قزوینی عبدالکریم 1317 ه_ ش.
هل الانسان فى عالم البرزخ و بعد الموت يحس ويشعر؟ / تأليف عبدالکریم قزوینی (1317 ه_ ش) ؛ قم : برگزیده، 1388
42 ص. - (برگزیده مقاله؛ 1) چاپ اوّل
کتابنامه : ص. 42 ؛ همچنین بصورت زیرنویس.
1. احادیث 2. اعتقادی
الف) قزوینی عبدالکریم 1317 - مؤلف. ب) نشر برگزیده
***
هل الانسان فى عالم البرزخ و بعد الموت يحس ويشعر ؟
عبد الكريم الحسيني القزويني
تولید و پخش: ارزشمند
الناشر : برگزیده الطبعة الأولى : 1388
الكميّة : 5000 نسخة
المطبعة : ولي عصر (عَجَّلَ اللّه تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف)
الشابک : 1-05-245-964-978
الشابک الدوره : 7 - 010 - 245-964-978
کلیه حقوق چاپ و نشر محفوظ و مخصوص است
سایت مؤلف http://www.qazvini.org
قم - خیابان شهدا - کوی- 23 - پلاک 18 - تلفن 7745081/7744125
محرر الرقمي: مرتضی حاتمی فرد
ص: 1
لماذا الاختلاف بين المذاهب الإسلامية مع وضوح النص القرآني والنبوى (15)
هل الانسان في عالم البرزخ وبعد الموت يحس ويشعر؟
عبد الكريم الحسيني القزويني
www.Qazvini.org
ص: 2
الحمد للّه ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمّد
وآله الطيبين الطاهرين
ص: 3
قال اللّه تعالى:
«حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلَّى أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ»
سورة المؤمنون 100
ص: 4
هل الإنسان بعد الموت يحس ويشعر؟
الإنسان يمر بمراحل وعوالم كثيرة وعديدة وفي كل هذه العوالم له احساس وشعور يختص بذلك العالم وتلك المرحلة وهي كما يلي:
وهو عالم الخارطة الربانية لخلق الإنسان فى عالم الذر وهو أشبه ما يكون بالتخطيط الإلهي لخلقة الإنسان في عالم الذر وهذا العالم له احساس الخاص ب-ه وب-عالمه ومحيطه وقد عبر القرآن عن هذا اللون من الاحساس بقوله:
«وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن
ص: 5
تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ» (1).
وهو العالم ما بعد انعقاد النطفة في الرحم ففي هذا العالم الإنسان له احساسه الخاص به وبعالمه والمراحل التي يمر بها الجنين من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى العظام وقد عبر القرآن الكريم عن هذا الإحساس وهذه المراحل بقوله تعالى:
«وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةٌ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَمَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً وَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللّه أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (2)
وهو العالم الذي يولد فيه الجنين من رحم أمه إلى عالم الدنيا الرحب الوسع، ففيه أحساسه الخاص وشعوره
ص: 6
الذي يؤهله لكي يواصل نموه وارتقائه الجسدى والفكري وهو له مسئولية خاصة وأيضاً له وعليه حقوق وواجبات في هذه الدنيا وهي موجودة ومبحوثة في كتب تراثنا الفقهى والفلسجي.
وهو عالم وسيع ورحب أوسع من عالم الدنيا والإنسان في هذا العالم وفي هذه الحياة تكون روحه على حالين.
أ - أن تكون روحه منعمة خالية من الأمراض ومن الهم والغم والمشاكل الأخری فهي روح وريحان إذا كان الإنسان في الحياة الدنيا مؤمناً وملتزماً بعيداً عن الفسق والفجور والمعصية.
ب - وأما أن تكون روحه في خوف ورعب ووجل إذا كان الإنسان في الحياة الدنيا لا يراعي ولا يلتزم بالحرام والحلال ويرتكب المعاصي والذنوب ولهذا يقال:
«القبر أما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران». ولنضرب لذلك أمثلة توضيحية توضح المطلب وتبين حالة عالم البرزخ.
ص: 7
1 - عالم البرزخ أشبه ما يكون بقاعة الانتظار في المطارات إلى ساعة الاقلاع، فإذا كان الإنسان في عالم الدنيا عنده عمل صالح وبعيداً عن المعاصي والمنكرات فتكون قاعة الانتظار مجهزة باحدث الوسائل من تبريد في الصيف وتدفئة في الشتاء وغيرهما مثلاً وأما إذا كان الإنسان ما عنده عمل صالح ويرتكب المعاصي والآثام فتكون قاعة انتظاره مخيفة ومرعبة ومزعجة له وغير مجهزة لا فيها من باب المثال تدفئة في الشتاء ولا جهاز تبريد في الصيف فيعيش في بأساء واضطراب وخوف ووجل.
2 - عالم البرزخ اشبه ما يكون يعالم المنام فالإنسان النائم يرى في منامه رؤياً لطيفة جميلة ينشرح فيها ويتمنى ان تستمر معه نتيجة عمله الصالح في عالم الدنيا أو كمن يرى رؤيا مخيفة ومزعجة يقفز من نومه خائفاً مرعوباً وذلك نتيجة أعماله القبيحة في عالم الدنيا.
3 - عالم البرزخ أوسع وارحب من عالم الدنيا وقد لا يتصور هذا المعنى في نظرنا وافقنا المحدود من القوة والفسلجة البدنية ومثاله مثال الجنين في بطن أمه فإذا
ص: 8
أخبر بان هناك عالم أكبر واوسع وأرحب من عالم الرحم قد لا يصدقه لأن محيطه الضيق وافقه القاصر لا يمكنه من تصديق ذلك، فكذلك نحن في تصورنا إلى عالم البرزخ قد لا نصدقه لأن افقنا محدود وقاصر.
يثير كثير من ذوي الفكر القاصر وأصحاب الافق الضيق هذا الاشكال وهو ان الإنسان إذا مات أنعدم؟!!!
وجوابه: ان هذا الإشكال مردود من قبل اللّه ومن قيل رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )كما جاء في الكتب والسنة وإليك ما يلي:
هناک کثیر من الآيات القرآنية تثبت ان الإنسان إذا مات يحس ويسمع ويرى أعماله في عالم البرزخ والعوالم الأخرى من بعده فإنه يحس ويتكلم وإليك الآيات التالية:
أ - الإنسان حينما يموت وينتقل من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ ويوضع في ملحودة قبره فيحس بندامة عمله
ص: 9
القبيح ويندم على ما أرتكب من المعصية فيقول:
«رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلَّى أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا» (1).
ونحن نتسائل أليس هذا كلام الميت؟!! فكيف يقولون ان الميت لا يتكلم؟!؟!!!
ب - الميت إذا قام من قبره إلى عالم البعث والنشور يتسائل كما يحدثنا القرآن الكريم بقوله: «يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا» (2).
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا» (3).
أليس هذا هو قول الميت فكيف يقولون ان الميت لا يتكلم، أليس هذا هو رد على قول اللّه تعالى؟!!
ج - الميت إذا جاء إلى عالم الحساب والكتاب وشعر بعظم جرمه وجريرته وتشهد عليه اعضائه من يده ورجله وبقية اعضائه فينبري متسائلاً من اعضائه كما
ص: 10
يحدثنا القرآن بذلك بقوله:
«الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» (1).
«وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا اللّه الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ» (2).
أليس هذا كلام الميت فكيف بهؤلاء يفترون ويقولون أن الميت لا يتكلم ألم يصطدم كلامهم هذا مع القرآن الكريم؟
د - الميت إذا جاء إلى عالم الجزاء فأما خيراً - إلى الجنة - أو شراً - فإلى النار - قال تعالى:
«فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» (3).
فيفتح شباك أي نافذة - لأهل الجنة على أهل النار فيتسائل أهل الجنة من أهل النار ما سلككم في سقر
ص: 11
فيجيبوا أهل النار قائلين:
«لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ *وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ» (1).
أليس هذا كلام الميت فكيف يخالفون القرآن ويقولون بخلافه.
فهاهنا نرى بوضوح ان القرآن الكريم يؤكد على أن الإنسان إذا مات يحس ويشعر من حين انتقاله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة كما بينته الآيات الكريمة والذى يقول ان الإنسان إذا مات ينعدم ولم يحس فهو مخالف للقرآن الكريم وراد على اللّه.
وقد قال الإمام الغزالي ما نصه:
ظن بعضهم أن الموت هو العدم، وهذا رأى الملحدين (2).
النبي الكريم محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يؤكد على هذا المعنى من ان
ص: 12
الميت يحس ويشعر وهناك روايات كثيرة من النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )تأيد وتؤكد ما قلنا وهي كما يلي:
1 - إننا لا نطلب الشفاعة والحاجة من شعر النبى أو أصبعه وعظمه ولحمه حتى إذا مات معه وإنما نطلب الشفاعة والخير من روح النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وهي موجودة في الفضاء اللامتناهى في عالم البرزخ وهي ترى وتسمع في عالمها الخاص البرزخي وكذا أرواح الانبياء والأئمة والصالحين.
2 - النبي محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخاطب قتلى المشركين في واقعة بدر حينما ألقوا في القليب فالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يخاطبهم بقوله: إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً. فقال له أصحابه أتكلم الموتى يا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما أنتم باسمع منهم (1).
وهؤلاء الوهابية يقولون الميت لا يسمع ولا يرى أليس هذا رد لقول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟!!!
عَليه واله
3 - وذكر صاحب كنز العمال المتقي الهندي ما نصه:
ص: 13
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:
من صلى عليَّ عند قبرى شهدته ومن صلى عليّ من بعید علمته (1).
4 - جاء في صحيح مسلم ما يلي:
حدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروة عن قتادة عن أنس بن مالك، قال، قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : أن الميت إذا وضع في قبره أنه يسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا (2).
5 - علي أمير المؤمنين يتكلم مع أرواح المؤمنين:
ويدل على ذلك الحديث المروي عن أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) كما روى الأصبغ ابن نباتة قال خرج علي وحده إلى ظهر الكوفة - أي جهة النجف الآن - فخشيت عليه أن يغتاله أحد لأنه كان بعد واقعة الجمل فخرجت خلفه أراقبه من بعيد وهو واقف جهة ظهر الكوفة يتكلم بكلام لا أفهمهه فحانت من الإمام التفاتة فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنت هاهنا يا
ص: 14
أصبغ :
لو كشف لك الغطاء لرأيتهم حلقاً حلقاً يتزاورون ويتحدثون ويتسامرون فقلت من هم يا أمير المؤمنين فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) هم أرواح المؤمنين.
ونحن نستفيد من هذا الحديث أن أرواح المؤمنين موجودة وسابحة في الفضاء اللامتناهى والآن تنعقد المجامع العلمية والمدارس الروحية فأنها تحاول أن تجمع الذبذبات الصوتية الموجودة في الفضاء اللا متناهي من أجل ضبطها وجمعها وقد كتبت عن هذا الموضوع الأبحاث العلمية الكثيرة وألفت الكتب العديدة منها - الإنسان روح لا جسد -.
وفي رحاب اللّه ليس فيه موت لأن الحياة هذه مستمرة وبعدها عالم البرزخ وبعدها عالم البعث والنشور... الخ والإنسان في هذه العوالم لا ينعدم أبداً وإنما ينتقل من حالة إلى حالة كالفصول التي تمر بالإنسان شتاء وصيف وخريف وربيع.
6 - لو ان الإنسان بمجرد موته ينتهي وتنقطع صلته
ص: 15
بالحياة المادية والمعنوية لزم من هذا القول ان رسول اللّه مات فانتهت صلته بنا وانقطعت عنا وان ينقطع ارتباطنا به لأنه مات كما يقولون ولا داعى لنا ان نشهد له في خمس أوقات بالأذان أشهد ان محمداً رسول اللّه لأن صلته بنا انقطعت بموته وهذا لا يقول به مسلم لأنه يوجب الكفر والعياذ باللّه. وأيد هذا المعنى الإمام الغزالي قائلاً:
ظن بعضهم أن الموت هو العدم، وهذا رأي الملحدين (1).
7 - اللّه جعل للثوب والقميص الذي لا يحس ولا يشعر حرمة وقدسية إذا لامس جسد نبي من أنبيائه فإنه يكتسب حرمة النبي وقدسيته وهذا شيء أقره القرآن في آياته وذلك حينما عرف نبي اللّه يوسف نفسه لإخ لإخوته وطلب منهم ان يأتوه بابيه قائلاً لهم:
«اَذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا» (2).
«فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ
ص: 16
بَصِيرا» (1).
مع ان يوسف ويعقوب من أنبياء اللّه وهما يلجآن للوسيلة التي عبر عنها القرآن بقوله:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللّه وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» (2).
والوسيلة هى القميص الذي لا يحس ولا يشعر ولكنه قد لامس جسد النبي فكان به شفاء عيني نبي اللّه يعقوب فإذا كان القميص له هذا الأثر فكيف بالإنسان المخلوق المدلل للّه وقد اختار اللّه من جنسه انبیائه ورسله وخلفائه في الأرض كما قال تعالى:
«إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ» (3).
وجعل له حرمة خاصة امتاز بها عن غيره من مخلوقاته وهو إذا مات هذا المخلوق المدلل فقد جعل اللّه له أحكاماً في شريعته من أجل احترامه واعزازه فأوجب تغسيله وتكفينه ودفنه فكيف باللّه العلي العظيم
ص: 17
لا يجعل له قدسية واعتباراً خاص به إذا اخلص اللّه نيته وعمل صلحاً وقال إني من المسلمين فإذا كان الثوب والقميص له اعتبار وخصوصية إذا لامس جسم النبي أو الإمام وحرمة خاصة به فكيف بجسم وروح النبي ؟!
8- الحجر الأسود اللّه جعل له خاصية واعتبار لمن يلمسه ويقبله فإنه يشفع يوم القيمة للامسه ومقبله مع انه حجر لا يعي ولا يشعر ولا يحس فكيف بالإنسان الذي هو خليفة اللّه في أرضه؟!
9 - الحجر والطابوق إذا صف في بناء وسمى هذا البناء مسجداً فتكون حرمة خاصة له واحكاماً اعتبارية به وهو يشفع يوم القيمة لمن يصلي فيه مع أن الحجر والطابوق لا أحساس فيه ولا مساس فكيف بالإنسان المخلوق المدلل اللّه الخالق العظيم؟!
10 - المؤمن العادي له حرمة وقدسية اختصه اللّه بها وقد ورد في روايات عديدة أنه يشفع يوم القيمة كما في رواية الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة أنه قال:
روى العلاء بن يزيد القريشي قال: قال الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في
ص: 18
حدیث قال:
«من صام شهر رمضان و حفظ فرجه ولسانه وكف أذاه عن الناس غفر اللّه له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر واعتقه من النار وحله دار القرار وقبل شفاعته بعدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد» (1).
11 - الإنسان المؤمن حينما يريد ان يتعبد ويدعوا اللّه عند مرقد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ومراقد أوليائه وأوصيائه ويطلب منهم الشفاعة فى هذه الاماكن المقدسة، فأنه يعترض عليه من قبل اناس لا يفهمون القرآن ولم يتدبروا آياته أليس القرآن الكريم يحكى عن أصحاب الكهف حينما عثر على مكانهم فبنوا عليهم مسجداً أي مكانا للدعاء والصلاة لأنه مكان نظيف ومقدس كما قال تعالى في کتابه :
«قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا» (2).
ص: 19
هناك بعض الناس ولا سيما اتباع الوهابية الذين لا منطق لديهم ولا يستندون على مسند علمي بل دعواهم وشبهتهم هذه هى مخالفة للقرآن والسنة النبوية ولهذا فهم يحاولون تأويل الآيات والاحاديث المخالفة الدعواهم ولانهم يقولون بعدم جواز دعوة الميت وطلب شفاعته وهذه الشبه هى مخالفة لما يلي:
أ - ان هذه الدعوى مخالفة لصريح القرآن الكريم وآياته ولو نرى وندرس آيات الشفاعة في القرآن نستوضح منها هذا المعنى، فمثلاً آية
«وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى» (1).
أو آية «لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا» (2).
ان الخطاب في هاتين الايتين هو عام للغائبين من ذوي الشفاعه وجاء بصيغة الجمع لا يشفعون أو لا يملكون
ص: 20
والجمع هنا في الآيتين هو يشمل الحي والميت ولكن الوهابية تخالف صريح هذه الآيات وهذا هو العجيب؟!!
ب - الطائف حول الكعبة الشريفة وهو يناجي ربه فإذا مر بالحجر الأسود يستحب له أن يستلم الحجر ويلمسه ويقبله فإنه يشفع للامسه ومقبله مع أن الحجر لا يعي ولا يشعر ولا يحس مع كل هذا فإن اللّه جعل له اعتبار وميزة خاصة به وهي الشفاعة ونستظهر من هذا إذا كان الحجر الجلمد يشفع للامسة ومقبلة فكيف بروح رسول اللّه شفيع هذه الأمة لا تحسن ولا تشفع ؟!!!
افهذا هو المنطق السليم الذي يقولونه أن الميت لا يحس ولا يرى والحجر الجلمد يحسن ويشفع... ؟!!!
ج - القميص يشفع ويشافي ولكن النبي محمد وآله لا يشفعون؟!!!
الوهابية تقول ان رسول اللّه باعتباره ميت لا يشفع ولا يشافي وهذا القول فيه تحدي اللّه الذي جعل لقميص يوسف اعتبار وشفاعة وشفاء لعيني نبي اللّه يعقوب مع ان القميص لا قيمة له وإذا خرق رمي في القمامة وهو لا
ص: 21
يحس ولا يشعر ولكن اللّه جعل له هذه الخاصية، مع أنه يمكن لنبي اللّه يوسف ان يدعو اللّه مباشرة من دون اللجوأ إلى القميص وأيضاً بامكان نبي اللّه يعقوب ان يلتمس مباشرة من اللّه شفاء عينيه ولكن إرادة اللّه تجيز له ان يستعمل الوسيلة وإذا بنبي اللّه يوسف كما يحدثنا القرآن الكريم وذلك حينما عرف بنفسه لاخوته قائلاً لهم:
«اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا» (1).
فهذا القرآن يصرح ويعلن للأنسان بان القميص الذي لامس جسد النبي له شأنية خاصة واعتباره مبارك عند اللّه تعالى ولكن هؤلاء يقولون ان رسول اللّه ميت لا يسمع ولا يشفع في حين ان القميص رأيناه يشفع ويشافي ويعافي اليس هذا القول عجیب غریب؟!!
عجيب من هؤلاء الذين يقولون بهذه المقائله
ص: 22
ودعواهم بانه شرك فلهذا لايجوز الطلب من أحد ألا من اللّه مستدلين بهذه الآية:
«فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللّه أَحَدًا» (1).
الجواب على هذه الشبهة هو ما يلي:
أولاً : ان الاستناد والاستشهاد بهذه الآية لا معنى ولا مورد له هنا لان المقصود بالآية هو الشرك باللّه تعالى وذلك بان تجعل مع اللّه شريك بالخلق بينما هنا الطلب من اللّه العلي القدير والتوسل برسله وأنبيائه وأوليائه الذين هم أقرب الناس إلى اللّه فهو اسمتداد طولي اللّه لا في عرضه.
ثانياً: الظاهر من كلام هؤلاء انهم لا يؤمنون بالقرآن كله وأنما ايمانهم تبعيضى فهم يتغافلون عن هذه الآية الدالة على طلب الوسيلة وهو قوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللّه وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ»(2).
فأن طلب من اللّه مباشرة أمر مطلوب شرعاً: «ادْعُونِي
ص: 23
أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (1).
فكذلك الطلب من الرسل والأنبياء والصالحين مطلوب شرعاً أيضاً: للآية:
«وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ».
صَلَّى وأى وسيلة افضل من نبينا محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وآله الطاهرين، والتبعيض هنا لا يجوز لقوله تعالى:
«أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَوةِ»(2).
ثالثاً: ان الطلب من الرسول وآله هو طلب من اللّه مباشرة لأنه طلب طولي لا عرضي وهو امتداد اللّه تعالى لأن الرسول أقرب الناس إلى اللّه، ولو كان الطلب عرضياً من الرسول أي في مقابل اللّه لا يجوز ذلك، بينما هنا الطلب طولياً ولا مانع من ذلك لأنه امتداد اللّه تعالى والرسول أقرب الناس إلى اللّه وجاء في الأثر - أدعونى بلسان لم تعصنى فيه، والرسول هو المعصوم من الزلل
ص: 24
والبعيد عن المعصية وهو أقرب الناس إليه تعالى، ومن هذا المنطلق جاء أخوة يوسف حينما ندموا على فعلتهم باخيهم إلى أقرب الناس إلى اللّه وهو أبوهم نبي اللّه يعقوب فطلبوا منه أن يكون وسيطاً بينهم كما يحدثنا القرآن بذلك بقوله تعالى
«يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ» (1).
فأقر نبي اللّه يعقوب على هذه الوساطة ولم يقل لهم هذه بدعه أو شرك كما يقول الوهابي في عصرنا هذا يل قال كما يحدثنا القرآن الكريم بقوله:
«سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (2).
رابعاً : إذا كان الميت لا يشعر ولا يحس فلماذا أوجب اللّه تعالى بعد مماتهم الصلوات ع-ل-ى محمد وآله ف--ي الصلاة الواجبة والمستحبة فإذا كان الميت لا يشعر ولا يحسن فيكون التشريع عبثاً مع أنه فرض واجب ع-ل-ى جميع المسلمين في كل تشهد و تسليم في الصلوات ولن
ص: 25
تقبل صلاة من دون الصلوات عليهم كما قال النووي في شرح مسلم بقوله:
«ذهب الشافعي. وأحمد إلى أنها واجبة ولو تركت لم تصح الصلاة وهو المروي عن عمر وابنه عبداللّه» (1).
وذكر هذا المعنى الإمام الشافعي في أبياته:
«يا أهل بيت رسول اللّه حبكم***فرض من اللّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم***من لم يصلَّ عليكم لا صلاة له» (2).
اما كيفية الصلاة عليهم فكما جاء في كتاب الموطأ للإمام المالكي ما نصه.
«عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال: أتانا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في سقيفة سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد: أمرنا اللّه أن تصلي عليك يا رسول اللّه فكيف نصلى عليك؟ فسكت رسول
ص: 26
اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حتى تمنينا أنه لم يُسأل، ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) :
«قولوا اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وإله في العالمين إنك حمید مجید» (1).
وذكر الشعراني في كتاب كشف الغمة ما يلي:
«قال قال رسول اللّه: لا تصلوا علىَّ الصلاة البتراء فقيل له وما الصلاة البتراء؟ قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) تقولون اللّهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا اللّهم صلى على محمد وآل،محمد، فقيل من أهلك يا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال على وفاطمة والحسن والحسين» (2).
خامساً: وجوب استعمال الوسيلة في الأمور العبادية
ص: 27
ان كل الأمور العبادية الواجبة والمستحبة هي ترتبط ارتباطاً وثيقاً باستعمال الوسيلة ولا تقبل إلا بها فمثلاً فريضة الصلاة لو أن الإنسان المصلى ينوي بقليه أن يصلي ويتصل قلبه باللّه من دون ركوع وسجود فإن صلاته لا تقبل إلا باستعمال وسيلة الركوع والسجود والقرائة بلسانه لا بقلبه فإن الصلاة القلبية لا تنفعه ولا تقبل منه.
وكذا الحج فلا يقبل إلا باتيان اعمال الحج من لبس ثوبي الاحرام ونيته والتلبية والطواف وصلاته والسعي والتقصير أو حلق، فلو لا استعمال هذه الوسائل لما قبل حجه، فلو أراد الإنسان الحج بقلبه ويتصل باللّه من دون استعمال وسائل أعمال الحج التي هي الوسيلة لقبول الحج، وهكذا قل في كثير من الأمور العبادية فلا يمكن قبول العمل العبادي من دون استعمال الوسيلة.
ونحن نتسائل لماذا هذا الاصرار على اتيان طقوس الحج واعماله مع أن بعضها قد يعطي معنى الشرك باللّه وهو الطواف حول البيت وهي عبارة عن احجار جلمد لا تعي ولا تشعر ومع هذا فإن اللّه امرنا بالطواف حوله
ص: 28
وحجنا لا يقبل إلّا به.
سادساً: اللّه يمنح النبي أو الوصي كرامات في حياته وبعد مماته
انني استغرب من هؤلاء الذين ينكرون على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) الكرامة التي منحها اللّه أياه وقربه إليه وكلما قرب الإنسان من اللّه تعالى منحه صلاحیات خاصة كما جاء في الحديث القدسي: عبدي أطعني تكنّ مثلي أو مثلي تقول للشيء كن فيكون».
وهذه ميزة تتجلى فيها ما يلى:
1 - اللّه تعالى كرم الإنسان على جميع مخلوقاته ومنحه صلاحيات خاصة به وفضله على سائر المخلوقات ولهذا اختار انبیائه ورسله من جنسه وقد قال تعالى في كتابه الكريم «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تفضيلاً» (1).
فإذا كان اللّه كرمه وفضله على العالمين فلماذا نبخل
ص: 29
عليه بكرامة يمنحه الشفاعة لطلب رزق او غيره اليس هذا القول غریب عجیب؟!!!
2 - نتيجة لهذه المنحة الإلهية التي أعطاها اللّه للإنسان إذ جعله أهلاً لخلافته ورسله وأنبيائه وأوصيائه من جنسه ولهذا نرى القرآن الكريم يؤكد ويؤيد هذه الفكرة بقوله:
«إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» (1).
فالخلافة الإلهية هي أهم من منحه صلاحيات طلب الرزق وغيرها مع كل هذا منحها اللّه للإنسان فكيف لا يمنحه صلاحيات طلب الرزق والصحة والشفاعة.
3 - الكرامة التي منحها اللّه للإنسان واعطاه بعض الصلاحيات الإلهية التي هي مختصة باللّه تعالى وهي الحياة والممات فإنه منحها لبعض أنبيائه ورسله فهذا نبى اللہ عیسى كما عبر عنه القرآن الكريم.
«وَأَبْرِيُّ الأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأَحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّه» (2).
ص: 30
فاحياء الموتى هى من خصوصيات اللّه تعالى مع أنهمنحها للخواص من عباده و انبيائه ورسله وصفة احياء الموتى هي أرقى واهم من صفة منحه الرزق والصحة وغيرهما مع هذا منحها اللّه للإنسان فكيف يبخل عليه من منحه شفاعة من طلب رزق أو صحة وغيرهما.
فهل يقال هذا شرك باللّه تعالى وهو لا يجوز، ومن يقول بهذا المقالة هو جاهل غبي لا يفهم من القرآن شيئاً والقرآن يفند هذه النظرية كما رأينا.
4 - اللّه تعالى يقول:
«الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ» (1).
فبناءاً على ما تقوله الوهابية واستناداً إلى هذه الآية أنه لا يجوز طلب الهداية من الانبياء والأوصياء سواء كانوا احياءاً أو أمواتاً وأيضاً لا يجوز أن يطلب الإنسان من أحد اشباعه من طعام واروائه من ماء لان اللّه يقول الذي خلقني فهو يهديني والذي هو يطعمني ويسقيني، وكذا لا يجوز
ص: 31
للإنسان المريض ان يذهب إلى الطبيب لطلب شفائه وعافيته لأن اللّه يقول وإذا مرضت فهو يشفيني في حين أنه لا يوجد عاقل على وجه الأرض يقول بحرمة الذهاب إلى الطبيب لأنه أيضاً هو الوسيلة التي ندب اللّه المؤمنين إليها بقوله:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللّه وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» (1).
سابعاً: رأس الحسين يتلو القرآن على رمح طويل:
النظرية القائلة بانه لا يجوز الطلب من الميت لانه معدوم لا يحس ولا يشعر مردود بالقرآن الكريم والسنة النبوي الشريفة كما راينا مفصلاً في بحثنا هذا والآن نضيف ما يؤكد القرآن والسنة وهو الحدث التاريخي بالدليل والعقل والرأي التاريخي الصحيح ليكون سنداً للقرآن والسنة وإليك هذا النص التاريخي
ذكر التاريخ ان رأس الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) السبط الشهيد بعد مقتله تكلم وهو مرفوع على رمح طويل كما يحدثنا
ص: 32
بذلك صاحب كتاب الخصائص الكبرى ما نصه:
«راوياً عن زيد بن أرقم. قال: كنت في غرفة لى فمروا عليَّ بالرأس وهو يقرأ:
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من أياتنا عجباً فوقف شعري وقلت: يابن رسول اللّه رأسك أعجب وأعجب» (1).
وذكر ابن شهر آشوب في مناقبه ما نصه:
«روى أبو مخنف عن الشعبي أنه صلب رأس الحسين بالصيارفة في الكوفة فتنحنح الرأس وقرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» (2).
وقد نظم الشعراء هذه الظاهرة في شعرهم قال بعضهم:
أروحك أم روح النبوة تصعد***من الأرض للفردوس والحور سجدُ
ص: 33
ورأسك أم رأس الرسول على القنا***بآية أهل الكهف راح يردد (1)
من بحثنا هذا رأينا ان النظرية القائلة أن الميت لا يحس ولا يشعر ولماذا تطلبون منه الشفاعة والرزق والصحة لانه معدوم، فإن هذه النظرية تصطدم بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبالعقل السليم ولهذا نحن نستغرب منهم مقالتهم هذه وانكارهم الوساطة والطلب من النبي وآله فهم يتصفون بهذه الحالات التالية:
أ - عدم التفريق بين الدعاء الطولي الذى هو امتداد اللّه تعالى وبين الدعاء العرضي الذي يتصف بالشرك.
ب - أنه غاب عنهم أن الدعوة والطلب من اللّه مباشرة أمر شرعی و جائز لقوله تعالى:
«أَدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (2).
وكذا أيضاً الطلب في ابتغاء الوسيلة بواسطة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وآله أمر شرعي وجائز لقوله تعالى:
ص: 34
«وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» (1).
ج - عدم الإيمان الكامل بالقرآن و تبعيض آياته واللّه يقول في كتابه
«أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ» (2).
د - ان دعواهم هذه هو تعمد ایجاد الفتنة والتفرقة بين المسلمين وتشويه سمعة الاسلام
ص: 35
القرآن الكريم
إحياء العلوم للإمام الغزالي
صحيح البخاري
كنز العمال للمتقي الهندي
صحیح مسلم
وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي
الصواعق المحرقة لابن حجر
الموطأ للإمام مالك
صحيح الترمذي
شرح النووي
كشف الغمة للشعراني
الأرشاد للشيخ المفيد
الخصائص الكبرى
مقتل الحسين للسيد المقرم
المناقب لابن شهر آشوب
ص: 36
الأولى: مرحلة عالم الذر...5
الثانية: مرحلة عالم الرحم...6
الثالثة : مرحلة عالم الدنيا...6
الرابعة: مرحلة عالم البرزخ وأنواعه...7
كيف يسمع ويرى الإنسان الميت؟...9
أولاً: الدليل القرآني...9
ثانياً: الدليل النبوي...13
شبهه الدعوة والطلب من الموتى؟...21
شبهة لا يجوز الطلب من غير اللّه...24
كيفية الصلوات عليهم...28
الخلاصة:... 36
ص: 37
سلسلة لماذا الاختلاف بين المذاهب مع وضوح النص القرآني والنبوي
صدر منها
1 - الأذان في التشريع الإسلامي
2 - الوضوء في الكتاب والسنة
3 - التكفير أو ارسال اليد في الصلاة
4 - السجود على الأرض
5 - هل يجوز الجمع بين الصلاتين؟
6 - نفي التحريف عن القرآن الكريم
7- لماذا نزور ونحتفل بذكريات النبي وآله
8 - الشفاعة في الإسلام
9 - العبودية في التسمية من كان اسمه عبدالرسول وعبدالحسين
10 - من هى الفرقة الناجية؟
ص: 38
11 - مفهوم الصحابة في الكتاب والسنة
12 - التقية في الإسلام
13 - التشيع فريضة اسلامية
14 - تكفير المسلم لا يجوز
15 - هل الإنسان في عالم البرزخ وبعد الموت يحسن ويشعر ؟
ص: 39
يوزع هذا الكتاب مجاناً وثوابه إلى روح المرحوم الحاج شعبان وروح المرحومه زوجته و روح نجلهما المرحوم الحاج طالب ورحم اللّه من قرأ الفاتحة لهم
ص: 40