قال أ فلاأخبرتني قالت كان رسول الله ص نهاني أن أسأل شيئا فقال لاتسألي ابن عمك شيئا إن جاءك بشي ء عفوا و إلا فلاتسأليه قال فخرج ع فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به و قدأمسي فلقيه المقداد بن الأسود الكندي فقال للمقداد ماأخرجك في هذه الساعة قال الجوع و ألذي عظم يا أمير المؤمنين قال هو ألذي أخرجني و قداستقرضت دينارا وسآثرك به فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله ص جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شيءمغطي

-روايت-1-2-روايت-33-ادامه دارد

[ صفحه 403]

فلما فرغت أحضرت ذلك الشي ء فإذاجفنة من

خبز ولحم قال يافاطمة أني لك هذاقالت هو من

عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فقال رسول الله ص أ لاأحدثك بمثلك ومثلها قال بلي قال مثل زكريا إذ دخل علي مريم المحراب فوَجَدَ عِندَها رِزقاً قالَ يا مَريَمُ أَنّي لَكِ هذا قالَت هُوَ مِن

عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَرزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍفأكلوا منها شهرا وهي الجفنة التي يأكل منها القائم ع وهي عنده

-روايت-از قبل-428

تفسير علي بن ابراهيم أوحي الله إلي عمران أني واهب لك ولدا يبر ئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتي بإذن الله فبشر عمران زوجته بذلك فحملت فقالت رَبّ إنِيّ نَذَرتُ لَكَ ما فِي بطَنيِ مُحَرّراًللمحراب وكانوا إذانذروا نذرا محررا جعلوا ولدهم للمحراب فَلَمّا وَضَعَتها قالَت رَبّ إنِيّ وَضَعتُها أُنثيالآية فوهب الله عيسي

-قرآن-153-201-قرآن-259-309

و قال الصادق ع إن قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه و كان في ولده وولد ولده فلاتنكروا ذلك إن الله أوحي إلي عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبر ئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتي بإذني وجاعله رسولا إلي بني إسرائيل فحدث عنه امرأته بذلك فلما حملت بها كان حملها

عندنفسها غلامافَلَمّا وَضَعَتهاأنثي قالَت رَبّ إنِيّ وَضَعتُها أُنثي فلما وهب الله لمريم عيسي ع كان هو ألذي بشر الله به عمران ووعده إياه

-روايت-1-2-روايت-20-435

. و لماولدت مريم كفل زكريا تربيتها

تفسير الراوندي بإسناده إلي محمد بن طلحة قال قلت للرضا ع أيأتي الرسل عن الله بشي ء ثم تأتي بخلافه قال نعم إن شئت حدثتك به و إن شئت أتيت به من كتاب الله تعالي قال الله تعالي ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ كَتَبَ اللّهُ لَكُمالآية فما دخلوها ودخل أبناء أبنائهم و قال عمران إن الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيا

في سنتي هذه وشهري هذا ثم غاب وولدت امرأته مريم وكفلها زكريا فقالت طائفة صدق نبي الله وقالت الأخري كذب فلما ولدت مريم عيسي قالت الطائفة التي أقامت علي صدق عمران هذا ألذي وعدنا الله

-روايت-1-2-روايت-50-547

[ صفحه 404]

الفصل الثاني في ولادة عيسي ع و في معجزاته ونقش خاتمه وطرف مما يلائم ذلك

الكافي عن أبي عبد الله ع قال لم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسين ع وعيسي ابن مريم ع

-روايت-1-2-روايت-37-100

و فيه عن حفص بن غياث قال رأيت أبا عبد الله ع يتخلل بساتين الكوفة فانتهي إلي نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند إلي نخلة فدعا بدعوات ثم قال ياحفص إنها و الله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم ع وَ هزُيّ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّا

-روايت-1-2-روايت-32-320

تفسير علي بن ابراهيم وَ اذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكاناً شَرقِيّا قال خرجت إلي النخلة اليابسةفَاتّخَذَت مِن دُونِهِم حِجاباً قال في محرابهافَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنايعني جبرئيل ع فَتَمَثّلَ لَها بَشَراً سَوِيّا قالَت إنِيّ أَعُوذُ بِالرّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا فقال جبرئيل إِنّما أَنَا رَسُولُ رَبّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّافأنكرت ذلك لأنه لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غيرفحل فقالَت أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَم يمَسسَنيِ بَشَرٌ وَ لَم أَكُ بَغِيّا و لم يعلم جبرئيل ع أيضا كيفية القدرة فقال لهاكَذلِكِ قالَ رَبّكِ هُوَ عَلَيّ هَيّنٌ. قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسي في الليل فوضعته في الغداة و كان حملها تسع ساعات جعل الله لها الشهور ساعات ثم ناداها جبرئيل ع وَ هزُيّ إِلَيكِ بِجِذعِ النّخلَةِ أي هزي النخلة اليابسة و كان ذلك اليوم سوقا فاستقبلتها الحاكة وكانت الحياكة أنيل أي أنفع صناعة في ذلك الزمان فأقبلوا علي

بغال شهب فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة فاستهزءوا بها وزجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم نزرا أي قليل النفع وجعلكم في الناس عارا فاستقبلوها قوم من التجار فدلوها علي النخلة اليابسة فقالت لهم جعل الله البركة في كسبكم وأحوج الناس إليكم

-قرآن-24-96-قرآن-126-156-قرآن-173-198-قرآن-215-301-قرآن-315-371-قرآن-437-511-قرآن-560-597-قرآن-733-767

[ صفحه 405]

فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت عيسي ع . فلما نظرت إليه قالت يا ليَتنَيِ مِتّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيّا ماذا أقول لخالي و ماذا أقول لبني إسرائيل فنادها عيسي من تحتهاأَلّا تحَزنَيِ قَد جَعَلَ رَبّكِ تَحتَكِ سَرِيّا أي نهرا وحركي النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. وكانت النخلة قديبست منذ دهر فمدت يدها إلي النخلة فأورقت وأثمرت وسقط عليها الرطب الطري فطابت نفسها. و قال لها عيسي قمطيني ثم افعلي كذا وكذا فقمطته وسوته و قال لها عيسي فكَلُيِ وَ اشربَيِ وَ قرَيّ عَيناً فَإِمّا تَرَيِنّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فقَوُليِ إنِيّ نَذَرتُ لِلرّحمنِ صَوماً وصمتا كذا نزلت فَلَن أُكَلّمَ اليَومَ إِنسِيّا.ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها وخرج زكريا فأقبلت و هو في صدرها وأقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبسرن في وجهها فلم تكلمهن حتي دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل وزكرياقالُوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّا يا أُختَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَ ما كانَت أُمّكِ بَغِيّا ومعني قوله يا أُختَ هارُونَ إن هارون كان رجلا زانيا فاسقا فشبهوها به من أين هذاالبلاء ألذي جئتي فَأَشارَت إلي عيسي في المهد فقالُوا كَيفَ نُكَلّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيّافأنطق الله عيسي ع فقال إنِيّ عَبدُ اللّهِ آتانيِ َ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ نَبِيّاالآية

-قرآن-72-123-قرآن-192-240-قرآن-467-584-قرآن-601-631-قرآن-813-929-قرآن-943-958-قرآن-1031-1039-قرآن-1061-1110-قرآن-1137-1195

الأمالي بإسناده إلي علي بن الحسين ع قال إن أمير المؤمنين ع لمارجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال

للناس إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة فلما أتي يمنة السواد إذا هوبراهب في صومعة له فقال له الراهب لاتنزل هذه الأرض بجيشك قال و لم قال لأنها لاينزلها إلانبي أووصي نبي يقاتل في سبيل الله عز و جل هكذا نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين ع أناوصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء فقال له الراهب فأنت إذاأصلع قريش ووصي محمدص فقال له أمير المؤمنين أناذاك فنزل الراهب إليه فقال له خذ علي شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وإنك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسي ع

-روايت-1-2-روايت-50-ادامه دارد

[ صفحه 406]

فأتي أمير المؤمنين موضعا فلكزه برجله فانبجست عين خرارة فقال هذه عين مريم التي انبعثت لها ثم قال اكشفوا هاهنا علي سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا هوبصخرة بيضاء فقال علي ع علي هذه الصخرة وضعت مريم عيسي من عاتقها وصلت هاهنا ثم قال أرض براثا هذه بيت مريم ع

-روايت-از قبل-273

التهذيب عن علي بن الحسين ع في قوله تعالي فَانتَبَذَت بِهِ مَكاناً قَصِيّا قال خرجت من دمشق حتي أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين ع ثم رجعت من ليلتها

-روايت-1-2-روايت-35-171

علل الشرائع عن وهب قال لماجاء المخاض مريم ع إلي جذع النخلة اشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلي حطب فجعله حولها كالحضيرة ثم أشعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتي دفئت وكسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها فمن أجل ذلك توقد النصاري النار في ليلة الميلاد وتلعب بالجوز

-روايت-1-2-روايت-29-309

و عن الباقر ع أن إبليس أتي ليلة ميلاد عيسي ع فقيل له قدولد الليلة ولد لم يبق علي وجه الأرض صنم إلاخر لوجهه وأتي المشرق

والمغرب يطلبه فوجده في بيت دير قدحفت به الملائكة فذهب يدنو فصاحت الملائكة تنح فقال لهم من أبوه فقالت الملائكة فمثله كمثل آدم فقال إبليس لأضلن به أربعة أخماس الناس

-روايت-1-2-روايت-18-316

و عنه ع لماقالت العواتق الفرية علي مريم وهن سبعون لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّاأنطق الله عيسي ع

عند ذلك فقال لهن ويلكن تفترين علي أمي إنِيّ عَبدُ اللّهِ آتانيِ َ الكِتابَ وأقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن علي أمي قال الحكم فقلت للباقر ع أفضربهن عيسي بعد ذلك قال نعم ولله الحمد والمنة

-روايت-1-2-روايت-13-326

علل الشرائع بإسناده عن وهب اليماني قال إن يهوديا سأل النبي ص فقال يا محمدكنت في أم الكتاب نبيا قبل أن تخلق قال نعم قال وهؤلاء أصحابك مثبتون معك قبل أن يخلقوا قال نعم قال فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كماتكلم عيسي ابن مريم علي زعمك وكنت قبل ذلك نبيا فقال النبي ص إنه ليس أمري كأمر عيسي ابن مريم خلقه الله عز و جل من أم ليس له أب كماخلق آدم من غيرأب و لاأم و لو أن عيسي خرج من بطنها و لم ينطق

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 407]

بالحكمة لم يكن لأمه عذر

عند الناس و قدأتت به من غيرأب وكانوا يأخذونها كمايأخذون من المحصنات فجعل الله منطقه عذرا لأمه

-روايت-از قبل-133

و عن الرضا ع قال كانت نخلة مريم ع العجوة ونزلت في كانون

-روايت-1-2-روايت-22-65

أقول اختلف في أنه لم سمي بالمسيح فقيل لأنه مسح باليمن والبركة. وقيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب . وقيل إنه كان لايمسح ذا عاهة بيده إلابرأه . وقيل لأنه مسحه جبرئيل ع بجناحه وقت ولادته لتكون عوذة من الشيطان و في تفسير العياشي أن أصحاب عيسي سألوه

أن يحيي لهم ميتا قال فأتي بهم إلي قبر سام بن نوح فقال له قم بإذن الله ياسام بن نوح فانشق القبر ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال له عيسي أيما أحب إليك تبقي أوتعود فقال ياروح الله أعود إني لأجد حرقة الموت و قال لذعة الموت في جوفي إلي يومي هذا

و فيه عن أبان بن تغلب قال سئل أبو عبد الله هل كان عيسي ابن مريم أحيا أحدا بعدموته حتي كان له أكل ورزق ومدة وولد قال فقال نعم إنه كان له صديق مؤاخ له في الله و كان عيسي يمر به فينزل عليه و إن عيسي غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فقالت مات يا رسول الله فقال لها أتحبين أن تريه قالت نعم قال إذا كان غدا أتيتك حتي أحييه بإذن الله فلما كان من الغد أتاها فقال انطلقي معي إلي قبره فانطلقا إلي قبره فوقف عيسي ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما عيسي فقال أتحب أن تبقي مع أمك في الدنيا قال يا رسول الله بأكل ورزق ومدة أوبغير مدة و لارزق و لاأكل فقال له عيسي بل بأكل ورزق ومدة تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال نعم قال فدفعه عيسي إلي أمه فعاش عشرين سنة وتزوج وولد له

-روايت-1-2-روايت-33-795

[ صفحه 408]

و في تفسير الحسن العسكري ع قال رسول الله ص ياعباد الله إن قوم عيسي ع لماسألوه أن ينزل مائدة من السماءقالَ اللّهُ إنِيّ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَفأنزلها عليهم فمن كفر بعدمسخه الله إما خنزيرا

وإما قردا وإما دبا وإما هرا وإما علي صورة بعض الطيور والدواب التي في البحر حتي مسخوا علي أربعمائة نوع من المسخ

-روايت-1-2-روايت-52-413

و قال أبو جعفر ع المائدة التي نزلت علي بني إسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب عليها تسعة ألوان وتسعة أرغفة

-روايت-1-2-روايت-22-112

وقيل لعيسي ما لك لاتتزوج قال و ماأصنع بالتزويج قيل يولد لك قال و ماأصنع بأولاد إن عاشوا افتتنونا و إن ماتوا أحزنونا

و قال أمير المؤمنين ع في بعض خطبه و إن شئت قلت في عيسي ابن مريم ع فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن و كان إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها وفاكهته ريحانة ماأنبتت الأرض للبهائم و لم تكن له زوجة تفتنه و لاولد يحزنه و لامال يتلفه و لاطمع يذله ودابته رجلاه وخادمه يداه

-روايت-1-2-روايت-42-337

و في إرشاد القلوب قال عيسي خادمي يداي ودابتي رجلاي وفراشي الأرض ووسادي الحجر ودفئي في الشتاء مشارق الأرض وسراجي بالليل القمر وإدامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف وفاكهتي وريحانتي ماأنبتت الأرض للوحوش والأنعام أبيت و ليس لي شيء وأصبح و ليس لي شيء و ليس علي وجه الأرض أحد أغني مني -روايت-1-2-روايت-32-319

أقول معني قوله وإدامي الجوع إني لاآكل شيئا إلا بعدشدة الجوع والاشتياق إليه و لاآكل إلا إذا كان هكذا يكون مستلذا و يكون كأنه مع الإدام والمراد بقوله أغني مني غني النفس وعدم الحاجة إلي الناس

وروي المفضل عن الصادق ع أن بقاع الأرض تفاخرت ففخرت الكعبة علي البقعة بكربلاء فأوحي الله إليها اسكني و لاتفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسي من الشجرة وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح ع و إن الدالية التي غسل فيهارأس الحسين ع فيها

و فيهاغسلت مريم عيسي واغتسلت لولادتها

-روايت-1-2-روايت-31-324

كتاب التمحيص عن سدير قال قلت لأبي جعفر ع هل يبتلي الله المؤمن

-روايت-1-2-روايت-30-ادامه دارد

[ صفحه 409]

فقال وهل يبتلي إلاالمؤمن حتي إن صاحب يس قال يا لَيتَ قوَميِ يَعلَمُونَ كان مكنعا قلت و ماالمكنع قال كان به الجذام

-روايت-از قبل-130

الأمالي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن عيسي روح الله مر بقوم مجلبين فقال مالهؤلاء قيل ياروح الله إن فلانة بنت فلان تهدي إلي فلان ابن فلان في ليلتها هذه قال يجلبون اليوم ويبكون غدا فقال قائل منهم و لم يا رسول الله قال لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه فقال القائلون بمقالته صدق الله وصدق رسوله و قال أهل النفاق و ماأقرب غدا فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها علي حالها لم يحدث بها شيءفقالوا ياروح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت فقال عيسي يفعل الله مايشاء فاذهبوا بنا إليها فذهبوا يتسابقون حتي قرعوا الباب فخرج زوجها فقال له عيسي استأذن لي علي صاحبتك فدخل إليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة قال فتخدرت فدخل عليها فقال لها ماصنعت ليلتك هذه قالت لم أصنع شيئا إلا و قدكنت أصنعه فيما مضي إنه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فنعطيه مايقوته إلي مثلها وإنه جاءني في ليلتي هذه و أنامشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل وهتف فلم يجبه أحد ثم هتف فلم يجب حتي هتف مرارا فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتي أنلته كماكنا ننيله فقال لها تنحي عن مجلسك فإذاتحت ثيابها أفعي مثل الجذع عاض علي ذنبه فقال ع بما صنعت صرف عنك هذا

-روايت-1-2-روايت-57-1128

أقول ورد في الأخبار عن السادة الأئمة الأطهار أن العلم ألذي

يخبر به الأنبياء ع عن الله تعالي لابد من وقوعه لئلا يلزم تكذيب الأنبياء ع و هذاالحديث ينافيه ظاهرا ويمكن الجواب أن هذا وأمثاله مما ترتب عليه وظهر منه إعجاز عيسي ورفع الكذب عنه . و قدوقع مثل هذا في إخبار النبي ص والجواب واحد

البصائر بإسناده إلي أبي عبد الله بن الوليد قال قال أبو عبد الله ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين ع وعيسي و موسي ع أيهم أعلم قال قلت مايقدمون علي أولي العزم أحدا قال أماإنك لوخاصمتهم بكتاب الله لحججتهم قال

-روايت-1-2-روايت-73-ادامه دارد

[ صفحه 410]

قلت وأين هذا في كتاب الله قال إن الله قال في موسي وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍ مَوعِظَةً و لم يقل كل شيء و قال في عيسي وَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ و لم يقل كل شيء و قال في صاحبكم كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

-روايت-از قبل-311

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي عبد الله ع قال قال الحسن فيما ناظر به ملك الروم كان عمر عيسي في الدنيا ثلاث وثلاثين سنة ثم رفعه الله إلي السماء ويهبط إلي الأرض بدمشق و هو ألذي يقتل الدجال

-روايت-1-2-روايت-65-207

عيون الأخبار بإسناده إلي الرضا ع قال كان نقش خاتم عيسي حرفين اشتقهما من الإنجيل طوبي لعبد ذكر الله من أجله وويل لعبد نسي الله من أجله

-روايت-1-2-روايت-43-153

إكمال الدين عن الباقر ع قال إن الله تبارك و تعالي أرسل عيسي إلي بني إسرائيل خاصة وكانت نبوته ببيت المقدس و كان من بعده من الحواريين اثنا عشر

-روايت-1-2-روايت-34-161

يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالي قدتعارضت الأخبار في عموم رسالة أولي العزم إلي كافة الناس خصوصا موسي وعيسي .ففي

بعض الأخبار أن رسالتهما عامة والأنبياء الذين كانوا في عصرهم أمروا بتبليغ شرائعهم و في بعضها كما في الخبر ولعل الأقوي هوالأول . ويئول هذاالحديث و مابمعناه علي إرادة إرساله بالذات إلي بني إسرائيل كمايقال في نبيناص إنه رسول العرب و رسول أهل مكة إذ لاخلاف في عموم رسالته إلي كافة المخلوقات

قصص الراوندي بإسناده إلي أبي عبد الله بن سنان قال سأل أبي أبا عبد الله ع هل كان عيسي يصيبه مايصيب ولد آدم قال نعم ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ويصيبه وجع الصغر في كبره ويصيبه المرض و كان إذامسه وجع الخاصرة في صغره و هو من علل الكبار قال لأمه ابغي لي عسلا وشونيزا وزيتا فتعجنين به ثم ائتيني به فأتته فكرهه فتقول لم تكرهه و قدطلبته فيقول هاتيه وصفته لك بعلم النبوة وأكرهته لجزع الصبا ويشم الدواء ثم يشربه بعد ذلك

-روايت-1-2-روايت-60-467

و عنه ع أن عيسي كان يبكي بكاء شديدا فلما أعيت مريم ع بشدة بكائه قال لها خذي من لحا هذه الشجرة فاجعلي وجورا ثم اسقينيه فإذاسقي -روايت-1-2-روايت-13-ادامه دارد

[ صفحه 411]

بكي بكاء شديدا فتقول مريم ماذا أمرتني فيقول ياأماه علم النبوة وضعف الصبا

-روايت-از قبل-84

عيون الأخبار عن الرضا ع قال قال رسول الله ص عليكم بالعدس فإنه مقدس مبارك يرقق القلب ويكثر الدمعة و قدبارك الله فيه سبعون نبيا آخرهم عيسي ابن مريم ع

-روايت-1-2-روايت-53-171

الكافي عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اتقوا الله و لايحسد بعضكم بعضا إن عيسي ابن مريم كان في شرائعه السيح في البلاد فخرج في بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير و كان كثير اللزوم لعيسي ابن مريم ع فلما انتهي عيسي إلي

البحر قال بسم الله بصحة يقين منه فمشي علي ظهر الماء فقال الرجل القصير حين نظر إلي عيسي جازه بسم الله بصحة يقين منه فمشي علي الماء فلحق بعيسي فدخله العجب بنفسه فقال هذاعيسي روح الله يمشي علي الماء و أناأمشي علي الماء فما فضله علي قال فرمس في الماء فاستغاث بعيسي فتناوله من الماء فأخرجه ثم قال له ما قلت ياقصير قال قلت هذاروح الله يمشي علي الماء و أناأمشي علي الماء فدخلني من ذلك عجب فقال له عيسي ع لقد وضعت نفسك في غيرالموضع ألذي وضعك الله به فمقتك الله علي ما قلت فتب إلي الله عز و جل قال فتاب الرجل ورجع إلي مرتبته التي وضعه الله فاتقوا الله و لايحسد بعضكم بعضا

-روايت-1-2-روايت-58-876

و عنه ع أن عيسي ع لما أن مر علي شاطئ البحر رمي بقرص من قوته في البحر فقال له بعض الحواريين ياروح الله وكلمته لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك قال فعلت هذالدابة تأكله من دواب الماء وثوابه

عند الله عظيم

-روايت-1-2-روايت-13-222

[ صفحه 412]

الفصل الثالث فيما جري بينه و بين إبليس و في حواريه وأصحابه و في مواعظه وحكمه ع

الأمالي عن ابن عباس خرجت امرأة من الجن تمشي علي شاطئ البحر فإذاهي بإبليس ساجدا علي صخرة صماء تسيل دموعه علي خديه فقامت تنظر إليه تعجبا ثم قالت له ويحك ياإبليس ماترجو بطول السجود فقال لها ياأيتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح أرجو إذابر ربي عز و جل قسمه وأدخلني نار جهنم أن يخرجني من النار برحمته ووقوع إبليس في البحر إنما كان من سماعه دعاء عيسي

-روايت-1-2-روايت-25-379

و عن أبي عبد الله ع أن عيسي ع صعد جبلا بالشام اسمه أريحا فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين فقال ياروح الله أحييت الموتي وأبرأت الأكمه والأبرص فاطرح

نفسك عن الجبل فقال عيسي ع إن ذلك أذن لي فيه و هذا لم يؤذن لي فيه

-روايت-1-2-روايت-27-244

و في حديث آخر عنه ع أنه قال إبليس لعيسي ع أ ليس تزعم أنك تحيي الموتي قال عيسي بلي قال فاطرح نفسك من فوق الحائط قال عيسي ويلك إن العبد لايجرب ربه و قال إبليس ياعيسي هل يقدر ربك أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها فقال إن الله لايوصف بالعجز و ألذي قلت لا يكون هومستحيل بنفسه كجمع الضدين

-روايت-1-2-روايت-26-328

و عن أبي جعفر ع قال لقي إبليس عيسي ابن مريم فقال هل نالني من حبائلك شيء قال جدتك التي قالت رَبّ إنِيّ وَضَعتُها أُنثي إلي قوله الشّيطانِ الرّجِيمِ

-روايت-1-2-روايت-27-165

أقول معناه أن جدتك لماقالت حين وضعت وضعها أمك وَ إنِيّ أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرّيّتَها مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِ لم يكن فيك نصيب

-قرآن-53-115

عيون الأخبار عن علي بن الحسين بن فضال قال قلت للرضا ع لم سمي -روايت-1-2-روايت-51-ادامه دارد

[ صفحه 413]

الحواريون الحواريين قال أما

عند الناس فإنهم سموا حواريين لأنهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل و هواسم مشتق من الخبز الحواري و أماعندنا فسمي الحواريون حواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير قال قلت له فلم سمي النصاري نصاري قال لأنهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسي بعدرجوعهما من مصر

-روايت-از قبل-396

و عنه ع سباق الأمم ثلاث لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب ع وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون حبيب النجار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون و علي بن أبي طالب ص و هوأفضلهم

-روايت-1-2-روايت-13-213

الكافي قال عيسي ابن مريم ع يامعشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي

قالوا قضيت حاجتك ياروح الله فقام فغسل أقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا ياروح الله فقال إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال عيسي ع عليكم بالتواضع تعمر الحكمة لابالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لابالجبل

-روايت-1-2-روايت-33-362

و فيه أنه سئل أبو عبد الله ع مابال أصحاب عيسي ع كانوا يمشون علي الماء و ليس ذلك في أصحاب محمدص قال إن أصحاب عيسي كفوا عن المعاش و إن هؤلاء ابتلوا بالمعاش

-روايت-1-2-روايت-10-176

و فيه عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قلت إنا لنري الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع و لا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا فقال يا محمدإنما مثل أهل بيتي مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لايجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلادعا فأجيب و إن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فأتي عيسي ابن مريم ع ليشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء قال فتطهر عيسي وصلي ركعتين ثم دعا الله عز و جل فأوحي الله عز و جل إليه ياعيسي إن عبدي أتاني من قبل الباب ألذي أوتي منه أنه دعاني و في قلبه شك منك فلو دعاني حتي ينقطع عنقه وتنشر أنامله مااستجبت له

-روايت-1-2-روايت-55-ادامه دارد

[ صفحه 414]

قال فالتفت إليه عيسي ع فقال تدعو ربك و أنت في شك من نبيه فقال ياروح الله وكلمته قد كان و الله ما قلت فادع الله أن يذهب به عني قال فدعا له عيسي فتاب الله عليه وقبل منه وصار في أحد أهل بيته

-روايت-از قبل-215

و في كتاب بحار الأنوار أن عيسي ع جمع بعض الحواريين في بعض سياحته فمروا

علي بلد فلما قربوا منه وجدوا كنزا علي الطريق فقال من معه ائذن لنا ياروح الله أن نقيم هاهنا ونحوز هذاالكنز لئلا يضيع فقال لهم أقيموا هاهنا و أناأدخل البلد و لي كنزا أطلبه . فلما دخل البلد وجال فيه رأي دارا خربة فدخلها فوجد فيهاعجوزا فقال لها أناضيفك في هذه الليلة وهل في الدار أحد غيرك قالت نعم لي ابن صغير مات أبوه وبقي يتيما في حجري و هويذهب إلي الصحاري ويجمع الشوك ويبيعه ونتعيش به فلما جاء ولدها قالت له بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه أنوار الهدي والصلاح فاغتنم خدمته وصحبته فدخل الابن علي عيسي ع وأكرمه . فلما كان في بعض الليل سأل عيسي ع الغلام عن حاله ومعيشته وغيرها وتفرس فيه آثار العقل والاستعداد للترقي علي مدارج الكمال لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم فقال ياغلام أري قلبك مشغولا بهم عظيم فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك . فلما بالغ عيسي ع قال نعم في قلبي هم لايقدر علي دوائه إلا الله تعالي فقال أخبرني به لعل الله يلهمني مايزيله عنك فقال الغلام إني كنت يوما أحمل الشوك إلي البلد فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلي القصر فوقع نظري عليها فدخل حبها شغاف قلبي و هويزداد كل يوم و لاأري لذلك دواء إلاالموت فقال عيسي ع إن كنت تريدها أناأحتال حتي تتزوجها.فجاء الغلام إلي أمه وأخبرها بقوله فقالت أمه ياولدي إني لاأظن أن هذا الرجل يعد بشي ء لايمكنه الوفاء به فاسمع له وأطعه في كل ما يقول . فلما أصبحوا قال عيسي ع للغلام اذهب إلي باب الملك فإذاأتي خواص الملك ليدخلوا عليه

قل لهم أبلغوا الملك عني أني جئته خاطبا كريمته ثم ائتيني وأخبرني بما جري بينك و بين الملك .

[ صفحه 415]

فأتي الغلام باب الملك فلما قال ذلك لخاصته ضحكوا وتعجبوا من قوله ودخلوا علي الملك وأخبروه بما قال الغلام مستهزءين به فاستحضره الملك . فلما دخل علي الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزئا به لاأعطيك ابنتي إلا أن تأتيني من اللئالئ واليواقيت والجواهر كذا وكذا ووصف له ما لايوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا فقال الغلام أناأذهب وآتيك بجواب هذاالكلام فرجع إلي عيسي ع فأخبره بما جري فذهب به عيسي ع إلي خربة فيهاأحجار ومدر كبار فدعا الله تعالي فصيرها كلها من جنس ماطلب الملك وأحسن منها فقال ياغلام خذ منها ماتريد واذهب به إلي الملك فلما أتي الملك بهاتحير الملك و أهل مجلسه في أمره وقالوا لايكفينا هذافرجع إلي عيسي ع فأخبره فقال اذهب إلي الخربة وخذ منها ماتريد واذهب بهاإليهم فلما رجع بأضعاف ماأتي به أولا زادت حيرتهم و قال الملك إن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام واستخبره عن الحال فأخبره بكل ماجري بينه و بين عيسي و ما كان من عشقه لابنته فعلم الملك أن الضيف هوعيسي ع فقال قل لضيفك يأتيني ويزوجك ابنتي فحضر عيسي ع وزوجها منه وبعث الملك ثيابا فاخرة إلي الغلام فألبسها إياه وجمع بينه و بين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام وكلمه فوجده عاقلا فهما فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده ووارث ملكه وأمر خواصه وأعيان مملكته ببيعته وطاعته فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فأجلسوا الغلام علي سرير الملك وأطاعوه وسلموا إليه خزائنه فأتاه عيسي ع في اليوم

الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم إن لك علي حقوقا لاأقوم بشكر واحد منها ولكن عرض في قلبي البارحة أمر لو لم تجبني عنه لم أنتفع بشي ء مما حصلتها لي فقال و ما هو قال الغلام إنك قدرت علي أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلي تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لاتفعل هذالنفسك وأراك في تلك الحالة فلما أحفي في السؤال قال له عيسي إن العالم بالله وبدار ثوابه وكرامته والبصير بفناء الدنيا وخستها لايرغب إلي هذاالملك الزائل و إن لنا في قربه تعالي ومعرفته ومحبته لذات روحانية لاتعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبر بعيوب الدنيا وآفاتها ونعيم الآخرة ودرجاتها قال الغلام فلي عليك حجة أخري لم اخترت لنفسك ما هوأولي وأحري وأوقعتني في هذه البلية الكبري فقال عيسي ع إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك وذكائك وليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر وأوفي وتكون حجة علي غيرك فترك الغلام الملك ولبس أثوابه البالية وتبع عيسي ع فلما رجع إلي الحواريين

[ صفحه 416]

قال فذا كنزي ألذي كنت أظنه هذاالبلد فوجدته والحمد لله

الأمالي بإسناده إلي الصادق ع قال إن عيسي ابن مريم ع توجه في بعض حوائجه ومعه ثلاثة نفر من أصحابه فمر بلبنات ثلاث من ذهب علي ظهر الطريق فقال لأصحابه إن هذايقتل الناس ثم مضي فقال أحدهم إن لي حاجة قال فانصرف ثم قال الآخر إن لي حاجة فانصرف ثم قال الآخر إن لي حاجة فانصرف فوافوا

عندالذهب ثلاثتهم فقال اثنان لواحد اشتر لنا طعاما فذهب يشتري لهما طعاما فجعل فيه سما ليقتلهما كي لايشاركاه في الذهب و قال الاثنان إذاجاء قتلناه كي لايشاركنا فلما جاء قاما

إليه فقتلاه ثم تغديا فماتا فرجع إليهم عيسي ع وهم موتي حوله فأحياهم بإذن الله تعالي ذكره ثم قال أ لم أقل لكم إن هذايقتل الناس

-روايت-1-2-روايت-40-632

التوحيد بإسناده إلي أبي جعفر ع قال لماولد عيسي ابن مريم كان ابن شهرين فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلي الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسي ع بسم الله الرحمن الرحيم فقال المؤدب قل أبجد فرفع عيسي رأسه فقال وهل تدري ماأبجد فعلاه بالدرة ليضربه فقال يامؤدب لاتضربني إن كنت تدري و إلافاسألني حتي أفسر لك قال فسر لي فقال عيسي ع أماالألف فآلاء الله والباء بهجة الله والجيم جمال الله والدال دين الله هوز الهاء هول جهنم والواو ويل أهل النار والزاي زفير جهنم حطي حطت الخطايا عن المستغفرين كلمن كلام الله لامبدل لكلماته سعفص صاع بصاع والجزاء بالجزاء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المؤدب أيتها المرأة خذي بيدي ابنك فقد علم و لاحاجة له في المؤدب

-روايت-1-2-روايت-37-777

الأمالي مسندا إلي الصادق ع قال رسول الله ص ومر عيسي ابن مريم ع بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من القابل فإذا هو ليس يعذب فقال يارب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحي الله عز و جل إليه ياروح الله أنه أدرك ولد صالح فأصلح طريقا وآوي يتيما فغفرت له بما عمل ابنه قال فقال عيسي ابن مريم ع ليحيي بن زكريا ع إذاقيل فيك مافيك فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر الله منه و إن فيك ما ليس فيك فاعلم أنها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها و

في مواعظ المسيح ع ياعلماء السوء ليس أمر الله علي ماتتمنون وتتخيرون

-روايت-1-2-روايت-52-ادامه دارد

[ صفحه 417]

بل للموت تبنون الدار وللخراب تبنون وتعمرون وللوارث تمهدون وبحق أقول لكم إن موسي ع كان يأمركم أن لاتحلفوا بالله كاذبين و أناأقول لاتحلفوا بالله صادقين و لاكاذبين ولكن قولوا وأنعم الله يابني إسرائيل عليكم بالبقل البري وخبز الشعير وإياكم وخبز البر فإني أخاف أن لاتقوموا بشكره

-روايت-از قبل-311

علل الشرائع عن أمير المؤمنين ع أن النبي ص قال مر أخي عيسي ابن مريم ع بمدينة و فيها رجل وامرأة صالحين فقال و ماشأنكما قال يانبي الله إن هذه امرأتي و ليس بهابأس فهي صالحة ولكني أحب فراقها قال فما شأنها قال هي خلقة الوجه من غيركبر قال لها إذاأكلت فإياك أن تشبعي لأن الطعام إذاتكاثر علي الصدر فزاد في القدر ذهب بماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا و قال ع مر أخي عيسي ع بمدينة و إذا في ثمارها الدودة فشكوا إليه مابهم فقال دواء هذامعكم و ليس تعلمون أنتم قوم إذاغرستم الأشجار صببتم التراب ثم صببتم الماء و ليس هكذا يجب بل ينبغي أن تصبوا الماء في أصول الشجرة ثم تصبوا التراب لكيلا يقع فيه الدود فاستأنفوا كماوصف فذهب ذلك عنهم و قال ع مر أخي عيسي ع بمدينة فإذاوجوههم صفر وعيونهم زرق فصاحوا إليه وشكوا مابهم من العلل فقال دواؤه معكم أنتم إذاأكلتم اللحم طبختموه غيرمغسول و ليس يخرج شيء من الدنيا إلابجنابة فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم و قال ع مر أخي عيسي ع بمدينة و إذاأهلها أسنانهم منتثرة ووجوههم منتفخة فشكوا إليه فقال أنتم إذانمتم تطبقون أفواهكم فتغلي الريح في الصدور حتي تبلغ إلي الفم فلا

يكون لها مخرج إلي أصول الأسنان فيفسد الوجه فإذانمتم فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقا ففعلوا فذهب عنهم ذلك

-روايت-1-2-روايت-57-1199

قصص الراوندي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال إن عيسي ابن مريم ع قال إذاداويت المرضي فشفيتهم بإذن الله تعالي وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله وعالجت الموتي فأحييتهم بإذن الله وعالجت الأحمق فلم أقدر علي إصلاحه فقيل ياروح الله و ماالأحمق قال المعجب برأيه ونفسه ألذي يري الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه و لايوجب عليها فذلك الأحمق ألذي لاحيلة في مداواته

-روايت-1-2-روايت-54-413

وروي أن عيسي ع مر مع الحواريين علي جيفة فقال الحواريون ماأنتن

-روايت-1-2-روايت-9-ادامه دارد

[ صفحه 418]

ريح الكلب فقال ع ماأشد بياض أسنانه وقيل له لواتخذت بيتا فقال يكفينا خلقان من كان قبلنا

-روايت-از قبل-101

وروي أن عيسي ع اشتد عليه المطر والرعد يوما فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيهاامرأة فحاد عنها فإذا هوبكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه و قال إلهي لكل شيءمأوي و لم تجعل لي مأوي فأوحي الله تعالي إليه مأواك في مستقر رحمتي وعزتي لأزوجنك يوم القيامة مائة حورية خلقتها بيدي ولأطعم في عرسك أربعة آلاف عام يوم منها كعمر الدنيا ولآمرن مناديا ينادي أين الزهاد في الدنيا احضروا عرس الزاهد عيسي ابن مريم

-روايت-1-2-روايت-9-469

وروي أن عيسي ع كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز عتماء يعني منكسرة الثنايا عليها من كل زينة فقال لها كم تزوجت فقالت لاأحصيهم قال وكلهم مات عنك أوكلهم طلقك فقالت بل كلهم قتلت فقال عيسي ع بؤسا لأزواجك الباقين كيف تهلكينهم واحدا واحدا و لم يكونوا منك علي حذر

-روايت-1-2-روايت-9-283

وقيل بينما عيسي ابن مريم جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير

الأرض فقال عيسي ع أللهم انزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة فقال عيسي ع أللهم اردد إليه الأمل فقام يعمل بمسحاته فسأله عيسي عن ذلك فقال بينما أناأعمل إذ قالت لي نفسي إلي متي تعمل و أنت شيخ كبير فألقيت المسحاة واضطجعت ثم قالت لي نفسي و الله لابد لك من عيش مابقيت فقمت إلي مسحاتي -روايت-1-2-روايت-9-389

الفصل الرابع في تفسير مايقوله الناقوس و في رفعه ع إلي السماء

الأمالي ومعاني الأخبار بالإسناد إلي الحارث الأعور قال بينما كنت أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في الحيرة إذ نحن بديراني يضرب الناقوس فقال علي بن أبي طالب ع ياحارث أتدري ما يقول الناقوس قلت الله ورسوله و ابن عم رسوله أعلم قال إنه يضرب مثل الدنيا وخرابها و يقول لاإله إلا الله حقا حقا

-روايت-1-2-روايت-60-ادامه دارد

[ صفحه 419]

صدقا صدقا إن الدنيا قدغرتنا وشغلتنا واستهوتنا واستقوتنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا تفني الدنيا قرنا قرنا ما من يوم يمضي عنا إلاأوهي منا ركنا قدضيعنا دارا تبقي واستوطنا دارا تفني لسنا ندري مافرطنا فيها إلا لو قدمتنا فقال الحارث يا أمير المؤمنين النصاري يعلمون ذلك قال لوعلموا ذلك لمااتخذوا المسيح إلها من دون الله عز و جل قال فذهبت إلي ديراني فقلت له بحق المسيح عليك لماضربت بالناقوس علي الجهة التي تضربها قال فأخذ يضرب و أناأقول حرفا حرفا حتي بلغ إلي قوله إلا لو قدمتنا فقال بحق نبيكم من أخبركم بهذا قلت هذا الرجل ألذي كان معي أمس قال وهل بينه و بين النبي من قرابة قلت هو ابن عمه قال بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم قال قلت نعم فأسلم ثم قال

لي و الله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الأنبياء

-روايت-از قبل-798

إكمال الدين عنه ص قال لماملك أسبخ بن أشكان وملك مائتين وستا وستين سنة ففي سنة إحدي وخمسين من ملكه بعث الله عيسي ابن مريم ع واستودعه النور والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله وزاده الإنجيل وبعثه إلي بيت المقدس إلي بني إسرائيل يدعوهم إلي الإيمان بالله فمكث ثلاثا وثلاثين سنة حتي طلبته اليهود وادعت أنها قتلته و ما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه وإنما شبه لهم الحديث

-روايت-1-2-روايت-29-409

و عن أبي جعفر ع لماكانت الليلة التي قتل فيهايوشع بن نون وكذلك كانت الليلة التي رفع فيهاعيسي ابن مريم وكذلك الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب ع لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلاوجد تحته دم عبيط حتي طلع الفجر وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين ص

-روايت-1-2-روايت-22-276

تفسير علي بن أبي ابراهيم عن أبي جعفر ع قال إن عيسي ع وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا

عندالمساء وهم اثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت و هوينفض رأسه من الماء فقال إن الله رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل ويصلب و يكون معي في درجتي قال شاب منهم أنا ياروح الله قال فأنت هوذا فقال عيسي إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة فقال له رجل أنامنهم فقال عيسي ع أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو

-روايت-1-2-روايت-53-ادامه دارد

[ صفحه 420]

ثم قال عيسي ع أماإنكم ستفترقون من بعدي علي ثلاث فرق فرقتين مفتريتين علي الله في النار وفرقة شمعون صادقة علي الله في الجنة ثم رفع الله عيسي من زاوية البيت

وهم ينظرون إليه ثم قال إن اليهود جاءت في طلب عيسي ع من ليلتهم فأخذوا الرجل ألذي قال له عيسي إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة وأخذوا الشاب ألذي ألقي عليه شبح عيسي ع فقتل وصلب وكفر ألذي قال له تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة

-روايت-از قبل-445

قصص الراوندي عنه ع قال لمااجتمعت اليهود علي عيسي ع ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل ع فغشاه بجناحه ونظر عيسي فإذا هوبكتاب في جناح جبرئيل أللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز وأدعوك أللهم باسمك الكبير المتعالي ألذي ثبت به أركانك كلها أن تكشف عني ماأصبحت وأمسيت فيه فلما دعا به عيسي ع أوحي الله تعالي إلي جبرئيل ع ارفعه إلي عندي ثم قال رسول الله ص يابني عبدالمطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات فو ألذي نفسي بيده مادعا بهن عبدبإخلاص إلااهتز له العرش و إلا قال الله للملائكة اشهدوا أني قداستجبت له بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ثم قال لأصحابه سلوا بها و لاتستبطئوا الإجابة

-روايت-1-2-روايت-30-634

و عن أبي عبد الله ع قال رفع عيسي ابن مريم ع بمدرعة من صوف من غزل مريم ع و من خياطة مريم فلما انتهي إلي السماء نودي ياعيسي ابن مريم ألق عنك زينة الدنيا

-روايت-1-2-روايت-32-173

عيون الأخبار عن الرضا ع قال ماشبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه ع للناس إلاأمر عيسي ابن مريم ع وحده لأنه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء و الأرض ثم رفع إلي السماء ورد إليه روحه و ذلك قوله عز و جل إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسي إنِيّ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ ّ

-روايت-1-2-روايت-33-288

وروي أنه مر عيسي ع برهط من اليهود فقال بعضهم

قدجاءكم الساحر ابن الساحرة والفاعل بن الفاعلة فقذفوه بأمه فسمع ذلك عيسي ع فقال أللهم أنت ربي خلقتني و لم أتهم من تلقاء نفسي أللهم العن من سبني وسب والدتي [ صفحه 421]

فاستجاب الله دعوته فمسخهم قردة وخنازير. وبلغ خبرهم يهوذا و هورأس اليهود فخاف أن يدعو عليه فجمع اليهود واتفقوا علي قتله فبعث الله جبرئيل ع يمنعه منهم .فاجتمع اليهود حول عيسي ع فجعلوا يسألونه فيقول لهم يامعشر اليهود إن الله تعالي يبغضكم فثاروا عليه ليقتلوه فأدخله جبرئيل ع خوخة البيت الداخل لها روزنة في سقفها فرفعه جبرئيل ع إلي السماء فبعث يهوذا رأس اليهود رجلا من أصحابه اسمه طيطانوس ليدخل عليه الخوخة ليقتله فدخل فلم يره فأبطأ عليهم فظنوا أنه يقاتل في الخوخة فألقي عليه شبه عيسي ع فلما خرج علي أصحابه قتلوه وصلبوه . وقيل ألقي عليه شبه وجه عيسي و لم يقل عليه شبه جسده . فقال بعض القوم إن الوجه وجه عيسي والجسد جسد طيطانوس . و قال بعضهم إن كان هذاعيسي ع فأين طيطانوس فاشتبه الأمر عليهم و أما قوله إنِيّ مُتَوَفّيكَ وَ رافِعُكَ إلِيَ ّفذكر المفسرون فيه أقوالا منها أني قابضك إلي ورافعك إلي السماء من غيروفاة بموت ومعني مُتَوَفّيكَأني رافعك إلي وافيا لم ينالوا منك شيئا من قولهم توفيت منك كذا وكذا أي تسلمته . ومنها أني متوفيك وفاة نوم ورافعك إلي في النوم من قوله وَ هُوَ ألّذِي يَتَوَفّاكُم بِاللّيلِ ومنها ماقاله ابن عباس من أن المرادإنِيّ مُتَوَفّيكَوفاة موت كماتقدم به الحديث و قال ابن عباس إنه توفاه أي أماته ثلاث ساعات و أماالنحويون فيقولون هو علي التقديم والتأخير أي رافعك ومتوفيك لأن الواو لاتوجب الترتيب ويدل

عليه ماروي -قرآن-766-803-قرآن-895-905-قرآن-1053-1089-قرآن-1128-1145

عن النبي ص قال عيسي ع لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة

-روايت-1-2-روايت-22-75

.فيكون تقديره إني قابضك بالموت بعدنزولك من السماء

الإحتجاج سأل نافع مولي ابن عمر أبا جعفر ع كم بين عيسي و محمدص من سنة قال أجيبك بقولك أم بقولي قال أجبني بالقولين قال أمابقولي فخمسمائة سنة و أماقولك فستمائة سنة

-روايت-1-2-روايت-12-180

[ صفحه 422]

تفسير علي بن ابراهيم مسندا إلي شهر بن حوشب قال قال الحجاج ياشهر آية في كتاب الله قدأعيتني فقلت أيها الأمير أي آية هي فقال قوله وَ إِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ و الله إني لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتي يخمد فقلت أصلح الله الأمير ليس علي ماتأولت قال كيف هو قلت إن عيسي علي نبينا وآله و عليه أفضل الصلاة ينزل قبل يوم القيامة إلي الدنيا فلايبقي أهل ملة يهودي و لاغيره إلا من آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي ع قال ويحك أني لك هذا و من أين جئت به قلت حدثني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال جئت و الله بها من عين صافية

-قرآن-140-201

[ صفحه 423]

باب في قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر

قال الله تعالي أَو كاَلذّيِ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ قالَ كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالَ بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه وَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماً فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ قالَ أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي

كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ. و في سورة الإسراءوَ قَضَينا إِلي بنَيِ إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنّ فِي الأَرضِ مَرّتَينِ وَ لَتَعلُنّ عُلُوّا كَبِيراً فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتُم فَلَها فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُم وَ لِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَ لِيُتَبّرُوا ما عَلَوا تَتبِيراً.وَ قَضَينا أي وأوحينا إليهم في التوراة قضاء مقضيا.مَرّتَينِ أي إفسادين أولهما مخالفة أحكام التوراة وقتل شعيا وقتل أرميا وثانيهما قتل يحيي وزكريا وقصد قتل عيسي . و قوله وَعدُ أُولاهُما أي وعد عقاب أولهما. و قوله عِباداً لَنا أي بخت نصر عامل لهراسف إلي بابل وجنوده فَجاسُوا أي ترددوا لطلبكم خِلالَ الدّيارِ أي وسطها للقتل والغارة والكَرّةَالدولة والغلبةعَلَيهِم أي علي الذين بعثوا عليكم . و ذلك بأن ألقي الله في قلب بهمن بن إسفنديار لماورث الملك من جده كشتاسب شفقة عليهم فرد أسراهم إلي الشام وملك دانيال عليهم فاستولوا علي من كان فيها من

-قرآن-19-489-قرآن-509-1053-قرآن-1055-1064-قرآن-1107-1115-قرآن-1232-1246-قرآن-1276-1287-قرآن-1331-1338-قرآن-1357-1371-قرآن-1398-1405-قرآن-1420-1427

[ صفحه 424]

أتباع بخت نصر ونفير من ينفر مع الرجل من قومه فَإِذا جاءَ وَعدُعقوبةالآخِرَةِبعثناهم ليجعلوا وجوههم بادية آثارا لمساءة فيهاوَ لِيُتَبّرُوا أي ليهلكواما عَلَوا أي ماغلبوه واستولوا عليه أومدة علوهم . و ذلك بأن سلط الله عليهم الفرس مرة أخري فغزاهم ملك بابل ودخل صاحب الجيش مذبح قرابينهم فوجد فيه دما يغلي فسألهم عنه فقالوا دم قربان لم يقبل منا فقال ماصدقتوني فقتل عليه ألوفا منهم فلم يسكن الدم ثم قال إن لم تصدقوني ماتركت منكم أحدا فقالوا إنه دم يحيي فقال

لمثل هذاينتقم منكم ربكم روي أن بخت نصر ملك بابل و كان من جنس نمرود و كان لزنية لاأب له فظهر علي بيت المقدس وخرب المسجد وأحرق التوراة وألقي الجيف في المسجد وقتل علي دم يحيي ع سبعين ألفا وسبي ذراريهم وأغار عليهم وأخرج أموالهم وسبي سبعين ألفا وذهب بهم إلي بابل وبقوا في مدة مائة سنة تستعبدهم المجوس . ثم تفضل الله عليهم بالرحمة فأمر ملكا من ملوك فارس عارفا بالله سبحانه فردهم إلي بيت المقدس فأقامهم به مائة سنة علي الطريقة المستقيمة. ثم عادوا إلي الفساد والمعاصي فجاءهم ملك من ملوك الروم اسمه أنطياخوس فخرب بيت المقدس وسبي أهله

-قرآن-49-65-قرآن-71-79-قرآن-128-142-قرآن-154-162

تفسير علي بن ابراهيم عن أبي عبد الله ع قال لماعملت بنو إسرائيل بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم أراد الله أن يسلط عليهم من يذلهم ويقتلهم فأوحي الله إلي أرميا ياأرميا مابلد انتخبته من بين البلدان وغرست فيه من كرائم الشجر فأخلف فأنبت خرنوبا فأخبر أرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له راجع ربك ليخبرنا مامعني هذاالمثل فصام أرميا سبعا فأوحي الله إليه ياأرميا أماالبلد فبيت المقدس و أما مانبتت فيه فبنو إسرائيل الذين أسكنتهم فيهافعملوا المعاصي وغيروا ديني وبدلوا نعمتي كفرا فبي حلفت لأمتحنهم بفتنة يظل الحكيم فيهاحيران ولأسلطن عليهم شر عبادي ولادة وشرهم طعاما فليتسلطن عليهم فيقتل مقاتليهم ويسبي حريمهم ويخرب بيتهم ألذي يغترون به ويلقي حجرهم ألذي يفتخرون به علي الناس في المزابل مائة سنة فأخبر أرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا راجع ربك فقل له ماذنب الفقراء والمساكين والضعفاء فصام أرميا سبعا ثم أكل أكلة فلم يوح إليه شيء ثم صام سبعا وأكل أكلة فلم يوح إليه شيء ثم صام سبعا فأوحي الله

إليه ياأرميا لتكفن عن

-روايت-1-2-روايت-53-ادامه دارد

[ صفحه 425]

هذا أولأردن وجهك إلي ورائك ثم أوحي الله إليه قل لهم لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه فقال أرميا يارب أعلمني من هو حتي آتيه وآخذ لنفسي و أهل بيتي منه أمانا قال ائت موضع كذا وكذا فانظر إلي غلام أشدهم زمانة وأخبثهم ولادة وأضعفهم جسما وأشرهم غذاء فهو ذاك فأتي أرميا إلي ذلك البلد فإذا هوبغلام في خان زمن ملقي علي وسط مزبلة و إذا له أم تربي بالكسر وتفت الكسر في القصعة وتحلب عليه خنزيرة لها ثم تدنيه من ذلك الغلام فيأكله فقال أرميا إن كان في الدنيا ألذي وصفه الله فهو هذافدنا منه و قال مااسمك قال بخت نصر فعرف أنه هوفعالجه حتي برأ ثم قال تعرفني قال لا أنت رجل صالح فقال أناأرميا نبي بني إسرائيل أخبرني الله أنه سيسلطك علي بني إسرائيل فتقتل رجالهم وتفعل بهم السوء قال فتاه في نفسه في ذلك الوقت ثم قال أرميا اكتب لي كتابا بأمان منك فكتب له كتابا و كان يخرج بالجبل ويحتطب ويدخله المدينة ويبيعه فدعا إلي حرب بني إسرائيل و كان مسكنهم في بيت المقدس وأقبل بخت نصر فيمن أجابه نحو بيت المقدس و قداجتمع إليه بشر كثير فلما بلغ أرميا إقباله نحو بيت المقدس استقبله علي حمار له ومعه الأمان ألذي كتبه بخت نصر فلم يصل إليه أرميا من كثرة جنوده فصير الأمان علي خشبة ورفعها فقال من أنت فقال أناأرميا النبي ألذي بشرتك بأنك متسلط علي بني إسرائيل و هذاأمانك لي قال أما أنت فقد آمنتك و أما أهل بيتك فإني أرمي من هاهنا إلي بيت المقدس فإن وصلت رميتي إلي بيت المقدس فلاأمان

لهم عندي و إن لم تصل فهم آمنون وانتزع قوسه ورمي نحو بيت المقدس فحملت الريح النشابة حتي علقتها في بيت المقدس فقال لاأمان لهم عندي فلما وافي نظر إلي جبل من تراب وسط المدينة و إذادم يغلي وسطه كلما ألقي عليه التراب خرج و هويغلي فقال ما هذافقالوا هذانبي قتله ملوك بني إسرائيل

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 426]

ودمه يغلي كلما ألقي عليه التراب خرج و هويغلي فقال بخت نصر لأقتلن بني إسرائيل أبدا حتي يسكن هذاالدم

-روايت-از قبل-113

و كان ذلك الدم دم يحيي بن زكريا ع و كان في زمانه ملك جبار يزني بنساء بني إسرائيل و كان يمر يحيي بن زكريا ع فقال له يحيي اتق الله أيها الملك لايحل لك هذافقالت له امرأة من اللواتي كان يزني بهن حين سكر أيها الملك اقتل يحيي فأمر أن يؤتي برأسه فأتي برأس يحيي ع في الطشت و كان الرأس يكلمه و يقول يا هذااتق الله لايحل لك هذا ثم غلي الدم في الطشت حتي فاض إلي الأرض فخرج يغلي و لايسكن و كان بين قتل يحيي وبخت نصر مائة سنة و لم يزل بخت نصر يقتلهم كان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال والنساء والصبيان و كل حيوان والدم يغلي حتي أفني من ثم فقال هل بقي أحد في هذه البلاد قالوا عجوزا في موضع كذا وكذا فبعث إليها فضرب عنقها علي الدم فسكن وكانت آخر من بقي ثم أتي إلي بابل فبني فيهامدينة وأقام وحفر بئرا فألقي فيهادانيال وألقي معه اللبوة فجعل اللبوة تأكل طين البئر ويشرب دانيال لبنها فلبث بذلك زمانا فأوحي الله إلي النبي ألذي كان في بيت المقدس أن اذهب بهذا الطعام والشراب

إلي دانيال وأقرئه السلام قال وأين هو يارب فقال في بئر بابل في موضع كذا وكذا قال فأتاه فاطلع في البئر فقال يادانيال قال لبيك صوت غريب قال إن ربك يقرئك السلام قدبعث إليك بالطعام والشراب فدلاه إليه فقال دانيال الحمد لله ألذي لاينسي من ذكره الحمد لله ألذي لايخيب من دعاه الحمد لله ألذي من توكل عليه كفاه الحمد لله ألذي من وثق به لم يكله إلي غيره الحمد لله ألذي يجزي بالإحسان إحسانا الحمد لله ألذي يجزي بالصبر نجاة والحمد لله ألذي يكشف ضرنا

عندكربتنا والحمد لله ألذي هوثقتنا حتي ينقطع الحبل منا والحمد لله ألذي هورجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا قال فرأي بخت نصر في نومه كان رأسه من حديد ورجلاه من نحاس وصدره من ذهب قال فدعا المنجمين فقال لهم مارأيت قالوا ماندري ولكن قص علينا

-روايت-1-2-روايت-3-1694

[ صفحه 427]

مارأيت في المنام فقال و أناأجري عليكم الأرزاق منذ كذا وكذا و ماتدرون مارأيت في المنام فأمر بهم فقتلوا فقال له بعض من كان عنده إن كان

عندأحد شيءفعند صاحب الجب فإن اللبوة لم تعرض له وهي تأكل الطين وترضعه فبعث إلي دانيال فقال مارأيت في المنام فقال رأيت كان رأسك من كذا وصدرك من كذا قال هكذا رأيت فما ذاك فقال ذهب ملكك و أنت مقتول إلي ثلاثة أيام يقتلك رجل من ولد فارس قال فقال له إن علي لسبع مدائن علي باب كل مدينة حرس و مارضيت بذلك حتي وضعت بطة من نحاس علي باب كل مدينة لايدخل غريب إلاصاحت فيؤخذ قال فقال له إن الأمر كما قلت لك قال فبعث الخيل و قال لاتلقون أحدا من الخلق إلاقتلتموه و كان دانيال جالسا

عنده قال لاتفارقني هذه الثلاثة أيام فإن مضت قتلتك فلما كان اليوم الثالث ممسيا أخذه الغم فتلقاه غلام كان اتخذه ابنا له من أهل فارس و هو لايعلم أنه من أهل فارس فدفع إليه سيفه و قال له ياغلام لاتلقي أحدا إلا وقتلته و لولقيتني أنافاقتلني فأخذ الغلام سيفه فضرب به بخت نصر ضربة فقتله فخرج أرميا علي حمار ومعه تين قدتزوده و شيء من عصير فنظر إلي سباع البر وسباع البحر وسباع الجو تأكل تلك الجيف ففكر في نفسه ساعة ثم قال أني يحيي الله هؤلاء و قدأكلتهم السباع فأماته الله مكانه و هوقول الله تبارك و تعالي أَو كاَلذّيِ مَرّ عَلي قَريَةٍ وَ هيِ َ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها قالَ أَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمّ بَعَثَهُ أي أحياه فلما رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصر رد بني إسرائيل إلي الدنيا و كان عزير لماسلط الله بخت نصر علي بني إسرائيل هرب ودخل في عين وغاب فيها وبقي أرميا مائة سنة ثم أحياه الله فأول ماأحيا منه عينيه في مثل غرقئ البيض فنظر فأوحي الله تعالي إليه كَم لَبِثتَ قالَ لَبِثتُ يَوماًفنظر إلي الشمس قدارتفعت فقال أَو بَعضَ يَومٍ فقال الله تبارك و تعالي بَل لَبِثتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُر إِلي طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَم يَتَسَنّه أي لم يتغيروَ انظُر إِلي حِمارِكَ وَ لِنَجعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انظُر إِلَي العِظامِ كَيفَ نُنشِزُها ثُمّ نَكسُوها لَحماًفجعل ينظر إلي العظام البالية المنفطرة

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 428]

يجتمع إليه و إلي اللحم ألذي قدأكلته السباع يتألف إلي العظام من هاهنا و من هاهنا ويلتزق بها حتي قام وقام حماره فقال أَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ

شَيءٍ قَدِيرٌ

-روايت-از قبل-174

أقول قال أمين الإسلام رحمه الله في قوله تعالي أَو كاَلذّيِ مَرّ عَلي قَريَةٍ هوعزير و هوالمروي عن أبي عبد الله ع . وقيل هوأرميا و هوالمروي عن أبي جعفر ع وقيل هوالخضر ع

-قرآن-54-84

قصص الراوندي عن الرضا ع قال إن الملك قال لدانيال أشتهي أن يكون لي ولد مثلك فقال مامحلي من قلبك قال أجل محل وأعظمه قال دانيال ع فإذاجامعت فاجعل همتك في قلبك ففعل الملك ذلك فولد له ابن أشبه خلق الله بدانيال ع

-روايت-1-2-روايت-34-239

و فيه عن ابن عباس قال قال عزير يارب إني نظرت في جميع أمورك وأحكامها فعرفت عدلك بعقلي وبقي باب لم أعرفه إنك تسخط علي أهل البلية فتعمهم بعذابك وفيهم الأطفال فأمره الله تعالي أن يخرج إلي البرية و كان الحر شديدا فرأي شجرة فاستظل بها ونام فجاءت نملة فقرصته فدلك الأرض برجليه فقتل من النمل كثيرا فعرف أنه مثل ضرب له فقيل ياعزير إن القوم إذااستحقوا عذابي قدرت نزوله

عندانقضاء آجال الأطفال فماتوا أولئك بآجالهم وهلك هؤلاء بعذابي -روايت-1-2-روايت-29-473

و عن أبي عبد الله ع سمي بخت نصر لأنه رضع بلبن كلبة و كان اسم الكلبة بخت واسم صاحبها نصر و كان مجوسيا أغلف أغار علي بيت المقدس ودخله في ستمائة ألف عام الحديث

-روايت-1-2-روايت-27-178

العياشي قال ذكر جماعة من أهل العلم أن ابن الكواء قال لعلي ع ماولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا قال نعم أولئك ولد عزير حيث مر علي قرية خربة تحته حمار ومعه شنة فيهالبن وكوز فيه عصير فمر علي قرية فقال أَنّي يحُييِ هذِهِ اللّهُ بَعدَ مَوتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍفتوالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد ألذي أماته فأولئك ولده

أكبر من أبيهم

-روايت-1-2-روايت-16-385

و في حديث آخر عنه ع أن عزيرا خرج من أهله وامرأته في شهرها و له يومئذ خمسون سنة فلما ابتلاه الله عز و جل بذنبه أماته الله مائة سنة ثم بعثه فرجع إلي أهله و هو ابن خمسون سنة فاستقبله ابنه و هو ابن مائة سنة ورد الله عزيرا في السن ألذي كان به

-روايت-1-2-روايت-26-263

[ صفحه 429]

الكافي مسندا إلي أبي عبد الله ع قال إنه كان نبي يقال له دانيال وإنه أعطي صاحب معبر رغيفا لكي يعبر به فرمي صاحب المعبر بالرغيف و قال ماأصنع بالخبز هذاالخبز عندنا قديداس بالأرجل فلما رأي دانيال ذلك منه رفع يده إلي السماء و قال أللهم أكرم الخبز فقد رأيت يارب ماصنع هذاالعبد و لما قال أوحي الله عز و جل إلي السماء أن تحبس الغيث وأوحي إلي الأرض أن كوني طبقا كالفخار قال فلم يمطر شيء حتي إنه بلغ من أن بعضهم أكل بعضا فلما بلغ منهم ماأراد الله من ذلك قالت امرأة لأخري ولهما ولدان يافلانة تعالي حتي آكل أنا و أنت اليوم ولدي فإذاجعنا غدا أكلنا ولدك قالت نعم فأكلتاه فلما جاعتا من الغد راودت الأخري علي أكل ولدها فامتنعت عليها فقالت لها بيني وبينك نبي الله فاختصما إلي دانيال ع فقال لهما و قدبلغ الأمر إلي ماأري قالتا له نعم يانبي الله وأشر فرفع يده إلي السماء فقال أللهم عد علينا بفضلك ورحمتك و لاتعاقب الأطفال و من فيه خير بذنب صاحب المعبر وأضرابه لنقمتك قال فأمر الله تعالي إلي السماء أن أمطري علي الأرض وأمر الله الأرض أن أنبتي لخلقي ما قدفاتهم من خيرك فإني قدرحمتهم بالطفل الصغير

-روايت-1-2-روايت-44-1080

تفسير علي بن ابراهيم قال

لماأخرج هشام بن عبدالملك أبا جعفر ع إلي الشام سأله عالم النصاري عن مسائل فكان فيما سأله أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت بابنين جميعا حملتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في قبر واحد فعاش أحدهما خمسين ومائة سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما فقال أبو جعفر ع هما عزير وعزرة كان حمل أمهما علي ماوصفت ووضعهما علي ماوصفت وعاش عزرة مع عزير ثلاثين سنة ثم أمات الله عزير مائة سنة وبقي عزرة حيا ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة

-روايت-1-2-روايت-31-503

يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالي وقع الخلاف في أن ألذي أماته الله مائة عام هل هوأرميا أوعزير و قددلت الروايات علي كل منهما.

[ صفحه 430]

وقيل ولعل الأخبار الدالة علي كونه عزيرا محمولة علي التقية أو علي مايوافق أهل الكتاب بأن يكون أجابوهم علي معتقدهم .

دعوات الراوندي قال أوحي الله إلي عزير إذاوقعت في معصية فلاتنظر إلي صغرها ولكن انظر إلي من عصيت و إذاأوتيت رزقا مني فلاتنظر إلي قلته ولكن انظر إلي من أهداه و إذانزلت بك بلية فلاتشك إلي خلقي كما لاأشكوك إلي ملائكتي عندصعود مساوئك وفضائحك

-روايت-1-2-روايت-24-261

[ صفحه 431]

باب في قصص يونس ع و فيه أحوال أبيه متي

تفسير علي بن ابراهيم عن ابن أبي عمير عن جميل قال قال لي أبو عبد الله ع مارد الله العذاب إلا عن قوم يونس و كان يونس يدعوهم إلي الإسلام فيأبون ذلك فهم أن يدعو عليهم و كان فيهم رجلان عابد وعالم و كان اسم أحدهما مليخا والآخر روبيل فكان العابد يشير علي يونس ع بالدعاء عليهم و كان العالم ينهاه و يقول لاتدع عليهم فإن الله يستجيب لك و لايحب هلاك عباده فقبل قول العابد و

لم يقبل من العالم فدعا عليهم فأوحي الله إليه أن يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا فلما قرب الوقت خرج يونس ع مع العابد وبقي العالم فيها فلما كان في ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم ياقوم افزعوا إلي الله فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم فقالوا كيف نفعل قال اخرجوا إلي المفازة وفرقوا بين النساء والأولاد و بين الإبل وأولادها و بين البقر وأولادها و بين الغنم وأولادها ثم ابكوا وادعوا فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب علي الجبال و قد كان نزل وقرب منهم فأقبل يونس ع لينظر كيف أهلكهم الله فرأي الزارعين يزرعون في أرضهم فقال لهم مافعل قوم يونس فقالوا له و لم يعرفوه إن يونس دعا عليهم فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا فدعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب علي الجبال فهم ذا يطلبون يونس ع ليؤمنوا به فغضب يونس ومر علي وجهه مغاضبا به كماحكي الله حتي انتهي إلي ساحل البحر فإذاسفينة قدشحنت وأرادوا أن يدفعوها فسألهم يونس ع أن يحملوه فحملوه

-روايت-1-2-روايت-58-ادامه دارد

[ صفحه 432]

فلما توسط البحر بعث الله حوتا عظيما فحبس عليهم السفينة فنظر إليه يونس ع ففزع فصار في مؤخرة السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه فخرج أهل السفينة فقالوا فينا عاص فتساهموا فخرج سهم يونس ع و هوقول الله عز و جل فساهم فكان من المدحضين فأخرجوه فألقوه في البحر فالتقمه الحوت ومر في الماء و قدسأل بعض اليهود أمير المؤمنين ع عن سجن طاف أقطار الأرض بصاحبه فقال يايهودي أماالسجن ألذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فإنه الحوت ألذي حبس فيه يونس ع في بطنه فدخل في

بحر القلزم ثم خرج إلي بحر مصر ثم دخل بحر طبرستان ثم دخل في دجلة العوراء ثم مر به تحت الأرض حتي لحقت بقارون و كان قارون هلك في أيام موسي ع ووكل الله به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل و كان يونس ع في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به أنظرني أسمع كلام آدمي فأوحي الله إلي الملك أنظره فأنظره ثم قال قارون من أنت قال يونس ع أناالمذنب الخاطئ يونس بن متي قال فما فعل شديد الغضب في الله موسي بن عمران قال هيهات هلك قال فما فعل الرءوف الرحيم علي قومه هارون بن عمران قال هلك قال فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي قال هيهات مابقي من آل عمران أحد قال قارون وا أسفاه علي آل عمران فشكر الله له ذلك فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا فرفع عنه فلما رأي يونس ع ذلك فَنادي فِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَفاستجاب له وأمر الحوت فلفظته علي ساحل البحر و قدذهب جلده ولحمه وأنبت الله شجرة من يقطين فأظلته من الشمس فسكن ثم أمر الله الشجرة فتنحت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع فأوحي الله إليه يايونس لم لم ترحم مائة ألف أويزيدون و أنت تجزع من ألم ساعة فقال يارب عفوك عفوك فرد الله صحة بدنه ورجع إلي قومه وآمنوا به قال فمكث يونس ع في بطن الحوت تسع ساعات و عن أبي جعفر ع ثلاث ساعات

-روايت-از قبل-1792

[ صفحه 433]

و قال علي بن ابراهيم في قوله وَ ذَا النّونِ إِذ

ذَهَبَ مُغاضِباً قال هويونس ع . قوله فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ قال أنزله علي أشد الأمرين فظن به أشد الظن . و قال إن جبرئيل ع استثني في هلاك قوم يونس ع و لم يسمعه يونس ع قلت ما كان حال يونس ع لماظن أن الله لم يقدر عليه قال من أمر شديد قلت و ما كان سببه حتي ظن أن الله لم يقدر عليه قال وكله إلي نفسه طرفة عين

-قرآن-36-70-قرآن-94-123

و عن أبي عبد الله ع قال سمعت أم سلمة النبي ص يقول في دعائه أللهم لاتكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا فسألته في ذلك فقال ص ياأم سلمة و مايؤمنني وإنما وكل الله يونس بن متي إلي نفسه طرفة عين و كان منه ما كان

-روايت-1-2-روايت-32-233

عيون الأخبار في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا ع عن قول الله عز و جل وَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فقال الرضا ع ذلك يونس بن متي ذَهَبَ مُغاضِباًلقومه فَظَنّبمعني استيقن أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ أي لن نضيق عليه رزقه و منه قوله عز و جل وَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ أي ضيق عليه وقترفَنادي فِي الظّلُماتِظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَبتركي مثل هذه العبادة التي قدفرغتني لها في بطن الحوت

-روايت-1-2-روايت-16-544

يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالي هذاالتأويل الوارد في أن سند هذاالحديث هوالموافق لمذهب الإمامية رضوان الله عليهم . و أما ماوقع في الخبر الأول فهو موافق لمذاهب العامة

العياشي عن الباقر ع في حديث طويل قال فيه إنه بعد ماسأل يونس ربه نزول العذاب علي قومه أن فيهم

الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف و أناالحكم العدل سبقت رحمتي غضبي لاأعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك وهم يايونس عبادي أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم وإنما بعثتك إلي قومك لتعطف إليهم وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي والعالم بمداواة الداء فخرقت بهم و لم تستعمل قلوبهم بالرفق ثم سألتني من سوء نظرك العذاب

-روايت-1-2-روايت-49-ادامه دارد

[ صفحه 434]

عندقلة الصبر منك وعبدي نوح كان أصبر منك علي قومه وأحسن صحبة وأشد تأنيا فغضبت له حين غضب لي وأجبته حين دعاني فقال يونس ع يارب إنما غضبت عليهم فيك وإنما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لاأتعطف عليهم برأفة أبدا فأنزل عليهم عذابك فإنهم لايؤمنون أبدا فقال الله يايونس إنهم مائة ألف أويزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك وتقديري غيرعلمك وتقديرك و أنت المرسل و أناالرب الحكيم يايونس و قدأجبتك إلي مسألتك من العذاب عليهم و ما ذلك يايونس بأوفر لحظك عندي وسيأتيهم عذابي في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعدطلوع الشمس فأعلمهم ذلك قال فسر بذلك يونس ع و لم يدر ماعاقبته فانطلق يونس ع إلي تنوخا العابد فأخبره بما أوحي الله إليه من نزول العذاب علي قومه في ذلك اليوم و قال له انطلق وأعلمهم بما أوحي الله إلي من نزول العذاب عليهم فقال تنوخا فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتي يعذبهم الله تعالي فقال له يونس ع بل نلقي روبيل فنشاوره فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلي روبيل فأخبره يونس ع بما أوحي الله إليه من نزول العذاب علي قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعدطلوع الشمس

فقال له ماتري انطلق بنا حتي أعلمهم ذلك فقال له روبيل ارجع إلي ربك رجعة نبي حكيم وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم و هويحب الرفق بعباده ولعل قومك بعد ماسمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأنهم فقال له تنوخا ويحك ياروبيل ماأشرت إلي يونس ع وأمرت بعدكفرهم بالله وجحودهم لنبيه وتكذيبهم إياه وإخراجهم إياه من مساكنه و ماهموا به من رحمة فقال روبيل لتنوخا اسكت فإنك رجل عابد لاعلم لك ثم أقبل علي يونس ع فقال يايونس إذاأنزل الله العذاب علي قومك يهلكهم جميعا أويهلك بعضا ويبقي بعضا فقال يونس ع بل يهلكهم جميعا وكذلك سألته مادخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيهم وأسأله أن يصرف عنهم فقال له روبيل أتدري يايونس لعل الله إذاأنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه فيرحمهم فإنه أرحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ماأخبرتهم عن الله أنه

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 435]

ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا فقال له تنوخا ويحك ياروبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل أن الله أوحي إليه أن ينزل العذاب عليهم فترد قول الله وتشك فيه و في قول رسول الله اذهب فقد أحبط الله عملك فقال روبيل لتنوخا لقد فشل رأيك ثم أقبل علي يونس ع فقال إذانزل الوحي والأمر من الله فيهم علي ماأنزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم و قوله الحق أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم أ ليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس ويهلك علي يديك مائة ألف من الناس فأبي يونس ع أن يقبل وصيته

-روايت-از قبل-602

فانطلق ومعه تنوخا من

القرية وتنحيا عنهم غيربعيد ورجع يونس ع إلي قومه وأخبرهم أن الله أوحي إليه أن ينزل العذاب عليكم في شوال في وسط الشهر بعدطلوع الشمس فردوا عليه قوله وكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا فخرج يونس ع ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غيربعيد وأقاما ينتظران العذاب وأقام روبيل مع قومه في قريتهم حتي إذادخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلي صوته في رأس الجبل إلي القوم أناروبيل شفيق عليكم رحيم بكم و هذاشوال قددخل عليكم و قدأخبركم يونس نبيكم ورسولكم أن الله أوحي إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعدطلوع الشمس ولن يخلف الله وعده ورسوله فانظروا ماأنتم صانعون فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب فأتوا نحو روبيل وقالوا له ماتشير علينا ياروبيل فإنك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا و قدبلغنا ماأشرت به علي يونس فينا فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك فقال لهم روبيل فإني أري لكم وأشير عليكم أن تنظروا إذاطلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية وتقفوا النساء في سفح الجبل و يكون هذاكله قبل طلوع الشمس فإذارأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق فعجوا الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء والتضرع إلي الله والتوبة إليه وارفعوا رءوسكم إلي السماء وقولوا ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبينا وتبنا إليك من ذنوبنا و إن لم تغفر لنا و لاترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين فاقبل توبتنا وارحمنا ياأرحم الراحمين ثم لاتملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلي الله حتي تتواري الشمس بالحجاب ويكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك فأجمع رأي القوم جميعا علي هذا

-روايت-1-2-روايت-3-ادامه دارد

[

صفحه 436]

فلما كان يوم الأربعاء ألذي توقعوا العذاب تنحي روبيل من القرية حيث يسمع صراخهم ويري العذاب إذانزل فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ماأمرهم روبيل فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف وهدير فلما رأوها عجوا بالصراخ والبكاء والتضرع إلي الله وتابوا إليه وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها وعجت سخال البهائم تطلب اللبن وعجت الأنعام تطلب المرعي فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان صيحتهم وصراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويري مانزل و هويدعو الله بكشف العذاب عنهم فلما أن زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالي فاستجاب دعاءهم وقبل توبتهم وأوحي إلي إسرافيل أن يهبط إلي قوم يونس ع فإنهم قدعجوا إلي بالبكاء والتضرع وتابوا فرحمتهم و أنا الله التواب الرحيم و قد كان عبدي يونس سألني نزول العذاب علي قومه و قدأنزلته عليهم و أناأحق من وفي بعهدي و لم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قدنزل بهم من عذابي فقال إسرافيل يارب إن عذابك قدبلغ أكنافهم وكاد أن يهلكهم و ماأراه إلا و قدنزل بساحتهم فكيف أنزل أصرفه فقال الله كلا إني قدأمرت ملائكتي أن يوقفوه و لاينزلوه عليهم حتي يأتي أمري فيهم وعزيمتي فاهبط ياإسرافيل عليهم واصرفه عنهم واصرفه علي الجبال بناحية مغاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العادية المستطيلة علي الجبال فأذلها به لينها به حتي تصير ملينة حديدا جامدا فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب حتي ضرب بهاتلك الجبال قال أبو جعفر ع وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا

إلي يوم القيامة فلما رأي قوم يونس أن العذاب قدصرف عنهم هبطوا من رءوس الجبال إلي منازلهم ضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم وحمدوا الله علي ماصرف عنهم وأصبح يونس ع وتنوخا يوم الخميس في موضعهما لايشكان أن العذاب قدنزل

-روايت-از قبل-1819

[ صفحه 437]

بهم وأهلكهم جميعا لماخفيت أصواتهم عندهما فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلي ماصار إليه القوم فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحماة والرعاة بأغنامهم ونظروا إلي أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا ياتنوخا كذبني الوحي وكذبت وعدي لقومي و لاعزة لي و لايرون لي وجها أبدا بعد ماكذبني الوحي فانطلق يونس هاربا علي وجهه مغاضبا لربه ناحية البحر مستنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه فيقول له كذاب فلذلك قال الله تعالي وَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِالآية ورجع تنوخا إلي القرية فلقي روبيل فقال له ياتنوخا أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع رأيي أورأيك فقال له تنوخا بل رأيك كان أصوب ولقد كنت أشرت برأي الحكماء العلماء فقال تنوخا أماإني لم أزل أري أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتي استبان فضلك لفضل علمك و ماأعطاك ربك من الحكمة مع التقوي أفضل من الزهد والعبادة بلا علم فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضي يونس ع علي وجهه مغاضبا لربه فكان من قصته ماأخبر الله في كتابه فَآمَنُوا فَمَتّعناهُم إِلي حِينٍ قال أبوعبيدة قلت لأبي جعفر ع كم كان غاب يونس ع عن قومه حتي رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه قال أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلي البحر وسبعا منها في رجوعه إلي قومه فقلت له و ما هذه

الأسابيع شهور أوأيام أوساعات فقال ياعبيدة إن العذاب أتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال وصرف عنهم من يومهم ذلك فانطلق يونس ع مغاضبا فمضي يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلي البحر وسبعة أيام في بطن الحوت وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء وسبعة أيام في رجوعه إلي قومه فكان ذهابه ورجوعه مسيرة عشرين يوما ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال الله فَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخزِي ِ

-روايت-1-1745

العياشي عن أبي جعفر ع في حديث قال فيه إن العذاب نزل علي قوم

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 438]

يونس حتي نالوه برماحهم فلبسوا المسوح والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم والرماد علي رءوسهم وضجوا ضجة واحدة إلي ربهم وقالوا آمنا بإله يونس فصرف الله عنهم العذاب إلي جبال آمل وأصبح يونس و هويظن أنهم هلكوا فوجدهم في عافية فغضب وخرج حتي ركب سفينة فيهارجلان فاضطربت السفينة فقال الملاح ياقوم في سفينتي مطلوب فقال يونس أنا هو وقام ليلقي نفسه فأبصر السمكة و قدفتحت فاها فهابها وتعلق به الرجلان وقالا له أنت واحد ونحن رجلان فساهمهم فوقعت السهام عليه فجرت السنة بأن السهام إذاكانت ثلاث مرات أنها لاتخطئ فألقي نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار السبعة حتي صار إلي البحر المسجور و به يعذب قارون ثم ذكر كلامه معه كماتقدم

-روايت-از قبل-668

المناقب عن الثمالي قال دخل عبد الله بن عمر علي زين العابدين ع و قال له يا ابن الحسين ألذي تقول إن يونس بن متي إنما لقي من الحوت مالقي لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها قال ثكلتك أمك قال فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين فأمر بشد

عينيه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعدساعة بفتح أعيننا فإذانحن علي شاطئ البحر تضرب أمواجه فقال ابن عمر ياسيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي فقال هبه وأر به إن كنت من الصادقين ثم قال ياأيها الحوت قال فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم و هو يقول لبيك لبيك ياولي الله فقال من أنت قال أناحوت يونس ياسيدي قال أنبئنا بالخبر فقالت ياسيدي إن الله تعالي لم يبعث نبيا من آدم إلي أن صار جدك محمدص إلا و قدعرض عليه ولايتكم فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص و من توقف عليها وتتعتع في حملها لقي مالقي آدم من الخطيئة و مالقي نوح ع من الغرق و مالقي ابراهيم من النار و مالقي يوسف من الجب و مالقي أيوب من البلاء و مالقي داود من الخطيئة إلي أن بعث الله يونس ع فأوحي الله إليه أن يايونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه في كلام له قال فكيف أتولي من لم أره و لم أعرفه وذهب مغتاضا فأوحي الله

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 439]

تعالي إلي أن التقم يونس و لاتوهن له عظما فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادي أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ قدقبلت ولاية علي والأئمة الراشدين من ولده فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته علي ساحل البحر فقال زين العابدين ع ارجع أيها الحوت إلي وكرك واستوي الماء

-روايت-از قبل-349

و عن أبي عبد الله ع قال إن داود النبي ع قال يارب أخبرني بقريني في الجنة ونظيري في منازلي فأوحي الله تبارك و تعالي إليه أن ذلك متي أبايونس قال فاستأذن الله

في زيارته فأذن له فخرج هو وسليمان ابنه حتي أتيا موضعه فإذاهما ببيت من سعف فقيل لهما هو في السوق فسألا عنه فقيل لهما اطلباه في الحطابين فسألا عنه فقال لهما جماعة من الناس نحن ننتظره الآن يجي ء فجلسا ينتظرانه إذ أقبل و علي رأسه وقر من حطب فقام إليه الناس فألقي عنه الحطب فحمد الله و قال من يشتري طيبا بطيب فساومه واحد وزاد بآخر حتي باعه من بعضهم قال فسلما عليه فقال انطلقا بنا إلي المنزل واشتري طعاما بما كان معه ثم طحنه وعجنه ثم أجج نارا وأوقدها ثم جعل العجين في تلك النار وجلس معهما يتحدث ثم قام و قدنضجت خبيزته فوضعها في الإجانة وفلقها وذر عليها ملحا ووضع إلي جنبه مطهرة ماء وجلس علي ركبتيه وأخذ لقمة فلما وضعها إلي فيه قال بسم الله فلما ازدردها قال الحمد لله ثم فعل ذلك بأخري ثم أخذ الماء فشرب منه فذكر اسم الله فلما وضعه قال الحمد لله يارب من ذا ألذي أنعمت عليه ماأوليته مثل ماأوليتني قدصححت بصري وسمعي وبدني وقويتني حتي ذهبت إلي شجر لم أغرسه و لم أهتم لحفظه جعلته لي رزقا وسقت إلي من اشتراه مني فاشتريت بثمنه طعاما لم أزرعه وسخرت لي النار فأنضجته وجعلتني آكله بشهوة أقوي به علي طاعتك فلك الحمد قال ثم بكي قال داود ع يابني قم فانصرف بنا فإني لم أر عبدا قط أشكر من هذاص

-روايت-1-2-روايت-32-1358

أقول نقل المفسرون أن السفينة التي ركب فيهايونس ع احتبست فقال الملاحون إن هاهنا عبدا آبقا فإن من عادة السفينة إذا كان فيهاآبق لاتجري فلذلك

[ صفحه 440]

اقترعوا فوقعت القرعة علي يونس ع ثلاث مرات فعلموا أنه المطلوب فألقي

نفسه في البحر فأوحي الله إلي الحوت أني لم أجعل عبدي رزقا لك ولكني جعلت بطنك له مسجدا فلاتكسرن له عظما و لاتخدشن له جلدا. و قوله وَ هُوَ مُلِيمٌ أي مستحق اللوم لوم العتاب لالوم العقاب علي خروجه من بين قومه من غيرأمر ربه . وعندنا أن ذلك إنما وقع منه تركا للمندوب و قديلام الرجل علي ترك المندوب

-قرآن-216-230

و عن أبي عبد الله ع أن النبي ص يقول ماينبغي لأحد أن يقول أناخير من يونس بن متي

-روايت-1-2-روايت-47-96

.أقول لعل المعني علي تقدير صحة الخبر أنه لاينبغي لأحد أن يقول أناخير من يونس من حيث المعراج بأن يظن أني صرت من حيث العروج إلي السماء أقرب إلي الله تعالي منه فإن نسبته تعالي إلي السماء و الأرض والبحار نسبة واحدة وإنما أراني الله تعالي عجائب صنعه في السماوات وأري يونس عجائب خلقه في البحار وإني عبدت الله في السماء ويونس عبده في بطن الحوت ولكن التفضيل من جهات أخر لاتحصي

[ صفحه 441]

باب في قصة أصحاب الكهف والرقيم

قال الله سبحانه أَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباًالآيات

-قرآن-19-90

قصص الراوندي بإسناده إلي ابن عباس قال لما كان في عهد خلافة عمر أتاه قوم من أحبار اليهود فسألوه عن أقفال السماوات ماهي وعمن أنذر قومه و ليس من الجن و لا من الإنس و عن خمسة أشياء مشت علي وجه الأرض لم يخلقوا في الأرحام و ما يقول الدراج في صياحه و ما يقول الديك والفرس والحمار والضفدع والقنبرة فنكس عن رأسه فقال يا أبا الحسن ماأري جوابهم إلاعندك فقال لهم علي ع إن لي عليكم شريطة إذا أناأخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا فقالوا نعم فقال علي ع

أماأقفال السماوات فهو الشرك بالله فإن العبد والأمة إذاكانا مشركين مايرفع لهما إلي الله سبحانه عمل فقالوا و مامفاتيحها فقال علي ع شهادة أن لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله فقالوا أخبرنا عن قبر سار بصاحبه قال ذلك الحوت حين ابتلع يونس ع فدار به في البحار السبعة فقالوا أخبرنا عمن أنذر قومه لا من الجن و لا من الإنس قال تلك نملة سليمان ع إذ قالت يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُقالوا أخبرنا عن خمسة أشياء مشت علي الأرض ماخلقوا في الأرحام قال ذاك آدم وحواء وناقة صالح وكبش ابراهيم وعصا موسي ص قالوا فأخبرنا ماتقول هذه الحيوانات قال الدراج يقول الرحمن علي العرش استوي والديك يقول اذكروا الله ياغافلين والفرس يقول أللهم انصر عبادك

-روايت-1-2-روايت-46-ادامه دارد

[ صفحه 442]

المؤمنين علي عبادك الكافرين والحمار يلعن العشارين ينعق في عين الشيطان والضفدع يقول سبحان ربي المعبود في لجج البحار والقنبرة تقول أللهم العن مبغضي محمد وآل محمد قال وكانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان وقالا أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فوقف الحبر الآخر و قال يا علي لقد وقع في قلبي ماوقع في قلوب أصحابي ولكن بقيت خصلة أسألك عنها فقال ع سل قال أخبرني عن قوم كانوا في أول الزمان فماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم الله ماكانت قصتهم فابتدأ علي ع وأراد أن يقرأ سورة الكهف فقال الحبر ماأكثر ماسمعنا قراءتكم فإن كنت عالما فأخبرنا بقصة هؤلاء وبأسمائهم وعددهم واسم كلبهم واسم كهفهم واسم ملكهم واسم مدينتهم فقال علي ع لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم ياأخا اليهود حدثني محمدص أنه كان

بأرض الروم مدينة يقال لها أقسوس و كان لهم ملك صالح فمات ملكهم فاختلفت كلمتهم فسمع ملك من ملوك فارس يقال له دقيوس فأقبل في مائة ألف حتي فتح مدينة أقسوس فاتخذها دار مملكته واتخذ فيهاقصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ واتخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف ذراع في عرض مثل ذلك من الزجاج الممرد واتخذوا في ذلك المجلس أربعة آلاف أسطوانة من ذهب واتخذوا ألف قنديل من ذهب لها سلاسل من اللجين تسرج بأطيب الأدهان واتخذ في شرقي المجلس ثمانين كوة وكانت الشمس إذاطلعت في المجلس كيفما دارت واتخذ فيه سريرا من ذهب له قوائم من فضة مرصعة بالجواهر وعلاه من النمارق واتخذ من يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب مرصعة بالزبرجد الأخضر فأجلس بطارقته يعني قواده وأعاظم أهل دولته من العلماء واتخذ من يسار السرير ثمانين كرسيا من الفضة مرصعة بالياقوت الأحمر فأجلس عليها هراقيله يعني حكامه وعماله ثم علا علي السرير فوضع التاج علي رأسه فوثب اليهودي فقال مم كان تاجه قال من الذهب المشبك له سبعة أركان علي كل ركن لؤلؤة بيضاء كضوء الصبح في الليلة الظلماء واتخذ خمسين غلاما من أولاد

-روايت-از قبل-1812

[ صفحه 443]

الهراقلة فقرطهم بقراريط الديباج الأحمر وسرولهم سراويلات الحرير وتوجهم ودملجهم وخلخلهم وأعطاهم أعمدة من الذهب وأوقفهم علي رأسه واتخذ ستة غلمة وزراء فأقام ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره فقال اليهودي ما كان اسم الثلاثة والثلاثة فقال علي ص الذين عن يمينه أسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومنثلينيا و أماالذين عن يساره فأسماؤهم مرنوس وديرنوس وساذريوس و كان يستشيرهم في جميع أمورهم كان يجلس في كل يوم في صحن داره والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره ويدخل ثلاثة

غلمة في أيد أحدهم جام من ذهب مملوء من المسك المسحوق و في يد الآخر جام من فضة مملوء من ماء الورد و في يد الآخر طائر أبيض منقاره أحمر فإذانظر الملك إلي ذلك الطائر صفر به فيطير الطائر حتي يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه ثم يقع علي جام المسك فيحمل ما في الجام بريشه وجناحه ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر علي الملك فينفض ما في ريشه وجناحه علي رأس الملك فلما نظر الملك إلي ذلك عتا وتجبر فادعي الربوبية من دون الله ودعا إلي ذلك وجوه قومه فكل من أطاعه إلي ذلك أعطاه وكساه و كل من لم يبايعه قتله فاستجابوا له رأسا واتخذ لهم في كل سنة مرة فبينما هم ذات يوم في عيد لهم والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره إذ أتاه بطريق فأخبره أن عساكر الفرس قدغشيته فاغتم لذلك حتي سقط التاج عن ناصيته فنظر إليه أحد الثلاثة الذين كانوا عن يمينه يقال له تمليخا و كان له غلاما فقال في نفسه لو كان دقيوس إلها كمايزعم إذن ما كان يغتم و لايفزع و لايبول و لايتغوط و ما كان ينام و ليس هذا من فعل الإله قال و كان الفتية كل يوم

عندأحدهم وكانوا ذلك اليوم

عندتمليخا فاتخذ لهم من طيب الطعام ثم قال لهم ياإخوتاه قدوقع في قلبي شيءمنعني الطعام والشراب والمنام قالوا و ماذاك ياتمليخا قال أطلت فكري في هذه السماء فقلت من رفع سقفها محفوظة بلا عمد و لاعلاقة من فوقها و من أجري فيهاشمسا وقمرا آيتان مبصرتان و من زينها بالنجوم ثم أطلت الفكر في الأرض فقلت من سطحها علي صميم الماء الزخار

و من حبسها بالجبال أن يمتد علي كل شيء وأطلت فكري في نفسي من أخرجني جنينا من بطن أمي و من غذاني و من رباني إن لها صانعا ومدبرا غير

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 444]

دقيوس الملك و ما هو إلاملك الملوك وجبار السماوات فانكبت الفتية علي رجليه يقبلونهما وقالوا بك هدانا الله من الضلالة إلي الهدي فأشر علينا قال فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له بثلاثة آلاف درهم وصر في ردنه وركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة

-روايت-از قبل-252

فلما صاروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا ياإخوتاه جاءت مسكنة الآخرة وذهب ملك الدنيا انزلوا عن خيولكم وامشوا علي أرجلكم لعل الله أن يجعل لكم من أمركم فرجا ومخرجا فنزلوا عن خيولهم ومشوا علي أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم فجعلت أرجلهم تقطر دما قال فاستقبلهم راع فقالوا ياأيها الراعي هل من شربة لبن أوماء فقال الراعي عندي ماتحبون ولكن أري وجوهكم وجوه الملوك و ماأظنكم إلاهرابا من دقيانوس الملك قالوا ياأيها الراعي لايحل لنا الكذب أفينجينا منك الصدق فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي علي أرجلهم يقبلها و يقول ياقوم لقد وقع في قلبي ماوقع في قلوبكم ولكن أمهلوني حتي أرد الأغنام علي أربابها وألحق بكم فتوقفوا له فرد الأغنام وأقبل يسعي يتبعه الكلب فوثب اليهودي فقال يا علي مااسم الكلب و مالونه فقال له علي ع لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم أمالون الكلب فكان أبلق بسواد و أمااسم الكلب فقطمير فلما نظر الفتية إلي الكلب قال بعضهم إنا نخاف أن يفضحنا الكلب بنباحه فألحوا عليه بالحجارة فأنطق الله الكلب و قال ذروني حتي أحرسكم من عدوكم فلم يزل الراعي يسير بهم حتي علاهم جبلا فانحط به علي كهف يقال

له الوصيد فإذابفناء الكهف عيون وأشجار مثمرة فأكلوا من الثمر وشربوا من الماء وجنهم الليل فأوحي الله تعالي إلي ملك الموت بقبض أرواحهم ووكل الله بكل رجل ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلي ذات الشمال وأوحي الله إلي خزان الشمس فكانت تزاور كهفهم ذات اليمين وتقرضهم ذات الشمال فلما رجع دقيوس من عيده سأل عن الفتية فأخبر أنهم خرجوا هربا فركب في ثمانين ألف حصان فلم يزل يقفوا أثرهم حتي علا فانحط إلي كهفهم

-روايت-1-2-روايت-3-ادامه دارد

[ صفحه 445]

فلما نظر إليهم فإذاهم نيام فقال الملك لوأردت أن أعاقبهم بشي ء لماعاقبتهم بأكثر مما عاقبوا أنفسهم ولكن ائتوني بالبناءين فسد باب الكهف بالكلس والحجارة و قال لأصحابه قولوا لهم يقولوا لإلههم في السماء لينجيهم و أن يخرجهم من هذاالموضع قال علي ع ياأخا اليهود فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين فلما أن أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل أن ينفخ فيهم الروح فنفخ فقاموا من رقدتهم فلما بزغت الشمس قال بعضهم قدغفلنا في هذه الليلة عن عبادة إله السماء فقاموا فإذاالعين قدغارت و إذاالأشجار قديبست فقال بعضهم لبعض إن أمرنا لعجيب مثل تلك العين الغزيرة قدغارت والأشجار قديبست في ليلة واحدة ومسهم الجوع فقالوافَابعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هذِهِ إِلَي المَدِينَةِ فَليَنظُر أَيّها أَزكي طَعاماً فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَ ليَتَلَطّف وَ لا يُشعِرَنّ بِكُم أَحَداً قال تمليخا لايذهب في حوائجكم غيري ولكن ادفع أيها الراعي ثيابك إلي فدفع الراعي ثيابه ومضي نحو المدينة فجعل يري مواضع لايعرفها وطريقا هوينكرها حتي أتي باب المدينة و إذاعلم أخضر مكتوب عليه لاإله إلا الله عيسي رسول الله فجعل ينظر إلي العلم وجعل يمسح به عينيه و يقول أراني نائم ثم دخل السوق فأتي رجلا خبازا فقال

أيها الخباز مااسم مدينتكم هذه قال أقسوس قال و مااسم ملككم قال عبدالرحمن قال ادفع لي بهذه الورق طعاما فجعل الخباز يتعجب من ثقل الدراهم و من كبرها فقال اليهودي يا علي ما كان وزن كل درهم منها قال وزن عشرة دراهم وثلثي درهم فقال الخباز يا هذا أنت أصبت كنزا فقال تمليخا ما هذا إلاثمن تمر بعتها منذ ثلاث وخرجت من هذه المدينة وتركت الناس يعبدون دقيوس الملك قال فأخذ الخباز بيد تمليخا وأدخله علي الملك فقال ماشأن هذاالفتي قال الخباز هذا رجل أصاب كنزا فقال الملك يافتي لاتخف فإن نبينا عيسي ع أمرنا أن لانأخذ من الكنز إلاخمسها فأعط خمسها وامض سالما فقال تمليخا انظر أيها الملك في أمري ماأصبت كنزا أنا رجل من أهل هذه المدينة فقال الملك أنت من أهلها قال نعم قال فهل تعرف بهاأحدا قال

-روايت-از قبل-1859

[ صفحه 446]

نعم قال مااسمك قال اسمي تمليخا قال و ما هذه الأسماء اسم أهل زماننا فقال الملك هل لك في هذه المدينة دار قال نعم اركب أيها الملك معي فركب و الناس معه فأتي بهم أرفع دار في المدينة قال تمليخا هذه الدار لي فقرع الباب فخرج إليهم شيخ و قدوقع حاجباه علي عينيه من الكبر فقال ماشأنكم قال الملك أتانا هذاالغلام بالعجائب يزعم أن هذه الدار داره فقال الشيخ من أنت قال أناتمليخا بن قسطيكين قال فانكب الشيخ علي رجليه يقبلهما و هو يقول جدي ورب الكعبة فقال أيها الملك هؤلاء الفتية الستة الذين خرجوا هربا من دقيوس الملك قال فنزل الملك عن فرسه وحمله علي عاتقه وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه فقال ياتمليخا مافعل أصحابك فأخبر أنهم بالكهف و كان يومئذ

بالمدينة ملك مسلم وملك يهودي فركبوا في أصحابهم فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا إني أخاف أن يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول يظنون أن دقيوس الملك قدجاء في طلبهم ولكن أمهلوني حتي أتقدم فأخبرهم فوقف الناس فأقبل تمليخا حتي دخل الكهف فلما نظروا إليه اعتنقوه وقالوا الحمد لله ألذي نجانا من دقيوس قال تمليخا دعوني عنكم و عن دقيوسكم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أوبعض يوم قال تمليخا بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين و قدمات دقيوس وقرن بعدقرن وبعث الله نبيا يقال له المسيح عيسي ابن مريم ورفعه الله إليه و قدأقبل إلينا الملك و الناس معه قالوا ياتمليخا أتريد أن تجعلنا فتنة للعالمين قال تمليخا فما تريدون قالوا ادع الله جل ذكره وندعو معك حتي يقبض أرواحنا فرفعوا أيديهم فأمر الله تعالي بقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف علي الناس فأقبل الملكان يطوفان علي باب الكهف سبعة أيام لايجدان للكهف بابا فقال الملك المسلم ماتوا علي ديننا نبني علي باب الكهف مسجدا و قال اليهودي لابل ماتوا علي ديني نبني علي باب الكهف كنيسة فاقتتلا فغلب المسلم وبني مسجدا عليه يايهودي أيوافق هذا ما في توراتكم قال مازدت حرفا و لانقصت و أناأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

-روايت-1-1840

[ صفحه 447]

و فيه مسندا إلي أبي جعفر ع قال صلي النبي ص ذات ليلة ثم توجه إلي البقيع فدعا أبابكر وعثمان وعمر وعليا فقال امضوا حتي تأتوا أصحاب الكهف وتقرءوهم مني السلام وتقدم أنت يا أبابكر فإنك أسوة القوم ثم أنت ياعمر ثم أنت ياعثمان فإن أجابوا أحدا منكم و إلاتقدم أنت يا علي كن آخرهم ثم أمر الريح فحملتهم

ووضعتهم علي باب الكهف فتقدم أبوبكر فسلم فلم يردوا عليه فتنحي فتقدم عمر فسلم فلم يردوا عليه وتقدم عثمان وسلم فلم يردوا عليه فتقدم علي ع و قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الكهف الذين آمنوا بربهم وزادهم هدي وربط علي قلوبهم أنا رسول رسول الله إليكم فقالوا مرحبا برسول الله وبرسوله وعليك السلام ياوصي رسول الله ص ورحمة الله وبركاته قال كيف علمتم أني وصي النبي قالوا إنه ضرب علي آذاننا أن لانكلم إلانبيا أووصي نبي فقالوا كيف تركت رسول الله وكيف حشمه وكيف حاله وبالغوا في السؤال وقالوا أخبر أصحابك هؤلاء أنا لانكلم إلانبيا أووصي نبي فقال لهم أسمعتم مايقولون قالوا نعم قال فاشهدوا ثم حول وجوههم نحو المدينة فحملتهم الريح حتي وضعتهم بين يدي رسول الله ص فأخبروه بالذي كان فقال لهم ص قدرأيتم وسمعتم فاشهدوا قالوا نعم فانصرف النبي ص إلي منزله و قال لهم احفظوا شهادتكم

-روايت-1-2-روايت-38-1182

ورواه الثعلبي في تفسيره بأسانيد في معجزات النبي ومعجزات أمير المؤمنين ص

و عن أبي عبد الله ع أن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر فكان علي إظهارهم الكفر أعظم منهم علي إسرارهم الإيمان

-روايت-1-2-روايت-27-133

و فيه عنه ع أنه قال خرج ثلاثة نفر يسيحون في الأرض فبينا هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتي بدت صخرة من أعلي الجبل حتي التقمت باب الكهف فقال بعضهم ياعباد الله و الله لاينجيكم منها إلا أن تصدقوا عن الله فهلموا ماعملتم لله خالصا فقال أحدهم أللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة جيدة لحسنها وجمالها وأعطيت فيها

-روايت-1-2-روايت-28-ادامه دارد

[ صفحه 448]

مالا ضخما فلما قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها خوفا منك

فارفع عنا هذه الصخرة قال فانصدعت حتي نظروا إلي الضوء ثم قال الآخر أللهم إن كنت تعلم استأجرت قوما كل رجل بنصف درهم فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم فقال رجل لقد عملت عمل رجلين و الله لاآخذ إلادرهما ثم ذهب وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف درهم في الأرض فأخرج الله به رزقا وجاء صاحب النصف درهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم ودرهم حقه فإن كنت تعلم أنما فعلت ذلك مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة قال فانفرجت حتي نظر بعضهم إلي بعض ثم قال الآخر أللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقصعة من لبن فخفت أن أضعه فتقع فيه هامة وكرهت أن أنبههما من نومهما فيشق ذلك عليهما فلم أزل بذلك حتي استيقظا فشربا أللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء لوجهك فارفع عنا هذه الصخرة فانفرجت حتي سهل الله لهم المخرج ثم قال رسول الله ص من صدق الله نجا

-روايت-از قبل-904

أقول إنما أوردنا هذاالخبر هنا لأنه ذهب كثير من المفسرين إلي أن أهل الرقيم هم هؤلاء الثلاثة. و قال الثقة علي بن ابراهيم و أماالرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم و ماأراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم وقيل الرقيم اسم الوادي ألذي كان فيه الكهف وقيل هي القرية التي خرجوا منها

[ صفحه 449]

باب في قصة أصحاب الأخدود وقصة جرجيس وقصة خالد بن سنان العبسي

تفسير علي بن ابراهيم في قوله تعالي قُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ قال كان سببهم أن ألذي هيج الحبشة علي غزوة اليمن ذانوس و هوآخر ملك من ملوك حمير تهود واجتمعت معه حمير علي اليهودية وسمي نفسه يوسف ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم علي دين النصرانية وكانوا علي

دين عيسي ع و علي حكم الإنجيل ورأس ذلك الدين عبد الله بن ياس وحمله أهل دينه علي أن يسير إليهم ويحملهم علي اليهودية ويدخلهم فيها.فسار حتي قدم نجران فجمع ما كان بها علي دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيهافأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم و علي الحرس كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل فخد لهم أخدودا وجمع فيه الحطب وأشعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألف ألف رجل

-قرآن-41-65

قصص الأنبياء للراوندي طاب ثراه بإسناده إلي أبي جعفر ع قال إن أسقف نجران دخل علي أمير المؤمنين ع فجري ذكر أصحاب الأخدود فقال ع بعث الله نبيا حبشيا إلي قومه في الحبشة فدعاهم إلي الله تعالي فكذبوه وحاربوه وظفروا به وخدوا الأخدود وجعلوا فيه الحطب والنار فلما كان حراقا قالوا لمن كان علي دين ذلك النبي اعتزلوا و إلاطرحناكم فيهافاعتزل قوم كثير وقذف فيهاخلق كثير حتي وقعت امرأة ومعها ابن لها من شهرين فقيل لها إما أن ترجعي وإما أن تقذفي في النار فهمت تطرح نفسها فلما رأت ابنها رحمته فأنطق الله الصبي و قال ياأماه ألقي نفسك وإياي في النار فإن هذا في الله قليل

-روايت-1-2-روايت-69-610

[ صفحه 450]

وسئل أمير المؤمنين ع عن المجوس أي أحكام تجري فيهم قال هم أهل الكتاب كان لهم كتاب و كان لهم ملك سكر يوما فوقع علي أخته وأمه فلما أفاق ندم وشق ذلك عليه فقال للناس هذاحلال فامتنعوا عليه فجعل يقتلهم ويحفر لهم الأخدود ويلقيهم فيه

-روايت-1-2-روايت-3-257

و فيه عنه ع قال ولي عمر رجلا كورة من الشام فافتتحها فإذاأهلها

أسلموا فبني لهم مسجدا فسقط ثم بني فسقط ثم بني فسقط فكتب إلي عمر بذلك فلما قرأ الكتاب سأل أصحاب محمدص هل عندكم في ذلك علم قالوا لافبعث إلي علي بن أبي طالب ع فأقرأه الكتاب فقال هذانبي كذبه قومه فقتلوه ودفنوه في هذاالمسجد و هومتشحط في دمه فاكتب إلي صاحبك فلينبشه فإن جسده طريا ليصل عليه وليدفنه في موضع كذا ثم ليبني عليه مسجدا فإنه سيقوم ففعل ذلك ثم بني المسجد فثبت و في رواية

-روايت-1-2-روايت-23-489

اكتب إلي صاحبك أن يحفر ميمنة أساس المسجد فإنه سيصيب فيهارجلا قاعدا يداه علي أنفه ووجهه فقال عمر من هو قال علي ع اكتب إلي صاحبك فليعمل ماأمرته فإن وجده كماوصفت أعلمتك إن شاء الله فلم يلبث أن كتب العامل أصبت الرجل علي ماوصفت فصنعت ألذي أمرت به فثبت إلينا فقال عمر لعلي ع ماحال هذا الرجل فقال هذانبي من أصحاب الأخدود قصتهم معروفة في القرآن

و فيه بإسناده إلي ابن عباس قال بعث الله جرجيس ع إلي ملك بالشام فقال له إنه يعبد صنما فقال له أيها الملك اقبل نصيحتي لاينبغي للخلق أن يعبدوا غير الله تعالي و لايرغبوا إلا إليه فقال له الملك من أي أرض أنت قال من الروم قاطنين بفلسطين ثم أمر بحبسه ثم مشط جسده بأمشاط من حديد حتي تساقط لحمه ونضج جسده بالخل ودلكه بالمسوح الخشنة ثم أمر بمكاو من حديد تحمي فيكوي بهاجسده و لما لم يقتل أمر بأوتاد من حديد فضربوها في فخذيه وركبتيه وتحت قدميه فلما رأي أن ذلك لم يقتله أمر بأوتاد طوال من حديد فوتدت في رأسه فسال منها دماغه وأمر بالرصاص فأذيب وصب علي أثر ذلك ثم أمر بسارية

من حجارة كانت في السجن

-روايت-1-2-روايت-38-ادامه دارد

[ صفحه 451]

لم ينقلها إلاثمانية عشر رجلا فوضعت علي بطنه فلما أظلم الليل وتفرق عنه الناس رآه أهل السجن و قدجاءه ملك فقال له ياجرجيس إن الله جلت عظمته يقول اصبر وأبشر و لاتخف إن الله معك يخلصك وإنهم يقتلونك أربع مرات في كل ذلك أرفع عنك الألم والأذي فلما أصبح الملك دعاه فجلده بالسياط علي الظهر والبطن ثم رده إلي السجن ثم كتب إلي أهل مملكته أن يبعثوا إليه بكل ساحر فبعثوا بساحر استعمل كل ماقدر عليه من السحر فلم يعمل فيه ثم عمد إلي سم فسقاه فقال جرجيس بسم الله ألذي يضل

عندصدقه كذب الفجرة وسحر السحرة فلم يضره فقال الساحر لوأني سقيت بهذا أهل الأرض لنزفت قواهم وعميت أبصارهم فأنت ياجرجيس النور المضي ء والسراج المنير والحق المبين أشهد أن إلهك حق و مادونه باطل آمنت به وصدقت رسله و إليه أتوب مما فعلت فقتله الملك ثم أعاد جرجيس ص إلي السجن وعذبه ألوان العذاب ثم قطعه أقطاعا وألقاه في جب ثم خلا الملك الملعون وأصحابه علي طعام له وشراب فأمر الله تعالي إعصارا أنشأت سحابة سوداء وجاءت بالصواعق ورجفت الأرض وتزلزلت الجبال حتي أشفقوا أن يكون هلاكهم وأمر الله ميكائيل فقام علي رأس الجب و قال قم ياجرجيس بقوة الله ألذي خلقك فسواك فقام جرجيس حيا سويا وأخرجه من الجب و قال اصبر وأبشر فانطلق جرجيس حتي قام بين يدي الملك و قال بعثني الله ليحتج بي عليكم فقام صاحب الشرطة و قال آمنت بإلهك ألذي بعثك بعدموتك وشهدت أنه الحق وجميع الآلهة دونه باطل واتبعه أربعة آلاف آمنوا وصدقوا جرجيس فقتلهم الملك جميعا بالسيف ثم أمر

بلوح من نحاس أوقد عليه النار حتي احمر فبسط عليه جرجيس وأمر بالرصاص فأذيب وصب في فيه ثم ضرب الأوتاد في عينيه ورأسه ثم ينزع ويفرغ بالرصاص مكانه فلما رأي أن ذلك لم يقتله فأوقد عليه النار حتي مات وأمر برماده فذر في الرياح فأمر الله تعالي رياح الأرضين في ليلة فجمعت رماده في مكان فأمر ميكائيل ع

-روايت-از قبل-1751

[ صفحه 452]

فنادي ياجرجيس فقام حيا سويا بإذن الله فانطلق جرجيس ص إلي الملك و هو في أصحابه فقام رجل فقال إن تحتنا أربعة عشر منبرا ومائدة بين أيدينا وهي من عيدان شتي منها مايثمر ومنها ما لايثمر فسل ربك أن يلبس كل شجرة منها لحاها وينبت فيهاورقها وثمرها فإن فعل ذلك فإني أصدقك فوضع جرجيس ركبتيه علي الأرض ودعا ربه تعالي عظم شأنه فما برح مكانه حتي أثمر كل عود فيهاثمرة فأمر الملك فمد بين الخشبتين ووضع المنشار علي رأسه فنشر حتي سقط المنشار من تحت رجليه ثم أمر بقدر عظيمة فألقي فيهازفت وكبريت ورصاص وألقي فيهاجسد جرجيس ع فطبخ حتي اختلط ذلك كله جميعا فأظلمت الأرض لذلك وبعث الله إسرافيل فصاح صيحة خر منها الناس لوجوههم ثم قلب إسرافيل ع القدر فقال قم ياجرجيس بإذن الله تعالي فقام حيا سويا بقدرة الله وانطلق جرجيس إلي الملك و لمارآه الناس عجبوا منه فجاءت امرأة وقالت أيها العبد الصالح كان لنا ثورا نعيش به فمات فقال لها جرجيس خذي عصاي فضعيها علي ثورك وقولي إن جرجيس يقول قم بإذن الله تعالي ففعلت فقام حيا فآمنت به فقال الملك إن تركت هذاالساحر هلك قومي فاجتمعوا كلهم علي أن يقتلوه فأمر به أن يخرج ويقتل بالسيف فقال جرجيس ع

لماخرج لاتعجلوا علي فقال أللهم إن أهلكت أنت عبدة الأوثان أسألك أن تجعل اسمي وذكري صبرا لمن يتقرب إليك

عند كل هول وبلاء ثم ضربوا عنقه فمات ثم أسرعوا إلي القرية فهلكوا كلهم

-روايت-1-1285

الكافي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال بينا رسول الله ص جالس إذ جاءته امرأة فرحب بها وأخذ بيدها وأقعدها ثم قال ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن يؤمنوا به وكانت نار يقال لها نار الحدثان تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم وكانت تخرج في وقت معلوم فقال لهم إن رددتها عنكم تؤمنون قالوا نعم قال فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ثم تبعها حتي دخلت كهفها ودخل معها

-روايت-1-2-روايت-47-ادامه دارد

[ صفحه 453]

وجلسوا علي باب الكهف وهم يرون ألا يخرج أبدا و هو يقول زعمت بنو عبس أني لاأخرج أبدا ثم قال تؤمنون بي قالوا لا قال فإني ميت يوم كذا وكذا فإذا أنامت فادفنوني فإنه سيجي ء قطيع من حمر الوحش يقدمها عير أبتر حتي تقف علي قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم فلما مات دفنوه و كان ذلك اليوم إذ جاءت الحمر الوحشية وجاءوا يريدون نبشه فقالوا ماآمنتم به في حياته فكيف تؤمنون به بعدوفاته ولئن نبشتموه ليكون عليكم فاتركوه فتركوه

-روايت-از قبل-453

أقول قال السيوطي نقلا عن العسكري في ذكر أقسام النار نار الحرتين كانت في بلاد عبس تخرج من الأرض فتؤذي من مر بها وهي التي دفنها خالد بن سنان النبي ع قال خليد شعرا

كنار الحرتين لها زفير || تصم مسامع الرجل السميع

وحينئذ فالأظهر كماقيل إنه كان نار الحرتين فصحف

و فيه مسندا إلي الصادق ع قال بينا رسول الله ص جالس إذ أقبلت امرأة تمشي حتي انتهت إليه فقال لها مرحبا يابنت

أخي فصافحها و كان اسمها محياء بنت خالد بن سنان ثم قال إن خالدا دعا قومه فأبوا أن يجيبوه وكانت نار تخرج في كل يوم فتأكل ماتليهم من مواشيهم و ماأدركتهم فقال لقومه أرأيتم إن رددتها عنكم أتؤمنون بي وتصدقونني قالوا نعم فاستقبلها فردها بقوة حتي أدخلها غارا وهم ينظرون فدخل معها فمكث حتي طال ذلك عليهم فقالوا إنا لنراه قدأكلته فخرج منها فقال أتؤمنون بي قالوا نار خرجت ودخلت لوقت فأبوا أن يجيبوه الحديث

-روايت-1-2-روايت-35-555

الإحتجاج قال الصادق ع في أسئلة الزنديق و كان فيما سأله أخبرني عن المجوس هل بعث إليهم خالد بن سنان قال ع إن خالدا كان عربيا بدويا و ما كان نبيا وإنما ذلك شيءيقوله الناس

-روايت-1-2-روايت-27-187

أقول الأخبار الدالة علي نبوته كثيرة ويمكن حمله علي ما هومعتقد الزنديق لأن مثله يرد في الأجوبة كثيرا

[ صفحه 454]

باب ماورد بلفظ نبي من الأنبياء و فيه ذكر نبي المجوس

علل الشرائع بإسناد العلوي عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص إن نبيا من الأنبياء بعثه الله عز و جل إلي قومه فبقي فيهم أربعين سنة فلم يؤمنوا فكان لهم عيد في كنيسة فاتبعهم ذلك النبي فقال لهم آمنوا بالله قالوا إن كنت نبيا فادع الله أن يجيئنا بطعام علي لون ثيابنا وكانت ثيابهم صفراء فجاء بخشبة يابسة فدعا الله عز و جل عليها فاخضرت وأينعت وجاءت بالمشمش حملا فأكلوا فكل من أكل ونوي أن يسلم علي يد ذلك النبي خرج ما في جوف النوي من فيه حلوا و من نوي أن لايسلم خرج ما في جوف النوي من فيه مرا

-روايت-1-2-روايت-78-544

عيون الأخبار مسندا إلي الهروي قال سمعت علي بن موسي الرضا ع يقول أوحي الله عز و جل إلي نبي من أنبيائه إذاأصبحت فأول كل

شيءيستقبلك فكله والثاني فاكتمه والثالث فاقبله والرابع فلاتؤيسه والخامس فاهرب منه قال فلما أصبح مضي فاستقبله جبل عظيم أسود فوقف و قال أمرني ربي عز و جل أن آكل هذا وبقي متحيرا ثم رجع إلي نفسه فقال إن ربي جل جلاله لايأمرني إلابما أطيق فمشي إليه ليأكله فكلما دنا منه صغر حتي انتهي إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيءأكله ثم مضي فوجد طشتا من ذهب فقال أمرني ربي أن أكتم هذافحفر له وجعله فيه وألقي عليه التراب ثم مضي فالتفت فإذاالطشت قدظهر فقال قدفعلت ماأمرني ربي عز و جل فمضي فإذابطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال أمرني ربي أن أقبل

-روايت-1-2-روايت-73-ادامه دارد

[ صفحه 455]

هذاففتح كمه فدخل الطير فيه فقال له البازي أخذت صيدي و أناخلفه منذ أيام فقال إن ربي عز و جل أمرني أن لاآيس هذافقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثم مضي فلما مضي فإذا هوبلحم ميتة منتن مدود فقال أمرني ربي عز و جل أن أهرب من هذافهرب ورجع ورأي في المنام كأنه قدقيل له إنك فعلت ماأمرت به فهل تدري ماذا كان قال لا قال له أماالجبل فهو الغضب إن العبد إذاغضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب فإذاعرف نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كان عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها و أماالطشت فهو العمل الصالح إذاكتمه العبد وأخفاه أبي الله عز و جل إلا أن يظهره ليزينه به مع مايدخر له من ثواب الآخرة و أماالطير فهو الرجل ألذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته و أماالبازي فهو الرجل ألذي يأتيك في حاجة فلاتؤيسه و أمااللحم المنتن فهو الغيبة فاهرب منها

-روايت-از قبل-803

قصص الراوندي عن أبي عبد الله ع قال

إن الله تعالي أوحي إلي نبي من أنبياء بني إسرائيل أني أحببت أن تلقاني غدا في حضيرة القدس فكن في الدنيا غريبا مهموما محزونا متوحشا من الناس بمنزلة الطير الواحد فإذا كان الليل آوي وحده استوحش من الطيور واستأنس بربه

-روايت-1-2-روايت-44-275

الكافي عن أبي جعفر ع قال مر نبي من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج قدنقبته الطير ومزقته الكلاب ثم مضي فرفعت له مدينة فدخلها فإذا هوبعظيم من عظمائها ميت علي سرير مسجي بالديباج حوله المجامر فقال يارب أشهد أنك حكم عدل لاتجور وعبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة و هذاعبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة قال الله عز و جل أنا كما قلت حكم عدل لاأجور ذلك عبدي كانت له عندي سيئة وذنب أمته بذلك لكي يلقاني و لم يبق عليه شيء و هذاعبدي -روايت-1-2-روايت-32-ادامه دارد

[ صفحه 456]

كانت له عندي حسنة فأمته بهذه الميتة لكي يلقاني و ليس له عندي شيء

-روايت-از قبل-76

الكافي عن الرضا ع قال أوحي الله عز و جل إلي نبي من الأنبياء إذاأطعت رضيت و إذارضيت باركت و ليس لبركتي نهاية و إذاعصيت غضبت و إذاغضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الوري أي ولد الولد

-روايت-1-2-روايت-27-201

و فيه عن أبي عبد الله ع قال شكا نبي من الأنبياء ع إلي الله عز و جل الضعف فقيل له اطبخ اللحم باللبن فإنهما يشدان الجسم

-روايت-1-2-روايت-37-138

و قال ع إن نبيا من الأنبياء شكا إلي الله عز و جل من الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل الهريسة

-روايت-1-2-روايت-13-102

وشكا نبي من الأنبياء إلي الله عز و جل قلة النسل فقال كل اللحم بالبيض

-روايت-1-2-روايت-3-80

و فيه أن بعض أنبياء بني إسرائيل شكا إلي الله

عز و جل قسوة القلب وقلة الدمعة فأوحي الله إليه أن كل العدس فأكل العدس فرق قلبه وكثرت دمعته

-روايت-1-2-روايت-10-158

وشكا نبي من الأنبياء إلي الله عز و جل الغم فأمره بأكل العنب

-روايت-1-2-روايت-3-71

و مابعث الله عز و جل نبيا إلا ومعه رائحة السفرجل

-روايت-1-2-روايت-3-57

و قال ع العطر من سنن المرسلين

-روايت-1-2-روايت-13-37

الأمالي أن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع علي المنبرسلوني قبل أن تفقدوني فقام إليه الأشعث بن قيس فقال له يا أمير المؤمنين كيف تأخذ من المجوس الجزية و لم ينزل عليهم كتاب و لم يبعث إليهم نبي فقال بلي ياأشعث قدأنزل الله عليهم كتابا وبعث إليهم نبيا و كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلي فراشه فارتكبها فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلي بابه فقالوا أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته فاخرج بظهر بلدك نقم عليك الحد فقال لهم اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت و إلافشأنكم فاجتمعوا فقال لهم هل علمتم أن الله عز و جل لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء قالوا صدقت أيها الملك قال أفليس زوج بنيه بناته وبناته من بنيه قالوا صدقت أيها الملك هذا هوالدين فتعاقدوا علي ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بغير حساب والمنافقون أشد حالا

-روايت-1-2-روايت-64-ادامه دارد

[ صفحه 457]

فقال الأشعث و الله ماسمعت بمثل هذاالجواب و الله لاعدت إلي مثلها أبدا

-روايت-از قبل-79

الإحتجاج في خبر الزنديق ألذي سأل الصادق ع عن المجوس أبعث الله إليهم نبيا فقال ما من أمة إلاخلا فيهانذير قال الزنديق أفزرادشت قال ع إن زرادشت أتاهم بزمزمة وادعي النبوة فآمن منهم قوم وجحد قوم فأخرجوه فأكلته السباع

في برية من الأرض قال فأخبرني عن المجوس كان أقرب إلي الصواب في دهرهم أم العرب قال العرب في الجاهلية كانت أقرب إلي الدين الحنيفي من المجوس و ذلك أن المجوس كفرت بكل الأنبياء وجحدت كتبها وأنكرت براهينها و لم تأخذ بشي ء من سننها و أن كيخسرو ملك المجوس في الدهر الأول قتل ثلاثمائة نبي وكانت المجوس لاتغتسل من الجنابة والعرب كانت تغتسل والاغتسال من خالص الحنيفية وكانت المجوس لاتختتن و هو من سنن الأنبياء وأول من فعل ذلك ابراهيم خليل الله ع وكانت المجوس لاتغسل أمواتهم و لاتكفنهم وكانت العرب تفعل ذلك وكانت المجوس ترمي موتاهم في الصحاري والنواويس والعرب تواريها في قبورها وتلحدها وكانت المجوس تأتي الأمهات وتنكح البنات والأخوات وحرمت ذلك العرب وأنكرت المجوس بيت الله الحرام وسمته بيت الشيطان والعرب كانت تحجه وتعظمه وتقول بيت ربنا وتقر بالتوراة والإنجيل وتسأل أهل الكتاب وتأخذ وكانت العرب في كل الأسباب أقرب إلي الدين الحنيف من المجوس قال فاحتجوا بإتيان الأخوات أنها سنة آدم قال فما حجتهم في إتيان البنات والأمهات و قدحرم ذلك آدم وكذلك نوح و ابراهيم و موسي وعيسي وسائر الأنبياء ع

-روايت-1-2-روايت-12-1319

و في الكافي عن النبي ص أن المجوس كان لهم نبي فقتلوه و كتاب أحرقوه أتاهم نبيهم بكتابهم في اثني عشر جلد ثور وكتابهم يقال له جاماسب

-روايت-1-2-روايت-30-149

و فيه عن أبي عبد الله ع قال إن قوما فيما مضي قالوا لنبي لهم ادع لنا ربك يرفع عنا الموت فرفع الله عنهم الموت فكثروا حتي ضاقت عليهم المنازل وكثر النسل ويصبح الرجل يطعم أباه وجده وأمه وجد جده ويوصيهم ويتعاهدهم فشغلوا عن طلب المعاش فقالوا سل لنا ربك أن يردنا إلي حالنا

التي كنا عليها فسأل نبيهم ربه فردهم إلي حالهم

-روايت-1-2-روايت-37-353

[ صفحه 458]

و فيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال قلت لأبي عبد الله ع إني لأكره الصلاة في مساجدهم فقال لاتكره فما من مسجد بني إلا علي قبر نبي أووصي نبي قتل فأصاب تلك البقعة رشة من دمه فأحب الله أن يذكر فيهافأد فيهاالفريضة والنوافل واقض فيها مافاتك

-روايت-1-2-روايت-49-268

و عنه ع أن الله لم يعذب أمة فيما مضي إلا يوم الأربعاء وسط الشهر

-روايت-1-2-روايت-13-74

و قال ع دفن ما بين الركن اليماني والحجر الأسود سبعون نبيا أماتهم الله جوعا وضرا

-روايت-1-2-روايت-13-90

و عنه ع أن الله عز و جل أوحي إلي نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين أن ائت هذاالجبار فقل له إني مااستعملتك لتكشف عني أصوات المظلومين فإني لم أدع ظلامتهم و إن كانوا كفارا

-روايت-1-2-روايت-13-199

و فيه عن أبي الحسن ع قال إن الأحلام لم تكن فيما مضي من أول الخلق وإنما حدثت فقلت و ماالعلة في ذلك فقال إن الله عزذكره بعث رسولا إلي أهل زمانه فدعاهم إلي عبادة الله وطاعته فقالوا إن فعلنا ذلك فما لنا فو الله ما أنت بأكثرنا مالا و لابأعزنا عشيرة فقال إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة و إن عصيتموني أدخلكم الله النار فقالوا و ماالجنة و ماالنار فوصف لهم ذلك فقالوا متي نصير إلي ذلك قال إذامتم قالوا رأينا أمواتنا صاروا عضاما ورفاتا فازدادوا له تكذيبا فأحدث الله عز و جل فيهم الأحلام فأتوه وأخبروه بما رأوا و ماأنكروا من ذلك فقال إن الله عزذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا هكذا تكون أرواحكم إذامتم و إن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلي عقاب حتي تبعث الأبدان

-روايت-1-2-روايت-34-708

دعوات الراوندي روي أن الله تبارك و

تعالي أوحي إلي نبي من الأنبياء في الزمن الأول أن لرجل في أمته ثلاث دعوات مستجابة فأخبر ذلك به الرجل فانصرف من عنده إلي بيته وأخبر زوجته بذلك فألحت عليه أن يجعل دعوة لها فرضي فقالت سل الله أن يجعلني أجمل نساء الزمان فدعا الرجل فصارت كذلك ثم إنها لمارأت رغبة الملوك والشبان المتنعمين فيهامتوفرة زهدت في زوجها الشيخ الفقير وجعلت تغالطه وتخاشنه و هويداريها و لايكاد يطيقها فدعا الله أن يجعلها كلبة فصارت كذلك

-روايت-1-2-روايت-19-ادامه دارد

[ صفحه 459]

ثم أجمع أولادها يقولون ياأبة إن الناس يعيرونا أن أمنا كلبة نابحة وجعلوا يبكون ويسألونه أن يدعو الله أن يجعلها كماكانت فدعا الله تعالي أن يصيرها مثل ألذي كانت في الحالة الأولي فذهبت الدعوات الثلاث ضياعا

-روايت-از قبل-220

[ صفحه 460]

خاتمة الكتاب في نوادر أخبار بني إسرائيل وأحوال بعض الملوك

مجمع البيان عن ابن عباس قال كان في بني إسرائيل عابد اسمه برصيصا عبد الله زمانا من الدهر حتي كان يؤتي بالمجانين يداويهم ويعودهم فيبرءون علي يده و أنه أتي بامرأة في شرف قدجنت و كان لها إخوة فأتوه بها وكانت عنده فلم يزل الشيطان يزين له حتي وقع عليها فحملت . فلما استبان حملها قتلها ودفنها. فلما فعل ذلك ذهب الشيطان حتي لقي أحد إخوتها فأخبره بالذي فعل الراهب و أنه دفنها في مكان كذا ثم أتي ببقية إخوتها رجلا رجلا فذكر له .فجعل الرجل يلقي أخاه فيقول و الله لقد أتاني آت ذكر لي شيئا يكبر علي ذكره فذكره بعضهم لبعض حتي بلغ ملكهم .فسار الملك و الناس فاستزلوه فأقر لهم بالذي فعل فأمر به فصلب . فلما رفع علي خشبة تمثل له الشيطان فقال أنا ألذي ألقيتك في هذافهل أنت مطيعي فيما أقول لك أخلصك مما

أنت فيه قال نعم قال اسجد لي سجدة واحدة فقال كيف أسجد لك و أنا علي هذه الحالة قال أكتفي منك بالإيماء فأومي له بالسجود فكفر بالله وقتل المرأة.فأشار الله تعالي إلي قصته في قوله كَمَثَلِ الشّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إنِيّ برَيِ ءٌ مِنكَ إنِيّ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ

-قرآن-938-1061

قصص الراوندي بإسناده إلي أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح و كان يتعبد في صومعته فجاءته أمه و هويصلي فدعته فلم يجبها فانصرفت

-روايت-1-2-روايت-49-ادامه دارد

[ صفحه 461]

ثم أتته ودعته فلم يجبها و لم يكلمها فانصرفت وهي تقول أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك فلما كان من الغد جاءت فاجرة وقعدت

عندصومعته فأخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ففشا في بني إسرائيل أن من كان يلوم الناس علي الزني فقد زني وأمر الملك بصلبه فأقبلت أمه إليه تلطم وجهها فقال لها اسكتي إنما هذالدعوتك فقال الناس لماسمعوا بذلك منه وكيف لنا بذلك قال هاتوا الصبي فجاءوا به فأخذه فقال من أبوك فقال فلان الراعي لبني فلان فأكذب الله الذين قالوا ماقالوا في جريح فحلف جريح أن لايخالف أمه بل يخدمها أبدا

-روايت-از قبل-550

و فيه عنه ع قال كان في بني إسرائيل رجل و كان له بنتان فزوجهما من رجلين واحد زارع وآخر يعمل الفخار ثم إنه زارهما فبدأ بامرأة الزارع فقال لها كيف حالك فقالت قدزرع زوجي زرعا كثيرا إن جاء الله بالسماء فنحن في أحسن بني إسرائيل حالا وذهب إلي الأخري فسألها عن حالها فقالت قدعمل زوجي فخارا كثيرا فإن أمسك الله السماء عنا فنحن أحسن بني إسرائيل حالا فانصرف و هو يقول أنت لهما

-روايت-1-2-روايت-23-406

و فيه عن أبي عبد

الله ع قال كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين فغاظ إبليس ذلك فبعث إليه شيطانا فقال قل العاقبة للأغنياء فجاءه فقال ذلك فتحاكما إلي أول من يطلع عليهما علي قطع يد ألذي يحكم عليه فلقيا شخصا فأخبراه بحالهما فقال العاقبة للأغنياء فقطع يده فرجع و هويحمد الله و يقول العاقبة للمتقين فقال له تعود أيضا فقال نعم علي اليد الأخري فخرجا فطلع الآخر عليه أيضا فقطعت يده الأخري وعاد أيضا يحمد الله و هو يقول العاقبة للمتقين فقال تحاكمني علي ضرب العنق فقال نعم فخرجا فرأيا مثالا فوقعا عليه فقال إني حاكمت هذا وقصا عليه قصتهما

-روايت-1-2-روايت-37-ادامه دارد

[ صفحه 462]

قال فمسح يديه فعادتا ثم ضرب عنق ذلك الخبيث و قال هكذا العاقبة للمتقين

-روايت-از قبل-79

و فيه عن أبي جعفر ع قال كان فاجر في بني إسرائيل و كان يقضي بالحق فيهم فلما حضرته الوفاة قال لامرأته إذامت فاغسليني وكفنيني وغطي وجهي علي سريري فإنك لاترين سوءا إن شاء الله تعالي فلما مات فعلت ماأمرها به ثم مكثت بعد ذلك حينا ثم إنها كشفت عن وجهه فإذادودة تقرض من منخره ففزعت من ذلك فلما كان الليل أتاها في منامها فقال لها فزعت مما رأيت قالت أجل قال و الله ما هو إلا في أخيك و ذلك أنه أتاني ومعه خصم له فلما جلسا قلت أللهم اجعل الحق له فلما اختصما كان الحق له ففرحت فأصابني مارأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له

-روايت-1-2-روايت-32-571

و عنه ع أن قوما من بني إسرائيل قالوا لنبي لهم ادع لنا ربك يمطر علينا السماء إذاأردنا فسأل ربه ذلك فوعده أن يفعل فأمطر السماء عليهم كلما أرادوا

فزرعوا فنمت زروعهم وحسنت فلما حصدوا لم يجدوا شيئا فقالوا إنما سألنا المطر للمنفعة فأوحي الله تعالي أنهم لم يرضوا بتدبيري -روايت-1-2-روايت-13-288

و قال ع إنه كان ورشان يفرخ في شجرة و كان رجل يأتيه إذاأدرك الفرخان فيأخذ الفرخين فشكا ذلك الورشان إلي الله تعالي فقال إني سأكفيك قال فأخرج الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان فصعد الشجرة وعرض له سائل فأعطاه أحد الرغيفين ثم صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما فسلمه الله لماتصدق به

-روايت-1-2-روايت-13-301

و عنه ع قال كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال و كان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة و كان له ابنان من زوجة غيرعفيفة فلما حضرته الوفاة قال لهم هذامالي لواحد منكم

-روايت-1-2-روايت-18-ادامه دارد

[ صفحه 463]

فلما توفي قال الكبير أنا ذلك الواحد و قال الأوسط أنا ذلك و قال الأصغر أنا ذلك فاختصموا إلي قاضيهم قال ليس عندي في أمركم شيءفانطلق إلي بني غنام الإخوة الثلاثة فانتهوا إلي واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا فقال ادخلوا إلي أخي فلان فهو أكبر مني سنا فاسألوه فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال سلوا أخي الأكبر مني فدخلوا علي الثالث فإذا هو في المنظر أصغر فسألوه أولا عن حالهم فقال أماأخي ألذي رأيتموه أولا هوالأصغر و إن له امرأة سوء تسوءه و قدصبر عليها مخافة أن يبتلي ببلاء لاصبر عليه فهو منه و أماأخي الثاني فإن عنده زوجة تسوءه وتسره فهو متماسك الشباب و أما أنافزوجتي تسرني و لاتسوءني لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك و أماحديثكم ألذي هوحديث أبيكم انطلقوا أولا وانبشوا قبره واستخرجوا عظامه وأحرقوها ثم عودوا لأقضي بينكم فانصرفوا فأخذ الصبي سيف أبيه وأخذ الأخوان المعاول فلما

أن هما بذلك قال لهما الصغير لاتنبشا قبر أبي و أناأدع لكما حصتي فانصرفوا إلي القاضي فقال يقنعكما هذاائتوني بالمال فقال للصغير خذ المال فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقة كمادخل علي الصغير

-روايت-از قبل-1035

و عن أبي الحسن موسي ص قال كان في بني إسرائيل رجل صالح وكانت له امرأة صالحة فرأي في النوم أن الله قدوقت لك من العمر كذا وكذا سنة وجعل نصف عمرك في سعة وجعل النصف الآخر في ضيق فاختر لنفسك أماالنصف الأول أوالنصف الأخير فقال الرجل إن لي زوجة صالحة وهي شريكتي في المعاش فأشاورها في ذلك وتعود إلي فأخبرك فلما أصبح الرجل قال لزوجته رأيت في النوم كذا وكذا فقالت يافلان خذ النصف الأول وتعجل العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة فلما كان في الليلة الثانية أتي الآتي فقال مااخترت فقال اخترت النصف الأول فقال ذلك لك فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه

-روايت-1-2-روايت-35-ادامه دارد

[ صفحه 464]

و لماظهرت نعمته قالت له زوجته قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم وجارك وأخوك فلان فهبهم فلما مضي نصف العمر وجاز حد الوقت رأي الرجل ألذي رآه في النوم فقال إن الله تعالي قدشكر لك ذلك و لك تمام عمرك سعة مامضي

-روايت-از قبل-232

و عن أبي عبد الله ع قال خرجت امرأة بغي علي شباب من بني إسرائيل فافتتنتهم فقال بعضهم لو كان العابد فلانا رآها فتنته وسمعت مقالتهم فقالت و الله لاأنصرف إلي منزلي حتي أفتتنه فمضت نحوه في الليل فدقت عليه فقالت آوي عندك فأبي عليها فقالت إن بعض شباب بني إسرائيل راودني عن نفسي فإن أدخلتني و إلالحقوني وفضحوني فلما سمع مقالتها فتح لها فلما دخلت عليه رمت بثيابها فلما رأي جمالها وهيئتها وقعت

في نفسه فضرب يده عليها ثم رجعت إليه نفسه و قد كان يوقد تحت قدر له فأقبل حتي وضع يده علي النار فقالت أي شيءتصنع فقال أحرقها لأنها عملت العمل فخرجت حتي أتت جماعة من بني إسرائيل فقالت الحقوا فلانا فقد وضع يده في النار فأقبلوا فلحقوه و قداحترقت يده

-روايت-1-2-روايت-32-700

و عن أبي عبد الله ع أن عابدا كان في بني إسرائيل فأضاف امرأة من بني إسرائيل فهم بهافأقبل كلما هم بهاقرب إصبعا من أصابعه إلي النار فلم يزل ذلك دأبه حتي أصبح قال لها اخرجي لبئس الضيف كنت لي

-روايت-1-2-روايت-27-215

و عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل جبار و أنه أقعد في قبره ورد إليه روحه فقيل له إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله قال لاأطيقها فلم يزالوا ينقصونه من الجلد و هو يقول لاأطيق حتي صاروا إلي واحدة قال لاأطيقها قالوا لن نصرفها عنك قال فلما ذا تجلدونني قال مررت يوما بعبد من عباد الله ضعيف مسكين مقهور فاستغاث بك فلم تغثه و لم تدفع عنه قال فجلدوه جلدة واحدة فامتلأ قبره نارا

-روايت-1-2-روايت-27-411

و عن وهب بن منبه قال رووا أن رجلا من بني إسرائيل بني قصرا فجوده وشيده ثم صنع طعاما فدعا الأغنياء وترك الفقراء

-روايت-1-2-روايت-27-ادامه دارد

[ صفحه 465]

فكان إذاجاء الفقير قيل لكل واحد منهم إن هذاطعام لم يصنع لك و لالأشباهك قال فبعث الله ملكين في زي الفقراء فقيل لهما مثل ذلك ثم أمرهما الله تعالي بأن يأتيا في زي الأغنياء فأدخلا وأكرما وأجلسا فأمرهما الله تعالي أن يخسفا المدينة و من فيها

-روايت-از قبل-260

وبإسناده أن بني إسرائيل الصغير منهم والكبير كانوا يمشون بالعصا مخافة أن يختال أحد في مشيه

-روايت-1-2-روايت-13-101

و عن أبي عبد

الله ع قال كان أبو جعفرص يقول نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصر أماإنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل و لم يكن دخول بني إسرائيل مصر إلا من سخط ومعصية منهم لله لأن الله عز و جل يقول ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدّسَةَ التّيِ كَتَبَ اللّهُ لَكُمفأبوا أن يدخلوها وعصوا فتاهوا في الأرض أربعين سنة و ما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعدتوبتهم ورضاء الله عنهم ثم قال أبو جعفر ع إنني أكره أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر و ماأحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي -روايت-1-2-روايت-55-571

قصص الراوندي بإسناده إلي عبدالأعلي بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع حديث ترويه الناس من أن رسول الله ص قال حدث عن بني إسرائيل و لاحرج قال نعم قلت أفنحدث عن بني إسرائيل و لاحرج علينا قال أ ماسمعت ما قال كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع قلت كيف هذا قال ما كان في الكتاب أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كان في هذه الأمة و لاحرج

-روايت-1-2-روايت-56-374

أقول في النهاية في الحديث حدثوا عن بني إسرائيل و لاحرج أي لابأس و لاإثم عليكم أن تحدثوا عنهم ماسمعتم و إن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ماروي أن ثيابهم كانت تطول و أن النار تنزل من السماء فتأكل القربان و غير ذلك لا أن تحدث عنهم بالكذب .

[ صفحه 466]

ويشهد لهذا التأويل ماجاء في بعض رواياته فإن فيهم العجائب . وقيل معناه أن الحديث عنهم إذاأديته كماسمعته حقا كان أوباطلا لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفترة بخلاف الحديث عن

النبي ص لأنه إنما يكون بصحة روايته وعدالة راويه . وقيل معناه أن الحديث عنهم ليس علي الوجوب لأن قوله ص في أول الحديث بلغوا عني علي الوجوب ثم أتبعه بقوله وحدثوا عن بني إسرائيل و لاحرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم

الكافي عن أبي عبد الله ع قال كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئا فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده فقال من لي بفلان فقال بعضهم أنا فقال من أين تأتيه فقال من ناحية النساء قال لست له لم يجرب النساء قال له آخر فأنا له قال من أين تأتيه قال من ناحية الشراب واللذات قال لست له ليس هذابهذا قال آخر فأنا له قال من أين تأتيه قال من ناحية البر قال انطلق فأنت صاحبه فانطلق إلي موضع الرجل فأقام حذاءه يصلي قال و كان الرجل ينام والشيطان لاينام ويستريح والشيطان لايستريح فتحول إليه الرجل و قدتقاصرت إليه نفسه واستصغر عمله فقال يا عبد الله بأي شيءقويت علي هذه الصلاة فلم يجبه ثم أعاد عليه فقال يا عبد الله إني أذنبت ذنبا و أناتائب منه فإذاذكرت الذنب قويت علي الصلاة قال فأخبرني بذنبك حتي أعمله وأتوب فإذافعلته قويت علي الصلاة قال ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فأعطها درهمين ونل منها قال و من أين لي الدرهمين و ماأدري ماالدرهمين فتناول الشيطان من تحت قدميه درهمين فناوله إياهما فقام ودخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية فأرشده الناس وظنوا أنه جاء يعظها فجاء إليها بالدرهمين و قال قومي فقامت فدخلت منزلها وقالت ادخل وقالت إنك جئتني في هيئة ليس يؤتي مثلي في مثلها فأخبرني بخبرك فأخبرها فقالت له

يا عبد الله إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة و ليس كل من طلب التوبة وجدها

-روايت-1-2-روايت-37-ادامه دارد

[ صفحه 467]

وإنما ينبغي أن يكون هذاشيطانا مثل لك فانصرف فإنك لاتري شيئا فانصرف وماتت من ليلتها فأصبحت و إذا علي بابها مكتوب احضروا فلانة البغية فإنها من أهل الجنة فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لايدفنونها ارتيابا في أمرها فأوحي الله عز و جل إلي نبي من الأنبياء لاأعلمه إلا موسي بن عمران ص أن ائت فلانة فصل عليها وأمر الناس أن يصلوا عليها فإني قدغفرت لها وأوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن خطيئته

-روايت-از قبل-416

الكافي بإسناده إلي زرارة عن أبي جعفر ع قال سأله حمران قال جعلني الله فداك لوحدثتنا متي يكون هذاالأمر فسررنا به قال ياحمران إن لك أصدقاء وإخوانا ومعارف إن رجلا كان فيما مضي من العلماء و كان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه و لايسأله عن شيء و كان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال يابني إنك كنت تزهد فيما عندي وتقل رغبتك فيه و لم تكن تسألني عن شيء و لي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ مني ويحفظ عني فإن احتجت إلي شيءفأته وعرفه جاره فهلك الرجل وبقي ابنه فرأي ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرجل فقيل له قدهلك فقال الملك هل ترك ولدا فقيل له نعم ترك ابنا فقال ايتوني به فبعث إليه فقال الغلام و الله ماأدري لمايدعوني الملك و ماعندي علم ولئن سألني عن شيءلأفتضحن فذكر ما كان أوصاه أبوه فأتي الرجل ألذي كان يأخذ العلم عن أبيه فقال له إن الملك قدبعث إلي يسألني ولست أدري فيما بعث إلي

و قد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلي شيء فقال الرجل ولكني أدري فيما بعث إليك فإن أخبرتك فما أخرج الله لك من شيءفهو بيني وبينك فقال نعم فاستحلفه واستوثق منه أن يفي فأوثق له الغلام فقال إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان فقل له هذازمان الذئب فأتاه الغلام فقال له الملك لم أرسلت إليك قال أرسلت إلي تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا فقال له الملك صدقت فأخبرني أي زمان هذا فقال له زمان الذئب

-روايت-1-2-روايت-51-ادامه دارد

[ صفحه 468]

فأمر له بجائزة فقبضها الغلام وانصرف إلي منزله وأبي أن يفي لصاحبه و قال لعلي لاأنفذ هذاالمال و لاآكله حتي أهلك ولعلي لاأحتاج و لاأسأل عن مثل هذا ألذي سئلت عنه فمكث ماشاء الله ثم إن الملك رأي رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم علي ماصنع و قال و الله ماعندي علم آتيه به و ماأدري كيف أصنع بصاحبي و قدغدرت به و لم أف له ثم قال لآتيه علي كل حال وأعتذرن إليه ولأحلفن له فلعله يخبرني فأتاه فقال إني صنعت ألذي صنعت و لم أف لك بما كان بيني وبينك وتفرق ما كان في يدي و قداحتجت إليك فأنشدك الله أن لاتخذلني و أناأوثق لك أن لايخرج لي شيء إلا كان بيني وبينك إلي الملك ولست أدري عما يسألني فقال إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذافقل له زمان الكبش فأتي الملك فدخل عليه فقال الملك لم بعثت إليك قال إنك رأيت رؤيا وإنك تريد أن تسألني أي زمان هذا فقال له صدقت فقال هذازمان الكبش فأمر له بصلة فقبضها وانصرف إلي منزله وتدبر رأيه

في أن يفي لصاحبه أو لايفي فهم مرة أن يفعل ومرة أن لايفعل ثم قال لعلي لاأحتاج بعد هذه المرة أبدا وأجمع رأيه علي الغدر فمكث ماشاء الله ثم إن الملك رأي رؤيا فبعث إليه فندم علي ماصنع فيما بينه و بين صاحبه و قال بعدغدرتين كيف أصنع و ليس عندي علم ثم أجمع رأيه علي إتيان الرجل فأتاه فناشده الله تبارك و تعالي وسأله أن يعلمه وأخبره أن هذه المرة يفي له وأوثق منه و قال لاتدعني علي هذه الحال فإني لاأعود إلي الغدر فاستوثق منه فقال إنه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا فإذاسألك فأخبره أنه زمان الميزان قال فأتي الملك فدخل عليه فقال له لم بعثت إليك فقال رأيت رؤيا وتريد أن تسألني أي زمان هذا فقال صدقت فأخبرني أي زمان هذا قال هذازمان الميزان

-روايت-از قبل-1-روايت-2-ادامه دارد

[ صفحه 469]

فأمر له بصلة فقبضها وانطلق بها إلي الرجل فوضعها بين يديه و قال قدجئتك بما خرج لي فقاسمنيه فقال له العالم إن الزمان الأول كان زمان الذئب وإنك كنت من الذئاب و إن الزمان الثاني كان زمان الكبش يهم و لايفعل وكذلك كنت تهم و لاتفي و كان هذازمان الميزان وكنت فيه علي الوفاء فاقبض مالك لاحاجة لي فيه ورده عليه

-روايت-از قبل-341

أقول قوله ع إن لك أصدقاء وإخوانا قيل لعل المقصود من إيراد الحكاية بيان أن هذاالزمان ليس زمان الوفاء بالعهود فإن عرفتك زمان ظهور الأمر فلك أصدقاء ومعارف فتحدثهم فيشيع الخبر بين الناس وينتهي إلي الفساد والعهد بالكتمان لاينفع لأنك لاتفي به و إذا لم يأت بعدزمان الميزان

و فيه عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن رجلا

في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه و ماأتيت إلامنك و ماالذنب إلا لك قال فأوحي الله تبارك و تعالي إليه ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة

-روايت-1-2-روايت-61-266

و عن أبي جعفر ع أن رجلا من بني إسرائيل كان له ابن و كان له محبا فأتي في منامه فقيل له إن ابنك ليلة يدخل بأهله يموت قال فلما كانت تلك الليلة وبني عليه أبوه توقع أبوه ذلك فأصبح ابنه سليما فأتاه أبوه فقال يابني ماعملت البارحة شيئا من الخير قال لا إلا أن سائلا أتي الباب و قدكانوا ادخروا لي طعاما فأعطيته للسائل فقال هذادفع عنك

-روايت-1-2-روايت-22-367

الأمالي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل فبينا هويصلي و هو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين قدأخذا ديكا وهما ينتفان ريشه فأقبل علي ما هو فيه من العبادة و لم ينههما عن ذلك فأوحي الله إلي الأرض أن سيخي بعبدي فساخت به الأرض فهو يهوي أبد الآبدين ودهر الداهرين

-روايت-1-2-روايت-48-331

الكافي مسندا إلي أبي عبد الله ع قال كان ملك في بني إسرائيل و كان له قاض وللقاضي أخ و كان رجل صدق و له امرأة قدولدتها الأنبياء فأراد الملك أن يبعث رجلا في حاجة فقال للقاضي ابغني رجلا ثقة فقال

-روايت-1-2-روايت-44-ادامه دارد

[ صفحه 470]

ماأعلم أحدا أوثق من أخي فدعاه ليبعثه فكره ذلك الرجل و قال لأخيه إني أكره أن أضيع امرأتي فعزم عليه فلم يجد بدا من الخروج فقال لأخيه ياأخي لست أخلف شيئا أهم علي من امرأتي فاخلفني فيها وتول قضاء حاجتها قال نعم فخرج الرجل وكانت المرأة كارهة لخروجه فكان القاضي يأتيها

ويسألها عن حوائجها ويقوم لها فأعجبته فدعاها إلي نفسه فأبت عليه فحلف عليها لئن لم تفعل ليخبرن الملك أنها قدفجرت فقالت اصنع مابدا لك لست أجيبك إلي شيءمما طلبت فأتي الملك فقال إن امرأة أخي فجرت و قدحق ذلك عندي فقال له الملك طهرها فجاء إليها فقال إن الملك أمرني برجمك فما تقولين تجيبيني و إلارجمتك فقالت لست أجيبك فاصنع مابدا لك فأخرجها فحفر لها فرجمها ومعه الناس فلما ظن أنها قدماتت تركها فانصرف وجن بهاالليل و كان بهارمق فتحركت فخرجت من الحفيرة ثم مشت علي وجهها حتي خرجت من المدينة فانتهت إلي دير فيه ديراني فنامت علي باب الدير فلما أصبح الديراني فتح الباب فرآها فسألها عن قصتها فخبرته فرحمها وأدخلها الدير و كان له ابن صغير لم يكن له غيره و كان حسن الحال فداواها حتي برأت من علتها واندملت ثم دفع إليها ابنه فكانت تربيه و كان للديراني قهرمان يقوم بأمره فأعجبته فدعاها إلي نفسه فأبت فجهد بهافأبت فقال لئن لم تفعلي لأجهدن في قتلك فقالت اصنع مابدا لك فعمد إلي الصبي ودق عنقه وأتي الديراني فلما رآها قال لها ما هذافقد تعلمين صنيعي بك فأخبرته بالقصة فقال لها لست تطيب نفسي أن تكوني عندي فاخرجي فأخرجها ليلا ودفع إليها عشرين درهما و قال لها تزودي هذه الله حسبك فخرجت ليلا فأصبحت في قرية فإذا فيهامصلوب علي خشبة و هوحي فسألت عن قصته فقالوا عليه دين عشرون درهما و من كان عليه دين عندنا لصاحبه صلب حتي يؤدي إلي صاحبه فأخرجت العشرين درهما ودفعتها إلي غريمه وقالت لاتقتلوه فأنزلوه عن الخشبة فقال ماأحد أعظم علي منة منك نجيتني من الصلب و من

الموت فأنا معك حيث ماذهبت فمضي معها ومضت حتي أتيا إلي ساحل البحر فرأي جماعة وسفنا فقال لها اجلسي حتي أذهب أنا وأعمل لهم واستطعم وآتيك به فأتاهم فقال ما في سفينتكم هذه

-روايت-از قبل-1940

[ صفحه 471]

قالوا كثيرة لانحصيها قال فإن معي شيئا هوخير مما في سفينتكم قالوا مامعك قال جارية لم تروا مثلها قط قالوا فبعناها قال علي شرط أن يذهب بعضكم فينظر إليها ثم يجيئني فيشريها و لايعلمها ويدفع إلي الثمن و لايعلمها حتي أمضي أنافقالوا ذلك لك فبعثوا من نظر إليها فقال مارأيت مثلها قط فاشتروها منه بعشرة آلاف درهم ودفعوا إليه الدراهم فمضي فلما أمعن أتوها فقالوا لها قومي وادخلي السفينة قالت و لم قالوا قداشتريناك من مولاك قالت ما هومولاي قالوا لتقومين أولنحملنك فقامت ومضت معهم فلما انتهوا إلي الساحل لم يأمن بعضهم بعضا عليها فجعلوها في السفينة التي فيهاالجواهر والتجارة وركبوا هم في السفينة الأخري فبعث الله عز و جل عليهم ريحا فغرقتهم وسفينتهم ونجت السفينة التي كانت فيها حتي انتهت إلي جزيرة من جزائر البحر وربطت السفينة ثم دارت في الجزيرة فإذا فيهاماء وشجر فيه ثمر فقالت هذاماء أشرب منه وثمر آكل منه أعبد الله في هذاالموضع فأوحي الله عز و جل إلي نبي من أنبياء بني إسرائيل أن يأتي ذلك الملك فيقول إن في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي فاخرج أنت و من في مملكتك حتي تأتوا خلقي هذافتقروا له بذنوبكم ثم تسألوا ذلك الخلق أن يغفر لكم فإن غفر لكم غفرت لكم فخرج الملك بأهل مملكته إلي تلك الجزيرة فرأوا امرأة فتقدم إليها الملك فقال لها إن قاضي هذاأتاني فخبرني أن امرأة أخيه فجرت فأمرته

برجمها و لم تقم عندي البينة فأخاف أن أكون قدتقدمت علي ما لايحل فأحب أن تستغفري لي فقالت غفر الله لك اجلس ثم أتي زوجها و لايعرفها فقال لها إنه كان لي امرأة و كان من فضلها وصلاحها وإني خرجت وهي كارهة لذلك فاستخلفت أخي عليها فلما رجعت سألت عنها فأخبرني أخي أنها فجرت فرجمها و أناأخاف أن أكون قدضيعتها فاستغفري لي فقالت غفر لك الله اجلس فأجلسته إلي جنب الملك ثم أتي القاضي فقال إنه كان لأخي امرأة وإنها أعجبتني فدعوتها إلي الفجور فأبت فأعلمت الملك أنها قدفجرت وأمرني برجمها و أناكاذب عليها فاستغفري لي قالت غفر الله لك ثم أقبلت علي زوجها فقالت اسمع اجلس

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 472]

ثم أقبل الديراني فقص قصته و قال أخرجتها بالليل و أناأخاف أن يكون قدلقيها سبع فقتلها فقالت غفر الله لك اجلس ثم تقدم القهرمان فقص قصته فقالت للديراني اسمع غفر الله لك ثم تقدم المصلوب فقص قصته فقالت لاغفر الله لك ثم أقبلت علي زوجها فقالت أناامرأتك وكلما سمعت فإنما هو من قصتي و ليس لي حاجة في الرجال فأنا أحب أن تأخذ هذه السفينة و ما فيها وتخلي سبيلي فأعبد الله عز و جل في هذه الجزيرة فقد تري ما قدرأيت من الرجال ففعل وأخذ السفينة و ما فيها وخلي سبيلها وانصرف الملك و أهل مملكته

-روايت-از قبل-528

و فيه عن الديلمي عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله ع فلان من عبادته وفضله ودينه كذا وكذا فقال كيف عقله قلت لاأدري فقال إن الثواب علي قدر العقل إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نظرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء

و إن ملكا من الملائكة مر به فقال يارب أرني ثواب عبدك هذافأراه الله ذلك فاستقله الملك فأوحي الله إليه أن اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له من أنت فقال أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذاالمكان فأتيتك لأعبد الله معك فكان معه يوم ذلك فلما أصبح قال له الملك إن مكانك لنزه و لايصلح إلاللعبادة فقال العابد إن لمكاننا هذاعيبا قال و ما هو قال ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذاالموضع فإن هذاالحشيش يضيع فقال له الملك و مالربك حمار فقال لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذاالحشيش فأوحي الله إلي ذلك الملك إنما آتيته علي قدر عقله

-روايت-1-2-روايت-37-860

و فيه مسندا إلي علي بن الحسين ع قال إن رجلا ركب البحر بأهله فكسرت السفينة بهم فلم ينج ممن كان في السفينة إلاامرأة الرجل فإنها نجت علي لوح من ألواح السفينة حتي التجأت إلي جزيرة من جزائر البحر فكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق و لم يدع لله حرمة إلاانتهكها فلم يعلم إلا والمرأة قائمة علي رأسه فرفع رأسه إليها فقال إنسية أم جنية فقالت إنسية فلم يكلمها بكلمة حتي جلس منها مجلس الرجل من أهله فلما أن هم بهااضطربت فقال لها ما لك تضطربين فقالت

-روايت-1-2-روايت-45-ادامه دارد

[ صفحه 473]

أخاف من هذا وأومأت بيدها إلي السماء قال فصنعت من هذاشيئا قالت لا وعزته قال فأنت تخافين منه هذاالخوف و لم تصنعي شيئا واستكرهتك استكراها فأنا و الله أولي بهذا الخوف وأحق منك فقام و لم يحدث شيئا ورجع إلي أهله و ليس له همة إلاالتوبة والمراجعة فبينما هويمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق فحميت عليهما الشمس

فقال الراهب للشاب ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس فقال الشاب ماأعلم أن لي

عندربي حسنة فأتجاسر علي أن أسأله شيئا قال فأدعو أنا وتؤمن أنت قال نعم فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ثم انفرقت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة وأخذ الراهب في واحدة فإذاالسحاب مع الشاب فقال الراهب أنت خير مني لك استجيب و لم يستجب لي فخبرني ماقصتك فأخبره بخبر المرأة فقال غفر الله لك مامضي حيث دخلك الخوف فانظر كيف تكون فيما يستقبل

-روايت-از قبل-853

و عن الرضا ع أن الرجل كان إذاتعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتي يصمت قبل ذلك عشر سنين

-روايت-1-2-روايت-17-101

و في الكافي عن ابن عمارة قال روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذابلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم

-روايت-1-2-روايت-35-137

إكمال الدين بإسناده إلي ابن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله ص إن جبرئيل ع نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض قبلي وخبر من بعث قبلي من الأنبياء والرسل و هوحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال لماملك الأشيخ بن أشكان و كان يسمي الكيس وملك مائتين وستا وستين سنة ففي سنة إحدي وخمسين من ملكه بعث الله عيسي ابن مريم ع واستودعه النور والعلم وبعثه إلي بيت المقدس إلي بني إسرائيل يدعوهم إلي الإيمان بالله فأبي أكثرهم إلاطغيانا وكفرا فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم آياته فلم يزدهم إلاطغيانا وكفرا فأتي بيت المقدس يدعوهم إلي الله ثلاثا وثلاثين سنة حتي طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الأرض حيا وادعي

بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه وكذبوا وإنماشُبّهَ لَهُم و لماأراد أن يرفعه إليه أوحي إليه أن يستودع نور الله وحكمته

-روايت-1-2-روايت-80-ادامه دارد

[ صفحه 474]

وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته علي المؤمنين فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عز و جل بجميع مقال عيسي ع ويجاهد الكفار حتي بعث الله يحيي بن زكريا فمضي شمعون وملك

عند ذلك أردشير بن أسكان أربع عشرة سنة وعشرة أشهر و في ثمانية سنين من ملكه قتلت اليهود يحيي بن زكريا ع فلما أراد الله أن يقبضه أوحي إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسي بالقيام معه ففعل وعندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتي قتله الله وعلم الله نوره وحكمته في ذرية يعقوب بن شمعون ع و

عند ذلك ملك بخت نصر مائة سنة وسبعا وثمانين وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل علي دم يحيي بن زكريا وخرب بيت المقدس وتفرقت اليهود في البلدان و في سنة سبع وأربعين من ملكه بعث الله العزير نبيا علي أهل القري التي مات أهلها ثم بعثهم له وكانوا من قري شتي فهربوا خوفا من الموت فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين و كان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وأحبهم علي ذلك فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم موتي صرعي فحزن عليهم و قال أني يحيي هذه الله بعدموتها تعجبا منه حيث أصابهم و قدماتوا في يوم واحد فأماته الله

عند ذلك مائة سنة ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة مقاتل ثم قتلهم الله أجمعين علي يد بخت نصر ثم ملك مهرويه بن بخت نصر

عند ذلك ست عشرة سنة وعشرين يوما فأخذ

عند ذلك دانيال وخد له خدا في الأرض

وطرح فيه دانيال ع وأصحابه من المؤمنين وألقي عليهم النيران فلما رأي أن النار لاتعذبهم و لاتحرقهم استودعهم الجب والسباع وعذبهم بكل نوع من العذاب حتي خلصهم الله منه وهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال قُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ النّارِ ذاتِ الوَقُودِ فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع علمه وحكمه مكيخا بن دانيال ففعل و

عند ذلك ملك هرمز ثلاثا وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام وملك بعده بهرام ستا وعشرين سنة وولي أمر الله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون غيرأنهم لايستطيعون أن يظهروا الإيمان في ذلك الزمان و

عند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين و في زمانه انقطعت الرسل وكانت الفترة وولي أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه

-روايت-از قبل-1967

[ صفحه 475]

المؤمنون فلما أراد الله أن يقبضه أوحي إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته أنشوا بن مكيخا وملك بعده وكانت الفترة بين عيسي ع و محمدص أربعمائة سنة وثمانين سنة وأولياء الله في الأرض يومئذ ذرية أنشوا يرث ذلك منهم واحدا بعدواحد ممن يختاره الجبار عز و جل فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنتين وسبعين سنة و هوأول من عقد التاج ولبسه وولي أمر الله يومئذ أنشوا بن مكيخا وملك بعده أردشير أخو سابور سنتين و في زمانه بعث الله عز و جل الفتية أهل الكهف والرقيم وولي أمر الله يومئذ دسيخا بن أنشوا بن مكيخا و

عند ذلك ملك سابور بن أردشير خمسين سنة وولي يومئذ دسيخا بن أنشوا وملك بعده يزدجرد بن سابور إحدي وعشرين سنة وخمسة أشهر وتسعة أيام وولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيخا بن أنشوا ع فلما أراد الله تبارك و تعالي أن

يقبض دسيخا أوحي الله إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره نسطورس بن دسيخا وفعل و

عند ذلك ملك بهرام جور ستا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما وولي أمر الله في الأرض نسطورس بن دسيخا و

عند ذلك ملك فيروز بن يزدجرد بن بهرام سبعا وعشرين سنة وولي أمر نسطورس بن دسيخا وأصحابه المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبضه أوحي إليه في منامه أن يستودع علم الله ونوره وحكمته وكتبه مرعيدا و

عند ذلك ملك فلاس بن فيروز أربع سنين وولي أمر الله مرعيدا وملك بعده قباد بن فيروز ثلاثا وأربعين سنة وملك بعده جاماسب أخو قباد ستا وستين سنة وولي أمر الله يومئذ في مرعيدا و

عند ذلك ملك كسري بن قباد ستا وأربعين سنة وثمانية أشهر وولي أمر الله مرعيدا وشيعته المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبض مرعيدا أوحي إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته بحيرا الراهب ففعل وملك

عند ذلك هرمز بن كسري ثمان وثلاثين سنة وولي أمر الله يومئذ بحيرا وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون و

عند ذلك ملك كسري بن هرمز بن أبرويز وولي أمر الله يومئذ في الأرض بحيرا حتي إذاطالت المدة ودرس الدين وتركت الصلاة واقتربت الساعة وكثرت

-روايت-1-ادامه دارد

[ صفحه 476]

الفرق وصار الناس في حيرة وظلمة وأديان مختلفة و

عند ذلك استخلص الله تعالي لنبوته ورسالته محمداص

-روايت-از قبل-107

إكمال الدين عن مكي بن أحمد قال سمعت إسحاق الطوسي يقول و قدمضي عليه سبع وتسعون سنة علي باب يحيي بن منصور قال رأيت سربابك ملك الهند في بلد تسمي صرح فسألناه كم أتي عليك من السنين قال تسعمائة وخمس وعشرين سنة و هومسلم فزعم أن النبي

ص أنفذ إليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن اليمان وعمرو بن العاص وأسامة بن زيد و أبو موسي الأشعري وغيرهم يدعونه إلي الإسلام فأسلم وقبل كتاب النبي ص فقلت له كيف تصلي مع هذاالضعف فقال قال الله عز و جل الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِم.فقلت له ماطعامك قال أكل ماء اللحم والكراث وسألته هل يخرج منك شيء قال في كل أسبوع مرة شيءيسير وسألته عن أسنانه فقال أبدلتها عشرين مرة ورأيت في إصطبله شيئا من الدواب أكبر من الفيل يقال له زندة قيل فقلت له ماتصنع بهذا قال يحمل ثياب الخدم إلي القصور ومملكته مسيرة أربع سنين في مثلها ومدينته خمسون فرسخا في مثلها و علي كل باب منها عسكر مائة ألف إذاوقع في أحد الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة إلي الحرب لاتستعين بغيرها و هو في وسط المدينة وسمعته يقول دخلت المغرب فبلغت إلي رمل عالج وصرت إلي قوم موسي فرأيت سطوح بيوتهم مستوية ويبدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت والباقي يتركونه هناك وقبورهم في دورهم ليس فيهم شيخ و لاشيخة و لايعتلون إلي أن يموتوا ولهم أسواق إذاأراد الإنسان شراء شيءمنهم صار إلي السوق فوزن لنفسه وأخذ مايصيبه وصاحبه غيرحاضر و إذاأرادوا الصلاة حشروا فصلوا وانصرفوا لا يكون بينهم خصومة و لاكلام يكره إلابذكر الله عز و جل والصلاة وذكر الموت .

-قرآن-474-538

و عن أبي عبد الله ع أن تبع الملك أتي بيت الله وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مائة جزور حتي حملت الجفان إلي السباع في رءوس الجبال ونثرت الأغلال في الأودية للوحوش ثم انصرف من مكة إلي المدينة فأنزل بهاقوما من أهل اليمن من

غسان وهم الأنصار

-روايت-1-2-روايت-27-275

. أللهم انصرنا بنصرك وتفضل علينا بكرمك وارحمنا برحمتك .

[ صفحه 477]

وقع الفراغ مما أردنا تحريره من قصص الأنبياء ع ما في الأخبار عن الأئمة الأطهارص آناء الليل والنهار كتب الكتاب ببنان مؤلفه المذنب الجاني نعمة الله الحسيني عفا الله سبحانه عن سيئاته و كان الفراغ من تأليفه صبح يوم الثلاثاء في أوائل شهر شعبان المكرم عام العاشر بعدالمائة والألف الهجرية و كان منه في بلدة شوشتر صانها الله سبحانه من طوارق الحدثان في دارنا القريبة من مسجدها الجامع حامدا لله مصليا علي رسوله ص و أهل بيته الطاهرين

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.