دیوان ابی المجد

هوية الکتاب

ديوان أبى المَجد

العَلامَة الأكبَر

الشَيخ مُحمَّد الرِّضا النَّجفيّ الاِصبِهاني

تحقيق

السيّد اَحمد الحُسِيني

طبع

مكتبة مسجد آية الله مجد العلماء النجفي

بنفقة أحفاد سماحة الشيخ الناظم

*ديوان أبي المجد الأصبهاني

*تحقيق: السيد أحمد الحسيني

*توزيع : دار الذخائر - قم

*طبع : مطبعة الخيام - قم

*التاريخ : 1408 ه-

ص: 1

اشارة

طبع

مكتبة مسجد آية الله مجد العلماء النجفي

بنفقة أحفاد سماحة الشيخ الناظم

*ديوان أبي المجد الأصبهاني

*تحقيق: السيد أحمد الحسيني

*توزيع : دار الذخائر - قم

*طبع : مطبعة الخيام - قم

*التاريخ : 1408 ه-

*العدد : (2000) نسخة

*الطبعة : الأولى

ص: 2

الصورة

ص: 3

ص: 4

تقدیم

تقدیم

بقلم حفيد الناظم العلامة الاديب

آية الله الحاج الشيخ مهدى مجد الاسلام النجفي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله الذي خلق الانسان، علّمه البيان، والصلاة والسلام على مبلغ رسالاته وأهل بيته الطاهرين المعصومين .

بدأ الشعر منذ ولادة الانسان و حياته قبل تعلمه الخط والكتابة، و أول الشعراء هو الانسان البدوي.(1)

ص: 5


1- اشارة الى هذه الرواية : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أول من قال الشعر ؟ فقال : آدم . فقيل : وما كان شعره ؟ قال : لما أنزل على الارض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواءها و قتل قابيل هابیل ، فقال آدم عليه السلام : تغيرت البلاد ومن عليها *** فوجه الارض مغبر قبيح تغير كل ذى لون وطعم *** و قل بشاشة الوجه المليح بحار الانوار ج 79 ص 290.

و بعد تعلم الانسان الكتابة دونت الدواوين وجمعت الأشعار وكتبت على الألواح والأوراق حسب مناسبات الأزمنة والأمكنة .

وأما الشعر نفسه فهو بيان العواطف والادراكات الظريفة الدقيقة بالطريق الخاص، و هو البيان الموزون والمتناسب على القواعد العروضية، سواء علم الانسان الشاعر ما العروض وقواعده أم لا ، كما استشهد تاريخ الشعر على ذلك كله.

هذا وضع الشعر في جميع انحاء العالم، وأما في العالم الاسلامي فله لون خاص، لأن القرآن الكريم استثنى شعراء المسلمين من : ««وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ...»(1) بقوله : « إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ».(2)

وروي في ذيل « والشعراء يتبعهم ( عن أبي الحسن سالم البراد قال: لما نزلت « و الشعراء » الآية ، جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون ، فقالوا : يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء ، أهلكنا. فأنزل الله « الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات » ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه[ و آله ] فتلا عليهم.(3)

بل أمر رسول الله صلى الله عليه و آله بعض الشعراء نحو حسان بن ثابت بالشعر بقوله : أهج المشركين فان جبريل معك.(4)

وقال شيخنا الطبرسي : وقال النبي صلى الله عليه و آله لحسان بن ثابت: أهجهم

ص: 6


1- سورة الشعراء : 224
2- سورة الشعراء : 227
3- الدر المنثور 99/5
4- المصدر 100/5

أو هاجهم و روح القدس معك . ورواه البخاري ومسلم في الصحيحين.(1)

وأيضاً روى السيوطي في الدر المنثور عن البراء بن عازب قال : قيل يا رسول الله ان أبا سفيان بن الحرث بن عبدالمطلب يهجوك ، فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه . قال : أنت الذي تقول ثبت الله . قال : نعم يا رسول الله قلت :

ثبت الله ما أعطاك من حسن *** تثبيت موسى نصر أمثل ما نصرا

قال : وأنت يفعل الله بك مثل ذلك ، وثب كعب فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه . فقال : أنت الذي تقول همت ؟ قال : يا رسول الله قلت :

همت سخينة أن تغالب ربها *** فليغلبن مغالب الغلاب

قال : أما ان الله لم ينس لك ذلك . الحديث.(2)

وروي عنه صلى الله عليه و آله انه قال : ان من الشعر لحكمة.(3)

وقال صلى الله عليه و آله : اصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد :

الا كل شيء ماخلا الله باطل *** وكل نعيم لا محالة زائل(4)

أقول: وهو لبيد بن ربيعة وقاله في مرثية النعمان ، وأما لبيد اسلم في وفد بني عامر الى النبي «صلى الله عليه و آله و سلّم» ثم رجع الى بلده وعبدالله تعالى و حفظ القرآن ولم ينقل منه شعر بعد اسلامه الا :

ما عاتب الحر الكريم كنفسه *** و المرء يصلحه الجليس الصالح(5)

وروي نحوها كثيراً من طريق الخاصة ، كروايتي الصدوق عليه الرحمة في أول عيون أخبار الرضا عليه السلام بسنده عن مولانا الصادق عليه السلام قال: من

ص: 7


1- الميزان 237/15
2- الدر المنثور 100/5
3- راجع کتابی ادبیات عرب در صدر اسلام » المطبوع ص 21 و 22 .
4- راجع کتابی ادبیات عرب در صدر اسلام » المطبوع ص 21 و 22 .
5- راجع کتابی ادبیات عرب در صدر اسلام » المطبوع ص 21 و 22 .

قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة (1).

وروايته الأخرى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : ما قال فينا قائل بيتاً من الشعر حتى يؤيد بروح القدس(2).

وفي بعض الروايات امرنا بتعلم الشعر كالرواية التي رواها أبو عمرو محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي « رحمه الله » في رجاله عن الصادق عليه السلام انه قال : يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فانه على دين الله.(3)

ولذا بث الشعر بين المسلمين و بين الشيعة الامامية خصوصاً حتى عقد الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني السروي «رحمه الله » المتوفى عام 588 باباً في بعض شعراء أهل البيت عليهم السلام في آخر كتابه « معالم العلماء » و قسمهم على أربع طبقات : المجاهرون والمقتصدون والمتقون والمتكلفون.(4)

و صنف العلامة الشيخ محمد بن طاهر السماوي«رحمه الله» كتابه القيم « الطليعة في تراجم شعراء الشيعة » في مجلدين و لم يطبعا حتى الآن ، وجعل العلامة الطهراني الدواوين في أربع مجلدات من الجزء التاسع من « الذريعة الى تصانيف الشيعة » وغيرهم في غيرها فراجعها ان شئت .

***

ومن جملة شعراء أهل البيت عليهم السلام جدنا العلامة الجامع بين معقول العلوم ومنقولها آية الله العظمى أبو المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الاصفهاني قدس سره العزيز ، وله مكانة عالية في الأدب العربي والشعر والنثر .كما اعترف بها أرباب المعاجم الرجالية فراجعها . قيل في أدبه هو الصاحب بن عباد أو مهيار

ص: 8


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام 7/1.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام 7/1.
3- اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى ص 401 الحديث 748
4- راجع معالم العلماء ص 146 وما بعدها

الديلمي ، وقيل في فقهه ه-و الشيخ مرتضى الأنصاري(1)، وقيل في جامعيته هو الشيخ البهائي (2)، ولعل هذا الاجمال كفاك عن التفصيل .

الى طريق الطبع :

و أما نسخة ديوانه كانت في مكتبة نجل الناظم والدنا العلامة المغفور له آية الله العظمى الحاج الشيخ مجد الدين ( مجد العلماء ) النجفي الاصفهاني و هو أستاذ بعض مراجع التقليد وامام الجماعة بمسجد الامام ( الجامع العباسي ) و مسجد نو و صاحب الحوزة العلمية العليا في الفقه والاصول والهيئة والرياضي والحديث وقال في رثائه أحد علماء اصبهان:(3)

لهفي لموت البطل العليم *** ذي المجد ثم الحسب القديم

اف ادهر يقتطف ثمر الهدى *** من دوحة العلم ذي النسب الكريم

فأردت ان أورخ عام وفاته *** ليكون تذكرة الاخلاف والحميم

ألحق الى المجموع سبعاً ثم قل *** نرجو لمجد العلم مثوى في النعيم

( 1362 ش )

وبعد اللتيا واللتي نحمد الله تعالى على التوفيق لطبع هذا الديوان وهو من اماني جدي الناظم وأبي العالم رحمهما الله تعالى.

ثناء وشكر :

ويجب علي ان أقدم ثنائي الوافر وشكري الجزيل الى سماحة العلامة

ص: 9


1- القائل هو العلامة المحقق المؤسس آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم.
2- القائل هو العلامة المحقق المؤسس آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم.
3- وهو العلامة حجة الاسلام والمسلمين السيد مجتبی الصادقی مد ظله.

المحقق المدقق حجة الاسلام والمسلمين الحاج السيد أحمد الحسيني الاشكوري دام ظله من تحقيقاته و تصحيحاته و جهده الكثير على هذا الديوان خالصاً مخلصاً لوجه الله تعالى .

ثم أشكر ولدي العزيز حجة الاسلام الشيخ محمد هادي النجفي أدام الله أيامه لسعيه على جمع الديوان ونشره وطبعه.

وأيضاً أشكر أحفاد الناظم الذين ساعدونا على نفقة طبع الديوان ادام الله في توفيقاتهم .

تمت هذه المقدمة في السحر من يوم الجمعة تاسع شهر جمادى الثانية سنة 1408 وأنا العبد الحقير الحاج الشيخ مهدي مجد الاسلام النجفي.

ص: 10

ترجمة أبى المجد

اشارة

ترجمة أبى المجد

من كتاب « المفصل في تراجم الاعلام »

للمحقق

العلامة المتبحر في الفنون والعلوم، الأديب الكبير والشاعر القدير ، آية الله الشيخ أبو المجد محمدرضا بن الشيخ محمد حسين بن الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي بن محمد رحيم بيك الأيوان كيفي الرازي الاصبهاني المعروف بالمسجدشاهي .

عشيرته وبيته

عشيرته وبيته :

أصله من عشيرة « استاجلو » ، وجده الأعلى الحاج محمد رحيم بيك المتوفى سنة 1217 انحدر من هذه العشيرة ، وقيل هو أول من سكن اصبهان .

كان آباء أبي المجد من العلماء المشاهير والفضلاء ذوي الأقدار والمكانة ، كما أن أمه العلوية ( السيدة ربابه سلطان بيكم ) بنت السيد محمد علي المعروف بآقا مجتهد بنت السيد محمد باقر الاصبهاني المعروف بحجة الاسلام الشفتي من بيت السيادة والشرف الجامعين للعلم والفضيلة ، وأم أبيه العلوية بنت السيد صدر الدين

ص: 11

العاملي، وأم جده الشيخ محمد باقر هي (نسمة خواتون) بنت الفقيه الاكبر الشيخ جعفر الجناجي النجفي صاحب كتاب «كشف الغطاء » .

أبوه الشيخ محمد حسين الاصبهاني المتوفى سنة 1308 من وجوه تلامذة الامام المجدد الميرزا محمد حسن الشيرازي .

وجده الشيخ محمد باقر الاصبهاني المتوفى سنة 1301 من أعاظم علماء اصبهان الفقهاء في عصره .

وجده الأعلى الشيخ محمد تقي الأصبهاني المتوفى سنة 1248 ، معروف بالتحقيق في الفقه والأصول، وهو صاحب الكتاب المعروف « هداية المسترشدين في شرح معالم الدين ».

قال الشيخ آقا بزرك الطهراني :

آل صاحب الحاشية ( بيت علم جليل في اصفهان ، يعد من أشرفها وأعرقها في الفضل ، فقد نبغ فيه جميع من فطاحل العلماء و رجال الدين الأفاضل ، كما قضوا دوراً مهماً في خدمة الشريعة ، ونالوا الرئاسة العامة لا في اصفهان فحسب بل في ايران مطلقاً . والمترجم له - يقصد الشيخ محمد رضا - آخر عظماء ه-ذه سرة الذين دوى ذكرهم و اجتمعت الكلمة عليه ، والاففيهم اليوم علماء وفضلاء وأجلاء لكن لا يقاسون بصاحب العنوان ومن سبقه...».

مولده ونشاته

مولده ونشاته :

ولد بالنجف الأشرف قبل ظهر يوم الجمعة عشرين شهر محرم سنة 1287(1)، و بها نشأ نشأته الأولى وتعلم القراءة والكتابة .

ص: 12


1- قال أبو المجد في تاريخ ولادته : واذا عددت سنى ثم نقصتها *** زمن الهموم فتلك ساعة مو لدي

وفي التاسعة من عمره ذهب به أبوه الى اصبهان ، فقرأ النحو وكتاب « نجاة العباد » و « معالم الأصول » و « شرح اللمعة » على السيد ابراهيم القزويني ، و « الرسائل » و « الفصول » وعلم العروض و الحديث على أبيه و آخرين .

وفي شهر ذي الحجة من سنة 1300 عاد الى النجف بصحبة أبيه و جده الشيخ محمد باقر الاصبهاني ، ودرس بها على علمائها الأعلام ، فتتلمذ في الفقه والأصول على الميرزا حبيب الله الرشتي والحاج آقا رضا الهمداني والمولى محمد كاظم الاخوند الخراساني والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي والسيد اسماعيل الصدر و شيخ الشريعة الاصبهاني .

ولما هبط النجف السيد محمد الفشار كي الاصبهاني مهاجراً من سامراء صحبه شيخنا صاحب الترجمة و لازمه فاستفاد منه كثيراً ، وكان كثير الثناء عليه بحيث كان يعتقد بأن استفادته منه على قصر المدة فوق ما حصل عليه من الآخرين ، وبعد وفاة أستاذه هذا لم يدرس عند شيخ آخر .

وأخذ علوم الحديث و الرجال و الدراية عن الميرزا حسين النوري صاحب« المستدرك » والسيد مرتضى الكشميري .

وقرأ العلوم الرياضية و جانباً من علم الفلسفة على الميرزا حبيب الله الطهراني الشهير بذي الفنون .

وتخرج في الأدب والشعر على شاعر عصره الشهير السيد جعفر الحلي ، وساجل كبار شعراء العراق حتى برع في الشعر العربي و نظم فيه فأجاد كل الاجادة.

ثقافته العالية

ثقافته العالية :

كان شيخنا أبو المجد يتمتع بذكاء و عبقرية و حافظة ممتازة ، وفي أيام دراسته

ص: 13

جد في التحصيل واجتهد في اكتساب العلوم و المعارف الدينية و الزمنية ، و خالط في النجف و اصبهان و كل مدينة حل بها كبار العلماء و المجتهدين و ذوي المكانة العلمية العالية ، بالاضافة الى مواهبه الجيدة التي منحه الله تعالى اياها . . فكانت حصيلتها ثقافة عالية و احاطة بالعلوم الاسلامية المتداولة ومعرفة تامة بالعلوم العصرية، اعترف له بالنقدم كل من ترجمه و عاصره و عاشره .

قال الشيخ آقا بزرك الطهراني :

«جد في الاشتغال في دوري الشباب و الكهولة حتى أصاب من كل علم حظاً وفاق كثيراً من أقرانه في الجامعية والتفنن ، فقد برع في المعقول و المنقول ، و برز بين الأعلام متميزاً بالفضل مشاراً اليه بالنبوغ والعبقرية، وذلك لتوفر المواهب والقابليات عنده، حيث خصه الله بذكاء مفرط وحافظة عجيبة واستعداد فطري وعشق للفضل وقد جعلت منه هذه العوامل انساناً فذاً وشخصية علمية رصينة تلتقي عندها الفضائل » .

«كان مجتهداً في الفقه ، محيطاً بأصوله وفروعه ، متبحراً في الأصول متقناً لمباحثه ومسائله ، متضلعاً في الفلسفة ، خبيراً بالتفسير ، بارعاً في الكلام والعلوم الرياضية ، وله في كل ذلك آراء ناضجة ونظريات صائبة » .

«أضف الى ذلك نبوغه في الأدب والشعر ، فقد ولع بالقريض فصحب فريقاً أعلامه يومذاك ، كالسيد جعفر الحلي - وكان تخرجه عليه كما حدث ب-ه - والسيد ابراهيم الطباطبائي والسيد محمد سعيد الحبوبى والشيخ عبد الحسين الجواهري والشيخ هادي آل كاشف الغطاء والشيخ جواد الشبيبي والشيخ محمد السماوي وغيرهم . عاشر هؤلاء الافذاذ زمناً طويلا ونازلهم في سائر الحلبات والأندية الأدبية النجفية ، حتى برز بينهم مرموقاً بعين الكبار والاعجاب والتقدير. وان شعره وشاعريته في غنى عن الاطراء والوصف ، اذ لا ينكر أحد مكانته بعد أن

ص: 14

بذّ كثيراً من شعراء العرب وتفوق على بعض زملائه المذكورين الذين تمحضوا للشعر فقط ، فحير عقولهم وأذهل ألبابهم لبراعته في الأدب وفهمه لأسراره واحاطته بالمفردات اللغوية احاطة تندر عند الأدباء فضلا عن العلماء . أضف الى ذلك تأثره بالصفي الحلي وعشقه لأنواع البديع ، ولا يكاد يخلو من ذلك شيء من نظمه » .

«وكان حلو المعشر ظريف المحضر كثير المداعبة جميل المحاورة يرصد النكتة ويجيد النادرة ، لكنه لا يخرج عن الاداب العرفية ولا يجره ذلك الى الخفة والرعونة مهما كانت النادرة مضحكة ، بل يبلى المستمعين بذلك ويبقى محافظاً على وقاره ورزانته ، وهو حتى في حال النظم والمساجلة يبدو عالماً اكثر منه شاعراً كما أن نكاته الشعرية علمية على الأكثر».

***

أقول ان أبا المجد، هذا العالم التحرير الذي اعترف بفضله وفضيلته عارفوه يعاني الفقر والاعواز ويشكو قلة ما في يده ، ويتضجر الى خلص أصدقائه مما يمسه من آلام الحاجة ، وربما يبث ذلك في شعره ونثره .

نعود الى ما كتبه الشيخ آقا بزرك بهذا الصدد :

«ومع تلك المكانة العلمية والشهرة لم تكن حالته المادية على ما يرام ، فكان غير مرتاح دائماً كما يبدو ذلك من مكاتيبه لي، فتراه يتمثل في آخر « تنبيهات دليل الانسداد » بقول الشاعر :

بيني وبين الدهر حرب البسوس *** ان شئت شرح الحال بينانسوس

ويقول في الفائدة الفقهية الملحقة به عند ذكره لأيام سكناه بكربلا :

لقلت لأيام مضين ألا ارجعي *** وقلت لأيام أتين ألا ابعدي

ص: 15

في اصبهان

في اصبهان :

بعد أن استحصل شيخنا المترجم له العلم في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف اكثر من ثلاثين سنة وبلغ المرتبة السامية من الثقافة العالية عزم في سنة 1333 على العودة الى اصبهان للمضايقات والفتن التي كان يصيبه طرف منها بسبب قيام الحرب العالمية ، فخرج من العراق بصحبة الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي الى « سلطان آباد » حيث بقي الشيخ الحائري بها و أم أبو المجد اصبهان ، فوصلها في يوم الثلاثاء غرة شهر محرم سنة 1334.

قوبل في اصبهان بحفاوة واكبار بالغين وحصل له ما كان لسلفه الأعلام من الزعامة الدينية والمكانة الروحية، فنهض بأعباء الرئاسة والهداية والارشاد والتوجيه وقام مقام والده في سائر الوظائف الشرعية ، من الامامة والتدريس ونشر الأحكام وتمهيد قواعد العلم .

كان يقيم صلاة الجماعة في المسجد المعروف ب- « مسجد نو » وهو من المساجدالمهمة المزدحمة في سوق اصبهان.

وكان محبوباً عند سائر الطبقات، له مكانة عظيمة واحترام فائق ، وذلك لبشاشة وجهه وحسن أخلاقه وظرفه المحبب في أحاديثه الخاصة والعامة ، لا تخلو محافله من نكات أدبية طريفة تهش اليها الأسماع وتتفتح لها القلوب .

أما تدريسه فقد ولع به الكثيرون من الطلاب وأرباب الفضل ، وذلك لبلاغة تعبيره وحسن تقريره وجامعيته ، فقد كان يشفع أقواله بالأدلة والشواهد من الشعر الفارسي والعربي وأقوال اللغويين وأكابر السلف.

وفي سنة 1344 ذهب الى قم وبقي بها مدرساً نحو سنة واحدة، فتزاحم على مجالس درسه أفاضل الطلاب والمتعلمين ، وكان زعيم الحوزة العليمة في قم

ص: 16

المغفور له الحاج الشيخ عبد الكريم الحاثري يوصي الطلبة بالحضور لديه والاستفادة منه ويشجعهم على ذلك لما يعلم من مبلغ علمه واحاطته بالعلوم الحوزوية وغيرها اذ كان شريك درسه عند بعض الشيوخ والأساتذة وكان يدرك فائدة وجوده في الحوزة ، ولكن اضطر الى العودة الى اصبهان وترك قم .

نظرة في شعره

نظرة في شعره :

عالج أبو المجد في شعره أغراضاً اخوانية اكثر من غيرها ، فقد مدح أناساً كان يكبرهم ويقدر شخصيتهم ويراهم أهلا للاكبار والتقدير ، واكثر هؤلاء ذكراً في شعره وجوه علماء آل كاشف الغطاء وجماعة من معاريف شعراء عصره ممن كان له بهم صلات ودية ومساجلات شعرية . وربما هجا أناساً أصابته منهم آلام روحية ، ولكن بأبيات قليلة ذات محتوى مذقع .

وبعد اخوانياته تأتي المعاني الاخرى التي تطرقها في شعره في مقاطع قصيرة لا تتجاوز الأبيات ، وهي مع قلة الأبيات مفعمة بالمعاني الراقية والصنايع البديعية البديعة وألوان من التورية والجناس وغيرهما من اللطائف التي تطرب القاريء المتذوق .

والميزة التي اتفق عليها واصفو شعره التركيب العربي الذى لا تشوبه العجمة ولا يسري اليه الضعف اللغوي الموجود في شعر كثير من أبناء الفرس الذين يعانون الشعر العربي وينظمون في هذه اللغة فكانه خلق عربياً في بيئته وثقافته ولم يزاول لغة أخرى تشوب لغته الخالصة .

قال الأستاذ علي الخاقاني يصف مواهب أبي المجد الشعرية :

« لا مجال لأي أديب أن يجحف حق الاصفهاني وأدبه الذي فاز به على كثير من أدباء العرب ، ومن تأمل في سيرته لاشك يرى أن المترجم له قد تجلت فيه بعض ظواهر العبقرية ، فاحاطته بالأدب وفهمه لأسراره وتوغله بالتتبع ووقوفه على

ص: 17

المفردات اللغوية تدلنا على ذكاء وحافظة نادرين . وشعره تأثر فيه بالصفي الحلي ومدرسته ، فقد عشق البديع وأنواعه وتأثر بالنكات الأدبية الدقيقة، ويكاد لا يخلو كل بيت له من ذلك ، وتفوقه في المعنى هو من فهمه الأدب الفارسي الذي عرف بسعة الخيال والابتكار في المعاني ، فلا بدع اذا امتيازه في شعره الذي لم يتعد كونه - لفظياً - بأسلوب اختلف فيه عن كثير من شعراء عصره » .

وقال السيد محسن الأمين العاملي :

«له شعر عربي فائق ، لا يلوح عليه شيء من العجمة ، رغماً عن أنه نشأ مدة في بلاد العجم بعد ولادته في النجف ، وذلك لاختلاطه بأدباء النجف بعد عوده اليها مدة طويلة وملازمته لهم وتخرجه بهم كما مرت الاشارة . ويكثر في شعره أنواع البديع والنكات الأدبية الدقيقة ، وقلما يخلو بيت له من ذلك . ويصح أن يقال فيه : انه نظم المعاني الفارسية بالألفاظ العربية كما قيل في مهيار ».

نثره الفنى

نثره الفنى :

تختلف طريقة نثر أبي المجد في تآليفه عن رسائله الخاصة الى بعض الأدباء وما يسمى ب- « الشر الفني » :

ففي كتبه ناثر سهل التعبير جيد الأداء لا تعقيد فيه ولا تقييد بالصنايع اللفظية ،الا ما يأتي عفواً على جري القلم لأمثاله من الأدباء المتوغلين في الأدب .

وهو في مؤلفاته العلمية يجد في أن يعطي صورة واضحة عما يريد البحث عنه، فيبتعد سعياً وراء المعنى عن المحسنات الظاهرية للجمل والتعابير، تلك المحسنات التي توجب لامحالة تعقيداً يكلف القارىء مزيداً من الجهد في فهم المقصود .

أما نثره الفني في رسائله الى اخوانه الأدباء ، فهو على طريقة القدماء ملتزم

ص: 18

بالسجع ومقيد بالصنائع البديعية واختيار المواد اللغوية المحتاجة في استكشاف معنى بعض موادها الى الرجوع الى قواميس اللغة والمصادر الأدبية .

وهذه الطريقة مع ما فيها من جمال فني لا تخلو عن التعقيد في تركيب الجمل وطنطنة في الألفاظ ، الا أن ابا المجد لتمكنه من علم اللغة وطول دراسته لادابها يظهر فيما يكتبه كاتباً قديراً کأن الألفاظ جاءت طيعة لقلمه موضوعة في مواضعها اللائقة بها .

واليك فيما يلي قطعة من رسالة كتبها ابو المجد الى صديقه العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء :

«يا من ذكرني حين نساني بقية الأصحاب، وسلك معي طريق الوفاء مذ جفاني الأخدان والأتراب، كيف أطيق أن أؤدي شكر جميلك بلسان القلم، وأنت المعجز للعرب الفصحاء فكيف بالأعجم الأبكم، وقد وصلت القصيدة المزرية بعقود الجمان، فقلت: سبحان من خلقك وعلمك البيان . امنثلت أمرك برد الجواب مع علمي بأني لست من فرسان هذا الميدان، ولو أصبحت من نابغة بني ذبيان، ولكني رأيت امتثال أمرك من الفرض الواجب ، فبعثت بأبيات أرجو من فضلك العفو عن جميعها، فلولا اشتمالها على مدحك لقلت : كلها معايب . وكيف يبلغ حضيض الأرض ذرى كيوان ، أم كيف يقابل بصغار الحصى غوالي الدر والمرجان » .

شيوخه في رواية الحديث

شيوخه في رواية الحديث :

1 - شيخ الشريعة الاصبهاني .

2 - السيد حسن الصدر الكاظمي، أجازه ليلة السبت 14 ذي القعدة سنة 1333.

3- ميرزا حسين النوري ، أجازه في الحائر الحسيني بكربلا .

ص: 19

4 - الشيخ محمد باقر البهاري الهمداني .

5-السيد محمد بن المهدي القزويني الحلي .

6 - السيد حسين بن المهدي القزوينى الحلي .

المجازون منه

المجازون منه :

كتب شيخنا اجازات مبسوطة لبعض المستجيزين منه أحال اليها في بعض اجازاته المختصرة، وبلغت اجازاته للعلماء و الأفاضل الى اكثر من مائة اجازة حديثية، وقد أجاز بعض هؤلاء ايضاً باجازات اجتهادية ، وفيما يلي أسماء من اطلعنا عليه من المجازين منه :

1 - ولده الشيخ مجد الدين النجفي الاصبهاني .

2 - ولده الآخر الشيخ عزالدين النجفي الأصبهاني .

3 - الشيخ محمد باقر النجفي الأصبهاني، أجازه باجازتين حديثية واجتهادية.

4 - الشيخ محمد تقي النجفي الأصبهاني، اجازه باجازتين حديثية واجتهادية.

5 - سماحة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي ، أجازه في 3 صفر سنة 1351.

6- سماحة السيد احمد الخونساري .

7-الحاجية أمينة الأصبهانية، أجازها باجازة مفصلة سماها « الاجازة الشاملة للسيدة الفاضلة » .

8-الشيخ محمد رضا الجرقوئي الأصبهاني ، أجازه شفاهاً كما ذكره الجرقوئي في اجازته السيد محمد علي الروضاتي .

9 - ميرزا محمد باقر الكمره اي، اجازه 3 جمادى الثانية سنة 1345 في قم .

10 - الحاج ميرزا خليل الكمره اي .

ص: 20

11 - السيد جمال الدين الميردامادي .

12 - السيد مصطفى الصفائي الخونساري ، أجازه شفاهاً .

13 - ميرزا محمد الثقفي الطهراني ، اجازه باجازتين .

14 - الحاج آقا رضا المدني الكاشاني .

15 - السيد احمد الزنجاني .

16 - السيد علي الفاني الاصبهاني .

17 - السيد مصطفى المهدوي الاصبهاني .

18 - الدكتور محمد حسين الضيائي البيكدلي، اجازه باجازتين اجتهادية وحديثية .

19 - الدكتور محمد حسن سه چهاری الاصبهاني .

مؤلفاته

مؤلفاته :

لشيخنا أبى المجد حواش كثيرة على الكتب التي كان يقرؤها في الفقه والأصول والحديث والتفسير والكلام والتراجم والأدب ، فكان يدون ما يرتئيه من النقد والرد والشواهد وغيرها ، وفيما يلي قائمة بتآليفه المدونة المطبوعة وغير المطبوعة :

*الاجازة الشاملة للسيدة الفاضلة، اجازة حديثية كتبها الحاجية أمينة الاصبهانية، وقد طبعت في آخر كتاب « جامع الشتات » للمجازة .

* أداء المفروض في شرح أرجوزة العروض ، والأرجوزة لميرزا مصطفى التبريزي ، طبع .

* استيضاح المراد من قول الفاضل الجواد ، وهو بحث فقهي في ملاقي المتنجس ، طبع في آخر الجزء الثاني من الوقاية .

ص: 21

*الأمجدية ، في آداب شهر رمضان المبارك ، ألفه باسم ولده الشيخ مجد الدين ، طبع ثلاث مرات .

*الايراد والاصدار ، في حل مسائل مشكلة من فنون متفرقة .

*تصانيف الشيعة ، خرج منه فليل .

*تعريب رسالة السير والسلوك ، السيد بحر العلوم .

* تنبيهات دليل الانسداد، وهو فصل من كتابه الكبير « وقاية الأذهان » ، طبع باصبهان سنة 1346.

*جلية الحال في مسألة الوضع والاستعمال، ويسمى «سمطا اللال في الوضع والاستعمال » ، وهو كالمدخل لكتابه الكبير في أصول الفقه . طبع .

*حاشية اكر ثاو ذو سيوس .

*حاشية ديوان المتنبى ، كتبها بين سنتي 1354 - 1356 ، وهي غير مدونة .

*حاشية روضات الجنات . طبعت .

*حلى الزمن العاطل فيمن أدركته من الأفاضل .

*دیوان شعره ، وهو بين يديك .

* ذخائر المجتهدين في شرح كتاب «معالم الدين في فقه آل يس » ، ل-م يتم وفرغ من كتاب النكاح منه سنة 1312 .

*الرد على «فصل القضافي عدم حجية فقه الرضا » .

*الروض الأريض فيما قال أو قيل فيه من القريض .

*الروضة الغناء في تحقيق الغناء ، سمى الشيخ المترجم له نفسه في هذه الرسالة « عبد المنعم بن عبد ربه » ، وقد طبعت في مجلة نور علم السنة الثانية ع 123/4 .

* سفط الدر في أحكام الكر .

ص: 22

*السيف الصنيع على رقاب منكري علم البديع ، ألفه سنة 1324 .

*العقد الثمين في أجوبة مسائل الشيخ شجاع الدين .

*غالية العطر في حكم الشعر .

*القبلة ، رسالة .

*القول الجميل الى صدقي جميل ، رد على الزهاوي .

*گوهر گرانبها در رد عبدالبها .

*نجعة المرتاد في شرح نجاه العباد ، ويسمى أيضاً «كبوات الجياد في حواشي ميدان نجاة العباد » .

*نقد فلسفة دارون ، ثلاثة أجزاء طبع الأول والثاني منها ببغداد سنة 1331.

*النوافج والروزنامج .

*وقاية الأذهان والألباب ولباب أصول السنة والكتاب . طبع قطع من هذا الكتاب باصبهان باسم « وقاية الأذهان » و « تنبيهات دليل الانسداد » و « سمط اللال في مسألتي الوضع والاستعمال » .

وفاته

وفاته :

توفي - قدس الله سره - باصبهان يوم الأحد رابع عشرين من شهر محرم سنة 1362 ، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً عطلت له الأسواق وشيع تشييعاً حافلا حتى دفن بتخت فولاد في مقبرة جده الشيخ محمد تقي الأصبهاني .

ص: 23

مصادر الترجمة :

ترجمته بقلمه ، سحر بابل وسجع البلابل ص 82 ، نقباء البشر ص 747 ، الذريعة في مختلف الاجزاء ، مصفى المقال ص 179 ، تذكرة القبور ص 328، ريحانة الادب 252/7، آثار الحجة 1 / 77 ، گنجینه دانشمندان 242/1 ، شعراء الغرى 42/4 ، أعيان الشيعة 16/7 ، معجم المؤلفين العراقيين 1 / 472، الاعلام للزركلى 26/3 ، معجم المؤلفين 163/4 ، مستدرك معجم المؤلفين ص 251 ، ماضى النجف وحاضرها 214/3 ، معارف الرجال 245/3 ، مجلة نور علم السنة الثانية ع 79/9.

ص: 24

تحقيق الديوان

تحقيق الديوان

اساس العمل في تحقيق هذا الديوان مصورة عن النسخة التي كتبها الشيخ كاظم بن موسى بن الرضا بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء النجفي ، وقد فرغ من الجمع والترتيب والتحرير في غرة شهر رجب سنة 1345 في النجف الأشرف .

وبالرغم من أن أبا المجد قرأ بنفسه هذه النسخة وعليها بعض تصحيحاته بخطه بقيت فيها أخطاء وتصحيفات تداركناها أثناء عملنا .

وفي آخر هذه النسخة صحائف من شعر أبي المجد كتبها بخطه ، والظاهر أنها استدراكات على ما جمعه الشيخ كاظم أو أشعار قبلت بعد اكمال الجمع والترتيب . وخط أبي المجد ردى بحيث لم نتمكن من قراءة بعض الأبيات أو الكلمات وبقيت عندنا مبهمة لم نهتد الى الصحيح المقصود .

ثم صحائف من ترجمة لأبي المجد كتبها بخطه صديقنا العلامة المحقق المغفور له السيد محمد صادق بحر العلوم، وقد ضمنها بعض أشعار أبي المجد وفيها أبيات لم توجد في نسخة كاشف الغطاء ولا خط الناظم. والأسف أن الترجمة ضاع أولها وبقي منها صفحة واحدة مع صحائف من الشعر .

ص: 25

ومجموع أبيات هذه النسخة في خط الشيخ كاشف الغطاء وأبي المجد والسيد بحر العلوم مع حذف المكررات ( 1097 ) بيتاً .

***

جمع الأستاذ علي الخاقاني في كتابه «شعراء الغري» ما تيسر له من شعر أبي المجد، فعارضنا نسخة الديوان بما جمعه وتعرضنا للفروق المهمة بينهما في الهوامش مع رمز «ش » ، وتركنا ذكر ما كان من قبيل الخطأ المطبعي والأخطاء الواضحة التي يسبق اليها القلم .

وقد أورد أبو المجد بعض الابيات الشعرية من نظمه في مؤلفاته ، وخاصة كتابه «النوافج والروزنامج » ، فأضفنا الى الديوان ما لم يكن فيه وقيدنا في الهوامش الفروق المهمة الأشعار الموجودة في الديوان اذا كان هناك فروق يحسن ذكره-ا .

هذا، بالاضافة الى تعاليق وقيود - وأكثرها لغوية كتبناها توفيراً لوقت القاريء الكريم ولئلا يحتاج الى مراجعة المعاجم والكتب ، وراعينا في هذه التعاليق الاختصار بالقدر الممكن .

ص: 26

الصورة

ص: 27

الصورة

ص: 28

الصورة

ص: 29

ص: 30

ديوان

ابی المجد

ص: 31

ص: 32

ابواب الدیون

قافية الهمزة

قافية الهمزة

قال في «النوافج والروزنامج » : رأيت في المنام كأني أعاتب الأخ الفاضل السيد رضا الهندي على تركه رثاء العم ثقة الاسلام وأقول له :

لهفي عليها من عقائ-ل فكرةٍ *** خلصت من الايطاء والاكفاء

ولمن تراه يَزفّ غادة فكره *** ان كان يمنعها عن الأكفاء

وقال بداهة في مجلس ضيافة :

لا تشربَ الماءَ فمن رقةٍ *** أخاف أن تشربَك الماءُ(1)

ص: 33


1- نقله الى الفارسية بداهة مضيفه العلامة نجم الدين الفاضل النورى (نجم الشريعة) بقوله : منوش آب که ترسم زنازکی که تر است *** تو آب نوشی و آب از لبت شود سیراب

قافية الباء

قافية الباء

قال مقرضاً ديوان العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء :

قد أسكرتني وليس السكر من أربى *** بناتُ فكر حسين لا ابنة العنبِ

رقّت وراق لأهل الفضل منظرها *** كروضة دبّجتها راحةُ السُّحبِ

تحلو(1) وتسلب ألباب الأنام فهل *** سمعتَ خمراً حلت في سالف الحُقُبِ

يا ليت شعري أشعر ما أراه وذا *** نوع من السحرام ضَرب من الضَرَبِ(2)

ص: 34


1- ش « تجلو » .
2- الضرب - بسكون الراء وفتحها - : العسل الابيض الغليظ .

كم شاعرٍ رام جهلا أن يعارضَه *** أقامه الفكرُ بين العيِّ(1) والتعبِ

يحكي بعَرف شذاه خُلق ناظمه *** غنىً لمّا بهما عن مَندَلٍ رَطِبِ(2)

يا بنَ الأُلى جمعَ شَملِ الدين همتهم *** اذهمة الناس جمع المال والنَشَبِ(3)

جردتَ والمتنبي صارمَي فِكَرٍ *** وغير سيفك يا ربَّ القريض نبي

قد سار شعرُك في الآفاق أجمعها *** كمجد أهليك سيرَ الأنجم الشهبِ

وكم بنيتَ بأبيات القريض لهم *** بيوتَ مَجدٍ قد استغنت عن الطنبِ

حسّنتَ كلَّ مديح بالنسيب ل-ه *** والمدح ثغر له التشبيب كالشنبِ(4)

ولم تقل مثل من قد قال عن خطأ *** في خُرَّد المدح ما يغني ذوي الأدب

طلبتَ نيل عُلى أهليك مجتهداً *** فنلتَ ذاك ونَيلُ المجدِ بالطلب

ص: 35


1- ش « بين العجز » .
2- المندل : العود الطيب الرائحة .
3- النشب : العقار ، المال الاصيل من الناطق والصامت .
4- الشنب : السن الابيض الحسن .

فافخر وقل من له جدّ كجدي أم *** أخ كمثل أخي أم هل أب كابي

ووشع الفخر وافخر بالمكارم(1) م-ذ *** حُظيتَ بالمفخرين العلمِ والأدبِ(2)

لا تعجبوا منه ان ساد الانامَ فقد *** صبا الى طلب العلياء وهو صبي

مستقبل العمر ماضي العزم همته *** أمضى وأقطع(3) من هندية القضبِ

أرى لبيداً بليداً اذ يقاس به *** وكان يُدعى قديماً أشعر العربِ

اَليّة بُعلى آبائك النجب *** علوتَ يابن علي هامَةَ الشهبِ

اليكها من بنات الفرس غانية *** أتتك ترفل في أبرادها (4)القُشُبِ

قد أعربت عن مطاوي حبِّ قائلها *** فهي العروب وما كانت من العربِ

ص: 36


1- ش « ووشع الفخر منه بالمكارم » .
2- وشع الجبل : صعده وعلاه
3- ش « وأفظع» .
4- ترفل : تجر ذيلها وتتبختر . القشيب : الجديد ، النضيف ، الابيض ، جمعه قشب بضم الشين وسكونها .

وقال يعاتب بعض أقاربه :

لعمرك لا أشكو جفاءَ الأجانب *** اذا ما جفاني معشري وأقاربي

وله كتبها لصديقه السيد جعفر الحلي معاتباً له وقد نزل في محلة العمارة مجاوراً لأبي المجد :

حللتُ حمى الحلي اَلتمس القِرى *** فكان قِراه الهجو والشتم والسبُ

جزاء سِنِمّار جزاني ولم اكن *** لأصحب الاّهُ اذا خانني الصحبُ

ولم يرع لي حقَّ الاخاء وسبّني *** وما كان لي الا محبته ذنبُ

طلبتُ الي-ه الق-رب أبغي ودادَه *** فعاد بعاداً بيننا ذلك القربُ

وكم جَردت كفايَ منه مُهنَّدا *** جُرازاً على طول الضريبة لا ينبو(1)

وقد كان لي عضباً ب-ه أدفع العدى *** فما حيلتي أن خانني ذلك العضبُ

وكان لا مالي ربيعاً ومَربَعاً *** اذا ما الورى قدعمها القحط والجدبُ

ص: 37


1- السيف الجراز : القطاع .

فقل لأبي يحيى وان هو مَلَّني *** واحسانِكم ما ملّكم مني القلبُ

(صدودكمُ وصل وسخطكم رضيً *** وجوركم عدل وبغضكم حبُ(1)

وله أيضاً :

عتابُك يا زمان تركتُ علماً *** بأنك لا تلين على العتابِ

وما قلّمتُ(2) من صبري وحزمي *** وان قلّمت من ظفري ونابي

ساَجهرُ(3)كلَّ غانيةٍ عَرُوبٍ *** لوصل السير بالابل العراب(4)

مناسمُها مفاتيح الأمَاني *** اذا ما الدهر أغلق كل باب

و مختلف الرقاق البيض حسبى(5) *** مشتبك الرماح السمرغابی

ذريني أدرع صبري(6)دلاصاً *** وأنضي العزم مشحوذَ الذبابِ

ألام أشيم من [...](7)رحم *** صوارم لا تُفلّ من الضرابِ

ص: 38


1- أجاب السيد جعفر الحلى على هذه الابيات بأبيات على نفس الروى والقافية ، تجدها في ديوانه « سجع البلابل » ص 83 .
2- ش « و ما قللت من صبرى » .
3- ش « سأهجر » ، وهو أنسب.
4- العروب والعروبة من النساء : الضحاكة . الابل العراب : كرائم سالمة من الهجنة
5- ش « حبسی » .
6- ش « صبراً » دلاصاً : ليناً براقاً ، يقال « درع دلاص » أي ملساء لينة.
7- بياض فى المخطوطة ، وفى ش « من رامي رجماً » .

وله مضمناً بيت المتنبي وفيه التورية :

أقول وقدصدّ(1) الحبيبُ وزارني *** بغيض اليه الثقل يُنمي وينسبُ

( أما تغلط الأيام في بأن أرى *** بغيضاً تناءآ أو حبيباً تقرّبُ )

وقال مضمناً :

وظبيٍ كحيلِ الطرف رمتُ اقتتاصَه *** ولم أك لولا الشيخ أطمعُ في القربِ

فلا تعجبوا من صحبتي لرقيبه *** ( فلابدّ للصياد من صحبة الكلب )(2)

وله في التضمين :

لي صديق كم دبّ(3) نحو غلامٍ *** وعلى ظهره أطال الركوبا

ودعاني شيخاً ولستُ بشيخ *** (انما الشيخُ من يَدُبّ دبيبا)

وقال مداعباً لبعض أصدقائه وقد تزوج بنت السيد القطب :

ولا عجب ان كان مثلي مبَعَّد *** وغيري قريب(4) من حمى السيد القطبِ

ص: 39


1- ش « وقد غاب الحبيب » .
2- مثل معروف.
3- دب : مشى كالحية أو على اليدين والرجلين كالطفل ، وذلك ليخفي مشيته.
4- ش « وغيرى قريباً ».

كذا أسدُ الأفلاك عنه مبعَّد *** وأقربُها من قطبها صورةُ الدبِّ

وقال :

أيها المهجورُ صبراً جميلاً *** ربما غاب حبيب فآبا

ويعود عامُر أربعِ أنسٍ *** كان بالهجران قفراً يَبابا

ولیالٍ بالحمى سالفات *** لم أذق الا لُماهُ شرابا

قد عرفنا أنه الخمرُ لما *** أن طفا الثغر عليه حبابا

لَجَّ في هجرانه اليوم حتى *** لكتابي لا يرد الجوابا

وقال :

أدرى لما استقلّ الحبيبُ *** أن عيشي بعده لا يطيبُ

يا نسيم الكرخ جدّدت وجدي *** أفهل عهدُك منه قريبُ

أنكرت ( فلانه ) مني شحوبي *** سِمَة للعربي الشحوبُ

وقال يداعب بعض أعمامه :

ويا رب عم لي يُريني بشاشة *** وفي قلبه غيظ علي قد التهب

فيا عمنا لستُ النبي محمداً *** فلم صارعمي في الشقاء أبا لهب

وله وقد كتبه الى بعض أرحامه :

كان السكوت عن الجواب جوابی *** اكذا يكون تعاتبُ الأحبابِ

ص: 40

ما الذتبُ الا من فؤادي قدهوى *** من ليس يهواه جناح ذبابِ

واذا عتبتُ عليك فيما خنته *** فعلى فؤادي لا عليك عتابي

وكتب الى أحد بني عمومته :

يعزّ علي يابن العم أني *** أراك بنار فرقته تذوبُ

وغرك مظهر بالرجل كسراً *** لذاك يعوده الرشأ الرتيبُ

لعمرك انني لأقول صدقاً *** وغيري في مقالته الكذوبُ

هممتُ بأن أهيم به ولكن *** عداني عن غوايتي المشيبُ

و قلب مسلاته همم وهمّ *** و دهر ملء عيشته عيوبُ

وأحسن ما يراه الطرف منه *** وكلّ جماله حسن عجيبُ

تميل في حواشي عارضَيهِ *** لها في قلب عاشقهِ دبيبُ

يغض الطرفَ عن مكر ولكن *** يلاحظه اذا غفل الرقيبُ

وقال في من كتب اليه يستهدي خضاباً

كتبت تستهدي خضاباً ولا *** يعودُ من بعد المشيبِ الشباب

ذقنُك يا هذا على طوله *** يصلح بالنورة لا بالخضاب

وقال :

وهَب قد تقضّى زمانُ الصبا *** فلم ينقض زمانُ التصابي

وما هِمتُ بالغيد عن صَبوةٍ *** ولكن قضيتُ ديونَ الشبابِ

ص: 41

وقال :

لعمركم ما خضبتُ المشيب *** رجاءً لعود زمان الشبابِ

ولكن نضى الدهرُ سيف المشيب(1) *** فأغمدتُه في غلافِ الخضابِ

وله وقد أرسل الى الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء يحلوى « من السما » يبغي منه برتغالاً :

أهدت الي فلانة *** مننأ يفوق على الضرب

بدوائرٍ من فضةٍ *** تبغي كراةً من ذهب

وله في التوجيه بعلم الحساب :

ومغرم بالحساب طفل *** أهواه بين الأنام حسبى

ان قال فرّقت قلتُ فكري *** أو قال ضعفّت قلتُ قلبي

وكتب الى الشيخ هادي آل كاشف الغطاء :

أسيرُ نَواك أن تمنن عليه *** بتحرير تَنَل منه المثابه

اذا ما لستَ تعتقه بوَصلٍ *** فلا تبخل عليه بالكتابه

وقال يصف كتاب « لباب النحو » :

لبابُ النحو) فاق الكتبَ لما *** عدا مغني اللبيبِ عن الكتاب

ص: 42


1- في النوافج « سيف المنون » .

فلا تنظر الى كتبٍ سواه *** فتلهيك القشورُ عن اللبابِ

وقال مداعباً :

فلان كل ذي [ ...] أتاهُ *** ولم يك لي فيه ميل ورغبه

فصح لدي ما قد قيل قدماً *** بأن ال- [...] مسمارُ المحبه

وقال مداعباً ومضمناً :

الخزرجي لحاه اللهُ والدة *** لها حِر سعى عضوي في تطلّبه

مهذَّب عن كثيف الشعر كم زمن *** (جعلت نظم طويلي في مهذبه )

ص: 43

قافية التاء

قافية التاء

اشترك هو والسيد جعفر الحلي - رحمهما الله - في نظم هذه القصيدة ، وكانا في بعض ضواحي النجف الأشرف ، وتخلصا فيها الى مدح الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء ، فكتباها اليه وهو في البلد :

للَمها منك نظرة والتفاتُ *** وببدر السماء منك سماتُ

ولورد الرياض منك ابتهاج *** رسمته الخدودُ والوجناتُ

وقدود الغصون ان مالت هي *** فهي شوقاً اليك منعطفات

لك نفسي الفداء يا حامل ال- ***كاس أرقها فان كاسي اللثات

حمل القلبُ منك عباً ثقيلا *** يا خفيفاً خفّت به الحركات

من عَذيري به رخيم دلال *** فتنتني الحاظُه الفاترات

ونبات العذار زاد ولوعي *** ومن الجهل أن يُعاف النبات

عکست خده الطّلا فاستنارت *** مثلما تعكس الشموس المراة

غَنِجُ اللحظ أتلعُ الجيد يحلو(1) *** منه دلّ وغمزة والتفات

ص: 44


1- أتلع الجيد : طويل العنق مستقيمه.

ما أحيلاه والأكاويب(1) تجلى *** بیننا اذ نقول هاكم وهاتوا

و بخديه غض ورد نضير *** قطفته الشفاهُ لا الراحات

دبَّ في خده العذارُ فزا *** دتني ملاماً على هواه اللحات

لیت شعري وللنُدامى اجتماع *** في رياض تجلى بها الكاسات

أشموس تطلّعت أم سقاة *** ورحيق في الكاس أم وجنات

قد نعمنا بها بأطيب عيش *** غاب حساده وولى الوشاة

عميت أعينُ الكواشح عنا(2) *** ليس يدرون أين بتنا وباتوا

یا مبيتاً به الصبّا نفحتنا *** فحمدنا الصبا وطاب البيات

وعلى غفلة الرقيب نعُمنا *** بفتاةٍ تغار منها المَهاة

فاذا طرفها رنى فهو رَيم *** واذا عطفها انثنى فقناة

طرقتنها وهناً وقالت رضابي *** لقتيل الغرام فيه حياة

فسقتنا من ريقها فأرتنا ***كيف تحبي العظام وهي رفات

و شربنا من العقيق مذاباً *** فهنيئاً للشارب الرشفات

وانتشينا من خمرةٍ بلُماها *** فسكرنا بها ونحن صحات

وعجبنا من ثغرها كيف فيه *** يوجد الدر وهو عَذب فرات

هذه خمرةُ المحبين لاما *** عتقتها بدَنّها الحانات

نورها قُبلة المحبين طراً *** و بتذكارها تلجّ الحداة

***

يا نداماي للرياض هلموا *** والى الراح فانهضوا يا سقاة

ص: 45


1- جمع الاكواب ، جمع الكوب ، وهو قدح لاعروة له .
2- الكواشح جمع الكاشح : العدو الذي يبطن العداوة .

فرصة الشباب فانتهزوها *** في زمان أعوامه ساعات

بادروا لذةَ الغرام فللتا *** خير عن كل لذة آفات

برضاب عذب المذاق ولكن *** قد حمته من الجفون الرماة

لا نخاف السوفَ الا اذا ما *** من سيوف الظّبا تسل الظّباة

خلياني ان الصبابة ديني *** وعليه المَحيا وفيه الممات

ما أبالي اذا ثقلن ذنوبي *** و استخفت بوزنها الحسنات

ان حب (الحسين) شبل علي *** فيه تُمحي الذنوب والسيئات

***

من بني جعفر الكرام أباة ال *** ضيم ان عُدِّد الكرام الأباة

علماء أئمة حكماء *** سادة قادة اباة هداة

عرف الدين منهم واليهم *** خبر العلم أسندته الرواة

من يشاهد ( كشف الغطاء) عياناً *** لم يشكك بأنه آیات

وبأنوارها استنارت سراة ال *** علم ان ضلت الطريق السراة

لا تقس غيرَهم بهم فلعمر ال *** مجد بالذر لا تُقاس الحصاة

لهم المجد حَبوة وهو مما *** ورثته الآباء والأمهات

رشَّحتهم له الأسود الضواري *** وسقتهم لبانه اللبوات

***

لهم المجد طارقاً وتليداً *** وسواهم لا تعرف المكرمات

بيتهم كعبة لكل قبيل *** واليها حج الورى والصلاة

وورثنا من جعفر ارث ابناه ومثل البنين تحظى البنات

ص: 46

قال :

أتبعث مدرسةُ البنين هوى بمدرسة البناتِ

فالى الأولى طوراً وطوراً بيا فؤاد الى اللواتي

لم تَسلُ حبك ذا الفتى *** الا بحبك ذي الفتاةِ

فالی متی لا تنثني *** والى مَ ترغبُ عن عظاتي

حتى مَ يضنيك الجمالُ *** فقال لي حتى المماتِ

وقال :

أفدي الذي عضّ رماناً ففتّر عن *** بيضِ الثنايا بعذبٍ(1) غير ممقوتِ

فمن رئي قبله حقَّ العقيق حوت(2) *** لا لثاً كسرت حبّات ياقوتِ

وله في الساعة قوله :

غالية غالية المُنتمى *** في الشرق والغرب حَوت قبتي

با عجباً من طفل رفّاصها *** يقرأ في الجزء بتَبَّاعتي

وكتب للعلامة الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء وقد ترك زيارته مدة طويلة :

ان قطعي لو كان قطعاً قليلاً*** للقلا(3)حجةً تُرينى المحجَّة

ص: 47


1- في النوافج « عذاباً » .
2- في النوافج « درج العقيق حوى » .
3- ش « للعلا » .

لكن اليوم حين اكثرت قطعي *** لا أبالي وان يكن ألف حِجة

أو ما قال جدّنا قبل هذا *** ان قطعَ القطّاع ليس بحجة

وقال هاجياً :

وصاحبٍ كلّفته حاجةً *** فقال (1)مذاکثرتُ ازعاجه

لم تُقضَ حاج من يدي انما *** يقضي الفتى في ذقني(2) الحاجه

وله أيضاً :

معلم العقل أودى بعدكم فلذا *** في مكتب القلب أطفالُ الجوى لعبت(3)

ص: 48


1- ش « فقلت » .
2- ش « في ذقنك ».
3- ترجمة الاستاذ جلال الدين الهمائى بقوله [ ديوانه ص 115 ] : در دبستان روزگار ترا *** جز خرد نیست رهنمائی ادب بر سرت سایه خردگر نیست *** در هوسکاری تو نیست عجب کودکان را رسد گه بازی *** چون برون شد معلم از مکتب

قافية الحاء

قافية الحاء

قال من قصيدة في حرب البلقان :

ولما بنو البلقان ساءت فعالُم *** وجلّت خطاياهم عن العد والصفح

رضينا بحكم المشرفية بيننا *** فقالت بأن الحربَ خير من الصلح

فما برحَت تتلو الدخانَ عليهم *** مدافعُنا حتى تلت سورةَ الفتح

وفي «النوافج والروزنامج » غيرت الأبيات الى :

ولما أبي البلقان الا قتالنا *** و لم تكن البلقان تجنح للصلح

رجعنا فشاورنا السيوف عليهم *** فقالت ... الخ

وقال :

سلبتَ لبَّ اللب مني وما *** أبقيت مني غير قلبٍ جريح

ص: 49

قافية الدال

قافية الدال

قال في رثاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين أرواحنا فداه وصلى عليه الاله :

في الدار بين الغَميم والسَنَد(1)*** أيام وصل مضت ولم تعدِ

ضاع بها القلب وهي آهلة *** وضاع مذ أقفرت بها جَلَدي

جرى علينا جورُ الزمان كما *** من قبلها قد جرى على لَبِدِ

طال عنائي بين الرسوم وهل *** للحر غير العناء والنَّكَدِ

ألا ترى ابنَ النبي مضطَهَدا *** في الطف أضحى لشرّ مُضطَهِدِ

يوم بقي ابنُ النبي منفرداً *** وهو من العزم غير منفردِ

بماضَيي سيفه ومِقوَلِهِ *** فرق بين الضلال والرشدِ

فقال لا أطلب الحياةَ وهل *** فراق دنياكم سوى وَكَدِ

لما قعدتم عن نصر دينكُم *** و آلَ شملُ الهدى الى البَدِد

ص: 50


1- الغميم: الكلاء الاخضر تحت اليابس والسند: ما قابلك من الجبل وعلا من السفح. وهما أيضاً اسم موضعين يمكن ارادتهما .

بقائم السيف قمتُ أنصره *** مقوِّماً ما دهاه من اودِ

ولستُ أعطي مقادةً بيدٍ *** وقائم السيف ثابت بیدي

واليوم وصلُ الحبيب موعدُه *** فكيف أرضى تأخيرَه لغدِ

بشرايَ ان الحبيبَ شاء يرى *** في الطف ميدان خيلكم جسدي

والرأس مني على القناةِ غدا *** يُسار من بلدةٍ الى بلدِ

لوقدني في هواه مختبراً *** قدو الهوى لم أكن أقول قدي

أو قال للعَذب لا ترد أبداً *** وحبّه لم أرد ولم أرِدِ

لوجاز لي أن أكون(1) مُقترِحاً *** لقلتُ لا تنقص البلا وزِدِ

و لست أبغي سوى رضاه ولا *** بدور خُلد الجنان في خَلَدي

مؤبّد الوصل ما أرومُ ولا *** أعدّ شيئاً نعيمُها(2) الأبدي

ان لم يُصلّى(3) عليّ في نفرٍ*** عليَّ صَلى المهيمنُ الأحدي

ولا تشقوا لنا اللحودَ فما *** يصنع قتلى الغرام باللحدِ

فان يكن قد قَتَلتُ فهويدي *** وان يكن قد قُتلتُ فهو يدي

ان بنا يُختم الوجودُ كما *** قَبلُ بنا أولُ الوجود بُدي

وسَلَّ من غِمده زبانيةٍ (4) *** تقول يا جمرةَ الوغى انَّقِدِ

مَن لم يكن النعيم مهتدياً *** بوعظه(5) الى الجحيم هُدي

للحدّ مني لا یُدنَ من أحدٍ *** اذ لست مستبغياً على أحدِ

ص: 51


1- ش « أن أقول » .
2- ش « نعیمه » .
3- ش « ان لم تصل » .
4- ش « يمانية ».
5- كذا صحح في الأصل ، وفي ش « يقول ربي ».

أقول للقِرن من أخالطه *** تهكماً سِر وللقتال عُدِ

الجَفن(1)تبكي عليّ مذ علمت *** لوصلها لم أعد ولم أكدِ

يرتعد الخصمُ في فرائصه(2) *** اذا رآني بجسمٍ مرتعدِ

ولا يغرنك في اللقا زرد *** فطالما قد هزأتُ بالزردِ

كحاملي [ اليوم](3) صرتُ ذاظماً *** ان لم يرد من دمائكم أردِ

وأصنع اليوم في الطفوف[كما](4) *** صنعتُ في خيبرٍ وفي أحدِ

أفنيتُ آباءكم وصرتُ الى *** افناء ما أعقبوا من الولدِ

ان لم يكن أسندوا لكم خبري *** فان متني يغني عن السندِ

ولا يرى والوطيس قد حميت *** من ذى شطوب(5) كف ذي لبدِ

سوی رقابٍ ولا رؤوس لها *** وغير أيدٍ بانت عن العضدِ

و أشجع القوم من يُفَرّ ب-ه *** كما تفرّ المعزي من الاسدِ

ففرق الجمع وهو منفرد *** رَوَى الثرى بالدماءِ وهو صَدي

أفديه من واردٍ حياضَ ردیً *** على ظماً للفرات لم يردِ

أصيب في قلبه بأسهمهم *** مذ قالت القوس خذه من كبدي

أيا مطايا(6)الأمّالِ واخدةً *** قفي وبعد الحسين لا تخدي(7)

ص: 52


1- كذا صحح في الاصل ، وفي ش « الحصن »
2- ش « من فرائصه ».
3- زيادة لابد منها من ش.
4- زيادة لازمة من ش.
5- ش « من ذى سطور » .
6- ش « و يا مطايا » .
7- الواخد : السريع الرامي بقوائمه كالنعام .

فياجفون العلى ألا اغتمضي(1) *** فطالما قد كحلتِ بالسهدِ

وكان هو والسيد جعفر الحلي - رحمهما الله - في قرية من ضواحي النجف الأشرف تسمى « الرجيبة ، وقد أنشأ بالاشتراك هذه القصيدة وكتبا بها الى الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ، فما هو لصاحب الديون معلَّم بحرف «ض » وما للسيد جعفر بحرف « ج » :

(ض) أيا غزال المنحنى قَدك فقد *** جُرت على العشاق في لحظٍ وقد

(ض) ولم تبرّد غله لعاشق *** وقد حوى ثغرك بَرداً و برد

(ج) تسوّف الوعد الى غدٍ ويا *** ما أقرب الخلف وما أبعد غد

(ج) أعرتُك القلب فما رددتَه *** وما سمعنا بمُعار لا يُرد

(ج) أعده أوخذ جسدي ولا تكن *** مفرّقاً ما بين قلب و جسد

(ض) يا ظبي أخشاك واني أسد *** متى عهدنا الظبي يخشاه الأسد

(ض) الله في سفك دم محرّم *** ألست تخشى فيه عُقلا وقود

(ض) فلي فؤاد فيك قد ذاب أسى *** ودمع عين فيك قطّ ما جمد

(ج) انا ابن وُد لك يا ريم وقد *** صنعت بي صنع علي بابن وَد

(ج) أقمت ياريم النقا عقارب ال- *** صدغ على ورد بخديك رصد

(ج) مددت شعر أقصرت عنه يدي *** فها أنا في حيرتي قصر ومد

(ض) سلبت مني كبدي بنظرة *** وكيف يرجو العيش مسلوبُ الكبد

(ض) ففي سبيل الحب مني مهجة *** أتلفتها يا ريم وجداً وكمد

(ض) وهب حكاك البدر في اشراقه *** فكيف يحكيك دلالا وغيد

ص: 53


1- ش« و با جفون على اغتمضى »

(ض) نفسي فداء شادن جفونه *** ترمي سهاماً نافذات في الزرد

(ض) یحسده ظبي النَّقا اذا رنى(1) *** وليس حتى الوحش يخلو من حسد

(ض) وكيف يحكي قده غصن النقا *** وقده قد علم الغصن الأود

(ض) نفسي فداء مبسم ذي شَنِب(2) *** لعذبه سوى السواك ما ورد

(ض) لا ينفذ الهجر وليس ينقضي *** لكن كنز الصبر مني قد نفد

(ج) مالذة العيش لصّب قد مضت *** أيامه ما بین هجران وصد

(ج) يا ليت شعري هل سواي هائم *** معذب أم لم يهم قبلي أحد

(ج) أشدّ أهل العشق آل عُذرة(3) *** ولو رأوني لرأوا ما بی اَشد

(ض) يا نائم الليل الطويل ناعماً *** نمتَ هنيئاً انّ طرفي ما رقد

(ض) بثّ أعدّ النجم حتى خلته *** مساعي ( الهادي ) وحاشا أن تعد

(ض) قد أجمع الناس على تفضيله *** مذ ورث العلياء عن أب وجد

(ج) من كابر موروثة لكابر *** تسالموها بينهم يداً بيد

(ج) من جعفر الى علي لابنه ال- *** عباس للهادي وتبقى للولد

(ج) مقيمة في بيتهم لم ترتحل *** من أول الدهر لاخر الأبد

(ج) أبو الرضا كفو لابكار العلى *** وغيره ليس لها كفو أحد

(ج) روى حديثَ المجد عن أبيه عن *** أجداده فجاء في أعلى سند

(ج) ضفت على عطفيه أبراد العلى *** قديمة النسج وتلقاها جدد

(ج) يقطر سمّ الموت من وعيده ***ويستهلّ ديمة اذا وعد

ص: 54


1- النقا بفتح النون : القطعة من الرمل المحدودية .
2- ذى شنب : أبيض الاسنان حسنها .
3- عذرة بن سعد : بطن عظيم من قضاعة من القحطانية ، معروفون بشدة العشق . أنظر: معجم قبائل العرب 768/2.

(ج) بحر ولكن مستحيل جزره *** والبحر من عاداته جزر و مد

(ج) تباً لمن يروم نيلَ مجده *** هل قبله امرؤ الى النجم صعد

(ج) نال العلا بجَدّه وجِدّه *** فصحَّ فيه القول من جدَّ وجد

(ج) يفرح في يوم السباق من رأى *** غباره فرحةَ من نال الأسد

(ض) ان أو قد الكرام نيران القِرى *** فضوء وجهه دلیل من وقد

(ض) نال العلا من غير جهد منحةً *** وغيره ما نالها لكن جهد

(ج) أطيب أبناء العلى فكاهةً *** مهذَّب يرضيك في هزل وجد

(ض) لا غروان يحك أباه طبعه *** فان هذا الشبل من ذاك الأسد

(ض) ماركعت في كفه بيض الظبا *** الا وهام قرنه خوفاً سجد

(ض) یا مبتغي عدّ مزاياه اتئد *** فانها مثل الدراري لا تعد

(ض) قد أعجز الأفكار في تحديدها *** فخير حدّ أنها ليست تحد

وله مراسلا ًخله الشيخ المصطفى التبريزي من كربلا :

أستودع الله مَن سارت ركائبهُم *** من الطفوف الى أرض الحمى تخدُ(1)

ساروا ولو علموا ماذا أكابده *** من بعدهم قط ما شطوا وما بعدوا

وغادروا صبّهم من بعد فرقتهم *** يعتاده المشجيان الهمّ والكمدُ

ان يسألوا عن محب بات بعدهم *** بليل من عاث في أجفانه الرمدُ

ص: 55


1- تخد : تسرع في المشى.

لم يبق غير أنين واسمه نَفَس *** يجري بمثل خَيَال واسمه جسدُ

قد كان من قبل ذا صبرٍوذا جَلَدٍ *** وأصبح اليوم لا صبر ولا جَلَدُ

يا طرفُ حتى مَ تذري الدمع بعدهم *** قد أسهروك ولكن عنك قد رقدوا

ولو رضوا بالذي طرفي يُكابدُه *** من بعدهم هان ما يلقى وما يجدُ

وكتب الى ابن خاله السيد مهدي نجل العلامة المرحوم السيد اسماعيل الصدرطاب ثراه :

فيا راكباً زيّافهً شَدَنيةً(1)*** تقُدّ الفيافي بالرسيم و بالوخدِ

تحمّل هداك الله أزكى تحيةٍ *** تبلّغها عني الى السيد المهدي

فني فاق في المجد المشايخَ يافعاً *** وحاز المعالي وهو في دارة المهدِ

وله هاجياً وملغزاً برجل اسمه «محمود» والبيت الثاني للمتنبي :

كيف المعيشةُ(2) في أرض الغري ولي *** من أرذل الناس توعيد وتهديدُ

ص: 56


1- الزيافة : الابل المسرعة في تمايل . وشدن : موضع باليمن، والابل الشدنية منسوبة اليه . وقيل : شدن فحل باليمن، اليه تنسب هذه الابل.
2- خ ل كيف التوطن » و « من أنذل الناس » .

ما كنتُ أحسبُ أن أبقى الى زمنٍ *** يسىء بي فيه كلب وهو محمودُ

وله مادحاً رجلاً اسمه « جعفر » ومورياً باسم أبيه « جواد » :

أجعفر فقُتَ في خَلقٍ وخُلقٍ *** جميعَ الخلق حاضرَهم وبادي

سبقتَهُم الى العلياء طراً *** فلا عجب فأنت ابن الجوادِ

وله في التوجيه بعلم الكلام ومخاطباً به صديقاً له :

فليكن في المحبِّ مذهبك العدل ***كما فيك مذهبي التوحيدُ

وله في التورية والجناس :

لقد زرتُ في كانون ساحةَ حارثٍ *** أصَكِّكُ الأسنان من شدة البردِ

فأوقد بَردِياً(1) فقلتُ مداعباً *** متى يصطلي المقرور ياصاح بالبردي

وكتب للعلامة السيد محمد القزويني في التيلغراف :

لقد كنتُ أرجو أن أراكم لعلني *** أبث لديكم قصة الشوقِ والوجدِ

ولما أتانا الليل أصبحتُ بعده *** أنا جيكم سراً كانكم عندي

ص: 57


1- البردى : نبات كالقصب.

وكتب الى بعض اخوانه يداعبه لما سافر وقد كان سافر ومن كان يحبه :

وبعدُ فلي الى لقياك شوق *** كشوق الحائمات الى الورودِ

وشوقي وافر والحزنُ مني*** طويل والبعاد من الحديدِ

الا ارجع أنتَ من سفرٍ قريبٍ *** ليرجعَ ذاك من سفرٍ بعيدٍ

وله :

للّه فيه من جمع أشتهي *** خلو من العاذل والحاسدِ

لكنه جمع بلا شاهدٍ *** والجمعُ محتاج الى شاهد(1)

وكتب الى ابن عمه الشيخ مهدي :

ان ضلّت الأقوامُ عن سَنَنِ العلا *** ولم يجدوا مولىً يمتّ لارشادِ

فانا أناس لا نضلّ لأنه *** الى سَنَنِ العلياء مهدينا الهادي

وقال في من كان امضاء كتبه الشطر الأخير:

لابدّ لي يا قلبُ من ثغره *** ورد وان قُطّع مني الوريد

ص: 58


1- قال فى النوافج والروزنامج : « الشاهد ( بالمعنى المقصود هنا مستعمل في شعرالعرب قليلا وفي شعر الفرس كثيراً .

قلتُ له مُذ خطّ في طرسه *** سطراً(1) بديعاً كنظام الفريد

يا من جني طلماً على من غدا *** له بشرع الحب بعض العبيد

حرره من رق الضنا كاتباً *** (حرره الجاني محمد رشيد)

وقال وفيه تورية :

وهل يُرجى صلاح من صبيّ *** به وبمثله يقع الفسادُ

وقالوا انه ثقة فقلنا *** لذا أمسى عليه الاعتمادُ

وعرض لرجله عارض لزم لأجله العصا مدة فقال (2):

وكنت على الرجلين أمشى بلا عصا *** ومالي هذا اليوم للمشي من ب-د

ترکت رماح الخط [...] متنها(3) *** والزمني دهري رميح أبي سعدِ(4)

وقال :

بنى الضاد هل عيني تقّر بقربكم *** وهل يستقي من وصلكم قلبى الصاد

أحنّ اليكم والمفاوز بيننا *** و یا ابن جي من رصافة بغداد

ص: 59


1- خ ل « خطأ » .
2- البيتان ليسا بواضحين في خط الناظم .
3- البيتان ليسا بواضحين في خط الناظم .
4- كتب الناظم معلقاً على هذا الموضع كنت أظن أنى أول من نظم في « رميح أبي صعد الى أن ظفرت بعد مدة على عدة منظومات فيه في كتاب « الريحانة » .

وله مخاطباً بعض الأعلام :

ان قدّموا عليكَ مَن *** دونك في جدِّ وج---د

فالثورُ في حسابهم *** مقدَّم على الأسد

وله مخاطباً خاله السيد اسماعيل الصدر ومداعباً له لحبه الباذنجان (الكهكب) وحبه هو للطماطة :

أيها الخال دع طريقَ العنادِ **** واتركن أكل أسود كالمدادِ

لا تفضل على الطماطةِ شيئاً *** ان شرَّ الألوان لون السوادِ

وله ملغزاً :

ان الذي بني الملاح هويته *** وان ابتليتُ بهجره وبصدّه

أضحى اسم والده أخص صفاته *** وبثغره أضحى مصدّق جده

وله أيضاً :

وللسبح كم جرّدتُه من ثيابه *** كما جُرّد السيفُ الصقيلُ من الغمدِ

رقيقان قد ماجا غداقاً لناظري *** وجسمُ الذي أهوى أرفّهما عندي

وله من قصيدة قالها في مرض ألمّ به وقد ضاعت ، وقيل انها أول شعره :

أما لهذا الليل غدُ *** أم لك يا داء أمدُ

ص: 60

وكتب الى الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في سنة 1348 يعاتبه :

محبتي(1) حسناءكم قدحوت *** بديع حسنٍ ل-م أطق عَدّة

زوّجتُها منك فطلّقتَها *** من بعد ما باشرتَها مدّه

فارجع اليها عاجلاً انها *** ما خرجَت بعدُ العدّه

من فان تَبِن منك فأكفاؤها ***كثر ومَن يخطبُها عدّه

ص: 61


1- خ ل « صداقتي » .

قافية الذال

قال متغزلاً :

أبصرتُ من هام الفؤادُ بحبه *** قد طرَّ شاربُه الشهيّ فحبذا

قد كان مبسمُه عقيقاً زانَه *** درّ فأبدله الشبابُ زمرذا

ص: 62

قافية الراء

قافية الراء

قال مادحاً العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء :

هبَ النسيمُ من الحمى عَطِرا *** فعسی نُحمَّل منهم خَبَرا

عُرب سدولُ خُدورِ هم حَجَبت *** أحوى تكون طرفه حورا

ياظبيُ كم أسهَرتَ من مُقَلٍ *** قبلَ الهوىَ لم تعرف السَّهَرا

هانت دموعي فيك مُذ كثرت *** ويقلّ قدرُ الشيء ان كَثُرا

صَدَّقتَ أقوالَ الوُشاةِ وكم *** كذَّبتُ فيك السَّعَ والبصرا

ص: 63

ان جُرتَ في حُكمٍ فلا عَجَب *** كم من مَليكٍ جَارَ مُذ قَدِرا

مَا كان ضَرَّك لو جَنى نظري *** من وَردِ خَدِّكَ وَردهُ النَضِرا

طَرفي وطرفُك في دمي اشتركا *** فعلمتُ أنَّ دمي غدا هَدَرَا

لو أن أهلَك أنصفوا انتجعَوا *** طرفي وثغرَك واكتفوا سفرَا

في الثغر منك عن البروق غنىً *** ودموعُ عيني حسبهم مَطَرَا

لمتحتُ من عينىَّ أذنِبَةً(1) *** وملأتُ من دمعي لهم غدُرَا

يا عُربُ قلبى في خبَائكم(2) *** ضَيف فهل غير الصدود قِرى

ما تَنهرونَ الدَهرَ سائلكم *** فَعَلامَ سائل أدمعي نُهِرَا

حفظُ الذُمامِ عهدتُ شيمتكم *** فَذِمامُ وُدي ماله خُفِرَا

ص: 64


1- ش « لمحيت من عينى ذنبهم » . متح الماء : نزعه . الاذنبة جمع ذنوب - بفتح الذال - : الدلو لها ذنب.
2- ش « في جنابكم » .

لي في بيوتكم خَذول رشا(1) *** يختال(2) ناظرُه أسودُ شری

كم عَادل لي في هَواهُ ولو *** نظر الذي أحببتُه عَذِرا

ان هَزَّ قامتَهُ وان سَفِرَا *** فضح الغُصُونَ وأخجل القمرَا

عَينان نَجلاوان لم یدعا *** للصبرلا عيناً ولا أثرَا

بالكسر حُرّكتا وحاجبة *** قلمُ المِلاحَةِ خَطَّه زُبرَا

هل قُرطُه يَخشى مفارقةً *** منه فلا يَنفَكّ مُنذَعِرًا

والبَانُ لما هزَّ قامَتَه *** خَجلاً بأوراقٍ له استَتَرا

وجَرىَ عليَّ من الهوى عجب *** فاسأل رسولَ الدمع كيف جرى

كم آمرٍ بالصبر قلتُ لهُ(3) *** الرأيُ فيما قلتَ لو قُدرَا

ص: 65


1- خذلت الظبية : تخلفت عن صواحبها وانفردت عن القطيع ، فهي خاذل وخذول.
2- خ ل « يغتال » .
3- ش « قال له ».

أفنى دموعَ جُفونِه جَزعاً *** ولو استطاعَ تصبّرا صَبرَا

وأخذتُ حَذري من لواحظِه *** لكنه لم يَدفعِ القَدَرَا

أنظر إلى دمعي ومَبسَمِهِ *** دُرَّین منتظَماً ومنتَثَرَا

من حسن وجهك عينُه عَميت *** وعن الملامَةِ مسمعي وُقِرَا

لهفي على زَمَنِ الشباب(1) قَضَى *** من قبل أن أقضي به الوَطَ-را

وأطعتُ في ترك الغرام به ال- *** لممسليّین الهِمَّ والكِبَرَا

وصَحَوتُ عن سُكر الصباعَجیلاً *** لابدَّ أن يَصحُو الذي سَكرَا

اني اذا شَبَّبتُ في كَلِمي *** شَيخ لعهد شبَابه ادّكَرا

ما حرفتي نظمُ القريض وان *** قوَّفتُ من أبراده حِبَرَا

وشكرتُ للهادي به نِعَماً *** والحرّ ان يَرَ نعمةً شكرَا

ص: 66


1- ش « زين الشباب » .

نَشرُ الثنا مني نَداهُ كما *** يزداد نشرُ الروضِ ان مُطِرَا

قد صَوَّرته يدُ الكمال لها *** روحاً وصوره الورى صُوَرَا

و مناقب لو أنَّها تُلِيَت *** للناس فصَّلها الورى سُوَرَا

وعزائم كالبرق يُبصرُها *** الشاني فيُرجِعُ دونَها البَصَرَا

أخلاقُه وصِفَاتُه نظرت *** منها العيونَ الزهر والزهَرَا

لو كان تمطر دَيْمَة ذَهَباً *** شبَّهتُ عَارضَ كفّه مَطَرَا

ووسمتُه بالبحر لو عَذُبَت *** منه مَوارِدُه وما جَزَرَا

ودعوتُه هاروتَ لو بسوى السحر الحَلال عقولَنا سَحَرَا

النافعُ التحريرُ يُطنب في *** فن النَّدى ويلاه مُختَصِرَا(1)

لم يعتذر مَطلاً لسائله *** لكنه يُوليه مُعتَذِرَا

ص: 67


1- ش « منن الندى وبلا ومحتصراً » .

کالبیت مَرابَعُه باَبطَحِه *** رَكبُ الوفودِ أقام مُعتمِرَا

ويَمينُه لو لم تَسِل بنَدى *** للا يمينَ(1) دَعَوتُهَا الحجَرَا

وَقَفَ الرجا بمُنىَ مواهبه *** حتى اذا بلغ المِنيَ نَفَرَا

تَجثُو أمامَ مقامه ُزمَراً *** وتطوفُ حولَ مقيله زُمَرَا

فكأنما حانَ النشورُ به *** للخلق حيث حطامُه حُشِرَا

قد والذي أغنى العُفاةَ به *** أضحى المديحُ اليه مُفتَقِرَا(2)

وَرَدَ العلومَ فخاض لُجَّتَها *** وسواه دون وُرودِهِ صَدرَا

تستوقف الأفلاكَ عَزمتُه *** وتطيعُه الأقدارُ ان أمَرَاً

قد قَدَّمَتهُ على الورى هِمَم *** ترکت سَوابقَ حاسديه وَرَا

كم رافعٍ ليناله بصراً *** أقذاه نورُ ذُكاه فانكسَرَا

ص: 68


1- في الأصل « للائمين » .
2- ش « مغتفرا » .

يا مَن تمدّ بذكره سِيَري *** وعليه بُردُ نشايدي قَصِرَا

أمسيتُ أعظمَ مالكٍ لعُلا *** وغَدَوتُ لا بَطِراً ولا أشِرَا

أطلقتُ في تلك المفاخر من *** غُرَرِ الفضائل أنجماً زُهَرَا

طُلتُ السِّماكَ عُلاً ولا عجب *** ان عنك سُلَّم فكرتي قصُرَا

شَخَصَ الأنامُ لذاتِه فرأوا *** مَلَكا تَمثَّل بينهم بَشَرَا

وله أيضاً متغزلاً ومتظلماً من زمانه ومادحاً بها الشاب الأديب المرحوم عبدالمجید ( ره ) نجل العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء :

ما لنجوم الليل لا تَسري *** هل ليلُ من يَهوى(1) بلا فجرٍ

كم ليلةٍ زارتك في جُنحها *** واضحةُ اللبات والثغرِ

قويّةُ الفتك بعُشَّاقها *** ضعيفةُ الميثاق والخِصرِ

كحيلةُ الطرف بلا أثمُد *** طيّبةُ البُرد بلا عِطرِ

وافَتك في ليل سُرارٍ(2) ومَن *** أبصر بدراً آخرَ الشهرِ

لئمتُها في نحرها ليلةً *** للئم كانت ليلةَ النحرِ

ص: 69


1- ش « من أهوى ».
2- ش « في ليل سرور » .

قبّلتُ بدرَ التمِّ من وجهها *** والنحرِ حتى مطلع الفجرِ(1)

مقتطفاً للورد من خدّها *** مجتنياً رمانةَ الصدرِ

جنيتُ من مرشفها خمرةً *** ما دنَّسَتها الكفّ بالعصرِ

قد فَتَحت مذكَسَرت جَفنَها ***قلبَك لا بالعسكر المجرِ

أعجِب به من ناظرٍ فاترٍ*** يجمعُ بين الفتح والكسرِ

دام لكِ الحسن أديمي اللقا *** لا تعقبي وصلَكِ بالهجرِ

ياحُلوَة الأعطاف حُوشيت من(2) *** أن تمزجي الحلوَ مع المرّ

صبّكِ كم بات وأجفانُه *** معقودة بالأنجم الزّهرِ

هجركِ والأيام في صرفها *** كم قَلَّبَا قلبي على الجمرِ

الدهرُ عاداني لفضلي فما *** ذنبُ ذوي الفضل مع الدهرِ

حلبتُ دهري في تصاريفه *** شطرين(3) من عُسرٍ ومن يُسرٍ

صِفرُ كفِّ زدتُ قدراً ب--ه *** زيادةَ الأعداد بالصّفرِ

وانها الأيام كانت ومن *** عاداتِها عداوة الحُرِّ

كم مدّعٍ للحجر أولى بأن *** في ماله يحكم بالحَجرِ

و عادمٍ للمال لكنه *** فاق على قارونَ بالكِبرِ

وعاصرٍ للخمر كم يدّعى *** نيابةً عن صاحب العصرِ(4)

وعاذلٍ طال عَنَائي به *** أما درى أن الهوى عُذرى

وجاهلٍ ناهٍ بها آمرٍ*** لا يعرف النهي من الأمر

ص: 70


1- هذا البيت لا يوجد في ش .
2- ش « يا حلوة الاعطاف منى أما » .
3- ش « شطریه » .
4- هذا البيت والذي يليه ليسا في ش .

أخرني عنه زماني كتا *** خیر عليٍ عن أبي بكرِ

قد قاسه بی مَعشر مثلما *** قاس سهی الأنجم بالبدر

أو كالذي شبّه من جهله(1) *** عبدَ المجيد الحَبر بالبحرِ

فاق بنى الخمسين فضلاً وما *** قد بلغ العَشرَ من العُمرِ

وحسن أفعال سجاياه قد *** جلّ عن التعداد والحَصرِ

مُبَرِّد بعض تلاميذه(2) *** وابن هِشامٍ صاحب القطرِ

اكرم بها يا عمّ من غادةٍ *** اليك قد زُقَّت بلا مهرِ

وما رأى الراؤون من قبلها *** لؤلوة نُهدى الى البحرِ

أقرَّ فيك اللهُ عيني كما *** أبوك قد شَدَّ به أزري

أبوك بدر في سماء العلى *** وأنت فيها الكوكبُ الدري

دُمتَ لنا في خفض عيش بلا *** ضمّ أذىً(3) مرتَفَع القدرِ

وله متغزلاً ومراسلاً بها الفاضل الأديب المرحوم السيد علي العلاق طاب ثراه :

ببدائعي نظماً ونثرا *** حليت منك(4) فماً ونحرا

وكنزتُ شعري في الجفون *** فخاله الراؤون سحرا

هل صيغ من قلبى الخَفوق *** لك الرِّعات فما استقرا(5)

ص: 71


1- ش « أو كالذي شبه جهلا بذى ».
2- بحر من العلم له زاخر. هكذا بدل الشاعر هذا الشطر بخطه في الهامش ولكنه لم يكمل البيت.
3- ش « ضم أولى » .
4- ش « حليت فيك » .
5- الرعاث جمع الرعثة : القرط .

أصببتُ مني الدمع دراً(1) *** فنظمتها عِقداً وثغرا

وسهامُ لحظٍ قدبرت *** جسدي وعهدي السهم يُبرى

دع يا عذول ملامتي(2) *** في مثله من لامَ أغرى

قدَّمتُ في طرقِ الهوى *** رِجلاً وما أخّرتُ أخرى

رشا بصفحة خدّه *** خَطَّ الهوى لشقاي سطرا

وعِذَارُه لما بدا *** لم يبق لي في الحب عُذرا

لحظاتُه رُسُلُ الهوى *** في فترة الأجفان تترى

شَهديّ ريقٍ لِم غدا *** عيشي بحلو لُمَاه مُرَّا(3)

ما ذقتُ خَمرة ريقه *** فيها لماذا تِهتُ سُكرى

وضعيف خِصرٍ قد غدا *** متحملا للرِّدف وقرا

ونتيجة الهمّ الطويل *** هما لها صغری و کبری

أو شاحَه من خِصره *** أظهرتَ للعشاق سرّا

لله زارني ليلة *** فهَصَرتُ غُصنَ القدّ هصرا

وفتحتُ ضمّةَ ثغره *** ورشفتُه وهلمّ جَرّا

جاهدتُ في دين الغرام *** وقد فتحتُ اليوم ثَغرا

و شهدتُ ذاتَ سَلاسِلٍ *** من شَعرِه وشهدتُ بدرا

فأنا الشهيد فلا ترى *** لسواي في العشاق ذكرى

و شربتُ فَرقَ-فَ ريقه(4) *** من ثغره اللهم غُفرا

ص: 72


1- ش « أحييت در مدامعی » .
2- ش « ملام من » .
3- اللمى بتثليث اللام : سمرة أو سواد في باطن الشفة يستحسن .
4- القرقف : الخمر .

لم أدر هل شَهدا حَسَوتُ(1) *** بريقه أم ذقتُ خمرا

هي شهدة أو خَمرة *** والحَدّ بالشبهات يُدرا

لا تأخذوا الحاظَه *** بدمٍ أراقت فهي سكرى

ظنّ الغيورُ وانه *** بعفاف بُردي كان أدرى

وأطعتُ نهياً للتقى *** وعصيتُ للشهوات أمرا

وله مادحاً صديقه الشيخ مصطفى التبريزي :

بمن أودع الطرفَ منك الحِوَر *** وصيّره (2) فتنةً للبشر

وسدّد منه لأهل الهوى *** سهاماً تُفوَّق لا عن وتر

وكوّنه نرجساً ذابلاً *** وركبّه فوق وردٍ نَضِر

وأجرى الرحيقَ خلال الفضا *** ورصّع ياقوتَه بالدرر

وزيّن بالخال صحنَ الخدود *** وصبحَ الجبين بليل الطُرر

وعدل قدك غصناً وفيه *** غير النوى لم يكن لي ثَمَر

ترفَّق بطرفٍ غدا في هواك *** فليلَ الهجود كثير العبر

يبيتُ ولم ير كيف الكرى *** ولولاك ما كان يهوى السهر

شبيهاتُ ثغرك أعني النجوم *** تذری به وأخوك القمر

غدا دمعُه (3) سائلاً في هواك *** ومثلك سائله ما نَهَر

وهبني حذرتُ سهامَ العدىَ *** فمن سهم لحظك كيف الحذر

ومن رمح قدك أين النجاة *** ومن سيف جَفنك أين المفر

ص: 73


1- ش « حويت » .
2- خ ل « وصوره » .
3- ش « تری دمعه » .

وفي روض خدك وَرد فمن *** لطرفي يقطفه بالنظر

وللهَجر هل أمد ينقضي *** وللوصل هل موعد يُنتظر

عدمتَ البصيرةَ يا عاذلي *** اذا كان قد صحّ منك البصر

الى كبدي انظر ودع طرفَه *** فمن ذلك السيف هذا الأثر

اذا كنتَ تسألُ عن ( مبتدا ) *** غرامي فعند دموعي ( الخبر )

بديع جمالٍ تفوق البيان *** ووصف مبانيه وتُعيى الفكر(1)

قرأتُ (المطوّلَ) من شَعره *** زماناً على خِصره (المختصر)

( فقيه ) أضرّ بجسمي نواه *** دليل يرى عنه ( نفي الضرر )

ومذ غرّني بعتُ روحي ل-ه *** سلوه منى صحَّ (بيعُ الغَرَر)

و من عجبٍ تمَّ (دور) العِذَار *** ولي بعد ذلك ( فيه نظر )

لفرط نحولي اذا زرتُه *** ( أريه السّهَى ويُرينى القمر)

وحلو الشمائل مرّ الصدود *** فواحيرتي بين ( حلو ومُر )

فيا خجلةَ الغصن مهما انثنى *** ويا خجلةَ البدر مهما نضر(2)

سقى اللهُ عهدَ شبابٍ مضى *** ولم أقض للهو فيه الوطر(3)

ولا خير في اللهو بعد الشباب *** ولا خير للعيش بعد الكِبَر

وما شيَّبَ الفَود(4) مرّ الزمان *** ولكنه شيّبته الغير

ص: 74


1- ش « معانيه دوماً وتعيى الفكر» .
2- خ ل « ويا خجلة الطبى مهما نفر » ، وفي ش « مهما نظر » .
3- ش « فيه وطر » .
4- ش « وما شاب فودى » . الفود : جانب الرأس مما يلى الاذنين الى الامام ، الشعر الذي عليه .

ولما من الركب حان الرحيل *** و شدتُ نسوع(1) بنات السفر

بَدت تنثني كخُوط الأراك(2) *** لتمحو خطاها بجر الأزَر

فأجهش طوراً بكاها الحشى *** وأخفت طوراً بكاها الخفر

وأذرَت على الخد دُرَّ الدموع *** كعِقدٍ وهى سلكُه فانتثر

وقالت الى مَ تجوبُ البلاد *** وتنحو المهالكَ بحراً وبَر

فيوماً تغُذّ بنات الوجيف *** ويوماً تقلك ذاتُ الدّثُر(3)

أما ملّت الخيلُ منك السّرى *** أمالك في بلدٍ مُستَقَر

فقلتُ ذريني وقطعَ الفلا *** فامّا لخيرٍ وامّا لشر

وكُفّي دموعَكِ علَّ الزمان *** يصفو لنا بعد ما قد كَدر

فما عثر الدهرُ الا استقال *** وما كسر الدهرُ الا جبر

زمان تعزّ الأذلاءُ فيه *** ولكن يضام به كلّ حُر

أساء ولكنه قد أتى *** بأحسن ما عنده يَعتَذِر

وقد جاد لي باخا المصطفى(4) *** فكلُّ اساءته تغتفر

تُصدِّقُ سيرتُه ما رأيت *** من مجد آبائه في السير

ولا غرو ان طاب فرعاً لهم *** اذا مازكي الأصلُ طلاب الثمر

وكم خَبَرٍ فاق خبراً ومَن *** رآه برى الخُبر فاق الخَبَر

ص: 75


1- ش « وشدت رحال » . النسوع جمع النسع بكسر النون : سير أو حبل عريض طویل تشد به الرحال .
2- الخوط : الغصن الناعم .
3- تغذ : تسرع ، يقال : أغذ فى السير ، اذا أسرع . الوجيف : الاسراع ، وأوجف الفرس : جعله يعدو عدواً سريعاً . ذات الدثر : المراكب التي يوضع عليها الدثار .
4- ش « ومذ جاء لي بأخى المصطفى » .

اذا خفتَ ياسعدُ ريبَ الزمان *** فحُجّ الى بيته واعت-مِ-ر

تری حَرَماً فيه الخائفين *** أمان وكنز(1) لمن يفتقر

من الدم تشرق أطرافه ***بنحر العدى لا بنحر الجُزُر

بقت أمة العلم في فترةٍ *** الى أن لها المصطفى قد ظهر

فأحيى معالم ما قد عفى *** زماناً وجدّد ما قد دثر

وكفّ تساجل جون السحاب(2) *** سوى أن وابَلها يستمر

ويضحك عند الندى وجهُه *** وذا البدر [ من ] وجهه(3) يكفَهِر

وذا بعضُ أوصاف عليائه *** فقس ما سواه على ما ذُكر

ودونكها من صديقٍ عليك *** دون جميع الأنام اقتَصَر

رأيتك معنىً للفظ الصديق *** وغيرَك أشباحُه والصور

[ لذلك اكرم حبى المصطفى *** و وُدّه أحسن ما أدخر ](4)

وله يهنىء بها الشيخ علي بن الرضا آل كاشف الغطاء بعرس الشيخ كاظم بن موسی :

قلبي بشرع الهوى (تنصَّر ) *** شوقاً إلى خِصره المزنَّر

كنيسة تلك أم كِنَاس *** وغلمة أم قطيعُ جؤذَر(5)

وكم بهم من مليكِ حُسنٍ *** جارَ على الناس اذ تأمَّر

ص: 76


1- ش « أماناً وكنزاً » .
2- ش « بكف حكى السحب وكافها » .
3- الزيادة من ش .
4- البيت ليس في ش .
5- الكناس : بيت الظبي . الجؤذر : ولد البقرة الوحشية.

له بأجفانه جنود *** تظفر بالفتح حين تكسَر

واحَرَبَ القلب من صغيرٍ *** عليّ م-ن تيهه تكبَّر

يضحك من لوعتي وأبكي *** ينام عن ليلتي وأسهَر

وددتُ أني له وشاح *** لو أن للمرء ما تخيَّر

وشاحَه كم هصرتَ غصناً *** ما كان لولاك قطّ يُهصَر

أما ترى مذ تجول لعباً *** ازاره الثابت(1) الموقَّر

جاران رِدف له وخِضر *** أنجد هذا وذاك غوَّر

كم ظاهر مضمر بوجدي(2) *** لظاهر منهما ومضمر

علىّ مستأسد غزال *** ان سمتُه قُبلةً تنمَّر

اني فقير فقير اليك لكن *** بقُبلةٍ قانع ومُعتَر

وربّ وعدٍ بلئم خدِّ *** جاد به بعد ما تعذَر

سقاه ماءُ الشبابِ حتى *** أينع نبتُ العِذار وأخضَر

أليس من مات(3) يا عذولي *** بمثل هذا العذار يُعذَر

أخفيتُ في جُنحه غرامي *** فالليل أخفى له وأستَر

عرَّفه لامُ عارضيه *** علىّ لِمَ بعدَها تنَكَّر

بجنب خط العِذار خال *** كنقطةٍ شُكّلت بعنبَر

وَقَّع لي خالُه بحتفي *** لما تلا خطَّه المُزَوَّر

بمقلتيه يريد قتلي *** يا رَبّ سهّل(4) ولا تعسِّر

ص: 77


1- ش « الثاقب » .
2- ش « لوجدی » .
3- ش « من هام » .
4- ش « يا رب يسر » .

أخفيتُ وصفَ الحبيب دهراً *** واليوم باسم الحبيب أجهُر

هویتُ أحوى اللثات ألمى *** أهيف ساجي الجفون أحوَر

كالليث والظبي حين يسطو*** وحين يعطو وحين ينظر

فوجهُه جنتي وحوري *** جفونُه والشفاه كوثَر

عنايَ منه ومن عذولي(1) *** يَهجُر هذا وذاك يُهجر

يسأل عمن كلفتُ فيه *** وهو به لو يشاء أخبَر

هل ريقُه الشهد قلتُ أحلى *** أو وجهُه البدر قلتُ أنور

قال فذا الغصن قد حكاه *** في حسن قدِّ فقلتُ قصر

الغصنُ يهوي له خضوعاً *** والظبي من أجله تعفَّر

صغّره عاذلي ولما *** شاهد ذاك الجمال كبَّر

لما رأى صورةً سبَتني *** صدّق ما مثلُها تُصوَّر(2)

يا عضن بانٍ ودِعصَ رمل(3) *** وجيدَ رَيمٍ وطَرفَ جؤذَر

خِصرُك هذا الضعيفَ يعيىَ *** من حمله قامة وخنجَر

مؤنث الطرف منك أمضى *** شباً من الصارم المذكَّر

فاتره لا يُقاس حداً *** بباردٍ للسيوفِ أبتَر

أغمد شباهُ فايّ قَرمٍ *** من بأس جفنيك ليس يذعَر

ص: 78


1- ش « ومن عذول » .
2- قال أبو المجد في كتابه « سمط اللالى » بعد أن نقل ثلاثة أبيات من هذه القصيدة « واحرب القلب من صغير» الخ وهذين البيتين : قد أردت من هذه القوافي الثلاث معاني ستة من كل واحدة اثنين .
3- كثيب الرمل المجتمع .

یا شاهراً سيفه المُحلّى *** جَفنك بالفتك منه(1) أشهَر

لدولة الحسن نحن جند *** وأنت سلطانُها المظفّر

فانشر لواء الجعود فينا *** تكسّر كسرى بنا وقيصَر

ياصاحَ سكرُ الشباب اثم *** بالشيب من بعده يكفَّر

جری كميتُ الشباب حتى *** أثار في عارضيَّ عِثَير(2)

أقبل صبحُ المشيب نحوي *** يسعى وعصرُ الشباب أدبَر

مذ كاد غصنُ الشباب يذوي *** بعرس فرع الكرام أثمَر

عرس به الهمّ عادَ يطوى *** لابل به الميت كاد يُنشَر

عرس فتىً أبهَرَ البرايا *** في حسني منظرٍ ومخبَر

أنهى الى عمّه عليٍ *** حديث مجدٍ له ومفخَر

[ وما روى للعُلى علي *** أصحّ أخبارها وأشهر ](3)

عن الرضا عن أبيه موسى *** مسلسَلاً عن أبيه جعفَر

ان حدثوا عن رواء صادٍ *** فعنه يُروى وعنه يؤثَر

يُشتقّ فعلُ الجميل منه *** وهو لفعل الجميلِ مصدر

ذو قلم ان جرى بأمرٍ *** جرى على اللوح بالمقدَّر

عجبتُ من مُديةٍ برته *** وحدّه بالسيوفِ أثَّر

ما كاد سرّ عليه يخفى *** وسرّه لا يكاد يظهَر

ان سال بالحبر فوق طرسٍ *** راقك في وشيه المحبَّر

تری نظيم الجُمانِ منه *** على وجوه الطروس يُنثَر

ص: 79


1- ش « منك أشهر » .
2- العثير : التراب والعجاج .
3- أضيف البيت من ش .

حباه غاب حواه قدماً *** صورة صل وبأس قسور

كم حلّ أسرٍ وفكّ رقٍ *** خَطّ على رقه وحرّر

مناقب لا تكاد تُحصى *** وسؤدد لا يكاد يُحصَر

قرانه ما ختمتُ لكن *** قرأتُ منه الذي تيسَّر

خذها أبا أحمدٍ فتاةً *** جاءت لفرط الحيا تعثر

من قاصرٍ مدحُه عليكم *** وان يكن في المديح قصر

عقيلة أهديت لكفوٍ *** لها بحسن القبول أمهَر

لديه ألقت قناعَها عن *** محاسنٍ عن سواه تُستَر

فريدة في الجَمال فاقت *** ألفَ قصيدٍ لألفِ عَنتَر

ما حاك بشارُ هم نظيراً *** وهو ابن برد لها وحبَّر

كم خطبتها نفوسُ قومٍ *** فكنتَ أولى ب-ه وأجدَر

فاسلم مدى الدهر فيه وابق *** لصدر دَست وظهر منبَر

وقال :

ان التي قد هام قلبي بها *** فاترة ألحاظُها ساحره

قد سُمّيت دنياً وفي حبها *** أصبحتُ لادنيا ولا آخره

وله من كتاب كتبه الى صديقه الشيخ مصطفى التبريزي من كربلا على طريق المداعبة :

مشوَّه أسودُ كالقير ***كانّه محراثُ تنور

من فمه صوتُ ابن آوى و من *** أسفله صوتُ العصافير

ص: 80

كاَنَّ في أسفله معبد *** يضرب بالبم وبالزير(1)

وله أيضاً :

ان شاء دمعي لا يسيل لبُعدكم *** أخرجتُه بغضاً له من ناظري

أو طيف غيركم ألمّ لدى الكرى *** سدّ المنام عليه طرف محاجري

أخفيتُ في قلبى هواك وفي سري *** وما تدري بذاك سرائري

وتكاد نفسي أن تذوبَ حميةً *** عند التذكر غيرةً من خاطري

أشكو و أخشى أن تصدق شكوتي *** فيقلّ جورُك رحمة يا جائري

أرضى بما تقضي عليّ من الجفا *** فيفوتني من ذاك أجر الصابرِ

وله أيضاً :

لم تقبل الدنيا وعمري مقبل *** يوماً عليَّ وآذنت بنفارِ

ما كنتُ أطلبها وأقبل وصلَها *** اذ أقبلت والعمر في ادبارِ

وله في التوجيه بعلم النحو :

سلطانُ حسنٍ طرفُه عامل *** بالكسر في قلبى فكيف الحذار

أدرك في عامل أجفانِه *** ضعفاً فقوّاه بلام العِذار

وله متغزلا وموجهاً بعلم العروض :

من لي بأن أقطفَ من خدّه *** ورداً بدى في روضة الناظر

ص: 81


1- البم : أغلظ أوتار العود وأغلظ أصواته . الزير : الدقيق من الاوتار .

الوردُ في وجنته وافر*** والقطف قد يلزم للوافرِ

وله في بنّاء اسمه « خضر » :

وبانٍ لنا يُدعى بخضرٍ جهالةً *** ولكنه في فعله خالف الخضرا

أقام جداراً ثم لم يبغ أجرةً *** وهدّمه(1) هذا ويبغي له أجرا

وقال متغزلا في زارع ويسمى لغة « كافر » ومورياً به :

أطلّ دمي رَشَا زارع *** وما لدمي عنده ثائرُ

أطال عذابي ومارَقَّ لي *** متى رقَّ للمسلم الكافرُ

وله في الليل مورياً ويسمى « كافر » :

رقَّ لي الليلُ ألا فاعجبوا لمسلم رَقَّ له الكافرُ

وله في التورية من فن البديع :

و بنفسي من الجواري فتاة *** ذات ثغرٍ به لداء الجَوَى رِي

قد رعيتُ الحقوقَ منها واني *** لم أزل راعياً حقوقَ الجواري

وقال :

لقد كنتُ من جند حط العذار *** ولكنني مذ هويتُ العَذارى

ص: 82


1- ش « ويهدمه » .

نصبتُ مليكاً هوى الغانيات *** ومن بعده قد خلعتُ العِذارا

وله :

ومدرسة باسم الأكابر شُيّدت *** وما شُيّدت الا لفعل الكبائرِ

اذا اجتمعت فيها الأكابرُ ليلةً *** فما همهم(1) الا نكاح الأصاغرِ

وقال وفيه التضمين لشطر بيت المعري وشطراً لغيره من متأخري شعراء العراق:

أدنيتُ من فمه العَذب الشهيّ فمي *** (فظل حيران بين الوِرد والصَدر)

وما رشفتُ ل-ه ريقاً على ظمأ *** (والعذب يهجر الافراط في الحضر)

وقال :

قالوا فلانُ بنُ فلانٍ فتى *** لا للوَغىَ يُرجى ولا للقِرى

فما نُسمّيه فقلنا لهم *** مكينة يُصنَع منها الخرا

وقال :

لي صاحب قد شكوتُ دهري *** اليه يوماً فقال صبرا

صبراً فهذا يمرّ مَرّا *** فقلتُ لكن يمرّ مُرّا(2)

ص: 83


1- خ ل « فما شغلهم ».
2- رواية النوافج لهذين البيتين هكذا : وصاحب ان شكوت يوماً *** اليه دهرى يقول صبرا فان هذا يمر مراً *** فقلت لكن يمر مرا

وكتب الى الصدر الحائري والشطر الأخير لأبي فراس وفيه التورية :

لعمرك حلّ الحائري من العلا *** محلاً غدا من دون أخمصه النسرُ

اذا اقتسم الناسُ الكرام فانه *** (لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ)

وأهدى الى ابن عمه الشيخ مهدي فهرس الجواهر وكتب معه :

يابن الأولى ورثوا العلا *** عن كابرٍ من بعد كابر

أحييتَ من آثار مجدهم *** لنا السننَ الدوائر

أهدي اليك جواهراً *** تغشى عيون ذوي البصائر

يا من رُئي قبلي فتىً *** أهدى الى البحر الجواهر

وقال :

وقالوا الشيخ جاء على حمارٍ *** وملء ثيابه خزي وعارُ(1)

وحين تشابها(2) شكلاً وعقلاً *** سألت القوم أيهما الحمارُ

وقال :

بُنيّ اسمع الى قولي *** تكن مني على خُبرِ

ص: 84


1- فى النوافج : « وكان على الحمار بذاك عار » .
2- في النوافج : « تساويا » .

حلبتُ الدهرَ شطريهِ *** فمن عسرِ ومن يسر

و ذقتُ الدهرَ طعميهِ *** فمن حلوٍ ومن مرِّ

وعمّرتُ وذُرفتُ *** على الخمسين من عمري

فكم نائبة نابت *** فما ضاق بها صدري

وحاشا أن يضيق الصدر*** مني ومعي صبري

اذا مشكلة عنُت *** وأعيى حملها فكري

توكلتُ على اللهِ *** وفوضتُ له أمري

كَبز في يد التاجرِ (1)*** بين الطي والنشر

لعلمي أن من أبدع *** خلقي كاشف ضري

فكم من فرج عنها *** أتى من حيث لا أدري

وكتب في حاشية « فقه اللغة » للثعالبي معلقاً على عيوب عادات الحيوانات في الفصل الثامن عشر من الباب السابع عشر :

لا بالعَضوض ولا الجَموح *** ولا الشَّموس ولا النفورِ

كلا ولاهي بالقَموص *** ولا الحَيوص ولا الجَرور(2)

أو بالشَّبوب أو القطوف *** أو الرَّموح أو العَثورِ(3)

ص: 85


1- البز : الثياب من الكتان أو القطن .
2- القموص : الفرس يرفع يديه معاً ويطرحهما معاً ويعجن برجليه . دابة حيوص: نفور فرس جرور : لا ينقاد ولا يكاد يتبع صاحبه .
3- الفرس الشبوب : تجوز رجلاه يديه . القطوف من الدواب : التي تسيء السير وتبطىء . دابة رموح : عضاضة .

وقال مقرضاً كتاب «العروة الوثقى» للفقيه الكبير السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي « رحمه الله علیه » :

كاظمُ أهلِ البيت بالعروة ال *** وثقى أتى فاستوجب الشكرا

والناسُ في الأشياء قد تستوي *** وما استَوت علماً ولا خُبرا

والشرعُ بيت للهدى قائم *** والبيتُ أهلوه به أدرى

وقال في مدح بعض الأعلام :

رجعتَ وأحببت الغريَّ وأهلَه *** و كذَّبتَ قولَ الناس لا يرجع البدرُ

وكتب الى ابن خاله يطلب منه مجلداً من كتاب «جواهر الكلام » :

ان الصلاةَ من الجواهر بغيتي *** ليكونَ لي حيناً خلوتُ مسامرا

فابعث الى الخل القريب به وكن *** (كالبحر يقذف للقريب جواهرا)

وقال :

كتبتُ اليه الخط مستقرياً ل-ه *** فأنعمَ فيه وهو اكرمُ من قرى

وله من مقطوعة لم يوجد منها الا هذا البيت :

أقلامُ ياقوتٍ كتبن بعنبرِ *** في صفحة البلّور خمسة أسطرِ

وينسب اليه وقيل انهما لغيره ، وفيهما تورية بديعة :

ص: 86

في بلاد الفرسِ عندي *** باختياري واختباري

آيةُ الكرسي خير *** من أحاديث البخاري

وينسب اليه أيضاً :

ألا يا مستعيرَ الكتب دعني *** فان اعارةَ المعشوق عارُ

فمعشوقي من الدنيا كتابي *** فهل أبصرتَ معشوقاً يُعارُ

ص: 87

قافية الزاى

قافية الزاى

قال رحمه الله :

لا تيأسنَّ فليس الخلف من شيمي *** وقبل قولي اذا أوعدت انجازي

خذها اليك بلا عارٍ ومنقصةٍ *** فكعبة الله لا تكسى لاعوازِ

وقال :

عهدي (...) وهو ذو قوه ***كل قناة تشفى وخزه

كان ابنَ شدادٍ زمان الصبا *** فأصبح اليوم أبا خرزه

ص: 88

قافية السين

قافية السين

كتب لشيخنا الشيخ علي آل كاشف الغطاء مستعير أ كتاب « الجاسوس على القاموس » :

يا مَن بفيض اكفّه وعلومه *** أغنى الورى طراً عن القاموس

ما في فؤادي غير حبِّك قاطن *** فابعث اذا كَذَّبتَ بالجاسوس

وله في من أرسل له صورةً ، وموجهاً بالمنطق :

لقد كنتُ مشتاقاً الى وجهك(1) الذي *** يزول به همي ويكمل لي أنسي

فرتبتُ من فكري قضايا كثيرةً *** فما أنتجت تلك القضايا سوى العكسِ

ص: 89


1- ش « الى وجهه » .

وقال في صديق له بعث اليه بالورد الذي يسمى « ياس » :

كم من صديقٍ قد رجوتُ وفاءه(1) *** واخترتُه ما بين هذا الناسِ

فزرعتُ في قلبي أزاهيرَ المنى *** لكنني لم أجنِ غيرَ الياسِ(2)

وقال عن لسان من أبطأ الجواب :

قد طالَ منها العمرُ فاستيأسَت *** ولا أرى الرَّجعَةَ للیائسِ

وقال :

قد كلف القلبُ بعباسِ *** رقيق حَزّ قلبِه قاسي

أرخصتُ في حبى له مهجتي *** فبعتها اليوم بعباسي(3)

وكتب لابن عمه الشيخ باقر الأصبهاني :

يا باقراً ما دقّ عن نظر الورى *** من مضمحلات الفنون الدارسه

أعلامُها منك استوت وقد انطوت *** ورياضُها اخضرت وكانت يابسه

ص: 90


1- في النوافج « وداده » .
2- في النوافج « منه فلم أظفر بغير الياس » .
3- عباسی : نقد ایرانی ضئیل .

قافية الضاد

قافية الضاد

له مخاطباً العلامة السيد محمد سعيد الحبوبي :

عذيريَ ممن كل ما ازددتُه هوىً *** وحباً يزد بالرغم بغضاً على بغضِ

لئن كان أضحى ناصبياً فؤادُه *** فقلبيَ فيه قد تديّن بالرفضِ

سأقطعه والمرءُ يقطع بعضَه *** اذا كان حفظُ الكل في القطع للبعضِ.

وقال :

لما بَدا عارضا حبيبي *** لجَّ عذولي في الاعتراضِ

فقلتُ ليس الذي تراه *** الا سواد على بياضِ

ص: 91

قافية الطاء

قافیة الطاء

كتب ضمن كتاب من كربلا الى صديقه الشيخ المصطفى التبريزي يصف مصاحباً له على طريق المداعبة :

نتنُ الفسو لو فسى في أذارِ *** لبقى نتُنه لشهر شباطِ

أو على الشام في ضريح ابن هندٍ *** لسری نتنه الى دمياطِ

وقر منه في الصِّماخ وفي العين عمى والصنان في الاباط(1)

فقفاه للصفع بالنعل والقطع يداه وذقنُه للضراطِ

وقال في مليح الثغ :

ما بدّل الثاءَ بسين غلطاً *** حاشاه من سهوٍ عراهُ أو غلط

لكن فم كنقطةٍ واحدةٍ *** يضيق عن ذات ثلاثٍ من نقط

ص: 92


1- الصماخ : خرق الاذن الباطن الماضى الى الرأس . الصنان : ذفر الابط ، النتن عموماً .

وكتب جواباً على بيتين لذي الفضل الجلي المرحوم السيد جعفر الحلي(1) :

ألا قل للذي قد قال فينا *** بأنا ما وفينا بالشروطِ

ولم نعهد لنا ذنب اليه *** سوى تأخير ارسال النُّقوطِ(2)

نُقوطُ الشاب ارسال الهدايا *** له والشيخ ارسال الحنوطِ

الا فاقنط فمالك يابن ودي *** نقوط عندنا غير القنوطِ

ص: 93


1- بيتا الحلى هما : شروط الحب نحن بها وفينا *** وأنتم ما وفيتم بالشروط صددت ولم تبارك لي بعرس *** لخوفك سوء عاقبة النقوط
2- النقوط كلمة دارجة في اللهجة العراقية يقصد منها الهدية التي ترسل للزوج أو الزوجة بمناسبة عرسهما .

قافية العين

قافية العين

قال مؤرخاً ارتفاع الوباء عن النجف الأشرف ، كتبها مخاطباً بها العلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء ، وكان ظهوره في 15 ربيع الأول سنة 1320 :

بلّغوا عني الامامَ المرتضى *** من به قدرُ العلوم ارتفعا

فرَّق المالَ على وُف-َّاده *** و به شملُ المعالي جُمعا

يا لك البُشرى فما نحذُره *** بأبى السبطين عنا رُفعا

جاءه مستشفعاً شيعتُه *** وهو في شيعته قد شفعا

مُزنَةُ العفو علينا هتنت *** و غمامُ الغمِّ عنا انقشعا(1)

غاب عنا طالعُ النحس وذا *** طالعُ السعد علينا طلعا(2)

ص: 94


1- المزنة : القطعة من المزن المطرة . هتنت السماء : تتابع مطرها وانصب . انقشع الغمام : زال وانكشف .
2- رواية ش لهذا البيت هكذا : قد مضى النحس وهذا طالع *** السعد يا هذا علينا طلعا

فأتى تاريُخه (كل الوبا *** بأمير المؤمنين ارتفعا )

( 1320 )

وله مادحاً صديقه الشيخ مصطفى التبريزي ومعرّضاً ببعض عمومته لأذاهم له:

أينفعني بمن أهوى اجتماعُ *** اذا قلبي له همّ شَعاعُ(1)

سواء يا حبيب القلب عندي *** اما ألقى سلامُك والوداعُ

تقول اذا أكلّفها اصطباراً *** تكلّفني بما لا يُستطاع

بُليتُ بمعشرٍ كرموا أصولاً *** ولكن منهُم لثمت طباعُ

فما لهم الى العلياء داعٍ *** وما لهم عن الفحشا ارتداعُ

ولا لعدوهم بهم ضرار *** وما لصديقهم بهم انتفاعُ

فإن سمعوا بمنقبةٍ أسرّوا *** وان سمعوا بمثلبةٍ أذاعوا

ولم يخشوا لمكرمةٍ ضياعاً *** اذا حُفظت لهم تلك الضياعُ

وما ربحت تجارتُهم اذا ما *** شروا عَرَضاً وباقي المجد باعوا

اذا قنَّعتَ وجهَ العار منهم بدی ما ليس يستره القناعُ

ومالي غير فضلي وهو عِلق(2) *** نفيس لا يُعار ولا يُباعُ

ولكن معشري وسراة قومي *** أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا

فقلتُ لها مكانكِ لا تراعى *** وبالصبر الجميل لك ادراعُ

فمثلكِ لا يضيق لها ذراع *** اذا ضاقت بنازلةٍ ذراعُ

وفي جنبيكِ أعهد قبلُ قلباً *** يريع الحادثات ولا يُراعُ

ص: 95


1- الشعاع : المتفرق .
2- العلق : النفيس من كل شيء .

رويدكِ ان بعد العسر يُسراً *** وبعد الضيق للأمر اتساعُ

أليس البدر تمحقه الليالي *** فيبدو بعده وله شعاعُ

ومن بعد الأقول له طلوع *** وبعد الانحطاط له ارتفاعُ

هبي الأرحام قد قطعوك ظلماً *** ففضل الله ليس له انقطاعُ

اذا ما ابطأت عنك الأماني *** تضمن قربها النجب السراعُ

سفائن للسرى لم تدر بحراً *** وتدري ما السباسب والبقاعُ

ولا ترجو لمسراها قبولاً *** ولا يخشى الدَّبور لها شراعُ

اذا قحط الرجال صلاح ؟ *** لباب أبي الصلاح الانتجاعُ

به للوافدين له قباب *** رفیعات وأفنية وسِاعُ

ويمسي جاره كسكاب عزِّ *** يجاع له العيال ولا يجاعُ

فتىً أما لخالفه مطیع *** وأما في خليقته مطاعُ

على سنن الكرام جرى ولكن *** بشرع المكرمات له ابتداعُ

ففيما أسسوه له اتباع *** وفيما أهملوه له اختراعُ

له طرف الى العليا طموح ***وسمع للثناء ل-ه استماعُ

لسيل الجود في يده اندفاع *** وعن حرم الصديق له دفاعُ

ومنه لمن يواليه صنيع *** ومنه لمن يعاديه اصطناعُ

عفیف مادرى الفحشاءَ لكن *** لأبكار العلوم له افتراعُ

ويُخدعُ عن لهاه لدى العطايا *** فيقضي والكريم له انخداعُ

وذلك فضله لا ريب فيه *** وان أنكرتَ أثبته الشياعُ

له بالفضل يشهد كلّ طرسٍ *** ويشهد في براعته اليراعُ

تفرد بالعلى واختص فيه *** وبين الوفد ما يُحوى مشاعُ

ص: 96

وله ملغزاً باسم الشيخ » عباس » آل كاشف الغطاء :

يا مَن لأشتاتِ الفضائل جامعُ *** ومَن للواء الشرع والمجد رافعُ

وقاك اله العرش من كل نكبةٍ *** أبِن لي عن اسم تشتهيه(1) المسامعُ

اذا عُدّ أعلام الورى عُدّ أولاً *** له من علي عينُه (2) والطبايع

به المبتدى في عدّ (3)كل فضيلةٍ *** ولكن اذا أعكسته فهو سابعُ

وقال والتوجيه من علم البديع :

فلانةُ ان وُصِفتِ لنا بحُسنٍ *** فان الخُبر كُذبَ بالسماعِ

وُصِفتِ لنا بكل بديع حسنٍ *** ولم نَرَ فيكِ غيرَ الاتساعِ

وقال في وصف ساعة :

وذات قلبٍ خافق دائماً *** ولم تكن قطّ بمرتاعه

تحمل بالرغم على وجهها *** عقارباً ليست بلساعه

وان تكن تحملها ساعة *** يسألك الناسُ عن الساعه

كذا هذه الأبيات بخط ابي المجد في نسخة الديوان ، وفي رواية « شعراء الغري» هكذا وردت :

وذات لهوٍ وغناءٍ نَعَى *** وما درت للقصف وضّاعه

ص: 97


1- ش « ابن لى عمن تشتهيه » .
2- ش « على من له في عينه » .
3- ش « في عين » .

ذات فؤادٍ خافقٍ دائماً *** ولم تكن للبين مرتاعه

تحمل بالرغم على وجهها *** عقارياً ليست بلساعه

جاهلة بالوقت كم عرفت *** أثلاثةَ الوقت وأرباعَه

رقّاصُها طفل لدى مكتبٍ *** ( يقرأ في الجزء بتباعه )(1)

وان تكن تحملها ساعةً *** يسالك الناس عن الساعه

وله مورياً باسم « رحمة » :

يا ليلةً بتّ وفي جانبي *** جميلةً في حسنها بارعه

وقيل لي ان اسمها رحمة *** قلت لهذا أصبحت واسعه

وكتب الى اخوانه بالعراق أوائل وروده ايران وقدكتبوا اليه يسألونه عن حاله:

ما بين أمواج الزمان موقعه *** يخفضه حيناً وحيناً يرفعه

لكنه مرّ الاباء أروعه *** فلم يكن برقُ الأماني يُطمعه

وقال واصفاً النياق :

سَفائنُ للسّرى لم تدر بحراً *** و تدرى ما السَباسِبُ و الیفاعُ(2)

فلا نرجو لمسراها قبولاً *** ولا يخشىَ الدَّبور له شراعُ

وسمع منه في مجلس الدرس والظاهر أنه له :

وكلّ مسافرٍ فله ايابُ *** فهل لك ياشبابُ من الرجوعِ

ص: 98


1- يراد من الجزء الجزء القرآنى الذى يكون للاطفال على الاكثر جزء عم . وتباعة العلامة من الورق أو الريش توضع بين أوراق القرآن أو كتب الادعية وما اليهما لمعرفة ما وصل اليه القارىء في قراءته .
2- السبسب : المفازة ، الارض البعيدة المستوية . اليفاع : ما ارتفع من الارض .

قافية الفاء

قافية الفاء

كتب الى بعض أحبابه هذه الأبيات حين طلب منه ظروفاً وكانت عندة وليمة ولم يدعه اليها :

أمن العدل مني الظرف لكن *** فم غيري يقبّل المظروفا

فكأني في ذاك فعلَ عمومٍ *** جعلوه لظرفهم موصوفا

ظرفُه دائر بكل لسانٍ *** ونراه مقدَّراً محذوفا

وله متغزلا وفيهما توجيه بعلم العروض :

وريمٍ من بني الأتراك غِرِّ *** ثقيلِ الردف ذي خِصر لطيفِ(1)

طوى عن صبّه كشحاً خفيفاً *** ومن عجب الهوى(طيّ الخفيفِ)

قال الناظم في رسالته « استيضاح المراد من الفاضل الجواد » : فاني أغير

ص: 99


1- خ ل « نحيف » وكذا في ش .

بيت الدرة :

والحكم بالتنجيس اجماعُ السلف *** وشذ من خالفه من الخلف

الى قولي :

والحكمُ بالتنجيس احداثُ الخلف *** ولم نجد قائلَه من السلف

وأتبعه بقولي وأين كلام الصعلوك من كلام الملوك :

والحكمُ بالمايع قد تحققا *** فقل به مخصِّصاً لا مطلقا

وفي سواه اسلك سبيلَ الحافظه *** لكنه مع اتحاد الواسطه

ص: 100

قافية القاف

قافية القاف

كتب من كربلا الى صديقه الشيخ مصطفى التبريزي كتاباً على طريق المداعبة منه :

من فوق رأس ليته لم يُخلقِ *** عمامة تشبه عش اللقلق

رجراجةُ الأطراف مثل الزئبق *** طياتها ان شئتَ أن تحقق

طيّ عمودي وطيّ أفقي *** لو سلّما كنتُ عليه أرتقي

في الكرخ أبصرتُ عيونَ جلّقِ *** بل و من أقصى المغرب أقصى المشرقِ

عرفت بانه الضياء المنطقي *** ولم تر السما بلون أزرقِ

بحسنه أضرَّ داءُ البَهَقِ

ص: 101

وقال يشكو من بعض أرحامه وقد أساء اليه مجازاة لاحسانه عليه :

ليلُ الشباب اذ غدى مُفارقي *** لاح صباح الشيب في مَفارقي

ليت بياض ذي الصباح ما بدى *** ودام لي ذاك السوادِ الفائقِ(1)

قدشاب لهوي مثل ماشبتُ فلا(2) *** أصبو لذات القرط والقراطقِ

لا أستعير الغصن للقدّ ولا *** أشبُه الخدود بالشقائقِ

أصبو الى الدنيا وأدري انها *** معشوقة تمطل وعدَ العاشقِ

فلستُ بالذليل لما أدبرت *** ولا على اقبالها بالواثقِ

ما شمتُ برقاً قط الاخُلَّباً *** وما رأيتُ ضوءَ برقٍ صادقِ

فليقطعي معشري فانني *** قطعتُ منهم قبلهم علائقي

ما القربُ في الأنساب نافع اذا *** تباعد الأرحامُ في الخلائقِ

کم عارض [منهم] رجوتُ سيبَه *** فلم أصب منه سوى الصواعق

لا غرو ان حرمتُه فان ذا *** جزاء من يأمل غير الخالقِ

ليس ابن عمي مانع الرزق ولا *** عمي من دون الاله رازقي

أعضل داء قلة الحظّ فكم *** أعيى دواه كل طبّ حاذقِ(3)

فكم ترى مقصّراً في حَلبَةٍ *** أوهمه الحظ بوهم السابقِ

يا نفسُ لي من الأباءِ(4) شيمة *** فصاحبينى مرة أو فارقي

لا رجعت كفي الي بعد ما *** لحاجةٍ مُدَّت إلى الخلائقِ

ص: 102


1- ش و دام لی سواد ذاك الغابق » .
2- ش « قد شيب لهوى مثل ما شیعت فلا » .
3- ش « اعلى الدواكل طبيب حاذق »
4- ش « مر الوفاء » .

اني امرؤ لا اليسر يطغيني ولا *** العسر عن الجود تراه عايقي

لي سيفُ عزمٍ مانبا قطّ ولا *** نَجَارُه فارق يوماً عاتقي

وله مورياً باسم صادق :

حقنتُ دمي دهر أعن البيض والقنا *** فأهرقه باللحظ هذا المراهقُ

أصدقه في وعده وهو كاذبٌ *** ويكذب في ميعاده وهو صادقُ

وقال :

وطرفُه وهو العدوّ الأزرقُ *** وغصنُ عطفٍ بالعذار يورقُ

ووَجنَةٌ بل جنّةٌ قد عرفت *** سياجها المسكُ العسب(1) العبقُ

من فمه العذب اللمى ونهده *** هيَّمني الموهومُ والمحققُ

وفي سبيل الحبّ مني مهجة *** . . . . . . . . . (2)

وله وفيهما توجيه بكتاب « المحاسن » للبرقي ، في التورية :

يا ليلةً سمح الزمانُ بها *** في وعده بالصدق في صدقي

فأطلتُ في ليلي مطالعة *** من ثغره ( لمحاسن البرقي)

وقال مداعباً ومضمناً بيتى الشاعر الفارسي المعروف حافظ الشيرازي :

ص: 103


1- كلمة غير واضحة في خط الناظم.
2- السبت لم يكمل في خط الناظم .

(ألا يا أيّها الساقي) *** أدِر لي قهوةَ الريقِ

(أدر كأساً وناولها) *** وخالف كل زندیق

(که عشق آسان نمود اول) *** بتدقيقٍ وتحقيقِ

(ولی افتاد مشکلها ) *** فألقاني بتضييقِ

ص: 104

قافية الكاف

قافية الكاف

كتب الى صديقه الشيخ مصطفى التبريزي في ضمن كتاب أرسله اليه ويشير الى أخيه الحاج ميرزا خليل :

علوتَ في الفضل السهى والسماك *** وأنت بدر والمعالى سَمَاك

لا غرو ان فُقتَ الثريا علاً *** فأنت في ذلك تقفو أباك

علمتَ قلبي مُبعَداً بعد ما *** رأيتَه بين الأنام اصطفاك

وم-ذ حللتَ القلب اكرمتُه *** وكيف لا يُكرِمُ مثلي حِمَاك

أخطفه من بين أضلاعه *** ان همّ أن يعشقَ شخصاً سواك

من البكا اذهبتَ طرفي وما *** أصنع بالطرف الذي لا يراك

كل بني الأتراك أهواهم *** وأصطفي منهم خليلاً أخاك

وله كتبها لنجلي العلامة الهادي عبدالمجيد ومحمد رضا آل كاشف الغطاء طاب ثراه :

ص: 105

فدىً لكما نفسي وماملكت يدي *** وأجدِر بمثلي أن يكونَ فدا كما

يعزّ على عيني القريحة أنها *** يمرّ بها يوم وليست تراكما

ولو لم تشنّ الحادثاتُ جيوشَها *** علىّ لما بارحتُ يوماً حماكما

غيومُ غمومٍ كلما قلتُ انها *** قد انقشعت زادت عليّ تراكما

أجد كما لا تنسياني فانني *** ذكرتُكما لما نسيتُ سواكما

وبی فارضيا عَمّاً فمن زمن الصبا *** رضيتُ أخاً بين الأنام أباكما

فهل لي أخ في الناس(1) غير أبيكما *** او ابن أخ لي فيهم ما عدا كما

فما ظَفَرت يوماً بمثلكما يدي *** ولا ظفرت يوماً بمثلي يداكما

وان انتما ناديتها في مُلَّمةٍ *** فهل أحد غيري يجيب نداكما

وان يَهوَ قلبي غير ما تهویانه *** ترکتُ هواه واتبعت هواكما

ولستُ كمن يهوى وفي المال كثرةٌ ***ومَالُكما ان قلّ يوماً قَلاكما

نظمتُ على البحر الطويل تفاؤلاً *** بنظميَ فيه أن يطولَ بقاكما

وبعث لصديقه الشيخ مصطفى التبريزي نعالا هدية ومعها هذين البيتين نظمهما فيها :

اذا بعثتُ حقيراً مثل مرسِلِه *** رجوتُ في العفو عن ارسالها(2)كرمَك

من الهدايا قد اخترت النعالَ لكي *** ينوب عني في تقبيلها(3) قدمك

ص: 106


1- ش « فهل لى بين الناس »
2- ش «عن ارساله »
3- ش « في تقليبها » .

وله :

لابن أخي الهادي ومالكي غدت *** ألفية موضحة المسالك

وهي أعزّ الكتب عندي رتبةً *** لأنها ألفية ابن مالكي ( لك )

وله :

یا درّ ثغر الحبيب مَن نظمك *** وأودع الراح والافاح فمك

أصبح من قد رآك من طربٍ *** بتيه سكراً فكيف مَن لثمك

وله مؤرخاً :

ان الذي هامَ الفؤادُ به *** أسر الفؤاد وفلم(1) يردفكا

بعذاره ختمت محاسنُه *** أرخ فكان ختامه مسكا

( 1318 )

وقال وفيه تضمين شطر بيت النابغة :

وساترة بالفاحم الحد جسمَها *** وفي مثل ذاك السترطاب تهتكي

تقول لوقف الستر خلخالها اتئد *** فانك كالليل الذي هو مدركي

وقال :

قد نقّط الخال دال صدغ *** منك كجنح الغراب حالك

ص: 107


1- كلمة غير واضحة في خط الناظم .

كم خط كف الجمال ذالاً *** وما رُئينا شبيه ذلك

وقال فيما يقاربه :

فأنت في الحسن فرد *** وقد حكمتُ بذلك

وقال مقرضاً كتاب « العروة الوثقى للفقيه الكبير السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي « قده » :

فقيهُ بيتِ الوحي ماخاب في *** عرونه الوثقى من استمسكا

فان أهلَ البيت أدرى بما *** في البيت من أحكامه مدركا

ص: 108

قافية اللام

قافية اللام

قال مراسلا للعلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء وكان في الكاظمية :

حيَّتكَ نشوانة الأعطافِ والمقلِ *** طوبی فقد نلتَ منها غايةَ الأملِ

والدهرُ أعطاك ما قد كنتَ تأمله *** فاغفر له ما مضى من سالف الزللِ

وأقبلت تنثنّىَ في غلائلها *** تميس من مَرَحٍ في الحلي والحلل

في خدها روضة الحسن يانعة *** فاقطف أزاهيرَها باللثم والقبلِ

أمنتَ كلَّ رقيب كنتَ تحذره *** فَنَم هنيئاً بلا خوف ولا وَجَلِ

طلّق همومَك واخطب بالكؤوس على *** مهر السرور ابنةَ الأفراح والجَذَلِ

ص: 109

يا راحلاً وفؤادي راح ينبعه *** وُفَّقتَ للخير في حل ومُرتَحَلِ

قرينك السعدُ والاقبالُ عندك *** والمنى عروس أنت تسعى على عجلِ(1)

سر حيث شئتَ ترى الأمالَ خاضعةً *** لديك وانهج سبيلاً أنجحَ السُّبُلِ

وسوف تسري من الزَّوراء مرتحلاً *** الى الغري بعزِّ غير مُرتَحِلِ(2)

فعش ودم وابق واسعد وارق واحظ *** وفز وفق و سد و اعل وصعّدوانخ و اسم صل

ملكتَ ناصيةَ الآمال أجمَعَهَا *** فلا تقول لشيء ليت ذلك لي(3)

يا أيها العلمُ الهادي الأنامَ الى *** نهج الهدى والتقى بالعلم والعملِ

عليك من فضل رب الخلق سابغه(4) *** فكن بنيل الأعادي غير مُحتَفِلِ

ومما قاله مراسلا به الأديب الفاضل الشيخ مصطفى آغا بن الشيخ حسن آغا التبريزي وكان من خلص أصحابه :

ص: 110


1- ش « قرنتك ... على وجل » .
2- ش « غير منتقل » .
3- ش « فلا تقولن ليت ذلك لى » .
4- ش « عليك من حفظ رب الخلق سابقة » .

اذا ما شئتما أن تطلبا في الهوى ذحلي *** فعند العيون الخوص لا الأعين النجلِ(1)

أباديةَ الأعرابِ عنكِ فانني *** بحاضرة الأتراك عنك لفي شغلِ

غدا شبهاً منك الفؤاد وانما *** مراجلُه تغلي اشتياقاً الى المُغل

نسیت التذكار القصور بأرضهم *** طلولاً لسلمى حيث منقطع الرملِ

يحنُّ لذات السرو قلبي ولم يكن *** يحنّ الى ذات العَرار وذي الأثلِ(2)

فلا هبّت النكباء من نحو أرضكم *** ولا سُقيت دارُ الرباب ولاجملِ

بنو الترك قلبي قد تعلق خشفهم *** فلم يك يصبو منكُم لبني عجلِ

ربيب قصور ليس يعرف ما الفلا *** وكيف تجوب الدور زيافة البزلِ(3)

وما بسَّ عند الحرب ضرع لناقةٍ *** ولم يعى من رعي الشياه مع الابل

ص: 111


1- العيون الخوص : الغائرة فى الرأس . العيون النجلاء : الواسعة الحسنة .
2- العرار : بهار ناعم اصفر طيب الرائحة ، النرجس البرى . الاثل : شجر يشبه الرفاء .
3- الزياف : المتبختر ، والبازل الزياف : البعير المنشق الناب الذي فيه تمختر .

ولم يدر بيت الشعر الا الذي بنت *** على وجهه الزاهي بد الشعر الجثلِ(1)

اذا ما جرى في خده عرق الحيا *** تخيلت غض الورد وُشّع بالطلِ(2)

وتحسب منه الخال في الشمس سارياً *** ومن جعده المسكي آوى الى الظلِ

يقول فمي دعني لأرشِفَ ريقَه *** فقد خُلقت تلك المراشفُ من أجلي

وقد غاضني عودُ البَشام(3) لأنه *** يقبّل ذياك المُقَبَّل من قبلي

أتذكر بدرُ التم وعداً نسيتَه *** فتنجزه من بعد لَيّكَ والمَطّلِ

الى مَ بنار الخد تصلي حشاشتي *** فهل لفمي يوماً بنيرانه تصلي

ولوجدتَ لي بالوصل كذّبتُ في الهوى *** مقالتَهم ضيق العيون من البخلِ

ودعني أرِد من ذلك الثغر ريقَه *** فعَلّ أوام الشوق يُطفأ بالعَلِّ

ص: 112


1- الشعر الجثل : الكثير الاسود الملتف .
2- الطل : المطر الضعيف ، الندى .
3- البشام : شجر طيب الرائحة تتخذ عيدانه لاخراج مادخل بين الاسنان من الطعام .

وما العسل الماذيّ الا الذي حوت *** لثاتك لا ما اشتَرتُ من كور النحلِ

أعاذلتي كُفَّ المَلامَ فان *** في الحوادث ما يغنيك عن كلفة العذلِ

نصحتُ خليلي بعد طول تجاربی *** و من شيمي أن أخلصَ النصحَ الخلِّ

اذا رمتَ نيلَ العزّ فاعزب عن الحجي *** وان شئتَ فضلَ المال فابعد عن الفضلِ

تحامق تنل ما تشتهيه فانما التحامق *** في ذا العصر ضرب من العقلِ

وكن جاهلاً تسعد ودع قولَ كلّ مَن *** يقول بأن العلم خير من الجهلِ

عَذيريَ من باغٍ حقودٍ وما انطوى *** عليه ضميري قط بالحقد والغلِّ

ويشتمني جداً فأغضي تكرماً *** وأحمل منه الجدّ صفحاً على الهزلِ

وما ضائري شيئاً شيئاً تقوّله وهل *** يؤثر في صم الصفا مدرج النملِ

ولو شئتُ في نعلي صفعت قَذالَه(1) *** ولكنني كرّمتُ عن مثله نعلي

ولي أسوةٌ فيما لقيتُ من الأذى *** بما قد لقي من قومه سيدُ الرسلِ

على يوسفٍ من قبل اخوته بغت *** و آذى رسولَ الله قدماً أبو جهلِ

ص: 113


1- القذال : ما بين الاذنين من مؤخر الرأس .

ربّ قريب يستحق قطيعة *** ورب بعيد منه أجدر بالوصلِ

فاني اصطفيتُ المصطفى لي صاحباً *** ولا أرضُه أرضي ولا أهلُه أهلي

ولما رأيتُ الفضلَ جانس بيننا *** تألفته والشكل ينزع الشكلِ

ولا يرتضي مثلي أخاً غير مثله *** كما ما ارتضى للود غير فتىً مثلي

دفعتُ خطوبَ الدهر فيه اذا بدت *** بأنفذ من نبل وأقطع من نصلِ

فتیً کملت أخلاقُه غير أنه *** يرى الجورَ في أمواله غايةَ العدلِ

غدى من بني نبهان فيما يزينه *** ولكن عما شانه من بنى ذهلِ

أصيل ولكن في جميل صفاته *** دلیل بها استغنى الفقيه عن الأصلِ

فيا ناقلا آثار آبائه اتئد *** وان صدقت يغني العيان عن النقلِ

يحط بناديه الفخارُ رحالَه *** ولولا فناه لم يزل فلق الرحلِ

ترى الوجهَ طلقاً منه والقلب ثابتاً *** اذا السنة الشهباء قامت على رجلِ

ص: 114

يرى الرد للوفاد عنه مُحرّماً *** فيأتي من المعروف بالفرض والنفلِ

يقول لهم خيراً ويوليهم اللّهىَ *** فيحمد في الحالين بالقول والفعلِ

فيا موضحاً من رأيه سُنَنَ الهدى *** وما برحت لولاه فاتحة السبلِ

تقاسمك العليا فوجهك المسنا *** وقلبك للتقوى وكفك للبذلِ

كما ادخرت منك الصفاتُ لحاجها *** فرأيُك للجُلّى وجودُك للمَحلِ

يمينك عند الصيد تُدعَى مُقَبَّلاً *** وعند بني الآمال كشافة الأزلِ

وللغيث فصلٌ ليس بهمي بغيره *** ولكنها تهمى النضار بلا فصلِ

اليك ابنة الفكر العروب زففتُها *** وما مثلها تُشقى بهجرٍ ولا عَضلِ

وقد تبتلي الحسناء بالهجر والقيلا *** فتُهجر والشوهاء تُحظى لدى البعلِ

وله في صديقه المصطفى مادحاً وفيه التوجيه بعلم العروض :

انما المصطفى اذا خاف شخص *** لاذَ في جاهه(1) العريض الطويلِ

ص: 115


1- ش « فى بيته » .

لم يشن بيتُ مجده قط عيب *** غير ما فيه من سناد الدخيلِ

وله في التضمين :

تزوّج الشيخُ على سنّه *** جارية عذراءَ تحكي الهلال

قلتُ له دعنيَ أفتَضّها *** (ما يفتح الباب سوى ابن الحلال)(1)

وله مضمناً شطر بيت للمتنبي :

هويتُ جميلاً قد فُتنتُ بوجهه *** وما شعرت نفسي بما في الغلائل

عففتُ ولم أفعل وان كنتُ هاوياً *** (وما كل ها و للجميل بفاعل )

وغيرهما في هامش نسخته من شرح الواحدي لديوان المتنبى الى قوله :

هویتُ جميلاً زارني بعد هَجعةٍ *** من الليل مذ نامت عيونُ العواذلِ

عففتُ فلم أفعل قبيحاً يشيننا *** (وما كل هاو للجميل بفاعل )

وله في التوجيه بعلم النحو ومتغزلا :

محلك قلبى المضني الذي لم *** تزل بالهجر تكسره وتَصلي

كسرتَ الجفن ثم رَنَوتَ نحوي *** لعلك قد عطفتَ على المحلّ

وله هاجياً وفيه توجيه بالعروض :

ص: 116


1- مثل عراقی معروف .

طويل ماله فضل وطول *** صحيح الجسم ذو دبر عليلِ

يجوز الكف فيه وليس بدعاً *** دخول الكف في حشو الطويل

وله متغزلا وموجهاً بعلم النجوم :

قمرُ السماء معدَّل بثلاثةٍ *** ومعدّل قمري بلا تعديلِ

قل المسماء دع الفخار فانه *** قمري بغير ممَّثل ومثيلِ

وله يصف فصل الربيع :

بشرى فقد طاب الهوى واعتدل *** مذحلَّت(1) الشمسُ ببرج الحَمَل

فهاتها صَهبَاءَ مشمولةً *** تحيى بها النفسُ وتبرى العلل

يديرها من ریقه شادن *** في نكهة المسك وطعم العسل

وقال :

نبالُ عينيها رمَت مهجتي *** عمداً فلا شلت يدُ النابلِ

أصدافها دبّت على طرفها *** فاختلط الحابلُ بالنابلِ

وقال أيضاً في نفس المعنى :

قد هام قلبى في هوى حريم *** فليس يجدي عذلُ العاذلِ

أصداغها دبت على طرفها *** فاختلط الحابلُ بالنابلِ

ص: 117


1- فى الاصل « وقد حلت » وهو لا يستقيم .

وقال في من يلقب ب- « المجد » وفيه تضمينان للكندي :

تطلّبتُ وصلَ المجد بعد صدوده *** ( ثلاثين شهراً أو ثلاثة أحوالِ )

فأدركته بالجدّ والجدّ شيمتي *** وقد يُدرك المجدَ المؤثل أمثالي)

وقال فيه أيضاً وفيه تضمين لشطر بيت المتنبي :

وذي فاقةٍ تصبو الى المجد نفسُه *** فكم رام وصلاً منه عزّ منالُهُ

فقلتُ له دع عنكَ مجداً وذكرَه *** (فلا مجد في الدنيا لمن قلّ مالُهُ)

وقال :

ولیت خطوب الدهران هي أقبلت *** يعم الذي يدري ومن هو يجهل

ولكن أخو العقل الذي هو حازم *** اذا نابَه خطب درى كيف يفعلُ

وله مورياً ومتغزلا بامرأة اسمها « شريعة » :

هذي شريعة في تدلّلها *** ضنّت على العشاق في قُبله

يا ليت شعري أين قولهم *** ان الشريعةَ سمحة سهله

وقال :

ولما بدی صبحُ المشيب بعارضي *** وغارت نجومُ اللهو مني أوافلا

رجعتُ الى عهد الشبيبةِ بعد ما *** تجاوزتُ عن سنّ الشباب مراحلا

ص: 118

ترکتُ صلاةَ اللهو في وقت فرضها(1) *** فأصبحتُ أقضي فرضَها و النوافلا

لهوتُ بها غضَّ الشبيبة نرجساً *** اذا نرجسُ البستان أصبح ذابلا

بنشوانة الألفاظ لم تدر قرقفاً *** وساحرة الألحاظ لم تدر بابلا(2)

أقبّلها في الصدر منها فصاعداً *** وأغمزها في الخِصر منها فنازلا

أقبّل فاها عند تقبيلها فمي *** وذا في بديع الحب يُدعى تقابلا

وقال

. . . سلمان بنت . . . *** جهلاً لسلمان بالكامله

فان كان أبصر مني بها *** فأمي لا أمه الثاكله

وله فى التوجيه بأسماء بعض الكتب :

یا كاملاً في الجمال أضحى *** مجملُ وجدي به مفصّل

تلخيص شوقي اليك يغدو *** ان رمتُ ايضاحَه مطوَّل

وكتب الى صديقه الشيخ مصطفى التبريزي في كتاب على طريق الهزل :

وقابلني شيخ وما بين وجهه *** ووجهي حساب ينتهي للمعادله

ولكن بظبي عن يميني جالس *** جبرتُ به خسرانَ تلك المقابله

ص: 119


1- فى النوافج : « في وقت فرضها » .
2- زاد في النوافج بعد هذا البيت قوله : بردف حكى همي فأصبح وافراً *** وخصر حكى جسمى فأصبح ناحلا

قافية الميم

قافية الميم

كتب مراسلا للعلامة الهادي آل كاشف الغطاء :

قلبي اليك أبا الرضا يشكو الذي *** أضحى يقاسيه من الأيّامِ

ترك الصبابَةَ لا يقادُ الى الهوى *** بدلال جاريةٍ وغنج غلامِ

ويقول ضجراً للمسَّرة ليس ذا *** وقت الزيارة فارجعي بسلامِ

ما كنتُ أعباً في وصال صروفها *** لو لم تعنه قطيعة الأرحامِ

كم مرهفٍ ماضى الشبا أعددتُه *** منهم لحربٍ للزمانِ ذُوامِ(1)

ولكم هزمتُ جيوشَها من معشري *** بمجرب في الروع غير كهامِ(2)

لما رأتني زرتُها في جَحفَلٍ *** بكرائم للخيل تحت كرامِ

ألقيتُ من يَدِيَ السلاحَ مسالماً *** لما رمتني في نصول سهَامي

فقطيعةُ الأخوال كالأعمام یا *** ما أشبه الأخوالُ بالأعمامِ

ص: 120


1- الحرب الذؤام : المكروهة المحقرة.
2- الكهام - بفتح الكاف - : الكليل البطىء .

وقال مداعباً بعض أحبابه وكانوا في مسجد سهيل وكان العلامة الشيخ عباس نجل الشيخ حسن آل كاشف الغطاء ماضياً لزيارة مرقد مسلم بن عقيل مع أبى المجد وبعض أصدقائه فعدل عن ذلك ومضى لمسجد سهيل :

امامُنا العباس مَن قَدرُه *** من رفعةٍ قد بلغ الأنجما

سافر عنا قاصداً مسلماً *** لكن لعمري لم يزر مسلما

وقال في رثاء الحسين عليه السلام :

أبت لي همومي أن أذوق مناما *** فلا تعذليني أن سبرت اماما

الى مَ أسيم البرق للدهر قلباً *** وأرقب سحباً للزمان جهاما

أما آن أن امرى الأسنة بالفى *** . . . . . . .

وأن أنتضى من غمد سيفى شعلة *** فأملاً آفاق البلاد ضراما

وأترك أزواجَ الملوك أراملاً *** وأترك أولادَ الملوك يتامى

فان منعونا أن نعيشَ أعزة *** فما منعونا أن نموتَ كراما

فلي من اباء الضيم ياسعدُ مذهب *** تحدت أبا السجاد فيه اماما(1)

وله مهنئاً صديقه الشيخ مصطفى التبريزي بمولود له ومؤرخاً عام ولادته وقدکناه بأبي القاسم :

أما لشرع الحبّ من حاكم *** ينصفني من طرفه الظالم

ص: 121


1- لم يوجد من هذه القصيدة غير هذه الابيات بخط الناظم وهي غير واضحة في بعض الكلمات .

وسنانه طول الدجى نائم *** ويلي على وسنانه النائم

يا عاذلي في حب ذاك الرشا *** رفقاً بسمع المدنف الهائم

فوجه عذري في الهوى واضح *** من وجهه الواضح يا لائمي

كم عاذلٍ مثلك أفحمته *** من شعره بالوارد الفاحم

یا ثغره البارد قل لي متى *** ورود هذا الظاميء الحائم

كيف الئالي نُظمت فيك لم *** تُثقب ولا لاقت يَدي ناظم

أودعتك الله شبابي ويا *** شیبی أهلاً بك من قادم

أشكو الى الدهر الذي نابني *** لو كنتُ أشكوه الى راحم

فكم أحاطت بي صروف ل-ه *** احاطة الفضة بالخاتم

فما لويتُ الجيد منه ولا *** لانت قناتي في يدي عاجم

صبري اذا حاربتُ أيامَه *** درعي ونصر المصطفى صارمي

جردت منه مرهفاً قاطعاً *** حبل وريد الحاسد الشائم

لست له ما عشتُ بالشاتم *** ولا له دهري بالئالم

بشراك بل بشراي في نجلك *** الزاكي المكنى بأبي القاسم

أن تفطم عن در لبان فما *** له عن العلياء من فاطم

وسوف هذا الغصن ينمو *** ويبقى ثامراً في ظلك الدائم

بالمكسي المطعام يُدعى ولا *** يُنيز بالكاسي ولا الطاعم

يجلس في دست العلى نائباً *** للحجة المنتظرالقائم

أرخته فبشر المصطفى *** بمصلح الدين أبي القاسم

( 1322 )

وكتب ضمن كتاب الى صديقه الشيخ مصطفى من كربلا :

ص: 122

لئن سار عنك الجسمُ للطف قاصداً *** فعندك قلبي بالغري مقيمُ

فراع له حقَّ الجوار مكرماً *** فقد يكرم الجارَ الكريمَ كريمُ

وله في مولود اسمه ( محمد ) وفيه التورية :

لله مولودٌ شريفٌ قدرُهُ *** سوف يفوق زاهرات الأنجمِ

وسائل عن اسمه أجبته *** (محمدٌ) وليس بابن مسلمِ

وله متغزلا ومقتبساً من القرآن الكريم باسم «كريم» :

كم سأل العاذلُ عن شادن *** أوقع قلبي في العذاب الأليم

وقال شبّه سمّه صفه لي *** أجبتُه ما هو الا كريم

وقال مداعباً لرجل يشم ورداً :

أجاعلٌ ورداً على ذقنه *** كأن أذى الورد أمرٌ مهم

تشمّ من الورد أنت الشذا *** ولكن سل الوردَ ماذا يشم

وله :

ألا ان شكل المال في الدهر منتج *** ولكن شكل العلم فيه عقيمُ

فمن يشتري مني جميع فضائلي *** فاني بأنحاء العلوم عليمُ

فقيهٌ أصولي أديبٌ مفسرٌ *** طبيبٌ بصير بالنجوم حكيمُ

وماذا انتفاعي الأصالة والحجى *** اذا قيل هذا مقترٌ وعديمُ

ص: 123

نزعتُ(1) عن الفحشاء في زمن الصبا *** على أن شيطان الشباب رجيمُ

وزاد في النوافج بعد البيت الثالث قوله :

وان كان سوقُ العلم في الدهر كاسداً *** ففي الخصال قد ترقى سحمم ؟

فصيحٌ بليغٌ أريحيّ مهذبٌ *** وفيّ لأسرار الصديق كتومُ

ضنين بعرقي صائن لديانتي *** جوادٌ بما تحوي اليدان كريمُ

وله :

علقتُ من آل بختیارٍ *** بجائر عاذل العوامِ

أشكو اليه الهوى ولكن *** يجهل من شَقوَتي كلامي

لم يدر ما (أنت نور عيني) *** الا اذا قلتُ ( سر تيامي )

وقال في من يسمى « علمي افندي » :

أفدي من الروم غزالاً أرى *** طاعته أبهى من النجمِ

يا عاذلي دعني فاني الذي *** أضَلَّه اللهُ على علمِ (علمي)

وقال :

زاد في همي وغمي *** جاهلٌ أدعوه عمي

هو عمي نسباً *** لكنه في العلم أمي

قد تقاسمنا تراث *** الشيخ في أعدل قسمِ

ص: 124


1- في النوافج : « عففت » .

كان لي بسطة علم *** وله بسطة جسمِ

وقال :

علي بنى الضادِ عزيزٌ بأن *** يضيع صلى في بنى جيم

وربما واطأتُ ذا عجمةٍ *** منطوقه ليس بمفهومِ

فانثنت للعاجم حتى غدا *** يعجبنى الدهر بتعجيمي

وله مداعباً على مائدة ومورياً :

لقد دعانا للعشا صاحبٌ *** عاداتُه في الجود معلومه

على اسم أرزٍ لامسمى له *** فرامَ بعضُ القوم تقويمه

فقيل ما قيمةُ زادٍ أتى *** به فقلنا ليس ذا قيمه(1)

وقال في من يسمى بمسلم :

أسلمتُ قلبى في هوى مسلمٍ*** اذ لم اكن من لحظه أسلمُ

صنعتَ بي في الحب ما لم يكن *** يصنعه الكافرُ یا مسلمُ

وقال :

وفتي السن تحسبُه *** في حجاه والندى هر ما

وقال من أبيات أولها :

ص: 125


1- ش « فقلت . . فيه فقلنا » .

ذميةٌ لم ترع لي *** في حبها الأ وذمه

وقال وهي في أغراض مختلفة :

فسقى الحيا الهتان رَبّعاً *** للحبيب بجنب طمه

في القلب باق رسمه *** ان غيّر الحدثان رسمه

وبه ذئبي للأسود *** و للظباء الفيد بغمه

ولكم أطعتُ به الهوى *** في حله وتركتُ أتمه

و مبدل بالثاء سبي *** سعيدة غنجاء وعجمه

ان رام يجذب من يدي *** فضل الرداء جبذت كمه

كم قبلة بعد العناق *** وشمة من بعد ضمه

ولثمتُه حتى غدا *** من لثمه في الثغر ثلمه

حبى له باق وان *** لم يبق منه غير رمه

اني هويت الروح منه *** و من سواى أحب جسمه

***

سقيا لجزرة ال موانسى ***وطيبت العيش ثمه(1)

قد كدت أنسى وصفها *** فذكرته من بعد امه

عاطيت بنت البن في *** أفيائها لا بنت كرمه

ماتت مكارم أسرتي *** فعلى المكارم ألف رحمه

عدى صفة الرجال*** فحق لو سمّوه عمه

ابني له بيتَ العلى *** بمكارمي ويريد هدمه

ص: 126


1- هذا البيت غير واضحة الكلمات في خط الناظم .

فكانّه لم يلتقم *** من ثدي أم الجود حُلمه

ورثوا من الشيخ النبيل *** ضياعه وورثت علمه

وله هذه الموشحة وقد مدح بها الشيخ علي كاشف الغطاء وهنأه بزواج أخيهالشيخ كاظم بن موسى :

بدر يطوف بكوكب *** يرمي به مارد الهَمّ

في الكأس نار" تلَهَّب *** أم تلك نورٌ تجسَمّ

***

الروض قد رشه الطل *** والزهر بالدر كلّل

والورق في الدوح حيعل *** الى الصبوح وثوّبٌ

وقام للهو موسِم

مدامة خندریسُ(1) *** بِكرٌ عجوزٌ عروسُ

اذا جَلَتها الكؤوسُ *** تريك وهي تقطّب(2)

لئالئا تتبسمّ

ترى لديناغلاما *** يسقيك جاماً فجاما

يجلو سناه الظلاما *** يسطو(3) بسالف رَبرَب

في جفنه بأس ضيغَم

في جنب آس العذار*** كالورد والجُلَّنار

ص: 127


1- الخندريس : الخمر القديمة .
2- ش « وهى قعطب » .
3- ش « يعطو » .

خدّ زهی باحمرار *** عن دم قلبي(1) تخضّب

فصحّ لو قيل عنَدَم

أفديه غصناً نضيراً *** يقل وجهاً غريراً

يريك بدراً منيراً *** من صدغه تحت غيهَب

فقسه بالبدر ان تَمّ

ثغر هنيّ مشارب *** محفوفة بالمعاطب

ما رامه غيرُ شارب *** كخائف يترقب

رام الورودَ فأحجَم

من تحت تلك الأسنّه ***كيانع الورد وَجنَه

تجمع ناراً وجنّه *** القلبُ فيها يُعذّب

والطرفُ فيها يُنعَّم

شكوايَ قلبي وطرفي *** قد عَرّضَاني لحَتفي

كم قلتُ رِفقاً بضعفي *** الغضّ ياطرفُ أصوَب

والسِلمُ ياقلبُ أسلَم

يا قلبُ كيف الخلاصُ *** عليك عزَّ المناصُ

فهل تقيك دلاصُ (2)*** والطرفُ سيف مجرَّب

والقدّ رمح مقوّم

بالمرسلات دموعي *** والموريات ضلوعي

ان بات يوماً ضجيعي *** شفيتُ قلبي المعذّب

باللثم منه وبالضم

ص: 128


1- ش « عن دم قلب » .
2- الدلاص اللين البراق ، يقال «درع دلاص ( أى ملساء لينة .

ليس التقية ديني *** لقد بررتُ يميني

مذ بات طوع يميني *** لا زال يسقي وأشرب

مشمولةً جامُها الفم

سكر الهوى والسلافِ *** وللمرقيب تغافي

فكدتُ لولا عفافي *** وليس مثلي يُكذَّب

عففتُ والله أعلَم

تركتني يا غزالي *** يرثي العَدُوّ لحالي

جسمی شبيه الخَيَالِ *** من لامَ فيك وأنَّب

لما رآه ترحَّم

الثدي منه محقَّق *** لكن حديث الممنطق

يروي الوشاح المعلَّق *** وذا حديث مذبذب

عندي ضعيف ومبهم

الجِيدُ أهواه أجيَد *** والشَعر جثلاً مُجعَّد

والخدّ مهما توَرَّد *** والثدي مهما تكعّب

والخِصر أخطف مهظَم

بما أدينُ أبوحُ *** للراح اني أبيحُ (1)

ان طاف فيها مليحُ *** تجلّى بجام مذهّب

ما بين روضٍ منمنم(2)

أروي حديثَ الأغاني *** مثالثاً ومثاني

ص: 129


1- ش « انى ابوح » .
2- منمنم : مزخرف مزین .

غن شادياتٍ حسانِ *** ما حلّ بالأذن أطرب

أروي عن الزير والبم

أنساً بعرس ابن موسى *** أحيى السرورُ نفوسا

فليس تعرفُ بُوسا *** وبالهنا تتقلّب

وبالمسرة تنعَم

روى حديثَ المعالي *** عن خير عمٍ وخالِ

بجمع خير خصالِ *** قد فاق بالجدّ والاب

في الفضل مذخصه عم

عمّ يعمّ البرايا *** بعلمه والعطايا

لذا الأنام رعايا *** له لدى كلّ موكب

تغنى وبالعلم تغنم

في الصدر مهما تصدّر *** وراح للعلم مصدر

وللحقايق مظهَر *** تقول ذا سرّ مذهَب

بالوحي يُلهي ويُلهم

تعدّ عمن سواهُ *** هذا الرفيع بناهُ

هذا العلي علاهُ *** لا بعد الناس أقرب

بِرّاً من الأب والأم

عدل يكفيه حاكم *** يُرجى لدفع المظالم

تقول أرقم راقم *** في الطرس يخطب فأعجب

لخاطب وهو أرقم

أبو الليوثِ الشبولِ *** ما أنحببت لفحولِ

ص: 130

أمُّ العلى من مثيلِ *** لهم ولاقطّ تنجب

أم النجابة أعقم

أعلام علمٍ هداةِ *** للحق خير دعاةِ

لمّوا بَعيدَ الشتاتِ *** للعلم شملاً تشعَّب

فالكل بالله أعلم

توسّم(1) الفضلُ فيهم *** من جدهم وأبيهم

مراقياً(2) ترتضيهم *** أعلام دين تنصب

بين الورى فتعظم

كل هو البدر أزهر *** عنوانه عنه أخبر(3)

يحيى شريعة جعفر *** فرغ له قد تعقّب

آثاره وتسنَّم

فلو رأيتَ بحورا *** من جعفر لن تغورا

رأيتَ ملكاً كبيرا *** وقلت سرّ ومطلب

لله فيه محكّم

دمتم مدى الدورانِ *** وبيتُكم كلَّ آن

من معضلاتِ الزمانِ *** للناس حصن مطنّب

على الزعامة یُدعَم

منكم بكلّ عهدِ *** امامُ حَلّ وعَقدِ

يُجلي ظلاماً ويُجدي ***ومنه للفضلِ أعقب

فرعاً به الحمدُ يُختم

ص: 131


1- ش « ترسم » .
2- ش « مراقباً » .
3- ش « لك أخبر »

قافية النون

قافية النون

كتب جواباً عن قصيدة كتبها له العلامة الفاضل الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء مادحاً بها الفاضل المذكور :

شامَ برقاً بالحمى قد لاح وهنا *** فجرت أدمعه فرداً ومثنى

وسقت أجفانُه تلك الربا *** فهي لا ترضى بغير الدمع مزنا

دَنِف أقلقه الوجدُ فما *** زار طول الليل منه النومُ جَفنا

أسهَرت أجفانُه عينَ رشاً *** لم تزل بالغنج لا بالنوم وسنى

اذرَنَا أخجلَ غزلان النَقا(1) *** ورماح الخط تيهاً أن تثنى

ولكم قسناه مع بدر السما *** فرأينا وجهَه أبهى وأسنى

بل ولا يُشبهه ان لم يكن *** قمرُ التمّ قريباً منه سِنّا

ما لمن تقتله من قودٍ *** هكذ قد شرع الحبُّ وسَنّا

ما رأى طرفي قبلى أسداً *** خادراً يعتنق الظبي الأغَنّا

ص: 132


1- النقا : القطعة من الرمل المحدودية .

أين وجدي وجدٍ ابن حزامٍ *** وهو ما قاسي الذي قست وأنى

لا ولا قيس فما الصبّ به *** مثل من هامَ بعفرٍ أو بلبنى

لاتقس وجدي بوجد ابن هذيل *** فهو من فرط سرور يتغنى

ليس من بات يغني فرحاً *** مثل من بات كثيب القلب مضنى

نم هنيئاً أيّها اللاحي فلي *** مقلة ليست بطيب النوم تهنى

قد فنی دمعي من فرط البكا *** وزمان الهجر منه ليس يفنى

يا ليالي الجزع هل من عودةٍ *** تتقاضى فائت اللذات منا

أتمنّى قربهم والدهر لم *** يقض الا بخلاف المُتَمنّى

ما له أصبح حرباً الذوي *** الفضل هل يطلبهم ثاراً وظغنا

كيف تخشى قلة الأنصارانا *** من جفاه بأبي ناصر لذنا

ما يُرى في داره من خائفٍ *** مستجيراً غير كوماء ووجنا

شبَّ في ساحاتها نار قرىً *** تُخجل الشهبَ اذا ما الليل جنا

فاذا هَزَّ يَراعاً خلتَه *** بطلاً هزَّ ليوم الروع لدنا

كيف أقضي حق علياك وقد *** غدت الألسُنُ عن كنهك لكنا

قد ملكت الرقَّ مني انما *** الحرّ من أصبح بالاحسان قِنّا

دمتَ نوراً يهتدي الناسُ به *** ما بقي الدهر والخائف حصنا(1)

وله في التورية مضمناً شطر بيت للمتنبي :

أقول لعذالي دعوني وحبّه *** وان كان صبري في محبته فني

ص: 133


1- بعد هذه القصيدة فى نسخة الديوان قطعة منثورة مسجعة ، هي من بقية الرسالة التي كتبها ابو المجد الى صديقه كاشف الغطاء ، تركناها لخروجها عن غرضنا .

فلستُ أرى وجهاً لحبّىَ غيره *** (وأحسن وجه في الورى وجه محسن)

اجتمع أبو المجد والشيخ هادي آل كاشف الغطاء والسيد جعفر الحلي والشيخ محمد جواد الشبيبي في مجلس ، فبينما هم يتصفحون كتاب «العقد الفريد لابن عبد ربه اذ عنّت لهم فقرة نثر للعرب وهي « نظرت بعينى شادن ظمآن » فنظموا عليها . وقد رسمت على كل بيت علامة يعرف بها قائله: فالراء لأبي المجد ، والعين السيد جعفر ، والجيم للشيخ جواد ، والهاء للشيخ هادي . وقد تخلص السيد جعفر فيها الى مديح الشيخ هادي ووالده الشيخ عباس آل كاشف الغطاء :

(ه) نظرت بعيني شادن ظمآن *** ظمياء بالتلعات من نُعمان

(ج) و تمايلت أعطافها كغصونها *** ما أشبه الاعطاف بالاغصان

(ع) وشدا بذاك الرَّبع جرس حليها *** فتمایلت طرباً غصونُ البان

(ه-) تفتر عن برد أكاد أذيبه *** بتصاعد الزفرات من أشجاني

(ر) هيفاء غانية لها من طرفها *** أسياف غنج فقن كل يماني

(ع) الحب يا ظميا عناء أول *** والعذل فيه هو العناء الثاني

(ج) جرح الجبان بفيك ضمخ في دم *** ما لاح العشاق أم شفتان

ص: 134

(ج) مارف صدغك فوق سالفة المها *** الا ولفت طاقة الريحان

(ج) لك قادني التبريح في شطن الهوى *** أكذا الغرام يقود بالأشطان

(ع) لو كان غيرك ما تملك مقودي *** كلَّا ولا ألوى بفضل عناني

(ه) ان كنت جاهلة بفضلي فاسألي *** من فاق يوم ندى ويوم طعان

(ه) ماكنت لولا أن قدك أسمر *** أهوى عناق عوالي المران

(ه) أهوى المنية في هواك صبابة *** ان المنايا في هواك أماني

(ج) أودعتك الكبد التي قد خنتها *** يوم الوداع ولم تفي بظمان

(ه) وجفوتَها من بعد ما استوطنتها *** زمناً فأين الحب الأوطان

(ج) هذا لسان الدمع ياسرّ الصبا *** في الخد أبرز صورة الكتمان

(ع) حاولت كتمان الهوى فوشت به *** في سرّ قلبي أدمع الأجفان

(ه) لي مقلة تجري الدموع جداولا *** فتسيل مفعمة بأحمر قاني

ص: 135

(ه) وبها غرستُ الورد في وجناتها *** فصدرت عن غرسي ولست (بجاني)

(ر) يا الرجال لضيغم فتكت به *** حدق ُالمها وسوالف الغزلان

(ر) وأسرت من فك الأسارى شأنه *** أبداً فرفقاً بالأسير العاني

(ع) فلأرحان العيس للهادي الذي *** بحماه من جور الزمان أماني

(ج) قلم العلى قد خط فوق جبينه *** ( أثر النجابة ساطع البرهان )

(ج) سبق المجدّ وقد تأنى حلمه *** فکبا المجد وراء شوط الئانی

(ع) طلب الرهان من الكرام فسلموا *** بالسبق للهادي بغير ره-ان

(ع) فلأضربن به الزمان كاننِي *** لاقیت ساعدَه بحد يماني

(ر) غمر الورى من فيض راحة كفه *** حتى نسينا وقعةَ الطوفان

(ع) غاليتُ في مدح السحابة ان أقل *** هي في الندى ويمينه سيان

(ع) انسان عين الدهر أنت ولا أرى *** للعين مكرمة بلا انسان

ص: 136

(ع) من آل جعفر الذين بيوتهم *** قاصي الأنام يؤمها والداني

(ج) الناشرين على فروع هضابها *** للطارقين ذوائب النِيران

(ج) هاتيك عمتهم اقدر جلالها *** حلّ الفخار معاقد التيجان

(ج) لفوا لواءَ الشرك بالأيدي التي *** نشرت شعارَ أقامة وأذان

(ج) وتمازجت بالمكرمات طباعُهم *** كتمازج الأرواح بالأبدان

(ع) واذا أبو الهادي اعتصمتُ به فقد *** أمسيت منه يضفتي ثهلان

(ج) هذي عزائمه التي سجد الورى *** منها لمثل عزائم الفرقان

(ج) من قاسه بسواه علما ردَّه *** حكم اليقين بشاهد الوجدان

(ر) جمع المهابة والخضوع تواضعاً *** فبحقه الضدان مجتمعان

(ع) هو بحر علم كفه بحر الندى *** فجرى الرجا حيث التقى البحران

(ع) ما زال ينظم بالعلوم قلائداً *** فكأنهن قلائد العقيان

ص: 137

(ع) أرسى وأرجح حلمه من يذبل *** لو يوضعان بكفتي میزان

(ج) وقع الخلاف على المفضل في الورى *** وبفضله لم يختلف اثنان

(ع) خضع الزمان له وكان بجيده *** من جوده طوق من الاحسان

(ج) ما كان الا بيته السامي الذرى *** وسواه یهدم ما بناء الباني

(ج) قد شاده و بنی قواعد صرحه *** راسي الدعام ممنَّع الأركان

(ج) أمجاري العباس لم تك جارياً *** مع طرفه السباق في ميدان

(ج) ان يبدو في النادي تطيل سجودها *** وله تخرّ الناس للاذقان

(ج) عن ذكره وعيانه تتناقل الا *** لطاف للأبصار والاذان

(ج) كم هو من قلم بجدّ شبانه *** قصفت قدودَ ذوابل الخرصان

(ج) أو يجري في رغب فقل قلم القضا *** في اللوح أرسل ريقة الثعبان

(ر) أرسى من الشم الهضاب جنابه *** ان طار رعباً قلبُ كلَّ جبان

ص: 138

(ع) يا أيها المولى الذي بعلائه *** الموروث قد أربى على كيوان

(ع) هيهات ما لك من قرين في العلى *** فأقول فقتَ بها على الأقران

(ر) مادام يرمقني بعين عناية *** بُلّغت ما لم يبلغ القمران

(ر) فملوكها خدمي وكل بقاعها *** داري وهذا الدهر من غلماني

(ج) دم أيها الهادي فانك ان تدم *** للدين دام بمنعة وأمان

وله وقد كتبها الشيخ مصطفى التبريزي وفيها مداعبة في قضية خاصة :

يومُ المحب اذا غاب الحبيب سَنه *** وليله لا تذوق العين فيه سِنه

ودّ المتيَّم فيه يوم ودعه *** لو روحه ودعت من قبله بدنه

أودعت لو غفلت عين الرقيب لنا *** سراً يقاسيه قلبي فاه لا أذنه

سلوا الذي كنت أصفيه المودة لم *** صافي الوصال بطول البعد قد أجنه

ذي ناظرٍ أدعج من فوق ذي بلج *** أطار وسنانه من ناظري وسنه

ان كان ينكر من قلبي بليتَه *** فغير فاتن ذاك الطرف من فتنه

ومن سوی سهمه أصمى حشاشته *** وغير اسم ذاك القد من طعنه

فلو رأى وثنيّ حسنَ صورته *** لظل يعبد من سَوَّاه لا وثنه

يظنه موبذٌ جهلاً بخالقه *** یزدانه ورقيبي فيه أه--ر منه

ومذ رأى الحسن أن الوجه كعبته *** أقام شاماته من حوله سدنه

ص: 139

يا يوسفاً لم يبع أنت العزيزُ على *** قلب هواك بفرط الوجد قد سجنه

ان رُمتَ مُثمَنَ قلبى كي لتملكه *** أعطيتُه لك فاجعل قُبلةً ثمنه

کسرتَ قلبي لما أن سكنتَ ب--ه *** ومن يجوّز كسراً للذي سكنه

فان صبرتُ فان الصبرَ من شيمي *** أولا فبالمرتضى لي أسوة حسنه

مذ راح عنه الذي يهوى وجاء *** من الوجه المبرح أمر لم يكن خمنه

وبعد طيب زمان كان يضحكه *** بالوصل يبكى أسىً من بعده زمنه

فربَّ كامل وجدٍ قد أذال وكم *** ثوب اصطبار طواه بعد ما خبنه

له الوجى جملاً سار الخليط به *** ولا رئي طرفه من بعده عطنه

سری به وفؤاد الشيخ يتبعه *** فلا عدت رحمة الباري الذي لعنه

ان بتَّ تشكو زماناً أنت تعرفه *** فأيّ حرّ ترى لا يشتكي زمنه

خذها اليك أخا مسعود جوهرةً *** كانت لمثلك في الأصداف مختزنه

رفّت وراقت لأني ما نظمت بها *** كالبحتري دَداً فيها ولا دَدَنه

وكتب لصديقه الشيخ هادي كاشف الغطاء ، وذلك بعد ما كتب اليه بأبيات من بحر اخترعه :

قد سمعنا من المكارم ذكراً *** فرأينا ذاك السماعَ عَيَانا

جَلَّ عن سائر الموازين قدراً *** فاخترعنا لمدحه الأوزَانا

وكتب له أيضاً في ضمن كتاب من الكاظمية :

تركتُ نظمَ القوافي اليوم عن مَلَلٍ *** وقد ولعتُ كما تدري بها زمنا

ص: 140

فلستُ أنظم لا مدحاً ولا غزلاً *** اذ لم يجد محسناً طرفي ولا حسنا

وكنتَ عيني على الأعداء ترقبهم *** فلا تكن أنت يا عينى لهم أذنا

وله في التوجيه بعلم الفقه :

بنفسي مشروط الجبين هويته *** وما عاب ذاك الشرط من وجهه الحسن

على شرطه قد بعتُ روحي بقُبلةٍ *** لأن لذاك الشرط قسطٌ من الثمن

وله في التوجيه بعلم الهندسة ، وقد كتبها الى الشيخ مصطفى التبريزي وكان قد سافر الى الكاظمية :

قسّمتَني(1) قسمين قلبي غدا *** يقفوك مذ غادرتَ جثماني

ليس بذي القسمين قلبى لكي *** يقوى على بُعدٍ وهجرانِ

قلبی غدا منفصلا أولاً *** وصبري المنفصل الثاني

وله ملغزاً ومورياً باسم « أمين » :

و بمهجتى متن قد تسلّم مهجتي *** نقداً وألوى بالوصال ديوني

عجباً لقلبي كيف ضاع وانني *** أودعته في الحب عند أمينِ

وله متغزلا :

ص: 141


1- ش « قسمين » .

خدّ الحبيب يفوق ورد الروض مذ *** من خده قد صفّه سطرانِ(1)

ما الورد ذو الأشواك ان أنصفته *** ي-ا روضُ مثل الورد ذو الريحان

وله متغزلاً وفيه نكتة التوجيه :

لهفي عليه من تعذر ذا الرشا *** کسواد خدِّ كان أحمر قاني

قد غاب في أسر العذار شقيقه *** واحسرتي(2) في «غيبة النعمان»

وقال :

الى كم أراكم تدّعون تمدناً *** ولم [أر](3) منكم غير ترك التدينِ

اذا كان ذا معنى التمدن عندكم *** فخره بذقن العالَمِ المتمدنِ

وقال والتوجيه بعلم البديع :

لقد كنتُ أحسب قبل الحبيب *** علم البديع أشدّ الحزن

فعلمنى الثغر بضم الحبيب *** و عرفني كيف حسن السنن

ثم غيرهما بقوله :

وقد كنتُ قبل هيامي به *** أعد البديعَ أشدَّ الحزن

فعلمني الثغر طعمَ الفريد *** وعرّفني كيف حسن السنن

ص: 142


1- ش « ورد الروض ند في خطه » .
2- ش « واحيرتي » .
3- الزيادة ليست في خط الناظم .

وكتب الى صديق له في ابان الربيع من سنة 1347 :

اني ذكرتُك والأنهارُ جارية ٌ *** والوَرقُ صادحَةٌ فوق الأفانينِ

والروضُ يختال ذا في غلائله *** [ مما بين حرى ونسرين ](1)

وخانه الدَّهرُ في آذار معتذراً *** مما جناه عليه كفّ تشرينِ

لو مرّ کسری ابرویز بساحته *** ألهاه جوريه عن خدّ شيرينِ

كاسات(2) بلورنا بالشاي مترعة *** وقهوةُ البُنِّ تجلى في الفناجينِ

وقد علا لدخان التبغ طيبُ شذىً *** يكاد يفهم من بالهند والصينِ

يقول مشتاقه من فرط حيرته *** أشمع شيراز ذا أم مسك دارينِ

وقال مضمناً شطر بيت لعمير بن ضابىء البرجمي :

بديعُ جمالٍ من بنى الفرس زارني ***كبدرٍ وغصنٍ حين يبدو وينثني

فمذ نام في جنبى ونام رقيبُه *** (هممت ولم أفعل وكدتُ وليتني)

وله وفيه التضمين مع التورية :

وأما الذي بالشعر يُدعَى لديهم *** فمعنىً بلا لفظ ولفظٌ بلا معنى

و من بعده العصر(3) يضحى زمامُه *** (بأيدي أناس لايرون له وزنا )

وقال وفيه التوجيه :

ص: 143


1- الكلمات غير واضحة في خط الناظم .
2- خ ل « جامات » .
3- كلمة غير واضحة في خط الناظم .

من خطوبٍ الزمان أشكو الى الله *** و حسبى بفضله من مُعيني

ما بلغتُ العشرين سناً ولكن *** تركتني في خلقة التسعينِ

وكتب في الديوان هذا البيت ثم شطب عليه :

ولما رأيتُ الشيبَ جنّح نمله *** فقلتُ نذيراً باقتراب منون

ص: 144

قافية الهاء

قافية الهاء

قال ملغزاً في لفظ « بارق » :

يا أدباء العصر ما موضع *** أوله ضعف(1) لثانيه

وحرفه الثالث ضعف لما *** تحسبه ان عدّ تاليه

ويطلب العاشق من صبّه *** مقلوبَه مع حذف باديه

مع حذف أولاه اذا لم تكن *** علمتَ أن قد سال واديه

وقد نهى الشارعُ عنه اذا *** رخّمتَه مع قلب باقيه

وقال وقد بعث شيئاً من المن (كزانكبين ) الى المرحوم حجة الاسلام الطباطبائي ، وفيه تضمين لشطر بيت للمتنبي :

بلا منّ عليك بعثتُ منّاً *** اليك وذاك احسان اليه

تَقَّبله من المملوك واجعل *** ( قبولك منه منّاً عليه )

ص: 145


1- كذا بتصحيح الناظم . وفي ش « نصف » .

وله في ذم والى اصبهان وفيه التورية بالولاية :

تولّى اصبهانَ أميرُ جورٍ *** ولم يعزله اكثارُ الشكايه

فأظهر في الولاية كلَّ جور *** الهي لاتمته على الولايه

وبعث بكتاب « الوقاية » من تصنيفه في علم الأصول الى بعض أصحابه وكتب على غلافه :

وُقيتَ كلَّ الرزايا *** لما أنتك الوقايه

خذها ودع ماسواها *** فان فيها (الكفايه)(1)

ان ( الهداية )(2) منا *** بداية ونهايه

ص: 146


1- يريد « كفاية الاصول » للمولى محمد كاظم الاخوند الخراساني .
2- يريد «هداية المسترشدين فى شرح معالم الدين لجده الشيخ محمد تقى الأصبهاني.

قافية الياء

قافية الياء

كتب الناظم لعلامة الزمن السيد حسن خلف المرحوم السيد هادي الشهير بالصدر بعد وفاة أبيه قدس سره :

اذا ماقضى الهادي وخَلَّف بعده *** لنا حَسَنا لم نفقد الدهر هاديا

لئن غاب من أفق الهدايةِ كوكب *** فقد لاح فيه ما ينير الدياجيا

وان يك منه الدهر أغمد مرهقاً *** فقد سَلَّ مِن هذا حساماً يمانيا

ولم يخلُ ذاك الغاب يوماً وشبله *** به قد غدا ششن البراثن ثاويا

وان يك صدر الدين عُطّل فابنه *** به قد غدا جيد المفاخر حاليا

فدع رنقاً لم يرو غلة شاربِ *** وردٍ منه ثجاجاً من العلم صافيا

ص: 147

ص: 148

الفهارس

* اسماء اعلام الديوان

* أسماء الامكنة والبلدان

* مصادر التحقيق

* موضوعات الديوان

ص: 149

ص: 150

أسماء أعلام الديوان

(1)

أسماء أعلام الديوان

ابن عبد ربه 134

أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (246 - 328) . كان شاعراً مذكوراً فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها ، وعرف بكتابه الجليل العقد الفريد » ، وكانت له في عصره شهرة ذائعة، وأصيب بالفالج قیل وفاته بأيام .

(الأعلام للزركلي 207/1) .

أبو فراس الحمداني 84

أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي (320 - 357) أمير جيد الشعر ، كان بصحبة سيف الدولة في كثير من غزواته ويقدمه على سائر قومه ، وقاده منبجاً وحران وأعماله، جرح في معركة مع الروم فأسروه وبقي

ص: 151

وقال يشكو من بعض أرحامه وقد أساء اليه مجازاة لاحسانه عليه :

ليلُ الشباب اذ غدى مُفارقي *** لاح صباح الشيب في مَفارقي

ليت بياض ذي الصباح ما بدى *** ودام لي ذاك السوادِ الفائقِ(1)

قدشاب لهوي مثل ماشبتُ فلا(2) *** أصبو لذات القرط والقراطقِ

لا أستعير الغصن للقدّ ولا *** أشبُه الخدود بالشقائق

أصبو الى الدنيا وأدري انها *** معشوقة تمطل وعدَ العاشقِ

فلستُ بالذليل لما أدبرت *** ولا على اقبالها بالواثقِ

ما شمتُ برقاً قط الاخُلَّباً *** وما رأيتُ ضوءَ برقٍ صادقِ

فليقطعّي معشري فانني *** قطعتُ منهم قبلهم علائقي

ما القربُ في الأنساب نافع ٌاذا *** تباعد الأرحامُ في الخلائقِ

کم عارض [منهم] رجوتُ سيبَه *** فلم أصب منه سوى الصواعق

لاغرو ان حرمته فان ذا *** جزاء من يأمل غير الخالق

ليس ابن عمي مانع الرزق ولا *** عمي من دون الاله رازقي

أعضل داء قلة الحظُ فكم *** أعيى دواه كل طبّ حاذقِ(3)

فكم ترى مقصّراً في حَلبَةٍ *** أوهمه الحظ بوهم السابقِ

يا نفسُ لي من الأباء(4) شيمة *** فصاحبينى مرة أو فارقي

لارجعت كفي الي بعد ما *** لحاجةٍ مُدَّت الى الخلائقِ

ص: 152


1- ش و دام لی سواد ذاك الغابق »
2- ش « قد شيب لهوى مثل ما شيت فلا » .
3- ش « اعلى الدوا كل طبيب حاذق » .
4- ش « مر الوفاء » .

من علماء اصبهان .

البرقی 103

الشيخ أبو جعفر أحمد بن خالد بن محمد بن علي بن عبدالرحمن البرقي( ت 274 أو 280). من مشاهير محدثي الشيعة الامامية، كوفي ثفة عرف بكتابه« المحاسن » بالاضافة الى كتبه الكثيرة في الحديث ، كان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر والي العراق ثم قتله، وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن الى برقة قم فأقام بها .

(معجم رجال الحديث 262/2 ، أعيان الشيعة 105/3) .

الثعالبي 85

أبو منصور عبدالملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي النيسابوري (350-429). أئمة من عصره في الأدب والشعر والتاريخ ، سار ذكره في عصره فضربت اليه آباط الابل ، وألف تأليف حسنة اشتهرت بين معاصريه ، ومن أعرفها يتيمة الدهر » و « فقه اللغة » ، و كان فراءاً يشتغل بخياطة جلود الثعالب فقيل له « الثعالبي » .

(وفيات الأعيان 178/3 ، شذرات الذهب 246/3، الأعلام للزركلي 163/4).

جعفر الحلی 37 ، 44 ، 53 ، 93، 134

السيد جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى بن كامل بن منصور الحسيني الحلي (1277-1315) . مولده في « قرية السادة » أحدى قرى الحلة وانتقل

ص: 153

الى النجف الأشرف شاباً فدرس على أعلام علمائها ، وبرز في الشعر حتى أصبح من مشاهير شعراء العراق في عصره وطبع دیوانه باسم « سحر بابل وسجع البلابل » .

(مقدمة سحر بابل ، نقباء البشر ص 288 ، أعيان الشيعة 97/4) .

حافظ الشیرازی 103

شمس الدين محمد بن الشيخ كمال الدين الشيرازي (720 - 791) . أكبر شاعر ايراني عرف بشعره العرفاني الصوفي ، وكان حافظاً للقرآن الكريم مطلعاً على علومه رأساً في العلوم الدينية عظيم الشأن عند أهل العرفان والتصوف، ويقال انه لم يتصل بالملوك والأمراء ترفعاً واعتزازاً بنفسه ، وديوانه معروف مشهور يعتبر من أعمدة الأدب الفارسي .

(ريحانة الأدب 12/2) .

حسن الصدر 147

السيد حسن بن هادي بن محمد علي الصدر الكاظمي (1272 - 1354) . ولد ونشأ بالكاظمية وأخذ العلوم عن أساتذه النجف وعلمائها الأجلاء ثم من الميرزا محمد حسن المجدد الشيرازي في سامراء ، وكان معظماً في الأوساط العلمية ورجع اليه في التقليد بعض المؤمنين ، سكن الكاظمية مشتغلا بالتأليف والتصنيف وتولى شؤون العامة ، وكانت ل-ه مكتبة عامرة عرفت بنوادرمخطوطاتها .

(مقدمة تأسيس الشيعة ، نقباء البشرص 445 ، أعيان الشيعة 325/5 ، معارف الرجال 249/1) .

ص: 154

الحسين عليه السلام 50 ، 52 ، 121

الامام الشهيد أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام (614). ثالث أئمة الشيعة الامامية وريحانة الرسول وابن بنته فاطمة الزهراء عليها السلام ، عاش مع جده النبي «ص » وأبيه الوصي جده النبي ( ص ) وأبيه الوصي وأخيه الحسن السبط بالمدينة المنورة والكوفة ، ونهض في وجه طاغية زمانه يزيد بن معاوية الأموي مستنكراً أعماله المضادة للدين الاسلامي الحنيف فاستشهد في كربلاء. الارشاد للمفيد ص 179 ، تاریخ دمشق لابن عساکر - طبع مجلد خاص منه بالامام الحسين) .

رضا الهندی 33

السيد رضا بن محمد بن هاشم بن شجاعت علي الموسوي الهندي النجفي ( 1290 - 1362) . ولد ونشأ بالنجف الأشرف وأخذ العلم بها وفي سامراء على كبار الفقهاء ، وتوجه الى الأدب والشعر حتى برع فيهما واعتبر من حاملي لوائهما في العراق، وكان موصوفاً بالتقى والصلاح وحسن الأخلاق والعشرة، انتقل الى ناحية « الفيصلية » فتولى الشؤون الدينية والاجتماعية حتى وفاته رحمه الله .

( نقباء البشر ص 768 ، شعراء الغري 81/4 ، معارف الرجال 324/1) .

عباس کاشف الغطاء 121

الشيخ عباس بن الحسن بن جعفر (1253 - 1323). ولد بالنجف الأشرف وبها نشأ وعلى علمائها تتلمذ في المراحل العلمية المختلفة، وكان له تقدم في

ص: 155

العلم والأدب والشعر ، وانتهت اليه زعامة أسرته وأصبح من مشاهير علماء النجف الأفاضل ، وله مؤلفات في الفقه والأدب وغيرهما .

( نقباء البشر ص 992 ، ماضي النجف وحاضرها 161/3) .

عباس کاشف الغطاء 97 ، 134

الشيخ عباس بن علي بن جعفر بن خضر الجناجي النجفي (1242 - 1315). ولد ونشأ بالنجف الأشرف ، وتتلمذ في الفقه والاصول على الشيخ مرتضى الانصاري و آخرين بعده ، ووصف بسمو المكانة في العلم والتقى، وتخرج من حلقات درسه جماعة من أفاضل العلماء ، وكان رئيساً مطاعاً ذا شهرة في الأدب والشعر .

(نقباء البشر ص 1007 ، معارف الرجال 394/1 ، شعراء الغري 490/5).

عبدالمجيد كاشف الغطاء 69 ، 105

الشيخ عبدالمجيد بن الهادي بن عباس بن علي بن جعفر النجفي (1308 - 1323) . أديب شاعر توفي في مقتبل عمره .

(ماضي النجف وحاضرها 167/3) .

علمی افندی 124

على كاشف الغطاء 76، 89 ، 94

علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر بن خضر النجفي (1268 - 1350). ولد في النجف وأخذ العلم من مدرسيها الأفاضل ، وولع بالأدب فبرع فيه

ص: 156

وعشق الكتاب فكون مكتبة مهمة في وقته ، وكان وجيها في الأوساط العلمية وغيرها ، وأهم آثاره كتابه المعروف « الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ».( نقباء البشر ص 1437 ، أعيان الشيعة 316/8 ، ماضي النجف وحاضرها173/3) .

على كاشف الغطاء 127

الشيخ علي بن موسى بن جعفر بن خضر النجفي ، فاضل نجفي .

على العلاق 71

السيد علي بن ياسين بن مطر العلاق النجفي (1293 - 1344 ) . أصله من« العلاق » قرية من نواحي الحلة وولد بالنجف وبها سكن، وهو من الشعراء المتقدمين والأدباء المجيدين، يستحضر أخبار العرب ويروي الجيد من الشعرمع ظرف في الحديث واجادة في النكتة .

(شعراء الغري 318/6 ، نقباء البشر ص 1557 ) .

عمیر بن ضابیء البرجمی 143

عمير بن ضابىء بن الحارث بن أرطاة التميمي البرجمي (ت 75) . شاعر معروف من سكان الكوفة، علم الحجاج بقصة لعمير من عثمان فأمر به فضربت رقبته وأنهب ماله .

(الأعلام للزركلي 89/5) .

ص: 157

کاظم کاشف الغطاء 127،76

الشيخ كاظم بن موسى بن جعفر بن خضر النجفي. فاضل كتب ديوان أبي المجد بخطه .

المتنبى 39، 56 ، 116 ، 118 ، 133 ، 145

أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي (303 - 354) ولد بالكوفة ونشأ بالشام وتنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس ، وقال الشعر صبياً وبرع فيه حتى عد من مفاخر الأدب العربي ، وقيل انه تنبأ ثم تاب ، قتل بالنعمانية بالقرب من دير العاقول .

(الأعلام للزركلي 115/1) .

محمد القزوینی 57

السيد محمد بن مهدي بن حسن بن أحمد القزويني الحلي (1262 - 1335). ولد بالحلة ودرس العلوم الدينية بالنجف ، وكان مولعاً بالعلوم الرياضية اماماً في الأدب والشعر ، رجع بعد بلوغه درجة الاجتهاد في النجف الى الحلة بطلب من أهاليها وكان بها عالماً مرشداً مدرساً حتى توفي .

( معارف الرجال 384/2 ، نقباء البشر - القسم المخطوط ).

محمد جواد الشبيبي 134

الشيخ جواد بن محمد بن شبيب بن ابراهيم بن صقر البطائحي النجفي (1281 - 1363) . ولد ببغداد ونشأ بالنجف والشطرة وبغداد ، ثم استقر بالنجف

ص: 158

للتحصيل وبعد طي المراحل العلمية اتجه الى الأدب والشعر حتى أصبح من مقدمي شعراء العراق في عصره، توفي ببغداد ونقل جثمانه الى النجف .

(نقباء البشر ص 338 ، معارف الرجال 202/1 ، أعيان الشيعة 282/4) .

محمد حسین کاشف الغطاء 34 ، 44 ، 132

الشيخ محمد حسين بن علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر النجفي (1294 - 1373). مولده ونشأته بالنجف الأشرف، وهو من أعلام علمائها المبرزين في الفقه والعقائد والأدب والشعر ، بل هو مفخرة الشيعة ومن رجالاتها المعدودين، وله آثار ومواقف اصلاحية مشهورة خدم الاسلام والمسلمين بها، وكان مقلداً مطاعاً له هيبة الهية في القلوب ونفوذ كلمة عند الحكومة والناس .

(نقباء البشر ص 612 ، الأعلام للزركلي 106/6 ، معارف الرجال 272/2).

محمد رضا کاشف الغطاء 105

الشيخ محمد رضا بن هادي بن عباس بن علي بن جعفر النجفي (1305 - 1366) . ولد ونشأ بالنجف الأشرف وعلى أعلام مدرسيها قطع المراحل العلمية ، وكان يقيم الجماعة في الصحن العلوي الشريف ويدرس جماعة من الأفاضل ، وحاز قسطاً وافراً من العلم وبرع في الأدب ونشر مقالات علمية في الصحف والمجلات.

(نقباء البشر ص 775 ، شعراء الغري 418/8 ، الأعلام للزركلي (127/6) .

محمد سعید الحبوبی 91

السيد محمد سعيد بن محمود بن القاسم بن كاظم الحسني النجفي (1266-

ص: 159

(1333). من وجوه علماء النجف الناشئين بها، وهو بالاضافة الى مقامه الرفيع في العلوم الدينية أديب كبير وشاعر فحل وفي طليعة أعلام الأدب العراقي ، ترك الشعر قبل وفاته بنحو ثلاثين سنة فلم ينظم ولا بيتاً واحداً ، واشترك مع العلماء والمجاهدين في حرب الانكليز وقاد جيشاً الى « الشعيبة » ولكن لم يحالفهم النصر فتوفي السيد في طريق عودته في « الناصرية » .

(نقباء البشر ص 814 ، الأعلام للزركلي 142/6 ، شعراء الغري 147/9 ، أعيان الشيعة 344/9) .

محمد کاظم الطباطبائى اليزدي 86 ، 108، 145

السيد محمد كاظم بن عبد العظيم الطباطبائي اليزدي (ت 1337) . ولد في يزد وقطع مراحله العلمية العالية عند الأساتذة العلماء باصبهان والنجف الأشرف، وتقدم في الفقه حتى أصبح فقيه الشيعة الأكبر في عصره وانتهت اليه المرجعية العامة والزعامة الدينية والعلمية، واشتهرت رسالته العملية « العروة الوثقى » بحيث أصبحت محوراً للتدريس والشرح والتحشية .

(نقباء البشر - القسم المخطوط ، أحسن الوديعة ص 152 ، معارف الرجال 326/2 ، الأعلام للزركلي 12/7 ) .

مسلم بن عقیل 121

مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ت 59 ). نشأ في كنف عمه علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأرسله الحسين عليه السلام سفيراً عنه الى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم ، فغدر به الكوفيون وقتل بأمر ابن زياد والى يزيد بن معاوية . (تنقيح المقال 214/3) .

ص: 160

مصطفى التبریزی 55 ، 73 ، 80، 92 ، 95، 101 ، 105 ، 106 ،95 ،110 ،115 ،119 ، 121 ، 122 ، 139 ، 141

میرزا مصطفى بن الشيخ حسن بن محمد باقر بن أحمد بن اطف علي بن محمد صادق القراداغي التبريزي (ت (1337) . ولد في تبريز وبها نشأ وقرأ على والده وغيره ، ثم هاجر الى النجف الاشرف فأخذ العلوم الدينية على أعلامها وبرز في الأدب والشعر ، ثم عاد الى مسقط رأسه مشتغلا بالوظائف الدينية .

(نقباء البشر - القسم المخطوط ، شعراء الغري 331/11) .

المعرى 83

أبو العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري (363 - 449) . ولد ومات في « معرة نعمان » أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره وقال الشعر وهو ابن احدى عشرة سنة ، وفي شعره آراؤه الفلسفية التي استدل بعض منها على الحاده ، ومن أشهر آثاره « رسالة الغفران » في النثر و « سقط الزند » و « لزوم ما لا يلزم » في الشعر

(الأعلام للزركلي 157/1) .

مهدى الصدر 56

السيد مهدي بن السيد اسماعيل بن محمد صدر الدين الصدر العاملي (1296) -(1358 . جمع الى العلم والفضيلة التبحر في الأدب والشعر والتاريخ ، وأقام الجماعة في الحائر الحسيني وكان مرجوعاً اليه ولكن ابتلي بالفالج سنين حتى توفي .

ص: 161

(تكملة أمل الأمل ص 105 ، نقباء البشر - القسم المخطوط ) .

مهدی النجفى 84،58

الشيخ مهدي بن الشيخ محمد علي ثقة الاسلام ابن الشيخ محمد باقر الأصبهاني( - 1298) ولد باصبهان وبها نشأ وتعلم ثم هاجر الى النجف الأشرف و على كبار مدرسیها حضر .

(نقباء البشر - القسم المخطوط) .

النابغة الذبياني 107

أبوامامة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني (ت نحو (18) . شاعر جاهلي من الطبقة الأولى من أهل الحجاز، تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء ويعرضون عليه شعرهم، وهو أحد الأشراف في الجاهلية وعاش طويلا .

(الأعلام للزركلي 54/3) .

الواحدى 116

أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن متويه الواحدي (ت 468) . أصله من ساوه ومولده ووفاته بنيسابور، عالم معروف بعلوم القرآن والتفسير متقدم في الأدب، له ثلاثة تفاسير وأشهر كتبه أسباب النزول» و «شرح ديوان المتنبى.

(الأعلام للزركلي 255/4 ) .

ص: 162

هادی کاشف الغطاء 42 ، 53 ، 91 ، 93 ، 99 ، 109 ، 120 ، 134 140

الشيخ هادي بن عباس بن علي بن جعفر النجفي (1290 - 1361) . نجفي المولد والمنشأ والمسكن ، وتتلمذ على أعلام الفقهاء بها حتى جمع أطراف العلوم الدينية مع تقدم في الأدب والشعر ، وكان يقيم الجماعة في الصحن العلوي الشريف ، وأشهر تآليفه « مستدرك نهج البلاغة » .

(معارف الرجال 245/3 ، أعيان الشيعة 231/10) .

ص: 163

(2)

أسماء الامكنة والبلدان

أسماء الامكنة والبلدان

أحد: 52

اصبهان: 11 ، 12 ، 13 ، 14 ، 16 ، 17 ، 22 ، 23 ، 146

ایران :12 ، 98

بغداد: 59،23

بلاد العجم: 18

البلقان: 46

تخت فولاد: 23

الجامع العباسي (اصبهان): 9

الحائر الحسيني: 19

خیبر: 52

دارین: 143

دمیاط: 92

ص: 164

الرجيبة: 53

الرصافة: 59

الروم: 124

سامراء :13

سلطان آباد (أراك): 16

شیراز: 143

الطف (الطفوف): 50 ، 01 ، 02 ، 15 ، 123

العراق: 13 ، 16 ، 83، 98

الفراة: 52

قم: 16، 17

الكاظمية: 109، 141،140

کربلا: 15 ، 19 ، 50 ، 92080، 101 ، 122

محلة العمارة: 37

مرقد مسلم بن عقیل: 121

مسجد الامام (اصبهان): 9

مسجد سهیل: 121

مسجد نو (اصبهان): 16،9

النجف الأشرف: 12، 13 ، 14 ، 19 ، 18 ، 20 ، 44 ، 53 ، 94

الهند: 143

ص: 165

(3)

مصادر التحقيق

مصادر التحقيق

1 - آثار الحجة

للشيخ محمد الرازي ، طبع مؤسسة مطبوعاتي دار الكتاب بقم .

2 - أحسن الوديعة

للسيد محمد مهدي الأصبهاني الكاظمي، طبع المطبعة الحيدرية بالنجف سنة 1388 ه- .

3- الارشاد

للشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، طبع دار الكتب الاسلامية بطهران سنة 1377 ه- .

4- الأعلام

للأستاذ خير الدين الزركلي ، طبع دار العلم للملايين ببيروت سنة 1980 م .

5 - أعيان الشيعة

للسيد محسن الأمين العاملي، طبع دار التعارف للمطبوعات ببيروت سنة 1403ه- .

ص: 166

6 - تاريخ دمشق

للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر، قسم الامام الحسين عليه السلام ، طبع دار المحمودي في بيروت سنة 1398 ه بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي .

7 - تذكرة القبور

للسيد مصلح الدين المهدوي، طبع مطبعة الرباني باصبهان سنة 1348 ش .

8 - تكملة أمل الأمل

للسيد حسن الصدر الكاظمي، طبع مطبعة الخيام في قم سنة 1406 ه- بتحقيق السيد أحمد الحسيني .

9 - تنقيح المقال

للشيخ عبدالله المامقاني ، طبع انتشارات جهان بطهران .

10 - الذريعة الى تصانيف الشيعة

للشيخ آغا بزرك الطهراني ، طبع النجف وطهران .

11 - ريحانة الأدب

للشيخ محمد علي المدرس الخياباني ، طبع مطبعة الشفق في تبريز .

12 - سحر بابل وسجع البلابل

ديوان السيد جعفر الحلي ، طبع مطبعة العرفان بصيدا سنة 1331 ه- .

13 - شذرات الذهب

لأبى الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي ، طبع مكتبة القدسي بالقاهرة سنة 1350ه- .

14 - شعراء الغري

الأستاذ علي الخاقاني ، طبع المطبعة الحيدرية بالنجف سنة 1373 ه- .

ص: 167

15 - صحاح اللغة

لأبي نصر اسماعيل بن حماد الجوهري ، طبع دار الكتاب العربي بالقاهرة بتحقيق الأستاذ أحمد عبد الغفور العطار .

16 - گنجینه دانشمندان

للشيخ محمد الرازي ، طبع المطبعة الاسلامية بطهران سنة 1352 ش .

17 - لسان العرب

لجمال الدین محمد بن مكرم المعروف بابن منظور الافريقي ، طبع دار صادر ببيروف سنة 1388ه- .

18 - ماضي النجف وحاضرها

للشيخ جعفر محبوبة ، مطبعة الاداب بالنجف سنة 1376 ه- .

19 - مستدرك معجم المؤلفين

الأستاذ عمر رضا کحاله ، طبع مؤسسة الرسالة في بيروت .

20 - مصفى المقال

للشيخ آغا بزرك الطهراني ، طبع مطبعة الحكومة بطهران سنة 1378 ه- .

21 - معارف الرجال

للشيخ محمد حرز الدين ، طبع مطبعة النجف بالنجف سنة 1383 ه- بتعليق

حفيده الشيخ محمد حسين حرز الدين .

22 - معجم رجال الحديث

للمرجع الديني السيد أبى القاسم الخوئي ، طبعة بيروت سنة 1403 ه .

23 - معجم المؤلفين

للأستاذ عمر رضا کحاله ، طبع دار احیاء التراث العربي في بيروت .

24 - معجم المؤلفين العراقيين

ص: 168

للأستاذ كوركيس عواد ، مطبعة الارشاد ببغداد سنة 1969م

25 - نقباء البشر

للشيخ آغا بزرك الطهراني ، وهو من أجزاء طبقات أعلام الشيعة ، طبع مطبعة السعيد بمشهد سنة 1404ه-

26 - وفيات الأعيان

لأبي العباس أحمد بن محمد ابن خلكان، طبع دار الثقافة بيروت بتحقيق الدكتور احسان عباس .

ص: 169

فهرس الموضوعات

تقديم ، بقلم الشيخ مهدي مجد الاسلام النجفي ...5

(ترجمة أبى المجد)

عشيرته وبيته ... 11

مولده ونشأته ... 12

ثقافته العالية ... 13

في اصبهان ... 16

نظرة في شعره ... 17

نثره الفني ... 18

شيوخه في رواية الحديث ... 19

المجازون منه ...20

مؤلفاته ... 21

وفاته ... 23

ص: 170

تحقيق الديوان ... 25

نماذج من مخطوطات الديوان ... 27

( ابواب الديوان )

قافية الهمزة ... 33

قافية الباء ... 34

قافية التاء ...44

قافية الحاء ... 49

قافية الدال ... 50

قافية الذال ... 62

قافية الراء ... 63

قافية الزاى ...88

قافية السين ...89

قافية الضاد ...91

قافية الطاء ...92

قافية العين ...94

قافية الفاء ... 99

قافية القاف ... 101

قافية الكاف ... 105

قافية اللام ... 109

قافية الميم ...120

قافية النون ...132

ص: 171

قافية الهاء ... 145

قافية الياء ... 147

أسماء أعلام الديوان ... 151

فهرس الأمكنة والبلدان ... 164

مصادر التحقيق ... 166

ص: 172

أخطاء مطبعية

ص س خطأ صحيح

42 4 يحلوى بحلوى

46 4 السوف السيوف

48 11 ترجمة ترجمه

56 16 وثهديد وتهديد

70 7 والنحرِ والنحرَ

77 7 وخضر وخصر

128 21 2 1

128 22 1 2

ص: 173

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.