النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله و وجوده النوريّ

هوية الكتاب

النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله و وجوده النوريّ

هوية الكتاب: النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله و سلم) ووجوده النوري

المؤلف: مسلم الداوري

تحقيق: مؤسّسة الإمام الرّضا (علیه السلام) للبحث والتحقيق العلمي

الناشر: دار الأنصار

صفّ الحروف والإخراج الفنّي: مؤسّسة الإمام الرّضا (علیه السلام) - أبو حسن السماوي

الكمّية: 2000 نسخة

الطبعة: الأولى - 1429 ه- / 2008 م

عدد الصفحات والقطع: 328 صفحة - وزيري

المطبعة: سيد الشهداء

محرر رقمي:محمد المنصوري

ص: 1

اشارة

النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ووجوده النوريّ

تأليف :مسلم الداوري

تحقيق :مؤسّسة الإمام الرّضا عليه السلام

للبحث والتحقيق العلمي

ص: 2

هوية الكتاب: النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله و سلم) ووجوده النوري

المؤلف: مسلم الداوري

تحقيق: مؤسّسة الإمام الرّضا (علیه السلام) للبحث والتحقيق العلمي

الناشر: دار الأنصار

صفّ الحروف والإخراج الفنّي: مؤسّسة الإمام الرّضا (علیه السلام) - أبو حسن السماوي

الكمّية: 2000 نسخة

الطبعة: الأولى - 1429 ه- / 2008 م

عدد الصفحات والقطع: 328 صفحة - وزيري

ویراستار دیجیتالی:محمد منصوری

المطبعة: سيد الشهداء

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين

ص: 5

ص: 6

الإهداء

إلى بضعة النّبيّ المختار ..

ومهجة قلبه وكوثره ..

وروحه الّتي بين جنبيه ..

وأمّ أوصيائه ..

والمظلومة من بعده، وأوّل مَن لحق به ..

فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين ..

نرفع صحائف وجود نور أبيها المبين ..

لعلّنا نكون عند اللّه من المرحومين ..

بشفاعتها وشفاعة أبيها وبعلها وبنيها الطّاهرين

ص: 7

ص: 8

كلمة المؤسّسة

اشارة

الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.وبعد، إنّ الغاية من خلق الإنسان هي: الوصول إلى كماله المنشود، وتحصيل الكمال متوقّف على معرفة الطريق الموصل إليه، وهو السلوك العملي. ولمّا كان الإنسان عاجزا عن معرفة هذا الطريق اعتمادا على قابليّاته الذاتيّة فقط؛ لوضوح قصورها عن نيل الكمال المذكور والوصول إليه، فلابدّ للإنسان من اتّباع الأنبياء الّذين أُرسلوا كمبلّغين ومرشدين ومصلحين ومتّصلين بخالق الإنسان، وبهذا يثبت لنا: أنّ الإنسان محتاج إلى خالقه؛ لغرض تحصيل كماله المنشود.

والغرض: أنّ الطبيعة الاجتماعيّة للإنسان تحتّم عليه العيش في ضمن مجتمعه الّذي يتواجد فيه؛ لغرض تحصيل كمالاته الدنيويّة والأخرويّة؛ لأنّ غاية الإنسان من السعي والعمل في الدنيا إنّما هي: تأمين سعادته الأخرويّة، الّتي لا تتحقّق له إلاّ بتحقيق القرب من ربّه جلّ وعلا، والوسيلة لهذا القرب هي:

ص: 9

معرفته وعبادته سبحانه وتعالى، الّتي هي الغاية من خلقه، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُون»(1).

ثمّ إنّ الإنسان لا يتمكّن من تحصيل المعرفة التامّة عن طريق العقل الّذي ميّز به عن سائر الحيوانات؛ وذلك لعدم إحاطته المكانيّة، فهو غير قادر على وضع قانون شامل لكلّ الناس على اختلاف خصائصهم المكانيّة وبيئاتهم وظروفهم المعاشيّة، كما أنّه قاصر عن الإحاطة الزمانيّة، فلا يستطيع كشف الأمور المستقبليّة حتّى يضع لها النظام الملائم لتلك الأزمنة، بالإضافة إلى عدم إحاطته بحاجاته الروحيّة، فضلاً عن حاجات الجميع. وبالإضافة إلى هذا وذاكفالإنسان مزوّد أيضا بغرائز متدافعة، ولذا نرى: أنّه يسعى بطبيعته نحو تحصيل المنافع الخاصّة به، وعلى حساب غيره؛ تبعا لغريزة حبّ الذات: سواء كان عن وعيٍ منه أم لا.

والحاصل: أنّ الإنسان عاجز عن وضع النظام الشامل العام الّذي ينظّم له مسيرة حياته الدنيويّة، الّتي تمهّد له السعادة والفلاح في الحياة الأبديّة في الآخرة؛ بغية تحصيل السعادة المطلقة.

وعليه فإنّ مقتضى الربوبيّة المطلقة هو: إرشاد الإنسان إلى هذا الطريق الموصل إلى الكمال، وذلك عن طريق الوحي المنزل على الأنبياء، وإلاّ يلزم أن يكون الخالق غير عالم بحاجة الإنسان إلى ذلك، أو غير قادر على بيان ذلك مع علمه بحاجة الإنسان، أو بخيلاً عليهم، وكلّ ذلك ممتنع على اللّه سبحانه وتعالى.

وبهذا يتّضح: أنّه لابدّ للخالق سبحانه وتعالى من بيان ذلك عن طريق .

ص: 10


1- سورة الذاريات، الآية: 56 .

الوحي الإلهي المنزل على الأنبياء صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين؛ لأجل استكمال الغاية أو بلوغ الهدف من الخلق، كلّ بحسب قابليّاته وعمله الصادر عن اختياره وإرادته.

ومن هنا يمكن استكشاف الآثار والفوائد المترتّبة على بعث الأنبياء والمرسلين، والّتي يمكن إجمالها في:1 - التذكير والإنذار والتبشير تجاه ترسيخ عقيدة التوحيد في النفوس، وجعلها محور حركة الإنسان على مستوى الفرد والجماعة، وبذلك يكون الأنبياء عليهم السلام قد أوجدوا ضمانة عدم الانحراف على مستوى التقنين، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّه َ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ(1).

وقال الإمام عليّ عليه السلام : «ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه، وليقرّوا به بعد إذ جحدوه، وليثبتوه بعد إذ أنكروه»(2).

وقال عليه السلام أيضا: «ليستأدُوهم ميثاق فطرته، ويذكّروهم منسيّ نعمته، ويحتجّوا عليهم بالتّبليغ»(3).

2 - تولّي القيادة في المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والقضائيّة، وذلك مرهون بتوفّر الظروف المساعدة على ذلك، قال تعالى:

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّه ُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ.

ص: 11


1- سورة النحل، الآية: 36.
2- نهج البلاغة: 204، الخطبة 147 .
3- نهج البلاغة: 39، الخطبة 1 .

فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ(1).

3 - إتمام الحجّة على الناس، قال تعالى: رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُون لِلنَّاسِ عَلَى اللّه ِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل(2).

وقال الإمام الباقر عليه السلام : «إنّ اللّه لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة إلاّ أنزله في كتابه، وبيّنه لرسوله، وجعل لكلّ شيء حدّا، وجعل عليه دليلاً»(3).

معرفة النبيّ صلى الله عليه و آله :

وقبل التطرّق إلى بعض خصائص النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله لابدّ من التذكير بالفترة الّتي جاء فيها النبيّ صلى الله عليه و آله برسالة السماء؛ فإنّها تكشف عن عظم شخصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وقوّة تأثيرها في المجتمع الّذي عاصره. وقد وصف أمير المؤمنين عليّ عليه السلام تلك الفترة قائلاً: «أرسله على حين فترة من الرّسل، وطول هجعةٍ من الأمم، واعتزامٍ من الفتن، وانتشارٍ من الأمور، وتلظٍّ من الحروب، والدنيا كاسفة النّور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرارٍ من ورقها، وإياسٍ من ثمرها، واغورارٍ من مائها، قد درست منار الهدى، وظهرت أعلام الرّدى، فهي متجهِّمة لأهلها، عابسة في وجه طالبها. ثمرها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها

ص: 12


1- سورة البقرة، الآية: 213 .
2- سورة النساء، الآية: 165 .
3- بصائر الدرجات 1 : 25 ، الباب 3، الحديث 3، وتفسير العيّاشي 1 : 17، الحديث 13، وفيه: «وجعل دليلاً يدلُّ عليه».

الخوف، ودثارها السيف»(1).

ومن خلال هذه الصورة لواقع عاصره النبي صلى الله عليه و آله نودّ الإشارة إلى بعض الخصائص الّتي امتازت بها نبوّة الرّسول الأعظم صلى الله عليه و آله ، والّتي لها الأثر الكبير في منهج الرسالة، وفي تصحيح حركة المجتمع الإسلامي على المسار الصحيح الّذي أراده اللّه سبحانه وتعالى له، وفي ذلك ضمان لانتشال الإنسان من هاوية الضلال، من خلال معرفته بالنبيّ صلى الله عليه و آله :

1 - العصمة، وهي محور رئيسي في تكوين العلاقة بينه صلى الله عليه و آله وبين أمّته، وقد أكّد أئمّة أهل البيت عليهم السلام عليها، وأنّه صلى الله عليه و آله معصوم في جميع مراحل حياته بأعلى درجات العصمة.

2 - أنّ القرآن الكريم معجزة النبيّ الأمّيّ صلى الله عليه و آله الخالدة والّتي تكشف عن صدق ما جاء به، فضلاً عن سائر المعجزات الّتي تثبت بها نبوّته صلى الله عليه و آله .

3 - المؤهّلات الخلقيّة والاجتماعيّة الّتي تمتّع بها النبيّ صلى الله عليه و آله قبل البعثة وبعدها، حتّى أنّ قريشا كانت تلقّبه بالصّادق الأمين، وجاء القرآن الكريم ليثبت هذه الصفة العظيمة، فقال تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»(2). وقد بيّن صلى الله عليه و آله مصدر هذه التربية العظيمة بقوله: «أدّبني ربّي، فأحسن تأديبي»(3).

4 - الحقيقة النوريّة، وهي الجانب الأكثر أهمّية في الوجود المقدّس للنبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله والصعبة المنال على بني البشر. نعم، يمكن لهم الوقوف على بعض تلك الحقيقة، وكلّ بحسب قدراته، وما له من الحظّ من المعرفة والقرب من اللّه .

ص: 13


1- نهج البلاغة: 121، الخطبة 89 .
2- سورة القلم، الآية: 4 .3 - مجمع البيان 10 : 86 .

سبحانه وتعالى، وإلى هذا المعنى أشار صلى الله عليه و آله بقوله: «يا عليّ ما عرف اللّه إلاّ أنا وأنت، ولا عرفني إلاّ اللّه وأنت، ولا عرفك إلاّ اللّه وأنا»(1).

ولكن هذه المعرفة المحدودة بمقدار قابليات الإنسان وعمله وطهارة روحه لها أثرها البالغ في تحديد مسيرته التكامليّة على أساس ما أمر به اللّه سبحانه وتعالى، وهذه المعرفة المخفية والّتي أصابتها يد الإهمال عبر التاريخ يراد بها: الوقوف على حقيقة خَلْقِ النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ، وسرّ وجوده المقدّس، ولهذا البحث أثر معنوي وعملي على الشخصيّة الإسلاميّة.

هذه الحقيقة يحاول الكتاب - الماثل بين يديك عزيزي القارى ء الكريم - أن يسلّط الضوء عليها، لِتُحقّق لنا معرفة إسلامية بالنبي صلى الله عليه و آله .

ومن محاسن الكتاب أنّه من ثمرات بحث سماحة شيخنا الأستاذ آية اللّه الشيخ مسلم الداوري حفظه اللّه، كما أنّه باكورة عمل مؤسّسة الإمام الرّضا عليه السلام للبحث والتحقيق العلمي، وامتاز الكتاب بميزات يمكن إجمالها في:

1 - أنّه أوّل كتاب يتناول بشكل مستقلٍّ الأحاديث الدالّة على: أنّ أوّل الخليقة هو الوجود النوري للنبيّ الأعظم محمّد صلى الله عليه و آله ، مع ذكر الشواهد والمؤيّدات بشكل موسّع وعلمي رصين.2 - استكشاف اتّفاق المسلمين على الحقيقة النوريّة للنبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله .

3 - الإشارة إلى مراتب الوجود النوري للنبي الأعظم صلى الله عليه و آله وخصائص مقامات هذا الوجود والّتي من شأنها أن تعيد للأمّة وحدتها وكرامتها لو رُجع إليها وفُهمت بشكل سليم، كما أراد اللّه تعالى ذلك. .

ص: 14


1- تأويل الآيات الظاهرة: 145، تفسير سورة النساء، الآية: 69.

4 - تفنيد الشبهات المثارة في بعض موارد البحث، وردّ شبهة الغلوّ وغيرها ممّا يمكن أن يخطر في بعض الأذهان القاصرة عن فهم مقام النّبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ببيان واضح ودقيق.

ولا يفوتنا أن نقدّم شكرنا وتقديرنا إلى الأخوة الفضلاء الّذين ساهموا في تحقيق وإخراج الكتاب، سائلين المولى عزّوجلّ: أن يتقبّل منّا هذا الجهد، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وينفع به المؤمنين والمؤمنات، إنّه وليّ قدير.

حسن عبد الحسين العبودي

مؤسّسة الإمام الرّضا عليه السلام للبحث والتحقيق العلمي

8 ربيع الأوّل 1429 ه-

ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

ص: 15

ص: 16

مقدّمة

لمّا كانت الغاية من الخلق هي: عبادة اللّه عزّوجلّ(1) الّتي توجب التقرّب والاتّصاف بكمالاته تعالى، وهي فرع المعرفة والعلم به تعالى، ومعرفته تعالى لا تتمّ إلاّ بمعرفة حجّته ورسوله صلى الله عليه و آله ؛ إذ هو الآية الكبرى، والجامع لصفاته العليا، والمظهر الأعلى، كانت هذه المعرفة ركناً للدين، وقواماً له؛ إذ هي الطريق الصحيح الوحيد إلى معرفة اللّه عزّوجلّ، وبدونها لا يُهتدى إلى معرفته جلّ وعلا.

وللمعرفة والاعتقاد باللّه عزّوجلّ وبنبيّه صلى الله عليه و آله الدور العظيم في بعث الإنسان على عمل الخير، وإبعاده عن عمل الشرّ، وهذا كفيل بنشوء مجتمع قائم على مبدأ العدل والسلام بدلاً من الظلم والعدوان، بل إنّ حقيقة العبادة بالتوجّه إليه تعالى بنحو يليق بجنابه المقدّس لا تحصل إلاّ بها وعن طريقها، لا عن طريق آخر؛ إذ بها تعرف كيفيّة العبادة اللائقة به تعالى.

كما أنّ لها الأثر البالغ في الرقي إلى درجات الإيمان والصلاح؛ فإنّ للناس مراتب كثيرة ومتفاوتة في معرفة اللّه تعالى ومحبّته على حدّ ما لهم من

ص: 17


1- إشارة إلى قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ من سورة الذاريات، الآية: 56.

مراتب في معرفة النّبيّ وأوصيائه، فكلٌّ ينتفع بمعرفته على قدر استعداده وكماله ومتابعته لهم قولاً وعملاً. فمن كانت معرفته بالنبيّ صلى الله عليه و آله أكثر وأعمق فمعرفته باللّه عزّ وجلّ تكون أكثر وأعمق، فقد يصل الموءمن المجاهد إلى أعلى درجات الإيمان، ويستحقّ أن يكون حاملاً للأسرار والمعارف العالية الّتي لا يمكن أن يصلها غيره، كما هو الحال في سلمان رضى الله عنه الّذي وسم بوسام الشرف الموءبّد: «سلمان منّا أهل البيت»(1)، وأضرابه ممّن سار على درب الإيمان اللاحب، وخضع بكلّه لحجّة اللّه الأمين صلى الله عليه و آله وأوصيائه الميامين عليهم السلام .

نعم، من تنكّب عن الطريق وحاد عن منهج خير العباد صلى الله عليه و آله تراه يتخبّط في صحراء الجهل بسوء اختياره، يريد محو الشريعة بإخراج ما هو من صميمها منها، وبإدخاله ما ليس له مساس بها فيها، فتراهم بين غلاة وحلوليّين، وبين نُصّاب وقشريّين، ينسبون لموءسّسي الدين ما لم يقولوه، أو ينفون عنه ما أثبتوه؛ بغياً وعدواناً، وما ذلك إلاّ نتيجة جهلهم - عن قصور أو تقصير - بمقام النّبيّ صلى الله عليه و آله وأوصيائه عليهم السلام .

والحاصل: أنّ معرفة النّبيّ صلى الله عليه و آله وأوصيائه عليهم السلام لازمة وضروريّة بحكم العقل والشرع، وهي ضمان لحفظ العقيدة والإيمان والشريعة وأحكامها.

ولذا عزمنا على دراسة ما ورد من الأخبار الكثيرة ممّا يتعلّق بمعرفة النّبيّ صلى الله عليه و آله من طرق أهل السنّة، ومن طرق أهلالبيت عليهم السلام ، وبذلك نرجو أن نكون قد ساهمنا في التخفيف من المشاكل والخلافات الناتجة عن الجهل بمقام النّبيّ صلى الله عليه و آله ، وهذه غاية كلّ مسلم غيور على دينه ونبيّه؛ إذ يطلب من اللّه عزّوجلّ في كلّ يوم عدّة مرّات الهداية إلى صراطه المستقيم. .

ص: 18


1- عيون أخبار الرّضا عليه السلام 1 : 70، الباب 31، الحديث 282، والاختصاص: 341 .

وليس مقصودنا من الضرورة: أنّ هذه المرتبة من المعرفة من الفرائض والواجبات الّتي يجب تحصيل العلم بها؛ وذلك لأن الواجب هو: الاعتقاد بنبوّة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأنّه رسول من قِبَل اللّه عزّوجلّ وإطاعته واجبة، وهذا المقدار يكفي في صدق الإسلام، كما أنّه لا يجب الاعتقاد بها تقليداً؛ حيث إنّ العلماء قالوا واعترفوا بها كسائر الأحكام التقليديّة، بل المقصود: أنّ هذه المعرفة هي المرتبة العليا والدرجة الأسنى والحظّ الأوفى لمن نظر في هذه الأحاديث وحصل له الاطمئنان بصحّتها؛ فإنّه يفتح من ذلك له باب، بل أبواب من العلم والمعرفة، ويصل إلى درجات ومقامات عالية، وتحصل له الاستقامة في الدين والدنيا والآخرة إن شاء اللّه تعالى.

وهذه الأخبار كثيرة ومتواترة، وتعدّ من غرر الأحاديث، وفيها معانٍ عالية غامضة، ونحن سنتعرّض للبحث عنها بمقدار ما يمكننا من فهمها في ضمن مباحث ثلاثة:

المبحث الأوّل: في ذكر الأحاديث الدالّة على الوجود النوريّ للنبيّ صلى الله عليه و آله .المبحث الثاني: في بيان دلالتها، ومدى اعتبار أسنادها.

المبحث الثالث: في بيان جملة ما يترتّب عليها من الفوائد والآثار الّتي من شأنها أن تقضي على الخلافات.

ص: 19

ص: 20

المبحث الأوّل في ذكر الأحاديث الدالّة على الوجود النوريّ للنبيّ صلى الله عليه و آله

اشارة

وهي على طوائف:

! الطائفة الأُولى: الأحاديث الواردة من طرق أهل السنّة

! الطائفة الثانية: الأحاديث الواردة من طرق الإماميّة، وهي على

قسمين، يأتي بيانهما

! الطائفة الثالثة: الأحاديث الموءيِّدة من طرق الإماميّة، ومن طرق أهل السنّة

ص: 21

ص: 22

الطائفة الأولى الأحاديث الواردة من طرق أهل السنّة

اشارة

وفيها خمسة وعشرون حديثا

! من نور اللّه عزّوجلّ خلق نور النبيّ صلى الله عليه و آله

! نور النبيّ صلى الله عليه و آله هو أوّل ما خلقه اللّه تبارك وتعالى

! نور النبيّ صلى الله عليه و آله هو المنشأ لخلق الممكنات

! النور هو مادّة الخلقة وأصلها

ص: 23

ص: 24

الأحاديث الواردة من طرق أهل السنّة:

اشارة

أوّلاً: ما ورد عن سلمان رضى الله عنه :

1 - روى ابن حنبل في «فضائل الصحابة»:قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدّثنا الفضيل بن عياض، قال: حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال: سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق اللّه آدم قسّم ذلك النور جزئين، فجزء أنا وجزء عليّ عليه السلام »(1).

ورواه الخوارزمي في «المناقب»:

قال: وأخبرني شهردار هذا إجازةً، أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه الهمداني كتابةً، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد العطشي، حدّثنا أبو سعيد العدوي، حدّثني الحسن بن عليّ، حدّثنا أحمد بن

ص: 25


1- فضائل الصحابة 2 : 662، الحديث 1130 .

المقدام العجلي، أبو الأشعث، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال: سمعت حبيبي المصطفى محمّد صلى الله عليه و آله يقول: ... وذكر الحديث المتقدّم، وزاد فيه: «بين يدي اللّه عزّوجلّ مطبقا، يسبّح اللّه ذلك النور ويقدّسه»(1).

ورواه ابن المغازلي الواسطي الشافعي في «المناقب» مسنداً، وفي لفظه: «فلمّا خلق اللّه آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل فيشيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب، ففيّ النبوّة، وفي عليٍّ الخلافة»(2).

ورواه ابن الجوزي في «تذكرة الخواصّ»(3).

ورواه ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة»، ونقل اللفظ الأوّل بعينه، ثمّ قال: رواه أحمد في «المسند»، وفي كتاب «فضائل عليّ عليه السلام »، وذكره صاحب كتاب «الفردوس»، وزاد فيه: «ثمّ انتقلنا حتّى صرنا في صلب عبد المطّلب، فكان لي النبوّة، ولعليٍّ الوصيّة»(4).

ورواه الكنجي في «كفاية الطالب»، قال: أخبرنا أبو إسحاق الدمشقي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن يحيى، حدّثنا أبو سعيد العدوي، حدّثنا أبو الأشعث، حدّثنا الفضل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن .

ص: 26


1- المناقب للخوارزمي: 145، الحديث 169.
2- المناقب لابن المغازلي: 144، الحديث 130، وفيه أيضا: «بين يدي اللّه عزّوجلّ، يسبحُ اللّه ذلك النور ويقدّسه».
3- تذكرة الخواص: 50، وفيه: «كنت أنا وعليّ بن أبي طالب».
4- شرح نهج البلاغة 9 : 117.

زاذان، عن سلمان، الحديث(1)، كما تقدّم عن «المناقب».ورواه محبّ الدين الطبري في «الرياض النضرة» بما تقدّم في لفظ الأوّل بعينه(2).

ورواه الحمويني في «فرائد السمطين»، قال: أنبأني أبو طالب [عليّ] بن أنجب الخازن، عن ناصر ابن أبي المكارم إجازةً، أنبأنا أبو الموءيّد الموفّق بن أحمد إجازةً إن لم يكن سماعاً.

وأنبأني العزيز بن محمّد [ابن أبي القاسم]، عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازةً، [قالا: أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازةً] ... ، الحديث كما تقدّم عن «المناقب» للخوارزمي(3).

ورواه الذهبي في «ميزان الاعتدال»، قال ابن عساكر في تاريخه: أنبأنا أبو غالب، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ... ، الحديث كمافي «المناقب»(4).

وقد رووا الحديث كلّهم عن سلمان، عن «المسند» وعن «فضائل الصحابة» لأحمد بن حنبل، ولكن في النسخ المطبوعة منهما لا يوجد هذا الحديث، مع أنّه قد نقل في «إحقاق الحقّ» عن نسختهما المخطوطتين. والظاهر: أنّ يد التصحيف قد لعبت وأسقطت الحديث منهما، كما نشاهد نظير ذلك في كثير من أحاديث الفضائل؛ فإنّها تحذف بمجرّد أنّها لا تتوافق مع مزاج الناشرين والمعلّقين على المسانيد والكتب الروائية، وهذا تحريف موجب لحطّ اعتبار 4.

ص: 27


1- كفاية الطالب: 315.
2- الرياض النضرة 3 : 103، الحديث 1310.
3- فرائد السمطين 1 : 42، الحديث 6 .
4- ميزان الاعتدال 1 : 507 / 1904.

كتبهم ورواياتهم، ومخالف لحفظ الأمانة العلميّة، نعوذ باللّه تعالى من اتّباع الأهواء.

ورواه ابن حجر العسقلاني في «لسان الميزان»، قال: قال ابن عساكر في «تاريخه»: أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عليّ محمّد ابن أحمد بن يحيى ... ، الحديث كما تقدّم عن «المناقب»(1).

2 - روى الحمويني في «فرائد السمطين»، قال: أخبرني السيّد النسّابة عبد الحميد بن فخّار الموسوي رحمه الله كتابةً، أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرّحمن ابن عبد السميع الواسطي إجازةً، أنبأنا شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمّي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز القمّي، أنبأنا الإمام حاكم الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم النطنزي، قال: أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد، قال: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ، قال: أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد، قال: أنبأنا الحرث ابن أبي أسامة التميمي، قال: حدّثنا داود بن المحبر بن قحذم، قال: أنبأنا قيس بن الربيع عن عبادة بن كثير، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي رضى الله عنه ، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور اللّه عن يمين العرش، نسبّح اللّه ونقدّسه، من قبل أن يخلق اللّه عزّوجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة. فلمّا خلق اللّه آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثمّ نقلنا إلى صلب عبد المطّلب، وقسمنا نصفين، فجعل نصف في صلب أبي عبد اللّه، وجعل نصف [آخر] في صلب عمّي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف، وخلق عليٌّ من النصف الآخَر،.

ص: 28


1- لسان الميزان 2 : 426 / 2532.

واشتقّ اللّه تعالى لنا من أسمائه أسماء، فاللّه عزّوجلّ محمود وأنا محمّد، واللّه الأعلى وأخي عليّ، واللّه الفاطر وابنتي فاطمة، واللّه محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوّة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، وأنا رسول اللّه، وعليّ ولي اللّه»(1).

3 - روى الفقيه أبو الحسن في «مائة منقبة» من طريق العامّة بإسناده، عن سلمان الفارسي وابن عبّاس، قالا: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «دنوت من ربّي، فكنت منه كقاب قوسين أو أدنى، وكلّمني بين جبلي العقيق، ثمّ قال: يا أحمد، إنّي خلقتك وعليّاً من نوري، وخلقت هذين الجبلين من نور وجه عليّ بن أبي طالب. فوعزّتي وجلالي، لقد خلقتهما علامة بين خلقي، يعرف بها الموءمنون»، الحديث(2).

ثانيا: ما ورد عن أبي ذر رضى الله عنه :

4 - روى ابن المغازلي في «المناقب» قال: أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن الحسن بن سليمان، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد العكبري، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن عتاب الهروي، حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدّثنا أبي عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «كنت أنا وعليّ نوراً عن يمين العرش،يسبّح اللّه ذلك النور ويقدّسه، قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام. فلم أزل أنا وعليّ في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب .

ص: 29


1- فرائد السمطين 1 : 41، الحديث 5.
2- مائة منقبة: 147، المنقبة 93 .

عبد المطّلب»(1).

وذكره القندوزي في «ينابيع المودّة»(2).

ثالثا: ما ورد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضى الله عنه :

5 - ما رواه الصفوري الشافعي في «نزهة المجالس» بسنده، عن جابر بن عبد اللّه رضى الله عنه ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «إنّ اللّه خلقني وخلق عليّاً نورين بين يدي العرش، نسبّح اللّه ونقدّسه، قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام. فلمّا خلق اللّه آدم أُسكنّا في صلبه، ثمّ نقلنا من صلب طيّب وبطن طاهر حتّى أسكنّا في صلب إبراهيم. ثمّ نقلنا من صلب إبراهيم إلى صلبٍ طيّبٍ وبطنٍ طاهرٍ حتّى أُسكنّا في صلب عبد المطّلب. ثمّ افترق النور في عبد المطّلب، فصار ثلثاه في عبد اللّه، وثلثه في أبي طالب. ثمّ اجتمع النور منّي ومن عليٍّ في فاطمة، فالحسن والحسين نوران من نور ربّ العالمين»(3).

ورواه الدهلوي في «تجهيز الجيش»، وعبداللّه الشافعي في «المناقب»، وغيرهم(4).

6 - ما رواه ابن المغازلي في «المناقب»، قال: أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ ابن اختمهدي السّقطي الواسطي - إملاءً - ، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ القواريري الواسطي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن ثابت، حدّثنا محمّد بن مصفّى، حدّثنا بقيّة بن الوليد، .

ص: 30


1- المناقب لابن المغازلي: 145، الحديث 131.
2- ينابيع المودّة 1 : 47، الحديث 9 ، وفيه زيادة: «فجزء أنا، وجزء عليّ» .
3- نزهة المجالس 2 : 195، باب مناقب الحسن والحسين رضي اللّه عنهما .
4- راجع: إحقاق الحق 5 : 247.

عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل قطعةً من نورٍ، فأسكنها في صلب آدم، فساقها حتّى قسّمها جزئين: جزءا في صلب عبد اللّه، وجزءا في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيّاً، وأخرج عليّاً وصيّاً»(1).

7 - ما رواه أحمد في «فضائل الصحابة»، قال: حدّثنا أحمد بن إسرائيل، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان، قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي، حدّثنا يحيى بن سالم، حدّثنا أشعث ابن عمّ حسن بن صالح وكان يفضل عليه، حدّثنا مسعر، عن عطيّة العوفي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «مكتوب على باب الجنة: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أخو رسول اللّه، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام»(2).

ورواه ابن شيرويه الديلمي في كتاب «الفردوس»(3).ونقل عنه في «ينابيع المودّة»(4)، و «تاريخ دمشق»(5).

ورواه أبو المظفّر السمعاني في «الرسالة القواميّة في مناقب الصحابة»(6).

8 - وروى الخصيبي في «الهداية الكبرى» عن جابر الأنصاري، قال: .

ص: 31


1- المناقب لابن المغازلي: 146، الحديث 132 .
2- فضائل الصحابة 2 : 668، الحديث 1140، ولم يذكر فيه: «لا إله إلاّ اللّه» و «الأرض» غير مذكورة فيه.
3- فردوس الأخبار 4 : 410، الحديث 6710، وفيه: «عليّ بن أبي طالب أخو رسول اللّه قبل أن يخلق [اللّه]» .
4- ينابيع المودّة 2 : 291، الحديث 833 .
5- تاريخ مدينة دمشق 42 : 59 .
6- نقله في إحقاق الحقّ 4 : 200 .

بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود و... فلمّا اجتمعنا بين يديه وأمير الموءمنين عليه السلام عن يمينه وقال:

«... فكنت نوراً شعشعانيّاً أسمع وأبصر وأنطق بلا جسم ولا كيفيّة، ثمّ خلق منّي أخي عليّاً، ثمّ خلق منّا فاطمة، ثمّ خلق منّي ومن عليٍّ وفاطمة الحسن، وخلق منّا الحسين، ومنه ابنه عليّ... فكُنّا أنواراً بأرواح وأسماع وأبصار ونطق وحسّ وعقل، وكان اللّه الخالق،ونحن المخلوقون، واللّه المكوِّن، ونحن المكوَّنون، واللّه البارى ء، ونحن البريّة ... فأخذ عليهم العهد والميثاق ليوءمننّ به وبملائكته وكتبه ورسله ... والتسعة الأئمّة من الحسين»، الحديث(1).

رابعا: ما ورد عن ابن عبّاس:

9 - ما رواه الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب»، قال: أخبرنا إبراهيم بن بركات الخشوعي بمسجدة الربوة من غوطة دمشق، أخبرنا الحافظ عليّ بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه، أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب، أخبرنا عليّ ابن محمّد بن عبد اللّه العدل، أخبرنا أبو عليّ الحسن بن صفوان، حدّثنا محمّد بن سهل العطار، حدّثني أبو ذكوان، حدّثني حرب بن بيان الضرير من أهل قبسارية، حدّثني أحمد بن عمرو، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «خلق اللّه قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام، فجعله أمام العرش حتّى كان أوّل مبعثي، فشقّ منه نصفا فخلق منه نبيّكم، والنصف الآخرَ عليّ بن أبي طالب»(2). .

ص: 32


1- الهداية الكبرى: 378 .
2- كفاية الطالب: 314.

ورواه ابن حجر في «لسان الميزان»(1).

ورواه جلال الدين السيوطي في «ذيل اللئالى ء»، عن الخطيب في «الموءتلف»، عن ابن عبّاس مرفوعاً(2).

10 - ما ذكره الحمويني في «فرائد السمطين»، قال: أنبأني أبو اليمين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكّة شرّفها اللّه تعالى، قال: أنبأنا الموءيّد بن محمّد بن عليّ الطوسي كتابة، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد الحواري البيهقي، أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي، قال: أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنبأنا محمّد بن حامد ابن الحرث التميمي، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا عليّ بن قدامة، عن ميسرة بن عبد اللّه، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول لعليٍّ صلوات اللّه عليه: «خلقت أنا وأنت من نور اللّه تعالى»(3).

11 - ما رواه الفقيه أبو الحسن في «مائة منقبة» من طرق العامّة، بإسناده عن سلمان الفارسي وابن عبّاس، قالا: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «دنوت من ربّي، فكنت منه كقاب قوسين أو أدنى، وكلّمني بين جبلي العقيق. ثمّ قال: يا أحمد، إنّي خلقتك وعليّاً من نوري، وخلقت هذين الجبلين من نور وجه عليّ بن أبي طالب. فوعزّتي وجلالي، لقد خلقتهما؛ علامة بين خلقي، يعرف بها المؤمنون» الحديث(4). 3.

ص: 33


1- لسان الميزان 7 : 649 / 9954 .
2- نقله عنه صاحب إحقاق الحقّ 5 : 249 .
3- فرائد السمطين 1 : 39، الحديث 4 .
4- مائة منقبة: 147، المنقبة 93.

11 - ما رواه الحنفي في «نظم درر السمطين»، عن ابن عبّاس، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام. فلمّا خلق اللّه آدم سلك ذلك النور في صلبه، ولم يزل اللّه ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه في صلب عبد المطّلب. ثمّ أخرجه من عبد المطّلب فقسمه قسمين: قسماً في صلب عبد اللّه، وقسماً في صلب أبي طالب، فعليٌّ منّي، وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبّه بحقّ أحبّه، ومن أبغضه فيبغضني أبغضه»(1).

خامسا: ما ورد عن عبد اللّه بن مسعود:

13 - عن شاذان بن جبرائيل في «الفضائل»: وممّا رواه ابن مسعود رضى الله عنه ، قال: دخلت يوماً على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقلت: يا رسول اللّه، أرني الحقّ لأتّصل به. فقال: «يا عبد اللّه ألج المخدع». قال: فولجت المخدع وعليّ بن أبي طالب يصلّي، وهو يقول في ركوعه وسجوده: «اللّهمّ، بحقّ محمّد عبدك ورسولك، اغفر للخاطئين من شيعتي». فخرجت حتّى أخبر به رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فرأيته وهو يصلّي، ويقول: «اللّهمّ، بحقّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام عبدك، اغفر للخاطئين من أمّتي». قال: فأخذني هلع حتّى غشي عليّ، فرفع النبيّ صلى الله عليه و آله رأسه وقال: «يابن مسعود، أَ كُفرا بعد إيمان؟» فقلت: حاشا وكلاّ يا رسول اللّه، ولكنّي رأيت عليّاً يسأل اللّه تعالى بك، ورأيتك تسأل اللّه به، فلم أعلم أيّكم أفضل عند اللّه.فقال: «يابن مسعود اجلس»، فجلست بين يديه، فقال لي: «اعلم: أنّ اللّه تعالى خلقني وخلق عليّاً من نور عظمته قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، إذ لا تقديس ولا تسبيح، ففتق نوري، فخلق منه السماوات والأرض، وأنا واللّه أجلّ .

ص: 34


1- نظم درر السمطين: 79.

من السماوات والأرض، وفتق نور عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فخلق منه العرش والكرسيّ، وعليّ بن أبي طالب أفضل من العرش والكرسيّ، وفتق نور الحسن، فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أفضل من اللوح والقلم، وفتق نور الحسين، فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين واللّه أجلّ من الجنان والحور العين. ثمّ أظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى اللّه تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة، فتكلّم اللّه جلّ جلاله بكلمة، فخلق منها روحاً، ثمّ تكلّم بكلمة، فخلق من تلك الروح نوراً، فأضاف النور إلى تلك الروح، وأقامها أمام العرش، فزهرت المشارق والمغارب، فهي فاطمة الزهراء، ولذلك سمّيت الزهراء؛ لأنّ نورها زهرت به السموات»، الحديث(1).

14 - ما رواه الخوارزمي في «المناقب» بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لمّا أنْ خلق اللّه آدم ونفخ فيه من روحه، عطس آدم، فقال: الحمد للَّه، فأوحى اللّه تعالىإليه: حمدني عبدي. وعزّتي وجلالي، لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك. قال: إلهي، فيكونان منّي؟ قال: نعم، يا آدم ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه، فإذا هو مكتوب على العرش: لا إله إلاّ اللّه، محمّد [رسول اللّه] نبيّ الرّحمة، عليّ مقيم الحجّة، ومن عرف حقّ عليّ زكى وطاب، ومن أنكر حقّه لعن وخاب. أقسمت بعزّتي أن أدخل الجنّة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني»(2).

سادسا: ما ورد عن أنس:

15 - ما نقله في «غاية المرام» عن «المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة»: .

ص: 35


1- المناقب: 127 .
2- المناقب للخوارزمي: 318، الحديث 320 .

قال: حدّث محمّد بن عليّ بن سعد الجوهري [محمّد بن سعد الجوهري]، عن القاسم بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ بن العبّاس، عن أبان، عن أنس، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لمّا خلق اللّه عزّ وجلّ آدم نظر إلى سرادق العرش، فرأى مكتوباً: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، وأسماء أربعة، فقال آدم عليه السلام : يا إلهي، خلقت خلقاً من إنس قبلي؟ فقال: لا. فقال: وما هذه الأسماء الّتي أراها؟ فقال: يا آدم، هوءلاء خيرتي من خلقي وصفوتي. يا آدم، لولا هوءلاء [ما خلقتك، ولولا هوءلاء] ما خلقت الجنّة ولا النار. إيّاك أن تنظر إليهم بعين الحسد، يا آدم. فلمّا أكل آدم عليه السلام من الشجرة وأُخرج من الجنّة ونال الخطيئة وأراد التوبة قال في توبته وتضرّعه إلى ربّه: إلهي، بحقّالخمسة الّذين على سرادق العرش إلاّ غفرت لي. فأوحى اللّه تعالى إليه: يا آدم، قد غفرت لك، فكان ذلك في سابق علمي فيك يا آدم. فقال آدم: إلهي، بحقّ هوءلاء الخمسة وبحقّ المغفرة إلاّ عرّفتني من هوءلاء؟ قال تعالى: يا آدم، هوءلاء الخمسة من ولدك، شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي العظام، فأنا المحمود وهذا أحمد، وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، وأنا الإحسان وهذا حسين»(1).

سابعا: ما ورد عن أبي هريرة:

16 - ما رواه الحمويني في «فرائد السمطين»، قال: أخبرني الشيخ العدل بهاء الدين محمّد بن يوسف بن محمّد بن يوسف البرزالي - بقراءتي عليه ببستانه ... - قلت له: أخبرك الشيخ أحمد بن المفرج بن عليّ بن المفرج بن عليّ ابن المفرج الأموي إجازةً، فأقرّ به. .

ص: 36


1- غاية المرام 1 : 32، الحديث 15 .

وأخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمّد بن محمّد المعروف ب- «مذكويه» القزويني وغيره إجازةً، بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمّد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازةً، قالوا: أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، قال: أنبأنا أبو البركات هبة اللّه بن موسى الثقفي، قال: أنبأنا القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأنا الحسن بن محمّد بن موسى بتكريت، قال: أنبأنا محمّد بن فرحان، قال: أنبأنا محمّد بن يزيد القاضي، [قال:] حدّثنا قتيبة [قال:] حدّثنا الليث بن سعد عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال:«لمّا خلق اللّه تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً. قال آدم: يا ربّ، هل خلقت أحداً من طين قبلي؟ قال: لا يا آدم. قال: فمن هوءلاء الخمسة الأشباح الّذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هوءلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هوءلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ولا العرش ولا الكرسيّ ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ. فأنا المحمود وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا عليّ»، الحديث(1).

17 - ما رواه الشيخ عبد اللّه الحنفي الشهير بالاخوانيّات في «الرقائق»، عن أبي هريرة، قال: كنّا جلوساً عند النبيّ صلى الله عليه و آله ، إذ أقبل عليّ رضى الله عنه ، فقال رسول اللّه: «مرحباً بأخي وابن عمّي، خلقت أنا وهو من نور واحد»(2).

ثامنا: ما ورد عن أبي سعيد: .

ص: 37


1- فرائد السمطين 1 : 36، الحديث 1 .
2- إحقاق الحقّ 5 : 253 .

18 - ما رواه الكنجي في «كفاية الطالب»، قال: أخبرنا عليّ بن أبي عبد اللّه المعروف بابن المقير البغدادي بدمشق، عن أبي الفضل محمّد الحافظ، أخبرنا أبو نصر بن عليّ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الموءدّب، حدّثنا أبو الحسن الفارسي، حدّثنا أحمد بن سلمة النمري، حدّثنا أبو الفرج غلام فرج الواسطي، حدّثنا الحسن بن عليّ، عن مالك، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد في حديثٍ:«خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد... فضل عليٍّ على سائر الناس كفضل جبرئيل على سائر الملائكة»(1).

تاسعا: ما ورد عن عبد اللّه بن عمر:

19 - في «المناقب» للخوارزمي، قال: وأنبأني مهذّب الأئمّة هذا(2)، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمّد بن عليّ بن زيرك المقري، أخبرنا والدي أبو بكر محمّد، قال أبو عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد النيسابوري، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه النانجي البغدادي - من حفظة بدينور - ، حدّثنا محمّد بن جرير الطبري، حدّثني محمّد بن حميد الرازي، حدّثنا العلاء بن الحسين الهمداني، حدّثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي(3)، عن عبد اللّه بن عمر، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسئل: بأيّ لغةٍ خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ فقال:

«خاطبني بلغة عليٍّ بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا ربّ، خاطبتني أنت أم عليّ؟ فقال: يا أحمد، أنا شيء ليس كالأشياء، لا أُقاس بالناس، ولا أُوصف .

ص: 38


1- كفاية الطالب: 315 - 317.
2- يعني: «أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمّد الهمداني».
3- الظاهر وجود سقط في السند، لأنّ أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي لم يدرك عبد اللّه بن عمر.

بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحبّ إليك من عليّ بن أبي طالب، خاطبتك بلسانه؛ كيما يطمئنّ قلبك»(1).ورواه أيضا في «مقتل الحسين»(2).

ورواه الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة»، عن طريق أحمد بن موفّق الخوارزمي، قال: حدّثنا شهردار بن شيرويه الديلمي بسنده، عن ابن عمر(3).

عاشرا: ما ورد عن عليٍّ عليه السلام :

20 - ما رواه الحمويني في «فرائد السمطين»، قال: وبهذا الإسناد إلى شهردار إجازةً، أنبأنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابةً، أنبأنا الشريف أبو طالب الجعفري، أنبأنا ابن مردويه الحافظ، قال: أنبأنا إسحاق ابن محمّد بن عليّ بن خالد، أنبأنا أحمد بن زكريا، أنبأنا ابن طهمان، أنبأنا محمّد ابن خالد الهاشمي، قال: أنبأنا الحسن بن إسماعيل بن عباد(4)، عن أبيه، عن جدّه(5)، عن زياد بن المنذر، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

«كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه تعالى من قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة ».

ص: 39


1- المناقب للخوارزمي: 78، الحديث 61 .
2- مقتل الحسين للخوارزمي 1 : 74، الحديث 20 .
3- ينابيع المودّة 1 : 246، الحديث 28 .
4- في المناقب للخوارزمي «حمّاد» بدل «عبّاد».
5- في المناقب للخوارزمي «عن أبيه، عن زياد بن المنذر».

عشر ألف عام. فلمّا خلق اللّه تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل اللّه تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه [في] صلبَ عبد المطّلب. ثمّ أخرجه من صلب عبد المطّلب فقسمه قسمين: قسماً في صلب عبد اللّه، وقسماً في صلب أبي طالب، فعليٌّ منّي وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه»(1).

ورواه الخوارزمي في «المناقب» بالسند المتقدّم(2).

ورواه الحنفي في «نظم درر السمطين»، عن ابن عبّاس، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله (3).

ورواه الحمويني في «فرائد السمطين» بسندٍ آخَر، قال: أنبأني الشيخ أبو طالب [عليّ بن] أنجب بن عبد اللّه، عن مجد الدين محمّد بن محمود بن الحسن ابن النجّار إجازة، عن برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة، قال: أنبأنا أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي خطيب خوارزم، قال: أنبأنا سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ، أنبأنا أبو الفتح كتابة، أنبأنا الشريف أبو طالب، أنبأنا الحافظ ابن مردويه، قال: أنبأنا إسحاق بن محمّد، قال: أنبأنا أحمد بن زكريا، قال: أنبأنا ابن طهمان، قال: أنبأنا محمّد بن خالد، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، عن أبيه، عن زياد بن المنذر، عن محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه صلوات اللّه عليهم، قال: «قال .

ص: 40


1- فرائد السمطين 1 : 42، الحديث 7 .
2- المناقب للخوارزمي: 145، الحديث 170، إلاّ أنّها خلت من قوله: «ثمّ أخرجه من صلب عبد المطّلب».
3- نظم درر السمطين: 79 .

رسول اللّه صلى الله عليه و آله ....»(1).

21 - ما رواه الشيخ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في «مائة منقبة» من طرق المخالفين مرسلاً(2)، عن الحسين بن عليّ، عن أمير الموءمنين عليه السلام ، قال: «دخلت على [أتيت] النبيّ صلى الله عليه و آله في بعض حجراته، فاستأذنت عليه، فأذن لي. فلمّا دخلت قال: يا عليّ، أما علمت ما بيني وبينك، فما لك تستأذن عَلَيَّ! قال: فقلت: يا رسول اللّه، أحببت أن أفعل ذلك. فقال: يا عليّ، أحببت ما أحبّ اللّه، وأخذت بآداب اللّه. يا عليّ، أما علمت: أنّك أخي، وأنّ خالقي أبى أن يكون لي سرّ [أخ] دونك. يا عليّ، أنت وصيّي من بعدي، وأنت المظلوم المضطهد بعدي. يا عليّ، الثابت عليك كالمقيم معي، ومفارقك مفارقي. يا عليّ، كذب من زعم: أنّه يحبّني ويبغضك؛ لأنّ اللّه تعالى خلقني وإيّاك من نور واحد»(3).

22 - ما رواه السيّد أبو محمّد الحسيني في «انتهاء الأفهام» نقلاً عن «مودّة القربى»، عن عليّ عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا عليّ، خلقني اللّه وخلقك من نوره. فلمّا خلق آدم عليه السلام أودع ذلك النور في صلبه، فلم نزل أنا وأنت شيئاً واحداً ثمّ افترقنا في صلب عبد المطّلب، ففيّ النبوّة والرسالة، وفيك الوصيّة والإمامة»(4). .

ص: 41


1- فرائد السمطين 1: 44، الحديث 8 .
2- كذا في غاية المرام.
3- مائة منقبة: 83 ، المنقبة 83 ، وغاية المرام 1 : 32 .
4- نقله في إحقاق الحقّ 5 : 253 .

حادي عشر: ما ورد عن عثمان:

23 - ما رواه الشيخ القندوزي في «ينابيع المودّة»، عن عثمان رفعه: «خلقت أنا وعليّ من نور واحد قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة آلاف عام. فلمّا خلق اللّه آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل شيئا واحدا حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب، ففيّ النبوّة، وفي عليّ الوصيّة»(1).

ثاني عشر: ما ورد عن آخرين:

24 - ما رواه ابن الجوزي في «تذكرة الخواصّ»، ورواه أيضا أمان اللّه الدهلوي في «تجهيز الجيش»، عن الدامغاني في «الأربعين»، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «خلقت أنا وعليّ من نور، وكنّا عن يمين العرش قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام، فجعلنا نتقلّب في أصلاب الرجال إلى عبد المطّلب»(2).

25 - ما رواه في «تجهيز الجيش» عن أحمد بن حنبل في «الفضائل» و «المسند»، وعن الديلمي في «فردوس الأخبار»، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال: «كنت وعليّ نوراً بين يدي الرّحمن قبل أن يخلق عرشه بأربع عشر ألف عام، فلم يزل يتمحّض في النور، حتّى إذا وصلنا إلى حضرة العظمة في ثمانين ألف سنة، ثمّ خلق اللّه الخلائق من نورنا، فنحن صنائع اللّه، والخلق كلّهم صنائع لنا»(3).فقوله صلى الله عليه و آله : «فنحن صنائع اللّه» ظاهر في الخلقة، و أمّا قوله صلى الله عليه و آله : «والخلق كلّهم صنائع لنا»: فإمّا بمعنى: الصدور والنشأة، وإمّا بمعنى: أنّهم صنائع .

ص: 42


1- ينابيع المودّة 2 : 307، الحديث 875 .
2- تذكرة الخواصّ: 51، وإحقاق الحقّ 5 : 247 .
3- إحقاق الحقّ 5 : 246 .

من اللّه أيضاً، ولكن بواسطة حبّنا وخلقنا.

وقد تعرّض لهذا الحديث أيضاً مؤلّفو الكتب والمصادر التالية - نصّا أو مضمونا - :

«سبل الهدى والرّشاد في سيرة خير العباد»(1)، «كشف الخفاء ومزيل الإلباس»(2)، «تاريخ دمشق» لابن عساكر(3)، وغيرها(4).

تفسير إجمالي:

يستفاد من الأحاديث المتقدّمة أمور:

الأوّل: أنّ هذه الأحاديث متّفقة في بدء الخلقة، وهو النور.

الثاني: أنّه كان لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وجود نوريّ.

الثالث: أنّ نور وجوده صلى الله عليه و آله كان من نور اللّه عزّ وجلّ.الرابع: أنّ نوره كان مع نور عليّ نورا واحدا، أو أنّ نور عليّ كان من نوره صلوات اللّه عليه وآله.

الخامس: أنّ نوره كان قبل خلق جميع الخلائق.

ص: 43


1- سبل الهدى 1 : 69 .
2- كشف الخفاء 1 : 237، الحديث 826 .
3- تاريخ مدينة دمشق 42 : 67 .
4- أنظر: إحقاق الحقّ 5 : 246. وورد مضمون الحديث في كثير من الأحاديث والأخبار. منها ما عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال: «فإنّا صنائع ربّنا، والنّاس بعدُ صنائع لنا»، نهج البلاغة: 386، رسائل أمير المؤمنين عليه السلام ، 28.

السادس: أنّ نوره كان يسبّح ويقدّس اللّه جلّ ذكره.

السابع: أنّ ذلك النور الواحد قد سلكه اللّه تعالى في آدم إلى أن وصل إلى عبد المطّلب، ثمّ صار قسمين من بعده.

نعم، في الحديثين الرابع عشر والخامس عشر: أنّ هذه الأسماء مكتوبة على العرش أو على سرادق العرش، ومن المعلوم: أنّ المراد بالعرش ليس الكرسي الّذي يجلس عليه، كعرش الملوك المصنوع من الخشب والمزيّن بأنواع الجواهر والأجسام الثمينة، بل المراد: محلّ قدرته وعلمه وجبروته، والمراد بالكتاب ليست كتابة الحبر بالقلم على الورق، بل بمعنى: الفرض والحتم، مثل قوله تعالى: كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ(1) أو قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ(2). والمراد: أنّهم عليهم السلام مظاهر لقدرته وجبروتهوعلمه تعالى، وأمرهم نافذ في جميع خلقه، فهذا فرض وحتم وعطاء من اللّه عليهم دون سائر خلقه.

ثمّ إنّ بعض الأحاديث المتقدّمة تدلّ على: أنّ وجوده كان قبل آدم بأربعة عشر ألف عام، وفي روايةٍ واحدة: أربعين ألف عامٍ، وفي أربع روايات: ألفي عام، وفي روايةٍ: أربعة آلاف، ويأتي بيان ذلك. .

ص: 44


1- سورة الأنعام، الآية: 12.
2- سورة البقرة، الآية: 183.

الطائفة الثانية الأحاديث الواردة من طرق الإماميّة

اشارة

وفيها خمسة وثمانون حديثا:

! إنّ وجوده صلى الله عليه و آله من نور عظمة اللّه تعالى

! إنّ خلقه صلى الله عليه و آله كان قبل خلق الأشياء بألف دهر

! إنّ اللّه تعالى أشهده على خلق الأشياء

! إنَّه صلى الله عليه و آله كان يعبد اللّه بالتسبيح والتهليل والتقديس

ص: 45

ص: 46

الأحاديث الواردة من طرق الإماميّة:

اشارة

وهي على قسمين:

القسم الأوّل: ما ورد في ((الكافي))
اشارة

ما ورد في ((الكافي)) (1)

1 - أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: «قال اللّه تبارك وتعالى: يا محمّد: إنّي خلقتك وعليّاً نوراً، يعني: روحاً بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهلّلني وتمجّدني، ثمّ جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة، فكانت تمجّدني وتقدّسني وتهلّلني، ثمّ قسمتها ثنتين، وقسمت الثنتين ثنتين، فصارت أربعة: محمّد واحد وعليّ واحد

ص: 47


1- وإنّما أفردنا أحاديث الكافي وجعلناها قسماً مستقلاًّ؛ لأهميّة الكافي عند الطائفة الإماميّة، ولأنّ الشيخ الكليني رحمه الله شهد في أوّل الكتاب: بأنّ رواياته صحيحة عن الصّادقين عليهماالسلام ، وقد بحثنا ذلك كلّه في كتابنا أصول علم الرجال 1 : 67.

والحسن والحسين ثنتان، ثمّ خلق اللّه فاطمة من نور ابتدأها روحاً بلا بدن، ثمّ مسحنا بيمينه، فأفضى نوره فينا»(1).وهذا الحديث صحيح سنداً؛ فإنّ أحمد بن إدريس هو: أبو عليّ الأشعري، ولا كلام في وثاقته وجلالته، والحسين بن عبيد اللّه هو: السعدي صاحب الكتب الكثيرة، وقال عنه النجاشي: له كتب صحيحة الحديث(2)، وروى عنه أحمد بن إدريس في حال استقامته، ومحمّد بن عيسى ثقة بلا كلام، وعليّ بن حديد ثقة على الأقوى، ومرازم ثقة بالاتّفاق، له كتاب يرويه جماعة، فكتابه مشهور لا يحتاج إلى ملاحظة الطريق.

وأمّا دلالة: فيدلّ على: أنّ خلق النبيّ وعليّ عليهماالسلام كان قبل خلق المخلوقات، وكان روحاً بلا بدن، يهلّل ويمجّد اللّه سبحانه وتعالى، ثمّ قسمهما قسمين، ثمّ قسم القسمين إلى قسمين فصارا أربعة أقسام، فخلق منه محمّداً وعليّاً والحسن والحسين، ثمّ خلق اللّه فاطمة عليها السلام من نور ابتدأها - ويأتي معنى ذلك - ثمّ مسح اللّه بيمينه ورحمته على سائر الأئمّة، فأفضى نوره فيهم عليهم السلام .

2 - أحمد، عن الحسين، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «أوحى اللّه تعالى إلى محمّد صلى الله عليه و آله : إنّي خلقتك ولم تكُ شيئاً، ونفخت فيك من روحي؛ كرامةً منّي أكرمتك بها حين أوجبت لك الطّاعة على خلقي جميعاً. فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، .

ص: 48


1- الكافي 1 : 511، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 3 .
2- رجال النجاشي: 42 / 86 .

وأوجبت ذلك في عليٍّ وفي نسله ممّن اختصصته منهم لنفسي»(1).وهذا الحديث معتبر أيضاً؛ فإنّ سنده مشترك مع السابق إلى محمّد بن عبد اللّه، والظاهر: أنّه محمّد بن عبد اللّه بن عيسى الأشعري، وهو ثقة، ومحمّد بن الفضيل وأبو حمزة الثمالي ثقتان.

وأمّا من جهة الدلالة: فهو يدلّ على المقصود إذا كان المراد: أنّي خلقتك ولم يك شيءٌ، أي: قبل جميع الخلائق. والقرينة على ذلك: أنّ الظاهر من قوله: «أكرمتك بها حين أوجبت لك الطّاعة على خلقي جميعاً» سموّه وكرامته حتّى على الملائكة والأنبياء، وهو إشارة إلى عالم الذرّ الّذي أخذ اللّه منهم الميثاق بالإيمان بالنّبي صلى الله عليه و آله ، كما يأتي توضيحه عند بيان آية الميثاق.

3 - الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن أبي الفضل عبد اللّه بن إدريس، عن محمّد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: «يا محمّد، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته، ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة، فمكثوا ألف دهر. ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها، وفوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاوءون ويحرّمون ما يشاوءون، ولن يشاوءوا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك وتعالى. ثمّ قال: يا محمّد، هذه الديانة الّتي من تقدّمها مَرَق، ومن تخلّف عنها محق، ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمّد»(2).

وفي سند الحديث: عبد اللّه بن إدريس، ولم يرد فيه شيء، والباقون ثقات. ولكن يمكن تصحيحه بأن يقال: إنّ الشيخ يروي جميع روايات «الكافي» .

ص: 49


1- الكافي 1 : 511، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 4 .
2- الكافي 1 : 511، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 5 .

بطرقه الكثيرة، وهذا الحديث في ضمنها. وقد قال في «فهرسته» في ترجمة محمّد بن سنان: إنّه يروي رواياته الخالية عن الغلوّ والتخليط(1).

وأمّا من جهة المتن: فالمستفاد منه أمور ستّة:

الأوّل: أنّ خلق النبيّ وعليّ وفاطمة عليهم السلام كان قبل خلق جميع الأشياء بألف دهر، وكلّ دهر ألف سنة على ما فسّر.

الثاني: أنّه تعالى أشهدهم على خلق سائر الأشياء، فهم عالمون بحقيقة خلقتهم وأسرارها، وما يفيدهم وما يضرّهم.

الثالث: أنّه تعالى فوّض أمور سائر الأشياء إليهم، وأوجب عليها إطاعتهم، وهذه هي الولاية التكوينيّة.

الرابع: أنّه تعالى فوّض إليهم الولاية التشريعيّة، فهم يحلّون ما يشاوءون، ويحرّمون ما يشاوءون، ولن يشاوءوا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك وتعالى.

الخامس: أنّه تعالى كان ولم يكن معه شيء، فهو المتفرّد بالوحدانيّة والأزليّة، ولا يوصف بها غيره عزّ وجلّ.

السادس: أنّهم شهداء على الخلق، لا أنّهم خالقو الخلق؛ فإنّ الخلق مختصّ باللّه عزّ وجلّ، كما هو الموافق للآيات والروايات.

4 - عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم،عن عليّ بن حمّاد، عن المفضّل، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : كيف كنتم حيث كنتم في الأظلّة؟ فقال: «يا مفضّل، كنّا عند ربّنا، ليس عنده أحد غيرنا، في ظلّة خضراء، نسبّحه ونقدّسه ونهلّله ونمجّده، وما من ملك مقرّب ولا ذي روح .

ص: 50


1- راجع: فهرست الطوسي: 406 / 620 .

غيرنا، حتّى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثمّ أنهى علم ذلك إلينا»(1).

وفي سند هذا الحديث: سهل بن زياد، وهو مورد خلاف.

وأمّا من جهة المتن: فهو واضح؛ حيث دلّ على: أنّ خلقهم قبل خلق جميع الأشياء، وكانوا يعبدون اللّه بالتسبيح والتقديس والتهليل، ثمّ خلق الأشياء، ثمّ أعطى علم ذلك لهم، أي: علم التكوين، أو خصوص التشريع من الأحكام والتكاليف، أو الأعمّ منهما، ولعلّه الأظهر؛ من جهة الإطلاق.

5 - أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه الصغير، عن محمّد بن إبراهيم الجعفري، عن أحمد بن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: «إنّ اللّه كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان، وخلق نور الأنوار الّذي نوّرت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الّذي نوّرت منه الأنوار، وهو النور الّذي خلق منه محمّداً وعلياً، فلم يزالا نورين أوّلين، إذ لا شيء كوّن قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرينفي الأصلاب الطاهرة، حتّى افترقا في أطهر طاهرين: في عبد اللّه وأبي طالب عليه السلام »(2).

وهذا الحديث من جهة السند فيه عدّة مجاهيل.

وأمّا من جهة الدلالة: فقد دلّ على: أنّه تعالى كان متفرّداً بالأزليّة، ثمّ خلق نور الأنوار، وهو النور الّذي خلق منه محمّداً وعليّاً عليهماالسلام ، فهما أوّل الخلائق، .

ص: 51


1- الكافي 1 : 512، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 7 .
2- الكافي 1 : 512، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 9 .

ولعلّ المراد بالكان والمكان: ما كان مقدّمة لخلق نور الأنوار؛ لأنّ قبله لا يتحقّق كان ولا مكان. ثمّ إنّ النورين كانا متّصلين إلى أن افترقا في عبد اللّه وأبي طالب، ويأتي معنى الأنوار إن شاء اللّه تعالى.

6 - الحسين [عن محمّد] بن عبد اللّه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل، عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر عليه السلام : «يا جابر، إنّ اللّه أوّل ما خلق خلق محمّداً صلى الله عليه و آله وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي اللّه». قلت: وما الأشباح؟ قال: «ظلّ النور، أبدان نورانيّة بلا أرواح، وكان موءيّداً بروح واحدة، وهي روح القدس، فبه كان يعبد اللّه وعترته، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء، يعبدون اللّه بالصّلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل، ويصلّون الصلوات ويحجّون ويصومون»(1).وهذا الحديث - من جهة السند - معتبر؛ فإنّ الصحيح في السند هو: الحسين بن محمّد - وهو الأشعري - عن عبد اللّه بن عامر الأشعري، وكلّ منهما ثقة، وبقيّة أفراد السند جميعهم ثقات.

وأمّا من جهة الدلالة: فهو أوضح من الأحاديث السابقة؛ حيث إنّه فسّر الأشباح: بأنّها ظلّ النور، وأنّها أبدان نورانيّة بلا أرواح، أي: بلا روح حيواني، بل فيها أرواح قدسيّة موءيّدة بروح القدس. وهو يشترك مع الأحاديث السابقة في: أنّهم كانوا يعبدون اللّه عزّ وجلّ في تلك الحالة، ثمّ ذكر فيه أمراً زائداً، وهو أنّهم صاروا حلماء علماء متعبّدين بالصّلاة والصيام والسجود وسائر العبادات في الدنيا؛ لأنّهم نشأوا على ذلك، وتخلّقوا بذلك في الأزمنة الطويلة. .

ص: 52


1- الكافي 1 : 513، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 10 .

7 - محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري(1)، عن عمر [و] بن ثابت، عن أبي حمزة، قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: «إنّ اللّه خلق محمّداً وعليّاً وأحد عشر من ولده من نور عظمته، فأقامهم أشباحا في ضياء نوره، يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبّحون اللّه ويقدّسونه، وهم الأئمّة من ولد رسول اللّه صلى الله عليه و آله »(2).

وفي سند الحديث أبو سعيد وهو: عبّاد بن يعقوب العصفري، ولم يرد في حقّه مدح أو ذمّ في كتبنا. نعم، وثّقه جماعة من علماء العامّة، كما ورد في القسم الثاني من تفسير عليّ بن إبراهيم(3).وأمّا من جهة الدلالة: فهي واضحة، والفرق: أنّه عبّر فيها بضياء نوره بدل ظلّ نوره، وأنّ اللّه تعالى خلقهم من نور عظمته، فهم مخلوقون من نور اللّه سبحانه.

8 - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت جالساً في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله ، إذ أقبل رجل فسلّم، فقال: من أنت يا عبد اللّه؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: ما حاجتك؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام ؟ فقلت: نعم، فما حاجتك إليه؟ قال: هيّأت له أربعين مسألة أسأله عنها، فما كان من حقّ أخذته، وما كان من باطل تركته. قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما .

ص: 53


1- «العصفوري» محرّف، والصحيح «العصفري» كما عن النجاشي والشيخ، راجع: معجم رجال الحديث 22 : 184 / 14343 .
2- الكافي 1 : 609، كتاب الحجّة، الباب 183، الحديث 6 .
3- أصول علم الرجال 2 : 34 .

بين الحقّ والباطل؟ قال: نعم. فقلت: فما حاجتك إليه؛ إذ كنت تعرف ما بين الحقّ والباطل؟ فقال لي: يا أهل الكوفة، أنتم قوم ما تطاقون، إذا رأيت أبا جعفر فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتّى أقبل أبو جعفر عليه السلام ، وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسكالحجّ، فمضى حتّى جلس مجلسه... التفت إلى الرجل فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري. فقال له أبو جعفر عليه السلام : أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم. فقال له أبو جعفر عليه السلام : «ويحك يا قتادة، إنّ اللّه جلّ وعزّ خلق خلقاً من خلقه، فجعلهم حججاً على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قُوّام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه، أظلّة عن يمين عرشه». قال: فسكت قتادة، الحديث(1).

والحديث - من جهة الدلالة - واضح، ولكن في سنده محمّد بن عليّ، وهو مشترك، ولعلّه هو القرشي أبو سمينة، وهو ضعيف.

9 - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمّة عليهم السلام وصفاتهم:

«إنّ اللّه عزّ وجلّ أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه... فالإمام هو: المنتجب المرتضى، والهادي المنتجى، والقائم المرتجى، اصطفاه اللّه بذلك، واصطنعه على عينه في الذرّ حين ذرأه، وفي البريّة حين برأه، ظلاًّ قبل خلق نسمة عن يمين عرشه، محبوّاً بالحكمة في علم الغيب عنده، اختاره بعلمه وانتجبه لطهره»(2). .

ص: 54


1- الكافي 6 : 271، كتاب الأطعمة، الباب 180، الحديث 1 .
2- الكافي 1 : 260، كتابة الحجّة، الباب 72، الحديث 2 .

ودلالتها على: أنّ وجود الأئمة كان ظلاًّ قبل الخلق واضحة، مع إثباتها لأوصاف عالية أخرى ونعوت شامخة للأئمّة عليهم السلام .

كما أنّها - من جهة السند - معتبرة؛ فإنّ جميع رواته ثقات، مضافاً إلى أنّ كتاب إسحاق بن غالب مشهور، لا يحتاج إلى طريق.

10 - أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن شعيب، عن عمران بن إسحاق الزعفراني، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: سمعته يقول: «إنّ اللّه خلقنا من نور عظمته، ثمّ صوّر خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنّا نحن خلقاً وبشراً نورانيّين، لم يجعل لأحد في مثل الّذي خلقنا منه نصيبا»، الحديث(1).

وهذا الحديث كما يدلّ على: أنّهم عليهم السلام خلقوا من نور عظمة اللّه عزّوجلّ، كذلك يدلّ على: أنّ خلقهم النوراني كان على صورة الأجسام البشريّة.

وأمّا من جهة السند: ففيه الزعفراني الّذي ذُكر: أنّه مجهول.

11 - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين، قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: «إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد صلى الله عليه و آله بالنبوّة، وعرض اللّه جلّ وعزّ على محمّد صلى الله عليه و آله أُمّته في الطين وهم أظلّة»، الحديث(2). .

ص: 55


1- الكافي 1 : 453، كتاب الحجّة، الباب 151، الحديث 2 .2 - الكافي 1 : 508، كتاب الحجّة، الباب 166، الحديث 9 .

وهذا الحديث - أيضاً - يدلّ على: أنّ لهم عليهم السلام وجوداً في الأظلّة.

كما أنّه - من جهة السند - معتبر، ورواته ثقات.

ما ذكره العلاّمة المجلسي في بيان مضمون الحديث الثالث:

ولا بأس بالإشارة إلى ما ذكره العلاّمة المجلسي رحمه الله في بيان الحديث الثالث الّذي ذكرناه عن محمّد بن سنان، وقد نقله عن كتاب «الكافي» بالإسناد عن محمّد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: «يا محمّد، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته، ثمّ خلق محمّدا وعليّا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤن ويحرّمون ما يشاؤن، ولن يشاؤا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك وتعالى»، ثمّ قال: «يا محمّد، هذه الديانة الّتي مَن تقدّمها مرق، ومَن تخلّف عنها محق، ومَن لزمها لحق، خذها إليك يا محمّد».

قال العلاّمة المجلسي رحمه الله : «فأشهدهم خلقها»، أي: خلقها بحضرتهم وبعلمهم، وهم كانوا مطّلعين على أطوار الخلق وأسراره، فلذا صاروا مستحقّين للإمامة؛ لعلمهم الكامل بالشرائع والأحكام وعلل الخلق وأسرار الغيوب. وأئمّة الإماميّة كلّهم موصوفون بتلك الصفات دون سائر الفرق ... ولا ينافي ذلك قوله تعالى: مَاأَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ(1) بل يؤيّده؛ فإنّ الضمير في «مَا أَشْهَدْتُهُمْ»راجع إلى الشيطان وذرّيته، أو إلى المشركين؛ بدليل قوله تعالى

ص: 56


1- سورة الكهف، الآية: 51 .

سابقا: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي(1) وقوله بعد ذلك: وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً(2)، فلا ينافي إشهاد الهادين للخلق ... «وأجرى طاعتهم عليها»، أي: أوجب وألزم على جميع الأشياء طاعتهم حتّى الجمادات من السّماويّات والأرضيّات: كشقّ القمر، وإقبال الشجر، وتسبيح الحصى، وأمثالها ممّا لا يحصى.

«وفوّض أمورها إليهم»: ظاهره تفويض الأحكام ... وقيل: «ما شاؤوا»: هو ما علموا أنّ اللّه أحلّه، كقوله تعالى: ويَفْعَلُ اللّه ُ مَا يَشَاءُ(3)، مع أنّه لا يفعل إلاّ الأصلح، كما قال: «وَلَن يَشَاؤُوا»، إلى آخره(4).

ما ذكره الأعلام في معنى الغلوّ والتفويض:

ثمّ لا بأس بنقل ما ذكره مشايخنا الأعلام في معنى الغلوّ والتفويض؛ حتّى يتبيّن الضابط والميزان فيهما:

قال الصّدوق رحمه الله : اعتقادنا في الغلاة والمفوّضة: أنّهم كفّار باللّه تعالى، وأنّهم أشرّ من اليهود والنّصارى والمجوس والقدريّةوالحروريّة ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلّة، وأنّه ما صغّر اللّه جلّ جلاله تصغيرهم شيء. وقال اللّه تعالى: مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُوءْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا

ص: 57


1- سورة الكهف، الآية: 50 .
2- سورة الكهف، الآية: 51 .
3- سورة إبراهيم، الآية: 27 .
4- بحار الأنوار 25 : 341 .

كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(1) وقال اللّه تعالى: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ(2).

واعتقادنا في النبيّ صلى الله عليه و آله : أنّه سمّ في غزوة خيبر ... واعتقادنا في ذلك: أنّه جرى عليهم على الحقيقة، وأنّه ما شبّه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحّة، لا على الحسبان والخيلولة، ولا على الشكّ والشبهة. فمن زعم: أنّهم شبّهوا أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، ونحن منه براء. وقد أخبر النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام : أنّهم مقتولون. فمن قال: إنّهم لم يقتلوا فقد كذّبهم، ومن كذبّهم فقد كذّب اللّه، وكفر به، وخرج من الإسلام وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَالإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(3). وكان الرّضا عليه السلام يقول في دعائه:

«اللّهمّ، إنّي أبرأُ إليك من الحول والقوّة، فلا حول ولا قوّة إلاّ بك. اللّهمّ، إنّي أبرأ إليك من الّذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق. اللّهمّ، إنّي أبرأ إليك من الّذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا. اللّهمّ، لك الخلق، ومنك الأمر، وإيّاك نعبد، وإيّاك نستعين. اللّهمّ، أنت خالقنا وخالق آبائنا الأوّلين وآبائنا الآخرين. اللّهمّ، لا تليق الربوبيّة إلاّ بك، ولا تصلح الإلهيّة إلاّ لك، فالعن النّصارى الّذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.

اللّهمّ، إنّا عبيدك، وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولانشورا. اللّهمّ، من زعم: أنّنا أرباب فنحن إليك منه براء، ومن زعم: .

ص: 58


1- سورة آل عمران، الآيتان: 79 و 80 .
2- سورة النساء، الآية: 171 .
3- سورة آل عمران، الآية: 85 .

أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه براء، كبراءة عيسى عليه السلام من النّصارى. اللّهمّ، إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون، واغفر لنا ما يزعمون. ربّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرَا كَفَّارا(1)».وروي عن زرارة: أنّه قال: قلت للصادق عليه السلام : إنّ رجلاً من ولد عبد اللّه ابن سبأ يقول بالتفويض. قال عليه السلام : «وما التفويض؟» قلت: يقول: إنّ اللّه عزّوجلّ خلق محمّدا صلى الله عليه و آله وعليّا عليه السلام ، ثمّ فوّض الأمر إليهما، فخلقا، ورزقا، وأحييا، وأماتا. فقال: «كذب عدوّ اللّه. إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية الّتي في سورة الرعد: أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(2)». فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بما قال الصّادق عليه السلام ، فكأنّما ألقمته حجرا (أو قال: فكأنّما خرس). وقد فوّض اللّه تعالى إلى نبيه صلى الله عليه و آله أمر دينه، فقال: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(3)، وقد فوّض ذلك إلى الأئمّة عليهم السلام (4).

وقال الشيخ المفيد رحمه الله : الغلوّ في اللغة هو: [التجاوز عن الحدّ] والخروج عن القصد. قال اللّه تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ(5) الآية، فنهى عن تجاوز الحدّ في المسيح، وحذّر من الخروج عن القصد في القول، وجعل ما ادّعته النّصارى فيه غلوّا؛ لتعدّيه الحدّ على ما.

ص: 59


1- سورة نوح، الآيتان: 26 و 27.
2- سورة الرعد، الآية: 16 .
3- سورة الحشر، الآية: 7.
4- الاعتقادات للصّدوق: 97 - 101 .
5- سورة النساء، الآية: 171 .

بيّنّاه. والغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم: الّذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمّة من ذرّيّته عليهم السلام إلى الأُلوهيّة والنبوّة، ووصفوهم من الفضل في الدّين والدّنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحدّ، وخرجوا عن القصد، وهم ضلاّل كفّار، حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والتّحريق بالنّار، وقضت الأئمّة عليهم السلام عليهم بالإكفار والخروج عن الإسلام ... .

والمفوّضة: صنف من الغلاة، وقولهم الّذي فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الأئمّة وخلقهم، ونفي القدم عنهم، وإضافة الخلق والرّزق مع ذلك إليهم، ودعواهم: أنّ اللّه سبحانه وتعالى تفرّد بخلقهم خاصّة، وأنّه فوّض إليهم خلق العالم بما فيه وجميع الأفعال.

والحلاّجيّة: ضرب من أصحاب التّصوّف، وهم أصحاب الإباحة والقول بالحلول، ولم يكن الحلاّج يتخصّص بإظهار التشيّع، وإن كان ظاهر أمره التّصوّف، وهم قوم ملحدة وزنادقة يموّهون بمظاهرة كلّ فرقة بدينهم، ويدّعون للحلاّج الأباطيل، ويجرون في ذلك مجرى المجوس في دعواهم لزرادشت المعجزات، ومجرى النّصارى في دعواهم لرهبانهم الآيات والبيّنات، والمجوس والنّصارى أقرب إلى العمل بالعبادات منهم، وهم أبعد عن الشّرائع والعمل بها من النّصارى والمجوس ... وقد سمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد رحمه الله لم نجد لها دافعا في التّقصير، وهي:

ما حكي عنه أنّه قال: أوّل درجة في الغلوّ نفي السّهو عن النّبيّ صلى الله عليه و آله والإمام عليه السلام ، فإن صحّت هذه الحكاية عنه فهو مقصّر، مع أنّه من علماء القمّيّين ومشيختهم.وقد وجدنا جماعة وردوا إلينا من قم يقصّرون تقصيرا ظاهرا في الدّين

ص: 60

وينزلون الأئمّة عليهم السلام عن مراتبهم، ويزعمون: أنّهم كانوا لا يعرفون كثيرا من الأحكام الدّينية حتّى ينكت في قلوبهم، ورأينا من يقول: إنّهم كانوا يلتجئون في حكم الشّريعة إلى الرّأي والظّنون، ويدّعون مع ذلك أنّهم من العلماء، وهذا هو التّقصير الّذي لا شُبهة فيه...(1).

وقال العلاّمة المجلسي رحمه الله : إعلم: أنّ الغلوّ في النبيّ والأئمّة عليهم السلام إنّما يكون بالقول بأُلوهيّتهم، أو بكونهم شركاء للّه تعالى في المعبوديّة، أو في الخلق والرزق، أو أنّ اللّه تعالى حلّ فيهم أو اتّحد بهم، أو أنّهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من اللّه تعالى، أو بالقول في الأئمة عليهم السلام : إنّهم كانوا أنبياء، أو القول: بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول: بأنّ معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي.

والقول بكلّ منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين، كما دلّت عليه الأدلّة العقليّة والآيات والأخبار السالفة وغيرها، وقد عرفت: أنّ الأئمّة عليهم السلام تبرّؤوا منهم، وحكموا بكفرهم، وأمروا بقتلهم، وإن قرع سمعك شيء من الأخبار الموهمة لشيء من ذلك فهي: إمّا مأوّلة، أو من مفتريات الغلاة.

ولكن أفرط بعض المتكلّمين والمحدّثين في الغلو؛ لقصورهم عن معرفة الأئمة عليهم السلام ، وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهموعجائب شؤونهم، فقدحوا في كثير من الرواة الثقات؛ لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتّى قال بعضهم: من الغلوّ نفي السهو عنهم، أو القول: بأنّهم يعلمون ما كان وما يكون، وغير ذلك، مع أنّه ورد في أخبار كثيرة: «لا تقولوا فينا ربّا، وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا»(2) وورد: .

ص: 61


1- تصحيح اعتقادات الإماميّة: 131 - 136 .
2- راجع: الخصال: 614، أبواب المائة فما فوق، الحديث 10، وبحار الأنوار 10: 92، ← ونفس المصدر 26: 2.

«أنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان»(1)، وورد: «لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله»(2)، وغير ذلك ممّا مرّ وسيأتي.

فلابدّ للمؤمن المتديّن أن لا يبادر بردّ ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالي أمورهم، إلاّ إذا ثبت خلافه بضرورة الدّين، أو بقواطع البراهين، أو بالآيات المحكمة، أو بالأخبار المتواترة، كما مرّ في باب التسليم وغيره.

وأمّا التفويض: فيطلق على معان: بعضها منفيّ عنهم عليهم السلام ، وبعضها مثبت لهم.

فالأوّل: التفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء، فإنّ قوما قالوا: إنّ اللّه تعالى خلقهم وفوّض إليهم أمر الخلق، فهم يخلقون ويرزقون ويميتون ويحيون، وهذا الكلام يحتمل وجهين:أحدهما: أن يقال: إنّهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون حقيقة، وهذا كفر صريح، دلّت على: استحالته الأدلّة العقليّة والنقليّة، ولا يستريب عاقل في كفر من قال به.

وثانيهما: أنّ اللّه تعالى يفعل ذلك مقارنا لإرادتهم: كشقّ القمر، وإحياء الموتى، وقلب العصا حيّة، وغير ذلك من المعجزات، فإنّ جميع ذلك إنّما تحصل بقدرته تعالى مقارنا لإرادتهم؛ لظهور صدقهم، فلا يأبى العقل عن أن يكون اللّه .

ص: 62


1- بصائر الدرجات 1: 42، الباب 12، الحديث 1.
2- الكافي 1: 466، كتاب الحجّة، الباب 159، الحديث 2.

تعالى خلقهم وأكملهم وألهمهم ما يصلح في نظام العالم، ثمّ خلق كلّ شيء مقارنا لإرادتهم ومشيّتهم.

وهذا وإن كان العقل لا يعارضه كفاحا، لكن الأخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا بل صراحا، مع أنّ القول به قول بما لا يعلم؛ إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم.

وما ورد من الأخبار الدّالّة على ذلك: كخطبة البيان وأمثالها فلم يوجد إلاّ في كتب الغلاة وأشباههم، مع أنّه يحتمل أن يكون المراد: كونهم علّة غائيّة لإيجاد جميع المكوّنات، وأنّه تعالى جعلهم مطاعين في الأرضين والسماوات، ويطيعهم بإذن اللّه تعالى كلّ شيء حتّى الجمادات، وأنّهم إذا شاؤوا أمرا لا يردّ اللّه مشيّتهم، ولكنّهم لا يشاؤن إلاّ أن يشاء اللّه.وأمّا ما ورد من الأخبار في نزول الملائكة والروح لكلّ أمر إليهم وأنّه لا ينزل ملك من السماء لأمر إلاّ بدأ بهم فليس ذلك لمدخليّتهم في ذلك، ولا الإستشارة بهم، بل له الخلق والأمر تعالى شأنه، وليس ذلك إلاّ لتشريفهم وإكرامهم وإظهار رفعة مقامهم.

الثاني: التفويض في أمر الدّين، وهذا أيضا يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون اللّه فوّض إلى النبيّ والأئمّة عليهم السلام عموما أن يحلّوا ما شاؤوا ويحرّموا ما شاؤوا من غير وحي وإلهام، أو يغيّروا ما أوحى إليهم بآرائهم، وهذا باطل، لا يقول به عاقل؛ فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان ينتظر الوحي أيّاما كثيرة لجواب سائل، ولا يجيبه من عنده، وقد قال تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ

ص: 63

الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى(1).

وثانيهما: أنّه تعالى لمّا أكمل نبيّه صلى الله عليه و آله بحيث لم يكن يختار من الأمور شيئا إلاّ ما يوافق الحقّ والصواب، ولا يحلّ بباله ما يخالف مشيئته تعالى في كلّ باب، فوّض إليه تعيين بعض الأمور: كالزيادة في الصّلاة، وتعيين النوافل في الصّلاة والصوم، وطعمة الجدّ، وغير ذلك ممّا مضى وسيأتي؛ إظهارا لشرفه وكرامته عنده. ولم يكن أصل التعيين إلاّ بالوحي، ولم يكن الاختيار إلاّ بإلهام، ثمّ كان يؤكّد ما اختاره صلى الله عليه و آله بالوحي، ولا فساد في ذلك - عقلاً - ، وقد دلّت النصوص المستفيضة عليه ممّا تقدّم في هذا الباب، وفي أبواب فضائل نبيّنا صلى الله عليه و آله من المجلّد السّادس.

ولعلّ الصّدوق رحمه الله أيضا إنّما نفى المعنى الأوّل؛ حيث قال في «الفقيه»: وقد فوّض اللّه عزّوجلّ إلى نبيّه عليه السلام أمر دينه، ولميفوّض إليه تعدّي حدوده(2). وأيضا هو رحمه الله قد روى كثيرا من أخبار التفويض في كتبه، ولم يتعرّض لتأويلها.

الثالث: تفويض أمور الخلق إليهم من: سياستهم وتأديبهم وتكميلهم وتعليمهم وأمر الخلق بإطاعتهم فيما أحبّوا وكرهوا وفيما علموا جهة المصلحة فيه وما لم يعلموا، وهذا حقّ؛ لقوله تعالى: مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(3)، وغير ذلك من الآيات والأخبار، وعليه يحمل قولهم عليهم السلام : «نحن المحلّلون حلاله، والمحرّمون لحرامه»(4)، أي: بيانهما علينا، ويجب على .

ص: 64


1- سورة النجم، الآيتان: 3 و 4 .
2- من لا يحضره الفقيه 1: 116، ذيل الحديث 82 .
3- سورة الحشر، الآية: 7 .
4- مائة منقبة: 47، المنقبة 7.

النّاس الرجوع فيهما إلينا، وبهذا الوجه ورد خبر أبي إسحاق والميثميّ.

الرابع: تفويض بيان العلوم والأحكام بما رأوا المصلحة فيها؛ بسبب اختلاف عقولهم؛ أو بسبب التقيّة، فيفتون بعض النّاس بالواقع من الأحكام، وبعضهم بالتقيّة، ويبيّنون تفسير الآيات وتأويلها، وبيان المعارف بحسب ما يحتمل عقل كلّ سائل، ولهم أن يبيّنوا ولهم أن يسكتوا، كما ورد في أخبار كثيرة: «عليكم المسألة، وليس علينا الجواب»(1)، كلّ ذلك بحسب ما يريهم اللّه من مصالح الوقت، كما ورد في خبر ابن أشيم وغيره. وهو أحد معاني خبر محمّد بن سنانفي تأويل قوله تعالى: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ(2). ولعلّ تخصيصه بالنبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام لعدم تيسّر هذه التّوسعة لسائر الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، بل كانوا مكلّفين بعدم التقيّة في بعض الموارد، وإن أصابهم الضرر، والتفويض بهذا المعنى أيضا ثابت حقّ بالأخبار المستفيضة.

الخامس: الاختيار في أن يحكموا بظاهر الشريعة، أو بعلمهم وبما يلهمهم اللّه من الواقع ومخّ الحقّ في كلّ واقعة، وهذا أظهر محامل خبر ابن سنان، وعليه أيضا دلّت الأخبار.

السّادس: التفويض في العطاء؛ فإنّ اللّه تعالى خلق لهم الأرض وما فيها، وجعل لهم الأنفال والخمس والصفايا وغيرها، فلهم أن يعطوا ما شاؤوا ويمنعوا ما شاؤوا، كما مرّ في خبر الثمالي، وسيأتي في مواضعه.

وإذا أحطت خبرا بما ذكرنا من معاني التفويض سهل عليك فهم الأخبار .

ص: 65


1- راجع: بصائر الدرجات 1 : 52، الباب 19، الحديث 2، و3، و5، و7، و8، والكافي 1 : 268، كتاب الحجّة، الباب 77، الحديث 8 .
2- سورة النساء، الآية: 105 .

الواردة فيه، وعرفت ضعف قول من نفى التفويض مطلقا، ولمّا يحط بمعانيه(1).والمتحصّل من كلمات هؤلاء الأعلام: أنّ نسبة مثل هذه الخصائص إلى الرسول الأعظم صلوات اللّه عليه وكذا إلى أوصيائه عليهم السلام - الّتي هي من منن اللّه عزّوجل عليهم وفضله وكرمه - لا تعدّ من الغلوّ شيئا.

القسم الثاني: الأحاديث الواردة في الكتب الأُخرى غير ((الكافي))

1 - ما رواه الصّدوق رحمه الله في «العيون» و «العلل» و «كمال الدين»، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدّثني أبو الفضل العبّاس بن عبد اللّه البخاري، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

ص: 66


1- بحار الأنوار 25 : 346 - 350، وراجع أيضا: المصدر نفسه 25 : 328، باب نفي الغلوّ في النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام ، فصل في التفويض ومعانيه، خصوصا التوقيع الّذي وصل من جهة الحجّة عليه السلام بيد أبي جعفر محمّد بن عثمان؛ ففيه: «أنّ اللّه تعالى هو الّذي خلق الأجسام، وقسّم الأرزاق؛ لأنّه ليس بجسم، ولا حالّ في جسم، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. فأمّا الأئمّة عليهم السلام فإنّهم يسألون اللّه تعالى فيخلق، ويسألونه فيرزق؛ إيجابا لمسألتهم، وإعظاما لحقّهم»، الحديث 4 .

ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه مني. قال عليّ عليه السلام : فقلت: يا رسول اللّه، فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال صلى الله عليه و آله : يا عليّ، إنّ اللّه تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمة من بعدك، وأنّ الملائكة لخُدّامنا وخُدّام محبّينا. يا عليّ، الّذين يحملون العرش ومَنْ حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للّذين آمنوا بولايتنا. يا عليّ، لولا نحن ما خلق اللّه آدم ولا حواء، ولا الجنّة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه؛ لأنّ أوّل ما خلق اللّه عزّ وجلّ خلق أرواحنا، فأنطقنا بتوحيده وتمجيده [وتحميده]، ثمّ خلق الملائكة، فلمّا شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا [استعظمت] أمرنا، فسبّحنا؛ لتعلم الملائكة: أنّا خلق مخلوقون، وأنّه منزّه عن صفاتنا، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا، ونزّهته عن صفاتنا. فلمّا شاهدوا عظم شأننا هلّلنا؛ لتعلم الملائكة: أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّا عبيد ولسنا بآلهة، يجب أن نُعبد معه أو دونه، فقالوا: لا إله إلاّ اللّه. فلمّا شاهدوا كبر محلّنا كبّرنا ؛ لتعلم الملائكة: أنّ اللّه أكبر من أن ينال عظم المحلّ إلاّ به. فلمّا شاهدوا ما جعله اللّه لنا من العزّ والقوّة فقلنا: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه؛ لتعلم الملائكة: أن [أنّه] لا حول لنا ولا قوّة إلاّ باللّه»(1).

وهذه الرواية - مضافاً إلى أنّها تدلّ على: أنّ خلقهم عليهم السلام كان قبل جميع الأشياء، وأنّهم أوّل ما خلق اللّه - تدلّ على: تفضيلهم علىجميع الأنبياء والمرسلين والملائكة أجمعين، وأنّ الملائكة قد تعلّموا التهليل والتمجيد .

ص: 67


1- عيون أخبار الرّضا عليه السلام 2 : 237، الحديث 22، وعلل الشرائع 1 : 15، الباب 7، الحديث 1، وكمال الدين 1 : 242، الباب 23، الحديث 4 .

والتكبير منهم عليهم السلام ، وأنّهم أُمروا بالسجدة لآدم؛ لأنّهم كانوا في صلبه.

2 - ما رواه الصّدوق رحمه الله أيضا، قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس التميمي الرازي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرّضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ(1)، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خُلقت أنا وعليّ من نور واحد»(2).

وهذه الرواية متضمّنة لبعض ما في تلك الروايات السابقة فقط، وهو اتّحاد نورهما عليهماالسلام فحسب، ويمكن الاستدلال بها على المقام؛ بقرينة سائر الروايات.

3 - ما رواه الصّدوق رحمه الله أيضا، قال: حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد النيسابوري المرواني بنيسابور، وما لقيت أنصب منه، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاقّ بن إبراهيم بن مهران السراج، قال: حدّثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدّثنا وكيع بنالجراح، عن محمّد بن إسرائيل، عن أبي صالح، عن أبي ذرّ رحمه الله ، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو يقول: «خُلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد، نسبّح اللّه يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام. فلمّا خلق اللّه آدم جعل ذلك النور في صلبه، ولقد سكن الجنّة ونحن في صلبه، ولقد .

ص: 68


1- وفي الخصال زيادة: «قال: حدّثني أخي الحسن بن علي».
2- أمالي الصّدوق: 307، المجلس الحادي والأربعون، الحديث 10، وعيون أخبار الرّضا عليه السلام 1 : 63، الحديث 219، والخصال 1 : 31، الحديث 108.

همّ بالخطيئة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح في السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا اللّه عزّ وجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة، حتّى انتهى بنا إلى عبد المطّلب فقسّمنا بنصفين، فجعلني في صلب عبد اللّه، وجعل عليّاً في صلب أبي طالب، وجعل فيّ النبوة والبركة، وجعل في عليّ الفصاحة والفروسيّة، وشقّ لنا اسمين من أسمائه، فذو العرش محمود وأنا محمّد، واللّه الأعلى وهذا عليّ»(1).

ودلالتها واضحة، كما تقدّم.

4 - ما رواه الصّدوق رحمه الله أيضا، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق، قال: حدّثني بشر بن سعيد بن قيلويه - المعدّل بالمرافقة - قال: حدّثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمّد ابن حرب الهلالي أمير المدينةيقول: سألت جعفر بن محمّد عليه السلام فقلت له: يابن رسول اللّه، في نفسي مسألة أُريد أن أسألك عنها، فقال: «إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، وإن شئت فسل؟». قال: قلت له: يابن رسول اللّه، وبأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سوءالي عنه؟ فقال: «بالتوسّم والتفرّس. أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ(2)، وقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اتّقوا فراسة الموءمن؛ فإنّه ينظر بنور اللّه عزّ وجلّ». قال: فقلت له: يابن رسول اللّه، فأخبرني بمسألتي ... «أما علمت: أنّ محمّداً وعليّاً صلوات اللّه عليهما كانا نوراً بين يدي اللّه جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام، وأنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلاً، قد انشعب فيه شعاع لامع، فقالت: إلهنا وسيّدنا، ما هذا .

ص: 69


1- علل الشرائع 1 : 162، الباب 116، الحديث 1، ومعاني الأخبار: 56، الحديث 4.
2- سورة الحجر، الآية: 75 .

النور؟ فأوحى اللّه عزّوجلّ إليهم: هذا نور من نوري، أصله نبوّة، وفرعه إمامة. أمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي، وأمّا الإمامة فلعليٍّ حجّتي ووليّي، ولولاهما ما خلقت خلقي»، الحديث(1).

وهذه الرواية دلالتها واضحة، كما تقدّم.

4 - ما رواه ابن بابويه في كتاب «النصوص على الأئمّة الاثني عشر»(2)، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن محمّد، قال: حدّثنا أبو محمّد هارون ابن موسى رضى الله عنه في شهر ربيع الأوّلسنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن همّام، قال: حدّثني عامر [أبو عليّ] بن كثير البصريّ، قال: حدّثني الحسن بن محمّد بن أبي شعيب الحرّاني، قال: حدّثنا [سكين] مسكين ابن كثير أبو بسطام، عن شعبة بن الحجّاج، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك.

قال هارون: وحدّثنا حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقنديّ، قال: حدّثني أبو النّضر محمّد بن مسعود العيّاشي، عن يوسف بن السخت البصريّ، قال: حدّثنا منجاب بن الحارث، قال: حدّثنا محمّد بن بشّار، عن محمّد بن جعفر بن عبد ربّه، قال: حدّثنا شعبة عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، قال: كنت أنا وأبو ذرّ وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبيّ صلى الله عليه و آله ، إذ دخل الحسن والحسين، فقبّلهما رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقام أبو ذر فانكبّ عليهما وقبّل أيديهما، ثمّ رجع فقعد معنا، فقلنا له سرّاً: يا أبا ذر! أنت رجل شيخ من أصحاب رسول .

ص: 70


1- معاني الأخبار: 350، الحديث 1، وعلل الشرائع 1 : 207، الباب 139، الحديث 1 .
2- «النّصوص على الأئمّة» للشيخ الصّدوق، ابن بابويه القمّي المتوفّي 381 ه- ، ولم يطبع لحدّ الآن، توجد نسخة منه في المكتبة الأهليّة بباريس، ونسختان في النجف الأشرف، ورسالة منتخبة منه في جامعة طهران [رقم 8970]، نقل عنه العلاّمة المجلسي في «البحار»، والسيّد هاشم البحراني في «الإنصاف». الذريعة 24 : 179.

اللّه صلى الله عليه و آله ، تقوم إلى صبيّين من بني هاشم فتنكب عليهما وتقبّل أيديهما؟! فقال: نعم، لو سمعتم ما سمعتُ فيهما من رسول اللّه صلى الله عليه و آله لفعلتم بهما أكثر ممّا فعلت. قلنا: وماذا سمعتَ يا أبا ذرّ؟ قال: سمعته يقول لعليٍّ ولهما: «[يا عليّ] واللّه، لو أنّ رجلاًصلّى وصام حتّى يصير كالشِّنّ البالي إذاً ما نفع صلاته و [لا] صومه إلاّ بحبّكم [والبراءة من أعدائكم]. يا عليّ، مَنْ توسّل إلى اللّه عزّ وجلّ بحبّكم، فحقٌّ على اللّه أن لا يردّه. يا عليّ، مَنْ أحبّكم وتمسّك بكم فقد تمسّك بالعروة الوثقى».

قال: ثمّ قام أبو ذرّ وخرج، وتقدّمنا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقلنا: يا رسول اللّه، أخبرنا أبو ذر عنك بكيت وكيت، [ف] قال: «صدق أبو ذرّ، [صدق] واللّه، ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ». قال: ثمّ قال عليه السلام : «خلقني اللّه تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام(1)، ثمّ نُقلنا إلى صلب آدم، ثمّ نُقلنا من صلب آدم إلى أصلاب الطاهرين [و] إلى أرحام الطاهرات». قلنا: يا رسول اللّه، فأين كنتم؟ وعلى أيّ مثالٍ كنتم؟ قال: «كُنّا أشباحاً من نور تحت العرش، نسبّح اللّه ونحمده»(2)، ثمّ قال عليه السلام: «لمّا عرج بي إلى السماء»، الحديث(3).

وفي هذه الرواية - مضافاً إلى ما تقدّم مِن تقدُّم وجودهم النوريّ على بقيّة المخلوقات - تصريح في ذيلها بأسماء الأئمة الاثني عشر من بعده صلى الله عليه و آله ، .

ص: 71


1- كذا في جميع المصادر، ولكن في نسخ غاية المرام: «بتسعة».
2- في البحار «نسبّح اللّه ونقدّسه ونمجّده»، وفي كفاية الأثر: «نسبّح اللّه تعالى ونمجدّه».
3- غاية المرام 1 : 44، الحديث 10، ورواه الخزّاز القمّي في كفاية الأثر: 69 بعينه سندا ومتنا، ونقله الديلمي عن الشيخ المفيد في إرشاد القلوب: 312، وكذلك العلاّمة المجلسي في البحار 36 : 301 .

واحداً بعد واحد. وأمّا ما ذكر في هذه الرواية من: أنّهم كانوا أشباحا من نور تحت العرش فليس معناه: أنّ العرش كان وجوده مخلوقا قبل وجودهم؛ فإنّه قد ورد في بعض الروايات: أنّهم قدّام العرش، أو حول العرش، أو تحته، فمعنى العرش هو: محلّ قدرته تعالى وجبروته، وحكمه النافذ في جميع الأشياء، وقد تقدّم شطر من الكلام في ذلك(1).

6 - ما رواه الصّدوق رحمه الله أيضا، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن الحسين السكريّ، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابيّ البصريّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: سئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أين كنتَ وآدم في الجنّة؟ قال: «كنتُ في صلبه، وهبط بي إلى الأرض في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبي نوح، وقذف بي إلى النّار في صلب إبراهيم. لم يلتق لي أبوان على السفاح قطّ، لم يزل اللّه عزّوجلّ ينقلني من الأصلاب الطيّبة إلى الأرحام الطاهرة [المطهّرة] هادياً مهديّاً، حتّى أخذ اللّه بالنبوّة عهدي، وبالإسلام ميثاقي، وبيّن كلّ شيء من صفتي، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري، ورقى بي إلى سمائه، وشقّ لي اسماً من أسمائه، أمّتي الحامدون، وذو العرش محمودٌ، وأنا محمّد».

وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة(2).

ورواه الصّدوق أيضا في «أماليه» بطريق آخر(3)..

ص: 72


1- راجع: ص 44.
2- معانى الأخبار: 55، الحديث 2 .
3- أمالي الصّدوق: 723، المجلس الحادي والتسعون، الحديث 1.

وهذا الحديث بنفسه لا يدلّ على: تقدّم وجوده صلى الله عليه و آله على وجود آدم؛ لأنّ وجوده في صلبه في الجنّة يلائم تقارنهما، ولكن يمكن استفادة التقدّم لوجوده الأنور بقرينة سائر الأحاديث.

7 - ما رواه الصّدوق أيضا، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضى الله عنه ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الضحّاك، قال: أخبرنا عزيز بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن طلحة، عن كثير بن عمير، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «إنّ اللّه خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من نور، فعصر ذلك النور عصرة، فخرج منه شيعتنا، فسبّحنا فسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا، ووحّدنا فوحّدوا، ثمّ خلق اللّه السماوات والأرضين، وخلق الملائكة، فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحاً...»، الحديث(1).

وهذا الحديث - مضافاً إلى دلالته على: تقدّم وجوده صلى الله عليه و آله ، ووجود عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين على جميع الخلائق - يدلّ على: تقدّم وجود أرواح الموءمنين، حتّى على وجود السماوات والأرضين والملائكة، ويوءيّد ذلك عدّة من الأحاديث الّتي ورد فيها: «أنّ أرواح الموءمنين خُلقت قبل أبدانهم بألفي عام»، كماورد في صحيحة بكير بن أعين(2)، ورواية صالح بن سهل(3)، ورواية .

ص: 73


1- جامع الأخبار: 45، الحديث 49 .
2- راجع: الكافي 1 : 506، كتاب الحجّة، الباب 166، الحديث 9، والمحاسن : 227، الحديث 411 .
3- راجع: الكافي 1 : 508، كتاب الحجّة، الباب 167، الحديث 1، وبصائر الدرجات 2 : 96، الباب 15، الحديث 1 .

أصبغ بن نباتة(1)، وغيرها، وهي كثيرة. فتبيّن: أنّ تقدّم خلق الأرواح كان قبل العالم، ولكن للنبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة خصوصيّة، وهي أنّ اللّه خلقهم قبل خلق جميع الخلائق، وأنّهم أوّل مخلوقٍ خلقه اللّه عزّ وجلّ.

8 - ما رواه الصّدوق رحمه الله أيضا في «كمال الدين»، قال: حدّثنا الحسين ابن أحمد بن إدريس رضى الله عنه ، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن يزيد الزيات، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن ابن سماعة، عن عليّ بن الحسن رباط، عن أبيه، عن المفضل بن عمر، قال: قال الصّادق جعفر بن محمّد: «إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا». فقيل له: يابن رسول اللّه، ومَن الأربعة عشر؟ فقال: «محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين، آخرهم القائم الّذي يقوم بعد غيبته، فيقتل الدجّال، ويطهّر الأرض من كلّ جور وظلم»(2).ودلالة هذا الحديث واضحة.

9 - ما رواه الصّدوق رحمه الله أيضا في «كمال الدين»، قال: حدّثنا بذلك محمّد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن جعفر بن عبد اللّه الكوفي، عن الحسن بن سعيد، عن محمّد بن زياد، عن أيمن

بن محرز، عن الصّادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : «إنّ اللّه تبارك وتعالى علّم آدم عليه السلام أسماء حجج اللّه كلّها، ثمّ عرضهم

- وهُمْ أرواح - على الملائكة، فقال: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَوءُلاءِ إِنْ كُنتُمْ .

ص: 74


1- بصائر الدرجات 8 : 363، الباب 8، الحديث 1.
2- كمال الدين: 315، الباب 33، الحديث 7 .

صَادِقِينَ(1)، بأنّكم أحقّ بالخلافة في الأرض بتسبيحكم وتقديسكم من آدم عليه السلام ، قالوا: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(2)، قال اللّه تبارك وتعالى: يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وقفوا على عظيم منزلتهم عند اللّه تعالى ذكره فعلموا: أنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء اللّه في أرضه وحججه على بريّته، ثمّ غيّبهم عن أبصارهم، واستعبدهم بولايتهم ومحبّتهم، وقال لهم: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(3)»(4).وهذا الحديث أيضاً يدلّ على: سبق وجودهم عليهم السلام قبل خلق آدم عليه السلام ، حيث عرضهم عليهم السلام على الملائكة. وهو من جهة السند صحيح.

10 - ما رواه الصّدوق قدس سره أيضا في «الخصال» و «معاني الأخبار»، حدّثنا الحاكم أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المروزي، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الجرجاني، قال: حدّثنا أبو بكر عبد الصمد بن يحيى الواسطي، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المدني، عن عبد اللّه بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمّد الصّادق عن أبيه عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أنّه قال: «إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلى الله عليه و آله قبل أن يخلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنّة والنار، وقبل أن يخلق آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداوُد وسليمان عليهم السلام ، وكلّ مَنْ قال اللّه عزّ وجلّ في قوله: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ .

ص: 75


1- سورة البقرة، الآية: 31 .
2- سورة البقرة، الآية: 32 .
3- سورة البقرة، الآية: 33 .
4- كمال الدين: 25، المقدّمة.

- إلى قوله - : وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(1)، وقبل أن خلق الأنبياء كلّهم بأربعمائة ألف وأربع وعشرين ألف سنة، وخلق عزّوجلّ معه اثني عشر حجاباً، حجاب القدرة» - وذكر في كلّ حجاب مكث نوره في سنوات مختلفة مع تسبيحه عليه السلام إلى قوله - : «ثمّ أظهر عزّوجلّ اسمه على اللوح، فكان على اللوح منوّراً أربعة آلاف سنة، ثمّ أظهره على العرش، فكان على ساق العرش مثبتاً سبعة آلاف سنة، إلى أن وضعه اللّه عزّ وجلّ في صلب آدم عليه السلام ، ثمّ نقله من صلب آدم إلى صلب نوح عليه السلام ، ثمّ من صلبٍ إلى صلبٍ، حتّى أخرجه اللّه تعالى من صلب عبد اللّه بن عبد المطّلب، فأكرمه بستّ كرامات»، الحديث(2).

ودلالة هذا الحديث على: تقدّم وجوده صلى الله عليه و آله على جميع الخلائق واضحة، مضافاً إلى تفصيل الحجب وتسبيحه صلى الله عليه و آله في كلّ حجاب، ولكن المذكور فيه: أنّ مجموع مكثه في الحجب يصل إلى تسعة وثمانين ألف عام، فيبقى من مائة وأربع وعشرين ألف عام المذكور في صدر الحديث خمسة وثلاثون ألف عام، وقد أُهمل فيه وجوده صلى الله عليه و آله في أيّ مكانٍ كان.

ومن جانبٍ آخَر، لم يُعلم حكمة مكث النبيّ صلى الله عليه و آله في كلّ حجابٍ بالمقدار المذكور مع خصوص التسبيح لكلّ حجابٍ، مضافاً إلى الترتيب بين الحجب، واللّه العالم.

11 - ما رواه الصّدوق رحمه الله في «علل الشرائع»: عن إبراهيم بن هارون الهاشمي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدّثنا عيسى بن مهران، قال: حدّثنا منذر الشراك، قال: حدّثنا إسماعيل بن عليه، قال: أخبرني .

ص: 76


1- سورة الأنعام، الآيات: 84 - 87 .2 - الخصال 2 : 481، الحديث 55، ومعاني الأخبار: 306، الحديث 1 .

أسلم بن ميسرة العجلي، عن أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «إنّ اللّه عزّوجلّ خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام»، قلت: فأين كنتم، يا رسول اللّه؟ قال: «قُدّام العرش، نسبّح اللّه تعالى ونحمده ونقدّسه ونمجّده»، قلت: على أيّ مثال؟ قال: «أشباح نور، حتّى إذا أراد اللّه عزّ وجلّ أن يخلق صُورنا صيّرنا عمود نور، ثمّ قذفنا في صلب آدم، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأُمّهات، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم، ويشقى بنا آخَرون. فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين، فجعل نصفه في عبد اللّه ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج النصف الّذي لي إلى آمنة، والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليّاً. ثمّ أعاد عزّ وجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّ وجلّ العمود إلى عليٍّ فخرج منه الحسن والحسين - يعني من النصفين جميعاً - فما كان من نور عليٍّ فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة»(1).

وهذا الحديث - مضافاً إلى ما تقدّم - يدلّ على: انتقال نوره صلى الله عليه و آله في ولد الحسين، ونور أمير الموءمنين في ولدالحسن عليه السلام ، وبه يُجمع بين ما دلّ على: أنّهم نور واحد، وبين ما دلّ على: أنّهم أنوارٌ متعدّدة.

12 - ما رواه ابن شاذان رحمه الله في كتاب «الفضائل»، عن الحسن بن أحمد ابن يحيى العطار الهمداني رحمه الله في همدان في مسجده في الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، قال: حدّثنا الإمام ركن الدين أحمد بن .

ص: 77


1- علل الشرائع 1 : 246، الباب 156، الحديث 11 .

محمّد بن إسماعيل الفارسي، قال: حدّثنا عمر بن فاروق الخطابي، قال: حدّثنا الحجّاج بن منهال، عن الحسن بن عمران، عن شاذان بن العلاء، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن سالم، عن خالد بن السري، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

ورواه السيّد حيدر الحسيني، عن كمال الدين محمّد بن عبد الرشيد الاصفهاني، عن الحسن بن أحمد العطّار الهمداني، عن الإمام ركن الدين أحمد ابن محمّد بن إسماعيل الفارسي، قال: حدّثنا فاروق الخطّاب، قال: حدّثنا حجّاج بن منهال، عن الحسن بن عمران، عن شاذان بن العلاء، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن مسلم بن خالد المكّي، عن أبي الزبير، عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري رضى الله عنه ، قال: سألت رسول اللّه [ صلى الله عليه و آله ] عن ميلاد عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال: «آه آه، سألت عجباً يا جابر عن خير مولود ولد بعدي على سنّة المسيح. إنّ اللّه تعالى خلقه نوراً من نوري، وخلقني نوراً من نوره، وكلانا من نور واحد، وخلقنا منقبل أن يخلق سماء مبنيّة، وأرضاً مدحيّة، ولا كان طولاً ولا عرض ولا ظلمة ولا ضياء ولا بحراً ولا هواء بخمسين ألف عام. ثمّ إنّ اللّه عزّ وجلّ سبّح نفسه فسبّحناه، وقدّس ذاته فقدّسناه، ومجّد عظمته فمجّدناه، فشكر اللّه تعالى ذلك لنا، فخلق من تسبيحي السماء فسمكها، والأرض فبطحها، والبحار فعمقها، وخلق من تسبيح عليٍّ الملائكة المقرّبين»، الحديث(1). وفيه حكاية المثرم العابد الزاهد، وفيه غرائب.

وهذا الحديث - مضافاً إلى ما تقدّم - يدلّ على: أنّ خلق السماوات .

ص: 78


1- الفضائل: 55 بالسند الأوّل، واليقين: 186، بالسند الثاني، مع اختلاف يسير في ألفاظ الثاني.

والأرض والملائكة كان مسبَّباً عن تسبيحهما، وغير ذلك.

وروى صدره في «البحار» عن «كشف اليقين» من كتاب أبي العلاء الهمداني، عن حيدر بن محمّد الحسيني رحمه الله (1).

13 - ما رواه الصّدوق رحمه الله في «كمال الدين»، قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام، قال: حدّثنا محمّد بن الفضل النحوي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الصمد الكوفيّ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسى، عن أبيه عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه موسى ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، قال: دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعنده أُبي ابن كعب، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «مرحباً بك يا أبا عبد اللّه، يا زين السماوات والأرض، فقال أُبيّ: وكيف يكون يارسول اللّه زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ فقال له: يا أُبيّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض؛ فإنّه مكتوب عن يمين العرش: مصباح هاد، وسفينة نجاة، وإمام غير وهن، وعزّ وفخر وبحر علم وذخر [فلم لا يكون كذلك] وأنّ اللّه عزّ وجلّ ركب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة، خلقت من قبل أن يكون مخلوقاً في الأرحام، أو يجري ماء في الأصلاب، أو يكون ليل ونهار. لقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره اللّه عزّ وجلّ معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرّج اللّه عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسّر أمره، وأوضح سبيله، وقوّاه على عدوّه، ولم يهتك ستره».

فقال أُبيّ: وما هذه الدعوات، يا رسول اللّه؟ قال: «تقول إذا فرغت من .

ص: 79


1- بحار الأنوار 38 : 125 .

صلاتك وأنت قاعد: اللّهمّ، إنّي أسألك بملكك ومعاقد عزّك وسكّان سماواتك وأنبيائك ورسلك، [أن تستجيب لي]؛ فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تجعل لي من عسري يسراً. فإنّ اللّه عزّ وجلّ يسهّل أمرك، ويشرح صدرك، ويلقّنك شهادة لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك. قال له أُبيّ: يا رسول اللّه، فما هذه النطفة الّتي في صلب حبيبي الحسين؟» الحديث(1).وهذا الحديث وإن كان يدلّ على: أنّ خلقة السجّاد عليه السلام كانت قبل جميع الخلائق، ولكن من المعلوم عدم اختصاص ذلك به عليه السلام ، بل ذلك شامل للنبيّ وسائر الأئمّة عليهم السلام .

14 - ما رواه الصّدوق رحمه الله في «علل الشرائع»: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا أبو العبّاس القطّان، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن داهر، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: ... قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : «... يا مفضّل، أما علمت: أنّ اللّه تبارك وتعالى بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو روح إلى الأنبياء عليهم السلام ، وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام؟» فقلت: بلى. قال: «أما علمت: أنّه دعاهم إلى توحيد اللّه وطاعته واتّباع أمره ووعدهم الجنّة على ذلك، وأوعد مَنْ خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار؟» قلت: بلى، الحديث(2).

وهذا الحديث أيضاً يدلّ على: خلق روح النبيّ قبل خلق الخلق، ولا دلالة في بعث روحه صلى الله عليه و آله إلى أرواحهم على: أنّ أرواحهم خُلقت قبل روحه، بل غاية .

ص: 80


1- كمال الدين: 252، الباب 24، الحديث 11 .
2- علل الشرائع 1 : 193، الباب 130، الحديث 1 .

ما يدلّ عليه الحديث هو: بعث اللّه سبحانه روحه إلى الأنبياء وهم أرواح.15 - ما رواه الطوسي في «أماليه» قائلاً: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري، قال: حدّثني أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: ... قال أمير الموءمنين عليه السلام : «ألا إنّي عبد اللّه وأخو رسوله وصدّيقه الأوّل، قد صدّقتُه وآدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون»، الحديث(1).

ودلالة هذه الرواية على تقدّم خلق النبيّ وعليّ عليهماالسلام - من جهة تصديقه له قبل خلق آدم - واضحة.

16 - ما رواه الصّدوق في «معاني الأخبار» قائلاً: حدّثنا أحمد بن محمّد ابن هيثم العجلي رضى الله عنه ، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان، قال: حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبد اللّه بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن أبيه عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة [بعدهم] صلوات اللّه عليهم، فعرضها على السماوات والأرض والجبال، فغشيها نورهم. فقال اللّه تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال: هوءلاء أحبّائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمّة بريّتي، ما خلقت خلقاً هو أحب إليَّ منهم، ولمن تولاّهم خلقت 5.

ص: 81


1- أمالي الطوسي: 626، المجلس الثلاثون، الحديث 5.

جنتي، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري»، الحديث(1).

ويمكن استفادة تقدّم خلق أرواحهم عليهم السلام قبل أرواح غيرهم؛ حيث جعلها أعلاها وأشرفها، ولازم ذلك كون أرواحهم عليهم السلام أوّلها خلقا؛ لقربها منه تعالى.

17 - عن الصّدوق مرفوعاً إلى عبد اللّه بن المبارك، عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن جدّه أمير الموءمنين عليه السلام أنّه قال: «إنّ اللّه خلق نور محمّد صلى الله عليه و آله قبل المخلوقات بأربعة عشر ألف سنة، وخلق معه اثني عشر حجاباً. والمراد بالحجب: الأئمّة عليهم السلام »(2).

18 - عن الصّدوق في كتاب «فضائل الشيعة»، بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: كُنّا جلوساً مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذ أقبل إليه رجل فقال: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ لإبليس: أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ»(3) فمَنْ هم، يا رسول اللّه، الّذين هم أعلى مِن الملائكة؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كُنّا في سرادق العرش نسبّح اللّه؛ وتسبّح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق اللّه عزّ وجلّ آدم بألفي عام. فلمّا خلق اللّه عزّ وجلّ آدم، أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولم يأمرنا بالسجود، فسجد الملائكة كلّهم إلاّ إبليس؛ فإنّه أبى ولم يسجد. فقال اللّه تبارك وتعالى: أسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِين عنى من هوءلاء الخمسة المكتوبة أسماوءهم في سرادق العرش، فنحن باب اللّه الّذي يوءتى منه، بنا يهتدي [المهتدون] المهتدي»، .

ص: 82


1- معاني الأخبار: 108، الحديث 1 .
2- بحار الأنوار 25 : 21 .
3- سورة ص، الآية: 75 .

الحديث(1).

19 - عن الصّدوق رحمه الله - في كتاب «المعراج» - عن رجاله، عن ابن عبّاس، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو يخاطب عليّاً عليه السلام ويقول: «يا عليّ، إنّ اللّه تبارك وتعالى كان ولا شيء معه، خلقني وخلقك روحين من نور جلاله، فكُنّا أمام عرش ربّ العالمين نسبّح اللّه ونقدّسه ونحمده ونهلّله، وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرضين. فلمّا أراد أن يخلق آدم خلقني وإيّاك من طينة واحدة، من طينة علّيّين، وعجننا بذلك النّور، وغمسنا في جميع الأنوار وأنهار الجنّة، ثمّ خلق آدم، واستودع صلبه تلك الطينة والنّور. فلمّا خلقه استخرج ذرّيّته من ظهره، فاستنطقهم وقرّرهم بالربوبيّة. فأوّل خلق إقراراً بالربوبيّة: أنا وأنت، والنبيّون على قدر منازلهم وقربهم من اللّه عزّوجلّ، فقال اللّه تبارك وتعالى: صدقتما وأقررتما، يا محمّد ويا عليّ، وسبقتما خلقي إلى طاعتي، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما، فأنتما صفوتي من خلقي والأئمّة من ذرّيّتكما وشيعتكما، وكذلك خلقتم».

ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «يا عليّ، فكانت الطينة في صلب آدم، ونوري ونورك بين عينيه، فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيّين والمنتجبين حتّى وصل النور والطينة إلى صلب عبد المطّلب، فافترق نصفين، فخلقني اللّه من نصفه، واتّخذني نبيّاً ورسولاً، وخلقك من النصف الآخَر، فاتّخذك خليفةً ووصيّاً ووليّاً»، الحديث(2).ورواه حسن بن سليمان في كتاب «المحتضر»، عن ابن عبّاس، قال: .

ص: 83


1- فضائل الشيعة: 49، الحديث 7 .
2- بحار الأنوار 25 : 3 - 4 .

سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «لمّا أسري بي إلى السماء السابعة وأهبط إلى الأرض مخاطبا لعليّ بن أبي طالب ...»، وذكر الحديث(1).

وهذا الحديث يدلّ على أُمور:

الأوّل: أنّه تعالى تفرّد بالأزليّة.

الثاني: أنّ خلق نوره صلى الله عليه و آله كان قبل خلق جميع الخلائق.

الثالث: أنّ خلقه صلى الله عليه و آله من نور جلاله عزّ وجلّ.

الرابع: أنّ الملائكة تعلّموا التسبيح والتهليل منه صلى الله عليه و آله وبواسطته.

الخامس: أنّ اللّه عزّ وجلّ خلق طينته وطينة عليّ عليهماالسلام من طينة علّيّين، وهذا أمر موافق لما ورد من الأحاديث بالنسبة لطينة الأئمّة عليهم السلام .السادس: أنّ الطينة عُجنت بالنور المخلوق قبلها، وغُمست في جميع الأنوار، أي: الكمالات.

السابع: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة والأنبياء هم: أوّل مَنْ أقرّ بالتوحيد، ولذلك استحقّوا أن يكونوا أئمّةً وأصفياء.

ويظهر من ذلك: أنّه كان هناك امتحان إجماليّ في عالَم الذرّ لجميع الخلائق، وهناك تشخّصت استعدادات الأشخاص، وتميّز الموءمن عن الكافر والصالح عن الطالح، وصار ذلك الامتحان منشأً للفضائل والتوفيقات الإلهيّة.

وغير ذلك من الأُمور الّتي تظهر من ذيل الحديث.

20 - ما رواه الشيخ الصّدوق رحمه الله قائلاً: روى محمّد بن عليّ الكوفي، عن .

ص: 84


1- المحتضر: 142 .

إسماعيل بن مهران، عن مرازم، عن جابر بن يزيد، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: ... فقلت: يا رسول اللّه، هذه حالنا، فكيف حالك وحال الأوصياء بعدك في الولادة؟ فسكت رسول اللّه صلى الله عليه و آله مليّاً، ثمّ قال: «يا جابر، لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلاّ ذو حظّ عظيم. إنّ الأنبياء والأوصياء مخلوقون من نور عظمة اللّه جلّ ثناوءه، يودع اللّه أنوارهم أصلاباً طيّبة وأرحاماًطاهرة، يحفظها بملائكته، ويربّيها بحكمته، ويغذوها بعلمه، فأمرهم يجلّ عن أن يوصف، وأحوالهم تدقّ عن أن تعلم؛ لأنّهم نجوم اللّه في أرضه، وأعلامه في بريّته، وخلفاؤه على عباده، وأنواره في بلاده، وحججه على خلقه. يا جابر، هذا من مكنون العلم ومخزونه، فاكتمه إلاّ من أهله»(1).

وهذه الرواية - أيضاً - تدلّ على: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وأوصياءه مخلوقون من نور اللّه عزّ وجلّ، وخلقتهم النوريّة تختلف عن سائر المخلوقات من الناس وغيرهم.

21 - ما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في «أماليه» قائلاً: أبو محمّد الفحّام، قال: حدّثني المنصوري، قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى ابن المنصور، قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، قال: «حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى الرّضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أمير الموءمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال: قال لي النبيّ صلى الله عليه و آله : يا عليّ، خلقني اللّه تعالى وأنت من نور اللّه حين خلق آدم، وأفرغ ذلك النور في صلبه، فأفضى به .

ص: 85


1- من لا يحضره الفقيه 4 : 348، الحديث 897 .

إلى عبد المطّلب، ثمّ افترقا من عبد المطّلب: أنا في عبد اللّه وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوّة الاّ لي، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبّه اللّه على منخريه في النار»(1).

22 - ما رواه المجلسي عن الشيخ رحمه الله في «مصابيح الأنوار» عن أنس بن مالك، قال: صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله في بعض الأيّام صلاة الفجر، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم، فقلت له: يا رسول اللّه، إن رأيت أن تفسّر لنا قوله تعالى: فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً(2) فقال صلى الله عليه و آله : «أمّا النبيّون فأنا، وأمّا الصدّيقون فأخي عليّ، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين»، قال: وكان العبّاس حاضراً فوثب وجلس بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال: ألسنا أنا وأنت وعليّ وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة؟ قال: «وما ذاك يا عمّ؟» قال: لأنّك تعرّف بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين دوننا، قال: فتبسّم النبيّ وقال: «أمّا قولك يا عمّ: ألسنا نبعة واحدة، فصدقت، ولكن يا عمّ، إنّ اللّه خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم عليه السلام ، حين لا سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنّة ولا نار»، فقال العبّاس: وكيف كان بدوء خلقكم، يا رسول اللّه؟ فقال: «يا عمّ، لمّا أراد اللّه أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمة أخرى، فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح، فخلقني وأخي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فكُنّا نسبّحه حين لا تسبيح، ونقدّسه حين لا تقديس. فلمّا أراد.

ص: 86


1- أمالي الطوسي: 294، المجلس الحادي عشر، الحديث 24 .
2- سورة النساء، الآية: 69 .

اللّه تعالى أن ينشى ء الصنعة فتق نوري، فخلق منه العرش، فالعرش من نوري، ونوري من نور اللّه، ونوري أفضل من العرش. ثمّ فتق نور أخي عليّ، فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور عليٍّ، ونور عليٍّ من نور اللّه، وعليٌّ أفضل من الملائكة. ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة، فخلق منه السماوات والأرض»، الحديث(1).

ورواه في «كنز الفوائد» عن الشيخ أيضاً(2).

وهذا الحديث - مضافاً إلى ما تقدّم - ينصّ على: أنّ خلق سائر المخلوقات والعرش والسماوات والأرض والملائكة وغيرها من خلق نور النبيّ والأئمّة عليهم السلام ، وفي ذيلها ما يدلّ على: أنّ بنور فاطمة أشرقت السماوات والأرض، وكشفت عنها الظلمة، ولذلك سُمّيت بالزهراء، وأنّ ثواب تسبيح الملائكة لفاطمة وشيعتها ومحبّيها إلى يوم القيامة.

23 - ما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في «أماليه»، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، [عن الصّادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام ]، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليه، قال: «... سمعت جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: خُلقت من نوراللّه عزّ وجلّ، وخُلق أهل بيتي من نوري، وخُلق محبّوهم من نورهم، وسائر الخلق في النار»(3). .

ص: 87


1- بحار الأنوار 37 : 82 .
2- بحار الأنوار 15 : 10 .
3- أمالي الطوسي: 654، المجلس الرابع والثلاثون، الحديث 5 .

وهذا الحديث وإن لم يصرّح بتقدّم وجوده صلى الله عليه و آله على جميع الخلائق، ولكن بضميمة سائر الأحاديث يدلّ على ذلك.

24 - ما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في «أماليه» أيضا، قال: أخبرنا الحسين ابن عبيد اللّه، عن أبي محمّد هارون بن موسى، قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن همام، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين الهمداني، قال: حدّثنا محمّد بن خالد البرقي، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير الموءمنين عليه السلام : أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان ذات يوم جالساً بالرحبة، والناس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أمير الموءمنين، إنّك بالمكان الّذي أنزلك اللّه عزّوجلّ به، وأبوك معذّب في النار؟

فقال له: «مه، فضّ اللّه فاك ... ، ثم قال: والّذي بعث محمّداً صلى الله عليه و آله ، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفى ء أنوار الخلائق إلاّ خمسة أنوار: نور محمّد صلى الله عليه و آله ، ونوري،ونور فاطمة، ونور الحسن والحسين ومن ولده من الأئمّة؛ لأنّ نوره من نورنا الّذي خلقه اللّه تعالى من قبل أن يخلق آدم بألفي عام»(1).

ورواه الطبرسي أيضا في «الاحتجاج» عن الصّادق عليه السلام (2).

25 - ما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في «أماليه» أيضا، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسن البصري، قال: حدّثنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم العمّي، قال: حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن عليّ الأحمر الناقد، قال: حدّثني نصر بن عليّ، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد، قال: حدّثنا حميد عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «كنت أنا وعليّ عن .

ص: 88


1- أمالي الطوسي: 701، المجلس الأربعون، الحديث 2 .
2- الاحتجاج 1 : 546 .

يمين العرش، نسبّح اللّه قبل أن يخلق آدم بألفي عام. فلمّا خلق آدم جعلنا في صُلبه، ثمّ نقلنا من صُلبٍ إلى صُلبٍ في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهّرات، حتّى انتهينا إلى صُلب عبد المطّلب، فقسمنا قسمين: فجعل في عبد اللّه نصفاً، وفي أبي طالب نصفاً، وجعل النبوّة والرسالة فيَّ، وجعل الوصيّة والقضيّة في عليٍّ. ثمّ اختار لنا اسمين اشتقّهما من أسمائه، فاللّه المحمود وأنا محمّد، واللّه العليّ وهذا عليّ، فأنا للنبوّة والرسالة، وعليّ للوصيّة والقضيّة»(1).إنّ هذين الحديثين الأخيرين من جهة الدلالة واضحان، مضافاً إلى أنّ الحديث الأوّل يدلّ على: هداية أبي طالب للدين الحقّ، وعظم منزلته ودرجته يوم القيامة، كما يدلّ على: أنّ نوره من نور الأئمّة عليهم السلام .

26 - ما رواه المجلسي عن الشيخ حسن بن سليمان في كتاب «المحتضر» بإسناده عن المفضّل، قال: قلت لمولانا الصّادق عليه السلام : ما كنتم قبل أن يخلق اللّه السماوات والأرض؟ قال: «كُنّا أنواراً، نسبّح اللّه تعالى ونقدّسه حتّى خلق اللّه الملائكة، فقال لهم اللّه عزّ وجلّ: سبّحوا، فقالت: أي ربّنا، لا علم لنا، فقال لنا: سبّحوا فسبّحنا؛ فسبّحت الملائكة بتسبيحنا. ألا إنّا خلقنا أنواراً، وخلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور، فلذلك سمّيت شيعة، فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا»، ثمّ قرّب ما بين إصبعيه(2).

وهذا الحديث يدلّ - مضافاً إلى ما تقدّم - على: فضيلة الشيعة أيضاً.

27 - ما رواه الشيخ حسن بن سليمان في كتاب «المحتضر»، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: «إنّ اللّه عزّوجلّ خلق أربعة عشر نوراً من نور عظمته .

ص: 89


1- أمالي الطوسي: 183، المجلس السابع، الحديث 9 .
2- بحار الأنوار 26 : 350 .

قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا»، فقيل له: يابن رسول اللّه، فمَنْ هوءلاء الأربعة عشر نوراً؟ فقال: «هو محمّد وعليّوفاطمة والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم». ثمّ عدّهم بأسمائهم، وقال: «نحن واللّه الأوصياء الخلفاء من بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ونحن المثاني الّتي أعطاها اللّه تعالى نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله ، ونحن شجرة النبوّة ومنبت الرّحمة ومعدن الحكمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سرّ اللّه ... ، ونحن واللّه الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه. إنّ اللّه خلقنا فأحسن خلقنا، وصوّرنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه على عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرّحمة، ووجهه الّذي يوءتى منه، وبابه الّذي يدلّ عليه، وخزّان علمه وتراجمة وحيه، ... ولولانا لما عُرف اللّه تعالى. وأيم اللّه، لولا كلمة سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولاً يعجب أو يذهل منه الأوّلون والآخرون»(1).

28 - ما رواه الشيخ حسن بن سليمان رحمه الله في كتاب «المحتضر»، عن سلمان الفارسي رحمه الله ، قال: دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فلمّا نظر إلَيَّ قال: «يا سلمان، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلاّ جعل له اثني عشر نقيباً». فقلت: يا رسول اللّه، قد عرفت هذا من الكتابين، قال صلى الله عليه و آله : «فهل علمت نقبائي الاثني عشر الّذين اختارهم اللّه للإمامة من بعدي؟» فقلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: «يا سلمان، خلقني اللّه من صفاء نوره، ودعاني فأطعته، وخلق من نوري عليّاً ودعاه فأطاعه، وخلق من نوري ونور عليٍّ فاطمة ودعاها فأطاعته، وخلق من نوريونور عليٍّ وفاطمة الحسن والحسين ودعاهما فأطاعاه، فسمّانا اللّه .

ص: 90


1- المحتضر: 129 .

بخمسة أسماء من أسمائه ... ثمّ خلق من نور الحسين تسعة أئمّة ودعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق اللّه سماء مبنيّة وأرضاً مدحيّة وهواء وماء وملكاً وبشراً، فكُنّا بعلمه أنواراً نسبّحه ونسمع له ونطيع»(1).

ويدلّ هذا الحديث - مضافاً إلى ما تقدّم - على: التصريح بأسماء المعصومين عليهم السلام . والظاهر: عدم التنافي بين هذه الرواية، وبين ما تقدّم من جهة خلقة نور عليٍّ عليه السلام من نور محمّد صلى الله عليه و آله وهكذا؛ فهي أخصّ منها، أو المراد به: الطينة، كما ورد في عدّة من الروايات، وأيضا قوله عليه السلام : «كنّا بعلمه أنوارا».

29 - روى الشيخ حسن بن سليمان رحمه الله في كتاب تفضيل الأئمّة على الأنبياء، بإسناده عن جابر بن عبد اللّه، قال: اكتنفنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوماً في مسجد المدينة، فذكر بعض أصحابنا الجنّة، فقال أبو دجانة: يا رسول اللّه، سمعتك تقول: الجنّة محرّمة على النبيين وسائر الأمم حتّى تدخلها، فقال له: «يا أبا دجانة، أما علمت: أنّ للَّه تعالى لواءً من نور وعموداً من نور خلقهما اللّه قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، مكتوب على ذلك: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، آل محمّد خير البريّة، صاحب اللواء عليّ إمام القوم»، فقال علي عليه السلام : «الحمد للَّه الّذي هدانا بك وشرّفك وشرّفنا بك»، فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله : «أما علمت: أنّ مَنأحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه اللّه معنا، وتلا هذه الآية فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ(2)»(3).

وهذا الحديث يدلّ على: أنّ أسماءهم مكتوبة على عمود النور، ولعلّ .

ص: 91


1- المحتضر: 152 .
2- سورة القمر، الآية: 55 .
3- بحار الأنوار 26 : 318 .

المقصود من ذلك هو: الوجود النوريّ لهم عليهم السلام .

30 - روى الشيخ حسن بن سليمان رحمه الله في كتاب «المحتضر»، عن زيد الشحّام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : أيّما أفضل، الحسن أم الحسين عليهماالسلام ؟ فقال عليه السلام : «إنّ فضل أوّلنا يلحق بفضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق بفضل أوّلنا، فكلٌّ له فضل»، قلت: جعلت فداك وسّع علَيَّ في الجواب؛ فإنّي واللّه ما سألتك إلاّ مرتاداً، فقال عليه السلام : «نحن من شجرة طيّبة، برأنا اللّه من طينة واحدة، فضلنا من اللّه، وعلمنا من عند اللّه، ونحن أُمنائه على خلقه، والدعاة إلى دينه، والحجّاب فيما بينه وبين خلقه. أزيدك يا زيد؟» قلت: نعم، فقال عليه السلام : «خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلّنا واحد عند اللّه عزّوجلّ»، قلت: فأخبرني بعدّتكم؟ فقال: «اثنا عشر هكذا حول عرش ربّنا في مبتدأ خلقنا، أوّلنا محمّد، وأوسطنا محمّد، وآخرنا محمّد»(1).والشاهد في الجملة الأخيرة من: أنّ خلقهم في الابتداء - اثني عشر حول العرش - كان في مبتدأ الخلقة، وتقدّم معنى العرش(2).

31 - ما رواه الكوفي في «تفسيره»: عن جعفر بن محمّد الفزاري، معنعنا عن قبيصة بن يزيد الجعفي، قال: دخلت على الصّادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، وعنده البوس بن أبي الدوس [الدرس]، وابن ظبيان، والقاسم [بن عبد الرّحمن[ الصيرفي، فسلّمت وجلست وقلت: يابن رسول اللّه، قد أتيتك مستفيداً، قال: «سل وأوجز»، قلت: أين كنتم قبل أن يخلق اللّه سماءً مبنيّة وأرضاً مدحيّة وطودا، أو ظلمة ونوراً؟ قال: «يا قبيصة، لِمَ سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا.

ص: 92


1- المحتضر: 159 .
2- راجع: ص 44 .

الوقت؟! أما علمت: أن حبّنا قد اكتتم، وبغضنا قد فشى، وأن لنا أعداءً من الجنّ يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس، وأنّ الحيطان لها آذان كآذان الناس»، قال: قلت: قد سألت [سئلت] عن ذلك، قال: «يا قبيصة، كُنّا أشباح نور حول العرش، نسبّح اللّه قبل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام. فلمّا خلق اللّه آدم فرغنا في صلبه، فلم يزل ينقلنا من صلبٍ طاهر إلى رحمٍ مطهر حتّى بعث اللّه محمّداً صلى الله عليه و آله ، فنحن عروة اللّه الوثقى، من استمسك بنا نجا، ومن تخلّف عنّا هوى»، الحديث(1).32 - ما رواه الكوفي في «تفسيره»، قال: حدّثني الفضل بن يوسف القصباني معنعناً، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام أنّه قال: «أيّها الناس، إنّ أهل بيت نبيّكم شرّفهم اللّه بكرامته، وأعزّهم بهداه، واختصّهم [خصّهم] لدينه، وفضّلهم بعلمه، واستحفظهم، وأودعهم علمه [وأطلعهم] على غيبه، عماد لدينه، شهداء عليه، وأوتاد في أرضه، قوّام بأمره، برأهم قبل خلقه أظلّة عن يمين عرشه، نجباء في علمه، اختارهم وانتجبهم وارتضاهم واصطفاهم، فجعلهم علماً لعباده»، الحديث(2).

ودلالة هذه الرواية - واضحة - كالرواية السابقة.

33 - ما رواه الكوفي في «تفسيره»، عن جعفر بن محمّد بن بشرويه القطان، معنعنا عن الأوزاعي، عن صعصعة بن صوحان، والأحنف بن قيس، قالا جميعا: سمعنا ابن عبّاس ... قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «... خلقنا [خلقني] اللّه نوراً تحت العرش قبل أن يخلق آدم باثني عشر ألف سنة. فلمّا أن خلق اللّه آدم .

ص: 93


1- تفسير فرات الكوفي: 552، الحديث 707 .
2- تفسير فرات الكوفي: 337، الحديث 460 .

ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلبٍ إلى صلبٍ، حتّى افترقنا في صلب عبد اللّه بن عبد المطّلب وأبي طالب، فخلقنا ربّي من ذلك النور، لكنّه [لكن] لا نبيّ بعدي»(1).34 - ما رواه الكوفي في «تفسيره»، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي، معنعنا عن أبي ذر الغفاري رضى الله عنه [رحمة اللّه عليه]، قال: كنت عند النبيّ صلى الله عليه و آله - في خبرٍ طويل في وصف المعراج ساقه إلى أن قال صلى الله عليه و آله - : «قلت: يا ملائكة ربّي، هل تعرفونا حقّ معرفتنا؟ فقالوا: يا نبيّ اللّه، وكيف لا نعرفكم وأنتم أوّل ما خلق اللّه؟ خلقكم أشباح نور من نور من سناء عزّه، ومن سناء ملكه، ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه، وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنيّة والأرض مدحيّة، ... ثمّ خلق السماوات والأرضين في ستّة أيّام، ثمّ رفع العرش إلى السماء السابعة، فاستوى على عرشه، وأنتم أمام عرشه تسبّحون وتقدّسون وتكبّرون، ثمّ خلق الملائكة من بدو ما أراد من أنوار شتى، وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون وتحمدون وتهلّلون وتكبّرون وتمجّدون وتقدّسون، فنسبّح ونقدّس ونمجّد ونكبّر ونهلّل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم، فما نزل من اللّه فإليكم، وما صعد إلى اللّه فمن عندكم، فلِمَ لا نعرفكم؟ اقرأ عليّاً منّا السلام»، الحديث(2).

ودلالة هذا الحديث - أيضاً - واضحة.

35 - ما ذكره العلاّمة المجلسي نقلاً عن «كنز جامع الفوائد»، عن كتاب «الواحدة»، عن الحسن بن عبد اللّه الأطروش، عن جعفر بن محمّد البجلي، عن .

ص: 94


1- تفسير فرات الكوفي: 504، الحديث 662 .
2- تفسير فرات الكوفي: 370 - 374، الحديث 503 .

أحمد بن محمّد البرقي، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: قال أمير الموءمنين عليه السلام : «إنّ اللّه تبارك وتعالى أحدٌ واحدٌ، تفرّد في وحدانيّته، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نوراً، ثمّ خلق من ذلك النور محمّداً صلى الله عليه و آله ، وخلقني وذرّيّتي، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحاً، فأسكنه في ذلك النّور، وأسكنه في أبداننا، فنحن روح اللّه وكلماته، وبنا احتجب عن خلقه. فما زلنا في ظلّة خضراء، حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدّسه ونسبّحه قبل أن يخلق خلقه، وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا. وذلك قول اللّه تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوءْمِنُنَّ بِهِ(1)، يعني: محمّد صلى الله عليه و آله ، ولتنصرنّ وصيّه، فقد آمنوا بمحمّد ولم ينصروا وصيّه، وسينصرونه جميعاً. وأنّ اللّه أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد بالنصرة بعضنا لبعضٍ، فقد نصرت محمّداً صلى الله عليه و آله ، وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوّه، ووفيت بما أخذ علَيَّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد صلى الله عليه و آله ، ولم ينصرني أحدٌ من أنبيائه ورسله لمّا قبضهم اللّه إليه، وسوف ينصرونني»(2).

ورواه أيضا البرسي في «مشارق الأنوار» - عن كتاب الواحدة - بإسناده عن أبي حمزة الثمالي(3).

وهذا الحديث يدلّ على: أنّ لهم وجودا نورانيّا وأبدانا مثاليّة قبل إنشاء جميع الخلائق، وفيه إضافة، وهي: أنّ اللّه تكلّم بكلمة فصارت نوراًوخلق منه .

ص: 95


1- سورة آل عمران، الآية: 81 .
2- بحار الأنوار 26 : 291 .
3- مشارق أنوار اليقين: 42 .

محمّداً صلى الله عليه و آله ، ولعلّ المراد بها هي: المشيئة، واللّه العالم.

36 - ما رواه الشيخ الكراجكي رحمه الله في «كنز الفوائد» قال: حدّثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان رضى الله عنه بمكّة في المسجد الحرام، قال: حدّثني محمّد بن سعيد المعروف بالدهقان، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن منصور، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى العلوي، قال: حدّثنا حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن عليّ، عن أمير الموءمنين عليّ عليه السلام ، قال: «دخلت على النبيّ صلى الله عليه و آله وهو في بعض حجراته، فاستأذنت عليه فأذن لي، فلمّا دخلت قال: يا عليّ، أما علمت: أنّ بيتي بيتك، فما لك تستأذن علَيَّ؟ فقلت: يا رسول اللّه، أحببت أن أفعل ذلك، قال: يا عليّ، أحببت ما أحبّ اللّه، وأخذت بآداب اللّه، فقال: يا عليّ، أما علمت: أنّك أخي؟ أما إنّه أبى خالقي ورازقي في أن يكون لي سرّ دونك. يا عليّ، أنت وصيّي من بعدي، وأنت المظلوم المضطهد بعدي. يا عليّ، الثابت عليك كالمقيم معي، ومفارقك مفارقي. يا عليّ، كذب من زعم: أنّه يحبّني ويبغضك؛ لأنّ اللّه تعالى خلقني وإيّاك من نور واحد»(1).ودلالته - بقرينة سائر الروايات - تامّة.

37 - ما رواه الشيخ الكراجكي رحمه الله في «كنز الفوائد» عن الجارود بن المنذر العبديّ، قال: وفدت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله في رجال من عبد القيس، ... فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا جارود، ليلة أسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزّ وجلّ إلَيَّ: أن سل من أرسلنا قبلك ... ، ثمّ أوحى إلَيَّ: أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر .

ص: 96


1- كنز الفوائد 2 : 55 .

بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهدي عليهم السلام في ضحضاح من نور يصلّون، فقال لي الربّ تعالى: هوءلاء الحجج لأوليائي»(1).

ودلالة هذا الحديث - على: أنّهم كانوا قبل خلق الخلائق - تتمّ بقرينة سائر الروايات.

38 - ما رواه السيّد شرف الدين رحمه الله في كتاب «تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة»، عن الشيخ محمّد بن الحسين رحمه الله ، عن محمّد بن وهبان، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن رحيم، عن العبّاس بن محمّد، قال: حدّثني أبي عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، قال: حدّثني أبي عن أبي بصير يحيى بن القاسم، قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمّد الصّادق عليهماالسلام عنتفسير هذه الآية وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ(2) فقال عليه السلام : «إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم كشف له عن بصره، فنظر فرأى نوراً إلى جنب العرش، فقال: إلهي، ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور محمّد صفوتي من خلقي. ورأى نوراً إلى جنبه فقال: إلهي، وما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور عليّ بن أبي طالب عليه السلام ناصر ديني. ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الأنوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة فطمت محبّيها من النار، ونور ولديها الحسن والحسين. فقال: إلهي، وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم، قيل: يا إبراهيم، هوءلاء الأئمّة من ولد عليّ، وفاطمة، فقال إبراهيم: إلهي، بحقّ هوءلاء الخمسة إلاّ ما عرّفتني من التسعة؟ قيل: يا إبراهيم، أوّلهم عليّ بن الحسين وابنه محمّد وابنه جعفر وابنه موسى .

ص: 97


1- كنز الفوائد 2 : 136 .
2- سورة الصافّات، الآية: 83 .

وابنه عليّ وابنه محمّد وابنه عليّ وابنه الحسن والحجّة القائم ابنه. فقال إبراهيم: إلهي وسيّدي، أرى أنواراً قد أحدقوا بهم، لا يحصي عددهم إلاّ أنت؟ قيل: يا إبراهيم، هوءلاء شيعتهم، شيعة أمير الموءمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال إبراهيم: وبما تعرف شيعته؟ قال: بصلاة إحدى وخمسين، والجهر ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، والقنوت قبل الركوع، والتختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: اللّهمّ، اجعلني من شيعة أمير الموءمنين، قال: فأخبر اللّه تعالى في كتابه فقال: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ(1)»(2).وهذا الحديث وإن لم يصرّح فيه بالوجود النوريّ للنبيّ والأئمّة قبل جميع الخلائق، ولكن بمعونة بقيّة الأحاديث يستفاد منه ذلك، وأنّ وجودهم كان قبل آدم عليه السلام ، هذا. ويستفاد منه أيضا: أنّ أنوار شيعتهم معهم عليهم السلام ، كما دلّ عليه حديث المفضّل المتقدّم، ولعلّ المراد بهم: شيعتهم المخلصون: كسلمان، وأمثاله.

57 - ما رواه السيّد شرف الدين رحمه الله في «تأويل الآيات الظاهرة»، عن الشيخ أبي محمّد الفضل بن شاذان بإسناده، عن رجاله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام ، قال: «إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلى الله عليه و آله من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله، وهو نور لاهوتيّته الّذي أبتدأ من لاه (أي: من إلاهيّته من إنّيّته الّذي تبدأ منه)، وتجلّى لموسى بن عمران عليه السلام به في طور سيناء، فما استقرّ له ولا طاق موسى لروءيته ولا ثبت له، حتّى خرّ صاعقاً مغشيّاً عليه، وكان ذلك النور محمّدا صلى الله عليه و آله . فلمّا أراد [اللّه] أن يخلق محمّداً منه قسم ذلك النور شطرين، فخلق من الشطر الأوّل .

ص: 98


1- سورة الصافّات، الآية: 83 .
2- تأويل الآيات الظاهرة: 485، تفسير سورة الصافات، الآية: 83 .

محمّداً، ومن الشطر الآخَر عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما، خلقهما اللّه بيده، ونفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه، وصوّرهما على صورتهما، وجعلهما أُمناء له، وشهداء على خلقه، وخلفاء على خليقته، وعيناً له عليهم، ولساناً له إليهم، قداستودع فيهما علمه، وعلّمهما البيان، واستطلعهما على غيبه، وجعل أحدهما نفسه والآخَر روحه، ولا يقوم أحدهما بغير صاحبه، ظاهرهما بشريّة، وباطنهما لاهوتيّة، ظهرا للخلق على هياكل الناسوتيّة، حتّى يطيقوا روءيتهما وهو قوله تعالى: وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ(1)، فهما مقام ربّ العالمين، وحجاب خالق الخلائق أجمعين، بهما فتح اللّه بدء الخلق، وبهما يختم الملك والمقادير، ثمّ أقتبس من نور محمّد فاطمة ابنته، كما اقتبس نوره من نوره، واقتبس من نور فاطمة وعليّ الحسن والحسين كاقتباس المصابيح. هم

خلقوا من الأنوار، وانتقلوا من ظهر إلى ظهر ومن صلب إلى صلب ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة، بل نقلاً بعد نقل، لا أنّه ماء مهين ولا [من [نطفة خثره كسائر خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات؛ لأنّهم صفوة الصفوة، اصطفاهم لنفسه، وجعلهم خُزّان علمه، وبلغاء عنه إلى خلقه، أقامهم مقام نفسه؛ لأنّه لا يرى ولا يدرك ولا تعرف كيفيّته ولا إنّيته. فهوءلاء الناطقون المبلّغون عنه، المتصرّفون في أمره ونهيه، فيهم يظهر قدرته، ومنهم ترى آياته ومعجزاته، وبهم ومنهم عرَّف عباده نفسه، وبهم يطاع أمره، ولولاهم ما عرف اللّه، ولا يدرى كيف يعبد الرّحمن، فاللّه يجري أمره كيف شاء فيما يشاء لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ(2)»(3). .

ص: 99


1- سورة الأنعام، الآية: 9 .
2- سورة الأنبياء، الآية: 23 .
3- تأويل الآيات الظاهرة: 393، تفسير سورة الشعراء، الآية: 219 .

وهذا الحديث الشريف في غاية الوضوح والإحكام في الدلالة على المرام، وبه يمكن الجمع بين ما تقدّم من الأحاديث وما يأتي، ويتضمّن دليلاً عقليّاً وحكمةً بالغة في اختيار اللّه عزّ وجلّ هوءلاء صفوةً له؛ وذلك لقوله عليه السلام : «لأنّه لا يرى ولا يدرك، ولا تعرف كيفيّته ولا إنّيّته»، فلابدّ من وجودهم متّصفين بأوصاف اللّه سبحانه، حتّى يعرف ويدرك بهم اللّه سبحانه وتعالى، ولولاهم لم يُعرف اللّه عزّ وجلّ، ويأتي تفصيل ذلك في المقام الثاني إن شاء اللّه تعالى.

نعم، في هذا الحديث: أنّ نور فاطمة اقتبس من نوره صلى الله عليه و آله ، وقد تقدّم في الحديث الأوّل: أنّه تعالى خلقها من نور ابتدأها، ويأتي ما يمكن به الجمع بينهما.

ويستفاد منه أُمور أُخرى:

منها: أنّه بهما فتح بدء الخلق، وبهما ختم الملك والمقادير، فهذا نظير ما ورد في الزيارة الجامعة: من جعلهم شهداء على الخلق.

ومنها: أنّه لا يقدم أحدهما إلاّ بصاحبه، وأنّ ظاهرهما بشريّ، وباطنهما لاهوتيّ.

ومنها: أنّهما ظهرا للخلائق على هياكل ناسوتيّة؛ لكي يطيقوا روءيتهما.ومنها: أنّ خلقهم في الأصلاب ليس كسائر الناس، بل هم أنوار.

ومنها: أنّهم متصرّفون في أمره ونهيه، أي: لهم الولاية التشريعيّة.

ومنها: أنّ صورتهما النوريّة كالصورة الجسميّة؛ لقوله عليه السلام : «وصوّرهما على صورتهما»، فلولاهم لا يُعرف الربّ، ولا تعرف كيفيّة عبادته، وغير ذلك كما لا يخفى.

ص: 100

40 - ما رواه عليّ بن إبراهيم القمّي رحمه الله في «تفسيره»: عن أحمد بن محمّد الشيباني، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن بويه، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان، قال: وحدّثنا أحمد بن محمّد الشيباني، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد التفليسي، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن رزين، عن شهاب بن عبد ربه، قال: سمعتُ الصّادقَ عليه السلام يقول: «يا شهاب، نحن شجرة النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ونحن عهد اللّه وذمّته، ونحن ودائع اللّه وحجّته، كُنّا أنواراً صفوفاً حول العرش نسبّح ؛ فيسبّح أهل السماء بتسبيحنا، إلى أن أهبطنا إلى الأرض، فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا، وإنّا لنحن الصافّون، وإنّا لنحن المسبّحون، فمن وفى بذمّتنا فقد وفى بعهد اللّه عزّ وجلّ وذمّته، ومن حقر ذمّتنا حقر ذمّة اللّه عزّ وجلّ وعهده»(1).

والحديث واضح الدلالة على: أنّهم عليهم السلام كانوا أنوارا حول العرش قبل أن يخلقوا في هذه الدنيا.

والظاهر: أنّ هذا الحديث وإن نسبه صاحب «البحار» و «البرهان» إلى عليّ بن إبراهيم؛ لوجوده في تفسيره، ولكن التفسير ليس كلّه له، بل هو مجموع من تفسيره وتفسير أبي الجارود وتلميذه أبي الفضل، ولعلّ الحديث منه.41 - وورد في الدعاء: «... أعزّ من خلقت، وأفضل من فطرت، وأوّل من ابتدعت، وآخر من أظهرت...»(2).

ودلالته على: أنّه صلى الله عليه و آله أوّل خلقٍ خلقه اللّه عزّ وجلّ واضحة. .

ص: 101


1- تفسير القمّي 2 : 200 .
2- بحار الأنوار 92 : 358.

42 - ما رواه الفضل بن محمود الفارسي في كتاب «رياض الجنان» بسنده، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: «يا جابر، كان اللّه ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول، فأوّل ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمّداً صلى الله عليه و آله ، وخلقنا أهل البيت معه من نوره وعظمته، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر»، الحديث(1).

43 - ما رواه المجلسي، عن «منتخب البصائر»: عن الحسين بن حمدان، عن الحسين المقري الكوفي، عن أحمد بن زياد الدهقان، عن المخول بن إبراهيم، عن رشدة بن عبد اللّه، عن خالد المخزومي، عن سلمان الفارسي رضى الله عنه ، في حديث طويل، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «يا سلمان، فهل علمت من نقبائي ومن الاثنا عشر الّذين اختارهم اللّه للإمامة بعدي؟» فقلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: «يا سلمان، خلقني اللّه من صفوة نوره، ودعاني فأطعت، وخلق من نوري عليّاً، فدعاه فأطاعه، وخلق من نوري ونور عليّ فاطمة،فدعاها فأطاعته، وخلق منّي ومن عليّ وفاطمة الحسن والحسين، فدعاهما فأطاعاه، فسمّانا بالخمسة الأسماء من أسمائه... ، ثمّ خلق منّا من صلب الحسين تسعة أئمّة، فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق اللّه سماء مبنيّة وأرضاً مدحيّة أو هواء أو ماء أو ملكاً أو بشراً، وكُنّا بعلمه نوراً نسبّحه ونسمع ونطيع»(2).

أقول: هذه قطعة من حديثٍ تقدّم عن «المحتضر» للحسن بن سليمان، وتقدّم الكلام فيه.

44 - ما رواه الشيخ المفيد رحمه الله في «الاختصاص»، عنهم عليهم السلام: «إنّ اللّه .

ص: 102


1- بحار الأنوار 25 : 17 .
2- بحار الأنوار 15 : 9 .

خلقنا قبل الخلق بألفي ألف عام، فسبّحنا، فسبّحت الملائكة لتسبيحنا»(1).

ودلالة الحديث واضحة، ويأتي الكلام في ما ذكره المفيد رحمه الله في هذا المقام.

45 - سأل المفضّل الصّادق عليه السلام : ما كنتم قبل أن يخلق اللّه السماوات والأرضين؟ قال عليه السلام : «كُنّا أنواراً حول العرش، نسبّح اللّه ونقدّسه، حتّى خلق اللّه سبحانه الملائكة، فقال لهم: سبّحوا، فقالوا: يا ربّنا لا علم لنا؟! فقال لنا: سبّحوا فسبّحنا، فسبّحت الملائكةبتسبيحنا. ألا إنّا خلقنا من نور اللّه، وخلق شيعتنا من دون ذلك النور، فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا»، ثمّ قرن عليه السلام بين اصبعيه، الحديث(2).

ودلالة الحديث واضحة، كسائر الأحاديث الأخرى.

46 - روى الأربلي رحمه الله في «كشف الغمّة»، عن المفضّل، عن الصّادق عليه السلام ، عن عليٍّ عليه السلام ، قال: «والّذي بعث محمّداً صلى الله عليه و آله ، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفى ء أنوار الخلق، إلاّ خمسة أنوار: نور محمّد، ونوريّ، ونور فاطمة، ونور الحسن والحسين، ومن ولده من الأئمة؛ لأنّ نوره من نورنا الّذي خلقه اللّه تعالى من قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام»(3).

أقول: الظاهر: أنّ هذا الحديث قطعة ممّا رواه الشيخ سابقاً في الحديث الرابع والعشرين، إلاّ أنّ فيه: ألفي عام. .

ص: 103


1- الاختصاص: 91 .
2- بحار الأنوار 25 : 21 .
3- كشف الغمّة 1 : 397، وقد ورد في المصدر «ومن ولدته من الأئمّة»، وما أثبتناه هو الصحيح.

47 - روى الأربلي رحمه الله أيضا في «كشف الغمّة»: عن الخوارزمي، عن عبد اللّه بن عمر، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ قال: «خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا ربّ [أنت]، خاطبتني أم عليّ؟ فقال: يا أحمد، أنا شيء لا كالأشياء، ولا أُقاسبالناس، ولا أُوصف بالأشياء، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك، فلم أجد إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه؛ كيما يطمئنّ قلبك»(1).

وهذا الحديث الشريف قد تقدّم عن العامّة، عن عدّة من كتبهم، ولا يخفى: أنّ كون عليّ بن أبي طالب أحبّ الناس إلى النبيّ صلى الله عليه و آله يدلّ على: أفضليّته على جميع الناس.

48 - ما رواه ابن طاووس، عن أبي جعفر بن بابويه (الصّدوق رحمه الله )، عن محمّد بن الحسن بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، عن محمّد بن عليّ الهمداني، عن أبي الحسن بن خلف بن موسى بن الحسن الواسطي بواسط، عن عبد الأعلى الصنعاني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «... يا فاطمة، كنت أنا وعليّ نورين بين يدي اللّه عزّوجلّ مطيعين، من قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف عام. فلمّا خلق آدم قسم ذلك النور جزئين...»(2).

49 - ما رواه الشيخ الطوسي في «غيبته»: عن أبي سلمى - راعي النبيّ صلى الله عليه و آله - ، يقول: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «سمعت ليلة أُسري بي إلى .

ص: 104


1- كشف الغمّة 1 : 120 .
2- اليقين في إمرة أمير المؤمنين: 157، الباب 158 .

السماء قال العزيز جلّ ثناؤه: ... يا محمّد، إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من شبح نور من نوري»، الحديث(1).

ورواه - أيضا - في «ينابيع المودّة»(2).

50 - روى العلاّمة المجلسي عن فضل بن محمود الفارسي في «رياض الجنان» بسنده، عن جابر بن عبد اللّه في تفسير قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ(3)، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أوّل ما خلق اللّه نوري، ابتدعه من نوره، واشتقّه من جلال عظمته، فأقبل يطوف بالقدرة، حتّى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة، ثمّ سجد للّه تعظيماً، ففتق منه نور عليّ عليه السلام ، فكان نوري محيطاً بالعظمة، ونور عليّ محيطاً بالقدرة، ثمّ خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الأبصار والعقل والمعرفة وأبصار العباد وأسماعهم وقلوبهم من نوري، ونوري مشتقّ من نوره، فنحن الأوّلون، ونحن الآخرون، ونحن السابقون، ونحن المسبّحون، ونحن الشافعون، ونحن كلمة اللّه»، الحديث(4).

ودلالته واضحة.

51 - ما رواه السيّد ابن طاووس رحمه الله في كتاب «اليقين في إمرة أمير الموءمنين»، قال: فيما نذكره من كتاب «الدلائل» لمحمّد بن جرير الطبري في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا عليّ عليه السلام في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين وسيّد .

ص: 105


1- الغيبة للطوسي: 147، الحديث 109 .
2- ينابيع المودّة 3 : 380، وفيه: «والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين من نوري».
3- سورة آل عمران، الآية: 110 .
4- بحار الأنوار 25 : 22 .

الوصيّين، فقال ما هذا لفظه: حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا عمران بن محسن بن محمّد بن عمران بن طاووس مولى الصّادق عليه السلام ، قال: حدّثنا يونس بن زياد الحنّاط الكفربوتي، قال: حدّثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع: أنّ المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمّد عليه السلام ، قال: سألت جعفر بن محمّد بن عليّ عليه السلام - على عهد مروان الحمار - عن سجدة الشكر الّتي سجدها أمير الموءمنين صلوات اللّه عليه، ما كان سببها؟ فحدّثني عن أبيه محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وجّهه في أمرٍ من أُموره، فحسن فيه بلاوءه وعظم عناوءه، فلمّا قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللّه صلى الله عليه و آله قد خرج يصلّي الصّلاة، فصلّى معه. فلمّا انصرف من الصّلاة أقبل على رسول اللّه، فاعتنقه رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ثمّ سأله عن مسيره ذلك وما صنع فيه. فجعل عليٌّ عليه السلام يحدّثه، وأسارير رسول اللّه صلى الله عليه و آله تلمع سروراً بما حدّثه. فلمّا أتى صلوات اللّه عليه على حديثه، قال له رسول اللّه

صلى الله عليه و آله : «ألا أُبشّرك، ياأبا الحسن؟ فقال: فداك أبي وأُمّي، فكم من خير بشّرت به. قال: إنّ جبرائيل عليه السلام هبط عليّ في وقت الزوال، فقال لي: يا محمّد، هذا ابن عمك عليّ وارد عليك، وأنّ اللّه عزّ وجلّ أبلى المسلمين به بلاء حسناً، وأنّه كان من صنعه كذا وكذا، فحدّثني بما

أنبأتني به. فقال لي: يا محمّد، إنّه نجا من ذرّيّة آدم عليه السلام من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشيث، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم باللّه. يا محمّد، ونجا من تولّى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام، ونجا سام بنوح، ونجا نوح باللّه ... يا محمّد، ونجا من تولّى عليّاً عليه السلام وزيرك في حياتك، ووصيّك عند وفاتك بعليّ عليه السلام ، ونجا عليّ عليه السلام بك، ونجوت أنت باللّه عزّ وجلّ. يا محمّد، إنّ اللّه جعلك سيّد الأنبياء، وجعل عليّاً سيّد الأوصياء وخيرهم، وجعل

ص: 106

الأئمّة من ذريّتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها. فسجد عليّ صلوات اللّه عليه، وجعل يقبّل الأرض؛ شكراً للَّه تعالى. وإنّ اللّه جلّ اسمه خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أشباحاً، يسبّحونه ويمجّدونه ويهلّلونه بين يدي عرشه، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فجعلهم نوراً، ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال، وأرحام الخيرات المطهّرات المهذّبات من النساء»، الحديث(1).وهذا الحديث واضح الدلالة، كالأحاديث المتقدّمة.

52 - ما رواه قطب الدين الراوندي رحمه الله في «الخرائج»، قالوا: وحدّثنا البرمكي، حدّثنا عبد اللّه بن داهر، حدّثنا الحماني، حدّثنا محمّد بن الفضيل، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن سلمان، قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه قبل أن يخلق آدم بأربع عشرة ألف سنة. فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزئين، فركّبه في صلب آدم، وأهبطه إلى الأرض، ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح، ثمّ قذفه في صلب إبراهيم، فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ عليه السلام ، والنور الحقّ، يزول معنا حيث زلنا»(2).

ورواه الخوارزمي في «مناقبه» عن سلمان إلى قوله: «وجزءٌ عليّ»(3).

ودلالة الحديث واضحة.

53 - ما رواه الديلمي في «إرشاد القلوب» بإسناده، عن محمّد بن زياد، قال: سأل ابن مهران عبد اللّه بن العبّاس في تفسير قوله تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ .

ص: 107


1- اليقين في إمرة أمير المؤمنين: 51، الباب 67 .
2- الخرائج والجرائح 2 : 838، الحديث 53 .
3- المناقب للخوارزمي: 145، الحديث 169، وفيه اختلاف يسير.

الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ»(1)، قال: كُنّا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله فأقبل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فلمّا رآه النبيّ المكرم تبسّم في وجهه، وقال: «مرحباً بمن خلقه اللّه تبارك وتعالى قبل كلّ شيء، خلقني اللّه وعليّا قبل أن يخلق آدم عليه السلام بأربعين ألف عام»، فقلت: يا رسول اللّه، أكان الابن قبل الأب؟ فقال: «نعم، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وخلق عليّاً قبل أن يخلق آدم بهذه المدّة، وخلق نوراً فقسمه نصفين، خلقني من نصف، وخلق عليّاً من النصف الآخَر قبل الأشياء، فنورها من نوري ونور عليّ، ثمّ جعلنا عن يمين العرش، ثمّ خلق الملائكة، فسبّحنا وسبّحت الملائكة، وهلّلنا وهلّلت الملائكة، وكبّرنا وكبّرت الملائكة»، الحديث(2).

ودلالة هذا الحديث واضحة.

54 - ما رواه في كتاب «بصائر الدرجات» عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن شعيب، عن عمران بن إسحاقّ الزعفراني، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: سمعته يقول: «خلقنا اللّه من نور عظمته، ثمّ صوّر خلقنا من طينة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكُنّا نحن خلقنا نورانيّين، لم يجعل لأحدٍ في مثل الّذي خلقنا منه نصيباً، وخلق أرواح شيعتنا من أبداننا، وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة، ولم يجعل اللّه لأحد في مثل ذلك الّذي خلقهم منه نصيباً، إلاّ الأنبياء والمرسلين، فلذلك صرنا نحن وهُم الناس، وصار سائر الناس همجاً في النار وإلى النار»(3). .

ص: 108


1- سورة الصافّات، الآيتان: 165 و 166 .
2- إرشاد القلوب 2 : 404 .
3- بصائر الدرجات 1 : 37، الباب 10، الحديث 3 .

وهذا الحديث يستفاد منه: تقدّم خلقتهم عليهم السلام من قوله عليه السلام: «خلقنا اللّه من نور عظمته»، ولا أقلّ من استفادة ذلك بقرينة سائر الأحاديث.

وأيضاً يستفاد منه: أنّ أرواح الشيعة خُلقت من فاضل طينتهم وأبدانهم من طينة مخزونة أسفل من تلك الطينة، وبهذا الاعتبار يمكن أن يقال: بأنّ الموءمنين منهم عليهم السلام حقيقةً، كما ورد في حقّ سلمان رحمه الله : «أنّه منّا أهل البيت». وقد صرّح بذلك في عدّة من الأحاديث - بعضها معتبر - تبلغ زهاء خمسة عشر حديثاً في كتاب «البحار»(1) فقط، ولعلّها أكثر من هذا المقدار، فالشيعة منهم في الباطن نسباً، كما كانت السادة من بني هاشم منهم في الظاهر نسباً، وشيعتهم منهم في الظاهر والباطن.

55 - ما رواه في «غاية المرام» و «بحار الأنوار»: عن محمّد بن خالد الطيالسيّ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد بإسنادهما، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام : «كان اللّه ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول، فأوّل ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمّداً، وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر، ففضل نورنا من نور ربّنا(2)، كشعاع الشمس من الشمس، نسبّح اللّه ونقدّسه ونحمده ونعبده حقّ عبادته، ثمّ بدا للَّه تعالى أن يخلق المكان، فخلقه وكتب على المكان: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ.

ص: 109


1- راجع: مثلاً بحار الأنوار 10 : 123، والمصدر نفسه 17 : 170، والمصدر نفسه 18 : 19، والمصدر نفسه 20 : 189 و 198، والمصدر نفسه 22 : 326 و 330 و 348 و 374 و 385، والمصدر نفسه 30 : 224، والمصدر نفسه 37 : 331، والمصدر نفسه 65 : 55 .
2- في البحار: «يفصل نورنا من نور ربّنا» .

أمير الموءمنين ووصيّه، به أيّدته، وبه نصرته، ثمّ كيّف اللّه(1) العرش، فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك، ثمّ السماوات، فكتب على أطرافها مثل ذلك، ثمّ خلق الجنّة والنار، فكتب عليهما مثل ذلك، ثمّ خلق اللّه الملائكة وأسكنهم السماء، ثمّ تراءى لهم اللّه تعالى، وأخذ عليهم الميثاق له بربوبيّته(2)، ولمحمّد صلى الله عليه و آله بالنبوّة، ولعليٍّ عليه السلام بالولاية...». ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : «فنحن أوّل خلق ابتدأ اللّه، وأوّل خلق عبد اللّه وسبّحه، ونحن سبب خلق الخلق، وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميّين، فبنا عُرف اللّه، وبنا وحّد اللّه، وبنا عُبد اللّه، وبنا أكرم اللّه من أكرم من جميع خلقه، وبنا أثاب اللّه من أثاب، وعاقب من عاقب». ثمّ تلا قوله تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ(3)، وقوله تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ(4). «فرسول اللّه صلى الله عليه و آله أوّل من عبد اللّه، وأوّل من أنكر أن يكون له ولد أو شريك، ثمّ نحن بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ثمّ أودعنا بعد ذلكصلب آدم عليه السلام ، فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام من صلب إلى صلب ... حتّى صار في عبد المطّلب، فوقع بأمّ عبد اللّه فاطمة، فافترق النور جزئين: جزء في عبد اللّه، وجزء في أبي طالب، فذلك قوله تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ(5)، يعني: في أصلاب النبيّين، وأرحام نسائه. فعلى هذا أجرانا اللّه تعالى في الأصلاب والأرحام ... فمن زعم: أنّا لسنا ممّن جرى في الأصلاب والأرحام وولدنا .

ص: 110


1- في البحار: «خلق اللّه».
2- في البحار: «بالربوبيّة».
3- سورة الصافّات، الآيتان: 165 و 166 .
4- سورة الزخرف، الآية: 81 .
5- سورة الشعراء، الآية: 219.

الآباء والأمهات فقد كذب»(1).

وهذا الحديث - أيضاً - واضح الدلالة، إضافةً إلى الاستشهاد فيه بعدّة من الآيات الكريمة.

56 - ما رواه صاحب «البحار» رحمه الله عن جابر بن عبد اللّه، قال: قلت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : أوّل شيء خلق اللّه تعالى ماهو؟ فقال: «نور نبيّك يا جابر، خلقه اللّه ثمّ خلق منه كلّ خير، ثمّ أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء اللّه، ثمّ جعله أقساماً، فخلق العرش من قسم، والكرسيّ من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحبّ ما شاء اللّه، ثمّ جعله أقساماً، فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، والجنّة من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء اللّه، ثمّ جعله أجزاء، فخلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء، والقمر والكواكب من جزء، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء اللّه، ثمّ جعله أجزاء، فخلق العقل من جزء، والعلم والحلم من جزء، والعصمة والتوفيق من جزء، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء اللّه، ثمّ نظر إليه بعين الهيبة، فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة، فخلق اللّه من كلّ قطرة روح نبي ورسول، ثمّ تنفّست أرواح الأنبياء، فخلق من أنفاسها أرواح الأولياء والشهداء والصالحين»(2).

وهذا الحديث - مضافاً إلى ما تقدّم - يدلّ على: كيفيّة خلق سائر الأنبياء .

ص: 111


1- غاية المرام 1 : 40، الحديث 7، وبحار الأنوار 25 : 17، غير أنّ الفقرة الأخيرة «فمن زعم: أنّا لسنا ممّن جرى في الأصلاب والأرحام وولدنا الآباء والأمهات فقد كذب» غير مذكورة في البحار.
2- بحار الأنوار 25 : 21 .

بنحو لم يوجد في سائر الأخبار، ويمكن الجمع بينها، واللّه العالم.57 - روى محمّد بن العبّاس بن ماهيار صاحب التفسير في «ما نزل في القرآن في أهل البيت عليهم السلام »، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن يونس الحنفي اليماني، عن داود بن سليمان المروزي، عن ربيع بن عبد اللّه الهاشمي، عن أشياخ من آل عليّ بن أبي طالب، قالوا: قال عليّ في بعض خطبه: «إنّا آل محمّد كُنّا أنواراً حول العرش، فأمرنا اللّه تعالى بالتّسبيح فسبّحنا، وسبّحت الملائكة بتسبيحنا، ثمّ أهبطنا إلى الأرض، فأمرنا بالتسبيح فسبّحنا، فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ(1)»(2).

76 - روى صاحب «البحار»، عن «رياض الجنان»، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قلت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله: أوّل شيء خلق اللّه تعالى ما هو؟ فقال: «نور نبيّك يا جابر، خلقه اللّه، ثمّ خلق منه كلّ خير»(3).

وهذا الحديث واضح الدلالة، وهو قطعة من الحديث السادس والخمسين.

77 - روى العلاّمة المجلسي في «البحار»، عن أمير الموءمنين عليه السلام: «كان اللّه ولا شيء معه، فأوّل ما خلق اللّه نور حبيبه محمّد صلى الله عليه و آله قبل خلق الماء والعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنّة والنار .

ص: 112


1- سورة الصافّات، الآيتان: 165 و 166 .
2- غاية المرام 1 : 47، الحديث 12، وراجع: تأويل الآيات الظاهرة: 487، تفسير سورة الصّافّات، الآيتان 165 و 166، وبحار الأنوار 24 : 88 .
3- بحار الأنوار 15 : 24 .

والملائكة وآدم وحوّاء... ثمّ قال: يا حبيبي، ويا سيّد رسلي، ويا أوّل مخلوقاتي، ويا آخر رسلي، أنت الشفيع يوم المحشر»، الحديث(1).

60 - روى السيّد الرضي رحمه الله في «نهج البلاغة»، عن أمير الموءمنين عليه السلام في رسالته إلى معاوية: «فإنّا صنائع ربّنا، والناس بعد صنائع لنا...»(2).

الظاهر: أنّ الصفة الأُولى بمعنى: الخلقة، والثانية بمعنى: الصدور والنشأة، لا الخلقة؛ لأنّها مختصّة باللّه سبحانه بحسب الآيات والأدلّة، وعليه فدلالة الجملة الأُولى واضحة.

61 - روى في «نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة»، قال عليه السلام في خطبة : «لمّا أراد اللّه أن ينشى ء المخلوقات ويبدع الموجودات أقام الخلائق في صورة واحدة قبل خلق [دحو] الأرض ورفع السماوات، ثمّ أفاض نوراً من نور عزّه، فلمع [و] قبساً من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع في تلك الصورة، وفيها صورة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ...»(3).

ويستفاد من هذه الخطبة أيضاً: أنّ وجوده صلى الله عليه و آله كان قبل خلق السماوات والأرض وسائر الخلائق.

62 - ما رواه في «تفسير البرهان» عن الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام ، قال عليّ بن الحسين عليه السلام : حدّثني أبي، عن أبيه، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال: «يا عباد اللّه، إنّ آدم لمّا رأى النور ساطعاً من صلبه إذ كان تعالى قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره رأى النور ولم يتبيّن الأشباح، فقال: يا ربّ، ما هذه.

ص: 113


1- بحار الأنوار 54 : 198 .
2- نهج البلاغة: 386، من كتاب له عليه السلام ، رقم 28 .
3- نهج السعادة 1 : 468، الخطبة: 141 .

الأنوار؟ قال اللّه عزّوجلّ: أنوار أشباح، نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك؛ إذ كنت وعاء لتلك الأشباح، فقال آدم: يا ربّ، لو بيّنتها لي، فقال اللّه عزّ وجلّ: أُنظر يا آدم إلى ذروة العرش، فنظر آدم عليه السلام ، ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم عليه السلام على ذروة العرش، فانطبع فيه صُور أنوار أشباحنا الّتي في ظهره، كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية، فرأى أشباحنا»، الحديث(1).

ودلالة هذا الحديث على: تقدّم وجودهم النوريّ واضحة.

63 - روى أيضا في «تفسير البرهان» عن الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام : «لمّا قيل لهم: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً(2) الآية، قالوا: متى كان هذا؟ فقال اللّه عزّ وجلّ حين قال ربّك للملائكة الّذين كانوا في الأرض ...: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً(3) ... وأعلم أيضاً: أنّ فيكم من هو كافر في باطنه لا تعلمونه، وهو إبليس لعنه اللّه، ثمّ قال: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا: أسماء أنبياء اللّه، وأسماء محمّد صلى الله عليه و آله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والطيّبين من آلهما، وأسماء رجال من شيعتهم،وعتاة أعدائهم ثُمَّ عَرَضَهُمْ: عرض محمّداً وعليّاً والأئمّة عَلى الْمَلائِكَةِ، أي: عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلّة، فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هوءُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(4)»، الحديث(5). .

ص: 114


1- تفسير البرهان 1 : 198 .
2- سورة البقرة، الآية: 29 .
3- سورة البقرة، الآية: 30 .
4- سورة البقرة، الآية: 31 .
5- تفسير البرهان 1 : 163 .

ودلالته - كالسابق - واضحة.

64 - روى ابن طاووس، عن النطنزي في «الخصائص»: أنّه قال ابن عبّاس: لمّا خلق اللّه تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس، فألهمه اللّه: الحمد للَّه ربّ العالمين، فقال له ربّه: يرحمك ربّك. فلمّا أسجد له الملائكة تداخله العجب، فقال: يا ربّ، خلقت خلقاً أحبّ إليك منّي؟ فلم يجب. ثمّ قال الثانية، فلم يجب. ثم قال الثالثة، فقال اللّه عزّوجلّ له: نعم، ولولاهم ما خلقتك. فقال: يا ربّ، فأرنيهم، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى ملائكة الحجب: أن ارفعوا الحجب، فلمّا رُفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدّام العرش، فقال: يا ربّ، من هوءلاء؟ قال: يا آدم، هذا محمّد نبيّ، وهذا عليّ أمير الموءمنين ابن عمّ نبيّ ووصيّه، وهذه فاطمة ابنة نبيّ، وهذان الحسن والحسين ابنا عليّ وولدا نبيّي. ثمّ قال: يا آدم، هم ولدك، ففرح آدم بذلك. فلمّا اقترف الخطيئة، قال:يا ربّ، أسألك بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين لمّا غفرت لي، فغفر اللّه له، فهذا الّذي قال اللّه عزّوجلّ: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه(1)»، الحديث(2).

65 - عن القاضي أبي عمرو عثمان بن أحمد يرفعه إلى ابن عبّاس، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «لمّا شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء حول العرش، فقال: يا ربّ، إنّي أرى أنوار أشباحٍ تشبه خلقي، فما هي؟ قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك، اسم أحدهما محمّد، أبدأ النبوّة بك، وأختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه، اسمه عليّ، أوءيد محمّداً به، وأنصره على يده، والأنوار الّتي حولهما أنوار ذرّيّة هذا النبيّ من أخيه هذا، يزوّجه ابنته، تكون له زوجة يتّصل .

ص: 115


1- سورة البقرة، الآية: 37 .
2- اليقين: 30، الباب 31 .

بها أول الخلق إيماناً به وتصديقاً له، أجعلها سيّدة النسوان، وأفطمها وذرّيّتها من النيران، فتنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلاّ سببه ونسبه، فسجد آدم؛ شكراً للَّه أن جعل ذلك في ذرّيّته، فعوّضه اللّه عن ذلك السجود؛ أن أسجد له ملائكته»(1).

وفي هذا الحديث - مضافاً إلى ما تقدّم - أُمور مهمّة أُخرى، كما لا يخفى.66 - روى عليّ بن الحسين المسعودي في كتاب «إثبات الوصية» عن أمير الموءمنين عليه السلام ، هذه الخطبة: «الحمد للَّه الّذي توحّد بصنع الأشياء، وفطر أجناس البرايا على غير مثال سبقه في إنشائها، ولا إعانة معين على ابتداعها، بل ابتدعها بلطف قدرته... ، الواحد الأحد الدائم بغير حدٍّ ولا أمد ولا زوال ولا نفاد، وكذلك لم يزل ولا يزال، لا تغيّره الأزمنة، ولا تحيط به الأمكنة، ولا تبلغ مقامهُ الألسنة ... فسبحانه لا إله إلاّ هو الواحد القهّار، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليماً. الّلهمّ، فمن جهل فضل محمّد صلى الله عليه و آله فإنّي مقرّ: بأنّك ما سطحت أرضاً ولا برأت خلقاً حتّى أحكمت خلقه، وأتقنته من نور سبقت به السلالة، وأنشأت آدم له جرماً، فأودعته منه قراراً مكيناً، ومستودعاً مأمونا، وأعذته من الشيطان»، الخطبة(2).

أقول: الشاهد: في قوله عليه السلام : «أحكمت خلقه، وأتقنته من نور سبقت به السلالة»، فهو صلى الله عليه و آله مخلوق من نور سابق على المخلوقات. وهو موافق لقوله عليه السلام بعد ذلك: «وأنشأت آدم له جرماً»، أي: محلاًّ وجسداً، وبناءً على ذلك فيدل على: أنّ خلقه صلى الله عليه و آله كان قبل وجود الأشياء. .

ص: 116


1- تفسير البرهان 1 : 199، الحديث 16 .
2- إثبات الوصيّة: 106.

67 - روى العلاّمة المجلسي عن كتاب السيّد حسن كبش بإسناده عن وهب بن منبه، قال: إنّ موسى عليه السلام نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطور وكلّ حجر ونبات ينطق بذكر محمّد واثني عشروصيّاً له من بعده، فقال موسى: إلهي، لا أرى شيئاً خلقته إلاّ وهو ناطق بذكر محمّد وأوصيائه الاثني عشر، فما منزلة هوءلاء عندك؟ قال: يابن عمران، إنّي خلقتهم قبل أن أخلق الأنوار، خلقتهم في خزانة قدسي، ترتع في رياض مشيئتي، وتتنسّم من روح جبروتي، وتشاهد أقطار ملكوتي... قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك لجعفر بن محمّد عليه السلام ، فقال: «حقّ ذلك، هم اثنا عشر من آل محمّد: عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ ومن شاء اللّه»، الحديث(1).

أقول: دلالة الحديث واضحة، ولعلّ ذكر الأشياء ذكرٌ فطريّ؛ لأنّها تستند إلى خلقهم عليهم السلام .

68 - روى الصّدوق رحمه الله في «علل الشرائع» بسنده القويّ إلى حبيب بن مظاهر الأسدي بيّض اللّه وجهه: أنّه قال للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام : أيّ شيءٍ كنتم قبل أن يخلق اللّه عزّوجلّ آدم عليه السلام ؟ قال: «كُنّا أشباح نور، ندور حول عرش الرّحمن، فنعلّم الملائكة التسبيح والتهليل والتحميد»، الحديث(2).

وهذه الرواية رواها المجلسي - أيضا - في «شرح الفقيه»(3).

69 - ما رواه في «مروج الذهب» في أوّله بسنده عن أمير الموءمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: «إنّ اللّه حين شاء تقدير الخليقة وذرء البريّة وإبداع .

ص: 117


1- بحار الأنوار 26 : 308 - 309 .
2- علل الشرائع 1 : 35، الباب 18 .
3- روضة المتّقين 5 : 457 .

المبدعات نصب الخلق في صور كالهباء، قبل دحو الأرض ورفع السماء، وهو في انفراد ملكوته، وتوحّد جبروته، وأتاح نوراً من نوره فلمع، ونزع قبساً من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية، فوافق ذلك صورة نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله ، فقال اللّه عزّ من قائلٍ: أنت المختار المنتخب، وعندك مستودع نوري، وكنوز هدايتي، من أجلك أسطح البطحاء، وأمرج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب... وقرن بتوحيده نبوّة محمّد صلى الله عليه و سلم ، فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض. فلمّا خلق آدم أبان فضله للملائكة... ثمّ نبّه آدم على مستودعه، وكشف له عن خطر ما ائتمنه عليه بعد ما سمّاه إماماً عند الملائكة، فكان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا»، الحديث(1).

ودلالة كلامه عليه السلام على: سبق نوره صلى الله عليه و آله على الخلائق واضحة.

70 - ما رواه في «مصباح الشريعة» عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال لسلمان: «يا سلمان، خلقني اللّه تعالى من صفوة نوره، ودعاني فأطعته، فخلق من نوري عليّاً، ودعاه فأطاعه»، الحديث(2).

71 - في «البحار» عن الخطيب بسنده عن وكيع: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله سأل جبرئيل: «كيف تجوز أُمّتي الصراط؟»، فمضى وعاد وقال: «إنّ اللّه تعالى يقرؤك السلام، ويقول: إنّك تجوزالصراط بنوري، وعليّ بن أبي طالب عليه السلام يجوز الصراط بنورك، وأُمّتك تجوز الصراط بنور عليّ، فنور أُمّتك من نور عليّ، ونور عليّ من نورك، ونورك من نور اللّه»(3). .

ص: 118


1- مروج الذهب 1 : 37 - 38 .
2- مصباح الشريعة: 63، الباب 28، في معرفة الأئمّة.
3- بحار الأنوار 39 : 202 .

ولا يخفى عدم صراحة الحديث في الدلالة على: تقدّم وجوده صلى الله عليه و آله ، ولا يستفاد منه ذلك إلاّ بقرينة سائر الروايات.

72 - ما رواه البرسي في «مشارق الأنوار»، بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخلت الحبابة الوالبيّة على أبي جعفر عليه السلام ، فقالت: أخبرني أيّ شيء كنتم في الأظلّة؟ قال: «كُنّا نوراً بين يدي اللّه قبل خلقه الخلق، فلمّا خلق الخلق سبّحنا فسبّحوا، وهلّلنا فهلّلوا، وكبّرنا فكبّروا، وذلك قوله تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً(1)»(2).

ودلالة الحديث واضحة.

73 - ذكر العيّاشي في «تفسيره» بسنده عن بكير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام : «إنّ اللّه إذا أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهُمْ ذرّ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة، ولمحمّد صلى الله عليه و آله بالنبوّة، وعرض اللّه على محمّد صلى الله عليه و آلهأئمّته الطيّبين وهُمْ أظلّة»، قال: «وخلقهم من الطين الّتي خلق منها آدم»، قال: «وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام»(3).

74 - روى الصّدوق رحمه الله عن أبيه رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «إنّ للّه عزّوجلّ خلقا من رحمته، خلقهم من نوره ورحمته من رحمته لرحمته، فهم .

ص: 119


1- سورة الجنّ، الآية: 16 .
2- مشارق أنوار اليقين: 40 .
3- تفسير العيّاشي 1 : 204، الحديث 74 .

عين اللّه الناظرة». ... قلت: جعلت فداك، من هؤلاء؟ قال: «الأوصياء»(1).

هذه جملة من أحاديث الفريقين الّتي دلّت على: شرف وعظمة خلق النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته، وهي كثيرة جدّا، ولعلّ ما أثبتناه أقلّ ممّا أسقطناه، واللّه تعالى هو الموفّق للصواب. .

ص: 120


1- التوحيد: 162، الباب 24، الحديث 1 .

الطائفة الثالثة :الأحاديث المؤيّدة لأحاديث النور

اشارة

وهي على مجموعات

* المجموعة الأولى: ما دلّ على أنّ محمّدا صلى الله عليه و آله كان نبيا وآدم عليه السلام بين الروح والجسد.

* المجموعة الثانية: ما دلّ على أنّ محمّدا وعليّا عليهما الصّلاة والسلام كانا من شجرة واحدة.

* المجموعة الثالثة: ما دلّ على أنّ وجود أحدهما من الآخر

* المجموعة الرابعة: ما دلّ على أنّهما من نفس واحدة

ص: 121

ص: 122

المجموعة الأولى:

اشارة

ما دلّ على: أنّ محمّدا صلى الله عليه و آله كان نبيّا وآدم بين الروح والجسد:

وهي على قسمين:

القسم الأوّل: ما ورد من طُرق أهل السنّة:

وهي كثيرة، ونحن نذكر بعضها:

1 - ما رواه السيوطي في «الخصائص»: أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره، وأبو نعيم في «الدلائل» من طُرق، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ(1) الآية، قال: «كنتُ أوّل النبيّين في الخلق، وآخرهم في البعث، فبدأ به قبلهم»(2).

2 - وفيه أيضا: قال: وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه، والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول اللّه، متى كنتَ

ص: 123


1- سورة الأحزاب، الآية: 7.
2- الخصائص الكبرى 1 : 3 .

نبيّاً؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد»(1).

3 - وفيه أيضا: قال: وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي، عن العرباض بن سارية، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول: «إنّي عند اللّه في أُمّ الكتاب لخاتم النبيّين، وإنّ آدم لمنجدل في طينه»(2).

أقول: يأتي معنى الحديث قريباً.4 - وفيه أيضا: قال: وأخرج الحاكم والبيهقي وأبو نعيم، عن أبي هريرة رضى الله عنه : قيل للنبي صلى الله عليه و سلم : متى وجبت لك النبوة؟ قال: «بين خلق آدم ونفخ الروح فيه»(3).

5 - وفيه أيضاً: وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم من طريق الشعبي، عن ابن عبّاس رضى الله عنه ، قال: قيل: يا رسول اللّه، متى كنت نبيّاً؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد»(4).

6 - وفيه أيضا: وأخرج ابن سعد، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول اللّه، متى كنت نبيّاً؟ قال: «إذ آدم بين الروح والجسد»(5).

7 - وفيه أيضا: وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد اللّه بن الشخير: أنّ رجلاً سأل رسول اللّه صلى الله عليه و سلم: متى كنت نبيّاً؟ قال: «بين الروح والطين من آدم»(6). .

ص: 124


1- الخصائص الكبرى 1 : 3 .
2- الخصائص الكبرى 1 : 3 .
3- الخصائص الكبرى 1 : 4 .
4- الخصائص الكبرى 1 : 4 .
5- الخصائص الكبرى 1 : 4 .
6- الخصائص الكبرى 1 : 4 .

8 - وفيه أيضا: وأخرج ابن سعد، عن عامر، قال: قال رجلللنبي صلى الله عليه و سلم : متى استنبئت؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد، حين أخذ منّي الميثاق»(1).

9 - وفيه أيضا: وأخرج الطبراني وأبو نعيم، عن أبي مريم الغساني: أنّ أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه و سلم : أيّ شيء كان أوّل نبوّتك؟ قال: «أخذ اللّه منّي الميثاق، كما أخذ من النبيّين ميثاقهم، ودعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أُمّي في منامها: أنّه خرج من بين رِجْليها سراج، أضاءت له قصور الشام»(2).

قال السيوطي في شرح هذه الأحاديث كلاماً لا يخلو ذكره عن فائدة، وهو:

قال الشيخ تقيّ الدين السبكي في كتابه «التعظيم والمنّة في لَتُوءْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ(3)»: في هذه الآية من التنويه بالنبيّ صلى الله عليه و سلم وتعظيم قدره العليّ ما لا يخفى، وفيه - مع ذلك - : أنّه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلاً إليهم، فتكون نبوّته ورسالته عامّةً لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة، وتكون الأنبياء وأُممهم كلّهم من أُمّته، ويكون قوله: «بعثت إلى الناس كافّة» لا يختصّ به الناس من زمانه إلى يوم القيامة، بل يتناول مَنْ قبلهم أيضاً، ويتبيّن بذلك معنى قوله صلى الله عليه و سلم : «كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد».

وإنّ مَنْ فسّره بعلم اللّه - بأنّه سيصير نبيّاً - لم يصل إلى هذا المعنى؛ لأنّ علم اللّه محيط بجميع الأشياء، ووصف النبيّ صلى الله عليه و سلم بالنبوّة في ذلك الوقت ينبغي أن يفهم منه: أنّه أمر ثابت له في ذلك الوقت ... ولو كان المراد بذلك مجرّد العلم بما .

ص: 125


1- الخصائص الكبرى 1 : 4 .
2- الخصائص الكبرى 1 : 4 .
3- سورة آل عمران، الآية: 81 .

سيصير في المستقبل لم يكن له خصوصيّة بأنّه نبي وآدم بين الروح والجسد؛ لأنّ جميع الأنبياء يعلم اللّه نبوّتهم في ذلك الوقت وقبله، فلابدّ من خصوصيّة للنبيّ صلى الله عليه و سلم ... .

قلت: قد جاء: أنّ اللّه تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون الإشارة بقوله: «كنت نبيّاً» إلى روحه الشريفة وإلى حقيقته، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنّما يعلمها خالقها، ومَنْ أمدّه بنورٍ إلهي.

ثمّ إنّ تلك الحقائق يوءتي اللّه كلّ حقيقة منها ما يشاء في الوقت الّذي يشاء، فحقيقة النبيّ صلى الله عليه و سلم قد تكون من قبل خلق آدم آتاه اللّه ذلك الوصف: بأن يكون خلقها متهيّئة لذلك، وأفاضه عليها من ذلك الوقت، فصار نبيّاً، وكتب اسمه على العرش، وأخبر عنه بالرسالة؛ ليعلم ملائكته وغيرهم كرامته عنده، فحقيقته موجودة من ذلك الوقت، وإن تأخّر جسده الشريف المتّصف بها، واتّصاف حقيقته بالأوصاف الشريفة المفاضة عليه من الحضرة الإلهيّة. وإنّما يتأخّر البعث والتبليغ، وكلّ ما له من جهة اللّه تعالى ومن جهة تأهّل ذاته الشريفة وحقيقته معجّل لا تأخير فيه، وكذلك استنباوءه وإيتاوءه الكتاب والحكم والنبوّة، وإنّما المتأخّر تكوّنه وتنقّله إلى أن ظهر صلى الله عليه و سلم . وغيره من أهل الكرامة قد تكون إفاضة اللّه تعالى تلك الكرامة عليه بعد وجوده بمدّة، كما يشاء سبحانه. ولا شكّ أنّ كلّما يقع فاللّه عالم به من الأزل، ونحن نعلم علمه بذلك بالأدلّة العقليّة والشرعيّة، ويعلم الناس منها ما يصل إليهم عند ظهوره،كعلمهم نبوّة النبيّ صلى الله عليه و سلم حين نزل عليه القرآن في أوّل ما جاءه جبريل، وهو فعل من أفعاله تعالى من جملة معلوماته، ومن آثار قدرته وإرادته واختياره في محلٍّ خاصّ يتّصف بها. فهاتان مرتبتان: الأُولى معلومة بالبرهان، والثانية ظاهرة للعيان، وبين المرتبتين

ص: 126

وسائط من أفعاله تعالى، تحدث على حسب اختياره:

منها: ما يظهر لهم بعد ذلك. ومنها ما يحصل به كمال لذلك المحلّ، وإن لم يظهر لأحدٍ من المخلوقين، وذلك ينقسم: إلى كمالٍ يقارن ذلك المحلّ من حين خلقه، وإلى كمالٍ يحصل له بعد ذلك، ولا يصل علم ذلك إلينا إلاّ بالخبر الصّادق، والنبيّ صلى الله عليه و سلم خير الخلق، فلا كمال لمخلوق أعظم من كماله، ولا محلّ أشرف من محلّه، فعرفنا - بالخبر الصحيح - حصول ذلك الكمال من قبل خلق آدم لنبيّنا صلى الله عليه و سلم من ربّه سبحانه، وأنّه أعطاه النبوّة من ذلك الوقت، ثمّ أخذ له المواثيق على الأنبياء ليعلموا: أنّه المقدّم عليهم، وأنّه نبيّهم ورسولهم، وفي أخذ المواثيق وهي: في معنى الاستخلاف، ولذلك دخلت لام القسم في لَتُوءْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ الآية(1)(2).

أقول: هذه الأحاديث موءيّدة لما تقدّم من الأحاديث الّتي دلّت على: سبق الوجود النوريّ له صلى الله عليه و آله ، وأنّ خلقه صلى الله عليه و آله كان قبل جميع الخلائق، والشاهد على ذلك هو: أنّه تعالى أخذ الميثاق على نبيّنا في ذلك العالم أوّلاً، ثمّ أخذ المواثيق على الأنبياء، ومنها الاعتراف بنبوّته فقط دون سائر الأنبياء.

وليس المراد من أخذ الميثاق في أُمّ الكتاب: أخذه في عالم أُمّ الكتاب والوجود الكتبي ؛ فإنّ نبوّة النبيّ في أُمّ الكتاب غير مختصّة به، ولوكان المقصود ذلك لكان اللازم أخذ الميثاق لجميع الأنبياء والمرسلين، ولا يختصّ ذلك بنبيّنا صلى الله عليه و آله ، فتأمّل. ».

ص: 127


1- سورة آل عمران، الآية: 81 .
2- الخصائص الكبرى 1 : 4 - 5، تحت عنوان «فائدة».
القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:

1 - ما رواه الطوسي في «أماليه» بسنده، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير الموءمنين عليه السلام ، قال: «... ألا إنّي عبد اللّه، وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، قد صدّقته وآدم بين الروح والجسد»، الحديث(1).

2 - ما رواه المفيد في «الأمالي»، قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد ابن الزبير، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو، قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ ابن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير الموءمنين [عليّ بن أبي طالب] عليه السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه، وكان مريضاً .... قال عليه السلام : «... ألا إنّي عبد اللّه، وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته وآدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون، ونحن الآخرون، ونحن خاصّته - يا حار [ث] - وخالصته، وأنا صنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أُوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب»، الحديث(2).ولا ريب: أنّ ما ثبت لأمير الموءمنين من الفضل ثابت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله .

3 - ما رواه في «الاحتجاج» من: أنّ المأمون بعدما زوّج ابنته أُمّ الفضل أبا

ص: 128


1- أمالي الطوسي: 625، المجلس الثلاثون، الحديث 5.
2- أمالي المفيد: 3 - 6، المجلس الأوّل، الحديث 3 .

جعفر عليه السلام ، كان في مجلس وعنده أبو جعفر عليه السلام ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا بن رسول اللّه في الخبر الّذي روي .... فقال يحيى: قد روي: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «لو لم أُبعث لبعث عمر» فقال عليه السلام : «كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث، يقول اللّه في كتابه: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ(1) فقد أخذ اللّه ميثاق النبيّين، فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه؟ وكلّ الأنبياء عليهم السلام لم يشركوا باللّه طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوّة مَنْ أشرك، وكان أكثر أيّامه مع الشرك باللّه، وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : نبّئت وآدم بين الروح والجسد»(2).

4 - ما رواه في «عوالي اللآلي»: قال عليه السلام : «كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين»(3).5 - وفيه أيضا: وقال عليه السلام : «كنت وصيّا وآدم بين الماء والطين»(4).

6 - ما ذكره في «المحتضر»: وروي أنّه صلى الله عليه و آله قال: «لو علم النّاس: أنّه متى سمّي عليّ أمير الموءمنين ما أنكروا فضله، سمّي وآدم بين الروح والجسد، قال اللّه تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى(5) قال: فأنا ربّكم، ومحمّد نبيّكم، وعليٌّ أميركم»(6). .

ص: 129


1- سورة الأحزاب، الآية: 7 .
2- الاحتجاج 2 : 477 .
3- عوالي اللآلي 4 : 121، الحديث 200 .
4- عوالي اللآلي 4 : 124، الحديث 208 .
5- سورة الأعراف، الآية: 172 .
6- المحتضر: 106 .

المجموعة الثانية:

اشارة

ما دلّ على: أنّه صلوات اللّه عليه وعليّ عليه السلام من شجرة واحدة، وهي على قسمين:

القسم الأوّل: ما ورد من طريق أهل السنّة:1 - ما رواه الحاكم في «المستدرك» - وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه - ، عن جابر بن عبد اللّه رضى الله عنه ، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ: «يا عليّ، الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة»، ثمّ قرأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله: وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ(1)(2).

2 - ما رواه الحاكم في «المستدرك» بإسناده، عن ميناء بن أبي ميناء مولى عبد الرّحمن بن عوف، قال: خذوا عنّي قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنّة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنّة»(3).

3 - روى الكنجي في «كفاية الطالب» - بسندٍ حسن عال - ، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول اللّه [ صلى الله عليه و آله ]: «إنّ اللّه خلق الأنبياء من أشجار شتّى،

ص: 130


1- سورة الرعد، الآية: 4 .
2- المستدرك على الصحيحين 2 : 620، الحديث 3003 .
3- المستدرك على الصحيحين 4 : 147، الحديث 4809 .

وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعليٌّ فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها. فمن تعلّق بغصن من أغصانهانجا، ومن زاغ عنها هوى. ولو أنّ عبداً عبد اللّه بين الصفا والمروة ألف عام ثمّ ألف عام ثمّ لم يدرك صحبتنا أكبّه اللّه على منخريه في النار، ثمّ تلا: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى(1)»(2).

ورواه العسقلاني في «لسان الميزان»(3) بسنده، عن أبي أمامة، وبسنده عن أبي إسحاق السبيعي(4).

4 - ما رواه ابن المغازلي في «المناقب» بإسناده، عن جابر بن عبد اللّه، قال: بينما رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات يوم بعرفات وعليٌّ تجاهه إذ قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أُدن منّي يا عليّ، خُلقت أنا وأنت من شجرة، صنع جسمك من جسمي، خُلقت أنا وأنت من شجرة، فأنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها أدخله اللّه الجنّة»(5).

ورواه الذهبي في «ميزان الاعتدال»(6)، وابن حجر العسقلاني في «لسان الميزان»(7)، والسيّد شهاب الدين أحمد في «توضيح الدلائل»(7). .

ص: 131


1- سورة الشورى، الآية: 23 .
2- كفاية الطالب: 317 .
3- لسان الميزان 5 : 446، الحديث 6586 .
4- لسان الميزان 5 : 285، الحديث 6297 .
5- المناقب لابن المغازلي: 147، الحديث 133 .
6- ميزان الاعتدال 3 : 41، الحديث 5523 .7 - لسان الميزان 4 : 612، الحديث 5576 .
7- توضيح الدلائل: 241 (مخطوط).

5 - ما رواه محمّد الزرندي الحنفي في «نظم درر السمطين» بإسناده، عن جابر بن عبد اللّه رضى الله عنه ، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لعليٍّ: «الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة»، ثمّ قرأ النبيّ صلى الله عليه و آله : وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ حتّى بلغ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ(1) وقال صلى الله عليه و آله : «عليٌّ منّي، وأنا منه، وهو وليّ كلّ موءمنٍ بعدي»(2).

6 - ما رواه ابن حجر في «الصواعق المحرقة»، عن الطبراني، عن جابر ابن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «النّاس من شجر شتّى، وأنا وعليٌّ من شجرة واحدة»(3).

ورواه الهيثمي في «مجمع الزوائد»، والخوارزمي في «المناقب»(4).

7 - ما رواه ابن المغازلي في «المناقب» بإسناده، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أنا وعليٌّ من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتّى»(5).

8 - ما رواه العلاّمة الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في «ينابيع المودّة»، عن عبد اللّه بن مسعود رضى الله عنه ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أنا وعليٌّ من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتّى»(6)..

ص: 132


1- سورة الرعد، الآية: 4 .
2- نظم درر السمطين: 79 .
3- الصواعق المحرقة 2 : 359، الحديث 12 .
4- مجمع الزوائد 9 : 100، والمناقب للخوارزمي: 87، الحديث 165، وفيه: «أنا وعليّ من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتّى».
5- المناقب لابن المغازلي: 466، الحديث 453 .
6- ينابيع المودّة 2 : 242، الحديث 680 .

ورواه صاحب «الفردوس» أيضاً(1).

9 - ما رواه الذهبي في «ميزان الاعتدال»، قال: روى عليّ بن هاشم، عن صباح بن يحيى، عن الحارث بن حصيرة، عن جميع بن عناق، عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال: «كان الناس من شجر شتّى، وكنت أنا وعليٌّ من شجرة واحدة»(2).

10 - ما رواه القندوزي في «ينابيع المودّة»، عن ابن سعد بسنده، عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال: «أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة، [و] أغصانها في الدنيا، فمن شاء اتّخذ إلى اللّه سبيلاً»(3).

أقول: الروايات في هذا المعنى كثيرة جدّاً، حتّى بلغت حدّ التواتر، ونحن نكتفي بهذا المقدار، وتأييدها لأحاديث النور واضح؛ حيث إنّها توافق تلك الأحاديث من جهة: أنّ أكثرها مشتمل على أنّه صلى الله عليه و آله مع عليٍّ كانا نوراً واحداً حتّى افترقا في صلب عبد اللّه وأبي طالب، فكونهما من شجرة واحدة إشارة إلى ذلك. ومنالمحتمل: أن يكون إشارة إلى أنّ طينتهما واحدة، كما ورد التصريح بذلك في بعض الروايات، واللّه العالم..

ص: 133


1- فردوس الأخبار 1 : 77، الحديث 112 .
2- ميزان الاعتدال 2 : 306 / 3850 .
3- ينابيع المودّة 2 : 366، الحديث 47 .
القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:

1 - ما رواه الصّدوق في «عيون أخبار الرّضا عليه السلام »، عن عليّ عليه السلام ، قال: «قال النبيّ صلى الله عليه و آله : الناس من أشجار شتّى، وأنا وأنت يا عليّ من شجرة واحدة»(1).

2 - وفيه - أيضا - ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا عليّ، خلق الناس من شجر شتّى، وخُلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، وشيعتنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة»(2).

3 - ما رواه الصّدوق في «الخصال» قائلاً: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثني أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثنا الحسن بن الحسين اللوءلوءي، عن عليّ بن حفص العبسي، عن الصلت بن العلاء، عن أبي الحزوّر، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: «قالرسول اللّه صلى الله عليه و آله : خلق الناس من شجر شتّى، وخُلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة، أصلي عليّ، وفرعي جعفر»(3).

4 - ما رواه الخزّاز القمّي في «كفاية الأثر» قائلاً: أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد ابن [أبي عبد اللّه أحمد بن [محمّد بن عبيد اللّه، قال: حدّثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق،

ص: 134


1- عيون أخبار الرّضا عليه السلام 1 : 68، الحديث 267 .
2- عيون أخبار الرّضا عليه السلام 1 : 78، الحديث 340 .
3- الخصال 1 : 21، الحديث 72 .

قال: حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، قال: حدّثنا محمّد بن زياد الهاشمي، قال: حدّثنا سفيان بن عتبة، [قال: حدّثنا عمران بن داوُد [قال: حدّثنا محمّد بن الحنفيّة، قال أمير الموءمنين عليه السلام : «سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: قال اللّه تبارك وتعالى: لأُعذبنّ كلّ رعيّة دانت بطاعة إمام ليس منّي، وإن كانت الرعيّة في نفسها برّة، ولأرحمنّ كلّ رعيّة دانت بإمام عادل مني، وإن كانت الرعيّة في نفسها غير برّة ولا تقيّة . ثمّ قال لي: يا عليّ، أنت الإمام، والخليفة من بعدي، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت أبو سبطي، وزوج ابنتي، من ذرّيّتك الأئمّة المطهّرون. فأنا سيّد الأنبياء، (وأنت سيّدالأوصياء، وأنا وأنت من شجرة واحدة)، ولولانا لم يخلق الجنّة والنار ولا الأنبياء ولا الملائكة».

قال: «قلت: يا رسول اللّه، فنحن أفضل من الملائكة؟ فقال: يا عليّ، نحن خير خليقة اللّه على بسيط الأرض، وخير الملائكة المقرّبين، وكيف لا نكون خيراً منهم؟ وقد سبقناهم إلى معرفة اللّه وتوحيده، فبنا عرفوا اللّه، وبنا عبدوا اللّه، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة اللّه. يا عليّ، أنت منّي، وأنا منك، وأنت أخي ووزيري، فإذا متُّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وسيكون بعدي فتنة صمّاء صيلم، يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم موءمن وموءمنة متأسّف متلهّف حيران عند فقده»، الحديث(1).

5 - ما رواه محمّد بن سليمان في «مناقب الإمام أمير الموءمنين عليه السلام »، قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن أبي بكر عباد بن صهيب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «الناس من أشجار شتّى، وأنا وعليّ .

ص: 135


1- كفاية الأثر: 156 - 158 .

من شجرة واحدة، أنا أصلها، وعليّ فرعها، والحسن والحسين أثمارها، وفي قلب كلّ موءمن غصن من أغصانها»(1).

6 - وفيه أيضا: حدّثنا محمّد بن منصور، عن أحمد بن عبد الرّحمن، عن الحسن بن محمّد الأسدي، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عنأبي مالك، عن ابن عبّاس، قال: بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله أبا بكر على الموسم، وبعث (معه) بهوءلاء الآيات من براءة، وأمره أن يقرأها على الناس أن يرفع الحمس: قريش وكنانة وخزاعة إلى عرفات، فسار أبو بكر حتّى نزل بذي الحليفة، فنزل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: لن يوءدّي عنك إلاّ رجل منك . ثمّ إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعث عليّ ابن أبي طالب في أثر أبي بكر، فأدركه بذي الحليفة، فلمّا رآه أبو بكر قال: أمير أو مأمور ؟ فقال: بل مأمور. بعثني إليك رسول اللّه صلى الله عليه و آله لتدفع إلَيَّ براءة، فدفعها إليه، وانصرف أبو بكر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، فقال: يا رسول اللّه، ما لي نزعت منّي براءة، أنزل فيَّ شيء ؟ قال: «لا، ولكنّه لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي، وأنا وعليّ من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتّى»(2).

7 - وفيه أيضا: محمّد بن منصور، عن عباد، عن عليّ بن هاشم، عن محمّد ابن عليّ السلمي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ: «يا عليّ، الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة»(3).

8 - وفيه أيضا: (حدّثنا) محمّد بن منصور، عن الحكم بن سليمان، عن عليّ بن هاشم، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، قال: .

ص: 136


1- مناقب الإمام أمير الموءمنين عليه السلام 1 : 460، الحديث 362 .
2- مناقب الإمام أمير الموءمنين عليه السلام 1 : 469، الحديث 371 .
3- مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام 1 : 476، الحديث 381 .

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت (يا عليّ) من شجرة واحدة»(1).

9 - ما رواه الطوسي في «الأمالي»، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي الكاتب، قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم بن المفضّل، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل أبو عيسى النبهاني بالقسطاس، قال: حدّثنا هارون بن عيسى بن بهلول المصري الدهّان، قال: حدّثنا بكار بن محمّد بن شعبة اليمامي، قال: حدّثني محمّد بن شعبة الذهلي قاضي اليمامة، قال: حدّثني بكر بن الملك الأعتق البصري، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير الموءمنين عليهم السلام ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عليّ، خلق اللّه الناس من أشجار شتّى، وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها، وأنت فرعها، فطوبى لعبدٍ تمسّك بأصلها، وأكل من فرعها»(2).

10 - ما رواه الطبرسي في «الاحتجاج» - في حديث مناشدة أمير الموءمنين للصحابة يوم الشورى - قال: «نشدتكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ((يا عليّ، يدخل اللّه وليّك الجنّة وعدوّك النار))، غيري؟»، قالوا: لا، قال: «نشدتكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ((الناس من أشجار شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة))، غيري؟» قالوا: لا(3). .

ص: 137


1- مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام 1 : 480، الحديث 386 .
2- أمالي الطوسي: 610، المجلس الثامن والعشرون، الحديث 9 .
3- الاحتجاج 1 : 320 .

المجموعة الثالثة:

اشارة

ما دلّ على: أنّ عليّاً عليه السلام من النبيّ صلى الله عليه و آله ، والنبيّ صلى الله عليه و آله من عليّ عليه السلام ، وهي على قسمين:

القسم الأوّل: ما ورد من طريق أهل السنّة:

1 - ما رواه الحاكم في «المستدرك»، والبخاري بإسناده، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ: «أنت منّي، وأنا منك»(1).

2 - ما رواه ابن ماجة والترمذي بإسنادهما، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «عليّ منّي، وأنا منه، ولا يوءدّي عنّي إلاّ عليّ»(2).

وقال الترمذي في ذيل الحديث المتقدّم: هذا حديث حسن غريب.

3 - روى أحمد في «مسنده» بإسناده، عن بريدة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال

ص: 138


1- المستدرك على الصحيحين 4 : 87، الحديث 4672، وصحيح البخاري 2 : 960، الحديث 2552، ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين: 79، الحديث 67، والبيهقي في سننه الكبرى 8 : 5، باب الخالة أحقّ بالحضانة من العصبة، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 19 : 362، وفيه: «وأنا منك، وأنت منّي»، والمصدر نفسه 42 : 53، وفيه: «يا عليّ، أنت منّي، وأنا منك، وأنت أخي وصاحبي»، وأحمد في المسند 1 : 537، الحديث 857، وأيضا رواه في 2 : 8، الحديث 931، والخطيب في تاريخ بغداد 4 : 363 / 2138، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 128، والبدخشاني في نزل الأبرار: 38، والمتّقي في كنز العمال 11 : 599، الحديث 23880 .
2- سنن ابن ماجة 1 : 44، الحديث 119، وسنن الترمذي 5 : 454، الحديث 3719.

رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لا تقع في عليٍّ ؛ فإنّه منّي، وأنا منه، وهو وليّكم بعدي»(1).

4 - روى النسائي بإسناده، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّ عليّاً منّي، وأنا منه، ووليّ كلّ موءمن بعدي»(2).

5 - روى الزرندي، عن عبد خير، قال: سمعت عليّاً رضى الله عنه يقول: «أُهدي للنبيّ صلى الله عليه و آله قنو موزة، فجعل يقشّر الموز، ويجعله في فمي، فقال قائل: يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، إنّك تحبّ عليّاً، قال: أوما علمت: أنّ عليّاً منّي، وأنا منه»(3).

6 - روى ابن عساكر بسنده، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا منه»(4).

7 - روى ابن حجر بإسناده، عن عبد الرّحمن بن عوف، قال: لمّا فتح رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكّة انصرف إلى الطائف، فحصرها سبع عشرة ليلة (أو تسع عشرة ليلة)، ثمّ قام خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «أُوصيكم بعترتي خيراً، وإنّ موعدكم الحوض. والّذي نفسي بيده، لتقيمنّ الصّلاة، ولتوءتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّي، أو كنفسي، يضرب أعناقكم»، ثمّ أخذ بيد عليّ رضى الله عنه ، ثمّ قال: «هو هذا»(5).

8 - روى أحمد بن عبد الملك بإسناده، عن محمّد بن أُسامة بن زيد، عن.

ص: 139


1- مسند أحمد 16 : 497، الحديث 22908 .
2- خصائص أمير المؤمنين: 77، الحديث 65، ورواه أحمد في الفضائل 2 : 605، الحديث 1035، ومحمّد بن طلحة في مطالب السؤول: 85.
3- توضيح الدلائل: 354 (مخطوط)، ورواه الخوارزمي في المناقب: 64، الحديث 33.
4- تاريخ مدينة دمشق 42 : 63 .
5- الصواعق المحرقة 2 : 368، الحديث 40 .

أبيه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أمّا أنت - يا عليّ - فختني، وأبو ولدي، وأنا منك، وأنت منّي»(1).

9 - روى ابن حجر بإسناده عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا من عليّ، ولا يوءدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»(2).

10- وروى أيضا بإسناده، عن عمران بن حصين، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ موءمن بعدي»(3).

11 - وروى الكنجي في «كفاية الطالب» بإسناده، عن أبي رافع، قال: لمّا كان يوم أحد نظر النبيّ صلى الله عليه و آله إلى نفر من قريش، فقال لعليّ عليه السلام : احمل عليهم ... وقتل أحد بني عامر بن لؤي، فقال له جبرائيل: هذه المواساة، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «إنّه منّي، وأنا منه»، فقال جبرائيل: وأنا منكم، يا رسول اللّه(4).

ورواه الطبراني أيضا(5).

12 - وروى أيضا بإسناده، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يقول: «عليّ منّي، وأنا منه، ولا يوءدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»(6). .

ص: 140


1- مسند أحمد 16 : 92، الحديث 21674، وينابيع المودّة 2 : 219، الحديث 626 .
2- الصواعق المحرقة 2 : 356، الحديث 6 .
3- الصواعق المحرقة 2 : 363، الحديث 25 .
4- كفاية الطالب: 274 .
5- المعجم الكبير للطبراني 1 : 318، الحديث 941، ولفظه فيه: «لمّا قتل عليّ رضى الله عنه يوم أحد أصحاب الألوية، قال جبريل عليه السلام : يا رسول اللّه، إنّ هذه لهي المواساة، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «إنّه منّي، وأنا منه»، فقال جبريل: وأنا منكما يا رسول اللّه.
6- كفاية الطالب: 276 .

13 - ما رواه في «صحيح البخاري»: قال عمر: توفّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو عنه راضٍ، وقال النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ: «أنت منّي، وأنا منك»(1).

14 - وفيه - أيضا - حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضى الله عنه قال: اعتمر النبيّ صلى الله عليه و سلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكّة أن يدعوه يدخل مكّة، حتّى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام. فلمّا كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، فقالوا: لا نقرّ بها، فلو نعلم: أنّك رسول اللّه ما منعناك، لكن أنت محمّد بن عبد اللّه،قال: أنا رسول اللّه، وأنا محمّد ابن عبد اللّه. ثمّ قال: «امح رسول اللّه». قال: «لا واللّه، لا أمحوك أبداً». فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم الكتاب، فكتب: «هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد اللّه: لا يدخل مكّة سلاح إلاّ في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتّبعه، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها». فلمّا دخلها ومضى الأجل أتوا عليّا، فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنّا، فقد مضى الأجل ... وقال لعليّ: «أنت منّي، وأنا منك». وقال لجعفر: «أشبهت خلقي وخلقي». وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا»، الحديث(2).

15 - ما رواه ابن المغازلي، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا أبو الحسين، حدّثنا محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا يوسف بن موسى القطان، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ: «أنت منّي، وأنا منك»(3). .

ص: 141


1- صحيح البخاري 3 : 1357، باب 9: مناقب عليّ بن أبي طالب القرشيّ الهاشميّ، أبي الحسن رضى الله عنه .
2- صحيح البخاري 2 : 960، الحديث 2552 .
3- المناقب لابن المغازلي: 296، الحديث 275 .

16 - وقال أيضا: وكتب إليّ محمّد بن عليّ بن الحسين العلوي رحمه الله يخبرني: أنّ أبا الحسن أحمد بن عمران، أخبرهم قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد ابن عبد العزيز، حدّثنا أبو الربيع الزهراني، حدّثناجعفر بن سليمان، حدّثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد اللّه، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا منه، وهو وليّ كلّ موءمن من بعدي»(1).

17 - ما رواه في «الجمع بين الصحاح الستة» لرزين العبدري - من الجزء الثاني في باب مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وبالاسناد المتقدّم - قال: قال عمر بن الخطّاب: توفّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو عنه راضٍ، وقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أنت منّي، وأنا منك»(2).

18 - وفيه - أيضا - عن عمران بن الحصين، قال: بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله جيشا واستعمل عليهم عليّاً عليه السلام ، فلمّا غنموا أصاب عليّ من السبي جارية، فتعاقدوا أن يخبروا رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فلمّا أخبرو [ه] أعرض عنهم، ثمّ أقبل عليهم والغضب يعرف في وجهه، فقال: «ما تريدون من عليّ؟ انّ عليّا منّي، وأنا منه»(3).

19 - ما رواه إبراهيم بن محمّد الحمويني، قال: وذكر ابن شاذان هذا [قال]: حدّثني النقيب أبو الحسن محمّد بن محمّد الحسني، عن أحمد بن إبراهيم، عن محمّد بن زكريا، عن العبّاس [بن] بكار، عن أبي بكر الهذلي، عن 6.

ص: 142


1- المناقب لابن المغازلي: 296، الحديث 276 .
2- نقلاً عن العمدة لابن البطريق: 204، الحديث 317 .
3- نقلاً عن العمدة لابن البطريق: 205، الحديث 318، وسنن الترمذي 5 : 450، الحديث 3712. وفيه «ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي،...»، وسنن النّسائي 5: 132، الحديث 8474 ، والحاكم في المستدرك 4: 73، الحديث 4636.

عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لعبد الرّحمن بن عوف: «يا عبد الرّحمن، أنتم أصحابي، وعليّ بن أبي طالب منّي، وأنا من عليّ، فمن قاسه بغيره فقد جفاني، ومن جفاني [فقد] آذاني. يا عبد الرّحمن، إنّ اللّه تعالى أنزل علَيَّ كتاباً مبيناً، وأمرني أن أُبيّن للناس ما نزّل إليهم، ما خلا عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه لم يحتج إلى بيانٍ؛ لأنّ اللّه تعالى جعل فصاحته كفصاحتي، ودرايته كدرايتي، ولو كان الحلم رجلاً لكان عليّاً، ولو كان العقل رجلاً لكان الحسن، ولو كان السخاء رجلاً لكان الحسين، ولو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم. إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً»(1).

20 - وقال أيضا: أنبأني الشيخ محمّد بن يعقوب الأزجي، أنبأنا شرف الدين عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازةً، عن شاذان بن جبرئيل قراءةً عليه، عن محمّد بن عبد العزيز القمّي، عن محمّد بن أحمد بن عليّ النطنزي، قال: أنبأنا بختكين بن عروبة، قال: حدّثنا أبو بكر العطار، قال: حدّثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن داود ابن عليّ، قال: حدّثنا أبو أُسامة عبد اللّه بن أسامة الكلبي، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الحميد، عن حبان عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن

أبيه، عن جدّه، قال: لمّا قتل عليّ عليه السلام أصحاب الألوية [يوم أحد] أبصر النبيّ صلى الله عليه و سلم جماعةً من مشركي قريش، فقال لعليّ: «احمل عليهم»، فحمل عليهم، وفرّق جماعتهم، وقتل هشام بن أُمية المخزومي. ثمّ أبصر النبيّ صلى الله عليه و سلم جماعةً [أخرى]منمشركي قريش، فقال لعليّ: «احمل عليهم»، فحمل عليهم، ففرّق جماعتهم، وقتل عمرو ابن عبد اللّه الجمحي. ثمّ أبصر النبيّ صلى الله عليه و سلم جماعةً - أو جمعا - من مشركي قريش .

ص: 143


1- فرائد السمطين 2 : 68، الحديث 392.

فقال لعليّ: «احمل عليهم»، فحمل عليهم، وفرّق جماعتهم، وقتل يشكر بن مالك أخا عمرو بن لوءي، فأتى جبرئيل عليه السلام [النبيّ] فقال: إنّ هذه لهي المواساة، فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «إنّه منّي، وأنا منه»، فقال جبرئيل: وأنا منكما، فسمعوا صوتاً ينادي: لا سيف إلاّ ذو الفقار، ولا فتى إلاّ عليّ(1).

21 - ما رواه أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة، من طريق العامّة، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في عليّ بن أبي طالب عليه السلام كلمةً لو كانت لي أحبّ إلَيَّ من حمر النعم. قالوا: وما قال النبيّ صلى الله عليه و آله في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؟ قال: قال له النبيّ صلى الله عليه و آله : «يا عليّ أنت منّي، وأنا منك، وذرّيّتك منّا، ونحن منهم وشيعتك منّا، ونحن منهم، يدخلون الجنّة قبل الأُمم بخمسمائة عام»(2).

22 - ما رواه موفّق بن أحمد - وهو: من أعيان علماء العامّة - قال: أخبرني سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إلَيَّ من همدان - ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابةً، حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن عليّ بنسلمة، عن مسند زيد بن عليّ عليه السلام ، حدّثنا الفضل بن الفضيل بن العبّاس، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سهل، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البلوي، حدّثني إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء، حدّثني أبي، عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم فتحت خيبر: «لولا أن تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم .

ص: 144


1- فرائد السمطين 1 : 257، الحديث 198 .
2- مائة منقبة: 144، المنقبة 91.

مقالاً، لا تمر على ملأ من المسلمين إلاّ أخذوا من تراب رِجْليك وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي، وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي. أنت توءدّي ديني، وتقاتل على سنّتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي، وأنت غداً على الحوض خليفتي، تذود عنه المنافقين ... حربك حربي، وسلمك سلمي، وسرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وأنّ ولدك ولدي، ولحمك لحمي، ودمك دمي، وأنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي... قال: قال عليّ: فخررت له سبحانه وتعالىساجداً، وحمدته على ما أنعم به علَيَّ من الإسلام والقرآن، وحبّبني إلى خاتم النبيّين وسيّد المرسلين صلى الله عليه و آله »(1).

23 - وقال أيضا: وأنبأني أبو العلاء هذا، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الشيباني، حدّثنا محمّد بن جرير، حدّثنا عبد اللّه بن داهر بن يحيى الرازي، حدّثنا أبو داهر ابن يحيى المقري، حدّثنا الأعمش، عن عباية، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «هذا عليّ بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»، الحديث(2).

24 - روى ابن حنبل وغيره بإسنادهم، عن حبشي بن جنادة رضى الله عنه - وقد كان شهد حجّة الوداع - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا منه، ولا .

ص: 145


1- المناقب للخوارزمي: 128، الحديث 143 .
2- المناقب للخوارزمي: 142، الحديث 163 .

يوءدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»(1).

25 - روى محمّد بن طلحة بإسناده، عن أبي ذر جندب بن جنادة - المخصوص من رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقوله: «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق من أبي ذر» - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا من عليّ، ولا يوءدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»(2).26 - روى الخوارزمي بإسناده، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا منه، ولا يقضي ديني إلاّ أنا أو عليّ»(3).

27 - روى الطبري بإسناده، عن أبي بكر، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «عليّ منّي بمنزلتي من ربّي»(4).

قال أحمد الخجندي: يقال: فلان منّي، وأنا منه: يراد به: بيان غاية الاختصاص وكمال الاتّحاد من الطرفين. وقد يجيء «من» بمعنى البدل أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ(5) أي: بدل الآخرة: أنا منه، وهو منّي أي: أنا بدله، وهو بدلي، أي: كلٌّ منهما قائم مقامه إلاّ فيما استثناه الدليل ... ويجوز أن يكون المراد بقوله صلى الله عليه و آله وبارك وسلّم: «أنا منه، وهو منّي»: ما قيل: إنّه ورد في .

ص: 146


1- أخرجه أحمد في مسنده 13 : 394، الحديث 17435، والترمذي في سننه 5 : 454، الحديث 3719، وابن البطريق في العمدة: 199، والحديث مشهور بين رواة الحديث. راجع: الغدير 6 : 490 .
2- مطالب السؤول: 85 .
3- المناقب للخوارزمي: 134، الحديث 149 .
4- الرياض النضرة 3 : 102، الحديث 1304 .
5- سورة التوبة، الآية: 38 .

الحديث: «أنا وعليّ من نور واحد»، أي: كلٌّ منّا ممّا منه الآخَر(1).

القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:1 - ما رواه ابن بابويه في «أماليه»، قال: حدّثنا أبي رحمه الله ، قال: حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني - بهمدان - قال: حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي، قال: حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن مرة، عن سلمة بن قيس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض. أعطى اللّه عليّا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه من الفهم جزءا لو قسم علىأهل الأرض لوسعهم. شبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيّوب، وسخاوءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقوّته بقوّة داود. له اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة، بشّرني به ربّي، وكانت له البشارة عندي. عليّ محمود عند الحقّ، مزكّى عند الملائكة، وخاصّتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنّتي ورفيقي، آنسني به ربّي عزّوجلّ، فسألت ربّي: أن لا يقبضه قبلي، وسألته: أن يقبضه شهيدا. أُدخلت الجنّة، فرأيت حور عليّ أكثر من ورق الشجر، وقصور عليّ كعدد البشر. عليّ منّي، وأنا من عليّ. من تولّى عليّاً فقد تولاّني. حبّ عليّ نعمة، واتّباعه فضيلة، دانت به الملائكة، وحفّت به الجنّ الصالحون. لم يمش على الأرض ماشٍ بعدي إلاّ كان هو أكرم منه عزّا وفخرا ومنهاجا، لم يك قطّ عجولاً، ولا مسترسلاً لفساد، ولا متعنّداً. حملته .

ص: 147


1- توضيح الدلائل: 351 .

الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أُنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه، ولم ينزل منزلاً إلاّ كان ميمونا. أنزل اللّه عليه الحكمة،وردّاه بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أُوحي إلى أحد بعدي لأُوحي إليه، فزيّن اللّه به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد، وأعزّ به الأجناد. مثله كمثل بيت اللّه الحرام يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا. وصفه اللّه في كتابه، ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى منازله، فهو الكريم حيّاً، والشهيد ميّتاً»(1).

2 - وفيه أيضا قال: حدّثنا أحمد بن زياد، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحرز بن هشام قالا: حدّثنا مطّلب بن زياد، عن ليث بن أبي سليم، قال: أتى النبيّ صلى الله عليه و آله عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كلّهم يقول: أنا أحبّ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فأخذ صلى الله عليه و آله فاطمة ممّا يلي بطنه وعليّا ممّا يلي ظهره والحسن عن يمينه والحسين عن يساره، ثمّ قال صلى الله عليه و آله : «أنتم منّي، وأنا منكم»(2).

3 - وفيه أيضا، قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، قال: حدّثنا محمّد بن ثواب، قال: حدّثنا إسحاق بن منصور، عن كادح - يعني أبا جعفر البجلي - عن عبد اللّه بن لهيعة، عن عبد الرّحمن - يعني ابن زياد - عن سلمة بن يسار عن جابر بن عبد اللّه، قال: لمّا قدم عليّ عليه السلام على رسول اللّه صلى الله عليه و آله بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لولا أن تقول.

ص: 148


1- أمالي الصّدوق: 57، المجلس الثاني، الحديث 7 .
2- أمالي الصّدوق: 63، المجلس الرابع، الحديث 2 .

فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النّصارى للمسيح عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم قولاً، لا تمرّ بملأ إلاّ أخذوا التراب من تحت رِجْليك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي، وأنا منك، ترثني وأرثك، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وإنّك تبرئ ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وإنّك غدا على الحوض خليفتي، وإنّك أوّل من يرد علَيَّ الحوض، وإنّك أوّل من يكسى معي، وإنّك أوّل داخل الجنّة من أُمّتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور، مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم، يكونون غدا في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وإنّ سرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ سريرة صدرك كسريرتي، وإنّ ولدك ولدي، وإنّك تنجز عداتي، وإنّ الحقّ معك، وإنّ الحقّ على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنّه لن يرد علَيَّ الحوض مبغضٌ لك، ولن يغيب عنه محبٌّ لك حتّى يرد الحوض معك»، قال: فخرّ عليّ عليه السلام ساجدا ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي أنعم عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البريّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، إحسانا منه وفضلاً منه علَيَّ»، قال: فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «لولا أنت لم يُعرف الموءمنون بعدي»(1).4 - ما رواه الشيخ في «أماليه»، قال: أخبرنا أبو عمر، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثني عليّ بن الحسين بن عبيد، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا منه»، فقال جبرائيل: يا محمّد، وأنا منكما(2). .

ص: 149


1- أمالي الصّدوق: 156، المجلس الحادي والعشرون، الحديث 1 .
2- أمالي الطوسي: 271، المجلس العاشر، الحديث 42 .

5 - وفيه أيضا قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني، قال: حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي، قال: حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا يحيى ابن عيسى الرملي، قال: حدّثنا الأعمش، عن عباية الأسدي، عن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب رحمه الله ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأُمّ سلمة رحمها اللّه: «يا أُمّ سلمة، عليّ منّي، وأنا من علي، لحمه لحمي، ودمه دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى. يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ سيّد المسلمين»(1).

6 - وفيه أيضا قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز، قال: حدّثني جدّي محمّد بن عيسى القيسي، قال: حدّثنا إسحاق ابن يزيد الطائي، قال: حدّثنا سعد بنطريف الحنظلي، عن عطيّة بن سعد العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي. وكان في وفد قومه إلى النبيّ صلى الله عليه و آله تلا هذه الآية: لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ»(2) قال: فقلت: يا رسول اللّه، مَنْ أصحاب الجنّة؟ قال: «مَنْ أطاعني وسلّم لهذا من بعدي». قال: وأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بكفّ عليّ عليه السلام ، وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها، وقال: «ألا إنّ عليّاً منّي، وأنا منه، فمن حادّه فقد حادّني، ومن حادّني فقد أسخط اللّه عزّ وجلّ». ثمّ قال: «يا عليّ، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم بيني وبين أُمّتي».

قال عطيّة: فدخلت على زيد بن أرقم منزله، فذكرت له حديث محدوج ابن زيد، فقال: ما ظننت: أنّه بقي ممّن سمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول هذا غيري. .

ص: 150


1- أمالي الطوسي: 50، المجلس الثاني، الحديث 34 .
2- سورة الحشر، الآية: 20 .

أشهد لقد حدّثنا به رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ثمّ قال: لقد حادّه رجال سمعوا من رسول اللّه صلى الله عليه و آله قوله هذا، وقد ردّوا(1).

أقول: وقد أورد السيّد هاشم البحراني في «غاية المرام» من طريق العامّة هذا المضمون بعبارات متقاربة بلغت ستّةً وثلاثين حديثاً، ومن طرق الخاصّة ستّة أحاديث، ثمّ قال: وهذا القليل من رواية الخاصّة، وفي رواية الخصم كفاية(2).وممّا يوجب الدهشة والاستغراب ما ذكره ابن تيميّة الحنبلي من قوله: فليس هذا في كتب الأحاديث المعروفة: لا الصحاح ولا المساند والسنن وغير ذلك!!(3)

7 - ما ورد في حديث الكساء المعروف والمشهور، الصحيح عند الخاصّة والعامّة: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «اللّهمّ، إنّ هوءلاء أهل بيتي وخاصّتي وحامّتي، لحمهم لحمي، ودمهم دمي، يوءلمني ما يوءلمهم، ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدوٌّ لمن عاداهم، ومحبٌّ لمن أحبّهم، إنّهم منّي، وأنا منهم، فاجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك وغفرانك ورضوانك علَيَّ وعليهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، الحديث(4). .

ص: 151


1- أمالي الطوسي: 485، المجلس السابع عشر، الحديث 1063 .
2- غاية المرام 5 : 26 - 38 .
3- منهاج السنّة 7 : 386 .
4- ذكر الحديث وأخرج مصادره صاحب شرح إحقاق الحقّ 5 : 556، وفي مواضع أخرى من كتابه، وكذلك محمّد حيات الأنصاري في كتابه «حديث الكساء في مصادر الحديث»، فراجع. وانظر أيضاً: سنن الترمذي 5: 512، الحديث 3870، و3871، ومسند أبي يعلى 12: 313، الحديث 6888، ونفس المصدر 12: 451، الحديث 7021، ونفس المصدر 12: 456، الحديث 7026، والمعجم الكبير 3: 53، الحديث 2664، و2665، و2666، و2668.

المجموعة الرابعة:

اشارة

ما دلّ على: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ نفس واحدة، وهي على قسمين:

القسم الأوّل: ما ورد من طرق أهل السنّة:

1 - روى الخوارزمي بإسناده، عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لوفد ثقيف حين جاؤه: «لتسلمنّ أو ليبعثنّ اللّه رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليضربنّ أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم». فقال عمر بن الخطّاب: فواللّه، ما تمنّيت الإمارة إلاّ يومئذٍ، جعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول: هو هذا، قال: فالتفت إلى عليّ بن أبي طالب فأخذ بيده، ثمّ قال: هو هذا، هو هذا(1).

2 - وروى بإسناده أيضا، عن عمرو بن شعيب عن جدّه، قال: قالت عائشة: من خير الناس بعدك، يا رسول اللّه؟ ... قال: «عليّ نفسي، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئا»(2).

3- روى أحمد بإسناده، عن زيد بن ثبيع، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يمضي فيهم أمري، يقتل

ص: 152


1- المناقب للخوارزمي: 136، الحديث 153 .
2- المناقب للخوارزمي: 148، الحديث 173 .

المقاتلة، ويسبي الذرّيّة»، قال: قال أبو ذر: فما راعني إلاّ برد كفّ عمر في حجري من خلفي، فقال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك، ولكن يعني خاصف النعل، يعني عليّاً عليه السلام (1).4 - روى النسائي بإسناده، عن زيد بن يثيع، عن أبي ذر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرّيّة»، فما راعني إلاّ وكفّ عمر في حجزتي من خلفي: من يعني؟ فقلت: ما إيّاك يعني، ولا صاحبك. قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل. قال: وعليٌّ يخصف نعلاً(2).

ورواه ابن أبي شيبة بإسناده، عن أبي ذر(3)، وعن عبد الرّحمن بن عوف(4)، وكذا أبو يعلى بإسناده، عنه في «مسنده»(5)، والحاكم في «المستدرك»(6)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»(7).

ورواه البلاذري بإسناده، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب في وفد ثقيف(8). .

ص: 153


1- فضائل الصحابة 2 : 571، الحديث 966 .
2- سنن النسائي الكبرى 5 : 127، الحديث 8457 .
3- مصنّف ابن أبي شيبة 11 : 155، الحديث 32673 .
4- مصنّف ابن أبي شيبة 11 : 142، الحديث 32622، والمصدر نفسه 13 : 409، الحديث 37950.
5- مسند أبي يعلى 2 : 165، الحديث 859 .
6- المستدرك على الصحيحين 2 : 454، الحديث 2605.
7- تاريخ مدينة دمشق 42 : 343.
8- أنساب الأشراف: 123، الحديث 85 .

ورواه الطبراني بإسناده، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري(1)، ورواه أيضا الهيثمي في «مجمع الزوائد»(2).

5 - ما رواه موفّق بن أحمد الخوارزمي، قال: أخبرني سيّد الحفّاظ هذا (أي أبو منصور الديلمي) - فيما كتب إليّ - أخبرني عبدوس بن عبد اللّه - إذنا - ، عن الشريف أبي طالب الجعفري - بأصبهان - ، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه الاصبهاني، أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أخبرني الحسين بن الهيثم، أخبرني محمّد بن الصباح، أخبرني هشيم، عن حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن جدِّه قال: ... فقالت فاطمة: «... قال النبيّ صلى الله عليه و آله : عليّ نفسي، فمن رأيته يقول في نفسه شيئا»(3)

6- ما رواه ابن أبي الحديد قال: الخبر المشهور عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لبني وليعة: «لتنتهنّ يا بني وليعة، أو لأبعثنّ عليكم رجلاً عديل نفسي، يقتل مقاتلتكم، ويسبي ذراريّكم». قال عمر بن الخطّاب: فما تمنّيت الإمارة إلاّ يومئذٍ، وجعلت أنصب له صدري؛ رجاء أن يقول: هو هذا، فأخذ بيد عليّ عليه السلام ، وقال: «هو هذا»(4). .

ص: 154


1- المعجم الأوسط 3 : 38، الحديث 3797 .
2- مجمع الزوائد 7 : 110.
3- مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 1 : 76، الحديث 23 .
4- شرح نهج البلاغة 1 : 217 .
القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:

1 - ما رواه محمّد بن عليّ بن الحسين في «أماليه»، قال: حدّثنا أبي رحمه الله ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن الموءدب، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا جعفر بن الحسن، عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلّمي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول في عليّ خصالاً لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلاً: قوله صلى الله عليه و آله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وقوله صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي كهارون من موسى»، وقوله صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي، وأنا منه»، وقوله صلى الله عليه و آله : «عليّ منّي كنفسي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي»، وقوله صلى الله عليه و آله : «حرب عليّ حرب اللّه، وسلم عليّ سلم اللّه»، وقوله صلى الله عليه و آله : «وليّ عليّ وليّ اللّه، وعدوّ عليّ عدوّ اللّه»، وقوله صلى الله عليه و آله : «عليّ حجّة اللّه، وخليفته على عباده»، وقوله صلى الله عليه و آله : «حبّ علي إيمان، وبغضه كفر»، وقوله صلى الله عليه و آله : «حزب عليّ حزب اللّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان»، وقوله صلى الله عليه و آله : «عليّ مع الحقّ، والحقّ معه، لا يفترقان حتّى يردا علَيَّ الحوض»، وقوله صلى الله عليه و آله : «عليّ قسيم الجنّة والنار»، وقوله صلى الله عليه و آله : «من فارق عليّاً فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق اللّه عزّ وجلّ»، وقوله صلى الله عليه و آله : «شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة»(1).

2 - وفيه أيضا: حدّثنا محمّد بن إبراهيم رحمه الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي

ص: 155


1- أمالي الصّدوق: 149، المجلس العشرون، الحديث 1 .

الحسن عليّ بن موسى الرّضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصّادق جعفر ابن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيّد الوصيين أمير الموءمنين عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام ، قال: «إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال: أيّها الناس، إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة والرحمة والمغفرة»، ثمّ ذكر فضل شهر رمضان، إلى أن قال - في آخر الحديث - : «ثمّ بكى صلى الله عليه و آله ، فقلت: يا رسول اللّه، ما يبكيك؟ فقال: يا عليّ، أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشهر. كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك، فخضب منها لحيتك. قال أمير الموءمنين عليه السلام : فقلت: يا رسول اللّه، وذلك في سلامةٍ من ديني؟ فقال: في سلامةٍ من دينك. ثمّ قال صلى الله عليه و آله : يا عليّ، من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني ؛ لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي. إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك واصطفاني وإيّاك، فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة»، الحديث(1).3 - روى الصّدوق رحمه الله في «العيون»، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه الموءدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضى الله عنه ، قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام في حديثٍ طويل مع المأمون والعلماء في الفرق بين العترة والأُمّة، وفضل العترة على الأُمّة، واصطفاء العترة.

وفي الحديث قالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في .

ص: 156


1- أمالي الصّدوق: 153 - 155، المجلس العشرون، الحديث 4 .

الكتاب؟ فقال الرّضا عليه السلام : «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا»، وذكر عليه السلام المواضع من القرآن، وقال فيها: «وأمّا الثالثة فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه، فأمر نبيّه بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: يا محمّد: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ(1) فأبرز النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله: «وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ»؟» قالت العلماء: عنى به نفسه، فقال أبو الحسن عليه السلام : «لقد غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وممّايدلّ على ذلك: قول النبيّ صلى الله عليه و آله حين قال: لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يعني: عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وعنى بالأبناء: الحسن والحسين عليهماالسلام ، وعنى بالنساء: فاطمة عليهاالسلام ، فهذه خصوصيّة لا يتقدّمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق؛ إذ جعل نفس عليٍّ عليه السلام كنفسه»، الحديث(2). .

ص: 157


1- سورة آل عمران، الآية: 61 .
2- عيون أخبار الرّضا عليه السلام 2 : 209 - 210، الباب 23، الحديث 1 .

ص: 158

المبحث الثاني في بيان دلالة أحاديث النور وبيان اعتبارها

اشارة

وفيه مطلبان:! المطلب الأوّل: في بيان دلالة الأحاديث

! المطلب الثاني: في بيان اعتبار أسانيد الأحاديث أو عدمه

ص: 159

ص: 160

المطلب الأوّل: في بيان دلالة الأحاديث

اشارة

فالكلام يتمّ فيه من جهتين:

الجهة الأُولى: النقاط العامّة المشتركة بين الأحاديث.

الجهة الثانية: في بيان الموارد المختلفة بين الأحاديث.

الجهة الأولى: النقاط العامّة المشتركة بين الأحاديث

اشارة

يُستفاد من مجموع الأحاديث عدّة أمور مشتركة، وهي:

1 - أنّ للنبيّ صلى الله عليه و آله وجودا نوريّا لاهوتيّا، كما أنّ له صلى الله عليه و آله وجودا جسميّا ناسوتيّا، فله وجودان.

2 - أنّ وجوده النوريّ نابع من نور اللّه عزّ وجلّ، وهو المسمّى بنور الأنوار.

ص: 161

3 - أنّ وجوده النوريّ كان قبل وجود جميع المخلوقات، حتّى الملائكة والأرض والسماء.

4 - أنّ وجوده النوريّ كان يعبد اللّه ويهلِّله ويسبِّحه ويحمِّده، وأنّ الملائكة تعلّمت عبادة اللّه عزّ وجلّ منه صلى الله عليه و آله في ذلك العالَم.

5 - أنّ وجوده النوريّ صلى الله عليه و آله كان سبباً وواسطةً في خلق جميع الممكنات.

6 - أنّ وجوده النوريّ كان متّحداً مع الوجود النوريّ لأمير الموءمنين عليّ عليه السلام ، أو أنّ نوره عليه السلام نابع من نور النبيّ صلى الله عليه و آله ، وكذلك بقيّة الأئمّة عليهم السلام ، وإنّما افترقا في صلب عبد اللّه وأبي طالب، على ما تضمّنته جُلّ الأحاديث، إن لم تكن كلّها.

ولبيان هذه النقاط المشتركة يلزمنا البحث في أُمور:

الأمر الأوّل: في تفسير وتعريف الوجود النوريّ.

الأمر الثاني: في بيان كيفيّة كون هذا الوجود منشأً لخلق جميع الممكنات، أو كونه واسطةً في ذلك.

الأمر الثالث: هل إنّ هذا الوجود النوريّ بخصوصيّاته وكيفيّاته المبيَّنة في الأحاديث مطابق للحكمة والمصلحة التامَّة الإلهيّة في عالَم الوجود، أو لا؟ وهل يصدّقه الكتاب العزيز بحيث يمكن استفادة ذلك من الآيات الكريمة، أو لا؟

أمّا الأمر الأوّل: فإنّه من الصعب جدّاً - بل المتعذّر - علينا تصوير هذا الوجود بمعنى: الوصول إلى دركه وفهم حقيقته وكنهه؛ وذلك لأنّ أفهامنا قاصرة عن درك ذلك الوجود الشريف، وكلّما تصوّرنا شيئاً فهو لا يعدو أن يكون مخلوقاً لأنفسنا مردوداً إلينا؛ لأنّه محض تصوّرٍ لا يمكن أن يعكس الواقع،

ص: 162

فمرآة نفوسنا دون أن تعكس هذا الوجود المقدّس؛ فإنّه سنخ وجودٍ مختصّ به صلوات اللّه عليه بفيضٍ من اللّه سبحانه وتعالى بلا واسطة، وهو نور من نوره عزّوجلّ، فهو فوق عالمنا بل العوالم جلّها، فكيف يمكن لنا العلم والإحاطة به؟

نعم، يمكن لنا الاسترشاد لذلك بواسطة التشبّث بذيل الأحاديث المأثورة عنهم صلوات اللّه عليهم في تعريف الوجود النوريّ، والاستضاءة منها ببعض مراتب معانيه، وتحصيل بعض خصائصه، فنقول وعليه التكلان:

إنّه قد وردت - في هذا المعنى - طائفتان من الروايات:

الطائفة الأُولى: وهي عبارة عن روايتين رواهما العلاّمة المجلسي رحمه الله في «البحار»، (في باب نادر في معرفتهم صلوات اللّه عليهم بالنورانيّة، وفيه ذكر جمل من فضائلهم عليهم السلام )، ثمّ قال - بعد ذكره للروايتين - : إنّما أفردتُ لهذه الأخبار باباً؛ لعدم صحّة أسانيدها، وغرابة مضامينها، فلا نحكم بصحّتها ولا ببطلانها، ونردّ علمها إليهم عليهم السلام (1).وما ذكره رحمه الله من الإشكال في أسنادها وإن كان تامّاً؛ لأنّه يرويهما عن كتابٍ مخطوط لم يعرف موءلّفه، ولم يذكر فيهما السند المتّصل إلى الإمام عليه السلام ، إلاّ أنّ ما استشكل فيه من جهة المضمون والغرابة محلّ تأملٍ؛ وذلك لأنّه يعتبر الأحاديث الواردة في الوجود النوريّ ويقول: بأنّها متواترة - كما يظهر منه قدس سره - ، فمضمونها ليس بغريب حينئذٍ، بل هو من لوازم الوجود، ومع ذلك لا نتعرّض للروايتين وشرحهما؛ لأنّهما في الحقيقة ليستا تفسيراً للوجود النوريّ، بل المذكور فيهما من لوازم هذا الوجود، مضافاً إلى عدم صحّة سنديهما. .

ص: 163


1- بحار الأنوار 26 : 1 - 17 .

الطائفة الثانية: ما يستفاد من جملة من الأحاديث الّتي رواها الشيخ الكليني رحمه الله في «الكافي» وما ورد في «البحار»، ومن روايات العامّة:

ويمكن تقسيمها إلى ستّة أقسام:

الأوّل - وهو أكثرها - : ما ورد من: أنّ اللّه عزّ وجلّ خلقه من نوره، من دون إضافةٍ أو قيد، فهي مطلقة.

الثاني: ما ورد من: أنّه وعترته كانوا أشباح نور.

الثالث: ما ورد من: أنّه وعترته كانوا في أظلّة خضراء.

الرابع: ما ورد من: أنّه نور مزج بالروح فخلقه منهما.الخامس: ما ورد من: أنّه تعالى صوّرهما بصُورهما.

السادس: ما ورد من: أنّه روح بلا بدن.

وبعد الجمع بين هذه الأحاديث وضمّ بعضها إلى بعضٍ يتّضح: أنّ الوجود النوريّ هو نور ساطع من نور اللّه عزّ وجلّ، أو من ظلّه وشعاعه تتكوّن منه أبدان نورانيّة، ومُثُل نوريّة، وهي مخلوقة بطلوع ذلك النور العظيم عليها، فهي نظير الوجود المثالي الّذي يكون لجميع الناس في عالم البرزخ، بلا أرواح حيوانيّة، بل هي موءيَّدة بروح القدس من اللّه سبحانه وتعالى، فهي وجود نوري لاهوتي يشبه الوجود الجسمي الناسوتي بشكله الفعلي أو بأيّ شكلٍ يناسب ذاك العالم، يحبّ تعالى أن يُرى ويظهر به.

ويوءيّد هذا المعنى: ما يستفاد من عدّةٍ من الأحاديث المتقدّمة من روءية آدم عليه السلام تلك الأنوار، أو روءية إبراهيم عليه السلام إيّاها، وغير ذلك.

فالحاصل: أنّ الوجود النوريّ مركّب من الصورة النوريّة ومن الروح، مشابهاً للوجود الجسمي العنصري.

ص: 164

خصائص ومقامات الوجود النوري:

للوجود النوريّ خصائص ومقامات تظهر من مجموع تلك الأحاديث، ومن تلك الخصائص:

1 - أنّه أوّل مخلوقٍ خلقه اللّه وصنعه بيده تبارك وتعالى بلا واسطة، وهذه الخصوصيّة لم يشترك فيها معه أحد.2 - أنّه عزّ وجلّ خلقه من نوره، ومقتضاه: أنّه جامع لجميع الكمالات.

3 - أنّه أشرف وأكرم وأجلّ وأقرب من جميع المخلوقات والممكنات عند اللّه عزّ وجلّ.

4 - أنّه أكمل وأعلى وأجمع في الصفات والكمالات من جميع المخلوقات، من الأوّلين والآخرين، من الأنبياء المرسلين، والملائكة المقرّبين، فلا يصل إليه أحد في هذه المنزلة.

5 - أنّه فوق الزمان والمكان؛ فإنّه عزّ وجلّ خلقه قبل خلق السماوات والأرض والشمس والقمر وسائر العوالم.

6 - أنّه محدود بحدود؛ لقوله: «أشباح» أو «أظلّة خضراء» وغيرهما من التعابير.

7 - أنّ هذا الوجود معصوم ومنزّه عن النقائص والعيوب والخطأ.

نعم، ربما يختلج في الذهن: أنّه إذا كان وجوده النوريّ محدوداً - كما هو لازم الإمكان؛ فإنّ الممكن بمعنى ما يكون مخلوقاً، ولم يكن له وجود مطلق بلا أوّل - فحينئذٍ لابدّ أن يكون محدوداً لا محالة، فكيف يتصوّر وجوده في أمكنة

ص: 165

متعدّدة، وفي أزمنة مختلفة، كما ورد في حقّ النبيّ والأئمّة عليهم السلام؟والجواب: أنّ الوجود النوريّ - الّذي اشتقّ من نور ذاته عزّ وجلّ، لا من ذاته تبارك وتعالى - وإن كان محدوداً، إلاّ أنّ محدوديّة كلّ شيءٍ بحسبه؛ فإنّ الجسم المخلوق في ظرف الزمان والمكان لا يمكن أن يحضر في مكانين أو زمانين في آن واحد، وأمّا إذا كان ذلك الوجود وجوداً نوريّاً لا يتّصف بالزمان والمكان فهو محيط بجميع العوالم، فيمكن أن يتعدّد ظهوره في أمكنة متعدّدة في زمانٍ واحد؛ لفرض أنه عارٍ عن الجسميّة العنصريّة المقيَّدة بالزّمان والمكان، فيمكن له التصوّر بصُور مختلفة الّتي منها الصورة الإنسانيّة.

ص: 166

أسئلة وأجوبة:

وفي المقام أسئلة ينبغي الإجابة عنها:

الأوّل: أنّه إذا كان النور - على ما فسّر في المعاجم بأنّه: ظاهر في نفسه ومظهر لغيره - هو الوجود؛ لأنّه أظهر المصاديق لهذا المعنى، وقد فسّر الآية الشريفة: اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ(1) جماعة من أعلام الحكمة بهذا المعنى، وعليه تكون جميع الممكنات والمخلوقات موجودة بوجود اللّه وبنوره عزّوجلّ، فأيّة خصوصيّة وميزة تبقى للوجود النوريّ للنبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة، مع أنّه قد ورد - أيضا - في جملة من الروايات: «أنّ الأرواح قد خلقت قبل الأجساد بألفي عام»(2).

هذا وقد ورد في جملة أخرى من الروايات: أنّ المؤمن خلق من نور اللّه عزّوجلّ، منها:

1 - ما روي في «بصائر الدرجات»، عن سليمان الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام ، قال: «يا سليمان، اتّق فراسةالمؤمن؛ فإنّه ينظر بنور اللّه». فسكت حتّى أصبت خلوة، فقلت: جعلت فداك، سمعتك تقول: «اتّق فراسة المؤمن؛ فإنّه ينظر بنور اللّه». قال: «نعم، يا سليمان، إنّ اللّه خلق المؤمن من نوره، وصبغهم من رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأُمّه، أبوه النور، وأمّه الرّحمة، وإنّما ينظر بذلك النور الّذي خلق منه»(3).

ص: 167


1- سورة النور، الآية: 35 .
2- راجع: الأمالي للمفيد: 113، المجلس الثالث عشر، الحديث 6، وغاية المرام 4 : 187 .
3- بصائر الدرجات 2 : 90، الباب 11، الحديث 1.

2 - ما روي أيضاً في «بصائر الدرجات»، عن معاوية بن عمّار، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : جعلت فداك، هذا الحديث الّذي سمعته منك، ما تفسيره؟ قال: وما هو؟ قال: «إنّ المؤمن ينظر بنور اللّه». فقال: «يا معاوية، إنّ اللّه خلق المؤمنين من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرّفهم نفسه، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأُمّه، أبوه النور، وأمّه الرّحمة، وإنّما ينظر بذلك النور الّذي خلق منه»(1).

3 - ما روي أيضاً في «بصائر الدرجات»، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ اللّه جعل لنا شيعة؛ فجعلهم من نوره، وصبغهم من رحمته، وأخذ ميثاقهم لنابالولاية على معرفته يوم عرّفهم نفسه، فهو المتقبّل من محسنهم، المتجاوز عن مسيئهم من لم يلقَ اللّه ما هو عليه لم يتقبّل منه حسنة، ولم يتجاوز عنه سيّئة»(2).

4 - ما رواه المجلسي عن الصّادق عليه السلام ، قال: «واللّه، شيعتنا من نور اللّه خلقوا، وإليه يعودون»(3).

كما ورد في جملة أخرى من الروايات: أنّ المؤمن خلق من نور محمّد صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ، منها:

1 - ما رواه الكليني، عن محمّد بن عبد الخالق وأبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «يا أبا محمّد، إنّ عندنا واللّه سرّاً من سرّ اللّه، وعلماً من علم اللّه، واللّه ما يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه .

ص: 168


1- بصائر الدرجات 2 : 90، الباب 11، الحديث 2.
2- بصائر الدرجات 2 : 90، الباب 11، الحديث 3.
3- علل الشرائع 1 : 116، الباب 84، الحديث 2، وبحار الأنوار 64 : 76.

للإيمان. واللّه، ما كلّف اللّه ذلك أحداً غيرنا، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا. وإنّ عندنا سرّاً من سرّ اللّه، وعلماً من علم اللّه، أمرنا اللّه بتبليغه، فبلّغنا عن اللّه عزّوجلّ ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمّالة يحتملونه، حتّى خلق اللّه لذلك أقواماً، خلقوا من طينة خلق منها محمّد وآله وذرّيته عليهم السلام ، ومن نورٍ خلق اللّه منه محمّداً وذرّيّته، وصنعهم بفضل صنع رحمته الّتي صنع منها محمّداً وذرّيّته...» الحديث(1).

2 - ما روي في «المحتضر» عن جابر أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «إنّ اللّه عزّوجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور، ثمّ عصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا، فسبّحنا فسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا...» الحديث(2).

3 - ما رواه الشيخ الطوسي في «أماليه»: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «خلقت من نور اللّه عزّوجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبّوهم من نورهم»(3).

4 - ما رواه المجلسي في «البحار»، حيث قال: وسأل المفضّل الصّادق عليه السلام : ما كنتم قبل أن يخلق اللّه السماوات والأرضين؟ قال عليه السلام : «كنّا أنواراً حول العرش، نسبّح اللّه ونقدّسه، حتّى خلق اللّه سبحانه الملائكة، فقال لهم: سبّحوا، فقالوا: يا ربّنا، لا علم لنا، فقال لنا: سبّحوا، فسبّحنا فسبّحت الملائكة بتسبيحنا. ألا إنّا خلقنا من نور اللّه، وخلق شيعتنا من دون ذلك النور، فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا»، ثمّ قرن عليه السلام بين أصبعيه السبابة .

ص: 169


1- الكافي 1 : 467، كتاب الحجّة، الباب 159، الحديث 5.
2- المحتضر: 112.
3- الأمالي: 654، المجلس الرابع والثلاثون، الحديث 5.

والوسطى وقال: «كهاتين». ثمّ قال: «يا مفضّل، أتدري لم سميّت الشيعة شيعة يا مفضّل؟ شيعتنا منّا، ونحن من شيعتنا. أما ترى هذه الشمس أين تبدو؟» قلت: من مشرق. وقال: «إلى أين تعود؟» قلت: إلى مغرب. قال عليه السلام : «هكذا شيعتنا: منا بدؤا، وإلينا يعودون»(1).

الثاني: أنّه إذا كان نور النبيّ صلى الله عليه و آله نابعا ومنتزعا من نور اللّه عزّوجلّ فهل يوجب هذا القول بالاتّحاد أو السنخيّة أو لا؟

الثالث: أنّه كيف يتمّ الجمع بين هذه الأحاديث والأحاديث الأخر الّتي تدلّ على: أنّ أوّل ما خلق اللّه الماء، وفي بعضها القلم، وفي بعضها العقل؟

والجواب عن الأوّل: أنّ النور من الكلّي المشكّك نظير الوجود، فله مراتب كثيرة، ومصاديق مختلفة، وإن كانت كلّها داخلة تحت مفهوم واحد، وهو ما كان ظاهرا في نفسه ومظهِرا لغيره. فالنور تارة يكون ظاهرا بنفسه ومظهرا لغيره، وهو الحدّ الأقصى والمرتبة العليا والحقيقة الحقّة الّتي ليست بجوهر ولا عرض، بل يكون مظهرا لكلّ جوهر وعرض، ولا يستحقّ إطلاقه إلاّ على ذاته سبحانه(2).

وأخرى يكون ظاهرا بغيره، ويكون داخلاً تحت الجوهر، وهذا له أقسام، فقد يكون مظهِرا لجميع الموجودات من المعقولات والمحسوسات، وجميع العوالم من الملك والملكوت، وهو المرتبة التالية للأولى، وهو وجود النبيّ ».

ص: 170


1- بحار الأنوار 25 : 21.
2- كما في قوله تعالى: اللّه ُ نُورُ السّمواتِ وَالأَرْضِ ...سورة النور، الآية: 35. وورد في الأدعية أيضا: «يا نور، يا برهان»، «يا نور النور، يا منوّر النور، يا خالق النور».

الأعظم صلى الله عليه و آله (1).

وثالثةً يكون مظهِرا لبعض الحقائق وأجناس الأشياء، وهو العلم، كما ورد في الحديث: «ليس العلم بكثرة التعلّم. إنّما هو نور يقذفه اللّه في قلب من يريد أن يهديه»(2).

ورابعةً يكون مظهِرا للمعارف والآيات والحكم الإلهيّة، وهذا ما يطلق على القرآن(3) والإنجيل(4) والتوراة(4) والإمام(5) والمؤمن(6) وغير ذلك.

وخامسةً يكون داخلاً تحت الأعراض، ويظهر به خصوص المحسوسات، كما يطلق على الشمس والقمر(7) والسراج ونور العين وأمثال ذلك، وهذه المرتبة الأخيرة هي الّتي تمكّن الإنسان من فهمها وتحليلها دون سائر المراتب.

وقد اعتقد جماعة من الحكماء: أنّ هذا النور هو مبدأ الموجودات. والحقّ: أنّ جميع هذه المراتب ترجع إلى نور اللّه عزّوجلّ: إمّا بلا واسطة، أو .

ص: 171


1- ويشير إلى هذه المرتبة قوله سبحانه وتعالى: قَدْ جَاءَكُم مِنَ اللّه ِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ، سورة المائدة، الآية: 15، والأحاديث المتقدّمة.
2- بحار الأنوار 67 : 140 .
3- ويشير إليه قوله تعالى: وَأنْزَلْنا إلَيْكُمْ نُورا مُبِينا، سورة النساء، الآية: 174 .4 - كما في قوله سبحانه: وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ، سورة المائدة، الآية: 46 .
4- وأشار إليه قوله سبحانه: إنّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ، سورة المائدة، الآية: 44 .
5- ويشير إليه قوله تعالى: فَآمِنُوا بِاللّه ِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الّذِي أَنْزَلْنا، سورة التغابن، الآية: 8 .
6- كما في قوله تعالى: يَوْمَ تَرى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ، سورة الحديد، الآية: 12 .
7- كما في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُورا، سورة يونس، الآية: 5 .

بواسطة واحدة، أو بوسائط متعدّدة حسب اختلاف المراتب. وبناء على ذلك يصير الوجود النوريّ لهم عليهم السلام علّة لجميع الممكنات، وبهذا امتازوا عن غيرهم من المخلوقات، ويصحّ حينئذ أن يقال: إنّ المؤمن خلق من نور اللّه عزّوجلّ، كما يصحّ أن يقال: بأنّه خلق من نور النبيّ والأئمّة عليهم السلام ، كما أنّ سائر الموجودات حسب استعدادها ومراتب وجودها كذلك.

وأمّا الكفّار والعصاة فقد أخمدوا هذا النور وضيّعوه، ولذلك استحقّوا العقاب عليه، كما يشير إليه قوله تعالى: «قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورا»(1).

ولعلّ المراد من النور في الأحاديث المتقدّمة هو: هذا القسم؛ لأنّه المنصرف إليه عند إطلاقه لدى العرف، الّذي هو الملاك في الخطابات الشرعيّة.ويؤيّد هذا ما ورد في صحيحة عاصم بن حميد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام (2)، قال: ذاكرت أبا عبد اللّه عليه السلام فيما يروون من الرؤية. فقال: «الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسيّ، والكرسيّ جزء من سبعين جزءا من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب، والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر، فإن كانوا صادقين فليملأوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب»(3). وعلى كلّ تقدير، سواء كان بمعنى: أنّ أرواحهم عليهم السلام كانت موجودة بوجود اللّه سبحانه وتعالى، أو وجودهم كان مستندا إلى وجود اللّه .

ص: 172


1- سورة الحديد، الآية: 13 .
2- كذا في الكافي.
3- الكافي 1 : 151، كتاب التوحيد، الباب 31، الحديث 7، والتوحيد: 105، الباب 8، الحديث 3 .

عزّوجلّ فيظهر منها: أنّ لهم عدّة خصوصيّات ليست لغيرهم:

منها: أنّ وجودهم عليهم السلام كان قبل جميع الخلائق بعدّة دهور وآلاف الأعوام.

ومنها: أنّ وجودهم كان من نور اللّه، ونور عظمته، أو جلاله، أو من سناء عزّه، وسناء ملكه، ومن نور وجهه الكريم، كما في بعض هذه الأحاديث، وهذه التعابير تدل على: ميزة لهم ليست لغيرهم.ومنها: أنّهم كانوا يعبدون اللّه عزّوجلّ بالتهليل والتكبير والتسبيح في طول المدّة.

ومنها: أنّهم علّموا الملائكة كيفيّة عبادة اللّه.

ومنها: أنّهم منشأ خلق جميع الممكنات وجميع الخيرات، وغير ذلك من المزايا والخصوصيّات المذكورة في هذه الروايات.

وأمّا الجواب عن الثاني: فنقول باختصار: قد وقع الكلام بين الإشراقيّين والمشّائين من ناحية، وبين المتكلّمين من ناحية أخرى في: أنّ النسبة بين وجود اللّه عزّوجلّ وبين سائر الموجودات هل هي نسبة العينيّة والتطوّر، وأنّ المخلوق هو نفس الخالق، وإنّما الفرق بينهما في التعيّن وعدمه، وعلى ذلك يقال: بسيط الحقيقة كلّ الأشياء وليس بشيء منها، وهذا هو القول بالاتّحاد؟ أو النسبة بينهما نسبة السنخيّة والمماثلة، وإن كان أعلى المراتب وأقواها هي: المرتبة الألوهيّة وفي سائر المخلوقات بمراتبها النازلة، كلّ بحسب استعداده وقابليته؟ أو أنّ النسبة بينهما هي نسبة العلّية التامّة والمعلوليّة، فاللّه سبحانه وتعالى علّة تامّة، وسائر الموجودات معلولات له؟ أو أنّ النسبة بينهما هي: الفاعليّة والخالقيّة والمخلوقيّة والمنشى ء والمنشأ، وليس بينهما أيّ اتّحاد أو

ص: 173

تسانخ أو علّيّة واجبة، بل بينهما كمال البينونة، فهو تعالى واجب بمعنى مطلق، وما سواه فغير مطلق. والّذي يظهر من الأدلّة النقليّة من الكتاب والسنّة والأدلة العقليّة هو الأخير؛ فإنّ الظاهر بل صريح كثير من الآيات ذلك:

منها: قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ(1).

ومنها: قوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(2).

ومنها: قوله تعالى: بَدِيعُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ(3) والإبداع هو: إيجاد الشيء غير المسبوق بمادّة ولا زمان.

ومنها: قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ(4).

ومنها: قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(5).

إلى غير ذلك من الآيات.

ويظهر ذلك أيضا من النصوص والروايات:

فمنها: ما ورد في خطبة له عليه السلام في «نهج البلاغة»: «أنشأ الخلق إنشاءً، وابتدأه ابتداءً، بلا رويّة أجالها، ولا تجربةٍ استفادها، ولا حركة أحدثها...»(6). 1.

ص: 174


1- سورة العنكبوت، الآية: 19.
2- سورة العنكبوت، الآية: 20.
3- سورة البقرة، الآية: 117، وسورة الأنعام، الآية: 101 .
4- سورة الشورى، الآية: 29.
5- سورة الشورى، الآية: 11.
6- نهج البلاغة: 39، الخطبة 1.

ومنها: عنه عليه السلام أيضا: «... وإنّما صدرت الأمور عن مشيئته، المنشى ء أصناف الأشياء بلا رويّة فكرٍ آل إليها...»(1).

ومنها: عنه عليه السلام أيضا: «... بان من الأشياء بالقهر لها، والقدرة عليها، وبانت الأشياء منه بالخضوع له...»(2).

ومنها: عنه عليه السلام - أيضا - في «التوحيد» للصّدوق رحمه الله : «ومباينته إيّاهم مفارقته إنّيتهم...»(3).

ومنها: عنه عليه السلام أيضا: «كنهه تفريق بينه وبين خلقه...»(4).

ومنها: عنه عليه السلام أيضا: «... ولا تستلمه المشاعر، ولا تحجبه السواتر؛ لافتراق الصانع والمصنوع، والحادّ والمحدود، والربّ والمربوب...»(5).

ومنها: عنه عليه السلام أيضا: «... لأنّه خلاف خلقه، فلا شبه له من المخلوقين...»(6).

ومنها: عنه عليه السلام أيضا: «... الّذي بان من الخلق، فلا شيء كمثله»(7).

ومنها: ما عن ابن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهّم شيئا؟ فقال: «نعم، غير معقول ولا محدود، فما وقع وهمك عليه .

ص: 175


1- نهج البلاغة: 124، الخطبة 91 .
2- نهج البلاغة: 211، الخطبة 152 .
3- التوحيد: 35، الباب 2، الحديث 2 .
4- التوحيد: 35، الباب 2، الحديث 2 .
5- نهج البلاغة: 212، الخطبة 152.
6- التوحيد: 49، الباب 2، الحديث 13 .
7- التوحيد: 33، الباب 2، الحديث 1 .

من شيء فهو خلافه، لا يشبهه شيء، ولا تدركه الأوهام. كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل، وخلاف ما يتصوّر في الأوهام؟! إنّما يتوهّم شيء غير معقول ولا محدود»(1).

وغيرها من النصوص والأحاديث الكثيرة جدّا.

والعقل يدلّ على ذلك - أيضا - بوجوه:

منها: أنّ الواجب هو: الغَناء المطلق، فكيف يجتمع مع الممكن الّذي هو محض الفقر والاحتياج؟ فهل يمكن أن يكون شيئا واحدا واجبا وممكنا وغنيّا وفقيرا؟ إلاّ على القول: بإمكان التناقض، أو رفع أحد الوصفين، ولا إشكال في أنّ رفع الإمكان عن المخلوق خلاف ضرورة العقل والنقل، فلابدّ من الإذعان بأنّ المخلوق ممكن فقط، لا غير، ولا اشتراك مع خالقه سبحانه حتّى في الصفات الكماليّة فضلاً عن غيرها، هذا ويلزم من سائر الأقوال محاذير ومفاسد أخرى، وبسط الكلام في هذا يحتاج إلى موضع آخر، لعلّ اللّه تعالى يوفّقنا لبيانه إن شاء اللّه تعالى.وأمّا الجواب عن الثالث: فقد ذكر جماعة من أرباب الفضل وجوها للجمع بين هذه الأحاديث:

منها: ما عن العلاّمة المجلسي رحمه الله قال: ويمكن الجمع بينها: بأن تكون أوّلية الماء بالنسبة إلى العناصر والأفلاك، وأوليّة القلم بالنسبة إلى جنسه من الملائكة، وبأوليّة نور النبيّ صلى الله عليه و آله وروحه الأوليّة الحقيقيّة، بل يمكن أن يكون المراد بالعقل والنور والقلم في تلك الأخبار هو: نوره سلام اللّه عليه(2)، وقد .

ص: 176


1- الكافي: 1 : 137، كتاب التوحيد، الباب 24، الحديث 1 .
2- بحار الأنوار 54: 307 .

ذكرنا قريبا من هذا الوجه في باب اشتراط التكليف بالعقل في شرحنا على «الوسائل»، واللّه سبحانه هو العالم بالصواب.

الخصائص الظاهرة من بعض الأحاديث:

ولهذا الوجود - أيضا - خصائص وفضائل تظهر من بعض تلك الأحاديث، لا كلّها، ويمكن إجمال تلك الخصائص فيما يلي:

1 - أنّ له قدرة التصرّف في جميع الأشياء؛ لأنّ اللّه عزّ وجلّ أشهده على خلقها، فهو عالم بجميع أسرار الخلق.

2 - أنّ له قدرة التشريع، فله أن يحلِّل وله أن يحرِّم ؛ لأنّه صلوات اللّه عليه عالم بالمصالح والمفاسد، وما يضرّ وما ينفع.3 - أنّ إطاعته فرض وواجب على جميع المخلوقات.

4 - أنّه قد انتهى إليه علم الأوّلين والآخرين، فلا يعزب عنه شيء في الوجود.

أمّا أنّ له ولاية التصرّف بمعنى آخر غير معنى الخالقيّة فإنّها مختصّة باللّه سبحانه؛ لقوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى(1) وقوله تعالى: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللّه ِ(2) وغيرهما من الآيات، ولما ورد في حديث «الكافي»، عن محمّد بن سنان(3) من: أنّه تعالى أشهدهم عليهم السلام على خلقه،

ص: 177


1- سورة الأعلى، الآيتان: 2 و 3 .
2- سورة فاطر، الآية: 3 .
3- الكافي 1 : 511، كتاب الحجّة، الباب 168، الحديث 5 .

فالخلق يكون له سبحانه وتعالى، وهم شاهدون على خلق المخلوقات، وعالمون بأسرارها ومصالحها ومفاسدها.

وبذلك يبطل قول من يقول: بأنّهم في عالم العقل علّة فاعليّة لخلق عالم الجبروت، وهكذا كلّ عالم أعلى علّة لخلق العالم الأسفل منه، هذا إذا كان مرادهم بالعلّة هنا: العلّة الفاعليّة، أي: الخالقيّة؛ لأنّ إعطاء الوجود والإيجاد مختصّ باللّه لا يشاركه فيه أحد.

وأمّا إذا كان بمعنى الصدور وكونهم واسطةً في صدور الذوات والأجسام فهذا لا إشكال ولا محذور فيه.ويمثّل لذلك: بشعلة الشمع؛ فإنّه يحصل منها النور والظل، ولكنّهما ليسا بمخلوقين للشعلة، بل هما مستندان إليها ويصدران منها، وكذلك بالشجرة الّتي لها ثمرة، فهي صادرة من الشجرة، لا أنّ الشجرة خالقة لها، بل اللّه عزّ وجلّ خالقها ومكوّنها من الشجرة.

فما ورد في بعض الأحاديث المتقدّمة من قولهم عليهم السلام : «نحن صنائع اللّه، والناس صنائع لنا» يُحمل على هذا المعنى، وبناءً على ذلك فكلّ شيءٍ في عالم الممكنات من المعقولات والمحسوسات، والجواهر والأعراض، وجميع الصفات والكمالات والخيرات، يصحّ إسنادها وإرجاعها إليه صلوات اللّه عليه وآله؛ لأنّه أصل جميع ذلك ومعدنه، كما ورد ذلك في الزيارة الجامعة: «... بكم فتح اللّه، وبكم يختم»(1)، وغيرها. .

ص: 178


1- عيون أخبار الرّضا عليه السلام 1 : 305، الحديث 1، والمحتضر: 123.
الوجود النوري منشأ جميع الممكنات:

وأمّا الأمر الثاني - وهو: بيان كيفيّة كون هذا الوجود منشأً لخلق جميع الممكنات، أو كونه واسطةً في ذلك - فالمراد بكونه واسطةً في وجود سائر المخلوقات: إمّا بمعنى كونه واسطةً بنحو العلّة الغائيّة، وإمّا بمعنى كونه واسطةً بنحو العلّة الماديّة. وأمّا كونه واسطة بنحو العلّة الفاعليّة فهي منتفية جزماً كما تقدّم؛ إذ المراد منها: الخالقيّة، وهي مختصّة بذاته العليّة تبارك وتعالى، ولا تكون لغيره، بخلاف الواسطة بالمعنيين الأوّلين؛ فإنّها ممكنة.أمّا الواسطة بالمعنى الأوّل وأنّ اللّه سبحانه وتعالى إنّما خلق العالم كلّه من أجله ومحبّته صلوات اللّه عليه فقد نصّ وصرّح بذلك في كثير من الأحاديث، بل كاد أن يكون متواتراً، نحو ما ورد في الخبر: «لولاك ما خلقت الأفلاك»(1)، فهم واسطة في جميع الفيوضات والخيرات والبركات.

وأمّا الواسطة بالمعنى الثاني فقد ظهر وانكشف في العصر الحاضر - بعد تقدّم العلم وظهور الاكتشافات العلميّة الحديثة - : أنّ كلّ الأشياء ترجع إلى مادّة تسمّى الذرّة، وهي نتيجة الأمواج الّتي كانت في الجوّ، ولعلّ الأمواج كانت نتيجة الأنوار أو بعض مراتبها، ولو بوسائط، كما أنّ الإنسان خلق من الطين، ولكن بعد تغيّرات وتبدّلات يتحوّل الطين إلى نبات، وهو يتحوّل إلى أشجار وفواكه يتناولها الإنسان، فيتحوّل ذلك إلى منيّ، وهو يكون مادّةً لخلق الإنسان، كما أنّ النبات يتناوله الحيوان، ثمّ الإنسان يتناول الحيوان ويكون غذاءً يتحوّل إلى

ص: 179


1- بحار الأنوار 15 : 28 .

منيّ ومادّةً لخلق الإنسان، فالعالم كلّه في حال التحوّل والتفاعل والأخذ والعطاء، ولا مانع من أن يكون المنشأ الأوّل والمصدر هو النور، ومنه يتحوّل إلى المادّة، ومنه إلى إيجاد الموجودات؛ فإنّ علم الإنسان في هذه المرحلة - في مقابل مجهولاته - كعدمه.

الوجود النوريّ مطابق للحكمة ويصدّقه الكتاب العزيز:

وأمّا الأمر الثالث - وهو: أنّ هذا الوجود النوريّ بخصوصيّاته وكيفيّاته المبيّنة في الأحاديث هل هو مطابق للحكمة والمصلحة التامّة الإلهيّة في عالم الوجود، أو لا؟ وهل يصدّقه الكتاب العزيز، بحيث يمكن استفادة ذلك من الآيات الكريمة أو لا؟ - فهنا مسألتان:

المسألة الأولى: أنّ خلقه يوافق الحكمة ومقتضى العقل، ويمكن تصوير ذلك بوجوه:

الوجه الأوّل: أنّه قد اقتضت الإرادة والمشيئة الإلهيّة: أن يجري نظام العالم على الأسباب والمسبّبات، والعلل والمعلولات، فعالم الممكنات - من بدئه إلى ختامه - جارٍ على هذا الأساس، وهذا الأصل حاكم في جميع شوءونه وأطواره، ولذا ورد: «أبى اللّه أن يُجري الأشياء إلاّ بأسبابها»(1).

فعلى هذا الأساس لابدّ في أوّل الخلقة من أن يخلق اللّه تبارك وتعالى من نوره خلقاً أقرب شيء منه عزّ وجلّ، فمن جهةٍ يسانخه، ومن جهةٍ يسانخ الممكنات الّتي تقرّر خلقها وإيجادها في المستقبل، فهذا الوجود المعبَّر عنه

ص: 180


1- الكافي 1 : 238، كتاب الحجّة، الباب 64، الحديث 7 .

بالأشباح والظلّ النوريّ هو: المنشأ وأصل الخلقة في جميع الأشياء، ولكن ذلك كان بنحو التدريج، وتأثير كلّ وجودٍ قويّ في إيجاد وجودٍ أضعف منه، حتّى خلق منه الأمواج والهواء والماء وغيرها، الأبسط فالأبسط، وكذا خلق الأرواح والملائكة والكرسيّ والعرش والجنّةوالنار والأرض والسماء، وكلّ شيءٍ، كلٌّ بمرتبته الوجوديّة: الأقوى فالقوي، والضعيف فالأضعف.

ومن المعلوم: أنّ الوجود الأوّل هو: العلّة المادّيّة والمنشأ في خلق سائر الأشياء، وكلّ شيء يكون قائماً به، هذا من جهة المنشأ والمادّة.

وأمّا من جهة الروح والإدراك فهو من أمر اللّه عزّ وجّل؛ لقوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً(1).

ولحصول الاستعداد لذلك يحتاج الأمر إلى أمد طويل، ولعلّ الحكمة في تسبيحهم وتهليلهم في هذه المدّة الطويلة هو: حصول هذه المرتبة الاستعداديّة لإيجاد الخلق بعده، وهكذا إلى خلق جميع المواد، فكلّ شيء له حظٌّ من الوجود الأوّل، كما أنّ جميعها تنتهي إلى الوجود الأوّل في الحقيقة، بل هي قائمة به، وإن حدثت التغيّرات والتبدّلات في الأجزاء والموجودات المركّبة وأشكالها وصورها، وعلى ذلك شواهد وموءيّدات من الروايات وغيرها، فاتّضح: أنّ أصل وجود العالم هو: وجود نوره صلى الله عليه و آله .

الوجه الثاني: أنّ الثابت من الآيات والروايات ومقتضى العدل: أنّ للَّه الحجّة البالغة؛ فإنّ ذلك مقتضى وجوب لطفه وعدله، فلابدّ وأن يكون للَّه سبحانه .

ص: 181


1- سورة الإسراء، الآية: 85.

وتعالى براهين وآيات واضحة وأدلّة قاطعة دالّة على وجوده وصفاته الكماليّة. وحيث إنّه عزّ وجلّ بنفسه غير قابلٍ للإدراك والمشاهدة بالعيان فلابدّ وأن تكون الآية والبرهان في مخلوقاته ومصنوعاته جلّ وعلا، ولا يوجد في مخلوقاته مَنْ يكون جامعاً وكاملاً وآيةً وبرهاناً لجميع صفاته وكمالاته - كعلمه تعالى وقدرته وإرادته وصبره وحلمه وعدله وسائر كمالاته - غير النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام ؛ فهم حجج اللّه على خلقه، وخلفاؤه على عباده، والأدلاّء على معرفته ؛ فإنّه لولاهم لما عرف الناس كيفيّة علمه وقدرته وولايته وصفاته، ولو عرفوه لما وصلوا إلى عين اليقين، فضلاً عن أن يصلوا إلى حقّ اليقين، ولذلك ورد عن الإمام الصّادق عليه السلام : «لولا اللّه ما عُرفنا، ولولا نحن ما عُرف اللّه»(1).

الوجه الثالث: أنّ مقتضى الحكمة الإلهيّة والإرادة الأزليّة - كما تقدّم - هو: بناء العالم على العلل والمعاليل، وعدم تحقّق شيءٍ بلا علّة وسببٍ، وعلى ذلك فاصطفاءُ النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة؛ لكونهم حججاً للَّه وخلفاءه، لابدّ وأن يكون لمزيّةٍ وخصوصيّةٍ راجعة إلى أنفسهم حتّى تأهّلوا لنيل تلك المقامات الّتي لا توجد في غيرهم، ومن المعلوم: أنّ تلك المقامات والكمالات العظيمة الّتي لا يكون فوقها مقام لا يصل إليها العبد بالعبادة في مدّة خمسين عاما مثلاً، بل يحتاج إلى عبادة دهر، بل دهور؛ حتّى يتأهّل صاحبها ويذوب في معرفة اللّه جلّ وعلا، بحيث يرى اللّه عزّ وجلّ بلا حجاب، ويقول كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً»(2). .

ص: 182


1- التوحيد: 284، في ذيل الحديث 10 .
2- مناقب آل أبي طالب 2 : 38، والمناقب للخوارزمي: 374، الحديث 395، وغرر الحكم: 320، الحديث 36 .

وعلى ذلك فوجودهم النوريّ وعبادتهم من التسبيح والتهليل والتحميد في هذه المدّة الطويلة ممهّد - بل ضروريٌّ - للوصول إلى تلك المقامات والدرجات الرفيعة.

نعم، يأتي هنا سوءال، وهو: أنّه ما الحكمة في اختصاص النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام بهذه المزايا والخصوصيّات من دون سائر المخلوقات؟

والجواب هو: أنّ اللّه عزّ وجلّ لطيف فيّاض، وعالم بكنه الأشياء وحقيقتها، ولازم ذلك هو: إيجاد الموجودات وتربيتها وهدايتها؛ حتّى يستحقّوا نيل الفيوضات والكمالات، ويصلوا إلى قرب جواره تعالى، ومن المعلوم: أنّ أقرب المخلوقات إلى اللّه سبحانه - من جهة التخلّق بصفات اللّه عزّ وجلّ - هو: الأحقّ والأولى، كما يظهر من الآية المباركة: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّه ِ أَتْقَاكُمْ(1)، فكلّما كانت التقوى والعبوديّة أشدَّ كان الاستحقاق للفيض من اللّه أكثر، من دون أن يكون محدودا، وهو يختصّ بالإنسان الّذي خلقه في أحسن تقويم، دون سائر الخلائق.

وأمّا الملائكة والروحانيّين فبما أنّه ليس لهم قوّة شهويّة فلكمالاتهم حدٌّ وغاية.

وأمّا الحيوانات وسائر المخلوقات فليس لها عقل حتّى يكون عليها تكليف وارتقاء في مدارج الكمال.ثمّ إنّ العالم كلّه بما حواه كان في علم اللّه تعالى من الأوّل والأزل، فكان لكلّ الممكنات وجودٌ علميٌّ عنده تبارك وتعالى، وقد كان في علمه سبحانه: أنّ .

ص: 183


1- سورة الحجرات، الآية: 13 .

أقرب هوءلاء وأطوعهم وأخلصهم في العبادة في الدنيا هو: النبيّ صلى الله عليه و آله وآله عليهم السلام ، فلذلك أحبّهم وأكرمهم بهذه الميزة والخصوصيّة، فجعلهم وجوداً نوريّاً، وأعطاهم من الكرامات والكمالات - استحقاقاً وتفضّلاً - ما جعلهم غايةً لسائر الممكنات، بل وسائط في نيل فيوضاته وكمالاته.

ولا غرو في أن يقدِّم المولى بعضَ عبيده على سائرهم إذا علم: أنّ إطاعتهم فيما يكلّفهم به أكثر من طاعة غيرهم، فهو سبحانه العالم بكنه جميع المخلوقات وأعمالهم، وما يصدر عنهم في عالم التكليف والتكامل، وهو عالم الدنيا. فلذا لمّا علم عزّ وجلّ: أنّه ليس بين المخلوقات أطوع ولا أعبد من هذه الذوات المقدّسة اختارهم للهداية، ومنحهم الدرجات الرفيعة والمقام المحمود، وهذا لا يخرجهم عن الاختيار، ولا يدخلهم في الجبر؛ لأنّ الظاهر: أنّ حالهم عليهم السلام في النشأة الدنيويّة وعالم الدنيا كسائر الخلق، فإذا كانت تقواهم وعبادتهم للّه تعالى وسائر أعمالهم مطابقةً لإرادة اللّه عزّ وجلّ - كما هي كذلك دائماً - فمقاماتهم باقية، بل هي تزداد في كلّ آنٍ. وأمّا إذا لم تكن أعمالهم كذلك - وفرض المحال ليس بمحالٍ - فإنّ أيّ نقصٍ يوجب حطّ الدرجات والكمالات المتفضّل بها عليهم، ولكن صدورهذا عن مثلهم عليهم السلام محال؛ لعصمتهم الثابتة، ومعرفتهم باللّه الّتي لا يشاركهم فيها أحد، وفنائهم فيه سبحانه.

وأمّا سائر الخلائق فهي وإن كانت من جهة المادّة مختلفةً، ولكنّها جميعاً قابلة للتكامل واستحقاق النيل لفيوضات اللّه، وليس في ذلك أيّ جبر، بل هو اختيار تامّ حتّى في مثل يزيد وشمر وأمثالهما من الأشقياء؛ فإنّ أصل القابليّة موجود فيهم وفي جميع الناس على حدٍّ سواء، ولذلك كان الأئمّة يرشدونهم وينصحونهم حتّى تتمّ الحجّة عليهم، وليس ذلك إلاّ من جهة قابليّتهم، وإنّما

ص: 184

اختاروا العصيان والتمرّد بأهوائهم.

والحاصل: أنّ الوصول إلى أعلى حدّ الكمال كالوجود النوريّ للنبيّ صلى الله عليه و آله والهبوط إلى أدون وأسفل درجات الحضيض والسقوط لا يكون بلا وجه وبلا حكمة، واللّه تعالى هو المتفضّل الديّان والعدل الكريم عزّ شأنه وجلّ جلاله.

المسألة الثانية: وهي: أنّ الوجود النوريّ هل يوافقه الكتاب ويصدّقه أو لا؟ الجواب: أنّه يمكن الاستدلال على تصديق الكتاب العزيز له بعدّةٍ من الآيات الشريفة كما يلي:

1 - قوله تعالى: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ(1). والآية الشريفة تدلّ على: أنّ منع إبليس وسبب عدم سجوده لآدم أحد وجهين: إمّا من جهة تكبّره، وأنّه كان يرى نفسه عالياً، وإمّا لأنّه كان من قوم عالين ومن جماعتهم، والحال أنّه ليس منهم، وعليه فالآية تدلّ على: أنّ للَّه عزّ وجلّ خلقامن العالين، وهذا ما يتصوّر في النبيّ وآله صلوات اللّه عليهم أجمعين.

2 - قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوءْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ(2). والآية الشريفة تدلّ على: أخذ الميثاق بالإيمان والنصرة لنبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله من الأنبياء والمرسلين، ولازم ذلك: أنّ وجوده ونبوّته كانا قبل جميع الأنبياء، وهذا بناءً على قول أكثر المفسّرين، كما روي ذلك عن عليٍّ عليه السلام وابن عبّاس وقتادة .

ص: 185


1- سورة ص، الآية: 75.
2- سورة آل عمران، الآية: 81 .

والسدّي، واختاره أبو عليّ الجبائي وأبو مسلم، كما نقله في «مجمع البيان»(1).

وعن بعضهم: أنّ الميثاق وقع للنبيّين بعضهم على بعض، فأخذ العهد لكلٍّ من المتأخّر على السابق، بأن يأمر أُمّته بالإيمان، وأن يبشّر بمجيء المتأخّر، وهذا بمعنى النصرة، وعلى هذا المعنى فلا تكون الآية شاهدةً في المقام.وقد تعرّض للآية واستدلّ بها على تقدّم وجوده صلى الله عليه و آله كلٌّ من القرطبي في «تفسيره»(2) والطبري(3) وابن كثير(4) والسيوطي في «الدرّ المنثور»(5) وغيرهم(6).

3 - قوله تعالى: قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ(7). ومقتضى ظاهر الآية - من كون النبيّ صلى الله عليه و آله أوّل العابدين - هو: كونه مقدّماً من جهة العبوديّة والإيمان على جميع الأنبياء والملائكة والموءمنين في الواقع، وإلاّ فهو ليس بأوّل العابدين في دار الدنيا، بل كان قبله مَنْ كان عابداً وموءمناً، وحمل الآية على الأوّليّة بالنسبة إلى أهل ملّته والموءمنين في زمانه بعيد.

والمعنى الّذي ذكرناه هو: أحد المعاني الّتي ذكرها المفسّرون من الفريقين، بل رجّحها بعضهم: كصاحب «الميزان»، حيث قال: والمعنى: قل لهم: إن كان للرحمن ولد - كما يقولون - فأنا أوّل من يعبده؛ أداءً لحقّ بنوّته .

ص: 186


1- مجمع البيان 2 : 334 .
2- تفسير القرطبي 7 : 136 .
3- تفسير الطبري 21 : 151 .
4- تفسير ابن كثير 3 : 619 .
5- الدرّ المنثور 6 : 570 .
6- أنظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 : 45، وسبل الهدى والرّشاد 1 : 68 .
7- سورة الزخرف، الآية: 81.

ومسانخته لوالده، لكنّي أعلم: أنّه ليس، ولذلك لا أعبده لا لبغض ونحوه. وقد أوردوا للآية معان أُخر. ثمّ ذكر أربعة من المعاني لها، ثمّ قال: إلى غير ذلك ممّا قيل، لكن الظاهر من الآية: ما قدّمناه(1).

4 - قوله تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ(2).

فقد روى القمّي في «تفسيره» عن شهاب بن عبد ربّه، قال: سمعت الصّادق عليه السلام يقول: «يا شهاب، نحن شجرة النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ونحن عهد اللّه وذمّته، ونحن ودائع اللّه وحجّته، كنّا أنوارا صفوفا حول العرش، نسبّح فيسبّح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَفمن وفى بذمّتنا فقد وفى بعهد اللّه عزّوجلّ وذمّته، ومن خفر ذمّتنا فقد خفر ذمّة اللّه عزّوجلّ وعهده»(3).

5 - قوله تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ(4). فسّر جماعة من العامّة وكذلك من الخاصّة قوله تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ: يعني: تقلّبه من صلب نبيّ إلى صلب نبيّ حتّى أخرجه نبيّا، رواه ابن عبّاس(5). .

ص: 187


1- الميزان في تفسير القرآن 18 : 126 .
2- سورة الصافّات، الآيتان: 165 و 166 .
3- تفسير القمّي 2 : 201 .
4- سورة الشعراء، الآيتان: 218 و 219 .
5- راجع: تفسير القرطبي 13 : 144، وتفسير ابن كثير 4 : 106، وتفسير فرات الكوفي: 304، وتفسير القمّي 2 : 100، ومجمع البيان 7 : 357، والدرّ المنثور 6: 331، و332، ومجمع الزوائد 7 : 86 ، والمعجم الكبير للطبراني 11 : 287 .

ولازم ذلك هو: وجوده صلى الله عليه و آله قبل ظهوره ومولده في الحياة الدنيا، حيث يتّصف عليه السلام بأنّه كان من الساجدين مع الموحّدين والأنبياء والموءمنين.

هذا، وقد فُسّرت الآية الشريفة بتفسيرين آخَرين:

أحدهما: أنّه صلى الله عليه و آله كان من الساجدين مع الموءمنين المصلّين معه، كما عن قتادة ومجاهد(1).

ثانيهما: أنّك ترى بقلبك في صلاتك مَنْ خلفك كما ترى بعينيك مَنْ قُدّامك، روي عن مجاهد(2).

6 - قوله تعالى: فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ(3). والمراد ب- «أنْفُسَنا» هو: النبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام بالإجماع من أهل التفسير(4)، والآية شاهدة في الجملة لما ورد في أكثر الأحاديث: بأنّهما كانا نوراً واحداً، ولهما وجود واحد إلى أن افترقا في عبد اللّه وأبي طالب.

7 - قوله تعالى: الله ُ نُورُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُمِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ .

ص: 188


1- راجع: تفسير القرطبي 13 : 144، والدرّ المنثور 6 : 331 .
2- راجع: مسند الحميدي 2 : 192، الحديث 992، وتفسير الطبري (المجلد 11) 19 : 150، وتفسير القرطبي 13: 144، والدرّ المنثور 6: 331.
3- سورة آل عمران، الآية: 61.
4- راجع: تشييد المراجعات 1 : 344 .

عَلى نُورٍ يَهْدِي الله ُ لِنُورِهِ مَن يَشاءُ وَيَضْرِبُ الله ُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله ُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»(1).

فقد فسّر النور الثاني - الّذي وقع مورداً للتمثيل في الآية المباركة - بتفسير ظاهري وتفسير باطني، والتفسير الباطني: آفاقي وأنفسي.

وأمّا التفسير الظاهري فقد ذكر فيه وجوه أهمّها:

الأوّل: أنّه إيمان المؤمن.

الثاني: أنّه نور المؤمن.

الثالث: أنّه نور القرآن.

الرابع: أنّه نور النبيّ صلى الله عليه و آله .وأقوى تلك الوجوه هو الوجه الأخير؛ فإنّه صلى الله عليه و آله جامع للثلاثة الأخرى، وهو المصداق الأتمّ للمعرفة والإيمان واليقين، وهو المنبع لتحصيل المعارف من القرآن.

ويؤيّده عدّة روايات:

منها: ما رواه الكليني في «الكافي»، عن أبي خالد الكابلي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّوجلّ: فَآمِنُوا بِالله ِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا»(2) فقال: «يا أبا خالد، النور واللّه الأئمّة من آل محمّد صلى الله عليه و آله إلى يوم القيامة، وهم واللّه نور اللّه الّذي أنزل، وهم واللّه نور اللّه في السماوات وفي .

ص: 189


1- سورة النور، الآية: 35.
2- سورة التغابن، الآية: 8 .

الأرض»(1).

ومنها: ما رواه الصّدوق في «التوحيد»، عن عيسى بن راشد، عن محمّد ابن علي بن الحسين عليهم السلام في قوله عزّوجلّ: كَمِشْكَاةٍ فِيها مِصْبَاحٌ، قال: «المشكاة نور العلم في صدر النبيّ صلى الله عليه و آله ، الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ» الزجاجة صدر علي عليه السلام ، صار علم النبيّ صلى الله عليه و آله إلى صدر عليّ عليه السلام »، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ قال: «نور»، لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ قال: «لا يهوديّة ولانصرانيّة»، يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ قال: «يكاد العالم من آل محمّد عليهم السلام يتكلّم بالعلم قبل أن يسأل، نُورٌ عَلَى نُورٍ يعني: إماماً مؤيّداً بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمّد عليهم السلام ، وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة»(2).

ومنها: ما رواه الصّدوق في «التوحيد»، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّوجلّ: الله ُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ: «فالمشكاة صدر نبي اللّه صلى الله عليه و آله فيه المصباح، والمصباح هو العلم في الزجاجة، والزجاجة أمير المؤمنين عليه السلام وعلم النبيّ صلى الله عليه و آله عنده»(3).

ومنها: ما عن المجلسي في «البحار»، عن عبد اللّه بن جندب، عن الرّضا عليه السلام أنّه كتب إليه: «مثلنا في كتاب اللّه كمثل المشكاة، والمشكاة في .

ص: 190


1- الكافي 1 : 249، كتاب الحجّة، الباب 70، الحديث 1، وتأويل الآيات: 671 تفسير سورة التغابن، الآية: 8 ، وتفسير القميّ 2 : 354.
2- التوحيد: 153، الباب 15، الحديث 4، وتأويل الآيات: 356، وتفسير سورة النور، الآية: 35، وتفسير فرات الكوفي: 281، الحديث 382.
3- التوحيد : 154، الباب 15، الحديث 5، وتفسير فرات الكوفي: 282، الحديث 382، وتفسير البرهان 5 : 387.

القنديل، فنحن المشكاة، فيه مصباح، المصباح محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله »(1).ومنها: ما رواه علي بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن جندب، عن الإمام الرّضا عليه السلام قال: «نحن آخذون بحجزة نبيّنا ونبيّنا آخذ بحجزة ربّنا، والحجزة النور، وشيعتنا آخذون بحجزتنا... مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة، والمشكاة في القنديل، فنحن المشكاة، فيها مصباح، المصباح محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله »(2).

8 - قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِن رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِينا(3).

وقد فسّر جماعة من الخاصّة والعامّة البرهان برسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والنور بعليّ عليه السلام (4).

والمتحصّل: أنّ الأحاديث المتقدّمة ليست مخالفةً لظاهر الكتاب، بل هي موافقة له، ومن الممكن الاستشهاد على مضمون ما ورد فيها بالآيات الكريمة المتقدّمة وغيرها. .

ص: 191


1- بحار الأنوار 23 : 307، ورواه الاسترآبادي في تأويل الآيات: 357، تفسير سورة النور، الآية: 35، عن يزيد بن إبراهيم أبي حبيب الساجي، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام .
2- تفسير القمّيّ 2 : 79، وتفسير فرات الكوفي: 283، الحديث 384.
3- سورة النساء، الآية: 174.
4- تفسير فرات الكوفي: 116، الحديث 120، وتفسير العيّاشي 1 : 285، الحديث 308، وشواهد التنزيل 1 : 79.

الجهة الثانية:الموارد المختلفة بين الأحاديث

المورد الأوّل: من جهة المدّة، فإنّه ورد في جملةٍ من الأحاديث: أنّ وجوده صلى الله عليه و آله كان قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام، وقد صرّح بذلك في ستّ روايات من الإماميّة وأربع روايات من أهل السنّة، وقد ورد في روايةٍ واحدة: بأنّه كان قبل ألف دهر، وقيل: إنّ الدهر ألف عام، وقد ورد في حديث: أنّه كان قبل خمسين ألف عام، وفي بعضها - وهي ستّ من الإماميّة وأربع من العامّة - : أنّه كان قبل ألفي عام، وغير ذلك، فيظهر الاختلاف بينها في توقيت خلق الوجود النوريّ قبل خلق آدم عليه السلام ، فهل هذا الاضطراب - ظاهراً - موجب لضعف الروايات وسقوطها، أم هي قابلة للتوجيه والجمع بينها؟ قد ذكر في توجيه ذلك وجوه:

الوجه الأوّل: أنّ ذكر المدّة وتعيينها مجرّد إشارة إلى الكثرة وطول الزمن، ولا يراد منها التحديد الواقعي، نظير ما ورد في الآية الشريفة إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً(1) فليس لذكر ألف دهر أو خمسين ألف وأمثاله خصوصيّة، بل ذكر هذه التحديدات بملاحظة حال السائل، أو لنكتة أُخرى: كإرادة عدم استبعاد السائل للمطلب، والتمهيد لقبوله إيّاه. والشاهد على ذلك: أنّ الوجود النوريّ - كما تقدّم - كان متقدّماً على الزمان والمكان وقبل خلق السماوات والأرض، فإذا لم تكن شمس ولا سماء ولا أرض فكيف يقدَّر الزمان بالعام والسنة والدهر

ص: 192


1- سورة التوبة، الآية: 80 .

والّتي هي أُمور انتزاعيّة من حركات الأفلاك والشمس والقمر؟ فلا يمكن التقدير بالسنة والعام في أوّليتهم وتقدّمهم.

ولذلك قال بعض العرفاء: إنّ وجوده صلى الله عليه و آله أزليّ، تبعا لأزليّة وجوده تعالى؛ لاقتضاء فيضه على الإطلاق ذلك، وهذا مقتضى كون الحمد كله للَّه سبحانه، وإن كان هذا خلاف ظاهر كثيرٍ من الروايات الّتي دلّت على: أنّ اللّه تعالى كان متفرّداً، ولم يكن معه شيء.

الوجه الثاني: أنّه - بعد فرض التسليم بأنّ تلك الأزمنة تحديدات واقعيّة - يمكن أن يقال: إنّ ظهور وجوده صلى الله عليه و آله يختلف بالنسبة إلى الممكنات، فيُحمل اختلاف الأحاديث على مراتب ظهوره للأشياء، فمثلاً: ظهور وجوده صلى الله عليه و آله بالنسبة إلى عرش اللّه تعالى يختلف عن ظهور وجوده بالنسبة إلى خلق الملائكة، وكذلك بالنسبة إلى خلق السماوات والأرض، وهكذا بالنسبة إلى ظهوره في الحجب الّتي وردت في بعض هذه الأحاديث.

والشاهد على ذلك: ما تقدّم في حديث سفيان الثوري عن الصّادق عليه السلام في «البحار»، وكذلك ما تقدّم في بعض الأحاديث الواردة من طريق أهل السنّة.

الوجه الثالث: ما ذكره العلاّمة المجلسي رحمه الله من أنّ: الاختلافات الواردة في أزمنة سبق الأنوار يمكن حملها على اختلاف معاني الخلق ومراتب ظهوراتهم في العوالم المختلفة؛ فإنّ الخلق يكون بمعنى التقدير، وقد يُنسب إلى الأرواح وإلى الأجساد المثاليّة وإلى الطينات، ولكلٍّ منها مراتب شتّى ...(1).

الوجه الرابع: أنّه على فرض التسليم والالتزام بالاختلاف وعدم القبول.

ص: 193


1- بحار الأنوار 25 : 25.

بالتوجيهات المتقدّمة فمع ذلك لا يلزم محذور؛ وذلك لأنّ أكثر هذه الروايات مطلقة ولم تعيّن فيها المدّة أصلاً، فإنّا قد ذكرنا سبعا وأربعين رواية من طُرق الخاصّة وسبع روايات من طُرق أهل السنّة خاليةً عن ذكر المدّة، وهذه الروايات - الخالية عن ذكر المدّة - كافية في الاعتبار وصحّة الاستدلال بها لإثبات المطلوب.

المورد الثاني: من جهة صاحب النور، فإنّ في جملة منها: أنّ الوجود النوريّ كان للنبي صلى الله عليه و آله ، وفي جملةٍ منها: أنّه كان له صلى الله عليه و آله ولعليّ عليه السلام ، وفي بعضها: أنّه كان لهما ولفاطمة، وفي عدّةٍ منها: أنّه كان لهما وللحسن والحسين، وفي بعضها: أنّه كان لهم ولبقيّة الأئمّة من أولادهم عليهم السلام .

وممّا يسهل الخطب: أنّ الخلاف في الوجود النوريّ لهم قبل خلق الخلق والأشياء كان من باب الإطلاق والتقييد، وليس بينها تنافٍ وتعارض؛ فإنّ ما دلّ على: أنّ الوجود النوريّ كان للنبيّ صلى الله عليه و آله ليس فيه دلالة على الانحصار، ومن الجدير بالذكر: أنّ جميع روايات العامّة مشتملة على: أنّ الوجود النوريّ كان للنبي صلى الله عليه و آله ولعليٍّ عليه السلام ، وفي جملة منها: أنّه كان للخمسة الطيّبة، وهكذا الحال في روايات الخاصّة، فإنّ في ثلاث وخمسين رواية منها دلالةً على ذلك.

ص: 194

المطلب الثاني: في بيان اعتبار أسانيد الأحاديث أو عدمه

وفيه أمران:

الأمر الأوّل: ما يمكن أن يقال في عدم اعتبار الأحاديث، وهي وجوه:

الوجه الأوّل: أنّ الالتزام بمضمون هذه الأحاديث خلاف ظاهر بعض الآيات القرآنيّة، بل يمكن أن يكون داخلاً في الغلوّ المنهي عنه شرعاً؛ وذلك لأنّ المستفاد من عدّةٍ من الآيات: انحصار امتياز النبيّ صلى الله عليه و آله بالرسالة والكمالات الاكتسابيّة النفسيّة، فلا فرق بينه صلى الله عليه و آله وبين غيره من سائر الناس إلاّ من هذه الجهة: كقوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ(1)، وقوله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ(2)، وقوله تعالى: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُوءْمِنُونَ»(3)، وقوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ(4)، وقوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى(5)، وقوله تعالى: قُلْ

ص: 195


1- سورة آل عمران، الآية: 144 .
2- سورة الأحزاب، الآية: 40 .
3- سورة الأعراف، الآية: 188 .
4- سورة الشرح، الآيات: 1 - 4 .
5- سورة الضحى، الآيات: 6 - 8 .

إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ(1)، وقوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُوءْمِنِينَ وَالْمُوءْمِنَاتِ(2)، وغيرها من الآيات. فإذا كانت الأحاديث مخالفةً لظاهر الكتاب فمقتضى القاعدة المسلّمة هو: ردّها وعدم الاعتماد عليها.

والجواب: أنّ هذه الآيات ناظرة إلى الجنبة البشريّة للنبي صلى الله عليه و آله ، ومن هذه الجنبة يكون صلى الله عليه و آله كسائر الناس، ولكن الواقع هو: أنّ له صلى الله عليه و آله جنبةً أُخرى نوريّة، وهي المستفادة من الأحاديث والآيات، وهي غير مخالفةٍ لهذه الجنبة، ولا تردّها، بل وقع التأكيد فيها على الجنبة البشريّة، وأنّه صلى الله عليه و آله يكون منهم حتّى يقتنع الناس برسالته وهدايته، فالمصلحة تقتضي ذلك؛ لقوله تعالى: وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ(3) وفي الواقع وإن كان هناك ارتباط بين الجنبتين، ولكن يمكن انفكاكهما بحسب الظاهر.

وبعبارة أُخرى: تأثير الجنبة النوريّة - الّتي هي من الألطاف الخاصّة الإلهيّة - لا ينافي الجنبة الأُخرى وهي: البشريّة المخلوقة من أصلاب الآباء وأرحام الأُمّهات، بل الأُولى - كما تقدّم - من ثمرات التكاملفي الثانية، فكلّ ما يكون لغيره صلى الله عليه و آله من التكاليف والأحكام والوظائف والآثار التكوينيّة من التأثير والتأثّر: كالفرح والحزن والألم وسائر الأُمور المادّيّة يكون له صلى الله عليه و آله من هذه الجنبة، إلاّ أن تتعلّق إرادته بالتصرّف بالجنبة النوريّة فيها، وهذا من الموارد الّتي لا يشاوءون إلاّ أن يشاء اللّه، وفي عدّةٍ من الأحاديث والأخبار المعتبرة .

ص: 196


1- سورة الكهف، الآية: 110 .
2- سورة محمّد صلى الله عليه و آله ، الآية: 19 .
3- سورة الأنعام، الآية: 9 .

إشارة إلى ذلك. وليس ببعيدٍ أن يكون جميع ما له من المقامات والدرجات النوريّة معلّقا على حسن عمله وعبوديّته واستقامته في هذه النشأة وحياته البشريّة، ولذلك قال صلى الله عليه و آله : «شيّبتني هود ...»(1) وكان تكليفه صلى الله عليه و آله وكذلك أوصياوءه مع سائر الناس على حدٍّ سواء بل أشدّ، وقد أجهدوا أنفسهم وقاموا بأحسن القيام وأدّوا وظيفتهم الّتي من أجلها خُلقوا، فكلّ ما ورد فيهم من حيث الجنبة البشريّة لا ينافي ولا يصادم تلك الجنبة النوريّة.

الوجه الثاني: أنّ مضمون هذه الأحاديث داخل في الغرائب؛ فإنّ إثبات الوجود النوريّ بهذه الخصوصيّات وكذلك تصوّر الأشباح قبل ألف دهر مقدّماً على خلق الأشياء كلّها ممّا يصعب تصديقه ويتعذّرتعقّله وإدراكه، ولذلك قد يشنّع علينا بعض المتفلسفين: بأنّ لهم نبيّاً أو إماماً خياليّاً أو ذهنيّاً، وليس له وجود عينيّ خارجيّ، فإذا كان مفاد الأحاديث من هذا القبيل فلا داعي لتصديقها، بل قد يعدّ هذا علامة وضعها واختلاقها.

والجواب عنه - مع الاعتراف بأنّ فهمنا وإدراكنا بعيد عن الوصول إلى كنه الوجود النوريّ وحقيقته، ولذلك لسنا مكلّفين بالاعتقاد به، ولم يكن ذلك مفروضاً علينا، ولم يُعدّ من أُصول الدين - أنّه:

أوّلاً: أنّ كلّ ما كان صعباً على الأفهام والإدراكات لا وجه للقول بردّه ويقال: بكونه مختلقاً، وإلاّ فإنّ أخبار الجنّة والنار بما لهما من الخصوصيّات الكثيرة، أو أخبار أحوال القيامة، أو أخبار السماء والملائكة كلّها من هذا القبيل، فهل يمكن لنا ردّها والقول: بأنّها موضوعة؟! .

ص: 197


1- أمالي الصّدوق: 304، المجلس الحادي والأربعون، الحديث 4، والخصال: 199، الحديث 10 .

ثانياً: أنّ ثبوت الغرائب من المعاجز والكمالات الخَلقيّة والخُلقيّة للنبي صلى الله عليه و آله والأئمّة كان من الواضحات والضروريّات؛ فإنّ قضيّة المعراج أو انشقاق القمر أو ردّ الشمس وغير ذلك من الغرائب لا يمكن ردّها؛ فإنّها ثابتة بالكتاب والسنّة والإجماع، فكذلك المقام؛ فإنّه إذا كانت الأحاديث معتبرةً وكانت كثيرةً بحدّ التواتر ومرويّة عن الفريقين فلا وجه لردّها وإسقاطها، بل لابدّ من الإذعان بها والتسليم بمضمونها وحجيّتها، ولعلّه بمرور الزمن يصير الأمر واضحاً، كما في كثيرٍ من موارد أمثالها.ثالثاً: أنّه إذا ثبت: أنّ الأرواح كانت مخلوقةً قبل الأجساد بألفي عام، كما ورد في كثيرٍ من الأخبار والروايات المعتبرة من الخاصّة والعامّة، وثبت أخذ الميثاق في عالم الذرّ من الأنبياء وبقيّة الناس، فأيّة غرابةٍ في الوجود النوريّ للنبيّ صلى الله عليه و آله قبل خلق جميع الخلائق بزمانٍ طويل، وأنّه كان يعبد اللّه تعالى ويسبّحه ويقدّسه؟ ولذلك كان هذا الأمر في الأزمنة المتقدّمة من الواضحات عند المسلمين من أهل السنّة والإماميّة، حتّى أنّه قد كان من عادة الموءذّنين في مصر وغيرها من البلدان التسليم على النبيّ صلى الله عليه و آله بعد الأذان، وكان صفة سلامهم هكذا: السلام عليك يا أوّل من خلقه اللّه، ولكن بعدما تسلّط السلفيّون على الحكم منعوا التسليم على النبيّ صلى الله عليه و آله بعد الأذان، كما كان يفعل في السابق.

هذا، وممّن أنكر خلق الأرواح قبل الأجساد وتأوّل عالم الذرّ وفسّر الوجود النوريّ بخلاف ما تقدّم: الشيخ المفيد رحمه الله ؛ فإنّه قال في جواب المسائل السّرويّة، حيث سئل: ما قوله - أدام اللّه تأييده - في معنى الأخبار المرويّة عن الأئمّة الهادية عليهم السلام في الأشباح، وخلق اللّه تعالى الأرواح قبل خلقه آدم عليه السلام بألفي عام، وإخراج الذرّيّة من صلبه على صوَرِ الذّرّ؟

ص: 198

ومعنى قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»؟(1):

الجواب: وباللّه التوفيق، أنّ الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة، وصنّفوا فيها كتباً لغوا فيها، وهذوا فيما أثبتوه من معانيها، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعةٍ من شيوخ أهل الحقّ، وتخرّصوا الباطل بإضافتهاإليهم من جملتها: كتاب سمّوه «كتاب الأشباح والأظلّة» ونسبوا تأليفه إلى محمّد بن سنان. ولسنا نعلم صحّة ما ذكروه في هذا الباب عنه، فإن كان صحيحاً فإنّ ابن سنان قد طُعن عليه... والصحيح من حديث الأشباح الرواية الّتي جاءت عن الثقات: بأنّ آدم عليه السلام رأى على العرش أشباحاً يلمع نورها، فسأل اللّه تعالى عنها، فأوحى [اللّه] إليه: «أنّها أشباح رسول اللّه وأمير الموءمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم» وأعلمه: أنّه لولا الأشباح الّتي رآها ما خلقه ولا خلق سماءً ولا أرضاً.

والوجه فيما أظهره اللّه تعالى من الأشباح والصور لآدم عليه السلام : أن دلّه على تعظيمهم وتبجيلهم، وجعل ذلك إجلالاً لهم ومقدّمةً لما يفرضه من طاعتهم، ودليلاً على: أنّ مصالح الدّين والدّنيا لا تتمّ إلاّ بهم. ولم يكونوا في تلك الحال صوراً محياة ولا أرواحاً ناطقة، لكنّها كانت صوراعلى مثل صورهم في البشريّة تدلّ على ما يكونون عليه في المستقبل من الهيئة، والنور الّذي جعله عليهم يدلّ على نور الدّين بهم، وضياء الحقّ بحججهم.

وقد روي: أنّ أسماءهم كانت مكتوبةً إذ ذاك على العرش، وأنّ آدم لمّا 2.

ص: 199


1- مسند أحمد 8 : 57، الحديث 7922، ورواه الصّدوق عن الإمام الصّادق عليه السلام في علل الشرائع 1 : 106، الباب 79، الحديث 2.

تاب إلى اللّه عزّوجلّ وناجاه بقبول توبته سأله بحقّهم عليه ومحلّهم عنده فأجابه.وهذا غير منكر في العقول ولا مضادّ للشرع المنقول، وقد رواه الصالحون الثقات المأمونون، وسلّم لروايته طائفة الحقّ، ولا طريق إلى إنكاره(1)، واللّه وليّ التوفيق(2).

ولا يخفى: أنّ ما ذكره من التفسير مخالف لأكثر الروايات؛ حيث إنّه قد صرّح فيها بتسبيحهم وتحميدهم وتهليلهم وعبادتهم للّه تعالى.

الوجه الثالث: ما استدلّ به الفضل بن روزبهان على ردّ حديث النور، في مقام ردّه على كتاب العلاّمة «نهج الحقّ وكشف الصّدق»، بقوله: ذكر ابن الجوزي هذا الحديث [أي: حديث النور] في كتاب «الموضوعات» في طريقين، وقال: هذا موضوع على رسول اللّه، والمتّهم به في الطريق الأوّل: محمّد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين: كذّاب، وقال الدارقطني: متروك.

وفي الطريق الثاني المتّهم به جعفر بن أحمد، وكان رافضيّاً(3).

وقال أبو سعيد بن يونس: كان رافضيّاً كذّاباً، يضع الحديث في سبّ .

ص: 200


1- راجع: أمالي الصّدوق: 134، المجلس الثامن عشر، الحديث 2، والخصال: 270، باب الخمسة، الحديث 8 ، ومعاني الأخبار: 125، الحديث 1، وتفسير فرات الكوفي: 57، الحديث 16، وتفسير العيّاشي 1 : 59، الحديث 27، والمناقب لابن المغازلي: 115، الحديث 89 ، والدرّ المنثور 1 : 147، وينابيع المودّة 1 : 288، الحديث 4.
2- المسائل السّرويّة: 37 - 40.
3- أنظر: الموضوعات 1 : 253 - 254، فإنّ هناك تحريفاً في نقلهم لكلام ابن الجوزيّ كما سيأتي بيانه عند نقل كلامه إن شاء اللّه تعالى، فتنبّه.

أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله (1)(2).وتبعه الكابلي صاحب «الصواعق» بقوله: وهو [أي: حديث النور] باطل؛ لأنّه موضوع بإجماع أهل الخبر، وفي اسناده محمّد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين: هو كذّاب، وقال الدارقطني: متروك، لم يختلف أحد في كذبه.

ويروي من طريق آخر، وفيه جعفر بن أحمد، وكان رافضيّاً غالياً كذّاباً وضّاعاً، وكان أكثر ما يضع في قدح الصحابة وسبّهم(3).

وجاء بعده الدهلوي المنتحل لعبارات الكابلي، فقال: وهذا حديث موضوع بإجماع أهل السنّة... وذكر كلام الكابلي بتمامه(4).

وملخّص الكلام: أنّهم حكموا بوضع الحديث بوجهين:

الوجه الأوّل: من جهة ضعف الراوي، وهو: محمّد بن خلف المروزي في أحد الطريقين، وجعفر بن أحمد في الطريق الآخَر.

الوجه الثاني: من جهة أنّه مخالف لإجماع أهل الخبر.

وكلاهما مردود.

أمّا الوجه الأوّل: - مضافاً إلى أنّ ابن الجوزي لا يُعتمد على كلامه، ولا قيمة لحكمه في رمي الروايات بالوضع؛ لأنّه يتسرّع بذلك، بل شنّع عليه في .

ص: 201


1- الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزي 1 : 170 / 660، وميزان الاعتدال 2 : 126 / 1487 ولم يرد فيه (في سبّ أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ).
2- إبطال نهج الباطل (المطبوع ضمن إحقاق الحقّ) 7 : 391، وكذلك ضمن دلائل الصدق لنهج الحق 6 : 7 .
3- الصواعق الموبقة، المطلب الرابع (مخطوط).
4- التحفة الإثنا عشرية: 229، الحديث 8 (مخطوط).

حكمه بوضع الأحاديث جماعة من علماء العامّة - فيرد عليه:

أوّلاً: أنّ مجرّد ضعف الراوي لا يكون دليلاً على وضع الرواية، فقد يصدق الكاذب أيضاً، بل لابدّ في الحكم بوضع الرواية من الدليل والأمارات الكاشفة عن ذلك، وهي عدّة قرائن مذكورة في محلّها، وليس شيء منها في هذا الحديث، ومجرّد كون مضمون الرواية مخالفاً لهوى النفس وغير ملائم للطبع لا يعني: أنّه موضوع.

وثانياً: أنّ محمّد بن خلف ليس راوياً لحديث النور، كما لم يقع في أسانيده أصلاً، ولم يرد في جميع ما تقدّم من أحاديث العامّة والخاصّة ذكر اسمه في سندها.

نعم، ورد ذكره في سند حديث آخر، لا ربط له بحديث النور، لكن ابن روزبهان والكابلي وتبعهما الدهلوي خلّطوا في النقل، ونسبوا إلى ابن الجوزي ذكره لهذا السند في حديث النور. ولكي تتّضح الحقيقة ويتبيّن زيف دعواهم وكذبهم ننقل تمام كلام ابن الجوزي في «الموضوعات»، حيث قال:

أنبأنا أبو منصور القزّاز، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت، قال: أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدقّاق، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسين بن داود العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن خلف المروزي، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم، قال: حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريّا وعليّ بن أبي طالب من طينة واحدة».هذا حديث موضوع على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، والمتّهم به المروزي. قال يحيى ابن معين: هو كذّاب، وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبّان: كان مغفّلاً، يلقّن

ص: 202

فيتلقّن، فاستحقّ الترك.

وقد روى جعفر بن أحمد بن عليّ بن بيان، عن محمّد بن عمر الطائي، عن أبيه سفيان، عن داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن نمير الحضري، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «خلقت أنا وعليّ من نور، وكنّا عن يمين العرش قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام، ثمّ خلق اللّه آدم، فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثمّ جعلنا في صلب عبد المطّلب، ثمّ شقّ أسمانا من اسمه، فاللّه محمود وأنا محمّد، واللّه الأعلى وعليّ عليّاً».

هذا وضعه جعفر بن أحمد، وكان رافضيّاً، يضع الحديث. قال ابن عدي: كنّا نتيقّن: أنّه يضع(1).

وثالثاً: أنّ المروزي مورد للخلاف بين أهل الجرح والتعديل؛ فإنّه صدوق عند السّمعاني(2)، وكذلك عند الخطيب البغدادي(2)، ولا بأس به عند الدارقطني(3)، وكذلك عند ابن معين(4)، فما نسبه إلى الدارقطني: بأنّه متروك لا وجه له، بل قال الكنجي بعد ما أخرج حديث المروزي عن الخطيب في تاريخه(5)، وابن عساكر(6): إنّه حديث حسن(7)، فلم يكن عنده كاذباً(8). .

ص: 203


1- الموضوعات، لابن الجوزي 1 : 253 - 254.2 - الأنساب 5 : 266 .
2- تاريخ بغداد 2 : 312 / 806 .
3- سوءالات الحاكم: 151 / 213، وتاريخ بغداد 2 : 312 / 806 .
4- لسان الميزان 6 : 96 / 7383 .
5- تاريخ بغداد 6 : 56 / 3088.
6- تاريخ مدينة دمشق 42 : 63.
7- كفاية الطالب: 319 .
8- وممّا يجدر بيانه هنا هو: ما ذكره ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة محمّد بن ← خلف المروزي، حيث قال: محمّد بن خلف المروزي: كذّبه يحيى بن معين قاله ابن الجوزي في الموضوعات، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم بن جعفر بن محمّد عن آبائه مرفوعاً: «خلقت أنا وهارون ويحيى وعليّ من طينة واحدة» هذا موضوع، انتهى . ولهم شيخ آخَر يقال له: محمّد بن خلف المروزي، متأخّر عن هذا، روى عن عاصم بن عليّ وغيره، وثّقه الدارقطني. ثمّ ظهر لي أنّه هو، وابن معين ما كذّبه، وإنّما كذّب شيخه؛ وذلك: أنّ ابن الجوزي قال في الموضوعات في مناقب عليّ، الحديث الأوّل، فيما [خلق] منه فساد الحديث المذكور في هذه الترجمة من طريق إبراهيم بن الحسين بن داوُد العطّار، قال: حدّثنا محمّد بن خلف المروزي، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدّثنا موسى بن جعفر، فكأنّ النسخة الّتي وقف عليها الذهبي سقط منها من موسى إلى موسى؛ وذلك أنّ ابن الجوزي قال: هذا حديث موضوع، والمتّهم به المروزي وأراد موسى بن إبراهيم، فظنّ الذهبي لمّا سقط موسى بن إبراهيم من نسخته: أنّ مراد ابن الجوزي بالمروزي محمّد بن خلف، وستأتي في ترجمة موسى بن إبراهيم في هذا الكتاب، ولأنّه يروي عن ابن لهيعة . قلت: يحيى ابن معين كذّبه، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقد ترجم الخطيب لمحمّد بن خلف المروزي فقال: محمّد بن خلف بن عبد السلام الأعور يُعرف بالمروزي؛ لأنّه كان يسكن محلة المراوزة، حدّث عن عاصم بن عليّ وعلي بن الجعد وموسى بن إبراهيم المروزي وغيرهم، روى عنه أبو عمرو بن السمّاك وأبو العبّاس بن نجيح وعبد الصمد الطستي وأبو بكر الشافعي وغيرهم، وكان صدوقاً، وذكره الدارقطني. فقال: لا بأس به، ونقل عن ابن قانع: أنّه مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين، لسان الميزان 6 : 96 / 7383 .

هذا بالنسبة إلى الطريق الأوّل.

وأمّا الطريق الثاني - وهو ما فيه جعفر بن أحمد - فيأتي الكلام فيه أيضا، فاتّهامه إيّاه بالوضع لكونه رافضيّاً، وكان يتلقّن، فهل ترى:أنّ هذا يجوّز نسبة الوضع والجعل، مع أنّ هذا الرجل موثّق عند كثيرٍ من أهل العلم؟

ورابعاً: على فرض التسليم، وكون هذا الحديث - الّذي فيه المروزي أو جعفر بن أحمد - ضعيفاً وغير مقبولٍ، هل ينحصر حديث النور بهذين الطريقين

ص: 204

في الألفاظ والمتون، وكلّها مشتركة في إثبات المطلوب، وهو: أنّه صلى الله عليه و آله أوّل ما خلقه اللّه سبحانه وتعالى، وكان وجوده النوريّ قبل خلق جميع الأشياء، وقد رواه الكثيرون، وتلقّوه بالصحّة والقبول، ولا يلزم من ذلك أيّ تالٍ فاسد؛ فإنّه ليس مخالفا للكتاب ولا للسنّة، ولا يلزم منه المحال، وليس هو من الغرائب الّتي يستحقّ ردّها، فلماذا يُحكم عليه بالوضع؟

وأمّا الوجه الثاني فموهون جدّاً؛ فإنّه كيف يقال: بأنّه موضوع بالإجماع مع نقله من كثيرٍ من جهابذة العلم وأهل الحديث من العامّة، فضلاً عن الخاصّة، وقد حكم غير واحدٍ منهم بثبوته وصحّته: كسبط ابن الجوزي في كتابه «تذكرة الخواصّ»، والمولى الشيخ عليّ بن محمّد الجعفري ذكره في «كنز البراهين»، وأثبته بنحو الجزم واليقين، وغيرهما.

ولنذكر جملةً ممّن رووا الحديث ونقلوه في كتبهم حتّى يتبيّن وهن الإجماع المدّعى على النفي، فمنهم: أحمد بن حنبل، وأخطب خوارزم، وأبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي، والمولى أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، والحافظ أبو عمر يوسف بنعبد اللّه المعروف بابن عبد البرّ النميري، والخطيب البغدادي أحمد بن عليّ في تاريخه، وابن المغازلي أبو الحسن عليّ ابن محمّد، فقد رواها بستّة طرق، وأحمد بن عليّ المعروف بابن حجر العسقلاني، وعليّ بن الحسن المعروف بابن عساكر، وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل، وأبو شجاع شيرويه بن شهردار الهمداني، والمولى أبو محمّد أحمد بن محمّد بن عليّ بطُرق متعدّدة، والمولى أبو الفتح محمّد بن عليّ بن إبراهيم أُستاذ السمعاني، والمولى أبو الرجاء محمود بن محمّد الصالحاني، والمولى شهاب الدين دولت آبادي الدهلوي، وأبو الفتح ناصر بن عبد السيّد المطرزي، والمولى

ص: 205

أحمد بن محمّد الحافي الحسيني الشافعي، والمولى إبراهيم بن عبد اللّه الوصابي اليمني الشافعي، والمولى السيّد محمّد بن سيّد جلال، والمولى الشيخ محمّد الواعظ الهروي في كتابه «رياض الفضائل» بطُرق متعدّدة، وجلال الدين السيوطي، والمولى محمّد صالح الكشفي الترمذي، والمولى ابن حسنويه محمّد ابن أحمد الحنفي، والمولى محبّ الدين الطبري، والمولى الحمويني في «فرائد السمطين»، والشيخ عبد اللّه الحنفي الأمرتسري، والقندوزي في «ينابيع المودّة»، وغيرهم ممّن ذكرناهم في سرد الأحاديث.

الأمر الثاني: ما يمكن أن يقال في اعتبار أسانيد الأحاديث وثبوت مضمونها، وهي وجوه:

الوجه الأوّل: الحكم بصحّة الطائفة الأُولى منها، وهي: ما ورد في كتاب الكافي؛ وذلك من جهة شهادة الشيخ الكليني رحمه الله الّذي لاشكّ في تضلّعه وتورّعه وصدقه، فإنّه قد شهد في أوّل كتابه: بأنّ جميع ما ذكره فيه يكون: ... بالآثار الصحيحة عن الصّادقين عليهماالسلام والسنن القائمة الّتي عليها العمل...(1)، فهذا الكلام منه ينحلّ إلى شهادتين:

الأولى: أنّ جميع الروايات المذكورة في الكتاب صحيحة.

الثانية: أنّها كانت مقبولةً ومورداً لعمل الأصحاب.

ويكفي في اعتبار روايات الكتاب هاتان الشهادتان، مع أنّه قدس سره قد أتعب نفسه في جمعها في مدّة عشرين سنة، وكان في زمان النوّاب الأربعة، وكان يمكنه سوءالهم والعرض عليهم، وقد قال الشيخ المفيد رحمه الله في مدح الكتاب: وهو .

ص: 206


1- الكافي 1 : 49، خطبة الكتاب.

من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة(1)، فهذه كلّها ممّا توجب الاطمئنان بصحّة الروايات، وثبوت مضمونها، كما عليه جماعة كثيرة من الأصحاب.

ولكن يمكن المناقشة في هذا الوجه:

أوّلاً: بما نقّحناه مفصّلاً في كتابنا «أُصول علم الرجال»(2) من: أنّه - مع الاعتراف بتقييم هذه الشهادة وعظمة الكتاب - لا يمكننا الحكمبصحّة جميع رواياته، بل نقول بها في كثير منها بطرق متعدّدة بيّنّاها في الكتاب المذكور.

وثانياً: مع التنزّل وتسليم صحّة هذه الروايات فإنّها لا تخرج عن أخبار آحاد لا تفيد العلم، وما كان كذلك لا يكون حجّةً في باب الاعتقادات من الأُصول والفضائل؛ إذ المطلوب فيها هو: العلم أو الاطمئنان.

نعم، المكلّف مخيّر فيها بين التصديق والأخذ بها تعبّداً، وبين ردّ علمها إلى أهلها إذا لم يحصل له اليقين أو الاطمئنان.

الوجه الثاني: الحكم بصحّة أسانيد جملةٍ من الأحاديث المتقدّمة.

وهذا الوجه وإن كان من جهة الصغرى تامّاً، إلاّ أنّه من جهة الكبرى غير تامٍّ؛ فإنّه يأتي فيه الإشكال الثاني أيضاً؛ فإنّه مع صحّة هذه الجملة من الروايات لا تخرج عن كونها أخبار آحاد، فلا تصلح للاحتجاج بها في إثبات الأُصول والأُمور الاعتقاديّة؛ إذ المعتبر فيها - كما تقدّم - هو: اليقين أو الاطمئنان، ولا مورد للتعبّد فيها.

الوجه الثالث: أنّه يُحكم بصحّتها؛ لكونها بمجموعها متواترةً معنىً، ومفيدةً .

ص: 207


1- تصحيح اعتقادات الإماميّة: 70 .
2- أُصول علم الرجال 1 : 67 وما بعدها.

للعلم، وبناءً على ذلك فلا يحتاج في حجّيّتها إلى ملاحظة أسناد كلٍّ منها، واستخراج الصحيح منها، بل لو فرض: أنّ جميعها لم تكن صحيحة السند فبما أنّها تفيد التواتر فهذا بنفسه يكون حجّةً؛ لأنّه مفيد للعلم، ولا إشكال في حجّيّة العلم والاطمئنان، مع أنّ جملةً منها - كما تقدّم - صحيحة الأسناد.

والظاهر: أنّ هذا الوجه تامٌّ، ولا يرد عليه كلام؛ فإنّ كثرة ما ورد عن الخاصّة - ونحن نقلنا بعضها لا كلّها، منضمّاً إلى ما ورد عن العامّة - توجب العلم والاطمئنان بعدم تواطؤ الناقلين على الكذب، ولا داعي لهم لذلك، مع اختلاف بلدانهم ومذاهبهم، خصوصاً مع صدورها عن العامّة الّذين يتحفّظون عن نقل ما لا يكون موافقاً لمذهبهم من الفضائل والمناقب، وهذه الروايات مشتملة على جملةٍ من ذلك.

هذا، مضافاً إلى أنّها موءيّدة بعدّة من القرائن من الكتاب والسنّة من قبيل: آية المباهلة الدالّة على: أنّ مصداق «أنفسنا» هو: أمير الموءمنين عليّ عليه السلام ، وليس غيره، فهي توافق مضمون هذه الروايات، وكذا غيرها من الآيات المتقدّمة، ومن السنّة الأحاديث الكثيرة الدالّة على: أنّ النبيّ وعليّا من شجرة واحدة، فتوافق مضمون هذه الأحاديث أيضا، فهي متواترة، ولها شاهد صدقٍ من الكتاب والسنّة.

وقد رواها عن النبيّ صلى الله عليه و آله الأئمّة المعصومون وأجلاّء الأصحاب ومشاهيرهم: كأمير الموءمنين عليه السلام ، والحسين بن عليّ عليهماالسلام ، وأبي الحسن عليه السلام ، وسلمان الفارسي رضى الله عنه ، وأبي ذرّ الغفاري رضى الله عنه ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري رضى الله عنه ، وابن عبّاس رضى الله عنه ، وأبي هريرة، وابن مسعود، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وعثمان، وغيرهم، ممّن صرّحنا بأسمائهم في نقل

ص: 208

الروايات.

وقد كان هذا الأمر - أي: كونه صلى الله عليه و آله أوّل ما خلقه اللّه تعالى - مسلّماً ومشهوراً عند العامّة والخاصّة، عند العلماء وغيرهم، حتّى أنّ الناس بعد الأذان كانوا يهتفون بذلك عند التسليم على النبيّ صلى الله عليه و آله ، وما جاء في أشعارهم وكلماتهم من ذلك كثير جدّاً، بحيث لا يسعنا المجال لسردها وذكرها في المقام. وممّا يوءكّد ذلك إجماع المسلمين قاطبةً في كلّ صلاةٍ من صلواتهم المفروضة والمسنونة، إذ يسلّمون على النبيّ بصيغة المخاطب، ويقولون: السلام عليك أيّها النبيّ، فإن لم يكن النبيّ موجوداً وحاضراً فلماذا يُخاطَب بخطاب الحضور؟ وليس في المقام توجيه صحيح له غير ما قلناه.

ص: 209

ص: 210

المبحث الثالث في ذكر بعض الفوائد المترتّبة على أحاديث النّور

اشارة

! الأولى: أنّ الخليفة والوليّ بعد النبيّ صلى الله عليه و آله هو عليّ عليه السلام! الثانية: أنّ زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله بعد موته من أهمّ المستحبّات

! الثالثة: أنّ الأحكام الشرعية ثابتة على جميع المسلمين، ولا تسقط عمّن بلغ درجة اليقين

ص: 211

ص: 212

وأمّا المبحث الثالث ففي بيان جملة ما يترتّب على النقاط المشتركة من الفوائد والآثار الّتي من شأنها أن تقضي على الخلافات.

وهي كثيرة، والّذي يهمّنا التعرّض له ثلاثة مطالب:

المطلب الأوّل: في ولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في ضوء حديث النّور.

المطلب الثاني: الحديث عن قول السلفيّة: بأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله مساوٍ لغيره بعد موته.

المطلب الثالث: الحديث عن قول بعض الصوفيّة في سقوط التكليف عمّن وصل إلى درجة اليقين.

ص: 213

المطلب الأوّل: في ولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في ضوء حديث النور

إنّ دلالة هذه الأحاديث على: أنّ الوصاية والولاية كانت لعليٍّ عليه السلام واضحة كمالَ الوضوح، بحيث لا يشكّ ولا يرتاب في ذلك أحد خالٍ عن الهوى، ويريد اتّباع الحقّ والطريق المرضي الّذي جعله اللّه لعباده؛ فإنّ بعض هذه الروايات وإن أثبتت الوجود النوريّ لخصوص النبيّ صلى الله عليه و آله ، إلاّ أنّها ليست بنحو الحصر؛ حتّى تكون معارضة لسائر الروايات، مع أنّ في أكثرها - بل جُلّها - ورد: أنّهما خُلقا من نورٍ واحد، فإذا ثبت ذلك كما هو المفروض فهل يبقى مجال للمناقشة؟ وهل يمكن لأحدٍ أن يدّعي باستحقاق خلافة النبيّ صلى الله عليه و آله مع وجود قرينه صلى الله عليه و آله في الوجود؟ وكيف يحقّ لأحد أن يدّعي تقدّمه وإمامته على مَنْ كان وجوده نوريّاً قبله بآلاف الأعوام، وكان موءمناً مسبّحاً ومكبّراً ومهللاً للَّه عزّوجلّ، بينما كان المدّعي لها كافراً مشركاً يعبد الأصنام في أكثر حياته وعمره؟!

هذا، مع التنصيص في كثيرٍ من هذه الروايات باختصاص الولاية والوصاية بعليٍّ عليه السلام ، كما دلّت على اختصاص النبوّة بالنّبي صلى الله عليه و آله ، فهُما مختصّان بهما من الأوّل قبل خلق جميع الخلائق، فدلالة الأحاديث على هذه الخصوصيّة واضحة وتامّة، كدلالة آية المباهلة في قوله تبارك وتعالى: وَأَنْفُسَنَا

ص: 214

وَأَنْفُسَكُمْ(1) فإنّ اختصاص مصداق أَنْفُسَنَا في عليٍّ عليه السلام - باتّفاق المفسّرين وعدم مصاحبة غيره من الرجال معالنبيّ صلى الله عليه و آله في المباهلة - دليل واضح أيضاً على: أنّه عليه السلام نفس النبيّ صلى الله عليه و آله في القرآن الكريم، ومن المعلوم: أنّ تعبير القرآن الكريم حاوٍ للنكات والمعاني الدقيقة، ولا مجال فيه للمسامحات في التعبير، كما هو شأن كلام الآدميّين، ومع كونه عليه السلام معدوداً نفس النبيّ فهو بمنزلة وجوده، ومع كلّ ذلك كيف يحقّ لأحدٍ أن يقدّم نفسه عليه ويجبره على البيعة والاقتداء به؟ فالآية المباركة شاهد صدقٍ لما في هذه الأخبار.

ونظير آية المباهلة ممّا يدلّ على الولاية: آية المودّة: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى(2)؛ فإنّه إذا كانت مودّة القربى - ومنهم: الإمام أمير الموءمنين عليّ عليه السلام - مطلوبةً موءكّداً عليها من قِبَل الرسول صلى الله عليه و آله بأمرٍ من اللّه سبحانه وتعالى، وهذه المودّة كانت مطلقةً غير مقيّدةٍ بجهةٍ خاصّة، فمعناها: أنّ القربى لابدّ من محبّتهم ومودّتهم من جميع الجهات، ولازم ذلك: أنّ جميع أعمالهم وأفعالهم وصفاتهم محبوبة ومرضيّة عند اللّه، ولابدّ من إظهار محبّتهم في جميع ذلك بإطاعتهم فيها.

وهذا معنى شرعيّة أعمالهم وكونهم قدوةً وأئمّة للآخَرين، فهي شاهد صدق على ما ورد في كثيرٍ من الروايات من: أنّ أركان الدين وعماده خمسة أشياء: الصّلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية، فمن أتى بعبادة الثقلين ولم تكن عنده الولاية فلا يُقبل منه شيء، فالولاية وإن فُسّرت بمعنى المحبّة والمودّة كما في الآية، إلاّ أنّها أيضاً تدلّ على: أنّهم قدوة وأئمّة، وأعمالهم حجّة ومقياس .

ص: 215


1- سورة آل عمران، الآية: 61 .2 - سورة الشورى، الآية: 23 .

يحتذى به.

وعليه فلا محيص من الإذعان والاعتراف بأنّ: الوصاية والولاية حقٌّ خاصٌّ لعليٍّ عليه السلام ، فلا ينبغي لأحدٍ ادّعاء منصب الإمامة والولاية مع وجوده عليه السلام ، والبراهين والأدلّة الواضحة على ذلك كثيرة وفيرة، وما ذكرناه كان من باب المثال والإشارة ليس إلاّ، ولطالب الحقّ أن يجرّد نفسه عن الهوى والتعصّبات ثمّ يطلب الحقّ ؛ فإنّ الحقّ لا يتبيّن، ولا يصل الإنسان إليه مع التعصّب، فإذا فعل ذلك فلا شكّ: أنّ اللّه سبحانه وتعالى سيوفّقه ويأخذ بيده ويهديه إلى الحقّ، كما وعد بذلك في كتابه بقوله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللّه َ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(1).

ثمّ إنّه قد ناقش بعضٌ في دلالة هذه الأحاديث على ولاية عليٍّ عليه السلام بوجهين، وقال: وعلى تقدير صحّته - أي: حديث النور - فإنّه معارض بما هو أحسن منه في الجملة، وليس في إسناده من اتُّهم بالكذب، وهو ما رواه الشافعي بإسناده عن النبيّ صلى الله عليه و آله : أنّه قال: «كنت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ بين يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلمّا خلقه أسكننا ظهره، ولم نزل ننتقل في الأصلاب الطاهرة حتّى نقلني اللّه تعالى إلى صلب عبد اللّه، ونقل أبا بكر إلى صلب أبي قحافة، ونقل عمر إلى صلب الخطّاب، ونقل عثمان إلى صلب عفّان، ونقل عليّاً إلى صلب أبي طالب...». وبعد اللّتيا والّتي فلا دلالة لهذا الحديث على ما يدّعونه - أي: إمامة عليّ عليه السلام - ؛ لأنّ كون سيّدنا الأمير شريكاً في النور النبوي لا يستلزم إمامته من بعد النبيّ صلى الله عليه و آله ، فلابدّ لمن يدّعي ذلكمن إثبات الملازمة بين الأمرين وبيانها، بحيث لا تقبل المنع، ودون ذلك خرط .

ص: 216


1- سورة العنكبوت، الآية: 69.

القتاد. ولا كلام في قرب نسب حضرة الأمير من النبيّ صلى الله عليه و آله ، وإنّما الكلام في استلزام القرب النسبي للإمامة بلا فصل، ولو كانت القرابة بمجرّدها تستلزم الإمامة لكان العبّاس أولى بها منه؛ لكونه عمّه وصنو أبيه، والعمّ أقرب من ابن العمّ شرعاً وعرفاً.

ولو قيل: إنّ العبّاس إنّما حرم منها؛ لعدم نيله شيئاً من نور عبد المطّلب؛ لانتقاله منه إلى عبد اللّه وأبي طالب دون غيرهما من أبنائه.

قلنا: إن كانت الإمامة منوطة بشدّة النور وكثرته فإنّ الحسنين أولى وأقدم من عليٍّ بالإمامة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ لاجتماع نوري عبد اللّه وأبي طالب فيهما، بينما لم ينتقل إلى عليٍّ سوى نور أبيه أبي طالب، كما أنّ من المعلوم: أنّ نور النبيّ صلى الله عليه و آله أقوى من نور عليٍّ، وهُما مجتمعان في الحسنين(1).

ولا ندري: هل يستحقّ هذا المستشكل الجواب؟ وهل يقتنع الإنسان الطالب للحقّ بالتشبّث بمثل هذه الوجوه الواهية؟!أمّا الأوّل: فيمكن الجواب عنه بما يلي:

أوّلاً: هل يمكن أن يقال: بمعارضة روايةٍ ضعيفة مرسلة مرفوعة لجمٍّ غفير من الروايات الواصلة حدّ التواتر؟ وهل يخفى على الخبير وضع هذه الرواية، وأنّها مختلقة ومجعولة، وأنّها جُعلت في مقابل تلك الأحاديث والروايات؟ فإنّه يلزم على هذه الرواية أن يكون أبو بكر وعمر وعثمان أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين غير النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهذا باطل بالإجماع.

ثانياً: يلزم أن يكون آباوءهم موءمنين، مع ثبوت خلافه بالإجماع، فأين .

ص: 217


1- التحفة الإثنا عشرية: 229.

مَنْ مات على الكفر أو قضى فيه أكثر عمره من عالم النور، ومن النور الّذي خلق منه النبيّ المختار؟

ثالثاً: أنّهم إذا عبدوا اللّه ألف عام قبل آدم فكيف كانوا يعبدون الأصنام أكثر عمرهم؟.

وأمّا الثاني: فالوجه في الملازمة بين الوجود النوريّ لعليٍّ عليه السلام وبين الولاية والوصاية أظهر من الشمس كما بينّاه، فكيف ينكر ذلك ويطالب بالدليل؟! مع أنّه قد صرّح في كثيرٍ من هذه الأخبار بالوصاية والولاية له عليه السلام ، وأيّ دليلٍ أوضح من التنصيص؟ فالحديث صريح في: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله خلقه اللّه تعالى من نوره، فأخرجه اللّه نبيّاً، وخلق عليّاً عليه السلام من نفسذلك النور، فأخرجه وصيّاً، فكما تفرّع على خلق النبيّ من نوره عزّوجلّ نبوّته تفرّع على خلق عليٍّ من نوره تعالى وصايته وخلافته له.

وأمّا ما ذكره من نقضه بالعبّاس عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله فهو خارج عن مقام الاستدلال؛ لأنّ المقام ليس في الاستدلال بقرب النسب أصلاً، فكيف يدخله في الموضوع؟ وأمّا الحسنان عليهماالسلام فهُما فرعان للولاية، ولا يزيد الفرع على الأصل، ولا يتقدّم عليه، مع جعل اللّه تعالى - كما في هذه الأخبار - هذا المنصب للأصل أوّلاً، ثمّ لهما بعد ذلك.

والحاصل: أنّ دلالة هذه الأحاديث على الولاية والوصاية واضحة، وغير قابلةٍ للتشكيك والارتياب أصلاً.

ص: 218

المطلب الثاني: في مساواة النّبيّ صلى الله عليه و آله لغيره بعد موته

اشارة

والكلام فيه حول قول السلفيّة: بأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله مساوٍ لغيره بعد موته، فلا يجوز شدّ الرحال إلى زيارته كغيره من الأموات، بل تعدّ بدعة، وفيه مقامان:

المقام الأوّل:

اشارة

إنّ احترام الأموات وتعاهد زيارتهم والتسليم والدعاء لهم كانت من الأمور المستحبّة الواضحة والسنن الدارجة عند المسلمين منذ القرون الأُولى، ولم يستشكل فيه أحد، وتعضدها الأدلّة الأربعة من: الكتابوالسنّة والإجماع والعقل، وقد جرت عليها السيرة المطّردة بين المسلمين من صدر الإسلام، وفي زمن الصحابة الأوّلين والتابعين لهم، وإنّها من مزايا الإسلام ومن باب الاعتناء بشأن الإنسان الّذي هو خليفة اللّه في أرضه، واحترام الموءمن في كلّ حال من الأحوال وتفقّده في حال الصحّة والمرض، والحضور والغيبة، والحياة والممات؛ لأنّه خُلق للبقاء لا للفناء، وأنّه باقٍ في حال التكامل لا التنازل والزوال، ولا سيّما أنّ زيارة الرسول صلى الله عليه و آله في حياته وبعدها كانت تعدّ من أعظم القربات وأشرفها، حتّى عدّها بعض العلماء من الواجبات، وهي من المتسالم عليها بين جميع فِرَق المسلمين من دون نكير وغميزةٍ من أحدٍ، حتّى وُجد رجل بعد قرون بعيدة باسم ابن تيميّة فادّعى الاجتهاد في مقابل النصوص والأدلّة المتضافرة،

ص: 219

وأنكر ذلك أشدّ الإنكار، وزرع بذر الشبهة في جماعة مثله من العوام، وتبعه على ذلك محمّد بن عبد الوهاب الّذي أتى بأدلّة واهية مردودة مخدوشة في إثبات دعواه، حتّى أنّه لم يتمكّن من نشرها في حياة والده؛ من جهة منعه وزجره عنها، وقد كتب أخوه وأصدقاؤه كتاباً وافياً وشافياً وناصحاً في ردّه وبطلان مزعوماته، ولكنّه لم يرتدع عن شذوذه، وساعده على ذلك بعض الحكّام آنذاك، حتّى تمكّن من إغفال جمعٍ من البسطاء والسذّج الأذهان.

وعلى كلّ حال فنحن نذكر أدلّة الطرفين حتّى لا تبقى شبهة ولا إشكال، وإن كان الأمر واضحاً وجليّاً، فالكلام يقع في جهتين:

الجهة الأُولى: في بيان أدلّة المنكرين:

وهي - كما وردت في «المنهاج» و «اقتضاء الصراط المستقيم»، و «الصراع» - وجوه:

الأوّل: أصالة المنع والحرمة بتقريب: أنّ الزيارة من الأُمور العباديّة، وهي توقيفيّة، ولابدّ من ثبوتها وجواز الإتيان بها من إذن الشارع، ولم يرد دليل على جوازها من الكتاب ولا من السنّة، وما ورد في بعض الأحاديث من جوازها فهو من الأحاديث الموضوعة، غير قابلٍ للتمسّك بها، وعليه فمقتضى الأصل هو: التحريم.

قال في «اقتضاء الصراط المستقيم»: لم يثبت عن النبيّ صلى الله عليه و سلم حديث واحد في زيارة قبرٍ مخصوص، ولا روى أحد في ذلك شيئاً، لا أهل الصحيح ولا السنن، ولا الأئمّة المصنّفون في السند: كالإمام أحمد وغيره، وإنّما روى ذلك

ص: 220

مَنْ جمع الموضوع وغيره ...(1).

الثاني: قيام الدليل على المنع، وهو عدّة أحاديث:

1 - قوله صلى الله عليه و سلم : «لا تشدّوا الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا»(2).

2 - حديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه و سلم ، قال: «لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا علَيَّ؛ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم»(3).والعيد: ما يعاود مرّةً بعد أُخرى، قاله الراغب(4)، وفي «القاموس»: كلّ يوم فيه جمع(5)، وقال الشوكاني: لا تتخذوا قبري عيداً، أي: موسماً يجتمعون فيه، كما صار يفعله كثير من عبّاد القبور(6).

3 - ما عن أبي هريرة، قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «اللّهمّ، لا تجعل قبري وثناً، لعن اللّه قوماً اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»(7). وشدّ الرحال إليها يؤدّي إلى اتّخاذ قبره صلى الله عليه و آله وثناً وعيداً.

4 - ما عن أبي هريرة، قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «قاتل اللّه اليهود؛ اتّخذوا قبور .

ص: 221


1- اقتضاء الصراط المستقيم: 400 .
2- أخرجه البخاري 2 : 703، الحديث 1893، ومسلم 2 : 975، الحديث 415، وفيه: قدّم «مسجدي هذا» على «مسجد الحرام».
3- أخرجه أبو داود في سننه 2 : 218، الحديث 2042 .
4- المفردات في غريب القرآن: 354، مادّة (عود).
5- القاموس المحيط: 327، مادّة (عود).
6- شرح الصدور للشوكاني: 60 .
7- أخرجه الحميدي في مسنده 2 : 224، الحديث 1055، وأبو نعيم في الحلية 7 : 317 .

أنبيائهم مساجد»(1). وشدّ الرحال مفضٍ إلى اتّخاذ القبور مساجد كذلك.5 - حديث أُمّ الموءمنين عائشة، وابن عبّاس، قالا: لمّا نُزِلَ برسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، طفق يطرح خَميصة له على وجهه، فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه، فقال - وهو كذلك - : «لعنة اللّه على اليهود والنّصارى؛ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»(2).

6 - حديث أبي هريرة، قال: خرجت إلى الطور، فلقيت كعب الأحبار، فذكر حديثا طويلاً، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول: «لا تُعمل المطِيّ إلاّ إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس»(3).

7 - ما أثر عن عبد اللّه بن عمر من: أنّه كان إذا أراد أن يخرح دخل المسجد فصلّى، ثمّ أتى قبر النبيّ صلى الله عليه و سلم ، فقال: السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه، ثمّ يكون وجهه. وكان إذا قدم من سفر يفعل ذلك قبل أن يدخل منزله(4).

ووجه الدلالة فيه هو: أنّه إنّما بدأ بالمسجد، فصلّى فيه ركعتين، ثمّ أردف ذلك بالسلام؛ لأنّ التوجّه والقصد إنّما هو للمسجد في أصله، ولو كان القصد للقبر لم يبدأ به في حلّه وفي ترحاله(5). .

ص: 222


1- أخرجه البخاري 1 : 168، الحديث 426، ومسلم 1 : 376، الحديث 530، وأبو داود 2 : 235، الحديث 3227 .
2- أخرجه البخاري 1 : 168، الحديث 425، ومسلم 1 : 377، الحديث 531 .
3- كنز العمّال 12 : 200، الحديث 34659، وسنن النسائي 1 : 540، الحديث 1754 .
4- أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه 4 : 559، الحديث 11904 .
5- استدلّ بهذه الروايات في اقتضاء الصراط المستقيم: 394 - 407 فراجع.

الثالث: أنّ الأشياء المشروعة: كالصّلاة والسلام على الرسول الكريم لا فرق فيها بين القرب والنأي؛ فإنّها تحصل في الحالتين، وأمّا مشاهدة القبر الشريف نفسه، ومشاهدة الأحجار نفسها فلا فضل فيها ولا ثواب بلا خلاف بين علماء الإسلام، بل إنّ مشاهدته عليه الصّلاة والسلام حينما كان حيّا لا فضل لها بذاتها، وإنّما الفضل في الإيمان به، والتعلّم منه، والاقتداء به والنهج منهجه، ومناصرته(1).

هذه هي أهمّ الوجوه الّتي استدلّوا بها على دعواهم، وهي واهية، وغير قابلة للاستناد إليها؛ من وجوه تأتي الإشارة إليها بعد ذلك.

الجهة الثانية: في بيان أدلّة المثبتين:
اشارة

وهي وجوه:

الوجه الأوّل: القرآن الكريم:

الآية الأُولى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً(2).

تقريب الاستدلال: أنّ الآية الشريفة تحثّ أهل المعاصي والذنوب أن يأتوا الرسول صلى الله عليه و آله ، ويطلبوا منه الاستغفار، حتّى يغفر اللّه تعالى لهم، ولا يردّ توبتهم؛ فإنّه تعالى أهل للتوبة والرحمة للموءمنين، ومن المعلوم: أنّ الآية الشريفة

ص: 223


1- حكاه الشيخ الأميني عن صاحب الصراع، راجع: الغدير 5 : 138 .
2- سورة النساء، الآية: 64.

لا تختصّ بزمانٍ دون زمانٍ؛ فإنّ آيات القرآن مطلقة وجارية في كلّ زمان ومكان؛ فإنّها تجري كجريان الشمس والقمر، فإتيان الرسول صلى الله عليه و آله وطلب الاستغفار منه صلى الله عليه و آله أمر مطلوب ومندوب إليه في كلّ زمانٍ وعصرٍ، ولا يختصّ بزمان حياته صلى الله عليه و آله في الدنيا، ولذلك استشهد في روايات أهل البيت عليهم السلام بالآية الشريفة في ضمن التسليم الّذي ورد عنهم: «... اللّهمّ، إنّك قلت وقولك الحقّ: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً، وإنّي أتيت نبيّك مستغفراً تائباً من ذنوبي. وإنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّي وربّك؛ ليغفر لي ذنوبي»(1).

والآية مطلقة غير مقيّدةٍ بعدم القصد وشدّ الرحال وإعمال المطي، بل غير قابلة لذلك؛ فإنّ طلب العفو والغفران من أعظم الحوائج، ولا شكّ في رجحان شدّ الرحال وإعمال المطايا، فضلاً عن جوازه.

الآية الثانية: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً(2).

وجه الاستدلال: أنّ هذه الآية اشتملت على أمر بالصّلاة والتسليم على النبيّ صلى الله عليه و آله ، ومن المعلوم الواضح: أنّه لا يختصّ بزمانٍ وحالٍ دون حالٍ، والتسليم عليه - صلوات اللّه عليه - مطلق شامل للتسليم عليه من قرب أو بُعْد؛ فإنّه أمر مطلوب ومرغوب، فإذاقيل للابن: إنّه يجب عليك التسليم على والديك، أو على شيخك وأُستاذك، فإنّ له ظهورا في التسليم عليهم من قرب، .

ص: 224


1- الكافي 4 : 551، كتاب الحجّ، الباب 342، الحديث 1، ومن لا يحضره الفقيه 2 : 422، الحديث 1572، وفيه: «يا رسول اللّه، إنّي أتوجّه بك».
2- سورة الأحزاب، الآية: 56 .

وإذا علم: أنّه مطلق وله أن يسلّم عليهم ولو من بعيد، فيرى جواز التسليم عليهم من بُعد أيضاً، ولكن لا إشكال في: أنّه يرى الفضل في إتيانهم والتسليم عليهم من قرب؛ فإنّ للتسليم من قرب فضيلةً وشأنا فوق التسليم من بُعد، وهو أمر عرفي واضح لا شكّ فيه، فكذلك بالنسبة إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، فكيف يقال: بعدم رجحان الإتيان إليه والتسليم عليه من قريب؟! ولذلك ورد في جملة من الأحاديث: أنّ «مَن سلّم عليّ في شيءٍ من الأرض أبلغته، ومَنْ سلّم عليّ عند القبر سمعته»(1).

الوجه الثاني: السنّة:

وقد اشتملت على أحاديث كثيرة جدّاً وصلت إلى حدّ التواتر، بل تفوق التواتر بأضعاف، ويربو عددها على أكثر من سبعمائة حديث، وتقسم إلى عدّة طوائف.وحيث إنّ ذكرها جميعا خارج عن نطاق هذا البحث، وربما يحتاج إلى جزءٍ مستقلّ، فلنكتف بذكر طائفتين من هذه الأحاديث تفصيلاً، ولنشر إلى بقيّة الطوائف، حتّى يسهل للطالب الرجوع إليها إذا أرادها.

ص: 225


1- وسائل الشيعة 14 : 338، الباب 4 من أبواب المزار وما يناسبه، الحديث 5. وانظر بقيّة أحاديث الباب.
الطائفة الأولى: ما ورد في استحباب زيارة قبر المؤمن
اشارة

وهي على قسمين:

القسم الأوّل: الأحاديث الواردة من طرق العامّة:

منها: حديث بريدة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها»(1).

وزاد الترمذي: «فقد أذن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في زيارة قبر أُمّه».

ومنها: حديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه و آله في حديث قال: «... فزوروا القبور؛ فإنّها تذكّر الموت»(2).

ومنها: حديث أبي هريرة مرفوعا: «إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور،

ص: 226


1- أخرجه مسلم في صحيحه 2 : 672، الحديث 977، والترمذي في سننه 3 : 240، الحديث 1054، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه 1 : 653، الحديث 2159، والحاكم في المستدرك 1 : 707، الحديث 1425، والبغوي في مصابيح السنّة 1 : 568، الحديث 1239، وغيرها.
2- أخرجه مسلم في صحيحه 2 : 671، الحديث 976، وأحمد في مسنده 9 : 283، الحديث 9649، وابن ماجة في سننه 1 : 501، الحديث 1572 وفيه: «تذكّركم الموت»، وأبو داود في سننه 3 : 218، الحديث 3234، والنسائي في سننه 1 : 654، الحديث 2161، والحاكم في المستدرك 1 : 709، الحديث 1428، والبيهقي في سننه الكبرى 4 : 76، باب زيارة القبور.

فزوروها، وليزدكم زيارتها خيراً»(1).

ومنها: حديث عبد اللّه بن مسعود، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّها تزهّد في الدنيا، وتذكّر الآخرة»(2).

ومنها: حديث أنس بن مالك مرفوعاً: «نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّها تذكّركم الموت»(3).

ومنها: حديث ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولا تقولوا هجراً»(4).

ومنها: حديث أبي ذر مرفوعاً: «زر القبور تذكر بها الآخرة»(5).

ومنها: حديث أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلى الله عليه و سلم : «... ونهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولا تقولوا ما يسخط الربّ»(6).

ومنها: حديث زيد بن الخطّاب، قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : «إنّي كنت نهيتُكم عن .

ص: 227


1- أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4 : 76، الباب المتقدّم.
2- أخرجه ابن ماجة في سننه 1 : 501، الحديث 1571، والحاكم في المستدرك 1 : 709، الحديث 1428، والبيهقي في سننه الكبرى 4 : 77، الباب المتقدّم، والمنذري في الترغيب والترهيب 4 : 189، الحديث 3، وقال: رواه ابن ماجة بإسناد صحيح.
3- أخرجه الحاكم 1 : 709، الحديث 1428 .
4- أخرجه الطبراني في الكبير 11 : 202، الحديث 11653، والهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 59.
5- أخرجه الحاكم في المستدرك 1 : 711، الحديث 1435، وقال: رواته عن آخرهم ثقات، والمنذري في الترغيب والترهيب 4 : 189، الحديث 4 .
6- أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 58، وقال: رواه البزار واسناده رجاله رجال الصحيح.

زيارة القبور، فمن شاء منكم أن يزور فليزر»(1).

ومنها: حديث آخَر لبريدة مرفوعاً: «إنّي كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، وليزدكم زيارتها خيراً»(2).

ومنها: حديث آخر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «نهيتُكم عن زيارة القبور، ثمّ بدا لي أنّها ترقّ القلب، وتدمع العين، وتذكّر الآخرة فزوروها، ولا تقولوا هجراً»(3).ومنها: حديث آخَر عن أبي سعيد الخدري، قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إنّي نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّ فيها عبرة»(4).

ومنها: حديث زيد بن ثابت، قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «زوروا القبور، ولا تقولوا هجرا»(5).

ومنها: حديث عليّ أمير الموءمنين عليه السلام ، قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «إنّي كنت .

ص: 228


1- رواه الطبراني في الكبير 5 : 82، الحديث 4648، والهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 58.
2- أخرجه الحاكم في المستدرك 1 : 710، الحديث 1431، وصحّحه، والبيهقي في سننه الكبرى 4 : 76، باب زيارة القبور.
3- أخرجه أحمد في مسنده 11 : 194، الحديث 13421، وتكرّر ذكره في أكثر من موضع من الكتاب، والبيهقي في سننه الكبرى 4 : 77، باب زيارة القبور.
4- أخرجه أحمد في مسنده 10 : 120، الحديث 11268، والحاكم في المستدرك 1 : 708، الحديث 1426 وصحّحه، والبيهقي في سننه الكبرى 4 : 77، الباب المتقدّم، والمنذري في الترغيب والترهيب 4 : 189، الحديث 3، وقال: رواته محتجّ بهم في الصحيح، وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 57، باب زيارة القبور.
5- أخرجه الطبراني في الصغير 2 : 118، الحديث 881، ونقله في مجمع الزوائد 3 : 58.

نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّها تذكّركم الآخرة»(1).

ومنها: حديث جابر عن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: «كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها»(2).

ومنها: حديث طلحة بن عبيد اللّه، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يريد قبور الشهداء ... فلمّا جئنا قبور الشهداء قال: «هذه قبور إخواننا»(3).

ومنها: حديث ثوبان، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال: «[إنّي] كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم، واستغفاراً لهم»(4).

ومنها: حديث آخَر عنه: «مَنْ أراد أن يزور قبراً فليزره، ولا يقول إلاّ خيراً، فإنّ الميّت يتأذّى ممّا يتأذّى منه الحيّ»(5).

ومنها: حديث أُمّ سلمة، قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّ لكم فيها عبرة»(6).

ومنها: ما عن عائشة: كان رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم موءمنين، وأتاكم ما توعدون غداً موءجّلون، وإنّا - إن شاء اللّه - بكم لاحقون. اللّهمّ، اغفر لأهل بقيع الغرقد»(7). .

ص: 229


1- أخرجه أحمد في مسنده 2 : 111، الحديث 1235، والهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 58.
2- أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 13 : 264 / 7216 .
3- أخرجه أبو داود في سننه 2 : 218، الحديث 2043، والبيهقي في سننه الكبرى 5 : 249، باب زيارة قبور الشهداء.
4- رواه الطبراني في الكبير 2 : 94، الحديث 1419، ونقله في مجمع الزوائد 3 : 59.
5- ذكره في الروض الفائق: 17.
6- ذكره الطبراني في الكبير 23 : 278، الحديث 602، ونقله في مجمع الزوائد 3 : 58.7 - أخرجه مسلم في صحيحه 2 : 669، الحديث 974، والبيهقي في سننه الكبرى ← 4 : 79، باب ما يقول إذا دخل مقبرة، والمصدر نفسه 5 : 249، باب زيارة القبور الّتي في بقيع الغرقد، والشربيني في مغني المحتاج 1 : 365.

ومنها: ما في حديثٍ آخَر لها: أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم نهى عن زيارة القبور، ثمّ رخّص فيها، أحسبه قال: «فإنّها تذكّر الآخرة»(1).

ومنها: ما في حديثٍ آخَر لها، قالت: نهى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم عن زيارة القبور، ثمّ قال: «زوروها؛ فإنّ فيها موعظة»(2).

ومنها: ما في حديثٍ آخَر لها مرفوعاً: «ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم؛ فإنّ فيهم عبرة»(3).

ومنها: ما روي من: أنّ فاطمة بنت النبيّ صلى الله عليه و آله كانت تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعةٍ، فتصلّي وتبكي عنده(4).

ومنها: ما أخرجه أبو الوليد محمّد بن عبد اللّه الأزرقي في «أخبار مكّة»، قال: أخبرني ابن أبي مليكة في حديثٍ رفعه إلى النبيّ صلى الله عليه و سلم ، قال: «ائتوا موتاكم، فسلّموا عليهم - أو صِلُوا (شكّ الخزاعي) - ؛ فإنّ لكم عبرة»(5). .

ص: 230


1- أخرجه الطبراني في الأوسط 2 : 394، الحديث 3632، والهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 58، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
2- أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 14 : 231 / 7529 .
3- رواه الطبراني في الأوسط 4 : 59، الحديث 5209، ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد 3 : 59.
4- أخرجه الحاكم في المستدرك 1 : 711، الحديث 1436، وقال: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4 : 78، باب ما ورد في دخولهن في عموم فزوروها.
5- ذكره الأميني في الغدير 5 : 245 .

هذه جملة من أحاديث الطائفة الأولى الّتي وردت من طرق أهل السنّة، وحاصل ما يستفاد من مجموعها ما يلي:

1 - أنّ زيارة القبور كان منهيّاً عنها سابقاً، وقد نسخه النبيّ صلى الله عليه و آله .

2 - أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أمر بزيارة القبور.

3 - أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يذهب لزيارة البقيع ويسلّم ويدعو لأهلها ويستغفر لهم.

4 - أنّ فاطمة عليهاالسلام كانت تذهب لزيارة قبر حمزة في كلّ جمعةٍ، وتصلّي وتبكي عنده.

5 - أنّ زيارة القبور تذكّر الموت.

6 - أنّ زيارة القبور والصّلاة لأهلها استغفار لهم.

7 - أنّ زيارة القبور عبرة للزائر.

8 - أنّ زيارة القبور تذكّر الآخرة.

9 - أنّ زيارة القبور تزيد الزائر خيراً.10 - أنّ زيارة القبور ترقّ القلب وتدمع العين.

11 - أنّ زيارة القبور تزهّد في الدنيا وتذكّر الآخرة.

12 - رجحان عدم ذكر الهُجْر - أي: الفحش أو ما لا ينبغي - عند زيارة القبور.

13 - رجحان عدم ذكر ما يسخط الربّ عند زيارة القبور.

14 - رجحان عدم التلفّظ بشيء سوى الخير عند زيارة القبور؛ فإنّ الميّت

ص: 231

يتأذّى ممّا يتأذّى منه الحيّ.

ألا يا أهل الفكر والوجدان، انظروا وتأمّلوا، هل إنّ هذه الأحاديث مقيّدة بعدم القصد إليها، أو عدم إعمال المطي، أو غير ذلك من المجعولات؟! وهل يمكن تقييدها بأمثال هذه الأوهام؟!

القسم الثاني: الأحاديث الواردة من طُرق الإماميّة:

منها: ما رواه جعفر بن محمّد بن قولويه بسنده الصحيح، عن صفوان الجمّال، قال: سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول: «كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كلّ عشيّة خميس إلى بقيع المدنيّين، فيقول ثلاثا: السلام عليكم يا أهل الدّيار، وثلاثاً: رحمكم اللّه»، الحديث(1).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسند صحيح، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: سمعته يقول: «عاشت فاطمة عليهاالسلام بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً، لم تر كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كلّ جمعة مرّتين: الإثنين والخميس، فتقول: هاهنا كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، هاهنا كان المشركون»(2).

ومنها: ما رواه الشيخ رحمه الله بسنده، عن يونس، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: «إنّ فاطمة عليهاالسلام كانت تأتي قبور الشهداء في كلّ غداة سبت، فتأتي قبر حمزة،

ص: 232


1- كامل الزيارات: 529، الباب 105، الحديث 811 .
2- الكافي 3 : 219، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 3 .

وتترحّم عليه، وتستغفر له»(1).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «قال أمير الموءمنين عليه السلام : زوروا مَوْتاكم؛ فإنّهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب أحدكم حاجَتَه عند قبر أبيه وعند قبر أُمّه بما يدعو لهما»(2).

ورواه الصّدوق رحمه الله في «الخصال» بإسناده عن عليٍّ عليه السلام في حديث الأربعمائة(3).

ومنها: ما رواه الشيخ الصّدوق رحمه الله بسنده الصحيح، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام :بلغني: أنّ الموءمن إذا أتاه الزائر أنس به، فإذا انصرف عنه استوحش، فقال: «لا يستوحش»(4).

دلّ الحديث على: جواز الزيارة، وأنّه لا يستوحش المؤمن الميّت بانصراف الزائر عنه.

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده الصحيح، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في زيارة القبور، قال: «إنّهم يأنسون بكم، فإذا غبتم عنهم استوحشوا»(5).

ومنها: ما رواه أيضاً بسنده، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام ، .

ص: 233


1- تهذيب الأحكام 1 : 470، الحديث 1523 .
2- الكافي 3 : 220، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 10 .
3- الخصال 2 : 618، الحديث 10، وفيه: «وليطلب الرّجل حاجته عند قبر أبيه وأمّه بعدما يدعو لهما».
4- من لا يحضره الفقيه 1 : 213، الحديث 544 .
5- الكافي 3 : 218، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 1 .

قال: قلت له: الموءمن يعلم من يزور قبره ؟ قال: «نعم، ولا يزال مستأنساً به ما دام عند قبره. فإذا قام وانصرف من قبره دخله من انصرافه عن قبره وحشة»(1).ومنها: ما رواه أيضاً بسنده، عن عمرو بن أبي المقدام، قال: مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة، قال: فوقف عليه السلام عليه فقال: «اللّهمّ، ارحم غربته، وصِل وحدته، وآنس وحشته، وأسكِن إليه من رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك، وألحقه بمن كان يتولاّه»(2).

ورواه الشيخ بسنده الصحيح أيضاً، وزاد: ثمّ قرأنا: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(3) سبع مرّات(4).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده الصحيح، عن عبد اللّه بن سنان، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : كيف التسليم على أهل القبور؟ فقال: «نعم، تقول: السلام على أهل الدّيار من المسلمين والمؤمنين. أنتم لنا فَرَطٌ، ونحن إن شاء اللّه بكم لاحقون»(5).

ومنها: ما رواه أيضاً بسنده، عن جرّاح المدائني، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام : كيف التسليم على أهل القبور؟ قال: «تقول: السلام على أهل الدّيار من المسلمين والمؤمنين، رحم اللّه المستقدِمين منّا والمستأخِرين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون»(6).)

ص: 234


1- الكافي 3 : 219، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 4 .
2- الكافي 3 : 219، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 6 .
3- سورة القدر، الآية: 1 .
4- تهذيب الأحكام 6 : 91، الحديث 183، وفيه: «من رحمتك رحمة».
5- الكافي 3 : 219، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 5 .
6- الكافي 3 : 219، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 8 .(234)

ورواه الصّدوق بالألفاظ نفسها، مع تقديم وتأخير يسير فيها(1).

ومنها: ما رواه الصّدوق عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أنّه كان إذا مرّ على القبول قال: «السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون»(2).

ومنها: ما رواه عبد اللّه بن جعفر الحميري بسنده الموثّق، عن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام ، في السلام على أهل القبور: «السلام عليكم أهل الديار من قوم موءمنين ورحمة اللّه وبركاته، أنتم لنا سلفٌ، ونحن لكم تبع، رحم اللّه المستقدمين منكم والمستأخرين، وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون»(3).

أقول: وروى أيضا ابن قولويه وغيره أحاديث كثيرة في هذا المعنى(4).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده، عن محمّد بن أحمد، قال: كنت بفيد ... فقال عليّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر، عن الرّضا عليه السلام ، قال: «من أتى قبر أخيه ثمّ وضع يده على القبر وقرأ: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(5) سبع مرّات أمِنَ من الفزع الأكبر أو يوم الفزع»(6).

ورواه ابن قولويه رحمه الله والشيخ رحمه الله أيضا(7)، كما رواه الكشّي والنجاشي .

ص: 235


1- من لا يحضره الفقيه 1 : 211، الحديث 533 .
2- من لا يحضره الفقيه 1 : 211، الحديث 534 .
3- قرب الإسناد: 122، الحديث 431 .
4- راجع: كامل الزيارات: 528، الباب 105 فضل زيارة المؤمنين وكيف يزارون.
5- سورة القدر، الآية: 1 .
6- الكافي 3 : 219، كتاب الجنائز، الباب 156، الحديث 9 .
7- كامل الزيارات: 528، الباب 105، الحديث 808 ، وتهذيب الأحكام 6 : 90، الحديث 182 .

في «رجاليهما»(1).

ومنها: ما رواه الصّدوق رحمه الله مرسلاً، عن الرّضا عليه السلام ، قال: «ما من عبد زار قبر موءمن فقرأ عليه: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ سبع مرّات إلاّ غفر اللّه له ولصاحب القبر»(2).

ومنها: ما رواه أيضاً في «ثواب الأعمال» بسندٍ صحيح مثل ما تقدّم(3).

ومنها: ما رواه أيضاً بسنده الصحيح، عن محمّد بن مسلم أنّه قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : الموتى نزورهم؟ فقال: «نعم» قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ فقال: «إي واللّه، إنّهم ليعلمون بكم، ويفرحون بكم، ويستأنسون إليكم»، قال: قلت: فأيّ شيءٍ نقول إذا أتيناهم؟ قال: «قل: اللّهمّ، جاف الأرض عن جنوبهم، وصاعد إليك أرواحهم، ولقّهم منك رضواناً، وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم، وتؤنس به وحشتهم، إنّك على كلّ شيءٍ قدير»(4).

وهناك أحاديث أخرى غير ما ذكرناه..

ص: 236


1- رجال الكشّي 606 / 1066، ورجال النجاشي: 331 / 893، مع اختلاف يسير.
2- من لا يحضره الفقيه 1 : 212، الحديث 541 .
3- ثواب الأعمال: 236 .
4- من لا يحضره الفقيه 1 : 212، الحديث 540 .
الطائفة الثانية: ما ورد في استحباب خصوص زيارة الرسول صلى الله عليه و آله
اشارة

وهي على قسمين:

القسم الأوّل: ما ورد من طُرق العامّة:

الحديث الأوّل: عن عبد اللّه بن عمر مرفوعاً عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من جاءني زائراً لا تعمله إلاّ زيارتي كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة»، وفي لفظٍ: «لا تحمله إلاّ زيارتي»، وفي آخَر: «لم تنزعه حاجة إلاّ زيارتي»، وفي رابعٍ: «لا ينزعه إلاّ زيارتي كان حقّاً على اللّه عزّوجلّ»، وفي خامسٍ للغزالي: «لا يهمّه إلاّ زيارتي»(1).

ص: 237


1- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 147 - منهم: 1. الحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي في كتابه السنن الصحاح.وعلّق عليه السبكي في شفاء السقام: وذلك منه حكم: بأنّه مجمع على صحّته بمقتضى الشرط الّذي شرطه في خطبته. وابن السكن هذا إمام، حافظ، ثقة، كثير الحديث، واسع الرحلة. قال في خطبة الكتاب: أمّا بعد، فإنّك سألتني: أن أجمع لك ما صحّ عندي من السنن المأثورة الّتي نقلها الأئمّة من أهل البلدان الّذين لا يطعن عليهم طاعن فيما نقلوه ... فما ذكرته في كتابي هذا مجملاً فهو ممّا أجمعوا على صحّته ... . 2. الحافظ أبو القاسم الطبراني، المتوفّى 360 ه- أخرجه في المعجم الكبير. 3. الحافظ أبو بكر محمّد بن إبراهيم المقري الأصبهاني المتوفّى 381 ه- في مجمعه. 4. الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى 385 ه- أخرجه في أماليه. 5. الحافط أبو نعيم الأصبهاني المتوفّى 430 ه- . 6. القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن الخلعي الشافعي المتوفّى 492 صاحب الفوائد. 7. حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي المتوفّى 505 ه- في إحياء العلوم. 8. الحافظ ابن عساكر المتوفّى 571 ه- صاحب تاريخ الشام. 9. الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن الخليل الدمشقي المتوفّى 492 ه- . 10. الحافظ يحيى بن عليّ القرشي الأموي المالكي المتوفّى 662 ه- . 11. الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد في كتابه. 12. تقي الدين السبكي الشافعي المتوفّى 756 أخرجه من طرق شتّى، وصحّحه في شفاء السقام. 13. السيّد نور الدين عليّ بن عبد اللّه الشافعي السمهودي في وفاء الوفاء - ذكره أيضا من طرق شتّى - وقال: مقتضى ما شرطه ابن السكن في خطبته: أن يكون الحديث ممّا أجمع على صحّته، ثمّ قال: ولهذا نقل عنه جماعة منهم: الحافظ زين الدين العراقي: أنّه صححه ... . 14. أبو العبّاس شهاب الدين العسقلاني المتوفّى 923 ه- في المواهب اللدنيّة، وقال: صححه ابن السكن. 15. الشيخ محمّد الخطيب الشربيني المتوفّى 977 ه- في مغني المحتاج شرح المنهاج. 16. الشيخ عبد الرّحمن شيخ زاده المتوفّى 1078 ه- في مجمع الأنهر.

الحديث الثاني: عن عبد اللّه بن عمر مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي». وفي غير واحدٍ من طُرقه زيادة: «وصحبني»(1)..

ص: 238


1- أخرجه جمع من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 150 - 152 - منهم: 1. الحافظ عبد الرزّاق أبو بكر الصنعاني المتوفّى 211 ه- . 2. الحافظ أبو العبّاس الحسن بن سفيان الشيباني المتوفّى 303 ه- . 3. الحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ الموصلي المتوفّى 307 ه- في مسنده. 4. الحافظ أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي المتوفّى 317 ه- . 5. الحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفّى 360 ه- . 6. الحافظ أحمد بن عدي المتوفّى 365 ه- في الكامل. 7. الحافظ أبو بكر محمّد بن إبراهيم المقري المتوفّى 381 ه- . 8. الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى 385 ه- في سننه وغيرها. 9. الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى 458 ه- في سننه (5 / 246). 10. الحافظ ابن عساكر الدمشقي المتوفّى 571 ه- في تاريخه. 11. الحافظ ابن الجوزي المتوفّى 597 في مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن. 12. الحافظ أبو عبد اللّه ابن النجّار البغدادي المتوفّى 643 ه- في كتابه الدرّة الثمينة في أخبار المدينة. 13. الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى 648 ه- . 14. الحافظ أبو محمّد عبد الموءمن الدمياطي المتوفّى 705 ه- . 15. أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحدّاد في كتابه. 16. الحافظ أبو الحسين المصري. 17. وليّ الدين الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح المؤلَّف 737 ه- في باب حرم المدينة في الفصل الثالث. 18. تقيّ الدين السبكي المتوفّى 756 ه- بسط القول في طرقه في شفاء السقام (16 - 21) ورواه عن كثير من هؤلاء الحفّاظ المذكورين وغيرهم. 19. الشيخ شعيب [بن] عبد اللّه المصري الحريفيش المتوفّى 801 ه- في الروض الفائق (2 / 137). 20. السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- - فصّل في طرقه في وفاء الوفاء (2 / 397). 21. الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفّى 911 ه- في الجامع الكبير كما في ترتيبه (8 / 99) . 22. قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي الحنفي المتوفّى 1069 ه- في شرح الشفاء للقاضي عياض (3 / 567) . 23. الشيخ عبد الرّحمن شيخ زاده المتوفّى 1078 ه- في مجمع الأنهر (1 / 157). 24. الشيخ محمّد الشوكاني المتوفّى 1250 ه- في نيل الأوطار (4 / 325). 25. السيّد محمّد بن عبد اللّه الدمياطي الشافعي المتوفّى 1307 ه- في مصباح الظلام (2 / 144).

ص: 239

الحديث الثالث: عن عبد اللّه بن عمر مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من حجّ البيت ولم يزرني فقد جفاني»(1).

الحديث الرابع: عن عمر مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زار قبري - أو من زارني - كنت له شفيعاً - أو شهيداً - ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه اللّه عزّوجلّ في الآمنين يوم القيامة»(2). .

ص: 240


1- أخرجه جمع من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 152 - 153 - منهم: 1. الحافظ أبو حاتم محمّد بن حبّان التميمي البستي المتوفّى 354 في الضعفاء. 2. الحافظ ابن عدي المتوفّى 365 ه- في الكامل. 3. الحافظ الدارقطني المتوفّى 385 ه- في كتابه أحاديث مالك الّتي ليست في الموطّأ. 4. تقي الدين السبكي المتوفّى 756 ه- من غير طريق، في شفاء السقام (ص 22) وردّ حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع. 5. السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 398). 6. أبو العبّاس شهاب الدين العسقلاني المتوفّى 923 ه- في المواهب اللدنيّة نقلاً عن ابن عدي، وابن حبّان، والدارقطني. 7. الشيخ إسماعيل الجراحي العجلوني المتوفّى 1162 ه- في كشف الخفاء (2 / 278) نقلاً عن ابن عدي، وابن حبّان، والدارقطني. 8. السيّد المرتضى الزبيدي الحنفي المتوفّى 1205 ه- في تاج العروس (10 / 74). 9. الشيخ محمّد الشوكاني المتوفّى 1250 ه- في نيل الأوطار (4 / 325).
2- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 153 - 154 - منهم: 1. الحافظ أبو داود الطيالسي المتوفّى 204 في مسنده (1 / 12) . 2. الحافظ أبو نعيم الأصبهاني المتوفّى 430 ه- . 3. الحافظ البيهقي المتوفّى 458 ه- في السنن الكبرى (5 / 245). 4. الحافظ ابن عساكر الدمشقي المتوفّى 571 ه- في تاريخ الشام. 5. الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى 648 ه- . 6. تقي الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 22). 7. نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 399). 8. أبو العبّاس القسطلاني المتوفّى 923 ه- في المواهب اللدنية. 9. الحافظ ابن الرّبيع المتوفّى 944 ه- في تمييز الطيّب (ص 162). 10. زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى 1031 ه- في كنوز الحقائق (ص 141). 11. الشيخ إسماعيل العجلوني المتوفّى 1162 ه- في كشف الخفاء (2 / 278) .

الحديث الخامس: عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني في حياتي، ومن مات في أحد الحرمين بُعث يوم القيامة من الآمنين»(1). .

ص: 241


1- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن الغدير 5 : 154 - 155 - منهم: 1. الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى 385 ه- في السنن. 2. الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى 458 ه- . 3. الحافظ ابن عساكر الدمشقي المتوفّى 571 ه- . 4. الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى 648 ه- . 5. الحافظ أبو محمّد عبد الموءمن الدمياطي المتوفّى 705 ه- . 6. أبو عبد اللّه العبدري المالكي ابن الحاجّ المتوفّى 737 ه- في المدخل. 7. تقي الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 25). 8. الشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى 801 ه- في الروض الفائق (2 / 137). 9. نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 399). 10. أبو العبّاس القسطلاني المتوفّى 923 ه- في المواهب اللدنية، عن البيهقي. 11. الجراحي العجلوني المتوفّى 1162 ه- في كشف الخفاء (2 / 551)، عن ابن عساكر والذهبي، وحكى عن الأخير أنّه قال: إنّ هذا الحديث من أجود أحاديث الباب إسنادا. 12. الشيخ محمّد الشوكاني المتوفّى 1250 ه- في نيل الأوطار (4 / 325). 13. الشيخ محمّد بن درويش الحوت البيروتي المتوفّى 1276 ه- في حسن الأثر (ص 246).

الحديث السادس: عن عبد اللّه بن عمر مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من حجَّ حجّة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة، وصلّى عليَّ في بيت المقدس، لم يسأله اللّه عزّوجلّ فيما افترض عليه»(1).

الحديث السابع: عن أبي هريرة مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حيٌّ، ومن زارني كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة»(2). .

ص: 242


1- أخرجه جمع من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 155 - منهم: الحافظ محمّد بن الحسين بن أحمد أبو الفتح الأزدي المتوفّى 374 ه- في فوائده، ورواه عنه الحافظ السلفي أبو طاهر الإصبهاني المتوفّى 576 ه- بإسناده. وأخرجه بالطريق المذكور تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 25). وذكره السيّد السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 400). والشيخ محمّد بن عليّ الشوكاني المتوفّى 1250 ه- في نيل الأوطار (4 / 326).
2- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 156 - منهم: 1. الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه المتوفّى 416 ه- . 2. الحافظ أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني المتوفّى 540 ه- . 3. أبو الفتوح سعيد بن محمّد اليعقوبي [المتوفّى] 552 ه- في فوائده. 4. الحافظ أبو سعد عبد الكريم السمعاني الشافعي المتوفّى 562 ه- . 5.ابن الأنماطي إسماعيل بن عبد اللّه الأنصاري المالكي المتوفّى 619 ه- . 6. تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 26). 7. السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 400).

الحديث الثامن: عن أنس بن مالك مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا».

وفي روايةٍ أُخرى عنه أيضا عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من مات في أحد الحرمين بُعث من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة».

وفي لفظٍ ثالث له أيضا زيادة: «وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة»(1). ).

ص: 243


1- أخرجه أمَّةٌ من الحفّاظ - كما عن العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 156 - 158 - منهم: 1. ابن أبي فُديك محمّد بن إسماعيل المتوفّى 200 ه- . 2. ابن أبي الدنيا أبو بكر القرشي المتوفّى 281 ه- . 3. الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم النيسابوري المتوفّى 405 ه- . 4. الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى 458 ه- في شعب الإيمان. 5. القاضي عيّاض المالكي المتوفّى 544 ه- في الشفاء. 6. الحافظ عليّ بن الحسن الشهير بابن عساكر المتوفّى 571 ه- . 7. الحافظ ابن الجوزي المتوفّى 597 ه- في مثير الغرام الساكن. 8. الحافظ عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى 705 ه- . 9. أبو عبد اللّه العبدري المالكي ابن الحاجّ المتوفّى 737 ه- في المدخل (1 / 261). 10. شمس الدين أبو عبد اللّه الدمشقي الحنبلي المعروف بابن القيّم الجوزية المتوفّى 751 ه- في زاد المعاد (2 / 47). 11. تقيّ الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 27). 12. السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 400). 13. أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى 923 ه- في المواهب اللدنية. 14. جلال الدين السيوطي المتوفّى 911 ه- في الجامع الكبير، كما في ترتيبه (8 / 99). 15. الشيخ عبد الرّحمن شيخ زاده المتوفّى 1078 ه- في مجمع الأنهر (1 / 157) بلفظ: «من زارني إلى المدينة متعمِّدا كان في جواري إلى يوم القيامة». 16. الشيخ محمّد الشوكاني المتوفّى 1520 ه- في نيل الأوطار (4 / 326). 17. أبو عبد اللّه الزرقاني المالكي المتوفّى 1122 ه- في شرح المواهب (8 / 299). 18. الجراحي العجلوني المتوفّى 1162 ه- في كشف الخفاء (2 / 251). 19. السيّد أحمد الهاشمي في مختار الأحاديث النبوية (ص 169). 20. السيّد محمّد بن عبد اللّه الدمياطي الشافعي المتوفّى 1307 ه- في مصباح الظلام (2 / 144). 21. الشيخ منصور عليّ ناصف في التاج (2 / 216).

الحديث التاسع: عن أنس بن مالك مرفوعا عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني ميِّتا فكأنّما زارني حيّا، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحد من أُمّتي له سعة ثمّ لم يزرني فليس له عذرٌ»(1).

الحديث العاشر: عن ابن عبّاس مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتّى ينتهي إلى قبري كنتُ له .

ص: 244


1- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن الغدير 5 : 158 - 159 - منهم: 1.الحافظ أبو عبد اللّه محمّد بن محمود ابن النجّار المتوفّى 643 ه- في كتابه الدرّة الثمينة في فضائل المدينة. 2. تقيّ الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 28). 3. الحافظ زين الدين العراقي المتوفّى 806 ه- أشار إليه كما في المواهب. 4. السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 400). 5. أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى 923 ه- في المواهب اللدنيّة. 6. العجلوني المتوفّى 1162 ه- في كشف الخفاء (3 / 278).

يوم القيامة شهيدا»، أو قال: «شفيعا»(1).

الحديث الحادي عشر: عن عليٍّ أمير المؤمنين مرفوعا وغير مرفوع، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زار قبري بعد مماتي فكأنّما زارني في حياتي، ومن لم يزر قبري فقد جفاني»(2).

الحديث الثاني عشر: عن بكر بن عبد اللّه مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بُعث آمنا»(3). .

ص: 245


1- أخرجه جماعة - كما عن الغدير 5 : 159 - منهم: الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفّى 322 ه- وفي كتاب الضعفاء في ترجمة فضالة بن سعيد المازني، والحافظ ابن عساكر المتوفّى 571 ه- كما في شفاء السقام (ص 21)، ووفاء الوفاء (2 / 401)، ونيل الأوطار للشوكاني (4 / 325، 326).
2- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن الغدير 5 : 159 - 160 - منهم: 1. أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر الحسني في كتابه أخبار المدينة. 2. أبو سعيد عبد الملك بن محمّد النيسابوري الخركوشي المتوفّى 406 ه- في شرف المصطفى. 3. الحافظ ابن عساكر المتوفّى 571 ه- . 4. الحافظ أبو عبد اللّه ابن النجّار المتوفّى 643 ه- في كتاب الدرّة الثمينة. 5. الحافظ عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى 705 ه- . 6. تقي الدين السبكي المتوفّى 756 ه- في شفاء السقام (ص 29). 7. الشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى 801 ه- في الروض الفائق (2 / 137). 8. السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911 ه- في وفاء الوفاء (2 / 401). 9. زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى 1031 ه- في كنوز الحقائق (ص 141).
3- أخرجه جماعة من الحفّاظ - كما عن الغدير 5 : 160 - منهم: 1. الحافظ سعيد بن منصور النسائي أبو عثمان الخراساني المتوفّى 277 ه. 2. الحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفّى 360 ه- . 3. الحافظ أبو أحمد بن عدي المتوفّى 365 ه- . 4. الحافظ أبو الشيخ الأنصاري المتوفّى 369 ه- . 5. الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى 385 ه- . 6. الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى 458 ه- . 7. القاضي عيّاض المالكي المتوفّى 544 ه- . 8. قاضي القضاة الخفاجي الحنفي المتوفّى 1062 ه- في شرح الشفاء (3 / 565) نقله عن البيهقي والطبراني وابن منصور. 9. زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى 1031 ه- في كنوز الحقائق (ص 141) بلفظ: «من زار قبري بعد موتي». 10. العجلوني المتوفّى 1162 ه- في كشف الخفاء (2 / 251) نقلاً عن أبي الشيخ والطبراني وابن عدي والبيهقي.

الحديث الثالث عشر: عن عبد اللّه بن عمر مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي»(1).

الحديث الرابع عشر: عن ابن عبّاس مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «مَنْ حجّ إلى مكّة ثمّ قصدني في مسجدي كُتبت له حجّتان مبرورتان»(2).

الحديث الخامس عشر: عن رجل من آل الخطّاب مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «مَنْ زارني متعمِّدا كان في جواري يوم القيامة، ومَنْسكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة، ومَنْ مات في أحد .

ص: 246


1- سنن الدارقطني 2 : 244، الحديث 2667 وفيه: «من حجّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي»، والمعجم الكبير للطبراني 12 : 309، الحديث 13496، وكذلك في معجمه الأوسط 1 : 95، الحديث 287.
2- نيل الأوطار 9 : 414، وكنز العمال 5 : 135، الحديث 12370، ولسان الميزان 5 : 365، الحديث 6460 .

الحرمين بعثه اللّه من الآمنين [في الآمنين]»(1).

الحديث السادس عشر: عن عبد اللّه بن عمر مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني إلى المدينة كنت له شهيدا وشفيعا»(2).

الحديث السابع عشر: رُوي عن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم ، قال: «مَن وجد سعةً ولم يفد [يغد] إلَيَّ فقد جفاني»(3).

الحديث الثامن عشر: قال رسول اللّه صلى الله عليه و سلم : «مَن زارني بعد وفاتي وسلّم علَيَّ رددتُ عليه السلام عشرا، وزاره عشرة من الملائكة، كلّهم يسلّمون عليه، ومَنْ سلّم علَيَّ في بيته ردَّ اللّه تعالى علَيَّ روحي؛ حتّى أُسلّم عليه»(4).

الحديث التاسع عشر: مرفوعا عنه صلى الله عليه و سلم : «لا عذر لمن كان له سعة من أُمّتي ولم يزرني»(5)..

ص: 247


1- الدرّ المنثور 1 : 569، وشعب الإيمان 3 : 488، الحديث 4152، وكنز العمال 5 : 136، الحديث 12373، ومشكاة المصابيح 2 : 128، الحديث 2755، والضعفاء الكبير للعقيلي 4 : 361 / 1973، ولم يذكر فيه قوله صلى الله عليه و آله : «ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة».
2- الدرّ المنثور 1 : 569، وشعب الإيمان 3 : 489، وكنز العمال: 15 : 1014، الحديث 42584 .
3- إحياء علوم الدين 1 : 362، وتذكرة الموضوعات: 75، وكشف الخفاء 2 : 248، الحديث 2611، وطبقات الشافعيّة الكبرى 6 : 301 .
4- الروض الفائق: 278، وأخرج البيهقي في السنن الكبرى بسنده، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال: «ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللّه إليّ روحي؛ حتّى أردّ عليه السلام»، السنن الكبرى 5 : 245، وانظر: سنن أبي داود 1 : 218، الحديث 2041، والمعجم الأوسط للطبراني 2 : 226، الحديث 3092، وتفسير ابن كثير 4 : 247، والدرّ المنثور 1 : 570.
5- مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 1 : 463. وقال العلاّمة الأميني: رواه شيخ زاده ← في «مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر»، وعدّه من أدلّة الباب من دون غمز فيه. الغدير 5 : 164 .

الحديث العشرون: عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام : «من زار قبر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم كان في جواره»(1).

وقد ورد عن أبي عبد اللّه محمّد بن العلاء، قال: دخلتُ المدينة وقد غلب علَيَّ الجوع، فزرتُ قبر النبيّ صلى الله عليه و سلم ، وسلّمتُ عليه وعلى الشيخين رضي اللّه عنهما، وقلت: يا رسول اللّه، جئت وبي من الفاقة والجوع ما لا يعلمه إلاّ اللّه عزّوجلّ، وأنا ضيفك في هذه الليلة. ثمّ غلبني النوم، فرأيتُ النبيّ صلى الله عليه و سلم في المنام، فأعطاني رغيفا، فأكلتُ نصفه. ثمّ انتبهت من المنام وفي يدي نصفه الآخَر، فتحقّق عندي قول النبيّ صلى الله عليه و سلم : «من رآني في المنام فقد رآني حقّا؛ فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي». ثمّ نوديت: يا أبا عبد اللّه، لا يزور قبري أحدٌ إلاّ غُفر له ونال شفاعتي غدا(2).دِ

ص: 248


1- أخرجه ابن عساكر كما في نيل الأوطار للشوكاني 5 : 180 .
2- نقله العلاّمة الأميني في الغدير 5 : 163، عن الشيخ شعيب الحريفيش في الروض الفائق. وقال صاحب الروض الفائق في هذا المعنى: من زارَ قبرَ محمدٍ *** نالَ الشفاعةَ في غدِ باللّه كرِّر ذكر *** وحديثَهُ يا منشدي واجعل صلاتَكَ دائما *** جهرا عليهِ تهتدي فهو الرسولُ المصطفى *** ذو الجودِ والكفِّ الندي وهو المشفَّعُ في الورى *** من هولِ يوم الموعدِ والحوضُ مخصوصٌ به *** في الحشرِ عذبُ الموردِ صلّى عليه ربّنا *** ما لاح نجمُ الفرقدِ
القسم الثاني: ما ورد من طُرق الإماميّة:

وهي كثيرة جدّا:

فمنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده الصحيح، عن ابن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام : جُعلت فداك، ما لمن زار رسول اللّه صلى الله عليه و آله متعمّداً؟ فقال: «له الجنّة»(1).

ورواه الشيخ بسنده الصحيح، ولكن قال فيه: «قاصداً» بدل «متعمّداً»(2).

ورواه ابن قولويه بأسناد كثيرة وألفاظ مختلفة(3).ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده، عن أبي حجر الأسلمي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة»، الحديث(4).

ورواه المفيد في «المزار»(5)، والصّدوق في «العلل»(6).

ومنها: ما رواه ابن قولويه بسنده، عن صفوان بن سليمان، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم

ص: 249


1- الكافي 4 : 548، كتاب الحجّ، الباب 339، الحديث 1 .
2- تهذيب الأحكام 6 : 6، الحديث 3 .
3- كامل الزيارات: 42 ، الباب 2، الحديث 7، وراجع بقيّة أحاديث الباب.
4- الكافي 4 : 549، كتاب الحجّ، الباب 339، الحديث 5 .
5- المزار للمفيد: 170، الحديث 4 .
6- علل الشرائع 2 : 170، الباب 221، الحديث 7، مع اختلاف يسير في الألفاظ.

القيامة»(1).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده، عن زيد الشحّام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما لمن زار رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال: «كمن زار اللّه عزّوجلّ فوق عرشه»(2).ورواه المفيد والشيخ رحمهماالله وغيرهما(3).

ومنها: ما رواه جعفر بن محمّد بن قولويه - بسنده الصحيح - عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: «إنّ زيارة قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله تعدل حجّةً مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله مبرورة»(4).

ومنها: ما رواه عبد اللّه بن جعفر في «قرب الإسناد» بسنده الموثّق، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال: «من زارني حيّاً وميّتاً كنتُ له شفيعاً يوم القيامة»(5).

ومنها: ما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله بسنده، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام ، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن عليّ عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلَيَّ في حياتي، فإن لم .

ص: 250


1- كامل الزيارات: 45، الباب 2، الحديث 16 .
2- الكافي 4 : 582، كتاب الحجّ، الباب 360، الحديث 5 .
3- المزار للمفيد: 169، الحديث 2، وتهذيب الأحكام: 6 : 7، الحديث 6، وكامل الزيارات: 47، الحديث 26، وفيه وفي المزار: «في عرشه».
4- كامل الزيارات: 47، الباب 2، الحديث 25 .
5- قرب الإسناد: 65، الحديث 205 .

تستطيعوا فابعثوا إلَيّ السلام؛ فإنّه يبلغني»(1).

ورواه المفيد أيضا(2).

ومنها: ما رواه محمّد بن الحسن الطوسي في «الأمالي» بسنده، عن أمير الموءمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن سلّم علَيَّ في شيءٍ من الأرض أُبْلِغتُهُ، ومن سلَّم علَيَّ عند القبر سَمِعتُه»(3).

ولا شكّ في: أنّ السماع أوفى من الإبلاغ، وأنّه لم يمنع عن ذلك.

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده الموثّق، عن الحسن بن الجهم، قال: سألتُ أبا الحسن عليه السلام : أيّما أفضل: المقام بمكّة أو بالمدينة؟ فقال: «أيّ شيءٍ تقول أنت؟» قال: فقلت: وما قولي مع قولك. قال: «إنّ قولك يردّك إلى قولي». قال: فقلت له: أمّا أنا فأزعم: أنّ المقام بالمدينة أفضل من المقام بمكّة، قال: فقال: «أما لئن قلت ذلك، لقد قال أبو عبد اللّه عليه السلام ذلك يوم فطر، وجاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فسلّم عليه في المسجد، ثمّ قال: قد فضّلنا الناس اليوم بسلامنا على رسول اللّه صلى الله عليه و آله »(4).

ورواه الشيخ رحمه الله بسنده عنه(5).

ومنها: ما رواه الصّدوق رحمه الله في «الخصال» بإسناده، عن عليٍّ عليه السلام في حديث الأربعمائة، قال: «أتمّوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله حجّكم إذا خرجتم إلى بيت اللّه؛ .

ص: 251


1- تهذيب الأحكام 6 : 6، الحديث 1 .
2- المزار للمفيد: 168، الحديث 1 .
3- أمالي الطوسي: 167، المجلس السادس، الحديث 31.
4- الكافي 4 : 557، كتاب الحجّ، الباب 345، الحديث 1 .
5- تهذيب الأحكام 6 : 15، الحديث 29، وفيه اختلاف يسير.

فإنّ تركه جفاء، وبذلك أمرتم، [وأتمّوا] بالقبور الّتي ألزمكم اللّه عزّوجلّ حقّها وزيارتها، واطلبوا الرّزق عندها»(1).

ومنها: ما رواه الصّدوق رحمه الله في كتاب «التوحيد» بسنده الصحيح، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت لعليّ بن موسى الرّضا عليه السلام : يابن رسول اللّه، ما تقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث: «إنّ الموءمنين يزورهم ربّهم من منازلهم في الجنّة ...»، وقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه»، الحديث(2).

ومنها: ما رواه ابن قولويه بسنده، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: «إنّ زيارة قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حجّة مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله »(3).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده، عن المعلّى أبي شهاب، قال: قال الحسين لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أيا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا بنيّ، من زارني حيّاً أو ميّتاً، أو زار أباك، أو زار أخاك، أو زارك، كان حقّاً علَيَّ أن أزوره يوم القيامة، وأُخلّصه من ذنوبه»(4)..

ص: 252


1- الخصال 2 : 616، الحديث 10 .
2- التوحيد: 113، الباب 8، الحديث 21 .
3- كامل الزيارات: 295، الباب 64، الحديث 485 و 486، ورواه في نفس الباب، الحديث 488، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام ، ورواه في نفس الباب، الحديث 481، عن أبي جعفر عليه السلام ، وفيه: «حجّة مبرورة» بدل «حجّة»، ورواه الكليني في الكافي موقوفا على فضيل بن يسار، بلفظه الأوّل، الكافي 4 : 548، الباب 339، من كتاب الحجّ، الحديث 2.
4- الكافي 4 : 549، كتاب الحجّ، الباب 339، الحديث 4 .

ورواه الصّدوق في عدّةٍ من كتبه(1)، وكذلك الشيخ وابن قولويه رحمهم االله (2).

ومنها: ما رواه أيضاً بسنده، عن محمّد بن عليّ رفعه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عليّ، من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنتُ له يوم القيامة أن أُخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى أُصيّره معي في درجتي»(3).

ورواه الصّدوق(4) وابن قولويه أيضا(5).

ومنها: ما رواه الشيخ الطوسي بسنده، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: «بينا الحسن بن عليّ عليه السلام في حجر رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذ رفع رأسه فقال: يا أبه، ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بُنيّ، من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومَن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنّة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة»(6).

ورواه ابن قولويه(7)..

ص: 253


1- علل الشرائع 2 : 169، الباب 221، الحديث 5، وفيه وفي التهذيب: المعلّى بن شهاب، والهداية: 256، الباب 143، في وداع البيت، وثواب الأعمال: 107، ورواه في من لا يحضره الفقيه 2 : 429، الحديث 1577 مرسلاً.
2- تهذيب الأحكام 6 : 7، الحديث 7، وفيه اختلاف يسير، وكامل الزيارات: 40، الباب 1، الحديث 2، وفيه: المعلّى بن أبي شهاب.
3- الكافي 4 : 577، كتاب الحجّ، الباب 357، الحديث 2 .
4- من لا يحضره الفقيه 2 : 430، الحديث 1582، مع اختلاف يسير.
5- كامل الزيارات: 40، الباب 2، الحديث 3 .
6- تهذيب الأحكام 6 : 20، الحديث 44 .
7- كامل الزيارات: 39، الباب 1، الحديث 1، وفيه: «بينما الحسين بن عليّ عليهماالسلام » بدل «الحسن بن عليّ عليهماالسلام ».

ومنها: ما رواه أيضاً بسنده، عن عليّ بن شعيب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: «بينا الحسين عليه السلام قاعد في حجر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات يوم إذ رفع رأسه إليه فقال: يا أبه، قال: لبّيك يا بُني. قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلاّ زيارتك؟ قال: يا بُني، من أتاني بعد وفاتي زائراً لا يريد إلاّ زيارتي فله الجنّة»، الحديث(1).

ومنها: ما رواه الشيخ رحمه الله بسنده، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن حسين بن عثمان بن معلّى بن جعفر، قال: قال الحسن بن عليّ عليه السلام : «يا رسول اللّه، ما لمن زارك؟ فقال: من زارني حيّاً أوميّتاً أو زار أباك حيّاً أو ميّتاً أو زار أخاك حيّاً أو ميّتاً أو زارك حيّا أو ميّتا كان حقّاً عليّ أن أستنقذه يوم القيامة»(2).

ومنها: ما رواه جعفر بن محمّد بن قولويه بسنده الصحيح، عن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام ، قال: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني أو زار أحدا من ذرّيّتي زرتُه يوم القيامة، فأنقذته من أهوالها»(3).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله والشيخ الصّدوق والشيخ الطوسي رحمهماالله بأسانيد كثيرة وصحيحة، عن حفص بن البختري، وهشام بن سالم، ومعاوية بن عمّار وغيرهم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال: «لو أنّ الناس تركوا الحجّ لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، ولو تركوا زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده. فإن لم يكن لهم .

ص: 254


1- تهذيب الأحكام 6 : 21، الحديث 48 .
2- تهذيب الأحكام 6 : 37، الحديث 83 .
3- كامل الزيارات: 41 ، الباب 2، الحديث 4 .

أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين»(1).

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده الصحيح، عن معاوية بن عمّار، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام في حديثٍ: «فإذا دخلتَ المسجد فصلِّ على النبيّ صلى الله عليه و آله ، وإذا خرجتَ فاصنع مثل ذلك، وأكثر من الصّلاة في مسجد الرّسول صلى الله عليه و آله »(2).

الطائفة الثالثة: ما ورد في زيارة الملائكة لقبر الرسول والأئمّة عليهم السلام

منها: ما رواه محمّد بن قولويه بسنده، عن داود الرقّي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: «ما خلق اللّه خلقا أكثر من الملائكة، وإنّه ينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك، يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم، حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّ صلى الله عليه و آله ، فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثمّ تنزّل ملائكة النهار سبعون ألف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم»، الحديث(3).

ص: 255


1- الكافي 4 : 269، كتاب الحجّ، الباب 162، الحديث 1، ومن لا يحضره الفقيه 2 : 320، الحديث 1260، وتهذيب الأحكام 5 : 394، الحديث 1532، مع اختلاف يسير فيهما.
2- الكافي 4 : 553، كتاب الحجّ، الباب 343، الحديث 1 .
3- كامل الزيارات: 224، الباب 39، الحديث 330 .
الطائفة الرابعة: ما ورد في زيارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله للقبور والدعاء لهم

منها: ما عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولا تقولوا هجرا»(1).

ومنها: ما عن طلحة بن عبيد اللّه، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يريد قبور الشهداء ... فلما جئنا قبور الشهداء قال: «هذه قبور إخواننا»(2).

ومنها: ما عن بريدة عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّ في زيارتها تذكرة»(3).

ومنها: عن عائشة: كان صلى الله عليه و سلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأَتاكم ما توعدون غدا مؤجّلون، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون. اللّهمّ، اغفر لأهل بقيع الغرقد»(4).

ومنها: أنّ فاطمة رضي اللّه عنها كانت تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعةٍ

ص: 256


1- أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4 : 77، باب زيارة القبور.
2- أخرجه أبو داود في سننه 2 : 218، الحديث 2043، والبيهقي في سننه الكبرى 5 : 249، باب زيارة قبور الشهداء.
3- أخرجه أبو داود في سننه 3 : 218، الحديث 3235 .
4- أخرجه مسلم في صحيحه 2 : 669، الحديث 974، والبيهقي في سننه الكبرى 4 : 79، باب ما يقول إذا دخل مقبرة، والمصدر نفسه 5 : 249، باب زيارة القبور الّتي في بقيع الغرقد.

فتصلّي وتبكي عنده(1).

الطائفة الخامسة: ما ورد في زيارة أمير الموءمنين عليه السلام للقبور

منها: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في زيارة قبورٍ بالكوفة: «السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين. أنتم لنا سلفٌ فارطٌ، ونحن لكم تبعٌ عمّا قليل لاحقٌ. اللّهمّ، اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنّا وعنهم، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، وأرضى اللّه عزّوجلّ»(2).

ومنها: كان عليّ بن أبي طالب إذا دخل المقبرة قال: «السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحالّ المقفرة من المؤمنين والمؤمنات. اللّهمّ، اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنّا وعنهم». ثمّ يقول: «الحمد للّه الّذي جعل لنا الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا، والحمدُ للّه الّذي منها خلقنا، وإليها معادنا، وعليها محشرنا. طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عن اللّه

ص: 257


1- أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4 : 78، باب ما ورد في دخولهنّ في عموم قوله: «فزوروها»، والحاكم في المستدرك 1 : 711، الحديث 1436، وقال: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقاتٌ، ثمّ قال: وقد استقصيت في الحثّ على زيارة القبور؛ تحرّيا للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه: أنّها سنّةٌ مسنونةٌ، وصلّى اللّه على محمّد وآله أجمعين.
2- رواه الطبراني في الكبير 4 : 56، الحديث 3618، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 299، وذكره الطبري في تاريخه 4 : 324، وابن الأثير في أسد الغابة 2 : 116 / 1407، مع اختلاف يسير في ألفاظها.

عزّوجلّ»(1).

ومنها: وقف عليّ بن أبي طالب على قبر خبّاب فقال: «رحم اللّه خبّابا، لقد أسلم راغبا، وجاهد طائعا، وعاش زاهدا، وابتلي في جسمه فصبر، ولن يضيع اللّه أجر من أحسن عملاً»(2).

الطائفة السادسة: ما ورد في زيارة الصحابة للقبور

وهي عدّة روايات(3).

الطائفة السابعة: ما ورد في زيارة فاطمة عليهاالسلام وعائشة وأُمّ سلمة للقبور

منها: قامت عائشة على قبر أبيها أبي بكر الصدّيق فقالت: نضر اللّه وجهك، وشكر لك صالح سعيك؛ فلقد كنت للدنيا مذلاًّ بإدبارك عنها، وللآخرة معزّا بإقبالك عليها، ولئن كان أعظم المصائب بعد رسول اللّه صلى الله عليه و سلم رزؤك وأكبر الأحداث بعده فقدك؛ فإنّ كتاب اللّه عزّوجلّ ليعدنا بالصبر عنك حسن العوض منك وأنا مستنجزة من اللّه موعده فيك بالصبر عليك ومستعينته بكثرة الاستغفار

ص: 258


1- العقد الفريد 3 : 199.
2- المصدر نفسه 3 : 201 .
3- راجع: العقد الفريد 3 : 200 - 206، كتاب التعازي والمراثي.

لك، فسلام اللّه عليك توديع غير قالية لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك(1).

الطائفة الثامنة: ما ورد في زيارة الإمام الحسين عليه السلام لقبر أخيه الإمام الحسن عليه السلام

فقد روى الحميري عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد عن أبيه: أنّ الحسين بن عليّ عليه السلام كان يزور قبر الحسن عليه السلام كلّ عشيّة جمعة(2).

الطائفة التاسعة: ما ورد في زيارة محمّد بن الحنفيّة لقبر أخيه الإمام الحسن عليه السلام

فقد ذكر في «العقد الفريد» ما يلي:

وقف محمّد بن الحنفيّة على قبر الحسن بن عليّ رضي اللّه عنهما، فخنقته العبرة، ثمّ نطق فقال: يرحمك اللّه أبا محمّد، فلئن عزَّت حياتك فلقد هدَّتوفاتك، ولنعم الرُّوح روحٌ ضمّه بدنك، ولنعم البدن بدنٌ ضمّه كفنك، وكيف لا

ص: 259


1- بلاغات النساء: 10، والمجالسة وجواهر العلم 1 : 413، الحديث 2422، وطبائع النساء 1 : 200، والمستطرف 2 : 301، مع اختلاف يسير في ألفاظها.
2- قرب الإسناد: 139، الحديث 492، ووسائل الشيعة 14 : 408، الباب 36 من أبواب المزار وما يناسبه، الحديث 1 .

يكون كذلك وأنت بقيّة ولد الأنبياء، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، غذتك أكفُّ الحقّ، ورُبّيتَ في حجر الإسلام، فطبت حيّا، وطبتَ ميّتا، وإن كانت أنفسنا غير طيّبةٍ بفراقك، ولا شاكّة في الخيار لك(1).

الطائفة العاشرة: ما ورد في كيفيّة زيارة الرسول والأئمّة عليهم السلام

وهي عدّة روايات(2).

الطائفة الحادية عشر:ما ورد في ثواب زيارة أمير الموءمنين والحسن والحسين و أولادهم عليهم السلام

وهي عدّة روايات(3).

ص: 260


1- العقد الفريد 3 : 239. وانظر: تهذيب الكمال 6 : 255، وتاريخ مدينة دمشق 13 : 296، وتاريخ اليعقوبي 2 : 133، وجمهرة خطب العرب 2 : 25، مع اختلاف يسير في ألفاظها.
2- راجع: كامل الزيارات: 48، الباب 3 في زيارة قبر الرسول والدعاء عنده، ووسائل الشيعة 14 : 341، الباب 6 في كيفيّة زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله وآدابها والدعاء عند قبره.
3- راجع: كامل الزيارات: 39، الباب 1 في ثواب زيارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام ، وثواب الأعمال: 110 و 126، وانظر: وسائل الشيعة 14 : 375 وما بعدها، أبواب المزار وما يناسبه، وهي كثيرة.
الطائفة الثانية عشر: ما ورد في ثواب زيارة الشهداء وذرّيّة النبيّ صلى الله عليه و آله

وهي عدّة روايات(1).

وغيرها من الطوائف، وهي كثيرة جدّاً تتجاوز سبعمائة حديث(2).وقد حان الوقت الآن بأن يضع كلّ رجل عاقل منصف هذه الأحاديث نصب عينيه، ويقايسها مع تلك الطائفة الشاذّة من الأحاديث، ويحكم بوجدانه وبعقله، ويتأمّل فيما يلي:

أوّلاً: هل إنّ المقصود من تلك الطائفة الشاذّة ما يقول به هؤلاء السلفيّون، أو إنّ المقصود منها غيره، كما يقول به جُلّ العلماء والفقهاء؟!

وثانيا: على فرض صحّة ما يدّعونه من المعنى، هل من المعقول الاستناد إليها، وطرح جميع هذه الأحاديث بطوائفها، أي: نأخذ بسبعة أحاديث ونترك سبعمائة حديث؟!

وثالثاً: هل يصلح تقييد هذه الأحاديث الكثيرة - مع صريحها وظاهرها - بتلك العدّة القليلة ويقال: بأنّ المقصود منها هو: زيارة الرسول بدون القصد إليها، وإنّه مع القصد إليها حرام، وإنّه يجوز الزيارة لمن قصد المسجد فقط؟!

ورابعاً: على فرض التسليم وقبول الاعوجاج وتقديم هذه العدّة القليلة

ص: 261


1- راجع: كامل الزيارات: 61، الباب 5 في زيارة حمزة عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقبور الشهداء.
2- راجع: كامل الزيارات، ووسائل الشيعة 14 : 319 وما بعدها، أبواب المزار وما يناسبه.

على الروايات الكثيرة وتقييدها، فهل من المعقول: أن يرمى من عمل بتلك الروايات الكثيرة وبالحجج البالغة بالشرك وبالخروجعن الدين وبجواز قتله؟!!!

المقام الثاني:

في الجواب عن الوجوه الّتي استدلّ بها المنكرون:

أمّا الوجه الأوّل: فجوابه واضح؛ فإنّه بعد وجود الأدلّة الأربعة وقيام سيرة المتشرّعة لا مجال لدعوى عدم الدليل؛ فإنّ دعوى: أنّ كلّ ما لم يقم عليه دليل ورخصة من الشارع فهو بدعة وهي على حدّ الشرك باللّه العظيم إنّما تتمّ فيما إذا لم يقم أيّ دليلٍ من الشارع على ذلك، كيف؟! وقد ثبت الجواز بالأدلّة الكثيرة، ومنها: السنّة القطعيّة. والقول: بأنّ الأخبار الواردة بالجواز موضوعة فارغ عن الواقع، ولا أساس له أصلاً.

وأمّا الوجه الثاني: فالجواب عنه بأمور:

الأوّل: أنّ الظاهر من الخبر المذكور: أنّه في مقام الترغيب وبيان عظمة هذه المساجد الثلاثة، لا أنّه في مقام بيان النهي وحرمة الإتيان إلى غيرها من المساجد وشدّ الرحال إليها، ومن المعلوم: أنّ المساجد كلّها بيوت اللّه تعالى ومحلّ العبادة، ولا إشكال في جواز شدّ الرحال إليها بقصد العبادة فيها، فهل يحرم أن يمشي رجل إلى مسجدٍ على فرسخٍ أو فرسخين لدرك الثواب والصّلاة فيها، فإنّ هذا لم يقل به أحد من الفقهاء. وعلى ذلك إذا انعقدت صلاة الجمعة في مسجد على رأس فرسخ أو فرسخين فإنّه لا يجب الحضور فحسب بل يحرم؛ لأنّه يوجب شدّ الرحال إليها؟ أو من كان في قرية ليس فيها مسجد، أفلا يجوز له

ص: 262

أن يمشي ويقصد أحد المساجد في البلد المجاور للصلاة فيه؟

الثاني: أنّه على فرض التسليم به فهذا الحديث مختصّ بالمساجد، ولا يشمل غيرها من أمكنة أُخرى؛ فإنّه يجوز شدّ الرحال إلى زيارة الإخوان بلا إشكال، كما يجوز ذلك في صلة الأرحام وأمور المعاش وكسب الحلال، كما يجوز لمطالبة الدّيّان أو أداء الدَّيْن، وغير ذلك كثير، فكيف يقال: إنّه عامّ شامل لجميع الموارد؟! ولازم ذلك: أنّه لا يجوز شدّ الرحال إلاّ إلى ما ورد النصّ والدليل عليه.

الثالث: أنّه على فرض التسليم به أيضا فإنّه أخصّ من المدّعى؛ لأنّ أهل المدينة إذا قصدوا زيارة النبيّ فلا يصدق عليهم شدّ الرحال، وإنّما يصدق ذلك على من كان بعيداً ونائياً، وأمّا أطراف المدينة فلا يصدق عليهم شدّ الرحال، فلماذا حكموا بحرمة الزيارة إذا قصدوا ذلك من الأوّل، بل يلزم عليهم أن يقصدوا مسجد النبيّ، ثمّ بعد ذلك يسلّموا عليه صلوات اللّه عليه.

الرابع: أنّه على فرض تماميّة الدلالة وعدم المناقشة فيها فهذه رواية واحدة، والنهي يستفاد منها بالعموم، فتكون تلك الأدلة مخصّصة بغير زيارة الرسول صلى الله عليه و آله .

الخامس: أنّها رواية واحدة، وهي معارضة مع أحاديث وروايات، بل طوائف كثيرة متواترةً، فيكون الحكم فيها هو رفضها وعدم صحّتها، أو ردّها إلى أهلها إذا لم يمكن تأويلها.

وأمّا الوجه الثالث فحاصله يرجع إلى دعويين كلتاهما فاسدة:

الأولى: أنّه لا فرق بين السلام من بعيد ومن قريب، فلا فضيلة للإتيان إلى القبر الشريف، بل له أن يسلّم على النبيّ صلى الله عليه و آله من مكانه وفي بيته بلا طيّ طريقٍ

ص: 263

ومشقّةٍ، وهذا بالإجماع وعدم الخلاف بين المسلمين.

ولا ندري: كيف يتفوّه بهذه الدعوى الباطلة والواضحة الفساد، وما هو خلاف الوجدان والإنصاف بين جميع الناس؟!

وأعظم من هذا: كيف يدّعي الإجماع وعدم الخلاف بين المسلمين في ذلك، مع أنّهم جميعا يفرّقون بين الأمرين، ولا يقول بمقالته من له أدنى حظّ من العلم؟!

الثانية: أنّ مشاهدة الرسول الأعظم ولقائه وزيارته حيّا لا فضل لها، وإنّما الفضل في الإيمان به، والعمل بأحكامه وأوامره فقط.

وهذه الدعوى أوهن من الأُولى؛ فإنّه لا شكّ لأحدٍ في: أنّ مشاهدة الرسول صلى الله عليه و آله وزيارته بنفسها فضيلة وامتياز، كيف والنظر إلى العالم عبادة، وإلى الأب عبادة، وإلى المؤمن أو القرآن عبادة(1)، ولا يكون في مشاهدة الرسول والنظر إليه فضل وثواب أصلاً؟! ثمّ كيف يقال: بفضيلة الصحابة على الآخَرين، مع أنّه كان الثواب للإيمان به والعمل بمنهاجه، فلعلّ في غيرهم مَنْ يكون في مرتبتهم أو أولى منهم في ذلك، فأيّ شرفٍ وفضيلةٍ للصحابيّ على غيره حينئذٍ؟

والظاهر: أنّ القائل ممّن لم ينضج رأيه وعقله، أو نضج فانحرف عن الاستقامة وجادّة الحقّ، واللّه سبحانه هو العالم. 5.

ص: 264


1- راجع: أمالي الطوسي: 454، المجلس السادس عشر، الحديث 21، ووسائل الشيعة 6 : 205، الباب 19 من أبواب قراءة القرآن، الحديث 5.

المطلب الثالث: في دعوى سقوط التكليف عمّن وصل إلى درجة اليقين

وحاصله: أنّه يظهر من بعض أهل التصوّف: أنّ المقصود من الشريعة والعمل بها هو حصول اليقين، فإذا حصلت تلك المرتبة فحينئذٍ يتّصل العبد بالمعبود، وتسقط عنه تكاليف الشريعة، فيكون كمن دخل الجنّة، ولم يكن مكلّفاً بأيّ تكليفٍ.

وقد يستدلّ على ذلك بقوله تعالى: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(1).

وقد أشار إلى ذلك العلاّمة الطباطبائي في «تفسيره» بقوله: وبذلك يظهر فساد ما ربما قيل: إنّ الآية تدلّ على ارتفاع التكليف بحصول اليقين(2).

ووجه الفساد: أنّ المراد من اليقين هو: الموت الّذي يتبدّل به الغيب شهوداً، ويعود الخبر عياناً، ومجيء عالم الآخرة الّذي هو عالم اليقين العامّ بما وراء الحجاب، دون الاعتقاد اليقينيّ الّذي ربّما يحصل بالنظر والعبادة.

وأقول: أوّلاً: بقرينة تفريع قوله تعالى: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ على قوله: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ

ص: 265


1- سورة الحجر، الآيتان: 98 و 99 .2 - الميزان في تفسير القرآن 12 : 195 .

لآتِيَةٌ(1) يستفاد: أنّه تعالى أمر بالعفو والصبر على ما يقولون؛ لأنّ لهم يوماً ينتقم اللّه منهم ويجازيهم بأعمالهم، فمعنى الآية: دُمْ على العبوديّة، والصبر على الطاعة وعلى معصيتهم لك وعلى ما يقولون حتّى يدركك الموت، وينزل عليك عالم اليقين، فتشاهد ما يفعله اللّه بهم وبك.

وثانيا: إنّ المخاطب هو: النبيّ صلى الله عليه و آله ، وقد دلّت آيات كثيرة على: أنّه كان من الموقنين، وأنّه على بصيرةٍ، وعلى بيّنةٍ من ربّه.

وثالثا: بعدما ثبت بالروايات المتقدّمة: أنّ النبيّ عبد اللّه خمسين ألف دهر قبل خلق آدم، ومع ذلك لم يسقط عنه التكليف، وكان أعبد أهل زمانه، فكيف بالعبد المسكين الّذي لم يعبد اللّه إلاّ أيّاما معدودات، فهل يمكن له دعوى الوصول إلى اليقين وسقوط التكليف عنه؟!

ورابعا: إنّ التكاليف لم يراع فيها الفرد فقط، بل كثير منها راجع إلى إصلاح المجتمع: كالمعاملات والسياسات وغيرها، فهل الوصول إلى اليقين يوجب ارتفاع جميع الأحكام؟ أفلا يلزم من ذلك الهرج والمرج حينئذٍ؟

وخامسا: إنّه قد دلّت أخبار كثيرة على بطلان هذه الدعوى:

منها: ما رواه الكليني بسنده، عن محمّد بن مارد، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : حديث روي لنا أنّك قلت: «إذا عرفتَ فاعمل ماشئت»؟ فقال: «قد قلت ذلك». قال: قلت: وإن زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر، فقال لي: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون. واللّه، ما أنصفونا أن نكون أُخذنا بالعمل، ووضع عنهم. إنّما قلت:.

ص: 266


1- سورة الحجر، الآية: 85 .

إذا عرفتَ فاعمل ما شئت من: قليل الخير وكثيره؛ فإنّه يُقبل منك»(1).

ومنها: ما رواه الصّدوق رحمه الله بسنده، عن فضيل بن عثمان، قال: سئل أبو عبد اللّه عليه السلام فقيل له: إنّ هؤلاء الأخابث يروون عن أبيك يقولون: إنّ أباك عليه السلام قال: «إذا عرفتَ فاعمل ما شئت»، وإنّهم يستحلّون بعد ذلك كلّ محرّمٍ، قال: «ما لهم، لعنهم اللّه. إنّما قال أبي عليه السلام : إذا عرفتَ الحقّ فاعمل ما شئتَ من خير يُقبل منك»(2).

وغيرها من الروايات الكثيرة.

وعليه فإنّ هذه الدعوى موهونة جدّا، ولاشكّ في بطلانها، وهي في غاية التفريط، كما كانت دعوى السلفيين كذلك، وهي في غاية الإفراط، والحقّ ما ذكرناه، مدلّلاً بالبرهان، واللّه تعالى المستعان، ومنه نستمدّ التوفيق والهداية إلى الصراط المستقيم، والحمد للّه ربّ العالمين..

ص: 267


1- الكافي 2 : 436، كتاب الإيمان والكفر، الباب 209، الحديث 5 .
2- معاني الأخبار: 181، الحديث 1 .

ص: 268

الفهارس الفنّية

! - فهرس الآيات القرآنية.

! - فهرس الأحاديث الشريفة.

! - فهرس مصادر التحقيق.

! - فهرس المحتويات.

ص: 269

ص: 270

فهرس الآيات القرآنية

أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ................................................... 146

أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ.........................................................82

أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي....................................................57

الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى...........................................177

الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ.................................187

اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ...........................................188، 167، 190

أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ.................................75

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ...................................195

أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى.........................................................................195

أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ....................59

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ..................................................234، 235، 236

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله ِ أَتْقَاكُمْ.............................................................183

إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ................................................224

أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَوءُلاءِ إِنْ كُنتُمْ.........................................................74

إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً.............................................................192

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ.........................................................69

إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً............................................................114

ص: 271

أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ.......................................174

بَدِيعُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ................................................................174

ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلى الْمَلائِكَةِ................................................................114

ربّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً.......................................59

رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ............................................................12

سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ................75

فَآمِنُوا بِاللّه ِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا.............................................189

فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ.................................................................265

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ.........................................196

فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ»..86

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه................................................115

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ............................................265

قَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هوءُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.....................................114

فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا...........157، 188

فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.....................................................91

قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ............................185

قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ................................110، 186

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ.....................................................................195

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.................................174

قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..........................131، 215

قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ..............................195

قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا........................................................172

ص: 272

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً.....................................................................11

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ........................................................................44

كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ....................................................................44

كَمِشْكَاةٍ فِيها مِصْبَاحٌ.....................................................................190

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ.................................................................................105

لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ...........................................................................58

لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ.......................................................99

لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ........................................................................................150

لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ.........................................................65

لَتُوءْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ.............................................................125، 127

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ............................................................................174

مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ.................................................64

مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ..............................................56

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُوءْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ..57

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ......195

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ.......................................................95، 185

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ................................129

وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ.................................................123، 129

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ.........................................................216

وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ..............................................................119

وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ............................................107، 110، 112، 187

وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ................................................................157، 214

ص: 273

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ...................................................................13

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ.............................................................97، 98

وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ............................................................110، 187

وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ........................................130

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا...................................................................114

وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ..........................................................132

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً............................................................11

وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ........................................................99، 196

وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ.................223، 224

وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ.........................................59

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُون.............................................10

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ..........................265

وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً......................................................57

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ...................................195

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى.......................................................................63

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا.............................174

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ..........................................58

وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ..............................................................75

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي....................................181

ويَفْعَلُ اللّه ُ مَا يَشَاءُ..........................................................................57

هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللّه ِ...................................................................177

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً............................................114

ص: 274

يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ.......................................75

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ.....................................................59

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِن رَبِّكُمْ..........................................191

ص: 275

فهرس الأحاديث الشريفة

آه آه، سألت عجباً يا جابر عن خير مولود ولد بعدي...........................78

ائتوا موتاكم، فسلّموا عليهم - أو صِلُوا.................................................230

أبى اللّه أن يُجري الأشياء إلاّ بأسبابها..................................................180

أتمّوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله حجّكم إذا خرجتم إلى بيت اللّه......251

أحكمت خلقه، وأتقنته من نور سبقت به السلالة.................................116

أخذ اللّه منّي الميثاق، كما أخذ من النبيّين ميثاقهم..............................125

أُدن منّي يا عليّ، خُلقت أنا وأنت من شجرة.......................................131

إذ آدم بين الروح والجسد.................................................................124

إذا عرفتَ فاعمل ما شئت.........................................................266، 267

أشباح...............................................................................................165

أظلّة خضراء.....................................................................................165

أعزّ من خلقت، وأفضل من فطرت.....................................................101

اعلم: أنّ اللّه تعالى خلقني وخلق عليّاً من نور عظمته............................34

أكرمتك بها حين أوجبت لك الطّاعة...................................................49

ألا أُبشّرك، يا أبا الحسن؟..................................................................106

ألا إنّي عبد اللّه، وأخو رسوله.....................................................81، 128

الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.....199

ص: 276

ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم...................................................230

الحمد للّه الّذي أنعم عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن............................149

الحمد للَّه الّذي توحّد بصنع الأشياء...................................................116

الحمد للّه الّذي جعل لنا الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا............................257

الحمد للَّه الّذي هدانا بك وشرّفك وشرّفنا بك.......................................91

الّذي بان من الخلق، فلا شيء كمثله...................................................175

السلام عليكم أهل الديار من قوم موءمنين ورحمة اللّه وبركاته............235

السلام عليكم دار قوم موءمنين، وأتاكم ما توعدون....................229، 256

السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين.....................................................235

السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحالّ المقفرة........................257

السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين............................257

الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسيّ....................................172

اللّهمّ، ارحم غربته، وصِل وحدته، وآنس وحشته................................234

اللّهمّ، إنّك قلت وقولك الحقّ: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ.................224

اللّهمّ، إنّ هوءلاء أهل بيتي وخاصّتي وحامّتي.....................................151

اللّهمّ، إنّي أبرأُ إليك من الحول والقوّة.................................................58

اللّهمّ، بحقّ محمّد عبدك ورسولك.......................................................34

اللّهمّ، لا تجعل قبري وثناً...................................................................221

المشكاة نور العلم في صدر النبيّ صلى الله عليه و آله..............................190

الناس من أشجار شتّى، وأنا وعليّ.......................................................135

الناس من شجر شتّى..........................................................................137

الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة...............................132

ص: 277

النّاس من شجر شتّى، وأنا وعليٌّ من شجرة واحدة...............................132

أمّا النبيّون فأنا، وأمّا الصدّيقون فأخي عليّ.............................................86

أمّا أنت - يا عليّ - فختني، وأبو ولدي..................................................140

أمّا قولك يا عمّ: ألسنا نبعة واحدة..........................................................86

أما لئن قلت ذلك، لقد قال أبو عبد اللّه عليه السلام ذلك يوم فطر...........251

إنّا آل محمّد كُنّا أنواراً حول العرش...................................................112

أنا الشجرة، وفاطمة فرعها..................................................................130

إنّ اللّه خلقنا قبل الخلق بألفي ألف عام...............................................102

إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ..........................................55

إنّ اللّه إذا أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهُمْ ذرّ...................................119

إنّ اللّه تبارك وتعالى أحدٌ واحدٌ، تفرّد في وحدانيّته...............................95

إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق.....................74إ

نّ اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام.....................81

إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلى الله عليه و آله...........................98

إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمّد صلى الله عليه و آله قبل أن يخلق السماوات.............................75

إنّ اللّه تبارك وتعالى علّم آدم عليه السلام أسماء حجج اللّه كلّها............74

إنّ اللّه جعل لنا شيعة؛ فجعلهم من نوره...............................................168

إنّ اللّه حين شاء تقدير الخليقة وذرء البريّة.........................................117

إنّ اللّه خلق الأنبياء من أشجار شتّى....................................................130

إنّ اللّه خلق محمّداً وعليّاً وأحد عشر من ولده.......................................53

إنّ اللّه خلقنا من نور عظمته، ثمّ صوّر خلقنا من طينة مخزونة.................55

إنّ اللّه خلق نور محمّد صلى الله عليه و آله قبل المخلوقات بأربعة عشر ألفسنة..........................82

ص: 278

إنّ اللّه خلقني وخلق عليّاً نورين بين يدي العرش...................................30

إنّ اللّه خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة..................73

إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم كشف له عن بصره...............................97

إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل قطعةً من نورٍ.......................................................31

إنّ اللّه عزّ وجلّ أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا...........................54

إنّ اللّه عزّوجلّ خلق أربعة عشر نوراً من نور عظمته...............................89

إنّ اللّه عزّوجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين...............169

إنّ اللّه عزّوجلّ خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين.........................77

إنّ اللّه كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان.........................................51

إنّ اللّه لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمّة.....................................................12

إنّ الموءمنين يزورهم ربّهم من منازلهم في الجنّة................................252

إنّ المؤمن ينظر بنور اللّه....................................................................168

أنا منه، وهو منّي................................................................................146

أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة............................................................133

أنا وعليٌّ من شجرة واحدة.................................................................132

أنا وعليّ من نور واحد.......................................................................147

أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كُنّا في سرادق العرش....................82

أنت أخونا ومولانا.............................................................................141

أنتم منّي، وأنا منكم...........................................................................148

أنت منّي، وأنا منك..........................................................138، 141، 142

إنّ زيارة قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله تعدل حجّةً مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله.......................250

إنّ زيارة قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وزيارة قبور الشهداء..............252

ص: 279

إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني.............................................69

إنّ عليّاً منّي، وأنا منه..........................................................................139

إنّ فاطمة عليهاالسلام كانت تأتي قبور الشهداء في كلّ غداة سبت.......232

إنّ فضل أوّلنا يلحق بفضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق بفضل أوّلنا..........92

إنّ للّه عزّوجلّ خلقا من رحمته..........................................................119

أنّها أشباح رسول اللّه وأمير الموءمنين وفاطمة والحسن والحسين.........199

أنّه منّا أهل البيت...............................................................................109

إنّه منّي، وأنا منه.......................................................................140، 144

إنّهم يأنسون بكم، فإذا غبتم عنهم استوحشوا.......................................233

إنّي عند اللّه في أُمّ الكتاب لخاتم النبيّين.............................................124

إنّي كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها........................................229

إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، وليزدكم زيارتها....227، 228

إنّي كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فمن شاء منكم أن يزور فليزر.........228

إنّي نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها................................................228

أوحى اللّه تعالى إلى محمّد صلى الله عليه و آله : إنّي خلقتك ولم تكُ شيئاً.48

أُوصيكم بعترتي خيراً، وإنّ موعدكم الحوض.....................................139

أوّل ما خلق اللّه نوري، ابتدعه من نوره...............................................105

أُهدي للنبيّ صلى الله عليه و آله قنو موزة، فجعل يقشّر الموز...................139

أيّ شيءٍ تقول أنت؟.........................................................................251

إي واللّه، إنّهم ليعلمون بكم، ويفرحون بكم.......................................236

أيّها الناس، إنّ أهل بيت نبيّكم شرّفهم اللّه بكرامته.................................93

ءيّها الناس، إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة والرحمة......................156

ص: 280

أدّبني ربّي، فأحسن تأديبي...................................................................13

أرسله على حين فترة من الرّسل............................................................12

أشبهت خلقي وخلقي........................................................................141

ألا إنّ عليّاً منّي، وأنا منه.....................................................................150

أما علمت: أنّ مَن أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه اللّه معنا............................91

أنّ الأرواح قد خلقت قبل الأجساد بألفي عام......................................167

أنّ أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب..............................62

أنشأ الخلق إنشاءً، وابتدأه ابتداءً..........................................................174

أيا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا بنيّ، من زارني حيّاً أو.....................252

بان من الأشياء بالقهر لها....................................................................175

بعثت إلى الناس كافّة.........................................................................125

بكم فتح اللّه، وبكم يختم..................................................................178

بينا الحسن بن عليّ عليه السلام في حجر رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذ رفع رأسه..................................253

بينا الحسين عليه السلام قاعد في حجر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات يوم إذ رفع رأسه..........................254

بين الروح والطين من آدم..................................................................124

بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.............................................................124

بين يدي اللّه عزّوجلّ مطبقا، يسبّح اللّه ذلك النور ويقدّسه.....................26

تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: اللّهمّ، إنّي أسألك بملكك........80

تقول: السلام على أهل الدّيار من المسلمين والمؤمنين.........................234

ثمّ أظهر عزّوجلّ اسمه على اللوح، فكان على اللوح..............................76

ثمّ انتقلنا حتّى صرنا في صلب عبد المطّلب...........................................26

حبّ علي إيمان، وبغضه كفر.............................................................155

ص: 281

حرب عليّ حرب اللّه، وسلم عليّ سلم اللّه..........................................155

حزب عليّ حزب اللّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان...........................155

حقّ ذلك، هم اثنا عشر من آل محمّد..................................................117

خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب..........................................................104

خاطبني بلغة عليٍّ بن أبي طالب............................................................38

خلق اللّه قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام...................32

خلقت أنا وأنت من نور اللّه تعالى.........................................................33

خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور اللّه عن يمين العرش....................28

خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد...................................38، 68

خلقت أنا وعليّ من نور واحد قبل أن يخلق اللّه آدم..............................42

خلقت أنا وعليّ من نور، وكنّا عن يمين العرش.....................................42

خلقت أنا وعليّ من نور، وكنّا عن يمين العرش...................................203

خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريّا وعليّ بن أبي طالب......202

خلقت من نور اللّه عزّوجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري........................169

خلقنا اللّه من نور عظمته...........................................................108، 109

خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد..............................................92

خلقنا [خلقني] اللّه نوراً تحت العرش....................................................93

خلقني اللّه تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد.................................71

دخلت على النبيّ صلى الله عليه و آله وهو في بعض حجراته.....................96

دخلت على [أتيت] النبيّ صلى الله عليه و آله في بعض حجراته..................41

دنوت من ربّي، فكنت منه كقاب قوسين أو أدنى..................................29

دنوت من ربّي، فكنت منه كقاب قوسين أو أدنى..................................33

ص: 282

رحم اللّه خبّابا، لقد أسلم راغبا، وجاهد طائعا......................................258

زر القبور تذكر بها الآخرة.................................................................227

زوروا القبور، ولا تقولوا هجرا............................................................228

زوروا مَوْتاتكم؛ فإنّهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب أحدكم حاجَتَه......233

زوروها؛ فإنّ فيها موعظة....................................................................230

سلمان منّا أهل البيت............................................................................18

سمعت جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: خُلقت من نور اللّه عزّ وجلّ............................87

سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: قال اللّه تبارك وتعالى: لأعذبنّ كلّ رعيّة دانت بطاعة إمام ليس منّي.............................135

سمعت ليلة أسري بي إلى..................................................................104

شيّبتني هود.......................................................................................197

شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة......................................................155

صدق أبو ذرّ، [صدق] واللّه، ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء.............71

عاشت فاطمة عليهاالسلام بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً........................232

عليّ حجّة اللّه، وخليفته على عباده.....................................................155

عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض............................147

عليّ قسيم الجنّة والنار.......................................................................155

عليّ مع الحقّ، والحقّ معه··· 155

عليّ منّي بمنزلتي من ربّي..................................................................146

عليّ منّي كنفسي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي.............................155

عليّ منّي كهارون من موسى..............................................................155

عليّ منّي، وأنا من عليّ..............................................................140، 146

ص: 283

عليّ منّي، وأنا منه................138، 139، 140، 142، 145، 146، 149، 155

عليٌّ منّي، وأنا منه، وهو وليّ كلّ موءمنٍ بعدي...................................132

عليّ نفسي، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئا..........................................152

فإذا دخلتَ المسجد فصلِّ على النبيّ صلى الله عليه و آله.........................255

فالمشكاة صدر نبي اللّه صلى الله عليه و آله فيه المصباح..........................190

فإنّا صنائع ربّنا، والناس بعد صنائع لنا...................................................113

فإنّها تذكّر الآخرة.............................................................................230

فزوروا القبور؛ فإنّها تذكّر الموت.......................................................226

فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا......157

فكنت نوراً شعشعانيّاً أسمع وأبصر وأنطق بلا جسم ولا كيفيّة..................32

فلمّا خلق اللّه آدم ركب ذلك النور في صلبه.........................................26

فنحن أوّل خلق ابتدأ اللّه، وأوّل خلق عبد اللّه وسبّحه..........................110

قاتل اللّه اليهود؛ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد......................................222

قال اللّه تبارك وتعالى: يا محمّد: إنّي خلقتك وعليّاً نوراً..........................47

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: الناس من أشجار شتّى..............................134

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: عليّ نفسي، فمن رأيته يقول في نفسه شيئا...154

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خلق الناس من شجر شتّى.................134

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خُلقت أنا وعليّ من نور واحد.............68

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني...........249

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلَيَّ...................250

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني أو زار أحدا من ذرّيّتي زرتُه يوم القيامة.......................254

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن سلّم علَيَّ في شيءٍ من الأرض أُبْلِغتُهُ.....................251

ص: 284

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ، خلق الناس من شجر شتّى......134

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا عليّ، خلقني اللّه وخلقك من نوره....41

قل: اللّهمّ، جاف الأرض عن جنوبهم..................................................236

قلت: يا رسول اللّه، فنحن أفضل من الملائكة؟....................................135

قلت: يا ملائكة ربّي، هل تعرفونا حقّ معرفتنا؟.......................................94

كان اللّه ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول.....................................109

كان اللّه ولا شيء معه، فأوّل ما خلق اللّه نور حبيبه محمّد صلى الله عليه و آله............................112

كان الناس من شجر شتّى.........................133

كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يخرج في ملأمن الناس من أصحابه كلّ..........................232

كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث...............129

كذب عدوّ اللّه. إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية الّتي في سورة الرعد.......59

كمن زار اللّه عزّوجلّ فوق عرشه.......................................................250

كُنّا أشباحاً من نور تحت العرش...........................................................71

كُنّا أشباح نور، ندور حول عرش الرّحمن...........................................117

كُنّا أنواراً حول العرش، نسبّح اللّه ونقدّسه...........................................103

كُنّا أنواراً، نسبّح اللّه تعالى ونقدّسه.......................................................89

كنّا أنواراً حول العرش، نسبّح اللّه ونقدّسه...........................................169

كنّا بعلمه أنوارا....................................................................................91

كُنّا نوراً بين يدي اللّه قبل خلقه الخلق................................................119

كنت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ بين يدي اللّه تعالى...................216

كنت أنا وعليّ عن يمين العرش...........................................................88

كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه تعالى.................................................39

ص: 285

كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه عزّ وجلّ............................................25

كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه قبل أن يخلق آدم.............................107

كنت أنا وعليّ نوراً عن يمين العرش.....................................................29

كنتُ أوّل النبيّين في الخلق................................................................123

كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللّه من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام.................................34

كنتُ في صلبه، وهبط بي إلى الأرض في صلبه.....................................72

كنت نبيّاً...........................................................................................126

كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد......................................................125

كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين.........................................................129

كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها.....................................227، 229

كنت وصيّا وآدم بين الماء والطين......................................................129

كنت وعليّ نوراً بين يدي الرّحمن قبل أن يخلق عرشه..........................42

كنهه تفريق بينه وبين خلقه.................................................................175

كيف تجوز أُمّتي الصراط؟................................................................118

لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً....................................221

لا تحمله إلاّ زيارتي..........................................................................237

لا تشدّوا الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد.................................................221

لا تُعمل المطِيّ إلاّ إلى ثلاثة مساجد...................................................222

لا تقع في عليٍّ ؛ فإنّه منّي...................................................................139

لا عذر لمن كان له سعة من أُمّتي ولم يزرني.......................................247

لأنّه خلاف خلقه، فلا شبه له من المخلوقين........................................175

لأنّه لا يرى ولا يدرك، ولا تعرف كيفيّته ولا إنّيّته...............................100

ص: 286

لا واللّه، لا أمحوك أبداً......................................................................141

لا، ولكنّه لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي...........................................136

لا يستوحش......................................................................................233

لا ينزعه إلاّ زيارتي كان حقّاً على اللّه عزّوجلّ....................................237

لا يهمّه إلاّ زيارتي.............................................................................237

لتسلمنّ أو ليبعثنّ اللّه رجلاً منّي..........................................................152

لتنتهنّ يا بني وليعة، أو لأبعثنّ عليكم رجلاً عديل نفسي.......................154

لعنة اللّه على اليهود والنّصارى؛ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد................222

لقد غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب عليه السلام........................157

لمّا أراد اللّه أن ينشى ء المخلوقات ويبدع الموجودات.........................113

لمّا أسري بي إلى السماء السابعة...........................................................84

لمّا أنْ خلق اللّه آدم ونفخ فيه من روحه................................................35

لمّا خلق اللّه تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه..............................37

لمّا خلق اللّه عزّ وجلّ آدم نظر إلى سرادق العرش.................................36

لمّا شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء.....................................115

لمّا عرج بي إلى السماء........................................................................71

لمّا قيل لهم: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ.................................114

لم تنزعه حاجة إلاّ زيارتي.................................................................237

لو أنّ الناس تركوا الحجّ لكان على الوالي أن يجبرهم.........................254

لو علم النّاس: أنّه متى سمّي عليّ أمير الموءمنين.................................129

لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله...................................................62

لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً..........................................................182

ص: 287

لولا اللّه ما عُرفنا، ولولا نحن ما عُرف اللّه...........................................182

لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي...........................................144، 148

لولا أنت لم يُعرف الموءمنون بعدي...................................................149

لولاك ما خلقت الأفلاك....................................................................179

له الجنّة............................................................................................249

ليس العلم بكثرة التعلّم......................................................................171

ليستأدُوهم ميثاق فطرته........................................................................11

ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه...................................................................11

لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي...........................152، 153

ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق من أبي ذر.........................146

ما تريدون من عليّ؟ انّ عليّا منّي........................................................142

ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟...........................................140

ا خلق اللّه خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه مني.......................................67

ما خلق اللّه خلقا أكثر من الملائكة.....................................................255

ما من عبد زار قبر موءمن فقرأ عليه: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ..................................236

مثلنا في كتاب اللّه كمثل المشكاة......................................................190

مرحباً بأخي وابن عمّي........................................................................37

مرحباً بك يا أبا عبد اللّه، يا زين السماوات والأرض...............................79

مرحباً بمن خلقه اللّه تبارك وتعالى قبل كلّ شيء................................108

مكتوب على باب الجنة: لا إله إلاّ اللّه...................................................31

من أتى قبر أخيه ثمّ وضع يده على القبر وقرأ: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ...................235

مَنْ أراد أن يزور قبراً فليزره، ولا يقول إلاّ خيراً...................................229

ص: 288

مَنْ أطاعني وسلّم لهذا من بعدي........................................................150

من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة.........................245

من جاءني زائراً لا تعمله إلاّ زيارتي كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً....237

من حجّ البيت ولم يزرني فقد جفاني..................................................240

مَنْ حجّ إلى مكّة ثمّ قصدني في مسجدي كُتبت له حجّتان..................246

من حجَّ حجّة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة....................................242

من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي....................238

من رآني في المنام فقد رآني حقّا......................................................248

من زار قبر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم كان في جواره.......................248

من زار قبري - أو من زارني - كنت له شفيعاً - أو شهيداً..........................240

من زار قبري بعد مماتي فكأنّما زارني في حياتي.................................245

من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي.............................246

من زارني إلى المدينة كنت له شهيدا وشفيعا......................................247

من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا............................................243

من زارني بعد موتي فكأنّما زارني في حياتي.......................................241

من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حيٌّ.........................................242

مَن زارني بعد وفاتي وسلّم علَيَّ رددتُ عليه السلام عشرا.....................247

من زارني حيّاً وميّتاً كنتُ له شفيعاً يوم القيامة......................................250

من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه.....................................252

من زارني في حياتي أو بعد موتي.......................................................249

من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي.................................244

مَنْ زارني متعمِّدا كان في جواري يوم القيامة......................................246

ص: 289

من زارني ميِّتا فكأنّما زارني حيّا، ومن زار قبري..................................244

مَن سلّم عليّ في شيءٍ من الأرض أبلغته.............................................225

من فارق عليّاً فقد فارقني...................................................................155

من كنت مولاه فعليّ مولاه................................................................155

من مات في أحد الحرمين بُعث من الآمنين يوم القيامة.........................243

مَن وجد سعةً ولم يفد [يغد] إلَيَّ فقد جفاني.......................................247

مه، فضّ اللّه فاك.................................................................................88

نحن آخذون بحجزة نبيّنا ونبيّنا آخذ بحجزة ربّنا.................................191

نحن المحلّلون حلاله، والمحرّمون لحرامه.............................................64

نحن صنائع اللّه، والناس صنائع لنا.......................................................178

نحن من شجرة طيّبة، برأنا اللّه من طينة واحدة.......................................92

نشدتكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله...........137

نعم، تقول: السلام على أهل الدّيار من المسلمين والمؤمنين..................234

نعم، غير معقول ولا محدود...............................................................175

نعم، ولا يزال مستأنساً به ما دام عند قبره.............................................234

نور نبيّك يا جابر، خلقه اللّه ثمّ خلق منه كلّ خير.................................111

نور نبيّك يا جابر، خلقه اللّه، ثمّ خلق منه كلّ خير................................112

نهيتُكم عن زيارة القبور، ثمّ بدا لي أنّها ترقّ القلب..............................228

نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها.....................................226، 229، 256

نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنّها تذكّركم الموت....................227

نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولا تقولوا هجراً.............................227

وآدم بين الروح والجسد...........................................................124، 125

ص: 290

والّذي بعث محمّداً صلى الله عليه و آله ، إنّ نور أبي طالب......................103

واللّه، شيعتنا من نور اللّه خلقوا، وإليه يعودون......................................168

وأمّا الثالثة فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه........................................157

وأنشأت آدم له جرماً.........................................................................116

وإنّما صدرت الأمور عن مشيئته، المنشى ء أصناف الأشياء بلا رويّة فكرٍ.17

وصوّرهما على صورتهما...................................................................100

وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة.....................................................243

ولا تستلمه المشاعر، ولا تحجبه السواتر..............................................175

وليّ عليّ وليّ اللّه، وعدوّ عليّ عدوّ اللّه..............................................155

وما التفويض؟.....................................................................................59

ومباينته إيّاهم مفارقته إنّيتهم..............................................................175

ونهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها.....................................................227

ويحك يا قتادة، إنّ اللّه جلّ وعزّ خلق خلقاً من خلقه..............................54

هذا عليّ بن أبي طالب، لحمه من لحمي.............................................145

هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد اللّه...................................................141

هذه قبور إخواننا.......................................................................229، 256

يا أبا دجانة، أما علمت: أنّ للَّه تعالى لواءً من نور وعموداً.......................91

يا أُمّ سلمة، عليّ منّي، وأنا من علي.....................................................150

يا أبا خالد، النور واللّه الأئمّة من آل محمّد صلى الله عليه و آله................189

يا أبا محمّد، إنّ عندنا واللّه سرّاً من سرّ اللّه..........................................168

يا جابر، إنّ اللّه أوّل ما خلق خلق محمّداً صلى الله عليه و آله......................52

يا جابر، كان اللّه ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول.........................102

ص: 291

يا جابر، لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلاّ ذو حظّ عظيم................85

يا جارود، ليلة أسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزّ وجلّ إلَيَّ..................96

يا رسول اللّه، ما لمن زارك؟ فقال: من زارني حيّاً أو ميّتاً......................254

يا سلمان، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً.................................90

يا سلمان، خلقني اللّه تعالى من صفوة نوره.........................................118

يا سلمان، فهل علمت من نقبائي ومن الاثنا عشر..................................102

يا سليمان، اتّق فراسة المؤمن؛ فإنّه ينظر بنور اللّه..................................167

يا شهاب، نحن شجرة النبوّة، ومعدن الرسالة........................................101

يا شهاب، نحن شجرة النبوّة، ومعدن الرسالة........................................187

يا عباد اللّه، إنّ آدم لمّا رأى النور ساطعاً من صلبه...............................113

يا عبد الرّحمن، أنتم أصحابي، وعليّ بن أبي طالب منّي.......................143

يا عبد اللّه ألج المخدع........................................................................34

يا عليّ، الناس من شجر شتّى.....................................................130، 136

يا عليّ، إنّ اللّه تبارك وتعالى كان ولا شيء معه....................................83

يا عليّ أنت منّي، وأنا منك.................................................................144

يا عليّ، حربك حربي، وسلمك سلمي.................................................150

يا عليّ، خلق اللّه الناس من أشجار شتّى..............................................137

يا عليّ، خلقني اللّه تعالى وأنت من نور اللّه حين خلق آدم.....................85

يا عليّ، فكانت الطينة في صلب آدم، ونوري ونورك بين عينيه...............83

يا عليّ ما عرف اللّه إلاّ أنا وأنت...........................................................14

يا عمّ، لمّا أراد اللّه أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً........................86

يا فاطمة، كنت أنا وعليّ نورين بين يدي اللّه عزّوجلّ مطيعين..............104

ص: 292

يا قبيصة، لِمَ سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا...................................92

يا محمّد، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته.........................49

يا محمّد، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته.........................56

يا محمّد، هذه الديانة الّتي مَن تقدّمها مرق، ومَن تخلّف عنها محق.........56

يا معاوية، إنّ اللّه خلق المؤمنين من نوره، وصبغهم في رحمته..............168

يا مفضّل، أما علمت: أنّ اللّه تبارك وتعالى بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله.................................80

يا مفضّل، أتدري لم سميّت الشيعة شيعة.............................................170

يا مفضّل، كنّا عند ربّنا، ليس عنده أحد غيرنا........................................50

[إنّي] كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها.....................................229

[يا عليّ] واللّه، لو أنّ رجلاً صلّى وصام حتّى يصير كالشِّنّ البالي............71

ص: 293

فهرس مصادر التحقيق

القرآن الكريم

1. اثبات الوصيّة للإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

أبو الحسن، عليّ بن الحسين بن عليّ، المسعودي، الهذلي، صاحب تاريخ مروج الذهب ت 346 ه- ، الناشر: الرضي، قم المقدّسة - إيران.

2. الإحتجاج

أبو منصور، أحمد بن عليّ بن أبي طالب، الطبرسي من علماء القرن السادس، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري، والشيخ محمّد هادي به، الطبعة السادسة / 1425 ه- ، الناشر: انتشارات أسوة، قم المقدّسة - إيران.

3. إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل

القاضي السيّد نور اللّه، الحسيني، المرعشي، التّستري، تعليق: السيّد شهاب الدّين المرعشي النّجفي، الناشر: مكتبة آية اللّه المرعشي، قم المقدّسة - إيران.

ص: 294

4. إحياء علوم الدين

أبو حامد، محمّد بن محمّد، الغزالي ت 505، تحقيق: أبي حفص سيد بن إبراهيم بن صادق بن عمران، الناشر: دار الحديث، القاهرة - مصر، سنة الطبع 1419 ه- - 1998 م.

5. الاختصاص

محمّد بن محمّد بن النعمان، العكبري، البغدادي، الشيخ المفيد ت 413 ه، تحقيق: عليّ أكبر غفاري، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران، الطبعة السابعة / 1425 ه- .

6. إرشاد القلوب

الحسن بن محمّد، الديلمي، من أعلام القرن الثامن، منشورات الشريف الرّضي، قم المقدّسة - إيران.

7. أسد الغابة في معرفة الصّحابة

عزّ الدين بن الأثير أبي الحسن عليّ بن محمّد، الجزري ت 630 ه- ، تصحيح الشيخ عادل أحمد الرفاعي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1417 ه- - 1996 م.

8. أصول علم الرجال بين النظريّة والتطبيق

محمّد عليّ صالح، المعلّم، تقريرا لأبحاث آية اللّه الشيخ مسلم الداوري، تصحيح: الشيخ حسن العبودي، الناشر: مؤسّسة المحبين للطباعة والنشر، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الثانية / 1426 ه- - 2005 م .

ص: 295

9. الاعتقادات

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق: عصام عبد السيّد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد، المجلّد: 5)، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1414 ه- - 1993 م.

10. اقتضاء الصراط المستقيم

أحمد بن عبد الحليم، الحرّاني، أبو العبّاس، ابن تيميّة، تحقيق: محمّد حامد الفقي، الناشر: مطبعة السنّة المحمّديّة، القاهرة - مصر، الطبعة الثانية / 1369 ه- .

11. أمالي الصّدوق

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة في مؤسّسة البعثة - قم المقدّسة - إيران، الناشر: مؤسّسة البعثة، الطبعة الأولى / 1417 ه- .

12. أمالي الطوسي

أبو جعفر، محمّد بن الحسن، الشيخ الطوسي ت 460 ه- ، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة في مؤسّسة البعثة، قم المقدّسة - إيران، الناشر: مؤسّسة البعثة، الطبعة الأولى / 1414 ه- .

13. أمالي المفيد

محمّد بن محمّد بن النعمان، العكبري، البغدادي، الشيخ المفيد ت 413 ه- ، تحقيق: عليّ أكبر غفاري، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي،

ص: 296

قم المقدّسة - إيران، الطبعة الخامسة / 1425 ه- .

14. الأنساب

عبد الكريم بن محمّد بن منصور، التميمي، السمعاني ت 562 ه- ، تحقيق: عبد اللّه عمر البارودي، الناشر: مؤسّسة الكتب الثقافية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1408 ه- - 1988 م .

15. أنساب الأشراف

أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، من أعلام القرن الثالث الهجري، تحقيق وتعليق: الشيخ محمّد باقر المحمودي، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1394 ه- - 1974 م .

16. بحار الأنوار

محمّد باقر المجلسي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة / 1403 ه- - 1983 م.

17. بصائر الدرجات (فضائل أهل البيت)

محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ت 290 ه، تصحيح وتعليق: ميرزا محسن كوچه باغي، الناشر: مؤسّسة النعمان، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1425 ه- - 2005 م.

18. بلاغات النساء

أبو الفضل، أحمد بن أبي ظاهر، المعروف بابن طيفور ت 280 ه- ، تحقيق: الدكتور يوسف البقاعي، الناشر: دار الأضواء، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1420 ه- - 1999 م.

ص: 297

19. تاريخ بغداد

أبو بكر، أحمد بن عليّ، الخطيب البغدادي ت 463 ه- ، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1417 ه- - 1997 م.

20. تاريخ الطبري = تاريخ الأمم والملوك

أبو جعفر، محمّد بن جرير، الطبري ت 310 ه- ، تحقيق: الأستاذ عبد اللّه عليّ مهنا، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1418 ه- - 1998 م.

21. تاريخ مدينة دمشق

عليّ بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه، الشافعي، المعروف بابن عساكر ت 571 ه- ، دراسة وتحقيق: عليّ شيري، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى/ 1417 ه- - 1996 م.

22. تاريخ اليعقوبي

أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح، الكاتب العبّاسي، المعروف باليعقوبي، تحقيق: عبد الأمير مهنا، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1413 ه- - 1993 م.

23. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

السيّد شرف الدين عليّ، الحسيني، الاسترآبادي، النّجفي ت 940 ه- ، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران، 1409 ه- .

ص: 298

24. التحفة الإثنا عشرية (مخطوطة - باللغة الفارسيّة)

شاه عبد العزيز دهلوي، محفوظة في مكتبة آية اللّه المرعشي تحت تسلسل (843).

25. تذكرة الخواصّ

سبط ابن الجوزي ت 654 ه- ، منشورات الشريف الرّضي، سنة الطبع 1376 ه- ش - 1418 ه- ق .

26. تذكرة الموضوعات

محمّد طاهر بن عليّ، الهندي، الفتني ت 986 ه- ، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1399 ه- بالأوفسيت.

27. الترغيب والترهيب من الحديث الشريف

زكي الدين عبد العظيم عبد القوي المنذري ت 656 ه- ، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1417 ه- - 1996 م .

28. تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات

السيّد عليّ الحسيني، الميلاني، الناشر: المؤلّف، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1417 ه- .

29. تصحيح اعتقادات الإماميّة

محمّد بن محمّد بن النعمان ابن المعلم، العكبري، البغدادي، الشيخ المفيد ت 413 ه- ، (مطبوع ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، المجلّد: 5)، تحقيق: حسين درگاهي، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر، بيروت - لبنان،

ص: 299

الطبعة الثانية / 1414 ه- - 1993 م .

30. تفسير ابن كثير = تفسير القرآن العظيم

أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي ت 774 ه- ، أشرف على تحقيقه: محمود عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: مكتبة الرّشد، الرّياض - السعودية، الطبعة الأولى / 1420 ه- - 1999 م.

31. تفسير البرهان = البرهان في تفسير القرآن

السيّد هاشم الحسيني، البحراني ت 1107 ه- ، تحقيق: لجنة من العلماء والمحقّقين الأخصّائيين، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1419 ه- - 1999 م.

32. تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن

محمّد بن جرير بن يزيد بن خالد، الطبري ت 310 ه- ، ضبط وتوثيق: صدقي جميل العطّار، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، 1420 ه- - 1999 م.

33. تفسير العيّاشي

محمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي، السمرقندي، العيّاشي، تحقيق وتعليق: السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1411 ه- - 1991 م.

34. تفسير فرات الكوفي

أبو القاسم، فرات بن إبراهيم، الكوفي، تحقيق: محمّد الكاظم، الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد، طهران - إيران، الطبعة الثانية / 1416 ه- -

ص: 300

1995 م .

35. تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن

أبو عبد اللّه، محمّد بن أحمد، الأنصاري، القرطبي ت 671 ه- ، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان / سنة الطبع 1405 ه- - 1985 م.

36. تفسير القمّي

أبو الحسن، عليّ بن إبراهيم، القمّي من أعلام القرن الثالث الهجري، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1412 ه- - 1991 م .

37. تهذيب الأحكام

أبو جعفر، محمّد بن الحسن، الشيخ الطوسي ت 460 ه- ، تحقيق: الشيخ محمّد جواد الفقيه، الناشر: دار الأضواء، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1413 ه- - 1992 م.

38. تهذيب الكمال في أسماء الرّجال

أبو الحجّاج، يوسف المزي ت 742 ه- ، تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف، الناشر: مؤسّسة الرسالة، بيروت - لبنان، الطبعة الخامسة / 1415 ه- - 1994 م.

39. التوحيد

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تعليق وتصحيح: السيّد هاشم الحسيني الطهراني، الناشر:

مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الثالثة / 1423 ه- .

ص: 301

40. توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل

السيّد شهاب أحمد الشافعي، مخطوط.

41. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه، صحّحه وعلّق عليه: عليّ أكبر الغفّاري، الناشر: مكتبة الصّدوق، طهران - إيران، 1391 ه- .

42. جامع الأخبار = معارج اليقين في أصول الدين

محمّد بن محمّد السبزواري من أعلام القرن السابع الهجري، تحقيق: علاء آل جعفر، الناشر: مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1414 ه- .

43. جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

أحمد زكي صفوت، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابلي الحلبي وأولاده، القاهرة - مصر، الطبعة الأولى / 1352 ه- - 1933 م.

44. حديث الكساء في مصادر الحديث

أبو أسد اللّه، محمّد حياة الأنصاري، الباكستاني.

45. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء

أبو نعيم، أحمد بن عبد اللّه، الأصبهاني ت 430 ه- ، الناشر: دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان، سنة الطبع 1405 ه- .

ص: 302

46. الخرائج والجرائح

قطب الدين الراوندي ت 573 ه- ، تحقيق ونشر: موسّسة الإمام المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه)، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1409 ه- .

47. خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب

الحافظ أبو عبد الرّحمن، أحمد بن شعيب، النسائي ت 303 ه- ، وبذيله كتاب الحلي بتخريج خصائص عليّ (رض) تصنيف أبي إسحاق الحويني الأثري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1407 ه- - 1987 م.

48. الخصائص الكبرى

أبو الفضل، جلال الدّين عبد الرّحمن، أبو بكر، السيوطي ت 911 ه- ، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان.

49. الخصال

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق: عليّ أكبر غفاري، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران / سنة الطبع 1403 ه- - 1362 ش .

50. الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور

عبد الرّحمن بن جلال الدين السيوطي ت 911 ه- ، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان / سنة الطبع 1414 ه- - 1993 م .

51. الذريعة إلى تصانيف الشيعة

العلاّمة آقا بزرگ الطهراني ت 1389 ه- ، الطبعة الثانية 1403 ه- ، دار

ص: 303

الأضواء، بيروت - لبنان.

52. رجال الكشّي المعروف ب- «اختيار معرفة الرجال»

أبو جعفر، محمّد بن الحسن، الشيخ الطوسي ت 460 ه- ، تحقيق وتصحيح: محمّد تقي فاضل الميبدي والسيّد أبي الفضل الموسويان،الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران - إيران، الطبعة الأولى / 1382 ش.

53. رجال النجاشي

أبو العبّاس، أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس، الأسدي، الكوفي، النجاشي ت 450 ه- ، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الثامنة / 1427 ه- .

54. الروض الفائق في المواعظ والرّقائق

شعيب عبد اللّه بن سعد بن عبد الكافي، المصري، المشهور بالحريفيش، الناشر: مكتبة الجمهورية المصرية لصاحبها عبد الفتاح عبد الحميد مراد، القاهرة - مصر.

55. روضة المتّقين في شرح من لا يحضره الفقيه

محمّد تقي، المجلسي ت 1070 ه- ، تحقيق وتعليق: السيّد حسين الموسوي الكرماني والشيخ عليّ پناه الاشتهاردي، الناشر: بنياد فرهنگ إسلامي، الطبعة الثانية / 1410 ه- .

56. الرياض النضرة في مناقب العشرة

أحمد بن عبد اللّه، الطبري، اعتنى به وأخرجه: عبد المجيد طعمة حلبي،

ص: 304

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1418 ه- - 1997 م.

57. سبل الهدى والرّشاد في سيرة خير العباد

محمّد بن يوسف، الصّالحي، الشامي ت 942 ه- ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود والشيخ عليّ محمّد معوض، الناشر: دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1414 ه- - 1993 م .

58. سنن ابن ماجه

محمّد بن يزيد، القزويني ت 273، تحقيق وتعليق: محمّد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان.

59. سنن أبي داود

أبو داود سليمان بن الأشعث، السجستاني ت 275، مراجعة وضبط وتعليق: محمّد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان.

60. السّنن الكبرى

أحمد بن الحسين بن عليّ، البيهقي ت 458 ه- ، طبع دار المعرفة، توزيع مكتبة المعارف، الرياض - السعودية، الطبعة الأولى أوفسيت على الطبعة

الأولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن - الهند سنة 1354 ه- .

61. سنن الترمذي = الجامع الصحيح

أبو عيسى، محمّد بن عيسى بن سرور ت 279 ه- ، تحقيق: دكتر مصطفى محمّد حسين الذهبي، الناشر: دار الحديث، القاهرة - مصر، الطبعة

ص: 305

الأولى / 1419 ه- - 199 م.

62. سنن الدارقطني

الإمام الحافظ عليّ بن عمر الدارقطني ت 385 ه- ، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1417 ه- - 1996 م.

63. سنن النسائي = السنن الكبرى

أبو عبد الرّحمن، أحمد بن شعيب، النسائي ت 303 ه- ، تحقيق: الدكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيّد كسروي حسن، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1411 ه- - 1991 م.

64. سؤالات الحاكم النيسابوري للدّارقطني في الجرح والتعديل

أبو الحسن، عليّ بن عمر، الدارقطني، البغدادي ت 385 ه- ، تحقيق: الدكتور موفّق بن عبد اللّه بن عبد القادر، الناشر: مكتب المعارف، الرّياض - السعوديّة، الطبعة الأولى / 1404 ه- - 1984 م.

65. شرح الصدور في تحريم رفع القبور

محمّد بن عليّ، الشوكاني ت 1250 ه- ، تحقيق: مروان العطية، الناشر: دار الهجرة، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى / 1409 ه- - 1989 م.

66. شرح نهج البلاغة

ابن أبي الحديد، المعتزلي ت 656 ه- ، تقديم وتعليق: الشيخ حسين الأعلمي، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1419 ه- - 1999 م.

ص: 306

67. شعب الإيمان

أبو بكر، أحمد بن الحسين، البيهقي ت 458 ه- ، تحقيق: محمّد السّعيد بن بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1410 ه- - 1990 م.

68. الشفا بتعريف حقوق المصطفى

القاضي عيّاض اليحصبي ت 544 ه- ، مذيلاً بالحاشية المسماة باسم مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء لأحمد بن محمّد بن محمّد، الشمني ت 873 ه- ، الناشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، 1409 ه- - 1988 م .

69. شواهد التنزيل

الحاكم الحسكاني المتوفّى في القرن الخامس الهجري، تحقيق: الشيخ محمّد باقر المحمودي، الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد، طهران - إيران، الطبعة الأولى / 1411 ه- - 1990 م.

70. صحيح البخاري

أبو عبد اللّه، محمّد بن إسماعيل، البخاري، الجعفي ت 256 ه- ، تحقيق: الدكتور مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير واليمامة، دمشق - سوريا، الطبعة الخامسة / 1414 ه- - 1993 م.

71. صحيح مسلم

مسلم ابن الحجّاج النيسابوري ت 261 ه- ، تحقيق: محمّد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث، العربي - بيروت .

ص: 307

72. الصواعق المحرقة

أبو العبّاس، أحمد بن محمّد بن عليّ الهيثمي، ابن حجر، تحقيق: عبد الرّحمن عبد اللّه التركي وكامل محمّد الخراط، الناشر: مؤسّسة الرسالة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1997 م .

73. الضعفاء الكبير = ضعفاء العقيلي

أبو جعفر، محمّد بن عمر بن موسى، العقيلي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، الناشر: دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية 1418 ه- - 1998 م.

74. الضّعفاء والمتروكين

أبو الفرج، عبد الرّحمن بن عليّ بن محمّد، ابن الجوزي، الواعظ البغدادي، تحقيق: أبي الفداء عبد اللّه القاضي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1406 ه- - 1986 م.

75. طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وأخبار وأسرار

أحمد بن محمّد بن عبد ربّه، الأندلسي ت 328 ه- ، الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة - مصر، سنة الطبع 1405 ه- .

76. طبقات الشّافعية الكبرى

أبو نصر، عبد الوهاب بن عليّ بن عبد الكافي، السّبكي ت 771 ه- ، تحقيق: عبد الفتاح محمّد الحلو ومحمود محمّد الطناحي، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، القاهرة - مصر.

ص: 308

77. العقد الفريد

أحمد بن محمّد بن عبد ربّه، الأندلسي ت 328 ه- ، شرحه وصحّحه أحمد أمين، وأحمد الزين، وإبرهيم الأبياري، الناشر: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة - مصر، الطبعة الثانية / 1372 ه- - 1952 م.

78. علل الشرائع

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تصحيح وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1408 ه- - 1988 م.

79. العمدة = عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

يحيى بن الحسن، الأسدي، الحلّي، المعروف بابن البطريق ت 600 ه- ، تحقيق: الشيخ مالك المحمودي، والشيخ إبراهيم البهادري، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1407 ه- .

80. عوالي اللآلي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة

محمّد بن عليّ بن إبراهيم، الاحسائي، المعروف بابن أبي جمهور، تحقيق: البحّاثة أقا مجتبى العراقي، الناشر: مطبعة سيّد الشهداء، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1405 ه- - 1985 م.

81. عيون أخبار الرّضا عليه السلام

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق: حسين الأعلمي، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1404 ه- - 1984 م.

ص: 309

82. غاية المرام وحجّة الخصام

السيّد هاشم البحراني، الموسوي، التوبلي ت 1107، تحقيق: السيّد عليّ عاشور، الناشر: مؤسّسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1422 ه- - 2001 م.

83. الغدير في الكتاب والسنّة والأدب

عبد الحسين أحمد، الأميني، النجفي، تحقيق ونشر: مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1416 ه- - 1995 م.

84. غرر الحكم ودرر الكلم

عبد الواحد، التميمي، الآمدي، ترتيب وتدقيق: عبد الحسن دهيني، الناشر: دار الهادي، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1421 ه- - 2001 م.

85. الغيبة

أبو جعفر، محمّد بن الحسن، الشيخ الطوسي ت 460 ه- ، الناشر: مؤسّسة المعارف الإسلامية، قم المقدّسة - إيران / سنة الطبع 1411 ه- .

86. فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذرّيتهم عليهم السلام

المحدّث إبراهيم بن محمّد بن المؤيد بن عبد اللّه بن عليّ بن محمّد، الجويني، الخراساني، من أعلام القرن السابع والثامن، حقّقه وعلّق عليه وتصدّى لنشره الشيخ: محمّد باقر المحمودي، الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1400 ه- - 1980 م.

ص: 310

87. فردوس الأخبار (بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب»

شيرويه بن شهردار بن شيرويه، الديلمي، الهمداني، قدّم له وحقّقه وخرج أحاديثه: فواز أحمد الزمرلي ومحمّد المعتصم باللّه البغدادي، الناشر: دار الرّيان للتراث، القاهرة - مصر، الطبعة الأولى / 1408 ه- - 1987 م.

88. الفضائل

أبو الفضل، شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل بن أبي طالب، القمّي ت 660 ه- ، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، 1408 ه- - 1988 م.

89. فضائل الشيعة (وطبع معه صفات الشيعة، ومصادقة الاخوان)

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق ونشر: مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1410 .

90. فضائل الصحابة

أحمد بن محمّد بن حنبل ت 241 ه- ، تحقيق: وصيّ اللّه بن محمّد عبّاس، الناشر: جامعة أُمّ القرى، مكّة المكرّمة - السعودية، الطبعة الأولى / 1403 ه- - 1983 م.

91. فهرست الطوسي = فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنّفين وأصحاب الأصول

أبو جعفر، محمّد بن الحسن، الشيخ الطوسي ت 460 ه- ، تحقيق: السيّد عبد العزيز الطباطبائي، الناشر: مكتبة المحقّق الطباطبائي، قم المقدّسة -

ص: 311

إيران، الطبعة الأولى / 1420 ه- .

92. القاموس المحيط

محمّد بن يعقوب، الفيروزآبادي ت 817 ه- ، تقديم وتعليق: نصر الهوريني، المصري، الشّافعي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1425 ه- - 2004 م .

93. قرب الاسناد

أبو العبّاس، عبد اللّه بن جعفر، الحميري، من أعلام القرن الثالث الهجري، تحقيق: مؤسّسة أهل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الطبعة الأولى / 1413 ه- - 1993 م.

94. الكافي

أبو جعفر، محمّد بن يعقوب، الكليني ت 329 ه- ، تحقيق: محمّد جعفر شمس الدين، الناشر: دار التعارف للمطبوعات، بيروت - لبنان / سنة الطبع 1419 ه- - 1998 م.

95. كامل الزيارات

أبو القاسم، جعفر بن محمّد بن قولويه، القمّي ت 368 ه- ، تحقيق: الشيخ جواد القيّومي، الناشر: نشر فقاهة، قم المقدّسة - إيران، سنة الطبع 1424 ه- .

96. كشف الخفاء ومزيل الإلباس عمّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة النّاس

إسماعيل بن محمّد، الجراحي، العجلوني، الشافعي ت 1162 ه- ، الناشر: دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1418 ه- - 1997 م.

ص: 312

97. كشف الغمّة في معرفة الأئمّة

علي بن عيسى بن أبي الفتح، الأربلي ت 692 ه- ، قدّم له السيّد أحمد الحسيني، الناشر: انتشارات الشريف الرّضي، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الأولى / 1421 ه- .

98. كفاية الأثر في النّص على الأئمّة الإثني عشر

عليّ بن محمّد بن عليّ، الخزّاز، القمّي، الرّازي، من علماء القرن الرّابع، تحقيق: السيّد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي، الناشر: بيدار، قم المقدّسة - إيران، سنة الطبع 1401 ه- .

99. كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام

محمّد بن يوسف، الكنجي، الشافعي ت 658 ه- ، تحقيق: محمّد هادي الأميني، الناشر: دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام ، طهران - إيران، الطبعة الثالثة / 1404 ه- .

100. كمال الدين وتمام النعمة

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تصحيح: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1412 ه- - 1991 م .

101. كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال

علاء الدين المتّقي الهندي، تحقيق: الشيخ بكري حيّاني والشيخ صفوة السقا، الناشر: مؤسّسة الرسالة، بيروت - لبنان، سنة الطبع 1409 ه- - 1989 م.

ص: 313

102. كنز الفوائد

أبو الفتح، محمّد بن عليّ بن عثمان، الكراجكي ت 449 ه- ، تحقيق: الشيخ عبد اللّه نعمة، الناشر: دار الأضواء، بيروت - لبنان، سنة الطبع 1405 ه- - 1985 م.

103. لسان الميزان

شهاب الدين، أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن أحمد، الشهير بابن حجر العسقلاني ت 852 ه- ، إعداد: محمّد عبد الرّحمن المرعشلي ورياض عبد اللّه الهادي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1417 ه- - 1996 م.

104. مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده عليهم السلام

أبو الحسن، محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان، القمّي، تحقيق: نبيل رضا علوان، الناشر: انتشارات أنصاريان، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الثانية / 1413 ه- .

105. المجالسة وجواهر العلم

أبو بكر، أحمد بن مروان بن محمّد، الدينوري، القاضي، المالكي، الناشر: دار ابن حزم، لبنان - بيروت، الطبعة الأولى / 1423 ه- - 2002 م.

106. مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر

عبد الرّحمن بن محمّد بن سليمان، الكليبولي، المدعو بشيخي زاده، تحقيق: خليل عمران المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان،

ص: 314

الطبعة الأولى / 1419 ه- - 1998 م.

107. مجمع البيان في تفسير القرآن

أبو عليّ، الفضل بن الحسن، الطبرسي ت 560 ه- ، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1415 ه- - 1995 م.

108. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

عليّ بن أبي بكر، الهيثمي ت 807 ه- ، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، سنة الطبع 1408 ه- - 1988 م.

109. المحاسن

أحمد بن محمّد بن خالد، البرقي ت 280 ه- ، تحقيق: مهدي الرجائي، الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت، الطبعة الثانية / 1416 م.

110. المحتضر

حسن بن سليمان، الحلّي المتوفّى في القرن التاسع الهجري، الناشر: المبطعة الحيدرية، النجف الأشرف - العراق، الطبعة الأولى / 1370 ه- - 1951 م.

111. مروج الذهب ومعادن الجوهر

عليّ بن الحسين بن عليّ، المسعودي، تحقيق: عبد الأمير مهنا، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1411 ه- - 1991 م.

ص: 315

112. المزار

محمّد بن محمّد بن النعمان، العكبري، البغدادي، الشيخ المفيد ت 413 ه- ، تحقيق: آية اللّه محمّد باقر الأبطحي، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1414 ه- - 1993 م.

113. المسائل السّرويّة

محمّد بن محمّد بن النعمان، العكبري، البغدادي، الشيخ المفيد ت 413 ه- ، (مطبوع ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، المجلد: 7)، تحقيق: صائب عبد الحميد، الناشر: دار المفيد، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1414 ه- - 1993 م.

114. المستدرك على الصحيحينمحمّد بن عبد اللّه، الحاكم النيسابوري ت 405 ه- ، ومعه «تلخيص الذّهبي» وكتاب «الدّرك بتخريج المستدرك»، صنعه عبد السلام بن محمّد بن عمر علّوش، دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1418 ه- - 1998 م.

115. المستطرف في كلّ فنّ مستظرف

شهاب الدين محمّد بن أحمد، الابشيهي، تحقيق: الدكتور مفيد محمّد قميحه، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1986 م.

116. مسند أبي يعلى الموصلي

أحمد بن عليّ بن المثنى، التميمي ت 307 ه- ، حقّقه وخرّج أحاديثه:

ص: 316

حسين سليم أسد، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى / 1404 ه- - 1984 م.

117. مسند أحمد بن حنبل

أحمد بن حنبل ت 241 ه- ، شرحه وصنع فهارسه: أحمد محمّد شاكر، الناشر: دار الحديث، القاهرة - مصر، الطبعة الأولى / 1416 ه- - 1995 م.

118. مسند الحميدي

أبو بكر، عبد اللّه بن الزبير، القرشي، الحميدي ت 219 ه- ، تحقيق: حسين سليم أسد، الناشر: دار السقا، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى / 1996 م.

119. مشارق أنوار اليقين

رجب البرسي ت 813 ه- ، الناشر: فرهنگ أهل بيت عليهم السلام ، إيران.

120. مشكاة المصابيح

محمّد بن عبد اللّه الخطيب، التبريزي، تحقيق: سعيد محمّد اللحّام، الناشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1411 ه- - 1991 م.

121. مصابيح السنّة

أبو محمّد، الحسين بن مسعود بن محمّد الفرّاء، البغوي، الشافعي ت 516 ه- ، تحقيق: الدكتور يوسف عبد الرّحمن المرعشلي ومحمّد سليم إبراهيم سمارة وجمال حمدي الذهبي، الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1407 ه- - 1987 م.

ص: 317

122. مصباح الشريعة

المنسوب للإمام الصّادق عليه السلام ، الناشر: الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1400 ه- .

123. مصنّف ابن أبي شيبة = المصنّف في الأحاديث والآثار

أبو بكر، عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، الكوفي ت 235 ه- ، تحقيق: كمال يوسف الحوت، الناشر: مكتبة الرّشد، الرياض - السعودية، الطبعة الأولى / 1409 ه- .

124. مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن، القرشي، الشافعي ت 652 ه- ، تحقيق: السيّد عبد العزيز الطباطبائي، الناشر: مؤسّسة البلاغ، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1419 ه- - 1999 م.

125. معاني الأخبار

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق وتصحيح: عليّ أكبر غفاري، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الخامسة / 1425 ه- .

126. المعجم الأوسط

أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، الطبراني ت 360 ه- ، تحقيق: محمّد حسن محمّد حسن إسماعيل الشافعي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، عمان - الأردن، الطبعة الأولى / 1420 ه- - 1999 م.

ص: 318

127. معجم رجال الحديث = معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة

السيّد أبو القاسم الموسوي، الخوئي ت 1413 ه- ، طهران - إيران، الطبعة الخامسة / 1413 ه- - 1992 م.

128. المعجم الصغير = الروض الداني

أبو القاسم، سليمان بن أحمد، الطبراني ت 360 ه- ، تحقيق: محمّد شكور محمود، الناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار، بيروت - لبنان، وعمان - الأردن، الطبعة الأولى / 1405 ه- - 1985 م.

129. المعجم الكبير

أبو القاسم، سليمان بن أحمد، الطبراني ت 360 ه- ، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: دار إحياء التراث، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية.

130. مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج

محمّد الخطيب الشربيني ت 977 ه- ، الناشر: المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة - مصر، 1374 ه- - 1955 م.

131. المفردات في غريب القرآن

الراغب الأصفهاني ت 502 ه- ، تحقيق: محمّد خليل عيتاني، الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1420 ه- - 1999 م.

132. مقتل الحسين عليه السلام

الموفق بن أحمد، المكّي، الخوارزمي ت 568 ه- ، تحقيق: الشيخ محمّد السماوي، الناشر: أنوار الهدى، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الثالثة / 1425 ه- - 2005 م.

ص: 319

133. المناقب

الموفّق بن أحمد بن محمّد، المكّي، الخوارزمي ت 568 ه- ، تحقيق: مالك المحمودي، الناشر: جماعة المدرّسين، قم المقدّسة - إيران، الطبعة الرابعة / 1421 ه- .

134. مناقب آل أبي طالب

أبو جعفر، رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهرآشوب ت 588 ه- ، الناشر: مكتبة مصطفوي، قم المقدّسة - إيران.

135. مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام

محمّد بن سليمان، الكوفي، القاضي، من أعلام القرن الثالث، تحقيق: الشيخ محمّد باقر المحمودي، الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، الطبعة الأولى / 1412 ه- .

136. المناقب لابن المغازلي = مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

أبو الحسن، عليّ بن محمّد الواسطي، المعروف بابن المغازلي ت 483 ه- ، تحقيق: أبي عبد الرّحمن تركي بن عبد اللّه الوادعي، الناشر: دار الآثار للنشر، صنعاء - اليمن، الطبعة الأولى / 1424 ه- - 2003 م.

137. من لا يحضره الفقيه

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، القمّي، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق: الشيخ محمّد جواد الفقيه، الناشر: دار الأضواء، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية / 1413 ه- - 1992 م.

ص: 320

138. منهاج السنّة النبويّة

أحمد بن عبد الحليم بن تيميّة، الحراني، الدمشقي ت 728 ه- ، تحقيق: الدكتور محمّد رشاد سالم، الناشر: مؤسّسة قرطبة، الطبعة الأولى / 1406 ه- - 1986 م.

139. الموضوعات

عبد الرّحمن بن عليّ بن الجوزي ت 597 ه- ، خرّج آياته وأحاديثه: توفيق حمدان، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1415 ه- - 1995 م.

140. ميزان الاعتدال في نقد الرجال

أبو عبد اللّه، محمّد بن أحمد بن عثمان، الذهبي ت 748 ه- ، تحقيق: عليّ محمّد البجاوي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت - لبنان.

141. الميزان في تفسير القرآن

السيّد محمّد حسين، الطباطبائي ت 1402 ه- ، الناشر: مؤسّسة الأعلمي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1417 ه- .

142. نزل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار

محمّد بن معتمد خان، البدخشاني، الحارثي ت 1126 ه- ، تقديم وتحقيق وتعليق: الدكتور محمّد هادي الأميني، الناشر: مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام العامّة، أصفهان - إيران، الطبعة الأولى / 1403 ه- .

143. نزهة المجالس ومنتخب النفائس

عبد الرّحمن الصفوري، الشافعي، طبع المطبعة الميمنية، القاهرة - مصر،

ص: 321

1307 ه- .

144. نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين

محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد، الزرندي، الحنفي، المدني ت 750 ه- ، تحقيق: الدكتور محمّد هادي الأميني، الناشر: مكتبة نينوى الحديثة، طهران - إيران .

145. نهج البلاغة

الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ضبط النصّ: الدكتور صبحي الصالح، الناشر: دار الهجرة للطباعة والنشر، الطبعة الخامسة / 1412 ه- .

146. نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة

محمّد باقر المحمودي، الناشر: مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان.

147. نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار

محمّد بن عليّ، الشوكاني، تحقيق: محمّد صبحي بن حسن حلاّق، الناشر: دار ابن الجوزي، السعودية، الطبعة الأولى / 1427 ه- .

148. الهداية

أبو جعفر، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، الشيخ الصّدوق ت 381 ه- ، تحقيق: مؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام ، الناشر: مؤسّسة الإمام الهادي عليه السلام ، قم المقدّسة - إيران، سنة الطبع 1418 ه- .

ص: 322

149. الهداية الكبرى

الحسين بن حمدان، الخصيبي، الناشر: مؤسّسة البلاغ للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الرابعة / 1411 ه- - 1991 م.

150. وسائل الشّيعة = تفصيل وسائل الشّيعة إلى تحصيل مسائل الشّريعة

محمّد بن الحسن الحرّ، العاملي ت 1104 ه- ، تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الناشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء

التراث، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى / 1413 ه- - 1993 م.

151. اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

السيّد رضي الدين عليّ بن موسى بن طاووس، الحسني ت 664 ه- ، الناشر: مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر، قم المقدّسة - إيران، أوفسيت على طبعة المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف - العراق، 1369 ه- - 1950 م.

152. ينابيع المودّة لذوي القربى

سليمان بن إبراهيم، القندوزي، الحنفي ت 1294 ه- ، تحقيق: السيّد عليّ جمال أشرف الحسيني، الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى / 1416 ه- .

ص: 323

فهرس المحتويات

الإهداء.................................................................................................7

كلمة المؤسّسة......................................................................................9

معرفة النبيّ صلى الله عليه و آله...........................................................12

مقدّمة.................................................................................................17

المبحث الأوّل

في ذكر الأحاديث الدالّة على الوجود النوريّ للنبيّ صلى الله عليه و آله

(ص 21)

الطائفة الأولى: الأحاديث الواردة من طرق أهل السنّة............................23

الأحاديث الواردة من طرق أهل السنّة:..............................................25

تفسير إجمالي.........................................................................43

الطائفة الثانية: الأحاديث الواردة من طرق الإماميّة.................................45

الأحاديث الواردة من طرق الإماميّة..................................................47

القسم الأوّل: ما ورد في «الكافي»..............................................47

ما ذكره العلاّمة المجلسي في بيان مضمون الحديث الثالث.........56

ما ذكره الأعلام في معنى الغلوّ والتفويض.................................57

ص: 324

القسم الثاني: الأحاديث الواردة في الكتب الأخرى غير «الكافي»................66

الطائفة الثالثة: الأحاديث المؤيّدة لأحاديث النور.................................121

المجموعة الأولى:.........................................................................123

القسم الأوّل: ما ورد من طُرق أهل السنّة:.................................123

القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:....................................128

المجموعة الثانية:...........................................................................130

القسم الأوّل: ما ورد عن طريق أهل السنّة:...............................130

القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:....................................134

المجموعة الثالثة:...........................................................................138

القسم الأوّل: ما ورد عن طريق أهل السنّة:...............................138

القسم الثاني: ما ورد من طرق الإماميّة:....................................147

المجموعة الرابعة:..........................................................................152

القسم الأوّل: ما ورد من طرق أهل السنّة:.................................152

القسم الثاني: ما ورد من طريق الإماميّة:......................................155

المبحث الثاني

في بيان دلالة أحاديث النور وبيان اعتبارها

(ص 159)

المطلب الأوّل: في بيان دلالة الأحاديث..............................................161

....الجهة الأولى: النقاط العامّة المشتركة بين الأحاديث........................161

خصائص ومقامات الوجود النوري.........................................165

أسئلة وأجوبة:.......................................................................167

ص: 325

الخصائص الظاهرة من بعض الأحاديث..................................177

الوجود النوري منشأ جميع الممكنات.....................................179

الوجود النوريّ مطابق للحكمة ويصدّقه الكتاب العزيز.............180

الجهة الثانية: الموارد المختلفة بين الأحاديث..................................192

المطلب الثاني: في بيان اعتبار أسانيد الأحاديث أو عدمه......................195

المبحث الثالث

في ذكر بعض الفوائد المترتّبة على أحاديث النّور

(ص 211)

المطلب الأول: في ولاية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في ضوء حديث النور.......................................................214

المطلب الثاني: في مساواة النّبيّ صلى الله عليه و آله لغيره بعد موته...........219

المقام الأوّل:.........................................................................219

الجهة الأولى: في بيان أدلّة المنكرين..................................220

الجهة الثانية: في بيان أدلّة المثبتين......................................223

الوجه الأوّل: القرآن الكريم...............................................223

الوجه الثاني: السنّة.............................................................225

الطائفة الأولى: ما ورد في استحباب زيارة قبر المؤمن...226

القسم الأوّل: الأحاديث الواردة من طرق العامّة............226

القسم الثاني: الأحاديث الواردة من طُرق الإماميّة.........232

الطائفة الثانية: ما ورد في استحباب خصوص زيارة الرسول صلى الله عليه و آله........................................................237

القسم الأوّل: ما ورد من طُرق العامّة............................237

ص: 326

القسم الثاني: ما ورد من طُرق الإماميّة..........................249

الطائفة الثالثة: ما ورد في زيارة الملائكة لقبر الرسول والأئمّة عليهم السلام...................................................255

الطائفة الرابعة: ما ورد في زيارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله

للقبور والدعاء لهم.....................................................256

الطائفة الخامسة: ما ورد في زيارة أميرالموءمنين عليه السلام للقبور........................................................................257

الطائفة السادسة: ما ورد في زيارة الصحابة للقبور.........258

الطائفة السابعة: ما ورد في زيارة فاطمة عليهاالسلام وعائشة

وأمّ سلمة للقبور.........................................................258

الطائفة الثامنة: ما ورد في زيارة الإمام الحسين عليه السلام لقبرأخيه الإمام الحسن عليه السلام...........................................259

الطائفة التاسعة: ما ورد في زيارة محمّد بن الحنفيّة لقبر أخيه الإمام الحسنعليه السلام..................................................................259

الطائفة العاشرة: ما ورد في كيفيّة زيارة الرسول والأئمّة عليهم السلام..........................................................................260

الطائفة الحادية عشر: ما ورد في ثواب زيارة أمير الموءمنين والحسن والحسين وأولادهم عليهم السلام...............................260

الطائفة الثانية عشر: ما ورد في ثواب زيارة الشهداء وذرّيّة النبيّ صلى الله عليه و آله....................................................................261

المقام الثاني:.........................................................................262

المطلب الثالث: في دعوى سقوط التكليف عمّن وصل إلى درجة اليقين...............................................................................................265

ص: 327

الفهارس الفنّيةفهرس الآيات القرآنية.......................................................................271

فهرس الأحاديث الشريفة..................................................................276

فهرس مصادر التحقيق.......................................................................294

فهرس المحتويات.............................................................................324

ص: 328

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.