مصادر نهج البلاغة

هوية الکتاب

عبد الله نعمة

مصادِر نهج البَلاغَة

دراسة شاملة ، تعتمد الأرقام التاريخية والعلمية ، لتجيب عن هذا التساؤل : لمن نهج البلاغة ؟

1392 ه - 1972م

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ابن عبدالله وآله الابرار وصحبه الأخيار.

ص: 2

تقديم

لو يقدر للشريف الرضي أن يعود للحياة ثانية، ويبصر ما حظي به مجموعه (نهج البلاغة)، من اهتمام الادباء، والعلماء، و المفكرين، ويبصر من جانب آخر النقود الموجهة اليه، والحملات المتتابعة عليه، من قبل الشاكين أو المنكرين، لما سجله في كتابه هذا من كلام الامام علي عليه السلام، والاتهامات الموجهة اليه والقائلة بأنه هو الذي وضع كل ما فى (نهج البلاغة) أو بعضه على لسان الامام.

أقول: لو يعيش الرضي من جديد، ويرى كل ذلك، لسر به و ابتهج، ولغمه و ساءه أيضا في آن واحد.

انه يغتبط بذلك - دون ريب - حين يرى جهده في (نهج البلاغة) لم يذهب سدى، وذلك للعناية التي حظي بها من الباحثين والمفكرين والادباء، بحفظه ونشره، وبشرحه و التعليق عليه، بماتجاوز سبعين شرحا (1)، وحين يرى كتابه هذا في المؤلفات الحية الخالدة، التي تأتي في الدرجة الأولى في مؤلفات الاسلاميين القيمة.

انه سيبتهج حين يرى لمجموعه (النهج) ما لم يكن ليتوقعه من مكانة شامخة بين جميع القراء، على اختلاف طبقاتهم و مذاهبهم ونزعاتهم، تضعه في الآثار الحية، يتحرك مع تفكير الناس واحساسهم، ويتجاوب مع حياتهم في أجيالهم الطويلة و يهبهم من ألوان الفكر والحقائق والحياة ما لم يهبهم كتاب قبله.

ولكان الرضي من جانب آخر، يعيش في مرارة وأسف على اهماله الاشارة الى مصادر ما اختاره في (نهج البلاغة)

ص: 3


1- انظر الغدير ج 4 ص 164 - 169 بل انهاما بعضهم الى أكثر من ماية شرح وتعليق.

والروافد التي أخذ منها، وأعتمد عليها. تلك المصادر التي كانت حاضرة لديه وميسورة في عصره، حين وضع مجموعته هذه، و التي فقد أكثرها، وضاع معظمها في خضم الأحداث والنوازل.

ولأن اهماله الاشارة الى هذه المصادر، كان هو السبب الرئيسي لاتهام المتهمين اياه بوضع ما في النهج على لسان أمير المؤمنين علي عليه السلام، وهو السبب - كذلك - لشك الشاكين فيه، وانكار المنكرين له.

ولكان أول عمل يقوم به الشريف الرضي رحمه الله - على ما اعتقد - هو البحث عن مصادر كتابه (نهج البلاغة) والاهتمام بالاشارة الى الاصول التي اعتمدها ورجع اليها.

ولمني - حين يقوم بعمله هذا - بخيبه أمل مريرة، حين لا يستطيع أن يصل الى جميع الاصول التي استند اليها في هذا الكتاب.

وعملي هنا في هذه الأوراق - تماما - هو نفس العمل الذي كان الشريف الرضي، سيعنى به لو أتيح له أن يعيش من جديد.

و هو البحث عن أصول ما في النهج، في كتب الحديث والأدب، والتاريخ، والفرق، وما اليها، وارجاع ما فيه من خطب، وكلمات، ورسائل، وحكم، وأمثال، ووصايا، وغير ذلك، الى مصادره، والاشارة الى اسم الكتاب والصحيفة التي اشتملت على شيء من ذلك.

و سيكون حظي من البحث هنا عن ذلك كله - تماما - هو حظ السيد الرضي لو بحث اليوم عنه ونقب، لا يأتي على كل الغاية المطلوبة.

ذلك لما أشرت اليه من قبل، من ضياع أكثر المصادر

ص: 4

و فقدانها. تلك المصادر التي استند اليها الرضي في مجموعه النهج، والتي لم يبق منها الا القليل.

وحسبي بهذا الكتاب «مصادر نهج البلاغة» أن يسد فجوات عديدة، كانت تنفذ من خلالها، اتهامات اولئك المتهمين وشكوك أولئك الشاكين، من أدباء وعلماء ومؤرخين، وأن يجد فيه هؤلاء خيوطا من ضياء، تبدد الكثير من تهمهم وشكوكهم.

ذلك حين يجدون فيه حوالي 180 خطبة وموعظة من أصل 242، وحوالي 60 كتابا ورسالة ووصية من أصل 78، وحوالي 200 كلمة من الحكم والأمثال وما اليهما من أصل 498 كلمة قد أرجعتها الى أصولها، وربطتها بمصادرها.

ومن هذه الخطب والرسائل والوصايا والحكم والأمثال التي اهتديت الى مصادرها واستطعت العود بها الى اصولها، تلك التي كانت مثار الشك لدى جماعة من المؤرخين والأدباء، والتي ركز عليها هؤلاء أسباب شكهم أو انكارهم، من ذلك: الخطبة المعروفة بالشقشقية، والخطبة التي يذكر فيها بدء خلق السماء والأرض، وكلمته لنوف البكالي، وكلمته في دعائم الاسلام وغيرها.

ولم أسترسل كثيرا في البحث عن مصادر الحكم والأمثال وما اليهما، الا ما وقفت عليه عرضا وفي أثناء البحث عن سواها. ذلك لأن أكثر ما في هذا الباب، مذكور فى ضمن الخطب والوصايا والمواعظ والرسائل، التي اختار الشريف الرضي منها هذه الحكم والأمثال، وأفردها في باب مستقل، انسجاما مع مهمته الأدبية، التي من أجلها جمع كتابه (نهج البلاغة).

على أن الكثير من هذه الحكم والأمثال تجده مبثوثا في كتب الأدب والأخلاق والمواعظ، كمؤلفات الجاحظ، وأبي علي

ص: 5

القالي، وابن قتيبة، والمفيد، وابن شعبة، والمبرد، وأبي حيان التوحيدي والمفيد، وأبي هلال العسكري، وابن عبد ربه الأندلسي، والقيرواني، والصدوق، والكليني، وغيرهم.

وأعتقد بأنه لو تضافرت الجهود في التنقيب في أسفار الأقدمين ومؤلفاتهم، لأتت على مصادر وأصول أكثر ما في النهج.

و عسى أن يكون عملي هذا حافزا لغيري من الباحثين الذين تتوافر لديهم المراجع والمصادر، على تكريسن جهودهم في هذا الموضوع، ليأتوا على طمر أكثر هذه الفجوة، وليعودوا بنهج البلاغة الى ينابيعه وروافده.

* * *

وطبيعة هذه الدراسة - كما ترى - شاقة ومجهدة، تقوم على عملية احصاء وجمع أرقام، استغرقت وقتا طويلا واستنفدت جهدا كبيرا في البحث والتنقيب، في كتب متنوعة عديدة. كل ذلك لكي أصل الى مصدر خطبة أو أصل لرسالة أو كلمة مما تضمنه نهج البلاغة.

و كم كنت أغتبط حين أظفر بعد التنقيب الحثيث على شيء مما أريده.

ولا بد من الاشارة هنا الى أني لا أقصد بالمصادر في هذا الكتاب، انها هي بعينها المصادر التي اعتمد عليها الشريف الرضي حين كتابة النهج، وانما أعني ان ما روي في النهج من كلام الامام علي (ع)، قد رواه غير الرضي ممن تقدم أو تأخر عنه ولم يستند اليه.

ص: 6

لأن الرضي قد يكون مستندا في نهج البلاغة الى غير ما بأيدينا من المصادر.

وقد وضعت هذا الكتاب في قسمين، يشتمل كل منهما على ثلاثة فصول على ما يأتي ان شاء الله تعالى. و اني أسأله سبحانه أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، ومنه عز وجل أستمد العون والتوفيق والسداد.

ص: 7

القسم الأول

وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول

و هو يشتمل على:

1) تمهيد

2) من هو جامع النهج

3) مكانة نهج البلاغة

4) مجاميع لكلام الامام، وضعت قبل عصر الرضي

5) مصادر لما في النهج سبقت عصر الرضي أو عاصرته أو تأخرت عنه دون أن يعتمد أصحابها على رواية الرضي في النهج

6) أقوال الشاكين أو المنكرين وتعليلاتهم

7) شروح نهج البلاغة

ص: 8

تمهيد

من المثير - حقا - أن نجد طائفة من الكتاب والمؤرخين، من متقدمين ومحدثين، يشتدون في شكهم أو في ارادتهم أن يشكوا في نسبة ما في نهج البلاغة الى أمير المؤمنين علي عليه السلام ويمعنون في انكار ذلك إمعانا كبيرا.

ومن الغريب - كذلك - أن يجتروا شكهم أو انكارهم، ويتردد ذلك في مؤلفاتهم، يتلقفه خلفهم عن سلفهم، دون تعديل فى طريقة الشك، أو أسباب الانكار على الأكثر.

كما جاءت الملاحظات على هذا الشك والانكار، مكررة، دون تبديل في طريقتها وأسلوبها على الأكثر أيضا.

والحقيقة المرة التي يواجهها الباحث المجرد أن يجد هذا الانكار أو الشك، صادرا عن وجهة نظر غير شيعية، تقوم على رفض كل ما يأتي عن طريق مؤرخين أو محدثين أو أدباء شيعة أو طريق مؤرخين معتدلين، أو لهم ميول شيعية، لا يسيطر التعصب على ما يؤرخون وما يكتبون.

وتقوم - كذلك - على اعتبار كل ما يرد من طريق الشيعة، منحولاً ومختلقا وكذبا عند الأكثر، وبخاصة فيما كان مناقضا، لما يعيشونه من ذهنيات ومفاهيم مذهبية، وسياسية، وتاريخية وغيرها.

وأن يجد الرد والملاحظات على ذلك كله، صادرا عن وجهة نظر شيعية، تقوم - على الأكثر - على رفض كل ما يتناقض مع وجهتهم المذهبية، وطرح كل ما يخالف ذهنياتهم السياسية والتاريخية وسواهما.

ولو أخذنا بحرفية هاتين الوجهتين، لاختفت الحقيقة وراء ضباب كثيف، ولتعذر علينا أن نلمحها أو أان نمسك ببعض

ص: 9

خيوطها، ولكان حظ تاريخنا الاسلامي، بما فيه مبادؤنا الاجتماعية والدينية، حظ الأساطير، لا تعتمد على مقياس صحیح ثابت.

ذلك حين تعتبر كل من الطائفتين - السنة والشيعة - كل روايات الطائفة الأخرى وأحاديثها زورا وباطلا لا يوثق بشيء منه. الأمر الذي يساعد على توسيع الفجوة فيما بينهم، ينفذ منها الطامع المستغل بضراوة وحقد وشراسة، ويجعل كل محاولات المصلحين لالتقاء الطائفتين تذهب هباء.

* * *

ويقف الباحث المجرد أمام ظاهرة محيرة، لا يملك لها تفسيرا واضحاً. ذلك حين يجد أكثر محدثي السنة وعلمائهم يرفضون کل رواية أو حديث، يأتي من طريق الشيعة، كمبدأ عام، يدخل في صلب القواعد الأساسية المقررة لديهم، في شروط قبول الرواية، معللين ذلك بأن الشيعة - على حد تعبيرهم - كذابون مبتدعون، يدعون الى بدعتهم، ولأجل ذلك ترفض رواياتهم وأخبارهم.

و هم في أثناء ذلك يقبلون رواية جميع أهل البدع والأهواء الأخرى حتى الخوارج منها.

قال ابن تيمية في منهاج السنة ج 1 ص 13:

«نكتب عن كل صاحب بدعة، اذا لم يكن داعية، الا الرافضة، فانهم يكذبون.»

ومثله قال السباعي في كتاب السنة ومكانتها من التشريع الاسلامي ص 110 (1)9.

ص: 10


1- انظر: دراسات في الكافي والصحيح للعلامة السيد هاشم معروف ص 139.

ومعنى هذا أن روايات الشيعة أو الرافضة - على عد تعبيره - مرفوضة مطلقا، سواء أكانوا دعاة لمذهبهم أم لا، لأنهم - كما قال - يكذبون.

ولا ندري لما اتخذ هذا الموقف من روايات الشيعة هل لأنهم دعاة لمذهبهم؟ أم لأنهم يكذبون؟

فان كان الأول فهو يقضي برفض روايات كل داعية لمذهبه، لا الشيعة فقط.

لأنا لا نجد فرقة من الفرق الاسلامية، أو مؤمنا بقضية أو فكرة الا وهي تدعو لما تعتقد وتؤمن به، وتؤيده وتقرره بما تملك من براهين وأدلة.

ومع ذلك وجدنا أصحاب هذا الموقف من روايات الشيعة يقبلون روايات جميع أهل البدع والفرق ما عدا الشيعة، ولم نجدهم في مورد واحد قد رفضوا رواية غير الشيعي، فيما أمكننا الاطلاع عليه.

وان كان الثاني، أي لأنهم يكذبون كما صمهم خصومهم به، فان أراد أصحاب هذا الموقف ان بعض الشيعة يكذب لا جميعهم فلما ترفض رواياتهم جملة واحدة، وبقول مطلق؟

وان أرادوا ان كل الشيعة يكذبون وأن ذلك من عقيدتهم فان ذلك - دون ريب - جهل منهم أو تجاهل الحقيقة مذهب الشيعة، ولأقول أئمتهم من أهل البيت عليهم السلام ولاراء فقهائهم.

وكل من تتبع ورجع الى أحاديث البيت و آثار هم و فتاوی علمائهم، يجد صراحة ودون غموض - أن الكذب عندهم من الكبائر الموبقات، وأنهم من أكثر الفرق الاسلامية تمسكا بكتاب

ص: 11

الله العزيز، الذي حرم الكذب، ومن أكثر هم تعظيما له، وعملا به. وهم يتشددون في حرمته، حتى جعلوا الكذب على الله، وعلى رسوله وعلى الأئمة، من مفطرات الصوم.

* * *

ويبدو أن الكثير منهم لم يقتصر على رفض روايات الشيعة بل تجاوز الى التحفظ برواية كل من روى منقبة لأهل البيت، أو مثلبة فى أعدائهم الأمويين ويشتدون في رفض ذلك، متهمين اياه بالتشيع، أو أن فيه تشيعا قليلا، أو أنه تفوح منه رائحة التشيع، كما فعله ابن خلدون (ت 808 ه) في مقدمته فقد روى في الفصل الثالث والخمسين في أمر الفاطمي المنتظر، حوالي اثنين وثلاثين حديثا، وأسقطها ورفض الاعتماد عليها، لا لشيء الا لان بعض رواة هذه الاحاديث متهم بالتشيع، أو لأنه من ولد الشيعة، أو لان فيه تشيعا قليلا، وان كان ثقة - على حد تعبيره (1).

وقد برزت هذه الحقيقة على لسان الاستاذ محمد كرد علي حين قال:

كان اليعقوبي، والمسعودي، وابن الطقطقي، وحمزة الأصفهاني، على مكانتهم في العلم، من المؤرخين الذين تجلى فيما دونوا، مبلغ هواهم مع الطالبيين، فهم منحرفون عن بني أمية وبني العباس في يسجلون لهم العيوب والهنات، التي تسقطهم في أنظار أرباب المدارك ... يجب أن تؤخذ روايات مؤرخي الشيعة باحتياط تام» (2)

ومن أجل ذلك كانت رواية شيء فى فضائل أهل البيت،.

ص: 12


1- انظر: المقدمة ص 218 - 226.
2- انظر الاسلام والحضارات العربية ج 2 ص 429 هامش.

أو شيء في معائب أعدائهم الأمويين، وحدها سببا كافيا لاسقاطها عن الاعتبار، والصاق تهمة التشيع براويها، حتى ولو لم يكن شيعيا، وانما كان من العلماء المجردين، الذين لا تميل بهم عصبية ولا طائفية، يسجلون الحوادث بانصاف وتقدير.

وفي اطار هذه الروح اتهموا جماعة من مؤرخين ومحدثين بالتشيع والرفض، بسبب بعض ما رووه في فضل علي وبنيه، أو ذم معاوية والأمويين، على حين أنهم ليسوا من الشيعة، ولم تشر الى تشيعهم مؤلفات الشيعة أنفسهم، الموضوعة للتراجم و بحث أحوال الرواة، بل أشارت صراحة الى انهم ليسوا من الشيعة.

ومن هؤلاء المتهمين بالرفض والتشيع، الطبري المؤرخ والمفسر المتوفى سنة (310 ه)، واسماعيل بن سليمان بن المغير الأزرق التميمي الكوفي، وأبو سعيد عباد بن يعقوب الكوفي المتوفي سنة (250 ه)، والحافظ عبدالله بن محمد الواسطي المتوفى سنة (375 ه)، وكثير غيرهم. كل ذلك بسبب رواية بعضهم لحديث الطائر المشوي، ورواية بعضهم الحديث: (اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) وهكذا. فقد رفضت رواياتهم، واتهموا بالتشيع أو بالغلو، وليس في كتب الرجال الشيعة - كما قلنا - ما يشير الى تشيعهم فضلا عن غلوهم في التشيع (1).

وعلى هذه الروح جرى أكثر الكتاب المحدثين، من أمثال الاستاذ محمد سيد كيلاني في كتاب (أثر التشيع في الأدب العربي)، والحفناوي في كتاب (ابو سفيان شيخ الأمويين)،.

ص: 13


1- انظر دراسات في الكافي والصحيح ص 152 - 153 ملخصا.

ومحب الدين الخطيب في (الخطوط العريضة) وغيرهم الكثيرون.

وعلى أساس هذا المبدأ، أخذ الأكثر برواية المنحرفين عن علي (ع) وأهل بيته، و بخبر أعدائهم المناوئين لهم، من أمثال معاوية، وعمرو بن العاص وجلاوزتها من طراز سمرة بن جذب، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، ومن أمثال عمران بن حطان الخارجي وغيره.

أما كيف حصل كل ذلك، ولماذا وقف الكثيرون من العلماء والمؤرخين والأدباء من أحاديث الشيعة هذا الموقف؟ وفيهم الصالحون المنصفون، الذين لا تنحرف بهم عصبية ولا طائفية يكتبون لوجه الله والحق والعلم؟

هل كان ذلك نتيجة تعصب مذهبي، تراكم عبر قرون طويلة، وتحول الى عقدة متأصلة عمقت جذور العداء بين الطائفتين؟

أم أن هناك عوامل سياسية كامنة وراء كل ذلك؟

كنت أتساءل، وأفترض لذلك أكثر من سبب، باحثا عن الحلقة الأولى، وعن العصر الذي نشأت فيه، حتى وقعت على نص يرويه لنا أبو الحسن علي بن محمد المدائني المؤرخ (135 - 225/215 ه) في كتاب الأحداث نقله عنه أبن أبي الحديد شارح النهج، كما يروي الشطر الأكبر منه، سليم بن قيس الهلالي في كتابه المعروف.

هذا النص يلقي الضوء على جوانب هذه العقدة، ويكشف لنا عن عواملها ودوافعها، ويضعنا أمام مخطط سياسي رهيب، وضع لحمته سداه، معاوية بن أبي سفيان الأموي، ضد الامام علي و بنيه وشيعته، الذين كانوا - في نظره - يمثلون الفئة المعارضة لسلطانه ويعملون مشعل الثورة على انحرافاته وطغيانه.

ص: 14

هذا النص يحملنا على الاعتقاد بأن هناك ارتباطا جذريا بين هذا الموقف من الشيعة ورواياتهم، وبين محاولات معاوية الرامية الى القضاء على الشيعة وعزلهم سياسيا واجتماعيا و اقتصاديا، وأنه كان المصدر الرئيسي لهذه الفكرة القائلة يرفض أحاديث الشيعة ورواياتهم، ورفض كل حديث يتضمن فضيلة للأمام علي وأهل بيته، أو طعنا على أعدائهم الأمويين حتى ولو جاء ذلك عن غير طريق الشيعة.

أما النص المشار اليه فهو:

«قال المدائني: كتب معاوية نسخة واحدة الى عماله بعد عام الجماعة (وهو عام صلح الامام الحسن مع معاوية):

أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب (يعني عليا) وأهل بيته، فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل منبر، يلعنون عليا، ويتبرأون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته ...

وكتب معاوية الى عماله في جميع الآفاق: ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة. وكتب اليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عيمان ومحبيه، وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم وقربوهم، وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته، ففعلوا ذلك، حتى أكثروا فى فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه اليهم معاوية من الصلات والكساء، والحباء، والقطائع، ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا فى المنازل والدنيا ... ثم كتب الى عماله ... فاذا جاءكم كتابي هذا، فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب، الا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعل، فان

ص: 15

هذا أحب الي وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد اليهم من مناقب عثمان وفضله.

فقرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها، وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر، وألقي الى معلمي الكتاتيب، فعلموا صبيانهم و غلمانهم من ذلك الشيء الكثير الواسع، حتى رووه و تعلموه كما يتعلمون القرآن وحتى علموه بناتهم ونساءهم و خدمهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.

ثم كتب الى عماله نسخة واحدة الى جميع البلدان: انظروا الى من أقامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.

وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به، واهدموا داره ... فظهر حديث كثير موضوع و بهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة، والولاة وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤن والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك، فيفتعلون الأحاديث، ليحظوا بذلك عند ولاتهم، ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث الى أيدي الديانين، الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها، وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها ...» (1).

الملك ترى معي في هذه الوثيقة التاريخية الخطيرة، ما يحدد.

ص: 16


1- انظر شرح النهج م 3 ص 15 - 16 وانظر كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 129 - 131 فقد روى سليم ذلك باختلاف يسير.

طبيعة هذا الموقف من روايات الشيعة، وطبيعة نشأته والارتباط بينه وبين مخطط الأمويين السياسي، الرامي الى عزل الشيعة معنويا وسياسيا ودينيا، وفي كل المجالات.

وتجد فيه كذلك، الترجمة الحرفية لهذه السياسة الرهيبة التي تحولت - بمرور الزمن - الى قضية ثانية لا تناقش، تلقفها الخلف عن السلف، ووجد العلماء الطيبون المخلصون أنفسهم أمام تراث، تركه لهم سلفهم، فأقبلوا بحسن ظن وتقليد لمن سبقهم، وهم فى غفلة عن ملابساته وعوامله الخفية الكامنة وراءه. ولو أنهم وقفوا على حقيقة ذلك لرفضوه وأعرضوا عنه، كما قال المدائني.

ومن جانب آخر فان في هذه الوثيقة التاريخية ما يدحض التهمة القائلة بأن الشيعة هم أول من وضعوا الأحاديث المختلقة كما حاول ابن أبي الحديد شارح النهج أن يلصق ذلك بهم.

بل ان النصوص التاريخية تشير الى عكس ذلك، وتؤيد ما ورد في وثيقة المدائني، فقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه و هو - كما قال ابن أبي الحديد - من أكابر المحدثين وأعلامهم:

«إن أكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة، افتعلت أيام بني أمية، تقربا اليهم، بما يظنون أنهم يرغمون به انوف بني هاشم» (1).

أما موقف الشيعة من مخالفيهم مذهبا، ففريق منهم يتشدد في روايات غير الشيعي الامامي، ويشترط في الراوي لكي تقبل روايته ونقله، أن يكون اماميا عدلا، أي أن يكون معروفا1.

ص: 17


1- انظر شرح النهج م 3 ص 16، ونفطويه هو أبو عبدالله ابراهيم بن محمد ابن عرفه من ولد حبيب بن المهلب الازدي، توفي سنة 323 ه، انظر فهرست ابن النديم ص 121.

بالصدق والامانة، ومجتنبا للكبائر من الذنوب، وغير مصر على ارتكاب الصغائر.

و هذا الفريق يرفض رواية غير الشيعي الامامي، من دون تفرقة في ذلك بين أن يكون سنيا، أو من احدى الفرق الشيعية الأخرى، كالفطحية، والواقفية، والاسماعيلية، ومواها. ولم يفعلوا كما فعل سواهم من قبول رواية كل مخالف الا الشيعة.

واذا قلنا ان هذا الفريق يتشدد في قبول رواية غير الشيعي الامامي أيا كان، فليس معناه أنه من ضروريات مذهبهم التي لا يتجاوزونها، وانما هو اجتهاد ورأي من الآراء، التي يقع فيها الاختلاف، وتتفاوت فيها وجهات النظر.

وقد يكون السبب في موقفهم هذا، هو كثرة الحديث الموضوع وانتشاره بين أيدي المحدثين، وقيام رواة السوء المتزلفين بوضعه و نشره تحقيقا لرغبة معاوية، وتنفيذا لأوامره، طمعا في منصب أو جاه، أو مال، كما سمعته في وثيقة المدائني التي ذكرناها. الأمر الذي أدى الى اختلاط الحق بالباطل، والى انعدام الوثوق في شيء منه.

أما الفريق الآخر منهم فهو يكتفي في قبول رواية الراوي أن يكون عدلا في مذهبه، بحسب عقيدته، وأن الاختلاف في العقيدة لا يمنع من الاعتماد على ما يرويه، اذا كان صادقا ومأمونا في النقل (1).

ومعنى ذلك أنهم يأخذون بحديث الثقة و بخبره، ويعتبرونه حجة لديهم، و ان كان مخالفا لهم في المذهب حتى ولو كان سنيا..

ص: 18


1- انظر دراسات في الكافي والصحيح ص 138.

ومن هنا وجدنا الكليني في الكافي يروي عن جماعة غير شيعية امامية، من سنة وسواهم من الفرق الشيعية الأخرى مثل حفص بن غياث قاضي الرشيد، وغياث بن كلوب، ونوح ابن دراج، وطلحة بن زيد، و عباد بن يعقوب الرواجني، والنوفلي، والسكوني، والزهري، ووهب بن ذهب أبي البختري القاضي، وغيرهم (1).

و هذا الرأي ينسجم تماما مع قول الامام (ع):

خذوا ما رووا، وذروا ما رأوا».

انه من المعقول أن نقف من آراء مخالفينا لنا مذهبا، موقف المتشدد المتحفظ، ولو كانت تلك الآراء صادرة عن ثقة مأمون لأن ذلك يكون ممدودا - عادة - بالحدس والظن والاجتهاد الذي تختلف فيه وجهات النظر.

أما رفض روايات الثقة وأخباره، وان كان مخالفا لنا في الرأي، مع كونه عدلا في مذهبه ومعروفا بالصدق والوثاقة و الأمانة، فليس له تفسير صحيح، ولا مبرر معقول.

وعلى طبيعة هذا المنطق ينبغي لنا، ان نركز جميع دراساتنا الاسلامية بمختلف مواضيعها، وأن يكون هو النقطة الأساسية التي ننطلق منها في كل ما نكتب ونبحث.

* * *

وبعد هذا كله نستطيع أن نفهم التفسير الصحيح لكل هذه الضجة حول نهج البلاغة، وكل هذا الامعان فى الشك أو الانكار، وأن نعرف الأسباب الكامنة وراء ذلك.

وأن تعرف - كذلك - أن هذه الضجة أو هذه التهمة ما كانت لتثار، لو كان نهج البلاغة منسوبا لغير الامام علي من.

ص: 19


1- المصدر الاسابق.

الصحابة والتابعين، حتى ولو لمثل يزيد بن معاوية أو بعض جلاوزته.

كل ما سبق يفسر لنا بوضوح الاسباب التي هي وراء الضجة حول نهج البلاغة، ووراء الشك أو الانكار، وانها تتلخص بما يلي:

أولا: ان راوي نهج البلاغة شيعي رافضي، و هو الشريف

الرضي وان الشيعة - بنظر هؤلاء - لا تقبل رواياتهم.

ثانيا: ان نهج البلاغة قد تضمن امورا على خلاف ما هو مألوف من مفاهيم و ذهنیات، وبخاصة حول الخلافة، والامامة والعصمة، والقضاء والقدر، والجبر والاختيار، والعدل وغيرها، مما لا يتفق مع الأفكار والمفاهيم السائدة عند غير الشيعة.

و اعتبار ما في نهج البلاغة صحيحا معناه نقض الكثير مما

يعيشون فيه من ذهنية، منذ أجيال طويلة.

اذا لا بد من الشك في نهج البلاغة، واعتباره موضوعا ومنحولا على لسان الامام علي (ع).

ثالثا: ان نهج البلاغة قد اشتمل على الغميزة واللمز في بعض الصحابة، كعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان وطلحة، والزبير، وعائشة، ومروان بن الحكم، وبني أميه.

و هذا يتناقض مع الهالة القدسية حول هؤلاء، التي وضع مداها ولحمتها معاوية، وحاكها باحكام وتقدير - كما جاء في رواية المدائني السابقة.

والغريب المضحك أن التباني في كتابه (تحذير المقبري)، يستدل على عدم صحة نسبة ما في النهج الى الامام (ع)، بأن النهج قد تضمن ما يدل على عدم رضا الامام بخلافة الخلفاء الثلاثة

ص: 20

الذين سبقوه، مع أن خلافة هؤلاء كانت بقضاء الله وقدره، والامام علي يرضى - دون شك - بقضاء الله وقدره، وبالتالي بخلافة الثلاثة قبله، لانها كانت بقضاء الله وقدره. وعليه فتكون نسبة ما في النهج باطلة، لانها تناقض ذلك (1).

و نقطة الضعف عند هؤلاء، انهم يخضعون كل شيء لمعتقداتهم، ويفسرونه على حسب مفاهيمهم المألوفة، وينظرون الى المؤلفات والاحاديث من زاوية ذهنيات معينة.

ومن هنا كانت آراء أمثال هؤلاء لا قيمة لها من الوجهة العلمية والمنطقية، وفاقدة لأهم عناصر الدراسة الرئيسية، وهو التجرد والموضوعية

ولو درسنا التاريخ والحديث في ظل هذه الروح وهذه الذهنية، لانقلبت لدينا جميع المقاييس التي نملكها، ولاختلط الحق بالباطل، والصحيح بالفاسد، ولكانت الحقيقة هي التي تعيش في رؤوسنا فقط، ولكانت الفلسفة السوفسطائية هي وحدها تتحكم بتفكيرنا وجهودنا العلمية ولوقفت حركة العلم والتطور والتاريخ.

وقد يكون فيما يأتي من فصول هذا الكتاب ما يبدد جوانب

كثيرة من هذه العقدة، حين تتوافر الروح العلمية البريئة..

ص: 21


1- انظر فضائل الامام علي ص 113 للعلامة مغنية ملخصا.

من هو جامع نهج البلاغة؟

قد يكون شمس الدين أحمد بن ابراهيم الأربلي المؤرخ المعروف بابن خلكان 6.8 - 681، هو من أوائل من أثار الشك حول جامع نهج البلاغة، فقد قال في وفيات الأعيان ج 3 ص 3 في ترجمة الشريف المرتضى:

«وقد اختلف الناس فى كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل هو جمعه، أم جمع أخيه الرضي، وقد قيل: انه ليس من كلام علي، وانما الذي جمعه ونسبه هو الذي وضعه».

وحكي عن جماعة آخرين، كاليافعي في (مرآة الجنان): والصفدي فى (الوافي بالوفيات)، والذهبي في (ميزان الاعتدال)، وابن حجر في (لسان الميزان)، وجرجي زيدان في (آداب اللغة العربية)، وغيرهم من متقدمين ومتأخرين، حكي عن هؤلاء انهم وافقوا ابن خلكان في الشك في جامع النهج، هل هو المرتضى أم الرضي، بل حكي عن بعض هؤلاء أنهم جزموا بأن جامع النهج هو الشريف المرتضى.

وهناك من يحمله الحقد والتعصب على اتهام الشريف المرتضى، بأنه قد اشترك هو وأخوه الشريف الرضي، في وضع

ما يبلغ أكثر من ثلث النهج، و هو ما فيه تعريض بالصحاب وتحامل عليهم، كما صرح به محب الدين الخطيب، الذي أطلق لخياله العنان، تعصبا وكيدا (1)، ومن قبل قال أمير المؤمنين (علیه السلام):

«ما كل مفتون يعاتب»

وقد فات هذا المؤلف، أن ما في النهج من تعريض ببعض

ص: 22


1- انظر الخطوط العريضة ص 22.

الصحابة، كالشقشقية وبعض الخطب الاخرى، التي عرض فيها بأبي بكر وعمر وعثمان، قد رواه المحدثون الذين كانوا قبل عصر الشريفين المرتضى والرضي، وقبل أن يولدا، وسيأتي بيان ذلك، كبعض الخطب، والرسائل التي وجهها الامام الى طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم، مما هو مذكور في كتب المؤرخين الاقدمين، كالطبري، وأبي حنيفة الدينوري، ونصر بن مزاحم، واليعقوبي والمسعودي، وابن قتيبة، وغيرهم على ما يأتي في فصل المصادر.

واشرنا سابقا وسنشير في بعض الفصول الآتية الى انه ليس في تعريض الامام بمن ذكر، شيء غير عادي، حين نأخذ باعتبارنا الخصائص البشرية، وطبيعة الظروف المريرة التي عاشها الامام (علیه السلام)

وعلى أي حال فان تردد ابن خلكان أو جزم غيره بان النهج للشريف المرتضى، او ان المرتضى هو المتهم الوحيد بوضع النهج، أو بالاشتراك مع أخيه الرضي، ليس له سند معقول

و تتظافر الأدلة والارقام على دحض هذا القول بصراحة

ووضوح من سنة ومن شيعة.

اولا: اتفق محققو العلماء والمؤرخين على ان نهج البلاغة هو من جمع الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي (359 - 406 ه) لا من جمع أخيه الشريف المرتضى.

و ان تلاميذ السيد الرضي وفضلاء الشيعة الامامية و عظماء السنة في اجازاتهم خلفا عن سلف، قد نسبوا جمع هذا الكتاب الى السيد الرضي بالتواتر الى زماننا هذا.

ثانيا: ان الشريف الرضي نفسه فى مقدمة النهج، صرح

ص: 23

بذلك حين تعرض لكتابه (خصائص الأئمة) الذي هو من تأليفه بلا تردد من العلماء، قال:

«ابتدأت بتأليف كتاب «في خصائص الأئمة» عليهم السلام، يشتمل على محاسن أخبار هم وجواهر كلامهم ... و سألوني بعد ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب «يحتوي على المختار من كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في جميع فنونه، ومتشعبات غصونه من خطب وكتب ومواعظ وأدب ... ورأيت من بعد تسمية هذا الكتاب بنهج البلاغة ...»

ثالثا: أن الشريف الرضي نص على ان نهج البلاغة له، في الجزء الخامس من كتابه حقائق التأويل الذي طبع في النجف و هو من منشورات منتدى النشر وذلك في ص 167 من طبعة 1355 - 1936 م.

رابعا: ان الرضي رحمه الله صرح أيضا بأن نهج البلاغة له في كتابه «المجازات النبوية» المطبوع بمصر سنة 1937 م.

فقد صرح بذلك في الكتاب المذكور في مواضع.

1 - في الحديث رقم (2): (أغبط الناس عندي، مؤمن خفيف الحاذ ذو خط من الصلاة)

قال الرضي: ويبين ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام في كلامه: (تخففوا تلحقوا). وقد ذكرنا في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة. (انظر ص 39 - 40)

2 - في الحديث (39) (أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا).

قال الرضي: هذا مثل قول أمير المؤمنين: (من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة) الى ان قال: وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة. (انظر ص 60)

3 - في الحديث (155).

ص: 24

(الا وان الدنيا قد ارتحلت مديرة وان الاخرة قد ارتحلت مقبلة (قال الرضي: ويروى هذا الكلام على تغيير في ألفاظه لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وقد أوردناه في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة و هو المشتمل على مختار كلامه عليه السلام في جميع المعاني والاغراض والاجناس والاعراض. (انظر ص 152 - 153)

4 - في الحديث - (200).

(ما نزل في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مقطع)

قال الرضي: ان القرآن يتحمل ضروبا من التأويلات، كما وصفه أمير المؤمنين عليه السلام (القرآن حمال ذو وجوه)، وقد ذكر نا ذلك في كتابنا (النهج) (انظر ص 188 - 189).

5 - في حديث (القلوب أوعية) وهو الحديث (307).

قال الرضي: وربما نسب هذا الكلام الى امير المؤمنين عليه السلام، وقد ذكرنا ذلك فى كتاب نهج البلاغة (انظر ص 284).

وأخال انه بعد كل هذا لا يبقى مجال للقول بأن جامع النهج هو الشريف المرتضى لا الشريف الرضي، أو للشك في ذلك.

مكانة نهج البلاغة

يعتبر نهج البلاغة عند العلماء والمفكرين والادباء أحدى الذخائر الاسلامية الكريمة، بعد كتاب الله، والسنة النبوية و من كنوز الاسلام النفيسة التي لا تضاهى.

فهو بحق تراث غني معطاء، كان ولم يزل مصدرا للبيان العربي وطاقة ضخمة حية، تمد ادبنا العربي بالأسلوب والروح والحياة والفكر، لا يجد الاديب والمفكر بدا من الورود على حوضه المترع، ليصدر عنه بري وحياة.

وقديما استعان به كبراء العربية لادبهم وتفكيرهم، كعبد

ص: 25

الله بن المقفع، وعبد الحميد الكاتب، وابن نباته، واضرا بهم من الكتاب والبلغاء والادباء، فأكسبهم هذا الخصب المخضوضر في بيانهم واسلوبهم وادبهم، مما لم يعهد من ذي قبل.

ومن المجمع عليه ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، كان أرحب الصحابة باعا في البلاغة والبيان، وأقواهم منطقا وأسطعهم حجة، وأشدهم عارضة، وأنداهم بيانا.

و كان يؤاتيه الكلام ويذلل له القول، وتنقاد له أسباب الحجة، دون تكلف حين يرد، ودون جهد حين يصدر.

و على كلامه عليه السلام اشراقة سمحة من روح من روح القرآن وعبقة ندية من عبقات النبوة، في كل كلامه الخطب والرسائل وسواهما من فرائد الحكم وشوارد الكلم، وعلى ضوء كلامه سار البلغاء، ومن معينه صدر الفصحاء، وعلى مثاله احتذى القائلون واستعان به الواعظون.

وقد قال عبد الحميد الكاتب المقتول سنة 132 ه

«حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع (يعني به علي بن أبي طالب) ففاضت ثم فاضت» وقيل له ما الذي خرجك في البلاغة؟ قال: خطب الاصلع (1)

و قال ابن نباته المتوفى سنة (374 ه):

«حفظت من الخطابة كنزا، لا يزيده الانفاق الاسعة حفظت ماية فصل من مواعظ علي بن ابي طالب». (2)

وقال الشريف المرتضى:

كان الحسن (يعني البصري) بارع الفصاحة، بليغ المواعظ، كثير العلم، وجميع كلامه فى الوعظ، وذم الدنيا، أو جله مأخوذ لفظا ومعنى، او معنى دون لفظ او معنى دون لفظ، من كلام أمير.

ص: 26


1- انظر ثمار القلوب للثعالبي ص 179.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 8.

المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فهو القدوة والغاية» (1).

وقال الاستاذ حسن السندوبي:

«والظاهر انه (أي عبد الله بن المقفع المتوفي سنة 142ه) تخرج في البلاغة على خطب الامام علي، ولذلك كان يقول: شربت من الخطب ريا ولم اضبط لها رويا، ففاضت ثم فاضت فلا هي نظاما وليس غيرها كلاما» (2).

وقد كان كلامه عليه السلام ملء قلوب العلماء والمفكرين والادباء، وملء أسماعهم وأبصارهم، استهوتهم روائعه وسحرتهم أساليبه وألوانه، فوصفوه بما يدل على بعد أثره فيهم، واعجابهم به، و نقتصر من كلماتهم في ذلك على كلمة للشريف الرضي قالها في مقدمة النهج:

«مشرع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها، وعلى أمثلته هذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا، وقد تقدم و تأخروا، لان كلامه عليه السلام، الكلام الذي عليه مسحة من العلم الآلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي».

وكما كان نهج البلاغة مصدرا كبيرا من مصادر البيان والبلاغة، كذلك هو مصدر للرياضة والتصوف في الاسلام.

و هو الى ذلك المنجم الغني بأصول التوحيد والفلسفة الاسلامية (علم الكلام)، التي أوسعها المتكلمون - بعد ذلك - بالشرح والتفسير، وأحد الروافد الكبيرة للفكر الاسلامي في جميع جوانبه الاجتماعية والاخلاقية والدينية وغيرها..

ص: 27


1- أمالي المرتضى م 1 ص 153.
2- انظر البيان والتبيين ج 1 ص 109 من الهامش في ترجمة عبدالله بن المقفع و تعليقه عليه.

و هو كذلك سجل حافل بعناصر تاريخية واقعية تمد الباحث والمؤرخ بالحقيقة السافرة، ويمثل كذلك الكثير من آراء الشيعة واتجاهاتهم المذهبية الرئيسية تمثيلا صريحا واضحا، وبخاصة حول الخلافة، ومكانة اهل البيت، وعصمتهم، والتوحيد، وتنزيه الخالق، وصفاته، والعدل، والجبر و الاختيار، وما الى ذلك.

ومع كل هذا فان حال نهج البلاغة، حال المرويات عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في جوامع الاخبار وكتب الحديث، منه ما هو قطعي الصدور، ومنه ما يدخل في اقسام الحديث المعروفة، كالصحيح والموثق، والحسن والمرسل وغيرها.

لكن ينبغي أن لا نغفل عن ان هذه الاقسام، لا يمكن لنا استفادتها من نفس نهج البلاغة، لان الرضي - رحمه الله - لم يسند شيئا مما ذكره فيه، بل جاء به مرسلا، وانما نستفيد ذلك من خارج النهج.

«مجاميع لكلام الامام (علیه السلام) وضعت قبل عصر الرضي»

لقد حظي كلام الامام وخطبه بعناية العلماء، والأدباء، قبل عصر الرضي، فعكف فريق منهم على جمع شوارءه، ونظم فرانده، حتى تألفت من ذلك مجاميع كثيرة.

كما عكف فريق آخر على حفظه والاستعانة به في كلامهم وخطبهم.

وفريق ثالث ضمنوا مؤلفاتهم الأدبية والتاريخية والاخلاقية وما اليها، طائفة كبيرة من كلامه (علیه السلام).

وكان ذلك كله هو المصدر الرئيسي الذي اختار الرضي منه، هذا المجموع (نهج البلاغة)، وانتقى منه هذه الطرائف البيانية القيمة.

و كانت خطبه (علیه السلام) ووصاياه ورسائله معروفة مشهورة،

ص: 28

لدى العلماء والمؤرخين والادباء، حتى قال الجاحظ في البيان والتبيين ج (1) ص 174:

«وهذه خطب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مدونة محفوظة مخلدة مشهورة و هذه خطب أبي بكر و عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم».

وقد تجاوزت خطبه (علیه السلام) المتداولة بين أيدي الناس، الى أكثر من أربعماية خطبة.

قال ابن واضح اليعقوبي المؤرخ المشهور المتوفي سنة (292 ه) في كتاب (مشاكلة الناس لزمانهم) ص 15:

«وحفظ الناس عنه الخطب، فانه خطب بأربعماية خطبة حفظت عنه، وهي التي تدور بين الناس، ويستعملونها في خطبهم» (1).

وقال المسعودي المتوفي سنة (346 ه) في كتاب «مروج الذهب» ج 2 ص 431:

«و الذي حفظ الناس من خطبه في سائر مقاماته، أربعماية ونيف وثمانون خطبة، يوردها على البديهة، وتداول الناس ذلك عنه قولا وعملا».

وقد أشار في مروج الذهب الى انه أتى على أنواع من كلامه (علیه السلام) وخطبه في كتابه (حدائق الاذهان) و في كتابه (مزاهر الاخبار)

و قال الشريف المرتضى - كما رواه عنه السبط في التذكرة ص 12:

«وقع الي من خطب أمين المؤمنين عليه السلام، أربعماية خطبة».

وقد أشرنا الى ان هناك جماعة من العلماء والادباء عكفوا46

ص: 29


1- انظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده للسيد عبد الزهراء الخطيب ج 1 ص 46

على جمع كلام الامام (علیه السلام) قبل ان يخلق الشريف الرضي، وقد ذهبت هذه المجموعات مع الزمن كما ذهب سواها من تراثنا العربي و بقيت اسماؤها، منها:

1) (كتاب خطب علي عليه السلام وكتبه الى عماله)، لأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله المدائني المولود (عام 135 ه والمتوفي عام 225/215 ه) (1)

2) (كتاب خطبة علي كرم الله وجهه) لهشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفي (سنة 06/04) (2)

3) كتاب (خطب الامام علي) لأبي أحمد عبد العزيز بن يحي بن عيسى الجلودي الأزدي البصري المتوفي (عام 332 ه) وكان من شيوخ البصرة وأخباريها، له ما يقرب من ثلاثماية مؤلف:

4) (كتاب رسائل علي)

5) (كتاب ذكر كلام علي (علیه السلام) في الملاحم)

6) (كتاب مواعظ الامام علي (علیه السلام)

7) (كتاب قوله (علیه السلام) فى الشورى)

8) (كتاب الدعاء عن الامام (علیه السلام)

9) (كتاب بقية رسائله وخطبه و أدل مناظراته)

10) (كتاب بقية مناظراته)

11) (كتاب ما كان بين علي وعثمان من الكلام) (3)

و هذه الكتب كلها للجلودي المذكور.

وقد بقي كتابه في خطب الامام علي بين أيدي.

ص: 30


1- فهرست ابن النديم ص 147.
2- المصدر نفسه ص 140.
3- انظر رجال النجاشي ص 180 - 181.

العلماء حتى اوائل القرن التاسع، وقد نقل عنه الشيخ حسن بن سليمان الحلي في كتابه (المحتضر) ص 87 - 88 شطرا من خطبته التي اولها: (أنا فقأت عين الفتنة الخ)

12) (كتاب خطب أمير المؤمنين) لأبي هاشم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن المتوفي سنة (252 ه) (1)

13) (كتاب الخطب لأمير المؤمنين) لأبي اسحاق النهمي ابراهيم بن سليمان بن عبد الله بن خالد الكوفي الخراز، يرويه عنه النجاشي بثلاث وسائط، آخرها حميد بن زياد الكوفى المتوفي سنة (310 ه) (2).

14) (كتاب خطب أمير المؤمنين) لابراهيم بن الحكم بن ظهیر الفزاري، قال الطوسي في الفهرست:

انه صاحب التفسير عن السدي، والسدي الكبير هو أبو محمد اسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المتوفي فى حدود سنة (128 ه) والسدي الصغير هو حفيد السدى الكبير، محمد بن مروان بن عبيد الله بن اسماعيل السابق الذي يروى عن محمد بن السائب الكلبي، كتاب التفسير (3).

15) (كتاب الخطب لأمير المؤمنين) لأبي يعقوب اسماعيل ابن مهران بن محمد بن عمر بن أبي نصر السكوني، كان من أصحاب الامام الرضي عليه السلام.5.

ص: 31


1- انظر منتهی المقال ص 179 والنجاشي ص 186.
2- انظر الذريعة ج 7 ص 187 ومنتهى المقال ص 59 وفهرست الطوسي ص 34.
3- الكنى والالقاب ج 2 ص 284 - 285.

16) (كتاب الملاحم للامام (علیه السلام))، لأبي يعقوب المذكور (1). 17) (خطب أمير المؤمنين على الناس فى الجمع والاعياء وغيرهما) لأبي سليمان زيد بن وهب الجهني الكوفي المتوفى سنة (80 / 96 ه) (2)

18) (خطب أمير المؤمنين) لأبي الخير صالح أبي حماد سلمة الرازي، وكان قد لقي الأئمة الجواد والهادي والعسكري (علیه السلام) وقد توفي الامام العسكري عام (260 ه) (3).

19) (خطب أمير المؤمنين) المروية عن الامام الصادق (علیه السلام) المتوفى عام (148 ه) (4).

20 (خطب أمير المؤمنين) لأبي محمد أو أبي بشر مسعدة ابن صدقة العبدي الذي روى عن الامامين الصادق والكاظم (علیه السلام) وقد توفي الامام الكاظم عام (183 ه) (5).

(21) (خطب أمير المؤمنين) برواية أبي عبدالله محمد بن عمر الواقدي الاسلمي (130 - 207 ه) رواه عنه الشيخ أبو غالب الزراري باسناده الى الواقدي وقد توفي الزراري عام (368 ه) (6).

22) (كتاب رسائل أمير المؤمنين عليه السلام) لابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي المتوفى سنة (283 ه)، وهو من ولد سعيد بن مسعود أخي عبيد بن مسعود صاحب وقعة0.

ص: 32


1- انظر الذريعة ج 7 ص 187 و منتهى المقال ص 59 وفهرست الطوسي ص 34.
2- انظر الذريعة ج 7 ص 189.
3- المصدر نفسه ص 189 - 190.
4- المصدر السابق ص 190.
5- المصدر نفسه ص 190 و النجاشي ص 325.
6- المصدر ص 191 و ج 5 ص 100.

الجسر مع الفرس، وعم المختار الثقفي وله أيضا كتاب الخطب السائرة، وكتاب الخطب المقريات، وربما كان ذلك في

خطب الامام علي (علیه السلام) (1).

23) (كتاب الخطب) لمحمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد الاشعري القمي، الذي عاصر الامام الرضا (علیه السلام) وروى عن الامام الجواد (علیه السلام)، وقد توفى الامام الجواد سنة (220 ه) (1)، وكتاب الخطب المذكور يرجح أن يكون في خطب الامام علي (علیه السلام)

24) ماية كلمة من كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) جمعها الجاحظ المتوفى عام (257 ه).

25) كتاب أبي العباس يعقوب بن أبي أحمد الصيمري الذي جمعه من كلام علي عليه السلام وخطبه، ذكره شارح النهج ابن أبي الحديد عند شرح كتاب علي (علیه السلام) الى معاوية، وأول هذا الكتاب: «وكيف أنت صانع اذا تكشفت عنك جلابيب ما أنت فيه ...» (2)

ولم أتحقق عصر الصيمري المذكور ولم أعثر له على ترجمة.

26) (كتاب الخطبة الزهراء لأمير المؤمنين (علیه السلام)) لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي المتوفى سنة (158 ه)، وقد رواها الطوسي في الفهرست ص 155 بسنده قال: أخبرنا بها أحمد بن محمد بن موسى عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريا عن ابن شيبان عن نصر بن مزاحم عن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال: خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) وذكر الخطبة.0.

ص: 33


1- انظر سفينة البحار م 1 ص 331 والنجاشي ص 261.
2- انظر شرح النهج م 3 ص 410.

وهذه الخطبة الزهراء أوردها ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 136 أولها: الحمد لله الذي هو أول كل شيء وبديه، ومنتهى كل شيء ووليه.

وفيها يقول (علیه السلام): ملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك وليست فيهم فترة ولا عند غفلة.

ثم يقول فيها: لم يسكنوا الاصلاب ولم تضمنهم الارحام ... وهي طويلة، وآخرها: انك ولي كريم

27) (خطب أمير المؤمنين عليه السلام مع شرحها) لقاضي القضاة لدى الفاطميين أبي حنيفة النعمان المصري المتوفى سنة (363 ه) ذكره ناشر کتاب (الهمة فى معرفة الأئمة) الدكتور محمد كامل حسين ناقلا له عن الاستاذ المستشرق ايفانوف في كتاب المرشد الى أدب الاسماعيلية (1)

28) (كتاب خطب علي) لنصر بن مزاحم المنقري صاحب كتاب (وقعة صفين) المتوفى سنة (212 ه) ذكره السيد هبة الدين الشهرستاني في كتاب (ما هو نهج البلاغة) ص 42 ناقلا له عن النوري في خاتمة المستدركات من كتاب المستدرك ص 805 (2).

و بعد هذا كله نتساءل، أين تلك المؤلفات الموضوعة في خطب الامام علي وكلامه؟ وأين ذهبت الاربعماية خطبة أو تزيدة.

ص: 34


1- انظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 1 ص 65 و ص 346.
2- يبدو ان الشهرستاني قد وهم في نسبة كتاب خطب علي الى نصر بن مزاحم، والصحيفة 805 من خاتمة المستدركات من كتاب المستدرك للنوري خالية من هذه النسبة وهو في هذه الصحيفة يتكلم عن زيد بن وهب الجهني وان له (كتاب خطب أمير المؤمنين) وان الشيخ الطوسي في الفهرست يرويه بسنده الى زيد بن وهب، وأن نصر بن من وان نصر بن مزاحم هو أحد حلقات السند. ولعل الشهرستاني قد اطلع عليه في مكان اخر من خاتمة المستدركات في غير الصحيفة المذكورة.

مما كان يحفظه الناس من كلامه؟ وأين ما كان يحفظه الكتاب و البلغاء من كلماته؟

أليس في كل هذا ما يؤكد ان ما اختاره الرضي في نهج البلاغة هو بعض ما كان مدونا و محفوظا ومشهورا بين الناس؟

أليس في هذا ما يدمغ أولئك القائلين بأن ما في النهج موضوع ومنحول على لسان الامام علي (علیه السلام)؟

مصادر لما في نهج البلاغة

قد أشرت فيما سبق إلى أنى لا أقصد بالمصادر في هذا الكتاب التى أذكرها أنها هى بعينها المصادر التي أعتمد عليها الشريف الرضى حين وضع كتابه النهج، لأن الرضي قد يكون مستندا الى غير ما بأيدينا من المصادر التي كانت متوافرة في عصره.

وانما أعني أن ما روي في النهج من كلام الامام علي (علیه السلام) قد رواه غير الرضي، ممن تقدم عليه أو تأخر، ولم يستند اليه.

وان كثيرا مما ضمه النهج قد ذكر فى مؤلفات أخرى، كتبت قبل عصر الرضي (359 - 404 ه) أو قبل تاريخ انتهائه من تأليف نهج البلاغة في سنة (400 ه) أو في عصره بالذات، أو بعده بقليل أو كثير، دون أن يعتمد مؤلفوها على رواية النهج، اما لانهم رووا بأسانيدهم المتصلة الى الامام (علیه السلام) واما لأن رواياتهم تختلف عن رواية الرضي. الأمر الذي يدل على أنهم اعتمدوا مصدرا غير النهج.

والمصادر التي رجعت اليها في هذا الكتاب، منها ما رجعت اليه مباشرة، ومنها ما رجعت اليه بواسطة مؤلفات أخرى نقلت عنها وأخذت منها.

أما القسم الأول فقد ذكرته في فهرست المصادر في آخر الكتاب، مع اشارتي الى تاريخ ومكان الطبعة، والى تاريخ وفاة

ص: 35

المؤلف، كما أشرت الى شطر منه في أثناء الكتاب، فلا حاجة الى تعداد ذلك مرة أخرى.

وأما القسم الثاني فنقتصر منه على ما يلي:

1) (الجمع بين الغريبين) لأبي عبيد الهروي أحمد بن محمد ابن محمد بن أبي عبيد (ت عام 401 ه)

2) (الأوائل) لأبي هلال العسكري (ت سنة 395 ه).

3) (نثر الدرر) للوزير أبي سعيد منصور بن الحسين الآبي (ت عام 420 ه).

4) (نزهة الأديب) للآبي أيضا.

5) (الزواجر والمواعظ) لأبي أحمد العسكري (293 - 382 ه).

6) (الانصاف) لابي جعفر بن قبة الرازي عاش أوائل القرن الرابع الهجري.

7) (كتاب ابن دأب) لأبي الوليد عيسى بن يزيد بن بكر ابن دأب الليثي البكري الكناني (ت عام 171 ه).

8) (غريب الحديث) لابن قتيبة (ت عام 276 ه).

9) (غريب الحديث) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت عام 223 ه).

10) (الغارات) لابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي (ت عام 283).

11) (الاحداث) لأبي الحسن علي بن محمد المدائني (135 - 215 / 225 ه).

12) (الجمل) لأبي محنف لوط بن يحيى بن سعيد بن سليم الأزدي (ت عام 158 ه)

13) (الحكمة والمواعظ) لعلي بن محمد بن شاكر المؤدب الليثي الواسطي ألفه عام 452 ه.

ص: 36

14) (الفتن) لأبي صالح السليلي كان تاريخ كتابة النسخة التي عثر عليها ابن طاووس سنة 307 ه وهي بخط مؤلفها.

15) (الفتن لنعيم بن حماد أحد شيوخ البخاري (ت عام 228 ه)

16) (تفسير العياشي) لأبي النضر محمد بن سعود بن محمد ابن العياش السلمي السمر قندي من رجال القرن الثالث الهجري.

17) (الخوارج) لأبي الحسن علي بن محمد المدائني (135 - 215 / 225 ه).

18) (أسماء المغتالين من الاشراف في الجاهلية والاسلام) لمحمد بن حبيب البغدادي (ت عام 245 ه).

19) (عيون الجواهر) للصدوق القمي (ت عام 381ه)

20) (كتاب صفين) لابراهيم بن الحسين بن ديزل المتوفى سنة (281 ه).

21) (الموفق) لأبي عبيد الله المرزباني (297 - 377 ه) وقد ذكر هذا الكتاب ابن النديم في الفهرست وقال ان عدد أوراقه أكثر من خمسة آلاف ورقة.

22) (كتاب نقض العثمانية) لأبي جعفر الاسكافي (ت عام 240 ه) و هذا الكتاب نقض على كتاب العثمانية للجاحظ.

23) (كتاب الفتن) لأبي يحيى بن زكريا بن الحرث البزاز تاریخ كتابة النسخة التي عثر عليها ابن طاووس سنة 391 ه.

24) (غرر الأدلة) لأبي الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري المعتزلي (ت عام 432 ه).

25) (كتاب الخصائص) للشريف الرضي جامع النهج (ت 404 ه)

ص: 37

26) (الموفقيات) للزبير بن بكار (ت عام 256 ه).

27) خط الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وزير المقتدر العباسي (ت عام 312 ه).

28) رواية أبي هاشم الجبائي المعتزلي المشهود (ت 303 ه).

29) الرسائل للكليني المتوفى سنة 328 / 329 ه.

و هناك مصادر صرح الشريف الرضي فى كتابه نهج البلاغة بالاستناد اليها وهي:

1) كتاب البيان والتبيين للجاحظ.

2) كتاب المقتضب للمبرد في باب اللفظ بالحروف.

3) كتاب المغازي السعيد بن يحيى الأموي.

4) كتاب الجمل للواقدي المتوفي سنة 207 ه.

5) كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين لأبي جعفر الاسكافي.

6) تاريخ ابن جرير الطبري.

7) حكاية أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام.

8) رواية اليماني عن ابن قتيبة.

9) ما وجد بخط هشام بن الكلبي

10) خبر ضرار بن حمزة أو ضمرة الضبابي.

11) رواية أبي جحيفة.

12) حكاية ثعلب.

أقوال الشاكين أو المنكرين

قلنا - فيما سبق - ان جماعة من المؤرخين من قدامى ومحدثين، قد شكوا في نسبة ما في نهج البلاغة الى الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، بل تجاوز بعضهم الى القول بأن جميع

ما فيه أو بعضه - على الاقل - منحول موضوع على الامام وأنكروا الصلة بين نهج البلاغة وبين الامام - كلا أو بعضا -

ص: 38

متذرعين باسباب عديدة، يزعمون أنها تفرض عليهم الشك أو القول بأنه متحول مصنوع.

و مستعرض لهذه الاسباب بالدراسة المفصلة على الضوء العلمي والتاريخي لنعرف قيمة هذه الاسباب من الناحية العلمية والى أي مدى يمكن الاعتماد عليها.

وقد يكون ابن خلكان المؤرخ المتوفي عام (681 ه) أول من عرفناه من هؤلاء الشاكين أو المنكرين.

ثم تبعه ابن تيمية في منهاج السنة المتوفى عام (728 ه) والذهبي صاحب ميزان الاعتدال المتوفي عام (748 ه)، واقتفى اثرهم جماعة آخرون من متقدمين، كاليافعي في تاريخه المتوفي سنة) 768 ه) والصفدي المتوفي سنة (764 ه).

كما اقتفى أثر هؤلاء جماعة من المحدثين من أمثال جرجي زيدان في كتاب آداب اللغة العربية، وأحمد أمين في فجر الاسلام ومحمد كرد علي في الاسلام والحضارة العربية، وأحمد الزيات في تاريخ الادب العربي ومحمد سيد كيلاني في كتابه أثر التشيع في الادب العربي، وغير هؤلاء ممن تشابهت آراؤهم وقلوبهم.

ويجدر بنا ان نذكر بعض كلمات هؤلاء، لنقف على حقيقة أقوالهم وآرائهم حول نهج البلاغة.

قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة:

«ان أكثر الخطب التي ينقلها صاحب نهج البلاغة، كذب على علي، وعلي (رض) أجل وأعلا قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام ... و هذه الخطب المنقولة في نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف (نهج البلاغة) منقولة عن علي بالاسانيد (1).

ويقول محمد كرد علي:.

ص: 39


1- انظر الاسلام والحضارة العربية ج 2 ص 61 هامش.

« ... ومن ذلك نهج البلاغة، الذي ألفه الشريف الرضي من

كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، روى فيه خطبا وكلاما يستحيل أن يقوله. ومنه ما لا يصدر عن عربي من أهل الصدر الاول لان فيه ألفاظا من مصطلحات القرن الثاني

والثالث..» (1)

ويقول صاحب دائرة المعارف المصرية في مادة (الك) ص 468:

«وقد حكم نقدة الكلام ان هذا الكتاب (نهج البلاغة) ليس له (أي لعلي بن أبي طالب) بل تقوله عليه المتقولون، وقد أغرى أهل البطالة قديما وحديثا بنسبته إليه رضي الله عنه ما لم يقله ترويجا لبضائعهم» (2).

ويقول أحمد أمين:

و نسبوا اليه ما في نهج البلاغة، وهو يشتمل على كثير من الخطب والادعية والكتب والمواعظ والحكم، وقد شك في مجموعها النقاد قديما وحديثا، كالصفدي وهوار واستوجب هذا الشك أمور: ما في بعضه من سجع منمق، وصناعة لفظية - لا تعرف لذلك العصر - كقوله: (أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير واصلك الذي اليه تصير).

وما فيه من تعبيرات انما حدثت بعد ان نقلت الفلسفة اليونانية الى العربية وبعد ان دونت العلوم، كقوله: «الاستغفار على ستة معان، والايمان على أربع دعائم».

وكالذي فيه من وصف الدار وتحديدها بحدود هي أشبه بتحديد الموثقين، كقوله: «تجمع هذه الدار حدود اربعة، الحد الأول ينتهي الى دواعي الآفات ...».

ص: 40


1- المصدر السابق ص 60 - 61.
2- انظر مدارك النهج ص 223.

هذا الى ما فيه من معان دقيقة منمقة على اسلوب لم يعرف الا

في العصر العباسي كما في وصف الطاووس ...

كل هذا ما يجعل من العسير على المؤرخ الناقد وصف شخصيته العلمية وصفا يطمئن اليه أي ما في نهج البلاغة لعلي؟ وأيها ليس له، وأي ما يروى عنه من الحكم والأمثال له وأيها ليس له؟ وأي الاحاديث وما صدر عنه من الاحكام وما استشاره فيه من الخلفاء من الشئون يصح عنه، وأيها لا يصح عنه؟ (1).

ويقول أحمد الزيات في كتابه (تاريخ الادب العربي):

«و الصحيح ان أكثر ما في هذا الكتاب (نهج البلاغة) منحول مدخول.»

ويبدو ان الشك في نهج البلاغة أو دعوى انه منحول، ليس بجديد، بل انه كان حتى قبل عصر شارح النهج ابن أبي الحديد، في أوائل القرن السابع الهجري.

فقد قال الشارح المذكور:

«ان كثيرا من أرباب الهوى يقولون ان كثيرا من نهج البلاغة كلام محدث، صنعه قوم من فصحاء الشيعة، وربما عزوا بعضه الى الرضي ابي الحسن وغيره. وهؤلاء قوم أعمت العصبية أعينهم، فضلوا عن النهج الواضح، وركبوا بينات الطريق ضلالا، مع قلة معرفة بأساليب الكلام (2)

شروح نهج البلاغة

أثار نهج البلاغة اهتمام المفكرين والأدباء، واستهوتهم صوره البيانية الرائعة، وقطعه الفنية المثيرة، وثروته الفكرية الغنية، وهيمنت على مشاعرهم ظلاله الروحية والدينية وعاشوا معه في مناخ اسلامي نقي أخاذ، وملأ أعماقهم بالتقدير

ص: 41


1- انظر فجر الاسلام ص 148 - 149، طبعة ثامنة.
2- انظر شرح النهج م 2 ص 546.

والاكبار، ورأوا فيه كنزا من كنوز الاسلام وتراثه العظيم.

ومن أجل ما احتواه نهج البلاغة من حقيقة دينية واجتماعية ومن لمحات مشرقة عن الحياة والكون والانسان، ومن رؤية واضحة واعية لما بعد الحياة، وما اليه.

كل ذلك دفع الباحثين والعلماء الى دراسته والاستفادة منه، وعكفوا على شرحه وتفسيره، على اختلاف نزعاتهم ومذاهبهم، وعلى اختلاف اختصاصاتهم وقدراتهم الثقافية، لانه كنز من كنوز المعرفة الاسلامية والانسانية، والمعرفة لا تعرف الهويات وهي فوق الطائفية.

فكان من شارحيه، المعتزلي، والاشعري، والحنفي، والشافعي، والشيعي، والزيدي، وغيرهم.

وكان من شارحيه، الفيلسوف، والمتكلم، والمحدث والفقيه، والمؤرخ، والأديب، واللغوي، وغير ذلك.

وقد أربت شروح نهج البلاغة على سبعين شرحا منذ عصر الرضي الى اليوم، ما بين عربي وفارسي، وهندي، ومسهب وموجز.

ومن شروحه التي طبعت، شرح ابن أبي الحديد المدائني المعتزلي (ت سنة 656 ه)، وشرح كمال الدين ميثم البحراني (ت سنة 679 ه)، وشرح ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوني (ت سنة 1324 ه)، وشرح الشيخ محمد عبده المصري.

وأفضل هذه الشروح شرح ابن أبي الحديد، ويرجع الى طاقة الشارح الضخمة في الثقافة، والفكر والأدب، والى ما كان يتمتع به هذا الشارح من حس أدبي وعلمي فريد الأمر الذي جعل هذا الشرح أكثر فائدة وأعم نفعا، وكموسوعة ثقافية عامة، تستفيد منها جميع الطبقات.

ومع ذلك فان هذه الشروح جميعها تمثل روح عصرها الذي

ص: 42

وضعت فيه، بما فيه من مفاهيم كثير خاطئة، وذهنيات تتناقض مع مفاهيمنا وذهنياتنا المعاصرة، حين اتسعت مداركنا بتطور الثقافة والمعرفة في جميع ميادينها، وبما حققه الجهد الانساني من اكتشافات و اختراعات

و لشراح النهج السابقين عذرهم ومبرراتهم في ذلك، فهم قد رسموا في شروحهم صورة عن ذهنيات عصرهم في كثير من فصول شروحهم، يوم لم يكن هناك اختراعات و كشوف ولا تطور في جوانب المعرفة والعلم.

ونهج البلاغة بحاجة اليوم الى شرح ينسجم مع روح هذا العصر، ومع معطياته العلمية الهائلة في جميع المجالات، ليكون أكثر تلاحما مع مفاهيمنا المعاصرة وذهنيات جيلنا، وأكثر فهما لاسراره و اشاراته.

ص: 43

الفصل الثاني

و هو يشتمل على:

1) طبيعة ثقافة المسلمين في الصدر الاول.

2) من خصائص الامام علي (علیه السلام).

3) لمحة عن حياة جامع النهج ومكانته.

4) طريقة الشريف الرضي في نهج البلاغة.

5) بعض ما في النهج قد استفاض نقله عن الامام.

6) أكثر ما في النهج يرتبط بمصدر.

7) المنطق العلمي يقضي بجمود الشك في موضعه.

8) طريق اثبات ما في النهج.

9) وحدة الروح في النهج.

ص: 44

أمام اسباب الشك

ينبغي قبل أن نعرض لاسباب الشك أو الانكار، ولطبيعتها وما عليها من الملاحظات أن لا يفوت من حسابنا أمور، لها صلة وثيقة بروح هذه الاسباب، كما لها علاقة مباشرة بطبيعة تلك الملاحظات. وهي كما يلي:

الأول: طبيعة ثقافة المسلمين فى الصدر الأول:

وحين نعود الى النصوص التاريخية والى طبيعة العصر الأول، نجد المسلمين فى القرن الاول قد وقفوا في حدود ثقافة معينة لا يتجاوزونها، وحصروا نشاطهم بما يتصل بالقرآن الكريم، من ترتیب سوره و آياته، وغريب ما فيه من اللغة، وأسباب النزول و آيات أحكامه، وتفسيره وما الى ذلك.

و بما يتصل بحديث الرسول الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم) وأفعاله وتقريره، وتسجيل جميع حالاته الاجتماعية والاخلاقية ومعاملته للمسلمين وغير المسلمين، وغزواته وحروبه و هجرته، ومراحل الدعوة الاسلامية، وما لقي في سبيلها من المحن والاضطهاد، وما لقي أتباعه من العذاب والتنكيل في سبيل اعتناقهم الدين الاسلامي.

وقد انهمك المسلمون الأولون في تسجيل كل حركة من حركات النبي وأفعاله وأقواله حتى التي لا علاقة لها بالتبليغ أو بالتشريع، وأحصوا عليه جميع، ما يصدر عنه، فقد سجلوا ما كان يعجبه من الطعام، وما لا يعجبه، وكيف كان يأكل ويشرب، ويجلس ويقوم ويمشي، وسيرته مع أزواجه، ومع أصحابه وأعدائه و دونوا أسماء سيوفه وراياته وأفراسه ودوابه ودروعه وما الى ذلك.

وحفظ الرواة كل ما أثر عنه من خطب ومواعظ، وأدعية ورسائل، ومحاورات مع السائلين من مسلمين وغير مسلمين الى غير ذلك مما هو من خصائصه كنبي، و كانسان

ص: 45

وكقائد للمسلمين

و تجد الكتب المؤلفة في هذا الشأن حافلة بجميع ذلك، وهي كثيرة

وانهمك المسلمون القدامى أيضا بتدوين مديرة الخلفاء الراشدين وحياتهم الدينية والسياسية، وحروبهم وفتوحاتهم وأقوالهم وأفعالهم، وقضائهم وفتاويهم، وجميع جوانبهم فحفظوا جميع ذلك ووعوه ودونوه، حتى الامور التي ليس لها شأن تاريخي يذكر وحتى التي لا تحمل أي فكرة أو أي شيء يلفت النظر. وانما كانت خصائص شخصية لكل واحد منهم وقد ألفت كتب كثيرة في ذلك.

ولم يكن لدى هؤلاء الرواة والعلماء في القرن الأول ثقافة سوى ذلك، يحفظونه ويتحدثون بها في ندواتهم ومجالسهم.

وسوی ما رووه خلفا عن ملف من وقائع الجاهلية ومعاركها، وأشعار الجاهليين وأدبهم وحكمهم وتاريخ تلك الحقبة ووفادة بعض زعماء العرب على سيف بن ذي يزن، وعلى النعمان ملك الحيرة، وعلى كسرى ملك الفرس، وعلى ملوك الغساسنة، وما حفظوه من قصص عشاقهم وكرمائهم، وما يتعلق بحفظ الجار وأخذ الثأر، والحفاظ على الدمار الى غير ذلك.

ومن ثم رأينا قدامى المؤرخين والمحدثين، يحرصون - بطبيعة ثقافتهم ومعرفتهم هذه - على تدوين آثار النبي وآل النبي وصحابة النبي وبخاصة الخلفاء الراشدين، من أقوال وأفعال وسواها حرصا شديدا، ولعل كتب الحديث والأخبار أبرز شاهد على ذلك.

ويدل على مدى حرصهم على ما ذكرنا ما رواه الطبرسي في الاحتجاج ص 92 قال:

«عن أبي يحيى الواسطي قال:

ص: 46

«لما افتتح أمير المؤمنين (أي البصرة) اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري، ومعه الألواح، فكان كلما لفظ أمير المؤمنين بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام) بأعلى صوته: ما تصنع؟ فقال: نكتب آثاركم لنتحدث بها بعدكم ...»

ويؤكد ذلك أيضا:

«ان فرقدا ومحمد بن واسع دخلا على رجل يعودانه، فجرى ذكر العنف والرفق فروى فرقد عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) انه قيل له: على من حرمت النار يا رسول الله؟ قال: «على الهين اللين السهل القريب» فلم يجد محمد بن واسع بياضا يكتب ذلك فيه فكتبه على ساقه (1).

وكان تدوين الحديث وآثار الصحابة وبخاصة الراشدين وحياتهم بمختلف جوانبها وحفظ ذلك هو العمل الوحيد الذي أعطي هذه العناية دون سواه.

ولا عجب بعد هذا أن رأينا كثرة المروي عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) من خطب و رسائل و وصايا وحكم، فانه كان (علیه السلام) - باجماع المؤرخين - أرحب الصحابة باعا، وأعمقهم فكرا وأرهفهم حسا وأجمعهم لدقائق البيان، وأوضحهم رؤية للأشياء.

و كانت الفترة التي عاشها حافلة بضروب الاحداث السياسية الضخمة ذات الآثار البعيدة فى تاريخ الاسلام، كأحداث السقيفة، وأحداث الشورى، وأحداث عثمان، وأحداث الجمل وصفين والنهروان، تركت في نفسه صدى مريرا برز على طائفة كبيرة من خطبه ورسائله وكلماته. وعكست لنا حقيقة المحنة التي عاشها طوال حياته.

كذلك أظلت أيام علي التي استخلف فيها دنيا جديدة، تميل.

ص: 47


1- انظر شرح النهج م 2 ص 118.

بالناس الى حياة الترف والملذات وتكديس الثروات، فقد أقبلت الدنيا عليهم بملذاتها و شهواتها نتيجة الفتوحات والانتصارات أيام عثمان، التي تجر وراءها المكاسب والأموال والاماء، وسار الناس في هذا العصر في طريق مختلف تماما عن الرسول والممرين، في كل الاتجاهات.

فقد تكدست - من جراء ذلك - الثروات، وتكونت الملكيات الكبيرة، وجرت من ورائها الترف، والميوعة، ودفعت الطبقة الثرية الى الطغيان على الطبقات المحرومة، والى الأثرة والاستغلال، وقد قال الامام علي (علیه السلام):

«من ملك استأثر» و «من نال استطال».

والله سبحانه يقول:

«ان الانسان ليطفي ان راه استغنى».

وقد رووا ان بعض الصحابة ترك من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس، وترك آخر من ماله النقدي مليوني درهم، ومائتي ألف دينار، وقومت عقاراته بثلاثين مليون درهم و كانت غلته ألف دينار في كل يوم من أملاكه في العراق فقط، ما عدا غلته في غيره، فانها أكثر من ذلك.

وكان لبعضهم على مربطه ألف فرس، وله ألف بعیر، وعشرة آلاف من الغنم، وترك أربع زوجات، فكانت حصة كل منهن من الثمن الموزع عليهن ثمانين ألفا. وهكذا غير هؤلاء (1).

وأمعن عثمان بن عفان باغداق الاموال بلا حساب على أنصاره وبطانته وأقربائه الطلقاء، من أمثال مروان بن الحكم وعبدالله بن أبي سرح وغيرهما.

وكان الى جانب هذه الطبقة الثرية، فئات فقيرة محرومة،5.

ص: 48


1- انظر مروج الذهب ج 2 ص 343 والاسلام والحضارة العربية ص 159 - 165.

و هي تؤلف الأكثرية الساحقة في مجتمع تلك الفترة. الامر الذي يحمل في طيه تناقضات داخلية، كانت أحد العوامل الرئيسية في الانفجار السياسي على عثمان، وسقوطه قتيلا في بيته.

وفى هذه الفترة بالذات برزت في المسلمين روح التساؤل وحب المعرفة، حول قضايا الدين والعقيدة، كالتوحيد، وصفات الخالق، والقيامة، وأفعال الانسان، وما الى ذلك، نتيجة لدخول الشعوب غير العربية في الاسلام بما تحمل من ماضيها العريق بالحضارة والثقافة، من مفاهيم وأفكار، يصعب عليهم أن يتجردوا منها، أو أن يتناسوها بعد اعتناقهم للدين الجديد.

حدث ذلك بطريقة الامتصاص والتلاقح، وبالتالي أدى الى البحث واثارة قضايا العقيدة على أو سع نطاق.

ومن يدرس المصادر التاريخية وغيرها يلمح ظلال هذه الروح بصورة واضحة.

ومن هنا وجدنا في الكثير من كلام الامام علي في النهج انعكاسات حية عما كان يعانيه المجتمع الاسلامي الذي عاشه الامام من مشاكل كثيرة في الدين والعقيدة، والأخلاق وغيرها.

ووجدناه يعالج في الكثير من خطبه وكلامه قضايا فكرية واجتماعية وسياسية وما اليها، بمنطق المعلم المرشد، وبروح المؤمن المدرك الذي لا يزيغ. ولذا رأينا هذا النوع من كلامه قد استبد بكثير من صفحات نهج البلاغة.

الثاني: من خصائص الامام:

لقد كتبت في علي بن أبي طالب مئات المؤلفات والفصول، و مع ذلك فقد ظل وسيظل بحاجة بعد الى دراسات كثيرة شاملة لكل جوانبه، لكي نعي شخصيته الحافلة بالاسرار والرموز، والأخاذة بظلالها وأبعادها.

فان التاريخ لم يع غيره رجلا، خاف محبوه وأنصاره،

ص: 49

فكتموا فضائله و مناقبه، وجهد أعداؤه وخصومه، فكتموا كذلك فضائله ومناقبه، واذا به يبرز من بين هذا وهذا عملاقا شامخا و ذروة عالية ضاربة في السماء قد ملاً أحاسيس الناس و مشاعرهم، وعاش في عواطفهم وضمائرهم، أنشودة عذبة لكل طبقاتهم، على اختلاف نزعاتهم ومذاهبهم، وعلى اختلاف أصنافهم واختصاصاتهم.

واذا به قبس متوهج، أعشى بلهب تو قده أبصار فريق من الناس، فتاهوا فى حقيقته، فأبغضوه وكفروه، وأعشى أبصار فريق آخرين، فتاهوا كذلك في حقيقته، فغلوا فيه وألهوه، و توجهوا اليه في ابتهالاتهم ضارعين.

والتاريخ لم يعرف غيره رجلا قد تجمع حول اسمه عدد كبير من الفرق والمذاهب الاسلامية، وتدعي الانتماء اليه (1)، وأضيف اليه أكثر فروع المعرفة الاسلامية، كالفقه، و التفسير و الكلام، والتصوف، والنحو، وغيرها (2). كما أضيف اليه عدد ضخم من الخوارق والكرامات، وعدد كبير من الحكم والامثال والمواعظ والوصايا.

وحشد له المحدثون في مؤلفاتهم من أحاديث رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في فضائله ومناقبه، ما لا نجده للصحابة أجمعين. حتى رووا: ان أكثر من ثلاثماية آية من القرآن العزيز، نزلت في فضل علي بن أبي طالب (3).

والتاريخ لم يعرف غيره رجلا، اذا ذكرت العلماء كان معلمهم، واذا ذكرت الأبطال والشجعان كان قائدهم، واذا ذكرت المباد والزهاد والمؤمنون المخلصون كان امامهم، واذا ذكرت الفقهاء كان رئيسهم، واذا ذكر المفكرون وأهل النظر كان5.

ص: 50


1- انظر شرح النهج م 1 ص 6 - 7.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 6 - 7.
3- انظر تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 172 والصواعق المحرقة ص 125.

أميرهم، واذا ذكرت البلغاء والفصحاء كان سيدهم، واذا ذكر أهل الصبر والعزيمة كان أمضاهم عزيمة وأصبر هم عند الكريهة و هكذا يأتي على رأس كل فئة، لها مميزاتها وفضائلها.

كل هذا مما دفع الواقدي المؤرخ الى أن يقول فيه:

ان علي بن أبي طالب كان معجزة لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، كالعصا لموسى (علیه السلام) وكاحياء الموتى لعيسى (علیه السلام) (1).

ومهما شككنا في شيء، فانا لا نشك في أنه كان (علیه السلام) - دون ریب - دماغ الاسلام العامل، احتضن العقل بملء اهابه، بطاقته الضخمة التي لا تحد، وفي رؤيته الواعية ويصيرته النافذة ومعرفته الشاملة، وفي حسه المدرك، لا يجاريه في ذلك جمیع الصحابة مجتمعين ومنفردين.

لقد دعاه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فى بدء دعوته الى الاسلام، فقال له: «أنظرني الليلة» (2).

ودعاه عبد الرحمن عوف يوم الشورى، الى أن يبايعه، وقال له: أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله، وسيرة الشيخين (يعني أبا بكر وعمر) فأبى وقال له:

«بل، تبايعني على كتاب الله وسنة رسوله، واجتهاد رأيي» (3)

وقال له رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في وصيته له:

«يا علي ان تقرب الناس الى خالقهم بالبر، فتقرب اليه بالعقل تسبقهم (4)7.

ص: 51


1- انظر فهرست ابن النديم ص 144.
2- انظر كنز الفوائد ص 127 ورواها في ص 119 بلفظ أجلني الليلة.
3- انظر شرح النهج م 1 ص 63.
4- انظر مشكاة الانوار ص 227 نقله عن علل الشرائع وأشار الى هذا الحديث ابن سينا في رسالة (المعراجية)، انظر توفيق التطبيق ص 206 - 207.

وحسبه أنه كان ربيب النبي الاكرم (صلی الله علیه و آله و سلم) منذ صغره، وتلميذه المقرب الخاص، يغذيه بعقله وروحه، ويمنحه من خلاله ومعانيه، في خلوات له معه لم تكن لسواه.

وحسبه قول الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) المشهور بين المحدثين:

«أنا مدينة العلم وعلي بابها».

و هذا كله لا يعني الا شيئا واحدا، هو أنه تجاوز في طاقاته الروحية والعقلية وسواهما، كل من نعرفهم من البشير، من عمالقة التاريخ، ومن أجل ذلك أصبحت آثار الامام علي، مصدرا رئيسيا من مصادر الفكر الاسلامي بمختلف ألوانه، ومدرسة جديدة في البيان والمعرفة، تتبع خطاها، وأخذ عنها الادباء والكتاب، والعلماء والمفكرون.

ومن هنا وجدنا فى كلامه و آثاره شحنة هائلة تتألق بالجمال والابتكار، وتزخر بالروح والحياة.

ووجدنا فيها طائفة من تعابير جديدة على المجتمع الاسلامي آنذاك، ان لم يكن قد ابتكرها، فهو أول من استعملها وأشاعها من الاسلاميين حتى أصبحت فيما بعد، لغة العلم والفلسفة الاسلامية مثل العلة والمعلول والسبب والمسبب، والازل والازلية، والاين والكيف وما الى ذلك من تعابير، لم يعرفها العرب في ماضيهم.

وكما كان أول من استعمل هذه التعابير، كذلك كان هو الواضع الاول لاصول علم النحو حين أملاها على أبي الأسود الدولي في قصة معروفة (1).

تذكر هذا من خصائصه، ونقتصر عليه، حذرا من الخروج عن الموضوع..

ص: 52


1- روى ذلك كل من ابن النديم في الفهرست، والاصبهاني في الاغاني، والسيوطي في تاريخ الخلفاء، والزبيدي في طبقات النحويين، وأبي أحمد العسكري في كتاب المصون، والمفيد في الفصول المختارة ج 1 ص 55.

لمحة عن حياة جامع النهج

هو الشريف الرضي أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي، و بينه و بين الامام موسى بن جعفر، خمسة آباء.

وأمه فاطمة بنت الحسين بن الحسن الناصر صاحب الديلم ويتصل نسبها بالامام زين العابدين بن علي بن الحسين، وبينها و بين الامام زين العابدين، ستة آباء.

فهو من هذه الجهة عريق فى السلالة النبوية من قبل أبيه وأمه.

ولد سنة (359 ه) وتوفي سنة (404 ه) أي عاش خمسا وأربعين سنة.

وكان من أعلام عصره بالعلم والفقه والآثار والأدب و الشعر وقد طغى عليه الجانب الادبي والشعري، فاشتهر به دون سواه من فروع المعرفة.

وكان عالي الهمة، عفيفا، شريف النفس، شامخ الروح، لم يقبل من أحد صلة، حتى أنه رد صلات أبيه.

وقد حاول بنو بويه الحاكمون آنذاك على الخلافة الاسلامية في بغداد، واجتهدوا في قبوله صلاتهم فأبى وامتنع.

وقد ترك عدة مؤلفات، منها نهج البلاغة، وهو الذي عنى به العلماء والمفكرون والادباء، يحفظه وشرحه والتعليق عليه كما أشرنا الى ذلك فيما سبق.

والمجازات النبوية، وهذا مطبوع في مصر.

وخصائص الأئمة، وقد طبع أخيرا في النجف - العراق.

وحقائق التأويل، طبع منه الجزء الخامس في النجف.

و تلخيص البيان في مجازات القرآن، وقد طبع في مصر.

وديوان شعره، وهو مطبوع عدة طبعات.

و دراسة حياة الشريف الرضي، تجعلنا تخرج منها بنتيجة

ص: 53

واضحة، هي أنه كان له من وثاقته وأمانته وتثبته في النقل، وعلو نفسه، و شموخ روحه، وبعده عن التعصب المذهبي، ومن سماحته واخلاقه السامية، ومكانته في الادب والعلم.

كان من كل ذلك في مستوى شامخ، يسمو على اللمز والغمز في نقله، وتنحدر عنه تهمة الوضع والكذب والاختلاق فيما ينسبه في نهج البلاغة الى الامام، فهو في ذلك فوق التهم و والظنون.

وما علينا لكي ندرك هذه الحقيقة الا أن نراجع وندرس ما كتبه عنه المؤرخون وعلماء الرجال والادباء، الذين أجمعوا على اكباره واحترامه ووثاقته، لما توافر فيه من خصال العالم النافذ، البصيرة، وروح الاديب العظيم الامانة.

ومن أجل ذلك كله، اعتبر كتابه نهج البلاغة من المصادر الادبية المعتمدة، التي يؤخذ عنها ويستند اليها.

الرابع: طريقة السيد الرضي في نهج البلاغة:

صرح الشريف في مقدمة النهج، بأنه لا يراعي فيما يختاره فيه، التتالي والنسق، وانما يأخذ ما يتلاءم مع غايته التي وضع النهج لأجلها من محاسن كلام أمير المؤمنين (علیه السلام)، ومن النكت البيانية التي اشتمل عليها، قال الرضي:

« ... و ربما جاء فيما أختاره من ذلك فصول غير متسقة ومحاسن كلم غير منتظمة، لأني أورد النكت واللمع، ولا أقصد التتالي والنسق ...»

ولذلك نجد مواضع كثيرة في النهج خالية من التلاحم والانسجام بين فصولها، وقد نبه الشارح ابن أبي الحديد على ذلك فى عدة مواضيع، كما صنعه عند شرح قوله (علیه السلام): (وانما سميت الشبهة شبهة).

وعند شرح قوله: (فقمت بالأمر حين فشلوا).

وعند شرح قوله: (حتى يظن الظان ان الدنيا)

ص: 54

وعند شرح قوله: (راية ضلالة).

وعند شرح قوله: (أكلكم شهد معنا صغين).

وعند شرح كتابه لمعاوية: (وكيف أنت صانع).

وغير ذلك مما تجده في شرحه.

وتمشيا مم خطته المذكورة، نراه، قد يوزع الخطبة الواحدة في كتابه الى عدة فصول، ويدرج كل فصل منها في موضع مستقل و هذا ما صنعه في عدة خطب، ومنها الخطبة التي أولها: (ان الله بعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) نذيرا للعالمين وأمينا على التنزيل).

كما انه قد يكرر في كتابه، الكلام الواحد أو الخطبة الواحدة، لوجود رواية أخرى تختلف عن الاولى، وهذا ما اشار اليه في المقدمة ايضا قال:

«وربما جاء في هذا الاختيار اللفظ المردد، والمعنى المكرر. والعذر فى ذلك ان رواية كلامه (علیه السلام) تختلف اختلافا شديدا فربما اتفق االكلام المختار في رواية فنقل على وجهه، ثم وجد بعد ذلك في رواية، موضوعا في غير موضعه الاول، اما بزيادة مختارة، أو لفظ أحسن عبارة، وتقتضي الحال أن يعاد استظهارا للاختيار، وغيرة على عقائل الكلام».

وربما يتجاوز الرضي ذلك فيختار من خطب متعددة فصولا ويوردها بنسق خطبة واحدة، أو يختار فقرات من عدة خطب ويوردها فصلا واحدا مستقلا.

وهذا ما فعله في أكثر من موضع، كما في کلامه (علیه السلام): (ولئن أمهل الظالم فلن يفوت أخذه ...) فقد اختاره الرضي من عدة خطب قالها (علیه السلام) في مقامات مختلفة، وفي كلامه (علیه السلام) الذي يحث فيه أصحابه على القتال: (فقدموا الدارع وأخروا العامر) اختار فصوله من عدة خطب.

وقد يكون من هذا الباب وصيته (علیه السلام) لولده الحسن (علیه السلام) التي

ص: 55

أولها: (من الوالد الفاني)، فانه يبدو أنه اختارها من وصيته لابنه الحسن، ووصيته لولده محمد بن الحنفية وغيرهما. وسوى ذلك مما أشرنا اليه في فصل مصادر الخطب.

* * *

ولم تكن غاية الرضي فيما يختاره من كلام الامام (علیه السلام)، تحقیق سند ما رواه، ولا تصحيح رواية ما اختاره، بقدر اهتمامه بما ينسجم مع وجهته البيانية التي تميز بها، ووضع كتابه هذا لأجلها، على غرار ما فعله في كتابه (المجازات النبوية) وكتابه (تلخيص البيان في مجازات القرآن) وغيرهما.

لذلك أدرج فى النهج ما وجده أمامه في مؤلفات المؤرخين والادباء والمحدثين، مما نقلوه عن الامام (علیه السلام) وعزوه اليه من دون أن يسند.

وعذره في ذلك أنه لم يكن بعمله هذا، راويا بمعنى الرواة ولا محدثا على طريقة المحدثين، الذين يدونون الأحاديث والروايات بأسانيدهم المتصلة الى من صدرت عنه.

وانما كان أديبا، له حسن أدبي فريد، تغريه روائع البلاغة والبيان، ولا يلوي على شيء آخر سواها.

ومن هنا كان علينا ان لا نغالي وتدعي أن كل ما في النهج - من حيث هو - مقطوع بصدوره عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) اعتمادا على أن جامع النهج هو الرضي الموثوق بنقله وروايته وأمانته. لأن نهج البلاغة - كما ترى - قد خلا عن أي اسناد ولأن الرضي لم يسلك فيه طريقة المحدثين والرواة الذين يروون ما يروون بأسانيد هم المتصلة.

ومن أجل ذلك كان حظ ما في النهج - تماما - هو حظ المؤلفات الأدبية المتضمنة لآثار السلف والخالية عن الاسناد لا يمكن الجزم بصدورها الا بالرجوع الى مصادرها الرئيسية

ص: 56

التي ترويها بالأسانيد المتصلة الى من نسبت اليه، فان كانت حلقات السند من الثقات العدول حكم بصحتها، وحصل الوثوق بها، والا فلا. وسيأتي تفصيل ذلك فيما بعد.

الخامس: بعض ما في النهج قد استفاض نقله

وان كثيرا مما في النهج من خطب وكتب وحكم ووصايا، قد استفاض نقله، وكثرت روايته في مؤلفات كتبت قبل عصر الرضي، فهو لذلك يوثق بصدورها عن الامام (علیه السلام)، مثل الخطبة (الشقشقية)، وخطبة (الجهاد باب من أبواب الجنة)، وخطبة (الدنيا أدبرت بوداع)، وخطبة (كنتم جند المرأة)، وقوله (ذمتي بما أقول رهينة)، وقوله: (حق و باطل ولكل أهل)، وخطبة (أيها الناس المجتمعة أبدانهم)، وخطبة (ان أخوف ما أخاف عليكم)، وخطبة (استشعروا الخشية)، وكلامه (فقدموا الدارع)، وقوله لكميل بن زياد (الناس ثلاثة عالم رباني)، وكتابه الى أهل الكوفة (فاني أخبركم عن عثمان)، وكتابه الى معاوية (انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر)، وكتابه الى ابن عباس (ان المرء ليس يدرك)، وأمثال ذلك الكثير مما ستجده في مصادر أبواب النهج الثلاثة.

السادس: أكثر ما في النهج يرتبط بمصدر

و بعد التتبع والرجوع الى المؤلفات التي اطلعت عليها، والتي كتبت قبل عصر الرضي، بسنوات كثيرة، وجدت الكثير مما روي في النهج، له مصدر أو أكثر فى الكتب المعتمدة.

وكذا وجدت الكثير منه في مؤلفات دونها أصحابها قبل الرضي أوفي عصره بالذات أو بعده، وهي تعتمد في رواياتها على الأسانيد المتصلة، من أمثال مؤلفات الكليني، والصدوق القمي، والمفيد، ونصر بن مزاحم، وسليم بن قيس الهلالي والبيهقي، والطوسي، والطبري، وأبي نعيم الاصفهاني، وأبي

ص: 57

علي القالي وغير ذلك، مما رجعنا اليه بالواسطة كالمؤلفات التي ذكرناها سابقا، أو مباشرة كالتي ذكرناها في الفهرست في آخر هذا الكتاب.

والجدير بالذكر أن كثيرا مما روي بالاسانيد في تلك المؤلفات، هو صحيح الاسناد، أو معتبر عند علماء الحديث.

و بالاضافة الى ذلك، فان الشارح ابن أبي الحديد قد أشار في أثناء شرحه لخطب أو رسائل أو غيرهما الى مصادرها القديمة التي كانت موجودة في عصره، واطلع عليها، وأحيانا كثيرة يروي تتمة الخطبة أو الرسالة، التي اختار الرضي بعض فصولها أو فقراتها.

وتجد اشارته الى هذا فى مواضع عديدة من شرحه، كما فعله في شرح قوله (علیه السلام): (والله لو وجدته قد تزوج به النساء)، وعند شرح قوله: (ان أبغض الخلائق الى الله رجلان)، وعند شرح قوله: (ان الشيطان قد ذمر حزبه)، وفي شرح قوله (علیه السلام) (ان الله بعث محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل) وفي شرح قوله (أف لكم لقد سئمت عتابكم)، وفي شرح قوله (الحمد لله وان أتي الدهر بالخطب الفادح)، وفي شرح قوله (منيت بمن لا يطيع اذا أمرت)، وفي شرح قوله (اللهم اني أعوذ بك من وعثاء السفر)، وفي شرح قوله (الحمد لله كلما وقب ليل وغسق)، الى غير ذلك من المواضيع الكثيرة التي أشار فيها الشارح الى مصادرها.

* * *

والملاحظ أن الرسائل والخطب والكلمات السياسية المروية في النهج، مذكورة بأجمعها الا قليلا منها، في أكثر من مصدر، قد سجلها المؤرخون و رووها، وبخاصة الرسائل والخطب المتبادلة بين الامام علي (علیه السلام) وبين خصومه السياسيين، وكذا الخطب التي

ص: 58

يحرض فيها أتباعه في المعارك، والتي يعنى بها المؤرخون عادة أما الخطب الوعظية فتأتي بالدرجة الثانية من حيث وجود

المصادر لها فيما لدي من المؤلفات.

وأما الخطب المشتملة على وصف عظمة الله وآلائه والاستدلال على وجوده ووحدانيته، فهي أقل مصادر بالقياس الى ما سبق.

وقد يعود سبب ذلك الى طبيعة الظرف الذي عاشه ناس علي (علیه السلام)، المتصل بحياتهم السياسية والعسكرية وما اليهما فقد كانوا يعيشون أزمة سياسية حادة، أدت الى حرب الجمل وصفين والنهروان، استبدت بتفكيرهم واتجاهاتهم.

وسبب آخر، أن الخطب الوعظية والتوحيدية ونحوهما غريبة على أكثر الناس في ذلك العصر، تدق على أفهامهم، وتسمو على مداركهم، لما فيها من دقائق فكرية، وأساليب منطقية ومعان جديدة عليهم، ولما اشتملت عليه هذه الخطب من مشاكل الفكر الإنساني منذ عهودها الاولى، بما فيها مشاكل ما وراء الطبيعة، وما يتصل بها من قريب أو بعيد. مما لم يكن من السهل عليهم هضمها ووعيها، وبالتالي حفظها. لذلك استهوتهم الخطب الحماسية والسياسية - بحكم ظروفهم وواقعهم - فحفظوها ووعوها، دون سواها.

وقد رأينا في هذه العقبة من عصرنا، كيف طفت الموجة السياسية في شرقنا العربي، على جيلنا الحاضر، بسبب الازمات السياسة التي نعيشها مع الصهيونية والاستعمار بأشكالها العديدة، وبسبب التجمعات الحزبية المتعددة، التي مزقت هذه الأمة، وحالت دون رؤية الطريق. وكيف استنفدت هذه الأزمة كل جهود المفكرين والادباء والعلماء، وجفت بسببها الروح العلمية والادبية، فلا تكاد تقرأ أو تسمع الا الكلمات والمقالات

ص: 59

السياسية في الصحف والكتب والأندية، لتأييد وجهة نظر، أو حملة لتفنيد فكرة.

أما المؤلفات أو الصحف العلمية والأدبية فقد ركدت سوقها وأهملت اهمالا، وليس لها الاقراء قليلون.

ولا بد من الاشارة هنا إلى تلك المؤلفات العديدة التي دونت قبل عصر الرضي، وأرخت تلك المعارك التي وقعت في عصر علي (علیه السلام)، كصفين والجمل والنهروان، والتي وردت أسمائها في كتب التراجم ولم يبق منها الا القليل، وهي - دون ريب - قد اشتملت على الكثير من خطب الامام ورسائله السياسية وما اليهما مما اقتضته ظروف تلك المعارك مثل مؤلفات المدائني (215 ه)، والواقدي (207 ه)، وأبي مخنف مات قبل سنة (170 ه)، و نصر بن مزاحم المنقري (212 ه) وغيرها التي تعد بالعشرات.

ولا بد لي أن أشير أيضا الى أن ما ورد في النهج من كلام الامام (علیه السلام) في الملاحم، هو أقل مصادر بالنسبة الى غيرها فيما لدي من كتب الأقدمين.

على ان هناك مؤلفات كتبت في الملاحم قبل عصر الرضي منها ما صرح بأنه فى ملاحم الامام، ومنها ما أغفل فيه ذلك والمرجح انها في ملاحم الامام، أو انها مشتملة على شطر من كلامه فيها، ولم يبق من هذه المؤلفات الا اسماؤها في كتب التراجم ومن هذه المؤلفات:

- كتاب كلام الامام في الملاحم، لأبي أحمد عبد العزيز الجلودي الازدي البصري (332 ه) (1).

كتاب الملاحم، لأبي اسحاق ابراهيم بن الحكم بن ظهير الفزادي (2).13

ص: 60


1- رجال النجاشي ص 181.
2- المصدر ص 13

- كتاب الملاحم للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني.(1).

- كتاب الملاحم، للحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الاهوازي (2).

- كتاب الملاحم، لمحمد بن الحسن بن جمهور العمي البصري (3)

- كتاب الملاحم، لأبي الحسن علي بن مهزیار الاهوازي (4).

- كتاب الملا حم لعلي بن أبي صالح الكوفي (5).

- كتاب الملاحم، لعلي بن محمد البصري (6).

- كتاب الملاحم، للعمركي بن علي بن أبي محمد البوفكي (7).

- كتاب الملاحم، لأبي محمد الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ت 260 ه) (8).

- كتاب الملاحم لأبي أحمد محمد بن أبي عمير الازدي (ت سنة 217 ه) (9)

- كتاب الملاحم، لأبي جعفر محمد بن ارومة القمي (10).

- كتاب الملاحم لأبي عبد الله محمد بن عباس بن عيسى (11).3.

ص: 61


1- المصدر ص 29.
2- المصدر ص 46.
3- فهرست الطوسي ص 172.
4- النجاشي ص 191.
5- المصدر ص 165.
6- فهرست الطوسي ص 193.
7- المصدر ص 233.
8- المصدر ص 236.
9- المصدر ص 251.
10- المصدر ص 253.
11- المصدر ص المصدر من 263.

- كتاب الملاحم، لمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار (ت سنة 290 ه) (1).

- كتاب الملاحم، لأبي حيون (2).

- كتاب الملاحم، لاسماعيل بن مهران السكوني كان من أصحاب الامام الرضا (علیه السلام) (3).

- كتاب الملاحم لأبي النضر محمد بن مسعود العياشي (4).

وسوى ذلك من المؤلفات في موضوع الملاحم و الفتن.

السابع: المنطق العلمي يقضي بجمود الشك في موضعه:

ولو صح لدينا أن بعض ما في النهج منحول وموضوع على لسان الامام، أو شك في صحة بعض ما ينسب اليه اذا كانت هناك أسباب صحيحة لهذا الشك، فالمنطق العلمي يحتم علينا هنا أن يجمد هذا الشك في موضعه ولا يتجاوزه الى سواه.

و بتعبير أوضح: ينبغي أن يقف هذا الشك أو القطع بعدم صحة بعض ما فيه، في نفس القطعة التي وجد فيها سبب الشك أو القطع بعدم صحتها، وأن لا يتعدى ذلك الى غيرها من رسائل أو خطب أو كلمات.

ذلك لأن ما في نهج البلاغة، لم يكن كلاما واحدا، قيل في مناسبة واحدة معينة، وفي زمان واحد، حتى اذا شك في بعض فقراته أو فصوله، مرى الشك في الباقي.

وانما كان مجموعة من كلمات وخطب وغيرهما، لكل منها وحدة معينة خاصة بها، صدرت عن الامام في مناسبات مختلفة وفي أوقات متعددة، لا ترتبط واحدة منها بالاخرى، قد اختارها

ص: 62


1- المصدر ص 274.
2- فهرست الطوسي ص 217.
3- منتهي المقال ص 59.
4- فهرست ابن النديم ص 276.

الرضي ودونها في مجموعه هذا.

فالشك في بعض هذه الكلمات أو الخطب لا يستلزم الشك في غيرها، ولا يتعداها.

أما اذا تجاوزنا بهذا الشك الى جميع ما في النهج، فانه سيكون حظ جميع المؤلفات التاريخية والأدبية، كذلك، وهو رفض جميع ما فيها لأن أكثرها قد اشتمل على ما يشك في صحة نسبته و صدوره عمن يعزى اليه، حتى كتب الحديث وصحاحها.

ولو أخذنا بروح هذا المنطق، لتغير جانب كبير من تاريخنا السياسي والأدبي والديني أيضا، ولكان أكثر ما نملكه من مفاهيم دينية وروحية، قائما على أساس متزلزل، ولوجب علينا أن نعيد دراسة كل ذلك من جديد. وفي هذا - بلا شك - هدم لبناء شامخ بالفكر و الروح، والحضارة، والتاريخ.

* * *

و الشك - من حيث هو - في شيء مما في النهج، لا قيمة له من الوجهة العلمية، ما دامت الرواية التاريخية والنقل له قد وردت به عن ثقة مأمون، ولا يوجب رفض ذلك المشكوك فيه، الا اذا اقترن بأحد أمور:

1 - ثبوت مناقضة ما في النهج الحقيقة تاريخية ثابتة.

2 - ثبوت مناقضته لقضية عقلية مسلمة.

3 - ثبوت مناقضته لقضية ضرورية.

4 - مناقضته لنص الكتاب أو السنة الثابتة.

5 - معارضته لرواية معاكسة أقوى وأرجح.

6 - وجود امارات وقرائن متراكمة بحيث تفيد الجزم بعدم صحته.

وعليه فرفض شيء مما في النهج، اذا لم يكن نتيجة لاحد الاسباب المذكورة، دون قرينة تؤيده، لا يعبأ به، ويكون من باب

ص: 63

الرفض الاعتباطي، وبخاصة اذا جاءت روايته في مصادر اخرى غير - النهج - سابقة عليه أو غير سابقة، ولكنه كان مرويا فيها بالأسانيد.

ولا يمكن لأي أحد أن يدعي أن كل ما في النهج منحول، أو

مشكوك، الا أن يكون مهو سا لا يعي ما يقول، لأنه قد ثبت صحة نسبة بعضه الى الامام (علیه السلام) بالتواتر، كما استفاضت أو اشتهرت رواية بعض خطبه ورسائله ووصاياه، عن كثير من مؤرخين ومحدثين ليسوا من الشيعة، كي ينسبوا الى هوى في ذلك، كما ستجده في مصادر أبواب النهج الثلاثة.

كذلك ليس من النقد العلمي في شيء، اطلاق القول بأن بعض ما في النهج منحول، أو مشكوك فيه، دون تحديد هذا البعض وتعيينه، لأن اطلاق القول فى ذلك دون تحديده، لا يصدر عمن أوتي حظا من علم ومعرفة.

الثامن: طريق اثبات ما في النهج:

و نهج البلاغة حاله - كما أشرنا من قبل - حال جميع ما روي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و الصحابة، من حيث حاجته الى اثبات نسبة ما روي فيه الى الامام (علیه السلام) وصدوره عنه، وبخاصة ما كان منه متضمنا لحكم شرعي، ليكون حجة يؤخذ بها، ويعول عليها لدى استنباط الحكم الشرعي منه.

ولا شك في أن ثبوت ذلك لا يكون الا بالرواية و النقل، ولا شيء سوى ذلك.

وقد سبق أن قلنا أن الرضي في نهج البلاغة، لم يسند شيئا مما ورد فيه وعلينا لكي نعرف صحة ما نسبه الى الامام، أن نعود الى المصادر الرئيسية التي عول عليها الرضي، حين ألف النهج، أو غيرها من المصادر التي روت كلام الامام بأسانيدها المسلسلة المتصلة اليه (علیه السلام).

ص: 64

والرواية اما أن تكون بطريق التواتر، وهو أن يكون الراوون قد بلغوا في الكثرة حدا، يمتنع معه تواطؤهم على الكذب عادة، بحيث يفيد أخبار هم بنفسه العلم بصدقه.

واما بغير التواتر، وهو الخبر الواحد، سواء أكان المخبر واحدا أم أكثر، وسواء أأفاد العلم بالصدور أم لا.

ويكون مستفيضا، وهو ما رواه جماعة، لكن على نحو لا يفيد بنفسه العلم بصدوره.

ويكون مشهورا لدى الرواة في كل طبقة، وإن كان الراوي واحدا.

والخبر الواحد - من جهة ثانية - يكون صحيحا اذا كانت سلسلة السند كلهم من الشيعة الامامية العدول، و هو حجة عندهم جميعا.

ويكون موثقا اذا كانت سلسلة السند عدولا صادقين، ومن غير الأمامية - بناء على أحد الرأيين القائل بقبول رواية غير الامامي اذا كان عدلا في مذهبه - على ما أشرنا اليه من قبل.

ويكون حسنا اذا كان الرواة له أو بعضهم من الامامية الممدوحين، من دون نص على وثاقتهم وعدالتهم، و هو حجة عند الكثير منهم.

وما عدا هذه الاقسام يكون ضعيفا، و هو يشمل أصنافا عديدة، كالمرسل والمقطوع، والمجهول، وما الى ذلك من الاقسام المشروحة في موضعها المختص.

والمتتبع للمصادر الرئيسية، يجد بعض ما في النهج قد تواتر نقله، كخطبة (الجهاد باب من أبواب الجنة).

ويجد بعضا منه قد اشتهر نقله، مثل (الخطبة الشقشقية). و بعضا منه قد استفاضت روايته، مثل خطبة (الدنيا قد آذنت بوداع) و بعضا - و هو شيء كثير - قد روي بسند صحيح أو موثق أو حسن.

ص: 65

التاسع: وحدة الروح في النهج:

لا نكاد نقرأ في نهج البلاغة، الا وتغشانا منه عبقات ندية، تستولي على مشاعرنا واحساسنا، وينقلنا – دون ارادتنا - الى مناخ اسلامي أخاذ، يفيض بالمعاني الروحية، والمثل العليا.

ونجد أنفسنا أمام ظواهر فريدة، بها يتميز كلام الامام علي (علیه السلام) عما نقل الينا من كلام الصحابة والتابعين أجمعين.

وأول هذه الظواهر، هو الوحدة في طبيعة الاسلوب والروح، على اختلاف أنواع كلامه، من خطب، ورسائل، ووصايا وحكم، وغيرها، وعلى اختلاف مواضيعها ومقاصدها، دون فرق بين ما كان منه موثوقا بصدوره وبين ما كان منه مرويا بطريق لا يفيد الجزم بصدوره.

و هذه الوحدة تنتظم ما في النهج، وتجعله قطعة واحدة متلاحمة منسجمة، لا تمييز بين قطعاته الا في غاياتها ومقاصدها.

وتجد المناخ الروحي والديني يسيطر على كلامه حتى حين يصدر أوامره بالحملة وخوض المعركة، وحتى حين يتظلم ويعرض ببعض مناوئيه، أو يتناول الأوضاع الاجتماعية، وحين يتجاوز الى وصف الطبيعة والكائنات.

والمثير هنا ان نجد شخصية الامام - كما نقرأها في سيرته وحياته - المؤمنة العادلة، لا انفصام فيها ولا ازدواج، وفي طبيعتها الواحدة، لا تناقض فيها ولا اختلاف، في جميع ما أثر عنه من كلام، في المواقف العديدة، التي تختلف فيها شخصية الانسان، وتتحول بحسب ظروفها وحالاتها.

فهو ذو شخصية واحدة، يوم كان محكوما، يوم كان حاكما، في السلم وفي الحرب، ويوم كان قويا قد التف من حوله المؤيدون والانصار، ويوم وهن أمره، بتفرق بعض أصحابه عنه، وكثر فيه المشاغبون عليه، ويوم كان فتيا، ويوم كان شيخا، وفى بدء

ص: 66

أمره، وفى نهايته عندما صرع في الكوفة وقال: فزت و رب الكعبة.

هو في هذه الظروف والاحوال شخصية واحدة بروح واحدة، لم يتمتع ولم يهن.

فلم يكن مستكينا يوم كان محكوما، ويوم ضعف أمره وفارقه طائفة كبيرة من أصحابه.

ولم يكن جبارا يوم كان حاكما وغالبا يوم النهروان ويوم الجمل، وكان بيده الامر والسلطة.

والمثير أيضا ان نجد في كلامه روح المرشد الناصح، والموجه المخلص الذي يأمر بالخير والحق والعدل، هو الاطار الاساسي الذي يدور فيه كلامه، بمختلف ألوانه ومواضيعه وغاياته، حتى حين يندد ويتوعد ويهدد، وحتى حين يخطب في الحرب ويأمر بخوض المعركة وحتى حين يغلب وينتصر.

ولا نجد في كلامه أثرا لمنطق متغلب ظافر، أو لروح طاغ جبار، ولا تأخذه عزة النصر، ولا غرة الغلبة، ولا تحركه غريزة الاستعلاء، كالذي تجده في منطق الجبابرة والسلاطين.

بل يبرز على كلامه في هذه الحالات، شعور اسلامي عميق رحيم، وروح ديني لا حدود له و شعور رفيق عاطف.

استمع اليه في قوله في ذيل الخطبة الشقشقية: « ... فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول:

«تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».

بلى: والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زيرجها.

أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر

ص: 67

وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لالقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز».

والى قوله حين دفع الراية لابنه محمد بن الحنفية:

«ارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه».

والى قوله وهو يذم الناكثين ببيعته:

« ... لقد كنت وما أهدد بالحرب، ولا أرهب بالضرب واني لعلى يقين من ربي، وغير شبهة من ديني».

وقوله من خطبة أخرى يؤنب فيها أصحابه:

« ... أي دار بعد داركم تمنعون، ومع أي امام بعدي تقاتلون ... أقولا بغير علم، وغفلة من غير ورع، وطمعا فى غير حق.»

وقوله من خطبة:

«فكانت معالجة القتال أهون علي من معالجة العقاب، وموتات الدنيا أهون علي من موتات الآخرة.».

وقوله من كلام له يعلم فيه أصحابه الحرب:

«فان الشيطان قد قدم للوثبة يدا وأخر رجلا، فصمدا فصمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنتم الأعلون، والله معكم ولن يتركم أعمالكم».

و هكذا نجد الامام (علیه السلام) يمضي في أقواله ضمن اطار ديني وروحي، لا يغيب عنه ذكر الله والحق والخير في جميع انواع كلامه، حتى في ساحة المعركة والقتال، وفي انتقاد خصومه والتعريض بهم.

وتجده في كل كلامه صاحب فكرة دينية، وقضية مقدسة،

ص: 68

تمتلك عليه حسه ومشاعره، وتبرز بوضوح في كل أنواع كلامه.

ولسنا نجد في كلماته روح الجبار، ولا عنفوان السلطان، وانما نجد فيها روح ملك كريم و امام هدى رحيم.

استمع اليه حيث يقول:

« ... فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس اعظام لنفسي فانه من استثقل الحق أن يقال له، أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه ...»

و هكذا غيره من كلماته، التي تنعكس فيها ظلال شخصيته التي عرف بها في حياته، بكل أبعادها الروحية والفكرية والخلقية، التي نقرأها في التاريخ.

و هذا الالتحام بين أقواله وكلماته في نهج البلاغة، وبين حياته وسيرته، يدل على أن ما في النهج صادر عن روح واحدة و شخص واحد، هو علي بن أبي طالب.

من أجل ذلك كان علينا أن لا نطرح من حسابنا هذا العنصر الهام، الذي له شأن كبير في نقدنا لكلمات الادباء والخطباء، لتميز ما لهم عما ليس لهم. وهو الوقوف على طبيعة ظروفهم، واتجاهاتهم الروحية والفكرية، وعلى سيرتهم وسلوكهم ومقارنة ذلك كله مع ما نسب اليهم من أقوال وكلمات، وانعكاسه على تلك الاقوال. وليكون ذلك مقياسا دقيقا، نميز به المنحول من غير المنحول. كما فعل الجاحظ في الخطبة التي ذكرها في (البيان والتبيين)، وأولها: (أيها الناس اننا قد أصبحنا في دهر عنود) وقال قد نسبها الناس الى معاوية ثم قال: أني لمعاوية هذه الروح وهذه المقاصد، وهي بكلام علي أشبه، ومتى رأينا معاوية يسلك مسالك العباد ومذاهب الزهاد؟

ص: 69

ومن هنا قال ابن أبي الحديد شارح النهج:

« ... وأنت اذا تأملت نهج البلاغة، وجدته كله ماء واحدا، و نفسا واحدا، وأسلوبا واحدا، كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقي الابعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز، أوله كأوسطه، وأوسطه كآخره، وكل سورة منه وكل آية مماثلة في المذهب والفن والطريق والنظم، لباقي الآيات والسور.

قال انا متى فتحنا هذا الباب، وسلطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أبدا، وساغ لطاعن أن يطعن ويقول: هذا الخبر منحول، وهذا الكلام مصنوع، وكذلك ما نقل عن أبي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والأدب وغير ذلك.» (1)

* * *

ولو درسنا الدوافع المحتملة لوضع تلك الخطب وغيرها على لسان الامام واختلاقها، لوجدناها تتركز على ما يلي:

أولا: أن يكون هو الدافع العاطفي للامام وأهل بيته، وان الغاية من هذا الوضع، هي الاشادة بالامام، و بمكانته وبناء هالة من حوله، لجعله فوق مستوى الصحابة أجمعين.

و هذا الاحتمال غير وارد، لان في كلام الامام الثابت له، مما رواه غير الشيعة من المؤرخين والمحدثين، ما يغني عن تكلف هذا الانتحال.

فقد روى له هؤلاء ما لا ينقص عما رواه له الشيعة من مناقب و فضائل، وقطع أدبية فنية رائعة، شحنت بها مؤلفات السنة فضلا عن الشيعة.

ص: 70


1- انظر شرح النهج م 2 ص 546.

ثانيا: ان يكون الدافع هو دعم مبادىء الشيعة، وتأييد وجهة نظرهم، في عصمة الامام، والعدل، وأفعال الانسان، وحدوث القرآن، والمهدي، والتوحيد، وتنزيه الخالق عن كل ما يشبه المخلوقين، وسوى ذلك.

و هذا السبب أيضا غير مقبول، لما ذكرنا أولا، ولأن مذهب أهل البيت قد أصبح في كل هذا معلوما، لا يمكن الشك فيه وآراء الشيعة في تلك المواضيع معروفة منذ عصر الامام علي والأئمة من بعده إلى اليوم.

على ان الرضي في نهج البلاغة، يروي ما يوافق الشيعة وما لا يوافقهم، ويروي ما له وما عليه، فقد روى في النهج كلمة الامام في مدح عمر بن الخطاب التي أولها:

«لله بلاد فلان فقد قوم الاود، وأقام العمد ...»

ثالثا: أن يكون الدافع للوضع، هو مخطط سياسي، وضعه أدباء الشيعة، للطعن على مخالفيهم وعلى خصوم الامام، كمعاوية وعمرو بن العاص، وطلحة والزبير، وعائشة وغيرهم.

والاخذ بهذا السبب تجاهل منا لطبيعة الفترة التي عاشها الامام، ولطبيعة الوضع السياسي ولروح الخصومة التي نشبت في ذلك العصر.

وان الاخذ به يجعلنا نركض وراء سراب ذهنية خاطئة، تقول ان الصحابة جميعا عاشوا فيما بينهم أخوة متحابين في مستوى العصمة، فلا جدال فيما بينهم، ولا نقد ولا خصام.

و هذا تجاهل منا للطبيعة البشرية بصورة عامة، ولطبيعة الصحابة بصورة خاصة، واهمال لحقيقة المنافسة السياسية التي اضطرمت في ذلك الحين.

فهل ننسى الخصومة العنيفة التي نشبت بين المهاجرين والانصار و بخاصة بين المهاجرين والخزرج يوم السقيفة بعد

ص: 71

وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مباشرة، حتى أدى ذلك الى التهديد بالاجلاء والقتل، وشهر السلاح، والشتم والسب.

وهل ننسى أمر عثمان، ونقمة المسلمين عليه، وبخاصة المهاجرين، حتى قالت السيدة عائشة: (اقتلوا نعثلا قتله الله)

و نظرية عصمة الصحابة جميعا، نظرية اعتمدت على تفسير الحديث الذي أخذت منه هذه الفكرة، على غير وجهه، واعتمدت على اطلاقه وعمومه، والحديث هو: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، وقد رفضه العلماء قديما وحديثا لانه لم يصح سندا، ولا يصح الاخذ باطلاقه.

وسيأتي توضيح ذلك في الفصل الآتي ان شاء الله.

ص: 72

الفصل الثالث

يشتمل على أسباب الشك وهي:

1 - ان نهج البلاغة قد جمع بين دفتيه قدرا ضخما من الخطب والرسائل والامثال والحكم، وهذا مما يتعذر حفظه.

2 - ان في نهج البلاغة من خطب وكتب ما هو طويل جدا ليس من السهل وعيه وحفظه.

3 - اشتمال بعض ما في النهج على الاخبار عن أمور وقعت بعد

عصر الامام، ولم يكن الامام علام الغيوب.

4 - اشتمال النهج على علوم لم تعرف الا بعد زمن من عصر علي، على أيدي علماء الكلام.

5 - لو كان ما في النهج من خطب للامام علي، لكانت موجودة

قبل تأليف نهج البلاغة، ولنقلت عن علي بالاسانيد.

6 - ان النهج قد اشتمل على سجع منمق وصناعة لفظية لم تبرز الا في العصر العباسي اشتمال نهج البلاغة على التعريض بالصحابة والطعن عليهم، وهذا مما لا يصدر عن الامام.

8 - ان أهل عصر الامام كان يعوزهم القرطاس، حتى أنهم يكتبون على الجلود والعظام، ويبعد مع هذه الحال التصديق بأن يكتب الامام عهده للاشتر بهذا الاسهاب.

9 - اشتمال نهج البلاغة على معان دقيقة منمقة على اسلوب لم يعرف الا في العصر العباسي، كوصفه للطاووس، والامام متى رأى الطاووس حتى يصفه هذا الوصف؟

10 - بعض ما في نهج البلاغة يعزيه بعض من عاشوا قبل الرضي الى غير الامام.

11 - في نهج البلاغة ألفاظ مولدة لم تعرف الا في العصر العباسي، على ألسنة أهل الكلام، وليس لها أصل في اللغة

ص: 73

العربية، كالازل والازلية.

12 - في نهج البلاغة خطب كثيرة من شأنها - لو صحت - تأیید وجهة النظر الشيعية حول حق علي بالخلافة، وأن مثل هذا لا يقبله العقل.

13 - يوجد في خطب كثيرة من النهج روح غريب عن الاسلام وضار بالمجتمع الاسلامي، يتناقض مع أحكام الدين وأصوله.

14 - في نهج البلاغة خطب، فيها ذكر الوصي والوصاية، مع أن الامام لم يقل هذا قط، ولم تظهر خرافة الوصي الا بعد مقتله.

15 - في النهج خطب، طال في صدرها حمد الله، وهذه عادة لم تعرف الا في العصر العباسي، في خطب الجمع والاعياد التي تلقى في المساجد.

16 - فى بعض خطب النهج وصف للحياة الاجتماعية وطعن على الولاة والقضاة والعلماء مما لم يعرف الا في عصور متأخرة.

17 - في النهج اختلاف كبير في الاسلوب، فمنه ما كان مرسلا على سجيته، ومنه ما فيه آثار الصنعة والتكلف.

ص: 74

أسباب الشك والملاحظات عليها

وأهم أسباب الشك في نهج البلاغة، أو أسباب دعوى أنه منحول كله أو بعضه ما يلي:

الاول: ان النهج قد ضم بين دفتيه 242 خطبة وكلاما، و 78 كتابا ورسالة و 498 حكمة ومثلا، ويبلغ مجموع ذلك كله قرابة 818 كلمة ما بين خطبة، وكلام، وكتاب، ورسالة، وحكمة وموعظة، ومثل.

وأن هذا المقدار الضخم يتعذر حفظه، ولا سيما أنه لم يدون الا في العصر العباسي (1)

وملاحظتنا على هذا السبب:

أولا: ان العرب كانوا يعتمدون - شأن كل أمة تسيطر عليها البداوة والأمية - على حفظ آثارهم، ويمتازون على سواهم بقوة حافظتهم وسرعة خاطرهم والاعتماد على حاسة معينة يزيدها قوة ونشاطا.

فكانوا يمتازون بما يحفظونه من الآثار الجاهلية، من شعر وكلمات وخطب، وتاريخ ما قبل الاسلام، من أيامهم وغاراتهم ووقائعهم، وسواها من الآثار التي كانوا يتلقونها خلفا عن سلف، والتي اعتمد عليها الرواة والمؤرقخون في عصر التدوين، وكانت تلك هي المصادر الاساسية لنا في التاريخ و الادب وغيرهما.

ولولا ذلك لضاع علينا تاريخ حقبة مترامية الاطراف بجميع ما فيها من تراث كبير، من وقائع ومنافرات، وأدب وأمثال و شعر، ومن حضارة أدبية غنية، ولكان تاريخ حقبة ما قبل ظهور الاسلام، ظلاما دامسا، لا يقتحمه الباحثون.

ثانيا: ان هذا السبب بعينه - لو أخذنا به - مطرد في

ص: 75


1- انظر أثر التشيع في الأدب العربي ص 56 - 57.

أحاديث الرسول الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم)، وخطبه وكلامه ووصاياه وسواها و هو - دون ريب - يتجاوز في مقداره عما أثر عن الامام (علیه السلام) فكيف حفظ ودون ولم يتعذر؟ وكذا الحال فيما أثر عن الخلفاء الراشدين من خطب وكلمات وسواهما.

ثالثا: انه قد يتوجه هذا السبب، لو كان جميع ما ضمه النهج بين دفتيه قد حفظه بأجمعه كل واحد من الاخباريين والرواة أو بعضهم، قبل أن يجمعه الشريف الرضي ويدونه في النهج، و هذا ما لم يدعه دعه أحد.

أما لو كان ما في النهج مبثوثا بين الحفاظ والرواة، بحيث كان كل واحد منهم يحفظ شيئا منه، كثر أم قل، أو يدون قسما منه، فلا يتعذر حفظه دون ريب.

وقد سبق لى ن ذكرنا أن عبد الحميد الكاتب كان يحفظ سبعين خطبة من خطب الامام، وابن نباتة يحفظ ماية فصل من مواعظه (علیه السلام).

وذكرنا فيما سبق أن المسعودي قال في مروج الذهب: أن الذي حفظه الناس من كلامه يزيد على أربعماية وثمانين خطبة وان اليعقوبي قال ان ما حفظه الناس ويتداولونه في خطبهم أربعماية خطبة من كلامه (علیه السلام).

ولا يعني المسعودي واليعقوبي أن هذا القدر كان يحفظه واحد من الناس فقط، بل يعنيان أن مجموع ما كان يحفظه الناس ومتفرقا لديهم من خطبه (علیه السلام)، هو هذا المقدار.

رابعا: ان هذا السبب لا يطرد بالنسبة الى الرسائل التي كان الامام يرسلها الى عماله وخصومه والى جماعة من أصحابه في مناسبات عديدة، لانها رسائل مكتوبة ومدونة، مما يسهل بقاؤها والاحتفاظ بها، و هو شطر كبير مما تضمنه النهج.

كما انه لا يطرد بالنسبة الى الخطب التي كان الامام علي

ص: 76

يكتبها ويأمر غير بالقائها على الناس، كما فعله في خطبة (الجهاد باب من أبواب الجنة ...) (1)، وكما فعله في خطبة (ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شر دين وفي شر داد ...) (2).

ولا يطرد أيضا في بعض الخطب التي كان يدونها ويكتبها بعض أصحابه، عندما كان يخطب بها (علیه السلام) على الناس، كما فعله الحارث الأعور الهمداني في كتابته لبعض خطبه (3).

خامسا: ان هناك مجاميع لقسم من خطبه، دونت قبل العصر العباسي، منها مجموعة أبي سليمان زيد بن وهب الجهني الكوفى المتوفى سنة 80 أو سنة 96 ه، فقد جمع فيها خطب الامام على الناس في الجمع والاعياد وغيرها (4).

الثاني: ان في النهج ما هو طويل جدا، ليس من السهل وعيه وحفظه، وتذكر ألفاظه بعد أجيال، كعهده للاشتر النخعي فانه بلغ مائتين وخمسين سطرا، وبعض خطبه بلغ مائتين وبعضها ينقص قليلا.

وانه لا حاجة الى مثل هذا العهد المفرط في الطول، ولم يكن الأشتر غريبا عن الامام، ولم يسبق أن كتب أحد من الخلفاء عهدا في مثل هذا الطول.

و هذا السبب ذكره الكيلاني في كتابه (أثر التشيع في الأدب العربي) ص 56 - 57.

والملاحظة الاولى عليه، أن مثل هذا العهد مهما بلغ من الطول كان من المكتوبات المدونات، ومن السهل - وهو مدون

ص: 77


1- انظر في سفينة البحار م 2 ص 466 و م 1 ص 396 رواية الأصبغ بن نباتة: والاخبار الطوال للدينوري ص 195، وشرح النهج م 1 ص 145 ناقلا مه عن كتاب الغارات للثقفي.
2- انظر الامامة والسياسة ج 1 ص 128 - 129، والمسترشد ص 76 - 77.
3- انظر توحيد الصدوق ص 21.
4- راجع فصل مجاميع وضعت قبل عصر الرضي.

مكتوب - وعيه وحفظه على طبقة من الناس.

واذا عرفنا أن جماعة كثيرة تحفظ القرآن الكريم اليوم وقبل اليوم عن ظهر قلب بأجمعه، وهو قرا، وهو قرابة خمسماية صحيفة، عرفنا ما في هذا السبب من ملاحظة، وبخاصة حين نعلم أن من بين حملة الآثار من كان يحفظ عدة آلاف من الأحاديث، ولاجل ذلك نعتوا بالحفاظ.

والملاحظة الثانية، أن هناك خطبا وعهودا طويلة، ومع ذلك حفظها الناس ووعاها المؤرخون، مثل خطبة (هرمزد) الملك الفارسي الذي كان قبل البعثة بحقبة طويلة، قد بلغت اثنين وستين سطرا، رواها الدينوري في الاخبار الطوال ص 77 - 78 وخطبة الحجاج على أهل العراق قد بلغت اثنين وأربعين سطرا وخطبة أبي حمزة الخارجي بلغت خمسين سطرا، وقد حفظ الناس ذلك ووعوه، و مجله المؤرخون، وكتاب طاهر بن الحسين الى ولده محمد قد بلغ ماية وتسعة وثلاثين سطرا، ذكره ابن خلدون في المقدمة، قد حفظه الناس ولم يضع.

والملاحظة الثالثة، أن الحاجة التي دعت الى كتابة مثل هذا العهد للاشتر حينما ولاه الامام (علیه السلام) مصر، هو ما تفرضه ظروف الامام، وليس لنا أن نقيس ظروفه على ظروفنا، أو أن ندرس طبيعة هذه الظروف من زاوية ظروفنا، للاختلاف بين طبيعتها ولان الدوافع لا يمكن تحديدها، وانما هي وليدة ظروف خاصة.

وكما كان الاشتر لصيقا بالامام وليس غريبا عنه، كذلك كان محمد بن طاهر لصيقا بأبيه طاهر وليس بغريب عنه، فكيف كتب له هذا الكتاب الطويل؟

على أن عهد الامام للاشتر حين ولاه مصر هو مجموعة من

قوانين وأحكام، سنها الامام لبيان علاقة الحاكم بالمحكوم،

المشتملة على علاقة الحاكم بالولاة، وبالقضاة، وبالقواد

ص: 78

و بالعمال وبالتجار والصناع، و بالجنود، و بالرعية بوجه عام.

ومن هنا اقتضى بيانها هذا الطول وهذا الاسهاب، وسيأتي في باب المصادر، أن هذا العهد قد رواه أكثر من واحد، منهم ابن شعبه فى تحف العقول، والقاضي النعمان في دعائم الاسلام، و غير هما ممن سبق عصر الشريف الرضي.

والملاحظة الرابعة: أن عدم سبق أحد من الخلفاء قبله الى كتابة مثل هذا العهد الطويل، ليس من النقد العلمي في شيء، اذ لا يصح لنا أن نقيس الرجال بمقياس واحد، فان مواهب الرجال وكفاءاتها مختلفة، فلقد كان للامام علي مميزات خاصة، لم تكن السواه، فكما كان يمتاز على بقية الصحابة بالعلم، والقضاء و الشجاعة، والايثار وغيرها، كذلك كان يمتاز عنهم بالفصاحة والبلاغة والبيان، وبطاقته العقلية التي لا تحد.

الثالث: اشتمال بعض ما في النهج على الاخبار عن أمور وقعت بعد عصر الامام، كاخباره بقيام الدولة الأموية وسقوطها، والقضاء عليها، وقيام الدولة العباسية، وظهور الفتن والثورات وترك الناس للدين وانغماسهم في الترف والشهوات، وكاخباره عن حركة الزنج وأفعالهم، والتتار وفظائعهم، وغير ذلك، وان هذا كله نوع من علم الغيب، ولم يكن الامام علام الغيوب.

وقد ذكر هذا السبب الاستاذ كيلاني في (أثر التشيع في الادب العربي) ص 57.

ويجاب عنه بما يلي:

أولا - أن الامام والأئمة من بنيه لا يعلمون الغيب، وهم أنفسهم لا يدعون ذلك، ولا يدعي له ذلك ولا لهم أحد من المسلمين، وبذلك صرح شيوخ الشيعة قال الشيخ المفيد في كتابه (أوائل المقالات):

«فأما اطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين

ص: 79

الفساد، لان الوصف بذلك انما يستحقه من علم الاشياء بنفسه لا بعلم مستفاد، وهذا لا يكون الا لله عز وجل، وعلى قولي هذا جماعة أهل الامامة الا من شذ عنهم من المفوضة وانتمى اليهم من الغلاة» (1).

والامام نفسه لا يدعي علم الغيب كما صرح هو (علیه السلام) بذلك للرجل الكلبي بقوله:

«يا أخا كلب ليس هو يعلم غيب، وانما هو تعلم من ذي علم».

وليس معنى أنه لا يعلم الغيب أنه لا يجوز عليه أن يخبر بحوادث مستقبلة وأمور تأتي، يأخذ علمها عن النبي عن جبرئيل عن الله تعالى.

ولا غرو أن يصدر عنه أمثال هذه الانباء دون غيره من الصحابة، بعد أن كان قد امتاز عنهم بأمور كثيرة لم تكن لهم، قد اختصه النبي الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم) بها دونهم، وكانت له معه خلوات و مناجاة لم تكن لغيره، ولم يحظ بها سواه.

على أن الامام قد نشأ في أحضان النبي يلقنه ويعلمه ويوجهه ويفضي اليه بأسراره منذ أن كان صغيرا، حين أخذه الرسول من أبيه أبي طالب عام المجاعة في قصة معروفة ذكرها المؤرخون.

والغيب - كما قلنا - لا يعلمه إلا الله، ولكنه تعالى يجوز له أن يطلع من يشاء من عباده عليه كما قال تعالى:

«عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول ...» (الجن: 12)ه.

ص: 80


1- انظر أوائل المقالات ص 77 طبعة تبريز سنة 1363 ه.

و الله سبحانه قد أطلع نبيه الكريم على أشياء عديدة من أمور الغيب، وأمثلة ذلك كثيرة جدا، منها:

ما روي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، (ان رسول الله قال: اذا بلغ بنو العاص أربعين رجلا، اتخذوا دين الله دخلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا.)

وسواه من الاحاديث بهذا المعنى (1).

وفي صحيح مسلم في كتاب الفتن واشراط الساعة، المتضمن لانباء الغيب، أبواب كثيرة، منها:

1 - باب اقتراب الفتن، وفتح ردم يأجوج ومأجوج ص 166 ج 8.

2 - باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت ص 166 ج 8.

3 - باب نزول الفتن كمواقع المطر ج 8 ص 168.

4 - باب اخبار النبي فيما يكون الى قيام الساعة ج 8 ص 172.

5 - باب الفتنة التي تموج كموج البحر ج 8 ص 173.

6 - باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ج 8 ص 174.

7 - باب في فتح القسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى بن مريم ج 8 ص 175.

8 - باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس ج 8 ص 176.

9 - باب اقبال الروم فى كثرة القتل عند خروج الدجال ج 8 ص 177، وفيه تفاصيل حرب الروم للمسلمين عدة مرات دون أن يكون لاحد منهم الغلبة، وفي الحملة الاخيرة تكون الغلبة للمسلمين.

10 - باب في الآيات التي تكون قبل الساعة ج 8 ص 178، وفيهون

ص: 81


1- انظر النزاع والتخاصم بين أمية و هاشم ص 51 - 52 فقد أورد المقريزي هنا عدة أحاديث بهذا المضمون

الاشارة الى الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج والى خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك خروج نار من اليمن تطرد الناس الى محشرهم.

11 - باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الابل ببصرى ج 8 ص 180.

وهناك أبواب كثيرة في أنباء المستقبل والغيب تقول: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ج 8 ص 183.

لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما، نعالهم الشعر. وورد في هذا الباب وصف هؤلاء بأنهم قوم، صغار الأعين، ذلف الأنوف، حمر الوجوه، وهم من الترك. انظر ج 8 ص 184.

وفي هذا الباب أيضا اشارة الى مقاتلة المسلمين لليهود. انظر ج 8 ص 188.

وهناك أبواب من الأحاديث، كلها في هذه المواضيع، تعرضت للدجال و ابن صيادو أوصافهما، ولو أردنا استقصاء ذلك لخرجنا عن الموضوع.

وأكثر ما ذكر ناه عن صحيح مسلم قد ذكره البخاري في صحيحه من غير فرق يذكر، وانظر كتاب الفتن من صحيحه ج 9 ص 39 - 47، وانظر باب قتال الترك ووصفه ج 4 ص 34.

ومن هنا يتبين أن ما جاء في نهج البلاغة من أنباء الغيب قد أخذ الامام علمها عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقد وعى تفاصيلها دون سواه، وليس هذا بعلم غيب وانما هو تعلم من ذي علم كما قال هو عليه السلام.

ص: 82

الرابع - ان كثيرا من خطب النهج قد اشتمل على علوم لم تعرف الا بعد زمن علي، على أيدي علماء الكلام، ولم يعرفها المجتمع الاسلامي فى عصر الامام علي، كدقائق علم التوحيد وأبحاث الرؤية، والعدل، وكلام الخالق، وتنزهه سبحانه عن مشابهته المخلوقات كما جاء في الخطبة التي يذكر فيها ابتداء خلق السماء والارض، وخلق آدم، التي أولها: (الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون).

ولو أخذنا بهذا السبب للزم علينا أن نتجاهل حقيقة أمور ثلاثة، لا يمكن تجاهلها أو اغفالها من حسابنا، وهي:

1) ان جذور علم الكلام الرئيسية قد ظهرت لدى المسلمين، منذ نزول القرآن الكريم حين يستدل على وجود الخالق بقوله سبحانه:

(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) (فصلت: 53).

وبقوله سبحانه:

(وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (الذاريات: 31)

وحين يستدل علي نفي الشريك بدليل التمانع في قوله تعالى:

(لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) (الانبياء: (22).

وفي قوله تعالى:

(وما كان معه من آله اذا لذهب كل اله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض) (المؤمنون: 91).

وحين ينفي الرؤية بقوله سبحانه:

(لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) (الانعام: 103)

وحين ينفي الظلم عنه عز وجل ويثبت له العدل بقوله:

ص: 83

(ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) (يونس: 44).

وحين ينفي الجسمية عنه سبحانه، وأنه ليس في جهة معينة بقوله:

(هو الاول والاخر والظاهر والباطن) (الحديد: 3).

وقوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا منادمتهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم) (المجادلة: 7).

وغير ذلك من الآيات التي عرضت للاصول الأولى لعلم الكلام و التي شرحت وفسرت و درست دراسة وافية فيما بعد.

وانك لا تجد رأيا لعلماء الفرق الاسلامية وأصحاب المذاهب الكلامية، كالجبرية، والقدرية، والمرجئة، والوعيدية، والصفاتية، والجهمية، والشيعة، والخوارج، انك لا تجد رأيا لهذه الفرق الا وله مستند من الكتاب العزيز (1).

2) ويلزم من الاخذ بهذا السبب تجاهل خصائص الامام ومواهبه التي تجاوز بها عصره، كما أشرنا اليه فيما سبق.

أضف الى ذلك أنه كان (علیه السلام) متفاعلا بالقرآن قد استحال في روحه، بحيث لا نجد له نظيرا بين الصحابة، كما تشير الى ذلك أقواله وأفعاله.

وقد أشار الى ذلك الحسن البصري حين سئل عن علي بقوله:

«كان والله منهما صائبا من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسولم.

ص: 84


1- انظر (حجج القرآن(لابي الفضائل أحمد بن محمد بن المظفر المختار الرازي الحنفي (ت عام 630 ه) طبع مصر سنة 1330 ه وقد اشتمل على جميع الآيات التي استند اليها ارباب المقالات الاسلامية لآرائهم.

الله، لم يكن بالنؤمة عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله فأحل حلاله، وحرم حرامه، حتى أورده ذلك رياضا مونقة وحدائق مغدقة ...» (1).

وقد قرر هذه الحقيقة الخليل بن أحمد العروضي الشهير حين سأله أبو زيد النحوي فقال له:

لم هجر الناس عليا، وقر باه من رسول الله قرباه، وموضعه من المسلمين موضعه، وعناؤه في الاسلام عناؤه؟

فقال: بهر والله نوره أنوارهم، وغليهم على صفو كل منهل، والناس الى اشكالهم أميل، أما سمعت الأول حيث يقول:

وكل شكل لشكله ألف *** أما ترى الفيل يألف الفيلا (2).

وقد كانت الفترة التي عاشها بعد وفاة الرسول الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم) الى أن بويع بالخلافة، قد واتته فيها الفرصة لبيان كل ما أثر عنه من معاني التوحيد وما الى ذلك من القضايا الاسلامية الدينة التي عرفت بعد ذلك يعلم الكلام، حين عكف في هذه الفترة - و هو لا يشغله شيء فيها - على مدارسة القرآن واستيحاء معانيه.

3) ويلزم منه أيضا تجاهل طبيعة عصر الامام الذي كان عصر انبعاث اسلامي، و بداية يقظة اسلامية، فقد بدأت في هذه الفترة وقبل ذلك في عهد الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) أيضا تستيقظ روح التساؤل والبحث في نفوس المسلمين، وما الآيات (ويسألونكن.

ص: 85


1- أخذنا هذه الكلمة من مجموع روايتي الجاحظ في البيان والتبيين ج 2 ص 88 وابن عبد البر في الاستيعاب التي أوردها المعلق في الهامش من البيان والتبيين في الصحيفة المذكورة.
2- انظر الامالي للصدوق في المجلس الاربعين.

عن الروح قل الروح من أمر ربي) (ويسألونك عن الأهلة) الا دلالة على بداية بروز هذه الروح في عصر الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم).

وكتب الحديث مشتملة على الشيء الكثير من قضايا القضاء

والقدر، والخير والشر، وقضية الخالق وقدرته وسواها مما يؤيد ذلك.

على أن الامام قد سكن العراق وبخاصة الكوفة، و هو يوم ذاك مهبط الافكار الفارسية والسريانية والكلدانية، وبخاصة البصرة التي كانت موئل الديصانية، والافكار الهندية، والمذاهب النسطورية التي عاشت فيها بتأثير مدرسة جنديسابور.

كان ذلك مما حدا بالامام - تلبية لحاجة هذا العصر - أن ينحو هذا النحو في بيان اصول التوحيد وما اليها، تقريرا للعقائد الاسلامية، وتركيزا لدعائمها.

و بعد هذا كله نعرف ان علم التوحيد وما اليه كان موجودا في عصر الامام بشكل ما، قبل أن يخلق عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وغيرهما من زعماء الكلام.

والاحاديث المتناولة لهذه المواضيع كثيرة عن علي (علیه السلام). وفي أصول الكافي للكليني وتوحيد الصدوق شيء من ذلك.

و بعد هذا كله أيضا فليس هناك ما يمنع أن يكون الامام (علیه السلام) هو الذي فتق علم التوحيد وما اليه، وعالج قضاياه بتطوير وشرح، وعرض لأصوله الرئيسية، كما كان - تماما - هو الواضع لاصول علم النحو وسواه من العلوم الاسلامية.

الخامس - أن هذه الخطب المنقولة في نهج البلاغة، لو كانت كلها صادرة عن علي ومن كلماته، لكانت موجودة قبل هذا المصنف، منقولة عن علي بالاسانيد.

(1)

ص: 86


1- نقل هذا محمد كرد علي في الاسلام والحضارة العربية ج 2 ص 61 عن كتاب منهاج السنة لابن تيمية.

وهذا السبب من أسخف الوجوه، ويدل على الجهل أو التجاهل لحقيقة تلك المؤلفات التي وضعت قبل عصر الرضي وقبل أن يولد أيضا.

وقد عرضنا فيما سبق في فصل خاص، لعدة مجاميع لخطب الامام، عاش مؤلفوها قبل الشريف الرضي، كما أوردنا أسماء المؤلفات التي اشتملت على عدد كبير من خطب الامام ورسائله كتبت قبل عصر الرضي، وأكثرها يروي عن الامام خطبه وكلامه بالأسانيد، وهي التي أمكننا الرجوع اليها في تحقيق مصادر كلامه (علیه السلام)، وقد ذكرنا أكثرها في الفهرست كما أشرنا إلى قسم منها في اثناء الكتاب.

ثم ان ربط اعتبار كون هذه الخطب صادرة عن الامام بأن تكون منقولة بالاسانيد لا قيمة له من الوجهة العلمية، لان ثبوت صدور شيء من الخطب أو الكلام عن شخص ما ما، قد يكون بالرواية المسندة، وقد يكون باشتهاد صدورها عنه، أو تواترها.

السادس - ان بعض ما في النهج، فيه من سجع منمق، وصناعة لفظية، لا تعرف لذلك العصر، كقوله: أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي اليه تصير.

وان هذا اللون من الصناعة اللفظية، انما برز في العصر العباسي، عندما تفاعل المجتمع الاسلامي بغيره من الشعوب التي اعتنقت الاسلام (1).

وهذا السبب يطرح من حسابه - كما ترى - وجود السجع والتنميق اللفظي في عصر علي (علیه السلام)، وقبله، ويتجاهل الفرق الواضح بين التنميق اللفظي الذي كان في عصر الامام وقبله وبين الصناعة اللفظية التي كانت في العصور العباسية الاخيرة.

ص: 87


1- انظر هذا السبب في فجر الاسلام ص 148 - 149، طبعة ثامنة.

فقد كان السجع وما اليه في عصر الخلفاء الراشدين خاليا من التكلف، جاريا على مقتضى الطبع، تابعا للمعنى، لا نبو فيه ولا تصنع. أما ما كان في العصور الاخيرة، فقد كان مقصودا أولا و بالذات، ممجوجا لا يقبله الطبع ولا يهضمه السمع، يتحكم في المعنى ويعتصره اعتصارا.

وحسبنا دلالة على وجود السجع قبل عصر علي، خطبة قس بن ساعدة الأيادي الجاهلي التي يقول فيها:

أيها الناس: اجتمعوا فاسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. في هذه آیات محکمات مطر و نبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، و نجوم تمور، وبحور لا تغور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، وليل داج، وسماء ذات أبراج ...» (1).

وانك لتجد في القرآن العزيز شيئا كثيرا من هذا اللون مثل قوله تعالى في سورة الطارق:

«انه على رجعه لقادر، يوم تبلى السرائر، فما له من قوة ولا ناصر، والسماء ذات الرجع، والارض ذات الصدع، انه لقول فصل، وما هو بالهزل، انهم يكيدون كيدا، وأكيد كيدا، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا».

وهكذا سور كثيرة اشتملت على هذا النوع من السجع وغيره من أقسام البديع، غير المتكلف، الذي يجري مع الطباع ولا تعافها الاسماع.

ومثل هذا قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في الخيل: (بطونها كنز وظهورها حرز)، (خير المال مهرة مأمورة، وسكة مأبورة».

وقول أبي بكر من خطبة:7.

ص: 88


1- انظر البيان والتبيين ج 1 ص 247.

« ... يعفو بها الأثر، ويموت لها البشر ... والزموا الطاعة ولا تفارقوا الجماعة، وليكن الابرام بعد التشاور، والصفقة بعد طول التناظر ... ان الله سيفتح عليكم أقصاها، كما فتح عليكم أدناها ...» (1).

وتجد في كلام الصحابة والصدر الاول من المسلمين الشيء الكثير من هذا الباب.

ويكفي دلالة على ذلك أن علماء البيان والبديع والصناعة اللفظية يستشهدون في مؤلفاتهم الموضوعة في ذلك، بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية على ما وضعوه من الأبواب البيانية مما يدل دلالة واضحة على أن القرآن الكريم هو المصدر الرئيسي للصناعة اللفظية، ومنه أخذ البيانيون والبديعيون قواعدهم وعليه وضعوا أصولهم.

وقد عقد ضياء الدين ابن الاثير في كتابه (المثل السائر) فصلا خاصا في السجع، وأنكر على من ذم السجع وقال:

«و لا أرى لذلك وجها، سوى عجز، سوى عجزهم عن يأتوا به، والا فلو كان مذموما لما ورد في القرآن الكريم، فإنه أتى منه بالكثير، حتى انه ليؤتى بالسورة جميعا مسجوعة، كسورة الرحمن وسورة القمر وغيرهما، وبالجملة فلم تخل منه سورة من السور».

ثم استشهد على ذلك بفصول كثيرة مسجوعة، من القرآن الكريم، وكلمات الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم).

ثم أجاب عما استدل به من ذم السجع بقول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لبعضهم وقد كلمه بكلام مسجوع قال له (صلی الله علیه و آله و سلم):

(أسجعا كسجع الكهان).

أجاب ابن الاثير عن هذا بأنه (صلی الله علیه و آله و سلم) لم ينكر عليه السجع على4.

ص: 89


1- المصدر ج 2 ص 34.

اطلاقه، ولم ينه عن السيع نفسه، وانما كان انكاره للكلام المسجع المشتمل على حكم كحكم الكهان، أو لانه سجع ناب على الطبع والسمع (1).

و بعد هذا فأي غرابة في أن يترسم الامام (علیه السلام) طريقة القرآن، واسلوبه وفنونه؟ وهو الذي عاش فى ظله، وتفاعل بروحه.

السابع: إن نهج البلاغة قد احتوت بعض خطبه ورسائله على التعريض بالصحابة والنيل منهم والطعن عليهم كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ومعاوية وعمر بن العاص وعائشة، ولا سيما الخطبة الشقشقية وان مثل هذا لا يصدر عن الامام.

وقد ذكر هذا غير واحد ممن شك في نهج البلاغة، كالذهبي و ابن تيمية، وصرح الاخير بقوله:

«ان أكثر الخطب التي ينقلها صاحب نهج البلاغة كذب على علي (رض)، وعلى أجل وأعلا قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام» (2).

ويعني ابن تيمية بقوله: (ان الامام أجل الخ ...) تلك الخطب و الرسائل المشتملة على التعريض ببعض الصحابة والقدح فيهم - على ما يبدو - .

ربما كان هذا هو السبب الرئيسي لمنكري صلة الامام بنهج البلاغة، أو الشاكين فيها.

ويبدو أن حظ هذا السبب حظ ما سبق من الاسباب، فهو ممدود بذهنية معينة، ليس لها ما يثبتها، بل ان النصوص والوقائع التاريخية على العكس تنفيها وترفضها.

ص: 90


1- انظر المثل السائر ج 1 ص 271 - 279.
2- انظر الاسلام والحضارة العربية ج 2 ص 61 هامش.

و هذه الذهنية قائمة على تنزيه الصحابة أجمعين من كل نزاع و اختلاف فيما بينهم، وانهم عاشوا جميعا كأصحاب الجنة على سرر متقابلين، فلا أطماع تنحرف بهم، ولا نزاع بينهم في شؤون الدنيا ولا سخط ولا جدال، ولا يميل بهم شيء من شهوات الحياة.

وهي بالتالي قائمة على عصمة كل من رأى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) مدة كثرت أم قلت من الاهواء والمطامع. وأدى هذا الرأي الى نتيجة، هي وجوب عدم التعرض للصحابة، ولكل ما جرى بينهم، و السكوت على أعمالهم وعدم الحكم عليهم بشيء.

ويبدو أن روح المرجئة كانت وراء هذا الرأي، تمده وتوجهه، وتلتقي معه في النتيجة.

وقد علمنا ان فكرة الارجاء قائمة على عدم الحكم على الأحزاب الاسلامية المتخاصمة بتفسيق أو تكفير، فليس لأي انسان أن يقضي على انسان بالخطأ أو بالصواب، وانما هو لله وحده يوم القيامة، يوم يضع الموازين والحساب.

وقد نشأت فكرة الارجاء في العصر الاموي، وشجعها الحاكمون الأمويون آنذاك، ليصرفوا الناس عن نقدهم ومعارضتهم، وليمضوا في تصرفاتهم وأعمالهم الاجرامية حسبما يشتهون، دون نقد أو اعتراض أو انكار.

ومن هذه الفكرة تكونت فكرة تنزيه الصحابة أجمعين عن كل ما يشينهم، وعن الخوض فيما وقع بينهم. وبالتالي عصمتهم عن

كل خطأ.

وأنه ان صدر منهم ما ظاهره الخطأ فلا بد من تأويله، أو القول بأنهم مأجورون مثابون على اخطائهم، لأنهم جميعا مجتهدون، والمجتهد ان اصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، مثلا: معاوية وعمرو بن العاص، واضرابهما كل

ص: 91

هؤلاء مأجورون على اراقة الدماء البريئة ونهب أموال المسلمين وعلى فظائعهم التي ارتكبوها، أجرين إن أصابوا، وأجرا واحدا فقط ان كانوا مخطئين.

ويظهر ان فكرة تنزيه الصحابة نشطت في أوائل القرن الرابع الهجري، حين تبنى هذه الفكرة أبو الحسن الاشعري المتوفي عام 329 ه ثم تبعه امام الحرمين أبو المعالي الجويني المتوفى عام 478 ه، ودعم هذا الرأي بأحاديث رويت عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مثل: (اياكم وما شجر بين أصحابي)، (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).

وأيد ذلك بقوله:

أولئك (يعني الصحابة) قوم كانوا أمراء هذه الأمة وقادتها، ونحن اليوم في طبقة سافلة جدا عنهم، فكيف يحسن بنا التعرض لذكرهم؟ أليس يقبح من الرعية أن تخوض في دقائق الملك وأحواله وشؤونه التي تجري بينه و بين أهله و بني عمه و نسائه وسراديه؟ (1).

ولكن المنطق العلمي يرفض الاعتماد على اطلاق مثل تلك

الاحاديث، ويجعلها مقيدة بما اذا لم يرتكبوا معصية و بهذا أيضا يقيد اطلاق قوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة).

وما علينا لندرك ضعف هذه الفكرة الا أن نرجع الى الحوادث الكثيرة التي حفظها لنا التاريخ، والتي وقعت بين الصحابة أنفسهم، واشتملت على التفسيق واللعن، والطعن (2) وفى بعضها شهر السلاح والتهديد بالحرب، والاجلاء عن المدينةة.

ص: 92


1- انظر شرح النهج م 4 ص 454.
2- انظر المصدر السابق ص 454 - 462 تجد في هذه الصفحات الشيء الكثير مما يدل على بطلان أصل هذه الفكرة.

کما حديث ذلك يوم السقيفة، حين اشتداد النزاع بين الخزرج والقرشيين.

والاخذ بهذه الذهنية يناقضها قول الله تعالى: (أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)، والبخاري يروي في صحيحه: ان الصحابة قد تشاتموا مرة أمام النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وتضار بوا بالنعال (1).

و هذه الفكرة تتجاهل حقيقة كل ما حدث بين الصحابة من احداث واختلاف، مثل اختلافهم بحضرة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) - وهو في مرض موته - حين أراد أن يأتو. بدواة وقرطاس، ليكتب لأمته كتابا لن يضلوا من بعده أبدا، ولينص على خليفته بعده، اختلف هؤلاء الصحابة فيما بينهم، وقال بعض منهم: حسبنا كتاب الله، وقال بعضهم ان النبي ليهجر، وقيل أن هذا القائل هو عمر بن الخطاب.

وتتجاهل مشكلة ابي ذر وعثمان، وما حدث عنها من تنازع و اختلاف، وان الصحابة في تلك الايام كانوا يسلكون طريقين لا يلتقيان، طريق أبي ذر الذي أراد أن يصادر أموال الاغنياء، وطريق عثمان الذي أراد أن يبقي عليها وينميها، ويحفظ مصالح أولئك المترفين. وتتناسى واقع ما حدث أيام الجمل وصفين من استحلال الدماء.

كل ذلك يسلمنا - حتما - الى القول بأن هذا السبب الذي يتذرع به منكرو النهج أو المشككون فيه لا قيمة له من الوجهة العلمية والمنطقية.

ولو درسنا التاريخ بهذه الروح، ومن تلك الزاوية لضاعت، العبرة، ولاختفت الحقيقة، ولكنا حين ندرس التاريخ تركض - لاهثين - خلف السراب الخادع، ولفقدنا أهم عنصر رئيسي للباحث المفكر.6.

ص: 93


1- انظر الفصول المهمة ص 146.

ومن هذه الفكرة تبرز نقطة الضعف في دراساتنا التاريخية والعلمية والادبية، ذلك حين يخضع جميع ما لدينا من معرفة و تاريخ وفكر لهذه الذهنية، التي تحولت الى عقيدة راسخة، تتحكم بكل النصوص والاثار التي جاءت على خلافها.

أما اذا رجعنا الى انفسنا - كباحثين وكمفكرين - نطرح جميع هذه الهالات التي احطنا بها هؤلاء الصحابة، وعلى مستوى البحث العلمي، ولاحظنا الغبن السياسي والاجتماعي اللذين لحقا بالامام علي منذ ان توفي الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) الى يوم وفاته، وعرفنا مدى ما كان يلاقيه من خصومه.

اذا لاحظنا ذلك وأخذنا باعتبار نا جميع الخصائص البشرية للصحابة فسيتبدل المقياس وتنعكس النتيجة، ولا نستغرب حينذاك صدور مثل هذه التعريضات من الامام بخصومه، المعبرة عن المرارة والحرمان اللذين يشعر بهما، ويشكو الحيف والغبن اللذين أصاباه طيلة تلك الحقبة، ويبدي تظلمه وشعوره بالالم والمرارة.

وأكثر هذه التعريضات انما جاءت في خطبته المسماة بالشقشقية، التي يعرض فيها لابي بكر وعمر وعثمان، وليس فيها شيء غير عادي بالاضافة الى حقيقة الوضع السياسي الذي كان بينه و بين هؤلاء، من عنت وصرف عن حقه.

وكان تعريضه بعثمان قاسيا، و بشيء من الانتقاص، وهو انعكاس لما جره عثمان بسوء تصرفه واطلاق أيدي أقاربه يعبثون بمقدرات المسلمين، ويستغلون قربهم من الخليفة وأدى ذلك الى الفتن المريرة في الاسلام، وبالنهاية الى حصار عثمان في داره من قبل الثائرين وقتله.

وقد عرض لعثمان في مواضع منها قوله في الخطبة الشقشقية:

«م قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام

ص: 94

معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع».

وأما تناوله لعائشة وطلحة والزبير ومعاوية، وعمرو بن العاص فى مراسلاته وخطبة السياسة بالنقد والطعن، فقد كان نتيجة المواقف العدائية التي وقفها هؤلاء منه، والخروج عليه واعلان الحرب ضده، وذلك شيء طبيعي، تقضي به ضرورة الوضع السياسي الذي كان بينه وبينهم، والتدبير العسكري والتعبئة النفسية ضدهم.

الثامن - وان عهد الامام للاشتر المذكور في نهج البلاغة يبعد عن التصديق به مطولا مسهبا على هذه الصورة التي نراه فيها الان، وان أهل ذلك العصر كان يعوزهم القرطاس، حتى انهم كانوا يكتبون على الجلود والعظام.

(1)

وفي الاخذ بهذا السبب تجاهل لحقيقة الحضارة في العراق الذي كان منذ عصور التاريخ السحيقة مطمح الغزاة والفاتحين.

وان عاصمة الاكاسرة كانت في العراق، هي المدائن، التي لا تبعد عن بغداد سوى بضعة أميال، والتي افتتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قبل عهد الامام، وقبل أن يتخذ الكوفة عاصمة له ببضع عشرة سنة، وقد ذهب حكم الاكاسرة، من العراق، وبقي تراثهم وحضارتهم واثارهم.

و هو كذلك تجاهل لطبيعة (الكوفة) آنذاك، فقد أخذت تنمو فيها التجارة، وتجلب اليها البضائع - ككل عاصمة - و تنشط فيها الحركة التجارية، وتردها منتوجات البلاد المجاورة وبخاصة عن طريق البصرة، التي كانت ميناء العراق الوحيد على الخليج العربي، من فارس والهند والصين.

ومن هنا قال ابن أبي الحديد:

ص: 95


1- ذكر هذا السبب الدكتور يعقوب صروف في المقتطف م 42 عدد آذار لسنة 1913 ص 1348.

«وكانت الكوفة يومئذ (أي في عهد الامام) تجبي لها ثمرات كل شيء، وتأتي اليها هدايا الملوك من الآفاق» (1).

وبعد هذا فهل يعجز الامام و هو خليفة يحكم على جميع البلاد الاسلامية آنذاك، كالعراق، ما عدا بلاد الشام التي تمرد بها معاوية بن أبي سفيان. أقول: هل يعجز خليفة يحكم على هذه المناطق الشاسعة عن استيراد ما يحتاج من القرطاس، وبخاصة من مصر التي كانت تحت حكمه، ومركزا رئيسيا لصناعة القرطاس في ذلك الحين.

هذا بصرف النظر عما كانت تهديه اليه زعماء المناطق الأخرى - تماما - كحال الرؤساء والملوك اليوم.

على انه من الثابت ان صناعة الورق قديمة، وقبل الاسلام (1). وهذا السبب قد يتوجه، لو كان الامام علي بصفته فردا عاديا، محدود الامكانات لا بصفته رئيس المسلمين وخليفتهم، له امكانات خليفة، وقدرة ملك.

واعواز القرطاس انما كان في بدء الاسلام، وفي عهد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) بالذات، حين كان الاسلام محصورا في مكة والمدينة وما اليهما من الجزيرة العربية، وقبل ان يتغلغل الى البلاد الأخرى المجاورة، العريقة بالحضارة والوراثات.

أما فى العصر الذي كتب فيه الامام العهد للاشتر النخعي فكان الامر على العكس قد انتشر الاسلام وضرب بجرانه و تجاوز الى بلاد أخرى، ذات تاريخ حضاري وصناعي، مما هو معروف آنذاك كبلاد الاكاسرة والقياصرة والفراعنة وسواها، وقد5.

ص: 96


1- وجاءت الاشارة الى ذلك في كتاب موجز تاريخ الحضارة م 1 ص 355. 1383 ه - 1964 م، دمشق «ومنذ مطلع القرون الميلادية استعمل الصينيون الورق المصنوع من الاقمشة البالية وحل الحبر محل الدهان كوسيلة للكتابة بين سنتي 220 - 265.

تطورت الحياة، وتبدلت الاوضاع، وأخذت حضارة الشعوب التي لفها الاسلام الى لوائه تدخل على المسلمين في تطور مستمر و آنذاك لم يكن القرطاس ولا سواه مما يعوز المسلمين.

على ان الجلود التي كان يكتب عليها، انما كانت تستعمل في ذلك الحين بعد صقلها ودلكها للكتابة، وهذه الجلود المعدة لهذه الغاية كانت موفورة، وتفي بالحاجة في ذلك الوقت دون ريب.

وسيأتي ان هذا العهد قد رواه الاصبغ بن نباتة الذي هو من خاصة الامام، كذلك رواه ابن شعبة الذي كان موجودا قبل ان يخلق الشريف الرضي جامع النهج. وكذا رواه ابو حنيفة النعمان قاضي الفاطميين في كتابه (دعائم الاسلام).

التاسع - ان في النهج معاني دقيقة منمقة على اسلوب لم يعرف الا في العصر العباسي، كما ترى في وصف الطاووس ومتى رأى الامام الطاووس؟ حتى يصفه هذا الوصف الدقيق ويصف مسافدته لانثاه، ويقول: (أحيلك من ذلك على معاينة) وان هذا الطائر ليس له وجود في بلاد العرب.

و الجواب عن ذلك ان الامام قد أوتي من الحس الادبي ومن الطاقة الفكرية ما لم يؤت غيره من الصحابة أجمعين، وقد سبق عصره بقرون - كما ذكرنا ذلك فيما مضى.

ولا غرابة بعد هذا ان يستخلص العبرة من خلق الطاووس ويبرز أدق ما فيه من المعاني ليستدل بها على حكمة الخالق الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

وأما عن السؤال متى شاهد الامام الطواويس ومسافدتها لانثاها حتى يصفها هذا الوصف الدقيق، ويحيل من ذلك على المعاينة كما يقول، فالجواب يظهر مما ذكرناه في الملاحظات على السبب الثامن.

على ان الشارح ابن أبي الحديد قد كفانا مؤونة جواب هذا

ص: 97

السؤال بقوله:

«لم يشاهد أمير المؤمنين (علیه السلام) الطواويس بالمدينة، بل بالكوفة، وكانت تجبى اليها ثمرات كل شيء، وتأتي اليها هدايا الملوك من الآفاق» (1).

على انه من الجائز أن يكون الامام قد رأى الطواويس في البصرة التي هي مركز التجارة، وهمزة الوصل بين بلاد العرب وفارس والهند، كما انه من الجائز أن يكون شاهد ذلك فى المدائن التي كانت عاصمة الاكاسرة فيما مضى، ولم تزل حتى عصر الامام عامرة، وفيها بقايا الفرس الذين خضعوا للحكم الاسلامي، وأسلم الكثير منهم.

العاشر - ان بعض ما جاء في نهج البلاغة، يعزيه بعض العلماء الذين عاشوا قبل عصر الشريف الرضي الى غير الامام، كخطبته التي أولها:

(أيها الناس اننا قد اصبحنا في زمن عنود، ودهر كنود). فانها نسبت الى معاوية، كما صرح بذلك الجاحظ في البيان والتبيين.

و كخطبته التي أولها:

(ان الدنا حلوة خضرة ...)

فقد نسبها الجاحظ في البيان والتبيين الى قطرى بن الفجاءة الخارجي.

وهكذا خطب وحكم وأمثال أخرى.

والجواب، أولا: انه لو ثبت ان بعض ما في النهج لغير الامام فلا يستلزم ان يكون جميع ما فيه كذلك.

ثانيا: انه لو روى بعض ما في النهج لغير الامام على خلاف رواية النهج لكان هناك روايتان، والواجب الاخذ بأرجح

ص: 98


1- شرح النهج م 2 ص 484.

الروايتين، ولا يجوز اذ ذاك اطراح رواية النهج رأسا بسبب وجود رواية أخرى على خلافها كما يقتضيه المنطق العلمي. وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق.

والترجيح حينذاك يكون لاقوى الروايتين سندا وأصحها اعتبارا، وبخاصة اذا اقترنت أحداهما باعتبارات خارجية، كما فعله الجاحظ في الخطبة الأولى التي رواها وذكر ان الناس عزوها الى معاوية، ثم أكد انها لعلي، لانها الى روح علي أقرب وعن معاوية أ بعد، وانه لم يؤثر عن معاوية انه كان يسلك في كلامه مسالك العباد ولا طريقة الزهاد.

ومعرفتنا عن الرضي وعن تثبته ووثاقته تقضي برجحان روايته على سواه، وبخاصة اذا تأيدت برواية اخرى من المحدثين، كما هو الشأن في بعض الخطب الآنفة الذكر.

الحادي عشر - في النهج من الالفاظ المولدة ما لم يعرف الا فى العصر العباسي، وعلى السن الكلاميين، وليس لها أصل فى اللغة العربية، كالازل والازلية، والكيف والكيفية وغيرها من الكلمات الجارية لدى المتكلمين.

ومن هنا جاء في (أساس البلاغة) للزمخشري، وفي (شفاء الغليل) ان الازل والازلية كله خطأ لا أصل له في كلام العرب، ولا يصح في اشتقاق، ولم يسمع، وقد أولع به أهل الكلام.

وقد ذكر هذا السبب غير واحد من النقاد، و هو لديهم من أقوى أسباب الشك.

ونحن ازاء هذا السبب لا بد لنا من الاشارة الى ما ذكرناه سابقا، وهو انه لو صح هذا أن يكون سببا كافيا، لكان موجبا للشك او الانكار في موضعه فقط دون سواه الذي خلا منه.

ويلاحظ على هذا السبب أن اللغويين قالوا في ارجاع هذه الكلمة (الأزل والأزلي) الى الاصل الذي أخذت منه واشتقت

ص: 99

عنه:

«الأزل بالتحريك القدم، وأزلي، وأصله (يزلي) منسوب الى (لم يزل) ثم أبدلت الياء ألفا للخفة، كما قالوا في الرمح المنسوب الى ذي يزن (أزني)، وسنة أزول كعبود شديدة» (1).

وان هاتين اللفظتين (الازل والازلية) قد وردتا في خطبة للنبي (صلی الله علیه و آله و سلم) رواها الصدوق في كتابه التوحيد ص 31 - 32 بسند معتبر عن أبي عبد الله (الصادق) (علیه السلام) قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في بعض خطبه:

«الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا، وقى أزليته متعظما بالالهية ... وهو الكينون أزلا، والديموم أبدا ...»

على ان هناك كلمات اسلامية لم يعرفها العرب في جاهليتهم ولم ترد في اشعارهم أو في كلماتهم، من ذلك:

المنافق و هو من دخل في الاسلام بلسانه دون قلبه، وقيل هو مأخوذ من نافقاء اليربوع، وهو حجرته، وقيل انه مأخوذ من النفق وهو السرب (2).

والفاسق وهو من خرج عن الطاعة ولم تعرفه العرب في جاهليتهم وليس له أثر في كلامهم، ولم يعرفوا في الفسق الا قولهم فسقت الرطبة اذا خرجت من قشرها (3).

و الكفر ولم يعرف العرب منه الا الغطاء والستر.

والضراج ولم يعرف تفسيره الا من الحديث قال:

هو بيت في السماء بازاء الكعبة (4)، وقيل انه مأخوذ من المضارحة وهي المقابلة (5)).

ص: 100


1- انظر القاموس ج 3 ص 328، مطبعة السعادة، مصر سنة 1913. و ابن فارس في المجمل - دائرة المعارف م 3 ص 450.
2- انظر المزهر ج 1 ص 172 و ص 176، ومجمع البحري باب (نفق).
3- المزهر ج 1 ص 172.
4- المصدر ص 176.
5- مجمع البحري مادة (ضرح).

و هذه الكلمات عربية - دون شك - وقد ورد بعضها في القرآن الكريم، وبعضها في الحديث الشريف، ولها - كما ترى - منشأ انتزاع يصح معه الاخذ والاشتقاق ولو كان من لوازم المعنى.

وعليه فلا مانع من أن يكون (الأزل) مأخوذا من (لم يزل) كما نص على ذلك في القاموس والصحاح والمجمل ومجمع البحرين وغيرها. وخاصة بعد ان وردت في كلام النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وكلام الامام كما سبق.

و كذا الحال في كل ما كان من هذا القبيل، كالكيفية وهي حالة الشيء وصفته كما في المصباح للفيومي (1). والسببية المأخوذة من السبب، وهو في الاصل الحبل الذي يتعلق به كما في قوله تعالى: (فيمده بسبب إلى السماء)، وقوله تعالى: (وتقطعت بهم الاسباب) و هو كناية عما يتوصل به الى شيء، وكذا المعلول والعلية المأخوذان من العلة وهي في الاصل المرض الذي يكون مؤثرا في الضعف، واستعملت بمعنى المؤثر فى الشيء في وجوده أو في انحاء وجوده (2).

فاذن جميع ذلك يصح استعماله، وله أصل اشتقاق وقد ورد في كلام النبي والامام وكلام بنيه من بعده، ولا مجال بعد هذا للقول بأن هاتين الكلمتين من المصنوع المولد حين شيوع علم الكلام ومصطلحاته، وان ذلك كان بعد عصر الامام بزمن.

لان ورود مثل هذا في كلام الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) والامام حجة على صحة استعمالها، ودليل - كذلك - على وجوده قبل العصر الكلامي - تماما كما لو وردت بعض الكلمات في شعر الجاهليين كالشنفرى أو الحارث بن حلزة اليشكري أو امرىء القيس، فانه يكونه.

ص: 101


1- انظر مدارك النهج ص 213.
2- ورد في القاموس في باب (هل) ان علته سببه.

- دون ريب - حجة يعتمد عليها ويؤخذ بها.

ولا يكون عدم شيوع بعض التعابير أو عدم استعمالها في كلام الجاهليين سببا لعدم الاحتجاج بها بعد ان وردت هذه التعابير في كلام فصيح، ككلام النبي أو الامام يحتج به، وبخاصة ان امثال هذه الكلمات انما تكون في وسط له حظ من حركة علمية أو فكرية أو تألهية، والعرب في جاهليتهم - على ما يبدو - لم تتوافر لديهم هذه الحركة، ولم يكونوا على حظ كبير منها، لذلك اختفت امثال هذه التعابير من آثارهم النثرية والشعرية. على ان عدم وجود هذه الكلمات في آثار العرب الجاهليين لا يدل بصورة قاطعة على عدم عربيتها، لان آثار الجاهليين ليست جميعها فى متناولنا، لضياع الكثير منها فيما ضاع من الاثار الكثيرة، ولم يحفظه الرواة، وما حفظوه عنهم لم يكن كل آثار هم.

وكما سبق الامام (علیه السلام) الى تعابير جديدة لم يعرفها العرب من قبل مثل قوله (أرعدوا وأبرقوا) ومثل (فما عدا مما بدا). فليكن أمثال التعابير بالأزل والأزلية وسواها مما سبق اليه أيضا بعد ان وردت به الرواية الصحيحة عنه.

وكما سبق الامام أيضا - بما وهبه الله من خصائص - الى وضع اصول النحو، ووضع اصول التوحيد - كما هو مستفيض عنه لدى المؤرخين - فلتكن تلك المعاني الفكرية والعلمية والكلمات المعبرة عنها التي لم يعرفها العرب في جاهليتهم مما سبق اليه أيضا.

ومن جهة ثانية فان الحركة الكلامية والفكرية وان كانت قد انتشرت بصورة جلية في أواخر الدولة الأموية، الا ان بدء هذه الحركة لا يزال غامضا، وتشير الدلائل الى ان بدء هذه الحركة

ص: 102

قد يمتد - على ما يبدو - الى عصر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وبصورة أوضح: إلى عهد الامام (علیه السلام) فمنذ بزوغ الاسلام و نزول القرآن بدأت تستيقظ التساؤلات في نفوس العرب وغيرهم، ونعرف ذلك من التساؤلات التي ذكرها القرآن الكريم، فقد أخذ المسلمون و غيرهم يسألون عن الروح وعن الاهلة، وعن الساعة ومتى تكون، وعن كيفية احياء الموتى يوم القيامة وعن الحشر وسوى ذلك، وما هذا الا صدى لابتداء هذه الحركة، قد برزت بصورة تساؤلات.

بل ان القرآن نفسه قد اشتمل على طائفة كبيرة من الآيات سيقت لاثبات أو وجود الخالق ولاثبات الوحدانية ونفي تعدد الالهة باسلوب منطقي (1).

وكانت هذه الآيات التي سيقت هذا المساق كافية وحدها لوضع الجذور الاولى لاصول علم التوحيد ومثيرة للانتباه وموقظة في نفوس المسلمين غريزة التساؤل والبحث مما أدى ذلك الى نشوء علم الكلام (الفلسفة الاسلامية) وتقرير اصوله.

أما في عهد الامام (علیه السلام) فقد أخذت معالم البحث الكلامي تبرز بشكل أوضح، وتتسع الى جوانب أخرى من العقيدة الاسلامية لم یکن ذلك من قبل فقد كثر التساؤل عن وحدانية الله، وعن القضاء والقدر، وعن قدرة الله وهل يستطيع أن يدخل الله الدنيا في بيضة من غير أن يصغر الدنيا أو يكبر البيضة، وعن مكان الله قبل ان يخلق الكائنات، وعن الدليل على وجود الله وكيف يرزق الله الخلق على تعددهم، وكيف يميتهم وسوى ذلك مما تجده في كتب التاريخ والادب والعقيدة.

على انه كان هناك بين العرب وفي أوائل ظهور الاسلام أطباء3.

ص: 103


1- أشرنا في بعض هذه الآيات فيما سبق، وعرضنا لذلك في كلمة نشرت في مجلة المعارف اللبنانية بعنوان مع (المفهوم العقائدي لدى العرب) سنة ثالثة عدد 10 تشرين اول سنة 1963.

عرب قد تعرفوا بحكم دراستهم للطب على الفلسفة في مدارس (جنديسابور) والاسكندرية، منهم: الحارث بن كلدة الثقفي وابنه النصر بن الحارث الذي قتله الامام علي بأمر الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) و ابن أبي ورقة التميمي الجراج، وابن أثال (1) اذ كان من الطبيعي أن يتعرفوا على الفلسفة ويدرسوها كما درسوا الطب يوم كانت دراسة الطب لا تنفصل عن دراسة الفلسفة، وكان من الطبيعي أن يحملوا الى قومهم مفاه وتعابير ومصطلحات فلسفية جديدة.

بل ان بعض هؤلاء الاطباء وهو عبد الملك بن ابجر الكتاني كان مقيما بالاسكندرية وتولى التدري فيها (2).

واننا من جهة أخرى نعلم ان الجزيرة العربية كانت تضم الكثير من أصحاب الديانتين اليهودية والنصرانية بما فيهما من أفكار وثقافة، وبالتالي من تعابير فكرية وثقافية، وبخاصة بين المتألهين من العرب من أمثال أمية بن أبي الصلت وورقة بن نوفل وغيرهما.

وكانت الجزيرة العربية تحتضنها من الشرق والغرب الامبراطوريتان البيزنطية والفارسية ومن الطبيعي بحكم التجاوز والعلاقة السياسية والاقتصادية والتجارية، ان تمتص الجزيرة منهما الكثير من أفكار وعادات، وحتى الكثير من تعابير ومن هنا وجدنا طائفة كبيرة من كلمات فارسية ورومية وحبشية وغيرها في لغتنا العربية قد وردت في القرآن الكريم وفي آثار الجاهليين في أشعار هم وكلماتهم، قد أشار اليها ونبه عليها اللغويون، وتجد الشيء الكثير منها قد ذكره السيوطي في كتابه3.

ص: 104


1- انظر تراجم هؤلاء في عيون الانباء ج 2 ص 13 وص 19 و ص 23 وص 34 وانظر أخبار الحكماء ص 11 - 12 في ترجمة الحارث بن كلدة. 2 - انظر عيون الانباء ج 2 ص 23.

(المزهر).

والى جانب هذا كانت العراق آنذاك مهبط التيارات الفكرية من يونانية وحرانية وفارسية وهندية سمينة، و هذه التيارات تحمل في هبوبها عادة أشياء كثيرة حتى التعابير والمصطلحات ولو الى حد ما.

وقد علمنا ايضا ان الاسلام قد احتضن الكثيرين من الشعوب الأخرى غير العربية، ذات الحضارات والوارثات التاريخية العريقة بالثقافة والمعرفة، ومن الطبيعي ان تحدث تفاعلات فكرية وثقافية بين تلك الشعوب التي انحزمت في المجتمع الاسلامي آنذاك.

و من ثم وجدنا روح الجدل والمناظرة، وروح التساؤل وحب الاطلاع على المجهول قد برز على المسلمين، وذلك - دون شك - ممدود بالروح الفكرية والعلمية، التي أخذت تهتز وتتحرك نتيجة للتفاعلات بين أفكار تلك الشعوب، وتتلاقح بالاخذ والعطاء.

ووجدنا الكثير من هذه التساؤلات قد شملت جوانب عديدة من الفكر والحياة، كما اتصلت بمواضيع دينية وعقائدية.

وهي تدلنا بصورة جلية على أن بدء الروح الكلامية يمتد الى

عصر علي، بل الى ما قبله ويؤكد ذلك ما يلي:

1 - قام اعرابي الى الامام (علیه السلام) يوم الجمل فقال: يا أمير المؤمنين أتقول ان الله واحد؟ فحمل عليه الناس فقال (علیه السلام): دعوه، فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم. ثم أخذ يشرح له معنى واحد وانه على اربع معان (1).

2 - قيل قيل لامير المؤمنين (علیه السلام) هل يقدر ربك ان يدخل الدنيا7.

ص: 105


1- تجد هذا الحديث في توحيد الصدوق ص 66 - 67.

في بيضة من غير ان يصغر الدنيا أو يكبر البيضة؟ قال ان الله تبارك وتعالى لا ينسب الى العجز، والذي سألتني لا يكون (1).

3 - جاءه أحد الاحبار فقال له يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ومتى لم يكن حتى يقال متى كان؟

كان دبي قبل القبل بلا قبل، ويكون بعد البعد بلا بعد ولا غاية و لا منتهى (2).

4 - جاء اليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، اني شككت في كتاب الله، فقال وكيف شككت؟ قال لاني وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضا، فكيف لا أشك فيه. ثم ذكر هذا الرجل شطرا من الآيات التي يبدو بظاهرها ان فيها تعارضا وتناقضا، مثل قوله تعالى: (فاليوم ننساهم) وقوله تعالى (وما كان ربك نسيا) و هكذا، والحديث طويل (3). وفيه أجاب الامام عن كل ذلك.

5 - وسئل (علیه السلام) بم عرفت ربك؟ فقال: بما عرفني نفسه، قيل: وكيف عرفك نفسه؟ فقال: لا يشبه صورة ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه، امام كل شيء ولا يقال له امام، داخل فى الاشياء لا كشيء من شيء داخل، وخارج من الاشياء لا كشيء من شيء خارج (4).

6 - قيل له (علیه السلام) بماذا عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم و نقض الهم، لما هممت فحيل بين همي وعزمت فخالف القضاء عزمي، علمت ان المدير غيري (5).

7 - سأله ذعلب فقال له: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟8.

ص: 106


1- المصدر ص 119.
2- المصدر ص 165.
3- المصدر ص 259 - 277.
4- المصدر ص 296.
5- المصدر ص 298.

قال: ويلك يا ذعلب، لم أكن بالذي اعبد ربا لم أره، قال: فكيف رأيته؟ صفه لنا، قال: لم تره العيون بمشاهدة الابصار

ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان. والحديث طويل (1).

8 - جاءه الجاثليق حين قدم المدينة بعد وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فسأله عن مسائل عديدة، فقال له: أخبرني عن الرب أين هو؟ وأين كان؟ فقال له علي (علیه السلام): لا يوصف الرب جل جلاله بمكان، هو كما كان، وكان كما هو، لم يكن في مكان، ولم يزل من مكان الى مكان، ولا أحاط به مکان، بل كان ولم يزل بلا حد ولا كيف. والحديث طويل وفيه عدة مسائل (2).

9 - مر (علیه السلام) بقول يخوضون في القدر، فقال لمتكلمهم: أبالله تستطيع أم مع الله أم من دون الله؟ فلم يدر ما يرد عليه فقال (علیه السلام) انك ان زعمت انك بالله فليس لك من الامر شيء وإن زعمت انك مع الله تستطيع فقد زعمت انك شريك معه في ملكه، وان زعمت انك من دون الله تستطيع فقد ادعيت الربوبية من دون الله عز وجل ... (3)

10 - وأجاب (علیه السلام) من سأله عن القدر بقوله: بحر عميق فلا تلجه، وطريق مظلم فلا تسلكه، وسر الله فلا تكلفه (4).

11 - وقال (علیه السلام) لمن مسأله: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماء والأرض، فقال أين توجب المكان، وكان الله عز وجل ولا مكان (5).

ومن أجل ذلك كله كان من المعقول ان تمر الحركة الكلامية بمراحل قبل ظهور واصل بن عطاء (80 - 131 ه)، وان يكون 9.

ص: 107


1- المصدر ص 320 و ص 324 - 325.
2- المصدر ص 331 - 332.
3- المصدر ص 363 - 364.
4- المصدر ص 374 و تجد شطرا منه في العقد الفريد م 1 ص 205.
5- انظر العقد الفريد م 1 ص 166 والكامل للمبرد ج 1 ص 59.

واصل هذا قد تلقى ذلك ممن سبقه، وقام هو بدور الشارح المفسر، اذ ليس لدينا دليل مقبول على ان بدء التفكير الكلامي كان في هذا الدور وفي عهد واصل بالذات.

بل ان الدلائل المتقدمة وسواها تشير الى العكس، وتثبت ان نشوء الحركة الكلامية بدأ في صورة واضحة في عهد علي (علیه السلام) ونتج عنه الحاجة الى وضع مصطلحات وتعابير جديدة. ويؤيد ذلك ان علم التوحيد (الكلام) يرجع فيه المعتزلة الى علي بن أبي طالب (علیه السلام)، ويعتبرون انفسهم تلاميذ الامام في ذلك. وكذا الحال في الاشاعرة فانهم يعودون فى النهاية الى الامام (علیه السلام).

قال ابن أبي الحديد:

«قان المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل وارباب النظر، تهم تعلم الناس هذا الفن، تلامذته وأصحابه، تلامذته وأصحابه، لان كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ ابي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وأبوها ثم تلميذ أبيه، وأبوه تلميذه (علیه السلام).

وأما الاشعرية فانهم ينتمون الى أبي الحسن علي بن ابي الحسن علي بن أبي بشر الاشعري، وهو تلميذ أبي علي الجبائي، أحد مشايخ المعتزلة» (1).

الثاني عشر - ان في النهج خطبا كثيرة من شأنها لو صحت تأیید وجهة النظر الشيعية حول حق علي بالخلافة، وان مثل هذا gh يقبله العقل، ومن ذلك قوله.

(2)

«ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة، فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته. انك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى،

ص: 108


1- انظر شرح النهج م 1 ص 6.
2- انظر أثر التشيع في الادب العربي ص 65.

الا انك لست بنبي، ولكنك وزير، وانك لعلى خير».

وقوله:

«ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، وان رأسه لعلى صدري. ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله صلى الله عليه و آله، والملائكة أعواني، فضجت الدار والافنية، ملا يهبط، وملا يعرج، وما فارقت سمعي هيئمة منهم يصلون عليه، حتى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحق به مني حيا وميتام.

ويشتد الاستاذ محمد سيد كيلاني الذي يستند إلى هذا السبب، فيقول:

«ومعنى هذا ان عليا كان يسمع الوحي كما يسمعه الرسول ويراه كما يراه الرسول، لكنه ليس بنبي وانما هو وزير» (1).

ويقول: «ولا أدري ما وظيفة الوزير هنا وما عمله؟ (2).

ويقول: «فالملائكة هنا قد نزلوا من السماء أفواجا، يساعدون الامام عليا في مهمته، وهي غسل رسول الله، ولا جدال في أن عليا أعقل بكثير من أن يرسل مثل هذا القول (3).

والملاحظة على هذا السبب:

أولا: اننا لو جعلنا آراءنا وعقيدتنا هي المنظار الاساسي لكل ما نريد من دراسة، ونظرنا الى كل ما لدينا من آثار من وجهة نظرنا المذهبي، ومن زاوية عقيدتنا، بحيث نأخذ بالقبول كل ما يوافقنا عقيدة ورأيا، ونطرح كل ما يخالفنا كذلك لحكمنا على عقولنا بالشلل وبالموت، ولتوقف التطور الفكري والحضاري، ولما ساغ لاحد ان يحكم على آراء سواه المخالفة لآرائه بالسفة والضلال.6.

ص: 109


1- المصدر نفسه.
2- المصدر نفسه.
3- المصدر ص 66.

و هذه الذهنية سابقة خطيرة، تبدد كل الجهود العلمية عبر التاريخ الانساني الطويل.

ثانيا: انه ليس في الكلمة التي أوردها الاستاذ كيلاني ما يدل على انه يرى الوحي ويسمع الوحي، وهي قوله:

«ولقد سمعت ...»

وانما ذكر الامام انه كان يسمع رنة الشيطان. نعم هناك فقرات قبل هذه الكلمة التي نقلها الكيلاني من الخطبة المسماة بالقاصعة، لم يستشهد بها وهي قوله (علیه السلام):

«أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة»، وهل ما يمنع ان يرى علي ربيب رسول الله آثار النبوة ويشم ريحها.

فاذن قوله تسمع ما أسمع وترى ما أرى، معناه انك تسمع رنة الشيطان، وترى نور النبوة والرسالة.

ثالثا: ان ما يكبر على الاستاذ الكيلاني ان يكون لعلي قد روى البخاري ومسلم أمثاله لعمر بن الخطاب عن الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم): «وقد كان يكون في الامم قبلكم محدثون فان يكن في أمتي منهم أحد، فان عمر بن الخطاب منهم» (1).

رابعا: أما قوله (صلی الله علیه و آله و سلم) «ولكنك وزير» فهو نفس الموازرة في حديث رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم الدار المشهور الذي رواه الطبري و غيره حين جمع النبي عشيرته الأقربين، وقال لهم:

«يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم ان شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله ان ادعوكم اليه، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على ان يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجمب.

ص: 110


1- انظر صحيح مسلم ج 7 ص 115 وانظر صحيح البخاري ج 5 ص 11 فقد روی نظيره في فضائل عمر بن الخطاب.

القوم عنها جميعا، فقال له علي، وكان أحدثهم سنا، وأدمعهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا (1) أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه، فأعاد رسول الله القول فأمسكوا، وأعاد علي ما قاله، فأخذ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) برقبة علي، ثم قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب قد أمرك أن تسمع

وتطيع» (2).

و هو كذلك نفس المقصود بالوزير في قوله تعالى: (واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، أشدد به ازري، وأشركه في أمري).

وذلك بملاحظة الحديث المجمع على روايته - كما يقول ابن أبي الحديد - بين سائر فرق الاسلام، وهو قوله (صلی الله علیه و آله و سلم) لعلي يوم غزوة تبوك، عندما استخلفه على المدينة «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي» (3).

وهو يثبت لعلي - بدليل الاستثناء - كل ما كان لهارون بالنسبة الى موسى عليهما السلام عليهما السلام، ما عدا النبوة، ومنها كونه وزیرا یشد ازره.

خامسا: ومعنى وظيفة الوزير هنا وعمله، قد اتضح مما سبق و هو شد أزره، ومناصرته في دعوته وبذل النصح له. وهذام.

ص: 111


1- يقال أحمش الساقين أي دقيقهما، انظر مجمع البحرين مادة حمش.
2- انظر شرح النهج م 3 ص 55 نقله عن تاريخ الطبري وزاد في رواية كنز العمال ج 6 ص 397 قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): (ووزيري) أنظر الشيعة والتشيع ص 14 والمراجعات ص 118 وما بعدها المراجعة 20.
3- انظر شرح النهج م 3 ص 255. وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه ج 5 ص 4 ورواه مسلم في الصحيح ج 7 ص 120 - 121 بأربعة طرق، ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 168 وقال: أخرجه كل من أحمد والبزار من حديث أبي سعيد الخدري، وأخرجه الطبراني من حديث اسماء بنت قيس وأم سلمة، وحبش وابن عمر وابن عباس وجابر بن شمر والبراء ابن عازب وزيد بن ارقم.

كله قد قام به علي وأدى دوره في الدفاع عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) والقيام بمناصرته على أكمل وجه. والملاحظة الاخيرة، على هذا السبب، هو هل ان نزول الملائكة لتشهد تغسيل النبي وتجهيزه من المستحيلات - بعد أن كان يلتقي مع الملائكة في حياته ويتلقى الوحي بواسطتهم، وبعد أن أمده الله يجند منهم في بدر، كما نص عليه القرآن الكريم.

الثالث عشر - انه يوجد في خطب كثيرة من النهج روح غريب عن الاسلام، وضار بالمجتمع الاسلامي والحضارة الاسلامية ويتناقض مع أحكام الدين واصوله.

و ترى فيها دعوة الى الرهبنة وترك ما أحل الله من الطيبات في هذه الحياة الدنيا.

ومثال ذلك قوله يخاطب نوفا البكالي:

طوبي للزاهدين فى الدنيا والراغبين في الآخرة. أولئك قوم اتخذوا الارض بساطا، وماءها طيبا، والكتاب شعارا والدعاء وثارا وقرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح بن مريم - فان الله عز وجل أوحى الى عبده المسيح بن مريم: ان مر بني اسرائيل الا يدخلوا بيتا من بيوتي الا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة، وأيد نقية، فاني لا استجيب لاحد منهم دعوة، لاحد من خلقي قبله مظلمة، يا نوف لا تكونن شاعرا ولا عشارا (1) ولا شرطيا ولا عريفا (2) ولا صاحب كوبة (3) ولا صاحب عرطبة) (4).

و قد تذرع بهذا السبب الكيلاني في كتابه (أثر التشيع في الادب العربي) ص 60 وتساءل قائلا:

«كيف ينهي الناس عن أن يكونوا شعراء، و هو نفسه كان

ص: 112


1- هو الذي يجمع العشور.
2- هو منصب دون الرئيس.
3- الطبل.
4- العود وهو من آلات الطرب.

شاعرا وكيف ينهي الناس عن أن يكونوا شعراء والاسلام أباح لهم ذلك، والنبي كان ممن يطربون للشعر ويحرضون على قوله.

وكيف ينهي الناس س عن أن يكونوا عشارين أو من رجال الشرطة ومن يجمع أموال الدولة، ومن يسهر على حفظ الامن و النظام فيها؟

وما شأن المسلمين بمنهاج المسيح؟ ولهم من سنة رسولهم خير مرشد و أفضل دليل.

و يبدو ان من يعتمد هذا السبب للشك في نهج البلاغة أو انكاره يتكلف ما لا يحسن، ويجعل ما يتخيل حقيقة، امعانا منه في التعصب والتحامل.

والملاحظات على كل ما جاء به هو:

أولا: انه قد جاء في القرآن الكريم في وصف المتقين وفي حديث الرسول الكريم ما لا ينقص بروحه تماما عما جاء في مخاطبة الامام لنوف، مثال ذلك قوله تعالى:

«تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون» (السجدة 16).

وقوله تعالى:

«امن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رجمة ربه» (الزمر اية 9)

وقوله تعالى:

«ان المتقين في جنات وعيون، آخذين ما أتهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالاسحار هم يستغفرون» (الذاریات آية 15 و 16 و 17 و 18).

ومثال ذلك من حديث الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم):

«من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها، لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه سالما إلى

ص: 113

دار القرار» (1).

وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم):

«من رغب في الدنيا فطال فيها أمله، أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ومن زهد فيها فقصر فيها أمله أعطاه الله علما بغير تعلم، وهدى بغير هداية» (2).

وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم) من خطبة:

أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي يشيع من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون، نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، كأننا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغلته آخرته عن دنياه، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» (3).

وقول (صلی الله علیه و آله و سلم) من حديث مشهور:

«من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام وعني نفسه باصيام والقيام ...» (4).

وبعد هذا فهل في كلام الامام السابق ما هو غريب عن روح القرآن وحديث الرسول الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ اليس كلامه (علیه السلام) يعكس معاني القرآن والحديث في الزهد الاسلامي القائم على العمل في كل ما يقرب من الله تعالى ومن رضوانه، ويبعد من سخطه وعصيانه، وعلى التحذير من الدنيا والاستسلام لشهواتها وملذاتها والانسياق خلف المطامع والاهواء.

أليس قوله (علیه السلام): طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة هو بروحه نفس قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): طوبى لمن شغلته آخرته عن0.

ص: 114


1- انظر تحف العقول ص 58.
2- المصدر ص 90.
3- أنظر أعلام النبوة للماوردي ص 167 - 168.
4- انظر كتاب الاربعين للبهائي ص 10.

دنياه، ونفس، ونفس قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع، وقوله تعالى: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالاسحار هم يستغفرون).

و بطبيعة الحال لم يكن هذا الطراز من المتقين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لاجل الليالي الحمراء وفي البارات والمراقص والمنكرات والموبقات، انما كان ذلك منهم، خوفا من عذاب الله وشوقا الى ثواب الله، ليدركوه بالاجتهاد بالعبادة وتلاوة الكتاب والاستغفار والتضرع اليه تعالى بالبكاء والدعاء، دون اهمال منهم لواجبات الحياة والجسد.

وما ادرى كيف تكون هذه الروح - كما يقول الكيلاني - ضارة بالمجتمع الاسلامي والحضارة الاسلامية؟ وكيف يتناقض مع أحكام الدين الحنيف وأصوله؟

ويبدو أنه ينظر من زاوية مجتمعاتنا التي نعيشها اليوم التي لم يبق فيها من الاسلام الا اسمه، ومن القرآن الا رسمه وقد كفيء فيها الاسلام على وجهه وأصبح بينها وبين الاسلام فجوة واسعة قد ابتعدت عن تعاليم الاسلام وعن روح القرآن، وعن سبيل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) وأصحابه الميامين.

ثانيا: ونهى الإمام لنوف عن أن يكون شاعرا ينسجم مع روح قوله تعالى: «والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون». وينسجم مع وضع الاكثرية الساحقة من الشعراء الذين اتخذوا الشعر وسيلة لثلب الاعراض والطعن بالانساب والاحساب، والهجاء واثارة النعرات القبلية والاحن الجاهلية، مما امتلأت به دواوين الشعراء الجاهليين والاسلاميين.

اولئك الشعراء الذين كانوا يمدحون ويطرون الجائر الظالم، والخسيس الوضيع، ويثلبون ويهجون بغير حق الشريف

ص: 115

الكريم، والمؤمن الصالح، وما أكثر ذلك في أشعارهم. والمستثنون في الآية الكريمة (الا الذين آمنوا وعمل الصالحات) ليسوا الا النفر القليل، ممن لم يقدح ولم يمدح بغير حق.

لذلك كان نهي الامام لصديقه نوف عن ان يكون شاعرا نهيا تنزيهيا لئلا يقع فيما حرم الله، من هجاء اعراض الناس ومن اثارة النعرات الجاهلية وسوى ذلك.

ولم يكن الامام (علیه السلام) شاعرا، وانما كان ينظم بعض الشعر في بعض الاحيان ولم يصح عنه منه الا القليل. واكثر ما في الديوان المنسوب اليه منحول، والكثير منه لشعراء نظموا حكمه وأمثاله، فنسب اليه، على اساس ان الفكرة له.

ثالثا: ونهيه لنوف عن أن يكون عشارا هو - دون شك - نهي، تنزيهي لان هذه الوظيفة وكل وظيفة تتصل بالمال بجمعه وقبضه و بالاشراف عليه، مظنة لتورط صاحبها في السرقة والرشوة وقلما يسلم من يقوم بمثل هذا العمل من احتجان الاموال و اختلاسها.

وقد رأينا الكثير ممن تولوا شيئا من هذه الاعمال المالية في الدولة، قد أثروا في مدة يسيرة، ثراء لا يمكنه منه راتبه الشهري.

والامام (علیه السلام) لا يريد بنهيه هذا لنوف ان يلغي الوظيفة التي يقوم بها العشار والجابي، وانما يريد لنوف ان يسمو بنفسه عما هو مظنة للتهمة والاختلاس، وان يكون فوق الشبهات.

رابعا: ومثل نهيه لنوف عن ان يكون عشارا نهيه له عن ان يكون شرطيا. هذه الوظيفة التي لا يسلم صاحبها من ظلم الناس قولا وعملا في اكثر الاحيان الا من عصمه الله تعالى.

و نظرة واحدة نلقيها على من يتولى هذه الوظيفة تكفي لاثبات ذلك.

ص: 116

و نهي الامام لنوف عن ان يكون عشارا او شرطيا ينسجم مع طبيعة هاتين الوظيفتين، اللتين لا يسلم صاحبهما من السرقة والاختلاس، وظلم الناس على الاكثر. ولا يريد الامام الغاء ذلك، كي يقال: من يجمع اموال الدولة؟ ومن يسهر على حفظ الامن والنظام فيها؟

(الرابع عشر) ان في النهج خطبا فيها ذكر الوصي والوصاية، مع أن عليا لم يقل هذا قط، ولم تظهر خرافة الوصي الا بعد مقتله، ومثال ذلك قوله وقد عنى أهل البيت:

« ... لهم حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة».

وقوله: «وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون اثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي»

ذكر هذا السبب الكيلاني في (أثر التشيع في الأدب العربي) ص 66، وقال: فهل كانت في عصره تلك الفرق التي يشير اليها أم أنها ظهرت بعده بزمن غير قصير؟

والملاحظة عليه: أن الفرق التي أشار الامام اليها هي تلك الفرق الناشئة في عهده، كالخوارج، والعثمانيين، واتباع معاوية، والزبيريين، والحياديين من أمثال سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة الأنصارى و غيرهم.

وأما جزمه بأن عليا لم يقل ذلك قط فهو ممدود بذهنية موروثة، ولو أخذنا بهذه الروح لوقفت حركة الفكر كة الفكر، ولما تقدم الى الامام خطوة واحدة.

وقد أشرنا فيما مضى الى الحديث المشهور الذي ينص على أن عليا هو وصي رسول الله، والذي قال فيه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم الدار:

«هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا». وهناك أحاديث كثيرة مماثلة لا مجال لذكرها في هذا الموضوع.

ص: 117

وقد ردد الشعراء قديما وحديثا من شيعة وسنة وصف الامام بالوصي، الأمر الذي يدل على اشتهاره به.

وتجد طائفة كبيرة من هذا الشعر فى كتاب الكامل للمبرد، والفصول المختارة للمفيد، وشرح النهج لابن أبي الحديد وكتاب صفين لنصر بن مزاحم، والجمل للمفيد، وغيرها من ذلك قول علي نفسه يوم صفين:

یا عجبا لقد سمعت منكرا *** كذبا على الله يشيب الشعرا

یسترق السمع ويعشي البصرا *** ما كان يرضى أحمد لو خبرا

أن يقرنوا وصيه و والأبتر *** شأني الرسول واللعين الأبترا (1)

وقول جرير بن عبدالله البجلي:

وصي رسول الله من دون أهله *** ووراثه بعد العموم الأكابر (2)

وقول حجر بن عدي الكندي:

فانه كان لنا وليا *** ثم ارتضاه بعده وصيا (3)

وقول عبد الرحمن بن ذويب الاسلمي:

يقودهم الوصي اليك حتى *** يردك عن غواتك وارتياب (4)

وقول المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب:

فيكم وصي رسول الله قائدكم *** وأهله وكتاب الله قد نشرا (5)ر.

ص: 118


1- انظر كتاب صفين لابن مزاحم ص 25.
2- المصدر ص 73.
3- المصدر ص 204.
4- انظر كتاب صفين ص 385 من طبعة مصر.

ولا نريد الاسهاب في ذكر ذلك كله لانه يخرجنا عن الموضوع.

الخامس عشر - وانك تجد خطبا في نهج البلاغة طال في صدرها حمد الله، وان هذه عادة لم تعرف الا في العصر العباسي في خطب الجمع والاعياد، التي تلقى في المساجد، ولم تظهر قط في أيام علي. ومثال ذلك قوله: «الحمد لله كلما وقب ليل وغسق، والحمد لله كلما لاح نجم وخفق، والحمد لله غير مفقود الانعام، ولا مكافىء الافضال». وغير هذا كثير.

وقد ذكر هذا السبب الكيلاني أيضا في كتابه (أثر التشيع في الادب العربي).

ويبدو أن المتذرع بهذا السبب كان متخرصا أكثر منه باحثا، لم يملك الدراسة الكافية للحديث وآثار الصحابة.

وقد وجدنا هذه الطريقة - اطالة الحمد وتكراره - في كلام الرسول الكريم (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقد روى البخاري في صحيحة باسناده أن الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) كان يقول: «اللهم لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد نور السموات والارض، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الصدق، ولقاؤك حق ...» (1)

وقد تكرر الحمد أكثر من مرة في كلمات أخرى له (صلی الله علیه و آله و سلم) (2).

و تجد الحمد قد تكرر في خطبة لابي بكر، فقد بدأها بقوله: «الحمد لله أحمده وأستعينه، واستغفره ... له الملك وله الحمد ...» (3).

ص: 119


1- انظر صحيح البخاري ج 2 ص 43.
2- انظر الترغيب والترهيب للمنذري ج 4 ص 248 وص 250 مطبعة السعادة - القاهرة سنة 1961 م.
3- انظر العقد الفريد م 2 ص 131.

أليس هذا يدل على أن هذا النحو من التحميد في صدر الخطب وتكراره والاسهاب فيه، كان في عصر علي (علیه السلام) وقبله؟

وقد كان تصدير الخطب بالحمد سنة متبعة لدى الصحابة و التابعين، ومن هنا قال الجاحظ:

«ان خطباء السلف الطيب، وأهل البيان من التابعين باحسان، ما زالوا يسمون الخطبة التي لم يبتدىء صاحبها بالتحميد، ويستفتح كلامه بالتمجيد (البتراء)، ويسمون التي لم توشح بالقرآن وتزين بالصلاة على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) (الشوهاء)» (1).

ومن هنا سميت خطبة زياد بن أبيه التي خلت من تصديرها بالتحميد بالبتراء، التي أولها:

«ان الجهالة الجهلاء ...» (2).

ويقول ابن قتيبة:

«تتبعت خطب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فوجدت أوائل أكثرها الحمد لله نحمده ونستعينه، ووجدت كل خطبة، مفتاحها الحمد، الاخطبة العيد، فان مفتاحها، التكبير.» (3).

على ان الخطبة التي طال الحمد في صدرها - كما يقول

الكيلاني - هي قوله (علیه السلام): (الحمد لله كلما وقب ليل وغسق الخ ...) قد رواها نصر بن مزاحم المنقري في (كتاب صفين) ص 70 و ص 72، وهو من أقدم مؤرخي العرب الذين وصلتنا آثارهم.

وقال ابن أبي الحديد: ان هذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير (4).7.

ص: 120


1- انظر البيان والتبيين ج 2 ص 5.
2- المصدر ج 2 ص 24.
3- انظر عيون الاخبار لابن قتيبة ج 5 ص 231.
4- انظر شرح النهج م 1 ص 287.

وتصدير الخطب بل الكتب أحيانا بحمد الله والاطالة فيه لدى الاسلاميين منذ عهد الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى عهد الناس هذا، انما هو انسجام مع أسلوب قرآني، حين تصدرت بعض سور القرآن بالحمد، كسورة الفاتحة والكهف وغيرهما، وتردد في آیات كثيرة، و هو انسجام - كذلك - مع كثير من كلام النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) الذي طال فيه الحمد، ومع أقواله التي تحث على حمد الله.

السادس عشر - ان في النهج خطبا فيها وصف للحياة الاجتماعية، مما لم يعرف الا في عصور متأخرة، ففيها طعن على الولاة والحكام، والأمراء والوزراء، والقضاة والعلماء، وعلى السلوك والاخلاق، وعلى الذمم والضمائر.

ومثال ذلك خطبته (علیه السلام) التي يقول فيها:

«ان أبغض الخلائق الى الله رجلان: رجل وكله الله الى نفسه، فهو جائر عن قصد السبيل ...»

ومثال ذلك أيضا كلامه (علیه السلام) يصف فيه حالة الفوضى التي كان عليها القضاء، وهو قوله:

«ترد على أحدهم القضية في حكم من الاحكام، فيحكم فيها

برأيه، ثم ترد تلك القضية نفسها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقضاهم، فيصوب آراءهم جميعا، والههم واحد ...»

يثير الكيلاني هذه الملاحظة فى كتابه (أثر التشيع في الادب العربي) ص 63 - 65، ويشتد في نقده هنا فيقول:

ان حالة الفوضى التي كان عليها القضاء لم تكن الا في العصر العباسي.

وانك اذا علمت أن القضاة في أيام علي كانوا من الصحابة، ولم يكن هناك أئمة يجتمعون اليهم الا أبو بكر وعمر وعثمان، ولم يكن هناك أجن يرتوون منه، بل لم يكن لديهم سوى القرآن

ص: 121

ولم يظهر هذا الاختلاف العظيم الذي نرى صورته في هذه الخطب قطعت بأنها من وضع قوم عاشوا بعد علي بزمن طويل.

وملاحظتنا على هذا السبب ما يلي:

أولا: ان ما ورد في النهج، قد ورد في نقل موثوق وليس له معارض من نقل آخر. وعليه يكون ما جاء في النهج وثيقة تاريخية، تثبت حالة الفوضى الاجتماعية، والاختلاف في الفتوى وأحكام القضاة، ورجوعهم الى من عينهم.

وقد يكون الرأي القائل بالتصويب قد أخذ عن أولئك الائمة الذين عناهم الامام علي (علیه السلام).

وخلاصته: أن أحكام الله تعالى ليس لها وافع ثابت، بحيث قد يصيبها المجتهد وقد يخطئها بل هي تابعة لرأيه واجتهاده واقعا، فلو اختلف مجتهدان أو أكثر في حكم واقعة، كانت آراؤهم جميعا مصيبة، وهي حكم الله في تلك الواقعة.

ثانيا: ان عدم عثورنا فى التاريخ على نماذج من هذه الاختلافات والرجوع فيها الى الامام، لا يدل على عدم وقوعه بين القضاة. لان التاريخ لم يسجل كل شيء وبخاصة ما كان قبل عصر التدوين.

ثالثا: أن عمل المسلمين بالكتاب والسنة في ذلك العصر، لا يدل - من قريب أو بعيد - على أنهم لم يختلفوا في الاحكام الشرعية.

و نحن نعلم أن المسلمين اليوم وقبل اليوم بجميع فرقها يرجعون اليهما في استنباط الاحكام، ومع ذلك فالاختلاف بينهم في ذلك قد امتلأت به كتب الفقه، وهو مما لا يحصى.

ومن الثابت أن عمر بن الخطاب قد رجع عن عدد من آرائه وفتاويه الى رأي الامام علي (علیه السلام)، حتى اشتهر عنه قوله: (لولا علي لهلك عمر عمر).

ص: 122

رابعا - ان الخطبة التي أولها: «ان أبغض الخلائق الى الله رجلان ...» قد رواها جماعة عاشوا قبل عصر الرضي، كابن قتيبة، واليعقوبي، والطبري الامامي، والكليني وغيرهم على ما يأتي.

خامسا - انه يحتمل أن يكون قوله: (ترد على أحدهم القضية الخ ...) من جملة ما أثر عنه في الملاحم، ووصفا لما سيكون عليه القضاة في المستقبل. والرضي قد روى هذا الكلام منقطعا دون أن يذكر مقدمته. ومع هذا الاحتمال لا يصح الاعتماد عليه في المقام، اذ لا صراحة فيه بأنه وصف لحال القضاة في عصره.

السابع عشر - ان هناك اختلافا كبيرا في أساليب ما نسب الى الامام علي (علیه السلام)، مما يحمل على الجزم بأن جل ما في النهج ليس له.

فمرة نجد في النهج كلاما مرسلا على سجيته دون تكلف أو تصنع، مثل خطيته التي يقول فيها:

«أنبئت بسرا قد اطلع اليمن الخ ...»

ومرة أخرى تجد فيه نوعا أخر من الخطب، تظهر فيه آثار الصنعة والتكلف من حرص على السجع، أو ورود عدة جمل، تدور كلها على معنى واحد، مما لم يعرف في عصر علي، وانما عرف في عصور متأخرة جدا، ومثال ذلك خطبته التي يقول فيها:

«الحمد لله المعروف من غير رؤية، والخالق من غير روية، الذي لم يزل دائما قائما، اذ لا سماء ذات أبراج، ولا حجب ذات ارتاج، ولا ليل داج، ولا بحر ساج الخ ...»

وكما في قوله:

«أرسله لانفاذ أمره، وانهاء عذره، وتقديم نذر واحصاكم عددا، ووظف لكم مددا ...»

ص: 123

وترى فيه أيضا التزام كلمة (بعد) في فصول كلامه وفقرات منه متساوية مثل قوله:

«فمن أخذ بالتقوى غربت عنه الشدائد بعد دنوها واحلولت له الأمور بعد مرارتها، وانفرجت عنه الامواج بعد تراكمها، وأسهلت له الصعاب بعد انصبابها ...».

ذكر هذا السبب الكيلاني في كتابه ص 61 في جملة أسباب الشك في النهج، أو الجزم بأنه منحول.

وملاحظتنا عليه أن اختلاف أسلوب الكلام لا يصح أن يكون - من حيث هو - سببا لعدم صحة نسبته الى قائله. ذلك لان الظروف هي وراء تكييف أسلوب الكلام و اختلاف ألوانه وطريقته.

فقد تكون الغاية من الخطابة في ظرف معين، هي اثارة حماس الجماهير، وتعبئة الروح العسكرية، أو التأثير عليها ليثير احساسهم، ويحرك شعورهم، ويلفتهم الى الحقيقة التي يقررها.

و هذا عادة لا يكون الا باسلوب خطابي، يبرز المعنى المقصود بتعابير كثيرة، وربما كانت مترادفة، أو انها تدور على معنى واحد، وفكرة واحدة وفكرة احدة. كل ذلك ليكون أقرب تأثيرا، وأكثر تقريرا.

وقد يكون الظرف والحال يقتضي غير ذلك، فتكون الخطب أو الكلمات مختلفة باسلوبها وطريقتها، لاختلاف الظرف و الباعث، ومن هنا قال علماء البلاغة في تفسير البلاغة (انها مطابقة الكلام لمقتضى الحال).

ومن ثم وجدنا هذه الطريقة متبعة حتى في عصر الامام علي فقد كان الخطباء فى هذا العصر ينحون هذا الاسلوب في كلامهم من دوران أكثر من جملة على معنى واحد، أو فكرة واحدة، ومن

ص: 124

التزام السجع أو غيره من الصناعة اللفظية، كما جاء ذلك في كلام جماعة معاصرة للامام علي (علیه السلام)، كمعاوية، ومحمد بن أبي بكر، وقيس بن سعد الخزرجي، ويزيد بن أمد البجلي. وهذا يدل على أن أسلوب الامام في كلامه لم يختلف عن أسلوب خطباء عصره.

ومثال ذلك ما جاء في جواب معاوية على كتاب محمد بن أبي بكر:

«فلما اختار الله لنبيه ما عنده، وأتم له ما وعده، وأظهر دعوته، وافلج حجته ... ثم دعواه إلى أنفسهما، فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما، فهما به الهموم، وأرادا به العظيم ... لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه على سرهما، حتى قبضا وانقضى أمرهما ... ثم قام بعدهما عثمان بن عفان، يهتدي بهديهما ويسير بسيرتهما ... فسترى و بال أمرك، وقس شبرك يفترك ... ولا تلين قناته، ولا يدرك ذو مدى أناته، أبوك مهد مهاده، و بنى ملکه و شاده ... و بهديه أخذنا، وبفعله اقتدينا ...» (1).

ومثال آخر من خطبة لقيس بن سعد بن عبادة يوم صفين أيضا:

« ... فجعله رحمته للعالمين، وسيدا للمسلمين، وقائدا للمؤمنين، وخاتم النبيين، وحجة الله العظيم على الماضين و الغابرين ... فلا يحمد بنا اليوم الحياص (2)، وليس هذا بأوان انصراف ولات حين مناص، وقد اختصنا الله منه بنعمة فلا نستطيع أداء شكرها، ولا نقدر قدرها .... لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا، وتطيب أنفسنا، فكيف وانما رئيسنا ابن عم نبينا ... صلى صغيرا، وجاهد مع نبيكم كبيرا، ومعاوية طليق من وثاق الاسار، وابن طليق، الا انه أغوي جفاة فأوردهم النارب.

ص: 125


1- انظر كتاب صفين ص 120 من طبعة مصر.
2- الحياص هو العدول والهرب.

وأورثهم العار، والله محل بهم الذل والصغار ...» (1).

وقد أشرنا فيما سبق الى شيوع السجع في الجاهلية وفي الاسلام، وان كثيرا من السور القرآنية قد اشتملت عليه، وان علماء الصنعة اللفظية اعتمدوا القرآن والحديث والادب الجاهلي لوضع قواعدهم وأصولهم في هذا الفن.

على أنه ليس من المنطق أن نرفض نسبة شيء من الكلام الى شخص عاش في عصر ما لاننا لا نجد شبيها له في ذلك العصر أو انه مخالف لاسلوب من عاشوا فيه. لان ذلك يعني وقوف حركة التطور والتجديد حتى في أساليبنا الكلامية.

ولماذا لا يكون الامام علي صاحب مدرسة جديدة فى البلاغة و البيان، تبعه من تبعه منها كما هو صاحب مدرسة فكرية جديدة لم تعرف من قبل؟

وأما ما اشتمل عليه بعض كلامه (علیه السلام) من فقر متساوية، وأن هذا مما يثير الشك في رفض ما ينسب اليه (علیه السلام)، فهو - كما تری - غلو في التمحل لا مبرر له.

فان هذا الاسلوب قد ورد مثله في القرآن الكريم، مثال ذلك قوله تعالى في سورة الواقعة:

«وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة».

و هكذا شيء كثير من هذا الباب ورد في القرآن العزيز.

وقد ذكرنا في ملاحظتنا على السبب السادس شيئا من كلام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وكلام غيره فراجع ...

وان وجود السجع أو الجناس أو الطباق أو غيرها من ضروب الصناعة اللفظية، لا يكون - بمجرده - سببا لجعل الكلام ركيكا37

ص: 126


1- المصدر السابق ص 236 - 0237

أو ضعيفا، وبخاصة أنه ورد في كلام الله تعالى.

وانما يكون وجود ذلك معيبا، حين يكون الغرض الاقصى من الكلام، هو تزويق الالفاظ وتنميقها، بحيث يكون المعنى تابعا لذلك. أما اذا كان على العكس بحيث كان المعنى هو الغاية الرئيسية من الكلام، وهو الذي يتحكم بالالفاظ، فلا عيب فيه.

وأما ما ذكره الاستاذ كيلاني من أنه (علیه السلام) التزم كلمة (بعد) في عدة فقرات من كلامه، فلست أدري أي عيب في ذلك، اذا كانت، الحال تقتضيه، وأي دلالة فيه على أن ما نسب اليه منحول، أو أنه صدر في غير عصره.

و هو تلميذ محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، والقرآن، وأسلوبه يجري على أسلوبه.

ونحن نجد في القرآن العزيز التزام كلمة (اذا) في اكثر من صورة، كسورة (الانشقاق) و (الانفطار) وغيرهما.

على أن الالتزام بكلمة (بعد) ورد في بعض كلام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من خطبة له:

«فوالذي نفس محمد بيده، ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار» (1).

وفي كلام لابي بكر:

«وليكن الابرام بعد التشاور، والصفقة بعد طول التناظر ...» (2).

وفي كلام للحسن البصري:

«انه والله لا أمة بعد أمتكم، ولا نبي بعد نبيكم، ولا كتاب بعد كتابكم ...» (3).4.

ص: 127


1- انظر تحف العقول ص 20 طبعة النجف.
2- عيون الاخبار ج 5 ص 233.
3- المصدر ج 6 ص 344.

وبصرف النظر عن كل ذلك، فان هذا لا يصلح أن يكون سببا للشك أو الانكار. ذلك لان مثل هذا الكلام ورد في نقل عالم موثوق، ولا معارض له، فينبغي أن لا ترفع اليد عنه الا اذا ثبت العكس.

على أنه لم يصلنا كل ما عصر علي من خطب معاصرية أو کلامهم، وبخاصة ان التدوين لم يكن قد بدأ في ذلك العصر.

ص: 128

القسم الثاني

وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول

و هو يشتمل على مصادر الباب الأول من نهج البلاغة، الذي عقده الشريف الرضي للمختار من خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وما الى ذلك.

وفي هذا الفصل مصادر حوالي ماية وثمانين خطبة وكلاما من أصل مائتين واثنتين وأربعين خطبة وكلاما، قد أدرجها الرضي في هذا الباب.

وقد وضعت لكل خطبة أو كلام ذكرت مصادرها، رقما بازائها، حسب مكانها الذي وضعها فيه جامع النهج، وموقعها من بقية الخطب.

ص: 129

1 - قوله من خطبة له عليه السلام يذكر فيها خلق السموات والارض وخلق آدم:

«الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون ...».

روى هذه الخطبة المحدث المجلسي فى (بحار الانوار) ناقلا لها عن كتاب (الحكمة والمواعظ) لعلي بن محمد بن شاكر المؤدب الليثي الواسطي، الذي ألفه عام (452 ه) (1).

ورواها قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت سنة 573 ه) في شرحه على نهج البلاغة بسند متصل الى الامام علي (علیه السلام).

ورواها كمال الدين بن طلحة الشافعي العدوي (ت 652 ه) في (مطالب السئول) الى قوله (علیه السلام) (ومنهم الثابتة في الارضين السفلى أقدامهم)، وروي بدله: (ومنهم الكرام الكاتبون أعمال خلقه، الشاهدون على بريته يوم يبعثون، ومنهم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).

وروى القاضي أبو عبدالله محمد بن ملامة القضاعي (ت 454 ه)، بعض هذه الخطبة، وهو فصل: (أول الدين معرفته ...) (2).

ورواها أبو منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج ص 294 - 298، الى قوله (علیه السلام): (ثم أنشأ صبحانه فتق الاجواء ...).

ص: 130


1- انظر ترجمته في أعيان الشيعة ج 42 ص 28 و 79.
2- كل ما تقدم من مصادر هذه الخطبة قد ذكر في كتاب مدارك نهج البلاغة ص 236 - 237.

وروى الشيخ المفيد (1) في كتاب الارشاد ص 105 - 106 بعض فقرات من فصل (أول الدين معرفته ...)، رواه عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن عيسى بن زيد عن صالح بن كيسان.

وروى ابن شعبة الحراني في (تحف العقول) ص 43 من طبعة النجف، بعض فقرات هذا الفصل.

ومن جهة ثانية روى الصدوق ابن بابويه القمي (ت (381 ه) خطبة مشتملة على الكثير من فصل (أول الدين معرفته ...) وأسندها الى الامام الرضا (علیه السلام)، في كتابه (التوحيد) ص 24 - 28، وفي كتابه (عيون الاخبار) (2) ومثله رواه الطوسي في أماليه ج 1 ص 22 - 23، والمفيد في مجالسه ص 149 - 150

والمرجح أن الامام الرضا (علیه السلام) كان قد ضمن خطبته شيئا من كلام جده علي (علیه السلام).

2 - ومن خطبة له (علیه السلام) بعد انصرافه من صفين، يذكر فيها حال الناس قبل البعثة، وصفة آل النبي، ثم صفة قوم آخرين:

«أحمده استماما لنعمته، واستسلاما لعزته ...».

روى الطبري الامامي فى كتابه المسترشد ص 73 أكثر الفصل الأخير، وهو قوله (علیه السلام): (لا يقاس بال محمد ...(lu زيادات و اختلاف يسير.

3 - ومن خطبة له (علیه السلام) وهي المعروفة بالشقشقية: «أما والله، لقد تقمصها ابن أبي ما ابن أبي قحافة ...».

قال ابن أبي الحديد الشارح:

« ... فحدثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستماية، قال: قرأت على الشيخ أبي عبدالله بن

ص: 131


1- هو أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 ه) من عظماء الامامية في الكلام والمناظرة والفقه والاثار، وتجد عنه دراسة مسهبة في كتابنا فلاسفة الشيعة ص 454 - 469.
2- انظر تحف العقول ص 67 هامش.

أحمد المعروف بابن الخشاب (1) هذه الخطبة، وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل، قال: فقلت له: أتقول انها منحولة؟ فقال: لا والله، واني لاعلم أنها من كلامه كما أعلم أنك مصدق.

قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي

رحمه الله تعالى.

فقال: أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس و هذا الاملوب؟ قد وقفنا على رسائل الرضي، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر.

قال الشارح:

«وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا القاسم البلخي (2) امام البغداديين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة.

ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة (3) أحد متكلمي الأمامية، وهو الكتاب المعروف بكتاب الانصاف، ومات في ذلك المصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا (4).9.

ص: 132


1- هو من علماء اللغة والنحو والتفسير، ومن الشعراء والادباء، توفي سنة 567 ه.
2- هو أبو القاسم عبد بن احمد بن محمود البلخي المعروف بالكعبي نسبة إلى بني كعب، أحد زعماء المعتزلة البغداديين البارزين، توفي عام 317 ه.
3- هو محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي من متكلمي الأمامية وحذاقهم كما قاله ابن النديم في الفهرست، عاش أوائل القرن الرابع وله عدة مؤلفات، وقد كتبنا عنه في كتابنا (فلاسفة الشيعة).
4- انظر شرح النهج م 1 ص 69.

وقال كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (1) في شرحه على نهج البلاغة:

«لقد وجدت هذه الخطبة في موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي بمدة، أحدهما: أنها مضمنة كتاب (الانصاف) لابي جعفر بن قبة، تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة وكانت قبل مولد الرضي.

الثاني: وجدتها بنسخة، عليها خط الوزير أبي الحسن علي ابن محمد بن الفرات، وكان وزير المقتدر بالله، وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة.

وقال البحراني: والذي يغلب على ظني ان تلك النسخة كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة ... (2)

أقول: وما ذكره كمال الدين البحراني، ذكره الراوندي بعينه في شرحه على النهج (3).

ورويت في كتاب (نثر الدرر) وكتاب (نزهة الأديب) (4)، وهما للوزير أبي سعيد منصور بن الحسين الآبي (ت 420 ه).

ورواها كل من السبط في (تذكرة الخواص) ص 124 - 125 بسنده المنتهي الى ابن عباس، والمفيد في الارشاد ص 135 - 136، وقال: روى جماعة من أهل النقل بطرق مختلفة عن ابن عباس، ثم ذكر هذه الخطبة، وروى المفيد أيضا قسما من هذه الخطبة في كتابه (الجمل) ص 46 و 76، وبعض فقراتها في كتابه (الافصاح) ص 17، والطبرسي في الاحتجاج ص 2819.

ص: 133


1- هو أحد فلاسفة الامامية وشيوخها توفي عام (679 ه) ولنا دراسة عنه في كتابنا (فلاسفة الشيعة).
2- انظر شرح النهج للبحراني م 1 ص 252 - 253 وقد قتل ابو الحسن علي ابن الفرات هذا في عام 312 ه.
3- انظر الغدير للاميني ج 7 ص 82 - 88.
4- انظر مدارك النهج ص 239.

ورواها الصدوق االقمي في كتابه (علل الشرائع) في باب العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين مجاهدة أهل الخلاف.

رواها بطريقين:

الاول - قال: حدثنا محمد بن علي ماجبلويه عن محمد بن القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (صاحب المحاسن) عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس، قال:

ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال:

«والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة الخ ...»

الثاني - قال الصدوق:

وحدثنا بهذا الحديث محمد بن ابراهيم بن امحاق الطالقاني

رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال حدثنا أبو عبدالله أحمد بن عمار بن خالد قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال حدثني عيسى بن راشد عن علي بن خزيمة عن عكرمة عن ابن عباس، مثله سواء.

قال الصدوق: سألت الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري عن تفسير هذا الخبر، ففسره لي قال: تفسير الخبر قوله (علیه السلام): لقد تقمصها الخ ...

ورواها الصدوق أيضا في كتابه (معاني الاخبار) في الباب 404 بنفس الطريقين السابقين من غير فرق فيهما مع اختلاف في بعض الفاظها.

وكذا ذكر تفسير أبي أحمد العسكري لمفرداتها حين سأله ذلك.

ورواها أبو جعفر الطوسي في أماليه ج 2 ص 382 - 384

ص: 134

عن السيد أبي هلال بن محمد بن جعفر الحفار (1) والمترجم في مستدرك النوري ج 3 ص 509 عن أبي القاسم الدعبلي عن أبيه عن أخيه دعبل الخزاعي الشاعر عن محمد بن سلامة الشامي عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر محمد بن علي عن ابن عباس، وعن محمد عن أبيه عن جده قال: ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة ... على اختلاف يسير في بعض من ألفاظها.

وأورد الشريف المرتضى قسما منها في كتاب (الشافي) ص 203 وقال انه مشهور، وذكر صدر هذه الخطبة ص 204 وقال انه معروف (12).

ورواها أبو علي الجبائي (ت 303 ه) نقل ذلك عنه الشيخ ابراهيم القطيفي في كتابه (الفرقة الناجية)، والمجلسي في (البحار) م 8 ص 161 (2).

وقد صحح أبو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات الوزير (ت 371 / 391) طريق هذه الخطبة الى أمير المؤمنين (علیه السلام) (3). و شرحها وفسرها الشريف المرتضى أخو الرضي (355 - 436 ه)، كما فسرها وشرح الفاظها اللغوية أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (293 - 382 ه) (4) ذكر ذلك الصدوق ابن بابويه القمي في كتابيه (العلل) و (معاني الاخبار) كما أشرنا اليه سابقا.

ص: 135


1- هو على ما يبدو أبو جعفر هلال بن محمد بن سعدان الحفار (ت 414) عن 92 سنة، لا أبو هلال.
2- انظر الغدير ج 7 ص 82.
3- انظر سفينة البحار م 1 ص 708 وأعيان الشيعة ح 42 ص 275.
4- هو المحدث الاديب صاحب كتاب (الزواجر والمواعظ) - وكتاب (المصون) و هو من شيوخ الصدوق القمي في الرواية، واستاذ أبي ملال المسكري.

ويبدو أن المتأخرين عن عصر الرضي الذين رووا هذه الخطبة، لم يأخذوها عن نهج البلاغة، وانما اعتمدوا غيره في روايتها، بدلیل اختلاف روايتهم لها عن رواية النهج بالزيادة والنقصان وببعض الفقرات والكلمات.

4 - و من خطبة له (علیه السلام) بعد مقتل طلحة والزبير:

«بنا اهتديتم في الظلماء، وتسنمتم العلياء، و بنا انفجرتم عن السرار ...» (1).

روى المفيد أستاذ الرضي قسما من هذه الخطبة في كتابه (الارشاد) ص 119 - 120 من أولها الى قوله (لم يوجس موسى الخ ...). وقال انه (علیه السلام) قال هذه الخطبة بعد مقتل طلحة والزبير في البصرة.

وروى الطبري الامامي الأملي في كتابه (المسترشد) ص 76 شطرا من أو اخر هذه الخطبة، و هو قوله (علیه السلام): لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه ... الى قوله: من وثق بماء لم يظمأ. مع اختلاف يسير.

وقال الشارح:

«هذه الكلمات والامثال ملتقطة من خطبة طويلة منسوبة اليه (علیه السلام)، قد زاد فيها قوم أشياء حملتهم عليها أهواؤهم، لا يوافق ألفاظها طريقته (علیه السلام) في الخطب، ولا تناسب فصاحتها فصاحته، ولا حاجة الى ذكرها فهي شهيرة و نحن نشرح هذه الالفاظ لانها كلامه (علیه السلام) لا يشك في ذلك من له ذوق و نقد ومعرفة بمذاهب الخطباء والفصحاء في خطبهم ورسائلهم، ولأن الرواية لها كثيرة، ولان الرضي رحمه الله تعالى قد التقطها ونسبها اليه (علیه السلام) وصححها وحذف ما عداها ...» (2).0.

ص: 136


1- السرار: الليلة والليلتان تكون في اخر الشهر يستتر فيها القمر ويخفى.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 70.

5 - ومن خطبة له (علیه السلام) حين خاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له عند قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم):

«أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة، وعرجوا عن طريق المنافرة ...».

رواها الطبرسي في (الاحتجاج) ص 127 - 128 باختلاف في قسم من ألفاظها، ذكرها باسم رسالة موجهة منه (علیه السلام) الى أبي بكر لما بلغه منعه فاطمة فدكا.

ورواها السبط في (تذكرة الخواص) ص 128 باسناده عن مجاهد عن عكرمة عن ابن عباس مع بعض الاختلاف.

وذكر البحراني في شرحه السبب فى قوله (علیه السلام) لهذه الخطبة (1)

وذكر الشارح ابن أبي الحديد سبب هذه الخطبة ومقدماتها مع زيادات في أولها من دون ذكر اسنادها (2).

6 - و من كلام له (علیه السلام) حين أشير عليه بألا يتبع طلحة والزبير ولا يرصد لهما القتال:

«والله لا أكون كالضبع، تنام على طول اللدم، حتى يصل اليها طالبها، ويختلها راصدها ...».

رواه الشارح عن طارق بن شهاب الأحمسي (3).

وأورد أبو نصر اسماعيل بن حماد الفارابي الجوهري قسما منه فى صحاحه (4).

وأورده الشارح أيضا عن أبي عبيدة الهروي في كتابهه.

ص: 137


1- انظر شرح النهج للبحراني م 1 ص 276.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 73.
3- كان طارق هذا من صحابة على ومحبيه.
4- انظر شرح انظر شرح النهج م 1 ص 76 وأبو نصر الجوهري هو من أئمة اللغة توفي عام 393 ه.

(الغريبين)، وذكر تفسير الأصمعي لبعض مفرداته (1) مختلفا عن رواية النهج.

وذكر الطبري في تاريخه م 3 ص 476 شطرا من هذه الكلمات، وفي ص 475 كلمة تشبهها.

وروى أبو منصور الثعالبي في (ثمار القلوب ح ص 403 قوله (علیه السلام): لا أكون مثل الضبع يخضعها القول فتخرج فتصاد.

وقال البحراني في شرحه م 1 ص 280: روى أبو عبيدة قال: أقبل أمير المؤمنين (علیه السلام) على الطواف وقد عزم على اتباع طلحة والز بير وقتالهما) فأشار عليه الحسن ابنه بألا يتبعهما ولا يرصد لهما القتال، فقال (علیه السلام) في جوابه هذا الكلام.

وروى الفقرة الاخيرة منه الطبري الامامي في المسترشد ص 74 و هو قوله (علیه السلام): (فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي الخ ...) من كلمة قالها لابنه الحسن (علیه السلام).

وقد روى هذا الكلام كله الطوسي فى الأمالي ج 1 ص 52 على اختلاف في بعض ألفاظه بسنده عن طارق بن شهاب، و هو من كلام أجاب به (علیه السلام) ولده الحسن (علیه السلام).

8 - ومن كلام له (علیه السلام) يعني به الزبير في حال اقتضت ذلك:

«يزعم أنه قد بايع بيده، ولم يبايع بقلبه فقد أقر بالبيمة، وادعى الوليجة، فليأت عليها بأمر يعرف، والا فليدخل فيما خرج منه ...».

روى المفيد أكثره في كتابه (الجمل) ص 159 ونسبه الى الامام الحسن وهو من خطبة خطب بها بأمر من أبيه الامام علي (علیه السلام).

9 - قوله (علیه السلام):9.

ص: 138


1- انظر شرح النهج م 4 ص 359.

«وقد أرعدوا وأبرقوا، ومع هذين الأمرين الفشل، ولستا نرعد حتى نوقع، ولا نسيل حتى نمطر».

رواه الشيخ المفيد في كتاب (الجمل) ص 161 من خطبة قالها (علیه السلام) يوم الجمل، أولها:

«أيها الناس: ان طلحة والزبير قدما البصرة، وقد اجتمع أهلها على طاعة الله ... وقد قام طلحة بالشتم والقدح في أديانكم وقد أرعد وصاحبه وأبرقا، وهذان الأمران معهما الفشل ... ولسنا نرعد حتى نوقع ولا نسيل حتى نمطر ...» (1).

10 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«ألا وان الشيطان قد جمع حزبه، واستجلب خیله ورجله وان معي لبصيرتي ما لبست على بصيرتي نفسي ولا لبس علي وأيم الله لا فرطن لهم حوضا أنا ماتحه لا يصدرون عنه يعودون اليه».

التقط السيد الرضي هذا الفصل من خطبة له (علیه السلام)، لما بلغه أن طلحة والزبير خلعا بيعته، وقد نفر (علیه السلام) الى ذي قار، متوجها إلى البصرة.

رواها المفيد في الارشاد 118 - 119 من خطبة مشتملة على ما اختاره الرضي هنا، ما عدا الفقرة الاخيرة، وهو قوله (علیه السلام) (ولا يعودون اليه).

وقد أورد الرضي فصلا آخر منها كما سيأتي برقم (22) برواية مختلفة عن هذه في بعض التعابير والفقرات.

وأوردها البحراني في شرحه ج 1 ص 333 بكاملها، وأولها بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله (صلی الله علیه و آله و سلم):

ص: 139


1- قال الهمذاني في الالفاظ الكتابية ص 72: ويقال رعد وبرق، ولا يقال بالألف قال ابن خالويه: هذا مذهب الأصمعي، لا يجيز أرعد وأبرق وأجازه أبو زيد، والفراء، وأبو عبيدة وغيرهم

«أيها الناس: ان الله افترض الجهاد فعظمه وجعله نصرته و ناصره، والله ما صلحت دنيا قط ولا دين الا به، وقد جمع الشيطان حزبه ...»

وسيأتي عند ذكر الشريف الرضي لفصل منها، أن أبا مخنف قد روى الكثير منها (1).

12 - و من كلام له (علیه السلام):

لما أظفره الله بأصحاب الجمل وقد قال له بعض أصحابه: وددت أن أخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك، فقال له (علیه السلام):

أهوى أخيك معنا؟ فقال: نعم. «قال: فقد شهدنا، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف بهم الزمان، ويقوى بهم الايمان».

روى البرقي في (المحاسن) ص 207 - 208 ما هو بمعناه بسنده عن الحكم بن عينية قال لما قتل أمير المؤمنين (علیه السلام) الخوارج يوم النهروان قام اليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين طوبی لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف وقتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعده - فقال الرجل: وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال: بل قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه، وهم يسلمون لنا فاولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا.».

13 - من كلام له (علیه السلام) في ذم أهل البصرة:

«كنتم جند المرأة، واتباع البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر

ص: 140


1- انظر شرح النهج لابن أبي الحديد م 1 ص 101 - 102.

فهربتم، أخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق ...».

رواه كل من أبي حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 144، والمفيد في (الجمل) ص 201، وابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 139 رواه عن ابن عباس، والسبط في التذكرة ص 71، وعزاروايته الى علماء السير.

وروى المقدسي في البدء و التاريخ ج 5 ص 216 قسما منها، رواها الى قوله (وماؤكم زعاق). وأولها على رواية المقدسي: «يا أهل السبخة، يا أهل المؤتفكة، ائتفكت بأهلها ثلاثا، وعلى الله الرابعة، يا جند المرأة ...».

وتجد عين هذه الرواية فى شرح النهج للبحراني ج 1 ص 289، وفي مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 377.

وروى ابن قتيبة في عيون الاخبار م 1 ص 216 - 217 فقرات من أولها.

ورواه الطبرسي في (الاحتجاج) ص 250 عن ابن عباس.

14 - قوله (علیه السلام):

«أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء، خفت عقولكم. وسفهت حلومكم، فأنتم حرض لنابل، وأكلة لأكل، وفريسة لصائل ...».

ذكره المفيد في (الجمل) ص 202، والسبط في التذكرة ص 80.

وروى أبو حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 144 الفقرتين الأوليين منه، وابن قتيبة في (عيون الاخبار م 1 ج 7 ص 217 فقرات منه.

15 - ومن كلام له (علیه السلام) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان:

«والله لو وجدته قد تزوج به النساء، وملك به الاماء،

ص: 141

فرددته، فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل، فالجور عليه أضيق.».

ذكر الكلبي مرفوعا الى أبي صالح عن ابن عباس، أن عليا (علیه السلام) خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة، فقال: «الا ان كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فان الحق لا يبطله شيء، ولو وجدته قد تزوج النساء الخ ...» (1).

ورواه المسعودي في كتابه (اثبات الوصية) ص 124.

وأبو هلال العسكري في كتاب (الأوائل) (2).

وأبو حنيفة النعمان قاض الفاطميين في (دعائم الاسلام) ج 1 ص 462 باختلاف يسير.

ورواه كمال الدين ميثم البحراني في شرحه على النهج م ص 298 ضمن الخطبة التالية رقم (16) وأولها: (ذمتي بما اقول رهينة ...).

16 - ومن كلام له (علیه السلام) حينما بويع بالمدينة:

«ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم. ان من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات ...».

رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 187، والكليني الرازي في كتابه (روضة الكافي) ص 67 - 68، وروى قسما منها في كتابه أصول الكافي ج 1 ص 369.

وأورد مسكويه في كتابه (الحكمة الخالدة) ص 111 شطرا منها، وأبو طالب المكي في (قوت القلوب) ج 1 ص 290 اول هذه الخطبة وبعض فقرات من أواخرها، وضمنها أكثر الخطبة

ص: 142


1- انظر شرح النهج م 1 ص 90.
2- انظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 2 ص 65.

التالية رقم 17.

وروى النعماني في كتابه (الغيبة) ص 107 شطرا منها من قوله (الا ان بليتكم) الى قوله (ولقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم).

وتجد الكثير من هذه الخطبة في العقد الفريد لابن عبد ربه م 2 ص 133، وفي اثبات الوصية للمسعودي ص 124، وفي عيون الأخبار ج 5 ص 236 وفى البيان والتبيين ج 2 ص 38 - 39 مع فصل (الا ان أبرار عترتي ...) رواه عن أبي عبيدة عن الامام الصادق عن جده الامام علي (علیه السلام).

وروى الطبري الامامي في المسترشد ص 75 - 76 - شطرا منها مع فصل (ألا ان ابرار عترتي) الذي رواه الجاحظ.

وقال المفيد في كتاب الجمل ص 46: قد ذكر هذه الخطبة أبو عبيدة معمر بن المثنى وفسر غريب الكلام منها، وأوردها المدائني في كتبه، وذكرها الجاحظ في البيان والتبيين.

وقال الشارح: و هذه الخطبة من جلائل خطبه (علیه السلام)، ومن مشهوراتها، قد رواها الناس كلهم، وفيها زيادات حذفها الرضي، أما اختصارا أو خوفا من ايحاش السامعين، وقد ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ على وجهها (1).

ومن تتمة هذه الخطبة التي ذكرها الجاحظ في البيان والتبيين ج 2 ص 39 قوله (علیه السلام):

«وقد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين، أما اني لو أشاء لقلت. عفا الله عما سلف سيق الرجلان، وقام الثالث كالغراب همته بطنه، ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيراً له، انظروا فان أفكرتم فانكروا وان عرفتم فأزروا،2.

ص: 143


1- انظر شرح النهج م 1 ص 91 - 92.

حق وباطل ولكل أهل، ولئن كثر أمر الباطل لقديما فعل، ولئن قل الحق لربما ولعل، وقلما ادبر شيء فأقبل، ولئن رجعت عليكم أموركم انكم لسعداء، واني لأخشى أن تكونوا في فترة، وما علينا الا الاجتهاد.

وقال أبو عبيدة: وزاد فيها في رواية جعفر بن محمد عن آبائه:

«ألا ان أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا، الا وانا أهل بيت من علم الله علمنا، و بحكم الله حكمنا، ومن قول صادق سمعنا، وان تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وان لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا، معنا راية الحق من تبعنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ألا و بنا تدرك ترة كل مؤمن وبنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم، وبنا فتح لابكم وبنا يختم لا بكم».

و تجد شطرا من هذه الزيادة في كتاب الجمل ص 46 و ص 77 للمفيد، من قوله: (قد كانت أمور كثيرة) الى قوله (وقطع رأسه تكان خيرا له).

ورواها المفيد ايضا في كتاب الارشاد ص 13 مع الزيادات كما رواها الجاحظ تماما، من قوله: فلا (يرعين مرع الا على نفسه) الى قوله: (وبنا يختم لا بكم).

و بين جميع هذه الروايات اختلاف في بعض ألفاظها و بالتقديم والتأخير.

17 - ومن كلام له (علیه السلام) فيمن يتصدى للحكم بين الامامة وليس لذلك بأهل:

«أن أبعض الخلائق الى الله رجلان: رجل وكله الله الى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل ...».

رواه الطبرسي فى الاحتجاج ص 390 - 391 بزيادات

ص: 144

كثيرة و الكليني في أصول الكافي ج 1 ص 55 - 56 مع عدة فقرات من الخطبة السابقة، و الطوسي في الأمالي ج 1 ص 240 باسناده عن خالد بن طلق عن علي (علیه السلام) مع فقرات من صدر الخطبة رقم (16)، ومثله القاضي النعمان في كتاب (دعائم الاسلام) ج 1 ص 118 - 119، والمفيد في الارشاد ص 109 - 110، والطبري الامامي في المسترشد ص 75 - 76، وأبو طالب المكي في (قوت القلوب) ج 1 ص 290 مصدرا لها بفقرات من الخطبة رقم (16).

وروى ابن قتيبة في عيون الاخبار ج 1 ص 60 - 61 الفصل الاول منها مع فقرات من الخطبة السابقة.

وفسر ابن قتيبة غريب هذه الخطبة في كتابه (غريب الحديث)، وقال الشارح بعد أن ذكر تفسير بعض غريب هذا الكلام: وهكذا ذكر ابن قتيبة في غريب الحديث لما ذكر هذه الخطبة عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (1).

18 - و من كلام له (علیه السلام) في ذم اختلاف العلماء في الفتيا:

«ترد على أحدهم القضية في حكم ...».

تجد هذا الكلام مرويا لعلي (علیه السلام) في (مطالب السئول) لابن طلحة الشافعي ج 1 ص 141، فقد روى هذا الكلام وما قبله رقم 17 كخطبة واحدة (2).

ورواه الطبرسي في الاحتجاج ص 389 - 390.

وروى أبو حيان التوحيدي في كتاب البصائر والذخائر ج 1 ص 7 فقرتين من فصله الثاني في وصف القرآن وهما قوله: ظاهره أنيق، وباطنه عميق. ثم أتبع ذلك بزيادة بعض فقرات لم ترد في النهج.5.

ص: 145


1- انظر شرح النهج م 1 ص 95.
2- انظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 2 ص 75.

و تجد نظير هذا الكلام قاله عمر بن أذينة من أصحاب الامام الصادق، للقاضي ابن ابي ليلى بالكوفة، روى ذلك أبو حنيفة النعمان قاضي الفاطميين في كتاب (دعائم الاسلام) ج 1 ص 113 - 114.

ومن الجائز أن يكون ابن أذينة حفظ هذا الكلام عن علي (علیه السلام) و خاطب به ابن أبي ليلى القاضي.

19 - ومن كلام له (علیه السلام) قاله للاشعث بن قيس، وهو على منبر الكوفة يخطب، وقد اعترضه الاشعث في بعض كلامه فقال: يا أمير المؤمنين، هذا عليك لا لك، فقال (علیه السلام):

«ما يدريك ما علي مما لي، عليك لعنة الله ...».

رواه الأصبهاني في الاغاني ج 18 ص 369 بسنده عن عبدالله بن عدي بن الخيار عن علي (علیه السلام)، من أوله الى قوله: فلا فداك من واحد منهما حسبك ولا نسبك» ثم تمثل (علیه السلام) بقول أمية ابن الاسكر:

أصبحت قنا لراعي الضأن يلعب بي *** ماذا يريبك مني راعي االضان (1).

20 - ومن كلام له (علیه السلام):

«فانكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم ...».

رواه الكليني في أصول الكافى م 1 ص 405 الى قوله: (وقريب ما يطرح الحجاب) مع زيادات، بسنده عن مسعدة بن صدقة عن الامام الصادق (علیه السلام) قال أمير المؤمنين الخ ...

وسيأتي في باب الامثال ما اختاره الرضي من آخره برقم (157).ب.

ص: 146


1- هو أمية بن حرثان بن أمية الليئي الكناني كان فارسا سيدا شاعرا ادرك الجاهلية والاسلام وأسلم ومات في عهد عمر بن الخطاب.

21 - و من خطبة له (علیه السلام):

«فان الغاية أمامكم، وان وراءكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا، فانما ينتظر بأولكم آخركم».

رواه الطبري في تاريخه م 3 ص 477 من خطبة أولها: ان الله عز وجل أنزل كتابا بين فيه الخير والشر ... وستأتي هذه الخطبة برقم (166).

وأوردها الشريف الرضي جامع النهج في كتابه الخصائص ص 87 وعلق عليها مطريا لها (1).

22 - ومن خطبة له (علیه السلام) حين بلغه خبر الناكثين ببيعته:

«ألا وان الشيطان قد ذمر حزبه، واستجلب جلبه، ليعود الجور الى أوطانه ...».

هذه الخطبة ملتقطة من عدة خطب، ومأخوذة من عدة روايات، فبعض فقراتها مختارة من خطبة رواها الشارح عن أبي مخنف عن مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس أولها: «أيها الناس اني قد راقبت هؤلاء القوم كي يرعووا ...» وهي مشتملة على قوله: وقد بعثوا الي أن أبرز للطعان وأصبر للجلاد ...، إلى قوله (وفي غير شبهة من ديني).

و بعضها مأخوذ من خطبة أخرى رواها المدائني عن عبدالله ابن جنادة، وفيها عدة فقرات مروية في النهج.

و بعضها الآخر مأخوذ من خطبة رواها الكلبي، خطب بها (علیه السلام) عندما أراد المسير الى البصرة، وفيها الفقرات: (وان أبيا أعطيتهما حد السيف، وكفى به ناصرا لحق وشافيا لباطل).

و بعضها مأخوذ من خطبة قالها (ع) بذي قار أولها: (الحمد لله على كل أمر وحال في الغدو والآصال)، وفيها قوله: والله ما أنكرا علي منكرا، ولا جعلا بيني وبينهم نصفا ... يا خیبة5.

ص: 147


1- انظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 1 ص 85.

الداعي الى م دعا، وبماذا أجيب ... وان الشيطان قد ذمر لهما حزبه، واستجلب منهما خيله ورجله، ليعيد الجور الى أوطانه ويرد الباطل الى نصابه ... (1).

وروى الفقرات الأولى من هذه الخطبة المفيد في كتاب الجمل ص 128، رواها الى قوله (علیه السلام) (نصفا) من ذيل خطبة طويلة أولها: «ان الله بعث محمدا للناس كافة، ولحمة للعالمين فصدع و بلغ رسالات ربه، فلما ألم به الصدع ...».

وروى الكليني في الكافي ج 5 ص 53 - 54 من كتاب الجهاد عدة فقرات من أواخر هذه الخطبة، بسنده عن ابن محبوب مرفوعا، من خطبة أولها:

«أيها الناس اني أتيت هؤلاء القوم، ودعوتهم واحتججت عليهم، فدعوني الى أن أصبر للجلاد، وابرز للطعان ...».

وروى الطوسي في الأمالي ج 1 ص 172 أكثر فقرات الفصل الاخير منها، بسنده عن إسماعيل بن الرجا الزبيدي.

23 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أما بعد فان الأمر ينزل من السماء الى الارض كقطرات المطر، الى كل نفس بما قسم لها ...».

أورد ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 97 كثيرا من الفصل الأول، كما روى الفصل الاخير منها وهو قوله: (أيها الناس انه لا يستغني الرجل وان كان ذا مال ...) في كتابه المذكور ج 1 ص 45، وقال: ان هذه الخطبة قالها (علیه السلام) لما تمت له البيعة بالمدينة.

وذكر اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 182 - 183 شطرا منها.02

ص: 148


1- انظر شرح النهج م 1 ص 101 – 102

وروى الكليني في أصول الكافي م 2 ص 154 شطرا من الفصل الاخير منها وهو قوله (علیه السلام) (انه لا يستغني الرجل الخ ...) من كلمة له (علیه السلام) ينتهي اسنادها الى يحيى عن الصادق (علیه السلام).

وكذا تجد أكثر هذه الخطبة مرويا في الكافي م 5 ص 57 من كتاب الجهاد من خطبة له (علیه السلام) أولها: أما بعد فانه انما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون ...».

24 - ومن خطبة له (علیه السلام) حين غلبه أصحاب معاوية على اليمن:

«ما هي الا الكوفة، أقبضها وأبسطها ان لم تكوني الا أنت، تهب أعاصيرك فقبحك الله ...».

قال الشارح: وهذه الخطبة خطب بها (علیه السلام) بعد فراغه من صفين وانقضاء أمر الحكمين والخوارج، وهي من أواخر خطبه (علیه السلام) (1)

وتجد الكثير من هذه الخطبة قد رواه المفيد في كتاب (الارشاد) متفرقا في ص 131 و ص 133.

وروى المسعودي في مروج الذهب ج 3 ص 149 - 150 أكثر هذه الخطبة مع زيادات لم يذكرها الرضي، مع اختلاف بين الروايتين.

وروى الطبرسي في (الاحتجاج) ص 257 شطرا من أواخرها من قوله (اللهم اني قد مللتهم ...) الى قوله (كما يماث، الملح في الماء) من خطبة طويلة.

25 - ومن خطبة له (علیه السلام) يصف فيها العرب قبل البعثة وحاله قبل البيعة وبعدها:

«ان الله بعث محمدا صلى الله عليه و آله وسلم، نذيرا

ص: 149


1- انظر شرح النهج م 1 ص 115.

للعالمين، وأمينا على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شر دين، وفي شر دار ...».

رواها ابراهيم الثقفي في كتابه (الغارات) عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه، قال: خطب علي (علیه السلام) بها بعد فتح مصر، وقتل محمد بن أبي بكر (1).

و هي خطبة طويلة، رواها كل من ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 129 - 133، والطبري الامامي الأملي في كتاب (المسترشد) ص 77 - 78، وابن عبد ربه في (العقد

الفريد م 2 ص 135، كما أنه أعاد روايتها في م 2 ص 227.

وقال ابن قتيبة: ان هذه الخطبة كانت كتابا، كتبها حين راجعه حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق، وعبد الله بن وهب الراسبي، وسألوه عن أبي بكر وعمر، ما تقول فيهما؟ وبين لنا ذلك فيهما وفي عثمان. فقال علي كرم الله وجهه: أو قد تفرغتم لهذا؟ وهذه مصر قد افتتحت، وشيعتي فيها قد قتلت اني مخرج اليكم كتابا، أنبئكم فيه ما سألتموني عنه، فاقرأوه على شيعتي.

فأخرج اليهم كتابا، فيه:

«أما بعد فان الله بعث محمدا نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل ...» (2).

وقال الطبري الامامي في المسترشد ص 77:

وروى الشعبي عن ابن شريح بن هاني، قال: خطب علي ابن أبي طالب (علیه السلام) بعدما افتتحت مصر، ثم قال: واني مخرج اليكم كتابا، وكتب من عبد الله علي أمير المؤمنين الى من قرأ كتابي من المؤمنين والمسلمين، أما بعد فان الله بعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) بشيرا9.

ص: 150


1- انظر شرح النهج م 2 ص 35 - 38.
2- انظر الامامة والسياسة ج 1 ص 128 - 129.

ونذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل ...».

و بين هذه الروايات اختلاف يسير.

وقد أدرج الرضي قسما من هذه الخطبة في باب المختار من رسائله وكتبه (علیه السلام) برقم (62).

26 - ومن خطبة له (علیه السلام) يحرض فيها أصحابه على الجهاد حين بلغه غزو معاوية للانبار ويستنهضهم لذلك:

«أما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه ...».

رواها الكليني في الكافي ج 5 ص 4 - 6 من كتاب الجهاد، بسند ينتهي الى أبي عبد الرحمن السلمي، وابن قتيبة في عيون الاخبار ج 5 ص236 - 237، وأبو حنيفة قاضي الفاطميين في (دعائم الاسلام) ج 1 ص 455 - 456، وأبو حنيفة الدينوري في الاخبار الطوال 195 وذكرها باسم كتاب دفعه (علیه السلام) الى رجل فقرأه على الناس، والطبرسي في (الاحتجاج) ص 251 - 258 من خطبة طويلة مشتملة على ما روي في النهج، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 134، والمبرد في (الكامل) ج 2 ص 13، والجاحظ فى (البيان والتبيين) ج 2 ص 40 - 41، والصدوق القمي في معاني الاخبار ص 309 - 310، و الاصبهاني في (الاغاني) ج 15 ص 102 - 103، وأبو جعفر الطوسي فى (التهذيب) ج 6 ص 123 روی شطرا منها، والأصبهاني في مقاتل الطالبيين ص 18 روى الفصل الاخير منها.

ورواها ابراهيم الثقفي وقال انه كتبها وأمر سعيدا مولاه بأن يقرأها على الناس، اذ كان (علیه السلام) عليلا في ذلك اليوم (1).

وبين هذه الروايات اختلاف في الايجاز والاطالة. وتجد كثيرا من فصولها مرويا في عدة مصادر أخرى، وبخاصة فصل:

ص: 151


1- انظر شرح النهج م 1 ص 145 وسفينة البحار م 2 ص 426.

(لقد قالت قريش الخ ...).

27 - و من خطبة له (علیه السلام) و هي فصل من خطبة له (علیه السلام) أولها: الحمد لله غير مقنوط من رحمته ...:

«أما بعد فان الدنيا قد أدبرت وأذنت بوداع، وان الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع ...»

رواها ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 5 ص 235 الى قوله: وطول الأمل، و ابن شعبة في (تحف العقول) ص 149 - 150 من خطبة طويلة تعرف (بالديباج)، والجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 43، والمفيد في (الارشاد) ص 111 - 112، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 436 - 437، وابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 45، وأبو بكر الباقلاني في (اعجاز القرآن) المطبوع بهامش (الاتقان) للسيوطي ص 192، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 134، وابن مسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 144.

وقال ميثم البحراني في شرحه ج 2 ص 41: هذا الفصل من الخطبة التي أولها: الحمد لله غير مقنوط من رحمته، وستجيء بعد، وانما قدمه الرضي عليها لما سبق من اعتذاره في الكتاب (النهج) أنه لا يراعي التتالي والنسق في كلامه (علیه السلام).

ورواها الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 1 ص 325 - 328 من قوله (علیه السلام): (فان الدنيا قد أدبرت) الى قوله (قبل يوم بؤسه) من خطبة له طويلة قالها يوم عيد الفطر، وفيها يقول: (الحمد لله غير مقنوط من رحمته الخ ...).

28 - ومن خطبة له (علیه السلام) بعد غارة الضحاك بن قيس صاحب معاوية على الحاج، بعد قصة الحكمين:

«أيها الناس، المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم:

ص: 152

كلامكم يو هي الصم الصلاب ...».

رواها كل من الجاحظ فى (البيان و التبيين) ج 2 ص 42، و ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 135، والمفيد في الارشاد ص 132، وابن قنيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 125.

وقال الشارح: وروى محمد بن يعقوب الكلبي (1) قال استصرخ أمير المؤمنين (علیه السلام) الناس عقيب غارة الضحاك بن قيس الفهري على أطراف أعماله، فتقاعدوا عنه، فخطبهم فقال: ما عزت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم الخ ... (2).

وروى المفيد الكثير منها في (الاختصاص) ص 151 - 153 ناقلا له عن كتاب ابن دأب عيسى بن يزيد الليثي البكري (ت 171 ه).

ورواها الطوسي في الأمالي ج 1 ص 183 بسنده عن جندب ابن عبدالله الأزدي عن علي (علیه السلام)، وأبو حنيفة قاضي الفاطميين في دعائم الاسلام ج 1 ص ص 456، وروى الطبري الامامي في المستر شد ص 162 فقرتين منها و هما: (مع أي امام بعدي تقاتلون، وأي دار بعد داركم تمنعون) ثم اتبعها بعده فقرات لم يروها الرضي.

وتجد أكثر هذه الخطبة في (الاحتجاج) للطبرسی ص 254 - 258 من طبعة النجف سنة 1386 ه، فقد روى خطبة طويلة له (علیه السلام) يحث فيها أصحابه على الجهاد.

وبين هذه الروايات كلها اختلاف يسير بالزيادة والنقصان4.

ص: 153


1- لعل الكلبي غلط من الناسخ او الطبع، وربما كان يريد به محمد بن يعقوب الكليني أحد محدثي الامامية البارزين.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 154.

وتقديم بعض فقراتها وتأخيرها.

29 - ومن كلام له (علیه السلام) في معنى قتل عثمان:

«لو أمرت به لكنت قاتلا، أو نهيت عنه لكنت ناصرا ...»

روى الطبري الامامي في (المسترشد) ص 80 الفقرتين الأوليين منه.

وروى الاصبهاني في كتابه (الاغاني) ج 15 ص 66 فقرات من أواخر هذه الكلمة وهو قوله (علیه السلام): (استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، وعند الله ما تختلفون فيه الى يوم القيامة).

ورويت أواخر هذه الكلمة في كتاب (الرسائل) للكليني نقلها عنه السيد ابن طاووس في كتاب المحجة، وهو قوله (علیه السلام): « ... وأما عثمان فقد خذله أهل بدر، وقتله أهل مصر، وأنا جامع لكم أمره، استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، والله يحكم بينكم وبينه» (1).

30 - ومن كلام له (علیه السلام) لما أنفذ عبدالله عباس الى الزبير يدعوه الى طاعته قبل حرب الجمل:

«لا تلقين طلحة، فانك ان تلقه تجده كالثور عاقصا قرنه، يركب الصعب ويقول هو الذلول، ولكن الق الزبير ...».

ذكره كل من الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 3 ص 143 و ابن قتيبة في (عيون الأخبار) م 1 ج 2 ص 195 وابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 226، وأبي طالب المفضل بن سلمة ابن عاصم في كتاب (الفاخر) ص 301 بدون وصف طلحة.

وروى الزبير بن بكار في (الموفقيات) الفقرة الثانية المتعلقة بطلحة ببعض الاختلاف (2).1.

ص: 154


1- انظر المستدرك ص 141 ط بيروت.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 171.

31 - ومن خطبة له (علیه السلام) وفيها وصف زمانه بالجور، وتقسيم الناس الى أصناف، والتزهيد فى الدنيا:

«أيها الناس: انا قد أصبحنا في دهر عنود، وزمن كنود، يعد فيه المحسن مسيئا، ويزداد فيه الظالم عتوا ...».

رواها الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 45 - 47 و نسبها الى معاوية.

ثم قال: وفي هذه الخطبة - أبقاك الله - ضروب من العجب، منها أن هذا الكلام لا يشبه السبب الذي من أجله دعاهم معاوية، ومنها ان هذا المذهب - في تصنيف الناس وفي الاخبار عنهم و عما هم عليه من القهر والاذلال، ومن التقية والخوف - أشبه بكلام علي وبمعانيه وبحاله منه بحال معاوية، ومنها أنا لم نجد معاوية في حال من الحالات يسلك في كلامه مسلك الزهاد، ولا يذهب مذهب العباد، وانما نكتب لكم ونخير بما سمعناه، والله أعلم بأصحاب الاخبار ...».

وقال الشريف الرضي: و هذه الخطبة ربما نسبها من لا علم له الى معاوية، وهي من كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) الذي لا يشك فيه وأين الذهب من الرغام، والعذب من الاجاج، وقد دل على ذلك الدليل الخريت، ونقده الناقد البصير عمر بن بحر الجاحظ.

ثم ذكر الرضي كلام الجاحظ الآنف الذكر.

أقول: نسبها الى معاوية كل من ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 5 ص 237 - 238، وابن عبد ربه في (المعقد الفريد) م 1 ص 141 - 142 والباقلاني في (اعجاز القرآن ص 195 - 197 ويبدو أن هؤلاء أخذوا هذه الخطبة ونقلوها عن الجاحظ.

32 - ومن خطبة له (علیه السلام) عند خروجه لقتال أهل البصرة:

«ان الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله، وليس

ص: 155

أحد من العرب يقرأ كتابا، ولا يدعي نبوة، فساق الناس حتى بوأهم محلتهم، وبلغهم منجانهم، فاستقامت قناتهم، وأضاءت صفاتهم ...»

رواه المفيد فى كتاب (الارشاد) ص 117 مع اختلاف في بعض الكلمات والفقرات، وتقديم بعضها وتأخيرها.

وقد أعاد الرضي ذكر هذه الخطبة برقم (101) لاختلاف الرواية.

33 - ومن خطبة له (علیه السلام) في استنفار الناس الى أهل الشام بعر فراغه من أمر الخوارج:

«أف لكم قد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا، وبالذل من العز خلفا ...».

رواها الشارح عن نصر بن مزاحم، مع زيادات، وقال انه (علیه السلام) خطب بها بالكوفة، وهي أول خطبة خطبها بعد قدومه من حرب الخوارج فقال: أيها الناس: استعدوا لقتال عدو، في قتالهم القرية الى الله ...

ثم تركهم أياما ثم خطبهم فقال: «أف لكم ...» (1).

وروى المفيد في كتاب (المجالس) ص 87 قسما كبيرا من

هذه الخطبة، فقد رواها الى قوله:

(ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء)، باسناده الى جندب بن عبدالله الأزدي، وقال: ان قوله (علیه السلام) (والله ان امرءا الخ ...) خاطب به الاشعث بن قيس.

ورواها ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 125 - 127، وروى الطبري في تاريخه ج 4 ص 67 أكثرها، والسبط في (التذكرة) ص 106 قسما منها، والمفيد في كتاب الاختصاص ص 153 بعض فقراتها ناقلا له عن كتاب ابن دأب.9.

ص: 156


1- انظر شرح النهج م 1 ص 179.

34 - ومن خطبة له (علیه السلام) بعد التحكيم و بعدما بلغه من أمر الحكمين:

«الحمد لله وان أتى الدهر بالخطب الفادح، والحدث الجليل ... أما بعد فان معصية الناصح الشفيق، العالم المجرب، تورث الحسرة، وتعقب الندامة ...».

قال الشارح: انها من خطبة خطب بها علي (علیه السلام) بعد خدعة عمرو بن العاص لأبي موسى الاشعري، وقبل وقعة النهروان، ورواها عن نصر بن مزاحم، وأورد تتمة الخطبة وهو قوله: (ألا ان هذين الرجلين ...) (1).

ورواها الطبري في تاريخه ج 4 ص 56 - 57، وأورد السبط في (التذكرة) ص 103 ا، وابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 119 روى أكثر ما في النهج من هذه الخطبة.

35 - و من خطبة له (علیه السلام) في تخويف أهل النهروان:

«فأنا نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا النهر ...».

نقلها الشارح عن محمد بن حبيب (2).

وروى الكثير منها ابن قتيبة فى (الامامة والسياسة) ج 1 ص 123 - 124، ورواها الطبري في تاريخه ج 4 ص 64، وأورد قسما منها كل من أبي حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 192، والسبط في التذكرة ص 100 باختلاف يسير.

36 - قوله (علیه السلام):

«نقمت بالامر حين فشلوا ...»

روى الباقلاني في (اعجاز القرآن) ص 189 - 192، وابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 207 خطبة طويلة قالها (علیه السلام)7.

ص: 157


1- المصدر ص 200.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 207.

يؤبن بها أبا بكر، و هي مشتملة على أكثر ما روي في النهج.

ومن جهة ثانية روى الصدوق في (الامالي) ص 214 - 215

، و (اكمال الدين) ص 369 - 370 كلمة طويلة قالها رجل في تأبين علي (علیه السلام) حين قبض، أولها: رحمك يا أبا الحسن (كنت أول القوم اسلاما الخ ...) و هي مشتملة على كثير مما روي في النهج.

38 - ومن خطبة له (علیه السلام) بعد اغارة النعمان بن بشير صاحب معاوية على عين التمر:

«منيت بمن لا يطيع اذا أمرت ولا يجيب اذا دعوت ...»

نقلها الشارح وذكر سببها عن كتاب (الغارات) لابراهيم الثقفي، وروى تتمتها عن محمد بن فرات الجرمي عن زيد بن علي (علیه السلام) (1).

وروى الطبري قسما منها في تاريخه م 4 ص 81 - 83.

وما رواه الرضي هو مجموع ما اختاره من خطبتين، فراجع الطبري وما رواه الشارح عن كتاب (الغارات) للثقفي.

39 - ومن كلام له (علیه السلام) حين مسمع الخوارج يقولون (لا حكم الا لله):

«كلمة حق يراد بها باطل، انه لا حكم الا لله، ولكن هؤلاء يقولون: لا امرة الا لله، وانه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر ...».

ذکره ابن عبد ربه فى (العقد الفريد) م 1 ص 211، والمبرد في (الكامل) ج 2 ص 131، وروى الفقرة الاولى منه السبط في (التذكرة) ص 99، والطبري في تاريخه م 4 ص 53.

41 - و من كلام له (علیه السلام):

«أيها ان أخوف ما أخاف عليكم اثنان ...»5.

ص: 158


1- انظر شرح النهج م 1 ص 213 - 214 وم 2 ص 34 - 35.

رواه نصر بن مزاحم في كتاب (صفين) ص 4، واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 184، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 437، والمفيد في (الارشاد) ص 111، وفي المجالس ص 121، و 204، وابن مسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 144 وأبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 76، وابن عبد ربه فى العقد الفريد م 2 ص 134، والكليني في (روضة الكافي ص 58 - 63 من خطبة طويلة، والخوارزمي في (المناقب) ص 262، والطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 236 وص 117، ورويت فقرات منها في (تذكرة الخواص) من خطبة تعرف (بالبالغة) ص 132 مع اختلاف بين هذه الروايات.

42 - ومن كلام له (علیه السلام) بعد ارساله جرير البجلي الى معاوية، وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد للحرب:

«ان استعدادي لحرب أهل الشام، وجرير عندهم، اغلاق للشام، وصرف لاهله عن خير ان أرادوه ...».

روی ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 82 أكثر الفصل الاول منه، وروى نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 32 فقرتين منه، و هما قوله (علیه السلام): (وقد وقت لرسولي الله وقتا، لا يقيم بعده الا مخدوعا أو عاصيا)

وروى محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ص 112 بعض فقرات الفصل الثاني وهو قوله: أما والله لقد ضربت هذا الامر الخ ...، وكذا نقل الشارح عن نصر بن مزاحم شيئا من أول الفصل المذكور (1).

43 - ومن كلام له (علیه السلام) في مصقلة بن هبيرة الشيباني عندما هرب الى معاوية، وكان قد ابتاع سبي بني ناجية من عامل3.

ص: 159


1- انظر شرح النهج م 1 ص 183.

(علیه السلام)، وأعتقه فلما طالبه بالمال خاص به، وهرب الى الشام فقال (علیه السلام):

«قبح الله مصقلة، فعل فعل السادة، وفر فرار العبيد ...».

رواه ابراهيم الثقفي في كتاب (الغارات) بزيادة واختلاف يسير (1)، والطبري في تاريخه ج 4 ص 100 وذكر المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 419 قسما منه.

44 - ومن خطبة له (علیه السلام) و هو بعض خطبة طويلة خطبها يوم الفطر:

«الحمد لله غير مقنوط من رحمته، ولا مخلو من نعمته ...»

قال كمال الدين البحراني: هذه الخطبة ذات فصول، ومنها ما سبق ذكره وهو قوله (علیه السلام): «أما بعد فان قد أدبرت وآذنت بوداع ...» (2).

وقال الشارح ابن أبي الحديد: وأعلم ان هذا الفصل يشتمل على فصلين من كلام أمير المؤمنين (علیه السلام): أحدهما حمد الله والثناء عليه الى قوله: ولا تفقد له نعمه.

والثاني ذكر الدنيا الى آخر الكلام، وأحدهما غير مختلط بالآخر، ولا منسوق عليه. ولكن الرضي رحمه الله تعالى يلتقط كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) التقاطا، ولا يقف مع الكلام المتوالي لان غرضه ذكر فصاحته (علیه السلام) لا غير، ولو أتى بخطبه على وجهها لكانت أضعاف كتابه الذي جمعه (3).

أقول: ذكرنا فيما سبق مصادر الفصل السابق منها وهو قوله (علیه السلام): (أما بعد فان الدنيا قد أدبرت و آذنت بوداع ...) وقد تقدم برقم (27).3.

ص: 160


1- انظر شرح النهج م 1 ص 270.
2- انظر شرح البحراني ج 2 ص 41.
3- شرح النهج م 1 ص 273.

وقد رواها الصدوق القمي في (الفقيه) ج 1 ص 327 - 328 من خطبة طويلة قالها (علیه السلام) يوم عيد الفطر.

45 - من كلام له (علیه السلام) عندما عزم على المسير الى الشام:

«اللهم اني أعوذ بك من وعثاء السفر ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 70، والقاضي النعمان في دعائم الاسلام ج 1 ص 408 الى قوله (في الاهل)، مع زيادة بعض الفقرات.

وقال الشارح: ان هذا الدعاء ذكره نصر بن مزاحم وغيره من رواة السير، وصدره مروي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في المسانيد الصحيحة، وختمه أمير المؤمنين (علیه السلام) وتممه بقوله: (ولا يجمعها غيرك) (1).

وقال الرضي في النهج: وابتداء هذا الكلام مروي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وقد قفاه أمير المؤمنين (علیه السلام) بأبلغ كلام، وتممه بأحسن تمام من قوله: ولا يجمعها غيرك ... إلى آخر الفصل.

46 - ومن كلام له (علیه السلام) في ذكر الكوفة:

«كأني بك يا كوفة، تمدين مد الأديم العكاظي، تعركين بالنوازل ...».

رواه أبو عبدالله أحمد بن محمد الهمداني المعروف بابن الفقيه في كتاب (البلدان) ص 164 قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفة:

«ويحك يا كوفة واختك البصرة كأني بكما تمدان مد الأديم تعركان عرك العكاظي، الا أني أعلم - فيما أعلمني الله عزوجل - أنه ما أراد يكما جبار سوءا الا ابتلاه الله بشاغل ...».

47 - ومن خطبة له (علیه السلام) عند مسيره الى الشام:

«الحمد لله كلما وقب ليل وغسق، والحمد لله كلما لاح

ص: 161


1- انظر شرح النهج م 1 ص 277.

نجم و خفق ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 70، وروی نصر أيضا الفقرتين الأوليين في ص 72 في كتابه المذكور مع بعض الاختلاف.

وقال الشارح: و هذه الخطبة خطب بها (علیه السلام) و هو بالنخيلة خارجا من الكوفة، ومتوجها الى صفين لخمس بقين من شوال سنة سبع وثلاثين، ذكرها جماعة من أصحاب السير، وزادوا فيها: وقد أمرت على المصر عقبة بن عمرو. ثم ذكرها الشارح بتمامها (1).

49 - ومن كلام له (علیه السلام):

«انما بدء وقوع الفتن أهواء تنبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله ...».

رواه الكليني في روضة الكافي ص 58 - 63 من خطبة طويلة، أولها «ألا ان أخوف ما أخاف عليكم ...»، وفي كتابه (أصول الكافي) ح م 1 ص 54 بسند ينتهي الى محمد بن مسلم عن الباقر (علیه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) الناس الخ ...

وذكرها سليم بن تيس الهلالي في كتابه ص 90 - 91 رواها عن علي عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، أولها: منهومان لا يشبعان ...، ومن فصولها قوله: (ان أخوف ما أخاف عليكم ... ح، ومنها قوله: (وانما ابتداء وقوع الفتن من أهواء تتبع، وأحكام تبتدع ...).

ورواها الطبرسي في (مشكاة الأنوار) عن محمد بن مسلم مختصرة الى قوله (من الله الحسنى) ص 223.

وأورده اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 197، والبرقي في كتابه المحاسن من كتاب (مصابيح الظلم ح ج 1 ص 161 وص

ص: 162


1- انظر شرح النهج م 1 ص 287.

169 بسنده عن محمد بن سلم عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) الخ ...

50 - ومن خطبة له (علیه السلام) حين غلب أصحاب معاوية على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء:

«قد استطعموكم القتال، فأقروا على مذلة، وتأخير محلة أو رووا السيوف من الدماء، ترووا من الماء ...».

رواه الشارح عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر مع زيادة ذكرها في الشرح (1).

و هذه الخطبة ليست موجودة في كتاب صفين المطبوع، مما يدل على ان النسخة المطبوعة ناقصة.

51 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«ألا وان الدنيا قد تصرمت و آذنت بانقضاء، وتنكر معروفها ...».

قد تقدم المختار من هذه الخطبة برواية مرت برقم (44)، وأعادها الرضي هنا برواية أخرى، لاختلاف الروايتين.

وقد رواها الطوسي في كتابه (المصباح) مسندة باختلاف بين روايته ورواية الرضي (2).

ورواها المفيد في (المجالس) ص 95 الى قوله (علیه السلام): (وأخاف عليكم من عقابه) باسناده الى الحرث بن كعب عن مجاهد.

ورواها أبو نعيم الأصبهاني في حلية الاولياء ج 1 ص 77 آخرها بسند ينتهي الى بكر بن خليفة، باختلاف يسير.

رواها من قوله: (فوالله لو حننتم حنين الوله العجال)، الى

وروى هذه الخطبة كلها الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 1 ص 328 - 330 من خطبة طويلة قالها (علیه السلام) في عيد4.

ص: 163


1- انظر شرح النهج م 1 ص 329.
2- انظر مدارك النهج ص 244.

الأضحى، واختار الرضي منها ما ذكره في النهج متفرقا، بتقديم وتأخير وتغيير في بعض ألفاظها.

52 - ومن خطبة له (علیه السلام) في ذكر يوم النحر وصفة الأضحية:

«ومن تمام الاضحية استشراف أذنها، وسلامة عينها ...».

رواها الصدوق القمي في كتاب (من لا يحضره الفقيه) ج 1 ص 330 من خطبة له (علیه السلام) قالها (علیه السلام) في عيد الاضحى وهي طويلة، ومنها اختار الرضي ما تقدم برقم (51)، وكذا رواها الطوسي في (المصباح) الذي روى المختار من سابقتها.

53 - و من كلام له (علیه السلام) يصف أصحابه بصفين:

«فتد اكوا علي تداك الابل الهيم يوم ورودها ...»

ذكر شطر منه في احتجاج الطبرسي ص 236 من خطبة يقول فيها: قصدع بما أمر به وبلغ رسالات ربه ...».

وروى ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 135 بعضها وتجد قسما منه في الارشاد للمفيد ص 115 وص 123، وشطرا منه في المستر شد ص 80 - 81.

وذكر الشارح شطرا من آخره ناقلا له عن ابن مزاحم (1).

وتجد شطرا من هذا الكلام ضمن الخطبة التي تقدمت برقم (25) فراجع.

54 - و من كلام له (علیه السلام) وقد استبطأ أصحابه اذنه لهم في القتال بصفين:

«أما قولكم: أكل ذلك كراهبة الموت، فوالله ما أبالي ...».

روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 127، والطبري في تاريخه ج 4 ص 13 كلمة مماثلة لما رواه الرضي في النهج، قالها (علیه السلام) لولده الحسن (علیه السلام).

55 - و من كلام له (علیه السلام):3.

ص: 164


1- انظر شرح النهج م 1 ص 183.

«وقد كنا مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نقتل أبناءنا وآباءنا ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 283 - 284 من كلمة قالها (علیه السلام) يوم صفين، حين أقر الناس بالصلح وأولها: ان هؤلاء القوم لم يكونوا ليفيئوا الى الحق الخ ...، وروى قسما منها ص 208.

و هو مذكور في الارشاد للمفيد ص 127، وفي كتاب سليم ابن قيس ص 77 - 78، وفي التذكرة للسبط ص 115 وهي من كلمة قالها (علیه السلام) لولده.

ورواه الشارح عن الواقدي وأنه (علیه السلام) قاله في قصة ابن الحضرمي الذي جاء البصرة لافسادها عليه (1).

كما رواه عن نصر بن مزاحم عن الشعبي وانه قالها يوم صفين (2).

56 - و من كلام له (علیه السلام):

«أما انه سيظهر عليكم بعدي رجل، رحب البلعوم ...».

روى المفيد فى (الارشاد) ص 151 قسما منه، وهو قوله: (وانه سيأمركم ...) ببعض الاختلاف.

وروى نظيره الكليني في أصول الكافي م 2 ص 291.

ورواه السيد ابن طاووس في كتابه (الملاحم و الفتن) ص 75 ناقلا له عن كتاب الفتن لابي صالح السليلي، الذي كانت كتابته سنة 307. كما رواه ابن طاووس أيضا عن كتاب الفتن لنعيم بن حماد (3)، الى قوله (يأكل ولا يشبع) بسنده عن علاء عن السري بن اسماعيل عن الشعبي عن سفيان عن الحسن بن علي عن علي (علیه السلام). رواه مختلفا عن رواية النهج هكذا:

ص: 165


1- راجع شرح النهج م 1 ص 352.
2- المصدر ص 193.
3- هو نعيم بن حماد الخزاعي أحد شيوخ البخاري توفي سنة 228 ه في سجن سامراء في خلافة المعتصم حين سئل عن القرآن فأبى أن يجيب.

(لا تذهب الايام والليالي، حتى تجتمع هذه الامة على رجل واسع السرم، ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع، لا يموت حتى لا يكون له في الارض عاذر، ولا في السماء ناصر).

ورواه ابو عمر الكشي في كتاب (الرجال) ص 103 بسند ينتهي الى سفيان بن أبي ليلى الهمداني، رواه عن الامام الحسن عن أبيه علي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، الى قوله: (يأكل ولا يشبع) باختلاف يسير.

ورواه الشارح عن كتاب (الغارات) لابراهيم الثقفي باسناده عن انس بن مالك قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول:

(سيظهر على الناس رجل من أمتي، عظيم السرم، واسع البلعوم، يأكل ولا يشبع، يحمل وزر الثقلين، يطلب الامارة يوما، فاذا أدركتموه فا يقروا بطنه (1).

وروى الشارح أيضا الفصل الثاني منه عن كتاب (الغارات) للثقفي مغايرا لرواية النهج، وهو قوله (علیه السلام):

(سيعرض عليكم سبي وستذبحون عليه فان عرض عليكم سبي فسبوني، وإن عرض عليكم البراءة مني، فاني على دین محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (57).

وروى العياشي في تفسيره عن معمر بن يحيى بن سالم، قال: قلت لأبي جعفر (علیه السلام): ان أهل الكوفة يروون عن علي (علیه السلام) أنه قال: ستدعون الى سبي و البراءة مني، فان دعيتم الى سبي فسبوني، وان دعيتم الى البراءة مني فلا تتبرأوا منه، فاني على دین محمد (صلی الله علیه و آله و سلم).

فقال أبو جعفر (علیه السلام): ما أكثر ما يكذبون على علي (علیه السلام)3.

ص: 166


1- انظر شرح النهج م 1 ص 372 - 373.

انما قال: ستدعون الى سبي والبراءة مني فان دعيتم الى فسبوني، وان دعيتم الى البراءة مني، فاني على دين محمد، ولم يقل فلا تتبرأوا مني (1).

57 - ومن كلام له (علیه السلام) خاطب به الخوارج:

«أصابكم حاصب، ولا بقي منكم آبر، أبعد ايماني بالله، و جهادي مع رسول الله أشهد على نفسي بالكفر ...».

رويت منه فقرات في تاريخ الطبري م 4 ص 63.

وروى ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 124، قسما منه من قوله: (أبعد ايماني) الى قوله: (من المهتدين)، ومثله السبط في التذكرة ص 100 رواه عن السدى.

وذكر الطبري الامامي فى المستر شد ص 162 منه قوله (علیه السلام): أما انكم ستلقون بعدي ذلا شاملا الى آخر الكلمة.

58 - قوله (علیه السلام) لما عزم على حرب الخوارج، وقيل له: انهم عبروا جسر النهروان فقال:

«مصارعهم دون النطفة، والله لا يفلت منهم عشرة، ولا يهلك منكم عشرة».

قال الشارح: هذا الخبر من الاخبار المتواترة، لاشتهاره، ونقل الناس له كافة، وهو من معجزاته وأخباره المفصلة عن الغيوب (2).

وروى الشارح عن المبرد في الكامل الفقرتين الأخيرتين منه (3). كما روى عن المدائني في كتاب الخوارج الفقرة الاولى منه (4).

ص: 167


1- انظر أحكام الآيات للجزائري ج 2 ص 192 ط النجف 1382 ه.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 425.
3- المصدر ص 204.
4- المصدر ص 203.

وروى المفيد في الارشاد ص 150 الفقرة الاولى منه ورواها هكذا: (انه لمصرعهم ومهراق دمائهم).

وروى الفقرة الثانية منه البيهقي في (المحاسن والمساوىء) ج 1 ص 385 و ج 2 ص 98.

ورواه المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 416.

59 - قوله (علیه السلام) حين قيل له: هلك الخوارج بأجمعهم:

«كلا والله: انهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء ...».

روى المسعودي في (المروج) ج 2 ص 418 كلاما له (علیه السلام) مشتملا على بعض فقرات ما في النهج.

وقوله (علیه السلام) في الخوارج أيضا:

«لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه».

رواه الصدوق في العلل فى الباب 157 ناقلا له عن كتاب الفاروق بين الاباطيل والحقوق لمحمد بن بحر الشيباني وعزاه الى الامام الحسن بن علي (علیه السلام) أجاب به معاوية حين طلب منه أن يخرج لمحاربة الخوارج، فقال له: أليسوا هم أعداؤك وأعدائي، قال الحسن (علیه السلام): نعم يا معاوية، ولكن ليس من طلب الحق الخ ...

وقد يكون الامام الحسن مستشهدا بكلام أبيه (علیه السلام).

وقد روى الطوسي في (التهذيب) ج 6 ص 144 - 145 بأسانيده عن علي (علیه السلام) كلاما متفقا بالمضمون مع ما ورد في النهج.

60 - و من كلام له (علیه السلام) لما خوف من الغيلة:

«وان علي من الله جنة حصينة ...».

روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 128 كلمة تشبه ما في النهج.

62 - قوله (علیه السلام) من خطبة:

ص: 168

واتقوا الله عباد الله و بادروا أجالكم بأعمالكم ...».

روى السبط في التذكرة ص 146 شطرا منها، من قوله (استعدوا) مع زيادة كبيرة.

ورواها ابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 148 ونسبها إلى المأمون.

وقد يكون المأمون حفظها في جملة ما حفظه من كلام الامام (علیه السلام) فقد كان المأمون متأثرا بالامام الى حد كبير.

63 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الذي لم تسبق له حال حالا ...».

روى الصدوق الشطر الكبير من هذه الخطبة في (التوحيد) ص 29 - 30، الى قوله (وأمر مبرم) وانه خطب بها (علیه السلام) حين استنهض الناس لحرب معاوية في المرة الثانية أي بعد وقعة النهروان، على اختلاف يسير.

كما روى الصدوق فى (التوحيد) ص 62 بعض فقراتها وهي قوله (لم يحلل في الاشياء) الى قوله (بائن) من خطبة أولها: «الحمد لله الذي هو أول بلا بدء مما ...».

64 - و من كلام له (علیه السلام) بصفين:

«معاشير المسلمين، استشعروا الخشية، وتجلببوا بالسكينة ...».

رواه كل من ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 2 ص 110 والبيهقي في المحاسن والمساوىء ج 1 ص 65 - 67، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 389 - 390.

وقال الشارح: وهذا الكلام خطب به أمير المؤمنين (علیه السلام) في اليوم الذي كانت عشيته ليلة الهرير في كثير من الروايات. وفي رواية نصر بن مزاحم انه خطب به في أول أيام اللقاء والحرب

ص: 169

بصفين، وذلك في صفر سنة سبع وثلاثين (1).

66 - و من كلام له (علیه السلام) لما قلد محمد بن أبي بكر مصر فملكت عليه وقتل:

«وقد أردت تولية هاشم بن عتبة، ولو وليته اياها، لما خلى لهم العرصة، ولا أنهز هم الفرصة ...».

رواه الشارح عن ابراهيم بن سعد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن المدائني (2).

ورواه الطبري فى تاريخه م 4 ص 83 مع اختلاف یسیر.

67 - و من كلام له (علیه السلام) في توبيخ أصحابه:

«كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة، والثياب المتداعية ...».

روى المفيد في الارشاد ص 128 فقراته الاولى وفي ص 129 قسما منه أيضا.

68 - قوله (علیه السلام) في سحرة اليوم الذي ضرب فيه:

«ملكتني عيناي وأنا جالس، فسنح لي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقلت يا رسول الله، ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ فقال: أدع عليهم ...».

قال الشارح: رواه أبو الفرج الأصبهاني عن أبي جعفر الطبري باسناده في تاريخه عن أبي عبد الرحمن السلمي (3).

قلت: رواه أبو الفرج الاصفهاني في كتابه (مقاتل الطالبيين) ص 27 عن جماعة كثيرة باسناده عن أبي عبد الرحمن السلمي عن الحسن بن علي عن أبيه علي (علیه السلام) الخ ...

ورواه كل من ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 134، و السبط في (التذكرة ح ص 174، وابن عبد البر

ص: 170


1- انظر شرح النهج م 1 ص 479.
2- انظر شرح النهج م 2 ص 35.
3- انظر شرح التهج م 2 ص 45.

الأندلسي في الاستيعاب ج 3 ص 61 من المطبوع بهامش الاصابة في مصر عام 1358 ه (1939م).

ورواه أيضا محب الدين الطبري في (ذخائر العقبي ص 113 عن الحسن البصري وقال: أخرجه أبو عمر.

ورواه أيضا ابن سعد في (الطبقات) ج 3 ص 36، والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 175.

- وروى المفيد في (الارشاد) ص 8 شطرا منه.

69 - ومن خطبة له (علیه السلام) في ذم أهل العراق:

«أما بعد يا أهل العراق، فانما أنتم كالمرأة الحامل، حملت فلما أتمت أملصت ...».

رواه المفيد في الارشاد ص 131 - 132، كما رواه ايضا في كتابه الاختصاص ص 155 عدا فقرات من أولها من كتاب ابن دأب.

ورواها الطبرسي في الاحتجاج ص 254 - 255 من خطبة طويلة يقرع بها أصحابه.

70 - ومن خطبة له (علیه السلام) يعلم فيها الناس الصلاة على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم):

«اللهم داحي المدحوات، وداعم المسموكات، وجابل القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها ...».

نقلها الشارح عن سلامة الكندي، وذكر تفسير ابن قتيبة لغريب كلماتها (1).

ورواها أبو علي القالي في (ذيل الأمالي) ص 173، و السبط في (التذكرة) ص 127 باسناده إلى سعيد بن عمر.

وقد ذكرت فقرات منها في الخطبة الآتية برقم (103).

كل ذلك باختلاف فى بعض الكلمات والزيادة والنقصان.4.

ص: 171


1- شرح النهج م 4 ص 364.

71 - ومن كلام له (علیه السلام) في مروان بن الحكم وقد أسر يوم البصرة وشفع به الحسن والحسين في اخلاء سبيله، وقالا لأبيهما: يبايعك يا أمير المؤمنين، فأجابهما:

«أو لم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته، انها كف يهودية ...».

رواه السبط في (تذكرة الخواص) ص 78 باختلاف يسير.

وقال الشارح: قد روي هذا الخبر من طرق مختلفة، ورويت فيه زيادة لم يذكرها الرضي، وهي قوله (علیه السلام) في مروان (يحمل راية ضلالة ...) (1).

72 - ومن كلام له (علیه السلام) لما عزموا على بيعة عثمان: «لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ...».

روى ذلك الشارح فيما صح عنده من هذه الخطبة التي فيها ما ذكر في النهج، وقال: قد ذكره أصحاب السيرة، وقد أوردنا بعضه فيما تقدم، ثم ان الشارح ذكر تتمة هذا الكلام (2).

74 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«رحم الله امرءا سمع حكما فوعی و دعی الى رشاد قدنا ...».

قال أبو الفتح الكراجكي في كتابه (كنز الفوائد ح ص 162 - 163: جاء في الحديث عن الامام الصادق (علیه السلام) انه قال: تكلم أمير المؤمنين (علیه السلام) بأربع وعشرين كلمة، كل كلمة منها وزن السموات والارض قال (علیه السلام): رحم الله امرءا استمع فوعى ودعي الى رشاد فدنا، ثم ذكر تتمة الاربع و العشرين كلمة. ورواها القيرواني في كتاب (زهر الآداب) ص 48 م 1،1.

ص: 172


1- شرح النهج م 2 ص 53.
2- المصدر ص 61.

والسبط فى (تذكرة الخواص) ص 136 من كلمة أولها: (استعدوا للموت ...).

وروى ابن شعبة في كتاب (تحف العقول) ص 144 - 145 من طبعة النجف، الكثير من فقراتها، ورواها أيضا بتمامها ص 148 ما خلا بعض الفقرات منها.

وروى الكليني في روضة الكافي ص 172 الكثير من فقراتها.

75 - و من كلام له (علیه السلام):

«ان بني أمية ليفوقونني تراث محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) تفويقا، والله لئن بقيت لهم لأنفضهم نفض اللحام الوزام التربة» (1).

قال الشارح: ان أصل هذا الخبر قد رواه أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني في كتاب (الاغاني) باسناد رفعه الى الحرب بن حبش. ثم ذكره الشارح عن الجوهري عن أبي يزيد عمر بن شبه باسناد ذكره (2).

أقول: رواه أبو الفرج الأصبهاني في (الاغاني ج 11 ص 53 هكذا: قال (علیه السلام) حين بعث سعيد بن العاص بصلة اليه (علیه السلام): لشد ما تحظر بنو أمية تراث محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، أما والله لئن وليتها لأتفضتها نفض التراب الوذمة. وفي رواية: والله لا يزال غلام من غلمان بني أمية يبعث الينا مما أفاء الله على رسوله بمثل قوت الأرملة، والله لئن بقيت لهم لأنفضنها نفض القصاب الوذام التربة.

76 - ومن كلمات كان (علیه السلام) يدعو بها:

«اللهم أغفر لي ما أنت أعلم به مني ...».

أورد الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) الفقرات الاخيرة من هذه الكلمات، وهي قوله (علیه السلام): اللهم اغفر3.

ص: 173


1- الوزام: القطعة من الكرش أو الكبد فتقع في التراب فتنفض.
2- انظر شرح النهج م 2 ص 63.

لي رمزات الالحاظ و سقطات الالفاظ و شهوات الجنان و هفوات اللسان (1).

76 - ومن كلام له (علیه السلام) قاله لبعض اصحابه عندما عزم على المسير الى الخوارج، وقد قال له: ان سرت في هذا الوقت لم تظفر بمرادك من طريق علم النجوم، فأجابه (علیه السلام) بقوله:

«أتزعم أنك تهدي الى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ...».

روى سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 157 فقرات عديدة منه، من فصل طويل، رواه عن عكرمة عن ابن عباس، وعن الشعبي عن أبي أراكة، وذكر السبط في روايته أن الذي نهى الامام (علیه السلام) عن المسير هو مسافر بن عوف بن الاحمر، وكان ينظر في النجوم.

وأورده ابن طاووس في (فرج المهموم) ص 57 و نقله عن (عيون الجواهر) للصدوق القمي بسند ينتهي الى ابن الاحمر.

ورواه الصدوق أيضا في الأمالي في المجلس الرابع والستين ص 372 بسنده الى ابن الأحمر، ونقله الشارح عن كتاب صفين لابن ديزل (2).

وأورده الطبرسي في الاحتجاج ص 357.

77 - ومن خطبة له (علیه السلام) بعد فراغه من حرب الجمل:

«معاشر الناس ان النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ نواقص العقول ...».

رواها السبط في التذكرة ص 79، والطبري الامامي في في المستر شد ص 81 من خطبة طويلة إلى قوله (من مواريث الرجال).3.

ص: 174


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 272.
2- راجع شرح النهج م 1 ص 203.

78 - ومن كلام له (علیه السلام):

«أيها الناس: الزهادة قصر الأمل، والشكر عند النعم ...»

رواه الطبر الطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 106 من كلمة له في الزهد نقلها عن روضة الواعظين، كما روى بعضها ص 156 عن كتاب (المحاسن) للبرقي.

وروى الصدوق القمي في معاني الاخبار باب 279 فقرات من أولها بسنده عن أبي الطفيل، وروى ابن شعبة فى (تحف العقول) كثيرا منها متفرقا في الصفحات 101 و 138 و 154، والبرقي في المحاسن ص 234 روى الفقرات الاخيرة منه مع بعض الاختلاف.

79 - ومن كلام له (علیه السلام) في ذم الدنيا:

«ما أصف من دار، أولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب ...».

أورده الشريف المرتضى في كتابه (الأمالي ج 1 ص 153، والطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 243، وأبو علي القالي في (الأمالي) ج 2 ص 117، والسبط في التذكرة ص 136، وابن شعبة في تحف العقول ص 138 من طبعة النجف.

وروى المسعودي فى (مروج الذهب) ج 2 ص 433 أكثر فقرات هذا الكلام وروى المفيد في (الاختصاص) ص 188 شطرا منه، ومثله الخوارزمي في المناقب ص 262 بسنده، ورواه المبرد في كتابه (الكامل) ج 1 ص 152، رواه الى قوله: (ومن افتقر فيها حزن).

ورواه الكراجكي في (كنز الفوائد) ص 160، وقال كان (علیه السلام) يخطب فسأله بعضهم في أثناء الخطبة عن الدنيا فقال هذا الكلام، ثم عاد الى خطبته مع اختلاف يسير.

80 - ومن خطبة له (علیه السلام) تسمى بالغراء:

ص: 175

«الحمد لله الذي علا يحوله، ودنا بطوله، مانح كل غنيمة و فضل ...».

روى القاضي القضاعي في (دستور معالم الحكم) في الباب الثالث ص 59 أحد فصول هذه الخطبة، وهو قوله (علیه السلام): (عباد مخلوقون اقتدارا الخ ...) (1).

وروی ابن شعبة في (تحف العقول) ص 146 شطرا من الفصل السابق، وشطرا من فصل (فيا لها أمثالا صائبة)، و شطرا من فصل (فهل ينتظر أهل غضارة الشباب).

وروى أيضا في 139 شطرا من فصل (هل من مناص الخ ...) وروى السبط في التذكرة ص 131 - 132 خطبة له (علیه السلام) بسند ينتهي الى ابن عجلان عن جعفر بن محمد (الصادق) عن أبيه

عن جده، قالها حين شيع جنازة، فلما وضعت في لحدها، عج أهلها و بكوا، فقال (علیه السلام): مما تبكون؟ أما والله، ان اليهم لعودة، ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحد، ثم قام بينهم فقال: «أوصيكم عبادة الله، الذي ضرب لكم الأمثال ووقت لكم الآجال ...»

وهو الفصل الاول من هذه الخطبة.

وما رواه في التذكرة يشتمل على شطر مما في النهج، مع اختلاف يسير.

وتجد شطرا من هذه الخطبة في (حلية الأولياء) لابي نعيم الاصفهاني م 1 ص 78 - 79 بسنده الى ابن عجلان عن الصادق (علیه السلام).

ونقل الشارح عن الجاحظ انه قال: حدثني ثمامة قال: سمعت جعفر بن يحيى - وكان من أبلغ الناس وأفصحهم - يقول: الكتابة بضم اللفظة الى أختها، ألم تسمعوا قول شاعر لشاعر7.

ص: 176


1- انظر مدارك نهج البلاغة ص 247.

- وقد تفاخرا - أنا أشعر منك، لاني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه، ثم وناهيك حسنا بقول علي بن أبي طالب (علیه السلام):

(هل من مناص أو خلاص، أو معاذ أو ملاذ، أو فرار أو محاد) (1).

قال أبو عثمان (الجاحظ): وكان جعفر يعجب أيضا بقول علي (علیه السلام):

(أين من جد واجتهد، وجمع واحتشد، و بنی فشید و فرش فمهد، وزخرف فنجد).

قال: ألا ترى أن كل لفظة منها آخذة بعنق قرينتها، جاذبة اياها الى نفسها، دالة عليها بذاتها (2).

أقول: قد روى هذا كله أيضا ابن مسكويه في كتابه (الحكمة الخالدة) ص 112 بأسلوب آخر عن جعفر بن يحيى.

والفقرات التي حكى الجاحظ اعجاب جعفر بن يحي البرمكي بها، وهي (هل من مناص أو خلاص الخ ...) هي من بعض فصول هذه الخطبة.

أما الفقرات التي أعجب جعفر بها وهي (أين من جده واجتهد الخ ...) (فهي من خطبة أخرى ذكرها ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 133.

وأولها: أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته، وبتقديم العمل وترك الامل، فانه من فرط في عمله لم ينتفع بشيء من أمله ...

81 - ومن كلام له (علیه السلام) في ذكر عمر بن العاص:

«عجبا لابن النابغة: يزعم لاهل الشام أن في دعابة، وأني امرؤ تلعابة ...».

ص: 177


1- محار أي مرجع الى الدنيا بعد فراقها.
2- انظر شرح النهج م 2 ص 98 - 99.

رواه كل من ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 2 ص 164، والبيهقي في (المحامين والمساوىء) ج 1 ص 84، والطبرسي فى (الاحتجاج) ص 98، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 236، وأبي حيان التوحيدي في (الامتاع والمؤانسة) ج 3 ص 183 عن الشعبي، والشيخ الطوسي في (الأمالي) مسندا ج 1 ص 131.

82 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، الأول لا شيء قبله، والآخر لا غاية له ...»

ومنها: «فاتعظوا عباد الله بالعبر النوافع ...».

روى أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 77 عدة فقرات منها، من الخطبة رقم (80).

وكذا روى عدة فقرات منها السبط في التذكرة ص 131 - 132.

و روى الواسطي في (عيون الحكم) شطرا من هذه الخطبة من قوله: (فاتعظوا - عباد الله - بالعبر النوافع) الى قوله: (و شاهد يشهد عليها بعملها) (1).

83 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«قد علم السرائر وخبر الضمائر، له الاحاطة بكل شيء ...».

رویى ابن شعبة في (تحف العقول) ص 99 - 102 أكثر فصولها وفقراتها في الخطبة المسماة بالديباج، ونصر بن مزاحم فى كتاب صفين ص 10 عدة فقرات منها، من قوله: (فانه لم يخلقكم عبثا) الى قوله: (وكتب أجالكم) من خطبة قالها بصفين، ومثله روى أبو حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 145،6.

ص: 178


1- مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 2 266.

وروى المفيد في (المجالس) ص 120 فقرات من أواخرها، والطبرسي في مشكاة الانوار ص 156 شطرا منها.

وروى الصدوق في (الفقيه) ج 1 ص 132 فقرات منها من الخطبة الآتية برقم (107)، وكذلك البرقي في (المحاسن) ص 233 - 234.

84 - و من خطبة له (علیه السلام):

«عباد الله ان من أحب عباد الله اليه عبدا أعانه الله على نفسه ...».

قال الشارح عند شرحه الفصل الاخير منها وهو قوله (علیه السلام):

(حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية ...).

قال: وهذه الخطبة طويلة، وقد حذف الرضي منها الكثير، ومن جملتها: أما والذي فلق الحبة و برأ النسمة، لا يرون الذي ينتظرون حتى يهلك المتمنون ويضمحل المحلون ...» (1).

85 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أما بعد، فان الله لم يقصم جياري دهر قط، تمهيل ورخاء ...».

روى هذه الخطبة الكليني في كتاب (روضة الكافي) ص 63 - 66، وهي خطبة طويلة، وكذا رواها الشيخ المفيد في كتاب (الارشاد) ص 137 - 138 مع اختلاف في بعض الكلمات و الفقرات.

86 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الامم، واعتزام من الفتن ...».

روى الكليني فى (روضة الكافي) ص 173 - 176، فقرات عديدة مما في النهج، من خطبة أولها:

ص: 179


1- انظر شرح النهج م 2 ص 132 - 133.

«الحمد لله أهل الحمد ووليه، ومنتهى الحمد ومحله ...».

و شطرا منها في كتاب (اصول الكافي) م 1 ص 60 - 61، الى قوله (علیه السلام): (ودثارها السيف) من خطبة طويلة مشتملة على زيادات كثيرة، ينتهي اسنادها الى مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام) ثم ذكر الخطبة.

وروى شطرا منها علي بن ابراهيم القمي في تفسيره ص 3 مع اختلاف وزيادة (1).

88 - من خطبة له (علیه السلام) تسمى بالاشباح، حين مسئل أن يصف الله تعالى كأنه يراه، فقال:

«الحمد لله الذي لا يفره المنع والجمود، ولا يكديه الاعطاء

والجود ...».

رواها الرضي في النهج عن مسعدة بن صدقة، ورواها المصدوق القمي في كتاب (التوحيد) ص 34 - 41 بسنده عن اسماعيل بن اسحاق الجهني عن فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة عن الصادق (علیه السلام) قال: بينما أمير المؤمنين (علیه السلام) يخطب على المنبر بالكوفة، اذ قام اليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، صف لنا ريك، لنز داد له حبا، و به معرفة، فغضب أمير المؤمنين و نادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله، ثم قام متغير اللون، فقال: «الحمد لله الذي لا يفره المنع ولا يكديه الاعطاء ...».

وروى ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد م 2 ص 164 - 165 شطرا منها.

ورواية الرضي في النهج أطول من رواية الصدوق، وبينهما اختلاف في بعض الكلمات والفقرات.

ص: 180


1- انظر مصادر نهج البلاغة وأسانید. ج 2 ص 277.

89 - ومن كلام له (علیه السلام) حين أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان:

«دعوني والتمسوا غيري، فأنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان ...».

ذكره الطبري فى تاريخه ج 3 ص 456، وروى المفيد في كتاب (الجمل) ص 48 الفقرة الاولى منه.

وروى محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ص 111 الفقرة الاخيرة منه، وهو قوله (علیه السلام):

«لا تريدوني، فاني لكم وزيرا خير لكم مني أميرا» رواه عن محمد بن الحنفية وقال أخرجه أحمد في المناقب.

وروى السبط في (التذكرة) ص 57 الفقرة الاخيرة منه هكذا: (لا تفعلوا، لأن أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا).

90 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أما بعد حمد الله، والثناء عليه، أيها الناس فاني فقات عين الفتنة ...».

رواها سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 85 - 90.

وروى اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 119 شطرا منها.

وقال الشارح: و هذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السيرة، وهي متداولة منقولة مستفيضة خطب بها علي (علیه السلام) بعد انقضاء النهروان، وان فيها ألفاظا لم يوردها الرضي رحمه الله، ثم ذكر الشارح فصلا من هذه الخطبة مما لم يذكر الرضي (1).

وروى شطرا منها أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 68.

وروى أبو صالح السليلي ابن أحمد بن عيسى بن شيخ

ص: 181


1- انظر شرح النهج م 2 ص 179.

الحسائي في (الفتن) من نسخة رآها ابن طاووس، كتبت سنة 307، شطرا من أول الخطبة الى قوله (وناعقها) (1).

وكذا نعيم بن حماد الخزاعي في كتابه الفتن، من قوله: (سلوني فوالله لا تسألوني ...)، نقله عنه ابن طاووس (2).

و نقل الحسن بن سليمان الحلي في المختصر ص 88 شطرا من أولها عن كتاب خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) للجلودي، من قوله (أنا فقأت عين الفتنة) الى قوله (وسائقها).

وروى الخطبة المجلسي في (البحار) عن كتاب (الغارات) لابراهيم الثقفي (3).

91 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم، ولا يناله حدس الفطن ...»

روى الكليني في (أصول الكافي) م 1 ص 134 - 136 الفصل الاول منها من خطبة أولها: الحمد لله الواحد الأحد، الصمد المتفرد الخ ...، وكذا روى الصدوق في كتاب (التوحيد) فصل الاول منها، من خطبة أولها: «الحمد لله الواحد الأحد، الصمد المنفرد ...».

وفي ص 53 روى الفصل الاخير منها من خطبة أخرى أولها: «الحمد لله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء يكون، كون ما قد كان، مستشهدا بحدوث الأشياء على أزليته ...».

وروى ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 136 خطبة سماها الغراء مشتملة على شيء مما روى في النهج، وأولها:

«الحمد لله الاحد الصمد، الواحد المنفرد ...» على اختلاف بين الروايات.

ص: 182


1- انظر الملاحم والفتن لابن طاووس ص 86 و ص 16.
2- انظر الملاحم والفتن لابن طاووس ص 86 وص 16.
3- انظر مصادر النهج وأسانيده ج 2 ص 298.

94 - ومن كلام له (علیه السلام) في أصحابه وأصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم):

«ولئن أمهل الظالم فلن يفوت أخذه، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه، وبموضع الشجي من ريقه ...».

رواه المفيد في (الارشاد) ص 131 - 134 من خطب متعددة قالها (علیه السلام) في مقامات مختلفة، والتقط الرضي منها ما اختاره في النهج ما عدا الفصل الاخير منها، وهو قوله (علیه السلام): (انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم الخ ...) قلم يذكره المفيد فى الارشاد.

و تجد كذلك فصلا كبيرا من هذه الخطبة في كتاب (المجالس)،

للمفيد ص 87 و شطرا منها في كتاب (الامامة والسياسة) لابن قتيبة ج 1 ص 126.

وروى سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 58 - 59 شطرا منها، وفي ص 88 الفصل الاخير منها وهو قوله (علیه السلام): (انظروا أهل بيت نبيكم الخ ...).

وروى الطبري الامامي في (المسترشد) ص 73 بعض فقرات من أول الفصل الاخير من هذه الخطبة.

وروى الشطر الكبير من الفصل الاخير منها، وهو: (لقد كان أصحاب محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)) كل من ابن قتيبة في (عيون الاخبار)، م 2 ج 6 ص 301 والمفيد في (المجالس) ص 115 وفي (الارشاد) ص 112.

وروى بعض فقرات منها الطبرسي في مشكاة الانوار ص 57 رواه عن الامام علي بن الحسين (علیه السلام).

وروى الطبر في (الاحتجاج) ص 254 - 255 منها أكثر ما رواه الرضي في النهج، رواه من خطبة طويلة.

95 - و من كلام له (علیه السلام) يشير فيه الى ظلم بني أمية:

ص: 183

والله لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرما الا استحلوه، ولا عقدا الا حلوه ...).

روى ابن قتيبة فى (الامامة والسياسة) ج 1 ص 128 أكثر هذا الفصل.

96 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«نحمده على ما كان، و نستعينه من أمرنا على ما يكون ...»

رواها الصدوق في (الفقيه) ج 1 ص 275 - 277 من خطبة يوم الجمعة ما عدا قوله: (الا فاذكروا هادم اللذات).

وروى أيضا في معاني الاخبار ص 184 شطرا من أواخرها من قوله (أما ترون الى أهل الدنيا) الى قوله: (وعلى أثر الماضي يصير الباقي)، وفي (الفقيه) أيضا ج 4 ص 273.

وروى الطبرسي هذا الفصل في (مشكاة الانوار) ص 106 - 107.

ورويت هذه الخطبة في مستدرك الوسائل للنوري في خطب يوم الجمعة عن زيد بن وهب (1).

97 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الناشر في الخلق فضله، والباسط بالجود فيهم يده ...».

قال الشارح: واعلم أن هذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين (علیه السلام) في الجمعة الثالثة من خلافته (2).

99 - و من خطبة له (علیه السلام):

«وذلك يوم يجمع فيه الاولين والآخرين ...».

أعاد الرضي رواية الفصل من هذه الخطبة، الذي يشير فيه

ص: 184


1- انظر مدارك نهج البلاغة ص 249.
2- انظر شرح النهج م 2 ص 192.

(علیه السلام) الى ما يصيب البصرة من الخراب والدمار على يد ذلك الجيش المذكور في هذه الخطبة، أعاد روايته بلفظ مختلف عما ذكره هنا، من خطبة أخرى تأتي برقم (126)، وهو قوله فيها: «يا أحنف، كأني به قد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم ...».

وهو (علیه السلام) في كلا الخطبتين يشير الى حركة الزنج الذين استغراهم علي بن محمد سنة (255 ه) وانتهت بالقضاء عليهم وعلي زعيمهم سنة (272 ه) على يد القائد الداهية المحنك رجل بني العباس الموفق أبي أحمد والد المعتضد بالله العباسي، بعد معارك ضارية وأحداث هائلة ودمار شامل للبصرة وغيرها، وما تبع ذلك من سلب ونهب، وسبي النساء وهتك الأعراض وضحايا بالجملة يضيق عنها الاحصاء، الى غير ذلك مما ذكر المؤرخون.

وقال البحراني فى شرحه ج 3 ص 15 - 16: انه (علیه السلام) أشار الى هذه الفتنة في فصل من خطبة خطب بها عند فراغه من حرب البصرة وفتحها، وهي خطبة طويلة حكينا منها فصولا تتعلق بالملاحم، من ذلك فصل يتضمن حال غرق البصرة فعند فراغه (علیه السلام) من ذلك الفصل قام اليه الاحنف بين قيس فقال له: يا أمير المؤمنين: متى يكون ذلك؟ قال: يا أبا بحر: انك لن تدرك ذلك الزمان، وان بينك وبينه لقرونا، ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغائب عنكم لكي يبلغوا اخوانهم، اذا هم رأوا البصرة قد تحولت أخصاصها دورا، و أجامها قصورا، فالهرب الهرب فانه لا بصيرة يومئذ ... يقتلهم اخوان الجن، وهم أجيل كأنهم اخوان الشياطين سود ألوانهم، منتنة أرواحهم، شديد كلبهم، قليل سلبهم ... ثم قال: ويحك يا بصرة، ويلك يا بصرة من جيش لا رهج له ولا حس ... ثم الجوع الاغبر، والموت الاحمر ...».

ص: 185

روى البحراني ذلك دون أن يشير الى مصدر هذه الخطبة

100 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أيها الناس، انظروا الى الدنيا نظر الزاهدين فيها، الصادقين عنها ...».

روى الكليني في (روضة الكافي) ص 17، الفصل الاول منها الى قوله (علیه السلام): (ما يصحبكم منها).

وأورد ابن شعبة في (تحف العقول) ص 139 شطرا من الفصل الاول الى قوله (والوهن)، كما ذكر في ص 153 بعضا من أواخر الفصل الاول وهو قوله (علیه السلام): (وكأن ما هو كائن الخ ...).

وروى كل من أبي نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء م 1 ص 76، و السبط في (التذكرة) ص 138 باسنادهما عن ابن الفضيل عن الحسن البصري عنه (علیه السلام) شطرا من الفصل الرابع من هذه الخطبة، وهو قوله (علیه السلام): (ذلك زمان لا ينجو فيه الا كل مؤمن نؤمة الخ ...).

وكذا روى الكليني في (أصول الكافي) م 2 ص 225 أكثر هذا الفصل المذكور.

و روی ابن طاووس في (الملاحم و الفتن) ص 27 نقلا عن كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد الخزاعي المتوفى فى سجن المعتصم سنة (228 ه) و هو من شيوخ البجاري، روی باسناده عن مسافر عن علي (علیه السلام) هذه الفقرة وهو قوله (علیه السلام) هكذا:

(ينجو من ذلك الزمان كل مؤمن نؤمة). وقد سئل (علیه السلام) عن النؤمة فقال: الساكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء.

وروى ابن قتيبة في (عيون الأخبار) بعض الفصل الاخير ج 2 ص 352 - 353 باختلاف وزيادة.

101 - ومن خطبة له (علیه السلام) وقد تقدم المختار منها:

ص: 186

«أما بعد فان الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله، وليس أحد من العرب يقرأ كتابا، ولا يدعي نبوة ولا وحيا ...».

قال الرضي: وقد تقدم مختار هذه الخطبة، الا أني وجدتها في هذه الرواية على خلاف ما سبق من زيادة ونقصان، فأوجبت الحال اثباتها ثانية.

أقول قد مرت هذه الخطبة برقم (32) على اختلاف بينهما يسير وزيادة ونقصان، وقد ذكرنا مصدر تلك، وأنه رواها المفيد في (الارشاد) ص 117.

102 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«حتى بعث الله محمدا، صلى الله عليه و آله شهيدا وبشيرا و نذيرا، خير البرية طفلا، وأنجبها كهلا ...».

روى الطبري الامامي في كتاب (المستر شد) ص 73 - 75 كثيرا من فقراتها ضمن خطبة طويلة.

وروى المفيد في (الارشاد) ص 130 فقرات عديدة منها من قوله (ألا وان لكل دم ثأئرا)، الى قوله (وفي دار عدوكم) مع زيادة من خطبة رواها المفيد ايضا، أولها: (أنا أنف الهدى ...).

103 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الذي شرع الاسلام، فسهل شرائعه لمن ورده ...».

روى اين شعبة في تحف العقول ص 109 - 110 الفصل الاول منها الى قوله (والجنة سبقته) مع زيادات، من خطبة يذكر فيها (علیه السلام) الإيمان والكفر ودعائمهما وشعبهما، أولها:

«ان الله ابتدأ الامور فاصطفى لنفسه منها ما يشاء واستخلص منها ما أحب ... ثم بينه فسهل شرائعه لمن ورده ...»

وكذا روى سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 37 - 38، والمفيد في (المجالس) ص 162 الفصل الاول المذكور.

ص: 187

وروى الكليني فى (أصول الكافي) م 2 ص 49 - 50 الفصل المذكور باسناده عن جابر عن الباقر عن علي (علیه السلام)، و باسانيد مختلفة عن الأصبغ بن نباته عن علي (علیه السلام).

وفي (سفينة البحار) م 1 ص 644 عن الكافي عن الاصبغ بن نباتة قال:

خطبنا أمير المؤمنين (علیه السلام) في داره أو قال في القصر ونحن

مجتمعون، ثم أمر (علیه السلام) فكتب في كتاب وقرأ على الناس.

وروى غيره أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين (علیه السلام) عن صفة الاسلام والايمان والكفر والنفاق فقال (علیه السلام):

أما بعد فان الله تبارك وتعالى شرع الاسلام و سهل شرائعه لمن ورده ...

وأورد السبط في التذكرة ص 127 شطرا من الفصل الثاني منها وهو قوله (علیه السلام): (حتى أورى قبسا لقابس) أورده الى قوله (علیه السلام) (من فضلك) رواه من ضمن خطبة أولها: (الحمد لله داحي المدحوات) باسناده إلى مجالد عن سعيد بن عمر عن علي (علیه السلام).

وروى الطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 35 - 36 الفصل الاول من هذه الخطبة الى قوله (والجنة سبقته) ثم أتبعها بقوله (علیه السلام): الا من اشتاق الى الجنة سلا عن الشهوات، ثم أتبعه بالفصل المتضمن معنى اليقين وانه على أربع، رواه بسنده عن جابر الاسدي عن علي (علیه السلام).

وكذا روى سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 88 آخر فقرة. من هذه الخطبة وهو قوله (علیه السلام): (فأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله لشر يوم لهم) روى هذا من الخطبة رقم 90 التي أولها (أنا فقأت عين الفتنة).

ومن كل ذلك يبدو ان ما اختاره الرضي هنا ملتقط من خطيتين، وأدرجه بنسق خطبة واحدة.

ص: 188

104 - ومن كلام له (علیه السلام) في بعض أيام صفين:

«وقد رأيت جولتكم، وانحيازكم عن صفوفكم، تحوزكم الجفاة الطغام ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 256، والطبري في تاريخه ج 4 ص 17، والكليني فى (الكافي) في كتاب (الجهاد) م 5 ص 40 من كلمة أطول مما ذكر في النهج.

106 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به ...».

روى ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 137 - 238 أكثر فصول هذه الخطبة، من خطبة أسماها الزهراء، على اختلاف يسير بين ما رواه و بين ما روي في النهج.

107 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«ان أفضل ما توسل به المتوسلون الى الله سبحانه وتعالى الايمان بالله ورسوله ...».

رواها ابن شعبة في تحف العقول ص 19 - 102 من خطبة تعرف (بالديباج) أولها «الحمد لله قاطر الخلق وخالق الاشباح ...».

والطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 220 - 221 الى قوله: (تقي مصارع السوء)، وروى بعده فصلا اخر منها من خطبة أخرى.

وأبو جعفر البرقي في (المحاسن) من كتاب (مصابيح الظلم) ص 233 مع زيادة لم يذكرها الرضي في النهج. ومثله الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 1 ص 131 - 132 بزيادة قوله: (ألا فاصدقوا)، وكذا رواها في كتابه (علل الشرايع) في باب علل الشرائع وأصول الاسلام بسند يرفعه الى علي (علیه السلام).

108 - ومن خطبة له (علیه السلام):

ص: 189

«أما بعد فاني أحذركم الدنيا، فانها حلوة خضرة حفت بالشهوات وتحببت بالعاجلة ...».

رواها ابن شعبة في تحف العقول ص 122 - 124.

وقال الشارح: واعلم أن هذه الخطبة ذكرها شيخنا أبوعثمان الجاحظ في البيان والتبيين، ونسبها الى قطري بن الفجاءة والناس يروونها لأمير المؤمنين (علیه السلام)، وقد رأيتها في كتاب (المونق) لابي عبيد الله المرزباني مروية لامير المؤمنين (علیه السلام)، وهذا بكلام أمير المؤمنين أشبه، وليس يبعد عندي أن يكون قطر يكون قطري قد خطب بها بعد ان أخذها عن بعض أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام)، فان الخوارج كانوا من أصحابه، وقد لقي قطري أكثر هم (1).

أقول: روى أبو هلال العسكري في كتابه (الصناعتين) ص 277 فقرات من هذه الخطبة وعزاها إلى أمير المؤمنين (علیه السلام)، وهي مختلفة عن المروي في النهج بعض الاختلاف. والفقرات التي رواها العسكري هي:

«ان امرأ لم يكن منها في فرحة الا أعقبه بعدها ترحة، ولم يلق من سرائها بطنا الا منحته من ضرائها ظهرا، ولم تظله فيها غيابة رخاء الا هبت عليه مزنة بلاء، ولم يمس منها في جناح أمن الا أصبح منها على قوادم خوف».

ويبدو أن كل من نسب هذه الخطبة من المتأخرين عن الجاحظ الى قطري بن الفجاءة قد اعتمد في ذلك على الجاحظ في (البيان والتبيين)، مثل ابن عبد ربه فى (العقد الفريد) م 2 ص 160، وابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 1 ص 250 - 251 فانه ذكر شطرا منها ونسبه الى قطري.

111 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الواصل الحمد بالنعم، والنعم بالشكر ...»2.

ص: 190


1- انظر شرح النهج م 2 ص 242.

روی ابن شعبة في (تحف العقول) ص 153 من طبيعة النجف بعض فصول هذه الخطبة وهو قوله (علیه السلام): (ان الدنيا دار فناء وعناء، وغير وعبر) الى قوله (علیه السلام) (وأضحى فيئها) علىاختلاف يسير في بعض الالفاظ.

112 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«اللهم قد انصاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوا بنا ...».

رواها الشيخ الطوسي في كتابه (مصباح المتهجد) (1).

ورواها الصدوق القمي في كتاب (من لا يحضره الفقيه) ج 1 ص 335 - 338 من خطبة طويلة، على اختلاف في بعض الالفاظ وبالزيادة والنقصان.

113 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أرسله داعيا الى الحق، وشاهدا على الخلق، فبلغ رسالات ربه غير و ان ولا مقصر ...»

أورد المسعودي في (مروج الذهب) ج 3 ص 150 فقرات من آخرها من خطبة رواها عن المنقري عن عبد العزيز بن الخطاب الكوفي عن فضيل بن مرزوق عنه (علیه السلام) أولها:

«ان بسر بن أرطأة قد غلب على اليمن، والله ما أرى هؤلاء الا سيغلبون على ما في أيديكم ...».

وقد تقدمت هذه الخطبة ومصادرها برقم (24).

والفقرات التي رواها المسعودي من هذه الخطبة هي قوله (علیه السلام) «اللهم عجل عليهم بالغلام الثقفي، الذيال الميال، يأكل خضرتها، ويلبس فروتها، ويحكم بحكم الجاهلية، لا يقبل من

محسنها، ولا يتجاوز عن مسيئها ...»0.

ص: 191


1- انظر مدارك النهج ص 250.

وأورد الصدوق في (الفقيه) ج 1 ص 275 - 277 فقرات من أوائلها من خطبة طويلة قالها (علیه السلام) يوم الجمعة.

115 - و من كلام له (علیه السلام):

«أنتم الانصار على الحق، والأعوان في الدين، والجنن يوم البأس ...».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 121 والطبري في تاريخه ج 4 ص 58 مع اختلاف في بعض الكلمات والفقرات.

وقال الشارح: واعلم أن هذا الكلام قاله أمير المؤمنين (علیه السلام) للأنصار بعد فراغه من حرب الجمل وقد ذكره الواقدي والمدائني في كتابيهما (1).

117 - ومن كلام له (علیه السلام) يذكر فضله:

«تا لله: لقد علمت تبليغ الرسالات، واتمام العدات، وتمام الكلمات ...».

تجد بعض فقراتها في كتاب سليم بن قيس ص 89 - 90 من خطبة مرت برقم (90) و أولها (أنا فقأت عين الفتنة الخ ...).

118 - ومن خطبة له (علیه السلام) يجيب بها من قال له: نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها فلم ندر أي الأمرين أرشد؟ فقال (علیه السلام):

«هذا جزاء من ترك العقدة أما والله ...».

هذا مروي في مطالب السئول لكمال الدين بن طلعة من كلام طويل، وروي في العقد الفريد بنجو آخر (2).

وتجد شطرا منها مرويا في الاحتجاج للطبرسي ص 273 - 274.

وروى أكثره المفيد في (الاختصاص) ص 149 - 150 نقله0.

ص: 192


1- انظر شرح النهج م 2 ص 259.
2- انظر مدارك نهج البلاغة ص 250.

عن كتاب ابن دأب، وقال ابن دأب عقيب هذا الكلام:

هذا ما حفظت الرواة، الكلمة بعد الكلمة، وما سقط من كلامه أكثر وأطول مما لا يفهم عنه.

120 - و من كلام له (علیه السلام) قاله لاصحابه في ساحة الحرب:

«وأي امرىء منكم أحس من نفسه رباطة جأش عند اللقاء ...».

روی ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 235 و 185 الفصل الاخير منه، من خطبة قالها (علیه السلام) يوم صفين.

وروى المفيد في كتاب (الجمل) ص 174 - 175 أكثر هذا الكلام، من خطبة أولها: (عباد الله انهضوا الى هؤلاء القوم الخ ...)، وفي (الارشاد) ص 119 الفصل الاول منه وهو (وأي امرىء الخ ...)، وفي ص 112 الفصل الثاني منه و هو قوله: (ان الموت طالب حثيث الخ ...).

121 - و من كلام له (علیه السلام):

«وكأني أنظر اليكم تكشون كشيش الضباب ...».

أورد ابن قتيبة في الامامة والسياسة ج 1 ص 127 شطرا من فقراته من خطبة طويلة، وأورده المفيد في الارشاد ص 130 من خطبة أولها: (ما أظن هؤلاء القوم ...)

122 - ومن كلام له (علیه السلام) في حث أصحابه على القتال:

«فقدموا الدارع، وأخروا الحاسر، وعضوا على الاضراس ...».

رواه الكليني في (الكافي من كتاب الجهاد ج 5 ص 39 - 40 من كلمة طويلة، وسليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 140، والطبري في تاريخه ج 4 ص 11 - 12، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 235 - 236، والمفيد في (الارشاد ص 226، وروى ابن قتيبة في عيون الاخبار ج 1 ص 110 من كتاب الحرب

ص: 193

شطرا من فقراته.

وروى المفيد في (الارشاد) ص 126 قوله (علیه السلام) من هذه الخطبة (أجزأ أمر وقرنه، وأس أخاه بنفسه الخ ...)، من خطبة مستقلة. كما روى الفصل الاخير منها في (الارشاد) ص 126 و هو قوله (علیه السلام): (انهم لن يزولو عن مواقفهم الخ ...) من خطبة اخرى.

وقد روى هذا الفصل مما في النهج المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 398، والطبري في تاريخه ج 4 ص 32.

ومن هذا يبدو ان الرضي كان يختار من أكثر من خطبة ویورده بنسق خطبة واحدة.

123 - ومن كلام له (علیه السلام) في التحكيم:

«انا لم نحكم الرجال وانما حكمنا القرآن ...».

روى المفيد شطرا كبيرا منه في (الارشاد) ص 128، وسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 100 شطرا من أوائل هذا الكلام، والطبرسي فى (الاحتجاج) ص 275 - 276 قسما منه.

وأورده الطبري في تاريخه ج 4 ص 48 على اختلاف بين الروايات.

124 - ومن كلام له (علیه السلام) لما عوتب على التسوية في العطاء:

«أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه ...».

رواه المفيد في (المجالس) ص 104، و ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 128، والكليني في (الكافي) ج 4 ص 31 والطوسي في أماليه ج 1 ص 197 - 198.

ورواه الشارح عن علي بن يوسف المدائني (1)، على اختلاف يسير بين الروايات في الزيادة والنقصان.

ص: 194


1- انظر شرح النهج م 1 ص 182.

125 - ومن كلام له (علیه السلام) يخاطب به الخوارج ويكشف لهم شبهتهم:

«فان أبيتم الا أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم تضللون عامة أمة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) ...».

روى الطبري في تاريخه ج 4 ص 63 شطرا من أواخره وهو قوله: فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين الخ ... والرضي قد أعاد اختيار هذا الفصل في النهج برقم (176) فراجع.

وروی منه المسعودي فى (مروج الذهب) ج 2 ص 413 قوله (علیه السلام): «من دعا إلى هذه الحكومة فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه ...» كما روى بعض فقرات أخرى منه.

126 - ومن كلام له (علیه السلام) فيما يخبر به عن الملاحم:

«يا أحنف: كأني به وقد سار بالجيش ...».

يشير (علیه السلام) بهذا الى حركة الزنج وزعيمهم علي بن محمد التي بدأت سنة 255 ه و انتهت سنة 272 ه وقد تقدمت الاشارة اليه في النهج برقم (99) وذكرنا هناك ما رواه الشارح البحراني بما يتعلق بهذا الموضوع بلفظ مختلف فراجع.

ومن هذا الكلام قوله (علیه السلام) في وصف الترك (التتار): كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ...».

وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في وصف الترك ويراد بهم التتار على ما يبدو.

منها قوله (علیه السلام): «لا تقوم الساعة حتى تقاتلو الترك، حصر الوجوه، صغار الاعين، فطس الانوف، كأن وجوههم المجان المطرقة.

وقوله: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ذلف الانف صغار الاعين، كأن وجوههم المجان المطرفة ...».

وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): يوشك أن يطوى ملك العرب، قالها ثلاثا.

ص: 195

فقيل: ومن يطويه؟ قال: بنو قنطورا، قوم عراض الوجوه، قطس الانوف صغار الاعين، كأن وجوههم المجان المطرقة.»

وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): «ان من اشراط الساعة أن تقاتلوا أقواما وجوههم كالمجان المطرقة».

وهكذا أحاديث سواها، متقاربة الالفاظ، رواها مسلم في (الصحيح) ج 8 ص 184، ونعيم بن حماد في كتاب الفتن بسنده عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) (1)، والسليل بن أحمد بن عيسى بن شيخ الحسائي في كتاب (الفتن) (2) وزكريا بن يحيى البزاز في كتاب الفتن (3)، والبخاري ايضا في (الصحيح) ج 4 ص 34.

ولا ريب أن ما جاء عن علي (علیه السلام) في النهج من وصف الترك أو التتر هو صورة طبق الاصل عما روي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بزيادة. بعض التفاصيل في وصفهم، أخذ علمها عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وقد تحققت هذه النبوءة فى أوائل القرن السابع الهجري، و في سنة 612 ه بالذات عندما زحف التتار على البلاد الاسلامية، وقد سقطت أمام زحفهم كل القلاع والحصون وزرعوا الموت والرعب والدمار في كل مكان، وانتهت حملتهم الأولى في سنة 643 ه على ما ذكر المؤرخون.

128 - ومن كلام له (علیه السلام) لابي ذر رحمه الله لما أخرج الى الريذة:

«يا أبا ذر: انك غضبت لله فارج من غضبت له ...».

رواه الكليني في روضة الكافي ص 207 بسند ينتهي الى أبي جعفر الخثعمي، والسبط في (التذكرة)، ص 156 عن الشعبي عن أبي أراكة.

ص: 196


1- انظر الملاحم والفتن لابن طاووس ص 70 و 073
2- انظر المصدر ص 109 و 110.
3- المصدر ص 140.

وقال الشارح: روى هذا الكلام أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب (السقيفة) عن عبد الرزاق عن أبيه عن عكرمة

عن ابن عباس (1).

129 - و من كلام له (علیه السلام):

«أيتها النفوس المختلفة، والقلوب المتشتتة الشاهدة أبدانهم ...».

رواه السبط في (التذكرة) ص 120 - 121 بسند ينتهي الى عبدالله بن صالح العجلي قال: خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) يوما على منبر الكوفة، وذكر السبط ان هذه الخطبة تعرف (بالمنبرية) وأولها: «الحمد لله أحمده وأؤمن به وأستعينه وأستهديه ...».

وقد تقدمت خطبة برقم (28) مصدرة بما هو شبيه بصدر هذا الكلام، فراجع مصادرها هناك.

133 - ومن كلام له (علیه السلام) يخاطب به المغيرة بن الاخنس:

«يا ابن اللعين الابتر، والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع ...».

رواه الشارح عن عوانة عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي (2).

134 - ومن كلام له (علیه السلام) في أمر البيعة:

«لم تكن بيعتكم اياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحدا اني أريدكم لله، وأنتم تريدونني لانفسكم ...».

رواه المفيد في (الارشاد) ص 115، وهو من خطبة قالها (علیه السلام) عندما امتنع جماعة عن بيعته، مثل عبدالله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهما، أولها: «أيها الناس: انكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي ...».2.

ص: 197


1- انظر شرح النهج م 2 ص 375.
2- المصدر ص 392.

135 - و من كلام له (علیه السلام) في شأن طلحة والزبير:

«والله ما أنكروا علي منكرا، ولا جعلوا بيني وبينهم نصفا، وانهم ليطلبون حقا هم تركوه، و دما هم سفکوه ...».

رواه الشارح عن أبي محنف عن زيد بن صوحان من خطبة طويلة، أولها: «الحمد لله على كل أمر وحال ...» (1).

وروى المفيد في (الارشاد) ص 118 الفصل الاول منه، وروى بعض فقراته وبعض فقرات من الفصل الثاني منه في كتابه (الجمل) ص 128 على اختلاف يسير من خطبة أولها: «ان الله عز وجل بعث محمدا للناس كافة ورحمة للعالمين فصدع بما أمر به وبلغ رسالات ربه، فلما ألم به الصدع ورتق به الفتق ...».

وتجد بعضه مرويا في (العقد الفريد) لابن عبد ربه م 2 ص 135 ضمن خطبة طويلة، وفي م 2 ص 227 أورد شطرا من آخرها من خطبة أولها: «أما بعد فان الله بعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) الى الثقلين كافة، والناس في اختلاف، والعرب بشر المنازل مستضعفون لما بهم، فرأب به الثأي، ولأم به الصدع، ورتق به الفتق ...». على اختلاف في بعض ألفاظه وفقراته.

137 - و من كلام له (علیه السلام) في وقت الشوري:

«لن يسرع أحد قبلي الى دعوة حق، وصلة رحم ...».

رواه ابو جعفر الطبري في تاريخه من كلمة قالها (علیه السلام) يوم الشورى على اختلاف في تقديم وتأخير بعض الفقرات، أولها:

«الحمد لله الذي اختار منا نبيا وابتعثه الينا رسولا، فنحن أهل بيت النبوة، ومعدن الحكمة، أمان لأهل الأرض، ونجاة لمن طلب ان لنا حقا ان نعطه نأخذه، وان نمنعه تركب أعجاز2.

ص: 198


1- انظر شرح النهج م 1 ص 102.

الابل وان طال السرى ...» (1).

وقوله (علیه السلام) من هذه الكلمة: (ان لنا حقا الخ ...) سيأتي مصادره في باب الامثال والحكم برقم (21).

أقول رواه الطبري في تاريخه ج 3 ص 300.

140 - و من كلام له (علیه السلام):

«وليس لو أضع المعروف في غير حقه، وعند غير أهله ...».

رواه الكليني في (الكافي) ج 4 ص 31 - 32، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 126 - 127 من طبعة النجف والطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 198، والمفيد في (المجالس) ص 104 رووا ذلك من ذيل كلمة قالها عندما عوتب على التسوية في العطاء بين العرب والموالي، وقد مرت كلمته تلك برقم (124) فراجع.

143 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أيها الناس: انما أنتم في هذه الدنيا غرض تنتصل فيه المنايا ...».

رواه أبو علي القالي في (أماليه) ج 2 ص 53، باسناده عن الاصمعي.

وروى المفيد في الارشاد ص 112 - 113 قسما منها وروي ابن شعبة في تحف العقول ص 64 من طبعة النجف فقرات منها ضمن الخطبة المعروفة (بالوسيلة)، وفي ص 60 ضمن وصاياه (علیه السلام) لولده الحسين (علیه السلام).

وروى الطوسي في (الامالي) ج 1 ص 220 أكثر هذه الخطبة. على اختلاف بين هذه الروايات في بعض الالفاظ والروايات في بعض الالفاظ والتقديم والتأخير.

144 - و من كلام له (علیه السلام) وقد استشاره عمر بن الخطاب في5.

ص: 199


1- انظر شرح النهج م 1 ص 65.

الشخوص لحرب الفرس بنفسه:

«ان هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله الذي أظهره ...».

رواه أبو حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 128 والمفيد في الارشاد ص 98 - 99، والطبري في تاريخه م 3 ص 212، وبين الجميع اختلاف يسير.

145 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«فبعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان الى عبادته ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 386 - 391 من خطبة طويلة، على اختلاف يسير بين روايته ورواية النهج.

146 - ومن كلام له (علیه السلام) في ذكر أهل البصرة:

«كل واحد منهما يرجو الأمر له، ويعطفه عليه دون صاحبه ...»

روى أبو مخنف في كتاب الجمل خطبة له (علیه السلام) تشتمل على مضمون كلامه هذا وعلى بعض ألفاظه (1).

وكذا روى نحوه المفيد في (الارشاد) ص 111.

147 - ومن كلام له (علیه السلام) قبل موته:

«أيها الناس: كل امرىء لاق ما يفر منه ...».

رواه الكليني في اصول الكافي ج 1 ص 299 بسند ينتهي الى ابراهيم بن اسحاق الاحمري مرفوعا، وأورده المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 436، وفي كتابه (اثبات الوصية) ص 130 مع اختلاف بين هذه الروايات.

وقد أورد الرضي شيئا منه في باب الرسائل والوصايا برقم

ص: 200


1- انظر شرح النهج م 1 ص 78.

(23).

148 - ومن خطبة له (علیه السلام) يشير فيها الى الملاحم ويصف فئة من أهل الضلال:

«وأخذوا يمينا وشمالا، ضعنا في مسالك التي، وتركا لمذاهب الرشد ...».

روى الطبري الامامي في كتاب (المسترشد) ص 73 شيئا من أواخر الفصل الثاني، من قوله (علیه السلام): (رجع قوم على الاعقاب) الى قوله: (فبنوه في غير موضعه)، مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ.

150 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الدال على وجوده بخلقه، وبمحدث خلقه على أزليته ...».

رواه الكليني في اصول الكافي ج 1 ص 139 - 140 في باب جوامع التوحيد من خطبة له (علیه السلام) مشتملة على فقرات عديدة من خطبة النهج، رواه من قوله: (الدال على وجوده بخلقه) الى قوله: (فقد حيزه).

وأورد الصدوق القمي في كتاب (التوحيد) ص 41 - 42 ما هو شبيه بالفصل الاول من هذه الخطبة من كتاب للامام الرضا (علیه السلام).

وقال الشارح: هذه خطبة خطب بها (علیه السلام) بعد مقتل عثمان حين أفضت الخلافة اليه (1).

151 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«و هو في مهلة من الله يهوي مع الغافلين و یقدر مع المذنبين ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول ح ص 103 - 105 من4.

ص: 201


1- انظر شرح النهج م 2 ص 444.

كلمة طويلة اختار الرضي بعضها في النهج، أولها: «أما بعد فان المكر والخديعة فى النار، فكونوا من الله على وجل، ومن صولته على حذر ...»

وروى الكليني في (الكافي) ج 5 ص 82 شطرا من فقراتها وفصولها، من قوله (فأفق أيها السامع) الى قوله: (ان المؤمنين خائفون) روى ذلك في فقرات غير متتالية مع اختلاف غير قليل.

154 - ومن كلام له (علیه السلام) خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم:

«فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه على الله عز وجل فليفعل ...».

روى المفيد في (المجالس) ص 162 أكثر الفصل الثالث وهو قوله (علیه السلام): (سبيل أبلج المنهاج الخ ...) رواه من الخطبة رقم (102) وأولها: (الحمد لله الذي شرع الاسلام فسهل شرائعه).

ورواه مثله كل من ابن شعبة في تحف العقول ص 109 - 101 من طبعة النجف، وسليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 38.

وكذا رواه كل من روى الخطبة رقم (103) فراجع.

155 - قوله (علیه السلام) وقد سئل عن الفتنة وهل سأل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عنها:

«انه لما أنزل الله سبحانه قوله: ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ...».

قال الشارح: وهذا الخبر مروي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد رواه كثير من المحدثين عن علي، ثم ذكر الحديث بتمامه (98).

وهو يختلف عن رواية النهج بزيادة ونقصان وفي بعض الفقرات والكلمات.

وقال الشارح ايضا: واعلم ان لفظه (علیه السلام) المروي في النهج

ص: 202

يدل على أن الاية المذكورة وهي قوله تعالى: (ألم أحسب الناس) أنزلت بعد (أحد)، و هذا خلاف قول أرباب التفسير، لان هذه الاية هي أول سورة العنكبوت، وهي عندهم بالاتفاق مكية ويوم (أحد) كان بالمدينة.

وينبغي أن يقال ان هذه الاية خاصة أنزلت بالمدينة. وأضيفت الى السورة المكية، فصارتا واحدة، وغلب عليها نسب المكي لان الاكثر كان بمكة، وفي القرآن مثل هذا كثير، كسورة النحل ...) (1).

أقول: ان الآيات الاولى من سورة العنكبوت الى غاية الاية الحادية عشرة مدنية، والباقي من السورة مكي، كما أشارت الى ذلك طبعة القرآن المصرية التي أشرف عليها جماعة من العلماء المحققين سنة 1383 ه.

156 - ومن خطبة له (علیه السلام) يحث فيها الناس على التقوى:

الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره ...».

ذكر ابن شعبة فى (تحف العقول) من طبعة النجف ص 102 فقرتين منها، ضمن خطبة اسماها (الديباج) وهما: (وانكم قد أمرتم بالظعن، ودللتم على الزاد).

157 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أرسله على فترة من الرسل، وطول هجعة من الامم، وانتقاض من المبرم ...».

روى الكليني في (أصول الكافي) م 1 ص 60 - 61 خطبة له (علیه السلام) طويلة مشتملة على الفقرات الاولى مما في النهج الى قوله (و انتقاض من المبرم)، وعلى قوله: (ذلك القرآن فاستنطقوه) الى قوله: (ونظم ما بينكم)، بسند ينتهي الى مسعدة بن صدقة عن الصادق عن علي (علیه السلام).2.

ص: 203


1- انظر شرح النهج م 2 ص 462.

161 - ومن كلام له (علیه السلام) لبعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق، فقال:

«يا أخا بني أسد، انك لقلق الوضين، ترسل في غير سدد ...».

رواه الصدوق في (أماليه) في المجلس التاسع والثمانين، وفي كتابه (علل الشرائع) باب 119 في العلة التي من أجلها ترك الناس عليا، رواه في كلا الكتابين عن أبي أحمد العسكري بسنده.

ورواه المفيد في (الارشاد) ص 139، وفى كتابه (الفصول المختارة) ج 1 ص 45، والطبري الامامي في (المسترشد) ص 64، على اختلاف بين هذه الروايات.

162 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد ...»

روی اكثر هذه الخطبة أبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء ج 1 ص 72 - 73 بسنده عن محمد بن اسحاق عن النعمان بن سعد.

وروى الصدوق في كتاب (التوحيد) ص 61 - 62 شطرا منها وفقرات كثيرة من خطبة أجاب بها (علیه السلام) من سأله وقال له: صف لنا خالقك، وقال الصدوق: والخطبة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة. كل ذلك مع بعض الاختلاف.

163 - ومن كلام له (علیه السلام) لعثمان لما اجتمع الناس اليه وشكوا ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته عنهم واستعتابه لهم فدخل عليه فقال:

«ان الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم ...».

رواه المفيد في كتاب (الجمل) ص 84 عن المدائني، وأبو جعفر الطبري في تاريخه ج 3 ص 376، والبلاذري في الانساب

ص: 204

ج 5 ص 6 (1).

وروى ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 224 أكثرها. مع اختلاف يسير فيما بين هذه الروايات.

165 - و من خطبة له (علیه السلام):

«ليتأس صغيركم بكبيركم، وليرأف كبيركم بصغيركم ...».

رواها سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 89 - 90.

وروى المفيد في (الارشاد ص 138 - 139 الفصل الثاني منها وهو قوله (علیه السلام): (افترقوا بعد الفتهم) من الخطبة التي أولها: (ان الله لم يقصم جباري دهر قط).

وروى الفصل الاخير منها و هو: (أيها الناس لو لم تتخاذلوا ...) في (الارشاد أيضا ص 137 من خطبة طويلة رواها عن مسعدة بن صدقة، أولها (أنا سيد الشيب، وفي سنة من أيوب ...).

وكذا روى الكليني في روضة الكافي ص 63 - 66 هذه الخطبة من خطبة مرت برقم (85) وأولها: (ان الله لم يقصم جباري دهر ...).

166 - ومن خطبة له (علیه السلام) في أوائل خلافته:

«ان الله أنزل كتابا، بين فيه الخير والشر، فخذوا نهج الخير تهتدوا، وأصدفوا عن سمت الشر تقصدوا ...».

رواه الطبري في تاريخه م 3 ص 457 باختلاف يسير.

وقد مر فيما سبق شيء اختاره الرضي منها برقم 21 وهو قوله (علیه السلام): فان الغاية أمامكم، وإن وراءكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا، فانما ينتظر بأولكم آخركم ... مع اختلاف يسير.

167 - ومن كلام له (علیه السلام) حين طالبه قوم بمعاقبة من أجلب على عثمان:5.

ص: 205


1- الغدير ج 9 ص 74 - 75.

يا اخوتاه: اني لست أجهل ما تعلمون، ولكن كيف لي بقوة، والقوم المجلبون على حد شوكتهم ...».

ذكره الطبري في تاريخه م 3 ص 458.

168 - ومن خطبة له (علیه السلام) عند مسير أصحاب الجمل الى البصرة:

«ان الله بعث رسولا هاديا، بكتاب ناطق وأمر قائم ...».

أوردها الطبري في تاريخه م 3 ص 465 - 466. والذي رواه الرضي في النهج هو ملتقط من عدة كلمات قالها الامام (علیه السلام) في عدة مناسبات في موقف واحد، اختاره الرضي وأدرجه بسياق خطبة واحدة، وهذه عادته رحمه الله في النهج، كما أشرنا اليه فيما سبق، وراجع الطبري في الصفحات المذكورة.

169 - ومن كلام له (علیه السلام) كلم به بعض العرب وهو (كليب الجرمي) وقد أرسله قوم من أهل البصرة ليعلم لهم حقيقة حال أرضا ...».

الامام (علیه السلام) مع أهل الجمل:

«أرأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث ...».

رواه الطبري في تاريخه م 3 ص 505 والمفيد في كتابه (الجمل) ص 140 - 141 باسناده عن عامر بن كليب مختلفا عن رواية النهج وموافق له في الفقرة الاولى مع وحدة المعنى والمضمون في كلتا الروايتين.

170 - ومن كلام له (علیه السلام) لما عزم على لقاء القوم بصفين:

«اللهم رب السقف المرفوع والجو المكفوف ...».

رواه الطبري في تاريخه م 4 ص 10، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 232 باختلاف في بعض الكلمات وزيادة بعض

الفقرات

ص: 206

171 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الذي لا تواري عنه سماء سماء ...».

قال الشارح عند شرحه الفصل الثاني من هذه الخطبة، وهو قوله (علیه السلام): (وقد قال قائل: انك على هذا الأمر لحريص ...):

هذه من خطبة يذكر فيها ما جرى الشورى ... والذي قال له انك على هذا الأمر لحريص، سعد بن أبي وقاص ... وقد رواه الناس كافة، وقالت الامامية: هذا الكلام قاله (علیه السلام) يوم السقيفة، والذي قال له هذا القول هو ابو عبيدة بن الجراح والرواية الأولى أظهر وأشهر (1).

وقد روى هذه الخطبة ابراهيم الثقفي في كتابه الغارات عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه من خطبة طويلة تقدمته برقم (25) وأولها: «ان الله بعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شر دين، وفي شر دار ...» (2).

ورواها الطبري الامامي فى كتاب (المسترشد) ص 80 - 82، وروى ابن قتيبة أكثرها في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 130 من الخطبة المذكورة التي رواها في ص 129 - 133 اختلاف بين هذه الروايات.

172 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«أمين وحيه، وخاتم رسله، وبشير رحمته، و نذیر نقمته ...».

أورد الكثير من الفصل الأخير منها أبو جعفر الاسكاني في كتابه (نقض العثمانية) للجاحظ، و هو من كلام خاطب به الزبير وطلحة بعد بيعته بالمدينة و نقمتهما عليه، ومن هذا الكلام ما مر8.

ص: 207


1- انظر شرح النهج م 2 ص 495.
2- المصدر ص 35 - 38.

سابقة وهو قوله (علیه السلام): لقد نقمتما يسيرا وأرجأتما كثيرا الخ ... (1).

وكذا روى أبو جعفر الاسكاني في كتابه المذكور الفصل الثاني منها وهو (وقد فتح باب الحرب بينكم وبين أهل القبلة) الى قوله: (قان لنا مع كل أمر تنكرونه غيرا) من خطبة قالها (علیه السلام) في اليوم الثاني من يوم البيعة و هو يوم السبت لاحدى عشرة ليلة یقين من ذي الحجة (2).

وكذا روى الفصل الاخير منها وهو قوله (علیه السلام) (ألا وان هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنونها ...) ابن شعبة في (تحف العقول) ص 125 من طبعة النجف على اختلاف بين هذه الروايات.

176 - ومن كلام له (علیه السلام) في معنى الحكمين:

«فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين ...».

رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه ج 4 ص 63 من كلمة طويلة يخاطب بها الخوارج.

177 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«لا يشغله شأن، ولا يغيره زمان، ولا يحويه مكان ...».

قال الشارح: و هذه الخطبة خطب بها (علیه السلام) بعد قتل عثمان في أول خلافته، وقد تقدم ذكر بعضها (3).

178 - ومن كلام له (علیه السلام) وقد سأله ذعلب اليماني فقال: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقال (علیه السلام): أفأعبد ما لا أرى؟ فقال: وكيف تراه؟ فقال (علیه السلام):

«لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الایمان ...».

ص: 208


1- شرح التهج م 2 ص 172 - 173.
2- انظر النهج م 2 ص 171.
3- المصدر ص 524.

رواه الصدوق في كتاب (التوحيد) ص 320 وص 324 و ص 96 بروايات مختلفة من حيث الزيادة والنقصان، ومن حيث الاختلاف في بعض الفقرات والكلمات. وفي كتابه (الأمالي) أيضا في المجلس الخامس والخمسين.

ورواه المفيد في كتاب الاختصاص ص 236، وفي كتابه الارشاد ص 106 مختصرا.

و هو مروي في أصول الكافي للكليني م 1 ص 138 - 139 وفي تذكرة السبط ص 157 عن عطية العوفي عن ابن عباس عنه (علیه السلام).

ورواه المقدسي في كتابه البدء والتاريخ ج 1 ص 74 و نسبه الى الامام الباقر أو الصادق مختصر.

179 - ومن خطبة له (علیه السلام) في ذم أصحابه:

«أحمد الله على ما قضى من أمر، وقدر من فعل، وعلى ابتلائي بكم أيتها الفرقة التي اذا أمرت لم تطع ...».

رواه ابراهيم الثقفي عن المدائني (1).

ورواه الطبري في تاريخه م 4 ص 81 مختلفا عن رواية النهج ببعض الاختلاف.

180 - ومن كلام له (علیه السلام) وكان قد أرسل رجلا من أصحابه يعلم له أحوال قوم من جند الكوفة قد هموا باللحاق بالخوارج، وكانوا على خوف منه (علیه السلام) فلما عاد الرجل قال له (علیه السلام): أمنوا فقطنوا أم جبنوا فظعنوا؟ فقال الرجل: بل ظعنوا يا أمير المؤمنين، فقال (علیه السلام):

«بعدا لهم كما بعدت ثمود، أما لو أشرعت الأسنة ...»

نقله الشارح عن ابراهيم الثقفي في كتابه (الغارات) عن4.

ص: 209


1- انظر شرح النهج م 2 ص 34.

محمد بن عبد الله بن عثمان عن أبي سيف عن الحارث بن كعب الأزدي عن عمه عبد الله بن قعين الأزدي.

رواه الثقفي الى قوله (علیه السلام): (ومخل عنهم) بزيادة فقرات وألفاظ لم تذكر في النهج (1).

و ذكر أن الذي هرب هو الخريت بن راشد من بني ناجية.

وقد أورد الشارح قصة بني ناجية وزعيمها ابن راشد مع قصة مصقلة وشرائه الأسارى و اعتاقه اياهم و عجزه عن دفع الثمن وفراره الى الشام نقله عن إبراهيم الثقفي (2).

181 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الذي اليه مصائر الخلق، وعواقب الامر ...».

حكى الشريف الرضي في النهج رواية هذه الخطبة عن نوف البكالي - صاحب علي (علیه السلام) - قال:

خطبنا هذه الخطبة أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكوفة و هو

قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي - وهو ابن أخت الامام علي - وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، وكأن جبينه ثفنة بعير، فقال عليه السلام: الحمد لله الذي اليه مصائر الخلق ...

ثم نادى بأعلى صوته:

«الجهاد الجهاد عباد الله، ألا واني معسكر في يومي هذا، فمن أراد الرواح الى الله فليخرج».0.

ص: 210


1- انظر شرح النهج م 1 ص 265.
2- انظر المصدر ص 264 - 270.

قال نوف: وعقد للحسين (علیه السلام) في عشرة آلاف، ولقيس بن سعد رحمه الله في عشرة آلاف، ولأبي أيوب الانصاري في عشرة آلاف، ولغيرهم على أعداد أخر، وهو يريد الرجعة الى صفين، فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله فتراجعت العساكر، فكنا كأغنام فقدت راعيها، تختطفها الذئاب من كل مكان.

ومن المفيد أن نذكر سؤالا أثير حول قوله (علیه السلام) في هذه الخطبة و هو قوله:

«وأين نظراؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم الى الفجرة».

فيقال: متى حصل الابراد برؤوس أصحابه؟ وعادة قطع الرؤوس وحملها من مكان الى مكان، عادة لم تكن في عصر علي.

والجواب: أن النصوص التاريخية تقول أن رأس عمار بن ياسر قد احتزه ابن جون السكسكي عندما طعن أبو العادية عمارا وسقط وجاءا برأسه إلى معاوية يختصمان فيه، كل يقول: أنا قتلته، فقال لهما عمرو بن العاص: والله ان يختصمان الا في النار (1).

وروى الصدوق في الأمالي في المجلس الثالث والستين ص 362 بسنده عن مسعود الملائي عن حية العرني، قال: أبصر عبد الله بن عمر رجلين يختصمان في رأس عمار رضي الله عنه يقول هذا: أنا قتلته، ويقول هذا: أنا قتلته، فقال ابن عمر: يختصمان أيهما يدخل النار أولا.

183 - و من كلام له (علیه السلام) قاله للبرج بن مسهر الطائي، وقد قال بحيث يسمعه: لا حكم الا لله، وكان من الخوارج: «اسکت: قبحك الله يا أثرم، فوالله لقد فوالله لقد ظهر الحق فكنت1.

ص: 211


1- انظر تذكرة السبط ص 94 نقله من الواقدي وقارن ما في كتاب صفين لاين مزاحم من 341.

فيه ضئيلا شخصك، خفيا صوتك حتى اذا نعر الباطل نجمت نجوم قرن الماعز ...».

روى أبو هلال العسكري في كتاب (الصناعتين) ص 277 الفقرتين الأخيرتين منه على الوجه التالي:

قال العسكري: وقوله لبعض الخوارج: والله ما عرفته حتى فغر الباطل فمه، فنجمت قرن الماعز».

184 - ومن خطبة له (علیه السلام) يصف فيها المتقين بين طلب منه ذلك صاحبه همام وكان رجلا عابدا:

«أما بعد فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم، آمنا من معصيتهم ...».

رواها كل من ابن شعبة فى تحف العقول ص 107 - 109، وسليم بن قيس الهلاني في كتابه ص 160 - 164، والكليني في أصول الكافي م 2 ص 226 - 230 والكراجكي في كنز الفوائد ص 31 - 33، والصدوق في أماليه في المجلس الرابع و والثمانين والسبط في التذكرة ص 138 - 139 عن مجاهد عن ابن عباس.

وروى ابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 314 شطرا منها من قوله (علیه السلام): (ألا ان عياد المخلصين) الى قوله (علیه السلام): (ولقد خالط القوم أمر عظيم).

وروى المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 432 شطرا كبيرا منها من الفصل الاول الذي ينتهي بقوله (علیه السلام): (ولقد خالط القوم أمر عظيم). ذكر ذلك من خطبة أولها «ألا ان الدنيا قد ارتحلت مدبرة ...».

وروى الطوسي في أماليه ج 2 ص 185 - 189 كلاما له (علیه السلام) يخاطب به نوفا يصف له به شيعته و هو مشتمل على عدة فقرات من خطبة النهج.

189 - و من خطبة له (علیه السلام)، يبين فيها فضل الاسلام

ص: 212

و القرآن:

«يعلم عجيج الوحوش فى الفلوات، ومعاصي العباد في الخلوات ...».

اشتمل أخر هذه الخطبة على فقرات من الخطبة التي تقدمت برقم (103) والتي أولها: «الحمد لله الذي شرع الاسلام فسهل شرائعه كمن ورده ...» فراجع هناك.

190 - ومن كلام له (علیه السلام) كان يوصي به أصحابه:

«تعاهدوا أمر الصلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها ...».

رواه الكليني في كتاب الجهاد من الكافي ج 5 ص 36 - 38.

192 - ومن كلام له (علیه السلام):

«أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فان الناس اجتمعوا على مائدة شبعها قصير ...»

أورد الطبري الامامي في المسترشد اكثر هذا الكلام في ص 76.

وذكر المفيد في الارشاد ص 130 الفقرتين الأوليين منه من خطبة له (علیه السلام).

ورواه النعماني في كتاب (الغيبة) ص 9 الى قوله: (وقع في التيه)، مع بعض الاختلاف، رواه بطريقين، ينتهي الاول الى الأصبغ بن نباته، وينتهي الثاني الى فرات بن أحنف قال أخبرني من سمع أمير المؤمنين (علیه السلام) الخ ...

193 - ومن كلام له (علیه السلام) قاله عند دفن السيدة فاطمة الزهراء (علیه السلام):

«السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة بجوارك ...».

رواه الكليني في أصول الكافى م 1 ص 458 - 459، والمفيد

ص: 213

في (المجالس) ص 165، والطبري الامامي في دلائل الامامة ص 47 - 48، والطوسي في (الامامي) ج 1 ص 108، والسبط في (التذكرة) ص 319 - 320، كل ذلك بزيادات و اختلاف يسير في بعض الكلمات.

194 - ومن كلام له (علیه السلام):

«أيها الناس: انما الدنيا دار مجاز، والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم ...».

رواه الصدوق القمي في كتابه (الأمالي) في المجلس الثالث والعشرين، وفي كتابه عيون أخبار الرضا (علیه السلام) ج 1 ص 298 والمفيد في كتاب (الارشاد) ص 139، و السبط فى التذكرة ص 132، والطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 243، وبين هذه الروايات اختلاف بزيادة و نقصان وفى بعض الكلمات و الفقرات.

وذكر المبرد في كتابه (الكامل) ج 2 ص 317 عن الأصمعي انه قال: خطبنا اعرابي بالبادية ثم ذكر المبرد الخطبة، وفيها كثير من فقرات كلام الامام (علیه السلام) الذي ذكره الرضي.

وقال الشارح: وأكثر الناس على أن هذا الكلام لأمیر المؤمنين (علیه السلام) ويجوز أن يكون الاعرابي حفظه، فأورده كما

یورد الناس كلام غيرهم (1).

195 - ومن كلام له (علیه السلام) كان كثيرا ما ينادي به أصحابه:

«تجهزوا - رحمكم الله - فقد نودي فيكم بالرحيل، وأقلوا العرجة على الدنيا ...».

رواه المفيد في (الارشاد) ص 110 - 111 الى قوله: (والوقوف عندها). مع زيادة لم يذكرها الرضي في النهج، وكذا رواه في كتاب (المجالس) ص 116 مختلفاً عن روايته في الارشاد وقد رواه بسنده عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: كان أمير

ص: 214


1- انظر شرح النهج م 3 ص 02

المؤمنين (علیه السلام) اذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد: أيها الناس تجهزوا الخ ...

وأورد الطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 275 نفس رواية المفيد في (الارشاد) دون فرق.

ورواه الصدوق في (الأمالي) في المجلس الخامس والسبعين مستدا.

و بين هذه الروايات اختلاف بالزيادة والنقصان وفي بعض الالفاظ والفقرات.

ويبدو ان سبب هذا الاختلاف في رواية هذا الكلام، يرجع الى ان الامام (علیه السلام) - حسب الرواية - كان يكرره وينادي به كثيرا، ولا يعني هذا انه (علیه السلام) كان يكرر نفس هذه القطعة دون اضافة شيء اليها، أو اختصار منها حسب مقتضيات الحال. مقتضيات الحال.

ومن هنا أمكن ان يرجع اختلاف الرواية في هذا الكلام وفي غيره من الكلمات والخطب، الى اختلاف المقامات التي صدرت فيها كلماته (علیه السلام)، وهي بطبيعة الحال تفضي إلى اختلاف الرواة الذين سمعوه منه في عدة مقامات.

196 - ومن كلام له (علیه السلام) كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة وقد عتبا عليه من ترك مشورتهما والاستعانة بالامور بهما:

«لقد نقمتما يسيرا، وأرجأتما كثيرا ...».

رواه أبو جعفر الاسكافي في كتابه نقص العثمانية، الذي نقض به کتاب العثمانية للجاحظ، من كلام طويل له (علیه السلام) (1).

197 - ومن كلام له (علیه السلام) وقد سمع قوما من أصحابه يسبون

ص: 215


1- انظر شرح النهج م 2 ص 173.

أهل الشام أيام صفين فقال:

«اني أكره أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم ...».

رواه أبو حنيفة الدينوري فى (الاخبار الطوال) ص 155 ونصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 103، والسبط في (التذكرة) ص 154، مع اختلاف هذه الروايات فيما بينها بالاختصار والاطالة وبعض الكلمات والفقرات.

198 - ومن كلام له (علیه السلام) حين اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة:

«أيها الناس، انه لم يزل أمري معكم على ما أحب، حتى نهكتكم الحرب ...»

أورده ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 101 و نصر بن مزاحم في كتاب (صفين) ص 484.

وروى المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 401 أكثر هذا الكلام باختلاف يسير في بعض فقراته.

199 - ومن كلام له (علیه السلام) قاله للعلاء بن زياد الحارثي و

قد رأى سعة داره:

«ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا، وأنت اليها في الآخرة أحوج ...».

روى أكثره الكليني في أصول الكافى ج 1 ص 410 - 411.

وروى السبط في التذكرة ص 110 - 111 آخر هذا الكلام، وهو قوله (علیه السلام) (على أئمة الحق).

وروى هذه الكلمة الاخيرة منه ابن عبد ربه في العقد الفريد م 3 285، والمفيد في كتاب (الاختصاص) ص 152 ناقلا ذلك من كتاب ابن دأب، وأبو طالب المكي في كتاب (قوت القلوب) ج 1 ص 521، وابن الجوزي في كتاب (تلبيس ابليس) ص

ص: 216

194 باسناده عن مسعدة بن بشر عن أبي عبیدة معمر بن المثنى، روى الكلمة مع قصة عاصم بن زياد.

200 - ومن كلام له (علیه السلام) في اختلاف الخبر وأحاديث البدع حين سئل عن ذلك:

«ان في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذيا، وناسخا ومنسوخا ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 193 - 196 و سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 38 - 42، والكليني في (أصول الكافي م 2 ص 62 - 64 والطبري الامامي في كتاب (المستر شد) ص 30 - 31، والبهائي العاملي في كتاب (الأربعين حديثا) ص 98 - 100 بسنده عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن علي (علیه السلام)، والصدوق القمي في كتاب (الخصال) ج 1 ص 233 - 236.

ورواه أيضا السبط في (التذكرة) ص 143، وأبو حيان التوحيدي في كتاب (الامتاع والمؤانسة) ج 3 ص 197، و الطبرسي في (الاحتجاج) 393 - 395، والنعماني في كتاب (الغيبة) ص 26 - 38 و هي خطبة طويلة رواها ياستاده عن سليم بن قيس، ورواه الكراجكي في (رسالة الاستنصار) في النص على الأئمة الاطهار ص 10 - 12 بسنده عن أبي المرجا البلدي المنتهي الى سليم بن قيس الهلالي عن علي (علیه السلام) على اختلاف بين هذه الروايات.

205 - ومن خطبة له (علیه السلام) بصفين:

«أما بعد فقد جعل الله سبحانه لي عليكم حقا بولاية أمركم ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 353 بسند ينتهي الى جابر عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام)، رواه الى قوله فأجابه الرجل

ص: 217

الذي أجابه، من خطبة طويلة.

207 - ومن كلام له (علیه السلام):

«اللهم اني استعديك على قريش ومن أعانهم ...».

رواه الطيري الامامي في (المسترشد) ص 80 من كلمة طويلة، وروى المفيد بعض فقراته في كتاب (الجمل) ص 76.

ورواه الكليني فى (الرسائل) من خطبة طويلة كتبها (علیه السلام) على ما نقله عنه ابن طاووس في كتابه (المحجة) (1).

و هو مذكور ضمن الخطبة التي أولها: «إن الله بعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل ...» وقد مرت برقم (25) وقد رواها كل من ابراهيم الثقفي في (الغارات) (2)، و ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 129 - 133، الطبري الأمامي في (المسترشد) ص 77 - 78، و ابن عبد ربه في (العقد القريد) م 2 ص 135 و ص 227

208 - ومن كلام له (علیه السلام) في ذكر السائرين الى البصرة لحرية (علیه السلام):

«فقدموا على عمالي وخزان بيت مال المسلمين الذي في يدي ...».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 130، وهو مذكور ضمن الخطية السابقة ذات الرقم (25) التي تقدم ذكر مصادرها فراجع.

209 - ومن كلام له (علیه السلام) لما مر بطلحة وعبدالرحمن وهما قتيلان يوم الجمل:

«لقد أصبح أبو محمد بهذا المكان غريبا ...».

روى الأصبهاني في كتاب الأغاني ج 21 ص 246 - 2478.

ص: 218


1- المستدرك للشيخ عبد الهادي كاشف الغطاء ص 141.
2- انظر شرح النهج م 2 ج 2 ص 35 - 38.

شطرا من هذا الكلام مع زيادة لم يذكرها الرضي، عن عروة بن أذينة الشاعر.

وروى البيهقي في المحاسن والمساوىء ج 2 ص 76 شطرا منه و هو قوله (علیه السلام):

«أما والله لقد كنت أكره أن أرى قريشا صرعی تحت بطون الكواكب»، ثم أتبعه بزيادة فقرات أخرى.

215 - ومن كلام له (علیه السلام):

«والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا أو أجر في الأغلال مصفدا ...».

رواه الصدوق القمي في كتاب (الامالي) في المجلس التسعين، بسند ينتهي الى المفضل بن عمر عن الصادق عن آبائه (علیه السلام).

ورواه المجلسي في كتاب (الاربعين حديثا) ص 116 بأسانيده المتصلة الى الصدوق كما ذكر في (الأمالي).

ورواه السبط في التذكرة ص 155 عن مجاهد عن ابن عباس، مع اختلاف يسير.

216 - ومن دعائه (علیه السلام):

«اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبذل جاهي بالاقتار ...».

هذا مذكور في الصحيفة السجادية للامام علي بن الحسين (علیه السلام) من دعائه في مكارم الاخلاق ص 111 على تغيير يسير في بعض ألفاظه.

ومن المرجح ان الامام زين العابدين (علیه السلام) كان في دعائه

مستعينا بكلام جده علي (علیه السلام).

217 - ومن حطبة له (علیه السلام) في التنفير من الدنيا:

«دار بالبلاء محفوفة، و بالغدر موصوفة، و بالغدر موصوفة، لا تدوم أحوالها،ولا يسلم نزالها ...».

رواها السبط في (التذكرة) ص 122 - 132 عن علي بن

ص: 219

الحسين عن عبدالله بن صالح العجلي من خطبة سماها بالبالغة أولها: يا أيها الناس، ان الله أرسل اليكم رسولا لیزیح به علتكم، ويوقظ به غفلتكم ...».

قال السبط بعد ان روى ذلك:

«وقد أخرج أبو نعيم في كتاب (الحلية) طرفا من أول هذه الخطبة».

وروى هذه الخطبة الخوارزمي في (المناقب) ص 267 - 268 بسنده عن عبد الله بن صالح العجلي عن رجل من بني شيبان عن علي (علیه السلام).

ورواية السبط والخوارزمي لهذه الحطبة مشتملة على زيادة ليست في رواية النهج مع بعض الاختلاف.

220 - ومن كلام له (علیه السلام) في وصف بيته، وقد تقدم بألفاظ مختلفة:

«و بسطتم يدي نكففها، ومددتموها فقبضتها ...».

رواه المفيد في الارشاد ص 115، وني كتابه (الجمل) ص 182، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 135، والطبري الامامي في كتاب المسترشد ص 80 - 81.

وتجد بعض الفاظ هذا الكلام وفقراته ضمن الخطبة التي مرت برقم (25) فراجع.

222 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«فصدع بما أمر به، و بلغ رسالات ربه، فلم الله به الصدع، ورتق به الفتق ...».

قال الرضي في النهج: ذكر الواقدي هذه الخطبة في كتاب (الجمل).

ورواها المفيد فى كتاب (الجمل) ص 127 - 129 من خطبة طويلة، وفي كتابه (الارشاد) ص 115 - 116، وذكرها ابن

ص: 220

عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 227 و نقل الشارح عن أبي مخنف عن زيد بن صوحان خطبة طويلة مشتملة على أكثر ما ذكره الرضي في النهج، وأولها: «الحمد لله على كل أمر وحال في الغدو والآصال ...» (1).

وتجدها في كتاب (الاحتجاج) للطبرسي ص 235 - 236 من خطبة قالها (علیه السلام) عندما توجه طلحة والزبير الى مكة ونقضهما البيعة، اختار الرضي أوائلها باختلاف يسير في بعض الالفاظ.

224 - و من كلام له (علیه السلام):

«ألا وان اللسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول اذا امتنع، ولا يمهله النطق اذا اتسع ...».

قال الشارح: واعلم أن هذا الكلام قاله أمير المؤمنين (علیه السلام) في واقعة اقتضت أن يقوله، وذلك أنه أمر إبن أخته جعده بن هبيرة المخزومي أن يخطب الناس يوما، فصعد المنبر ولم يستطع الكلام، فقام أمير المؤمنين (علیه السلام) فتسنم ذروة المنبر وخطب خطبة طويلة ذكر الرضي سنها هذه الكلمات (2).

225 - ومن كلامه (علیه السلام) وقد ذكر عنده اختلاف الناس:

«انما فرق بينهم مبادىء طينهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها ...».

رواه - كما ذكر الرضي في النهج - ذعلب اليمامي عن أحمد بن قتيبة عن عبدالله بن يزيد عن مالك بن دحية.

قال الشارح: وهؤلاء كلهم من رجال الشيعة ومحدثيهم (3).

226 - ومن كلام له (علیه السلام) قاله وهو يلي غسل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و تجهيزه:6.

ص: 221


1- انظر شرح النهج م 1 ص 102.
2- انظر شرح النهج م 3 ص 184.
3- المصدر م 3 ص 186.

«بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد انقطع بموتك ما لم يا ينقطع بموت غيرك من النبوة والانباء وأخبار السماء ...».

رواه الشارح عن محمد بن حبيب في أماليه مختلفا عن رواية النهج بزيادة بعض الفقرات والكلمات (1).

ورواه الشيخ المفيد في المجالس ص 60 بسند ينتهي الى عبد الله بن العباس باختلاف يسير.

ورواية النهج تزيد رواية المفيد ببعض الفقرات.

227 - ومن خطبة له (علیه السلام):

«الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد.»

رواها الطبرسي في (الاحتجاج) ص 305 - 306، وما هل نقلها عن النهج أم لا؟

228 - و من خطبة له في التوحيد:

«ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله ...».

روی این شعبة في (تحف العقول) ص 43 - 46 كثيرا من فصولها الاولى من الخطبة التي أولها (أول الدين معرفته الخ ...)

وأورد الشريف المرتضى في (الامالي) ج 1 ص 148 فقرات منها وهي قوله (علیه السلام):

«بمضادته بين الاشياء علم أن لا ضد له و بمقارنته بين الامور علم أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، والخشونة باللين واليبوسة بالبلل والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها مفرق بين متدانياتها.

وروى الكليني في أصول الكافي ج 1 ص 138 - 139 خطبة له (علیه السلام) خاطب بها ذعلبا، وفيها شطر مما رواه الرضي هنا و هو من قوله: (فاعل لا باضطراب آله) الى قوله (متدانياتها) مع بعض الاختلاف.4.

ص: 222


1- انظر المصدر ص 194.

229 - ومن خطبة له (علیه السلام) تختص يذكر الملاحم:

«ألا بأبي وأمي هم من عدة، أساؤهم في السماء معروفة وفي الارض مجهولة ...».

نقل الشارح كثيرا من هذه الخطبة في شرحه م 3 ص 49 - 50 عن المدائني في كتاب صفين.

وقال أيضا عند شرح هذه الخطبة:

وقد ذكرنا هذه الخطبة أو أكثرها فيما تقدم من الاجزاء الاول (1).

234 - و من خطبة له (علیه السلام) تسمى بالقاصعة:

«الحمد لله الذي ليس العز والكبرياء، واختارهما لنفسه دون خلقه ...».

روى أبو الحسن الماوردي في (أعلام النبوة) ص 97 - 98 هذه الخطبة مختصرة، وحكاها عن أهل النقل.

وقوله (علیه السلام) من هذه الخطبة المشتمل على قصة الشجرة وهو قوله: «ولقد كنت بعد لما أتاه الملأ من قريش» دوله الماوردي في أعلام النبوة الى قوله (يعنونني).

وروى الكليني في الكافي ج 4 ص 198 - 101 فصولا من هذه الخطبة، من قوله (علیه السلام): (ولو أراد الله سبحانه لانبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنور الذهبان) - إلى قوله: (وأسبابا ذللا لعفوه).

235 - ومن كلام له (علیه السلام) نعبد الله بن العباس حين جاءه برسالة من عثمان وهو محصور يسأله الخروج الى ساله بيتبع، ليقل هتاف الناس: اسمه للخلافة:

«يا ابن عباس: ما يريد عثمان الا ان يجعلني جملا ناضحا بالغرب، أقبل وأدبر ...».

ص: 223


1- المصدر م 2 ص 214.

روی بعض هذا الكلام ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 224.

238 - ومن خطبة له (علیه السلام) في شأن الحكمين وذم أهل الشام:

«جفاة طعام، عبيد أقزام، جمعوا من كل أوب، وتلقطوا من كل شوب ...».

روى ابن قتيبة في الامامة والسياسة ج 1 ص 130 - 131 شطرا من أولها الى دوله (والانصار) من خطبة طويلة مرت برقم (25).

وروى مثله الطبري الامامي في (المسترشد) ص 83، وكذا الثقفي في كتاب (الغارات) (1).

وكل هؤلاء رووا ذلك ضمن الخطبة التي أولها: (ان الله بعث محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) نذيرا للعالمين) وقد مرت برقم (25) فراجع، على اختلاف بين رواياتهم بالزيادة وبعض الكلمات.

239 - ومن خطبة له (علیه السلام) يذكر فيها آل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم):

«هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم ...».

رواه الكليني في روضة الكافي ص 391، من ضمن خطبة تقدمت برقم (145) وأولها.

«فبعث محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان ...» فراجع هناك8.

ص: 224


1- انظر شرح النهج م 2 ص 35 - 38.

الفصل الثاني

وهو يشتمل على مصادر الباب الثاني من نهج البلاغة الذي عقده الشريف الرضي للمختار من كتب مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، ورسائله الى أعدائه، وأمراء بلاده، ويدخل في ذلك المختار من عهوده الى عماله، ووصاياه لاهله وأصحابه.

وفي هذا الفصل مصادر حوالي ستين كتابا ووصية من أصل ثمانية وسبعين كتابا ووصية وغيرهما، أدرجها الرضي في هذا الباب.

وقد وضعت لكل كتاب أو وصية ذكرت مصادره، رقما بازائه، حسب مكانه الذي وضعه فيه جامع النهج، وحسب موقعة من بقية الكتب والرسائل والوصايا، تسهيلا للمراجعة

ص: 225

1 - من كتاب له (علیه السلام) الى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة الى البصرة:

«من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة جبهة الأنصار، وسنام العرب.

أما بعد فاني أخبركم عن أمر عثمان، حتى يكون سمعه كعيانه ...».

رواه الشيخ المفيد في كتابه (الجمل) ص 115 - 116، و ابن قتيبة في كتاب (الامامة والسياسة) ج 1 ص 58 - 59.

وقال الشارح:

روی محمد بن اسحاق عن عمه عبد الرحمن بن يسار القرشي قال: لما نزل علي (علیه السلام) الربذة متوجها الى البصرة، بعث محمد بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن أبي بكر، وكتب اليهم هذا الكتاب (1). وروى هذا الكتاب أيضا الطوسي في (الامالي) ج 2 ص 328 مختلفا عن رواية النهج ببعض الاختلاف.

2 - ومن كتاب له (علیه السلام) لاهل الكوفة بعد فتح البصرة:

وجزاكم الله من أهل مصر عن أهل بيت نبيكم ...»

رواه المفيد من كتاب أرسله الى أهل الكوفة، في كتابه (الجمل) ص 200، وأول الكتاب:

«بعد السلام وحمد الله تعالى ...

أما بعد فانا لقينا القوم الناكثين ببيعتنا، المفرقين لجماعتنا الباغين علينا من أمتنا ...»، و هو كتاب طويل.

3 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى شريح بن الحارث قاضيه، حين اشترى دارا بثمانين دينارا:

ص: 226


1- انظر شرح النهج م 3 ص 291.

«هذا ما اشترى عبد ذليل ...».

رواه سبط ابن الجوزي في كتابه (تذكرة الخواص) ص 149 - 150 بعنوان قصة دار شريح القاضي، والصدوق في کتاب (الامالي) في المجلس الحادي والخمسين بسنده عن عاصم بن بهدلة، والبهائي العاملي في (كتاب الاربعين) ص 76 - 77 بسنده عن عاصم بن بهدلة أيضا. مع بعض الاختلاف بين هذه الروايات بالزيادة والنقصان.

4 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى بعض أمراء جيوشه:

«فان عادوا الى ظل الطاعة فذاك الذي نحب، وان توافت الأمور بالقوم الى الشقاق والعصيان، فأنهد بمن أطاعك الى من عصاك ...».

رواه السبط ابن الجوزي فى (تذكرة الخواص) ص 157 - 158 عن الشعبي عن ابن عباس، مع زيادة واختلاف في بعض الكلمات والفقرات.

5 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى الأشعث بن قيس عامل أذربيجان:

«وان عملك ليس لك بطعمة، ولكنه في عنقك أمانة ...».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 79 من أوله: أما بعد فلولا هنات كن فيك، كنت المقدم في هذا الأمر الخ ...

ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 232 وأورد الكتاب بتمامه، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 20 - 21.

وقال الشارح: ان هذا الكتاب كتبه (علیه السلام) الى الأشعث بعد وقعة الجمل (1).

6 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر ... فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن یرد ...».

ص: 227


1- شرح النهج م 3 ص 299.

قال الشارح:

ان هذا الكتاب ذكره أرباب السير كلهم، وأورده شيوخنا المتكلمون في كتبهم، احتجاجا على صحة الاختيار، وكونه طريقا الى الامامة، وأول الكتاب:

أما بعد فان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام، لانه بايعني القوم الذين بايعوا ... الى آخر الفصل (1).

وقد روى هذا الكتاب كل من ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 233، وأبي حنيفة الدينوري في الاخبار الطوال ص 148، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 29 - 30، وابن قتيبة فى (الامامة والسياسة) ج 1 80 - 81، وسبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 82 - 83.

7 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية أيضا:

«أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة، ورسالة محبرة، نمقتها بضلالك ... وكتاب امرىء، ليس له بصر يهديه، ولا قائد يرشده، قد دعاه الهوى فأجابه، وقاده الضلال فاتبعه ...»

ومن هذا الكتاب:

«لانها بيعة واحدة لا يثنى فيها النظر، ولا يستأنف فيها الخيار، الخارج منها طاعن، والمروي فيها مداهن».

رواه ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 233، وابن قتيبة في الامامة والسياسة ج 1 ص 87 - 88، وقال: انه جواب كتاب أرسله اليه معاوية وروى قسما منه السبط في التذكرة ص 84.

وأورده نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 57 - 58، والمبرد في الكامل ج 1 ص 193 - 194 قد ذكر شطرا منه، مع اختلاف وزيادة ونقصان بين هذه الروايات.

ص: 228


1- شرح النهج م 3 ص 300.

8 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى جرير بن عبدالله لما أرسله الى معاوية:

«أما بعد فان أناك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل وخذه بالحزم ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 25، و ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد م 2 ص 232 مع اختلاف يسير.

9 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«فأراد قومنا قتل نبينا، واجتياح أصلنا ...».

روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 88 - 91 کتابا طويلا متضمنا لكثير مما رواه الرضي في النهج من هذا الكتاب، و أول هذا الكتاب الذي رواه نصر، ونقله عنه شارح النهج (1).

أما بعد فان أخا خولان قدم علي بكتاب منك تذكر فيه محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) ...

وأورد هذا الكتاب ابن عبد ربه فى (العقد الفريد) م 2 ص 224، وفيه شطر سما روي في النهج، وكذا ذكره أبو حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 154 مختصرا، وفيه فقرات كثيرة مما روي في النهج.

10 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية أيضا:

«وكيف أنت صانع؟ اذا تكشفت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا تبهجت بزينتها ...».

روی نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 108 - 110 کتابا فيه كثير من فقرات ما روي في النهج، وكذا روى ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 33 كتابا مختصرا فيه فقرات عديدة من هذا الكتاب الذي رواه الرضي.

وقال الشارح في شرح هذا الفصل: و هذه الكلمة قالها أمير9.

ص: 229


1- انظر شرح النهج م 3 ص 408 - 409.

المؤمنين جوابا على كلمة مماثلة قالها معاوية في رسالة له الى علي

(علیه السلام).

وقال: ووقفت عليها من كتاب أبي العباس يعقوب بن أحمد الصيمري الذي جمعه من كلام علي (علیه السلام) وخطبه.

و قال: وأولها (يعني أول رسالة معاوية): أما بعد فانك المطبوع على قلبك ...

فكتب اليه أمير المؤمنين (علیه السلام):

أما بعد يا ابن صخر يا ابن اللعين، يزن الجبال فيما زعمت حلمك، ويفصل بين أهل الشام علمك، وأنت الجاهل القليل الفقه، المتفاوت العقل، الشارد عن الدين، وقلت: فشمر للحرب ... وابرز الى لتعلم أينا المرين على قلبه، المغطى على بصره، فأنا أبو الحسن حقا، قاتل أخيك وخالك وجدك، شدخا يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب ألقي عدوي (1).

وقال الشارح أيضا:

ووقفت له (علیه السلام) على كتاب اخر الى معاوية، يذكر فيه هذا المعنى، أوله:

أما بعد فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان، الحق أساطير، ونبذتموه وراء ظهوركم ... ولقد أسهبت في ذكر عثمان، ولعمري ما قتل غيرك، ولا خذله سواك ... (2).

وقال الشارح:

وأعلم أن هذه الخطبة (الكتاب) قد ذكرها نصر بن مزاحم في كتاب صفين على وجه يقتضي ان ما ذكره الرضي منها قد ضم اليه بعض خطبة أخرى طبة أخرى، وهذه عادته، لأن غرضه التقاطه.

ص: 230


1- انظر شرح النهج م 3 ص 410 - 411.
2- المصدر نفسه.

الفصيح و البليغ من كلامه (1).

11 - ومن وضية له (علیه السلام) وصى بها جيشا بعثه الى العدو:

«فاذا نزلتم بعدو أو نزل بكم، فليكن معسكركم في قبل الأشراف، وسفاح الجبال، أو أثناء الأنهار ...».

ذكر هذه الوصية نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 133 - 135 وهي وصية منه (علیه السلام) لقائدين من قواده هما زیاد بن النضر وشريح بن هاني، وما ذكره ابن مزاحم أطول مما روي في النهج.

ورواها أبو حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 156 مع اختلاف في بعض الكلمات والفقرات والزيادة والنقصان.

ورواها ابن شعبة في تحف العقول ص 191 - 192 في ضمن وصية طويلة منه (علیه السلام) لزياد بن النضر الحارثي.

12 - ومن وصية له (علیه السلام) لمعقل بن قيس الرياحي حين أنفذه الى الشام في ثلاثة الاف، مقدمة له:

«اتق الله الذي لا ید لك من لقائه، ولا منتهى لك من دونه، ولا تقاتلن الا من قاتلك، وسر البردين (2) وغور (3) بالناس، ورفه في السير ...».

رواها نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 148 - 149 بأخصر مما روي في النهج.

13 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أميرين من أمراء جيوشه:

«وقد أمرت عليكما وعلى من في حيزكما مالك بن الحارث الأشتر، فاسمعا له وأطيعا، واجعلاه درعا ومجنا، فانه ممن لا يخاف و هنه ولا سقطته، ولا بطوه عما الاسراع اليه أحزم، ولا اسراعه الى ما البطء عنه أمثل».ة.

ص: 231


1- المصدر ص 412.
2- أي وقت ابتراد الجو من حر النهار، وهو الغداة والمشي.
3- أي أنزل الناس في الغائرة وهي القائلة.

رواه الطبري في تاريخهم 3 ص 565، ونصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 154 بأطول مما روي في النهج مع اختلاف يسير.

والأميران اللذان أمر عليهما الأشتر، هما زياد بن النضر وشريح بن هاني.

14 - ومن وصية له (علیه السلام) لعسكره بصفين قبل لقاء العدو:

«لا تقاتلوهم حتى يبدأوكم، فانكم - بحمد الله - على حجة و ترككم اياهم حتى يبدأ وكم حجة أخرى لكم عليهم ...».

رواها الكليني في كتاب (الجهاد) من كتاب (الكافي) م 5 ص 38، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 106 والطبري في تاريخه م 4 ص 6 وبين هذه الروايات اختلاف یسیر.

15 - ومن قوله (علیه السلام) لاصحابه عند الحرب:

«لا تشتدن عليكم فرة بعد كرة ...».

روى الكليني فقرات من أولها في (الكافي) في كتاب الجهاد م 5 ص 41 من كلمة طويلة اختلاف يسير.

16 - ومن دعائه (علیه السلام) اذا لقي العدو محاربا:

«اللهم اليك أفضت القلوب، ومدت الأعناق ...».

روي هذا في الصحيفة (1).

ورواه نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 256 - 257 مختلفا عما روي في النهج ببعض الفقرات والكلمات والزيادة والنقصان.

وروى قسما منه المقيد في كتابه الجمل ص 166، ونقله القمي في سفينة البحار م 2 ص 450 عن الشيخ محمد بن مكي المعروف بالشهيد الأول العاملي في كتابه (الذكرى) قال: واختار5.

ص: 232


1- انظر مدارك النهج ص 255.

ابن أبي عقيل، الدعاء بما روي عن أمير المؤمنين (علیه السلام) في القنوت اللهم اليك شخصت الخ ...

وابن أبي عقيل، من علماء أوائل القرن الرابع الهجري. وهو من شيوخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي المتوفى سنة (368 ه) الذي كان زعيم الشيعة ومرجعها في عصره.

كما نقله الشارح عن نصر بن مزاحم عن عمر بن شمر عن جابر بن نمير الانصاري (1).

17 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية جوايا له عن كتاب منه أرسله اليه:

«وأما طلبك الي الشام، فاني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك منه أمس ...».

رواه كل من أبي حنيفة الدينوري في (الاخبار المطوال) ص 174، والبيهقي ابراهيم بن محمد في كتابه (المحاسن والمساوىء) ج 1 ص 82، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 3 ص 22 - 23، وابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 100 و نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 252 - 253 وسليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 142، وأيي الفتح الكراجكي في (كنز الفوائد) ص 201.

18 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عامله على البصرة عبدالله بن عباس:

«اعلم أن البصرة مهبط ابليس ...».

روی نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 57 بعض فقرات (هذا الكتاب، وكذا ذكر الباقلاني في (اعجاز القرآن) ج 1 ص 103.4.

ص: 233


1- انظر انظر شرح النهج م 1 ص 184.

وروى أبو هلال العسكري في (الصناعتين) ص 277 بعض فقراته و هو قوله (علیه السلام) أرغب راغبهم، وأحلل عقدة الخوف عنهم.

19 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى بعض عماله:

«أما بعد فان دهاقين أهل بلدك، شكوا منك غلظة وقسوة، واحتقارا وجفوة ...».

أورده اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 179 باختلاف كبير.

و هذا الكتاب كتبه (علیه السلام) الى عامله عمر بن أبي سلمة الأرحبي.

20 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى زياد بن أبيه خليفة عامله على البصرة عبد الله بن عباس:

«واني أقسم بالله قسما صادقا، لئن بلغني أنك خنت من فييء المسلمين شيئا ...».

أورده اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 180 مختلفا عما روي في النهج بالزيادة والنقصان وببعض الفقرات.

وذكر البيهقي في كتاب المحاسن والمساوىء ج 2 ص 201 بعض فقراته ورواه هكذا:

(لئن بلغني عنك خيانة، لأشدن عليك شدة أدعك فيها قليل الوفر، ثقيل الظهر).

22 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عبد الله بن عباس:

«أما بعد فان المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ...».

رواه الكليني في روضة الكافي ص 240، والسبط في التذكرة ص 150، ونصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 58، وابن مسكويه في (الحكمة الخالدة) ح ص 179، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 200، و ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 295، والراغب الأصفهاني في (محاضرات الادباء) م 2 ص 404 واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 181، وأبو علي القالي في أماليه ج 2 ص 91 مسندا، والخوارزمي في (المناقب)

ص: 234

ص 270 باسناده إلى عبدالله بن العباس قال ما انتفعت بشيء بعد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) انتفاعي بكلمات كتب بهن الي أمير المؤمنين الخ ...

23 - ومن كلام له عليه السلام، قاله قبل موته على سبيل الوصية لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:

«وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئا، و محمد - صلى الله عليه وآله - فلا تضيعوا سنته ...».

رواه الكليني في (أصول الكافي) م 1 ص 299 من کلام طويل بسند ينتهي الى ابراهيم بن اسحاق الأحمري.

وأورد المسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 436 قسما كبيرا من هذه الوصية، وكذا ذكر، في كتابه اثبات الوصية ص 130 مع زيادة و اختلاف في بعض الفقرات والكلمات.

24 - ومن وصية له (علیه السلام) بما يعمل في أموالة، كتبها بعد منصرفه من صفين:

«هذا ما أمر به عبدالله بن أبي طالب ...».

قال كمال الدين البحراني في شرحه: رويت هذه الوصية بروايات مختلفة بالزيادة والنقصان، وقد حذف الرضي منها فصولا.

ثم ذكرها البحراني بتمامها راويا لها عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: بعث الي بهذه الوصية أبو ابراهيم (علیه السلام) (الامام موسی الكاظم). وفي آخرها: وشهد بهذا أبو سمر بن أبرهة، وصعصعة بن صوحان، وسعيد بن قيس، و هياج بن أبي الهياج، وكتب علي بن أبي طالب، لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين (1).

وقد رواها الكليني في كتاب الكافي ج 7 ص 49 - 51، وهي طويلة اختار الرضي منها ما أورده في النهج، على اختلاف في8.

ص: 235


1- انظر شرح النهج للبحراني ج 4 ص 407 - 408.

الكلمات والفقرات.

25 - ومن وصية له (علیه السلام) كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات:

«انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له ...»

رواها الكليني في كتاب الكافي م 3 ص 536 - 538 والشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب (تهذيب الاحكام) ج 4 ص 96 - 97 بسنده الى حريز عن يزيد بن معاوية عن الصادق (علیه السلام) قال: بعث أمير المؤمنين (علیه السلام) مصدقا من أهل الكوفة الى باديتها، فقال له: (انطلق الخ ...). وما رواه الكليني والطو أطول مما في النهج.

27 - ومن عهد له (علیه السلام) الى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر:

«فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك..».

رواه ابن شعبة في تحف العقول ص 176 - 180 بزيادة

وروى المفيد في كتابه (المجالس) ص 152 - 157 كتابا مطولا منه (علیه السلام) الى أهل مصر لما ولاها محمد بن أبي بكر، وهو مشتمل على كثير مما روي في النهج.

وروى الشارح كتابا مطولا عن ابراهيم الثقفي صاحب كتاب الغارات، يتضمن الكثير مما روي في النهج مع بعض الاختلاف (1).

وروى الطوسي هذا الكتاب في أماليه ج 1 ص 24 - 30 بسنده عن فضيل بن جعد عن أبي اسحاق الهمداني عن علي (علیه السلام) وهو كتاب طويل.

28 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية جوابا. قال الشريف الرضي: هو من محاسن الكتب:8.

ص: 236


1- انظر شرح النهج م 2 ص 26 - 28.

«أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء الله محمدا (صلی الله علیه و آله و سلم) ...».

قال النقيب أبو جعفر يحيى بن أبي زيد: ان هذا الكتاب هو جواب لكتاب معاوية ارسله اليه مع أبي أمامة الباهلي، وهو غير جوابه عن كتاب معاوية الذي أرسله اليه مع أبي مسلم الخولاني. وقال ان كلا الكتابين مروي ثابت (1).

وقد روى هذا الكتاب الطبرسي في (الاحتجاج) ص 258 - 263.

وكثير مما في هذا الكتاب مروي في الكتاب الذي رواه نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 88 - 91 من طبعة مصر من الرسالة الموجهة منه (علیه السلام) الى معاوية، التي أولها: «أما بعد فان أخا خولان ...».

29 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أهل البصرة:

«وقد كان من انتشار حبلكم وشقاقكم ما لم تغيوا (2) عنه ...».

رواه ابراهيم الثقفي في كتاب (الغارات) عن كعب بن قعين من كتاب طويل مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ، كان أرسله (علیه السلام) الى أهل البصرة مع جارية بن قدامة في فتنة ابن الحضرمي (3).

30 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«فاتق الله فيما لديك، وانظر في حقة عليك ...».

قال الشارح: و هذا أول الكتاب:

«أما بعد فقد بلغني كتابك، تذكر مشاغيتي، وتستقيح موازرتي، وتزعمني متحيرا، وعن حق الله مقصرا فسبحان3.

ص: 237


1- شرح النهج م 3 ص 447 - 448.
2- فعل مضارع من غبا بمعنى جهل.
3- المصدر م 1 ص 353.

الله كيف تستجيز الغيبة، وتستحسن العضيهة (1) اني لم أشاغب الا في أمر بمعروف، أو نهي عن منكر ... ومن العجب أن تصف يا معاوية الاحسان، وتخالف البرهان، وتنكث الوثائق، التي هي لله عز وجل طلبة، وعلى عباده حجة، مع نبذ الاسلام، وتضييع الأحكام، وطمس الأعلام، والجري في الهوى، والتهوس في الردى، فاتق الله فيما لديك، وانظر في حقه عليك، الفصل المذكور في الكتاب.

قال الشارح: وهذا أول الكتاب:

ثم قال الشارح: وفي الخطبة زيادات يسيرة لم يذكرها الرضي رحمه الله، منها: وان للناس جماعة يد الله عليها و غضب الله على من خالفها، فنفسك نفسك، قبل حلول رمسك فانك إلى الله راجع، والى حشره مهطع، و سيبهظك كربه، ويحل بك غمه، يوم لا يغني النادم ندمه، ولا يقبل من المعتذر عذره، (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون (2).

31 - ومن وصية له (علیه السلام) لولده الحسن، كتبها له (بحاضرين) (3) من صفين:

«من الوالد الفاني المقر للزمان، المدير العمر، المستسلم الدنيا ...».

رواها ابن شعبة الحراني في كتاب (تحف العقول) ص 68 - 88.

وذكرها السيد ابن طاووس في كتاب (الوصايا) وذكر أن الكليني رواها في كتاب (الرسائل)، ونقلها أيضا من كتاب (الزواجر والمواعظ) الأبي أحمد العسكري. وذكرها ابن طاووس أيضا في كتاب (المحجة) (4).3.

ص: 238


1- هي الكذب والافك.
2- انظر شرح النهج م 4 ص 3
3- هي بلد في نواحي صفين.
4- انظر سفينة البحار م2 ص 661 والغدير ج 7 ص 83.

وقال البحراني: رواها أبو جعفر بن بابويه القمي، وقال ان هذه الوصية كتبها (علیه السلام) الى ابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه (1).

وأورد الكليني في (الكافي) ج 5 ص 338 روايتين في شأن هذه الوصية:

احداهما أنها رسالة منه (علیه السلام) الى ولده الحسن، وذكر منها قوله (علیه السلام):

(اياك ومشاورة النساء)، الى قوله: (وان استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل).

رواها بسنده عن الامام الصادق (علیه السلام).

والثانية رواها بسنده الى الاصبغ بن نباتة، وجاء فيها: قال: كتب هذه الرسالة أمير المؤمنين (علیه السلام) الى ابنه محمد بن الحنفية.

وروى أيضا فقرات منها ص 510، وفي ص 537 آخر هذه الوصية وهو قوله (علیه السلام): (اياك والتغاير في غير موضع غيرة) الى قوله (الريب). ثم أتبعها بفقرات اخرى أتم بها الوصية.

وروي المصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 4 ص 375 - 380 شطرا من وصيته (علیه السلام) لولده محمد بن الحنفية، وهو مشتمل على الكثير من وصيته (علیه السلام) لولده الحسن المروية في النهج.

و تجد قسما من هذه الوصية في (العقد الفريد) م 1 ص 302 - 303 كما تجد كتابا منه (علیه السلام) لولده ابن الحنفية في الكتاب المذكور

م 1 ص 303، وقد أورده الرضي في النهج كجزء من وصيته (علیه السلام) لولده الحسين، وأوله:

(ان تفقه في الدين، وعود نفسك الصبر على المكروه) وآخره: (اسأل الله ان يلهمك الشكر والرشد، ويقويك على2.

ص: 239


1- انظر شرح النهج للبحراني ج 5 ص 2.

العمل بكل خير، ويصرف عنك كل محذور برحمته).

وروى وصيته (علیه السلام) لولده محمد بن الحنفية، الاصبغ بن نباتة المجاشعي، رواه عنه النجاشي بسنده اليه (1).

ومن ذلك كله يبدو أن الوصية المذكورة في النهج ملتقطة من عدة وصايا، جمعها الرضي في سياق وصية واحدة، لاتحادها نسقا ومقصدا. وهذه عادته رحمه الله، يورد في مجموعه النهج ما كان داخلا في غايته التي وضع النهج لاجلها.

32 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«وأرديت جيلا من الناس كثيرا، خدعتهم بغيك ...».

ذكر الشارح أول هذا الكتاب ونقله - على ما يظهر - عن أبي الحسن علي بن محمد المدائني، وأوله: «أما بعد فان الدنيا دار تجارة، وربحها أو خسرها الآخرة، فالسعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصالحة، ومن رأى الدنيا بعينها وقدرها بقدرها، واني لاعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه، ولكن الله تعالى أخذ على العلماء أن يؤدوا الأمانة، وينصحوا القوى والرشيد ... وقد أرديت جيلا الخ ...» (2).

34 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر عن مصر، ثم توفي الأشتر في طريقه قبل وصوله اليها:

«أما بعد فقد بلغتني موجدتك من تسريع الأشتر الى عملك ...».

رواه ابراهيم الثقفي في كتابه (الغارات) عن محمد بن عبد الله عن المدائني عن رجاله (3).

ورواه الطبري في تاريخه ج 4 ص 72 - 73.0.

ص: 240


1- انظر أعيان الشيعة ج 1 قسم 1 ص 359.
2- انظر شرح النهج م 4 ص 50.
3- انظر شرح النهج م 2 ص 30.

35 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي بكر:

«أما بعد فان مصر قد افتتحت، ومحمد بن أبي بكر قد استشهد ...».

رواه الطبري في تاريخه ج 4 ص 87 بزيادة و اختلاف في بعض الفقرات ورواه ابراهيم في كتاب (الغارات) عن محمد ابن عبدالله عن المدائني (1).

36 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أخيه عقيل جوابا له عن كتابه:

«فسرحت اليه جيشا كثيفا من المسلمين ...».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 49 - 50 مع اختلاف في بعض الالفاظ.

ورواه الشارح عن ابراهيم الثقفي (2).

ورواه الأصبهاني في كتاب (الاغاني) ج 15 ص 104 - 105 كما ذكر كتاب عقيل اليه (علیه السلام).

37 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«فسبحان الله، ما أشد لزومك للاهواء المبتدعة ...».

رواه الطبرسي في (الاحتجاج) ص 265.

وقال الشارح: أول هذا الكتاب: أما بعد فان الدنيا حلوة خضرة، ذات زينة وبهجة، لم يصب اليها أحد الا وشغلته. ثم أورد الشارح تمام الكتاب الى قوله: (فسبحان الله الخ ... (3).

ومثله قال البحراني في شرحه فصول هذا الكتاب السابقة على هذا الفصل الذي اختاره الرضي (4).

38 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أهل مصر لما ولي عليهم1.

ص: 241


1- المصدر ص 35.
2- المصدر م 1 ص 155.
3- المصدر م 4 ص 57.
4- شرح النهج للبحراني ج 5 ص 81.

الأشتر:

«من عبد الله علي أمير المؤمنين الى القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه ...»

رواه الطبري في تاريخه ج 4 ص 72، والمفيد في المجالس ص 49، وفي الاختصاص ص 280 واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 170 باختلاف يسير.

ورواه النجاشي في رجاله ص 153 عن صعصعة بن صوحان العبدي خاصة الامام (علیه السلام).

ورواه الشارح عن ابراهيم الثقفي عن محمد بن عبدالله عن المدائني قال: حدثنا مولى للاشتر قال: لما هلك الاشتر أصيب في ثقله رسالة على الى أهل مصر. (من عبد الله أمير المؤمنين الى النفر الخ ...) (1).

وكذا رواه الشارح عن ابراهيم الثقفي الذي رواه عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان (2).

39 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عمر بن العاص:

«فانك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرىء، ظاهر غیه ...».

رواه الطبرسي في (الاحتجاج) ص 267 والسبط في التذكرة ص 84 ببعض الاختلاف ومختصرا.

وقال الشارح: وذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين هذا الكتاب بزيادة لم يذكرها الرضي. ثم نقل الشارح هذا الكتاب عن نصر بن مزاحم بتمامه (3) وفيه زيادة واختلاف ببعض الالفاظ.

40 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى بعض عماله:ه.

ص: 242


1- المصدر م 2 ص 30.
2- المصدر ص 29.
3- المصدر م 4 ص 61 و كتاب صفين المطبوع في ايران ومصير خال عن هذه الرسالة وهو يدل على تلاعب النساخ به.

«اما بعد فقد بلغني عنك أمر، ان كنت فعلته فقد اسخطت ربك ...».

رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 242 و ذکر ان هذا الكتاب منه (علیه السلام) الى عبد الله بن العباس.

41 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى بعض عماله:

«أما بعد فاني كنت أشركتك في أمانتي ...».

رواه الكشي في رجاله ص 58، وابن قتيبة في (عيون الأخبار) ج 1 ص 57، و ابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 243، والسبط في التذكرة ص 151، وروى الكثیر منه أبو منصور الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 627.

وقالوا جميعا ان هذا الكتاب منه (علیه السلام) الى عبدالله بن العباس حين أخذ من مال البصرة وفارق الامام الى المدينة. وقيل: ان هذا الكتاب موجه الى عبيد بن العباس ولم يرجحه الشارح، وقال بعد ذكر القولين:

ان الرواة قد أطبقوا على رواية هذا عنه، وقد ذكر في اكثر كتب السير (1).

42 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عمرو بن سلمة المخزومي حين عزله عن البحرين وولى مكانه النعمان بن عجلان الزرقي:

«أما بعد فاني قد وليت النعمان بن عجلان الزرقي على البحرين، ونزعت ما في يدك، بلاذم لك ...».

رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 176 - 177 بزيادة و نقصان، واختلاف في بعض الألفاظ والفقرات

43 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى مصقلة بن هبيرة الشيباني عامله على أردشيره خرة:

«بلغني عنك أمر، ان كنت فعلته فقد أسخطت الهك ...».4.

ص: 243


1- المصدر م 4 ص 64.

و هذا نظير الكتاب السابق الى ابن عباس، وقد رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 177 مع اختلاف یسير وزيادة و نقصان.

44 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه:

«وقد عرفت أن معاوية كتب اليك يستنزل لبك، ويستفل غربك ...».

رواه الشارح عن المدائني ببعض الاختلاف و نقصان بعض الفقرات (1).

45 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عثمان بن حنيف الانصاري عامله على البصرة، وقد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها فمضى اليها:

«أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة ...».

روى الصدوق في أماليه في المجلس التسعين فصلا من هذا الكتاب، و هو قوله: (ولو شئت الخ ...) مع اختلاف كبير.

46 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى بعض عماله:

«أما بعد فانك ممن استظهر به على اقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم ...».

روى الطبري في تاريخه ج ص 71 الفقرات الاولى من هذا الكتاب الى قوله (الثغر المخوف)، وأتبعها بفقرات بعدها الى قوله: (الا الشدة).

وهي كلمات منه يوصي بها الاشتر حين استقدمه من عمله على نصيبين، وأراد ان يوليه مصر.

ورواه المفيد في المجالس ص 48 - 49. وما ذكره8.

ص: 244


1- المصدر م 4 ص 68.

الرضي ملتقط من كتاب ومن وصية مع اختلاف يسير.

47 - ومن وصية له (علیه السلام) لابنيه الحسن والحسين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:

«أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وان بغتكما ...»

رواها الكليني في الكافي ج 7 ص 51 - 52 من وصية طويلة، والخوارزمي في المناقب ص 278 - 279 عن جندب بن عبدالله، ومحب الدين الطبري في (ذخائر العقبي) ص 116 وقال أخرجه الفضائلي، وأبو حاتم السجستاني في كتاب (المعمرون والوصايا) ص 150 - 151، كما روى آخرها بزيادة في ص 153، والطبري في تاريخه

ج 4 ص 183.

وروى الأصبهاني في الاغاني أكثرها (1)، وابن شعبة في (تحف العقول) من طبعة النجف ص 135 - 136 معظمها، وذكر انها وصية (علیه السلام) لولده الحسن، والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 425 قسما منها.

ورواها الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) (2).

48 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«فان البغي والزور يوتقان بالمرء في دينه ودنياه ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 267 باختلاف يسير في بعض الكلمات، من كتاب له (علیه السلام) الى معاوية بعد رفع المصاحف في صفين.

وما رواه الرضي في النهج مختصر عنه.

وأورده الشارح راويا له عن نصر بن مزاحم وعن ابراهيم الثقفي (3).8.

ص: 245


1- انظر شرح النهج م 2 ص 44 - 45.
2- انظر مدارك النهج ص 257.
3- انظر شرح النهج م 1 ص 188.

49 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية:

«أما بعد فان الدنيا مشغلة غيرها، ولم يصب صاحبها منها شيئا الا فتحت له حرصا عليها ...».

رواه أبو حنيفة الدينوري في (الاخبار الطوال) ص 154 وص 178، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 61 وص 269 وقالا جميعا ان هذا الكتاب منه (علیه السلام) الى عمرو بن العاص، وكذا أورده الشارح عن نصر بن مزاحم (1).

و بين هذه الروايات تفاوت يسير في بعض الالفاظ والفقرات.

50 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أمرائه على الجيوش: «من عبد الله بن أبي طالب الى أصحاب المسالح، أما بعد فان حقا على الوالي ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 58 والطوسي في أماليه ج 1 ص 221 - 222 على تغيير في بعض ألفاظه.

51 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عماله على الخراج:

«من عبد الله علي أمير المؤمنين الى أصحاب الخراج، أما بعد فان من لم يحذر ما هو صائر اليه ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 58 - 59، باختلاف في كثير من الفقرات والزيادة والنقصان.

53 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى الأشتر حين ولاه مصر، وحين اضطرب الأمر على واليها محمد بن أبي بكر، وهو أطول عهد وأجمع كتبه للمحاسن:

«هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين، مالك بن الحارث

الأشتر في عهده اليه حين ولاه مصر ...».

روى هذا العهد ابن شعبة في (تحف العقول) ص 126 - 9.

ص: 246


1- المصدر ص 159.

149، مع اختلاف بين عهدي النهج والتحف في زيادة بعض الفقرات و نقصانها، وفي بعض الكلمات.

وتجد هذا العهد مرويا في كتاب (دعائم الاسلام) لأبي حنيفة النعمان قاضي الفاطميين بمصر ج 1 ص 412 - 431 وقال أبو حنيفة في الدعائم ص 412:

وعن علي (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه ذكر عهدا، فقال الذي حدثناه: أحسبه من كلام علي (صلی الله علیه و آله و سلم) الا أنا رويناه عنه أنه رفعه فقال: عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عهدا كان فيه بعد كلام ذكره، قال صلى الله عليه آله وسلم: ثم ذكر العهد.

ويختلف العهد المروي في الدعائم عن عهد النهج بزيادة و نقصان، واختلاف في بعض الفقرات، وتقديم بعض الفصول والجمل على بعض.

وقد روى عهد الامام (علیه السلام) للاشتر، الأصبغ بن نباتة المجاشعي، ذكر ذلك النجاشي في رجاله ص 7، قال:

أخبرنا ابن الجندي عن علي بن همام، عن الحميري، عن هارون بن مسلم، عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف، عن الأصبغ، بالعهد.

وقال الشارح: الأليق أن يكون الكتاب الذي كان معاوية ينظر فيه ويعجب منه، ويفتي به، ويقضي بقضاياه وأحكامه هو عهد علي عليه السلام الى الأشتر، فانه نسيج وحده، ومنه تعلم الناس الآداب والقضايا والأحكام والسياسة، وهذا العهد صار الى معاوية لما الأشتر، ومات قبل وصوله الى مصر (1).

ذكر الشارح هذا بعد أن نقل عن ابراهيم الثقفي ان عهد الامام الى محمد بن أبي بكر كان من جملة الكتب التي أخذها عمرو بن العاص لما ظهر على محمد وقتله، فكان معاوية ينظر في8.

ص: 247


1- انظر شرح النهج م 2 ص 28.

هذا الكتاب ويتعجب منه.

وان تلك الكتب بقيت في خزائن بني أمية حتى ولي عمر بن عبد العزيز، فهو الذي أظهر أنها من أحاديث علي بن أبي طالب (علیه السلام) وكلامه (1).

54 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى طلحة والزبير، أرسله لهما مع عمران بن الحصين الخزاعي:

«أما بعد فقد علمتما، وان كتمتما، أني لم أرد الناس حتى أرادوني ...».

ذكر هذا الكتاب أبو جعفر الاسكافي في كتاب (المقامات)، كما صرح به الرضي في النهج.

وأبو جعفر الاسكافي هو محمد بن عبد الله المعتزلي من المعاصرين للجاحظ، وتوفي عام (240 ه) (2).

وله سبعون كتابا في علم الكلام، و هو الذي نقض كتاب العثمانية للجاحظ (3).

و رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 61 - 62 خلا بعض فقرات من آخره.

56 - ومن كلام له (علیه السلام) يوصي به شريح بن هاني لما جعله على مقدمته الى الشام:

«اتق الله في كل صباح ومساء، وخف على نفسك الدنيا الغرور ...».

رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 66، وقال انها وصية منه (علیه السلام) الى زياد بن النضر حير دعاه وشريح بن هاني، وكانا على مذحج و الاشعريين، فقال (علیه السلام): يا زياد اتق الله الخ ...

ورواه الحسن بن شعبة في (تحف العقول) ص 191 - 9.

ص: 248


1- المصدر نفسه.
2- انظر الكنى والالقاب للقمي ج 2 ص 23.
3- انظر شرح النهج م 4 ص 159.

192، ذكر انها وصية منه (علیه السلام) الى زياد بن النضر الحادثي بدل شريح. وما رواه أطول مما في النهج، وهو - كما يبدو - مجموع وصايا تقدم بعضها لأمراء جيوشه، مع اختلاف في بعض الالفاظ والفقرات.

57 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة الى البصرة:

«أما بعد فاني خرجت من حيي هذا: اما ظالما واما مظلوما واما باغيا واما مبغيا عليه ...».

رواه الطبري في تاريخه م 3 ص 512 - 513 ويظهر منه

انه كان رسالة شفوية بلغها لاهل الكوفة ولده الحسن وعمار بن ياسر عن لسان أبيه الامام مع اختلاف يسير.

و رواه الشارح عن أبي مخنف وانه (علیه السلام) أرسل هذا الكتاب الى أهل الكوفة عندما بعث اليهم ابنه الحسن وعمار بن ياسر وزید بن صوحان وقيس بن عبادة (1).

62 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه امارتها:

«أما بعد، فان الله سبحانه بعث محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) نذيرا للعالمين و مهيمنا على المرسلين ...».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) بكامله ج 1 ص 129 - 144.

ورواه أيضا ابراهيم الثقفي بعنوان خطبة (2) ومرت فيما سبق برقم (25). وما روياه كتاب طويل جدا يشرح فيه بدء أمره الى نهاية أمر الحكمين.8.

ص: 249


1- انظر شرح النهج م 3 ص 291 - 292.
2- شرح النهج م 2 ص 35 - 38.

ورواه الطبري الامامي في كتابه (المسترشد) ص 77 - 83 من كتاب طويل، وذلك بعد ما افتتحت مصر. وبين هذه الروايات ورواية النهج اختلاف في التقديم والتأخير وفي بعض الألفاظ والفقرات.

كما روى الطبري المذكور في كتابه الأنف الذكر ص 62 بعض فقراته وهو قوله (علیه السلام): واني والله الى لقاء ربي المشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر راج، واني لعلى الصراط المستقيم في يقين من أمري و بينة من ربي.

64 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية جوابا عن كتابه:

«أما بعد فأنا كنا نحن وأنتم على ما ذكرت من الألفة ...».

رواه ابن قتيبة في الامامة والسياسة ج 1 ص 70 - 71 مختصرا الى قوله: (بعثني اليك للنقمة منك) مع اختلاف في بعض الفقرات والكلمات.

ورواه الطبرسي في الاحتجاج ص 263 - 265.

66 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى عبد الله بن العباس:

«أما بعد فان العبد ليفرح بالشيء الذي لم يكن ليفوته ...»

قد سبق ذكر ما هو نظير هذا الكتاب، وإنما ذكره الشريف الرضي هنا لاختلاف الرواية.

وقد ذكرنا فيما مضى مصادر الرسالة السابقة التي لا تختلف كثيرا عن هذه الرسالة.

وقد رواه ابو بكر الباقلاني في (اعجاز القرآن) المطبوع على هامش (الاتقان) للسيوطي ج 1 ص 193 وابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 295.

68 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى سلمان الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته:

«أما بعد فانما مثل الدنيا مثل الحية، لين مسها، قاتل مسها ...».

ص: 250

رواه المفيد في (الارشاد) ص 110 مع اختلاف في بعض الفقرات والزيادة والنقصان.

70 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى سهل بن حنيف الانصاري وهو عامله على المدينة في قوم لحقوا بمعاوية:

«أما بعد فقد بلغني أن رجالا ممن قبلك يتسللون الى معاوية ...».

روى اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 178 قسما منه.

71 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى المنذر بن الجارود العبدي حين خان الأمانة في بعض ما ولاه من أعماله:

«أما بعد فان صلاح أبيك غرني منك ...».

رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 179 مختصرا ومختلفا عما في النهج ببعض الالفاظ والفقرات.

وقال الرضي: والمنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (علیه السلام):

«انه لنظار في عطفيه، مختال في برديه، تفال في شراكيه».

وقد روى هذه الكلمة اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 180.

ولكن الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 76 نسبها الى صعصعة بن صوحان، قالها في المنذر.

74 - ومن حلف له (علیه السلام) كتبه بين ربيعة واليمن:

«هذا ما اجتمع عليه أهل اليمن حاضرها و باديها ...».

قال الرضي في النهج أنه نقله من خط هشام الكلبي.

75 - ومن كتاب له (علیه السلام) الى معاوية في أول ما بويع:

«أما بعد فقد علمت أعذاري فيكم، واعراضي عنكم ...».

قال الرضي في النهج: ذكره الواقدي في كتاب (الجمل). 76 - ومن وصية له (علیه السلام) لعبد الله بن العباس حين استخلفه على البصرة:

«مع الناس بوجهك ومجلسك وحكمك ...».

ص: 251

رواه المفيد في كتاب (الجمل) ص 208، ورواه ابن قتيبة

في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 75 على اختلاف في بعض الالفاظ والزيادة.

78 - ومن كتاب له (علیه السلام) أجاب به أبا موسى الاشعري في أمر الحكمين:

«فان الناس قد تغير كثير منهم عن كثير من حظهم ...».

نقله الرضي عندما ذكره، عن كتاب (المغازي) لسعيد بن يحيى الأموي.

ص: 252

الفصل الثالث

و هو يشتمل على مصادر الباب الثالث من نهج البلاغة، الذي عقده الشريف الرضي للمختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه.

ويدخل في هذا المختار من أجوبة مسائله، والكلام القصير، الخارج في سائر أغراضه.

وفي هذا الفصل مصادر حوالي مائتي حكمة وموعظة ومثل وغيرها من أصل أربعماية وثمانين حكمة ومثلا وموعظة وغيرها، أدرجها الرضي في هذا الباب.

وقد وضعت لكل حكمة أو مثل أو موعظة أو غيرها مما ذكرت له مصدرا، رقما بازائها، حسب مكانها الذي وردت فيه في هذا الباب، وموقعها من بقية الامثال والحكم والمواعظ. على غرار ما فعلته في الفصلين السابقين.

ص: 253

1 - قوله (علیه السلام):

«کن في الفتنة كابن اللبون (1)، لاظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب»

رواه أبو حيان التوحيدي في كتاب (الامتاع والمؤانسة) ج 2 ص 31، وروى (لبن) بدل (ضرع). وقال الشارح: وجاء في الخبر المرفوع: كن في الفتنة كابن لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب و هذه اللفظة يرويها كثير من الناس لامير المؤمنين (علیه السلام) (2).

2 - قوله (علیه السلام):

«أزرى بنفسه من استشعر الطمع، ورضي بالذل من كشف

عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه».

3 - قوله (علیه السلام):

«البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته، والعجز آفة، والصبر شجاعة والزهد ثروة، والورع جنة، ونعم القرين الرضى».

4 - قوله (علیه السلام):

«العلم وراثة كريمة، والآداب حلل مجددة، والفكر مرآة صافية».

روي كل هذه الفصول ابن شعبة في كتابه (تحف العقول) ص 201 - 202 من وصايا قالها (علیه السلام) للإشتر النخعي. وروى الفصل الاخير منها الشيخ المفيد في (المجالس) ص 199، وروی الطوسي في أماليه ج 1 ص 114 الكلمة رقم 4 بفصولها الثلاثة.

8 - قوله (علیه السلام):

اذا أقبلت الدنيا على أحد، أعارته محاسن غيره، واذا2.

ص: 254


1- اللبون: هو ابن الناقة اذا استكمل سنتين.
2- شرح النهج م 2 ص 442.

أدبرت سلبته محاسن نفسه».

أورده المسعودي في كتابه (مروج الذهب) ج 2 ص 434.

9 - قوله (علیه السلام):

«خالطوا الناس مخالطة، ان متم معها بكو عليكم، وإن عشتم حنوا اليكم».

رواه السبط في (تذكرة الخواص) ص 142 بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن ابراهيم بن سعيد عن الشعبي عن ضرار بن ضمرة، ورواه الطوسي في أماليه ج 2 ص 208.

ورواه الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 4 ص 277 من وصيته لابن الحنفية على تغيير في بعض الفاظه.

10 - قوله (علیه السلام):

«اذا قدرت على عدوك، فاجعل العقو عنه شكرا للقدرة عليه ...».

أورده الجاحظ في (المائة كلمة) التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (1). والحصري القيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 50 من المطبوع بهامش (العقد الفريد).

11 - قوله (علیه السلام):

«أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم».

رواه أبو علي القالي في (ذيل الأمالي) ص 110.

12 - قوله (علیه السلام):

«اذا وصلت اليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر».2.

ص: 255


1- انقر مناقب الخوارزمي ص 272.

ذكره الجاحظ في (الماية كلمة) المختارة من كلامه (علیه السلام) (1)

14 - قوله (علیه السلام):

«ما كل مفتون يعاتب».

رواه المفيد في كتاب الجمل ص 30، وروی (معاتب) بدل يعاقب.

ورواه أبو الحسين المعتزلي في كتاب (الغرر) (2)، مثلما روي في النهج.

15 - قوله (علیه السلام):

«تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 223، والمفيد في (الارشاد) ص 142 باختلاف يسير.

16 - قوله (علیه السلام) حين سئل عن قول الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم):

«غيروا ا الشيب ولا تشبهوا باليهود» فقال:

«انما قال (صلی الله علیه و آله و سلم) ذلك والدين قل، فاما الآن وقد اتسع نطاقه، وضرب بجرانه، فامرؤ وما اختار ...».

رواه أبو بكر الباقلاني في كتابه (اعجاز القرآن) المطبوع بهامش الاتقان للسيوطي ج 1 ص 103 باختلاف يسير.

وأبو منصور الثعالبي في كتابه (ثمار القلوب) في المضاف والمنسوب ص 165.

وأورد أبو هلال العسكري في كتاب الصناعتين ص 277 الفقرتين الاخيرتين منه و هو قوله (علیه السلام): فاما وقد اتسع الخ ...

17 - قوله (علیه السلام) في الذين اعتزلوا القتال معه:

«خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل».

رواه الطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 134، ومحب الدين1.

ص: 256


1- المصدر نفسه.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 341.

الطبري في ذخائر العقبى ص 110 مختلفا عن رواية النهج ورواية الطوسي.

18 - قوله (علیه السلام):

«من جرى في عنان أمله عثر بأجله».

أورده الجاحظ في (الماية كلمة) المختارة من كلامه (علیه السلام) (1).

20 - قوله (علیه السلام):

«قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير».

روى ابن عبد البر في كتاب (جامع العلم) ص 77 الفقرتين

الأوليين منه (2).

وكذا ابن شعبة في (تحف العقول) ص 138 من طبعة النجف و ابن قتيبة في عيون الاخبار م 2 ج 4 ص 123، وروى الطوسي في (الأمالي) ج 2 ص 238 فقرتين منه هكذا: الهيبة خيبة والفرصة خلسة.

21 - قوله (علیه السلام):

«لنا حق، فان أعطيناه، والا ركبنا أعجار الابل وان طال السرى.».

ذكره أبو عبيدة في كتاب (الجمع بين الغريبين)، هكذا: «ان لنا حقا، ان نعطه نأخذه، وان تمنعه تركب أعجاز الابل وان طال السرى» وفسر غريبه (3).

ومثله ابن قتيبة في (غريب الحديث) رواه وفسر مفرداته الغريبة (4).4.

ص: 257


1- انظر مناقب الخوارزمی ص 273.
2- انظر مدارك النهج ص 260.
3- انظر شرح النهج م 4 ص 104، وأبو عبيدة هذا، هو أحمد بن محمد بن أبي عبيدة المؤدب الهروي من أكابر العلماء، توفي سنة 401 ه.
4- المصدر ص 364.

ورواه الطبري في تاريخه ج 3 من خطبة قالها (علیه السلام) يوم الشورى، أولها: (الحمد لله الذي اختار محمدا منا نبيا) وآخرها: (حتى يكون بعضكم أئمة لاهل الضلالة، وشيعة لاهل الجهالة)

23 - قوله (علیه السلام):

«من كفارات الذنوب العظام، اغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب».

رواه السبط في (التذكرة) ص 132، وأبو حيان التوحيدي في (البصائر والذخائر) ص 111.

24 - قوله (علیه السلام):

«يا ابن آدم، اذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليه نعمه وأنت تعصيه فاحذره».

رواه السبط في (التذكرة) ص 132 باختلاف يسير فقد أورده بلفظ الجمع وليس فيه قوله (يا ابن آدم).

25 - قوله (علیه السلام):

«ما أضمر أحد شيئا الا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه»

ذكره الجاحظ في الماية كلمة المختارة من كلامه (علیه السلام) (1).

27 - قوله (علیه السلام):

«أفضل الزهد اخفاء الزهد»

رواه السبط في التذكرة أيضا ص 136.

28 - قوله (علیه السلام):

«اذا كنت في ادبار والموت في اقبال، فما أسرع الملتقى.»

رواه السبط في التذكرة ص 132.2.

ص: 258


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 272.

29 - قوله (علیه السلام):

«الحذر الحذر فوالله لقد ستر، حتى كأنه قد غفر».

ذكره الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (1)

30 - قوله (علیه السلام) وقد سئل عن الإيمان:

«الايمان على أربع دعائم. على الصبر واليقين والعدل والجهاد ...».

رواه الصدوق في كتاب (الخصال) ج 1 ص 216 - 217 باختلاف و زيادة، و ابن شعبة في تحف العقول ص 162 - 169 من خطبة طويلة، والكليني في أصول الكافي م 2 ص 50 - 51.

ورواه مختصرا كل من المفيد في (المجالس) ص 162، و سليم بن قيس في كتابه ص 35 - 36، و الطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 11 ناقلا له عن كتاب (المحاسن) للبرقي، وأبي نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) م 1 ص 74، وأبي طالب المكي في (قوت القلوب) ج 1 ص 394 و و407 و 509 و 510، وأبي علي القالي في (ذيل الأمالي) ص 171 بسند ينتهي الى محمد بن سوقة، والخوارزمي في (المناقب) ص 269 بسنده عن محمد بن سوقة عن العلا بن عبدالرحمن قال: قام رجل الى علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين ما الايمان؟ فقال (علیه السلام): (الايمان على أربع دعائم الخ ...).

31 - قوله (علیه السلام):

«الكفر على أربع دعائم: على التعمق، والتنازع، و الزيغ ...».

هذا موجود في ضمن الكلمة السابقة رقم (30). وتجدها في أكثر المصادر المذكورة هناك، كتحف العقول لابن شعبة وغيره،3.

ص: 259


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 272 - 273.

وقد رواه الكليني في (أصول الكافي) م 2 ص 391 - 395، والصدوق في (الخصال) ج 1 ص 217 - 219 بزيادات و بعض الاختلاف.

34 - قوله (علیه السلام):

«أشرف الغنى ترك المنى»

رواه الكليني في روضة الكافي ص 23.

36 - قوله (علیه السلام):

«من أطال الأمل أساء العمل».

رواه السبط في (التذكرة) ص 132، والجاحظ في (الماية كلمة المختارة) من كلامه (علیه السلام).

ص 273.

ورواه المفيد في (الارشاد) ص 142 هكذا: (من اتسع امله قصر عمله).

37 - قوله (علیه السلام) وقد لقيه عند مسيره الى الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه، فقال:

ما هذا؟ فقالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: «والله ما ينتفع ...».

روی نصر بن مزاحم في كتاب صفين شطرا منه ص 144 من الطبعة الثانية بمصر سنة 1382 ه.

38 - قوله (علیه السلام) لولده الحسن:

«یا بني: احفظ عني أربعا وأربعا ...».

رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 154 مخرجا له عن عقبة بن ابي الصبهاء. وروى ابن قتيبة في (عيون الاخبار) م 3 ص 79 الفصل الثاني منه وهو قوله (علیه السلام) اياك ومصادقة الاحمق الخ ... مع اختلاف كبير.

40 - وقوله (علیه السلام):

ص: 260

لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه».

هذه الكلمة من الماية كلمة التي جمعها الجاحظ من كلام

الامام علي (علیه السلام) (1).

ورواه السبط في التذكرة ص 138 باختلاف يسير وزيادة.

41 - قوله (علیه السلام) في نفس المعنى الاول وهو مروي بوجه آخر:

«قلب الاحمق في قلبه، ولسان العاقل في قلبه»

أورده الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (14).

42 - قوله (علیه السلام) لبعض أصحابه في علة اعتلها: «جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك ...».

رواه الطبري في تاريخه ج 4 ص 44، ونصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 529.

43 - قوله (علیه السلام) في خباب بن الأرت:

«يرحم الله خباب بن الأرت، فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا ...».

يروى هذا الكلام مع زيادة يسيرة في كتاب (أسد الغابة) ج 2 ص 108 (2).

ورواه العسقلاني في (الاصابة) م 1 ص 416 عن الطبراني عن زيد بن وهب، وأبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء)

ج 1 ص 147، و نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 530 والطبري في تاريخه ج 4 ص 44.

و هو مذكور في (زهر الآداب) المطبوع بهامش (العقد1.

ص: 261


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 272.
2- انظر مدارك النهج ص 261.

الفريد) م 1 ص 48 - 49.

44 - قوله (علیه السلام):

«طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب ...».

رواه ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 6، وأبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 147، ونصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 531، والجاحظ في (البيان والتبيين) ج 3 ص 99.

وتجده في (زهر الآداب) م 1 ص 49.

45 - قوله (علیه السلام):

»لو ضربت خيشوم المؤمن بسيقي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 268 مختصرا و مختلفا ببعض الكلمات وزيادة بعض الفقرات وروي في (مشكاة الأنوار) ص 74.

و هو مذكور ضمن خطبة نقلها الشارح عن عمرو بن شمر عن جابر عن رقيع بن فرقد (1).

كما رواه الشارح أيضا عن عبد الكريم بن هلال عن أسلم المكي عن أبي الطفيل (2).

وروى أيضا نظيره عن حية العرفي (3).

ورواه الطو في (الأمالي) ج 1 ص 209 بسنده الى سويد بن غفلة. على تغيير في بعض ألفاظه مع زيادة ونقصان.

46 - قوله (علیه السلام):

«سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك».

رواه السبط في (التذكرة) ص 132.4.

ص: 262


1- انظر شرح النهج م 1 ص 179 - 180.
2- المصدر ص 364.
3- المصدر ص 364.

53 - قوله (علیه السلام):

«السخاء ما كان ابتداء، فاذا كان عن مسألة فحياء وتذمم».

رواه السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 182 أخرجه مسندا عن علي (علیه السلام).

54 - قوله (علیه السلام):

«لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالادب، ولا ظهير كالمشاورة»

روى الفقرتين الأوليين ابن شعبة في (تحف العقول ص 201، والكليني في (روضة الكافي) ص 2 باختلاف يسیر.

63 - قوله (علیه السلام).

الشفيع جناح الطالب»

ذكره الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (1).

68 - قوله (علیه السلام):

«العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 90.

71 - قوله (علیه السلام):

«اذا تم العقل نقص الكلام».

ذكره الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (2).

72 - قوله (علیه السلام):

«الدهر يخلق الابدان، و يجدد الآمال ...».

رواه السبط في (التذكرة) ص 133.

76 - قوله (علیه السلام):1.

ص: 263


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 271.
2- انظر مناقب الخوارزمي ص 271.

«ان الأمور اذا اشتبهت، اعتبر آخرها بأولها».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 104، ورواه نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 476، وسليم بن قيس الهلالي في كتابه ص 141، ورويا (أقبلت) بدل اشتبهت. و هي من كلمة قالها الامام (علیه السلام) يوم صفين.

77 - قوله (علیه السلام) من خبر ضرار بن حمزة الضبائي عند دخوله على معاوية، ومسألته له عن أمير المؤمنين، وقال:

«فاشهد، لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وهو قائم في محرابه، قابض على لحيته، يتململ تململ السليم (1)، ويبكي بكاء الحزين، ويقول:

«يا دنيا يا دنيا اليك عني، أبي تعرضت؟ أم الي تشوفت ...».

قال الشارح ابن أبي الحديد: روى الرياشي هذا الخبر. ثم قال: ونقلته من كتاب عبدالله بن اسماعيل بن أحمد الحلبي في التذييل على نهج البلاغة.

ثم ذكر الشارح رواية أبي عمر بن عبد البر له فى كتاب (الاستيعاب) مسندا، وذكر السند والخبر بتمامه (2).

أقول: رواه ابن عبد البر في الاستيعاب ج 3 ص 43 من الاستيعاب ج 3 ص 43 من المطبوع بهامش (الاصابة) في مصر سنة 1358 ه - 1939 م.

وقد رواه أيضا القيرواني في (زهر الآداب) المطبوع بهامش العقد الفريد م 1 ص 47 - 48، والسبط في (التذكرة) ص 119 باسناده إلى أبي صالح والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 433، وابن حجر في (الصواعق المحرقة) ص 139 - 7.

ص: 264


1- هو الملسوع من حية أو عقرب.
2- انظر شرح النهج م 4 ص 276 - 277.

140، وأبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 84 - 85 باسناده إلى محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح، ومحب الدين الطبري في (ذخائر العقبي). 100 وقال أخرجه الدولابي وأبو عمرو صاحب الصفوة، والصدوق في الأمالي في المجلس الحادي والتسعين، والكراجكي في (كنز الفوائد) ص 270 باسناده إلى أبي صالح مولى أم هاني، قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني الخ ...، وأبو علي القالي في (الامالي) ج 2 ص 143 - 144 مسندا، والبيهقي في (المحاسن والمساوىء) ج 1 ص 72 - 73، والطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 242 مع زيادة بعض الالفاظ.

وروي أن الذي وصف الامام (علیه السلام) لدى معاوية هو عدي بن حاتم حين دخل عليه، كما نسب هذا الوصف الى عبد الله بن عباس حين طلب معاوية منه ذلك (1).

و بين هذه الروايات اختلاف بالزيادة والنقصان، وفي بعض الكلمات والفقرات.

78 - ومن كلام له (علیه السلام) لمن سأله عن مسيره الى الشام، أكان بقضاء الله وقدره؟

«ويحك، لعلك ظننت قضاء لازما، وقدرا حاتما ...».

روي هذا في (منتخب كنز الاعمال) المطبوع بهامش مسند أحمد ص 77 (2).

و هو مروي في (أصول الكافي) للكليني م 1 ص 155 - 156 وفي الفصول المختارة للشريف المرتضى ج 1 ص 40 - 41، وفي (الارشاد) ص 106 - 107، وفي (كتاب التوحيد) ص 389، وفي كتاب (عيون أخبار الرضا)1.

ص: 265


1- انظر المحاسن والمساوىء ج 1 ص 70 - 71.
2- انظر مدارك نهج البلاغة ص 261.

ج 1 ص 139 - 140، وفي (تحف العقول) ص 468 - 469، ورواه الشريف المرتضى في (الأمالي) ج 1 ص 150 151، والكراجكي في (كنز الفوائد) ص 169 - 170 مسندا،

والطبرسي في (الاحتجاج) ص 310 - 311 حكى روايته عن الامام علي الهادي عنه (علیه السلام) بزيادة لم تذكر في النهج.

وقال الشارح: قد ذكر شيخنا أبو الحسين هذا الخبر في كتاب (الغرر) عن الأصبغ بن نباته (1).

و بين هذه الروايات اختلاف في بعض الكلمات والفقرات والزيادة و النقصان.

79 - قوله (علیه السلام):

«خذ الحكمة أنى كانت فان الحكمة ...».

أورده ابن قتيبة في (غريب الحديث)، وفسر بعض مفرداته (2).

ورواه الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 226.

وروى البرقي في المحاسن ص 179 بعضه، و هو قوله (علیه السلام):

«ان كلمة الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل حتى يخرجها».

80 - قوله (علیه السلام):

«الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق».

رواه المسعودي في (مروج الذهب) ج 4 ص 74، وابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 4 ص 123 باختلاف يسير.

ورواه البرقي في (المحاسن) ص 178 هكذا: خذ الحكمة ولو من أهل المشركين (3).

81 - قوله (علیه السلام):

«قيمة كل امرىء ما يحسنه».خ.

ص: 266


1- انظر شرح النهج م 4 ص 277.
2- المصدر ص 365.
3- الظاهر زيادة كلمة (أهل) من الناسخ.

رواه ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 162 و م 2 ص 185، وهي كلمة قالها (علیه السلام) لصعصعة بن صوحان، والمفيد في (الارشاد) ص 141، وفي (الاختصاص) ص 2، والجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام)، وفي البيان والتبيين ج 1 ص83 و ج 2 ص 60 وعلق عليها وأطراها، وابن شعبة في التحف ص 201، وأبو هلال العسكري في ديوان المعاني ج 1 ص 146، وفي كتاب الصناعتين ص 232، والبيهقي في المحاسن والمساوىء ج 2 ص 121، والصدوق في (الامالي) في المجلس الثامن والستين، وفي (الخصال) ج 2 ص 186، وفي (عيون أخبار الرضا) ج 2 ص 154، وفي الفقيه ج 4 ص 278 والسبط فى التذكرة ص 154 مسندا له عن السعدي، وابن قتيبة في (عيون الأخبار) ج ص 5 ص 120 واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 206 من طبعة بيروت، والكليني في (الكافي) ج 1 ص 51،

وعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني في (الألفاظ الكتابية) في المقدمة ص (ب)، وأبو حيان التوحيدي في (الهوامل والشوامل) ص 200.

واستشهد بهذه الكلمة أبو الحسن العامري الحكيم الفيلسوف في كتابه (الاعلام بمناقب الاسلام) ص10.

وقال الخليل ابن أحمد: أحث كلمة على طلب علم، قول علي بن أبي طالب: قدر كل امرىء ما يحسن (1).

وقد نظم هذه الكلمة عدد من الشعراء، منهم ابن طباطبا العلوي (2)، و الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت عام 175/170)، فقال من أبيات:

لا يكون السري مثل الدني *** ولا ذو الذكاء مثل الغبي21

ص: 267


1- انظر سفينة البحار م 2 ص 220.
2- انظر محاسن البيهقي ج 2 ص 121

أهلا

قيمة المرء كل ما يحسن المرء *** قضاء من الامام علي (1)

82 - قوله (علیه السلام):

«أوصيكم بخمس، لو ضربتم اليها آباط الابل لكانت لذلك أهلا ...»

رواه ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 139، و الجاحظ في (البيان والتبيين)، ج 2 ص 60 والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 186 مخرجا له، والسبط في التذكرة ص 140 - 141، وابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 5 ص 119 والمفيد في (الارشاد) ص 140. والصدوق في (عيون أخبار الرضا) ج 2 ص 44، وأبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 76 بسند ينتهي الى ثابت بن أبي صفية عن أبي الزغل، والبرقي في (المحاسن) ص 8 و اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 182، والخوارزمي في المناقب ص 270 باسناده إلى داود بن أبي عمرة، والصدوق في (الخصال ج 1 ص 282، والقاضي النعمان في (دعائم الاسلام) ج 1 ص 98 رواه ما عدا الفقرة المتعلقة بالصبر.

83 - قوله (علیه السلام) لرجل أفرط بالثناء عليه وكان له متهما:

«أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك».

رواه السيوطي في تاريخه ص 152 هكذا: اني لست كما تقول وأنا فوق ما فى نفسك.

ورواه الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 60، والسيد المرتضى في (الأمالي) ج 1 ص 274، وابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 3 ص 276، والراغب في (المحاضرات) م 1 ص 381.

ص: 268


1- انظر طبقات النحويين للزبيدي (ت سنة 379 ه).

ورواه الشارح مسندا له عن سفيان الثوري عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري (1).

84 - قوله (علیه السلام):

«بقية السيف أنمي عددا، وأكثر ولدا».

أورده ابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 32 و م 2 ص 185، و الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 252، و ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 2 ص 130، والحصري القيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 50 من المطبوع بهامش (العقد الفريد) مع اختلاف يسير.

86 - قوله (علیه السلام):

«رأي الشيخ أحب الي من جلد الغلام، وروى من مشهد الغلام».

ذكره ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 21 و 22، ص 185 والجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 13، والقيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 49 من المطبوع بهامش (العقد الفريد) باختلاف يسير.

87 - قوله (علیه السلام):

«عجبت لمن يقنط دمعه الاستغفار».

رواه السبط في (التذكرة) ص 135، و ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 6 ص 372، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 317 والطوسي في (أماليه) ج 1 ص 86 باختلاف يسير.

88 - قوله (علیه السلام) وقد حكاه عنه (علیه السلام) الامام أبو جعفر محمد ابن علي الباقر (علیه السلام):

«كان في الارض أمانان من عذاب الله، وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر ...».1.

ص: 269


1- انظر شرح النهج م 1 ص 371.

رواه السبط في (التذكرة) ص 133.

89 - قوله (علیه السلام):

«من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس ...».

رواه السبط في (التذكرة) ص 133، والكليني في (روضة الكافي) ص 307، والبرقي في المحاسن ص 24 روى الفقرة الاولى منه، ومثله الصدوق في (الفقيه) ج 4 ص 283.

90 - قوله (علیه السلام):

«النقيه كل الفقيه، من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 204، ومسكويه في

(الحكمة الخالدة) ص 112 والطبرسي في (مشكاة الأنوار) ص 126 رواه عن أبي حمزة الثمالي مرفوعا. والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 186 أخرجه عن ابن الضريسي، والسبط في (التذكرة) أسنده الى عاصم بن حمزة، والكليني في (أصول الكافي) م 1 ص 36 مسندا، وأبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) م 1 ص 77 بسند ينتهي الى عاصم بن حمزة، ورواه الصدوق في (معاني الاخبار) في الباب 228 بزيادة لم تذكر في النهج.

91 - قوله (علیه السلام):

«ان هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم».

أورده مسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 112، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 3 ص 245 باختلاف يسير.

وذكرت هذه الكلمة مرة ثانية في النهج برقم 197 من هذا

الباب

94 - قوله (علیه السلام): وقد سئل عن الخير ما هو؟

ص: 270

ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر عملك، وأن يعظم حلمك ...».

رواه أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) ح م 1 ص 75، والسبط في (التذكرة) ص 131 بسند ينتهي إلى العلاء بن المسيب عن عبد خير عنه (علیه السلام).

95 - قوله (علیه السلام):

«لا يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل ما يتقبل».

ذكره المفيد في كتاب المجالس ص 18 و ص 114 و ص 166، و الكليني في أصول الكافي م 2 ص 75، والسبط في التذكرة ص 131، وأبو نعيم في (حلية الأولياء) م 1 ص 75 والخوارزمي في المناقب ص 265 باسناده عن أبي اسحاق عن عبد خير عن علي (علیه السلام)، والطوسي في (أماليه) ج 1 ص 60 مسندا عن الصادق عن علي (علیه السلام).

97 - قوله (علیه السلام):

«نوم على يقين خير من صلاة على شك».

رواه السبط في (التذكرة) ص 105 عن ابن عباس عنه (علیه السلام)

98 - قوله (علیه السلام):

«اعقلوا الخير اذا سمعتموه عقل دعاية، لا عقل رواية فان رواة العلم كثير، ورعاته قليل».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 391 من خطبة طويلة له (علیه السلام).

و نسبه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 328 الى الامام الحسن (علیه السلام).

ولكن الارجح أن الامام الحسن كان ناقلا لكلام أبيه و مستعينا به، وبخاصة ان رواية الكليني مسندة، وهي أرجح من رواية ابن شعبة عند التعارض.

ص: 271

وبين الروايتين اختلاف يسير في بعض الكلمات.

99 - قوله (علیه السلام) وقد سمع رجلا يقول: انا لله وانا اليه راجعون:

«ان قولنا: (انا لله) اقرار على أنفسنا بالملك ...».

رواه اين شعبة في (تحف العقول) ص 209 من كلمة له (علیه السلام) يعزي فيها الأشعث بن قيس، حين قال الأشعث: (انا لله ...)، و الكليني في (الكافي) ج 3 ص 261.

100 - قوله (علیه السلام) وقد مدحه قوم في وجهه:

«اللهم انك أعلم بي من نفسي ...».

هذا مذكور ضمن الخطبة التي أولها: «ان الله سبحا تعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم ...). فراجع مصدرها هناك.

102 - قوله (علیه السلام):

«يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه الا الماحل (1)، ولا يظرف فيه الا الفاجر ...».

رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 185، والمبرد في الكامل ج 1 ص 177 والكليني في (روضة الكافي) ص 69 مسندا مع اختلاف في بعض الالفاظ.

103 - قوله (علیه السلام) وقد رؤي عليه آزار خلق مرقوع، فقيل له في ذلك:

«يخشع له القلب، وتذل به النفس ...».

رواه السبط في (التذكرة) ص 113 مختصرا عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس الملائي، وأبو نعيم في (حلية الأولياء) م 1 ص 83 مختصرا عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس الملائي أيضا.كر

ص: 272


1- الملحل هو الساعي بالنميمة الى السلطان، وأصل المحل الكيد والمكر

وروى ابن سعد في (الطبقات) ج 3 ص 28 فقرتين منه وهما: يخشع القلب، ويقتدي به المؤمنون، ومحب الدين الطبري في (ذخائر العقبی) ص 102 رواه عن عمر بن قيس.

وروى ابن شعبة في التحف ص 147 من هذه الكلمة قوله: (الدنيا والآخرة الخ ...).

وأورد السيد المرتضى في أماليه م 1 ص 153 آخر هذه الكلمة مختلفة عنها لفظا، وموافقة لها معنى وهو قوله (علیه السلام): مثل الدنيا والآخرة مثل المشرق والمغرب، متى ازددت من أحدهما قربا، ازددت من الآخر بعدا.

104 - قوله (علیه السلام) لنوف البكائي أو البكالي، وقد خرج (علیه السلام) ذات ليلة وهو ينظر في النجوم:

«يا نوف: أراقد أنت أم رامق ...».

رواه المسعودي في (مروج الذهب) ج 4 ص 193، والمفيد في مجالسه ص 78 مستدا، وأبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد 30 باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه عن الامام أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده، والخطيب البغدادي في تاريخه م 7 ص 162 عن جعفر بن مبشر الثقفي باسناده عن نوف البكالي قال بايت عليا (علیه السلام) ... (1).

ورواه أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) ج 1 ص 79 بسند ينتهي الى عبد الأعلى عن نوف البكالي، والصدوق في (الخصال) ج 1 ص 299 مع زيادات. وروى ابن قتيبة في عيون الأخبار ج 6 ص 353 أكثر الفصل الأول منه، على اختلاف يسير.

105 - قوله (علیه السلام):

«ان الله افترض عليكم الفرائض ...».

ص: 273


1- انظر الكنى والالقاب ج 2 ص 81.

رواه المفيد في (المجالس) ص 94 عن علي (علیه السلام) عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، والصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 4 ص 53 بتقديم وتأخير بعض الفقرات.

107 - قوله (علیه السلام):

رب عالم قد قتله جهله، وعلمه معه لم ينفعه».

رواه المفيد في (الارشاد) ص 116، وهو مذكور في خطبة له (علیه السلام) رواها الشارح عن أبي محنف في كتاب (الجمل)، عرض فيها (علیه السلام) لشأن طلحة والزبير (1).

108 - قوله (علیه السلام):

«لقد علق بنياط هذا الانسان يضعه، هي أعجب ما فيه وهو القلب ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 21 ضن خطبة طويلة تعرف (بالوسيلة)، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 95 - 100 ضمن خطبة، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 433 - 434، والمفيد في (الارشاد) ص 141 - 142، والقيرواني في (زهر الآداب) م 2 ص 109 من المطبوع بهامش (العقد الفريد)، والصدوق القمي (في علل الشرائع) في الباب 94 في باب علة الطبائع والشهوات بسنده الى محمد بن سنان يرفعه الى علي (علیه السلام) على اختلاف يسير بين هذه الروايات.

109 - قوله (علیه السلام):

نحن النمرقة الوسطى (2)، بها يلحق التالي، واليها يرجع الغالي».

هذا مروي في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 186، وفي كتاب

ص: 274


1- انظر شرح النهج م 1 ص 78.
2- النمرقة يضم النون وسكون الميم: الوسادة

(الفاخر) لابي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم ص 216 لكن رواه هكذا: خير هذه الأمة النمط الأوسط الخ ...). ورواه ابن شعبة في (تحف العقول) 216، والمفيد في (المجالس) ص 3 و ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 3 ص 336 مع اختلاف في بعض الالفاظ.

ورواه ابو طالب المكي في (قوت القلوب) ج 1 ص 357 هكذا: عليكم بالنمط الأوسط الذي يرجع اليه الغالي، ويرتفع عنه القالي.

وقد ذكرت هذه الكلمة في آخر الخطبة رقم (2) هكذا: (اليهم يفىء الغالي، و بهم يلحق القالي).

112 - قوله (علیه السلام):

«من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا».

رواه المفيد في كتاب (الاختصاص) ص 311 حين قال له بعضهم اني أحبك، فقال له (علیه السلام):

(فاتخذ للفقر جلبابا)، ورواه الصدوق في كتاب (معاني الأخبار) ص 182 مخاطبا 182 مخاطبا به رجلا قال له اني أحبك فقال له (علیه السلام) (أعد للفقر جلبابا).

ورواه الشريف المرتضى في أماليه م 1 ص 17 عن أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه (غريب الحديث) واختلافه مع ابن قتيبة في تفسيره.

و نقله الشارح عن جابر الجعفي عنه (علیه السلام) (1).

113 - قوله (علیه السلام):

«لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أو حش من العجب ...».

تجد ذلك في (تحف العقول) لابن شعبة ص 94 في ضمن خطبة تسمى (بالوسيلة)، وفي (روضة الكافي) للكليني ص 19 - 20

ص: 275


1- انظر شرح النهج م 1 ص 371 - 372.

مسندا الى جابر بن يزيد عن الامام الباقر (علیه السلام)، من خطبة تضمنت أكثر فقرات هذا الفصل.

115 - قوله (علیه السلام) وقد سئل عن حاله:

«كيف يكون حال من يفنى ببقائه، ويسقم بصحته، ويؤتى من مأمنه.»

رواه الطوسي في (الأمالي) ج 2 ص 254، وذكر ان الذي ساله هو ابن أخيه عبد الله بن جعفر، وأورده النوري في (المستدرك) م 3 ص 349 ناقلا له عن كتاب (مصباح الشريعة) المنسوب للامام الصادق (علیه السلام).

116 - قوله (علیه السلام):

«كم مستدرج بالاحسان اليه، مغرور بالستر عليه ...».

هذا مروي في (تحف العقول) لابن شعبة 203، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 182، وتذكرة السبط ص 133.

119 - قوله (علیه السلام):

«مثل الدنيا كمثل الحيية، لين مسها، والسم ناقع في جوفها ...».

رواه الكليني في أصول الكافي م 2 ص 136، والمفيد في (الارشاد) ص 110 وابن مسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 111، والطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 239 رواه عن الامام الصادق عن علي (علیه السلام).

و بين هذه الروايات بعض الاختلاف.

120 - قوله (علیه السلام) حين سئل عن قريش:

«أما بنو مخزوم ...».

روی ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 10 ص 25 الفقرتين الاخيرتين في وصف بني أمية مع اختلاف في بعض ألفاظها.

121 - قوله (علیه السلام):

«شتان ما بين عملين، عمل تذهب لذته وتبقى تبعته

ص: 276

وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره».

أورده الشريف المرتضى في أماليه م 1 ص 153.

125 - قوله (علیه السلام):

«لانسين الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ...».

رواه الكليني في أصول الكافي م 2 ص 247 من كلمة أطول

والطوسي في (الامالي) ج 2 ص 137، والصدوق في (معاني الاخبار) في الباب (171)، وفي (الامالي) في المجلس السادس والخمسين، والبرقي في (المحاسن) ص 172 كل ذلك باختلاف يستر.

130 - قوله (علیه السلام) وقد رجع من صفين وأشرف على القبور بظاهر الكوفة:

«يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة ...».

رواه الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 3 ص 99 وص 103، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 188، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 5 و ص 6، والصدوق في أماليه في في المجلس الثالث والعشرين، والقيرواني في (زهر الأداب) م 1 ص 49 من المطبوع بهامش (العقد الفريد)، والطبري في تاريخه ج 4 ص 45، و نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 289، و السبط في (تذكرة الخواص) ص 137، والطوسي في أماليه ج 2 ص 208، والصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 1 ص 114 عدا بعض الفقرات. كل ذلك باختلاف في بعض الفقرات. و الألفاظ والزيادة والنقصان.

131 - قوله (ع) وقد سمع رجلا يذم الدنيا:

«أيها الذام للدنيا، المغتر بغرورها ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 187 - 188، وقال ابن شعبة: ان هذه الكلمة قالها (علیه السلام) لجابر بن عبدالله الانصاري وذكره السبط في (التذكرة) ص 153 راويا له عن أبي أراكة،

ص: 277

و اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 184، والسيد المرتضى في أماليه ج 1 ص 154 روى الفصل الأول منه، والجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 159، وفي كتابه (المحاسن والاضداد) ص 134 - 135، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 431 والمفيد في (الارشاد) ص 140، والقيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 49 من المطبوع بهامش (العقد الفريد)، وابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 6 ص 329 - 330، والراغب في المحاضرات م 2 ص 391، والبيهقي في (المحاسن والمساوىء) ج 2 ص 56، والطوسي في أماليه ج 2 ص 207 - 208 مع اختلاف بين هذه الروايات فى الزيادة والنقصان وبعض الألفاظ.

133 - قوله (علیه السلام):

«الدنيا دار ممر لا دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع نفسه ثأو بقها، ورجل ابتاع نفسه فاعتقها».

أورده الراغب الأصفهاني في المحاضرات م 2 ص 383.

135 - قوله (علیه السلام):

«من أعطي أربما لم يحرم أربعا، من أعطي الدعاء لم يحرم الاجابة ...».

رواه السبط في التذكرة ص 133.

136 - قوله (علیه السلام):

«الصلاة قربان كل تقي، و الحج جهاد كل ضعيف ...».

رواه ابن شعبة في تحف العقول ص 110 وص 221، والصدوق في الخصال ج 2 ص 412.

137 - قوله (علیه السلام):

«استنزلوا الرزق بالصدقة».

138 - قوله (علیه السلام):

«من أيقن بالخلف جاد بالعطية».

روى هذه الكلمة والتي قبلها ابن شعبة في (تحف العقول)

ص: 278

ص 111 و ص 221، والصدوق في كتابه (الأمالي) في المجلس الثامن والستين، وفي (الخصال)، ج 2 ص 412، وفي كتابه (عيون اخبار الرضا) ج 2 ص 54 مسندا في كليهما، والسبط في التذكرة ص 133، والقيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 50 من المطبوع بهامش (العقد الفريد).

140 - قوله (علیه السلام):

«ما عال من اقتصد».

ذكره ابن شعبة في (تحف العقول) ص 111 وص 214 والصدوق في (الخصال) ج 2 ص 412 ببعض الاختلاف.

141 - قوله (علیه السلام):

«قلة العيال أحد اليسارين».

رواه ابن شعبة في (التحف) ص 111 وص 214 والصدوق في (الامالي) في المجلس الثامن والستين، وفي (عيون اخبار الرضا) ج 2 ص 54، وفي (الخصال) ج 2 ص 412.

143 - قوله (علیه السلام):

«الهم نصف الهرم».

ذكره ابن شعبة في (تحف العقول) ص 111 وص 214، والصدوق في (الخصال) ج 2 ص 412.

144 - قوله (علیه السلام):

«ينزل الصبر على قدر المصيبة، ومن ضرب يد، على فخذه عند المصيبة حبط أجره».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 221، وروى الصدوق في (الخصال) ج 2 ص 412 الفقرة الاخيرة منه.

146 - قوله (علیه السلام):

«سوسوا ايمانكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء».

ذكره ابن شعبة في (تحف العقول) ص 72 وروى الفقرتين

ص: 279

الاخيرتين منه في ص 155، على تغيير في بعض ألفاظه.

147 - قوله (علیه السلام) لكميل بن زياد النخعي:

«یا كميل: ان هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها ... الناس ثلاثة ...».

رواه الطوسي في (الامالي) ج 1 ص 19 - 20 بسنده عن فضيل بن خديج عن كميل عن علي (علیه السلام)، والصدوق في (الخصال) ج 1 ص 181 - 182، وابن شعبة في تحف العقول ص 169 - 171، والمفيد في (المجالس) ص 146 مسندا، وفي (الارشاد) ص 117 - 118 والبهائي في (الاربعين حديثا) ص 151، بسنده عن فضيل بن جريح عن كميل، والسبط في (التذكرة) 141 - 142 بسند ينتهي الى عبد الرحمن بن محمد عن كميل، وأبو طالب المكي في (قوت القلوب) ج 1 ص 272، وأبو هلال العسكري في (ديوان المعاني) ج 1 ص 146 - 147، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 163 بسند ينتهي الى أبي مخنف، وابن القيم الجوزية في أعلام الموقعين م 2 ص 176، وقال: هو حديث مشهور بين أهل العلم، يستغني عن الاسناد لشهرته، وأبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) ج 1ص 79 - 80 بسند ينتهي الى عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد، والصدوق في (اكمال الدين) ج 1 ص 407 - 408 بطرق عديدة تزيد على خمسة عشر طريقا، والخوارزمي في المناقب ص 263 - 264 بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب الفزاري عن كميل.

وروى البيهقي في (المحاسن والمساوىء) ج 2 ص 122 بعض فصوله، ومثله الكليني في أصول الكافي م 1 ص 339 و ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 5 ص 120 و ج 6 ص 355، وغيرهم الكثيرون.

148 - قوله (علیه السلام):

ص: 280

«المرء مخبوء تحت لسانه».

رواه الصدوق في (الامالي) في المجلس الثامن والستين وفي (عيون أخبار الرضا) ج 2 ص 54، وفي (الخصال) ج 2 ص 186، والطوسي في (الأمالي) ج 2 ص 108، والجاحظ في

المائة كلمة المختارة من كلامه (علیه السلام).

149 - قوله (علیه السلام):

«هلك امرؤ لم يعرف قدره».

ورواه الصدوق في (الامالي) في المجلس الثامن والستين وفي (الخصال) ج 2 ص 186، وفي (عيون أخبار الرضا) ج 2 ص 54، وفي (من لا يحضره الفقيه) ج 4 ص 278، والجاحظ في الماية كلمة المختارة، على تغيير في بعض ألفاظه في هذه الروايات.

150 - قوله (علیه السلام):

«لا تكن ممن يرجو الآخرة بلا عمل ...».

أورده أبو الحسن بن هذيل في كتاب (عين الأدب و السياسة) (1).

ورواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 157 - 158 والقيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 45 - 46، والمفيد في (المجالس) ص 195 - 196، وفي كتاب (الاختصاص) ص 156 روى فيه بعضا منه، وعزاه الى عبدالله بن العباس يوصي به ولده عليا بسنده عن ابراهيم بن محمد اليماني عن عكرمة (2). ومثله الطوسي في (الامالي) ج 1 ص 110.

ورواه السبط في (التذكرة) ص 134، والجاحظ في (البيان والتبيين) ج 2 ص 82 روى شيئا من فقراته.).

ص: 281


1- انظر مدارك النهج ص 263.
2- المرجح أن عبد الله بن عباس أخذ ذلك عن ابن عمه واستاذه الامام علي (علیه السلام).

و بين هذه الروايات شيء من الاختلاف.

156 - قوله (علیه السلام):

«عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته».

رواه المفيد في (الارشاد) ص 110 في ضمن الخطبة التي أولها: «ذمتي بما أقول رهينة ...»، باختلاف يسير. ورواه القاضي أبو حنيفة النعمان في دعائم الاسلام ج 1 ص 119 من ضمن الخطبة التي أولها (ذمتي بما أقول رهينة)، ورواه الطبرسي في الاحتجاج ص 391 من خطبة.

157 - قوله (علیه السلام):

«قد بصرتم ان أبصرتم، وقد هديتم ان اهتديتم، وأسمعتم إن استمعتم».

هذا من كلام له (علیه السلام) قد مر في باب الخطب رقم (20) وهو قوله (علیه السلام): (فانكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم ...) فراجع هناك.

159 - قوله (علیه السلام):

«من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن».

ذكره ابن شعبة في (تحف العقول) ص 220، والكليني في (روضة الكافي) ص 252، والمفيد في كتاب (الاختصاص) ص 226 باختلاف يسير.

160 - قوله (علیه السلام):

«من ملك استأثر».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 7 لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)

162 - قوله (علیه السلام):

«من كتم سره كانت الخيرة في يده».

رواه الكليني في (الروضة) ص 152، والمفيد في (الاختصاص) ص 226، والطبرسي في (مشكاة الانوار) ص

ص: 282

291 رواه عن السكوني عن الصادق عن علي (علیه السلام).

167 - قوله (علیه السلام):

«الفقر الموت الأكبر».

أورده ابن شعبة في (تحف العقول) ص 111. ورواه في ص 8 لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم):

166 - قوله (علیه السلام):

«لا يعاب المرء بتأخير حقه، انما يعاب من أخذ ما ليس له».

رواه الكليني في كتاب (الرسائل) ضمن خطبة نقلها عنه أبن طاووس في كتاب (المحجة) (1).

171 - قوله (علیه السلام):

«كم أكلة منعت أكلات».

أورده الجاحظ في كتاب (البغلاء) ص 264، وروى كلمة (رب) بدل كلمة (كم) وكلمة (تمنع) بدل (منعت).

172 - قوله (علیه السلام):

«الناس أعداء ما جهلوا».

رواه المفيد في كتاب (الاختصاص) ص 245، والجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام)، والطوسي في (الامالي) ج 2 ص 108 رواه هكذا (من جهل شيئا عاداه)، والقيرواني في (زهر الآداب) م 1 ص 49.

173 - قوله (علیه السلام):

«من استقبل وجوده الآراء عرف مواضع الخطة».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 22، واين شعبة في (تحف العقول) ص 60 من طبعة النجف، والصدوق في (الفقيه) ج 4 ص 278 من وصيته (علیه السلام) لولده محمد بن الحنقية.

183 - قوله (علیه السلام):1.

ص: 283


1- انظر مستدرك نهج البلاغة ص 141.

«ما شككت في الحق مذ أريته».

رواه المفيد في (الارشاد) ص 120 من خطبته (علیه السلام) التي أولها: «بنا تسنمتم الشرف، و بنا انفجرتم عن السرار ...». وقد مر ذلك في مصادر الخطب.

185 - قوله (علیه السلام):

«ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضل بي».

رواه الصدوق في (الامالي) في المجلس الثالث والستين) بسنده عن شعيب بن راشد عن جابر عن الامام الباقر (علیه السلام) من خطبة طويلة للامام علي (علیه السلام)، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 162.

وروى الفقرة الاولى كل من الطبري في تاريخه ج 4 ص 66 والمبرد في (الكامل) ج 2 ص 140، والسبط في (التذكرة) ص 104، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 430،، ومحب الدين الطبري في (ذخائر العقبي) ص 110 عن عبيدة السلماني وأخرجه أبو حاتم، ورواه الشارح عن أبي مخنف مع زيادة عدة فقرات (1).

ورواه الطوسي في أماليه ج 1 ص 267 مسندا مع زيادة، كما روى البيهقي في (المحاسن) ج 2 ص 92 الفقرة الاولى منه

188 - قوله (علیه السلام):

«من أبدى صفحته للحق هلك».

ذكرت هذه الكلمة ضمن الخطبة التي أولها: (ذمتي بما أقول رهينة الخ ...) وقد تقدم ذكر مصادرها في باب الخطب.

وقد ذكرها الجاحظ في الماية كلمة المختارة من كلامه (علیه السلام).

190 - قوله (علیه السلام):

«واعجباه: أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة؟».

ص: 284


1- انظر شرح النهج م 1 ص 89.

وقال الرضي: وروي له شعر في هذا المعنى:

فان كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غيب

وان كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي وأقرب

قال الكراجكي في كتاب التعجب ص 13: وروى عنه (علیه السلام) انه قال شعرا (فان كنت بالشورى الخ ...).

ثم قال: وقيل أنه قول قيس بن سعد، وانما تمثل به أمير المؤمنين (علیه السلام).

ثم قال: وحفظ عنه (علیه السلام) أنه قال في احتجاجهم بصحبة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم):

(واعجبا: أتكون الخلافة بالصحابة؟ ولا تكون بالقرابة).

191 - قوله (علیه السلام):

«انما المرء في الدنيا غرض تنتصل فيه المنايا ...».

رواه أبو علي القالي في (الامالي) ج 2 ص 53 مسندا وروى الطوسي في (الامالي) ج 1 ص 220 عدة فقرات منها من كلمة له (علیه السلام) على اختلاف في بعض الفاظها.

وروى المفيد في (الارشاد) ص 112 - 113 ما هو نظيره وقد تقدم ذلك في باب المختار من خطبته (علیه السلام) التي أولها: (أيها الناس انما أنتم في هذه الدنيا غرض ...).

ومن جانب آخر فقد رواها ابن شعبة في تحف العقول ص 299 في مواعظ الامام محمد بن علي الباقر (علیه السلام).

و الأرجح أن الباقر (علیه السلام) كان ناقلا لكلام جده علي (علیه السلام)، كما هو الشأن في الكثير فيما يروى عن الائمة، وفيما يروى عن أبيهم علي (علیه السلام). فقد كانوا يستعينون بكلامه (علیه السلام) - تماما - کما كان يستعين هو بكلام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في التذكير والمواعظ و الخطب.

ص: 285

192 - قوله (علیه السلام):

«یا این آدم ما کسبت فوق قوتك، فأنت فيه خازن لغيرك».

رواه ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 6 ص 371، والمفيد في (الارشاد) ص 111 من كلمة طويلة. وفي كلتا الروايتين زيادة واختلاف في بعض الالفاظ.

ورواه المبرد في (الكامل) ج 1 ص 158 من طبعة نهضة مصر.

193 - قوله (علیه السلام):

«ان للقلوب شهوة و اقبالا و ادبارا، فأتوها من قبل شهواتها و اقبالها، فان القلب اذا أكره عمي».

روى المبرد في (الكامل) ج 2 ص 285 الفقرة الاخيرة منه وهي قوله (علیه السلام): (القلب اذا أكره عمي).

196 - قوله (علیه السلام):

«لم يذهب من مالك ما وعظك».

رواه المفيد في الارشاد ص 141 هكذا: (لم يضع من مالك ما يصرك صلاح حالك).

198 - قوله (علیه السلام) وقد سمع الخوارج يقولون: (لا حكم الا لله):

«كلمة حق يراد بها باطل».

رواه ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 211 و ص281، والطبري في تاريخه ج 4 ص 53، ونصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 264، والسبط في (التذكرة) ص 99.

وقد تقدمت هذه الكلمة في ضمن كلمة ذكرت في باب الخطب وذكرنا هناك مصادرها، واليعقوبي في تاریخه ج 2 ص 191. ومحب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص 110 عن عبيدة السلماني واخرجه أبو حاتم، وأبو حنيفة النعمان قاضي الفاطميين في دعائم الاسلام ج 1 ص 458.

199 - قوله (علیه السلام) في صفة الغوغاء:

ص: 286

«هم الذين اذا اجتمعوا غلبوا، واذا تفرقوا لم يعرفوا».

رواه الجاحظ في كتاب استحقاق الامامة من كتاب آثار الجاحظ، قال الجاحظ وهو يصف السفلة: وفيهم قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في دعائه: «نعوذ بالله من قوم اذا اجتمعوا لم يملكوا واذا افترقوا لم يعرفوا» (1).

200 - قوله (علیه السلام) وقد جيء بجان ومعه غوغاء:

«لا مرحبا بوجوه لا ترى الا عند كل سوأة».

رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 185، والراغب الاصفهاني في المحاضرات ج 1 ص 306 وروى كلمة (سوء) بدء (سوأة).

201 - قوله (علیه السلام):

«ان مع كل انسان ملكين يحفظانه، فاذا جاء القدر خليا بینه و بينه، وان الأجل جنة حصينة».

رواه الصدوق في كتاب (التوحيد) ص 376 مع اختلاف في بعض العبارات وزيادة، والكليني في (أصول الكافي) م 2 ص 59، وابن سعد في الطبقات ج 3 ص 34.

وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 128 كلمة مماثلة، وقد تقدم ذكرها في (مصادر الخطب).

202 - قوله (علیه السلام) وقد قال له طلحة والزبير: نبايعك على انا شركاؤك في هذا الأمر:

«لا، ولكنكما شريكان في القوة والاستعانة، وعونان على العجز والاود».

رواه ابن قتيبة في (الامامة والسياسة) ج 1 ص 46، واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 155.

و نقله أبو جعفر الاسكافي في كتابه (نقض العثمانية) الذي9.

ص: 287


1- انظر رسائل الجاحظ تقديم عمر ابو النصر ط بيروت سنة 1969.

نقضه على الجاحظ مع اختلاف يسير، ومن كلمة أطول (1).

203 - قوله (علیه السلام):

«أيها الناس اتقوا الله الذي ان قلتم سمع، وان أضمرتم علم ...».

أورد المبرد في كتابه (الكامل) ج 1 ص 223، ورواه الطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 274 عن كتاب (روضة الواعظين). 204 - قوله (علیه السلام):

لا يزهدنك في المعروف من لا يشكر لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر ...».

ذكر أبو هلال العسكري في (ديوان المعاني) ج 1 ص 154 كلمة له (علیه السلام) في المعروف مماثلة لما في النهج، وهي قوله (علیه السلام):

«المعروف حصن من الحصون، وكنز من الكنوز، فلا يزهدنك فيه كفر من كفره، فقد يشكر الشاكر ما أضاعه جحود الكافر».

210 - قوله (علیه السلام):

«اتقوا الله تقية من شمر تجريدا، وجد تشميرا ...».

رواه ابن شعبة فى تحف العقول ص 211.

211 - قوله (علیه السلام):

«الجود حارس الأعراض ...».

روى الكليني في (روضة الكافي) فقرات منه في ص 22 و 23.

212 - قوله (علیه السلام):

«عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله».

رواه ابن شعبة في تحف العقول ص 59 من طبعة النجف هكذا:3.

ص: 288


1- انظر شرح النهج م 2 ص 173.

(اعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله).

214 - قوله (علیه السلام):

«من لأن عوده كثفت أغصانه».

ذكره الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (1).

216 - قوله (علیه السلام):

«من نال استطال».

رواه ابن شعبة في (التحف) ص 98، والكليني في (روضة الكافي) ص 23 من خطبة (الوسيلة)، بسنده عن جابر بن يزيد عن الامام الباقر عن جده (علیه السلام).

217 - قوله (علیه السلام):

في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال».

ذكره الكليني في (روضة الكافي) ص 32 في ضمن الخطبة المسماة بالوسيلة بسنده السابق، وابن شعبة في تحف العقول ص 64 في ضمن الخطبة المذكورة، من طبعة النجف.

219 - قوله (علیه السلام):

«أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع».

ذكره الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلام الامام (علیه السلام) (2).

221 - قوله (علیه السلام):

«بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد».

رواه ابن شعبة في (التحف) من طبعة النجف، والصدوق في (الفقيه) ج 4 ص 278، وفي (الامالي) ص 400، ص 60 في ضمن وصيته (علیه السلام) للحسين (علیه السلام).2.

ص: 289


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 273.
2- انظر الخوارزمي في مناقبه ص 272.

ورواه المفيد في (الارشاد) ص 141 هكذا: (بئس الزاد الى المعاد احتقاب ظلم العباد).

332 - قوله (علیه السلام):

من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه».

هو مذكور في (روضة الكافي) للكليني ص 23، وفي (تحف العقول) لابن شعبة ص 98 و 215 مع اختلاف يسير. وفي (من لا يحضره الفقيه) ج 4 ص 278.

226 - قوله (علیه السلام):

«الطامع في وثاق الذل»

ذكره الجاحظ في الماية كلمة التي اختارها من كلامه (علیه السلام) (1).

227 - قوله (علیه السلام) في جواب من سأله عن الايمان:

«الايمان معر رفة فة بالقلب، واقرار باللسان واقرار باللسان، وعمل بالاركان».

رواه الطوسي في (الامالي) ج 2 ص 66 باسناده عن الامام الرضا (علیه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي ج 1 ص 379 على تغيير في بعض ألفاظه.

228 - قوله (علیه السلام):

«من أصبح على الدنيا حزينا، فقد أصبح لقضاء الله صاخطا ...».

رواه السبط في (التذكرة) ص 134 باختلاف قليل والكراجكي في (كنز الفوائد) ص 160 روى الفقرة الأولى منه ثم أتبعه بفقرات أخرى.

131 - قوله (علیه السلام) في قوله تعالى: «ان الله يأمر بالعدل والاحسان ...».2.

ص: 290


1- انظر مناقب الخوارزمي 272.

«العدل: الانصاف، والاحسان: التفضل».

رواه ابن قتيبة في (عيون الأخبار) ج 7 ص 19، والصدوق في (معاني الاخبار) في باب (معنى المروءة) و هو الباب (290) بسنده عن عمرو بن عثمان القاضي قال خرج (علیه السلام) على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة فقال: أين أنتم من كتاب الله؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع؟ قال في قوله عز وجل (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) فالعدل الانصاف والاحسان التفضل.

233 - قوله (علیه السلام) لابنه الحسن (علیه السلام):

«لا تدعون إلى مبارزة، وان دعيت ...».

رواه المبرد في (الكامل) ج 1 ص 131، وابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 2 ص 128 على اختلاف في بعض ألفاظ روايتيهما.

ورواه الطوسي في (التهذيب) ج 6 ص 169 كما يلي: (وكان الحسن (علیه السلام) قد دعا رجلا الى المبارزة فقال له (علیه السلام): لئن عدت الى مثلها لاعاقبتك، ولئن دعاك أحد الى مثلها فلم تجبه لاعاقبنك، أما علمت انه بغي).

236 - قوله (علیه السلام):

«والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم».

رواه الصندوق في (الأمالي) في المجلس التسعين من خطبة طويلة، رواه كما يلي:

«ولد نياكم أهون عندي من ورقة في فم جرادة تقضمها وأقذر عندي من عراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمر على فؤادي من حنظلة يلوكها ذو سقم فيبشمها ...».

237 - قوله (علیه السلام):

«ان قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ...».

أورده السبط في التذكرة ص 134، والكليني في (الكافي)

ص: 291

ج 5 ص 35 من كتاب الجهاد.

246 - قوله (علیه السلام):

«احذروا نفار النعم، فما كل شارد بمردود.».

رواه السبط في (التذكرة) ص 135، والجاحظ في الماية كلمة المختارة من كلامه (علیه السلام) (1).

249 - قوله (علیه السلام):

«أفضل الاعمال ما أكرهت نفسك عليه».

ذكره السبط في (التذكرة) ص 135.

250 - قوله (علیه السلام):

«عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم، وحل المعقود، ونقض الهم».

رواه الصدوق في (كتاب التوحيد) ص 298، وفي (الخصال) ج 1 ص 79 باسناده الى الامام الباقر عن أبيه عن جده (علیه السلام) قال: إن رجلا قام الى أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، بماذا عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم و نقض الهم، لما هممت فحيل بيني و بين همي و عزمت فخالف القضاء عزمي، علمت أن المدبر غيري.

وروى نحوه عن الامام الصادق (علیه السلام) ص 299.

252 - قوله (علیه السلام):

«فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والزكاة تسبيبا للرزق ...».

رواه الصدوق في (علل الشرائع) في (باب الشرائع وأصول الاسلام) عن السيدة فاطمة الزهراء بطريقين من اسناده، ينتهي كل منهما الى السيدة زينب بنت علي (علیه السلام)، من خطبة قالتها أيام السقيفة أولها:

ص: 292


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 273.

(لله عهد فيكم قدمه اليكم، وبقية استخلفها عليكم الخ ...)

ورواه الطبري الامامي في دلائل الامامة ص 32 - 33 من خطبتها الطويلة في المهاجرين والانصار تستعينهم وتؤنبهم، بأسانيده من طرق كثيرة، ينتهي بعضه الى ابن عباس، وبعضه ينتهي الى السيدة زينب بنت علي، وبعضه الى عبد الله بن الحسن ابن الحسن عن جماعة من أهله و بعضه الى زيد بن علي عن آبائه.

وكذا روى الطبري في الاحتجاج ص 133 - 134. وهي مشتملة على أكثر المروي في النهج.

258 - قوله (علیه السلام):

«اذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة».

أورده الجاحظ في الماية كلمة التي جمعها من كلامه (علیه السلام) (1).

«فصل ذكر فيه الرضي شيئا عن اختيار غريب كلامه (2).

1 - قوله (علیه السلام) في حديثه:

«فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيجتمعون اليه كما يجتمع قزع الخريف.»

رواه ابن طاووس في (الملاحم و الفتن) ص 64 عن كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد الخزاعي بسند ينتهي الى ابراهيم التميمي عن أبيه عن علي (علیه السلام)، وعن كتاب (الفتن) تأليف أبي يحيى بن زكريا بن الحرث البزاز تاريخ كتابته سنة 391 بسند ينتهي الى الحرث بن سويد.

2 - قوله (علیه السلام):

«هذا الخطيب الشحيح».

ص: 293


1- انظر مناقب الخوارزمي ص 272.
2- ذكره أثناء المختار من حكمه وأمثاله (علیه السلام) من دون أرقام خاصة بها.

قال الشارح: ان هذه الكلمة قالها علي (علیه السلام) لصعصعة بن صوحان العبدي، ذكر ذلك الجاحظ (1).

وقد رواه الطبري في تاريخه ج 3 ص 506 وروى الشحشح بدل (الشحيح).

3 - قوله (علیه السلام):

«ان للخصومة قحما».

قال الشارح: قالها علي (علیه السلام) حين وكل عبد الله بن جعفر في الخصومة عنه و هو شاهد (2).

قوله (علیه السلام):

«اذ ابلغ النساء نص الحقائق فالعصبة أولى».

قال الرضي: ويروى نص الحقاق، وذكر تفسير غريبه عن أبي عبيد القاسم بن سلام.

والنص منتهى الشيء، والحقائق أو الحقاق مأخوذة من المحاقة وهي المجادلة بين الام والعصبة في البنت اذا أدركت و بلغت أيهم أولى بتزويجها.

5 - قوله (علیه السلام):

«ان الايمان يبدو لمظة في القلب كلما ازداد الایمان ازدادت اللمظة».

فسر أبو عبيدة بعض مفرداتها فقال: هي لمظة بضم اللام (3) ومعنى هذا أن أبا عبيدة روى هذه الكلمة

6 - قوله (علیه السلام):

«ان الرجل اذا كان له الدين الظنون يجب عليه أن يزكيه لما مضى اذا قبضه».7.

ص: 294


1- انظر شرح النهج م 4 ص 355.
2- المصدر ص 356.
3- انظر شرح النهج م 4 ص 357.

قال أبو عبيدة في هذا: «الحديث من الفقه، ان من كان له دين على الناس فليس عليه أن يزكيه حتى يقبضه، فاذا قبضه زكاه لما مضى، وان كان لا يرجوه. قال: وهذا يرد قول من قال: انما زكاته على الذي عليه الدين، لانه المنتفع به قال: وكما يروي عن ابراهيم، والعمل عندنا على قول علي» (1) فأيو عبيدة قد رواه وفسر غريبه.

والظنون مأخوذة من الظن، وهو ما يظن اقتضاء الدين من المديون، وما يظن عدم اقتضائه.

وظاهر الكلمة هذه تتعارض بظاهرها مع فتوى الامامية بعدم وجوب زكاة الدائن لماله الذي كان دينا بعد قبضه لما مضى. فقد اشترطوا في وجوب الزكاة أمورا، منها تملكه للنصاب الزكوي، ومضي حول عليه و هو في يده دون أن يتصرف به.

وكذا الحال في القرض فقد أفتوا بأن زكاة القرض على المقترض لا على المقرض، لانه المنتفع به، و لصريح النصوص

الكثيرة به.

8 - قوله (علیه السلام):

«كالياسر الفالج، ينتظر أول فوزه من قداحه»

رواه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 183 من خطبة قالها (علیه السلام) عقيب تلاوته لقوله تعالى: (انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا و آثار هم وكل شيء أحصيناه في امام مبين). وأول هذه الخطبة: «ان هذا الأمر ينزل من السماء كقطر المطر الى كل نفس ...».

وقد ذكرنا مصدر هذه الخطبة فيما سبق في باب (مصادر الخطب) رقم (23).

وقال الشارح: أول الكلام: ان المرء المسلم ما لم يغش دناءة7.

ص: 295


1- المصدر ص 357.

يجشع لها اذا ذكرت ويغرى به لئام الناس كالياسر ... (1).

و رويت هذه الكلمة في (الكافي) ج 5 كتاب الجهاد ص 57. 260 - قوله (علیه السلام):

«كم من مستدرج بالاحسان اليه، ومغرور بالستر عليه ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله سبحانه أحدا بمثل الاملاء له».

رواه ابن شعبة في التحف ص 140 من طبعة النجف واليعقوبي ج 2 ص 206 - 207 من طبعة بيروت، وتقدمت برقم (116).

261 - قوله (علیه السلام) لما بلغه اغارة أصحاب معاوية على الانبار فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة، فأدركه الناس، وقالوا له: نحن نكفيكهم، فقال (علیه السلام):

«والله ما تكفونني أنفسكم، فكيف تكفونني غيركم ...».

روى الشارح الفقرة الأولى منه عن كتاب (الغارات) لابراهيم الثقفي (2).

ورواها أيضا الطبري في تاريخه ج 4 ص 103.

262 - قوله (علیه السلام) للحارث بن حوط حين قال له: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟ فقال (علیه السلام):

«يا حارث: انك نظرت تحتك، ولم تنظر فوقك فحرت ...».

رواه المفيد في (المجالس) ص 3 من كلمة طويلة، واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 186، والطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 134 الى قوله (ولم يخذلا الباطل) بسنده عن أبي بكر الهذلي، وفي ج 2 ص 239 روی شطرا منه، وذكر أنه (علیه السلام) كلم به الحارث الاعور الهمداني.

ص: 296


1- انظر شرح النهج م 4 ص 358.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 145.

و روى الجاحظ في البيان والتبيين ج 3 ص 136 كلمة مماثلة لما في النهج، وهو قوله (علیه السلام) للحارث بن حوط الليثي: «يا حار انك ملبوس عليك، ان الحق لا يعرف بالرجال، فاعرف الحق تعرف أهله».

وكذا ابن شعبة في تحف العقول ص 141 من طبعة النجف روى كلمة مماثلة لما في النهج أيضا.

وروی محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص 110 من هذه الكلمة قوله فيمن تخلف عنه، رواه عن ابن اسحاق هكذا:

«أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل».

267 - قوله (علیه السلام):

«يا ابن آدم، لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك ...».

رواه المبرد في (الكامل) ج 1 ص 158.

268 - قوله (علیه السلام):

«أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ...».

رواه الكراجكي في (كنز الفوائد) ص 265 عن الاشج عن علي (علیه السلام)، وأبو علي القالي في ذيل الامالي والنوادر ص 171 في آخر كلمته (علیه السلام) في الايمان، وأبو الطيب محمد بن اسحاق بن یحیی الوشاء في كتاب الموشى ص 4، والطوسي في الامالي ج 1 ص 374 و ج 2 ص 235 وص 314، والخوارزمي في المناقب ص 265 بسنده عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد خير عن علي.

270 - قوله (علیه السلام) حين هم عمر بن الخطاب بأخذ حلي الكعبة ليجهز به جيوش المسلمين بعد أن أشار عليه قوم بذلك:

«ان القرآن أنزل على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) والاموال أربعة ...».

نقله الاميني في كتاب الغدير ج 6 ص 177 عن صحيح

ص: 297

البخاري ج 3 ص 81 في كتاب (الحج باب كسوة الكعبة)، وعن سنن أبي داود ج 1 ص 317، وسنن ابن ماجة ج 5 ص 269، و سنن البيهقي ج5 ص 159، وفتوح البلدان للبلاذري ص 55 والرياض النضرة ج 2 ص 220، وكنز العمال ج 7 ص 145.

273 - قوله (علیه السلام):

«اعلموا علما يقينا أن الله لم يجعل للعبد وان عظمت حيلته ...».

رواه ابن شعبة في تحف العقول ص 155 - 156، و الكليني في (الكافي)، باب الجهاد م 5 ص 81 - 82 من كلمة طويلة والطوسي في (الأمالي) ج 1 ص 165 بسنده عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن علي (علیه السلام).

وروى المفيد في المجالس ص 120 بعضا منه. كل ذلك مع بعض الاختلاف.

276 - قوله (علیه السلام):

«اللهم اني أعوذ بك من أن تحسن في لامعة العيون علاينتي ...».

روی ابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 348 الفقرتين الأولين منه ضمن دعاء للامام زين العابدين علي بن الحسين

(علیه السلام).

279 - قوله (علیه السلام):

«اذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها».

ذكره ابن شعبة في (التحف) ص 167 من طبعة النجف ونسبه الى الامام الحسن (علیه السلام).

280 - قوله (علیه السلام):

«من تذكر بعد السفر استعد».

أورده ابن شعبة في (مواعظ الامام الحسن) (علیه السلام) في كتابه (تحف العقول) ص 167 من طبعة النجف.

ص: 298

282 - قوله (علیه السلام):

«بينكم وبين الموعظة حجاب من الغرة».

أورده ابن شعبة في (تحف العقول) ص 167 من طبعة النجف في مواعظ الامام الحسن بن علي (علیه السلام).

285 - قوله (علیه السلام):

«كل معاجل يسأل الانظار، وكل مؤجل يتعلل بالتسويف».

ذكره ابن شعبة في تحف العقول ص 167 من طبعة النجف ونسبه الى الامام الحسن (علیه السلام).

286 - قوله (علیه السلام):

«ما قال الناس لشيء طوبى له، الا وقد خبأ له الدهر يوم سوء».

رواه السبط في التذكرة ص 156 عن الشعبي عن ضرار بن حمزة.

287 - قوله (علیه السلام) وقد سئل عن القدر:

«طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسر الله فلا تتكلفوه».

رواه الصدوق في كتاب التوحيد ص 376، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 182 أخرجه عن الحارث، والسبط في التذكرة ص 156، رواه عن الوالبي عن ابن عباس، كما روی في كنز العمال (1).

289 - قوله (علیه السلام):

«كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ...».

رواه أبو الفضل الطبرسي في كتابه مشكاة الانوار ص 216 وقال: من كلام أمير المؤمنين خطب به الحسن بن علي فقال:

ص: 299


1- انظر مدارك النهج ص 273 - 274.

«أيها الناس انما أخبركم عن أخ لي كان أعظم ...».

ومن جهة ثانية فقد رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 234 - 235 في مواعظ الامام الحسن بن علي (علیه السلام)، وكذا رواه للحسن بن علي كل من ابن قتيبة في عيون الاخبار ج 1 ص 355، والكليني في (أصول الكافي) م 2 ص 237 - 238.

قال كمال الدين ابن ميثم البحراني:

ذكر هذا الفصل ابن المقفع في أدبه ونسبه الى الحسن بن علي (1).

أقول: ذكر ابن المقفع هذا الفصل في أدبه ص 145 - 146 دون أن ينسبه الى أحد، وقد تكون النسخة من الادب الكبير لابن المقفع التي اطلع عليها ابن ميثم البحراني غير النسخة التي أخذت عنها المطبوعة.

و هذا يدل على تلاعب النساخ بكتابه بقصد أو بغير قصد. وأقول ثانية: من البعيد أن يكون هذا الفصل من كلام ابن المقفع نفسه لامور:

أولا: ان ابن المقفع نفسه يقول في مقدمة كتابه المشتمل على الادب الصغير والكبير والصحابة:

« ... ووضعت في هذا الكتاب من كلام الناس حروفا، فيها عون على عمارة القلوب».

و هذا يدل على أنه ليس كل ما في كتابه المذكور من انشائه وكلامه.

ثانيا: اختلاف أسلوب هذا الفصل عن الاسلوب الذي نهجه فى كتابه الآنف الذكر، فهو من بين ما كتبه فيه متميز عنه بجماله وروائه.

ثالثا: ان ابن المقفع من اولئك البلغاء الذين تأثروا باسلوب9.

ص: 300


1- انظر شرح النهج لكمال الدين البحراني ج 5 ص 389.

الامام وحفظوا الكثير من كلامه وخطبه.

رابعا: ان روح هذه الكلمة وسمو مضمونها، أقرب الى روح الامام واتجاهاته منها الى روح ابن المقفع وسيرته.

خامسا: ان هذه الأوصاف تنطبق على أصحاب الامام علي (علیه السلام) كأبي ذر، والمقداد، وعمار، و وسلمان، وابن التيهان وسواهم، دون أصحاب ابن المقفع من أمثال حماد، و ابن مطيع، وسواهما من المستهترين الماجنين.

ومتى كان لابن المقفع أصحاب من هذا الطراز الانساني المثالي، الذي ذكرت أوصافه في هذا الفصل؟

وسواء أكان هذا الفصل من كلام الامام علي، أم من كلام ولده الحسن، فانه لا يخرج عن روح أهل البيت (علیه السلام) ومناهجهم وتعاليمهم.

290 - قوله (علیه السلام):

«لو لم يتوعد الله على معصيته، لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمته».

رواه السبط في تذكرة الخواص ص 135 باختلاف يسير.

291 - قوله (علیه السلام) للاشعث بن قيس يعزيه عن ابن له: «يا أشعث، ان تحزن على ابنك فقد استحقت منك ذلك الرحم ...».

رواه الكليني في (الكافي) ج 3 ص 261، والجاحظ في (البيان والتبيين) ج 3 ص 175، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 209، واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 185، وابن عبد ربه في العقد الفريد م 2 ص 33، وأورد أسامة بن منقذ في

ص: 301

(البديع) شطرا منه (1).

وروى ابن قتيبة في عيون الأخبار ج 7 ص 61 الفصل الاول منه.

و بين هذه الروايات اختلاف في بعض الكلمات والفقرات والزيادة والنقصان.

294 - قوله (علیه السلام) وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب:

«مسيرة يوم للشمس»

ذكره الجاحظ في (البيان والتبيين) ج 3 ص 170، وزاد فيه قوله (علیه السلام): ومن قال غير هذا فقد كذب، وأورده ابن عبد ربه في العقد الفريد م 1 ص 175، والشريف المرتضى في (الامالي) ج 1 ص 274، و ابن قتيبة في (عيون الاخبار) ج 5 ص 208.

297 - قوله (علیه السلام):

«ما أكثر العبر وأقل الاعتبار».

رواه السبط في التذكرة ص 135 هكذا: (ما أكثر العبر وأقل المعتبر).

وأورد الشريف المرتضى في الامالي م 1 ص 153 كلمة مماثلة و هي قوله (علیه السلام): (شيئان أحدهما مأخوذ من الآخر أحدهما اكثر شيء في الدنيا، والآخر أقل شيء في الدنيا: العبر والاعتبار).

298 - قوله (علیه السلام):

«من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر عنها ظلم، ولا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم».

أورده ابن مسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 145، والمفيد في (الارشاد) ص 145، وفي كتابه (الاختصاص) ص 239ش.

ص: 302


1- انظر تحرير التحبير لابن أبي الاصبغ ص 441، هامش.

باختلاف يسير.

300 - قوله (علیه السلام) لمن سأله كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم:

«كما يرزقهم على كثرتهم، فقيل له: كيف يحاسبهم ولا يرونه؟ فقال: كما يرزقهم ولا يرونه».

رواه السيد المرتضى في أماليه، م 1 ص 149 وروی این عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 185 الفقرة الاولى منه، وقال انه جواب لسؤال سلمان الفار الفارسي له مع اختلاف يسير.

303 - قوله (علیه السلام):

«الناس أبناء الدنيا، ولا يلام الرجل على حب أمه».

رواة الراغب الأصفهاني في (المحاضرات) م 2 ص 393 هكذا:

وذكر لامير المؤمنين قوم يحبون الدنيا فقال: (هم أبناؤها أفيلام الرجل على جب والديه؟).

307 - قوله (علیه السلام):

«كفى بالأجل حارسا».

رواه الصدوق في كتاب (التوحيد) ص 376، ورواه بطريق آخر في الكتاب المذكور ص 387 هكذا: (حرس كل امرىء أجله).

ورواه كذلك الكليني في (اصول الكافي) م 2 ص 58، وأبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) م 1 ص 75.

ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 178 عن أبي نعيم في (الدلائل) هكذا: (كفى بالله حارسا)، ورواه ابن شعبة في (التحف) ص 224، وذكر حرزا بدل (حارسا).

310 - قوله (علیه السلام):

«لا يصدق ايمان عبد، حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده.».

ص: 303

رواه السبط في (التذكرة) ص 118 باسناده إلى أبي أراكة والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 435 باختلاف يسير.

311 - قوله (علیه السلام) لانس بن مالك وقد أرسله الى طلحة والزبير يذكرهما شيئا سمعه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلوى عن ذلك، وقال: أنسيت ذلك الأمر:

«ان كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة».

قال الشارح: ان المشهور أن عليا (علیه السلام) ناشد الناس الله في الرحبة (1)، فقال: أنشدكم الله رجلا سمع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم). يقول لي وهو منصرف من حجة الوداع: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقام رجال فشهدوا بذلك، فقال (علیه السلام) لانس بن مالك: لقد حضرتها، فما بالك؟ فقال: يا أمير الملى منين، كبرت سني، وصار ما أنساه أكثر مما أذكره، فقال (علیه السلام): ان كنت كاذبا الخ ...

وقال الشارح أيضا: وقد ذكر حديث البرص ابن قتيبة. والدعوة التي دعا بها أمير المؤمنين (علیه السلام) على أنس بن مالك في كتاب المعارف في باب البرص من أعيان الرجال. و ابن قتيبة غير متهم في حق علي (علیه السلام) على المشهور من انحرافه عنه (2).

و نقله الشارح أيضا عن شيوخه البغدادين (3).

أقول: رواها ابن قتيبة فى المعارف ص 251.

وأورد الكلمة المذكورة الطبري الامامي في كتابه (المسترشد) ص 163 يزيادة قليلة.

ورواها الصدوق في (كتاب الخصال) ج 1 ص 207 ببعض الاختلاف، والمفيد في الارشاد ص 165.

ص: 304


1- الرحية: أسم موضع قريب من الكوفة.
2- انظر شرح النهج م 4 ص 388.
3- انظر شرح النهج ايضا م 1 ص 362 فقد ذكر جملة أحاديث في هذا الموضوع.

313 - قوله (علیه السلام):

«وفي القرآن نبأ ما قبلكم، وخير ما بعدكم وحكم ما بينكم.

رواه المسعودي في مروج الذهب ج 3 ص 104 عن الحارث الاعور عن علي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من كلمة طويلة، وكذا الباقلاني في اعجاز القرآن ص 51 من كلمة أخصر، وابن قتيبة في عيون الأخبار ج 5 ص 132، وابن عبد ربه في (العقد الفريد) م ا ص 170.

وكذلك رواه الترمذي من كلمة طويلة عن علي (علیه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول:

«ستكون فتن كقطع الليل المظلم، قلت: يا رسول الله وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله تبارك وتعالى، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفيصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين ونوره المبين، والذكر الحكيم» (1).

314 - قوله (علیه السلام) يعزي الاشعث بن قيس:

«ان صبرت صبر الاكارم، والا سلوت سلو البهائم».

نظمه أبو تمام الطائي الشاعر (ت عام 231 ه) فقال:

وقال علي في التعازي لأشعث *** وخاف عليه بعض تلك المأتم

أتصبر للبلوى عزاء وحسبة *** فتؤجر أم تسلو سلو البهائم (2).

315 - قوله (علیه السلام) لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع:

ص: 305


1- نقله الاستاذ طه عبد الباقي سرور في كتاب دولة القرآن ص 64 عن سنن الترمذي.
2- انظر تحرير التحبير لابن أبي الاصبع المصري ص 441، والعقد الفريد م 2 ص 33، والصناعتين للعسكري ص 211.

«ألق دواتك، وأطل جلفة قلمك، وفرج بين السطور وقرمط بين الحروف ...».

رواه الجهشياري في كتابه (الورزاء و الكتاب) ص 23 وقال: ان هذه الكلمة قالها (علیه السلام) لعبد الله بن جعفر، وكان يكتب له وروى (شباة) مكان كلمة (جلفة)، وأورده الراغب الأصفهاني في (المحاضرات) م 1 ص 103 وروی (سن) بدل جلفة، ولم يرو الفقرة الاخيرة منها.

316 - قوله (علیه السلام):

«أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجار».

رواه المفيد في (كتاب الجمل) ص 138 وفي كتاب (الاختصاص) ص 151 نقله من كتاب ابن دأب، والصدوق في (معاني الاخبار) في باب (348) باختلاف يسير.

317 - قوله (علیه السلام) وقد قال له بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه، فأجابه (علیه السلام):

«انما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنكم ما جفت ...».

رواه المرتضى في (الامالي) ج 1 ص 274، والسبط في (التذكرة) ص 162 رواه عن الشعبي والوالبي.

318 - قيل له: بأي شيء غلبت الاقران؟ فقال (علیه السلام): «ما لقيت رجلا الا أعانني على نفسه».

رواه أبو حيان التوحيدي في (البصائر والذخائر) ص 111 بلفظ آخر هكذا:

قيل لعلي بن أبي طالب: كيف صرت تقتل الابطال؟ قال:

لأني كنت ألقي الرجل فيقدر أني اقتله، وأقدر اني أقتله، فأكون أنا و نفسه عليه.

319 - قوله (علیه السلام) لابنه محمد بن الحنفية:

«يا بني اني أخاف عليك من الفقر، فاستعذ بالله منه ...».

ص: 306

روي هذا في (غرر الخصائص) لابي اسحاق الكتبي (1).

320 - قوله (علیه السلام) لسائل سأله عن معضلة:

«سل تفقها ولا تسل تعنتا ...».

روى الصدوق الفقرة الأولى في (كتاب العلل) في باب النوادر باب 390 وفي كتاب (الخصال) ج 1 ص 198.

321 - قوله (علیه السلام) لعبد الله بن العباس، وقد أشار عليه في شيء لم يوافق رأيه:

«لك ان تشير علي، وأرى، فان عصيتك فأطعني».

رواه الطبري في تاريخه ج 3 ص 462، والمسعودي في (مروج الذهب ج 3 ص 365 باختلاف يسير.

322 - قوله (علیه السلام) وقد سمع بكاء النساء على قتلى صفين حين رجع الى الكوفة:

«أيغلبكم نساؤكم على ما أسمع، ألا تنهونهن عن هذا الرنين ...».

روى الفقرتين الأوليين الطبري في تاريخه ج 4 ص 45. وروى الفقرة الاولى كل من نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) ص 290، وابراهيم الثقفي في (كتاب الغارات) (2).

وروى ابن مزاحم في (كتاب صفين) ص 532 من طبعة القاهرة قوله من هذه الكلمة، لحرب بن شرحبيل الشبامي:

«ارجع، فان مشي مثلك فتنة للوالي، ومذلة للمؤمنين».

323 - قوله (علیه السلام) وقد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان:

«بؤسا لكم، لقد ضركم من غركم ...».

رواه الطبري في تاريخه ج 4 ص 66، والمسعودي في مروج2.

ص: 307


1- انظر مدارك النهج ص 264.
2- انظر شرح النهج م 2 ص 32.

الذهب ج 2 ص 418 والسبط في (التذكرة) ص 105 رواه عن الشعبي، مع اختلاف يسير و باختصار من آخره.

325 - قوله (علیه السلام) لما بلغه قتل محمد بن أبي بكر:

«ان حزننا عليه على قدر سرورهم به ...».

روى الفقرة الأولى منه كل من ابراهيم الثقفي ونقلها عنه الشارح (1)، والطبري في تاريخه ج 4 ص 82، و، والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 420 من كلمة أطول مما في النهج.

333 - قوله (علیه السلام) في صفة المؤمن:

«المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدرا ...».

رواه السبط في (التذكرة) ح ص 138 عن مجاهد عن ابن عباس.

335 - قوله (علیه السلام):

«لو رأى العبد الاجل ومصيره، لابغض الامل وغروره».

رواه الطوسي في أمانيه ج 1 ص 76 على اختلاف في بعض الفاظه

336 - قوله (علیه السلام):

«المسؤول حر حتى يعد».

ذكره ابن مسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 112، والجاحظ في الماية كلمة التي جمعها من كلامه (علیه السلام).

337 - قوله (علیه السلام):

«الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 73 من طبعة النجف.

ص: 308


1- انظر شرح النهج م 2 ص 34.

340 - قوله (علیه السلام):

«العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى».

هو مروي في الارشاد للمفيد ص 141 وقد رويت الفقرة الاولى هكذا: (والصبر زينة البلوى).

ورواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 65 من طبعة النجف.

344 - قوله (علیه السلام):

«معاشر الناس: اتقوا الله فكم من مؤمل ما لا يبلغه، وبان ما لا يسكنه ...».

رواه السبط في التذكرة ص 135 مع بعض الاختلاف.

349 - قوله (علیه السلام):

«من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ...».

روى أكثر فقرات هذا الفصل كل من الكليني في (روضة

الكافي) ص 19، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 93، وابن

عبد ربه في (العقد الفريد) م 1 ص 221.

354 - قوله (ع) وقد هنا بحضرته رجل رجلا بغلام ولد له، فقال: ليهنك الفارس، فقال (علیه السلام) له:

«لا تقل ذلك، ولكن قل: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ...».

رواه المبرد في (الكامل) ج 2 ص 217 من طبعة بيروت، وابن شعبة في (التحف) ص 166 من طبعة النجف ونسبه الى الامام الحسن (علیه السلام).

وأورد ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 3 ص 39 قوله (علیه السلام) لابن عباس حين ولد له ولده علي: (شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب) دون الفقرتين الاخيرتين.

358 - قوله (علیه السلام):

«أيها الناس، ليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم

ص: 309

من النقمة فرقين ...».

رواه ابن شعبة في تحف العقول ص 142 - 143 من طبعة النجف.

360 - قوله (علیه السلام):

«لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا وانت تجد لها في الخير محتملا».

رواه المفيد في (الاختصاص) ص 226، و الكليني في اصول الكافي م 2 ص 362، والبرقي في المحاسن في باب محبة المسلمين والاهتمام بهم نقله عنه ابن ادريس الحلي في مستطرفات السرائر (1).

363 - قوله (علیه السلام):

«يا أيها الناس: متاع الدنيا حطام موبیء ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 155 من طبعة النجف، الى قوله (باذن المقت والابغاض).

369 - قوله (علیه السلام):

«يأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن الارسمه ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 308، وقال ان الامام (علیه السلام) رواه عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مختصرا على اختلاف في بعض ألفاظه وزيادة و نقصان.

370 - قوله (علیه السلام):

«أيها الناس، اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو، ولا ترك سدى فيلغو ...».

رواه الباقلاني في (اعجاز القرآن) ص 193 من المطبوع بهامش الاتقان باختلاف يسير في بعض الفاظه.

371 - قوله (علیه السلام):23

ص: 310


1- انظر مقدمة المحاسن للناشر ص 22 - 023

«لا شرف أعلا من الاسلام، ولا عز أعز من التقوى ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) بسنده ص 19 وابن شعبة في (تحف العقول) ص 93.

372 - قوله (ع) لجابر بن عبدالله الانصاري:

«يا جابر: قوام أمر الدين والدنيا بأربعة، عالم مستعمل لعلمه ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 222، ومسكويه في (الحكمة الخالدة) ص 110، والصدوق في الامالي في المجلس الخامس والخمسين، وفي التوحيد ص 321، وفي (الخصال) ج 1 ص 190، والخوارزمي في (المناقب) ص 266 بسنده الى جابر.

وروى السبط في (التذكرة) ص 159 الفصل الاخير منه، وهو قوله (علیه السلام): من كثرت نعم الله عليه، كثرت حوائج الناس اليه. على اختلاف يسير في بعض الفاظه و الزيادة والنقصان.

373 - قوله (علیه السلام) يوم لقي أهل الشام:

«أيها المؤمنون: انه من رأى عدوانا يعمل به، ومنكرا يدعى اليه ...».

رواه الرضي في (النهج) عن ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه.

376 - قوله (علیه السلام):

«ان الحق ثقيل مريء، وان الباطل خفيف دبيء».

رواه البلاذري في أنساب الاشراف ج 5 ص 44، وقال انه (علیه السلام) خاطب به عثمان بن عفان وزاد فيه قوله مخاطبا عثمان: وانك متى تصدق تسخط ومتى تكذب ترض (1).

277 - قوله (علیه السلام):

ص: 311


1- انظر الغدير ج 9 ص 71.

«لا تأمنن على خير هذه الامة عذاب الله ...».

رواه ابن عبد ربه في (العقد الفريد) م 2 ص 139 باختلاف يسير في بعض الفاظها. رواها من كلمة يشبه صدرها الكلمة رقم (90).

279 - قوله (علیه السلام):

«الرزق رزقان، رزق تطلبه ورزق يطلبك ...».

رواه الصدوق في (الفقيه) ج 4 ص 276 من وصيته (علیه السلام) لابنه محمد بن الحنفية.

380 - قوله (علیه السلام):

«رب مستقبل يوما ليس بمستدبره، ومغبوط في أول ليلة قامت

بواكيه في آخره».

رواه السبط في (التذكرة) ص 135 من كلمة أطول، أولها:

«كم من مؤمل ما لا يبلغه ...» وقد تقدمت برقم (344) والصدوق في (الفقيه) ج 4 ص 276 من وصيته لمحمد بن الحنفية.

381 - قوله (علیه السلام):

«الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به ...».

روى المفيد في كتاب الاختصاص ص 229 الفقرات التالية منه، وهو وصية منه (علیه السلام) لولده محمد بن الحنفية. ومثله الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) ج 4 ص 277.

382 - قوله (علیه السلام):

«لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم».

رواه المفيد في الاختصاص ص 331 و هو وصية منه (علیه السلام) لولده محمد بن الحنفية، وكذا الصدوق في (الفقيه) ج 2 ص 381.

385 - قوله (علیه السلام):

«من هو ان الدنيا على الله أنه لا يعصى الا فيها، ولا ينال ما

ص: 312

عنده الا بتركها».

قال الشارح: ذكره الجاحظ في غير موضع من كتبه - و هو أعرف بكلام الرجال - بعد ان ذكر أن الغزالي نسبه في كتابه (احياء العلوم) الى أبي الدرداء، وقال - الشارح - : و الصحيح انه من كلام علي (علیه السلام) (1).

387 - قوله (علیه السلام):

«ما خير بخير بعده النار، وما شر بشر بعده الجنة، وكل نعیم دون الجنة فهو محقور، وكل بلاء دون النار عافية».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 99، والكليني في (روضة الكافي) ص 24 في ضمن خطبة (الوسيلة) باسناده عن جابر بن يزيد عن الامام الباقر، والصدوق في كتاب (التوحيد) ص 56 من ضمن خطبة طويلة أولها: (الحمد لله الذي أعجز الاوهام أن تنال الا وجوده ...)، وفي الفقيه ج 4 ص 279.

390 - قوله (علیه السلام):

«للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يناجي فيها ربه ...».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 203، والكليني في (روضة الكافي) ص 21 من ضمن خطبة الوسيلة، والطوسي في (الامالي) ج 1 ص 246 من وصية له (علیه السلام) لولده الحسن (علیه السلام) بسنده عن أبي حمزة السعدي عن أبيه عنه (علیه السلام).

396 - قوله (علیه السلام):

المنية ولا لدنية، والتقلل ولا التسوسل ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 20 و 21 في خطبة الوسيلة، ومثله ابن شعبة في (تحف العقول) ص 143 من طبعة النجف.

وروى الفقرة الاخيرة منه أبو حيان التوحيدي في (البصائر7.

ص: 313


1- انظر شرح النهج م 4 ص 417.

والذخائر) ص 155. والمفيد في (الارشاد) ص 141.

398 - قوله (علیه السلام):

«ضع فخرك، واحطط كبرك، واذكر قبرك ...».

رواه ابن شعبة في التحف 104 من طبعة النجف.

403 - قوله (علیه السلام):

«من أومأ الى متفاوت خذلته الحيل».

رواه ابن شعبة في (تحف العقول) ص 138 من طبعة النجف هكذا: (من أهوى الى متفاوت خذلته الرغبة) و هو من وصاياه (علیه السلام) للاشتر.

405 - قوله (علیه السلام) لعمار حين سمعه يراجع المغيرة بن شعبه في كلام:

«دعه يا عمار. فانه لم يأخذ من الدين الا ما قار به من الدنيا ...».

روى ابن قتيبة في (الامامة والسياسة)) ج 1 ص 45 أكثر هذا الكلام مختلفا قليلا. مع وحدة المضمون، ومثله المفيد في (المجالس) ص 127.

406 - قوله (علیه السلام):

«ما أحسن تواضع الاغنياء للفقراء طلبا لما عند الله ...».

رواه الخوارزمي في (المناقب) ص 270 بسنده عن بشير بن الحارث عن علي (علیه السلام).

408 - قوله (علیه السلام):

«من صارع الحق صرعه»

رواه المفيد في الارشاد ص 141.

412 - قوله (علیه السلام):

«كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 22، وابن شعبة في (تحف العقول) ص 64 من طبعة النجف.

ص: 314

415 - قوله (علیه السلام) في صفة الدنيا:

«تغر وتضر وتمر ...».

رواه الطبرسي في (مشكاة الانوار) ص 242 وروى الراغب الاصفهاني في (المحاضرات) م 2 ص 390 الفقرة الاولى منه. 416 - قوله (علیه السلام) لولده الحسن (علیه السلام) وهو الذي رواه الرضي في النهج على وجه آخر:

«أما بعد فان الذي في يدك ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 59 من طبيعة النجف سنة 1385 وانه (علیه السلام) قاله لمولى له عندما سأله مالا، فقال (علیه السلام): يخرج عطاني فاقاسمكه، فقال: لا أكتفي، وخرج الى معاوية، فوصله، فكتب اليه أمير المؤمنين (علیه السلام): أما بعد فان ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك الخ ...

419 - قوله (علیه السلام):

«مسكين ابن آدم، مكتوم الاجل مكنون الملل ...».

رواه الجاحظ في (الماية كلمة) المختارة من كلامه (علیه السلام).

423 - قوله (علیه السلام):

«من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ...».

رواه الكليني في (روضة الكافي) ص 255 من طبيعة النجف،

424 - قوله (علیه السلام):

«الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع ...».

رواه الكليني في (أصول الكافي) ج 1 ص 20 و بزيادة و اختلاف في بعض ألفاظه.

434 - قوله (علیه السلام):

لسادة

«أخبر تقله».

قال الرضي في النهج: من الناس من يروي هذا الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ومما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) ما حكاه ثعلب

ص: 315

عن ابن الاعرابي، قال: قال المأمون: لولا أن عليا قال: (اخبر تقله) لقلت: اقله تخبر.

أقول: روى هذه الكلمة لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أبو عبدالله الحاكم النيسابوري في كتابه (معرفة علوم الحديث) بسنده الى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ص 162.

439 - قوله (علیه السلام):

«الزهد كله بين كلمتين من القرآن: قال سبحانه ...».

رواه السبط في (التذكرة) ص 136 ببعض الاختلاف.

ورواه الطير سي في مشكاة الانوار ص 106 نقله عن روضة الواعظين.

443 - قوله (علیه السلام) وقد جاءه نعي الاشتر رحمه الله:

«مالك، وما مالك، والله لو كان جبلا لكان فندا، ولو كان حجرا لكان صلدا، لا يرتقيه الحافر، ولا يوفي عليه الطائر ...».

رواه المفيد في (المجالس) ص 50، وفي كتابه (الاختصاص) ص 81 ما عدا الفقرتين الاخيرتين مع بعض الاختلاف.

و روی شطرأ منه أبو عمرو الكشي في (رجاله) ص 62.

ورواه ابراهيم الثقفي عن محمد بن عبدالله عن ابن أبي سيف المدائني عن جماعة من أشياخ النخع، ما عدا الفقرتين الاخيرتين منه (1).

447 - قوله (علیه السلام):

«من أتجر بغير فقه ارتطم في الربا».

رواه الكليني في (الكافي) ج 5 ص 154 باسناده عن طلحة بن زيد عن الصادق (علیه السلام) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) وروى (علم) بدل كلمة (فقه) مع زيادة، وكذا الصدوق في (الفقيه) ج 3 ص 120.

ص: 316


1- انظر شرح انظر شرح النهج م 2 ص 30.

وأورده القاضي ابو حنيفة في (دعائم الاسلام) ج 2 ص 14 هكذا: من باع واشترى ولم يسأل عن حرام ولا حلال ارتطم في الربا ثم ارتطم.

449 - قوله (علیه السلام):

«ما مزح امرؤ مزحة الا مج من عقله مجة».

رواه ابن قتيبة في (عيون الاخبار) م 1 ج 2 ص 319 هكذا: (اذا ضحك العالم ضحكة مج من العلم مجة).

453 - قوله (علیه السلام):

«ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشئوم عبد الله».

اورده ابن عبد ربه في (العقد الفريد) ح م 2 ص 226 خاليا من لفظة (المشئوم).

وروى المفيد في كتاب (الجمل) ص 192 کلمة مماثلة وهي: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى بلغ ابنه فقطع ما بيننا.

وقال الشارح: ذكر هذا الكلام أبو عمرو بن عبد البر في الاستيعاب عن أمير المؤمنين في عبد الله بن الزبير، الا انه لم يذكرلفظة المشئوم. (1).

وروى السبط في (التذكرة) ص 71 كلمة متققة مع ما روي في النهج في المضمون، وهي: قد كنا نعدك من خيار بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك السوء، ففرق بيننا وبينك.

454 - قوله (علیه السلام):

«ما لابن آدم والفخر أوله نطفة، وآخره جيفة ...».

نظم أبو العتاهية الشاعر (130 – 211 ه) صدر هذه الكلمة فقال:

ص: 317


1- انظر شرح النهج م 2 ص 30.

ما باله من أوله نطفة *** و جيفة آخره يفخر (1).

ورواه الصدوق في علل الشرائع في علة نظر الانسان الى سفله عند تغوطه، هكذا: عجبت لابن آدم اوله نطفة وآخره جيفة وهو قائم بينهما وعاء للغائط ثم يتكبر.

455 - قوله (علیه السلام) لمن سأله عن أشعر الشعراء:

«ان القوم لم يجروا في حلبة، تعرف الغاية عند قصبتها ...».

روى الشارح كلمة مماثلة له، فيما قرأه في أمالي ابن دريد عن الحرموزي عن ابن المهلبي، عن ابن الكلبي، عن شداد بن ابراهيم، عن عبيد بن الحسن عن ابن عراد (2).

460 - قوله (علیه السلام):

«الحلم والأناة توأمان ينتجهما علو الهمة»

رواه أبو هلال العسكري في كتاب الصناعتين ص 277.

462 - قوله (علیه السلام):

«رب مفتون يحسن القول فيه».

رواه ابن شعبة في تحف العقول ص 140 من طبعة النجف وقد تقدم ذكر هذه الفقرة في الكلمة رقم (260).

466 - قوله (علیه السلام):

«العين وكاء السه» (3).

قال الرضي في النهج: وهذا القول في الاشهر الاظهر من كلام النبي (صلی الله علیه و آله و سلم). وقد رواه قوم لامير المؤمنين (علیه السلام)، وذكر ذلك المبرد في كتاب (المقتضب) في باب (اللفظ بالحروف)، وقد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية.

أقول: تجد ذلك - كما ذكره الرضي - في كتاب المقتضبن.

ص: 318


1- انظر تحرير التحبير لابن أبي الاصبع المصري ص 442
2- انظر شرح النهج م 4 ص 496 - 497.
3- السه بفتح السين وتخفيف الهاء، العجز ومؤخرة الانسان.

لابي العباس المبرد في باب اللفظ بالحروف ص 34. وقال المبرد في تفسير هذه الكلمة: ان الانسان اذا كان منتبها علم ما يخرج منه من الريح.

467 - قوله (علیه السلام) في كلام له:

«ووليهم وال فأقام واستقام، حتى ضرب الدين بجرانه».

قال الشارح: هذا الكلام من خطبة طويلة خطبها في أيام خلافته يذكر قربه من النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) و اختصاصه له وافضاءه له بأسراره.

ثم ذكر الشارح قسما من هذه الخطبة و هو قوله (علیه السلام):

«فاختار المسلمون بعده بآرائهم رجلا منهم، فقارب وسدد حسب استطاعته، على ضعف وجد، كانا فيه. ثم وليهم بعده وال فأقام واستقام، حتى ضرب الدين بجرانه، على عسف وعجرفية كانا فيه، ثم اختلفوا ثالثا، لم يكن يملك من أمر نفسه شيئا، غالب عليه أهله، فقادوه الى اهوائهم، كما تقود الوليدة البعير المخطوم، فلم يزل الأمر بينه وبين الناس يبعد تارة ويقرب أخرى، حتى نزوا عليه فقتلوه. ثم جاؤا بي مدب الدماء يريدون بيعتي.

قال الشارح: وتمام الخطبة معروف فليطلب من الكتب الموضوعة لهذا الفن (1).

وكذا أشار الشارح البحراني الى هذا وذكره في شرحه ج 5 ص 463.

469 - قوله (علیه السلام):

«هلك في رجلان: محب غال، ومبغض قال».

رواه الصدوق في (الامالي) في المجلس التاسع والثمانين ورواه الشارح عن أبي الأحوص عن أبي حيان عنه (علیه السلام) (2).

ص: 319


1- انظر شرح النهج م 4 ص 519.
2- انظر شرح النهج م 1 ص 272.

وقد روي بوجه آخر وهو: انه لعهد النبي الأمي الي أنه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق، وهذا الحديث بهذا الوجه مروي بطرق عديدة، حتى ان القاضي أبا بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم التميمي الجعابي استاذ الشيخ المفيد والمتوفى سنة 385 ه ألف كتابا في طرق من روى هذا الحديث عن علي (علیه السلام) (1).

479 - قوله (علیه السلام):

«شر الاخوان من تكلف له».

رواه ابن قتيبة في (عيون الأخبار) ج 9 ص 231. ورواه أبو حيان التوحيدي في كتاب (الصداقة والصديق) ص 44 مع زيادة قوله (علیه السلام): وخيرهم من أحدثت لك رؤيته ثقة به، وأهدت اليك غيبته طمأنينة اليه.

* * *

أما بعد فاني أرجو أن تكون هذه الدراسة، قد أخذ طريقها نحو الغاية التي وضعت لاجلها، في ظل رؤية واقعية دون انحراف أو انحياز. وأن أكون قد وفقت فيها الى تقريب الصلة بين نهج البلاغة وبين أمير المؤمنين علي عليه السلام، والى تبديد الكثير من ضباب الشك في هذه الصلة، والى توضيح الرؤية حول ما أثير عليه من ملاحظات، ووضعها في مكانها من النقد العلمي والمنطقي، في ظل محاكمة مجردة، هدفها المعرفة والحقيقة ليس غير. مع اعترافي بأني لم أبلغ في هذه الدراسة كل الغاية المطلوبة، ذلك لما أشرت اليه في المقدمة، من أن عملا كهذا، يتطلب تضافر جهود جماعة عديدة لا جهد فرد واحد. ونسأل الله سبحانه أن يجعل عملي خالصا له، وهادفا لرضاه. وآخر دعوانا (ان الحمد لله رب العالمين)

ص: 320


1- نظر سفينة البحار م 1 ص 157.

مراجع الكتاب

(1)

1 - العقد الفريد: أبو عمرو شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي المتوفى سنة 327 ه، طبعة أولى، المطبعة الازهرية المصرية سنة 1321 ه.

2 - زهر الآداب وثمرة الألباب: أبو اسحاق ابراهيم بن علي المعروف بالحصري القيرواني المالكي، توفي سنة 413 ه، مطبوع بهامش العقد الفريد في المطبعة الازهرية سنة 1321 ه.

3 - شرح نهج البلاغة: لابن أبي الحديد أبي حامد عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المتوفى سنة 655 ه، طبع دار الكتب العربية الكبرى بمصر.

4 - البيان والتبيين: لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي سنة 255 ه طبع القاهرة سنة 1351ه - 1932 م، اخراج وتعليق حسن السندوبي.

5 - المحاسن والأضداد: للجاحظ، من منشورات دار مكتبة العرفان - بيروت.

6 - البخلاء: للجاحظ، ط بيروت - دار بيروت - صادر، سنة 1383 ه - 1962 م.

7 - الكامل: لأبي العباس المبرد محمد بن يزيد الثمالي الأزدي، المتوفى سنة 285 ه، طبع القاهرة - مطبعة مصطفى محمد سنة 1355 ه.

8 - المقتضب: للمبرد، طبع القاهرة سنة 1385 ه، تحقيق عبد الخالق عظيمة.

9 - معرفة علوم الحديث: للامام الحاكم أبي عبدالله بن عبدالله النيسابوري (321 - 405 ه)، طبعة بيروت - منشورات المكتب التجاري - تعليق الدكتور السيد معظم حسين.

10 - تاريخ اليعقوبي: لاحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب المعروف بابن واضح الاخباري المتوفى سنة 292 ه مطبعة الغري - النجف، سنة 1358 ه.

11 - الاحتجاج على أهل اللجاج: لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي المتوفي في أواسط القرن السادس للهجرة، طبع النجف - العراق - مطابع النعمان سنة 1386 ه - 1966 م.

12 - الأمالي: لأبي علي اسماعيل بن القاسم القالي البغدادي (288 - 356 ه - طبعة ثالثة - مطبعة السعادة بمصر سنة 1373 ه - 1954 م.

ص: 321


1- وهناك مراجع أخرى كثيرة لم تذكرها هنا حذرا من الاطالة، وأشرنا اليها في اثناء الكتاب.

13 - الحكمة الخالدة (جاويدان خرد): لأبي علي احمد بن محمد مسكويه المتوفى سنة 421 ه - طبع القاهرة بتحقيق عبدالرحمن بدوي سنة 1952 م.

14 - الأمالي: لابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسی بن بابویه القمي. المعروف بالصدوق القمي (ت عام 381 ه)، طبع ايران سنة 1280 ه أبتدأ به سنة 367 ه وانتهى منه سنة 368 ه.

15 - التوحيد: للصدوق القمي أيضا، طبعة حجرية سنة 1321، لم يذكر مكان طبعه، لكن يبدو انه مطبوع في الهند.

16 - علل الشرائع: للصدوق أيضا، محفوظ سنة 1097، وهو مطبوع في ایران و النجف أيضا.

17 - عيون أخبار الرضا: للصدوق - طبع ایران - سنة 1377 ه.

18 - معاني الاخبار: للصدوق القمي - طبعة طهران سنة 1379 ه - منشورات مكتبة الصدوق، وطبعة حجرية في ايران سنة 1289 ه.

19 - من لا يحضره الفقيه (1): للصدوق ايضا - مطبعة النجف، طبعة رابعة سنة 1378 ه - 1959 م.

20 - الخصال: له أيضا، طبعة طهران سنة 1377 ه.

21 - كمال الدين وتمام النعمة: له أيضا، طبعة طهران سنة 1378 ه.

22 - كتاب سليم بن قيس: السليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي صاحب أمير المؤمنين (علیه السلام)، توفي حوالي سنة 70 ه - طبع النجف - المطبعة الحيدرية.

23 - مروج الذهب: لابي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المتوفى سنة 349 ه - طبعة ثالثة - مطبعة السعادة - مصر، سنة 1377 ه - 1958 م - بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.

24 - اثبات الوصية: للمسعودي أيضا، طبع المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف.

25 - الجمل أو النصرة في حرب البصرة: للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى سنة 413 ه طبعة ثانية من منشورات المطبعة الحيدرية في النجف سنة 1368 ه.

26 - المجالس: للمفيد، طبع المطبعة الحيدرية - النجف و هو 42 مجلسا يبتدىء أول مجلس يوم السبت في أول شهر رمضان سنة 404 ه وينتهي المجلس الثاني والاربعين يوم السبت في 27 رمضان سنة 411 ه.

27 - الاختصاص: له أيضا، طبع طهران سنة 1379 ه - منشورات مكتبةا.

ص: 322


1- ويطلق على هذا الكتاب اسم (كتاب الفقيه) اختصارا.

الصدوق.

28 - الارشاد: له أيضا - طبع اصفهان - ايران سنة 1364 ه.

29 - الفصول المختارة من العيون والمحاسن: له أيضا وجمع الشريف المرتضى - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف.

30 - أوائل المقالات: له أيضا، طبعة تبريز - ايران سنة 1363 ه.

31 - الافصاح في الامامة: للمفيد أيضا - المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف سنة 1369 ه.

32 - الامامة والسياسة: لابي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 270 ه - طبه مصر، بمطبعة الفتوح الادبية، سنة 1344 ه.

33 - المعارف: له أيضا - طبع مصر - المطبعة الاسلامية - الازهر سنة 1357 ه - 1934 م.

34 - عيون الاخبار: له أيضا، طبع دار الفكر - بيروت - مكتبة الحياة سنة 1955 م.

35 - الاخبار الطوال: لابي حنيفة أحمد بن داود الدينوري المتوفى سنة 281 / 282 / 290 ه - طبع بنفقة المكتبة العربية - بغداد - في مطبعة عبد الحميد أحمد حنفي - مصر.

36 - تحف العقول من آل الرسول: لابي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي. كان حيا أوائل القرن الرابع الهجري. طبع ايران سنة 1376 ه - وطبع النجف سنة 1383 ه - 1963 م.

37 - كتاب صفين: لنصر بن مزاحم المنقري التميمي الكوفي الملقب بالعطار المتوفى سنة 212 ه طبع ايران سنة 1301 ه وطبع مصر سنة 1383 ه طبعة ثانية.

38 - اعجاز القرآن: لابي بكر الباقلاني محمد بن الطيب البصري البغدادي المتوفى سنة 403 ه - طبع بهامش كتاب (الاتقان في علوم القرآن) للسيوطي، طبع في مصر، مطبعة البابي الحلبي سنة 1370 ه - 1951 م.

39 - المحاسن والمساوىء: لابراهيم بن محمد البيهقي، كان حيا أيام خلاقة المقتدر بالله العباسي (295 - 320 ه) طبع مكتبة مصر ونهضتها القاهرة سنة 1380 ه - 1961 م. تحقیق محمد 1380 تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.

40 - كنز الفوائد: لابي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي المتوفى سنة 449 ه - طبع ايران على الحجر سنة 1323 ه. 41 - المجازات النبوية: للشريف الرضى صاحب نهج البلاغة محمد بن الحسين الموسوي المتوفى سنة 406 ه، طبع سنة 1927م في مصر.

ص: 323

42 - غرر الفوائد ودرر القلائد، المعروف بالامالي: للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي المتوفى سنة 436 ه - طبع بالقاهرة بدار احياء الكتب العربية، طبعة أولى سنة 1373 ه - 1951 م.

43 - كتاب الاربعين حديثا: لمحمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1110 ه طبع سنة 1305 ه في ايران مع كتاب الخرائج والجرايح لقطب الدين الراوندي وكتاب كفاية الاثر في النصوص على الائمة الاثني عشر للخراز القمي من علماء القرن الرابع الهجري.

44 - محاضرات الادباء: للراغب الأصفهاني أبي القاسم الحسين محمد بن المفضل المتوفى سنة 502 ه - 1108 م - دار مكتبة الحياة - بيروت - سنة 1961.

45 - مشكاة الانوار في غرر الاخبار: لابي الفضل علي الطبرسي المتوفى في أوائل القرن السابع الهجري طبع في النجف سنة 1370 ه - 1951 م بالمطبعة الحيدرية.

46 - تاريخ الامم والملوك: لابي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310، طبع سنة 1358 - 1939 م في القاهرة في مطبعة الاستقامة.

47 - اصول الكافي: لابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي المتوفى سنة 328 - 329 ه - طبع سنة 1381 ه في طهران - ایران - من منشورات مكتبة الصدوق.

48 - روضة الكافي: له أيضا، طبع طهران - من منشورات الاخوندي مؤسس دار الكتب الاسلامية.

49 - فروع الكافي: له ايضا، طبع ایران - طهران عام 1378 ه.

50 - الفاخر: لابي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم المتوفى سنة 291 ه، طبع القاهرة سنة 1380 ه - 1960 م.

51 - الالفاظ الكتابية: لعبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني من رجال القرن الرابع الهجري، من مطبوعات المكتبة الازهرية - مصر.

52 - كتاب الاعلام بمناقب الاسلام: للفيلسوف أبي الحسن محمد بن يوسف العامري النيسابوري المتوفى سنة 381 ه تحقیق و دراسة الدكتور أحمد عبدالحميد غراب، طبع القاهرة سنة 1387 ه - 1967 م اخراج وزارة الثقافة.

53 - الموشى: لابي الطيب محمد بن اسحاق بن يحيى الوشاء (246 - 325 ه) - منشورات دار صادر - دار بيروت - سنة 1385 ه - 1965م.

54 - تحرير التحبير: لابن أبي الاصبع المصري أبي محمد عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبدالله بن محمد المصري (585 - 654 ه) - طبع القاهرة سنة 1383 ه - 1963 م.

ص: 324

55 - البدء والتاريخ: الطاهر بن المطهر المقدسي، كان حيا سنة 355 ه، کما ورد ذلك أثناء الكتاب، طبع باريز سنة 1916 م.

56 - شرح نهج البلاغة: لكمال الدين ميثم بن علي ميثم البحراني المتوفى عام 679 ه - طبع الحيدرية - طهران سنة 1378 ه - منشورات مؤسسة النصر

57 - الاستيعاب: لابي عمر بن عبد البر الاندلسي المتوفى سنة 463 ه - طبع بهامش الاصابة للعسقلاني سنة 1358 ه - 1939 م في مصر.

58 - قوت القلوب في معاملة المحبوب: لابي طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي المكي المتوفى عام 386 ه طبع مصر عام 1381 ه - 1961 م.

59 - طبقات النحويين واللغويين: لابي بكر محمد بن الحسن بن عبدالله الزبيدي توفي في قرطبة سنة 379 ه طبع مصر سنة 1373 ه - 1954 م - بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم - طبعة أولى.

60 - المحاسن: لابي جعفر أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن البرقي المتوفى سنة 274 - 280 ه - من منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف سنة 1384 ه - 1964 م.

61 - أعلام النبوة: لابي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي المعروف بالماوردي توفي سنة 450 ه - طبع يمصر بالمطبعة المحمودية عام 1935 م - 1352 ه.

62 - رجال النجاشي: لابي العباس أحمد بن علي بن العباس 372 - 450 ه طبع ایران - منشورات مرکز نشر كتاب (جابخانه مصطفوي) 63 - تذكرة الخواص: ليوسف بن فرغلي بن عبدالله البغدادي المعروف بسبط ابن الجوزي الحنفي (581 - 654 ه) طبع سنة 1383 ه - 1964 م بالمطبعة الحيدرية في النجف الاشرف - العراق بتعليق السيد محمد صادق بحر العلوم.

64 - حلية الاولياء: للحافظ ابي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني المتوفى سنة 430 ه - طبع سنة 1351 ه - 1932 م بمطبعة السعادة - مصر.

65 - المسترشد في الامامة: للمحدث أبي جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبري الامامي، المتوفى أوائل القرن الرابع الهجري، طبع المطبعة الحيدرية - النجف.

66 - دلائل الامامة: للطبري الامامي أيضا - طبعة ثانية - منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف عام 1383 ه - 1963 م.

67 - الملاحم والفتن: لابي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسيني المتوفى سنة 664 ه - طبع النجف، المطبعة الحيدرية سنة 1368 ه.

68 - المزهر: للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن المتوفى سنة 918 م طبعة

ص: 325

أولى، في مطبعة السعادة بمصر سنة 1335 ه.

69 - تاريخ الخلفاء: للسيوطي أيضا - مطبعة السعادة - مصر سنة 1371 ه - 1952 م.

70 - كتاب الاربعين حديثا: لبهاء الدين محمد بن الحسين العاملي المتوفى سنة 1031 ه - 1622 م - طبع طهران سنة 1310 ه.

71 - كتاب البلدان: لاحمد بن محمد الهمداني المعروف بابن الفقيه من رجال أوائل القرن الرابع الهجري - طبع ليدن سنة 1302 ه. 72 72 - الاغاني: لابي الفرج الأصبهاني المتوفى سنة 357/356 ه - طبع دار مكتبة الحياة - دار الفكر - بيروت، سنة 1957 م.

73 - مقاتل الطالبيين: لابي الفرج الأصبهاني أيضا - طبع بيروت.

74 - فرج المهموم في تاريخ علم النجوم: لابي القاسم علي بن طاووس الحسني الحسيني المتوفى سنة 664 ه - طبع المطبعة الحيدرية في النجف سنة 1368ه.

75 - رجال الكشي: لابي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي من علماء القرن الرابع الهجري - مطبعة الاداب - النجف الاشرف.

76 - المعمرون والوصايا: لابي حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشيمي البصري المولود سنة 160 ه - 776 م والمتوفى سنة 248 / 250 / 254 ه - 864 م - تحقيق عبد المنعم عامر - مصر سنة 1961 م.

77 - دعائم الاسلام: لابي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي قاضي الفاطميين المتوفى سنة 363 ه - 974 م طبع دار المعارف بمصر 170 ه - 1951 م - تحقيق آصف بن علي أصغر فيضي.

78 - الامتاع والمؤانة: لأبي حيان التوحيدي المتوفى سنة 310 - 413 ه - اخراج دار مكتبة الحياة - بيروت.

79 - الصداقة و الصديق: لابي حيان التوحيدي - طبع دار الفكر بدمشق سنة 1964 م.

80 - البصائر والذخائر: لابي حيان التوحيدي أيضا تحقيق أحمد أمين وأحمد صقر سنة 1373 ه - 1957 م - مصر.

81 - كتاب الصناعتين الكتابة والشعر: لابي هلال العسكري الحسن بن عبدالله ابن سهل العسكري المتوفى سنة 395 ه طبعة أول سنة 1371ه - 1952 م - دار احياء الكتب العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه - القاهرة.

82 - ديوان المعاني: لابي هلال العسكري أيضا طبع القاهرة سنة 1352 ه و نشرته مكتبة الاندلس، بغداد مصورا.

83 - الاستنصار في النص على الائمة الاطهار: للشيخ أبي الفتح محمد بن

ص: 326

علي بن عثمان الكراجكي المتوفى سنة 449 ه - طبع النجف الاشرف في المطبعة العلوية سنة 1346 ه.

84 - تلبیس ابلیس: للحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي المتوفى سنة 567 ه، اخراج المطبعة المنيرية - القاهرة.

85 - أمالي الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي: المتوفى سنة 460 ه - منشورات المكتبة الاهلية - بغداد، طبع في مطبعة النعمان - النجف الاشرف سنة 1384 ه - 1965 م. وينسب هذا الكتاب الى ولده أبي الحسن بن محمد الطوسي، وهناك قرائن تدل على صحة هذه النسبة.

86 - المناقب: للحافظ ابي المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد البكري الحنفي المشهور بأخطب خوارزم (484 - 568 ه) من منشورات المكتب الحيدرية ومطبعتها في النجف الاشرف سنة 1385 ه - 1965 م.

87 - ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: لابي منصور الثعالبي (350 - 429 ه) طبعة دار نهضة مصر للطبع والنشر سنة 1384 ه - 1965 م

88 - الطبقات: لمحمد بن سعد (168 – 236/230 ه) - طبع دار بيروت و دار صادر سنة 1377 ه - 1957 م.

89 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: للحافظ محب الدين أحمد بن عبدالله الطبري المتوفى سنة 694 ه طبع دار الكتب العراقية - الكاظمية سنة 1387 ه - 1967 م.

90 - التهذيب: لابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه. طبعة ثانية - النجف - مطبعة النعمان سنة 1379 ه - 1960 م.

91 - أعلام الموقعين: لابن القيم الجوزية المتوفى سنة 751 ه، مطبعة السعادة - مصر - طبعة ثانية - سنة 1374 - 1955 م.

92 - الغيبة: لابي عبدالله محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني المعروف بابن أبي زينب من علماء القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري طبع ايران سنة 1317 ه وأعيد تصويره سنة 1383 ه

93 - الكنى والالقاب: للشيخ عباس القمي المتوفى سنة 1359 ه. اخراج المطبعة الحيدرية في النجف سنة 1376 ه - 1956 م.

94 - مدارك نهج البلاغة: للشيخ عبدالهادي كاشف الغطاء (1290 - 1361 ه) من منشورات مكتبة الاندلس، طبع مطبعة دار الكتب في بیروت.

95 - الفهرست: لابي جعفر الطوسي المتوفى سنة 460 ه - المطبعة الحيدرية - النجف سنة 1380 ه.

96 - المصون: لابي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري المتوفى سنة 382 ه طبع الكويت سنة 1960 م.

ص: 327

97 - سفينة البحار: للشيخ عباس القمي المتوفي عام 1359 ه. طبع ایران سنة 1362 ه.

98 - المثل السائر: لابي الفتح نصر الله بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم أبي عبد الواحد الشيباني (558 - 637 ه) طبع مكتبة نهضة مصر ومطبعتها - طبعة أولى - سنة 1379 ه - 1959 م.

99 - ما هو نهج البلاغة: للسيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني - دار الثقافة - النجف - مطبعة النعمان سنة 1380 ه - 1961 م.

100 - الوزراء والكتب: لمحمد بن عبدوس الجهشياري المتوفى سنة 331 ه - طبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة - الطبعة الاولى - سنة 1757 ه - 1938 م.

101 - الاصابة في تمييز الصحابة: لشهاب الدین احمد بن علي بن محمد بن علي الكناني العسقلاني الشافعي (773 - 852 ه) مطبعة مصطفى محمد بمصر سنة 1358 ه - 1939 م.

102 - الغدير: للشيخ عبد الحسين الاميني - طبعة ثانية - في طهران بمطبعة الحيدري سنة 1372 ه.

103 - اخبار العلماء بأخبار الحكماء: جمال الدين أبي الحسن علي بن القاضي الاشرف القفطي (ت عام 646 ه) - مطبعة السعادة - مصر - طبعة اولى - سنة 1336 ه.

104 - عيون الانباء في طبقات الحكماء: موفق الدين أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي - اصدار دار الفكر - بيروت - سنة 1376 ه - 1956 م.

105 - مصادر نهج البلاغة وأسانيده: السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب - طبعة أولى - سنة 1386 ه - 1916 م - مطبعة القضاء - النجف.

ص: 328

فهرست الكتاب

تقديم ... 3

تمهید ... 9

من هو جامع النهج ... 22

مكانة نهج البلاغة ... 25

مجاميع لكلام الامام (علیه السلام) وضعت قبل عصر الرضي ... 28

مصادر لما في نهج البلاغة ... 35

أقوال الشاكين أو المنكرين ... 38

شروح نهج البلاغة ... 41

أمام أسباب الشك

الاول: طبيعة ثقافة المسلمين في الصدر ... 45

الثاني: من خصائص الامام ... 49

الثالث: لمحة عن حياة جامع النهج ... 53

الرابع: طريقة السيد الرضي في نهج البلاغة ... 54

الخامس: بعض ما في النهج قد استفاض نقله ... 57

السادس: أكثر ما في النهج يرتبط بمصدر ... 57

السابع: المنطق العلمي يقضي بجمود الشك في موضعه ... 62

الثامن: طريق اثبات ما في النهج ... 64

التاسع: وحدة الروح في النهج ... 66

الدوافع المحتملة لوضع ما في النهج على لسان الامام ... 70

الفصل الثالث المشتمل على اسباب الشك ... 73

الاول: ان نهج البلاغة قد ضم عددا ضخما من خطب ورسائل وحكم وأمثال، يبلغ قرابة 818 كلمة، وهذا المقدار يتعذر حفظه ولا سيما أنه لم يدون الا في العصر العباسي ... 75

الثاني: في النهج ما هو طويل جدا كعهده للأشتر، ليس من السهل وعيه وحفظه، ولا حاجة الى مثل هذا العهد المفرط في الطول، ولم يكن الأشتر غريبا عن الامام، ولم يسبق أن كتب أحد الخلفاء عهدا مثله في هذا الطول ... 77

الثالث: اشتمال النهج على الاخبار عن أمور وقعت بعد عصره ولم يكن الامام علام الغيوب ... 79

ص: 329

الرابع: ان كثيرا مما في النهج قد اشتمل على علوم لم تعرف الا بعلد زمن علي على أيدي علماء الكلام ... 83

الخامس: ان هذه الخطب المنقولة في النهج لو كانت صادرة عن علي لكانت موجودة قبل هذا المصنف - النهج - منقولة عنه بالاسانيد ... 86

السادس: في النهج سجع منمق وصناعة لفظية لا تعرف لذلك العصر وانما برزت في العصر العباسي ... 87

السابع: قد احتوت بعض خطب النهج ورسائله على التعريض بالصحابة والنيل منهم، ومثل هذا لا يصدر عن الامام ... 90

الثامن: انه يبعد التصديق بمثل عهده للاشتر وهو بهذا الاسهاب لان أهل ذلك العصر كان يعوزهم القرطاس ... 95

التاسع: في النهج معان دقيقة منمقة لم تعرف الا في العصر العباسي، كما تراه في وصف الطاووس، ومتى رأى الامام الطاووس، وهو ليس له وجود في بلاد العرب ... 97

العاشر: بعض ما في النهج يعزيه بعض العلماء الى غير الامام، ممن عاشوا قبل عصر الشريف الرضي ... 98

الحادي عشر: في النهج الفاظ مولدة لم يعرف الا في العصر العباسي و على السن الكلاميين ... 99

الثاني عشر: في المنهج خطب كثيرة، من شأنها، من شأنها - لو صحت - تأييد وجهة النظر الشيعية حول حق علي بالخلافة. وأن مثل هذا لا يقبله العقل ... 108

الثالث عشر: يوجد في خطب كثيرة من النهج روح غريب عن الاسلام، وضار بالمجتمع الاسلامي، ويتناقض مع أحكام الدين وأصوله ... 112

الرابع عشر: في النهج خطب فيها ذكر الوصي والوصاية، وان عليا لم يقل هذا قط، ولم تظهر خرافة الوصي الا بعد مقتله ... 117

الخامس عشر: في النهج خطب طال في صدرها حمد الله وان هذه عادة ثم تعرف الا في العصر العباسي، في خطب الجمع والاعياد ... 119

السادس عشر: في النهج خطب، فيها وصف للحياة الاجتماعية مما لم يعرف الا في عصور متأخرة، ففيها طعن على الولاة والحكام، والأمراء والوزراء، والقضاة والعلماء، وعلى السلوك والاخلاق ... 121

السابع عشر: في النهج اختلاف كبير في أساليب ما نسب إلى الامام علي ممرة تجد في النهج كلاما مرسلا على سجيته دون تكلف أو تصنع، ومرة أخرى تجد نوعا أخر من الخطب، تظهر فيه أثار الصنعة والتكلف، والحرص على السجع، أو ورود عدة جمل تدور كلها على معنى واحد ... 123

ص: 330

مما لم يعرف في عصر علي، وانما عرف في عصور متأخرة جدا.

مصادر الباب الاول من نهج البلاغة الذي عقد الرضي للمختار من خطب الامام علي (علیه السلام) وأوامره وما الى ذلك (1) ... 129

مصادر الخطبة رقم - 1 - التي يذكر فيها بدء خلق السموات والارض ... 130

مصادر الخطبة الشقشقية رقم - 3 - ... 131

مصادر الخطبة رقم 10 - أولها: ألا ان الشيطان قد جمع حزبه ... 139

مصادر كلامه (علیه السلام) في ذم أهل البصرة رقم - 13 - و أوله: كنتم جند المرأة ... 140

مصادر كلامه (علیه السلام) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان رقم - 15 - وأوله: والله لو وجدته قد تزوج به النساء ... 141

مصادر كلامه (علیه السلام) حينما بويع بالمدينة رقم - 16 - وأوله: ذمتي بما أقول رهينة ... 142

مصادر كلامه (علیه السلام) فيمن يتصدى للحكم وهو ليس بأهل رقم - 17 - وأوله: ان أبغض الخلائق الى الله رجلان ... 144

خطبته (علیه السلام) التي يصف فيها العرب قبل البعثة رقم - 25 - وأولها: ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نذيرا للعالمين ... 149

خطبته (علیه السلام) في الجهاد رقم - 26 - وأولها: أما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة ... 151

كلامه (علیه السلام) في ذكر الكوفة رقم - 46 - وأوله: كأني بك يا كوفة ... 161

كلامه (علیه السلام) في الفتن رقم - 49 - أوله: انما بدء وقوع الفتن ... 162

كلامه (علیه السلام) رقم - 56 - وأوله: أما أنه سيظهر عليكم بعدي ... 165

قوله (علیه السلام) في الخوارج رقم - 58 - وأوله: مصارعهم دون النطفة ... 167

قوله (علیه السلام) رقم - 64 - وأوله: استشعروا الخشية ... 169

قوله (علیه السلام) في سحرة اليوم الذي ضرب فيه رقم - 68 - و هو ملکتني عيناي الخ ... 170

كلامه (علیه السلام) في ذم الدنيا رقم - 79 - وهو: ما أصف من دار الخ ... 175

خطبة الغراء رقم - 80 - وأولها: الحمد لله الذي علا بحوله ... 175

كلامه في عمرو بن العاص رقم - 81 - : وهو عجبا لابن النابغة ... 177

خطبته (علیه السلام) رقم - 86 - أولها: أرسله على حين فترة من الرسل ... 179

خطبة الاشباح رقم - 88 - أولها: الحمد لله الذي لا يفره المنبع ... 180

خطبته (علیه السلام) رقم - 90 - أولها: أيها الناس اني فقأت عين الفتنة ... 181ة.

ص: 331


1- نشير في هذا الفهرست الى قسم من مواضيع هذا الفصل دون سائر المواضيع حذرا من الاطالة.

خطبته (علیه السلام) رقم - 91 - أولها: فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم ... 182

خطبته (علیه السلام) رقم - 99 - أولها: وذلك يوم يجمع فيه ... 184

خطبته (علیه السلام) رقم 103 - أولها: الحمد لله الذي شرع الاسلام ... 187

خطبته (علیه السلام) في وصف الدنيا رقم - 108 - ، أولها: قائي أحذركم الدنيا فانها حلوة خضرة ... 189

كلامه (علیه السلام) عندما عوتب على التسوية بالعطاء رقم - 124 - أولها: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور ... 194

كلامه (علیه السلام) في الملاحم رقم 126 - أولها: يا أحنف كاني به وقد سار بالجيش ... 195

كلامه (علیه السلام) لابي ذر حين أخرج الى الربذة رقم - 128 - أوله: يا أبا ذر أنك غضبت لله ... 196

كلامه (علیه السلام) قبل موته رقم - 147 - أوله: أيها الناس كل امرىء لاق ما يفر منه ... 200

كلامه (علیه السلام) لعثمان رقم - 163 - أوله: ان الناس وراثي وقد استسفروني ... 204

كلامه (علیه السلام) الذي أجاب به ذعلبا رقم - 178 - أوله: لا تدركه العيون بمشاهدة البيان ... 208

خطبته (علیه السلام) رقم - 184 - يصف فيها المتقين، أولها: أما بعد فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم ... 212

كلامه (علیه السلام) رقم 194 - أوله: إنما الدنيا دار مجاز ... 214

كلامه (علیه السلام) في النهي عن سب أهل الشام رقم - 197 - ... 216

کلامه (علیه السلام) للعلاء بن زياد الحارثي حين رأى سعة دارة رقم - 199 - ... 216

خطبته (علیه السلام) رقم 234 - المسماة بالقاصعة ... 223

الفصل الثاني في مصادر الباب الثاني من النهج المشتمل على الرسائل والوصايا وغيرهما (1)

كتابه الى شريح حين اشتری دارا رقم - 3 - أوله: هذا ما اشتری عبد ذليل ... 226

كتابه الى معاوية رقم - 6 - أوله: أنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر ... 227

كتابه إلى معاوية أيضا رقم - 7 - اوله: أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة ... 228ية

ص: 332


1- السيد عز الدين بحر العلوم من مواضيع هذا الفصل دون سائر المواضيع حذرا من الاطالة. لمكتبة الروضة الحيدرية

كتابه الى عبد الله بن العباس رقم - 22 - أوله: أما بعد فان المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته ... 234

عهده الى محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر رقم - 27 - ... 236

وصيته لولده الحسن رقم - 31 - أولها: من الوالد الفاني ... 238

كتابه الى أهل مصر حين ولى عليهم الاشتر رقم - 38 - أوله: الى القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه ... 241

كتابه الى بعض عماله رقم - 41 - أوله: أما بعد فاني كنت أشركتك في أمانتي ... 243

وصيته الى ولديه الحسن والحسين لما ضربه ابن ملجم رقم - 47 - اولها: أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا ... 245

عهده للاشتر حين ولاه مصر رقم - 53 - ... 246

كتابه الى أهل مصر مع مالك الاشتر رقم - 62 - أوله: أما بعد فان الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نذيرا للعالمين ... 249

كتابه الى المنذر بن الجارود رقم - 71 - أوله: أما بعد فان صلاح أبيك غرني منك ... 250

الفصل الثالث في مصادر الباب الثالث من النهج المشتمل على الحكم والامثال (1): ... 253

قوله (علیه السلام): حين سئل عن قول الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم): غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود رقم - 16 - ... 256

قوله (علیه السلام): لنا حق فان اعطيناه والا ركبتا اعجاز الابل - رقم - 21 - ... 257

قوله (علیه السلام) حين سئل عن الايمان رقم 30 - أوله: الايمان على اربع دعائم ... 259

قوله (علیه السلام): الكفر على أربع دعائم - رقم - 31 - ... 259

قوله (علیه السلام): الله خباب بن الارت رقم - 43 - ... 261

قوله (علیه السلام): لو ضربت خيشوم المؤمن - رقم - 45 - ... 262

قوله (علیه السلام) من خير ضرار رقم - 77 - ... 264

كلامه (علیه السلام) لمن سأله عن مسيره الى الشام رقم - 78 - أوله: ويحك لعلك ظننت قضاء لازما ... 265

قوله (علیه السلام): قيمة كل امرىء ما يحسنه. - رقم - 81 - ... 226

قوله (علیه السلام) أوصيكم بخمس. رقم - 82 - .... 268ة.

ص: 333


1- نشير في هذا الفهرست الى قسم من مواضيع هذا الفصل دون سائر المواضيع حذرا من الاطاقة.

قوله (علیه السلام) لمن أفرط بالثناء عليه: أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك. رقم - 83 - .... 268

قوله (علیه السلام): الفقيه كل الفقيه. رقم - 90 - ....270

قوله (علیه السلام) لنوف: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ - رقم - 104 - .... 273

قوله (علیه السلام): لقد علق بنياط هذا الانسان بضعة - رقم - 108 - ... 274

قوله (علیه السلام): من اجبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا - رقم - 112 - .... 275.

قوله (علیه السلام) حين رجع من صفين وأشرف على القبور: يا أهل الديار الموحشة - رقم - 130 - ....277

قوله (علیه السلام) وقد سمع رجلا يذم الدنيا: أيها الذام للدنيا. رقم - 131 - ....277

قوله (علیه السلام) لكميل بن زياد: يا كميل ان هذه القلوب أوعية. رقم - 174 - .... 280

قوله (علیه السلام): ما كذبت ولا كذبت. رقم - 185 - .... 284

قوله (علیه السلام) وقد سمع الخوارج يقولون: لا حكم الا لله: كلمة حق يراد بها باطل - رقم - 198 - .... 286

قوله (علیه السلام): فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك. - رقم - 252 - .... 292

قوله (علیه السلام) في حديثه: فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه .... 293

قوله (علیه السلام) للحارث: يا حارث انك نظرت تحتك - رقم - 292 - ... 296

قوله (علیه السلام): كان لي فيما مضى أخ في الله - رقم - 289 - ... 299

قوله (علیه السلام) لانس بن مالك حين لوى عما سمعه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء - رقم - 311 - .... 304

قوله (علیه السلام): وفي القرآن نبأ ما قبلكم - رقم - 313 - ... 305

قوله (علیه السلام) عندما بلغه قتل محمد بن أبي بكر - رقم - 325 ... 308

قوله (علیه السلام) لجابر: قوام أمر الدين والدنيا بأربعة - رقم - 372 - ... 311

قوله (علیه السلام) لعمار حين مراجعته للمغيرة: دعه يا عمار. رقم - 405 - ... 314

قوله (علیه السلام) في مالك الاشتر وقد جاءه نعيه: مالك. وما مالك؟ رقم - 443 - ... 316

قوله (علیه السلام): من اتجر بغير فقه ارتطم في الربا. رقم - 447 - ... 316

قوله (علیه السلام) ما زال الزبير منا أهل البيت. رقم - 453 - ... 317

قوله (علیه السلام): هلك فيَ رجلان. رقم - 469 - ... 319

قوله (علیه السلام): شر الاخوان من تكلف له. رقم - 479 - ... 320

ص: 334

صدر للمؤلف

1 - سياسة الخلفاء الراشدين في الموازين النفسية

2 - الأدب في ظل التشيع

3 - هشام بن الحكم

4 - فلاسفة الشيعة

5 - مصادر نهج البلاغة

* * *

في الطريق:

1 - روح التشيع

2 - أثر القرآن في الفلسفة الاسلامية

لفت نظر

بالرغم من حرصنا على تقليل الاغلاط المطبعية، فقد وقعت عدة أغلاط تركنا الاشارة اليها اعتمادا

على انتباه القارىء لوضوحها.

ص: 335

طبع على مطابع دار الهدى - حارة حريك - تلفون 275564

ص: 336

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.