موسوعة حديث الثقلين

هوية الكتاب

المؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة

الناشر: مركز الأبحاث العقائدية

المطبعة: ستاره

الطبعة: 1

الموضوع : العقائد والكلام

تاريخ النشر : 1431 ه.ق

ISBN (ردمك): 978-600-5213-63-8

المكتبة الإسلامية

موسوعة حديث الثقلين

القسم الأول

حديث الثقلين في مصنفات الإمامية

من القرن الأول إلی القرن العاشر الهجري

الجزء الأول

تأليف : مركز الأبحاث العقائدية

ص: 1

المجلد 1

اشارة

مركز الأبحاث العقائدية:

إيران - قم المقدسة - صفائية - ممتاز - رقم 43

ص . ب: 37185/3331

الهاتف: 7742088 (251) (0098)

الفاكس: 7742056 (251) (0098)

العراق - النجف الأشرف - شارع الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم

جنب مكتب آية اللّه العظمی السيد السيستاني دام ظله

ص . ب: 729

الهاتف: 332679 (33) (00964)

الموقع علی الانترنت: www.aqaed.com

البريد الاكتروني: info@aqaed.com

شابك (ردمك): 1-62-5213-600-978/دورة 10 أجزاء

شابك (ردمك): 8-63-5213-600-978/ج1

موسوعة حديث الثقلين/ج1

تأليف: مركز الأبحاث العقائدية

الطبعة الأولی - 2000 نسخة

سنة الطبع: 1431 ه

المطبعة: ستارة

* جميع الحقوق محفوظة للمركز *

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

دليل الكتاب

مقدّمة المركز... 7

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الأول الهجري... 17

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الثاني الهجري... 57

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الثالث الهجري... 77

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الرابع الهجري... 157

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الخامس الهجري... 349

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن السادس الهجري... 457

ص: 5

ص: 6

بسم اللّه الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز

اشارة

بقلم : الشيخ محمّد الحسّون

الحمدُ للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق اللّه أجمعين ، أبي القاسم محمّد ، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، واللعن الدائم على أعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين.

الحمد للّه على إكمال الدين وإتمام النعمة ، والحمد للّه الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أهل البيت ( عليهم السلام ).

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن الوحدة الإسلامية ، والطُرق والوسائل التي تؤدّي إلى وحدة المسلمين وتماسكهم ، وعدم تباغضهم وتناحرهم الذي يؤدي إلى إضعافهم جميعاً.

وتعدّدت الأطروحات والنظريّات والآراء التي تُحقّق ذلك ، وكثرت المؤتمرات التي عُقدت من أجل تحقيق الوحدة الواقعية ، والتي شاركنا في بعضها بتقديم مجموعة من البحوث.

وكذلك أجرت بعض الفضائيات حلقات خاصّة وندوات علميّة ، استُضيف فيها عدد من الفضلاء والباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، من أجل التوصّل لصيغة معيّنة تؤدّي إلى وحدة المسلمين ، وقد كان لنا حضور في بعضها.

إلاّ أنّنا - وعلى الرغم من كثرة المؤتمرات والندوات والنداءات المخلصة التي وجهها زعماء المسلمين - لم نشاهد تقدّماً ملحوظاً في هذا المجال ، ولازالت الفاصلة كبيرة بين المسلمين ، بل نشاهد أكثر من ذلك ،

ص: 7

فقد كادت الفتنة الطائفية أن تقع بين بعض المسلمين في البلاد الإسلامية.

ففي العراق الجريح : هُدّمت مساجد ، وخُرّبت حسينيات ، واعتدي على مراقد طاهرة لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقُتل عدد ليس قليلاً من العلماء والفضلاء ، بل أصبح القتل على الهوية.

وكلّ هذا يحصل ، ولم تتحرّك ضمائر الكثير من أصحاب الرأي والقرار في البلدان الإسلامية ، بل - ومع الأسف الشديد - حصل خلاف ذلك ، إذ أخذ البعض يُثير الطائفية ، ويُحرّض على اقتتال المسلمين فيما بينهم ، بواسطة خطب ناريّة أو بيانات طائفية.

ونحن نعتقد أنّ أفضل سبيل لوحدة المسلمين الواقعيّة - لا الوحدة الصوريّة التي تُحتّمها المصالح السياسيّة - هو التمسّك بالقرآن الكريم وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، استناداً إلى حديث الثقلين الذي أجمع عموم المسلمين - على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم - على صحّته وتواتره وصدوره من نبيّ الرحمة بقوله ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ».

وإن كان هذا الحديث له صورة أُخرى وهي « كتاب اللّه وسنّتي » ، إلاّ أنّ هذه الصورة انفرد بها بعض المحدّثين ، وتمّت المناقشة في سنده في كتب خُصّصت لهذا البحث.

ومن هذا المنطلق ، رأى مركز الأبحاث العقائدية ، ضرورة تسليط الضوء على هذا الحديث النبوي الشريف ، وبيان تواتره في مصادر المسلمين عموماً ، فجاءت هذه الموسوعة المباركة ، الحاوية لمصادر هذا الحديث عند أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) : الإمامية ، والزيدية ، والإسماعيلية. ثمّ مصادره عند أتباع مدرسة الخلفاء.

والهدف من هذه الموسوعة هو إثبات تواتر هذا الحديث - المحصّل والمنقول - وإثبات كونه مجمعاً عليه ومشهوراً وصحيحاً ، وبيان قيمته

ص: 8

ومركزيّته في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) من خلال كثرة نقله والاعتماد عليه والاحتجاج به. وكذلك موقعه عند المخالفين.

وكان منهجنا فيه كما يلي :

أولاً : ذكرنا مصادر الحديث المعتمدة عند أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) فكانت مائة وعشرين مصدراً عند الإمامية ، ابتداءً بكتاب سليم بن قيس الهلالي الكوفي ( ت حدود 76 - 80 ه- ) ، وانتهاءً بكتاب مجمع الفائدة والبرهان للمقدّس الأردبيلي ( ت 993 ه- ).

وكانت مصادر الزيدية مائة وثلاثة وعشرين مصدراً ، ومصادر الإسماعيلية عشرين مصدراً.

أمّا مصادر أتباع مدرسة الخلفاء فلم يتمّ العمل بها لحدّ الآن حتى نذكر عددها ، وإن شاء اللّه نستوفي البحث عنها في مقدّمة خاصّة بها عند إكمالها وطبعها.

ثانياً : نبدأ أولاً بذكر نصّ الحديث من المصدر.

ثمّ نذكر ترجمة مؤلّفه ، وتوثيقه ونزاهته ومكانته العالية عند أصحاب التراجم والسير.

ثمّ نثبت نسبة هذا الكتاب لمؤلّفه وقيمته العلمية ومقبوليته عند العلماء.

كلّ ذلك من أجل أن لا يردّ علينا أحدٌ ويقول بأنّ ذلك الكتاب لم تثبت نسبته لمؤلّفه ، أو أنّ مؤلّفه ضعيف وغير معتمد عليه.

وإذا كان للمؤلّف عدّة كتب ذكرَ فيها هذا الحديث ، نذكرها جميعاً مرتّبة حسب عدد الأحاديث الواردة فيها ، فنقدّم الكتاب الذي ينقل أربعة أحاديث على الذي ينقل ثلاثة مثلاً.

ثالثاً : ذكرنا مصادر الإماميّة ابتداءً من القرن الأوّل الهجري وحتى آخر

ص: 9

القرن العاشر فقط ، ولم ننقل من المصادر التي بعده ; وذلك لكثرة تلك المصادر وصعوبة حصرها ، وأنّ أغلبها ينقل من المصادر الرئيسية في القرون السابقة ، أي لا جديد فيها.

وإنّما نقلنا من المصادر في القرن السابع حتى العاشر ، مع أنّ بعضها أيضاً ينقل من المصادر المتقدّمة عليها ، وذلك لأهمية تلك المصادر العلمية ، ككتب السيد ابن طاووس والعلاّمة الحلّي ، وأنّ كثيراً منها نقلت هذا الحديث من مصادر متقدّمة لم تصل إلينا.

رابعاً : ذكرنا المصادر مرتبةً ترتيباً زمانياً حسب القرون ، الأقدم فالأقدم.

خامساً : المصادر المفقودة ، نقلنا عنها بواسطة مصادر معتمدة أُخرى متوفّرة لدينا.

ملاحظات ثلاث :

الأولى : إنّ للشيعة الإماميّة أدلّتهم الخاصّة في موضوع الإمامة ، ومَن هو القائم بالأمر بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، منها الأدلّة العقليّة المذكورة في مضانّها من كتبهم الكلاميّة.

فهم يستدلّون عقلاً على أصل وجوب نصب الإمام وشروطه بأدلّة عديدة ، منها الأدلّة النقليّة التي تكون منزلتها بعد العقليّة كداعمة ومؤيّدة لها في إثبات أصل الإمامة ، ومعينة لمن له هذا المقام وهذا المنصب الإلهي ، وهي كثيرة مذكورة في كتبهم وفي كتب العامّة ، والتي منها حديث الثقلين موضوع البحث.

فموقع البحث فيه ; هو من حيث كونه صادراً من النبيّ الأكرم ( صلى اللّه عليه وآله ) كإرشاد لدليل العقل ، ومعيّن وحاصر به الأشخاص القائمين بالأمر بعده.

ص: 10

وأمّا نقله عن مصادر الشيعة ; فهو من جهة إظهار حجّتهم أمام مخالفيهم ، وأنّ ما ورد في مصادرهم وأسانيدهم حجّة لهم وعليهم وإن لم يقبل به غيرهم.

ثمّ إنّ تسالمهم على الأخذ بالأدلّة اليقينيّة في باب العقائد عامّة والإمامة خاصّة ، ومن ثمّ تمسّكهم بحديث الثقلين نابع من تواتره عندهم.

وإذا ثبت تواتره عندهم ، لا حاجة لهم للبحث في أسناد رواياته واحداً بعد واحد.

فما نلحقه بهذا القسم إن شاء اللّه من البحث في الأسانيد بإفرادها ، ما هو إلاّ من باب التنزّل مع الخصم ، وردّ مدّعاه في أسانيد الإماميّة بالضعف ، كما ناقشها بعضهم.

فمن باب البحث العلمي والتدرّج خطوة فخطوة ، رأينا أن نورد البحث عن أسانيد الروايات في ملاحق خاصة إن شاء اللّه.

الثانية : استدلّت الزيدية بحديث الثقلين على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكونه هو الخليفة الواقعي بعد النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) إذ رووا هذا الحديث وأخرجوه في أُمّهات مصادرهم المعتمدة عندهم بصيغته الصحيحة « كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، والتي نقلنا قسماً منها ، ابتداءً بكتاب المسند المنسوب لزيد بن علي ( ت 121 ه- ) ، وانتهاءً بكتاب الأزهار في ما جاء في إمام الأبرار ، لسليم بن أبي الهذّام ( ت القرن العاشر ).

وتتّفق الزيدية مع الإمامية في إمامة الأئمة الثلاثة الأوائل من الأئمّة الاثني عشر الذين يعتقد بهم الإمامية ، وهم : علي ، والحسن ، والحسين ( عليهم السلام ).

لكنّهم يختلفون معهم ابتداءً من الإمام الرابع ، فالإمامية تعتقد أنّه علي ابن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) ، والزيدية تعتقد أن الإمامة لمن قام بالسيف من ولد فاطمة. فبعد استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) انقسم الشيعة إلى

ص: 11

قسمين :

الأوّل : قال بإمامة علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) ، ومن بعده أولاده المعصومين ( عليهم السلام ) أي أنّ الإمامة منحصرة في وُلد الحسين ( عليه السلام ) دون إخوانه أبناء علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

الثاني : قال بأنّ الإمامة بعد الحسين ( عليه السلام ) هي في وُلد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، دون باقي إخوتهم من أبناء علي ( عليه السلام ) ، فمن قام منهم من وُلد الحسنين ( عليهما السلام ) ودعا إلى نفسه وجرّد سيفه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وإمامته موجبة من اللّه على أهل بيته وسائر الناس.

وهذا القسم سُمىّ بالسرحوبيّة - على قول - أو بالجاروديّة نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني الكوفي.

وسمّي قسم آخر منهم بالصباحيّة ، نسبةً إلى صباح بن يحيى المزني الكوفي.

وقسم آخر منهم سُمّي باليعقوبيّة ، نسبةً إلى يعقوب بن عدي.

فاجتمعت هذه الأقسام الثلاثة - السرحوبيّة أو الجاروديّة ، والصباحيّة ، واليعقوبيّة - وخرجت مع زيد بن علي بن الحسين في ثورته ضدّ الأمويين أيام حكم هشام بن عبد الملك سنة 122 ه- ، وسمّوا جميعاً بالزيديّة ; لأتباعهم زيد بن علي.

وهذا لا يعني بأنّ هذه الأقسام الثلاثة متّحدة في كافّة آرائها وأفكارها ، بل هي تختلف في السُنن والشرائع والفرائض والأحكام والسير ، فالكلّ يتّفقون على تقديم الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على غيره من الصحابة ، ويختلفون في مسألة التبرّي من مخالفيه.

ص: 12

وبعد استشهاد زيد بن علي انقسم الزيديّة إلى قسمين :

الأوّل : البتريّة ، نسبة إلى كثير بن إسماعيل النواء ، المعروف بكثير النوا.

الثاني : الجاروديّة نسبة إلى أبي الجارود الهمداني.

وكانت البتريّة فرقة كوفيّة قريبة في آرائها من جماعة أهل الحديث وفقهاء مذاهب السنّة في مابعد.

أمّا الجاروديّة فكانت أفكارها قريبة من الإماميّة ، من حيث إنكارها خلافة الخلفاء الأُول ، والقول بإمامة علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) بالنصّ من النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

وقد تغلّبت آراء الجاروديّة في الزيديّة عموماً ، وأصبح مبدأ الثورة على الحاكم الظالم هو الميّزة الأساسية لهم ; لذلك ثار كثير من دعاة الزيديّة على الحكّام الظلمة في أيام الأمويين والعباسيين ، مثل :

يحيى بن زيد بن علي ، الذي ثار في خراسان سنة 125 ه-.

ومحمد بن عبد اللّه بن الحسن ، الذي ثار في المدينة المنورة وأخوه إبراهيم بن عبد اللّه الذي ثار في البصرة سنة 145 ه-.

والحسين بن علي ، الذي ثار في فخَّ بين مكّة والمدينة سنة 169 ه-.

ومحمد بن إبراهيم ومحمّد بن زيد ، ثارا في البصرة سنة 199 ه-.

واستمرّت معارضة الزيديّة للحكّام الظلمة وأخذت أشكالاً مختلفة ، إلى أن تأسّست أوّل إمامة زيديّة في اليمن سنة 284 ه- على يد الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

ومن بعده تعاقب الأئمّة على دول تمتدّ فتسيطر على كلّ اليمن

ص: 13

أحياناً ، وتنكمش إلى دويلة صغيرة في الشمال أحياناً أُخرى ، بل وقد تختفي نهائياً لبعض الوقت بحسب الظروف السياسية في البلاد ، حتى أُعلن إلغاء الإمامة رسمياً عند قيام الثورة في 26 سبتمبر سنة 1962 م وأُعلن عن تشكيل الجمهورية العربيّة اليمنيّة.

وعلى كلّ حال ، فإنّ الزيديّة وإن كانت تتّفق مع الإماميّة في بعض المعتقدات الأساسية ، كالقول بإمامة علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، إلاّ أنّها تختلف معها في أُمور جوهريّة ، أوّلها عدم القول بإمامة الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) الذي يعتبره الشيعة الإمامية الركيزة الأساسية لمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، إضافة إلى اختلافهم في بعض الأحكام والشرائع والسنن وغيرها.

الثالثة : بعد وفاة الإمام السادس من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) سنة 148 ه- ، انقسم الشيعة إلى قسمين :

الأول : قالوا بإمامة ولده الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ).

الثاني : قالوا بإمامة ولده إسماعيل ، وإليه تنسب الإسماعيلية.

والإمامية يعتقدون بأنّه مات في حياة أبيه سنة 133 ه- والإسماعيلية يعتقدون بأنّه لم يمت في حياة والده بل غاب ، وبقي بعد وفاة أبيه حتى توفّي سنة 158 ه-.

وعلى هذا فإنّ الإسماعيلية يتّفقون مع الإمامية في إمامة الأئمّة الستّة الأُول ، لكنّهم يختلفون معهم ابتداءً بالإمام السابع.

والإسماعيليون جعلوا الإمامة « إحدى دعائم الدين ، وسمّوها الولاية ».

وقالوا : « إنّها أفضل دعائم الدين وأهمّها بعد النبوّة ، وإنّه لا يستقيم الدين إلاّ بها ».

ص: 14

فالإمامة عندهم هي « المركز الذي تدور عليه دائرة الفرائض ، فلا يصحّ وجودها إلاّ بإقامتها ».

وقالوا بنظرية النصّ أيضاً ، أي أنّ الأئمة منصوص عليهم من قبل النبي محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

وقالوا : « إنّ الإمامة تستمرّ مدى الدهر ، وأنّها بدأت بالتسلسل من عهد آدم ، وأنّ الكون لا يستطيع البقاء لحظة واحدة دون إمام ، وأنّه لو فقد ساعة لمات الكون وتبدد.

فهي تعادل درجة الإيمان ، أو القلب في الجسم ، أو العقل بالنسبة للإنسان.

بالإضافة إلى ذلك ، فالإمام هو الذي يحرّم الحرام ويحلّ الحلال ، ويقيم حدود اللّه ، ويذبّ عن دين اللّه بموجب نصوص القرآن ، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة » (1).

فهم يعتقدون بأنّ الإمام والخليفة بعد النبي محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ويستدلّون على ذلك بأدلّة كثيرة ، منها حديث الثقلين بصيغته الصحيحة « كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ».

ونحن قد سعينا قدر الإمكان إلى تتبّع مصادرهم الرئيسية التي نقلت هذا الحديث ، أو التي حكت عنها.

لكنّ المشكلة التي واجهناها هي عدم توفّر الكثير من المصادر ، إذ لازال الكثير منها مخطوطاً ومحفوظاً في خزاناتهم الخاصّة.

ومع ذلك كلّه فقد استطعنا الوقوف على بعض هذه الكتب وأثبتنا ما ورد فيها من الأحاديث ، فكان ما عثرنا عليه هو عشرون مصدراً ، ابتداءً

ص: 15


1- انظر : تاريخ الإسماعيلية ، لعارف ثامر 1 : 75 - 76.

بكتاب شرح الأخبار ، للقاضي النعمان بن محمّد بن حيون المغربي ( ت 363 ه- ) ، وانتهاء بكتاب الأزهار ، لحسن بن نوح بن يوسف ( ت 939 ه- ).

شكر وتقدير

ختاماً نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكافّة الإخوة الأعزاء في مركز الأبحاث العقائدية الذين ساهموا في إخراج هذه الموسوعة ، ونخصّ بالذكر الأخ العزيز سماحة الشيخ محمّد رضا السلامي ، الذي أخذ على عاتقه تأليف ما يتعلّق بقسم الإمامية من هذه الموسوعة ، وكذلك الأخ العزيز سماحة الشيخ رافد التميمي الذي قام بتأليف ما يتعلّق بالزيدية والإسماعيلية من هذه الموسوعة.

والحمد للّه ربّ العالمين

محمّد الحسّون

مركز الأبحاث العقائدية

الخامس من شوال سنة 1428 ه-

الصفحة على الانترنت : www.aqaed.com / Muhammad

البريد الالكتروني : muhammad@aqaed.com

ص: 16

المطلب الأول : نقل الحديث

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة ) القرن الأوّل الهجري

اشارة

ص: 17

ص: 18

(1) كتاب : سُليم بن قيس الهلالي الكوفي ( ت حدود 76 - 80 ه- )
الحديث :

الأوّل : وعن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس ، قال : سمعت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - وسأله رجل عن الإيمان - ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الإيمان ، لا أسأل عنه أحداً غيرك ولا بعدك؟

فقال علي ( عليه السلام ) : ...

فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما أدنى ما يكون به الرجل مؤمناً ، وأدنى ما يكون به كافراً ، وأدنى ما يكون به ضالاّ؟

قال : « قد سألت فاسمع الجواب : أدنى ما يكون به مؤمناً ، أن يعرّفه اللّه نفسه ، فيقرّ له بالربوبيّة والوحدانيّة ، وأن يعرّفه نبيّه ، فيقرّ له بالنبوّة وبالبلاغة ، وأن يعرّفه حجّته في أرضه وشاهده على خلقه ، فيقرّ له بالطاعة ....

وأدنى ما يكون به ضالاّ ، أن لا يعرف حجّة اللّه في أرضه وشاهده على خلقه ، الذي أمر اللّه بطاعته وفرض ولايته ».

فقال : يا أمير المؤمنين ، سمّهم لي.

قال : « الذين قرنهم اللّه بنفسه ونبيّه فقال : ( أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ) ».

ص: 19

قال : أوضحهم لي.

قال : « الذين قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في آخر خطبة خطبها ثمّ قبض من يومه : « إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، كهاتين - وأشار بأصبعيه المسبحتين - ولا أقول كهاتين - وأشار بالمسبحة والوسطى - لأنّ إحديهما قدّام الأُخرى ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ، ولا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تخلّفوا عنهم فتفرّقوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ».

قال : يا أمير المؤمنين ، سمّه لي.

قال : « الذي نصّبه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بغدير خمّ ، فأخبرهم « أنّه أولى بهم من أنفسهم » ، ثمّ أمرهم أن يُعلم الشاهد الغائب منهم ».

فقلت : أنت هو يا أمير المؤمنين؟

قال : أنا أوّلهم وأفضلهم ، ثمّ ابني الحسن من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ أوصياء رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، حتى يردوا عليه حوضه ، واحداً بعد واحد (1) ) ».

الراوون عنه :

رواه الكليني ( ت 329 ه- ) عن سُليم بهذا السند : علي بن إبراهيم ،

ص: 20


1- كتاب سُليم 2 : 613 ح 8 ، وهو حديث طويل أخذنا منه مورد الحاجة وما بعده ، لما فيه من الفائدة ، ولبيان كيفيّة استدلال الإمام بالآية وبالحديثين الثقلين والغدير ، وترابط هذه الأحاديث الجليّ مع بعضها ، وما فيه من النصّ على الأوصياء بعده .. فإنّ قراءة هذا النصّ وحده تكفي في الدلالة على المراد من الحديثين ولا يُحتاج بعده إلى شرح وتوضيح. عنه البحار 69 : 16 ح 1. باب : أدنى ما يكون به العبد مؤمناً وأدنى ما يخرجه عنه ، وغاية المرام 2 : 341 ح 27 ، الباب : 29.

عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن ابن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس ، قال : سمعت عليّاً ( صلوات اللّه عليه ) يقول - وأتاه رجل فقال له : ما أدنى ما يكون به العبد مؤمناً ... - إلى قوله : « فتمسّكوا بهما لا تزلّوا ، ولا تضلّوا ، ولا تقدموهم فتضلّوا » (1) ، مع بعض الاختلاف.

الثاني : أبان ، عن سُليم ، قال : رأيت عليّاً ( عليه السلام ) في مسجد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في خلافة عثمان وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون الفقه والعلم.

فذكروا قريشاً وفضلها ... ، وذكروا الأنصار وفضلها ... ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم مسانيد إلى القبلة ومنهم في الحلقة ، فكان ممّن حفظت من قريش : علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه ) ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير ، وطلحة ، وعمّار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وهاشم بن عتبة ، وعبد اللّه بن عمر ، والحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وابن عبّاس ، ومحمّد بن أبي بكر ، وعبد اللّه بن جعفر ، وعبيد اللّه بن العبّاس. ومن الأنصار : أُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وأبو الهيثم بن التيهان ، ومحمّد بن مسلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبد اللّه ، وأبو مريم ، وأنس بن مالك ، وزيد بن أرقم ، وعبد اللّه بن أبي أوفى ، وأبو ليلى ، ومعه ابنه عبد الرحمن ... ، وجاء أبو

ص: 21


1- أُصول الكافي 2 : 414 ح 1 ، باب : « أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أو كافراً أو ضالاًّ » ، وفيه : « وعترتي أهل بيتي » ، وأورده عن الكافي الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 462 ح 91 ، النصوص العامّة على إمامة الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ما رواه الكليني. ورواه أيضاً عن سُليم الصدوق ( ت 381 ه- ) في معاني الأخبار : 394 ح 2. مختصراً من دون ذكر حديث الثقلين ، وأورده عنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 82 ح 21 ، مختصراً كما في المعاني.

الحسن البصري ، ومعه ابنه الحسن ... ، فأكثر القوم ... ، وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ساكت لا ينطق هو ولا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، ما يمنعك أن تتكلّم؟

قال ( عليه السلام ) : « ما من الحيين أحد إلاّ وقد ذكر فضلا وقال حقّاً ».

ثمّ قال : « يا معاشر قريش ، يا معاشر الأنصار ...

[ أ ] قال : أنشدكم باللّه ، أفتقرّون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال في آخر خطبة خطبكم : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وأهل بيتي »؟

قالوا : اللّهم نعم ...

[ ب ] فقال : « أنشدكم اللّه ، أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قام خطيباً ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.

فقام عمر بن الخطّاب - وهو شبه المغضب - فقال : يا رسول اللّه أكلّ أهل بيتك؟

قال : لا ، ولكن أوصيائي منهم ، أوّلهم أخي علي ووزيري ووارثي وخليفتي في أُمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، هو أوّلهم ، ثمّ ابني الحسن ، ثمّ ابني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض ، شهداء اللّه في أرضه ، وحججه على خلقه ، وخزّان علمه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع اللّه ، ومن عصاهم عصى اللّه »؟

فقالوا كلّهم : نشهد أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال ذلك.

ثمّ نقل سُليم كلاماً بين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وطلحة ، فقام عند ذلك علي ( عليه السلام ) ...

ص: 22

[ ج- ] فقال : « يا طلحة ... ، وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وعترتي ، لا تتقدّموهم ، ولا تتخلّفوا عنهم ، ولا تعلّموهم ، فإنّهم أعلم منكم ، فينبغي أن لا يكون الخليفة على الأُمّة إلاّ أعلمهم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه ... ».

[ د ] فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّ الذي قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوم غدير خمّ ، ويوم عرفة في حجّة الوداع ، ويوم قُبض ، فانظر في آخر خطبة خطبها حين قال : إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين الإصبعين - وأشار بمسبحته والوسطى - فإنّ إحداهما قُدّام الأُخرى ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تزلّوا ، ولا تقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ... » (1).

الراوون عنه :

روى الصدوق ( ت 381 ه- ) عن سُليم المورد الثاني [ ب [ من حديث الثقلين ، وقول عمر : يا رسول اللّه ، أكلّ أهل بيتك؟ وجواب النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) له ،

ص: 23


1- كتاب سُليم بن قيس الهلالي 2 : 636 ح 11. وهو حديث طويل أوردنا منه نصوص حديث الثقلين فقط ، وقد ذكره ( عليه السلام ) أربع مرّات ، يستدلّ به في كلّ مرّة غير ما استدلّ به في الأُخرى ، وقراءة الحديث وحدها تكفي لبيان المراد منه دون الكلام في الدلالة. وعنه في إثبات الهداة 1 : 657 ح 2. فصل ( 71 ) ، و 2 : 184 ح 899 ، فصل ( 66 ) ، والبحار 31 : 414 ح 1 ، قال بعد أن أورد الحديث من الاحتجاج للطبرسي ووجدت في أصل كتاب سليم مثله ، وغاية المرام 2 : 98 ح 41 ، باب (21) ، و 104 ح 42 ، باب (21) ، و 343 ح 29 ، 30 ، 31 ، الباب (29) ، وأورد ثلاثة موارد منه ، و 6 : 101 ح 1 باب ( 74 ). وهذه المناشدة تحوي علی نفائس من عقائد الشيعة، وما یؤمنون به في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وأحقيته وبنيه عليهم السلام بالخلافة.

بهذا السند : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ( رحمه اللّه ) ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت علياً ... ، الحديث (1).

ورواه عن كتاب سُليم ; الطبرسي ( من أعلام القرن السادس ) في الاحتجاج (2) ، والحسن بن أبي طاهر الجاوابي ( من أعلام القرن السادس ) في نور الهدى والمنجي من الردى ، أورده عنه ابن طاووس الحلّي ( ت 664 ه- ) في التحصين (3).

ص: 24


1- كمال الدين وتمام النعمة : 306 ح 25 ، باب : (24) ، ما روي عن النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) في النصّ على القائم عجّل اللّه فرجه ، وأنّه الثاني عشر من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ورواه عن الصدوق ; الجويني ( ت 730 ه- ) في فرائد السمطين 1 : 312 ، السمط الأوّل ، ح 250 الباب الثامن والخمسون ، وسيأتي ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 2 : 387 ، ح 228 ، الفصل (6) ، ما رواه الصدوق في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 31 : 414 ح 1 ، وقال - بعد أن أورد الحديث من الاحتجاج - : روى الصدوق ( رحمه اللّه ) في إكمال الدين مختصراً من هذا الاحتجاج عن أبيه وابن الوليد معاً عن سعد. إلى آخره.
2- الاحتجاج 1 : 337 [ 56 ] ، احتجاجه ( عليه السلام ) على جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار لمّا تذاكروا فضلهم بما قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من النصّ عليه وغيره من القول الجميل ، وأورده عن الاحتجاج مترجماً إلى الفارسيّة محمّد بن الحسين الرازي ( القرن السابع ) في نزهة الكرام 2 : 539 ، الباب (39) ، وباختصار الحرّ العاملي في إثبات الهداة 3 : 7 ح 596 ، فصل : (28) ، ما رواه الطبرسي في كتاب الاحتجاج ، والمجلسي في البحار 31 : 407 ، الباب : (28) ، احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على جماعة من المهاجرين والأنصار.
3- التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين ( مطبوع مع كتاب اليقين باختصاص مولانا علي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين ) : 630 ، القسم الثاني ، باب : (25). قال السيّد رضيّ الدين علي بن طاووس ( ت 664 ه- ) في التحصين : 4. القسم الأوّل : الباب (1) : ... كتاب نور الهدى والمنجي من الردى ، تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكمال [ الكآل ] بن هارون ، وأنّهما قد اتّفقا على تحقيق ما فيه ، وتصديق معانيه. وفي الصفحة 595، القسم الثاني ، الباب (1) : ... ، وعليه كما ذكرنا خطّ المقري الصالح محمّد بن هارون بن الكمال [ الكآل [ بأنّه قد اتّفق مع مصنّفه على تحقيق ما تضمّنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال. أقول : وابن الكآل هذا هو أحد رواة نسخة الشيخ الحرّ لكتاب سُليم عن الشيخ الطوسي ، فقد جاء في أوّل كتاب سُليم ( 2 : 555، مفتتح كتاب سُليم ) هكذا : وأخبرني الشيخ المقري أبو عبد اللّه محمّد بن الكآل ، عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي ، عن ابن شهريار الخازن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ... إلى آخر السند كما سيأتي ، فلا أقلّ إنّ حديث الثقلين هذا وصل إلينا في التحصين نقلا عن كتاب نور الهدى ، الذي بدوره نقله عن كتاب سُليم ، وكتاب نور الهدى قد صدّق وحقّق ما فيه ، ومن ضمنه - بالطبس. هذا النقل عن كتاب سُليم.

والجويني ( ت 730 ه- ) في فرائد السمطين ، قال : أنبأني السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي ( رحمه اللّه ) ، إجازة بروايته عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمّد الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي ، قال : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ( رضي اللّه عنه ) ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان ابن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت علياً ( عليه السلام ) ... الحديث (1).

ص: 25


1- فرائد السمطين 1 : 312 ، ح 250 ، السمط الأوّل ، الباب الثامن والخمسون ، وأورده عن الجويني ، الأميني ( ت 1390 ) في الغدير 1 : 63 ، في رواة حديث الغدير من الصحابة : [ 26 ] أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ، وأورد الحديث في أبي ذر ; لأنّه في الرواية يشهد بحديث الغدير ، و 1 : 82 ، وفي رواة حديث الغدير من الصحابة : [ 42 ] زيد بن أرقم الأنصاري ، كذلك ; لأ نّه شهد بحديث الغدير في الرواية ( وقد جاء في متن الغدير ، الباب الثالث والخمسون ، وهو خطأ مطبعي كما في نسخة أخرى ، الباب الثامن والخمسون ) ، و 1 : 107 [ 52 ] ، أبو عبد اللّه سلمان الفارسي ، كذلك ; لأنّه شهد بالحديث ، و 1 : 133 [ 87 ] ، أبو اليقظان عمّار ابن ياسر العنسي كذلك ، و 1 : 266، القرن الثامن [ 257 ] ، شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين الجويني الخراساني. وعنه أيضاً الشيخ سُليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ( ت 1294 ه- ) في ينابيع المودّة 1 : 342، ح 3 ، الباب الثامن والثلاثون. وعنه أيضاً إسماعيل الطبرسي النوري ( ت 1321 ه- ) في كفاية الموحّدين ( فارسي ) 2 : 343، 359 و 3 : 202.

ورواه عن سُليم ; محمّد بن إسحاق الحموي الأبهري في منهج الفاضلين ( تمّ تأليفه في 937 ه- ) ، قال : روى الحسين بن أبي يعقوب ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن عبد الرزّاق بن همام ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ... ، عن سلمان الفارسي ، وعمّار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري ، وغيرهم ... ، ثمّ نقل المورد الثاني (1) ، وسيأتي.

الثالث : أبان عن سُليم ، وزعم أبو هارون العبدي أنَّه سمعه من عمر ابن أبي سلمة : أنّ معاوية دعا أبا الدرداء ، ونحن مع أمير المؤمنين ، ودعا أبا هريرة ، فقال لهما : ... ، فلمّا قرأ علي ( عليه السلام ) كتاب معاوية ... ، ثمّ صعد ( عليه السلام ) (2) المنبر في عسكره وجمع الناس ...

قال علي ( عليه السلام ) : « أنشدكم اللّه ، أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قام خطيباً ولم يخطب بعدها ، وقال : يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد عهد إليّ اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض؟

ص: 26


1- منهج الفاضلين ( فارسي ) ، الورقة 228 من مصوّرة في المكتبة المرعشيّة بقم ، برقم ( 7711 ).
2- من هنا يوجد في بعض النسخ من كتاب سُليم ، راجع كتاب سُليم تحقيق الأنصاري 2 : 757 ح 25 ، هامش 92.

فقالوا : اللّهم نعم ، قد شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ).

فقال ( عليه السلام ) : « حسبي اللّه ».

فقام الاثنا عشر من الجماعة البدريّين [ منهم : أبو الهيثم بن التيهان ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وعمّار بن ياسر ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين (1) ، وأقرّهم على ذلك سبعون من البدريين جلّهم من الأنصار ، منهم : خالد بن زيد (2) ، ومثلهم من الآخرين (3) ، فقالوا : نشهد أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه ، قام عمر بن الخطاب - شبه المغضب - ، فقال : يا رسول اللّه ، أكلّ أهل بيتك؟

فقال : « لا ، ولكن أوصيائي ، أخي منهم ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي ، ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، وأحد عشر من ولده ، هذا أوّلهم وخيرهم ، ثمّ ابناي هذان - وأشار بيده إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) - ثمّ وصي ابني يسمّى باسم أخي علي وهو ابن الحسين ، ثمّ وصي علي وهو وَلَده واسمه محمّد ، ثمّ جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ علي بن موسى ، ثمّ محمّد بن علي ، ثمّ علي بن محمّد ، ثمّ الحسن بن علي ، ثمّ محمّد بن الحسن مهدي الأمّة ، اسمه كاسمي وطينته كطينتي ، يأمر بأمري وينهى بنهيي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، يتلو بعضهم بعضاً واحداً بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض ، شهداء اللّه في أرضه ، وحججه على خلقه ، من أطاعهم أطاع اللّه ، ومن عصاهم عصى اللّه ».

فقام باقي السبعون البدريّون ومثلهم من الآخرين ، فقالوا : ذكّرتنا ما كنّا نسينا ، نشهد إنّا قد سمعنا ذلك من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) (4).

ص: 27


1- كتاب سُليم 2 : 760 ح 25.
2- كتاب سُليم 2 : 757 ح 25.
3- كتاب سُليم 2 : 764 ح 25.
4- كتاب سُليم 2 : 763 ح 25 ، أوردنا موضع الحاجة وما بعده لما فيه من الفائدة. وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 661 ح 853 الباب (9) ، الفصل ( 71 ) ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 33 : 141 ح 421.
الراوون عنه :

روى عنه النعماني ( كان حياً سنة 342 ه- ) في كتاب الغيبة ، قال : ومن كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، ما رواه أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، ومحمّد بن همام بن سهيل ، وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس الموصلي ، عن رجالهم ، عن عبد الرزّاق بن همام ، عن معمّر بن راشد ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس.

وأخبرنا به من غير هذه الطرق ، هارون بن محمّد ، قال : حدّثني أحمد بن عبيد اللّه بن جعفر بن المعلى الهمداني ، قال : حدّثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق بن همام شيخنا ، عن معمّر ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، وذكر أبان أنّه سمعه أيضاً عن عمر بن أبي سلمة ، قال معمّر : وذكر أبو هارون العبدي أنّه سمعه أيضاً عن عمر بن أبي سلمة ، عن سُليم أنّ معاوية دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ، ونحن مع أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بصفّين ...

فقال علي ( عليه السلام ) : « أُنشدكم باللّه أتعلمون أنَّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قام خطيباً ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين ... » إلى آخر الحديث (1).

الرابع : أبان عن سُليم وعمر بن أبي سلمة - حديثهما واحد هذا وذاك - قالا : قدم معاوية حاجّاً في خلافته المدينة بعدما قتل أمير المؤمنين

ص: 28


1- كتاب الغيبة للنعماني : 68 ، ح 8 الباب الرابع ( ما روي في أنّ الائمّة اثنا عشر إماماً وأنّهم من اللّه وباختياره ) ، من كتاب سُليم بن قيس الهلالي.

( صلوات اللّه عليه ) ... ، فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة ، حجّ الحسين بن علي ( صلوات اللّه عليه ) ، وعبد اللّه بن عبّاس ، وعبد اللّه بن جعفر معه ... ، فقام فيهم الحسين ( عليه السلام ) خطيباً ... ، قال سُليم : فكان فيما ناشدهم الحسين ( عليه السلام ) وذكّرهم ... ، قال : « أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال في آخر خطبة خطبها : أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا »؟.

قالوا : اللّهم نعم (1).

الخامس : سُليم بن قيس قال : سمعت سلمان يقول : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ...

قال أبان : فحدّثت الحسن بن أبي الحسن - وهو في بيت أبي خليفة - بهذا الحديث عن سُليم عن سلمان : ...

قال أبان : فلمّا حدّثنا بهذين الحديثين خلوت به ... ، فقال : يا أحمق ، لا تقولن « إن كان » ، هو واللّه لعلي دونهم ، وكيف لا يكون له دونهم بعد الخصال الأربع؟ ولقد حدّثني عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الثقات ما لا أُحصي.

قلت : وما هذه الخصال الأربع؟

قال : قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ونصبه إيّاه يوم غدير خمّ ، وقوله في غزوة تبوك : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير النبوّة » ، ولو كان غير النبوّة لاستثناه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وقد علمنا يقيناً أنّ الخلافة غير النبوّة ،

ص: 29


1- كتاب سُليم 2 : 792 ح 26 ، والحديث طويل نقلنا منه موضع الحاجة ، وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 33 : 173 ح 456 ، والشيخ يوسف البحراني ( ت 1186 ه- ) في الدرر النجفيّة : 278 ، 281 ، وأيضاً عنه باختصار الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج 2 : 80 [ 162 ] ، ولم يورد فيه حديث الثقلين ، ونقله عن الاحتجاج مترجماً إلى الفارسية محمّد بن الحسين الرازي ( القرن السابع ) في نزهة الكرام 2 : 661 ، ولم يورد فيه حديث الثقلين أيضاً.

وخطب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) آخر خطبة خطبها للناس ، ثمّ دخل بيته فلم يخرج حتى قبضه اللّه إليه : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين - وجمع بين سبابتيه - لا كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - لأنّ إحديهما قدّام الأُخرى ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تولّوا ، لا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » ، ولقد أمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أبا بكر وعمر - وهما سابعا سبعة - أن يسلّموا على علي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين (1).

السادس : قال سُليم بن قيس (2) : بينما أنا وحنش بن

ص: 30


1- كتاب سُليم 2 : 891 ح 58 ، وهذا الحديث يوجد في بعض نسخ كتاب سُليم دون بعضها الآخر ، كما ذكر ذلك محقّق الكتاب الشيخ الأنصاري ( 2 : 875 ، ما وجد من كتاب سُليم في نسخة أُخرى ) ، وقد ذكرنا الأحاديث الأربعة التي ذكرها الحسن البصري للفائدة ، وإلاّ فالحديث طويل. وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 40 : 93 ح 115 وأوله أقول : وجدتُ في كتاب سُليم ... ، وقال الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 658 ح 2. فصل ( 71 ) : وعن سلمان عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في حديث ، قال : « إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي » ، ولم نجده في كتاب سليم عن سلمان ، والظاهر أنّه عنى هذا المورد ، خاصّة وأنّ بداية الحديث عن سلمان فاشتبه عليه الحال ، فلاحظ.
2- هذا الحديث لا يوجد في نسخ كتاب سُليم الموجودة ، وإنّما نقله الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج عنه ، وأورده محقّق كتاب سُليم الشيخ محمّد باقر الأنصاري في القسم الثالث من الكتاب ، وهو ( المستدرك من أحاديث سُليم ) ، وقال في أوّله : نذكر في هذا الفصل (21) حديثاً رويت في الموسوعات الحديثيّة نقلاً عن سُليم بن قيس ، وهي لم توجد في النسخ الموجودة في كتابه ، وقد بيّنا في الفصل الخامس من مقدّمتنا ( 118 - 122 ) أنّ القرائن تعطي أنّها كانت جزءاً من كتابه وتفرّقت عنه ، وأنّ ما ينقله القدماء عن سُليم إنّما نقلوه عن كتابه ، وعلى هذا يكون ذكر هذه الأحاديث تكميلا لكتاب سُليم وعرض لنسخة كاملة تضمّ جميع ما وصل إلينا من روايات المؤلّف الجليل ( رضي اللّه عنه ) ، وقد ذكر البحث في ذلك مفصّلاً في مقدّمة الكتاب ( 1 :118 - 122 ) ، وكذا ( 1 : 537 ).

المعتمر (1) بمكّة ، إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب ، ثمّ نادى بأعلى صوته في الموسم : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن جهلني فأنا جندب بن جنادة ، أنا أبو ذر (2). أيّها الناس ، إنّي سمعت نبيّكم يقول : « مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ومن تركها غرق ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل ».

أيّها الناس ، إنّي سمعت نبيّكم يقول : « إنّي تركت فيكم أمرين ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وأهل بيتي ... » إلى آخر الحديث.

فلمّا قدم المدينة بعث إليه عثمان فقال : ما حملك على ما قمت به في الموسم؟

قال : عهد عهده إليَّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأمرني به.

فقال : من يشهد بذلك؟

فقام علي ( عليه السلام ) والمقداد فشهدا ، ثمّ انصرفوا يمشون ثلاثتهم ، فقال عثمان : إنّ هذا وصاحبيه يحسبون أنّهم في شيء (3).

ص: 31


1- في الصفحة السابقة ذكر محقّق كتاب سُليم في تخريج هذا الحديث : يوجد هذا الحديث في مفتتح كتاب سُليم ، رواه أبان بن أبي عيّاش ، عن الحنش بن المعتمر ، عن أبي ذر ( 3 : 1017 ، تخريج الحديث الخامس والسبعين ).
2- أبو ذر الغفاري هو الذي قال فيه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « ما أقلّت الغبراء ولا أضلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر ».
3- كتاب سُليم 2 : 937 ح 75 ، القسم الثالث من الكتاب ، المستدركات. أورده المحقّق عن الاحتجاج للطبرسي ( القرن السادس ) ( 1 : 361 [ 58 ] خطبة أبي ذر ). وقد ذكره الطبرسي بعد الحديث الذي ذكرناه من كتاب سُليم في احتجاج علي ( عليه السلام ) على المهاجرين والأنصار في مسجد النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) [ رقم 2 ] بحديث واحد. ( انظر الاحتجاج 1 : 337 [ 56 ] ) ، والذي هو موجود في نسخ كتاب سُليم الموجودة الآن ( 1 : 63 ح 11 ). قال الطبرسي في أوّل حديث احتجاج علي ( عليه السلام ) : روي عن سُليم بن قيس الهلالي أنّه قال : ... ، وأورد الحديث إلى نهايته ، ثمّ قال : وفي رواية أبي ذر الغفاري ، وأورد روايته ، ثمّ قال : وقال سُليم بن قيس : بينما أنا وحنش ... ، الحديث ، فانظر إلى قوله روي عن سُليم في الأوّل ، وإلى حرف العطف ( الواو ) وكلمة ( قال ) في الثاني ، فهو يدلّ على أنّ الحديث المعنيّ ( رقم 75 في كتاب سُليم ) أي حديث حنش عن أبي ذر كان موجوداً في نسخة كتاب سُليم التي كانت عند الطبرسي ونقل منها ، وسقط من النسخ الموجودة الآن. وقد أوردنا الحديث كلّه لما فيه من فائدة. وعنه في البحار 23 : 119 ح 38. أقول : ألا تعجب من عثمان يعاتب ويحاسب على رواية أحاديث رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )! ويطلب الشهادة من أبي ذر عليها!! كأنّما فعل منكراً ، يا سبحان اللّه.

وقال أبان في مفتتح كتاب سُليم - بعد أن سأله الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) عن حديث السفينة - : سمعته من أكثر من مئة من الفقهاء ، منهم حنش بن المعتمر ، وذكر أنّه سمعه من أبي ذر ، وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ينادي به نداءً ويرويه عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : « وممّن »؟

فقلت : ومن الحسن بن الحسن البصري أنّه سمعه من أبي ذر ، ومن المقداد بن الأسود الكندي ، ومن علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه ) ، فقال ( عليه السلام ) : « وممّن »؟

فقلت : ومن سعيد بن المسيّب ، وعلقمة بن قيس ، ومن ابن ظبيان الجنبي ، ومن عبد الرحمن بن أبي ليلى - كل هؤلاء حاجّين - ، أخبروا أنّهم سمعوا من أبي ذر.

وقال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ونحن واللّه سمعنا من أبي ذر ، وسمعناه من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والمقداد وسلمان ، ثمّ أقبل عمر بن أبي سلمة ، فقال : واللّه ، لقد سمعته ممّن هو خير من هؤلاء كلّهم ، سمعته من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، سمعته أُذناي ووعاه قلبي (1).

ص: 32


1- كتاب سُليم 2 : 560 مفتتح كتاب سُليم ، وعنه البحراني في غاية المرام 2 : 345 ح 6 ، الباب : 29 ، وأوّله : سُليم بن قيس الهلالي ، قال : بينا أنا وحبيش بن المعتمر ... ، مع بعض الاختلاف ، و 3 : 24 ح 7 باب : 33، وحديث أبي ذر حديث مشهور ستأتي بقيّة طرقه.

أقول : من الواضح أنّ حديث السفينة الذي رواه أبو ذر والذي كان الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) يسأل أبان عمّن سمعه عن أبي ذر هو نفس حديث الثقلين الذي نحن بصدده ، وحديث السفينة جزء منه.

فعلى ما قدّمنا يكون أبان روى هذا الحديث عن سُليم في كتابه ، وعن الحنش ، والحسن البصري ، وسعيد بن المسيّب ، وعلقمة بن قيس ، وأبي الضبيان ، وابن أبي ليلى كلّهم عن أبي ذر ، وأقرّه على ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وأبو الطفيل ، وعمر بن أبي سلمة ، وقال الأخيران : إنّهما سمعاه من أبي ذر (1).

الراوون عنه :

رواه عن سُليم ; الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج (2).

سُليم بن قيس الهلالي :

نقل الكشّي ( القرن الرابع ) حديثين في مدح سُليم موجودين في أصل كتاب سُليم ، الأوّل في مفتتح الكتاب ، وهو عن ابن أُذينة ، عن أبان في قوله أنّه قرأ كتاب سُليم على الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وقول الإمام ( عليه السلام ) : « صدق سُليم ( رحمه اللّه ) هذا حديث نعرفه ».

ص: 33


1- وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق عن أبي إسحاق ، عن الحنش في كمال الدين وتمام النعمة : 270 ح 59 وسيأتي. وعلى هذا فقد تابع أبان عن حنش ، أبو إسحاق عن حنش.
2- الاحتجاج 1 : 361 ( 58 ) ، خطبة أبي ذر ، وعن الاحتجاج محمّد بن الحسن الرازي ( القرن السابع ) في نزهة الكرام ( فارسي ) 2 : 539 ، باب : سي ونهم ( أي : 39 ) وسيأتي.

والآخر في الحديث العاشر منه وعن أبان أيضاً ، عندما حدّث الإمام الباقر ( عليه السلام ) بعد موت علي بن الحسين ( عليه السلام ) بحديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سبب اختلاف حديث رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، والموجود في كتاب سُليم ، فقال الباقر ( عليه السلام ) : « صدق سُليم ... » ( الحديث ) (1).

وهذان السندان من أسانيد كتاب سُليم نفسه ، والظاهر من الكشّي بنقله الروايتين من دون التعليق عليهما ، وكذا فعل الشيخ الطوسي ، قبول المدح في سُليم ، والقطع بنسبة الكتاب إليه.

وروي في كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد ( ت 413 ه- ) والصحيح هو لأحد قدماء أصحابنا (2) عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، قال : قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذين قال لهم : « تشرّطوا فأنا أُشارطكم على الجنّة ، ولست أُشارطكم على ذهب ولا فضّة ، إنّ نبيّنا ( صلى اللّه عليه وآله ) فيما مضى ، قال لأصحابه : تشرّطوا فإنّي لست أُشارطكم إلاّ على الجنّة ، هم : سلمان الفارسي ... ، وكان من شرطة الخميس أبو الرضي عبد اللّه بن يحيى الحضرمي ، سُليم بن قيس الهلالي ، ... (3).

وذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) في الطبقة الأُولى من سلفنا الصالح ، وذكر سندَه إلى كتابه (4) ، والشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في من روى عن أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر ( عليهم السلام ) ، وقال - عند ذكره في الرواة عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) - : سُليم بن قيس الهلالي ، ثمّ

ص: 34


1- رجال الكشّي : 104 ( 167 ).
2- انظر المقالات والرسالات ( المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد ) ، (9) ، المقالة الرابعة.
3- الاختصاص : 2.
4- رجال النجاشي : 8 [ 4 ] ، الطبقة الأُولى.

العامري الكوفي صاحب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (1).

وذكر في الفهرست سنده إلى كتابه (2).

وعدّه البرقي ( ت 274 أو 280 ه- ) من أولياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (3).

وذكره العلاّمة الحلّي ( ت 726 ه- ) فيمن يعتمد عليه ، وقال - بعد أن ذكر ما قاله النجاشي ، والعقيقي ، والغضائري - : والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه ، والتوقّف في الفاسد من كتابه (4).

ونقل العلاّمة قول ابن الغضائري ( ت 411 ه- ) ، قال : سُليم بن قيس الهلالي العامري ، روى عن أبي عبد اللّه (5) والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وينسب إليه هذا الكتاب المشهور ، وكان أصحابنا يقولون : إنّ سُليماً لا يعرف ولا ذكر في خبر ، وقد وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ، ولا من رواية أبان بن أبي عيّاش عنه ، وقد ذكر له ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحاديث عنه ، والكتاب موضوع لامرية فيه ، وعلى ذلك علامات تدلّ على ما ذكرنا (6) : منها : ما ذكر أنّ محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت (7) ، ومنها : إنّ الأئمّة ثلاثة عشر ، وغير ذلك ،

ص: 35


1- رجال الطوسي : 66 [ 590 ] ، و 94 [ 934 ] ، و 101 [ 984 ] ، و 114 [ 1136 ] ، و 136 [ 1428 ].
2- فهرست الطوسي : 230 [ 346 ].
3- رجال البرقي : 35 [ 53 ].
4- خلاصة الأقوال : 161 [ 473 ] ، القسم الأوّل. والظاهر أنّ قول العلاّمة ( الفاسد من كتابه ) مأخوذ ممّا قاله ابن الغضائري ، وقد عرفت أنّه قد ردّ عليه مدّعاه - وسنشير إليه في المتن - وانظر : تنقيح المقال للمامقاني ، ومعجم رجال الحديث للخوئي ، وكتاب سُليم تحقيق الأنصاري.
5- قال السيّد محمّد رضا الجلالي محقّق كتاب الرجال لابن الغضائري : الصواب ظاهراً ( عن أمير المؤمنين ) ، انظر الرجال لابن الغضائري : 63 [ 55 ] ، هامش (1).
6- في الأصل ( علامات فيه تدلّ على ما ذكرناه ).
7- في الأصل ( عند موته ).

وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن أُذينة ، عن إبراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم ، وتارة يروي (1) عن عمر ، عن أبان بلا واسطة (2).

وتبع ابن الغضائري ابن داود ( ت 707 ه- ) على رأيه (3).

وقد رُدّ كلام ابن الغضائري :

أوّلا : بأنّ كتابه لم يثبت انتسابه إليه ، وأنّ تضعيفاته لا عبرة بها.

وثانياً : إنّ ما أورده من وعظ محمّد بن أبي بكر أباه غير بعيد ، وأنّ هناك روايات من طريق آخر تدلّ على أنّ محمّداً كان يدرك عند وفاة أبيه ، وأنّ عام ولادته في حجّة الوداع لم يقطع به.

وثالثاً : إنّ ما ذكره من أنَّ الأئمّة ثلاثة عشر غير موجود في كتاب سُليم ، وإن وجد في عبارة موهمة ، فهناك نصوص عديدة فيه على أنّهم اثنا عشر ، مع أنّ ما وقع فيه موجود مثله في غيره.

ورابعاً : اختلاف أسانيد الكتاب ، فهو أيضاً غير موجود ولا وجه له (4).

فقبول الروايات التي تذكر صدقه ، وعدّه في كتب الرجال من أصحاب وأولياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وشرطة الخميس ، وتعديله من قبل العلاّمة تدلّ على توثيقه ، فحتّى ابن الغضائري تكلّم في كتابه لا فيه.

كتاب سُليم :

يعتبر كتاب سُليم من أوائل الكتب التي وصلت إلينا من القرن الأوّل

ص: 36


1- في الأصل يُروى.
2- خلاصة الأقوال : 162.
3- رجال ابن داود : 249 [ 226 ] ، القسم الثاني ، و 106 [ 732 ] ، القسم الأوّل.
4- انظر : تنقيح المقال 2 : 52 ، باب سُليم ، ومعجم رجال الحديث 9 : 226 ، وكتاب سُليم تحقيق الأنصاري ، الجزء الأوّل ، الفصل السابع : دراسة في المناقشات التي وجّهت إلى الكتاب.

الهجري ، إذ إنّ وفاة مؤلّفه سُليم بن قيس الهلالي كانت بحدود سنة ( 76 - 80 ه- ) (1).

ص: 37


1- رجّحنا هذا التقريب لتاريخ وفاته على ما قاله محقّق كتاب سُليم الشيخ محمّد باقر الأنصاري من أنّها كانت سنة 76 ه- ، مستظهراً ذلك من كلام أبان : لمّا قدم الحجّاج العراق سأل عن سُليم بن قيس فهرب منه ، فوقع إلينا بالنو بندجان متوارياً ، فنزل معنا في الدار ... وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة ، وقد قرأت القرآن ، وكنت أسأله فيحدّثني عن أهل بدر ، فسمعت منه أحاديث كثيرة عن عمر بن أبي سلمة ابن أمّ سلمة زوجة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وعن معاذ بن جبل ، وعن سلمان الفارسي ، وعن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمّار ، والبراء بن عازب ، ثمّ استكتمنيها ولم يأخذ علي فيها يميناً ، فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني وخلا بي ، وقال : ... فإن جعلت لي عهد اللّه عزّ وجلّ وميثاقه أن لا تخبر بها أحداً مادمت حيّاً ولا تحدّث بشيء ... فضمنت ذلك له ، فدفعها إلي ، وقرأها كلّها عليّ ، فلم يلبث سُليم أن هلك ( رحمه اللّه ) ، كتاب سُليم 2 : 557 مفتتح الكتاب. وكان قدوم الحجّاج العراق سنة 75 ه- ، فهرب منه سُليم ، وفهم المحقّق الشيخ الأنصاري من كلمة ( فلم ألبث ) في كلام أبان بمعنى : فلم ألبث بعد قدوم سُليم ، ثمّ قدّر هذا اللبث بسنة ( كتاب سُليم 1 : 302 ). ولكن الأظهر غير ذلك ، فإنّ أبان قال بعد أن ذكر قدوم سُليم : وكنت أسأله فيحدّثني ... ، ثمّ استكتمنيها ولم يأخذ عليّ فيها يميناً ، فلم ألبث ... ، فإنّ معنى ( فلم ألبث ) : فلم ألبث بعدما سمعت منه أحاديث ... الخ ، أما مدّة السماع فغير مذكورة ، بل الأظهر : فلم ألبث بعدما استكتمنيها ، وجاء بكلمة ( فلم ألبث ) كمقدّمة ورابط لكلامه السابق بعدم أخذ اليمين عليه ، وبين حضور الوفاة سُليم وأخذه العهد من أبان .... وعلى هذا فإنّ المدّة بين قدوم سُليم ووفاته لم يشر إليها ، ولا يمكن تحديدها من كلمة ( فلم ألبث ) إذ ربّما تكون أكثر من سنة ، فأبان يقول : سمعت منه أحاديث كثيرة عن عدد من الصحابة ، ولم يقل : إنّها كانت بطريق الإملاء حتى تكون الفترة قصيرة ، وإنّما كانت بالسؤال من أبان فيجيبه على ما يسأل. وذكر المحقّق أيضاً أنّ أبان التقى بالحسن البصري في أوّل عمره بالبصرة ، وهو متوار عن الحجّاج في أوّل عمله كمؤيّد لما استظهره من تاريخ وفاة سُليم ( 1 : 302 ) ، ولكن إذا عرفنا أنّ الحجّاج حكم 20 سنة ، فيصدق على الخمس سنوات الأُولى من حكمه ( 75 - 80 ه- ) أنّه أوّل عمله ، وكذا الكلام في أوّل عمر الحسن البصري فإنّه غير محدد. ثمّ ذكر المحقّق أنّ أبان حجّ في السنة التي التقى فيها الحسن البصري ، والتقى هناك بالإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وعمر بن أبي سلمة ، وأنّ وفاة ابن أبي سلمة كانت في 83 ه- ( 1 : 303 ) ، ولكن هذا لا ينافي ما ذكرناه من تقريب سنة وفاة سُليم. وعلى ما قرّبنا سيكون عمر أبان عند تناوله لكتاب سُليم منه أكثر من أربع عشرة سنة.

ونقل سُليم كتابه قراءة ومناولة إلى أبان بن أبي عيّاش ، ومنه قراءة ومناولة إلى أحد كبار الشيعة في البصرة عمر بن أُذينة.

ثمّ تعدّدت طرقه عن أبان أو ابن أُذينة ، على الخلاف من أنّ أبان نقل كتاب سُليم بتمامه إلى غير ابن أُذينة أو روى للآخرين أحاديث منه فقط.

ثمّ وصل بعد هذين إلى عدّة أشخاص متعاصرين تقريباً ، هم : ابن أبي عمير ، وحمّاد بن عيسى ، وعثمان بن عيسى ، ومعمّر بن راشد البصري ، وإبراهيم بن عمر اليماني ، وهمام بن نافع الصنعاني ، وعبد الرزّاق بن همام الصنعاني ، أخذوه من ابن أُذينة ، أو منه ومن أبان على الخلاف السابق.

طرق الكتاب ونسخه :

وصل الكتاب أو رواياته إلينا بطرق كثيرة ، سواء ما موجود في أوّل نسخه الخطيّة (1) ، أو ما ذكره البعض من طرقه إلى كلّ الكتاب (2) ، أو طرقه إلى روايات سُليم بتوسّط أبان أو غيره التي توحي بأنّها مأخوذة من أصل

ص: 38


1- ستأتي الإشارة إليها.
2- راجع طرق الشيخ النعماني حديث رقم 3 ، وطريق الشيخ النجاشي - وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن إجازات الحرّ العاملي قريباً - وطريق الشيخ الطوسي في الفهرست ، وغيرها.

الكتاب (1) ، هذا إضافة إلى الإشارة إلى الكتاب أو الرواية عنه من قبل علماء الخاصّة وبعض العامّة وأنّه كان معروفاً مشهوراً لديهم (2).

وأمّا ما وصل إلينا من نسخه الخطيّة فتنتهي إلى ثلاثة أشخاص هم : ابن أبي عمير ، وحمّاد بن عيسى بطريق الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) ، ومعمّر بن راشد البصري بطريق محمّد بن صبيح ، أحدها صحيح على الأقلّ من الشيخ الطوسي إلى سُليم بهذا السند : وأخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه الغضائري ، قال : أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ( رحمه اللّه ) ، قال : أخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي.

وطريق الشيخ الثاني إلى سُليم : حدّثنا ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمّد بن أبي القاسم الملقّب بماجلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي (3).

وفيه محمّد بن علي الصيرفي اتّهم بالغلو والكذب ، ولكن لا يخلو من المناقشة ، خاصّة بالنسبة لتعريف الغلو ومصداقه (4).

ص: 39


1- راجع في ذلك الجزء الأوّل من كتاب سُليم ( دراسة مستوعبة وتحقيق شامل حول الكتاب والمؤلّف ) ، الفصل الثامن والخامس ، وكذا الجزء الثالث من الكتاب ، ( قسم التخريجات ).
2- راجع كتاب سُليم ، الجزء الأوّل ، الفصل الرابع والخامس والسادس.
3- كتاب سُليم 2 : 555 ، مفتتح كتاب سُليم ، إسناد الكتاب.
4- وقد ذكر الشيخ الطوسي طريقه الثاني في الفهرست أيضاً ( 230 [ 346 ] ، سُليم بن قيس ) مع طريق آخر من دون توسّط أبان. وضعّف السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث ( 9 : 5. رقم 5401 ) طريقي الشيخ في الفهرست مرّة بأبان ومرّة بالصيرفي. ويلاحظ : بأنّه يوجد خلاف على وجود طريق لكتاب سُليم ليس فيه أبان ، ثمّ إنّ الكلام على أبان سيأتي في المتن ، وأمّا الصيرفي ( أبا سمينة ) فقد ناقش في اتّهامه محقّق كتاب سُليم الشيخ محمّد باقر الأنصاري ( كتاب سُليم 1 : 240 الفصل الثامن ، رقم 6. محمّد بن علي الصيرفي ).

وأمّا الطريق الثالث ، فهو : حدّثني أبو طالب محمّد بن صبيح بن رجاء بدمشق سنة 334 ه- ، قال : أخبرني أبو عمرو عصمة بن أبي عصمة البخاري ، قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن المنذر بن أحمد الصنعاني بصنعاء - شيخ صالح مأمون جار إسحاق بن إبراهيم الدبري - قال : حدّثنا أبو بكر عبد الرزّاق بن همام بن نافع الصنعاني الحميري ، قال : حدَّثنا أبو عروة معمّر بن راشد البصري ، قال : دعاني أبان ... (1).

وهذا الطريق بعضه عامّي إلاّ أنّهم موثّقون عندهم ، وبعضه لم يترجم له في الرجال.

وقد وصلت النسخة المرويّة بطريق الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) ( وهي النسخة المعتمدة بتحقيق الكتاب ) ، وكذا المطبوعة عليها الطبعة الأُولى في النجف الأشرف ، وتوجد في مكتبة آية اللّه الحكيم العامّة بالنجف الأشرف ، المجموعة رقم ( 316 ) إلى الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) وتملّكها سنة 1087 ه- (2) ، ونقل منها في كتابه إثبات الهداة ، كما عرفت سابقاً في الحديث الثاني ، والثالث ، ومواضع أُخرى كثيرة في كتابه المذكور (3).

ص: 40


1- كتاب سُليم 1 : 318 ، الفئة الثانية من النسخ ، النوع ( ب ).
2- كتاب سُليم 1 : 316 الفئة الأُولى : النوع ( الف ) و 1 : 329 ، توصيف مخطوطات النوع ( الف ) ، رقم (1) ، والذريعة 2 : 156 ، و 20 : 201.
3- انظر إثبات الهداة 1 : 204 ، 408 ، 657 و 2 : 184 و 3 : 575.

وذكر في مقدّمة إثبات الهداة في الفائدة التاسعة ، ما نصّه : إعلم أنّ لنا طرقاً إلى رواية الكتب التي نقلنا عنها ، والأحاديث التي جمعناها ، قد ذكرنا بعضها في كتاب تفصيل وسائل الشيعة إلى تحقيق مسائل الشريعة وغيره ، ولا حاجة إلى ذكرها هنا ; لأنّ هذه الكتب (1) متواترة ، وقد ابتدأنا باسم من نقلنا من كتابه ، ومن أراد الطرق فقد دللناه عليها فليرجع إليها (2).

وقد رجعنا إلى خاتمة الوسائل في الفائدة الرابعة منه ، فقال هناك : في ذكر الكتب المعتمدة التي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب ، وشهد بصحّتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها وتواترت عن مؤلّفيها ، أو علمت صحّة نسبتها إليهم ، بحيث لم يبق فيها شكّ ولا ريب ، كوجودها بخطوط أكابر العلماء ، وتكرّر ذكرها في مصنّفاتهم ، وشهادتهم بنسبتها ، وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة ، أو نقلها بخبر واحد محفوف بالقرينة وغير ذلك ، وهي : ... ، ثمّ عدّ منها في رقم (41) كتاب سُليم بن قيس الهلالي.

ثمّ قال في آخر نهاية القائمة : ويوجد الآن - أيضاً - كتب كثيرة من كتب الحديث غير ذلك ، لكن بعضها لم يصل إليّ منه نسخة صحيحة ، وبعضها ليس فيه أحكام شرعيّة يعتدّ بها ، وبعضها ثبت ضعفه ، وضعف مؤلّفه ، وبعضها لم يثبت عندي كونه معتمداً ، فلذلك اقتصرت على ما ذكرت ... (3).

ومنه يفهم أنّ هذه الكتب المعتمدة لديه والتي نقل عنها وصلت إليه منها نسخة صحيحة ، ولم يثبت ضعفها أو ضعف مؤلّفها ، بل ثبت عنده عكسه ، وأنّها معتمدة.

ص: 41


1- ومنها كتاب سُليم طبعاً.
2- إثبات الهداة 1 : 53 ، المقدّمة ، الفائدة التاسعة.
3- خاتمة الوسائل 30 : 154 ، وما بعدها.

ثمّ ذكر في الفائدة الخامسة طرقه إلى هذه الكتب ، وقال : في بيان بعض الطرق التي نروي بها الكتب المذكورة (1) عن مؤلّفيها ، وإنّما ذكرنا ذلك تيمّناً وتبرّكاً باتّصال السلسلة بأصحاب العصمة ( عليهم السلام ) ، لا لتوقّف العمل عليه ; لتواتر تلك الكتب ، وقيام القرائن على صحّتها وثبوتها ، كما يأتي إن شاء اللّه (2).

فنقول : إنّا نروي الكتب المذكورة وغيرها عن جماعة منهم : ...

ثمّ أورد بحدود 18 طريقاً إلى الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي ( ت 966 ه- ) (3) ، ومنه بطريقه إلى العلاّمة ( ت 726 ه- ) (4) بطريقه إلى النجاشي ( ت 450 ه- ) ، قال : أخبرنا علي بن أحمد القمّي ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدَّثنا محمّد بن أبي القاسم ما جيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، قال حمّاد بن عيسى : وحدّثناه إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سُليم بن قيس بالكتاب (5).

وأيضاً من الشهيد الثاني إلى العلاّمة (6) ، وأربع طرق أُخرى إلى الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي ( ت 786 ه- ) (7) بطريقيهما إلى الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) (8) : عن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد

ص: 42


1- ومنها كتاب سُليم.
2- خاتمة الوسائل 30 : 191 ، ذكر القرائن في الفائدة السادسة ، و 30 : 241 ، الفائدة الثامنة ، و 30 : 249 ، الفائدة التاسعة.
3- خاتمة الوسائل 30 : 170 ، وما بعدها.
4- خاتمة الوسائل 30 : 176 و 185.
5- خاتمة الوسائل 30 : 188.
6- خاتمة الوسائل : 30 : 176.
7- خاتمة الوسائل 30 : 174 ، وما بعدها.
8- خاتمة الوسائل 30 : 176 ، 177.

إلى آخر السند كما في مفتتح النسخة ، إلى سُليم (1).

وذكر الشيخ الحرّ ( ت 1104 ه- ) طريقاً آخراً في إجازته للفاضل المشهدي ، بطريقه إلى الكليني ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعاً عن حمّاد بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس (2).

ووصلت هذه النسخة أيضاً للعلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) ، وذكر مفتتحها في أوّل البحار ، وفرّق الباقي في كتابه (3).

فإن قيل : إنّ نسخة كتاب سُليم لم تصل إلينا بطريق القراءة والمناولة يداً بيد ، أو بنسخة ذات تواريخ متّصلة ، فإنّ نسخة محمّد بن صبيح كان تاريخها 334 ه- ، وآخر تاريخ في نسخة الشيخ الطوسي هو ما نقله راويها من تاريخ التحديث بطرقه الأربع عن شيوخه إلى الشيخ الطوسي ، هو 565 ه- ، 560 ه- ، 567 ه- (4) ، وإجازات الشيخ الحرّ إجازات عامّة.

ص: 43


1- خاتمة الوسائل 30 : 188.
2- البحار 110 : 120 ، إجازة الشيخ الحرّ العاملي للفاضل المشهدي.
3- البحار 1 : 77.
4- كتاب سُليم 2 : 555 ، مفتتح كتاب سُليم. وهي هكذا : أخبرني الرئيس العفيف أبو البقاء هبة اللّه بن نما بن علي بن حمدون ( رضي اللّه عنه ) ، قراءة عليه بداره بحلّة الجامعيين في جمادي الأُولى سنة خمس وستّين وخمسمائة ، قال : حدّثني الشيخ الأمين العالم أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد ابن طحال المقدادي المجاور ، قراءةً عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين - صلوات اللّه عليه - سنة عشرين وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي ( رضي اللّه عنه ) ، في رجب سنة تسعين وأربعمائة. وأخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه الحسن بن هبة اللّه بن رطبة ، عن الشيخ المفيد أبي علي ، عن والده ، في ما سمعته يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبد اللّه الحسين بن علي - صلوات اللّه عليه - في المحرّم من سنة ستّين وخمسمائة. وأخبرني الشيخ المقرىء أبو عبد اللّه محمّد بن الكال ، عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي ، عن ابن شهريار الخازن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي. وأخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن شهرآشوب ، قراءة عليه بحلّة الجامعيين في شهور سنة سبع وستّين وخمسمائة ، عن جدّه شهرآشوب ، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدّثنا ابن أبي حيدر ، عن ....

قلنا : لا أقلّ من أنّ إجازات الشيخ الحرّ تفيد تداول الكتاب على مرّ القرون بأيدي العلماء ، وأنّ الروايات الموجودة في النسخة الحاليّة ( المطبوعة ) مبثوثة في كتب القدماء قبل هذه التواريخ - خاصّة تاريخ نسخة الشيخ الطوسي - كما عرف من تخريجات حديث الثقلين ، وما ذكره مفصّلا محقّق الكتاب الشيخ الأنصاري في قسم التخريجات (1).

فممّن أورد رواياته :

الفضل بن شاذان ( ت 260 ه- ) في إثبات الرجعة ، كما عن مختصر إثبات الرجعة ، والثقفي ( ت 283 ه- ) في الغارات ، وأبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار ( ت 290 ه- ) في بصائر الدرجات ، والعيّاشي ( ت حدود 320 ه- ) في تفسيره ، وفرات الكوفي ( أواخر القرن الثالث إلى أوائل القرن الرابع ) في تفسيره ، والكشّي ( القرن الرابع ) في اختيار معرفة الرجال ، والكليني ( ت 329 ه- ) في الكافي ، وابن جرير الطبري الإمامي ( القرن الرابع ) في المسترشد ، والنعماني ( كان حيّاً سنة 342 ه- ) في الغيبة ، والحرّاني ( النصف الثاني من القرن الرابع ) في تحف العقول ، وابن الجُحام ( القرن الرابع ) في ما نزل من القرآن ، والصدوق ( ت 381 ه- ) في معاني الأخبار وإكمال الدين والخصال والاعتقادات وعلل الشرايع وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ومن لا يحضره الفقيه ، والشيخ المفيد ( ت 413 ه- ) في تصحيح

ص: 44


1- انظر كتاب سُليم ، الجزء الثالث ، قسم التخريجات.

الاعتقاد والاختصاص المنسوب إليه (1) ، والمرتضى ( ت 436 ه- ) في الشافي ، والكراجكي ( ت 449 ه- ) في الاستنصار ، والطوسي ( ت 460 ه- ) في التهذيب والغيبة ، والحسكاني ( أواخر القرن الخامس ) في شواهد التنزيل ، وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المناقب ، وغيره في القرن السادس ، ثمّ اتّصل النقل للروايات في القرن السابع والثامن والتاسع والعاشر إلى عصر المجلسي ( ت 1111 ه- ) والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) والبحراني ( ت 1186 ه- ) ، ثمّ إلينا ، وهي روايات موجودة في النسخة المطبوعة الآن (2).

فمع ما انضمّ إلى هذا من كثرة من ذكر وجود الكتاب أو اطّلاعه عليه ، يصبح لدينا اطمئنان بأنّ الكتاب - أصل سُليم - إلى عمر بن أُذينة مقطوع به ، وينفرد الطريق منه عن أبان ، عن سُليم - لو سلّمنا ذلك وأنّ الكتاب لم يروه عن سُليم غير أبان ، مقابل من قال بوجود طرق أُخَر كما في بعض الأسانيد - فتأتي شهادتا الإمامين الباقر ( عليه السلام ) والصادق ( عليه السلام ) لترفع درجة الاطمئنان وتضيف وثاقة إلى وثاقة ، إذ هما - على الأقلّ - مقدّمتان على نقل ابن أُذينة عن أبان عن سُليم بالنسبة للحديثين الواردين بشأنهما ، ومؤيّدتان وكاشفتان عن صدق محتواه بالنسبة إلى كُلّ الكتاب.

فشهادة الإمام الباقر ( عليه السلام ) أوردها الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الغيبة : وأخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي الزبير القرشي ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة ، عمّن رواه ، عن عمر ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « هذه وصيّة أمير

ص: 45


1- كتاب الاختصاص ليس للشيخ المفيد ، وإنّما هو لأحد قدماء الشيعة ، وستأتي الإشارة إليه.
2- راجع للاطّلاع أكثر على الناقلين الجزء الثالث من كتاب سُليم ، قسم التخريجات.

المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الحسن ( عليه السلام ) » ، وهي نسخة كتاب سُليم بن قيس الهلالي دفعها إلى أبان وقرأها عليه ، قال أبان : وقرأتها على علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فقال : « صدق سُليم ( رحمه اللّه ) ».

قال سُليم : فشهدت وصيّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حين أوصى إلى ابنه الحسن ( عليه السلام ) ، وأشهد على وصيّته الحسين ( عليه السلام ) ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء شيعته ... (1).

وأورد في التهذيب : عنه ( أبي الحسين بن سعيد ) ، عن حمّاد بن عيسى - وهو أحد رواة كتاب سُليم - عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وإبراهيم بن عمر ، عن أبان ، رفعه إلى سُليم بن قيس الهلالي ( رضي اللّه عنه ) ، قال سُليم : شهدت وصيّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ... ، وزاد فيه إبراهيم بن عمر ، قال : قال أبان : قرأتها على علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فقال علي بن الحسين : « صدق سُليم » (2).

وأوردها الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي ( ت 676 ه- ) في الدرّ النظيم : حدّث عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وعمّن رواه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن عبد اللّه ( رضي اللّه عنه ) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « هذه وصيّة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى ابنه الحسن ( عليه السلام ) » ، وهي نسخة كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، دفعه إلى أبان وقرأها عليه ، وقال أبان : قرأتها على علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، قال سُليم : شهدت وصيّة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ... (3).

ص: 46


1- الغيبة : 194 ح 157 ، في إبطال قول السبئيّة : في أنَّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيّ باق ، وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 42 : 212 ح 12.
2- التهذيب 9 : 176 ح 714 ، وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 2 : 267 ح 26 ، ما رواه الكليني في التهذيب.
3- الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللّهاميم : 378 ، الباب الثاني ، في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فصل : في ذكر بعض حكم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وخطبه ووصاياه ومواعظه ، وصيّة أُخرى ذكرها بعد ذكر وصيّته ( عليه السلام ) للإمام الحسن ( عليه السلام ).

وهذه الأسانيد يدعم بعضها بعضاً ، والوصيّة موجودة بعينها في بعض نسخ كتاب سُليم (1) التي قال عنها محقّق الكتاب الشيخ محمّد باقر الأنصاري : إنّها أكمل وأتمّ النسخ (2).

أمّا شهادة الإمام الصادق ( عليه السلام ) فقد أوردها الفضل بن شاذان ( ت 260 ه- ) في إثبات الرجعة ، قال : حدَّثنا محمّد بن إسماعيل بن بزيع ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا حمّاد بن عيسى ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن عمر اليماني ، قال : حدَّثنا أبان بن أبي عيّاش ، قال : حدَّثنا سُليم بن قيس الهلالي ، قال : قلت لأمير المؤمنين : ... ، وأعرف قبائلهم (3).

قال أحمد بن إسماعيل : ثمّ قال حمّاد بن عيسى : قد ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) فبكى ، وقال : « صدق سُليم ، فقد روى لي هذا الحديث أبي ، عن أبيه علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، عن أبيه الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : سمعت هذا الحديث من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، حين سأله سُليم بن قيس » (4).

فالفضل بن شاذان من أجلاّء الطائفة (5) ، ومحمّد بن إسماعيل بن

ص: 47


1- كتاب سُليم 2 : 924 ح 69 ، القسم الثاني : ما وجد من كتاب سُليم في نسخة أُخرى.
2- كتاب سُليم 1 : 322 ، الفئة الثالثة ، النوع ( ج ) ، نقاط هامّة.
3- كتاب سُليم 2 : 62 ح 10.
4- مختصر إثبات الرجعة للفضل بن شاذان : 18 ح 1 ، ومجلّة تراثنا العدد (15) - مختصر إثبات الرجعة : 201 ح 1.
5- انظر : رجال النجاشي : 306 [ 838 ] ، وفهرست الطوسي : 361 [ 564 ] ، وخلاصة الأقوال : 229 [ 769 ].

بزيع من صالحي الطائفة وثقاتهم (1) ، وحمّاد بن عيسى غريق الجحفة ثقة من أصحاب الإجماع (2).

وقد ذكرنا الشهادة الأُخرى للإمام الصادق ( عليه السلام ) قبل قليل عن الدرّ النظيم.

ولا يشكل بحمّاد هذا بأنّه كان واقعاً في سند كتاب سُليم ; لأنّا ذكرنا أنّه لم ينفرد برواية الكتاب ، وإنّما تابعه سبعة غيره رووه عن ابن أُذينة أو عن أبان أو عن سُليم على الخلاف السابق ، فلم ينحصر طريقه بحمّاد.

فحمّاد عرض هذه الرواية الموجودة في كتاب سُليم على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليُحكم توثيقها وتوثيق كلّ كتاب سُليم أيضاً ، إذ قد ورد اسمه في سند عرض الرواية الأُخرى على الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، كما عرفتَ ، فإنّ مثله الذي يوثّق رواياته بعدّة طرق ، منها العرض على الإمام ، من البعيد جدّاً أن لا يعرض كلّ روايات الكتاب على الإمامين أو أحدهما ( عليهم السلام ) ليوثّقه.

هذا أولا.

وثانياً : لا يخفى ما في كلام الإمام ( عليه السلام ) لحمّاد من تقرير لأبان وسُليم الواردين في السند بصحّة رواية سُليم ، وتوثيق نقل أبان.

إضافة إلى أنّه لم تصل إلينا ولا رواية واحدة تنكر على أبان أو سُليم إحدى روايات الكتاب ، بل على العكس هناك متابعين رووا عن الأئمّة نصوص أو مضامين ما يحتويه الكتاب ، امتلأت بهم وبها كتب الشيعة.

وهناك شهادات أُخر من قبل الأئمّة ( عليه السلام ) بحقّ الكتاب وردت في

ص: 48


1- انظر : رجال النجاشي : 330 [ 893 ] ، وخلاصة الأقوال : 238 [ 814 ].
2- انظر : رجال النجاشي : 142 [ 370 ] ، والكشّي : 375 ح 705 ، تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، و 316 ح 572 ، ماروي في حمّاد بن عيسى البصري ، ودعوة أبي الحسن ( عليه السلام ) له ، وكم عاش.

مفتتح الكتاب ، وفي الحديث العاشر منه ، درجة اعتبارها درجة اعتبار الكتاب (1).

ثمّ أضف إلى ذلك من تابع سُليم على رواياته (2) ، فهي شهادات أُخرى بحقّ الكتاب وداعمة له ، ومنها حديث الثقلين موضوع البحث وما سنورده من طرقه الكثيرة.

أمّا ما أُثير حول الكتاب من نسبته إلى الوضع نقلا عن ابن الغضائري ( ت 411 ه- ) ، فقد أُجيب بإجابات شافية ليس هنا موضع إيرادها (3) وقد أشرنا إليها بإيجاز عند الكلام عن سُليم بن قيس.

ومن أنّه غير موثوق به ، ولا يجوز العمل على أكثره ، وقد حصل فيه تخليط وتدليس ، نقلا عن الشيخ المفيد في أثناء ردّه على الصدوق في تصحيح الاعتقاد (4).

فإنّها دعوى من دون دليل ; فإنّه لم يبيّن مواضع التدليس والتخليط ، وهذا الكتاب أمامنا لا يوجد فيه ما ذكر ، فرواياته توافق أُصول الشيعة الإماميّة ، وبالتالي فلا يلتفت إلى هذه الدعوى ، خاصّة بعد اعتماد الصدوق عليه ، وقول مثل النعماني ( حيّاً 342 ه- ) تلميذ الكليني ( رحمه اللّه ) : ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة ( عليهم السلام ) خلاف في أنّ كتاب سُليم

ص: 49


1- لخصّنا هذا العنوان من مقدّمة المحقّق الشيخ محمّد باقر الأنصاري لكتاب سُليم مع بعض الإضافات المهمّة ، انظر كتاب سُليم ، الجزء الأوّل ، ( دراسة مستوعبة وتحقيق شامل حول الكتاب والمؤلّف ) ، وانظر كذلك كتاب سُليم بمجلّد واحد لنفس المحقّق ، ومجلّة تراثنا العدد 63 - 64.
2- راجع قسم التخريجات من كتاب سُليم ، الجزء الثالث.
3- انظر كتاب سُليم تحقيق الأنصاري ، الجزء الأوّل ، القسم السابع ; دراسة في المناقشات التي وجّهت إلى الكتاب ، ومعجم رجال الحديث 9 : 226 رقم 5401.
4- تصحيح الاعتقاد : 149 ( المجلّد الخامس من مصنّفات الشيخ المفيد ( ( رحمه اللّه ) ) ، نشر المؤتمر العالمي بمناسبة ذكرى ألفيّة الشيخ المفيد 1413 ه- ).

ابن قيس الهلالي أصل من أكبر الأُصول التي رواها أهل العلم ... (1).

فمع تضافر الأعلام الذين ذكرناهم سابقاً على النقل عنه ، ونصّ بعضهم على أنّه أصل من أكبر أُصول الشيعة ; لا يبقى مجال للشكّ في الكتاب ووجوده وعدم وضعه ووثوقه.

أمّا ما موجود فيه من موارد باطلة يسيرة - لو سلّمنا بوجودها ، أو لم نقبل الردود عليها - فإنّها لا توجب كونه موضوعاً ; إذ أكثر ما في الأمر أنّها قد تسقط النسخة الموجودة فيها (2) ، مع أنَّ ذلك موجود في كتب أُخرى معتبرة.

وقد قال العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة : والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه - أي سُليم - والتوقّف في الفاسد من كتابه (3).

أبان بن أبي عيّاش ( ت 138 ه- ) :

ذكره البرقي ( ت 274 أو 280 ه- ) في أصحاب الإمامين السجاد ( عليه السلام ) والباقر ( عليه السلام ) (4).

وذكره الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) من الذين رووا عن السجاد ( عليه السلام ) والباقر ( عليه السلام ) ، قال : تابعي ضعيف ، وذكره في أصحاب الصادق ( عليه السلام ) وقال : البصري التابعي (5).

وعدّه العلاّمة ( ت 726 ه- ) في قسم الضعفاء ومن يُردّ قوله أو يتوقّف فيه ، وقال : أبان بن أبي عيّاش ، تابعي ضعيف جدّاً ، روى عن أنس بن

ص: 50


1- الغيبة للنعماني : 101.
2- تهذيب المقال 1 : 184.
3- خلاصة الأقوال : 161 ، الباب (8).
4- رجال البرقي : 47 [ 169 ] ، 49 [ 182 ].
5- رجال الطوسي : 109 [ 1068 ] ، 126 [ 1264 ] ، 164 [ 1885 ].

مالك ، وروى عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، لا يلتفت إليه ، وينسب أصحابنا وضع كتاب سُليم بن قيس إليه ، هكذا قاله ابن الغضائري.

ثمّ نقل كلام العقيقي ، وهو عين ما موجود في مفتتح كتاب سُليم.

ثمّ قال : والأقوى عندي التوقّف في ما يرويه لشهادة ابن الغضائري عليه بالضعف ، وكذا قال شيخنا الطوسي ( رحمه اللّه ) في كتاب الرجال ، قال : إنّه ضعيف (1).

وقال ابن داوُد ( ت 707 ه- ) : ضعيف ، قيل : إنّه وضع كتاب سُليم بن قيس ( قاله عن الشيخ وابن الغضائري ) (2) ، ثمّ عدّه في من يضع الحديث نقلا عن ابن الغضائري (3).

هذه كلمات المتقدّمين من رجاليي الشيعة ، وسيأتي كلام المتأخّرين في مناقشتها.

أمّا أهل السنّة - وإن كان كلامهم لا وجه له هنا ; لأنّ الكلام في رجال الشيعة ، والحجّة واقعة عليهم بكلام رجالييهم ، ولكن لا بأس بذكره لما فيه - فقد لخّص كلامهم الذهبي ( ت 748 ه- ) في ميزانه ، وأورد كلام عدد ممّن يضعّفه ، وأبرزهم شعبة ، الذي قال في أبان كلمات بعضها لا حياء فيها : من أنّه يشرب بول الحمار أو يزني أحبّ إليه من أن يروي عن أبان ، أو أنّ أبان يكذب ، أو أنّه يقدح فيه بالظنّ ، وكذا أورد الذهبي تضعيفه ببعض المنامات ، وأنّ ابن عدي نقل عنه عدّة روايات مناكير (4).

ولكنّه نقل أيضاً في نفس الموضع ما يردّ ذلك ، من أنّ أبان كان

ص: 51


1- خلاصة الأقول : 325 : القسم الثاني ، الباب (6) ، في الآحاد.
2- رجال ابن داود : 225 ، الجزء المختصّ بالمجروحين والمجهولين ، باب الهمزة ، رقم (2).
3- رجال ابن داوُد : 302 ، فصل 13 ، في من قيل : إنّه يضع الحديث ، رقم (1).
4- ميزان الاعتدال 1 : 124 ، حرف الألف ، رقم [ 15 ].

معروفاً بالخير ، وأنّ ابن عدي ، قال : أرجو أنّه لا يتعمّد الكذب ، وعامّة ما أُوتي به من جهة الرواة عنه ، فلاحظ.

أمّا ما ذكره ابن عدي من المناكير ، فهي مناكير حسب اعتقاده ، منها رواية أنّ الأُمّة ستقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وأنّ جبرائيل أرى النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) التربة التي يقتل بها الحسين ( عليه السلام ).

ونقل أيضاً أنّ الآخرين - غير شعبة - كانوا يسعون في أن يكفّ عن أبان ، وهو يصرّ على ذلك ، ممّا يوحي بوجود غاية خاصّة شخصيّة لشعبة في قدحه لأبان ، ولكنّه مع زعمه أنّه يكذب ، روى عنه ، أو حسب تعبيره شرب بول الحمار أو زنى ، كما أنّ ظنّه لا يغني عن الحقّ شيئاً ، وحال المنامات كما ترى.

وسفيان لم يقدح في شخصه كما فعل شعبة ، وإنّما قال : كان نسيّاً للحديث ، وهذا يرد على ما قاله شعبة فيه (1).

ونقل ابن حجر ( ت 852 ه- ) في التهذيب عن الفلاس أنّه متروك الحديث ، وهو رجل صالح ، وأنّ شعبة سيّء الرأي فيه ، وأنّ أحمد ، قال : كان له هوى ، ومنكر الحديث ، وأنّ أبا حاتم ، قال : كان رجلاً صالحاً ، ولكن بلي بسوء الحفظ ، وأنّ أبا زرعة ، قال : لا يتعمّد الكذب.

وقال ابن حبّان : كان من العبّاد ، ونقل بعض ما مرّ من كلام الذهبي أيضاً (2).

وقد أجبنا على بعضها ، ولكن في قولهم رجل صالح ، ومن العبّاد ، وأنّه لا يتعمّد الكذب ، ما يردّ قول القادحين والمضعّفين له بالأخصّ شعبة.

ص: 52


1- انظر أعيان الشيعة 2 : 102 ، وتهذيب المقال 1 : 188 ، وكتاب سُليم تحقيق الأنصاري 1 : 222.
2- تهذيب التهذيب 1 : 85 ، أبان بن أبي عيّاش.

أمّا قول أحمد : كان له هوى ، فيدلّ على أنّهم ضعّفوه لتشيّعه - كما سيأتي في كلام رجاليي الشيعة المتأخّرين - وأنّهم اتّهموه بسوء الحفظ ليردّوا روايته (1).

وأمّا كلمات المتأخّرين من أعلامنا ، فقد قال الاسترابادي ( ت 1028 ه- ) : إنّي رأيت أصل تضعيفه من المخالفين ، من حيث التشيّع (2).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) : الجزم بتضعيفه مشكل بعد تسليم مثل سُليم بن قيس كتابه إليه ، وخطابه بابن أخي ، ومن لاحظ حال سُليم بن قيس مال إلى كون الرجل متشيّعاً ممدوحاً ، وأنّ نسبة وضع الكتاب إليه لا أصل لها ، وإذا انضمّ إلى ذلك قول الشيخ أبي علي ( ت 1216 ه- ) في المنتهى : إنّي رأيت أصل تضعيفه من المخالفين من حيث التشيّع ، تقوّى ذلك ، والعلم عند اللّه تعالى ، بل بعد إثبات وثاقة سُليم - كما يأتي إن شاء اللّه - تثبت وثاقة أبان هذا بتسليمه الكتاب المذكور إليه (3).

وقال العلاّمة السيّد الأمين ( ت 1371 ه- ) : يدلّ على تشيّعه قول أحمد بن حنبل ، كما سمعت ، قيل : إنّه كان له هوى ، أيّ من أهل الأهواء ، والمراد به التشيّع ، والظاهر أنّ منشأ تضعيف الشيخ له قول ابن الغضائري ، وصرّح العلاّمة بأنّ ذلك منشأ توقّفه فيه كما سمعت ، وابن الغضائري حاله معلوم في أنّه يضعّف بكلّ شيء ، ولم يسلم منه أحد ، فلا يُعتمد على تضعيفه.

ص: 53


1- انظر منهج المقال : 15 ( الطبعة الحجريّة ) ، وأعيان الشيعة 2 : 102.
2- منهج المقال : 15 ( الطبعة الحجريّة ) ، ونقله عنه الشيخ أبو علي محمّد بن إسماعيل المازندراني في منتهى المقال 1 : 132.
3- تنقيح المقال : 1 : 3 ( الطبعة الحجريّة ).

وأمّا شعبة فتحامله عليه ظاهر وليس ذلك إلاّ لتشيّعه ، كما هي العادة ، مع أنّه صرّح بأنّ قدحه فيه بالظنّ ، وان الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً ، ولا يسوغ كلّ هذا التحامل بمجرّد الظنّ.

وقد سمعت تصريح غير واحد بصلاحه وعبادته وكثرة روايته وأنّه لا يتعمّد الكذب ، مع قول شعبة : إنّه يكذب على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وكثير ممّا ذكروه لا يوجب قدحه ، كما لا يخفى ، وجعلهم له منكر الحديث لروايته ما ليس معروفاً عندهم ، أو مخالفاً لما يروونه ، مثل حديث القنوت في الوتر قبل الركوع كما مرّ ، ومثل ما رواه حمّاد بن سلمة ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أُمّ سلمة ، قالت : كان جبرائيل عند النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) والحسين معي ، فبكي فتركته ، فدنا من النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال جبرائيل : أتحبّه يا محمّد ، قال : « نعم » ، إلى آخر ما جاء في الحديث ممّا قد يرون فيه شيئاً من الغلو. وأمّا الاعتماد على المنامات في تضعيف الرجال فغريب طريف ، مع أنّ بعض المنامات السابقة دلّ على حسن حاله (1).

وقال العلاّمة الشيخ موسى الزنجاني ( ت 1399 ه- ) : الأقرب عندي قبول رواياته ، تبعاً لجماعة من متأخّري أصحابنا ، اعتماداً بثقات المحدّثين ، كالصفّار ، وابن بابويه ، وابن الوليد ، وغيرهم ، والرواة الذين يروون عنه ، ولاستقامة أخبار الرجل ، وجودة المتن فيها (2).

وقال السيّد الأبطحي ( معاصر ) : لا يبعد كون قوله ( أي الشيخ الطوسي ) في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) : تابعي ضعيف ، مصحّف تابعي صغير ، كما يظهر من العامّة ، مدّعياً انّه ليس من كبار التابعين ، ويظهر ممّن ضعّفه

ص: 54


1- أعيان الشيعة 2 : 102.
2- الجامع في الرجال : 11.

من العامّة أنّ أبان بن أبي عيّاش كان من العبّاد ، فلعلّ التضعيف كان من جهة المذهب ...

ثمّ قال : أمّا تضعيف العامّة لأبان ، فلا يوجب وهناً فيه ، بعد ما كان أبان عاميّاً ثمّ استبصر ، فقد يضعّف مثله بما لا يضعّف به سائر الشيعة ، وسيّما إنّ أبان هو الذي لجأ إليه سُليم ، وهو الراوي لكتابه والناشر لحديثه ، وكأنّ أكثر تضعيفات العامّة لأبان عولا على شعبة ، فقد أكثر الوقيعة في أبان وتبعه غيره ... ، ثمّ ذكر بعض ما قاله شعبة ، وقال : وملخّص ما قالوا عن شعبة وغيره في تضعيفه أُمور :

أحدها : منامات ذكروها ...

وثانيها : رواية أبان عن أنس بن مالك.

وثالثها : رواية المناكير ، وعُدّ منها روايات في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإن شئت فلاحظ ميزان الاعتدال وغيره ، والأمر في ذلك كلّه واضح ، وهل إلاّ العناد؟ (1).

ونقل السيّد الخوئي ( قدس سره ) ( ت 1413 ه- ) أقوال المتقدّمين بعينها ولم يزد عليها (2).

وهذا جلّ ما ذكر في أبان ، وقد عرفت أنّ المضعّف له ابن الغضائري ، وعرفت حاله في التضعيف وحال كتابه.

ويظهر من الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) والعلاّمة ( ت 726 ه- ) وابن داود ( ت 707 ه- ) أنّهم اعتمدوا في تضعيفه على ابن الغضائري ، أو - على بعد - أنّ الشيخ أخذه من العامّة.

ص: 55


1- تهذيب المقال 1 : 189 ، 190.
2- معجم رجال الحديث 1 : 129 [ 22 ].

وتضعيفات العامّة قد مرّ الجواب عليها ، مع أنّها لا مورد لها هنا كما أشرنا سابقاً.

ثمّ وإن قبلنا قول ابن الغضائري والشيخ في تضعيفه ، ولكن قبول أعلام الطائفة لكتاب سُليم المنقول بطريق أبان - كما أشرنا إلى ذلك سابقاً - يكشف عن أنّه مقبول وغير مضعّف في نقله للكتاب ، وإن سلّمنا ضعفه في الرواية ، وقد عرفت سابقاً أنّه لم يكن ضعيفاً في الاعتقاد أيضاً.

ثمّ أيضاً لا تغفل أنّ الكلام هنا حول الروايات التي في كتاب سُليم الذي رواه عنه أبان ، فإنّه لا كثير فائدة في توثيق أبان بعد أن حصّلنا القول في الكتاب نفسه ، كما عرفت سابقاً ، فما جاء من الروايات عن الأئمّة بتصديق سُليم الذي ناول كتابه إلى أبان وقرأه عليه فهو - مع أنّه يفيد توثيق أبان أيضاً - كاف في اعتماد وتوثيق الكتاب الذي نقلنا روايات حديث الثقلين منه.

ص: 56

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة ) القرن الثاني الهجري

اشارة

ص: 57

ص: 58

(2) ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور ( النصف الثاني من القرن الثاني )
اشارة

(2) ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور (1)

( النصف الثاني من القرن الثاني )

الحديث :

وعنه (2) ، عن ابن أُذينة ، عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر : « أتاني المقبّض الوجه عمر بن قيس الماصر ، هو وأصحاب له ، فقال : أصلحك اللّه إنّا نقول : إنّ الناس كلّهم مؤمنون.

قال : فقلت : أما واللّه لو ابتليتم في أنفسكم وأموالكم وأولادكم ، لعلمتم أنّ الحاكم بغير ما أنزل اللّه بمنزلة سوء ( شرّ محتمل ) ، ولكنّكم عوفيتم ، ولقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، إذا فعل شيئاً من ذلك خرج منه روح الإيمان.

أمّا أنا فأشهد أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قد قال هذا ، فاذهبوا الآن حيث شئتم ، ولقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه ، وأهل بيتي ، فإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا علي الحوض.

قال : وقرن أصبعيه السبّابتين.

ص: 59


1- طبع مع أُصول أُخرى في كتاب واحد بعنوان ( كتاب الأُصول الستّة عشر ).
2- أي درست ، كما ذكر صريحاً في الروايات التي سبقت هذه الرواية.

قال : ولا أقول كهاتين السبّاحة ( سبابة ) والوسطى ; لأنّ أحدهما أطول من الأُخرى ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا ، أمّا أنا فأشهد أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قد قال هذا ، فاذهب أنت الآن وأصحابك حيث شئتم » (1).

درست بن أبي منصور :

قال الكشّي ( القرن الرابع ) في ما روي في أصحاب موسى بن جعفر وعلي بن موسى ( عليهما السلام ) : ... ، ثمّ درست بن أبي منصور : حمدويه (2) ، قال : حدّثني بعض أشياخي ، قال : درست بن أبي منصور واسطي ، واقفي (3).

وقال النجاشي ( ت 450 ه- ) : درست بن أبي منصور ، محمّد الواسطي ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن ( عليهما السلام ) - ومعنى درست أي صحيح - له كتاب يرويه جماعة (4).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : درست الواسطي ، له كتاب ، وهو ابن أبي منصور (5).

وذكره في رجال الصادق ( عليه السلام ) (6) ، والكاظم ( عليه السلام ) ، وقال في الأخير : درست بن أبي منصور ، الواسطي ، واقفي ، روى عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) (7).

وذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) في القسم الثاني من الخلاصة ، وقال : قال الكشّي : ابن أبي منصور ، واسطي ، كان واقفيّاً (8).

ص: 60


1- الأُصول الستّة عشر : 166.
2- قال في أوّل من ذكره من أصحابهما : سمعت حمدويه ...
3- رجال الكشّي : 555 ح 1049 ، وانظر التحرير الطاووسي : 197 [ 154 ].
4- رجال النجاشي : 162 [ 430 ] ، وانظر : معالم العلماء : 49 [ 326 ].
5- فهرست الطوسي : 186 [ 288 ].
6- رجال الطوسي : 203 [ 2594 ].
7- رجال الطوسي : 336 [ 5005 ] ، وانظر : عدّة الرجال 1 : 268 ، الفائدة الأُولى.
8- 8 - خلاصة الأقوال : 345 [ 1368 ] ، القسم الثاني ، وانظر : إيضاح الاشتباه : 181 [ 274 ].

ومثله ابن داود ( ت 707 ه- ) (1) ، وعدّه في حاوي الأقوال في الضعاف (2).

وناقش البهبهاني ( ت 1205 ه- ) في التعليقة على وقفه ، وقال : الحكم بوقفه لا يخلو من شيء ; لما مرّ في الفوائد ، وأنّ الظاهر أنّ حكم الخلاصة به ممّا ذكر في رجال الكاظم ( عليه السلام ) والكشّي ، وفي الظنّ أنّ ما في رجال الكاظم ( عليه السلام ) ممّا في رجال الكشّي.

وبالجملة : لا يبقى وثوق في عدم كونه منه ، وبعض أشياخ حمدويه غير معلوم الحال ، فليتأمّل ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته ، وكذا رواية علي بن الحسين (3) ، ورواية الجماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه ، وكذا كونه كثير الرواية ، وكون أكثرها سديدة مضمونها مفتى به ، معمول عليه ، إلى غير ذلك ممّا مرّ في الفوائد (4).

وأجاب الشيخ أبو علي ( ت 1216 ه- ) عليه : فالتوقّف في وقفه بعد شهادة عدلين مرضيين ، بل وعدول مرضيين ، لعلّه ليس بمكانه ، وقوله سلّمه اللّه : بعض أشياخ ... ، إلى آخره ، عجيب! إذ لا شكّ في كونه من فقهائنا ( رضي اللّه عنه ) ، مع أنّه سلّمه اللّه كثيراً ما يقول في أمثال المقام : إنّ المراد ليس مجرّد نقل القول ، بل الظاهر أنّه للاعتماد عليه والاستناد إليه ، فتأمّل جدّاً.

وما ذكره سلّمه اللّه من المؤيّدات لا ينافي الوقف أصلاً.

نعم ، لا يبعد إدخال حديثه في القوي ، وخروجه بذلك من قسم

ص: 61


1- رجال ابن داود : 245 [ 180 ] ، القسم الثاني ، وانظر : نقد الرجال 2 : 224 [ 1909 ].
2- حاوي الأقوال 3 : 460 [ 1553 ].
3- الظاهر أنّ ( الحسين ) تصحيف ( الحسن ).
4- منهج المقال : 138 ، الهامش.

الضعيف (1) ، ومثله المامقاني في تنقيحه (2).

وفي خاتمة المستدرك - بعد أن عدّ جماعة من الثقات رووا عنه - قال : وهؤلاء جماعة وجدنا روايتهم عن درست في الكتب الأربعة ، وفيهم : ابن أبي عمير ، والبزنطي ، اللذان لا يرويان إلاّ عن ثقة ، وفيهم من الذين أجمعت العصابة على تصحيح أخبارهم ، أربعة : هما ، والحسن بن محبوب ، وعبد اللّه بن بكير ، ويأتي في شرح أصل النرسي أنّ الإجماع المذكور من أمارات الوثاقة.

وفيهم من الثقات الأجلاّء غيرهم ، جماعة : كالوشّاء ، وابن سويد ، وابن نهيك ، وابن مهران ، وابن معبد الذي يروي عنه صفوان بن يحيى ، والحسين بن زيد ، وأبو شعيب المحاملي ، وابن أسباط ، وإبراهيم بن محمّد ابن إسماعيل ، وسعد بن محمّد ، الذين يروي عنهم علي الطاطري ، وقد قال الشيخ ( قدس سره ) : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريون.

وبعد رواية هؤلاء عنه لا يبقى ريب في أنّه في أعلى درجة الوثاقة ، ورواياته مقبولة وكتابه معتمد ، وقد تأمّل في التعليقة في وقفيّته ، ولعلّه في محلّه ، ولا حاجه لنا إلى شرحه (3).

ثمّ إنّه قد يستظهر من قول الكشّي ( القرن الرابع ) أنّه كان من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، ولكنّي لم أجد له رواية عن الرضا ( عليه السلام ) ، وظاهر الكشّي لا يلائم قوله بالوقف كما صرّح به الكلّ.

نعم ، روى الكليني ( ت 329 ه- ) رواية عن محمّد بن يحيى ، عن

ص: 62


1- منتهى المقال 3 : 216 [ 1125 ].
2- تنقيح المقال 1 : 417 [ 3880 ] ، وانظر : أعيان الشيعة 6 : 395 ، قاموس الرجال 4 : 274 [ 2762 ] ، معجم رجال الحديث 8 : 144 [ 4464 ].
3- خاتمة المستدرك 1 : 43 ، وانظر 4 : 288 [ 113 ] ، و 7 : 361 [ 885 ].

محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبيد اللّه الدهقان ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1) ، في باب ( ما لا يؤكل من الشاة وغيرها ).

ولكن هذه الرواية رواها البرقي ( ت 274 أو 280 ه- ) في المحاسن ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد (2).

والطوسي ( ت 460 ه- ) في التهذيب عن محمّد بن أحمد بنفس سند الكليني (3).

والراوندي ( ت 573 ه- ) في فقه القرآن (4) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) مجرّداً بدون ( الرضا ) ، وهو ينصرف إلى موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) ، بل إنّ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) ذكرها في الوسائل عن الكليني بدون ( الرضا ) (5) ، فتأمّل.

كما لم أجد رواية أُخرى لإبراهيم بن عبد الحميد عن الرضا ( عليه السلام ) غير ما في الكافي ، وإذا كان هو المُصرّح بوقفه فالمطلوب أوضح.

وبالتالي فإنّ المتيقّن أنّ درست بن أبي منصور كان من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، ولا يعلم أنّه بقي إلى عصر الرضا ( عليه السلام ) أو لا ، أو بالأحرى لا يعلم هل بقي إلى القرن الثالث أو لا ، فلاحظ.

أصل ( كتاب ) درست :

ذكر النجاشي ( ت 450 ه- ) طريقيه إليه ، وقال : له كتاب يرويه

ص: 63


1- الكافي 6 : 253 ، ح 1 ، باب : ما لا يؤكل من الشاة وغيرها.
2- المحاسن 2 : 263 [ 1836 ].
3- التهذيب 9 : 84 [ 313 ].
4- فقه القرآن 2 : 258.
5- الوسائل 24 : 171 ح 1 ، باب ما يحرم من الذبيحة ، وما يكره منها.

جماعة ، منهم سعد بن محمّد الطاطري ، عمّ علي بن الحسن الطاطري ، ومنهم محمّد بن أبي عمير ، أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه ، قال : حدَّثنا أحمد ابن جعفر ، قال : حدَّثنا حُميد بن زياد ، قال : حدَّثنا محمّد بن غالب الصيرفي ، قال : حدَّثنا علي بن الحسن الطاطري ، قال : حدَّثنا عمّي سعد بن محمّد أبو القاسم ، قال : حدَّثنا دُرست بكتابه ، وأخبرنا محمّد بن عثمان ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك ، قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عمير عن درست بكتابه (1).

وطريق الشيخ ( ت 460 ه- ) في الفهرست : أخبرنا بكتابه أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن درست ، ورواه حميد عن ابن نهيك ، عن درست (2).

وقال الصدوق ( ت 381 ه- ) في مشيخته : وما كان فيه عن درست بن أبي منصور ، فقد رويته عن أبي ( رحمه اللّه ) ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن درست بن أبي منصور الواسطي (3).

وطريق الصدوق إليه صحيح ، قاله في الخلاصة (4) ، وقال النوري ( ت 1320 ه- ) : رجال السند من الأجلاّء الثقات (5) ، وقال : وأمّا طريق الشيخ فهو مجهول في الفهرست بأحمد بن عمر بن كيسبة (6).

ص: 64


1- رجال النجاشي : 162 [ 430 ].
2- فهرست الطوسي : 186 [ 288 ].
3- من لا يحضره الفقيه 4 : 78 شرح مشيخة الفقيه.
4- خلاصة الأقوال : 441 ، الفائدة الثامنة ، وانظر : عدّة الرجال 2 : 129 ، الفائدة السادسة.
5- خاتمة المستدرك 4 : 288 [ 113 ].
6- خاتمة المستدرك 6 : 139 [ 274 ] ، وانظر : معجم رجال الحديث 8 : 146 [ 4464 ].

والنسخة التي اعتمد عليها صاحب البحار نسخة قديمة تحتوي على أُصول لرواة آخرين ، قال في أوّل البحار : مع أنّا أخذناهما ( يريد أصل النرسي والزرّاد ) من نسخة قديمة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ( النصف الأوّل من القرن الخامس ) ، وهو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ( النصف الثاني من القرن الرابع ) ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذها وسائر الأُصول المذكورة (1) بعد ذلك من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ( رحمه اللّه ) ( ت 385 ه- ) (2).

ولكنّه لم يذكر أصل درست ضمن هذه الأُصول في النسخة ، وسببه أنّ أوّل أصل درست كان ساقطاً.

قال النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة مستدركه في الفائدة الثانية : وكتاب درست وأخواته (3) ، إلى جزء من نوادر علي بن أسباط ، وجدناها مجموعة منقولة كلّها من نسخة عتيقة صحيحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ، وهو نقلها من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذ الأُصول المذكورة من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ، وهذه النسخة كانت عند العلاّمة المجلسي ( قدس سره ) ( ت 1111 ه- ) ، كما صرّح به في أوّل البحار ، ومنها انتشرت النسخ ، وفي أوّل جملة منها وآخرها يذكر صورة النقل.

ص: 65


1- يذكر ثلاثة عشر أصلا ، ولم يذكر أصل درست ، وسيأتي توضيحه في المتن.
2- البحار 1 : 43 ، توثيق المصادر.
3- الأُصول المذكورة في كتاب الأُصول الستّة عشر ، ما عدا كتاب ديّات ظريف : 134 ، ومختصر علاء : 149.

أمّا كتاب درست : فهو ساقط من أوّله (1) ، وفي آخره : تمّ كتاب درست ، وفرغت من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيوّب القمّي ( النصف الثاني من القرن الرابع ) أيّده اللّه ، سماعاً له عن الشيخ أبي محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيّده اللّه ، بالموصل ، في يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، والحمد لله ربِّ العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليماً (2).

ولكن في المطبوعة لم ترد صورة النقل في أوّلها ، ولم يذكر اسم الشيخ منصور بن الحسن الآبي وإن جاء اسمه في ضمن الكتاب ، وفي آخرها لا توجد جملة ( تمّ كتاب درست ) ، وإنّما يوجد ما بعدها ، والظاهر أنّه سقط من النساخ ; لأنّ الأحاديث الموجودة عن أصل درست مصدّرة باسمه (3).

وعلى هذه النسخة خطّ الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) ، هكذا : إعلم أنّي تتبّعت أحاديث هذه الكتب الأربعة عشر - أي عدا ديّات ظريف ومختصر علاء - فرأيت أكثر أحاديثها موجوداً في الكافي ، أو غيره من الكتب المعتمدة ، والباقي له مؤيّدات فيها ، ولم أجد فيها شيئاً منكراً سوى حديثين محتملين للتقيّة وغيرها ، حرّره محمّد العاملي (4).

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : وهذا الكتاب أيضاً من الكتب الموجودة الباقية على الهيئة الأوّليّة ، وترتيبها أوّله الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليماً ، رأيت نسخة منه في

ص: 66


1- الأُصول الستّة عشر : 158.
2- خاتمة المستدرك 1 : 38 ، الفائدة الثانية.
3- انظر الأُصول الستّة عشر من أوّله ، وصفحة 158 ، وصفحة 169 ( الأخيرة ).
4- كتاب الأُصول الستّة عشر : 170.

كربلاء عند السيّد إبراهيم بن السيّد هاشم القزويني المتوفّى ( 7 - 2 - 1360 ) ، وهي بخطّ السيّد علي أكبر بن السيّد حسين الحسيني ، فرغ من الكتابة في النجف ( 1286 ) وذكر أنّه استنسخها عن نسخة قوبلت من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين القمّي (1).

ولكن الجملة المذكورة على أنّها في أوّله غير موجودة في المطبوع ، والظاهر أنّه كذلك في النسخة الخطيّة ، لما عرفت من نصّ النوري على أنّها ساقطة الأوّل ، فقد تكون من زيادات الناسخ ; لأنّ هذه النسخة في كربلاء مأخوذة من تلك النسخة - الأصل - على أنّ آخر أصل درست فيه هذه الجملة ( والحمد لله رب العالمين ... ) كما عرفت فيما نقلنا من المطبوع ، فلعلّه كان سبق قلم من العلاّمة الطهراني عندما قال أوّلها ويريد آخرها.

ص: 67


1- الذريعة 6 : 330 ( 1889 ) ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة 1 ( القرن الرابع ) : 261 ، 321 ، 329، 2 ( القرن الخامس ) : 196.

ص: 68

(3) كتاب : الوصيّة لعيسى بن المستفاد ( النصف الثاني من القرن الثاني )
الحديث :

قال السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في الطرف (1) :

عن عيسى بن المستفاد ، قال : حدَّثني موسى بن جعفر ، قال : سألت أبي جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ... (2).

وعنه ، عن أبيه ، قال : لمّا حضرت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الوفاة دعا الأنصار ، وقال : « يا معشر الأنصار ، قد حان الفراق ، وقد دُعيت وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسعتم في السكنى ، وبذلتم لله مهج النفوس ، واللّه مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى.

وقد بقيت واحدة ، وهي تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها مقرون به جميعاً ، إنّي أرى أن لا يفرّق بينهما جميعاً ، لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الأُخرى كان جاحداً للأُولى ، ولا يقبل اللّه منه صرفاً ولا عدلا ».

قالوا : يا رسول اللّه ، فأَبنِ لنا نعرفها ، ولا نمسك عنها فنضلّ ونرتدّ

ص: 69


1- كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد مفقود ، ولا نعرف منه إلاّ ما نقله ابن طاووس في طرفه ، وما أوردناه منه.
2- طرف من الأنباء والمناقب : 115 ، الطرفة الأُولى.

عن الإسلام ، والنعمة من اللّه ومن رسوله علينا ، فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه ، [ وقد بلّغت ونصحت وأدّيت ، وكنت بنا رؤوفاً رحيماً ، شفيقاً مشفقاً ، فما هي يا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )؟ ] (1).

قال لهم : « كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّ الكتاب هو القرآن ، وفيه الحجّة والنور والبرهان ، وكلام اللّه جديد غضّ طريّ ، شاهد ومحكم عادل ، دولة قائد بحلاله وحرامه وأحكامه ، بصير به ، قاض به ، مضموم فيه ، يقوم غداً فيحاجّ به أقواماً ، فتزلّ أقدامهم عن الصراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ألا وأنّ الإسلام سقف تحته دعّامة ، ولا يقوم السقف إلاّ بها ، فلو أنّ أحدكم أتى بذلك السقف ممدوداً لا دعّامة تحته ، فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فهوى في النار.

أيّها الناس ، الدعّامة دعّامة الإسلام ، وذلك قوله تبارك وتعالى ( إليه يصْعَدُ الكَلِمُ الطيّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يرفَعُه ) ، فالعمل الصالح طاعة الإمام وليّ الأمر والتمسّك بحبل اللّه.

أيّها الناس ، ألا فهمتم ، اللّه اللّه في أهل بيتي ، مصابيح الهدى ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقرّ الملائكة ، منهم وصيّي وأميني ووارثي ، ومن هو منِّي بمنزلة هارون من موسى ، علي ( عليه السلام ) ، ألا هل بلّغت؟

واللّه يا معاشر الأنصار ، [ لتقرُّن لله ولرسوله بما عهد إليكم ، أو ليُضرَبن بعدي بالذلّ.

يا معشر الأنصار ] (2) ألا اسمعوا ومن حضر ، ألا إنّ باب فاطمة بابي ،

ص: 70


1- بين القوسين ساقط في بعض النسخ.
2- بين القوسين ساقط من بعض النسخ.

وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه ».

قال عيسى بن المستفاد : فبكى أبو الحسن ( عليه السلام ) طويلا ، وقطع عنه بقيّة الحديث ، وأكثر البكاء ، وقال : « هُتك - واللّه - حجاب اللّه ، هُتك - واللّه - حجاب اللّه ، هُتك - واللّه - حجاب اللّه ، وحجاب اللّه حجاب فاطمة ، يا أُمّه يا أُمّه ، صلوات اللّه عليها » (1).

عيسى بن المستفاد :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير ، روى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، ولم يكن بذاك (2).

وذكره الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست ، وسكت عنه (3) ، ومثله ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم (4).

وقال ابن الغضائري ( ت 411 ه- ) : ذكر له رواياته عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، وله كتاب الوصيّة لا يثبت سنده ، وهو في نفسه ضعيف (5).

ونقل في الخلاصة كلام النجاشي وابن الغضائري ، أورده في القسم الثاني المخصّص للضعاف أو من يردّ قوله أو يتوقّف فيه (6) ، ولكن ابن داود ( ت 707 ه- ) أورده في القسمين ، ورمز له في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) ، ونقل في الأوّل عن رجال الشيخ والفهرست والنجاشي أنّه لم يكن بذاك ، مع أنّه غير مذكور في رجال الشيخ (7) ، وفي الثاني أعاد ما ذكره أوّلا ، ولكنّه

ص: 71


1- طرف من الأنباء والمناقب : 143 ، الطرفة العاشرة.
2- رجال النجاشي : 297 [ 809 ].
3- فهرست الطوسي : 332 [ 521 ].
4- معالم العلماء : 86 [ 594 ].
5- رجال ابن الغضائري : 81 [ 100 ] ، وانظر : مجمع الرجال 4 : 306.
6- خلاصة الأقوال : 378 [ 1520 ] ، القسم الثاني.
7- رجال ابن داود : 149 [ 1176 ].

نسبه إلى النجاشي فقط (1).

ثمَّ ترجم في جامع الرواة : ( عيسى الضرير ) و ( عيسى الضعيف ) يرويان عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، واستظهر أنّهما واحد لاتّحاد الطريق (2) ، ووافقه التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس (3) ، والسيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) في المعجم (4) ، وأمّا المامقاني ( ت 1351 ه- ) فأستظهر اتّحادهما مع عيسى بن المستفاد أيضاً (5) ، مع أنّ صاحب القاموس استبعد ذلك (6).

أقول : إنّ ( عيسى الضرير ) أو ( عيسى الضعيف ) لم يرد ذكره في رجال الطوسي ولا البرقي في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بل لم يرد ذكره أصلا ، لا في هذين الكتابين ولا في بقيّة كتب الرجال ، وإنّما جاء في سند الروايات عن الإمام الصادق ( عليه السلام ).

نعم ، ذكر الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) عيسى بن عبد الرحمن السلميّ البجليّ ، كوفي (7) ، ولم يذكر

ص: 72


1- رجال ابن داود : 265 [ 384 ]. وانظر : نقد الرجال 3 : 396 [ 4062 ] ، إيضاح الاشتباه : 234 [ 453 ] ، هداية المحدّثين : 2. منتهى المقال 5 : 169 [ 2256 ] ، حاوي الأقوال 4 : 150 ، عدّة الرجال 1 : 246 ، جامع الرواة 1 : 654 ، تنقيح المقال 2 : 363 ، مع بعض الاشتباه نبّه عليه التستري في قاموس الرجال 8 : 331 [ 5824 ] ، معجم رجال الحديث 14 : 224 [ 9241 ] ، الوجيزة : 276 [ 1387 ] ، مجمع الرجال 4 : 306 ، بهجة الآمال 5 : 645.
2- جامع الرواة 1 : 651.
3- قاموس الرجال 8 : 319 [ 5802 ] و [ 5803 ].
4- معجم رجال الحديث 14 : 229 [ 9253 ] و [ 9254 ].
5- تنقيح المقال 2 : 361.
6- قاموس الرجال 8 : 319 [ 5803 ].
7- رجال الطوسي : 258 [ 3665 ].

عيسى بن المستفاد في أصحاب أيّ إمام من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، مع أنّه ذكره في الفهرست (1).

فإذا أخذنا بعين الاعتبار اتّحاد الاسم واللقب ، وأنّ المستفاد يمكن أن يكون لقب لعبد الرحمن ، أمكن القول باتّحادهما ، بل باتّحاد الجميع الضرير أو الضعيف وابن المستفاد وابن عبد الرحمن السلميّ البجليّ ، فإنّ الضعيف - كما هو الأصحّ على ما أشار إليه التستري ( ت 1415 ه- ) (2) ويحتمل العكس - قد روى عن الصادق ( عليه السلام ) في الكافي والفقيه والتهذيب (3) ، مع أنّ الشيخ لم يذكره في رجاله.

وقد يكون من القرينة على ذلك ما رواه الرضي ( ت 406 ه- ) في الخصائص بسند ، هو : حدّثني هارون بن موسى ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عمّار العجليّ الكوفي ، قال : حدَّثني عيسى الضرير ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال : ... ، وهي الطرفة الخامسة عشر من طرف السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) (4) ، كما وأورد رواية أُخرى بنفس السند ، ولكنّه ذكر الاسم هكذا : أبو موسى عيسى الضرير البجلي ، وهو في الطرفة السادسة عشر من الطرف (5).

فاكتفائه في الأوّل ب- ( عيسى الضرير ) ، وأضاف إليه في الثاني ( أبو موسى ) و ( البجلي ) يقرّبنا إلى المراد كما هو واضح ; لأنّ المراد بعيسى الضرير في السند هو ابن المستفاد ، بقرينة ذكر روايته في ضمن الطرف

ص: 73


1- فهرست الطوسي : 332 [ 521 ].
2- قاموس الرجال 8 : 319 [ 5803 ].
3- الكافي 7 : 295 ح 1 و 276 ح 4 ، من لا يحضره الفقيه 4 : 69 ح 12 ، التهذيب 10 : 187 ح 32 ، كتاب الديّات ، باب : القضايا في الديّات والقصاص.
4- طرف من الأنباء والمناقب : 157 ، الطرفة الخامسة عشر.
5- طرف من الأنباء والمناقب : 161 ، الطرفة السادسة عشر.

التي أكثرها عن ابن المستفاد عن الكاظم ( عليه السلام ).

ويبقى ما انفرد به النجاشي من أنّه من أصحاب أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، فالظاهر أن لا رواية له عن الجواد ( عليه السلام ) ، فهل يمكن حمل ( الثاني ) على الاشتباه وأنّه أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، كما عن ابن داود؟ اللّه أعلم!

كتاب الوصيّة :

لم يصلنا من كتاب عيسى بن المستفاد إلاّ ما نقله ابن طاووس في طرفه ، ولكنّه لم يصرّح بأنّه من كتاب الوصيّة لعيسى ، وإن استظهر الكلّ أنّه منه ; لأنّهم لم يذكروا لابن المستفاد كتاباً غيره ، ولأنّ ما نقله ابن طاووس ينطبق تماماً على اسم الكتاب ، ألا وهو ( الوصيّة ).

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : له كتاب الوصيّة ، رواه شيوخنا ، عن أبي القاسم جعفر ابن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو عيسى عبيد اللّه بن الفضل بن هلال بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن سليمان الصابوني ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو يوسف الوُحاظي والأزهر بن بسطام بن رستم والحسن بن يعقوب ، قالوا : حدَّثنا عيسى بن المستفاد ، وهذا الطريق طريق مصريّ فيه اضطراب ، وقد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران ، قال : حدَّثنا يحيى بن محمّد القصباني ، عن عبيد اللّه بن الفضل (1).

وقال الشيخ ( ت 460 ه- ) في الفهرست : له كتاب ، رواه عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان ، عنه (2) ، وهو ضعيف بعبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان (3).

ص: 74


1- رجال النجاشي : 297 [ 809 ].
2- فهرست الطوسي : 332 [ 521 ].
3- انظر : خاتمة المستدرك 9 : 246 [ 532 ] ، معجم رجال الحديث 14 : 224 [ 9241 ].

وقال ابن الغضائري ( ت 411 ه- ) : وله كتاب الوصيّة لا يثبت سنده (1).

ولكن المجلسي ( ت 1111 ه- ) قال - بعد أن أخرج عدّة روايات من الطرف - : انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف ممّا أخرجه من كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد ، وكتاب خصائص الأئمّة للسيّد الرضي ( رضي اللّه عنه ) ، وأكثرها مرويّ في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين الدين البياضي ( ت 877 ه- ) ، وعيسى وكتابه مذكوران في كتب الرجال ، ولي إليه أسانيد جمّة ، وبعد اعتبار الكليني ( رحمه اللّه ) الكتاب واعتماد السيّدين عليه لا عبرة بتضعيف بعضهم ، مع أنّ ألفاظ الروايات ومضامينها شاهدة على صحّتها (2).

ولا يخلو كلامه ( قدس سره ) من المناقشة.

وذكر الكتاب العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة أيضاً ، واستظهر وجود نسخة منه عند السيّد ابن طاووس من خلال كثرة نقله عنه في الطرف (3).

ص: 75


1- رجال ابن الغضائري : 81 [ 100 ] ، مجمع الرجال 4 : 306.
2- البحار 22 : 495.
3- الذريعة 25 : 103 [ 565 ] ، و 15 : 161 [ 1053 ].

ص: 76

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة ) القرن الثالث الهجري

اشارة

ص: 77

ص: 78

(4) صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بسند الطبرسي
اشارة

للإمام علي بن موسى بن جعفر الرضا ( عليه السلام ) ( ت 203 ه- ) الحديث :

حدّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : ...

وبإسناده ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « كأنّي دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما » (1).

الراوون عنها :

وعنها الصدوق ( ت 381 ه- ) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) (2).

ص: 79


1- صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 59 ح 83. وعنها في إثبات الهداة 1 : 112 ح 1. فصل (31) ، والبحار 23 : 145 ح 101.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 34 ح 40 ، الباب (31) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من أخبار مجموعة ، وفيه : « كأنّي قد دعيت » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

والقاسم بن محمّد بن علي ( ت 1029 ه- ) في الاعتصام بحبل اللّه المتين (1).

صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

ذكرها الشيخ الحرّ ( ت 1104 ه- ) في الكتب المعتمدة لديه وقال : رواية أبي علي الطبرسي (2) ، وذكر طريقه إليها (3).

وذكرها المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادره وقال : المسندة إلى شيخنا أبي علي الطبرسي ( رحمه اللّه ) بإسناده إلى الرضا ( عليه السلام ) (4) ، وقال في توثيقها : وكتاب الرضا ( عليه السلام ) من الكتب المشهورة بين الخاصّة والعامّة ، وروى السيّد الجليل علي بن طاووس منها بسنده إلى الشيخ الطبرسي ( رحمه اللّه ) ، ووجدت أسانيد في النسخ القديمة منه إلى الشيخ المذكور ومنه إلى الإمام ( عليه السلام ) ، وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار : كان يقول يحيى بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا : لو قرئ هذا الإسناد على أُذن مجنون لأفاق ، وأشار النجاشي في ترجمة عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي ، وترجمة والده راوي هذه الرسالة إليها ، ومدحها ، وذكر سنده إليها ، وبالجملة هي من الأُصول المشهورة ويصحّ التعويل عليها (5).

ص: 80


1- الاعتصام 1 : 133 ، فصل : فيما ورد من احاديث عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إنّه ترك في المسلمين كتاب اللّه تعالى وسنّته وعترته أهل بيته ... وفيه : وفي صحيفة علي بن موسى الرضى عن آبائه ، أباً فأباً ، إسناداً متّصلا عن علي عليه وعليهم السلام ، قال : « وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : كأنّي قد دعيت واُجبت » ، وفيه : « كتاب اللّه عزّ وجلّ حبل ... » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».
2- خاتمة الوسائل 30 : 156 [ 35 ] الفائدة الرابعة.
3- خاتمة الوسائل 30 : 186 ، الطريق الثاني والأربعون.
4- البحار 1 : 11.
5- البحار 1 : 30.

وقال الميرزا عبد اللّه الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) - بعد أن نقل قول المجلسي - : وأقول : فعلى قول النجاشي ، فالطبرسي من رواة هذه الرسالة لا أنّه جامعها ، فتأمّل.

ثمّ ذكر ما في أوّل نسخة الطبرسي ، ثمّ قال : ثمّ ليعلم أنّ لكتاب صحيفة الرضا ( عليه السلام ) طرقاً عديدة سوى طريق الشيخ الطبرسي من طرق الخاصّة والعامّة ، ولنذكر في هذا المقام طائفة من طرقها التي وصلت إلينا ممّا يتمّ به في المرام ، ثمّ ذكر أربع طرق أُخرى للصحيفة ، وقال : والظاهر أنّ هؤلاء الرجال كلّهم من طرق العامّة اللّهم إلاّ نادراً فليلاحظ. بعدها ذكر طريقين آخرين (1).

وهذه الأسانيد تنتهي كلّها إلى أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد الطائي ، عن أبيه ، عن الرضا ( عليه السلام ) (2).

وقال الميرزا النوري ( ت 1320 ه- ) : ويعبّر عنه أيضاً بمسند الرضا ( عليه السلام ) كما في مجمع البيان ، وبالرضويّات كما في كشف الغمّة ، وهو من الكتب المعروفة المعتمدة الذي لا يدانيه في الاعتبار والاعتماد كتاب صنّف قبله أو بعده ، وهو داخل في فهرست كتاب الوسائل ، إلاّ أنّ له نسخاً متعدّدة وأسانيد مختلفة ، ويزيد متن بعضها على بعض ، واقتصر صاحب الوسائل على نسخة الشيخ الطبرسي ( قدس سره ) وروايته ، وكأنّه لم يلتفت إلى اختلافها أو لم يعثر على باقيها ، وقد عثرنا على بعضها وأخرجنا منها ما ليس في نسخة الطبرسي ، فرأيت أن أُشير إلى الاختلاف وأذكر الطرق ، فلربّما وقف الناظر على خبر نقلته أو نقل منها ولا يوجد في النسخة المعروفة ، فلا يبادر إلى التخطئة ، وقد جمعها الفاضل الميرزا عبد اللّه في

ص: 81


1- رياض العلماء 4 : 346 ، 350.
2- الذريعة 15 : 17 [ 92 ].

رياض العلماء ، ونحن نسوقها بألفاظه ، ثمّ أورد ما ذكره صاحب الرياض.

ثمّ ذكر أنّه عثر على نسخة السند الأخير الذي ذكره صاحب الرياض ، وأنّ فيها ما ليس في مسند الشيخ الطبرسي ( قدس سره ) ، ثمّ قال : ويأتي في الفائدة الثالثة في ذكر مشايخ عماد الدين الطبري سند آخر إليها ذكره في كتابه بشارة المصطفى (1).

ثمّ ذكر طريق الطبرسي ( قدس سره ) ، وقال بعده : ولا يخفى أنّ من راجع كتب الصدوق سيّما عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، وأمالي المفيد ، وترجمة عبد اللّه وأبيه أحمد الطائي ، وغيرها ، علم أنّ هذه الصحيفة المباركة من الأُصول المشهورة المتداولة بين الأصحاب ، ثمّ أورد ما قاله النجاشي (2).

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : صحيفة الرضا ، المعبّر عنها بمسند الرضا ، وبالرضويّات أيضاً ، وصحيفة أهل البيت كما يظهر من بعض أسانيده ، وقد أحصى بعض الأصحاب أحاديثها فوجدها 240 حديثاً ، وهي منسوبة إلى الإمام على بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، مرويّة عنه بأسانيد متعدّدة (3).

وقال المير حامد حسين ( ت 1306 ه- ) صاحب عبقات الأنوار : ولا يخفى أنّ كتاب صحيفة الرضا ( عليه السلام ) من الكتب المعروفة المعتمدة ، والأُصول المشهورة المستندة ، وصحّة انتسابها إلى الإمام الرضا - عليه أزكى السلام والتحيّة والثناء - من خلال أقوال أكابر أعلام وأجلّة عظماء أهل السنّة ظاهر وواضح ، ثمّ أورد بعض أقوال أهل السنّة فيها (4).

ص: 82


1- بشارة المصطفى : 215 ، وذكره في خاتمة المستدرك 3 : 17.
2- خاتمة المستدرك 1 : 217.
3- الذريعة 15 : 17 [ 92 ].
4- عبقات الأنوار ( حديث مدينة العلم ، قسم السند ) 5 : 20 مترجم من الفارسية.

والنسخة المطبوعة المحقّقة من قبل الشيخ محمّد مهدي نجف ، هي النسخة المعروفة المشهورة في الأوساط العلميّة بنسخة الطبرسي ( رحمه اللّه ) ، وسندها : أخبرنا الشيخ الإمام الأجلّ العالم الزاهد الراشد ، أمين الدين ، ثقة الإسلام ، أمين الرؤساء ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي أطال اللّه بقاءه ، في يوم الخميس غرّة شهر اللّه الأصمّ رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام السعيد الزاهد أبو الفتح عبيد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أدام اللّه عِزّه ، قراءة عليه داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) غرّة شهر اللّه المبارك رمضان سنة إحدى وخمسمائة ، قال : حدّثني الشيخ الجليل العالم أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الحاتمي الزوزني ، قراءة عليه سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزني بها ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد ، حفدة العباس بن حمزة النيشابوري ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، قال : حدَّثني أبي سنة ستّين ومائتين ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ... (1).

وهذه النسخة محفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة المسجد الأعظم العامرة بقم المشرّفة ضمن المجموعة المرقّمة [ 2745 ] (2).

وقال المحقّق : امتازت هذه النسخة ، إضافة إلى كونها أقدم نسخة وصلت إلينا من الصحيفة ، برواية الشيخ الطبرسي ( قدس سره ) ، بسنده عن أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد الطائي ، وبقراءة المولى عبد الخالق بن المولى عبد

ص: 83


1- صحيفة الرضا : 39.
2- صحيفة الرضا : 27 ، وصف الأُصول المعتمدة.

العلي البيهقي على العالم الفاضل المولى حسين بن علي البيهقي السبزواري المشتهر بالكاشفي ، في أواخر شعبان سنة ( 872 ه- ) ، وبيان طريقه لرواية هذه الصحيفة ، نصّه :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي نوّر شجرة النبوّة بأنوار الهداة ، وزيّن حدائق الولاية بأزهار أسرار الكُمَّل الثقات ، والصلاة على مظهر جوامع الكلم المسلسلات محمّد وآله وعترته عيون المعارف العينيّة المخصّصات.

أما بعد ، فقد قرأ الصحيفة الرضويّة بتمامها المولى المعظّم ، افتخار الصلحاء ، زين الأتقياء ، جامع الصفات الرضويّة ، ومجمع الخلال المرضيّة ، مولانا نظام الملّة والدين عبد الخالق بن المولى الرفيع ، والعارف المنيع ، أُسوة العرفاء ، قدوة الطرفاء ، مولانا تاج الملّة والدين عبد العلي البيهقي أدام اللّه ظلّهما ، على الفقير الكسير الكثير التقصير حسين بن علي الواعظ المشتهر بالكاشفي ، غفر اللّه ذنوبه ، وستر عيوبه ، وأنا أرويها عن والدي روّح اللّه روحه ، وهو يرويه عن الفاضل العلاّمة محمّد بن عبد اللّه ، وهو عن شيخه الكامل تاج الدين إبراهيم بن القصاع الطبسي ، وهو عن شيخه الكامل مولانا تاج الدين علي تركة الكرماني ، وهو عن شيخه شيخ الإسلام غياث الدين هبة اللّه بن يوسف ، عن جدّه صدر الدين إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد الحموي ، عن ابن عساكر ، عن أبي روح الصوفي الهروي ، عن زاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكّاكي ، قال : أخبرنا أبوالقاسم بن حبيب ، قال : أخبرنا محمّد بن عبد اللّه ابن محمّد النيسابوري ، قال : أخبرنا ، أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه إلى حضرة الرسالة ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأنا أجزته أن يرويها

ص: 84

عنّي بالشرائط المعتبرة ، وكان ذلك في أواخر شعبان سنة اثني وسبعين وثمانمائة » (1).

وقد ذكر المحقّق في مقدّمته أحد عشر طريقاً آخر غير هذين الطريقين ، منها طريق الشيخ الصدوق ( رضي اللّه عنه ) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، وهو : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوري ، قال : حدَّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سُليمان الطائي بالبصرة ، قال : حدَّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة (2).

ولكنّه لم يذكر الطريقين الآخرين للصدوق ، وهي : وحدَّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوري ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد اللّه الهروي الشيباني ، عن الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ).

وحدَّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سُليمان الفرّاء ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ... (3).

وقال النجاشي ( ت 450 ه- ) في ترجمة أحمد بن عامر بن سُليمان

ص: 85


1- صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 27 ، وصف الأُصول المعتمدة.
2- عيون أخبار الرضا 2 : 28 ح 4 ، وصحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 14 ، نحن وأسانيد الصحيفة.
3- عيون أخبار الرضا 2 : 28 ح 4.

الطائي : قال عبد اللّه ابنه - في ما أجازنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم - حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا عبد اللّه ، قال : ولد أبي سنة سبع وخمسين ومائة ، ولقي الرضا ( عليه السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة ... ، رفع (1) إليّ هذه النسخة ( نسخة عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي ) أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الجندي ، شيخنا ( رحمه اللّه ) ، قرأتها عليه ، حدّثكم أبو الفضل عبد اللّه بن أحمد بن عامر ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا الرضا علي بن موسى ( عليه السلام ) ، والنسخة حسنة (2).

وكذا قال في ترجمة عبد اللّه بن أحمد بن عامر : روى عن أبيه ، عن الرضا ( عليه السلام ) نسخة ، قرأت هذه النسخة على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى ، أخبركم أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر عن أبيه ، عن الرضا ( عليه السلام ) (3).

وهذا أبو القاسم عبد اللّه بن عامر هو الذي تنتهي إليه طرق معظم النسخ.

وقد عرّف المحقّق في مقدّمته عدّة نسخ خطيّة للصحيفة :

منها : ما في خزانة مخطوطات مكتبة البحّاثة المحقّق الأُستاذ فخر الدين نصيري أميني ، وهي بتاريخ ( 761 ه- ).

ومنها : ما في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفي بقم وتاريخها ( 851 ه- ).

ومنها : في المكتبة الرضويّة وهي بتاريخ ( 881 ه- ).

ومنها : النسخة المار ذكرها سابقاً في مكتبة المسجد الأعظم بقم (4).

ص: 86


1- في طبعة أُخرى دفع.
2- رجال النجاشي : 100 [ 250 ].
3- رجال النجاشي : 229 [ 606 ].
4- صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 26 ، وصف الأُصول المعتمدة.

وقد طبعت الصحيفة مرّة أُخرى بتحقيق مدرسة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على نسخ خطيّة أُخرى إضافة إلى ما اعتمده الشيخ محمّد مهدي نجف ، وزادوا في أسانيد الصحيفة ، وأوصلوها إلى ( 80 ) سنداً (1).

ولصحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) أسانيد أُخرى تنتهي إلى داود بن سُليمان الغازي ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، أفردناها تحت عنوان مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، تمييزاً لها عمّا جاء برواية أحمد بن عامر الطائي.

ص: 87


1- صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) ( بتحقيق مدرسة الإمام المهدي ( عج ) ) ، مقدّمة التحقيق.

ص: 88

(5) مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) ( ت 203 ه- ) برواية داود بن سليمان الغازي
الحديث :

يقول الشيخ المجلسي ( ت 1111 ه- ) في سند هذا المسند (1) : وجدتُ بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبائي ، نقلا من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّي - قدس اللّه روحهما - ما هذه صورته : يروي السيّد الفقيه الأديب النسّابة شمس الدين أبو علي فخّار بن معد جزءاً فيه أحاديث مسندة عن علي بن موسى الرضا الإمام المعصوم - عليه الصلاة والسلام - قراءة على الشيخ أبي طالب عبد الرحمن بن محمّد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي ، وأنّهاه في ذي الحجّة سنة أربع عشرة وستمائة في منزل الشيخ بقرى واسط ، ورأيتُ خطّه له بالإجازة ، وإسناد الشيخ عن أبي الحسن علي بن أبي سعد محمّد بن إبراهيم الخبّاز الأزجي ، بقراءته عليه عاشر صفر سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي عبد اللّه الحسين ابن عبد الملك بن الحسين الخلاّل ، بقراءة غيره عليه ، وهو يسمع ، في يوم الجمعة رابع صفر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، عن الشيخ أبي أحمد حمزة بن فضالة بن محمّد الهروي بهراة ، عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم

ص: 89


1- هذا الحديث منقول من جزء فيه أحاديث وصل إلى العلاّمة المجلسي بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبائي ( الجباعي ).

ابن محمّد بن عبد اللّه بن يزداد بن علي بن عبد اللّه الرازي ثمّ البخاري ببخارى ، قرئ عليه في داره في صفر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني بقزوين ، قال : حدّثنا داود بن سليمان بن يوسف بن أحمد الغازي ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه عن آبائه بأسمائهم في كلّ سند إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ...

وبهذا الإسناد ، قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

داود بن سليمان الغازي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : داود بن سليمان بن جعفر أبو أحمد القزويني ، ذكره ابن نوح في رجاله ، له كتاب عن الرضا ( عليه السلام ) ... (2).

وذكره الطوسي ( ت 460 ه- ) في أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، وقال : داود ابن سليمان بن يونس بن أحمد الغازي ، أسند عنه ( عليه السلام ) ، روى عنه ابن مهرويه (3).

وذكره ابن داود ( ت 707 ه- ) في قسم الثقات من كتابه ، ونقل قول النجاشي (4).

وقال الكاظمي ( القرن الحادي عشر ) : ابن جعفر القزويني

ص: 90


1- البحار 10 : 366 ح 18 ، كتاب الاحتجاج.
2- رجال النجاشي : 161 [ 426 ] ، وانظر : جامع الرواة 1 : 304 ، مجمع الرجال 2 : 284 ، معجم رجال الحديث ، 8 : 113 [ 4407 ] ، منهج المقال : 135.
3- رجال الطوسي : 357 [ 5292 ] ، في أصحاب الرضا ( عليه السلام ).
4- رجال ابن داود : 90 [ 588 ] ، القسم الأوّل.

الممدوح (1) ، وعدّه في الحاوي في الضعفاء (2).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن نقل عبارة النجاشي - : وظاهره كونه إماميّاً ، واستظهر الوحيد من عبارة الجنابذي (3) كونه عاميّاً ، واستشهد لذلك بكون عادته وصل سنده إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، يعني أنّه يروي عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن علي ، عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) (4) وأنت خبير بأنّ مجرّد نقل الجنابذي كونه ممّن يروي عن الرضا ( عليه السلام ) لا يدلّ على كونه عاميّاً ، مع أنّ الموجود في عبارة الجنابذي كما تسمعها في ترجمة عبد اللّه بن العبّاس القزويني (5) إنّما هو سليمان بن داود لا داود بن سليمان ، فسهى قلم الوحيد ( رحمه اللّه ) في النسبة (6) ، وأمّا وصله السند إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فلا يدلّ على كونه عاميّاً ، إذ لعلّه لإلقاء الحجّة على الخصم ، وإلاّ فالعامّي

ص: 91


1- هداية المحدّثين : 199.
2- حاوي الأقوال 3 : 455 [ 1548 ].
3- انظر عبارة الجنابذي في كشف الغمّة 3 : 58 ، قال بعد أن ترجم للرضا ( عليه السلام ) روى عنه عبد السلام بن صالح الهروي ، وداود بن سليمان ، وعبداللّه بن العبّاس القزويني وطبقتهم.
4- منهج المقال ( مع تعليقة البهبهاني ) : 135 ، ولكنّه قال بعده : مع احتمال كون حاله مثل حال عبد السلام بن صالح. وقال في ترجمة عبد السلام بن صالح الهروي أبو الصلت ( ص 193 ) - بعد أن نقل قول الجنابذي أيضاً - : ربّما يتوهّم كونه عاميّاً من أمثال هذا ، وذكرنا مراراً أنّ أمثال هؤلاء ظهر من الخارج تشيّعهم ، نعم ، يشعر بأنّه مخالط للعامّة وراو لأحاديثهم كما ذكره ( رحمه اللّه ) ، أي الاسترابادي.
5- تنقيح المقال 2 : 195 ، منهج المقال ( التعليقة ) : 204.
6- الموجود في كشف الغمّة داود بن سليمان ، وكذا في ترجمة عبد السلام بن صالح أبو الصلت في تعليقة الوحيد ( ص 193 ) ، فالظاهر أنّه ( رحمه اللّه ) سهى قلمه في ترجمة عبداللّه بن العبّاس القزويني ( ص 204 ) وقلب الاسم ، ولم يكن السهو منه في أنّ من ترجم له هو ما ذكره الجنابذي ، فتأمّل.

الذي لا يقول بإمامتهم لا يعتمد غالباً على روايتهم ( عليهم السلام ) أيضاً. وبالجملة : فلا يرفع اليد عن ظاهر كلام النجاشي الذي أصّلنا في الفائدة التاسعة عشرة دلالة عنوانه للرجل من دون غمز في مذهبه على كونه إماميّاً ، بمثل هذه الأوهام نعم ، لم يرد في الرجل ما يلحقه بالحسان نعم ، في المشتركات أنّه ممدوح ، انتهى (1).

ولكن المفيد ( ت 413 ه- ) قال في الإرشاد : فصل : فممّن روى النصّ على الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ) بالإمامة من أبيه ، والإشارة إليه منه بذلك ، من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته : ... وداود ابن سليمان (2).

ثمّ روى عنه وقال : بهذا الإسناد ، عن محمّد بن علي ، عن أبي علي الخزّاز ، عن داود بن سيلمان ، قال : قلت لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) : إنّي أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك ، فأخبرني من الإمام بعدك؟ فقال : « ابني فلان » ، يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) (3).

والظاهر أنّه نقلها من الكافي (4).

فقال التفرشي ( القرن الحادي عشر ) في ترجمة داود بن سليمان بن جعفر أبي أحمد القزويني : ويحتمل أن يكون هذا هو الذي ذكره المفيد ( رحمه اللّه ) في إرشاده ، حيث قال : ... ، ونقل ما في كلام المفيد (5).

ص: 92


1- تنقيح المقال 1 : 410 ، وانظر : أعيان الشيعة 6 : 372.
2- إرشاد المفيد ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد المجلّد 11 ) 2 : 248.
3- إرشاد المفيد ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد المجلّد 11 ) 2 : 251.
4- الكافي 1 : 313 ح 8 ، كتاب الحجّة ، باب : الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ). وعن الكليني ، الطوسي في الغيبة : 4. وأيضاً أعلام الهدى 2 : 46.
5- نقد الرجال 2 : 213 [ 1882 ].

وعلّق عليه البهبهاني ( ت 1205 ه- ) بقوله : واحتمل في نقد الرجال كونه هو الذي وثّقه المفيد ، ولعلّه لا يخلو عن بعد ، فتأمّل (1).

ونقل الشيخ أبو علي ( ت 1216 ه- ) عن تعليقة البهبهاني ، قوله : إلاّ أنّ اتّحاد الذي وثّقه المفيد مع المذكور عن النجاشي محلّ نظر ، وإن احتمله فى النقد أيضاً (2). وهذه العبارة غير موجودة في التعليقة ، فلعلّها من كلام أبي علي نفسه.

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في ترجمة القزويني في نهاية كلامه الذي أوردناه آنفاً : وأمّا احتمال كون الرجل هو الآتي الذي وثّقه المفيد ( رحمه اللّه ) ، فهو كما ترى ، فتدبّر.

ثمّ ترجم مباشرة لداود بن سليمان الذي ذكره المفيد ، وساق كلام المفيد وما رواه عنه في النصّ على الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، والرواية التي بعدها عن نصر بن قابوس ، ثمّ قال : فإنّ خبر داود نصّ في كونه إماميّاً ، وقال أيضاً : وعلى كل حال فوثاقة داود بن سليمان ينبغي الإذعان بها بشهادة المفيد ( رحمه اللّه ) ، واتّحاده مع سابقه غير بعيد ، واللّه العالم (3).

وعلّق في القاموس ، أقول : الأصل في روايته ، الكافي في النصّ عليه ( عليه السلام ) ، وقد نقل الجامع (4) خبر الكافي في داود بن سليمان الحمّار الكوفي لا القزويني.

فإن قيل : إنّ الحمّار لم ينقل روايته عن غير الصادق ( عليه السلام ).

قلت : القزويني أيضاً لم ينقل روايته عن غير الرضا ( عليه السلام ) أيضاً ، وهذا

ص: 93


1- تعليقة البهبهاني : 135.
2- منتهى المقال 3 : 201 ، وانظر : خاتمة المستدرك 7 : 358 [ 872 ].
3- تنقيح المقال 1 : 410.
4- جامع الرواة 1 : 304.

روى عن الكاظم ( عليه السلام ) (1).

وقال أيضاً في ترجمة داود بن سليمان الحمّار : بل يتّحد معه أيضاً داود ابن سليمان الآتي عن الإرشاد (2).

أقول : هذه الرواية التي رواها الكليني والمفيد ، رواها الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبي علي الخزاز ، عن داود الرقي ، لا داود بن سليمان ، قال : نصّ آخر : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن محمّد الحجال وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي علي الخزّاز ، عن داود الرقي ، قال : قلت لأبي إبراهيم - يعني موسى الكاظم ( عليه السلام ) - : فداك أبي ، إنّي كبرت وخفت أن يحدث بي حدث ولا ألقاك فأخبرني من الإمام من بعدك؟ فقال : « ابني علي ( عليه السلام ) » (3).

ولا يخفى أتمّية عبارة هذه الرواية ممّا موجود في الكافي ، ولكن الكافي مقدّم عند الكلّ ، فتأمّل.

وعلى كلّ ، قد دار الاحتمال بين ثلاثة :

فإمّا على كونه داود الرقي ، فلا يكون له علاقة بالمترجم له.

وإمّا على كونه الحمّار ، فإنّ في الرواية : « إنّي أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك » ، ويوضّح ذلك في الرواية الثانية - على فرض أنّهما رواية واحدة - فإنّ فيها : « إنّي كبرت وخفت أن يحدث بي حدث ولا ألقاك »

ص: 94


1- قاموس الرجال 4 : 244 [ 2729 ].
2- قاموس الرجال 4 : 243 [ 2727 ].
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 33 ح 8 ، الباب : (4).

فيظهر منه أنّه كان كبير السن ، وخاف الحدث في وقت سؤاله للإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وكبر سنّه يرجّح كونه قد صحب الإمام الصادق ( عليه السلام ) قبل ذلك ، ثمّ صحب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وسأله عن الإمام بعده.

ومن خلال هذا يتّضح الأمر في الاحتمال الثالث وبُعد كونه الغازي القزويني ، خاصّة وقد عدّه صاحب الجامع الحمّار ، وهو خرّيت الصناعة.

وقد ترجم للغازي الرافعي ( ت 623 ه- ) في التدوين ، قال : داود بن سليمان بن يوسف الغازي أبو أحمد القزويني ، شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، ويقال : إنّ علياً كان مستخفياً في داره مدّة مكثه بقزوين ، وله نسخة عنه يرويها أهل قزوين عن داود ، كإسحاق بن محمّد ، وعلي بن محمّد بن مهروية ، وغيرهما ... (1).

وقال أيضا في ترجمة الرضا ( عليه السلام ) : قد اشتهر اجتياز علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) بقزوين ، ويقال : إنّه كان مستخفياً في دار داود بن سليمان الغازي ، روى عنه النسخة المعروفة ، روى عنه إسحاق بن محمّد ، وعلي ابن محمّد بن مهرويه ، وغيرهما (2).

وقد ضعّفه العامّة وكذّبه الذهبي ، كما ذكر ذلك صاحب الأعيان ، وأجاب عليه : ويظهر ممّا مرّ أنّ تكذيب الذهبي له المعلوم حاله ، إنّما هو لروايته من الفضائل ما لا تقبله عقولهم ، مع أنّه ليس فيما نقلوه من الروايات عنه نكارة ، ولا ما يوجب الجزم بكذبه. وقول ابن حجر عن بعضها : إنّه ركيك اللفظ ، لعلّه من هذا القبيل ، والأحاديث لم تنقل لبيان الفصاحة والبلاغة ، ولو جاءت هذه الأحاديث لبيان ما يوافق الهوى لم

ص: 95


1- 1 - التدوين في أخبار قزوين 3 : 3
2- التدوين في أخبار قزوين 3 : 428.

يلتفت إلى أنّها ركيكة أو قويّة (1).

وعلى كلّ حال فالرجل مسكوت عنه في كتبنا لم يذكر بمدح أو قدح ، سوى أنّه من أصحاب الرضا ( عليه السلام ).

مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) برواية داود بن سليمان الغازي :

ذكر النجاشي ( ت 450 ه- ) أنّ له كتاباً ، قال : له كتاب عن الرضا ( عليه السلام ) ، أخبرني محمّد بن جعفر النحوي ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمّد الفرزدق القطعي ، قال : حدَّثنا أبو حمزة بن سليمان ، قال : نزل أخي داود بن سليمان ، وذكر النسخة (2).

وقد مرّ عن رجال الطوسي أنّه أسند عن الرضا ( عليه السلام ) ، وروى عنه ابن مهرويه (3).

وهناك نسخة مطبوعة برواية ابن مهرويه ، حققّها السيّد محمّد جواد الجلالي ، وقدّم لها السيّد محمّد حسين الجلاّلي مقدّمة ضافية ترجم فيها للغازي القزويني ، وذكر عدّة طرق للنسخة ، وطريقه إليها أيضاً ، ومواصفات وسند النسخة المعتمدة الموجودة في مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي بقم برقم ( 5358 ) (4).

ص: 96


1- أعيان الشيعة 6 : 373.
2- رجال النجاشي : 161 [ 426 ].
3- رجال الطوسي : 357 [ 5292 ].
4- انظر مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) برواية داود بن سليمان الغازي ، تحقيق السيّد محمّد جواد الحسيني الجلالي ، المقدّمة التي كتبها السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي للكتاب.

أمّا النسخة التي أوردنا منها حديث الثقلين ، فهي جزء فيه أحاديث بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبائي ( الجباعي ) وصلت إلى العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) ، وأوردها في البحار ، قال : وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبائي نقلاً عن خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكي ( قدس سرهما ) ما هذه صورته :

يروي السيّد الفقيه الأديب النسّابة شمس الدين أبو علي فخار بن معد ، جزءاً فيه أحاديث مسندة ، عن علي بن موسى الرضا الإمام المعصوم عليه الصلاة والسلام ، قراءة على الشيخ أبي طالب عبد الرحمن بن محمّد ابن عبد السميع الهاشمي الواسطي ، وأنهاه في ذي الحجّة سنة أربع عشرة وستمائة في منزل الشيخ بقرى واسط ، ورأيت خطّه له بالإجازة ، وإسناد الشيخ عن أبي الحسن علي بن أبي سعد محمّد بن إبراهيم الخبّاز الأزجي ، بقراءته عليه عاشر صفر سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي عبد اللّه الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلاّل ، بقراءة غيره عليه ، وهو يسمع ، في يوم الجمعة رابع صفر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، عن الشيخ أبي أحمد حمزة بن فضالة بن محمّد الهروي بهراة ، عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن يزداد بن علي بن عبد اللّه الرازي ثمّ البخاري ببخارى ، قرئ عليه في داره في صفر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني بقزوين ، قال : حدَّثنا داود بن سليمان بن يوسف بن أحمد الغازي ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) بأسمائهم في كلّ سند إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) « الإيمان إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالأركان ».

ص: 97

قال علي بن مهرويه : قال أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي : قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق ، قال الشيخ أبو إسحاق : سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، يقول : كنت مع أبي بالشام ، فرأيت رجلا مصروعاً ، فذكرت هذا الإسناد ، فقلت : أُجرب هذا ، فقرأت عليه هذا الإسناد ، فقام الرجل ينفض ثيابه ، ومرّ ... (1).

ص: 98


1- البحار 10 : 366.
(6) أصل ( كتاب ) محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ( القرن الثالث )
الحديث :

حدَّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري - أيّده اللّه - قال : حدَّثنا محمّد بن همام ، قال : حدَّثنا حميد بن زياد الدهقان ، قال : حدَّثنا أبو جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزّاز (1) :

قال : حدَّثنا محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ... ، ثمّ أورد عدّة روايات (2) ، ثمّ بعده :

جعفر بن محمّد ، عن ذريح ، قال : حدَّثني عمر بن حنظلة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) « إنّ رسول اللّه مرّ على قبر قيس بن فهد الأنصاري ...

قال : وقال : « نحن ورثة الأنبياء ».

قال : « وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فنحن أهل بيته » (3).

ص: 99


1- إلى هنا سند رواية أصل الحضرمي ، بطريق هارون بن موسى التلعكبري.
2- الأُصول الستّة عشر : 83 ، أصل محمّد بن المثنى الحضرمي.
3- الأُصول الستّة عشر : 87 - 88 ، أصل محمّد بن المثنى الحضرمي.
محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن مثنى بن القاسم ، كوفي ، ثقة له كتاب (1).

وقال العلاّمة ( ت 726 ه- ) : محمّد بن مثنى بن القاسم ، كوفي ثقة (2). ومثله ابن داود ( ت 707 ه- ) ، ورمز له : لم ( جش ) (3) ، أيّ رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، والنجاشي.

ولكن الشيخ ( ت 460 ه- ) في الفهرست عنونه : محمّد بن القاسم بن المثنى ، له كتاب (4) ، ولم يذكره في رجاله بأيّ من العنوانين.

وعلّق على ذلك التفرشي ( القرن الحادي عشر ) في النقد بقوله : ويحتمل أن يكون هذا والذي سيجيء بعنوان : محمّد بن المثنى بن القاسم واحد (5) ، ونقله البهبهاني في التعليقة ، وأضاف : وهو الظاهر بقرينة الرواة (6).

فإنّ طريق النجاشي للكتاب نفس طريق الطوسي ، كما سيأتي.

وأضاف أبو علي الحائري ( ت 1216 ه- ) : ويؤيّده عدم وجود ابن القاسم بن المثنى في غير الفهرست ، ويعضده وجود مثنى بن القاسم دون القاسم بن المثنى ، فتدبّر (7).

ص: 100


1- رجال النجاشي : 371 [ 1012 ].
2- خلاصة الأقوال : 264 [ 941 ] ، القسم الأوّل ، وانظر : حاوي الأقوال 2 : 276 [ 640 ] ، منتهى المقال 6 : 175 [ 2848 ].
3- رجال ابن داود : 182 [ 1491 ] ، القسم الأوّل ، وانظر : معالم العلماء : 109 [ 734 ] ، وعنونه : محمّد بن القاسم المثنى ، والبلغة : 414.
4- فهرست الطوسي : 431 [ 675 ].
5- نقد الرجال 4 : 301 [ 5013 ] ، وانظر : تنقيح المقال 3 : 175 [ 11269 ].
6- منهج المقال ( مع تعليقة البهبهاني ) : 316.
7- منتهى المقال 6 : 163 [ 2829 ].

أقول : إنّ المثنى بن القاسم الحضرمي يوجد عند النجاشي والطوسي ، وعدّه الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) (1) ، بينما القاسم بن المثنى لم يرد ذكره في أيّ من كتب الرجال.

وقد تأمّل المامقاني ( ت 1351 ه- ) في اتّحادهما (2).

وعلّق عليه التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس : أقول : يقرّب اتّحادهما أنّ فهرست الشيخ والنجاشي موضوعهما واحد ، واقتصر الفهرست على هذا والنجاشي على ذاك ، وروى كتاب ذاك ككتاب هذا ( حميد ، عن أحمد ، عنه ) ، والتقديم والتأخير في أسماء النسب يقع كثيراً ، ويأتي أَصَحّيّة ذاك (3).

وقال أيضاً تحت عنوان محمّد بن المثنى بن القاسم : أقول : وبدّله الشيخ في الفهرست بما مرّ من ( محمّد بن القاسم بن المثنى ) ، فطريق كلّ منهما إلى كتابه ( حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه ) ، والصواب ما هنا ، فمن الأُصول الأربعمائة - ولقد وقفت على أربعة عشر منها في مكتبة المحدّث الجزائري - أصل ( محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ) ، وأكثر أخباره : عن جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ، عن ذريح المحاربي ، عن الصادق ( عليه السلام ) (4) ، وكذلك أصل جعفر بن محمّد بن شريح ، فيه : محمّد بن المثنى بن القاسم ، قال : حدَّثنا جعفر (5) (6).

ص: 101


1- رجال النجاشي : 414 [ 1104 ] ، فهرست الطوسي : 468 [ 748 ] ، رجال الطوسي : 305 [ 4496 ].
2- تنقيح المقال 3 : 175.
3- قاموس الرجال 9 : 525 [ 7184 ].
4- انظر الأُصول الستّة عشر : 83 ، فما بعده.
5- انظر الأُصول الستّة عشر : 60.
6- قاموس الرجال 9 : 543 [ 7219 ].

أقول : وهذا هو الأقرب ، لما مرّ من انفراد الفهرست بذكره ، ولروايته عن أبيه ( المثنى بن القاسم ) كما في الكافي (1) ، مع عدم ذكر القاسم بن المثنى في كتب الرجال ، وإنّما الموجود مثنى بن القاسم ، كما مرّ ، ولوحدة الطريق في النجاشي والفهرست.

وبقي هناك شيء وهو : إنّ التفرشي بعد أن ذكر محمّد بن المثنى بن القاسم بأنّه كوفي ثقة ، عنون بعده : محمّد بن المثنى الأزدي الكوفي ، من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، نقله عن رجال الشيخ (2) ، ثمّ قال : وكأنّهما واحد (3) ).

وأضاف التستري ( ت 1415 ه- ) : أنّه لا مانع من اتّحادهما إلاّ اختلاف اللقب بينهما ، فأحدهما حضرمي والآخر أزدي (4).

أقول : ويمنع من ذلك أيضاً أنّ الشيخ نصّ على أنّ الأزدي من رجال الصادق ( عليه السلام ) (5) ، بينما الحضرمي ينقل عن الصادق ( عليه السلام ) بواسطتين (6) ، وأنّ أباه كان من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) (7).

وقال الأردبيلي ( ت 1101 ه- ) في جامع الرواة تحت عنوان محمّد ابن مثنى الأزدي : الحسين بن سيف ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن محمّد بن المثنى ، عن رجل من بني نوفل بن عبد المطّلب ، عن أبي جعفر محمّد بن

ص: 102


1- الكافي 2 : 72 ح 2 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب : الاعتراف بالتقصير ، وانظر : معجم رجال الحديث 18 : 193 [ 11691 ] ، و 194 [ 11694 ].
2- رجال الطوسي : 295 [ 433 ] ، أصحاب الصادق ( عليه السلام ).
3- نقد الرجال 4 : 311 [ 5039 ] ، ويظهر من المحقّق أنّه لم يفرد الأزدي برقم خاص.
4- قاموس الرجال 9 : 543 [ 7219 ].
5- رجال الطوسي : 295 [ 433 ].
6- الأُصول الستّة عشر : 83 ح 1 ، أصل محمّد بن المثنى الحضرمي.
7- رجال الطوسي : 305 [ 4496 ].

علي ( عليهما السلام ) ، في كتاب الروضة أي من الكافي (1) (2).

ولكن قال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في التنقيح : ولم أفهم من أين تعيّن عنده أنّ محمّد بن المثنى فيه هو الأزدي ، فلعلّه الآتي ( يقصد محمّد ابن المثنى الحضرمي ) ، لكنّه لمهارته في الفنّ وخبرته يعتمد على قوله (3).

أقول : تعيّن ذلك ; لأنّه يروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) بواسطة واحدة ، فيكون هو الأزدي الذي هو من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بينما الحضرمي يروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) بثلاثة وسائط (4) ، وأنّ أباه كان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).

ومن هذا يظهر خطأ العلاّمة النوري ( ت 1320 ه- ) عندما ذكر أنَّ سيف بن عميرة يروي عن محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ، كما في روضة الكافي (5).

أصل ( كتاب ) محمّد بن المثنى الحضرمي :

ذكر النجاشي ( ت 450 ه- ) طريقه إليه ، فقال : له كتاب ، أخبرنا الحسين ، قال : حدَّثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا حُميد ، قال : حدَّثنا أحمد ، عن محمّد بن المثنى بكتابه (6).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) عند ذكر طريقه إليه : ... له كتاب ،

ص: 103


1- الكافي 8 : 303 ، الروضة ، بعد حديث أبي ذر.
2- جامع الرواة 2 : 178.
3- تنقيح المقال 3 : 178 [ 11311 ].
4- الأُصول الستّة عشر : 87 ، أصل محمّد بن المثنى الحضرمي ، وهو الحديث الذي أوردناه في المتن.
5- خاتمة المستدرك 1 : 77 ، الفائدة الثانية.
6- رجال النجاشي : 371 [ 1012 ] ، وانظر : معالم العلماء : 109 [ 734 ].

رويناه بهذا الإسناد ، عن حُميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه (1) ، ومراده بهذا الإسناد : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل ، عن حُميد ... (2).

والظاهر من طريقيهما أنّه واحد : عن حُميد ، عن أحمد ، عنه (3).

وقال النوري ( ت 1320 ه- ) : فيه أبو المفضّل ، عن حميد ، في الفهرست (4).

وقال السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) : فطريق الشيخ إليه ضعيف بأبي المفضّل (5).

ووصلت نسخة من هذا الأصل إلى العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) ، قال في أوّل البحار : مع أنّا أخذناهما ( أصل النرسي وزيد الزرّاد ) من نسخة قديمة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ، وهو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذهما وسائر الأُصول المذكورة بعد ذلك ( الاثنا عشر أصل الباقية ، ومنها أصل محمّد بن المثنى الحضرمي ، كما سيصرّح به بعد ذلك ) من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ( رحمه اللّه ) (6).

ثمّ قال : وكتاب محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي وثّق النجاشي مؤلّفه ، وذكر طريقه إليه.

ص: 104


1- فهرست الطوسي : 431 [ 675 ].
2- فهرست الطوسي : 427 [ 665 ].
3- انظر : قاموس الرجال 9 : 543 [ 7219 ] ، معجم رجال الحديث 18 : 169 [ 11628 ] ، منهج المقال ( مع تعليقة البهبهاني ) : 316 ، الهامش.
4- خاتمة المستدرك 6 : 299 [ 659 ].
5- معجم رجال الحديث 18 : 169 [ 11628 ].
6- البحار 1 : 43 ، توثيق المصادر.

وفي النسخة القديمة المتقدّمة أُورد سنده ، هكذا : حدَّثنا الشيخ هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمّد بن همام ، عن حُميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزّاز ، عن محمّد بن المثنى .. (1).

وصرّح الشيخ النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمته بأنّه وقف على نفس نسخة المجلسي ، وذكر ما ذكره المجلسي عنها (2).

ثمّ قال بخصوص أصل محمّد بن المثنى الحضرمي - بعد أن ذكر طريق النجاشي إليه - : وبملاحظة ما ذكرنا لا ريب في اعتبار الكتاب والاعتماد عليه ، وذكر في آخر الكتاب حديثين من غير توسّط محمّد ، ووصف فيه أحمد ، هكذا : بالإسناد إلى حُميد بن زياد ، عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزّاز ، ينزل في طاق [ زهير ] ، ولقيه بزيع ، قال : حدَّثني علي بن عبيد اللّه ... إلى آخره (3).

وفي المطبوع قبل هذين الحديثين ، هكذا : ( صورة ما كان في المستنسخة ) هذا آخر حديث محمّد بن المثنى الحضرمي ، ويتلوه حديث محمّد بن جعفر القرشي ، بلغ النسخة مقابلة مع النسخة المكتوب منها ، وفيها بلغ مقابلة مع نسخة الأصل ، ثمّ كان سطراً خالياً من السواد والكتاب بياضاً ، ثمّ بعده الحديثين السابقين ، ثمّ حديث جعفر بن محمّد القرشي (4).

وذكر الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة بأنّه من الأُصول الباقية على هيئتها الأوّليّة (5).

ص: 105


1- البحار 1 : 44 ، توثيق المصادر ، وقد مرّ هذا السند في المتن.
2- خاتمة المستدرك 1 : 38.
3- خاتمة المستدرك 1 : 77 ، وذكر هنا أنّ سيف بن عميرة يروي عنه ، وهو غير صحيح ، وقد نبّهنا على ذلك سابقاً في المتن ، فراجع.
4- الأُصول الستّة عشر : 93.
5- الذريعة 6 : 364 [ 2247 ].

ص: 106

مؤلّفات الفضل بن شاذان الأزدي ( ت 260 ه- )
(7) كتاب : الإيضاح
الحديث :

في ردّه على ادّعاء العامّة أنّ زيد بن ثابت ، قال في امرأة تركت زوجها وأمّها وأختها لأبيها وأمّها : للزوج النصف ثلاثة أسهم ... ، قلنا : ... فيامن لا يعرف ثلثاً من نصف ، ولا يعرف سدساً من سبع ، ولا ثمناً من تسع ، ثمّ صار يدّعي الفقه والحكومة فيه ، ألا يدع الفقه والعلم لأهله؟ ومن يقول في الحكم بقول اللّه وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )؟ وأنتم تروون عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « قد خلّفتُ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تظلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وقد أخبركم أنّ العترة مع الكتاب والكتاب معهم لا يفترقان إلى يوم القيامة ، فتركتم حكم العترة والكتاب واقتديتم بسواهما ، فلا يبعد اللّه إلاّ من ظلم (1).

الفضل بن شاذان النيسابوري ( ت 260 ه- ) :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : الفضل بن شاذان بن الخليل ، أبو محمّد

ص: 107


1- الإيضاح : 334.

الأزدي النيشابوري ، كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، وقيل عن الرضا ( عليه السلام ) ، وكان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه (1).

وقال الشيخ ( ت 460 ه- ) : الفضل بن شاذان النيشابوري ، متكلّم فقيه جليل القدر (2).

وذكره في رجاله في أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) (3) ، والإمام العسكري ( عليه السلام ) (4).

وذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) في القسم الأوّل من الخلاصة ، وقال : كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، وقيل عن الرضا ( عليه السلام ) أيضاً ، وكان ثقة جليلا فقيهاً متكلّماً ، له عظم شأن في هذه الطائفة.

قيل : إنّه صنّف مائة وثمانين كتاباً ، وترحّم عليه أبو محمّد ( عليه السلام ) مرّتين ، وروي ثلاثاً ولاءً.

ونقل الكشّي عن الأئمّة ( عليهم السلام ) مدحه ، ثمّ ذكر ما ينافيه ، وقد أجبنا عنه في كتابنا الكبير ، وهذا الشيخ أجلّ من أن يغمز عليه ، فإنّه رئيس طائفتنا ( رضي اللّه عنه ) (5).

وقريب منه ما ذكره ابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله (6).

ص: 108


1- رجال النجاشي : 306 [ 840 ].
2- فهرست الطوسي : 361 [ 564 ].
3- رجال الطوسي : 390 [ 5740 ] ، أصحاب علي بن محمّد الهادي ( عليه السلام ).
4- رجال الطوسي : 401 [ 5881 ] ، أصحاب الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ).
5- خلاصة الأقوال : 229 [ 769 ] ، القسم الأوّل.
6- رجال ابن داود : 151 [ 1200 ] ، القسم الأوّل. وانظر : معالم العلماء : 90 [ 627 ] ، منتهى المقال 5 : 167 [ 2282 ] ، نقد الرجال 4 : 21 [ 4114 ] ، بلغة المحدّثين : 393.

وأشار العلاّمة بكلامه الأخير إلى ما رواه الكشّي في مدحه ، ومنها الرواية في ترحّم الإمام ( عليه السلام ) عليه ، وما أورده أيضاً من روايتين يفهم منها قدحه (1) ، ولكن أجاب عليهما كلّ من ترجم له كما رأيت ذلك من العلاّمة نفسه ، ولم نر حاجة إلى نقلهما والإجابة عليهما ، وإنّما نحيل ذلك إلى كتب الرجال (2).

كتاب الإيضاح :

لم يذكر النجاشي ( ت 450 ه- ) والطوسي ( ت 460 ه- ) وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) هذا الكتاب ضمن كتب ابن شاذان.

وقال المحدّث الأرموي في مقدّمته التحقيقيّة على الكتاب : ليس في الكتاب إيماء وإشارة إلى أنّ اسمه ( الإيضاح ) فضلا عن التصريح به (3).

ولكن ذكره ابن الفوطي ( 723 ه- ) في التلخيص ، قال : علم الدين الفضل بن شاذان بن الخليل النيشابوري الفقيه ، كان من الفقهاء العلماء ، وله كتاب الإيضاح في الإمامة (4) ، وعلّق عليه الأرموي أقول : يؤخذ من عبارة ابن الفوطي ... ، وأنّ الإيضاح قد كان من أشهر مؤلّفاته (5).

ص: 109


1- رجال الكشّي : 537 ح 1023 - 1029.
2- انظر : حاوي الأقوال 2 : 161 [ 514 ] ، تنقيح المقال 2 : 9 ، من أبواب الفاء ، قاموس الرجال 8 : 406 [ 5910 ] ، معجم رجال الحديث 14 : 309 [ 9374 ] ، مقدّمة المحدّث الأرموي على كتاب الإيضاح.
3- الإيضاح : پنجاه وچهار ( أي أربع وخمسون ) ، مقدّمة المصحّح ، مطالب مهمّة ، رقم (3).
4- مجمع الآداب في معجم الألقاب1 : 543 [ 888 ].
5- الإيضاح : الصفحة الأخيرة المستدركة / استدراك.

نعم ، ذكر الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست أنّ له كتاباً جمع فيه مسائل متفرّقة للشافعي وأبي ثور والإصفهاني وغيرهم ، سمّاه تلميذه علي ابن محمّد بن قتيبة كتاب الديباج (1) ، ونسبه إليه ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) أيضاً (2).

وقال الأرموي : ويحتمل أن يكون ( الديباج ) المذكور في فهرست الشيخ ضمن كتب الفضل مصحّف كلمة الإيضاح ، كما أشرنا إلى ذلك تفصيلا فيما سبق من المقدّمة ( انظر ص 11 - 13 ) (3).

وقد ذكر هناك ما تعريبه : أنّ عبارة الشيخ في الفهرست تنطبق على الإيضاح ، وأنّ كلمة ( الديباج ) قريبة من ( الإيضاح ) بعدد الحروف والشكل ، فمن المحتمل أن تكون مصحّفة عن كلمة ( الإيضاح ) في فهرست الشيخ ، حيث أنّ عنوان الإيضاح مناسب لمضمون الكتاب بعكس ( الديباج ) (4).

وقد قال الأرموي في تتمّة كلامه الأوّل : وما وجد من النسخ ، ففي كلّها عرف الكتاب بذلك الاسم ، ومن ثُمّ صرّح كلّ من نقل عن الكتاب شيئاً ، أو أشار إلى تعريفه وذكر اسمه عرّفه باسم ( الإيضاح ) ، فحينئذ لا يبقى شكّ في كونه موسوماً بذلك ومعروفاً به ، وإنّما يبقى الإبهام في أنّ هذا الاسم هل هو اسم تعييني بمعنى أنّ مصنّفه ( رحمه اللّه ) سمّاه به؟ أو اسم تعيّني بمعنى أنّ المصنّف ( رحمه اللّه ) لم يسمّه بهذا الاسم ، لكن المستفيدين منه لمّا رأوا أنّ مصنّفه أوضح فيه سبيل الحقّ فسمّوه بذلك وعرّفوه به؟ وعلى الاحتمال الأوّل يكون عدم ذكر علماء الرجال اسم الكتاب في كتبهم ضمن ذكرهم

ص: 110


1- فهرست الطوسي : 361 [ 564 ].
2- معالم العلماء : 90 [ 627 ].
3- الإيضاح : پنجاه وپنج ( أي : خمس وخمسون ) ، مقدّمة المصحّح.
4- الإيضاح : دوازده ( أي : اثنى عشر ) ، مقدّمة المصحّح ، هنا ملّخص ما ذكره بالفارسيّة.

أسامي كتب الفضل لعدم وصول الكتاب إليهم وعدم اطّلاعهم عليه ، كما صرّح الشيخ والنجاشي ( رحمهما اللّه ) بأنّ للفضل كتباً أُخر غير ما ذكراها (1).

أقول : إنّ ما ذكره الأرموي من انطباق محتوى كتاب ( الديباج ) على ( الإيضاح ) فيه كلام ، فإنّ المسائل التي ذكرها الطوسي والتي جمعها الفضل في الديباج لا تشكّل إلاّ جزءاً صغيراً من الإيضاح ، بل إنّها مطمورة في ثناياه ، مع أنّ ظاهر كلام الشيخ أنّ كلّ الكتاب هو في هذه المسائل ، ومن البعيد أن يصف الكلّ بالجزء ، فإنّه علاوة على كونه جزءاً غير مميّز في الكتاب ، هو غير متعارف في مثل هكذا موضع ، وموضوع الإيضاح الكلّي هو في الردّ على العامّة وذكر شناعاتهم ، فكان من المناسب للشيخ - لو كان يقصد الإيضاح - أن يذكر محتواه وموضوعه الرئيسي الكلّي.

ويُبعد هذا أكثر ذكر ابن الفوطي للكتاب باسمه المعروف الآن.

وأمّا ما ذكره من تصريح العلماء الناقلين منه ، فإنّ الذين نقلوا منه من المتأخّرين ، كما أشار الأرموي إليهم في هوامشه.

وقد ذكر المحقّق الأرموي أنّه حصل على سبع نسخ ، إحداها كانت خاصّة به ، ذكر أنّه جعلها نسخة الأصل ; لأنّه استظهر أنّ الأُخريات استنسخن منها ، مع ما بها من الاختلاف عن بقيّة النسخ ، ولم يذكر لها تاريخ فهي ناقصة الآخر ، ورمز لها ب- ( م ) (2) ، وثلاث منها استنسخن على نسخة كتبت بتاريخ ( صفر 990 ه- ) ، ويشتركن مع اثنتين أخرَيَين في العبارة والسقوطات ، إحداهما متأخّرة التاريخ ( 1118 ) ، فكأنّهن نسخن من نسخة واحدة (3).

ص: 111


1- الإيضاح : پنجاه وچهار ( أي : أربع وخمسون ) ، مقدّمة المصحّح.
2- الإيضاح : شصت وهشت ( أي : ثمان وستّون ) ، مقدّمة المصحّح.
3- الإيضاح : شصت وسه ( أي : ثلاث وستّون ) ، مقدّمة المصحّح ، و 503 ، خاتمة الكتاب ، وعبارات أواخر النسخ. وانظر : الذريعة 2 : 490 [ 1926 ] ، وما ذكره من وجود مخطوطات أُخرى للكتاب في مكتبات تركيا غير صحيح ، نبّه عليه الأرموي في مقدّمته صفحة : جهل وسه ( أي : ثلاث وأربعين ).

وأمّا النسخة الأخيرة الأقدم ، فقد كتبت في ( سنة 1072 ه- ) على نسخة كتبت بتاريخ ( 605 ه- ) كما هو مسطور في آخرها ، ولكن هذه النسخة الموجودة في المكتبة الرضويّة ساقطة الأوّل ، أي لا يعلم اسم الكتاب واسم مؤلّفه منها (1) ، هذا أوّلا.

وثانياً : الظاهر أنّه لم ينقل أحد عن كتاب الإيضاح للفضل بن شاذان قبل تاريخ النسخة المؤرّخة ب- ( 990 ه- ) التي ذكرنا أنّ النسخ السّت الباقية تعود إليها (2).

ففي الحقيقة وصل إلينا نسختان. إحداها بتاريخ ( 990 ه- ) ، وقد ذُكر فيها اسم الكتاب واسم المؤلّف ، كما ذكره الأرموي ، وقال : إنّه مذكور في أوّل جميع النسخ السّت ، والأُخرى النسخة المؤرّخة سنة ( 605 ه- ) وهي ساقطة الأوّل ، فليس فيها العنوان ولا اسم المؤلّف.

وثالثاً : ذكر الأرموي التقارب في الطرح والمضمون بين كتاب الإيضاح وكتاب المسترشد للطبري الكبير ( القرن الرابع ) ، وأبرزه واضحاً في هوامشه التحقيقيّة على كتاب الإيضاح ، ولكنّه توقّف في تفسير هذا التشابه والتقارب (3) ، ولنا أنّ نذكر أن للطبري كتاباً يسمّى الإيضاح ذكره أصحاب التراجم (4).

فمن ملاحظة ما مضى ، واستبعاد غفلة النجاشي والطوسي وابن

ص: 112


1- الإيضاح : شصت ودو ( أي : اثنين وستّين ) ، مقدّمة المصحّح ، و 503 ، خاتمة الكتاب.
2- انظر ما نقله المحدّث الأرموي في مقدّمته عمّن نقل عن الكتاب.
3- الإيضاح : پنجاه وسه ( أي : ثلاث وخمسين ) ، مطالب مهمّة ، رقم (1).
4- انظر الذريعة 2 : 489 [ 1924 ] ، مجالس المؤمنين 1 : 98 ، 99.

شهرآشوب ومن بعدهم عن ذكر مثل هذا الكتاب المهمّ ( الإيضاح ) ضمن كتب الفضل بن شاذان ، يحقّ لنا أن لا نوافق على ما قطع به المحقّق الأرموي من اسم الكتاب واسم مؤلّفه ( الفضل بن شاذان ) (1).

أو الأقرب أنّا قد نوافقه على اسم الكتاب وهو ( الإيضاح ) ، ولكن تبقى نسبته إلى الفضل بن شاذان فيها بعد ، فهل يكفي ما ذكره ابن الفوطي وحده في نسبة الكتاب إليه؟ وهل الواصل إلينا هو نفس الكتاب المنسوب للفضل؟ خاصّة إذا عرفنا أنّ الفضل كان معاصراً لإمامين ( عليهما السلام ) على الأقلّ ، ولأربعة أئمّة ( عليهم السلام ) على قول ، مع أنّ ( الإيضاح ) خال ولو من إشارة إلى أنّ مؤلّفه كان معاصراً لأحد الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ولو من خلال ثنايا التعبير ومفهوم الكلام.

فلعلّ الكتاب هو كتاب الإيضاح للطبري الكبير صاحب المسترشد ، نظراً إلى وجود التقارب في المحتوى بنسبة كبيرة بين الكتابين.

والموضوع برمّته يحتاج إلى تحقيق وتتبّع لمن نقل عن الطبري أو ابن شاذان ، فلعلّنا نعثر على مورد نقل من الكتاب منسوب لأحدهما قبل تاريخ ( 990 ه- ) ، ولم يكن لي متّسع من الوقت لكي أُطابق ما نقله التستري في مجالس المؤمنين عن إيضاح الطبري مع الإيضاح المنسوب للفضل بن شاذان.

ولكن بعد مدّة ، وأنا أحقّق حول كتاب المائة منقبة لمحمّد بن أحمد ابن علي القمّي المعروف بابن شاذان ، وهل أنّ كتابه المائة منقبة متّحد مع كتابه الآخر إيضاح دفائن النواصب؟ كما قاله الكراجكي أو لا؟ كما قاله المتأخّرون من المحقّقيين ، عثرت على حاشية الميرزا يحيى بن محمّد شفيع على خاتمة مستدرك الوسائل بخصوص هذا الموضوع ، وقال فيها :

ص: 113


1- الإيضاح : پنجاه وچهار ( أي أربع وخمسون ) ، مطالب مهمّة رقم (3).

إنّه طلب نسخة من كتاب إيضاح دفائن النواصب لابن شاذان القمّي من بعض العلماء ، ونقل أوّل الكتاب وآخره ، وهما ينطبقان تماماً على أوّل وآخر كتاب الإيضاح المنسوب لابن شاذان النيشابوري (1) ، فانقدح في ذهني هل أنّ الإيضاح هو للنيسابوري؟ كما حقّقه الأرموي ، أو للقمّي؟ كما ذكره الميرزا يحيى بن محمّد شفيع ، مع العلم أنّ أصحاب التراجم ذكروا أنّ للقمّي كتاب الإيضاح ولم يدرجوه في كتب النيشابوري ، فلعلّ الاشتباه جاء من اتّحادهما في الكنية ( ابن شاذان ) ، واللّه أعلم ، والأمر كلّه يحتاج إلى تحقيق أدقّ.

ص: 114


1- خاتمة المستدرك 3 : 140 ، هامش (2). وانظر : في ما ذكرناه حول كتاب المائة منقبة لابن شاذان القمّي ، وسيأتي.
(8) كتاب : إثبات الرجعة
اشارة

(8) كتاب : إثبات الرجعة (1)

الحديث :

الأوّل : قال المير لوحي في كفاية المهتدي : قال أبو محمّد بن شاذان - أسكنه اللّه في أعلى درجات الجنان - : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ( رضي اللّه عنه ) ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، قال : سُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن معنى قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » ، من العترة؟

فقال : « أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم ، لا يفارقون كتاب اللّه عزّ وجلّ ، ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه حوضه » (2).

تنبيه : ورد هذا الحديث أيضاً في ( مختصر إثبات الرجعة ) (3) ،

ص: 115


1- كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان مفقود ، ولكن وقعت منه نسخة بيد مؤلّف كتاب ( كفاية المهتدي في أخبار المهدي ) للسيّد مير لوحي الإصفهاني المعاصر للمجلسي صاحب البحار ، وقد نقل في كتابه هذا الكثير من روايات الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة ، وما ذكرناه هنا من موارد حديث الثقلين عنه إنّما هو منقول عن ( كفاية المهتدي ) هذا.
2- گزيده ( أي : خلاصة ) كفاية المهتدي : 91 ، الحديث السادس عشر.
3- 3 - مختصر إثبات الرجعة : 33 ح 6 ، وانظر : مجلّة تراثنا (15) : 448 ح 6 ، وهذا المختصر كتبه بعض العلماء لمّا وجده من روايات إثبات الرجعة ، وقد كانت نسخة منه عند الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) بثّ روايته في كتبه ، ولكن سيأتي عند الكلام عن كتاب ( إثبات الرجعة ) أنّ هذا المختصر أُخذ من روايات الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة المبثوثة في كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي ، وعن المختصر في إثبات الهداة 1 : 651 ح 812، فصل ( 60 ).

- وسيأتي الكلام عنه - ورواه الصدوق في كمال الدين ، وسيأتي (1).

الثاني : قال المير لوحي في كفاية المهتدي : قال الشيخ السعيد أبو محمّد بن شاذان - عليه الرحمة والغفران - : حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نجران ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدّثنا عاصم بن حميد ، قال : حدّثنا أبو حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد اللّه بن العبّاس ، قال : حججنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حجّة الوداع ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وأقبل بوجهه علينا ، فقال : « معاشر الناس ، ألا أُخبركم بأشراط الساعة »؟

قالوا : بلى يا رسول اللّه!

قال : « من أشراط الساعة : إضاعة الصلوات ، واتّباع الشهوات ... إلى أن قال : ثمّ تطلع الشمس من مغربها.

معاشر الناس ، إنّي راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، فأودّعكم وأوصيكم بوصيّة فاحفظوها : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً.

معاشر الناس ، إنّي منذر ، وعلي هاد ، والعاقبة للمتّقين ، والحمد لله ربّ العالمين » (2).

ص: 116


1- انظر : ما سنذكره عن كمال الدين للصدوق ، الحديث الرابع والعشرون.
2- گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 319. وعنه العلاّمة النوري ( ت 1320 ه- ) في مستدرك الوسائل 11 : 372 ح 11، ولكنّه قال : إنّه نقله من كتاب الغيبة للفضل ابن شاذان وقد ذكر أنّ كلّ ما يذكره من كتاب الغيبة مأخوذ من كتاب ( كفاية المهتدي ) للمير لوحي ، وسيأتي الكلام مفصّلاً عن ذلك.
كتاب إثبات الرجعة :

ذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) (1) والطوسي ( ت 460 ه- ) (2) ضمن كتب الفضل بن شاذان ، وذكرا طريقيهما إلى كلّ كتبه ، وذكره أيضاً ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) ضمن كتبه (3).

وهذا الكتاب لا توجد منه اليوم نسخة معروفة ، وإن ذكر له مختصراً سيأتي الكلام عنه ، ولكن وصلت نسخة منه إلى السيّد محمّد بن محمّد المير لوحي ، الذي كان في إصفهان ومعاصراً للعلاّمة المجلسي ، وأورد منه أحاديث في كتابه الأربعين المسمّى ( كفاية المهتدي في معرفة المهدي « عجل اللّه تعالی فرجه الشريف » ) ، فما أوردنا من روايات حديث الثقلين فقد أخذناها منه.

السيّد المير لوحى وكتابه كفاية المهتدي :

نسب نفسه في أوّل كتابه ، هكذا : محمّد بن محمّد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري ، الملقّب بالمطهّر ، والمتخلّص بالنقيبي (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : السيّد محمّد بن محمّد ابن أبي محمّد بن محمّد المصحفي الحسيني السبزواري ، الملقّب بالمطهّر ، والمتخلّص ب- ( النقيبي ) ( ذ9 : 1220 ) ولد بإصفهان قبل سنة 1000 ، وتوفّي بها بعد 1083 التي فرغ فيها من الأربعين له الموسوم ب- ( كفاية المهتدي )

ص: 117


1- رجال النجاشي : 306 [ 840 ].
2- فهرست الطوسي : 361 [ 564 ].
3- معالم العلماء : 90 [ 627 ] ، وانظر : تنقيح المقال 2 : 9 ، مجمع الرجال 5 : 21 ، معجم رجال الحديث 14 : 309 [ 9374 ].
4- گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 1.

( ذ18 : 101 ) في أحوال المهدي ( عليه السلام ) ، والموجود نسخة منه بقلم الملاّ محمّد مؤمن بن عبد الجواد ، فرغ من الكتابة تاسع صفر 1085 ، عنه الحسن المصطفوي العالم الكتبي بطهران ، ونسخة أُخرى في المجلس كما في فهرسها 3 : 61 (1).

ترجمه معاصره المير محمّد زمان بن محمّد جعفر بن محمّد سعيد الرضوي المشهدي ( ت 1041 ه- ) في أوّل كتابه ( صحيفة الرشاد ) ( ذ 15 قم 91 ، 19 قم 406 ) الذي ألّفه في قدح أبي مسلم الخراساني ، وهو صاحب الدعوة ، المقتول سنة 137 بيد العبّاسيّين الذين أوجدهم ، كتبه انتصاراً للمير لوحي هذا ، وذكر أنّ جدّه الأعلى محمّد المصحفي كان من أعاظم علماء سبزوار ، وقد قرأ عليه جدّي المير محمّد سعيد بن مسعود الرضوي ، وأنّ أجداده سادات ينهون نسبهم إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ... ، إلى آخر ما ذكره من كلام المير محمّد زمان في صحيفة الإرشاد (2).

وقد عرفت من كلامه الآنف أنّه ذكر وجود نسخة بقلم الملاّ محمّد مؤمن بن عبد الجواد ، فرغ من الكتابة تاسع صفر 1085.

وقال في الذريعة : ورأيت نسخة منه بخطّ محمّد مؤمن ابن الشيخ عبد الجواد ، كتبها في عصر المصنّف ، وفرغ منها في سابع ربيع الثاني 1085 (3).

ولكن في آخر النسخة الموجودة في المكتبة المركزيّة بطهران ، ضمن

ص: 118


1- انظر : الذريعة 18 : 101 [ 867 ].
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الحادي عشر ) : 479 ، وانظر : الذريعة 9 : 1220 [ 6926 ] ، و 1 : 427 [ 2183 ].
3- الذريعة 18 : 102 [ 867 ].

المجموعة المهداة من قبل المرحوم الأُستاذ السيّد محمّد مشكوة ، تحت رقم ( 619 ) والتي طبع عليها الكتاب (1) ، والمحتمل أنّها هي التي رآها العلاّمة الطهراني عند الحسن المصطفوي العالم الكتبي بطهران ، هكذا : تمّ هذا المختصر الموسوم بكفاية المهتدي في معرفة المهدي ، والحمد لله على إتمامه ، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً ، والسلام على من اتّبع الهدى.

ثمّ جاء بعده : تمّ الكتاب بعون الملك الوهّاب على يد الفقير الحقير المحتاج إلى رحمة ربّه الغني ابن الشيخ عبد الجواد الكاظمي ، محمّد مؤمن في سنة ثلث وثمانين وألف من الهجرة النبويّة ، وصلّى اللّه على محمّد وآله أجمعين.

وبجانب التاريخ المذكور ، كتب التاريخ رقماً ، هكذا : ( 1083 ) (2).

وفي آخر النسخة الموجودة في مكتبة المجلس والمرقّمة في الفهرست ( 3 / 60 - 62 ) ، والتي ذكرها العلاّمة الطهراني أيضاً تحت رقم ( 3 : 61 ) ، هكذا : تمّ هذا المختصر الموسوم بكفاية المهتدي ، والحمد لله على إتمامه ، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً ، والسلام على من اتّبع الهدى.

ثمّ جاء بعده : قد فرغ كتابته في يوم السبت من عشر الثالث من شهر الحادي عشر من سنة الإحدى من عشر الثاني من ماية الثالثة بعد الألف الأوّل من الهجرة النبويّة المصطفويّة ، صلوات اللّه عليه وعلى آله ، مطابق أودي مل التركي.

ص: 119


1- گزيدة ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : هجده ( أي ثمانية عشر ) ، مقدّمة التصحيح.
2- انظر صورة الصفحة الأخيرة من النسخة المعتمدة في الطبع ، الصفحة : ( بيست ودو ، ( أي : اثنين وعشرين ) من گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي.

أرجو أن أكون شريكاً في ثواب قاريها وسامعها ومن اعتقد بها (1).

فظهر من الجملة المشتركة في نهاية النسختين أنّ المؤلّف المير لوحي أنهى كتابه بهذه الجملة ، وقد نعته بالمختصر ، فهو في أربعين حديثاً - كما وصفه بأنّه رسالة قبل الحديث الأخير - (2) ولم يذكر تاريخ انتهائه من الكتاب.

وأمّا الكلام الذي بعد هذه الجملة فهو للناسخَين ، أحدهما محمّد مؤمن ابن الشيخ عبد الجواد الكاظمي ، والذي أرّخ نسخه في ( 1083 ) ، فلا أعرف من أين جاء العلاّمة الطهراني بتاريخ ( التاسع من صفر ) أو ( السابع من ربيع الثاني ) سنة 1085 ، وأنّ المؤلّف أنهى كتابه بتاريخ 1083.

وعلى كلٍّ فكتاب ( كفاية المهتدي في معرفة المهدي « عجل اللّه تعالی فرجه الشريف » ) باللغة الفارسيّة ، ذكر فيه مؤلّفه أحاديث عن الفضل بن شاذان وغيره ، ثمّ ترجمها للفارسيّة ، قال في آخر مقدّمته : وعملت بقدر الوسع والإمكان على نقل كلّ حديث انفرد بروايته الفضل بن شاذان - عليه الرحمة والغفران - ولا أنقل ما لا يوجد له مؤيّدات.

وسمّيت هذا الأربعين ب- ( كفاية المهتدي في معرفة المهدي « عجل اللّه تعالی فرجه الشريف » ) ، والتوكّل على اللّه الملك المجيد (3).

ص: 120


1- انظر صورة للصفحة الأخيرة من النسخة الموجودة في مكتبة المجلس ، الصفحة ( بيست وشش - بيست وهفت أي السادسة والعشرين والسابعة والعشرين ) من گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي.
2- گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 319 ، وكذا لم يذكر مصحّح الكتاب ، في أيّ نسخة توجد العبارة الأخيرة من الكتاب ( صفحة 322 ) ، وهي : تمّ هذا المختصر الموسوم ب- « كفاية المهتدي في معرفة المهدي » على يد أحقر العباد محمّد مؤمن ابن الشيخ عبد الجواد يوم السابع [ من [ شهر ربيع الثاني من شهور سنة خمس وثمانين وألف من الهجرة النبويّة. الحمد لله على إتمامه ، وصلّى اللّه على محمّد وآله أجمعين.
3- گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 11 ، مقدّمة المؤلّف ، ( معرّب من الفارسيّة ).

ثمّ قال في الحديث الأوّل :

قال الشيخ الكامل العادل العابد الزاهد المتكلّم الخبير الفقيه النحرير النبيل الجليل أبو محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل - برّد اللّه مضجعه ، وجعل في الفردوس إلى الأئمّة الطاهرين مرجعه - في كتابه الموسوم بإثبات الرجعة : .. (1).

ثمّ أرجع إلى الفضل بن شاذان إلى آخر كتابه ، وصرّح في بعض الموارد باسم كتاب إثبات الرجعة.

وقال في الحديث الثاني : وابن شاذان - عليه الرحمة والغفران - في كتاب إثبات الرجعة عنون باباً مشتملا على مثل هذه الأحاديث ، سمّاه ( شدّة النهي عن التوقيت ) (2) ، ثمّ ذكر حديثاً من هذا الباب.

أقول : ومن هذا يعلم أنّه قد رأى كتاب إثبات الرجعة وكان عنده ، فإنّ نفس هذا الحديث موجود في منتخب إثبات الرجعة (3) الذي كان عند الحرّ العاملي من دون ذكر عنوان للباب قبله ، بل إنّ كلّ المنتخب ليس فيه أبواب.

ثمّ قال : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة : أمّا وقت خروجه فليس بمعلوم لنا على التفصيل ، بل هو مغيّب عنّا إلى أن يأذن اللّه بالفرج ، ثمّ نقل عدّة أحاديث في هذا الباب ، ذكر ابن شاذان - رحمة اللّه عليه - في سندها ، وهذه الأحاديث مع أحاديث أُخرى في هذا المعنى رأيتها في كتاب إثبات الرجعة ، منها ما قاله الشيخ أبو جعفر : ... - وروى حديثين عن الغيبة للطوسي - ، ثمّ قال - بعد الحديث الثاني - : وهذا الحديث رواه ابن شاذان بعدّة أسانيد صحيحة (4).

ص: 121


1- گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 13 ، الحديث الأوّل.
2- كزيدة ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 27 ، الحديث الثاني.
3- الحديث رقم (2) في مختصر إثبات الرجعة.
4- گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي : 29 - 30 ، و 265.

ومن قوله هذا يظهر أنّ ما رواه الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الغيبة عن طريق ابن شاذان هو من كتابه إثبات الرجعة ، ولا أقلّ أغلبها ، وقد ذكر الطوسي في الفهرست طريقه إلى الفضل ، هكذا :

أخبرنا ( برواياته وكتبه ) أبو عبد اللّه ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل.

ورواها محمّد بن علي بن الحسين ، عن حمزة بن محمّد العلوي ، عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل (1).

وذكر طريقه في التهذيب ، هكذا : ومن جملة ما ذكرته عن الفضل بن شاذان ، ما رويته بهذه الأسانيد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان (2).

وقال العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة : إنّ طريق الشيخ إلى الفضل ابن شاذان صحيح (3).

وقال النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك : وإلى الفضل بن شاذان ، صحيح في المشيخة ، وإليه طريقان : أحدهما حسن ، والآخر مجهول ، في الفهرست (4).

وقال السيّد الخوئي ( ت1413 ه- ) ( قدس سره ) : كما أنّ كلا طريقي الشيخ ضعيف ، الأوّل : بعلي بن محمّد ، والثاني : بحمزة بن محمّد ومن بعده.

نعم ، إنّ طريق الشيخ إليه في المشيخة صحيح (5).

ص: 122


1- فهرست الطوسي : 363 [ 564 ].
2- تهذيب الأحكام 10 : 385 ، المشيخة.
3- خلاصة الأقوال : 436 ، الفائدة الثامنة.
4- خاتمة المستدرك 6 : 250 [ 542 ].
5- معجم رجال الحديث 14 : 318.

وقد ذكر المير لوحي عبارات كثيرة في كتابه غير ما ذكرنا ، يعلم منها بأنّه قد رأى كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان (1).

ثمّ إنّ العلاّمة النوري قال في مقدّمة النجم الثاقب : إنّ الكتب المرتبطة ببيان أحواله ( صلوات اللّه عليه ) ، والتي تعرف بكتب الغيبة كثيرة ، والذي يحضرني حالياً من أسمائها : ... ، ثمّ عدّ منها : كتاب إثبات الرجعة المعروف بالغيبة لأبي محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري (2).

ثمّ قال : كتاب كفاية المهتدي في أحوال المهدي للسيّد محمّد بن محمّد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري الملقّب بالمطهّر ، المتلخّص بالنقيبي تلميذ المحقّق الداماد ، وأكثر ما في هذا الكتاب نقله من كتاب الفضل بن شاذان ، فهو ينقل الخبر سنداً ومتناً أوّلا ، ومن ثمّ يترجمه.

وكان عنده ( غيبة ) الشيخ الطرابلسي ، و ( غيبة ) الحسن بن حمزة المرعشي أيضاً ، ما ننقله عن هذه الكتب الثلاثة ، فإنّما ننقله عن هذا الكتاب (3).

ثمّ روى عنه في سائر كتابه بعنوان الغيبة إلاّ في موضع واحد ، قال :

الخامس : روى الشيخ الثقة الجليل القدر العظيم الشأن أبو محمّد الفضل بن شاذان النيشابوري ، وقد ألّف مائة وثمانين كتاباً ، وروى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) والإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وقد توفّي في آخر حياة الإمام العسكري ، وقد ترحّم عليه ( عليه السلام ) ، في كتاب غيبته المسمّى ب- ( إثبات الرجعة ) (4).

ص: 123


1- منها : ما صرّح فيه باسم كتاب إثبات الرجعة في الصفحات 260 ، 265 ، 296 ، 297 ، 306 من گزيده ( أي خلاصة ) كفاية المهتدي.
2- النجم الثاقب ( المعرّب ) 1 : 118 ، المقدّمة.
3- النجم الثاقب ( المعرّب ) 1 : 120 ، المقدّمة.
4- النجم الثاقب ( المعرّب ) 1 : 496 ، الباب الخامس.

وسمّاه في كشف الأستار : ( الغيبة ) أيضاً (1) ، وروى عنه بهذا العنوان فيه (2) ، وفي مستدرك الوسائل (3).

وقال في ما استدركه على المجلسي من كتب لم يذكرها في بحاره :

كا : الأربعين لمير محمّد لوحي الملقّب بالمطهّر ، المعاصر للعلاّمة المجلسي ، يتضمّن أخباراً كثيرة من كتاب الغيبة للفضل بن شاذان النيسابوري صاحب الرضا ( عليه السلام ) ، وكان عنده (4).

ومن كلامه يظهر أنّ كتاب ابن شاذان اسمه ( إثبات الرجعة ) ويصنَّف في الكتب المعروفة بالغيبة ، وأنّ ما نقله في كتبه كثيراً عن غيبة ابن شاذان هو هذا الكتاب نفسه ، وأنّه نقل ما فيه عن كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي ، وقد عرفت أنّ المير لوحي قد صرّح بأنّ اسم كتاب الفضل بن شاذان هو ( إثبات الرجعة ) ، ولم يذكر اسم الغيبة أصلا ، والنوري ( ت 1320 ه- ) يصرّح بأنّ اسمه هو هذا في موضعين ، وما ذكره من أنّه معروف بالغيبة ، لم أجد له ذكراً من أحد قبله ، بل لم ينقل أحد عن كتاب للفضل اسمه الغيبة ، إلاّ ما احتمله ضعيفاً جدّاً من وروده بهذا الاسم في كتاب الغيبة لبهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي ، الذي ذكره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار (5) ، والنوري نفسه في مقدّمة النجم الثاقب (6) ، والخوانساري ( ت 1313 ه- ) في الروضات (7) ،

ص: 124


1- كشف الأستار : 212.
2- كشف الأستار : 221.
3- مستدرك الوسائل 11 : 372 ح 11 ، و 12 : 279 - 281 ح 1 ، 2 ، 3 ، 4.
4- البحار 105 : 68 ، الفيض القدسي في ترجمة العلاّمة المجلسي ، وانظر الذريعة 1 : 427 [ 2183 ].
5- البحار 2 : 385 - 391.
6- النجم الثاقب ( المعرّب ) 1 : 119.
7- روضات الجنّات 4 : 348 [ 410 ].

وهو يروي فيه عن الفضل بن شاذان ، ولكن لا أعرف للكتاب نسخة معروفة حتّى أُراجعها.

ويبعد ذلك ما ذكره العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة ، قال : ( مختصر الغيبة ) لفضل بن شاذان ، للسيّد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي ، قال في آخره : [ هذا آخر ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان ] ، وقال كاتبه السيّد عبد المطّلب بن محمّد العلواني الحسيني الموسوي : إنّه نقل عن خطّ من نقل عن خطّ السيّد السعيد السيّد علي بن عبد الحميد ، والفراغ من كتابة السيّد عبد المطّلب 1222 (1).

فإنّ السيّد علي بن عبد الحميد لم يذكر اسم الكتاب ، وإنّما قال : من كتاب الفضل بن شاذان.

وتسميته ب- ( مختصر الغيبة ) - وسيأتي الكلام عن هذا المختصر قريباً - جاء من العلاّمة الطهراني نفسه ، لمّا اشتبه عليه الحال حسبما فهمه من عبارات العلاّمة النوري ، فقد عنون في الذريعة ل- ( كتاب الغيبة ) للفضل بن شاذان ، وقال : كتاب الغيبة للحجّة ، للشيخ المتقدّم أبي محمّد ، فضل بن شاذان الأزدي النيسابوري ، الراوي عن الجواد ( عليه السلام ) ، وقيل عن الرضا ( عليه السلام ) ، والمتوفّى 260 ، وهوغير كتاب ( إثبات الرجعة ) له ، كما صرّح بتعدّدهما النجاشي ( ت 450 ه- ) ، بل هذا الذي عبّر عنه النجاشي بعد ذكره ( إثبات الرجعة ) بكتاب ( الرجعة ) حديث (2) ، فهذا مقصور على أحاديث الرجعة وظهور الحجّة وأحواله ، ولذا اشتهر بكتاب الغيبة ، وكان موجوداً عند السيّد محمّد بن محمّد مير لوحي الحسيني الموسوي السبزواري ، المعاصر

ص: 125


1- الذريعة 2 : 201 [ 2574 ].
2- رجال النجاشي : 306 [ 840 ].

للمولى محمّد باقر المجلسي على ما يظهر من نقله عنه في كتابه الموسوم ( كفاية المهتدي في أحوال المهدي ) ، وينقل شيخنا النوري في ( النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب ) عن كتاب ( الغيبة ) هذا بتوسّط المير لوحي المذكور ، وقال الحاج ميرزا إبراهيم أمين الواعظين الإصفهاني : [ إنّ نسخة منه موجودة عندي بإصفهان ] ، ولعلّه مختصر غيبته الآتي في الميم فراجعه (1).

وقال أيضاً : الرجعة وأحاديثها ، للفضل بن شاذان بن الخليل ، أبي محمّد الأزدي النيشابوري المتوفّى ، وهو غير ( إثبات الرجعة ) له أيضاً ، وهذا هو الذي يعبّر عنه بكتاب الغيبة كما يأتي بتصريح النجاشي ، وكان عند المير لوحي الإصفهاني على ما ينقل عنه في كتابه الأربعين الموسوم ( كفاية المهتدي ) ، وقد ظنّ في إعطائه للعلاّمة المجلسي ، على ما ذكره شيخنا في ( خاتمة المستدرك ) و ( النجم الثاقب ) وغيرهما (2).

فقد عرفت أنّ ما كان موجوداً عند المير لوحى وصرّح به في كتابه ( كفاية المهتدي ) هو ( إثبات الرجعة ) لا غير ، وإن عبّر عنه الشيخ النوري ب- ( الغيبة ) في أغلب المواضع ، فكأنّ الطهراني لم يدقّق في تصفّحه لكفاية المهتدي ، ولا في كتب أُستاذه النوري ، واللّه أعلم.

كما أنّ النجاشي ( ت 450 ه- ) لم يذكر أنّ للفضل بن شاذان كتاب اسمه الغيبة ، وإن ذكرله كتاب باسم ( الرجعة ) حديث ، فأين التصريح منه بأنّه الغيبة ، كما هو قول الطهراني!

ثمّ إنّه نقل في موضع آخر من الذريعة عن الشيخ النوري ( ت 1320 ه- ) ، أنّه قال في أوّل ( جنّة المأوى ) : إنّي كلّما أنقل في هذا

ص: 126


1- الذريعة 16 : 78 [ 395 ].
2- الذريعة 10 : 162 [ 294 ] ، وانظر : 1 : 93 [ 450 ] ، و 1 : 427 [ 2183 ].

الكتاب عن غيبة فضل بن شاذان ، وعن غيبة الحسن بن حمزة المرعشي ، وعن كتاب ( الفرج الكبير ) لمحمّد بن هبة اللّه بن جعفر الطرابلسي ، فإنّما أنقلها عن كتاب المير لوحي هذا - يعني به كفاية المهتدي - ، لأنّها كانت موجودة عنده ، وينقل عنها في كتابه هذا (1).

ولكنّي لم أجد هذه العبارة في جنّة المأوى المطبوع مع البحار في الجزء 53 ، ومثل هذه العبارة نقلناها عن أوّل ( النجم الثاقب ) للشيخ النوري آنفاً ، عند ذكره لكتاب ( كفاية المهتدي ) للمير لوحي ، ولكن جاء فيها : ( كتاب الفضل بن شاذان ) إشارة إلى ما ذكره عند عدّه كتب الغيبة ، بقوله : كتاب إثبات الرجعة المعروف ( بالغيبة ) لأبي محمّد الفضل بن شاذان النيسابوري (2) ، وأيضاً ليس فيها ( الفرج الكبير ) ، بل ( غيبة الشيخ الطرابلسي ) ، فراجع.

مختصر إثبات الرجعة :

كانت نسخة من هذا المختصر عند الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) ذكر أغلب أحاديثها ( 14 حديثا ) في كتابه إثبات الهداة ، وإن كان قد ذكر في أوّل إثبات الهداة في الفائدة العاشرة ، - عند ذكره لكتب الشيعة التي نقل منها - كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان (3) ، والذي يوحي بأنّه نقل من أصل الكتاب لا مختصره ، وذلك ما قاله العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة تحت عنوان إثبات الرجعة : للشيخ أبي محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري ، المتوفّى سنة 260 ،

ص: 127


1- الذريعة 18 : 102.
2- النجم الثاقب ( المعرّب ) : 118 ، 120.
3- إثبات الهداة 1 : 28 ، الفائدة العاشرة.

صرّح به النجاشي ، وحكى عن الكنجي أنّه ذكر أنّ الفضل بن شاذان صنّف مئة وثمانين كتاباً ، أقول : الموجود منه مختصره الآتي بعنوان منتخب إثبات الرجعة (1).

وقال تحت عنوان منتخب إثبات الرجعة : للفضل بن شاذان ، انتخبه بعض فضلاء المحدّثين ، كما كتب عليه الشيخ الحرّ بخطّه ، صورة الخطّ في آخر النسخة الموجودة عند الشيخ محمّد السماوي : [ هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة ( إثبات الرجعة ) للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ] (2).

وهذه النسخة محفوظة في مكتبة آية اللّه الحكيم في النجف الأشرف ، ذكرت في فهرست المكتبة ( 1 / 56 ، رقم 316 ) (3) ، وقد نسخت عليها نسخة بخطّ ابن زين العابدين محمّد حسين الأرموي ، في 8 ذي القعدة سنة 1350 ه- ، موجودة في المكتبة الرضويّة بمشهد ، ضمن مجموعة برقم 7442 ، تحتوي أيضاً على كتابي الأمالي والإفصاح للشيخ المفيد ، وتحتوي على (20) حديثاً (4) ، وهي التي طبع عليها الكتاب بعنوان ( مختصر إثبات الرجعة ) ، تحقيق السيّد باسم الموسوي ، وقد تبع في مقدّمته العلاّمة الطهراني في توهّمه بأنّ ( إثبات الرجعة ) غير ما ذكره العلاّمة النوري ب- ( الغيبة ) للفضل.

وعلى كلّ فقد طابقنا أحاديث ( المختصر ) العشرين على ما منقول

ص: 128


1- الذريعة : 93 [ 450 ].
2- الذريعة 22 : 367 [ 7472 ] ، و 20 : 201 [ 2574 ].
3- انظر : مختصر إثبات الرجعة المطبوع : 11 ، فهرست التراث 1 : 281 ، بعنوان ( إثبات الرجعة ) ذكر الحديث الأوّل منها ، والعبارة في آخرها ، وهو عين ما موجود في المطبوع ، وما ذكره العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ).
4- مختصر إثبات الرجعة ( المطبوع ) : 9.

عن كتاب ( إثبات الرجعة ) للفضل في كتاب ( كفاية المهتدي ) للمير لوحي ، فوجدنا كلّ الأحاديث العشرين موجودة فيه وبنفس تعاقبها هناك ، فحصل لنا ظنّ ، وظنّ الألمعي يقين ، أنّ المختصر منقول من كفاية المهتدي ، وأنّ ما ذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) بقوله [ هذا ما وجدناه منقولا من رسالة ( إثبات الرجعة ) للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ] ، هو ما نقله المير لوحي عن إثبات الرجعة في كفاية المهتدي ، قد تحاشى الحرّ العاملي التصريح باسمه لمّا كان معروفاً في ذلك الزمان من منافرة ومشاحنة بين المير لوحي والعلاّمة المجلسي المتعاصرين في إصفهان.

أمّا ما مذكور في كفاية المهتدي من أحاديث عن ( إثبات الرجعة ) فهي بحدود ( 60 ) حديثاً أو أكثر ، أيّ حوالي ضعفي ما مذكور في المختصر.

ولعلّ اللّه يوفّقنا أو أحداً غيرنا لإفرادها ، وضمّ ما موجود من روايات الفضل في غيبة الطوسي ، وما رواه الصدوق عنه ، وغيرهما ، وطبعها في كتاب واحد.

ثمّ إنّه يبقى ما ذكره العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) تحت عنوان ( مختصر الغيبة ) لفضل بن شاذان ، للسيّد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي ، قال في آخره [ هذا ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان ] ، وقال كاتبه السيّد عبد المطّلب بن محمّد العلواني الحسيني الموسوي : إنّه نقل عن خطّ من نقل عن خطّ السيّد السعيد السيّد علي بن عبدالحميد ، والفراغ من كتابة السيّد عبد المطّلب 1222 ، ونسخة أُخرى كانت عند الشيخ محمّد السماوي كتابتها 1085 ، ملكها الشيخ الحرّ ، ثمّ ابنه الشيخ محمّد رضا ، ثمّ جمع آخر من العلماء ، أوّل رواياته عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس

ص: 129

الهلالي ، وكتب الشيخ الحرّ في آخره [ هذا ما وجدناه منقولا من رسالة ( إثبات الرجعة ) للفضل بن شاذان بخطّ بعض فضلاء المحدّثين ] ، وذكرت هذه النسخة بعنوان ( منتخب إثبات الرجعة ) لاحتمال تعدّدهما ، فراجع (1).

أقول : إنّ ما ذكره من مختصر الغيبة للسيّد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، قد يكون هو غير مختصر إثبات الرجعة الذي كان موجوداً عند الحرّ العاملي ، وملك نسخته الشيخ محمّد السماوي ، خاصّة وقد أشرنا إلى احتمال أخذ هذا المختصر من كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي ، وهو معاصر للعلاّمة المجلسي والحرّ العاملي ، بينما النيلي من شيوخ ابن فهد الحلّي ، وكان حيّاً سنة 803 ه- ، وقد ذكرنا أنّه أورد روايات عن الفضل بن شاذان في كتابه الغيبة ، كما نقلها عنه المجلسي (2) ، وبعضها لم ينقلها المير لوحي في كفاية المهتدي ، فلعلّ ما اختصره علي بن عبد الحميد النيلي كان من أصل كتاب الفضل ، كما هو ظاهر العبارة في آخره والتي نقلها الطهراني.

وقد أشار الطهراني ( ت 1389 ه- ) إلى هذا الاحتمال في كلامه الأخير ، فلاحظ.

ص: 130


1- الذريعة 20 : 201 [ 2574 ].
2- البحار 53 : 385.
(9) كتاب : بصائر الدرجات الكبرى لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ( ت 290 ه- )
الحديث :

الأوّل : حدَّثنا علي بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن يحيى بن أديم (1) ، عن شريك ، عن جابر ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « دعا رسول اللّه أصحابه بمنى ، فقال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم حرمات اللّه : كتاب اللّه ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام » ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أمّا كتاب اللّه فحرّفوا ، وأمّا الكعبة فهدّموا ، وأمّا العترة فقتلوا ، وكلّ ودايع اللّه قد تبرّوا » (2).

الثاني : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن ذريح بن

ص: 131


1- الظاهر أنّه يحيى بن آدم ، فهو الذي يروي ، عن شريك ، عن جابر ، كما في الكافي 2 : 93 ح 22 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب : الصبر ، وما في مختصر البصائر عن سعد بن عبد اللّه ، الحديث الأوّل ، وسيأتي.
2- بصائر الدرجات : 413 ح 3 ، باب (17) ، في قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي » وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 564 ح 430 ، ما رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 140 ح 91 ، وهو موجود في مختصر البصائر عن سعد القمّي ، كما سيأتي.

يزيد ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فنحن أهل بيته » (1).

الثالث : حدَّثنا محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد ابن ماد القلانسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، إن تمسّكتم بهما لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وإنّي سألت اللطيف الخبير أن لا يتفرّقا حتى يردا علي الحوض ، فأعطيت ذلك » ، قالوا : وما الثقل الأكبر وما الثقل الأصغر؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب اللّه ، سبب طرفه بيد اللّه وسبب طرفه بأيدكم ، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي » (2).

الرابع : حدَّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ، عن سعد الإسكاف ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، فتمسّكوا بهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض » ، قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا يزال كتاب اللّه ، والدليل منّا يدلّ عليه ، حتى يردا على الحوض » (3).

ص: 132


1- بصائر الدرجات : 414 ح 4 ، باب (17) ، في قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ... » وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 568 ح 1. ما رواه الصفّار في البصائر ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 140 ح 88.
2- بصائر الدرجات : 414 ح 5 ، باب (17). عنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة 1 : 568 ح 2. وفيه : عن رجل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، بدون ذكر أبي جعفر ( عليه السلام ) في السند ، والمجلسي في البحار 23 : 140 ح 90.
3- بصائر الدرجات : 414 ح 6 ، باب (17). وعنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة 1 : 569 ح 3. وفيه : يحيى بن عمران ، والمجلسي في البحار 23 : 138 ح 83 ، و 140 ح 90.

تنبيه : قد روى هذه الروايات الأربع سعد بن عبد اللّه القمّي ( ت 299 أو 300 ه- ) في مختصر بصائره ، كما عن مختصر البصائر للشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلّي ( من أعلام القرن التاسع ) ، وسيأتي (1).

محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ( ت 290 ه- ) :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : كان وجها في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحاً ، قليل السقط في الرواية (2). وأورده عنه العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة (3) ، وابن داود في رجاله (4).

وعدّه الشيخ ( ت 460 ه- ) في رجاله في أصحاب الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) (5) ، وقال في الفهرست : له مسائل كتب بها إلى أبي محمّد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) (6).

وذكر النجاشي أنّه توفّي بقم سنة تسعين ومائتين (7).

ص: 133


1- انظر : مختصر بصائر سعد بن عبد اللّه القمّي ، الآتي.
2- رجال النجاشي : 354 [ 948 ].
3- خلاصة الأقوال : 260 [ 910 ].
4- رجال ابن داود : 170 [ 1359 ] ، القسم الأوّل.
5- رجال الطوسي : 402 [ 5898 ] ، من أصحاب الإمام العسكري ( عليه السلام ).
6- فهرست الطوسي : 408 [ 622 ]. وانظر : منهج المقال : 291، 293 ( الطبعة الحجريّة ) ، تنقيح المقال 3 : 103 ، باب الميم ( الطبعة الحجريّة ) ، جامع الرواة 2 : 93 ، نقد الرجال 4 : 181 [ 4603 ] ، قاموس الرجال 9 : 202 [ 6588 ] ، بلغة المحدّثين : 406 ( مطبوع مع معراج أهل الكمال ) ، مجمع الرجال 5 : 189 ، 194 ، منتهى المقال 6 : 17 ، 23 ، حاوي الأقوال 2 : 211 [ 562 ] ، عدّة الرجال 1 : 468 ، الكنى والألقاب 2 : 418 ، الذريعة 3 : 124 ، هديّة العارفين 6 : 24 ، معجم المؤلّفين3 : 229 ، معجم رجال الحديث 16 : 263 [ 10532 ] ، و 272 [ 10555 ].
7- رجال النجاشي : 354 [ 948 ].
كتاب بصائر الدرجات :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) - بعد أن ذكر كتبه - : أخبرنا بكتبه كلّها ما خلا بصائر الدرجات : أبو الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر الأشعري القمّي ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، عنه بها.

وأخبرنا : أبو عبد اللّه بن شاذان ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عنه بجميع كتبه ، وببصائر الدرجات (1).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، وأخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن [ بن الوليد ] ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن رجاله ، إلاّ كتاب بصائر الدرجات ، فإنّه لم يروه عنه [ محمّد بن الحسن ] ابن الوليد.

وأخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار (2).

وطريقَي النجاشي والشيخ صحيحين (3) ، وإن كان فيهما أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، فهو ثقة ، إمّا لكونه من شيوخ الإجازة ، أو لرواية الثقات عنه كالتلعكبري ، أو لتصحيح العلاّمة لبعض طرق الشيخ التي يقع فيها ولا طريق سواه ، إضافة إلى توثيق الشهيد الثاني وغيره له ، فيخرج بذلك عن الجهالة ، مع ما قالوا : من أنّ الأصحاب لم يذكروا شيوخ الإجازة

ص: 134


1- رجال النجاشي : 354 [ 948 ].
2- فهرست الطوسي : 408 [ 622 ].
3- فمحمّد بن يحيى ، نصّ النجاشي على توثيقه ، والحسين بن عبيد اللّه الغضائري وأبو عبد اللّه بن شاذان من شيوخ النجاشي ، وشيوخ النجاشي كلّهم ثقات.

لعدم وجود مصنّفات وكتب لديهم ، إذ إنَّ أكثر التوثيقات جاءت بالنظر إلى ذلك (1) ، وهو قد وقع في إجازات كتب مشتهرة معروفة النسبة إلى أصحابها كما هاهنا (2) ، أمّا قول السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) ( قدس سره ) ، بأنّه مجهول ، فهو قائم على مبناه من أنّ شيخوخة الإجازة لا تفيد التوثيق ، وأنّ تصحيح العلاّمة لا يثبت العدالة (3) ، ولكنّه عاد ، وقال في طريق الطوسي إلى الصفّار : إنّه صحيح على الأظهر (4).

ثمّ إنّ المولى محمّد تقي المجلسي ( ت 1070 ه- ) ، قد استظهر أنّ عدم رواية ابن الوليد لكتاب بصائر الدرجات لتوهّمه أنّه يقرب من الغلو فيهم ( عليهم السلام ) ، وأجاب عنه : بأنّ ما ذكره فيه ، دون رتبتهم ( عليهم السلام ) ، ويمكن أن يكون لعدم الاتّفاق ، فالطريق صحيح (5).

وهذا الاستظهار ، وإن كان لا يستحقّ الجواب ، فهو احتمال ليس إلاّ منبعه عدم رواية ابن الوليد للكتاب لا غير ، لكن لابأس بالقول : إنّه لم ينسب توهّم الغلو إلى الصفّار نفسه ، فإنّ ابن الوليد روى كتبه الأُخرى ،

ص: 135


1- انظر : رجال النجاشي والفهرست للطوسي.
2- انظر : الوجيزة : 154 [ 133 ] ، بهجة المقال 25 : 156 ، خلاصة الأقوال : 436 و 439 ، الفائدة الثامنة ، رجال الطوسي : 610 [ 5955 ] ، معجم الثقات : 248 [ 72 ] ، حاوي الأقوال 3 : 15 [ 765 ] ، منهج المقال : 47 و 48 ، في الحاشية و 412 ، رجال ابن داود 45 [ 136 [ القسم الأوّل ، بلغة المحدّثين : 320 ، الجامع في الرجال 1 : 186 ، مجمع الرجال 1 : 167 ، قاموس الرجال 1 : 655 [ 596 ] و 584 [ 524 ] ، تنقيح المقال 1 : 95 ، نقد الرجال 1 : 172 ، منتهى المقال 1 : 348 ، رجال السيّد بحر العلوم ( الفوائد الرجاليّة ) 2 : 20 ، منتقى الجمان 1 : 41 ، خاتمة المستدرك 4 : 389 ، خاتمة الوسائل 30 : 313.
3- معجم رجال الحديث 3 : 120 [ 932 ].
4- معجم رجال الحديث 16 : 265.
5- روضة المتّقين 14 : 260.

وأمّا توهّم وجود غلو في كتابه ، فهذا البصائر أمامنا ، أغلب رواياته مبثوثة بمعانيها ومضامينها في كتبنا المعتمدة التي لم يقل أحد : بأنّ فيها غلوّاً ، كما أشار إلى ذلك المولى المجلسي ( قدس سره ) نفسه ، فلا يبقى إلاّ احتمال عدم الرواية لعدم الاتفاق ، ليس إلاّ ، كما ذكره آخراً.

ومع ذلك فقد أغنانا طريقا النجاشي والشيخ عن رواية ابن الوليد ، وهما صحيحان كما قد عرفت ، ولذا قد اعتمد على الكتاب المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الوسائل (1).

وقد ذكر الشيخ الحرّ العاملي والعلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) ، أنّ لكتاب بصائر الدرجات عدّة نسخ كبرى وصغرى (2) ، وقد ذكر الشيخ الحرّ طرقه إليه في خاتمة الوسائل (3) ، وفي إجازته إلى الفاضل المشهدي (4).

ثمّ إنّ المطبوع هو النسخة الكبرى منه ، وتوجد لها نسخة مخطوطة قديمة ، كتبها أبو النصر علي بن محمّد ، في غرّة صفر سنة 591 ه- ، فيها أحاديث غير موجودة في المطبوع ، وهذه النسخة محفوظة في المكتبة العامّة لآية اللّه المرعشي النجفي ( قدس سره ) في قم المقدّسة ، تحت رقم 1574 ، وذكرت في فهرست المكتبة برقم ( 4 / 382 ) ، قد حقّقها الشيخ فارس الحسّون وهي ماثلة للطبع.

وسيأتي تفصيل أكثر عند الكلام على مختصر البصائر لسعد بن عبد اللّه الأشعري ، فراجع.

ص: 136


1- البحار 1 : 7 ، 27 ، خاتمة الوسائل 30 : 155 [ 21 ].
2- خاتمة الوسائل 30 : 155 [ 21 ] ، الذريعة 3 : 124.
3- خاتمة الوسائل 30 : 179 ، الفائدة الخامسة ، الطريق العشرون.
4- البحار 110 : 119 ، إجازة الشيخ الحرّ العاملي للفاضل المشهدي.
(10) كتاب : تاريخ اليعقوبي لأحمد بن أبي يعقوب المعروف ( بابن واضح ) ( ت بعد 292 ه- )
الحديث :

الأوّل : ووقف (1) عند زمزم وامر ربيعة بن أمية بن خلف فوقف تحت صدر راحلته وكان صبياً فقال : يا ربيعة ، قل يا أيها الناس أن رسول اللّه يقول : ... ثمّ قال : « لا ترجعوا بعدي كفّاراً مضلّين يملك بعضكم رقاب بعض ، إنّي قد خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلّغت »؟

قالوا : نعم ، قال : « اللّهم اشهد » ، ثمّ قال : « إنّكم مسؤولون ، فليبلّغ الشاهد منكم الغائب » (2).

الثاني : فصار إلى موضع بالقرب من الجحُفة ، يقال له : غدير خمّ ، لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة ، وقام خطيباً ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟

قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : « فمن كنت مولاه ، فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم واردي عليّ الحوض ، وإنّي

ص: 137


1- أي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ).
2- تاريخ اليعقوبي 2 : 74 ، حجّة الوداع.

سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، وقالوا : وما الثقلان يا رسول اللّه »؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب اللّه ، سبب طرفه بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تظلّوا ، ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي » (1).

الثالث : وقضى - أي علي ( عليه السلام ) - على رجل بقضيّة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قضيت علي بقضيّة هلك فيها مالي ، وضاع فيها عيالي ، فغضب حتى استبان الغضب في وجهه ، ثمّ قال : « يا قنبر ، ناد في الناس الصلاة الجامعة » ، فاجتمع الناس ورقي المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : .. فأين يتاه بكم؟ بل أين تذهبون عن أهل بيت نبيّكم؟ إنّا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة ، وكما نجا في هاتيك من نجا ، ينجو في هذه من ينجو ، ويل رهين لمن تخلّف عنهم ، إنّي فيكم كالكهف لأهل الكهف ، وإنّي فيكم باب حطّة من دخل منه نجا ، ومن تخلّف عنه هلك ، حجّة من ذي الحجّة في حجّة الوداع ، إنّي قد تركت بين أظهركم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (2).

وسيأتي عن إرشاد المفيد ( ت 413 ه- ) أيضاً (3).

أحمد بن أبي يعقوب :

قال الشيخ عبّاس القمّي ( ت 1359 ه- ) في الكنى والألقاب : أحمد ابن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح ، الكاتب العباسي الشيعي ، كان جدّه من موالي المنصور ، وكان رحّالة يحب الأسفار ، ساح في بلاد

ص: 138


1- تاريخ اليعقوبي 2 : 76 ، حجّة الوداع.
2- تاريخ اليعقوبي 2 : 147 ، خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
3- راجع ما سنذكره في إرشاد المفيد ، الحديث الثالث.

الإسلام شرقاً وغرباً ، ودخل أرمينية سنة 260 ، ثمّ رحل إلى الهند ، وعاد إلى مصر وبلاد المغرب (1).

قال السيّد محسن الأمين ( ت 1371 ه- ) في أعيان الشيعة : أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح ، الكاتب الإصفهاني الأخباري ، مولى بني العبّاس المعروف باليعقوبي ، وبابن اليعقوبي ، وبابن واضح.

كان حيّاً سنة 292 ، ثمّ قال السيّد الأمين : كان من المؤرّخين والجغرافيين المشهورين ، وكان شاعراً ، وهو معاصر لأبي حنيفة الدينوري.

ثمّ قال : ويظهر تشيّعه من كتابه في التاريخ ، وقد ذكر فيه حديث الغدير ، بل ومن كتاب البلدان أيضاً ، ثمّ قال : وفي تاريخ آداب اللغة العربيّة : ومن مزايا تاريخه فضلاً عن قدمه أنّ مؤلّفه شيعي ، فيأتي بأشياء عن العبّاسيين يتحاشا سواه ذكرها (2).

وقال الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة : المؤرّخ الرحّالة أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العبّاسي ، المكنّى بابن واضح ، والمعروف باليعقوبي (3).

وكذا نصّ على تشيّعه يوسف إليان سركيس في معجم المطبوعات العربيّة (4).

والشيخ السبحاني في كتابه أضواء على عقائد الشيعة الإماميّة (5).

ص: 139


1- الكنى والألقاب 3 : 296.
2- أعيان الشيعة 3 : 201.
3- الذريعة 3 : 296.
4- معجم المطبوعات العربيّة 2 : 1948.
5- أضواء على عقائد الشيعة الإماميّة : 310.

والسيّد حسن الصدر في كتابه الشيعة وفنون الإسلام (1).

وقد ذكر غير واحد من المستشرقين وغيرهم أنّ المؤلّف شيعي (2).

تاريخ اليعقوبي :

نسبه إليه كلّ من ترجم له ، قال الشيخ القمّي في الكنى والألقاب : وله التاريخ المعروف بالتاريخ اليعقوبي (3).

وقال إليان سركيس في معجم المطبوعات العربية : وله التاريخ المعروف بتاريخ اليعقوبي (4).

قال السيّد الأمين في الأعيان : قال ياقوت : له تصانيف كثيرة (1) كتاب التاريخ.

أقول : وهو كتاب في التاريخ العامّ ، مطبوع بليدن ، ثمّ قال : وهو جزءان : الأوّل : في التاريخ العامّ قبل الإسلام وفيه ستّة أبواب (1) التاريخ القديم حسب الكتب الموسويّة (2) تاريخ أهل الهند (3) تاريخ اليونان والرومان مع ذكر كتب بقراط وجالينوس وارسطاطاليس ونيقوماخس وبطليموس مع بعض المعلومات عن المؤلّفات الشهيرة (4) تاريخ الساسانيين من ملوك الفرس (5) تاريخ الصينيين والمصريين وقبائل النوبة والبجة ، (6) تاريخ قدماء العرب وأديانهم ولعب الميسر.

الجزء الثاني : في تاريخ الإسلام إلى خلافة المعتمد العبّاسي الذي تولّى الخلافة من 256 إلى 279 ، طبع في ليدن (5).

ص: 140


1- الشيعة وفنون الإسلام : 99.
2- انظر مقدّمة الترجمة الفارسيّة لتاريخ اليعقوبي ( ترجمة : محمّد إبراهيم آيتي ).
3- الكنى والألقاب 3 : 296.
4- معجم المطبوعات العربيّة 2 : 1948.
5- أعيان الشيعة 3 : 202.

قال الطهراني في الذريعة : وتاريخه كبير في جزءين : أوّلهما : تاريخ ما قبل الإسلام ، والثاني : فيما بعد الإسلام إلى خلافة المعتمد العبّاسي ، ثمّ قال : طبع الجزءان في ليدن سنة 1883 م (1).

ص: 141


1- الذريعة 3 : 296.

ص: 142

(11) كتاب : مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي ( ت 299 أو 301 ه- )
الحديث :

ذكر سعد بن عبد اللّه القمّي في كتابه مختصر البصائر (1) الروايات الأربع التي ذكرها الصفّار في بصائر درجاته وقد مرّت ، مع بعض الاختلاف ، وهي :

الأُولى : القاسم بن محمّد الإصفهاني (2) ، عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني ، عن يحيى بن آدم (3) ، عن شريك بن عبد اللّه ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ... ، وأورد الرواية كما في بصائرالصفّار (4) ، ولكن قال في نهايتها : « وكلّ ودائع اللّه قد

ص: 143


1- نقلنا هذه الروايات من كتاب ( مختصر البصائر ) للشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلّي ( من أعلام القرن التاسع الهجري ) ، الذي قال في أوّله : نقلت من كتاب مختصر البصائر ، تأليف سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي ( رحمه اللّه ) ، وكتاب سعد مفقود لا توجد له نسخة معروفة ، ولا يعرف عنه غير ما نقله الشيخ حسن من رواياته.
2- جاء في رواية الصفّار في أوّل السند ، هكذا : حدَّثنا علي بن محمّد ، عن القاسم ابن محمّد ، فراجع.
3- جاء في بصائر الصفّار ( يحيى بن أديم ) ، والظاهر أنّ فيه تصحيف ، كما نبّهنا هناك.
4- راجع ما ذكرناه في بصائر الصفّار ، الحديث الأوّل ، ولكن فيه : قال : دعا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الناس بمنى ... ، وفيه : « ما إن تمسّكتم » ، وفيه : « حرمات اللّه ».

نبذوا ، ومنها قد تبرّأوا » (1).

الثانية : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن ذريح بن يزيد المحاربي ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : .. ، وأورد ما أورده الصفّار في بصائره (2).

الثالثة : وعنه (3) ، عن النضر بن سويد (4) ، عن خالد بن زياد القلانسي (5) ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد اللّه (6) ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك ... » ، إلى آخر ما ذكره الصفّار في بصائره (7).

الرابعة : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن هشام بن الحكم ، عن سعد بن طريف الاسكاف ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) ... ، إلى آخر ما ذكره الصفّار في

ص: 144


1- مختصر البصائر : 259 ح 251 ، باب : في صفاتهم ( عليهم السلام ) وما فضّلهم اللّه عزّ وجلّ به. وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 9 ح 1. باب [ 3 ] : في الثقلين ، وغاية المرام 2 : 338 ح 17 ، باب [ 29 ].
2- مختصر البصائر : 261 ح 252 ، راجع ما ذكرناه في بصائر الصفّار ، الحديث الثاني ، وعنه البحراني في البرهان 1 : 10 ح 5 ، وغاية المرام 2 : 338 ح 18 ، باب [ 29 ].
3- أي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، المذكور في السند السابق ، وقد ذكره الصفّار صريحاً ، فراجع.
4- في بصائر الصفّار : النضر بن شعيب.
5- في بصائر الصفّار : خالد بن ماد القلانسي.
6- في بصائر الصفار : جابر بن عبد اللّه الأنصاري.
7- مختصر البصائر : 262 ح 253 ، إلاّ أنّ فيه : « ... إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، ولن تزلّوا ولن تبدّلوا ، فإنّي سألت ... » ، وفيه : فقيل له : فما الثقل ... ، وفيه : « سبب طرفه بيد اللّه عزّ وجلّ ، وطرف بأيديكم ... » ، راجع ما ذكرناه في بصائر الصفّار ، الحديث الثالث ، وعنه البحراني في البرهان 1 : 10 ح 7. وغاية المرام 2 : 399 ح 19 ، باب [ 29 ].

بصائره (1).

سعد بن عبد اللّه القمّي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها ، كان سمع من حديث العامّة شيئاً كثيراً ، وسافر في طلب الحديث ... ، ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّد ( عليه السلام ) ، ويقولون هذه حكاية موضوعة عليه ، واللّه أعلم.

ثمّ قال - بعد ذكر كتبه - : توفّي سعد ( رحمه اللّه ) سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين (2).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) : سعد بن عبد اللّه القمّي ، يكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة (3).

وقال في أصحاب الإمام العسكري ( عليه السلام ) : سعد بن عبد اللّه القمّي ، عاصره ( عليه السلام ) ، ولم أعلم أنّه روى عنه (4) ، وقال في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) : جليل القدر صاحب تصانيف (5).

وقال العلاّمة ( ت 726 ه- ) : سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي ، يكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ،

ص: 145


1- مختصر البصائر : 262 ح 254 ، وفيه : « ... حتّى يردا عليَّ الحوض » ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا يزال كتاب اللّه والدليل منّا عليه حتّى نرد على الحوض » ، وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 10 ح 1. وغاية المرام 2 : 329 ح 20 ، باب [ 29 ] ، راجع بصائر الصفّار ، الحديث الرابع.
2- رجال النجاشي : 177 [ 467 ] ، باب السين.
3- فهرست الطوسي : 215 [ 316 ].
4- رجال الطوسي : 399 [ 5852 ].
5- رجال الطوسي : 427 [ 6141 ] ، في من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ).

ثقة ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها ، ولقي مولانا أبا محمّد العسكري ( عليه السلام ) (1).

ونقل ابن داود ( ت 707 ه- ) كلام النجاشي في القسم الأوّل من رجاله ، ثمّ قال : وبعض أصحابنا يضعّف لقاءه له ( الإمام العسكري ( عليه السلام ) ) ، ويقال : حكايته موضوعة ، ثمّ نقل كلام الطوسي في رجاله (2) ، ولكنّه ذكره في القسم الثاني من رجاله المخصّص للمجروحين والمجهولين ، وقال : سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي ، أبو القاسم ، كر [ جش [ رأيت بعضُ أصحابنا يضعّف لقاءه أبا محمّد ( عليه السلام ) ، ويقول : حكايته موضوعة عليه (3).

وقد استغرب كلّ من ذكر كلام ابن داود إيراده في القسم الثاني ، إذ إنّ قول البعض : بأنّ حكايته موضوعة لا يستدعي تضعيفه أو حتّى توهّم وجود قول بتضعيفه.

وقد قال التفرشي ( ت القرن الحادي عشر ) : وذكره في باب الضعفاء عجيباً ; لأنّه لا ارتياب في توثيقه (4).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) : يا سبحان اللّه ، ما دعاه إلى عدّ الرجل في الضعفاء؟ مع أنّه لا خلاف ولا ريب بين أثبات هذا الفنّ في وثاقة الرجل وعدالته وجلالته وغزارة علمه ، وإن كان الحامل له على ذلك تضعيف بعض الأصحاب لقاءه العسكري ( عليه السلام ) ، كما حكاه عن النجاشي ،

ص: 146


1- خلاصة الأقوال : 156 [ 452 ] ، وانظر : معالم العلماء : 54 [ 358 ] ، تنقيح المقال 2 : 16 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) 1 : 134.
2- رجال ابن داود : 102 [ 681 ] ، القسم الأوّل.
3- رجال ابن داود : 247 [ 208 ] ، القسم الثاني.
4- نقد الرجال 2 : 310 [ 2215 ].

فهو أعجب ، ضرورة ... ، ثمّ نقل تعليق الشهيد الثاني على كلام ابن داود بمثل ذلك (1).

ووقع كلام كثير في صحّة روايته عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، ناتج عن الكلام في رواية رواها الصدوق ( رحمه اللّه ) عنه في كمال الدين ، بين مضعّف لها وآخر يقبلها ، صرفنا البحث عنها لعدم تعلّق غرض هذه الترجمة بها (2).

الشيخ حسن بن سليمان الحلّي ( القرن التاسع ) :

قال الشيخ الحرّ ( ت 1104 ه- ) : الحسن بن سليمان بن خالد الحلبي (3) ، فاضل عالم فقيه ، له مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد اللّه ، يروي عنه (4) الشهيد (5).

وقال الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في رياض العلماء : الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان بن محمّد بن خالد الحلّي ، من أجلّة تلامذة شيخنا الشهيد ( رحمه اللّه ) ، ويروي عنه ، وعن السيّد بهاء الدين علي بن السيّد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني وأمثالهما ، وهو محدّث جليل ، وفقيه نبيل.

وقد وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن علي بن الحسن الجباعي تلميذ ابن فهد ، أنّه قال الحسن بن راشد في وصف هذا الشيخ ، هكذا : الشيخ الصالح العابد الزاهد عزّ الدين ... (6).

ص: 147


1- تنقيح المقال 2 : 17 ، وانظر : معجم الرجال 9 : 80.
2- انظر : حاوي الأقوال 1 : 409 [ 298 ] ، منتهى المقال 3 : 324 [ 1280 ] ، تنقيح المقال 2 : 18 ، معجم رجال الحديث 9 : 80 ، وغيرها.
3- تصحيف الحلّي.
4- الظاهر أنّها تصحيف ( عن ) ; لأنّ الشهيد أستاذه.
5- أمل الآمل 2 : 66 [ 180 ].
6- رياض العلماء 1 : 193 ، وانظر أيضاً 5 : 189.

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الضياء اللامع : هو الشيخ عزّ الدين أبو محمّد الحسن بن سليمان بن محمّد بن خالد ، الحلّي المولد ، العاملي المحتد ، من تلاميذ الشهيد ، المجاز منه مع جمع من العلماء في 12 شعبان 757 ( ذ 1 : 247 [ 1302 [ ) ، وصفه الشهيد في الإجازة ب- ( الشيخ الصالح الورع الديّن البدل ، عزّ الدين أبو ... ) ، لكن ليس فيها ذكر جدّه خالد ، وكذا هو نفسه أنهى نسبه إلى جدّه محمّد في إجازته التي كتبها للحسين بن محمّد بن الحسن الحموياني عام 802 ( ذ 1 : 172 [ 866 [ ) (1) ، وإنّما ذكر جدّه خالد صاحب الرياض ، ولكن الحرّ العاملي في القسم الثاني من ( أمل الآمل ) ترجمه بعنوان الحسن بن سليمان بن خالد ، فيظهر أنّ خالداً من أجداده ، وإنّما نسب إليه على ما هو المتعارف في النسبة (2).

كتاب مختصر بصائر الدرجات :

قال الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الكتب التي اعتمد عليها في الوسائل : كتاب الحلل مختصر البصائر ، للشيخ الثقة الجليل ، سعد بن عبد اللّه ، انتخبه الشيخ الفاضل ، الحسن بن سليمان بن خالد ، تلميذ الشهيد (3).

وقد مرّت عبارته في أمل الآمل.

وعدّه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر البحار ، وقال : وكتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل حسن بن سليمان ، تلميذ الشهيد ( رحمه اللّه ). انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبد اللّه بن أبي خلف ، وذكر فيه من الكتب

ص: 148


1- روضات الجنّات 2 : 293 [ 202 ].
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن التاسع ) 4 : 33 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن الثامن ) 3 : 40 ، الذريعة 20 : 182 [ 2496 ] ، أعيان الشيعة 5 : 106.
3- خاتمة الوسائل 30 : 155 ، الفائدة الرابعة ، وانظر : أمل الآمل 2 : 66 [ 180 ].

الأُخرى مع تصريحه بأساميها لئلاّ يشتبه ما يأخذه عن كتاب سعد بغيره ، وكتاب المحتضر وكتاب الرجعة له أيضاً (1).

وقال في توثيقه : وكتب البيّاضي وابن سليمان كلّها صالحة للاعتماد ، ومؤلّفاها من العلماء الأنجاد ، وتظهر منها غاية المتانة والسداد (2).

وذكره كلّ من ترجم له ، وذكروا له أيضاً كتاب الرجعة أو إثبات الرجعة أو رسالة في الرجعة (3) ، ولكن محقّق كتاب مختصر البصائر ذكر - مفصّلا - في مقدّمة التحقيق ، أنّ كتاب الرجعة هو كتاب مختصر البصائر ، ونقل عن المحقّق العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي ( رحمه اللّه ) ذلك أيضاً (4) ، فما فعله الطهراني من التفريق بينهما في الذريعة (5) ، وما قاله الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض من أنّه قد يتوهّم اتّحاد رسالة الرجعة له مع كتاب مختصر البصائر (6) ، غير صحيح ، خاصّة أنّ ما ذكراه من العبارة في أوّل رسالة الرجعة : « إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبد اللّه ، فأنا مثبتها في هذه الأوراق ، ثمّ أرجع إلى ما رواه سعد بن عبد اللّه في كتاب مختصر البصائر » (7) ، موجود في النسخ المخطوطة ، والمطبوعتين : المحقّقة وغير المحقّقة لكتاب مختصر البصائر (8).

ص: 149


1- البحار 1 : 16 ، مصادر الكتاب.
2- البحار 1 : 33 ، توثيق المصادر.
3- انظر : الذريعة 20 : 182 [ 2496 ] ، رياض العلماء 1 : 193 ، أعيان الشيعة 5 : 106 ، روضات الجنّات 2 : 293 [ 202 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن التاسع ) 4 : 33.
4- مختصر البصائر : 24 و 32 ، مقدّمة التحقيق.
5- الذريعة 1 : 91 [ 439 ] و 10 : 162 [ 293 ].
6- رياض العلماء 1 : 195.
7- مختصر البصائر : 125.
8- انظر : مختصر البصائر : 32 ، 33 ، مقدّمة المحقّق.

إضافة إلى أنّ محقّق كتاب المختصر ، حصل على نسخة للمختصر تحمل عنوان ( الرجعة والردّ على أهل البدعة ) تاريخ نسخها في سنة 1085 ه- ، بيد بهاء الدين محمّد بن علي نقي الطغائي محفوظة في المكتبة الرضويّة (1) ، وهي ظاهراً نفس النسخة التي ذكرها الطهراني تحت عنوان ( إثبات الرجعة ) ، وقال : إنّها بخطّ الشيخ بهاء الدين محمّد ابن المولى علي نقي الكمرئي الطغائي ، تاريخ كتابتها سنة 1085 في كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي (2) ، كما أنّه ذكر تحت عنوان ( الرجعة ) وجود نسخة في موقوفة الطهراني بكربلاء ، نقل الكاتب في أوّلها عدّة أوراق من كتاب مختصر البصائر إلى آخر حديث تكلّم البعير مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ بعدها باب الكرّات إلى تمام أحاديثه ، ثمّ العبارة الآنفة الذكر وما بعدها (3) ، وهذا هو ما موجود في كتاب مختصر البصائر المخطوط والمطبوع عيناً.

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) أيضاً تحت عنوان ( مختصر بصائر الدرجات ) : ونسخة من المختصر بخطّ العلاّمة المولى محمّد قاسم بن شجاع الدين النجفي ، كتبه 1079 ، عند الميرزا محمّد علي الأُردبادي النجفي ، رأيته عنده (4) ، وهي نفس النسخة التي طبعت عليها الطبعة غير المحقّقة ، كما ذكر الناشر في أوّلها ، وفيها أيضاً باب الكرّات ، ثمّ هذه العبارة التي مرّت والأحاديث بعدها ، بنفس الترتيب في النسخ المخطوطة ، والمطبوع المحقّق.

فبعض ما رآه الطهراني من المخطوطات بعنوان ( الرجعة ) أو ( إثبات الرجعة ) متّحد مع ( مختصر البصائر ) وبالعكس ، أمّا ما قاله صاحب الرياض

ص: 150


1- مختصر البصائر : 24 ، مقدّمة التحقيق ، و 34 ، النسخ المعتمدة / 1.
2- الذريعة 1 : 91 [ 439 ] ، وانظر : 20 : 182 [ 2496 ].
3- الذريعة 10 : 162 [ 293 ].
4- الذريعة 20 : 182 [ 2496 ].

من وجود نسخة من ( رسالة في الرجعة ) عنده (1) ، فلعلّها مستلّة من ( كتاب المختصر ) ، أو أنّ المؤلّف ألّف هذه الرسالة بعد المختصر مستقّلا ، ثمّ ألحقها بالمختصر ، أو الأرجح أنّه رأى العنوان في أوّلها ب- ( رسالة في الرجعة ) كما وقع للطهراني ، وعلى كلّ حال فمن المؤكّد ، أنّ هذه الرسالة المسمّاة ب- ( الرجعة ) أو ( إثبات الرجعة ) ، موجودة في نسخ ( مختصر البصائر ).

ثمّ إنّ الشيخ حسن بن سليمان الحلّي قال في أوّل كتابه - كما في المخطوطات والمطبوع - : نقلت من كتاب مختصر البصائر تأليف سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي ( رحمه اللّه ) (2).

وكذا قال بعد باب الكرّات : يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربّه الغني حسن بن سليمان : إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبد اللّه فأنا مثبتها في هذه الأوراق ، ثمّ أرجع إلى ما رواه سعد بن عبد اللّه في كتاب مختصر البصائر (3).

فهو قد صرّح بأنّه ينقل من مختصر بصائر سعد لا من نفس بصائر سعد ، المذكور في ضمن كتبه عند النجاشي والطوسي (4) ، وغيرهما.

فما حاول تأويله صاحب الذريعة ، في معرض ردّه على صاحب الرياض ، الذي قرأ ( أرجع ) في العبارة - بعد باب الكرّات - بصيغة المتكلّم ، ومقتضاه الوعد بأن يذكر روايات سعد بعد روايات غيره في هذا الكتاب ، مع أنّه لم يذكر فيه شيئاً من روايات سعد أبداً ، فيظهر منه أنّ قوله ( إرجع )

ص: 151


1- رياض العلماء 1 : 194.
2- مختصر البصائر : 46 ، وانظر : تصوير الصفحات الأُولى من المخطوطات في أوّل الكتاب.
3- مختصر البصائر : 125.
4- رجال النجاشي : 177 [ 467 ] ، فهرست الطوسي : 215 [ 316 ].

أمر لمن أراد الاطّلاع على أحاديث سعد أيضاً برجوعه إلى كتابه الآخر الذي ألّفه وأورد فيه أحاديث سعد ، وهو مختصر كتاب البصائر (1) ، غير صحيح ، فإنّ العبارة في أوّل الكتاب صريحة في أنّه نقل من مختصر بصائر سعد ، كما أنّ هذه العبارة الثانية بعد باب الكرّات من ضمن المختصر ، وتأتي بعد ذكر عدّة روايات عن مختصر سعد ، فلا وجه للاعتقاد بالأمر بالرجوع إلى الكتاب الثاني ، فلا كتاب ثاني هناك ، كما أنّ كلمة ( ثمّ ) قبلها لا تناسب الأمر ، بل يفهم منها أنّه سوف يرجع بعد حين إلى روايات سعد ، فتأمّل!

فما استفاده صاحب الرياض ، ومحقّق كتاب مختصر البصائر ( مشتاق المظفّر ) صحيح في بعضه ، وهو أنّ الشيخ حسن انتخب من مختصر البصائر لسعد لا من نفس البصائر.

قال الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض : لكن قال نفسه في أثناء كتاب منتخب البصائر : إنّ كتاب منتخب البصائر لسعد بن عبد اللّه ، فلعلّ أصل كتاب البصائر لمحمّد بن حسن الصفّار ، والاختصار لسعد بن عبد اللّه ، والانتخاب لهذا الشيخ - فلاحظ - ، ويؤيّده ما سيجيء من عبارته (2) ، ويقصد العبارة الثانية بعد باب الكرّات التي مرّت.

وقال بعد نقلها : لكن الحقّ ما حقّقناه ، نعم ، في هذه العبارة دلالة على ما قلناه من أنّ أصل البصائر لغير سعد بن عبد اللّه ، ولكن المختصر له ، والانتخاب منه لهذا الشيخ ، فتدبّر (3).

ص: 152


1- الذريعة 3 : 124 [ 415 ] ، وانظر : الذريعة 1 : 91 [ 439 ].
2- رياض العلماء 1 : 194 ، ويقصد بما سيجيء من عبارته العبارة التي في أوّل رسالة إثبات الرجعة التي نقلناها.
3- نفس المصدر 1 : 195.

وأيّده محقّق كتاب مختصر البصائر ( مشتاق المظفّر ) ، وأورد أدلّته عليه من قول الشيخ حسن الذي نقلناه من أوّل الكتاب ، وقول الحرّ العاملي الذي أوردناه من خاتمة الوسائل ، وهو قوله : كتاب الحلل مختصر البصائر ... ، وما قاله في الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة مكرّراً ، ما نصّه : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في رسالته نقلا من كتاب مختصر البصائر لسعد بن عبد اللّه ، ونقل المحقّق موارد عديدة منها (1).

فهي تدلّ على أنّ النقل كان من مختصر البصائر لا البصائر.

ولكن البعض الآخر من كلام الأفندي ، وهو أنّ كتاب سعد مختصر من كتاب الصفّار ، وموافقة محقّق الكتاب عليه ، غير صحيح ، وذلك :

إنّ النجاشي والطوسي ، وغيرهما ، نصّوا على أنّ لسعد بن عبد اللّه كتاب البصائر ، وأضاف الطوسي ( ت 450 ه- ) أنّه أربعة أجزاء (2) ، كما أشار إلى ذلك العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) (3) والسيّد الأمين ( ت 1371 ه- ) (4) ، ولم يذكر أحد أنّ له مختصر البصائر ، فهذا المختصر الذي انتخب منه الشيخ حسن قد يكون لسعد نفسه اختصره من كتابه البصائر ، أو لغيره اختصره من كتاب سعد ( بصائر الدرجات ).

وأمّا أنّ مختصر بصائر سعد ليس مختصر لبصائر الصفّار ، فقد طابقت روايات المختصر على روايات بصائر الصفّار المطبوع ( والمسمّى بالكبرى ) (5) ، ووجدت من مجموع ( 264 ) رواية نقلها الشيخ حسن

ص: 153


1- مختصر البصائر : 29 ، مقدّمة التحقيق.
2- رجال النجاشي : 177 [ 467 ] ، وفهرست الطوسي : 215 [ 316 ].
3- الذريعة 3 : 124 [ 415 ].
4- أعيان الشيعة 5 : 107.
5- 5 - هناك نسخ عديدة لبصائر الصفّار على قسمين : كبرى وصغرى ، وقد أشار إلى ذلك الحرّ العاملي في خاتمة الوسائل 30 : 155 ، الفائدة الرابعة.

من المختصر ( 110 ) رواية لا توجد في بصائر الصفّار ، منها : ( 45 ) رواية في الرجعة لا يوجد منها أثر في بصائر الصفّار ، إضافة إلى أكثر من (15) رواية تختلف عمّا موجود في بصائر الصفّار من إضافة في السند أو المتن ، أي حوالي نصف الروايات المنقولة عن مختصر بصائر سعد غير موجودة ، أو مختلفة عمّا موجود في بصائر الصفّار ، فكيف يصحّ أنّ مختصر سعد هو مختصر من بصائر الصفّار!

وهناك شيء آخر ، فإنّ الشيخ حسن بن سليمان الحلّي ، نقل في القسم الثاني من مختصر البصائر عدّة روايات عن غير مختصر بصائر سعد ، منها : عدّة روايات صرّح أنّها من بصائر الصفّار ، وقد طابقت هذه الروايات للصفّار على مصوّرة نسخة صغرى من بصائر الدرجات للصفّار بخطّ الحرّ العاملي ، نسخها بتاريخ ( 1046 ه- ) على نسخة الشيخ زين الدين ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ زين الدين العاملي ( الشهيد الثاني ) ، حفيد ابن الشهيد الثاني مؤرّخة سنة ( 1033 ه- ) ، كتبت في أربعة أجزاء ، موجودة في مكتبة جامعة طهران تحت رقم ( 1061 ) ، فوجدت ما نقله مطابقاً بالحرف والترتيب لما مذكور في هذه البصائر الصغرى ، والتي ظاهرها أنّها مختصرة من البصائر الكبرى ، حيث إنّ رواياتها مطابقة لما يقابلها في الكبرى بالترتيب والأبواب ، إلى منتصف الجزء التاسع من الكبرى ، وبالتالي فإنّ الشيخ حسن لم ينقل ولا رواية من النصف الثاني للجزء التاسع إلى تمام الجزء العاشر من بصائر الصفّار الكبرى ، وما أورده من روايات موجودة في هذا الجزء والنصف الباقي نقله من مختصر بصائر سعد لا بصائر الصفّار ، فالظاهر أنّه لم يطّلع على الجزء والنصف الأخيرين من بصائر الصفّار ، وذلك لوجود النسخة الصغرى عنده لا الكبرى ، ( مع

ص: 154

ملاحظة جديرة بالتأمّل ، أنّ الشيخ حسن من تلامذة الشهيد الأوّل ، ووقوع الشهيد الأوّل في طرق إجازات الشهيد الثاني ، ثمّ ولده وحفيد ولده والحرّ العاملي واضح ) (1).

ولا مجال للاحتمال بأنّ ما كان موجوداً عند الشيخ حسن من مختصر بصائر سعد ، هو في الحقيقة نصف الجزء التاسع والجزء العاشر من بصائر الصفّار الكبرى ، وأنّ هناك خطأً ، إمّا من الشيخ حسن أو من الناسخ بنسبتها إلى سعد بن عبد اللّه القمّي ; لأنّا ذكرنا وجود حوالي 125 رواية فيه لا توجد في بصائر الصفّار.

وأمّا روايات النصف الآخر ( حوالي 139 ) التي ذكرها الشيخ حسن من مختصر سعد وتوجد في بصائر الصفّار ، فقد وجدناها مطابقة بترتيبها لما موجود في بصائر الصفّار ، ومنها روايات حديث الثقلين التي أوردناها ، إلاّ في عدّة حالات شاذّة ، وتختلف في ترتيب الأبواب ، فهو ما لم أجد له تفسيراً مقنعاً ، سوى ما ذكر من الجميع من أنّ سعد بن عبد اللّه القمّي ومحمّد بن الحسن الصفّار متعاصران وشيوخهما متّحدان ، ولكن هذا لا يفسّر سبب توافقهما في ترتيب الروايات ، وعلى كلّ ، فقد ظهر أنّ بصائر سعد هي غير بصائر الصفّار ، وهما غير مختصر بصائر سعد الذي نقل منه الشيخ حسن ، والمجهول المختصِر ، وهي غير مختصر بصائر الشيخ حسن ابن سليمان الحلّي ، والذي يسمى أيضاً ( إثبات الرجعة ) أو ( الرجعة ).

ص: 155


1- راجع خاتمة الوسائل ، الفائدة الخامسة.

ص: 156

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة ) القرن الرابع الهجري

اشارة

ص: 157

ص: 158

(12) كتاب : تفسير فرات لأبي القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي ( أواخر القرن الثالث - أوائل القرن الرابع )
الحديث :

فرات ، قال : حدَّثني علي بن محمّد بن عمر الزهري معنعناً ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول اللّه تعالى ( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم ) ، قال : « نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ».

قلت : إنّ الناس يقولون فما منعه أن يسمّي عليّاً وأهل بيته في كتابه؟

قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « فتقولون لهم إنّ اللّه أنزل على رسوله الصلاة ، ولم يسمّ ثلاثاً وأربعاً ، حتّى كان رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، وأنزل الحجّ ، فلم ينزل طوفوا أُسبوعاً ، ففسّر لهم ذلك رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأنزل اللّه ( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم ) ، نزلت في علي ابن أبي طالب والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال فيه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : أوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي ، إنّي سألت اللّه أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك ، فلا تعلّموهم فهم أعلم منكم ، إنّهم لم يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم من باب ضلالة ، ولو سكت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ولم يبيّن أهلها ، لادّعاها آل عبّاس وآل عقيل وآل فلان وآل فلان ، ولكنّ اللّه أنزل في كتابه :

ص: 159

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) تأويل هذه الآية ، فأخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فأدخلهم تحت الكساء في بيتِ أمّ سلمة ، فقال : اللّهم إنّ لكلّ نبيّ ثقلا وأهلا فهؤلاء ثقلي وأهلي ، فقالت أمّ سلمة : ألست من أهلك؟

فقال : إنّك إلى خير ، ولكن هؤلاء ثقلي وأهلي ، فلمّا قُبض رسواللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، كان علي أولى الناس بها لكبره (1) ، ولِما بلّغ فيه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) وأقامه وأخذه بيده » (2).

وستأتي هذه الرواية في تفسير العيّاشي مرسلة ، ولكن رواها الحاكم الحسكاني ( توفي أواخر القرن الخامس ) في شواهد التنزيل عنه مسندة (3).

فرات بن إبراهيم الكوفي :

لم تنقل لنا ترجمة له في الكتب الرجاليّة المعروفة ، إلاّ في بعض الكتب المتأخّرة ، ولكنّه ورد في أسانيد الصدوق ( ت 381 ه- ) في كتبه (4) ، وفي تفسير القمّي ( ت بعد 307 ه- ) (5) ، وفضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) لابن الشجري ( ت 445 ه- ) (6) ، ونقل عنه الحاكم الحسكاني في شواهد

ص: 160


1- المقصود من ( كبره ) ، أي أكبر وأفضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الذين عيّنهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ).
2- تفسير فرات : 110 ح 112 ، سورة النساء : 59 ( يا أيّها الّذيْنَ آمنوا أطيِعُوا اللّه وأَطيِعُوا الرّسول وأُولي الأمرِ مِنْكم ).
3- انظر ما ذكرناه في تفسير العيّاشي ، الحديث الرابع.
4- انظر الأمالي للصدوق ، وغيره من كتبه الأُخرى.
5- تفسير القمّي 2 : 331 ، آية (24) ، سورة ( ق ) : ( أَلقيا فِي جَهنّم كُلّ كَفّار عَنيِد ) و 437 ، سورة المطفّفين (7) : ( كُلاّ إنّ كِتَابَ الفُجّارِ لَفِي سِجّين ).
6- 6 - انظر فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) لابن الشجري : 46 [ 22 ] ، 49 [ 26 ] ، 50 [ 27 ]، 64 [ 46 ] ، 68 [ 52 ] ، 75 [ 61 ] ، 77 [ 65 ] ، 78 [ 67 ] ، 83 [ 73 ] ، 91 [ 84 ] ، 93 [ 87 ].

التنزيل (1).

والظاهر من كتابه ومن الروايات التي نقلت عنه ، أنّه كان كثير الحديث ، ومن طبيعة ومضمون هذه الروايات وأنّ أغلبها مسندة إلى الإماميين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، يظهر أنّه كان إماميّ المذهب.

فقد قال عنه العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) : وتفسير فرات وإن لم يتعرّض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة ، وحسن الضبط في نقلها ، ممّا يعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظنّ به ، وقد روى الصدوق ( رحمه اللّه ) عنه أخباراً بتوسّط الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ، وغيره (2).

وقال الميرزا محمّد باقر الخوانساري الإصبهاني ( ت 1313 ه- ) : صاحب كتاب التفسير الكبير الذي هو بلسان الأخبار ، وأكثر أخباره في شأن الأئمّة الأطهار عليهم سلام الملك الغفّار ، وهو مذكور في عداد تفسيري العيّاشي وعلي بن إبراهيم القمّي ، ويروي عنه في الوسائل والبحار على سبيل الاعتماد والاعتبار ، ذكره المحدّث النيسابوري في رجاله بعد ما تركه سائر أصحاب الكتب في الرجال ، فقال : له كتاب تفسيره المعروف عن محمّد بن أحمد بن علي الهمداني ... ، ثمّ نقل كلام العلاّمة المجلسي السابق.

ص: 161


1- انظر : شواهد التنزيل 1 : 56 [ 57 ] ، 78 [ 92 ] ، 151 [ 164 ] ، 183 [ 195 ] ، 208 [ 215 ] و 267 [ 262 ] و 336 [ 345 ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.
2- البحار : 1 : 37 ، ونقل كلامه الميرزا عبد اللّه الأفندي ( ت 1130 ه- ) في رياض العلماء4 : 337.

ثمّ قال : وقال بعض أفاضل محقّقينا في حواشيه على كتاب ( منهج المقال ) - بعد الترجمة له في الحاشية بما قدّمناه لك في العنوان - : له كتاب تفسير القرآن ، وهو يروي عن الحسين بن سعيد من مشايخ الشيخ أبي الحسن علي بن بابويه ، وقد روى عنه الصدوق بواسطة ، ونقل من تفسيره أحاديث كثيرة في كتبه ، وهذا التفسير يتضمّن ما يدلّ على حسن اعتقاده ، وجودة انتقاده ، ووفور علمه ، وحسن حاله ، ومضمونه موافق للكتب المعتمدة ... (1).

وذكره المامقاني ( ت 1351 ه- ) بمضمون ما سبق ، ثمّ قال : أقول : إنّ أقلّ ما يفيده كونه من مشايخ علي بن بابويه ، وإكثار الصدوق ( رحمه اللّه ) الرواية عنه ، وكذا رواية الشيخ الحرّ ( رحمه اللّه ) والفاضل المجلسي ( رحمه اللّه ) عنه ، هو كون الرجل في أعلى درجات الحسن ، بعد استفادة كونه إماميّاً من الأخبار التي رواها ، والعلم عند اللّه تعالى (2).

وقال التستري ( ت 1415 ه- ) - بعد ما ذكر ملخّصاً ممّا سبق - : أقول : وقد طبع تفسيره في هذه الأعصار ، إلاّ أنّ الغريب عدم ذكر الكشّي والشيخ في الرجال والفهرست والنجاشي له أصلا (3).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) - بعد أن ذكر أنّه أكثر الرواية عن الحسين بن سعيد الكوفي - : وكذلك أكثر فيه من الرواية عن جعفر بن محمّد بن مالك البزّاز الفزّاري الكوفي ( المتوفّى حدود 300 ) ، وكان هو المربّي والمعلّم لأبي غالب الزرّاري ( المولود 285 ) ، بعد إخراجه عن الكتب وجعله في البزّازين ... ، وكذلك أكثر من الرواية عن عبيد بن كثير

ص: 162


1- روضات الجنّات 5 : 353 [ 542 ].
2- تنقيح المقال 2 : 3.
3- قاموس الرجال 8 : 376 [ 5875 ].

العامري الكوفي ( المتوفّى 294 ) مؤلّف كتاب ( التخريج ) ... ، وكذلك يروي فيه عن سائر مشايخه البالغين إلى نيّف وماية ، كلّهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة إلى الأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) ، وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أُصولنا الرجاليّة ، ولكن مع الأسف ، أنّه عمد بعض إلى إسقاط أكثر تلك الأسانيد ، واكتفى بقوله مثلا ( فرات عن حسين بن سعيد معنعناً عن فلان ) ، وهكذا في غالب الأسانيد ، فأشار بقوله معنعناً إلى أنّ الرواية التي ذكرها كانت مسندة معنعنة ، وإنّما تركها للاختصار.

ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق ، وهو أبو الحسن علي ابن الحسين بن بابويه ( ت 329 ه- ) ، كما أنّه يروي والد الصدوق أيضاً عن علي بن إبراهيم المفسّر القمّي ( الذي توفّي بعد 307 ه- ) ، ولعلّ فرات أيضاً بقي إلى حدود تلك السنة ... ، ثمّ قال : ونسخه كثيرة في تبريز والكاظميّة والنجف الأشرف.

ثمّ ذكر قريباً ممّا ذكرناه آنفاً من اعتماد الصدوقين والحسكاني وعلي ابن إبراهيم ، ونقل كلام العلاّمة المجلسي (1).

كما ذكره السيّد حسن الصدر ( ت 1354 ه- ) في تأسيس الشيعة ، وقال : وهو من علماء عصر الجواد ( عليه السلام ) (2).

ويظهر من كلّ ما نقلناه من كلمات الأعلام ، ترجيح كونه إماميّ العقيدة ، وأمّا ما ذكره محقّق الكتاب الأخ محمّد كاظم في مقدّمته ، وتبعه آخرون ، من أنّه ربّما كان من الناحية الفكريّة والعقائديّة زيديّاً (3) ، فإنّه

ص: 163


1- الذريعة 4 : 298 [ 1309 ] ، كما ذكره أيضاً في طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 216.
2- تأسيس الشيعة : 332.
3- تفسير فرات الكوفي : 11 ، مقدّمة المحقّق.

مجرّد فرض واحتمال لا أكثر ، فإنّ مجرّد نقل أكثر من رواية في كتابه عن زيد بن علي ( رضي اللّه عنه ) تنفي العصمة عن غير الخمسةِ - أصحاب الكساء - (1) ، لا يدلّ على زيديّته ، بعد ما عرفت أنّه ينقل في كتابه الروايات الواصلة إليه عن طريق شيوخه بخصوص الآيات النازلة في أهل البيت ( عليهم السلام ) من مختلف الرواة ، سواء كانوا إماميّة أو زيديّة أو واقفيّة ، وحتّى من العامّة ، مع كثرة رواياته المسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، والتي في كثير منها دلالة على إمامتهما.

وأمّا القول في أسانيده ومشايخه ، وأنّ فيهم كثيراً من الزيديّة ، فقد عرفت أنّ كثيراً منهم لم يترجم لهم ، والآخرين صرّح أعلامنا بأنّهم من رواة أحاديثنا ، كما مرّ.

وأمّا رواياته في كتابه ، فهي أدلّ على ما نقول من إماميّته لا زيديّته ، كما عرفت ذلك سابقاً ، خاصّة بعد ضمّ ما رواه عنه الصدوق ( رحمه اللّه ) ووالده.

وعلى كلّ حال ، فرواية حديث الثقلين هنا معنعنة ، ولكنّها ذكرت في كتب أُخرى مسندة ، كما سيأتي.

تفسير فرات :

هو واحد من التفاسير الروائيّة القديمة ، إذ إنَّ مؤلّفه كان من أعلام أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع ، جمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّ أهل البيت ( عليهم السلام ) غالباً ، مع بعض الروايات الخارجة عن هذا الموضوع ، ومعظم الروايات مسندة إلى الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وهناك روايات أُخرى عن الصحابة والتابعين أو غيرهم من رواة أهل السنّة أو الزيديّة ، بعضها عن زيد بن علي ( رضي اللّه عنه ).

ص: 164


1- تفسير فرات الكوفي : 339 ح 464 ، و 402 ح 536.

وقد أورد عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني ( توفّي أواخر القرن الخامس ) في كتابه شواهد التنزيل (1) ، ومن الشيعة العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار (2) ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة (3).

وقال الحرّ في مقدّمة كتابه المذكور ، الفائدة التاسعة : إعلم أنّ لنا طرقاً إلى رواية الكتب التي نقلنا منها والأحاديث التي جمعناها ... ، إلى آخر ما نقلناه سابقاً عند الكلام عن كتاب سُليم (4) ممّا قاله في الفائدة الرابعة من خاتمة الوسائل عند ذكره للكتب المعتمدة عنده ، وقد عدّ منها في رقم [ 80 ] تفسير فرات بن إبراهيم ، وكذا ما ذكره من طرقه هناك (5).

وتوجد منه الآن عدّة نسخ ، إحداها نسخة يقع تاريخها بين أوائل القرن التاسع إلى أوائل القرن الحادي عشر ، ولكنّها نسخة ملخّصة غير كاملة ، قد تكون هي نسخة العلاّمة المجلسي ( رحمه اللّه ) ، وهناك نسخة هي نسخة المحدّث الشيخ حسين النوري ( رحمه اللّه ) ، استنسخت على نسخة تاريخها 1083 ه-.

أمّا هذه النسخة المطبوعة ، فأصلها نسخة في مكتبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في النجف الأشرف ، كتبت بداية القرن الرابع عشر ، وقد سقط عامّة أسانيدها - كما لاحظت ذلك في رواية حديث الثقلين - إلاّ بعضها ، ولا يعرف من أسقطها ، إلاّ أنّ نسخة الحاكم الحسكاني كانت

ص: 165


1- انظر شواهد التنزيل 1 : 56 [ 57 ] ، و 78 [ 92 ] ، و 151 [ 164 ] ، و 183 [ 195 ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.
2- انظر : البحار 1 : 19 ، 37 ، ورمز له ب- ( فر ).
3- انظر : إثبات الهداة 3 : 89 ، فصل ( 55 ).
4- راجع ما كتبناه عن كتاب سُليم بن قيس.
5- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، الفائدة الرابعة.

مسندة ، كما يلاحظ من الروايات التي نقلها عن تفسير فرات في شواهد التنزيل.

وراوي هذه النسخة المطبوعة ، هو أبو الخير مقداد بن علي الحجازي المدني ، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العلوي الحسني أو الحسيني ، عن فرات ، كما موجود في بداية الكتاب (1).

وأمّا حديث الثقلين الوارد فيه ، فقد حذف إسناده كما رأيت ، فأصبح معنعناً ، ولكنّا حاولنا تخريج نفس الحديث بأسانيد أُخرى من كتب أُخرى ، فقد أخرجه العيّاشي في تفسيره كما مرّ آنفاً ، وسيأتي.

ص: 166


1- لخّصنا هذا العنوان من مقدّمة تفسير فرات ، تحقيق : محمّد كاظم.
(13) كتاب : تفسير القمّي لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي ( رحمه اللّه ) ( كان حيّاً سنة 307 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع في مسجد الخيف : « إنّي فرطكم وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه قدحان من فضّة عدد النجوم ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين » ، قالوا : يا رسول اللّه ، وما الثقلان؟

قال : « كتاب اللّه الثقل الأكبر ، طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به لن تضلّوا ولن تزلّوا ، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، كإصبعيّ هاتين - وجمع بين سبّابتيه - ، ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبّابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه » (1).

تنبيه : قد يكون هذا الحديث الموجود في المقدّمة ، ليس من رواية علي بن إبراهيم ، وإنّما هو والمقدّمة كلّها من كلام راوي التفسير عن علي ابن إبراهيم ، وهو أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم ، أو الراوي عنه ، الذي يقول حدّثني أبو الفضل في أوّل تفسير ( بسم اللّه الرحمن الرحيم ) ، وسيأتي مفصّلا.

ص: 167


1- تفسير القمّي 1 : 16 ، المقدّمة ، وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 129 ح 61 ، باب فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ).

الثاني : وقوله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، قال (1) : نزلت هذه الآية في علي ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، قال : نزلت هذه الآية في منصرف رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، وحجّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حجّة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه المدينة ، فكان من قوله بمنى ، أن حمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي ، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا » ، ثمّ قال : ...

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إحفظوا قولي تنتفعوا به بعدي ، وافهموه تنعشوا ، ألا لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة بين جبرائيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف » ، ثمّ التفت عن يمينه ، فسكت ساعة ، ثمّ قال : « إن شاء اللّه أو علي بن أبي طالب ».

ثمّ قال : « ألا وإنّي قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك ، ألا هل بلّغت »؟ قالوا : نعم ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « ألا وإنّه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عنّي ، فأقول ربّ أصحابي ، فقال (2) : يا محمّد ، إنّهم أحدثوا بعدك ، وغيّروا سنّتك ، فأقول : سحقاً سحقاً ».

ص: 168


1- القول : لعلي بن إبراهيم القمّي ، وهذا القول إمّا موقوف عليه وهو من تفسيره ، أو أخذه من شيوخه رواية عن الأئمّة ( عليهم السلام ) فهو مرسل ، أو مسند بأحد الطرق التي ذكرها علي بن إبراهيم عن شيوخه في هذا التفسير ، وهي كثيرة.
2- الظاهر أنّها ( فيقال ).

فلمّا كان آخر يوم من أيّام التشريق ، أنزل اللّه : ( اِذَا جَاء نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ ) ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « نُعيت إليّ نفسي ».

ثمّ نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف ، فاجتمع الناس ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نصر اللّه امرءاً ، سمع مقالتي فوعاها وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن : قلب امرء مسلم أخلص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، ولزم جماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذّمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، قالوا : يا رسول اللّه ، وما الثقلان؟

قال : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، كأصبعيّ هاتين - وجمع بين سبّابتيه - ، ولا أقول كهاتين - وجمع سبّابته والوسطى - ، فتفضل هذه علي هذه ».

فاجتمع قوم من أصحابه ، وقالوا : يريد محمّد أن يجعل الإمامة في أهل بيته ، فخرج أربعة نفر منهم إلى مكّة ، ودخلوا الكعبة ، وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا في ما بينهم كتاباً ، إن مات محمّد أو قتل ، أن لا يردّوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً ... (1).

ص: 169


1- تفسير القمّي 1 : 179 - 181 ، تفسير سورة المائدة ، الآية ( يا أَيّها الرّسولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إليْكَ ... ) ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في تفسير الصافي 2 : 67 سورة المائدة ( 67 ) إثبات الهداة 1 : 631 ح 727 ، فصل (40) ، و 1 : 634 ح 739 ، الفصل (40) ، المورد الثاني ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 37 : 113 ح 6 ، والحويزي ( ت 1112 ) في نور الثقلين 1 : 655 ح 299. وقد جاءت بعض مقاطع هذا الحديث مسندة ، كما في الخصال : 149 ح 182، باب الثلاثة ، هكذا : حدَّثنا أبي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد اللّه بن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : خطب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الناس بمنى في حجّة الوداع في مسجد الخيف ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نضر اللّه عبداً سمع مقالتي فوعاها ... » إلى قوله : « وهم يد على من سواهم ».

الثالث : جاء في تفسير سورة الرحمن ، في قوله تعالى :

( عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) ، قال (1) : حدَّثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، في قوله : ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) ، قال ( عليه السلام ) : « اللّه علّم محمّداً القرآن ... ، » قوله : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال (2) : « نحن وكتاب اللّه ، والدليل على ذلك قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي » (3).

الرابع : جاء في تفسير سورة النصر ، في قوله تعالى :

( اِذَا جَاء نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ ) ، قال (4) : نزلت بمنى في حجّة الوداع (5) ( اِذَا جَاء نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ ) ، فلمّا نزلت ، قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) (6) : « نُعيت إليّ نفسي ، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس (7) ، ثمّ قال : نصر اللّه امرءاً

ص: 170


1- القائل علي بن إبراهيم القمّي.
2- الظاهر أنّ القائل هو الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، بدليل ما تقدّم من السؤال له في أوّل الرواية ، وقوله هنا : نحن وكتاب اللّه.
3- تفسير القمّي 2 : 323 ، تفسير سورة الرحمن ، آية : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّها الَثّقَلانِ ) ، وعنه الكاشاني في الصافي 5 : 110 ، الرحمن : 31 ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 4 : 267 ح 4 ، والحويزي في نور الثقلين 5 : 193 ح 32.
4- القائل : علي بن إبراهيم القمّي.
5- في الرواية السابقة ( الحديث الثاني ) ، فلمّا كان آخر يوم من أيّام التشريق ، أنزل اللّه : ( إذا ... ).
6- في الرواية السابقة : فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : ...
7- في الرواية السابقة : ثمّ نادى الصلاة جامعة في مسجد الخيف ، فاجتمع الناس ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « نصر اللّه ... ».

سمع مقالتي فوعاها ، وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لا يغل عليه (1) : قلب امرىء مسلم أخلص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم (2) ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم (3).

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم ثقلين (4) ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يتفرّقا (5) حتّى يردا عليّ الحوض ، كإصبعيّ هاتين - وجمع بين سبّابتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبّابته والوسطى - ، فيفضل (6) هذه على هذه » (7).

علي بن إبراهيم القمّي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح

ص: 171


1- في الرواية السابقة : عليهن.
2- في الرواية السابقة : ولزم جماعتهم.
3- في الرواية السابقة ، زيادة بعدها : المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذّمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم.
4- في الرواية السابقة : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، قالوا : يا رسول اللّه ، وما الثقلان؟ قال : « كتاب اللّه ... ».
5- في الرواية السابقة : يفترقا.
6- في الرواية السابقة : فتفضل.
7- تفسير القمّي 2 : 449 ، تفسير سورة النصر ، وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 624 ح 729 ، فصل (40) ، البرهان 4 : 517 ح 4 ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 27 : 68 ح 5 ، والحويزي ( ت 1112 ه- ) في نور الثقلين 5 : 690 ح 10.

المذهب ، سمع فأكثر ، وصنّف كتباً ، وأضرّ في وسط عمره (1).

وبنفس العبارة ذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة (2) ، وببعضها ابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله (3).

وقال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) في الوجيزة : ثقة (4).

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) : كان في عصر أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وبقي إلى ( 307 ) ، فإنّه روى الصدوق ( ت 381 ه- ) في ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ) عن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ( سنة 307 ) ... ، وفي بعض أسانيد ( الأمالي ) و ( الإكمال ) ، هكذا : حدَّثنا حمزة بن محمّد ... ، بقم ( في رجب 339 ) ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، في ما كتبه إليّ في سنة سبع وثلاثمائة (5).

تفسير القمّي :

ذكر النجاشي ( ت 450 ه- ) في ضمن كتبه كتاب التفسير ، وقال : وله كتاب التفسير.

ثمّ قال : أخبرنا : محمّد بن محمّد ، وغيره ، عن الحسن بن حمزة بن علي بن عبيد اللّه ، قال : كتب إليّ علي بن إبراهيم بإجازة سائر حديثه وكتبه (6).

ص: 172


1- رجال النجاشي : 260 [ 680 ].
2- خلاصة الأقوال : 187 [ 556 ].
3- رجال ابن داود 135 [ 1018 ].
4- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 255 [ 1193 ] ، انظر : منهج المقال : 223 ، تنقيح المقال 2 : 260 ، قاموس الرجال 7 : 264 [ 4977 ] ، مجمع الرجال 4 : 152 ، بلغة المحدّثين : 379 [ 32 ] ، جامع الرواة 1 : 545 ، بهجة الآمال 5 : 354.
5- الذريعة 4 : 302 [ 1316 ] ، وانظر : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 226 ح 13 ، والأمالي : 116 ح 101 ، و 327 ح 384 ، و 708 ح 976 ، ولم أجده في الإكمال.
6- رجال النجاشي : 260 [ 680 ].

وقال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : له كتب منها : كتاب التفسير ... ، أخبرنا بجميعها جماعة ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، عن علي بن إبراهيم.

وأخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، ومحمّد بن الحسن وحمزة بن محمّد العلوي ومحمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، إلاّ حديثاً واحداً ، استثناه من كتاب الشرايع في تحريم لحم البعير ، وقال : لا أرويه ... (1).

وكذا نسبه إليه كلّ من تعرّض له.

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الكتب التي اعتمد عليها في الوسائل (2) ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) ضمن مصادر البحار (3) ، وذكر الحرّ طرقه إليه (4).

والتفسير المتداول الآن والمطبوع باسم تفسير القمّي ، يتكوّن من قسمين :

أحدهما : ما رواه علي بن إبراهيم القمّي ، والذي يمثّل تفسير القمّي في الواقع.

ثانيهما : روايات في التفسير عن أبي الجارود ، أدخلها في ضمن تفسير القمّي ، راوي التفسير أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، أو الراوي عنه ، حيث قال في أوّل التفسير ، في تفسير ( بِْسمِ اللّه الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) : حدَّثني أبو الفضل العبّاس ابن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قال : حدَّثنا أبو

ص: 173


1- فهرست الطوسي : 266 [ 380 ].
2- خاتمة الوسائل 30 : 157 [ 46 ].
3- البحار 1 : 8 و 27.
4- خاتمة الوسائل 30 : 179.

الحسن علي بن إبراهيم ... (1) ، فقوله : ( حدَّثني ) يدلّ على شخص آخر غير أبي الفضل العبّاس ، ولكن الروايات المسندة إلى أبي الجارود ، رويت عن شيوخ معاصرين لعلي بن إبراهيم أو بعده بقليل ، كما ذكر ذلك الطهراني في الذريعة ( ت 1389 ه- ) (2) ، ورجّح بسببه هو وغيره (3) ، أنّ الجامع للتفسيرين هو أبو الفضل العبّاس بن القاسم.

وقد جاء في مقدّمة التفسير : ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ، ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض اللّه طاعتهم ، وأوجب ولايتهم ، ولا يقبل عمل إلاّ بهم ، وهم الذين وصفهم اللّه تبارك وتعالى ، وفرض سؤالهم والأخذ منهم ، فقال ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (4) ، حيث اعتمد هذه العبارة بعض أكابر الأعلام في توثيق كلّ رجال تفسير القمّي (5) ، ولكن بعد أن حقّق آخرون أنّه يتضمّن تفسيرين لعلي بن إبراهيم وأبي الجارود ، قسّموا الرجال الواردين فيه ، إلى قسمين : الأوّل : رجال علي بن إبراهيم ، وهم المشمولون بالتوثيق ، والثاني : رجال أبي الجارود ، غير المشمولين بالتوثيق (6).

ولكن من أين يمكن إثبات أنّ المقدّمة هي لعلي بن إبراهيم ، بل بعد أن ثبت أنّ التفسير مجموع من تفسيرين بتوسّط شخص ثالث ; يترجّح أنّها ليست لعلي بن إبراهيم.

ص: 174


1- تفسير القمّي 1 : 39.
2- الذريعة 4 : 304 ، في المتن والهامش.
3- أُصول علم الرجال : 164 ، كليّات في علم الرجال : 313.
4- تفسير القمّي 1 : 16 ، المقدّمة.
5- الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) ، في خاتمة الوسائل 30 : 202 ، الفائدة السادسة ، ووافقه على ذلك السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) ، في معجم رجال الحديث 1 : 49.
6- أُصول علم الرجال : 165 ، كليّات في علم الرجال : 313.

فالمقدّمة تتكوّن من قسمين : القسم الأوّل صيغ بالأسلوب المعهود للمقدّمات ، من الحمد وذكر صفات الخالق جلّ وعلا ، والصلاة على النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وذكر معجزته القرآن الكريم ، ووصف أمير المؤمنين له ، وأنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) هم العدل الثاني للقرآن ، ومن ضمنها العبارة التي نقلناها سابقاً في توثيق رواة التفسير ، وجاء في نهايته في بعض النسخ المطبوعة ( قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي ) ، كبداية للقسم الثاني.

والقسم الثاني : هو بعض الروايات في علوم القرآن ، مختصرة من روايات مبسوطة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أوردها النعماني بطولها في أوّل تفسيره ، وأخرجها منه المرتضى ، وجعل لها خطبة ، وتسمّى برسالة المحكم والمتشابه ، وأُدرجت بعينها في البحار (1) ، وذكر في بدايتها سندها ، وليس فيه علي بن إبراهيم ، وذكر في آخرها أنّه وجد رسالة قديمة مفتتحها ، هكذا : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه اللّه ) ، وهو مصنّفه : الحمد لله ... ، روى مشايخنا ، عن أصحابنا ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليه ) : أنزل القرآن على سبعة أحرف ... ، وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب ، وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار (2).

أقول : وقد راجعت ما نقله من هذه الرسالة (3) فوجدت فيه بعض روايات مقدّمة تفسير القمّي.

وقد أدخل كاتب هذه المقدّمة المختصرة بعض الروايات عن علي بن

ص: 175


1- الذريعة 4 : 302 ، والبحار 93 : 1 ، باب [ 128 ].
2- البحار 93 : 97.
3- البحار 92 : 60.

إبراهيم فيها بصيغة : قال أبو الحسن علي بن إبراهيم ، وهي لا توجد في ما أورده المجلسي في البحار.

ثمّ جاء بعد المقدّمة سند التفسير ، بعد أن قال : أقول : تفسير ( بِسْمِ اللّه الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) حدّثني أبو الفضل العبّاس بن محمّد ....

فبملاحظة تأخّر السند عن المقدّمة ، وقوله فيه : حدّثني أبو الفضل العبّاس ، ووجود بعض روايات علي بن إبراهيم الواردة في المقدّمة بصيغة ( قال ) ، في ضمن الروايات المختصرة من روايات الإمام الصادق ( عليه السلام ) التي أوردها النعماني ، يصبح هناك شبه اطمئنان ، أنّ المقدّمة ليست لعلي بن إبراهيم ، أو على الأقلّ أنّ القسم الأوّل منها ليس لعلي بن إبراهيم ، إذا أخذنا بالحسبان ما ذكره بعض المحقّقين (1) ، رواها الشيخ حسن بن سليمان ( القرن التاسع ) في مختصر البصائر من مقدّمة التفسير ، وقال : حدَّثني أبو عبد اللّه محمّد بن مكّي بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم من تفسير القرآن العزيز ، قال : وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة ، فقوله عزّ وجلّ ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) ، قال علي بن إبراهيم : .. ، ثمّ روى ثلاث روايات من المقدّمة (2) كلّها مرويّة عن علي بن إبراهيم.

مع ما موجود في بعض النسخ المطبوعة في بداية القسم الثاني من المقدّمة ، قال : أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي.

ص: 176


1- أشار إلى ذلك الشيخ الداوري في أُصول علم الرجال : 163 هامش (1) ، بقوله : والصحيح أنّها - أيّ المقدّمة - له ، وذلك لوجود أجزاء من المقدّمة في كلمات القدماء منسوبة إلى علي بن إبراهيم ، فلا وجه للإشكال ، أقول : لم يصرّح هنا بأنّ مراده من القدماء هو الشيخ حسين بن سليمان ، ولكنّي سألته شخصيّاً عنه ، فأجاب : هو الشيخ حسن بن سليمان في مختصر البصائر. ثمّ أنّ جواب الإشكال يأتي في المتن.
2- مختصر البصائر : 149.

ولكن الشيخ حسن بن سليمان من رجال القرن التاسع ، وكذا أستاذه الشهيد الأوّل ، مع أنّ سند الشهيد إلى كتاب التفسير هو من الإجازات العامّة ، وقد روى التفسير كاملا ، ووصله بشكله الذي وصلنا ، ونحن ندّعي أنّ كاتب المقدّمة متقدّم عليه ، بحدود ثلاثة قرون على الأقلّ ، إذا لم يكن أكثر ، فكيف يثبُت ما قاله هذا المحقّق؟ ومن الواضح أنّ الشيخ حسن قد فهم أنّ المقدّمة لعلي بن إبراهيم ، مثل ما فهم الحرّ العاملي والسيّد الخوئي ، وغيرهم ، وليس هناك دلالة على أنّ الشهيد الأوّل فهم مثل فهمهم ، وإنّما ذكر سنده إلى التفسير الذي وصله مع المقدّمة.

هذا كلّه إضافة إلى أنّ قوله في القسم الثاني من المقدّمة : ( قال : علي ابن إبراهيم ) ، يدلّ على شخص آخر ، وإلاّ لو كان الراوي هو علي بن إبراهيم لقال : حدَّثني أبي ، كما هو سائد في سائر التفسير.

والشخص الكاتب للمقدّمة ، إمّا أن يكون راوي التفسير أبو الفضل العبّاس ، أو شخص ثالث ، فأمّا أبو الفضل العبّاس ، فلم يذكر في كتب الرجال ، وإن ذكر في كتب الأنساب ، كما نقل صاحب الذريعة (1) ، وأمّا إذا كان الكاتب غيره فهو غير معروف ، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على ما في المقدّمة ، على كلا الاحتمالين ، إلاّ إذا استطعنا اعتبار شهادة كاتب المقدّمة بتوثيق شيوخه أيضاً ، ويكون توثيقاً لكلّ الشيوخ الواردين في أسانيد روايات التفسير ، سواء كانوا شيوخ القمّي أو أبي الجارود ، ولكن هذا يحتاج إلى تحقيق في وثاقة أبي الفضل العبّاس ، أو معرفة الراوي عنه ووثاقته.

ثمّ نجد في هذا التفسير بعض الروايات مسندة ، كما في الرواية الثالثة

ص: 177


1- الذريعة 4 : 307.

من حديث الثقلين ، وبعضها مصدّر ب- ( قال : علي بن إبراهيم ) ، الظاهر منه أنّه نظر وقول لعلي بن إبراهيم نفسه ، كما في الرواية الثانية ، إلاّ أن نقول : إنّ كلّ ما قاله في هذا التفسير مأخوذ من الأئمّة ( عليهم السلام ).

وروايات حديث الثقلين في التفسير كلّها عن علي بن إبراهيم ، فتكون بسند موثّق ، على مبنى من يقول بتوثيق رجال علي بن إبراهيم.

وعلى كلّ ، فروايات حديث الثقلين هنا متوافقة مع الروايات المرويّة في المصادر الأُخرى ، ولم تخرج في مضمونها عمّا هو مشتهر من حديث الثقلين.

ص: 178

(14) كتاب : تفسير العيّاشي للمحدث الجليل أبي النضر محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي ( ت حدود 320 ه- )
الحديث :

الأوّل : عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، قال : [ لمّا [ خطب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوم الجُحفة بعد صلاة الظهر ، انصرف على الناس ، فقال : « يا أيّها الناس ، إنّي قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّه لن يعمّر من نبيّ إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإنّي لأظنّني أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فهل بلّغتكم ، فماذا أنتم قائلون؟ »

قالوا : نشهد بأنّك قد بلّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك اللّه عنّا خيراً ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، ألم تشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث حقّ من بعد الموت؟ »

قالوا : نعم ، قال : « اللّهم اشهد ».

ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّ اللّه مولاي ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

ص: 179

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة ، ألا وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتّى تلقوني »

قالوا : وما الثقلان ، يا رسول اللّه؟

قال : « الثقل الأكبر كتاب اللّه ، سبب طرفه بيدي اللّه وطرف في أيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تذلّوا ، ألا وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت اللّه لهما ذلك ، فأعطانيه ، فلا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم » (1).

الثاني : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « خطب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بالمدينة ، فكان فيها : قال لهم : ... » الحديث (2). أي الحديث السابق.

الثالث : عن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « إنّ اللّه جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوّهت الكتب ، ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، أن يقتدى بالقرآن وآل محمّد ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إنّي تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الأكبر فكتاب ربّي ، وأمّا الأصغر فعترتي أهل بيتي ، فاحفظوني فيهما ، فلن تضلّوا

ص: 180


1- تفسير العيّاشي 1 : 76 ح 3 ، في فضل القرآن ، وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 625 ح 683 ، فصل [ 38 ] ، والسيّد هاشم البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 10 ح 9 ، وغاية المرام 2 : 341 ح 25 ، باب [ 29 ] ، والعلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 141 ح 92.
2- تفسير العيّاشي 1 : 77 ح 5 ، في فضل القرآن ، وعنه المجلسي في البحار 23 : 142 ح 93.

ما تمسّكتم بهما » (1).

الرابع : وفي رواية أبي بصير عنه - أي أبي جعفر ( عليه السلام ) (2) - قال : « نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » ، قلت له : إنّ الناس ، يقولون لنا فما منعه ... ، إلى آخر ما في تفسير فرات (3) ، ثمّ قال بعده : « فلمّا حُضر علي لم يستطع ، ولم يكن ليفعل ، أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن علي ولا أحداً من ولده ، إذاً لقال الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : أنزل اللّه فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلّغ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فينا كما بلّغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك ، فلمّا مضى عليّ ، كان الحسن أولى بها لكبره ، فلمّا حُضر الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) لم يستطع ، ولم يكن ليفعل ، أن يقول : ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض ) ، فيجعلها لولده ، إذاً لقال الحسين ( عليه السلام ) : أنزل اللّه فيّ كما أنزل فيك وفي أبيك ، وأمر بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وأذهب الرجس عنّي كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلمّا أن صارت إلى الحسين ( عليه السلام ) ، لم يبق أحد يستطيع

ص: 181


1- تفسير العيّاشي 1 : 78 ح 8 ، في فضل القرآن ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في تفسير الصافي 1 : 21 ، المقدّمة الثانية ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 625 ح 684 ، فصل (38) ، ما رواه العيّاشي في تفسيره ، والسيّد هاشم البحراني ( ت 1107 ه- ) في تفسير البرهان 1 : 10 ح 8 ، الباب الثالث : في معنى الثقلين ، وغاية المرام 2 : 341 ح 26 ، باب 29 ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 92 : 27 ح 29 ، كتاب القرآن ، باب (1) : فضل القرآن وإعجازه.
2- ذكر قبل هذه الرواية رواية عن جابر الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هذه الآية ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، قال : « الأوصياء » ، ثمّ قال : وفي رواية أبي بصير عنه ، قال : « نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ... » ، الحديث ( تفسير العيّاشي 1 : 407 ح 1011 ).
3- تفسير فرات : 110 ح 112 ، مع اختلاف يسير في الألفاظ ، انظر الحديث الذي أوردناه عن تفسير فرات.

أن يدّعي كما يدّعي هو على أبيه وعلى أخيه ، جرى ، [ تأويل قوله تعالى ] : ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) ، ثمّ صارت من بعد الحسين إلى علي بن الحسين ، ثمّ من بعد علي بن الحسين إلى محمّد ابن علي ( عليهم الصلاة والسلام ) » ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « الرجس هو الشكّ ، واللّه لا نشكّ في ديننا أبداً » (1). الراوون عنه :

روى عنه الحافظ الحاكم الحسكاني ( توفّي أواخر القرن الخامس ) في شواهد التنزيل ، وذكر سند العيّاشي إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، هكذا : أبو النضر العيّاشي ، قال : حدَّثنا حمدان بن أحمد القلانسي ، قال : حدَّثنا محمّد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : إنه سأله عن قول اللّه تعالى ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، قال : « نزلت في علي بن أبي طالب » ، قلت : ... ، إلى قوله : فأعطاني ذلك (2).

الخامس : عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، عن قول اللّه تعالى أي ( أَطِيعُواْ اللّهَ ... ) الآية (3) ، فذكر نحو هذا الحديث - أي السابق - ، وقال فيه زيادة :

ص: 182


1- تفسير العيّاشي 1 : 408 ح 1012 ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في الصافي 1 : 492 ، تحت آية ( 59 ) من سورة النساء ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 627 ح 700 ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 385 ح 20 ، تحت آية [ 59 ] من سورة النساء ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 35 : 210 ح 12 ، الباب الخامس : آية التطهير.
2- شواهد التنزيل 1 : 191 ح 203. أقول : من الواضح ، أنّ تفسير العيّاشي كان مسنداً عند الحسكاني ، كما تلاحظ في ذكره لسند العيّاشي إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ثمّ حدث حذف أسانيده بعد عصره.
3- سورة النساء : 59.

« فنزلت عليه الزكاة ، فلم يسمّ اللّه من كلّ أربعين درهما درهما ، حتّى كان رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم » ، وذكر في آخره ، « فلمّا أن صارت إلى الحسين ، لم يكن أحد من أهله يستطيع أن يدّعي عليه ، كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه ( عليهما السلام ) ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكونا ليفعلا ، ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين بن عليّ ، فجرى تأويل هذه الآية ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) ، ثمّ صارت من بعد الحسين لعليّ بن الحسين ، ثمّ صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمّد بن علي ( عليه السلام ) » (1).

وسيأتي هذا الحديث عن الكليني ( ت 329 ه- ) في الكافي ، بسندين آخرين (2) ، فراجع.

السادس : عن عمران الحلبي ، قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ، يقول : « إنّكم أخذتم هذا الأمر من جذوه - يعني من أصله - ، عن قول اللّه تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، ومن قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » ، لا من قول فلان ، ولا من قول فلان » (3).

ص: 183


1- تفسير العيّاشي 1 : 410 ح 1013 ، سورة النساء ( 59 ) ، وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 385 ح 21 ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 35 : 212 ح 13. 1. الكافي 1 : 286 ح [ 1 ] ، باب : ما نصّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ( عليهم السلام ) واحداً فواحداً ، وانظر : ما سنورده عن الكافي ، الحديث الأوّل والثاني.
2- الكافي 286 : 1 ح 1 ، باب : ما نص اللّه عزوجل ورسوله على الائمة عليهم السلام واحدا فواحدا ، وانظر : ما سنورده عن الكافي ، الحديث الأول والثاني.
3- تفسير العيّاشي 1 : 410 ح 1015 ، وعنه البحراني في البرهان 1 : 385 ح 23 ، والمجلسي في البحار 23 : 293 ح 27 ، كتاب الإمامة ، باب : وجوب طاعتهم ( عليهم السلام ) ، والحويزي ( ت 1112 ه- ) في تفسير نور الثقلين 1 : 500 ، سورة النساء : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ .... ) الآية ، والميرزا محمّد المشهدي ( ت 1125 ه- ) في كنز الدقائق 2 : 494.

تنبيه : ومن الواضح ، أنّ الشطر الثاني من الرواية ، هو إشارة إلى حديث الثقلين.

محمّد بن مسعود العيّاشي ( ت حدود 320 ه- ) :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقندي أبو النضر ، المعروف ب- ( العيّاشي ) ، ثقة ، صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة ، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً ، وكان في أوّل عمره عامّي المذهب ، وسمع حديث العامّة فأكثر منه ، ثمّ تبصّر وعاد إلينا ، وكان حديث السن (1).

وذكره الطوسي ( ت 460 ه- ) في من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، في رجاله ، وقال : أكثر أهل المشرق علماً وفضلا وأدباً وفهماً ونبلا في زمانه ، صنّف أكثر من مائتي مصنّف ، ذكرناها في الفهرست ، وكان له مجلس للخاصّ ومجلس للعامّ ( رحمه اللّه ) (2).

وذكر في الفهرست كتبه وطريقه إليه (3).

ومثلهما العلاّمة ( ت 726 ه- ) في خلاصة الأقوال (4) ، وابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله (5) ، كما ونقل المامقاني ( ت 1351 ه- ) في التنقيح أقوال السابقين (6).

ص: 184


1- رجال النجاشي : 350 [ 944 ].
2- رجال الطوسي : 440 [ 6282 ].
3- فهرست الطوسي : 396 [ 605 ] ، وانظر : فهرست ابن النديم : 244 ، المقالة الخامسة ، الفنّ الخامس ، وهديّة العارفين ( المطبوع مع كشف الظنون ) 6 : 32 ، ومجمع الرجال 6 : 42.
4- خلاصة الأقوال : 246 [ 836 ].
5- رجال ابن داود : 184 [ 1502 ] ، القسم الأوّل.
6- تنقيح المقال 3 : 183 ، محمّد بن مسعود العيّاشي. وانظر ترجمة العيّاشي في : طبقات أعلام الشيعة 1 : 305، الذريعة 4 : 295 [ 1299 ] ، روضات الجنّات 6 : 129 [ 573 ] ، جامع الرواة 2 : 192 ، الكنى والألقاب 2 : 490 ، حاوي الأقوال 2 : 272 [ 634 ] ، منتهى المقال 6 : 195 [ 2872 ] ، خاتمة المستدرك 5 : 201 [ 297 ] ، قاموس الرجال 9 : 569 [ 7272 ] ، معجم رجال الحديث 18 : 237 [ 11795 ] ، معجم المؤلّفين 3 : 714 [ 16005 ] ، معالم العلماء : 99 [ 668 ] ، مجالس المؤمنين 1 : 437 ، الفوائد الرضويّة : 642 ، تحفة الأحباب : 487 [ 645 ] ، ريحانة الأدب 4 : 220 ، منهج المقال : 319 ، محمّد ابن مسعود ، فرج المهموم : 124.
تفسير العيّاشي :

ذكره ضمن كتب العيّاشي ، النجاشي ( ت 450 ه- ) (1) والطوسي ( ت 460 ه- ) (2) ، وذكرا طريقيهما إلى كتبه ، وكذا ذكره ابن النديم ( ت 385 ه- ) (3).

وقال المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار : وكتاب العيّاشي ، روى عنه الطبرسي وغيره ، ورأينا منه نسختين قديمتين ، وعدّ في كتب الرجال من كتبه ، لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار ، وذكر في أوّله عذراً هو أشنع من جرمه (4).

وذكره الشيخ الحرّ ( ت 1104 ه- ) في الكتب المعتمدة عنده ، وقال : كتاب تفسير القرآن ، لمحمّد بن مسعود العيّاشي ، وقد وصل إلينا نصفه الأوّل منه ، غير أنّ بعض النسّاخ حذف الأسانيد واقتصر على راو واحد (5).

ص: 185


1- رجال النجاشي : 351 [ 944 ].
2- فهرست الطوسي : 396 [ 605 ].
3- فهرست ابن النديم : 244.
4- البحار 1 : 28 ، الفصل الثاني : في بيان الوثوق على الكتب المذكورة واختلافها في ذلك.
5- خاتمة الوسائل 30 : 157 ، الفائدة الرابعة.

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : ويروي كتبه عنه ، ولده جعفر ابن محمّد بن مسعود (1) ، ومنها هذا التفسير الموجود نصفه الأوّل إلى آخر سورة الكهف في الخزانة الرضويّة ، وفي تبريز عند الخياباني ، وفي زنجان بمكتبة شيخ الإسلام ، وفي الكاظميّة بمكتبة سيّدنا الحسن صدر الدين ، واستنسخ عن نسخته الشيخ شير محمّد الهمداني ، وغيره ، في النجف ، لكنّه - مع الأسف - محذوف الأسانيد ... ، ثمّ ذكر الطهراني قول العلاّمة المجلسي السابق (2).

وقال العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي ( ت 1402 ه- ) ، - صاحب الميزان - : فهو لعمري أحسن كتاب أُلّف قديماً في بابه ، وأوثق ما ورثناه من قدماء مشايخنا من كتب التفسير بالمأثور.

أمّا الكتاب ، فقد تلقّاه علماء هذا الشأن منذ أُلّف إلى يومنا هذا - ويقرب من أحد عشر قرناً - بالقبول ، من غير أن يذكر بقدح أو يغمض فيه بطرف (3).

أمّا المطبوع منه ، فقد طبع أوّلا على نسخة مخطوطة عتيقة في مكتبة جامعة طهران ، مهداة من قبل الأُستاذ العلاّمة الحاج السيّد محمّد المشتهر ب- ( مشكوة ) ، وعلى نسخة أُخرى مصحّحة ، استنسخت من نسخة العلاّمة المحدّث النوري ( رحمه اللّه ) ( ت 1320 ه- ) ، ومقابلة على نسخة المكتبة الرضويّة ، وهي الجزء الأوّل من التفسير من سورة الفاتحة إلى سورة الكهف (4).

ص: 186


1- انظر : مشيخة الفقيه 4 : 92 ، رجال الطوسي : 418 [ 6043 ] ، و 442 [ 6308 ] ، فهرست الطوسي : 396 [ 605 ] ، أمالي الطوسي : 94 [ 144 ] ، رجال النجاشي : 219 [ 572 ] وأمالي المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ) : 29 ، 72 ، 327.
2- الذريعة 4 : 295 [ 1299 ].
3- مقدّمة تفسير العيّاشي ( الطبعة الأُولى 1380 ، تحقيق السيّد هاشم المحلاّتي ) ، بقلم العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي.
4- تفسير العيّاشي ( الطبعة الأُولى 1380 ) : الجزء الأوّل ، مصادر التصحيح.

وطبع ثانياً على أربع نسخ مخطوطة ، أقدمها في مكتبة دستغيب بشيراز ، مكتوبة سنة 1091 ه- ، إضافة إلى الطبعة الأُولى ، بتحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة لمؤسّسة البعثة في قم (1) ، وأضافوا إليه مستدرك بروايات تفسير العيّاشي الموجودة في المصادر الأُخرى (2) ، وملحق بأسانيد العيّاشي (3).

وقال الناسخ للكتاب ، في أوّله : الحمد لله على أفضاله والصلاة على محمّد وآله ، قال العبد الفقير إلى رحمة اللّه : إنّي أمعنت النظر في التفسير الذي صنّفه أبو النضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي بإسناده ، ورغبت بانتساخه ، وطلبت من عنده سماع من المصنّف أو غيره ، فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه ، فحينئذ حذفت منه الإسناد ، وكتبت الباقي على وجهه ، ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه ، فإن وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو إجازة من المصنّف ، اتبعت الأسانيد ، وكتبتها على ما ذكره المصنّف (4).

ويظهر من قول الناسخ : وطلبت من عنده سماع من المصنف ... ، أنّه كان قريباً من عهد المصنّف ، أو بعده بقليل.

ولكن هذا التفسير ، كان مسنداً عند الحافظ الحسكاني (5) ( توفّي أواخر القرن الخامس ) ، كما عرفت من سند العيّاشي ، الذي ذكره الحسكاني ، وأوردناه آنفاً في الرواية الرابعة لحديث الثقلين عند العيّاشي ،

ص: 187


1- تفسير العيّاشي 1 : 50 ، النسخة المعتمدة.
2- تفسير العيّاشي 3 : 129.
3- تفسير العيّاشي 3 : 177.
4- تفسير العيّاشي 1 : 73.
5- انظر : شواهد التنزيل 1 : 30 [ 13 ] ، و 38 [ 27 ] ، و 47 [ 41 ] ، و 79 [ 93 ] ، و 134 [ 144 ] ، وغيرها ، راجع فهرست شواهد التنزيل.

والتي رواها فرات الكوفي ( أوائل القرن الرابع ) أيضاً (1) ، وكذا وردت أحاديثه مسندة في ( مجمع البيان ) للطبرسي ( ت 548 ه- ) (2) ، أمّا بقيّة الروايات ، فأصبحت مقطوعة بعد حذف الأسانيد من قِبل الناسخ ، إلاّ في بعض الموارد (3). ولكن للعيّاشي أسانيد كثيرة مبثوثة في كتبنا الحديثيّة ، لا يبعد أن تكون نفسها أسانيد التفسير فلاحظ (4).

كما أنّه كان كاملا عند ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) والسيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) حيث ينقلان من الجزء المفقود منه. وربّما كانت عندهما نسخة كاملة ; لأنّهما ينقلان من الجزء المفقود في كتابيهما ( مناقب آل أبي طالب ) و ( سعد السعود ) (5).

ص: 188


1- راجع ما أوردناه عن تفسير فرات الكوفي.
2- انظر : مجمع البيان ، فهو يذكر كثيراً : ذكره العيّاشي بإسناده ... ( عن فلان وإلى فلان أو ... ) وذكر في بعض الموارد بعض السند ، أو كلّه ; كما في2. 6 ، 212 ، سورة هود.
3- تفسير العيّاشي 1 : 218 ح 415 ، 416 ، و 263 ح 572 ، و 3 : 64 ح 2561.
4- انظر : تفسير العيّاشي 3 : 177 ، الملحق الخاصّ بأسانيد العيّاشي ، وكذا تخريج الروايات من المصادر ، في الهوامش.
5- مناقب آل أبي طالب 2 : 299 ، و 3 : 314 ، سعد السعود : 160 ، فصل [ 11 ].
(15) كتاب : العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم القمّي ( القرن الرابع )
الحديث :

العلّة في قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، أنّ القرآن معهم في قلوبهم في الدنيا ، فإذا صاروا إلى عند اللّه عزّ وجلّ ، كان معهم ، ويوم القيامة يردون الحوض وهو معهم (1). كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم :

وصلت نسخة من الكتاب إلى العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) ، وفرّقه على أبواب البحار ، أو ذكر أجزاءً كبيرة منه فيه ، يبدأ أوّلها ب- :

كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم.
اشارة

وقد نسبه أوّلا لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، قال - عند ذكره لمصادر بحاره - : وكتاب التفسير للشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، وكتاب العلل لولده الجليل محمّد (2).

ص: 189


1- البحار 92 : 106 ح 84. ملاحظة : كتاب العلل لمحمّد بن علي القمّي ، لا توجد له الآن نسخة معروفة ، ولكن وصلت منه نسخة إلى العلاّمة المجلسي « ( رحمه اللّه ) » أورد منها روايات في البحار.
2- البحار 1 : 8 ، مصادر الكتاب.

ثمّ تردّد في ذلك ، وقال في فصل توثيق مصادره : وكتاب العلل وإن لم يكن مؤلّفه مذكوراً في كتب الرجال ، لكن أخباره مضبوطة موافقة لما رواه والده والصدوق وغيرهما ، ومؤلّفه مذكور في أسانيد بعض الروايات ، وروى الكليني في باب من رأى القائم ( عجّل اللّه فرجه ) ، عن محمّد والحسن ابني علي بن إبراهيم بتوسّط علي بن محمّد (1) ، وكذا في موضع آخر من الباب المذكور ، عنه فقط ، بتوسّطه (2).

وهذا ممّا يؤيّد الاعتماد ، وإن كان لا يخلو من غرابة ، لروايته عن علي بن إبراهيم كثيراً بلا واسطة ، بل الأظهر ، - كما سنح لي أخيراً - أنّه محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وكان وكيل الناحية ، كما أوضحته في تعليقاتي على الكافي (3) (4).

وقد رجّح صاحب الذريعة - على ما فهمه من كلام المجلسي - هذا الاستظهار الأخير ، وقال - بعد أن نقل كلامي المجلسي - : أقول : إنّ الهمداني هو المتعيّن ، وكان والده علي وجدّه إبراهيم بن محمّد أيضاً وكلاء ، ويروي إبراهيم بن هاشم القمّي عن إبراهيم بن محمّد الهمداني وكيل الناحية ، جدّ محمّد صاحب كتاب ( العلل ) هذا ، ولم يذكر ولد لعلي ابن إبراهيم القمّي ، إلاّ إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، الذي يروي عنه كثيراً في ( مقصد الراغب ) الآتي ذكره (5) ، وأحمد بن علي بن إبراهيم ، نعم ، روى الصدوق في المجلس [ 70 ] من ( الأمالي ) عن محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه علي ، عن جدّه إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير (6) ،

ص: 190


1- الكافي 1 : 332 ح 14 ، باب : في تسمية من رآه ( عليه السلام ).
2- الكافي 1 : 331 ح 7 ، باب : في تسمية من رآه ( عليه السلام ).
3- لم نجد هذه التعليقات حتّى نرى ما قال فيها.
4- البحار 1 : 28 ، توثيق المصادر.
5- الذريعة 22 : 111 [ 6307 ].
6- أمالي الصدوق : 541 ح 725 ، المجلس السبعون.

لكنّه يمكن أن يخدش ذلك باحتمال كون محمّد تصحيف أحمد ، فلم يثبت لعلي بن إبراهيم القمّي ، ولد موسوم بمحمّد (1).

وما فهمه الطهراني من أنّ المجلسي استظهره الهمداني لا القمّي ، جاء من ظنّه أنّ المجلسي اعتبر اتّحاد مؤلّف الكتاب ، مع ما ورد في أسانيد الكليني الآنفة الذكر ، ومحمّد بن علي بن إبراهيم مؤلّف الكتاب هو محمّد ابن علي بن إبراهيم الذي روى عنه الكليني بتوسّط علي بن محمّد ، لاتّحاد الاسم واسم الأب واسم الجدّ ، وأنّ ما في أسانيد الكافي هو الهمداني لا القمّي ، لأنّ الكليني يروي عن أبيه علي بن إبراهيم القمّي من دون واسطة كثيراً ، وهنا روى عن محمّد بن علي بن إبراهيم بواسطة علي بن محمّد ، أي أنّه يروي عن علي بن إبراهيم لو كان هو القمّي بواسطتين : ابنه محمّد ، وعلي بن محمّد ، وهذا غريب بعيد ، مع ما هو معروف عن الكليني بتقديمه ذكر السند العالي في كتابه.

ولكن أقول : في الأوّل : أنّ الاختلاف ، هو في اسم الجدّ الأعلى ، هل هو هاشم القمّي؟ فيكون المؤلّف هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، أو هو محمّد الهمداني؟ فيكون المؤلّف هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، واسم الجدّ الأعلى ، غير مذكور في أسانيد الكافي ، ولا في اسم مؤلّف الكتاب ، على ظاهر كلام المجلسي ( ت 1111 ه- ) الآنف ، وسيأتي خلاف ذلك من المجلسي.

وأمّا الثاني : لو قلنا : إنّ الوارد في أسانيد الكافي هو محمّد بن علي ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، لا محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، وهو الأقرب ; لِما ذكره المجلسي وفصّلناه نحن ، ولِما جاء في الرواية عن محمّد والحسن ابني علي بن إبراهيم التي أشار إليها المجلسي ،

ص: 191


1- الذريعة 15 : 312 [ 1997 ].

من أنَّهما حدّثا علي بن محمّد سنة تسع وسبعين ومائتين ، فيكون تاريخ تحديثهما قبل وفاة والدهما - لو كان هو علي بن إبراهيم القمّي - بحوالي ثلاثين سنة ; لأنّه كان حيّاً سنة 307 ه- ، حيث أخبر حمزة بن محمّد في هذه السنة ، كما في بعض أسانيد ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ) و ( الأمالي ) للصدوق ( ت 381 ه- ) (1) ، وهذا غريب.

وإنّما الأقرب كونهما ابني علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ; لأنّ إبراهيم بن محمّد الهمداني الذي كان وكيل الناحية (2) ، عدّه الشيخ ( ت 460 ه- ) في أصحاب الرضا ( عليه السلام ) والجواد ( عليه السلام ) والهادي ( عليه السلام ) (3) ، فهو أنسب من ناحية الفترة الزمانيّة بين الجدّ وحفيديه.

ولكن لا دلالة لذلك على أنّ مؤلّف الكتاب هو الهمداني لا القمّي ، إلاّ ما جاء في الدليل الأوّل ، وهو كما ترى.

وعليه فقد تتبّعنا ما أورده المجلسي في كتابه عن كتاب العلل ، للتعرّف على شيوخ المؤلّف ، وبالتالي تعيين طبقته وتحديد شخصه ، بالاحتمال الأكبر.

فوجدناه في كلّ الموارد التي وردت في البحار ، يروي عن أبيه ، عن جدّه ، وبما أنّ الكلام في الأب والجدّ هو الكلام في المؤلّف ، فلذا انتقلنا لتحديد طبقة الجدّ ( إبراهيم ) ومحاولة تحديد شخصه بالاحتمال الأرجح ، هل هو إبراهيم بن محمّد الهمداني وكيل الناحية؟ أو هو إبراهيم بن هاشم القمّي والد صاحب التفسير المعروف؟.

ص: 192


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 226 ح 13 ، الأمالي : 116 ح 101 ، و 327 ح 384 ، و 708 ح 976. وانظر : الذريعة 4 : 302 [ 1316 ].
2- رجال النجاشي : 344 [ 928 ].
3- فهرست الطوسي : 352 [ 5210 ] ، 374 [ 5515 ] ، 383 [ 5637 ].

فوجدنا الجدّ يروي عن خمسة أشخاص ، هم :

1 - محمّد بن عيسى بن عبيد (1).

2 - عبد اللّه بن المغيرة (2).

3 - علي بن معبد (3).

4 - حمّاد ( في موردين ) ، وحمّاد بن عيسى ( في مورد ) ، والظاهر الاتّحاد (4).

5 - عمر بن إبراهيم (5).

وهؤلاء كلّهم من شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي ، وبعضهم من شيوخ ابنه علي بن إبراهيم أيضاً ، وإليك التفصيل :

1- محمّد بن عيسى بن عبيد :

يروي عنه إبراهيم بن هاشم في التهذيب ( ج 7 ، باب : تفصيل أحكام النكاح ، ح 64 ) ، هكذا : محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ... (6).

ولكن رواها الكليني ( ت 329 ه- ) في الكافي ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى (7).

ص: 193


1- البحار 65 : 165.
2- البحار 80 : 320.
3- البحار 81 : 129.
4- البحار 83 : 163 ، و 84 : 186 ، و 85 : 51.
5- البحار 85 : 51.
6- التهذيب 7 : 263 ح 64.
7- الكافي 5 : 457 ح 5 ، باب : في أنّه يحتاج أن يعيد عليها الشرط بعد عقدة النكاح.

وأيضاً في ( ج 3 ، باب : أحكام الجماعة ، ص 54 ، ح 99 ) ، هكذا : روى محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى (1).

ولكن في الكافي : علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، من دون توسّط أبيه (2).

وأيضاً في ( ج 6 ، باب البيّنات ) ، مرّتين (3) ، ولكن في الكافي من دون توسّط أبيه (4).

وأيضاً في ( ج 4 ، باب : مستحقّ الفطرة ) (5) ، ولكن في الكافي (6) والاستبصار (7) من دون أبيه.

وأيضاً في الكافي ( ج 7 ، كتاب الديّات ، باب : من لا ديّة له ) (8) ، ولكن في التهذيب (9) والاستبصار (10) من دون أبيه.

وغيرها كثير (11).

والمراد منه علي بن إبراهيم القمّي ، عن أبيه ، كما هو واضح ، ولكن

ص: 194


1- التهذيب 3 : 54 ح 99 ، أحكام الجماعة.
2- الكافي 3 : 358 ح 5 ، باب : من شكّ في صلاته كلّها.
3- التهذيب 6 : 242 ح 6 ، 7 ، باب : البيّنات.
4- الكافي 7 : 395 ح 1 ، 2 ، باب : ما يردّ من الشهود.
5- التهذيب 4 : 88 ح 7 ، باب : مستحقّ الفطرة.
6- الكافي 4 : 174 ح 19 ، باب : الفطرة.
7- الاستبصار 2 : 65 ح 171 ، باب : مستحقّ الفطرة.
8- الكافي 7 : 291 ح 3 ، 4 ، 5 ، باب : من لا ديّة له.
9- التهذيب 10 : 207 ح 20 ، 22 ، 23 ، باب : القضاء في قتيل الزحام.
10- الاستبصار 4 : 347 ح 2 ، باب : من قتله الحدّ.
11- انظر : جامع الرواة 2 : 169 ، والموارد الأُخرى في معجم رجال الحديث 18 : 103 وما بعدها ، و 117 ، و 118.

السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) ( قدس سره ) رجّح في كلّها ( علي بن إبراهيم عن محمّد ابن عيسى ) من دون توسّط ( أبيه ) ، وقال : والظاهر هو الصحيح بقرينة سائر الروايات (1) ، فالأمر دائر بين احتمالين : أمّا أن يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه أو لا.

فإذا أخذنا باستظهار السيّد الخوئي ( قدس سره ) بأنّه لا يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه ، فما جاء في كتاب العلل على ما نقله في البحار ، من رواية ابنه محمّد ( أي محمّد بن علي بن إبراهيم ) ، عنه ، عن أبيه إبراهيم عن محمّد بن عيسى ، ليس هو علي بن إبراهيم القمّي ، ولا أنّ أباه هو إبراهيم بن هاشم القمّي ; لأنّه هنا يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه إبراهيم ، وقد قلنا : بأنّه لا يروي بتوسّط أبيه عن محمّد بن عيسى حسب الفرض ، فهو إذن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، لدوران الأمر بينهما لا غير هنا ، فيكون محمّد بن عيسى شيخ إبراهيم بن محمّد الهمداني.

ولكن نجد أنّ محمّد بن عيسى يروي عن إبراهيم بن محمّد الهمداني مرّة بواسطة ، كما في التهذيب ( ج 7 ، باب المزارعة ، ح 56 ) بتوسّط الحسين (2) ، ومرّة من دون واسطة ، كما في التهذيب أيضاً ( ج 7 ، باب المزارعة ، ح 58 ) (3) والاستبصار ( ج 2 ، باب : ذكر جمل من الأخبار يتعلّق بها أصحاب العدد ، ح 1 ) ، وفيه : إبراهيم بن محمّد المدني ، واستُظهر أنّه الهمداني (4) ، ومثله في التهذيب ( ج 4 ، باب : علامة أوّل شهر رمضان ، ح 68 ) ، إلاّ أنّ فيه المزني (5).

ص: 195


1- معجم رجال الحديث 18 : 98 ، وكذا في : 112 ، 113 ، 118.
2- التهذيب 7 : 207 ح 56.
3- التهذيب 7 : 207 ح 58.
4- الاستبصار 2 : 98 ح 1 باب : ذكر جمل من الأخبار يتعلّق بها أصحاب العدد.
5- التهذيب 4 : 179 ح 68 ، باب : علامة أوّل شهر رمضان.

وأيضاً التهذيب ( ج 9 ، باب : ميراث الأعمام ، ح 17 ) (1) ، و ( ج 9 ، باب : الزيادات ، ح 8 ) (2).

وأيضاً الكافي ( ج 5 ، باب : من يؤجّر أرضاً ثمّ يبيعها ، ح 2 ) (3).

فيكون إبراهيم بن محمّد الهمداني شيخ محمّد بن عيسى ، ولم يذكر أحد ممّن ترجم لهما أنّ أحدهما شيخ الآخر ، ومن هنا يترجّح الاحتمال الثاني ، وهو : إن كان ما استظهره السيّد الخوئي ( قدس سره ) ، غير صحيح ، وأنّ علي ابن إبراهيم القمّي يروي عن محمّد بن عيسى بتوسّط أبيه إبراهيم ، فيثبت أنّ محمّد بن عيسى من مشايخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

2 - عبد اللّه بن المغيرة :

روى عنه إبراهيم بن هاشم القمّي ، كما في مشيخة الفقيه ، في طريقه إلى عبد اللّه بن المغيرة ، قال :

ورويته عن أبي ( رضي اللّه عنه ) ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد اللّه بن المغيرة ، ورويته ، عن محمّد بن الحسن ( رضي اللّه عنه ) ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم وأيّوب بن نوح ، عن عبد اللّه بن المغيرة (4).

وأيضاً في الكافي ( ج 2 ، باب : الرفق ، ح 7 ) : علي ، عن أبيه ، عن عبد اللّه بن المغيرة (5) ، و ( ج 3 ، باب : وضع الجبهة على الأرض ، ح 2 ) (6) ،

ص: 196


1- التهذيب 9 : 327 ح 17 باب : ميراث الأعمام.
2- التهذيب 9 : 392 ح 8 باب : الزيادات.
3- الكافي 5 : 270 ح 2 ، باب : من يؤجّر أرضاً ثمّ يبيعها ، وانظر : جامع الرواة 1 : 33.
4- من لا يحضره الفقيه ( شرح مشيخة الفقيه ) 4 : 56.
5- الكافي 2 : 119 ، باب : الرفق.
6- الكافي 3 : 333 ، باب : وضع الجبهة على الأرض.

و ( ج 3 ، باب : صدقه أهل الجزية ، ح 3 ) (1) ، و ( ج 4 ، باب : فضل شهر رمضان ، ح 1 ) (2) ، وغيرها.

فعبد اللّه بن المغيرة شيخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

3 - علي بن معبد :

وقع إبراهيم بن هاشم في طريق الطوسي ( ت 460 ه- ) إلى علي بن معبد ، كما في الفهرست ، قال : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسين بن الوليد ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد (3).

وروى عنه في الكافي ( ج 6 ، باب : العقيق ، ح 6 ) : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد (4) ، و ( ج 6 ، باب : نقش الخواتيم ، ح 6 ) (5) ، والتهذيب ( ج 6 باب : الديون ، ح 43 ) وفيه : أبي إسحاق ، وهو إبراهيم بن هاشم (6) ، وغيرها (7).

فعلي بن معبد من شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

4 - حمّاد بن عيسى :

روى عنه إبراهيم بن هاشم (8) ، كما في التهذيب ( ج 3 ، باب : صلاة

ص: 197


1- الكافي 3 : 567 ، باب : صدقة أهل الجزية.
2- الكافي 4 : 65 ، باب : فضل شهر رمضان ، وانظر : جامع الرواة 1 : 511 ، معجم رجال الحديث 1 : 293 ، 439 ، 459.
3- فهرست الطوسي : 265 [ 378 ].
4- الكافي 6 : 471 ، باب : العقيق.
5- الكافي 6 : 473 ح 6 ، باب : نقش الخواتيم.
6- التهذيب 6 : 192 ح 43 ، باب : الديون ، وانظر : جامع الرواة 1 : 602.
7- معجم رجال الحديث 1 : 293 ، 463.
8- نقد الرجال 2 : 156 [ 1668 ].

السفينة ، ح 1 ) (1) ، والكافي ( ج 3 ، باب : من شكّ في صلاته كلّها ، ح 2 ) (2) و ( ج 3 ، باب : ما يقبل من صلاة الساهي ، ح 4 ) (3) ، و ( ج 3 ، باب : الرجل يخطو إلى الصف ، ح 4 ) (4) ، والتهذيب أيضاً ( ج 5 ، باب : الخروج إلى الصفا ، ح 71 ) (5) ، والاستبصار ( ج 1 ، باب : مقدار الماء الذي لا ينجّسه شيء ، ح 3 ) (6) ، وغيرها (7).

فحمّاد بن عيسى من شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي.

5 - عمر بن إبراهيم ( أو عمرو بن إبراهيم ) الراشدي :

روى عنه إبراهيم بن هاشم القمّي ، كما في تفسير القمّي في تفسير سورة الفاتحة ، قوله تعالى ( بِْسمِ اللّهِ الرّحْمنِ اَلْرَحيمِ ) (8).

فعمر ( أو عمرو ) بن إبراهيم من شيوخ إبراهيم بن هاشم.

فظهر من هذا أنّ الأرجح ، بل المطمأنّ به أنّ صاحب الكتاب هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، لا ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني.

وعند الرجوع إلى الموارد التي نقلها المجلسي ( ت 1111 ه- ) في

ص: 198


1- التهذيب 3 : 170 ح 1 ، باب : صلاة السفينة.
2- الكافي 3 : 358 ح 2 ، باب : من شكّ في صلاته كلّها.
3- الكافي 3 : 362 ح 4 ، باب : ما يقبل من صلاة الساهي.
4- الكافي 3 : 385 ح 4 ، باب : الرجل يخطو إلى الصف.
5- التهذيب 5 : 163 ح 71 ، باب : الخروج إلى الصفا.
6- الاستبصار 1 : 5 ح 3 ، باب : ( مقدار الماء الذي لا ينجّسه شيء ) ، وانظر : جامع الرجال 1 : 274.
7- انظر : معجم رجال الحديث 1 : 293 ، 248 - 454.
8- تفسير القمّي 1 : 39 ، وفيه : عمرو بن إبراهيم الراشدي ، انظر : معجم رجال الحديث 1 : 14 [ 8698 ] ، و 79 [ 8857 ].

البحار ، نجد فيها خمسة موارد نقلها بعنوان العلل أو كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم.

وموردين فيه : لمحمّد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جدّه إبراهيم بن هاشم.

فهو في ضمن كتابه ينسبه إلى القمّي لا الهمداني ، ممّا دعانا ذلك إلى الرجوع إلى عبارته في أوّل الكتاب ، للتأمّل فيها ، وفي ما فهمه العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) منها.

فظهر لنا أنّ الضمير في ( أنّه ) في العبارة ( بل الأظهر كما سنح لي أخيراً ، أنّه محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ) ، راجع إلى من وقع في أسانيد الكليني ، في باب من رأى القائم ( عجل اللّه فرجه ) ، لا إلى مؤلّف الكتاب ، فهو - بعد أن قال : إنّ مؤلّف الكتاب مذكور في أسانيد بعض الروايات ، كما في الكافي للكليني ، واستغرب رواية الكليني عن ابن علي بن إبراهيم القمّي بواسطة علي بن محمّد ، مع أنّه يروي عن نفس الأب - أي علي بن إبراهيم القمّي - بدون واسطة ، - استظهر أنّ من في أسانيد الكليني هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، لا محمّد ابن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي مؤلّف الكتاب ، الذي لم يرد ذكره في كتب الرجال ، فإنّ محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني ، ورد في رجال النجاشي ( ت 450 ه- ) ، وقال : إنّه وأباه وجدّه ، كانوا وكلاء الناحية المقدّسة (1).

فإن اعترض : بأنّ المجلسي كثيراً ما يختصر الأسانيد ، ويبدّل حدَّثنا وأنبأنا ب- ( عن ) ، ويضيف أو يحذف اسم الأب أو الجدّ أو اللقب أو الكنية ، عمّا هي عليه في المصدر الأصلي ، وهو واضح لمن تصفّح البحار ، وقد

ص: 199


1- رجال النجاشي : 344 [ 928 ].

يكون هذا من ذاك ، فإنّه أضاف ( ابن هاشم القمّي ) لاعتقاده أنّ كتاب ( العلل ) له أوّلا ، ثمّ غيّر رأيه بعد ذلك.

أقول : نعم ، هذا هو دأب المجلسي في البحار ، ولكن لانستطيع الجزم بذلك هنا ، خاصّة مع تكراره كما عرفت ، ثمّ إنّ عدوله عنه ، واستظهاره أنّه الهمداني من دون قرينة واضحة ، سوى ما استظهرناه من كلامه ، بدواً ، وما أجبنا عليه من اتّحاد شيوخ الجدّ مع شيوخ إبراهيم بن هاشم القمّي ، وما فسّرناه من عبارة المجلسي أخيراً ، كاف في ردّ هذا الاعتراض ، ومرجّح قويّ لما اخترناه في تعيين مؤلّف الكتاب.

وبالتالي من خلال كلّ هذا ، ظهر ما في كلام صاحب الذريعة من عدم ثبوت ولد لعلي بن إبراهيم موسوم بمحمّد ، وتعلّقه بتصحيف محمّد عن أحمد ، لردّ ما ورد في أسانيد أمالي الصدوق ( ت 381 ه- ) عن محمّد بن علي بن إبراهيم ، وأضعف من ذلك ظنّه انحصار ذكر محمّد بن علي بن إبراهيم في الأمالي فقط ، حتّى يُحتمل التصحيف لردّه ، مع أنّه أورده في الذريعة في كلامه حول كتاب ( قضايا أمير المؤمنين ) لأبي إسحاق إبراهيم بن هاشم القمّي الكوفي والد علي بن إبراهيم ، بأنّه برواية محمّد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه علي ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم (1).

ولكنّه نسب الكتاب في موضع آخر إلى علي بن إبراهيم القمّي ، برواية ولده محمّد بن علي بن إبراهيم القمّي (2) ، ولعلّه من سبق القلم.

وقد نسب الكتاب إلى إبراهيم بن هاشم ، الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست (3) ، وذكر السيّد محسن الأمين ( ت 1371 ه- ) في معادن الجواهر ، أنّه وجد مخطوطاً قديماً في مدينة بعلبك ، كُتب في

ص: 200


1- الذريعة 17 : 152 [ 794 ].
2- الذريعة 5 : 78 [ 308 ].
3- فهرست الطوسي : 12 [ 6 ].

أوّله ما صورته ( عجائب أحكام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه ) ، رواية محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن إبراهيم ، عن أبيه (1) ، عن محمّد بن الوليد ، عن محمّد بن الفرات ، عن الأصبغ بن نباتة.

وكُتب عليه - أيضاً - ما صورته : نسخه أبو النجيب عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الكريم الكرخي ، في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، بلغ مناه في آخرته ودنياه ... ، (2) وذكر ذلك أيضاً في الأعيان (3) ، وفصّله في أوّل كتابه ( عجائب أحكام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) ، الذي ضمّنه هذا المخطوط المذكور ، وأضاف إليه قضايا لأمير المؤمنين من كتب أُخرى (4) ، وورد محمّد بن علي بن إبراهيم القمّي في أسانيد ( كتاب الغايات ) لأبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي ( القرن الرابع ) (5) ، وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار (6) ، والنوري ( ت 1320 ه- ) في المستدرك (7).

وورد - أيضاً - في أسانيد الغيبة للنعماني ( حيّاً 342 ه- ) (8) ، وعنه المجلسي في البحار (9).

ثمّ إنّه قد نسب كتاب العلل إلى محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، كلّ من الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة ، وسمّاه ( كتاب

ص: 201


1- لا يخفى عليك التصحيف هنا.
2- معادن الجواهر 2 : 43.
3- أعيان الشيعة 2 : 234.
4- عجائب أحكام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 29.
5- الغايات ( ضمن كتاب جامع الأحاديث ) : 224.
6- البحار 104 : 356 ح 12.
7- مستدرك الوسائل 17 : 217 ح 2.
8- الغيبة : 43 ح 2 ، باب : 2.
9- البحار 92 : 102 ح 80.

علل الأشياء ) (1) والفاضل الهندي ( 1137 ه- ) في كشف اللثام (2) ، والشيخ يوسف البحراني ( 1186 ه- ) في الحدائق (3) ، والسيّد علي بن محمّد علي الطباطبائي ( 1231 ه- ) في رياض المسائل (4) ، والنراقي ( 1245 ه- ) في مستند الشيعة (5) ، والشيخ محمّد حسن النجفي ( 1266 ه- ) في جواهر الكلام (6).

هذا ، ولكن السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) ، قال في فرج المهموم : ( فصل ) : وقد وقفت بعد جميع ما ذكرته من مسألة سلاّر للسيّد المرتضى ( قدّس اللّه روحيهما ) ، وما أجبت واعتذرت له على تعليقة بخطّ الصفيّ محمّد بن معد الموسوي ( رضي اللّه عنه ) ، في مجلّد عندنا الآن ، فيه عدّة مصنّفات ، أكثرها بخطّه ، وأوّل المجلّد ( كتاب العلل ) ، تأليف أبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ( رحمه اللّه ) (7).

أقول : فلعلّ ما وجده ابن طاووس ، هو هذا الكتاب المنسوب لمحمّد بن علي بن إبراهيم القمّي ، ولكن نسبه إلى أبيه ( علي ) ; لأنّه مرويّ بأجمعه عن أبيه ، عن جدّه ، على الظاهر ، فلاحظ.

ص: 202


1- إثبات الهداة 3 : 576 ، الباب الثاني والثلاثون ، فصل ( 51 ).
2- كشف اللثام 3 : 298.
3- الحدائق 4 : 127 ، و 7 : 204 ، 439 ، و 8 : 252.
4- رياض المسائل 1 : 111.
5- مستند الشيعة 3 : 310.
6- جواهر الكلام 2 : 66 ، و 4 : 320 ، و 8 : 347 ، و 10 : 94.
7- فرج المهموم : 55 ، وعنه كتابخانه ابن طاووس : 304.
(16) كتاب : الكافي لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ( ت 329 ه- )
الحديث :

الأوّل والثاني : علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، فقال : « نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين ( عليهم السلام ) » ، فقلت له : إنّ الناس يقولون : فما له لم يسمّ عليّاً وأهل بيته ( عليهم السلام ) في كتاب اللّه عزّ وجلّ؟

قال : « قولوا لهم : إنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) نزلت عليه الصلاة ، ولم يسمّ اللّه لهم ثلاثاً ولا أربعاً ، حتّى كان رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهم ، حتّى كان رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحجّ فلم يقل لهم : طوفوا أسبوعاً ، حتّى كان رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، ونزلت في علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في علي : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : أُوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّي سألت اللّه

ص: 203

عزّ وجلّ ، أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنّهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فلم يبيّن من أهل بيته ، لادّعاها آل فلان وآل فلان ، لكن اللّه عزّ وجلّ أنزله في كتابه تصديقاً لنبيّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فأدخلهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ، ثمّ قال : اللّهم ، إنّ لكلّ نبيّ أهلا وثقلا ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فلمّا قبض رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، كان عليّ أولى الناس بالناس ، لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وإقامته للناس وأخذ بيده ، فلمّا مضى علي لم يكن يستطيع علي ، ولم يكن ليفعل ، أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن علي ولا واحداً من ولده ، إذن لقال الحسن والحسين : إنّ اللّه تبارك وتعالى ، أنزل فينا كما أنزل فيك ، فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلّغ فينا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) كما بلّغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك ، فلمّا مضى علي ( عليه السلام ) كان الحسن ( عليه السلام ) أولى بها لكبره ، فلمّا توفّي لم يستطع أن يدخل ولده ، ولم يكن ليفعل ذلك ، واللّه عزّ وجلّ يقول ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) فيجعلها في ولده ، إذن لقال الحسين : أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وبلّغ فيّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) كما بلّغ فيك وفي أبيك ، وأذهب اللّه عنّي الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلمّا صارت إلى الحسين ( عليه السلام ) ، لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه ، كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكونا ليفعلا ، ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فجرى تأويل هذه الآية ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) ، ثمّ صارت من بعد الحسين لعلي بن

ص: 204

الحسين ، ثمّ صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمّد بن علي ( عليهم السلام ) » ، وقال : « الرجس هو الشكّ ، واللّه لا نشكّ في ربّنا أبداً » (1).

وقد مضى هذا الحديث في تفسير فرات وتفسير العيّاشي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) فراجع (2).

الثالث : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد ابن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن الحرّ وعمران بن علي الحلبي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، مثل ذلك (3).

الرابع والخامس : محمّد بن الحسين وغيره ، عن سهل ، عن محمّد ابن عيسى ومحمّد بن يحيى ومحمّد بن الحسين (4) جميعاً ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : ... ، في حديث طويل ، فيه ذكر أوصياء الأنبياء ، وبعض ما قاله رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في فضائل علي ( عليه السلام ) ، وفيه : وقال : « إنّي تارك فيكم أمرين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه

ص: 205


1- الكافي 1 : 286 ح 1 ، باب : ما نصّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ( عليه السلام ) واحداً فواحداً.
2- انظر : ما أوردناه في تفسير فرات ، وتفسير العيّاشي ، الحديث الرابع.
3- الكافي 1 : 286 ح 1 ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في الوافي 2 : 269 ح 745 ، باب (30) : ما نصّ اللّه ورسوله ( صلى اللّه عليه وآله ) عليهم ( عليهم السلام ) ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 442 ح 20 ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في غاية المرام 2 : 351 ح 42 ، 43 ، الباب التاسع والعشرون ، و 3 : 109 ح 3 ، الباب التاسع والخمسون ، و 3 : 193 ح 1 ، 2 ، الباب الثاني ، والبرهان 1 : 381 ح 6.
4- قال السيّد البروجردي : كأنّ صوابه هكذا : ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين جميعاً عن محمّد بن سنان ( ترتيب أسانيد كتاب الكافي : الرابع والثلاثون : في محمّد بن الحسين ، والتاسع والثلاثون : في محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، والموردان في الهامش ).

عزّ وجلّ ، وأهل بيتي عترتي ، أيّها الناس إسمعوا وقد بلّغت ، إنّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين ، والثقلان : كتاب اللّه جلّ ذكره ، وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ... » ، إلى آخر الحديث (1).

السادس : وروى حديث الثقلين من كتاب سُليم ، بسنده إلى سُليم ، وقد أوردناه هناك ، فراجع (2).

السابع : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في خطبة يوم الجمعة ، الخطبة الأُولى - وهو حديث طويل - قال في وسطه : « وقد بلّغ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الذي أُرسل به ، فالزموا وصيّته ، وما ترك فيكم من بعده من الثقلين ، كتاب اللّه وأهل بيته ، اللذين لا يضلّ من تمسّك بهما ولا يهتدي من تركهما ... » ، إلى آخر الحديث (3).

ص: 206


1- الكافي 1 : 293 ح 3 ، باب : الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في الوافي 2 : 314 ح 777 ، (32) باب : الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 444 ح 25 ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في غاية المرام 2 : 333 ح 12 ، الباب (29) ، و 4 : 268 ح 1 ، باب ( 168 ) ، والحويزي ( ت 1112 ه- ) في نور الثقلين 5 : 605 ح 16.
2- الكافي 2 : 414 ح 1 ، باب : أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أو كافراً أو ضالاًّ ، وفيه : ( وعترتي أهل بيتي ) ، وعنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة 1 : 462 ح 91 ، النصوص العامّة على إمامة الأئمّة ( عليه السلام ) ، ما رواه الكليني ، والبحراني في غاية المرام 2 : 354 ح 50 ، الباب (29) ، و 3 : 111 ح 4 ، باب : 59 ، والبرهان 1 : 382 ح 7 ، وانظر ما ذكرناه عن كتاب سُليم ، الحديث الأوّل.
3- 3 - الكافي 3 : 422 ح 6 ، كتاب الصلاة ، باب : تهيئة الإمام للجمعة وخطبته والإنصات ، وعنه الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني ( 1011 ه- ) في منتقى الجمان 2 : 97، وفيه : « ولقد بلّغ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ... » ، وفيه : « الذي لا يضلّ من تمسّك بهما » ، والفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في الوافي 8 : 1148 ح 1. أبواب صفة الصلاة وأذكارها ، باب ( 160 ) ، خطبة صلاة الجمعة وآدابها ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في غاية المرام 2 : 366 ح 81 ، الباب التاسع والعشرون ، والفاضل الهندي ( 1137 ه- ) في كشف اللثام 4 : 253 ، والشيخ محمّد حسن النجفي ( 1266 ه- ) في جواهر الكلام 11 : 219.
محمّد بن يعقوب الكُليني :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن يعقوب بن إسحاق ، أبو جعفر الكُليني - وكان خاله عَلاّن الكلينيّ الرازي - ، شيخ أصحابنا في وقته بالريّ ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث ، وأثبتهم.

... ، ومات أبو جعفر الكليني ( رحمه اللّه ) ببغداد ، سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، سنة تناثر النجوم ، وصلّى عليه ... (1).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) : محمّد بن يعقوب الكليني ، يكنّى أبا جعفر الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، ... ، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، في شعبان ببغداد ، ودفن بباب الكوفة ... (2).

وقال في الفهرست : محمّد بن يعقوب الكليني ، يكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار ، له كتب منها : ... ، وتوفّي محمّد بن يعقوب ، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد ... ، قال ابن عبدون : رأيت قبره في صراة الطائي ، وعليه لوح مكتوب عليه اسمه واسم أبيه (3).

وقد أجمع علماء ورجاليّو الإماميّة على وثاقة وعلوّ شأن ومكانة

ص: 207


1- رجال النجاشي : 377 [ 1026 ].
2- رجال الطوسي : 439 [ 6277 ].
3- فهرست الطوسي : 393 [ 603 ].

الشيخ الكليني ( قدس سره ) (1).

كتاب الكافي :

وهو أوّل الكتب الأربعة الحديثيّة المعروفة لدى الإماميّة ، يذكر مقروناً مع مؤلّفه في أغلب الأحيان ، بحيث أصبح أحدهما علماً على الآخر.

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن يعقوب بن اسحاق أبو جعفر الكليني ... ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكُليني يسمّى الكافي ، في عشرين سنة ، شرح كتبه : كتاب العقل ، كتاب فضل العلم ... ، كتاب ما قيل في الأئمّة ( عليهم السلام ) من الشعر ، كنت أتردّد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي ، وهو مسجد نفطويه النحوي ، أقرأ القرآن على صاحب المسجد ، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب ، حدّثكم محمّد بن يعقوب الكليني.

ورأيت أبا الحسن ( الحسين ) العَقراني ، يرويه عنه ، وروينا كتبه كلّها عن جماعة شيوخنا. محمّد بن محمّد والحسين بن عبيد اللّه وأحمد بن علي بن نوح ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عنه.

... ، وقال أبو جعفر الكليني : كلّ ما كان في كتابي عدّة من

ص: 208


1- انظر : معالم العلماء : 99 [ 666 ] ، خلاصة الأقوال : 245 [ 825 ] ، فصل (33) ، رجال ابن داوود : 187 [ 1538 ] ، القسم الأوّل ، نقد الرجال 4 : 352 [ 5190 ] ، مجمع الرجال 6 : 73 ، حاوي الأقوال 2 : 289 [ 660 ] ، رياض العلماء 5 : 199 ، جامع الرواة 2 : 218 ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 318 [ 1828 ] ، منتهى المقال 6 : 235 [ 2947 [ بهجة الآمال 6 : 690 ، معجم رجال الحديث 19 : 54 [ 12067 ] ، قاموس الرجال 9 : 659 [ 7413 ] ، رسالة أبي غالب الزراري : 176 [ 90 ] ، لؤلؤة البحرين : 386 [ 123 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) 1 : 314 ، الكنى والألقاب 3 : 120 ، تنقيح المقال 3 : 201 ، من أبواب الميم ، المقدّمة الضافية التي كتبها الأُستاذ حسين علي محفوظ ، والمطبوعة في أوّل الكافي.

أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، فهم محمّد بن يحيى وعلي بن موسى الكُميذانّي وداوود بن كُورة وأحمد بن إدريس وعلي بن إبراهيم بن هاشم (1).

وقال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الرجال : وله مصنّفات ، يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي (2).

وقال في الفهرست : محمّد بن يعقوب الكليني ... ، له كتب منها : كتاب الكافي ، يشتمل على ثلاثين كتاباً ، أوّله : كتاب العقل وفضل العلم ... ، وله كتاب الرسائل ، وكتاب الردّ على القرامطة ، وكتاب تعبير الرؤيا.

أخبرنا بجميع رواياته الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ، عن محمّد بن يعقوب ، بجميع كتبه.

وأخبرنا الحسين بن عبيد اللّه قراءة عليه ، أكثر الكتاب ( كذا ) (3) الكافي ، عن جماعة منهم : أبو غالب أحمد بن محمّد الزرّاري ، وأبو القاسم جعفر ابن محمّد بن قولويه ، وأبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم الضميري المعروف بابن أبي رافع ، وأبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، وأبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشيباني ، كلّهم عن محمّد بن يعقوب.

وأخبرنا الأجلّ المرتضى ( رضي اللّه عنه ) ، عن أبي الحسين أحمد بن علي بن سعيد الكوفي ، عن محمّد بن يعقوب ، وأخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن

ص: 209


1- رجال النجاشي : 377 [ 1026 ].
2- رجال الطوسي : 429 [ 6277 ].
3- في نسخة ( كتاب ).

عبدون ، عن أحمد بن إبراهيم الضيمري وأبي الحسين عبد الكريم بن عبد اللّه بن نصر البزّار ، بنبس وبغداد ، عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، بجميع مصنّفاته ورواياته ... (1).

وذكر هذه الطرق أيضاً في آخر التهذيب والاستبصار (2) ، وقال العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة : فطريق الشيخ الطوسي ( رحمه اللّه ) في التهذيب إلى محمّد بن يعقوب الكليني صحيح (3) ، وقال : وطريق الشيخ أبي جعفر الطوسي ( رحمه اللّه ) في كتاب الاستبصار إلى محمّد بن يعقوب ، صحيح (4) ، وقال النوري : صحيح في المشيخة والفهرست (5).

وعلى كلّ فالكتاب من كتب الشيعة المشهورة المعتمدة ، ومدار اهتمام فقهائهم العظام ، له شروح عديدة ، وعليه تعليقات وحواشي للعلماء كثيرة ، وله نسخ لا تعدّ ، بعضها قديمة ، وطبع عدّة طبعات ، ذكر بعض نسخه وطبعاته العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة (6) ، والأُستاذ الدكتور حسين علي محفوظ في مقدّمة الكافي (7).

ص: 210


1- فهرست الطوسي : 393 [ 603 ].
2- التهذيب ( المشيخة ) 10 : 382 ، الاستبصار 4 : 377.
3- خلاصة الأقوال : 435 ، الفائدة الثامنة.
4- خلاصة الأقوال : 436 ، الفائدة الثامنة.
5- خاتمة المستدرك 6 : 308 [ 676 ].
6- الذريعة 17 : 245 [ 96 ] ، وانظر : فهرست التراث 1 : 271.
7- انظر مقدّمة الأُستاذ الدكتور حسين علي محفوظ ، المطبوعة في أوّل الكافي.
(17) كتاب : المسترشد لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي ( أوائل القرن الرابع ، ومعاصر للكليني )
الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أحمد بن مهدي ، قال : حدَّثنا شهاب بن عباد البصري ، قال : حدَّثنا عبد اللّه بن بكر النخعي ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا كان يوم غدير خمّ ، أمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بشجر يدعى الدوح ، فقمّ ما تحتهن ، ثمّ قال : « إنّي لم أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر النبيّ الذي كان قبله ، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، فما أنتم قائلون؟ »

فقال كلّ رجل منّا كما شاء اللّه أن يقول : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّداً رسول اللّه؟ وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث حقّ؟ »

قالوا : يا رسول اللّه ، بلى ، فأومأ رسول اللّه إلى صدره ، وقال : « وأنا معكم » ، ثمّ قال رسول اللّه : « أنا لكم فرط ، وأنتم واردون علي الحوض ، وسعته ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب قدحان ، ماؤه أشدّ بياضاً من الفضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟ ».

فقام رجل ، فقال : يا رسول اللّه ، ما الثقلان؟

ص: 211

قال : « الأكبر كتاب اللّه ، طرفه بيد اللّه ، ] والثاني [ سبب طرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تزلّوا ولا تضلّوا ، والأصغر عترتي أهل بيتي ، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، سألت ربّي ذلك لهما ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تتخلّفوا عنهم فتضلّوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » (1).

الثاني : قال ابن جرير : ثمّ نرجع الآن إلى ماكنّا ابتدأنا فيه ، من تثبيت الإمامة والوصاية ، ونحتجّ بما لا يدفع من قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، [ ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا ] ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » (2).

محمّد بن جرير بن رُستم الطبري الكبير :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن جرير بن رُستم الطبري الآملي ، أبو جعفر ، جليل ، من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث (3).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : محمّد بن جرير بن رستم الطبري الكبير ، يكنّى أبا جعفر ، ديّن فاضل ، وليس هو صاحب التاريخ ، فإنّه عامّي المذهب (4) ، وذكره في رجاله في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) (5).

ص: 212


1- المسترشد : 466 ح 157 ، 158.
2- المسترشد : 559 ح 237.
3- رجال النجاشي : 376 [ 1024 ].
4- فهرست الطوسي : 424 [ 655 ].
5- رجال الطوسي : 449 [ 6376 ]. وانظر : خلاصة الأقوال : 265 [ 946 ] ، رجال ابن داود : 167 [ 1330 ] ، القسم الأوّل ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 295 [ 1591 ] ، معجم الثقات : 103 [ 695 ] ، إيضاح الاشتباه : 286 [ 661 ] ، بهجة الآمال 6 : 329، بلغة المحدّثين : 405 ، منهج المقال : 288 ، نقد الرجال 4 : 157 [ 4537 ] ، جامع الرواة 2 : 82 ، تنقيح المقال 2 : 91 ، من أبواب الميم ، حاوي الأقوال 2 : 209 [ 560 ] ، منتهى المقال 5 : 390 [ 2526 ] ، وغيرها.

وقد وقع خلط بينه وبين صاحب كتاب ( دلائل الإمامة ) ، المتأخّر عن المترجم له ، بمائة سنة تقريباً.

وسبب الخلط أنّ ابن طاووس ( ت 664 ه- ) ذكر في عدة مواضع من كتابه فرج المهموم أنّ صاحب كتاب دلائل الإمامة اسمه محمّد بن جرير الطبري (1) ، وتبعه على ذلك المجلسي والبحراني ، وجاء المامقاني صاحب التنقيح ، وسمّاه بالصغير ، تمييزاً له عن المترجم له ، بعد أنّ وجد أنّ الشيخ الطوسي كنّاه بالكبير ، وتبع المامقاني من جاء بعده في التمييز بين الكبير والصغير ، على أنّ الصغير هو صاحب دلائل الإمامة ، مع أنّ نسخ كتاب الدلائل وصلت إلينا ناقصة الأوّل ، فلم يعرف اسم الكتاب ولا اسم مؤلّفه ، إلاّ عمّا نقله ابن طاووس (2).

وقد أشار المحقّق التستري ( ت 1415 ه- ) إلى سبب توهّم ابن طاووس في نسبة الكتاب إلى محمّد بن جرير الطبري ; وذلك لوجود عدّة روايات في الكتاب يبدأ سندها ب- : ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ) ، فظنّه مؤلّف الكتاب (3).

ص: 213


1- فرج المهموم : 227 ، 231 ، 232 ، 233.
2- انظر : مقدّمة دلائل الإمامة ، تحقيق مؤسّسة البعثة ، الأخبار الدخيلة 1 : 43 ، قاموس الرجال 9 : 155 [ 6518 ] ، و 156 [ 6519 ] ، تنقيح المقال 2 : 91 ، من أبواب الميم ، وأيضاً ما كتبناه حول كتاب دلائل الإمامة ومؤلّفه ، وسيأتي.
3- الأخبار الدخيلة 1 : 43.

وعلى كلّ ، فمحمّد بن جرير بن رستم الطبري ( الكبير ) ، معاصر للكليني ( ت 329 ه- ) ، حيث يروي النجاشي ( ت 450 ه- ) المسترشد عنه بواسطتين ، ثانيهما الشريف أبي محمّد الحسن بن حمزة الطبري المتوفّى سنة 358 ه- ، وهو يروي عن مؤلّفه ، فيكون المؤلّف معاصراً للكليني المتوفّى ( 329 ه- ) ، كما يروي النجاشي عن الكليني - أيضاً - بواسطتين ، وأمّا صاحب دلائل الإمامة ، فهو معاصر للنجاشي ، ويروي عن جماعة من مشايخه ، منها ما نقله عن خطّ الحسين بن عبيد اللّه الغضائري المتوفّى ( 411 ه- ) فيكون تأليفه بعد هذا التاريخ (1).

كتاب المسترشد :

نسب الكتاب إليه النجاشي ، وقال : له كتاب المسترشد في الإمامة ، أخبرناه : أحمد بن علي بن نوح ، عن الحسن بن حمزة الطبري ، قال : حدَّثنا محمّد بن جرير بن رستم ، بهذا الكتاب ، وبسائر كتبه (2).

ونسبه إليه الطوسي ( ت 460 ه- ) أيضاً (3).

ولكن الشيخ المجلسي ( ت 1111 ه- ) ، حيث تبع ابن طاووس في الظنّ ، أنّ كتاب دلائل الإمامة لمحمّد بن جرير الطبري ، اعتقد أنّ ( المسترشد ) عنوان آخر لكتاب دلائل الإمامة ، وقال - بعد أن ذكر أنّ من مداركه دلائل الإمامة للشيخ محمّد بن جرير الطبري الإمامي - : ويسمّى بالمسترشد (4) ، ولم يفرّق بين الكتابين ولا المؤلِّفَين.

ص: 214


1- الذريعة 21 : 9 ( 3690 ) ، وانظر - أيضاً - 8 : 241 ( 1018 ).
2- رجال النجاشي : 376 [ 1024 ].
3- فهرست الطوسي : 424 [ 655 ].
4- البحار 1 : 20 ، مصادر الكتاب ، وانظر : الأخبار الدخيلة 1 : 46.

وللكتاب عدّة نسخ ، منها : نسخة الشيخ المجلسي ، الموقوفة ، والوقفيّة بخطّه في 1095 ه- من نماء الحمّام في أراضي الشاه جهان بإصفهان ، وأُخرى في المكتبة الشوشتريّة في النجف (1).

ص: 215


1- الذريعة 21 : 9 [ 3690 ].

ص: 216

(18) كتاب : رجال الكشّي لمحمّد بن عمر الكشّي ( النصف الأوّل من القرن الرابع ) أو ( اختيار معرفة الرجال ) للشيخ الطوسي ( ت 460 ه- )
اشارة

(18) كتاب : رجال الكشّي لمحمّد بن عمر الكشّي ( النصف الأوّل من القرن الرابع ) أو ( اختيار معرفة الرجال ) للشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) (1)

الحديث :

حدَّثني محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدَّثني محمّد بن بندار القمّي ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد ابن النضر الجعفي ، عن عبّاد بن بشير ، عن ثوير بن أبي فاختة ، قال : خرجت حاجّاً ، فصحبني عمر بن ذر القاضي ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام ، وكانوا إذا نزلوا منزلا ، قالوا : أُنظر الآن ، فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة ، نسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) منها عن ثلاثين كلّ يوم ، وقد قلدناك ذلك ...

فلمّا كان من غد ، دخل مولى لأبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : جعلت فداك ، بالباب ابن ذر ومعه قوم ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا ثوير ، قم فأذن لهم » ، فقمت فأدخلتهم ، فلمّا دخلوا ، سلّموا وقعدوا ولم يتكلّموا ، ...

فلمّا رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « يا ابن ذر ، ألا تحدّثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ »

ص: 217


1- يعرف كتاب الكشّي في الرجال ب- ( معرفة الناقلين ) ، وقد اختصره شيخ الطائفة الطوسي ، وهذّبه ، وسمّاه ( إختيار معرفة الرجال ) ، وهو الموجود اليوم ، والمعروف ب- ( رجال الكشّي ).

قال : بلى يا ابن رسول اللّه ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وأهل بيتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا ابن ذر ، إذا لقيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال : ما خلّفتني في الثقلين ، فماذا تقول له؟ »

قال : فبكى ابن ذر حتّى رأيت دموعه تسيل على لحيته ، ثمّ قال : أمّا الأكبر فمزّقناه ، وأمّا الأصغر فقتلناه ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إذن تصدقه يا ابن ذر ، لا واللّه لا تزول قدم يوم القيامة حتّى يسأله عن ثلاث ، عن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت ... » (1).

محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، أبو عمرو ، كان ثقةً ، عيناً ، وروى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العيّاشي ، وأخذ عنه ، وتخرّج عليه وفي داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم (2).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، يكنّى أبا عمرو ، صاحب كتاب الرجال ، من غلمان العيّاشي ، ثقة بصير بالرجال والأخبار ، مستقيم المذهب (3).

وقال في الفهرست : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، يكنّى أبا عمرو ، ثقة ، بصير بالأخبار وبالرجال ، حسن الاعتقاد (4).

ص: 218


1- إختيار معرفة الرجال : 219 ح 394 ، في ثوير بن أبي فاختة ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 64 ح 766 ، فصل ( 46 ) ، مختصراً ، والبحار 10 : 159 ح 12.
2- رجال النجاشي : 372 [ 1018 ].
3- رجال الطوسي : 440 [ 6288 ].
4- فهرست الطوسي 403 [ 615 ] ، وانظر : معالم العلماء : 101 [ 679 ] ، خلاصة الأقوال : 247 [ 838 ] ، رجال ابن داود : 180 [ 1471 ] ، الكنى والألقاب 3 : 115 ، لؤلؤة البحرين : 401 [ 126 ] ، تنقيح المقال 3 : 165 ، قاموس الرجال 9 : 486 [ 7120 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) 1 : 295 ، معجم رجال الحديث 18 : 67 [ 11459 ] ، نقد الرجال 4 : 287 [ 4964 ] ، منتهى المقال 6 : 144 [ 2805 ] ، بهجة الآمال 6 : 534 ، مجمع الرجال 6 : 10 ، حاوي الأقوال 2 : 250 [ 610 ] ، جامع الرواة 2 : 164 ، الوجيزة : 310 [ 1742 ].

ومن خلال رواية هارون بن موسى ( ت 385 ه- ) وجعفر بن محمّد ( ت 369 ه- ) عنه ، يعلم أنّه من أعلام النصف الأوّل من القرن الرابع (1).

كتاب الرجال أو معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين ( عليهم السلام ) :

وهو أوّل الأُصول الأربعة الرجاليّة عند الشيعة الإماميّة.

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : وله كتاب الرجال ، كثير العلم ، وفيه أغلاط كثيرة ، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح وغيره ، عن جعفر بن محمّد ، عنه بكتابه (2).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله : ... ، صاحب كتاب الرجال (3).

وفي الفهرست : له كتاب الرجال ، أخبرنا جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز أبي عمرو الكشّي (4).

وقال ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم : له كتاب معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين ( عليهم السلام ) (5).

ص: 219


1- الذريعة 10 : 141 [ 262 ] ، معجم رجال الحديث 18 : 68 [ 11459 ] ، اختيار معرفة الرجال : 13 ، مقدّمة المصحّح حسن المصطفوي.
2- رجال النجاشي : 372 [ 1018 ].
3- رجال الطوسي : 440 [ 6288 ].
4- فهرست الطوسي : 403 [ 615 ].
5- معالم العلماء : 101 [ 679 ].

والموجود الآن من رجال الكشّي هو ما اختاره الشيخ الطوسي منه ، وسمّاه ب- ( اختيار معرفة الرجال ).

وقد استدلّ العلاّمة التستري ( ت 1415 ه- ) على ذلك بالمقارنة بين ما نقله النجاشي والشيخ ، عن الكشّي ، وبين ما موجود الآن ، ثمّ قال : فكل هذا دليل واضح على أنّ الواصل ليس أصل الكشّي ، بل اختيار الشيخ منه ، ولكن ناقش أدلّة القهبائي على ذلك (1).

وقال صاحب منتهى المقال : ذكر جملة من مشايخنا أنّ كتاب رجاله المذكور ، كان جامعاً لرواة العامّة والخاصّة ، خالطاً بعضهم ببعض ، فعمد إليه شيخ الطائفة ( طاب مضجعه ) فلخّصه وأسقط منه الفضلات ، سمّاه باختيار الرجال ، والموجود في هذه الأزمان ، بل وزمان العلاّمة وما قاربه ، إنّما هو اختيار الشيخ ، لا الكشّي الأصل (2).

والظاهر أنّ أصل هذا الكلام من القهبائي ، فقد نقل العلاّمة التستري كلام القبهائي الذي رتّب اختيار معرفة الرجال على حروف التهجّي من أنّ أصل الكتاب للكشّي كان يحتوي على رجال الخاصّة والعامّة ، وأنّ الشيخ اختار منه الخاصّة ، وذكر أدلّته على ذلك ، وناقشها (3).

كما رجّح أنّ الأغلاط الموجودة فيه ، والتي نبّه عليها النجاشي ، بقوله : ( وفيه أغلاط كثيرة ) (4) هي تحريفات من النسّاخ لا غلطاً من المصنّف.

ثمّ قال : إنّ الشيخ ( ت 460 ه- ) اختار مقداراً منه ، مع ما فيه من الخلط والتصحيف ، وأسقط منه أبواباً ، وإن أبقى ترتيبه ، لأنّ غرضه كان

ص: 220


1- قاموس الرجال 1 : 26 ، الفصل : التاسع عشر.
2- منتهى المقال 6 : 144 [ 2805 ].
3- قاموس الرجال 1 : 25 ، الفصل : التاسع عشر.
4- رجال النجاشي : 372 [ 1018 ].

مجرّد معرفة حالهم المذكورة فيه ، دون من كانوا من أصحابهم ( عليهم السلام ) (1).

وقريب منه ما ذكره مصحّح الكتاب المصطفوي (2) ، كما ذكر أنّه صحّح الكتاب على عدّة نسخ ، منها : نسخة قديمة تاريخ كتابتها 577 ه- ، كتبها منصور بن علي بن منصور الخازن ، وجاء في خمسة مواضع من حواشي الكتاب ، هكذا : ( بلغ مقابلة ، بقراءة السيّد نجم الدين محمّد بن أبي هاشم العلوي ، كتبه يحيى بن الحسن بن البطريق ) ، وابن البطريق توفّي سنة 600 ه- ، وأُخرى قديمة - أيضاً - ، قوبلت بنسخة مقروءة على السيّد أحمد بن طاووس الحسني ( قدس سره ) ( ت 673 ه- ) ، وتاريخها 602 ه- (3).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) - بعد أن ذكر تاريخ بدأ إملاء الشيخ الطوسي للاختيار على طلاّبه ، في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من صفر سنة 456 ه- ، في المشهد الغروي المقدّس ، وذكر بعض من رتّبه - : وأصحّ ما رأيت ، النسخة التي اشتراها سيّدنا العلاّمة الحسن صدر الدين من ورثة العلاّمة ميرزا يحيى بن ميرزا شفيع الإصفهاني ، وهي بخطّ الشيخ نجيب الدين تلميذ صاحب المعالم ، وشاركه أستاذه في كتابة بعض صفحاته ، وقد كتبها على نسخة بخطّ الشهيد الأوّل المنقولة عن نسخة كان عليها تملّك السيّد أبي الفضائل أحمد بن طاووس ، وهي كانت بخطّ علي ابن حمزة بن شهريار الخازن ، وفرغ من كتابتها بالحلّة سنة 562 (4).

ص: 221


1- قاموس الرجال 1 : 59 ، الفصل : الواحد والعشرون.
2- اختيار معرفة الرجال : 18 ، مقدّمة المصحّح.
3- انظر مقدّمة المصحّح لاختيار معرفة الرجال : 20.
4- الذريعة 1 : 365 [ 1912 ].

ص: 222

(19) كتاب : تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبيّ وآله صلّى اللّه عليهم لمحمّد بن العبّاس بن الماهيار ( المعروف بابن الجُحام ) ( من أعلام القرن الرابع )
اشارة

الحديث :

قال السيّد شرف الدين علي الحسيني ( القرن العاشر ) في كتابه تأويل الآيات الظاهرة ، تحت آية : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) :

الأوّل : وأمّا تأويله ، قال محمّد بن العبّاس ( رحمه اللّه ) (1) : حدَّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن هارون بن خارجة ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، في قوله عزّ وجلّ : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال : « الثقلان نحن والقرآن » (2).

ص: 223


1- كتاب محمّد بن العبّاس ( ابن الجُحام ) مفقود في العصر الحاضر ، وقد نقلنا هذه الموارد عن كتاب تأويل الآيات الظاهرة للسيّد شرف الدين الاسترابادي ، والذي ذكر تحت الآية ( 73 ) من سورة الإسراء ، في الجزء الأوّل من كتابه أنّه اطلع على الجزء الثاني من كتاب ابن الجُحام ، والذي يبدأ من هذه الآية ، ولم ير الجزء الأوّل.
2- 2 - تأويل الآيات الظاهرة 2 : 637 ح 17 ، وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 4 : 268 ح 1 ، ويظهر منه أنّه نقل عن الكتاب مباشرة ، ولكنّه صرّح في مقدّمة كتابه أنّه ينقل عنه بالواسطة ، وقال في مقدّمة البرهان ( 1 : 4 ) : وقد كنت أوّلا قد جمعت في كتاب الهادي كثيراً من تفسير أهل البيت ( عليهم السلام ) ، قبل عثوري على ... ، وتفسير الشيخ الثقة محمّد بن العبّاس بن ماهيار المعروف بابن الجُحام ، ما ذكره عنه الشيخ الفاضل شرف الدين النجفي ، وقال في مقدّمة البرهان ( باب 16 ) في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب ( 1 : 30 ) - بعد أن ذكر اسم الشيخ ابن الجُحام واسم كتابه - : وهذا الكتاب لم أقف عليه ، لكن أنقل عنه ما نقله الشيخ شرف الدين النجفي ... ، وغاية المرام 2 : 344 ح 32، الباب 29 ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 24 : 324 ح 37 ، وقد رمز المجلسي لكتاب ( تأويل الآيات الظاهرة ) ولمختصره ( كنز جامع الفوائد ) برمز واحد ، وهو ( كنز ) ، لأنّ أحدهما مأخوذ من الآخر.

الثاني : ويؤيّده ما رواه - أيضاً - عن محمّد بن همام ، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن السندي بن محمّد ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال : « كتاب اللّه ، ونحن » (1).

الثالث : ويؤيّده ما رواه - أيضاً - عن عبد اللّه بن محمّد بن ناجية ، عن مجاهد بن موسى ، عن ابن مالك ، عن حجام ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه ، حبل [ اللّه ] ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض » (2).

ص: 224


1- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 637 ح 18 ، وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 4 : 267 ح 2 ، وغاية المرام 2 : 344 ح 32 ، الباب 29 ، والمجلسي في البحار 24 : 324 ح 38.
2- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 638 ح 19 ، وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 4 : 267 ح 3 ، وغاية المرام 2 : 344 ح 33 ، الباب 29 ، وأضاف العبارة التي ذكرها شرف الدين في ذيل الحديث ، وهي : إنّما سمّاهما الثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدرهما ، انظر : ما سنذكره في تأويل الآيات الظاهرة ، الحديث الخامس ، وانظر هذه الموارد الثلاثة في ( تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبيّ وآله صلّى اللّه عليهم ) المجموع من المصادر المختلفة ، من قبل الشيخ فارس تبريزيان الحسّون : 353 ح 390 ، و 391 ، و 392 ، سورة الرحمن : 31.
محمّد بن العبّاس بن الماهيار ( المعروف بابن الجُحام ) :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن العبّاس بن علي بن مروان بن الماهيار ، أبو عبد اللّه ، البزّاز ، المعروف بابن الجُحام ، ثقة ثقة ، من أصحابنا ، عين ، سديد ، كثير الحديث (1).

وقال الشيخ ( ت 460 ه- ) : سمع منه التلعكبري سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة (2).

ونقل العلاّمة ( ت 726 ه- ) عين كلام النجاشي (3).

وقال ابن داود ( ت 702 ه- ) : ثقة ثقة ، من أصحابنا ، عين من أعيانهم ، كثير الحديث ، سديده (4).

كتاب تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبيّ وآله صلّى اللّه عليهم :

ذكره ضمن كتبه النجاشي ، وقال : له كتاب المقنع في الفقه ، ... ، كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله ، وقيل : إنّه أَلْف ورقة (5) ، وذكره الطوسي ،

ص: 225


1- رجال النجاشي : 379 [ 1030 ].
2- رجال الطوسي : 443 [ 6321 ] ، وانظر : فهرست الطوسي : 423 [ 653 ] ، إيضاح الاشتباه : 288 [ 665 ] ، تنقيح المقال 3 : 135 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 275 ، أعيان الشيعة 9 : 379.
3- خلاصة الأقوال : 266 [ 949 ].
4- رجال ابن داود : 175 [ 1415 ] ، القسم الأوّل.
5- رجال النجاشي : 379 [ 1030 ] ، وانظر : خلاصة الأقوال : 266 [ 949 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 275.

وقال : له كتب منها : كتاب تأويل ما نزل في النبي وآله ( عليهم السلام ) (1) ، وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) ، وقال : له كتاب تأويل ما نزل في النبيّ وآله ( عليهم السلام ) (2) ، وهو نفس العنوان الذي ذكره الطوسي.

وكانت توجد نسخة من الكتاب عند السيّد ابن طاووس ، ( ت 664 ه- ) نقل عنها موارد كثيرة في كتبه ، منها اليقين (3) ، وقال في الباب ( 98 ) منه : في ما نذكره من كتاب ( تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبيّ وآله ( صلى اللّه عليه وآله ) ) ، من المجلّد الأوّل منه ، تأليف الشيخ العالم محمّد بن العبّاس ابن علي بن مروان ، في تسمية النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) مولانا علياً ( عليه السلام ) أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين.

إعلم أنّ هذا محمّد بن العبّاس قد تقدّم (4) ممّا ذكرناه عن أبي العبّاس أحمد بن علي النجاشي أنّه ذكر عنه ( رضي اللّه عنه ) أنّه ثقة ثقة عين ، وذكر - أيضاً - أنّ جماعة من أصحابه ذكروا أنّ هذا الكتاب الذي ننقل ونروي عنه لم يصنّف في معناه مثله ، وقيل : إنّه أَلْف ورقة.

وقد روى أحاديثه عن رجال العامّة ، لتكون أبلغ في الحجّة ، وأوضح في المحجّة ، وهو عشرة أجزاء ، والنسخة التي عندنا الآن قالب ونصف الورقة ، مجلّدان ضخمان ، قد نسخت من أصل عليه خطّ أحمد بن الحاجب الخرساني ، فيه إجازة تاريخها في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وإجازة بخطّ الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ،

ص: 226


1- فهرست الطوسي : 423 [ 653 ].
2- معالم العلماء : 143 [ 1004 ] ، وانظر : الذريعة 3 : 306 [ 1132 ].
3- انظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 275.
4- جاء في الهامش : لم يتقدّم في هذا الكتاب شيء في ذلك.

وتاريخها في جمادي الآخرة ، سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

وهذا الكتاب أرويه بعدّة طرق ، منها : عن الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر المعروف جدّه بسفرويه الإصفهاني ، حدَّثني بذلك لمّا ورد إلى بغداد في صفر سنة خمس وثلاثين وستّمائة ، بداري بالجانب الشرقي من بغداد التي أنعم بها علينا الخليفة المستنصر - جزاه اللّه خير الجزاء - ، عند المأمونيّة ، في الدرب المعروف بدرب الحوبة ، عن الشيخ العالم أبي الفرج علي ابن العبد أبي الحسين الراوندي ، [ عن أبيه ] ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن السعيد أبي جعفر الطوسي ( رضي اللّه عنه ).

وأخبرني بذلك الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي إجازة في جمادي الآخرة سنة سبع وستّمائة ، عن الشيخ السعيد محمّد بن القاسم الطبري ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد الطوسي ، عن والده السعيد محمّد بن الحسن الطوسي.

وأخبرني بذلك - أيضاً - : الشيخ علي بن يحيى الحافظ إجازة تاريخها شهر ربيع الأوّل سنة تسع وستّمائة ، عن الشيخ السعيد عربي بن مسافر العبادي ، عن الشيخ محمّد بن القاسم الطبري ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد الطوسي ، وغير هؤلاء - يطول ذكرهم - ، عن السعيد الفاضل في علوم كثيرة من علوم الإسلام والده أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا بكتب هذا الشيخ العالم أبي عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس بن مروان ورواياته جماعة من أصحابنا ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن مروان ، المذكور (1).

ص: 227


1- اليقين : 279 ، الباب ( 98 ).

وقد ذكر الشيخ ( ت 460 ه- ) هذا الطريق في الفهرست (1).

وقال النوري ( ت 1320 ه- ) - عند ذكره لطرق الشيخ - : وإلى محمّد ابن العبّاس بن علي بن مروان ، صحيح في الفهرست (2).

وكان عند ابن طاووس ( ت 664 ه- ) نسخة أُخرى ، ذكرها في سعد السعود (3).

والظاهر أنّ إحدى نسختي ابن طاووس أو قسماً منها ، وقع للشيخ حسن بن سليمان الحلّي ( القرن التاسع ) صاحب مختصر البصائر المارّ الذكر (4) ، قال في مختصر البصائر : يقول عبد اللّه حسن بن سليمان : وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات التي نزلت في محمّد وآله صلوات اللّه عليه وعليهم ، تأليف محمّد بن العبّاس بن مروان يعرف بابن الجُحام ، وعليه خطّ السيّد رضيّ الدين علي بن طاووس : أنّ النجاشي ذكر عنه أنّه ثقة ثقة ، روى السيّد رضيّ الدين علي هذا الكتاب عن فخار بن معد بطريقه إليه (5).

وقال أيضاً : ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله صلوات اللّه عليه وعليهم ، تأليف أبي عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن مروان ، وعلى هذا الكتاب خطّ السيّد رضيّ الدين علي بن موسى بن طاووس ، ما صورته : - ونقل كلام النجاشي عن خطّ ابن طاووس - ، ثمّ قال : رواية علي ابن موسى بن طاووس ، عن فخار بن معد العلوي وغيره ، عن شاذان بن جبرائيل ، عن رجاله (6).

ص: 228


1- فهرست الطوسي : 423 [ 653 ].
2- خاتمة المستدرك 6 : 287 [ 624 ].
3- سعد السعود : 180 ، فصل [ 18 ].
4- راجع ما ذكرناه عن مختصر بصائر سعد بن عبد اللّه الأشعري القمّي.
5- مختصر البصائر : 421.
6- مختصر البصائر : 481.

ورأى السيّد شرف الدين ( القرن العاشر ) صاحب تأويل الآيات الطاهرة الذي نقلنا منه روايات حديث الثقلين ، قسماً من الكتاب ، وهو نصفه الثاني ، قال - بعد أن نقل كلام النجاشي ، وكلام ابن داود - : وهذا كتابه المذكور ، لم أقف عليه كلّه ، بل نصفه من هذه الآية ( أي الآية « 73 » من سورة الإسراء ) إلى آخر القرآن (1).

وقد روى عنه الأربلي ( 693 ه- ) في كشف الغمّة ، رواية واحدة (2).

ص: 229


1- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 284 ح 20 ، سورة الإسراء : 73.
2- كشف الغمّة 1 : 92 ، وراجع للتفصيل في ترجمة ابن الجُحام وكتابه ، المقدّمة التي ذكرها جامع روايات كتاب ( تأويل ما نزل من القرآن ... ) من المصادر ، الشيخ فارس الحسّون.

ص: 230

(20) كتاب : مقدّمات علم القرآن لمحمّد بن بحر الرهني ( القرن الرابع )
الحديث :

الأوّل : قال ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في سعد السعود :

فصل : في ما نذكره من الجزء الأوّل من مقدّمات علم القرآن (1) ، تصنيف محمّد بن بحر الرهني ، ذكر في أوّل كرّاس منه ما وجده من اختلاف القراءات ، وما معناه : ...

قال محمّد بن بحر الرهني : حدَّثني القرباني ، قال : حدَّثنا إسحاق بن راهويه ، عن عيسى بن يونس ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن عطيّة بن أبي سعيد (2) الكوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه عزّ وجلّ ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الثاني : قال محمّد بن بحر الرهني : وما حدّثنا به المطهّر ، قال : حدَّثنا

ص: 231


1- هذا الكتاب مفقود في الوقت الحاضر ، وينقل عنه ابن طاووس في سعد السعود ، ونحن أوردنا ما ذكره ابن طاووس.
2- عطيّة بن سعد العوفي ، وما في المتن تصحيف.
3- سعد السعود : 443 ، فصل [ 138 ].

ابن عبد اللّه بن نمير ، عن عبيد اللّه بن موسى ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ».

قال الرهني في الوجهة الأوّلة من القائمة الخامسة - ما معناه - : كيف يقبل العقل والنقل أنّ النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) يجعل القرآن وأهل بيته عوضه ، وخليفتين من بعده في أُمّته ، ولا يكون فيهما كفاية وعوض من غيرها ، ممّا حدث في الأُمّة ، وفي القرآن من الاختلاف؟! (1)

محمّد بن بحر الرهني :

قال النجاشي : ( ت 450 ه- ) محمّد بن بحر الرُهني أبو الحسين الشيباني ، ساكن نرماشير من أرض كرمان ، قال بعض أصحابنا : إنّه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، ولا أدري من أين قيل ذلك (2).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : محمّد بن بحر الرهني ، من أهل سجستان ، وكان من المتكلّمين ، وكان عالماً بالأخبار وفقيهاً ، إلاّ أنّه متّهم بالغلوّ ، وله نحو من خمسمائة مصنّف ورسالة ... (3).

وقال في الرجال : محمّد بن بحر الرهني ، يرمى بالتفويض (4).

وقال في رجال الكشّي ( القرن الرابع ) : حدَّثني أبو الحسن (5) محمّد ابن بحر الكرماني الدهني (6) النرما شيري ، قال : وكان من الغلاة الحنقين ،

ص: 232


1- سعد السعود : 444 ، فصل [ 138 ].
2- رجال النجاشي : 384 [ 1044 ].
3- فهرست الطوسي : 390 [ 599 ].
4- رجال الطوسي : 447 [ 6356 ] ، من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ).
5- في غيره أبو الحسين.
6- في نسخة أُخرى الرهني.

قال : حدَّثني أبو العبّاس المحاربي الجزري ... ، - ثمّ بعد أن أورد بقيّة الرواية - قال : قال الكشّي : محمّد بن بحر هذا ، غال ... (1).

وقال العلاّمة ( ت 726 ه- ) - بعد أن نقل كلام الطوسي والنجاشي - : وقال ابن الغضائري ( ت 411 ه- ) : إنّه ضعيف ، في مذهبه ارتفاع ، والذي أراه التوقّف في حديثه (2).

وقال أيضاً : محمّد بن يحيى الرهني - بالراء - يرمى بالتفويض (3). وقال في إيضاح الاشتباه : له كتب ، منها كتاب ( القلائد ) ، فيه كلام على مسائل الخلاف بيننا وبين المخالفين ، وجدت بخطّ السيّد السعيد صفيّ الدين محمّد بن معد ، هذا الكتاب عندي وقع إليّ من خراسان ، وهو كتاب جيّد مفيد ، وفيه غرائب ، ورأيت مجلّداً فيه كتاب النكاح ، حسن بالغ في معناه ، ورأيت أجزاء مقطعة ، وعليها خطّه إجازة لبعض من قرأ الكتاب عليه ، يتضمّن الفقه والخلاف والوفاق ، وظاهر الحال أنّ المجلّد الذي يتضمّن النكاح يكون أحد كتب هذا الكتاب الذي الأجزاء المذكورة منه ، ورأيت خطّ المذكور ، وهو خطّ جيّد مليح ، وكتب محمّد بن معد الموسوي (4).

وأورد ابن داود نفس كلام من تقدّم عنه ، في موضعين (5).

وقال أبو علي الحائري - بعد أن نقل الأقوال السابقة - : وفي التعليقة :

ص: 233


1- اختيار معرفة الرجال : 147 ح 235.
2- خلاصة الأقوال : 396 [ 1600 ] ، القسم الثاني ، وانظر : الرجال لابن الغضائري : 98 [ 147 ].
3- خلاصة الأقوال : 400 [ 1609 ] ، القسم الثاني ، وهي نفس عبارة الشيخ في رجاله ، ولعلّه كان هناك تصحيف في اسمه عند العلاّمة.
4- إيضاح الاشتباه : 290 [ 671 ].
5- رجال ابن داود : 270 [ 432 ] ، القسم الثاني ، و 277 [ 491 ] ، القسم الثاني ، ولم أر وجهاً للتعدّد.

في عبارة بعض الفضلاء أنّ محمّد بن بحر الرهني من أعاظم علماء العامّة ، ولعلّه سهو ، أو هو غيره ، ومرّ عن النجاشي في فارس بن سليمان أنّه أخذ عن محمّد بن بحر مع مدحه فارساً (1) ، والظاهر منه هنا أنّ نسبة الارتفاع لا أصل لها ، وظاهر الفهرست - أيضاً - التأمّل ، ولعلّ من نسبه إليه ابن الغضائري ، وفيه ما فيه ، أقول : وكذا نسبة الكشّي أيضاً الغلوّ إليه ، ممّا لا يوثق به لما عرفته مراراً.

ثمّ نقل قول العلاّمة في إيضاح الاشتباه ، وقال : وليت شعري ، إذا كان الرجل بنفسه متكلّماً عالماً فقيهاً ، وحديثه قريباً من السلامة ، وكتبه جيّدة مفيدة حسنة ، فما معنى الغلوّ الذي يرمى به! وليس العجب من ابن الغضائري والكشّي ; لأنّ كافّة علمائنا ( رضي اللّه عنهم ) عدا الصدوق وأضرابه عند أضرابهما غلاة ، لكن العجب ممّن يتبعهما في الطعن والرمي بالغلوّ ، فما في الوجيزة من أنّه ضعيف (2) ، ضعيف (3).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن ذكر الأقوال فيه - : وضعّفه في الوجيزة أيضاً ، وعدّه في الحاوي في قسم الضعفاء (4) ، وأقول : لا شبهة في كون الرجل إماميّاً ... ، وإذ قد كان إماميّاً ، نقول : إنّ صريح الشيخ ( رحمه اللّه ) ، أنّ القول بالتفويض والغلوّ بالنسبة إليه ليس محقّقاً ، بل هي تهمة ، والظاهر أنّ منشأ التهمة قول ابن الغضائري ، وقد نبّهنا غير مرّة أنّه لا وثوق بتضعيفات ابن الغضائري ، سيّما إذا كان منشؤها الرمي بالغلوّ ، سيّما والنجاشي أنكر ذلك عليه هنا ، بقوله : وحديثه قريب من السلامة ، ولا أدري من أين قيل ، وإذا لم يثبت غلوّه ، بل كان المظنون حدوثه من روايته

ص: 234


1- انظر : رجال النجاشي : 310 [ 849 ].
2- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 294 [ 1580 ].
3- منتهى المقال 5 : 377 [ 2504 ].
4- حاوي الأقوال 4 : 230 [ 2033 ].

في الأئمّة ( عليهم السلام ) بعض ما هو اليوم من ضروريات مذهب الشيعة ، كان ما سمعته من الشيخ ، من كونه عالماً بالأخبار فقيهاً ، وما سمعته من النجاشي من كون حديثه قريباً من السلامة ، مدحاً مدرجاً له في الحسان ، فالأظهر كون الرجل من الحسان ، دون الضعفاء ، واللّه العالم.

ولقد أجاد الحائري ، حيث قال : - ثمّ أورد كلام الحائري المتقدّم - ، ثمّ قال : وأقول : ممّا يكذّب نسبة الغلوّ إليه أنّ الصدوق ( رحمه اللّه ) نقل في إكمال الدين عن كتاب للرجل في تفضيل الأنبياء والأئمّة ( صلوات اللّه عليهم ) على الملائكة ، فصلا طويلا ختامه أنّ محمّداً ( صلى اللّه عليه وآله ) أفضل المخلوقات من الجنّ والإنس والملائكة ، وفيه تصريح بأنّ محمّداً ( صلى اللّه عليه وآله ) مخلوق من المخلوقات ، كغيره بنحو لا يشتبه على من طالعه وتصفّحه ، وفيه شهادة على عدم غلوّه نحو ما يقوله الغلاة من القدم والحلول ، فلم يبق إلاّ بمعنى المبالغة في تفضيل الحجج ( عليهم السلام ) على غيرهم ، وعلوّ رتبتهم ، وذلك اليوم من ضروريات المذهب ، فنسبة الغلوّ القادح في الراوي إلى الرجل غلط بحسب الظاهر ، والعلم عند اللّه تعالى (1).

وعلى كلّ حال فهو متّهم بالغلوّ ، وتحقيق الحال في تحقيق مرادهم من الغلوّ.

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) : وهو من مشايخ أبي العبّاس ابن نوح السيرافي ، المتوفّى بعد 408 ، وهو أحمد بن علي بن العبّاس بن نوح ، من مشايخ النجاشي ، ويروي عنه أبو المفضل الشيباني ( حديث بشر النخّاس ) ، على ما فى ( الغيبة ) للطوسي (2) ، وفي ( كمال الدين ) أنّه ورد

ص: 235


1- تنقيح المقال 2 : 85 ، من أبواب الميم ، وانظر : معجم رجال الحديث 16 : 131 [ 10324 ].
2- الغيبة للطوسي : 208 ح 187.

كربلاء لزيارة غريب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) سنة 286 ، ثمّ زار الكاظمين ... ، يرويه عنه أحمد بن طاهر القمّي (1).

وكان معمّراً ، كما ذكره ياقوت ( ت 626 ه- ) في ( معجم الأُدباء ، ج 6 ص 417 ) وذكر كتابه ( نحل العرب ) ، وقال : إنّه يروي فيه عن سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري ، المتوفّى 301 ، وقد قرأ كتاب سيبويه على محمّد بن أحمد بن كيسان المتوفّى 299 أو 322 (2).

وقال في الذريعة : وذكر ( أي ياقوت في معجم الأُدباء ) أنّه كان معمّراً ، وغالياً في التشيّع ، ويروي في كتابه عن سعد بن عبد اللّه الذي توفّي ( 301 ) ، أقول : إنّه أدرك بشر النخّاس ، الذي أوصل أمّ الحجّة ( عليه السلام ) إلى سامرّاء ، فحدّث عنه القصّة لأبي المفضّل الشيباني الذي توفّي ( 385 ) ، كما رواه الشيباني عنه في غيبة الشيخ الطوسي ، وذكر الصدوق في ( إكمال الدين ) ، أنّه ورد لزيارة الحائر والكاظميّة في ( 286 ) ، أقول : وقد بقى إلى أن أدركه الكشّي ، وروى عنه ، كما في ترجمة زرارة ، وبقي - أيضاً - إلى أن أدركه ابن نوح من مشايخ النجاشي ، كما صرّح به النجاشي في ترجمة الرهني ، وتوفّي ابن نوح بعد ورود الشيخ الطوسي في ( 408 ) إلى العراق بسنين ، وكان يروي عن بعض مشايخه في ( 342 ) ، ولعلّ روايته عن الرهني كان في حدود هذا التاريخ ، فيكون وفاة الرهني بعد وفاة سميّه المفسّر الإصفهاني المذكور في ( 5 : 44 ) (3).

وقال أيضاً : المتوفّى حدود 340 ... ، وقال في ( معجم الأُدباء 6 : 417 ) : إنّه كان معمّراً غالياً في التشيّع ، وفي كتابه هذا ذكر العرب في بلاد

ص: 236


1- كمال الدين وتمام النعمة : 445 ح 1 ، باب : 9.
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 248.
3- الذريعة 8 : 238 ( 1008 ).

الإسلام ، وأنّه كان شيعيّاً أو خارجيّاً أو سنيّاً ، فيحسن القول في الشيعة منهم ، ويقع في من عداهم ، ثمّ ذكر بعده قريباً من الكلام السابق (1).

مقدّمات علم القرآن :

ولم يذكر من ترجمه كتابه هذا ، وإن ذكر الشيخ ( ت 460 ه- ) أنّ له نحو من خمسمائة مصنّف ورسالة ، أكثرها ببلاد خراسان (2) ، ولكن ذكره ابن طاووس ( ت 664 ه- ) كما عرفت ، وفي كلامه حجّة ، وهو صاحب المكتبة المعروفة الحاوية على المخطوطات ، بعضها بخطّ مصنّفيها ، حيث إنّ دأبه ، أن يذكر أوصاف النسخ التي نقل منها في كتبه.

وقد قال في سعد السعود : فصل : في ما نذكره من الجزء الأوّل من مقدّمات علم القرآن ، تصنيف محمّد بن بحر الرهني ، في معنى اختلاف القراءات (3).

وقال أيضاً : في ما نذكره عن محمّد بن بحر الرهني ، من الجزء الثاني من مقدّمات علم القرآن ، من التفاوت في المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الأمصار (4).

وفي كلام ابن طاووس كفاية.

ص: 237


1- الذريعة 24 : 83 ( 425 ).
2- فهرست الطوسي : 390 [ 599 ].
3- سعد السعود : 37 [ 138 ] ، فصول الكتاب ، و 443 [ 138 ].
4- سعد السعود : 47 [ 206 ] ، فصول الكتاب ، و 544 [ 206 ].

ص: 238

(21) كتاب : الغيبة لمحمّد بن إبراهيم النعماني ( القرن الرابع ، كان حيّاً سنة 342 ه- )
الحديث :

الأوّل : ... ، بعد وجوب الحجّة عليهم من اللّه بقوله عزّ وجلّ ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) (1) ، ومن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، بقوله في عترته إنّهم الهداة وسفينة النجاة ، وأنّهم أحد الثقلين ، اللذين أعلمنا تخليفه إيّاهما علينا ، والتمسّك بهما ، بقوله « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود بينكم وبين اللّه ، طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (2).

الثاني والثالث والرابع : ولو لم يدلّنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) على حبل اللّه ، الذي أمرنا اللّه عزّ وجلّ في كتابه بالاعتصام به وألاّ نتفرّق عنه ، لاتسع للأعداء المعاندين ، التأوّل فيه ، والعدول بتأويله ، وصرفه إلى غير من عنى اللّه به ، ودلّ عليه رسول اللّه ( عليه السلام ) ، عناداً وحسداً ، لكنّه قال ( صلى اللّه عليه وآله ) ، في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجّة الوداع : « إنّي فرطكم ، وأنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً عرضه ما بين بصرى إلى

ص: 239


1- آل عمران : 103.
2- الغيبة للنعماني : 29 ، مقدّمة المؤلّف.

صنعاء ، فيه قدحان عدد نجوم السماء ، ألا وإنّي مخلّف فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر القرآن ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي ، هما حبل اللّه ممدود بينكم وبين اللّه عزّ وجلّ ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، سبب منه بيد اللّه ، وسبب بأيديكم (1) ، أنّ اللطيف الخبير قد نبّأني ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، كأصبعيَّ هاتين - وجمع بين سبّابتيه - ، ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبّابته والوسطى - ، فتفضل هذه على هذه ».

أخبرنا بذلك عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي ، قال : أخبرنا محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه (2) ، عن جدّه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « خطب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) » ، وذكر الخطبة بطولها ، وفيها هذا الكلام.

وأخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه ، عن محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسن بن محبوب والحسن بن علي بن فضّال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، بمثله.

وأخبرنا عبد الواحد ، عن محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ، بمثله (3).

ص: 240


1- قال المحقّق في الهامش : وزاد في نسخة ( وفي رواية أُخرى : طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ).
2- هو علي بن إبراهيم القمّي ، صاحب التفسير ، وقد أوردنا الحديث عن مقدّمة تفسيره ، راجع الحديث الأوّل.
3- الغيبة للنعماني : 42 ، باب (2) ، في ما جاء في تفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 618 ح 655 ، فصل 37 ، وغاية المرام 2 : 340 ح 22 و 23 و 24 ، باب (29) ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 92 : 102 ح 80.

الخامس : فندب الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) الخلق إلى الأئمّة من ذرّيّته ، الذين أمرهم اللّه تعالى بطاعتهم ودلّهم عليهم ، وأرشدهم إليهم ، بقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود بينكم وبين اللّه ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (1).

السادس : ومن كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، ما رواه أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ... ، إلى آخر ما أوردناه بسنده عن سُليم ، في حديث خطبة أمير المؤمنين في صفّين ، فراجع (2).

محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن إبراهيم بن جعفر « أبو عبد اللّه الكاتب النعماني » ، المعروف ب- ( ابن زينب ) ، شيخ من أصحابنا ، عظيم القدر ، شريف المنزلة ، صحيح العقيدة ، كثير الحديث ، قدم بغداد ، وخرج إلى الشام ومات بها (3).

وأورد كلامه العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة (4) ، وابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله (5).

ص: 241


1- الغيبة للنعماني : 55 ، بعد الحديث (7) ، باب (3) ، ما جاء في الإمامة والوصيّة ، وأنّهما من اللّه عزّ وجلّ وباختياره ، وأمانة يؤدّيها الإمام إلى الإمام بعده. وعنه في إثبات الهداة 1 : 619 ح 658 وقد ذكره مسنداً ، ولكن السند للحديث الذي سبق هذا الكلام من النعماني ، لا لحديث الثقلين ، فلاحظ.
2- الغيبة للنعماني : 68 ، الباب (4) ، راجع ما أوردناه في كتاب سُليم الحديث الثالث ، وعن الغيبة ، البحراني ( ت 1107 ه- ) في غاية المرام 2 : 244 ح 110 ، باب (23) و 2 : 323 ح 4 ، باب (29) و 2 : 357 ح 53 ، الباب (29) ، مع بعض الاختلاف عما أوردناه عن كتاب سُليم.
3- رجال النجاشي : 383 [ 1043 ].
4- خلاصة الأقوال : 267 [ 958 ] ، القسم الأوّل.
5- رجال ابن داود : 160 [ 1278 ] ، القسم الأوّل. انظر ترجمته في : معجم الثقات : 99 [ 663 ] ، الموثقون بالخصوص ، بهجة الآمال 6 : 216 الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 287 [ 1528 ] ، إيضاح الاشتباه : 289 [ 670 ] ، منهج المقال : 273 ، منتهى المقال 5 : 286 [ 2397 ] ، مجمع الرجال 5 : 97 ، نقد الرجال 4 : 93 [ 4364 ] ، معجم رجال الحديث 15 : 231 [ 9963 ] ، حاوي الأقوال 3 : 133 [ 1096 ] ، في الحسان ، تنقيح المقال 2 : 55 ، من أبواب الميم ، قاموس الرجال 9 : 10 [ 6277 ] ، بلغة المحدّثين : 400 ، باب الميم.

وفي بداية بعض نسخ الغيبة : حدَّثني محمّد بن علي أبو الحسن الشجاعي الكتاب - حفظه اللّه - ، قال : حدَّثني محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه النعماني ( رحمه اللّه ) ، في ذي الحجّة سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة (1).

كتاب الغيبة :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : له كتب ، منها : كتاب الغيبة ، كتاب الفرائض ، كتاب الردّ على الإسماعيليّة ، رأيت أبا الحسين محمّد بن علي الشجاعي الكاتب ، يُقرأ عليه كتابُ الغيبة ، تصنيف محمّد بن إبراهيم النعماني بمشهد العتيقة ، لأنّه كان قرأه عليه ، ووصّى لي ابنه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الشجاعي ، بهذا الكتاب ، وبسائر كتبه ، والنسخة المقروءة عندي (2).

وقال المفيد ( رحمه اللّه ) ( ت 413 ه- ) - بعد أن ذكر الرويات في النصّ على إمامة صاحب الزمان ( عجل اللّه فرجه ) - : والروايات في ذلك كثيرة ، قد دوّنها أصحاب الحديث من هذه العصابة ، وأثبتوها في كتبهم المصنّفة ، فممّن أثبتها على الشرح والتفصيل محمّد بن إبراهيم المكنّى أبا عبد اللّه النعماني ، في كتابه الذي صنّفه في الغيبة (3).

====

3 -

ص: 242


1- الغيبة للنعماني : 18 ، مقدّمة المؤلّف ، هامش (2) ، وما موجود على النسخة المخطوطة في المكتبة الرضويّة.
2- النجاشي : 383 [ 1043 ].
3- الإرشاد ( المطبوع ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد ) 2 : 350 ، باب : ما جاء من النصّ على إمامة صاحب الزمان الثاني عشر من الأئمّة صلوات اللّه عليهم.

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الكتب المعتمدة لديه في الوسائل (1) ، وذكر طريقه إليه في الفائدة الخامسة من خاتمة الوسائل (2) ، وفي إجازته للفاضل المشهدي (3).

وذكره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر كتابه البحار (4) ، وقال في توثيقه : وكتاب النعماني من أجلّ الكتب ، ثمّ أورد قول المفيد في الإرشاد (5).

وذكره الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة ، وذكر نسخة له في المكتبة الرضويّة (6).

ويوجد منه عدّة نسخ : اثنان منها في ( كتابخانه ملك ) في طهران ، تحت رقم ( 3617 ، 2671 ) ، وأُخرى في المكتبة الرضويّة ، برقم ( 187 ) ، عليها خطوط ، بعضها بتاريخ 13 ذي القعده 720 ه- (7) ، وفيها بخطّ عتيق جدّاً والظاهر أنّه من خطّ ناسخ الكتاب ، كما نقله ، وقاله السيّد موسى الزنجاني : كتاب الغيبة تصنيف أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني ( رحمه اللّه ) ، صنّفه في ذي الحجّة سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة (8).

وفي نهايتها في الهامش ، كما نقله الزنجاني أيضاً : تمّ الكتاب ، والحمد لله وصلواته على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلّم

ص: 243


1- خاتمة الوسائل 30 : 157 [ 43 ].
2- خاتمة الوسائل 30 : 185 ، الطريق : الثامن والثلاثون.
3- البحار 110 : 116.
4- البحار 1 : 14.
5- البحار 1 : 31.
6- الذريعة 16 : 79 [ 398 ].
7- الغيبة للنعماني : 2 ، ما ذكره المحقّق من النسخ.
8- الغيبة للنعماني : 2.

تسليماً ... ، سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، وفي هامشه بخطّ آخر سنة 577 تاريخ كتابته (1).

ص: 244


1- الغيبة للنعماني : 332.
مؤلّفات علي بن الحسين بن علي الهذلي المسعودي ( ت 346 ه- )
(22) كتاب : إثبات الوصيّة للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
الحديث :

في حديثه عن الحوادث التي أعقبت وفاة النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال :

فروي أنّ العبّاس ( رضي اللّه عنه ) صار إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد قبض رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال له : أمدد يدك أُبايعك ، فقال : « ومن يطلب هذا الأمر ، ومن يصلح له غيرنا؟ » وصار إليه ناس من المسلمين فيهم ...

ثمّ اعتزلهم ودخل بيته ، فأقام فيه ...

ثمّ ألّف ( عليه السلام ) القرآن ، وخرج إلى الناس ، وقد حمله في إزار معه ، وهو ينطّ من تحته ، فقال لهم : « هذا كتاب اللّه ، قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) كما أُنزل » ، فقال له بعضهم : اتركه وامض.

فقال لهم : « إنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال لكم : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فإن قبلتموه فاقبلوني معه ، أحكم بينكم بما فيه من أحكام اللّه ».

فقالوا : لا حاجة لنا فيه ، ولا فيك ، فانصرف به معك ، لا تفارقه ولا يفارقك.

ص: 245

فانصرف عنهم ... (1).

وسيأتي مثله عن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) (2).

أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن - ثمّ ذكر كتبه - إلى أن قال : هذا الرجل زعم أبو المفضّل الشيباني ( رحمه اللّه ) أنّه لقيه واستجازه ، وقال : لقيته ، وبقي هذا الرجل إلى سنة ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة (3)

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : المسعودي له كتاب رواه موسى بن حسّان (4).

وذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) في من اعتمد على روايته في الخلاصة ، وقال : علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي ، له كتب في الإمامة وغيرها ، منها : كتاب إثبات الوصيّة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وهو صاحب كتاب مروج الذهب (5) ، ومثله قاله ابن داود (6).

وقال السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في فرج المهموم : فصل : ومن الموصوفين بعلم النجوم ، الشيخ الفاضل الشيعي علي بن الحسين بن علي المسعودي ، مصنّف كتاب مروج الذهب ... (7).

ص: 246


1- إثبات الوصية : 146 ، وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 28 : 307 ح 50.
2- انظر : ما سنذكره عن مناقب آل أبي طالب ، الحديث الخامس.
3- رجال النجاشي : 254 [ 665 ] ، وانظر : نقد الرجال 3 : 252 [ 2550 ].
4- فهرست الطوسي : 546 [ 904 ].
5- خلاصة الأقوال : 186 [ 551 ] ، وانظر : أمل الآمل : 180 [ 547 ] ، الكنى والألقاب 3 : 184 مجمع الرجال 4 : 185.
6- رجال ابن داود : [ 1038 [ القسم الأوّل.
7- فرج المهموم : 126.

وعدّه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في الوجيزة (1) ، والماحوزي ( ت 1121 ه- ) في البلغة ، من الممدوحين ، وأضاف الماحوزي في الهامش : كذا مدحه جماعة ، ولم يتعرّضوا لفساد عقيدته ، بل ظاهرهم أنّه من الإماميّة ، ومن ثمّ أورده العلاّمة في القسم الأوّل من ( الخلاصة ) ، على أنّه لا يسلم من نظر - أيضاً - منّا على مذهبه المقرّر في أُصوله ، وصرّح أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس ( رحمه اللّه ) في سرائره بأنّه من العامّيّة (2) ، والمفهوم من ملاحظة تاريخه ، خلاف ذلك (3).

ولكن ابن إدريس ( ت 598 ه- ) ، قال في السرائر : قال أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي في كتابه المترجم بمروج الذهب ومعادن الجواهر في التاريخ وغيره ، وهو كتاب حسن كثير الفوائد ، وهذا الرجل من مصنّفي أصحابنا ، معتقد للحقّ ، له كتاب المقالات ... (4)

وقال الشيخ أبو علي الحائري ( ت 1216 ه- ) - بعد أن نقل من رجال الإسترابادي ما في الخلاصة ، وتعليقة الشهيد الثاني عليها ، ورجال النجاشي ، وقول الإسترابادي نفسه - : المسعودي هذا من أجلّة العلماء الإماميّة ، ومن قدماء الفضلاء الاثنى عشريّة ، ويدلّ عليه ملاحظة أسامي كتبه ومصنّفاته ، وهو ظاهر النجاشي والعلاّمة ( رحمه اللّه ) وابن داود أيضاً ، لذكرهما إيّاه في القسم الأوّل ، وكذا الشهيد الثاني ، لعدم تعرّضه في الحاشية (5) لردّهما ومؤاخذتهما بسبب ذكره فيه ، كما في غيره من المواضع.

ص: 247


1- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 260 [ 1233 ].
2- الظاهر أنّها تصحيف ( الإماميّة ) ، كما يظهر لك من الجملة التي بعدها ، ومن كلام ابن إدريس نفسه الآتي في المتن.
3- بلغة المحدّثين : 382.
4- السرائر 1 : 615.
5- حاشية الشهيد الثاني على الخلاصة ( مخطوط ) : الورقة (16).

ثمّ نقل كلام السيّد ابن طاووس ، ثمّ قال : وصرّح بذلك أيضاً الشيخ الحرّ في أمل الآمل (1) ، والميرزا كما يأتي في الكنى (2) ، ورأيت ترحّمه عليه هنا (3).

وقد عدّه العلاّمة المجلسي - طاب ثراه - في الوجيزة من الممدوحين (4) ، وذكر في جملة الكتب التي أخذ عنها في البحار كتاب الوصيّة ، وكتاب مروج الذهب ، وقال : كلاهما للشيخ علي بن الحسين بن علي المسعودي (5).

وقال في الفصل الذي بعده في بيان الوثوق على الكتب التي أخذ منها : والمسعودي عدّه النجاشي في فهرسته من رواة الشيعة ، وقال : له كتب ، منها : كتاب إثبات الوصيّة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكتاب مروج الذهب ، مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (6).

وذكره في موضع آخر من البحار ، وقال : هو من علمائنا الإماميّة (7) ، إنتهى.

ولم أقف إلى الآن على من توقّف في تشيّع هذا الشيخ ، سوى ولد الأُستاذ العلاّمة - أعلا اللّه في الدارين مقامه ومقامه - فإنّه أصرّ على الخلاف ، وادعى كونه من أهل الخلاف ، ولعلّ الداعي له من ذلك ما رأى في كتابه مروج الذهب من ذكره أيّام خلافة الأوّل والثاني والثالث ، ثمّ

ص: 248


1- أمل الآمل 2 : 180 [ 547 ].
2- منهج المقال : 399 ، ولم يذكره في الكنى من المنتهى 7 : 440 [ 4418 ] ، كما قال.
3- منتهى المقال 4 : 390 [ 2000 ].
4- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 260 [ 1233 ].
5- البحار 1 : 18.
6- البحار 1 : 36.
7- البحار 57 : 312.

خلافة علي ( عليه السلام ) ، ثمّ خلفاء بني أميّة ، ثمّ بني العبّاس ، وذكر سيرهم وآثارهم وقصصهم وأخبارهم على طريق العامّة ونحو تواريخهم ، من دون تعرّض لذكر مساوئهم وقبائحهم من غصبهم الخلافة ، وظلمهم أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وغير ذلك ، وهذا ليس بشيء ، كما هو غير خفيّ على الفطن الخبير.

أو يكون اشتبه عليه الأمر ; لاشتراكه في اللقب مع عتبة بن عبيد اللّه المسعودي قاضي القضاة ، أو مع عبد الرحمن المسعودي المشهور ، أو غيرهما من العامّة ، فإنّ غير واحد من فضلائهم كان يعرف بهذا اللقب ، فتتبّع.

وربّما يتأوّل ( سلّمه اللّه ) تصريحهم بتشيّعه إلى سائر فرق الشيعة ، ويقول : الشيعي ليس حقيقة في الاثني عشري ، بل يطلق على جميع فرق الشيعة.

وفيه - بعد فرض تسليم ذلك - : أنّه ( رحمه اللّه ) صرّح في مروج الذهب بما هو نصّ في كونه إماميّاً اثنى عشريّاً ، حيث قال - على ما نقله بعض السادة الأجلاّء - ما لفظه : نعت الإمام ، أن يكون معصوماً من الذنوب ; لأنّه إن لم يكن معصوماً لم يؤمن من أن يدخل في ما يدخل فيه غيره من الذنوب ، فيحتاج أن يقام عليه الحدّ ، كما يقيمه على غيره ، فيحتاج الإمام إلى إمام ، إلى غير نهاية ، وأن يكون أعلم الخليقة ; لأنّه إن لم يكن عالماً لم يؤمن عليه أن يقلب شرائع اللّه تعالى وأحكامه ، فيقطع من يجب عليه الحدّ ، ويحدّ من يجب عليه القطع ، ويضع الأحكام في غير المواضع التي وضعها اللّه تعالى ، وأن يكون أشجع الخلق ; لأنّهم يرجعون إليه في الحرب ، فإن جبن وهرب ، يكون قد باء بغضب من اللّه تعالى ، وأن يكون أسخى الخلق ; لأنّه خازن المسلمين وأمينهم ، وإن لم يكن سخيّاً ، تاقت نفسه إلى

ص: 249

أموالهم ، وشرهت إلى ما في أيديهم ، وفي ذلك الوعيد بالنار ، انتهى (1).

وفي حاشية السيّد الداماد على الكشّي : الشيخ الجليل ، الثقة ، الثبت المأمون الحديث عند العامّة والخاصّة ، علي بن الحسين المسعودي أبو الحسن الهذلي (2) ( رحمه اللّه ) ، فتدبّر ، انتهى (3).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن نقل قول النجاشي والعلاّمة وابن داود - : وتنقيح المقال في هذا المجال أنّ المتحصّل منهم في الرجل أقوال :

إحداها : أنّه إمامي ثقة ، وهو الحقّ الحقيق بالاتباع ، وذلك ينحلّ إلى دعويين ، الأُولى : كونه إماميّاً واستدلّ على ذلك بظاهر النجاشي ، والطوسي ، والعلاّمة ، وابن داود ، والشهيد الثاني ، والمجلسي ، والماحوزي ، وابن طاووس ، والحرّ العاملي ، التي نقلناها سابقاً.

والثانية : كونه ثقة ، ضابطاً ، واستدلّ عليه من قول المحقّق الداماد ، كما نقلناه من منتهى المقال ، وعدّ النجاشي إيّاه من شيوخ الإجازة.

ثانيها : أنّه إمامي ممدوح ، وهو الذي سمعت الحكم به من الوجيزة والبلغة ، أمّا كونه إماميّاً ، فلما مرّ ، وأمّا كونه ممدوحاً ، فلكونه صاحب الكتب المزبورة ، وشيخ إجازة ، ولكن قد سمعت التوثيق من المحقّق الداماد ( رحمه اللّه ) ، وكونه شيخ إجازة يغني عن التوثيق ، وليس مدحاً فقط.

ص: 250


1- قال محقّقوا كتاب منتهى المقال : لم نعثر على نصّ هذا الكلام ، وإنّما ورد بعض ما يتعلّق بعصمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأنّهم حجج اللّه على الأرض ، راجع المروج 1 : 35 ، و 3 : 16 ، ولكنّه موجود في الطبعة الفرنسيّة ، وفي طبعة الجامعة اللبنانيّة على الطبعة الفرنسيّة في 1973 ، وبتصحيح شارل پلاّ ، الجزء 4 ، الصفحة 61 - 62 ، الباب الثاني بعد المائة.
2- وقريب منه ما في رياض العلماء 3 : 428.
3- منتهى المقال 4 : 390 [ 2000 ].

ثالثها : أنّه ضعيف ، وهو الذي اختاره الفاضل الجزائري ، حيث عدّه في الحاوي في قسم الضعفاء (1) ، ولعلّه مبنيّ على مسلكه في تضعيف كلّ من لم ينصّ السابقون على توثيقه ، كما هو الغالب ، وعدم اكتفائه في المدح الملحق للإمامي بالحسان إلاّ بمدح قريب من التوثيق ، وليس تضعيفه للتأمّل في تشيّعه ، وإلاّ لنبّه عليه ، مع أنّه لم يعهد من أحد التوقّف في تشيّعه ، سوى ما نقله الفاضل الحائري في منتهى المقال عن ولد المولى الوحيد ( قدّس اللّه سرّهما ) من الإصرار على الخلاف ، وادعى كونه عامّيّاً ، وهو من غرائب الكلام وسخايف الأوهام ، ولم نقف له على شاهد ولا مساعد ، ثمّ احتمل أنّه اشتبه عليه الأمر من لقبه المسعودي ، ونقل كلام الشيخ أبي علي الحائري السابق مع بعض الإضافة (2).

وعلّق التستري ( ت 1415 ه- ) على بعض ما قاله المامقاني ، وقال : ومن الغريب أنّ المصنّف ، قال : ( ظاهر النجاشي والفهرست إماميّته ) ، وليس منه في الفهرست أثر.

وأمّا ردّه على صاحب الرياض ، في قوله « التعجّب من عدم عنوان الشيخ له في كتابيه! مع أنّه جدّه من طرف أمّه ، كما يقال » ، بأنّ الفهرست قال في ألقابه : « المسعودي ، له كتاب رواه موسى بن حسان » فغلط ، فإنّ المراد بالمسعودي فيه « القاسم بن معن المسعودي » الآتي ، الذي عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، يشهد لذلك رواية موسى بن حسّان الذي قال في الفهرست : إنّه راوي كتابه ، في باب ( من يجب مصاحبته ) من عِشرة الكافي ، عنه.

ثمّ قال : لكنّ المستفاد من ظاهر مروجه : أنّه كان عامّياً ، كقوله : « باب

ص: 251


1- حاوي الأقوال 4 : 41 [ 1695 ].
2- تنقيح المقال 2 : 282.

ذكر خلافة أبي بكر الصديق » ، وقوله : « ولقبه عتيق ، بشارة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، أنّه عتيق من النار ، فسمّي يومئذ عتيقاً ، وقيل : إنّما سمّي عتيقاً ، لعتق أُمّهاته » ، وقوله : « وكان أبو بكر أزهد الناس ، وأكثرهم تواضعاً » ، إلى غير ذلك من كلماته.

وأمّا قوله فيه : « نعت الإمام أن يكون معصوماً من الذنوب ... ، الخ » فلم يقل ذلك من قبل نفسه ، بل قال : إنّ الإماميّة ، قالوا هكذا ، وإنّما كتاب يستفاد منه إماميّته ، كتابه « إثبات الوصيّة » ، ومنه عنوان النجاشي ، أو لنعت أبي المفضّل الذي لقيه (1).

وأجاب السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) على ما قاله في القاموس : أقول : توهّم بعضهم أنّ المسعودي الذي ترجمه الشيخ هو القاسم بن معن الذي عدّه في رجال الصادق ( عليه السلام ) ، ولكنّه لا يتمّ ; فإنّ القاسم بن معن ، غير معروف ، وإنّما المعروف هو علي بن الحسين ، ومن الغريب أنّ المتوهّم قد استشهد على ما ذكره برواية الكافي : الجزء 1 ، في باب : من يجب مصادقته ومصاحبته ، من كتاب العشرة ، بإسناده عن موسى بن حسّان عن المسعودي ، وقد ذكر الشيخ أنّ راوي كتاب المسعودي موسى بن حسّان.

وجه الغرابة أنّ المذكور في الكافي : الجزء 2 ، الحديث 2 ، من الباب المذكور ، هو موسى بن يسار القطّان ، لا موسى بن حسّان (2).

وقال صاحب الروضات : الشيخ المتقدّم ، الإمام الكامل باعتراف العدوّ والوليّ ، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي ، صاحب كتاب ( مروج الذهب ) ، والمشتهر بين العامّة بشيعيّ المذهب ، ذكره

ص: 252


1- قاموس الرجال 7 : 432 [ 5109 ].
2- معجم رجال الحديث 12 : 396 [ 8071 ] ، وانظر : الكافي 4 : 638 ، كتاب العشرة ، باب : من يجب مصادقته ومصاحبته ، ح 3.

صاحب كتاب ( الوافي بالوفيّات ) بعنوان أبي الحسن المسعودي المؤرّخ من ذريّة عبد اللّه بن مسعود الصحابي ، ثمّ قال : قال الشيخ شمس الدين عداده في البغداديين ، وأقام بمصر مدّة ، وكان إخباريّاً ، علاّمة ، صاحب غرايب وملح ونوادر ، مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة (1).

ثمّ ذكر أكثر ما مرّ سابقاً.

وقال الميرزا النوري ( ت 1320 ه- ) : العالم الجليل ، شيخ المؤرّخين وعمادهم ، علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي.

ثمّ نقل كلام النجاشي والعلاّمة والشهيد الثاني وابن طاووس ، وما في الرياض والسرائر ، وقال : إلى غير ذلك من العبارات الصريحة في كونه من علماء الإماميّة ، ولم يتأمّل أحد فيه ...

ثمّ أورد كلام آغا محمّد علي صاحب المقامع ، والذي أشار إليه أبو علي الحائري بولد الأُستاذ بطوله ، ثمّ أجاب عنه بالتفصيل ، وممّا قال : وكتاب مروج الذهب من الكتب المعروفة المشهورة ، وهو بمرأى منهم ومسمع ، وهو كما ذكره على منوال العامّة وطريقتهم ، إلاّ أنّ المتأمّل في خبايا كلماته - خصوصاً في ما ذكره من خلافة عثمان وسيرته ، وخلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - لعلّه يستخرج ما كان مكتوماً في سريرته.

ثمّ أورد عدداً من النصوص من مروج الذهب لإثبات مدّعاه ، ثمّ دعم ذلك بإيراد ما في « إثبات الوصيّة » من النصوص الدالّة على إماميّته ، وما رواه عنه النعماني في الغيبة كذلك (2).

ومن كلّ هذا يظهر أنّه لا خلاف في إماميّته ، ويكفيك في ذلك كتابه إثبات الوصيّة ، ولكنّهم لم يصرّحوا بتوثيقه ، إلاّ السيّد الداماد ، وهو من

ص: 253


1- روضات الجنّات 4 : 281 [ 398 ].
2- خاتمة المستدرك 1 : 115 [ 24 ].

المتأخّرين ، ولكن ورد فيه المدح من قبل السيّد ابن طاووس وابن إدريس ، ونصّ الماحوزي على مدحه من جماعة ، ولا يأبى كلام النجاشي والعلاّمة والشهيد الثاني عن ذلك ، وهو المترجّح كما اختار ذلك المجلسي والماحوزي ، ولا مساعدة لما اختاره المامقاني من توثيقه.

أمّا تضعيف صاحب الحاوي له ، فهو بعيد ، مع أنّه مبنيّ على مبناه.

كتاب إثبات الوصيّة :

ذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) (1) ، والعلاّمة ( ت 726 ه- ) (2) في ضمن كتبه.

وجعله المجلسي ( ت 1111 ه- ) من مصادر بحاره (3) ، وذكره الميرزا النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك (4).

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : إثبات الوصيّة لعلي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) للشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي.

ثمّ قال : فيه إثبات أنّ الأرض لا تخلوا من حجّة ... ، وكذا الأوصياء إلى قائمهم ( عليه السلام ) ، وفي آخره يقول : إنّ للحجّة ( عليه السلام ) إلى هذا الوقت خمسة وسبعين سنة وثمانية أشهر ، وهو شهر ربيع الأوّل سنة 332 ، أوّله : ( الحمد لله ربّ العالمين ... الخ ) ، وأوّل رواياته في تعداد جنود العقل والجهل.

ثمّ قال : طبع سنة 1320 ، بمباشرة أمير الشعراء ميرزا محمّد صادق ابن محمّد حسين بن محمّد صادق ابن ميرزا معصوم ابن ميرزا عيسى

ص: 254


1- رجال النجاشي : 254 [ 665 ].
2- خلاصة الأقوال : 186 [ 551 ].
3- البحار 1 : 18 ، 36 ، وانظر : رياض العلماء 3 : 431.
4- خاتمة المستدرك 1 : 115 [ 24 ].

المدعوّ بميرزا بزرك ( الذي كان وزير السلطان فتح علي شاه القاجاري ) الحسيني الفراهاني الطهراني ، واستنسخه وصحّحه على نسخة شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء (1).

وذكره من ضمن كتب السعودي بروكلمان ( ت 1376 ه- ) في تاريخ الأدب العربي (2) ، والسيّد الصفائي ( ت 1360 ه- ) في كشف الأستار (3).

ص: 255


1- الذريعة 1 : 110 [ 536 ].
2- تاريخ الأدب العربي / القسم الثاني ( 3 - 4 ) : 61 ، الباب الخامس : التاريخ.
3- كشف الأستار 2 : 443 [ 1113 ].

ص: 256

(23) كتاب : مروج الذهب ومعادن الجواهر
الحديث :

قال : ومن خطب الحسن ( رضي اللّه عنه ) في أيّامه في بعض مقاماته ، أنّه قال : « نحن حزب اللّه المفلحون ، وعترة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) الأقربون ، وأهل بيته الطاهرون الطيّبون ، وأحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، والثاني كتاب اللّه ، فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ... » (1).

كتاب مروج الذهب :

نسبه إلى المسعودي كلّ من ترجم له ، واشتهر ذلك ، حتّى أصبح أحدهما علماً على الآخر ، فسمّي ب- ( تاريخ المسعودي ) (2).

ص: 257


1- مروج الذهب 2 : 431 ، ذكر خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب ( رضي اللّه عنه ) ، وذكر لمع من أخباره.
2- 2 - انظر : رجال النجاشي : 254 [ 665 ] ، خلاصة الأقوال : 186 [ 551 ] ، رجال ابن داود : 137 [ 1038 ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 260 [ 1233 ] ، نقد الرجال 3 : 252 [ 3550 ] ، أمل الآمل 2 : 180 [ 547 ] ، بلغة المحدّثين : 382 ، الكنى والألقاب 3 : 185 ، البحار 1 : 18 ، 36 ، منتهى المقال 4 : 390 [ 200 ] ، رياض العلماء 3 : 428 ، حاوي الأقوال 4 : 41 [ 1695 ] ، تنقيح المقال 2 : 282 ، قاموس الرجال 7 : 432 ، روضات الجنّات 4 : 281 [ 398 ] ، فهرست ابن النديم : 171 ، الذريعة 1 : 110، 330 ، تاريخ الأدب العربي / القسم الثاني ( 3 - 4 ) : 60 ، طبقات الشافعيّة الكبرى 2 : 323 [ 226 ] ، وفيات الأعيان 2 : 20 ، 325 ، و 3 : 18 ، 322. سير أعلام النبلاء 15 : 569 [ 343 ] ، تاريخ الإسلام في سنة 345 ه- ، وغيرها.

وقال المسعودي في أوّل كتابه مروج الذهب : أمّا بعد ، فإنّا صنّفنا كتاباً في أخبار الزمان ، وقدّمنا القول فيه في هيئة الأرض ... ، ثمّ أتبعناه بكتابنا الأوسط في الأخبار على التاريخ ، وما اندرج في السنين الماضية من لدن البدء إلى الوقت الذي عنده انتهى كتابنا الأعظم ، وما تلاه من الكتاب الأوسط.

ورأينا إيجاز ما بسطناه ، واختصار ما وسطناه في كتاب لطيف ، نودعه لُمع ما في ذينك الكتابين ممّا ضمّنّاهما ... ، إلى أن قال : وقد وسمت كتابي هذا بكتاب ( مروج الذهب ومعادن الجواهر ) (1).

وقال في أوّل كتابه التنبيه والإشراف : قال أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي : أمّا بعد ، فإنّا لمّا صنّفنا كتابنا الأكبر في ( أخبار الزمان ومن أباده الحدثان ) من الأُمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الداثرة ، وشفعناه بالكتاب الأوسط في معناه ، ثمّ قفوناه بكتاب ( مروج الذهب ومعادن الجواهر ) في تحف الأشراف من الملوك وأهل الدرايات ... (2).

ولهذا الكتاب ، نسخ عديدة كثيرة في مكتبات الشرق والغرب ، ذكر عدداً منها بروكلمان ( ت 1376 ه- ) في تاريخ الأدب العربي (3) ، والمستشرق باربيه دي مينار في مقدّمته على مروج الذهب ، والتي تمّ نشر الكتاب على

ص: 258


1- مروج الذهب 1 : 17 - 26 ، مقدّمة المؤلّف.
2- التنبيه والإشراف : 1 ، مقدّمة المؤلّف.
3- تاريخ الأدب العربي القسم الثاني ( 3 - 4 ) : 60.

أساسها لحساب الجمعيّة الآسويّة الفرنسيّة ، في باريس من سنة 1861م إلى سنة 1871م (1) ، ثمّ توالت الطبعات الأُخَر له.

ص: 259


1- مروج الذهب 1 : 4 ، مقدّمة الطبعة الفرنسيّة.

ص: 260

(24) كتاب : الاستغاثة : لأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي ( ت 352 ه- )
الحديث :

قال : وقد أجمعوا جميعاً (1) ، على الرواية في تزكية أهل البيت ( عليهم السلام ) ،

ص: 261


1- 1 - قال المصنّف - بعد أن روى مجموعة من روايات العامّة في فضائل أبي بكر وعمر - : فأوّل ما نبدأ به من القول في ذلك : أنّه قد علم ذو الفهم أنّ الآثار المنقولة عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) في أيّامه وأيّام من كان بعده من وجهين في الإمامة لا ثالث لهما ، أحدهما : طرق أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم ، الثاني : طرق الحشوية من أصحاب الحديث ، فمن ادعى من جميع الأمّة ممّن تقدّم في الأعصار السالفة غير هذين الوجهين ، فهو متخرّص كذّاب ضالّ مضلّ فاسد المعرفة داحض الحجّة ، وإذا كان ذلك كذلك ، فليعلم ذو الفهم أنّ ما كان يرويه الحشوية من طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم ، ولم يرو ذلك أهل البيت وشيعتهم ، فلا حجّة للحشوية ومن تابعهم في ذلك على مخالفيهم ، وكذلك إذا رووا ( كذا ) أهل البيت ( عليه السلام ) وشيعتهم آثاراً من طرقهم ، وعن رجالهم المتّصلين عن رجل من الحشوية ، ولم يروا ( كذا ) ذلك الحشويّة ، فلا حجّة لشيعة أهل البيت في ذلك على الحشويّة ، وإن كانت الرواية في نفسها كثيرة صحيحة محقّة ، وهذا هو وجه النصفة والنصيحة ، فإذا أجمعوا على رواية من طريقيهم المتضادّين المختلفين ، فتكون تلك الرواية ممّا لا يشكّ في صحّتها ، وعليها الفقهاء من الفريقين ، المعوّل في الاحتجاج والنظر عليهم ، وإذا اختلفوا في رواية ، فروى كلّ فريق منهم من طريقه ضدّ ما رواه الفريق الآخر ، كان المعوّل في ذلك عند أهل النظر على الفحص عن الأسباب المتضادّة بشواهد الكتاب ودلالات الأخبار المجمع عليها ، فأيّهما ثبت وجوبه من المتضادّين ، لزمت حجّته ، وأيّهما وجدت شواهده باطلة بطلت حجّته ، ومهما ( كذا ) لم توجد شواهد تحقّقه ولا علامات تبطله ، كان سبيله الوقوف فيها ، فلا يلزم الخصم فيها حجّة يطالب فيها بواجب ، ثمّ يجب النظر بعد ذلك في معرفة الفريقين من نقلة الأخبار من أهل البيت ( عليه السلام ) والحشويّة ، أيّهما أولى بالاتباع عند وقوع التنازع والاختلافات ، فأيّهما ثبت صدقه وصحّة تزكيته من الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) والأمر منه باتباعه منهما ، وجب قبول آثاره ، واطراح ما خالفها أو ضادّها ، وقد أجمعوا جميعاً ... ، إلى آخر ما في المتن.

وإشارة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) إليهم بالهدى ، والبعد من الضلالة ، والأمر منه باتباعهم والكينونة معهم ، فقال ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب اللّه وعترتي ، أهل بيتي لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : علي بن أحمد أبو القاسم ، رجل من أهل الكوفة ، كان يقول : إنّه من آل أبي طالب ، وغلا في آخر عمره ، وفسد مذهبه ، وصنّف كتباً كثيرة ، أكثرها على الفساد.

ثمّ قال - بعد أن ذكر كتبه - : توفّي أبو القاسم بموضع يقال له كرمي من ناحية فسا ، وبين هذه الناحية وبين فسا خمسة فراسخ ، وبينها وبين شيراز نيّف وعشرون فرسخاً ، توفّي في جمادى الأُولى سنة اثنين وخمسين وثلاث مائة ، وقبره بكرمي بقرب الخان والحمّام ، أوّل ما يدخل كرمي من ناحية شيراز ... ، وهذا الرجل تدّعي له الغلاة منازل عظيمة (2).

وقال الشيخ ( ت 460 ه- ) في الفهرست : علي بن أحمد الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، كان إماميّاً مستقيم الطريقة ، وصنّف كتباً كثيرة سديدة ،

ص: 262


1- الاستغاثة : 144 ، وقد أوردنا الرواية هنا عنه بكونه راوياً ، أمّا قوله بالإجماع عليها ، فسيأتي.
2- رجال النجاشي : 265 [ 691 ].

منها كتاب الأوصياء ، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثمّ خلط وأظهر مذهب المخمّسة (1) ، وصنّف كتباً في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه (2).

وقال في رجاله : علي بن أحمد الكوفي أبو القاسم ، مخمّس (3).

وذكر العلاّمة ( ت 726 ه- ) ما قاله النجاشي والشيخ ، ثمّ ذكر كلام ابن الغضائري : هو مدّع العلويّة ، كذّاب غال ، صاحب بدعة ، رأيت له كتباً كثيرة ، لا يلتفت إليه (4).

ومثله فعل ابن داود الحلّي ( ت 707 ه- ) (5).

وقال ابن النديم ( ت 385 ه- ) : من الإماميّة من أفاضلهم ، وله من الكتب كتاب الأوصياء (6).

وقد اختلف في نسب هذا الرجل وادّعائه العلويّة ، فقد نسبه صاحب الرياض إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، اعتماداً على ما ذكره الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ( القرن الخامس ) في عيون المعجزات ، وقال : هو علي بن أحمد بن موسى بن محمّد الجواد ( عليه السلام ) (7) ، ولم نجده في العيون

ص: 263


1- المخمّسة : هم الذين يقولون : إنّ سلمان والمقداد وأباذر وعمّار وعمر بن أُميّة الضمري ، موكّلون بمصالح العالم من قبل اللّه.
2- فهرست الطوسي : 271 [ 390 ].
3- رجال الطوسي : 434 [ 6211 ].
4- خلاصة الأقوال : 365 [ 1435 ] ، وانظر : رجال ابن الغضائري : 82 [ 104 ].
5- رجال ابن داود : 259 [ 330 ] ، القسم الثاني. وانظر : نقد الرجال 3 : 226 [ 3496 ] ، بهجة الآمال 5 : 365، مجمع الرجال 4 : 162 ، منتهى المقال 4 : 336 [ 1943 [ معجم رجال الحديث 12 : 269 [ 7890 ] ، رياض العلماء 3 : 355.
6- فهرست ابن النديم : 243 ، الفنّ الخامس من المقالة الخامسة.
7- رياض العلماء 3 : 357 و 2 : 125.

المطبوع (1) ، ونسبه العلاّمة ( ت 726 ه- ) إلى الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ، وقال : علي بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم ( عليه السلام ) (2) وذكر الآخرون ادّعاء العلويّة ، كما عرفت من النجاشي (3) ، وأنكر ابن الغضائري علويّته (4).

ونقل التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس عن عمدة الطالب : قال أبو الحسن العمري : فكتبت من الموصل إلى أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد ابن قاسم بن طباطبا النسّابة المقيم ببغداد ، أسأله عن أشياء في النسب ، من جملتها نسب ( علي بن أحمد الكوفي ) ، فجاء الجواب بخطّه الذي لا أشكّ فيه : أنّ هذا الرجل كذّاب مبطل ، وأنّه ادّعى إلى بيوت عدّة ، لم يثبت له نسب في جميعها ، وأنّ قبره بالريّ يزار على غير أصل (5).

ومن هذا يظهر أنّ هذا الرجل كان إماميّاً مستقيم الطريقة ، ثمّ غلا في آخر عمره ، حيث يمكن حمل كلام ابن الغضائري المتقدّم على آخر عمره ، جمعاً بينه وبين كلام النجاشي والطوسي ، ولكن ادّعاؤه العلويّة ، يشكّك في حال الرجل حتّى في بداية عمره ، وإن أوصل نسبه العلاّمة والشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، فهو لا يخلو من نظر ، مع اختلافهما في النسبة وتأخّرهما عن عصره ، فقد أوصله العلاّمة إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بأبوين ، وأوصله الحسين بن عبد الوهّاب إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) بأبوين وبالتالي إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بإربعة آباء ، والمفروض الأقرب للإحتمال أنّه لو كان هناك خطأ في اسم أحد الآباء ، أن يوصله العلاّمة إلى

ص: 264


1- انظر عيون المعجزات ( نشر مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الثالثة ، سنة 1403 ه- ) ، وقد ذكر البعض أنّه موجود في المخطوط.
2- خلاصة الأقوال : 365 [ 1435 ].
3- رجال النجاشي : 265 [ 691 ].
4- خلاصة الأقوال : 365 [ 1435 ] ، ورجال ابن الغضائري : 82 [ 104 ].
5- قاموس الرجال 7 : 352 [ 5008 ].

الكاظم ( عليه السلام ) بأربعة آباء حتّى يوصله ابن عبد الوهّاب إلى الجواد ( عليه السلام ) بأبوين.

وما ذكره العلاّمة غير صحيح ، حيث ذكر مؤلّف كتاب الاستغاثة ; أنّ أكثر ما بينه وبين علي الأكبر أو الأصغر ابن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ستّة أو سبعة آباء (1) وهو ينسجم مع ما ذكره ابن عبد الوهّاب ، من أنّه يصل إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) بأبوين ، إذ إنّ الآباء من السجاد ( عليه السلام ) إلى الجواد ( عليه السلام ) خمسة.

وهذا الاختلاف يفسّره ما قاله ابن طباطبا من أنّه ادّعى إلى بيوت عدّة ، لم يثبت له نسب في جميعها ، ويتّفق بذلك مع النجاشي وابن الغضائري ، أمّا ما ذكره ابن طباطبا من أنّ قبره بالريّ ، فهو مخالف لما نقله النجاشي من أنّه قرب شيراز ، ويحتاج الأمر إلى تحقيق.

ثمّ إنّ ما ذكره صاحب الرياض من اعتماد الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، الذي هو أبصر بحاله عليه وعلى كتابه ، وتأليف كتاب تتميماً له (2) لا يخلو من شيء.

فإنّ كلام الشيخ ابن عبد الوهّاب في عيون المعجزات ، والذي نقله صاحب الرياض ، ولم نجده نحن في المطبوع : ليس فيه إلاّ أنّه اكتفى بكتاب علي بن محمّد الكوفي ، المسمّى ( تثبيت المعجزات ) ، والذي ذكر به الدلائل على معجزات الأنبياء والمشهور من معجزات الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، عن أن يورد معجزات سيّد المرسلين ( صلى اللّه عليه وآله ) في كتابه ( عيون المعجزات ) ، وأنّه اكتفى بذكر معجزات الأئمّة ( عليهم السلام ) ; لأنّه لم يجد لها ذكراً في كتاب أبي القاسم الكوفي (3).

ص: 265


1- الاستغاثة : 117.
2- رياض العلماء 3 : 357.
3- رياض العلماء 3 : 357.

فأين هذا من الاعتماد على كتابه ، بل أين هو من توثيق الرجل الذي رامه صاحب الرياض.

وأمّا ما ذكره من اعتماد علمائنا المتقدّمين على كتبه ، فسيأتي في الكلام على كتابه الاستغاثة.

وقد ذكر الشيخ مسلم الداوري أنّه يمكن استظهار وثاقة المصنّف بناء على كون الترضّي الذي نقله النوري (1) ، عن صاحب الرياض (2) ، عن الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ( القرن الخامس ) في كتابه عيون المعجزات (3) دالّ على الحسن أو الوثاقة.

ولكنّا لم نجد كلام صاحب الرياض في المطبوع ، ولا كلام ابن عبد الوهّاب في عيون المعجزات المطبوع ، مع أنّ صاحب الرياض نفسه ذكر كثرة وقوع الخرم والسقط في نسخ كتاب عيون المعجزات ، إضافة إلى أنّ الأمر كلّه مبنيّ على أنّ الترضّي يفيد الحسن أو الوثاقة ، مع أنّ هذا الترضّي ، وإيصال نسبه إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وادّعاء الاعتماد على كتابه ، صدر من الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، وهو معارض بكلام النجاشي والطوسي وابن الغضائري.

كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة :

ذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) في ضمن كتبه ، وسمّاه كتاب البدع المحدثة (4) ، وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم ، وقال : من كتبه :

ص: 266


1- أُصول علم الرجال : 354 ، وانظر : خاتمة المستدرك 10 : 168.
2- لم نجده في الرياض المطبوع.
3- لم نجده في عيون المعجزات المطبوع.
4- رجال النجاشي : 265 [ 691 ].

أصل الأوصياء ، كتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثمّ خلّط وأظهر مذهب المخمّسة ، وصنّف في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه ، ومن كتبه : كتاب البدع المحدثة في الإسلام بعد النبيّ ( عليه السلام ) ... (1) ، والشيخ علي ابن يونس البيّاضي ( ت 877 ه- ) في فهرست كتابه الصراط المستقيم ، وسمّاه البدع (2).

ولكن العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) (3) ، والشيخ سليمان البحراني ( ت 1121 ه- ) ، والشيخ عبد النبي الكاظمي ( ت 1256 ه- ) (4) ، نسبوا ( الاستغاثة (5) في بدع الثلاثة ) إلى المحقّق الشيخ ميثم البحراني ، وهو خطأ واضح ، بعد ملاحظة شيوخ صاحب الكتاب ، وما ذكره في تحقيق أنّ المقتول في يوم الطفّ علي بن الحسين الأكبر ، والأصغر من أنّ أكثر ما بين عصره وبينهم من آلاباء ستّة أو سبعة (6) ، وما صرّح به العلماء من نسبة الكتاب إليه (7).

وقد ادّعى الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) أنّ هذا الكتاب قد صنّفه مؤلّفه حال استقامته (8) ، واستوحينا من مجمل كلامه أنّ دليله : اعتماد

ص: 267


1- معالم العلماء : 64 [ 436 ].
2- الصراط المستقيم : 9 ، المقدّمة ، في ذكر الكتب التي لم يتصفّحها ولا عثر عليها ...
3- البحار 1 : 19 ، و 1 : 37.
4- لؤلؤة البحرين : 259 ، في ترجمة الشيخ ميثم البحراني ، عن ( السلافة البهيّة ) للشيخ سليمان البحراني ، وفي : 260 ، قال صاحب اللؤلؤة : إنّ الشيخ سليمان رجع عن هذا القول.
5- خاتمة المستدرك 1 : 170 ، حيث نقل كلام الكاظمي عن كتابه التكملة ، وسمّاه الكاظمي ( الاستغاثة لبدع الثلاثة ).
6- الاستغاثة : 117.
7- انظر : خاتمة المستدرك 1 : 169 ، والذريعة 2 : 28 [ 112 ].
8- رياض العلماء 3 : 355.

العلماء على هذا الكتاب ، وقوله في سبب إيراد ترجمته في القسم الأوّل من كتابه : ولكن دعاني إلى ذلك أمران : الأوّل. اعتماد مثل الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ، الذي هو أبصر بحاله عليه ، وعلى كتابه ، وتأليف كتاب تتميماً لكتابه ، الثاني : إنّ كتبه جلّها بل كلّها معتبرة عند أصحابنا ، حيث كان في أوّل أمره مستقيماً محمود الطريقة ، وقد صنّف كتبه في تلك الأوقات ، ولذلك اعتمد علماؤنا المتقدّمون على كتبه ، إذ كان معدوداً من جملة قدماء علماء الشيعة برهة من الزمان (1).

وتبعه على هذا الادّعاء العلاّمة الخوانساري ( ت 1313 ه- ) في روضات الجنّات (2).

ولكنّه ادّعاء لم يثبت ، فقد ذكر الطوسي ( ت 460 ه- ) كتابين من كتبه التي ألّفها حال الاستقامة ، وهذا الكتاب ليس أحدهما ، وقال :

كان إماميّاً مستقيم الطريقة ، وصنّف كتباً كثيرة سديدة ، منها كتاب الأوصياء ، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني (3) ، ومثله ما قاله ابن شهرآشوب (4).

واعتماد العلماء عليه إن كان صحيحاً ، لم يصل إلى تلك الدرجة التي يمكن توثيق الكتاب بها ، وإنّما أوردوا منه بعض الروايات ، واكتفاء الشيخ حسين بن عبد الوهّاب بكتاب الكوفي ( تثبيت المعجزات ) عن أن يورد معجزات النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) في كتابه ( عيون المعجزات ) ، لا يدلّ على اعتماده ، كما أشرنا سابقاً ، ولو سلّمنا الاعتماد ، فهو على كتاب ( تثبيت المعجزات ) ، لا

ص: 268


1- رياض العلماء 3 : 357 ، والقسم الأوّل من الرياض خاصّ برجال الخاصّة.
2- روضات الجنّات 4 : 191 [ 399 ].
3- فهرست الطوسي : 271 [ 390 ].
4- معالم العلماء : 64 [ 436 ].

على كتاب الاستغاثة ، وأمّا أنّ كتبه جلّها ، بل كلّها معتبرة عند أصحابنا ، فهي دعوى بلا دليل ، يتّضح بطلانها من كلمات العلماء الذين ترجموا له.

وأمّا ما ادّعاه أخيراً : من أنّه صنّف كتبه أبان استقامته ، فيردّه تصريح النجاشي بأنّه صنّف كتباً كثيرة أكثرها على الفساد (1) ، وقول الشيخ : إنّه صنّف كتباً في الغلوّ والتخليط (2) ، نعم ، ذكر الشيخ - أيضاً - أنّه صنّف كتباً كثيرة سديدة ، ولكنّه لم يذكر منها سوى كتابين (3) ، فلا يعلم أنّ كتاب الاستغاثة منها أولا؟ فيجب التوقّف فيه ، وفي غيره ممّا لم ينصّ على تأليفه وقت الاستقامة ، كما ذكر ذلك التستري ( رحمه اللّه ) ( ت 1415 ه- ) (4).

وقد حاول المحدّث النوري ( ت 1320 ه- ) الاستدلال على ذلك أيضاً ، بذكره لأسماء عدد من العلماء الذين اعتمدوا عليه ، وإيراد ابن شهرآشوب له ، واستظهار شهرت الكتاب من كلام العلاّمة ، إضافة لقوله : فلو كان الكتاب المذكور في حال الاستقامة ما كان في تخليطه بعده وهن في الكتاب ، وهذا ظاهر لمن نظر فيه ، وليس فيه ممّا يتعلّق بالغلوّ والتخليط شيء ، بل وممّا يخالف الإماميّة ، إلاّ في مسألة تحديد حدّ شارب الخمر بالثمانين ، وكم له نظائر من أصحابنا ، بل هو في أُسلوبه ووضعه ومطالبه من الكتب المتقنة البديعة الكاشفة عن علوّ مقام فضل مؤلّفه (5).

ولكنّك عرفت أنّ نقل العلماء من الكتاب ، لا يدلّ على الاعتماد عليه بدرجة توثيقه ، وذكر ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) له ، وشهرة الكتاب لو

ص: 269


1- رجال النجاشي : 265 [ 691 ].
2- فهرست الطوسي : 271 [ 390 ].
3- فهرست الطوسي : 271 [ 390 ].
4- قاموس الرجال 7 : 353 [ 5008 ].
5- خاتمة المستدرك 1 : 165.

صحّ استظهارها من كلام العلاّمة ، لا تدلّ على وثاقة الكتاب أيضاً ، وخلوّه من الغلوّ والتخليط لا يدلّ على تأليفه في حال الاستقامة ، فهو فرض ليس إلاّ ، والكتاب وإن كان خالياً من الغلوّ ، ولكن المحقّق التستري ( ت 1415 ه- ) ذكر فيه تخليطاً كثيراً ، غير حدّ شارب الخمر (1) ، وأُسلوبه ووضعه ومطالبه لا تصل به إلى درجة الاعتماد ، نعم ، يمكن بملاحظتها ، وبالأخصّ مطالب الكتاب من تخمين مذهب المصنّف ، ومن خلوّه من الغلوّ أنّه يمكن أن يكون تأليفه في حال الاستقامة ، ولكن مع وجود التخليط فيه ، لا يمكن الاعتماد عليه أو توثيقه ، بل ليس أكثر من نقل مطالبه كشواهد ، كما فعله العلماء الذين نقلوا منه ، وهذا ما فعلناه نحن بخصوص حديث الثقلين.

ثمّ إنّ الطريق إليه غير ثابت ، بل شكّك البعض حتّى في شهرته (2).

ص: 270


1- قاموس الرجال 7 : 352 [ 8005 ].
2- أُصول علم الرجال : 354.
(25) كتاب : الآل للحسين بن أحمد بن خالويه ( ت 370 ه- )
اشارة

(25) كتاب : الآل (1) للحسين بن أحمد بن خالويه ( ت 370 ه- )

الحديث :

الأوّل : قال الأربلي ( ت 693 ه- ) في كشف الغمّة : قال أبو عبد اللّه الحسين بن خالويه : الآل ينقسم في اللغة خمسة وعشرين قسماً ، ...

وقد بيّن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حيث سئل ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيها ».

قلنا : فمن أهل بيتك؟

قال : « آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس » (2).

تنبيه : هذا مختصر ملفّق من حديث الثقلين بمتنه المشهور ، ونهاية حديث الثقلين ، الذي رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ، وفيه سؤال الحصين لزيد بن أرقم : أنساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد في ضمن جوابه : آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس ، فالجواب هو لزيد بن أرقم لا لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) - وسيأتي الكلام عليه في محلّه (3) - ، بل في بعض

ص: 271


1- نقل عن هذا الكتاب أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة ، وما نقلناه منه.
2- كشف الغمّة 1 : 52 - 55 في معنى الآل.
3- راجع ما سنذكره في طرق أهل السنّة لحديث الثقلين عن صحيح مسلم ، والبحث الخاصّ بحديث الثقلين بصيغة ( أُذكّركم اللّه في أهل بيتي ).

الروايات ردّ لذلك ، كما في ما أوردناه عن تفسير فرات ، وتفسير العيّاشي ، والكافي (1).

وأمّا جواب النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) عند سؤاله عن من هم أهل بيته؟ فقد مرّ في عدّة روايات سابقة ، منها جوابه لسلمان عندما سأله عنهم : بأنّهم علي ( عليه السلام ) والأحد عشر من ولده (2) ، وكذا ما أجاب به عمر بن الخطّاب عند سؤاله بمثله (3) ، وما أجاب به جابر بن عبد اللّه الأنصاري أيضاً (4) ، وإلاّ فلا توجد رواية من طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولا من طريق أهل السنّة بالمضمون الذي أورده المصنّف ، والناقل من كتاب الآل هو الأربلي في كشف الغمّة ، كما سيأتي (5).

الثاني : وأيضاً في كشف الغمّة عن ابن خالويه : وسئل ثعلب لِم سمّيا الثقلين؟

قال : لأنّ الأخذ بهما ثقيل ، قيل : ولم سمّيت العترة؟

قال : العترة القطعة من المسك ، والعترة أصل الشجرة (6) ، ونقله عنه - أيضاً - في كشف الغمّة ، كما سيأتي. (7)

ص: 272


1- راجع ما أوردناه عن تفسير فرات ، وتفسير العيّاشي ، الحديث الرابع ، والكافي ، الحديث الأوّل والثاني ، أمّا الروايات التي تحدّد من هم آل الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فكثيرة جدّاً ، ليس هنا موضع إيرادها ، ولكن نكتفي بذكر بعضها في المتن.
2- راجع ما ذكرناه عن كفاية الأثر ، الحديث الثالث.
3- راجع ما ذكرناه في الحديث الثاني والثالث من كتاب سُليم بن قيس ، والحديث الثاني من كفاية الأثر.
4- راجع ما ذكرناه عن إكمال الدين للصدوق ، الحديث الخامس والعشرون.
5- راجع الحديث الثالث في ما نورده عن كشف الغمّة.
6- كشف الغمّة 1 : 55 ، في معنى الآل.
7- راجع الحديث الرابع في ما نورده عن كشف الغمّة.
الحسين بن أحمد بن خالويه :

ذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) ، وقال : الحسين بن خالويه أبو عبد اللّه النحوي ، سكن حلب ، ومات بها ، وكان عارفاً بمذهبنا ، مع علمه بعلوم العربيّة واللغة والشعر (1).

ولم يذكره الطوسي ( ت 460 ه- ) في الرجال والفهرست ، ولكن استدركه عليه ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه (2).

وفي فهرست ابن النديم ( ت 385 ه- ) : ابن خالويه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خالويه ، أخذ عن جماعة مثل : أبي بكر بن الأنباري وأبي عمر الزاهد ، وقرأ على أبي سعيد السيرافي وخلط المذهبين ، وتوفّي بحلب في خدمة بني حمدان في سنة سبعين وثلثمائة (3).

وأورده في الخلاصة في القسم الأوّل (4) ، وفي الوجيزة (5) ، والبلغة (6) من الممدوح ، وعدّه في الحاوي في الضعاف (7).

وقال أبو علي الحائري ( ت 1216 ه- ) : وفي تعليقة البهبهاني : وكان عالماً بالروايات أيضاً ، ومن رواتها ، بل ومن مشايخها ومن مشايخ

ص: 273


1- رجال النجاشي : 67 [ 161 ]. وانظر : جامع الرواة 1 : 239، مجمع الرجال 2 : 174 ، نقد الرجال 2 : 88 [ 1439 ] ، معجم رجال الحديث 6 : 252 [ 3391 ] ، خاتمة المستدرك 7 : 271 [ 583 ].
2- معالم العلماء : 41 [ 266 ].
3- فهرست ابن النديم : 92.
4- خلاصة الأقوال : 120 [ 301 ] ، وانظر : إيضاح الاشتباه : 161 [ 219 ].
5- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 194 [ 550 ].
6- بلغة المحدّثين : 351.
7- حاوي الأقوال 3 : 395 [ 2045 ].

النجاشي ، ويقال له : أبو عبد اللّه النحوي الأديب كما في عبّاس بن هشام.

وبالجملة : الظاهر أنّه من المشائخ الفضلاء ، أقول : ولذا ذكره في الخلاصة في القسم الأوّل ، وفي الوجيزة ممدوح ، إلاّ أنّ في الحاوي ذكره في القسم الرابع ، فتأمّل (1).

أقول : ذكر غير واحد ان الحسين بن خالويه ابا عبد اللّه النحوي من مشايخ النجاشي ، ولكن هذا لا يمكن قبوله لأن كتب التراجم اتفقت على ان وفاته كانت سنة 370 ه- (2) ، إلاّ في لسان الميزان قال انه توفي سنة 371 أو 370 ، مع ان النجاشي ولد سنة 373 ، فيكون مولده بعد وفات الحسين ابن خالويه ولا يمكن ان يكون الحسين بن خالويه شيخاً للنجاشي.

وفي بهجة الآمال للعلياري ( ت 1327 ه- ) : وقال شيخنا البهائي ( رحمه اللّه ) في حاشية النجاشي : عندي له كتاب في القراءآت ، اسمه بديع ، بخطّ قديم كوفي ، ويظهر من ذلك الكتاب وغيره أيضاً ، أنّ الرجل إماميّ المذهب ، إنتهى (3).

وفي الرياض : الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي ، الإماميّ الشيعيّ الهمدانيّ ، ثمّ الحلبيّ (4) ).

وعدّه الشيخ عبّاس القمّي ( ت 1359 ه- ) في الكنى من فضلاء الإماميّة (5).

ص: 274


1- منتهى المقال 3 : 37 [ 867 ].
2- انظر : ما تقدم عن ابن النديم ، ووفات الأعيان 2 : 179 ، ولسان الميزان 2 : 267 ، معجم المؤلفين 3 : 310 ، الذريعة 2 : 235 ، كشف الظنون 2 : 1343 ، الكنى والألقاب 3 : 197 ، وغيرها.
3- بهجة الآمال 3 : 266.
4- رياض العلماء 2 : 23.
5- الكنى والألقاب 1 : 274.

وفي روضات الجنّات : وقال صاحب ( مجالس المؤمنين ) - بعدما ذكر أنّ النجاشي عدّه من جملة فضلاء الإماميّة العارفين بالعربيّة - : ولذا كان صدراً في أبواب ملوك آل حمدان (1).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن نقل كلام النجاشي والعلاّمة - : ويستفاد منهما كونه إماميّاً ، ولازم عدّ العلاّمة ( رحمه اللّه ) إيّاه في القسم الأوّل كونه معتمداً عليه عنده ، وعدّه في الوجيزة والبلغة ممدوحاً ، فهو في أعلى مراتب الحسن ، وعدّه في الحاوي على أصله في الضعفاء.

ثمّ قال : وعن الجزء الثالث من التحصيل أنّ الحسين بن خالويه كان إماماً ، أحد أفراد الدهر في كلّ قسم من أقسام العلوم والأدب ، وكان إليه الرحلة من الآفاق ، وسكن حلب (2) ، فكان آل حمدان يكرّمونه ، ومات بها ، انتهى (3).

وعلّق عليه التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس : وأمّا ما قاله المصنّف من التحصيل فخلط ، وإنّما قال في الإقبال - بعد أنّ قال : إن مناجاة شعبان مروي عن ابن خالويه ، ثمّ نقل ترجمة ابن خالويه عن النجاشي - : وذكر محمّد بن النجار في التذييل ، وقد ذكرناه في الجزء الثالث من التحصيل ، فقال عن الحسين بن خالويه : كان إماماً أوحد أفراد الدهر ، إلى قوله : ومات بها ، قال : إنّها مناجاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (4).

وحينئذ فالمعنى : أنّ ابن طاووس ذكر في كتاب تحصيله ترجمة ابن النجّار ، الذي روى في تذييله عن ابن خالويه ، لكن الظاهر وهم الإقبال

ص: 275


1- روضات الجنّات 3 : 150 [ 262 ].
2- في التنقيح المطبوع على الحجر ( جبل ) وهو تصحيف.
3- تنقيح المقال 1 : 327.
4- الإقبال لابن طاووس 3 : 295 ، فصل (10).

وابن النجّار في نسبة مناجاة شعبان إلى ابن خالويه - هذا - ، فيأتي عن النجاشي أيضاً : علي بن أحمد بن يوسف بن مهجور أبو الحسن الفارسي ، المعروف بابن خالويه ، له كتاب عمل رجب وكتاب عمل شعبان (1).

وأورده الطهراني ( ت 1389 ه- ) في طبقاته (2) ، وقال في الذريعة : الجمل في النحو ، لابن خالويه النحوي الشيعي (3) ، وقال السيّد الأمين ( ت 1371 ه- ) في أعيانه - بعد أن نقل ما ذكره ياقوت عن أبي عمرو الداني من طبقات القراء - : وزاد السيوطي في البغية وكان شافعيّاً ، والصواب أنّه كان شيعيّاً ، ولعلّ شافعيّاً تصحيف شيعيّاً.

ثمّ قال : وفي لسان الميزان : الحسن بن أحمد بن خالويه النحوي الهمذاني الأصل ، نزيل حلب ، قال ابن أبي طي : كان إماميّاً عالماً بالمذهب ، قال : وقد ذكر في كتاب ليس ما يدلّ على ذلك ، وقال الذهبي في تاريخه : كان صاحب سنّة ، قال ابن حجر : قلت يظهر ذلك تقرّباً لسيف الدولة ، صاحب حلب ، فإنّه كان يعتقد ذلك ، وقد قرأ عليه أبو الحسين النصيبي - وهو من الإماميّة - كتابه في الإمامة ، وله تصنيف في اللغة والفراسة ، وغيرها (4).

ولكنّ آخرين عدّوه من العامّة ، فقد أورد الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة الروايات التي رواها الأربلي في كشف الغمّة عن كتاب الآل في قسم الأخبار الواردة من طرق العامّة (5) ، وعدّ السيّد عبد العزيز الطباطبائي كتابه الآل ضمن كتب العامّة المؤلّفة في أهل البيت ( عليهم السلام ) (6).

ص: 276


1- قاموس الرجال 3 : 447 [ 2147 ].
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 105.
3- الذريعة 5 : 142 [ 604 ] ، و 13 : 264 [ 978 ].
4- أعيان الشيعة 5 : 420.
5- إثباة الهداة 1 : 686 ح 42.
6- مجلّة تراثنا ، العدد (1) : 10.

وقال الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض : أقول : ومن مؤلّفات ابن خالويه هذا كتاب الطارقية في إعراب سورة والطارق إلى آخر القرآن ... ، ولكن النسخة التي منه عندنا فيها إعراب الاستعاذة والبسملة وسورة الحمد ، وبعدها من سورة الطارق إلى آخر القرآن ، ويظهر منه أنّه كان من علماء الشافعيّة ، فتأمّل ولاحظ.

ويروى فيه عن أبي سعيد الحافظ ، عن أبي بكر النيسابوري ، عن الشافعي ، وهذا دليل على أنّ ابن خالويه صاحب الطارقية غير ابن خالويه الذي نحن فيه ، لأنّه يبعد رواية ابن خالويه هذا ، عن الشافعي بواسطتين ; إذ لابدّ أن يروي بوسائط عديدة عنه ، فلاحظ ، وأظهر الأدلّة على المغايرة أنّ في هذا الطارقية ، صرّح بوجوب قول ( آمين ) آخر الحمد (1).

ولنفس ما ذكر نسب الطهراني ( ت 1389 ه- ) هذا الكتاب إلى أبي عبد اللّه الحسن الشافعي ، وقال : وليس هو من تصانيف الشيخ ابن خالويه الشيعي ، كما نسبه إليه السيوطي في ( البغية ) ، لأنّ فيه القول بوجوب ( آمين ) في آخر الحمد ، ولم يقل بذلك أحد من الشيعة (2).

ولكن يظهر من كلام الأفندي والطهراني - بعد أن رجّحا نسبة الطارقيّة إلى غير ابن خالويه - أنّهم يقطعون بإماميّته.

وقال التستري ( ت 1415 ه- ) : هذا ، وقال النجاشي : ( كان عارفاً بمذهبنا ) ، وفي طبقات نحاة السيوطي ( قال الداني في طبقاته : عالم بالعربيّة ، حافظ للغة ، بصير بالقراءة ، ثقة مشهور ، روى عنه غير واحد من شيوخنا - عبد المنعم بن عبيد اللّه والحسن بن سليمان وغيرهما - وكان شافعيّاً ) ، وسكت عن مذهبه الحموي ، وهو ظاهر أيضاً في عاميّته ، وهو

ص: 277


1- رياض العلماء 2 : 25.
2- الذريعة 15 : 131.

لازم عدم ذكر الشيخ في الرجال والفهرست له ، إن لم يحمل على غفلته فيهما (1).

وذكره السُّبكي ( ت 771 ه- ) في طبقات الشافعيّة الكبرى ، وقال : ومن الفوائد عنه ، قال ابن الصلاح : حكى في كتابه ( إعراب ثلاثين سورة ) مذهب الشافعي في البسملة ، وكونها آية من أوّل كلّ سورة ، قال : والذي صحّ عندي وإليه أذهب ، مذهب الشافعي (2).

ومنه يظهر ما في كلام الأفندي والطهراني السابقين من نفي نسبة الكتاب له.

وقال ابن خلكان ( ت 681 ه- ) : وله كتاب لطيف سمّاه ( الآل ) ، وذكر فيه الأئمّة الاثنى عشر ، وتواريخ مواليدهم ووفياتهم وأُمّهاتهم ، والذي دعاه إلى ذكرهم ، أنّه قال في جملة أقسام الآل : ( وآل محمّد بنو هاشم ) (3).

ومن كلامه الأخير يفهم أنّه يعتقد بعامّيته أيضاً.

كتاب الآل :

سمّاه النجاشي ( ت 450 ه- ) ( كتاب الأوّل ) ، وقال : ومقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، حدّثنا بذلك القاضي أبو الحسن النصيبي ، قال : قرأته عليه بحلب (4).

وفي معالم ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) : له كتاب الآل (5). والظاهر أنّه مراد العلاّمة ( ت 726 ه- ) من قوله : وله كتب ، منها كتاب إمامة أمير

ص: 278


1- قاموس الرجال 3 : 447.
2- طبقات الشافعيّة الكبرى 2 : 199 [ 174 ].
3- 3 - وفيات الأعيان 2 : 153 [ 194 [
4- رجال النجاشي : 67 [ 161 ].
5- معالم العلماء : 41 [ 266 ].

المؤمنين (1). وكأنّه مأخوذ من قول النجاشي.

وقد نقل منه الأربلي ( ت 693 ه- ) في كشف الغمّة ، كما أوردنا عنه ما نقله بخصوص حديث الثقلين.

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : وينقل عن كتاب الآل هذا ، مير محمّد أشرف في فضائل السادات ، الذي ألّفه سنة 1103 ، فيظهر وجوده عنده (2).

وقد نسبه إليه - أيضاً - الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض ، والخوانساري ( ت 1313 ه- ) في الروضات ، والسيوطي ( ت 911 ه- ) في البغية ، وغيرهم ، وقد مرّ كلام ابن خلكان آنفاً ، فلا خلاف في نسبة الكتاب إليه عند الكلّ.

ص: 279


1- خلاصة الأقوال : 120 [ 301 ] ، وانظر : كشف الأستار 1 : 356 [ 462 ] ، مجلّة تراثنا العدد (1) : 10.
2- الذريعة 1 : 38 [ 108 ].

ص: 280

(26) كتاب : تحف العقول عن آل الرسول للشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني ( من أعلام النصف الثاني من القرن الرابع )
الحديث :

الأوّل : خطبته ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوادع : « ... ، أيّها الناس ، إنّما المؤمنون أُخوة ، ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلاّ عن طيب نفس منه ، ألا هل بلّغت؟ اللّهم اشهد! فلا ترجعن كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلّغت؟ اللّهم اشهد .. » (1).

الثاني : لمّا حضر علي بن موسى ( عليهما السلام ) مجلس المأمون ، وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (2) ....

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : « هم الذين وصفهم اللّه في كتابه ، فقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (3) ، وهم

ص: 281


1- تحف العقول : 30 ، مواعظ النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) وحكمه ، ( خطبته ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوادع ) ، وعنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 79 : 348 ح 13 ، كتاب الآداب والسنن.
2- فاطر : 29.
3- الأحزاب : 33.

الذين قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أُنظروا كيف تخلفوني فيهما ، يا أيّها الناس ، لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ... (1).

وسيأتي هذا الحديث مسنداً عن الصدوق ( ت 381 ه- ) في الأمالي ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) (2).

الثالث : في رسالة الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، في الردّ على أهل الجبر والتفويض ، وإثبات العدل والمنزلة بين المنزلتين :

من علي بن محمّد ، سلام عليكم ، وعلى من اتّبع الهدى ، ورحمة اللّه وبركاته ، فإنّه ورد عليّ كتابكم ...

وقد اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم ، أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق ، وفي حال اجتماعهم مقرون بتصديق الكتاب وتحقيقه ، مصيبون مهتدون ، وذلك بقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « لا تجتمع أُمّتي على ضلالة » ، فأخبر أنّ جميع ما اجتمعت عليه الأمّة كلّها حقّ ، هذا إذا لم يخالف بعضها بعضاً ، والقرآن حقّ لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه ، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه ، وأنكر الخبر طائفة من الأمّة لزمهم الإقرار به ، ضرورة حين اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن هي جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملّة.

فأوّل خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه ، خبر ورد عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه

ص: 282


1- تحف العقول : 313 ، ما روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ( من كلامه ( عليه السلام ) في الاصطفاء ) ، وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 562 ح 418 ، باختصار.
2- انظر ما سنذكره عن الصدوق في الأمالي الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) الحديث الثالث.

بحيث لا تخالفه أقاويلهم ، حيث قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب اللّه نصّاً ، مثل قوله جلّ وعزّ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ، وروت العامّة في ذلك أخباراً لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه تصدّق بخاتمه ، وهو راكع فشكر اللّه ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، فوجدنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قد أتى بقوله : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وبقوله : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » ، ووجدناه يقول : « علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم من بعدي ».

فالخبر الأوّل الذي استنبطت منه هذه الأخبار خبر صحيح ، مجمع عليه ، لا اختلاف فيه عندهم ، وهو أيضاً موافق للكتاب ، فلمّا شهد الكتاب بتصديق الخبر ، وهذه الشواهد الأُخر ، لزم على الأمّة الإقرار بها ضرورة ، إذ كانت هذهِ الأخبار شواهدها من القرآن ناطقة ، ووافقت القرآن والقرآن وافقها ... (1).

سيأتي عن الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج باختلاف في الكلمات (2).

ص: 283


1- تحف العقول : 338 ، ما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن محمّد الهادي ( عليه السلام ) ، رسالته ( عليه السلام ) في الردّ على أهل الجبر والتفويض ، وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 562 ح 419 ، بالاقتصار على حديث الثقلين فقط ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 5 : 68 ح 1 ، باب 2.
2- الاحتجاج 2 : 487 [ 328 ] ، وانظر ما سنذكره عن الاحتجاج ، الحديث التاسع.
الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني :

قال الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : الشيخ أبو محمّد الحسن بن علي بن شعبة ، فاضل محدّث جليل ، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول ، حسن ، كثير الفوائد ، مشهور ، وكتاب التمحيص ، ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين (1).

كان معاصراً للشيخ الصدوق ( ت 381 ه- ) ، ومن مشايخ المفيد ، ( ت 413 ه- ) حيث ينقل عنه ، وقد روى عن الشيخ أبي علي محمّد بن همام ( ت 336 ه- ) ، كما في أوّل كتابه التمحيص (2).

كتاب تحف العقول عن آل الرسول :

نسبه إليه كلّ من ترجمه ، وقال المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر البحار : وكتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة (3) ، وقال في توثيقه : وكتاب تحف العقول عثرنا منه على كتاب عتيق ، ونظمه يدلّ على رفعة شأن مؤلّفه ، وأكثره في المواعظ والأُصول المعلومة ، التي لا نحتاج فيها إلى سند (4).

وعدّه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) من الكتب التي اعتمدها في

ص: 284


1- أمل الآمل 2 : 74 [ 198 ] ، وأورده المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال 1 : 296 عن تكملة أمل الآمل ، ولا يوجد فيها ، والظاهر أنّ كلمة تكملة زائدة.
2- التمحيص ( المطبوع في نهاية تحف العقول ) : 397 ح 1 ، الباب الأوّل ، وانظر : الذريعة 3 : 400 [ 1435 ] ، مقدّمة تحف العقول ، روضات الجنّات 2 : 289 [ 200 ] ، رياض العلماء 1 : 244 ، طبقات أعلام الشيعة 1 : 93 ، تأسيس الشيعة : 413 ، أعيان الشيعة 5 : 185.
3- البحار 1 : 10.
4- البحار 1 : 29.

الوسائل ، ووصف مؤلّفه بالشيخ الصدوق (1).

وقال الشيخ علي بن الحسين البحراني ( القرن الثاني عشر ) في رسالته في الأخلاق : وكتابه ممّا لم يسمح الدهر بمثله (2).

وقال الخوانساري ( ت 1313 ه- ) في روضات الجنّات : له كتاب « تحف العقول عن آل الرسول » ، مبسوط ، كثير الفوائد ، معتمد عليه عند الأصحاب ، أورد فيه جملة وافية من النبويّات وأخبار الأئمّة ( عليهم السلام ) ومواعظهم الشافية على الترتيب ، وفي آخره أيضاً القدسيّان المبسوطان المعروفان الموحى بهما إلى موسى ( عليه السلام ) وعيسى بن مريم ( عليه السلام ) في الحكم والنصايح البالغة الإلهيّة ، وباب في بعض مواعظ المسيح الواقعة في الإنجيل ، وآخر وصيّة المفضّل بن عمر للشيعة.

كما قال في خطبة كتابه الموصوف : وأتيت على ترتيب مقامات الحجج ( عليهم السلام ) ، واتبعتها بأربع وصايا شاكلت الكتاب ووافقت معناه ، وأسقطت الأسانيد تخفيفاً وإيجازاً ، وإن كان أكثره لي سماعاً ، ولأنّ أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها ، ولم أجمع ذلك للمنكر المخالف ، بل ألّفته للمسلّم للأئمّة ، العارف بحقّهم ، الراضي بقولهم ، الرادّ إليهم ، وهذهِ المعاني أكثر من أن يحيط بها حصر ، وأوسع من أن يقع عليها حظر ، وفيما ذكرناه مقنع لمن كان له قلب ، وكاف لمن كان له لبّ (3).

وفي هذه الجملة - أيضاً - من الدلالة على غاية اعتبار الكتاب ، ما لا يخفى ، مضافاً إلى أنّ غالب مرسلاته بطريق إسقاط السند ، والإسناد إلى قول الحجّة ، دون إبهام الراوي ، وهو ظاهر في الإخبار الجازم ، ويجعل الخبر مظنون الصدق ، فيلحقه بأقسام الصحيح (4).

ص: 285


1- خاتمة الوسائل 30 : 156 [ 37 ] ، الفائدة الرابعة.
2- الذريعة 3 : 400 [ 1435 ] ، وتأسيس الشيعة : 414.
3- تحف العقول : 11 ، مقدّمة المؤلّف.
4- روضات الجنّات 2 : 289 [ 200 ].

وقد قال المصنّف في مقدّمته أيضاً : « ووقفت ممّا انتهى إليّ من علوم السادة ( عليهم السلام ) ، على حكم بالغة ومواعظ شافية » ، وقال : « ووجدت بعضهم ( عليهم السلام ) ، قد ذكروا جملا من ذلك فيما طال من وصاياهم وخطبهم ورسائلهم وعهودهم ، وروي عنهم في مثل هذه المعاني ألفاظ ... » ، ثمّ قال : « فجمعت ما كانت هذه سبيله ... ».

وقال : « فتأمّلوا معاشر الشيعة المؤمنين ما قالته أئمّتكم ( عليهم السلام ) ... » ، وقال : « بل خذوا ما ورد إليكم عمّن فرض اللّه طاعته عليكم ، وتلّقوا ما نقله الثقات عن السادات بالسمع والطاعة ... » (1).

وقد أسقط المؤلّف الأسانيد ، كما ذكر ذلك في أوّل الكتاب ، وأوردناه عنه نحن آنفاً.

وللكتاب عدّة نسخ مخطوطة ، منها. في مكتبة الشيخ محمّد الحسين الأعلمي الخاصّة في كربلاء ، وفي مكتبة العلاّمة السيّد جلال الدين الأرموي في إيران ، وفي المكتبة العامّة في طهران (2).

ص: 286


1- تحف العقول : 10 ، 11 ، مقدّمة المؤلّف ، وانظر : أُصول علم الرجال : 274 ، كتاب تحف العقول.
2- انظر تحف العقول : 7 ، الكتاب : مخطوطاته ومطبوعاته.
(27) كتاب : البرهان في النصّ الجليّ على علي ( عليه السلام ) للشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي ( كان حيّاً في 377 ه- )
اشارة

(27) كتاب : البرهان في النصّ الجليّ على علي ( عليه السلام ) (1) للشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي ( كان حيّاً في 377 ه- )

الحديث :

قال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة : وروى الشيخ الصدوق علي بن محمّد العدوي الشمشاطي في كتاب البرهان في النصّ على علي ( عليه السلام ) ، بإسناده إلى أبي ذرّ ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث الشورى ، أنّه قال لهم : « هل تعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »؟ قالوا : نعم (2).

وسيأتي هذا الحديث مسنداً عن أمالي الطوسي ( ت 460 ه- ) فراجع (3).

الشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : علي بن محمّد العدوي الشمشاطي أبو

ص: 287


1- هذا الكتاب مفقود في الوقت الحاضر ، ولكن وصلت منه نسخة إلى الحرّ العاملي ، وأورد بعض الروايات منه في إثبات الهداة ، وما نقلناه منه.
2- إثبات الهداة 1 : 649 ح 802 ، فصل ( 56 ).
3- انظر ما سنذكره عن أمالي الطوسي ، الحديث الخامس.

الحسن ، من عدِي بني تغلب ، عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب ، كان شيخاً بالجزيرة ، وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، ثمّ قال نقلا عن سلامة بن ذكا أبو الخير الموصلي - بعد أن عدّد كتبه ورسائله - : وكان يذكره بالفضل والعلم والدين والتحقّق بهذا الأمر ( رحمه اللّه ) (1).

وذكر العلاّمة ( ت 726 ه- ) وابن داود ( ت 707 ه- ) في القسم الأوّل من كتابيهما مثله (2) ، ورمز له ابن داود ب- ( لم ) ، أشار إلى رجال الشيخ في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وهو غير مذكور في رجال الشيخ ( رحمه اللّه ).

ووثّقه الماحوزي ( ت 1121 ه- ) في البلغة (3) ، وعدّه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في الوجيزة (4) ، والكاظمي ( القرن الحادي عشر ) في هداية المحدّثين من الممدوح (5).

وعدّه في الحاوي من الضعاف ، ونقل ما قاله العلاّمة فيه ، عن القسم الثاني للخلاصة (6) ، وهو اشتباه ، فهو في القسم الأوّل ، المخصّص لمن يعتمد عليه العلاّمة فيها ، ولعلّ هذا هو الذي جعله يعدّه في الضعاف.

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن ذكر ما في الخلاصة ورجال ابن داود - : ولم أجد في رجال الشيخ ( رحمه اللّه ) ما نسبه إليه ، وكيفما كان ، فعدّهما له في القسم والباب الأوّل يكشف عن اعتمادهما عليه ، ونقل

ص: 288


1- رجال النجاشي : 263 [ 689 ] ، وانظر : جامع الرواة 1 : 2600 ، مجمع الرجال 4 : 219.
2- خلاصة الأقوال : 187 [ 560 ] ، رجال ابن داود : 141 [ 1081 ] ، وانظر : نقد الرجال 3 : 297 [ 3688 ].
3- بلغة المحدّثين : 385.
4- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 365 [ 1287 ].
5- هداية المحدّثين : 218 ، وانظر : بهجة الآمال 5 : 524 ، منتهى المقال 5 : 62 [ 2100 ].
6- حاوي الأقوال 4 : 59 [ 1725 ].

النجاشي عن سلامة ذكره بالفضل والعلم والدين والتحقّق بهذا الأمر ، ورضاه بذلك ، وترحّمه عليه لا يقصر عن التوثيق ، ولذا وثّقه في البلغة ، وجمد المجلسي على عدم ورود لفظ ثقة فيه ، فعدّه ممدوحاً ، وأفرط الجزائري فعدّه في الضعفاء ، والأظهر وثاقته ; لما عرفت (1).

وقال التستري ( ت 1415 ه- ) : أقول : وعنونه الحموي في أدبائه ، وقال : شاعر مجيد ، ومصنّف مفيد ، استدرك على ثعلب في الفصيح عدّة مواضع ، كان رافضيّاً دجّالا ، يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم.

وفي توقيعات الإكمال : عن أبيه ، عن سعد ، عن علي بن محمّد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني ، قال : كنت مقيماً ببغداد ، وتهيّأت في قافلة اليمانيّين للخروج ، فكتبت أستأذن ، فخرج : « لا تخرج معها ، فمالك في الخروج خيرة » ، فخرجت القافلة ، وخرجت عليها بنو حنظلة فاجتاحوها ، وكتبت أستأذن في ركوب الماء ، فخرج : « لا تفعل » فما خرجت سفينة في تلك السنة إلاّ خرجت عليها البوارج ، وخرجت زائراً إلى العسكر ، فأنا في المسجد مع المغرب ، إذ دخل عليّ غلام ، فقال لي : قم ، فقلت : من أنا؟

قال : « عليّ بن محمّد ، رسول جعفر بن إبراهيم اليماني » ، وما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي ، فقمت إلى منزله ، واستأذنت في أن أزور من داخل ، فأذن لي (2).

والظاهر أنّه الذي عدّه الإكمال في ( من وقف على معجزة الحجّة ( عليه السلام ) ، ورآه ) بلفظ ( الشمشاطي ) (3) ) وشمشاط : من ثغور الجزيرة ، كما

ص: 289


1- تنقيح المقال 2 : 306.
2- إكمال الدين : 518 ح 14 باب : 13.
3- إكمال الدين : 471 ح 16 ، الباب : 11 ، وانظر : مجمع الرجال 7 : 192 ، الفائدة الثالثة.

أنّ الظاهر أنّ مراد الحموي ، بقوله : « يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم » ، ما مرّ في تلك التوقيعات (1).

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) : وقال ابن النديم : إنّه من سمساط من بلاد أرمينية ، إلى قوله : شاعر ، مصنّف ، مؤلّف ، مليح الحفظ ، كثير الرواية ، ويحيا في عصرنا هذا (2) ، يعني وقت تأليف ( الفهرست ) في 377 (3) ، وعدّه ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في ( فرج المهموم ) من علماء النجوم من أصحابنا (4) (5).

كتاب البرهان

ذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) ضمن كتبه ، بعنوان : رسالة البرهان في النصّ الجليّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

ثمّ قال : أخبرنا سلامة بن ذكار أبو الخير الموصلي ( رحمه اللّه ) ، بجميع كتبه (6).

وذكره الحرّ ( ت 1104 ه- ) في الكتب التي نقل منها في كتاب إثبات الهداة ، بعنوان : كتاب البرهان في النصّ على عليّ ( عليه السلام ) ، لعلي بن محمّد العدوي الشمشاطي (7).

ص: 290


1- قاموس الرجال 7 : 564 [ 5309 ].
2- فهرست ابن النديم : 171 ، المقالة الثالثة ، وانظر أيضاً : 291 ، الفن السابع : من المقالة السادسة.
3- فهرست ابن النديم : 41 ، المقالة الأُولى.
4- فرج المهموم : 123 ، الباب الخامس.
5- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 203 ، وانظر أيضاً : أعلام الزركلي 4 : 325.
6- رجال النجاشي : 264 [ 689 ].
7- إثبات الهداة 1 : 28 ، الفائدة العاشرة.

وعدّه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر بحاره (1) ، وقال في توثيق المصادر : وكتاب البرهان كتاب متين ، فيه أخبار غريبة ، ومؤلّفه من مشاهير الفضلاء ، ثمّ أورد قول النجاشي (2).

ص: 291


1- البحار 1 : 20.
2- البحار 1 : 39 ، وانظر : رياض العلماء 4 : 212 ، الذريعة 3 : 90 [ 285 ].

ص: 292

مؤلّفات الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ( ت 381 ه- )
(28) كتاب : كمال الدين وتمام النعمة :
الحديث :

الأوّل : قال : وأشهد أنّ محمّداً ( صلى اللّه عليه وآله ) عبده ورسوله وأمينه ، وأنّه بلّغ عن ربّه ، ودعا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعمل بالكتاب وأمر باتّباعه ، وأوصى بالتمسّك به وبعترته الأئمّة بعده ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه حوضه ، وأنّ اعتصام المسلمين بهما على المحجّة الواضحة ... (1).

تنبيه : من الواضح أنّه يشير إلى حديث الثقلين.

الثاني : وقال غيره (2) من متكلّمي مشايخ الإماميّة : ...

ونقول : إنّ جميع طبقات الزيديّة والإماميّة ، قد اتفقوا على أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وهما الخليفتان من بعدي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وتلقّوا هذا الحديث بالقبول (3).

ص: 293


1- كمال الدين وتمام النعمة : 32 ، المقدّمة.
2- أي غير أبي جعفر بن قبة ( رحمه اللّه ) ، الذي نقل الصدوق كلامه قبل كلام هذا الشيخ.
3- كمال الدين وتمام النعمة : 93 ، كلام لأحد المشايخ في الردّ على الزيديّة.

الثالث : وقال أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي ( القرن الرابع ) في نقض كتاب الإشهاد لأبي زيد العلوي : قال صاحب الكتاب - بعد أشياء كثيرة ذكرها لا منازعة فيها - : وقالت الزيديّة والمؤتمّة (1) : الحجّة من ولد فاطمة ، بقول الرسول المجمع عليه في حجّة الوداع ، ويوم خرج إلى الصلاة في مرضه الذي توفّي فيه : « أيّها الناس ، قد خلّفت فيكم كتاب اللّه وعترتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّكم لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ».

ثمّ أكّد صاحب الكتاب هذا الخبر ، وقال فيه قولاً لا مخالفة فيه ... (2).

فأقول (3) - وباللّه الثقة - : إنّ في قول النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) على ما يقول الإماميّة دلالة واضحة ، وذلك أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي .. » (4).

الرابع : حدَّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا العبّاس بن الفضل المقري ، قال : حدَّثنا محمّد بن علي بن منصور ، قال : حدَّثنا عمرو ابن عون ، قال : حدَّثنا خالد ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (5).

====

5 -

ص: 294


1- يعني الإماميّة.
2- ذكر هنا قولاً في دلالة الحديث ، سيأتي الكلام عليه في بحث الدلالة.
3- هذا الكلام من أبي جعفر بن قبة ( رحمه اللّه ).
4- كمال الدين وتمام النعمة : 124 ، أجوبة ابن قبة على أبي زيد العلوي. ثمّ ذكر كلاماً في الدلالة ردّاً على ما قاله أبو زيد العلوي ، سيأتي نقله في بحث الدلالة إن شاء اللّه.
5- كمال الدين وتمام النعمة : 265 ح 44 ، باب (22) : اتصال الوصيّة ، وعنه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 496 ح 195، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 11 ح 12 ، باب [ 3 ] : في الثقلين ، ولكنّه سمّى كمال الدين بكتاب الغيبة ، وغاية المرام 2 : 360 ح 59 ، باب : 29 ، ونسبه هنا إلى كتاب من لا يحضره الفقيه ، ولا يوجد فيه ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 133 ح 69.

ورواه الجويني ( ت 730 ه- ) بطريقه عن الصدوق في فرائد السمطين (1).

الخامس : حدَّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس ، قال : حدَّثنا العبّاس بن الفضل ، عن أبي زرعة ، عن كثير بن يحيى أبي مالك ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نزل بغدير خمّ ، ثمّ أمر بدوحات فقمّ ما تحتهن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، ثمّ قال : « إنّ اللّه مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن » ، ثمّ أخذ بيد عليّ ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » ، قال : فقلت لزيد بن أرقم : أنت سمعت من رسول

ص: 295


1- فرائد السمطين 2 : 142 ح 436 ، الباب الثالث والثلاثون من السمط الثاني. وطريقه إلى الصدوق ، هكذا : أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي الغنائم ، والإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحليان ، في ما كتبا إليّ رحمة اللّه عليهما ، قالا : أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي ( رحمه اللّه ) ، بروايته عن محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جدّه محمّد ، عن أبيه ، عن جماعة ، منهم : السيّد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن علي المعمّري ، والفقيه أبو جعفر محمّد بن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه ( رحمه اللّه ) ، قال : ... ( الحديث ) ، وفيه : ( وعترتي ) فقط ، و ( لن يتفرّقا ) بدل ( لن يفترقا ) ، وسيأتي في ما سنذكره عن فرائد السمطين للجويني في مصادر أهل السنّة لحديث الثقلين.

اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )؟

فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأُذنيه (1).

السادس : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن الحسين البغدادي ، قال : حدَّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز إملاءً ، قال : حدَّثنا بشر بن الوليد ، قال : حدَّثنا محمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة بن سعيد (2) ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب اللّه حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما » (3).

السابع : حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد ، قال : حدّثنا صالح بن موسى ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي قد خلّفت فيكم شيئين ، لن تضلّوا بعدي أبداً ما أخذتم بهما ، وعملتم بما فيهما : كتاب اللّه وسنّتي » (4) ، وإنّهما

ص: 296


1- كمال الدين وتمام النعمة : 266 ح 45 ، باب (22) : اتصال الوصيّة ، وعنه الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في نوادر الأخبار : 141 ح 14 ، وقال : وزاد في رواية أُخرى : ... ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 496 ح 1. والبحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 11 ح 13 باب 3 ، وسمّى كمال الدين بكتاب الغيبة ، وغاية المرام 2 : 360 ح 60 ، الباب : 29 ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 27 : 137 ح 25.
2- الظاهر أنّه عطيّة بن سعد ، كما سيأتي في أسانيد أُخر.
3- كمال الدين وتمام النعمة : 266 ح 46 ، باب (22) : اتصال الوصيّة ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 497 ح 197 ، والبرهان 1 : 11 ح 14 ، وغاية المرام 2 : 361 ح 61 ، الباب : 29 ، والبحار 23 : 147 ح 109.
4- تصحيف من ( ونسبي ) ، كما سيأتي توضيحه في المتن.

لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض » (1).

تنبيه : لقد توقّفت كثيراً في هذا الحديث ، وإدراجه في ضمن حديث الثقلين ، إلى أن نبّهني يوماً العلاّمة المحقّق السيّد محمّد رضا الجلالي إلى ما كتبه توضيحاً عن هذا الحديث في كتابه ( تدوين السنّة الشريفة ) ، أثناء تعليقه على حديث ( كتاب اللّه وسنّتي ) ، قال :

ورواه الحاكم في المستدرك ( 1 / 93 ) عن أبي هريرة (2) ، شاهداً على الحديث الأوّل ، وكذا الذهبي ولم يصرّحا بصحّته ، ولفظه : « إنّي قد تركتُ فيكم شيئين لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب اللّه وسنّتي » ، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير رقم ( 8246 ) ج 1 ص (24) إلى البيهقي في السنن الكبرى (3) ، بلفظ « إنّي قد خلّفتُ ... » ، ونقله في ( حجّيّة السنّة ) ( ص 314 ) عن البيهقي في المدخل ، باللفظ الأوّل.

أقول : لكنّ الذي رواه البزّار عن أبي هريرة ، وبنفس السند الذي أورده الحاكم ، كما جاء في ( كشف الأستار عن زوائد البزّار ) ، كتاب علامات النبوّة ، باب مناقب أهل البيت ، ما نصّه : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي قد خلّفتُ فيكم اثنين لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب اللّه ونَسبي ، ولن

ص: 297


1- كمال الدين وتمام النعمة : 267 ح 47 ، باب (22) : اتصال الوصيّة ، وعنه البحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 12 ح 15 ، وفيه : وعترتي بدل وسنّتي ، وغاية المرام 2 : 361 ح 62 ، الباب (29) ، وفيه : وسنّتي ، والبحار 23 : 132 ، وفيه : وسنّتي.
2- رواه الحاكم في مستدركه ( 1 ح 1 : 194 ح 322 ) ، بهذا السند : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمّد بن عيسى بن مسكن الواسطي ، ثنا داوود بن عمرو الضبّي ، ثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : ... ، ( الحديث ).
3- السنن الكبرى 10 : 195 ح 20337 ، بهذا السند : أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، أنبأ ابن العبّاس بن الهيثم ، ثنا صالح بن موسى الطلحي ... ، الخ.

يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال البزّار : لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلاّ بهذا الإسناد ، وصالح ليّن الحديث ، كشف الأستار ( ج 3 ص 223 ) رقم ( 2617 ) (1).

وبما أنّ البزّار أورد الحديث في باب مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلا بدّ أنْ يكون لفظ الحديث مناسباً لذلك الباب ، فلا بدّ أن يكون الصحيح لفظ « ونسبي » ، وبما أنّ الحديث الذي أورده الحاكم عن أبي هريرة متّحد مع ما أورده البزّار سنداً ، فلابدّ أن يكون مثله لفظاً أيضاً ، وهذا يقتضي أن يكون « وسنّتي » مصحّفاً عن « ونسبي ».

وقد وقع مثل هذا التصحيف ، في ما أورده السيوطي في كتاب ( إحياء الميت بفضائل أهل البيت ) ، الحديث رقم (22) ، نقلا عن البزّار ، فجاء بلفظ : « كتاب اللّه ونسبتي » ، في الطبعة المصريّة بهامش إتحاف الأشراف ( ص 247 ) ، وطبعة مؤسّسة الوفاء ( ص 24 ) ، وطبعة محمّد سعيد الطريحي ( ص 44 ) ، لكن في طبعة دار الجيل التي حقّقها مصطفى عبد الرحمان عطا ( ص 29 ) ، بلفظ : « وسُنّتي » ، من دون تعليق ، ولا إشارة إلى اختلافه مع سائر الطبعات ومع المصدر ، ولا إلى أنّ الحديث بهذا اللفظ « وسُنّتي » لا يرتبط بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، فكيف يورده السيوطي ، ومصدره البزّار ، في باب فضائل أهل البيت ( عليهم السلام )!؟ (2)

أقول : وكذلك ، كيف يورده الصدوق تحت باب ( اتّصال الوصيّة من لدن آدم ( عليه السلام ) ، وأنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزّ وجلّ على خلقه إلى يوم القيامة ) ، وفي ضمن إيراده لأحاديث الثقلين (3).

ص: 298


1- وانظر أيضاً : مختصر زوائد البزار 2 : 332 ح 1963.
2- تدوين السنّة الشريفة : 122 ، القسم الأوّل ، الفصل الثالث ، الهامش (1).
3- 3 - قال محقّق كتاب كمال الدين وتمام النعمة ، الشيخ علي أكبر الغفاري في هامش هذا الحديث : ذكر هذه الرواية عن أبي هريرة بهذا اللفظ هنا لا يناسب المقام ، اللّهم إلاّ أن يكون المراد ذكره لبيان تحريف أبي هريرة لفظ الحديث ، أو إيراد جميع ما سمعه.

الثامن : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ ، قال : حدَّثنا القاسم بن عبّاد ، قال : حدَّثنا سويد ، قال : حدَّثنا عمرو بن صالح ، عن زكريا ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه جلّ وعزّ حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

التاسع : حدَّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا الحسين بن حميد ، قال : حدَّثني أخي الحسن بن حميد ، قال : حدَّثني علي بن ثابت الدهّان ، قال : حدَّثني سعاد وهو ابن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي امرؤ مقبوض ، وأُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أفضل من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

العاشر : حدَّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد ، قال : أخبرنا القشيري ، عن المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، عن عبد اللّه بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

ص: 299


1- كمال الدين وتمام النعمة : 267 ح 48 ، باب (22) : اتصال الوصيّة ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 497 ح 198 ، والبرهان 1 : 12 ح 16 ، وغاية المرام 2 : 361 ح 63 ، باب (29) ، والبحار 23 : 132 ح 67.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 267 ح 49 ، وفي بعض الطبعات كرّره بعد صفحة ، وعنه في نوادر الأخبار : 140 ح 13 ، وإثبات الهداة 1 : 497 ح 199 ، والبرهان 1 : 12 ح 17 ، غاية المرام 2 : 361 ح 64 ، باب 29 ، والبحار 23 : 132 ح 68.

قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء (1) طرف بيد اللّه ، وعترتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت : لأبي سعيد : من عترته؟

قال : أهل بيته ( عليهم السلام ) (2).

ورواه الجويني ( 730 ه- ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين (3).

الحادي عشر : حدّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس ثعلب ، يقول : سمعت أبا العبّاس ثعلب سئل عن معنى قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، لم سمّيا الثقلين؟

قال : لأنّ التمسّك بهما ثقيل (4).

ورواه الجويني بطريقه عن الصدوق في فرائد السمطين (5).

الثاني عشر : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمّد الجوهري ،

ص: 300


1- لعلّه يوجد هنا سقط : ( إلى الأرض ) ، كما في معاني الأخبار ، وفرائد السمطين ، والبحار ، والبرهان ، وغاية المرام.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 267 ح 50 ، وأورده في معاني الأخبار ، وسيأتي ، وفي بعض الطبعات كرّره بعد صفحة ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 497 ح 200 ، والبرهان 1 : 12 ح 18 ، وغاية المرام 2 : 362 ح 65 ، الباب 29 ، والبحار 23 : 131 ح 64.
3- فرائد السمطين 2 : 144 ح 438 ، الباب (33) من السمط الثاني ، وفيه : أنبأنا القشيري ، قال : حدَّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد اللّه بن داود ، وقد ذكرنا طريقه إلى الصدوق في الحديث الرابع ، المارّ الذكر ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف بيد اللّه ».
4- كمال الدين وتمام النعمة : 268 ح 51 ، وعنه في البرهان 1 : 12 ح 19 ، وفيه ( أبا عمرو ) و ( تغلب ) ، وغاية المرام 2 : 362 ح 66 ، الباب 29 ، والبحار 23 : 131 ح 65 ، وفيه ( تغلب ).
5- 5 - فرائد السمطين 2 : 145 ح 429 ، الباب (33) من السمط الثاني ، وفيه : سمعت أبا عمرو صاحب أبي العبّاس غلام ثعلب - والظاهر أنّ غلام زائدة - ، وفيه : ( يُسْئل ) بدل ( سئل ) ، وفيه : لم سمّيا بثقلين؟

قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدَّثنا عبيد اللّه بن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه جلّ وعزّ وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

ورواه الجويني ( 730 ه- ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين (2).

الثالث عشر : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمّد الجوهري ، قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة ، قال : حدَّثنا الحسن بن الحسين العرني ، عن عمرو بن جميع ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : أتيت جابر بن عبد اللّه ، فقلت : أخبرنا عن حجّة الوداع ، فذكر حديثاً طويلاً ، ثمّ قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ قال : « اللّهم اشهد » ثلاثاً (3).

الرابع عشر : حدَّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد ابن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا أبو الحاتم المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثنا عبد الغفّار بن محمّد بن كثير الكلابي الكوفي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن أبي الضحى ، عن زيد

ص: 301


1- كمال الدين وتمام النعمة : 268 ح 52 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 497 ح 201 ، والبرهان 1 : 12 ح 20 ، والبحار 23 : 126 ح 54.
2- فرائد السمطين 2 : 144 ح 437 ، الباب (33) من السمط الثاني ، وفيه : الحسن ابن علي بن سعيد الجوهري أبو محمّد ، وفيه : عزّ وجلّ.
3- كمال الدين وتمام النعمة : 268 ح 53 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 498 ح 202 ، والبرهان 1 : 12 ح 21 ، وغاية المرام 2 : 362 ح 67 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 133 ح 70.

ابن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الخامس عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدَّثني عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث ، قال : حدَّثنا أحمد بن معلى الآدمي ، قال : حدَّثنا يحيى بن حمّاد ، قال : حدَّثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب ابن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نزل غدير خمّ ، فأمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال (2) : فقال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال : ثمّ قال : « إنّ اللّه جلّ وعزّ مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة » ، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : « من كنت وليّه فعليّ وليّه » ، ، فقلت لزيد بن أرقم : أنت سمعته من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )؟.

قال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه (3).

السادس عشر والسابع عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني عبد اللّه بن يزيد أبو محمّد البجلّي ، قال : حدَّثنا محمّد بن طريف ، قال :

ص: 302


1- كمال الدين وتمام النعمة : 268 ح 54 ، وعنه في نوادر الأخبار : 140 ح 14 ، والبرهان 1 : 12 ح 22 ، وغاية المرام 2 : 362 ح 68 ، باب 29 ، والبحار 23 : 133 ح 71.
2- في طبعة سابقة ( ثمّ قام ).
3- كمال الدين وتمام النعمة : 229 ح 55 ، وقد مرّ هذا الحديث بسند آخر ، تحت رقم [ 5 ] ، وعنه في نوارد الأخبار : 141 ح 14 ، والبحار 37 : 137 ح 25 ، تاريخ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، الباب ( 52 ) : في أخبار الغدير ..

حدَّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن حبيب بن أبي ثابت (1) ، عن زيد بن أرقم : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر : كتاب اللّه عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يزالا جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

الثامن عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدَّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبيّ ، عن عبد الملك ، عن عطيّة ، أنّه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض » (3).

التاسع عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني الحسن بن عبد اللّه ابن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي (4) ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى ابن جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي ( صلوات

ص: 303


1- الظاهر أنّ فيه تصحيف والصحيح : وحبيب بن أبي ثابت.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 270 ح 56 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 498 ح 203 ، والبرهان 1 : 12 ح 23 ، وغاية المرام 2 : 363 ح 69 ، باب (29) ، والبحار 23 : 134 ح 72.
3- كمال الدين وتمام النعمة : 270 ح 57 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 498 ح 204 ، والبرهان 1 : 13 ح 24 ، وغاية المرام 2 : 363 ح 70 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 134 ح 73.
4- الظاهر أنّ ( حدَّثني أبي ) زائدة في هذه النسخة ، كما هو ظاهر من عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) والبرهان والبحار ، فراجع.

اللّه عليهم ) ، قال : « قال النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

ورواه الجويني ( ت 730 ه- ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين (2).

العشرون : حدَّثنا أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري ، قال : حدَّثني عمّي أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدَّثنا عبيد اللّه بن موسى ، قال : حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حنش بن المعتمر ، قال : رأيت أبا ذر الغفاري ( رحمه اللّه ) ، آخذاً بحلقة باب الكعبة ، وهو يقول : ألا من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن ، سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، يقول : « إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّ مثلهما فيكم كسفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق » (3).

الحادي والعشرون : حدّثنا شريف الدين الصدوق أبو علي محمّد بن أحمد بن محمّد بن زئارة بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن علي بن

ص: 304


1- كمال الدين وتمام النعمة : 270 ح 58 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 498 ح 205 ، والبرهان 1 : 13 ح 25 ، وغاية المرام 2 : 363 ح 71 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 145 ح 105.
2- فرائد السمطين 2 : 147 ح 441 ، الباب (33) من السمط الثاني ، وفيه : الحسن ابن عبد اللّه بن محمّد بن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سيّدي علي ابن موسى بن جعفر ، قال : حدَّثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : ... ، وفيه : ( وعترتي ) فقط.
3- كمال الدين وتمام النعمة : 270 ح 59 ، اتصال الوصيّة ، وعنه في نوادر الأخبار : 141 ح 14 ، وإثبات الهداة 1 : 498 ح 206 ، والبرهان 1 : 13 ح 26 ، وغاية المرام 2 : 363 ، ح 72 الباب 29 ، والبحار 23 : 135 ح 74.

الحسين بن علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليهم ) ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، قال : حدّثنا الفضل بن شاذان النيسابوري ، عن عبيد اللّه بن موسى ، قال : حدّثنا شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض » (1).

الثاني والعشرون : حدَّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوري ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا عيسى بن يونس ، قال : حدَّثنا زكريّا بن أبي زائدة ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

ورواه الجويني ( ت 730 ه- ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين (3).

الثالث والعشرون : حدَّثنا أبي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، قال : حدَّثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، عن

ص: 305


1- كمال الدين وتمام النعمة : 271 ح 60 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 499 ح 207 ، والبرهان 1 : 13 ح 27 ، وغاية المرام 2 : 364 ح 73 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 135 ح 75.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 271 ح 61 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 497 ح 200 ، وجعله متّحداً مع الحديث العاشر السابق ، والبرهان 1 : 13 ح 28 ، وغاية المرام 2 : 364 ح 74 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 136 ح 76.
3- فرائد السمطين 2 : 146 ح 440 ، الباب (33) من السمط الثاني ، وفيه : « وأنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليَّ الحوض » ، وقد ذكرنا طريقه إلى الصدوق سابقاً.

النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الرابع والعشرون : حدَّثنا محمّد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « سئل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه عن معنى قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، من العترة؟

فقال : أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب اللّه ولا يفارقهم ، حتّى يردوا على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حوضه » (2).

وقد مرّ هذا الحديث عن الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة (3).

ورواه عن ابن بابويه ، الطبرسي ( ت 548 ه- ) في إعلام الورى (4).

الخامس والعشرون : حدَّثنا به أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا

====

ص: 306


1- كمال الدين وتمام النعمة : 271 ح 62 ، وعنه في البرهان 1 : 13 ح 29 ، وغاية المرام 2 : 364 ح 75 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 136 ح 77.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 272 ح 64 ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في الأُصول الأصليّة : 45 ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في إثبات الهداة 1 : 499 ح 208 ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في البرهان 1 : 13 ح 30 ، وغاية المرام 2 : 323 ح 5 ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 23 : 147 ح 110.
3- راجع ما أوردناه عن إثبات الرجعة ، الحديث الأوّل.
4- إعلام الورى 2 : 180 ، الفصل الثاني ، في ذكر بعض الأخبار التي جاءت من طرق الشيعة الإماميّة في النصّ على إمامة الاثني عشر من آل محمّد ( عليهم السلام ). وفيه : أحمد بن زياد عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن ابيه محمّد بن علي ، عن ابيه علي ، عن ابيه الحسين ( عليهم السلام ) قال : سئل أمير المؤمنين ... الخ ، وسيأتي في إعلام الورى الحديث الثاني.

الحسن بن علي السكّري ، عن محمّد بن زكريّا الجوهري ، عن محمّد بن عمّارة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليهم ) ، قال : « قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين » ، وضمّ بين سبّابتيه ، فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وقال : يا رسول اللّه ، من عترتك؟

قال : « علي والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين إلى يوم القيامة » (1).

السادس والعشرون : حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ( رضي اللّه عنهما ) ، قالا : حدَّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سيلم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت عليّاً ( عليه السلام ) في مسجد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في خلافة عثمان ... ، إلى آخر ما ذكرناه من رواية سُليم مختصراً ومقتصراً على المورد الثاني لحديث الثقلين ، مع بعض الاختلاف في الألفاظ (2).

السابع والعشرون : ... ، ما اجتمعت الأمّة على نقله من قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

ص: 307


1- كمال الدين وتمام النعمة : 276 ، معنى العترة والآل والأهل والذريّة والسلالة ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 499 ح 210 ، والبحار 23 : 147 ح 111.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 306 ح 25 ، باب (24) : نصّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) على القائم ( عليه السلام ) ، وراجع ما ذكرناه من رواية سُليم ، الحديث الثاني ، وعن كمال الدين في إثبات الهداة 1 : 508 ح 228.
3- كمال الدين وتمام النعمة : 689 ، باب ( 58 ) : في نوادر الكتاب.
محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمّي أبو جعفر ، نزيل الريّ ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، ثمّ قال : ومات رضي اللّه عنه بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (1).

وقال الشيخ ( ت 460 ه- ) في رجاله : محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ، له مصنّفات كثيرة ذكرناها في الفهرست (2).

وقال في الفهرست : محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً ، حافظاً للأحاديث ، بصيراً بالرجال ، ناقداً للأخبار ، لم ير في القمّيين مثله ، في حفظه وكثرة علمه (3).

وممّا تقدّم ، ومن الخلاصة ورجال ابن داود والمعالم (4) وغيرها يعلم :

ص: 308


1- رجال النجاشي : 389 [ 1049 ].
2- رجال الطوسي : 439 [ 6275 ].
3- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].
4- معالم العلماء : 111 [ 764 ] ، رجال ابن داود : 179 [ 1455 ] ، خلاصة الأقوال : 248 [ 843 ] ، القسم الأوّل. وانظر : حاوي الأقوال 2 : 231 [ 592 ] ، نقد الرجال 4 : 273 [ 4925 ] ، مجمع الرجال 5 : 5. أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 309 [ 1727 ] ، جامع الرواة 2 : 154 ، رياض العلماء 5 : 119 ، روضات الجنّات 6 : 132 [ 574 ] ، بهجة الآمال 6 : 495 ، تنقيح المقال 3 : 154 ، معجم رجال الحديث 17 : 340 [ 11319 ] ، قاموس الرجال 9 : 434 [ 7039 ] ، بلغة المحدّثين : 362 ، 410 ، فلاح السائل : 49 ، المختلف 2 : 135 ، فرج المهموم : 101 ، كشف المحجّة : 83 ، منتهى المقال 6 : 118 [ 2761 ] ، لؤلؤة البحرين : 372 [ 121 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : 287.

أنّ الشيخ محمّد بن علي بن بابويه أشهر من أن تثبت له العدالة أو الوثاقة ، فهو من أعمدة المذهب ، ووجه الطائفة ، وهو من شيوخ الإجازة الذين لا يحتاجون إلى توثيق ، ومن الذين أجمعت الطائفة على قبول أخباره إذا صحّت ، وهو المعروف بالصدوق ، وكتابه ( من لا يحضره الفقيه ) أحد الكتب الأصول عندنا ، كيف وهو المولود بدعاء الحجّة ، إلى آخر ما ذكر في حقّه.

أمّا ما نقل من التوقّف في وثاقته أو عدالته فهو ممّا تضحك منه الثكلى ، وقد أجيب عليها بتفصيل لا يحتمله الحال ولا المقال (1).

ص: 309


1- انظر : منتهى المقال 6 : 118 [ 2761 ] ، روضات الجنّات 6 : 132 [ 574 ] ، بهجة الآمال 6 : 495 ، معجم رجال الحديث 17 : 340 [ 11319 ].
كتاب كمال الدين وتمام النعمة أو إكمال الدين وإتمام النعمة :

لم يذكر هذا الكتاب النجاشي ( ت 450 ه- ) في ضمن كتب الصدوق ، ونسبه إليه ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم باسم ( كمال الدين ) (1) ، وعدّه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في آمل الآمل بعنوان ( إكمال الدين وإتمام النعمة ) من جملة كتب الصدوق التي وصلت إليه (2) ، وجعله من مصادر كتابه الوسائل ، وذكر طريقه إلى الصدوق في الفائدة الخامسة من خاتمته (3).

وأدخله المجلسي ( ت 1111 ه- ) في ضمن مصادره (4) ، وقال في توثيقه : إعلم أنّ أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها ككتب الصدوق ( رحمه اللّه ) ... ، لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة ... ، وهي داخلة في إجازتنا ، ونقل منها من تأخّر عن الصدوق من الأفاضل الأخيار ، ثمّ قال : وكذا كتاب إكمال الدين ، استنسخناه من كتاب عتيق ، كان تاريخ كتابتها قريباً من زمان التأليف (5).

وقال صاحب الذريعة : طبع بطهران سنة 1301 ه- (6).

ص: 310


1- معالم العلماء : 111 [ 764 ].
2- أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ].
3- خاتمة الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.
4- البحار 1 : 6 ، الفصل الأوّل 1 : 29.
5- البحار 1 : 26 ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.
6- الذريعة 2 : 283 [ 1147 ].

وقال السيّد حسن الموسوي الخرسان في تمهيد كتاب من لا يحضره الفقيه ، عند ذكر مؤلّفات الشيخ : الغيبة ، وصفه الشيخ في الفهرست بأنّه كبير (1) ، ولعلّ مراده إكمال الدين - الآتي - فإنّه في الغيبة (2).

وهذا الاحتمال له وجه ; لأنّ الطوسي عندما ذكر ( الغيبة ) لم يذكر ( إكمال الدين ) ، كما أنّ موضوع كتاب ( إكمال الدين ) هو الغيبة وما يتعلّق بها ، وكلّ من نسب إليه إكمال الدين من المتأخّرين لم ينسب له كتاب ( الغيبة ).

ولكن ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم نسب إليه كلا الكتابين (3) ، وهو ما يضعّف القول باتحادهما ، ولكن يمكن أن لا يعتمد على تفريق ابن شهرآشوب ; لأنّه ذكر كتاب العوض عن المجالس ( العرض على المجالس ) ثمّ ذكر كتاب الأمالي (4) ، مع أنّهما بالاتفاق كتاب واحد.

وقد طبع الكتاب طبعة مصحّحة ، ومقابلة على سبع نسخ ، منها نسخة تاريخ كتابة الجزء الأوّل منها سنة 1079 ، والثاني 1081 ، كاتبها أبو طالب محمّد بن هاشم بن عبد اللّه الحسيني الفتّال ، وقد قوبلت بستّ نسخ ، وتاريخ المقابلة 1081 ه- (5).

ص: 311


1- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].
2- من لا يحضره الفقيه 1 : أص ، التمهيد ، وانظر ترجمة المؤلّف في كتاب الأمالي : 33 ، تحقيق قسم الدرسات الإسلاميّة.
3- معالم العلماء : 111 [ 764 ].
4- نفس المصدر.
5- كمال الدين وتمام النعمة : 17 ، مقدّمة المصحّح.

ص: 312

(29) كتاب : معاني الأخبار الحديث :
اشارة

الأوّل : حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدَّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدَّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه ) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وذكر ما أنعم اللّه على نبيّه وعليه ، ثمّ قال : « لولا آية في كتاب اللّه ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول اللّه عزّ وجلّ ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ، اللّهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى.

يا أيّها الناس ، إنّه بلغني ما بلغني ، وإنّي أراني قد اقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري ، وإنّي تارك فيكم ما تركه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : كتاب اللّه وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء ، وسيّد النجباء ، والنبيّ المصطفى ... » (1).

ص: 313


1- معاني الأخبار : 58 ح 9 ، باب : معاني أسماء محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وعنه في البحار 35 : 45 ح 1 ، ونور الثقلين 5 : 598 ح 34.

ورواه عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى ، وسيأتي (1).

الثاني : حدَّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد اللّه بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ... ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، بنفس السند والمتن (2).

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( 730 ه- ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين (3).

الثالث : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن الحسن (4) البغدادي ، قال : حدَّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز إملاءً ... ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين بنفس السند والمتن (5).

الرابع : حدَّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر ] و [ صاحب أبي العبّاس تغلب ... ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين بنفس

ص: 314


1- انظر : ما سنذكره عن بشارة المصطفى ، الحديث الأوّل.
2- معاني الأخبار : 90 ح 1 ، باب : معنى الثقلين والعترة ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف بيد اللّه » ، وانظر ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث العاشر ، وعن معاني الأخبار في إثبات الهداة 1 : 488 ح 164 ، والبحار 23 : 131 ح 64.
3- فرائد السمطين 2 : 144 ح 438 ، الباب (33) من السمط الثاني.
4- في كمال الدين ( الحسين ).
5- معاني الأخبار : 90 ح 2 ، باب : معنى الثقلين والعترة. وفيه : « فإنّي تارك فيكم الثقلين » ، وفيه أيضاً : « فانظروا بماذا تخلفوني » ، من دون ( فيهما ) كما في كمال الدين ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 489 ح 165، والبحار 23 : 147 ح 109 ، باب : فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) والنصّ عليهم ، وانظر ما أوردناه عن كمال الدين ، الحديث السادس.

السند والمتن (1).

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت 730 ه- ) في فرائد السمطين بطريقه إلى الصدوق ( رحمه اللّه ) (2).

الخامس : حدَّثنا أحمد (3) بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ... ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين ، بنفس السند والمتن (4).

ورواه كما ذكرنا سابقاً عن ابن بابويه ، الطبرسي ( ت 548 ه- ) في إعلام الورى ، وسيأتي (5).

السادس : حدَّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكّري ، عن محمّد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة (6) ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ... ، إلى آخر

ص: 315


1- معاني الأخبار : 90 ح 3 ، باب : معنى الثقلين والعترة ، إلاّ أنّ فيه : ( تغلب ) بدل ( ثعلب ) وهو تصحيف ، وفيه : سمعت أبا العبّاس يُسأل ، وفيه : لِمَ سمّيا بثقلين ، وعنه في البحار 23 : 131 ح 95 ، وانظر ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الحادي عشر.
2- فرائد السمطين 2 : 145 ح 439 ، مع بعض الاختلاف ، راجع ما ذكرناه في هامش كمال الدين في الحديث الحادي عشر.
3- في كمال الدين وتمام النعمة ( محمّد ).
4- معاني الأخبار : 90 ح 4 ، باب : معنى الثقلين والعترة ، وعنه في نوادر الأخبار : 141 ح 16 ، وإثبات الهداة 1 : 489 ح 166 ، والبحار 23 : 147 ح 110 و 25 : 215 ح 10 ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرون.
5- إعلام الورى 2 : 180 ، الفصل الثاني ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الرابع والعشرون.
6- في كمال الدين : عن محمّد بن عمارة عن أبيه.

ما أوردنا عن كمال الدين (1).

السابع : وحدَّثنا أبي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : من آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله )؟

قال : « ذريّته » ، فقلت : أهل بيته؟

قال : « الأئمّة الأوصياء » ، فقلت : من عترته؟

قال : « أصحاب العباء » ، فقلت : من أُمّته؟

قال : « المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ وجلّ ، المتمسّكون بالثقلين اللذين أُمروا بالتمسّك بهما : كتاب اللّه عزّ وجلّ ، وعترته أهل بيته ، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهما الخليفتان على الأمّة بعده ( صلى اللّه عليه وآله ) » (2).

ورواه ابن الفتّال النيسابوري ( ت 508 ه- ) في روضة الواعظين ، وسيأتي (3).

كتاب معاني الأخبار :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله ، وقال : أخبرني بجميع

ص: 316


1- معاني الأخبار : 91 ح 5 ، باب : معنى الثقلين والعترة. وفيه : « وإنّهما لن يفترقا » ، وفيه أيضاً : فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، فقال : يا رسول اللّه ، ومن عترتك؟ ... ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الخامس والعشرون ، وعن معاني الأخبار في إثبات الهداة 1 : 489 ح 167، وغاية المرام 2 : 333 ح 11 ، باب (29) ، والبحار 23 : 147 ح 11.
2- معاني الأخبار : 94 ح 3 ، باب : معنى الآل والأهل والعترة والأمّة ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في تفسير الصافي 1 : 329 ( آل عمران : 33 ) ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار 25 : 216 ح 13.
3- انظر ما سنذكره عن ابن الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين ، الحديث الثاني.

كتبه ، وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي ( رحمه اللّه ) ، وقال لي : أجازني جميع كتبه لمّا سمعنا منه ببغداد (1).

والشيخ ( ت 460 ه- ) في الفهرست ، وقال : أخبرني بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد النعمان ، وأبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه ، وأبو الحسين جعفر بن الحسن ابن حسكه القمّي ، وأبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمراني كلّهم ، عنه (2).

وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في معالم العلماء (3).

وعدّه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في جملة الكتب الواصلة إليه (4) وأحد مصادر كتابه الوسائل (5) ، وكذا فعل المجلسي ( ت 1111 ه- ) (6) ، حيث جعل كتب الصدوق مشهورة شهرة الكتب الأربعة ، وأنّها داخلة تحت إجازته (7).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) - بعد أن نسبه إلى مؤلّفه ، وذكر أوّله - : وطبع معاني الأخبار مع علل الشرائع على الحجر بإيران 1301 وقبلها 1289 ، ونسخة خطّ الشيخ الحرّ في ( الرضويّة ) ، وحكى الشيخ عبد اللّه السماهيجي في حاشية نسخة من « معاني الأخبار » ، أنّ السيّد ابن طاووس ذكر في « الطرائف » أنّ فراغ مصنّفه عن نسخه كان في 331 ( إحدى وثلاثين وثلاثمائة ) ، وتلك النسخة كتبت لخزانة العالم الشيخ لطف اللّه ابن

ص: 317


1- رجال النجاشي : 389 [ 1049 ].
2- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].
3- معالم العلماء : 111 [ 764 ].
4- أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ].
5- الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.
6- البحار 1 : 6 ، الفصل الأوّل.
7- البحار 1 : 26 ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

الحاج علي ابن الحاج إسماعيل السماهيجي الأوالي ، وعليها حواشي للشيخ عبد اللّه السماهيجي ، رأيتها عند الشيخ أسد اللّه بن محمّد بن عيسى المعروف بالشيخ أسد حيدر ، أهداها أخيراً إلى مكتبة أمير المؤمنين ، وهي نسخة نفيسة كلّها بخطّ واحد (1).

وطبع الكتاب بتصحيح علي أكبر الغفاري على نسختين (2).

ص: 318


1- الذريعة 21 : 204 [ 4622 ].
2- معاني الأخبار : 6.
(30) كتاب : الأمالي الحديث :
اشارة

الأوّل : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدَّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن ابن العبّاس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدَّثنا حسن بن الحسين العرني ،

قال : حدَّثنا عمرو بن ثابت ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) المنبر فخطب ، واجتمع الناس إليه ، فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « يا معشر المؤمنين ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أوحى إليّ أنّي مقبوض ، وأنّ ابن عمّي علي مقتول ، وأنّي - أيّها الناس - أُخبركم خبراً ، إن عملتم به سلمتم ، وإن تركتموه هلكتم ، إنّ ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلّغ عنّي ، وهو إمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن تبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فاللّه أطعتم ، وإن عصيتموه فاللّه عصيتم ، وإن بايعتموه فاللّه بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل عليّ القرآن ، وهو الذي من خالفه ضلّ ، ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك.

أيّها الناس ، إسمعوا قولي ، واعرفوا حقّ نصيحتي ، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أُمرتم به من حفظهم ، فإنّهم حامّتي وقرابتي وإخوتي وأولادي ، وإنّكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني

ص: 319

فيهما ، إنّهم أهل بيتي ، فمن آذاهم آذاني ، ومن ظلمهم ظلمني ، ومن أذلّهم أذلّني ، ومن أعزّهم أعزّني ، ومن أكرمهم أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذّبني.

أيّها الناس ، اتقوا اللّه ، وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه ، فإنّي خصم لمن آذاهم ، ومن كنت خصمه خصمته ، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم » (1).

ورواه عماد الدين أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى بإسناده عن الصدوق (2) ، وقال : وبالإسناد - أي بالإسناد عن الصدوق - ، وذكر سنده إلى الصدوق في الحديث الأوّل من كتابه ، هكذا : حدَّثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادي الأُولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه وعلى ذرّيته ) ، قال : حدَّثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بابن المعلّم ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد ابن علي بن الحسين بن بابويه.

وسنده في الحديث العاشر والثالث عشر والثامن عشر من الجزء الأوّل ، هكذا : أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن في الريّ سنة عشر وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر

ص: 320


1- الأمالي : 121 ح 112 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 525 ح 282 مختصراً ، وغاية المرام 1 : 168 ح 9 ، باب (13) و 2 : 325 ح 8 ، باب (29) ، و 5 : 119 ح 11 ، باب (16) ، و 6 : 160 ح 7 ، باب 84 ، والبحار 38 : 94 ح 10.
2- بشارة المصطفى : 39 ح 26 ، الجزء الأوّل.

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رضي اللّه عنه ) ، وكذا أعاده في الحديث الثالث عشر ، وقال في الحديث الرابع عشر : بالإسناد عن أبي جعفر محمّد بن علي ( رحمه اللّه ) ، وسيأتي (1) ،

وكذا رواه عن الصدوق الحسن بن أبي طاهر الجاوابي ( أواخر القرن السادس ) في نور الهدى (2).

وزين الدين علي بن يوسف بن جبر ( القرن السابع ) في نهج الإيمان (3) ، وسيأتيان.

وروى القندوزي ( ت 1294 ه- ) في ينابيع المودّة جزءً منه ، وسيأتي أيضاً (4).

الثاني : حدَّثنا أبي ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : من آل محمّد؟ ... ، إلى آخر ما ذكرناه في معاني الأخبار (5).

الثالث : حدَّثنا محمّد بن علي ما جيلويه ، قال : حدَّثنا عمّي محمّد ابن أبي القاسم ، قال : حدَّثنا محمّد بن علي القرشي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن

ص: 321


1- انظر ما سنذكره في بشارة المصطفى ، الحديث الثاني.
2- انظر ما سنذكره في نور الهدى ، الحديث الثاني.
3- راجع ما سنذكره في نهج الإيمان الحديث الثاني.
4- ينابيع المودّة 1 : 112 ح 34 ، وسيأتي في حديث الثقلين عن مصادر أهل السنّة.
5- الأمالي : 312 ح 362 ، المجلس الثاني والأربعون ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 528 ح 293 ، وغاية المرام 2 : 359 ح 56 ، الباب (29) ، و 3 : 211 ح 32 ، الباب (2) ، آية التطهير ، و 4 : 301 ح 12 ، الباب ( 186 ) ، و 6 : 79 ح 24 ، الباب ( 72 ) ، والبحار 25 : 216 ، ح 13 ، ونور الثقلين 4 : 275 ح 103 ، وراجع ما أوردناه في معاني الأخبار ، الحديث السابع.

آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّ اللّه جلّ جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك ، واخدمي من رفضك ....

ثمّ قال ( عليه السلام ) : عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة ... ، ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جلّ جلاله ، فإنّه الحكم العدل ، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم ، فإنّه لابدّ سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي : كتاب اللّه وعترتي ، فانظروا أن لا تقولوا : أمّا كتاب اللّه فغيّرنا وحرّفنا ، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا ... » (1).

الرابع : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدَّثنا عبيد اللّه بن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ... ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين (2).

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت 730 ه- ) في فرائد السمطين عن الصدوق (3).

الخامس : حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمّي ( رحمه اللّه ) (4) ، قال : حدَّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي اللّه عنهما ) ، قالا : حدَّثنا محمّد

ص: 322


1- الأمالي : 353 ح 432 ، المجلس السابع والأربعون ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 529 ح 295 ، والبحار 38 : 99 ح 18 ..
2- الأمالي : 500 ح 686 ، المجلس الرابع والستّون ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 529 ح 297 ، وغاية المرام 2 : 333 ح 10 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 126 ح 54 ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الثاني عشر.
3- فرائد السمطين 2 : 144 ح 437 ، الباب (33) من السمط الثاني ، راجع ما ذكرناه في المتن والهامش من كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الثاني عشر.
4- هكذا يبدأ كلّ مجلس من مجالس الأمالي ب- : حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر ... ، وهذا الحديث هو بداية المجلس التاسع والسبعين.

ابن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية ( مَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (1).

فقالت العلماء : أراد اللّه عزّ وجلّ بذلك الأمّة كلّها.

فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : « لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد اللّه العترة الطاهرة ... » إلى آخر ما ذكرناه عن تحف العقول للحرّاني ( النصف الثاني من القرن الرابع ) (2).

ص: 323


1- فاطر : 32.
2- الأمالي : 615 ح 843 ، المجلس التاسع والسبعون ، وعنه في الوسائل 27 : 190 ح 34 ، وإثبات الهداة 1 : 530 ح 300 مختصراً ، وغاية المرام 2 : 326 ح 9 ، باب (29) ، و 3 : 195 ح 8 ، باب (2) ، في قوله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ ... ) مع بعض الاختلاف ، و 4 : 39 ح 2. باب ( 52 ) ، والبحار 25 : 220 ح 20. وراجع ما ذكرناه في تحف العقول مرسلا ، الحديث الثاني ، مع بعض الاختلاف.
كتاب الأمالي أو المجالس أو عرض المجالس :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله ، وسمّاه العرض على المجالس (1) ، والشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست ، وسمّاه ( كتاب الأمالي ) (2) ، وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم مرّة باسم ( العوض عن المجالس ) وأُخرى باسم ( الأمالي ) (3).

وذكره الحرّ ( ت 1104 ه- ) في الكتب التي وصلت إليه ، وقال : كتاب الأمالي ويسمّى المجالس (4) ، وعدّه من جملة مصادر الوسائل (5) ، وكذا فعل المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار ، وقال : ولقد يسّر اللّه لنا منها (6) كتباً عتيقة مصحّحه : ككتاب الأمالي ، فإنّا وجدنا منه نسخة مصحّحة معرّبة مكتوبة في قريب من عصر المؤلّف ، وكان مقرؤاً على كثير من المشائخ وكان عليه إجازتهم (7).

وقال صاحب الذريعة ( ت 1389 ه- ) : طبع بطهران سنة 1300 وهو في سبعة وتسعين مجلساً ، ثمّ قال : والسند العالي إلى هذا الكتاب كما رأيته في صدر نسخة السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي ، هكذا : حدّثني الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد ابن العبّاس بن الفاخر الدوريستي ، عن جدّه محمّد بن موسى ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن أحمد ، عن مؤلّفه الشيخ الصدوق ،

ص: 324


1- رجال النجاشي : 389 [ 1049 ].
2- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].
3- معالم العلماء : 111 [ 764 ].
4- أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ].
5- الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة.
6- أي : كتب الصدوق.
7- البحار 1 : 26 ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

والشيخ عبد اللّه - هذا - ممّن أدرك أوائل المائة السابعة ، كما في عنوان دوريست في معجم البلدان ، قال : « إنّه توفّي بعد الستمائة بيسير » فروايته عن الصدوق المتوفّى سنة 381 بثلاث وسائط ، سند عالي ، كما لا يخفى ، والنسخة العتيقة منه بخطّ الشيخ الجليل المعروف بابن السكون ، وهو علي ابن محمّد بن محمّد بن علي بن السكون ، رأيتها في المشهد الرضويّ عند المحدّث الشيخ عبّاس القمّي ، تاريخ كتابتها يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجّة سنة 563 ، ثمّ ذكر نسخة أُخرى له بخطّ الحرّ العاملي (1).

وقال في موضع آخر : وأُخرى في النجف ( البروجردي ) وهي إلى المجلس الثالث والتسعين ، وهي مستنسخة عن نسخة خطّ الشيخ أبي مسعود عبد الجبّار بن علي بن منصور النقّاش الرازي ، الذي فرغ من كتابتها في يوم الاثنين 5 ذي القعدة 507 ، ثمّ ذكر لفظ الإجازة على ظهرها وتأريخها (2).

ولكتاب الآمالي هذا خمسة أسانيد وعدّة نسخ مخطوطة ، وقد طبع أخيراً طبعة محقّقة من قبل مؤسّسة البعثة - قم المقدّسة (3).

ص: 325


1- الذريعة 2 : 315 [ 1251 ].
2- الذريعة 19 : 354.
3- راجع ترجمة المؤلّف في أوّل كتاب الأمالي المطبوع : 41 ، تحقيق : قسم الدراسات الإسلاميّة ، مؤسّسة البعثة - قم المقدّسة.

ص: 326

(31) كتاب : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )
الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أحمد (1) بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدَّثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ... ، إلى أخر ما ذكرناه في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند والمتن (2).

ورواه عن ابن بابويه الطبرسي ( ت 548 ه- ) في إعلام الورى ، كما ذكرنا ذلك سابقاً (3).

الثاني : حدّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس تغلب يسأل عن معنى قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، لم سمّيا بالثقلين؟

قال : لأنّ التمسّك بهما ثقيل (4).

ص: 327


1- في كمال الدين ( محمّد ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 60 ح 25 ، باب (6) : النصوص على الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثنى عشر ( عليهم السلام ) ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 475 ح 125 ، والبرهان 1 : 10 ح 3 ، وغاية المرام 2 : 360 ح 58 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 147 ح 110 ، و 25 : 215 ح 10 ، و 36 : 373 ح 1 ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرين ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس.
3- إعلام الورى 2 : 180 ، الفصل الثاني ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرين ، الهامش [ 2 ].
4- 4 - عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 60 ح 26 ، باب (6) : النصوص على الرضا ( عليه السلام ) ،وعنه في البحار 23 : 131 ح 65.

ولقد أوردنا هذا الحديث في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند ، مع زيادة في المتن (1).

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت 730 ه- ) في فرائد السمطين عن الصدوق (2).

الثالث : حدَّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي اللّه عنهما ) ، قالا : حدَّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ... ، إلى آخر ما ذكرناه عن تحف العقول مرسلا ، وأمالي الصدوق مسنداً (3).

الرابع : وبهذا الإسناد (4) ، قال : « قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (5).

ص: 328


1- راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الحادي عشر ، ومعاني الأخبار ، الحديث الرابع.
2- فرائد السمطين 2 : 145 ح 439 ، الباب (33) من السمط الثاني ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الحادي عشر ، الهامش [ 4 ].
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 207 ح 1 ، باب (23) : ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام ) مع المأمون في الفرق بين العترة والأُمّة ، وعنه في الوسائل 27 : 190 ح 34 ، وعمدة النظر : 55 ، وغاية المرام 6 : 260 ح 7 ، باب [ 100 ] ، والبحار 25 : 220 ح 20 ، ونور الثقلين 4 : 271 ح 85 ، وراجع ما ذكرنا في تحف العقول : الحديث الثاني ، وأمالي الصدوق : الحديث الخامس.
4- أي سند الرضا ( عليه السلام ) إلى آبائه ( عليهم السلام ).
5- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 34 ح 40 ، الباب (31) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من الأخبار المجموعة.

وذكر سنده إلى الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، هكذا : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن علي ابن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوري ، قال : حدَّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة ، قال : حدَّثني أبي في سنة ستّين ومأتين ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدَّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوري ، قال : حدَّثنا جعفر ابن محمّد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد اللّه الهروي الشيباني ، عن الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ).

وحدَّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفرّاء ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ).

قال : حدَّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدَّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدَّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدَّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدَّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « قال : رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) (1) ... ».

ومرّ مثله في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) (2) ، ومسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) (3).

ص: 329


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 28 ح 4 ، الباب (31) ، وعنه بسنده عن داود بن سليمان الفرّاء في غاية المرام 2 : 366 ح 79 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 144 ح 101 و 92 : 13 ح 2.
2- صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 59 ح 83 ، وفيه : « كأنّي دعيت فأجبت » ، وراجع ما ذكرناه في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ).
3- راجع ما أوردناه عن مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بسند داود بن سليمان الفرّاء.

الخامس : وبإسناده (1) عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

وذكر سنده هنا ، هكذا : حدَّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سليم بن البراء الجعابي ، قال : حدَّثني أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن العبّاس الرازي التميمي ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ... ، إلى آخر السند عن آبائه ( عليهم السلام ) (3).

وقد مرّ الحديث عن كمال الدين للصدوق (4).

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت 730 ه- ) في فرائد السمطين عن الصدوق (5).

كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) :

نسبه إليه الشيخ ( ت 460 ه- ) في الفهرست (6) ، وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم (7).

ص: 330


1- أي بإسناد الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 68 ح 259 ، الباب (31) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من الأخبار المجموعة.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 63 ح 214 ، الباب (31) ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 485 ح 154 ، وغاية المرام 2 : 363 ح 80 ، الباب (29) ، والبحار 23 : 145 ح 105.
4- راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث التاسع عشر ، وفيه : حدَّثني محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني الحسن بن عبد اللّه بن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ... الخ ، وفيه أيضاً : « وعترتي أهل بيتي ».
5- راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث التاسع عشر ، والهامش رقم [ 4 ].
6- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].
7- معالم العلماء : 111 [ 714 ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 376.

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في ضمن مؤلّفات الصدوق التي وصلت إليه (1) ، وجعله من جملة مصادر الوسائل (2).

وذكره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في أوّل مصادر البحار (3) ، وقال في توثيقه : إعلم أنَّ أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها ، ككتب الصدوق ... ، وكذا كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) فإنّا صحّحنا الجزء الأوّل منه من كتاب مصحّح كان يقال : إنّه بخطّ مصنّفه ( رحمه اللّه ) ، وظنّي أنّه لم يكن بخطّه ، ولكن كان عليه خطّه وتصحيحه (4).

وقال صاحب الذريعة ( ت 1389 ه- ) : ( عيون أخبار الرضا ) في أحوال الإمام الرضا ( عليه السلام ) في 139 باباً ، وقد طبع بإيران مكرّراً ، منه في 1275 و 1317 (5).

ص: 331


1- أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ].
2- الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.
3- البحار 1 : 6 ، الفصل الأوّل.
4- البحار 1 : 26 ، الفصل الثاني : توثيق المصادر.
5- الذريعة 15 : 375 [ 2367 ].

ص: 332

(32) كتاب : الخصال الحديث :
اشارة

الأوّل : حدَّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري ، قال : أخبرنا محمّد بن حمدان القشيري ، قال : أخبرنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد اللّه بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ... ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند والمتن (1).

الثاني والثالث : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ويعقوب بن يزيد جميعاً ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد اللّه ابن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ونحن معه ، أقبل حتّى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودي بالصلاة ، فصلّى بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم ، فقال لهم : « إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّي ميّت وأنّكم ميّتون ، وكأنّي قد دعيت فأجبت ، وأنّي مسؤول عمّا أُرسلت به إليكم ، وعمّا

ص: 333


1- الخصال : 65 ح 97 ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي ، ألا وإنّهما ... » ، وعنه في البحار 23 : 131 ح 1. وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث العاشر ، ومعاني الأخبار ، الحديث الثاني.

خلّفت فيكم من كتاب اللّه وحجّته ، وأنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربّكم؟

قالوا : نقول : قد بلّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك اللّه عنّا أفضل الجزاء.

ثمّ قال لهم : « ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّي رسول اللّه إليكم ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ؟ ».

فقالوا : نشهد بذلك ،

قال : « أللهمّ اشهد على ما يقولون ، ألا وإنّي أُشهدكم أنّي أشهد أنّ اللّه مولاي ، وأنا مولى كلّ مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به؟ ».

فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك.

فقال : « ألا من كنت مولاه ، فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا » ، ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتّى بدت آباطهما ، ثمّ قال : « اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ، حوضي غداً ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضّة عدد نجوم السماء ، ألا وإنّي سائلكم غداً ماذا صنعتم في ما أشهدت اللّه به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليّ حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني؟ ».

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول اللّه؟

قال : « أمّا الثقل الأكبر فكتاب اللّه عزّ وجلّ ، سبب ممدود من اللّه ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد اللّه والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو

ص: 334

علي بن أبي طالب وعترته ( عليهم السلام ) ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : « صدق أبو الطفيل ( رحمه اللّه ) ، هذا الكلام وجدناه في كتاب علي ( عليه السلام ) وعرفناه ».

وحدَّثنا أبي ( رضي اللّه عنه ) ، قال ، حدَّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد ابن أبي عمير.

وحدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد اللّه بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير.

وحدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد اللّه بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء.

قال مصنّف هذا الكتاب (1) - أدام اللّه عزّه - : الأخبار في هذا المعنى كثيرة ، وقد أخرجتها في كتاب المعرفة في الفضائل (2).

كتاب الخصال :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (3) ، وكذا الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست (4) ، وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) عند ذكره

ص: 335


1- يعني نفسه. أبا جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي ( الصدوق ).
2- الخصال : 65 ح 98 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 532 ح 310 باختصار ، والبحار 37 : 121 ح 15 ، باب ( 52 ) : في أخبار الغدير.
3- رجال النجاشي : 389 [ 1049 ].
4- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].

لكتب الصدوق التي وصلت إليه (1) ، وجعله أحد مصادر كتابه الوسائل (2) ، وذكره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادره (3) ، وقد ذكرنا كلامه بخصوص كتب الصدوق في ما تقدّم.

وقال أيضاً : وكذا كتاب الخصال عرضناه على نسختين قديمتين ، كان على إحداهما إجازة الشيخ مقداد (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : ( الخصال ) في الأخلاق للشيخ الصدوق ، أوّله ( الحمد لله الذي توحّد بالوحدانيّة ) ، ثمّ قال : وابتدأ بباب الواحد ، ثمّ الاثنين ، ثمّ الثلاثة ، وهكذا إلى باب الخصال الأربعمائة ، وطبع بطهران في ( 1302 ) (5).

ص: 336


1- أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ].
2- الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.
3- البحار 1 : 6 ، الفصل الأوّل.
4- البحار 1 : 26 ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.
5- الذريعة 7 : 162 [ 876 ].
(33) كتاب : التوحيد الحديث :
اشارة

قال مصنّف هذا الكتاب ( رضي اللّه عنه ) : معنى قوله : نحن المثاني ، أي : نحن الذين قرننا النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى القرآن ، وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر أُمّته بأن لا نفترق حتّى نرد عليه حوضه (1).

أقول : من الواضح أنّه يشير إلى حديث الثقلين.

كتاب التوحيد :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (2) ، والشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست (3).

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في ضمن الكتب التي وصلت إليه (4) ، وعدّه أحد مصادر كتاب الوسائل (5).

ص: 337


1- التوحيد : 145 ح 6 ، باب (12) : تفسير قول اللّه عزّ وجلّ ( كُلُّ شَيء هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) ، وعنه المازندراني ( 1081 ه- ) في شرح أُصول الكافي 4 : 220.
2- رجال النجاشي : 389 [ 1049 ].
3- فهرست الطوسي : 442 [ 710 ].
4- أمل الآمل 2 : 283 [ 845 ].
5- الوسائل 30 : 154 الفائدة الرابعة ، مصادر الكتاب.

وكذا المجلسي ( ت 1111 ه- ) عدّه من مصادر كتابه (1) ، وقد نقلنا عبارته بخصوص كتب الصدوق سابقاً.

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : طبع بإيران في ( 1285 ) ، وطبع ثانياً في بمبئي ( 1321 ) ، وله شروح كثيرة ... (2).

ص: 338


1- البحار 1 : 6 ، الفصل الأوّل.
2- الذريعة 4 : 482 [ 2154 ].
(34) كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) لأبي القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي ( أواخر القرن الرابع )
الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه الجوهري ، قال : حدَّثنا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم ، قال : حدَّثنا الطيالسي أبو الند ، عن أبي الزياد عبد اللّه بن ذكوان ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : ...

وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه عزّ وجلّ ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » - ثلاث مرات - ، فقلت لأبي هريرة : فمن أهل بيته نساؤه؟

قال : لا ، أهل بيته صلبه وعصبته ، وهم الأئمّة الاثنا عشر الذين ذكرهم اللّه في قوله : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (1).

ص: 339


1- كفاية الأثر : 86 ، ما روي عن أبي هريرة. وهذا الحديث مشهور عن زيد بن أرقم ، ما عدى شطره الأخير من ذكر الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، وسيأتي البحث حوله مفصّلا. وعنه في إثبات الهداة 1 : 581 ح 507 والبرهان 4 : 140 ح 10 ، ولكنّه رواه عن ابن بابويه ، والظاهر أنّه اشتباه ، وستأتي الإشارة إليه في الحديث الثاني ، والبحار 36 : 315 ح 161.

الثاني : حدَّثنا علي بن الحسن بن محمّد بن مندة ، قال : حدَّثنا هارون بن موسى ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا أبو الحسين محمّد بن منصور الهاشمي ، قال : حدَّثني أبو موسى عيسى بن أحمد ، قال : حدَّثنا أبو ثابت المدني ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن هشام بن سعيد ، عن عيسى بن عبد اللّه بن مالك ، عن عمر بن الخطّاب ، قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، يقول : « أيّها الناس ، إنّي فرط لكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً عرضه ما بين صنعا إلى بصرى ، فيه قدحان عدد النجوم من فضّة ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب اللّه ، طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت : يا رسول اللّه ، من عترتك؟

قال : « أهل بيتي من ولد علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، وتسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار ، هم عترتي من لحمي ودمي » (1).

الثالث : حدَّثنا محمّد بن وهنا بن محمّد بن البصري ، قال : حدَّثنا محمّد بن عمر الجعالي (2) ، قال : حدَّثني إسماعيل بن محمّد بن شيبة القاضي البصري ، قال : حدَّثني محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدَّثني يحيى بن خلف الراسي ، عن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا يريد (3) بن الحسن ، عن معاوية الخربوذ (4) ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ،

ص: 340


1- كفاية الأثر : 91 ، ما روي عن عمر بن الخطّاب ، وعنه في إثبات الهداة 2 : 525 ح 511 ، وأورد الشطر الأخير منه فقط ، والبرهان 1 : 9 ح 2 ، وغاية المرام 2 : 322 ح 3 ، الباب (29) ، ونسبه في الاثنين إلى ابن بابويه ، وكأنّه ظنّ أنّ كتاب كفاية الأثر له ، لا للخزّاز ، والبحار 36 : 317 ح 165.
2- الظاهر أنّه الجعابي.
3- الظاهر أنّه خطأ مطبعي ، والصحيح ( يزيد ).
4- الصحيح معاوية بن خربوذ.

قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول على منبره : « معاشر الناس ، إنّي فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحاناً من فضّة ، وأنا سائلكم حين ترودن عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لن تضلّوا ، ولا تبدّلوا في عترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أنتظر من يرد عليّ منكم ، وسوف تأخّر أُناس دوني ، فأقول : يا ربّ ، منّي ومن أُمّتي ، فيقال : يا محمّد ، هل شعرت بما عملوا؟ إنّهم ما برحوا بعدك على أعقابهم ».

ثمّ قال : « أُوصيكم في عترتي خيراً » ثلاثاً ، أو قال : « في أهل بيتي » ، فقام إليه سلمان ، فقال : يا رسول اللّه ، ألا تخبرني عن الأئمّة بعدك؟ أما هم من عترتك؟

فقال : « نعم ، الأئمّة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم اللّه علمي وفهمي ، فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، واتّبعوهم فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم » (1).

الرابع : أخبرنا محمّد بن عبد اللّه ، قال : حدَّثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير ، قال : حدَّثني أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمر بن مسلم

ص: 341


1- كفاية الأثر : 127 ، ما جاء عن حذيفة بن أسيد. وسؤال سلمان لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) عن الأئمّة له طريقان آخران عن حذيفة بن أسيد وآخر عن عمران بن حصين ، وفيه : أُوصيكم في عترتي خيراً ، ذكرها في كفاية الأثر بعد هذا الحديث مباشرة ، ومن الواضح أنّ سؤال سلمان في هذه الأحاديث هو جزء من هذا الحديث الطويل بخصوص الثقلين ، وعنه في إثبات الهداة 2 : 533 ح 529، وأورد الشطر الأخير منه ، والبرهان 1 : 10 ح 4 ، وغاية المرام 2 : 321 ح 1 ، الباب (29) ، ونسبه إلى ابن بابويه أيضاً كما نبّهنا سابقاً ، والبحار 26 : 328 ح 185.

ابن لاحق اللاحفي (1) بالبصرة في سنة عشر وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا محمّد ابن عمارة السكري ، عن إبراهيم بن عاصم ، عن عبد اللّه بن هارون الكرسحي (2) ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد بن سلامة ، عن حذيفة اليمان ، قال : صلّى بنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا ، فقال : « معاشر أصحابي ، أُوصيكم بتقوى اللّه والعمل بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم ، ومن أنجح (3) وتركها حلّت به الندامة ، فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأنّي أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، ومن تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ومن تخلّف عنهم كان من الهالكين ».

فقلت : يا رسول اللّه ، على ما تخلفنا؟

قال : « على من خلف موسى بن عمران قومه؟ ».

قلت : على وصيّه يوشع بن نون ، قال : « فإنّ وصيّ وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ».

قلت : يا رسول اللّه ، فكم يكون الأئمّة من بعدك؟

قال : « عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم اللّه علمي وفهمي ، خزّان علم اللّه ومعادن وحيه » ، قلت : يا رسول اللّه ، فما لأولاد الحسن؟

ص: 342


1- قد يكون ( اللاحقي ) كما في إثبات الهداة.
2- الظاهر أنّه ( الكرخي ) كما في غاية المرام.
3- الظاهر أنّ هنا تصحيف أو تأخير وتقديم ، وفي غاية المرام هكذا : فمن عمل بها فاز ونجح وغنم.

قال : إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين ، وذلك قوله تعالى : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) .

قلت : أفلا تسمّيهم لي يا رسول اللّه؟

قال : بلى ، إنّه لما عُرج بي إلى السماء ، ونظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوباً بالنور : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، أيّدته بعليّ ونصرته به ، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ، ورأيت في ثلاثة مواضع عليّاً عليّاً عليّاً ومحمّداً محمّداً وموسى وجعفراً والحسن والحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّيّ ، فقلت : يا ربّ ، من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟ قال : يا محمّد ، إنّهم هم الأوصياء والأئمّة بعدك ، خلقتُهم من طينتك ، فطوبى لمن أحبّهم والويل لمن أبغضهم ، فبهم أُنزل الغيث وبهم أُثيب وأُعاقب .. ».

ثمّ رفع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يده إلى السماء ودعا بدعوات ، فسمعته في ما يقول : « اللّهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ، وفي زرعي وزرع زرعي » (1).

الخامس : حدَّثني علي بن الحسين بن محمّد ، قال : حدَّثنا عتبة بن عبد اللّه الحمّصي بمكّة قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا موسى القطقطاني ، قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف ، قال : حدَّثنا حسين بن زيد بن علي ، قال : حدَّثنا عبد اللّه بن حسين بن حسن ، عن أبيه ، عن الحسن ( عليه السلام ) ، قال : « خطب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً ، فقال بعدما حمد اللّه وأثنى عليه : معاشر الناس ، كأنّي أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فتعلّموا منهم

ص: 343


1- كفاية الأثر : 136 ، ما جاء عن حذيفة بن اليمان ، وعنه في إثبات الهداة 2 : 535 ح 534 ، وغاية المرام 2 : 236 ح 99 ، باب (29) ، و 2 : 321 ح 2 ، الباب (29) ، ولكنّه نسبه إلى ابن بابويه كعادته ، والبحار 36 : 331 ح 191.

ولا تعلّموهم ، فإنّهم أعلم منكم ، لا يخلو الأرض منهم ، ولو خلت إذاً لساخت بأهلها ... » الحديث (1).

السادس : قال : وكقوله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (2).

السابع : حدَّثنا أحمد بن إسماعيل ، قال : حدَّثنا محمّد بن همام ، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن موسى بن مسلم ، عن مسعدة ، قال : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متّكئاً على عصاه ، فسلّم فردّ أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) الجواب ، ثمّ قال : يا ابن رسول اللّه ، ناولني يدك أُقبّلها ، فأعطاه يده فقبّلها ثمّ بكى ، فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « ما يبكيك يا شيخ؟ ».

قال : جُعِلت فداك ، أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول : هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبرت سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي ولا أرى ما أُحبّ ، أراكم معتلّين مشرّدين ، وأرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة ، فكيف لا أبكي ، فدمعت عينا أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : « يا شيخ ، إن أبقاك اللّه حتّى تر قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى ، وإن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ونحن ثقله ، فقال ( عليه السلام ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ».

فقال الشيخ : لا أُبالي بعدما سمعت هذا الخبر.

قال : « يا شيخ ، إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج

ص: 344


1- كفاية الأثر : 162 ، ماروي عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ). والحديث طويل فيه تعداد الأئمّة ( عليهم السلام ) من ولد الحسين بأسمائهم وصفاتهم ، اخترنا موضع الحاجة منه ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 591 ح 544 باختصار ، وغاية المرام 1 : 115 ح 16، باب (11) ، و 2 : 324 ح 7 ، باب (29) ، و 3 : 9 ح 11 ، باب (31) ، والبحار 36 : 338 ح 201.
2- كفاية الأثر : 210.

من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب محمّد ، ومحمّد يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى ( عليه السلام ) - ، وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهّرون ... » الحديث (1).

أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : علي بن محمّد بن علي الخزّاز ، ثقة من أصحابنا ( أبو القاسم ) ، وكان فقيهاً وجهاً ، له كتاب الإيضاح من أُصول الدين على مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) (2).

ولكن الطوسي ( ت 460 ه- ) ذكر في رجاله أنّ أباه أحمد ، وقال : علي بن أحمد بن علي الخزّاز ، نزيل الريّ ، يكنّى ( أبا الحسن ) ، متكلّم جليل (3) ، وفي الفهرست ، قال : علي الخزّاز الرازي متكلّم جليل له كتب في الكلام ، وله أُنس بالفقه ، وكان مقيماً بالريّ وبها مات ( رحمه اللّه ) (4).

وذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) مرّة بعنوان : علي بن الخزّاز ، متكلّم جليل ، له كتب في الكلام ، وله أُنس بالفقه ، كان مقيماً بالريّ وبها مات (5) ، ومرّة بعنوان : علي بن محمّد بن علي الخزّاز ... ، يكنّى أبا القاسم ، كان ثقة من أصحابنا فقيهاً وجيهاً (6) ، وكذا في إيضاح الاشتباه : علي بن محمّد بن علي الخزّاز (7) ، وكأنّه جعله اثنان.

ص: 345


1- كفاية الأثر : 264 ، ما جاء عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 603 ح 586 ، وأورده من حديث الثقلين إلى آخره ، وغاية المرام 2 : 323 ح 6 ، ونسبه إلى ابن بابويه كعادته ، والبحار 36 : 408 ح 17.
2- رجال النجاشي : 268 [ 700 ].
3- رجال الطوسي : 430 [ 6172 ] ، من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ).
4- فهرست الطوسي : 290 [ 433 ].
5- خلاصة الأقوال : 180 [ 535 ].
6- خلاصة الأقوال : 188 [ 564 ].
7- إيضاح الاشتباه : 222 [ 407 ].

وقال ابن داود ( ت 707 ه- ) : علي بن محمّد بن علي الخزّاز ... ، أبو القاسم [ جش [ ثقة ، كان من أصحابنا وجيهاً (1).

كفاية الأثر :

قال ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) - بعد أن عنونه ب- ( علي بن محمّد ابن علي الخزّاز القمّي ) - من كتبه : كتاب الأحكام الشرعيّة على مذهب الإماميّة ، الإيضاح في الاعتقاد ، الكفاية في النصوص (2).

وقال البهبهاني ( ت 1205 ه- ) في التعليقه - بعد أن ذكر ما قاله ابن شهرآشوب - : قد رأيت هذا الكتاب - أعني الكفاية - كتاباً مبسوطاً جيّداً في غاية الجودة ، جميعه نصوص عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) وعن غيره أيضاً على أنّ الأئمّة اثنا عشر ، وفيه بعض تحقيقاته ، يظهر منه كونه في غاية الفضل ، ويظهر من ذلك الكتاب كونه من تلامذة الصدوق وأبي المفضّل الشيباني ومن في طبقتهما ( رضي اللّه عنهم ).

ونقل عن خالي العلاّمة (3) نسبة هذا الكتاب إلى المفيد ، وعن غيره (4) إلى الصدوق ، ونسبا إلى الوهم ; لما ذكره ابن شهرآشوب ، والسيّد الجليل عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري ، والعلاّمة في إجازته لأولاد

ص: 346


1- رجال ابن داود : 141 [ 1078 ] ، القسم الأوّل. وانظر : الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 256 [ 1205 ] و 265 [ 1282 ] ، معجم الثقات : 86 [ 579 ] ، منهج المقال : 225 و 238، في المتن والحاشية ، نقد الرجال 3 : 228 [ 3501 ] و 298 [ 3690 ] ، تنقيح المقال 2 : 265 و 267 و 307 ، قاموس الرجال 7 : 360 [ 5021 ] و 566 [ 5313 ].
2- معالم العلماء : 71 [ 478 ].
3- العلاّمة المجلسي ، ولكن الظاهر أنّ النقل غير صحيح ، كما سيأتي من قول المجلسي في البحار.
4- الظاهر أنّه البحراني ، كما نبّهنا سابقاً عند ذكر الروايات.

زهرة ، والشيخ الحرّ في وسائل الشيعة ، فإنّهم أيضاً صرّحوا بكونه لهذا الجليل ... (1).

وعدّه الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الكتب المعتمدة عنده ، وقال : كتاب الكفاية في النصوص على عدد الأئمّة ( عليهم السلام ) للشيخ الثقة الصدوق علي بن محمّد الخزّاز القمّي (2) ، وذكر طريقه إليه (3).

وذكره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادره ، وقال : كتاب كفاية الأثر في النصوص على الأئمّة الاثني عشر للشيخ السعيد علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي (4).

وقال في توثيقه : وكتاب الكفاية كتاب شريف ، لم يؤلّف مثله في الإمامة ، وهذا الكتاب ومؤلّفه مذكوران في إجازة العلاّمة ، وغيرها ، وتأليفه أوّل دليل على فضله وثقته وديانته ... ، ثمّ ذكر توثيق العلاّمة في الخلاصة ، وابن شهرآشوب في المعالم (5).

وهناك نسخ عديدة للكتاب منها في مكتبة العلاّمة المحدّث الأرموي ، فرغ من نسخها سنة 931 ه- ونسخت على نسخة تاريخها 404 ه- ، ونسخة أُخرى ذكر السيّد العلاّمة محسن الأمين في كتابه ( معادن الجواهر ) أنّه وجدها في جبل عامل ، قد فرغ من نسخها سنه 584 ه- ، وعليها إجازة بخطّ شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمّي ، وهو يروي الكتاب عن السيّد العالم فخر الدين محمّد بن سرايا الحسني الجرجاني ،

ص: 347


1- منهج المقال : 238 ، الحاشية.
2- خاتمة الوسائل 30 : 156 [ 29 ].
3- خاتمة الوسائل 30 : 179 ، الطريق الواحد والعشرون.
4- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب.
5- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر.

عن الشيخ الفقيه علي بن علي بن عبد الصمد التميمي ، عن أبيه ، عن السيّد العالم أبي البركات الحوري عن المصنّف ( رحمه اللّه ).

وعلى النسخة خطوط بالإجازة والقراءة متتابعة التواريخ (1).

ص: 348


1- معادن الجواهر 2 : 207 الباب السادس : في أُمور متفرّقة. وانظر أيضاً : مقدّمة كتاب كفاية الأثر ، ورياض العلماء 4 : 226.

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة ) القرن الخامس الهجري

اشارة

ص: 349

ص: 350

(35) مقتضب الأثر لأحمد بن عيّاش الجوهري ( ت 401 ه- )
الحديث :

الحمد لله المبتدي خلقه بالنعم ، وإيجادهم بعد العدم ، والمصطفي منهم من شاء في الأُمم ، حججاً على سائر الأُمم ، وبمحمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ختم ، وبالأئمّة من بعده النعمة أتمّ ... ، وقال : ( بَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ) ثمّ قرنهم رسول اللّه بكتاب ربّه ، جعلهم قرناءه ، وعليه أُمناءه ، فقال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فجعل حكمهما في الطاعة وفي الاقتداء بهما واحد (1).

أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهري ( ت 401 ه- ) :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن ابن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري ، أبو عبد اللّه ، وأُمّه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف.

ص: 351


1- مقتضب الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر : 287 ، مقدّمة الكتاب ضمن مجلّة علوم الحديث ( العدد التاسع ).

كان سمع الحديث وأكثر ، واضطرب في آخر عمره ، وكان جدّه وأبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد والقاضي أبي عمر.

ثمّ قال - بعد أن ذكر كتبه - : رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقاً لي ولوالدي ، وسمعت منه شيئاً كثيراً ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه ، فلم أرو عنه شيئاً وتجنّبته ، وكان من أهل العلم والأدب القويّ ، وطيّب الشعر ، وحسن الخطّ ، رحمه اللّه وسامحه ، ومات سنة إحدى وأربعمائة (1).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : كان سمع الحديث وأكثر ، واختلّ في آخر عمره ، وكان جدّه وأبوه وجيهين ببغداد ، وأُمّه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف (2).

وذكره في رجاله في من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وقال : أحمد بن محمّد بن عيّاش ، يكنّى أبا عبد اللّه ، كثير الرواية إلاّ أنّه اختلّ في آخر عمره ، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا ، مات سنة إحدى وأربعمائة (3).

ووصفه ابن شاذان ( القرن الخامس ) بالحافظ في عدّة مواضع من كتابه المائة منقبة (4).

وسكت عنه ابن شهرآشوب ( ت 88 ه- ) في معالمه ، واكتفى بعدّ كتبه ، وذكر اسمه ، هكذا : أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه بن سليمان ، أبو عبد اللّه الجوهري (5).

وذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة في القسم الثاني المخصّص

ص: 352


1- رجال النجاشي : 85 [ 207 ].
2- فهرست الطوسي : 78 [ 99 ].
3- رجال الطوسي : 413 [ 5983 ].
4- مائة منقبة : 64 ، المنقبة 17 و 30 و 82.
5- معالم العلماء : 20 [ 90 ].

للضعاف بمثل ما ذكره النجاشي والطوسي ، ونقل كلام النجاشي الأخير (1) ، ومثله فعل ابن داود ( ت 707 ه- ) (2).

وعدّه في الحاوي من الضعاف (3) ).

وفي الوجيزة للمجلسي ( ت 1111 ه- ) : ضعيف ، وفيه مدح (4) ، وقال في البحار عند ذكره لكتابه المقتضب : ذكره الشيخ والنجاشي في فهرستيهما ، وعدّا هذا الكتاب من كتبه ، ومدحاه بكثرة الرواية ، لكن نسبا إليه أنّه خلط في آخر عمره ، وذكره ابن شهرآشوب وعدّ مؤلّفاته ، ولم يقدح فيه بشيء (5).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن نقل ما أوردناه آنفاً - : قلت : بعد إحراز كونه إماميّاً كما تكشف عنه كتبه وورود المدح فيه ، كان مقتضى القاعدة عدّ حديثه من الحسن لا الضعيف سيّما إن أُريد بالاختلال في آخر عمره خلل في عقله دون مذهبه ، وترحّم النجاشي عليه مؤيّد لحسنه ، كما لا زال يستشهد بنحو ذلك الوحيد لحسن الرجل ، وإن أُريد بالاختلال اختلال مذهبه كما يومي إليه قول النجاشي بعد الترحّم وسامحه ، وقوله قبل ذلك اضطرب في آخر عمره ، فإنّ ذلك لا يراد به على الظاهر اختلال العقل ، نقول : لا مانع من الأخذ برواياته التي رواها في حال استقامته واعتداله ولكن تجنّب النجاشي من الرواية عنه احتياطاً أوجب تضعيفهم

ص: 353


1- خلاصة الأقوال : 322 [ 1265 ] ، القسم الثاني ، وانظر : إيضاح الاشتباه : 102 [ 65 ].
2- رجال ابن داود : 229 [ 41 ] ، القسم الثاني ، وانظر : مجمع الرجال 1 : 152 ، نقد الرجال 1 : 163 [ 326 ] ، منتهى المقال 1 : 330 [ 237 ] ، جامع الرواة 1 : 68 ، الكنى والألقاب 1 : 369 ، معجم رجال الحديث 3 : 77.
3- حاوي الأقوال 3 : 393 [ 1273 ].
4- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 154 [ 129 ].
5- البحار 1 : 37 ، توثيق المصادر.

للرجل واتّباعهم إيّاه ، وهو كما ترى (1).

وعلّق التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس : هذا ، وأحسن النجاشي في تجنّبه عن الرواية عنه ، وقد روى الشيخ في مصباحه عنه في أدعية شهر رجب دعاء ( اللّهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ) وهو دعاء مختلّ الألفاظ والمعاني ، وفيه فقرة منكرة ( لا فرق بينك وبينها إلاّ أنّهم عبادك ) (2).

أقول : اختلال الألفاظ والمعاني لا نسلّم به ، وهذه الفقرة ظاهرة التصحيف وهم أعلم بمعناها ، وقد يكون ما قاله النجاشي من الاضطراب والطوسي من الاختلال يشير إلى مثل هذا ، فالناظر في كلام النجاشي والطوسي يرى كلامهما واحداً ، إلاّ في كلمتي ( اضطرب ) و ( اختلّ ) فكأنّ مرادهما واحد ، وعليه فلا يراد منهما الطعن في مذهبه ، بل الأقرب تضعيفه من جهة الضبط وهو في آخر عمره.

أمّا تجنّب النجاشي الرواية عنه ، فإنّه لم يلتزم به في عدّة موارد كما سيأتي عن العلاّمة الطهراني ، فالظاهر أنَّه كان منه مراعاة للشيوخ الذين ضعّفوه كما نقل ، وإن لم يرتضه هو كلّ الرضا ، وإلاّ لما روى عنه في هذه الموارد العديدة.

قال صاحب الرياض ( ت حدود 1130 ه- ) : من فضلاء الشيعة الإماميّة ورئيسهم (3).

وقال الخوانساري ( ت 1313 ه- ) - بعد أن عنون له بالحافظ الفقيه المشهور - : يروي عنه في البحار كثيراً ، وهو من جملة المعتمدين من الأصحاب ( رضوان اللّه عليهم أجمعين ) (4).

ص: 354


1- تنقيح المقال 1 : 88 [ 517 ].
2- قاموس الرجال 1 : 622 [ 561 ].
3- رياض العلماء 6 : 31.
4- روضات الجنّات 1 : 60 [ 12 ].

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الطبقات : ذكره النجاشي ، وقال : كان صديقاً لي ولوالدي وسمعت منه شيئاً كثيراً ، وذكر أنَّه لا يروي عنه ، لكن ينقل عنه كثيراً ، منها في ترجمة رومي بن زرارة ، قال : له كتاب رواه ابن عيّاش ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن زياد التستري (1) ، ومنها في ترجمة عبيد بن كثير ، قال : رواه أبو عبد اللّه بن عيّاش ، عن أبي الحسين عبد الصمد بن مكرم (2) ، وفي ترجمة القاسم بن الوليد : قال أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه : حدَّثنا عبيد اللّه بن أبي زيد (3) يعني أبا طالب الأنباري عبيد اللّه بن أحمد بن أبي زيد ، وقال في ترجمة محمّد بن جعفر ابن عنبسة : قال أبو عبد اللّه بن عيّاش : حدَّثنا علي بن محمّد بن جعفر بن عنبسة (4) ، وفي ترجمة علي بن محمّد بن جعفر بن عنبسة : قال أبو عبد اللّه ابن عيّاش : يقال له ابن ريدويه (5) ، وفي ترجمة محمّد بن سنان : كان أبو عبد اللّه بن عيّاش يقول : حدَّثنا أبو عيسى محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان (6) (7).

وقال أيضاً : مؤلّف كتاب ( مقتضب الأثر ) والمتوفّى 401 ، وعمّر طويلا ; لأنّه يروي عن أحمد بن محمّد بن عقدة الذي توفّي 333 ه- ، يعدّ من أعلام هذا القرن ; لأنّ تمام حياته ونشاطه العلمي في هذا القرن ، لكن حيث أدرك القرن الخامس ذكرته هناك (8).

ص: 355


1- رجال النجاشي : 166 [ 440 ].
2- رجال النجاشي : 234 [ 620 ].
3- رجال النجاشي : 313 [ 855 ].
4- رجال النجاشي : 376 [ 1025 ].
5- رجال النجاشي : 262 [ 686 ].
6- رجال النجاشي : 328 [ 888 ].
7- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) 2 : 23.
8- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) 1 : 51.

أقول : لعلّ تضعيف شيوخ النجاشي له جاء من روايته لكتب الضعفاء ، وذلك ظاهر لمن تتبّع الموارد التي ذكرناها آنفاً عن الطهراني في رجال النجاشي.

وقد أضاف السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) ( قدس سره ) مورداً آخر ، وهو ما رواه في ترجمة الحسين بن بسطام ، قال : وقال أبو عبد اللّه بن عيّاش : هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيّات ... ، ثمّ قال : قال ابن عبّاس : أخبرناه الشريف أبو الحسين صالح بن الحسين النوفلي ... (1) (2).

ثمّ أنّه قد لا يلتفت إلى مثل هذه التضعيفات بعد أن روى عنه الأجلاّء مثل الدوريستي (3) ، كما سيأتي في إجازات الكتاب.

كتاب مقتضب الأثر :

نسبه إلى ابن عيّاش كلّ من ترجم له.

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : له كتب ، منها : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ، كتاب الأغسال ... (4).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) : وصنّف كتباً منها : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، ثمّ قال - بعد أن ذكر بقيّة كتبه - : أخبرنا بسائر كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا عنه ، ومات سنه إحدى وأربعمائة (5).

وطريقه صحيح ، قاله السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) ( قدس سره ) (6).

ص: 356


1- رجال النجاشي : 39 [ 79 ].
2- معجم رجال الحديث 3 : 78 ، وانظر : الجامع في الرجال 1 : 174.
3- أعيان الشيعة 3 : 125 ، وانظر : تهذيب المقال 3 : 364.
4- رجال النجاشي : 86 [ 207 ].
5- فهرست الطوسي : 78 [ 99 ].
6- معجم رجال الحديث 3 : 78 [ 884 ].

وأورده المجلسي ( ت 1111 ه- ) ضمن مصادره (1) ، وقال في توثيقه : وبالجملة كتابه من الأُصول المعتبرة عند الشيعة ، كما يظهر من التتبّع (2).

وقال النوري ( ت 1320 ه- ) : وكتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، وهو مع صغر حجمه من نفائس الكتب (3).

وقد ذكر السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في الطرائف أنّه رآه ، قال : وقد رأيت تصنيفاً لأبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عيّاش اسمه ( كتاب مقتضب الأثر في إمامة الاثني عشر ) وهو نحو من أربعين ورقة ، في النسخة التي رأيتها ، يذكر فيها أحاديث عن نبيّهم محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) بإمامة الاثني عشر من قريش بأسمائهم (4).

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) : إجازة الشيخ الجليل أبي محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد العيّاشي الدوريستي للشيخ صفيّ الدين أبي الفتوح الهمداني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الجبّار بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن المشرون الوزيري ، ولولده أبي نصر أحمد بن محمّد مختصرة ، كتبها بخطّه لهما على ظهر مقتضب الأثر في شعبان سنة 575 ه- ، يرويه عن جدّه محمّد بن موسى ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد ابن إسماعيل بن أشناس البزّاز ، عن مصنّفه الشيخ الإمام أبي عبد اللّه أحمد ابن محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري المتوفّى سنه 401 (5).

ص: 357


1- البحار 1 : 19.
2- البحار 1 : 37 ، توثيق المصادر.
3- خاتمة المستدرك 3 : 38.
4- الطرائف 1 : 254 ، وانظر : البحار 36 : 364.
5- الذريعة 1 : 203 [ 1062 ].

وقال عند ذكره لمقتضب الأثر ، وبعد أن أورد ما في أوّل الكتاب وعدد أجزائه ومحتواها : والنسخة في خزانة كتب الميرزا محمّد الطهراني ، وحسب أمره طبع في سنة ( 1346 ه- ) ، ورأيت نسخة منتسخة من أصل كَتَبه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن ... ، أبو الفتوح الهمداني ، فرغ منه ليلة ( 22 شعبان - عظّم اللّه قدره - سنة 575 ) وكتب على النسخة المذكورة في التاريخ المذكور - أعني شعبان 575 - عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد العبّاس (1) الدوريستي المذكور في ( ج 1 - ص 203 ) بخطّه مالفظه ( مات مصنّف الكتاب سنة 401 ) ، ثمّ ذكر إجازة الدوريستي لأبي الفتوح وولده بمثل ما مرّ ، وقال : إنّها موجودة في مستدرك الإجازات على إجازات البحار (2).

وهناك إجازة أُخرى لهذا الكتاب من بعض أفاضل تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي ونظرائه ، والظاهر أنّها من السيّد محمّد ابن الحسين بن محمّد بن أبي الرضا العلوي - كما استظهره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في بحاره - للسيّد شمس الدين محمّد ابن السيّد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي أُستاذ الشهيد ( قدس سره ) (3) :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ... ، وأجزت له رواية كتاب مقتضب الأثر في الأئمّة الاثني عشر تأليف الشيخ أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبد اللّه ابن الحسن بن عيّاش ، عن إبراهيم بن أيّوب ، عن الشيخ نجيب الدين المذكور ، عن السيّد ابن زهرة ، عن الشيخ الفقيه أبي سالم علي بن الحسن ابن المظفّر ، عن الفقيه رشيد الدين أبي الطيّب طاهر بن محمّد بن علي

ص: 358


1- هكذا في الذريعة ، وقد مرّ منه ( العيّاشي ).
2- الذريعة 22 : 21 [ 5823 ].
3- البحار 107 : 152 ، وانظر : أعيان الشيعة 3 : 125.

الخواري ، عن الفقيه عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر الدوريستي ، عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسى ، عن جدّه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الدوريستي ، عن المصنّف (1).

ومن الواضح أنّ هذه الإجازة بنفس طريق عبد اللّه بن جعفر الدوريستي صاحب الإجازة السابقة.

وقد طبع هذا الكتاب طبعة جديدة محقّقة في مجلّة علوم الحديث ( العدد التاسع ) ، وذكر العلاّمة البارع السيّد محمّد رضا الجلالي في أوّلها تحت عنوان ( تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر ) أنّه اطَّلعَ على ثلاث نسخ من الكتاب اثنان منها في المكتبة الرضويّة وأُخرى عند السيّد محمّد علي الطبسي الحائري دام ظلّه ، ثمّ أورد وصفاً مفصّلاً لهذه النسخ ، تنطبق مواصفات اثنتين منها على مواصفات النسخة التي مرّ ذكرها عن العلاّمة الطهراني ، فلعلّه رأى إحداهما (2).

ص: 359


1- البحار 107 : 168.
2- انظر مجلّة علوم الحديث ، العدد التاسع ، ( تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر ).

ص: 360

مؤلّفات الشريف الرضي ( ت 406 ه- )
(36) نهج البلاغة
الحديث :

ومن خطبة له ( عليه السلام ) : « عباد اللّه ، إنّ من أحبّ عباد اللّه إليه عبداً أعانه اللّه على نفسه ... ، فأين تذهبون وأنّى تؤفكون ... ، أيّها الناس ، خذوها عن خاتم النبيّين ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت ، ويبلى من بلي منّا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ في ما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه - وهو أنا - ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، قد ركزت فيكم راية الإيمان ... (1).

محمّد بن الحسين بن موسى ( الرضي ) :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن الحسين بن موسى بن محمّد ابن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) أبو الحسن ، الرضي ، نقيب العلويّين ببغداد أخو المرتضى ، كان شاعراً مبرزاً ، ثمّ قال : توفّي في السادس من المحرّم سنة ستّ وأربع مائة (2).

ص: 361


1- نهج البلاغة : 138 ، خطبة ( 87 ).
2- رجال النجاشي : 398 [ 1065 ].

قال العلاّمة ( ت 726 ه- ) : كان شاعراً ، مبرزاً ، فاضلاً ، عالماً ورعاً ، عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، له حكايات في شرف النفس ، وتوفّي في السادس من المحرّم سنة ستّ وأربعمائة (1).

وقال ابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله : حاله أشهر من أن يخفى ، وتوفّي في السادس من المحرّم سنة ستّ وأربعمائة [ جش ] (2).

ومن هذا يظهر وجه ما قاله السيّد التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : وأمره في الثقة والجلالة أشهر من أن يذكر (3).

فعلى هذا يكون زمان وفاته ( رحمه اللّه ) معلوماً وهو 406 ه-.

أمّا ما قيل من أنّ وفاته كانت في سنة 404 (4) ، فقد عبّر عنه العلاّمة التستري ( ت 1415 ه- ) بأنّه وهم (5).

كتاب نهج البلاغة :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (6) ، وابن شهر آشوب

ص: 362


1- خلاصة الأقوال : 270 [ 974 ].
2- رجال ابن داود : 170 [ 1360 ].
3- نقد الرجال 4 : 188 [ 4620 ] وانظر : معالم العلماء : 51 [ 336 ] ، حاوي الأقوال 2 : 219 [ 574 ] ، مجمع الرجال 5 : 199 ، أمل الآمل 2 : 261 [ 779 ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 299 [ 1629 ] ، جامع الرواة 2 : 99 ، رياض العلماء 5 : 79 ، منتهى المقال 6 : 28 ، روضات الجنّات 6 : 190 [ 578 ] ، بهجة الآمال 6 : 405 ، تنقيح المقال 3 : 107 ، معجم رجال الحديث 17 : 23 [ 10616 ] ، قاموس الرجال 9 : 227 [ 6644 ]. طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : 3. الدرجات الرفيعة : 466 ، بلغة المحدّثين : 407 ، الكنى والألقاب 2 : 272 ، شرح نهج البلاغة 1 : 31.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 40.
5- قاموس الرجال 9 : 227 [ 6644 ].
6- رجال النجاشي : 398 [ 1065 ].

( ت 588 ه- ) في معالم العلماء (1) ، وغيرهما ممّن ترجم له (2) ، وذكره الحرّ ( ت 1104 ه- ) في ضمن مصادره (3) ، وذكر طريقه إليه ، وهو من مصادر البحار أيضاً (4).

قال ابن أبي الحديد ( ت 655 ه- ) : وأنت إذا تأمّلت « نهج البلاغة » وجدته كلّه ماءً واحداً ، ونفساً واحداً ، وأسلوباً واحداً ، كالجسم البسيط ... ، ولو كان بعض « نهج البلاغة » منحولاً وبعضه صحيحاً ، لم يكن ذلك كذلك ، فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم أنّ هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واعلم أنّ قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل به ; لأنّا متى فتحنا هذا الباب ، وسلّطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو ، لم نثق بصحّة كلام منقول عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أبداً (5).

وأوّل من نقل عنه أنّه يطعن بنسبة نهج البلاغة إلى الشريف الرضيّ هو ابن خلّكان المتوفّى سنة 681 ه- في كتابه وفيات الأعيان (6) ، ولكن لم تصب طعنته مقتلا ولا نال مناه مع كلّ من تابعه على هواه ، وأجابه السيّد عبد الزهراء الخطيب على ما افتراه ، قائلاً : إنّ ممّا لا يختلف فيه اثنان أنّ ( المجازات النبويّة ) أو ( مجازات الآثار النبويّة ) كما يسمّى أحياناً و ( حقائق التأويل ) و ( خصائص الأئمّة ) من مؤلّفات الشريف الرضي ، وإليك إشارات الرضي في هذه الكتب أنّ ( نهج البلاغة ) من جمعه.

ص: 363


1- معالم العلماء : 51 [ 336 ].
2- راجع ما قدّمنا ذكره من المصادر في الهامش رقم (4) من الصفحة السابقة.
3- خاتمة الوسائل 30 : 156 ، الفائدة الرابعة.
4- البحار 1 : 11.
5- شرح نهج البلاغة 10 : 128.
6- وفيات الأعيان 3 : 273 [ 443 ].

ثمّ يذكر الإشارات واحدة تِلوَ الأُخرى (1).

ولله درّهما من كاتب وكتاب ، فقد أخرسا الألسن وردّا الشبهات على نهج البلاغة واحدة بعد واحدة (2).

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : وقد طبع النهج بتبريز 1247 ، ومصر 1292 ، وبيروت 1302 ، ثمّ كرّر طبعها في كثير من البلدان ، رأيت نسخة منها بخطّ الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن علي الجعفري الحسيني سبط أبي الرضا الراوندي عام 631 في مكتبة ( الحفيد اليزدي ) وبعض عناوينها والبسملة مكتوب بالخطّ الكوفي ، ونسخة كتابتها 512 عند ( المحيط ) بطهران ، ونسخة كتابتها 525 عند السيّد محسن الكشميري الكتبي ببغداد ، ونسخة خطّ السيّد نجم الدين الحسين بن أردشير بن محمّد الطبري أبداراودي فرغ من كتابتها السبت أواخر صفر سنة سبع وستّين وستمائة ، وكتابتها قابلة لأن تقرأ 677 كما قرأها صاحب الرياض ، وذكر خصوصيّاتها في ترجمة الكاتب في « رياض العلماء » (3) ، وقد رأيت هذه النسخة عند السماوي ، وانتقلت بعد وفاته إلى مكتبة السيّد الحكيم العامّة في المسجد الهندي بالنجف (4).

ص: 364


1- مصادر نهج البلاغة وأسانيده 1 : 103.
2- مصادر نهج البلاغة وأسانيده تأليف : السيّد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، وانظر أيضاً : رياض العلماء 4 : 27 ، 55.
3- رياض العلماء 2 : 36.
4- الذريعة 24 : 413 [ 2173 ].
(37) كتاب : المجازات النبويّة
الحديث :

في حديثه عن المجازات التي استعملها رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال :

ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلّم به يوم الغدير : « وأسألكم عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما » ، فقيل له : وما الثقلان يا رسول اللّه؟

فقال : « الأكبر منهما كتاب اللّه ، سبب طرف منه بيد اللّه ، وطرف بأيدكم » ، هذه رواية زيد بن أرقم ، وفي رواية أبي سعيد الخدري : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وفي رواية أُخرى : « حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض » ، فإنّ الكلام يعود على الثقلين ، وهذه استعارة ... (1).

المجازات النبويّة أو مجازات الآثار النبويّة :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (2) ، وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه (3) ، وغيرهما (4).

ص: 365


1- المجازات النبويّة : 205 [ 178 ].
2- رجال النجاشي : 398 [ 1065 ].
3- معالم العلماء : 51 [ 336 ].
4- انظر ما قدمنا ذكره من مصادر في ترجمة الشريف الرضي.

وجعله المجلسي ( ت 1111 ه- ) من مصادر البحار (1) ، وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في ضمن مصادر الوسائل ، وذكر طريقه إليه (2).

قال الميرزا عبد اللّه الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) : ورأيت المجازات النبويّة في ناحية عبد العظيم عند المدرس (3).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : مجازات الآثار النبويّة للسيّد الشريف الرضي ، وطبع « المجازات » طبعاً ، غير خال عن الغلط في 1328 ، وأُعيد طبعه في مصر صحيحاً ، ويخفّف فيقال « المجازات النبويّة » (4).

ص: 366


1- البحار 1 : 11 ، 30.
2- خاتمة الوسائل 30 : 156 ، 182.
3- رياض العلماء 5 : 184.
4- الذريعة 19 : 351 [ 1568 ].
(38) مائة منقبة ( من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن علي القمّي المعروف ب- ( ابن شاذان ) ( كان حيّاً سنة 412 ه- )
الحديث :

حدَّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيشابور ، قال : حدَّثني حامد بن محمّد الهروي ، قال : حدَّثني علي بن محمّد بن عيسى ، قال : حدَّثني محمّد بن عكاشة ، قال : حدَّثني محمّد بن الحسن ، قال : حدَّثني محمّد بن سلمة ( عن ) خصيف ، عن مجاهد ، قال : قيل لابن عبّاس : ما تقول في عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )؟.

فقال : ذكرت - واللّه - أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّى القبلتين ... (1).

ورواه عن ابن شاذان ، الخوارزمي ( ت 568 ه- ) في مقتل الحسين (2) ،

ص: 367


1- مائة منقبة : 130 ، المنقبة الخامسة والسبعون. وإيراد قول ابن عبّاس هنا لوضوح أنّ قوله : أحد الثقلين إشارة إلى قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وكذلك تحديده لمحلّ النزاع في الثقل الثاني بعد أن اتّفقوا على أنّ الثقل الأوّل هو القرآن الكريم ، وعنه في البرهان 1 : 27 ح 14.
2- مقتل الحسين 1 : 80 ح 34 ، في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ). وفيه : وذكر ابن شاذان هذا ، أخبرنا عبد اللّه بن يوسف ، عن حامد بن محمّد الهروي ، عن علي بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عكاشة ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن سلمة ، عن خصيف عن مجاهد ...

والمناقب (1).

أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي القمّي ( ابن شاذان ) :

ترحّم عليه النجاشي ( ت 450 ه- ) عندما ذكر كتابي أبيه : زاد المسافر وكتاب الأمالي ، وقال : أخبرنا بهما ابنه أبو الحسن رحمهما اللّه (2).

فهو ثقة باعتباره من شيوخ النجاشي الذين استفاد العلماء من كلماته توثيقهم.

وقال البهبهاني ( ت 1205 ه- ) في التعليقة : محمّد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان الفامي أبو الحسن ، مضى في أبيه ما يظهر منه حسن حاله حيث جعل معرّفاً لأبيه الجليل ، وترحّم عليه النجاشي (3).

وقد أُعترض عليه بأنّ النجاشي لم يجعله معرّفاً لأبيه (4).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد أن ذكر ما في تعليقة الوحيد البهبهاني - : وحكى في التكملة عن خطّ المجلسي ( رحمه اللّه ) أنّ محمّد بن أحمد ابن علي بن الحسن بن شاذان القمّي يروي عنه أبو الفتح الكراجكي ويثني عليه ، له مائة حديث في المناقب وغيره ، وقال في مواضع : حدَّثني الشيخ

ص: 368


1- المناقب للخوارزمي : 329 ح 349 ، في فضائل له شتّى. وذكر هنا سنده إلى ابن شاذان ، هكذا : وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني ، والإمام الأجلّ نجم الدين أبو منصور محمّد بن الحسين بن محمّد البغدادي ، قالا : أنبأنا الشريف الإمام الأجلّ نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمّد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان ، حدَّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه الإصبهاني ، وعن الخوارزمي البحراني في غاية المرام 2 : 312 ح 24، الباب [ 28 ] ، و 6 : 202 ح 7 ، الباب [ 91 ] ، وينابيع المودّة 1 : 419 ح 7 ، الباب [ 47 ].
2- رجال النجاشي : 84 [ 204 ] ، أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان.
3- منهج المقال : 280 ، تعليقة البهبهاني.
4- انظر : معجم رجال الحديث 16 : 17 ، قاموس الرجال 9 : 72.

الفقيه ، انتهى ، قلت : لا شبهة في كونه إماميّاً ، فكونه فقيهاً مدح يدرجه في الحسان (1).

وذكره ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في معالم العلماء (2).

كتاب المائة منقبة :

ذكر الكتاب المجلسي ( ت 1111 ه- ) في ضمن مصادر البحار ، وقال : وكتاب المناقب للشيخ الجليل أبي الحسن محمّد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان القمّي أستاد أبي الفتح الكراجكي ، ويثني عليه كثيراً في كنزه ، وذكره ابن شهرآشوب في المعالم (3).

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل ، قال : فاضل جليل ، له كتاب مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مائة منقبة من طرق العامّة ، روى عنه الكراجكي ، ويروي هو عن ابن بابويه ، وكتابه المذكور عندنا (4).

وقد ذكره في الفائدة العاشرة من مقدّمة إثبات الهداة في الكتب التي رآها : كتاب المناقب لمحمّد بن أحمد بن شاذان (5) ، وذكر كتابه ( إيضاح دفائن النواصب ) في الكتب التي نقل منها ولم يرها ، في نفس الفائدة ، وقال : كتاب إيضاح دفائن النواصب لمحمّد بن أحمد بن علي بن شاذان القمّي (6) ، ممّا يدلّ على أنّهما كتابان عنده.

ص: 369


1- تنقيح المقال 2 : 73 ، من أبواب الميم.
2- معالم العلماء : 117 ، وانظر : منتهى المقال 5 : 329 ، الكنى والألقاب 1 : 323 ، سفينة البحار 2 : 818 ، أعيان الشيعة 9 : 101 ، روضات الجنّات 6 : 179 [ 577 ] ، رياض العلماء 5 : 26.
3- البحار 1 : 18.
4- أمل الآمل 2 : 241 [ 712 ].
5- إثبات الهداة 1 : 58 ، الفائدة العاشرة.
6- إثبات الهداة 1 : 62 ، الفائدة العاشرة ، وانظر : رياض العلماء 5 : 26.

ولكن الشيخ النوري ( ت 1320 ه- ) ذكر في خاتمة مستدركه أنّهما كتاب واحد ، وجاء على ذلك بعدّة قرائن من كلام الكراجكي في كتبه ، واعترض على صاحب الروضات ; لأنّه عدّهما كتابين (1).

وكذا فعل كلّ من محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم في حاشيتهما على رجال السيّد بحر العلوم (2).

ولكن تلميذ صاحب المستدرك العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) عدّهما كتابين ، وذكر أنّ كتاب المائة منقبة يحتوي على مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهو غير ( إيضاح الدفائن ) الذي هو في أعمال الرؤساء المتقدّمين ولا سيّما الأوّلين ومخالفة عهدهم وبيان نفاقهم وبدعهم وتكذيب مارووه من الموضوعات في حقّهم ، وليست فيه رواية في المناقب ولو واحدة ، ثمّ ذكر عدّة نسخ له (3).

ومنشأ الاشتباه هو قول الكراجكي ( ت 449 ه- ) : إنّ إيضاح دفائن النواصب هو المائة منقبة ، قال الطهراني في الذريعة : قال الكراجكي في تصانيفه : الاستبصار وكنز الفوائد وإيضاح المماثلة : « إنّ إيضاح دفائن النواصب هو في ماية منقبة من مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » ، فهو ما يأتي في حرف الميم بعنوان المائة منقبة ، وأنّه لأُستاذه المذكور ، وهو الذي قرأه على شيخه المؤلّف له بمكّة في المسجد الحرام سنة 412 ه-.

وقوّى شيخنا في خاتمة المستدرك قول الكراجكي ، واعترض على صاحب الروضات بما يعود إلى تصحيف في طبعه ، ولكن رأيت بخطّ الشيخ العلاّمة الماهر الحاجّ ميرزا يحيى ابن ميرزا محمّد شفيع المستوفي الإصفهاني صاحب التصانيف البالغة إلى الثلاثين والمتوفّى بعد سنة 1325

ص: 370


1- خاتمة المستدرك 3 : 138 ، الفائدة الثالثة ، وانظر : روضات الجنّات 6 : 179 [ 577 ].
2- الفوائد الرجالية 3 : 305 ، الهامش (1).
3- الذريعة 19 : 2.

ما كتبه على أواخر كتاب ( إيضاح المماثلة ) بين طريقي إثبات النبوّة والإمامة تأليف العلاّمة الكراجكي عند قول الكراجكي : إنّ إيضاح الدفائن هو الماية منقبة ، بما ملخّصه أنّ إيضاح الدفائن غير الماية منقبة ، وهما موجودان عندي ، فالثاني ممحّض في المناقب ولذا يقال له الفضائل ، وأمّا الأوّل فلم يوجد فيه ولا حديث واحد في الفضائل ، بل هو ممحّض في المثالب على ما دلّت عليه الأدلّة العقليّة والآيات الشريفة والأحاديث الصحيحة ، كما يدلّ عليه ظاهر العنوان.

وأمّا قول الكراجكي في تصانيفه : إنّ إيضاح الدفائن هو الماية منقبة ، فوجهه أنّ الكراجكي عند قراءته الماية منقبة على شيخه بمكّة سأله عمّا بلغه من كتاب شيخه الموسوم ب- ( إيضاح الدفائن ) ولم ير الشيخ ذلك الوقت والمجلس مقتضياً لبيان موضوعه ، فأجابه بأنّ إيضاح الدفائن هو هذا الكتاب ، قاصداً به بيان اتّحاد الغرض منه ومن هذا الكتاب ، وهو كشف الحقائق والواقعيّات وإثبات الحقّ وتعيين أهله ، ولم يرد اتّحاد شخص الكتابين ، والكراجكي لخلوّ ذهنه عن مقتضى المقام حمل جواب شيخه على ظاهره ، ولم يتّفق له بعد ذلك رؤية إيضاح الدفائن ، فأخبر في كتبه باتّحادهما ، لكنّ الكتابين متعدّدان موجودان عندي ، انتهى ملخّص ما رأيته بخطّ الحاجّ ميرزا يحيى (1).

ونبّه العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) على ذلك أيضاً في كتابه طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) (2).

وقال الميرزا يحيى بن محمّد شفيع ( ت 1325 ه- ) في حاشيته على مستدرك الوسائل : وأقول : بعد ما رأيت ما نقله المصنّف ( رحمه اللّه ) (3) عن

ص: 371


1- الذريعة 2 : 494 [ 1942 ].
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) 2 : 150.
3- هو صاحب المستدرك الميرزا حسين النوري.

الكراجكي - تلميذ الشيخ الجليل ابن شاذان - تصريحه في كتابه في الإمامة باتّحاد كتاب الإيضاح مع كتاب المائة منقبة لمولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وتحقّقت ذلك بالرجوع إلى نفس تلك الرسالة فوجدته كما نقله وتحيّرت من ذلك ، وقلت : لا يلزم من رواية الكراجكي عن ابن شاذان كونه تلميذاً له ، عرّيفاً بجميع مصنّفاته ، بل سافر إلى حجّ بيت اللّه ، فاتّفق أن لاقى في مكّة ابن شاذان وروى عنه كتاب المائة منقبة ، وأجازه روايتها ، ولم يعثر بكتابه الإيضاح ، لمّا فات إظهاره في مسجد الحرام ، لما فيه من مطاعن الخلفاء ومثالبهم ، فظنّ الكراجكي اتّحاد الكتابين ، وليس كذلك قطعاً كما بذلك عليه تسميته بإيضاح دقائق النواصب ، فإنّ هذا الاسم لدينا يسمّى المناقب المرويّة لأمير المؤمنين ، خصوصاً من طرقهم ، ومع ذلك كلّه غريب جدّاً ، ورسالة الكراجكي في الإمامة التي فيها هذه العبارة.

ثمّ قال : طلبت نسخة كتاب الإيضاح - وكان أمانة عند بعض العلماء - فوجدته كتاباً قريباً من خمسين ورقة ، إلاّ أنّ في بعض المواضع منه بياضاً بقدر صفحة أو ورق ، وذكر ناسخه أنّ هذه البياضات كانت في النسخة التي استنسخ منها ونقلها كما كانت.

ثمّ ذكر أوّل خطبة الكتاب.

أقول : وهي تختلف عن خطبة كتاب المائة منقبة ، بل تنطبق على خطبة الإيضاح المنسوب إلى الفضل بن شاذان النيشابوري ( ت 260 ه- ) الذي مرّ سابقاً ، وبعض ما جاء فيه ، وأنّه ليس فيه أي منقبة لأمير المؤمنين وخاتمة الكتاب.

ثمّ قال : ولا شكّ أنّ هذا هو كتاب إيضاح دفائن النواصب ، كما لا شكّ أنّه غير كتاب المائة منقبة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأسانيد المخالفين ، فإنّه ليس في هذا الكتاب منقبة مسندة له ( عليه السلام ) ، إلاّ بعض المناقب التي انجرّ

ص: 372

الكلام إليها وذكرها ضمناً.

ثمّ ذكر أنّه قارن بين كتاب الكراجكي في الإمامة وكتاب إيضاح الدفائن ، وأنّه لم يجد أيّاً من الروايات التي رواها الكراجكي عن ابن شاذان في كتاب الإيضاح ، وقال : فزاد تعجّبي من ذلك ، ولعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمراً (1).

وعدّهما في أعيان الشيعة كتابين (2).

ص: 373


1- خاتمة المستدرك 3 : 138 ، الهامش (3) ، وفي أوّله ، هكذا : جاء في الهامش المخطوط ، وأقول ... ، إلى آخره ، و 140، الهامش (2) ، وفي آخر الهامش ، هكذا : لمحرّره يحيى بن محمّد شفيع عفي عنهما في الدارين. وقد ذكر المحقّقون في مقدّمة التحقيق أنّ في أحد نسخ خاتمة مستدرك الوسائل توجد حاشية ليحيى بن محمّد شفيع.
2- أعيان الشيعة 9 : 101.

ص: 374

مؤلّفات الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد ( ت 413 ه- )
(39) كتاب : الأمالي
الحديث :

الأوّل : قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد الحسني ، قال : حدَّثنا عيسى بن مهران ، قال : أخبرنا يونس بن محمّد ، قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن خلاّد الأنصاري ، عن عكرمة ، عن عبد اللّه بن عبّاس ، قال : إنّ عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس دخلوا على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالوا : يا رسول اللّه ، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك ، فقال : « وما يبكيهم؟ »

قالوا : يخافون أن تموت ، فقال : « أعطوني أيديكم » فخرج في ملحفة وعصابة حتّى جلس على المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال :

« أمّا بعد ، أيّها الناس فما تنكرون من موت نبيّكم؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لو خلّد أحد قبلي ثمّ بعث إليه لخلّدت فيكم ، إلاّ أنّي لاحق بربّي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه تعالى

ص: 375

بين أظهركم ، تقرؤونه صباحاً ومساءً ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم اللّه ، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أُوصيكم بهم ، ثمّ أُوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار ، فقد عرفتم بلاهم عند اللّه عزّ وجلّ وعند رسوله وعند المؤمنين ، ألم يوسّعوا في الديار ويشاطروا الثمار ، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضرّ فيه أحد أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار وليتجاوز عن مسيئهم » ، وكان آخر مجلس جلسه حتّى لقي اللّه عزّ وجلّ (1).

الثاني : قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدَّثني أبو عمر وحفص بن عمر الفرّاء ، قال : حدَّثنا زيد بن الحسن الأنماطي ، عن معروف بن خربوذ ، قال : سمعت أبا عبيد اللّه مولى العبّاس يحدّث أبا جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إنّ آخر خطبة خطبنا بها رسول اللّه ( عليه السلام ) ، لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفّي فيه ، خرج متوكّئاً على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول اللّه ، ما هذان الثقلان؟ فغضب حتّى احمرّ وجهه ثمّ سكن ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أُريد أن أُخبركم بهما ، ولكن ربوت فلم أستطع ، سبب طرفه بيد اللّه وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي » ، ثمّ قال : « وأيم اللّه إنّي لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم » ، ثمّ قال : « واللّه لا يحبّهم عبد إلاّ أعطاه اللّه نوراً يوم القيامة ، حتّى

ص: 376


1- الأمالي : 45 ح 6 المجلس السادس ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 634 ح 740 ، فصل (41) ، وغاية المرام 2 : 365 ح 78 ، الباب [ 29 ] ، والبحار 22 : 474 ح 23.

يرد على الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلاّ احتجب اللّه عنه يوم القيامة » ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إنّ أبا عبيد اللّه يأتينا بما يعرف » (1).

الثالث : قال : حدَّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدَّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدَّثنا شعيب بن أيّوب ، قال : حدَّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر ، فقال : « نحن حزب اللّه الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في أُمّته ، والتالي كتاب اللّه فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعوّل علينا في تفسيره ، لا نتظنّي تأويله ، بل نتيقّن حقائقه ، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ; إذ كانت بطاعة اللّه عزّ وجلّ ورسوله مقرونة ، قال اللّه عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيء فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) ، ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ... ، الحديث (2).

ورواه عن المفيد الطوسي ( ت 460 ه- ) في أماليه (3) ، وسيأتي في

ص: 377


1- الأمالي : 134 ح 3 ، المجلس السادس عشر ، وعنه في البرهان 1 : 11 ح 10 ، وغاية المرام 2 : 359 ح 57 ، الباب (29) ، والبحار 22 : 475 ح 25.
2- الأمالي : 348 ح 4 ، المجلس الحادي والأربعون ، وعنه في غاية المرام 2 : 365 ح 77 ، الباب [ 29 ] و 3 : 115 ح 13 ، الباب [ 59 ] ، والبحار 34 : 359 ، الباب [ 17 ].
3- أمالي الطوسي : 121 ح 188 ، المجلس الخامس ، وفيه : والثاني كتاب اللّه ، وسيأتي في ما سنذكره عن أمالي الطوسي ، الحديث الأوّل. وفيه : المفيد عن إسماعيل بن محمّد الأنباري ، عن إبراهيم بن محمّد الأزدي ، عن شعيب بن أيّوب ، عن معاوية بن هشام بن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت ... الخ.

بشارة المصطفى للطبري ( القرن السادس ) (1).

محمّد بن محمّد بن النعمان « المفيد » :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن ياسر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس ابن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريّان بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عُلة بن خلد بن مالك بن أُدَد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، شيخنا وأُستاذنا ( رضي اللّه عنه ) ، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.

ثمّ قال :

مات ( رحمه اللّه ) ليلة الجمعة لثلاث [ ليال [ خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة ، وصلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأُشنان ، وحاق على الناس مع كبره ، ودفن في داره سنين ، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وقيل : مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (2).

وقال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله : محمّد بن محمّد بن النعمان ، جليل ، ثقة (3).

ص: 378


1- بشارة المصطفى : 170 ح 139 ، الجزء الثاني ، وسيأتي في ما سنذكره عن بشارة المصطفى للطبري ، الحديث الرابع.
2- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ].
3- رجال الطوسي : 449 [ 6375 ].

وقال في الفهرست : محمّد بن محمّد بن النعمان ، يكنّى أبا عبد اللّه ، المعروف بابن المعلّم ، من جلّة متكلّمي الإماميّة ، انتهت رئاسة الإماميّة في وقته إليه في العلم ، وكان مقدّماً في صناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدّماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب.

وله قريب من مائتي مصنّف ، كبار وصغار ، وفهرست كتبه معروف ، ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وتوفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكان يوم وفاته لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف له والمؤالف (1).

وقد نقل في ترجمته أنّ له ثلاث توقيعات من صاحب الأمر ( عج ) (2) ، وكذا سبب تسميته بالمفيد (3) ، اكتفينا عن ذكرها بإيراد مصادر ترجمته فهو أشهر من نار على علم.

ص: 379


1- فهرست الطوسي : 444 [ 711 ]. وانظر : معالم العلماء : 112 [ 765 ] ، خلاصة الأقوال : 248 [ 844 ] ، رجال ابن داود : 183 [ 1495 ] ، إيضاح الاشتباه : 294 [ 683 ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 313 [ 1772 ] ، لؤلؤة البحرين : 356 [ 120 ] ، بلغة المحدّثين : 414، أمل الآمل 2 : 304 [ 921 ] ، جامع الرواة 2 : 189 ، الكنى والألقاب 3 : 197 ، هداية المحدّثين : 252 ، نقد الرجال 4 : 315 [ 5051 ] ، منتهى المقال 6 : 185 [ 2860 ] ، حاوي الأقوال 2 : 266 ، مجمع الرجال 6 : 33 ، رياض العلماء 5 : 176 ، روضات الجنّات 6 : 153 [ 576 ] ، بهجة الآمال 6 : 586 ، تنقيح المقال 3 : 180 ، قاموس رجال 9 : 552 [ 7244 ] ، فهرست ابن النديم : 226 و 247 ، معجم رجال الحديث 18 : 213 [ 11744 ] ، الكامل في التاريخ 9 : 178 ، 208 ، 307 ، 329 ، سير أعلام النبلاء 17 : 344 [ 213 ] ، المنتظم 9 : 4408 ، البداية والنهاية 12 : 15 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : 186 مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، (1) حياة الشيخ المفيد ومصنّفاته.
2- الاحتجاج 2 : 596 [ 359 ].
3- السرائر 3 : 648.
كتاب الأمالي :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (1) باسم ( كتاب الأمالي المتفرّقات ) ، وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه ، مسمّياً له بكتاب المجالس ، قال : وكتاب المجالس ، وجدنا منه نسخاً عتيقة والقرائن تدلّ على صحّته (2).

ومثله الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الوسائل ، وذكر طرقه إلى المفيد أيضاً (3).

وقال السيّد الموسوي الخوانساري ( ت 1313 ه- ) : ويظهر من مقدّمات بحار مولانا المجلسي ( رحمه اللّه ) أنّ جملة ما كان يوجد عنده من مصنّفات الرجل حين تأليفه « البحار » ثمانية عشر كتاباً منها : كتاب « الإرشاد » ، كتاب « المجالس » ، كتاب « الاختصاص » ... ، أقول : وغالب هذه الكتب موجودة في هذه الأزمنة - أيضاً - كثيراً ، وخصوصاً الثلاثة الأُول منها (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : وعبّر عنه النجاشي بالأمالي المتفرّقات ، ولعلّ وجهه أنّه أملاه في مجالس في سنين متفرّقة أوّلها سنة 404 وآخرها سنة 411 ، إلى أن قال : ورأيت منه نسخة في خزانة كتب الشيخ ميرزا محمّد الطهراني ، وهي بخطّ محمّد هادي بن علي رضا التنكابني سنة 1101 (5).

وذكره مرّة أُخرى بعنوان المجالس (6).

ص: 380


1- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ].
2- البحار 1 : 7 ، 27 ، توثيق المصادر ، وانظر : رياض العلماء 5 : 176.
3- خاتمة الوسائل 30 : 157 ، 179.
4- روضات الجنّات 6 : 155.
5- الذريعة 2 : 315 [ 1252 ].
6- 6 - الذريعة 19 : 367 [ 1640 ] ، وانظر : فهرست التراث 1 : 471 ، وما ذكره العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي في مقالته حول مصنّفات الشيخ المفيد المنشورة ضمن مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (1) ، صفحة 215.
(40) كتاب : الإرشاد
الحديث :

الأوّل : ولمّا قضى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) نسكه أشرك عليّاً ( عليه السلام ) في هديه ، وقفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون ، حتّى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ ، وليس بموضع إذ ذاك للنزول ; لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل ( صلى اللّه عليه وآله ) في الموضع ونزل المسلمون معه.

وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة في الأُمّة من بعده ، وقد كان تقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له ، فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم اللّه سبحانه أنّه إن تجاوز غدير خمّ انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم ، فأراد اللّه تعالى أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تأكيداً للحجّة عليهم فيه ، فأنزل جلّت عظمته عليه : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) يعني في استخلاف علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والنصّ بالإمامة عليه ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فأكّد به الفرض عليه بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر فيه ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه.

فنزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) المكان الذي ذكرناه ; لما وصفناه من الأمر له

ص: 381

بذلك وشرحناه ، ونزل المسلمون حوله ، وكان يوماً قائظاً شديد الحر ، فأمر ( عليه السلام ) بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرجال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة ، فاجتمعوا من رحالهم إليه ، وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، فلمّا اجتمعوا صعد ( عليه وآله السلام ) على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرقى معه حتّى قام عن يمينه ، ثمّ خطب للناس ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى إلى الأُمّة نفسه ، فقال ( عليه وآله السلام ) : « إنّي قد دعيت ويوشك أن أُجيب ، وقد حان منّي خفوف من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ».

ثمّ نادى بأعلى صوته : « ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ » فقالوا : اللّهم بلى ، فقال لهم على النسق ، وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرفعهما حتّى رئي بياض أُبطيهما ، وقال : « فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ... » (1).

ورواه الطبرسي ( ت 548 ه- ) في إعلام الورى (2) ، والأربلي ( ت 693 ه- ) في كشف الغمّة (3) ، والعلاّمة ( ت 726 ه- ) في كشف اليقين (4).

ص: 382


1- إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد ، مجلّد 11 ) 1 : 174 ، وعنه في غاية المرام 2 : 353 ح 47 ، الباب (29) ، والبحار 21 : 382 ح 10.
2- راجع ما سنذكره عن إعلام الورى للطبرسي ، الحديث الأوّل.
3- راجع ما سنذكر عن كشف الغمّة للأربلي الحديث الثامن.
4- راجع ما سنذكره عن كشف اليقين للعلاّمة الحلّي ، الحديث الثالث.

الثاني : وذلك أنّه عليه وآله السلام تحقّق من دنوّ أجله ، ما كان ( قدّم الذكر ) به لأُمّته ، فجعل ( عليه السلام ) يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه ، ويؤكّد وصاتهم بالتمسّك بسنّته والاجتماع عليها والوفاق ، ويحثّهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة ، والاعتصام بهم في الدين ، ويزجرهم عن الخلاف والارتداد ، فكان في ما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتّفاق واجتماع من قوله ( عليه السلام ) : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنَّهما لن يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرّقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، أيّها الناس ، لا ألفيتكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرّار ، ( ألا وإنّ علي بن أبي طالب أخي ) (1) ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ».

فكان عليه وآله السلام يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه (2).

الثالث : من كلام لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

« ... أما بلغكم ما قال فيهم نبيّكم ( صلى اللّه عليه وآله ) حيث يقول في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي

ص: 383


1- في بعض النسخ في الهامش : ( أو علي بن أبي طالب فإنّه أخي ) ، وما موجود في المتن هو ما في نسخة العلاّمة المجلسي.
2- إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد المجلّد 11 ) 1 : 179 ، وعنه في غاية المرام 2 : 353 ح 46 ، الباب (29) ، والبحار 22 : 465 ح 19.

أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ألا هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح أُجاج فاجتنبوا (1).

وقد مرّ مثل هذا الحديث عن تاريخ اليعقوبي ( ت 284 ه- ) ، فراجع (2) ، ورواه الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج ، وسيأتي (3).

كتاب الإرشاد :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (4) ، والشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست (5) ، وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه (6).

وقال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) - بعد أن جعله أحد مصادره الموثّقة - : وكتاب الإرشاد أشهر من مؤلّفه ( رحمه اللّه ) (7) ، وهو من مصادر الوسائل أيضاً (8).

وعدّه الخوانساري ( ت 1313 ه- ) من جملة الكتب المتداولة في زمانه كثيراً (9).

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : فيه تواريخ الأئمّة الطاهرين

ص: 384


1- إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد المجلّد 11 ) 1 : 233 ، وعنه في البحار 2 : 99 ح 59.
2- راجع ما ذكرناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث.
3- راجع ما سنذكره عن الاحتجاج للطبرسي ، الحديث الخامس.
4- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ].
5- فهرست الطوسي : 444 [ 711 ].
6- معالم العلماء : 112 [ 765 ].
7- البحار 1 : 7 ، 27 ، توثيق المصادر ، وانظر : رياض العلماء 5 : 176.
8- خاتمة الوسائل 30 : 157 ، 179.
9- روضات الجنّات 6 : 155 [ 2506 ].

الاثني عشر ( عليه السلام ) ، والنصوص عليهم ، ومعجزاتهم وطرف من أخبارهم من ولادتهم ووفياتهم ومدّة أعمارهم ، وعدّة من خواصّ أصحابهم وغير ذلك ، أوّله ( الحمد لله على ما ألهم من معرفته ... ) ، طبع بإيران مكرّراً سنة 1308 ، وقبلها وبعدها (1).

وقال في الإجازات : إجازة الشيخ الحسن بن الحسين بن علي الدرويستي نزيل كاشان للمولى الأجلّ مجد الدين أبي العلاء ، مختصرة كتبها له بخطّه على ظهر إرشاد الشيخ المفيد ، تاريخها سنة 576 يروي الإرشاد عن المرتضى ابن الداعي ، عن جعفر بن محمّد الدرويستي ، عن المصنّف المفيد (2).

وذكر له رواية أُخرى أيضاً : أخبرنا السيّد الأجلّ عميد الرؤساء أبو الفتح يحيى بن محمّد بن نصر بن علي بن حبا أدام اللّه علوّه قراءة عليه في سنة أربعين وخمسمائة ، قال : حدّثنا القاضي الأجلّ أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، قال : حدّثني الشيخ السعيد المفيد أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ( رضي اللّه عنه ) في سنة إحدى عشر وأربعمائة ، قال : الحمد لله على ما ألهم من معرفته ... ، إلى آخر الكتاب (3).

وللكتاب عدّة مخطوطات منها : في مكتبة البرلمان الإيراني سنة 575 ، وفي مكتبة المرعشي العامّة سنة 565 ، وأُخرى في القرن السابع ، وفي مكتبة السيّد الگلبايگاني في القرن 7 و 8 (4).

ص: 385


1- الذريعة 1 : 509.
2- الذريعة 1 : 170 [ 857 ].
3- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 341 ، و ( القرن الخامس ) : 21.
4- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة رقم (1) : 201 ، تأليف السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، وانظر أيضاً فهرست التراث : 471.

ص: 386

(41) كتاب : الفصول المختارة من العيون والمحاسن ( جمعها الشريف المرتضى ت 436 ه- )
الحديث :

الأوّل : ومن كلام الشيخ أدام اللّه عزّه في حوز البنت المال دون العمّ والأخ ، سئل الشيخ ... ، فقال الشيخ : الميراث للبنت دون العمّ ، فسئل الشيخ ... ، فقال : الدليل على ذلك من كتاب اللّه عزّ وجلّ ومن سنّة نبيّه ومن إجماع آل محمّد ... ، وأمّا إجماع آل محمّد ( عليهم السلام ) فإنّ الأخبار متواترة عنهم بما حكيناه ، وقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : في ردّه على ما حكاه عمرو بن بحر الجاحظ عن إبراهيم بن يسار النظام في كتاب الفتيا من إيراداته على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في أحكامه وفتياه وتناقضاته ومخالفته لإجماع الأُمّة ، قال :

أمّا ما ذكره من خلافه ( عليه السلام ) على جملة القوم ، فالعار في ذلك على من خالفه دونه ، والعيب يختصّ به سواه ; لأنّه ( عليه السلام ) هو الإمام المتبوع والقدوة المتأسّى به والمدلول على صوابه والمدعوّ إلى اتّباعه ، حيث يقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأت

ص: 387


1- الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد ، مجلد 2 ) : 173.

الباب » ، وحيث يقول ( صلى اللّه عليه وآله ) وقد قدّمناه في ما سبق (1) : « عليّ أقضاكم » و « هو مع الحقّ والحقّ معه » ، وفي قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فلمّا عدل القوم عن اتّباعه كانوا ضلاّلا بذلك ، وكان هو ( عليه السلام ) المصيب وأهل بيته ( عليهم السلام ) وأنصاره وشيعته (2).

كتاب الفصول المختارة من العيون والمحاسن :

ذكره النجاشي ( ت 450 ه- ) مرّة بعنوان ( كتاب العيون والمحاسن ) ، ومرّة هو (3) والطوسي ( ت 460 ه- ) (4) وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) (5) بعنوان : ( الفصول من العيون والمحاسن ).

وقال المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر كتابه البحار : وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول (6) ، وعند توثيق كتب المفيد ، قال : وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان (7).

وعدّه الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) من الكتب الواصلة إليه (8).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) تحت عنوان ( العيون والمحاسن ) : ذكره النجاشي ، ثمّ قال بعد ذلك : كتاب ( الفصول من العيون

ص: 388


1- ذكره في بداية ردّه على ما نقله الجاحظ من كلام النظام.
2- الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلد 2 ) : 221.
3- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ] ، وانظر : روضات الجنّات 6 : 154 ، 155.
4- فهرست الطوسي : 444 [ 711 ].
5- معالم العلماء : 112 [ 765 ].
6- البحار 1 : 7.
7- البحار 1 : 27.
8- رياض العلماء 5 : 178.

والمحاسن ) ويظهر منه أنّ ( العيون ) و ( الفصول منه ) متعدّدان وكلاهما للشيخ المفيد ، وأمّا كتاب ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) فهو للسيّد الشريف المرتضى علم الهدى وهو موجود الآن كما يأتي ، وكان عند محمّد باقر المجلسي أيضاً ، وينقل عنه في البحار ، وإن عبّر عنه في مفتتحه ب- ( كتاب العيون والمحاسن المعروف بالفصول ) وعدّه من كتب المفيد ، وأمّا نفس ( العيون والمحاسن ) للشيخ المفيد فهو موجود أيضاً ، ثمّ ذكر وجود نسخ له ومواصفاتها (1).

ولكن أقول : إنّ ما ذكره من مواصفات النسخ وأوّلها ينطبق على المطبوع من كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد وهو ليس له ، بل لأحد قدماء الشيعة (2) ، فلاحظ.

وقال الطهراني تحت عنوان ( الفصول من العيون والمحاسن ) : عدّه النجاشي في فهرست كتبه بعد ذكره ( العيون والمحاسن ) ، فيظهر منه أنّ الشيخ المفيد لمّا كتب ( العيون والمحاسن ) الموجود اليوم كتب ( الفصول المختارة ) منه ، ولا أعلم وجوده اليوم ، لكن مرّ أنّ ( الفصول المختارة ) من العيون للسيّد المرتضى موجود فعلاً. (3)

ولكن قد نبّهنا قبل قليل أنّ ما ذكر من أنّه العيون والمحاسن هو الاختصاص ، ومنه يظهر أن لا وجود لنسخة معروفة ل- ( العيون والمحاسن ) اليوم. ومن ثمّ قال تحت عنوان ( الفصول المختارة ) من ( العيون والمحاسن ) تأليف الشيخ المفيد : اختاره السيّد المرتضى علم الهدى أبو القاسم علي بن الحسين ( ت 436 ) صرّح به في ( المفتتحة ) (4).

ص: 389


1- الذريعة 15 : 386 [ 2394 ].
2- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (9) ، المقالة الرابعة.
3- الذريعة 16 : 345 [ 973 ].
4- الذريعة 16 : 244 [ 970 ].

وفي المفتتح بعد الحمد والصلاة على محمّد وآله ، هكذا : سألت - أيّدك اللّه - أن أجمع لك فصولاً من كلام شيخنا ومولانا المفيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان في المجالس ، ونكتاً من كتابه المعروف ب- ( العيون والمحاسن ) لتستريح إلى قراءته في سفرك ... (1) ، ثمّ ينقل في كلّ الكتاب عن شيخه المفيد.

ومن ذلك قال العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي : وكلّ هذا ، بل الكتاب بأسره يدلّ بوضوح على أمرين :

الأمر الأوّل : إنّ مادّة الكتاب كلّها من الشيخ المفيد.

الأمر الثاني : إنّ الانتقاء والجمع والتأليف للشريف المرتضى دون المفيد (2).

وكذلك عدّه صاحب الرياض ( ت حدود 1130 ه- ) من كتب الشريف المرتضى ، قال الأفندي : كتاب الفصول الذي استخرجه من كتاب العيون والمحاسن تأليف أُستاذه الشيخ المفيد ، وهو الآن معروف ، وإن قال الأُستاذ الاستناد دام ظلّه في البحار بأنّه عين المحاسن والعيون ، حيث قال في طيّ كتب المفيد : وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول ، أقول : ويدلّ على ما قلناه ، أمّا أوّلا : فشهادة أوّل كتاب الفصول ، بل إلى آخره أيضاً بما ذكرناه ، بل أكثر صدر مطالبه يشهد بما قلناه ، وأمّا ثانياً : فلأنّ سبط الشيخ علي الكركي العاملي في رسالة رفع البدعة في حلّ المتعة ينقل عن هذين الكتابين ، قال هكذا : قال شيخنا المفيد في العيون وسيّدنا المرتضى في الفصول المختارة ، وقال فيها في موضع آخر : ومن الفصول التي اختارها سيّدنا الإمام الرحلة مربّي العلماء ذو الحسبين الشريف المرتضى علم

ص: 390


1- الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد 2 ) : مفتتح الكتاب.
2- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (1) : 269.

الهدى من كتاب المجالس وكتاب العيون والمحاسن لشيخنا المفيد ، إلى غير ذلك من أقواله الدالّة على المغايرة ، وأمّا ثالثاً فلأنّ ... ، ولم يكمل الدليل الثالث.

ثمّ قال : وقد رأيت نسخة عتيقة منه في بلدة أردبيل قوبلت بنسخة الأصل ، وقد قرأها بعض العلماء على بعض الفضلاء وعليها خطّه ، نعم عبارة ابن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة المفيد يعطي ذلك ، حيث قال في تعداد كتب المفيد ( رحمه اللّه ) ، هكذا : ( الفصول من العيون والمحاسن ) ، وكذا عبارة النجاشي في رجاله ، لكن الذي ظهر من ديباجة بعض نسخ الفصول صريحاً أنّ الفصول من مؤلّفات السيّد المرتضى ، والعجب أنّ أصحاب الرجال لم ينسبوا إلى المرتضى كتاب الفصول أصلا ، ولا هو مذكور في إجازته ( رضي اللّه عنه ) للبصروي.

وقد صرّح بالمغايرة بين الفصول وبين العيون والمحاسن ، وأنّ الفصول للسيّد والعيون للمفيد جماعة ، منهم : السيّد حسين المجتهد في كتاب دفع المناواة عن التفضيل والمساواة (1).

وأيضاً ، قال العلاّمة الطباطبائي : على أنَّهم لم يعدّوا كتاب الفصول المختارة في مصنّفات الشريف المرتضى في ترجمته لا الطوسي ولا النجاشي ولا ابن شهر آشوب!

فهل إنّهم رأوا أنّ نسبة الفصول المختارة إلى الشيخ المفيد أولى من نسبته إلى الشريف المرتضى؟ أو أنّ الشيخ المفيد أيضاً كان له كتاب الفصول من العيون والمحاسن وهو مفقود وهو غير الفصول المختارة للشريف المرتضى؟ فأمّا شيخنا صاحب الذريعة ( رحمه اللّه ) فإنّه يراهما كتابين متغايرين ، ذكر كلاًّ منهما على حده منسوباً إلى مؤلّفه في ج 16 ص 244 و ص 245 (2).

ص: 391


1- رياض العلماء 4 : 39 ، وإجازة البصروي موجودة في رياض العلماء 4 : 35.
2- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (1) : 270.

ونحن أيضاً نرى أنّ نسبته للمفيد أولى ، فكلّ ما فيه اختيارات اختارها الشريف المرتضى من كتابي المفيد المجالس والعيون والمحاسن ، كما صرّح به نفسه في أوّله.

ثمّ إنّ السيّد إعجاز حسين الكنتوري ( ت 1286 ه- ) ، قال : الفصول المنتخبة من كتاب المجالس وكتاب العيون والمحاسن للسيّد المرتضى علم الهدى ، انتخبها من الكتابين المذكورين وهما لأُستاذه الشيخ المفيد ، وتعرف هذه الفصول الآن بمجالس الشيخ المفيد (1).

وفي كلامه نظر من جهة عنوان الكتاب فهو كما عرفت ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) ، ومن جهة كونه معروفاً الآن بمجالس الشيخ المفيد ; فإنّه لا يعرف الآن إلاّ باسمه الآنف ، وهو غير المجالس للمفيد أيضاً ، فهما كتابان لا كتاب واحد.

وأمّا نسخه فكثيرة ، ذكر بعضها العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة (2) ، وأضاف إليها العلاّمة الطباطبائي عدداً آخر مع ذكره لطبعاته في مقالته حول مصنّفات الشيخ المفيد (3).

ص: 392


1- كشف الحجب والأستار : 402 [ 2221 ].
2- الذريعة 16 : 244 [ 970 ].
3- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ( رحمه اللّه ) ، رقم (1) : 270.
(42) كتاب : المسائل الصاغانيّة
اشارة

(42) كتاب : المسائل الصاغانيّة (1)

الحديث :

في معرض ردّه على أحد شيوخ الحنفيّة تعرّض لمذهب الإماميّة بالتشنيع في عدّة مسائل ، منها ما ذكره من قولهم : إنّ زواج المتعة لا يحلّل الزوجة البائن ، فيقول هذا الشيخ : وقد قرأتُ بذلك خبر أسندوه إلى بعض الطالبيين - وهو جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) - وعليه يعتمدون في ما يذهبون إليه في الأحكام المخالفة لجميع الفقهاء ... ، فأجابه المفيد ، ثمّ قال : بأنّا نعتمد على الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) في الأحكام ، فإنّه ديننا الذي نتقرّب به إلى اللّه عزّ وجلّ ; إذ كان الإمام المعصوم المنصوص عليه من قبل اللّه عزّ وجلّ المأمور بطاعته جميع الأنام ، مع كونه من سادة العترة الذين خلّفهم نبيّنا ( عليه السلام ) فينا ، وأخبرنا بأنّهم لا يفارقون كتاب اللّه جلّ اسمه حكماً ووجوداً ، حتّى يردا عليه الحوض يوم المعاد (2).

أقول : من الواضح أنّ كلامه الأخير إشارة صريحة لحديث الثقلين.

كتاب المسائل الصاغانيّة :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (3) ، والشيخ

ص: 393


1- سمّيت بذلك ; لأنّ المسائل وردت للشيخ من ناحية بلدة تسمّى صاغان.
2- المسائل الصاغانيّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد 3 ) : 50 - 53.
3- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ].

الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست (1) ، وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم (2).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : ( جوابات المسائل الصاغانيّات ) وقد تخفّف فيقال له الصاغانيّات ، وهي عشر مسائل وردت من صاغان (3) ، شنّع فيها بعض متفقّهة أهل العراق على الشيعة ، ثمّ قال : نسخة منه كانت في مكتبة شيخنا شيخ الشريعة الإصفهاني في النجف ، وعنها استنسخ بخطّه الميرزا محمّد الطهراني لمكتبته بسامرّاء (4).

ص: 394


1- فهرست الطوسي : 444 [ 711 ].
2- معالم العلماء : 112 [ 765 ].
3- تطلق على مكانين : قرية من قرى مرو ، ومنطقة بما وراء النهر ، وقد ذكر السيّد المحقّق محمّد القاضي في مقدّمة الكتاب عدّة قرائن على أنّ المراد هو الأوّل.
4- الذريعة 5 : 225 [ 1083 ] ، وانظر أيضاً : مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (1) : 277.
(43) كتاب : المسائل الجاروديّة
اشارة

(43) كتاب : المسائل الجاروديّة (1) الحديث :

الأوّل : ما نقله المفيد عن الجاروديّة بأنّ حجّتهم على اختصاص الحسن والحسين وأولادهما بالإمامة (2) هي :

قول النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قالت الإماميّة : هذا الخبر بأن يكون حجّة لمن جعل الإمامة في جميع بني هاشم أولى ... (3).

الثاني : في ردّ المفيد على شبهتهم القائلة : لماذا لا يكون حديث الثقلين شاملا لجميع بني هاشم من دون اختصاصه بولد الحسين بعده؟ فقال : نحن وإن احتججنا بقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » في إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن بعده من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، فإنّا نرجع فيه إلى معناه المعلوم بالاعتبار ، وهو أنّ عترة الرجل كبار أهله وأجلّهم وخاصّتهم في الفضل لبابهم ... (4).

ص: 395


1- فرقة من الزيديّة نسبوا إلى زياد بن منذر أبي الجارود.
2- وهذه أحد شبهاتهم ، وسيأتي الكلام عليها لاحقاً.
3- المسائل الجاروديّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد 7 ) : 39.
4- المسائل الجاروديّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد 7 ) : 4.
كتاب المسائل الجاروديّة :

ذكر النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله كتابين بعنوان ( المسائل على الزيديّة ) و ( مسائل الزيديّة ) (1).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : المسائل الزيديّة كذا عبّر النجاشي ، والحقيق بها التعبير « بالمسائل الجاروديّة » لا مطلق الزيديّة ، حيث إنّ السؤالات مقتصر عليهم والبحث معهم خاصّة .. ، ثمّ قال : وهو موجود في خزانة كتب مولانا الميرزا محمّد الطهراني بسامرّاء والشيخ عبد الحسن الحلّي النجفي (2).

وقال السيّد العلاّمة المحقّق عبد العزيز الطباطبائي : وقد جزم شيخنا ( رحمه اللّه ) في الذريعة بأنّ المسائل الجاروديّة هو مسائل الزيديّة ... ، ثمّ قال : أقول : ولعلّ ذلك لأنّ الزيديّة أكثرهم جارودية ، ولعلّهم في عصر الشيخ المفيد كانوا كلّهم جارودية ، كما حكي عن نشوان الحميري : ليس باليمن من فرق الزيديّة غير الجاروديّة (3).

وقال السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي : والظاهر أنّ فرق الزيديّة الأُخَر - غير الجاروديّة - لا وجود لها ، قال الحميري : وليس باليمن من فرق الزيديّة غير الجاروديّة ... ، وذكر لي السيّد أحمد حجر من كبار علماء الزيديّة بصنعاء اليمن أنّ من لم يكن جاروديّاً فليس بزيديّ ، ولعلّ هذه الحقيقة كانت سائدة منذ زمن الشيخ المفيد حيث وجّه الكلام في هذه

ص: 396


1- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ].
2- الذريعة 20 : 351 [ 3368 ].
3- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة الأُولى : 274 ، تأليف السيّد عبد العزيز الطباطبائي.

الرسالة إلى خصوص الجاروديّة دون غيرهم من فرق الزيديّة (1).

وقد ذكر السيّد عبد العزيز الطباطبائي عدّة نسخ لهذه المسائل وعدد طبعاتها.

ص: 397


1- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة الرابعة : 262 ، تأليف السيّد الجلالي.

ص: 398

(44) كتاب : العمدة
اشارة

(44) كتاب : العمدة (1) الحديث :

قال ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في الطرائف :

قال عبد المحمود (2) : وقد وقفت على كتاب اسمه كتاب العمدة في الأُصول اسم مصنّفه محمّد بن محمّد بن النعمان ويلقّب بالمفيد ، قد أورد فيه الاحتجاج على صحّة الإمامة بحديث نبيّهم محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، وهذا لفظه : لا يكون شيء أبلغ من قول القائل : قد تركت فيكم فلاناً ، كما يقول الأمير إذا خرج من بلده واستخلف من يقوم مقامه ... ، وإنّهم لا يفارقون الكتاب ولا يتعدّون الحكم بالصواب ، هذا لفظه في المعنى (3).

وسيأتي في كتاب الطرائف لابن طاووس.

كتاب العمدة في الأُصول :

لم تصل إلينا نسخة من هذا الكتاب ، ولكن ذكر السيّد ابن طاووس أنّه وقف عليه ، وقال : وقد وقفت على كتاب اسمه العمدة في الأُصول اسم مصنّفه محمّد بن محمّد بن النعمان ويلقّب بالمفيد (4).

ص: 399


1- كتاب العمدة مفقود وما أوردناه عنه نقله ابن طاووس في الطرائف.
2- سمّى السيّد ابن طاووس نفسه في الطرائف ( عبد المحمود ) تقيّة.
3- الطرائف 1 : 171.
4- الطرائف 1 : 171.

ولم يذكر مثل هكذا كتاب في مصنّفات الشيخ المفيد ، ولكن النجاشي ( ت 450 ه- ) ذكر عند عدّه لكتب المفيد كتاب العمد في الإمامة (1).

وحكم العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) باتّحادهما ، وقال : كتاب العمد في الإمامة للشيخ السعيد أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي المفيد المتوفّى 413 ذكره النجاشي ، ولكن قال السيّد ابن طاووس في ( الطرائف ) عند حكايته الكتاب : إنّ اسمه ( العمدة ) (2).

وعلّق عليه العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي بقوله : إلاّ أنّ احتمال تغايرهما باق لم يدفعه دليل ، فيكون العمدة في الأُصول الاعتقاديّة الخمسة ومنها الإمامة ، والعمدة خاصّاً بالإمامة (3).

أقول : الاحتمال باق ، والظاهر من عبارة السيّد أنّه رجّح التغاير ، ولكن لو تأمّلنا ما نقله السيّد ابن طاووس من مورد متعلّق بالإمامة - وهو ما نقلناه هنا - وما عنونه النجاشي للكتاب ، يقرب احتمال الاتّحاد ، فلعلّ اسم الكتاب ( العمد ) أو ( العمدة ) وأمّا ما بعده من قول النجاشي ( في الإمامة ) وقول ابن طاووس ( في الأُصول ) من كلامهما لتعريف محتوى الكتاب كلاًّ حسب وجهة نظره.

ص: 400


1- رجال النجاشي : 402 [ 1067 ].
2- الذريعة 15 : 333 [ 2153 ].
3- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد / المقالات والرسالات (1) : 341 [ 138 ] ، القسم الثاني.
(45) كتاب : الإفصاح في الإمامة الحديث :
اشارة

في ردّه على من استدلّ على إمامة أبي بكر وعمر بحديث : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، أجاب الشيخ المفيد : قيل لهم : هذا حديث موضوع ... ، فصل آخر : على أنّ أصحاب الحديث قد رووه بلفظين مختلفين ، على وجهين من الإعراب متباينين : أحدهما الخفض ، وقد سلف قولنا بما بيّناه ، والآخر النصب ، وله معنى غيرما ذهب إليه أهل الخلاف.

وذلك إنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لمّا دعا الأُمّة إلى التمسّك بكتاب اللّه تعالى ، وبعترته ( عليهم السلام ) ، حيث يقول : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ... ، وكانا - أيّ أبي بكر وعمر - هما المناديين بالاتّباع دون أن يكون النداء إليهما على ما شرحناه (1).

الإفصاح في الإمامة :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (2) ، والشيخ الطوسي

ص: 401


1- الإفصاح في الإمامة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد 8 ) : 219 - 223.
2- رجال النجاشي : 399 [ 1067 ] ، وانظر : روضات الجنّات 6 : 153 [ 576 ].

( ت 460 ه- ) في فهرسته (1) ، وابن شهر آشوب ( 588 ه- ) في المعالم (2).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : وقال في كشف الحجب ( إنّه كان هذا الكتاب في دهلي عند بعض الثقات ، وقد نقل عنه والدي العلاّمة بعض عباراته في كتابه برهان السعادة في الإمامة ) ، « أقول » هو متداول في العراق ورأيت منه نسخاً منها نسخة من بقايا موقوفات مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني ، ونسخة الشيخ الحجّة ميرزا محمّد الطهراني ، ونسخة السيّد الجليل أبي القاسم الموسوي الإصفهاني النجفي ، ونسخة بخطّ العالم السيّد محمّد علي بن محمّد الموسوي اللاريجاني كتابتها سنة 1262 في مكتبة آية اللّه السيّد أبي الحسن الإصفهاني ونسخة في مكتبة الشيخ علي بن الشيخ محمّد رضا آل كاشف الغطاء ، ونسخة في مكتبة الشيخ محمّد السماوي وغيرها (3).

وذكر السيّد الطباطبائي عدّة نسخ له وعدّة طبعات (4) ، وحقّقته مؤسّسة البعثة في قم على ثلاث نسخ خطّية وأُخرى مطبوعة (5).

ص: 402


1- فهرست الطوسي : 444 [ 711 ].
2- معالم العلماء : 112 [ 765 ].
3- الذريعة 2 : 258 [ 1051 ].
4- مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ( رحمه اللّه ) ، رقم (1) : 212.
5- الإفصاح في الإمامة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد 8 ) : 12 ، مقدّمة التحقيق.
مؤلفات شريف المرتضي علي بن الحسين الموسوي البغدادي ( ت 436 ه- )
(46) كتاب : الشافي في الإمامة
الحديث :

الأوّل : قال الشريف المرتضى في ردّه على القاضي عبد الجبّار (1) عند استدلاله بحديث « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » (2) ، على إمامة أبي بكر في كتاب الإمامة من المغني - بعد أن ذكر عدّة ردود على هذا الخبر وغيره - : وفيهم من حكى رواية الخبر بالنصب وجعل أبا بكر وعمر على هذه الرواية مناديين مأمورين بالاقتداء بالكتاب والعترة ، وجعل قوله ( اللذين من بعدي ) كناية عن الكتاب والعترة ، واستشهد على صحّة تأويله بأمره ( صلى اللّه عليه وآله ) في غير هذا الخبر بالتمسّك بهما والرجوع إليهما في قوله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

وأورده الطوسي ( ت 460 ه- ) في تلخيص الشافي (4).

ص: 403


1- في كتابه المغني.
2- الشافي في الإمامة 2 : 306.
3- الشافي في الإمامة 2 : 308.
4- تلخيص الشافي 3 : 36.

الثاني : ما يذكره من مناقشة القاضي عبد الجبّار ( ت 415 ه- ) في دلالة حديث الثقلين ، قال الشريف المرتضى :

قال صاحب الكتاب (1) : دليل لهم آخر ، وربّما تعلّقوا بما روي عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) من قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وأنّ ذلك يدلّ على أنّ الإمامة فيهم ... ، ثمّ قال : وهذا يدلّ على أنّ إجماع العترة لا يكون إلاّ حقّاً ...

يقال له (2) : أمّا قوله « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فإنّه دالّ على أنّ إجماع أهل البيت حجّة على ما أقررت به ... (3).

وأورده الطوسي في تلخيص الشافي (4).

علم الهدى علي بن الحسين الموسوي البغدادي « الشريف المرتضى » :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) : علي بن الحسين بن موسى بن محمّد ابن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أبو القاسم المرتضى ، حاز من العلوم ما لم يدانيه فيه أحد في زمانه ، وسمع من الحديث فأكثر ، وكان متكلّماً شاعراً

ص: 404


1- القاضي عبد الجبّار صاحب المغني.
2- جواب الشريف المرتضى.
3- الشافي في الإمامة 3 : 120 - 122 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 701 ح 111 ، والبحار 23 : 155 ، تتميم ، وسيأتي الكلام في الدلالة مفصّلا.
4- تلخيص الشافي 2 : 239.

أديباً ، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا ، إلى أن قال : مات رضي اللّه عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثين وأربع مائة ، وصلّى عليه ابنه في داره ودفن فيها ، وتولّيت غسله ومعي الشريف أبو يعلى محمّد ابن الحسن الجعفري وسلاّر بن عبد العزيز (1).

وقال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله : علي بن الحسين الموسوي ، يكنّى أبا القاسم ، الملقّب بالمرتضى ، ذي المجدين علم الهدى أدام اللّه تعالى أيّامه ، أكثر أهل زمانه أدباً وفضلا ، متكلّم فقيه جامع للعلوم كلّها مدّ اللّه في عمره ، يروي عن التلعكبري والحسين بن علي بن بابويه وغيرهم من شيوخنا ، له تصانيف كثيرة ذكرنا بعضها في الفهرست وسمعنا منه أكثر كتبه وقرأناها عليه (2).

وقال في الفهرست : على بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى ابن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين ، كنيته أبو القاسم المرتضى الأجلّ علم الهدى طوّل اللّه عمره وعضد الإسلام وأهله ببقائه وامتداد أيّامه ، متوحّد في علوم كثيرة ، مجمع على فضله ، مقدّم في علوم ، مثل : علم الكلام والفقه وأُصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك ، وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت ، وله من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير يشتمل على ذلك فهرسته المعروف ، غير أنّي أذكر أعيان كتبه وكبارها ، إلى أن قال :

توفّي ( رحمه اللّه ) في شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثين وأربع مائة ، وكان

ص: 405


1- رجال النجاشي : 270 [ 708 ].
2- رجال الطوسي : 434 [ 6209 ].

مولده في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مائة ، وسنّه يوم توفّي ثمانون سنة وثمانية أشهر وأيّام ، نضّر اللّه وجهه (1).

وقصّة الرؤيا التي رآها المفيد بحقّه وحقّ أخيه ، وقصّة تلقّبه بعلم الهدى مذكورتان في كتب التراجم لم نذكرهما اختصاراً.

الشافي في الإمامة :

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (2) ، وقال الشيخ ( ت 460 ه- ) : كتاب الشافي في الإمامة ، نقض كتاب الإمامة من كتاب المغني لعبد الجبّار بن أحمد ، وهو كتاب لم يصنّف مثله في الإمامة (3) ، ووصفه ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم بأنّه حسن (4).

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (5) ، وقال : كتب السيّدين الجليلين (6) كمؤلّفيها لا تحتاج إلى البيان (7).

ص: 406


1- فهرست الطوسي : 288 [ 432 ] ، وانظر : معالم العلماء : 69 [ 477 ] ، رجال ابن داوود : 136 [ 1036 ] ، خلاصة الأقوال : 179 [ 533 ] ، حاوي الأقوال 2 : 22 [ 357 ] ، نقد الرجال 3 : 254 [ 2552 ] ، مجمع الرجال 4 : 189 ، أمل الآمل 2 : 182 [ 549 ] ، رياض العلماء 4 : 14 ، منتهى المقال 4 : 397 [ 2004 ] ، روضات الجنّات 4 : 294 [ 400 ] ، بهجة الآمال 5 : 421 ، تنقيح المقال 2 : 284 ، معجم رجال الحديث 12 : 40 [ 8077 ] ، قاموس الرجال 7 : 441 [ 5113 ] ، بلغة المحدّثين : 383 ، جامع الرواة 1 : 575 ، لؤلؤة البحرين : 313 [ 104 ] ، الدرجات الرفيعة : 458 ، الكنى والألقاب 2 : 480.
2- رجال النجاشي : 270 [ 708 ].
3- فهرست الطوسي : 288 [ 432 ].
4- معالم العلماء : 69 [ 477 ].
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب.
6- أي الشريف الرضي والمرتضى.
7- البحار 1 : 30 ، توثيق المصادر.

وهو مذكور في إجازة المرتضى للبصروي ، والتي رآها الميرزا عبد اللّه الأفندي في بعض المواضع المعتبرة (1) ولهذا الكتاب قيمة علميّة كبيرة ومكانة مرموقة عند الطائفة.

قال الشيخ محمّد جواد مغنية ( ت 1400 ه- ) : ولا أُغالي إذا قلت : إنّ كتاب الشريف هو أوّل كتاب شاف كاف في الدراسات الإسلاميّة الإماميّة بحيث لا يستغني عنه من يريد الكلام في هذا الموضوع (2).

وللشافي عدّة مخطوطات ذكرها السيّد الخطيب في مقدّمة تحقيق الكتاب منها :

1 - نسخة مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي 2 - نسخة المكتبة الرضويّة 3 - نسخة أُخرى في الرضويّة وغيرها ، ذكرها السيّد الخطيب (3).

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامّة للشريف المرتضى علم الهدى ، طبع في إيران سنة 1301 ه- ، وقد لخّصه تلميذه شيخ الطائفة الطوسي وسمّاه تلخيص الشافي وطبع أيضاً منضمّاً إلى الشافي (4). وطبع أيضاً بتحقيق السيّد حسين بحر العلوم في مجلّدين.

ص: 407


1- رياض العلماء 4 : 34.
2- الشيعة في الميزان : 120.
3- الشافي في الإمامة 1 : 16 ، مقدّمة التحقيق.
4- الذريعة 13 : 8 [ 17 ] و 4 : 423 [ 1866 ].

ص: 408

(47) كتاب : الانتصار الحديث :
اشارة

في ما يذكره في المقدّمة من أنّ الذين يشنّعون على فقه الشيعة ، الأفضل لهم أن يتركوا هذا البحث ; لأّن فقههم مقرون بالقرآن ، قال : مذاهبهم حجّة يرجع إليها ويعوّل عليها ، كالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب الانتصار

نسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) بعنوان كتاب مسائل انفرادات الإماميّة وما يظنّ انفرادها به (2) ، وقال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : مسائل الانفرادات في الفقه تامّة (3) ، وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) بعنوان : ما تفرّدت به الإماميّة من المسائل الفقهيّة (4).

ص: 409


1- الانتصار : 80.
2- رجال النجاشي : 270 [ 708 ].
3- فهرست الطوسي : 288 [ 432 ].
4- معالم العلماء : 69 [ 477 ].

وجعله المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (1) ، وقال : كتب السيّدين الجليلين كمؤلّفيها لا تحتاج إلى البيان (2).

وهذا الكتاب ذكر ضمن كتب المرتضى في إجازة البصروي التي رآها الميرزا عبد اللّه الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) ، تحت عنوان : الانتصار لما اجتمعت عليه الإماميّة (3).

وقال الميرزا الأفندي : قال المولى نظام القرشي في نظام الأقوال : علي بن الحسين بن موسى ... ، المشهور بالمرتضى علم الهدى ، متوحّد في علوم كثيرة ، وله كتب كثيرة ، منها : الانتصار في الحديث ...

وأقول : في كلامه نظر من وجوه : منها ما قاله في شرح نسب هذا السيّد فلاحظ ، ومنها قوله « الانتصار في الحديث » ، فإنّه ليس في الحديث ، بل في الفقه في المسائل الفقهيّة التي انفردت بها الإماميّة ، وهو كتاب معروف متداول وعندنا منه أيضاً نسخة (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : الانتصار في انفرادات الإماميّة للسيّد الشريف المرتضى ، إلى أن قال : صنّفه للأمير الوزير عميد الدين في بيان الفروع التي شنّع على الشيعة بأنّهم خالفوا فيها الإجماع ، فأثبت أنّ لهم فيها موافقة من فقهاء سائر المذاهب ، وأنّ لهم عليها حجّة قاطعة من الكتاب والسنّة ، ثمّ قال : طبع بطهران ضمن الجوامع الفقهيّة سنة 1276 ، ومنفرداً أيضاً سنة 1315 ، وتوجد في الخزانة الرضويّة نسخة منها ، تاريخ كتابتها سنة 596 (5).

ص: 410


1- البحار 1 : 11 ، مصادر الكتاب.
2- البحار 1 : 30 ، توثيق المصادر.
3- رياض العلماء 4 : 34.
4- رياض العلماء 4 : 61.
5- الذريعة 2 : 360 [ 1455 ] و 20 : 336 [ 3286 ].

وتوجد عدّة نسخ خطيّة أُخرى ، منها : في مكتبة السيّد المرعشي النجفي تاريخها سنة 591 ه- ، نسخة مكتبة گوهرشاد نسخها سنة 1068 وغيرها (1).

ومن محتوى الكتاب ظهر سبب اختلاف تسميته عند علماء الرجال.

ص: 411


1- الانتصار : 63 ، منهج التحقيق.

ص: 412

(48) كتاب : الآيات الناسخة والمنسوخة أو ( رسالة المحكم والمتشابه )
الحديث :

قال في المقدّمة :

الحمد لله العدل ذي العظمة ... ، وعلى الأئمّة المصطفين ... ، الذين قرنهم اللّه بنفسه ونبيّه ، حيث يقول جلّ ثناؤه ( طِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) فدلّ سبحانه وأرشد إليهم ، فقال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، فإنّ ربّي اللطيف الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب الآيات الناسخة والمنسوخة أو ( رسالة المحكم والمتشابه ) :

هذه الرسالة لم تذكر في الكتب القديمة للرجال في ضمن مؤلّفات السيّد المرتضى (2) ، وكذا لم ترد في فهرست مؤلّفاته التي وردت في إجازته للشيخ البصروي (3).

ص: 413


1- الآيات الناسخة والمنسوخة : 41 ، المقدّمة ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 571 ح 467.
2- انظر رجال النجاشي : 270 [ 708 ] ، فهرست الطوسي : 288 [ 432 ] ، معالم العلماء : 69 ، وغيرها.
3- رياض العلماء 4 : 34.

وإنّما ذكرها الحرّ ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل ، وقال : ومن مؤلّفاته رسالة المحكم والمتشابه ، وكلّها منقولة من تفسير النعماني (1) ، ومثله في خاتمة الوسائل (2) ، وأورد صاحب اللؤلؤة نفس عبارة الحرّ العاملي (3).

وعدّها المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر البحار من ضمن مؤلّفات المرتضى (4) ، وأوردها كاملة في كتاب القرآن ، ولكنّه قال في أوّلها : رسالة مفردة مدوّنة كثيرة الفوائد برواية النعماني (5) ، وقال في فصل مصادره : وكتاب التفسير الذي رواه الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المشتمل على أنواع آيات القرآن وشرح ألفاظه برواية محمّد بن إبراهيم النعماني ، وسيأتي بتمامه في كتاب القرآن (6) ، ونقل عنه مكرّراً بعنوان ( تفسير النعماني ، وأنّه سيأتي في كتاب القرآن كاملا ) في الجزء الخامس (7) والسادس (8) والسابع (9) ، وهكذا في الأجزاء الأُخرى من البحار.

أقول : لا أعلم هل يعتبرهما اثنان ، أو اشتبه عليه الحال ، مع أنّه لم يرو عن هذه الرسالة بعنوان المحكم والمتشابه في البحار كلّه ، وإنّما يروي عنها بعنوان تفسير النعماني ، كما أشرنا إليه ، رغم أنّه عدّها من مصادر البحار عند ذكره لمؤلّفات المرتضى ، فلاحظ.

ص: 414


1- أمل الآمل 2 : 184 ، وانظر : رياض العلماء 4 : 47.
2- خاتمة الوسائل 30 : 155 [ 23 ].
3- لؤلؤة البحرين : 322 ، وانظر : روضات الجنّات 4 : 303.
4- البحار 1 : 11 ، وانظر : رياض العلماء 4 : 46.
5- البحار 93 : 1.
6- البحار 1 : 15 ، وانظر : الذريعة 20 : 154 [ 2361 ].
7- البحار 5 : 29 ، 110 ، 174 ، 208.
8- البحار 6 : 245.
9- البحار 7 : 42 ، 62 ، 318.

هذا وقد ذكر الحرّ ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل أنّه رأى قطعة من تفسير النعماني (1) ، وقال صاحب الذريعة : ولعلّ مراده من القطعة هي الروايات المبسوطة التي رواها النعماني بإسناده إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وجعلها مقدّمة تفسيره ، وهي التي دوّنت مفردة مع خطبة مختصرة وتسمّى ب- ( المحكم والمتشابه ) ، كما يأتي ، وتنسب إلى السيّد المرتضى ، وطبع في الأواخر بإيران ، وقد أوردها بتمامها العلاّمة المجلسي في مجلّد القرآن من البحار (2).

ثمّ إنّ الحرّ العاملي ذكر طريقه إليها في خاتمة الوسائل ، وقال : ونروي رسالة ( المحكم والمتشابه ) للسيّد المرتضى : بالإسناد السابق عن الشيخ أبي جعفر الطوسي (3) ، عن السيّد المرتضى علي بن الحسين الموسوي (4).

وقد قال السيّد المرتضى في أوّل الرسالة كما في المطبوع والبحار : قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتابه تفسير القرآن ، عن أحمد بن محمّد بن سعد بن عقدة ، قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) ، يقول : ... (5).

ولكن المجلسي ( ت 1111 ه- ) قال في نهاية الرسالة : أقول : وجدت رسالة قديمة مفتتحها ، هكذا : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( رحمه اللّه ) ،

ص: 415


1- أمل الآمل : 233 [ 691 ].
2- الذريعة 4 : 318 [ 1342 ].
3- ذكر إسناده عن الشيخ الطوسي في خاتمة الوسائل 30 : 176 ، الطريق 19.
4- خاتمة الوسائل 30 : 180 ، الطريق (24).
5- الآيات الناسخة والمنسوخة : 46 ، والبحار 93 : 3.

قال : حدَّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه اللّه ) ، وهو مصنّفه : الحمد لله ذي النعماء والآلاء والمجد والعزّ والكبرياء ، وصلّى اللّه على محمّد سيّد الأنبياء وعلى آله البررة الأتقياء ، روى مشايخنا عن أصحابنا ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه : « أُنزل القرآن ... ، » وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب ، وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار (1).

وقد نقل المجلسي من هذه الرسالة القديمة بعض الأحاديث ، كما في كتاب القرآن ، الباب السابع (2).

ويظهر من كلامه ( قدس سره ) وبقرينة إيراده في نهاية الرسالة الأُولى ، أنّ الثانية هي نفس الأُولى ولكن بسند آخر ، وأنّ الرسالة عبارة عن حديث واحد من أوّلها إلى آخرها ، حيث قال : وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار.

ولكن بالتأمّل في ما نقله من أوّل الرسالة القديمة ( الثانية ) ، حيث قال : حدّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه اللّه ) وهو مصنّفه ، وما نقله منها في الباب السابع من كتاب القرآن ، حيث ورد في ضمنها روايات عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، لا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما في أوّل الرسالة ، يتبادر إلى الذهن أنَّ هناك تصنيفاً وتأليفاً وجمعاً ، وعدّة روايات لا روايةً واحدةً طويلة ، ولكن يبقى الاحتمال من أنّ الأشعري لم يفعل إلاّ أن فرّق الرواية على الأبواب ، وأضاف روايات عن الصادق ( عليه السلام ) ، وهي التي أشار إليها المجلسي بقوله : وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار.

ومن هنا يتطرّق الاحتمال أيضاً إلى أنّ ما ذكره المرتضى ( رحمه اللّه ) عن

ص: 416


1- البحار 93 : 97.
2- البحار 92 : 60.

تفسير النعماني هل هو رواية واحدة طويلة وما ذكره سنداً لها؟ ، أو أنّها روايات متفرّقة رواها النعماني بسند واحد في تفسيره ، وانتخبها المرتضى منه وضمنها هذه الرسالة؟.

ولا بأس بالإشارة إلى أنّ بعض مقاطع هذه الرسالة ( المحكم والمتشابه ) وردت أيضاً في بداية تفسير القمّي ، ولكن لا دليل على أنّها من رواية القمّي نفسه ، ولا أنّها رواية واحدة أيضاً.

وعلى كلّ فمن المستبعد أن تكون الرسالة رواية واحدة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، خاصّة وإنّ فيها ردود على فرق لم تكن ظهرت في زمن الإمام علي ( عليه السلام ) ، فربّما تكون من كلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بل إنّ بعضه ربّما يكون من شخص متأخر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قد يكون هو النعماني نفسه لو قلنا بأنّ الرسالة مأخوذة كلّها من تفسيره ، كما هو الأرجح والظاهر من قول المرتضى في أوّل الرسالة.

على الرغم من وجود احتمال أنّ هذا البعض ( الكلام ) كلام المرتضى ، ضمّنه ما انتخبه من روايات من تفسير النعماني ، فهو قريب من أُسلوبه في المناظرة والجدل في بقيّة كتبه الأُخرى.

ثمّ إنّ الرسالة سمّيت في النسخ المخطوطة التي اعتمدت في طبع الرسالة ب- ( الآيات الناسخة والمنسوخة ) ونسبت إلى السيّد المرتضى علم الهدى ، كما ذكر ذلك محقّق الرسالة المطبوعة ، حيث ذكر أنَّه عثر على ثلاث نسخ : الأُولى في مكتبة أمير المؤمنين في النجف ، استقرب تاريخها بسنة 1050 ه- ، والثانية في مكتبة الإمام السيّد محسن الحكيم ( رحمه اللّه ) في النجف أيضاً ، واستقرب تاريخها بسنة 1080 ه- ، والثالثة في خزانة مكتبة دار الكتب في القاهرة كتبت بتاريخ 1331 ه- ، وأنّ اثنتين منها - هما نسخة مكتبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ونسخة دار الكتب في القاهرة - قد عنونت بهذا

ص: 417

العنوان ، لهذا اعتمده كعنوان للرسالة (1).

وعلى كلّ فهذه الرسالة نسبت إلى السيّد المرتضى ولم تنسب إلى غيره ، وعليه فتكون المقدّمة القصيرة في بدايتها والتي ورد فيها حديث الثقلين من كلامه هو ( قدس سره ) ، ثمّ أورد بعدها ما انتخبه من تفسير النعماني.

ص: 418


1- الآيات الناسخة والمنسوخة : 16 ، عملنا في التحقيق.
(49) المسائل المبادريات
الحديث :

جاء في إجازة السيّد المرتضى للشيخ أبي الحسن محمّد بن محمّد البصروي ذكر تصانيف السيّد ( رحمه اللّه ) ، ومنها :

المسائل المبادرات وهي أربع وعشرون مسألة :

العشرون : قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي » (1).

المسائل المبادريات أو البادرانيّات :

ذكرها العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة ، وقال : جوابات المسائل البادرائيّات للسيّد الشريف المرتضى علم الهدى المتوفّى ( 436 ) ، أربع وعشرون مسألة ، ذكره النجاشي (2) ، وبادراياطسوج بنهروان كما في معجم البلدان (3).

وجاء تفصيل ما موجود في هذه المسائل في إجازة المرتضى

ص: 419


1- رياض العلماء 4 : 34 ، إجازة البصروي.
2- رجال النجاشي : 270 [ 708 ].
3- الذريعة 5 : 214 [ 1007 ] ، 20 : 337.

للبصروي التي وجدها صاحب الرياض في بعض المواضع المعتبرة ، ونقلها في الرياض (1) ، وقد ذكر الإجازة أيضاً صاحب الذريعة (2).

ص: 420


1- رياض العلماء 4 : 34.
2- الذريعة 1 : 216 [ 1132 ].
مؤلّفات أبي الصلاح تقيّ بن نجم الحلبي ( ت 447 ه- )
(50) كتاب : تقريب المعارف
الحديث :

ومن ذلك ما اتفقت الأُمّة عليه ، من قوله ( عليه السلام ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (1).

أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي :

قال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) : تقي بن نجم الحلبي ، ثقة ، له كتب ، قرأ علينا وعلى المرتضى (2).

وقال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : الشيخ التقي بن النجم الحلبي ، فقيه عين ثقة ، قرأ على الأجلّ المرتضى علم الهدى نضّر اللّه وجهه ، وعلى الشيخ الموفّق أبي جعفر ، وله تصانيف (3).

وقال العلاّمة الحلّي ( ت 726 ه- ) : تقي بن نجم الحلبي ، أبو

ص: 421


1- تقريب المعارف : 181 ، [ النصّ على إمامة الأئمّة ] ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 733 ح 266 ، فصل (41).
2- رجال الطوسي : 417 [ 6034 ] ، من لم يرو عن الأئمّة ( عليهم السلام ).
3- فهرست منتجب الدين : 30 [ 60 ].

الصلاح ( رحمه اللّه ) ، ثقة عين له تصانيف حسنة ذكرناها في الكتاب الكبير (1).

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) : أقول : وفي بعض الإجازات أنّه خليفة المرتضى في علومه (2) ، وقال بعض الأفاضل : إنّ له تصانيفاً كثيرة مشهورة ، مات بعد عودته من الحجّ بالرملة في محرّم سنة ست وأربعين وأربعمائة ، انتهى (3).

وقد نصّ ابن حجر ( ت 852 ه- ) في لسان الميزان والسيّد الأمين ( ت 1371 ه- ) في أعيان الشيعة ، والطبّاخ في أعلام النبلاء ، والمدرّس ( ت 1373 ه- ) في ريحانة الأدب على أنّ وفاته في سنة 447 (4). كتاب تقريب المعارف :

قال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : الشيخ تقي الدين بن النجم الحلبي أبو الصلاح ، له كتب رأيت منها : كتاب تقريب المعارف حسن جيّد (5).

ص: 422


1- خلاصة الأقوال : 84 [ 174 ]. وانظر : رجال ابن داود : 58 [ 270 ] ، معالم العلماء : 29 [ 155 ] ، حاوي الأقوال 1 : 227 [ 113 ] ، نقد الرجال 1 : 305 [ 816 ] ، مجمع الرجال 1 : 287، أمل الآمل 2 : 46 [ 120 ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 171 [ 308 ] ، جامع الرواة 1 : 132 ، رياض العلماء 1 : 99 ، و 5 : 464 ، منتهى المقال 2 : 185 [ 494 ] ، روضات الجنّات 2 : 111 [ 146 ] ، بهجة الآمال 2 : 449 ، تنقيح المقال 1 : 185 ، معجم رجال الحديث 4 : 283 [ 1920 ] ، قاموس الرجال 2 : 415 [ 1222 ]. بلغة المحدّثين : 2. طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : 39 ، لؤلؤة البحرين : 333 ، الكنى والألقاب 1 : 99 ، أعيان الشيعة 3 : 634 ، تكملة أمل الآمل : 114.
2- البحار 108 : 158 ، إجازة الشهيد الثاني.
3- رياض العلماء 1 : 100.
4- تقريب المعارف : 43 ، ترجمة المؤلّف ، تحقيق الشيخ فارس الحسّون.
5- أمل الآمل 2 : 47 [ 120 ].

قال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار : وكتاب تقريب المعارف في الكلام للشيخ الأجلّ أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الحلبي (1) ، وقال في موضع آخر : وكتاب تقريب المعارف كتاب جيّد في الكلام ، وفيه أخبار طريفة ، أوردنا بعضها في كتاب الفتن ، وشأن مؤلّفه أعظم من أن يفتقر إلى البيان (2).

وفي الذريعة : ينقل عنه المير محمّد أشرف في فضائل السادات (3).

وقال الشيخ فارس الحسّون - محقّق الكتاب - : ذكره أبو الصلاح في كتابه الكافي في خمسة موارد ، حيث أحال فيه على كتاب تقريب المعارف.

ونسبه إلى أبي الصلاح جلّ من وضع له ترجمة وذكر كتبه ، مثل : العلاّمة المجلسي في البحار ، والحرّ العاملي في أمل الآمل وإثبات الهداة ، والتستري في قاموس الرجال ، والطهراني في الذريعة والطبقات ، والتستري في كشف القناع والمقابس ، والسيّد الأمين في الأعيان ، والمحدّث النوري في خاتمة المستدرك ، والشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب وسفينة البحار والفوائد الرضويّة ، والكنتوري في كشف الحجب ، والتنكابني في قصص العلماء ، والمدرّس في ريحانة الأدب (4).

وقال أيضاً : قال العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 37 / 252 : قال أبو الصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف ، وقد لخّصه من الشافي : ...

وفي الواقع إنّ التعبير ب- : لخّصه من الشافي ، فيه نوع من المسامحة ، ويتّضح هذا المطلب بأدنى مقارنة بين الكتابين ... الخ (5).

ص: 423


1- البحار 1 : 20 ، مصادر الكتاب.
2- البحار 1 : 38 ، توثيق المصادر.
3- الذريعة 4 : 466 [ 1596 ].
4- تقريب المعارف : 47 ، تحقيق الكتاب ، للشيخ فارس الحسّون.
5- تقريب المعارف : 53 ، تحقيق الكتاب ، للشيخ فارس الحسّون.

ص: 424

(51) كتاب : الكافي في الفقه
الحديث :

في حديثه عن الإمامة والأدلّة عليها من السنّة النبويّة ، قال : ويدلّ على ذلك من جهة السنّة ما اتّفق عليه نقلةُ الشيعة ، وفي نقلهم الحجّة ، ورواه أصحاب الحديث من غيرهم ، أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال في غير موطن : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب الكافي في الفقه :

نسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته ، قال : وله تصانيف منها الكافي ، أخبرنا به غير واحد من الثقات ، عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعي ، عنه (2).

ونسبه إليه أيضاً ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم (3) ، وابن إدريس ( ت 598 ه- ) في السرائر (4).

ص: 425


1- الكافي في الفقه : 96.
2- فهرست منتجب الدين : 30 [ 60 ].
3- معالم العلماء : 29 [ 155 ].
4- السرائر 2 : 449 ، باب المزارعة ، وموارد أُخرى في السرائر.

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (1).

وقال السيّد الخوانساري ( ت 1313 ه- ) : وقد رأيت كتابه الكافي في الفقه على ترتيب أبوابه ، وهو كتاب حسن معروف بين أصحابنا معوّل عليه عندهم (2).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : الكافي في الفقه للشيخ الفقيه أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الدين ، تلميذ الشريف المرتضى وخليفته في البلاد الحلبية ، موجود في مخزن كتب المولى محمّد على الخوانساري بالنجف ، ومخزن السيّد الحاج آغا سبط السيّد حجّة الإسلام الإصفهاني ، وخزانة المولى محمّد حسين القمشئي بالنجف الموقوفة في 1281 ، وفي الرضويّة ، وعند الشيخ مشكور ، وغيرها (3).

وأضاف الشيخ رضا أُستادي نسخ أُخَر في مقدّمته على الكتاب (4).

ص: 426


1- البحار 1 : 20 ، مصادر الكتاب.
2- روضات الجنّات 2 : 113.
3- الذريعة 17 : 247 [ 103 ].
4- الكافي في الفقه : 25 ، ترجمة المؤلّف.
مؤلفات أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي ( ت 449 ه- )
(52) كتاب : كنز الفوائد
الحديث :

الأوّل : قال في رسالته في وجوب الإمامة ، وضمن استدلاله على وجوب الإمام : هذا ، مع ما نعلم من عدمهم أكثر النصوص في الأحكام ، والتجائهم بعدمها إلى الاجتهاد والقياس ، والأخذ في الدين بالظنّ والرأي ... ، فعلمنا أنّ اللّه سبحانه قد أزاح علل المكلّفين بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بالأئمّة الراشدين الهداة المعصومين ، الذين أمر اللّه تعالى بالردّ إليهم والتعويل عليهم ، فقال عزّ من قائل : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ، وقال النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

الثاني : ضمن كلامه في الردّ على من قال : إنّ المراد بالإمام في حديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه ... ) هو الكتاب ، قال : وظاهر قول النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : « من مات وهو لا يعرف إمام زمانه » يدلّ على أنّ لكلّ زمان إماماً في الحقيقة ، يصحّ أن يتوجّه منه الأمر ، ويلزم له الاتّباع ، وهذا واضح لمن طلب الصواب.

ص: 427


1- كنز الفوائد 1 : 324 ، ووجه آخر.

ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبيّ عليه الصلاة والسلام : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فأخبر أنّه قد ترك في الناس من عترته من لا يفارق الكتاب وجوده وحكمه وأنّه لا يزال وجودهم مقروناً بوجوده ، وفي هذا دليل على أنّ الزمان لا يخلو من إمام (1).

محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست : الشيخ العالم الثقة أبو الفتح محمّد بن علي الكراجكي ، فقيه الأصحاب ، قرأ على السيّد المرتضى علم الهدى والشيخ الموفّق أبي جعفر رحمهم اللّه وله تصانيف (2) ، وعبّر عنه ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم بالقاضي أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي (3).

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : الشيخ أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكرجكي ، عالم فاضل متكلّم فقيه محدّث ثقة جليل القدر (4).

وقال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) : وأمّا الكراجكي ، فهو من أجلّة العلماء والفقهاء والمتكلّمين ، وأسند إليه جميع أرباب الإجازات ، ثمّ قال : ويظهر من الإجازات أنّه كان أُستاد ابن البرّاج (5).

ص: 428


1- كنز الفوائد 1 : 329 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 625 ح 814 ، فصل ( 62 ) ، و 1 : 704 ح 123 ، فصل (14) ، والبحار 23 : 95.
2- فهرست منتجب الدين : 154 [ 355 ].
3- معالم العلماء : 118 [ 788 ].
4- أمل الآمل 2 : 287 [ 857 ].
5- البحار 1 : 35 ، توثيق المصادر.

وقال العلاّمة النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك : فهذا الشيخ الجليل أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي ، الفقيه الجليل الذي يعبّر عنه الشهيد كثيراً ما في كتبه بالعلاّمة ، مع تعبيره عن العلاّمة الحلّي : بالفاضل.

ولم أر من المترجمين من استوفى مؤلّفاته ، فاللازم علينا ذكرها (1) ، ثمّ يذكرها بالتفصيل.

وأمّا وفاته فقد نصّت بعض المصادر على أنّها كانت في سنة 499 ه- ، مثل : لسان الميزان وشذرات الذهب ومرآة الزمان (2).

كتاب كنز الفوائد :

نسبه إليه الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل (3) ، وجعله العلاّمة المجلسي أحد مصادر كتاب البحار (4) ، وقال : وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جلّ من أتى بعده (5).

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) - بعد ذكره كلام

منتجب الدين - : وأقول : أراه لم يذكر كنز الفوائد وهو أعرف كتبه (6).

وقال العلاّمة التستري ( ت 1415 ه- ) في قاموسه - بعد أن ذكر كلام

ص: 429


1- خاتمة المستدرك 3 : 126 ، الفائدة الثالثة.
2- كنز الفوائد 1 : 12 - 13 ، مقدّمة التحقيق للشيخ عبد اللّه نعمة ، وانظر في ترجمته أيضاً : الكنى والألقاب 3 : 108. طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : 2. رياض العلماء 5 : 139 ، تنقيح المقال 3 : 159 ، قاموس الرجال 9 : 458 ، معجم رجال الحديث 17 : 357 [ 11342 ] ، روضات الجنّات 6 : 209 [ 579 ] ، جامع الرواة 2 : 156 ، لؤلؤة البحرين : 337 [ 112 ] ، أعيان الشيعة 9 : 400.
3- أمل الآمل 2 : 287 [ 857 ].
4- البحار 1 : 18 ، مصادر الكتاب.
5- البحار 1 : 35 ، توثيق المصادر.
6- تنقيح المقال 3 : 159.

منتجب الدين - : ولم يذكر في كتبه كنزه (1).

وقد جاء ذكره في فهرست كتبه الذي عمله بعض معاصريه والمنقول في خاتمة المستدرك (2).

ووصفه الخوانساري ( ت 1313 ه- ) في الروضات قائلا : وهو من أحسن مصنّفاته الباقية إلى هذا الزمان والحاوية لنفايس من العلوم والأفنان ، ولا سيّما الأصولين والفضائل والأخلاق ، وقد اشتمل على سبع رسائل منفردة برؤوسها ... ، الخ (3).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : كنز الفوائد ، كبير في خمسة أجزاء في فنون مختلفة وتفاسير آيات كثيرة ، للشيخ أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي المتوفّى 449 ، عمله لابن عمّه ، وهو مشتمل على أخبار مرويّة ونكات مستحسنة وعدّة مختصرات عملها مستقلّة ، نسخة منه في ( الرضويّة ) كتابتها 677 في آخر جزئه الأوّل ، إلى أن قال : وقد صنّف الفاضل الهندي لهذا الكتاب فهرساً رأيته بخطّه ، وقد طبع « كنز الفوائد » بإيران في 1322 (4).

ص: 430


1- قاموس الرجال 9 : 458 [ 7073 ].
2- خاتمة المستدرك 3 : 132 ، وانظر : الذريعة 16 : 379 [ 1764 ].
3- روضات الجنّات 6 : 210.
4- الذريعة 18 : 161 [ 1195 ] ، وانظر : فهرست التراث 1 : 519.
(53) كتاب : التعجّب
الحديث :

في تعجّبه من عدّ أبناء العامّة من أفتى بفتوى سواء قام إليها أم رجع إلى غيرها فهو من فقهاء الأُمّة ، إلاّ الأئمّة من أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) فإنّهم ليسوا عندهم من الفقهاء ، قال : ومن العجب : إنّهم يسمعون قول الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ... ، فيهجرونهم ولا يرجعون في مسألة من الفقه إليهم ... (1).

كتاب التعجّب :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : وله تصانيف منها : كتاب « التعجّب » ، كتاب « النوادر » ، أخبرنا الوالد ، عن والده ، عنه رحمهم اللّه (2).

ونسبه إليه ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم ، وقال : إنّه حسن (3).

ص: 431


1- التعجب : 150 ، الفصل السابع عشر.
2- فهرست منتجب الدين : 154 [ 355 ].
3- 3 - معالم العلماء : 118 [ 788 ] ، وانظر : جامع الرواة 2 : 156 ، رياض العلماء 5 : 139، روضات الجنّات 6 : 209 [ 579 ] ، تنقيح المقال 3 : 159 ، معجم رجال الحديث 17 : 357 [ 11342 ] ، خاتمة المستدرك 3 : 226.

وجعله المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (1) ، وقال : وسائر كتبه في غاية المتانة (2).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : ( التعجّب من أغلاط العامّة في مسألة الإمامة ) تأليف العلاّمة الكراجكي ، طبع مع كنز الفوائد له ( سنة 1322 ) ذكر فيه مناقضات أقوالهم ومنافرات أفعالهم (3).

وطبع بتحقيق فارس حسّون كريم على عدّة نسخ (4).

ص: 432


1- البحار 1 : 18 ، مصادرالكتاب.
2- البحار 1 : 35 ، توثيق المصادر.
3- الذريعة 4 : 210 [ 1044 ].
4- التعجّب : 21 ، حول الكتاب.
(54) كتاب : دلائل الإمامة الطبري الصغير لأبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ( القرن الخامس )
الحديث :

الأوّل : بعد أن أورد خطبة الزهراء عندما غصبوا فدك ، قال : ...

قال أبو جعفر (1) : نظرت في جميع الروايات فلم أجد فيها أتمّ شرح وأبلغ في الإلزام وأوكد بالحجّة من هذه الرواية ، ونظرت إلى رواية عبد الرحمن بن كثير فوجدته قد زاد في هذا الموضع : أنسيتم قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) وبدأ بالولاية : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » ، وقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين ... » (2).

وذكر سنده في رواية عبد الرحمن في أوّل خطبة الزهراء ( عليها السلام ) ، هكذا : وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدَّثنا أبي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدَّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدَّثني محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن المفضّل بن قيس الأشعري ، قال : حدَّثنا علي بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ،

ص: 433


1- هذه اللفظة لا توجد في المخطوطتين من الكتاب وإنّما من المطبوع.
2- دلائل الإمامة : 124 ح 36 ، حديث فدك.

عن عمّته زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ... (1).

الثاني : روى أبو بكر أحمد بن محمّد الخشاب الكرخي ، قال : حدَّثنا زكريّا بن يحيى الكوفي ، قال : حدَّثنا ابن أبي زائدة ، عن أبيه ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا قبض رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ما ترك إلاّ الثقلين : كتاب اللّه وعترته أهل بيته ، وكان قد ... » (2).

كتاب دلائل الإمامة ومؤلّفه :

النسخ الموجودة من هذا الكتاب ناقصة الأوّل ، وتبدأ هذه النسخ بستّة عشر حديثاً مسندة إلى الزهراء ( عليها السلام ) ، وأوّلها في النسخ الموجودة ، هكذا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي (3).

ولكن كانت هناك نسخة كاملة عند السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) ، نقل عنها في كتبه روايات تدلّ على أنّ كتاب الدلائل كان يحتوي على دلائل النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) ودلائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إضافة إلى ما نقله ممّا هو موجود الآن في الكتاب (4).

وقد سمّى السيّد الكتاب بدلائل الإمامة ونسبه إلى محمّد بن جرير الطبري في عدّة مواضع من كتبه (5).

ص: 434


1- دلائل الإمامة : 109 ح 36 ، حديث فدك.
2- دلائل الإمامة : 131 ح 42 ، خبر منامها قبل وفاتها ( عليها السلام ) ، وعنه في البحار 43 : 207 ح 36.
3- دلائل الإمامة : 44 ، منهج التحقيق ، والذريعة 8 : 246 [ 1018 ].
4- انظر : دلائل الإمامة 41 ، مقدّمة المحقّق ، ( هذا الكتاب ) ، والذريعة 8 : 244 [ 1018 ].
5- انظر : دلائل الإمامة : 38 ، مقدّمة المحقّق ، ( عنوان الكتاب ).

ومنه أخذ اسم الكتاب ونسبته إلى محمّد بن جرير الطبري الإمامي من جاء بعده كالمجلسي ( ت 1111 ه- ) والبحراني ( ت 1107 ه- ) ; لأنّ نسخهم كانت ناقصة أيضاً (1).

ولكن بمراجعة أسانيد الكتاب يظهر منه أنّ المؤلّف كان معاصراً للنجاشي ( ت 450 ه- ) والشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) أو قبلهما بقليل.

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : وأمّا محمّد بن جرير صاحب كتاب ( الإمامة ) الذي عقدت له هذه الترجمة ، فيظهر من مشايخه وأسانيده أنّه كان من المعاصرين للطوسي والنجاشي ومتأخّراً عن صاحب ( المسترشد ) (2) ، وقد ألّف ( الإمامة ) بعد 411 التي توفّي فيها ابن الغضائري ، كما حكاه عنه في ( مدينة المعاجز ) (3) في التاسع والستّين من معجزات صاحب الزمان ، بما لفظه : أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، قال : نقلت هذا الخبر من أصل بخطّ شيخنا أبي عبد اللّه الحسين بن الغضائري ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثني أبو الحسن علي بن عبد اللّه القاساني (4) ، إلى آخر كلامه الصريح في أنّ ابن الغضائري من مشايخه ، وأنّه كتبه عن خطّه بعد وفاته ، وابن الغضائري من أجلّة مشايخ النجاشي والطوسي ، ويروي في الكتاب غالباً عن جماعة هم يروون عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري الذي توفّي 385 ه- ، وهم : ولده أبو الحسين محمّد بن هارون ، وأبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن الحسن ، وأبو طالب محمّد بن عيسى القطّان ، وأبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه الحرمي ، كما أنّ الطوسي يروي

ص: 435


1- راجع مقدّمة محقّق دلائل الإمامة : 40 ، تحت عنوان ( هذا الكتاب ).
2- محمّد بن جرير الطبري الكبير.
3- للسيّد هاشم البحراني.
4- دلائل الإمامة : 545 ح 128.

عن جماعة عن التلعكبري ، منهم : ولده الحسين بن هارون بن موسى ، وكذلك النجاشي يروي عنه بواسطة ولده محمّد بن هارون ، وإن ذكر النجاشي أنّه أدرك التلعكبري وكان يحضر مجلسه مع ولده محمّد بن هارون ، لكن ما روى عنه لصغر سنّه يومئذ ; لأنّه ولد النجاشي 372 ، فكان في وقت وفاة التلعكبري ابن ثلاثة عشر أو أقل ، ويروي أيضاً في كتاب ( الإمامة ) عن الصدوق المتوفّى 381 بواسطة تلاميذه ، منهم : أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عثمان بن الرائقة الموصلي ، صاحب كتاب ( المتمسّك بحبل آل الرسول ) المذكور في ( ص 132 ) ، كما أنّ الطوسي والنجاشي يرويان عن الصدوق بواسطة واحدة ، ويروي في الكتاب أيضاً عن أبي عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن عيسى المعروف بابن الخيّاط القمّي الذي هو من مشايخ الطوسي ، وله الرواية عن أحمد بن محمّد بن عيّاش صاحب ( مقتضب الأثر ) المتوفّى 401 ، ويروي أيضاً عن أخيه المتوفّى قبل تأليف ( الإمامة ) ; لأنّه دعا له برضي اللّه عنه ، وقال : إنّه قرأ أخوه في 395 على ابن البغدادي المولود بسوراء من نواحي بابل (1) ، وهو أبو الحسن أحمد بن علي ، ويروي في الكتاب أيضاً عن أبي المفضّل الشيباني الذي أدركه النجاشي أيضاً (2) ، ويروي فيه أيضاً عن القاضي أبي الفرج بن المعافي ، المروّج لمذهب ابن جرير العامّي ، انتهى (3).

ومن هذا يظهر أنّ مؤلّف كتاب ( دلائل الإمامة ) ليس هو محمّد بن جرير الطبري الإمامي الكبير صاحب ( المسترشد ) الذي ترجم له النجاشي

ص: 436


1- دلائل الإمامة : 210 ح 24.
2- دلائل الإمامة : 289 ح 92.
3- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) ، 2 : 153 ، وانظر : الذريعة 8 : 241 [ 1018 ] ، ومقدّمة التحقيق لكتاب دلائل الإمامة ، والأخبار الدخيلة : 43.

( ت 450 ه- ) (1) والطوسي ( ت 460 ه- ) (2) ، والذي كان معاصراً للطبري العامّي صاحب التاريخ والتفسير في أوائل القرن الرابع (3) ، بل إنّه يروي عن الكبير بواسطتين ، هما : أبو الحسين محمّد بن هارون ، عن أبيه هارون بن موسى ، عن محمّد بن جرير الطبري (4).

وبالانتباه إلى ما ذكرناه سابقاً من أنّ تسمية الكتاب واسم مؤلّفه جاءت فقط من جهة السيّد ابن طاووس ، ومن استبعاد اتّحاد اسم المؤلّف مع اسم مؤلّف ( المسترشد ) بالأب والجدّ واللقب ، وأنّ التمييز بينها فقط بالكبير والصغير ، يحقّ لنا أن نشكّك بهذه النسبة الواردة إلينا من السيّد ابن طاووس.

قال العلاّمة التستري ( ت 1415 ه- ) : وأمّا تحقيق الكتاب المعروف بدلائل الطبري ، فالذي يغلب على الظنّ أنّ الكتاب كان في تاريخ المعصومين ( عليهم السلام ) ; لأنّه في بيان أحوالهم من مولدهم ومدفنهم وأولادهم وباقي أحوالهم ومعجزاتهم واسمه غير معلوم ، وإنّما يصحّ أن يسمّى بالدلائل إذا كان في خصوص المعجزات ، فعبّر العيون عن باب معجزات الرضا ( عليه السلام ) بباب دلائل الرضا ( عليه السلام ).

والذي وصل إلينا وطبع نسخة ناقصة من أحوال الصديقة ( عليها السلام ) ، وقد كان بتمامه عند ابن طاووس ونقل عنه في نجومه معجزة من أمير

ص: 437


1- رجال النجاشي : 376 [ 1024 ].
2- فهرست الطوسي : 446 [ 712 ].
3- طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) 2 : 153 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) 1 : 250 ، الذريعة 8 : 241 [ 1018 ] ، و 21 : 9 [ 3690 ] ، وما ذكرناه سابقاً في ترجمة صاحب المسترشد ، تنقيح المقال 2 : 91 ، من أبواب الميم ، الأخبار الدخيلة 1 : 43.
4- دلائل الإمامة : 478 ح 71 ، دلائل الإمام صاحب الزمان ( عج ).

المؤمنين ( عليه السلام ) ، كما في ص 102 ، ومؤلّفه من معاصري الشيخ والنجاشي ...

ثمّ قال : وأوّل من وهم - في ما أعلم - أنّ هذا الكتاب لمحمّد بن جرير بن رستم علي بن طاووس ، فنقل في آخر نجومه معجزات عن المعصومين ( عليهم السلام ) ، ونقل عن هذا الكتاب معجزات من الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) إلى المهدي ( عليه السلام ) ، إلاّ الباقر ( عليه السلام ) ، وفي كلّ من العشرة ، يقول : يروى عن دلائل الإمامة للشيخ محمّد بن رستم الطبري.

ووجه توهّمه أنّه رأى في بعض مواضع الكتاب في أوّل السند ، قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، وأوّلها في النسخة الموجودة في ذكر معجزات الحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ بعده إلى خمسة عشر خبراً ، قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ، وفي معجزات الحسين ( عليه السلام ) ، تسعة أحاديث أيضاً بلفظ قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ، وفي معجزات السجّاد ( عليه السلام ) في عشرة أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الباقر ( عليه السلام ) في سبعة أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الصادق ( عليه السلام ) في عشرة أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الكاظم ( عليه السلام ) في ثمانية أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الرضا ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدَّثنا فلان ) ، ثمّ بعده إلى سبعة أحاديث ( قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الجواد ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ) ، ثمّ بعده إلى عشرة أحاديث ( قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الهادي ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدَّثنا فلان ) ، ثمّ إلى ثلاثة أحاديث ، وفي معجزات العسكري ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدَّثنا فلان ،

ص: 438

عنه ( عليه السلام ) ) ، ثمّ بعده إلى أربعة أحاديث ( قال أبو جعفر ، عنه ( عليه السلام ) ) ، كما تقدّم ، فظنّ أنّ المراد به مصنّف الكتاب كما قد يعبّر القدماء في تصانيفهم عن أنفسهم ، إلاّ أنّ ذلك أعمّ ، فكما يحتمل ذلك ، يحتمل أن يكون كما قد يقال ( قال فلان في كتابه ) نقلا عن آخر ، فهو نظير قوله في الكتاب كثيراً ( روى فلان ) مثلا ، ممّن تقدّم عصره بكثير ...

ثمّ قال : وتبع ابن طاووس في الوهم من تأخّر عنه كالمجلسي ، فينقل ما في هذا الواصل إلينا ناسباً له إلى محمّد ( محمّد بن جرير بن رستم الطبري ) في دلائله ، إلاّ أنّه حيث رأى أنّ الشيخ والنجاشي لم يعدّا لابن رستم غير ( المسترشد ) ولم يكن ( المسترشد ) وصل إليه ، قال في أوّل بحاره بعد أن ذكر أنّ من مداركه ( دلائل الإمامة للطبري ) ذاك ، قال : ( ويسمّى بالمسترشد ) (1) ، وتبعه السيّد البحراني ، فقال في مدينة معاجزه في ذكر مداركه ( وكتاب الإمامة لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري ).

ثمّ قال : وكيف كان فالكتاب مشتمل على الغثّ والسمين ، فأكثر فيه من الرواية عن الشيباني ، وقال الشيخ والنجاشي : ضعّف الشيباني جماعة من أصحابنا ، وجلّ أصحابنا ، وقال ابن الغضائري : إنّه كذّاب وضّاع للحديث.

وعن البلوي عن عمارة بن زيد ، وقال الغضائريان : ( سئل البلوي عن عمارة الذي يروي عنه ، فقال : رجل نزل من السماء حدَّثني ثمّ عرج ) ، وزاد الثاني : ( قال الأصحاب : إنّ عمارة بن زيد اسم ما تحته أحد ، وكلّ ما يرويه كذب ، والكذب بيّن في وجه حديثه ) (2).

ص: 439


1- البحار 1 : 20 ، مصادر الكتاب.
2- الأخبار الدخيلة 1 : 43 ، وانظر : قاموس الرجال 9 : 156 [ 6519 ].

ولكن بعد مدّة وجدتُ في كتاب العدد القويّة لرضيّ الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي ( النصف الأوّل من القرن الثامن ) أخ العلاّمة الحلّي أنّه ينقل في الجزء الثاني منه عن كتاب دلائل الإمامة ، تاريخ ولادة الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وهذا نصّ عبارته : في كتاب دلائل الإمامة : ولد أبو محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يوم النصف من شهر رمضان ، سنة ثلاث من الهجرة (1).

فالشيخ رضيّ الدين علي متأخّر عن ابن طاووس ، فلعلّه رأى النسخة الموجودة في مكتبة ابن طاووس ، ولكنّه كما قرأت في العبارة لم يذكر اسم مؤلّف الكتاب.

وبهذا يظهر ما في كلام العلاّمة التستري الذي نقلناه آنفاً بخصوص اسم الكتاب ، وإن بقى ما في اسم المؤلّف من كلام على قوّته ، فمن المحتمل جدّاً أنّه لم يذكر اسم المؤلّف على النسخة وإلاّ لذكره رضيّ الدين.

وهناك احتمال لم أتحقّق منه ، وهو أنّه قد يكون الشيخ رضيّ الدين علي بن يوسف قد نقل من كتب السيّد ابن طاووس ما نقله عن كتاب الدلائل وسمّاه بما سمّاه به ابن طاووس ، فلا يفيدنا شيء ما ذكره في العدد القويّة من اسم الكتاب ، واللّه العالم.

ص: 440


1- العدد القويّة : 28 [ 10 ].
مؤلّفات أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه- )
(55) كتاب : الأمالي
الحديث :

الأوّل : أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدَّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدَّثنا شعيب بن أيّوب ، قال : حدَّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ... ، إلى آخر ما في أمالي المفيد ( رضي اللّه عنه ) (1).

ورواه عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى (2).

الثاني : حدَّثنا محمّد بن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سعد بن عبد اللّه ،

ص: 441


1- أمالي الطوسي : 121 ح 188 ، المجلس الخامس ، و 691 ح 1469 ، المجلس التاسع والثلاثون ولكن فيهما : « والثاني كتاب اللّه ... » ، وانظر أمالي المفيد : 348 ح 1. المجلس الحادي والأربعون ، وما أوردناه من أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وعنه غاية المرام 2 : 337 ح 15 ، باب 29 و 3 : 114 ح 13 ، باب 59 ، والبرهان 1 : 384 ح 14 ، والبحار 43 : 359 ح 2.
2- بشارة المصطفى : 170 ح 139 ، الجزء الثاني ، وانظر ما سنذكره عن الطبري في بشارة المصطفى ، الحديث الثالث.

عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالساً عند جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر ، فقال : السلام عليك ورحمة اللّه وبركاته ، فقال له أبو عبد اللّه : « وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته ، يا شيخ ، إدن منّي » ، فدنا منه فقبّل يده فبكى ، فقال له أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « وما يبكيك يا شيخ؟ »

قال له : يا بن رسول اللّه ، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول : هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ، ولا أراه فيكم ، فتلومني أن أبكي! قال : فبكى أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : « يا شيخ ، إن أُخّرت منيّتك كنت معنا ، وإن عُجّلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) » ، فقال الشيخ : ما أُبالي ما فاتني بعد هذا يا ابن رسول اللّه.

فقال له أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « يا شيخ ، إنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه المنزل ، وعترتي أهل بيتي » ، تجيء وأنت معنا يوم القيامة ».

قال : « يا شيخ ، ما أحسبك من أهل الكوفة ».

قال : لا.

قال : « فمن أين أنت؟ »

قال : من سوادها جعلت فداك.

قال : « أين أنت من قبر جدّي المظلوم الحسين ( عليه السلام )؟ »

قال : إنّي لقريب منه ،

قال : « كيف إتيانك له؟ »

قال : إنّي لآتيه وأُكثر.

ص: 442

قال : « يا شيخ ، ذاك دم يطلب اللّه ( تعالى ) به ، ما أُصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ( عليه السلام ) ، ولقد قتل ( عليه السلام ) في سبعة عشر من أهل بيته ، نصحوا اللّه وصبروا في جنب اللّه ، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، إنّه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ومعه الحسين ( عليه السلام ) ويده على رأسه يقطر دماً ، فيقول : ياربّ ، سل أُمّتي فيم قتلوا ولدي ».

وقال ( عليه السلام ) : « كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين ( عليه السلام ) » (1).

وقد مضى هذا الحديث عن الخزّاز ( أواخر القرن الرابع ) في كفاية الأثر بسند آخر واختلاف في المتن (2).

الثالث : أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدَّثنا عبد اللّه بن أحمد بن المستورد ، قال حدَّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدَّثنا سفيان - وهو ابن إبراهيم - ، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم - ، عن الحسن بن عطيّة العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، إلاّ أنّ أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وقال : « ألا إنّ أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها ، وإنّ الأنصار كرشي ، فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم » (3).

ص: 443


1- أمالي الطوسي : 161 ح 268 ، المجلس السادس ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 557 ح 399 ، بالاقتصار على حديث الثقلين ، وغاية المرام 2 : 337 ح 14 ، باب 29 ، والبحار 45 : 313 ح 14 و 68 : 22 ح 37.
2- كفاية الأثر : 260 ، ما جاء عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، وانظر ما ذكرناه عن الخزّاز في كفاية الأثر ، الحديث السابع.
3- أمالي الطوسي : 255 ح 460 ، المجلس التاسع ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 557 ح 402 ، والبرهان 1 : 11 ح 11 ، وغاية المرام 2 : 336 ح 13 ، باب 29 ، والبحار 22 : 311 ح 14.

الرابع : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدَّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي ، قال : حدَّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدَّثنا هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر ( رحمه اللّه ) ، يقول : سمعت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها ، تقول : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه - : « أيّها الناس ، يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي ، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه ( عزّ وجلّ ) وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها ، فقال : « هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان بصيران لا يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فأسألهما ماذا خُلّفت فيهما » (1).

ورواه الأربلي ( ت 693 ه- ) مرسلا في كشف الغمّة (2) ، وسيأتي.

الخامس : وعنه (3) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن زكريّا العاصمي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي ، قال : حدَّثنا الربيع بن يسار ، قال : حدَّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر ( رضي اللّه عنه ) : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقّاص ، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتاً ويغلقوا عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيّام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الإثنان ، فلمّا توافقوا جميعاً على رأي واحد ،

ص: 444


1- أمالي الطوسي : 478 ح 1045 ، المجلس السابع عشر ، وعنه في غاية المرام 1 : 252 ح 21 ، باب 15 و 2 : 358 ح 54 ، الباب 29 و 5 : 218 ح 4 ، الباب 46 ، والبحار 38 : 118 ح 61 و 92 : 80 ح 5.
2- كشف الغمّة 2 : 35 ، فصل : في ذكر مناقب شتّى وأحاديث متفرّقة ، وسيأتي في كشف الغمّة ، الحديث التاسع ، وفيه : « خليفتان نصيران ».
3- أي الطوسي ، فقد افتتح أوّل المجلس العشرون باسمه.

قال لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّي أُحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول ، فإن يكن حقّاً فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فانكروه » ، قالوا : قل ...

قال - بعد أن ذكر مناقب كثيرة انفرد بها دونهم - : « فهل تعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّكم لن تضلّوا ما اتّبعتموهما واستمسكتم بهما؟ » قالوا : نعم ... (1).

ورواه الديلمي ( القرن الثامن ) مرسلاً في إرشاد القلوب (2).

وحديث المناشدة يوم الشورى مشهور ، ستأتي له أسانيد أُخرى.

محمّد بن الحسن الطوسي :

ترجم نفسه في فهرسته (3).

وقال عنه النجاشي ( ت 450 ه- ) : أبو جعفر جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين من تلامذة شيخنا أبي عبد اللّه (4).

وفي معالم العلماء : أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ( رضي اللّه عنه ) ، قرأ على الشيخ المفيد وعلى جماعة ، وتوفّي بمشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في آخر محرّم سنة ثمان وخمسين وأربعمائة (5).

ص: 445


1- أمالي الطوسي : 545 ح 1168 ، المجلس العشرون ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 551 ح 380 ، وغاية المرام 2 : 338 ح 16 ، الباب 29 ، والبحار 31 : 384 ح 25 ، ورواه القندوزي ( ت 1294 ه- ) في ينابيع المودة 1 : 113 ح 35 ، مرسلاً عن أبي ذر.
2- إرشاد القلوب 2 : 85 ، في فضائله ( عليه السلام ) ، وفيه : وروي عن أبي المفضّل بإسناده عن أبي ذر ( رضي اللّه عنه ) ، وفيه : « وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا ... » ، وعنه البحار 21 : 372 ح 24.
3- فهرست الطوسي : 447 [ 714 ].
4- رجال النجاشي : 403 [ 1068 ].
5- معالم العلماء : 114 [ 761 ].

وقال الحسن بن علي بن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله : محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، أبو جعفر ، شيخنا ، شيخ الطائفة وعمدتها ، قدّس اللّه روحه [ لم ]. أوضح من أن يوضّح حاله ، ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي ليلة الاثنين ثاني عشري المحرّم من سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد الشريف الغروي ، ودفن بداره (1).

وقال العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة : أبو جعفر ، شيخ الإماميّة قدّس اللّه روحه ، رئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنسب إليه ، صنّف في كلّ فنون الإسلام ، وهو المهذّب للعقائد في الأُصول والفروع ، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

ولد قدّس اللّه روحه في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي - رضي اللّه عنه - ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد المقدّس الغروي على ساكنه السلام ، ودفن بداره.

قال الحسن بن مهدي السليقي : تولّيت أنا والشيخ أبو محمّد الحسن ابن عبد الواحد العين زربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه ، وكان يقول أوّلا بالوعيد ، ثمّ رجع ، وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خوفاً من الفتن التي تجدّدت ببغداد واحترقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام (2).

ص: 446


1- رجال ابن داود : 169 [ 1355 ].
2- خلاصة الأقوال : 249 [ 845 ]. وانظر : الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 298 [ 1622 ] ، لؤلؤة البحرين : 293 [ 102 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : 1. بلغة المحدّثين : 406 ، الكنى والألقاب 2 : 394 ، جامع الرواة 2 : 95 ، مجمع الرجال 5 : 191 ، نقد الرجال 4 : 179 [ 4600 ] ، منتهى المقال 6 : 20 [ 2573 ] ، حاوي الأقوال 2 : 209 [ 561 ] ، روضات الجنّات 6 : 216 [ 580 ] ، بهجة الآمال 6 : 360 ، تنقيح المقال 3 : 104 ، قاموس الرجال 9 : 207 [ 6602 ] ، أعيان الشيعة 9 : 159 ، معجم رجال الحديث 16 : 257 [ 10526 ].

ومن لُقّب بشيخ الطائفة فهو غنيّ عن التعريف والتمجيد.

كتاب الأمالي :

نسبه الشيخ إلى نفسه في الفهرست بعنوان : كتاب المجالس في الأخبار (1) ، وبنفس العنوان ذكره ابن شهر آشوب (2).

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) ضمن مصادر كتابيه الوسائل (3) وإثبات الهداة (4) ، والسيّد هاشم البحراني ( ت 1107 ه- ) في مصادر تفسير البرهان (5) ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) في مصادر البحار ، قائلا : كتاب المجالس الشهير بالأمالي (6) ، وقال في توثيقه : وكتب الشيخ أيضاً من الكتب المشهورة إلاّ كتاب الأمالي فإنّه ليس في الاشتهار كسائر كتبه ، لكن وجدنا منه نسخاً قديمة عليها إجازات الأفاضل ، ووجدنا ما نقل عنه المحدّثون والعلماء بعده موافقاً لما فيه (7).

ولكنّهم نسبوا - أيضاً - لابن الشيخ الطوسي الشيخ أبي علي والملقّب

ص: 447


1- فهرست الطوسي : 447 [ 714 ].
2- معالم العلماء : 114 [ 766 ].
3- خاتمة الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة.
4- إثبات الهداة 1 : 26 ، الفائدة العاشرة.
5- تفسير البرهان 1 : 30 ، باب : في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب.
6- البحار 1 : 7 ، مصادر الكتاب.
7- البحار 1 : 27 ، توثيق المصادر.

بالمفيد الثاني كتاب باسم الأمالي ، في أمل الآمل (1) ، والوسائل (2) ، وإثبات الهداة (3) ، والبحار بقوله : كتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ الطائفة ( قدّس اللّه روحهما ) (4) ، وقال في توثيقه : وأمالي ولده العلاّمة في زماننا أشهر من أماليه ، وأكثر الناس يزعمون أنّه أمالي الشيخ وليس كذلك كما ظهر من القرائن الجليّة ، ولكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار والاشتهار ، وإن كان أمالي الشيخ عندي أصحّ وأوثق (5).

إلاّ أنّ السيّد هاشم البحراني ( ت 1107 ه- ) عدّهما كتابين باسم ( المجالس ) و ( الأمالي ) ونسبهما معاً للشيخ الطوسي (6).

فظهر ممّا قدّمنا أنَّ هناك من ينسب إلى ابن الشيخ كتاب باسم ( الأمالي ) كالحرّ والمجلسي وتبعهما الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض (7) ، والقمّي ( ت 1359 ه- ) في الكنى والألقاب (8) ، والتستري ( ت 1495 ه- ) في قاموس الرجال (9) ، والخوانساري ( ت 1313 ه- ) في الروضات (10) ، ولكن آخرين عدّوا الأمالي المنسوب إلى الشيخ أبي علي جزءاً من كتاب شيخ الطائفة وليس كتاباً مستقلاًّ ، وأنّه عبارة عن أمالي

ص: 448


1- أمل الآمل 2 : 76 [ 208 ].
2- خاتمة الوسائل 30 : 154 ، الفائدة الرابعة.
3- إثبات الهداة 1 : 26 ، الفائدة العاشرة.
4- البحار 1 : 8 ، مصادر الكتاب.
5- البحار 1 : 27 ، توثيق المصادر.
6- البرهان 1 : 30.
7- رياض العلماء 1 : 334.
8- الكنى والألقاب 3 : 199.
9- قاموس الرجال 3 : 358 ، [ 2024 ].
10- روضات الجنّات 6 : 228.

أملاها الشيخ على ولده ، ورويت عنه بعد ذلك ، فنسبت إليه ، وهذا هو الصحيح.

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : ( الأمالي ) المطبوع في طهران سنة 1313 المشهور نسبته إلى الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى بعد سنة 515 ه- ، كما يظهر حياته في التأريخ من أسانيد بشارة المصطفى ، ويقال له أمالي ابن الشيخ في مقابل أمالي والده الشيخ الطوسي الآتي ذكره المرتّب على المجالس ، ولذا يقال له : المجالس أيضاً ، لكنّه ليس الأمر كما اشتهر ، بل هذا جزء من أمالي والده أيضاً ، إلاّ أنّه ليس مثل جزئه الآخر مرتّباً على المجالس ، بل هو في ثمانية عشر جزءاً ، وفي كثير من نسخه قد بدأ في تلك الأجزاء باسم الشيخ أبي علي ، وهو يرويه عن والده الشيخ الطوسي في سنين بعضها سنة 455 ، وبعضها سنة 456 وبعضها سنة 457 ، ووجه البدأة باسمه أنّه أملاها الشيخ أبو علي على تلاميذه في مشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سنة 509 كما ذكر التأريخ في أوّل الجزء التاسع من النسخة المطبوعة ، فكتب السامعون عنه اسمه في أوّل النسخة على ما هو ديدن الرواة والقدماء من ذكر اسم الشيخ في أوّل كلّ ما يسمعونه عنه ، وتوجد جملة من النسخ من تلك الأجزاء الثمانية عشر ليس في أوائل الأجزاء منها اسم الشيخ أبي علي أبداً ، بل يبتدأ في أكثر الأجزاء ، بقوله : حدّثنا الشيخ السعيد أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ، وفي بعضها : أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد اللّه ، وفي أوّل الجزء الرابع عشر ، هكذا : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ابن محمّد بن مخلد في ذي الحجّة سنة 417 في داره درب السلولي ، وهكذا سائر الأجزاء المبدوءة بذكر واحد من مشائخ الشيخ الطوسي ، فلا

ص: 449

شكّ أنّ القائل حدّثنا في جميعها هو الشيخ الطوسي ، ومن تلك النسخ نسخة عتيقة في مكتبة الشيخ الحجّة ميرزا محمّد الطهراني ، وسيأتي عند ذكر أمالي شيخ الطائفة تصريح السيّد ابن طاووس الذي هو من أسباط الشيخ الطوسي ويعبّر عنه دائماً بالجدّ وعن ولده الشيخ أبي علي بالخال ، ولا يخفى عليه تصانيف جدّه وخاله ، فإنّه قال ما ملخّصه ( إنّ أمالي الشيخ في مجلّدين : أحدهما الثمانية عشر جزءاً التي ظهرت للناس أوّلا ، وثانيهما بقيّة الأجزاء إلى تمام سبعة وعشرين جزءاً وتمامها عندي بخطّ الشيخ حسين بن رطبة وخطّ غيره ، أرويه عن والدي ، عن الحسين بن رطبة ، عن الشيخ أبي علي ، عن والده ).

وبالجملة هذا الأمالي المرتّب على ثمانية عشر جزءاً للشيخ الطوسي يرويه عنه ولده الشيخ أبو علي ويرويه ساير الناس عن الشيخ أبي علي ، ولذا اشتهر نسبته إليه ونسبة الأمالي المرتّب على المجالس إلى والده ، ويظهر من العلاّمة المجلسي تعدّد مؤلّفهما كما هو المشهور في الفصل الذي ذكر فيه مآخذ البحار ، مع أنّه اعترف في فصل بيان الرموز (1) بأنّ جميع أخبار كلا الكتابين من رواية الشيخ الطوسي ، ولذا جعل لهما رمزاً واحداً (2).

وقال محقّقو الأمالي في مؤسّسة البعثة تحت عنوان التعريف بكتاب الأمالي : وقد أثبتنا أسانيد هذا الكتاب وفقاً للنسخة المخطوطة سنة 580 ه- ، وجميعها تبدأ بمشايخ المصنّف ، ولم يرد ذكر لولد المصنّف الشيخ أبي علي فيها ، وتبدأ النسخة من أوّل الكتاب إلى آخر المجلس الثامن عشر ، وجاء في آخر النسخة « تمّ كتاب الأمالي نسخاً ، وهو ثمانية عشر جزءاً ،

ص: 450


1- البحار 1 : 47.
2- الذريعة 2 : 309 [ 1236 ] ، و 2 : 313 [ 1248 ] ، وأعيان الشيعة 5 : 245.

أوّل يوم الجمعة لثلاث عشرة مضين من شهر شوّال من سنة ثمانين وخمس مائة » (1).

وعلى كلّ ، فالأمالي للشيخ يتكوّن من قسمين : الأوّل : يحتوي على ثمانية عشر جزءاً ، وهي المنسوبة إلى الشيخ أبي علي بعنوان الأمالي ، وهي لوالده الشيخ الطوسي أصلا ، كما قد عرفت.

والثاني : (28) مجلساً آخرها باسم ( مجلس يوم التروية ) أملاها الشيخ الطوسي في أيّام الجمع ، كما يظهر من التاريخ في أوّلها ، وهي التي تسمّى ب- ( المجالس ) (2).

ص: 451


1- أمالي الطوسي : 23 ، المقدّمة.
2- انظر الأمالي المطبوع ، تحقيق مؤسّسة البعثة في قم ، وكذا المقدّمة التي قدّمها محقّقوه.

ص: 452

(56) كتاب : التبيان في تفسير القرآن
الحديث :

الأوّل : فصل : في ذكر جمل لا بدّ من معرفتها قبل الشروع في تفسير القرآن :

إعلم أنّ القرآن معجزة ... ، وروايتنا متناصرة بالحثّ على قراءته ، والتمسّك بما فيه ، وردّ ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه ، وقد روي عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) رواية لا يدفعها أحد ، أنّه قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وهذا يدلّ ... (1).

الثاني : وقال النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » فبيّن أنّ ... (2).

الثالث : في تفسيره لآية : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) (3) ، قال :

وقوله : ( أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) : خطاب للجنّ والإنس ، وإنّما سمّيا ثقلين لعظم شأنهما ... ، ومنه قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » ، يريد عظيمي المقدار ، فلذلك وصفهما بأنّهما ثقلان (4).

ص: 453


1- التبيان 1 : 3 ، وعنه في تفسير الصافي 1 : 55.
2- التبيان 1 : 5.
3- الرحمن : 31.
4- التبيان 9 : 474.

وعنه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي ( القرن السادس ) في ( المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان ) (1). كتاب التبيان في تفسير القرآن :

نسبه الشيخ إلى نفسه في الفهرست ، وقال : لم يعمل مثله (2).

ونسبه إليه النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (3) ، وابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم ، وعدّه بعشرة أجزاء (4) ، وجعله العلاّمة المجلسي أحد مصادر كتابه البحار (5) ، وقال : وكتب الشيخ أيضاً من الكتب المشهورة (6).

وقال السيّد بحر العلوم ( ت 1212 ه- ) في الفوائد الرجالية : أمّا التفسير فله فيه كتاب « التبيان » الجامع لعلوم القرآن ، وهو كتاب جليل كبير ، عديم النظير في التفاسير ، وشيخنا الطبرسي - إمام التفسير - في كتبه إليه يزدلف ، ومن بحره يغترف ... (7).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة بقول مطلق ... ، أقول : هذا التفسير النفيس عزيز الوجود في الغاية ، وقد كان عند العلاّمة المجلسي وذكره من مأخذ كتاب البحار في أوّله (8) ، ولكنّي لم أطّلع على وجود تمام مجلّداته جمعاء في مكتبة واحدة في عصرنا هذا.

ص: 454


1- المنتخب من تفسير القرآن 2 : 298 ، سورة الرحمن.
2- فهرست الطوسي : 447 [ 714 ].
3- رجال النجاشي : 403 [ 1068 ].
4- معالم العلماء : 114 [ 766 ].
5- البحار 1 : 7 ، مصادر الكتاب.
6- البحار 2 : 27 ، توثيق المصادر.
7- الفوائد الرجاليّة 3 : 228 ، وانظر : روضات الجنّات 6 : 216 [ 580 ].
8- البحار 1 : 7 ، مصادر الكتاب.

ثمّ يفصّل الكلام عن الأجزاء الموجودة في المكتبات وما نقل إليه من وجود نسخ كاملة في بعض المكتبات ...

ثمّ يقول : ثمّ أقول : بما أنّ الجزء السادس من التبيان انتهى إلى هذه الآية وهي قريبة إلى ربع القرآن فيظنّ من هذا الميزان أنّ مجموع أجزائه يزيد على عشرين جزءاً لكن في الروضات حكى عن صاحب تاريخ مصر أنّه ذكر الشيخ الطوسي وقال [ هو صاحب التفسير الكبير الذي هو في عشرين مجلّداً (1) ، فما وقع في الشيعة وفنون الإسلام من أنّه في عَشَرَة مجلّدات غير مبنيّ على الحصر الحقيقي ، ولعلّه أراد المجلّد الضخم الحاوي لثلاثة مجلّدات مثل المجلّد الموجود الذي وصفناه ، وبما أنّ عدّة أبيات هذا المجلّد الموجود المشتمل على ثلاثة أجزاء تزيد على أربعة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت ، فيظنّ منه أنّ مجموع أبيات الكتاب يزيد على مأتين ألف بيت ; لأنّ هذا الموجود من الكلّ تقريباً (2).

أقول : إنّ ما في الشيعة وفنون الإسلام من أنّه عشرة مجلّدات قد يكون مأخوذاً من قول ابن شهرآشوب المارّ الذكر في المعالم بأنّه عشرة أجزاء ، فلاحظ.

وقد طبع هذا التفسير في عشرة أجزاء.

وقد علّق عليه الشيخ ابن إدريس الحلّي تعليقات باسم ( المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان ).

ص: 455


1- روضات الجنّات 6 : 220 [ 580 ].
2- الذريعة 3 : 328 [ 1197 ].

ص: 456

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة ) القرن السادس الهجري

اشارة

ص: 457

ص: 458

(57) كتاب : روضة الواعظين لمحمّد بن الفتّال النيسابوري ( الشهيد في سنة 508 ه- )
الحديث :

الأوّل : روي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، قال : « حجّ رسول اللّه من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشرايع قومه ما خلا الحجّ والولاية ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال له : يا محمّد ، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقرؤك السلام ، ويقول لك : إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ورسلي إلاّ بعد إكمال ديني وتكثير حجّتي ، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا يحتاج إليه أن تبلّغهما قومك ، فريضة الحجّ ، وفريضة الولاية والخليفة من بعدك ...

فنادى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في الناس ، ألا إنّ رسول اللّه يريد الحجّ وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ... ، وخرج رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) وخرج معه الناس ... ، فبلغ من حجّ مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من أهل المدينة والأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى ( عليه السلام ) السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام ) ...

فلمّا وقف الموقف أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمّد ، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : إنّه قد دنا أجلك ومدّتك ، وإنّي أستقدمك على ما لابدّ منه ولا محيص عنه ، فاعهد عهدك ، وتقدّم وصيّتك ، واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت ،

ص: 459

وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلّمها إلى وصيّك وخليفتك من بعدك ، حجّتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب ، فأقمه للناس ، وخذ عهده وميثاقه وبيعته ...

فخشي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرّقوا ، ويرجعوا جاهلية ، لما عرف من عداوتهم وما يبطنون عليه أنفسهم لعلي ( عليه السلام ) من البغضاء ، وسأل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يسأل ربّه العصمة من الناس ، وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من اللّه عزّ وجلّ ، فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) في مسجد الخيف فأمره أن يعهد عهده ويقيم عليّاً للناس ، ولم يأته العصمة من اللّه تعالى بالذي أراد ، حتّى أتى كراع العميم (1) بين مكّة والمدينة ، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أُمر به من قبل ، ولم يأته بالعصمة ، فقال : يا جبرئيل ، إنّي لأخشى قومي أن يكذّبوني ولا يقبلوا قولي في عليّ ، فرحل ، فلمّا بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال ، أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمّد ، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ - في علي - وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ...

فأمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) عندما جاءته العصمة منادياً ، فنادى في الناس بالصلاة جامعة ... ، وفي الموضع سلمات ، فأمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أن يقيم ما تحتهن ...

وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : الحمد لله الذي علا بتوحيده ، ودنا في تفريده ...

ص: 460


1- والصحيح كراع الغميم.

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ، ومحكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فواللّه لهو مبيّن لكم نوراً واحداً ، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ وشائل بعضده ، ومعلمكم أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي وموالاته من اللّه تعالى أنزلها علي.

معاشر الناس ، إنّ عليّاً والطيّبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وكلّ واحد منهم مبيّن عن صاحبه موافق له ، لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ...

معاشر الناس ، القرآن يعرفّكم أنّ الأئمّة من بعده ولده (1) ، وعرّفتكم أنّهم منّي ومنه ، حيث يقول اللّه جلّ وعزّ ( جَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ، ولن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ... » ( الحديث ) (2).

تنبيه : قد ذكر ابن الفتّال النيسابوري هذا الحديث مرسلاً عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ولكنّه قال في مقدّمة كتابه : وأنا إن شاء اللّه أفتتح لكلّ مجلس منها بكلام اللّه تعالى ، ثمّ بآثار النبيّ والأئمّة ( عليهم السلام ) محذوفة الأسانيد ، فإنّ الأسانيد لا طايل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً (3).

أقول : فيكون هذا الخبر من الشائع الذائع حسب قوله ، ومع ذلك فالطبرسي ( ت 548 ه- ) صاحب الاحتجاج يرويه مسنداً في كتابه ، وسيأتي (4).

ص: 461


1- أي من بعد علي ( عليه السلام ) ولده.
2- روضة الواعظين 1 : 89 ، مجلس في ذكر الإمامة وإمامة علي بن أبي طالب وأولاده صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 637 ح 753 ، فصل ( 44 ) ، والبرهان 1 : 14 ح 33 و 1 : 436 ح 9.
3- روضة الواعظين 1 : 1 ، مقدّمة المؤلّف.
4- 4 - الاحتجاج 1 : 133 [ 32 ] ، وانظر : ما سنذكره عن الطبرسي في الاحتجاج ، الحديث الأوّل.

الراوون عنه : إضافةً للطبرسي ، الجاوابي ( القرن السادس ) في نور الهدى ، كما عن التحصين لابن طاووس ، ولكن أسنده إلى زيد بن أرقم (1) ، وابن طاووس ( ت 664 ه- ) في يقينه مسنداً ، وسيأتي (2).

الثاني : قال أبو بصير : قلت للصادق ( عليه السلام ) : من آل محمّد؟

قال : « ذرّيّته » ، فقلت : ومن أهل بيته؟

قال : « الأئمّة الأوصياء » ، فقلت : ومن عترته؟

قال : « أصحاب العبا » ، فقلت : من أُمّته؟

قال : « المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء من عند اللّه ، المستمسكون بالثقلين ، الذين أُمروا بالتمسّك بهما : كتاب اللّه وعترته أهل بيته ، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهما الخليفتان على الأُمّة بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) » (3).

وقد مرّ هذا الخبر عن الصدوق ( ت 381 ه- ) ( رحمه اللّه ) مسنداً في معاني الأخبار والأمالي (4) ، مع بعض الاختلاف.

الثالث : وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض » (5).

ص: 462


1- انظر : ما سنذكره عن الجاوابي في نور الهدى ، الحديث الأوّل.
2- اليقين : 343 ، الباب 27 ، وانظر ما سنذكره في اليقين لابن طاووس ، الحديث الأوّل.
3- روضة الواعظين 2 : 268 ، مجلس في مناقب آل محمّد ( عليهم السلام ).
4- راجع ما أوردناه في معاني الأخبار ، الحديث السابع ، والأمالي ، الحديث الثاني.
5- روضة الواعظين 2 : 273 ، مجلس في مناقب آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وهو خبر مرسل أيضاً كما نبّهنا على ما قاله المصنّف في مقدّمته سابقاً.
محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري :

ذكره ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم ، وقال : محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري ، له كتاب التنوير في معاني التفسير ، وروضة الواعظين وبصيرة المتّعظين (1).

وكذا في ضمن شيوخه الذين أخذ عنهم الرواية والإجازة في أوّل كتابه المناقب (2).

وذكره الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته ، ونسبه إلى جدّه ، وقال : الشيخ محمّد بن علي الفتّال النيسابوري صاحب التفسير ، ثقة وأيّ ثقة ، أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره (3) ، وفي موضع آخر نسبه إلى جدّ أبيه ، وقال : الشيخ الشهيد محمّد بن أحمد الفارسي ، مصنّف كتاب « روضة الواعظين » (4).

ومن التأمّل في كلام ابن شهرآشوب في معالمه ومناقبه ، مع ما ذكره الشيخ منتجب الدين ، يظهر أنّ ما ترجمه الشيخ منتجب الدين في موضعين من فهرسته لشخص واحد (5) ، ويظهر أنّ ( الفارسي ) من ألقابه أيضاً ، حيث نصّ عليه ابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله ، وقال : محمّد بن أحمد بن علي الفتّال النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي ، لم ( جخ ) (6) ،

ص: 463


1- معالم العلماء : 116 [ 769 ].
2- مناقب آل أبي طالب 1 : 12 ، ونسبه تارة إلى أبيه الحسن ومرّة إلى جدّه علي.
3- فهرست منتجب الدين : 166 [ 395 ].
4- فهرست منتجب الدين : 191 [ 511 ].
5- روضات الجنّات 6 : 253 [ 582 ].
6- ( لم ) علامة لمن لم يرو عن الأئمّة ( عليهم السلام ) في رجال الشيخ الطوسي.

متكلّم جليل القدر ، فقيه عالم زاهد ورع ، قتله أبو المحاسن عبد الرزّاق رئيس نيشابور الملقّب بشهاب الإسلام (1).

وقد نبّه كلّ من تعرّض لكلام ابن داود على عدم وجود ذكر للفتّال في رجال الشيخ وأنّ هذا من سهو قلم ابن داود (2).

وذكره العلاّمة ( ت 726 ه- ) في إجازته لبني زهرة (3).

وعدّه الشيخ عبد الجليل القزويني ( القرن السادس ) في كتابه النقض ( أُلّف بحدود 560 ه- ) ضمن علماء الشيعة من أمثال أبي يعلى سالار وابن البراج والمقاربين لعصره كالدوريستي والقاضي أبي علي الطوسي وعبد الجبّار الرازي وغيرهم ، وقال : وكان كلّ منهم مدرّساً ومتكلّماً وفقيهاً وعالماً ومقرءاً ومفسّراً ومتديّناً (4) ، وذكره في موضع آخر ضمن مفسّري الشيعة (5) وأنّ تفسيره معتبرٌ (6).

وحسّنه المجلسي ( ت 1111 ه- ) في الوجيزة (7) ، وكذا ذكره في أوّل البحار ونقل كلام من ذكرناهم آنفاً (8).

ص: 464


1- رجال ابن داود : 163 [ 1298 ] ، القسم الأوّل. وانظر : منهج المقال : 280، الكنى والألقاب 3 : 12 ، هدية الأحباب : 208 ، منتهى المقال 5 : 331 [ 2457 ] ، تأسيس الشيعة : 395 ، رياض العلماء 5 : 27 و 75 ، مستدرك الوسائل 3 : 98.
2- انظر : تعليقة البهبهاني على منهج المقال : 280 ، تنقيح المقال 2 : 73 ، من أبواب الميم ، نقد الرجال 4 : 122 [ 4443 ] ، منتهى المقال 5 : 331 [ 2457 ] ، البحار 1 : 8 ، رياض العلماء 5 : 27.
3- البحار 107 : 83 ، إجازة العلاّمة لبني زهرة.
4- النقض ( فارسي ) : 40 ، ( منقول عن الفارسيّة ).
5- النقض : 212.
6- النقض : 263 و 526.
7- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 291.
8- البحار 1 : 8.

وقد ترجمه البعض في مكانين على أنَّهما رجلان ، كما في جامع الرواة ، فقد نقل مرّة عبارة ابن داود (1) ، وأُخرى عبارة منتجب الدين (2) ، وكذا فعل المامقاني ( ت 1351 ه- ) في التنقيح (3) ، والشيخ الحرّ ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل (4) ، ويظهر منه في خاتمة الوسائل أنّه عدّه رجلا واحداً (5) ، ويظهر التعدّد أيضاً من كلام العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة (6) ، ولكنّه مال إلى أنّهما واحد في أعلام الشيعة في القرن السادس (7).

وقال العلاّمة التستري ( ت 1415 ه- ) في قاموسه : محلّ تحقيقه الألقاب (8).

كتاب روضة الواعظين :

نسبه إليه كلّ من ابن شهرآشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه (9) ومناقبه (10) ، والشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته (11) ، والعلاّمة ( ت 726 ه- ) في إجازته لبني زهرة ، وذكر طريقه إليه (12).

ص: 465


1- جامع الرواة 2 : 62.
2- جامع الرواة 2 : 155.
3- تنقيح المقال 2 : 73 ، و 3 : 158.
4- أمل الآمل 2 : 242 [ 713 ] و 260 [ 765 ] و 288 [ 860 ].
5- خاتمة الوسائل 30 : 459 ، الفائدة الثانية عشرة.
6- الذريعة 4 : 296 [ 1306 ] ، و 269 [ 2087 ] ، و 11 : 305 [ 1815 ].
7- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) 2 : 246 و 275.
8- قاموس الرجال 9 : 74.
9- معالم العلماء : 116 [ 769 ].
10- المناقب 1 : 12.
11- فهرست منتجب الدين : 171 [ 511 ].
12- البحار 107 : 83 ، إجازة العلاّمة لبني زهرة.

وذكره المجلسي ( ت 1111 ه- ) في مدارك بحاره ، ونبّه على خطأ من نسب الكتاب إلى المفيد (1) ، وقال في توثيقه : ذكرنا أنّه داخل في إجازات العلماء الأعلام ، ونقل عنه الأفاضل الكرام (2).

والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في ضمن الكتب المعتمدة في الوسائل (3) ، وذكر طريقه إليه (4).

وأخبار الكتاب كلّها مراسيل ، إذ لم يذكر المؤلّف سند الروايات ، ولكنّه قال في مقدّمة الكتاب : وأنا إن شاء اللّه أفتتح لكلّ مجلس منها بكلام اللّه تعالى ، ثمّ بآثار النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) ، محذوفة الأسانيد فإنّ الأسانيد لا طائل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً (5).

فهو يعتبر الأخبار الموجودة في كتابه شائعة وذائعة ، ومنها حديث الثقلين الذي نحن بصدده.

وقد أشرنا عند إيرادنا لحديث الثقلين من هذا الكتاب إلى موارد ذكر هذه الأحاديث مسندة في الكتب الأُخرى ، فراجع.

ص: 466


1- البحار 1 : 8.
2- البحار 1 : 28 ، توثيق المصادر.
3- خاتمة الوسائل 30 : 158 ، الفائدة الرابعة.
4- خاتمة الوسائل 30 : 182 ، الفائدة الخامسة.
5- روضة الواعظين 1 : 1 ، مقدّمة المؤلّف.
(58) كتاب : الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي ( النصف الأوّل من القرن السادس )
الحديث :

الأوّل : حدَّثني السيّد العالم أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر ( قدس سره ) ، قال : أخبرني جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : أخبرنا أبو علي محمّد بن همام ، قال : أخبرنا علي السوري ، قال : أخبرنا أبو محمّد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد اللّه الصالحين - ، قال : حدَّثنا محمّد بن موسى الهمداني ، قال : حدَّثنا محمّد ابن خالد الطيالسي ، قال : حدَّثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « حجّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشرايع قومه غير الحجّ والولاية ... » ، إلى آخر ما أوردناه في روضة الواعظين عن ابن الفتّال مع بعض الاختلاف (1).

ص: 467


1- الاحتجاج 1 : 133 [ 32 ] ، احتجاج النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) يوم الغدير على الخلق كلّهم. وراجع ما ذكرناه في روضة الواعظين الحديث الأوّل ، مع بعض الاختلاف. وفي الاحتجاج بعد قوله : وبلغ من حجّ مع رسول اللّه - من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب - سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام ) ، زيادة هكذا : فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذا أخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) البيعة لعلي ( عليه السلام ) بالخلافة على عدد أصحاب موسى ، فنكثوا البيعة واتّبعوا العجل والسامريّ ، سنّة بسنّة ، ومثل بمثل. وعنه في تفسير الصافي 2 : 53، سورة المائدة : 67 ، وغاية المرام 1 : 325 ح 40 ، الباب 17 ، والبحار 37 : 201 ح 86 ، وإثبات الهداة 1 : 605 ح 593.

وأورد هذا الحديث أيضاً الجاوابي ( القرن السادس ) في نور الهدى ، عن زيد بن أرقم ، وسيأتي (1).

وابن طاووس ( ت 664 ه- ) في اليقين عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وسيأتي (2).

الثاني : عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفّي فيه إلى الصلاة متوكّئاً على الفضل بن عبّاس ، وغلام له يقال له « ثوبان » ، وهي الصلاة التي أراد التخلّف عنها لثقله ، ثمّ حمل على نفسه ( صلى اللّه عليه وآله ) وخرج ، فلمّا صلّى عاد إلى منزله ، فقال لغلامه : « اجلس على الباب ، ولا تحجب أحداً من الأنصار » ، وتجلاّه الغشى ، وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب ، وقالوا : استأذن لنا على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال : هو مغشيّ عليه ، وعنده نساؤه ، فجعلوا يبكون ، فسمع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) البكاء ، فقال : « من هؤلاء؟ »

قالوا : الأنصار ، فقال : « من هاهنا من أهل بيتي؟ »

قالوا : علي والعبّاس ، فدعاهما وخرج متوكّئاً عليهما ، فاستند إلى جذع من أساطين مسجده - وكان الجذع جريد نخل - فاجتمع الناس ، وخطب ، وقال في كلامه :

ص: 468


1- انظر ما ذكرناه عن كتاب ( نور الهدى ) للجاوابي ، الذي أورد رواياته ابن طاووس في التحصين ، الحديث الأوّل.
2- انظر ما سنذكره عن اليقين لابن طاووس ، الحديث الأوّل.

« معاشر الناس ، إنّه لم يمت نبيّ قط إلاّ خلّف تركة ، وقد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، ألا فمن ضيّعهم ضيّعه اللّه ، ألا وإنّ الأنصار كرشي وعيبتي التي آوي إليها ، وإنّي أوصيكم بتقوى اللّه والإحسان إليهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم » (1).

الثالث : أورد ما ذكرناه عن سُليم بن قيس الهلالي في احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على جماعة من المهاجرين والأنصار في مسجد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في خلافة عثمان ، وأورد فيه ثلاثة موارد ولم يذكر المورد الأوّل (2).

الرابع : قال سُليم بن قيس : بينما أنا وحنش بن المعتمر بمكّة ، إذ قام أبوذر وأخذ بحلقة الباب ... ، إلى آخر ما ذكرناه عن القسم الثالث ( المستدركات ) من كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، وقلنا هناك : إنّه لا يوجد في النسخ المخطوطة الآن ، وإنّما أورده المحقّق من كتاب الاحتجاج للطبرسي (3) ، فراجع.

الخامس : وروي أنّه (4) ( صلوات اللّه عليه ) قال - بعد ذلك - : « أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة نبيّكم محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فأنّى يتاه بكم؟ بل أين تذهبون؟ يا من نسخ من أصلاب

ص: 469


1- الاحتجاج 1 : 171 [ 36 ] ، ذكر طرف ممّا جرى بعد وفاة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وعنه في غاية المرام 2 : 345 ح 35 ، الباب 29 ، والبحار 28 : 175 ح 1.
2- الاحتجاج 1 : 337 [ 56 ] ، احتجاجه ( عليه السلام ) على جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار ... ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 607 ح 2. والبحار 31 : 407 ح 1 ، راجع ما أوردناه عن سُليم بن قيس ، الحديث الثاني.
3- الاحتجاج 1 : 361 [ 58 ] ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 608 ح 597 ، والبحار 23 : 119 ح 38 ، وراجع ما ذكرناه عن سُليم بن قيس ، الحديث السادس.
4- أي أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ).

أصحاب السفينة ، هذه مثلها فيكم فاركبوها ، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها ، أنا رهين بذلك قسماً حقّاً وما أنا من المتكلّفين ، والويل لمن تخلّف ، ثمّ الويل لمن تخلّف.

أما بلغكم ما قال فيكم نبيّكم ( صلى اللّه عليه وآله ) ، حيث يقول في حجّة الوداع : ... » إلى آخر ما ذكرناه عن المفيد في إرشاده (1) ، وقد مرّ هذا الحديث أيضاً عن تاريخ اليعقوبي ، فراجع (2).

السادس : روي عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري ، أنّهم قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل أكثر ضجيجاً ولا أعلى كلاماً ولا أشدّ مبالغة في قول ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان ، عمرو بن عثمان بن عفّان ، وعمرو ابن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، والمغيرة ابن شعبة ، وقد تواطؤوا على أمر واحد.

فقال عمرو بن العاص لمعاوية : ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره ... ، فلو بعثت إليه فقصرنا به وبأبيه وسببناه وسببنا أباه ... ، فتكلّم أبو محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فقال : « الحمد لله الذي هدى أوّلكم بأوّلنا وآخركم بآخرنا ، وصلّى اللّه على جدّي محمّد وآله وسلّم ...

ثمّ قال : أُنشدكم باللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال في حجّة الوداع : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما لم تضلّوا بعده : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه ، واعملوا بمحكه وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا : آمنّا بما أنزل اللّه من الكتاب ، وأحبّوا أهل بيتي

ص: 470


1- الاحتجاج 1 : 624 [ 144 ] ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 608 ح 599 ، والبحار 2 : 284 ح 2 ، وراجع ما ذكرناه عن إرشاد المفيد ، الحديث الثالث.
2- راجع ما ذكرناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث.

وعترتي ، ووالوا من والاهم وانصروهم على من عاداهم ، وإنّهما لا يزالا فيكم حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة.

ثمّ دعا - وهو على المنبر - عليّاً فاجتذبه بيده ، فقال : اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، اللّهم من عادى عليّاً فلا تجعل له في الأرض مقعداً ، ولا في السماء مصعداً ، واجعله في أسفل درك من النار ... » (1).

السابع : عن موسى بن عقبة ، أنّه قال : لقد قيل لمعاوية : إنّ الناس قد رموا بأبصارهم إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب ، فإنّ فيه حصراً وفي لسانه كلالة.

فقال لهم معاوية : قد ظنّنا ذلك بالحسن ، فلم يزل حتّى عظم في أعين الناس وفضحنا ، فلم يزالوا به حتّى قال للحسين : يا أبا عبد اللّه ، لو صعدت المنبر فخطبت.

فصعد الحسين ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فسمع رجلاً يقول : من هذا الذي يخطب؟

فقال الحسين ( عليه السلام ) : « نحن حزب اللّه الغالبون ، وعترة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون ، وأحد الثقلين ... » (2) ، إلى آخر ما أوردناه عن الشيخ المفيد في أماليه ، ولكنّه رواه مسنداً عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) في خطبة له بعد البيعة له بالأمر.

ص: 471


1- الاحتجاج 2 : 17 [ 150 ] ، احتجاج الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه ... ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 608 ح 1. والبحار 44 : 70 ح 1.
2- الاحتجاج 2 : 94 [ 165 ] ، احتجاجه ( صلوات اللّه عليه ) - الحسين ( عليه السلام ) - بإمامته على معاوية ... وفيه : « وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ثاني كتاب اللّه تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل ... » ، وفيه : « والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطئنا تأويله ، بل نتّبع حقايقه » ، وعنه في الوسائل 27 : 195 ح 45، والبحار 44 : 205 ح 1 ، وراجع ما أوردناه عن الأمالي للمفيد ، الحديث الثالث.

ورواه عن المفيد ، الطوسي ( رحمه اللّه ) ( ت 460 ه- ) في أماليه عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً (1) ، وعن الطوسي ( رحمه اللّه ) ، عن المفيد ( رحمه اللّه ) ، عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً (2) ، وسيأتي.

والظاهر أنّ الخطبة للإمام الحسن ( عليه السلام ) ; لأنّ ما في المفيد مسنداً ، وهو متقدّم على الطبرسي صاحب الاحتجاج الذي رواه مرسلا عن موسى ابن عقبة ، فلاحظ.

الثامن : وعن أحمد بن عبد اللّه البرقي ، عن أبيه ، عن شريك بن عبد اللّه ، عن الأعمش ، قال : اجتمعت الشيعة والمحكّمة (3) عند أبي نعيم النخعي بالكوفة ، وأبو جعفر محمّد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر ، فقال ابن أبي حذرة : أنا أُقرّر معكم أيّتها الشيعة أنّ أبا بكر أفضل من علي ( عليه السلام ) ومن جميع أصحاب النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) بأربع خصال ...

قال أبو جعفر مؤمن الطاق ( رحمه اللّه ) : يا بن أبي حذرة ، وأنا أُقرّر معك أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) بهذه الخصال التي وصفتها ، وأنّها مثلبة لصاحبك ، وألزمك طاعة علي ( عليه السلام ) من ثلاث جهات : من القرآن وصفاً ، ومن خبر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) نصاً ، ومن حجّة العقل اعتباراً ...

فقال الناس لأبي جعفر : هات حجّتك في ما ادّعيت من طاعة علي ( عليه السلام ) ، فقال أبو جعفر مؤمن الطاق :

أمّا من القرآن وصفاً فقوله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ...

ص: 472


1- راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي ، الحديث الثالث.
2- راجع ما سنذكره عن بشارة المصطفى ، الحديث الرابع.
3- المحكّمة هم الخوارج.

قال : وأمّا الخبر عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) نصّاً ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن تقدّمها مرق ، ومن لزمها لحق » فالمتمسّك بأهل بيت الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) هاد مهتد بشهادة من الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، والمتمسّك بغيرها ضالّ مضلّ.

قال الناس : صدقت يا أبا جعفر ، وأمّا حجّة العقل ... (1).

التاسع : وممّا أجاب به أبو الحسن علي بن محمّد العسكري ( عليهما السلام ) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض ، أن قال : « اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك : أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل اللّه مهتدون ، لقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « لا تجتمع أُمّتي على ضلالة » ، فأخبر ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّ ما اجتمع عليه الأُمّة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحقّ ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوّله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتّباع حكم الأحاديث المزوّرة والروايات المزخرفة ، واتّباع الأهواء المردية المهلكة ، التي تخالف نصّ الكتاب ، وتحقيق الآيات الواضحات النيّرات ، ونحن نسأل اللّه أن يوفّقنا للصّواب ويهدينا إلى الرشاد ».

ثمّ قال ( عليه السلام ) : « فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأُمّة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة ، فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفّاراً ضلاّلا ، وأصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل

ص: 473


1- الاحتجاج 2 : 308 [ 258 ] ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 609 ح 605 ، مختصراً ، والبحار 47 : 396 ح 1.

الخبر المجمع عليه من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، حيث قال : « إنّي مستخلف فيكم خليفتين : كتاب اللّه وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، واللفظة الأُخرى عنه في هذا المعنى بعينه ، قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّاً في كتاب اللّه تعالى ، مثل قوله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّه تصدّق وهو راكع ، فشكر اللّه ذلك له وأنزل الآية فيه ، ثمّ وجدنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي » ، وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) حيث استخلفه على المدينة ، فقال : يا رسول اللّه ، أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » ، فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار ، وتحقيق هذه الشواهد ، فلزم الأُمّة الإقرار بها ; إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ، ووافق القرآن هذه الأخبار ، فلمّا وجدنا ذلك موافقاً لكتاب اللّه ، ووجدنا كتاب اللّه لهذه الأخبار موافقاً وعليها دليلا ، كان الاقتداء بهذهِ الأخبار فرضاً لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد والفساد ... » ( الحديث ) (1).

ص: 474


1- الاحتجاج 2 : 487 [ 328 ] ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 609 ح 607 مختصراً ، وغاية المرام 2 : 21 ح 18 ، الباب 19 ، و 2 : 142 ح 70 ، الباب 21 ، و 2 : 366 ح 84 ، الباب 29 ، مع بعض الاختلاف اليسير في كلّها ، والبحار 2 : 225 ح 3 ، و 5 : 20 ح 30 ، و 35 : 184 ح 2 ، ومستدرك الوسائل 7 : 254 ح 1 ، باب 47.

وقد مرّ هذا الحديث عن تحف العقول للحرّاني ( القرن الرابع ) ، ولكن نقلناه هنا بطوله لوجود الاختلاف الكثير بينهما (1).

أحمد بن أبي طالب الطبرسي :

ذكره تلميذه ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه ، وقال : شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي ، له : كتاب الكافي في الفقه حسن ، الاحتجاج ... (2).

وذكره الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، عالم فاضل فقيه محدّث ثقة ، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج ، حسن كثير الفوائد (3).

كتاب الاحتجاج :

إنّ كتابه الاحتجاج معروف النسبة إليه ، ذكره كلّ من ترجمه ، كما مرّ عليك كلام ابن شهر آشوب والحرّ العاملي آنفاً.

وجعله المجلسي ( ت 1111 ه- ) من مصادر كتابه البحار ، ونبّه على الخطأ في نسبة الكتاب إلى أبي علي الطبرسي صاحب التفسير (4) ، وقال في توثيق الكتاب : وكتاب الاحتجاج وإن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنّها من

ص: 475


1- راجع ما ذكرناه عن تحف العقول للحرّاني ، الحديث الثالث.
2- معالم العلماء : 25 [ 125 ].
3- أمل الآمل 2 : 17 [ 36 ]. وانظر : روضات الجنّات 1 : 64، رياض العلماء 1 : 48 ، الذريعة 1 : 281 [ 1472 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) 2 : 11 ، معجم رجال الحديث 2 : 164 [ 681 ] ، خاتمة المستدرك 3 : 60.
4- البحار 1 : 9.

الكتب المعروفة المتداولة ، وقد أثنى السيّد ابن طاووس على الكتاب وعلى مؤلّفه ، وقد أخذ عنه أكثر المتأخّرين (1).

واعتمد عليه الحرّ العاملي في وسائله (2) ، وذكر طريقه إليه (3).

وهذا الكتاب وإن كانت أخباره مراسيل ، إلاّ ما رواه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّها ذات قيمة واعتبار ; إذ أنّ مؤلّفه قال في مقدّمة الكتاب : ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده ، إمّا لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلّت العقول إليه ، ولاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ ما أوردته عن أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فإنّه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه وإن كان مشتملا على مثل الذي قدّمناه ، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أوّل خبر من ذلك دون غيره ; لأنّ جميع ما رويت عنه ( عليه السلام ) إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ( عليه السلام ) في تفسيره (4).

ومن كلامه يظهر لك قيمة ما رواه في كتابه ، وقد مرّ عليك كلام المجلسي في توثيق الكتاب.

ومع ذلك فقد ذكر حديث الثقلين مسنداً عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وصرّح بأنّ الإسناد صحيح رجاله ثقات في حديث آخر ، وبقيّة الأحاديث أدرجنا مواضعها في الكتب التي سبقت الاحتجاج ، حيث إنّ بعضها مسندة هناك.

وأمّا ما رواه من رسالة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) إلى أهل الأهواز ،

ص: 476


1- البحار 1 : 28.
2- خاتمة الوسائل 30 : 156 ، الفائدة الرابعة.
3- خاتمة الوسائل 30 : 183 ، الفائدة الخامسة.
4- الاحتجاج 1 : 4 ، مقدّمة المؤلّف.

فقد يقال : إنّها مسندة بالنظر إلى ما ذكره في عبارته المارّة الذكر من أنّه ذكر إسناداً واحداً في أوّل كتابه لما رواه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، ولكن بالتأمّل في الجملة الأخيرة في عبارته ، وهي : ( لأنّ جميع ما رويت عنه ( عليه السلام ) إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ( عليه السلام ) في تفسيره ) ، فهي ظاهرة في أنّ هذا السند يختصّ بالأخبار التي رواها عن تفسير الإمام فقط ، وهذه الرسالة غير موجودة في التفسير المتداول الآن.

ص: 477

ص: 478

مؤلّفات أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 ه- )
(59) كتاب : تفسير مجمع البيان
الحديث :

الأوّل : قال : وصحّ عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) من رواية العامّ والخاصّ ، أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وإنّما أحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثاراً للتخفيف ، ولاشتهارها عند أصحاب الحديث ... (1).

الثاني : قال في تفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ ) :

والذي يؤيّده ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم حبلين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

ص: 479


1- مجمع البيان 1 - 2 : 75 ، المقدّمة ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت 1091 ه- ) في الأُصول الأصليّة : 42 ، والحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في الوسائل 27 : 204 ، ح 77 ، وإثبات الهداة 1 : 610 ، ح 610 ، فصل (29).
2- 2 - مجمع البيان 1 - 2 : 802 ، آل عمران : 103 ، وعنه في إثبات الهداة 3 : 15 ح 614، وغاية المرام 2 : 346 ح 37 ، الباب 29 ، والبحار 24 : 83 ، الباب 31 ، و 36 : 20 الباب 27 ، وكنز الدقائق 2 : 185 ، وتأويل الآيات الباهرات ( فارسي ) : 62.

وعنه الاستر ابادي ( كان حيّاً سنة 965 ه- ) في تأويل الآيات الظاهرة (1).

الثالث : قال : وقد ثبت إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) على إيمان أبي طالب ، وإجماعهم حجّة ; لأنّهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بالتمسّك بهما بقوله : « إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (2).

الرابع : قال : وعلى هذا إجماع العترة الطاهرة ، وإجماعهم حجّة ; لقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الخامس : قال : الثقل متاع البيت وجمعه أثقال ، وهو من الثقل ، يقال : ارتحل القوم بثقلهم وثقلتهم أي : بأمتعتهم ، ومنه الحديث : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

قال ثعلب : سمّيا به ; لأنّ الأخذ بموجبهما ثقيل ، وقال غيره : إنّ العرب تقول لكلّ شيء خطير نفيس : ثقل ، فسمّاهما ثقلين تفخيماً لشأنهما (4).

ص: 480


1- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 117 ح 31 ، وقال : ويدلّ على ذلك : ما ذكره أبو علي الطبرسي في تفسيره ، قال : روى أبو سعيد عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ...
2- مجمع البيان 3 - 4 : 444 ، سورة الأنعام : 26 ، وعنه في البحار 35 : 139 ، إيمان أبي طالب.
3- مجمع البيان 7 - 8 : 240 ، سورة النور : 55 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 611 ح 618.
4- مجمع البيان 7 - 8 : 431 ، العنكبوت : 13.

السادس : قال : وإنّما سمّيت الجنّ والإنس ثقلين ; لعظم خطرهما ، وجلالة شأنهما ، بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات ، ولثقل وزنهما بالعقل والتمييز ، ومنه قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » ، سمّاهما ثقلين ; لعظم خطرهما وجلالة قدرهما (1).

أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي :

عدّه الشيخ ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) من شيوخه (2).

وقال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست : الشيخ الإمام أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، ثقة فاضل ديّن عين ، له تصانيف ... ، شاهدته وقرأت بعضها عليه (3).

وقال السيّد مصطفى الحسيني التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : الفضل ابن الحسن بن الفضل ، أمين الدين أبو علي الطبرسي ، ثقة فاضل ديّن عين ، من أجلاّء هذه الطائفة ، له تصانيف حسنة ... ، إلى أن قال : انتقل ( رحمه اللّه ) من المشهد المقدّس الرضوي على ساكنه من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها إلى سبزوار في شهور سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وانتقل بها إلى دار الخلود ليلة النحر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، رضي اللّه عنه وأرضاه (4).

ص: 481


1- مجمع البيان 9 - 10 : 340 ، الرحمن : 31.
2- معالم العلماء : 135 [ 920 ].
3- فهرست منتجب الدين : 144 [ 336 ] ، وانظر : حاوي الأقوال 3 : 65 [ 953 ].
4- 4 - نقد الرجال 4 : 19 [ 4107 ] ، وانظر : رياض العلماء 4 : 340 ، روضات الجنّات 5 : 357 ، خاتمة المستدرك 3 : 69 ، أمل الآمل 2 : 216 [ 650 ] ، منتهى المقال 5 : 194 [ 2279 ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 278 [ 1415 ] ، لؤلؤة البحرين : 346 [ 116 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 216 ، جامع الرواة 2 : 4 ، الكنى والألقاب 2 : 444، بهجة الآمال 6 : 31 ، تنقيح المقال 2 : 7 ، و 2 : 8 ، أعيان الشيعة 8 : 398.

وقال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) : الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، المجمع على جلالته وفضله وثقته (1).

ومع ذلك فهو ( رضي اللّه عنه ) غني عن البيان والتعريف. مجمع البيان في تفسير القرآن :

وهو من أشهر تفاسير الشيعة ، وإنّما عرف المؤلّف ( رضي اللّه عنه ) واشتهر به ، ونسبته إليه مقطوعة ، ذكره في ضمن كتبه كلّ من ترجم له كابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) وسمّاه ( مجمع البيان في معاني القرآن ) (2) ، وقال : حسن ، وقال أيضاً في أوّل المناقب : وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن (3).

والشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست ، وقال : مجمع البيان في تفسير القرآن عشر مجلّدات (4) ، ومثله الحرّ ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل (5) ، والبحراني ( ت 1186 ه- ) في اللؤلؤة (6) ) ، وغيرهم.

وعدّه الحرّ العاملي والمجلسي والسيّد هاشم البحراني في مصادر كتبهم (7) ، وقال المجلسي في توثيقه : وأمّا تفسيراه الكبير والصغير فلا يحتاجان إلى التشهير (8).

ص: 482


1- البحار 1 : 9 ، مصادر الكتاب.
2- معالم العلماء : 135 [ 920 ].
3- مناقب آل أبي طالب 1 : 14.
4- فهرست منتجب الدين : 144 [ 336 ].
5- أمل الآمل 2 : 216.
6- لؤلؤة البحرين : 347.
7- خاتمة الوسائل 30 : 156 [ 33 ] ، إثبات الهداة 1 : 27 ، البحار 1 : 9 ، البرهان 1 : 30.
8- البحار 1 : 28 ، توثيق المصادر.

وقال الشهيد الأوّل ( ت 786 ه- ) في إجازته لابن الخازن : ورويت كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للإمام أمين الدين أبي علي الفضل الطبرسي ، وهو كتاب لم يعمل مثله في التفسير عن عدّة من المشايخ منهم مشايخي المذكورون عن الشيخ جمال الدين ابن المطهّر بسنده إليه (1).

وقال الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض : قد رأيت نسخة من مجمع البيان بخطّ الشيخ قطب الدين الكيدري ، وقد قرأها نفسه على الخواجة نصير الدين الطوسي ، ثمّ إنّ على ظهرها بخطّه أيضاً ، هكذا : تأليف الشيخ الإمام الأجلّ السعيد الشهيد (2).

وفي الذريعة : وهو تفسير لم يعمل مثله ، ثمّ قال : وهذا تفسيره الكبير ، وقد فرغ من جزئه العاشر من سورة الجمعة إلى آخر القرآن يوم الخميس منتصف ذي القعدة 536 (3) ، كما أنّ فراغه من الجزء الأوّل المنتهي إلى قوله تعالى : ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوص جَنَفاً ... ) ، الآية 182 من سورة البقرة في ( 27 شعبان 530 ) (4) (5).

ص: 483


1- البحار 107 : 191 ، إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن ، وانظر أيضاً ; رياض العلماء 4 : 342.
2- رياض العلماء 4 : 344.
3- مجمع البيان 9 - 10 : 871.
4- مجمع البيان 1 - 2 : 487.
5- الذريعة 20 : 24 [ 1773 ].

ص: 484

(60) كتاب : تفسير جوامع الجامع
الحديث :

في تفسيره لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ) ، قال : ( وأُولي الأمر ) هم أُمراء الحقّ وأئمّة الهدى ، الذين يهدون الخلق ويقضون بالحقّ ; لأنّه لا يعطف على اللّه ورسوله في وجوب الطاعة ولا يقرن بهما في ذلك إلاّ من هو معصوم مأمون منه القبيح ، أفضل ممّن أمر بطاعته وأعلم ، ولا يأمرنا اللّه عزّ اسمه بالطاعة لمن يعصيه ، ولا بالانقياد لوال علّة حاجتنا إليه موجودة فيه.

( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيء ) أي : فإن اختلفتم في شيء من أُمور دينكم ( فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) أي : ارجعوا فيه إلى الرسول في حياته ، وإلى من أمر بالرجوع إليه بعد وفاته في قوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقد صرّح ( عليه السلام ) أنّ في التمسّك بهما الأمان من الضلال ، فالردّ إلى أهل بيته العترة الملازمة كتاب اللّه غير المخالفة له بعد وفاته مثل الردّ إليه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حياته ; لأنّهم الحافظون لشريعته القائمون مقامه في أُمّته ، فثبت أنّ ( أُولى الأمر ) هم الأئمّة ... (1)

ص: 485


1- جوامع الجامع 1 : 411.
تفسير جوامع الجامع :

سمّى المصنّف تفسيره هذا في مقدّمته ب- ( جوامع الجامع ) (1) ، وكذا الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل (2) ، والأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض (3) ، ولكن الشهيد الأوّل ( ت 786 ه- ) في إجازته لابن الخازن (4) ، والمجلسي ( ت 1111 ه- ) حين عدّه من مصادر البحار (5) ، والبحراني ( ت 1107 ه- ) في مصادر تفسير البرهان (6) ، سمّوه ب- ( جامع الجوامع ).

ولم يذكره ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه (7) ، وذكر الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) تفسيراً له بعنوان ( الوسيط في التفسير ) ، وقال : أربع مجلّدات (8) ، ومثله التفرشي ( القرن الحادي عشر ) في نقد الرجال (9) ، نقل كلامهما الحرّ في أمل الآمل ، وكأنّه عدّه تفسيراً آخر غير جوامع الجامع (10) ، وهو الظاهر من صاحب نظام الأقوال أيضاً (11).

ولكن الشيخ يوسف البحراني ( ت 1186 ه- ) في اللؤلؤة عدّهما واحداً ، قال : وله كتاب الوسيط المسمّى بجوامع الجامع أربع مجلّدات (12) ، وهذا هو الصحيح.

ص: 486


1- جوامع الجامع 1 : 50 ، مقدّمة المؤلّف.
2- أمل الآمل 2 : 216 [ 650 ].
3- رياض العلماء 4 : 340.
4- البحار 107 : 191.
5- البحار 1 : 9 ، مصادر الكتاب.
6- تفسير البرهان 1 : 30.
7- معالم العلماء : 135 [ 920 ].
8- فهرست منتجب الدين : 144 [ 336 ].
9- نقد الرجال 4 : 19 [ 4107 ].
10- أمل الآمل 2 : 216 [ 650 ].
11- انظر : رياض العلماء 4 : 340.
12- لؤلؤة البحرين : 347.

فقد قال المصنّف في مقدّمة جوامع الجامع : أمّا بعد ، فإنّي لمّا فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم ب- « مجمع البيان لعلوم القرآن » ثمّ عثرت من بعد بالكتاب الكشّاف لحقائق التنزيل لجار اللّه العلاّمة ، واستخلصت من بدائع معانيه وروائع ألفاظه ومبانيه ما لا يلغى مثله في كتاب مجتمع الأطراف ، ورأيت أن أسمَه وأُسمّيه ب- ( الكاف الشاف ) ، فخرج الكتابان إلى الوجود.

إلى أن قال - بعد أن ذكر اقتراح ولده أبو نصر الحسن عليه أن يجرّد من هذين الكتابين كتاباً ثالثاً ، واعتذاره عدّة مرّات بالضعف وكبر السن - : فأبى إلاّ المراجعة فيه ، والعود والاستشفاع بمن لم استجز له الردّ ، فلم أجد بدّاً من صرف وجه الهمّة إليه والإقبال بكلّ العزيمة عليه ، وهممت أن أضع يدي فيه ، ثمّ استخرت اللّه تعالى وتقدّس في الابتداء منه بمجموع مجمع جامع للكلم الجوامع ، أسمّيه كتاب « جوامع الجامع » ولا شكّ أنّه اسم وفق للمسمّى ولفظ طبق للمعنى ... (1)

فيظهر من كلامه ( رحمه اللّه ) جليّاً أنّه ألّف أوّلا ( مجمع البيان ) ، ثمّ وجد تفسير الكشّاف فاختار منه ( الكاف الشاف ) ، ثمّ ألّف منهما كتاباً ثالثاً بعدهما وغيرهما ، هو ( جوامع الجامع ).

ويظهر من قوله أيضاً في المقدّمة أنّه نفسه ( الوسيط ) ، قال - بعد ما مضى من كلامه - : وأرجو أن يكون بتوفيق اللّه وعونه وفيض فضله ومنّه كتاباً وسيطاً خفيف الحجم ، كثير الغنم ... ، إلى آخره (2).

ومن هذا عرف أنّ تردّد صاحب الرياض الميرزا الأفندي ليس في

ص: 487


1- جوامع الجامع 1 : 49 ، مقدّمة المؤلّف.
2- جوامع الجامع 1 : 50 ، مقدّمة المؤلّف ، وانظر أيضاً : ما ذكره محقّقو الكتاب في مقدّمة التحقيق 1 : 27.

محلّه ، فقد قال - بعد أن نقل كلام منتجب الدين في الفهرست - : ولعلّ مراده بالوسيط في التفسير هو تفسير جوامع الجامع المشهور ، وبالوجيز الكاف الشاف عن الكشّاف ويحتمل المغايرة ، فلاحظ.

وقد يتوهّم أنّ ( الكاف الشاف ) عن الكشّاف هو بعينه كتاب جوامع الجامع ، قال في أوّله : إنّه ملخّص من الكشّاف ، لكن الحقّ أنّه غيره.

ثمّ قال - بعد أن نقل عبارة إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن وكلام ابن شهر آشوب في المعالم - وأقول : الظاهر أنّ ( الكاف الشاف ) غير جوامع الجامع ، وإن أورد فيه أيضاً مطالب الكشّاف على ما صرّح به فى أوّله ، لكنّه لا يبعد اتّحاده مع الوسيط في التفسير ، وهو بعينه جوامع الجامع (1).

أقول : بل هو مراده جزماً ولا يحتمل المغايرة أصلا ، كما ظهر لك من قول المصنّف في مقدّمته ، وإنّه أيضاً لم يلخّص جوامع الجامع من الكشّاف ، وإن ضمّنه ما فيه (2) ، بل إنّ الملخّص من الكشّاف هو ( الكاف الشاف ) الذي يسمّى بالوجيز عند بعضهم (3) ، وإنّ الوسيط هو جوامع الجامع ، فلا اتّحاد له مع ( الكاف الشاف ) أو ( الوجيز ).

وهذا يظهر جليّاً من إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن ، فبعد أن أجازه رواية ( مجمع البيان ) وذكر طريقه إلى مصنّفه ، قال : وكذلك تفسيره الملقّب بجامع الجوامع ، وكتاب ( الكاف الشاف ) من كتاب الكشّاف من مصنّفاته (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : والجوامع هو التفسير الوسيط في المقدار والحجم ، فإنّه أصغر من الكبير المسمّى

ص: 488


1- رياض العلماء 4 : 342 ، وانظر : كشف الظنون 1 : 370.
2- جوامع الجامع 1 : 50 ، مقدّمة المؤلّف.
3- فهرست منتجب الدين : 144 [ 336 ] ، نقد الرجال 4 : 19 [ 4107 ].
4- البحار 107 : 191 ، إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن.

ب- ( مجمع البيان ) وأكبر من الصغير المسمّى ب- « الكافي الشافي » ، وقد ألّفه بعدهما وانتخبه منهما بالتماس ولده الحسن بن فضل كما صرّح به في أوّله ، وتمّمه في اثني عشر شهراً بعدد خلفاء النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) ونقباء موسى ( عليه السلام ) ، شرع فيه في ( 18 - صفر - 542 ) وفرغ منه ( 24 - المحرم - 543 ) (1) (2).

وقد طبع الكتاب في ثلاثة مجلّدات بتحقيق مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرَّفة على ثلاث نسخ مخطوطة ومطبوعتين حجريّتين (3).

ص: 489


1- جوامع الجامع 3 : 884 ، آخر الكتاب.
2- الذريعة 5 : 248 [ 1195 ] ، وانظر : أعيان الشيعة 8 : 399.
3- راجع مقدّمة التحقيق لكتاب جوامع الجامع ، طبع جماعة المدرّسين بقم.

ص: 490

(61) كتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى
الحديث :

الأوّل : قال : ولمّا قضى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ وليس بموضع يصلح للنزول ; لعدم الماء فيه والمرعى ، نزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) وأمره أن يقيم عليّاً وينصبه إماماً للناس ، فقال : « ربّي ، إنّ أُمّتي حديثو عهد بالجاهليّة » ، فنزل عليه : إنّها عزيمة لا رخصة فيها ، فنزلت الآية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فنزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بالمكان الذي ذكرناه ... ، إلى آخر ما ذكرناه عن المفيد في إرشاده مع بعض الاختلاف (1).

وسيأتي أيضاً عن كشف الغمّة للأربلي ( ت 693 ه- ) (2). وكشف

ص: 491


1- إعلام الورى 1 : 261. وفيه : فنزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بالمكان الذي ذكرناه ونزل المسلمون حوله وكان يوماً شديد الحرّ ، فأمر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ... ، وفيه : فنادى بالناس الصلاة جامعة فاجتمعوا إليه ، وفيه : من شدّة الرمضاء ، فصعد ( صلى اللّه عليه وآله ) على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ودعا عليّاً ( عليه السلام ) ... ، وفيه : ووعظ ونعى إلى الأُمّة نفسه ، وفيه : « وقد حان منّي خفوق من بين أظهركم » ، وفيه : « ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه » ، وفيه : وقد أخذ بضبعي علي ( عليه السلام ) ... ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 612 ح 620، والبحار 21 : 389 ، ح 12.
2- كشف الغمّة 1 : 238 ، وراجع ما سنذكره عن الأربلي في كشف الغمّة ، الحديث السابع.

اليقين للعلاّمة الحلّي ( ت 726 ه- ) (1).

الثاني : قال - أي الشيخ أبو جعفر بن بابويه ( رحمه اللّه ) (2) - : وحدَّثنا أحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني ... ، وأورد حديث الثقلين الذي رواه الصدوق عن طريق أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، بإسناده إلى الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في كمال الدين ومعاني الأخبار وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، فراجع (3).

كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى :

نسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست (4) ، وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم (5) ، وغيرهما (6).

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (7) ، وقال في توثيقه : وكذا كتاب إعلام الورى ، ومؤلّفه أشهر من أن يحتاج إلى البيان ، وهو عندي بخطّ مؤلّفه ( رحمه اللّه ) (8) ، وأدرجه الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- )

ص: 492


1- راجع ما سنذكره عن كشف اليقين ، الحديث الثالث.
2- إعلام الورى 2 : 174 ، قال : وأمّا الضرب الثاني وهو ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، فمن ذلك : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه ( رحمه اللّه ) ، ثمّ روى عدّة أحاديث يبدؤها بقال : ... ، إلى أن روى هذا الحديث في المتن.
3- إعلام الورى 2 : 180 ، وراجع ما أوردناه عن كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرون ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، الحديث الأوّل.
4- فهرست منتجب الدين : 144 [ 326 ].
5- معالم العلماء : 135 [ 920 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 216 [ 650 ].
6- لؤلؤة البحرين : 347 [ 116 ] ، كشف الظنون 1 : 155.
7- البحار 1 : 9 ، مصادر الكتاب.
8- البحار 1 : 28 ، توثيق المصادر.

في مصادر كتابيه : الوسائل وإثبات الهداة (1) ، وذكر طريقه إليه (2) ، ومن هذا - خاصّة ما ذكره العلاّمة المجلسي - تصبح نسبة الكتاب إلى الطبرسي مقطوع بها ، ولكن بقي هناك شيء ، وهو أنّه نُسب إلى السيّد ابن طاووس كتاب باسم ( ربيع الشيعة ) يطابق كتاب ( إعلام الورى ) في كلّ شيء من المضمون والأبواب والترتيب إلاّ في أوّله من الخطبة ، وهذا ما أثار استغراب وتعجّب العلماء.

قال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلّها معروفة ، وتركنا منها كتاب ربيع الشيعة ; لموافقته لكتاب إعلام الورى في جميع الأبواب والترتيب ، وهذا ممّا يقضي منه العجب! (3)

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) : أقول : ومن الغرائب أنّ السيّد رضيّ الدين بن طاووس ألّف كتاب ربيع الشيعة ، وقد اتّفق موافقته لكتاب إعلام الورى المذكور في جميع المطالب والأبواب والترتيب من غير زيادة ولا نقصان ولا تفاوت ، إلاّ في الديباجة (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : إعلام الورى بأعلام الهدى في فضائل الأئمّة الهداة وأحوالهم ( عليهم السلام ) ، لإمام المفسّرين الشيخ أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، المتوفّى سنة 548 ، صاحب مجمع البيان وغيره ، نسخة خطّ المؤلّف عند العلاّمة المجلسي ، إلى أن قال : طبع سنة 1312 ، ومن غريب الاتفاق مطابقة ( كتاب ربيع الشيعة ) المنسوب إلى السيّد ابن طاووس المتوفّى سنة 664 مع

ص: 493


1- خاتمة الوسائل 30 : 156 [ 34 ] ، إثبات الهداة 1 : 27.
2- خاتمة الوسائل 30 : 183 ، الطريق الثاني والثلاثون.
3- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر.
4- رياض العلماء 4 : 343 ، 345.

هذا الكتاب ، وتوافقهما حرفاً بحرف إلاّ اختصارات قليلة في بعض الفصول وزيادات في الخطبة ، فإنّ ربيع الشيعة باسم السيّد ابن طاووس ، ومصرّح فيه باسم الكتاب ، وأنّه ربيع الشيعة ، قال العلاّمة المجلسي في أوّل البحار : ( وهذا ممّا يقضي منه العجب ) (1).

وهذا ما دفع المحقّقين إلى محاولة حلّ هذا الإشكال ومعرفة سبب هذا التوافق والاتّحاد بين الكتابين.

فقال العلاّمة النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك - بعد أن نقل كلام المجلسي في البحار ، والمولى عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال ، وتعجّبهما من اتّحاد الكتابين - : قلت : هذا الكتاب غير مذكور في فهرست كتبه (2) في كتاب إجازاته ، ولا في كشف المحجّة ، وما عثرت على محلّ أشار إليه وأحال عليه ، كما هو دأبه غالباً في مؤلّفاته بالنسبة إليها ، وهذان الجليلان مع عثورهما على الاتّحاد واستغرابهما ، لم يذكرا له وجهاً ، وقد ذاكرت في ذلك مع شيخنا الأُستاذ طاب ثراه (3) ، فقال - وأصاب في حدسه - : إنّ الظاهر أنّ السيّد عثر على نسخة من الإعلام لم يكن لها خطبة فأعجبه فكتبه بخطّه ، ولم يعرفه ، وبعد موته وجدوه في كتبه بخطّه ، ولم يكن له علم بإعلام الورى ، فحسبوا أنّه من مؤلّفاته ، فجعلوا له خطبة على طريقة السيّد في مؤلّفاته ، ونسبوه إليه ، ولقد أجاد في ما أفاد (4).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) : أقول : الممارس لبيانات السيّد ابن طاووس لا يرتاب في أنّ ربيع الشيعة ليس له ، والمراجع له لا

ص: 494


1- الذريعة 2 : 240 [ 957 ] و 10 : 75 [ 131 ].
2- أي : كتب السيّد ابن طاووس.
3- في هامش المخطوط ( الشيخ عبد الحسين ).
4- خاتمة المستدرك 2 : 448.

يشكّ فى اتّحاده مع إعلام الورى للطبرسي ، وقد احتمل بعض المشايخ كون منشأ هذه الشبهة أنّ السيّد ابن طاووس حين شرع في أن يقرأ على السامعين كتاب إعلام الورى ، هذا ، حمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على النبي وآله صلوات اللّه عليهم على ما هو ديدنه ، ثمّ مدح الكتاب وأثنى عليه بقوله : ( إنّ هذا الكتاب ربيع الشيعة ) والسامع كتب على ما هو ديدنه ، هكذا : يقول السيّد الإمام ، وذكر ألقابه واسمه إلى قوله : إنّ هذا الكتاب ربيع الشيعة ، ثمّ كتب كلّما سمعه عنه من الكتاب إلى آخره ، فظنّ من رأى النسخة بعد ذلك أنّ ربيع الشيعة اسمه ، وأنّ مؤلّفه هو السيّد ابن طاووس (1).

أقول : ولا يبعد في البين احتمالات أُخرى ذكرها بعضهم (2) ، أو حتّى أنّه من خطأ النساخ لا غير.

ص: 495


1- الذريعة 2 : 240 [ 957 ] ، وانظر : مقدّمة تحقيق كتاب إعلام الورى ، الصفحة 22.
2- خاتمة المستدرك 2 : 446 و 448 ، هامش يحيى شفيع على المخطوطة.

ص: 496

(62) كتاب : روض الجنان وروح الجَنان في تفسير القرآن للشيخ حسين بن علي بن محمّد الخزاعي النيشابوري ( أبو الفتوح الرازي ) ( ت حدود 554 ه- )
الحديث :

الأوّل : في تفسيره لقوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) :

قال : روى عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللّه اللطيف أخبرني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) بعد أن نقل أقوال مفسّري العامّة ، قال [ ما ترجمته بالعربيّة ] : أمّا ما في تفسير أهل البيت ( عليهم السلام ) وأئمّتنا ورواية جماعة من الصحابة ، حيث فيهم البراء بن عازب وجابر بن عبد اللّه الأنصاري وسلمان وأبو ذر وعمّار وحذيفة ، أنّ الآية نزلت في حقّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في حجّة الوداع ، إلى أن قال : ورجع وفي الطريق وصل إلى مكان يقال له غدير خمّ وهو

ص: 497


1- روض الجنان ( فارسي ) 4 : 461.

مفترق الطرق ، إلى أن قال : وخطب خطبة بليغة ، وهي معروفة ومشهورة ... ، قال : « يا قوم ، نعيت إليّ نفسي ، وقد حان منّي خفوق من بين أظهركم ، وقد دُعيت وأُوشك أن أُجيب ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثالث : في تفسير قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) ، قال [ ما ترجمته بالعربيّة ] : قال أصحابنا : إنّ الآية خاصّة بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، واستدلّوا بها في باب الإمامة من عدّة أوجه : ... ، إلى أن قال : ومن هنا قرن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بينهما ، الميراث والوارث ، في قوله : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الرابع : في تفسير قوله تعالى : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال : ومنه قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » سمّاهم ثقل لأجل عظمة قدرهم (3).

الخامس : في تفسير قوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) في تقريره لسبق علي ( عليه السلام ) ، قال : في يوم سُئل ابن عبّاس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : ذكرت واللّه أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين وصلّى القبلتين ... ، فمثله في الأُمّة كمثل ذي القرنين ، ذلك مولاي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

أي قال : واللّه جئت باسم رجل هو أحد القسمين أي : القرآن

ص: 498


1- روض الجنان ( فارسي ) 7 : 62 - 65 ، نقلنا ما قاله بالفارسيّة إلى العربيّة.
2- روض الجنان ( فارسي ) 16 : 113 ، نقلنا ما قاله بالفارسيّة إلى العربيّة.
3- روض الجنان ( فارسي ) 18 : 264.

والعترة ، قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » (1).

الشيخ أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد النيشابوري :

قال ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) فى معالم العلماء : شيخي أبو الفتوح بن علي الرازي ، عالم (2) ، وعدّه من مشايخه في المناقب أيضاً (3) ، وهو من شيوخ منتجب الدين ، ذكر الرواية عنه في عدّة مواضع من فهرسته (4). وترجمه بقوله : الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين ابن علي بن محمّد الخزاعي الرازي ، عالم واعظ مفسّر ديّن (5).

وذكره الشيخ عبد الجليل القزويني ( القرن السادس ) في النقض في عداد مفسّري الشيعة (6).

وقال في حقّه التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : الحسين بن علي بن محمّد الخزاعي الرازي ، جمال الدين أبو الفتوح ، عالم ، فاضل ، أمين ، ثقة ، عين ، واعظ ، مفسّر (7).

وهو من أُسرة علميّة كبيرة ، ذكر العلماء بعض أفرادها في ترجمته ، ولا يسع المجال للتعرّض لهم ، قال فيهم صاحب الرياض : وكان هو

ص: 499


1- روض الجنان ( فارسي ) 18 : 300.
2- معالم العلماء : 141 [ 987 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 356 ، بهجة الآمال 3 : 302.
3- مناقب آل أبي طالب 1 : 13.
4- انظر : فهرست منتجب الدين : 8 [ 1 ] ، 11 [ 5 ] ، 37 [ 67 ] ، 69 [ 148 ] ، 108 [ 219 ] ، 109 [ 220 ].
5- فهرست منتجب الدين : 45 [ 78 ] : وانظر : جامع الرواة 1 : 249 ، أمل الآمل 2 : 99 [ 271 ].
6- النقض : 41 ، 212.
7- نقد الرجال 2 : 108 [ 1493 ] ، وانظر : الكنى والألقاب 1 : 135 ، تنقيح المقال 1 : 339 ، خاتمة المستدرك 3 : 72.

( رحمه اللّه ) وولده الشيخ الإمام تاج الدين محمّد ووالده وجدّه القريب ، وجدّه الأعلى الشيخ أبو بكر أحمد وعمّه الأعلى ، وهو الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ أبي بكر أحمد ، المذكور ، كلّهم من مشاهير العلماء ، وبالجملة هؤلاء سلسلة معروفة من علماء الإماميّة ، ولكلّ واحد منهم تأليفات جياد وتصنيفات عديدة حسان (1).

وهذه الأُسرة ترجع إلى قبيلة بني خزاعة ، ويصل نسبهم إلى نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ذكر ذلك المترجم له في كتابه روض الجنان ، عند تفسير قوله تعالى : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) من سورة آل عمران (2) ، وعند تفسير قوله تعالى : ( هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ) من سورة الفتح (3).

وأمّا عصره فقد نقل صاحب الرياض إجازة من المترجم إلى بعض تلامذته ، كانت على ظهر نسخة قديمة للربع الأوّل من تفسيره.

قال : وكان تاريخ إجازته سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، وعبّر عن نسبه ، هكذا : الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي ، وقد قرأها جماعة أُخرى من العلماء أيضاً عليه ، ومنهم ولد الشيخ أبي الفتوح هذا أيضاً ، وخطّه الشريف لا يخلو من رداءة (4).

وقد نقل المحدّث الأرموي في تعليقات النقض إجازة منه إلى ولده تاج الدين ، موجودة على ظهر نسخة من رجال النجاشي تاريخها

ص: 500


1- رياض العلماء 2 : 158 ، وانظر : روضات الجنّات 2 : 314 [ 212 ] ، أعيان الشيعة 6 : 124 ، مقدّمة روض الجنان بقلم محمّد القزويني.
2- روض الجنان ( فارسي ) 5 : 148.
3- روض الجنان ( فارسي ) 17 : 354.
4- رياض العلماء 2 : 157.

551 ه- (1) ، ممّا يدفع احتمال التوهّم والاشتباه في الإجازة الأُولى.

ثمّ إنّ الشيخ عبد الجليل القزويني صاحب ( النقض ) الذي ألّفه بين 556 و 566 ، ذكر أبو الفتوح الرازي مترحّماً عليه (2) في عدّة أماكن من كتابه ، وهو ما يدلّ على أنّه لم يكن على قيد الحياة في ذلك الوقت ، فانحصرت سنة وفاته بين 552 ه- إلى 556 ه-.

بل إنّ مؤلّف ( بعض فضائح الروافض ) (3) والذي أتمّ تأليفه سنة 555 ه- ذكر أبو الفتوح ناقلا بعض أقواله ، من دون أن يشير إلى حياته ، ممّا قد يستظهر منه أنّه لم يكن على قيد الحياة في تلك السنة ، خاصّة وأنّ صاحب ( النقض ) عندما كذّب صحّة ما نقله عن أبي الفتوح لم يُشر إلى أنّه كان حيّاً ويمكن الرجوع إليه مثلا (4).

ولنعم ما قرّبه المحدّث الأرموي من سنة وفاته ب- 554 ه- (5).

تفسير روض الجنان وروح الجَنان :

ذكر المؤلّف في أوّل كتابه - بعد الحمد والصلاة - ألطاف اللّه تعالى بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، ومنها القرآن النازل بأشرف اللغات ، وهي لغة العرب ، والذي يحوي كلّ العلوم ، ولا يوجد علم إلاّ وهو فيه ، فلابدّ

ص: 501


1- رياض العلماء 2 : 175.
2- النقض : 263 ، 280.
3- كتاب ( بعض فضائح الروافض ) لبعض العامّة ، وهو الذي ردّ عليه الشيخ عبد الجليل القزويني بكتاب ( بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ) المشهور ( بالنقض ).
4- النقض : 280.
5- تعليقات النقض 1 : 161 ، وانظر : ما كتبه محمّد بن عبد الوهّاب القزويني بعنوان ( خاتمة الطبع ) في نهاية الجزء الخامس من الطبعة الأُولى ، ومقدّمة ميرزا أبي الحسن الشعراني على تفسير أبي الفتوح ، ومقدّمة طبعة آستان قدس رضوي ، بقلم د. محمّد جعفر ياحقي و د. محمّد مهدي ناصح.

من الذي يتعاطى هذا العلم ، ويريد أن يصنّف تفسيراً يحتوي على ما في القرآن من العلوم أن يعرف هذه العلوم ، خصوصاً علم الأدب وما ينسب إليه من اللغة والنحو والتصريف والعروض والبلاغة ، وكذا يتقن علم الأُصول ، وأن يكون فقيهاً وعالماً بأُصول الفقه ، وعارفاً بالأخبار المتعلّقة بالآيات وسبب نزولها والقصص المتعلّقة بها ، إلى أن قال ما ترجمته بالعربية :

لذلك اقترح جماعة من الأصحاب والأكابر الفضلاء وأهل العلم والتديّن أن يجمع في هذا الباب شيء ; لعدم وجود تفسير عند أصحابنا يحوي هذه العلوم ، فرأيت من الواجب إجابتهم ، وواعدتهم بتصنيف تفسيرين : أحدهما بالفارسيّة والآخر بالعربيّة ، ثمّ إنّ ما بالفارسيّة مقدّم على ما بالعربيّة ; لأنّ طلاّبه أكثر وفائدة الكلّ به أعم. وهذا الكتاب إن شاء اللّه وسط بين الإطناب والاختصار ، إطناب لا يكون ممّلا واختصار لا يكون مخلاًّ ... إلى آخر كلامه (1).

وقد عرفت سابقاً أنّ الشيخ عبد الجليل القزويني المعاصر للمؤلّف قد نسب إليه تفسير بعشرين جزءً في كتابه المعروف ب- ( النقض ) (2).

ومن ثمّ نسبه إليه ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه ، وقال : له كتاب رَوح الجِنان ورُوح الجَنان في تفسير القرآن ، إلاّ أنّه عجيب (3) ، وأخذ منه إجازة لروايته ذكرها في المناقب (4).

ونسبه إليه أيضاً تلميذه الآخر الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس )

ص: 502


1- روض الجنان 1 : 1 ، مقدّمة المصنّف.
2- النقض : 41 ، 212.
3- معالم العلماء : 141 [ 987 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 356.
4- المناقب 1 : 14.

في فهرسته ، وقال : له تصانيف ، منها التفسير المسمّى روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن ، عشرين مجلّدة (1).

وهو داخل في مصادر البحار (2) ، وقال المجلسي في فصل توثيق مصادره : والشيخ أبو الفتوح في الفضل مشهور ، وكتبه معروفة مألوفة (3).

ونقل صاحب الرياض قول القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين : وله تفسير آخر عربي ، وقد أشار إليه في أوّل تفسيره الفارسي (4) ، ولكن لم أره إلى الغاية ، وقد ذكره الشيخ عبد الجليل الرازي في بعض مصنّفاته ، فقال : الإمام أبو الفتوح الرازي مصنّف عشرين مجلّداً في تفسير القرآن ، وقال في موضع آخر : للشيخ الإمام أبي الفتوح الرازي عشرون مجلّداً في تفسير القرآن من مصنّفاته ، والأئمّة والعلماء من جميع الطوائف طالبون راغبون فيه ، والظاهر أنَّ أكثر تلك المجلّدات من تفسيره العربي ; لأنّ تفسيره الفارسي أربع مجلّدات ، كلّ مجلّد بقدر ثلاثون ألف بيت ، ولعلّه يُجعل ثمان مجلّدات فالباقي منه إلى العشرين يكون تفسيره العربي ، ثمّ أجاب عليه صاحب الرياض نفسه ، وأقول : الأستاد الاستناد - يريد العلاّمة المجلسي - أيّده اللّه تعالى لا يرتضي أن يكون المراد من تفسيره الذي كان عشرين مجلّداً هو تفسيره ، بل يقول : إنّ تفسيره الفارسي أيضاً بهذا المقدار فتأمّل (5).

ص: 503


1- فهرست منتجب الدين : 45 [ 78 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 99 [ 271 ] ، نقد الرجال 2 : 108 [ 1493 ] ، الكنى والألقاب 1 : 135 ، أعيان الشيعة 6 : 124.
2- البحار 1 : 22.
3- البحار 1 : 42.
4- روض الجنان ( فارسي ) 1 : 1 ، مقدّمة المؤلّف.
5- 5 - رياض العلماء 2 : 162 ، وانظر : الذريعة 11 : 274 [ 1694 ] ، وقد كرّر نفس التوهّم.

وعلّق الخوانساري ( ت 1313 ه- ) أيضاً في الروضات على كلام القاضي نور اللّه ، بقوله : وكأنّه لعدم عثوره على الكتاب كما يظهر من فحوى كلامه ، ابتلى بهذا التوجيه الخارج عن الصواب ، مع أنّ كون مجلّدات التفسير الفارسي بهذه العدّة ممّا صرّح به تلميذاه البصيران المتقدّمان ، ولا يلزم الموافقة بين المجلّد الكتابي العرفي وأجزاء التصنيف ، إلى أن قال : بل في نسبة أصل تفسير عربي إليه احتمال اشتباه بغيره ، كما نقله صاحب الرياض عن احتمال المجلسي المرحوم (1).

أقول : وكونه عشرين مجلّدة واضح من النسخ الموجودة منه ، والذي طبع عليها مؤخّراً في عشرين جزءاً ، كما ستأتي الإشارة إليه.

وقال عنه الميرزا النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك : وهذا التفسير العجيب في عشرين مجلّداً ، وفيه أخبار كثيرة تناسب أبواب كتابنا هذا ، إلاّ أنّه لكونه بالفارسيّة ، ويحتاج نقله إلى الترجمة ثانياً بالعربيّة ، ويخاف منها فوات بعض مزايا الأخبار ، لم نرجع إليه إلاّ قليلا ، وقد ينقل الخبر بمتنه ثمّ يترجمه ، فأخرجناه سالماً ، والحمد لله (2).

وأمّا الكلام في تاريخ تأليف هذا التفسير ، فقد جاء في آخر المجلّد الحادي عشر من نسخة قديمة مؤرّخة ب- 529 ه- كانت موجودة في المكتبة الخاصّة بالمحقّق الأرموي ، هكذا : تمّت المجلّدة الحادي عشر ، ويتلوه في الثانية عشر سورة النحل ، ووقع الفراغ منه في العاشر من صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة ، واللّه المستعان على إتمامه ، وهو المتفضّل بإحسانه ، وفرغ منه في يوم الخامس الثاني من صفر سنة تسع وسبعين

ص: 504


1- روضات الجنّات 2 : 316.
2- خاتمة المستدرك 1 : 178 [30].

وخمس مائة ، وهذا خطّ أحقر عباد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن مكا ( كذا ) العمار ، حامداً لله وشاكراً لنعمه ومصلّياً على نبيّه محمّد وآله (1).

ومع ملاحظة إجازة المؤلّف لأحد تلامذته والموجودة على ظهر الصفحة الأُولى من تفسير أبي الفتوح من نسخة مؤرّخة ب- 980 بخطّ أحمد ابن شكر اللّه ، والتي جاء فيها : صورة إجازة الشيخ المفسّر ( قدس ) : أجزت للأجلّ العالم الأخصّ الأشرف ... ، آدام اللّه توفيقه وتسديده ، أن يروي عنّي هذا الكتاب من أوّله إلى آخره على الشرائط المعتبرة في هذا الباب من اجتناب الغلط والتصحيف ، كتبه الحسين بن علي بن محمّد أبو الفتوح الرازي ، ثمّ النيسابوري ، ثمّ الخزاعي ، مصنّف هذا الكتاب ، في أواخر ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، حامداً لله تعالى ومصلّياً على النبي وآله (2) ، والتي يظهر منها أنّ الكتاب قد كان كاملا في سنة 547 ه- يعلم أنّ تأليف الكتاب قد بدأ قبل سنة 533 ، وربّما بعدّة سنوات ، وتمّ بعدها وقبل سنة 547 ه-.

وتوجد نسخة من الجزء 16 ، 17 تاريخها 556 ه- ، وأُخرى للجزء 20 تاريخها 557 ه- في المكتبة الرضويّة رقم ( 1336 ) ( 1338 ) ، ويظهر من تاريخها أنّها كتبت طيّ زمان حياة المؤلّف ، أو بعد وفاته بقليل (3).

ص: 505


1- روض الجنان ( فارسي ) 1 : شصت ( أيّ : ستّون ) ، مقدّمة التحقيق و 11 : جهارده ( أيّ : أربعة عشر ) ، صورة لآخر النسخة المعتمدة و 11 : 354.
2- روض الجنان ( فارسي ) 1 : پنجاه وهفت ( أي : سبعة وخمسين ) ، مقدّمة التحقيق ، وتعليقات النقض : 1 ، من النسخة المؤرّخة ب- 556 ه-.
3- روض الجنان 1 : هشتاد وشيش ( أي : ستة وثمانين ) ، جدول رقم (3) ، و 16 : هفده وهجده ( أي : سبعة عشر ، وثمانية عشر ) ، صورتان للورقة الأُولى والأخيرة من النسخة المؤرّخة سنة 556 ه-.

وقد طبع الكتاب عدّة طبعات ، آخرها بتوسّط انتشارات استان قدس رضوي بعشرين جزءً محقّقة ومقابلة على 53 نسخة ، أربعة منها كاملة ، والبقيّة ناقصة ، وكان الاعتماد على الأقدم فالأقدم من القرن السادس إلى ما بعده (1).

ص: 506


1- روض الجنان ( فارسي ) 1 : هفتاد وسه ( أي : ثلاث وسبعين ) ، مقدّمة التحقيق والجداول المنظّمة لمواصفات النسخ ، وانظر : صور للصفحات الأُولى والأخيرة لكلّ نسخة معتمدة في أوّل كلّ جزء.
(63) كتاب : بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لعماد الدين أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ( كان حيّاً سنة 553 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن ابن الحسين بن علي بن بابويه ( رحمه اللّه ) بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدَّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدَّثنا رجاء بن أبي سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : « خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالكوفة عند منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه ... » إلى آخر ما أوردناه من معاني الأخبار للصدوق فراجع (1).

الثاني : قال : وبالإسناد - أي عن الصدوق - قال : حدَّثنا محمّد بن عمر الجعابي (2) الحافظ البغدادي ، قال : حدَّثنا (3) أبو عبد اللّه محمّد بن

ص: 507


1- بشارة المصطفى : 32 ح 18 ، وفيه : « وفضلك الذي لا ينسى ، أيّها الناس ، إنّه قد بلغني ... » ، وعنه في البحار 33 : 282 ح 1. وراجع ما ذكرناه عن معاني الأخبار للصدوق الحديث الأوّل.
2- في أمالي الصدوق لا يوجد ( الجعابي ).
3- في الأمالي : حدَّثني.

أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدَّثنا محمّد [ بن الحسن (1) بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي ، قال حدَّثنا : الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدَّثنا عمر (2) بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن ابن يحيى (3) ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول اللّه المنبر فخطب ، واجتمع الناس إليه ، فقال : « يا معشر المؤمنين ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أوحى إليّ أنّي مقبوض ، وأنّ ابن عمّي عليّاً مقتول ... » إلى آخر ما نقلناه عن الصدوق في أماليه (4).

وقد ذكر سنده إلى الصدوق بطريقيين :

الأوّل : في الحديث الأوّل من الجزء الأوّل ، هكذا : حدَّثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن بن أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادي الأُولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه وعلى ذرّيّته ) ، قال : حدَّثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بابن المعلّم ( رحمه اللّه ) ، قال : حدَّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه (5).

والثاني : في الحديث العاشر والثالث عشر والثامن عشر من الجزء الأوّل ، هكذا : أخبرنا الرئيس الزاهد العابد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن

ص: 508


1- من الأمالي.
2- في الأمالي ( عمرو ).
3- في الأمالي ( أبي يحيى ).
4- بشارة المصطفى : 39 ح 26 ، الجزء الأوّل ، وفيه : « ومن حفظهم فقد حفظني » ، وفيه : « فإنّكم مجمعون ومسائلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهم أهل بيتي ومن آذاهم فقد آذاني ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن أذلّهم فقد أذلّني ، ومن أعزّهم فقد أعزني ... » ، وراجع ما ذكرناه في أمالي الصدوق ، الحديث الأوّل.
5- بشارة المصطفى : 18 ح 1 ، الجزء الأوّل.

الحسن في الري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي ابن الحسين بن بابويه ( رضي اللّه عنه ) (1).

والظاهر أنّه يريد هذا الطريق.

الثالث : أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم البصري بقراءتي عليه في محرّم سنة ست عشرة وخمسمائة ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : حدَّثنا أبو طالب محمّد بن الحسين ابن عتبة ، قال : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد ، قال : أخبرنا محمّد بن وهبان الدبيلي ، قال : حدَّثني علي بن أحمد بن بشر العسكري ، قال : حدَّثني أحمد بن المفضّل أبو سلمة الاصفهاني ، قال : أخبرني راشد بن علي بن وائل القرشي ، قال : حدَّثني عبد اللّه بن حفص المدني ، قال : أخبرني محمّد بن إسحاق ، عن سعيد بن زيد بن أرطأة ، قال : لقيت كميل ابن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقال : ألا أُخبرك بوصيّة أوصاني بها يوماً ( هي خير لك من الدنيا بما فيها ) ، فقلت : بلى ، قال : قال لي علي ( عليه السلام ) : « يا كميل بن زياد ، سمّ كلّ يوم باسم اللّه ...

يا كميل ، لست واللّه متعلّقاً حتّى أُطاع وممتنّاً حتّى أُعصى ، ولا مهاناً لطغام الأعراب حتّى أنتحل إمرة المؤمنين أو أدّعي بها.

يا كميل ، نحن الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول اللّه ، وقد جمعهم فنادى ( فيهم ) الصلاة جامعة يوم كذا وكذا ، وأيّاماً سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلّف أحد.

ص: 509


1- بشارة المصطفى : 26 ح 10 ، و 28 ح 13 ، و 32 ح 18 الجزء الأوّل ، مع بعض الاختلاف بينها.

فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : معاشر الناس ، إنّي مود عن ربّي عزّ وجلّ ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدّقني فللّه صدّق ، ومن صدّق اللّه أثابه الجنان ، ومن كذّبني كذّب اللّه عزّ وجلّ ، ومن كذّب اللّه أعقبه النيران.

ثمّ ناداني فصعدت فأقامني دونه ، ورأسي إلى صدره ، والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثمّ قال : معاشر الناس ، أمرني جبرئيل عن اللّه تعالى ، أنّه ربّي وربّكم ، أن أُعلمكم أنّ القرآن ( هو ) الثقل الأكبر وأنّ وصيّي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم هم الثقل الأصغر ( يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر ) للثقل الأكبر ، كلّ واحد منهما ملازمة لصاحبه غير مفارق له ، حتّى يردا إلى اللّه فيحكم بينهما وبين العباد.

يا كميل ، فإذا كنّا كذلك ، فعلام تقدّمنا من تقدّم وتأخّر عنّا من تأخّر؟

يا كميل ، قد أبلغهم رسول اللّه رسالة ربّه ونصح لهم ولكن لا يحبّون الناصحين ... » (1).

الرابع : قال : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه ، قال : حدَّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد (2) محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا (3) أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدَّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال حدَّثنا شعيب بن أيّوب ، قال : حدَّثنا معاوية ابن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي ( عليه السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر ... ، إلى آخر ما

ص: 510


1- بشارة المصطفى : 50 ح 43 ، الجزء الأوّل ، وعنه في البحار 77 : 268 ح 1.
2- في أمالي الطوسي : أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ( رحمه اللّه ).
3- في أمالي المفيد والطوسي : حدَّثنا.

أوردناه عن أمالي المفيد وأمالي الطوسي (1).

الخامس : قال : أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه اللّه ) في ما أجاز لي ، وكتب لي بخطّه بالري في خانقانه سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدَّثنا السيّد الزاهد أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن زيد الحسيني الجرجاني القاضي ، قال : حدَّثنا والدي ( رحمه اللّه ) ، عن جدّي زيد ابن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو الطيّب الحسن بن أحمد السبيعي ، قال : حدَّثنا محمّد بن عبد العزيز ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن ميمون ، قال : حدَّثنا موسى ابن عثمان الحضرمي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، قال : سمعت البراد بن عازب وزيد بن أرقم ، قالا : كنّا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوم غدير خمّ ، ونحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه ، فقال : « لعن اللّه من ادّعى إلى غير أبيه ، ولعن اللّه من توالى إلى غير مواليه ، والولد للفراش ، وليس للوارث وصيّة ، ألا وقد سمعتم منّي ورأيتموني ، ألا من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ، ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الأُمم يوم القيامة ، فلا تسوّدوا وجهي.

ألا لأستنقذنّ رجالا من النار وليستفقدنّ من يدي آخرون ، ولأقولن : يا ربّ ، أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، ألا وإنّ اللّه وليّي وأنا وليّ كلّ مؤمن ، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد

ص: 511


1- بشارة المصطفى : 170 ح 139 ، الجزء الثاني ، وفيه : « والثاني كتاب اللّه » ، وفيه : « لا يتعبنا تأويله » ، و 398 ح 13 ، الجزء التاسع ، وقد حذف سنده ، وقال : قال : حدَّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال ... ، وفيه : « وعشيرة رسول اللّه الأقربون » ، وفيه : « والثاني كتاب اللّه ... » ، وفيه : « لا نظنّ حقائقه » ، وعنه في الوسائل 27 : 195 ح 45، وراجع ما ذكرناه عن أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وأمالي الطوسي ، الحديث الأوّل.

من عاداه » ، ثمّ قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، طرفه بيدي وطرفه بأيديكم ، فاسألوهم ولا تسألوا غيرهم فتضلّوا » (1).

السادس : قال : حدَّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان ... ، إلى آخر ما أوردناه عن تحف العقول للحرّاني ، والأمالي وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) للصدوق ( رضي اللّه عنه ) (2).

تنبيه :

من الواضح أنّ قوله « حدّثنا » يريد به التحديث بواسطة ; لاختلاف الطبقة بينه وبين الحميري.

وهذه الرواية رواها الصدوق ( ت 381 ه- ) في الأمالي وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، وقد ذكرنا له سندين إلى الصدوق ( رحمه اللّه ) في الحديث الثاني ، وذكر سنداً ثالثاً ، هكذا : حدّثنا الشيخ العالم محمّد بن علي بن عبد الصمد التميمي بنيشابور في شوّال سنة أربع عشر وخمسمائة ، عن أبيه علي بن عبد الصمد ، عن أبيه عبد الصمد بن محمّد التميمي (3) ، وبه (4) ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن موسى (5) ، فلعلّه رواها عن أحد هذه الأسانيد الثلاث.

ص: 512


1- بشارة المصطفى : 216 ح 43 ، الجزء الثالث ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 613 ح 626 ، فصل (32) ، والبحار 37 : 167 ح 43.
2- بشارة المصطفى : 349 ح 43 ، الجزء السابع. وفيه : فقال الرضا ( عليه السلام ) : « الذين وصفهم اللّه تعالى في كتابه ، فقال جلّ وعزّ ( إنّما يُريْدُ اللّه ... ) ، وفيه : « إنّهما لن يفترقا » ، وفيه : « أيّها الناس. لا تعلّموهم فإنّه أعلم منكم ... » ، راجع ما ذكرناه في تحف العقول ، الحديث الثاني ، وأمالي الصدوق ، الحديث الخامس. وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، الحديث الثالث.
3- بشارة المصطفى : 231 ح 1 ، الجزء الرابع.
4- أي : وبالسند المتقدّم.
5- بشارة المصطفى : 233 ح 6 ، الجزء الرابع.

وذكر الصدوق في الأمالي وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) سنده إلى الحميري ، هكذا : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب ، وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي اللّه عنهما ) ، قالا : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ... ( الحديث ) (1).

السابع : اعتماداً على بعضهم (2) ، قال : حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالساً عند جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر ، فقال : السلام عليك ورحمة اللّه وبركاته ... ، إلى آخر ما ذكرناه عن أمالي الطوسي ( رحمه اللّه ) (3).

تنبيه : من خلال النظر في كلّ كتاب بشارة المصطفى يترجّح في الذهن أنّ المراد ب- ( اعتماداً على بعضهم ) هو الشيخ الطوسي عن الشيخ المفيد ( رضي اللّه عنهما ) ، فقد روى هذه الرواية الشيخ في أماليه ، بهذا السند : حدّثنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ( رحمه اللّه ) ، قال : حدّثني أبي ، قال : ... ( الحديث ) (4).

ص: 513


1- راجع ما أوردناه عن أمالي الصدوق ، الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، الحديث الثالث.
2- أي : على بعض شيوخه الذين روى عنهم.
3- بشارة المصطفى : 425 ح 2 ، الجزء الحادي عشر ، وفيه : وقبّل يده وبكى ، وفيه : فقال له : يا بن رسول اللّه أنا مقيم ... ، وفيه : « وإن عجلت كنت مع ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) » ، وفيه : فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « يا شيخ ، إنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : إنّي تارك ... » ، وفيه : ثمّ قال : « ما أحسبك من أهل الكوفة » ، وفيه : « فمن اين؟ » ، وفيه : « يا شيخ ، دم يطلب اللّه تعالى به وما أُصيب ولد فاطمة ... » ، وفيه : « فجزاهم اللّه أحسن جزاء الصابرين » ، وآخره : « سل أمّتي فيم قتلوا ولدي » ، وراجع ما أوردنا عن أمالي الطوسي ، الحديث الثاني.
4- 4 - أمالي الطوسي : 161 ح 268 ، المجلس السادس ، وراجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي ، الحديث الثاني.

وقد ذكرنا سندي عماد الدين الطبري إلى الشيخ الطوسي عن المفيد في الحديث الثاني والرابع المتقدّمان ، فراجع.

وقد أورد هذا الخبر أيضاً الخزّاز في كفاية الأثر بسند آخر ، فراجع (1).

عماد الدين أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري :

جاء في فهرست منتجب الدين ( القرن السادس ) : الشيخ الإمام عماد الدين محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجي ، فقيه ثقة ، قرأ على الشيخ أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمهم اللّه ، وله تصانيف منها ( الفرج في الأوقات والمخرج بالبيّنات ) ، ( شرح مسائل الذريعة ) ، قرأ عليه الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين الراوندي ، وروى لنا عنه (2).

وفي معالم العلماء لابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) : محمّد بن القاسم الكجي الطبري ، له كتاب البشارات (3) ، والظاهر أنّ ( أبي ) سقط من المطبوع ، حيث نقل في أمل الآمل عبارة ابن شهر آشوب مع وجود ( أبي ) قبل القاسم ، وذكر الحرّ ( ت 1104 ه- ) أيضاً أنّ اسم أبي القاسم علي (4).

ص: 514


1- انظر : كفاية الأثر : 260 ، وراجع ما ذكرناه عن الخزّاز في كفاية الأثر ، الحديث السابع.
2- فهرست منتجب الدين : 163 [ 388 ] ، وانظر : الكنى والألقاب 2 : 443 ، جامع الرواة 2 : 57 ، تنقيح المقال 2 : 65 ، من أبواب الميم ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 242 و 278 ، خاتمة المستدرك 3 : 13 ، لؤلؤة البحرين : 303 ، روضات الجنّات 5 : 249 [ 581 ] ، معجم رجال الحديث 15 : 307 [ 10049 ].
3- معالم العلماء : 119 [ 789 ].
4- أمل الآمل 2 : 234 [ 698 ] ، وانظر : بشارة المصطفى : 192 ح 8 ، الجزء الثالث.

وفي المزار لابن المشهدي ( القرن السادس ) في زيارة أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء : أخبرنا الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمّد ابن أبي القاسم الطبري قراءة عليه ، وأنا أسمع في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليه ) (1) ، ومنه يظهر أنّه كان حيّاً سنة 553 ه-.

وفي رياض العلماء : هو الشهير بالعمي المعروف بالطبري ، وفي بعض المواضع الشيخ السعيد محمّد بن القاسم الطبري (2).

كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى :

ذكر ابن شهر آشوب من مؤلّفاته : كتاب البشارات (3).

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : وله أيضاً كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى سبعة عشر جزءاً (4) ، وجعله من ضمن مصادر الوسائل (5) ، وإثبات الهداة (6) ، وذكر طريقه إلى المصنّف في خاتمة الوسائل (7).

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (8) ، وقال : وكتاب بشارة المصطفى من الكتب المشهورة ، وقد روى عنه كثير

ص: 515


1- المزار الكبير : 473.
2- رياض العلماء 5 : 17.
3- معالم العلماء : 119 [ 789 ].
4- أمل الآمل 2 : 234 [ 698 ].
5- خاتمة الوسائل 30 : 156 [ 38 ].
6- إثبات الهداة 1 : 27.
7- خاتمة الوسائل 30 : 179 ، الطريق العشرون.
8- البحار 1 : 16.

من علمائنا ، ومؤلّفه من أفاخم المحدّثين ، وهو داخل في أكثر أسانيدنا إلى شيخ الطائفة ، وهو يروي عن أبي علي ابن شيخ الطائفة جميع كتبه ورواياته (1).

قال المحدّث النوري ( ت 1320 ه- ) في الخاتمة : كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى - صلوات اللّه عليهما - في أربعة أجزاء على ما عثرنا على نسخ عديدة منه ، بعضها عتيقة ، وفي الأمل : أنّه سبعة عشر جزءاً وهو غريب ، والظاهر أنّ نسخة العلاّمة المجلسي هي مثل التي عندنا ، فما عثرنا على خبر أخرجه منها فقدناه ممّا عندنا ، فالمظنون أنّه من طغيان قلمه ، أو من أخذه عنه (2).

ولكن العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) قال في الذريعة : وهو كتاب كبير في سبعة عشر جزءاً ، كما صرّح به في أمل الآمل ، لكن الموجود منه لا يبلغ المقدار ، ثمّ قال :

كانت عند شيخنا العلاّمة النوري نسخة توجد اليوم عند الشيخ محمّد السماوي ، وليست فيها الخطبة التي خطبها النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) في آخر شعبان ، مع أنّ السيّد علي بن طاووس في أوّل أعمال شهر رمضان من كتابه « الإقبال » نقل تلك الخطبة عن كتاب « بشارة المصطفى » فيظهر أنّ الموجود ليس تمام الكتاب (3).

وقال محقّق الكتاب جواد القيّومي الإصفهاني : وأيضاً ذكر ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد أبو إسحاق

ص: 516


1- البحار 1 : 33.
2- خاتمة المستدرك 3 : 13.
3- الذريعة 3 : 117 [ 398 ].

الآملي الديلمي : أنّه من مشايخ الطبري ، وروى عنه في كتاب بشارة المصطفى ، ولم ينقل عنه في هذه الأجزاء (1).

ص: 517


1- بشارة المصطفى : 11 ، مقدّمة التحقيق.

ص: 518

(64) كتاب : الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ( كان حيّاً 560 ه- )
اشارة

الحديث :

قال : ثمّ إنّه ( أي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ) لمّا دنا أجله ، وانقضى نحبه ، وآثر جوار ربّه ، نظر لأُمّته نظر الوالد لولده ، وركز فيهم راية الحقّ ، ونصب لهم لواء الصدق ، وخلّف فيهم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترته أهل بيته ، دليلين في الظلمة ، قائدين إلى الرحمة.

وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضاً ... ، ولا يظهر ما في مطاويه إلاّ بدليل ناطق ومقرّ صادق ، والدليل على أحكامه من جعله النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) له قريناً ونصبه عليه أميناً ، بقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فهما قرينان متّفقان ، وصاحبان لا يفترقان (1).

عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي المعروف بابن حمزة :

ذكره منتجب الدين ( القرن السادس ) بعنوان : الشيخ الإمام عماد

ص: 519


1- الثاقب في المناقب : 33 ، مقدّمة المؤلّف.

الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي ، فقيه عالم واعظ ، له تصانيف ، ثمّ عدّ منها ( المعجزات ) (1).

وذكره عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي ( القرن السابع ) في أسرار الإمامة ، بعنوان ( عماد الدين الطوسي ) وعدّه في ضمن علماء الإماميّة الذين صنّفوا في معجزات الأئمّة ( عليهم السلام ) (2) ، وفي كتابيه ( مناقب الطاهرين ) و ( الكامل البهائي ) ذكره بعنوان : الشيخ الإمام العلاّمة الفقيه ناصر الشريعة حجّة الإسلام عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي ، ونسب إليه كتاب ( الثاقب في المناقب ) ، كما أورده عنه صاحب الروضات (3).

وعنونه صاحب الرياض بنفس عنوان منتجب الدين ، ثمّ قال : أقول هو الشهير بأبي جعفر المتأخّر ، إلى أن قال : وقال صاحب كتاب أسرار الأئمّة فيه : إنّ لعماد الدين الطوسي كتاباً في معجزات الأئمّة ، ولعلّ مراده هو هذا الشيخ (4).

وقال في فعل الكنى المصدّرة بالابن : ابن حمزة ، يطلق على جماعة وفي الأغلب الأشهر يراد منه الشيخ أبو جعفر الثاني الطوسي المتأخّر صاحب الوسيلة في الفقه ، أعني الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمّد ابن علي بن حمزة الطوسي المشهدي الفقيه المعروف ، ويقال فيه : محمّد

ص: 520


1- فهرست منتجب الدين : 164 [ 390 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 285 [ 848 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 272 ، جامع الرواة 2 : 154 ، منتهى المقال 7 : 312 [ 3997 ] ، أعيان الشيعة 2 : 263 ، تنقيح المقال 3 : 155 و 42 ، من فصل الكنى.
2- أسرار الإمامة : 69.
3- روضات الجنّات 6 : 263.
4- رياض العلماء 5 : 122.

ابن حمزة أيضاً من باب الاختصار (1).

وقال في فصل الألقاب : الطوسي ، قد يطلق على الأكثر على أبي جعفر محمّد بن الحسن صاحب « التهذيب » و « الاستبصار » ، وقد يطلق على ابن حمزة الطوسي صاحب « الوسيلة » ، ولكن في الأغلب يقيّد بالطوسي المتأخّر (2).

ولكنّه في فصل الكنى المصدّرة بلفظ الأب ، فرّق بين صاحب « الوسيلة » وصاحب « الثاقب في المناقب » ، قال : أبو جعفر الطوسي المتأخّر ، وقد يعبّر عنه بأبي جعفر الطوسي المشهدي الثاني ، والمراد منهما هو الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن حمزة بن محمّد بن علي الطوسي المشهدي صاحب كتاب الوسيلة في الفقه المعروف بابن حمزة ، الفقيه الآتي في باب الابن من الكنى ، وقد يطلق على الشيخ عماد الدين أبي جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي مؤلّف كتاب الثاقب في المناقب ، وقد يقال باتّحادهما كما سبق في ترجمتهما ، فلا تغفل (3).

أقول : لقد بحثنا في رياض العلماء عن ترجمة تخصّ عماد الدين أبا جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي ، مؤلّف كتاب « الثاقب في المناقب » غير ترجمة عماد الدين ابن حمزة التي ذكرناها عن ثلاثة مواضع في الرياض فلم نجد لها أثراً فضلا عن قوله باتّحادهما! ، إلاّ إذا كان يعني ما نقلناه سابقاً عندما نقل قول صاحب كتاب أسرار الأئمّة ، من قوله : إنّ لعماد الدين الطوسي كتاباً في معجزات الأئمّة ، ولعلّ مراده هذا الشيخ.

ص: 521


1- رياض العلماء 6 : 16.
2- رياض العلماء 7 : 188 ، 208 ، 209.
3- رياض العلماء 5 : 430 ، وانظر أيضاً 7 : 208.

والظاهر أنّ اتّحادهما متعيّن وليس احتمال ، فهو الظاهر من كلام عماد الدين الطبرسي صاحب أسرار الأئمّة في كتابه الذي نقلناه أوّلا ، من أنّ كتاب ( الثاقب في المناقب ) الذي نسبه إلى عماد الدين محمّد بن علي ابن محمّد الطوسي المشهدي ، وهو نفسه الذي عناه بأنّه كتاب في المعجزات لعماد الدين الطوسي في أسرار الإمامة ، وهو الذي ذكره منتجب الدين في ضمن كتب محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي صاحب ( الوسيلة ) كما مرّ عليك.

وهذا ما فهمه الخوانساري ( ت 1313 ه- ) صاحب الروضات ، حيث قال تعليقاً على ما في منتجب الدين : وأمّا لفظة حمزة الموجودة في هذا الكتاب دون غيره من مواضع ترجمة هذا الجناب فالظاهر أنّ المسمّى بها قد كان من جملة أجداده العالية التي قد يسند إليها تمام سلسلة الرجل (1).

ومن حكم بالاتّحاد أيضاً القمّي ( ت 1359 ه- ) في الكنى والألقاب (2) ، والعلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة (3) والثقات العيون (4).

ثمّ إنّ ابن حمزة الطوسي قال في كتابه ( الثاقب في المناقب ) عند إيراده معجزة للإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : وأعجب من جميع ما ذكرناه ما شاهدناه في زماننا ، وهو إنّ أنوشروان المجوسي الإصفهاني ، كان بمنزلة عند خوارزمشاه ، فأرسله رسولا إلى حضرة السلطان سنجر بن ملكشاه ، وكان به برص فاحش ... (5).

ص: 522


1- روضات الجنّات 6 : 262 [ 583 ].
2- الكنى والألقاب 1 : 267.
3- الذريعة 5 : 5 [ 8 ].
4- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 272.
5- الثاقب في المناقب : 205.

ومن المعلوم أنّ وفاة خوارزمشاه كانت سنة 551 ه- ، ووفاة سنجر كانت سنة 552 ه-.

وقال أيضاً في نهاية حديث في معاجز أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن جعفر ابن محمّد الدوريستي : وقد نقلت ذلك من النسخة التي انتسخها جعفر الدوريستي بخطّه ، ونقلها إلى الفارسيّة في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، ونحن نقلناها إلى العربيّة من الفارسيّة ثانياً ببلدة كاشان ، واللّه الموفّق ، في مثل هذه السنة : سنة ستّين وخمسمائة (1).

حيث يظهر من ذلك أنّه كان حيّاً في هذه السنة ، وقبره ما يزال موجوداً في كربلاء (2).

كتاب الثاقب في المناقب :

نسب إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) كتاباً أسماه ب- « المعجزات » (3) ، وكما نقلنا سابقاً عن صاحب أسرار الإمامة أنّه عدّ له كتاباً في المعجزات ، وصرّح في كتابيه الآخرين بأنّ له « الثاقب في المناقب » ، كذا مضى كلام صاحب الرياض في نسبة الكتاب إليه ، ولكنّه عاد في فصل الكتب غير المعروفة المؤلّف ، فقال : ومنها كتاب الثاقب في المناقب ، وعندنا منه نسخة ، وهو من أحسن كتب المناقب وأخصرها ، ولم أعلم مؤلّفه ، ولكن كان عصره قريباً من عصر الشيخ ( قدس سره ) ; فإنّه في هذا الكتاب قد يروي عن شيخه أبي جعفر محمّد بن الحسين بن جعفر الشوهاني بمشهد الرضا ( عليه السلام ) ، وعلى هذا لا يبعد أن يكون هذا الكتاب لابن شهر آشوب ; لأنّه

ص: 523


1- الثاقب في المناقب : 239.
2- الذريعة 5 : 5 [ 8 ] ، وانظر : فهرست التراث 1 : 576.
3- فهرست منتجب الدين : 164 [ 390 ].

ممّن يروي عنه ، أو هو لواحد من علماء معاصري ابن شهر آشوب كالشيخ منتجب الدين ونحوه ، وبالبال هو لبعض تلامذة محمّد بن الحسن الشوهاني المعروف (1).

وهو منه عجيب بعد تصريحه بأنّه لعماد الدين أبي جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي ، كما نقلناه سابقاً.

وقال الخوانساري ( ت 1313 ه- ) في الروضات - بعد أن عدّه ضمن كتبه - : ومن جملة ما يحقّ لك أيضاً أن تعرفه هنا هو : أنّ كتابه المسمّى ب- « الثاقب في المناقب » كتاب طريف في بابه ، ممتاز بين نظائره وأترابه ، جامع لفضائل جمّة ، ومعجزات كثيرة غريبة للنبيّ وفاطمة والأئمّة عليهم سلام اللّه وسلام جميع الأُمّة ، ولمّا لم يكن موجوداً عند المحمّدين الثلاثة المتأخّرين حتّى ينقلوا عنه في كتبهم الثلاثة المشهورة بين أهل الدين ، كان لنا بالحريّ إذن أن لا نخلّي كتابنا هذا من الإشارة إلى شيء من طرائف تلك الأخبار (2) ، ثمّ نقل بعض أخباره.

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : ثاقب المناقب في المعجزات الباهرات للنبيّ والأئمّة المعصومين الهداة صلوات اللّه عليهم أجمعين ، للشيخ عماد الدين أبي جعفر محمّد بن علي بن حمزة المشهدي الطوسي المعروف بابن حمزة صاحب « الواسطة » و « الوسيلة » والمعبّر عنه بأبي جعفر الثاني وأبي جعفر المتأخّر (3).

وممّا عرفت من موضوع الكتاب ظهر لك أنّه يمكن أن يسمّى بالمعجزات.

ص: 524


1- رياض العلماء 6 : 48.
2- روضات الجنّات 6 : 267 [ 583 ].
3- الذريعة 5 : 5 [ 8 ].

وقد طبع الكتاب بتحقيق الشيخ نبيل رضا علوان ، على ستّ نسخ خطّيّة ذكرها في مقدّمته (1).

ص: 525


1- الثاقب في المناقب : 18.

ص: 526

(65) كتاب : النقض المعروف ب- ( بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ) لعبد الجليل القزويني الرازي ( ألّفه حدود 560 ه- )
الحديث :

الأوّل : في ردّه على قول صاحب ( بعض فضائح الروافض ) بأن لا يوجد في الدين أثر عن أولاد علي ( عليه السلام ) ، قال : ليخجل هذا المصنّف يوم القيامة من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ومن آية ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، ومن خبر : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي » ; إذ حسب قوله إنّ اللّه ورسوله أرجعونا إلى من ليس لديه قدم ثابتة ... (1).

الثاني : في جوابه على قول صاحب ( بعض فضائح الرافض ) من أنّ الحسن ( عليه السلام ) كان يذهب إلى معاوية ، قال : نعم ، فالآية ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، أنزلها اللّه بحقّ معاوية ، ورسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال أيضاً بحقّ معاوية : « إنّي تارك فيكم الثقلين ... » الخبر ، وإذا كان اللّه تعالى قد نصّ في القرآن بأنّ طاعة أبي سفيان الجاهل ، ومعاوية الباغي ، ويزيد الخمّير ، وعمرو بن العاص العاصي ، ومروان المطرود ،

ص: 527


1- النقض : 155.

وعبد الملك الخمّار ، ووليد البليد ، على الخلق واجبة ، فلابدّ للحسن ( عليه السلام ) من أن يذهب في خدمة معاوية ، وإلاّ إذا كانت الآيات في حقّ الحسن وأبيه وأُمّه وأخيه ( عليهم السلام ) نازلة ، وإطاعتهم واجبة على الأمّة ، فمعاوية وغير معاوية لا بدّ أن يذهبوا بخدمتهم ... (1).

الشيخ الواعظ عبد الجليل القزويني الرازي ( القرن السادس ) :

ذكره الشيخ منتجب الدين ب- : الشيخ الواعظ نصير الدين عبد الجليل ابن أبي الحسين بن أبي الفضل القزويني ، عالم فصيح ديّن (2).

وذكره البيهقي فريد خراسان شارح نهج البلاغة في من لقيهم وعاشرهم ، ووصفه بأنّه متكلّم ، بيانه سحر حلال ، وطبعه ماء زلال ، أبو الكلام وابن بَجْدَته ... ، في أوّل شرحه على نهج البلاغة المسمّى ( معارج نهج البلاغة ) (3).

وقال الرافعي : عبد الجليل بن أبي الحسين بن أبي الفضل أبو الرشيد القزويني ، يعرف بالنصير ، واعظ ، أُصولي ، له كلام عذب في الوعظ ، ومصنّفات في الأُصول ، توطّن الري ، وكان من الشيعة (4).

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض - بعد أن نقل كلام منتجب الدين المتقدّم - : وأقول : قد يظهر من بعض المواضع نسبه على نحو آخر ، فإنّي قد رأيت على ظهر كتاب المثالب المشار إليه في

ص: 528


1- النقض : 337.
2- فهرست منتجب الدين : 129 [ 277 ] ، وانظر : معجم رجال الحديث 10 : 288 ، جامع الرواة 1 : 438 ، أمل الآمل 2 : 143 [ 418 ] ، تنقيح المقال 2 : 134 ، أعيان الشيعة 7 : 434 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 154 ، ذيول كشف الظنون 5 : 407.
3- معارج نهج البلاغة : 36.
4- التدوين 3 : 131 ، الاسم السادس.

وصفه ، هكذا : ألّفه الصدر الإمام نصير الدين ركن الإسلام سلطان العلماء ملك الوّعاظ عبد الجليل بن الحسين أبو الفضل القزويني.

وقد كان هذا الشيخ واعظاً ، كما يظهر من مطاوي كتاب نقض الفضائح له ... ، ثمّ أورد كلام القاضي نور اللّه التستري في مجالس المؤمنين بحقّه (1) ، نقله إلى العربيّة ، قال : الشيخ الأجلّ عبد الجليل القزويني الرازي صاحب كتاب نقض الفضائح ، وقد كان بالفارسيّة ، وكان من أذكياء (2) العلماء الأعلام ومن أتقياء المشائخ الكرام ، وكان في عصره مشهوراً بعلوّ الفطرة وجودة الطبع ، وممتازاً من بين أقرانه ...

ثمّ قال : ويظهر من طيّ بعض حكاياته في مجلس وعظه ، أنّ في شهور سنة خمسين وخمسمائة قد كان موجوداً أيضاً ، وكان في مدرسه الكبير ، كان يعظ الناس يوم الجمعة (3).

كتاب النقض أو ( بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ) :

نسب الكتاب إلى الواعظ عبد الجليل القزويني ، الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته ، قال : له كتاب بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ، كتاب البراهين في إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكتاب السؤالات والجوابات سبعة مجلّدات ، كتاب مفتاح التذكير ، كتاب تنزيه عائشة (4).

ص: 529


1- مجالس المؤمنين 1 : 482.
2- الموجود في المجالس بالفارسيّة ( أزكياء ).
3- رياض العلماء 3 : 71 ، انظر : روضات الجنّات 4 : 189 [ 373 ].
4- فهرست منتجب الدين : 129 [ 277 ].

وتبعه كلّ من نقل كلامه (1).

وهذا الكتاب باللغة الفارسيّة ، ألّفه مصنّفه ردّاً على كتاب لبعض النواصب ، اسمه بعض فضائح الروافض بالفارسيّة أيضاً.

قال المؤلّف في أوّل كتابه ما معناه : في شهر ربيع الأوّل من سنة 556 هجريّة ، نقل لنا أنّ كتاباً اسمه ( بعض فضائح الروافض ) يقرأ في محافل الكبار وبحضور الصغار من باب التشنيع ، وأنّ العوام الغافلين يبقون حيارى من الاستماع لهذه الادعاءات التي ليس لها بيّنة.

ثمّ إنّ صديقاً مخلصاً جاء بنسخة منه إلى رئيس الشيعة الأمير السيّد الرئيس الكبير جمال الدين علي بن شمس الدين الحسيني - أدام اللّه علوّه - فطالعها باستقصاء تامّ ، وأرسلها إلى الأخ المحترم أوحد الدين الحسين مفتي الطائفة وشيخها - مدّ اللّه عمره وأنفاسه - الذي طالعها كاملا ، وطلب منّي أن أُعجّل في جوابه خوفاً من الحدثان ... ، ثمّ ذكر أنّه كان يطلب نسخة من الكتاب لمدّة طويلة ، وأنّ مجموعة من علماء كلّ طائفة كانوا يستقصون ويتفحّصون أوراق الكتاب ويقفون على كلماته الحسنة أو الرديئة ، وقد أورد فيه الافتراءات على الإماميّة ، وعمل ثلاث نسخ ، أرسل واحدة إلى خزانة ( أميرك معروف ) وأُخرى يقرأها المصنّف خفية على العوام ، والثالثة أرسلها إلى قزوين ...

ثمّ قال ما معناه مختصراً : نسخة الأصل وصلت اتّفاقاً إلى يد السيّد الإمام شهاب الدين محمّد بن تاج الدين الكيسكي الذي أرسلها إليّ ...

ولأنّه لم يرد اسم المصنّف على جلد المجموعة - مع أنّ الأصل هو أنّ من اسمه ولقبه وفعله ونسبه يعلن عن شخصه وما هو غرضه من جمع هذا الكتاب - علم أنّ هذه البداية جاءت من بغض وعداوة أمير المؤمنين

ص: 530


1- انظر المصادر السابقة في ترجمته ، وأيضاً كشف الأستار 4 : 279 [ 2420 ].

علي ( عليه السلام ) ، ومبغضه منافق وشقيّ حيث « لا يبغضه إلاّ منافق شقي ».

وقبل وصول الكتاب لي قرأه مجموعة من علماء الشيعة عند حضرة المقدّس المرتضى الكبير السيّد شرف الدين ملك النقباء سلطان العترة الطاهرة أبو الفضل محمّد بن علي المرتضى - ضاعف اللّه جلاله - ، فظهر أنّ من جواهر لفظه ، أنّه قال : عبد الجليل القزويني لا بدّ أن يشرع في جواب هذا الكتاب على وجه الحقّ بحيث لا يستطيع أحد أن ينكره (1).

وقال صاحب الرياض نقلاً عن التستري في مجالس المؤمنين (2) : وقد ألّف بعض معاصريه من غلاة أهل السنّة من بلدة الري ونواصب تلك الناحية مجموعة في ردّ مذهب الشيعة ، وقد أذعن علماء الشيعة الذين كانوا بالري وتلك النواحي بالاتّفاق على أنّ الأولى والأحقّ بالتصدّي لدفع ذلك ونقضه هو الشيخ عبد الجليل هذا ، وقد وفّقه اللّه تعالى لتأليف كتاب شريف في نقض تلك المجموعة ، وجعل عنوانه باسم صاحب الزمان ( عليه السلام ).

ثمّ ذكر ( قدس سره ) عبارة أوّل الكتاب وخطبته ، فلاحظ.

ثمّ أورد بعض الفوائد واللطائف من كتابه هذا في ترجمته ، وشطراً آخر منها أورده متفرّقاً في مطاوي كتاب مجالس المؤمنين المذكور ، وقال : إنّ نسخة ذلك الكتاب درّة عزيزة جدّاً ، وقال : النسخة التي وصلت إليّ كانت أيضاً سقيمة في الغاية ، لكنّي قد صحّحتها بقدر الطاقة بعد التفكّر والسعي والتأمّل التامّ ، حتّى وردت فيها بعضها بلفظه وبعضها بالمعنى ...

ثمّ قال الأفندي : ثمّ كتابه المذكور كتاب لطيف في الإمامة كثير الفوائد ، والآن عندنا منه نسخة عتيقة ، ورأيت عدّة نسخ ، منها نسخة أُخرى عتيقة عند المولى ذي الفقار.

ص: 531


1- النقض : 2 ، مقدّمة المؤلّف.
2- مجالس المؤمنين 1 : 483.

ثمّ إنّه يظهر من أوائل هذا الكتاب أنّه ألّفه بعد سنة ست وخمسين وخمسمائة بأمر النقيب شرف الدين ملك النقباء سلطان العترة الطاهرة أبي الفضل محمّد بن علي المرتضى بقزوين (1).

وأشار العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) إلى ما ذكره القاضي نور اللّه التستري ، ثمّ قال : ورأيت قطعة من أوائله في مكتبة الشيخ الحجّة ميرزا محمّد الطهراني ، ذكر فيها مجلس موعظته سنة 550 ، ثمّ أورد كلام الأفندي الأخير.

ثمّ قال : وأمّا بعض الفضائح فهو لشهاب الدين الشافعي الرازي من بني مشاط ، وهو وان لم يصرّح في الكتاب باسمه لكنّه يعرف بإشاراته كما ذكره القزويني المذكور في نقضه هذا (2).

وقال في موضع آخر - بعد ذكر طبع الكتاب على يد المحدّث الأرموي - : فتبيّن أنّ المؤلّف عبد الجليل القزويني الأصل الرازي المسكن الواعظ ، ألّف الكتاب بين سنوات 559 - 566 (3) ، ردّاً على مؤلّف سنّي معاصر لمحمّد بن محمود السلجوقي ( 547 - 554 ) كان قد ألّف كتابين ضدّ الشيعة هما ( بعض فضائح الروافض ) فرغ منه محرّم 555 (4) ، و ( تاريخ أيّام وأنام ) كانا موجودين عند القزويني حين تأليفه للنقض ، لكنّه لم يسمّ المردود عليه مع معرفته التامّة به صوناً لخصمه ; لأنّه قال : إنّ خصمه هذا كان يقرأ كتابه على العوام سرّاً ( ص 2 ) ، ونقل صاحب الرياض عن بعض العلماء أنّ المردود عليه هو شهاب الدين التواريخي الشافعي من بني

ص: 532


1- رياض العلماء 3 : 71.
2- الذريعة 3 : 130 [ 440 ].
3- انظر النقض : بيست ودو ( أي : اثنين وعشرين ) ، مقدّمة المصحّح.
4- انظر النقض : بيست ويك ( أي : واحد وعشرين ) ، مقدّمة المصحّح.

المشاط (1).

وقد طبع الكتاب المحقّق الأُستاذ جلال الدين المحدّث الأرموي على عدّة نسخ ، ثلاث منها سقيمة وغير دقيقة ومحرّفة ، إحداها ما ذكر الطهراني أنّه رآها في مكتبة الميرزا محمّد الطهراني ، وقد مرّ أنّ نسخة القاضي الشهيد نور اللّه التستري كانت سقيمة ، ونسختان متّحدتان إحداهما الأقدم والأصحّ والأضبط ، وهي الأساس في تصحيح كتاب النقض ، موجودة في مكتبة مجلس الشورى في طهران ، تحت رقم ( 10606 ) في فهرست المكتبة ، مكتوبة بحدود القرن ( 9 - 10 ه- ) ، ولكن أحد الخبراء خمّن تاريخها بحدود النصف الأوّل من القرن الثامن ، بالإضافة إلى أربع نسخ أُخر (2).

ص: 533


1- الذريعة 24 : 283 ، ولم نجد ما ذكره الأفندي في الرياض المطبوع. وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 154.
2- النقض : بيست وهفت ( أي : سبعة وعشرين ) ، مقدّمة المصحّح.

ص: 534

(66) كتاب : معارج نهج البلاغة لأبي الحسن علي بن زيد البيهقي ( ت 565 ه- )
الحديث :

قال : قوله الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، قيل : الأكبر كتاب اللّه ، والأصغر عترة النبي ( عليهم السلام ) ، قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم [ الثقلين [ ».

وقال ثعلب : سمّاها (1) رسول اللّه الثقلين ; لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، والعرب تقول : كلّ نفيس ثقل ، فجعلها ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما (2).

أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد البيهقي ( فريد خراسان ) :

نسب نفسه في أوّل معارج نهج البلاغة ، هكذا : الشيخ الإمام السيّد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن ابن الإمام أبي القاسم ابن الإمام محمّد ابن الإمام أبي علي ... ، إلى أن أوصله إلى خزيمة ذي الشهادتين الصحابي (3).

ص: 535


1- الظاهر أنّه تصحيف من ( سمّاهما ).
2- معارج نهج البلاغة : 168 [ 798 ].
3- معارج نهج البلاغة : 2 [ 6 ] ، وانظر : معجم الأُدباء 4 : 1759 [ 761 ] ، نقله عن كتابه ( مشارب التجارب ).

وذكره ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم في ترجمة أبيه أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي ، قال : ولابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب منها ... ، ثمّ عدّ ثلاثة من كتبه (1).

وذكره في المناقب عند إيراده لطرقه إلى كتب أصحابنا ، قال : وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف (2) ، والإشكال عليه بأنّ كتاب حلية الأشراف من تصنيف أبيه لا من تصنيفه (3) يمكن أن يحلّ بمناولة الابن لابن شهر آشوب كتاب والده حلية الأشراف (4) ، ولكن يبقى أنّها مخالفة للمناولة المصطلحة فهي تكون من المؤلّف.

وعدّه معاصره الشيخ عبد الجليل القزويني ( القرن السادس ) في كتابه النقض من متبحّري علماء الشيعة المتأخّرين (5).

وقال الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض : كان من أجلّة مشائخ ابن شهر آشوب ، ومن كبار أصحابنا - رضي اللّه عنهم - كما يظهر من بعض المواضع (6).

وتوفّي سنة 565 ه- ، ذكره الذهبي (7) ، والحموي (8) ، والصفدي (9).

ص: 536


1- معالم العلماء : 51 [ 343 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 352 ، رياض العلماء 1 : 188 و 7 : 38 ، الكنى والألقاب 3 : 28 ، أعيان الشيعة 8 : 241 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 189 ، الأعلام 4 : 290.
2- مناقب آل أبي طالب 1 : 14.
3- معالم العلماء : 51 [ 343 ] ، خاتمة المستدرك 3 : 102 ، رياض العلماء 2 : 358 و 5 : 448.
4- انظر : تعليقات النقض 1 : 556 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 114.
5- كتاب النقض : 212.
6- رياض العلماء 5 : 488.
7- سير أعلام النبلاء 20 : 585.
8- معجم الأُدباء 4 : 1759 [ 761 ].
9- الوافي بالوفيات 21 : 122 [ 67 ].

بقي الكلام في مذهبه ، فقد سكت من ترجمه من العامّة عن مذهبه ، واختلف من قدّم لمؤلّفاته من المحقّقين ، وإن عدّه الأكثر من الشيعة أخذاً بقرائن وردت في كتبه.

قال العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي : لم يظهر بوضوح من كتبه المعدودة الواصلة إلينا انتماؤه المذهبي إلاّ بصيص من نور يؤيّد ما هو المشهور عنه من تشيّعه ، فاهتمامه هو وأبوه بنهج البلاغة قراءة ورواية ، وإطراؤه الكثير عليه وشرحه له ، ممّا يؤيّد هذه الشهرة.

ثمّ تعبيره عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تعبير شيعي ، فلا تراه يذكره إلاّ بقوله « أمير المؤمنين عليه السلام » ولم يقل مرّة واحدة « علي رضي اللّه عنه ».

وأوضح من ذلك كلّه قوله في مقدّمة معارج نهج البلاغة ص 3 : ولا شكّ أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان باب مدينة العلوم ... ، إلى آخر ما قاله المحقّق الطباطبائي (1).

ولكن يمكن معارضة هذه المؤيّدات بأُخرى على النقيض ، كما في قوله في أوّل شرحه على نهج البلاغة - بعد الصلاة على النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) - : وعلى أصحابه الصديق ، والفاروق ، وذي النورين ، والمرتضى ، تحيّات لا تزجى على شُرفها سجوف ... (2) ، فإنّ هذا التعبير وهذا الترتيب لا يقوله شيعي إمامي.

ومع هذا فإنّ هذه المؤيّدات يمكن أن تؤوّل ويعطي لها عدّة تفسيرات واحتمالات ولا يمكن اعتبارها دليلا قويّاً على مذهبه ، خاصّة وهي باتّجاهين متضادّين مع الأخذ بنظر الاعتبار الانفتاح المذهبي في ذلك

ص: 537


1- مجلّة تراثنا (37) : 182 ، نهج البلاغة عبر القرون.
2- معارج نهج البلاغة : 2 [ 5 ].

العصر ، وهي - مؤيّدات تسنّنه - بالتالي لا يمكن لها أن تقف أمام تصريح الشيخ عبد الجليل الرازي صاحب النقض ولا ابن شهر آشوب عند عدّه من علماء الشيعة ، فإنّ معاصره وتلميذه أعرف به من غيره ، وعليه فقد ترجمه أصحابنا في عداد رجالهم ، كالحرّ العاملي في أمل الآمل ، والأفندي في الرياض ، والسيّد الأمين في الأعيان ، والعلاّمة الطهراني في طبقات أعلام الشيعة ، والقمّي في الكنى والألقاب ، والنوري في خاتمة المستدرك.

كتاب معارج نهج البلاغة :

قال المصنّف في أوّل الكتاب - بعد الحمد والصلاة - : قال الشيخ الإمام السيّد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن ابن الإمام أبي القاسم ابن الإمام محمّد بن ... ، ويُعرف بأبي الحسن بن أبي القاسم البيهقي المقيم بنيشابور ، حماها اللّه ، قرأت كتاب نهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن ابن يعقوب بن أحمد القاري ، وهو وأبوه في ملك الأدب قمران ، وفي حدايق الورع في ثمران ، في شهور سنة ست عشرة وخمسمائة ، وخطّه شاهد لي بذلك ، والكتاب سماع له عن الشيخ جعفر الدوريستي المحدّث الفقيه ، والكتاب بأسره سماع لي عن والدي الإمام أبي القاسم زيد بن محمّد البيهقي ، وله إجازة عن الشيخ جعفر الدوريستي ، وخطّ الشيخ جعفر شاهد عدل بذلك ، وبعض الكتاب أيضاً سماع لي عن رجال لي - رحمة اللّه عليهم - ، والرواية الصحيحة في هذا الكتاب رواية إلى الأغر محمّد بن همام البغدادي تلميذ الرضي ، وكان عالماً بأخبار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (1).

ثمّ قال : فصل : ولم يشرح قبلي من الفضلاء السابقين هذا الكتاب ، بسبب موانع ، منها : ... ، إلى أن قال : وأنا المتقدّم في شرح هذا الكتاب ، فمن أراد الزيادة على ذلك فليزد ، إن استطاع ، مثل مخرنبق لينباع.

ص: 538


1- معارج نهج البلاغة : 2 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 144.

إلى أن قال : وقد دعاني بعض الأفاضل من أصدقائي إلى شرح ألفاظ نهج البلاغة ، فقلت : لي خاطر كليل ... ، ومن قبل التمس منّي الإمام السعيد جمال المحقّقين أبو القسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري ( رحمه اللّه ) أن أشرح كتاب نهج البلاغة شرحاً ... ، وانتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجّة بحر الحياة إلى الساحل ... ، وبعده فاضل من أفاضل الزمان ... ، في أثناء المحاورة حرك بسبب إتمام هذا الكتاب خاطري ليحنّ ... (1).

ثمّ قال : وأنا الضامن شرح كلّ مشكل في هذا الكتاب من طريق المنقول والمعقول على المذهبين ... ، وخدمت بهذا الكتاب خزانة كُتب الصدر الأجلّ السيّد العالم عماد الدولة والدين جلال الإسلام والمسلمين ملك النقباء في العالمين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى بن هبة الحسيني ... (2).

وانتهى من المجلّد الأوّل في التاسع من ربيع الأوّل سنة 552 ه- في بيهق (3) ، وبدأ بالثاني في يوم الثلاثاء التاسع من ربيع الآخر لنفس العام (4) ، وفرغ منه في الثالث عشر من جمادي الأُولى سنة 552 ه- (5) ، وقال في آخره : فصل في تتمّة الكتاب : قال الشارح الإمام السيّد حجّة الدين فريد خراسان أبو الحسن ابن الإمام أبي القاسم البيهقي : شرحت هذا الكتاب على مبلغ وسعي وإمكاني ، وأوردت في هذا الشرح من العلوم : علم الفقه ، وعلم أُصول الفقه ... ، إلى آخره (6).

ص: 539


1- معارج نهج البلاغة : 4.
2- معارج نهج البلاغة : 6 ، وانظر : خاتمة المستدرك 3 : 99 ، الذريعة 14 : 137.
3- معارج نهج البلاغة : 334.
4- معارج نهج البلاغة : 336.
5- معارج نهج البلاغة : 468.
6- معارج نهج البلاغة : 467.

ونسبه إلى نفسه في كتاب مشارب التجارب ، كما عن الحموي ( ت 626 ه- ) في معجم الأُدباء ، قال : كتاب معارج نهج البلاغة ، وهو شرح الكتاب ، مجلّدة (1).

وأورده الصفدي ( ت 764 ه- ) أيضاً ضمن كتبه (2).

ونسبه إليه الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض (3) ، وإسماعيل باشا ( ت 1339 ه- ) في إيضاح المكنون (4).

وقال الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : معارج النهج في شرح ( نهج البلاغة ) للشيخ أبي الحسن علي بن أبي القاسم ... ، أورد مقدار من أوّله شيخنا في ( المستدرك : 492 ) وذكر أنّه أوّل شروح ( النهج ) ، يعني هو أوّل من شرحه تامّاً ; لأنّه حكى فيه أنّ الإمام أحمد بن محمّد الوبري ، شرح مشكلاته قبل هذا الشرح ، وهو ينقله وينسبه إليه في نفس شرحه ( المعارج ) ، يوجد منه نسخة في مكتبة مدرسة فاضلخان ، فرغ منه في ج 1 / 552 ، وحدّثني الشيخ محمّد صالح آل طعان سنة 1332 أنّ شرح البيهقي على النهج موجود في مكتبتهم في البحرين القطيف (5).

وطبع ( المعارج ) بتحقيق محمّد تقي دانش على نسخة فرغ منها كاتبها تاج الكرماني في يوم الأحد الرابع عشر من صفر سنة خمس وسبعمائة (6).

ص: 540


1- معجم الأُدباء 4 : 1759 [ 761 ].
2- الوافي بالوفيات 21 : 122 [ 67 ].
3- رياض العلماء 7 : 38 ، وانظر : الكنى والألقاب 3 : 28.
4- إيضاح المكنون ( المطبوع مع كشف الظنون ) 4 : 336.
5- الذريعة 21 : 184 [ 4523 ] ، و 14 : 115 [ 1939 ] ، و 14 : 137.
6- معارج نهج البلاغة : 335.
مؤلّفات القطب الراوندي ( ت 573 ه- ) (67) كتاب : فقه القرآن
الحديث :

في كلامه عن حكم فاقد الماء والتراب ، قال :

ومن لا يجد ماءً وتراباً نظيفاً ... ، وعندنا أنّه يصلي ... ، فإن قيل : كيف لكم وجه الاحتجاج بالأخبار التي تروونها أنتم عن جعفر بن محمّد وآبائه وابنائه ( عليهم السلام ) على من خالفكم؟

قلنا : إنّ اللّه تعالى ، قال : ( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (1) ، وهذا على العموم ، وقد ثبت بالأدلّة إمامة الصادق ( عليه السلام ) وعصمته ، وأنّ قوله وفعله حجّة ....

ومن وجه آخر ، وهو أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي » الخبر ، فجعل عترته في باب الحجّة مثل كتاب اللّه (2).

قطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي :

ذكره الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست ، قال : الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه بن الحسن

ص: 541


1- النساء : 59.
2- فقه القرآن 1 : 63.

الراوندي ، فقيه ، عين ، صالح ، ثقة ، له تصانيف ، ثمّ عدّ مجموعة من تصانيفه (1).

وابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في معالمه ، قال : شيخي أبو الحسين سعيد بن هبة اللّه الراوندي ، له كتب ، ثمّ ذكر بعض كتبه (2).

وقال ابن طاووس في كشف المحجّة : إنّني وجدت الشيخ العالم في علوم كثيرة ، قطب الدين الراوندي ، واسمه : سعيد بن هبة اللّه ( رحمه اللّه ) (3).

وذكره الكاظمي ( القرن الثاني عشر ) في هداية المحدّثين مرّتين ، مرّة باسم : سعد بن عبد اللّه ، مؤلّف قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) وكتاب الخرائج والجرائح وكتاب فضائح المعتزلة (4) ، ومرة باسم : سعيد بن هبة اللّه بن الحسن ، مؤلّف كتاب الخرائج والجرائح (5).

وقد رجّح المامقاني ( ت 1351 ه- ) أنّ اسمه سعد لا سعيد ، وأنّ سعيد من وهم النسّاخ (6) ، وهو غير صحيح.

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الثقات العيون : سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين الرواندي ، فقيه عين صالح ثقة ، له تصانيف ، كذا ذكره منتجب بن بابويه ، وهكذا رأيته

ص: 542


1- فهرست منتجب الدين : 87 [ 186 ] ، وانظر : جامع الرواة 1 : 364.
2- معالم العلماء : 55 [ 368 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 125 [ 356 ] ، لؤلؤة البحرين : 304 [ 103 ] ، منتهى المقال 3 : 348 [ 1310 ] ، أعلام الزركلي 3 : 104 ، الكنى والألقاب 3 : 72 ، بهجة الآمال 4 : 370 ، أعيان الشيعة 7 : 260 ، معجم رجال الحديث 9 : 97 ، خاتمة المستدرك 3 : 79.
3- كشف المحجّة لثمرة المهجة : 64 ، الفصل الثلاثون.
4- هداية المحدّثين : 304 ، القسم الثالث ، الباب الأوّل : في الكنى.
5- المصدر السابق : 314 ، القسم الثالث ، الباب الثاني : في النسب.
6- تنقيح المقال 2 : 21 و 34 ، أقول : اعتمد في أنّ اسمه سعد على ما في فرج المهموم لابن طاووس والوسائل للحرّ العاملي ، وفي المطبوع منهما سعيد لا سعد.

بخطّه وإمضائه في آخر إجازته لولده ، وهو نسبة إلى الجدّ ، فهو سعيد بن عبد اللّه بن الحسين ، كما ذكر في الرياض (1).

وما ذكره غير موجود في الرياض المطبوع ، وأعتقده من أخطاء الطبع ، فقد ذكر الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) بعد العنوان بأسطر : وقد ينسب إلى جدّه كثيراً اختصاراً ، فيقال : سعيد بن هبة اللّه الراوندي ، فلا تظنن المغايرة بينهما (2) ، وهو يدلّ على أنّه ذكر اسم أبيه في العنوان.

وفي هامش فهرست منتجب الدين المطبوع في آخر البحار بخطّ العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) ( قدس سره ) : أقول : وجدت بخطّ الشيخ الزاهد العالم شمس الدين محمّد جدّ شيخنا البهائي - قدّس اللّه روحهما - نقلاً من خطّ الشهيد - روّح اللّه روحه - : توفّي الشيخ الإمام السعيد أبو الحسين قطب الملّة والدين سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الراوندي ( رحمه اللّه ) ضحوة يوم الأربعاء الرابع عشر من شوّال سنة ثلث وسبعين وخمسمائة م ق ر عفى عنه (3) ، وأورده أيضاً في الفائدة الثالثة من كتاب الإجازات (4).

كتاب فقه القرآن :

قال المصنّف في أوّله : فرأيت أن أُؤلّف كتاباً في فقه القرآن ... (5).

ونسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست (6) ، ونقل منه ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في سعد السعود (7) ، ورآه الشيخ الحرّ

ص: 543


1- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 124.
2- رياض العلماء 2 : 419.
3- البحار 105 : 235.
4- البحار 107 : 19 ، الفائدة الثالثة.
5- فقه القرآن 1 : 4 ، مقدّمة المؤلّف.
6- فهرست منتجب الدين : 87 [ 186 ].
7- سعد السعود : 24.

العاملي ( ت 1104 ه- ) كما صرّح بهذا في أمل الآمل ، وقال : وشرح آيات الأحكام وهو فقه القرآن (1).

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (2) ، وقال في توثيقه : وكتابا الخرائج وفقه القرآن معلوما الانتساب إلى مؤلّفهما الذي هو من أفاضل الأصحاب وثقاتهم ، والكتابان مذكوران في فهارس العلماء ، ونقل الأصحاب عنهما (3).

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) : أقول : كتاب فقه القرآن المزبور كتاب معروف داخل في فهرس البحار للأُستاد المذكور أيضاً ، وقد رأيت نسخة عتيقة منه في أردبيل ، ولكن لم يصرّح في تلك النسخة باسم المؤلّف ، وإنّما كتب على ظهره واشتهر به (4).

وقال في موضع آخر : وأمّا آيات الأحكام فقد رأيت نسخة عتيقة جدّاً منه في بحرين ، وأُخرى بنيمجان من بلاد جيلان ، وكان تاريخ الكتابة سنة سبع وثمانمائة ، وتاريخ التأليف في محرّم سنة اثنين وستّين وخمسمائة ، وقد قوبل بنسخة الأصل ، ولكن يظهر من الديباجة أنّه بعينه كتاب فقه القرآن ، ولم يظهر منه المغايرة ، فلاحظ ، وتلك النسخة كانت أوّلا من كتب خالي « قدّس سرّه » (5).

وقال أيضاً : وقد رأيت بخطّ بعض أفاضل المعاصرين على ظهر كتاب شرح آيات الأحكام المعروف بفقه القرآن للقطب الرواندي هذا ، فهرس مؤلّفات القطب ، هكذا : شرح آيات الأحكام ... (6).

ص: 544


1- آمل الآمل 2 : 125 [ 256 ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 306.
2- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب.
3- البحار 1 : 30 ، توثيق المصادر.
4- رياض العلماء 2 : 423.
5- رياض العلماء 2 : 424 ، وأيضاً : 419.
6- رياض العلماء 2 : 431 ، 255 ، 257.

وحكم العلاّمة النوري ( ت 1320 ه- ) باتّحاد ( فقه القرآن ) مع ( شرح آيات الأحكام ) أيضاً ، وقال : كتاب فقه القرآن ، وهو بعينه كتاب آيات الأحكام له أيضاً ، وهو من نفائس الكتب النافعة الجامعة ، الكاشفة عن جلالة قدر مؤلّفها ، وعلوّ مقامه في العلوم الدينيّة ، وقد عثرنا - بحمد اللّه تعالى - على نسخة عتيقة منه ، كتب في آخرها : كتبه سعيد بن هبة اللّه بن الحسن ، في محرّم سنة اثنتين وستّين وخمسمائة ، حامداً لربّه ، ومصلّياً على محمّد وآله - إلى هنا كلام المصنّف ( رحمه اللّه ) - ، وتمّ الكتاب على يد العبد الفقير إلى اللّه تعالى الحسن بن الحسين بن الحسن ( السدّ السوي ) ناقلا عن خطّ المصنّف إلاّ قليلا ، أواسط صفر ، ختم بالخير والظفر ، شهور سنة أربعين وسبعمائة هجريّة ، بمدينة قاشان .. ، إلى آخره (1).

ولكن العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) ، قال في الذريعة : فقه القرآن المعروف بالفقه الراوندي ، في بيان آيات أحكام القرآن والأحكام الفقهيّة المستنبطة منها ، وهو غير « شرح آيات الأحكام » له أيضاً كما في ( الأمل ) لا كما صرّح في « الرياض » ، قال : له كتاب « شرح آيات الأحكام » المعروف بفقه القرآن ، ولعلّهما واحد ، بل إنّما كما احتمله صاحب « الرياض » بل محقّقاً (2).

أقول : إنّ عبارته ( رحمه اللّه ) الأخيرة غير واضحة ، ولعلّ فيها تصحيف ، أو هي من إضافات ابنه ( المنزوي ) ، أو من تصحيحاته هو ( رحمه اللّه ) المتأخّرة ، وإلاّ فهي مناقضة لما في صدر العبارة ، ولما قاله تحت عنوان ( آيات الأحكام ) (3) ، و ( شرح آيات الأحكام ) (4) للراوندي.

ص: 545


1- خاتمة المستدرك 1 : 184 [ 35 ] ، وانظر : مجلّة تراثنا ( 38 - 39 ) : 265.
2- الذريعة 16 : 295 ، و 1 : 41 [ 202 ] ، 13 : 55 [ 177 ].
3- الذريعة 1 : 41 [ 202 ].
4- الذريعة 13 : 55 [ 177 ].

ومع ذلك فإنّ عبارة الشيخ الحرّ لا يظهر منها الاختلاف بين الكتابين ، بل يظهر الاتّحاد ، فإنّه قال : أقول : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضاً ، كتاب فقه القرآن ... ، وشرح آيات الأحكام وهو فقه القرآن (1).

وقد طبع الكتاب بتوسّط المكتبة المرعشيّة في قم ، بتحقيق السيّد أحمد الحسيني على نسختين إحداهما في المكتبة المرعشيّة نفسها ، تاريخ كتابتها يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر شوّال سنة 759 ه- ، والأُخرى في مكتبة جامعة طهران (2).

ص: 546


1- أمل الآمل 2 : 125 [ 356 ].
2- فقه القرآن 1 : 27 ، في طريق التحقيق.
(68) كتاب : قصص الأنبياء
الحديث :

ما يذكره في أحوال محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : في الفصل (12) ، قال :

وخرج رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من المدينة متوجّهاً إلى الحجّ في السنة العاشرة ... ، ولمّا قضى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ ، نزل عليه جبرائيل بقوله ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) وكان يوماً شديد الحرّ ، فنزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأمر بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة فاجتمعوا إليه ، وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، فصعد على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ، ودعا علياً ( عليه السلام ) فرقى معه حتّى قام عن يمينه ، ثمّ خطب ، فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ ونعى إلى الأُمّة نفسه ، فقال : « إنّي دعيت ويوشك أن أُجيب ، فقد حان منّي خفوق من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، ثمّ نادى بأعلى صوته : « ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ ... » (1)

ص: 547


1- 1 - قصص الأنبياء : 354 ح 461 ، الفصل (12) ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 615 ح 636، فصل (34).
كتاب قصص الأنبياء :

نسبه إليه السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في فلاح السائل (1) ، وسعد السعود (2) ، ومهج الدعوات (3) ، وفرج المهموم (4).

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضاً (5) ، وجعله من مصادر كتابيه إثبات الهداة (6) والوسائل (7) ، وذكر طريقه إليه في الوسائل (8).

وعدّه العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار ، وقال : وكتاب قصص الأنبياء له أيضاً ، على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضاً ، ولا يبعد أن يكون تأليف فضل اللّه بن علي بن عبيد اللّه الحسني الراوندي ، كما يظهر من بعض أسانيد السيّد ابن طاووس ، وقد صرّح بكونه منه في رسالة النجوم وكتاب فلاح السائل ، والأمر فيه هيّن ; لأنّه مقصور على القصص ، وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصدوق ( رحمه اللّه ) (9) ، وقال في فصل توثيق الكتب : وكتاب القصص قد عرفت حاله ، وعرضناه على نسخة كان عليها خطّ الشهيد الثاني ( رحمه اللّه ) وتصحيحه (10).

ص: 548


1- فلاح السائل : 344 [ 230 ].
2- سعد السعود : 24 و 249 ، والظاهر أنّ فيها تصحيف ( سعيد ) إلى ( السعيد ).
3- مهج الدعوات : 367 ، 374.
4- فرج المهموم : 27 و 118.
5- أمل الآمل 2 : 125 [ 356 ].
6- إثبات الهداة 1 : 27.
7- خاتمة الوسائل 30 : 157.
8- خاتمة الوسائل 30 : 184 ، الطريق السادس والثلاثون.
9- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب.
10- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر.

أقول : قد عرفت أنّ السيّد ابن طاووس قد نسبه إلى سعيد بن هبة اللّه الراوندي في رسالة النجوم ( فرج المهموم ) وفلاح السائل ، فالظاهر أنّ الضمير في ( منه ) يعود إلى قطب الدين الراوندي لا فضل اللّه الراوندي.

قال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) - بعد أن ذكر كلام المجلسي هذا - : وأقول : لكن قد صرّح ابن طاووس نفسه أيضاً في كتاب مهج الدعوات بأنّ كتاب قصص الأنبياء تأليف سعيد بن هبة اللّه الراوندي ، والقول بأنّ لكلّ منهما كتاباً في هذا المعنى ممكن ، لكن بعيد ، فتأمّل (1).

وقال أيضاً : ثمّ إنّ قصص الأنبياء في المشهور ينسب إلى القطب الراوندي هذا ، وهو الذي نصّ عليه جماعة ، منهم بعض تلامذة الشيخ الكركي في رسالته المعمولة لذكر أسامي المشايخ بعدما جعل سعيد بن هبة اللّه الراوندي هذا من جملة مشايخ أصحابنا ، ولكن قد قال بعضهم بأنّه للسيّد فضل اللّه الراوندي ، فلاحظ (2).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : ( قصص الأنبياء الراونديّة ) للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين بن سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الراوندي المتوفّى 573 ه- ... ، إلى أن قال : ونقل صاحب « الرياض » وكذا « البحار » عن كتاب السيّد ابن طاووس « النجوم » و « فلاح السائل » نسبته إلى السيّد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه بن علي الراوندي ، تلميذ أبي علي ابن شيخ الطائفة ، ولكن تعدّدهما ممكن ، بتأليف كلّ منهما فيه ، واللّه العالم (3).

وقال أيضاً تحت عنوان ( قصص الانبياء ) للسيّد أبي الرضا فضل اللّه الراوندي : وهو غير ( القصص ) لقطب الدين أبي الحسين الراوندي ،

ص: 549


1- رياض العلماء 2 : 429.
2- رياض العلماء 2 : 431 ، و 419 و 426 و 435.
3- الذريعة 17 : 105 [ 574 ].

وذكرهما ابن طاووس ، وكذا قال في البحار : إنّ ابن طاووس صرّح في رسالته في ( النجوم ) وكتاب ( فلاح السائل ) بكون القصص لأبي الرضا الراوندي ، وذكر أنّ جلّ أخباره موجودة في كتب الشيخ الصدوق ، وصرّح في ( الرياض ) بإمكان تعدّد الكتابين باسم واحد.

يوجد نسخة في ( سپهسالار ) بخطّ عزيز بن مطلب بن علاء الدين ابن أحمد الموسوي الحسيني الجزائري ، كتبت بتستر في 22 ذي الحجّة 1089 فيه فتاوى من القاضي ابن قريعة وحديث معلّى بن خنيس في النيروز ، وفوائد من الشيخ جواد ، وعليها تملّك خانلر في 1262 ه- (1).

أقول : ولكنّك عرفت أنّ السيّد ابن طاووس نسبه إلى القطب الراوندي في كتابيه المذكورين ، ومرّ بك سابقاً ما حملنا عليه عبارة المجلسي ( قدس سره ) ، وصاحب الرياض نقل كلام المجلسي فقط.

أمّا النسخة التي ذكرها فلقد رآها محقّق الكتاب الميرزا غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني ، وقال عنها - بعد أن ذكر ما مكتوب على ظهرها من نسبة الكتاب إلى فضل اللّه الراوندي - : لا اعتبار لتلك النسبة بالكتابة المجهول كاتبها ، والنسخة الموصوفة رأيتها واخذت صورة منها ، على هامش صفحتها الرابعة : كتاب قصص الأنبياء تأليف السيّد فضل اللّه الراوندي ، جزء كتابخانه شاهزاده خان لرميرزا احتشام الدولة ، وعلى هامش آخر النسخة هكذا : هو الباقي ، قد انتقل بالبيع الشرعي إلى العبد المذنب خانلر بمبلغ خمسة عشر ريال في سنة 1262 ، وفي ذيل الكتاب ختمه (2).

وقد ذكر المحقّق عند كلامه على كتاب قصص الأنبياء ، الشيوخ الواردين فيه المختصّين بالقطب الراوندي دون السيّد فضل اللّه الراوندي ،

ص: 550


1- الذريعة 17 : 104 [ 569 ].
2- قصص الأنبياء : 10 ، مقدّمة المحقّق.

وهم عشرة ، وهو دلالة أُخرى على نسبة الكتاب إلى القطب الراوندي لا إلى قرينه (1).

والكتاب طبع محقّقاً على يد الفاضل المذكور على خمس نسخ إحداها النسخة التي مضى الكلام عليها سابقاً (2).

ص: 551


1- قصص الأنبياء : 33 ، مقدّمة المحقّق.
2- قصص الأنبياء : 18 ، مقدّمة المحقّق.

ص: 552

(69) كتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة
الحديث :

الأوّل : في شرحه لخطبة خطبها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمّا بويع بالمدينة ، قال : ثمّ أمر بالتزام جادّة الحقّ ، فإنّ يمينها وشمالها مضلّة يضلّ فيها ، وعلى هذه الجادّة إمام معصوم ، هو ما في الكتاب (1) ، وهما « الثقلان : كتاب اللّه وعترتي » ، الخبر (2).

الثاني : وقوله « ألم أعمل فيكم بالثقل الأعظم » يعنى القرآن « وأترك » تقديره : وألم أترك فيكم الثقل الأصغر يعني العترة ، وكلا الاستفهامين على سبيل التقرير ، أي عملت فيما بينكم وفي حقّكم بالقرآن وتركت عترتي وسطكم ، وقال النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة :

ذكره في ضمن كتب القطب ، تلميذه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست ، قال : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، مجلّدتان (4).

ص: 553


1- في نسخة : هو باقي الكتاب.
2- منهاج البراعة 1 : 170.
3- منهاج البراعة 1 : 364.
4- فهرست منتجب الدين : 87 [ 186 ] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 126.

واستمدّ منه ومن شرح البيهقي المسمّى المعارج ، قطب الدين الكيدري في شرحه على النهج المسمّى ( حدائق الحقائق ) ، قال في المقدّمة : هذا ، وقد اقترح عليّ بعض الأشراف ومن يجب في الدين أن يوصل اقتراح مثله بالإسعاف ، أن أشرع في شرح هذا الكتاب مستمدّاً - بعد توفيق اللّه تعالى - من كتابي المعارج والمنهاج ، غايصاً على جواهر دررهما (1).

وعدّه ابن أبي الحديد ( ت 656 ه- ) أوّل الشروح على النهج ، قال : ولم يشرح هذا الكتاب قبلي - فيما أعلمه - إلاّ واحد ، وهو سعيد بن هبة اللّه بن الحسن الفقيه المعروف بالقطب الراوندي ، وكان من فقهاء الإماميّة ، ولم يكن من رجال هذا الكتاب (2) ...

وقد عرفت ممّا نقلنا عن الشروح أنّه ليس أوّل شرح على النهج ، وأن يقبل الاعتذار عن ابن أبي الحديد من قوله ( فيما أعلم ).

وقال البحراني ( ت 1186 ه- ) في اللؤلؤة : وكتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مجلّدين ، وكثيراً ما ينقل عنه ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة ويعترض عليه (3) ، وقد أجبنا عنه في مواضع عديدة من كتابنا ( سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد ) (4).

وفي الرياض : وله من المؤلّفات كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، معروف ، وقد رأيته في استراباد ، والنسخة عتيقة جدّاً ، ولعلّها كتبت في عصر المؤلّف ، وهو الذي شرح أوّلاً هذا الكتاب ، وكثيراً ما يناقش معه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه عليه ، ويروي هذا الشيخ

ص: 554


1- حدائق الحقائق 1 : 69 ، مقدّمة المؤلّف.
2- شرح نهج البلاغة 1 : 5 ، مقدّمة المؤلّف.
3- انظر مثلاً شرح نهج البلاغة 1 : 200.
4- لؤلؤة البحرين : 305 ، وانظر : الذريعة 23 : 157.

نهج البلاغة عن مؤلّفه بواسطتين (1) (2). فما قاله النوري ( ت 1320 ه- ) من أنّ اسمه المعراج ، خطأ (3).

وهو داخل في مصادر البحار ، وإن كانت ظاهر عبارته تنسبه إلى فضل اللّه بن علي الراوندي (4) ، ولكنّه قال في فصل توثيق مصادره : وشرح النهج مشهور معروف رجع إليه أكثر الشرّاح (5) ، فإنّ الشرح المشهور والمعروف والذي رجع إليه أكثر الشرّاح هو : شرح القطب الراوندي أيّ منهاج البراعة ، فتأمّل في ظاهر عبارته ، أوّلا.

وذكره أحد تلامذة المجلسي في قائمته للكتب التي يجب أن تلحق بالبحار ، قال : وكتاب اللباب ، وشرح النهج كلاهما لقطب الدين الراوندي (6). وقال أيضاً : وشرحا النهج للراونديين ، قد نقلتم عنهما في كتاب الفتن وغيره من كتب البحار (7).

وقد نسب صاحب الروضات ( ت 1313 ه- ) شرحاً آخر للقطب الراوندي ، قال في ترجمة الكيدري : كتب هذا الشرح ... ، بعد كتاب « المعارج » و « المنهاج » الذي كتبه قطب الدين الراوندي في شرح النهج إلى أن قال : وقد اشتبه من زعم أنّه صاحب شروح ثلاثة على هذا الكتاب ، وكأنّه توهّم أنّ كتابي القطب الراوندي المسمّيين لك - أيضاً - من تصنيفات هذا الجناب (8).

ص: 555


1- انظر : منهاج البراعة 1 : 4.
2- رياض العلماء 2 : 421.
3- خاتمة المستدرك 3 : 80.
4- البحار 1 : 12.
5- البحار 1 : 31.
6- البحار 110 : 166.
7- البحار 110 : 168.
8- روضات الجنّات 6 : 295 [ 587 ].

وتبعه في هذا الوهم العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة (1). وقد عرفت ممّا تقدّم أنّ ( المعارج ) من تصنيف البيهقي فريد خراسان.

وأتمّ المصنّف كتابه في سنة 556 ه- ، قال في الذريعة : ( منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ) للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد ابن هبة اللّه بن الحسن الراوندي ... ، إلى أن قال : وفي آخره أنّه فرغ منه المصنّف في أواخر شعبان سنة ست وخمسين وخمسمائة 556 ه- ، والنسخة بخطّ محمّد بن ملك محمّد السرابي ، فرغ من كتابتها في شهر رمضان سنة 1090 (2).

وذكر العلاّمة الطباطبائي ست نسخ لهذا الشرح في المكتبات ، إحداها ما ذكره في الذريعة ، ومنها ثلاث أُخر في مكتبة ملك بطهران كتبت بتاريخ 681 ه- ، ومكتبة المجلس كتبت في 652 ه- ، وفي مكتبة جستر بيتي كتبت بتاريخ 603 ه- (3) ، طبع عليها الكتاب محقّقاً بتوسّط مكتبة السيّد المرعشي العامّة مع نسخة رابعة (4).

ص: 556


1- الذريعة 21 : 178 [ 4501 ] ، و 23 : 158 ، مع أنّه ذكر ( معارج نهج البلاغة ) لفريد خراسان بعنوان مستقل في 21 : 184 [ 4523 ] ، فلاحظ.
2- الذريعة 23 : 157 [ 8483 ] ، و 14 : 126.
3- مجلّة تراثنا العدد ( 38 - 39 ) : 264 ، نهج البلاغة عبر القرون.
4- منهاج البراعة 1 : 67.
(70) كتاب : لبّ اللباب منقول عن مستدرك وسائل الشيعة للشيخ النوري
اشارة

(70) كتاب : لبّ اللباب منقول عن مستدرك وسائل الشيعة للشيخ النوري (1)

الحديث :

عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ...

وقال : « من أحبّ اللّه فليحبّني ، ومن أحبّني فليحبّ عترتي ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ومن أحبّ عترتي فليحبّ القرآن ، ومن أحبّ القرآن فليحبّ المساجد ، فإنّها أفنية اللّه وأبنيته ، أذن في رفعها ، وبارك فيها ، ميمونة ، ميمون أهلها ، مزينة ، مزين أهلها ، محفوظة ، محفوظ أهلها هم في صلاتهم واللّه في حوائجهم ، هم في مساجدهم واللّه من ورائهم » (2).

كتاب لبّ اللباب ( أو كتاب اللباب المستخرج من فصول عبد الوهّاب ) :

كانت نسخة من هذا الكتاب عند المحدّث النوري (3) ، ونقل عنه أكثر من ( 600 ) حديث في مستدرك الوسائل في مختلف الأبواب ، أغلبها عن

ص: 557


1- لا توجد نسخة معروفة لكتاب لبّ اللباب ، إلاّ بعض الاحتمالات ، وقد كانت نسخة عند الشيخ النوري ، نقل عنها كثيراً في المستدرك ، منها هذا المورد.
2- مستدرك الوسائل 3 : 355 ح 2 ، أبواب أحكام المساجد ، الباب الأوّل.
3- انظر مجلّة تراثنا ( 38 - 39 ) : 284.

النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وقليلا منها عن الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ، وقال في خاتمة المستدرك عند تعريفه للكتاب :

كتاب لبّ اللباب ، أو اللباب للشيخ الفقيه ، المحدّث النبيه ، سعيد بن هبة اللّه ، المدعوّ بالقطب الراوندي صاحب الخرائج ، وشارح النهج ، اختصره من كتاب فصول نور الدين عبد الوهّاب الشعراني العامّي (1) ، لخّصه وألقى ما فيه من الزخارف والأباطيل ، وقد رأيت المجلّد الثاني من الفصول في المشهد الرضوي ( عليه السلام ) يقرب من تمام كتاب اللباب ، وهذا كتاب حسن كثير الفوائد مشتمل على مائة وخمسة وخمسين مجلساً في تفسير مثلها من الآيات على ترتيب القرآن (2).

وذكره الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في الرياض ، قال : وله كتاب تلخيص فصول عبد الوهّاب في تفسير الآيات والروايات مع ضمّ الفوائد والأخبار من طرق الإماميّة (3) ، وقد رأيته في بلدة أردبيل ، وهو كتاب حسن ، لكن لم يصرّح في أصل الكتاب بأنّه من مؤلّفاته ، وقد كتب على ظهره واشتهر به أيضاً ، فلاحظ (4).

ثمّ قال : قال بعض متأخّري أصحابنا في كتاب المزار : وقال هبة اللّه الراوندي الذي صنّف الخرائج والجرائح في كتاب اللباب في فضل آية الكرسي : وروى جابر ، فقال : من قرأها حين يخرج من بيته وكّل اللّه به سبعين ألف ملك يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله من الشرور ، فإن مات قبل أن يعود إلى منزله أُعطي ثواب سبعين شهيداً ،

ص: 558


1- ليس هو الشعراني كما سيأتي.
2- خاتمة المستدرك 1 : 181.
3- ذكرنا آنفاً أنّ في ما نقله النوري منه بعض الروايات عن الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ، فالظاهر أنّها من إضافات الراوندي على فصول عبد الوهّاب.
4- رياض العلماء 2 : 421.

انتهى ، وأقول : ويظهر من هذا الكلام أنّه تأليف جدّه ، وأنّ الخرائج والجرائح أيضاً من تأليفات جدّه ، وهو لا سيّما الأخير غريب ، فلعلّه اشتبه عليه الاسم واختصر في ذكر اسمه أو الغلط من الناسخ ، فلاحظ ، والحقّ أنّه من قلب النسّاخ حيث قلبوا سعيد بن هبة اللّه بهبة اللّه بن سعيد ، وكذا ابن طاووس (1).

و ( كتاب اللباب في فضل آية الكرسي ) ليس كتاباً مستقلاًّ كما ظنّ عدّة من المحقّقين (2) ، وإنّما فضل آية الكرسي فصل أو مجلس في الكتاب ، فإنّ اللباب - كما عرفت - تلخيص لكتاب عبدالوهّاب الذي يحتوي على 155 مجلساً في تفسير 155 آية على ترتيب القرآن ، وآية الكرسي أحد الآيات فيه ، وقد روى النوري في المستدرك عدّة روايات تخصّ آية الكرسي من كتاب اللباب ، فقد تكون العبارة : في ( كتاب اللباب ) في فصل آية الكرسي ، أو أنّ صاحب العبارة يقصد ذلك ، أي : كتاب اللباب في فصل أو مجلس أو باب فضل آية الكرسي ، فلاحظ.

ولذا قال الأفندي بعدها : ثمّ الحقّ عندي اتّحاد اللباب مع تلخيص كتاب فصول عبد الوهّاب ، فإنّي رأيت في بعض المواضع المعتبرة ، هكذا : كتاب اللباب المستخرج من فصول عبد الوهّاب ، تصنيف الشيخ سعيد بن هبة اللّه الراوندي ، نقلا عن الثقات ويروي منها بعض الأخبار (3).

ولكنّه في موضع آخر ذكر أنّ الشيخ حسن الطبرسي نسب كتاباً بعنوان نكت الفصول إلى الشيخ منتجب الدين أبي الفتوح ، وقال : لعلّ هذا الكتاب بعينه نكت فصول عبد الوهّاب الذي قد رأيته في أردبيل ، وكان

ص: 559


1- رياض العلماء 2 : 422.
2- انظر هديّة العارفين 1 : 392 ، الذريعة 18 : 280 ، 292 ، مجلّة تراثنا ( 38 - 39 ) : 285 ، روضات الجنّات 4 : 7 ، وإن احتمل اتّحادهما تبعاً لصاحب الرياض.
3- رياض العلماء 2 : 422.

ينسب إلى القطب الراوندي (1).

وذكر المجلسي ( ت 1111 ه- ) هذا الكتاب في مصادره وفي فصل توثيقها ، ولكنّه نسبه على ظاهر عبارته إلى السيّد فضل اللّه الراوندي (2) ، وإن كان يمكن تصحيح مراده ، فتأمّل ، وروى عنه مورداً واحداً في البحار على ما وجدته (3) ، فلا صحّة لما قاله النوري من أنّه غفل عنه فلم ينقل عنه في البحار (4).

وذكره بعض تلامذة المجلسي في فهرست الكتب التي ينبغي أن تلحق بالبحار ، قال : وكتاب اللباب وشرح النهج كلاهما لقطب الدين الراوندي (5).

ثمّ قال : وشرحا النهج للراونديين قد نقلتم عنهما في كتاب الفتن وغيره من كتب البحار ، وكتاب اللباب للأوّل عند الأمير زين العابدين ابن سيّد المبتدعين عبدالحسيب حشره اللّه مع جدّه القمقام يوم الدين (6).

وذكره العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في عدّة مواضع من الذريعة بعناوين مختلفة (7).

وهذا الكتاب غير كتاب لباب الأخبار له أيضاً ، فهو مختصر ذكره الأفندي ، قال : وله كتاب لباب الأخبار ، قد رأيته في استراباد وهو كتاب مختصر في الأخبار (8).

ص: 560


1- رياض العلماء 5 : 488 ، وانظر : الذريعة 24 : 305.
2- البحار 1 : 12 و 31 ، وانظر : خاتمة المستدرك 1 : 183 ورياض العلماء 2 : 429.
3- البحار 53 : 326.
4- خاتمة المستدرك 1 : 181.
5- البحار 110 : 166.
6- البحار 110 : 168.
7- الذريعة 18 : 281 و 292 ، و 4 : 425.
8- رياض العلماء 2 : 422 ، وانظر : الذريعة 18 : 275.

وقال العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي : ورأيت منه نسخة في النجف في مكتبة العلاّمة الشيخ محمّد رضا فرج اللّه ، وهو - كما قال صاحب الرياض - ليس بكبير (1).

وقد عرفت - سابقاً - أنّ العلاّمة النوري نقل من لبّ اللباب أكثر من ستّ مائة رواية ، وهذا العدد لا يدلّ على أنّه مختصر وليس بكبير ، وقد قال أيضاً كما مرّ : إن المجلّد الثاني من الفصول المتكوّن من مجلّدين يقرب من تمام كتاب اللباب.

نعم ، قد يكون كتاب لباب الأخبار هو في فضل آية الكرسي ، كما عنونه كذلك الأميني في الغدير حين عدّ كتب الراوندي ، قال : لباب الأخبار في فضل آية الكرسي (2) ، وإن احتمل بعد ذلك أنّه متّحد مع التلخيص وهو بعيد ، كما عرفت.

كتاب فصول عبد الوهّاب :

قال العلاّمة الطباطبائي : فهو لعبد الوهّاب بن محمّد بن أيّوب أبي زرعة الأردبيلي الحنفي الصوفي ، نزيل شيراز ، المتوفّى بها رجب سنة 415 ه- ، من أصحاب أبي عبد اللّه الخفيف الشيرازي.

ترجم له السمعاني في الأنساب : ( الأردبيلي ) ( 1 / 177 ) (3) والجنيد الشيرازي في كتاب شدّ الأزار ( ص 223 رقم 159 ) ، قال : كان يتكلّم على الناس يوم الجمعة في جامع شيراز ، وكذا غيرها من الأيّام في زاويته ... ، وقيل : إنّه خرج في آخر عمره على الصوفيّة ، ووقع فيهم ....

ص: 561


1- مجلّة تراثنا ( 38 - 39 ) : 279.
2- الغدير 5 : 604.
3- الأنساب 1 : 109 [ 216 ].

ويبدو أنّ كتابه ( الفصول ) هو مجموعة مجالسه التي كان يلقيها في جامع شيراز ، يحتوي على خمسة وخمسين ومائة مجلس ، في كلّ منها سبعة فصول ، يبدأ في كلّ مجلس بآية وتفسيرها ، ثمّ الأخبار والحكايات ، ثمّ الوجوه والنظائر ، ثمّ النكت والإشارات ، وهو التفسير الصوفي لتلك الآية.

ومن كتاب ( الفصول ) هذا مخطوطة في إيران كتبت في القرن التاسع في مجلّدين ، ساقت الأقدار أوّلها إلى مكتبة المجلس في طهران ( البرلمان السابق ) برقم 67 ، وُصف في فهرستها 2 / 31 ، وثانيها في المكتبة المركزيّة لجامعة طهران ، رقم 1888 ، وُصف في فهرستها 8 / 491 (1).

وعمد القطب الراوندي إلى هذا الكتاب فهذّبه وزاد عليه (2) ، هذّبه ممّا كان فيه من تصوّف وأباطيل وأحاديث واهية ، واستخلص منه اللباب من تفسير وأدب وفوائد وحكم ، وطعّمه بفوائد من حديث العترة الطاهرة وحكمهم وآدابهم ( عليهم السلام ).

وهذا الكتاب ( اللباب ) لم نعثر عليه ، على أنّه كان موجوداً إلى قبل مائة سنة ، فقد عثر عليه المحدّث النوري ونقل عنه في كتابه ( دار السلام ) وعدّه من مصادر كتابه مستدرك الوسائل ( خاتمة المستدرك ص 325 ) باسم : اللبّ واللباب (3) ، وحسب أنّ عبد الوهّاب هذا هو الشعراني! والشعراني توفّي سنة 973 ه- بعد الراوندي بأربعمائة عام ، فسبحان من لا يسهو (4).

ص: 562


1- مرّ سابقاً أنّ النوري رأى المجلّد الثاني منه في المشهد الرضوي.
2- ذكرنا سابقاً أنّ في الروايات التي نقلها النوري في المستدرك عن اللباب روايات عن أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) لعلّها من إضافات القطب الراوندي.
3- في المطبوع من خاتمة المستدرك ( لبّ اللباب أو اللباب ).
4- 4 - انظر خاتمة المستدرك 1 : 181 ، الغدير 5 : 599 ، وهامش العلاّمة الطباطبائي على فهرست منتجب الدين : 89.

ويجوز أن يكون الراوندي لخّص ( اللباب ) وسمّاه ( لبّ اللباب ) أو ( اللبّ واللباب ) وأنّ الذي حصل عليه المحدّث النوري إنّما كان هذا المختصر ، وأمّا ( اللباب ) فهو ما فقد قديماً (1).

وقد جاء ذكر فصول الشيخ عبدالوهّاب الحنفي في كتاب النقض لعبد الجليل القزويني ( ألّفه بحدود 560 ه- ) (2).

أقول : إنّ ما قاله العلاّمة الطباطبائي أخيراً بعيد ، فقد نقلنا سابقاً عبارة النوري من أنّ المجلّد الثاني من الفصول يقرب من تمام اللباب فهو تقريباً نصف الفصول ، فإذا كان ما عثر عليه النوري هو تلخيص لللباب ، أيّ إنّه تلخيص التلخيص ، فإنّ اللباب أيّ التلخيص الأوّل سيكون قريباً من كلّ كتاب الفصول ، وهذا لا يسمّى تلخيصاً ، بل قد يسمّى تهذيباً ، فتأمّل!

وقد عرفت من كلام العلاّمة الطباطبائي أنّ الفصول تحتوي على خمسة وخمسين ومائة مجلس في تفسير الآيات ، وهو ما قاله النوري أيضاً ، حيث قال - بعد أن ذكر المجلّد الثاني من الفصول - : وهذا كتاب حسن كثير الفوائد مشتمل على مائة وخمسة وخمسين مجلساً في تفسير مثلها من الآيات على ترتيب القرآن (3).

ولكنّ العلاّمة الطهراني ظنّ أنّ هذه العبارة وصفاً أو اسماً آخر لكتاب اللباب ، فعنون في الذريعة ( لبّ اللباب مائة وخمسون مجلساً في أخبار المواعظ والأخلاق ) (4).

ص: 563


1- مجلّة تراثنا ( 38 - 39 ) : 283.
2- النقض ( فارسي ) : 265.
3- خاتمة المستدرك 1 : 181.
4- الذريعة 18 : 289.

وعلى كلّ فمؤلّف كتاب الفصول من أهل السنّة ، وهذا المورد لحديث الثقلين الذي نقله الراوندي في اللباب وعنه النوري في المستدرك أصله مرويّ في كتاب المؤلّف من أهل السنّة ، فلعلّنا نذكره أيضاً في القسم الخاصّ بروايات حديث الثقلين عن كتب أهل السنّة.

ص: 564

(71) كتاب : غنية النزوع إلى علمي الأُصول والفروع للسيّد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي ( ت 585 ه- )
الحديث :

قال في معرض ذكره للأدلّة الدالّة على إمامة الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) : ويدلّ - أيضاً - على ذلك ما اتّفق على صحّته من قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (1).

السيّد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي :

قال ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) : حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي (2).

وذكره العلاّمة الحلّي ( ت 726 ه- ) في إيضاح الاشتباه ، وقال : حمزة ابن علي بن زهرة الحسيني - بضمّ الزاي - الحلبي ، قال السيّد السعيد صفيّ الدين بن معد الموسوي ( رحمه اللّه ) : له كتاب « قبس الأنوار في نصرة العترة الأخيار » ، وكتاب « غنية النزوع » (3).

ص: 565


1- غنية النزوع 2 : 213 ، الفصل الرابع.
2- معالم العلماء : 46 [ 303 ].
3- إيضاح الاشتباه : 168.

وذكره ابن إدريس الحلّي في باب المزارعة من كتاب المتاجر في كتابه السرائر في سياق معارضته له في بعض فتاويه (1).

وأورده الشهيد الأوّل في ضمن إجازته للسيّد شمس الدين (2) ، والشهيد الثاني في ضمن إجازته لوالد الشيخ البهائي (3).

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : السيّد عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي ، فاضل عالم ثقة جليل القدر ، له مصنّفات كثيرة منها : ... ، ثمّ بعد أن عدّ مصنّفاته ، قال : رواها عنه ابن أخيه السيّد محيي الدين محمّد وغيره ، ويروي عنه أيضاً شاذان بن جبرئيل ومحمّد بن إدريس وغيرهما (4).

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) : السيّد عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمّد بن أبي إبراهيم محمّد النقيب ابن علي بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمّد بن أبي عبد اللّه الحسين بن أبي إبراهيم إسحاق المؤتمن ابن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهما السلام ) ، الحسيني الحلبي ، وهذا الذي ذكرناه من نسبه هو الموجود في المواضع المعتبرة.

إلى أن قال : وبالجملة السيّد أبو المكارم المذكور من أكابر الفقهاء ، وقوله مذكور في كتب الفقه والأُصول ومعمول عليه عند الأصحاب ، ولم

ص: 566


1- السرائر 2 : 443 ، كتاب المتاجر ، باب المزارعة.
2- البحار 107 : 198.
3- البحار 108 : 158 ، وانظر : منتهى المقال 3 : 136 [ 1015 ].
4- أمل الآمل 2 : 105 [ 293 ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 350 [ 119 ] ، تنقيح المقال 1 : 376.

يقدح فيه أحد من العلماء (1) ، ونقل من نظام الأقوال أنّه ولد سنة 511 ه- ، وتوفّي سنة 585 ه- (2).

وفي خاتمة المستدرك للنوري : السيّد عزّ الدين أبو المكارم حمزة ابن علي بن زهرة الحسيني الحلبي ، الفقيه الجليل المعروف صاحب الغنية وغيرها ، المتولّد في الشهر المبارك سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، المتوفّى سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، هو وأبوه وجدّه وابن أخيه من أكابر فقهائنا ، وبيتهم بيت جليل بحلب (3).

ونقل السيّد الأمين عن أعلام النبلاء ما مكتوب على قبره بسفح جبل جوش في حلب من نسبه وتأريخ وفاته ب- 585 ه- (4).

ثمّ إنّ الأفندي في الرياض ، قال : ثمّ من العجب أنّ السيّد ابن زهرة هذا مع شهرته وقرب عصره بالشيخ الطوسي وتأخّره عنه لم يذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسه أصلا ، مع أنّه ذكر الجماعة الذين يروون عن ابن زهرة كابن إدريس وأمثاله ، فتأمّل (5).

أقول : لعلّه المذكور في الفهرست بعنوان السيّد حمزة بن علي بن محمّد بن المحسن العلوي الحسيني ، صالح محدّث ، مع التصحيف في ( الحسن ) عن أبي المحاسن الذي هو كنية ( زهرة ) خاصّة وأنّ كلمة ( محمّد ) غير موجودة في بعض النسخ ، فلاحظ (6).

ص: 567


1- رياض العلماء 2 : 202 ، وانظر : روضات الجنّات 2 : 374 [ 225 ].
2- رياض العلماء 2 : 206.
3- خاتمة المستدرك 3 : 8 ، الفائدة الثالثة ، وانظر : الكنى والألقاب 1 : 299 ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 87.
4- أعيان الشيعة 6 : 249.
5- رياض العلماء 2 : 205.
6- فهرست منتجب الدين : 47 [ 82 ].
كتاب غنية النزوع إلى علمي الأُصول والفروع :

نسبه إليه ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في المعالم ، وقال : وغنية النزوع حسن (1) ، والعلاّمة الحلّي ( ت 726 ه- ) في إيضاح الاشتباه (2) ، وهو وارد في إجازات علمائنا الأبرار كإجازات الشهيدين الأوّل والثاني ، كما أشرنا إليها سابقاً.

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) أحد مصادر كتابه البحار (3) ، وقال في توثيقه : وكتاب الغنية مؤلّفه غنيّ عن الإطراء ، وهو من الفقهاء الأجلاّء ، وكتبه معتبرة مشهورة لا سيّما هذا الكتاب (4).

وذكر الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) أنّ عنده نسخة من أُصول الغنية ، وفي موضع آخر ، قال : وقد رأيت نسخة عتيقة من كتاب الغنية في خطّه آثار مقروة بعض المشائخ (5).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : غنية النزوع إلى علمي الأُصول والفروع ، للسيّد عزّ الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة ، إلى أن قال : نسخة منه في ( سپهسالار ) ، وعند ميرزا فضل اللّه شيخ الإسلام الزنجاني ، عليها إجازة تلميذ المصنّف ، وهو الشيخ معين الدين سالم بن بدران بن علي المازني المصري ، كتب الإجازة في 629 للمحقّق الخواجة نصير الدين الطوسي ، وصرّح في الإجازة بأنّه يروي الكتاب عن مصنّفه ، وعلى النسخة خطّ المحقّق الطوسي أيضاً (6).

ص: 568


1- معالم العلماء : 46 [ 303 ].
2- إيضاح الاشتباه : 168 [ 243 ].
3- البحار 1 : 21.
4- البحار 1 : 40.
5- رياض العلماء 2 : 204 ، 208.
6- الذريعة 16 : 69 [ 346 ] ، وانظر : فهرس التراث 1 : 597.
(72) كتاب : الأربعين في فضائل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس ( كان حيّاً سنة 586 ه- )
الحديث :

وقال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فهما خليفتاي بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر ، سبب موصول من السماء إلى الأرض ، فإن استمسكتم بهما لن تضلّوا ، فإنّها لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ، فلا تسبقوا أهل بيتي بالقول فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتذهبوا ، فإنّ مثلهم فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ، ومثلهم فيكم كمثل باب حطّة ... » (1).

محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس

وكتابه الأربعين :

ذكره السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في اليقين عندما أورد عدّة روايات من أربعينه ، وقال : فيما نذكره من رواياتهم (2) في كتاب الأربعين ،

ص: 569


1- عبقات الأنوار 1 : 418 ، القسم الخاصّ بحديث الثقلين ، وانظر : نفحات الأزهار 1 : 374. ونقلنا هذا المورد عن كتاب عبقات الأنوار للمير حامد حسين الموسوي ، فقد كان عنده نسخة مخطوطة من كتاب الأربعين نقل منها حديث الثقلين.
2- أيّ أهل السنّة.

وأصله في الخزانة النظاميّة العتيقة (1) ، وعليه ما هذا لفظه : « جمعها الشيخ العالم الصالح أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي » ورواها عن الرجال الثقات ... (2).

وأورد عنه (13) رواية (3) ، لقّبه في بعضها ب- : منتجب الدين محمّد ابن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي (4).

وجاء في بداية بعضها : حدّثنا الإمام الزاهد العالم الملقّب منتجب الدين كمال العلماء أبو جعفر محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ... (5).

وجاء في آخريات أنّه حدّث في سنة 581 ه- في داره بدرب البصريين (6) ، وسنة 586 ه- بماردين في جامعها (7) ، ويظهر من هذه الروايات أنّها كلّها في فضائل وكرامات أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

وروى عنه الشيخ شاذان بن جبريل القمّي ( ت 660 ه- ) أوّل فضائله رواية تحوي كرامة من كرامات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأظنّ أنّها من ضمن أربعينه ، للقرينة السابقة ، قال : حدّثني الشيخ محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الدارمي (8).

وهو أيضاً من شيوخ الإجازة لشاذان بن جبريل القمّي ، فقد جاء في إجازة لبعض تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي ونظرائه

ص: 570


1- بخصوص الخزانة النظاميّة العتيقة ، انظر كتابخانه ابن طاووس لأتان گلبرك : 192.
2- اليقين : 252 ، الباب : 87 ، ومثله في : 258 ، الباب : 89 ، 260 الباب : 90.
3- اليقين : 252 - 270 و 394 - 404.
4- اليقين : 268 ، الباب : 93 ، 270 ، الباب : 94.
5- اليقين : 394 ، الباب : 143.
6- اليقين : 268 ، الباب 93 ، و 394 ، الباب : 143 ، و 398 ، الباب : 144.
7- اليقين : 404 ، الباب : 147.
8- الفضائل : 2.

نقلها في البحار ، وقال : والظاهر أنّها من السيّد محمّد بن الحسين بن محمّد بن أبي الرضا العلوي للسيّد شمس الدين محمّد ابن السيّد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي أُستاد الشهيد ( قدس سره ) ، جاء فيها : وأجزت له رواية الأربعين في ذكر المهدي من آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) تأليف أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد العطّار الهمداني ، عن نجيب الدين ... ، وأخبرني به إجازة الفقيه سديد الدين أبو الفضل شاذان بن جبريل القمّي ، عن الشيخ محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ، عن المصنّف أبي العلاء الهمداني (1).

ولكنّ العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) ذكر اسمه في الروايات التي نقلها من اليقين لابن طاووس ، هكذا : محمّد بن مسلم بن أبي الفوارس (2) ، بل ظنّه يروي عن محمّد بن أبي مسلم الرازي ، وجعلها اثنين ، قال : ( شف ) : من كتاب الأربعين لمحمّد بن أبي الفوارس ، عن محمّد بن أبي مسلم الرازي يرفعه ... (3).

وجاء في استدراك بعض تلامذة العلاّمة المجلسي لبعض المصادر غير المذكورة في البحار : كه : الأربعين لمحمّد بن أبي الفوارس ، وينقل عنه في كشف الغمّة ، والسيّد علي بن طاوس في كتاب اليقين (4) ، وعاد إلى ذكره مرّة أُخرى ب- : لط : الأربعين في المناقب لمحمّد بن مسلم بن أبي الفوارس (5).

ص: 571


1- البحار 107 : 152 ، 169.
2- البحار 39 : 168 ح 9 ، و 41 : 232 ح 5 ، و 41 : 257 ح 18 ، قال : شف : من كتاب الأربعين لمحمّد بن مسلم بن أبي الفوارس ، والرمز ( شف ) يشير إلى كتاب اليقين لابن طاووس.
3- البحار 37 : 308 ح 38.
4- البحار 107 : 69.
5- البحار 107 : 73.

وكذا فعل العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة ، قال : الأربعون حديثاً في المناقب لأبي الفوارس محمّد بن مسلم ، كما ينقل عنه علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة ، والسيّد رضيّ الدين علي بن طاووس في كتاب اليقين ، ثمّ أورد كلام ابن طاووس المتقدّم بخصوص وجود النسخة في المكتبة النظاميّة ببغداد (1).

وعدّه اثنين في الثقات العيون في سادس القرون ، حيث ترجم له مرّة ب- : محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ، الشيخ منتجب الدين أبو جعفر من مشايخ الشيخ أبي عبد اللّه محمّد بن مسلم بن أبي الفوارس الآتي صاحب كتاب ( الأربعين ) ، ثمّ أورد ما ذكره ابن طاووس بشأن النسخة ، وما جاء في أوائل بعض الروايات ب- : حدّثني الشيخ الأجلّ الإمام العالم منتجب الدين ، مرشد الإسلام كمال العلماء ، أبو جعفر محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ... ، أورد ذلك من عدّة روايات أشرنا إليها سابقاً (2).

ومرّة ب- : محمّد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي ، صاحب كتاب الأربعين الذي وجدّه ابن طاووس في الخزانة النظاميّة العتيقة ببغداد ، مكتوب عليه أنّه من جمع الشيخ الصالح أبي عبد اللّه محمّد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي ، ونقل عنه في كتاب اليقين عدّة أحاديث ، ويظهر من أسانيده أنّه يروي عن جمع من العلماء الثقات الأعلام : ... ، ومنهم الشيخ الإمام منتجب الدين أبو جعفر محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ( رحمه اللّه ) (3).

وقد عرفت ممّا نقلناه عن كتاب اليقين لابن طاووس والذي طبع محقّقاً على عدّة نسخ ، ومن الفضائل لشاذان بن جبريل ، ومن الإجازة

ص: 572


1- الذريعة 1 : 427 [ 2184 ].
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 242.
3- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 288.

المذكورة في البحار ، أنّ اسم مؤلّف كتاب الأربعين هو محمّد بن أبي مسلم ابن أبي الفوارس الرازي - على الأصحّ - أو الدارمي.

ولقبه منتجب الدين ، وكنيته على ظهر الكتاب أبو عبد اللّه ، وفي أوائل أسانيد الروايات أبو جعفر ، وأنّه متّحد مع ما جاء في أوائل بعض الروايات من تحديثه أو إملائه أو قوله ، قال ابن طاووس في أوّل بعض روايات الأربعين : فيما نذكره من كتاب ( الأربعين ) رواية الملقّب بمنتجب الدين محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ، الذي ذكرناه برجالهم من كلام الجمل لمولانا علي بأمير المؤمنين وخير الوصيّين ، فقال ما هذا لفظه :

حدّثني الشيخ الأجلّ الإمام العالم منتجب الدين ، مرشد الإسلام كمال العلماء ، أبو جعفر محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ( رحمه اللّه ) بمدينة السلام ... (1).

وما وقع به العلاّمة المجلسي والعلاّمة الطهراني جاء من تصحيف اسمه في نسخ اليقين ; إذ لم يريا أصل كتاب الأربعين فاعتبراه شخصين ، وتأثّراً من الطهراني بكلام المجلسي حتّى أنّه قال : ويظهر من بعض أسانيده المنقول في كتاب ( اليقين - الباب 88 ) أنّ صاحب ( الأربعين ) يروي عن الخجندي بلا واسطة صاحب الترجمة أيضاً (2) ، لكنّ المظنون من اتّحاد خصوصيّات السند والمتن أنّ سقوط الواسطة من سهو الناسخ ، وأنّ الصحيح ما في الباب 143 من ( اليقين ) وهو الحديث الأربعين كما ذكرته (3) (4).

ص: 573


1- اليقين : 268 ، الباب 93.
2- يريد الذي ترجمه أوّلا باسم : محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس ، والذي أوردناه آنفاً.
3- أيّ كما ذكره قبل عدّة أسطر مع الواسطة الذي اعتبره : محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس.
4- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 243.

واعاد مثله في الترجمة الثانية أيضاً (1).

ولكن ما قاله لو يؤخذ دليلا على الاتحاد لكان أنسب ، وأنّ سهو النساخ طال اسم مؤلّف الكتاب لا الواسطة بينه وبين الخجندي.

قد علّق على كلام العلاّمة الطهراني ولده ( علي منزوي ) ، بقوله : هذا نظر الوالد المؤلّف ، ولكن يمكن أن يقال : إنّ الظاهر من بعض الأسانيد أنّ ( الأربعين ) هو من إملاء محمّد بن مسلم ، وليس من تأليفه ، وقد جمعها أحد تلاميذه فذكر في صدر بعض أسانيده اسم الشيخ المملي وتاريخ الإملاء ومحلّه ، وترك ذلك في البعض الآخر ، أو حذفها النسّاخ ، وأنّ الاختلاف في الكنية جاء أيضاً منهم ، فالمترجم له هو محمّد بن مسلم الرازي صاحب الأربعين نفسه (2). وقال مثله في الترجمة الأُخرى (3).

ولكنّك قد عرفت من كتاب اليقين أنّ اسم المؤلّف محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس.

ومن هذا ظهر لك ما في الذريعة من جعله ( أبي الفوارس ) لقباً أو كنية لمؤلّف الكتاب وليس جدّاً له أو جدّه الأعلى ، وكذا ما في البحار من تعدّد الأسماء والتغيير بينها.

وأمّا أنّ صاحب كشف الغمّة قد نقل عن كتاب الأربعين فلم أجد له أيّ أثر ، والظاهر أنّ العلاّمة الطهراني تبع في ذلك ما أورده بعض تلامذة المجلسي في آخر البحار ، كما نقلنا لك نصوص أقوالهما.

ص: 574


1- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 289.
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 243.
3- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 289.

ووصلت نسخة من الكتاب إلى المير حامد حسين صاحب العبقات ، قال : حصلت عليه بعد جهد بذله بعض العلماء الأعلام أدامهم اللّه المنعام (1).

وقال محقّقا كتاب اليقين محمّد باقر الأنصاري ومحمّد صادق الأنصاري في الهامش تعليقاً على ذكر ابن طاووس لكتاب الأربعين : وتوجد منه مخطوطة في مكتبة استان قدس بمشهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) بخراسان ، الرقم 8443 ، سقط من وسطه ورقات من الحديث 18 وإلى 29 ، تاريخ كتابتها 26 جمادي الأُولى سنة 1349 ه-. ق ، ناسخه : محمّد حسين بن زين العابدين الأرموي ، كتبه بالنجف الأشرف ، وقد استنسخه عن نسخة تاريخ كتابتها أوّل المحرّم سنة 947 ه-. ق ، وأشار في الهامش إلى أنّ تلك النسخة - أيضاً - كانت ناقصة (2).

وذكر السيّد محمّد حسين الجلالي في فهرست التراث أنّ الشيخ محمّد الهمداني استنسخه في شوّال سنة 1373 ه- ، وقال في آخره : هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه النسخة منها ، وكانت نسخة عتيقة إلاّ أنّها لا تخلو من سقط وتصحيف (3).

ويبقى الكلام في مذهب المؤلّف :

فقد عدّه صاحب العبقات من أهل السنّة ، إذ نقل روايته لحديث الثقلين والسفينة في كتابه الذي التزم فيه بالنقل عن كتب أهل السنّة ، قال في أوّل الجزء الخاصّ بحديث الثقلين - ما معناه - : وأمّا منهجنا في إثبات

ص: 575


1- عبقات الأنوار 1 : 418 ، القسم الخاصّ بحديث الثقلين ، وانظر نفحات الأزهار 1 : 107.
2- اليقين : 252 ، الباب 87 ، الهامش (1).
3- فهرست التراث 1 : 594.

الحديث فيكون أوّلا بذكر أسماء جماعة من أساطين العلماء والمعتمدين عند أهل السنّة ، الذين ذكروا هذا الحديث في كتبهم ، ثمّ نذكر ألفاظ روايتهم بنصوصها (1).

وقال الميرزا النوري في مستدرك الوسائل - بعد أن نقل رواية من أربعينه (2) - : هو من العامّة إلاّ أنّه السند كلّه من الخاصّة (3).

وربّما اعتمد في ذلك على مبنى ابن طاووس في كتابه اليقين ، حيث قال في مقدّمته : وسوف نذكر ما رويته ورأيته في كتب الرواة والمصنّفين والعلماء الماضين برجال المخالفين الذين لا يتّهمون فيما يروونه وينقلونه ... (4).

وقال : واعلم أنّا نذكر في كتابنا هذا تسمية اللّه جلّ جلاله مولانا علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) أمير المؤمنين ، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم ، وإن اتّفق أنّ بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوباً إلى الشيعة الإماميّة ، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامّة (5).

فلمّا وجد الميرزا النوري أنّ رجال السند كلّهم من الخاصّة لم يبق له إلاّ نسبة المؤلّف إلى العامّة حتّى لا تختلّ القاعدة التي التزمها ابن طاووس على نفسه في كتابه.

ص: 576


1- عبقات الأنوار 1 : 8 ، القسم الخاصّ بحديث الثقلين ، وانظر : نفحات الأزهار 1 : 196.
2- الظاهر أنّه نقلها من البحار عن اليقين لابن طاووس عن الأربعين ، لا من الأربعين مباشرة ، وذلك لتشابه أوّل سند مع ما في البحار.
3- مستدرك الوسائل 10 : 254 ح 49 ، الهامش (1) ، وجاء بعد العبارة المذكورة ( منه قده ).
4- اليقين : 90 ، مقدّمة المؤلّف.
5- اليقين : 126.

ولكن ابن طاووس يقول في نفس هذا الحديث الذي نقله النوري - بعد أن ذكر وجدانه للأربعين في النظاميّة العتيقة ببغداد - : وهو الحديث الثاني عشر من الأصل ، وفيه رجال المخالفين ، نكتبه بألفاظه ، ثمّ أورد الحديث بنفس السند الذي في مستدرك الوسائل (1).

فهو يعتقد أنّ في السند رجال المخالفين ، فلا يختلّ ما التزمه على نفسه في أوّل الكتاب لو كان صاحب الأربعين محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس من الشيعة ، إذ قال في عبارته الآنفة : ( وإن اتّفق بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوباً إلى الشيعة الإماميّة ، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامّة ) ، كما فعل ذلك عندما نقل من كتاب ( مولد مولانا علي ( عليه السلام ) بالبيت ) للصدوق و ( الدلائل ) للطبري الإمامي ، و ( المائة حديث ) لابن شاذان ، وغيرها.

وبالتالي لانستطيع أن نحدّد مذهب المؤلّف من خلال ما نقله ابن طاووس عنه ، ومنه يظهر ما في قول أتان گلبرگ في كتابه كتابخانه ابن طاووس : إذا جعلنا أقوال ابن طاووس مبناً ( قاعدة ) فلا بدّ من القول : إنّ المؤلّف كان من الشيعة (2) ، فإنّ ما ذكره ابن طاووس في أوّل كتابه ينطبق على الاحتمالين ، إلاّ إذا كان نظر أتان گلبرگ إلى ما أشرنا إليه قبل قليل.

ونحن نميل إلى أنّه كان من الشيعة ; لما نقلناه سابقاً من كونه أحد شيوخ الإجازة لشاذان بن جبريل لكتاب في ذكر المهدي من آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) كما جاء في أواخر البحار (3).

ص: 577


1- اليقين : 258 ، الباب : 89 ، وقال - أيضاً - في الباب ( 92 ) الصفحة 296 : واعلم أنّ هذا لو كان برجال الشيعة ما نقلته ، وأيضاً في الباب ( 93 ) الصفحة 268 : فيما نذكره من كتاب الأربعين رواية الملقّب بمنتجب الدين محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي الذي ذكرناه برجالهم.
2- كتابخانه ابن طاووس : 192 [ 41 ].
3- البحار 107 : 169.

وأيضاً من شيوخ الرواية له كما روى عنه في أوّل الفضائل (1) ، ولما ذكره العلاّمة الطهراني في الثقات العيون في سادس القرون ، قال : ويظهر من أسانيده أنّه يروي عن جمع من العلماء الثقات الأعلام ، وعدّ منهم : السيّد زين الدين بن علي ابن الإمام ضياء الدين ابن فضل اللّه الراوندي ، وأبو الفتوح علي بن أحمد البغدادي ، والشيخ جمال الدين علي بن الحسين الطوسي ، والإمام صدر الدين أبو بكر محمّد بن عبد اللطيف الخجندي ، والإمام زكي الدين بن أحمد بن محمّد بن محمود ، والسعيد نجيب الدين أبو المكارم سعد بن أبي طالب الرازي ابن أخي عبد الجليل ابن عيسى بن عبد الوهّاب الرازي (2).

وقال في الذريعة : ويظهر ممّا نقل عنه أنّ المؤلّف يروي عنه جملة من مشايخ أصحابنا منهم : الإمام عزّ الدين علي ابن الإمام ضياء الدين فضل اللّه الراوندي ، فراجعه (3).

ومن راجع الروايات المنقولة في اليقين عن أربعينه لا يرتاب في أنّ مثل هذه الروايات لا يقدم على جمعها في أربعين أحد من رجال المخالفين ، وعليه فقد ترجمه الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة وفي طبقات أعلام الشيعة.

ص: 578


1- الفضائل : 2.
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 288.
3- الذريعة 1 : 427 [ 2184 ].
(73) كتاب : مناقب آل أبي طالب لأبي جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب ( ت 588 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : ووجدت جماعة يأوّلون الأخبار المجمع عليها ، نحو : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) ، و « أنت منّي بمنزلة هرون من موسى » ، و « إنّي تارك فيكم الثقلين » (1).

الثاني : ولمّا مرض النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه وذلك يوم السبت أو يوم الأحد من صفر ، أخذ بيد علي ( عليه السلام ) وتبعه جماعة من أصحابه وتوجّه إلى البقيع ، ثمّ قال : ... ، ثمّ خرج يوم الأربعاء معصوب الرأس متّكئاً على عليّ ( عليه السلام ) بيده اليمنى وعلى الفضل باليد الأُخرى ، فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : ...

فلمّا كان يوم الجمعة صعد المنبر فخطب ، ثمّ قال : ... ، وقال ( عليه السلام ) : « لم يمت نبيّ قطّ إلاّ خلّف تركة ، وقد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » ، ثمّ دخل بيت أُمّ سلمة قائلا : « ربِّ سَلِّم أُمّةَ محمّد من النار ويسّر عليهم الحساب » (2).

ص: 579


1- مناقب آل أبي طالب 1 : 3 ، مقدّمة الكتاب.
2- 2 - مناقب آل أبي طالب 1 : 234 ، فصل في وفاته ( عليه السلام ) ، وعنه غاية المرام 2 : 354 ح 49، الباب 29.

وهذا الحديث لم يذكر سنده كما هو دأبه في كلّ الأخبار ، وقد قال قبله : قال السدي وابن عبّاس ، وذكر في مقدّمة الكتاب - أيضاً - أنّ أسانيده إلى التفاسير ذكرها في كتاب الأسباب والنزول.

الثالث : في استدلاله على العصمة ، قال : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ... » الخبر ، يقتضي عصمة المذكورين ... (1).

الرابع : أبو القاسم الكوفي ، قال : روي في قوله ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ، إنّ ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) من قرنهم الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) بالكتاب ، وأخبر أنّهما لن يفترقا حتّى يردا الحوض (2).

وقال ابن شهر آشوب في مقدّمة الكتاب : فأمّا أسانيد أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، حدَّثنا بذلك أبو الفضل الداعي ابن علي الحسيني السروي ، وأبو الرضا فضل اللّه بن علي الحسيني القاشاني ، وعبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهّاب الرازي ، وأبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد الرازي ، ومحمّد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري ، ومحمّد بن الحسن الشوهاني ، وأبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، وأبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن الحلبي ، ومسعود بن علي الصوابي ، والحسين بن أحمد بن طحال المقدادي ، وعلي بن شهر آشوب السروي والدي ، كلّهم عن الشيخين المفيدين أبي علي الحسن بن محمّد ابن الحسن الطوسي وأبي الوفا عبد الجبّار بن علي المقري الرازي ، عنه ، وحدَّثنا - أيضاً - المنتهى بن أبي زيد بن كبايكي الحسيني الجرجاني ، ومحمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري ، وجدّي شهر آشوب ، عنه أيضاً ،

ص: 580


1- مناقب آل أبي طالب 1 : 249 ، باب الإمامة ، العصمة.
2- مناقب آل أبي طالب 1 : 285 ، في الآيات المنزلة فيهم ، وعنه في البحار 23 : 204 ح 53.

سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته.

الخامس : وفي أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) : أنّه (1) آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتّى يؤلّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه ، ثمّ خرج إليهم به في إزار يحمله ، وهم مجتمعون في المسجد ، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع أُلبته ، فقالوا : الأمر ما جاء به أبو الحسن ، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم ، ثمّ قال : إنّ رسول اللّه قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، وهذا الكتاب وأنا العترة ، فقام إليه الثاني ، فقال له : إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله ، فلا حاجة لنا فيكما ، فحمل ( عليه السلام ) الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجّة (2).

وقد مضى مثله عن إثبات الوصيّة للمسعودي ، فراجع (3).

السادس : وفي القرآن ( سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) ، وله - أي لعلي ( عليه السلام ) - « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، الخبر (4).

السابع : سلّم يعقوب إليهم يوسف بالأمانة ( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ ) ، والمصطفى ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين » (5).

الثامن : ما رواه موسى بن عقبة ، أنّه أمر معاوية الحسين أن يخطب ، فصعد المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ ، فسمع رجل

ص: 581


1- أي علي ( عليه السلام ).
2- مناقب آل أبي طالب 2 : 41 ، فصل : في المسابقة بالعلم ، وعنه في البحار 40 : 155 ، و 92 : 52 ح 18.
3- انظر ما ذكرناه عن إثبات الوصيّة.
4- مناقب آل أبي طالب 3 : 240 ، فصل في إضافة اللّه تعالى علياً إلى نفسه ، وعنه في البحار 39 : 44 ح 15.
5- مناقب آل أبي طالب 3 : 246 ، فصل مساواته ( عليه السلام ) يعقوب ويوسف ( عليهما السلام ) ، وعنه في البحار 39 : 56.

يقول : من هذا الذي يخطب؟

فقال ( عليه السلام ) : « نحن حزب اللّه الغالبون ، وعترة رسول اللّه الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ثاني كتاب اللّه تعالى فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله ، بل نتّبع حقايقه ، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة اللّه مقرونة ، قال اللّه تعالى ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، وقال ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) ... » (1).

وقد مرّ ذكره عن الطبرسي في احتجاجه (2) ، ولكن نبّهنا هناك على أنّ المفيد ( رحمه اللّه ) وتبعه الطوسي وعماد الدين الطبري ، قد رووه مسنداً عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) وهو الأقرب ، فراجع (3).

وقد ذكر ابن شهر آشوب في مقدّمته عند ذكر أسانيده إلى الكتب أنّه وجد كتاب الاحتجاج بخطّ أبي طالب الطبرسي (4).

رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني :

ترجم نفسه في معالمه ، قائلا : محمّد بن علي بن شهر آشوب ، مصنّف هذا الكتاب ، ثمّ ذكر عدّة من مصنّفاته (5).

وقال السيّد مصطفى التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : محمّد بن علي

ص: 582


1- مناقب آل أبي طالب 4 : 67 ، وعنه في البحار 44 : 205 ح 1.
2- الاحتجاج 2 : 94 [ 195 ] ، وانظر ما أوردناه عن الاحتجاج ، الحديث السابع.
3- راجع ما ذكرناه في أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وأمالي الطوسي ، الحديث الأوّل ، وبشارة المصطفى ، الحديث الرابع.
4- مناقب آل أبي طالب 1 : 12 ، المقدّمة.
5- معالم العلماء : 119 [ 791 ].

ابن شهر آشوب المازندراني رشيد الدين ، شيخ في هذه الطائفة وفقيهها ، وكان شاعراً بليغاً منشئاً (1).

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : كان عالماً فاضلا ثقة محدّثاً محقّقاً عارفاً بالرجال والأخبار أديباً شاعراً جامعاً للمحاسن (2).

وفي الوجيزة للمجلسي ( ت 1111 ه- ) : عظيم الشأن معروف (3) ، وفي الرياض : أقول : كان معاصراً للشيخ منتجب الدين صاحب الفهرس ، والسيّد ابن زهرة أبي المكارم صاحب الغنية ، وأحمد الغزالي والزمخشري (4).

ونقل العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة أنّه كُتب في آخر الجزء السادس من كتاب ( المناقب ) لابن شهر آشوب من نسخة بخطّ أبي القاسم بن إسماعيل بن عنان الكتبي الورّاق الحلّي التي فرغ من كتابتها أواخر رجب 658 ه- ، أنّ المصنّف توفّي ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة 588 ه- ، ودفن بمدينة حلب بسفح جبل جوشن بالقرب من مشهد الحسين ( عليه السلام ) (5).

ونقل الشيخ النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك عن عبقات

ص: 583


1- نقد الرجال 4 : 276 [ 4931 ] ، وانظر : جامع الرواة 2 : 155 ، منتهى المقال 6 : 124 [ 2768 ].
2- أمل الآمل 2 : 285 [ 851 ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 340 [ 113 ].
3- الوجيزة : 309 [ 1730 ].
4- رياض العلماء 5 : 124.
5- الذريعة 22 : 318 [ 7264 ] ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 273 ، و ( القرن السابع ) : 134 ، روضات الجنّات 6 : 290 [ 585 ] ، خاتمة المستدرك 3 : 56.

الأنوار للمير حامد حسين ، عن الفيروزآبادي في محكي بلغته أنّه عاش مائة سنة إلاّ عشرة أشهر (1).

كتاب مناقب آل أبي طالب :

قال المصنّف في أوّل الكتاب : قال محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني : لمّا رأيت كفر العداة والشراة بأمير المؤمنين ، ووجدت الشيعة والسنّة فيه مختلفين ، إلى أن قال : وأُظهر ما كتموا ، وأجمع ما فرّقوا ، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدّته الرواية ، وأُشير إلى ما رواه الخاصّة ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) ، فاستصوبت من عيون كتب العامّة والخاصّة معاً ... ، ثمّ قال : فوفّقت في جمع هذا الكتاب ، ثمّ ذكر طرقه - كما سيأتي - وقال بعدها : وسمّيته ب- ( مناقب آل أبي طالب ) (2).

وعدّه في ضمن كتبه عندما ترجم لنفسه في المعالم (3) ، وأجاز روايته مع كتبه الأُخرى للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن شعرة الحلّي الجامعاني ، جاء في آخرها : كتب ذلك محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، بخطّه في منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة (4).

ونسبه إليه أغلب من ترجمه ، فهذا الكتاب وكتابه الآخر معالم العلماء من أشهر كتبه.

ص: 584


1- خاتمة المستدرك 3 : 59 ، وانظر : الكنى والألقاب 1 : 333.
2- مناقب آل أبي طالب : مقدّمة المؤلّف.
3- معالم العلماء : 119 [ 791 ].
4- روضات الجنّات 6 : 292.

ثمّ إنّ الحرّ العاملي جعله من مصادر كتابه إثبات الهداة (1) ، وأورد اسم المصنّف في ضمن طرق إجازاته إلى مصنّفات الأصحاب في خاتمة الوسائل (2) ، وأدخله المجلسي في مصادر البحار (3) ، وقال في توثيقه : وكتابا المناقب والمعالم من الكتب المعتبرة ، قد ذكرهما أصحاب الإجازات ومؤلّفهما أشهر في الفضل والثقة والجلالة من أن يخفى حاله على أحد (4) ، وهو أيضاً من مصادر تفسير البرهان للبحراني (5).

وذكر العلاّمة النوري ( رحمه اللّه ) أنّ المناقب الموجود ناقص ، قال : وليعلم أنّ الموجود من المناقب في أحوال الأئمّة ( عليهم السلام ) إلى العسكري ( عليه السلام ) ، ولم نعثر على أحوال الحجّة ( عج ) منه ، ولا نقله من تقدّمنا من سدنة الأخبار كالمجلسي والشيخ الحرّ وأمثالهما ، وربّما يتوهّم أنّه لم يوفّق لذكر أحواله ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد ( رحمه اللّه ) : إنّه لقّبه به صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، قال : وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب (6) ، والظاهر أنّه كتبه في جملة أحواله ( عليه السلام ) ، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب ، واللّه العالم (7).

مع أنّ النسخة التي رآها صاحب الذريعة مكتوبة سنة 777 ه- كتبت على نسخة تاريخها 658 ه- بخطّ أبي القاسم بن إسماعيل بن عنان الكتبي الورّاق الحلّي (8).

ص: 585


1- إثبات الهداة 1 : 29.
2- خاتمة الوسائل 30 : 177 ، الطريق المتمّم للعشرين.
3- البحار 1 : 9.
4- البحار 1 : 29.
5- البرهان 1 : 31.
6- معالم العلماء : 113.
7- خاتمة المستدرك 3 : 58.
8- الذريعة 22 : 319 [ 7264 ].

وقد يحتمل أنّ المناقب الموجود هو مختصر من مناقب ابن شهر آشوب ، اختصره أبو عبد اللّه الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي ابن فرج الذي كان تلميذ ابن شهر آشوب ، احتمله العلاّمة النوري في خاتمة المستدرك (1).

وقد ذكر هذا المختصر زين الدين علي بن يوسف بن جبير ( القرن السابع ) في كتابه ( نهج الإيمان ) ، ونسبه إلى جدّه أبي عبد اللّه الحسين بن جبير باسم ( نخب المناقب لآل أبي طالب ) ونقل منه في عدّة مواضع من كتابه ( نهج الإيمان ) ، وبعض الفقرات من خطبته.

قال - بعد أن نقل عدّة روايات من نخب جدّه - : إلى هنا روى جدّي ( رحمه اللّه ) في نخبه على طريق الاختصار ، وأومأ إلى ما ذكره الرجال إيماء ، والموجب لذلك أنّه اختصر كتاب الشيخ السعيد الفقيه عزّ الدين أبي جعفر محمّد بن شهر آشوب المازندراني السروي ( رحمه اللّه ) ، وهو كتاب كبير بسيط سمعت بعض الأصحاب ، يقول : وزنت منه جزءاً واحداً كان وزنه تسعة أرطال ، وقال جدّي ( رحمه اللّه ) في خطبة ( نخب المناقب ) : وفكّرت ... (2).

وذكره العلاّمة البيّاضي ( ت 877 ه- ) في أوّل الصراط المستقيم ، وذكر بعض فقرات خطبة كتاب ( النخب ) ، وكأنّه أخذه من ( نهج الإيمان ) ، حيث نسب الفقرة التي ذكرناها آنفاً الظاهرة في أنّها من كلام صاحب ( النهج ) إلى جدّه صاحب ( النخب ) (3) ، ونقلها عنه العلاّمة النوري في خاتمة مستدركه (4) متوهّماً ذلك أيضاً ، مع أنّ خطبة كتاب ( نخب المناقب )

ص: 586


1- خاتمة المستدرك 3 : 57.
2- نهج الإيمان : 467 ، الفصل : 26.
3- الصراط المستقيم 1 : 11.
4- خاتمة المستدرك 3 : 57.

موجودة في الذريعة وليس فيها هذا النقل لمقدار وزن جزء من كتاب المناقب ، ومن البعيد أن ينقل ما سمعه عن غيره ، ولا ينقل ما علمه من حجم الكتاب ، مع أنّه قرأه على شيخه نجيب الدين أبي الحسين علي بن فرج ، عن ابن شهر آشوب (1) ، فهو لا يحتاج إلى نقل ما سمع بعد أن رأى.

واحتمال الاتحاد غير صحيح ; فإنّ خطبة الكتابين مختلفة ، وقد صرّح مؤلّف النخب باسم الكتاب في أوّله ، ويوجد - أيضاً - في آخر النسخة منه تصريح باسمه وتاريخ نسخها ، ولا يوجد منها أثر في نسخة المناقب التي رآها صاحب الذريعة والمشار إليها آنفاً ، ولذا قطع العلاّمة الطهراني بإثنينيّتهما ، قال في الذريعة - بعد أن أشار إلى كلام البياضي - : لكن يأتي أنّ ( النخب ) غير هذا الموجود المطبوع ، وهو أيضاً موجود ، ولا بُعد في أن يكتب بقلم جلي على ورق غليظ جدّاً في جلد ثقيل يكون بالوزن المذكور (2).

وقال أيضاً بعد أن عنون ( للنخب ) : ومرّ في ( المناقب ) توهّم أنّ الموجود منه هو ( النخب ) دون أصله ، وقد ظهر أنّهما موجودان (3).

كتاب المناقب وأسانيد رواياته :

اكتفى المؤلّف أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب في كتابه هذا بذكر صاحب الكتاب الذي روى عنه الرواية في أوّلها ، مقتصراً في ذلك عن إيراد سندها بالكامل ، حيث قال في مقدّمته :

ص: 587


1- الذريعة 24 : 88 [ 462 ].
2- الذريعة 22 : 318 [ 7264 ].
3- الذريعة 24 : 88 [ 462 ].

وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الأخبار ، وعدلت عن الإطالة والإكثار والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها ، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها ، لتخرج بذلك عن حدّ المراسيل ، وتلحق بباب المسندات ، وربّما تتداخل الأخبار بعضها في بعض ، أو نختصر منها موضع الحاجة ، أو نختار ما هو أقلّ لفظاً ، أو جاءت غريبة من مظانّ بعيدة ، أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل :

فمنها : ما وافقه القرآن ، ومنها : ما رواه خلق كثير حتّى صار علماً ضروريّاً يلزمهم العمل به ، ومنها : ما بقيت آثارها رواية أو سمعاً ، ومنها : ما نطقت به الشعراء والشعرورة لتبذلها ، فظهرت مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) بإجماع موافقيهم ، وإجماعهم حجّة على ما ذكر في غير موضع ، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ، ولا يقدرون على الإنكار على ما أنطق اللّه به رواتهم ، وأجراها على أفواه ثقاتهم ، مع تواتر الشيعة بها ، وذلك خرق العادة وعظة لمن تذكّر ، فصارت الشيعة موفّقة لما نقلته ميسّرة ، والناصبة مخيّبة فيما حملته مسخرة ، لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها ، وحمل تلك ما هو حجّة لخصمها دونها ، وهذا كاف لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وإنّ هذا لهو البلاء المبين ، وتذكرة للمتذكّر ، ولطف من اللّه تعالى للعالمين (1) ).

وقد قال قبل ذلك في سبب نقله من كتب أهل السنّة : وأنصر الحقّ وأتّبعه ، وأُقهر الباطل وأَقمعه ، وأُظهر ما كتموا ، وأَجمع ما فرّقوا ، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدّته الرواية ، وأُشير إلى ما روته الخاصّة

ص: 588


1- مناقب آل أبي طالب 1 : 12 ، المقدّمة.

( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) ، فاستصوبت من عيون كتب العامّة والخاصّة معاً ; لأنّه إذا اتّفق المتضادّان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما ، وشاهد للمحقّ في اعتقاده منهما ، وإذا اعتقدت فرقة خلاف ما روت ودانت بضدّ ما نقلت وأخبرت ، فقد أخطأت وإلاّ فَلِمَ يروي الإنسان ما هو كذب عنده ويشهد بما يعتقد فيه ضده؟ ، وكيف يعترف بما يحتجّ به خصمه ، ويسطر ما يخالفه علمه؟ ، ولا عجب في رواياتهم ما هو حجّة عليهم ، فقد أنطقهم اللّه الذي أنطق كلّ شيء ، وإن كان الشيطان يثبت غروره حيث يأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره.

ثمّ قال : وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة ، بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحّ لي الرواية عنهم ، بأن أقول : حدّثني وأخبرني وأنبأني وسمعت واعترف لي بأنّه سمعه ورواه كما قرأته ، وناولني من طرق الخاصّة.

فأمّا طرق العامّة : ... ، ثمّ ذكر أسانيده إلى كتاب البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والدار قطني ، وإلى إسناد معرفة الحديث ، والموطّأ ، ومسند أبي حنيفة ، ومسند الشافعي ، ومسند أحمد وفضائله ، ومسند أبي يعلى ، وتاريخ الخطيب ، والنسوي ، والطبري ، وعلي بن مجاهد ، وتاريخيّ أبي علي البيهقي وأبي علي مسكويه ، وكتابي المبتدأ لهما وكتاب الأغاني ، وسنن السجستاني ، واللالكائي ، وابن ماجة ، وحلية الأولياء ، وإحياء علوم الدين ، والعقد ، وفضائل السمعاني ، وابن شاهين ، والزعفراني ، والعكبري ، ومناقب ابن شاهين ، وابن مردويه ، وأمالي الحكم ، ومجموع ابن عقدة ، والوسيط ، وأسباب النزول للواحدي ، ومعرفة الصحابة ، ودلائل

ص: 589

النبوّة ، والجامع ، وأحاديث الجوهري ، وشعبة بن الحجّاج ، ومغازي الواقدي ، والبيان ، والتبيين ، والعزّة ، والفتيا ، وغريب القرآن ، وشوق العروس ، وعيون المجالس ، والمعارف ، وعيون الأخبار ، وغريب الحديث ، وغريب القرآن لابن قتيبة ، وغريب القرآن ، ونزهة القلوب ، وأعلام النبوّة ، والإبانة ، وكتاب اللوامع ، ودلائل النبوّة ، وجوامع الكلم ، ونزهة الأبصار ، والمحاضرات ، والإبانة ، وقوت القلوب ، والترغيب والترهيب ، وكتاب أبي الحسن المدايني ، وسنن الدارمي ، واعتقاد أهل السنّة ، وكتاب الكشف والفايق ، وربيع الأبرار ، والفردوس ، وزاد المسافر ، والأربعين ، للخوارزمي ، وفضائل القاضي أبي السعادات ، والخصائص العلويّة ، ومانزل من القرآن في علي ، وغيرها.

ثمّ ذكر أنّه أورد أسانيده إلى التفاسير والمعاني في كتابه أسباب النزول ، ثمّ عدّ منها أكثر من خمسين كتاباً.

وأمّا أسانيده إلى كتب الشيعة ، فقال : إنّ أكثرها عن الشيخ الطوسي ، وأورد سنده إليه ، وكذا أسانيده إلى المرتضى والرضيّ والشيخ المفيد والصدوق وابن شاذان وابن فضّال وابن الوليد وابن الحاشر وعلي بن إبراهيم والحسن بن حمزة والكليني والعبدكي والفلكي وغيرهم ، وكذا كتب الفتّال التنوير ، وروضة الواعظين ، ومجمع البيان ، وإعلام الورى للطبرسي ، وروض الجنان لأبي الفتوح ، وحلية الأشراف للبيهقي ، وغرر الحكم للآمدي ، وذكر أنّه وجد كتاب الاحتجاج بخطّ أبي طالب الطبرسي (1).

ص: 590


1- مناقب آل أبي طالب 1 : 6 - 12 ، المقدّمة.
(74) كتاب : السرائر لابن إدريس الحلّي ( ت 598 ه- )
الحديث :

في ما يذكره في باب الطلاق في القول : إنّ الطلاق ثلاث ، قال : ... ، ودليل الشيعة على ما ذهبت إليه بعد إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) فإنّ فيه الحجّة من وجوه يطول شرحها ... ، ولقول الرسول ( عليه السلام ) المتّفق عليه : « خلّفتُ فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (1).

أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي العجلي :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : الشيخ محمّد بن إدريس العجلي بحلّة ، له تصانيف ، منها : كتاب ( السرائر ) شاهدته بحلّة ، وقال شيخنا سديد الدين محمود الحمّصي - رفع اللّه درجته - : وهو مخلّط لا يعتمد على تصنيفه (2).

وذكره ابن داود ( ت 707 ه- ) في رجاله في قسم الضعفاء ، قال : محمّد بن إدريس العجلي الحلّي ، كان شيخ الفقهاء بالحلّة متقناً في العلوم ، كثير التصانيف ، لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت [ بالكلّيّة ] (3).

ص: 591


1- السرائر 2 : 679.
2- فهرست منتجب الدين : 173 [ 421 ].
3- رجال ابن داود : 269 [ 426 ].

ولكن التفرشي ( القرن الحادي عشر ) علّق عليه ، قائلا : ولعلّ ذكره في باب الموثّقين أولى ; لأنّ المشهور منه أنّه لم يعمل بخبر الواحد ، وهذا لا يستلزم الإعراض بالكلّيّة ، وإلاّ انتقض بغيره مثل السيّد ( قدس سره ) (1) وغيره (2).

وأجاب عليه - أيضاً - الشيخ أبو علي ( ت 1216 ه- ) في منتهى المقال ، قال : ولا يخفى ما فيه من الجزاف وعدم سلوك سبيل الإنصاف ، فإنّ الطعن في هذا الفاضل الجليل سيّما والاعتذار بهذا التعليل العليل فيه ما فيه ، أمّا أوّلا : فلأنّ عمله بأكثر كثير من الأخبار ممّا لا يقبل الاستتار سيّما ما استطرفه في أواخر السرائر من أُصول القدماء ( رضي اللّه عنهم ) ، وأمّا ثانياً : فلأنّ عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرّداته ، بل ذهب إليه جملة من جلّة الأصحاب كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك موجباً للتضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ، وفيه ما فيه (3).

ثمّ إنّ الشهيد الأوّل ( ت 786 ه- ) في إجازته للشيخ شمس الدين ، وصفه ب- : الإمام العلاّمة ، شيخ العلماء ، حبر المذهب ، فخر الدين أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس ( رضي اللّه عنه ) (4) ، والشهيد الثاني في إجازته لوالد البهائي ب- : الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق (5) ، والمحقّق الكركي في إجازته للقاضي صفيّ الدين ، ب- : الشيخ الإمام السعيد المحقّق حبر العلماء والفقهاء ، فخر الملّة والحقّ والدين (6).

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخّرون ، واعتمدوا على كتابه وعلى ما رواه في آخره من

ص: 592


1- الشريف المرتضى ( ( قدس سره ) ).
2- نقد الرجال 4 : 132 [ 4462 ].
3- منتهى المقال 5 : 346 [ 2479 ] ، قاموس الرجال 9 : 93 [ 6424 ].
4- البحار 107 : 197.
5- البحار 18 : 158.
6- البحار 108 : 73 ، وانظر : خاتمة المستدرك 3 : 40.

كتب المتقدّمين وأُصولهم ، ثمّ قال - بعد أن ذكر أنّه لم يجد قول ابن داود في نسخته - : وقد ذكر أقواله العلاّمة وغيره من علمائنا في كتب الاستدلال وقبلوا أكثرها (1).

بقي الكلام على نسبة التخليط إليه :

قال العلاّمة التستري ( ت 1415 ه- ) في قاموسه : وكان مخلّطاً في الفقه وفي الحديث في أسانيدها ومتونها ، وفي الأدب وفي التاريخ وفي اللغة ، ثمّ قال : ومن غريب خبطاته في مسألة استخارة الرقاع كما عرفت في عنوان ( رفاعة ) ، ومن مستطرفات خلطه نسبته في مستطرفاته إلى أبان بن تغلب عدّة أخبار لا ربط لها به كما مرّ في ( أبان ) ، ومع أنّه كثيراً ما ينتقد على اتّباع الشيخ بكونهم مقلّديه ، هو أيضاً أحد مقلّديه ، وذلك : أنّ ديدنه إذا رأى الشيخ اختلفت فتواه في كتبه يعترض على فتواه الخبريّة بكونه تمسّكاً بالآحاد ولو كان مستنداً إلى أخبار ملحقة بالتواتر ، وإذا رآه اتّفقت فتواه يتبعه ولو كان مستنداً إلى آحاد (2).

وقال السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) في معجمه - بعد أن ذكر كلام الشيخ منتجب الدين المتقدّم - : أقول : أمّا ما ذكره الشيخ محمود الحمّصي من أنّ ابن إدريس مخلّط لا يعتمد على تصنيفه ، فهو صحيح من جهة وباطل من جهة ، أمّا إنّه مخلّط في الجملة فممّا لا شكّ فيه ، ويظهر ذلك بوضوح من الروايات التي ذكرها فيما استظرفه من كتاب أبان بن تغلب ، ثمّ ذكر أمثلة أُخرى لتخليطه ، وقال بعدها : وأمّا قوله لا يعتمد على تصنيفه ،

ص: 593


1- أمل الآمل 2 : 243 [ 717 ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 276 [ 97 ] ، الوجيزة : 292 [ 1566 ] ، رياض العلماء 5 : 31 ، روضات الجنّات 6 : 274 [ 584 ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 290 ، بهجة الآمال 6 : 270 ، جامع الرواة 2 : 65 ، تنقيح المقال 2 : 77 ، من أبواب الميم ، حاوي الأقوال 3 : 68 [ 967 ].
2- قاموس الرجال 9 : 93 [ 6424 ].

فهو غير صحيح ; وذلك فإنّ الرجل من أكابر العلماء ومحقّقيهم ، فلا مانع من الاعتماد على تصنيفه في غير ما ثبت فيه خلافه (1).

وبقي هناك شيء لا بأس بالإشارة إليه وهو ما ينسب إلى ابن إدريس من التجاسر على شيخ الطائفة ، فقد أجاب عليه بعض المحقّقين بما ينفيه بالكلّيّة وأنّ بعض العبائر المنسوبة إليه بحقّ شيخ الطائفة لا أثر لها بالكلّيّة (2).

وأمّا وفاته ، فقد نقل المجلسي من خطّ الشهيد الأوّل ( رحمه اللّه ) : وقال الشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس الإمامي العجلي ( رحمه اللّه ) : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وتوفّي إلى رحمة اللّه ورضوانه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة (3).

وكأنّ ( سبعين ) تصحيف من تسعين ; لأنّ ابن إدريس انتهى من كتابه السرائر في صفر سنة 589 ه- (4).

بل نقل الشيخ أبو علي عن رسالة الكفعمي في وفيات العلماء ، أنّه قال : وجد بخطّ ولده صالح : توفّي والدي محمّد بن إدريس ( رحمه اللّه ) يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوّال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (5).

كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي :

قال المصنّف في أوّل الكتاب - بعد الحمد والصلاة على محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) - : قال محمّد بن إدريس ( رحمه اللّه ) : إنّي لمّا رأيت زهد أهل هذا

ص: 594


1- معجم رجال الحديث 16 : 66 [ 10214 ].
2- قاموس الرجال 5 : 346 ، معجم رجال الحديث 16 : 68.
3- البحار 107 : 19.
4- السرائر 3 : 653 ، انظر : خاتمة المستدرك 3 : 42.
5- منتهى المقال 5 : 348 ، [ 2479 ].

العصر في علم الشريعة المحمّدية ... ، ثمّ كرّر اسمه عدّة مرّات إلى أن قال في آخر الخطبة : وقد رسمته بكتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، واللّه المستعان وعليه التكلان (1).

ونسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست (2) ، والشيخ الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل ، وأضاف : وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخّرون ، واعتمدوا على كتابه (3) ، وجعله من مصادر الوسائل (4) ، وذكر طريقه إليه (5).

وقال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) : وكتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلاّمة محمّد بن إدريس الحلّي ، وقد أورد في آخر ذلك الكتاب باباً مشتملا على الأخبار وذكر : أنّي استطرفته من كتب المشيخة المصنّفين والرواة المخلصين ، ويذكر اسم صاحب الكتاب ويورد بعده الأخبار المنتزعة من كتابه ، وفيه أخبار غريبة وفوائد جليلة (6).

وقال أيضاً : وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلّفه على أصحاب البصائر (7).

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) : وقد رأيت من كتاب السرائر نسخاً كثيرة ، من أحسن ما رأيته ما وجدته في كتب المرحوم آميرزا فخر المشهدي ، وهو نسخة عتيقة صحيحة جدّاً قريبة العهد بزمان المصنّف ، بل كتبت في زمانه ، ورأيت في خزانة الشيخ صفيّ في أردبيل

ص: 595


1- السرائر 1 : 41 ، مقدّمة المؤلّف.
2- فهرست منتجب الدين : 173 [ 421 ].
3- أمل الآمل 2 : 243 [ 717 ].
4- خاتمة الوسائل 30 : 159 [ 76 ].
5- خاتمة الوسائل 30 : 184 ، الطريق الخامس والثلاثون.
6- البحار 1 : 16 ، مصادر الكتاب.
7- البحار 1 : 33 ، توثيق المصادر.

قطعة أُخرى من هذا الكتاب كتب أيضاً في زمن المصنّف وقريء على السيّد فخار بن معد الموسوي تلميذ المصنّف ، وعليه أيضاً بلغات وإجازة بخطّ يوسف بن علوان في جمادي الآخرة سنة ثمان وعشرين وستمائة للشيخ محمّد بن الزنجي يرويه عن علي بن يحيى الخيّاط ، عن مصنّفه.

وتاريخ تأليف السرائر على ما يظهر من كتاب الصلح منه سنة سبع وثمانين وخمسمائة ، وقد رأيت أيضاً نسخة عتيقة منه في بلدة أشرف من بلاد مازندران (1).

وقال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الذريعة : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، للشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي الحلّي ، وجد تاريخ ولادته مع هذه الترجمة والنسبة بخطّه المؤرّخ سنة 558 ، وتوفّي 598 ، فرغ منه كما يظهر من كتابيه الصلح والميراث 588 (2).

وفي آخر المطبوع على عدّة نسخ اثنين منها كتبت في أوائل القرن السابع ومقابلة على نسخة المصنّف : أنّه فرغ منه في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة (3).

وحقّق ونشر عن طريق مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين بقم المقدّسة.

ص: 596


1- رياض العلماء 5 : 33.
2- الذريعة 12 : 155 [ 1041 ].
3- السرائر 3 : 653.
(75) كتاب : نور الهدى والمنجي من الردى للحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين
اشارة

الجاوابي ( القرن السادس ) ( نقلاً عن التحصين لابن طاووس )

الحديث :

الأوّل : قال ابن طاووس في التحصين : في ما نذكره من خطبة ( يوم الغدير ) وفيها من رجال المخالفين ... ، نذكرها من كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) الذي قدّمنا ذكره (1) ، فقال ما هذا لفظه : أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي ، قالا : حدَّثنا حميد بن الربيع الخزّاز ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا نوح بن مبشّر ، قال : حدَّثنا الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، وعن زيد بن أرقم ، قال :

لمّا أقبل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع جاء حتّى نزل بغدير خمّ

ص: 597


1- ذكر كتاب ( نور الهدى ) في أوّل باب من أبواب كتاب التحصين ، قال : رأينا ذلك في كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكمال [ الكآل [ بن هارون ، وأنّهما قد اتّفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه.

بالجحفة بين مكّة والمدينة ، ثمّ أمر بالدوحات بضمّ (1) ما تحتهن من شوك ، ثمّ نودي بالصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، وإن منّا [ من [ يضع رداءه تحت قدميه من شدّة الحرّ والرمضاء ، ومنّا من يضعه فوق رأسه ، فصلّى بنا ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ التفت إلينا ، فقال :

« الحمد لله الذي علا في توحيده ودنا في تفرّده ...

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومحكماته ولا تبغوا متشابهه ، فواللّه لن يبيّن لكم زواجره ، ولن يوضّح لكم تفسيره إلاّ الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ ، وشائل عضده ورافعها بيدي ومعلمكم من كنت مولاه فهو مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي ، أمر من اللّه نزّله عليّ.

معاشر الناس ، إنّ علياً والطيّبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر ، وكلّ واحد منهما مبني (2) على صاحبه لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أمر من اللّه في خلقه وحكمه في أرضه ... » (3).

ومضى هذا الحديث عن روضة الواعظين للفتّال النيسابوري ( ت 508 ه- ) مرسلا عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، وعن الاحتجاج للطبرسي مسنداً عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أيضاً ، فراجع.

وسيأتي في كتاب اليقين لابن طاووس ، عن بعض علماء أهل السنّة ، عن الباقر ( عليه السلام ) مسنداً أيضاً. وعن كتاب نهج الإيمان لعلي بن يوسف بن

ص: 598


1- الظاهر أنّه خطأ مطبعي ، والصحيح ( بقَمِّ ).
2- الظاهر أنّه تصحيف ( منبي ) ، كما يظهر من الروايات الأُخَر في ( روضة الواعظين ) و ( الاحتجاج ) التي مرّت سابقاً.
3- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 578 ( القسم الأوّل ) ، الباب (29) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

جبر ، عن زيد بن أرقم (1).

الثاني : قال في التحصين : ... ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) أيضاً ، فقال ما هذا لفظه : محمّد بن عمر الحافظ البغدادي (2) ، قال : حدَّثني أبو عبد اللّه محمّد بن ثابت من كتابه (3) ، قال : حدَّثنا محمّد بن العبّاس وأبو جعفر الخزاعي (4) ، قالا : حدَّثنا الحسن بن الحسين العرني (5) ، قال : حدَّثنا عمر بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن أبي يحيى ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) المنبر ، واجتمع الناس إليه فخطب ، فقال : « يا معاشر المؤمنين ... » إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الصدوق ( ت 381 ه- ) ، فراجع (6).

الثالث : قال في التحصين : فيما نذكره من اجتماع قريش والمهاجرين والأنصار بعد ولاية عثمان وذكرهم فضائلهم ... ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) ، فقال ما هذا لفظه : بحذف الإسناد عن ابن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت عليّاً ... ( الحديث ) ، وقد نبّهنا على هذه الرواية في ما نقلنا من كتاب سُليم ، فراجع (7).

ص: 599


1- انظر ما أوردناه في كتاب روضة الواعظين ، الحديث الأوّل ، والاحتجاج الحديث الأوّل ، وما سنذكره في اليقين ، الحديث الأوّل ، ونهج الإيمان ، الحديث الأوّل.
2- هذه الرواية مقطوعة ; لأنّ محمّد بن عمر الحافظ من شيوخ الصدوق الذي هو من أعلام القرن الرابع ، والحسن بن أبي طاهر الجاوابي من أعلام القرن السادس ، فكيف يروي عن محمّد بن عمر الحافظ؟ ، وهذه الرواية رواها الصدوق في أماليه ( الحديث الأوّل ) فلعلّ الجاوابي رواها عن الأمالي ، وهو الظاهر.
3- في أمالي الصدوق ( بن كنانة ).
4- في أمالي الصدوق ، حدَّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي.
5- في أمالي الصدوق ، قال : حدَّثنا حسن بن الحسين العرني.
6- التحصين : 598 ، القسم الثاني ، الباب (4) ، وفيه : « وإن تابعتموه نجوتم » ، وفيه : « ومن اتّبع علمه من عند غير علي هلك » ، وفيه : « فإنّهم خاصّتي وقرابتي » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، إنّهم أهل يقين ، فمن آذاهم ... » وفيه : « ومن طلب غيرهم فقد كذّبني » ، وفيه : « ما أنتم قائلون [ إذا [ لقيتموني ».
7- 7 - التحصين : 630 ، القسم الثاني ، الباب (25) ، راجع ما ذكرناه في كتاب سُليم ،الحديث الثاني.
كتاب التحصين لابن طاووس :

ذكر المجلسي ( ت 1111 ه- ) عدّة كتب لابن طاووس جعلها من مصادره في البحار ، ومنها هذا الكتاب ، قال : وكتاب التحصين في أسرار مازاد على كتاب اليقين ... ، كلّها للسيّد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين ، أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني (1).

وقال في توثيق المصادر : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلّها معروفة (2).

وقال المصنّف في مقدّمة كتاب التحصين : وكان من أواخر ما صنّفته - وقد تجاوز عمري عن السبعين ومفارقتي للدنيا الداثرة ومجاوزتي لسعادتي في الآخرة - كتاب ( الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة ) ، وكتاب ( اليقين في اختصاص مولانا علي ( عليه السلام ) بأُمرة المؤمنين ) ... ، وكان قد ضمّنته - أي اليقين - ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات اللّه عليه ( أمير المؤمنين ) ... ، وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثاً في معاني أبواب كتاب اليقين مصنّفها غير من ذكرناه (3) ; إذ طرقها غير ما تضمّنه ما رويناه فيه عن المخالفين أو الموافقين ، وأشفقت أن تضيع بإهمالها ، وأنّه لا يظفر غيرنا بحالها ، وأن أكون يوم القيامة مطالباً بجمع شتاتها ونفع مهمّاتها.

فصل : واقتضت الاستخارة : أنّني أفردها ، وما عساه فات في كتاب

ص: 600


1- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب.
2- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر.
3- يقصد كتاب نور الهدى للجاوابي.

واصف لما أُستِر من أسرارها ، وكاشف لأنوارها ...

فصل : وأن يكون زيادة في الحجج البالغة والآيات القاطعة الدامغة ، وقد سمّيته : ( كتاب التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين ) (1).

وقال صاحب الذريعة ( ت 1389 ه- ) : التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين ، للسيّد جمال السالكين رضيّ الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي ، المولود سنة 589 والمتوفى سنة 664 ، عدّه العلاّمة المجلسي في أوّل البحار من مصادره (2) ، وينقل عنه الأمير أشرف في فضائل السادات (3) ، وحكى عنه شيخنا في خاتمة المستدرك ما نقله فيه عن كتاب نور الهدى والمنجي من الردى (4) ، فيظهر وجود النسخة عندهم ، وصرّح صاحب الرياض بأنّ جميع أخباره مقصورة على ما في كتاب ( نور الهدى ) إلا قليلا ممّا أورده في أواخر الكتاب (5) ، ثمّ ذكر بعده أنّه ألّفه بعد كتاب اليقين في أواخر عمره (6).

أقول : ولكن ما موجود في المطبوع من كتاب التحصين كلّه مأخوذ من كتاب نور الهدى.

وذكر محقّق الكتاب وجود نسخة وحيدة له في مكتبة آية اللّه السيّد شهاب الدين المرعشي ( قدس سره ) بقم ، تحت رقم [ 4636 ] ، وهي مجموعة تضمّ مع التحصين كتاب المائة منقبة لابن شاذان وكلمات حكميّة ، وتاريخ نسخها سنه 1108 ه- (7).

ص: 601


1- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 531 ، مقدّمة الكتاب.
2- مضى ما ذكرناه عن البحار.
3- فضائل السادات : 323.
4- خاتمة المستدرك 3 : 27.
5- رياض العلماء 1 : 156.
6- الذريعة 3 : 398 [ 1431 ].
7- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 30 ، مقدّمة المحقّق.
كتاب نور الهدى للجاوابي :

قال السيّد ابن طاووس ( ت 664 ه- ) في مقدّمة كتابه التحصين : وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثاً في معاني أبواب كتاب اليقين ، مصنّفها غير من ذكرناه ... ، واقتضت الاستخارة : أنّني أفردها وما عساه فات ، في كتاب واصف لما أُستر من أسرارها ... (1).

وقال في الباب الأوّل منه : رأينا ذلك في كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) ، تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكمال (2) بن هارون ، وأنّهما قد اتّفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه (3).

وكرّر مثل هذا الكلام في الباب الأوّل من القسم الثاني من الكتاب (4).

وقال صاحب الرياض ( ت حدود 1130 ه- ) : الشيخ الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، له كتاب نور الهدى والمنجي من الردى ، في فضائل علي ( عليه السلام ) ، وكان من قدماء الأصحاب ; إذ يروي بقوله « حدَّثنا » عن جماعة من القدماء ، منهم علي بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه ، ويروي عن مشايخ الصدوق والمفيد والشيخ وأضرابهم أيضاً من دون التصدير ب- ( حدَّثنا ).

ثمّ قال : وفي المقام شيء ، وهو أنّه كيف يصحّ حينئذ أن يروي عن أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار ، الخازن ، مع أنّ ابن شهريار

ص: 602


1- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 532 ، مقدّمة المؤلّف.
2- المعروف ( بابن الكال ).
3- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 535 ، القسم الأوّل ، الباب الأوّل.
4- المصدر السابق : 595 ، القسم الثاني ، الباب الأوّل.

الخازن يروي عن الشيخ الطوسي ، فتأمّل (1).

أقول : لم نجد في المطبوع أنّه قال : ( حدَّثنا ) إلاّ في الباب السابع عشر ، حيث قال ابن طاووس : فيما نذكره من تسمية النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) لعليّ ( عليه السلام ) أنّه إمام أُمّتي وخليفتي عليها بعدي ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) ، فقال ما هذا لفظة : حدَّثنا علي بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن أبيه ... إلى آخره.

ومن تصفّح كتاب التحصين يجد أنّ السيّد ابن طاووس لم ينقل الكلام الذي قاله صاحب نور الهدى قبل هذه الأحاديث ، وإنّما يصدّرها في أغلب الأحيان ب- ( نذكر ذلك من كتاب نور الهدى ، فقال ما هذا لفظه : ) ثمّ يورد الأحاديث التي كثير منها عن شيوخ الصدوق والمفيد والطوسي من دون ( حدَّثنا ) كما قال صاحب الرياض ، وكما يظهر لك ممّا نقلناه من روايات حديث الثقلين الثانية والثالثة ، وهذا الحديث المتصدّر بقوله ( حدَّثنا ) رواه الصدوق بعين السند وبقوله ( حدَّثنا ) أيضاً في كمال الدين (2) والأمالي (3).

ولا توجد لدينا نسخة لكتاب نور الهدى حتّى نعلم هل ذكر مصنّفه سنداً لهذه الأحاديث ، أو اسم الكتاب الذي نقل منه ، وأنّ السيّد ابن طاووس اقتصر على إيراد ما ذكره ، وحذف السند أو اسم الكتاب ، أو أنّ مصنّف نور الهدى نفسه لم يذكرهما أو أحدهما ، وهو الأقرب ، بعد الأخذ بعين الاعتبار ظاهر قول السيّد ابن طاووس في أغلب الأحاديث : ( فقال ما هذا لفظه ) ، وقوله في الباب (27) من القسم الثاني عند نقله لمناظرة أحبار اليهود لعمر : نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) كما ذكره من غير

ص: 603


1- رياض العلماء 1 : 156.
2- كمال الدين وتمام النعمة : 272 ح 65.
3- الأمالي : 341 ، ح 8 ، المجلس 45.

إسناد ... (1) ، وقول الجاوابي على ما نقله السيّد في الباب (25) من القسم الثاني في اجتماع المهاجرين والأنصار ومناشدة علي ( عليه السلام ) لهم في ولاية عثمان : بحذف الإسناد عن ابن عيّاش ، عن سُليم بن قيس ... إلى آخره ، والذي نقلناه نحن عن كتاب سُليم أيضاً (2) ، وقوله على ما نقله السيّد في الباب (21) من القسم الأوّل : بحذف الإسناد عن سليمان الأعمش ، عن عباية ، عن ابن عبّاس ... (3) ، فإنّ الظاهر من هذا أنّ الحذف للسند كان من قبل الجاوابي ، فلا يدلّ ورود شيوخ الصدوق والمفيد والطوسي في أوّل السند على أنّه روى عنهم حتّى ولو ورد في مورد واحد ( حدَّثنا ) ، فإنّه قال على ما نقله السيّد في الباب (11) من القسم الثاني : روى الأصبغ بن نباته ( رحمه اللّه ) ، قال : حضرت عند أمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليه ) ... (4) ، فهلاّ دلّ ذلك على أنّه روى عن الأصبغ!!

وعلى هذا فلا دلالة قطعيّة من روايته عن ابن شهريار الخازن - الذي أدرك سنة 516 ه- - تلميذ الطوسي ( رضي اللّه عنه ) كما في أوّل القسم الثاني بأنّه يروي عنه مباشرة بعد أن عرفنا طريقة الجاوابي في كتابه ، وإنّما نستفيد منها بأنّه كان معاصراً له أو بعده ، ولم يكن متقدّماً عليه ومعاصراً لشيوخ الصدوق ( رحمه اللّه )! مع بقاء احتمال روايته عنه مباشرة.

وممّا ذكرنا سابقاً من كلام السيّد ابن طاووس يظهر أنّ مصنّف نور الهدى كان معاصراً لابن الكآل المتوفّى في ذي الحجّة من سنة 597 ه- ، فلا مجال لتعجّب صاحب الرياض من رواية الجاوابي عن ابن شهريار.

ص: 604


1- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 642 ، القسم الثاني ، الباب (27).
2- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 630 ، القسم الثاني ، الباب (25) ، وراجع ما أوردناه عن كتاب سُليم ، الحديث الثاني.
3- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 564 ، القسم الأوّل ، الباب (1).
4- التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : 610 ، القسم الثاني ، الباب (11).

قال العلاّمة الطهراني ( ت 1389 ه- ) في الطبقات : الحسن بن أحمد ابن محمّد بن الحسين الجاوابي صاحب كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) الذي ينقل عنه ابن طاووس في كتابه ( التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين ) ، قال في موضعين من التحصين : إنّ على نسخة ( نور الهدى ) خطّ الشيخ محمّد بن هارون المعروف بابن الكال : بأنّه اتّفق مع مصنّفه على تحقيق ما تضمّنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال ، أقول : يظهر منه أنّ المصنّف كان معاصراً لابن الكال الذي كتب ما يشبه التقريظ والتصديق لكتابه ، وابن الكآل من مشايخ محمّد بن المشهدي ، ويروي مصنّف ( نور الهدى ) أعني صاحب الترجمة في كتابه المذكور عن محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن ، تلميذ شيخ الطائفة الذي كان حيّاً إلى 514 (1) (2).

وكما عرفت آنفاً بأنّ رواية الجاوابي عن ابن شهريار احتمال ، بعد مراجعة طريقته في كتابه ، فهو لم يصرّح بالرواية عنه مباشرة ، ولم يعثر على نسخة من كتاب نور الهدى حتّى نرى ما قال فيها (3) ، خاصّة وأنّ ابن الكآل المعاصر للجاوابي - كما عرفت - يروي كتاب سُليم عن ابن شهريار الخازن بواسطة واحدة (4) ، فلعلّ الجاوابي يروي أيضاً عن ابن شهريار بواسطة واحدة.

ص: 605


1- الصحيح ( 516 ه- ) ، انظر : رياض العلماء 5 : 25.
2- طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : 54 ، وانظر : الذريعة 24 : 387 [ 2079 ].
3- لاحظ مقدّمة كتاب التحصين ( المطبوع مع اليقين ).
4- رياض العلماء 5 : 25 ، وراجع ما قلناه في كتاب سليم ، الحديث الثاني ، عند ذكر رواية الجاوابي عن سُليم بن قيس.

ص: 606

فهرس المواضيع

دليل الكتاب... 5

مقدّمة المركز... 7

المطلب الأول : نقل الحديث

القرن الأوّل الهجري

كتاب سُليم بن قيس الهلالي الكوفي

نقل الحديث... 19

الحديث الأوّل... 19

الراوون عنه... 20

الحديث الثاني... 21

الراوون عنه... 23

الحديث الثالث... 26

الراوون عنه... 28

الحديث الرابع... 28

الحديث الخامس... 29

الحديث السادس... 30

الراوون عنه... 33

ترجمة سُليم بن قيس الهلالي... 33

توثيق كتاب سُليم... 36

ص: 607

طرق الكتاب ونسخه... 38

من أورد رواياته... 44

أبان بن أبي عيّاش... 50

القرن الثاني الهجري

كتاب درست بن أبي منصور

نقل الحديث... 59

ترجمة المؤلف... 60

توثيق الكتاب... 63

كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد

نقل الحديث... 69

ترجمة المؤلّف... 71

توثيق الكتاب... 74

القرن الثالث الهجري

صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) برواية الطبرسي

نقل الحديث... 79

الراوون عن الصحيفة... 79

توثيق الكتاب... 80

مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) برواية الغازي

نقل الحديث... 89

داود بن سليمان الغازي... 90

توثيق المسند... 96

أصل ( كتاب ) محمّد بن المثنى الحضرمي

نقل الحديث... 99

ص: 608

ترجمة المؤلّف... 100

توثيق الكتاب... 103

مؤلّفات الفضل بن شاذان

كتاب الإيضاح

نقل الحديث... 107

ترجمة المؤلف... 107

توثيق الكتاب... 109

كتاب إثبات الرجعة

نقل الحديث... 115

توثيق الكتاب... 117

السيّد مير لوحى وكتابه كفاية المهتدي... 117

مختصر إثبات الرجعة... 127

بصائر الدرجات الكبرى لمحمّد بن الحسن الصفّار

نقل الحديث... 131

ترجمة المؤلّف... 133

توثيق الكتاب... 134

تاريخ أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي

نقل الحديث... 137

ترجمة المؤلّف... 138

توثيق الكتاب... 140

مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد اللّه القمّي

نقل الحديث... 143

ترجمة المؤلّف... 145

ص: 609

الشيخ حسن بن سليمان الحلي... 147

توثيق الكتاب... 148

القرن الرابع الهجري

تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي

نقل الحديث... 159

ترجمة المؤلّف... 160

توثيق الكتاب... 164

تفسير علي بن إبراهيم القمّي

نقل الحديث... 167

ترجمة المؤلّف... 171

توثيق الكتاب... 172

تفسير العيّاشي

نقل الحديث... 179

الراوون عنه... 182

ترجمة المؤلّف... 184

توثيق الكتاب... 185

العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم القمّي

نقل الحديث... 189

المؤلف والكتاب... 189

الكافي لمحمّد بن يعقوب الكليني

نقل الحديث... 203

ترجمة المؤلّف... 207

كتاب الكافي... 208

ص: 610

المسترشد لمحمّد بن جرير الطبري الإمامي

نقل الحديث... 211

ترجمة المؤلّف... 212

توثيق الكتاب... 214

رجال الكشّي

نقل الحديث... 217

ترجمة المؤلّف... 218

توثيق الكتاب... 219

تأويل ما نزل من القرآن لمحمّد بن الماهيار

نقل الحديث... 223

ترجمة المؤلّف... 225

توثيق الكتاب... 225

مقدّمات علم القرآن لمحمّد بن بحر الرهني

نقل الحديث... 231

ترجمة المؤلّف... 232

توثيق الكتاب... 237

الغيبة لمحمّد بن إبراهيم النعماني

نقل الحديث... 239

ترجمة المؤلّف... 241

توثيق الكتاب... 242

مؤلّفات علي بن الحسين المسعودي

إثبات الوصية للامام علي عليه السلام

نقل الحديث... 245

ص: 611

ترجمة المؤلّف... 246

توثيق الكتاب... 254

مروج الذهب ومعادن الجواهر

نقل الحديث... 257

توثيق الكتاب... 257

الاستغاثة لعلي بن أحمد الكوفي

نقل الحديث... 261

ترجمة المؤلّف... 262

توثيق الكتاب... 266

كتاب الآل للحسين بن أحمد بن خالويه

نقل الحديث... 271

ترجمة المؤلّف... 273

توثيق الكتاب... 278

تحف العقول للحسين بن علي الحرّاني

نقل الحديث... 281

ترجمة المؤلّف... 284

توثيق الكتاب... 284

البرهان في النصّ الجليّ على علي ( عليه السلام ) الشمشاطي

نقل الحديث... 287

ترجمة المؤلّف... 287

توثيق الكتاب... 290

مؤلّفات الشيخ الصدوق

كتاب كمال الدين وتمام النعمة

نقل الحديث... 293

ص: 612

ترجمة المؤلّف... 308

توثيق الكتاب... 310

كتاب معاني الأخبار

نقل الحديث... 313

توثيق الكتاب... 316

كتاب الأمالي

نقل الحديث... 319

توثيق الكتاب... 324

كتاب عيون أخبار الرضا

نقل الحديث... 327

توثيق الكتاب... 330

كتاب الخصال

نقل الحديث... 333

توثيق الكتاب... 335

كتاب التوحيد

نقل الحديث... 337

توثيق الكتاب... 337

كفاية الأثر للخزّاز

نقل الحديث... 339

ترجمة المؤلّف... 345

توثيق الكتاب... 346

القرن الخامس الهجري

مقتضب الأثر لأحمد بن عيّاش الجوهري

نقل الحديث... 351

ص: 613

ترجمة المؤلّف... 351

توثيق الكتاب... 356

مؤلّفات الشريف الرضي

نهج البلاغة

نقل الحديث... 361

ترجمة المؤلف... 361

توثيق الكتاب... 362

كتاب المجازات النبويّة

نقل الحديث... 365

توثيق الكتاب... 365

مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )

لمحمّد بن أحمد بن شاذان

نقل الحديث... 367

ترجمة المؤلّف... 368

توثيق الكتاب... 369

مؤلّفات الشيخ المفيد

كتاب الأمالي

نقل الحديث... 375

ترجمة المؤلّف... 378

توثيق الكتاب... 380

كتاب الإرشاد

نقل الحديث... 381

توثيق الكتاب... 384

كتاب الفصول المختارة

نقل الحديث... 387

ص: 614

توثيق الكتاب... 388

كتاب المسائل الصاغانيّة

نقل الحديث... 393

توثيق الكتاب... 393

كتاب المسائل الجاروديّة

نقل الحديث... 395

توثيق كتاب المسائل الجاروديّة... 396

كتاب العمدة

نقل الحديث... 399

توثيق الكتاب... 399

كتاب الإفصاح في الإمامة

نقل الحديث... 401

توثيق الكتاب... 401

مؤلفات شريف المرتضي

كتاب الشافي في الإمامة

نقل الحديث... 403

ترجمة المؤلّف... 404

توثيق الكتاب... 406

كتاب الانتصار

نقل الحديث... 409

توثيق الكتاب... 409

كتاب الآيات الناسخة والمنسوخة

نقل الحديث... 413

توثيق الكتاب... 413

ص: 615

كتاب المسائل المبادريات

نقل الحديث... 419

توثيق الكتاب... 419

مؤلّفات أبي الصلاح الحلبي

كتاب تقريب المعارف

نقل الحديث... 421

ترجمة المؤلّف... 421

توثيق الكتاب... 422

كتاب الكافي في الفقه

نقل الحديث... 425

توثيق الكتاب... 425

مؤلفات أبي الفتح الكراجكي

كتاب كنز الفوائد

نقل الحديث... 427

ترجمة المؤلّف... 428

توثيق الكتاب... 429

كتاب التعجّب

نقل الحديث... 431

توثيق الكتاب... 431

ص: 616

دلائل الإمامة للطبري الصغير

نقل الحديث... 433

ترجمة المؤلّف وتوثيق الكتاب... 434

مؤلّفات الشيخ الطوسي

كتاب الأمالي

نقل الحديث... 441

ترجمة المؤلّف... 445

توثيق الكتاب... 447

كتاب التبيان في تفسير القرآن

نقل الحديث... 453

توثيق الكتاب... 454

القرن السادس الهجري

روضة الواعظين لابن الفتّال النيسابوري

نقل الحديث... 459

ترجمة المؤلّف... 463

توثيق الكتاب... 465

الاحتجاج لأحمد بن أبي طالب الطبرسي

نقل الحديث... 467

ترجمة المؤلّف... 475

توثيق الكتاب... 475

مؤلّفات الفضل بن الحسن الطبرسي

كتاب تفسير مجمع البيان

نقل الحديث... 479

ص: 617

ترجمة المؤلّف... 481

توثيق الكتاب... 482

كتاب تفسير جوامع الجامع

نقل الحديث... 485

توثيق الكتاب... 486

كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى

نقل الحديث... 491

توثيق الكتاب... 492

روض الجنان للحسين بن علي النيشابوري

نقل الحديث... 497

ترجمة المؤلّف... 499

توثيق الكتاب... 501

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لعماد الدين الطبري

نقل الحديث... 507

ترجمة المؤلّف... 514

توثيق الكتاب... 515

الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي

نقل الحديث... 519

ترجمة المؤلّف... 519

توثيق الكتاب... 523

النقض لعبد الجليل القزويني الرازي

نقل الحديث... 527

ترجمة المؤلّف... 528

ص: 618

توثيق الكتاب... 529

معارج نهج البلاغة لأبي الحسن علي بن زيد البيهقي

نقل الحديث... 535

ترجمة المؤلّف... 535

توثيق الكتاب... 538

مؤلّفات القطب الراوندي

كتاب فقه القرآن

نقل الحديث... 541

ترجمة المؤلّف... 541

توثيق الكتاب... 543

كتاب قصص الأنبياء

نقل الحديث... 547

توثيق الكتاب... 548

كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة

نقل الحديث... 553

توثيق الكتاب... 553

لبّ اللباب المستخرج عن فصول عبدالوهاب

نقلاً عن مستدرك النوري

نقل الحديث... 557

توثيق الكتاب... 557

كتاب فصول عبد الوهّاب... 561

غنية النزوع لحمزة بن علي بن زهرة الحلبي

نقل الحديث... 565

ص: 619

ترجمة المؤلّف... 565

توثيق الكتاب... 568

الأربعين لمحمّد بن أبي الفوارس

نقل الحديث... 569

ترجمة المؤلّف وتوثيق الكتاب... 569

كتاب المناقب وأسانيد رواياته... 569

مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب

نقل الحديث... 579

ترجمة المؤلّف... 582

توثيق الكتاب... 584

كتاب المناقب وأسانيد رواياته... 587

السرائر لابن إدريس الحلّي

نقل الحديث... 591

ترجمة المؤلّف... 591

توثيق الكتاب... 594

نور الهدى والمنجي من الردى الجاوابي

نقلاً عن كتاب التحصين لابن طاووس

نقل الحديث... 597

كتاب التحصين لابن طاووس... 600

ترجمة كتاب نور الهدى للجاوابي... 602

ص: 620

المجلد 2

هوية الكتاب

موسوعة حديث الثقلين

القسم الأول

حديث الثقلين في مصنفات الإمامية

من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري

الجزء الثاني

مركز الأبحاث العقائدية

ص: 1

اشارة

مركز الأبحاث العقائدية

إيران - قم المقدسة - صفائية - ممتاز - رقم 34

ص . ب: 3331 / 37185

الهاتف: 77488 (251) (0098)

الفاكس: 774056 (251) (0098)

العراق - النجف الأشرف - شارع الرسول صلی الله علیه و آله وسلم

جنب مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله

ص . ب: 729

الهاتف: 332679 (33) (00964)

• الموقع على الإنترنيت: www.aqaed.com

• البريد الإلكتروني: info@aqaed.com

شابك (ردمك): 1 - 62 - 5213 - 600 - 978 / الدورة 10 أجزاء

شابك (ردمك): 5 - 64 - 5213 - 600 - 978 / ج 2

موسوعة حديث الثقلين

تأليف:

مركز الأبحاث العقائدية

الطبعة الأولى - 2000 نسخة

سنة الطبع: 1431ه

المطبعة: ستارة

* جميع الحقوق محفوظة للمركز *

ص: 2

دليل الكتاب

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن السابع الهجري....5

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الثامن الهجرى....143

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن التاسع الهجري....229

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن العاشر الهجرى....261

ص: 3

موسوعة حديث الثقلين / تأليف مركز الأبحاث العقائدية . - قم : مركز الأبحاث العقائدية ، 1431 ق . = 1389.

10ج

المفهرسة طبق نظام فيبا.

فهرست المصادر:

المحتوى: ج . 1 ق . 1 - 2 . حديث الثقلين في مصنفات الإمامية من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري . - ج . 2 . حديث الثقلين في مصنفات الزيدية من القرن الثاني إلى القرن العاشر الهجري . ج . 3 . حديث الثقلين في مصنفات الإسماعيلية من القرن الرابع إلى القرن العاشر الهجري.

1 . أحاديث خاصة (ثقلين) - مجموعات . 2 . علي بن أبي طالب علیه السلام (ع)، الإمام الأول، 23 قبل الهجرة - 40 ق . - اثبات الخلافة - أحاديث . 3 . الإمامة - أحاديث . 4 . احاديث خاصة (ثقلين) / يبلو غرافيا . 5 . الشيعة - السيرة والببلوغرافيا. الف. مركز الأبحاث العقائدية.

8م7ث/ B145

297/218

ص: 4

حديث الثقلين عند الامامي الإمامية (الاثني عشرية) القرن السابع الهجري

ص: 5

ص: 6

القرن السابع الهجري

مؤلفات يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي المعروف ب_(ابن البطريق) (ت 600 ه)

(76) کتاب : عمدة عيون صحاح الأخبار

الحديث :

ما يذكره بخصوص قوله صلی الله علیه و آله وسلم : خلفت فيكم الثقلين» و«خلفت فيكم خليفتين :

الأوّل: قال من مسند أحمد بن حنبل وبالإسناد المتقدم (1)، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : أسمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : إني تارك فيكم الثقلين؟ قال : نعم (2).

وذكر سنده إلى مسند أحمد في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : طريق رواية (مناقب) أبي عبد الرحمان أحمد بن حنبل [يعني ما رواه من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام علیه السلام ، قال]: أخبرنا السيد الأجل العالم، نقيب النقباء ، الطاهر الأوحد، مجد الدين ،

ص: 7


1- ذكر سنده إلى مسند أحمد في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن
2- عمدة عيون صحاح الأخبار: 113 ح 89 ، فصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 71 و 1 : 703 ح 115 ، وسمّى كتاب ابن البطريق ب_(المناقب) ، والبحار 23 : 113 ح 20 .

فخر الإسلام ، عز الدولة ، تاج الملة ، ذو المناقب مرتضى أمير المؤمنين أبو عبد الله أحمد بن الطاهر الأوحد ، ذي المناقب أبي الحسن علي بن الطاهر الأوحد ، ذي المناقب أبي الغنائم المعمر بن أحمد بن بن عبيد الله الحسيني ، قال : أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي ، عن الشيخ أبي طاهر محمد بن علي ابن يوسف المقري المعروف بابن العلاف، عن أبي بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك القطيعي ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله أحمد بن حنبل، عن والده أحمد بن حنبل .(1)

الثاني : قال : وبالإسناد ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ابن نمير قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض».

قال ابن نمیر قال بعض أصحابنا : عن الأعمش ، قال : «انظروا كيف تخلفونى فيهما». (2)

وسنده عن أحمد ما تقدم .

الثالث: وبالإسناد المتقدّم ، قال : حدثنا عبد الله أحمد بن حمد بن حنبل عن أبيه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك ، عن الركين، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين

ص: 8


1- عمدة عيون صحاح الاخبار : 59
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 113 ح 90 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1: 691 ح 71 و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 113 ح 21 .

السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض».(1)

وسنده عن أحمد ما تقدّم .

الرابع : قال : ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكراس الثانية من أوّله وبالإسناد المتقدّم (2)، قال : حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعاً ، عن ابن علية ، قال زهير : حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم ، حدثني أبو حيان ، حدثني يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً : رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الله ، قال : يا ابن أخي، والله لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فما حدّثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً خطيباً بماء يُدعى خمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثمّ قال : «أما بعد ، ألا أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحت على كتاب الله ورغّب فيه ، ثم قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي . فقال له :حصين ومن أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته»؟

ص: 9


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 114 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1: 691 ح 71 ، و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 114 ح 22
2- ذكر سنده إلى صحيح مسلم في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن .

فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرمت عليهم الصدقة بعده .(1)

وذكر سنده إلى صحيح مسلم في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية صحيح مسلم : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني صدر الجامع بواسط - المقدم ذكره - قال : أخبرنا الشيخ الإمام الشريف نقيب العباسيين بمكة - حرسها الله تعالى - أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله ببغداد في باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة - حرسها الله تعالى - عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، عن أبي أحمد محمد بن عيسى الجلودي ، عن الفقيه إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن الفقيه مسلم ابن الحجاج النيشابوري القشيري المصنف .(2)

الخامس : قال : وبالإسناد ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل (ح) ، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا ،جریر، کلاهما عن أبي حيان ، بهذا الإسناد ، نحو حديث إسماعيل .

وزاد في حديث جرير : «كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطاه ضلّ» .(3)

ص: 10


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 114 ح 92 ، الفصل 11 ، و 144 ح 138 ، الفصل 14 ، و 164 ، الفصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 72 و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 114 ح 23 و 37 : 180 ح67. تنبيه : في صحيح مسلم تكملة لهذا الحديث تأتي عند نقل الحديث عن مسلم .
2- عمدة عيون صحاح الاخبار : 60 (
3- عمدة عيون صحاح الأخبار : 115 ح 93 ، الفصل 11 ، و 145 ح 139 ، الفصل 14 ، وعنه في اثبات الهداة 1 : 703 ح 115 .

وسنده عن مسلم ما تقدّم .

السادس : قال : وبالإسناد ، قال : حدثنا محمد بن بكار بن الريان ، حدثنا حسان - يعني ابن إبراهيم ، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد ابن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيراً ، لقد صاحبت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وصليت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان ، غير أنه قال : «ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة» ، وفيه : فقلنا من أهل بيته ، نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ، ثم يطلقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته ، الذين حرموا الصدقة بعده .(1)

وسنده إلى مسلم ما ذكرناه .

السابع : قال : ومن تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» ، وبالإسناد المقدّم (2)، قال : حدثنا حسن بن محمد بن حبيب ، ، قال : وجدت فى كتاب جدي بخطه ، قال : حدثنا أحمد بن أعجم القاضي المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى السيناني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «أيها الناس ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن

ص: 11


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 115 ح 94 ، الفصل 11 ، و 146 ح 140 ، الفصل 14 ، وعنه فى إثبات الهداة 1: 703 ح 115 .
2- ذكر طريقه إلى تفسير الثعلبي في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن .

يفترقا حتى يردا علي الحوض .(1)

وذكر طريقه إلى تفسير الثعلبي في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية تفسير الثعلبي ، وهو كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن : أخبرنا السيد الأجل محمد بن يحيى بن محمّد بن أبي السطلين العلوي الواعظ البغدادي في صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الفقيه أبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الشافعي المدرّس بالمدرسة النظامية ببغداد في شعبان من سنة سبعين وخمسمائة بروايته عن محمد بن أحمد الأرغياني الفقيه، عن القاضي الحافظ حاكم بلخ أحمد بن أحمد بن محمد البلخي ، عن يحيى بن محمّد الإصفهاني ، عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المصنف .(2)

الثامن : قال : ومن مناقب ابن المغازلي بالإسناد المقدم (3)، قال : أخبرنا أبو غالب محمّد أحمد بن سهل النحوي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمّد بن علي السقطي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن أبي العوام الرياحي ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا محمد طلحة ، عن الأعمش، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إِنِّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير

ص: 12


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 116 ح 95 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1: 702 ح 114 ، والبحار 23 : 115 .
2- عمدة عيون صحاح الاخبار : 61
3- ذكر إسناده إلى مناقب ابن المغازلي في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن .

أخبرني : أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .(1)

وأمّا الخبر الأوّل الذي ذكرناه عن زيد بن أرقم ، من مسند أحمد بن حنبل، فإنّ ابن المغازلي يرويه أيضاً عن أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهري ، يرفعه إلى زيد .

والخبر الذي رويناه من صحيح مسلم ، يرويه ابن المغازلى أيضاً عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري، يرفعه إلى زيد الراوي أيضاً .

وأمّا الخبر الذي يرويه عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري فانَّه يرويه عن الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري .(2)

وذكر ابن بطريق سنده إلى مناقب ابن المغازلي في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام التصنيف الفقيه أبي الحسن علي بن محمد بن الطيب الخطيب الجلابي الشافعي ، المعروف بابن المغازلي الواسطي : أخبرنا الشيخ الإمام المقري ، صدر الجامع للقراء بواسط العراق أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، قال : حدثني به العدل العالم المعمّر أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد، عن والده الفقيه أبي الحسن علي الشافعي المصنف .(3)

التاسع : قال : ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثالث

ص: 13


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 116 ح 96 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 74 ، و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 115 .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 116 96 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 115 .
3- عمدة عيون صحاح الأخبار : 62

من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم بالإسناد المقدّم (1)، قال : قال رسول الله : صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : وهو كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظرو كيف تخلفوني فيهما» قال سفيان : أهل بيته، هم ورثة علمه ؛ لأنه لا يورث من الأنبياء إلا العلم ، فهو كقول نوح الله : «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً» يريد ديني، والعلماء من أهل بيته المقتدون به والعاملون بما جاء به لهم فضلان .(2)

وذكر طريقه إلى الجمع بين الصحاح السنة الرزين في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية الجمع بين الصحاح الستة، وهي موطأ مالك بن أنس الأصبحي، وصحيح البخاري ، وصحيح مسلم النيشابوري ، وصحيح الترمذي، وصحيح أبي داود السجستاني - وهو كتاب السنن ، وصحيح النسائي الكبير ، تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي ، أخبرنا الشيخ المقري أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني الواسطي الشافعي صدر الجامع للقرّاء بواسط العراق في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وخمسمائة عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي المصنف .

ومن طريق آخر : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو جعفر المبارك بن

ص: 14


1- ذكر طريقه إلى الجمع بين الصحاح الستة الرزين في أوّل الكتاب ، وسيأتي .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 117 ح 97 ، الفصل 11 ، و 164 ، الفصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 702 ح 115 ، و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 115 .

المبارك بن أحمد بن رزين الحداد الواسطي صدر الجامع للإمامة بواسط العراق في سلخ صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي المصنف، ثمّ أورد طرق رزين العبدري إلى أصحاب الصحاح الستة .(1)

العاشر : قال : ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، الحديث الخامس من إفراد مسلم، من مسند ابن أبي أوفي وبالإسناد المقدّم (2)، عن يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه .... إلى آخر ما ذكره عن صحيح مسلم .(3)

الحادي عشر : قال : قال الحميدي: زاد في حديث جرير : «كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل» .(4)

الثاني عشر : قال : وفي حديث سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان نحوه ، غير أنه قال : «ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة» ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .(5)

ص: 15


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 62 .
2- ذكر طريقه إلى الجمع بين الصحيحين للحميدي في أوّل الكتاب ، وسيأتي .
3- عمدة عيون صحاح الأخبار : 148 ح 145 ، الفصل 14 ، وفيه : ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 115 ، والبحار 37 : 179 ح 66 ، وراجع الحديث الرابع المتقدم .
4- عمدة عيون صحاح الأخبار : 149 ح 146 ، الفصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 115 .
5- عمدة عيون صحاح الأخبار : 149 ، الفصل 14 .

وذكر طريقه إلى الجمع بين الصحيحين في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية الجمع بين الصحيحين لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي : فإننى أرويه عن الأمير الأجل العالم عزّ الدين أبي الحسن محمد بن الحسن بن علي بن الوزير أبي العلاء في شهر ربيع الأوّل فى سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، بحق روايته عن الشريف الخطيب أبي يعلى حيدرة بن بلد الرشيدي الهاشمي الواسطي، بحق روايته عن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنف .

ومن طريق آخر أخبرنا القاضي أبو الفتوح نصر الله بن علي بن منصور بن حراسة قاضي الوقف الكبير ببربيسما ، عن سعيد بن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنّف ، ثم ذكر طريقاً ثالثاً .(1)

الثالث عشر : قال : ومن الجمع بين الصحاح الستة الرزين ، من الجزء الثالث من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين ، في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وذلك على حد ثلث الكتاب وبالإسناد المقدم ...(2)

وبالإسناد المقدّم يليه - أيضاً - من الكتاب المذكور من الباب المذكور من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : يا ابن أخي ، والله لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا ، فلا تكلفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً خطيباً بماء يدعى خمّاً بین مكة والمدينة عند الجحفة ، فحمد الله

ص: 16


1- عمدة عيون صحاح الاخبار : 61 .
2- ذكر إسناده إلى رزين في أول الكتاب ، وسيأتي .

وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : «أما بعد : أيها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي - عزّ وجلّ - فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، وكتاب الله ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

فقال له :حصين ومن أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن قد تكون المرأة ثمّ تطلق فترجع إلى أهلها، ولكن أهل بيته من حرم من حرم الصدقة بعده .

وفي رواية جرير عنه ، قال : «كتاب الله فيه الهدى والنور ومن استمسك به كان على الهدى ومن أخطأه ضل» .(1)

وسنده عن رزين ما تقدّم .

تنبيه : مضى هذا الحديث عن مسلم آنفاً ولكن نقلناه بطوله لما يوجد فيه من اختلاف ، مع أنّ ابن داود رواه مختصراً في قول رسول الله : أما بعد ..، واكتفى بهذا عن إيراد كل الحديث، ولم يروه الترمذي في صحيحه، ولم نحصل على كتاب الجمع بين الصحاح السنّة لرزين حتّى تراجع ما فيه ، وما ذكرناه هو ما أورده ابن البطريق عن رزين والعهدة عليه .

الرابع عشر : قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي وبالإسناد المقدم ، قال : أخبرنا أبو يعلى على بن عبيد الله ابن العلاق البزاز إذناً ، قال : أخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز ، قال : أخبرني عبد الله بن محمد بن عثمان ، قال : حدثني محمد بن

ص: 17


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 150 ح 149 ، الفصل 14 ، و 164 ، الفصل 14 ، وعنه في البحار 37 : 180 ح 66 .

بكر بن عبد الرزاق ، حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي ، قال : حدثني مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثني نوح بن قيس الحداني ، حدثني الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم من مكة في حجّة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدة الحر ، حتى انتهينا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فصلّیٰ بنا الظهر، ثم انصرف إلينا ، فقال : «الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد : أيها الناس، فإنّه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمّر من قبله ، وإن عيسى بن مريم ال البث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أسرعت في العشرين .

ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم ، فماذا أنتم قائلون»؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب، يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، فقد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيل الله ، وصدعت بأمره ، وعبدته حتى أتاك اليقين فجزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته .

فقال : «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كلّه؟» :قالوا : بلى، قال: «فإنّي أشهد أن قد صدقتكم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وإنّكم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي ، كيف خلفتموني فيهما؟ قال : فأعيل علينا ما ندري ما

ص: 18

الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما الثقلان؟ قال : «الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيدكم، فتمسكوا به ولا تولّوا ولا تضلوا والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ولا تعمدوهم ولا تقصروا عنهم ولا تقهروهم، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني .

ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ، ووليهما لي وليّ ، وعدوّهما لى عدوّ ، ألا فإنّها لم تهلك أُمّة قبلكم حتى تتدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها وتقتل من قام بالقسط منها» .

ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام ،فرفعها ، وقال : «من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»

قالها ثلاثاً ، هذا آخر الخطبة .(1)

وسنده عن أبن المغازلي ما تقدّم .

الخامس عشر : قال عند ذكره لعدة كنايات غريبة في خبر عمّار بن ياسر .

منها : التنبيه على استحقاق الولاء لأمیر المؤمنین علیه السلام ، ومنها : ...

أما ما يدلّ على استحقاق الولاء له الا الله من الكناية في ذلك فهو قوله : إنّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم لم يعهد إلينا شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة، وهذا تنبيه على ما قاله النبی صلی الله علیه و آله وسلم في حقه : من كنت مولاه .... ، ومنه قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». (2)

ص: 19


1- عمدة عيون صحاح الاخبار : 150 ح 150 ، فصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 116 ، والبحار 37 : 184 69 .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 399 ، الفصل [36] ، في فنون شتّى من مناقبه .

يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الربعي الحلّي (ابن البطريق) :

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق ، كان عالماً فاضلاً محدّثاً محققاً ثقة صدوقاً ، له كتب .(1)

وقال : الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن بطريق الحلّى الأسدي .

المتكلم الفاضل العالم المحدّث الجليل المعروف بابن البطريق ، صاحب كتاب العمدة وغيره .(2)

وهو داخل في طرق إجازات أصحابنا (رحمهم الله) .(3)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : قرأ على أخمص الرازي الفقه والكلام على مذهب الإمامية، وقرأ النحو واللغة وتعلّم النظم والنثر، وجدّ حتى صارت إليه الفتوى في مذهب الإمامية، وسكن بغداد مدة ، ثم واسط ، وكان يتزهد ويتنسك ، وكانت وفاته فى شعبان 600 ، وله سبع وسبعون سنة ، هذا ما قاله ابن حجر في لسان الميزان 6 : 247) نقلاً عن ابن النجار .

إلى أن قال : وذكر إسماعيل باشا في (هدية العارفين 2 : 522) أن المترجم له توفى حدود 605 .(4)

ص: 20


1- أمل الآمل 2 : 345[1067] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 282 [100] .
2- رياض العلماء 5 : 354 ، وانظر : الكنى والألقاب 1 : 226 ، روضات الجنّات 8 : 196 [746] .
3- خاتمة المستدرك 3 : 13 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن السادس) : 337 ملاحظة : وترجمه أيضاً في القرن السابع : 205 ، وذكر تاريخ وفاته سنة 700 ه- وهو خطأ - فلاحظ - ، وانظر : هدية العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 3 : 17 .

كتاب عمدة عيون صحاح الأخبار :

جاء في أوّل الكتاب : حدثنا الشيخ الأجل الأوحد العالم الإمام الفقيه شمس الدین شرف الإسلام سديد النطق أبو الحسين يحيى حيى ... ، :قال : الحمد لله شكراً لجزيل آلائه إلى أن قال : وقد سميته ب_(عمدة عيون صحاح الأخبار) في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام علیه السلام وصيّ المختار الله وعلى الأئمة من ذرّ ذرّيته الأطهار .(1)

وقال في أوّل كتاب خصائص الوحي المبين : وبعد : فإني لما صنفت كتاب (العمدة) من صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب علیه السلام وصيّ المختار عل الله وعلى الأئمة من ذريته الأطهار .(2)

ومن ثمّ نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل (3)، وكذا جل من جاء بعده .

وهو داخل في مصادر إثبات الهداة (4)، والبحار ((5)، وقال المجلسي (ت 1111 ه) في توثيقه : وكتاب العمدة ومؤلفه مشهوران مذكوران في

أسانيد الإجازات .(6)

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : وأما كتاب العمدة،

ص: 21


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 41 ، مقدّمة المؤلّف
2- خصائص الوحي المبين : 50 ، مقدمة المؤلف
3- أمل الآمل 2 : 345 [1067] .
4- إثبات الهداة 1 : 28 .
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر .

فقد رأيته ببلدة سارية من بلاد مازندران ، وفي مشهد الرضا علیه السلام ، وغيرهما من المواقع ، وقد سماه العمدة من صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وصيّ المختار، وهو مشتمل على أخبار الثلا المخالفين في مناقبه علیه السلام .(1)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار) لابن بطريق الحلّي الشيخ الإمام شمس الدين أبي الحسين (الحسن) يحيى بن الحسن .... وقد ذكر في (العمدة ) 913 حديثا متفقاً عليها من طرق العامة والخاصة كالصحاح الستة و مسند حنبل وتفسير الثعالبي وكتاب مناقب ابن المغازلي، وغيرها، وقال في أوائله وأواخره : [فهذه عمدة كتب الإسلام التي عليها عمل المستبصر ...](2)ومن هنا سمّي (العمدة)، إلى أن قال : وهو غير مناقب ابن البطريق المشهور ، كما يأتى .(3)

أقول : الظاهر أنّ المناقب هو نفس كتابه الخصائص الآتي .(4)

ثم إن صاحب الرياض نسب إليه كتاب (عيون الأخبار) نقلاً عن المولى محمد طاهر القمي في ديباجة (الأربعين) نقلاً من الصراط

ص: 22


1- رياض العلماء 5 : 355 .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 43 ، مقدّمة المؤلّف ، و 540 .
3- الذريعة 15 : 334 [2155].
4- ولكن جعله الحر العاملي في أوّل إثبات الهداة مع كتاب (العمدة) واحداً ، قال : كتاب المناقب المشهور بالعمدة ، وعد الخصائص في الكتب التي لم يرها ، وأمّا المجلسي في أوّل البحار عده ثالثاً العمدة ومستدركه ولم يذكر الخصائص، مع أن صاحب الرياض نقل عبارة المجلسي وليس فيها ذكر للمناقب ، قال : قال الأستاذ الاستناد - أيده الله تعالى - في أوّل البحار : وكتاب العمدة وكتاب المستدرك كلاهما في أخبار المخالفين في الإمامة (الرياض) (5 : 359) ، والمجلسي لم يذكره في فصل توثيق الكتب وإنما ذكر العمدة ومستدركه فقط ، فتأمل

المستقيم) للبياضي ، واستبعد أن يكون هو (العمدة) .(1)

ولكن عن أوّل (الأربعين) لمحمد طاهر القمي عند عده لكتب أصحابنا في المناقب ، هكذا ومنها كتاب الشافي .... وكتاب الصراط المستقيم ومنها : كتاب العمدة وعيون الأخبار تأليف الشيخ الجليل ، العالم الفقيه، شمس الدين جمال الإسلام ، أبي الحسين يحيى بن الحسن ابن علي بن محمد البطريق الأسدي الحلي ، وهو كتاب في مناقب مولانا وسيدنا أمير المؤمنين علیه السلام .(2)

فهو أوّلاً : لم ينقل عن (الصراط المستقيم) وإنّما أنشأه من كلامه هو ، وعده قسيماً (للصراط المستقيم) مع ما عده من الكتب الأخرى غيرهما، والبياضي في الصراط المستقيم اقتصر على تسميته (بالعمدة) فقط عند عده للكتب التي لم يتصفحها ولا عثر عليها ، وإنما نقل عنها بالواسطة (3)، ولا يوجد أثر ل_(عيون الأخبار) في كتابه .

فالأمر كله لا يعدو كونه وهم من صاحب الرياض .

وثانياً : اعتبر (العمدة) و (عيون الأخبار) كتاباً واحداً، حيث قال : كتاب (العمدة وعيون الأخبار) وفي نهاية الجملة ، قال : هو كتاب في مناقب مولانا وسيدنا أمير المؤمنين علیه السلام .

والأرجح أن (الواو) زيادة منه أو من النسخة التي عنده أو من النساخ .

وثالثاً : فإنّ عنوان (العمدة) كما عرفت من مقدمة مؤلّفه هو (عمدة عيون صحاح الأخبار) .

وقد استدرك المؤلّف على عمدته ما وجده فى كتب أخرى لم ينقل

ص: 23


1- رياض العلماء 5 : 355 ، وانظر : الذريعة 15 : 375 [2365] .
2- الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 35 ، فضائل الإمام علي .
3- الصراط المستقيم 9:1 .

عنها فيه ، أسماه (المستدرك المختار في مناقب وصي المختار) (1).

(1) وطبع كتاب العمدة بتحقيق الشيخ مالك المحمودي والشيخ إبراهيم البهادري على ثلاث نسخ .(2)

ص: 24


1- البحار 1 : 10 ، رياض العلماء 5 : 354 ، الذريعة 21 : 5 [3682] .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 39 .
(77) کتاب : خصائص الوحي المبين

الحديث :

ومن تفسير الثعلبي في الجزء الأول في تفسير سورة آل عمران في تفسير قوله تعالى : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» ، بالإسناد المقدم (1)، قال الثعلبي : حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطه : حدثنا أحمد بن الأعجم الق- الأعجم القاضي المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .... إلى آخر ما ذكرناه عن العمدة له .(2)

كتاب خصائص الوحي المبين :

قال المصنف في أوّل الكتاب - بعد أن ذكر تأليفه لكتاب (العمدة) - : وانتشر ذلك في الأمصار والأقطار، وظلّ خرير الأبرار وحديث السمار [كنت] لم أزل متطلعاً إلى تجريد كتاب مفرد في مناقبه صلی الله علیه و آله وسلم من وحي

ص: 25


1- ذكر إسناده إلى الثعلبي في أوّل الكتاب ، وهو نفس ما تقدم في كتاب العمدة ، الحديث السابع .
2- خصائص الوحي المبين : 184 ح 137 ، الفصل الخامس عشر ، راجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث المسابع.

العزيز الجبار، موافقاً لما ورد من صحاح لفظ المختار إلى أن قال : وقد وسمته ب_(خصائص الوحي المبين) في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام ، إذ كانت الحاجة إليه أمس والعناية به أخص، فتطلعت على ما ورد في ذلك من طريق [أهل] السنّة خاصة ما صح اتصالي به ، فأثبته في كتابنا هذا ، كما تقدم منا تصنيف مناقبه المذكورة أعني (العمدة) وكتاب (المستدرك المختار) في مناقب وصيّ المختار من طريق [أهل] السنة خاصة ، ليس للشيعة فيه طريق ؛ لكون ذلك أنجم في الدليل .... إلى آخره .

ثم وصف كتابه ب_: وكتابنا هذا سيد كتاب صنّف وشيد وجمع وألف .(1)

ومن ثمّ نسبه إليه الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104ه) في أمل الآمل (2)، وإثبات الهداة عند ذكره للكتب التي نقل عنها بالواسطة .(3)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) - بعد أن نسب الكتاب إليه - : وأما كتاب الخصائص ، فهو كتاب خصائص الوحي المبين في مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام ، ألفه بعد كتابي العمدة والمستدرك على ما صرّح به نفسه في أوّله ، وقد رأيت نسخة عتيقة منه ،بتبريز، وعندنا أيضاً منه نسخة ، وهو كتاب لطيف ، قد أورد فيه أخبار المخالفين المروية في تفسير الآيات التي نزلت في شأنه علیه السلام ، وقد ذكر في أوّل هذا الكتاب أسانيده إلى كتب العامة المذكورة فيه .(4)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : خصائص الوحي

ص: 26


1- خصائص الوحي المبين : 50 ، مقدمة المصنف .
2- إثبات الهداة 1 : 31 .
3- أمل الآمل 2 : 345 [10676] .
4- رياض العلماء 5 : 354 .

الميين في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام والآيات النازلة في حقه باعتراف علماء العامة ودلالة صحاحهم عليه ، للشيخ أبي الحسين يحيى بن علي بن الحسن

ابن الحسين بن محمد بن البطريق ، إلى أن قال : طبع بطهران في (1311) منضماً مع «نور الهداية» للدوّاني .(1)

وطبع أخيراً بتحقيق الشيخ مالك المحمودي .

ص: 27


1- الذريعة : 175 [907] .

ص: 28

(78) كتاب : نزهة الكرام وبستان العوام لمحمّد بن الحسين الرازى

(أواخر القرن السادس - أوائل القرن السابع)

الحديث :

الأول : أورد رواية الإمام الباقر علیه السلام بخصوص حجة الوداع ويوم الغدير نقلاً عن الاحتجاج، ولكن لم يصرّح بذلك ، مترجمة إلى الفارسية ، التي أوّلها : حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من المدينة ، وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية .... إلى قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : «أيها الناس، إن عليّاً والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر».... إلى آخر ما أوردناه في الاحتجاج، وهو فيه مسند ، فراجع .(1)

الثاني : في ذكر قصة الصحيفة التي أشار إليها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وقال : هؤلاء أصحاب الصحيفة، ما نقلنا سنده عن الفارسيّة ومتن الرواية بنصها العربي عن إرشاد القلوب للديلمي ، قال : روى أبو محمد حامد بن حمد ابن المسعود، عن الحسن بن محمّد السيرافي ، عن الوليد بن العبّاس المنصوري، عن الحسن بن محمد البروجردي ، عن أحمد ، عن

ص: 29


1- نزهة الكرام (فارسي) 1 : 186 - 192 ، باب : هجدهم (أي الباب : 18) ، وقد نقلنا نص الرواية بالعربية من الاحتجاج ؛ لأن المؤلّف ترجمها كاملة إلى الفارسية ، وراجع ما أوردناه من من الاحتجاج ، الحديث الأول .

أبيه ، عن جده عن عثمان بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن الحارث الأسلمي ، عن الأعمش، عن شقيق بن عبد الله الأنصاري ، قال : .... ثمّ أورد الرواية بالفارسية (1)، ونذكر لك قسماً منها بالعربية من إرشاد القلوب : . . . . قال عبد الله سلمة : فينما أنا ذات یوم عند حذيفة أعوده في مرضه الذي مات فيه ..، إذ جاء الفتى الأنصاري فدخل على حذيفة . . . ، قال حذيف . . . ، قال : فلم يشعر الناس ، وهم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليّاً يصلّي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه إذ دخل أبو بكر المسجد ، وقال : إن رسول الله ثقل ، وقد أمرني أن أصلّي بالناس ، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وأنى لك ذلك وأنت في جيش أسامة ، ولا والله ما أعلم أحد بعث إليك ولا أمرك بالصلاة ..

ثم خرج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم معصوب الرأس ، يتمادى بين علي والفضل ابن العبّاس (رضي الله عنهما) ورجلاه ي-جران في الأرض حتى دخل

المسجد .

وتقدم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن المحراب .... وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وهو جالس وبلال يُسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته . . .

فقام وهو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيها الناس، إنّه قد جاءني من أمر ربي ما الناس إليه صائرون ، وإنّي قد تركتكم على الحجّة الواضحة ليلها كنهارها ، فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل .

أيها الناس ، إنه لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن ، ولا أحرّم عليكم إلا

ص: 30


1- نزهة الكرام (فارسي) 1 : 201 - 220 ، باب : نوزدهم وباب بيستم (أي الباب 19 والباب 20) ، وقد نقلنا النص العربي من إرشاد القلوب للديلمي .

ما حرّم القرآن ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان فيكم ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فأسائلكم بماذا أخلفتموني فيهما ، ولأذيدن يومئذ رجالاً عن حوضي كما تذاد الغريبة من كما تذاد الغريبة من الإبل ، فيقول رجلان : أنا فلان، فأقول : أما الأسماء فقد عرفت ، ولكنكم ارتددتم من بعدي . ولكنكم ارتددتم من بعدي فسحقاً لكم سحقاً . . . (الحديث)، وسيأتي عن إرشاد القلوب محذوف الإسناد .(1)

الثالث : روى خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في الأنصار في مرضه الذي توفّي فيه، والتي أوردناها عن الاحتجاج، مترجمة إلى الفارسية ، قال : عن أبي المفضّل محمد بن عبد الله الشيباني ، بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم علاه الله خرج في مرضه الذي توفي فيه . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي .(2)

الرابع : روى قصة الجائليق ومناظرته مع أمیر المؤمنین علیه السلام في زمن أبي بكر .

قال : روى ا(لحكم) ، عن كثير ، عن عبد الله النخعي ، عن عبد الأعلى الثعلبي ، عن أبي الوقاص ، أن سلمان قال : .... ثم أورد الرواية بالفارسية (3)، وتذكر نصها بالعربية من إرشاد القلوب .

قال : كان من البلاء العظيم الذي ابتلى الله عزّ وجلّ به قريشاً بعد

ص: 31


1- إرشاد القلوب 2 : 180 ، خبر حذيفة بن اليمان ، وهو خبر طويل في أصله العربي عن إرشاد القلوب وترجمه في النزهة بطوله ، وقد أخذنا موضع الحاجة منه ، وانظر ما سنورده عن إرشاد القلوب ، الحديث الرابع .
2- نزهة الكرام (فارسي) 1 : 224 ، باب : بيست و يكم (آي الباب 21) ، نقلنا الرواية بالعربية عن الاحتجاج، وراجع ما أوردناه هناك ، الحديث الثاني .
3- نزهة الكرام (فارسی) 1 : 242 - 267 ، باب : بیست وسوم، وباب بیست و چهارم (أي الباب 23 و 24) .

نبيتها صلی الله علیه و آله وسلم ليعرفها أنفسها ، ويخرج شهادتها عما ادعته على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعد وفاته . . . ، إن ، إن ملك الروم لما بلغه خبر وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وخبر أمته واختلافهم في الاختيار عليهم ، فأمر الجائليق أن يختار من أصحابه أساقفه . . . فقدم المدينة بمن معه . . . ، فأتوا مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدخلوا على أبي بكر وهو في حشدة من قريش .... قال النصراني : أنت خليفة رسول الله استخلفك في أمته ؟ قال أبو بكر : لا ، قال : فما هذا الاسم الذي ابتدعتموه فقال : أنت خليفة قومك لا خليفة نبيك

قال سلمان : فلما رأيت ما نزل بالقوم من البهت والحيرة والذل والصغار .... فنهض أمير المؤمنين صلوات الله عليه معي حتى أتينا القوم .

قال علي علیه السلام : بلى عندي شفاء لصدوركم وضياء لقلوبكم

اختص محمّداً صلی الله علیه و آله وسلم ، واصطفاه وهداه .... وأقام لأمته وصيّه فيهم وعيبة علمه ... ، فقال : «قد خلّفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهما الثقلان : كتاب الله الثقل الأكبر، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، سبب بأيديكم وسبب بيد الله عزّ وجلّ، وإنّهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض، فلا تقدموهم فتمرقوا ، ولا تأخذوا عن غيرهم فتعطبوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» .

وأنا وصيه والقائم بتأويل كتابه . . .

قال سلمان : فلما خرجوا من المسجد وتفرّق الناس وأرادوا الرحيل ، أتوا علياً علیه السلام المسلمين عليه .... قال علي علیه السلام . . . . . ، واها للمتمسكين بالثقلين وما يعمل بهم . . .» (الحديث)، وسيأتي عن إرشاد القلوب محذوف السند .(1)

ص: 32


1- إرشاد القلوب 2 : 148 ، حكاية الجائليق الأول ، والخبر طويل في أصله العربي . وترجمه في نزهة الكرام بطوله ، أخذنا موضع الحاجة منه ، وانظر ما سنذكره عن إرشاد القلوب ، الحديث الثالث .

الخامس : اعلم أن شخصاً من الكرامية صنع كتاباً، ومن جملة الخرافات التي قالها فيه : إن حديث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله و عترتي» يريد بالعترة السنّة ؛ لأن السنة موافقة للقرآن .... الملعون كان أعمى أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال بعد العترة «أهل بيتي ، يعني العترة هم أهل البيت الله ، وإذا فسّر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم العترة بأهل البيت علیهم السلام ، كيف نستطيع القول : إنّها السنّة ، فالكتاب والسنة محتاجان إلى حافظ و مفسر . . . (1)

السادس : روى احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام على جماعة من المهاجرين والأنصار في زمن عثمان ، عن سليم بن قيس الهلالي ، أنه قال : رأيت علياً علیه السلام في مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في خلافة عثمان ، وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم .... إلى آخر ما ذكرناه عن الاحتجاج للطبرسي .(2)

السابع : روى حديث أبي ذر ، وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ، الذي أوردناه عن الاحتجاج ، ترجمه إلى الفارسيّة ، قال : قال سليم بن قيس : بينا أناوحنش بن المعتمر بمكة ، إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب ، ثمّ نادی . . . . إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي .(3)

الثامن : روى احتجاج الحسن علیه السلام على جماعة من بني أُمية عند

ص: 33


1- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 442 ، معرَّب من الفارسية .
2- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 539 ، باب : سي وتهم (أي الباب 39) ، نقلنا الرواية 539 من أصلها العربي في الاحتجاج، وراجع ما أوردناه عنه ، الحديث الثالث .
3- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 555 ، باب : سي ونهم (أى الباب 39) ، أخذنا النص العربي من الاحتجاج ، وقد أوردناه وقد أوردناه عنه ، الحديث عنه ، الحديث الرابع

معاوية الذي أوردناه من الاحتجاج ، ترجمه إلى الفارسية ، قال : روي عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري، أنهم قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم .... إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي .(1)

التاسع : روى خطبة الحسين علیه السلام لما طلب منه معاوية ذلك ، التي أوردناها عن الاحتجاج ، ترجمها للفارسية ، قال : عن موسى بن عقبة ، أنه قال : لقد قيل لمعاوية : إن الناس قد رموا بأبصارهم إلى الحسين علیه السلام . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج، ونبهنا هناك على أن هذه الخطبة هي للحسن علیه السلام على الأصح .(2)

محمد بن الحسين بن الحسن الرازي :

لم يصلنا في كتب التراجم شيء عن المترجم له إلا ما ذكر من اسمه ونسبة كتاب (نزهة الكرام وبستان العوام) إليه في فرج المهموم لابن طاووس، ومثله ما في كشف الحجب والأستار، وأوردها العلامة الطهراني (ت 1389 ه) وأضاف إليها عندما ذكر كتاب نزهة الكرام في الذريعة ، قوله :

نزهة الكرام وبستان العوام : لجمال الدين المرتضى أبي عبد الله محمد بن الحسين بن الحسن الرازي ، مؤلّف (تبصرة العوام) و(الفصول التامة)، وقد أخطأنا عند ذكرهما في (ذ 3 : 318 - 320 ، 398:16)

ص: 34


1- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 626 ، نقلنا الرواية من أصلها العربي في الاحتجاج. وانظر ما أوردناه عنه ، الحديث السادس .
2- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 668 ، نقلنا الأصل العربي عن الاحتجاج، وانظر ما أوردناه عنه ، الحديث السابع .

فنسبناهما إلى المرتضى الداعي الرازي تبعاً لما أصرّ عليه صاحب الرياض (1)، فلما وجد نسخة «المعرب لتبصرة العوام» الذي أشرنا إليه في (3 319 و 21 : 239) الذي فرغ من الترجمة باستراباد في رجب 658 (والنسخة هذه موجودة بمكتبة مجلس الشيوخ بطهران كتابتها 860 سمّى المترجم فيها بالإمام حسين بن علي البطيطي الحافظ - هامش الذريعة -) رأينا أن المترجم يصرّح بأن الأصل لجمال الدين المرتضى محمد بن الحسين بن الحسن الرازي ، وأنه ألّفه بشيراز ، كما ينقل عنه كذلك رضي الدين علي بن طاووس في (فرج المهموم) (2)فظهر لنا أن الحقِّ كان مع صاحب كشف الحجب والأستار ( ص 96) وإن أخطأ في تقديم الحسن على الحسين .(3)

ثم قال بعد أن ذكر نسخ كتاب نزهة الكرام، وما في أوّله : وصرّح بأنه ألف «تبصرة العوام» ونقل عنه في الكتاب مراراً .(4) (5)

ص: 35


1- رياض العلماء :2 : 159 ، و 3 : 308 ، ونسب (تبصرة العوام) إليه أيضاً صاحب الروضات ، كما في :2 : 317 ، و 4 : 312 ، 320 ، و 7 : 165 ، وقد طبع هذا الكتاب أعنى (تبصرة (العوام) بتصحيح عباس إقبال اشتيانى منسوباً إلى المرتضى بن داعي الرازي أيضاً ، وإن ذكر المصحح في مقدمته حول مؤلف الكتاب ما ذكره صاحب كشف الحجب والأستار أنه من محمد بن حسين الرازي ، إلا أنه استبعده ؛ لم يجد له ترجمة في كتب التراجم ، فلاحظ .
2- فرج المهموم : 107 ، الحديث الخامس والعشرون ، قال : فيما روي عمّن قوله حجّة في العلوم بصحة علم النجوم نقلناه من كتاب نزهة الكرام (وبستان العوام) تأليف محمد بن الحسين الرازي ، وهذا الكتاب خطه بالعجمية فكلّفنا العربية ، فذكر فى أواخر المجلد الثاني منه ما هذا لفظ من عرّبه ، ثم ذكر ما سأله هارون الرشيد للإمام الكاظم عن علم النجوم ، وهو عن علم النجوم ، وهو في الجزء الثاني ، الصفحة 771 ، باب پنجاه و چهارم (أي الباب 54) .
3- كشف الحجب والأستار : 96 [445]
4- كما في نزهة الكرام (فارسي) 1 : 41 ، 225 ، 291 ، 297 ، 327 ، و 2 : 467 . وغيرها
5- الذريعة 24 : 123 [624]

وجاء في آخر الجزء الثاني من (نزهة الكرام وبستان العوام) المطبوع والموجود في خر نسخ نسخة (كتابخانه ملت) وهى الجلد الثاني الثاني من الكتاب هكذا. جلد دوّم از (أي الثاني من) كتاب نزهة الكرام وبستان العوام ، أخرجه من الكتب، وترجمه محمد بن الحسين بن الحسن البغدادي غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات بمنّه وجوده ، والصلاة والسلام على النبی صلی الله علیه و آله وسلم المصطفى وابن عم المرتضى وعلى أولاده الطيبين الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً دائماً أبداً باقياً، وعلى زوجاته الطاهرات الزكيات .

والظاهر أن هذه العبارة من ناسخ الكتاب الذي ذكر اسمه قبلها، وتاريخ كتابة النسخة ، قال : وقد وقع الفراغ يوم الأربعاء السادس والعشرين ربيع الأوّل سنة إحدى وأربعين وسبعمائة على يد العبد الضعيف العاصي محتاج إلى يوم يؤخذ بالنواصي محمّد بن أبي زيد بن عربشاه بن . . .الحسني .(1)

أما عصر المؤلّف فليس لنا طريق إلى معرفته إلا عن طريق ما ذكره فى ضمن كتبه ، فنلخصه بنقاط :

1 - ترجم المؤلّف في كتابه نزهة الكرام مقاطع طويلة متعلقة باحتجاجات الأئمة علیهم السلام من كتاب الاحتجاج للطبرسي، الذي هو من أعلام النصف الأوّل من القرن السادس ، كما يظهر لك ذلك مما أوردناه من نصوص حديث الثقلين عنه .(2)

ص: 36


1- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 837 ، وانظر أيضاً صورة النسخة الخطية في 1 : 27
2- وانظر أيضاً : الباب (13) من نزهة الكرام ، والباب (19) ، وباب (21) ، وغيرها إلى آخر الكتاب

2 - وترجم فيه الكثير من روايات معاجز النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله وعلي علیه السلام - وفاطمة علیها السلام والأئمة علیهم السلام بنفس الترتيب وعناوين الأبواب عن كتاب الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي الذي كان حيّاً سنة 560 ه_ (1)، وصرّح بلقبه مرّتين ، ولكن جاء في المطبوع مصحف مرّة ب_(الطبرسي) (2)وأُخرى ب_(الطبري) .(3)

3 - نقل في كتابه تبصرة العوام عن الغزالي المتوفّى (505) ، وذكر فيه أيضاً الفخر الرازي المتوفى سنة (606 ه) وتفسيره الكبير الذي ذكروا أنه لم يتمّه (4)أو على الأقل ألفه فى أواخر عمره.

وعده أيضاً من أكابر علماء الشافعية المتأخرين المشار إليهم ، وهذا لا يكون إلا بعد تقدمه في السن واشتهاره (5)، وذكر حكاية موت معاوية وأن الفخر الرازي نقلها من على منبر الوعظ في خوارزم (6)، وقد ذكر ابن عنين الشاعر المتولّد سنة 549 ه_ (7)، أنّه وهو شاب رآه يخطب على منير خوارزم، وقال فيه أبياتاً من الشعر (8)، فإذا كان عمر ابن عنين في ذلك الوقت في الثلاثين، فإن الفخر كان يصعد منبر الوعظ بحدود 580 ه_ .

ص: 37


1- انظر نزهة الكرام (فارسي) الباب : 35 ، 136 ، 42 ، 43، 45 ، وغيرها إلى آخر الكتاب ، وانظر ما يقابلها في معاجز النبي صلی الله علیه و آله وسلم وعلي وفاطمة والأئمة الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي .
2- نزهة الكرام (فارسی) 2 : 477 .
3- نزهة الكرام (فارسی) 2 : 491 .
4- وفيات الأعيان 4 : 83[600] .
5- تبصرة العوام (فارسی) : 175
6- تبصرة العوام (فارسي) : 253
7- وفيات الأعيان 4 : 268 [684] .
8- وفيات الأعيان 4 : 83 [600]

4 - وفيه أيضاً ذكر هدم منارة هو هو على يد عبد اللطيف الخجندي في إصفهان (1)، والمشهور باسم عبد اللطيف الخجندي اثنان ، أحدهما عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الذي قتل بيد الإسماعلية سنة 523 ، والثاني حفيده عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف ، وهو مشهور أكثر من جده ، وتوفي سنة 580 ه- في همدان، والظاهر من المؤلّف أنّه يقصد هذا الثاني .(2)

5 - وفيه أيضاً يقول عن اتباع حسن الصباح : إنهم إلى الآن باقون في زمانه ، وإن لهم شوكة وملك عظيم (3)، والمعلوم أن هولاكو قد قضى على الإسماعيلية في إيران سنة 653 ه_، وخرب قلعة الموت ، فالظاهر أنه ألف تبصرة العوام قبل هذا التاريخ .(4)

6 - وقد مر سابقاً عن الذريعة أن مترجم تبصرة العوام إلى العربية حسين بن علي البطيطي ، قد فرغ منها باستراباد في رجب 658 ه_، والظاهر أنه كان بعد وفات المؤلّف

7 - ونقل عنه ابن طاووس (ت 664 ه) في فرج المهموم ، كما ذكرنا ذلك سابقاً .

فتحصل من كلّ ذلك أن عصر المؤلف هو أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع .

كتاب نزهة الكرام وبستان العوام :

ص: 38


1- تبصرة العوام (فارسي) : 101
2- انظر مقدّمة تبصرة العوام للمحقق عباس إقبال .
3- تبصرة العوام (فارسی) : 183
4- انظر مقدّمة تبصرة العوام بقلم عباس إقبال .

قال صاحب الذريعة : ثم وجدت عدّة قطعات من (نزهة الكرام) هذه، فظهر أنه ألفه في مجلدين، الأول : يشتمل على ثلاثين باباً ، والثاني : على ستين باباً، فوجدت عدة أبواب من المجلد الأوّل عند (فخر الدين النصيري) والمجلد الثانى بخط ابن عربشاه الورامينى مؤلّف (أحسن الكبار)

(ذ : 1 288) فرغ من كتابته 26 ع 1 - 741 أي بسنة واحدة بعد تأليفه (أحسن الكبار) موجودة عند (الملك 1465) ونسخة ناقصة عند السيد شهاب الدين بقم ، أوّل المجلد الأول : [حمد وثناي خدا كه خالق أجسام است ...] سمّى الكتاب كما ذكرناه في المقدمة .(1)

والكتاب يتكوّن من مجلدين، ترجم فيه المؤلّف مقاطع طويلة خاصة باحتجاجات النبي صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة من كتاب الاحتجاج ، وروايات كثيرة خاصة بمعاجز النبی صلی الله علیه و آله وسلم الله والأئمة السلام من كتاب الثاقب في المناقب كما أشرنا سابقاً .

وقد طبع هذا الكتاب بتصحيح محمد الشيرواني على نسختي (المكتبة المرعشيّة) و(كتابخانه ملك) مع المقابلة على نسخة النصيري، ونسخة أخرى فى مكتبة آية الله السيد الكلبايكاني في قم المقدسة متضمنة اختيارات من الكتاب .(2)

ص: 39


1- الذريعة 24 : 123 [624]
2- انظر مقدّمة كتاب نزهة الكرام : 24 .

ص: 40

(79) کتاب حدائق الحقائق فى فسر دقائق أفصح الخلائق لقطب الدين محمد بن الحسين الكيدري البيهقى

(كان حيّاً سنة 610 ه)

الحديث :

قال في شرح خطبة أمير المؤمنين في صفات المتقين التي جاء فيها : «... ألم أعمل فيكم بالثقل الاكبر؟ وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟ ... الثقل الأكبر : كتاب الله ، والأصغر : عترة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم إني تارك فيكم الثقلين».

قال ثعلب : سمّاهما الثقلين ؛ لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل والعرب يقول : كلّ نفس (1)ثقل ، فجعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما، وتفخيماً لشأنهما .(2)

قطب الدين محمد بن الحسين الكيدرى :

قال الشيخ الحرّ في أمل الآمل : الشيخ قطب الدين الكيدري ، فاضل فقيه متبحّر .(3)

قال السيد الخوانساري في الروضات : الحبر الأديب الماهر والبحر

ص: 41


1- الظاهر (والعرب تقول : كلّ نفيس ثقل) هو الصحيح .
2- حدائق الحقائق 1 : 420 ، شرح الخطبة (84)
3- أمل الآمل 2 : 220 .

المحيط الذاخر (1)أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري المشتهر بقطب الدين الكيدري ، ثمّ قال : كان من أكمل علماء زمانه فى أكثر الأفنان، وأكثرهم إفادة لدقائق العربية في جموعه الملاح الحسان .(2)

قال الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب : قطب الدين الكيدري ، أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري الإمامي، الشيخ الفقيه الفاضل الماهر ، والأديب الأريب ، البحر الزاخر .(3)

قال الطهراني في الطبقات : محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي الشيخ قطب الدين أبو الحسن النيسابوري الشهير بقطب الدين الكيدري .(4)

وجد مكتوبا على ظهر كتاب الفائق للزمخشري : ،...، وهذا خط أضعف النفوس المبتلى ببؤس الزمن العبوس والدهر الضروس محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي كتبه في جمادى الأولى من سنة 610 .(5)

حدائق الحقائق فى شرح نهج البلاغة :

سمّاه مصنفه في أوّله ب_(حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق) .(6)

وجاء في تقريض شيخه عبد الله بن حمزة الطوسي على الكتاب : هذا الكتاب الموسوم بحدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة كتاب جامع

ص: 42


1- كذا في المطبوع .
2- روضات الجنات 6 : 295 .
3- الكنى والألقاب 3 : 74 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن السادس) : 259 .
5- أعيان الشيعة 9: 250 .
6- حدائق الحقائق 1 : 71 ، مقدّمة الشارح .

لبدائع الحكم، وروائع الكلم، وزواهر المباني ، وجواهر المعاني، فاق ما صنّف في فنّه من الكتب . . .

إلى أن قال : وصاحبه الإمام الأجل، العالم الزاهد، المحقق المدقق، قطب الدين ، تاج الإسلام، فخر العلماء ، مرجع الأفاضل ، محمّد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي - وفقه الله لما يتمناه ..... ثم أورد إجازته له في الرواية ، وأرخها بسنة 596 ه_ . (1)

وكان قد انتهى من شرحه في سنة 576 ه_ ، كما هو مسطور في نهاية نسختين أحدهما ثمينة كتبت بتاريخ 645 ه_ ، كانت عند السيد الكمالي في همدان، وتوجد مصوّرة عنها في جامعة طهران (2)، وأُخرى في مكتبة المحقق الحجّة السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني ، كتبت بتاريخ 1049 ه_ (3)، ونقل آخرها الخوانساري في الروضات أيضاً .(4)

وأيضاً في نسخة كانت في خزانة إبراهيم الألوسي ، كتبت سنة 739 ه ، ذكرها ابن الفوطي في مجمع الآداب .(5)

وهناك من توهم أن اسم هذا الشرح هو (الإصباح) كالسيد إعجاز حسين الكنتوري، وتبعه العلّامة النوري في خاتمة المستدرك ستدرك ، ولكن الإصباح للكيدري في الفقه.

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (حدائق الحقائق في تفسير

ص: 43


1- مجلة تراثنا (38 - 39) : 306 ، نهج البلاغة عبر القرون .
2- حدائق الحقائق 1 : 61 ، وانظر صورة الصفحة الأخيرة للمخطوطة بعد صفحة 62 ، و 2 : 709 ، ومجلة تراثنا (38 - 39) : (305 نهج البلاغة عبر القرون .
3- حدائق الحقائق 1 : 61 ، وانظر صورة الصفحة الأخيرة للمخطوطة بعد صفحة 62 .
4- روضات الجنات 6 : 297
5- مجمع الأداب 421:3 [2884]

دقائق أفصح الخلائق) شرح لنهج البلاغة ، ألّفه الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيشابوري المعروف بقطب الدين الكيدري ، وكان تأليفه بعد شرحي القطب الراوندي الذي توفي سنة (573) الموسوم أحدهما (المنهاج) والآخر (المعارج ) ؛ لأنه قد فرغ منه (576) ويظهر من شيخنا في (خاتمة المستدرك) أن اسم شرح النهج (الإصباح ) لكن ذكرنا في ( ج 2 - ص 118) تصريح بحر العلوم بأن الإصباح اسم كتاب في فقه الإمامية .(1)

وقد ذكر الكيدري في مقدمة كتابه أنه استمد من كتابي المعارج والمنهاج للراوندي (2)، ولكنهما ليسا للراوندي معاً ، بل المنهاج المسمّى (منهاج البراعة له ، وأما المعارج المسمّى (معارج نهج البلاغة) فهو لعلي ابن زيد البيهقي فريد خراسان .(3)

وقد طبع أخيراً بتحقيق الشيخ عزيز الله العطاردي محقق على ثلاث نسخ .(4)

ص: 44


1- الذريعة 6 : 285 [1544] ، وانظر أيضاً : كشف الحجب
2- حدائق الحقائق 1 : 70 ، مقدّمة الشارح .
3- مجلة تراثنا (38 - 39) : 261 ، نهج البلاغة عبر القرون .
4- حدائق الحقائق 1 : 61 ، مقدمة المحقق

مؤلّفات السيد على بن طاووس (ت 664 ه)

(80) کتاب : الطرائف فى معرفة مذاهب الطوائف

الحديث :

الأوّل : قال ابن طاووس فيما أخرجه من كتب أهل السنّة بخصوص حديث الثقلين :

ومن ذلك ما صرّح النبي صلی الله علیه و آله وسلم بالوصية الواضحة ، والدلالة المحققة على من يقوم مقامه بعده ، بعده ، ويخلفه في أمته إلى يوم القيامة ، ولم يجعل لأحد عذراً فى مخالفته ، فروى أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله له : إنّي تركت فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» .(1)

وقد روي أن أبا بكر ، قال : عترة النبی صلی الله علیه و آله وسلم .(2)

الثاني : ومن ذلك في المعنى ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده

ص: 45


1- الطرائف 1 : 162 ، و عنه في اثبات الهداة 1 : 690 ح 69 فصل (6) ، و البحار 23 : 106 ح7.
2- الطرائف 1 : 165 ، والحديث في سنن البيهقي 6 : 274 ح11927 ، کتاب الوقف [9] ، باب الصدقة في العترة .

بإسناده إلى إسرئيل بن عثمان بن المغيرة بن ربيعة (1)، قال : لقيت زيد بن رقم، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : سمعت رسول الله يقول : «إني تارك فيكم الثقلين؟» قال : نعم .(2)

الثالث : ومن ذلك في المعنى ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده إلى زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».(3)

الرابع : ومن ذلك في المعنى ما رواه مسلم في صحيحه عن عدة طرق ، فمنها في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر كراس الثانية من أوّله من النسخة المنقول منها بإسناده إلى يزيد بن حيّان ، قال : انطلقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا عنده ، قال له حصين : لقد لقيت يا زيد ، خيراً كثيراً . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن العمدة لابن البطريق .

ثمّ قال : ورواه أيضاً مسلم في صحيحه بهذه المعاني في الجزء الرابع المذكور على ثماني عشرة قائمة من أوّله من تلك النسخة .(4)

الخامس : ومن ذلك في المعنى من كتاب الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن،

ص: 46


1- وقع تصحيف هنا ففي مسند أحمد : إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ربيعة ، قال . . .
2- الطرائف 1 : 165 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 70 ، والبحار 23 : 106 ح 8.
3- الطرائف 1 : 165 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 71 ، والبحار 23 : 107 ح 9 .
4- الطرائف 1 : 165 - 166 مع بعض الاختلاف، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 72 ، والبحار 23 : 107 ح 10 ، وراجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث الرابع .

ومن صحيح الترمذي بإسنادهما عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي».(1)

السادس : ومن ذلك في هذا المعنى ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي عن عدة طرق في كتابه (2)بأسانيدها ، فمنها قال : إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إنِّي أُوشك أن أدعى فأجيب ، وإني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .

(قال عبد المحمود) (3): لقد أثبت في عدة طرق، وقد تركت من الحديث بالمعنى مقدار عشرين رواية ؛ لئلا يطول الكتاب بتكرارها مسندة من رجال الأربعة المذاهب المشهور حالهم بالعلم والزهد والدين .(4)

السابع : ومن ذلك بإسناده إلى ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي، فقيل : من قرابتك؟] ، قال : آل عقيل وآل جعفر وآل عباس». (5)

ص: 47


1- الطرائف 1 : 166 ، وعنه في إثبات الهداة : 692 ، ح 72 ، 73 ، والبحار 23 : 108 ح 11.
2- مناقب ابن المغازلي
3- سمّى ابن طاووس نفسه في هذا الكتاب (عبد المحمود) تقيةً .
4- الطرائف 1 : 166 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 74 ، والبحار 23 : 108 ح 12
5- الطرائف 1 : 166 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 75، والبحار 23 : 109 ح 13.

تنبيه : من المعلوم أن الجملة الأخيرة في الحديث وردت في الحديث الذي رواه مسلم عن زيد بن أرقم ، وفيها بالإضافة إلى ما ذكر آل علي .

الثامن : ومن ذلك بإسناده إلى علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ، وهو يريد أن يدخل على المختار ، فقلتُ : بلغني عنك شيء ، فقال : ما هو؟ رسول

قلت قلت : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، يقول : «إنّي تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» ، قال : اللّهم نعم .(1)

التاسع : ومن ذلك بإسناده أيضاً ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّي فرطكم على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما فاعتل علينا لا ندري ما الثقلان، حتّى قام رجل من المهاجرين، فقال : يا نبي الله ، بأبي أنت وأُمّي ما الثقلان؟ قال : «الأكبر منهما كتاب الله طرف بيد الله تعالى وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا والأصغر منهما ،عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تغزوهم ، فإنّي سألتُ اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا علي الحوض كهاتين وأشار بالمسبحة والوسطى - ناصرهما ،ناصري، وخاذلهما خاذلي وعدوّهما عدوّي ، ألا وإنه لن تهلك أُمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبيها وتقتل من يأمر بالقسط فيها» .

قال عبد المحمود : فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم، يتضمّن الكتاب والعترة .... ثم قال : بعد هذه الأحاديث المذكورة المجمع على صحتها .(2)

ص: 48


1- الطرائف 1 : 167 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 76 ، والبحار 23 : 109 ح 14 .
2- الطرائف 1 : 168 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 77 ، والبحار 23 : 109 ح 15

العاشر : قال عبد المحمود : وقد وقفت على كتاب اسمه العمدة في الأصول ، اسم مصنفه محمّد بن النعمان، ويلقب بالمفيد (1)، وقد أورد فيه الاحتجاج على صحة الإمامة بحديث نبيهم محمد صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين» .(2)

أقول : وقد مضى الحديث من كتاب العمدة للمفيد ، فراجع .(3)

الحادي عشر : ومن ذلك في المعنى ما رواه الثعلبي في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» بأسانيده ، فمنها ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أيها الناس ، إنِّي قد تركت فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض وعترتي أهل بيتى ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(4)

الثاني عشر : ومن ذلك ما رواه الحميدي في المعنى في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من عدة طرق، فمنها بإسناده إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم

قال : قام رسول الله فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة

ص: 49


1- كتاب العمدة للشيخ المفيد مفقود ، انظر : مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالات والرسالات (1) حياة الشيخ المفيد ومصنفاته القسم الثاني (تأليف السيد عبد العزيز الطباطبائي) ، الكتب المفقودة الصفحة 340[138] .
2- الطرائف 1 : 171 ، وعنه في البحار 23 : 112
3- راجع ما أوردناه عن العمدة للمفيد ، ومن ، ومن المحتمل أن يكون هذا الكتاب الذي ذكره ابن طاووس هو كتاب العمدة لابن البطريق فإنّه علاوة على نقله نفس الأحاديث بنفس العبارات كما ستشير إليه في المتن ، استدل على الإمامة ووجوب اتباع أهل البيت بحديث الثقلين في كتابه هذا ، فلعله هو .
4- الطرائف 1 : 175 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 193 ح 79 ، والبحار 23 : 117 ح 33

والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعد ووعظ وذكر ، ثم قال : «أما بعد : أيها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحت على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي، وفي إحدى روايات الحميدي، قلنا : من أهل بيته ، نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، الخبر .(1)

الثالث عشر : ومن ذلك أيضاً ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم من من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير بين مكة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثم نادى : الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر ، حتى انتهينا إلى رسول الله له ، فصلى بنا الظهر ، ثم انصرف إلينا بوجهه ، ثم ذكر .... ثمّ ذكر تفصيل ما بلّغ إليهم من الوحدانية والرسالة والجنة والنار وكتاب الله ، ثمّ قال: «ألا وإني فرطكم وأنتم تبعي، توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ؟»

قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، ما الثقلان؟

قال : «الأكبر منهما كتاب الله تعالى ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به ولا تزلّوا ولا تشكوا ولا تضلّوا، والأصغر منهما

ص: 50


1- الطوائف 1 : 176 ، ح 186 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 72 ، والبحار 23 : 117 ح 34

عترتي» ، ثم ذكر وصيته صلی الله علیه و آله وسلم بعترته ، ثم قال : «فإني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما في خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ ، ألا وإنّها لم تهلك أُمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبوّتها، وتقتل من قام بالقسط منها ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام ، فرفعها ، فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» - قالها ثلاثاً آخر الخطبة .(1)

الرابع عشر : قال (عبد المحمود) مؤلّف هذا الكتاب : وقد وقفت على أشياء مستطرفة وقعت من هؤلاء الأربعة المذاهب في حق أهل بيت نبيهم محمد صلی الله علیه و آله وسلم مع ما تقدّمت به رواياتهم من وصاياه بالتمسك بهم والمحبة والاتباع لهم.

ومن طرائف ذلك أنهم رووا كما تقدّم ذكره عن نبيهم صلی الله علیه و آله وسلم أنه مخلف فيهم الثقلين : كتاب الله وعترته ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ...

ومن طرائف مناقضاتهم أنهم يروون وجوب العمل في الشريعة بأخبار الآحاد ، فإذا سمعوا الأخبار التي تأتي من جهة عشرة نبيهم علي الله سواء كانت أحاداً أو متواترة ، أعرضوا عنها ونفروا منها مع ما تقدّم من شهادة نبيهم أن عترته لا يفارقون كتاب الله وأن المتمسك بهما لا يضلّ أبداً .... فيما رووه في صحاحهم وعن رجالهم من الوصية بالعترة ووجوب الالتزام بهم والتعظيم لهم .(2)

تنبيه : لقد مرت هذه الأحاديث عن نفس المصادر المذكورة - ما عدا الأخير - في كتاب العمدة لابن البطريق ، فراجع .(3)

ص: 51


1- الطرائف 1 : 216 - 218
2- الطرائف 1 : 274 - 276 .
3- راجع ما نقلناه عن العمدة لابن البطريق

علي بن أبي موسى بن طاووس الحسني الحلى :

هو أشهر أن ر من نترجم له ، ولكن لا بأس من ذكر بعض ما قالوه فيه ، قال عنه العلامة (ت 726 ه) في إجازته لبني زهرة : ومن ذلك جميع ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي ، وجمال الدين أحمد ابني موسى بن طاووس الحسنيان قدس الله روحهما، وروياه وقرأ واجيز لهما روايته عني عنهما، وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان ، وكان رضي الدين علي الله صاحب كرامات حكي لي بعضها، وروى لي والدي عنه البعض الآخر .(1)

ونقل العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) عن خطّ الشيخ شمس الدين محمد بن علي الجمعي عن خط الشهيد الأول : تولّى السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس العلوي الحسني صاحب المقامات والكرامات والمصنفات نقابة العلويين من قبل هولاكو خان ، إلى أن قال : ولم يزل على قدم الخير والآداب والعبادات والتنزه عن الدنيات إلى أن توفّي بكرة الاثنين خامس ذي القعدة من سنة أربع وستين وستمائة ، وكان مولده يوم الخميس منتصف المحرّم سنة تسع وثمانين وخمس مائة .(2)

وقال السيد مصطفى التفرشي القرن الحادي عشر : علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني رضي الدين ، من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ ، تقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر ، له كتب حسنة .(3)

ص: 52


1- البحار 107 : 63 ، إجازة العلامة لبني زهرة .
2- البحار 107 : 208 ، فائدة : (24) .
3- نقد الرجال 3 : 303[3711] ، والظاهر سقوط اسم (محمد) بعد (جعفر) أو قبل (أحمد) ، وانظر : جامع الرواة 1: 603 .

وقال الشيخ الحرّ العاملي(ت 1104 ه) : حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً.

وأورد قول العلّامة السابق في حقه .

وقال في موضع آخر : إن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه .(1)

وفي حاشية البلغة للماحوزي (ت 1121 ه) منه : ذي الكرامات والمقامات ، ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع .(2)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : ابن طاووس، يطلق على جماعة عديدة من أفاضل سادة آل طاووس (رضي الله عنهم) أشهرها على السيد الجليل رضي الدين أبي القاسم صاحب الكرامات والمقامات النقيب النجيب علي بن موسى . . .

إلى أن قال : مؤلّف كتاب الإقبال وغيره من كتب الأدعية الوافرة وغيرها .(3)

كتاب الطرائف فى معرفة مذاهب الطوائف :

نسبه المصنف إلى نفسه في كتاب الإجازات ، قال : وما صنفته وكشفت به عن الباب ، وبلغت فيه ما لم أعرف أن أحداً بلغه من أهل تلك

ص: 53


1- أمل الآمل 2 : 205[622] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 8235 ،[84 ، 85] ، روضات الجنّات 4: 325 ، منتهى المقال 5 : 73 [2119] ، معجم رجال الحديث 13: 202 ، أعيان الشيعة : 358 ، الكنى والألقاب 1 : 339 ، تنقیح المقال 2 : 310 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 116 ، الذريعة 15 : 154 [1012] ، خاتمة المستدرك 2 : 439 .
2- بلغة المحدثين : 444
3- رياض العلماء 6 : 24

الأوقات : كتاب الطرائف في مذاهب الطوائف وهو مجلدان (1)، وكذا في أكثر من موضع في كتبه كشف المحجة (2)، والإقبال (3)، واليقين (4)، وسعد السعود (5)، ولذا فنسبته إليه مقطوعة عند الكلّ .

وعده العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (6)وقال : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلها معروفة ، وتركنا منها كتاب ربيع الشيعة (7)، وهو من مصادر الحرّ في إثبات الهداة .(8)

وقد سمّى المؤلّف نفسه في هذا الكتاب ب_(عبد المحمود) .

قال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف) للسيد الشريف رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد ابن طاووس الحلّي . . .، ثم قال : سمّى نفسه بعبد المحمود بن داود الكتابي ؛ تقية عن الخلفاء الذين كان في بلادهم، وليكون أوقع في القلوب ، أودع فيه طرائف أمور من مذهب المخالفين أصولاً وفروعاً لم يسبق إليه أحد ، ثمّ قال - بعد أن نقل أوّله - :

كان عند شيخنا النوري وفي خزانة (الخوانساري) وخزانة الحاج

ص: 54


1- البحار 107 : 40 ، فائدة (9) ، وانظر : أمل الآمل 2 : 205 ، لؤلؤة البحرين : 239، روضات الجنّات 4 : 325 ، معجم رجال الحديث 13 : 202 ، أعيان الشيعة 8 : 362 .
2- انظر : كشف المحجة : 85، 87، 90 ، 104 ، 115 ، 117 ، 194 .
3- الإقبال 2 : 249 ، 265 ، 370 ، و 3 : 109
4- اليقين : 278
5- سعد السعود : 140 ، 141 ، 148 ، 182 ، وغيرها
6- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
7- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر ، وقد تقدم الحديث عن (ربيع الشيعة) في كتاب (أعلام الورى) ، للطبرسي
8- إثبات الهداة 1 : 27 .

السيد علي الإيرواني في تبريز وفى (الرضوية) وطبع 1322 ، وقد رأيت نسخة من «عين العبرة» للسيد أحمد بن طاووس عليها خطّ الشيخ العاملي ، بعد حكايته لخط الشهيد الأوّل في وجه التعبير عن نفسه بعبد الله بن إسماعيل الكاتب ، قال :[وكذلك فعل أخوه رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس فى كتاب الطرائف حيث سمّى نفسه عبد المحمود بن داود الذمّي، وقد رأيت بخط الشهيد الثاني على نسخة كتاب «الطرائف» صورة ما أشرنا إليه ، وقد عدّه علي بن طاووس في جملة مصنّفاته في كتابه (كشف المحجة)] هذا كلام المحدّث الحرّ العاملي ، وتاريخ الخط 1090 ، إلى أن قال : وفي (الرضوية) ثلاث نسخ من الكتاب أقدمها تاريخاً 576 .(1)

وقد عدّ له الشيخ فارس الحسون 33 نسخة في مقدمته على كتاب سعد السعود لابن طاووس .(2)

ص: 55


1- الذريعة 15 : 154 [1012] ، وانظر : مقدمة الطرائف المطبوع
2- انظر مقدّمة كتاب سعد السعود : 103 ، وأيضاً : كتابخانه ابن طاووس لأتان : گلبرك : 99

ص: 56

(81) کتاب : سعد السعود

الحديث :

الأول : في تعليقه على كلام الشيخ الطوسي في التبيان حول آية «ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» ، ودلالتها على الرجعة ، قال :

يقول علي بن موسى بن طاووس : إعلم أن الذين قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فيهم إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض» ، لا يختلفون في إحياء الله جل جلاله قوماً بعد مماتهم في الحياة الدنيا من هذه الأُمّة .. (1)

الثاني : في ردّه على ما أورده الزمخشري فى الكشاف من الاختلاف بمعنى الصلاة الوسطى في الآية «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَی» ، قال : وكلّ هذه الاختلافات إنّما أحدثها مفارقة أصحاب هذه الروايات لأهل بيت صاحب النبوة صلوات الله عليه وعليهم، الذين جعلهم خلفاء منه في قوله علیه السلام : «إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(2)

ص: 57


1- سعد السعود : 131 ، الباب الثاني ، فصل (1) : فيما نذكره من كتاب التبيان ، وعنه في البحار 53 : 140 ، باب الرجعة .
2- سعد السعود : 261 ، فصل [52] .

الثالث : في معرض رده على قول أبي علي الجبائي في تفسيره من أن الحديث «أن لا وصيّة لوارث ناسخ لقوله تعالى فى سورة البقرة «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْن وَالأَقْرَبِينَ بالْمَعْرُوفِ حَقًّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ» (1)، قال :

وإذا كان ظاهر الحديث لا يصح العمل عليه ومتضاداً في نفسه وساقطاً عند علماء أهل البيت علیهم السلام جميعهم الذين روى الذين روى العلماء من المسلمين أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي» ، فكيف ينسخ به صريح ، فكيف ينسخ به صريح القرآن الشريف؟!(2)

الرابع : قال : فصل: فيما نذكره من كتاب الناسخ والمنسوخ ، تأليف نصر بن علي البغدادي (3)، وهو مضاف إلى كتاب قصص القرآن للنيسابوري، من تفسير سورة غسق ، من الآية الخامسة ، بلفظه :

الخامسة : ق«ُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» اختلف المفسّرون على وجهين فقالت طائفة هي محكمة لم تنسخ بشيء ، واحتجوا عليه بقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجل حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» .(4)

الخامس : قال : فصل: فيما نذكره من الجزء الأول القرآن ، تصنيف محمد بن بحر الرهني . . .

ص: 58


1- البقرة : 180
2- سعد السعود : 296 ، فصل [68] .
3- اسمه هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي البغدادي .
4- سعد السعود : 442 ، فصل [137] ، وانظر : الناسخ والمنسوخ : 165 ، وسيأتي في قسم أحاديث أهل السنّة .

قال محمد بن بحر الرهني : حدثني القرباني ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، عن . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن مقدّمات علم القرآن للرهني (1)، فراجع .

السادس : قال محمد بن بحر الرهني : وما حدثنا به المطهر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن موسى ، عن . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن مقدمات علم القرآن للرهني(2)، فراجع .

السابع : عند تعجبه من اكتفائهم في تفسير القرآن بابن عباس ، قال : وحيث ذكروا واحداً من الشجرة النبوية والعترة المحمدية، اقتصروا في كثير ما نقلوه على الشاب المعظم الذي كان له عند وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله عشر سنين ، وعلى رواية بعضهم ثلاث عشرة سنة .

فأين كهول بني عبد المطلب وشيوخهم؟! فأين شيوخ بني هاشم؟! وأبن شيوخ قريش الذين عاصروا جميع أيام الرسالة ، وعاشروا حين نزول القرآن وسمعوه مشافهة من لفظ النبوّة ومحلّ الجلالة؟! وما الذي منع أن يلازموا جميع علماء الثقل الذين قرنهم الله جلّ جلاله بكتابه المهيمن على كلّ كتاب ، الذين جعلهم النبی صلی الله علیه و آله وسلم صلوات الله عليه وآله خلفاء منه ، وشهد أنهم لا يفارقون كتابه إلى يوم الحساب؟! وما الذي منع أن ينقلوا تفسير القرآن كلّه عمّن شهدوا أنه أعرف الأمة بنزول القرآن وفضله ؟!(3)

أقول : من الواضح أنه يشير هنا إلى حديث الثقلين .

ص: 59


1- سعد السعود : 443 ، فصل [138] ، راجع ما أوردناه في مقدمات علم القرآن للرهني ، الحديث الأوّل .
2- سعد السعود : 444 ، فصل [138] راجع ما أوردناه عن مقدمات علم القرآن للرهني ، الحديث الثاني .
3- سعد السعود : 554

الثامن : بعد أن أورد رواية النقاش لحديث ابن عباس عن علي علیه السلام فى تفسير لفظة الحمد ، قال :

أقول أنا : فهل رأيت أعجب من قوم فيهم من القرابة والصحابة مولانا علي علیه السلام الذي كان في أوّل الإسلام وإلى حين دفن محمد صلی الله علیه و آله وسلم . . . ، فلا يلازمونه ولا يسألونه ، ولا يقصده أهل البر والبحر ، ولا يأخذون عنه العلوم في القرآن وفيما سواه، ويتركونه حتى يموت ، ويتركون ذريته العارفين بأسراره فى الحياة وعند الوفاة، الذين هم أعيان الثقل الذين شهد لهم الصادقون من أهل العقل والنقل أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ، فلا يسألون عن معالمهم . . .(1)

التاسع : قال - بعد أن نقل ما أورده الطوسي في التبيان في تفصيل السورة المكية من المدنية - أقول : والظاهر في الروايات التي أطبق على تقلها المخالف والمؤالف : أنه ما كان سبب هذا الاختلاف والضلال بعد مفارقة الثقل الذين قرنهم النبي الله صلی الله علیه و آله وسلم بكتاب الله إلا منع النبي صلی الله علیه و آله وسلم صلوات الله عليه من الصحيفة التي أراد أن يكتبها عند وفاته :

فإنّهم رووا في صحيح البخاري ومسلم من الجمع بين الصحيحين للحميدي . . . ، ثم أورد الخبر عن ابن عبّاس .(2)

أقول : من الواضح أنه يشير إلى الثقل الثاني في حديث الثقلين .

کتاب سعد السعود :

قال المصنف في أوّل الكتاب : يقول علي بن موسى بن جعفر بن

ص: 60


1- سعد السعود : 559 .
2- سعد السعود : 595 .

محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي : أحمد الله جل جلاله - إلى أن قال : وبعد فإنّي وجدت في خاطري يوم الأحد سادس ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة، ما اعتبرته بميزان الرحمة الإلهية ووجدان الألطاف الربانية ، فوجدته وارداً عن تلك المراسم ، وعليه أرج أنوار هاتيك المعالم والمواسم، في أن أصنف كتاباً أسميه : سعد السعود للنفوس منضود ، من كتب وقف علي بن موسى بن طاووس، أذكر فيه من كل كتاب وقفته بالله جلّ جلاله والله جل جلاله على ذكور أولادي وذكور أولادهم وطبقات ذكرتها بعد نفادهم .(1)

وعد الشيخ الحر العاملي (ت 1104 ه) كتاب سعد السعود ضمن الكتب التي رآها لابن طاووس (2)، وأدخله في ضمن مصادر إثبات الهداة (3)، ومثله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار (4)، وقال في توثيقه : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلها معروفة .(5)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (وسعد السعود للنفوس منضود) فيما يتعلّق بأحوال القرآن من كيفية جمعه وتأليفه وتفسير بعض مشكلاته نقلاً عن بعض التفاسير، وهو للسيد رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس الحسني المتوفى 664 ، موجود في الخزانة (الرضوية) من وقف نادر شاه 1145 ، وفي مكتبة راجه فيض آبادي كما في فهرسها ، وعند

ص: 61


1- سعد السعود : 3 ، مقدمة المؤلف
2- أمل الآمل 2 : 205 [623] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 241 ، روضات الجنّات 4 : 328 ، أعيان الشيعة 8 : 361 ، کتابخانه ابن طاووس : 95 [446]
3- إثبات الهداة 1 : 27 .
4- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
5- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر .

المولى علي الخياباني كما في آخر «وقائع الأيام» ، إلى أن قال - بعد ذكر أوله ومحتواه : استكتبه السيد نصر الله التقوي في طهران وأرسله إلى الشيخ محمد السماوي بالنجف هدية ، وهو كتب عن النسخة المهدى إليه بخطه .(1)

وقد أحصى محقق الكتاب الشيخ فارس الحسّون سبع نسخ خطيّة له .(2)

ص: 62


1- الذريعة 12 : 183 [1210] .
2- سعد السعود : 159 ، حول الكتاب
(82) كتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة

الحديث :

الأوّل : أورد ابن طاووس عن مصنف كتاب النشر والطي حديث حذيفة بخصوص حجّة الوداع ويوم الغدير ، ثم قال :

ثمّ قال صاحب كتاب النشر والطى من غير حديث حذيفة : فكان من قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع بمنى : أيها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى بردا علي الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك ، ألا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا : نعم ، قال : «اشهد» .(1)

الثاني : قال : قال : ثم قال صاحب كتاب النشر والطي: فلما كان في آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله عليه : «إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ» إلى آخرها ، فقال : نعيت إلي نفسي ، فجاء إلى المسجد الخيف فدخله ونادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر خطبته علیه السلام .

ثمّ قال فيها: «أيّها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر كتاب الله عزّ وجلّ ، طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم فتمسكوا به، والثقل

ص: 63


1- الإقبال 2 : 240 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 700 ح 109 ، و البحار 37 : 128 .

الأصغر عترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ولا أقول كهاتين وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه» .(1)

الثالث : قال : قال صاحب كتاب النشر والطي في تمام حديثه ما هذا لفظه :

فهبط جبرئيل فقال : إقر، «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رُبِّكَ ...» الآية ، وقد بلغنا غدير خم في وقت لو طرح اللحم فيه على الأرض لاشتوى ، وانتهى إلينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الله فنادى : الصلاة جامعة ، : ولقد كان أمر علي علیه السلام أعظم عند الله ممّا يقدّر، فدعا المقداد وسلمان وأبا ذر وعمّار، فأمرهم أن يعمدوا إلى أصل شجرتين فيقموا ما تحتهما . . . ،

فلما اجتمعوا ، فقال : «الحمد لله الذي علا في توحده . . .

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومحكماته ولا تتعبوا (2)فوالله لا يوضّح تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ورافعها بيدي ، ومعلمكم أن من كنت مولاه فهو ،مولاه، وهو علي .

معاشر الناس ، إن علياً والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ولا يحلّ أُمر المؤمنين لأحد بعدي غيره بعدي غيره . . .».(3)

وقد مضى هذا الحديث عن روضة الواعظين لابن الفتال ، والاحتجاج للطبرسي، ونور الهدى للجاوابي، وسيأتي في اليقين لابن طاووس .(4)

ص: 64


1- الإقبال 2 : 242 ، وعنه في البحار 37 : 128
2- الظاهر أنّ هناك سقط يظهر من الرويات الأخرى التي ذكرناها سابقاً عن روضة الواعظين ، والاحتجاج، ونور الهدى ، واليقين .
3- الإقبال 2 : 245 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 701 ح 110 ، والبحار 37 : 131
4- راجع روضة الواعظين ، الحديث الأول ، والاحتجاج ، الحديث الأول ، ونور الهدى، الحديث الأول ، وسيأتي في اليقين ، الحديث الأول .

كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة :

قال المصنف في أوّل كتاب فلاح السائل : وأجعل ذلك كتاباً مؤلفاً أسميه كتاب مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد، أقول : وها أنا مرتب ذلك بالله جل جلاله في عدة مجلدات ما أرجوه من المهمات والتتمات :

المجلد الأول : أُسمّيه كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل يومه وليله ، وهو مجلّدان .

والمجلد الثالث : أُسمّيه كتاب زهرة الربيع في أدعية الأسابيع والمجلد الرابع : أسميه كتاب جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع . والمجلد الخامس : أسمّيه كتاب الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل مثله كلّ شهر على التكرار.

والمجلد السادس : أُسمّيه كتاب المضمار للسباق واللحاق بصوم شهر إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق .

والمجلد السابع : أسمّيه كتاب السالك المحتاج إلى معرفة مناسك الحجاج .

والمجلد الثامن والتاسع : أسميهما كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة فيما نذكره ممّا يعمل ميقاتاً واحداً كلّ سنة .

والمجلد العاشر : أسمّيه كتاب السعادات بالعبادات التي ليس لها وقت محتوم معلوم في الروايات ، بل وقتها بحسب الحادثات المقتضية لها الإرادات المتعلقة بها .... إلى آخره .(1)

ص: 65


1- فلاح السائل : 45 ، مقدمة المؤلّف

ومنها يظهر أن الإقبال هو جزء من كتابه الكبير الذي ينوي أن يؤلّفه تتمة لمصباح المتهجد .

وأشار إليه وإلى ما يتضمنه من كتب، ومنها الإقبال ، في كتابه الإجازات .(1)

وفي آخر المجلد الأول من الإقبال أي في نهاية أعمال شهر ذي الحجّة قال - بعد أن ذكر نسبه وألقابه - وحيث رأينا أن قد وصل آخر عمل شهر ذي الحجة إلى هذا المقدار من التصنيف ومتى جعلنا كتاب الإقبال جزءاً واحداً أضجر بنقل التأليف، جعلنا آخر هذا الجزء شهر ذي الحجّة شهر المسرات والمبرات والبشارات .

ويكون أوّل الجزء الآخر شهر محرم شهر تشريف أهل السعادة ، إلى أن قال : وهذا آخر ما أجراءه الله جل جلاله على خاطري أن أذكره فى الجزء الأوّل من كتاب الإقبال ، ولم يكن عندي مسودة . . . ، إلى آخره .(2)

وقال في أوّل المجلد الثاني من الإقبال، أي في أوّل أعمال شهر محرّم وبعد ، فإنّني لما رأيت كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة فيما نذكره ممّا يعمل مرّة واحدة في السنة ، قد فتح الله فيه أبواب الفوائد، وأنجح مسعی المطالب علیه السلام بزوائد عن الفوائد ، حتى ضاق أن يكون فوائده في مجلد واحد، فجعلت عمل شهر ذي القعدة وذي الحجة في مجلد أوّل ، وعمل شهر محرّم وما بعده إلى أواخر شعبان في مجلد ثان مفصل (3)، وكرّر ذكره في مواضع أخرى منه .(4)

ص: 66


1- البحار 41:107
2- الإقبال 2 : 381 ، الباب التاسع
3- الإقبال 3 : 8، مقدّمة المؤلّف
4- الإقبال 3 : 93 ، 367

وذكره أيضاً في سعد السعود (1)وكشف المحجة (2)والأمان .(3)

والذي يظهر من آخر الإقبال أنّه انتهى من تأليفه سنة 650 ه (4)في كربلاء، خاصة وأنه كان في كربلاء في حدود هذا الوقت، ولكنه أضاف إليه إضافات بعد ذلك مؤرّخة بتواريخ مختلفة آخرها سنة 662 ه .(5)

وعلى كلّ فإنّه مقطوع النسبة إليه حتى أصبح بينهما تقارن ، وقد ذكره الحرّ (ت 1104 ه) ضمن الكتب التي رأها للمصنف في أمل الآمل (6)وأدخله في مصادر الوسائل وإثبات الهداة (7)، وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (8)، وقد تقدّم ما قاله المجلسي في كتب ابن طاووس، وأشار صاحب الرياض إلى المصنف بأنّه مؤلّف كتاب الإقبال وغيره .(9)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الإقبال) لصالح الأعمال أو (الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل ميقاتاً واحداً في السنة) للسيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى .... ، هو من أجزاء كتابه الكبير الذي سمّاه بالتتمات والمهمات ؛ لأنه ألفه ليكون تتمة للمصباح الكبير تأليف جده لأمه

ص: 67


1- سعد السعود : 140 ، 141 ، 588
2- کشف المحجة : 216
3- الأمان : 91 .
4- الإقبال 3 : 370 ، وانظر: کتابخانه ابن طاووس : 70 ، الذريعة 2 : 264 .
5- الإقبال 3 : 116 ، فصل (7) : فيما تذكره مما يختص باليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول .
6- أمل الآمل 2 : 205 [622] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 241 ، روضات الجنات 4 : 327، أعيان الشيعة 8: 361
7- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، إثبات الهداة 1 : 27 .
8- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
9- رياض العلماء 6 : 24

الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ثمّ قال : ألفه وله ستون سنة ، كما صرح به في آخر عمل شعبان ، وفرغ منه سنة 650 .(1)

وقد طبع الكتاب مع كتاب آخر من كتب تتمات المصباح ، صباح ، وهو مضمار السبق في ميدان الصدق الخاص بأعمال شهر رمضان تحت عنوان واحد وهو الإقبال ، وآخر طبعة له خرجت بثلاثة أجزاء الثاني والثالث هما الإقبال ، والأوّل هو مضمار السبق ، حققه على ثلاث نسخ جواد القيّومي .(2)

ص: 68


1- الذريعة 2 : 264 [1087] ، وانظر : مقدمة كتاب سعد السعود ، الصفحة 64 .
2- انظر الإقبال المطبوع بثلاثة أجزاء ، تحقيق جواد الفيومي
(83) كتاب : اليقين باختصاص مولانا على بإمرة المؤمنين

الحديث :

قال : فيما نذكره من كتاب لبعض علمائهم صنفه برجالهم في فضائل علي علیه السلام ، نذكر منه ما يختص بتسمية مولانا علي علیه السلام بأمير المؤمنين ، أوّل أسانيد هذا الكتاب : حدثنا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي، وقال في آخره . وكان الفراغ من نسخه في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة بالقاهرة المعزية .(1)

أورد عدّة روايات من الكتاب ، إلى أن قال : فيما نذكره من هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث الغدير ، وتسمية مولانا علي الهلال فيه مراراً بلفظ (أمير المؤمنين)، نرويه برجالهم الذين ينقلون لهم ما ينقلونه من حرامهم وحلالهم ، والدرك فيما نذكره عليهم ، وفيه ذكر (المهدي علیه السلام) وتعظيم دولته ، وهذا لفظ الحديث المشار إليه : خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : حدثنا أحمد ابن محمّد الطبري ، قال : أخبرني محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، قال : حدثني الحسن بن علي أبو محمد الدينوري ، قال : حدثنا محمد بن [موسى](2) الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثنا

ص: 69


1- اليقين : 316 ، الباب 120 .
2- من البحار .

سيف بن عميرة، عن عقبة (1)، عن قيس بن عن قيس بن سمعان سمعان ، عن علقمة بن محمد بن الحضرمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي علیه السلام ، قال :

«حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من المدينة وقد بلغ الشرايع قومه غير الحج والولاية . . .

فدفع حتى بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال، أتاه جبرئيل على خمس ساعات من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ..

فقام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فوق تلك الأحجار ، فقال : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علا بتوحيده ودنا بتفريده . . » .

إلى آخر ما ذكرناه عن روضة الواعظين لابن الفعّال النيسابوري ، والاحتجاج للطبرسي، ونور الهدى للجارابي، والإقبال لابن طاووس، فراجع .(2)

كتاب اليقين باختصاص مولانا على بإمرة المؤمنين :

جاء في مقدمة كتاب اليقين : يقول مولانا المولى الصاحب ، المصنف الكبير، ثم ذكر ذكر عدداً من الألقاب، إلى أن قال : شرف العترة الطاهرة ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن

ص: 70


1- في الاحتجاج : حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً، عن قيس بن سمعان
2- اليقين : 343 ، الباب 127 ، وفيه : «وهو أخي ووصيّي وموالاته . . .» ، وفيه : «معاشر الناس ، إن عليّاً والطاهرين من ذريتي وولدي وولده هم الثقل . . .» وفيه : وكل واحد منهما منبىء عن صاحبه وموافق له ، وفيه : «معاشر الناس ، إنّي أُخلف فيكم القرآن ، ووصيّي علي والأئمة من ولده بعدي ، قد عرفتم أنهم منّي فإن تمسكتم بهم لن تضلوا ، لن تضلوا» ، وراجع ما أوردناه عن روضة الواعظين ، الحديث الأوّل والاحتجاج ، الحديث الأول ، ونور الهدى، الحديث الأول ، والإقبال ، الحديث الثالث .

محمد الطاووس العلوي الفاطمي : أحمد الله جل جلاله ، إلى أن قال : وسوف نذكر ما رويته ورأيته من كتب الرواة والمصنفين والعلماء الماضين برجال المخالفين الذين لا يتهمون فيما يروونه وينقلونه ، من التعبير على مولانا أمير المؤمنين علي علیه السلام بأمير المؤمنين ، ممّا لا يبقى شك فيه عمّن وقف وعرفه من المصنّفين، وقد سمّيته : كتاب اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي علیه السلام بامرة لمؤمنين .(1)

وقال فى أوّل التحصين : وكان من أواخر ما صنفته - وقد جاوز عمري عن السبعين ومفارقتي للدنيا الدائرة ومجاورتي لسعادتي في الآخرة «كتاب الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة وكتاب اليقين في اختصاص مولانا علي علیه السلام بإمرة المؤمنين»

وسبق هذا الكتاب في منهاجه من لم يدركه من الماضين . . .(2)

وقال الأربلي (ت 693 ه) في كشف الغمة : وقد كان السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس وألحقه بسلفه ، جمع في ذلك كتاباً سمّاه كتاب اليقين باختصاص مولانا على الله بإمرة المؤمنين . . . . إلى آخره .(3)

وممّا نقلنا قد عرفت اسم الكتاب ، وقد ذكره الحرّ العاملي (ت 1104 ه) بهذا الاسم عند ذكره للكتب التي رآها من مصنفات ابن طاووس .(4)

ولكنّ البعض سماه ب_(کشف اليقين) حيث جعله المجلسي (ت 1111 ه) من مصادر بحاره بهذا الاسم (5)، ورمز له ب_(شف) ممّا أدّى

ص: 71


1- اليقين : 86 ، مقدّمة المؤلّف
2- التحصين (المطبوع مع اليقين) : 531 ، مقدمة المؤلّف 531
3- كشف الغمّة 1 : 330 ، ذكر مخاطبته بأمير المؤمنين في عهد النبي صلی الله علیه و آله وسلم
4- أمل الآمل 2 : 206 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 241 ، روضات الجنّات 4 : 328 ، أعيان الشيعة :: 363 ، كشف الظنون 4 : 489 ، هدية العارفين 1 : 569 .
5- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب

إلى الخلط بينه وبين كشف اليقين للعلّامة ، وكشف الغمة للأربلي عند البعض، وتردّد بين الاسمين العلامة النوري في مستدركه .

قال في كلامه عن مصادر المستدرك : اليقين أو كشف اليقين باختصاص مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام بإمرة المؤمنين (1)، ونقل أيضاً عنه عدة مرات بهذا العنوان، ووجد أيضاً ذلك بخطه على إحدى النسخ .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (اليقين باختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين) صرّح بهذه التسمية في أوّل الكتاب مؤلّفه السيد رضي الدين علي بن طاووس، إلى أن قال : هذا ، ويظهر من تاريخ ولادته 589 ، ومن تصريحه بتأليف الأنوار وعمره قد تجاوز السبعين ، كون تأليف الأنوار، قبل وفاته بأربع سنين ، وقد كتب اليقين بعد الأنوار ، وكتب التحصين بعد اليقين ، فلعله كان قرب وفاته 664 .

وليعلم أن المجلسي أورد كثيراً من أحاديث هذا الكتاب بعنوان «كشف اليقين» وجعل رمزه في «بحار الأنوار» «شف» لكن تخيّل بعض أنّ هذا رمز «كشف اليقين» للعلامة الحلّي مع أنه لم يجعل لهذا الكتاب رمزاً ، بل يصرّح باسمه عند النقل عنه .

وعند ذكر الرموز قال : [شف لكتاب اليقين ؛ لأنا وجدنا في بعض النسخ «كشف اليقين» . . . (3)] ، توجد نسخة منه بخط الملا محمد كاظم بن محمد زمان الجابري الأنصاري في 1044) عند (الشيخ هادي كاشف الغطاء) ونسخ أخرى عند الملا علي الخياباني (والطهراني بسامراء) وشير محمد

ص: 72


1- خاتمة المستدرك 1 : 11، و 370 [57] .
2- اليقين : 24 ، مقدمة التحقيق
3- هذه العبارة غير موجودة في البحار المطبوع ، نعم الموجود (شف : لكتاب اليقين) فقط

الهمداني والسيد أبي القاسم الإصفهاني المحزر ، لكنها كلها جديدة الخط ، و نسختان في مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء إحداهما مستقلة والأخرى منضمة إلى منية المريد للشهيد ، ونسخة في خزانة (الصدر) وأُخرى عند السيد علي الإيرواني بتبريز عليها خط الشيخ الحرّ ت (1104) وأُخرى عند السيد محمد علي الروضاتي بخط جده السيد جلال الدين .(1)

وقد ظهر مما نقلنا من عبارات المصنف في أوّل كتابه اليقين أنه بنى على الاقتصار على النقل من كتب المخالفين ، وقال أيضاً في نهاية مقدمته تلك : واعلم أنا نذكر في كتابنا هذا تسمية الله جلّ جلاله مولانا علي بن أبي طالب علیه السلام أمير المؤمنين ، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم ، وإن اتفق أن بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوباً إلى الشيعة الإمامية، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة .(2)

فاعتذر عما قد يرويه في كتابه عن كتاب أو راو شيعي .

بقى الكلام على عدد أحاديث الكتاب أو أبوابه ؛ لأنّ المصنف بني على أن يكون لكل حديث ينقله من كتاب باب لوحده ، قال : وربّما [تكلّمت] الأحاديث بتسمية مولانا علی علیه السلام بأمير المؤمنين وبإمام المتقين وبسيّد المسلمين وبيعسوب الدين، ما يكشف عنها عدد الأبواب فى هذا الكتاب ؛ لأنا نذكر فى كل باب حديثاً واحداً ، ومن أي كتاب نقل منه ، وما نجده من مصنّف أو راو أخذ ذلك عنه .(3)

ص: 73


1- الذريعة 25 : [115] (2) اليقين : 126 ، مقدمة المؤلّف
2- اليقين : 126 ، مقدمة المؤلّف
3- اليقين : 90 ، مقدمة المؤلّف

ثمّ قال - بعد الفهرست للأبواب - وحيث قد تكملت أبواب كتاب اليقين وبلغت إلى مائة وواحد وتسعين .(1)

ولكن عدد الأبواب في المطبوع هو 220 وخاتمة ، وقد قال المصنف نفسه في كتابه التشريف بالمنن الذي ألفه بعد اليقين : وقد صنّفنا كتاباً سميناه كتاب «اليقين في اختصاص مولانا علي علیه السلام بإمرة المؤمنين» ضمناه من رجالهم أو شيوخهم مائة وسبعة وتسعين حديثاً، ونكمل بعد ذلك مائتي حديث وستة عشر حديثاً في تسميته بأمير المؤمنين ، وفي تسميته بإمام المتقين ثمانية عشر حديثاً، وفي تسميته يعسوب المؤمنين خمسة وعشرين حديثاً .(2)

فهذا أكثر ممّا في المطبوع ، بل في أوّل التحصين الذي ظاهره أنه ألّفه بعد التشريف بالمنن ، قال - بعد أن ذكر تأليفه لليقين في عمر قد تجاوز السبعين ، كما نقلنا عبارته سابقاً - وكان قد ضمنته ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه أمير المؤمنين ، إلى أن قال : وذكرت فيه أحداً وخمسين حديثاً في تسميته علیه السلام إمام المتقين وما يفهم منه الخلافة على المسلمين ، واحداً وأربعين حديثاً في تسميته «يعسوب المؤمنين» .(3)

وبنفس هذا العدد أي 309 ذكره الأريلي في كشف الغمّة (4)، وهذا أيضاً أكثر مما في المطبوع بكثير، ومنه يعرف أن النسخ الموجودة الآن ناقصة (5)، وأن السيد ابن طاووس كان يضيف على كتابه كلّما يجده

ص: 74


1- اليقين : 123 ، مقدّمة المؤلّف
2- التشريف بالمتن : 331 ، الباب (32) .
3- التحصين (المطبوع مع اليقين) : 531 ، مقدمة المؤلف
4- كشف الغمّة 1 : 330 ، 337
5- کتابخانه ابن طاووس : 108 [58] .

مناسباً للموضوع الشيء فالشيء .(1)

وربما يفسّر العدد (309) بأنّه خاص بطرق الأحاديث، وإن كانت نفس الأحاديث التي هي بعدد الأبواب أقل ، أو أنه مع (51) حديثاً الخاصة ب_(إمام المتقين) و (41) حديثا الخاصة ب_(يعسوب المؤمنين) تكون مجموع أحاديث كتابي (اليقين) و(الأنوار الباهرة) .

وقد عدّ محققا الكتاب (19) نسخة للكتاب كانت موجودة سابقاً ، وبقي منها ثلاث إلى الآن، وتم التحقيق على ست نسخ إضافة لما موجود في بحار الأنوار .(2)

ص: 75


1- اليقين : 12 ، مقدمة المحقق .
2- اليقين : 19 ، مقدّمة المحقق ، نسخ الكتاب ، وانظر أيضاً : مقدمة محقق كتاب سعد السعود لابن طاووس ، صفحة (150) .

ص: 76

(84) كتاب : الملهوف على قتلى الطفوف

الحديث :

في معرض حديثه عن مولد الحسين ، قال :

قال رواة الحديث .... قال : فلما أتى على الحسين علیه السلام سنتان من مولده خرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم في سفر. ثم رجع من سفره مغموماً ، فصعد المنبر فخطب . . . ، ثم رجع صلوات الله عليه وهو متغيّر اللون محمر الوجه، فخطب خطبة أخرى موجزة، وعيناه تهملان دموعاً ، قال : «أيها الناس ، إني قد خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإنّي أنتظرهما ، وإنّي لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربّي أن أسألكم المودة في القربى ، فانظروا الا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم ، ألا وإنه سترد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة ، راية سوداء مظلمة راية سوداء مظلمة .... فأقول فأقول لهم : كيف خلقتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي ؟

فيقولون : أما الكتاب فضيعناه ، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض، فأوّلي وجهي عنهم، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم، ثمّ ترد علي راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر ، كتاب ربي وعترتي؟

فيقولون : أما الأكبر فخالفناه، وأما الأصغر فخذلناه ومزقناهم كلّ

ص: 77

ممزق ، فأقول : إليكم عني ، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم، ثمّ ترد علي راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟

فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمة محمد صلی الله علیه و آله وسلم ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّية نبينا محمد صلی الله علیه و آله وسلم» .(1)

وسيأتي هذا الحديث عن مثير الأحزان لابن نما، فراجع .

كتاب الملهوف على قتلى الطفوف :

جاء فى أوّله : قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني جامع هذا الكتاب، إلى أن قال : أحببت أيضاً أن يكون حامله مستغنياً عن نقل مقتل في زيارة عاشوراء إلى مشهد الحسين صلوات الله عليه ، فوضعت هذا الكتاب ليضمّ إليه ، ثمّ قال : وقد ترجمته بكتاب الملهوف على قتلى الطفوف، ووضعته على ثلاثة مسالك ، مستعيناً بالرؤوف المالك .(2)

ونسبه السيد ابن طاووس إلى نفسه في كتابه الإجازات (3)والإقبال (4)، وكشف المحجة .(5)

ومن ثَمّ ، نسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (6)، وجعله العلّامة

ص: 78


1- الملهوف على قتلى الطفوف : 92 - 95 ، مولد الحسين ، وراجع ما سنورده عن مثير الأحزان لابن نما
2- الملهوف على قتلى الطفوف : 86 ، مقدمة المصنف ، وانظر أيضاً : 230 منه .
3- البحار 42:107 .
4- الإقبال 3 : 57 ، فصل (11) : من أعمال شهر محرّم .
5- کشف المحجة : 194
6- انظر : أمل الآمل 2 : 206 ، لؤلؤة البحرين : 240 ، أعيان الشيعة 8 362 ، روضات الجنات 4 : 327

المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (1)، والحرّ العاملي (ت 1104 ه) في مصادر الوسائل ، وإثبات الهداة .(2)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (اللهوف على قتلى الطفوف) للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحلّي . . .(3)

وقال في موضع آخر : (كتاب الملهوف على قتلى الطفوف) للسيد علي بن طاووس ، مرّ بعنوان «اللهوف» لأنّه الأشهر .(4)

قال محقق الكتاب - الشيخ فارس الحسون -: ذكر الكتاب بأسماء مختلفة ، ثمّ أوردها ، وقال : ونحن اخترنا اسم الكتاب : الملهوف على قتلى لطفوف، بناءً على بناءً على ما ورد في نسخة (ر) المعتمدة ، وفي كشف المحجة : 194 ، وفي الإجازات كما عنه في البحار 42/107 ، وغيرهما من مؤلّفات ابن طاووس، حيث ذكر فيها اسم الكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف .(5)

وعد له اثنتي عشرة نسخة في المكتبات (6)، وأوصلها في مقدمته على سعد السعود إلى سبع عشرة (7)، والمطبوع منه - تحقيق المشار إليه - كان على ثلاث نسخ .(8)

ص: 79


1- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
2- خاتمة الوسائل 30 : 158 ، إثبات الهداة 1 : 27
3- الذريعة 18 : [576]
4- الذريعة 22 : 223 ، وانظر: کتابخانه ابن طاووس : 76 [26] ، مقدّمة سعد السعود الصفحة (135).
5- الملهوف على قتلى الطفوف : 67 ، مقدمة المحقق
6- الملهوف على قتلى الطفوف : 67 ، نسخه .
7- سعد السعود : 137 ، مقدّمة المحقق .
8- الملهوف على قتلى الطفوف : 73 ، عملنا في الكتاب .

ص: 80

(85) کتاب : طرف من الأنباء والمناقب

الحديث :

الأوّل : قال في مقدمة كتابه : ولم أذكر ما اعترف به علماء الإسلام، من الأخبار المتفق عليها بين الأنام كخير : «إني مخلف فيكم ما إن ، تمسكتم به لن تضلوا . كتاب الله وعترتي أهل بيتى» .(1)

الثاني : قال : في تصريح النبي صلی الله علیه و آله وسلم عند الوفاة بخلافة علي علیه السلام على الكبار والصغار بمحضر الأنصار : وعنه (2)، عن أبيه ، قال : «لما حضرت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الوفاة دعا الأنصار ، وقال : يا معشر الأنصار ، قد حان الفراق . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن كتاب الوصية لابن المستفاد ، فراجع .(3)

ص: 81


1- طرف من الأنباء والمناقب : 112 ، مقدمة المؤلّف
2- أي عن موسى بن جعفر ، وقد ذكر السند في الطرفة الأولى ، هكذا : عن عيسى بن المستفاد ، قال : ح- ، قال : حدثني موسى بن جعفر ، قال سألت أبي جعفر بن محمد . . . وقال هنا : عنه ، عن أبيه . فما ذكره من الأخبار المتصدرة ب_(عنه عن أبيه) هي بالسند الذي ذكرناه ، وفي آخر هذا الحديث ، قال عيسى بن المستفاد : فيكي أبو الحسن
3- طرف من الأنباء والمناقب : 143 ، الطرقة العاشرة ، وعنه في إثبات الهداة 1: 641 - 772 ، وغاية المرام 2 : 349 ح 40 ، الباب : 29 ، ولكن نسبه لكتاب الطرائف لابن طاووس لا للطرف اشتباهاً ، والبحار 22 : 476 27 ، ومستدرك الوسائل 4 : 237 ح6 ، وانظر ما أوردناه عن كتاب الوصية لابن المستفاد

وعنه البياضي (ت 877 ه) في الصراط المستقيم باختصار مخل وسيأتي .(1)

کتاب طرف من الأنباء والمناقب :

نسبه المصنّف إلى نفسه في كتاب الإجازات ، قال : وممّا صنفته وأوضحت فيه من السبيل بالرواية ورفع التأويل : كتاب طرف من الأنباء والمناقب فى شرف سيد الأنبياء والأطايب ، وطرق من تصريحه بالوصية بالخلافة علي بن أبي طالب علیه السلام ، وهو كتاب لطيف جليل شريف .(2)

وكذا في كشف المحجة ، قال : ومنها كتاب (طرف الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء وعترته الأطائب) ، يتضمن كشف ما جرت الحال عليه في تعيين النبی صلی الله علیه و آله وسلم لأمته من يرجعون بعد وفاته إليه ، من وجوه غريبة ورواية من يعتمد عليه .(3)

وقال في مقدمة كتاب الطرف - بعد أن ذكر أنه رأى كتاب (الطرائف) ولم ينسبه إلى نفسه هنا - وإنما نقلت هاهنا ما لم أره في ذلك الكتاب من الأخبار المحققة أيضاً في هذا الباب، وهي ثلاث وثلاثون طرفة .(4)

ونسبه إليه أكثر من ترجم له .(5)

وجعله العلامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (6)،

ص: 82


1- انظر ما سنذكره عن الصراط المستقيم للبياضي ، الحديث الثالث
2- البحار 107 : 40 .
3- كشف المحجة : 195
4- طرف من الأنباء والمناقب : 114 ، مقدمة المؤلّف
5- أمل الآمل 2 : 205 ، لؤلؤة البحرين : 239 ، روضات الجنّات 4 : 326 ، أعيان الشيعة 8: 362
6- البحار 1 : 13 ، مصادر الكتاب

ومثله الحر العاملي (ت 1104 ه) في الوسائل، وفي إثبات الهداة ، قال : كتاب الطرف تتمة الطرائف له .(1)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الطرف من الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء والأطائب) وطرف من تصريحه بالوصية والخلافة لعلي بن أبي طالب علیه السلام ، لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاووس، إلى أن قال :

وما صرّح في «الطرف» باسمه تقيّة ، بل قال : تأليف بعض من أحسن الله إليه (2)، كذا في النسخة ، كما أنه ما ذكر اسمه في (الطرائف) بل نسبه إلى عبد المحمود كما مرّ ، ولعلّه ألّفهما قبل سقوط بغداد بيد المغول ، والطرف استدراك للطرائف ، وقد صرّح في سائر تصانيفه بأن الطرف أيضاً له .

ثم قال : وفيه ثلاث وثلاثون طرفة في كل طرفة حديث واحد ، أكثرها من كتاب عيسى بن المستفاد يعني كتاب «الوصية» كما عبر به النجاشي ، طبع في النجف سنة 1369 ويوجد نسخة في الرضوية كتابتها 987 .(3)

وقد عرفت ممّا مر وأشار إليه المصنف أيضاً في مقدّمته : أن كتاب الطرف تتمة لكتاب الطرائف (4)، وهو مأخوذ من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد كما ذكرنا ذلك في ترجمة كتاب الوصيّة ، فراجع .(5)

ص: 83


1- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، إثبات الهداة 1 : 27 .
2- طرف من الأنباء والمناقب : 109 ، مقدّمة الطرف
3- الذريعة 15: 161 [1053] ، وانظر : كتابخانه ابن طاووس : 107 [7] ، سعد السعود : 105 ، مقدّمة المحقق
4- طرف من الانباء والمناقب الأنباء والمناقب : 114 ، مقدّمة المصنف
5- وانظر أيضاً مقدّمة المحقق لكتاب الطرف .

وطبع الكتاب بطبعة أخيرة محققة على ست نسخ بتحقيق الشيخ قيس العطار .(1)

ص: 84


1- طرف من الأنباء والمناقب : 92 ، مقدّمة التحقيق .
(86) كتاب : كشف المحجة لثمرة المهجة

الحديث :

الأول : قال : وما أوضح الله جل جلاله على يدي في كتاب (الطرائف) من النصوص الصحيحة الصريحة على أبيك علي بن أبي طالب علیه السلام صلوات الله عليه وعلى عترته بالإمامة ما لا يخفى على أهل الاستقامة ، مثل قول جدّك محمّد صلوات الله وسلامه عليه وآله على المنابر على رؤوس الأشهاد : «وإنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب، إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في اهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي . . .» .(1)

تنبيه : روى السيد ابن طاووس في كتاب الطرائف عدة طرق الحديث الثقلين عن كتب العامة (2)، ولكن ليس فيها حديث بهذا المتن ، نعم ورد قريباً من الشطر الأول بعدة طرق منها : عن أبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت (3)، أما الشطر الثاني وهو التذكير بأهل البيت علیهم السلام فلم يرد إلا في رواية زيد بن أرقم التي رواها أحمد ومسلم

ص: 85


1- كشف المحجة : 102 ، الفصل السادس والسبعون .
2- انظر ما أوردناه آنفاً عن كتاب الطرائف لابن طاووس
3- الحديث الأول ، والثالث ، والخامس ، والسادس ، والثامن ، والحادي عشر ، ما ذكرناه عن الطرائف ، فراجع .

وغيرهما .(1)

نعم ، ورد الشطران معاً في رواية عن حذيفة بن أسيد ، رواها الخزاز في كفاية الأثر (2)، وقريباً منه عن ابن امرة زيد بن أرقم ، رواها ابن طاووس في الطرائف عن ابن المغازلى، ولكن ليس بمثل هذا المتن ، وإنّما بزيادة عبارات أُخر ، فراجع .

الثاني : قال : فهل تعرف أن مسلماً روى في صحيحه عن زيد بن أرقم أنه قال - ما معناه - : إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم خطبنا بماء يدعى خماً ، فقال : «أيها الناس ، إنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعتر وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي» .(3)

تنبيه : ذكرنا في الحديث السابق أنه لا يوجد حديث الثقلين بهذا المتن، وما رواه مسلم في صحيحه لم يأتِ بهذا المتن وإنما فيه : « . . . وإنّي مخلّف فيكم الثقلين : أولها كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي» (4)ولكن من الواضح أنها رواية لحديث الثقلين بالمتن المشهور بألفاظ أخرى ، ويوضّحه ما قاله السيد ابن طاووس قبله : ما معناه ، وكذا الكلام في المورد السابق، وسيأتي الكلام مفضلاً عن حديث الثقلين برواية مسلم وأحمد قبله ،وغيرهما، وسبب اختلاف متن هذا الحديث عن المتن

ص: 86


1- انظر الحديث الرابع والثاني عشر مما أوردناه عن الطرائف
2- انظر ما أوردناه عن كفاية الأثر للخزاز ، الحديث الثالث .
3- كشف المحجة : 131 ، الفصل الثامن والتسعون ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 698 ح 96 .
4- صحيح مسلم :4: 1492 ح 2408 ، باب فضائل علي بن أبي طالب علیه السلام .

المشهور ، وإرجاع هذا المتن إلى أصله من روايات أخر، وردّ الشبهات المثارة حوله في بحث منفصل مفصل إن شاء الله .

كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة :

جاء في أوّل الكتاب : يقول عبد الله ومملوكه ، السيد الجليل الإمام النبيل . . . ، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس العلوي الفاطمي الداودي السليماني بلّغه الله في الدارين مناه ، وكبت أعداءه بمحمّد وآله (1):

أحمد الله جل جلاله ، إلى أن قال في الفصل التاسع : فوجدت في خاطري في شهر محرّم من السنة المقدّم ذكرها (2)، البالغة بعمري إلى إحدى وستين ، باعثاً رجوت أن يكون من مراحم أرحم الراحمين ، إنني أصنف كتاباً على سبيل الرسالة منى إلى ولدي محمد وولدي علي ومن عساه ينتفع به من جماعتي وذوي مودتي(3) ، ثمّ قال في الفصل الثالث عشر : وقد سمّيته كتاب (كشف المحجّة لثمرة المهجة) ، وإن شئت قسمه كتاب (إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد ، وإن شئت فسمه كتاب (كشف المحجة بأكف الحجّة) وسوف أرتبه بالله جل جلاله في فصول . . . إلى آخره .(4)

وقال في كتاب الإجازات وأمليت كتاباً على سبيل الرسالة إلى ذريتي محمّد المسمّى مصطفى ، وفيه من الأسرار ما يعرفه من يقف عليه من ذوي

ص: 87


1- كشف المحجّة : 41 ، مقدّمة المؤلّف .
2- أي سنة 649 ه ، سنة تأليف الكتاب
3- كشف المحجّة : 44 ، الفصل التاسع
4- كشف المحجة : 47 ، الفصل الثالث عشر

البصائر والأبصار ، وسمّيته كتاب (كشف الحجّة لثمرة المهجة) نحو مائة وسبعين قائمة ، وجعلت له اسماً آخر كتاب (إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد) .(1)

وكما هو واضح من كلامه فإنّه كتاب واحد وضع له عدة أسماء ، ولكن الذي يظهر من الشيخ الحر العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل أنه عده كتابين ، قال : وكتاب كشف المحجّة لثمرة المهجة ، وكتاب إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد (2)، ومع ذلك عده في مصادر كتابيه الوسائل وإثبات الهداة باسم : كشف المحجّة لثمرة المهجة (3)، وبهذا الاسم دخل في مصادر بحار الأنوار للمجلسي .(4)

وذكره الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة (5)، والسيد الأميني في الأعيان (6)، وأتان كلبرك في مكتبة ابن طاووس (7)، وغيرهم .

وطبع الكتاب بتحقيق الشيخ محمد الحسون على نسختين إحداهما كانت ملك للعلامة النوري ، وعليها خطه ، والأخرى في المكتبة المرعشية تاريخ كتابتها 893 ه في مدينة الحلة .(8)

وللكتاب مختصر اختصره الفيض الكاشاني، وعلق عليه باسم

ص: 88


1- البحار 107 : 41 ، الفائدة التاسعة .
2- أمل الآمل 2 : 206 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 260 ، روضات الجنّات 4 : 327 .
3- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، إثبات الهداة 1 : 27
4- البحار 1: 9 ، 12 .
5- الذريعة 18 : 58 [662] .
6- أعيان الشيعة 8: 363 .
7- کتابخانه ابن طاووس : 75 [24] .
8- كشف المحجة : 34 ، النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق ، وانظر أيضاً : مقدمة سعد السعود ، الصفحة (124)

(تسهيل السبيل بالحجّة فى انتخاب كشف المحجة لثمرة المهجة) ذكره الطهراني في الذريعة (1)، وطبع طبعة محققة بمناسبة الذكرى المئوية الرابعة لولادة الفيض الكاشاني .(2)

ص: 89


1- الذريعة 4 : 182 [910] ، و 22 : 123 [11] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 126
2- كشف المحجة : 13 ، حول الكتاب ، وانظر أيضاً : مقدّمة سعد السعود ، الصحفة (126)

ص: 90

(87) كتاب : المعتبر في شرح المختصر لنجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلّي (ت 676 ه)

الحديث :

الأول : في استدلاله على أن مذهب أهل البيت علیهم السلام هو المتعين ، يذكر عدة أدلة ، منها : وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

الثاني : في رده على من قال : إن أهل البيت علیهم السلام هم أهل العباء خاصة دون من بعدهم ، قال : فيضعف (أي هذا القول) بقوله علیه السلام : «فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(2)

أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي الهذلي (المحقق):

هو أشهر من أن نذكر له تعريف ، ولكن ننقل كلمات بعض علمائنا في حقه ، قال العلّامة الحلّي (ت 726ه) (قدس الله سره) عنه في إجازته

ص: 91


1- المعتبر 1 : 23 ، مقدّمة الكتاب ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 639 ح 761 ، فصل (45)
2- المعتبر 1 : 25 ، مقدمة الكتاب

الكبيرة لبني زهرة وهذا الشيخ كان أفضل أهل عصره في الفقه (1)، وقال الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة تعليقاً على كلام العلامة: لو ترك التقييد بأهل زمانه لكان أصوب ؛ إذ لا أرى في فقهائنا مثله على الإطلاق رضي الله عنه (2). وقال الشيخ أبو علي (ت 1216ه) : ولو ترك التخصيص بالفقه كان أصوب .(3)

وقال تلميذه ابن داود (ت 707 ه) : جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي ، شيخنا نجم الدين أبو القاسم المحقق المدقق الإمام العلامة ، واحد عصره، وكان ألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة، وأسرعهم استحضاراً، قرأت عليه ورباني صغيراً، وكان له علي إحسان عظيم والتفات ، وأجازني جميع ما صنفه وقرأه ورواه ، وكل ما تصح روايته عنه ، توفّي في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وستمائة ، له تصانيف حسنة محققة محرّرة عذبة . . . ، إلى أن قال : وله تلاميذ فقهاء فضلاء، رحمه الله

تعالى .(4)

وقال عنه المجلسي (ت 1111 ه) في الوجيزة : صاحب الشرائع ، ثقة ، جليل .(5)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي ، حاله في

ص: 92


1- البحار 107 : 63 ، إجازة العلامة لبني زهرة .
2- البحار 109 : 11 ، إجازة الشيخ حسن .
3- منتهى المقال 2 : 237 [544]
4- رجال ابن داود : 62 [304] ، وانظر : نقد الرجال 1 : 241 [956] ، جامع الرواة 1 : 151
5- الوجيزة : 175 [353] ، وانظر : بلغة المحدثين (المطبوع مع معراج أهل الكمال) : 339

الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء، وجمع العلوم والفضائل والمحاسن ، أشهر من أن يذكر، وكان عظيم الشأن ، جليل القدر، رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه .

ثمّ قال : وله شعر جيّد ، وإنشاء حسن بليغ ، من تلامذته العلّامة وابن داود، إلى أن قال : وكان مرجع أهل عصره في الفقه وغيره، يروي عن أبيه ، عن جده يحيى الأكبر .(1)

كتاب المعتبر في شرح المختصر :

نسبه إليه ابن داود وقال : كتاب «المعتبر» في شرح المختصر لم يتمّ ، مجلّدان (2)، والمقصود من المختصر هو النافع في مختصر الشرائع الذي اختصره من الشرائع، وستأتي الإشارة إليه .

وقال الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل وكتاب : المعتبر في شرح المختصر، خرج منه العبادات وبعض التجارة ، مجلّدان ولم يتم .(3)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (4)وقال في توثيقه : واشتهار الشهيد الثاني والمحقق أغنانا عن التعرّض لحال كتبهما ، نور الله ضريحهما .(5)

ص: 93


1- أمل الآمل 2 : 48 [127] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 227 [3] ، الكنى والألقاب 3 : 154 ، رياض العلماء 1 : 103 ، بهجة الأمال 2 : 514 ، روضات الجنات 2 : 182 [170] ، أعيان الشيعة 4 : 89 ، تنقیح المقال 1 : 214 ، قاموس الرجال 2 : 616 [1435]، معجم رجال الحديث 5 : 29 [2152] .
2- رجال ابن داود : 62 [304] .
3- أمل الآمل 2 : 48 [127]
4- البحار 1 : 19 ، مصادر الكتاب
5- البحار 1 : 37 ، توثيق المصادر .

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة: (المعتبر) في شرح «المختصر» ؛ لأنه كانشرح للمختصر النافع يعني النافع في مختصر الشرايح ، للمحقق الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الهذلي الحلي ، المتوفى 676 ، خرج منه العبادات إلى كتاب الحج وبعض التجارات ، وذكر في أوّله بعض المباحث الأصولية ، وكتبه باسم الأمير بهاء الدين محمد بن محمد الجويني .(1)

وهذا الكتاب هو شرح للنافع في مختصر الشرائع ، قال في المقدّمة : أحببت أن أكتب دستوراً يجمع أصول المسائل وأوائل الدلائل ، أذكر فيه خلاف الأعيان من فقهائنا، ومعتمد الفضلاء من علمائنا، وألحق بكل مسألة من الفروع ما يمكن إثباته بالحجّة ، وسياقته إلى المحجة ، فقطعت الحوادث عن ذلك القصد ، ومنعت الكوارب ورود ذلك الورد ، حتى اتفق لنا إحضار كتاب الشرايع بالمختصر النافع ، فدق كثير من معانيه لشدّة اختصاره واشتبهت مقاصده لبعد أغواره ، فحرّكني ذلك لشرح مشتمل على تحرير مسائله وتقرير دلائله .

وهذا ، والموانع حاجزة، والأسباب عاجزة، حتّى ورد أمر الصاحب الأعظم بهاء الملة والدين . . .، محمد ، محمد بن محمد الجويني . . . ، أن أمضي على ذلك شارحاً مسائله موضحاً مشكله ، إلى أن قال : وخدمت بها الخزانة المعظمة البهائية عمر الله معاهد الإسلام بعمارة معاهدها .(2)

وقد طبع الكتاب على نسخ مصححة مقابلة على نسخة المحقق نفسه أو غيره ، ممّا يعود تاريخها إلى القرن العاشر أو القرن الثالث عشر، كانت عند عدد من أعلام العصر (3)، فإن نسخه مشتهرة ؛ لأنه من الكتب الدراسية.

ص: 94


1- الذريعة 21 : 209 [4648] .
2- المعتبر 1 : 19 ، مقدمة المؤلّف
3- المعتبر 1 : 4.

(88) كتاب : مثير الأحزان

لنجم الدين جعفر بن نما الحلّى (ت 680 ه)

الحديث :

عن عبد الله بن يحيى ، قال : دخلنا مع علي علیه السلام إلى صفين ، فلمّا حاذى نينوى نادى : «صبراً أبا عبدالله» ، فقال : «دخلتُ على رسول الله وعيناه تفيضان . . . ، قال : . . . ، كان عندي جبرئيل ، فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطيء الفرات ...» ، فلمّا أنت عليه سنتان خرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم إلى ، فوقف في بعض الطريق . . . ، فرجع عن سفره حزيناً، وصعد وخطب ووعظ ... فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «أتبكون ولا تنصرونه؟» ثم رجع ، وهو متغير اللون محمرّ الوجه ، فخطب خطبة ثانية موجزة ، وعيناه تهملان دموعاً . . . ، ثم قال : «أيها الناس، إنّى خلفتُ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وإنّي أنتظرهما ، ولا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم المودة في القربى ، فانظروا ألّا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم ، والله سترد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة : راية سوداء مظلمة قد فزعت لها الملائكة فتقف علي ، فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا أحمد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمتك يا أحمد، فأقول : كيف خلفتموني من بعدي في أهلي

ص: 95

وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أما الكتاب فضيعناه ، وأما عترتك فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض ، فأولى عنهم ، فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم، ثمّ ترد على راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : كيف خلّفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر : كتاب ربّي وعترتي ؟ فيقولون : أما الأكبر فخالفنا ، وأما الأصغر فخذلنا ، ومزقناهم كل ممزق ، فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون ضماء عطاشا مسودة وجوههم، ثمّ ترد عليّ راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، ونحن بقيّة الحق ، حملنا كتاب الله فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه ، وأحيينا ذرّيّة محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، فنصر ناهم من كل ما نصرنا منه أنفسنا ، وقاتلنا معهم من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيكم ، فلقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون مرويّين .(1)

وقد مضى هذا الحديث باختلاف يسير عن الملهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس، فراجع .

نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّى :

ذكره الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، قال : الشيخ نجم الدین جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي ، عالم جليل .(2)

وقال عنه المجلسي (ت 1111 ه) في فصل توثيق مصادره في البحار - بعد أن عد كتابه مثير الأحزان منها - والشيخ ابن نما والسيد فخار هما من أجلة رواتنا ومشائخنا وسيأتي ذكرهما في إجازات أصحابنا .(3)

ص: 96


1- مثير الأحزان : 18 ، المقصد الأول ، وعنه في البحار 44 : 247
2- أمل الآمل 2 : 54 [13] ، و 56 [145] .
3- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر .

أقول : وهو واضح لمن راجع إجازات البحار .

ووصفه الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : 1130 الرياض : بالعالم الجليل (1)، وقال تحت عنوان ابن نما : هو قد يطلق على الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي، المعروف بابن نما ، من أفاضل مشائخ علمائنا ، وقد يطلق على الشيخ نجم الدين جعفر بن سابقه ، وقد اقتصر في النسبة إلى الجد، فلاحظ (2)، ثم ذكر خمسة من آل نما قد يطلق عليهم ابن نما أيضاً.

ووصفه صاحب اللؤلؤة بالفاضل (3)، وفي الروضات : كان من الفضلاء الأجلّة ، وكبراء الدين والملة .(4)

ونقل العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) إجازة المترجم الجمال الدين محمد بن الحسن بن الفقيه محمد بن المهتدي ، إجازة عامة في 670 ه .(5)

وقال السيد الأمين (ت 1371 ه) : في الأعيان توفّي سنة 680 تقريباً .(6)

فما فى الذريعة من وفاته سنة 645 ه (7)نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما

كتاب مثير الأحزان :

وهم، فهي سنة وفاة أبيه

قال المصنف في أوّل رسالة شرح الثأر : فإنّي لما صنفت كتاب

ص: 97


1- رياض العلماء 1 : 111 ، وانظر: الكنى والألقاب 1 : 442
2- رياض العلماء 6 : 37 .
3- لؤلؤة البحرين : 273
4- روضات الجنّات 2 : 179 [169] .
5- البحار 107 : 50 ، القائدة 11 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 31 ، 157 .
6- أعيان الشيعة 4 : 156
7- الذريعة 13 : 170 و 19 : 349 [1559].

المقتل الذي سمّيته مثير الأحزان ومثير سبل الأشجان ، وجمعت فيه من طرائف الأخبار ، ولطائف الآثار ما يربو على الجوهر والنضار، سألني جماعة من الأصحاب . . . ، إلى آخره .(1)

وبالتالي نسبه إليه العلامة المجلسي (ت 1111 ه)، وجعله أحد مصادر كتابه البحار (2)، وتبعه في النسبة إليه أيضاً الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياضه (3)، وسمّاه صاحب اللؤلؤة ب_: مقتل الحسين علیه السلام ، وقال : جيّد الوضع (4)، وقال النوري (ت 1320 ه) في مستدرکه : صاحب كتاب مثير الأحزان فى مصائب يوم الطف .(5)

ولكنّ الميرزا عبد الله الأفندي أضاف ولعل مثير الأحزان بعينه هو التهاب نيران الأحزان ومثير اكتئاب الأشجان فيما جرى على آل الرسول ، الذي رأينا منه نسخاً عديدة في استرآباد ومازندران ،وغيرهما، وينقل منه العارف القاساني في بحث الإمامة من علم اليقين .(6)

أقول : وهو خلط منه ، فإنّ التهاب نيران الأحزان الذي نقل عنه الكاشاني في علم اليقين والنوادر هو في وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، لا الحسين علیه السلام وينسب للشيخ يوسف القطيفي (من أعلام القرن التاسع) ، وسيأتي .

وقال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : وله كتاب «مثير الأحزان» في المقتل ، وكتاب «أخذ الثار» في احوال المختار، وإن احتمل كونهما الحفيده الشيخ نجم الدين جعفر بن الشيخ الإمام الأعلم شيخ الطائفة

ص: 98


1- البحار 45 : 346 ، رسالة شرح الثأر .
2- البحار 1 : 18 ، مصادر الكتاب
3- رياض العلماء 1 : 111
4- لؤلؤة البحرين : 273
5- خاتمة المستدرك 2 : 330 ، وانظر: الكنى والألقاب 442:1 .
6- رياض العلماء 1 : 111 .

وملاذها شمس الدين محمد بن جعفر بن نما المعروف بابن الابريسمي : كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته المعروفة بهذه الأوصاف ، وقد كان حفيده المشار إليه من المتأخرين عن الشهيد .(1)

وعلق عليه السيد الأمين (ت 1371 ه) في أعيان الشيعة : وفي هذا الكلام خبط ظاهر ، فإنّ مثير الأحزان وأخذ الثأر هما للمترجم ، كما صرح به في مستدركات الوسائل وغيره لا لحفيده ، بل وجود حفيد له بهذا الاسم غير معلوم، ومن تخيله حفيداً للمترجم هو المترجم بنفسه ، والأوصاف المذكورة لأبيه لا تنطبق إلا على أبي المترجم ، واسم أبيه وجده مطابق لاسم أبي المترجم وجدّه ، نعم المترجم هو حفيد جعفر بن هبة الله أبي البقاء بن نما ، فكأنّ الاشتباه حصل من هنا ، بأن يكون رأى أن المثير وأخذ النار ليسا الجعفر بن هبة الله ، بل لحفيده جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله ، فتوهّم أنّ الحفيد هو حفيد المترجم .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (مثير الأحزان ومثير سبل الأشجان) في المقتل للشيخ نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي . . .

ثم قال : طبع في إيران على الحجر 1318 ومعه (قرة العين في أخذ ثأر الحسين علیه السلام) ، وطبع في النجف مستقلاً أيضاً .(3)

ص: 99


1- روضات الجنّات 2 : 179 [169] .
2- أعيان الشيعة 4 : 156
3- الذريعة 19: 349 [1559]

ص: 100

(89) كتاب : شرح نهج البلاغة

لابن ميثم البحراني (كان حيا سنة 681 ه)

الحديث :

وقوله (1): «وبينكم عترة نبيكم الواو للحال أيضاً . . . ، وأراد بعترته أهل بيته علیهم السلام ، وإليه الإشارة بقول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وخلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(2)

كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني :

وصفه السيد محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي (القرن الثامن) في إجازته للسيد شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي العالي الموسوي أستاد الشهيد ب- : الشيخ العالم السعيد كمال الدين ميثم بن علي البحراني الأواني .(3)

ووصفه الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي (توفى بعد 900 ه) عند ذكره طرق العلّامة في أوّل عوالي اللآلي ب- الشيخ العالم الكامل ، محقق علوم المتقدمين والمتأخرين ، ومكمل علوم الحكماء والمتكلمين ، الشيخ

ص: 101


1- أي علي في نهج البلاغة ، الخطبة (84)
2- شرح نهج البلاغة 1: 413 ، شرح الخطبة (84) .
3- البحار 107 : 172

كمال الدين ميثم بن علي البحراني .(1)

وهو داخل طرق إجازات علمائنا رحمهم الله .(2)

وقال عنه الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل : كان من العلماء الفضلاء المدققين، متكلماً ماهراً، ثمّ قال : يروي عنه السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس ، وغيره .(3)

وقد كتب الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني (ت 1121 ه) رسالة في ترجمته ، سمّاها «السلافة البهية في الترجمة الميثمية» أطال فيها مدحه ، ونقل بعضها الشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه) في اللؤلؤة ، وممّا قاله فيه : هو الفيلسوف المحقق والحكيم المدقق، قدوة المتكلّمين ، وزبدة الفقهاء والمحدّثين ، العالم الربّاني ، إلى أن قال : ويكفيك دليلاً على جلالة شأنه وسطوع برهانه، اتفاق كلمة أئمّة الأعصار وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار ، على تسميته بالعالم الربّاني . . . ، إلى آخره .(4)

وأمّا وفاته :

فقد أرّخها البهائي (ت 1031 ه) في كشكوله ب_ 679 ه (5)، ومثله له (6)أغلب من ترجم ، ومنهم السيد اعجاز حسين في كشف الحجب والأستار في خمسة مواضع (7)، قال في إحداها : المتوفى سنة تسع وسبعين

ص: 102


1- البحار 108 : 11 .
2- انظر : البحار 109 : 13 - 14 ، إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الكبيرة ، و 110 : 56 ، طريق والد العلّامة المجلسى لرواية الصحيفة السجادية
3- أمل الآمل 2 : 332 [1022] ، وانظر : رياض العلماء 5 : 226
4- لؤلؤة البحرين : 253 [89] ، وانظر : روضات الجنات 7 : 216 [626] ، بهجة الآمال :7 129
5- كشكول البهائي 2 : 66 ، وفيات بعض العلماء
6- انظر : خاتمة المستدرك 2 : 411 ، الكنى والألقاب 1: 433 ، لؤلؤة البحرين : 259
7- كشف الحجب والأستار : 49 ، 81، 83، 322 ، 535 .

وستمائة على ما ذكره شيخنا البهائي في الكشكول (1)، ولكنه في موضعين آخرين أرخه ب_ 699 ه ، قال في أحدهما : المتوفى في سنة تسع وتسعين وستمائة على ما ذكره شيخنا البهائي في كشكوله .(2)

وذكر العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة أن الشيخ ميثم البحراني فرغ من شرحه الصغير لنهج البلاغة المستخرج من الشرح الكبير سنة 681 ه، كما وجده في نسخة مجد الدين ابن صدر الأفاضل النصيري، وغيرها من النسخ في مكتبة الفاضلية بخراسان ومدرسة المروي بطهران ومكتبة الحاج آقا حفيد السيد حجة الإسلام الشفتي بإصفهان (3)وهذا ما دعاه لأن يختار تاريخ الوفاة الثاني الذي ذكره السيد إعجاز حسين ، وهو 699 ه ، فقد علّق الطهراني في الأنوار الساطعة على ما في (تراجم علماء البحرين) للشيخ سليمان الماحوزي من أنه توفي سنة 679 وولد سنة 636 ، بقوله : لكن التاريخ مخدوش ؛ لأن فراغ ابن ميثم من «الشرح الصغير لنهج البلاغة» كان في 681 ، وفرغ من الشرح الكبير للنهج في 677 (ذ 4: 149 - 150) ، فالصحيح من تاريخ وفاته هو ما ذكره صاحب کشف «الحجب» وهو 699 ظاهراً .(4)

وعليه يكون عمره 63 سنة ؛ لما عرفت من أن ولادته كانت سنة 136 ه .(5)

ولكن أقول : بالنظر إلى ما ذكره السيد إعجاز حسين في المواضع الأُخرى الموافقة لما في كشكول البهائي يظهر أن ما في الموضعين

ص: 103


1- كشف الحجب والأستار : 322 .
2- كشف الحجب والأستار : 291 ، 257 [2009] .
3- الذريعة 14 : 149 [1999].
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 187 .
5- انظر مقدّمة التحقيق لكتابه النجاة في القيامة : 7 ، من حياة المؤلف وعصره .

الآخرين من سنة الوفاة ب_ 699 ، فيه تصحيف «سبعين» ب_«تسعين» .

فيبقى المتيقن أنه كان حيا سنة 681 ه ، ويقوّيه أن أكثر العلماء يكون نتاجهم العلمي في سني حياتهم الأخيرة، مع أنه لم يعرف للشيخ ميثم البحراني كتاب ألفه ما بين 681 ه إلى 699 ه ، أى لمدة 18 سنة بینما أغلب كتبه ألّفه ما بين 661 ه إلى 681 ه ك_«النجاة في القيامة في تحقيق الإمامة»، و«قواعد المرام في علم الكلام» ، ألفهما لعبد العزيز بن جعفر النيشابوري (1)الذي تولى شحنگیه واسط والبصرة لعطاء الملك علاء الدين الجويني الذي تولّي حكومة بغداد بعد وفاة أبيه سنة 661 ه ، ، وقد توفّي عبد العزيز بن جعفر سنة 672 ه ، وك_: «الشرح الكبير للنهج» أتمه سنة 677 ه ، ومرّ أنه أتم الشرح الصغير سنة 681 ه، فيكون عمره وقد أتمّ هذه الكتب 45 سنة ، وهذا ما لعلّه يبعث على إثارة احتمال وقوع الخطأ في سنة ولادته التي ذكرها الشيخ سليمان الماحوزي وهي سنة 636 ه.

ويؤيّده ما ذكروه من أنّ الخواجة الطوسى أخذ عنه الفقه (2) ، مع أن الخواجة توفّى فى 672 ه ، وولد في سنة 597 ه ، فلو فرضنا على أقصى الاحتمالات أن اللقاء بينهما، وأخذ الخواجة الفقه عنه تم في سنة وفاته ، فسيكون عمر الخواجة 75 سنة ، وعمر ابن ميثم 36 سنة ، وهذا بعيد ، إلا إذا كان عمر ابن ميثم أكثر من ذلك ، وأنهما كانا متقاربين في العمر مثلاً، وهو ما يو يوحي به أيضاً قضة مباحثته مع المحقق الحلّي (ت 676 ه) وإقراره له بالفضل (3)، وقصة دعوة علماء الحلّة له من البحرين وما حدث

معهم من قصّة (كلّي ياكمّى) .(4)

ص: 104


1- انظر : الذريعة 17 : 179 ، و 24 : 61 .
2- مجمع البحرين 4 : 171 .
3- مجمع البحرين 4 : 171 .
4- لؤلؤة البحرين : 253 .

کتاب شرح نهج البلاغة :

قال المصنف في خطبة كتابه : ثمّ إنّي لما كنت عبداً من عباد الله آتاني رحمته من عنده . . . ، وأوجبت تقلبات الأيام دخول دار السلام فوجدتها نزهة للناظر ، وآية للحكيم القادر بانتهاء أحوال تدبيرها وإلقاء مقاليد أمورها إلى من خصه الله تعالى بأشرف الكمالات الإنسانية .... صاحب دیوان الممالك ، السالك إلى الله قرب المسالك ، علاء الحق والدين ، عطا الملك بن الصاحب المعظم والمولى المكرّم ، الفائز بلقاء ربّ العالمين، ومجاورة الملائكة المقربين ، بهاء الدنيا والدين محمد ضاعف الله جلاله وخلّد إقباله . . . . وشقيقه الذي فاق ملوك الآفاق بعلوّ القدر . . . مولى ملوك العرب والعجم صاحب ديوان ممالك العالم ، شمس الحق والدين، غياث الإسلام والمسلمين محمّد بلّغه الله أقصى مراتب الكمال ، إلى أن قال : ولمّا اتفق اتصالي بخدمته، وانتهيت إلى شريف حضرته فأجرى في بعض محاوراته الكريمة من مدح هذا الكتاب وتفضيله وتفخيمه ما علمت معه أنه أهله الذي كنت أطلب . . . . فأحببت أن أجعل شكري لبعض نعمه السابقة ، ومننه المتوالية المتلاحقة أن أخدم سامي مجلسه بتهذيب شرح مرتب على القواعد الحقيقية مشحون بالمباحث اليقينية أنبه فيه على ما لاح لي من رموزه، وأكشف ما ظهر لي من دقائقه وكنوزه ، وقد سبق إلى شرح هذا الكتاب جماعة من أُولي الألباب ، والناقد المسدّد للصواب يميّز القشر من اللباب ، والسراب من الشراب ، وشرعت في ذلك بعد أن عاهدت الله سبحانه أنّي لا أنصر فيه مذهباً غير الحق ، ولا أرتكب هوىً لمرعاة أحد من الخلق ، فإن وافق الرأي الأعلى فذلك هو المقصد الأقصى، وإلا فالعذر ملتمس مسؤول . . . . إلى آخره .(1)

L

ص: 105


1- شرح نهج البلاغة 1 : 14 .

وكتب في آخره: وكتب عبد الله الملتجي إلى رحمته ، المستعيذ من ذنوبه بعفوه وكرمه ميثم بن علي بن ميثم البحراني في منتصف ليلة السبت سادس شهر الله المبارك رمضان - عمّت بركته - من سنة سبع وسبعين وستمائة .(1)

وقد أصبح هذا الكتاب علم على مؤلّفه ، وهو الذي يسمّى بالشرح الكبير .

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : له كتب ، منها : كتاب شرح نهج البلاغة كبير ومتوسط وصغير .(2)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (3)وقال في توثيقه : والمحقق البحراني من أجلة العلماء ومشاهيرهم ، وكتاباه في نهاية الاشتهار .(4)

وعن السلافة البهية كما في اللؤلؤة: وفي الحقيقة من اطلع على شرح نهج البلاغة الذي صنّفه للصاحب خواجة عطاء ملك الجويني وهو عدة مجلدات شهد له بالتبريز في جميع الفنون الإسلامية والأدبية والحكمية والأسرار العرفانية (5)، وفى موضع آخر منها : له من المصنفات البديعة والرسائل الجليلة ما لم يسمح بمثلها الزمان ، ولم يظفر بمثلها أحد من الأعيان، منها شرح نهج البلاغة ، وهو حقيق بأن يكتب بالنور على الأحداق ، لا بالحبر على الأوراق ، وهو عدّة مجلدات .(6)

ص: 106


1- شرح نهج البلاغة 2 : 648 .
2- أمل الآمل 2 : 332 [1022] ، وانظر : رياض العلماء 5 : 226 ، الكنى والألقاب 1: 433 ، طبقات أعلام الشيعة القرن السابع : 187 ، كشف الحجب والأستار : 358
3- البحار 1 : 19 ، مصادر الكتاب .
4- البحار 1 : 37 ، توثيق المصادر
5- لؤلؤة البحرين : 255
6- لؤلؤة البحرين : 258 ، وانظر: روضات الجنّات 7 : 216[626] .

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (شرح النهج) لابن ميثم، وهو كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى سنة 679 أو 699 أو ما بينهما .

وهذا شرحه الكبير، الذي يظهر من شرحه الثاني الذي اختصره منه أن اسمه (مصباح السالكين) ، إلى أن قال : قدّم له مقدّمة طويلة ذات قواعد ثلاث نافعة ، كلّ منها ذات مباحث عديدة، وقد طبع بطهران في سنة 1276 خمسة أجزاء جميعها في مجلد ضخم، وقد اختصره العلّامة الحلّى كما مرّ ، ونظام الدين علي بن الحسين الجيلاني وهو الذي أسماه (أنوار في الفصاحة) .(1)

وقال عن الشرح الصغير المختصر من هذا المختصر الكبير : صرّح في أوّله أنه استخرجه من شرحه الكبير لولدي الخواجة علاء الدين عطا الملك ، ثمّ قال : وقال في آخره : هذا اختيار مصباح السالكين لنهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين ، ومن هذا استفيد أن الشرح الكبير اسمه لمصباح .(2)

ص: 107


1- الذريعة 14 : 149
2- الذريعة 14 : 149 [1999] .

ص: 108

(90) كتاب : كشف الغمّة فى معرفة الأئمة علیهم السلام لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي (ت 693 ه)

الحديث :

الأوّل : قال في المقدمة : وبعد، فإن الله سبحانه - وله الحمد - لما هداني إلى الصراط المستقيم، وسلك بي سبيل المنهج القويم ، وجعل هواي في آل نبيه لما اختلفت الأهواء . . .

أحد السببين اللذين من اعتلق بهما فازت قداحه، وثاني الثقلين الذين من تمسك بهما أسفر عن حمد السرى صباحه . . .(1)

لا يخفى أنّه يشير إلى حديث الثقلين الثاني : ومن ذلك رسالة وقعت إليّ من كلام أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، أذكرها مختصراً لها (2)، قال : . . . ، وقال صلی الله علیه و آله وسلم فيما أبان به أهل بيته : «إنّي تارك فيكم الخليفتين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل معدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(3)

ص: 109


1- كشف الغمّة 1 : 16 ، مقدمة الكتاب
2- قال المصنف في مقدمة كتابه (1 : 6) : حذفت الأسانيد ، واكتفيت بذكر من يرويها من الأعيان تفادياً من طوال الكتاب بحدثنا فلان عن فلان
3- كشف الغمة 1 : 41 ، في فضل بني هاشم، وعنه محمد طاهر القمي الشيرازي (1098 ه) في كتابه الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 431 ، مختصراً ، والحر العاملي (ت 1104 ه) في إثبات الهداة 1: 685 41 ، فصل (5) ، ح والبحراني (ت 1107 ه) في غاية المرام 7 : 157 ، رسائل الجاحظ . وقال في كشف الغمة 1: 51 ، تعليقاً على كلام الجاحظ، أقول : إنّ أبا عثمان من رجال الإسلام ، وأفراد الزمان في الفضل والعلم وصحة الذهن ، وحسن الفهم ، والاطلاع على حقائق العلوم والمعرفة بكل جليل ودقيق ، ولم يكن شيعياً فيتهم وكان عثمانياً مروانياً ، وله في ذلك كتب مصنّفة ، وقد شهد في هاتين الرسالتين من فضل بني هاشم وتقديمهم، وفضل علي وتقديمه بما لا شك فيه ولا شبهة ، وهو أشهر من فلق الصباح، وهذا إن كان مذهبه فذاك ، وليس بمذهبه ، وإلا فقد أنطقه الله تعالى بالحق، وأجرى لسانه بالصدق ، وقال ما يكون حجّة عليه في الدنيا والآخرة ، ونطق بما لو اعتقد غيره لكان خصمه في محشره ، فإن الله عند لسان كل قائل ، فلينظر قائل ما يقول ، وأصعب الأمور وأشقها أن يذكر الإنسان شيئاً يستحق به الجنّة ، ثمّ يكون ذلك موجباً لدخوله النار ، نعوذ بالله .

وسيأتي مثله عن نهج الحق ، وكشف اليقين للعلامة الحلي .(1)

الثالث : قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه : آل ينقسم في اللغة خمسة وعشرين قسماً .... وقد بين رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حيث سئل ، فقال :

إني تارك فيكم الثقلين .... إلى آخر ما ذكرناه عن كتاب اللآل لابن خالويه .(2)

الرابع : ونقل عن ابن خالويه أيضاً : وسئل ثعلب لم سميا الثقلين ؟ قال : لأنّ الأخذ بهما ثقيل . . . . إلى آخر ما ذكرناه عن كتاب الآل لابن خالویه .(3)

ص: 110


1- انظر ما أوردناه عن نهج الحق ، الحديث الخامس ، وكشف اليقين ، الحديث من ذلك الثاني .
2- کشف الغمّة 1 : 55 ، في معنى الآل ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 686 ح 42 ، فصل (5) ، والبحار 25 : 236 ح 1 ، وراجع ما ذكرناه عن كتاب الآل، الحديث الأول .
3- كشفه الغمة 55:1 ، في معنى الآل ، وراجع ما أوردناه عن كتاب الآل، الحديث الثاني .

الخامس : وحدث زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله من حجة الوداع حتى إذا نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، قام بالدوحات، فقم ما تحتهن من شوك ، ونادى الصلاة جامعة ، قال : فخرجنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ، وإن منا من يضع بعض ردائه تحت قدميه من شدّة الرمضاء ، حتى انتهينا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فصلى بنا ثم انصرف ، فقال : «الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد : أيها الناس ، إنّه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر الذي كان قبله، فإنّ عيسى لبث في قومه أربعين سنة، ألا وإني قد أشرفت في العشرين ، ألا وإنّي أُوشك أن أفارقكم، وإنّي مسؤول وإنّكم مسؤولون ، هل بلغت ، فيما (1)أنتم قائلون؟» ، فقام من كل ناحية مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، وأنك قد بلغت رسالاته ، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره ، وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله خير ما جازى نبياً عن أمته، قال: «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، والبعث بعد الموت حق ، وتؤمنون بالكتاب کله؟» قالوا: بلى، قال: «فإنّي أشهد أن قد صدقتم ثمّ صدقتم ، ألا وإنّي فرطكم على الحوض، وأنتم معي توشكون أن تردوا على الحوض، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟» قال : فعيل علينا فلم ندر ما الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأُمّي ما الثقلان؟ قال : «الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله عزّ وجل وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تزلوا ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي ،

ص: 111


1- الظاهر أنها تصحيف عن (فما) .

لا تقتلوهم ، ولا تقهروهم، فإني سألت اللطيف الخبير أن يردوا عليّ الحوض فأعطاني ، فقاهر هما قاهري، وخاذلهما خاذلي ، ووليهما ولييّ ، وعدوّهما عدوّي» ، ثمّ أعاد : «ألا وإنّه لم تهلك قبلكم حتّى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبيها ، وتقتل من قام بالقسط فيهما» (1)، ثم أخذ بيد علي فرفعها، ثمّ قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» .(2)

وقد مضى هذا الحديث عن كتاب العمدة لابن البطريق والطرائف لابن طاووس مع بعض الاختلاف، لكنه فيهما عن ابن امرأة زيد بن أرقم .(3)

ورواه عن كشف الغمة المحقق الكركي (ت 940 ه) في نفحات اللاهوت ، وسيأتى .(4)

السادس : وقد روى الزهري ، قال : لما حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حجة الوداع قام بغدير خم عند الهاجرة ، وقال : «أيها الناس ، إنى مسؤول وإنكم مسؤولون ، هل بلغت ؟» قالوا نشهد أنك قد بلغت ونصحت ، قال : «وأنا أشهد أنّي قد بلغت ونصحت لكم ، ثم قال : أيها الناس ، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ؟ قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله» ، قال : «وأنا أشهد مثل ما شهدتم ، فقال : «أيها الناس ، إنّي قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وأهل بيتي ، ألا وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،

ص: 112


1- الظاهر أنها تصحيف من (فيها)
2- كشف الغمّة 1: 59 ، في معنى الأهل وحديث الغدير ، وعنه فى إثبات الهداة 1 : 686 ، ح 50 ، فصل
3- راجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث الرابع عشر ، والطرائف ، الحديث الثالث عشر .
4- انظر ما سنذكره عن نفحات اللاهوت للكركي، الحديث الثاني

حوض ما بين بصرى وصنعاء فيه من الآنية كعدد نجوم السماء ، إن الله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وفي أهل بيتي» .

ثم قال : «أيها الناس، من أولى الناس بالمؤمنين ؟» قالوا : الله ورسوله أولى بالمؤمنين - يقول ذلك ثلاث مرّات -، ثمّ قام في الرابعة وأخذ بيد علي علیه السلام ، فقال : «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - ثلاث مرّات - ألا فليبلغ الشاهد الغايب» .(1)

السابع : وتلا وفد نجران إنفاذ النبي صلی الله علیه و آله وسلم علياً علیه السلام إلى اليمن ليخمس زكواتها . . . ، ثم أراد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الحج ، فأذن في الناس به . . .

ولما قضى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نسكه شرك عليّاً في هديه ، وقفل إلى المدينة معه ، فانتهى إلى غدير خم، فنزل حين لا موضع نزول ؛ لعدم الماء والمرعى ، ونزل المسلمون معه ، وكان معه ، وكان سبب نزوله أنه أمر بنصب أمير المؤمنين خليفة في الامة بعده ، وتقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت ، فأخّره إلى وقت يأمن فيه الاختلاف، وعلم أنّه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من فأراد الله أن يجمعهم لناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم لسماع النص وتأكيد الحجة، فأنزل الله تعالى : «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» ، يعني في استخلاف علي والنص عليه بالإمامة «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» ، فأكد الفرض عليه بذلك ، وخوّفه من تأخير الأمر ، وضمن له العصمة ، ومنع الناس منه ، فنزل كما وصفنا ، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ، وساق ما قدمنا ذكره من قوله : «إني تارك فيكم الثقلين» إلى آخره ، ونعى إليهم نفسه ،

ص: 113


1- كشف الغمّة 1 : 60 ، في معنى الأهل وحديث الغدير ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 687 ح 51 ، فصل (5)

وقال : «قد حان منّي خفوق من بين أظهركم» ، ونادى بأعلى صوته : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» فقالوا : اللهم بلى ، فقال على النسق ، وقد أخذ بضبعي علي علیه السلام فرفعهما حتى رؤي بياض إبطيهما : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله» .

ثم نزل وصلى الظهر . . . (1)

وقد مرّ هذا الحديث عن إرشاد المفيد (2)، وإعلام الورى للطبرسي (3). مع بعض الاختلاف .

الثامن : قال : ونذكر ملخصاً حال معاوية عند عزمه على قتال علي علیه السلام ، فإنه شاور فيه ثقاته وأهل ودّه ، فقالوا : هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنّه قريع زمانه . . .

فكتب إليه : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان فكتب إليه عمرو بن العاص : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ويحك يا معاوية ، أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله وبات في فراشه ، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة .

صلى وقال فيه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «هو مني وأنا منه . . . »

وقال : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي . . .» .(4)

التاسع : قال أبو : قال أبو ثابت مولى أبي ذر ، يقول : سمعت أُمّ سلمة رضي الله عنها ، تقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في مرضه الذي قبض فيه ،

ص: 114


1- كشف الغمّة 1: 227 - 229
2- راجع ما مرّ عن إرشاد المفيد ، الحديث الأول .
3- راجع ما مرّ عن إرشاد المفيد ، الحديث الأول .
4- كشف الغمّة 1 : 245 - 247 ، وعنه في إثبات الهداة 2 : 138 ح 605 ، والبحار 33 : 51 ح395

يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه - أيها الناس ، يوشك ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن أماني الطوسي مسنداً، فراجع .(1)

العاشر : قال : نقلت من كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي : . . .

وعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ثلاث مرات في حجة الوداع: إني تارك فيكم الثقلين، وأحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، لا يفترقان حتى يردا على الحوض ، ألا إن كتاب الله حبل ممدود أصله في الأرض وطرفه في العرش ، مثله كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومثلهم كباب حطة من دخله غفرت له الذنوب .

وعن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً : كتاب الله وأهل بيتي».

وعن زيد بن أرقم ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم غدير خم ، يقول : «إنّي تارك فيكم كتاب الله حبل ممدود من السماء ، من استمسك

من كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة ، وأهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي، أذكركم الله عز وجلّ في أهل بيتي» ، قال : فقلت لزيد من أهل بيته ؟ فقال : الذين لا تحل لهم الصدقة ، آل علي وآل عبّاس ، وآل جعفر ، وآل عقيل .(2)

الحادي عشر : قال : وعن الصادق عن أبيه، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه علیهم السلام ، قال : سئل أمير المؤمنين علیه السلام عن معنى قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : إلى مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فقيل له : من

ص: 115


1- كشف الغمة 2 : 35 ، في ذكر مناقب شتى وأحاديث متفرّقة ، وفيه : «ألا وإنّي مخلّف فيكم كتاب الله ربّي عزّ وجل وعترتي ...» ، وفيه أيضاً : «خليفتان نصيران» وراجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي ، الحديث الرابع .
2- كشف الغمة 2 : 160 ، في علمه ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 689 ح 65 ، 66 67 ، الفصل (5) .

العترة؟ فقال : . . .» ، إلى آخر ما أوردناه عن كمال الدين ، ومعاني الأخبار وعيون أخبار الرضاء علیه السلام للصدوق، وإعلام الورى للطبرسي .(1)

أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح أبي الفتح الأربلي :

وصفه تلميذه الفضل بن يحيى بن علي بن الطيبي في آخر كشف الغمّة - عند كتابته لصورة القراءة للكتاب على مصنفه - : قرأت على مولاي ملك الفضلاء ، وغرّة العلماء ، وقدوة الأدباء ، نادرة عصره ، ونسيج وحده ، المولى الصاحب المعظم فى الدنيا والدين، فخر الإسلام والمسلمين، جامع شتات الفضائل، المبرز في حليات السبق على الأواخر والأوائل ، أبي الحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي .... إلى آخره .(2)

وقال الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي ، كان عالماً فاضلاً محدّثاً ثقة شاعراً أديباً منشئاً جامعاً للفضائل والمحاسن ، له كتب (3)، وقال عنه في الوسائل : الشيخ الصدوق الجليل .(4)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : الوزير الكبير والشيخ الخبير بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى فخر الدين أبي الفتح الأربلي ، وكان يعرف بابن الفخر ، وقد كان صاحب الفضائل الجمة

ص: 116


1- كشف الغمّة :3 : 229 ، وراجع ما أوردناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرون ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ، الحديث الأوّل ، وإعلام الورى ، الحديث الثاني .
2- كشف الغمّة 3: 346 و 2 : 68 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 107
3- أمل الآمل 2 : 195 [588] ، وانظر : تنقيح المقال 2 : 301 .
4- خاتمة الوسائل 30 : 157 .

والعالم الجليل الذي كشف الغمّة وأزال الحيرة عن الأمة .

ثم قال : ونقل أن علي بن عيسى هذا قد كان وزيراً لواحد من أواخر الخلفاء العبّاسيّة ، فلاحظ ، إذ ليس في التواريخ المشهورة حكاية وزارته ، إلى أن قال :

والحق أن هذا من باب الاشتباه باشتراك الاسم ؛ لأن علي بن عيسى الذي كان وزير الخلفاء هو علي بن عيسى بن داود الجرّاح ، الذي كان وزيراً للمقتدر بالله الخليفة العباسي ثامن عشر الخلفاء العباسية .(1)

ثمّ قال : ثمّ إنّ كون هذا الفاضل من الشيعة الإمامية مما لا شك فيه ، ولكنّ السيد الداماد قال في شرعة التسمية في شأنه والشيخ الناصر لدين الشيعة ، وكتب بعض تلامذته في الهامش : إشارة إلى توقفه دام ظله تَبصُره ، فإنّه كان زيديّاً، وزعم بعض أنّه تبصر ، انتهى .

وقد ردّ الصدر الكبير آميرزا رفيع الدين في ردّ شرعة التسمية المذكور بأحسن وجه .

أقول : والحق تشيعه ، لتصريحه في كتاب كشف الغمة بذلك ، وقد قال فيه أيضاً في أحوال المهدي علیه السلام : قال علي بن عيسى (عفى الله عنه) : أما أصحابنا الشيعة فلا يصححون . . . ، إلى آخره .(2)(3)

فكونه من الإمامية مشهور عند الشيعة، حتّى قال المتعصب الفضل ابن روزبهان في أوّل ردّه على نهج الحق للعلّامة : وقد ذكر الشيخ علي بن عيسى الأربلي في كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) واتفق جميع

ص: 117


1- انظر : الكنى والألقاب 2 : 18 .
2- كشف الغمة 3: 265 ، ذكر الإمام الثاني عشر
3- رياض العلماء 4 : 166 ، وانظر : روضات الجنّات 4 : 341 4076] ، الأعلام 4 : 318

الإمامية أن علي بن عيسى الأربلي من عظمائهم، والأوحدي التحرير من جملة علمائهم، لا يشق غباره ولا يبتدر آثاره، وهو المعتمد المأمون في النقل . . . ، إلى آخره .(1)

وذكر صاحب الذريعة أنه توفّى سنة 692 ه ،(2) وجاء في مقدمة الشيخ السبحاني لكتاب كشف الغمة نقلاً عن الحوادث الجامعة لابن الفوطي أنه توفي في 693 ه .(3)

كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمة علیهم السلام :

قال المصنّف في خطبة الكتاب - بعد الحمد والصلاة - وقد كانت نفسي تنازعني دائماً أن أجمع مختصراً أذكر فيه لمعاً من أخبارهم ، وجملة من صفاتهم وآثارهم ، وكانت العوائق تمنع من المراد . . .، إلى أن بلغ الكتاب أجله وأراد الله تقديمه . . . ، فأعملت فيه فكري . . . ، إلى أن قال :

واعتمدت في الغالب النقل من كتب الجمهور، ليكون أدعى إلى تلقيه بالقبول، ووفق رأي الجميع متى وجّهوا إلى الأصول ، ولأن الحجة متى قام الخصم بتشييدها، والفضيلة متى نهض المخالف بإثباتها وتقييدها، كان أقوى يداً ، وأحسن مراداً، وأصفى مورداً ، وأورى زناداً ، وأثبت قواعداً وأركاناً ، وأحكم أساساً وبنياناً ، وأقل شأنياً وأعلى شأناً، والتزم بتصديقها وإن أرمضته ، وحكم بتحقيقها وإن أمرضته . . .

ثم قال : ونقلت من كتب أصحابنا ما لم يتعرّض الجمهور لذكره ، فإنّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم مسألة إجماع ، وإنما ذكرت شيئاً من أحواله وصفاته تيمناً به صلی الله علیه و آله وسلم وتطريزاً لديباجة هذا الكتاب باسمه وتزييناً له به صلی الله علیه و آله وسلم .

ص: 118


1- دلائل الصدق لنهج الحق 2 : 19 ، مقدّمة الفضل بن روزبهان .
2- الذريعة 18 : 47 [919] .
3- کشف الغمة 1 : 10 ، مقدّمة الشيخ جعفر السبحاني .

وأما أمير المؤمنين والحسن والحسين علیهم السلام فإنه يوجد من مناقبهم ومزاياهم في كتبهم ما لعله كافٍ شاف

وأما باقى الأئمة علیهم السلام فلا يكاد جماعة من أعيانهم وعلمائهم يعرفون أسماءهم، ولو عرفوها ما عدوها متسقة متوالية فضلاً عن غير ذلك ، هذا مع حرصهم على معرفة نقلة الأخبار والأشعار .... إلى آخره.

إلى أن قال : وحذفت الأسانيد واكتفيت بذكر من يرويها من الأعيان تفادياً من طول الكتاب بحدّثنا فلان عن فلان، ثمّ قال : وسمّيته كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) .(1)

وجاء بخط المصنف فى آخر الجزء الأول : نجز الجزء الأوّل من كشف الغمّة في معرفة الأئمة على يد جامعه أفقر عباد الله إلى رحمته ، و شفاعة نبيه وائمته علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي عفا الله عنه ، ، في ثالث شعبان من سنة ثمان وسبعين وستمائة ببغداد في داره بالجانب الغربي على شاطيء دجلة ، ويتلوه بعون الله وحسن توفيقه في المجلد الثاني أخبار سيّدة نساء العالمين . . . ، إلى آخره .

ثم كتب على أصل النسخة إجازة لمجد الدين الفضل بن يحيى الطيبي ، وهي : قرأت هذا الكتاب وهو الجزء الأول من كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمة على جامعه المولى الصدر الصاحب الكبير المعظم مولى الأيادي ، ملك العلماء والفضلاء ، واسطة العقد أبي الحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي أطال الله عمره وأجزل ثوابه وحشره مع أئمته .

وسمعه الجماعة المسمّون فيه - وسمّى عدة أشخاص - ثمّ قال : وكتب العبد الفقير إلى رحمة الله وشفاعة نبيه محمد صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة الطاهرة ،

ص: 119


1- كشف الغمة 1 : 15 ، مقدّمة المؤلّف .

الفضل بن يحيى بن علي بن المظفر بن الطيبي كاتبه ، وذلك في مجالس عدة آخرها الاثنين رابع عشر شهر رمضان المبارك من سنة إحدى وتسعين وستمائة وصلواته على سيدنا محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، ثم جاء ذكر سماع شخص آخر في نفس التاريخ .

وكتب المصنف في آخره : هذا صحيح، وقد أجزت لهم - نفعهم الله وإيانا - رواية ذلك عني بشروطه، وكتب العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الله علي بن عيسى بن أبي الفتح في التاريخ حامداً الله ومصلياً على رسوله وآله الطاهرين، ثمّ جاء سماع منه لشخص آخر .(1)

وجاء بخط المؤلّف على المجلد الثاني من الكتاب : كمل الكتاب وتم بحمد الله وعونه في الحادي والعشرين من شهر رمضان ليلة القدر في سبع وثمانين وستمائة ، نقلت هذا الكتاب من عدة كتب ، ولم أتمكن من مراجعتها ، ثم ذكر أن نسخته من كتاب الطبرسي كانت محرفة مصحفة ومغلوطة ، ثمّ قال : وكتب أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته عبد الله علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي عفا الله عنه . . . ، إلى آخره .

ثمّ صورة القراءة التي قرأها عليه تلميذه الفضل بن يحيى بن علي بن الطيبي، وقد ذكرنا بعضها سابقاً، وفيها : وكتب اسبغ الله ظله على الجزء الأوّل بالسماع ، ثم ذكر الجماعة المسمّين فيه، وأجاز له رواية ما تخلّف من أخبار مولانا زين العابدين (صلوات الله عليه) إلى آخر الكتاب ، ثم ذكر اسمه وتاريخ القراءة في سنة 692 ه ، ثم بعده : هذا صحيح، وأجزت له كلما ذكر ، وكتب علي بن عيسى حامداً مصلياً.

ص: 120


1- كشف الغمة 2 : 68 ، وانظر : الذريعة 1 : 218 [1148] ، و 18 : 48 ، رياض العلماء 4: 375

وبعده قال الناسخ : إنه نسخه من نسخة مجد الدين (1)بن علي بن المظفّر بن الطيبي الكاتب بواسط العراق على نسخة المصنّف بخطه .(2)

ونسبه إليه الشيخ الحز (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، وقال : له كتب منها : كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ، جامع حسن فرغ من تأليفه سنة 687 (3)، وأدخله في مصادر كتابيه إثبات الهداة (4) والوسائل (5)وذكر طريقه إليه .(6)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (7)وقال في توثيقه : وكتاب كشف الغمّة من أشهر الكتب، ومؤلّفه من العلماء الإمامية المذكورين في سند الإجازات .(8)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : أقول : ورأيت نسخة من كشف الغمّة صحيحة عتيقة ، وقد كان عليها بعض تعليقات الكفعمي ، وحواش من أميرزا إبراهيم الهمداني، وإجازة الشيخ علي الكركي لبعض تلاميذه، وقرأها عليه بتمامه وعليها بلغاته ، وقد كتبها من خط السيّد الأمجد السيد حيدر بن محمد بن علي الحسني ، وتاريخ و تاريخ خط السيد حيدر سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، وصحح ذلك التلميذ هذه النسخة من نسخة بخط الشيخ علي المذكور ، والشيخ علي قد كتبها من نسخة عليها

ص: 121


1- الظاهر وجود سقط هنا وهو (الفضل بن يحيى) .
2- كشف الغمة 3 : 346
3- أمل الآمل 2 : 195 [558] ، وانظر أيضاً : 2 : 61 [158] ، 212 [640] ، 288 [858] 293 ، [883]
4- إثبات الهداة 1 : 27
5- خاتمة الوسائل 30 : 157 ، الفائدة الرابعة .
6- خاتمة الوسائل 30 : 184 ، الطريق السابع والثلاثون .
7- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب
8- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر .

خط العلامة الحلّي، وتاريخ خط العلامة سنة ست وسبعمائة ، وقد صحح العلّامة نسخته من نسخة أصل المصنّف ، ثمّ أشار إلى إجازة الشيخ مجد الدين الفضل بن يحيى بن المظفر الطيبي التي ذكرناها أولاً .(1)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة - بعد أن أورد صورة الإجازة المذكورة في آخر الجزء الأول - : واستنسخ الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين الطهراني عن النسخة المنقولة في 1271، ونسخة شيخ العراقين عند الحاج سيد أبو القاسم الإصفهاني النجفي ، ونسخة أخرى لشيخ العراقين في كتبه بكربلاء كتابتها في 1111 ، منقولة عن نسخة خط المولى إبراهيم بن على الخوانساري، تلميذ المحقق الكركي، وكتبها التلميذ المذكور عن نسخة صححها الكركي في 907 ، وكتب عليها بخطه . وطبع بإيران في 1294 .(2)

ص: 122


1- رياض العلماء 4 : 166 ، و 5 : 376 .
2- الذريعة 47:18 [619] .

(91) كتاب : العقد النضيد والدر الفريد فى فضائل أمير المؤمنين وأهل بيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم لمحمّد بن الحسن القمّى (القرن السابع أو ما بعده)

الحديث :

روى عن الموفّق الخوارزمي في المناقب (1):

أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام أرسل إلى معاوية رسله : الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي . . .

فقال له أخوه عتبه : هذا أمر عظيم، لا يتم إلا بعمرو بن العاص . فكتب إليه عمرو بن العاص، من عمرو بن العاص ، صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد . . . ، وأكد القول عليّ وعليك وعلى جميع المسلمين ، وقال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي .(2)

وقد مرّ مثله عن كشف الغمّة للأريلي (3)، مع اختلاف وزيادة .

محمد بن الحسن القمى :

قال في أول كتابه : وكتب العبد المتوسل بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم الأمي محمد بن

ص: 123


1- المناقب للخوارزمي : 198 ، في قتاله أهل الشام .
2- العقد النضيد والدرّ الفريد : 87 ، الحديث الثاني والسبعون .
3- راجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث الثامن .

الحسن القمّى وفقه الله لمراضيه .(1)

قال السيد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة : محمد بن الحسن القمّي من أعلام القرن السابع أو ما بعده .(2)

قال محقق الكتاب : هو الفاضل المحدّث محمد بن الحسن القمي ، لم يعرف شيء عن حياة المؤلّف ؛ ذلك أن المصادر التي بأيدينا لم تذكره، إلا ما ورد فى أعيان الشيعة (المستدركات) .(3)

العقد النضيد والدرّ الفريد :

قال المؤلّف في أوّل كتابه : هذه أحاديث ملتقطة من كتب شتّى في فضائل أمير المؤمنين ، وأهل بيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم لما نقلتها محذوفة الأسانيد اقتصاراً ؛ لمكان صحتها .(4)

قال السيد حسن الأمين في المستدركات - بعد أن ذكر اسمه : له كتاب العقد النضيد والدر الفريد في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام ، محذوفة الأسانيد ، رأيته عند زميلنا السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني، والنسخة من نسخ القرن التاسع ، ناقصة الآخر، صرّح المؤلّف باسمه في أوّله ، ولم يزد على ما ذكرنا ، ينقل فيه عن كتب الفتال ومناقب الخوارزمي وأمثالهما ، ولم تر النقل فيه عن ما بعد القرن السادس .(5)

قال محقق الكتاب : تحتوي المخطوطة على أحاديث وقصص وحكايات ملتقطة من كتب شتى محذوفة الأسانيد ، وقد صرّح المصنف في

ص: 124


1- العقد النضيد والدرّ الفريد : 13 .
2- مستدركات أعيان الشيعة 3: 213
3- العقد النضيد والدر الفريد : 6 ، مقدمة المحقق
4- العقد النضيد والدر الفريد : 13 .
5- مستدركات أعيان الشيعة 3 : 213 .

بعضها تارة باسم المصدر وتارة باسم صاحب المصدر، وكان عددها أربعة وعشرين ومائة حديث مرتبة وفق التسلسل الذي أورده .

ثم ذكر المحقق مصادر الكتاب والمؤلفين الذين نقل عنهم صاحب الكتاب .

ثم قال : إن النسخة الفريدة التي وصلت إلينا هي نسخة الأُستاذ الحجّة السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني حفظه الله ، وهي من نسخ القرن التاسع ، وهي ناقصة الآخر ، وقد سقط منها مقدار لا يعلم .(1)

ص: 125


1- العقد النضيد والدرّ الفريد : 7 ، مقدمة المحقق

ص: 126

مؤلّفات عماد الدين الحسن بن على الطبرى (الطبرسي)

اشارة

(كان حيّاً سنة 698 أو 701 ه)

(92) كتاب : تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار

الحديث :

الأوّل : قال : المسألة الثامنة : الفرق بين الأمة والعترة من وجوه : . . .

الحادي عشر : من خاصة العترة بشارة آية التطهير وسورة هل أتى على الإنسان، والمقارنة مع الكتاب في الخبر: «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيها الناس، لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» .(1)

الثانى : المسألة الثانية عشرة : . . .

ودليل أحقية هذه الطائفة (أي أتباع أهل البيت) ، عدّة :

أمور الأول : «مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح» إلى آخره .

الثاني : خبر «إنّي تارك فيكم الثقلين» إلى آخره .(2)

ص: 127


1- تحفة الأبرار (فارسی) : 110 - 115 ، الباب الثالث ، المسائل المستخرجة من كتاب الله تعالى ، المسألة الثامنة
2- تحفة الابرار (فارسی) : 119 - 120 ، الباب الثالث ، المسائل المستخرجة من كتاب الله ، المسألة الثانية عشرة .

الثالث : قال : أما أخبار الفريقين، فيشتمل على تسع عشرة مسألة : . . .

المسألة الثانية : ورد في جملة كتبهم، خاصة في صحيحة الحاكم ، قال : . . ، و بالاتفاق ، قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، فجعل عليّاً وأولاده مصاحبين للقرآن ، وترك الخلق إليهم ، والشيخان داخلان فيهم . . .(1)

الرابع : المسألة السابعة عشرة : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعتري أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهم» ، وهذا اللفظ عام، يتناول كل الأوقات إلى يوم القيامة . . .(2)

الخامس : في ردّه على حديث (اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر) ، قال : نقول : هذا الخبر باطل بخبر (أصحابي كالنجوم) إلى آخره .... ثانياً : قال الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، وروي «كتاب الله حبل من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن تمسكتم بهما لن تضلوا وهذان الخبران منقولان من كتب الفريقين» .(3)

السادس : في ردّه لحديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم) ، بعد أن ذكر أفعال عدد من الصحابة ، قال : وعلى هذه الحال لا يمكن الاقتداء بأحد المذكورين، بل لابد من الاقتداء بالمعصومين علي

ص: 128


1- تحفة الأبرار (فارسي) : 136 ، الباب الثالث ، أخبار الفريقين ، المسألة الثانية
2- تحفة الأبرار (فارسي) : 144 ، الباب الثالث ، أخبار الفريقين ، المسألة السابعة عشرة .
3- تحفة الأبرار (فارسي) : 203 ، الباب السابع ، الفصل الأول .

والحسن والحسين علیهم السلام ، لأن الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» .(1)

عماد الدين الحسن بن على الطبري (الطبرسي) :

جاء في أوّل كتاب تحفة الأبرار الذي جمعه العامل الفاضل الكامل المحقق حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي طاب ثراه وجعل الجنة مثواه .(2)

ونسب نفسه في مقدمة كتاب تحفة الأبرار: حسن بن علي بن محمد ابن علي بن الحسن الطبرسي .(3)

وقال فيه صاحب الرياض : الشيخ الفقيه عماد الدين ، ويقال : عماد الإسلام ، وقد يقال : العماد أيضاً الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي .

وفي بعض المواضع يعبر عنه بالطبري ، وقد صرّح نفسه أيضاً بذلك في مواضع من كلامه ، وقد يصرّح بأنه مازندراني .

وهو فاضل عالم متبحر جامع دين، كان من أفاضل علماء طبرستان ومن المعاصرين الخواجه نصير الدين الطوسي .

وهذا الشيخ الجليل الشأن موثوق به عند العلماء الأعيان، وهو أحد القائلين بأن وجوب الجمعة موقوف على وجود السلطان العادل الباسط اليد ، كما صرح به نفسه فى مطاوي أسرار الإمامة (4)، وكثيراً ما ينقل عن كتبه ومؤلفاته

ص: 129


1- تحفة الأبرار (فارسي) : 216 ، الباب السابع ، الفصل الأول
2- تحفة الأبرار (فارسي) : 35 ، أوّل الكتاب
3- تحفة الأبرار (فارسي) : 54 ، مقدّمة المؤلّف ، الفصل الرابع
4- أسرار الإمامة : 324

ثم قال وقد عبر هو عن نسبه في كامله (1): بالحسن بن علي بن محمد بن الحسن، وتارة بالحسن بن علي الطبري، وتارة بالحسن بن علي ، وذلك اختصاراً منه في نسبه .

وقد عوّل عليه السيّد القاضي نور الله التستري وغيره، ويروون عن كتبه في الإمامة .

ثم قال : إعلم أن هذا الشيخ الجليل، هو الذي ينقل عنه المتأخرون الفتاوى في كتب الفقه، ويعبّرون عنه تارة بعماد الدين الطبرسي، وتارة بالعماد الطبرسي، كالشهيد الثاني في رسالة صلاة الجمعة ، بل الشهيد الأوّل أيضاً في بعض كتبه ، فلاحظ .(2)

وقال الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات : الشيخ المتكلم الجليل ، والحبر المتفنّن النبيل ، عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي المازندراني ، المشتهر بعماد الدين الطبري أو الطبرسي كان من أكابر فضلاء الشيعة وأجلاء أولي الأيدي الباسطة في

هذه الشريعة ، معاصراً للخواجة نصير الملة والدين الطوسي، والمحقق الحلّي وأضرابهما الأقدمين ، وله كتب كثيرة ومؤلفات غفيرة في تحقيق حقائق أصول المذهب، وتشييد قواعد الدين المبين، بل الفقه والحديث وغير ذلك .(3)

وجاء في كتاب (أسرار الإمامة) للمترجم له في بحث الإمام الغائب

ص: 130


1- کامل البهائي المعروف
2- رياض العلماء 1 : 268 - 274
3- روضات الجنّات 2 : 261 [194] ، وانظر أيضاً : أعيان الشيعة 5 : 212 ، : 212 ، الکني والألقاب 2 : 443

المهدي (عجل الله فرجه) عند تقريره لاعتراض الناكرين لحياته ، قيل : لا يمكن أن يعيش أحد من سنة خمس وخمسين ومائتين إلى سنة ثمان وتسعين وستمائة هجرية .(1)

حيث يظهر من عبارته أنّ هذه السنة هي سنة تأليفه للكتاب .(2)

ولكن قال : الطهراني (ت 1389 ه) الحسن بن علي بن الحسن الطبري، الشيخ نجم الدين بن شمس الدين هو والد ضياء الدين هارون الآتي (3)، الذي أجازه العلامة الحلّي في 701 ، وقال في إجازته - بعد ذكر ضياء الدين هارون - : إنه ابن المولى الإمام العالم الفاضل الزاهد العابد الورع شيخ الطائفة ركن الإسلام وعماد المؤمنين نجم الدين الحسن ابن السعيد شمس الدين علي بن الحسن الطبري، ويظهر أنه كان حياً في تاريخ الإجازة ، أقول : مرّ في الأنوار: (41 عماد الدين الحسن بن علي صاحب (كامل) البهائى) و (أسرار الأئمة) الذي ألّفه فى كبره وضعف بصره في 698 ، ولعله صاحب الترجمة ، وقد بقي إلى زمن تاريخ إجازة العلّامة لولده فى 701 ، وإن كان بعيداً ، وخاصة مع فرض صخة تاريخ سماعه في 603 عن مفت يزيدي بإصفهان، كما ذكرناه في (ذ17 : 253) .(4)

ملاحظة : لقب نجم الدين جاء أيضاً في مقدّمة (رسالة الأربعين) له .(5)

وقال الطهراني في الأنوار الساطعة الحسن بن علي بن الحسن الطبري ، قال العلامة الحلي (الإجازة لأبي محمد هارون) ابن صاحب

ص: 131


1- أسرار الإمامة : 101 ، أصل : في تفاريع المسائل القائميات
2- رياض العلماء 1 : 269
3- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 235 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 42 .
5- تحفة الأبرار : 18 ، مقدّمة المصحح .

الترجمة ، بعد ذكر ألقابه : [أبو محمد هارون بن المولى الإمام العالم الفاضل الزاهد العابد الورع شيخ الطائفة ركن الإسلام وعماد المؤمنين ، نجم الدين الحسن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي بن الحسن الطبري]، وتاريخ هذه الإجازة سنة 701 ، ولعلّه يظهر من توصيفه بالسعيد وفاته قبل التأريخ ، فهو من علماء المائة السابعة ، وأصله عماد الدين الطبري الآتي .(1)

أقول : ولكن في الإجازة المذكورة في الرياض المطبوع : نجم الدين الحسن ابن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي بن الحسن الطبري . . . (2)، وفي نص الإجازة التي نقلها الطهراني في الحقائق الراهنة : عماد المؤمنين نجم الدين الحسن بن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي ابن الحسن الطبري . . . (3)وإن كان في الروضات : نجم الدين الحسن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي بن الحسن الطبري . . . (4)

وقد ذكر كتبه صاحب الرياض والروضات والذريعة .(5)

كتاب تحفة الابرار :

ذكر المؤلف اسمه في مقدّمة الكتاب ، كما مرّ آنفاً .

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : وله كتاب تحفة الأبرار بالفارسية في أُصول الدين خاصة وفي أحوال النبي صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام ، وعندنا منه نسخة ، وقد ترجمه بالعربية الشيخ نجف بن

ص: 132


1- طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 39
2- رياض العلماء 5 : 291
3- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 235 .
4- روضات الجنّات 2 : 264 - 265
5- انظر : الذريعة 1 : 40 ، و 3 : 127 ، 405 ، و 5 : 250 ، و 15 : 333 ، 382 ، و 17 : 252 ، و 21 : 192، و 22 : 329 .

سيف النجفي الحلّي، ورأيت تلك الترجمة العربية ببلدة فراة .(1)

وقال الخوانساري (ت 1313 ه) عند عد كتبه : ومنها أيضاً كتابه الموسوم ب_«تحفة الأبرار» في أصول الدين بالفارسية ، وهو الذي استخرجه الشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي إلى العربية .(2)

وفي الذريعة : (تحفة الأبرار) في أصول الدين فارسي للشيخ المتكلم عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي الآملي مؤلّف (كامل البهائي) .

ثم ذكر ما جاء في أوّل الكتاب ، وقال : رتبه على مقدّمة فيها ستة فصول في ثانيها ذكر المؤلّف أسمه ، وبعد المقدّمة عشرة أبواب في كلّ باب مقدّمة وفصول في مسائل التوحيد والعدل والنبوة والإمامة ، وقد بسط القول فيها وفي الردّ على من أنكرها ألفه بالتماس بعض الأبرار (3)، وذكر فهرس الأبواب في أوّله ، رأيت نسخة ناقصة الآخر منه في مكتبة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني ، تنتهى إلى الباب الثامن ، وأخرى كتابتها سنة 1086 عند الحاج الشيخ علي أكبر الخوانساري النجفي، وهي تامة ، وينقل عنه في (فضائل السادات)، ويأتي في الميم معربه للشيخ نجف بن سيف النجفي .(4)

وقد طبع الكتاب مؤخراً مصححاً على عدة نسخ خطية ، يعود تاريخ كتابة بعضها إلى القرن الحادي عشر .(5)

ص: 133


1- رياض العلماء 1 : 272 .
2- روضات الجنّات 2 : 261
3- تحفة الأبرار (فارسي) : 54 ، مقدمة المؤلّف .
4- الذريعة 3: 405 [1453]
5- تحفة الأبرار (فارسي) : 24 ، مقدّمة المصحح .

ص: 134

(93) كتاب : أسرار الإمامة

الحديث :

الأول : قال : رأينا أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله و عترتي» ولم يتبيّن تباينهما ، فوجب بقاء أحدهما ببقاء الآخر .(1)

الثاني : قال : وأجمع الرواة أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، وجعل العترة قرين

القرآن والتمسك بهما هداية الله .. .(2)

الثالث : في الفرق بين الأمة والعترة ، قال :

الخامس من القسمة الأولى : إن الله تعالى أخبرهم بطهارتهم في آية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت ...» ، وقرنهم النبي صلی الله علیه و آله وسلم بالقرآن ، كما قال : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفونى فيها أيها الناس ، لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» .(3)

رابع : قال :ولم يأمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم باتباع أحد من بعده إلا لأهل بيته ،

ص: 135


1- أسرار الإمامة : 97 ، فصل : تلازم القرآن والعترة .
2- أسرار الإمامة : 252
3- أسرار الإمامة : 277 .

كما في (الشهاب) أنه قال : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ...» ، وقال : إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي .(1)

الخامس : قال : لو سلمنا جدلاً صحة تقدّمهم - وحاشا من ذلك - لقلنا : إنّه طرى عليهم الفسخ (2)؛ لأن المخالف يقول : الخلافة ثلاثون سنة ، وأما علي علیه السلام فلم ينسخ بخبر «إني تارك فيكم الثقلين»، فإنّه باقِ ببقاء القرآن إلى يوم القيامة .(3)

السادس : في رده على من استدلّ بخبر: «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر» ، قال : هذا باطل بالخبر الذي ذكرته وهو «أصحابي كالنجوم»، وخبر «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي» ، وروي «كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، فذلك من روايته خاصة، وهذان من رواية كافة الخلق ، مجمع عليهما، فعند التعارض يرفض الأوّل ويؤخذ بالمتفق عليه .(4)

السابع : قال : روي أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال : «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، ومن روى أبا بكر وعمر بالنصب، لا يكون لهم فيه حجّة ؛

) لأنهما مأموران بالاقتداء بالقرآن والعترة ، كما قال صلی الله علیه و آله وسلم إجماعاً : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» والقراءة بالجز تقتضي عصمتهما وليس كذلك إجماعاً ؛ لأن مطلق الاقتداء لا يوجد ولا يكون من الشارع إلا مع العصمة .(5)

ص: 136


1- أسرار الإمامة : 296
2- الظاهر أنها تصحيف من (النسخ)
3- أسرار الإمامة : 313 .
4- أسرار الإمامة : 395
5- أسرار الإمامة : 442 .

الثامن : قال في تحديد الفرقة الناجية في حديث الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : وهم ما قال الله تعالى فيهم : «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيُّ الأُمِّيِّ» (الآية) ، «وإني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .... وخبر الثقلين الثقلين مجمع عليه .(1)

كتاب أسرار الإمامة :

قد يطلق عليه أحياناً : أسرار الأئمّة، كما يظهر ذلك من رياض العلماء (2)، وروضات الجنّات .(3)

قال في الرياض : وكتاب أسرار الإمامة ، وقد يقال : أسرار الأئمة أيضاً، وقد رأيته في بلدة أردبيل، وعندنا منه نسخة ، وهذا الكتاب ممّا ينقل عنه في كتب المتأخرين كثيراً ، وقد تعرّض في آخره لنقل الملل والمذاهب والأديان ، ونقل شطراً من أحوال الحكماء أيضاً ، جيدة الفوائد .

ثم قال : والنسخة التي رأيناها في أردبيل كانت في غاية السقم ، ويلوح من أوّلها أنّها كتاب الأسرار في إمامة الأطهار ، فلاحظ وتأمل ، وعندنا أيضاً منه نسخة ، ولكن ديباجته تخالف ديباجة ما رأيناه في أردبيل في الجملة ، فتأمل .(4)

ص: 137


1- أسرار الإمامة : 473 .
2- رياض العلماء 1 : 270
3- روضات الجنّات 2 : 261 ، وانظر: أعيان الشيعة 5 : 213 ، الذريعة 2 : 40 [157]
4- رياض العلماء 1 : 270

وقال أيضاً : أقول : ورأيت في الخزانة الصفوية بأردبيل من مؤلّفات هذا الشيخ رسالة في الإمامة ، وكان تاريخ تأليفها سنة ثمان وتسعين وستمائة ، وأظن أنه بعينه أسرار الأئمة له، وقد نسب بعض الأفاضل كتاب أسرار الإمامة إلى العلامة الطبرسي، فيظنّ أنّ أسرار الإمامة للطبرسي صاحب مجمع البيان وأسرار الأئمة للطبرسي المذكور أعني الحسن بن علي ، فلاحظ ، وسيجيء شرح القول في ذلك في ترجمة الشيخ أبي علي الطبرسي إن شاء الله .(1)

وقال في ترجمة أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي : ثم قد ينسب إليه الأمير السيد حسين المجتهد المذكور في رسالة دفع المناواة عن التفضيل والمساواة تارة كتاب أسرار الإمامة، وتارة كتاب أسرار الأئمة ، وتارة كتاب أسرار الأسرار، وتارة عبّر عنه بمؤلّف الطبرسي، والظاهر عندي الاتحاد ، ويحتمل تعدّدها أيضاً ، فلاحظ .

وقد رأيت قطعة من نسخة كتاب أسرار الإمامة في بلدة رشت من بلاد الجيلان ، وكانت محتوية على أحوال الحكماء ونحوها ، ورأيت نسخة أُخرى منه كاملة في بلدة أردبيل في الخزانة الموقوفة بحضرة الشيخ صفي ، ولكن يلوح منه أنه من مؤلفات الشيخ حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي صاحب كتاب كامل السقيفة وتحفة الأبرار وغيرهما ، الاشتباه إنّما نشأ من اشتراكهما في إطلاق الطبرسي ، فلاحظ .(2)

وقد ذكر المؤلف في مقدّمة أسرار الإمامة أنه رتب مجلّداً كبيراً في أحوال أصحاب سقيفة بني ساعدة، أقول : وهو معروف النسبة إليه ، ويعرف بالكامل البهائي .

ص: 138


1- رياض العلماء 1 : 272 .
2- رياض العلماء 4 : 349

كما وذكر في مطاوي كتابه عدة وقائع أو أمور جرت عليه بتواريخ تناسب أو تطابق ما ذكره في كتبه الأخرى من تاريخ تأليفها وغيرها .

والأهم من كل هذا وممّا لم ينبه عليه أحد ، أنّه قال في المقدّمة - بعد أن ذكر كتابه في أحوال سقيفة بني ساعدة، وأنه اشتهر بين المؤمنين -: حتى اتفق حضوري في الري ، التمس حفدتي بجمع كتاب في الإمامة بالفارسية بترتيب غريب وتركيب عجيب، وألحوا عليّ في ذلك حتّى لم يبقى للترك والتهاون والتعلل مجال ، قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم علي الله : «من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم بلجام من النار» .

وكان كتاباً متوسطاً في أحسن لياقة وأمتن لطافة، واستدلالات غريبة ، لم يسبقني في مثله مؤلف ومستخرج ، واستحسنه العدو والصديق ، وانتسخ منه الشفيق والشقيق، حتى قال قوم من أهل العلم والفهم والتحقيق والتدقيق : لو عربته لكانت فائدته أعمّ للعالم والمتعلم ، وفائدته أتمّ في الدين.

فتقرر في خاطري أن أتشمّر لتعريبه، وتركيبه على ما يستح لي ضبطه ويسمح لي بسطه، واليقين أن القلم لا يساعدني بأن لا أورد غريباً ولا أزيد نكتة ، ولا أفرد معنى عجيباً ولا باباً مبتدعاً ، ولا سرّاً مفترعاً، فمن أنصف وما اعتسف علم أنه بلغ الغاية في فنّه والنهاية في شأنه، إلا أنّه يحوي جميع ما هنالك ، ويطوي ما شمله ذلك .(1)

ومن صريح كلامه يظهر أنّه ألف كتاباً بالفارسيّة أوّلاً ، ثم بعد طلب البعض منه نقله إلى العربية ، وهو أسرار الإمامة ، ومن المقارنة بينه وبين كتبه الأخرى يظهر بوضوح أن الذي ألفه بالفارسية أولاً هو تحفة الأبرار السابق .

ص: 139


1- أسرار الإمامة : 29 ، مقدمة المؤلّف

ألا ترى التوافق بين ما قاله هنا وما قاله ما قاله هنا وما قاله فى معناه في مقدّمة تحفة الأبرار ، حيث قال : . . . وفي هذا المجال ، طلب بعض العقلاء أولوا الألباب

الله ، الموفقين من ، من مؤلّف هذا الكتاب الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي - رحمة الله عليه - لما يملكه في هذا الباب من بعض المهارة في التعمّق ، ومن فضل ذي المنن حصل على سعة في هذا الفن تأليف كتاب في غاية الوضوح في الإمامة بالفارسية، لعله يكون حجّة يوم القيامة .

فكان من الإنصاف والصدق حسب الحديث النبوي : من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من النار الاستعجال فيه ، وعدم الإهمال والتسويف والإمهال . . . .(1)

ومن يراجع التحفة يفهم ما أشار إليه في قوله : واستدلالات غريبة لم يسبقني في مثله مؤلّف ومستخرج . . .

ثم التطابق الفعلي بين أبحاث تحفة الأبرار وأبحاث أسرار الإمامة ، بحيث لا يدع مجال للقول بأنهما اثنين، إلّا أن الأوّل بالفارسية والثاني ترجمته بالعربية ، فالعبارات واحدة ولكن بلغتين .

وإلى ما أشار إليه بقوله : «واليقين أن القلم لا يساعدني بأن لا أُورد غريباً ولا أزيد نكتة ، ولا أفرد معنى عجيباً ولا باباً مبدعاً ولا سراً مفترعاً»، فهو يظهر بوضوح في ما أضافه من فرق المسلمين وأحوال الحكماء في آخره، وما وسع به البحث في الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ، فصدق عليه ما قاله هو أيضاً : فمن أنصف وما اعتسف علم وما اعتسف علم أنه بلغ الغاية في فنّه والنهاية في شأنه ، إلّا أنّه يحوي جميع ما هنالك ، ويطوي ما شمله ذلك ، أي تحفة الأبرار.

ص: 140


1- تحفة الأبرار (فارسي) : 54 ، مقدمة المؤلف ، (معرب من الفارسية)

ولكن يظهر من المطبوع على نسختين خطيتين وقوع الخلط في أوراقهما بعد مطابقته على تسلسل أبحاث تحفة الأبرار، وبعض الأحيان يبدو وكأنه وقع التكرار في المواضيع ، فلاحظ .

ومما تقدّم يظهر ما في عبارة الأفندي ، فإنّه بعد أن ذكر كتاب العمدة له وأنّه قد ينسب للشيخ أبي علي الطبرسي ، قال : وقال هو أيضاً في ذلك الكتاب : أنّه ألف أوّلاً كتاباً مبسوطاً في الإمامة بالفارسية ، ولعل مراده غير الكامل البهائي المذكور آنفاً، لأنه قد أشار إليه أوّلاً في هذا المقام من الديباجة بأنّه ألّف مجلداً كبيراً في أحوال أصحاب السقيفة ، ثم ذكر بعد ذلك هذا الكتاب ، فتأمل .(1)

فإنّه لم ينتبه إلى أنّ هذا الكتاب هو تحفة الأبرار ، فاحتمل أنه يشير إلى كتاب العمدة .

وكذا ما في مقدمة مصححي أسرار الإمامة من عدهم كتاباً بانفراده مقابل تحفة الأبرار .(2)

وقد قال المؤلف في بحث الحجّة المهدي (عجل الله فرجه) عند ذكره لشبه المخالفين في عمره الشريف : قيل : لا يمكن أن يعيش أحد من سنة خمس وخمسين ومائتين إلى سنة ثمان وتسعين وستمائة هجرية (3)فيظهر منه أنّها سنة تأليف الكتاب .(4)

وقال أيضاً في مقدمة الكتاب : وإن لم يساعد المراد علوّ السن ، وتارات الزمن ، وكلالة البصر الحسّي ، وملالة الخاطر الوحشي ، وأرجو من

ص: 141


1- رياض العلماء 1 : 272 ، 273 .
2- أسرار الإمامة : 14 ، المقدّمة .
3- أسرار الإمامة : 101
4- رياض العلماء 1 : 269 ، وانظر : الذريعة 17 : 252 [132]

الله - جل شأنه وكمل سلطانه - أن لا يعجّل أجلي ، ويعينني بفضله في إتمام أملي ، وهو بكل ما يشاء قدير .(1)

فيظهر منه أنه ألفه في أواخر عمره .(2)

وقد طبع مؤخّراً بتحقيق عدة أشخاص على نسختين ، إحداهما في المكتبة الرضويّة برقم 8848 ، وتاريخ كتابتها 1072 ه .(3)

ص: 142


1- أسرار الإمامة : 30 ، مقدّمة المؤلّف .
2- رياض العلماء 1 : 273 ، وانظر الذريعة 2 : 40 [157] .
3- أسرار الإمامة : 18 ، المقدّمة .

القرن الثامن الهجري

اشارة

حديث الثقلين عند الإمامية (الاثنى عشرية)

ص: 143

ص: 144

(94) كتاب : العدد القوية لعلي بن يوسف بن مطهر الحلي

(94) كتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية (1)لرضي الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلّي (ت بعد 703 ه)

الحديث :

الأول : وقال علیه السلام (2)- وقد خطب الناس بعد البيعة له بالأمر : «نحن : حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الشيخ المفيد مسنداً .(3)

ومرّ الحديث عن أمالي الطوسي، والاحتجاج للطبرسي، وبشارة المصطفى للطبرى .(4)

الثاني : ثمّ قال (5): وأجل الفرائض وأعظمها خطراً الإمامة . . .

ص: 145


1- الموجود النصف الثاني من الكتاب ، ولم يعثر على النصف الأوّل .
2- الإمام الحسن بن علي علیه السلام
3- العدد القويّة : 34، 26 ، وفيه : «والثاني كتاب الله» ، وفيه : قال الله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا . . . » الآية ، وراجع ما أوردناه عن أمالي المفيد ، الحديث الثالث
4- راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي، الحديث الأول ، والاحتجاج ، الحديث السابع ، وبشارة المصطفى ، الحديث الرابع .
5- هذا من كلام الصدوق في كمال الدين : 686 ، وقد ضمنه المؤلّف بعض کلامه ، وحذف منه بعض الجمل، ومن أراد المقارنة فليراجع ، ومما ضمنه حديث الثقلين الآتي ، فإنّ الشيخ الصدوق أشار إليه إشارة في كمال الدين

والإمامة من فرائض الله عز وجل لازمة لنا ، ثابتة علينا ، لا ينقطع ولا يتغيّر إلى يوم القيامة (1)، وجعل لنا هداة من أهل بيته وعترته ، يهدوننا إلى الحق ، ويجلون عنا العمى، وينفون الاختلاف والفرقة ، معصومين قد أمنا منهم الخطأ والزلل، وقرن بهم الكتاب (2)فقال علیه السلام : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، فأمر بالتمسك بهما ، وأعلمنا على لسان نبيه صلی الله علیه و آله وسلم أنا لا نضل ما إن تمسكنا بهما (3)(4)

الثالث : روي عن زيد بن أرقم ، قال : لما أقبل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من حجة الوداع . . . قال صلی الله علیه و آله وسلم :

«معاشر الناس ، تدبّروا القرآن . . .

معاشر الناس ، إن عليّاً والطيبين من ولدي . . . »، إلى آخر ما أوردناه عن التحصين لابن طاووس، عن نور الهدى للجاوابي مسنداً إلى زيد بن أرقم (5)، وعن نهج الإيمان لابن جبر (6)، والظاهر أنه نقله عن نهج الإيمان، أو عن نور الهدى للجاوابي رأساً ؛ لوجود فقرات في آخر الرواية تبلغ بضع صفحات لا توجد في التحصين ، وقد نبهنا على ذلك سابقاً في نهج الإيمان .

ص: 146


1- كمال الدين وتمام النعمة : 687 اختلاف
2- كمال الدين وتمام النعمة : 691
3- الكلام من بعد حديث الثقلين منقول عن كمال الدين وتمام النعمة : 691
4- العدد القوية : 68
5- العدد القوية : 169، ج8، اليوم الثامن عشر ، وراجع ما أوردناه عن نور الهدى للجاوابي ، الحديث الأول
6- راجع ما أوردناه عن نهج الإيمان لابن جبر ، الحديث الأوّل .

رضي الدين علي بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلي :

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ رضي الدين علي بن الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلّى ، عالم فاضل ، أخو العلامة ، يروي عنه ابن أخيه فخر الدين محمد بن الحسين بن يوسف، وأبن أخته السيد عميد الدين عبد المطلب ، ويروي عن أبيه وعن المحقق نجم الدين الحلّي .(1)أمل الآمل 2 : 211 [636] ، وانظر: روضات الجنّات 4 : 344[408] ، خاتمة المستدرك 401:2 . (2)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ الجليل الفقيه رضي الدين أبو القاسم ، ويقال : أبو الحسن علي بن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلّى .

العالم العلم الفاضل الجليل ، أخو العلّامة الحلّي المعروف ، إلى أن قال : وقد رأيته بخط بعض الأفاضل نقلاً عن خط الشيخ سديد الدين يوسف المذكور والد الشيخ رضي الدين علي هذا ما هذه ألفاظه الله المنّة ، ولد الولد المبارك على أهله وذويه أبو القاسم علي بن يوسف بن المطهر نشأه الله نشواً صالحاً بالحلة السيفية ، وذلك بأسعد وقت وأيمن ساعة فى ليلة الأحد حادي عشر شهر شوّال من سنة خمس وثلاثين وستمائة ، تاريخ الهجرة الشريفة .(3)

وذكر العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة إجازة منه إلى تلميذه علي بن الحسين بن القاسم النرسي الاسترابادي على موضعين من

ص: 147


1-
2-
3- رياض العلماء 4 : 294

كتاب الشرائع، تاريخ إحداهما في العشرين من شهر رمضان سنة 699 ، والأُخرى في الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 703 .(1)

وفي النسخة التي كانت عند المجلسي (ت 1111 ه) جاء هكذا : قول الفقير الحقير الخادم لأخبار أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما : إنّي استنسخت هذا الكتاب المستطاب من نسخة قديمة كان مكتوباً على ظهرها ما هذا لفظه : الجزء الثاني من كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تصنيف الشيخ العالم الفقيه الفاضل شيخ الطائفة رضي الدين أبي الحسن علي بن الشيخ السعيد الإمام الفقيه العلّامة مفتي الفرق سديد الدين أبي المظفّر يوسف بن المطهر الحلّي أدام الله فضله وأسبغ ظله وأدام بركته ، انتهى .(2)

ولابد أن ننبه هنا على أنّه يظهر أنّ كلمة (عشر) قد سقطت بعد كلمة (الخامس) من كلام الأفندي المنقول آنفاً ، أو أن (من الشهر) تصحيف ل_(عشر) ، فلاحظ .

وقد طبع هذا الكتاب على هذه النسخة الموجودة في المكتبة المرعشيّة في قم ، برقم (260) .(3)

كتاب العدد القوية لرفع المخاوف اليوميّة :

قال العلّامة المجلسي عند تعداده لمصادر كتابه البحار وكتاب العدد القوية لرفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي الدين علي بن

ص: 148


1- الذريعة 1 : 223[1170] ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 139 و 154
2- العدد القوية : 10 ، في طريق التحقيق
3- العدد القوية : 10 ، في طريق التحقيق

يوسف بن المطهر الحلّي (1)، وقال في فصل توثيق الكتب : وكتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيام الشهور وسعدها ونحسها، وقد اتفق لنا منه نصفه ، ومؤلّفه بالفضل معروف وفي الإجازات مذكور (2)، وهو أخو العلّامة الحلي قدس الله لطيفهما .(3)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) - بعد أن ذكر كلام الشيخ المجلسي هذا . وأقول : الذي اتفق له قد اتفق لنا أيضاً، وهو النصف الأخير منه من بحث ما يتعلّق باليوم الخامس من الشهر إلى آخره، وهو كتاب لطيف ظريف طريف ، قد أورد في ذكر كل يوم بتقريب ذكر الدعاء فيه وقائع كل يوم خاص من الشهور ومواليد النبي صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة علیهم السلام وغيرهم، وينقل بهذا التقريب الأخبار والآثار أيضاً، وبعضها من الكتب الغريبة، ويطوّل الكلام في أحوالهم علیهم السلام وفضائلهم وأدلة إمامتهم أيضاً، وأمّ تلك النسخ المتداولة منه الآن إنّما هي نسخة عتيقة من جملة كتب نجف قلي بيك الناظر السابق ، وقد كتبت تلك النسخة في زمن مصنّفه قدّس الله روحه .(4)

وكما عرفت فإنّ الواصل إلينا من الكتاب هو الجزء الثاني منه من اليوم الخامس عشر إلى آخر الشهر ، وقد أشار إلى ذلك العلامة المجلسي في أكثر من موضع في البحار (5)، وقد وصلت هذه النسخة الناقصة إلى العلّامة المجلسي ، وكتب على الصفحة الأولى منها : بسم الرحيم ، يقول الفقير الحقير الخادم لأخبار أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين محمد باقر بن محمّد تقي عفا الله عن جرائمهما : إنّي استنسخت

ص: 149


1- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب .
2- البحار 108 : 155 ، و 110 : 56 .
3- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر
4- رياض العلماء 4 : 294
5- البحار 97 : 224 ، و 98 : 191

هذا الكتاب المستطاب من نسخة قديمة كان مكتوباً على ظهرها ما هذا لفظه : الجزء الثاني من كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، تصنيف الشيخ العالم الفقيه الفاضل شيخ الطائفة .(1)

ص: 150


1- البحار 97 : 224

مؤلّفات العلامة الحسن بن يوسف الحلى (ت 726 ه)

(95) كتاب : كشف اليقين فى فضائل أمير المؤمنين علیه السلام

الحديث :

الأول : و قال علیه السلام (1): ذمّتي بما أقول رهينة ، وأنا زعيم ، وإن الخير كلّه فيمن عرف قدره . . .

أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى محمد خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد صلی الله علیه و آله وسلم، فأين يتاه بكم .... أما بلغكم ما قال فيهم نبيكم صلی الله علیه و آله وسلم حيث يقول في حجة الوداع : ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن إرشاد المفيد (2)، والاحتجاج (3)، فراجع .

وقد مضى أيضاً نبذة منه في تاريخ اليعقوبي ، فراجع .(4)

الثاني : وقال أمير المؤمنين علیه السلام : «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد»،

ص: 151


1- أي : أمير المؤمنين علي .
2- كشف اليقين : 227 ح 256 ، نبذة يسيرة من كلامه ، وفيه : «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي ...» ، وراجع ما أوردناه عن إرشاد المفيد الحديث الثالث
3- انظر ما أوردناه عن الاحتجاج ، الحديث الخامس
4- انظر ما أوردناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث

وقال الجاحظ ، وهو عدو أمير المؤمنين علیه السلام : صدق علي علیه السلام ، كيف يقاس يقوم منهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، والأطيبان علي وفاطمة، والسبطان الحسن والحسين .... وأبان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل بيته بقوله : إنّي تارك فيكم الخليفتين ... ، إلى آخر ما أوردناه عن كشف الغمّة للأربلي ، فراجع .(1)

ورواه أيضاً في نهج الحق (2)وسيأتي .

الثالث : ولما قضى النبي صلی الله علیه و آله وسلم الحج رحل إلى المدينة بمن معه من المسلمين حتى وصل إلى غدير خم، وليس موضعاً يصلح للنزول ؛ لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل هو والمسلمون، حيث نزل عليه «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ والله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» ، لعلم الله تعالى إنه (3)تجاوز الغدير انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم .

فنزل النبي صلی الله علیه و آله وسلم وكان يوماً شديد الحرّ، فأمر بدوحات فقم ما تحتها ، يجمع الرحال في ذلك المكان ، ووضعها على شبه المنبر ، ثمّ نادى بالصلاة الجامعة فاجتمعوا ، وكان أكثرهم يشدّ الرداء على قدميه من شدّة الحرّ ، ثم صعد علیه السلام ودعا أمير المؤمنين علیه السلام وحمد الله ووعظ وأبلغ ، ونعى نفسه إلى الأمة ، وقال : «إنّي قد دعيت، ويوشك أن أجيب ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ص: 152


1- كشف اليقين : 232 ، ح 261 ، الباب الثاني ، في الفضائل الحاصلة له من الخارج ، وراجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث الثاني .
2- نهج الحق وكشف الصدق : 253 ، القسم الثالث في الفضائل الخارجية ، وانظر ما سنذكره في نهج الحق ، الحديث الخامس
3- الظاهر وجود سقط هنا أو تصحيف

ثمّ نادى بأعلى صوته : «ألست أولى منكم بأنفسكم؟» قالوا: بلى، فقال لهم وقد أخذ بضبعي علي علیه السلام فرفعهما حتى رئي بياض إبطيهما : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، واخذل من خذله . . .» .(1)

ومرّ مثله عن إرشاد المفيد (2)وإعلام الورى للطبرسي (3)، وكشف الغمّة للأربلي .(4)

الرابع : ومن كتاب المناقب (5)عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني قد تركت فيكم الثقلين :

: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .(6)الخامس : من الأخبار المشهورة المنقولة عند الخاصة والعامة ، البالغة حد التواتر خبر المناشدة ، وقد رواه الخوارزمي (7)، وغيره عن عامر بن

ص: 153


1- كشف اليقين : 274 ، البحث الثامن : في نص النبي صلی الله علیه و آله وسلم بأنه مولى من هو مولاه .
2- راجع ما أوردناه عن إرشاد المفيد ، الحديث الأول .
3- راجع ما أوردناه عن إعلام الورى ، الحديث الأول .
4- راجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث السابع .
5- الظاهر أنه كتاب المناقب لابن المغازلي ؛ لأنّ حديث الثقلين لا يوجد في مناقب الخوارزمى عن أبي سعيد الخدري ، بل عن زيد بن أرقم
6- كشف اليقين : 350 ، ح 408 ، أولاده علیهم السلام
7- مناقب الخوارزمي : 222 ، الفصل التاسع عشر ، مع بعض الاختلاف هذا النص هنا عن كشف البقين يوافق ما في مناقب الخوارزمي (طبعة إيران / طهران، مكتبة نينوى الحديثة) ، والذي قدم له العلّامة محمد رضا الموسوي الخرسان، أما المناقب الذي نشرته (مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين / قم المقدّسة) وحققه الشيخ مالك المحمودي (313 ح314) فإنّ متنه يختلف كثيرا عن هذا المتن، ولا توجد فيه المناشدة بحديث الثقلين ، فلاحظ

وائلة ، قال : كنت مع علي علیه السلام في البيت يوم الشورى ، فسمعت علياً علیه السلام يقول لهم : «الأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغيّر ذلك» ، ثم قال . . .

قال : فأنشدكم بالله ، أتعلمون أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن تضلوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟» قالوا : اللهم نعم . . . (1)

وسنده في مناقب الخوارزمي هكذا وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان : أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن حمد بن الحسن الحدّاد، فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني : الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرني : الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني ، قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني : وأخبرني بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إلي من إصبهان سنة 488 ، عن أبي بكر أحمد بن موسیٰ بن مردويه ، حدثني سليمان بن محمد بن أحمد ، حدثني يعلى بن سعد الرازي ، حدثني محمّد بن حميد ، حدثني زاهر بن سليمان بن حرث بن محمد، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة . . . (الحديث).

وقد مرّ خبر المناشدة عن أمالي الطوسي بسنده إلى أبي ذر مع اختلاف وإضافة ، فراجع .(2)

ص: 154


1- كشف اليقين : 413 ، ح 525 ، البحث الثالث والعشرون : في خير المناشدة
2- أمالي الطوسي : 544 ، ح 1167 ، المجلس العشرون ، ورواه ثانية بعده أيضاً عن عامر بن وائلة الكناني ، ولكن لم يرد فيه حديث الثقلين ، وراجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي، الحديث الخامس

ورواه أيضاً في نهج الحق (1)وسيأتي .

جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن محمد ابن المطهر الحلّي (العلّامة الحلي) :

العلامة على الإطلاق، حيثما أطلق العلّامة لا ينصرف إلا إليه ، أشهر من نار على علم ، نسب نفسه في الخلاصة : الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر - بالميم المضمومة والطاء غير المعجمة ، والهاء المشدّدة ، والراء - أبو منصور الحلّي مولداً ومسكناً ، مصنف هذا الكتاب ، له كتب ، وعد كتبه ، ثمّ قال :

والمولد تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة ، ونسأل الله فاتحة الخير بمنه وكرمه .(2)

وقال ابن داود (ت 707 ه) في حقه : الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي، شيخ الطائفة ، وعلامة ،وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رياسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول ، مولده سنة ثمان وأربعين وستمائة ، وكان والده - قدّس الله روحه - فقيهاً محققاً مدرّساً عظيم الشأن .(3)

وقال السيد مصطفى التفرشي (القرن الحادي عشر) - بعد أن ذكر كلام ابن داود هذا - : ويخطر ببالي أن لا أصفه ؛ إذ لا يسع كتابي هذا ذكر

ص: 155


1- نهج الحق وكشف الصدق : 391، حديث المناشدة ، انظر ما سنذكره عن نهج الحق ، الحديث السادس
2- خلاصة الأقوال : 109 [274] .
3- رجال ابن داود : 78 [466] .

علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده ، وإن كلّ ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه ، له أزيد من سبعين كتاب في الأصول والفروع والطبيعي والإلهي وغيرها، إلى أن قال :

مات ليلة السبت حادي عشر المحرم سنة ست وعشرين وسبعمائة ودفن بمشهد المقدّس الغروي على ساكنه من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها .(1)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : وقد رأيت نقلاً عن خط الشهيد في بعض المواضع أن العلامة التوفّي في يوم السبت الحادي والعشرين من المحرم سنة ست وعشرون وسبعمائة .(2)

وقصة تشيّع السلطان محمد خدابنده على يده مشهورة .

كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين :

ألّفه بأمر السلطان محمد خدابنده كما ذكر ذلك فى أوّله ، ثمّ قال : ووضعت هذا الكتاب الموسوم ب_(كشف اليقين) في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام على سبيل الإيجاز والاختصار .(3)

وجاء في نهاية نسخة بخط محمد الجبعي وقوبلت مع النسخة المكتوبة بخط العلامة ، هكذا : فرغت من تسويده في المحرم سنة عشر

ص: 156


1- نقد الرجال 2 : 69[1395] ، وانظر: الوجيزة : 193 ، مجمع البحرين 3 : 238 ، مادة (ع ل م) ، الكنى والألقاب 2 : 477 ، بلغة المحدّثين : 349 ، جامع الرواة 1 : 230 ، تنقيح المقال 1: 314 ، روضات الجنات 2 : 269 ، رياض العلماء 1: 358 ، لؤلؤة البحرين : 210 ، منتهى المقال 2 : 475[831] ، أمل الآمل 2 : 81 ، أعيان الشيعة 5 : 396 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن) (الثامن) : 52 ، بهجة الآمال 3 : 217 .
2- رياض العلماء 1 : 366 .
3- كشف اليقين : 2 ، مقدّمة المؤلّف

وسبعمائة ، بالبلدة السلطانية - عمّرها الله تعالى ، وكتب حسن بن يوسف ابن المطهر، مصنف الكتاب حامداً لله ومصلّياً على سيدنا محمد وآله .

هذا صورة خط المؤلّف وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى الغني به عمن سواه ، المفتقر إلى عفوه ورضاه ، محمد بن علي بن حسن الجباعي - آمنه الله يوم الفز يوم الفزع الأكبر وجعل أئمته ذخيرته في المحشر - من نسخة بخطّ مصنفها ( رحمه الله ) وذلك يوم الثلاثاء من شعبان من سنة أثنين وخمسين وثمان مائة ، والحمد لله ربّ العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد النبی صلی الله علیه و آله وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين .(1)

ونسبه إلى نفسه في كتاب (نهج الحق وكشف الصدق) .(2)

ومن ثمّ عده الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في ضمن الكتب التي لم يذكرها المصنف في الخلاصة عند عده لكتبه ، وقال : وكأنّه ألف هذه الكتب بعد الخلاصة .(3)

وجعله المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار، وقال: وكتاب كشف اليقين في الإمامة ، وقد نعبر عنه بكتاب اليقين .(4)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام للعلامة الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي، المتوفى 726 صرّح باسمه في كتابه «نهج الحق» . . .

يوجد منها :نسخاً منها في (دانشگاه 1627) بخط محمود بن عباد الله الساوجي، ويحتمل تاريخ كتابة المجموعة 3 شعبان 978 ، وموجود

ص: 157


1- کشف اليقين : 493
2- نهج الحق وكشف الصدق : 232 .
3- أمل الآمل 2 : 81[224] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 220 ، رياض العلماء 1 : 375 ، روضات الجنات 2 : 274 .
4- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب

أيضاً في خزانة كتب المولى محمد علي الخوانساري بالنجف ، وفي الخزانة (الرضوية) بمشهد خراسان ، وعند الشيخ علي أكبر الخوانساري نسخة كتابتها 1087 ، وطبع بإيران مع «الألفين» في 1298، كتبه في سلطانية للسلطان الجایتو شاه خدابنده محمد في شهر المحرم .(1)

وطبع الكتاب محققاً على أربع نسخ وأخرى مطبوعة على الحجر ، أقدمها ما مرّت الإشارة إليها في الذريعة .(2)

ص: 158


1- الذريعة 18 : 19 [721] .
2- كشف اليقين : ض ، مقدّمة المحقق .
(96) كتاب : نهج الحق وكشف الصدق

الحديث :

الأوّل : قال : روى أحمد في مسنده . . .

وفيه : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّي قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ورواه أحمد من عدة طرق .(1)

الثاني : قال : و قال : وفي صحيح مسلم في موضعين، عن زيد بن أرقم ، قال : خطبنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نماء يدعى (خما) بين مكة والمدينة ، ثم قال بعد الوعظ: «أيها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي، فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي ،

قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله أُذكركم الله في أهل هل بيتج أُذكركم الله في أهل بيتي» .(2)

ص: 159


1- نهج الحق وكشف الصدق : 226 ، الخامس والعشرون : حديث الثقلين ، و 396 ، المسألة السابعة ، الفصل الثاني : حديث المناشدة .
2- نهج الحق وكشف الصدق : 226 و 396 .

الثالث : قال : وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» ، بأسانيد متعدّدة، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «يا أيها الناس ، قد تركت فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

الرابع : قال : وفي الجمع بين الصحيحين: «إنّما يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به ، وأهل بيتي ، أذكركم في أهل بيتي» .(2)

تنبيه : قد مضت هذه الأحاديث وغيرها عن مصادرها المذكورة في العمدة لابن البطريق ، والطرائف لابن طاووس، فراجع .

الخامس : قال الجاحظ، وهو من أعظم الناس عداوة لأمیر المؤمنین علیه السلام : صدق علي في قوله : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد» . . . ، وأبان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل بيته بقوله : إني تارك فيكم الخليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى أهل الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(3)

وقد مضى كلام الجاحظ عن كشف الغمّة للأربلي، وكشف اليقين

ص: 160


1- نهج الحقِّ وكشف الصدق : 227
2- نهج الحقِّ وكشف الصدق : 228
3- نهج الحق وكشف الصدق : 253 ، القسم الثالث : في الفضائل الخارجية

للعلّامة مع بعض الاختلاف ، فراجع .(1)

السادس : روى الخوارزمي ، وجماعة الجمهور، واشتهر بينهم حديث (المناشدة) عن عامر بن واثلة ، قال : كنا مع علي علیه السلام يوم الشورى ، وسمعته يقول: «لأحتجن بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم بغير(2) ذلك»، ثمّ قال قال : . . . ، إلى آخر إلى آخر ما أوردناه عن كشف اليقين للعلامة .(3)

وقد مضى سند الخوارزمي في ما نقلناه عن كشف اليقين

السابع : قال - بعد أن ذكر رواية أحمد الحديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري (4): ونحوه رواه مسلم في صحيحه (5)، وصاحب كتاب الستين (6)وصحيح الترمذي ، ثمّ قال : وهذه نصوص صريحة في وجوب التمسك بأقوالهم والمصير إلى فتاويهم .(7)

كتاب نهج الحق وكشف الصدق :

قال المصنّف في أوّل كتابه : وقد وضعنا هذا الكتاب الموسوم ب_ : «نهج الحق وكشف الصدق» طالبين فيه الاختصار ، وترك الإكثار ، ثمّ قال : وإنّما وضعنا هذا الكتاب خشية الله ورجاء الثوابه . . . ، وامتثلت فيه مرسوم

ص: 161


1- راجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث الثاني ، وكشف اليقين ، الحديث الثاني
2- الظاهر أنها تصحيف من (يغيّر) كما في كشف اليقين ، فراجع
3- نهج الحق وكشف الصدق : 391، حديث المناشدة ، المناشدة ، وراجع وراجع ما أوردناه اليقين ، الحديث الخامس ، وأيضاً أمالي الطوسي ، الحديث الخامس .
4- انظر : الحديث الأول السابق الذي نقلناه من نفس هذا الكتاب
5- انظر : الحديث الثاني أيضا من نفس هذا الكتاب
6- الظاهر أنه تصحيف من السنن ، وهو لأبي داود السجستاني
7- نهج الحق وكشف الصدق : 396، المسألة السابعة ، الفصل الثاني : حديث المناشدة

سلطان وجه الأرض . . . ، أولجایتو خدابنده محمد . . .(1)

ونسبه إلى نفسه في الخلاصة (2)، ومن ثمّ نسبه إليه كلّ من ترجم له (3)، وجعله العلامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار ، وسمّاه (كشف الحق ونهج الصدق) (4)، وقال : وكتب الفاضلين الجليلين : العلّامة وابن فهد قدس الله روحهما في الاشتهار والاعتبار كمؤلّفيها (5)، وأدخله الحرّ (ت 1104 ه) في ضمن مصادر إثبات الهداة .(6)

وعده السيد الموسوي الخوانساري (ت 1313 ه) ضمن الكتب الموجودة في زمانه .(7)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : نهج الحق وكشف الصدق ، أو «كشف الحق ونهج الصدق» للعلامة الحلي الحسن بن يوسف م 726 ، إلى أن قال :

توجد نسخة منه في (الرضوية) ونسخة أُخرى كتابتها 808 عند السيد محمد مفتي الشيعة ابن محمد تقي في النجف، وطبع هذه السنة (أي 1344) في جزئين ، هذا وقد قام فضل بن روزبهان بنقض هذا الكتاب بعد خروجه من وطنه إصفهان ونزوله كاشان، وفرغ من النقض في 3/ ج 2 ، إلى أن قال : ثمّ قام القاضي نور الله الشوشتري الشهيد 1019 باكره من بلاد الهند في عهد جهانگیر بنقض کتاب روزیهان بكتابه (إحقاق الحق) (ذ 1 .

ص: 162


1- نهج الحق وكشف الصدق : 37 ، مقدّمة المؤلّف .
2- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 81 .
3- انظر ما قدمنا ذكره من مصادر في الهامش عند الكلام عن كتاب كشف اليقين
4- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب
5- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر
6- إثبات الهداة 1 : 28
7- روضات الجنّات 2 : 273 [198]

290) فلمّا اطّلع عليه العامة استعملوا السياط بدل القلم في جوابه ، وقتلوه وهذا ديدنهم منذ القرون، ثمّ قام المعاصر محمد حسن مظفر النجفي في هذه السنة (وهي 1350) بتأليف كتاب (دلائل الصدق في نهج الحق) في نقض كتاب روزبهان، و تتميم ما كتبه القاضي التستري .(1)

وقد عد له المحقق الطباطبائي (16) مخطوطة في المكتبات .(2)

ص: 163


1- الذريعة 24 : 416 [2183] ، و 14 : 161 ، و 18 : 32 [541] .
2- مكتبة العلّامة الحلّي : 211[115] .

ص: 164

(97) كتاب : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة

الحديث :

الأول : قال في استدلاله على وجوب اتباع مذهب الإمامية في الفصل الثاني :

وإنما كان مذهب الإمامية واجب الاتباع لوجوه . . .

السادس : إنّ الإمامية لمّا رأوا فضائل أمير المؤمنين علیه السلام

وعن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي علیه السلام في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليا علیه السلام يقول لهم : «لاحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميّكم تغيير ذلك . . . »

قال : «فأنشدكم بالله أتعلون أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟» قالوا : اللهم نعم . . . (1)

وقد مرّ هذا الحديث عن العلّامة أيضاً في كشف اليقين ونهج الحق ، فراجع .(2)

الثاني : قال في ضمن الأدلة الدالة على إمامة أمير المؤمنين علي ابن

ص: 165


1- منهاج الكرامة : 92 - 94 .
2- انظر ما أوردناه عن كشف اليقين ، الحديث الخامس ، ونهج الحق ، الحديث السادس

أبي طالب علیه السلام بعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من السنة :

العاشر : ما رواه الجمهور من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض: .(1)

كتاب منهاج الكرامة في معرفة الإمامة :

قال المصنف في مقدمة كتابه : أما بعد ، فهذه رسالة شريفة ، ومقالة لطيفة اشتملت على أهم المطالب علیه السلام في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين ، وهي مسألة الإمامة . . . ، خدمت بها خزانة السلطان الأعظم ، مالك رقاب الأمم ، ملك ملوك طوائف العرب والعجم . . . ، أولجاتيو خدابنده محمد خلد الله سلطانه . . . ، قد لخصت فيها خلاصة الدلائل، وأشرت إلى روؤس المسائل، من غير تطويل ممل ، ولا إيجاز مخلّ ، وسمّيتها «منهاج الكرامة في معرفة الإمامة» والله الموفق للصواب ، وإليه المرجع والمآب .(2)

وجاء في آخره: فرغت من تسويده في جمادي الأوّل من سنة تسع وسبعمائة بناحية خراسان ، وكتب حسن بن يوسف المطهر مصنف الكتاب ، والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .(3)

ونسبه إلى نفسه في الخلاصة .(4)

ص: 166


1- منهاج الكرامة : 155 ، المنهج الثالث ، الفصل الثالث
2- منهاج الكرامة : 27 ، مقدمة المؤلّف .
3- منهاج الكرامة : 188
4- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر: أمل الآمل 2 : 84 ، لؤلؤة البحرين : 218

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (1)وكذا الحر العاملي (ت 1104 ه) في مصادر إثبات الهداة (2)

وعده السيد الخوانساري (ت 1313 ه) أحد الكتب الموجودة في زمانه (3)، وقال أيضاً : وكتب باسم السلطان الموصوف ، كتابه المسمى ب_(منهاج الكرامة) في الإمامة ، وكتاب «اليقين» المتقدم .(4)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (منهاج الكرامة في إثبات الإمامة) للعلامة الحلّي، رتبه على فصول ستة . طبع بإيران 1296 مستقلاً، وفي هامش «الألفين» 1298 ، وصرّح باسمه المذكور في ديباجته ل_«منهاج السلامة» كما في كشف الظنون (5)، والفصل الثاني منه في إثبات حقيقة مذهب الإمامية ولزوم اتباعه، والفصل الثالث في إقامة البراهين على إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وأجمل باقي الفصول.

وتعرّض للردّ عليه ، غير ما ذكر في (ص 162) أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي المتوفّى ،728 ، في كتاب سمّاه (منهاج السنة) (6)لكن هذا المعاصر المعارض قد أفرط في الافتراء والتوهين حتى أن أهل نحلته المتعصبين لم يرضوا بما أتى به من الكذب والمين، فترى ابن حجر العسقلاني يذكره ويقول : إنّه لم ينصف في إيراداته . . . ، وأما كتابه (منهاج السنة) فقد ردّ عليه ونقضه ب_«إكمال المنّة» السيد سراج الدين الحسن بن

ص: 167


1- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب .
2- إثبات الهداة 1 : 28
3- روضات الجنّات 2 : 273 [198] .
4- روضات الجنات 2 : 281
5- كشف الظنون 2 : 1872
6- انظر منهاج السنّة 1 : 4 ، 21

عيسى اليماني الهندي ، وردّه أيضاً السيد مهدي الكاظمي بما سمّاه «منهاج الشريعة» .(1)

وطبع الكتاب بتحقيق الأستاذ عبد الرحيم مبارك على ثلاث نسخ (2)وذكر له السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416 ه) (23) نسخة في المكتبات .(3)

ص: 168


1- الذريعة 23 : 172 [8534]
2- منهاج الكرامة : 23 ، مقدمة المحقق .
3- مكتبة العلّامة الحلي : 200 [105] .
(98) کتاب : مختلف الشيعة

الحديث :

قال في تقريره لما اعترض به على حديث أبي بصير ، عن الباقر علیه السلام والمتضمن الوصية الزهراء علیها السلام : ويمكن أن يعترض على الحديث بأنها علیها السلام علمت عدم انقراض أولادها من النصّ على الأئمة علیهم السلام ، وأن الدنيا تنقرض مع انقراضهم ، ومن قوله علیه السلام : «حبلان متصلان لن يفترقا حتى يردا على الحوض : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .(1)

كتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة :

قال المصنف في أوّل كتابه أما بعد فإنّي لما وقعت على كتب أصحابنا المتقدمين (رضوان الله عليهم) ومقالات علمائنا السابقين في علم الفقه، وجدت خلافاً في مسائل كثيرة متعدّدة، ومطالب علیه السلام عظيمة بينهم متبدّدة، فأحببت إيراد تلك المسائل في دستور يحتوي على ما وصل إلينا من اختلافهم من الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية . . . ، ووسمنا كتابنا هذا ب_«مختلف الشيعة في أحكام الشريعة» .

ص: 169


1- مختلف الشيعة 6 : 266 ، وعنه في الحدائق الناضرة 32 : 137

وهذا الكتاب لم يسبقنا إليه أحد يسبقنا إليه أحد ممن تقدّمنا من العلماء ، ولا نهج طريق الأدلّة فيه من تقدّم من الفضلاء . . . (1)

ونسبه إلى نفسه في الخلاصة ، وقال : كتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، ذكرنا فيه خلاف علمائنا خاصة، وحجّة كلّ شخص ، والترجيح لما نصير إليه (2)، وفي إجازته للسيد المهنا ، وقال : كتاب مختلف الشيعة ، سبع مجلدات .(3)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (4) وعده الخوانساري (ت 1313 ه) من ضمن الكتب الموجودة في زمانه .(5)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة للشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر العلّامة الحلّى ، ثمّ قال :

ورأيت منه نسخاً كثيرة يظهر من أواخر بعض أجزائها أنه كان تأليفه فيما يقرب من عشر سنين ، فإنّه يوجد الجزء الأوّل من الطهارة إلى آخر صلاة المسافر بخط الشيخ وشاح بن محمد بن عتبة ، فرغ من كتابته 16 ج 2 - 725 ، وذكر أنه عرضه مع نسخة الأصل بخط المصنف ، وأنه دام ظله فرغ منه 4 ج 2 - 699 ، وهذه النسخة رأيتها عند العلّامة الشيخ محمّد الجواد الجزائري في مكتبته في النجف الأشرف التي أسسها في المدرسة

ص: 170


1- مختلف الشيعة 1 : 173 ، مقدمة المؤلّف
2- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر: أمل الآمل 2 : 284 ، لؤلؤة البحرين : 213 ، رياض العلماء 1 : 372 ، البحار 107 : 147
3- البحار 107 : 147
4- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب .
5- روضات الجنات 2 : 273

مؤلفات العلامة الحسن بن يوسف الحلي

الصغيرة للحاج الميرزا حسين الخليلي طاب ثراه، ويتلو هذا الجزء جزءه الثاني من أوّل كتاب الزكاة والصوم والاعتكاف والحج إلى أواخر كفارات الحج أيضاً بخط الشيخ وشاح المذكور ، لكن هذا المجلد ناقص الآخر، ليس فيه تاريخ الفراغ من الكتابة والتصنيف، ورأيت أيضاً بخط الشيخ وشاح المذكور المجلد الخامس من المختلف في الكاظمية في خزانة كتب العلّامة السيد مهدي آل حيدر الكاظمي، فرغ من كتابتها في يوم الاثنين خامس ذي القعدة الحرام سنة ،717 ، وفرغ المصنّف منه فى 16 ج 707/2 ، ويوجد في المكتبة الرضوية بخراسان مجلدين من «المختلف» أيضاً بخط الشيخ وشاح بن محمد المذكور ، أحدهما من أوّل كتاب الحج إلى آخر كتاب الديون، فرغ من كتابته 724 ، وفراغ المصنّف 708 ، وثانيهما من أوّل كتاب الوديعة إلى آخر كتاب النكاح ، فرغ الشيخ وشاح من كتابتها 727 ، يعني بعد وفاة المصنّف بسنة ، وفرغ المصنّف منه 706 ، إلى أن قال : فظهر من تواريخ ما ذكرناه من مجلداته أن الشيخ وشاح بن محمد ابن عتبة كتب مجلدات من «المختلف» بعضها في حياة المصنف ،724 ، 725 ، وبعضها بعد وفاته ،727 ، وأن المصنف فرغ من بعضها 699 ، ومن بعضها ،700 ، ومن بعضها 708 .

ثم ذكر نسخاً أخرى ، تواريخ كتابتها لا تعدو ما ذكره سابقا .(1)

وعد العلّامة الطباطبائي (ت 1416 ه) (68) نسخة للمختلف في المكتبات ، بعضها ما مرّ ذكره عن الذريعة، ولكنّه ذكر أن تاريخ الانتهاء من الجزء الأول 4 جمادي الآخرة سنة 697ه .(2)

ص: 171


1- الذريعة 20 : 218 [2666]
2- مكتبة العلّامة الحلّى : 174 [85] .

وطبع الكتاب محققاً على ست نسخ وأُخرى مطبوعة .(1)

وجاء في آخر النسخة المطبوعة : فرغت من تسويد نسخ هذا من مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، وبه تم الكتاب من تسويده في خامس عشر ذي القعدة من سنة ثمان وسبعمائة ، والحمد لله وحده، وصلّى الله على سيد المرسلين محمد النبی صلی الله علیه و آله وسلم وآله الطيبين الطاهرين .(2)

ص: 172


1- مختلف الشيعة 1 : 163 ، مقدّمة التحقيق
2- مختلف الشيعة 9: 471
(99) كتاب : مبادىء الوصول إلى علم الأصول

الحديث :

قال : البحث الثالث : في ما وما لا ينعقد الإجماع به . . . ، أمّا إجماع العترة فإنه حجّة ، لقوله تعالى «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» .(1)

ولقوله علیه السلام : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .(2)

كتاب مبادىء الوصول إلى علم الأصول :

قال المصنف فى أوّل الكتاب : أمّا أوّل الكتاب : أما بعد ، هذا كتاب مبادىء الوصول إلى علم الأصول ، قد اشتمل من علم أصول الفقه على ما لابد منه، واحتوى على ما لا نستغني عنه .(3)

ونسبه المصنّف إلى نفسه في الخلاصة .(4)

ص: 173


1- الأحزاب : 33 .
2- مباديء الوصول : 195 .
3- مباديء الوصول : 56 ، مقدّمة المؤلّف
4- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر: أمل الآمل 2 : 83 لؤلؤة البحرين : 218

وذكره في فهرست تصانيفه في جواب أسئلة السيد مهنا بن سنان المدني .(1)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : مباديء الوصول إلى علم الأصول للعلامة الحلّي، إلى أن قال : وقد طبع بطهران، وفي نسخة (الرضوية) كتابتها ،702 ، وعليها إجازة الشيخ فخر الدين للشيخ شمس الدين محمد بن أبي طالب علیه السلام في ،750 ، ونسخة بخط الشيخ علي بن هلال بن أحمد من قرية شقرة فرغ من الكتابة آخر نهار 18 - ج 1 - 849 ، رأيته عند الشيخ قاسم محيي الدين بالنجف .(2)

وعد السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416 ه) (15) نسخة للكتاب في المكتبات ، بعضها عليها إجازات أو بلاغات بخط المصنف يرجع تاریخ بعض منها إلى 700 و 702 و 705 و 715 ه .(3)

ص: 174


1- البحار 107 : 148 ، وانظر : رياض العلماء 1 : 368 .
2- الذريعة 19: 43 [229] .
3- مكتبة العلّامة الحلّي : 169 [82] .

(100) كتاب : نهج الإيمان

اشارة

لزين الدين على بن يوسف بن جبر (القرن الثامن)

الحديث :

الأول : قال بخصوص قوله تعالى «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...» ، الآية (1): نزلت هذه الآية في علي علیه السلام ، يعني بلّغ ما (1) أُنزل إليك في علي بن أبي طالب علیه السلام ، فمن ذلك ما روته فرقة الشيعة ، رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (2)مسنداً عن زيد بن أرقم ، قال : لما أقبل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من حجة الوداع . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن کتاب نور الهدى للجاوابي، كما ذكر ذلك ابن طاووس في التحصين ، فراجع .(3)

ص: 175


1- المائدة : 67 .
2- أخطأ محقق كتاب نهج الإيمان بنسبة هذه الرواية إلى محمد بن جرير الطبري الإمامي الصغير صاحب كتاب دلائل (الإمامة) ؛ لأن صاحب الدلائل يروي عن أبي المفضّل الشيباني ، لا أنّ أبا المفضّل يروي عنه ، كما في هذه الرواية التي أوردناها أيضاً في نور الهدى للجاوابي - فلاحظ - راجع ما أوردناه عن كتاب المسترشد . وإنما روى هذه الرواية عن زيد بن أرقم ، محمد بن جرير الطبري العامي صاحب ، التاريخ كما أوردها ابن طاووس في التحصين عن كتاب نور الهدى للجاوابي ، واحتمل قوياً أنه الإمامي الكبير صاحب المسترشد ، راجع ما أوردناه هناك
3- نهج الإيمان : 91 ، الفصل الثاني ، وفيه : ولا تتبعوا متشابهه» ، وفيه : «ومعلمكم انّ من كنت مولاه فعلي ،مولاه علي بن أبي طالب علیه السلام أخي ووصيّي ، وفيه : والقرآن هو الثقل الأكبر» ، راجع ما أوردناه في نور الهدى للجاوابي ، الحديث الأول .

وفيه زيادة في آخره لم ينقلها ابن طاووس بمقدار ثلاث صفحات ، منها: «معاشر الناس ، القرآن فيكم وعلى والأئمة من بعده، وقد عرفتكم أنهم مني ومنه ، فلن تضلوا ما تمسكتم بهم ، والتي وردت في الروايات الأخرى عن الباقر علیه السلام - فراجع ، ولعلها كانت في أصل كتاب نور الهدى للجارابي، ولم ينقلها ابن طاووس في التحصين .

وقد مضى هذا الحديث عن روضة الواعظين والاحتجاج واليقين عن الباقر علیه السلام ، والإقبال مرسلاً ، فراجع .(1)

الثاني : في كلامه على أن علي بن أبي طالب علیه السلام هو الإمام باللفظ الجلي دون الالتزام الخفي بنقل الفريقين ، قال : ومن ذلك ما رواه الشيخ الفاضل الفقيه ابن بابويه في الأمالي ، وذكره عدّة مشايخ في كتبهم - والنقل من كتاب جعفر بن محمد المشهدي (2)- رحمهم الله جميعاً بسنده إلى ابن عباس ، قال : قال ابن عباس : صعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المنبر فخطب واجتمع الناس إليه ، فقال :

«يا معشر المؤمنين، إن الله عزّ وجلّ أوحى إلي أني مقبوض ، وأن ابن عمّي مقتول . . .» ، إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الصدوق، وبشارة المصطفى لعماد الدين الطبري، ونور الهدى للجاوابي ، فراجع .(3)

ص: 176


1- راجع روضة الواعظين، الحديث الأول ، الاحتجاج الحديث الأول ، اليقين . الحديث الأوّل ، الإقبال ، الحديث الثالث
2- ترجمه في أمل الآمل 2 : 53 [133] ، ولم يذكر له كتاب
3- نهج الإيمان : 154 ، الفصل الرابع لا وفيه : «ابن عمّي عليّاً هذا أخي ووزيري ، وفيه: «وإن اتبعتموه نجوتم» ، وفيه : «وإن أطعتموه فلله أطعتم ، وإن عصيتموه فلله ، وإن بايعتموه فلله عصیتم بايعتم» ، وفيه: «يا أيها الناس» ، وفيه : «فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن أعزهم فقد أعزني ، ومن أكرمهم فقد أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني» ، وفيه : أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم ، وراجع ما أوردناه في أمالي الصدوق ، الحديث الأول والحديث الثاني، ونور الهدى ، الحديث الثاني

الثالث : في كلامه على بطلان حديث ابن أبي أوفى بأنّ رسول الله أوصى بكتاب الله فقط ، قال : والقرآن وأخبار الفريقين ناطقة بجواز الوصيّة ، بدلّ على ذلك ما روته الفرقة المحقة الاثنا عشرية بأن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أوصى بكتاب الله وبالعترة الشريفة، وأنه قال في مواضع لا تحصى كثرة : «إني تارك فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(1)

الرابع : وممّا رواه أهل المذاهب الأربعة، فكثير منه في مسند أحمد ابن حنيل بإسناده إلى على بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : أسمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين؟» قال : نعم .(2)

وقد مضى هذا الحديث بألفاظه عن العمدة لابن البطريق (ت 600 ه)، والطرائف لابن طاووس (ت 664 ه) ، فراجع .(3)

الخامس : ومن مسنده ما رفعه إلى أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ،

ص: 177


1- نهج الإيمان : 202 ، الفصل السابع : في ذكر الوصية .
2- نهج الإيمان : 202 الفصل السابع: في ذكر الوصية .
3- راجع ما أوردناه العمدة، الحديث الأول ، والطرائف ، الحديث الثاني .

الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

قال ابن ،نمير وهو من رواة هذا الخبر : قال بعض أصحابنا عن الأعمش : قال : قال : «فانظروني كيف تخلفوني فيهما .(1)

وقد مضى هذا الحديث مع هذه الزيادة عن العمدة لابن البطريق .(2)

السادس : ومن مسنده ما رفعه إلى زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض» .(3)

وقد مضى هذا الحديث عن العمدة لابن البطريق .(4)

السابع : ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من طرق ، منها الجزء الرابع من أجزاء سنة في أواخر الكرّاس الثانية بإسناده إلى زيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه ، قال له حصين : كذا وكذا - وذكر حديثاً حذفته بة الله اختصاراً ، قال زيد بن حيان (5): قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم كذا وكذا - وذكر حديث - يوم الغدير - وقال في آخره : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» .

ص: 178


1- نهج الإيمان : 203 ، الفصل السابع .
2- راجع ما أوردناه عن العمدة ، الحديث الثاني
3- نهج الإيمان : 203 ، الفصل السابع .
4- راجع ما اوردناه عن العمدة، الحديث الثالث
5- الظاهر أنه تصحيف (زيد بن أرقم) .

ورواه أيضاً مسلم في صحيحه في الجزء الرابع المذكور في موضع آخر .(1)

وقد مضى هذا الحديث وبنفس الموضع المذكور عن الطرائف لابن طاووس ، فراجع .(2)

الثامن : وفي كتاب السنن وفي صحيح الترمذي بإسنادهما إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي» .(3)

وقد مضى هذا الحديث عن الطرائف مع بعض الاختلاف .(4)

التاسع : ومن ذلك ما ذكره ابن عبد ربه في كتاب العقد في خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع ، يقول فيها : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وأهل بيتي» .(5)

العاشر: ومن ذلك ما رواه الفقيه الشافعي في كتابه من عدة طرق بأسانيدها، فمنها : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّى أُوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حيل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .(6)

ص: 179


1- نهج الإيمان : 203 ، الفصل السابع .
2- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث الرابع
3- نهج الإيمان : 204 ، الفصل السابع .
4- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث الخامس
5- نهج الإيمان : 204 ، الفصل السابع
6- نهج الإيمان : 204 ، الفصل السابع

قد مضى هذا الحديث عن الطرائف لابن طاووس .(1)

الحادي عشر : ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» بأسانيده ، منها قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(2)

وقد مضى هذا الحديث عن العمدة والطرائف مع بعض الاختلاف .(3)

الثاني عشر : ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من عدة طرق بإسناده إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : قام رسول الله فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ [وذكّر] ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، «فحثّ على كتاب الله ورغّب» ، ثمّ قال: «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي» .(4)

وقد مضى هذا الحديث عن الطرائف مع بعض الاختلاف .(5)

الثالث عشر : ومن ذلك ما روي في الجمع بين الصحاح الستة لرزين

ص: 180


1- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث السادس
2- نهج الإيمان : 205 ، الفصل السابع .
3- راجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث السابع ، والطرائف ، الحديث الحادي عشر، وفي الاثنين يوجد : تركت فيكم الثقلين خليفتين .
4- نهج الإيمان : 205 ، الفصل السابع .
5- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث الثاني عشر .

في الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .(1)

وقد مضى هذا الحديث عن العمدة لابن البطريق .(2)

تنبيه : تبين من خلال تطبيق الأحاديث التي أوردها ابن جبر من الرابع فما بعد على الأحاديث التي أوردها ابن البطريق في العمدة وابن طاووس في الطرائف ، وقد نبهنا على ذلك في كل حديث أنّ بعضها مشابه لما في العمدة كأنه مأخوذ منها ، وبعضها الآخر مأخوذ من الطرائف مطابق في أوائل عباراته لما فيها مع بعض التشابه في الترتيب بينهما مما يرجح النقل من الطرائف في هذا البعض، كما يظهر أنه نقل الحديث الثامن من الطرائف والحديث الثالث عشر من العمدة، مع أنهما حديث واحد في المصدر الأصلي ، كل ذلك يعطي الاطمئنان على أنّه أخذ من العمدة والطرائف ، أو على الأقل من الطرائف فقط .

زين الدين على بن يوسف بن جبر :

قال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبير ، الفاضل المعروف تارة بابن جبير وتارة بسبط ابن جبير وقد وجدت في بعض المواضع وصفه ، هكذا : الشيخ المولى العلامة

ص: 181


1- نهج الإيمان : 206 ، الفصل السابع .
2- راجع ما أوردناه عن العمدة ، الحديث التاسع .

كشاف الحقائق، ومبيّن الدقائق، خاتمة المجتهدين، وخلاصة الحكماء والمتكلمين ، جامع المعقول والمنقول ، محقق الفروع والأصول، زين الملة والدين علي بن يوسف بن جبير .

وبالجملة فقد كان من متأخري أكابر علماء أصحابنا .(1)

وقال في موضع آخر : وأمّا علي بن يوسف بن جبير، فهو بالجيم قطعاً، والباء الموحدة ، ثمّ الباء المثناة التحتانية مصغراً .(2)

وذكره الشيخ الطهراني (ت 1389 ه) في كتابه طبقات أعلام الشيعة في أعلام المائة السابعة ، وقال : إن صاحب فضائل السادات صرّح بأنه سبط أبي عبد الله الحسين .(3)

وقال محقق الكتاب السيد أحمد الحسيني : وفي نسخة الكتاب الذي نحن الآن بصدد إخراجه (جبر) بالجيم المعجمة ومن دون ياء في كلّ المواضع، ونحن اتبعنا النسخة وأثبتناه كما فيها .(4)

أقول : ولكن ما موجود في متن الكتاب هو ذكر للجد صاحب (النخب) وهو جدّه لأُمّه ، وأن اسمه الحسين بن جبر وكلام الأفندي واضح بأنّ جدّ المصنف (جبير) بالياء ، فلاحظ .

وجاء في الموارد التي نقلت منه بالياء كما في تأويل الآيات الطاهرات ، وكنز جامع الفوائد ، والبحار .

بقي الكلام في تحديد عصر المؤلّف :

فقد ظهر ممّا نقلناه من روايات حديث الثقلين عن كتابه نهج

ص: 182


1- رياض العلماء 4 : 291
2- رياض العلماء 2 : 39
3- طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 122 ، وأيضاً : 47 ، وسيأتي أن جده من أمّه اسمه الحسين بن جبر
4- نهج الإيمان : 12 ، مقدّمة المحقق السيد أحمد الحسيني .

الإيمان، أولاً أنّه حسب الظاهر ينقل من كتاب الطرائف لابن طاووس (ت 664 ه) ، هذا أوّلاً .

وثانياً : أنه ينقل كثيراً عن كتاب جدّه لأمه أبي عبد الله الحسين بن جبر المسمّى (نخب المناقب) ، الذي اختصره من مناقب آل أبي طالب علیه السلام لابن شهر آشوب (ت 588 ه) ، وقد ذكر بعض ما قاله جده في خطبة ات نخبه (1)، ونقلها البياضي في أول الصراط المستقيم أيضاً .(2)

والشيخ الحسين بن جبر يروي المناقب لابن شهر آشوب بواسطة شيخه نجيب الدين أبو الحسين علي بن فرج ، عن ابن شهر آشوب ، كما هو واضح من أوّل خطبة النخب التي ذكرها العلامة الطهراني في الذريعة .(3)

والشيخ نجيب الدين علي بن فرج يروي عنه العلامة (ت 726) بواسطة والده (4)، أي بواسطة واحدة ، فهو من شيوخ شيوخ العلامة الذين كان عصر أغلبهم في النصف الأوّل من القرن السابع ، فليكن عصر هذا الشيخ (نجيب الدين) كذلك .(5)

ومن شيوخ العلامة خاله المحقق الحلي (ت 676) الذي يروي عن ابن شهر آشوب بواسطة السيّد محمّد بن أبي القاسم بن زهرة الحلبي، والشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي (6)، أي بواسطة واحدة فهو متحد في الطبقة مع الشيخ الحسين بن حسين بن جبر جدّ المؤلّف لأن جد المؤلّف لأُمّه ، فهو أيضاً

ص: 183


1- نهج الإيمان : 467 .
2- الصراط المستقيم 1 : 11 .
3- الذريعة 24 : 88[462] ، وانظر أيضاً : طبقات أعلام الشيعة القرن السابع : 108
4- أمل الآمل 2 : 198[589] .
5- انظر فهرست التراث 1 : 639
6- خاتمة المستدرك 7:3، 56

يروي بواسطة واحدة عن ابن شهر آشوب كما عرفت فيكون الشيخ سين بن جبر من طبقة شيوخ العلّامة ، الذي كان عصر أغلبهم في أغلبهم في النصف الثاني من القرن السابع

ثمّ إنّ مصنّف النهج أي : علي بن يوسف بن جبير ، نقل عن كتاب جده (النخب) بصيغة روى جدّي ولم يحدّث عنه مباشرة كما تدلّ عليه صيغة حدثنا أو غيرها لو كانت في كلامه .

فيكون من طبقة تلاميذ العلامة (ت 726ه) . أو على الأقل من طبقة العلامة نفسه لو كان قد أدرك جده (صاحب النخب) فهو إذن من أعلام النصف الأوّل من القرن الثامن .(1)

وثالثاً : إن البياضي صاحب الصراط المستقيم والمولود في (791 ه) ، ذكر في أوّل كتابه هذا كتاب (نهج الإيمان) في ضمن الكتب التي عثر عليها ونقل منها (2)، والظاهر من كلامه أنه لم يعاصر مصنفي هذه الكتب ، كما توحي بذلك كلمة (عثرت) في كلامه، وعليه فإن مؤلّف (نهج الإيمان) لم يطل به العمر إلى القرن التاسع ، فيبقى ما قربنا هو الراجح

ورابعاً : إن المصنف ذكر في أوّل الكتاب أنه أهداه لخزانة المولى الصاحب الصدر الكبير العظيم ذي الأخلاق الجميلة والبهجة الحميدة والغرّة الرشيدة شرف الإسلام والمسلمين جمال الدين محمد بن محمود الرازي .(3)

فإذا كان المراد به محمّد بن محمّد الرازي المعروف بقطب الدين

ص: 184


1- فهرست التراث 1 : 639
2- الصراط المستقيم 1 : 5
3- نهج الإيمان : 22 ، مقدمة المؤلّف

الرازي والمعدود في تلاميذ العلّامة الحلّي والمتوفى في سنة (766 ه) (1)، قرب أكثر القول : بأنّه من طبقة تلاميذ العلّامة الحلّي ، فلاحظ .

كتاب نهج الإيمان :

جاء في مقدّمة الكتاب : وبعد، فإنّي عزمت على تصنيف كتاب كبير بسيط في الإمامة والمناقب يكون هذا الكتاب كالجزء منه أو كالمدخل ، فعاقت دونه العوائق من محاجزة الأيام ومماطلة الزمان، فرأيت أنّ الأخذ في القليل خير من تمنّي الكثير، فإن أمهل الله الكريم أستأنف الكلام المشبع في المستقبل إن شاء الله تعالى .

وها أنا ذاكر في هذا الكتاب من دلائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام صلوات الله عليه ومناقبه قليلاً من كثير وقطرة من بحر غزير . . . ، إلى أن قال : وقد جمعت أخباره من مواضع متفرّقة ، ومظان متباعدة ، ومذاهب مختلفة ، وآراء متشعبة، ربّما بلغ عدد الكتب المنقول منها والمشار إليها ألف كتاب أو يقاربها ، ثم قال : وسميته ب_(نهج الإيمان) حيث كان إليه قائداً وعليه هادياً . . . (2)

وذكر الكتاب العلامة البياضي (ت 877 ه) في أول الصراط المستقيم عند عده للكتب التي عثر عليها ونقل منها ، لكنه نسبه لابن جبر، ولا يعلم هل بريد الجد أو الحفيد، وإن ذكر البعض أنه نسبه للجدّ (3)، ثمّ أشار إلى ما ذكره من أنه جمعه بعد الوقوف على ألف كتاب أو ما يقاربها (4)، ونقل

ص: 185


1- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 200
2- نهج الإيمان : 20 ، مقدمة المؤلّف
3- رياض العلماء 2 : 39 ، و 4 : 291 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 122
4- الصراط المستقيم 5:1

عنه شرف الدين الحسيني (من أعلام القرن العاشر) في تأويل الآيات كثيراً .(1)

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : وله كتاب (نهج الإيمان) في المناقب والإمامة ، وعندنا منه نسخة ، وهو كتاب جيد الفوائد ، مشتمل على ثمان وأربعين فصلاً، وقد جمعه من أَلْف كتاب كما صرّح به في أوّل الكتاب ، وينقل عنه كثيراً في كتاب تأويل الآيات الباهرة للشيخ شرف الدين علي النجفي .(2)

وما نقله من السيد هاشم البحراني في أوّل معالم الزلفى من أن الحسين بن جبر صاحب كتاب نخب المناقب، وأنه ذكر فيه أنه لما جمعه اجتمع عنده ألف كتاب (3)، فهو خلط الجد الحسين بن جبر والحفيد علي بن يوسف بن جبير، وبين كتاب (نخب المناقب) للجد وكتاب (نهج الإيمان) للحفيد ، فإنّ هذه الإشارة إلى الكتب وعدّها وردت في أوّل (نهج الإيمان) كما نقلناها سابقاً .

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : «نهج الإيمان في الإمامة والمناقب، للشيخ علي بن يوسف الشهير بابن جبير وسبط ابن جبير رتبه في 48 فصلاً ، ، جمعه مؤلّفه من ألف كتاب كما صرّح به في أوّله ، وابن جبير هذا حفيد ابن جبير صاحب نخب المناقب» رقم (462) .

ومرّ أن صاحب (الرياض) دفع توهم من حكم باتحادهما مثل زين الدين البياضي في الصراط المستقيم ، وقال المير محمد أشرف في آخر كتابه «فضائل «السادات» عند عده نهج الإيمان من مصادر كتابه : إنه تأليف

ص: 186


1- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 95، 167 ، 193 ، 309 ، وكذا نقل عنه في كنز جامع الفوائد (الرياض 2 : 39) ولكنه مختصر عن تأويل الآيات ، كما ستأتي الإشارة إليه عند الكلام على تأويل الآيات
2- رياض العلماء 4 : 291
3- رياض العلماء 2 : 39

سبط صاحب نخب المناقب وينقل عنه أيضاً محمّد بن أمير الحاج في شرح الشافية 9 : 17، 47 ، و 13 : 315 ، أنه ذكر في الفصل 18 في المباهلة : ما لفظه : . . . ، إلى أن قال :

ونحن نقلنا هذه الخصوصيات من النسخة العتيقة الناقصة الأوّل والآخر المشتملة على الفصل العاشر حتى أوائل الفصل (47) في مساواته لبعض الأنبياء الموجودة عند حسين على محفوظ ببغداد ، وهي قريبة العهد بالمؤلف كما يظهر من الورق والحبر ، وقد استنسخ عنها الشيخ شير محمد الهمدانی .(1)

وللكتاب نسخة وحيدة معروفة في مكتبة الإمام الهادي علیه السلام في المشهد الرضوي ، وقد طبع الكتاب بتحقيق السيد أحمد الحسيني ، ويظهر من آخرها أن ما موجود هو الجزء الأوّل منه ، ونصّ عبارة الآخر، هكذا : تمّ الجزء الأوّل ، ويتلوه الجزء الثاني النوع الثاني من هذا الكتاب يتضمن إبطال الحجج والشبه التي يزعمون أنّها دالة على إمامة أبي بكر وفضله من قرآن وخبر وإجماع - ثمّ كلمات غير مقروءة ، وبعدها تاريخ الكتابة ضحى السبت ثاني عشر شهر رجب الفرد لسنة ثمان وخمسين وتسعمائة هجرية نبوية، ثمّ اسم كاتبها محمّد بن عبد الله البحراني .(2)

ويحتوى هذا الجزء على (48) فصلاً، فيظهر أن ما رآه الميرزا الأفندي والعلّامة الطهراني الفصول، كما مر عليك سابقاً (3)هذا الجزء حسب ما ذكروه من عدد من الفصول ، کما مر علیك سابقاً .

ص: 187


1- الذريعة 411:24[2169].
2- نهج الإيمان : 16 ، صورة الصفحة الأخيرة المخطوطة
3- نهج الإيمان : 11 .

ص: 188

(101) الكشكول فيما جرى على آل الرسول لمؤلّف مجهول (ألف سنة 735)

الحديث :

الأوّل : وروت - أي العامة - أيضاً عن سعد بن مسروف (1)، عن بزيد ابن حيان ، أنه قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً فينا خطيباً، بماء يسمّى

خماً بین مكة والمدينة ، وقال في كلام : «إني تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله ، من تبعه على الهدى، ومن تمسك بهم نجا، ومن تركه كان على الضلالة ، والآخر أهل بيتي ، من تخلف عنهم هلك».

قلنا : ومن أهل بيته نسائه؟

قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجال (2)العمر في الدهر ، ثمّ يطلقونها (3)، فترجع إلى أبيها وقومها، بل أهل بيته أصله وعصبته الذين (3) حرموا الصدقة بعده .

اسمع أيّها القارىء إلى جماعة فيها تذكير (كذا) آل النبي صلی الله علیه و آله وسلم علي الله فيسألون من آل بيته حتى يخبرهم الراوي أنّهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل أولاد أبي طالب علیه السلام يحرّم الله عليهم الصدقة ، يعلم من حال هؤلاء القوم

ص: 189


1- ما في المتن تصحيف (سعيد بن مسروق) .
2- تصحيف من (رجل) .
3- الأصح (يطلقها)

أنهم جهال بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم حتى لا يعرفوا آله من صحبه ونسائه . . . إلى آخره .(1)

الثانى : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «ألا وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله ، فيه الهدى والرحمة حبل معدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي لن ينفصلا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .(2)

من هو مؤلف كتاب الكشكول :

ينسبه الكتاب عادة إلى السيد حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآملي (3)، وفي خاطري أن أوّل من نسبه إليه هو التستري في مجالس المؤمنين .(4)

قال مؤلّف الكتاب في أوّله :

وبعد ، فقد كتب إلي أعز الناس عليّ، وأقربهم زلفى لدي أيد الله سعادته، وأيد سيادته، حين هاجت الفتنة بين الخاصة والعامة وذلك في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة لهجرة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وجرى بينهما من الأمور

ص: 190


1- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 152 وهذا الحديث رواه يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم ، والمسؤول عن من هم أهل بيت النبی صلی الله علیه و آله وسلم ، هو زيد بن أرقم ، والسائل هو الحصين ، وهذا الجواب لزيد على رواية ، فإنّ في الجواب روايتين، وسيأتي البحث عن الرواية في فصل مستقل مفصلاً ، وكذا راجع مصادر الرواية فيما سنذكره من مصادر أهل السنة لحديث الثقلين
2- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 166 .
3- انظر : رياض العلماء 2 : 219 ، خاتمة المستدرك 1 : 339 ، روضات الجنات 2 : 377 [226]
4- مجالس المؤمنين (الطبعة الحجرية / تبريز) : 268 .

الشنيعة ما أوجب السؤال عن مثل هذه الأحوال ومفاوضة خطابه، ما هذه الأمور الحاصلة بين الشيعة والجمهور؟ وما سبب حدوثها في زمن دون زمن؟ وما هذه الأحقاد والتهاويل والتخييلات والأضاليل مع أنهم على ملة واحدة وشريعة واحدة وكتاب واحد وربّ واحد؟ ثم إن كل فرقة تتمسك بأمور توجب لها مراعاتها وتدين فيها على مسموعاتها ومعقولاتها، حتى تكاد كل فرقة تبيد هلاكاً دون غرضها، وتبذل النفوس والأموال فى دفاع من يعارضها، والتمس - أعلى الله شأنه وأوضح برهانه - أن يكون ذلك بإيضاح كاف ، وجواب شاف ، يشتهر فيه سيف الحق ، وتجرّ به رقاب أهل الكفر والمرق ، ولا يبالي أحد من الخلق «ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ» واقترح أدام إقباله ، وأحسن آماله ، أن يكون طريق الإشارة فيه أكثر من العبارة ، ولسان العبارة بها أوضح من الإشارة ، تحبس الخصم عن الجدال، وتكف الجهال عن القيل والقال ، فإن سيف الحق قاطع ، ودرعه مانع ، ولسانه ناطق ، وبيانه صادق «وَقُلِ الْحَقُّ مِن يّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» فوافقته في ملتمسه ، ومن بركة نفسه على أنه يريد الاطلاع على كيفية هذه الفتنة حتى قيل فيها : شيعة وسنّة ، ومن كان رئيس هذه الفتنة ومرؤوسها ، ومن هو آدمها وإبليسها ، فأجبته ،مليّاً ، وأطعته مثنياً ، وسارعت إلى أوامره مجيباً مؤلفاً ، والتزمت بما عصم العقول على الإعانة فيما قارحته، والإبانة فيما أوضحته ، أن يخرج من عنايات الفطرة البشرية ما يخلّصني من الهوى ، ويحفظني أن أتعلّق بمتابعة من ضل ،وغوى، ثمّ جمعت ما ألفته، مضافاً إلى ما صنفته ، سؤالاً من مد القلوب بالأنوار، ودروزة من مكارم الأئمة الأطهار، وسمّيتها (الكشكول فيما جرى لآل الرسول من الجمهور بعد الرسول) والله الموفق فى السؤال والجواب .(1)

ص: 191


1- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 2 ، 3 ، مقدمة المؤلّف

ومنه يظهر :

أوّلاً : أنه بدأ بتأليف الكتاب سنة 735ه ، بعد الفتنة الواقعة بين الشيعة والسنة .

ثانياً : أن مؤلف الكتاب كان في سن من له الأهلية والمكانة لكي يسأل ويأخذ رأيه ويرجع إليه فى الأمور المهمة لتحديد الموقف منها كما في مثل هذه الفتنة الواقعة، وأن السائل كان ذا مكانة معتد بها في المجتمع ، كما يظهر من العبارات الموصوف بها في المقدّمة، ومثل هذا لا يسأل إلا من قرين له .

ولكن في مثل هذه السنة أي 735ه لم يكن السيد حيدر الآملي ممّن ينطبق عليه ذلك ؛ إذ كان عمره آنذاك 15 عاماً مشغولاً بطلب العلم .

قال السيد حيدر في تفسيره (المحيط الأعظم) : اعلم أني من عنفوان شبابي ، بل من أيّام طفولتي إلى مدّة ثلاثين سنة أو قريب منها ، كنت في تحصيل عقايد أجدادي المعصومين علیهم السلام . . . ، على أساتيذها بعضها في بلدي آمل الذي هو مسقط رأسي ومسقط رأس أبائي وأجدادي، وبعضها حصلتها في خراسان ،وإستراباد، وبعضها في إصفهان .

وهذا كان فى مدّة عشرين سنة ، حتى رجعت من إصفهان إلى آمل مرة ثانية ، واجتمعت بخدمة الملك العادل فخر الدولة بن الملك السعيد المرحوم شاه کیخسرو - طيب الله ثراهما وجعل الجنة مثواهما . . . ومضت برهة من الزمان، ثم طلبني الملك العادل قهرمان الوقت ملك الملوك الرومان ، فخر الدولة شاه غازي - خلد الله دولته - الذي هو الآن موجود، وكنت في خدمته على الوجه المذكور واستمر الأمر على هذا المنوال حتى غلب في باطني دواعي الحقِّ ، وكشف الله لي فساد ما أنا فيه من الغفلة والجهل والنسيان . . . ، وتركت الأهل والمال والملك والجاه

ص: 192

والوالد والوالدة والأخوة والصديق والرفيق . . . ، وتوجهت على هذا المنوال إلى زيارة جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة المعصومين علیهم السلام بنية الحج وزيارة بيت الله الحرام وبيت المقدس .(1)

وقال في كتابه نص النصوص في شرح الفصوص : إن الله تعالى لمّا أمرنى بترك ما سواه، والتوجه إليه حق التوجه ، ألهمني بطلب مقام ومنزل أسكن فيه وأتوجه إلى عبادته وطاعته بموجب أمره وإشارته ، مكان لا يكون أعلى منه ولا أشرف في هذا العالم .

فتوجهت إلى مكة - شرفها الله تعالى - بعد ترك الوزارة والرياسة والمال والجاه والوالد والوالدة وجميع الأقارب والأخوان الأصحاب ، ولبست خرقة ملقاة خلقاً لا قيمة لها، وخرجت من بلدي الذي هو الآمل والطبرستان من طرف خراسان .

وكنت وزيراً للملك الذي هو بهذا البلد بهذا البلد . . .، وكان عمري في هذه الحالة ثلاثين سنة ... ، وعلى الجملة ما زال هكذا شأني حتى وصلت إلى مكة وحججت وجوباً ، وقمت بالفرائض والنوافل ، من المناسك وغيرها سنة إحدى وخمسين وسبح ماية من الهجرة . . . ، ثمّ أمرني الحق تعالى (بشرح فصوص الحكم) . . . ، فشرعت في شرحه هذا بموجب ما تقدّم تقريره وسبق تحقيقه ، وهذا كان بعد مجاورتي بالمشهد المقدّس المذكور ثلاثين سنة على الوجه المذكور، وكان الابتداء فيه سنة إحدى وثمانين وسبع ماية من الهجرة، والانتهاء سنة اثنين وثمانين وسبع ماية ، أعني أنّه تمّ في سنة واحدة ، وبل أقل منها ، وكان عمري في هذه الحالة ثلاثاً وستين

سنة .(2)

ص: 193


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 529 .
2- نص النصوص : 534 .

وممّا تقدّم يعلم أنّه ولد سنة 719 أو 720 ، فكان 72 ، فكان عمره عندما كتب الكشكول كما المفروض 15 سنة أو 16 ، وهو بعيد كما قدمنا .(1)

ولذلك شكك بعض المحققين بهذه النسبة .(2)

وناقش هذه النسبة الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض بعدّة أمور ، قال :

أما أولاً : فلأن سياق مكالمات مؤلّف هذا الكتاب لا يوافق طريق هذا السيّد الغالي في التصوّف، حيث إنّه لم يذكر فيه من مطالب علیه السلام الصوفية أصلاً، ولم يتكلّم باصطلاحاتهم وما يناسب ذلك رأساً ، فتأمل .

وأما ثانياً : فلأن فى هذا الكتاب قد وقع مذمّة الصوفية ، فلاحظ ، وقد حكاه الشيخ المعاصر في الرسالة الاثنى عشرية في ردّ الصوفية ، فكيف يمكن أن يكون من مؤلفاته .(3)

وأما ثالثاً : فلأن تاريخ تأليف هذا الكتاب سنة خمس وثلاثين أن هذا السيد قد سأل عن الشيخ فخرالدين ولد

وسبعمائة ، وسيجيء العلامة بعض الأسئلة ، وكانت تاريخها سنة ستة وخمسين وسبعمائة ، ومن المستبعد جداً أن يكون أوّلاً فى غاية العلم والفضل حتى أنه قد ألف ذلك الكشكول ، ثمّ صار بعد أربع وعشرين سنة - لا أقل - من جملة متوسطي العلماء حتى يسأل عن الشيخ فخر الدين المذكور بعض المسائل الفقهية ويستفتيها ،فتأمل.

وأمّا رابعاً : فلانه يظنّ أنّه من مؤلّفات ابن المعمار الأسدي ، فإنّه قد

ص: 194


1- انظر : مقدمة هنري كربين ومقدّمة عثمان إسماعيل على جامع الأسرار .
2- مقدّمة هنري كربين على جامع الأسرار : پنجاه (أي: خمسين) [29] ، ومقدمة عثمان إسماعيل يحيى على جامع الاسرار : 29 [29] .
3- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 196 ، الاثنا عشرية في الردّ على الصوفية : 50 ، وقد نسب الحرّ العاملي الكتاب هنا إلى العلامة ، فلاحظ .

يوجد بخط عتيق في قزوين على آخر بعض النسخ العتيقة من هذا الكتاب بعد ذكر اسم الكتاب وبيان تاريخ كتابته كلاماً بهذه العبارة «تم الكتاب المسمّى بالكشكول فيما جرى لآل الرسول دروزة الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن إسماعيل بن محاسن المعمار الأسدي على الله عنه انتهى ، وهذا يدل على أنه من مؤلفات هذا الشيخ ؛ لأن دروزة مخفف (دريوزه) بالفارسيّة يعني التكدّي ، أو هو معرب له ، وهو مناسب للفظ الكشكول ، والمقصود كونه من مؤلّفاته ، ولكن في هذه محلّ ،كلام فتأمل، ولا سيّما الأخير ؛ لأن كون ذلك الكتاب دروزة له - بعد التسليم أن المراد منها التكدي - لا يستلزم كونه البتة تأليفاً له، بل يحتمل أن يكون مراده منها صيرورته ملكاً له كما لا يخفى ، وقد رأيت أنا تلك النسخة العتيقة بقزوين ، وكان تاريخ كتابتها سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة في بلدة قطيف من بلاد الأحساء ، وقد كانت بخط إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن سلطان بن شبيب، مع أنه لم يثبت كون عبد الله بن إسماعيل المذكور من جملة العلماء ، بل ولا يكون هذا الرجل هو ابن المعمار المشهور ؛ لأن الذي يعرف بابن المعمار كان من أكابر الفقهاء والمتكلمين ، وعندنا من مؤلفاته رسالة لطيفة في علم الكلام ، فلاحظ ، واسم مؤلّفه غير هذا الاسم، ولم يحضرنى الآن اسمه ، فلاحظ .(1)

أقول : ويمكن أن يضاف إلى النقطة الأولى أنه : لا يظهر من أسلوب وطريقة بناء الاستدلال ومحتوى كتاب الكشكول أن مؤلّفه من الطراز الأوّل من العلماء المدققين ، وهذا واضح لمن راجع الكتاب فإنّه أشبه بالأسلوب الخطابي القصصي .

ويمكن أن يناقش في النقطة الثالثة أنّه : لا بأس بالاستفتاء من أكبر

ص: 195


1- رياض العلماء 2 : 222

علماء الطائفة في ذلك الوقت ومرجعها حتى من قبل عالم كبير كالسيد حيدر الأملي خاصة إذا لاحظنا أنه عارف وليس فقيه .

ومع هذا كله ، فإن السيد حيدر الأملي لم يذكره في ضمن مؤلفاته التي أدرجها في كتبه : شرح الفصوص، والمحيط الأعظم ، وجامع الأسرار . وأما ما في النقطة الرابعة فيبقى احتمال مفتوح للتحقيق ، لا يمكن رده بهذه السهولة التي تنظر بها صاحب الرياض ؛ إذ إنّ كلمة (دروزة) استعملت من قبل المؤلّف نفسه دلالة على التأليف، في مقدمة كتابه كما أوردناها ، فلاحظ .

وأما نسبة الكتاب إلى العلامة فلا يلتفت إليها ؛ لأنّه ألف بعد وفاة العلامة بنحو تسع سنين ، فإنّ وفاته كانت سنة 726ه والكتاب أُلِّف في سنة 735 ه .

ولذلك لم يقطع الحرّ العاملي بنسبة الكتاب إليه (1)، بل أدرجه في ضمن الكتب المجهولة المؤلّف في آخر الأمل .(2)

ص: 196


1- أمل الآمل 2 : 85 .
2- أمل الآمل 2 : 365 .

(102) کتاب : ذكرى الشيعة للشيخ محمد بن مكي العاملي (الشهيد الأوّل) (ت 786 ه)

الحديث :

قال فى المقدّمة في وجوب في وجوب التمسك بمذهب أهل البيت علیهم السلام : إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم قرنهم بالكتاب العزيز الذي يجب اتباعه فيجب اتباعهم قضيّة للعطف وللتصريح به أيضاً، وذلك مشهور نقله الشيعة تواتراً ، ورواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ، قال : قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال: «أما بعد ، أيها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، فإنّي تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله عزّ وجلّ وخذوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي؟ ثلاث مرات.(1)

جمال الدين محمد بن مكي العاملي الجزيني (الشهيد الأوّل) :

إن شهرة الشهيد الأوّل كافية رادعة عن الترجمة له ، ولكن حتّى لا نخلّ بمنهج الكتاب تنقل بعضاً من كلمات من ترجمه :

ص: 197


1- ذكرى الشيعة 1 : 57 ، المقدّمة

وصفه أستاذه فخر المحققين ابن العلّامة (ت 771 ه) في إجازته له :ب- مولانا الإمام العلامة الأعظم ، أفضل علماء العالم ، سيّد فضلاء بني آدم ، مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد .(1)

وأستاذه ابن معيّة (ت 776 ه) ب_ : مولانا الشيخ الإمام العالم الفاضل شمس الملة والحق والدين محمد بن مكي أدام الله فضائله .(2)

وتلميذه ابن الخازن ب_ : الشيخ الفقيه إمام المذهب ، خاتمة الكلّ ، مقتدى الطائفة المحقة ، ورئيس الفرقة الناجية ، السعيد المرحوم والشهيد المظلوم ، الفائز بالدرجات العلى والمحلّ الأسنى الشيخ أبو عبد الله محمد ابن مکي .(3)

وقال السيد مصطفى التفرشي (القرن الحادي عشر) : محمد بن مكي ابن محمد بن حامد العاملي المعروف بالشهيد قدس الله روحه ونوّر ضريحه، شيخ الطائفة وعلامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها ، نقيّ الكلام ، جيّد التصانيف ، له كتب كثيرة . . .

روى عن فخر المحققين محمّد بن الحسن العلّامة قدّس الله روحهما .

وقال في الحاشية : وجدت بخط ولد الشهيد علي علیه السلام : استشهد والدي الإمام العلامة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي شهيداً ، حريقاً بعده بالنار يوم الخميس تاسع جمادي الأوّل سنة ست وثمانين وسبعمائة ، بعد سجنه عاماً بالقلعة سنة خمس وثمانين وسبعمائة .(4)

ص: 198


1- البحار 107 : 178
2- البحار 107 : 182
3- البحار 107 : 217
4- نقد الرجال 4 : 329 [5093] ، والهامش رقم (2) ، وانظر: البحار 107 : 186 ، منتهى المقال 6 : 207 [2886] .

وقال المجلسي (ت 1111 ه) : وجدت في بعض المواضع ما هذه صورته : قال السيد عز الدين حمزة بن محسن الحسيني وجدت بخطّ شيخنا المرحوم المغفور العالم العامل أبي عبد الله المقداد السيوري ما هذه صورته : كانت وفاة شيخنا الأعظم، الشهيد الأكرم ، أعني شمس الدين محمد ابن مكي وفي حظيرة القدس سرّه تاسع جمادي الأولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة ، قتل بالسيف، ثم صلب، ثمّ رجم ، ثمّ أُحرق ببلدة دمشق ، لعن الله الفاعلين لذلك والراضين به في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بفتوى المالكي يسمّى برهان الدين وعباد بن جماعة الشافعي ، وتعصب عليه في ذلك جماعة ذلك جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة ، ثمّ

أورد قصة الوشاية به ومحاكمته من قبل ابن جماعة والمالكي .(1)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الشهيد محمد بن مكي العاملي الجزيني، كان عالماً ماهراً فقيهاً محدّثاً مدققاً ثقة متبحراً كاملاً جامعاً لفنون العقليات والنقليات زاهداً عابداً ورعاً شاعراً أديباً منشئاً، فريد دهره، عديم النظير في زمانه .(2)

وعلى كلّ يكفى فى الدلالة على عظم شأنه وجلالة قدره أن إجازات أصحابنا تنتهي إليه ، قدس الله روحه .(3)

ص: 199


1- البحار 107 : 184 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 146 ، تكملة أمل الآمل : 369 .
2- أمل الآمل 1: 181 [188] وانظر : ذكرى الشيعة 1 : 33 ، مقدّمة التحقيق الوجيزة : 315 [1790] ، طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 205 ، 205 جامع الرواة 2 : 203 ، الكنى والألقاب 2 : 377 ، رياض العلماء 5 : 185 ، بهجة الأمال 6: 661 ، روضات الجنّات 7 : 3 [593] ، تنقیح المقال :3 : 191 ، أعيان الشيعة 10 : 59
3- خاتمة المستدرك 2 : 311

قال الشهيد في أوّل الكتاب : أما بعد ، فهذا كتاب ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ، أوردت فيه ما صدر عن سيّد المرسلين بواسطة خلفائه المعصومين، ممّا دلّ عليه الكتاب المبين، وإجماع المطهرين ، والحديث المشهور والدليل المأثور ، تجديداً لمعاهد العلوم . . . ، إلى آخره .(1)

و هو لم يكمل الكتاب ، وإن كان عازماً على ذلك ، لشهادته قال في آخر الكتاب وهو آخر كتاب الصلاة وليكن هذا آخر المجلد الأوّل من كتاب ذكرى الشيعة، ويتلوه إن شاء الله تعالى في المجلد الثاني كتاب الزكاة ، وفرغ منه يوم الثلاثاء لتسع بقين من صفر ختم بالخير والظفر ، سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والتسليم على أفضل المرسلين وآله الطيبين الطاهرين صلاة تامة باقية إلى يوم الدين .(2)

ومن ثم نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104ه) في أمل الآمل (3)، وأدخله في ضمن مصادر الوسائل (4)، وأدخله أيضاً العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في ضمن مصادر كتابه البحار (5) ، وقال : ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلّفها العلّامة .(6)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (ذكرى الشيعة في أحكام

ص: 200


1- ذكرى الشيعة 1 : 39 ، مقدّمة المؤلّف
2- ذكرى الشيعة 4 : 477
3- أمل الآمل 1 : 181 [188] ، وانظر: رياض العلماء 5 : 189 ، روضات الجنّات 7 : 3 [592] لؤلؤة البحرين : 144
4- خاتمة الوسائل 30 : 158 .
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر .

الشريعة) للشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد الجزيني العاملي الشهيد في (786) ، ثم قال بعد أن أورد عبارة أوله :

خرج منه الطهارة والصلاة بعد مقدّمة فيها سبع إشارات في المباحث الأصولية ، وفرغ منه في (21 - صفر - 784) رأيت نسخة عصر المصنف طهران في مكتبة (مجد الدين النصيري) وهي بخط الشيخ أحمد بن الحسن بن محمود، فرغ من كتابتها (7 - ع 2 - 784) والظاهر أن الكاتب كان تلميذ الشهيد، وكان كلّما يخرج من قلم الشهيد يستنسخه التلميذ تدريجاً حتى فرغ الشهيد في التاريخ المذكور، وفرغ التلميذ في نيف وأربعين يوماً من تأليف الشهيد، ونسخة عتيقة أُخرى وقفها الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي، رأيتها في المشهد الرضوي بمكتبة المحدّث الشيخ عباس القمي أوان مجاورته لها .(1)

وقد طبع الكتاب محققاً بتوسط مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث على النسختين التي ذكرهما الطهراني في الذريعة .(2)

ص: 201


1- الذريعة 40:10 [221] .
2- ذكرى الشيعة 1 : 30 ، مقدّمة التحقيق .

ص: 202

(103) کتاب : تفسير المحيط الأعظم للسيد حيدر الأملى (كان حيّاً سنة 787ه)

الحديث :

الأوّل : قال : وبالجملة كل ما هو مأمور به (أي : علي علیه السلام) من الله تعالى ومن نبيه ، فالمهدي كذلك، فإنّه أيضاً مأمور به ويشهد بذلك قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبلان متصلان ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(1)

الثاني : قال : ومن هذا وجب أيضاً تعيين الإمام ونصبه على الله تعالى وعلى الأنبياء والرسل صلی الله علیه و آله وسلم : ليحفظ أحكام الشرع، ويبين ما في الكتاب

؛ النازل على النبي صلی الله علیه و آله وسلم الذي هو من قبله ، كما أشار إليه النبي صلی الله علیه و آله وسلم في قوله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(2)

الثالث : في كلامه على أن أهل البيت علیهم السلام هم أولى الأمر ، قال : وأمّا قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ، فقوله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي من أهل بيتي، حيلان متصلان لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ما إن

ص: 203


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 297 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 356 .

تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(1)

الرابح : قال : وأما قوله (أي : علي علیه السلام) الدال على متابعتهم ومطاوعتهم في جميع الأحكام الشرعية خصوصاً في علم القرآن وأسراره كثيرة ، منها قوله فى بعض خطبه :

«فأين تذهبون ، وأنّى تؤفكون؟ . . .

أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيين عبد الله : إنّه يموت من مات منا وليس بميّت، ويبلى من بلى منا وليس بيال، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحق فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه ، وأنا هو [وهو أنا] ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، [قد] وركزت فيكم راية الإيمان . . .» .(2)

وقد مضى هذا الحديث عن نهج البلاغة للشريف الرضي .(3)

الخامس : قال : ثم قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم فيهم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي من أهل بيتي حيلان متصلان لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(4)

السيد حيدر الأملي :

نسب المؤلّف نفسه في عدد من مؤلّفاته، منها في تفسير المحيط الأعظم ، قال : فأنا ركن الدين حيدر ابن السيد تاج الدين علي بادشاه ابن السيد ركن الدين حيدر ابن السيّد تاج الدين علي بادشاه ابن السيد محمد أمير بن علي بادشاه ابن أبي جعفر محمد بن زيد بن أبي جعفر محمد بن

ص: 204


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 434 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 439 .
3- راجع ما أوردناه عن نهج البلاغة
4- تفسير المحيط الأعظم 509:1 .

الداعي بن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين الكوسج بن إبراهيم سناء الله بن محمد الحرون بن حمزة بن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام .(1)

وقد أورد بعضاً من سيرته في كتبه، من أنه ولد في أمل، ودرس أول أمره فيها ، ثمّ في خراسان وإستراباد ، ثم في إصفهان ، إلى أن رجع إلى موطنه ،آمل، وترقى فيها في مناصب الدولة حتى أصبح وزيراً للملك فخر الدولة ابن الملك شاه كيخسرو ، ولكنه فجأة قرّر التخلي عن مناصبه وأمواله والانقطاع إلى الله تعالى، وكان عمره 30 سنة ، فلبس ثوباً رخيصاً ملقى كما نقل عن نفسه ، ناوياً حج بيت الله الحرام عن طريق الري و قزوين وإصفهان، واجتمع هنا بخدمة شيخه نور الدين الطهراني ، وليس الخرقة من يده .

ثمّ بعد أن حجّ وزار الرسول صلی الله علیه و آله وسلم في المدينة وذلك سنة 751ه استقر به الحال في الغري عند قبر أمير المؤمنين علیه السلام ، وبقي فيه يشتغل بالرياضة والتأليف .(2)

وقد ذكر أيضاً في تفسيره المحيط الأعظم أنه تتلمذ لفترة على ولد العلامة فخر المحققين وأورد فيه إجازة له منه مؤرخة في سنة 761 ه ، وقد وصفه فيها ولد العلامة بأوصاف عظيمة (3)، وأجازه إجازة أخرى لمسائل السيد مهنا المدني من العلامة ذكرها النوري في خاتمة مستدرك الوسائل (4)والسيد الأمين في الأعيان .(5)

ص: 205


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 527 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 529 ، نص النصوص : 534 .
3- تفسير المحيط الاعظم 1: 531
4- خاتمة المستدرك 1 : 339 ، و 2 : 17
5- أعيان الشيعة 6 : 272

وقال عنه الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياض العلماء : كان من أفاضل علماء الصوفية، وقد كان إمامي المذهب

ثم قال : وقد ذكره القاضي نور الله في مصائب النواصب ، وقال في مدحه : إنه من أصحابنا الإمامية المتألهين ، وإنّه السيد العارف المحقق الأوحدي ، وإنه من علماء الشيعة . . .(1)

وذكره القاضي نور الله التستري في مجالس المؤمنين أيضاً وعده من الإمامية .(2)

بل إن المؤلف نفسه صرح عدة مرات في كتبه بأنه على مذهب أئمة أهل البيت المعصومين علیهم السلام ، قال في جامع الأسرار : لأني من عنفوان الشباب ، بل من أيّام الطفوليّة إلى يومنا هذا الذي هو أيّام الكهولة، بعناية الله تعالى وحسن توفيقه كنت مجدّاً في تحصيل عقائد أجدادي الطاهرين الذين هم الأئمة المعصومين علیهم السلام ، وطريقتهم بحسب الظاهر ، التي هي الشريعة المخصوصة بطائفة الشيعة الإمامية من أهل الفرق الإسلامية ، وبحسب الباطن التي هي الحقيقة المخصوصة بالطائفة الصوفية من أرباب التوحيد وأهل الله تعالى، والتوفيق بينهما ومطابقة كلّ واحد منهما بالآخر حتى تحققت حقية الطرفين . . . (3)

وقد ذكر صاحب الرياض أنّه رأى جملة من المسائل الفقهية والكلامية بخط هذا السيد ، سألها عن فخر المحققين ولد العلامة سنة 759ه- ، وعليها خط ولد العلامة وإجازته (4)، ورآها أيضاً السيد الأمين كما

ص: 206


1- رياض العلماء 2 : 218 ، وانظر: روضات الجنّات 2 : 377 [226] .
2- مجالس المؤمنين (حجري ) : 268 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 221 ، بهجة الأمال 223:3
3- جامع الأسرار : 5 ، فاتحة الكتاب ، وانظر أيضاً : تفسير المحيط الأعظم 1 : 529 .
4- رياض العلماء 2 : 224 .

ذكر ذلك في الأعيان (1)، وذكر الشيخ النوري أنها عنده بخطه .(2)

وقد بقي هذا السيد حيّاً إلى سنة 787ه- حيث انتهى من تأليف رسالة في العلوم العالية رآها آغا بزرك الطهراني في الخزانة الغروية منضمة إلى نسخة من تفسير المحيط الأعظم .(3)

تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم :

ذكر المؤلف اسمه في هذا التفسير عدّة مرّات، مرّ أحدها في ترجمته (4)، ونسبه إلى نفسه في كتبه الأخرى كما في نص النصوص .(5)

ومن ثمّ نسبه إليه الأفندي في الرياض نقلاً عن بعض الفضلاء (6)والفيض الكاشاني في الوافي (7)، والسيد الأمين في الأعيان .(8)

وذكر التستري في المجالس (9)، والخوانساري في الروضات (10): أن له تفسيراً .

وقد طبع الكتاب محققاً على النسخة الوحيدة الناقصة الموجودة في المكتبة العامة لآية الله العظمى السيد المرعشي في قم ، والموجود منها المجلد الأول والثاني فقط على ما فيهما من نواقص أيضاً، مع أن أصل

ص: 207


1- أعيان الشيعة 6 : 272
2- خاتمة المستدرك 2 : 402 .
3- الذريعة 15 : 326 [2102].
4- تفسير المحيط الأعظم 1 : 527 ، وانظر : مقدّمة الطبعة الأولى 1 : 14 .
5- نصّ النصوص : 12، 147، 536 .
6- رياض العلماء 2 : 221
7- الوافي 9 1781 .
8- أعيان الشيعة 6: 273
9- مجالس المؤمنين (حجري) : 268
10- روضات الجنات 2 : 377

التفسير كان مكوّناً من سبع مجلدات كما ذكر ذلك المؤلّف نفسه في كتابه نص النصوص .(1)

وقد قال في أوّل المجلد الثاني في بداية تفسير سورة الفاتحة : الله مفتح الأبواب ، هذا المجلد الثاني من الكتاب الموسوم بالمحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم للعبد الفقير إلى رحمة ربه الغني حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الأملي أصلح الله شأنه ووفقه لإتمامه بمحمّد وآله ، وقد اتفق ذلك سلخ شوّال بالمشهد المقدس الغروي سلام الله على مشرّفه فى سنة سبع وسبعين وسبعمائة هجرية نبوية .(2)

.

ولكن الشيخ الطهراني (ت 1389 ه) صاحب الذريعة ذكر أن هناك نسخة أخرى في الخزانة الغروية ، قال : (المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم) كما عنون بذلك في أوّل النسخة ، وهو للسيد ركن الدين حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الأمل ، ثم قال : فرغ من إتمامه في شهر رمضان سبع وسبعين وسبعمائة ، ألف برسم خزانة سلطان العرب والعجم جلال الدنيا والدين شاه شجاع ، وكتب على ظهر النسخة بخطه الشريف الوقفية لها ، وضمّ إلى الكتاب رسالة أخرى في العلوم العالية من علوم الصوفي والمتكلّم والحكيم وهي مرتبة على مقدّمة وعشرة أنواع من الأبحاث ، فرغ منها سنة سبع وثمانين وسبعمائة ، إلى أن قال :

ورأيتها في الخزانة الغروية في حدود 1350 ، فظهر أنّه ليس في تفسير القرآن ، بل في تأويله كما ظهر أن (البحر الخضم) ليس كتاباً آخر له

ص: 208


1- نص النصوص : 12 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 14 ، مقدمة الطبعة الأولى

كما احتمل ذلك صاحب الرياض ، وصرّح بالأوّل في التكملة ، فقال : المحيط الأعظم في تفسير القرآن العظيم للسيد حيدر ، (أقول) إن ما ذكره سيدنا أبو محمّد الحسن الصدر لم يكن عن رؤية له ، بل للاعتماد على ما حكاه في (الرياض) عن آخر كتاب الصلاة من (الوافي) والصحيح ما ذكرناه أوّلاً ، من أن المحيط الأعظم في تأويل كتاب الله المحكم للسيد حيدر المذكور كما رأيته بهذا الوصف والاسم بخطه فى الخزانة الغروية .(1)

ص: 209


1- الذريعة 20 : 191 [2396] .

ص: 210

مؤلّفات الحسن بن أبي الحسن الديلمي (أواخر القرن الثامن)

(104) كتاب : إرشاد القلوب المنجي من عمل به من أليم العقاب

الحديث :

الأول : وقال صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى تی پردا على

الحوض» .(1)

الثاني : وروي عن أبي المفضل بإسناده عن أبي ذر : أن علياً علیه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الطوسي .(2)

الثالث : بحذف الإسناد مرفوعاً إلى سلمان الفارسي ، قال : كان من البلاء العظيم الذي ابتلى الله عزّ وجلّ به قريشاً بعد نبيها صلی الله علیه و آله وسلم ليعرفها أنفسها ، ويخرج شهاداتها عمّا ادعته على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعد وفاته . . . ،

ص: 211


1- إرشاد القلوب 1 : 259 ، الباب الثاني والأربعون : في فراسة المؤمن .
2- إرشاد القلوب 2 : 85 ، في احتجاجه اليوم الشورى ، وفيه : «إنهما لن يفترقا» ، وعنه في البحار 31 : 372 ح 24 ، راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي، الحديث الخامس .

أن ملك الروم لما بلغه خبر وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وخبر أمته واختلافهم في الاختيار عليهم . . . ، فأمر الجاثليق أن يختار من أصحابه وأساقفته فقدم المدينة بمن معه . . . ، فأتوا مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فدخلوا على أبي بكر، وهو في حشدة من قريش . . . ، قال النصراني : أنت خليفة رسول الله استخلفك في أمّته؟ قال أبو بكر : لا ، قال : فما هذا الاسم الذي ابتدعتموه . . . ، فقال : أنت خليفة قومك لا خليفة نبيك . . .

قال سلمان : فلما رأيت ما نزل بالقوم من البهت والحيرة والذلّ والصغار .

فنهض أمير المؤمنين صلوات الله عليه معي حتى أتينا القوم . . .

قال علي : بلى عندي شفاء لصدوركم وضياء لقلوبكم . . .

اختص محمداً صلی الله علیه و آله وسلم واصطفاه وهداه . . . ،وأقام لأمته وصيّه فيهم وعيبة علمه . . . ، فقال : قد خلّفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله

وعترتي أهل بيتي، وهما الثقلان : كتاب الله الثقل الأكبر، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، سبب بأيديكم وسبب بيد الله عزّ وجلّ ، وإنّهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض، فلا تقدموهم فتمرقوا ، ولا تأخذوا عن غيرهم فتعطبوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم ، وأنا وصيّه والقائم بتأويل كتابه . . . »

قال سلمان : فلما خرجوا من المسجد وتفرّق الناس وأرادوا الرحيل ، واها للمتمسكين أتوا عليّاً علیه السلام للمسلمين عليه . . . ، قال علي علیه السلام : «. . . بالثقلين وما يعمل بهم . . .» (الحديث) .(1)

ص: 212


1- إرشاد القلوب 2 : 148 ، حكاية الجائليق الأوّل ، والخبر طويل ، أخذنا موضع الحاجة منه ، وعنه في البحار 30 : 53 ح 1 الباب (18) : وفيه اختلاف . وقد روى الشيخ الطوسي في أماليه (218) ، ح 382 ، المجلس (الثامن) نحوه مختصراً ، وذكر سنده هكذا : أخبرنا محمد بن محمد (أي : المقيد ) ، قال : أخبرني أبو الحسن على بن خالد ، قال : حدثنا العباس بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو الكندي ، قال : حدثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي ، قال : حدثنا محمد بن يزداد بن يزداد، ، عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن أبى أويس ، عن عبد الرحمن بن قيس البصري ، قال : حدثنا زادان ، عن سلمان الفارسي ، قال : لما قبض النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وهذه الرواية ليس فيها ذكر الحديث الثقلين

وقد مضى هذا الحديث مقطوع السند في نزهة الكرام لمحمد بن الحسين الرازي ، فراجع .(1)

الرابع: بحذف الإسناد ، قال : . . . قال عبد الله بن سلمة : فبينا أنا ذات يوم عند حذيفة أعوده في مرضه الذي مات فيه إذ جاء الفتى الأنصاري فدخل على حذيفة . . . ، قال حذيفة : . . .

قال : فلم يشعر الناس ، وهم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليّاً يصلّي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه، إذ دخل أبو بكر المسجد ، وقال : إنّ رسول الله ثقل ، وقد أمرني أن أصلي بالناس ، فقال له رجل من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وأنّى لك ذلك ، وأنت في جيش أسامة ، ولا والله - ما أعلم أحد بعث إليك ولا أمرك بالصلاة . . .

ثم خرجصلی الله علیه و آله وسلم معصوب الرأس يتمادى بين علي والفضل بن العباس (رضي الله عنهما) ورجلاه يجران في الأرض حتى دخل المسجد . . .

وتقدّم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجذب أبا بكر من ورائه ، فنحاه عن المحراب . . . ، وأقبل الناس ، فصلوا خلف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهو جالس ، وبلال يسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته . . .

ص: 213


1- انظر : ما ذكرناه عن نزهة الكرام ، الحديث الرابع

فقام صلی الله علیه و آله وسلم وهو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيها الناس ، إنّه قد جاءني من أمر ربي ما الناس إليه صائرون، وإنّى قد تركتكم على الحجّة الواضحة ليلها كنهارها ، فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل، أيها الناس ، إنه لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن، ولا أحرّم عليكم إلا ما حرم القرآن، وإنّي مخلف فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وهما الخليفتان فيكم، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فأسائلكم بماذا أخلفتموني فيهما ، ولأذيدن يومئذ رجالاً عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل، فيقول :رجلان: أنا فلان وأنا فلان فأقول : أما الأسماء فقد عرفت، ولكنكم ارتددتم من بعدي ، فسحقاً لكم سحقاً . . . » .(1)

وقد مرّ هذا الحديث مسنداً عن نزهة الكرام للرازي .(2)

الخامس : مرفوعاً إلى مسعدة ، قال : كنت عند الصادق علیه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى ظهره . . . ، إلى آخر ما أوردناه مسنداً عن كفاية الأثر للخزاز القمي ، فراجع .(3)

وقد مرّ هذا الحديث أيضاً بسند آخر عن أمالي الطوسي (4)، وبشارة المصطفى للطبري (5)، فراجع .

ص: 214


1- إرشاد القلوب 2 : 180 ، خبر حذيفة بن اليمان الله ، وهو خبر طويل أخذنا منه مورد الحاجة ، وعنه في البحار 28 : 86 ح 3 ، والدرجات الرفيعة : 307
2- انظر ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني .
3- إرشاد القلوب 2 : 298 ، في بعض قضايا أمير المؤمنين ، وراجع ما ذكرناه في كفاية الأثر ، الحديث السابع .
4- راجع ما أوردناه في أمالي الطوسي ، الحديث الثاني .
5- راجع ما أوردناه في بشارة المصطفى ، الحديث السابع

الحسن بن أبي الحسن الديلمي :

قال في بداية إرشاد القلوب : يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي . . . (1)

وقال في أعلام الدين في صفات المؤمنين : يقول العبد الفقير إلى رحمة الله وعفوه ، الحسن بن علي بن محمد بن الديلمي . . . (2)

وبهذا ينحسم الخلاف في اسم أبيه، بأنه علي المكنى بأبي الحسن .(3)

وأمّا عصره فقد ذكر السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في ترجمته للديلمي المعنونة ب_(مفرّج الكروب في ترجمة صاحب إرشاد القلوب والمطبوعة في الترجمة الفارسية لإرشاد القلوب ، ذكر وجود إجازة في ظهر أحمد نسخ (من لا يحضره الفقيه) من قبل المترجم له إلى تلميذه الشيخ محمد الجيلاني ، وأنه قد قرأ النسخة عليه، ويظهر منها أن من شيوخ المترجم له والده والشيخ السعيد الشهيد الأول المتوفّى (786 ه) ، وفخر المحققين ابن العلّامة الحلّى (ت 771 ه) ، ومن هذا يظهر أنّه كان معاصراً للشهيد الأوّل ، أو متأخراً عنه بقليل ، أي : أنّه من أعلام القرن الثامن ، وقد يكون عاش إلى أوائل القرن التاسع ، حيث نقل عنه الشيخ ابن فهد الحلّى (ت) 841 ه) في كتابه عدّة الداعي .(4)

قال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة نقلاً عن الديلمي في كتابه

ص: 215


1- إرشاد القلوب 1 : 41 ، مقدّمة المؤلّف
2- أعلام الدين : 97
3- انظر : أعيان الشيعة 5 : 250 ، رياض العلماء 1 : 338 ، أمل الآمل 3 : 77 [211] ، وغيرها ، وانظر مقدمة إرشاد القلوب ، ومقدّمة أعلام الدين .
4- مفرّج الكروب في ترجمة صاحب إرشاد القلوب (فارسي) (المطبوعة في أوّل الترجمة الفارسية للإرشاد)

غرر الأخبار وفي كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد . . . ، وقال أيضاً بعد ذكر ما جرى من بني أمية ، ثم بني العباس على المسلمين ، بتأثير اختلاف ملوك المسلمين شرقاً وغرباً في ضعف الإسلام وتقوية الكفار ، إلى قوله : فالكفّار اليوم دون المائة سنة قد أباحوا المسلمين قتلاً ونهباً ، قال الطهراني : فيظهر منه أنّه بعد مائة سنة من انقراض بني العباس في 656 ه .(1)

أقول : وهذا يضعف القول بوصوله إلى المائة التاسعة ، فإنّه يظهر أنه كان في منتصف المائة الثامنة كبيراً صاحب تأليف منها غرر الأخبار .

وقد نقل في الجزء الأوّل من إرشاد القلوب عن كتاب ورام (ت 605 ه) ، فيكون متأخراً عنه (2)، وذكر حاجي خليفة في هدية العارفين أنّه كان حيّاً سنة ( 760 ه) .(3)

فقول صاحب الرياض من أنّه كان من المتقدمين على الشيخ المفيد وأضرابه (4)غير صحيح ، وما قاله من أن الكراجكي (ت 449ه) قد نسب في كنز الفوائد كتاب التفسير إلى الحسن بن أبي الحسن الديلمي (5)، لم نجد له أثراً في المطبوع من كنز الفوائد، وإن كان صاحب تأويل الأيات الطاهرة قد ذكر مثل هذا التفسير في عدة مواضع من كتابه ، ولكنّه من أعلام القرن العاشر الهجري .

وأما قوله : قد رأيت في كتب من تقدم على العلّامة بكثير روايته عن

ص: 216


1- الذريعة 16 : 36 [156]، وانظر : روضات الجنّات 2 : 291 ، أعيان الشيعة 5 : 250 .
2- إرشاد القلوب 1 : 330 ، الباب الثاني والخمسون ، و 1 : 353 ، الباب الثالث و الخمسون .
3- هديّة العارفين المطبوع مع كشف الظنون 5 : 237 .
4- رياض العلماء 1 : 338 .
5- رياض العلماء 1 : 339

كتاب الحسن بن أبي الحسن الديلمي هذا ، ومنهم ابن شهر آشوب في المناقب وابن جنّي في البحث (1)، فلم نعثر على شيء من ذلك في كتاب المناقب، واستبعد محقق كتاب الديلمي الآخر (أعلام الدين في صفات المؤمنين) أن ينقل ابن جنّي ، وهو العالم اللغوي النحوي عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي .(2)

كتاب إرشاد القلوب :

ذكره المجلسي (ت 1111 ه) في مصادر البحار، وأنّه للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد (3)الديلمي (4)، وقال في الفصل الثاني : وكتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل على أخبار متينة غريبة .(5)

وذكره الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في ضمن الكتب المعتمدة لديه في الوسائل .(6)

وقد نص عدّة محققين على أنه مجلدان :

قال صاحب الذريعة والإرشاد هذا في مجلدين، أولهما في المواعظ ، وقد طبع في إيران مكرّراً، وثانيهما: في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام ، طبع مرّة بإيران سنة 1318 ، وأخرى في النجف بالمطبعة العلوية سنة 1342 ، ونسخة مخطوطة توجد في خزانة سيدنا العلّامة

ص: 217


1- رياض العلماء 1 : 340 .
2- أعلام الدين : 16 ، مقدمة التحقيق
3- قد مرّ سابقاً أنّ اسم أبيه علي .
4- البحار 1 : 16 .
5- البحار 1: 33
6- خاتمة الوسائل 30 : 17 [48] ، الفائدة الرابعة .

الحسن صدر الدين عليها خط الشيخ الحرّ بتملكها سنة 1083 ثمّ وهبها لولده الشيخ محمد رضا، وكتب ذلك الشيخ محمد رضا أيضاً بخطه وتوجد نسخة أخرى في المكتبة الحسينية في النجف محتوية على كلا الجزءين بخط واحد ، وقد ملكها الشيخ محمد صالح بن علي الجزي القهباني سنة 1024 ، وهي من موقوفات الحاج مولى سميع الإصفهاني .(1)

وقال الشيخ الحرّ في أمل الآمل : الحسن بن محمد الديلمي كان فاضلاً محدّثاً صالحاً ، له كتاب إرشاد القلوب ، مجلدان .(2)

ونقل المجلسي عن المجلد الثاني في عدة مواضع من البحار .(3)

ولكن في نسبة المجلد الثاني إليه كلام ، قال صاحب الرياض : ولعلّه لم يكن ما رأيته المجلد الثاني منه إلى أن قال : وبالجملة المجلد الثاني من كتاب إرشاده بهراة (4)كثيراً ما يشتبه الحال فيه ، بل لا يعلم الأكثر أنه المجلد الثاني من ذلك الكتاب .(5)

وقال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : له كتب ومصنفات منها كتاب (إرشاد القلوب) في مجلدين، رأيت منه نسخاً كثيرة، وينقل عنه صاحب الوسائل والبحار كثيراً معتمدين عليه ، إلا أن في كون المجلد الثانى منه المخصوص بأخبار المناقب تصنيفاً له ، أو جزواً من الكتاب نظراً بيناً ، حيث إن وضعه - كما استفيد لنا من خطبته - على خمس وخمسين باباً كلّها في الحكم والمواعظ ، فبتمام المجلد الأول تتصرّم عدة الأبواب ، مضافاً إلى أن في الثاني توجد نقل أبيات في المناقب عن الحافظ رجب رجب البرسي ، مع

ص: 218


1- الذريعة 1 : 517 [2527]
2- أمل الآمل 2 : 77[211] .
3- انظر مثلاً : البحار 30 : 347 ، ح 164 ، و 75 : 351 ، ح 60 .
4- ذكر قبل هذا بأسطر أنه رأى المجلد الثاني بهراة .
5- رياض العلماء 1 : 339 ،

أنه من علماء المائة التاسعة .(1)

وقال الأمين (ت 1371 ه) في الأعيان - بعد أن أشار إلى ما قاله صاحب الرياض وصاحب روضات الجنّات - ويرشد إليه ما ستعرف من اسمه الدال على أنه في المواعظ خاصة ، ثمّ قال : وقد عرفت قال : وقد عرفت الشك في أن الجزء الثاني من تأليفه .(2)

ورد محقق كتاب (أعلام الدين) وهو للديلمي أيضاً في مقدمته ، كلام صاحب الرياض وصاحب الروضات، بأنه يندفع ، إذا عرفنا أن عدة الأبواب قبل الجزء الثاني أربعة وخمسين باباً - على ما في النسخة المطبوعة من الكتاب - وأن الجزء الثاني بمثابة الباب الخامس والخمسين من الكتاب ، وفي نهاية الجزء الأوّل من الكتاب ما لفظه : تمّ الجزء الأوّل من کتاب إرشاد القلوب . . . ، ويليه الجزء الثاني الباب الخامس والخمسون والأخير ، وفيه فضائل على ومناقبه وغزواته .(3)

أقول : ولكنه اعتمد على الطبعة غير المحققة من الكتاب وبمراجعة الطبعة المحققة من قبل السيد هاشم الميلاني يظهر لك أن أبواب الجزء الأوّل خمس وخمسون باباً ، وما نقله من كلام في آخره لا لا وجود وجود له .(4)

ثم قال : وأما قوله (أي : صاحب الروضات) : كلّها في الحكم والمواعظ ، فلم نجد في خطبة الكتاب ما يدلّ على هذه الكلية .

وأما ما فى الأعيان من الاسترشاد باسم الكتاب على أنه في المواعظ خاصة مندفع أيضاً ، إذ إن اسم الكتاب هو (إرشاد القلوب إلى الصواب

ص: 219


1- روضات الجنات 2 : 291 [201]
2- أعيان الشيعة 5 : 250
3- أعلام الدين : 23 ، مقدّمة التحقيق ، وانظر إرشاد القلوب مقدمة التحقيق.
4- انظر : إرشاد القلوب المحقق .

المنجي من عمل به من أليم (العقاب لا يوحي كونه من المواعظ خاصة ، وأن ما في الجزء الثاني من الكتاب يندرج تحت هذا العنوان ؛ لأن التذكير بفضائل أمير المؤمنين علیه السلام من فواضل الأمور، أليس هو المحجة البيضاء والصراط المستقيم ؟! أليس حبّه جنّة من النار، وأماناً من العذاب؟ وهل نجاة ترجى بدون التمسك بولايته علیه السلام ؟؟ (1)

ووافقه عليه محقق كتاب إرشاد القلوب السيد هاشم الميلاني .(2)

أقول : قال الديلمي في مقدّمة إرشاد القلوب : أما بعد، فإنّه لمّا استولى سلطان الشهوة والغضب على الآدميين ، ومحبّة كلّ منهم لنفسه واشتغاله عن آخرته ورمسه، عملت هذا الكتاب وسمّيته ب_(إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي من عمل به من أليم العقاب) ، ثم أورد آيات كثيرة كلها في الإنذار والتخويف والعقاب والموعظة وما يصبّ مصبّ ذلك ، ولم يورد أي آية في الحثّ على التمسك بأهل البيت علیهم السلام ، أو نازلة بشأنهم أو أي معنى يرتبط بفضائلهم ومقاماتهم.

ثم قال : والآيات في ذلك كثيرة ، يعتبر بها ويتفكر فيها من أسعده الله تعالى بالذكر ، وأيقظه بالتبصرة ، ولم يخلد إلى الأماني والكلام به ، فإن قوماً غرتهم أماني المغفرة والعفو ، خرجوا من الدنيا بغير زاد مبلغ ، ولا عمل نافع ، فخسرت تجارتهم ، وبارت صفقتهم ، وبدأ لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، فلنسأل من الله توفيقاً وتسديداً يوقظنا يوقظنا به من الغفلة ، و ، ويرشدنا إلى طريق الهدى والرشاد .

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه أبو محمد الحسن بن أبى الحسن بن محمد الديلمي، جامع هذه الآيات من الذكر الحكيم : إنّما

ص: 220


1- أعلام الدين 1 : 23 ، مقدّمة المحقق .
2- إرشاد القلوب 1 : 16 ، مقدّمة المحقق

بدأت بالموعظة من كتاب الله تعالى ؛ لأنّه أحسن الذكر وأبلغ الموعظة ، وسأتبعه إن شاء الله بكلام عن سيّدنا ومولانا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المؤيد

بالوحي ، ثم قال كلاماً وأتى بروايات لا تخرج عن مؤدى الآيات التي ذكرها، ثم قال: وأتبع ذلك بكلام أهل بيته علیهم السلام ومن تابعهم من الصالحين .(1)

ومن كلامه هذا يظهر جلياً موضوع الكتاب ومضمونه ، وأنه المواعظ خاصة ، وهذا جارٍ في كلّ مقدّمة يكتبها أي مصنف لكتاب، فهو يشير بشكل كلّي إلى ما في كتابه ، وغايته منه ، ولا يقيده ويستثني منه ما لم يذكره ، ومالم يأتِ به في كتابه ، فإن ذلك مفهوم للجميع ، وكلامه هذا في مقدّمته يكون قرينة على مراده من العنوان، وإن أمكن إدخال عدة مواضيع أخرى بالتأويل والتقريب وذكر مخارج للكلام ، فمن الممكن أن نقول : إنّ ذكر فضائل النبي صلی الله علیه و آله وسلم علية والزهراء علیها السلام وبقية الأئمة علیهم السلام أيضاً ينجي من العقاب ، وإن إثبات إمامتهم الله من أهم المسائل التي تنجي العبد ، بل إن كل علم الكلام منجي من العقاب، وهكذا ، وهذا واضح لمن تأمل في كلامه ؛ وعنوان كتابه .

ويوجد في الجزء الثاني من الطبعة غير المحققة بعد حديث عن الشيخ المفيد مرفوعاً إلى سليم بن قيس الهلالي ، هذه الجملة : وذكره المجلسي في لمجلد التاسع من التاسع من كتاب بحار الأنوار، والسيد البحراني في كتاب مدينة المعاجز بتغيير ،ما ، فمن أراده فليراجعهما .(2)

وهذه الجملة أو جدت إشكالاً بالنسبة إلى تحديد عصر المؤلّف ، فإنّه أوجدت يظهر منها أنّه متأخّر عن المجلسي (ت 1111 ه) وعن السيد هاشم

ص: 221


1- إرشاد القلوب 1 : 27 ، مقدّمة المؤلّف
2- إرشاد القلوب (طبعة مؤسسة الأعلمي غير المحققة) 2 : 265 .

البحراني (ت 1107 أو 1109 ه) ، وقد أجاب عنها محقق الكتاب السيد هاشم الميلاني ، بقوله : فنحن نجزم بعدم كون هذه الجملة من أصل الكتاب ؛ لعدم ورودها في النسخ التي اعتمدنا عليها في تحقيق الكتاب .(1)

وقد تتخذ هذه الجملة كدليل على عدم كون الجزء الثاني للمؤلّف ولكن الصحيح أنه لا دلالة فيها على ذلك، بعد أن عرفنا أنّه لا توجد في النسخ المخطوطة، إضافة إلى ما مر من كلام صاحب الذريعة بعد أن ذكر أن الكتاب متكون من جزءين من أنّه رأى خط بتملك الشيخ الحرّ لها سنة 1083 ه ، ووجود نسخة تحتوي على كلا الجزءين مالكها الشيخ محمّد صالح أبن علي الجزي القهباني سنة 1024 ه .

وما مضى من تصريح الشيخ الحرّ في أمل الآمل من أنه مجلدان، وما ذكرنا من أن المجلسي قد نقل من الجزء الثاني في عدة موارد في كتابه البحار .

ولكن بقي هناك شيء يشكك في نسبة الجزء الثاني إلى المؤلّف، وهو ما قاله صاحب الروضات من وجود أبيات في المناقب عن الحافظ البرسي في هذا الجزء ، مع أنّه من علماء المائة التاسعة .

وأجاب عنه محقق الكتاب ، بقوله : إن ما ذكره السيد الخوانساري من إيراد أبيات للحافظ رجب البرسي ، فإنّها جاءت في ابتداء الجزء الثاني ، ومعها عدة أحاديث ، ثم بعد تمامها يبدأ الكتاب ، هكذا : بسم الله الرحمن الرحيم ، روي عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : «الأخي علي بن أبي طالب علیه السلام فضائل لا تحصى كثرة . . . » فيحتمل أن تكون هذه الأشعار من زيادة النسّاخ ، مضافاً إلى أنّها لم ترد في النسخة المطبوعة في منشورات الشريف الرضي (2)، بل

ص: 222


1- إرشاد القلوب 1 : 16 ، لمحة من حياة المؤلّف
2- وكذا النسخة المطبوعة من منشورات مؤسسة الأعلمي .

ذكر الناشر عدة أبيات للحافظ البرسي في نهاية الكتاب .(1)

أقول : ولكن المشكلة لا تحلّ ،بعد ، ولعل ، ومن المحتمل ، فإنّه محتمل أيضاً أن تكون هذه الأبيات والأحاديث التي معها مقدّمة للجزء الثاني ، كتبها مؤلّفه المجهول، وأن الجزء الثاني كتاب مستقل ، ثمّ متى كان الاعتماد على النسخة المطبوعة غير المحققة ، نعم يظهر للمتأمل في هذه المقدّمة أنها غير منسقة ومرتبة ، بل الأظهر أن الكلام فيها ناقصاً ، ثم يبدأ الكلام بعدها مباشرة، هكذا (باب : في فضائله عليه السلام ، بسم الرحمن الرحيم) ولم يذكر بالصراحة فضائل من!؟ وإنما عرفنا أنها فضائل أمير المؤمنين من خلال مضمون الكتاب، وهو ما يوحي بأن هناك كلاماً قبل هذا لا يوجد في النسخ المخطوطة

إضافة إلى أن ما جاء في مقدمة الجزء الثاني من روايات سردت بكيفية مماثلة إلى ما موجود من الروايات في أبواب هذا الجزء ، وذلك بقوله في بداية أغلبها : مرفوعاً إلى ... ثم يذكر الإمام الذي رويت عنه ، وهو مخالف للكيفية التي جاءت بها الروايات في الجزء الأوّل ، فإنّ أغلبها تبدأ بذكر اسم الإمام الذي رويت عنه مباشرة ، أو عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله مباشرة ، بقوله : «قال : . . . » ، وقد نبه المؤلّف على ذلك مقدمة الجزء الأوّل ، وقال : وأنا أذكر إن شاء الله من ذلك ما تيسر إيراده بحذف الأسانيد ؛ لشهرتها في كتب أسانيدها .(2)

كما أن أسلوب المؤلّف في الجزءين يختلف تماماً ، فإنّه لم يذكر في الجزء الثاني أي عبارة تدلّ على كونه هو المؤلّف، المؤلف ، مع أنه ذكر ذلك في الجزء الأول في عدة مواضع، كما أشرنا إلى أحدها في مقدمة الترجمة،

ص: 223


1- إرشاد القلوب 1 : 16 ، لمحة من حياة المؤلّف ، وانظر أوّل الجزء الثاني منه .
2- إرشاد القلوب 1 : 42 ، مقدمة المؤلّف

وكذا فعل في كتابه أعلام الدين ، وقد أشرنا إليه أيضاً .(1)

أَن شخصيّة المؤلّف ونفسيته الأخلاقية والعرفانية ألقت بظلالها على الجزء الأول ، فإنّه ملأه بمواعظه وتعليقاته ، وكلامه بأسلوبه الأخلاقي بعد الروايات كلّما وجد مناسبة لذلك، بينما الجزء الثاني يخلو تماماً مثل هذه التعليقات ، مع ما موجود من مناسبات كثيرة يجدها المطالع لهذا الجزء في رواياته .

وأخيراً فإن قول محقق الكتاب السيد هاشم الميلاني من أن اعتراف الشيخ الحرّ بأنّه مجلدان، واعتماد المجلسي والبحراني على الجزء الثاني لا يبقي مجالاً للتشكيك في أن المجلد الثاني من كتاب إرشاد القلوب للديلمي أم لغيره (2)، ليس واضحاً ، فلا دلالة هناك لقول الشيخ الحرّ أو اعتماد المجلسي والبحراني على أن الجزء الثاني هو للديلمي ، فإنّهم فقط وجدوا الكتاب منسوباً للديلمي ، ولم يذكروا أي إشارة أو قرينة، فضلاً عن دليل بأنه له .

ص: 224


1- أشار إلى ذلك محقق كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين : 24 ، مقدّمة التحقيق
2- إرشاد القلوب 1 : 17 ، لمحة من حياة المؤلف .
(105) كتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين

الحديث :

وقال أمير المؤمنين علیه السلام : إنّ من أحب عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه .... أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيين صلی الله علیه و آله وسلم : إنه يموت من يموت منا وليس ،بميت، ويبلى من بلي وليس ببال، فلا تقولوا ما لا تعرفون ، فإن أكثر الحقِّ فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجة لكم عليه ، وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان . . . » .(1)

وقد مضى هذا الحديث عن نهج البلاغة ، فراجع .

كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين :

جاء في أوّل الكتاب : يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه الحسن بن أبي الحسن الديلمي أعانه الله على طاعته ، إلى أن قال : فأوّل ما أبدأ به ذكر المعارف بالله تعالى وبرسوله صلی الله علیه و آله وسلم وحججه من بعده ، وما يجوز عليه وعليهم وما لا يجوز، ثم أثنى بذكر فضل العالم والعلوم، وما يتبع ذلك من العلوم الدينية والآداب الدنيائية ، ولم ألتزم ذكر سندها ، لشهرتها عند العلماء في كتبها المصنفة المروية عن مشايخنا - رحمهم الله تعالى

ص: 225


1- أعلام الدين : 128 .

وأحلت في ذلك على كتبهم وأسانيدهم ، إلا ما شذ عنّي من ذلك فلم أذكر إلّا فض القول .

وسميت هذا الكتاب (كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين وكنز علوم العارفين) .(1)

وجاء على الصفحة الأولى من النسخة ، هكذا : كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين وكنز علوم العارفين، تصنيف الشيخ الأوحد العالم العامل العارف الزاهد العابد الورع الفقيه أمين الدين تاج الإسلام أبي محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي، رفع الله في الدارين قدره، وأطال في التأييد ،عمره ، وختم بالصالحات أمره،وحشره مع مواليه المصطفين محمد وآله الأخيار الأبرار .(2)

ويظهر من عبارة (وأطال في التأييد عمره) أنه كان حيّاً في زمن كتابة النسخة ، وجاء في آخرها : ووافق الفراغ من إكماله يوم الجمعة منتصف ربيع الآخر المبارك . . . الهلالية ، بصره (3)من أوله إلى آخره أضعف عباد الله وأحوجهم محمّد بن عبد الحسين . . . أبو منصور المؤذن بالحرم الشريف الغروي . . . ، وذلك من سنة 3 ك(4)وسبعمائة .(5)

ومن تاريخ الفراغ يظهر أن عصر المصنف كان في القرن الثامن كما ذكرنا ذلك سابقاً .

ص: 226


1- أعلام الدين : 33 ، مقدمة المؤلّف
2- أعلام الدين : 30 ، مقدّمة التحقيق ، وانظر صورة للورقة الأولى ررة للورقة الأولى بعد مقدّمة التحقيق
3- كذا في المطبوع .
4- كذا في المطبوع .
5- أعلام الدين : 467 ، وانظر صورة للورقة الأخيرة من النسخة في أول الكتاب .

ثمّ إنّ المجلسي (ت 1111 ه) أدخله في مصادر البحار (1)، وقال في فصل توثيق المصادر : وكتابا أعلام الدين وغرر الأخبار نقلنا منهما قليلاً من الأخبار ؛ لكون أكثر أخبارهما مذكورة في الكتب التي هي أوثق منهما ، وإن كان يظهر من الجميع ونقل الأكابر عنهما : جلالة مؤلّفهما .(2)

ونسبه إليه أيضاً الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات (3)، والشيخ عباس القمي (ت 1359 ه) في الكنى والألقاب (4)، وإسماعيل باشا (ت 1339 ه) في إيضاح المكنون (5)، وحاجي خليفة (ت 1067 ه) في هدية العارفين (6)، والسيد الأمين (ت 1371 ه) في أعيان الشيعة .(7)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : أعلام الدين في صفات المؤمنين للشيخ أبي محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي صاحب إرشاد القلوب ، ثمّ قال : والأعلام هذا من مآخذ بحار الأنوار كما ذكره العلّامة المجلسي في أوّله ، وينقل عنه فيه ، وكذا ينقل عنه الأمير محمد أشرف في فضائل السادات ، مطبوع .(8)

وقد طبع الكتاب بتوسط مؤسسة أهل البيت علیهم السلام لإحياء التراث على النسخة التي أشرنا إليها آنفاً أشرنا إليها آنفاً وهي الموجودة في المكتبة الرضوية في مشهد برقم (381) .

ص: 227


1- البحار 1 : 16 .
2- البحار 1 : 33
3- روضات الجنّات 2 : 292.
4- الكنى والألقاب 2 : 238 .
5- إيضاح المكنون (المطبوع مع كشف الظنون) 3: 66 .
6- هديّة العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 5 : 237
7- أعيان الشيعة 5 : 251
8- الذريعة 2 : 238 [949]

ص: 228

القرن التاسع الهجري

اشارة

حديث الثقلين عند الاما الإماميّة (الاثنى عشريّة)

ص: 229

ص: 230

(106) كتاب : مشارق أنوار اليقين فى أسرار أمير المؤمنين للحافظ رجب البرسى (كان حيّاً سنة 813 ه)

الحديث :

الأول : ومن ذلك ما رواه ابن عباس ، قال : خطب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال : «يا معاشر الناس، إن الله أوحى إلي أني مقبوض (1)، وأن ابن عني هو أخي ووصيّي وولي الله وخليفتي والمبلّغ عنّي ، وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين، إن استر شد تموه أرشدكم وإن تبعتموه نجوتم، وإن أطعتموه فالله أطعتم، وإن عصيتموه فالله عصيتم، وإن بايعتموه فالله بايعتم، وإن نكتتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إن الله عز وجل نزل القرآن وعليّ سفيره ، فمن خالف القرآن ،ضل، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ زلّ ، معاشر الناس، ألا إن أهل بيتي خاصتي وقرابتي وأولادي وذرّيّتي ولحمي ودمي ووديعتي، وإنّكم مجموعون غداً ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن نصرهم فقد نصرني ، ومن أعزّهم فقد أعزّني، ومن طلب الهدى من غيرهم فقد كذبني ، فاتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون غداً ،

ص: 231


1- الظاهر أنّ هنا سقط يظهر من مراجعة رواية الأمالي ، وهو : «وإن ابن عمي علي مقتول ، وإنّي - أيها الناس - أخبركم خبراً ، إن عملتم به سلمتم ، وإن تركتموه هلكتم ، إن ابن عمّي عليّاً هو أخي . . .»

فإنّي خصم لمن خصمهم ، ومن كنت خصمه فالويل له» .(1)

ومرّ مثله عن أمالي الصدوق، وبشارة المصطفى ، ونور الهدى (2)وأوردناه هنا لكثرة الاختلاف .

الثانى : قال : وذلك لأن الكتاب والعترة حبلان متصلان ، وإليه الإشارة بقوله : «خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(3)

الثالث : قال : وإليه الإشارة بقوله : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حيلان متصلان إن تمسكتم بهما لن تضلوا» .

فقد أوجب لأهل البيت من التشريف والتعظيم ما أوجب للكتاب الكريم ، ودلّنا على أن التمسك بالكتاب والعترة نجاة ، فقال : عترتي ، ولم يقل : أصحابي ، فجعل مقام الآل مقام الكتاب . . . ، وخبر الثقلين عليه الإجماع .(4)

رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي (الحافظ البرسي) :

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : الشيخ رجب الحافظ البرسي ، كان فاضلاً محدثاً شاعراً منشئاً أديباً ، له كتاب مشارق أنوار اليقين . . .

ص: 232


1- مشارق أنوار اليقين : 52 ، وعنه الفيض الكاشاني في نوادر الأخبار : 142 ، ح 20 ، باب : من ورد عليه النصر بالإمامة والوصية
2- أنظر ما أوردناه عن أمالي الصدوق، الحديث الأول ، وبشارة المصطفى ، الحديث الثاني، ونور الهدى، الحديث الثاني .
3- مشارق أنوار اليقين : 144 ، وعنه في البحار 23 : 153 ، ح 118 .
4- مشارق أنوار اليقين : 203 .

وفي كتابه إفراط ، وربّما نسب إلى الغلو وأورد لنفسه فيه أشعاراً جيدة .(1)

وقال عنه العلّامة المجلسي (ت 1111ه) : ولا أعتمد على ما يتفرّد بنقله ؛ لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع .(2)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ الحافظ الفاضل رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي مولداً، والحلي محتداً، الفقيه المحدّث الصوفي المعروف .

وقال أيضاً : ولم أجد له إلى الآن مشائخ معروفة من أصحابنا، ولم أعلم أنّه عند مَن قرأ .

وقال : أقول : يظهر من بعض نسخ مشارق الأنوار المذكور أنّه ألفه ثلاث عشر وثمانمائة ، وقال أيضاً : ثم أقول : التأمل والفحص والبحث في مؤلّفاته يورث ما أفاده الأستاد الاستناد آية الله تعالى والشيخ المعاصر من الغلو والارتفاع، ولكن لا بمرتبة الإلوهية ونحوها .(3)

وفي روضات الجنّات : وكان رحمة الله عليه من علماء أواخر المائة الثامنة ، أم أوائل مائة بعدها . . . ، ثم إن صاحب الروضات الخوانساري سوّد أسطر كثيرة في نسبته إلى الغلو، ومشابهة كلماته لكلمات المغيرية والخطابية وذمّ من قلّده ، أو نهج طريقه، وزاد عليه من الشيخية والبابية والبهائية .(4)

ص: 233


1- أمل الآمل 2 : 117 [327] ، وانظر : تنقیح المقال 1 : 429 ، قاموس الرجال 4 : 360 [2852]
2- البحار 1 : 10
3- رياض العلماء 2 : 304 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 58 ، الكنى والألقاب 2 : 166
4- روضات الجنات 3 : 337 [302]

وقال السيد الأمين (ت 1371 ه) : كان حيّاً سنة ،813 ، وتوفّى قريباً من هذا التاريخ ، ثمّ قال : ويعلم ممّا سننقله من بعض كلماته وأسماء مؤلفاته ومضامين كتبه وما نسب إليها أنه كان مولعاً بالتسجيع ، وفي طبعه شذوذ ، وفي مؤلّفاته خبط وخلط وشيء من المغالاة لا موجب له ولا داعي إليه ، وفيه شيء من الضرر، وإن أمكن أن يكون له محمل صحيح . . . ،وأن مؤلّفاته ليس فيها كثير نفع وفي بعضها ضرر، ولله في خلقه شؤون، سامحه الله وإيانا .(1)

وعليه يظهر من مجموع كلمات علمائنا أنّهم نسبوه إلى الغلو، فلاحظ.

کتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين :

وهو مشهور النسبة إلى الحافظ البرسي حتى أصبح يعرف به ، قال المصنف في أوّل رسالة كتبها في عقيدته : وبعد ، فيقول المخلوق من الماء المهين العبد الفقير المسكين المستكين المؤمن بوحدانية رب العالمين. . . . ، رجب الحافظ ، صان الله إيمانه وأعطاه في الدارين أمانه : هذه رسالة في أصول الكتاب سمّيتها (لوامع أنوار التمجيد، وجوامع أسرار التوحيد أودعتها ديني واعتقادي، وجعلتها زادي ليوم معادي، قدمتها لوجوب تقديم التوحيد على سائر العلوم، وأتبعتها كتاباً سمّيته مشارق أنوار اليقين في إظهار أسرار حقائق أمير المؤمنين) فكان هذا الكتاب الشريف ، جامعاً لحقائق أسرار التوحيد ، والنبوّة والولاية . . .

ثم أورد الرسالة ، ثم قال في أول كتاب (مشارق الأنوار) بعد الحمد والصلاة :

ص: 234


1- أعيان الشيعة 6 : 465 .

وبعد ، يقول الواثق بالفرد الصمد ، (رجب الحافظ البرسي) أعاده الله من الحسد الحسد . . . ، ثم أخذ في ملامة من عذله ولامه ، والذي يفهم منه وقوف الفقهاء في عصره ضدّه وتعريضه بهم تعريضاً خفيفاً؛ بأنه لا يلزم من معرفة علم واحد الإحاطة بسائر العلوم.

إلى أن قال : فوجب علي تنزيهاً للدين عن ظن الملحدين ، وشك الجاحدين، واعتذاراً إلى المؤمنين، بحكم من صنف ، فقد استهدف ، أن أورد في هذه الرسالة لمعة من خفي الأسرار، ومكنون الآثار . . . إلى آخره .(1)

وقال أيضاً : وقد تجاسرت وأوردت في هذه الرسالة لمعة من حقائق الأسرار ، تسرّ المؤمن التقي ، وتضر المنافق الشقي ، وسمّيتها (مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين) .(2)

وقد نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، وقال : وفي كتابه إفراط ، وربّما نسب إلى الغلو ، وأورد لنفسه فيه أشعاراً جيّدة (3)، ومع ذلك أدخله في مصادر إثبات الهداة (4)، ولكن ليس للاعتماد عليه، بل عامله كمعاملة المجلسي (ت 1111 ه) ، فقد جعله أحد مصادر كتابه البحار أيضاً، ولكنّه قال : وكتاب مشارق الأنوار ، وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي ، ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله ؛ لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع، وإنما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة .(5)

ص: 235


1- مشارق أنوار اليقين : 5 - 18 .
2- مشارق أنوار اليقين : 27 .
3- أمل الآمل 2 : 117 [327] .
4- إثبات الهداة 1 : 27 .
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب

وقال عنه الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه): صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور وغيره .(1)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة: مشارق أنوار اليقين في حقائق (كشف) أسرار أمير المؤمنين ، للشيخ الأجل الحافظ البرسي الحلي ، إلى أن قال :

ورأيت نسخة منه بخط جلال الدين بن محمّد كتبها في كاشان في محاق ذي القعدة ،1088 ، ولكن بينها وبين المطبوع اختلافات كثيرة ، وزيادات كثيرة ، واختلافات في العبارة، بحيث يعد كتابين ، وقد اشترى تلك النسخة الشيخ محمد السماوي بالنجف .(2)

ثمّ إن الحرّ العاملي ذكر في أمل الأمل أن المؤلّف ذكر فيه أن بين ولادة المهدي علیه السلام وبين تأليف ذلك الكتاب خمسمائة وثمانية عشر سنة (3)، وأضاف العلّامة الطهراني : ولما كانت الولادة 255 فيصير المجموع سبعمائة وثلاث وسبعين من الهجرة (4). ولكني لم أجد التاريخ في المطبوع ، مع أنه قد مرّ عن صاحب الرياض أنّه ألفه سنة ثلاث عشر وثمانمائة ، كما يظهر من بعض النسخ (5)، وهو الأنسب لعصر وعمر المؤلّف .

ص: 236


1- رياض العلماء 2 : 304 ، وانظر: روضات الجنات 3 : 338
2- الذريعة 21 : 34 [3826] .
3- أمل الآمل 2 : 118 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 58 ، والذريعة 21 : 34 [3826]
5- رياض العلماء 2 : 307 .

(107) کتاب : نضد القواعد الفقهية لجمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي (ت 826 ه)

الحديث :

قال في تقسيمه للسنة : فأمّا السنّة فهي إما نبوية ودليل حجيتها الكتاب ، نحو . . .

وإما إمامية ودليل حجيتها قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» .(1)

المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد السيوري الحلّي الأسدي :

قال في حقه تلميذه الشيخ حسن بن راشد كما هو موجود في آخر نسخة من قواعد الشهيد : توفّي شيخنا الإمام العلامة الأعظم أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري - نصر الله وجهه - بالمشهد المقدس الغروي على مشرّفه أفضل الصلوات وأكمل التحيات ، ضاحي نهار الأحد السادس والعشرين من شهر جمادي الآخرة سنة 826 ، ودفن بمقابر المشهد المذكور ، وكان - بيض الله غرّته - رجلاً جميلاً من الرجال، جهوري الصوت ، ذرب اللسان، مفوّهاً في المقال، متفنّناً في علوم كثيرة، فقيهاً

ص: 237


1- نضد القواعد الفقهيّة : 12 ، مقدّمة المؤلّف ، القاعدة الرابعة .

متكلّماً أصوليّاً نحويّاً منطقياً ، صنف وأجاد ، ثم ذكر كتبه .(1)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ جمال الدين المقداد بن عبد الله محمد بن بن الحسين بن محمد السيوري الحلي الأسدي ، كان عالماً فاضلاً متكلّماً محققاً مدققاً ، له كتب .

ثم قال : يروي عن الشهيد محمّد بن مكي العاملي .(2)

أقول : هو من أجلاء تلامذة الشهيد الأول ، وهو الذي نقل عن خطه السيد عز الدين حمزة بن محسن الحسيني قصة استشهاد الشهيد الأول ، ووصفه ب_(شيخنا المرحوم المغفور العالم العامل أبي عبد الله المقداد السيوري) .(3)

قال السيّد الموسوي الخوانساري (ت 1313 ه) : وأقول : هو الذي يعبر عنه في فقهيات متأخري أصحابنا بالفاضل السيوري .(4)

كتاب نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإمامية :

قال المصنف في أوّل كتابه : وكان شيخنا الشهيد قد كتاباً جمع يشمل على قواعد وفوائد في الفقه ، تأنيساً للطلبة بكيفية استخراج المعقول من المنقول ، وتدريباً لهم في اقتناص الفروع من الأصول، لكنّه غير مرتب ترتيباً يحصله كل طالب علیه السلام ، وينتهز فرصه كلّ راغب ، فصرفت عنان العزم إلى

ص: 238


1- روضات الجنّات :7 174 ، الهامش (1) ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 139 .
2- أمل الآمل 2 : 325 [1002] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 172 [69 ، رياض العلماء 216:5
3- البحار 107 : 184.
4- روضات الجنّات 7: 171 [622] ، وانظر : بهجة الأمال 7: 90 ، ،90 تنقيح المقال :3: 245 ، الكنى والألقاب 3 : 10 ، أعيان الشيعة 10 : 134 ، الأعلام 7 : 282

ترتيبه وتهذيبه وتقريبه، وسمّيته «نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإمامية» وما توفيقي إلا بالله وعليه توكلت وإليه أنيب .(1)

فكتابه ترتيب لقواعد أستاذه الشهيد كما قرأت تصريحه في بذلك أنفاً .

وجاء في آخره : وكتب المقداد بن عبد الله بن محمد بن حسين السيوري عفا الله عنه ، ربّ اختم بخير .(2)

قال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : وله كتاب نضد القواعد في ترتيب القواعد الشهيدي ، وأضاف إليه فوائد أخرى جليلة، رأيته مشهد الرضا عند بعضهم ، وفي اردبيل وتبريز وفي طهران عند ميرزا إبراهيم شيخ الإسلام بتلك الناحية ، والظاهر أنه كان بخط المؤلّف .(3)

وقال الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات : وكتاب آخر سمّاه (نضد القواعد) بديع في وضعه ، رتب فيه قواعد شيخه الشهيد على ترتيب هو لأبواب الفقه والأصول من غير زيادة شيء على أصل ذلك الكتاب ، غير ما رسمه في مسألة القسمة منه ، فليلاحظ ، ثمّ نقل عبارة الفاضل المقداد في أوّل النضد .(4)

وقال العلّامة الطهراني : (نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإمامية) لمقداد بن عبد الله بن محمد السيوري ، إلى أن قال .

توجد نسخة منه في (الرضوية) يحتمل أنها خط المؤلّف ، ونسخة عند (الشريعة) ، وأخرى عند محمّد على الاردوبادي بخط عبداللطيف بن

ص: 239


1- نضد القواعد الفقهية : 4 ، مقدمة المصنف
2- نضد القواعد الفقهية : 541 ، وانظر صورتين للصفحتين الأخيرتين من النسختين المعتمدتين في أول الكتاب
3- رياض العلماء 5 : 216 .
4- روضات الجنّات 7 : 172

موزون ، فرغ من الكتابة ،1123 ، وأخرى عند (حفيد اليزدي) بخط أحمد ابن محمد السبيعي تلميذ سميه أحمد بن المتوّج وأبو العباس العبّاس أحمد بن فهد وصاحب الأنوار العلوية (ذ 2 : 434) كتبها فى 840 ، وقابلها بالنجف في نفس العام، وفي آخره بالخط المذكور «فتاوى أحمد بن فهد» الذي أجاز العمل بها، ونسخة عند منصور الساعدي الشرقي بالنجف ، وأخرى عند الهادي كاشف الغطاء)، وأخرى بمكتبة راجه فيض آبادي ، وأخرى عند الشيخ جواد الجزائري اشتراها منه قاسم رجب ، ومعي بخط على بن أحمد بن علي بن فضل تأريخها عصر الجمعة 12 ج 2 - 885 ، وعليها تملك السيد خليفة .(1)

ص: 240


1- الذريعة 24 : 187 [974]

(108) کتاب : الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي النباطي البياض (ت 877 ه)

الحديث :

الأول : في رده على من قال : إن نساء النبي صلی الله علیه و آله وسلم داخلات في آية التطهير ، قال : وممّا يدلّ على خروج النساء قوله : لن يفترقا حتى يردا على الحوض»، ولو كن مقصودات لم تخرج عائشة عن الإسلام ، وحاربت المجمع على إمامته علیه السلام .(1)

الثاني : في ردّه على خبر ابن أبي أوفى الذي ذكر فيه الوصية بالقرآن فقط ، ولم يذكر العترة ، قال : وخبر ابن أبي أوفى الذي لم يذكر فيه الوصيّة بالعترة مردود ؛ لأنه لم يسنده إلى أحد، ولأنه منحرف عن علي علیه السلام ، ولأن شهادته على نفي فلا تسمع ، ولأنه خبر واحد ، ومخالف للشهرة والكتاب ، وقد أمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم باطراح ما خالف الكتاب والسنة ، وقد روته الفرقة المحقة في مواضع لا تحصى ، قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين إن أخذتم بهما لن تضلوا أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

ص: 241


1- الصراط المستقیم 1 : 187 ، الباب الباب : 7 ، فصل : 10

وروی نحوه ابن حنبل في مسنده من عدة طرق، ومسلم في موضعين من الجزء الرابع من صحيحه، وفي كتاب السنن ، وصحيح الترمذي ، وابن عبد ربه في كتاب العقد ، وابن المغازلي من عدة طرق في كتابه، والثعلبي في تفسيره في سورة آل عمران في قوله تعالى : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً» ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين

من طرق عدة .(1)

الثالث : قال : فصل ، نذكر فيه شيئاً مما نقله ابن طاووس من الطرف . . ، وما أسند عيسى بن المستفاد في كتاب الوصيّة إلى الكاظم ، إلى الصادق علیه السلام . . .

وبالإسناد السالف دعى النبي صلی الله علیه و آله وسلم الأنصار عند وفاته ، وأثنى عليهم بالنصرة والمعونة ، وقال : «بقي لكم واحدة وهي تمام ذلك ، لا أرى بينهما

: لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، فمن أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحداً للأولى، ولم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً : كتاب الله وأهل بيتي احفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، الإسلام سقف تحته دعامة لا يقوم إلا بها وهي قوله : «وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» فالعمل الصالح طاعة الإمام ، الله الله فى أهل بيتي، فإنّهم مصابيح الظلم، ومعادن الحكم، منهم وصيي وأميني وارثي» .(2)

هذا الحديث مختصر عما أوردناه سابقاً عن كتاب الوصيّة لابن المستفاد (3)والطرف لابن طاووس (4)، ولكن في كتاب الوصية والطرف

ص: 242


1- الصراط المستقيم 2 : 31 ، الباب : 9 ، وعنه محمد طاهر القسمي الشيرازي (ت 1098 ه) في الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 365 ، الدليل الثامن حديث الثقلين.
2- الصراط المستقيم 2 : 90 ، ح 7 ، الفصل : 17 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 641 ، 772 ، فصل : 48 .
3- راجع ما أوردناه من كتاب الوصية ، الحديث الأول .
4- راجع ما أوردناه عن الطرف ، الحديث الثاني .

زيادة منها هذه الجملة : «فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .

الرابع : قال : تذنيب : اشتهر بين المسلمين قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا» ، وقد ذكره ابن مردويه من تسعة وثمانين طريقاً .(1)

الخامس : في ردّه على من أنكر المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) قال : إذا قامت الأدلة على ما ذهبنا إليه من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله : «لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، ونحو ذلك من النصوص الواضحة بطل ما عارضتم به .(2)

زين الدين أبو محمد علی بن محمد بن يونس العاملي النباطي البياضي :

حقه قال في حقه الكفعمي (ت 905 ه) في بعض مجاميعه كما نقله عن خطه صاحب الرياض : ومن كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم للشيخ الأجل العلامة زين الدين علي بن يونس العنفجوري (دام ظله).

وقال في موضع آخر منه : ومن كتاب زيدة البيان وإنسان الإنسان المنتزع من مجمع البيان جَمْع الإمام العلّامة فريد الدهر ووحيد العصر مهبط أنوار الجبروت ، فاتح أسرار الملكوت ، خلاصة الماء والطين ، جامع كمالات المتقدمين والمتأخرين، بقيّة الحجج على العالمين ، الشيخ زين

ص: 243


1- الصراط المستقيم 2 : 101 ، الباب : 10 ، وعنه وعنه في الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 366 ، الدليل الثامن ، وإثبات الهداة 1 : 720 ، ج 203 . ومناقب ابن مردويه مفقود ، جمعه بعضهم من الكتب ، وسيأتي في محله .
2- الصراط المستقيم 2 : 224 ، الباب : 11 ، الفصل : 1

الملة والحق والدين علي بن يونس، لا أخلى الله الزمان من أنوار شموسه وإيضاح براهينه ودروسه بمحمّد وآله ، انتهى .(1)

ومنه يظهر أن الكفعمي كان معاصراً له كما ذكره صاحب الرياض وسيأتي في لفظه .

ونقل العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) عن مجموعة الشيخ محمد بن علي الجبعي جد الشيخ البهائي : مات الشيخ علي بن يونس النباطي سنة سبع وسبعين وثمان مائة .(2)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : الشيخ زين الدين علي ابن يونس العاملي النباطي البياضي ، كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً ثقة متكلّماً شاعراً أديباً متبحراً ، له كتب .(3)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياضه : الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن يونس العاملي العنجري النباطي البياضي ، الفاضل العالم الفقيه الأديب الشاعر الجامع ، المعروف بالشيخ زين الدين البياضي ، وتارة بالشيخ علي بن يونس البياضي صاحب كتاب الصراط المستقيم وغيره ، فلا تظنن التغاير ، وكان معاصراً للكفعمي ، بل كان عصره قريباً من عصر الشيخ ابن فهد الحلّي أيضاً فلاحظ ، إلى أن قال .

وأيضاً قد رأيت بهراة بخط الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي في آخر الرسالة التكليفية للشهيد ، وعليها حواشي كثيرة ما هذه صورته : بخط جدّي رحمه الله ، أنه مات الشيخ علي بن محمد بن يونس

ص: 244


1- رياض العلماء 4 : 255 ، وانظر : فهرست التراث 1 : 770 ، الصراط المستقيم 2 : 17 ، ترجمة البياضي بقلم العلّامة الطهراني صاحب الذريعة
2- البحار 107 : 205 ، فائدة : 23 ، وانظر: الصراط المستقیم 2: 31، ترجمة البياضي بقلم العلّامة الطهراني صاحب الذريعة
3- أمل الأمل 1 : 135[145] .

البياضي سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، وتوفّي جدّي بعده بتسع سنين .(1)

وذكر السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في مقدّمته على الصراط المستقيم والعلامة الطهراني في الضياء اللامع : أن ولادة البياضي كانت سنة 791 ه (2)، ولا أعلم مأخذها ، مع أن الطهراني لم يذكر سنة ولادته في ترجمته له في أوّل الجزء الثاني من الصراط المستقيم ، وقال : لم نقف فيما ظفرنا من مؤلّفاته وإجازته ورأيناه من مصادر ترجمته على ما يعيّن سنة ولادته بشكل أكيد (3)، ولكنّه استنتج من بعض القرائن أنها كانت في أوليات القرن التاسع ، بل قال : فتكون ولادته في حدود سنة 804 أو 805 ه على وجه التقريب لا التحديد (4)، فلاحظ .

ثم إن صاحب الرياض نقل عن المجلسي في هامش البحار، قوله : والشيخ البياضي كان معاصراً للشيخ الجليل الحسن بن الشهيد الثاني (رحمة الله عليهما) ، كما يظهر من بعض الكتب ، انتهى .(5)

وأجاب عليه بما نقله من الكفعمي خط الشيخ محمّد الجبعي المار الذكر .(6)

كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم :

قال المصنف فى أوّل الكتاب : أمّا بعد فلمّا كان كمال الإيمان

ص: 245


1- رياض العلماء 4 : 255 ، وانظر : أعيان الشيعة :8 309 ، الكنى والألقاب 2 : 111 ، روضات الجنّات 4 : 353 [141]
2- الصراط المستقيم 1 : 5 ، مقدمة السيّد المرعشي في ترجمة البياضي ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 89 .
3- الصراط المستقيم 2 : 12 .
4- نفس المصدر السابق .
5- رياض العلماء 4 : 258 ، وهذه الحاشية لم تذكر في البحار المطبوع
6- رياض العلماء 255:4

بمعرفة أئمّة الأزمان بمنطوق شريف القرآن، وجب صرف الهمة إليها في كلّ أوان ، لوجوب الاستمرار على الإيمان في كل أن، وقد صنف علماؤنا رضوان الله عليهم في ذلك كتباً مقرّرة وألف فضلاؤنا في الردّ على مخالفيهم أقوالاً محرّرة . . . ، فأحببت أن أضع في ذلك كتاباً متوسطاً بين الخفيف والثقيل، وأجمع من كتب الفريقين ما يغني عن التطويل، إلى أن قال :

فوضعت هذا الكتاب وسميته (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) مهدياً إليه كلّ ذي عقل سليم، ومسلكاً فيه كل ذي طبع قويم ، وسأجمع فيه إن شاء الله من الأدلة العقلية والنقلية، وأضع فيه من البراهين القطعية الجلية والآيات التى لا تحتمل شيئاً من التأويل، والروايات المغنية عن الفحص والتطويل، والأشعار المنشأة من كلّ خبير تحرير ، الكافية لكلّ ذي خبر وتحرير، محلقاً بها ما سنح لفهمي الضعيف ، وسمح به فكري النحيف . . . ، إلى أن قال : وأسال الناظر فيه إذا اتهمني أن يراجع المصنفات التي كتبت منها، ويطالع المؤلفات التي نقلت عنها، وأن لا يسارع إلي بالعيب حتّى يعلم تخرّصي على الغيب . . . إلى آخره .

ثم أورد (52) كتاباً عثر عليها ونقل منها ، و (230) أخرى لم يتصفحها ولا عثر عليها ، وإنّما حكى ما وجده مضافاً إليها .(1)

وقال في آخره: فهذا ما تهيّأ لي في جمع الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، وقد أردفته من المعقول معان مستغربة الإشارات . . . ، ثم ختمه بأبيات من نظمه ، جاء في البيت الأخير منها تاريخ إتمام الكتاب ، هكذا :

ص: 246


1- الصراط المستقيم 1 : 1 ، مقدمة المصنف .

لنصف وثلث من ربيع آخر أتى***لاعوام ذق نده تمام جماله .(1)

وعدد حروف «ذق ند» (854) ، فيكون إتمامه في 854ه .

وقد نسبه إليه الكفعمي كما أوردنا عبارته سابقاً .

كما نسبه إليه أيضاً الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل (2)والميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (3)، والسيّد الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات (4)وغيرهم، بل إن هذا الكتاب وصل من الشهرة حداً حتى أن صاحب الرياض وصاحب الروضات عرفا الشيخ البياضي بالكتاب ، فقالا : صاحب كتاب الصراط المستقيم .

وجعله العلّامة المجلسي أحد مصادر كتابه البحار (5)، وقال في توثيقه : وكتب البياضي وابن سليمان كلّها صالحة للاعتماد ، ومؤلفاها من العلماء الأنجاد، وتظهر منها غاية المتانة والسداد (6)، وهو داخل في مصادر إثبات الهداة للحر العاملي أيضاً .(7)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : وهو كتاب شريف ينقل فيه عن أكثر من مائتي كتاب من كتب الخاصة والعامة ، فلاحظ : وقد أطال البحث في مسألة الإمامة جداً ، وهو كتاب معروف معوّل عليه .(8)

وقال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : ولا يخفى أن كتابه المذكور

ص: 247


1- الصراط المستقيم 3 : 293 .
2- أمل الآمل 1 : 135[145].
3- رياض العلماء 4 : 255
4- روضات الجنّات 4 : 353 [141].
5- البحار 1 : 15 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 33 ، توثيق المصادر
7- إثبات الهداة 1 : 29 .
8- رياض العلماء 4 : 257

كتاب كامل في الإمامة ، مستوف للأدلة ، كبير، فيما ينيف على عشرين ألف بيت بل المظنون لديّ أنه لم يكتب مثله في هذا المعنى بعد كتاب «الشافي» للسيّد المرتضى ، بل هو مقدم عليه من وجوه شتّى . . . إلى آخره .(1)

وفي الأعيان للسيد الأمين (ت 1371 ه): وجدنا منه نسخة في كربلاء مخطوطة ، وهو في إثبات الواجب وصفاته والنبوة والإمامة ، يدلّ على فضل مؤلّفه وختمه بأبيات من نظمه ، قال : . . . ، ثم أورد الأبيات ، ثمّ قال : وجعل تاريخه سنة 854 ، وفي آخره ما صورته : تم كتابة كتاب الصراط المستقيم في يوم الأحد في ثامن شهر ربيع الثاني من شهور سنة 1099 ، وبعده هكذا : هذا الكتاب تصنيف الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن محمد البياضي ، متعه الله بجميل غفرانه ... إلى آخره .(2)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) أيّ: من يستحق التقديم في الإمامة ،والخلافة، وهو المقصد الأصلي ، للشيخ زين الدين أبي محمد علي بن محمد . . . ، إلى أن قال : موجود في خزانة (الصدر) و (سپهسالار) وجامعة طهران ومدرسة السيّد في النجف ونسخة في مكتبة سيّد الشهداء العامة بكربلاء كتبت في 1256 ، عن نسخة كتابتها 1061 ، وجاء في آخره تاريخه ، هكذا :

لنصف وثلث من ربيع آخر أتى***الأعوام ذق ند تمام كماله .(3)

وقد ترجم له العلّامة الطهراني مفصلاً في أوّل الجزء الثاني من الصراط المستقيم، فراجع .(4)

ص: 248


1- روضات الجنّات 4 : 353 [141] .
2- أعيان الشيعة 8 : 309 ، وانظر: ترجمة البياضي للسيد شهاب الدين المرعشي في أول الصراط المستقيم
3- الذريعة 15 : 36 [219]
4- الصراط المستقيم 2 : 3 ، العلّامة البياضي وكتابه الصراط المستقيم .

(109) كتاب : التهاب نيران الأحزان

(109) كتاب : التهاب نيران الأحزان .(1)

للشيخ يوسف بن أُبَى القطيفي (من أعلام القرن التاسع)

الحديث :

ذكر المصنف سنده في أوّل الكتاب ، هكذا : حدثنا (2)الشيخ الفقيه أبو محمد حامد بن محمّد المسعودي (3)، عن عبد الله بن الحارث السلمي عن الأعمش، عن شقيق البلخي ، عن عبد الله بن سلمة الأنصاري، عن حذيفة بن اليمان :

الأوّل : قال : فلما أراد الله تعالى أن يكمل دينه ويظهر لعباده . . . ، ثمّ

ص: 249


1- طبع هذا الكتاب منسوباً للشيخ حسين آل عصفور (ت 1216ه) في المكتبة الحيدرية / النجف ، ومنشورات الشريف الرضي / قم ، وسيأتي نسبته إلى مؤلّفه في الكلام حول الكتاب
2- يظهر من عصر المؤلّف أن قوله (حدثنا) ليس التحديث بلا واسطة ، فإنّ أبو محمد حامد بن محمد المسعودي متقدّم على صاحب مروج الذهب (ت 346ه) ، كما ستأتي الإشارة إليه مفصلاً الإشارة إنيه مفضلاً من قبل العلامة الطهراني
3- الظاهر وجود سقط هنا في السند ، يظهر من مراجعة سند نفس الرواية التي نقلناها عن نزهة الكرام لمحمد بن الحسين الرازي ، والسند هكذا : روى أبو محمد حامد بن محمد بن المسعود ، عن الحسن بن محمد السيرافي ، عن الوليد بن العباس المنصوري، عن الحسن بن محمد اليزدجردي ، عن محمد بن احمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عثمان بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن الحارث السلمي . . . ،إلى آخره راجع ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني

ارتقاها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ودعا علي بن أبي طالب علیه السلام فارتقاه معه ، وخطب خطبة بليغة لم يسمع الناس بمثلها و وهي هذهِ . . . ، إلى أن قال :

«معاشر الناس ، إن عليّاً والطيبين من ولده هم النقل الأصغر ، والقرآن هو الثقل الأكبر، وكلّ واحد مبني على صاحبه، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض . . .

معاشر الناس ، القرآن يعرفكم أن الأئمة من ولده وأعرفكم أنّه منّي وأنا منه، حيث يقول : «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» .(1)

وقد مرّ هذا الحديث عن الفتال النيسابوري في روضة الواعظين ، والطبرسي في الاحتجاج، والجاوابي في نور الهدى، وابن طاووس في اليقين .(2)

الثاني : وكان أكثر ما يوصي بالتمسك بسته والاقتداء بعترته، ويحذرهم من الفتنة بعد موته من مخالفتهم وصيّه ، وكان مما أوصاهم ترك ما زؤروه في صحائفهم، وأنه كان أكثر ما يوصيهم بالتمسك بعترته ، ويقول :

«أيها الناس ، أنا ،فرطكم وأنتم واردون على الحوض، ألا وإنّي أسئلكم عن الثقلين ، الأكبر والأصغر ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإن

ص: 250


1- التهاب تيران الأحزان : 11 - 31 ، وعنه : الفيض الكاشاني (ت 1091ه) في علم اليقين 2 : 6320 - 646 ، فصل (6) ، ولكن فيه : معاشر الناس ، القرآن يعرّفكم أنّ - ولد علي وولدي وعرفتكم أنهم مني ومنه ؛ لأنه مني وأنا منه ، حيث يقول الله عزّوجل : «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» وقلت : لن تضلوا الأئمة ما إن تمسكتم بهم .
2- انظر ما أوردناه في روضة الواعظين ، الحديث الأول ، والاحتجاج ، الحديث الأول ، ونور الهدى ، الحديث الأول ، واليقين ، الحديث الأول .

اللطيف الخبير نبأني أنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ربي ذلك فأعطانيه ، ألا وإني تاركهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تتقدّموا عليهم فتهرقوا (1)، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم ...» ، وكان ، وكان يقوم مع أصحابه مجلساً بعد مجلس بمثل هذا ونحوه .(2)

وقد مرّ مثله عن الإرشاد للمفيد (3)، فراجع .

الثالث : . . . . فجاءه الأنصار يعودونه ، وقالوا لغلامه : استأذن لنا على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فقال : إنه مغشي عليه ، فجعلوا يبكون . . .

فحمد الله وأثنى عليه وذكر نفسه فنعاها ، فقال :

«معاشر الناس ، إنّه لم يمت نبي قط إلا وخلّف تركة ، وقد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فاستمسكوا بهما، فمن ضيعهما ضيعه الله ، ألا وإن الأنصار كرشي وعيبتي التي أوي إليها . . .» .(4)

وقد مرّ هذا الحديث عن الاحتجاج للطبرسي (5)، ونزهة الكرام للرازي .(6)

الرابع : ثمّ خرج معصب الرأس يتهادى بين علي علیه السلام والفضل بن العبّاس ، ورجلاه يخطّان في الأرض من الضعف . . . ، فتقدّم النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم

ص: 251


1- الظاهر أنها تصحيف فتمرقوا .
2- التهاب تیران الأحزان : 45
3- راجع ما أوردناه عن الإرشاد ، الحديث الثاني .
4- التهاب نيران الأحزان : 47 ، وعنه الفيض الكاشاني (ت (1091ه) في علم اليقين : 2 662 ، وهذا الحديث ليس عن حذيفة ، فهو لم يرد في حديث حذيفة الذي رواه الديلمي في إرشاده، راجع ما ذكرناه عن إرشاد القلوب
5- راجع ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي ، الحديث الثاني
6- راجع ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثالث

وتنحى الأول عن المحراب، وصلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالناس جالساً.

فجلس على أدنى مرقاة ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال :

«أيها الناس ، إلى مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فتمسكوا بهما ، ولا تتقدموا عليهم فتمزقوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهرقوا (1)، وأوفوا بعهد الله أو عهدي ، ولا تنقضوا بيعتي التي بايعتموني عليها ، اللهم إنّي بلغت ما أمرتني ، به ونصحت لهم ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب» ، ثمّ قام ودخل حجرته .(2)

وقد مرّ هذا الحديث مسنداً عن محمد بن الحسين الطبري في نزهة الكرام ، ومرسلاً عن الديلمي في إرشاد القلوب (3)، فراجع .

الخامس : قال في حديثه عن جمع القرآن : ثم رجع [أي: الإمام علي علیه السلام] إلى القوم وجميع المهاجرين والأنصار حول الأول والثاني، فقال : «هذا كتاب الله مثل ما أنزل ، وقد ألفته كما أمرني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم» فقال الثاني : اتركه عن (4)وامض لشأنك ، فقال : «إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أوصاكم فيه وفي ، وقال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني أحكم بينكم بما أنزل الله فيه، فأنا أعلمكم بناسخه و منسوخه ، ومحكمه

ص: 252


1- الظاهر أنها تصحيف من (فتمرقوا) .
2- التهاب نيران الأحزان : 50 ، وعنه الفيض الكاشاني في علم اليقين 2 : 666 ، وفيه: «فلا تتقدّموا أهل بيتي فتمرقوا ولا تتأخروا عنهم فتزهقوا» ، مع بعض الاختلافات الأخرى ، ونوادر الأخبار : 197، ح 9 ، باب : ظهور نفاق أناس فى حياة النبي صلی الله علیه و آله وسلم وفيه مثل ما في علم اليقين .
3- انظر ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني ، وإرشاد القلوب الحديث الرابع .
4- الظاهر أنها تصحيف من (هنا)

ومتشابهه ، وحلاله وحرامه»، فقال له الثاني : انصرف به حتّى لا تفارقه ولا يفارقك ، فلا حاجة لنا فيه ولا فيك ، فانصرف عليّ إلى بيته . . .(1)

وقد مرّ مثله عن إثبات الوصيّة للمسعودي، والمناقب لابن شهر آشوب ، فراجع .(2)

تنبيه : إن المصنف وإن ذكر سنده إلى حذيفة في أوّل الكتاب ، ولكن ما أورده فيه من أحاديث ليس كله من رواية حذيفة ، فإنّه جمع عدة روايات، منها رواية حذيفة ، ورتبها حسب تسلسل وقائع وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم وقد نبهنا على هذا في الهامش في نهاية الرواية الثالثة ، وأشرنا إلى الأصل الذي رويت فيه

الشيخ يوسف بن أبي القطيفي القديحي :

قال : ابن أبي جمهور الأحسائي (ت بعد 900ه) في (عوالي اللآلي) عند ذكر طرقه في الكتاب، الطريق الرابع عن السيّد العالم الفاضل . . . محمّد بن السيد المرحوم السيد المرحوم المغفور العالم الكامل أحمد الموسوي الحسيني ، عن شيخه واستاده الشيخ العلامة صاحب الفنون، كريم الدين يوسف الشهير بابن القطيفي .(3)(4)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) : يوسف ابن أبي القطيفي القديحي مولداً ومدفناً، وقبره مزار هناك في مقبرة رشالا .

ثم أورد كلام ابن أبي جمهور الأحسائي المتقدّم في طريقه الرابع ،

ص: 253


1- التهاب تیران الاحزان : 81
2- انظر ما أوردناه عن اثبات الوصية ، وكذا عن المناقب ، الحديث السادس .
3- في طبقات أعلام الشيعة بابن أبي
4- عوالي اللآلي 1 : 8 ، الطريق الرابع .

الذي يظهر منه أنّه يروي عن ابن راشد القطيفي ، عن ابن فهد الحلي (ت 841 ه) ، ثمّ قال :

ووصفه في إجازته للشيخ محمّد بن صالح الغروي المؤرخة 896، بقوله : الشيخ العلامة الأعظم ، والبحر الأطم ، صاحب العلوم والمعارف، والعلوم الغامضة عند كل طالب وهائف ، شمس المشارق والمغارب ، ظهير الملة والحق والدين يوسف الشهير بابن أبي القطيفي .(1)

كتاب التهاب نيران الأحزان ومثير اكتئاب الأشجان :

كانت نسخة من هذا الكتاب عند الفيض الكاشاني (ت 1091 ه) صاحب الوافي والصافي، وأورد منه أحاديثاً في كتابيه علم اليقين ونوادر الأخبار .

قال في علم اليقين : قد صنّف بعض أصحابنا - رحمهم الله - كتاباً في بيان وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وما تقدّم منه النصّ المتواتر على أهل بيته في وصايته، وما جرى بين الصحابة من التشاجر والاختلاف في الخلافة بعد وفاته ، بترتيب حسن، وسياق لطيف، سماه ب_(التهاب نيران الأحزان) رأيت أن أورد خلاصة ما تضمنه في هذا الكتاب . . . ، ثم أورد منه روایات .(2)

ومن كلامه ظهر لك موضوع الكتاب ومضمونه ، ولكنه لم يعرف مصنّف الكتاب ، فقد قال في مقدّمة نوادر الأخبار - عند ذكره للكتب التي أخذ منها : و (التهاب نيران الأحزان) و (جامع الأخبار) (3)ومؤلّفهما

ص: 254


1- طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 152 .
2- علم اليقين 2 : 632 ، فصل : 6 .
3- مؤلّفه العلّامة الشيخ تاج الدين محمد بن محمد السبزواري من أعلام القرن السابع الهجري

غیر معلوم .(1)

وجاء ذكره في الرسالة التي بعثها إلى العلامة المجلسي أحد تلاميذه التي تحوي أسماء الكتب التي ينبغي أن تلحق بالبحار ، قال : وكتاب التهاب نيران الأحزان في وفاة الرسول صلی الله علیه و آله وسلم وهو عندكم ذو وجود .(2)

ولكنّه لم يذكر مؤلّفه أيضاً .

وجاء ذكره في رياض العلماء (3)، وكشف الأستار (4)، ومرآة الكتب (5)، ومعجم ماكتب عن الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم) (6)بدون ذكر المؤلّف .

ولكنّ العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) قال في الضياء اللامع في القرن التاسع - عند ترجمته ليوسف بن أبي القطيفي القديحي - : أقول : ومن آثاره الموجودة (التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان في وفاة سيد ولد عدنان) الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ، ذ 2 : 287 .(7)

وإن كان في ما أرجعه إليه من الذريعة لم يذكر المؤلّف ، واحتمله لابن المكتل عبدالرضا بن محمد الأوالي البحراني ؛ لمشابهته لكتب أخرى له (8)، وهو غير صحيح .

ص: 255


1- نوادر الأخبار : 2 ، مقدّمة المؤلّف
2- البحار 110 : 174
3- رياض العلماء 3 : 429 ، و 6 : 45 .
4- كشف الأستار 2 : 442 [1112] ، وقال : لم أتحقق مؤلّفه ، ثمّ نقل كلام الفيض : المتقدم في علم اليقين
5- مرآة الكتب 4 : 52 [414]
6- معجم مجهول ما كتب عن الرسول وأهل بيته 1 : 224 [80] ، قال : لمؤلّف مجهول .
7- طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 152
8- انظر : الذريعة :2 287 [1164] ، و 3 209 [773] و 18: 8 [417]

ونُسب إلى الشيخ يوسف القطيفي في معجم المطبوعات النجفية أيضاً ، ولكنه ذكر له عنوان آخر وهو (وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم) .(1)

أما نسخه :

قال العلّامة الطهراني في الذريعة : (التهاب نيران الأحزان) ومثير كتائب الأشجان (الاكتئاب والاشجان) ويقال له : التهاب الأحزان في وفاة سيد بني عدنان المبعوث على الإنس والجان رسول الملك المنّان، وما أوصى به في حق أهل بيته أمناء الرحمن، وما جرى بعد وفاته من الاختلاف والخذلان ، أوله (الحمد لله باعث الرسل رحمة للعالمين ، وجاعلهم مبشرين إلى قوله : وما وقفت على خبر يتضمن وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على التمام والكمال . . . ، بل وجدت ذلك في كتب متعدّدة . . . ، فأحببت أن أجمعها في كتاب . . . ، وسمّيته بالتهاب نيران الأحزان ، وآخره : (هذا ما أردنا إثباته من وفاة سيدنا محمد صلی الله علیه و آله وسلم على التمام والكمال ، ونستغفر الله من الزيادة والنقصان والسهو والغلط والنسيان إنّه غفور منان) ، رأيت منه نسخاً منها عند الشيخ ميرزا على أكبر العراقي نزيل النجف ، ونسختان عند السيد آقا التستري، وفي آخر تلك النسخ نقل عن نهج البلاغة بعض الخطبة الشقشقية ، وفيها بعض أشعار كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي ، صاحب مطالب علیه السلام السؤول المتوفى سنة 652 ، وبعض أشعار الملك العادل محمّد بن أيوب المتوفى سنة 615 منها قوله :

(أخذتم على القربى خلافة أحمد وأن علياً كان أجدر بالأمر)

وشعر ابن العودي النيلي المنقول في المناقب، فيظهر من منقولاته

ص: 256


1- معجم المطبوعات النجفية : 381 [1744]، تحت عنوان : وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم وقال : وسمّي أيضاً ب_(التهاب)نيران الأحزان) ، وانظر : معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت 4 : 148 [9369] .

أنه ألف بعد القرن السابع إلى العاشر (1)؛ لأنه أورد المحقق الفيض في كتابه علم اليقين المطبوع مختصر التهاب النيران المذكور في عدّة فصول، ثمّ نقل كلام الفيض السابق .(2)

ثمّ قال : وطبع تمام الكتاب في مطبعة البحرين الكائنة في منامة من بلاد البحرين باهتمام میرزا محمد حسن الشيرازي . . .

ثمّ أشار إلى ما مرّ من رسالة أحد تلاميذ المجلسي بخصوص الكتب التي ينبغي أن تضاف إلى البحار .(3)

ثمّ قال : وقد رأى الكتاب صاحب الرياض، وظنّ أن مؤلّفه من القدماء ، فإن في الرياض (إن صاحب التهاب الأحزان يروي عن محمد بن حامد بن محمد المسعودي المتقدم على صاحب مروج الذهب الذي توفّي سنة 346) (4)(أقول) : السند في أوّل أحاديثه ، هكذا : حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد حامد بن محمد المسعودي، عن عبد الله بن الحارث السلمي ، الأعمش، عن شقيق البلخي، عن عبد الله بن سلمة الأنصاري ، عن حذيفة بن اليمان ، وذكر قضيّة حجّة الوداع ، والغدير ، والخطبة الطويلة ، ووفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وما وقع بعد وفاته، وغير ذلك كلها بعنوان (قال حذيفة:) من دون ذكر السند ، وما ذكرناه من محتويات الكتاب(5) قرينة على أن مراده بحدّثنا ليس الحديث بلا واسطة .(6)

أقول : قد يكون نقله من كتاب لم يذكر اسمه، ومؤلّفه هو الذي

ص: 257


1- ظهر لك أنّ مؤلّفه يوسف القطيفي، وهو من أعلام القرن التاسع
2- علم اليقين 2 : 632
3- البحار 110 : 174 .
4- رياض العلماء 2: 429 .
5- ومن تاريخ وفاة المؤلف أيضاً
6- الذريعة 2 : 287 [1164]

حدثه الفقيه أبو محمد حامد بن محمد المسعودي ، ثمّ إنّه قد عرفت أن هذا السند أيضاً فيه سقط ، نقل نفس هذه الرواية محمد بن الحسين الطبري في نزهة الكرام وذكر السند، هكذا روى أبو محمد حامد بن محمد بن المسعود ، عن الحسن بن محمد السيرافي ، عن الوليد بن العباس المنصوري، عن الحسن بن محمد اليزدجردي ، عن محمد بن أحمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عثمان بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن الحارث الأسلمي ، عن الأعمش، عن شقيق بن عبد الله الأنصاري ، قال :. . . (الحدیث) ، فراجع .(1)

وذكر أيضاً تحت عنوان (العشرية) : والنسخة عتيقة ضمن مجموعة فيها (التهاب نيران الأحزان) (2)، وتحت عنوان (كشف الأخبار في معرفة دقائق وحقائق طلب الثار) : وعندي نسخة ناقصة مغلوطة من (تأجيج نیران) منضمة ب_(التهاب النيران) في وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وبوفاة الحسن المجتبى علیه السلام . . .(3)

وفي معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت علیهم السلام : مخطوط، في دار الكتب برقم 8113 ح .(4)

وعن معجم المطبوعات النجفية : أنه طبع في النجف تحت عنوان (وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم)بمطبعة النعمان 1385 ، حجم الربح ، 110 صفحات .(5)

وقد طبع هذا الكتاب منسوباً إلى الشيخ حسين بن الشيخ محمد آل

ص: 258


1- انظر ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني .
2- الذريعة 15 : 268 [1741]
3- الذريعة 18: 8 [417] .
4- معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت : 1 : 224 [807].
5- معجم المطبوعات النجفية : 381 [1744] ، وانظر : معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت 4 : 148 [9369]

عصفور الدرازي البحراني (ت 1216ه) في المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف ، ومنشورات الشريف الرضي في قم المقدسة، باسم (وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم محمد صلی الله علیه و آله وسلم المسمى ب_«التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان») .

وقد طابقنا ما ذكره العلامة الطهراني على هذا المطبوع فوجدناه ينطبق عليه تماماً ، ثم رجعنا إلى ما نقله الفيض الكاشاني عن التهاب نيران (الأحزان في كتابيه علم اليقين ونوادر الأخبار فوجدناه كذلك (1)، فإذا علمنا أنّ وفاة الفيض كانت سنة (1091ه) ، وولادة الشيخ حسين آل عصفور سنة (1147ه) فلا يمكن أن يكون هذا الكتاب للشيخ حسين المذكور، نعم قد ذكر العلّامة الطهراني أن للشيخ حسين آل عصفور كتاب باسم وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم (2)، وهو غير هذا الكتاب قطعاً.

ص: 259


1- انظر التهاب نيران الأحزان من منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الأولى 1418ه.
2- الذريعة 25 : 120 [699] ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن الثالث عشر) 1 : 429 .

ص: 260

القرن العاشر الهجري

اشارة

حديث الثقلين عند الإمامية (الاثنى عشرية)

ص: 261

ص: 262

(110) كتاب : المصباح للکفعمي

(110) كتاب : المصباح أو (جُنّة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية) للكفعمي (ت 905 ه)

الحديث :

قال في شرحه لدعاء صنمي قريش والشمل المبدّد : هو تشتيت الأكبر شمل أهل البيت علیهم السلام ، وكذا شتتوا بين التنزيل والتأويل ، وبين والأصغر

(والوصية المضيعة) هي قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «أوصيكم بأهل بيتي خيراً ، أو أمره صلی الله علیه و آله وسلم بالتمسك بالثقلين، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، وأمثال ذلك .(1)

إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي :

قال الشيخ الحز (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي ، الكفعمي مولداً ، اللويزي محتداً ، الجمعي أباً، التقي لقباً .

كان ثقة فاضلاً أديباً شاعراً عابداً زاهداً ورعاً ، له كتب .(2)

ص: 263


1- مصباح الكفعمي 2 : 274 ، الهامش (1) ، وفي النسخة الحجرية : 555 (الحاشية) ، وعنه في البحار 85 : 260
2- أمل الآمل 1 : 28 [5] ، وانظر : روضات الجنّات 1: 20 [2] ، الكنى والألقاب 3 : 116

وعبّر عنه الشيخ المجلسي (ت 1111 ه) في البحار ، ب_ : الشيخ : العالم الفاضل الكامل إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي .(1)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) - بعد أن ذكر اسمه - العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي ، من أجلّة علماء الأصحاب .

وكان عصره متصلاً بزمن خروج الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي الصفوي، ويروي الكفعمي عن جماعة عديدة، منهم والده ، ثمّ له عفى الله عنه يد طولى في أنواع العلوم سيّما العربية والأدب ، جامع حافل كثير التتبع في الكتب، وكان عنده كتب كثيرة جداً، وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة ، وسماعي أنه ورد المشهد الغروي ، وأقام به، وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم . . . (2).

وقال المامقاني في تنقيح المقال - بعدما نقل ما في أمل الآمل - : هو من مشاهير الفضلاء والمحدثين والعلماء المتورّعين ، وكان بين زماني الشهيدين (رحمهما الله) ، ووصفه في فهرست الوسائل بالورع (3)، وعدالته لا تكاد تحتاج إلى بيان .(4)

وقال عنه الشيخ أحمد المقري التلمساني (ت 1041ه) في كتابه

نفح الطيب : والكفعمي هو إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح . . . ، ثمّ قال : وما رأيت مثله في سعة الحفظ والجمع .(5)

ص: 264


1- البحار 1 : 16 .
2- رياض العلماء 1 : 21 .
3- خاتمة الوسائل 30 : 158 .
4- تنقيح المقال 1 : 27 .
5- نفح الطيب 7 : 343 .

وقرّب الأمين (ت 1371 ه) سنة ولادته ب_ 840 ه، قال : ولد سنة 840 ، كما استفيد من إرجوزة له في علم البديع ، ذكر فيها أنه نظمها وهو في سنّ الثلاثين ، وكان الفراغ من الإرجوزة سنة 870 ، وكانت ولادته بقرية كفرعيها من جبل عامل، وتوفّي في القرية المذكورة، ودفن بها، وتاريخ وفاته مجهول، وفي بعض المواضع أنه توفي سنة 900 ، ولم يذكر مأخذه ، فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحسّ ، لكنه كان حياً سنة 895 ، فإنه فرغ من تأليف المصباح في ذلك التاريخ ، وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا ، وفي الطليعة أنه توفي سنة 900 بكربلاء ودفن بها، وظهر له قبر يجبشيت من جبل عامل، وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه ، والله أعلم حيث دفن ، انتهى .(1)

وفي كشف الظنون أنه توفي في 905 ه .(2)

كتاب جُنّة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية (المشهور بالمصباح) :

قال المصنّف في أوّل كتابه : وقد جمعته من كتب معتمد على صحتها ، مأمور بالتمسك بوثقى ،عروتها، لا يغيّرها كرّ العصرين ، ولا م-ر الملوين ، ثم ذكر بيتين من الشعر ، قال بعدها : وهي مذكورة عند نفايح نشر مسك ختامه ، ومزبورة عند تناهي ضياء بدر تمامه ، وسمّيته (جنة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية) وهو اسم وافق المسمّى ، ولفظ طابق المعنى ، ورتبته على عدّة فصول . . . (3)

ص: 265


1- أعيان الشيعة 2 : 184 ، وانظر : تكملة أمل الآمل : 81 .
2- كشف الظنون 2 : 778 ، وانظر: طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 6 ، الذريعة 5 : 156 ، أعلام الزركلي 1 : 53 ، هدية العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 5: 23
3- مصباح الكفعمي : 4 ، مقدّمة المؤلف (الطبعة الحجرية) .

وقال في آخره : تم الكتاب بعون الملك الوهاب ، بقلم جامعه العبد المحتاج إلى المنزه عن الأولاد والأزواج ، باريء الخليقة من نطفة أمشاج ، أكثر الناس زللاً ، وأقلهم عملاً ، الكفعمي مولداً ، اللويزي محتداً ، الجبعي أبا ، التق التقي لقباً ، الإمامى مذهباً ، إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح ، أصلح الله شأنه وصانه عما شانه، وذلك في عدة مواطن آخرها أصيل بل يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من شهر ذي القعدة الحرام ، ختم بالخير والإنعام ، وما بعده من الأشهر والأعوام ، سنة خمس وتسعين بعد ثماني مئين من هجرة سيّد المرسلين، صلّى الله عليه وآله أجمعين .

ولنشر إلى ذكر الكتب التي أشرنا إليها في خطبته ، ووعدنا بالذكر لها في ديباجته ، المجموع منها هذا الكتاب وما فيه من أصله وحواشيه ، جمعتها من أماكن متعدّدة ومواطن متبدّدة، وهي : . . . ، ثم ذكر (239) كتاباً أخذ منها ، ثم قال : وبالجملة فقد دخل في هذا الكتاب كتب أُخر ودفاتر ،غرر، غير أني لم أكن أعرف ابن نجدتها ولا ساكن بلدتها، فأخذت ما تيسر لي من أبنائها ، وإن لم أكن أعرف أحداً من أصحابها وأسمائها ، والحمد لله أهل الحمد والشكر ، وصلواته على المخصوص بأفضل الذكر محمد رسوله العالم العلم الظهر وآله الأنجم الزهر وشرف وكرم وعظم وسلم .(1)

وذكره الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) فى الأمل (2)، والميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (3)، والسيد الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات (4)، وغيرهم .

ص: 266


1- مصباح الكفعمي : 770 (الطبعة الحجرية) .
2- أمل الآمل 1 : 28 [5] .
3- رياض العلماء 1 : 21
4- روضات الجنّات 1 : 20 [2] ، وانظر : الكنى والألقاب 3: 116 ، تكملة أمل الأمل : 81 ، إيضاح المكنون (مطبوع مع كشف الظنون) 3 : 233 ، هديّة العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 5 : 23 .

وقال الشيخ الحرّ : وهو كبير كثير الفوائد ، تاريخ تصنيفه سنة 895، وله مختصر منه لطيف (1)، وأدخله في مصادر الوسائل (2)، وكذا المجلسي (ت 1111 ه) في مصادر البحار (3)، وقال في فصل توثيق الكتب : وكتب الكفعمي أغنانا اشتهارها وفضل مؤلّفها عن التعرض لحالها ، وحاله .(4)

وقال السيد الموسوي الخوانساري وله كتب وأشعار وتصانيف أبكار، ومن أحسنها وضعاً وترتيباً ، وأجودها جمعاً وتهذيباً كتاب «جنة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية» المشتهر بيننا بالمصباح، وكثرة اشتهار هذا الكتاب في تمام قرونه ممّا يكفينا مؤنة التكليف في وصف مضمونه .(5)

وقال السيد محسن الأمين (ت 1371 ه) في أعيانه : الجنّة الواقية والجنّة الباقية المعروف بمصباح الكفعمي ؛ لسبقه بمصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر الطوسي، الذي كان مشتهراً بينهم ، وعلى منواله نسج الكفعمي ، فاستعاروا له اسمه الذي كان مألوفاً بينهم لخفته على ألسنتهم وتشابه الكتابين ، فرغ منه سنة 895 ، وقد رزق هذا الكتاب حظاً عظيماً ، ونسخ مصباح المتهجد، وكتبت منه نسخ عديدة بالخطوط الفاخرة على الورق الفاخر في جميع بلاد الشيعة، وطبع مرتين في بمبيء وثالثة في إيران .(6)

ص: 267


1- أمل الآمل 1 : 28[5] .
2- خاتمة الوسائل 30 : 158 [60]
3- البحار 1 : 16 ، مصادر الكتاب .
4- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر
5- روضات الجنات 1 : 20[2] .
6- أعيان الشيعة 2 : 185

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : مصباح الكفعمي الموسوم ب_«جنّة الأمان الواقية» مرّ ، نسخة خط مؤمن حسين بن مجد الدين علي البهبهاني ، فرغ منه في الثلاثاء 1063/14/9 ، عليها تملك فرهاد ميرزا القاجار 1304 ، عند السيد حسن الخطيب .(1)

ص: 268


1- الذريعة 21 : 116 ، و 5 : 156 [661] .

(111) كتاب : منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين (تم تأليفه سنة 937 ه)

لمحمد بن إسحاق بن محمد الحموي الأبهرى

الحديث :

الأول : الآية «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»

البراء بن عازب، وجعفر بن عبد الله الأنصاري، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان وغيرهم، وكذا الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، والثعلبي في تفسيره، ذكروا أن الآية نزلت بحق أمير المؤمنين علیه السلام يوم الغدير ، وذلك عندما رجع رسول من حجّة الوداع . . . ، وصل إلى موضع يسمّى بغدير خم . . . ، أمر بجمع الناس ورد المتقدمين . . .

وقال : «نعيت إلي نفسي ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض» .(1)

ص: 269


1- منهج الفاضلين (مخطوط) ، (فارسي) : الورقة 124 من المصوّرة ، المنهج الثالث : في الأدلة على إمامة أمير المؤمنين في كلام رب العالمين

الثاني : روى أحمد بن حنبل في المسند ، عن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إني تارك فيكم الثقلين خليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

الثالث : وبهذا المضمون وبعبارات أخر روى الثعلبي في تفسيره عن أبي سعيد الخدري ، قال : إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(2)

الرابع : روى الحسن بن أبي يعقوب ، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عبد الرزاق بن همام، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي . . . (3)

روى الحسن بن أبي يعقوب بالإسناد المذكور عن سلمان الفارسي ، وعمّار بن ياسر ، وأبو ذر الغفاري وغيرهم ، قالوا : سمعنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول :

«إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فتمسكوا بهما حتى لا تضلوا إنّ الله اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي ، أنّهما لن يفترقا

ص: 270


1- منهج الفاضلين (مخطوط، فارسی) : الورقة 181 من المصوّرة ، المنهج الرابع : في الأدلة المأخوذة من أحاديث سيد المرسلين
2- منهج الفاضلين (مخطوط، فارسي) : الورقة 181 من المصوّرة ، المنهج الرابع : في الأدلة المأخوذة ذة من أحاديث سيد المرسلين
3- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسي) : الورقة 226 من المصوّرة ، باب : في الأدلة على إمامة بقيّة الأئمة الاثنى عشر

يردا علي الحوض ، فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب . . . ،ثم نقل ما ذكره سُليم بن قيس إلى قوله : «ومن عصاهم عصى الله» .(1)

الخامس : في معرض رده على حديث عائشة من أن الرسول صلی الله علیه و آله وسلم في مرض الموت ، قال : «وادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً» (الحديث) ، وحديث مجيء امرأة إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وأنه قال لها :« إن لم تجديني فأتي أبا بكر» (الحديث) ، قال : ثمّ إنّ علماء المخالفين أجمعوا واتَّفقوا على صحة حديث «إني تارك فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» فلا يمكن ترك حديث مجمع ومتفق عليه بسبب حديث مختلق مشكوك .(2)

محمد بن إسحاق الحموي وكتابه :

نسب نفسه في أول كتابه ب_ : محمد بن إسحاق بن محمد الحموي المدعوّ بفاضل الدين .(3)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : فاضل الدين محمّد بن إسحاق بن محمد الحموي، صاحب كتاب (منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الهداة الكاملين) المعاصر للشاه طهماسب الصفوي، وقد ألفه باسمه (4)، في 937 :

ص: 271


1- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسي) : الورقة 228 من المصوّرة ، باب : في الأدلة على إمامة بقيّة الأئمة الاثني عشر ، وراجع ما ذكرناه عن كتاب سليم بن قيس ، الحديث الثاني ، المورد (ب) .
2- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسی) : الورقة 277 من المصوّرة ، فصل : في ذكر أدلة المخالفين ، أوردوها بزعمهم على إمامة أبي بكر
3- منهج الفاضلين (مخطوط، فارسى) : الورقة 2 من المصوّرة ، مقدّمة المؤلّف
4- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسي) : الورقة 3 من المصوّرة ، مقدمة المؤلّف

سال تألیف این کتاب کریم***منهج مذهب إمامي شد .(1)

وله كتاب (أنيس المؤمنين) ، ذكر فيه ترجمة أبي مسلم المروزي ، ونقل كثيراً عن أستاده الشيخ علي بن عبد العالي ، ويوجد كتاباه المذكوران في الأهواز عند السيد محمد الجزائري ، انتقل بهما إلى طهران .(2)

أقول : الظاهر أن شيخه علي بن عبد العالي ، هو زين الدين أبو القاسم علي بن عبد العالي الميسي العاملي، الشهير بابن مفلح، والمتوفّى منتصف ليلة الأربعاء من شهر جمادى الأولى سنة 938 ه ، كما نقله صاحب الرياض عن والد الشيخ البهائي الحسين بن عبد الصمد .(3)

وقال في الذريعة : منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين ، فارسي ، مبسوط في الإمامة ، للشيخ بن إسحاق محمد بن محمّد الحموي المدعو بفاضل الدين الأبهري، وفي أوّله فهرس مبسوط ، ولما كان لقبه فاضل الدين، والباب الثاني من الكتاب في أدلة الإمامة مرتباً على خمس مناهج ، سمّاه (منهج الفاضلين)، ورتبه على مقدّمة وخمسة أبواب وخاتمة ، أثبت فيها أحقية الإمامية ، وأقام البراهين العقلية والنقلية على إمامة علي بن أبي طالب علیه السلام وساير الأئمة ، وبطلان من عاداهم، مع ذكر بعض المطاعن وتعيين بعض المناقب الموضوعة . . .

ثمّ قال : أوله ]الحمد لله ذي اللطف والإحسان والفضل والامتنان والعظمة والسلطان والنسخة عند الحاج شيخ علي أكبر النهاوندي بمشهد خراسان، عند ذاكر حسن اللكهنوي بكربلاء، وعند السيد شهاب الدين

ص: 272


1- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسی) : الورقة 11 من المصوّرة .
2- طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) 4 : 174 ، وانظر: أعيان الشيعة 9 : 121 .
3- رياض العلماء 4 : 121 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 166 .

بقم ، وعند السيد محمد رضا ابن السيد كاظم الطبسي الحائري .(1)

أقول : قد رأيت مصوّرة النسخة ، موجودة في المكتبة المرعشية بقم تحت رقم 7711 ، وما أوردناه منها .

ص: 273


1- الذريعة 23 : 194 [8609] .

ص: 274

مؤلّفات الشيخ على بن الحسين الكركي (المحقق الكركي) (ت 940 ه)

(112) كتاب : جامع المقاصد

الحديث :

في ما يذكره في باب الوقف، من أن الوقف على من ينقرض غالباً ، وعدم ذكر الذي بعده لا يجوز، وأن الاستدلال برواية أبي بصير عن الباقر علیه السلام لا حجة فيها ، قال : لأن فاطمة علیها السلام علمت تأبيد ولدها للنص على الأئمة علیهم السلام ، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «حبلان متصلان لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

وقد مضى هذا الاستدلال عن العلامة الحلّي في المختلف، فراجع .

الشيخ علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي :

هو العلم المعروف ب_«المحقق الثاني»، صاحب جامع المقاصد ، وصفه الشيخ محمد بن محمد بن خاتون العاملي في إجازته له بتاريخ 900 ه ، ب_ : الشيخ الفاضل ، العالم العامل، والرئيس الكامل، زين الإسلام .(2)

ص: 275


1- جامع المقاصد 9: 17 .
2- البحار 108 : 20

واستاذه الشيخ علي بن هلال الجزائري في إجازته له في سنة 909 ه ، ب_ : الشيخ العالم الفاضل الكامل ، المؤيد بالنفس الزكية ، والأخلاق المرضيّة ، من منحه الله العظيم بالعقل السليم، والنظر الصائب، والحدس الثاقب .(1)

والشهيد الثاني لله (ت 966 ه) في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي ، ب- : الشيخ الإمام ، المحقق المنقح ، نادرة الزمان ، ويتيمة الأوان (2)، وأيضاً ، ب- : الشيخ الإمام ملك العلماء والمحققين .(3)

وقال في حقه السيد مصطفى التفرشى (القرن الحادي عشر) علي ابن عبد العالي الكركي (قدس الله روحه) شيخ الطائفة، وعلامة ،وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير العلم ، نقي الكلام، جيّد التصانيف ، من أجلاء هذه الطائفة ، له كتب . . .(4)

والشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) : الشيخ الجليل علي بن عبد العالي العاملي الكركي، أمره في الثقة والعلم والفضل وجلالة القدر وعظم الشأن، وكثرة التحقيق، أشهر من أن يذكر، ومصنفاته كثيرة مشهورة ، ثمّ عدّ مصنّفاته ، وقال : روى عن فضلاء عصره، ومنهم الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي ، ورأيت إجازته له ، وكان حسن الخط .(5)

ص: 276


1- البحار 108 : 31 .
2- البحار 108 : 151
3- البحار 108 : 156
4- نقد الرجال 3 : 276 [3620]
5- أمل الآمل 1 : 121[129] ، وانظر: الكنى والألقاب 3 : 161 ، تنقيح المقال 2 : 295 ، جامع الرواة 1 : 589 .

وكانت له مكانة جليلة ، وحظوة عظيمة عند الشاه طهماسب الصفوي، حتّى أنّه فوّض إليه شؤون المملكة ، فنهض لتطبيق أحكام الدين، حتّى قال حسن بك روملو في تاريخه : إنّه لم يسع أحد بعد الخواجة نصير الدين الطوسي في إعلاء المذهب الجعفري مثلما سعى الشيخ علي الكركي .(1)

ثم إن صاحب الرياض نقل عن تاريخ جهان آرا، أن الشيخ الكركي توفي في 18 ذي الحجّة سنة 940 ه (2)، وعن تاريخ حسن بيك روملو السبت 18 ذي الحجّة سنة 940 ه ، بعد مضي عشر سنين من زمن دولة الشاه طهماسب الصفوي .(3)

وأضاف السيد الأمين (ت 1371 ه) عليهما : أنه توفي سنة 940 في زمن الشاه طهماسب في التاسع والعشرين من ذي الحجة عن نظام الأقوال ، و الثامن عشر منه يوم الاثنين كما عن وقائع السنين للأمير إسماعيل خاتون آبادي .(4)

وهو مطابق لما قيل في تاريخ دفنه (مقتداي شيعة) بحساب الجمل (5)، ومتناسب مع تاريخ الفرمان الذي كتبه إليه الشاه طهماسب سنة 139 ه .(6)

ص: 277


1- انظر : رياض العلماء 3 : 441 ، لؤلؤة البحرين : 151 (62) ، بهجة الأمال 5 : 457 ، روضات الجنّات 4 : 360 [414]، خاتمة المستدرك 2 : 277
2- رياض العلماء 3 : 448 .
3- رياض العلماء 3 : 451 .
4- أعيان الشيعة :: 208 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 160 ، لؤلؤة البحرين : 154 .
5- رياض العلماء :3 448، 451
6- رياض العلماء 3: 455

فما فى رسالة أحد تلاميذه (1)، وأمل الآمل من أن وفاته في سنة 937 ه (2)، وهامش النقد عن التفرشي في سنة 938 (3) ، قد يكون من سهو القلم ، بل إن ما في الأمل مأخوذ من رسالة تلميذه ، وما في النقد هو تاريخ وفاة علي بن عبد العالي الميسي (4)، وجاء الوهم من تشابه الاسمين .

وكذا ما فى الروضات في ترجمة الشهيد الثاني عن ابن العودي من أن سنة الوفاة هي 945 (5)؛ لأنه صححه في ترجمة الكركي ب_ 940 ه .(6)

وقد نقل صاحب الرياض عن الشيخ حسين بن عبد الصمد في بعض رسائله : أن الشيخ علي کرکي قد صار شهيداً ، ثمّ قال : وهو أعرف بما قاله ، فتأمل .(7)

وعلق عليه صاحب الروضات، بقوله : مع أنّ هذا أيضاً غير مفهوم من كلمات واحد من الأصحاب ، ولا مصرّح به في شيء من المدوّنات في هذا الباب، ولو كان لنقل ، و (لو) نقل لم يقل ، ولو كثر لاشتهر ، ولو شهر لم يستر .(8)

وأجابه في تكملة الأمل كما عن أعيان الشيعة : أنّه سفسطة من الكلام ، ولو نقله ألف مؤرّخ ، لم يبلغ في الصحّة مبلغ نقل الشيخ حسين ابن عبد الصمد ، الشيخ الرباني، الذي هو في عصره مثل زرارة بن أعين

ص: 278


1- رياض العلماء 3 : 444
2- أمل الآمل 1 : 121
3- نقد الرجال 3: 276 ، الهامش (3) .
4- رياض العلماء 4 : 121 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 166 .
5- روضات الجنّات 3: 355 .
6- روضات الجنات 372:4 .
7- رياض العلماء 442:3 .
8- روضات الجنات 372:4 .

ومحمد بن مسلم في زمانهما ، فهذا التضعيف من أقبح التصنيف ، وكم لهذا السيّد من مثل هذه الهفوات رضي الله عنه .(1)

ولم نجد هذا الكلام في التكملة ، ولكنّه نقل كلام ابن العودي من أنّه توفّي مسموما (2)، بعد أن نقل عبارة الشيخ حسين بن عبدالصمد المتقدمة ، وقال : ويساعده ما ذكره مؤرّخوا ذلك العصر من عداوة جماعات من أعيان رجال الدولة وعلماء الحكمة والقضاة مع الشيخ له ولهم في ذلك حكايات ، وله معهم مناظرات وكرامات أخرجها صاحب الرياض يطول المقام بذكرها .(3)

ومن الجدير ذكره أخيراً، أنه كانت بين الشيخ علي الكركي والشيخ إبراهيم القطيفي منافرة ومخاصمة ، انجرّت في بعض الأحيان إلى مناقشات ومعارضات (4)، لا يسع المجال للتفصيل فيها ، وقد تأتي الإشارة إليها في ترجمة الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي .

كتاب جامع المقاصد في شرح القواعد :

هو شرح طويل على (قواعد) العلامة الحلي الله ، قال المصنف في أوّله - بعد الحمد والصلاة - : وبعد ، فإن كتاب (قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام لشيخنا الأعظم، شيخ الإسلام . . . ، كتاب لم يسمح الدهر بمثاله . . . ، وإني كنت على قديم الزمان أؤمل أن أصنع له شرحاً يتكفّل ببیان مشكلاته . . . ، ثم شرعت في وضع شرح طويل ، يشتمل من المقاصد

ص: 279


1- أعيان الشيعة :: 208 ، ولم نجده في التكملة .
2- انظر : روضات الجنّات 3 : 355 .
3- تكملة أمل الآمل : 291
4- انظر: أعيان الشيعة :8 : 209 ، رياض العلماء 1 : 15 ، روضات الجنات 1 : 25 ، لؤلؤة البحرين : 160 .

على كل دقيق وجليل . . . ، وسمّيته (بجامع المقاصد في شرح القواعد) .(1)

ووصل فيه إلى بحث تفويض البضع من كتاب النكاح ولم يكمله .

قال في أوّل بحث التفويض : وفرغ من تسويده مؤلّفه الفقير إلى الله تعالى على بن عبد العالي، بالمشهد المقدّس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام ، منتصف النهار من يوم السبت تقريباً ، الثامن عشر شهر جمادي الأولى من سنة خمس وثلاثين وتسعمائة ، حامداً لله تعالى على آلائه، مصلياً على رسوله محمد وآله ، مسلماً .(2)

وذكر هذا الشرح السيد مصطفى التفرشي (القرن الحادي عشر) في نقد الرجال (3)، والشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل (4)، والأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (5)، وغيرهم ممن ترجم له .

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار ، وقال : وكتاب شرح القواعد ، ورسالة قاطعة اللجاج . . . ، لأفضل المحققين مروّج مذهب الأئمة الطاهرين، نورالدين علي بن عبد العالي الكركي أجزل الله تشريفه .(6)

وقال في فصل توثيق مصادره والشيخ مروّج المذهب نور الدين حشره الله مع الأئمة الطاهرين حقوقه على الإيمان وأهله أكثر من أن يشكر على أقله ، وتصانيفه في نهاية الرزانة والمتانة .(7)

ص: 280


1- جامع المقاصد 1 : 66 ، مقدمة المؤلّف
2- جامع المقاصد 13 : 413 ، الفصل الثالث : في التفويض
3- نقد الرجال 3 : 276 [3620]
4- أمل الآمل 1 : 121 [129] .
5- رياض العلماء 3 : 441 ، وانظر أيضاً : روضات الجنّات 4 : 360 [414]، لؤلؤة البحرين : 151 [62] ، تكملة أمل الآمل : 293
6- البحار 1 : 21 ، مصادر الكتاب
7- البحار 1 : 41 ، توثيق المصادر .

وقد نقل صاحب الرياض إجازة الشيخ الكركي للشيخ الميسي ، وأوّل كتاب أجازه له فيها هو هذا الكتاب .(1)

قال السيد محسن الأمين (ت 1371 ه) : جامع المقاصد في شرح القواعد ، خرج منه ست مجلدات إلى بحث تفويض البضع من كتاب النكاح ، وهو شرح لم يعمل قبله أحد مثله في حلّ مشكله ، مع تحقيقات حسنة وتدقيقات لطيفة ، خال من التطويل والإكثار ، وشارح لجميع ألفاظه المجمع عليه والمختلف فيه ، وقد اشتهر هذا الشرح اشتهاراً كثيراً ، واعتمد عليه الفقهاء في أبحاثهم ومؤلّفاتهم، مطبوع مع القواعد والحواشي .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (جامع المقاصد) في شرح «القواعد» تأليف آية الله العلامة الحلي ، وهو شرح مبسوط للمحقق الكركي.

ثم قال : وقد طبع بإيران ما برز منه في مجلد كبير

يوجد مجلّده الأوّل إلى صلاة الكسوف المكتوب (949) في مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في النجف .(3)

وقد طبع الكتاب مؤخراً بتوسط مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث محققاً على أحد عشرة نسخة لأجزاءه المختلفة ، كلّها من القرن العاشر .(4)

ص: 281


1- رياض العلماء 3: 441
2- أعيان الشيعة 8: 210
3- الذريعة 5 : 72 [284].
4- جامع المقاصد 1 : 51 ، مقدمة التحقيق.

ص: 282

(113) کتاب : نفحات اللاهوت

الحديث :

الأول : قال في استدلاله على إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام :

وروی مسلم حديث (إنّي تارك فيكم الثقلين)، وإن كان (1)من النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله بخم، وهو ما بين مكة والمدينة .

ورواه الحميدي في (الجمع بين الصحيحين)، وفي (الجمع بين الصحاح الستة) ، روی كلا من الحديثين، ورواه ابن المغازلي في مناقبه بطرق متعدّدة، والخطيب الخوارزمي ، ورأيته في عدة من مصنفات أهل السنة بحيث يبلغ الدرجة المتواترة ويفيد اليقين .(2)

الثاني : ورواه : ورواه في كشف الغمّة عن زيد بن أرقم ، وفيه طول أخذنا منه موضع الحاجة، وهو قوله : «وإني فرطكم على الحوض وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم حين تلقونني عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما ...؟) إلى آخر ما ذكرناه في كشف الغمة .

ورواه أيضاً من غير طريق زيد .(3)

ص: 283


1- كذا في المطبوع
2- نفحات اللاهوت : 62
3- نفحات اللاهوت : 62 ، وانظر : كشف الغمّة ، الحديث الخامس .

الثالث : قال : وأيضاً على تقدير كونه علیه السلام راضياً (1)، وقد علم عدم صحة بيعتهم لأبي بكر وانعقاد الأمر له ، كيف جاز له أن يترك حقاً واجباً بمراعاة الخلق ؟ وهل يجوز أن ينسب ينسب إلى من قال في حقه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «علي مع الحق والحق مع علي» ، وقال : «إنه ثاني الثقلين الذين لم يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وحكم بأنّ من تمسك بهما لن يضلّ أبداً ، وقد أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً؟ (2)

الرابع : قال : ولا شبهة أن من يجتري على بضعة النبوة التي رباها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، إحدى العترة الذين هم أحد الثقلين ، فينسب إليها مخالفة

الواجب . . .(3)

الخامس: في استغرابه من عدم علم علي وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام بعدم توريث النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وأنه صلی الله علیه و آله وسلم لم يخبرهم بذلك ، وتركهم في عمى وضلالة ، قال : وأي مسلم يقرّ بكلمة الشهادة ويدين بدین محمد صلی الله علیه و آله وسلم تسكن نفسه إلى تجويز هذه الأمور ، واين قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً: كتاب الله عترتي أهل بيتي» .(4)

السادس : قال في تشنيعه على محاولة إحراق بيت فاطمة علیها السلام : وكلهم قد سمعوا مكرّراً قوله تعالى: «قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» ، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : إن كتاب الله وعترته لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم مكرراً: «أذكركم الله في أهل بيتي» ،

ص: 284


1- أي : ببيعة أبي بكر .
2- نفحات اللاهوت : 65 .
3- نفحات اللاهوت : 66 .
4- نفحات اللاهوت : 74 .

وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «انظروا كيف تخلفوني فيهما» ، يعني الكتاب والعترة .(1)

السابع: في الاستدلال على أن العترة وأهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ، قال : فممّا رواه زيد بن أرقم ، قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال: «أما بعد ، ألا يا أيها الناس ، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب، فإنّي تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : «وأهل

بيتي أذكركم الله في أهل بيتي .

قال : قال مشكاة : رواه مسلم .(2)

الثامن : وعن جابر قال : رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته العضباء ويخطب ، فسمعته يقول: «يا أيها الناس، إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي».

قال : رواه الترمذي .(3)

التاسع : وعن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .

قال : رواه الترمذي .(4)

ص: 285


1- نفحات اللاهوت : 79
2- نفحات اللاهوت : 85 ، راجع ما سنذكره في صحيح مسلم .
3- نفحات اللاهوت : 86 ، راجع ما سنذكره عن الترمذي .
4- نفحات اللاهوت : 86 ، راجع ما سنذكره عن الترمذي .

کتاب نفحات اللاهوت :

قال المصنف في أوّل رسالته : وسمّيتها (بنفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) .(1)

وقال في نهايتها وفرغ من تسويدها مؤلّفها العبد المفتقر حقاً إلى أجور الله وكرمه ، المعترف بذنوبه وعيوبه في سره وعلنه، علي بن عبد العال ، بلغه ما يتمناه وألحقه بمن رضي عنه وأرضاه ، ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ذي الحجة الحرام لسنة سبع عشرة وتسعمائة من الهجرة النبوية صلوات الله على مشرّفها، بمشهد مولاي ومولى الثقلين الإمام المرتضى علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه وأولاده المعصومين أفضل الصلوات والتسليمات، حامداً مصلياً مسلماً .(2)

ونسبه إلى نفسه في إجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي .(3)

وعليه فقد ذكره في ضمن كتبه : العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل (4)، وأدخله في مصادر إثبات الهداة (5)، مثله فعل المجلسي (ت 1111ه) في مصادر البحار، ولكن سمّاه : كتاب أسرار اللاهوت في وجوب لعن الجبت والطاغوت .(6)

نقل صاحب الرياض نسبة الكتاب إليه عن أحد تلامذته فى رسالة ذكر فيها أسامي مشائخه (7)، وعده البحراني (ت 1186 ه-) في اللؤلؤة من كتبه .(8)

ص: 286


1- نفحات اللاهوت : 42 .
2- نفحات اللاهوت : 137
3- البحار 108 : 41 .
4- أمل الآمل 1 : 121 [129] .
5- إثبات الهداة 1 : 29 .
6- البحار 1 : 21 ، 41 .
7- رياض العلماء 3: 443
8- لؤلؤة البحرين : 154 .

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : ونسخها شائعة ، وتوجد النسخة بخط المصنف ظاهراً في مكتبة (الخوانساري) في ألفي بيت تقريباً، وأخرى عند الشيخ عبد الله المامقاني في النجف، ونسخ عند الميرزا علي الشهرستاني بكربلاء في مكتبة راجه فيض آبادي ، (والرضوية) وقف 1068 ، ومكتبة أمير المؤمنين كتابتها 934 ، ومكتبة السيد كاظم البهبهاني في كربلاء ، وموقوفة السيد علي الإيرواني بتبريز (والطهراني بكربلاء)، والسيد محمد علي الروضاتي بإصفهان، وطبع بالنجف في 110 صفحات سرّاً ، وكتب عليه بالفارسية : [در مطبعة سعادت تبریز 1360] .(1)

ص: 287


1- الذريعة 24 : 250 [1297].

ص: 288

(114) إجازة الشيخ إبراهيم القطيفى إلى الشيخ محمد الاسترآبادی

(114) إجازة الشيخ إبراهيم بن سليمان (القطيفى) إلى الشيخ محمد الاسترآبادی (ت بعد 951 ه)

الحديث :

جاء في الإجازة :

بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الذي ابتدأ فطرة ما خلق فأحسنه على غير مثال . . .

وكان القرآن كما وصفه من نزل على قلبه : ذا وجوه ، كاد أن يتمسك كل فريق منه بما قفوه، رجعنا في التمييز إلى السنة النبوية والأحاديث المرويّة ، وكان ما اتفق على نقله جميع الأمّة أولى بأن يعتمد عليه ذو المروّة والهمة ، ومنه قوله : «إني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله عزّ وجلّ، وخذوا به ، وحقوا عليه ، ورغبوا فيه، ثمّ أهل بيتي».

وقد تواتر نقل هذا الحديث بعبارات شتّى ، اشتركت في وجوب التمسك بأهل بيته ، فأخذنا عنهم . . . ،

نقل هذه الإجازة كاملة المجلسي في البحار .(1)

الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي :

قال فيه الشيخ علي بن هلال الكركي في إجازته لملك محمّد ابن

ص: 289


1- البحار 108 : 108

سلطان حسين الإصفهاني في سنة 984 ه : الشيخ الفاضل الورع البهي النقي ، الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي .(1)

وقال الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل : فاضل، عالم ، فقيه ، محدّث ، له كتب منها : كتاب الفرقة الناجية ، حسن ، توفّي بالغري، من المتأخرين .(2)

وقال العلامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار والشيخ إبراهيم القطيفي كان في غاية الفضل، وكان معاصراً للشيخ نورالدين المروج، وكانت بينهما مناظرات ومباحثات كثيرة (3)، وقال في إجازته للفاضل المشهدي في سنة 1085ه- سنة 1085 ه : الشيخ المدقق ، المتبحر إبراهيم بن سليمان القطيفي .(4)

ولكن صاحب الرياض ، قال : وقد سمعت عن الأستاد الاستناد أي : المجلسي - أيده الله ، أنه لم يكن كثير فضل، وأن ليس له مرتبة المعارضة مع الشيخ علي الكركي، وقد سمعت منه مشافهة أيضاً، ما يدلّ على القدح في فضله ، بل في تدينه ، حيث إنّه ينقل لي أنه رأى مجموعة بخط الشيخ إبراهيم هذا ، وقد ذكر فيها افتراءات على الشيخ علي ، ويقول : أين فضله من فضل الشيخ علي ، وعلمه وتبحره ، والله أعلم .(5)

أقول : ولكن هذا ينافي قول المجلسي : «كان في غاية الفضل» في إجازته ، وكونه مدققاً متبحراً، ووصف الشيخ علي بن هلال الكركي له بالورع، كما وصفه بذلك أيضاً البحراني في اللؤلؤة ، قال : وهو فاضل ورع ، قد روى عنه جملة من الفضلاء ، إضافة إلى ما أورده من قصة دخول

ص: 290


1- البحار 109 : 81.
2- أمل الآمل 2: [5]
3- البحار 1 : 26 .
4- البحار 110 : 161 ، وانظر : الكنى والألقاب 3: 76 .
5- رياض العلماء 1 : 19

الإمام الحجّة (عج) عليه ، وسؤاله عن أعظم آيات القرآن في المواعظ (1)، التي نقلها صاحب الرياض .(2)

وكانت له معارضات ومناقضات مع الشيخ علي الكركي ، نقل بعضها أصحاب التراجم ، قال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : لو كان الله زاهداً عابداً ورعاً مشهوراً تاركاً للدنيا ،برمتها، وتكثرت المعارضات بينه وبين الشيخ علي الكركي، حتى أن أكثر الإيرادات التي أوردها الشيخ على في بعض رسائله في الرضاع والخراج وغيرهما ردّ عليه ، ثم أورد المناظرة بينهما في حكم أخذ جوائز السلطان (3)، التي أشار إليها القطيفي نفسه في (الرسالة الحائرية في تحقيق المسألة السفرية) التي نقل عنها في اللؤلؤة، بقوله : قد ذكر في صدر الرسالة المذكورة ما اتفق عليه مع الشيخ علي في سفره معه للمشهد المقدّس الرضوي ، إجمالاً من المسائل التي نسبه فيها إلى الخطأ ، منها : أن العشرة القاطعة لكثرة السفر يشترط فيها التتالي أم لا ، فنسب إلى نفسه الأوّل وإلى الشيخ علي الثاني ، وفي هذه المسألة صنف الرسالة المشار إليها ، ومنها . . . ، ثم ذكر أنه دخل يوماً إلى ضريح الرضا الله فوجدته هناك، فجلست معه، فاتفق حضور بقية العلماء الوارثين وزبدة الفضلاء الراسخين ، جمال الملة والدين، فابتدأ بحضوره معترضاً عليّ : لِمَ لم تقبل جائزة الحكّام ؟ فقلت : لأن التعرّض لها مكروه ، فقال : بل واجب أو مستحب ، فطالبته بالدليل، فاحتج بفعل الحسن علیه السلام مع معاوية ، وقال : إن التأسي ، إما واجب أو مندوب على اختلاف المذهبين ، فأجبته عن ذلك ، واستشهدت بقول الشهيد - رحمه الله تعالى -

ص: 291


1- لؤلؤة البحرين : 160
2- رياض العلماء 1 : 18 .
3- رياض العلماء 1 : 15 .

فى (دروسه) : ترك أخذ ذلك من الظالم أفضل ، ولا يعارض ذلك أخذ الحسن علیه السلام الجوائز معاوية ؛ لأن ذلك من حقوقهم بالأصالة ، فمنع أولاً كون ذلك في (الدروس) ، ثمّ التزم بالمرجوحية، وعاهد الله تعالى هناك أن يقصر كلامه على قصد الاستفادة بالسؤال والإفادة بالجواب ، ولولا كراهة الإطالة لفصلت أكثر ما وقع بيني وبينه ، ثم فارقته قاصداً إلى المشهد الغروي على أحسن الحال ، فلما وصلت تواترت الأخبار عنه من الثقات وغيرهم بما لا يليق بالذكر، فقابلته بالضد، فلم أزل ساكتاً إلى أن انتهى الأمر إلى دعواه العلم ونفيه عن غيره، فبذلت له وسعي في رضاه بالاجتماع للبحث والمذاكرة بجميع أنواع الملاطفة فأبى (إلى آخر كلامه في الرسالة

المذكورة) ، وهو وهو ممّا يقض- يقضي منه العجب العجيب ، كما لا يخفى على الموفق الأريب .(1)

ومن هذه الرسالة يظهر أن المناظرة جرت في مشهد الرضاء علیه السلام ، لا المشهد الغروي أو الحائري كما نقله البعض عن بعض الشيوخ (2)، ثم إن جائزة السلطان كانت - على الظاهر ، مال قد أمر به سلطان الوقت الصفوي (الظاهر أنه طهماسب) لنفقات سفرهم إلى مشهد الرضا علیه السلام بالإشارة منه لترويج الدين ، وبالغ في عدم قبوله الشيخ القطيفي معتبراً أنه أخذ حراماً، فأخذه يناقض سعيهم لترويج الدين، وقبله الشيخ علي الكركي، كما شرح ذلك الشيخ القطيفي نفسه في رسالته (السراج الوهاج لدفع قاطعة اللجاج) التي كتبها ردّاً على الرسالة الخراجية للشيخ علي الكركي المسماة (قاطعة اللجاج في حل الخراج) ، ونقل عبارتها السيد الأمين في الأعيان . (3)

ص: 292


1- لؤلؤة البحرين : 161 .
2- رياض العلماء 1 : 15 .
3- أعيان الشيعة 8: 212

أقول : إن معارضته للشيخ علي الكركي، وتأليفه في الردّ والنقض عليه، هو الذي أجرى أقلام البعض في القدح فيه والتنقيص منه (1)، فإنّ كلّ ما أخذ عليه جاء ممّا وجدوه في رسائله التي ردّ بها على الشيخ علي الكركي بكلام جارح شديد، يصل بعضه إلى الاتهام بعدم العلم والجهل .(2)

ومنه جاء قول العلامة المجلسي

ولكن هذا - كما ظهر لي - كان محصوراً في المنافسة العلمية والردودات النظرية، ومن الطرفين، فانظر ما قاله الشيخ الكركي في (رسالة في الرضاع) وفي (قاطعة اللجاج في حلّ الخراج) الذي نقل عنها صاحب الأعيان يعرض فيه بالمخالفين، وأكبرهم كما أسلفنا الشيخ القطيفي، قال في أوّل الأولى : نعم ، اختلف أصحابنا في مسائل قد يتوهم منها القاصر عن درجة الاستنباط أن يكون دليلاً لشيء من هذه المسائل أو شاهداً عليها (3)، وفي أوّل الثانية : لمّا توالى على سمعي تصدي جماعة من المتسمين بسمة الصلاح، وثلة من غوغاء الهمج الرعاع أتباع كل ناعق ، الذين أخذوا من الجهالة بحظ وافر، إلى أن يقول : وفي زماننا حيث استولى الجهل على أكثر أهل العصر، واندرس بينهم معظم الأحكام وخفيت مواقع الحلال والحرام، وهدرت شقاشق الجاهلين ، وكثرت جرأتهم على أهل الدين . . . (4)

فإنّه يتهم مخالفيه بالقصور عن درجة الاستنباط وبالجهل ، فيكيل له مخالفوه مثل ما كال، ومثل هذا كثير بين العلماء المتعاصرين ، لا ينبغي

ص: 293


1- أعيان الشيعة 2 : 141 و 8 : 211 .
2- انظر : لؤلؤة البحرين : 160 ، روضات الجنات 1 : 25 [3].
3- أعيان الشيعة 8: 211
4- أعيان الشيعة 8: 211

تنقيص وقدح أحد منهم لأجله (1)، خاصة إذا وصف بالورع ، ولنعم ما نقل صاحب أنوار البدرين تعليقاً على كلام صاحب اللؤلؤة، ما نصه ما ذكره في حق هذا الرجل ، وقبله شيخنا المجلسي، وفي حق غيره من علمائنا الأعلام الأتقياء الكرام ، فيه مواقع للنظر لا يخفى على أولي الإنصاف والنظر ، فإنّ نسبة كثير منهم أو بعضهم إلى الافتراء والكذب (والعياذ بالله منهما) قبيح منزّه عنه أقلهم درجة وأنزل رتبة يقيناً .

فإن كان الناقل والمنقول عنه مجتهداً جامعاً للشرائط فذاك ما أدّاه اجتهاد كلّ منهما إليه ، مع صدوره من المنقول عنه ، وليس افتراء ، ولا بأس به على المنقول عنه ، إذا كان باجتهاده وما أداه إليه رأيه ، وإن كان الناقل غير مجتهد أو جاهلاً فلا عبرة بنقله .

ونسبة القدح في ديانة الرجل بمجرد إيراده على معاصره ، والردّ عليه في غير محله ، إذا نزّهناه عن الافتراء ونسبناه إلى اجتهاده، كما وقع لشيخنا المجلسي له في حق هذا الرجل ونحوه غيره .

نعم تخطئة اجتهاده حسب ، مع عذره وعدم القدح في عدالته لا بأس به ، ، اللهم إلا أن يكون المنسوب إلى المنقول عنه من المسائل الضرورية التي لا مسرح للنظر والاجتهاد فيها، فهي في محلّه، وبالجملة فطعن بعضهم على بعض ، إن كان باجتهاد في المسألة مع معذورية المطعون عليه من غير أن ينجر إلى القدح في العدالة والتدين والافتراء ، وإن كان بغير اجتهاد صحيح فهو قدح في جهله، وهو في محلّه كما لا يخفى ، والله العالم العاصم .(2)

ص: 294


1- لؤلؤة البحرين: 163 ، روضات الجنات 1 : 25 .
2- لؤلؤة البحرين : 164 ، الهامش (17) .

قال المحقق السيّد محمّد صادق بحر العلوم في هامش لؤلؤة البحرين : إن القطيفي كان حيّاً سنة 951 ه ؛ لأنّه فرغ فيها من تأليف كتابه الفرقة الناجية ، وقال : وتوجد نسخته المخطوطة عندنا بخط فرج الله بن سالم الجزائري .(1)

ولكن الطهراني ذكر في الذريعة أنه فرغ منه في خامس صفر 945 ه بمدينة الجزائر ، وذكر عدّة نسخ له .(2)

كما ذكر أنّه فرغ من كتابه (نفحات الفوائد) في 13 شوّال 945 ه .(3)

وقد نقل العلّامة المجلسي إجازته للشيخ شمس الدين محمد الاسترابادي التي أوردنا منها حديث الثقلين، في البحار ، وكتب في آخرها وكتب الفقير الحقير غريق الخطايا وأسير الحدثين إبراهيم بن سليمان القطيفي المجاور بحرم مولاه أمير المؤمنين على صلوات الله وسلامه عليه ، جعله الله به من الامنين الآمنين فى الدنيا والآخرة ، آمين ، حادي عشرين من شهر عاشوراء مفتتح سنة عشرين وتسعمائة . . . (4)

ص: 295


1- لؤلؤة البحرين : 160 ، الهامش (16) .
2- الذريعة 16 : 177
3- الذريعة 24 : 249 [1291] ، طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 4 .
4- البحار 108 : 108 ، وانظر: الذريعة : 134 [628] ، طبقات أعلام الشيعة 134:1 (القرن العاشر) : 4

ص: 296

(115) کتاب : تأويل الآيات الظاهرة لعلي الحسيني الاسترابادي

(115) کتاب : تأويل الآيات الظاهرة فى فضائل العترة الطاهرة (1)

لشرف الدين على الحسينى الاسترابادي

القرن العاشر

الحديث :

الأول : قال تحت قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا»

تأويله : «وَاعْتَصِمُوا» أي : تمسكوا والتزموا «بِحَبْلِ اللهِ» وهو كتابه العزيز وعترة أهل بيت نبيه (صلوات الله عليهم) ، وقوله «جَمِيعاً»

أي : بهما جميعاً ، «وَلاَ تَفَرَّقُوا» أي : (ما) بينهما .

ويدلّ على ذلك : ما ذكره أبو علي الطبرسي في تفسيره ، قال : روى أبو سعيد ، عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم . . . . إلى آخر ما أوردناه عن مجمع البيان فراجع.(2)

الثاني : قال تحت قوله تعالى «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذُّلّةَ أَيْنَ مَا ثَقِفُواْ إِلَّا بِحَبْلٍ مَنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ»

ص: 297


1- لهذا الكتاب مختصر سمّاه المجلسي في البحار (كنز) جامع الفوائد ورمز لهما معاً بالرمز (كنز) لأنّ أحدهما مأخوذ من الآخر
2- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 177، ح 31 ، وراجع ما أوردناه للطبرسي، الحديث الثاني .

ويؤيده : ما تقدّم (1)في تأويل «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً» ، وهو قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني قد تركت فيكم حبلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» ، فهما الحبلان المتصلان إلى يوم القيامة .(2)

الثالث : قال تحت آية «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ» :

وأمّا تأويله : قال محمّد بن العبّاس الله . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن ابن الجحام، فراجع .(3)

الرابع : قال : ويؤيده ما رواه أيضاً عن محمد بن همام . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن ابن الجحام (4)، فراجع .

الخامس : قال : ويؤيّده ما رواه أيضاً عن عبد الله بن محمد بن ناجية . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن ابن الجحام (5)، فراجع .

وقال السيد شرف الدين الاسترابادي - بعد هذا الحديث - وإنما سمّاهما الثقلين لعظم خطرهما ، وجلالة قدرهما (6)، وفي بعض النسخ أضاف : [وهذه الرواية لا يبعد أنّها متواترة، وفيها نوع تأييد للتأويل

324،

ص: 298


1- وهو ما ذكرناه في المورد السابق .
2- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 122 ، ح 40 .
3- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 637 ، ح17 ، وعنه في البحار 24 : 324 ، ح 37 ، 2 والبرهان 4 : 267 ، ح 1 ، وغاية المرام 2 : 344 ، ح 32 ، الباب : 29 ، وانظر ما أوردناه عن تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبی صلی الله علیه و آله وسلم وآله (صلى الله عليهم) لابن الجحام ، الحديث الأول .
4- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 637 ، ح 18 ، وعنه في البحار 24 : 324 ، ح 38 ، والبرهان 4 : 267 ، ح2 ، وغاية المرام 2 : 344 ، ح 32 ، وانظر ما أوردناه عن ابن ح الجحام ، الحديث الثاني
5- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 638 ، 19 ، وعنه في البرهان 4 : 267 ، 3 ، وغاية المرام 2 : 344 ، ح 33 ، وانظر ما أوردناه عن ابن الجحام ، الحديث الثالث
6- لقد مرّت أسانيد هذه العبارة عن ثعلب من عدة كتب ، فراجع .

المذكور قبلها في الروايتين ، ولذا أوردناها في هذا المقام وإن لم يتعرّض فيها للآية كما في السابقتين .(1)

السادس : قال : وقال في تفسير سورة النصر . . .

وقال أيضاً (2): لما نزل بمنى في حجة الوداع «إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ» ، قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «نعيت إلى نفسي»، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس ، ثم قال : «نضر (3)الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن تفسير علي بن إبراهيم القمي (4)، فراجع

شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي :

قال عنه العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار : السيد الفاضل العلامة الزكي ، شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي المتوطن الغري، مؤلّف كتاب الغروية في شرح الجعفرية ، تلميذ الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (5)، وقال في فصل توثيق الكتب : إنه في غاية الفضل.(6)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : السيد شرف الدين على الحسيني الاسترآبادي ، ثمّ النجفي المتوطن في الغري، فاضل عالم جليل

ص: 299


1- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 638 ، والعبارة الأخيرة توجد في بعض النسخ فقط
2- أي : علي بن إبراهيم القمي، كما ذكره في الحديث الذي قبله
3- في تفسير القمي (نصر)
4- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 859 ، (سورة النصر) ، وفيه : «ثلاث لا يغل عليه قلب : امرء مسلم : إخلاص العمل الله والنصيحة ، وفيه: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم . . . ، وفيه : «فإنّه نبأنى اللطيف ....» ، وفيه : فتفضل هذه على هذه» ، وانظر ما أوردناه عن تفسير القمي ، الحديث الثاني والرابع
5- البحار 1 : 13 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر .

زكي ذكي نبيل ، وهو من تلامذة الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي المشهور، وهذا السيد أيضاً من أجلة العلماء ، وله من المؤلفات كتاب الغروية في شرح الجعفرية لأستاده المذكور .(1)

ولكن الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) فى الأمل جعل تلميذ الكركي مؤلّف الغروية غير مؤلف كتاب تأويل الآيات، فإنّه قال في حرف الشين : الشيخ شرف الدين بن علي النجفي، كان فاضلاً محدثاً صالحاً ، له كتاب الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة (2)، وقال في حرف العين : الشيخ شرف الدين على الاسترابادي، عالم فقيه ، له كتاب شرح الجعفرية ، للشيخ علي بن عبد العالي، والشيخ شرف الدين المذكور من تلامذته . . .(3)

فعلّق الميرزا الأفندي عليه ، بقوله : وهذا - كما ترى - يدلّ على أنه جعلهما اثنين ، ثم انتقد كلامه بوجوه .(4)

وقال السيد محسن الأمين (ت 1371 ه) في الأعيان تعليقاً على جعلهما اثنين أيضاً : فوجود من اسمه الشيخ شرف الدين بن علي النجفي غير محقق ، بل الظاهر أنه اشتباه بالسيد شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي النجفي ، وبعض المعاصرين جعلهما اثنين، وجعل منشأ الاشتباه الاشتراك، ولكن الظاهر أنه ليس إلا واحداً هو السيد شرف الدين علي المذكور .(5)

كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة :

قال مؤلّف الكتاب في أوّله : وسمّيته تأويل الآيات الظاهرة في

ص: 300


1- رياض العلماء 4 : 66 .
2- أمل الآمل 2 : 131 [367].
3- أمل الآمل 2: 176[531] .
4- رياض العلماء 4 : 68 ، 69
5- أعيان الشيعة 7 : 336 ، 337 ، و 8 : 227

فضائل العترة الطاهرة» .(1)

نسبه للسيد شرف الدين العلامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار ، قال في فصل تعداد مصادره: وكتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الفاضل العلّامة الزكي شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي . . . ، وأكثره مأخوذ من تفسير الشيخ الجليل محمد بن العباس ابن علي بن مروان بن الماهيار . . . (2)

وذكر في فصل توثيق المصادر أن جمعاً من المتأخرين رووا عنه (3)وتبعه على ذلك الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض، ولكنه أضاف في اسمه (الباهرة) بعد (الظاهرة) (4)، مع أنّه نقل عن أوّل كنز جامع الفوائد الذي هو مختصر تأويل الآيات كما سيأتي الإشارة إليه) أن اسمه تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة (5)، كما نقل نص كلام المجلسي في البحار .

ومن هذا يظهر أن ما في الأمل من أن اسمه (الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة) (6)خطأ، وكذا ما في الروضات تبعاً لصاحب الأمل ، حتى أنّه غير اسمه في نص كلام المجلسي الذي نقله (7)، فلاحظ .

وقد ذكر الأفندي أن الكتاب ،معروف، ولكن قد اختلف في مؤلّفه (8)، وكأنّه قد أخذه من الحر العاملي، قال في الأمل وربّما ينسب

ص: 301


1- تأويل الآيات : 21 ، مقدّمة المؤلّف
2- البحار 1 : 13 .
3- البحار 1 : 31 .
4- رياض العلماء 4 : 67 .
5- رياض العلماء 3 : 322 .
6- أمل الآمل 2 : 131 (367)
7- روضات الجنّات 4 : 322 (27) .
8- رياض العلماء 4 : 67

إلى الكراجكي ، وليس بصحيح ؛ لأنه ينقل من كشف الغمّة ومن كتب العلّامة (1)، وأضاف إلى ذلك الأفندي قوله : ممّا يؤيّد عدم كون ذلك الكتاب للكراجكي أن النسخة التي رأيتها في تبريز وكانت عتيقة ، أنه يروي فيها أيضاً عن كتب الشيخ ابن شهر آشوب والشيخ حسن بن أبي الحسن الديلمي - يعني صاحب إرشاد القلوب - وإن كان يروي فيها عن الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي أيضاً لكن من كتبهم ، فلاحظ .(2)

وفي الذريعة : (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة) للسيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي الغروي تلميذ المحقق الكركي الذي توفي سنة 940 ، أوّله (أنّ أحسن ما توّج به هام الألفاظ والكلمات . . .) جمع فيه تأويل الآيات التي تتضمن مدح أهل البيت علیهم السلام ، ومدح أوليائهم وذمّ أعدائهم من طرقنا وطرق أهل السنّة ، وينقل فيه عن كنز الفوائد للشيخ الكراجكي المتوفى سنة 449 ، وعن كتاب ما نزل من القرآن فى أهل البيت (3)تأليف محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار ، المعروف بابن الجحام بالجيم ، ثم الحاء المهملة ، كما ضبطه في كشف الحجب ، وهو الذي سمع التلعكبري سنة 328 ، وعن كشف الغمّة للأربلى المتوفى سنة 692 ، وعن كتب العلامة الحلّى .

ثمّ قال : توجد من أصل الكتاب نسخ في الخزانة الرضوية وغيرها، ونسخة منه بخط السيد العالم المقدس النقي السيد أحمد سيد أحمد بن السيد مطلب ابن السيد المولى علي بن خلف والي الحويزة، فرغ من كتابتها سنة 1136 . . .(4)

ص: 302


1- أمل الآمل 2 : 131 (367) .
2- رياض العلماء 4 : 68
3- علیهم السلام
4- الذريعة 3 : 304 (1130).

ولابد هنا من الإشارة إلى ما قاله صاحب الروضات بخصوص بعض أخبار الكتاب ، قال : وهو جامع لنوادر أخبار كثيرة في المناقب يمكن أن يناقش في طائفة منها ، بناء على مخالفتها لظواهر الشريعة ، ومنافرتها القواعد الدين والملة .(1)

أقول : إن كان فيه بعض الأخبار الغريبة في الفضائل فهو أمر طبيعي في كتاب يجمع روايات الفضائل، وكم من مثله ، وهو لا يكون سبباً في التقليل من شأن الكتاب .

ثم إن العلامة المجلسي (ت 1111 ه) ذكر أن للكتاب مختصراً اسمه كنز جامع الفوائد، غير أنه تردّد هل أنه لصاحب الأصل أو للشيخ علم (علي) بن سيف بن منصور .(2)

وأكد نسبة المختصر إلى الشيخ علم بن سيف بن منصور صاحب الرياض ، ولكنه ذكر الاختلاف في اسمه بين ما ذكره المجلسي وبين ما وجده في بعض المواضع من أن اسمه (كنز الفوائد ودافع المعاند) وبين الذي رآه في أوّله وهو (جامع الفوائد ودافع المعاند) .(3)

وعلق الأمين (ت (1371 ه) في الأعيان بأن الظاهر أن ما في البحار نشأ من كتابة جامع بعد كنز على أنها نسخة بدل، وبذلك رجح أحد الاسمين اللذين ذكرهما الأفندي (4)، وبمثله أشار صاحب الذريعة .(5)

ولكن صاحب الأمل اشتبه هنا أيضاً ، كما حصل له في اسم مؤلّف

ص: 303


1- روضات الجنات 27:4 .
2- البحار 1 : 13
3- رياض العلماء 3 : 321 .
4- أعيان الشيعة 7 337 .
5- الذريعة 5 : 66 (261)

الأصل واسم كتابه ، فظنّ أن المختصر هو نسخة أخرى لكتاب الأصل أي : (تأويل الآيات) ، قال : ولكن لهذا الكتاب نسختان ، إحداهما فيها زيادات ، وينقل فيها من كنز الفوائد للكراجكي ، ومن كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت علیهم السلام لمحمد بن العباس المعروف بابن الجحام الثقة .(1)

وقد عرفت أن النسخة الثانية المقصودة هي مختصر الكتاب، الذي أشار إليه المجلسي والأفندي ، وما ذكره بعنوان (إحداهما فيها زيادة) هي نسخة الأصل.

وقد نقل الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض ما في أوّل المختصر، هكذا : وبعد ، فإنّي تصفحت كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ، فرأيته قد احتوى على بعض تعظيم عترة النبی صلی الله علیه و آله وسلم أهل التفضيل من كتاب الله العزيز الجليل، فأحببت أن أنتخب منه كتاباً قليل الحجم كثير الغنم ، وسمّيته (جامع الفوائد ودافع المعاند) وجعلت ذلك خالصاً لوجه الله الجبار . . .

ثمّ قال الأفندي : ولا يخفى أن ظاهر هذا الكلام يدلّ على أن مؤلّف الجامع غير مؤلّف تأويل الآيات ، فتأمل .

ثم ذكر أنه عثر على عدة نسخ تصرّح بأن مؤلّف المختصر هو الشيخ علي بن سيف بن منصور، وأنه انتخبه في المشهد المقدس الغروي في سنة سبع وثلاثين وتسعمائة ، وأنّه سمّاه كتاب كنز الفوائد ودافع المعاند .

ثمّ قال : يظهر من التاريخ المذكور أن مؤلّف كتاب تأويل الآيات ومؤلّف مختصره متقاربا العصر، بل هما متعاصران .(2)

ص: 304


1- أمل الآمل 2 : 131 ، وانظر : روضات الجنات 4 : 27 .
2- رياض العلماء 3 : 322 ، وانظر : الذريعة 5 : 66 (261)

وقد طبع الأصل محققاً على ثلاث نسخ تاريخ كتابة الأولى 995 ه ، فى المكتبة الرضوية ، والثانية 1097 ه ، وهي في مكتبة جامعة طهران ، والثالثة 1088 ه ، وهي في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي .(1)

ص: 305


1- تأويل الآيات الظاهرة : 14 ، وصف النسخ

ص: 306

مؤلفات زين الدين بن علي العاملي الشهيد الثاني (ت 965 ه)

(116) كتاب : الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية

الحديث :

في شرحه لعبارة (1)الشهيد الأول (حتّى قرن بينهم وبين محكم الكتاب) ، قال : ثمّ نبه على ما أوجب فضليتهم وتخصيصهم بالذكر بقوله : (حتى قرن) الظاهر عود الضمير المستكن إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، لأنه قرن (بينهم وبين محكم الكتاب) في قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِنِّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» الحديث .(2)

زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي (الشهيد الثاني) :

وصفه تلميذه ابن العودي في كتابه (بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد) الذي ألفه في حياة أستاذه الشهيد الثاني على ما نقله حفيد الشهيد الثاني في الدر المنثور بديع الزمان، ونادرة أوانه ، وفريد عصره ، وغرّة دهره ، الشيخ الإمام الفاضل ، والحبر العالم العامل، والتحرير المحقق الكامل ، خلاصة الفضلاء المحققين، وزبدة

ص: 307


1- أصل الكتاب (اللمعة الدمشقية ) للشهيد الأوّل ، وشرحه الشهيد الثاني فسماه (الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية)
2- الروضة البهیة 1 : 235 ، شرح المقدمة

العلماء المدققين ، الشيخ زين الملة والدين ابن الشيخ الإمام نور الدين علي . . .(1)

وقال أيضاً وصفه : حاز من خصال الكمال محاسنها ومآثرها ، وتردى من أصنافها بأنواع مفاخرها كانت له نفس عليه تزهى بها الجوانح والطلوع ، وسجيّة سنيّة يفوح منها الفضل ،ويضوع ، كان شيخ الأمة وفتاها ، ومبدأ الفضائل ومنتهاها، ملك من العلوم زماماً، وجعل العكوف عليها إلزاماً ، فأحيى رسمها وأعلى اسمها ، لم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة ، ووزّع أوقاته على ما يعود نفعه في اليوم والليلة ، أما النهار ففي تدريس ومطالعة وتصنيف ومراجعة ، وأما الليل فله فيه استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من الفضائل .

هذا مع غاية اجتهاده في التوجه إلى مولاه وقيامه بأوراد العبادة حتّى يكل قدماه، وهو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسن نظام ، وقضاء حوائج المحتاجين بأتم قيام . . . (2)

ونقل ابن العودي عن خطّ الشهيد نفسه أنه ولد ولد يوم الثلاثاء ثالث عشر شوّال سنة إحدى عشرة وتسعمائة من الهجرة النبوية، وأنه ختم القرآن وعمره تسع سنين.(3)

ونقل حفيده الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الجبعي عن خط جده حسن ، ما صورته مولد الوالد قدس الله نفسة يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر شوال سنة إحدى عشرة وتسعمائة ، واستشهد في سنة خمس وستين وتسعمائة .(4)

ص: 308


1- الدرّ المنثور 2 : 150 .
2- الدر المنثور 2 : 153 .
3- الدر المنثور 2 : 158 .
4- الدر المنثور 2 : 189 ، وانظر : رياض العلماء 2 : 376 .

وقال التفرشي (القرن الحادي عشر) عنه : زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين جمال الدين العاملي ، المشتهر بالشهيد الثاني ، وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها كثير الحفظ، نقى الكلام له تلاميذ أجلاء ، وله كتب نفيسة جيّدة ، ثمّ قال : قتل الله لأجل التشيع في قسطنطينة في سنة ستّ وستين وتسعمائة ، رضي الله عنه وأرضاه .(1)

وقد عرفت عن خط ولده الشيخ حسن أن سنة وفاته كانت 965 ه ، وليس في 966 ه ، فلاحظ .

وترجمه الحر العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، ونقل ملخصاً من أحواله عن تلميذه ابن العودي .(2)

وأيضاً الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياض العلماء، ونقل عن تاریخ جهان آرا (بالفارسية) أن سنة قتله هي 965 ه (3)، وكذا نقل عن أحسن التواريخ .(4)

والخوانساري (ت 1313 ه) في روضات الجنّات ، وأورد ما وجده من رسالة ابن العودي في حقه (5)، وكذا فعل السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة نقلاً عن الدر المنثور لحفيد الشهيد الثاني .(6)

وهو اشهر من أن يذكر، وقصة استشهاده بسبب التشيع معروفة ، مذكورة في ترجمته في عدة مواضع أشرنا إلى بعضها أنفا (7)، ولا يسع المقام لذكرها هنا .

ص: 309


1- نقد الرجال 2 : 292 (217) .
2- أمل الآمل 1 : 85 (81) .
3- رياض العلماء 2 : 367
4- رياض العلماء 2 : 385 .
5- روضات الجنات 3 : 352 [306] .
6- أعيان الشيعة 7 : 143
7- وانظر أيضاً : لؤلؤة البحرين : 34 .

كتاب الروضة البهية فى شرح اللمعة الدمشقية :

وهو شرح مزجي لكتاب اللمعة الدمشقية للشهيد الأوّل محمّد بن مكي ، قال المؤلف في أوّله : وبعد ، فهذه تعليقة لطيفة ، وفوائد خفيفة أضفتها إلى المختصر الشريف ، والمؤلّف المنيف ، المشتمل على أمهات المطالب علیه السلام الشرعية ، الموسوم ب_«اللمعة الدمشقية»، إلى أن قال : وسميته (الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية) .(1)

وقال في آخره : وفرغ من تسويده مؤلّفه الفقير إلى عفو الله ورحمته زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي عامله تعالى بفضله ونعمه، وعفا عن سيئاته وزلاته بجوده وكرمه، على ضيق المجال وتراكم الأهوال الموجبة لتشويش البال ، خاتمة ليلة السبت، وهي الحادية والعشرون من شهر جمادي الأولى سنة سبع وخمسين وتسعمائة من الهجرة النبوية ، حامداً مصلياً مسلماً : اللهم صل على محمد وآل محمد، واختم بخير يا كريم .(2)

ونسبه المصنّف إلى نفسه في إجازته للشيخ تاج الدين ابن الشيخ هلال الجزائري (3)، وذكره تلميذه ابن العودي في الرسالة التي ألفها في أحواله .(4)

ومن ثمّ نسبه إليه كل من ترجم له ، كالشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل (5)، وقال عندما تكلم في سبب قتله : وكان مشغولاً في تلك

ص: 310


1- شرح اللمعة 1 : 215 .
2- شرح اللمعة 10 : 329
3- البحار 108 : 143 ، رياض العلماء 2 : 382 .
4- روضات الجنات 374:3
5- أمل الآمل 1 : 85 .

الأيام بتأليف شرح اللمعة ، وفي كل يوم يكتب منه غالباً كراساً ، ويظهر من نسخة الأصل أنّه ألّفه فى ستة أشهر وسنّة أيّام .(1)

ولكن في هامش رياض العلماء تعليقاً على ما في أمل الآمل ، هكذا : ورأيت منقولاً عن خطه : أنه شرع في شرح اللمعة مفتتح ربيع الأول 956 ، وصرّح في آخر الكتاب أنّه فرغ منه ليلة السبت الحادي والعشرين من جمادي الأولى سنة 957 ، وعلى هذا فقد كان مدة تأليفه قريباً من خمسة عشر شهراً ، وهو غريب فتأمل .(2)

وكذا نسبه إليه المجلسي (ت 1111 ه) في البحار (3)، والخوانساري (ت 1313 ه) ، في الروضات (4)، والأمين (ت 1371 ه) في الأعيان (5)وغيرهم .

وعلى كل حال فالكتاب مقطوع النسبة إليه ، وله نسخ كثيرة ، خاصة وأنه كان وما يزال مدار التدريس في الحوزات العلمية .

ص: 311


1- أمل الآمل 1 : 90 ، وانظر : روضات الجنات 3 : 377
2- رياض العلماء 2 : 369 ، الهامش (4) .
3- البحار 1 : 19 .
4- روضات الجنات 374:3
5- أعيان الشيعة 7 : 155

ص: 312

(117) كتاب : مسالك الأفهام

الحديث :

في ما يذكره في باب الوقف من أن الوقف على من ينقرض غالباً وعدم ذكر الذي بعده لا يجوز، و يجوز، وأن الاستدلال برواية أبي بصير، عن الباقر علیه السلام من أن فاطمة علیها السلام أوصت لعلي علیه السلام ، قال : لا حجة فيها ؛ لأنّها لم تصرّح بالوقف ، بل بالوصية ، ولو سلّم إرادتها الوقف فهى عرفت بتأبيد وُلِّدِها علیهم السلام ، للنصّ على الأئمة علیهم السلام ، وأنّهم باقون ببقاء الدنيا، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «الحيلان متصلان لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1) وقد مضى هذا الاستدلال عن العلامة الحلّي في المختلف ، والمحقق الكركي في جامع المقاصد ، فراجع

كتاب مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام :

وهو شرح للكتاب الدرسي المشهور للمحقق الحلّي (شرائع الإسلام) ، قال الشهيد الثاني في أوّله : الحمد لله الذي أوضح مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، وشرح صدور من اختارهم من الأنام ، إلى أن قال :

ص: 313


1- مسالك الافهام 5 : 355

وبعد ، فهذه نكت مختصرة، وفوائد محبرة وضعتها على كتاب شرائع الإسلام بالتماس جماعة من المحصلين الأعلام ، تقيد مطلقها ، وتفتح مغلقها، وتبيّن مجملها وتسهل ،معضلها تغنى المشتغل بالكتاب عن أسفار كبار ، وتطلعه على دقائق تذعن لها قلوب الأخيار ، مجرّدة غالباً عن دليل أو تعليل، مقتصرة على قصير من طويل ، والله يهدي السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وسمّيته (مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام) .(1)

وجاء في آخره صورة خط المصنف : فرغ من تعليقه مصنّفه العبد الفقير إلى عفو الله تعالى وكرمه زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي، منتصف نهار الاثنين ثامن شهر ربيع الآخر عام أربع وستين وتسعمائة ، تقبّل الله عمله ، وغفر الله .(2)

ونسبه المصنف إلى نفسه في إجازته للشيخ تاج الدين ابن الشيخ هلال الجزائري ، قال فيها : ومن أهمها كتاب مسالك الأفهام في تنقيح شرائع الإسلام ، وفق الله تعالى لإكماله في سبع مجلدات كبيرة . . .(3)

وقال عنه تلميذه ابن العودي في رسالته الخاصة بترجمة أستاذه : ومنها (شرح الشرايع) الذي تفجرت منه ينابيع الفقه ، وأخذ بمجامع العلم ، سلك فيه أوّلاً مسلك الاختصار على سبيل الحاشية حتى كمل منه مجلّد ، وكان كثيراً ما يقول : نريد أن نضيف إليه تكملة لاستدراك ما فات ، ثمّ أخذ في الإطناب حتى صار بحراً تسلك فيه سفن أولي الألباب، فكمل مجلدات ضخمة ، من أحرزه فقد أحرز تمام الفقه مما حواه ، واستغنى

ص: 314


1- مسالك الأفهام 1 : 5 .
2- مسالك الأفهام 15 : 532 ، وانظر : صور أواخر النسخ الخطية في أوّل الكتاب
3- البحار 108 : 143 ، رياض العلماء 2 : 382 .

بمطالعته عن غيره من كلّ كتاب سواه .(1)

وذكر التفرشي (القرن الحادي عشر) في النقد أن له شرح شرايع المحقق الحلي (2)، قال الحر العاملي (ت 1104 ه) في الأمل وشرح الشرايع سبع مجلدات واسمه مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام (3)وعلى كلّ فلا شبه في الكتاب ولا المؤلّف

قال محسن الأمين (ت 1371 ه) الأعيان : مسالك الأفهام إلى شرائع الإسلام شرح على شرائع المحقق الحلّي، فيه تمام الفقه ، مختصر في العبادات مطوّل في سواها، وصفه المصنّف بأنه من أجل مصنّفاته ، في سبع مجلدات كبيرة، وعمل ربيبه السيّد محمّد صاحب المدارك في العبادات تداركاً لاختصار المسالك فيها ، والمسالك عليه معوّل المؤلّفين والمدرّسين والمجتهدين ، مطبوع عدة طبعات في مجلدين كبيرين .(4)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : شرع بالقول على سبيل الحاشية في العبادات، ثم بسط البحث في المعاملات ، وحكي عن الشيخ علي النباطي عن والده : أن مدة تصنيفه تسعة أشهر (5)، أوّله [الحمد لله الذي أوضح مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام] ، وفرغ منه سنة أربع وستين وتسعمائة ، وفرغ من جزئه الأوّل يوم الأربعاء لثلاث مضت من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وتسعمائة ، وفرغ من جزئه الرابع الذي رأيته بخط الشيخ محمد بن علي البردولي العاملي في أواخر جمادي الثانية

ص: 315


1- روضات الجنات 3 : 374 .
2- نقد الرجال 2: 292 (2157) .
3- أمل الآمل 1: 85.
4- أعيان الشيعة 7 : 155
5- انظر : روضات الجنات 3 : 378

سنة ثلاث وستين وتسعمائة ، وفرغ منه الكاتب المذكور في ليلة الخميس السابع عشر من رجب سنة سبع وثمانين وتسعمائة في خزانة السيد مهدي ابن أحمد آل حيدر الكاظمي ، ويوجد ثلاث مجلداته عند السيد محمد علي الروضاتي بإصفهان، الأخير منه بخط محمد تقي (ن) بن عبد الباقي (كاتب علايي) فرغ منه ،1082 ، عليها تملك العلّامة الحاج ميرزا أبي القاسم الموسوي الخوانساري وجماعة من أولاده .(1)

ومن تاريخ الفراغ على مجلداته يظهر عدم صحة ما قيل من أنّه ألّفه في تسعة أشهر .(2)

ص: 316


1- الذريعة 20 : 378 (3516).
2- انظر : مسالك الأفهام 1 : 46 ، مقدّمة التحقيق ، و 1 : 47 ، نسخ الكتاب 1

مؤلفات الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (والد البهائى) (ت 984 ه)

(118) كتاب : وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

الحديث :

قال : وإنّما تمسكنا بهذه الأئمة الاثني عشر من أهل البيت علیهم السلام ونقلنا أحاديثنا وأصول ديننا عنهم ؛ لما ثبت عندنا من عصمتهم . . .

ولأنهم هم المقرونون بالقرآن المجيد في قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي».

فقد رواه أحمد بن حنبل في مسنده بثلاث طرق ، ورواه أيضاً مسلم في صحيحه بثلاث طرق ، ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين بطريقين، ورواه في الجمع بين الصحاح الست، ورواه الثعلبي في تفسيره ، ثمّ روى أيضاً فيه عنه صلی الله علیه و آله وسلم، أنه قال : إني تارك فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي .

فقد أمرنا النبي صلی الله علیه و آله وسلم عل الله بالاقتداء بهم إلى انقطاع التكليف باعتراف خصومنا ، ولم يأمر بالتمسك بأبي بكر وعمر ، ولا بأبي حنيفة والشافعي.(1)

عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد العاملي :

جاء في إجازة الشهيد الثاني (ت 966 ه) العامة له : ثمّ إنّ الأخ في

ص: 317


1- وصول الاخيار : 47 .

الله ، المصطفى في الأخوّة، المختار في الدين ، المرتقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين، الشيخ الإمام العالم الأوحد ، ذا النفس الطاهرة الزكية ، والهمّة الباهرة العلية، والأخلاق الزاهرة الأنسية، عضد الإسلام والمسلمين ، عزّ الدنيا والدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتقن المتفنّن خلاصة الأخيار الشيخ عبد الصمد بن الشيخ الإمام شمس الدين محمد الشهير بالجبعي الحارثي الهمداني ، أسعد الله جدّه ، وجدّد سعده ، وكبت عدوّه وجنده ، ووفقه للعروج على معارج العاملين ، وسلوك مسالك المتقين ، ممّن انقطع بكليته إلى طلب المعالي ، ووصل يقظة الأيام بإحياء الليالي حتّى أحرز السبق في مجاري ميدانه ، وحصل بفضيلة السبق على ساير أترابه وأقرانه، وصرف برهة جميلة من زمانه في تحصيل هذا العلم، وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم ، فقرأ على هذا الضعيف ، كتباً كثيرة . . .(1)

وسمع وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي والد شيخنا البهائي ، كان عالماً ماهراً محققاً مدققاً متبحراً جامعاً أديباً منشئاً شاعراً عظيم الشأن جليل القدر ثقة ثقة ، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني .

ثم قال : وكان سافر إلى خراسان وأقام بهراة مدة، وكان شيخ الإسلام بها ، ثم انتقل إلى البحرين، وبها مات سنة 984 ، وكان عمره 66 .(2)

وعن خط المترجم له كما في الرياض : ومولد هذا الفقير الكاتب يعني الشيخ حسين المذكور - أوّل يوم من محرم سنة ثمان عشر

ص: 318


1- البحار 108 : 148 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 24 ، أعيان الشيعة 6 : 56
2- أمل الآمل 1 : 74 (67)

وتسعمائة ، وعن خط ولده ولده الشيخ البهائي : أنه انتقل إلى دار القرار ومجاورة النبی صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة الأطهار في ثامن ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة ، فكان عمره سنّاً وستين سنة وشهرين وسبعة أيام قدّس الله روحه .(1)

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : كان فاضلاً عالماً 113 جليلاً أصولياً متكلّماً فقيهاً محدثاً شاعراً ماهراً فى صنعة اللغز ، وقال أيضاً : وكان له ميل إلى التصوّف، ورغبة في مدح مشائخ الصوفية، ونقل كلماتهم، كما هو ديدن ولده الشيخ البهائي أيضاً، وكان وكأنه أخذه من أستاذه الشهيد الثانى، لكن زادوا فى الطنبور نغمة ، ومن جملة ذلك ما أورده في رسالته المسماة بالعقد الطهماسبي ، حيث قال في أواخرها في أثناء موعظته للسلطان شاه طهماسب الصفوي، ما هذا لفظه : «ولهذا كان بعض الملوك والأكابر من أهل الدنيا إذا علت همتهم وكثر علمهم بالله ، ولحظتهم العناية الربانية ، تركوا الدنيا بالكلية، وتعلّقوا بالله وحده ، كإبراهيم ابن أدهم وبشر الحافي وأهل الكهف وأشباههم، فإنهم لكمال رشدهم لا يرضون أن يشغلوا قلوبهم بغير الله تعالى لحظة عين ، ولكن هذه مقامات أخر «وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ» إلى آخر ما قاله .(2)

أقول: وهذا بمفرده لا يدلّ على ميله للصوفية، بل يدلّ على ميل واختيار للزهد، وهو ما يظهر من كتابه لولده الشيخ البهائي من البحرين ، بعد أن غادر بلاد العجم وأبهة الملوك ، قال ما معناه : إنك إن تطلب محض الدنيا تذهب إلى الهند ، وإن كنت تريد العقبى فلابد أن تجيء إلى بحرين ، وإن كنت لا تريد الدنيا ولا العقبى فتوطن ببلاد عراق العجم (3)، إلا إذا كان

ص: 319


1- رياض العلماء 2 : 110 .
2- رياض العلماء 2 : 108 ، 114
3- رياض العلماء 2 : 121 .

هناك شي آخر لم يذكره صاحب الرياض .(1)

وقال الأفندي أيضاً : ويظهر من تاريخ عالم آرا أنه مات قبل السلطان المذكور، وأنّه كان من مشائخ عظام جبل عامل ، وكان فاضلاً كاملاً في جميع العلوم ، ولا سيما الفقه والتفسير والحديث والعربية، وصرف خلاصة أيّام شبابه في خدمة الشهيد الثاني، وكان في تصحيح الحديث والرجال وتحصيل مقدمات الاجتهاد وكسب الكمال مشاركاً له ومساهماً معه ، وبعدما استشهد الشهيد الثاني لتشيعه على أيدي الروميّة ارتحل من وطنه إلى بلاد العجم ، وصار مصاحباً للسلطان شاه طهماسب الصفوي ، وكان معظماً عنده في الغاية، وقد أذعن له علماء العصر مرتبة الفقاهة والاجتهاد، وسعى في إقامة فريضة الجمعة وسنّة الجماعة ، وكان يأتمّ به خلق كثير ، ثم بعد ذلك فوّض إليه منصب شيخ الإسلام، وتصدى للشرعيّات وحكومة المليات في بلاد خراسان عموماً وفي بلدة هراة خصوصاً، وتقلد لتلك المناصب بها برهة طويلة من الزمان، وكان يشتغل فيها بترويج الشريعة الغراء، وتنسق بقاع الخير، وإفادة العلوم الدينية ، وإفاضة المعارف اليقينية ، وتصنيف الكتب والرسائل ، وحل المشكلات ، وكشف غوامض المعضلات، إلى أن اشتاق لحج بيت الله الحرام وزيارة سيّد الأنام وأولاده الكرام، وتوجّه إلى المقصد ، وبعدما وفق لذلك رجع إلى بلاد الأحساء وبحرين وأقام بها ، وكان يصاحب الفضلاء والقاطنين بها إلى أن توفى ببلدة بحرين، هذا ما حكاه صاحب التاريخ المذكور، ولكن في قوله : «إنّه كان مشاركاً للشهيد الثاني ومساهماً معه في تصحيح الحديث إلى آخره نظر ؛ لأنه من مشاهير تلامذة الشهيد الثاني كما لا يخفي ، فتأمل .(2)

ص: 320


1- انظر : أعيان الشيعة 6 : 60 .
2- رياض العلماء 2 : 117

ونقل الأفندي أيضاً عن كتاب نظام الأقوال للمولى نظام الدين التفرشي تلميذ البهائي، قوله : الحسين بن عبد الصمد بن محمد الجبعي الحارثى الهمداني ، الشيخ العالم الأوحد صاحب النفس الطاهرة الزكية ، والهمّة الباهرة العليّة ، والد شيخنا ومن إليه فى العلوم استنادنا دام ظله البهي ، ومن أجلة مشايخنا قدّس الله روحه الشريف ، كان عالماً فاضلاً مطلعاً على التواريخ ماهراً في اللغات مستحضراً للنوادر والمثال ، وكان ممّن جدّد قراءة كتب الأحاديث ببلاد العجم ، وله مؤلفات جليلةورسالات جميلة . . . (1)

ونقل بالمعنى عن رسالة بالفارسية في ذكر أحوال الشيخ البهائي لتلميذه مظفّر على قوله : إن والد هذا الشيخ حسين بن عبد الصمد قد كان في زمانه من مشاهير فحول العلماء الأعلام والفقهاء الكرام، وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقيق مطالب علیه السلام الأصول والفروع مشاركاً ومعاصراً للشهيد الثاني، بل لم يكن له تله في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره، وله في تلك العلوم مصنفات .

ثم ذكر قصة هذا الشيخ مع الشاه طهماسب إلى أن فارقه واستقر في البحرين وتوفّى بها .(2)

وفي روضات الجنّات والد شيخنا البهائي ، ينتهي نسبه الشريف كما استفيد لنا من مواضعه إلى الحارث بن عبد الله بن الأعور الهمداني المشهور ، ثمّ قال : وأمّا فخامة حسب الرجل، وغزارة علمه، وكثرة محاسنه الذاتيات ومحامده الاكتسابيات فهي أيضاً من المشتهر غايته المستغنى عن البيان كالمشاهد بالعيان .(3)

ص: 321


1- رياض العلماء 2 : 118 .
2- رياض العلماء 2 : 119
3- روضات الجنات 2 : 338 (217)

كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار :

هو كتاب في علم الدراية، نقل الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياضه نسبته إلى الشيخ حسين بن عبد الصمد عن كتاب نظام الأقوال لنظام الدين التفرشي تلميذ البهائي ولد المؤلّف .

وكذا نقل نسبته إليه عن رسالة بالفارسيّة في أحوال البهائي لتلميذه مظفّر علي، ولكن لم يذكر اسمه، وإنّما قال : كتاب دراية الحديث .(1)

وعليه فقد نسبه الأفندي إليه أيضاً ، وقال : ومن مؤلّفاته كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، وهو كتاب حسن طويل الذيل جداً في علم الدراية، وقد ذكر في أوّله أدلة الإمامة ، وأطال البحث فيها، وقد رأيته بالساري وطهران ،وغيرهما، وهو كثير الفوائد والمطالب علیه السلام ، وهو ثانى مؤلّف في علم الدراية من طريقة أصحابنا، وقد سبقه أستاده الشهيد الثاني بذلك .(2)

أقول : و في كلامه الأخير نظر ، فقد ألف في علم الدراية قبلهما جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت 673) ، كما يظهر من كتابه (حل الإشكال) ، وعلي بن عبد الحميد الحسيني ، فله كتاب شرح أصول دراية الحديث .(3)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار) لحسين بن عبد الصمد الحارثي . . . ، كتبه في علم الدراية ، مرتب على أصول ، أوّله [الحمد لله فاتح الأغلاق ...] طبع مع الوجيزة

ص: 322


1- رياض العلماء 2 : 118 ، روضات الجنّات 341:2 ، 343 .
2- رياض العلماء 2 : 115 .
3- انظر : أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية : 9 ، المقدمة

للبهائي والبداية للشهيد ، نسخة منه كتبت عن نسخة كتابتها 11 رمضان موجودة عند الشيخ حسين القديحي ، ونسخة عند شهاب الدين بقم (ف 2 : 345) .(1)

ص: 323


1- الذريعة 25 : 101 (557) .

ص: 324

(119) مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد مع أحد علماء العامة

(119) مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي مع أحد علماء العامة في حلب ( سنة 951 ه)

الحديث :

في معرض ذكره لأدلة وجوب اتباع الإمام الصادق علیه السلام ، وأن هذه الأدلة غير موجودة في أبي حنيفة ، قال : . . .

وثالثها : ما ثبت في صحاح أحاديثكم بالطرق الصحيحة المتكثّرة ، المتحدة المعنى ، المختلفة اللفظ ، من قوله علیه السلام : «إنّي مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين : كتاب الله وعتري أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرّقا حتى يردا علي الحوض».

وفي بعض الطرق : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي» .

فصرح علیه السلام بأن المتمسك بكتاب الله وعترته لن يضل ، ولم يتمسك بهما إلّا الشيعة كما لا يخفى ؛ لأنّ الباقين جعلوا عترته كباقي الناس وتمسكوا بغيرهم.

ولم يقل : مخلّف فيكم كتاب الله وأبا حنيفة ولا الشافعي . . .(1)

ص: 325


1- مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد : 41 .

مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الصمد مع أحد علماء العامة :

قال الشيخ في أوّل المناظرة : أما بعد فهذه صورة بحث وقع لهذا الفقير إلى رحمة ربه الغني حسين بن عبد الصمد الجبعي في حلب سنة إحدى وخمسين وتسعمائة

ثمّ قال : أضافني بعض فضلائها، وكان ذكياً باحثاً، ولي معه خصوصية وصداقة وكيدة بحيث لا أتقيه ، وكان أبوه من أعيان حلب .(1)

وذكره من ضمن كتبه الشيخ الحر العاملي (ت 1104ه) في أمل الآمل (2)، وكذا الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض ، قال : وله أيضاً رسالة في مناظرته مع بعض علماء حلب من العامة في مسألة الإمامة إلى أن جعله من الإماميّة، وهي رسالة مختصرة لطيفة . . .(3)

وقال الأمين (ت 1371 ه) في الأعيان : وقد رأيت في النجف الأشرف مجموعة فيها عدة رسائل فقهيّة للشهيد الثاني بخط تلميذه من آل سليمان العامليين الذي غاب عنّي اسمه الآن ، وعليها إجازة للتلميذ بخط الأستاذ ، ومع هذه الرسائل رسالة المترجم المذكورة، وقد استنسخت يومئذ أكثر تلك الرسائل ، ثمّ طبعت ولم أستنسخ الرسالة المذكورة ؛ لأنها لم تكن همتي يومئذ متوجهة إلى مثلها ؛ لأنها ليست فقهية ، ثم أسفت على عدم استنساخها ، وبحثت عنها فلم أعثر عليها ، ثمّ إنّي وجدتها والحمد الله في کرمانشاه في سفري إلى خراسان سنة 1353 ، فاستنسخها لى السيد البار التقي السيد جواد بن إسماعيل الحسيني جزاه الله خيراً، وتدلّ هذه المناظرة على أنّ المترجم كان لا يترك التجوال في البلاد للهداية والإرشاد ،

ص: 326


1- مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد : 33 ، 35 .
2- أمل الآمل 1 : 75
3- رياض العلماء 2 : 115 .

ويستصحب معه الكتب، ويرحل إلى حلب وغيرها التي تبعد عن وطنه مسيرة أيام .(1)

وذكر الطهراني (ت 1389 ه) بعض نسخها في الذريعة، قال: والنسخة في مخزن كتب (محمد على الخوانساري) بالنجف و (الطهراني في سامراء) . . .(2)

وقد طبعت الرسالة محققة على عدّة نسخ ، منها اثنان في المكتبة المرعشية أحدها تاريخ كتابتها 1149 .(3)

ص: 327


1- أعيان الشيعة 6: 61 ، وأيضاً : 64
2- الذريعة 22 : 291 (7142)
3- مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد : 15 ، التعريف بنسخ الكتاب .

ص: 328

(120) کتاب : مجمع الفائدة والبرهان

للشيخ أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (ت 993 ه)

الحديث :

في حديثه عن الذين يموتون على غير الإيمان، وقد ألحق بهم من اطّلع على الحقِّ بالعقل أو النقل وتركه ، قال : ولهذا نجد نقل العلماء والعظماء منهم حكايات وأخباراً خلاف معتقدهم وما ذهبوا إليه ، مثل ما يروون من الأخبار في الصحاح وخبر: «إني تارك فيكم» .(1)

أحمد بن محمد الأردبيلي (المقدّس الأردبيلي) :

قال عنه السيد التفرشي (القرن الحادي عشر) في نقد الرجال : أحمد ابن محمد الأردبيلي ، أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر ، وفوق ما يحوم حوله العبارة ، كان متكلماً ، فقيهاً، عظيم الشأن ، جليل القدر، رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم، له مصنفات ، منها كتاب آيات الأحكام جيد حسن ، توفّي في شهر صفر سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في المشهد المقدّس الغروي على ساكنه من الصلوات أشرفها ومن التحيات أكملها .(2)

ص: 329


1- مجمع الفائدة والبرهان 3 : 214
2- نقد الرجال 1 : 151 (302)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل: المولى الأجل الأكمل أحمد بن محمد الأردبيلي، كان عالماً فاضلاً مدققاً عابداً ثقة ورعاً عظيم الشأن جليل القدر معاصراً لشيخنا البهائي .

ثمّ قال : نروي بأسانيدنا السابقة عن الشيخ حسن والسيد محمد عنه .(1)

وقال العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار والمحقق الأردبيلي فى الورع والتقوى والزهد والفضل بلغ الغاية القصوى، ولم أسمع بمثله في المتقدمين والمتأخرين ، جمع الله بينه وبين الأئمة الطاهرين .(2)

وقال الميرزا الأفندي - بعد أن نقل ما فى النقد وأمل الآمل - : أقول مناقبه أكثر من أن تذكر .(3)

وقال المحدّث البحراني (ت 1186 ه) في اللؤلؤة : وكان المولى الأردبيلي المذكور عالماً عاملاً محققاً مدققاً زاهداً عابداً ورعاً، لم يسمع بمثله في الزهد والورع ، له كرامات و مقامات ، ذكره شيخنا المجلسي رحمه الله تعالى في (البحار) في جملة من رأى القائم علیه السلام .(4)

وقصة رؤيته للإمام الحجّة المنتظر علیه السلام المعروفة مشهورة .(5)

توفي سنة 993 ه .(6)

ص: 330


1- أمل الآمل 2 : 23 (57) .
2- البحار 1 : 42 .
3- رياض العلماء 56:1 .
4- لؤلؤة البحرين : 148.
5- الأنوار النعمانية 2 : 302 ، البحار 52 : 174 .
6- انظر أيضاً لما سبق : روضات الجنّات 1: 79 ، جامع الرواة 61:1 ، الكنى والألقاب 3 : 200 ، الذريعة 35:20 ، أعيان الشيعة 80:3 ، خاتمة المستدرك 2 : 87، منهج المقال 1 : 311 [17] .

كتاب مجمع الفائدة والبرهان :

وهو شرح كبير على كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلّي (ت 726 ه) نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل ، وقال : شرح الإرشاد كبير لم يتم (1)، والبهبهاني (ت 1205ه) في التعليقة ، وقال : من مصنفاته شرحه على الإرشاد لم يصنّف مثله (2)، والأردبيلي (ت 1101 ه) في جامع الرواة عن النقد ، وقال : وكتاب شرح الإرشاد جيد حسن (3)، والأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (4)، والبحراني (ت 1186 ه) في اللؤلؤة (5)، وغيرهم .(6)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (7)وقال : وكتبه فى غاية التدقيق والتحقيق .(8)

وقال فيه الأفندي : له شرح الإرشاد الذي هو موجود الآن من الأوّل إلى آخر مباحث الوقوف والصدقات ، ثم لم يوجد فيما بين، ويوجد من الصيد والذباحة إلى الآخر ، وقد سمعنا من بعض الأفاضل أنّه قد كتبه ولكن لعسر الاطلاع على خطه لم يكتبه أحد من الناس إلى أن اندرس .(9)

ص: 331


1- أمل الآمل :2 : 23 (57) .
2- منهج المقال 2 : 145 [153]
3- جامع الرواة 1 : 61 .
4- رياض العلماء 56:1
5- لؤلؤة البحرين : 148
6- انظر : خاتمة المستدرك 2 : 97 ، الكنى والألقاب 3 : 200 ، أعيان الشيعة 3 : 80 .
7- البحار 1 : 23 ، مصادر الكتاب .
8- البحار 1 : 42 ، توثيق المصادر
9- رياض العلماء 1 : 57

قال المحدّث البحرانى فى اللؤلؤة : أقول : ومن تصانيفه المشهورة أيضاً شرحه على الإرشاد والذي وقفنا عليه ما يتعلق بالعبادات كملا ، والمتاجر ،كملا وكتاب الصيد والذباحة إلى آخر الكتاب ، وأما ما يتعلّق بالنكاح وتوابعه فلم نقف عليه ، ولم نسمع به ، والظاهر أنّ هذا هو الذي برز في قالب التصنيف .(1)

قال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : ومن تصنيفاته الكتاب «مجمع الفائدة والبرهان» في شرح إرشاد الأذهان كبير معروف مشهور، وبالفضل والتحقيق والإتقان بين أصحابنا مذكور ، إلا أنه لم يوقف فيه إلى الآن على أبواب النكاح .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : وهو شرح جيد كبير ، شرع فيه بكربلاء في شهر رمضان ،977 ، وفرغ منه 985 ، إلا أن الموجود منه غير تام .

ثمّ قال : ومجمع الفائدة متداول مطبوع في مجلدين ضخمين .

ثمّ قال : ونسخة منه مخطوطة من أوّل المتاجر إلى آخره، ومن الصيد والذباحة إلى آخر الكتاب في مجلد ضخم بخط تلميذ المصنف السيد عبّاس بن محمّد الموسوي البيابانگي ، فرغ منه في رجب 986، وقد فرغ منه المؤلف في صفر 985 ، وخطه ردي ، وفيه تغييرات كثيرة وكأنها نسخة الأصل من كثرة ما شخط عليها وزيد في الحواشي ، كما أنّه فرغ من جزء الأول المنتهي إلى آخر الصلاة في النجف 10 ع 1 / 978 ، كما يظهر من نسخة بخط علي بن ولي الطبسي في موقوفة مدرسة السيد البروجردي في النجف، ثمّ إن المير فيض الله التفرشي كتب على نسخة البيابانكي

ص: 332


1- لؤلؤة البحرين : 150 .
2- روضات الجنّات 1: 83 (19) .

المتقدّمة أنه اشتراها بعد وفاة الكاتب ، وفي ذيل خط التفرشي خط حفيده السيد أبي الحسن ، ذكر أنه انتقل بعده إلى أبيه ، ثمّ منه إليه ، وبعد خطهما خط الميرزا محمّد بن الحسن الشيرواني، رأيتها عند الشيخ مشكور في النجف، ويظهر من نسخة منه في كتب الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء ، وعليها تملك الآقا جمال الخوانساري والشيخ صفي الدين الطريحي أنه شرع المصنف المصنف في تأليفه في شهر رمضان 977 .(1)

ص: 333


1- الذريعة 20 : 35 (1820) .

ص: 334

المطلب الثانى

اشارة

(نقل أقوال علماء الإمامية فى تواتر حديث الثقلين واستفاضته وشهرته وصحته والإجماع عليه)

ص: 335

ص: 336

الفصل الأوّل:

في قولهم بأنه مجمع عليه ومشهور وصحيح ومتفق عليه وشابهها من الالفاظ

قبل أن ننقل كلمات علمائنا بخصوص حديث الثقلين نذكر قول الإمام العاشر من أئمة أهل البيت علیهم السلام .(1)

قال الإمام الهادي علیه السلام عن حديث الثقلين في رسالته في الرد على أهل الجبر والتفويض - بعد أن استدل به - «خبر صحيح، مجمع عليه، لا اختلاف فيه عندهم، وهو أيضاً موافق للقرآن(2)، وفي رواية: «وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، حيث قال: إنّي مستخلف فيكم خليفتين ...» (الخبر) .(3)

أقوال علمائنا :

فمن علمائنا: محمد بن جرير بن رستم الطبري (أوائل القرن الرابع)، قال في المسترشد : ونحتج بما لا يدفع من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي تارك ...»

ص: 337


1- هذا ما تدين به الشيعة الإمامية الإثنا عشرية بالنسبة للأئمة الاثني عشر، وامتلأت كتبهم بالاستدلال عليه، فراجع
2- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن تحف العقول للحراني، الحديث الثالث.
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الاحتجاج للطبرسي، الحديث التاسع .

(الخبر) .(1)

ومنهم : محمّد بن إبراهيم النعماني (342ه) قال في الغيبة : ولكنّه قال في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع: «إنّي فرطكم . . .» الخبر.(2)

ومنهم : أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي (ت 352ه) قال في الاستغاثة : وقد أجمعوا جميعاً (3)على الرواية في تزكية أهل البيت ، وإشارة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم إليهم بالهدى والبعد من الضلالة، والأمر منه باتباعهم والكينونة معهم، فقال: «إنّي تارك فيكم الثقلين ...» الخبر .(4)

ومنهم : أحد مشايخ متكلّمى الإمامية على ما نقله عنه الصدوق، أنّه قال: إن جميع طبقات الزيدية والإمامية، قد اتفقوا على أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، قال: «إنّى تارك فيكم ...» الخبر .(5)

ومنهم : ابن قبة على ما نقل كلامه الصدوق له أيضاً، فقد سلّم بقول أحد علماء الزيدية من قول الرسول المجمع عليه في حجة الوداع، ويوم خرج إلى الصلاة في مرضه الذي توفّي فيه: «أيها الناس قد خلّفت فيكم...» الخبر .(6)

ومنهم الصدوق (ت 381ه) نفسه قال ما اجتمعت الأمة على نقله من

ص: 338


1- انظر : ما أوردناه فى المطلب الأول عن المسترشد ، الحديث الثاني .
2- إنّ النعماني هنا حكم على خطبة مسجد الخيف التي من ضمنها حديث الثقلين بأنها مشهورة، فيكون الحديث مشهوراً بتبعها، إلا أن تقول: إنّه يقصد أن الخطبة بمجملها مشهورة سواء كان في نصها حديث الثقلين أم لم يكن ، فلاحظ .
3- الإمامية وأهل الحديث.
4- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن الاستغاثة
5- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كمال الدين للصدوق، الحديث الثاني .
6- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كمال الدين للصدوق، الحديث الثالث.

قول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(1)

ومنهم : المفيد (ت 413 ه) قال في الإرشاد فكان فيما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتفاق و اجتماع من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : «أيّها الناس : إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ...» الخبر .(2)

ومنهم : المرتضى علم الهدى (ت 436 ه) ، قال في الشافي في معرض ردّه على القاضي عبد الجبار : الدلالة على صحته تلقى الأمة له بالقبول، وأن أحداً منهم مع اختلافهم في تأويله لم يخالف في صحته (3)، وهذا يدل على أن الحجّة قامت به فى أصله، وأن الشك مرتفع عنه، ومن شأن علماء الأمة إذا ورد عليهم خبر مشكوك في صحته أن يقدموا الكلام في أصله، وأنّ الحجّة به غير ثابتة، ثمّ يشرعوا في تأويله، وإذا رأينا جميعهم عدلوا عن هذه الطريقة في هذا الخبر وحمله كلّ منهم على ما يوافق طريقته ومذهبه، دلّ ذلك على صحة ما ذكرناه .(4)

ومنهم : أبو الصلاح الحلبي (ت 447 ه)، قال في تقريب المعارف في النصّ على إمامة الأئمة : ومن ذلك ما اتفقت الأُمة عليه من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : «إنِّي مخلف

ص: 339


1- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن كمال الدين للصدوق، الحديث السابع والعشرون .
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الإرشاد الحديث الثاني.
3- سيأتي لاحقاً في الجزء الخاص بالإجابة على الشبهات أنّ أوّل من شكك في صحته ابن تيمية في منهاج السنة بعد أكثر من سبعة قرون من صدور الحديث عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والغرض من تأليف كتابه يوضح سبب التشكيك بالحديث
4- الشافي في الإمامة 3: 123 .

فيكم...» الخبر .(1)

وقال أيضاً في الكافي في الفقه في دلالة السنة النبوية على الإمامة: ويدلّ على ذلك من جهة السنة ما اتفق عليه نقلة الشيعة، وفي نقلهم الحجة ورواه أصحاب الحديث من غيرهم، أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله قال في غير موطن : «إنّي مخلف فيكم...» الخبر .(2)

ومنهم العلامة الكراجكي (ت 449 ه) في كنز الفوائد، قال: ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم عليه الصلاة والسلام: «إنّي مخلف فيكم...» الخبر .(3)

ومنهم الشيخ الطوسي (ت 460 ه)، فقد نقل في تلخيص الشافي ما مضى من كلام المرتضى في الشافي (4)، وقال أيضاً في التبيان وقد روي عن : النبي صلی الله علیه و آله وسلم رواية لا يدفعها أحد، أنه قال: «إنّي مخلّف فيكم ...» الخبر

ومنهم أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه) ، قال في تفسير مجمع البيان وصح عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم من رواية العام والخاص، أنه قال: إني تارك فيكم ...» الخبر.(5)

ثمّ قال : وإنّما أحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثاراً للتخفيف ولاشتهارها عند أصحاب الحديث .(6)

ومنهم السيد ابن زهرة الحلبي (ت 585 ه)، قال في غيبة النزوع ويدل

ص: 340


1- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن تقريب المعارف .
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الكافي في الفقه
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كنز الفوائد الحديث الثاني.
4- تلخيص الشافي 2 : 240 .
5- انظر ما أوردناه فى المطلب الأول عن التبيان في تفسير القرآن ، الحديث الأول.
6- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن مجمع البيان، الحديث الأول.

أيضاً على ذلك ما اتفق على صحته من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي مخلّف فيكم...» الخبر .(1)

ومنهم: ابن شهر آشوب (ت 588 ه)، قال في مناقب آل أبي طالب علیهم السلام ووجدت جماعة يأوّلون الأخبار المجمع عليها نحو . . . ، ثم عد حديث الثقلين .(2)

ومنهم : ابن إدريس الحلّي (ت 598 ه) قال في السرائر : قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم المتفق عليه: «خلّفت فيكم الثقلين. ...» الخبر .(3)

ومنهم ابن البطريق (ت 600 ه) قال في العمدة - بعد أن نقل عدة روايات عامية لحديث الثقلين : فهذه ألفاظ هذه الأخبار الصحاح تنطق بصحة الاستخلاف وفيها ما ينطق بخليفتين، وإذا كان النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله لقد خلف على الأمة ما إن تمسكوا به لن يضلوا، فقد صار نص الاستخلاف على أهل البيت علیهم السلام .

وكذلك ترويه الشيعة على السواء أيضاً، وإذا حصل الإجماع عليه من الخاص والعام، صح التمسك به والاستدلال، فهذا نص صريح يأمر به النبي صلی الله علیه و آله وسلم كلّ من شمله لفظ الإسلام، فمن كان من المسلمين لزمه الاقتداء بالثقلين الكتاب والعترة .(4)

ومنهم ابن طاووس (ت 664 ه) قال في الطرائف بعد أن نقل عدة روايات تحديث الثقلين عن رواة العامة، وعلى وجه الإلزام : فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم، يتضمّن الكتاب والعترة، وقال أيضاً . . .، بعد

ص: 341


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن غنية النزوع .
2- انظر ما أوردناه فى المطلب الأول عن مناقب آل أبي طالب علیه السلام الحديث الأوّل .
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن السرائر.
4- العمدة 118، الفصل الحادي عشر.

هذه الأحاديث المذكورة المجمع على صحتها .(1)

وقال في سعد السعود: روى العلماء من المسلمين أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي مخلّف فيكم ...» الخبر .(2)

وقال أيضاً: الذين شهد لهم الصادقون من أهل العقل والنقل أنّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال: «إنّى مخلّف فيكم...» الخبر .(3)

وقال في الطرف : ولم أذكر ما اعترف به علماء الإسلام من الأخبار المتفق عليها بين الأنام، الخبر: «إني مخلف فيكم...» الخبر .(4)

وقال في كشف المحجّة وما أوضح الله جل جلاله على يدي في كتاب (الطرائف) من النصوص الصريحة الصريحة على أبيك علي بن أبي طالب علیه السلام (صلوات الله عليه وعلى عترته بالإمامة ما لا يخفى على أهل الاستقامة مثل قول جدّك محمّد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) على المنابر على رؤى الاشهاد «وإنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مخلف...» الخبر .(5)

ومنهم الحسن بن علي الطبري (كان حياً بين 698 - 701 ه)، قال في تحفة الأبرار وبالاتفاق، قال: «إنّي تارك فيكم ...» الخبر .(6)

وقال في أسرار الإمامة وأجمع الرواة أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(7)

ص: 342


1- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن الطرائف، الحديث التاسع .
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن سعد السعود، الحديث الثالث
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن سعد السعود، الحديث الثامن.
4- انظر : ما أوردناه في المطلب الأوّل من الطرف، الحديث الأول.
5- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كشف المحجة، الحديث الأول.
6- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن تحفة الأبرار، الحديث الثالث
7- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة الحديث الثاني.

وقال أيضاً في رده حديث (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) : إنّه معارض لخبر (أصحابي كالنجوم) وخبر (إنّي تارك فيكم الثقلين ... الخبر)، ثم قال: وهذان من رواية كافة الخلق مجمع عليهما ، فعند التعارض يرفض الأوّل ويؤخذ بالمتفق عليه .(1)

وقال أيضاً في ردّ نفس الحديث السابق : قال صلی الله علیه و آله وسلم إجماعاً : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(2)

وقال أيضاً: وخبر التقلين مجمع عليه .(3)

منهم : العلّامة الحلّي (ت 726ه)، قال في منهاج الكرامة: ما رواه الجمهور من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي تارك فيكم .. الخبر ...» .(4)

ومنهم : علي بن يوسف بن جبير (القرن الثامن)، قال في نهج الإيمان ما روته الفرقة المحقة الاثنى عشرية بأن النبی صلی الله علیه و آله وسلم أوصى بكتاب الله وبالعترة الشريفة وأنه قال في مواضع لا تحصى كثرة: «إنّي تارك فيكم ...» الخبر .(5)

وقال أيضاً ما رواه أهل المذاهب الأربعة فكثير .(6)

ومنهم : رجب البرسي (كان حيّاً سنة 813 ه)، قال في مشارق أنوار اليقين وخبر الثقلين عليه الإجماع .(7)

ومنهم : علي بن يونس البياضي (ت 177 ه)، قال في الصراط المستقيم :

ص: 343


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة، الحديث السادس.
2- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة، الحديث السابع .
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة، الحديث الثامن .
4- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن منهاج الكرامة الحديث الثاني.
5- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن نهج الإيمان، الحديث الثالث.
6- انظر: ما أوردناه في المطلب الأول عن نهج الإيمان، الحديث الرابع.
7- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن مشارق أنوار اليقين ، الحديث الثالث

وقد روته الفرقة المحقة في مواضع لا تحصى، قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ...» الخبر .(1)

وقال أيضاً : واشتهر بين المسلمين قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي مخلف...» الخبر .(2)

ومنهم : محمد بن إسحاق الحموي الأبهري (القرن العاشر)، قال في منهج الفاضلين في ضمن ردّه على حديث عائشة عن رسول صلی الله علیه و آله وسلم (ادعي لي أباك ...)، قال: ثمّ إن علماء المخالفين أجمعوا واتفقوا على صحة حديث: «إنّي تارك فيكم ...» الخبر، ثمّ قال : فلا يمكن ترك حديث مجمع ومتفق عليه بسبب حدیث مختلق مشكوك .(3)

ومنهم : الشيخ حسين بن عبدالصمد الجبعي (ت 984ه)، قال في مناظرة مع أحد علمائهم ما ثبت في صحاح أحاديثكم وبالطرق الصحيحة المتكثرة المتحدة المعنى، المختلفة اللفظ من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي مخلف ...» الخبر .(4)

ومنهم : المولى فتح الله الكاشاني (ت 988 ه) قال في زبدة التفاسير وصح عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم رواية العام والخاص أنه قال : «إنّى تارك فيكم...» الخبر.(5) ومنهم : المقدّس الأردبيلي (ت 993 ه) ، قال في حديقة الشيعة [ما ترجمته بالعربية] ومن هذا القبيل الحديث المشهور المتفق على صحته عند الجمهور، قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم ...» الخبر .(6)

ص: 344


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الصراط المستقيم الحديث الثاني.
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الصراط المستقيم، الحديث الرابع .
3- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن منهج الفاضلين ، الحديث الخامس
4- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد
5- زبدة التفاسير 1 : 6 ، مقدّمة المؤلّف
6- حديقة الشيعة (فارسي) 2 : 633 .

ومنهم : القاضي نور الله التستري (ت 1019 ه)، قال في الصوارم المهرقة : كما ذكر في الخبر المشهور المتفق عليه، وهو قوله : «إنِّي مخلف فيكم...» الخبر .(1)

وقال أيضاً في مجالس المؤمنين : الحديث المشهور المتفق على صحته من قبل الجمهور، قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : «إني مخلف...» الخبر .(2)

ومنهم: الفيض الكاشاني (ت 1091 ه)، قال في علم اليقين فقد استفاض النقل من طريقي العامة والخاصة عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، أنه قال: «إني تارك

فيكم ...» الخير .(3)

وقال في تفسير الصافي: إنه متفق عليه .(4)

ومنهم : الشيخ سليمان الماحوزي البحراني (ت 1121 ه)، قال في الأربعون حديثاً : هذا الخبر من المشهورات .(5)

ومنهم : الشيخ مرتضى الأنصاري (ت 1281 ه)، قال في فرائد الأصول: مثل خبر الثقلين المشهور بين الفريقين .(6)

ومنهم : الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت 1389) قال في حصر الاجتهاد : إن هؤلاء قوم من المسلمين تمسكوا بعد نبيهم بالثقلين اللذين خلفهما من قبل الله تعالى لأمته : وهما كتاب الله وعترته، اللذين (لن يفترقا حتى يردا عليه

ص: 345


1- الصوارم المهرقة 100.
2- مجالس المؤمنين 12:1 .
3- علم اليقين 544:1
4- تفسير الصافى 1 : 65 ، المقدمة التاسعة.
5- الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين : 268، الحديث الرابع، حديث الثقلين .
6- فرائد الأصول 1 : 145 .

الحوض)، كما في الأحاديث الكثيرة من الطرفين .(1)

ومنهم : آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (ت 1391)، قال في حقائق الأصول: مثل خبر الثقلين المروي في كتب الفريقين .(2)

ومنهم آية الله العظمى السيد الخوئي (ت 1413 ه) قال في البيان في تفسير القرآن: أضف إلى جميع ذلك أن أخبار الثقلين المتظافرة تدلّنا تدلّنا على أن القرآن كان مجموعاً على عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم (3)، وكرّر ذلك في مواضع أخر منه .(4)

ص: 346


1- حصر الاجتهاد : 74 .
2- حقائق الأصول 525:1
3- البيان في تفسير القرآن: 250 .
4- البيان في تفسير القرآن : 210، 216، 262 .

الفصل الثاني:

في قولهم بتواتره

وأما من قال من العلماء بتواتره:

فمنهم : الشهيد الأوّل محمّد بن مكي (ت 786 ه) قال في الذكرى : وذلك مشهور نقله الشيعة متواتراً، ورواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ...(1)

ومنهم : المحقق الكركي (ت 940 ه)، قال في نفحات اللاهوت - بعد أن ذكر بعض مواضع رواية الحديث عن العامة - ورأيته في عدة من مصنفات أهل السنة بحيث يبلغ الدرجة المتواترة، ويفيد اليقين .(2)

ومنهم : الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي (توفي بعد 951ه)، قال في إجازته للشيخ محمد الاسترابادي وكان ما اتفق على نقله جميع الأمة أولى بأن يعتمد عليه ذو المروّة والهمة، ومنه قوله صلى الله عليه و آله و سلم : «إني تارك فيكم الثقلين ...» الخبر، ثمّ قال : وقد تواتر نقل هذا الحديث بعبارات شتّى اشتركت في وجوب التمسك بأهل بيته علیهم السلام .(3)

ومنهم : محمّد أمين الاسترابادي (ت 1033 ه) ، قال في الفوائد المدنية:

ص: 347


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن ذكرى الشيعة .
2- انظر ما أوردناه فى المطلب الأول عن نفحات اللاهوت الحديث الأول.
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول من إجازة القطيفي.

الحديث المتواتر بين الفريقين: إني تارك فيكم ...» الخبر.(1)

ومنهم محمد صالح المازندراني (ت 1081 ه)، قال في شرح أصول الكافي الخبر متواتر اتفقت عليه الأمة على قوله ونقله (2)، وقال أيضاً: اتفقت العامة والخاصة على مضمون هذا الحديث وصحته .(3)

ومنهم: محمّد طاهر الشيرازي النجفي (ت 1098 ه)، قال في الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : ما تواتر عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «إني تارك ...» الخبر .(4)وقال أيضاً: لا ريب في تواتر الروايات الدالة على أن التمسك بأهل البيت منقذ من الضلال، وأن اتباعهم ،فرض ، وقد اعترف المخالفون بها وإن لم يعملوا بها .(5)

ومنهم الحرّ العاملي (ت 1104 ه)، قال في وسائل الشيعة والفصول المهمة: وقد تواتر بين العامة والخاصة عن النبی صلی الله علیه و آله وسلم ، أنه قال: «إني تارك

فيكم ...» الخبر .(6)

ومنهم العلّامة المجلسي (ت 1111 ه)، قال في بحار الأنوار: وحديث الثقلين أيضاً متواتر .(7)

وقال في مرآة العقول وهذا الخبر من المتواترات، لم ينكره أحد من

ص: 348


1- الفوائد المدنية : 128 .
2- شرح أصول الكافى 6 : 138 .
3- شرح شرح أصول الكافي 6 139 0
4- الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 362 الدليل الثامن .
5- الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 367 ، الدليل الثامن .
6- وسائل الشيعة 27 : 33 (33144) الفصول المهمة :1 549(816)، باب : 24، ولكنه ، قدم الخاصة هنا .
7- البحار 39: 646 .

المخالفين عند الاحتجاج به كقاضی القضاة وغيرهم من المتعصبين، بل تكلّموا في الدلالة على الإمامة، وذكر ألفاظه اللغويون .(1)

ومنهم : الشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه) ، قال في الحدائق الناضرة: الحديث المتواتر بين العامة والخاصة من قوله : «إني تارك فيكم ...» الخبر (2)، وقال أيضاً ما استفاض بل تواتر معنى بين الخاصة والعامة من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(3)

ومنهم : أبو الحسن محمد بن طاهر العاملي النباطي الفتوني (القرن الثاني عشر) ، قال في مقدّمة تفسير البرهان في تأويل كلمة الثقل : أقول قد ورد الثقلان في سورة الرحمن، وسيأتي هنا - إن شاء الله - ما يدل على تأويله بالكتاب والأئمة علیهم السلام كما تواتر عندنا وعند مخالفينا أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال: «إني تارك فيكم ...» .(4)

ومنهم : الميرزا أبو القاسم القمي (ت 1331 ه)، قال في القوانين المحكمة فى الأصول وتحقيق المقام أن التواتر يتصوّر على وجوه، الأول: أن تتواتر الأخبار باللفظ الواحد سواء كان ذلك اللفظ تمام الحديث، مثل..... أو بعضه كلفظ (من كنت مولاه فعلي مولاه) ولفظ (إني تارك فيكم الثقلين) (5)لوجود تفاوت في سائر الألفاظ في تلك الأخبار .(6)

ص: 349


1- مرآة العقول 3 232، باب ما نص الله عزّوجلّ ورسوله على الأئمة واحداً : فواحداً.
2- الحدائق الناضرة 1: 29
3- الحدائق الناضرة 9 360 ، وانظر أيضاً : 337:25
4- مقدمة تفسير البرهان : 111 ، المقالة الثانية، باب الثاء .
5- سيأتي أن التواتر اللفظي موجود في فقرات أخرى أيضاً من الحديث.
6- قوانين الأصول : 426.

وقال أيضاً: ومنها خبر الثقلين الذي ادعوا تواتره بالخصوص .(1)

ومنهم : السيد حسين البروجردي (ت 1276 ه أو 1277 ه)، قال في تفسير الصراط المستقيم : إعلم أن خبر الثقلين ممّا تواتر نقله عنه صلی الله علیه و آله وسلم من طرق الخاصة والعامة، وقد يستدل به على استحقاق ولينا أمير المؤمنين للولاية الخاصة المتصلة دون غيره، أما اشتهار الخبر من طرق الخاصة، بل تواتره فمما لا ينكر بل وكذا من طرق العامة أيضاً .(2)

وقال أيضاً - بعد أن ذكر عدة طرق للحديث - : إلى غير ذلك من الطرق الكثيرة التي لا داعي إلى استقصائها بعد وضوح صحة النقل، وتواتر الخبر بين الفريقين .(3)

ومنهم : الشيخ محمّد جواد البلاغي (ت 1352) قال في مقدّمة تفسيره آلاء الرحمن كحديث الثقلين المتواتر القطعي، الذي ذكره أخواننا من أهل السنّة في كتبهم وأوردوا من روايته عن الصحابة الذين سمعوه من ر رسول الله أكثر من ثلاثين صحابياً، وبقي على ذلك متواتراً في كل عصر إلى العصر الحاضر .(4)

ومنهم : العلّامة السيد شرف الدين العاملي (ت 1377 ه) في المراجعات :قال والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متظافرة، وقد صدع بها رسول الله في مواقف له شتى... (5)

ص: 350


1- قوانين الاصول : 394 .
2- تفسير الصراط المستقيم 1 361 ، الباب الثاني، الفصل الثالث .
3- تفسير الصراط المستقيم 1 : 268
4- آلاء الرحمن 43:1، المقدمة .
5- المراجعات : 15، المراجعة الثامنة (4) .

ومنهم العلامة الأميني (ت 1392ه) في الغدير قال: فقد ثبت في الصحيح المتواتر قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم خليفتين» (1)، وقال أيضاً حين جعله عدل القرآن في حديث الثقلين الثابت المتواتر (2)، وقال أيضاً: ما أجمعت الأمة الإسلامية عليه من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : « إني مخلف فيكم ...» الخبر .(3)

ومنهم : العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي (ت 1402ه) قال في تفسيره الميزان : أقول وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع على روايتها الفريقان، وقد تقدّم في أوّل السورة أن بعض علماء الحديث أنهى رواته من الصحابة إلى خمسة وثلاثين راوياً من الرجال والنساء، وقد رواه عنه جم غفير من الرواة وأهل الحديث .(4)

وكرّر النصّ على تواتره في مواضع أخر من ميزانه .(5)

وأما من نص على تواتره من المعاصرين فكثير كالسيد محمد تقي الحكيم في الأصول العامة للفقه المقارن (6)، والسيد الشهيد محمد باقر الحكيم في تفسيره سورة الحمد (7)، وعلوم القرآن (8)، وآية الله السيد محمد صادق الروحاني في فقه الصادق (9)، والسيد مير محمدي الزرندي في بحوث في

ص: 351


1- الغدير 5 : 345
2- الغدير 9 : 349
3- الغدير 5 : 363 .
4- الميزان 3 : 379
5- الميزان 5 : 274 ، و 11 : 387 و 12 : 107، 110 ، 285 ، و 14 : 199 و 17 : 45 ، و 18 : 46
6- الاصول العامة للفقه المقارن : 165، 196 .
7- تفسير سورة الحمد : 141 .
8- علوم القرآن : 255 .
9- فقه الصادق 156:16

تاريخ القرآن (1)، والشيخ باقر شريف القرشي في حياة الإمام الرضا علیه السلام (2)، وآية الله الشيخ لطف الله الصافي في لمحات في الكتاب والحديث والمذهب (3)و مجموعة الرسائل (4)، والشيخ محمد حسين الأنصاري في الإمامة والحكومة (5)، وفقيه ايماني في الإمام علي الله في آراء الخلفاء (6)، والشيخ علي المشكيني في إصطلاحات الأصول (7)، والشيخ عبدالهادي الفضلي في دروس في أصول فقه الإمامية (8)، والسيد محمد رضا الجلالي في تدوين السنّة النبوية (9)، والسيد عبد الحسين الطيب في أطيب البيان في تفسير القرآن (10)، والسيد الشهيد قاسم شبّر في المؤمنون في القرآن (11)، والشيخ رسول جعفریان فى أكذوبة تحريف القرآن (12)، والسيد على الحسيني الميلاني في التحقيق في نفي التحريف (13)، ومهدي السماوي في الإمامة في ضوء الكتاب والسنة (14)والشيخ جعفر السبحاني في الإلهيات (15)، وأصول الحديث وأحكامه .(16)

ص: 352


1- بحوث في تاريخ القرآن: 33 .
2- حياة الإمام الرضا 166:1 ، الهامش (2).
3- لمحات فى الكتاب والحديث والمذهب: 39، 137، 190.
4- مجموعة الرسائل 1 : 155، 158، 189، 230، 331، و 2 : 46.
5- الإمامة والحكومة: 82 الدليل الثاني .
6- الإمام علي في آراء الخلفاء : 51.
7- اصطلاحات الأصول: 142.
8- دروس في أصول فقه الإمامية: 201
9- تدوین السنّة النبوية : 114
10- أطيب البيان في تفسير القرآن 1: 8.
11- المؤمنون في القرآن 1 : 418، 163 ، و 2 : 52، 358
12- أكذوبة تحريف القرآن: 24 .
13- التحقيق في نفي التحريف : 43 .
14- الإمامة في ضوء الكتاب والسنة 1 : 175 - 196 .
15- الإلهيات 1 : 337، الصفات الخبرية.
16- أصول الحديث وأحكامه 35 ، تقسيم المتواتر اللفظي والمعنوي.

المطلب الثالث

اشارة

تواتر ألفاظ الحديث المحصل

ص: 353

التواتر المحصل

بعد أن نقلنا كلمات علماء الشيعة ومحققيهم بخصوص حكمهم على الحديث، نحاول إثبات تواتره اللفظي فضلاً عن المعنوي وقطعية صدوره؛ لكثرة أسانيده وطرقه البالغة حد التواتر.

وذلك بإثبات تواتر التحديث به عن بعض أئمة أهل البيت علیهم السلام والصحابة أولاً، وبالتالي تواتر صدوره عن النبی صلی الله علیه و آله وسلم ، من خلال جمع ما تحصل لدينا من تفصيل الروايات التي أوردناها سابقاً.

ولكن قبل ذلك لابد من الكلام في الخبر المتواتر وشروطه ونكتفي لذلك بنقل كلام الحر العاملي في أوّل كتابه إثبات الهداة، قال في الفائدة الرابعة:

الخبر المتواتر خبر جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه لاستحالة تواطئهم على الكذب عادة، وإفادته للعلم واليقين أمر معلوم وجداني لا يشك به عاقل خصوصاً مع ملاحظة القيد الأخير، والمنكر مكابر لعقله، والمشكك مكذب لوجدانه، وإنما ينكره بلسانه أو يغلب عليه الوسواس، ولو لم يكن موجباً للعلم لما حصل لنا العلم بوجود أحد من الملوك المتقدمين، ولا بوجود أحد من الأنبياء السابقين والبلدان التي لم نرها والوقائع العظيمة التي لم نحضرها والمصنّفات المشهورة التي لا شك في صحة نقلها، ووجود العلماء السابقين المشهورين، والشعراء المعروفين المتقدمين بل المعاصرين وأمثال ذلك، وهو واضح البطلان وظاهر الفساد.

وشرايطه مذكورة في محلّها، وينظمها إستحالة تواطئهم على الكذب عادة، واستنادهم إلى الحس واستواء الطرفين والواسطة.

ولابد من خلوّ ذهن السامع من الشبهة والتقليد لخلاف مضمون التواتر، فإنّه حينئذ لا يفيده العلم؛ لأنه كلّما سمع خبراً كذبه أو أوّله، وهو شرط تفرّد به تواتر ألفاظ الحديث المحصل

ص: 354

السيد المرتضى، ووافقه من تأخر عنه، وهو جيد جداً، وكفاه الوجدان دليلاً، وبه يجاب اليهود والنصارى إذا قالوا: لو كانت معجزات نبيكم متواترة لأفادتنا العلم كما أفادتكم، ومثلهم العامة إذا قالوا ذلك في نصوص أئمتنا علیهم السلام ومعجزاتهم.

وهو قسمان لفظي قد تواتر لفظه ومعنوي: قد اختلف لفظه واشترك في معنى خاص كأكثر النصوص والمعجزات، وكأخبار كرم حاتم واو وشجاعة العالمي لا الهلال وكرمه، وقد صرّح بما قلناه، وبما هو أبلغ منه جماعة من علمائنا الأصولتين والإخباريين، بل لا خلاف بينهم فيه، وكون إفادة التواتر العلم بديهيّاً أو نظرياً ممّا لا فائدة في تحقيقه، واستدلال الأئمة علیهم السلام بالمتواتر كثير ... (1).

ص: 355


1- إثبات الهداة : 17 ، الفائدة الرابعة، وانظر: الرعاية في علم الدراية: 62، مقياس الهداية 1 : 87 الفصل الثالث أصول الحديث وأحكامه : 23 .

الأئمة علیهم السلام والصحابة الذين رووا الحديث

الأوّل : الرواية عن الامام علي علیه السلام

الأوّل : أمير المؤمنين على علیه السلام ، فقد نقلت عنه عدّة روايات .(1)

الأولى : رواها سليم عن أمير المؤمنين في كتاب سليم (الحديث الأول) (2)، وعنه الكليني في الكافي بسنده إلى سليم (الحديث السادس).

الثانية : رواها سليم في كتابه، وفيها أربعة موارد الحديث الثقلين (الحديث الثاني)، وعنه الصدوق في كمال الدين بسنده إلى سليم، وروى المورد الثاني فقط (الحديث السادس والعشرون)، والطبرسي في احتجاجه مرسلاً، وروى ثلاثة موارد منه (الحديث الثالث)، والجاوابي في نور الهدى بحذف الإسناد (الحديث الثالث) نقلاً عن التحصين لابن طاووس، ومحمد بن إسحاق الأبهري في منهج الفاضلين مقطوع السند (الحديث الرابع)، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام مرسلاً (الحديث السادس)، كما ورواه الجويني عن الصدوق فى فرائد السمطين .(3)

الثالثة : رواها سليم بن قيس وعمر بن أبي سلمة عن أمير المؤمنين علیه السلام في كتاب سليم (الحديث الثالث)، وعن سليم؛ النعماني في الغيبة بسنده (الحديث السادس).

الرابعة : رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثالث)، والمفيد في

ص: 356


1- لم ندرج الروايات التي رواها أئمة أهل البيت علیهم السلام عن أبيهم أمير المؤمنين هنا، إذ الا أدرجناها في روايات الإمام الذي رواها فهم في الحجيّة عندنا كأبيهم علي وجدّهم رسول الله ، ما عدا الرواية الثامنة التي ستأتي في المتن؛ لأنّها تحوي خطبة للأمير صلوات الله عليه، فلاحظ .
2- سوف نذكر هنا رقم الحديث كما أدرجناه تحت عنوان الكتاب المأخوذ منه في المطلب الأول، والمذكورة مفصلاً عند تفصيل الروايات، فيكون مثلاً (الحديث الأول من كتاب سليم.
3- انظر : المطلب الأول - كتاب سليم - الحديث الثاني .

الإرشاد مع بعض الاختلاف (الحديث الثالث) ، والطبرسي في الاحتجاج كما في الإرشاد (الحديث الخامس)، والعلامة في كشف اليقين كما في الإرشاد أيضاً (الحديث الأوّل)، كلّها مرسلة.

الخامسة : رواها المسعودي في إثبات الوصية، وابن شهر آشوب في المناقب (الحديث الخامس)، والشيخ يوسف بن أبي القطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الخامس)، كلّها مرسلة.

السادسة : رواها الشمشاطي في البرهان مرسلة، ولكن رواها الطوسي مسندة في الأمالي (الحديث الخامس)، والديلمي في إرشاد القلوب مرفوعة (الحديث الثاني).

السابعة : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث التاسع).

الثامنة (1): رواها الصدوق في معاني الأخبار مستدة (الحديث الأوّل)، وعماد الدين الطبري عن الصدوق في بشارة المصطفى (الحديث الأول).

التاسعة : رواها الرضي في نهج البلاغة والديلمي في أعلام الدين مرسلة، والسيد حيدر الأملى فى المحيط الأعظم (الحديث الرابع).

العاشرة : رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى مسندة (الحديث الثالث).

الحادية عشر : رواها محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام مقطوعة السند الحديث الرابع، والديلمي في إرشاد القلوب بحذف السند (الحديث الثالث).

الثانية عشر : رواها ابن نما الحلّي في مثير الأحزان مقطوعة السند وابن

ص: 357


1- روی هذه الرواية الإمام الباقر علیه السلام ، ولكن أوردناها هنا؛ لأنها رواية لخطبة من خطب أمير المؤمنين علیه السلام

طاووس في الملهوف مرسلة.

الثالثة عشر : خبر المناشدة، رواه العلّامة في كشف اليقين (الحديث الخامس) ونهج الحق (الحديث السادس) عن الخوارزمي في مناقبه مسندة. ورواه أيضاً في منهاج الكرامة (الحديث الأول)، والكركي في نفحات اللاهوت عن الخوارزمي أيضاً.

وإليك مخططاً بأسانيد هذه الروايات يبين لك تعدّد طرق الرواية عن أمير المؤمنين علیه السلام الحديث الثقلين (1):

ص: 358


1- لقد رتبنا الروايات المذكورة كلّها في هذا الجدول، وأشرنا إليها بالأرقام الصغيرة الموجودة على الجدول، وكذا رتبنا الأسانيد على طرق مرقمة حتى نميّزها عن المراسيل.
مخطط أسانيد رواية حديث الثقلين عن الامام علي

الصورة

ص: 359

الصورة

ص: 360

ثم أضف إليها طرق الروايات الواردة عن أولاده الأئمة علیهم السلام والتي ستأتي تحت عنوان كل إمام منهم، فإنّ رواياتهم هي عن آبائهم عن أبيهم علي علیه السلام تجد أنّها تتعدى حد التواتر (في كل الطبقات) بأن أمير المؤمنين علیه السلام روى حديث الثقلين عن رسول الله قطعاً، وبألفاظه الواردة في كل الروايات المفصلة في الجدول الآتي حسب التسلسل، وقد أدرجنا فيه الفقرات الواردة في الرواية دون مراعاة لترتيبها فيها:

ص: 361

جدول اثبات تواتر ألفاظ رواية حديث الثقلین عن أمير المومنين

الصورة

ص: 362

الصورة

ص: 363

فظهر لك أن ألفاظ حديث الثقلين التي تتمسك بها الإمامية، وهي: الإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض متواترة في رواية أمير المؤمنين علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .

ص: 364

الثاني : فاطمة الزهراء علیها السلام

روى عنها محمد بن جریر بن رستم الطبري الصغير في دلائل الإمامة بهذا السند:

فاطمة علیها السلام ← زينب بنت علي بن أبي طالب علیه السلام ← علي بن الحسين علیه السلام ← محمد بن علي الباقر علیه السلام ← جعفر بن محمد علیه السلام ← عبد الرحمن بن كثير ← علي بن حسان ← محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري ← أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ← هارون بن موسى التلعكبري ← محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ← الطبري الصغير (دلائل الإمامة).

ومتن الرواية

اني تارك فيكم / الثقلين

ص: 365

الثالث : الإمام الحسن المجتبى علیه السلام

فقد نقل الرواية عنه :

الأولى : رواها علي بن محمد الخزاز في كفاية الأثر (الحديث الخامس).

الثانية : رواها المسعودي في مروج الذهب مرسلة .

ورواها المفيد في الأمالي مسندة (الحديث الثالث)، وعنه الطوسي في الأمالي (الحديث الأول)، وعنه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الرابع).

ورواها علي بن يوسف الحلي في العدد القوية (الحديث الأول).

الثالثة : رواها الطبرسي في الاحتجاج مقطوعة (الحديث السادس)، وعنه محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثامن).

وهذا مخطط بطرق هذه الروايات وجدول بتوضيح ألفاظها:

مخطط رواية حديث الثقلين عن الإمام الحسن المجتبى علیه السلام

الصورة

ص: 366

جدول ألفاظ رواية حديث الثقلين عن الامام الحسن

الصورة

ص: 367

الرابع : الإمام الحسين علیه السلام

ونقل الرواية عنه :

الأولى : رواها سليم وعمر بن أبي سلمة في كتاب سليم (الحديث الرابع)

الثانية : رواها الطبرسي في الاحتجاج الحديث السابع، وابن شهر آشوب في المناقب (الحديث الثامن)، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام الحديث التاسع)، وهي التي رواها المفيد والطوسي عن الإمام الحسن علیه السلام.

ولم نذكر الروايات التي رواها عنه أبناؤه الأئمة علیهم السلام حذراً من التكرار لأنها ستأتي عن الأئمة واحداً واحداً.

وهذا مخطط بطرق الروايات وجدول بترتيب متنها :

الصورة

ص: 368

الخامس : الإمام الباقر علیه السلام

روی عنه :

الأولى : رواها درست بن أبي منصور في كتابه مسندة.

الثانية : رواها محمد بن المثنى الحضرمي في أصله مسندة.

الثالثة : رواها الصفار في البصائر مسندة (الحديث الأول)، وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الأول).

الرابعة : رواها الصفار في البصائر مسندة (الحديث الرابع) ، وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الرابع).

الخامسة رواها فرات الكوفى في تفسيره مقطوعة، والعياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث الرابع)، وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل مع ذكر سندها عند العياشي السادسة : رواها العياشي في تفسيره مرسلة (الحديث الثاني).

السابعة : رواها الكليني في الكافي مسندة (الحديث السابع).

الثامنة : رواها ابن الجحام في تأويل ما نزل من القرآن الكريم مسندة (الحديث الثاني)، وعنه شرف الدين علي الحسيني في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الرابع).

التاسعة : رواها الكشي في رجال الكشي مسندة.

العاشرة : رواها النعماني في الغيبة مسندة (الحديث الرابع).

الحادية عشرة : رواها الصدوق في الخصال مسندة (الحديث الثالث).

الثانية عشرة : رواها المفيد في الأمالي (الحديث الثاني).

الثالثة عشرة : رواها ابن القتال النيسابوري في روضة الواعظين (الحديث الأول) محذوفة السند والطبرسي في الاحتجاج مسندة (الحديث الأول)، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الأول)، وابن طاووس في اليقين مسندة (الحديث الأول)، والشيخ يوسف بن أبي القطيفي في التهاب نيران الأحزان مرسلة (الحديث الأول).

وهذا مخطط بطرق هذه الروايات :

ص: 369

مخطط طرق الرواية عن الامام الباقر

الصورة

ص: 370

الصورة

ص: 371

فهذا المخطط يظهر لك تواتر حديث الثقلين عن الإمام الباقر وقد أدرجنا فيه اثني عشر طريقاً لثلاث عشرة رواية بيّنا ألفاظها المتواترة بهذا الجدول الآتي:

ص: 372

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الباقر

الصورة

ص: 373

الصورة

ص: 374

ويظهر لك من هذا الجدول أنّ ألفاظ الحديث التي يتمسك بها الإمامية متواترة عن الامام الباقر علیه السلام ، وهي : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ص: 375

السادس : الامام الصادق علیه السلام

روى عنه:

الأولى : رواها الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة (الحديث الأول)، والصدوق في كمال الدين مسندة الحديث الرابع والعشرون)، ومعاني الأخبار الحديث الخامس)، وعيون أخبار الرضا علیه السلام (الحديث الأول)، وعنه الطبرسي في أعلام الورى (الحديث الثاني) ، ورواها الأربلي في كشف الغمة (الحديث الحادي عشر).

الثانية : رواها الصفّار في بصائر الدرجات مسندة (الحديث الثاني) وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الثاني).

الثالثة : رواها العياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث الثالث).

الرابعة : رواها العياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث الخامس) والكليني في الكافي مسندة (الحديث الأول والثاني والثالث).

الخامسة : رواها العياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث السادس).

السادسة : رواها الكليني في الكافي مسندة (الحديث الرابع والخامس).

السابعة : رواها ابن الجحام في تأويل ما نزل من القرآن مسندة (الحديث الأول)، وعنه السيد شرف الدين في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الثالث).

الثامنة : رواها محمد بن أبي إبراهيم النعماني في الغيبة مسندة (الحديث الثاني والثالث).

التاسعة : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث والعشرون) ، معاني الأخبار (الحديث السادس).

ومعاني العاشرة : رواها الصدوق في معاني الأخبار مسندة (الحديث السابع)، والأمالي (الحديث الثاني)، ورواها ابن القتال في روضة الواعظين محذوفة السند (الحديث الثاني).

ص: 376

الحادية عشرة : رواها الصدوق في الأمالي مسندة (الحديث الثالث).

الثانية عشرة : رواها الخزاز في كفاية الأثر مسندة (الحديث السابع) ، والديلمي في إرشاد القلوب مقطوعة (الحديث الخامس).

الثالثة عشرة : رواها محمد بن جریر بن رستم الطبري في دلائل الإمامة مسندة (الحديث الثاني).

الرابعة عشرة : رواها الطوسي في الأمالي مسندة (الحديث الثاني)، وعماد الدين الطبرسي في بشارة المصطفى مقطوعة (الحديث السابع).

وإليك مخططاً بطرق هذه الروايات وجدولاً بمتونها:

ص: 377

مخطط طرق الرواية عن الامام الصادق

الصورة

ص: 378

الصورة

ص: 379

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الصادق

الصورة

ص: 380

الصورة

ص: 381

و من هذا الجدول يظهر أن ألفاظ حديث الثقلين التي يتمسك بها الإمامية وهي: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا» متواترة عن الإمام الصادق علیه السلام .

ص: 382

السابع : الإمام موسى الكاظم علیه السلام

وروى عنه علیه السلام عيسى بن المستفاد في كتاب الوصية، وعنه ابن طاووس في الطرف (الحديث الثاني) ، وعنه البياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثالث).

و ترتیب سندها هكذا

الامام الكاظم علیه السلام ← عيسى بن المستفاد (كتاب الوصية) ← ابن طاووس (الطرف) ← البياضي (الصراط المستقيم)

وأما ترتيب متنها :

الصورة

ص: 383

الثامن : الامام الرضا علیه السلام

نقل الرواية عنه:

الاولى : رواها أحمد بن عامر الطائي في صحيفة الامام الرضا علیه السلام ، وعنها الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام (الحديث الرابع)، والقاسم بن محمد بن علي في الاعتصام بحبل الله.

الثانية : رواها داود بن سليمان الغازي في مسند الرضاعلیه السلام ، والصدوق عن داود في عيون أخبار الرضا (الحديث الرابع).

الثالثة : رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (الحديث الثالث).

الرابعة : رواها الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول مرسلة (الحديث الثاني)، والصدوق في الأمالي مسندة (الحديث الخامس)، وعيون أخبار الرضا (الحديث الثالث)، وعماد الدين الطبري في بشارة المصطفى مقطوعة (الحديث السادس).

الخامسة : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث التاسع عشر) ، ومعاني الأخبار (الحديث الخامس).

السادسة رواها الصدوق في عيون أخبار الرضا مسندة (الحديث الرابع).

وهذا مخطط بطرق هذه الروايات وجدول بترتيب متونها :

ص: 384

مخطط طرق الرواية عن الامام الرضا

الصورة

ص: 385

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الرضا

الصورة

ص: 386

التاسع : الامام الهادي علیه السلام :

ونقل الرواية عنه: الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول رسلة (الحديث الثالث)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث التاسع).

و ترتیب سندها :

الصورة

ص: 387

العاشر : أم سلمة (رض)، ونقل الرواية عنها :

الطوسي في أماليه مسندة (الحديث الرابع) والأربلي في كشف الغمة مرسلة (الحديث التاسع).

وسندها :

الصورة

ص: 388

الحادى عشر: أبو ذر الغفاري، ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها سليم في كتابه (الحديث السادس)، وعنه الطبرسي في الإحتجاج الحديث الرابع ، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث السابع)

الثانية رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث العشرون).

و مخطط طرقها :

الصورة

ص: 389

الثانى عشر : ابن عباس

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الفضل بن شاذان فى إثبات الرجعة (الحديث الثاني).

الثانية : رواها الصدوق في الأمالي مسندة (الحديث الأول)، وعنه الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الثاني)، وعنه أيضاً ابن جبير في نهج الإيمان (الحديث الثاني).

ورواها الجاوابي في نور الهدى مقطوعة (الحديث الثاني)، وعنه ابن طاووس في التحصين.

ورواها البرسى فى مشارق أنوار اليقين مرسلة (الحديث الأول).

الثالثة : رواها محمد بن أحمد بن علي القمي (ابن شاذان) في مائة منقبة مسندة، وأبو الفتوح الرازي في روض الجنان مرسلة (الحديث الخامس).

الرابعة : رواها المفيد في الأمالي مسندة (الحديث (الأول)

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

ص: 390

مخطط طرق الرواية عن ابن عباس

الصورة

ص: 391

جدول الرواية عن ابن عباس

الصورة

ص: 392

الثالث عشر : جابر بن عبد الله الأنصاري

وقد نقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الصفار في بصائره مسندة (الحديث الثالث)، وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الثالث).

الثانية : رواها الصدوق فى كمال الدين مسندة (الحديث الثالث عشر).

الثالثة : رواها الكركي في نفحات اللاهوت عن الترمذي (الحديث الثامن)

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

الصورة

ص: 393

جدول الرواية جابر ابن عبد الله الانصاري

الصورة

ص: 394

الرابع عشر : حذيفة بن اليمان

ونقل الرواية عنه:

الاولى : رواها الخزاز في كفاية الأثر مسندة (الحديث الرابع)

الثانية : رواها محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثاني)، والديلمي في إرشاد القلوب مقطوعة (الحديث الرابع) ، والقطيفي في إلتهاب نيران الأحزان (الحديث الرابع).

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

الصورة

ص: 395

الخامس عشر : حذيفة بن أسيد

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الصدوق في الخصال مسندة (الحديث الثاني).

الثانية : رواها الخزاز في كفاية الاثر مسندة (الحديث الثالث).

وهذا مخطط بطريقهما وجدول بمتنيهما :

الصورة

ص: 396

السادس عشر : البراء بن عازب

ونقل الرواية عنه:

عماد الدين الطبري فى بشارة المصطفى مسندة (الحديث الخامس)

و ترتیب سندها :

البراء بن عازب ← أبو إسحاق السبيعي ← موسى بن عثمان الحضرمي ← إبراهيم بن ميمون ← محمد بن عبد العزيز ← الحسن بن أحمد السبيعي ← زيد بن محمد الحسن بن زيد الجرجاني ← الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني ← الحسن بن الحسين بن بابويه ← عماد الدين الطبري (بشارة المصطفى)

وترتيب متنها:

الصورة

ص: 397

السابع عشر : زيد بن ثابت

ونقل الرواية عنه :

محمد بن بحر الرهني في مقدمات علم القرآن مسندة عن القاسم بن حسان الحديث الثاني ، وعنه أبن طاووس في سعد السعود (الحديث السادس).

ورواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الثاني عشر والحادي والعشرون)، والأمالي (الحديث الرابع)

وابن البطريق في العمدة عن مسند أحمد (الحديث الثالث)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الثالث)، وابن جبير في نهج الإيمان (الحديث السادس)

والحموي الأبهري في منهج الفاضلين عن مسند أحمد (الحديث الثاني)

والحسين بن عبد الصمد في وصول الأخبار عن مسند أحمد.

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتنها :

ص: 398

مخطط و جدول الرواية زید بن ثابت

الصورة

ص: 399

الثامن عشر : أبو سعيد الخدري

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها ابن الجحام في تأويل ما نزل من القرآن، مسندة عن عطية (الحديث الثالث)، وعنه شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الخامس).

ورواها محمد بن بحر الرهني في مقدمات علم القرآن مسندة عن عطية (الحديث الأول)، وعنه ابن طاووس في سعد السعود (الحديث الخامس).

والصدوق في كمال الدين مسندة عن عطية (الحديث السادس والثامن والعاشر والسادس عشر والثامن عشر والثاني والعشرون)، وفي معاني الأخبار (الحديث الثاني والثالث)، والخصال (الحديث الأول).

والطوسي في الأمالي (الحديث الثالث)، وأبو الفتوح الرازي في روض الجنان (الحديث الأول).

وابن البطريق في العمدة عن مسند أحمد وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلي (الحديث الثاني والسابع والثامن)، وفي خصائص الوحي المبين عن تفسير الثعلبي والسيد ابن طاووس في الطرائف عن أحمد بن حنبل (الحديث الأول)، وعن ابن المغازلي (الحديث السادس)، وعن تفسير الثعلبي (الحديث الحادي عشر).

وابن جبير في نهج الايمان عن أحمد بن حنبل (الحديث الخامس) ، وابن المغازلي (الحديث العاشر)، وعن تفسير الثعلبي (الحديث الحادي عشر).

والأربلي في كشف الغمة عن الجنابذي (الحديث العاشر)، والعلّامة في كشف اليقين عن مناقب ابن المغازلي (الحديث الرابع) ، ونهج الحق عن مسند أحمد (الحديث الأول)، وعن تفسير الثعلبي (الحديث الثالث)، والبياضي في الصراط المستقيم عن مسند أحمد وابن المغازلي والثعلبي (الحديث الثاني)

ص: 400

والأبهري في منهج الفاضلين عن تفسير الثعلبي (الحديث الثالث)، والكركي في نفحات اللاهوت عن ابن المغازلي (الحديث الأول)، والحسين بن عبد الصمد العاملي في وصول الأخبار عن مسند أحمد والثعلبي.

الثانية : رواها الشريف الرضي في المجازات النبوية مقطوعة.

الثالثة : رواها المفيد فى الأمالي مسندة (الحديث الثاني).

الرابعة : رواها الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسير مجمع البيان (الحديث الثاني)، وعنه الاسترابادي في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الأول والثاني)

الخامسة: رواها الأربلي في كشف الغمة محذوفة السند الحديث العاشر).

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

ص: 401

مخطط طرق الرواية أبو سعيد الخدري

الصورة

ص: 402

الصورة

ص: 403

جدول رواية أبو سعيد الخدري

الصورة

ص: 404

الصورة

ص: 405

التاسع عشر : زيد بن أرقم

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها محمد بن جرير بن رستم الطبري في المسترشد مسندة (الحديث الأول)، والصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث الخامس والخامس عشر والسابع عشر).

الثانية : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث الرابع - وعنه الجويني - والرابع عشر والثالث والعشرون).

الثالثة : رواها الشريف الرضي في المجازات النبوية مقطوعة. الرابعة رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى مسندة (الحديث الخامس).

الخامسة : رواها الحسن بن أبي طاهر الجاوابي في نور الهدى مسندة (الحديث الأول)، وعنه ابن طاووس في التحصين ورواها ابن جبير في نهج الايمان (الحديث الأول)، وعلي بن يوسف الحلي في العدد القوية مرسلة (الحديث الثالث).

السادسة : رواها ابن البطريق في العمدة مسندة (الحديث الأول)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الأول والثامن)، وابن جبير في نهج الايمان (الحديث الرابع).

السابعة: رواها ابن البطريق في العمدة مسندة (الحديث الرابع والخامس والسادس والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الرابع والثاني عشر) وابن جبير في نهج الايمان الحديث السابع والثاني عشر، والأربلي في كشف الغمة عن الجنابذي (الحديث العاشر)، والعلّامة في نهج الحق (الحديث الثاني والرابع)، ورويت في الكشكول على ما جرى على آل الرسول علیهم السلام (الحديث الأول)، ورواها

ص: 406

L

الشهيد الأول في الذكرى، والبياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثاني)، والكركي في نفحات اللاهوت عن مسلم (الحديث الأول والسابع)، وإبراهيم بن سليمان القطيفي في إجازته للاسترابادي، والحسين بن عبد الصمد في وصول الأخبار عن مسلم والحميدي .

الثامنة : رواها ابن البطريق في العمدة عن الجمع بين الصحاح الستة الرزين (الحديث التاسع)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الخامس)، وابن جبير في نهج الايمان (الحديث الثامن والثالث عشر)، والعلامة في نهج الحق (الحديث السابع)، والبياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثاني)، والكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الأول والتاسع)، والحسين بن عبد الصمد في وصول الأخبار عن الجمع بين الصحاح الستة.

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

ص: 407

مخطط طرق الرواية زید أرقم

الصورة

ص: 408

الصورة

ص: 409

جدول رواية زید أرقم

الصورة

ص: 410

الصورة

ص: 411

العشرون : عمر بن الخطاب

ونقل الرواية عنه: الخزاز في كفاية الأثر، مسندة (الحديث (الثاني)

و ترتیب سندها :

عمر بن الخطاب ← عيسى بن عبد الله بن مالك ← هشام بن سعيد ← عبد العزيز بن أبي حازم أبو ثابت المدني ← أبو موسى عيسى بن أحمد ← محمد بن منصور الهاشمي ← هارون بن موسى علي بن الحسن بن مندة ← الخزاز (كفاية الأثر).

وترتيب متنهما :

الصورة

ص: 412

الحادي والعشرون : عمرو بن العاص

ونقل الرواية عنه:

الأربلى فى كشف الغمة محذوفة السند (الحديث الثامن)، ومحمد بن الحسن القمي في العقد النضيد عن مناقب الخوارزمي.

وترتيب متنها :

الصورة

ص: 413

والثانى والعشرون : أبو هريرة

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث السابع).

الثانية : رواها الخزاز في كفاية الأثر مسندة (الحديث الأول).

وهذا مخطط بطريقيهما وجدول بمتنيهما :

الصورة

ص: 414

و من التابعين

الأول : الحسن البصري

الأول : رواها الحسن البصري عن ثقات لا يحصيهم، ذكرها أبان عن الحسن البصري في كتاب سليم، فهي مرفوعة من الحسن إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم .

الثاني : ابن إمرأة زيد بن أرقم

الثاني : ابن إمرأة زيد بن أرقم (1)، ونقل الرواية عنه:

الحسن بن أحمد بن محمد الجاوابي في نور الهدى مسندة (الحديث الأول)، وابن البطريق في العمدة عن مناقب ابن المغازلي (الحديث الرابع عشر)، وابن طاووس في الطرائف عن ابن المغازلي (الحديث الثالث عشر) والأربلي في كشف الغمة، ولكن نسبها إلى زيد بن أرقم (الحديث الخامس) وعنه الكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الثاني).

ص: 415


1- الظاهر أنه نقل الرواية عن زيد بن أرقم، وأن هناك سقطاً في المصادر التي أوردت الرواية عنه مباشرة وأولها المناقب لابن المغازلي، فالأصح أن نورد هذه الرواية عن زيد بن أرقم كما في بعض المصادر، ولكن تبعاً لغيرنا جعلناها رواية مفردة عن ابن إمرأة زيد بن أرقم والذي لم نجد له ترجمة، كما أن في بعض المصادر جاءت الرواية بنفس المتن عن إمرأة زيد بن أرقم.
مخطط و جدول رواية ابن امرأة زید بن أرقم

الصورة

ص: 416

الثالث : الزهري

ونقل الرواية عنه:

الأربلي في كشف الغمة (الحديث السادس).

وترتيب متنها :

الصورة

ص: 417

روايات الحديث المرسلة

وأما روايات الحديث المرسلة :

الأولى : رواها الفضل بن شاذان في الإيضاح. الثانية رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الأول).

الثالثة : رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثاني).

الرابعة : رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (الحديث الأول والثاني والرابع)، والسيد شرف الدين في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث السادس).

الخامسة : رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (الحديث الثاني).

السادسة : رواها محمد بن مسعود العياشي في تفسيره (الحديث الأول) مقطوعة السند.

السابعة : رواها محمد بن علي بن إبراهيم القمي في العلل.

الثامنة : رواها محمد بن جرير بن رستم الطبري في المسترشد (الحديث الثاني).

التاسعة : رواها محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة (الحديث الأول والخامس).

العاشرة : رواها علي بن أحمد الكوفي في الاستغاثة.

الحادية عشرة : رواها الحسين بن خالويه في كتاب الآل (الحديث الأول)، وعنه الأربلي في كشف الغمة (الحديث الثالث).

الثانية عشرة : رواها الحسين بن خالويه عن ثعلب في كتاب الآل الحديث الثاني، وعنه الأريلي في كشف الغمة (الحديث الرابع)، ورواها الصدوق مسندة إلى ثعلب في كمال الدين (الحديث الحادي عشر)، ومعاني الأخبار (الحديث الرابع، وعيون أخبار الرضا علیه السلام (الحديث الثاني)، والكيدري في حدائق الحقائق.

ص: 418

الثالثة عشرة : رواها الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول (الحديث الأول).

الرابعة عشرة : رواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الأول والسابع والعشرون)، وفى كتاب التوحيد.

الخامسة عشرة : رواها الصدوق عن أحد متكلمي مشايخ الإمامية في كمال الدين (الحديث الثاني).

السادسة عشرة : رواها الصدوق عن محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي (الحديث الثالث).

السابعة عشرة : رواها الخزاز في كفاية الأثر (الحديث السادس).

الثامنة عشرة : رواها أحمد بن عياش الجوهري في مقتضب الأثر.

التاسعة عشرة : رواها المفيد في الإرشاد (الحديث الأول)، والطبرسي في إعلام الورى (الحديث الأول)، والأريلي في كشف الغمة (الحديث السابع)، والعلامة في كشف اليقين (الحديث الثالث).

العشرون : رواها المفيد في الإرشاد (الحديث الثاني)، والقطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الثاني).

الحادية والعشرون : رواها المفيد في الفصول المختارة (الحديث الأول والثاني)، وفي المسائل الصاغانية، وفي المسائل الجارودية (الحديث الأول والثاني)، وفي العمدة، وعنه ابن طاووس في الطرائف (الحديث العاشر)، وفي الإفصاح في الإمامة.

الثانية والعشرون : رواها الشريف المرتضى في الشافي (الحديث الأول والثاني)، وعنه الطوسي في تلخيص الشافي، ورواها المرتضى أيضاً في الانتصار والآيات الناسخة والمنسوخة، والمسائل المبادريات.

ص: 419

الثالثة والعشرون : رواها أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف، والكافي في الفقه.

الرابعة والعشرون: رواها الكراجكى فى كنز الفوائد (الحديث الأول والثاني)، وفي التعجب.

الخامسة والعشرون : رواها الطوسي في التبيان (الحديث الأول والثاني والثالث)، وعنه ابن إدريس الحلّي في المنتخب.

السادسة والعشرون : رواها ابن الفعّال في روضة الواعظين (الحديث الثالث).

السابعة والعشرون : رواها الطبرسي في الاحتجاج عن أبي المفضل الشيباني ثقة عن ثقة (الحديث الثاني)، وعنه محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثالث)، والقطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الثالث).

الثامنة والعشرون : رواها الطبرسي في الاحتجاج عن أحمد بن عبد الله البرقي، عن أبيه، عن شريك بن عبدالله عن الأعمش، عن محمد بن النعمان مؤمن الطاق مرسلة الحديث الثامن)

التاسعة والعشرون : رواها الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسير مجمع البيان (الحديث الأول والثالث والرابع والخامس والسادس)، وتفسير جوامع الجامع.

الثلاثون : رواها أبو الفتوح الرازي في روض الجنان (الحديث الثاني والثالث والرابع والخامس).

الحادية والثلاثون : رواها ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب .

الثانية والثلاثون: رواها عبد الجليل القزويني في النقض (الحديث الأول والثاني).

ص: 420

الثالثة والثلاثون : رواها علي بن زيد البيهقي في معارج نهج البلاغة.

الرابعة والثلاثون : رواها الراوندي في منهاج البراعة (الحديث الأول والثاني).

الخامسة والثلاثون : رواها الراوندي في لب اللباب، وعنه النوري في مستدرك الوسائل

السادسة والثلاثون : رواها القطب الراوندي في فقه القرآن.

السابعة والثلاثون : رواها القطب الراوندي في قصص الأنبياء.

الثامنة والثلاثون : رواها السيد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي في غنية النزوع.

التاسعة والثلاثون : رواها محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس في الأربعين في فضائل الإمام أمير المؤمنين علیه السلام .

الأربعون : رواها ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب علیه السلام (الحديث الأول والثاني والثالث والرابع عن أبي القاسم الكوفي والسادس والسابع).

الحادية والأربعون : رواها ابن إدريس الحلّي في السرائر.

الثانية والأربعون : رواها ابن البطريق في العمدة الحديث الخامس عشر).

الثالثة والأربعون : رواها أحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الخامس).

الرابعة والأربعون : رواها الكيدري في حدائق الحقائق.

الخامسة والأربعون : رواها ابن طاووس في الطرائف عن ابن المغازلي بإسناده إلى ابن أبي الدنيا (الحديث السابع).

السادسة والأربعون : رواها ابن طاووس فى الطرائف عن ابن المغازلي

ص: 421

الحديث التاسع).

السابعة والأربعون : رواها ابن طاووس في الطرائف (الحديث الرابع عشر)، وسعد السعود (الحديث الأول والثاني والثالث والسابع والثامن والتاسع).

الثامنة والأربعون : رواها ابن طاووس في سعد السعود عن كتاب الناسخ والمنسوخ لنصر بن علي البغدادي (الحديث الرابع).

التاسعة والأربعون : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الأول).

الخمسون : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثاني).

الحادية والخمسون : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثالث).

الثانية والخمسون : رواها ابن طاووس في الطرف (الحديث الأول).

الثالثة والخمسون : رواها ابن طاووس في كشف المحجّة (الحديث الأول).

الرابعة والخمسون : رواها المحقق الحلى فى المعتبر (الحديث الأول والثاني).

الخامسة والخمسون : رواها ابن ميثم في شرح نهج البلاغة .

السادسة والخمسون : رواها ابن جبير في نهج الإيمان (الحديث الثالث).

السابعة والخمسون : رواها ابن جبير في نهج الإيمان عن العقد الفريد لابن عبد ربه (الحديث التاسع)، والبياض في الصراط المستقيم (الحديث الثاني).

ص: 422

الثامنة والخمسون : رواها الأربلي في كشف الغمة (الحديث الأول).

التاسعة والخمسون : رواها الأربلي في كشف الغمة عن الجاحظ (الحديث الثاني)، والعلّامة في كشف اليقين (الحديث الثاني)، ونهج الحق (الحديث الخامس).

الستون : رواها عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي في تحفة الأبرار (الحديث الأول والثاني والرابع والسادس)، وفي أسرار الإمامة (الحديث الأول والثاني والخامس والسابع).

الحادية والستون : رواها عماد الدين الطبري في تحفة الأبرار (الحديث الثالث والخامس)، وفي أسرار الإمامة (الحديث الثاني والرابع والسادس والثامن).

الثانية والستون : رواها علي بن يوسف بن المطهر الحلي في العدد القوية (الحديث الثاني).

الثالثة والستون : رواها العلامة في منهاج الكرامة (الحديث الثاني)، وفي مبادئ الوصول إلى علم الأصول.

الرابعة والستون : رواها العلّامة في مختلف الشيعة، والكركي في جامع المقاصد، والشهيد الثاني في مسالك الأفهام.

الخامسة والستون : رويت في الكشكول فيما جرى على آل الرسول (الحديث الثاني).

السادسة والستون : رواها السيد حيدر الأملي في المحيط الأعظم (الحديث الأول والثاني والثالث والخامس).

السابعة والستون : رواها الديلمي في إرشاد القلوب (الحديث الأول).

الثامنة والستون : رواها البرسي في مشارق أنوار اليقين (الحديث الثاني)

ص: 423

والثالث).

التاسعة والستون : رواها المقداد السيوري في نضد القواعد الفقهية.

السبعون : رواها البياضي في الصراط المستقيم (الحديث الأول والثاني والرابع والخامس).

الحادية والسبعون : رواها الكفعمي في المصباح.

الثانية والسبعون : رواها الحموي الأبهري في منهج الفاضلين (الحديث الأول والخامس)

الثالثة والسبعون رواها الكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الثالث والرابع والخامس والسادس).

الرابعة والسبعون : رواها الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان.

الخامسة والسبعون : رواها الشهيد الثاني في الروضة البهية.

السادسة والسبعون : رواها الشيخ حسين بن عبد الصمد في المناظرة.

وهذا جدول بترتيب متونها :

ص: 424

جدول روايات الحديث المرسلة

الصورة

ص: 425

الصورة

ص: 426

الصورة

ص: 427

الصورة

ص: 428

الصورة

ص: 429

الصورة

ص: 430

الصورة

ص: 431

الصورة

ص: 432

الصورة

ص: 433

وإلى هنا فقد نقلنا الرواية من كتب الإمامية عن اثنين وعشرين إماماً علیهم السلام و صحابياً، وهو مقدار يكفي فى تواتر الحديث، وقد بينت مخططات الطرق وجداول المتن أن التواتر اللفظي موجود في كل الطبقات إلى زمن أصحاب الكتب، وما ذكرنا من أسماء الكتب والمؤلّفين يؤكد لك تواتر حديث الثقلين إلى زماننا

هذا فضلاً عن كون ورود الحديث متواتراً عن أحد الأئمة علیهم السلام يكفينا لأنّهم في الحجّية عندنا كرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وقد ظهر لك من المخططات والجداول أن الحديث تواتر عن الإمام علي علیهم السلام والإمام الباقر علیهم السلام والإمام الصادق علیهم السلام .

فحديث الثقلين متواتر عند الإمامية فهو حجّة عليهم يجب الأخذ به وحجّة لهم أمام مخالفيهم تكفيهم بذلك طرقهم بغض النظر عن طرق غيرهم وإن كنا سنثبت تواتره من طرق غيرهم أيضا إن شاء الله.

ص: 434

المطلب الرابع

اشارة

مواضع صدور الحديث وإثبات تواتر صدوره في بعضها

ص: 435

مواضع صدور الحديث

صدر حديث الثقلين عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في مواضع كثيرة ورد ذكر بعضها في عدة روايات:

ففي رواية عن علي علیه السلام رواها سليم بن قيس الهلالى أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قاله في يوم غدير خم، ويوم عرفة في حجّة الوداع، ويوم قبض في آخر خطبة خطبها .(1)

وفي رواية كميل بن زياد عن الإمام علي علیه السلام رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قاله في ثمانية مواضع، أحدها بعد أن جمعهم لصلاة جامعة قال: قال لي علي علیه السلام : يا كميل بن زياد سم كل يوم باسم الله . . .

يا كميل لست والله متعلقاً حتى أطاع وممتناً حتى أعصى، ولا مهانا لطغام الأعراب حتى أنتحل إمرة المؤمنين أو أدعى بها، با كميل نحن الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر، وقد أسمعهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وقد جمعهم فنادى (فيهم) كذا وكذا، وأياماً سبعة وقت كذا وكذا، فلم يتخلّف منهم الصلاة جامعة يوم أحد ... (2).

ولكن مع الأسف أن كميل بن زياد أو أحد رواة السند لم يفصل لنا المواضع واختصرها بكذا وكذا، وإن كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وقد قال الحديث في موضعين دعاهم فيه إلى الصلاة جامعة، أحدهما في حجة الوداع في مسجد الخيف والآخر في غدير خم.

مما اضطرنا إلى الرجوع إلى أحاد الروايات التي ورد فيها ذكر لمكان ووقت صدور الحديث في محاولة لمعرفة هذه المواضع بالتفصيل كما ستأتيك قريباً.

وهناك رواية عن أبي سعيد الخدري فيها: أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قالها ثلاث

ص: 436


1- انظر ما أوردناه عن كتاب سليم بن قيس، الحديث الثاني.
2- انظر ما أوردناه عن بشارة المصطفى، الحديث الثالث.

مرّات في حجّة الوداع فقط، نقل ذلك الأريلي في كشف الغمة عن كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي .(1)

ومن هنا نص علماؤنا على أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد قال حديث الثقلين في مواضع كثيرة.

فقد قال الشيخ المفيد في الإرشاد وذلك أنه عليه وآله السلام تحقق من دنو أجله، ما كان (قدم الذكر) به لأمته، فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه، ويؤكد وصاتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها ،والوفاق، ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد، فكان فيما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتفاق واجتماع من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «أيها الناس إني فرطكم ...» (الحديث) - وبعد أن أورد حديث الثقلين، قال -:

فكان عليه وآله السلام يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه .(2)

ومثله ما قاله الشيخ يوسف القطيفي في التهاب نيران الأحزان .(3)

وقال ابن جبير في نهج الإيمان والقرآن وأخبار الفريقين ناطقة بجواز الوصية، يدلّ على ذلك ما روته الفرقة المحقة الاثني عشرية بأن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أوصى بكتاب الله والعترة الشريفة، وأنه قال في مواضع لا تحصى كثرة: «إنّي تارك فيكم الثقلين ...» الخ .(4)

وقريباً منه ما ذكره البياضي في الصراط المستقيم .(5)

ص: 437


1- انظر ما أوردناه عن كشف الغمة، الحديث العاشر
2- انظر ما أوردناه عن الإرشاد، الحديث الثاني.
3- انظر ما أوردناه عن التهاب ثيران الأحزان الحديث الثاني.
4- انظر ما أوردناه عن نهج الإيمان، الحديث الثالث.
5- انظر ما أوردناه عن الصراط المستقيم، الحديث الثاني.

ما أحصيناه من مواضع حسب ما ورد في الروايات

اشارة

وأما ما أحصيناه من مواضع حسب ما ورد في الروايات فهي :

الأول

الأول : في خطبة لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم القصيرة بعد أن أتى على الحسين علیه السلام ، سنتان، رواها ابن طاووس في الملهوف وابن نما في مثير الأحزان، والمتن كما في الجدول :

ص: 438

الصورة

ص: 439

الثاني

الثاني : في خطبة خطبها صلی الله علیه و آله وسلم على المنبر والناس مجتمعون إليه :

وجاء ذكر الحديث في رواية ابن عباس رواها الصدوق في الأمالي (الحديث الأول)، وعنه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الثاني)، والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثاني) ، وابن جبير في نهج الايمان (الحديث الثاني)، ورواه البرسي في مشارق أنوار اليقين (الحديث الأول).

والمتن كما في الجدول:

ص: 440

الصورة

ص: 441

الثالث

الثالث : وفي خطبة أخرى له صلی الله علیه و آله وسلم و رويت عن الإمام الصادق علیه السلام في أمالي الصدوق (الحديث الثالث) والمتن كما في الجدول

ص: 442

الصورة

ص: 443

الرابع
اشارة

الرابع : وفي خطبة أخرى بعد أن صلّى بأصحابه، ثم أقبل بوجهه الكريم عليهم، رواها الخزاز في كفاية الأثر عن حذيفة بن اليمان الحديث الرابع والمتن كما في الجدول:

ص: 444

الصورة

ص: 445

الخامس

الخامس : وفي خطبة أخرى بعد أن جمعهم فنادي الصلاة جامعة رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى عن كميل بن زياد عن علي علیه السلام (الحديث الثالث) والمتن كما في الجدول :

ص: 446

الصورة

ص: 447

تنبيه : قد تكون بعض هذه الخطب متداخلة مع المواضع التي ستأتي، خاصة الخامس؛ لأنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم دعاهم إلى صلاة جامعة في موضعين هما مسجد الخيف في حجة الوداع وغدير خم، وستأتي.

السادس

السادس : في حجة الوداع:

وتشتمل على عدة مواضع، فقد مر قول أبي سعيد الخدري من أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال حديث الثقلين ثلاث مرت في حجة الوداع.

وقد اختلف أصحاب السير والمؤرخون والمحققون في خطب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع بين ثلاث وأربع وخمس في اليوم السابع من ذي الحجة قبل يوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، وثاني أيام التشريق وثالثه وفي المسجد الحرام عند الكعبة.

ومن هنا تعددت مواضع صدور حديث الثقلين عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع في الروايات والمذكور في روايات الإمامية هي:

في يوم عرفة من حجة الوداع :

وقد جاء ذكرها في الروايات :

الأُولى: عن علي : فقد ذكر أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال حديث الثقلين في يوم عرفة، ولكنه لم يذكر نص الحديث في ذلك اليوم، رواه عن سليم بن قيس الهلالي في كتابه (الحديث الثاني)، وعنه الطبرسي في الاحتجاج (الحديث الثالث)، والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثالث).

الثانية: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، رواها المحقق الكركي في نفحات اللاهوت عن الترمذي (الحديث الثامن)

والمتن كما في الجدول :

الصورة

ص: 448

ب - في منى في حجة الوداع ولكن اختلف في الوقت بين يوم النحر أو ثاني أو آخر أيام التشريق، وفي روايات أخر أنه صلی الله علیه و آله وسلم خطب في مسجد الخيف وقد جاء ذكر هذا الحديث في الروايات:

الأولى : عن الإمام الباقر علیه السلام رواها الصفار في بصائر الدرجات، وفيها أنه کان في منى في حجة الوداع (الحديث الأول)، وسعد بن عبدالله القمي في مختصر البصائر (الحديث الأول).

الثانية : رويت في مقدمة تفسير القمي، وفيها أنه كان في حجة الوداع في مسجد الخيف (الحديث الأول).

الثالثة : رواها القمي في تفسيره وفيها أنه كان في منى (الحديث الثاني).

الرابعة : رواها القمي في تفسيره وفيها أنه كان في مسجد الخيف آخر أيام التشريق (الحديث الثاني والرابع)، وشرف الدين الحسيني في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث السادس)

الخامسة : عن الباقر والصادق علیهما السلام ، رواها النعماني في الغيبة وفيها أنه كان في مسجد الخيف في حجة الوداع (الحديث الثاني والثالث والرابع).

السادسة : رواها ابن طاووس فى الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الأول)، وفيها أنه قاله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع بمنى.

السابعة : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثاني) ، وفيها أنه قاله صلی الله علیه و آله وسلم في آخر يوم من أيام التشريق في مسجد الخيف بعد أن نادي الصلاة جامعة.

وقسمناها إلى فئتين حسب المتن الوارد فيها مما يدفع إلى الاستنتاج بأن الرسول صلی الله علیه و آله وسلم قال حديث الثقلين مرتين في خطبتين في منى يرجح أن الأولى کانت يوم النحر والثانية في آخر أيام التشريق في مسجد الخيف بعد أن دعاهم إلى الصلاة جامعة.

انظر الجدولين الآتيين :

ص: 449

الصورة

ص: 450

ومنه يحتمل أن ما جاء من نصوص الحديث التي فيها (أمرين) و (إن أخذتم بهما لن تضلوا) صادرة في منى.

ص: 451

الصورة

ص: 452

الصورة

ص: 453

ومنه يحتمل أن ما ورد من نصوص فيها ذكر الحوض وسعته أنه صلی الله علیه و آله وسلم سألهم عن الثقلين، ثم تمثيلهما بالسبابتين صادرة في مني في مسجد الخيف.

ص: 454

ج_ - عند زمزم عند عودته من مني:

وأورد ذلك اليعقوبي في تاريخه (الحديث (الأول)

والمتن كما في الجدول :

الصورة

د - وهو صلی الله علیه و آله وسلم آخذ بحلقة باب الكعبة وقد أقبل بوجهه على المسلمين وذكر أشراط الساعة:

رواها الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة عن ابن عباس (الحديث الثاني)، ونقلها عنه الميرلوحي في كفاية المهتدي.

والمتن كما في الجدول :

ص: 455

الصورة

ص: 456

ومنه یظهر أنّ ما ورد الروایات التي فیها ذکر فیها ذکر لأشراط الساعة مع حدیث الثقلین قد صدرت فی هذا الموضع.

ص: 457

و - في حجة الوداع دون تشخيص الموضع بالتحديد

وقد جاء ذكر الحديث في روايات :

الأولى : عن علي رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثالث)، ما والمفيد في إرشاده (الحديث الثالث)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث الخامس)، والعلّامة الحلي في كشف اليقين (الحديث الأول).

الثانية : مرسلة رواها الحراني في تحف العقول (الحديث الأول). الثالثة مرسلة رواها الصدوق في كمال الدين عن ابن قبة الرازي (الحديث الثالث).

الرابعة : عن جابر بن عبدالله، رواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الثالث عشر).

الخامسة : عن الإمام الحسن علیه السلام ، رواها الطبرسي في الاحتجاج (الحديث السادس)، والرازي في نزهة الكرام (الحديث الثامن).

السادسة : رواها ابن جبير في نهج الإيمان عن العقد الفريد لابن عبدربه (الحديث التاسع).

السابعة : عن أبي سعيد الخدري، رواها الأربلي في كشف الغمة عن كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي (الحديث العاشر).

وهذه الروايات هي في الحقيقة روايات لصدور حديث الثقلين في أحد المواضع السابقة، فإن الكل صدق عليه أنّه كان في حجة الوداع.

وأمّا المتن فهو كما في الجدول :

ص: 458

الصورة

ص: 459

ومن ما مضى يثبت تواتر صدور الحديث في حجة الوداع بعدة ألفاظ متقاربة، وإن لم يثبت تواتر صدوره في آحاد المواضع بالخصوص مع حصول الاطمئنان بصدوره في بعضها.

ص: 460

السابع

السابع : في يوم غدير خم الثامن عشر من ذي الحجة بالقرب من الجحفة بين مكة والمدينة عند عودة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من حجة الوداع، وقد جاء ذكره في روايات :

الأولى : عن علي علیه السلام ، فقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حديث الثقلين في يوم غدير خم ولم يذكر نص الحديث في ذلك اليوم، رواه عنه سليم بن قيس في كتابه (الحديث الثاني ((د))، وعنه الطبرسي في الاحتجاج الحديث الثالث) والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثالث).

الثانية : مرسلة رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثاني).

الثالثة : رواها العياشي عن المفضل بن صالح مقطوعة (الحديث الأول)، وعن الإمام الباقر علیه السلام مرسلة، وفيها أنّه خطب بالمدينة والظاهر أنه خطأ (الحديث الثاني).

الرابعة : عن زيد بن أرقم، رواها محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي في المسترشد (الحديث الأول).

الخامسة : عن زيد بن أرقم ، رواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الخامس والخامس عشر).

السادسة : عن حذيفة بن أسيد، وأقرها الإمام الباقر علیه السلام بعد أن عرضها عليه معروف بن خربوذ رواها الصدوق في الخصال (الحديث الثاني والثالث). السابعة : عن زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري رواها الشريف الرضي في المجازات النبوية مقطوعة.

الثامنة : رواها المفيد في الإرشاد مرسلة (الحديث الأول)، والطبرسي في إعلام الورى (الحديث الأول)، والراوندي في قصص الأنبياء، والأربلي في كشف الغمة (الحديث السابع)، والعلّامة في كشف اليقين (الحديث الثالث).

ص: 461

التاسعة : عن الباقر علیه السلام وزيد بن أرقم أو ابن إمرأة زيد بن أرقم، رواها ابن القتال النيسابوري في روضة الواعظين (الحديث الأول)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث الأول)، والجاوابي فى نور الهدى (الحديث الأول)، والرازي فى نزهة الكرام (الحديث الأول) ، وابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثالث)، وفي اليقين (الحديث الأول) وابن جبير في نهج الإيمان (الحديث الأول)، ورضي الدين الحلي في العدد القوية الحديث الثالث)، والشيخ يوسف القطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الأول).

العاشرة : رواها أبو الفتوح الرازي في روض الجنان (الحديث الثاني)، والحموي الأبهري في منهج الفاضلين (الحديث الأول).

الحادية عشرة : عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم ، رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الخامس).

الثانية عشرة : عن زيد بن أرقم، رواها ابن البطريق في العمدة عن صحيح مسلم (الحديث الرابع والخامس والسادس)، وعن ابن المغازلي (الحديث الثامن)، وعن الحميدي (الحديث العاشر والحادي عشر والثاني عشر)، وعن رزين العبدري الحديث الثالث عشر)، ورواها ابن طاووس فى الطرائف عن مسلم (الحديث الرابع) وعن الحميدي الحديث الثاني عشر، وفي كشف المحجة عن مسلم (الحديث الثاني)، وابن جبير في نهج الإيمان (الحديث السابع والثانى عشر )

والأربلي في كشف الغمة (الحديث العاشر)، والعلّامة في نهج الحق (الحديث الثاني والرابع) ، ورواه صاحب کشکول ما جرى على آل الرسول علیهم السلام (الحديث الأول)، والشهيد الأول في الذكرى والمحقق الكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الأول والسابع)، والقطيفي في إجازته.

ص: 462

الثالثة عشرة : عن زید بن أرقم أو عن ابن امرأته ، رواها ابن البطریق في العمدة عن ابن مغازلي (الحديث الرابع عشر) ، و ابن طاووس في الطرائف (الحديث التاسع و الثالث عشر) عن ابن مغازلي ایضاً ، و الأربلي في کشف الغمة عن زيد ابن أرقم(الحديث الخامس) و عنه المحقق الکرکي في نفحات اللاهوت (الحديث الثاني).

الرابعة عشرة : عن الزهري ، رواها الأربلي في کشف الغمة (الحديث السادس).

و من هذه الروايات يثبت تواتر صدور حديث الثقلين في يوم الغدير.

أم المتن فيها في الجدول :

ص: 463

الصورة

ص: 464

الصورة

ص: 465

الصورة

ص: 466

الصورة

ومنه يحتمل أن ما ورد من نصوص فيها ذكر الحوض والسؤال عن الثقلين، وكيفية خلافته فيهما، وذكر الحبل الممدود مع النهي عن سبق أهل البيت علیهم السلام و التقصير عنهم وتعليمهم قد صدر في غدير خم.

ص: 467

الثامن

الثامن : خطبته بالأنصار:

أ - عندما دعا الأنصار حينما حضرته الوفاة، وقد جاء ذكرها في الرواية عن الإمام الكاظم علیه السلام رواها عيسى بن المستفاد في كتابه الوصية، نقلها عنه السيد ابن طاووس في الطرف الحديث الثاني)، وعنه البياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثالث).

ب - حينما جاء الأنصار يبكون على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في مرضه الذي قبض فيه، وقد خرج متكناً على علي والفضل بن العباس في ملحفة وعصابة، وفي بعض الروايات أنه صعد المنبر وفي أخرى أنه استند على جذع من أساطين المسجد، وأنها كانت يوم الأربعاء وفي أخرى أنها يوم الجمعة.

وقد جاء ذكرها في الروايات :

الأولى : عن ابن عباس، رواها المفيد في أمانيه (الحديث الأول).

الثانية : عن أبي المفضل عن رجاله ثقة عن ثقة رواها الطبرسي في الاحتجاج (الحديث الثاني)، والرازي في نزهة القلوب (الحديث الثالث) ، والقطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الثالث).

الثالثة : رواها ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب، وفيها أنها كانت يوم الجمعة في مرضه الذي توفي فيه (الحديث الثاني).

والظاهر أن القسمين ،واحد، والمتن كما في الجدول :

ص: 468

الصورة

ص: 469

الصورة

ص: 470

والظاهر أن ما كان فيه الوصية بالأنصار كان في هذا الموضع .

ص: 471

التاسع

التاسع : في مرضه الي الذي قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : جاءت الرواية فيه عن أم سلمة (رض) رواها الطوسي في أماليه (الحديث الرابع) ، والأريلي في كشف الغمة (الحديث التاسع).

والمتن كما في الجدول :

الصورة

ص: 472

العاشر

العاشر : عندما خرج صلی الله علیه و آله وسلم إلى الصلاة في مرضه الذي توفي فيه :

وقد جاء ذكر الحديث في روايات :

الأولى : رواها الصدوق في كمال الدين عن ابن قبة الرازي (الحديث الثالث).

الثانية : عن حذيفة بن اليمان رواها محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثاني)، والديلمي في إرشاد القلوب (الحديث الرابع).

الثالثة : رواها الشيخ يوسف القطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الرابع)

والمتن كما في الجدول :

ص: 473

الصورة

ص: 474

ومنه يحتمل أن ما ورد من النصوص التي فيها (إنّى خلفت) أو (مخلف) قد صدرت في هذا الموضع.

ص: 475

الحادي عشر

الحادي عشر : آخر خطبة خطبها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهي في آخر يوم من حياته صلی الله علیه و آله وسلم أي في اليوم الذي قبض فيه:

وقد جاء ذكرها في روايات :

الأولى عن علي علیه السلام رواها سليم بن قيس في كتابه بعدة روايات (الحديث الأول، والثاني (أ، ب، ج، د) والثالث)، والكليني في الكافي (الحديث السادس)، والصدوق في كمال الدين (الحديث السادس والعشرون) والنعماني في الغيبة (الحديث السادس)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث الثالث)، والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثالث)، والأبهري في منهج الفاضلين الحديث الرابع كلهم عن سليم بن قيس، ورواه الرازي في نزهة الكرام عن الاحتجاج (الحديث السادس).

الثانية : عن الحسين رواها سليم بن قيس وعمر بن أبي سلمة في کتاب سليم (الحديث الرابع).

الثالثة : عن الحسن البصري عن الثقات رواها أبان بن أبي عياش فى كتاب سليم (الحديث الخامس).

الرابعة : عن الإمام الصادق علیه السلام رواها العياشي في تفسيره (الحديث الثالث).

الخامسة : عن أبي سعيد الخدري وتقرير الإمام الباقر ، رواها المفيد في أمانيه (الحديث الثاني).

ويحتمل أن تكون هذه الخطبة هي خطبته بعد الصلاة التي أراد التخلف عنها في مرضه الذي توفي فيه.

والمتن كما في الجدول :

ص: 476

الصورة

ص: 477

الصورة

ص: 478

المحصل النهائي لمواضع صدور الحديث

ومنه يحتمل أن ما ورد من النصوص التي فيها لفظة (أمرين) وفيها التشبيه بالسبابتين والنهي عن التخلف والتقدم على أهل البيت علیهم السلام قد صدرت في هذا الموضع.

والمحصّل النهائى لمواضع صدور الحديث هو : ثلاثة في حجّة الوداع عدها أبو سعيد الخدري قد تُوزع على يوم عرفة ويوم النحر في منى وثالث أيام التشريق في مسجد الخيف، وقد يدخل مع هذه الثلاثة خطبة الرسول صلی الله علیه و آله وسلم وهو آخذ بحلقة باب الكعبة في حجة الوداع التي فيها ذكر أشراط الساعة، وقد تخرج عنها وتعد موضعاً بانفراده، وأربعة في يوم الغدير وفي خطبته بالأنصار حينما جاؤوا يبكون، وفي خطبته بعد الصلاة التي أراد التخلف عنها في مرضه والتي قد تتداخل مع آخر خطبة له فتكون واحدة، وفي الحجرة وقد اجتمع أصحابه في مرضه الذي مات فيه، فهذه سبعة مواضع، ويضم إليها بعض خطبه التي مضت والتي لا يمكن أن تتداخل مع هذه المواضع خاصة خطبته صلی الله علیه و آله وسلم بعد أن بلغ الحسين السنتان.

فيكون العدد بين الثمان والعشرة مواضع إذا أخذنا بنظر الاعتبار التداخل والتفريق بين الموارد وهو قريب مما ورد عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين علیه السلام أن صدور الحديث كان في ثمان مواضع.

ص: 479

ص: 480

فهرس المصادر

1 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن، محمد جواد البلاغي (ت 1352ه)، مكتبة الوجدان، قم، الطبعة الثانية.

2 - الآيات الناسخة والمنسوخة، الشريف المرتضى علي بن الحسين (ت 436 ه)، تحقيق: علي جهاد الحساني مؤسسة البلاغ، بيروت، الطبعة الأولى 1421ه.

3 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تعليق: أبو طالب علیه السلام التحليل التبريزي المكتبة العلمية قم.

4 - إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب علیه السلام أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الهذلي المسعودي (ت 346ه)، مؤسسة أنصاريان، قم، 1417ه.

5 - الاثنا عشرية في الردّ على الصوفية، محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه) تعليق وإشراف السيد مهدي اللازوردي الحسيني والشيخ محمّد درودي، المطبعة العلمية، قم، الطبعة الثانية 1408ه-.

6 - الاحتجاج، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب علیه السلام الطبرسي (من علماء القرن السادس) تحقيق الشيخ إبراهيم البهادري والشيخ محمد هادي ،به دار الأسوة، الطبعة الثانية 1416ه.

7 - الأخبار الدخيلة الشيخ محمد تقي التستري (ت 1415ه)، تعليق علي أكبر الغفاري مكتبة الصدوق، طهران، الطبعة الثانية 1401ه.

8 - الاختصاص، محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ

ص: 481

المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: على أكبر الغفاري، منشورات جماعة المدرّسين في قم المقدّسة، الطبعة الثانية 1414ه.

9 - اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح حسن المصطفوي، دانشگاه مشهد .

10 - الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين ، الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوذي البحراني (ت 1121ه)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي الناشر: المحقق الطبعة الأولى 1417ه.

11 - الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ، محمد طاهر بن محمد حسین الشيرازي النجفي القمي (ت 1098ه)، تحقيق : السيد مهدي الرجائي، الناشر: المحقق، الطبة الأولى 1418ه.

12 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413ه)، تحقيق: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

13 - إرشاد القلوب أبو محمد الحسن بن محمد الديلمي (من أعلام القرن الثامن)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى 1413ه.

14 - إرشاد القلوب المنجي من عمل به من أليم العقاب الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي (من أعلام القرن الثامن)، تحقيق: السيد هاشم الميلاني دار الأسوة، الطبعة الأولى 1417ه.

15 - الاستبصار فيما اختلف من الأخبار محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح عليّ أكبر الغفاري، دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1380 ش.

16 - الاستغاثة في بدع الثلاثة، علي بن أحمد المعروف به «أبي القاسم الكوفي» ، (ت 352ه)، مؤسسة الأعلمي، طهران، الطبعة الأولى 1373 ش.

ص: 482

17 - أسرار الإمامة عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي (من أعلام القرن السابع)، تحقيق وتصحيح قسم الكلام الآستانة الرضوية المقدّسة - مشهد الطبعة الأولى 1422ه.

18 - اصطلاحات الأصول ومعظم أبحاثها الشيخ علي المشكيني، نشر الهادي، قم، الطبعة الخامسة 1413ه.

19 - الأصول الأصلية، محسن الفيض الكاشاني (ت 1091ه)، تصحيح مير جلال الدين الحسيني الأرموي ،المحدث، سازمان چاپ دانشگاه، 1390 ه.

20 - أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية، الشيخ جعفر السبحاني مؤسسة الإمام الصادق ع الله، قم، الطبعة الخامسة 1428ه.

21 - الأصول الستة عشر نخبة من الرواة (القرن الثاني الهجري)، دار الشبستري، قم، الطبعة الثانية 1405ه.

22 - الأصول العامة للفقه المقارن، السيد محمد تقي الحكيم، مؤسسة آل البيت طالب علیه السلام للطباعة والنشر، الطبعة الثانية 1979م.

23 - أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق، الشيخ مسلم الداوري تحقيق محمد علي علي صالح المعلم الناشر: المؤلف، الطبعة الأولى 1416ه.

24 - أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة الإمام الصادق ، قم، الطبعة الأولى 1421ه.

25 - أطيب البيان في تفسر القرآن السيد عبد الحسين الطيب، مطبعة محمدي، إصفهان .

26 - الاعتصام بحبل الله المتين القاسم بن محمد بن علي (ت 1029ه)، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء، 1408ه.

27 - الأعلام، خير الدين الزركلي (ت 1410ه)، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة 1980م.

28 - اعلام الدين في صفات المؤمنين الحسن بن أبي الحسن الديلمي (من)

ص: 483

أعلام القرن الثامن)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الثانية 1414ه.

29 - إعلام الورى بأعلام الهدى أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت الالا لإحياء التراث قم، الطبعة الأولى 1417ه.

30 - أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين (ت 1371 ه)، تحقيق: حسن الأمين ات دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1403ه.

31 - الإفصاح في الإمامة (مصنفات الشيخ المفيد المجلد 8)، الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: مؤسسة البعثة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد الطبعة الأولى 1413ه.

32 - الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة، رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1419ه.

33 - أكذوبة تحريف القرآن بين السنة والشيعة الشيخ رسول جعفريان المجمع العالمى لأهل البيت ، الطبعة الثانية 1419ه.

34 - الإلهيات على هدى الكتاب والسنة ،والعقل محاضرات الشيخ جعفر السبحاني بقلم: الشيخ حسن محمد مكي العاملي، المركز العالمي للدراسات الإسلامية، الطبعة الرابعة 1413ه.

35 - التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان الشيخ يوسف بن أبي القطيفي (من أعلام القرن التاسع)، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

36 - الأمالي الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابوية القمي (ت 381ه)، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة، طهران، الطبعة الأولى 1417ه.

ص: 484

37 - الأمالي الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: حسين الأستاد ولي وعلي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1414ه.

38 - الأمالي، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق: مؤسسة البعثة دار الثقافة، قم، الطبعة الأولى 1414ه.

39 - الإمامة في ضوء الكتاب والسنّة، الشيخ مهدي السماوي، دار الزهراء بيروت، الطبعة الثانية 1399ه.

40 - الإمامة والحكومة في الإسلام، محمد حسين الأنصاري مكتبة النجاح طهران، الطبعة الأولى 1418ه.

41 - الإمام علي في آراء الخلفاء، الشيخ مهدي فقيه إيماني، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

42 - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، السيد علي بن موسى بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1409ه.

43 - أمل الآمل، الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، دار الكتاب الإسلامي، قم، 1362ش.

44 - الانتصار الشريف الرضي علي بن الحسين (ت 436 ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1415ه.

45 - الأنساب، عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني (ت 562ه)، وضع حواشيه محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1419ه. 46 - الأنوار النعمانية، السيد نعمة الله الجزائري (ت 1112ه-)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة 1404ه.

47 - الإيضاح الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ت 260ه)، تحقيق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي المحدّث، دانشگاه طهران، 1363ش.

ص: 485

48 - إيضاح الاشتباه، العلامة الحلي (ت 726ه)، تحقيق محمد الحسون مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1415ه.

49 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (المطبوع مع كشف الظنون)، إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه)، دار الفكر، بيروت، 1419ه.

50 - بحار الأنوار العلامة محمد باقر المجلسي (ت 1111ه)، المكتبة الإسلامية، إيران.

51 - بحوث في تاريخ القرآن وعلومه السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

52 - البداية والنهاية إسماعيل بن كثير (ت 774ه)، تقديم محمد عبد : الرحمن المرعشي، تحقيق وتعليق: مكتب التحقيق دار إحياء التراث العربي ،بيروت،الطبعة الأولى 1417ه.

53 - البرهان في تفسير القرآن السيد هاشم البحراني (ت 1107ه)، تصحیح محمود بن جعفر الموسوي الزرندي، الطبعة الثانية.

54 - بشارة المصطفى الهلال الشيعة المرتضى ، عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري (من أعلام القرن السادس) تحقيق جواد القيومي الاصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

55 - بصائر الدرجات في فضائل آل محمد أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمى (ت 290ه)، تصحیح میرزا محسن کوچه باغي التبريزي مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1404ه.

56 - بلغة المحدثين الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي (ت 1121ه)، (ذيل كتاب معراج أهل الكمال معرفة الرجال)، تحقيق: عبد الزهراء العويناتي نشر: المحقق العويناتي 1412ه.

57 - بهجة الآمال في شرح زبدة المقال الملا على العلياري التبريزي (ت 1327ه)، تصحيح: السيد هداية الله المسترحمي الجرقوئي بنياد فرهنگ فهرس المصادر.

ص: 486

إسلامي، طهران، 1406ه.

58 - البيان في تفسير القرآن، السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت 1413ه-)، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي، قم.

59 - تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان (ت 1376ه)، المشرف على الترجمة العربية: محمود فهمي حجازي، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993م.

60 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام محمد بن أحمد الذهبي (ت 748ه-)، تحقيق وتعليق: بشار عواد معروف دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1424ه.

61 - تاريخ حصر الاجتهاد الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت 1389 ه)، تحقيق: محمد علي الانصاري مطبعة الخيام، قم، 1401ه.

62 - تاريخ اليعقوبي، أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي البغدادي (ت 292 ه)، تعليق خليل المنصور، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1419ه.

63 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام السيد حسن الصدر (ت 1345 ه)، شركة النشر والطباعة العراقية المحدودة.

64 - تأويل الآيات الباهرات في فضائل العترة الطاهرة، شيخ محمد تقي آقا نجفي الإصفهاني، الطبعة الأولى 1364ش.

65 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، السيد شرف الدين علي الحسيني الاستر آبادي (من أعلام القرن العاشر)، تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي، قم، الطبعة الأولى 1407ه.

66 - تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي صلی الله علیه و آله وسلم وآله صلى الله عليهم، محمد بن العباس المعروف بابن الحجام (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: فارس تبریزيان الحسون نشر الهادي، الطبعة الأولى 1420ه.

ص: 487

67 - تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام منسوب إلى السيد مرتضى بن داعي الحسني الرازي تصحيح عباس إقبال الآشتياني، شركت انتشارات أساطير، الطبعة الثانية 1364ش.

68 - التبيان في تفسير القرآن محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح وتحقيق أحمد حبيب قصير العاملي، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى 1409ه. 69 - التحرير الطاووسي المستخرج من كتاب حل الإشكال الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم (ت 1011ه)، تحقيق: فاضل الجواهري مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى 1411ه.

70 - التحصين لأسرار مازاد من أخبار كتاب اليقين، السيد رضي الدين علي بن طاووس الحلي (ت 664ه)، تحقيق: محمد باقر الأنصاري ومحمد صادق الأنصاري، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

71 - تحفة الأبرار فى مناقب الأئمة الأطهار، عماد الدين حسن بن عليّ الطبري (كان حيّاً سنة 701ه)، تحقيق وتصحيح السيد مهدي جهرمي إشراف: دفتر نشر ميراث ،مکتوب آینه میراث، الطبعة الأولى 1376 ش.

72 - تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب، الشيخ عباس القمي (ت 1359ه)، تحقيق: السيد جعفر الحسيني وعلي محدّث زادة، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الأولى 1370 ش.

73 - تحف العقول عن آل الرسول ، أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (من أعلام القرن الرابع) تعليق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة السادسة 1417ه.

74 - التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف، السيد علي الحسيني الميلاني الشريف الرضي، قم، الطبعة الثانية 1417ه.

75 - تدوين السنة الشريفة، السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، مركز النشر

ص: 488

التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الثانية 1418ه.

76 - التدوين في أخبار قزوين عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: عزيز الله العطاردي، دار الكتب العلمية، بيروت 1408ه.

77 - التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المعروف ب_«الملاحم» والفتن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق ونشر مؤسسة صاحب الأمر عجل الله فرجه، إصفهان، الطبعة الأولى 1416ه.

78 - تصحيح اعتقادات الإمامية (المجلد الخامس من مصنفات الشيخ المفيد)، الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقیق حسین درگاهي المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأولى 1413ه.

79 - التعجب محمد بن على بن عثمان الكراجكي (ت 449ه)، تصحيح وتخريج فارس حسون كريم، دار الغدير، قم، الطبعة الأولى 1421ه.

80 - تعليقات النقض، مير جلال الدين الحسيني الأرموي المحدّث (ت 1399ه) انتشارات انجمن آثار ملی طهران 1358ش.

81 - تفسير جوامع الجامع الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1418

82 - تفسير سورة الحمد السيّد محمّد باقر الحكيم (ت 1424ه)، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1420ه.

83 - تفسير الصافي، الفيض الكاشاني (ت 1091ه)، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1402ه.

84 - تفسير الصراط المستقيم، آية الله السيّد حسين البروجردي (ت 1276ه)، تصحيح وتعليق الشيخ غلام رضا بن عليّ أكبر مولانا البروجردي، مؤسسة أنصاريان، قم، 1416ه.

ص: 489

85 - تفسير العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي (ت 320ه)، تحقيق: السيد هاشم الرسولى المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

86 - تفسير فرات الكوفي، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (من أعلام الغيبة الصغرى)، تحقيق: محمد الكاظم، مؤسسة الطباعة والنشر التابعة

لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران، الطبعة الأولى 1410ه.

87 - تفسير القمي أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي (ت بعد 307ه)، تصحيح وتعليق: السيد طيب الموسوي الجزائري، دار السرور، بيروت، الطبعة الأولى 1411ه.

88 - تفسير كنز الدقائق الميرزا محمد المشهدي القمي (ت 1125)، تحقيق: الحاج آقا مجتبى العراقي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1407ه.

89 - تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم، السيد حيدر الأملي (ت القرن الثامن)، تحقيق وتعليق السيد محسن الموسوي التبريزي المعهد الثقافي نور على نور، الطبعة الثالثة 1422ه.

90 - تفسير نور الثقلين الشيخ عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112ه)، تصحيح وتعديل: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المطبعة العلمية، قم، الطبعة الثانية.

91 - تقريب المعارف، أبو الصلاح تقى بن نجم الحلبي (ت 447)، تحقيق: فارس تبريزيان الحسّون الناشر: المحقق، 1417ه.

92 - تكملة أمل الآمل، السيد حسن الصدر (ت 1354)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مكتبة آية الله المرعشي، قم، 1406ه.

93 - تلخيص الشافي، أبو جعفر الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق وتعليق: السيد حسين بحر العلوم، مؤسسة انتشارات المحبين، الطبعة الأولى.

94 - التمحيص (ضمن تحف العقول)، أبو محمد الحسن بن علي بن

ص: 490

الحسين بن شعبة الحرّاني (من أعلام القرن الرابع)، تعليق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة السادسة 1417ه.

95 - التنبيه والإشراف علي بن الحسين المسعودي (ت 345 ه)، تصحيح ومراجعة عبد الله إسماعيل الصاوي، دار الصاوي، القاهرة، 1357ه.

96 - تنقيح المقال في علم الرجال الشيخ عبد الله المامقاني (ت 1351ه)، المطبعة ،المرتضوية، النجف الأشرف، 1350 ه الطبعة الحجرية.

97 - تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460ه)، تحقيق : السيد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية طهران، الطبعة الرابعة 1365ش.

98 - تهذيب الأحكام في شرح المقنعة محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح عليّ أكبر الغفاري مكتبة الصدوق، طهران، الطبعة الأولى 1418ه.

99 - تهذيب التهذيب شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852ه) ، دار الفكر ، بيروت، الطبعة الأولى 1404ه.

100 - تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال السيّد محمّد علي الموحد الأبطحي الناشر: ابن المؤلف السيّد محمّد، قم، الطبعة الثانية 1417ه.

101 - التوحيد، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي تصحيح السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة السابعة 1422ه.

102 - الثاقب في المناقب ابن حمزة الطوسي (من أعلام القرن السادس)، تحقیق نبيل ،رضا علوان، مؤسسة أنصاريان، قم، الطبعة الثانية 1412ه.

103 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار، السيد حيدر الآملي (ت القرن الثامن)، تصحيح وتقديم هنري كربين وعثمان إسماعيل يحيی انجمن ایرانشناسی فرانسه و شرکت انتشارات علمي و فرهنگی، الطبعة الثانية 1368 ش.

ص: 491

104 - جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والإسناد، محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري (ت 1101 ه)، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1403ه.

105 - الجامع في الرجال الشيخ موسى الزنجاني، مطبعة ،پیروز قم 1394ه.

106 - جامع المقاصد في شرح القواعد الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت 940ه-)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1410ه.

10- جنة الأمان الواقية وجنّة الإيمان الباقية المشتهر ب_«المصباح»، إبراهيم الكفعمي (ت 905ه)، تحقيق محمود محمد القبيسي، منشورات مكتبة الولاء، بيروت، الطبعة الأولى 1413ه.

108 - جنة الأمان الواقعة وجنّة الإيمان الباقية المشتهر بالمصباح إبراهيم بن علي الحسن بن محمد بن صالح الكفعمي (ت 905ه)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثالثة 1403ه.

109 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام الشيخ محمد حسن النجفي (ت 1266ه)، تحقيق: الشيخ عباس القوچاني، دار الكتب الإسلامية، طهران الطبعة الثانية 1365ش.

110 - حاوي الأقوال في معرفة الرجال، الشيخ عبد النبي الجزائري (ت 1021ه-)، تحقيق: مؤسسة الهداية لإحياء التراث الناشر: رياض الناصري الطبعة الأولى 1418ه.

111 - حدائق الحدائق في شرح نهج البلاغة، قطب الدين الكيدري البيهقي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: الشيخ عزيز الله العطاردي، مؤسسة نهج البلاغة ونشر عطارد ، الطبعة الأولى 1416ه.

112 - الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، الشيخ يوسف البحراني (ت 1186ه)، تحقيق: محمد تقي الإيرواني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.

ص: 492

113 - حديقة الشيعة، أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (ت 993ه)، تصحیح: صادق حسن زاده منشورات أنصاريان، قم، الطبعة الثالثة 1425ه.

114 - حقائق الأصول، السيد محسن الحكيم (ت 1391ه)، مكتبة بصيرتي، قم، الطبعة الخامسة 1408ه.

115 - حياة الإمام علي بن موسى الرضاعة ، باقر شريف القرشي، منشورات سعيد بن جبير، قم 1372 ش.

116 - خاتمة تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة محمّد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الثانية 1414ه.

117 - خاتمة مستدرك الوسائل الشيخ حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت الالا لإحياء التراث، الطبعة الأولى 1416ه.

118 - خصائص الوحي المبين، يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلي (ت 600 ه)، تحقيق: الشيخ مالك المحمودي، دار القرآن الكريم، قم، الطبعة الأولى 1417ه.

119 - كتاب الخصال الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381ه)، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، جماعة المدرسين، قم، 1403 ه.

120 - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال العلامة الحلي (ت 726ه)، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة الأولى 1417ه.

121 - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي (ت 1120ه)، تقديم: السيّد محمّد صادق بحر العلوم منشورات مكتبة بصيرتي، قم، الطبعة الثانية 1397 ه.

122 - الدرر النجفية، الشيخ يوسف البحراني (ت 1186ه)، نشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

ص: 493

123 - الدر المنثور من المأثور وغير المأثور، علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الجبعي العاملي (ت 1103 ه) ، مطبعة مهر، قم، الطبعة الأولى 1398ه.

124 - الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي (من أعلام القرن السابع)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم الطبعة الأولى 1420ه.

125 - دروس في أصول فقه الإمامية، عبد الهادي الفضلي، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، بيروت، 1415ه.

126 - دلائل الإمامة محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

127 - دلائل الصدق لنهج الحق، الشيخ محمد حسن المظفر (ت 1375ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأولى 1423ه.

128 - الذريعة إلى تصانیف الشیعة، الشيخ آقا بزرگ الطهراني (ت 1388ه)، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الثالثة 1403ه.

129 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، محمد بن جمال الدين مكي العاملي الجزيني الشهيد الأوّل (ت 786ه)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1419ه.

130 - كتاب الرجال، تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي (ت 707ه)، :تحقيق: السيّد محمّد صادق بحر العلوم، منشورات المطبعة الحيدرية، النجف 1392 ه.

131 - الرجال ابن الغضائري، أحمد بن حسين الغضائري الواسطى البغدادي (ت القرن الخامس)، تحقيق: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1422ه.

132 - رجال البرقي، الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 274 أو 280ه)، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، مؤسسة القيوم، الطبعة الأولى

ص: 494

1419ه.

133 - رجال السيد بحر العلوم المعروف بالفوائد الرجالية، السيّد محمّد مهدي بحر العلوم (ت 1212ه)، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم مكتبة الصادق طهران، الطبعة الأولى 1363ش.

134 - رجال الطوسي، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق : جواد القيومي الاصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1420ه.

135 - رجال النجاشي، أحمد بن علي النجاشي الأسدي النشر الإسلامي، قم، الطبعة السادسة 1418ه.

136 - رسالة أبي غالب الزراري إلى ابن ابنه في ذكر آل أعين أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني (ت 368ه)، تحقيق: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، مركز البحوث والتحقيقات الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1411ه.

137 - الرعاية في علم الداراية، الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (ت 965ه)، تحقيق: عبد الحسين محمد علي بقال مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية 1408ه.

138 - روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات، محمد باقر الموسوي الخوانساري (ت 1313ه)، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، مكتبة إسماعيليان، قم.

139 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني)، (ت 965ه)، تحقيق: السيّد محمّد كلانتر منشورات جامعة النجف الدينية، الطبعة الثانية 1398ه.

140 - روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه محمد تقي المجلسي (ت 1070ه)، تعليق السيد حسين الموسوي الكرماني والشيخ علي پناه الاشتهاردي بنياد فرهنگ اسلامی حاج محمد حسین کوشانپور 1399 ه.

ص: 495

141 - روضة الواعظين محمد بن الفتال النيسابوري (ت 508ه)، تقديم: السيّد محمّد مهدي السيد حسن الخرسان منشورات الشريف الرضي، قم.

142 - روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن المعروف ب_«تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي» حسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي النيسابوري المعروف ب_ «أبي الفتوح الرازي» (ت حدود 554ه)، تصحيح: محمد جعفر يا حقى ومحمد مهدي ناصح بنیاد پژوهشهای اسلامی ، مشهد، 1372 ش.

143 - رياض العلماء وحياض الفضلاء الميرزا عبد الله الأفندي الاصفهاني (ت حدود 1130ه)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، 1401ه.

144 - رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل، السيد علي بن محمد علي الطباطبائي (ت 1213ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث الطبعة الأولى 1418ه.

145 - ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب، ميرزا محمد علي مدرس تبريزي، انتشارات خيام، الطبعة الرابعة 1374 ش.

146 - زبدة التفاسير فتح الله بن شكر الله الشريف الكاشاني (ت 988ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1423ه.

147 - كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي (ت 598ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الرابعة 1317ه.

148 - سعد السعود للنفوس علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس (ت 664ه)، تحقيق: فارس تبریزیان ،الحسون منشورات دليلنا قم، الطبعة الأولى 1421ه.

149 - سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار، الشيخ عباس القمي (ت 1359ه)، تحقيق مجمع البحوث الإسلامية، تقديم وإشراف علي أكبر إلهي الخراساني ، مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة - مشهد، الطبعة الأولى

ص: 496

1416ه.

150 - السنن الكبرى، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه) ، تحقیق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1420ه.

151 - سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه) ، المشرف على تحقيق الكتاب: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الحادية عشر 1419ه.

152 - الشافي في الإمامة، الشريف المرتضى علي بن الحسين (ت 436 ه)، تحقيق السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب مراجعة السيد فاضل الميلاني مؤسسة الصادق، طهران، الطبعة الثانية 1410ه.

153 - شرح أصول الكافي، محمد صالح المازندراني (ت 1081 ه)، تعلیق: أبو الحسن الشعراني، تصحيح السيد علي عاشور، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1421ه.

154 - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد (ت 656ه)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية 1385ه.

155 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل عبيد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق وتعليق: الشيخ محمد باقر المحمودي مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، طهران، الطبعة الأولى 1411ه.

156 - الشيعة في الميزان، محمد جواد مغنية (ت 1400ه)، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة 1399ه.

157 - الشيعة وفنون الإسلام السيد حسن الصدر (ت 1354ه)، تقديم الدكتور سليمان دنيا.

158 - صحیح مسلم مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261ه)، دار ابن حزم بيروت الطبعة الأولى 1416ه.

ص: 497

159 - صحيفة الإمام الرضاء ، تحقيق: محمد مهدي نجف المؤتمر العالمي للإمام الرضاء ، 1406ه.

160 - الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، الشيخ علي بن يونس البياضي (ت 877ه)، تصحيح وتحقيق محمد الباقر البهبودي، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الأولى 1384ه.

161 - الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة، القاضي نور الله التستري (ت 1019ه) تصحيح جلال الدين ،الحسيني شركت سهامي طبع ،کتاب 1367ه.

162 - طبقات أعلام الشيعة الشيخ آغا بزرگ الطهراني (ت 1388ه)، مؤسسة إسماعيليان، قم، الطبعة الثانية.

163 - طبقات الشافعية الكبرى، أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (ت 771ه)، تحقيق: مصطفى عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1420ه.

164 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق السيد علي عاشور مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى 1420ه.

165 - طرف من الأنباء والمناقب، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني (ت 664ه)، تحقيق: الشيخ قيس العطار ،تاسوعاء، الطبعة الأولى 1420ه.

166 - عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار، میر سید حامد حسین الموسوي النيشابوري الهندي (ت 1306ه)، اهتمام وإخراج مدرسة الإمام المهدي، قم 1406ه.

167 - عجائب أحكام أمير المؤمنين ، السيد محسن الأمين (ت 1371 ه)، تحقیق فارس حسون ،کریم، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى

ص: 498

1419ه.

168 - عدة الرجال، السيد محسن بن الحسن الحسيني الأعرجي الكاظمي (ت 1227ه)، تحقيق: مؤسسة الهداية لإحياء التراث، إسماعيليان، الطبعة الأولى 1415ه.

169 - العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، رضي الدين علي بن يوسف المطهر الحلي (من أعلام القرن الثامن)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله المرعشي العامة، قم، الطبعة الأولى 1408.

170 - العقد النضيد والدرّ الفريد في فضائل أمير المؤمنين وأهل بيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، محمد بن الحسن القمي (ت القرن السابع الهجري)، تحقيق: علي

أوسط الناطقي، دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1423ه.

171 - علم اليقين في أصول الدين محسن الكاشاني (ت 1091ه)، دار البلاغة، بيروت، الطبعة الأولى 1410ه.

172 - علوم القرآن السيد محمد باقر الحكيم (ت 1424ه)، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الثالثة 1427ه.

173 - عمدة عيون صحاح الأخبار يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي المعروف ب- ابن بطريق (ت 600 ه)، تحقيق الشيخ مالك المحمودي والشيخ إبراهيم البهادري ممثلية الإمام القائد السيّد الخامنئي في الحج، الطبعة الثالثة 1412ه.

174 - عمدة النظر في بيان عصمة الأئمة الاثني عشر السيد هاشم البحراني (ت 1107ه)، تحقيق: محمد المنير الحسيني الميلاني، دار الجلي طهران الطبعة الأولى 1417ه.

175 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية، محمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (ت بعد 900ه)، تحقيق: الحاج آقا مجتبى العراقي تقديم: سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي ،

ص: 499

مطبعة سيّد الشهداء ، قم، الطبعة الأولى 1403ه.

176 - عيون أخبار الرضاء ، أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي (ت 381ه)، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى 1404ه.

177 - كتاب الغايات (ضمن كتاب جامع الأحاديث)، أبو محمد جعفر بن أحمد القمي الرازي (من أعلام القرن الرابع)، تصحيح وتعليق: السيد محمد الحسينيالنيشابوري، مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، الطبعة الأولى 1413ه.

178 - غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام، السيد هاشم البحراني الموسوي التوبلي (ت 1107ه)، تحقيق: السيد علي عاشور مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1422ه.

179 - الغدير في الكتاب والسنة والأدب، الشيخ عبد الحسين الأميني (ت 11390ه)، تحقيق مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1424ه.

180 - غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، السيد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي (ت 585ه)، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري مؤسسة الإمام الصادق، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

181 - كتاب الغيبة، ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق عليّ أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق، طهران.

182 - كتاب الغيبة، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460ه)، تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1411ه.

183 - فرائد الأصول، الشيخ مرتضى الأنصاري (ت 1281ه) ، إعداد: لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1419ه.

ص: 500

184 - فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم ، إبراهيم بن محمد الجويني (ت 730 ه)، تحقيق وتعليق: الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي، بيروت، الطبعة الأولى 1398ه.

185 - فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد ابن طاووس (ت 664ه) ، منشورات الرضي، قم، 1363 ش.

186 - الفصول المختارة من العيون المحاسن (مصنفات الشيخ المفيد الألفية المجلد 2) ، السيد الشريف المرتضى (ت 436ه)، المؤتمر العالمي الشيخ المفيد، الطبعة الأولى 1413ه.

187 - الفصول المهمة في أصول الأئمة، محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق: محمد بن محمد الحسين القانيني، مؤسسة معارف إسلامي إمام رضاء ، الطبعة الأولى 1418ه.

188 - الفضائل، الشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي (ت حدود 660 ه) المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف، 1381ه.

189 - فضائل السادات السيّد محمّد أشرف سبط سيد الحكماء المحقق الداماد (ت 1133 أو 1145ه)، شركة المعارف والآثار، 1380ه.

190 - فضل زيارة الحسين ، محمد بن عليّ الحسن العلوي الشجري (ت 445 ه) ، إعداد: السيد أحمد الحسيني مكتبة آية الله المرعشي العامة، قم 1403ه.

191 - فقه الصادق السيد محمد صادق الحسيني الروحاني، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطعبة الثالثة 1412ه.

192 - فقه القرآن، قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه)، تحقيق السيد أحمد الحسيني مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي، قم،الطبعة الثانية 1405ه.

193 - فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة، علي بن موسى بن

ص: 501

جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس (ت 664) به تحقيق غلام حسين المجيدي، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1419ه.

194 - كتاب الفهرست، ابن النديم البغدادي (ت 438 ه)، تحقيق: رضا تجدد.

195 - فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن بابوية الرازي (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق: عبد العزيز الطباطبائي، مجمع الذخائر الإسلامية، قم، 1404ه.

196 - فهرست التراث محمد حسين الحسيني الجلالي، تحقيق: محمد جواد الحسيني ،الجلالي، دليلنا، قم، الطبعة الأولى 1422ه.

197 - فهرست كتب الشيعة وأصولهم محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) تحقيق: السيد عبد العزيز الطباطبائي، إعداد ونشر: مكتبة المحقق الطباطبائي، الطبعة الأولى 1420ه.

198 - الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية، الشيخ عباس القمي (ت 1359ه).

199 - الفوائد المدنية، محمد أمين الاسترابادي (ت 1033ه)، دار النشر لأهل البيت .

200 - قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري (ت 1415ه)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.

201 - قصص الأنبياء، قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه)، :تحقیق غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني الهادي، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

202 - قوانين الأصول الميرزا أبو القاسم القمي (ت 1231ه)، (الطبعة الحجرية).

203 - الكافي، محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 328ه)، تحقيق: عليّ أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، الطبعة السادسة 1375 ش.

ص: 502

204 - الكافي في الفقه، أبو الصلاح الحلبي (ت 447ه)، تحقيق: رضا أستادي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي الة العامة، إصفهان.

205 - الكامل في التاريخ، ابن الأثير (ت 630 ه)، دار صادر، بیروت 1385 ه.

206 - کتابخانه ابن طاووس و أحوال و آثار او، اتان گلبرگ مترجمان سید علی قراني ورسول جعفریان، کتابخانه عمومي آية الله العظمى مرعشي نجفي 1371 ش.

207 - كتاب سليم بن قيس الهلالي (ت 76 ه)، نشر الهادي، قم، الطبعة الثانية 1416ه.

208 - كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار، الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تقديم السيّد علي الحسيني الميلاني مكتبة نينوى ،الحديثة، طهران، الطبعة الثانية 1400ه.

209 - كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار، السيد أحمد الحسيني الخوانساري الشهير ب_«الصفائي»، (ت 1359ه)، إعداد ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم.

210 - كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار السيد إعجاز حسين النيسابوري الكنتوري (ت 1286ه) مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية 1409ه.

211 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي الشهير بالملاً كاتب الجلبي والمعروف بحاجي خليفة (ت 1067ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413ه.

212 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي الشهير بالملاكاتب الجلبي والمعروف ب_«لحاجي خليفة» (ت 1067ه)، دار الفكر، بيروت، 1419ه.

213 - كشف الغمة في معرفة الأئمة، أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح

ص: 503

الأربلي (ت 693 ه)، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الأولى 1421ه.

214 - كشف اللثام عن قواعد الأحكام الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسن الاصفهاني المعروف بالفاضل الهندي (ت 1137ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشرالإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1416ه.

215 - كشف المحجّة لثمرة المهجة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق: الشيخ محمد الحسّون مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1417ه.

216 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين الله ، العلامة الحلي (ت 726 ه)، تحقيق: علي آل كوثر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

217 - الكشكول الشيخ بهاء الدين محمد بن حسين العاملي (ت 1031ه) تصحيح: محمد عبد الكريم النمري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1418ه.

218 - الكشكول فيما جرى على آل الرسول السيد حيدر الآملي (ت القرن الثامن)، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، 1372 ه.

219 - كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ، علي بن محمد بن علي الخزار القمي (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي، انتشارات بیدار ،قم 1401ه.

220 - كفاية الموحدين، إسماعيل الطبرسي النوري (ت 1321ه)، انتشارات علمية إسلامية.

221 - كليات علم الرجال الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم الطبعة الثالثة 1414ه.

222 - كمال الدين وتمام النعمة الشيخ الصدوق (ت 381ه)، تصحيح علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الرابعة 1422ه.

ص: 504

223 - الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي (ت 1359ه)، مكتبة الصدر طهران.

224 - كنز الفوائد الشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449ه)، تحقيق وتعليق الشيخ عبد الله نعمة، دار الأضواء، بيروت، 1405ه.

225 - گزیده كفاية المهتدي، السيد محمد ميرلوحي الاصفهاني (من أعلام القرن الحادي عشر)، تصحیح و انتقاء گروه احیاء تراث فرهنگی انتشارات وزارت فرهنگ وارشاد اسلامی طهران، الطبعة الأولى 1373 ش.

226 - لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186ه)، تحقيق السيّد محمّد صادق بحر العلوم مؤسسة آل البيت للطباعة والنشر، الطبعة الثانية.

227 - لسان الميزان أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852ه)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثالثة 1406ه.

228 - لمحات في الكتاب والحديث والمذهب الشيخ لطف الله الصافي الكلبايگاني قسم الدراسات الإسلامية: مؤسسة البعثة.

229 - مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام والأئمة من ولده ، أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي المعروف ب_«ابن شاذان»، (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: نبيل رضا علوان الدار الإسلامية، لبنان، الطبعة الأولى 1409ه.

230 - المؤمنون في القرآن، السيد قاسم شبر (ت 1399 ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1411ه.

231 - مبادئ الوصول إلى علم الأصول العلامة الحلي (ت 726ه)، تحقيق وتعليق: عبد الحسين محمد علي البقال مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الثالثة 1404ه .

ص: 505

232 - مثير الأحزان، ابن نما الحلي (ت 645ه)، تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي ، قم ، الطبعة الثالثة 1406ه.

233 - المجازات النبوية، محمد بن حسين الشريف الرضي (ت 406ه) ، تصحيح مهدي ،هوشمند دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1422ه.

234 - مجالس المؤمنين: سيد نور الله الشوشتري (ت 1019ه)، كتابفروشي إسلامية، طهران، 1354ش.

235 - مجمع الآداب في معجم الألقاب، كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني (ت (723 ه)، تحقيق: محمد الكاظم مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، الطبعة الأولى 1416ه.

236 - مجمع البحرين الشيخ فخر الدين الطريحي (ت 1085ه)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مكتب النشر الثقافة الإسلامية، الطبعة الثانية 1408ه.

237 - مجمع البيان في تفسير القرآن، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، ناصر خسرو، قم، الطبعة السادسة 1421ه.

238 - مجمع الرجال عناية الله بن علي القهبائي (القرن الحادي عشر)، تصحيح السيد ضياء الدين الشهير بالعلامة الاصفهاني، إسماعيليان، قم.

239 - مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان، أحمد بن محمد المقدّس الأردبيلي (ت 993ه)، تحقيق وتعليق: الحاج آقا مجتبى العراقي والشيخ علي بناء لاشتهاردي والحاج آقا حسين اليزدي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم 1404ه.

240 - مجموعة الرسائل الشيخ لطف الله الصافي الكلبايگاني، مؤسسة الإمام المهدي عجل الله فرجه 1404ه.

241 - المحاسن أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280ه)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، المجمع العالمي لأهل البيت ، قم، الطبعة الثانية 1416ه.

ص: 506

242 - مختصر إثبات الرجعة، أبو محمد الفضل بن شاذان الأزدي (ت 260ه)، تحقيق: السيد باسم الهاشمي، دار الكرام، بیروت، الطبعة الأولى 1413ه.

243 - مختصر إثبات الرجعة (مجلة تراثنا العدد 15)، الفضل بن شاذان (ت 260ه)، تحقيق: السيد باسم الموسوي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1409ه.

244 - مختصر البصائر، الشيخ عز الدين الحسن بن سليمان الحلي (من أعلام القرن الثامن)، تحقيق: مشتاق المظفر، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1421ه.

245 - مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة السنة ومسند ،احمد شهاب الدين أبي الفضل بن حجر العسقلاني (ت 852ه)، تحقيق: صبري بن الخالق أبو ذر مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1412ه.

246 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (العلامة الحلي)، (ت 726ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي قم، الطبعة الأولى 1412ه.

247 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، الحسن بن يوسف بن مطهر المعروف ب_«العلامة الحلي» (ت 726ه)، تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية قسم إحياء التراث الإسلامي، مؤسسة بوستان کتاب قم، الطبعة الثانية 1423ه.

248 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول محمد باقر المجلسي (ت 1111ه)، تصحيح السيد هاشم الرسولي دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة 1379 ش.

249 - مرآة الكتب ثقة الإسلام التبريزي علي بن موسى بن محمد شفیع (ت 1330ه)، تحقيق: محمد على الحائري الحزم ،آبادي مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

ص: 507

250 - المراجعات، السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (ت 1377ه)، تقديم: حامد حفني داود ومحمد فكري عثمان أبو النصر، مطبوعات النجاح القاهرة، الطبعة العشرون 1399ه.

251 - مروج الذهب ومعادن الجواهر، علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت 346 ه)، تدقيق ووضع الفهرس: يوسف أسعد داغر، منشورات دار الهجرة، قم، الطبعة الثانية 1409ه.

252 - مروج الذهب ومعادن الجواهر، علي بن الحسين المسعودي (ت 346ه)، تنقيح وتصحيح شارل ،پلا منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1965م.

253 - المزار الكبير الشيخ محمد بن جعفر المشهدي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني، نشر القيوم، الطبعة الأولى 1419ه .

254 - المسائل الجارودية (مصنفات الشيخ المفيد المجلد 7) ، الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: الشيخ محمد کاظم مدیر شانه چي المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأولى 1413ه.

255 - المسائل الصاغانية (مصنفات الشيخ المفيد المجلد 3)، الشيخ المفيد (ت 413)، تحقيق: السيد محمد القاضي المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد الطبعة الأولى 1413ه.

256 - مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، زين الدين بن علي العاملي الشهيد الثاني (ت 965ه)، تحقيق ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1414ه.

257 - مستدركات أعيان الشيعة حسن الأمين دار التعارف للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1418ه.

258 - المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف

ص: 508

بالحاكم (ت 405 ه)، تحقيق: محمود مطرجي، دار الفكر بيروت الطبعة الأولى 1422ه.

259 - مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لاحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1408ه.

260 - المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، محمد بن الي جرير ابن رستم الطبري الإمامي (ت أوائل القرن الرابع الهجري)، تحقيق الشيخ أحمد المحمودي، مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانبور، الطبعة الأولى 1415ه.

261 - مستند الشيعة في أحكام الشريعة أحمد بن محمد مهدي النراقي (ت 1245ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت السلامة لإحياء التراث، الطبعة الأولى 1415ه. 262 - مسند الرضا ، رواية داود بن سليمان الغازي (ت بعد 203ه)، تحقيق: محمد جواد الحسيني الجلالي، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى 1418ه.

263 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين، الحافظ رجب البرسي (كان حياً سنة 813ه)، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الأولى 1414ه.

264 - مصادر نهج البلاغة وأسانيده السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1395ه.

265 - معادن الجواهر ونزهة الخواطر، السيد محسن الأمين (ت 1371ه)، دار الزهراء، بيروت، 1401ه.

266 - معارج نهج البلاغة، ظهير الدين أبي الحسن علي بن زيد البيهقي فريد خراسان (ت 566ه)، تحقيق: محمد تقی دانش پژوه، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى 1409ه.

ص: 509

267 - معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين محمد بن علي ابن شهر آشوب المازندراني (ت 588ه)، منشورات المطعبة الحيدرية النجف، 1380ه.

298 - معانى الأخبار، الشيخ الأخبار، الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي (ت 381ه)، تحقيق: عليّ أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة

الرابعة 1418ه.

269 - المعتبر في شرح المختصر، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلي (ت 676ه)، تحقيق وتصحيح عدة من الأفاضل، إشراف ناصر مکارم الشيرازي مؤسسة سيّد الشهداء ، قم، 1364ش.

270 - معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، ياقوت الحموي الرومي (ت 594ه)، تحقيق: إحسان عبّاس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1993م.

271 - معجم الثقات وترتيب الطبقات، أبو طالب علیه السلام التجليل التبريزي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1404ه.

272 - معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت 1413ه)، الطبعة الخامسة 1413ه.

273 - معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت صلوات الله عليهم، عبد الجبار الرفاعي سازمان چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ وارشاد اسلامي طهران الطبعة الأولى 1371 ش.

274 - معجم المؤلفين عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1414ه.

275 - معجم المطبوعات العربية، يوسف اليان سركيس (ت 1351ه)، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1410ه.

276 - معجم المطبوعات النجفية، محمد هادي الأميني، مطبعة الآداب، النجف

ص: 510

الأشرف، الطبعة الأولى 1385ه.

277 - مفرج الكروب في ترجمة صاحب إرشاد القلوب (المطبوع في أوّل الترجمة الفارسية للإرشاد، بترجمة سيّد هدايت الله مسترحمي)، السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (ت 1411ه) ، منشورات بوذر جمهري، الطبعة الرابعة 1373 ش.

278 - المقالات والرسالات المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد، قم، 1413ه.

279 - مقباس الهداية في علم الدراية، الشيخ عبد الله المامقاني (ت 1351ه)، تحقيق الشيخ محمد رضا المامقاني، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم الطبعة الأولى 1414ه.

280 - مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر، أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش أبي عبد الله الجوهري (ت 401 ه) ، إعداد: نزار المنصوري، ضمن مجلة علوم الحديث، العدد التاسع)، 1422ه.

281 - مقتل الحسين الله ، أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم (ت 568 ه)، تحقيق: الشيخ محمد السماوي، أنوار الهدى، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

282 - مقدّمة تفسير مرآة الأنوار ومشكوة الأسرار (مقدّمة تفسير البرهان)، أبو الحسن محمد بن طاهر العاملي النباطي الفتوني (القرن الثاني عشر)، تصحيح محمود الموسوي الزرندي، مؤسسة إسماعيليان، قم.

283 - مكتبة العلّامة الحلي، السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416ه) ، إعداد ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1416ه.

284 - الملهوف على قتلى الطفوف، عليّ بن موسی بن جعفر بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق وتقديم الشيخ فارس تبريزيان الحسون دار الأسوة الطبعة الثانية 1417ه.

ص: 511

285 - مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي مع أحد علماء العامة في حلب سنة 951ه ، تحقيق: شاكر شبع، مؤسسة قائم آل محمد عجل الله فرجه ،قم، الطبعة الأولى 1412ه.

286 - المناقب، الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه) ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1411ه.

287 - مناقب آل أبي طالب، محمد بن علي بن شهر آشوب (ت 588 ه)، تحقيق لجنة من أساتذة النجف الاشرف المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف 1376ه.

288 - المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب البيان، محمد بن أحمد بن إدريس الحلى (ت 598ه)، تحقيق السيد مهدي الرجائي مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، قم، الطبعة الأولى 1409ه.

289 - المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، عبد الرحمن بن علي الجوزي (ت 597 ه) ، تحقيق وتقديم سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت 1415ه.

290 - منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان الحسن بن زین الدین الشهيد (ت 1011ه)، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، جامعة المدرّسين قم الطبعة الأولى 1362 ش.

291 - منتهى المقال في أحوال الرجال، أبو علي الحائري الشيخ محمد بن إسماعيل المازندراني (ت 1216ه)، تحقيق: مؤسسة آل البيت ا لإحياء التراث الطبعة الأولى 1416ه.

292 - من لا يحضره الفقيه أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي (ت 381ه)، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان دار الكتب الإسلامية، طهران 1410ه.

ص: 512

293 - منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الكوهكمري، مكتبة آية الله المرعشى العامة، قم، 1406ه.

294 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، أحمد الحليم بن تيمية الحرّاني (ت 728 ه) ، وضع حواشيه وخرج آياته وأحاديثه عبد الله محمود محمد عمر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1420ه.

295 - منهاج الكرامة في معرفة الإمامة، الحسن بن يوسف الحلي (ت 726 ه)، تحقيق: عبد الرحيم مبارك، مؤسسة تاسوعاء، مشهد، الطبعة الأولى 1379 ش. 296 - منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين، محمد بن إسحاق الحموي الأبهري من أعلام القرن العاشر ، مصوّرة في المكتبة المرعشية بقم، برقم 7711 .

297 - منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال میرزا محمد بن عليّ الاسترآبادي (ت 1028ه) ، (الطبعة الحجرية)، 1306ه.

298 - مهج الدعوات ومنهج العبادات، علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تعليق: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1424ه.

299 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 748ه)، تحقيق وتعليق على محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1416ه.

300 - الميزان في تفسير القرآن السيّد محمد حسين الطباطبائي (ت 1402ه)، مؤسسة إسماعيليان، قم، الطبعة الخامسة 1412ه.

301 - الناسخ والمنسوخ، هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي البغدادي

ص: 513

(ت 410 ه) دار العربية للموسوعات الطبعة الأولى.

302 - النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، ميثم بن علي بن ميثم البحراني (ت 699ه)، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1417ه.

303 - النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب، الشيخ حسين النوري الطبرسى (ت 1320ه ت 1320ه) ، ترجمة وتعليق وتحقيق السيّد ياسين الموسوي أنوار الهدى، قم، الطبعة الأولى 1415ه.

304 - نزهة الكرام وبستان العوام، محمد بن حسين الرازي (أواخر القرن السادس الهجري)، تصحيح محمد شيرواني، 1402ه .

305 - نص النصوص في شرح الفصوص السيد حيدر الآملي (ت القرن الثامن)، تصحيح وتقديم: هنري كربين وعثمان إسماعيل يحيى، انتشارات توس الطبعة الثانية 1367ش.

306 - نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية ، مقداد بن عبد الله السيوري الحلي (ت 826ه)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الكوهكمري مكتبة آية الله العظمى المرعشي، قم، 1403ه.

307 - نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار، السيد علي الحسيني الميلاني، نشر المؤلف، الطبعة الأولى 1414ه.

308 - نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت 940ه) ، تقديم: محمد هادي الأميني، مكتبة نينوى الحديث، طهران.

309 - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت 1041ه)، تحقيق: إحسان عبّاس دار صادر، بیروت 1388ه.

310 - نقد الرجال، السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي (من أعلام القرن الحادي عشر)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ،

ص: 514

الطبعة الأولى 1418ه.

311 - النقض المعروف ب_(بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض)، نصير الدين أبو الرشيد عبد الجليل القزويني الرازي (من أعلام القرن السادس) تصحيح: میر جلال الدین محدّث انتشارات انجمن آثار ملی طهران 1358ش.

312 نهج الإيمان، زين الدين علي بن يوسف بن جبر (من أعلام القرن السابع)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني مجتمع الإمام الهادي الا ، مشهد، الطبعة الأولى 1418ه.

313 - نهج البلاغة، محمد الرضي بن الحسين الموسوي (ت 406 ه) ، ضبط نصه وابتكر فهارسه العلمية: صبحي الصالح، دار الأسوة، الطبعة الأولى 1415ه.

314 - نهج البلاغة عبر القرون (مجلة تراثنا العدد 37) السيّد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416ه)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1414ه.

315 - نهج البلاغة عبر القرون (مجلة تراثنا، العدد 38 - 39)، السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416ه)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1415ه.

316 - نهج الحق وكشف الصدق، الحسن بن يوسف المطهر الحلي (ت 726 ه) ، تعليق الشيخ عين الله الحسني الأرموي، دار الهجرة، قم، 1421ه.

317 - نوادر الأخبار فيما يتعلّق بأصول الدين محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني (ت 1091ه)، تحقيق: مهدي الأنصاري القمی، پژوهشگاه علوم انساني و مطالعات فرهنگي طهران، الطبعة الثالثة 1375 ش.

318 - هداية المحدثين إلى طريقة المحمدين، محمد أمين بن محمد على

ص: 515

الكاظمي (من أعلام القرن الحادي عشر)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله العظمى المرعشي، قم، 1405ه.

319 - هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب والأنساب الشيخ عباس القمي (ت 1359 ه) ، مكتبة الصدوق، طهران، الطبعة الأولى 1362ش.

320 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه) ، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413ه .

321 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون (المطبوع مع كشف الظنون)، إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه) ، دار الفکر بيروت 1419ه.

322 - كتاب الوافي، محمد محسن المشتهر بالفيض الكاشاني (ت 1091ه)، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي العامة، اصفهان، تحقيق ضياء الدين الحسيني الاصفهاني، الطبعة الثانية 1412ه .

323 - كتاب الوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764ه) ، اعتناء : محمد الحجيري 1408ه.

324 - الوجيزة في علم الرجال (رجال المجلسي)، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1111ه)، ترتيب عبد الله السبزالي الحاج، منشورات الأعلمي للمطبوعات ، بيروت، الطبعة الأولى 1415ه.

325 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل ،الشريعة محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم، الطبعة الثانية 1414ه.

326 - وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (ت 984ه)، تحقيق: السيّد عبد اللطيف الكوهكمري، مجمع الذخائر الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1401ه .

327- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبو العباس أحمد محمد بن

ص: 516

إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان (ت 681ه)، تحقيق: يوسف علي طويل ومريم قاسم طويل، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1419ه.

328 - اليقين باختصاص مولانا عليا بإمرة المؤمنين، سيد رضي الدين علي ابن الطاووس الحلي (ت 664ه)، تحقيق: الأنصاري، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

329 - ينابيع المودة لذوي القربى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294ه)، تحقيق: سيد علي جمال اشرف الحسيني، دار الأسوة، الطبعة الأولى 1416ه.

ص: 517

فهرس المواضيع

دليل الكتاب....3

القرن السابع الهجري مؤلّفات يحيى بن الحسن الحلى (ابن البطريق) كتاب عمدة عيون صحاح الاخبار

نقل الحديث....7

ترجمة المؤلّف....20

توثيق الكتاب....21

کتاب خصائص الوحي المبين

نقل الحديث....25

توثيق الكتاب....25

نزهة الكرام وبستان العوام لمحمد بن الحسين الرازي

نقل الحديث....29

ترجمة المؤلّف....34

توثيق الكتاب....38

حدائق الحقائق لقطب الدين الكيدرى البيهقى

نقل الحديث....41

ترجمة المؤلّف....41

ص: 518

توثيق الكتاب....42

مؤلفات علي بن طاووس كتاب الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

نقل الحديث....45

ترجمة المؤلّف....52

توثيق الكتاب....53

كتاب سعد السعود

نقل الحديث....57

توثيق الكتاب....60

كتاب الأقبال بالأعمال الحسنة

نقل الحديث....63

توثيق الكتاب....65

كتاب اليقين باختصاص مولانا على بإمرة المؤمنين

نقل الحديث....69

توثيق الكتاب....70

كتاب الملهوف على قتلى الطفوف

نقل الحديث....77

توثيق الكتاب....78

كتاب طرف من الانباء والمناقب

نقل الحديث....81

توثيق الكتاب....82

كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة

نقل الحديث....85

توثيق الكتاب....87

ترجمة المؤلّف.

ص: 519

المعتبر في شرح المختصر لجعفر بن الحسن (المحقق الحلي)

نقل الحديث....91

ترجمة المؤلّف....91

توثيق الكتاب....93

مثير الأحزان الجعفر بن نما الحلي

نقل الحديث....95

ترجمة المؤلّف....96

توثيق الكتاب....97

شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني

نقل الحديث....101

ترجمة المؤلّف....101

توثيق الكتاب105

كشف الغمة لعلي بن عيسى الأربلي

نقل الحديث....109

ترجمة المؤلّف....116

توثيق الكتاب....118

العقد النضيد لمحمد بن الحسن القمي

نقل الحديث....123

ترجمة المؤلف....123

ثيق الكتاب....124

مؤلفات عماد الدين الحسن بن علي الطبري كتاب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار

نقل الحديث....127

ترجمة المؤلّف....129

ص: 520

توثيق الكتاب....132

کتاب أسرار الامامة

نقل الحديث....135

توثيق الكتاب....137

القرن الثامن الهجرى العدد القوية لعلى بن يوسف بن المطهر الحلي

نقل الحديث....145

ترجمة المؤلف....147

توثيق الكتاب....148

مؤلّفات الحسن بن يوسف الحلي (العلّامة) كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين

نقل الحديث....151

ترجمة المؤلّف....155

توثيق الكتاب....156

كتاب نهج الحق وكشف الصدق

نقل الحديث....159

توثيق الكتاب....161

كتاب منهاج الكرامة في معرفة الإمامة

نقل الحديث....165

توثيق الكتاب....166

كتاب مختلف الشيعة

نقل الحديث....169

توثيق الكتاب....169

کتاب مباديء الوصول إلى علم الأصول

ص: 521

نقل الحديث....173

توثيق الكتاب....173

نهج الإيمان لعلي بن يوسف بن جبر

نقل الحديث....175

ترجمة المؤلف....181

توثيق الكتاب....185

الكشكول فيما جرى على آل الرسول

نقل الحديث....189

من هو مؤلّف كتاب الكشكول....190

ذكرى الشيعة لمحمد بن مكي العاملي (الشهيد الأول)

نقل الحديث....197

ترجمة المؤلّف....197

توثيق الكتاب....200

تفسير المحيط الأعظم لحيدر الآملي

نقل الحديث....203

ترجمة المؤلّف....204

توثيق الكتاب....207

مؤلّفات الحسن بن أبي الحسن الديلمي كتاب إرشاد القلوب

نقل الحديث....211

ترجمة المؤلّف....204

توثيق الكتاب....207

كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين

نقل الحديث....225

ص: 522

توثيق الكتاب....225

القرن التاسع الهجري مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي

نقل الحديث....231

ترجمة المؤلّف....232

نقل الحديث....234

نضد القواعد الفقهية للمقداد السيورى

نقل الحديث....237

ترجمة المؤلّف....237

توثيق الكتاب....238

الصراط المستقيم لعلي بن يونس البياضي

نقل الحديث....242

ترجمة المؤلّف....243

توثيق الكتاب....245

التهاب نيران الأحزان ليوسف بن أبي القطيفي

نقل الحديث....249

ترجمة المؤلف....253

توثيق الكتاب....254

القرن العاشر الهجري المصباح للكفعمي

نقل الحديث....263

ترجمة المؤلّف....263

توثيق الكتاب....265

الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين لمحمد بن إسحاق الحموي

ص: 523

الأبهري

نقل الحديث....269

محمد بن إسحاق الحموي وكتابه....271

مؤلّفات علي بن الحسين الكركي كتاب جامع المقاصد

نقل الحديث....275

ترجمة المؤلّف....275

توثيق الكتاب....279

کتاب نفحات اللاهوت

نقل الحديث....283

توثيق الكتاب....286

إجازة الشيخ إبراهيم القطيفي إلى محمد الاسترابادي

نقل الحديث....289

ترجمة المؤلّف وذكر الإجازة....289

تأويل الآيات الظاهرة لعلي الحسيني الاسترابادي

نقل الحديث....297

ترجمة المؤلّف....299

توثيق الكتاب....300

مؤلّفات زين الدين بن علي (الشهيد الثاني) كتاب الروضة البهية

نقل الحديث....307

ترجمة المؤلّف....307

توثيق الكتاب....307

كتاب مسالك الافهام

ص: 524

نقل الحديث....313

توثيق الكتاب....313

مؤلفات حسين بن عبد الصمد العاملي كتاب وصول الاخيار إلى أصول الأخبار

نقل الحديث....317

ترجمة المؤلّف....317

توثيق الكتاب....322

مناظرة حسين بن عبد الصمد مع أحد علماء العامة

نقل الحديث....325

المناظرة....326

مجمع الفائدة والبرهان لأحمد بن محمد المقدس الأردبيلي

نقل الحديث....329

ترجمة المؤلّف....329

توثيق الكتاب....331

المطلب الثاني

نقل أقوال علماء الإمامية في تواتر حديث الثقلين واستفاضته وشهرته وصحته والاجماع عليه

الفصل الأول: في قولهم بأنه مجمع عليه ومشهور وصحيح ومتفق عليه وما شابهها من الألفاظ....337

الفصل الثاني: في قولهم بتواتره....347

المطلب الثالث

تواتر الفاظ الحديث المحصل

التواتر المحصل....354

الرواية عن الإمام علي علیه السلام....356

ص: 525

مخطط أسانيد رواية حديث الثقلين عن الامام علي علیه السلام....359

جدولب إثبات تواتر الفاظ رواية حديث الثقلين عن أمير المؤمنين علیه السلام....362

الرواية عن فاطمة الزهراء علیها السلام ومخططها....365

الرواية عن الامام الحسن علیه السلام ومخططها....366

جدول ألفاظ رواية حديث الثقلين عن الامام الحسن علیه السلام....367

الرواية عن الامام الحسين علیه السلام ومخططها وجدولها....368

الرواية عن الامام الباقر علیه السلام....369

مخطط طرق الرواية عن الامام الباقر علیه السلام....370

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الباقر علیه السلام....373

الرواية عن الإمام الصادق علیه السلام....376

مخطط طرق الرواية عن الامام الصادق علیه السلام....378

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الصادق علیه السلام....380

الرواية عن الإمام الكاظم علیه السلام ومخططها وجدولها....383

الرواية عن الإمام الرضا علیه السلام....384

مخطط طرق الرواية عن الإمام الرضا علیه السلام....385

جدول ألفاظ الحديث عن الإمام الرضاء علیه السلام....386

الرواية عن الإمام الهادى علیه السلام ومخططها وجدولها....387

الرواية عن أم سلمة ومخططها وجدولها....388

الرواية عن أبي ذر الغفاري ومخططها وجدولها....389

الرواية عن ابن عباس....390

مخطط طرق الرواية عن ابن عباس....391

جدول الرواية عن ابن عباس....392

رواية جابر بن عبد الله الأنصاري ومخططها....393

ص: 526

جدول رواية جابر بن عبد الله الأنصاري....394

الرواية عن حذيفة بن اليمان ومخططها وجدولها....395

الرواية عن حذيفة بن أسيد ومخططها وجدولها....396

الرواية عن البراء بن عازب ومخططها وجدولها....397

الرواية عن زيد بن ثابت....398

مخطط وجدول رواية زيد بن ثابت....399

رواية أبي سعيد الخدري....400

مخطط طرق رواية أبي سعيد الخدري....402

جدول رواية أبي سعيد....404

رواية زيد بن أرقم....406

مخطط طرق رواية زيد بن أرقم....408

جدول رواية زيد بن أرقم....410

رواية عمر بن الخطاب ومخططها وجدولها....412

رواية عمرو بن العاص وجدولها....413

رواية أبي هريرة ومخططها وجدولها....414

التابعين الذين رووا الحديث

الحسن البصري....415

ابن امرأة زيد بن أرقم....415

مخطط وجدول رواية ابن امرأة زيد بن أرقم....416

رواية الزهري....417

روايات الحديث المرسلة....418

جدول متون الروايات المرسلة....425

المطلب الرابع

مواضع صدور الحديث وإثبات تواتر صدوره في بعضها

ص: 527

مواضع صدور الحديث....436

ما أحصيناه من مواضع حسب ما ورد في الروايات....438

الأول....438

الثاني....440

الثالث....442

الرابع....444

الخامس....446

السادس....448

السابع....461

الثامن....468

التاسع....472

العاشر....473

الحادي عشر....476

المحصل النهائي لمواضع صدور الحديث....479

ص: 528

المجلد 3

هوية الكتاب

المؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة

الناشر: مركز الأبحاث العقائدية

المطبعة: ستاره

الطبعة: 1

الموضوع : العقائد والكلام

تاريخ النشر : 1431 ه-.ق

ISBN (ردمك): 978-600-5213-65-2

المكتبة الإسلامية

موسوعة حديث الثقلين

القسم الثاني

حديث الثقلين في مصنفات الإمامية

من القرن الأول إلی القرن العاشر الهجري

الجزء الثالث

تأليف : مركز الأبحاث العقائدية

ص: 1

اشارة

مركز الأبحاث العقائدية:

إيران - قم المقدسة - صفائية - ممتاز - رقم 43

ص . ب: 37185/3331

الهاتف: 7742088 (251) (0098)

الفاكس: 7742056 (251) (0098)

العراق - النجف الأشرف - شارع الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم

جنب مكتب آية اللّه العظمی السيد السيستاني دام ظله

ص . ب: 729

الهاتف: 332679 (33) (00964)

الموقع علی الانترنت: www.aqaed.com

البريد الاكتروني: info@aqaed.com

شابك (ردمك): 1-62-5213-600-978/دورة 10 أجزاء

شابك (ردمك): 8-63-5213-600-978/ج3

موسوعة حديث الثقلين/ج3

تأليف: مركز الأبحاث العقائدية

الطبعة الأولی - 2000 نسخة

سنة الطبع: 1431 ه

المطبعة: ستارة

* جميع الحقوق محفوظة للمركز *

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

دليل الكتاب

توطئة... 7

المطلب الأوّل : نقل الحديث... 9

القرن الثاني الهجري : المؤلّفات المنسوبة لزيد بن علي... 11

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الثالث الهجري... 33

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الرابع الهجري... 77

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الخامس الهجري... 145

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن السادس الهجري... 227

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن السابع الهجري... 239

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الثامن الهجري... 395

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن التاسع الهجري... 481

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن العاشر الهجري... 553

المطلب الثاني : من قال بتواتر حديث الثقلين وشهرته... 615

المطلب الثالث : إثبات التواتر المحصّل ( عند الزيديّة ) ومشجّر الأسانيد... 623

ص: 5

ص: 6

توطئة :

إنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة والمقطوع بصحتها عند جميع طوائف المسلمين وقد تلقّوه بالقبول على اختلاف آرائهم ومعتقداتهم.

ومن تلك الفرق التي نقلته واعتمدت عليه ، بل وأسّست عليه كثيراً من عقائدها الفرقة الزيديّة ، فقد تلقّوه بالقبول وعدّوه من الأخبار المتواترة والمجمع على صحتها.

قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ت 298 ه- ) في أصول الدين : وأجمعوا أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ... » (1).

وقال أحمد بن الحسين الهاروني ( ت 411 ه- ) في التبصرة بعد أن نقل حديث الثقلين : الذي يدل على هذا الخبر هو تلقّي الأمّة له بالقبول ، وكل خبر تتلقّاه الأمّة بالقبول فيجب له أن يكون صحيحاً مقطوعاً به (2).

بل قد عدّوا هذا الحديث من ضروريات الشريعة كالصلاة والصيام ، قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في شرح الرسالة الناصحة بعد أن ذكر الحديث - : وهذا الخبر ممّا أطبقت الأمّة على نقله ، واعترفت بصحّته ، فجرى مجرى الأخبار في أصول الشريعة كالصلاة والصوم وما شاكل ذلك (3).

ولحديث الثقلين المركزيّة والمحوريّة لكثير من عقائد الزيديّة الأساسية التي تبتني عليها أُصولهم ، فقد استخدموه في مختلف استدلالاتهم حيث

ص: 7


1- أصول الدين : 79 ، ضمن المجموعة الفاخرة.
2- التبصرة : 67.
3- شرح الرسالة الناصحة 1 : 117.

استدلّوا به في العقائد على استمرار الإمامة مثلاً ، واستدلّوا به في أُصول الفقه لإثبات حجّيّة إجماع العترة مثلاً ، وكذا استدلّوا به في الفقه والتفسير وغيرها من العلوم.

ولكن عندما نلاحظ كلماتهم المثبتة لتواتر هذا الحديث أو الإجماع عليه مثلاً ، نجدهم يستدلّون على ذلك بنقل الأمّة له ، أو إجماعهم عليه وما شاكل ، وهو الأمر الذي يبعث على السؤال بأن يقال : هل بإمكان الزيديّة إثبات تواتر الحديث من خلال طرقهم الخاصّة بهم ، أو لا يمكنهم ذلك؟

ومن خلال بحثنا هذا وتتبعنا لكتب الزيديّة التي أُلّفت من البدء إلى أواخر القرن العاشر حسب منهج هذه الموسوعة سنبيّن الجواب عن السؤال المتقدّم ، ونعطي نظرة حول قيمة ومحوريّة حديث الثقلين في الفكر الزيدي.

ومن خلال بحثنا قد تمّ العثور على ( 123 ) كتاباً ورسالة ذكرت حديث الثقلين من ضمن مئات الكتب التي اطلعنا عليها ، وقد ذكر الحديث في هذه المصادر ( 440 ) مرّة ، بعضها مسندة بأسانيد الزيديّة ، وبعضها مسندة بأسانيد غيرهم ، وأكثرها مرسلة.

ثمّ سنُفرد الكلام لأقوال من صرّح بتواتر الحديث أو شهرته أو إجماع الأمّة على قبوله وما شاكل هذه الكلمات والتصريحات ، وإليك البحث :

ص: 8

المطلب الأوّل : نقل الحديث

حديث الثقلين عند الزيديّة

القرن الثاني الهجري

ص: 9

ص: 10

المؤلفات لمنسوبة لزيد بن علي ( عليهما السلام ) ( ت 121 ه- )

(1) المسند

الحديث :

قال : حدّثني زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي ( رضي اللّه عنهم ) قال : « لمّا ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه » ، قال : فجعل علي ( رضي اللّه عنه ) يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « ففتح عينيه ، فقال : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي (1) ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتى ألقاه على الحوض » (2).

ص: 11


1- 1 - من الواضح أنّ كلمة سنّتي أضيفت إلى متن الحديث وذلك لقرائن : [1]- إنّ هذا المتن مما تفرد به المسند عن جميع فرق طوائف المسلمين سنّة وشيعة ، زيديّة وإمامية وغيرهم . [2]- إنّه مخالف لذيل الحديث في فقرة (لن يفترقا) كما هو واضح . [3]- اتفقت مصادر الزيديّة على متون لحديث الثقلين من دون كلمة سنّتي إلاّ في هذا المصدر أو من نقل عنه . على أنّه لا إشكال يعتّد به على أصل الاستدلال بالحديث على مراد الإمامية أو الزيديّة كما هو واضح ، وسيأتي النقاش مفصّلاً في البحث الدلالي لحديث الثقلين .
2- مسند زيد بن علي : 360.
المسند المنسوب لزيد بن علي ( عليه السلام ) :

عُدّ هذا المسند من أمّهات كتب الزيديّة الحديثيّة ، بل أقدم كتاب عندهم ، وقد تلقّوه بالقبول واعتمدوا على ما فيه ، وحاولوا جاهدين إثبات هذا المسند إلى زيد بن علي ( عليه السلام ) حتى يصحّحوا اعتمادهم عليه.

ولكن بملاحظة الطرق العلمية والفنية التي دوّنها العلماء لإثبات مثل هذه الأمور فإنّه لا يمكن إثبات هذا الكتاب لزيد بن علي ( عليه السلام ) ، والسبب في ذلك هو أنّ هناك إشكاليّة كانت وما تزال تلاحق الزيديّة ، وتعتبر من أصعب الإشكالات والنقوضات عليهم وهي : أنّه ليس عندهم علم رجال أو قواعد للجرح والتعديل يمكنهم من خلالها توثيق أو

تضعيف الرواة ، أو اعتبار أو عدم اعتبار الأسانيد ، فإنّه لا يمكنهم إثبات كتبهم - لا سيّما المتقدّمة - إلى مؤلّفيها ; لأنّهم يفتقدون القواعد التي تمكّنهم من ذلك.

وهذا المسند أحد الكتب التي تواجه هذه المشكلة ، فأصل إمكان إثبات نسبة هذا المسند لزيد غير متحقّقة.

أمّا كتبهم الرجالية المتأخّرة كمطلع البدور لابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) والطبقات لإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) فهي لا تصل إلى الاعتبار وصحّة الاستدلال في مثل هذه الموارد ; لأنّها كتب تبعد بقرون عن الرواة في تلك الأزمان المتّصلة بزمن الرسالة ، هذا أوّلاً ، وثانياً : أنّ كثيراً ممّا في هذين الكتابين مأخوذ من كتب غير الزيديّة ، كما لا يخفى على من له أدنى اطّلاع على هذين الكتابين.

فمثل هذين الكتابين وما شابههما لا يصحّ الاحتجاج بهما ، وهو أمر واضح وبيّن ومتّفق عليه بين علماء هذا الفن.

ص: 12

ربّما يقال : إنّ هذا المسند مشهور النسبة إلى زيد بن علي ( عليه السلام ) ، والشهرة تكفي في صحّة نسبة الكتاب إلى صاحبه.

الجواب : لو سلّمنا أنّ الشهرة تكفي في صحّة نسبة الكتاب إلى صاحبه فإنّ الشهرة في هذا المسند تحقّقت في زمن متأخّر جدّاً عن زمن صاحب الكتاب ، فالشهرة حصلت بعد أن تناقلت الكتاب عدّة وسائط ففي زمن هذه الوسائط لا توجد شهرة ، فلابدّ أن تخضع هذه الوسائط لعمليّة الجرح والتعديل وفق قواعد هذا العلم ، وقد قلنا إنّ الزيديّة يفتقدون هذه الأُمور ، فالإشكال باق على قوّته.

نعم ، لو أغمضنا النظر عن الإشكال المتقدّم ، وسلّمنا جدلاً بصحّة الاستدلال بمثل كتاب مطلع البدور أو الطبقات - وهو أمر مرفوض كما تقدّم - فإنّه يمكن إثبات نسبة الكتاب لزيد بن علي ( عليه السلام ) ، فإنّ مثل صاحب الطبقات قد جاء بتوثيقات من هنا وهناك لرجال السند ، وإليك رجال السند واحداً واحداً :

جاء في بداية المسند هكذا : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد النخعي الكوفي ، قال : حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي ، قال : حدثني نصر بن مزاحم المنقري العطار ، قال : حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، قال : حدثني أبو خالد الواسطي ، رحمهم اللّه تعالى ، قال : حدثني زيد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) (1).

الأوّل : أبو خالد الواسطي وهو عمرو بن خالد

ص: 13


1- المسند المنسوب لزيد بن علي ( عليه السلام ) : 47.

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي رحمه اللّه تعالى ، أحد أعلام الحديث وحملته ، صاحب زيد ابن علي ( عليه السلام ) ، وسأله عن منطوقات ومفهومات ، واستأثر بكثير من الرواية لسلامته من سيوف أعداء اللّه ، ولذلك كان متفرّداً بالرواية عن زيد بن علي ( عليه السلام ). إلى أن قال : وقد كثر من المؤالف والمخالف الخوض في شأن أبي خالد ، فأمّا أهل البيت ( عليهم السلام ) فلم يكن أحد منهم مصرّحاً بقدح ، ولهذا حكي عنهم الإجماع على تعديله ، وقد تكلّم السيد الصارم بكلام حسن ، وأحسن منه ما كتبه الإمام المنصور باللّه القاسم بن محمّد ( عليهما السلام ). إلى آخر كلامه (1).

وقد ذكر إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات من روى عنهم ومن رووا عنه ، وذكر تضعيفات العامّة له ، ثمّ ذكر كلام الزيديّة فيه ، وأنّه ثقة (2).

الثاني : إبراهيم بن الزبرقان التيمي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : إبراهيم بن الزبرقان - بكسر المعجمة الأولى والمهملة الثانية بينهما موحّدة ساكنة ، ثمّ قاف ، ثمّ ألف ونون - التيمي الكوفي ، روى عن أبي خالد الواسطي مجموعي الإمام زيد ابن علي الحديثي والفقهي ، وله رواية عن مجاهد ، وعنه نصر بن مزاحم روى عنه في المجموعين أيضاً ، قال : حدّثني بالمجموع الكبير المرتب جميعه ، وروى عنه أبو نعيم الحافظ ، قال نصر بن مزاحم : كان من خيار المسلمين ، وكان خاصّاً بأبي خالد الواسطي ، ووثّقه بن معين ، وقال أبو حاتم : لا يحتجّ به ، قلت : احتجّ بروايته أيمّتنا ، ووثّقه المؤيّد باللّه وابن معين ، وذكره السيد

ص: 14


1- مطلع البدور 3 : 218 ، مخطوط مصوّر.
2- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 161 ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار 1 : 325 - 326.

صارم الدين في حاشية المجموع ، قال في تاريخ الإسلام : توفّي سنة ثلاث وثمانين وماية ، أخرج له السيدان الأخوان (1).

الثالث : نصر بن مزاحم المنقري

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : نصر بن مزاحم - بضمّ الميم ، ثمّ زاي ومهملة بعد ألف ، ثمّ ميم - المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف ، ابن حسين العطار الكوفي ، جامع أخبار صفّين ، روى مجموعي الإمام زيد بن علي الحديثي والفقهي ، عن إبراهيم بن الزبرقان ، عن أبي خالد ، وروى عن أبي خالد أيضاً بغير واسطة ، وروى عن قيس بن الربيع وإسرائيل وأبي غالب وشَريك وأبي الجارود زياد بن المنذر وغيرهم ، وعنه سليمان بن عبيد المحاربي ، روى عنه المجموعين ، وروى عنه أيضاً نوح بن حبيب وأبو سعيد ... ، وقال الذهبي : رافضي جلد تركوه ، وقال العقيلي : شيعي في حديثه اضطراب كثير ، وقال أبو حاتم : واهي الحديث متروك ، وقال الدارقطني : ضعيف ، قال السيد صارم الدين في حاشيته على المجموع : قال ابن أبي الحديد : نصر من رجال الحديث ، وعدّه غيره من رجال الشيعة ، إلى أن قال : قال أبو الفرج : وكان نصر ثبتاً في الحديث والنقل ، جمع أخبار محمّد بن محمّد بن زيد ، وكان من أكابر العلماء وأثباتهم (2).

الرابع : سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : سليمان بن إبراهيم ابن عبيد المحاربي ... ، عن نصر بن مزاحم المنقري ، سمع منه مجموعي

ص: 15


1- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 65 ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار 1 : 334.
2- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 386 ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار 1 : 323.

الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الحديثي والفقهي ، وسمعهما علي بن محمّد بن كاس النخعي ، فكان سماعه في سنة خمس وستين ومايتين ، وثّقه المؤيّد باللّه والقاضي جعفر ، وخرّج له محمّد بن منصور والسيّدان الأخوان المؤيّد باللّه وأبو طالب (1).

الخامس : علي بن محمّد النخعي الكوفي

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : علي بن محمّد ، يقال : ابن أحمد ابن الحسن بن كاس النخعي أبو القاسم ، القاضي بالرملة ، يروي مجموعي الإمام زيد بن علي الحديثي والفقهي على جدّه أبي أمّه سليمان بن إبراهيم المحاربي ، وكان سماعه عليه سنة خمس وستين ومائتين ، وعن إبراهيم بن سليمان - وأظنّه سليمان بن إبراهيم - وروى أيضاً عن أحمد بن يحيى بن زكريا ... ، وثّقه المؤيّد باللّه (2).

السادس : عبد العزيز بن إسحاق البقال

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ( رحمه اللّه ) ، والد الشيخ القاسم الآتي ذكره إن شاء اللّه ، هو شيخ العلامة أحمد بن محمّد البغدادي الآبنوسي الذي قرأ عليه الإمام أبو طالب الحسيني ، والبغدادي الآبنوسي المذكور شيخ أبي العباس الحسيني ( رحمه اللّه ) (3).

ص: 16


1- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 360 ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار 1 : 323.
2- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 132 ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار 1 : 323.
3- مطلع البدور 3 : 34 ، مخطوط مصوّر.

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر أبو القاسم البغدادي الزيدي ببغداد ، روى مجموع الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الفقهي الكبير ، ثمّ ذكر أقوال العلماء فيه ، ويستنتج أنّه معتبر ، وأنّه عالماً حافظاً محدّثاً (1).

المسند على وفق موازين الإماميّة :

تقدّم الكلام عن سند هذا الكتاب وفق الموازين الزيديّة وآرائهم ، وقد تبيّن عدم ثبوت الكتاب إلى زيد وفق الموازين العلمية ، نعم يمكن ذلك لو تنزّلنا عن الإشكال المتقدّم وهو عدم وجود علم رجال عندهم ، وبما أنّ الشيعة الإمامية يعتقدون أنّ زيداً لم يخالف إمام زمانه الإمام الصادق ( عليه السلام ) فهو معدود من رجالات الإمامية وعلمائهم ، لذلك سنحاكم هذا المسند وفق مباني وقواعد الرجال عند الإمامية :

أبو خالد الواسطي :

قال عنه الكشّي ( القرن الرابع ) : كان من رؤساء الزيديّة ، وقال : وذكر ابن فضّال أنّه ثقة (2).

وقال الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله : إنّه بتريّ (3).

وذكره إبن داود ( ت 707 ه- ) في القسم الثاني من رجاله ، وهو خاصّ بالمجروحين والمجهولين ، وقال : بتري عامّي (4).

ص: 17


1- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 35 ، مخطوط مصوّر.
2- اختيار معرفة الرجال : 231 - 232.
3- رجال الطوسي : 152 [ 1534 ].
4- رجال ابن داود : 264 [ 366 ] ، القسم الثاني.

وكذا فعل العلاّمة ( ت 726 ه- ) في الخلاصة ، وقال : بتري (1).

وقد وثّقه المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال ، قال : ففي الوجيزة : أنّه موثّق ، وقيل ضعيف (2) ، انتهى ، واستظهر الوحيد من الفاضل المجلسي : أنّ المشهور هوالأوّل ، ثمّ تأمّل فيه معلّلاً بأنّهم لا يعتبرون توثيق ابن فضّال ، ثمّ قال : نعم من يعتبر الخبر الموثّق ويجعل التوثيق من باب الخبر ، ويجعله من باب الظنون فيعتبر مطلقاً ، انتهى ، أقول : قد أوضحنا في محلّه حجّيّة الخبر الموثّق.

ثمّ نقل المامقاني رواية عن أبي خالد الواسطي ، ثمّ قال : فالحقّ أنّ الرجل إمامّي اثني عشريّ بحكم الرواية ، ثقة بشهادة ابن فضّال (3).

وقد وثّقه السيد الخوئي ( ت 1413 ه- ) في المعجم ; لتوثيق ابن فضّال له ، ولكنّه قال : إنّه شيعي زيدي (4).

قال التستري ( ت 1415 ه- ) في قاموس الرجال : قال المجلسي : الفتاوى المنقولة عنه ( زيد ) الموافقة للعامّة إمّا كانت تقيّة منه ، أو من كذب الحسين بن علوان وعمرو بن خالد عليه (5).

إبراهيم بن الزبرقان التيمي :

عدّه الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، وقال : إبراهيم بن الزبرقان التيمي الكوفي أسند عنه (6).

ص: 18


1- خلاصة الأقوال : 377 [ 1514] ، القسم الثاني.
2- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 271 [ 1344 ].
3- تنقيح المقال 2 : 330.
4- معجم رجال الحديث 14 : 103.
5- قاموس الرجال 4 : 575.
6- رجال الطوسي : 157 [ 1736 ].

قال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال - بعد أن نقل كلام الشيخ المتقدّم - : ولم أقف في حاله على غير ذلك ، فهو مجهول ، نعم ظاهر الشيخ ( رحمه اللّه ) أنّه إمامي (1).

قال التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس : اختلف في معنى قول الشيخ في رجاله في كثير ممّن عدّهُ في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) وفي أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ( أسند عنه ) على أقوال :

فبعضهم قال : إنّه مدح ، أي : بلغ من الرتبة بحيث أسند عنه ، وبعضهم قال : إنّه ذمّ ، وبعضهم قال : معناه أنّه روى عن أصحاب الأئمّة ( عليهم السلام ) دونهم ، وبعضهم قال : معناه أنّه روى عنهم ( عليهم السلام ) زائداً على معاصرته لهم ، وزيّفناها في رسالتنا البصيريّة في المكنّين بأبي بصير ، وحقّقنا أنّ المراد به الراوي الذي ينتهي السند إليه بلا شريك له (2).

نصر بن مزاحم المنقري :

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله : نصر بن مزاحم المنقري العطّار أبو المفضّل ، كوفي ، مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، غير أنّه يروي عن الضعفاء ، كتبه حسان (3).

وذكره ابن داود ( ت 707 ه- ) في القسم الأوّل (4) ، والثاني (5) من رجاله.

وقال المجلسي ( ت 1111 ه- ) في الوجيزة : إنّه ممدوح (6).

وعدّه الجزائري ( ت 1021 ه- ) في الحاوي من الحسان (7).

ص: 19


1- تنقيح المقال : 17 : 1.
2- قاموس الرجال : 81 : 1 ، فصل 28.
3- رجال النجاشي [ 1148 ] 427.
4- رجال ابن داود ) 1635 ) 196.
5- رجال ابن داود ) 533 282.
6- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 33 [ 1981 ].
7- حاوي الأقوال 3 : 149 [ 1118 ].

وقال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال : إنّه إمامّي بلا شبهة (1).

ولكن قال التستري ( ت 1415 ه- ) في القاموس : أقول : اختلف في عامّيّته وإماميّته ، ثمّ قال : وكيف كان فروايته معتبرة ، إلى أن قال : ثمّ الصواب زيديّته (2).

سليمان بن إبراهيم المحاربي :

لم نجد له ذكراً في كتب الإماميّة ، ولا في كتب العامّة.

علي بن محمّد النخعي الكوفي أبو القاسم :

لم نجد له ذكراً في كتب الإماميّة ، نعم ذكر في بعض كتب العامّة (3).

عبد العزيز بن إسحاق البقّال :

قال الشيخ الطوسي في رجاله : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي البقّال الكوفي ، وكان زيديّاً يكنّى أبا القاسم ، سمع منه التلعكبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة (4).

وذكره ابن داود في القسم الثاني من رجاله (5) ، وكذا العلاّمة في الخلاصة (6).

وعدّه الجزائري ( ت 1021 ه- ) في الحاوي من الضعفاء (7) ، وكذا عدّه من

ص: 20


1- تنقيح المقال 3 : 270.
2- قاموس الرجال 10 : 358 [ 7966 ].
3- تاريخ مدينة دمشق 43 : 160 ، أحداث سنة ( 324 ه- ) ، وانظر طبقات الزيديّة 2 : 132 ، مخطوط.
4- رجال الطوسي : 432 [ 6194 ].
5- رجال ابن داود : 257 [ 308 ].
6- خلاصة الأقوال : 375 [ 1498 ].
7- حاوي الأقوال 4 : 127 [ 1850 ].

الضعفاء المجلسي ( ت 1111 ه- ) في الوجيزة (1).

قال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال : وعلى كلّ حال فهو مجهول الحال (2).

وممّا تقدّم يعرف حال سند هذا الكتاب عند الإمامية فأمّا أبو خالد فقد اختلف فيه ، وإبراهيم بن الزبرقان ، فهو مجهول ، وسليمان بن إبراهيم وعلي ابن محمّد النخعي لم نجد لهم ذكراً أصلاً في كتب الرجال ، وأمّا عبد العزيز ابن إسحاق فقد نُصّ على تضعيفه ، نعم ، اتفق على مدح نصر بن مزاحم المنقري فقط.

ص: 21


1- الوجيزة ( رجال المجلسي ) : 238 [ 1017 ].
2- تنقيح المقال 2 : 154.

ص: 22

(2) تثبيت الوصيّة

اشارة

الحديث :

قال : وقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا - ولن تذلّوا - كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1). كتاب تثبيت الوصيّة :

جاء سند الكتاب في أوّل المخطوطة هكذا :

أخبرنا الشريف أبو علي محمّد بن المهدي بن محمد بن حمزة العلوي الحسني قراءة عليه ، قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسن محمّد بن محمّد بن غبرة الحارثي الكوفي ، قال : أخبرنا الشريف أبو طاهر الحسن بن علي بن معيّة العلوي الحسني ، قال : أخبرنا السيد الشريف العلاّمة أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي الحسني إجازة ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن النجّار ، ومحمّد الأسدي ، وعبد اللّه بن مجالد البجلي ، قراءة عليهم ، قالوا : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ إجازة ، قال : أخبرنا جعفر بن عبد اللّه المحمّدي ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين ، قال حدّثنا خالد بن مختار الثمالي ، قال : قال الإمام الشهيد أبو الحسين زيد بن علي ( عليه السلام ) (2).

ص: 23


1- تثبيت الوصيّة : 41 - 42.
2- تثبيت الوصيّة : 31.

الكلام عن إثبات نسبة هذه الرسالة لزيد بن علي ( عليه السلام ) يأتي فيه نفس الإشكال المتقدّم على المسند وهو عدم وجود علم رجال عند الزيدية يمكن من خلاله إثبات مثل هذه الأُمور ، ويضاف إليه هنا أنّه حتّى مع التنزّل عن الإشكال المتقدّم فإنّه لا يمكن إثبات نسبة هذه الرسالة لزيد بن علي ( عليه السلام ) أي : حتّى لو اعتبرنا مثل كتاب مطلع البدور أو الطبقات فإنّه يبقى بعض رجال السند مهملين أو مجهولين ، وإليك رجال السند واحداً واحداً :

الأوّل : خالد بن مختار الثمالي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : خالد بن مختار - بعجمة - الثمالي - بمثلّثة - عن أبي حمزة الثمالي ، وروى كتاب السير لمحمد ابن عبد اللّه النفس الزكية ، عن ربيع بن حبيب ، ورواها عنه حسن بن حسين العرني ، وروى عنه أيضاً حسن بن صالح ، قال المنصور باللّه : قال حسن بن حسين العرني : خالد بن مختار خرج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن ، وذهب بصره ، وهو الحاكي كتاب محمد بن عبد اللّه المشهور بعد دعوته العامّة إلى خواصّ أصحابه (1).

وواضح أنّه لم يذكره بتوثيق أو اعتبار لحديثه.

الثاني : الحسن بن الحسين العرني

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : الحسن بن الحسين العرني ، بضمّ المهملة الأولى ، وفتح الثانية ، ثمّ نون ، الكوفي الأنصاري ، عن شريك وزيد ابن الحسن الأنماطي وجرير ويحيى بن المساور وإبراهيم بن الزيروني ... ، قال السيد أبو العباس والسيد أبو طالب : هو أحد العلماء الذين بايعوا يحيى ابن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن.

ص: 24


1- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 277 ، مخطوط مصوّر.

ثمّ نقل رأي العامّة ، فيه وأنّه غير معتبر (1).

وكما ترى لم يذكر له أي توثيق أو مدح يجعل روايته معتبرة.

الثالث : جعفر بن عبد اللّه المحمّدي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : جعفر بن عبد اللّه المحمّدي ، عن إسماعيل بن صبيح [ ... ] (2) ومحمّد بن جبلة وعمر بن علي ، وعنه شيخ الزيديّة عيسى بن محمد العلوي ، وأحمد بن محمد بن سلام ، وحسين بن محمد [ ... ] (3) وعلي بن إبراهيم البجلي ، وهو جعفر المعروف بالثالث بن عبد اللّه رأس المذري بن جعفر الثاني بن عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب أبو علي المحمّدي العلوي ، ذكره في كتاب الأنساب وقال : له عقب من زيد وعلي وموسى ، جعفر بن عبسة عن عبادة بن زياد ، وعنه علي بن محمّد التستري (4).

وكما ترى فإنّ هذا الكلام خالي عن التوثيق وصحّة الاعتماد عليه.

الرابع : أحمد بن محمد بن سعيد

أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، وهو ابن عقدة المعروف ، وهو ثقة ، بل قد اتّفق على وثاقته ، فلا نتطرق إلى إثبات وثاقته أصلاً.

الخامس : وفي هذه الطبقة ثلاث رجال ، وهم :

أ - أبو الحسن بن النجّار :

وهذا غير مذكور في كتب الزيديّة الرجالية أصلاً.

ص: 25


1- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 188 ، مخطوط مصوّر.
2- كلمات غير واضحة في المخطوطة.
3- كلمة غير واضحة في المخطوطة.
4- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 188 ، مخطوط مصوّر.

ب - محمّد الأسدي :

وهو غير معروف ، ولا مذكور في كتب الزيديّة ، نعم احتمل محمّد يحيى سالم عزّان - محقّق كتاب تثبيت الوصيّة - أنّه محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي (1).

ولكن هذا الاحتمال لا شاهد عليه أوّلاً ، وهذا الاسم غير مذكور في كتب الزيديّة ثانياً. نعم ، هذا العنوان الثاني مذكور في كتب الإماميّة.

ج- - عبد اللّه بن مجالد البجلي :

غير مذكور في مصادر الزيديّة.

السادس : محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين العلوي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات ، محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي الحسني ، أبو عبد اللّه الكوفي ، الفقيه العالم مسند أهل الكوفة (2).

أقول : وهو يعتبر من أئمّة الزيديّة ، وذكروه كثيراً ، وترجموه قديماً وحديثاً ، فإنّ الزيديّة وإن لم يكن عندهم علم رجال أو كتب رجالية قديمة إلاّ أنّهم ألّفوا كتباً في تراجم وسير الأئمّة منذ القرون الأولى.

السابع : الحسن بن علي بن معيّة أبو طاهر

غير مذكور.

الثامن : محمّد بن محمّد بن غبرة الحارثي الكوفي أبو الحسن

ص: 26


1- تثبيت الوصيّة : 24 ، مقدّمة المحقّق.
2- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : 292 ، مخطوط مصوّر.

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : محمّد بن محمد بن محمّد بن الحسن بن علوي بن محمّد بن زيد بن غبرة الهاشمي الكوفي الحارثي ، المعدّل أبو الحسن ، ويعرف قديماً بابن المعلم (1). إلى آخر كلامه الذي يظهر منه اعتباره والاعتماد عليه.

التاسع : محمّد بن المهدي بن معد بن حمزة العلوي الحسيني

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن المهدي بن معيّة بن حمزة العلوي الحسيني ، السيد الشريف أبو علي ، يروي رسالة زيد ابن علي في إثبات الوصيّة عن محمّد بن محمّد بن غبرة الحارثي ، والجامع الكافي عن علي بن حبشي الدهّان ، وأخذ عنه أبو القاسم علي بن محمّد المعروف بابن أبي الفتح شيخ السمانة ، انتهى (2).

ونقل السيد عبد اللّه بن الحسن في الجواهر المضيّة نفس كلام الطبقات (3).

وكما هو واضح فإنّ الكلام المتقدّم خالي من أيّ توثيق أو إثبات اعتبار.

ومن خلال ما تقدّم يعرف أنّه لا يمكن إثبات نسبة هذه الرسالة لزيد ( عليه السلام ) حتى لو تنزّلنا وصححنا الاستناد لمثل كتاب « مطلع البدور » وكتاب « الطبقات » ولكن مع ذلك فإنّ هذه الرسالة معتبرة عند الزيديّة ومحل اعتماد عندهم.

سند هذه الرسالة وفق موازين الإماميّة :

تقدّم في الكلام عن المسند ذكر رأي الإماميّة فيه ; لما ذكرنا من اعتقاد

ص: 27


1- طبقات الزيديّة ، الطبقة الثالثة 2 : 1065.
2- 2 - طبقات الزيديّة ، الطبقة الثالثة 2 : 1082
3- الجواهر المضيّة : 95 ، مخطوط مصوّر.

الإماميّة بزيد بن علي ( عليه السلام ) وهو يناسب طرح وجهة نظرهم هنا أيضاً ، فسنحقق سند هذه الرسالة وفقاً لمباني الإماميّة الرجالية ; لنعرف رأيهم في سند هذه الرسالة.

وإليك مناقشة السند :

الأوّل : خالد بن مختار الثمالي

لم نجد له ذكراً في كتب الإماميّة ، نعم ذكر الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الأمالي حديثاً رواه الحسن بن الحسين العرني عن خالد بن مختار (1).

الثاني : الحسن بن الحسين العرني

قال النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله : الحسن بن الحسين العرني النجّار مدني ، له كتاب عن الرجال (2).

وذكره ابن داود ( ت 707 ه- ) في القسم الأوّل من رجاله (3).

وعدّه عبد النبي الجزائري ( ت 1021 ه- ) في الحاوي من الضعفاء (4).

قال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال - بعد نقل كلام النجاشي - : وظاهره أنّه من الإماميّة ، ويمكن عدّه من الحسان اعتماداً (5) على عدّ ابن داود إيّاه في القسم الأوّل ، ولكن الحاوي عدّه على أصله في الضعفاء (6).

الثالث : جعفر بن عبد اللّه المحمّدي

ص: 28


1- أمالي الطوسي : 624.
2- رجال النجاشي : 51 [ 111 ].
3- رجال ابن داود : 72 [ 406 ] القسم الأوّل.
4- حاوي الأقوال 3 : 369 [ 2007 ].
5- ولا يعتمد على هذا ; لأنّ ابن داود قال في بداية الجزء الثاني ص 225 : لمّا أنهيت الجزء الأوّل من كتاب الرجال المختص بالموثقين والمهملين وجب أن أتبعه ...
6- تنقيح المقال 1 : 274.

قال النجاشي : كان وجهاً في أصحابنا وفقيهاً ، وأوثق الناس في حديثه (1).

قال المامقاني ( ت 1351 ه- ) في تنقيح المقال - بعد أن نقل توثيقه ، ونسبه - : وبعد ظهور هذه الأمور يظهر لك سقوط أمرين صدرا من بعض المصنّفين غفلة عن كتب الأنساب ، أحدهما : ما عن ابن الوحيد من إنكار كون جعفر الذي في العنوان محمّديّاً ، وأنّ المحمّدي هو المذري ، فإنّه تخيّل بارد ، فإنّ كلاً من الذين في نسب جعفر هذا محمّدي نسبه إلى جدّهم محمّد بن الحنفيّة ، مضافاً إلى نصّ أهل الأنساب بإطلاق المحمّدي على جعفر هذا (2).

الرابع : أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة

قال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) : جليل القدر عظيم المنزلة (3).

وقال عنه النجاشي ( ت 450 ه- ) هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، ثمّ قال : ذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ، ومداخلته إيّاهم ، وعظم محلّه ، وثقته وأمانته (4). وقد نصّا على زيديّته وجاروديّته.

الخامس : قد روى عن ابن عقدة في هذه الطبقة ثلاثة رواة وهم :

محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون المعروف بابن النجّار :

ليس له ذكر في كتب الإماميّة.

عبد اللّه بن مجالد البجلي :

ص: 29


1- رجال النجاشي : 120 [ 306 ] ، وانظر : رجال بن داود : 63 [ 311 ]، خلاصة الأقوال : 90 [ 195 ] الوجيزة : 176 ، [ 360 ] معجم رجال الحديث 5 : 45 ، وغيرها من كتب الرجال.
2- تنقيح المقال 1 : 218.
3- رجال الطوسي : 409 [ 5949 ].
4- رجال النجاشي : 94 [ 233 ] ، وانظر الوجيزة : 153 [ 123] ، تنقيح المقال 1 : 85 ، المعجم 2 : 274.

ليس له ذكر في كتب الإماميّة.

محمّد الأسدي :

لعلّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي ، كما احتمله محمّد بن يحيى سالم عزّان (1) ، وحسن محمّد تقي الحكيم (2).

ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي ، قد وثّقه النجاشي ( ت 450 ه- ) وصحّح حديثه (3).

وقال عنه الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) : كان أحد الأبواب (4).

ولكن يبقى هذا مجرّد احتمال ، فلا يمكن الاعتماد على رجال هذه الطبقة.

السادس : محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلو ي الحسني

قال المحدّث النوري ( ت 1320 ه- ) في خاتمة المستدرك : كتاب التعازي تأليف الشريف الزاهد أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسني.

ثمّ ذكر بعض من نقل عنه.

ثمّ قال : وفي كتاب حديقة الشيعة ما ملخّص ترجمته في كتاب الأربعين ، الذي صنّفه بعض أكابر المصنّفين وأعاظم المجتهدين : روى العالم العامل المتقي الفاضل محمّد بن علي العلوي الحسني بسند ينتهي إلى أحمد بن

ص: 30


1- تثبيت الوصيّة : 24 ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان.
2- الوصيّة والإمامة ( تثبيت الوصيّة ) : 115 ، تحقيق حسن محمّد تقي الحكيم.
3- رجال النجاشي : 373 [ 1020 ].
4- رجال الطوسي : 439 [ 6278 ].

محمّد الأنباري ، وساق الخبر بطوله.

ويظهر من جميع ذلك : أنّه من العلماء الأعلام والأتقياء الكرام والمؤلّفين العظام ، وإن لم أجد له ترجمة في الكتب المعدّة لذلك.

ثمّ ذكر المحدّث النوري نقل عبد الكريم بن طاووس عنه في فرحة الغري ، وعلّق عليه قائلاً : ومنه يظهر اعتماده عليه ، واعتناؤه بما رواه ، ووثوقه بخبره ، وكفاه مادحاً ومعتمداً.

ثمّ ذكر نقل علي بن طاووس عنه في الإقبال ، وقال : ويستظهر من كلامه ما استظهرنا من كلام ابن أخيه (1).

أقول : وتعدّه الزيديّة أحد علمائها وعظمائها ، وتعدّ كتابه الجامع الكافي أحد أهم مصادر الفقه الزيديّ ، وله مؤلّفات عدّة منها : فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) وكتاب فضل الكوفة ، وكتاب التعازي ، وكتاب الأذان بحي على خير العمل ، وغيرها (2).

السابع : الحسن بن علي بن معيّة

ليس له ذكر في كتب الإماميّة.

نعم ، قال ابن عنبة ( ت 828 ه- ) في عمدة الطالب : وأمّا أبو طاهر الحسن ابن علي بن معيّة فكان له عقب كثير بالكوفة (3).

الثامن : أبو الحسن محمّد بن محمّد بن غبرة الحارثي الكوفي

ص: 31


1- خاتمة المستدرك 1 : 371 - 376.
2- انظر : الفلك الدوار : 59 ، التحف شرح الزلف : 188 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 121 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 945 ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 45 ، طبقات الزيديّة ، مخطوط.
3- عمدة الطالب : 147.

ليس له ذكر في كتب الإماميّة.

التاسع : أبو علي محمّد بن المهدي بن معد بن حمزة العلوي الحسني

ليس له ذكر في كتب الإماميّة.

وبعد هذا ، فقد ظهر سقم وضعف هذا السند ، فإنّ فيه سبعة ليس لهم ذكر أصلاً ، وواحد مهمل إلاّ على احتمال احتمله المامقاني في الحسن بن الحسين العرني ، وقلنا : إنّه مردود ، وواحد اعتمد عليه النوري في خاتمة المستدرك ، واستظهر اعتماد بعض الأصحاب عليه ، وهو محمّد بن علي بن الحسن العلوي.

نعم ، اتّفق على توثيق بن عقدة وجعفر بن عبد اللّه المحمّدي.

هذا بالإضافة إلى أن للكتاب نسختين : نسخة تاريخها 1077 ه- ، فهي متأخّرة كثيراً ، والنسخة الأخرى مجهولة التأريخ.

ص: 32

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن الثالث الهجري

اشارة

ص: 33

ص: 34

مؤلّفات القاسم الرسّي ( ت 246 ه- )

(3) مسائل عن القاسم الرسّي سألها ابنه محمّد
الحديث :

الأوّل : قال محمّد بن القاسم : سألت أبي القاسم بن إبراهيم ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، من العترة؟ فقال : العترة هم الولد (1).

الثاني : قال : وسألته عن حديث الثقلين (2) ، وهو حديث صحيح مذكور كثيراً في أيدي الرواة مشهور ، ومن تمسّك - كما قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) - بهما فلن يضلّ أبداً ; لما جعل اللّه فيهما ومعهما من النور والهدى ، وكتاب اللّه تبارك وتعالى - كما قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) - فهو أحدهما وفيه الشفاء والبرهان والنور ، وأهل بيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) كلّهم مجمعون فهم عدل أبداً ، أيمن اللّه لا يجوز ، فمن تمسّك بالمتّقين منهم لم يضلّ ، ولم يجز عن الحق ولم يمل ، وكيف يضلّ متّبع من يعدل في أصحابه على عدله وهو فيه كمثله (3).

ص: 35


1- مسائل عن القاسم الرسّي : 269 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
2- الظاهر يوجد سقط في العبارة ، وأنّ هذا جواب القاسم الرسّي من قوله : وهو حديث صحيح.
3- مسائل عن القاسم الرسّي : 273 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
القاسم بن إبراهيم الرسّي :

قال علي بن بلال ( القرن الرابع ) في تكملة المصابيح : حدّثنا أبو العبّاس الحسني بإسناده ، عن عبد العزيز بن الوليد ، قال : سائلت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ( عليهم السلام ) عن أبي محمّد القاسم بن إبراهيم ( عليه السلام ) فقال : سيّدنا وكبيرنا ، والمنصور من أهلنا ، وما في زماننا هذا أعلم منه.

ثمّ قال : لو سائلت أهل الأرض ، مَن علماء أهل البيت؟ لقالوا فيه مثل قولي.

قيل له : فأحمد بن عيسى؟ فقال : أحمد بن عيسى من أفضلنا ، والقاسم إمام (1).

قال الهاروني ( ت 424 ه- ) في الإفادة : هو أبو محمّد القاسم بن إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، كان نجم آل الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، المبرز في أصناف العلوم ، وبثّها ونشرها وإذاعتها ، تصنيفاً وإجابة عن المسائل الواردة عليه ، والمتقدّم في الزهد والخشونة ولزوم العبادة ، ثمّ قال : وله من الأصحاب الذين أخذوا العلم عنه الفضلاء النجباء كاولاده : محمّد والحسن والحسين وسليمان ، وكمحمّد بن منصور المرادي ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عمّ يحيى بن عمر الخارج بالكوفة ، ويحيى بن الحسين بن جعفر بن عبيد اللّه العقيقي صاحب كتاب الأنساب ، وله إليه مسائل ، ومنهم عبد اللّه بن يحيى القومسي العلوي الذي أكثر الناصر للحق الحسن بن علي ( رضي اللّه عنه ) الرواية عنه ، ومنهم محمّد بن موسى الحواري العابد ، قد روى عنه فقهاً كثيراً ، وعلي بن جهش يار ، وأبو عبد اللّه

ص: 36


1- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 352 ، في التتمّة.

أحمد بن محمّد بن الحسن بن سلام الكوفي صاحب فقه كثير ورواية غزيرة.

ثمّ قال : استشهد أخوه محمّد بن إبراهيم وهو بمصر ، فلمّا عرف ذلك دعا إلى نفسه ، وبثّ الدعاة ، وهو على حال الاستتار ، فأجابه عالم من الناس من بلدان مختلفة ، وجاءته بيعة أهل مكّة والمدينة والكوفة وأهل الريّ وقزوين وطبرستان والديلم ، وكاتبه أهل العدل من البصرة والأهواز ، وحثّوه على الظهور ، وإظهار الدعوة ، فأقام بمصر نحو عشر سنين. ثمّ قال : ولم يزل على هذه الطريقة مثابراً على الدعوة صابراً على التغرب والتردد في النواحي والبلدان ، متحملاً للشدة ، مجتهداً في إظهار دين اللّه ، إلى أن قال : وكان ( عليه السلام ) انتقل إلى الرسّ في آخر آيّامه ، وهي أرض اشتراها وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة ، وبنى هناك لنفسه وولده ، وتوفّي بها ، وقد حصل له ثواب المجاهدين من الأئمّة السابقين سنة ستّ وأربعين ومائتين ، وله سبع وسبعون سنة ، ودفن فيها ، ومشهده معروف ، يزوره من يريد زيارته ، فيخرج من المدينة إليه (1).

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : ويلقّب بترجمان الدين ، ويقال له : القاسم العالم ، ثمّ قال : وله بيعات كثيرة في أوقات مختلفة ، أوّلها سنة تسع وتسعين ومائة ، والبيعة الجامعة لفضلاء أهل البيت ( عليهم السلام ) كانت سنة عشرين ومائتين في منزل محمّد بن منصور المرادي (2) ، إلى أن قال : مات في شوّال سنة ست وأربعين ومائتين ، وله سبع وسبعون سنة (3) (4).

ص: 37


1- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 114.
2- انظر تفصيل هذه البيعة في كتاب المصابيح : 343.
3- قال المؤيّدي في التحف : 81 ، أنّ عمره 73 سنة.
4- الشافي 1 : 262.

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق الورديّة - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : كان من أقمار العترة الرضيّة ، ويواقيتها المشرقيّة المضيّة ، انتهت إليه الرياسة في عصره ، ثمّ قال : وله ( عليه السلام ) العلم العجيب ، والتصانيف الرايقة في علم الكلام وغيره من الفنون (1).

قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في أنوار اليقين - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : وكان ( عليه السلام ) الغاية القصوى في العلم والفضل ، وكان يقال له : نجم آل الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ثم ذكر عدّة روايات عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في فضله ومنزلته (2).

قال الديلمي ( ت 711 ه- ) في قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : وورد في فضله أحاديث كثيرة ، وتصانيفه تشهد له بالعلم والفضل (3).

قال ابن النديم ( ت 385 ه- ) في الفهرست : العلوي الرسّي ، وهو القاسم ابن إبراهيم ، صاحب صعدة من الزيديّة ، وإليه تنسب الزيديّة القاسميّة (4).

وعدّه محمّد بن عبد اللّه ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة من مجدّدي رأس المائة الثانية مع أخيه محمّد (5).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : ولد سنة سبعين ومائة ، وأخذ العلم عن أبيه ، وروى عن أبي بكر بن أبي أوس ، وأخيه إسماعيل بن أوس ، وأبي سهل سعد بن سعد ، والإمام إبراهيم بن عبد اللّه بن

ص: 38


1- الحدائق الورديّة 2 : 1 - 24.
2- أنوار اليقين : 313.
3- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 379.
4- فهرست ابن النديم : 244.
5- التحفة العنبرية : 48.

الحسن بن الحسن ، وموسى بن جعفر ، وغيرهم ، ثمّ قال : وكانت وفاته سنة اثنتين وأربعين ومائة ، وعمره اثنتين وسبعين سنة ، وقيل سنة ست وسبعين ، قلت : وذكر مناقبه وفضايله مشهورة مدوّنة ، خرّج له حفيده الهادي للحق والناصر وأئمّتنا الخمسة ( عليهم السلام ) (1).

مسائل عن القاسم الرسّي سألها ابنه محمّد :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة تحت عنوان ( كتاب المسائل المنثورة ) قال : إجابات على أسئلة ابنه محمّد - خ - المتحف البريطاني والأمبروزيانا ، والمسائل توجد مخطوطة ضمن مجموع في التفسير بمكتبة السيد محمّد حسن العجري ، وله صور كثيرة (2).

ونسبها إليه أيضاً في كتابه مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، ولكن تحت عنوان مسائل عن القاسم بن إبراهيم في التفسير (3). ضمن

ص: 39


1- طبقات الزيديّة 2 : 208 ، الطبقة الثانية. وانظر في ترجمته أيضاً : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأئمّة : 29 ، 237 ، مآثر الأبرار 1 :49 ، الجواهر والدرر : 228 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار ، التحفة العنبريّة : 80 ، اللآلي المضيّة 1 : 546 ، مطمح الآمال : 213 ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 45 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 758 ، التحف شرح الزلف : 81 ، رجال النجاشي : 314 ] 859[ ، رجال ابن داود : 153 ، القسم الأوّل وفيه : البرسي ، إيضاح الاشتباه : 255 ، عمدة الطالب : 156 ، نقد الرجال 4 : 36 ، جامع الرواة 2 : 15 ، مجمع الرجال 5 : 44 ، قاموس الرجال 8 : 463 ، معجم رجال الحديث 15 : 11 ، طرائف المقال 1 : 560 ، الذريعة 2 : 516 ، 3 : 345 ، أعيان الشيعة 8 : 435 ، تنقيح المقال 3 : 18 ، مقاتل الطالبيين : 450 ، الأعلام 5 : 171 ، معجم المؤلّفين 8 : 91 ، تاريخ بروكلمان : 350 ، القسم الثاني ، الحياة السياسية والفكرية للزيديّة في المشرق الإسلامي : 174 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 121 ، الزيديّة للسبحاني : 393 .
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 762.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 306.

نفس المجموع المتقدّم.

وعن مصوّرة نفس هذا المجموع نقلنا الحديث المتقدّم.

أقول : إنّ هذه المسائل هي ( 212 ) مسألة ، نصفها فقط في التفسير ، ولكن نصفها الآخر موضوع السؤال فيها : إمّا عن الفرائض ، وإمّا عن السنن ، من قبيل : سألته عمّن نام ساجداً في صلاة نافلة ، وسألته عمّن يترك الأعمال يوم الجمعة ، وسألته هل تصلّى النافلة أربعاً ، وسألته عن رجل مات وعليه صلوات كثيرة ، وأمثال هذه الأسئلة (1).

وهذه المسائل قد سألها جميعها ابنه محمّد ، فلعلّ هذه المسائل هي نفسها كتاب الفرائض والسنن الذي نسبه إليه أكثر من ترجم له ، أمثال : الهاروني في الإفادة (2) ، وعبد اللّه بن حمزة في الشافي (3) ، وحميد المحلّي في الحدائق الورديّة (4) ، وغيرهم (5) ، فإنهم جميعاً عبّروا عن كتاب الفرائض والسنن بأنّه مسائل سألها ابنه محمّد.

ولعلّ سبب الخلط بين هذه المسائل ومسائل التفسير - علماً أنّ بعض المسائل التفسيريّة هي فرائض أو سنن من قبيل السؤال عن آيات الأحكام الواردة في هذه المسائل - أنّ السبب هو غفلة النساخ عند ترتيبهم المجموع الذي فيه هذه المسائل ، لتشابه المسائل.

والأمر بحاجة إلى تتبّع وتحقيق أكثر.

ص: 40


1- انظر المسائل نفسها : 260 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
2- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 115.
3- الشافي 1 : 262.
4- الحدائق الورديّة 2 : 4.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المؤلّف.
(4) مسائل عن القاسم بن إبراهيم فيها الحجّة على إمامة علي ( عليه السلام )
الحديث :

الأوّل : قال : وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إلاّ إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّهما الخليفتان من بعدي » (1).

الثاني : قال : ثمّ دلّ ( صلى اللّه عليه وآله ) على أولادهما فقال : « إن تمسّكتم بالكتاب وبهم لن تضلّوا أبداً » (2).

مسائل عن القاسم الرسّي فيها الحجة على إمامة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :

لم نعثر على ذكر لهذه المسائل تحت هذا العنوان في الكتب التي ترجمت للقاسم الرسّي ، أو ذكرت مصنّفاته ، بل وجدنا هذه المسائل معنونة بهذا العنوان ضمن مجموع مصوّر فيه عدّة كتب لعدّة مؤلّفين وهي :

1 - كتاب الكامل المنير لإبراهيم بن محمّد بن خيران.

2 - مسائل عن القاسم الرسّي ، وهي هذه.

3 - موعظة وآداب لمحمّد بن سليمان الكوفي.

4 - نبذة موضّحة لحقيقة الإيمان للهادي إلى الحق يحيى بن الحسين.

5 - منهاج المتّقين ومعراج المخلصين لصارم الدين داود بن كامل

ص: 41


1- مسائل فيها الحجّة على إمامة عليّ ( عليه السلام ) : 156 ، ضمن مجموع مصوّر.
2- مسائل فيها الحجّة على إمامة علي ( عليه السلام ) : 157 ، ضمن مجموع مصوّر.

المحلّي.

6 - خبر الطرماح بن عدي.

7 - قصيدة في الإمام الحسين لأحمد بن سليمان المتوكّل على اللّه.

8 - قصيدة للداعي يحيى بن الحسين.

9 - وصيّة المنصور باللّه القاسم بن محمّد بن علي لولده المؤيّد باللّه.

وهذا المجموع موجود ضمن مصوّرات مركز التراث الإسلامي في قم المقدّسة ، وهو المجلّد الأوّل من موسوعة طاووس اليماني التي ضمت مئات المصوّرات الزيديّة.

وهذه المسائل تبتدأ من صفحة 147 إلى صفحة 159 ، ضمن هذا المصوّر ، فهي في 13 صفحة كبار بخطّ واضح وجيّد.

أوّل هذه المسائل : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فصل : وسألت من الإمام المفترض الطاعة بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) علي بن أبي طالب رحمة اللّه عليه ورضوانه؟ وقد ألّفنا في ذلك كلاماً من كتاب اللّه وسنّة رسوله ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى أن قال : وهو : بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ليس كمثله شيء ....

وآخرها : تمّ ذلك والحمد لله وحده ، وصلّى اللّه على سيّدنا محمّد المختار وآله الأطهار المنتجبين الأبرار المصطفين الأخيار ، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

ص: 42

(5) الردّ على الروافض من أصحاب الغلوّ
الحديث :

قال : وقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فيما رويتم وروينا : « أيّها الناس ، خلّفت فيكم الثقلين ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

كتاب الردّ على الروافض من أصحاب الغلوّ :

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الردّ على الروافض من أصحاب الغلوّ - خ - مكتبة برلين 4876 ، أخرى ضمن مجموع مصوّر بمكتبة السيد عبد الرحمن شايم ، ومكتبة السيد محمّد بن يحيى بن المطهّر ، وله كتاب آخر باسم الردّ على الرافضة ، نفس المجموع (2).

وقال في مصادر التراث : مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم ( عليه السلام ) يحتوي على الرّد على الروافض (3).

وذكر له نسختين أخريين : أحدهما في مكتبة العلاّمة عبد الرحمن شايم (4) ، وأخرى في مكتبة السيد يحيى بن عبد اللّه راوية ، وقال : ويشتمل هذا المجموع على عشرين مؤلّفاً ما بين رسالة ورد ، والناسخ أحمد بن محمّد

ص: 43


1- الردّ على الروافض : 258 ، ضمن مجموع القاسم الرسّي.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 761.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 528.
4- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 100.

ابن عبد اللّه النهمي ، وتاريخ النسخ سنة 1064 ه- (1) ، وعن مصوّرة هذا المجموع نقلنا الحديث.

قال بروكلمان ( ت 1376 ه- ) في تاريخ الأدب - بعد أن ذكر القاسم الرسّي - : توجد له الرسائل التالية في برلين تحت الرقم المذكور آنفاً ( 4876 ) ، أوّلاً : في العقائد : ... ، الردّ على الروافض من أصحاب الغلوّ (2).

ص: 44


1- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 523.
2- تاريخ الأدب العربي ، القسم الثاني : 352.
(6) الأصول الثمانية محمّد بن القاسم بن إبراهيم الرسّي ( ت 281 ه- )
الحديث :

الأوّل : وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) في ذرّيّته : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (2).

محمّد بن القاسم بن إبراهيم الرسّي :

قال الهاروني ( ت 424 ه- ) في الإفادة - ضمن ترجمة القاسم الرسّي - : وله من الأصحاب الذين أخذوا العلم عنه الفضلاء النجباء كأولاده : محمّد والحسن ... (3).

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في طبقات الزيديّة : محمّد العابد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني المقري ، أبو عبد اللّه اليمني ، روى عن

ص: 45


1- الأصول الثمانية : 67.
2- الأصول الثمانية : 68.
3- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 116 ، وانظر : الشافي 1 : 263 ، الحدائق الورديّة 2 : 6.

أبيه ، عن جدّه ، وعنه ولد أخيه الهادي للحق يحيى بن الحسين وصنوه عبد اللّه ابن الحسين ، وولده عبد اللّه بن محمّد وطاهر بن يحيى بن الحسين ، كان بمعز ، ثمّ انتقل إلى اليمن ، قال القاسم بن علي العياني ( عليه السلام ) : كان من أورع أهل زمانه ، وكان إذا تكلّم لم يتكلّم أحد من أولاد علي بن أبي طالب إلاّ بعد كلامه ، وكان يتنزّه عن أكل أرزاق السلطان ، وعن كثير ممّا يأتي من العوام ، ويتورّع عن ذلك كلّه ، وعن الحسين بن القاسم قال سمعت أبي القاسم بن إبراهيم يقول : صحبت الصوفية أربعين سنة ، ودرتُ الشرق والغرب ، ولم أرَ رجلاً أكثر ورعاً من ابني محمّد ، وكان قد باع من اللّه نفسه ، فخرج إلى الحيرة هو وأخوه سليمان ، فنزل على أشهب بن ربيعة صاحب العدن ، فبايعه وأخذ له بيعة كبيرة ، وكان له بيعة باليمن ، وأخذ له ابن الحروي بيعة بمصر ، وكتب إليه وهو بالحجاز يخبره بمن بايع له ، وبكثرة أنصاره ، فلم ير التخلّف بعد ذلك ، فخرج إلى مصر حتّى كان بالعد (1). ثمّ ورد عليه كتاب ابن الحروي يخبره أنّ جيوش بني العباس قد ضبطت البلد ، وأنّ كل من بايعه قد ذهب ونكث بيعته ، ولم يكن صحبه من الحجاز إلاّ شرذمة تقل عن مكافحة العساكر ، فرجع غير مختار للرجوع ، وكانت له بيعة بطبرستان ، وبيعة بكرمان ، وكان حريصاً مجتهداً على القيام غير متواني ، ولكنّه ( رحمه اللّه ) رأى ما أصل دهره بكثرة الغدر ، والإخلاف في كلّ أمر ، حتّى علت سنّه ولزمه مرض في ركبتيه ، فزال عنه فرض القيام عند ذلك ، قال : ولم يقم الهادي ( عليه السلام ) حتّى آل عمّه محمّد ابن القاسم ( عليه السلام ) إلى الحال التي سقط عنه معه فرض القيام ، وكان قيام الهادي ( عليه السلام ) قبل وفاة عمّه بسنة وعمّه يومئذ مريض لا يقوم ، وهو يعد إذ ذاك من السنين

ص: 46


1- كذا في المخطوطة.

نيّفاً وثمانين سنة ، انتهى. قلت : كان قيام الهادي ( عليه السلام ) سنة ثمانين ومائتين ، فيكون موت محمّد بن القاسم ( عليه السلام ) سنة إحدى وثمانين ، ويكون مولده تقريباً رأس المائتين ، أو قبلها بقليل ، قلت : وخرّج له السيّدان الأخوان ، والهادي للحق ، وأبو يعلي ، ووثّقه ابن معين (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : محمّد بن القاسم بن إبراهيم ، عمّ الهادي يحيى بن الحسين ، قال في المستطاب : كان يختار البادية على الأمصار ، وطاف كثيراً من البلدان ، وأقام ببغداد والبصرة ، ودخل الأهواز ، وخراسان ، والشام ، ومصر ، والغرب ، وسكن آخر مدّته بالحجاز ، وخرج مع الهادي مشيّعاً ومتابعاً ، وكان من جملة أتباعه (2).

كتاب الأصول الثمانية :

نسبه إليه عبد السلام الوجيه في الأعلام وقال : الأصول الثمانية - خ - رقم 166 - ( مجاميع ) - المكتبة الغربية ، ق 93 - 117 ، أخرى مصوّرة عن أصل خطّ سنة 1030 ه- ، ضمن مجموع مكتبة السيد محمّد بن حسن العجري. ( مختصر في أصول الدين ، وما يجب اعتقاده من العقائد الصحيحة في أبواب هي : الفروض ، ومعرفة اللّه تعالى ، العدل ، الوعد والوعيد ، معرفة الملائكة ، معرفة الأئمّة ) (3).

ونسبه إليه أيضاً السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة تحت عنوان الأصول اليمانيّة ، وقال : الأصول اليمانيّة ، تأليف : السيد محمّد بن القاسم بن

ص: 47


1- طبقات الزيديّة الكبرى 2 : 304 ، الطبقة الثانية.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 978.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 978.

إبراهيم الحسني ، مختصر في أصول الدين وما يجب اعتقاده من العقائد الصحيحة.

ثمّ قال : أوّله : الحمد لله المتفضّل الكريم ، المنعم على عباده (1).

وقد طبع الكتاب تحت عنوان الأصول الثمانية ، وصدر عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافيّة.

ص: 48


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 131.
(7) سيرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ت 298 ) علي بن محمّد بن عبيد اللّه العبّاسي العلوي ( ت 297 ه- ) ( ابن عمّ الهادي وصاحبه )
الحديث :

قال : فليس أهل الذكر إلاّ من خصّه اللّه به ، ونزّله وأورثه إيّاه لما قد جاءت به الآثار عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حين قال لأمّته : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه تعالى وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

علي بن محمّد بن عبيد اللّه العبّاسي العلوي :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : الشريف العالم الرئيس ... (2) الإسلام علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد اللّه ابن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : قال بعض المؤرّخين : كان الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) استخلفه على القضاء بنجران ، واستخلفه الناصر للحق على عزو وهي مدينة الدّعام.

ثمّ قال : وعلى هذا أخو القاسم ، وأبوهما أحد ثقات الهادي ( عليه السلام ).

ثمّ قال : ومن عقب السيد علي هذا السادة الذين ينزلون نواحي صنعاء

ص: 49


1- سيرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين : 26.
2- بياض في الأصل.

وشبام والبون والرحبة ، ثمّ قال : وقال فيه الهادي ( عليه السلام ) :

قبر بخيوان حوا ماجداً *** منتخب الآباء عبّاسي

قبر علي ابن أبي جعفر *** من هاشم كالجبل الراسي

لعلّه غير هذا ; لأنّ هذا ذكر في ترجمته أنّه ولي للناصر للحق ( عليه السلام ) (1) (2).

قال عبد اللّه بن الحسن القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : علي ابن محمّد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن عبد اللّه بن العبّاس ابن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) العلوي ، استخلفه الهادي على القضاء ، وكان أحد علماء الزيديّة وأنصار الحق (3).

قال المؤيّدي في التحف : وكان من المتولّين للجهاد بين يدي الإمام الهادي وأولاده الأشراف العلويين من أولاد العبّاس ابن أمير المؤمنين ، منهم : أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه.

ثم قال : وولده علي بن محمّد مؤلّف سيرة الإمام كذلك ، أصيب بنجران وتوفّي بخيوان ، ورثاه الإمام الهادي :

قبر بخيوان حوا ماجداً *** منتخب الآباء عبّاسي

قبر علي بن أبي جعفر *** من هاشم كالجبل الراسي

ومن ذرّيته آل المطاع بصنعاء ودار سنحان وغيرهما (4).

ص: 50


1- والناصر للحق توفّي بعد الهادي ، وصاحب الترجمة توفّي قبل الهادي.
2- مطلع البدور 3 : 183.
3- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 71.
4- التحف شرح الزلف : 112 ، 113.

جاء في هامش كتاب التحف أنّه توفّي سنة 297 (1).

كتاب سيرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين :

نسبه إليه علي بن بلال ( القرن الرابع ) في تكملة المصابيح ، وقال : هذه جملة من أخبار الهادي إلى الحق المنتخبة من كتاب السيرة الذي جمعهُ علي ابن محمّد بن عبد اللّه العبّاسي (2).

ونسبها إليه أيضاً أبو طالب الهاروني ( ت 424 ه- ) في الإفادة ، قال : وسيرته (3) ( عليه السلام ) أكثر من أن يحتمل هذا الكتاب ذكرها ، وقد صنّف علي بن محمّد بن عبيد اللّه العلوي العبّاسي سيرته وجمع في كتابه أكثرها (4).

ونسبها إليه أيضاً محمّد بن عبد اللّه ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة (5).

قال أحمد بن محمّد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة ، ضمن ترجمة الهادي إلى الحق : وله ( عليه السلام ) سيرة كبيرة ومقامات كثيرة.

ثمّ قال : غير أنّا نذكر منها لمعاً يسيرة يستدلّ بها على ما لم يذكر فنقول : قال مؤلّف سيرته ( عليه السلام ) وهو علي بن محمّد بن عبيد اللّه من ولد العبّاس بن علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) المقبور بخيوان ، وأكثر روايته عن محمّد بن سليمان الكوفي ... (6).

ص: 51


1- التحف شرح الزلف : 112 ، في الهامش ، تحقيق : محمّد يحيى سالم عزّان وعلي أحمد الرازحي.
2- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 360.
3- أي : الهادي إلى الحق.
4- الإفادة في تاريخ أئمة الزيدية : 145.
5- التحفة العنبرية في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 105.
6- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 1 : 611.

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور - بعد أن ذكر علي بن محمّد - : قال السيد العلاّمة محمّد بن عبد اللّه بن الوزير : وهو مصنّف سيرة الهادي ( عليه السلام ) (1).

ونسبها إليه أيضاً المؤيّدي في التحف (2) ، والسيد يحيى فضيل في كتابه من هم الزيديّة (3).

قال الدكتور سهيل زكار محقّق كتاب سيرة الهادي : لكن على الرغم من كلّ هذا ، ورغم ما جاء على صفحة الكتاب الأولى فإنّ الكوفي (4) لم يكن أحد مصنّفي الكتاب ، وذلك أنّ دراسة النصّ تقول : بأنّ علي بن محمّد بن عبيد اللّه العبّاسي العلوي هو صاحب السيرة وراويتها (5).

لكن قال الشيخ مالك المحمودي في هامش كتاب مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان الكوفي : وله أيضاً كتاب سيرة الهادي إلى الحق ، السيد يحيى بن الحسين بن القاسم المتوفّى سنة 298 ، وتوجد لها نسخة كتبت سنة 806 في 94 ورقة ، وأوّلها : ( الحمد لله الذي هدى الأوهام إلى معرفته بواضح الدلائل ) (6).

ونسبها للكوفي أيضاً السيد عبد العزيز الطباطبائي (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة في ترجمة محمّد بن

ص: 52


1- مطلع البدور 3 : 183.
2- التحف شرح الزلف : 113.
3- من هم الزيديّة : 130.
4- محمّد بن سليمان الكوفي.
5- سيرة الهادي إلى الحق : 7 ، مقدّمة المحقّق.
6- مناقب أمير المؤمنين 1 : 12 ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي.
7- مجلّة التراث 24 : 93.

سليمان الكوفي : سيرة الإمام الهادي ( عليه السلام ) إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) يوجد منسوباً إليه. ثمّ قال : وسيرة الهادي هي لعلي بن محمّد بن عبيد اللّه العلوي ، وروى أكثر ما فيها عن المترجم ، فيحتمل كون هذه المنسوبة إلى المترجم هي الأصل الذي نقل عنه العلوي (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : سيرة الإمام الهادي تأليف أبي جعفر علي بن محمّد العلوي العبّاسي اليمني في تاريخ الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الهاشمي اليمني المتوفّى سنة 298 ، مجلّد ضخم جمعه المؤلّف من رواية محمّد بن سليمان الكوفي بدأه من حوادث سنة 255 ، أضيف في كثير من نسخ هذه السيرة المخطوطة إضافات وتعديلات في عصور متأخّرة من زمن التأليف ، ويعتقد الأستاذ حسين بن عبد اللّه العمري أنّه لعلّ الأصل ينتهي بوفاة الإمام الهادي في التاريخ المذكور أعلاه أوّله : ( ولاية الهادي يحيى بن الحسين ( صلوات اللّه عليه ) وكان الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ... ) (2).

وقال السيد أحمد الحسيني أيضاً في موضع آخر : سيرة الإمام الهادي.

تأليف : أبي جعفر محمّد بن سليمان الكوفي (3).

أقول : لو ثبتت المقدّمة الموجودة في السيرة التي أوّلها : « ولاية الهادي يحيى بن الحسين ( صلوات اللّه عليه ) وكان الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ... » (4) وهو ما ذكره السيد أحمد الحسيني ، فلو ثبتت هذه المقدّمة

ص: 53


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 904.
2- مؤلّفات الزيديّة 2 : 115.
3- مؤلّفات الزيديّة 2 : 216.
4- سيرة الهادي إلى الحق : 17.

وأنّها ضمن الكتاب من قبل مؤلّفه فإنّه يعلم أنّه يوجد سيرتان للهادي إلى الحق ، الأولى لمحمّد بن سليمان الكوفي والثانية لعلي بن محمّد بن عبيد اللّه ; لأنّه جاء في آخر هذه المقدّمة :

وقد وجدنا محمّد بن سليمان الكوفي ( رحمه اللّه ) (1) قد شرح من أخبار الهادي إلى الحق ( صلوات اللّه عليه ) وسيرته وحروبه ما قد أثبتنا شرحه وهو : « الحمد لله الذي حدا الأوهام إلى معرفته بواضحات الدلائل » وهذه العبارة كما ترى هي أوّل المخطوطة التي نسبها الشيخ مالك المحمودي لمحمّد بن سليمان الكوفي ، كما تقدّم.

ص: 54


1- أقول : لو كانت عبارة ( رحمة اللّه تعالى ) من علي بن محمّد بن عبيد اللّه فيكون هذا خلاف المثبت من أنّ علي هذا متوفّى في آخر القرن الثالث ; لأنّ محمّد بن سليمان توفّى بعد القرن الثالث ، ويكون ما احتمله صاحب كتاب مطلع البدور من أنّ الأبيات التي قالها الهادي في حق علي بن أبي جعفر ليست لعلي بن محمّد هذا ، بل لشخص آخر ، وأنّ علي بن محمّد هذا قد ولي للناصر ، يكون هذا الاحتمال في محلّه ، لكن يحتمل قويّاً أنّ هذه العبارة زيدت للأصل كما زيدت عبارات كثيرة كما نقل السيد أحمد الحسيني.

مؤلّفات الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ت 298ه- )

(8) الأحكام في الحلال والحرام جمعه ورتّبه : علي بن أحمد بن أبي حريصة
الحديث :

قال : ويقول الرسول ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق :

جاء في سيرة الهادي إلى الحق : قال علي بن محمد : حدّثني أبي محمّد ابن عبيد اللّه ، قال : كان من تواضع يحيى بن الحسين ترك الكبر والتجبّر في مجلسه وغير مجلسه.

وذكر فيها روايات في حق الهادي ومقامه (2).

جاء في المصابيح فيما تمّمه علي بن بلال ( القرن الرابع ) : وكان ( عليه السلام ) إماماً سابقاً فاضلاً فقيهاً عالماً بكتاب اللّه وسنّة نبيّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ قال : وله كتب ومصنّفات في الدين والشرع.

ص: 55


1- الأحكام في الحلال والحرام 1 : 40.
2- سيرة الهادي إلى الحق : 53 ، وانظر الأحاديث في فضله من صفحة : 25 فما بعد ، وما تفرّق راجع فهرست السيرة فيه.

وقال : وكان رضي اللّه عنه شجاعاً بطلاً مقداماً نجداً قوياً أيداً شديد البطش ، لم يكن في زمانه له شبيه ، ولا نظير ، ولا في الناس والنجدة مثيل ولا عديل ، وله وقايع مشهورة ، وأيّام معروفة.

وقال : حدّثني أبو العبّاس الحسني ، قال : ساءلت أبا عبد اللّه اليماني لكم مات الهادي ( عليه السلام )؟ قال : توفّي ( عليه السلام ) وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، هكذا خبّرني المرتضى ( عليه السلام ) ، وخرج إلى اليمن وهو ابن خمس وثلاثين سنة ، فيكون مدى أيّامه باليمن على هذا ثماني عشر سنة ، وخرج (1) قبل خروج الناصر إلى طبرستان بثلاث سنين ; لأنّ الهاديّ خرج باليمن في سنة ثمانين ومائتين ، ودخل الناصر طبرستان آخر سنة إحدى وثلاثمائة فبين الميقاتين إحدى وعشرون سنة ، ودخل الناصر الديلم سنة سبع وثمانين ومائتين فبين الميقاتين من السنين سبع.

وتوفّي الهادي ( عليه السلام ) آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين ، فبين وفاته ودخول الناصر ثلاث سنين (2).

قال الهاروني ( ت 424 ه- ) في الإفادة : هو أبو الحسين يحيى بن الحسين ابن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب ( عليهم السلام ).

ولد بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين ، وكان بين مولده وبين موت جدّه القاسم ( عليه السلام ) سنة واحدة.

ثمّ قال : فأمّا تقدّمه في العلم فاشتهاره يغني عن تقصّيه ، ومن أحبّ أن

ص: 56


1- يجب أن يقول ومات قبل خروج الناصر.
2- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 353 - 368.

يعرف تفصيله فلينظر في كتبه وأجوبته عن المسائل التي سئل عنها ووردت عليه من البلدان.

ثمّ قال : كان سبب ظهوره أنّ أبا العتاهية الهمداني كان من ملوك اليمن فراسله ( عليه السلام ) ، وهو بالمدينة بأن يحضر اليمن ليبايعه ، ويتسلّم الأمر منه فخرج ( عليه السلام ) إلى هناك ... ، وذلك سنة ثمانين ومائتين ، أيّام الملقّب بالمعتضد ، وله حين ظهر خمس وثلاثون سنة.

ثمّ قال : وسيرته ( عليه السلام ) أكثر من أن يحتمل هذا الكتاب ذكرها ، وقد صنّف علي بن محمّد بن عبيد اللّه العلوي العبّاسي سيرته ، وجمع في كتابه أكثرها.

ثمّ قال : وتوفّي ( عليه السلام ) في آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين ، عشيّة الأحد لعشر بقين من ذي الحجّة ، وكان ظهورهُ سنة ثمانين ، فكانت مدّة ظهوره وخلافته ثمان عشرة سنة إلاّ أيّاماً ، ومضى عن ثلاث وخمسين سنة.

ودفن ( عليه السلام ) في جانب المسجد الجامع بصعدة حرسها اللّه (1).

قال يحيى بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم.

ثمّ قال : وكان قيامه ( عليه السلام ) سنة ثمانين ومائتين أيّام الملّقب بالمعتضد ، وكان له حين قام خمس وثلاثون سنة من مولده ، وإنّما ذكرناه في أيّام المكتفي ; لأنّ أكثر استظهاره كان فيها على القرامطة والمسودة ، فله مع القرامطة - أقماهم اللّه سبحانه وتعالى - نيّف وسبعون وقعة ، كانت له اليد فيها عليهم.

ثمّ قال : وأقام ثماني عشرة سنة ... ، وضرب باسمه الدينار والدرهم ،

ص: 57


1- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 128 - 146.

وعمل الطراز ، وكان قيامه سنة ثمانين ومائتين وتوفّى لعشر بقين من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين ومائتين. (1)

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : هو الذي نشر الإسلام في أرض اليمن بعد أن كانت ظلمات الكفر فيه متراكمة (2).

ثمّ ذكر فضائله وشيء من سيرته وتواريخه كما تقدّم.

قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في الأنوار :

أم أين فيهم كالإمام الهادي *** مظهر الآباء والأجداد

والسابق المذكور في الآثار *** عن النبي المصطفى المختار

هو الإمام الهادي إلى الحق.

ثمّ ذكر اسمه ونسبه ، وروايات في فضله ، وجملة من سيرته وتواريخه كما تقدّم ، وينقل كتاب تثبيت الإمامة بكامله في كتابه هذا. (3)

قال عزّ الدين بن الحسن الديلمي ( ت 711 ه- ) في القواعد : وله ( عليه السلام ) ثمانية وأربعون كتاباً ورسائل في فنون العلم ، وكان صنّف وله ثماني عشرة سنة.

ثمّ قال : دعا أهل اليمن إلى مذهب الزيديّة ، وثبات الزيديّة وثبات الأشراف من الذريّة فيها من حسناته وبركاته ( عليه السلام ) (4).

قال إبراهيم بن القاسم ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : أخذ العلم عن أبيه ، وعن عمّيه محمّد والحسن ، وروى في المنتخب عن عبد الرزّاق وابن ... ،

ص: 58


1- الشافي 1 : 303 - 307.
2- الحدائق الورديّة 2 : 25 - 54.
3- أنوار اليقين 2 : 323 - 336.
4- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 391.

وابن بكر بن أبي شيبة ، ومالك بن أنس ، وعنه أولاده أحمد ومحمّد ، ومحمّد ابن سليمان ، وعلي بن العبّاس ، وأحمد بن محمّد بن الكوفي ، وغيرهم.

ثمّ قال : وهو الذي صار إليه أهل اليمن على مذهبه ، بل وبعض أهل الجيل والديلم (1).

قال أبو زهرة في كتابه الإمام زيد : رأينا أنّ الإمام الهادي كان قطب الدائرة في القرن الثالث الهجري ، وكانت آراءه واجتماعها بآراء جدّه القاسم الرسّي ، وآراء الناصر الأطروش هي محور الدراسة في القرن الرابع الهجري (2).

أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي حريصة ، مرتّب كتاب الأحكام :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : العلاّمة

ص: 59


1- طبقات الزيديّة الكبرى : 2 : 419.
2- الإمام زيد : 509. وانظر في ترجمة الهادي إلى الحق أيضاً : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 237 ، الدعامة : 246 ، الجواهر والدرر : 228 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار ، مآثر الأبرار 2 : 553 - 619 ، التحفة العنبريّة 84 - 119 ، اللآلي المضيّة 1 : 597 - 649 ، المقصد الحسن : 46 ، مطمح الآمال : 215 - 222 ، الفلك الدوّار : 33 التحف شرح الزلف : 99 - 112 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1103 ، مؤلّفات الزيديّة ، ذكره في مواضع كثيرة انظر الفهرست ، المجدي في أنساب الطالبيين : 357 ، الذريعة 2 : 339 ، 3 : 345 ، 5 : 64 ، 20 : 313 ، 22 : 421 ، من هم الزيديّة ليحيى فضيل : 130 ، الزيديّة في موكب التاريخ للسبحاني : 395 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 150 ، الحياة السياسية والفكرية للزيديّة في المشرق الإسلامي لأحمد شوقي : 178 ، الزيديّة في اليمن للحوثي : 3 ، الزيديّة باليمن للعمراني : 8 ، الزيديّة نظرية وتطبيق لعلي بن عبد الكريم : 21 ، قيام الدولة الزيديّة في اليمن لحسن خضير : 53 ، شخصيّة وقيام زيد بن علي(عليه السلام) ، للأردكاني : 438 ، فارسي ، الفروق الواضحة البهيّة للكبسي : 11 ، التجديد في فكر الإمامة عند الزيديّة في اليمن لأشواق أحمد : 71 ، تاريخ بروكلمان القسم الثاني 3 - 4 : 352 ، فهرست النديم ، 244 ، هديّة العارفين 2 : 517 ، الأعلام 8 - 141 ، معجم المؤلّفين 13 : 191 .

الفاضل الحافظ إمام أهل الشريعة ، أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي حريصة ( رحمه اللّه ) ، قال الشيخ أبو العمر : قرأت في بعض كتب اليمانيين أنّه صحب الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) وابنيه ( رضي اللّه عنهم ) ، وظهر فضله في أشكاله وأزمانه ، ونطق أثره برهانه وقد روت الزيديّة عنه كثيراً من أخبار الهادي إلى الحق ( عليه السلام ).

ثمّ قال : وقد روى كتاب الأحكام الذي وضعه الهادي إلى الحق أمير المؤمنين يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) في أصول الدين وأصول الفقه خاصّة ، ورتّبه ترتيباً حسناً (1).

قال القاسمي ( 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : علي بن أحمد بن أبي حريصة ، صحب الهادي إلى الحق وولديه ، روى الأحكام خاصّة ، ورتّبه ترتيباً حسناً ، وكان له عناية بالرواية (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : علي بن أحمد بن أبي حريصة عالم فقيه مجاهد زاهد شاعر أديب ، من أصحاب الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وولديه ، روى كتاب الأحكام للهادي ورتّبه ترتيباً حسناً (3).

كتاب الأحكام في الحلال والحرام :

قال أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي حريصة - جامع ومرتّب الأحكام - في مقدّمة الكتاب : وإنّي وجدت في هذا الكتاب أبواباً متفرّقة ، وعن مواضعها نادّة في خلال الأبواب غير المشاكلة لها غير مرتّبة ، ولقد سألني غير واحد : ما

ص: 60


1- مطلع البدور 3 : 113.
2- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 63.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 654.

باله لم ينظّمه نسقاً واحداً ، ويتّبع كلّ فن منه فناً؟ فأجبته : بأنّ أمره ( رضي اللّه عنه ) كان أشهر وأدلّ من أن يغبي عذره في ذلك ; إذ كان حلس فرسه ، وضجيع سيفه ليلاً ونهاراً ; لإحياء دين اللّه.

ثمّ قال : فخشيت إذ ذاك أن يفزع إليه ذو النازلة ، أو يرومه باغي الفائدة ، فتغبى عنه فائدته ; إذ هو طلبها في كتابه ، أو تأمّلها في فنّها المعبّر عنها ، فيظنّ أنّ مؤلّفها ( رضي اللّه عنه ) أغفلها تاركاً ، وأطرحها من تصنيفه جانباً ، فألحقت كلّ فنّ ببابه ، وأتبعت كلّ فرع بأصله ، مع أنّي مازدت في ذلك حرفاً ، ولا نقصت من معناه شيئاً ، وأنّى ذلك (1).

قال علي بن بلال ( القرن الرابع ) في تكملة المصابيح : وله كتب ومصنّفات في الدين والشرع ، منها : كتابه الجامع المسمّى كتاب الأحكام في الحلال والحرام والسنن والأحكام ، قد ضمّنه ما يحتاج إليه في أصول الدين وشرايع الإسلام ، وما أعلم لأحد من بيت أهل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) كتاباً في الفقه أجمع وأكثر فايدة منه (2).

قال الهاروني ( 421 ه- ) في الإفادة : ومن أحبّ أن يعرف تفصيله فلينظر في كتبه وأجوبته عن المسائل التي سئل عنها ، ووردت عليه من البلدان نحو كتاب الأحكام.

ثمّ قال : وكان ( عليه السلام ) ابتدأ بتأليف كتاب الأحكام بالمدينة ، ولمّا انتهى إلى باب البيوع اتّفق خروجه إلى اليمن واشتغاله بالحروب ، فكان يملي بعد البيوع على كاتب له ، كلّما تفرّغ من الحرب ، وكان قد همّ بأن يفرّع ويكثر من

ص: 61


1- الأحكام في الحلال والحرام 1 : 27 - 28 ، مقدّمة جامع الكتاب ومرتّبه ، وانظر أيضاً : طبقات الزيديّة الكبرى القسم الثاني ، الطبقة الثانية : 420.
2- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 363.

التفريع فحالت المنيّة بينه وبين ذلك ( رحمه اللّه ) (1).

قال حميد المحلّي ( 652 ه- ) في الحدائق : وصنّف التصانيف الفائقة ، والكتب البديعة الرائقة ، نحو كتاب الأحكام ، وهو مجلّدان في الفقه ، متضمّناً من تفصيل الأدلّة من الآثار والسنن النبويّة والأقيسة القويّة ما يشهد له بالنظر الصائب ، والفكر الثاقب ، وحسن المعرفة (2).

قال إبراهيم بن القاسم ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : ومن مشهور كتبه الأحكام ابتدأ تأليفه بالمدينة.

ثمّ قال : وله كتاب المنتخب الذي سأله عنه محمّد بن سليمان الكوفي ، وعليه وعلى الأحكام تعتمد الهادويّة في الفقه ، وروى الكتابين ولده أحمد بن يحيى ( عليه السلام ) (3).

وممّن نسبه إليه أيضاً : عبد اللّه بن حمزة في الشافي (4) ، ومحمّد الزحيف في مآثر الأبرار (5) ، وغيرهم (6).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : جامع الأحكام في الحلال والحرام أشهر كتب الفقه عند الزيديّة ، بدأ بتأليفه في المدينة وقام بجمعه علي بن حسن بن أحمد بن أبي حريصة ( طبع سنة 1410 ه- في مجلّدين فاخرين بسعي وتحقيق ألأخ محمّد بن قاسم الهاشمي ) وعليه شرح كبير للعلاّمة أحمد بن إبراهيم الشرفي ، ذكره مؤلّف طبقات الزيديّة ، أمّا نسخه

ص: 62


1- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 131 ، 139.
2- الحدائق الورديّة 2 : 29.
3- طبقات الزيديّة الكبرى 2 : 420.
4- الشافي 1 : 303.
5- مآثر الأبرار 2 : 564.
6- انظر الهامش المتقدّم في مصادر ترجمة يحيى بن الحسين.

الخطيّة فكثيرة ، انظرها في كتابنا مصادر التراث الإسلامي في المكتبات الخاصّة ، وفي فهارس المكتبات العامّة (1).

قال بروكلمان ( ت 1371 ه- ) في تاريخ الأدب : جامع الأحكام في الحلال والحرام : ميونخ ( لازر ) 8 ، 71 ، ... وعليه شرح لأبي الحسن علي بن بلال ، يوجد أوّله في : أمبروزيانا 112 (2).

قال المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأمّا ما قاله في إيثار الحق ، ونقله عنه الأمير في توضيح الأفكار من أنّه ليس في الأحكام ، حديث مسلسل بآبائه ، إلاّ حديثاً واحداً ، فسأوضّح بطلان ذلك الكلام ، واختلال ذلك الحرام بإعانة الملك العلاّم.

ثمّ يذكر عدّة روايات يقول فيها الهادي إلى الحق : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) (3).

ص: 63


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1106.
2- تاريخ الأدب العربي القسم الثاني 3 - 4 : 353.
3- لوامع الأنوار 2 : 124.

ص: 64

(9) القي-اس
الحديث :

قال : وفي أمر الأمّة باتّباع ذرّيّة المصطفى ما يقول النبيّ المرتضى : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب القياس

نسبه إليه أبو طالب الهاروني في الإفادة (2) ، وعبد اللّه بن حمزة في الشافي (3) ، وحميد المحلّي في الحدائق (4).

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (5).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب القياس ( - خ - ضمن مجموعي الغربية والمتحف السابقين ) أخرى ضمن مجموع بمكتبة آل الهاشمي.

وقال أيضاً : المجموعة الفاخرة (6) ( تحتوي على مجموع من هذه

ص: 65


1- كتاب القياس : 136 ، ضمن كتاب المجموعة الفاخرة - مجموع كتب الهادي إلى الحق - مصوّر.
2- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 131.
3- الشافي 1 : 303.
4- الحدائق الورديّة 2 : 29.
5- انظر ما قدّمناه من المصادر في هامش ترجمة المؤلّف.
6- وضمن هذه المجموعة كتاب القياس الذي نقلنا عنه حديث الثقلين.

المؤلّفات ) نشرت مصوّرة على مخطوطة ، وصدرت عن مكتبة اليمن الكبرى ، وليست شاملة (1).

جاء في آخر المخطوطة ( المجموعة الفاخرة ) : كان تمام هذا الكتاب المبارك في يوم الجمعة لعلّه شهر ذوالحجة الحرام سنة 1097 ، وذلك بعناية سيدي الصنو القاضي ضياء الدين يحيى بن الحسين السحولي ( حفظه اللّه تعالى ) بخط العبد الفقير إلى اللّه الفقير حسين بن علي (2).

ص: 66


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1108 ، 1109.
2- المجموعة الفاخرة : 456.
(10) أصول الدين
الحديث :

قال : وأجمعت الأمّة أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : ... ، وأجمعوا أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فكما لا يجوز ترك التمسّك بالكتاب كذلك لا يجوز ترك التمسّك بالعترة (1).

كتاب أصول الدين :

نسبه إليه عبد اللّه بن حمزة في الشافي (2) ، وحميد المحلّي في الحدائق الورديّة (3) ، ومحمّد بن علي الزحيف في مآثر الأبرار (4) ، وغيرهم (5).

قال عبدالسلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : أصول الدين ( أوّله : سألت يا بني فهّمك اللّه ونفع بك ) - خ - في ورقتين ضمن 230 ( مجاميع ) غربية ، وأخرى المتحف البريطاني 206 ، أخرى باسم كتاب أصول الدين - خ - ضمن مجموع بمكتبة آل الهاشمي ، ثالثة نفس المكتبة.

ص: 67


1- أصول الدين : 79 ، ضمن المجموعة الفاخرة ( مجموع الهادي إلى الحق ) مصوّر.
2- الشافي 1 : 304.
3- الحدائق الورديّة 2 : 29.
4- مآثر الأبرار 2 : 564.
5- وضمن هذه المجموعة كتاب أصول الدين الذي نقلنا عنه حديث الثقلين.

وقال أيضاً : المجموعة الفاخرة (1) ( تحتوي على مجموع من هذه المؤلّفات ) نشرت مصوّرة على مخطوطة ، وصدرت عن مكتبة اليمن الكبرى وليست شاملة (2).

جاء في آخر المخطوطة : تاريخ تمام النسخ سنة 1097 بعناية يحيى بن الحسين السحولي بخط حسين بن علي (3).

ص: 68


1- وضمن هذه المجموعة كتاب أصول الدين الذي نقلنا عنه حديث الثقلين.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1109.
3- المجموعة الفاخرة : 456.
( 11 ) الردّ على من زعم أنّ القرآن قد ذهب بعضه
الحديث :

قال : ومن الحجّة في حفظ القرآن ، وإبطال مايقال به من ذهابه وافتراقه وزواله ونقصانه ، قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب الردّ على من زعم أنّ القرآن ذهب بعضه :

نسبه إليه ابن عساكر ( ت 571 ه- ) في تاريخ مدينة دمشق ، قال فى ترجمة الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين : حدّث بدمشق سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، وببغداد عن أبيه ، عن جدّه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بكتابه في الردّ على من زعم أنّ بعض القرآن قد ذهب (2).

ونسبه إليه أيضاً : عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (3) ، ومصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (4) ، والسيد أحمد الحسيني

ص: 69


1- كتاب الردّ على من زعم أنّ القرآن ذهب بعضه : 243 ، ضمن كتاب المجموعة الفاخرة ( مجموع الهادي إلى الحق ) مصوّر.
2- تاريخ مدينة دمشق 14 : 33.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1108.
4- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 383.

في مؤلّفات الزيديّة (1) ، والزركلي في الأعلام (2).

قال عبد السلام الوجيه في الأعلام : الردّ على من زعم أنّ القرآن ذهب بعضه : ( كتاب في ثلاث ورقات ضمن مجموعة - خ - سنة 648 ه- مكتبة الجامع الكبير ) ، أخرى ضمن مجموعة بمكتبة آل الهاشمي (3).

وقد نقلنا الحديث من كتاب ضمن المجموعة الفاخرة ( مؤلّفات يحيى بن الحسين ) وقد تقدّمت الإشارة إليها (4).

ص: 70


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 25.
2- الأعلام 8 : 141.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1108.
4- انظر ما تقدّم عن كتاب أصول الدين وكتاب القياس.
( 12 ) جواب لأهل صنعاء على كتاب كتبوه إليه عند قدومه إليهم
الحديث :

قال : والحمد لله فإنّي متمسّك بأهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الوحي ، ومعدن العلم ، وأصل الذكر الذين بهم وحّد الرحمن ، وفي بيتهم نزل القرآن والفرقان ، ولديهم التأويل والبيان ، وبمفاتيح نطقهم نطق كلّ إنسان ، وبذلك حثّ عليهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

كتاب جواب لأهل صنعاء على كتاب كتبوه إليه عند قدومه إليهم :

نسبه إليه عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي وعنونه ب- ( الردّ على أهل صنعاء ) (2) والسيد حميدان في كتابه التصريح بالمذهب الصحيح ، وقد نقل عنه (3) ، وكذلك نسبه إليه محمّد بن عبد اللّه بن علي ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة (4) ، وأحمد بن محمّد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة (5) ،

ص: 71


1- كتاب جواب لأهل صنعاء : 74 ، ضمن كتاب المجموعة الفاخرة ( مجموع الهادي إلى الحق مخطوط ) مصوّر.
2- الشافي 1 : 304.
3- التصريح بالمذهب الصحيح : 199 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
4- التحفة العنبريّة : 86.
5- اللآلي المضيّة 1 : 600.

والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (1) تحت هذا العنوان أيضاً.

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : جواب الإمام الهادي على أهل صنعاء - خ - رقم 16 - 81 ( مجاميع ) مكتبة الأوقاف ، ثالثة ضمن مجموعة المتحف البريطاني ، رابعة مكتبة آل الهاشمي ، وطبعت ضمن كتاب تعليقات على الإمامة عند الاثني عشريّة تأليف الأخ عبد اللّه محمّد بن إسماعيل حميد الدين (2). وعنونه أيضاً ب- ( الردّ على أهل صنعاء ) (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : جواب أهل صنعاء ، كتبه الإمام الهادي يحيى بن الحسين الهاشمي اليمني ، أوّله ( الحمد لله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) (4).

وقال أيضاً : الردّ على أهل صنعاء كتبه الإمام يحيى بن الحسين الهاشمي اليمني ، جواب على الكتاب الذي كتبه أهل صنعاء عند قدوم الإمام إليها ; لنشر دعوته ، أوّله : الحمد لله الذي ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير (5).

والموجود في المجموعة الفاخرة (6) تحت عنوان ( جواب لأهل صنعاء على كتاب كتبوه إليه عند قدومه إليهم ) وهو العنوان الذي اثبتناه.

وطبع هذا الجواب أيضاً كملحق مع كتاب قيام الدولة الزيديّة في اليمن للدكتور حسن خضير أحمد (7).

ص: 72


1- التحف شرح الزلف : 110.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1106.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1107.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 369.
5- مؤلّفات الزيديّة 2 : 15.
6- تقدّم ذكر هذه المجموعة عند الحديث عن كتاب القياس وكتاب أصول الدين.
7- قيام الدولة الزيديّة في اليمن : 165 ، ملحق رقم (3).
( 13 ) دعوة وجّه بها إلى أحمد بن يحيى بن زيد
الحديث :

قال : فجعل الولاية لهم خاصّة ، وثبّت الإمامة فيهم ، وأنزل الوحي عليهم بذلك ، وفيهم يقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » فبيّن بذلك أنّه من تمسّك بهم نجى ، ومن تخلّف عنهم هوى (1).

كتاب دعوة وجّه بها إلى أحمد بن يحيى بن زيد :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : الدعوة التي وجّهها إلى أحمد بن يحيى بن زيد - خ - ضمن مجموع الهادي بمكتبة آل الهاشمي (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الدعوة ، كتبها الإمام الهادي يحيى بن الحسين الهاشمي اليمني ، هي الدعوة التي وجّهها الإمام إلى أحمد بن يحيى بن زيد ، يدعوه فيها إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (3).

ص: 73


1- كتاب دعوة وجّه بها إلى أحمد بن يحيى : 404 ، ضمن المجموعة الفاخرة ( مجموع الهادي إلى الحق ) مخطوط مصوّر.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1107.
3- مؤلّفات الزيديّة 1 : 469.

والنسخة التي نقلنا منها الحديث موجودة ضمن كتاب المجموعة الفاخرة ، وقد تقدّمت الإشارة إليه (1).

ص: 74


1- تقدّمت الإشارة إليه عند ذكر كتاب القياس وكتاب أصول الدين.
( 14 ) كتاب فيه معرفة اللّه عزّ وجلّ من العدل والتوحيد وتصديق الوعد والوعيد وإثبات النبوّة والإمامة في النبي وآله ( عليهم السلام )
الحديث :

قال : قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (1).

كتاب فيه معرفة اللّه عزّ وجل :

قال عبد اللّه بن محمّد الشاذلي - محقّق المجموع - : كتاب معرفة اللّه عزّ وجلّ من العدل والتوحيد وإثبات النبوّة في النبيّ عليه وآله السلام ، شرح فيه ( عليه السلام ) هذه الأصول ، وذكر أدلّتها ، وشروط الإمام ... ، وذكر فيه مفاهيم متفرّقة يوردها المجبّرة شبهاً للقول بالجبر ، مثل : الهدى والضلال والإثم والإرادة ونحوها ، وكذلك فسّر ( عليه السلام ) فيه معانى متفرّقة للكفر ، والشرك ، والمحكم ، والمتشابه وغيرها ، وذكر فيه أيضاً تنزيه الأنبياء ( عليهم السلام ) (2).

وهذا الكتاب ضمن المجموعة الفاخرة أيضاً ، وقد تقدّم ذكرها (3).

ص: 75


1- كتاب فيه معرفة اللّه عزّ وجلّ : 55 ، ضمن مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق.
2- مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق : 33 ، مقدّمة المحقّق.
3- تقدّم الكلام عليها عند ذكر كتاب أصول الدين وكتاب القياس للهادي إلى الحق.

ص: 76

حديث الثقلين عند الزيديّ القرن الرابع الهجري

اشارة

ص: 77

ص: 78

( 15 ) كتاب الأصول المرتضى محمّد بن يحيى بن الحسين ( ت 310 ه- )

اشارة

قال : وفيه ما يقول : « إنّي مسائلكم غداً فمجحف بكم في المسألة عن كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً ، إنّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

المرتضى محمّد بن يحيى بن الحسين :

قال علي بن بلال ( القرن الرابع ) في تكملة المصابيح : ذكر أخبار المرتضى أبي القاسم محمّد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم ابن إبراهيم ( عليهم السلام ) ، ويسمّى الداعي أيضاً.

ذكر العبّاسي في كتابه أنّه لمّا توفّي الهادي إلى الحق أوصى إلى ابنه أبي القاسم محمّد ابن (2) المرتضى ، وعهد إليه عهداً فيما بينه وبينه ، وأمره بتقوى اللّه وطاعته.

ثمّ قال : قال عبد اللّه بن عمر الهمداني : اجتمع الناس إليه ، فطلبوا القيام ، وعقد الإمامة ، فدافعهم إلى أن ظهر ابن الفضل القرمطي بالناحية ، وذلك في سنة ثمان وتسعين ومايتين ، فحارب القرمطي ، ثمّ أغلق الباب على نفسه ،

ص: 79


1- كتاب الأصول : 712 ، باب القول بالإمامة ، ضمن مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى ، المجلّد الثاني.
2- كلمة ابن زائدة كما يظهر ; لأنّه محمّد المرتضى بن يحيى.

ولزم منزله ، وعاد الطبريّون إلى بلادهم ، وتوفّي المرتضى على ما ذكر عبد اللّه ابن عمر الهمداني في شهر المحرّم سنة عشر وثلاث مائة واللّه أعلم (1).

وذكره علي بن محمّد ( ت 297 ه- ) في سيرة الهادي في أماكن متعدّدة (2).

قال أبو طالب الهاروني ( ت 412 ه- ) في الإفادة : الإمام المرتضى محمّد ابن يحيى ( رضي اللّه عنه ) هو أبو القاسم محمّد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

ثمّ قال : وكان فقيهاً عالماً بالأصول في التوحيد والعدل ، وله كلام كثير في الفقه.

ثمّ قال : لمّا توفّي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) اجتمع الناس إليه باكين وجمين.

ثمّ قال : وانتصب الأمر ولم يتحقق به كلّ التحقق ، إلاّ أنّه كاتب العمّال وأصحاب الأطراف بأن يكونوا على جملتهم ، وكان يخاطب بالمرتضى.

ثمّ قال : وكان أخوه أحمد ( رضي اللّه عنه ) غائباً ، فلمّا ورد أشار عليه بالقيام بالأمر ، فكانت مدّة انتصابه للأمر نحو ستّة أشهر.

وتوفّي ( رضي اللّه عنه ) بصعدة حرسها اللّه سنة عشر وثلاثمائة ، وله اثنتان وثلاثون سنة ، ودفن إلى جانب أبيه ( عليه السلام ) (3).

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي - بعد أن ذكر اسمه ونسبه

ص: 80


1- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 369 - 377.
2- ذكره في أكثر من 40 مورد ، راجع فهرست السيرة.
3- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 169.

وانتصابه للأمر - : وكان جامعاً لخصال الإمامة ، وله في الحروب مقامات مشهورة.

ثمّ قال : وله كتب مشهورة موجودة في العلم في الأصول والفروع (1).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : كان قد نشأ على طريقة التقوى واليقين متحلّياً بآداب الأئمّة الهادين.

ثمّ قال : وكان انتهى به الحال إلى أن أخذ أسيراً في بعض الحروب ، فأقام مدّة في ناحية بيت بوس ، حتّى لطف اللّه عزّ وجلّ له بالخلاص ، وله أشعار كثيرة ، كتبها لوالده حال حبسه ، وهي موجودة.

ثمّ قال : ثمّ بايعه الناس غرّة المحرّم سنة تسع وتسعين ومائتين ، وأقام بصعدة وفي يده بلد حمدان وخولان ونجران.

ثمّ قال : واستقامت له الأمور حتّى كان يوم الخميس لأحدى وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة المذكورة ، جمع ( عليه السلام ) وجوه العشائر قبله فعاب عليهم أشياء كرهها منهم وعزم على الاعتزال والتخلّي من الأمر.

ثمّ قال : وكانت مدّة انتصاب المرتضى ( عليه السلام ) نحو سنتين (2).

وتوفّي ( عليه السلام ) بصعدة سنة عشر وثلاثمائة ، وله اثنتان وثلاثون سنة ، ذكره السيّد أبو طالب (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين ، نشأ في حجر أبيه ، أخذ العلم عنه ، فما رواه عنه كتابه الأحكام ، وسمعه عليه محمد بن الفتح ، وكان سماع ابن

ص: 81


1- الشافي 1 : 319.
2- هذا خلاف ما ذكره أبو طالب ، وأيضاً العبارة المتقدّمة من أنّه عزم الاعتزال في نفس السنة ، تؤيّد ما ذكره أبو طالب في الإفادة.
3- الحدائق الورديّة 2 : 80 - 87.

الفتح في ربيع سنة ثلاث وثلاث مائة ، ورواه عنه أيضاً ولده الحسين بن محمّد المرتضى (1).

قال عبد الكريم أحمد جدبان - محقّق مجموع كتب ورسائل المرتضى - : في تاريخ مولده إشكال ; لأنّ في سيرة أبيه الهادي أنّه في سنة ( 280 ه- ) وصل إلى اليمن ، ثمّ رجع إلى الحجاز غاضباً لما لم يجد الأنصار (2).

ثمّ قال : فعلى هذا يكون عمره ، وهو يرافقه في هذا السفر الشاق سنتين!!

وفي سنة ( 285 ه- ) كان قائداً وفارساً في معركة مع الدعام (3).

ثمّ قال : فالأمر بحاجة إلى تحقيق (4).

كتاب الأصول :

نسبه إليه عبد اللّه بن حمزة ( ت 114 ه- ) في الشافي ، وقال : وله كتب مشهورة موجودة في العلم في الأصول والفروع منها : كتاب الأصول في

ص: 82


1- طبقات الزيديّة 2 : 328.
2- سيرة الهادي : 38.
3- سيرة الهادي : 102.
4- مجموع كتب ورسائل المرتضى 1 : 10 ، مقدّمة المحقّق. وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين : 341 ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 31 ، مآثر الأبرار 2 : 635 ، 642 ، التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 129 ، اللآلي المضيّة 2 : 27 ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 46 ، مطمح الآمال : 227 ، التحف شرح الزلف : 119 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1013 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 126 ، مواضع أُخرى، انظر الفهرست ، الزيديّة في موكب التاريخ للسبحاني : 402 ، هامش الفلك الدّوار : 16 ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، الزيديّة لأحمد محمود صبحي : 745 ، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان القسم الثاني : 355 ، الأعلام 7 : 135 ، معجم المؤلّفين 2 : 101 .

التوحيد والعدل (1).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وله العلوم الحسنة والتصانيف المستحسنة وهي ظاهرة مشهورة في أصول الدين وفروع الفقه ، وعلوم القرآن فمنها : كتاب الأصول في التوحيد والعدل (2).

ونسبه إليه أيضاً : الهادي بن إبراهيم الوزير في كاشفة الغمّة (3) ، ومحمد ابن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (4) ، وأحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (5) ، ونسبه إليه أحمد بن يحيى حابس في المقصد الحسن ، وقال : وللمرتضى الكتاب الموسوم بأصول الدين ، وهو الذي حكى عنه المؤيّد باللّه في الزيادات والست المائة ، وهو الذي نقل عنه في الشفاء (6).

ونسبه إليه أيضاً : المؤيّدي في التحف (7) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (8) ، وغيرهم (9).

طبع الكتاب مؤخّراً مع مجموع كتب ورسائل الإمام محمّد بن يحيى الهادي بتحقيق عبد الكريم أحمد جدبان.

قال عبد الكريم أحمد جدبان - محقّق المجموع - : كتب ورسائل الإمام

ص: 83


1- الشافي 1 : 319.
2- الحدائق الورديّة 2 : 80.
3- 3 - كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 31
4- التحفة العنبريّة : 130.
5- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 27.
6- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 46.
7- التحف شرح الزلف : 119.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1013.
9- انظر مصادر ترجمته المتقدمّة في الهامش.

محمّد بن يحيى الهادي من أشهر الكتب في أوساط الزيديّة سواء في ذلك زيديّة الجيل والديلم ، أو زيديّة اليمن ، فهي ليست بحاجة إلى توثيق ، ومع هذا فأنا أرويها بعشر طرق عن مشايخي بطريق الإجازة الأولى ... ، إلى آخر ما يذكره (1).

ص: 84


1- مجموع كتب ورسائل المرتضى 1 : 50 ، مقدّمة المحقّق.

( 16 ) الكامل المنير إبراهيم بن محمّد ( القرن الرابع )

الحديث :

قال : وحديث أبي أحمد ، قال : حدّثني من أثق به عن الحكم بن ظهير ، عن ابنه وعبد اللّه بن حكيم بن جبير ، وهؤلاء المخالفين لنا ولكم ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا فرغ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع أنزل اللّه ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) خرج مذعوراً نحو المدينة ، وأصحابه معه ، حتّى قدم الجحفة ، فنزل على غدير خم ، ونهى أصحابه عن سمرات في البطحاء متقاربات ، فنزل تحتها ، وهي شجرات عظام ، فلمّا نزل القوم في سواهن أرسل إليهم سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان ، فشك شوكهن ، وقمّ ما تحتهن ، ثمّ أمر بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وفيمن حضر يومئذ علي بن أبي طالب ، والحسن والحسين ابنا علي ، والعباس ، وولده عبد اللّه ، والفضل ، وفيهم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاوية ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعيد بن زيد بن نفيل ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وعمرو بن العاص ، والبراء بن عازب ، وأنس بن مالك ، وأبو هريرة ، وأبو حمراء مولى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وعبد اللّه بن مسعود ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وعامّة قريش ، ووجوه أصحاب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )

ص: 85

من عقبي ومهاجري وأنصاري ، وغيرهم من بدوي وحضري ، حتّى امتلأ الدوح ، وبقي أكثر الناس في الشمس ، يقي قدميه بردائه من شدّة الرمض ، فصلّى صلوات اللّه عليه وآله تحتهن ركعتين ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « ... » ، ثمّ قال : « من كنت أولى به من نفسه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ... » فقال رجل من القوم : ما بال محمّد يرفع بضبع ابن عمّه؟!

فسمعه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فتغيّر لذلك وجهه ، فلمّا رأى ذلك الرجل أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قد علم به ، واشتدّ عليه ، أقبل على علي فقال له : هنيئاً يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ثمّ أخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بيد علي الثانية فقال : « يا أيّها الناس ، اسمعوا ما أقول لكم : إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً أعرض ما بين صنعاء إلى أيلة ، فيه عدد نجوم السماء أقداح ، إنّي مصادفكم على الحوض يوم القيامة ، ألا وإنّي مستنقذ رجالاً ، ويخلج دوني آخرون ، وأقول : ياربّ ، أصحابي أصحابي ، فيقال : إنّهم أحدثوا وغيّروا بعدك ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

قالوا : وما الثقلان يارسول اللّه؟

قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب ما بين السماء والأرض ، طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، فقد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فلا تعلّموا أهل بيتي فإنّهم أعلم منكم ، ولا تسبقوهم فتمرقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تتولّوا غيرهم فتضلّوا (1) ».

ص: 86


1- الكامل المنير : 83 ، حديث الغدير.
إبراهيم بن محمّد وكتابه الكامل المنير :

يعدّ هذا الكتاب من الكتب العقائدية السديدة في الاستدلال والبرهان ، فإنّه يستدلّ تارة ببرهان عقلي وأخرى نقلي ، فيذكر آية ويسندها برواية ، ولا يذكر حديثاً إلاّ وقد رواه أبناء العامّة ، فيستدلّ بمثل : حديث الثقلين والغدير والسفينة والمنزلة وأمثالها من الأخبار التي تواترت ، أو اشتهرت عند جميع فرق المسلمين ، وأيضاً اعتمد في استدلاله على طريقة تحليلية بأخذه واقعة تاريخيّة مسلّمة ، ثمّ يحلّلها فيخرج بنتائج عديدة مفيدة مؤيّدة أو مثبتة لما يريد بيانه من الحقيقة.

وقد جاء هذا الكتاب رداً على كتاب الخوارج الذي طعنوا فيه على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأنكروا الوصيّة له ( عليه السلام ) ، وذكروا شواهد على أنّ أبا بكر هو الخليفة ، وذمّوا الشيعة ، ونسبوهم إلى الكذب ، وألصقوا بهم منكرات عديدة ، فيرد عليهم صاحب هذا الكتاب بأدلّة وبراهين علميّة وموضوعيّة ، تكشف عن عقيدة صاحب هذا الكتاب الراسخة في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وعن سعة اطّلاع المؤلّف وعلمه الكثير.

نسبة الكتاب :

لم نجد ترجمة أو ذكراً لهذا الكتاب ومؤلّفه في كتب التراجم والسير عند الإمامية والعامّة ، نعم ، الكتاب مذكور في بعض مصادر الزيديّة ، بل وحفظ لنا مع تراثهم الضخم ، ولعلّ أوّل من ذكر الكتاب ونقل عنه في مواضع متعدّدة ونسبه إلى مؤلّفه ، هو الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في كتابه أنوار اليقين ، قال : وهذه رواية أخرى رواها إبراهيم بن محمّد بن حران في كتاب

ص: 87

الكامل المنير (1) ، من دون تنقيط كلمة ( حران ) ولكن ما موجود على الصفحة الأولى من المخطوطة (2) هكذا : ( وجد في الأمّ التي نقل منها هذا الكتاب أنّ مصنّفه محمّد بن خيران ، ذكره الإمام الحسن بن الأمير بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ( عليه السلام ) في كتاب أنوار اليقين ).

لكن قد عرفت أنّ هذا النقل غير صحيح ; لأنّ ما موجود في كتاب أنوار اليقين هو أنّ اسم المؤلف إبراهيم بن محمّد بن حران ، من دون تنقيط كلمة ( حران ) ، وما موجود على أوّل المخطوطة هو الذي أدّى إلى اشتباه الأمر على بعض مؤلّفي الزيديّة فنسبه إلى محمّد بن خيران كما في مصادر التراث لعبد السلام الوجيه (3).

وممّن نقل عن كتاب الكامل المنير واشتبه في نسبة الكتاب إلى مؤلّفه هو القاسم بن محمّد ( ت 1029 ه- ) في كتابه الاعتصام بحبل اللّه المتين ، فإنّه نسب الكتاب إلى القاسم بن إبراهيم (4).

وكذا كرر هذا الاشتباه أيضاً عبد اللّه بن أحمد الشرفي ( ت 1062 ه- ) في كتابه المصابيح الساطعة (5).

والظاهر أنّ الباعث على اشتباههم هو العبارة الموجودة في أوّل المجموع الذي فيه هذه المخطوطة فإنّه يوجد هكذا ( الذي يحتوي عليه هذا المجلّد ما نذكر هنا ، كتاب الكامل المنير ... (6) ، ورسالة لمولانا القاسم بن إبراهيم ( عليه السلام ) فيها

ص: 88


1- أنوار اليقين : 198 ، خبر الشورى.
2- مخطوط مصوّر في مركز إحياء التراث في قم المقدّسة.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 539.
4- الاعتصام بحبل اللّه المتين 1 : 35.
5- المصابيح الساطعة 4 : 347.
6- 6 - الظاهر يوجد سقط في العبارة وكلمة غير واضحة ، وهو يؤيّد ما اثبتناه في المتن من أنّ نسبة الكامل المنير ليست للقاسم بن إبراهيم.

الحجّة على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكتاب موعظة وآداب لمحمّد بن سليمان الكوفي ونبذة (1) ) فظنّوا أنّ كتاب الكامل المنير من تأليفات القاسم بن محمّد ، وهو كما ترى ، فإنّ الرسالة وحدها للقاسم الرسّي ; لأنّ بنفس هذه الصفحة التي فيها هذه العبارة من المخطوطة توجد العبارة المتقدّمة من نسبة الكتاب لمحمّد بن خيران بنفس الخطّ ، فلا يمكن أن يكون قصد الناسخ أنّ كتاب الكامل المنير للقاسم بن إبراهيم أيضاً ، وتعارض نسبة الكتاب المتقدّمة في أنوار اليقين حيث نسبه هناك لإبراهيم بن محمّد بن حران ، وهذه النسبة مقدّمة كما لا يخفى.

ولا يقال : إنّه يمكن أن يكون الكتاب متعدّداً بنفس العنوان فواحد للقاسم بن إبراهيم وآخر لإبراهيم بن محمّد بن حران ; لأنّه يقال : إنّ الكتاب الموجود الآن هو نفسه الكتاب الذي نقل عنه في أنوار اليقين ، وكذا هو نفسه الكتاب الذي نقل عنه في الاعتصام وفي المصابيح الساطعة ; لوحدة النصوص المنقولة مع مطابقتها لما موجود الآن ، فالكتاب واحد لا متعدّد.

وقد كرّر اشتباه القاسم بن محمّد - صاحب الاعتصام - والشرفي - صاحب المصابيح - غير واحد من كتّاب الزيديّة ، فنسبوا الكتاب إلى القاسم ابن إبراهيم الرسّي (2) ، والظاهر هو اعتماد من تأخّر منهم على كلام صاحب الاعتصام وصاحب المصابيح ، بل وقد طبع الكتاب بتحقيق عبد الولي يحيى الهادي ناسباً الكتاب إلى القاسم الرسّي من دون أن يذكر أيّ دليل أو مؤيّد لذلك.

ص: 89


1- كذا في المخطوطة.
2- انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 195 ، 440 ، وأعلام المؤلّفين الزيديّة : 762.

وقد عرفت أنّ نسبة الكتاب لمحمّد بن خيران غير صحيحة ، والاشتباه فيها بيّن ، وكذا قد عرفت أنّ نسبة الكتاب للقاسم الرسّي غير ثابتة ، بل هي اشتباه أيضاً ، بل ثبت أنّ نسبة الكتاب لإبراهيم بن محمّد بن حران - من دون نقاط - ، بالإضافة إلى هذا سوف نثبت أنّ الكتاب ليس من كتب الزيديّة أصلاً ، فضلاً عن أن يكون للقاسم الرسّي ، وذلك من خلال دراسة نصّ الكتاب ، فإنّه سيتّضح لك من خلال دراسة ما موجود في الكتاب مع مقارنته بالعقائد والأفكار الزيديّة أنّ مؤلّف الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي.

تاريخ وفاة المؤلّف :

قبل الخوض في دراسة نصّ الكتاب نريد أن نقرّب تاريخ وفاة المؤلّف ، والزمن الذي عاش فيه ، وذلك من خلال مراجعة بعض نصوص الكتاب ; لأنّه لا يوجد مصدر ذكر تاريخ هذا الكتاب ومؤلّفه ولو تقديراً ، قال في الكامل المنير حدّثني من لا أتّهمه عن أحمد بن داود ، عن عبد الرزّاق بن همام (1).

ومن المعروف والثابت أنّ عبد الرزّاق بن همام توفّي سنة 211 ه- ، وقد نقل عنه صاحب الكتاب بواسطتين فإذا كانت الواسطة طولية فأقصاه هو أن يكون عصر صاحب الكتاب في أوائل القرن الرابع أو أواخر القرن الثالث ، وهذا أيضاً يؤيّد أنّ الكتاب ليس للقاسم بن إبراهيم ; لأنّ القاسم بن إبراهيم الرسّي توفّي سنة 246 ه-.

وقفة مع بعض نصوص الكتاب :
اشارة

سنذكر عدّة نصوص من الكتاب تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس

ص: 90


1- الكامل المنير : 49.

زيديّاً أصلاً ، فضلاً عن أن يكون الكتاب للقاسم بن إبراهيم الرسّي ، بل إنّ صاحب الكتاب إمامي.

النصّ الأوّل :

قال في الكامل المنير : وسأوضّح لك من الإمامة وعظم شأن خطرها ، وكبر قدرها ، وعلوّ منزلتها ، ما تتصاغر الأشياء عنها عند من فهم وعقل ، إن شاء اللّه ، وذلك أنّ إبراهيم خليل اللّه ( عليه السلام ) اتّخذه اللّه خليلاً من قبل أن يتّخذه نبيّاً ، فلمّا رأى ما في الخلّة من الفضل عظمت في عينه ، ثمّ اتّخذه نبيّاً من قبل أن يتّخذه رسولاً ، فكانت النبوّة أعظم عند اللّه من الخلّة ، وكانت الرسالة أعظم عنده من النبّوة ، فلّما أكمل اللّه له الخلّة والنبوّة والرسالة ، قال اللّه - تبارك وتعالى - ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (1) ، فعلم إبراهيم أنّه لا شيء أفضل من الإمامة ; لأنّ الإمام يقتدى ويهتدى به ، على أنّه لا يوحى إليه ، فما فعل من شيء جاز ذلك الشيء ; لأنّه لا يعمل إلاّ بأمر اللّه وهديه ، فعند ذلك قال إبراهيم ( عليه السلام ) إذ قال اللّه له ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) قال إبراهيم ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) أي أنّ الإمامة عهد اللّه ، ولا ينال عهد اللّه ظالم ، والظالم المشرك باللّه ; لأنّ اللّه يقول ( لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (2) فلا ينال عهده من أشرك به ، وحجّ لغيره ، وعَبَد الأصنام ، واستقسم بالأزلام ، وكذلك النبي عليه وآله السلام ، وكذلك الأنبياء ( عليهم السلام ) مطهّرون معصومون بالهداية من اللّه والتأديب ، ولم يجز عليهم شرك ، ولم يحجّوا لغير اللّه ، ولا استقسموا بالأزلام ، ولم يعبدوا الأصنام ، وكذلك الأئمّة

ص: 91


1- البقرة : 124.
2- لقمان : 13.

بمنزلتهم ، لهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم ، إلاّ أنّه لا يوحى إليهم (1).

فهذا النصّ يدلّ على أمور لم تلتزم بها الزيديّة بل أثبتوا خلافها ، منها :

أوّلاً : إنّ الإمامة أفضل منزلة وأعلى رتبة من النبوّة والرسالة.

فهذا أمر لم تلتزم به الزيديّة ، بل شنّعوا على من قال به ، وهذا هو القاسم الرسّي ( ت 246 ه- ) الذي نسبوا إليه هذا الكتاب يرفض هذا الأمر رفضاً باتّاً ، قال في كتابه الردّ على الروافض : إنّ الأنبياء أعطوا ما لم يعط غيرهم من الأئمّة ، ممّا بانوا من سواهم من الخلايق ، إلى أن قال - رادّاً على الروافض - : فتحتجّون علينا بحجّة الأنبياء ، وتساوون صاحبكم بالأنبياء (2).

فهذا النصّ بيّن لنا موقف القاسم الرسّي بخصوص هذه القضيّة ، وهو كما ترى فإنّه خلاف ما موجود في هذا الكتاب تماماً ، وكذا رأى علماء كثير من الزيديّة بهذا الخصوص.

أما رأي الإمامية فهو نفسه رأي صاحب الكتاب ، وخصوصاً في تفسير هذه الآية التي فسّرها صاحب كتاب الكامل المنير ، وإن كان يوجد بعض الاختلاف اليسير ، انظر مثلاً : الكافي (3) ، عيون أخبار الرضا (4) ، كمال الدين وتمام النعمة (5) ، بصائر الدرجات (6) ، تفسير كنز الدقائق (7) ، تفسير الميزان (8) ، وغيرها من المصادر.

ص: 92


1- الكامل المنير : 28.
2- الردّ على الروافض : 261 ، ضمن مجموع القاسم الرسّي ، مخطوط مصوّر.
3- الكافي 1 : 175.
4- عيون أخبار الرضا 1 : 195.
5- كمال الدين وتمام النعمة : 676.
6- بصائر الدرجات : 529.
7- كنز الدقائق 2 : 138.
8- الميزان 1 : 276.

ثانياً : يدلّ هذا النصّ على أنّ من حاز مرتبة الإمامة فهو معصوم ، ولا يعمل إلاّ بهدي اللّه وأمره ، فهو ناظر إلى العصمة التي لا يجتمع معها إي ذنب أو معصيّة أو خطأ يخالف أمر اللّه تعالى وهديه ، وهذا المعنى لا تثبته الزيديّة للأنبياء ( عليهم السلام ) فضلاً عن الأئمّة ( عليهم السلام ) ، قال الهادي إلى الحق ( ت 298 ه- ) في كتابه الجملة : وأنّ الأنبياء لم تزل مستحقّة لثواب اللّه منذ بعثها اللّه وأنّها لم تكفر قط ، ولم تفسق ، ولم تقم على شيء من الذنوب بعلم ولا بعمد وربّما أذنبت على الظنّ وطريق النسيان ، وأنّ ذنوبها صغائر مغفورة ، وأنّها لا تأتي الكبائر (1).

وقال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في عدّة الأكياس : ولا يجوز على الأنبياء صلوات اللّه عليهم السهو فيما أمروا بتبليغه من الشرائع ; لعصمة لهم ثابتة من اللّه تعالى ; لأنّ من شأن الحكيم حراسة خطابه من الغلط (2).

وهذا نصّ واضح في أنّ العصمة في التبليغ فقط.

وقال يحيى بن حمزة ( ت 749 ه- ) في المعالم : أمّا العصمة فمذهبنا تجويز الصغائر عليهم ، والمنع من وقوع الكبائر منهم ، والتقصير في آداء ما لزمهم آداءه من كذب وسهو وغلط (3).

فهذه هي آراء الزيديّة في العصمة ، فهي لا تثبت ما أثبته صاحب الكتاب ، على أنّ هذه النصوص ذكروها في خصوص الأنبياء ( عليهم السلام ) فضلاً عن الأئمّة.

ولكنّنا نجد أنّ رأي صاحب الكتاب متوافق مع رأي الإماميّة في العصمة ، فقد أقاموا أدلّة كثيرة لإثبات هذا المعنى بحيث شحنت بها كتبهم الكلاميّة وغيرها.

ص: 93


1- الجملة : 186 ، ضمن مجموع الهادي إلى الحق.
2- عدّة الأكياس 2 : 83.
3- المعالم الدينيّة في العقائد الإلهيّة : 95.

ثالثاً : يدلّ هذا النصّ على حجّيّة الأئمّة بأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم.

وهذا أمر لا تقبله الزيديّة بتاتاً ، وعدم قبولهم هذا الأمر من بديهيّات مذهبهم ، ولعلّها من القضايا المعدودة التي اتّفقوا عليها ، بينما نجد أنّ هذا الاعتقاد في الأئمّة من بديهيّات الإماميّة التي اتّفقوا عليها جميعاً.

النصّ الثاني :

قال - عند ذمّه لأصحاب الرأي - : فأقاموا أضداداً وأنداداً لله ولرسوله ، يفزعون إليهم في هذا كلّه على أنّهم متفرّقون بأقاويلهم ، مستحسنون لآرائهم ، مختلفون بأهوائهم ، فصار هذا يحلّ نازلة يحرّمها هذا ، ويحلّ هذا فرجاً يحرّمه هذا ، ويحلّ هذا دماً يحرّمه هذا ، ويحلّ هذا ما لا يحرّمه هذا ، بلا كتاب في ذلك نزل من اللّه عليهم ، ولا أمر من رسول اللّه قصد به إليهم ، وقد نهاهم اللّه - تبارك وتعالى - عن ذلك فقال : ( وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) (1) كأبي حنفية وابن أبي ليلى وزفر ومحمّد بن الحسن وجميع من قال برأيه ، ثمّ رووا عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الروايات الزور ، وأحاديث الفجور بالمدخول عليهم فيها ; لتقوم بذلك رياستهم ، فزعموا أنّ رسول اللّه - عليه وآله السلام - أمر بما نهى اللّه عنه ، وذلك أنّ اللّه - عزّ وجلّ - نهى عن الاختلاف ، وزعموا أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أمر به ، إذ قال - زعموا - : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » (2).

وهذا النصّ واضح وصريح في ذمّ أصحاب الرأي ، ومدرسة القياس والاستحسان ، وذمّ لكبار هذه المدرسة ومؤسّسيها.

ص: 94


1- النحل : 116.
2- الكامل المنير : 34.

ومن المعلوم والثابت عند الزيديّة أنّهم يعتمدون القياس والاستحسان ، وهو أحد ركائز الاجتهاد عندهم (1) ، بل ألّفوا كتباً بعنوان القياس كما فعل الهادي يحيى بن الحسين ( ت 298 ه- ).

وأمّا الأشخاص الذين ذكرهم صاحب الكتاب ، وذمّهم بشدّة وهم : أبو حنيفة ، وابن أبي ليلى ، وزفر ، ومحمّد بن الحسن ، فإنّ الزيديّة تجلّهم ، وتقدّرهم ، وتعتمد عليهم ، فأمّا أبو حنيفة فمقامه معروف عند الزيديّة حتّى أنّهم نُسبوا إليه في الفقه ، قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات في مدح أبي حنيفة : الإمام الأعظم ، فقيه العراق ، ثمّ ذكر ثناء العلماء عليه وتمجيدهم له ، ثمّ قال : وروي أنّه مات مسموماً بسبب موالاته أهل البيت (2).

وأمّا ابن أبي ليلى وهو عبد الرحمن ، فقد عدّوه من الثقات ، قال إبراهيم ابن المؤيّد في الطبقات : قال الثوري في تهذيب الأسماء واللغات : اتّفقوا على توثيقه وجلالته ، ثم قال : ذكره السيد صارم الدين في ثقات محدّثي الإمامية (3).

وكذلك زفر الذي هو زفر بن هذيل بن قيس العنبري ، ومحمّد بن الحسن ، فإنّ الزيديّة تجلّهم وتروي عنهم (4).

أمّا الإماميّة فموقفهم واضح وصريح اتجاه مدرسة الرأي وكبار دعاتها ومؤسّسيها ، فإنّهم لم يقتصروا على رفضها ، بل سعوا جاهدين لبيان بطلانها ، وأنّها تخالف الدين والشريعة ; لأنّه عمل بالرأي والذوق البشري ، وهو ما لا تجيزه الشريعة الإسلاميّة ، فموقف صاحب الكتاب منسجم تماماً مع موقف

ص: 95


1- انظر : المنتزع المختار من الغيث المدرار المعروف ب- ( شرح الأزهار ) 1 : 180 ، مقدّمة البحر الزّخار : 187 ، الفصول اللؤلؤية : 319 ، باب القياس.
2- طبقات الزيديّة : 388 ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.
3- طبقات الزيديّة : 21 ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.
4- انظر : طبقات الزيديّة : 303 ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

الإماميّة ، ومخالف لما ترتأيه الزيديّة ، وتعمل على وفقه.

النصّ الثالث :

قال - بعد أن ذكر رواية في سندها أبو الجاورد - : وهؤلاء المخالفون لنا ولكم (1).

فهو يعدّ أبا الجارود من المخالفين له ، ومن المعروف بين جميع الفرق والطوائف أنّ أبا الجارود وهو زياد بن المنذر زيديّ ، بل هو رأس الزيديّة الجاروديّة ، وهذا ما نصّت عليه كتب الزيديّة (2) والإماميّة (3) ، فصاحب الكامل المنير أبا الجارود يعتبر الزيديّ مخالفاً له ، فلا يمكن أن يكون هو زيديّاً.

فهذه النصوص تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي ، وهناك نصوص عديدة أخرى تثبت هذا المعنى كما في حديثه عن الخليفة الأوّل والثاني ، ونقله (4) حديثاً يثبت أنّ الإمامة النصّيّة تجاوزت الأئمّة الثلاث ( عليهم السلام ) الى من بعدهم (5) ، وهناك نصوص أخرى تثبت ما ادّعيناه.

فهذا الكتاب وإن حفظ لنا مع التراث الزيديّ الضخم إلاّ أنّه ليس زيديّاً ، بل إماميّاً اثني عشرياً.

ص: 96


1- الكامل المنير : 174.
2- انظر : طبقات الزيديّة : 311 ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.
3- انظر : رجال الطوسي : 135 ] 1409 [ ، رجال النجاشي : 170 ] 448 [.
4- الكامل المنير : 101.
5- الكامل المنير : 49.

( 17 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) محمّد بن سليمان الكوفي ( ت بعد 320 ه- )

الحديث :

الأوّل : الباب السادس والخمسون [ باب ما ذكر في أهل البيت ] محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن عفان العامري ، قال : حدّثنا محمّد بن الصلت ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة بن مصرف ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

الثاني : [ حدّثنا ] أحمد بن السري ، قال : حدّثنا أحمد بن حمّاد ، عن مصعب بن سلام ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء والأرض (2) ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

ص: 97


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 98 ، ح584.
2- كذا في الأصل.
3- مناقب أمير المؤمنين 2 : 105 ، ح593.

الثالث : حدّثنا أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي بن حكيم الأودي ، قال : أخبرنا محمّد بن فضيل بن غزوان ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي كأن قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي ، فإنّهما لن يزالا جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

الرابع : [ حدّثنا ] أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي بن حكيم ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن عطيّة ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، قد تركت فيكم ما إن أخذتم به فلن تضلّوا الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الخامس : [ حدّثنا ] أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي ، قال : أخبرنا محمّد عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان [ التيمي ] قال : انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه ، فقال له حصين : يا زيد ، قد أكرمك اللّه ورأيت خيراً ، حدّثنا يا زيد ، ما سمعت عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال زيد : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فخطبنا بماء يدعى ب- « خم » بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثم قال : « أمّا

ص: 98


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 112 ، ح604.
2- مناقب أمير المؤمنين 2 : 114 ، ح605.

بعد أيّها الناس ، إنّما [ أنا بشر ] أنتظر أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب اللّه وخذوا به » فرغّب في كتاب اللّه وحثّ عليه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » [ قالها ] ثلاث مرّات ، فقال له حصين : يا زيد ، من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : إنّ نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرّم [ عليهم ] الصدقة بعده.

فقال له حصين : من هم يازيد؟ قال : هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس ، فقال له حصين ، أكلّ هؤلاء حرّم [ عليهم ] الصدقة [ بعده؟ ] قال : نعم (1).

السادس : [ حدّثنا ] عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا محمّد بن حميد الرازي ، قال : حدّثنا جرير ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » (2).

السابع : عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا محمّد [ بن حميد ] الرازي ، قال : حدّثنا جرير ، عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد ابن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه فقال [ له حصين ] : يا زيد ، لقد أصبت خيراً [ كثيراً ] ، أخبرني يا زيد ما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وما شهدت معه ، قال [ زيد ] :

ص: 99


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 116 - 117 ، ح606.
2- مناقب أمير المؤمنين 2 : 135 ، ح620.

يابن أخي ، لقد قدم العهد ، وكبرت سنّي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فما حدّثتكموه فاقبلوه ، وما لم أحدّثكم فلا تكلّفوني ، ] ثمّ [ قال : قام فينا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً خطيباً بمكان يدعى « خمّاً » فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول اللّه فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه فيه الهدى والنور من استمسك به ، وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة ، وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ».

قال حصين : من أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ، ولكن أهل بيته من حرّم الصدقة ] عليهم [. قال : مَن هم؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العبّاس ، قال حصين : فكلّ هؤلاء حرّم الصدقة ] عليهم [؟ قال : نعم. (1)

الثامن : قال : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا عبد الرحمان ، قال : حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ] وعترتي أهل بيتي [ وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

التاسع : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ، قال : حدّثني سهل ابن يحيى السفطي ، قال : حدّثنا الحسن بن هارون ، قال : حدّثنا معروف بن

ص: 100


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 135 - 136 ، ح621.
2- مناقب أمير المؤمنين 2 : 140 ، ح622.

خربوذ ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا صدر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع نزل الجحفة ، فصلّى فقال : « أيّها الناس ، إنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، وعترتي أهل بيتي ، انظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّي سألت اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فأعطاني ذلك ، ولا تشتموهم فتهلكوا » (1).

العاشر : [ حدّثنا ] عثمان بن محمّد ، قال : حدّثنا جعفر ، قال : حدّثنا يحيى ، عن المسعودي ، عن كثير النوا وأبي مريم الأنصاري ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الحادي عشر : [حدّثنا ] أبو أحمد ، قال : حدّثني علي بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا خالد ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الثاني عشر : [ حدّثنا ] أبو أحمد ، قال : حدّثنا غير واحد ، عن عبد الملك ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة بن معرف ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك

ص: 101


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 150 ، ح626.
2- مناقب أمير المؤمنين 2 : 167 ، ح646.
3- مناقب أمير المؤمنين 2 : 170 ، ح649.

فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي [ و ] إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

الثالث عشر : محمّد بن منصور ، عن عباد ، عن عبد اللّه بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : نزل النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) الجحفة ، فأمر بدوح فنظّف ما تحتهن ، ثمّ أقبل على الناس فقام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « إنّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الذي قبله ، فإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ ».

قالوا : نقول : إنّك قد بلّغته ووضّحت فجزاك اللّه خيراً ، كما قدر كل إنسان أن يقول.

قال : « أليس تشهدون ألاّ إله إلاّ اللّه ، وأنّي عبد اللّه ورسوله؟ ».

قالوا : بلى.

قال : « أتشهدون أنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، والبعث حقّ بعد الموت؟ ».

فقالوا : بلى.

قال : فرفع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يده فوضعها على صدره ، ثمّ قال : « وأنا أشهد معكم » ، ثمّ قال : « هل تسمعون؟ » قالوا : نعم.

قال : « فإنّي فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، وأنّ عرضه أبعد ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد الكواكب أقداح من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين » فنادى مناد : يا رسول اللّه ، وما الثقلان؟

قال : « الأكبر كتاب اللّه طرفه بأيدكم ، وطرفه بيد اللّه فاستمسكوا به ولا

ص: 102


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 176 ، ح654.

تزلّوا ولا تضلّوا ، والأصغر عترتي فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربّي ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم » ثمّ قال : « هل تسمعون؟ » فقالوا : نعم (1).

الرابع عشر : محمّد بن منصور ، عن محمّد بن حميد ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن أبي مريم ، عن يزيد بن حيّان ، قال : انطلقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم ، فدخلنا على زيد بن أرقم الأنصاري في غرفة له فتوضّأ ، ثمّ قام فصلّى فلم يصل الصلاة ، فانصرف فحدّثنا فقال : ما حدّثتكم فاقبلوه منّي ، وما نسيت فلا تكلّفونيه ، فإنّا كنّا نرى أنّ رسول اللّه أطولنا حياة ، وأنّه قام مقاماً بين مكّة والمدينة يدعى غدير خمّ ، فذكّر ووعظ ، ثمّ قال : « أمّا بعد ، فإنّما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني أمر ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه حبل اللّه من استمسك به كان على الهدى ، ومن أخطأه كان على الضلالة ، فاتّبعوا كتاب اللّه واهتدوا به ، فإنّه هو الهدى والنور ، ثمّ أهل بيتي أذّكركم اللّه في أهل بيتي » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعا أيديهما حتّى نظروا إلى بياض إبطيهما ، فسمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » (2).

الخامس عشر : عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ، قال : حدّثني أبو زرعة ، قال : حدّثني كثير بن يحيى ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن

ص: 103


1- مناقب أمير المؤمنين 2 : 175 - 176 ، ح849.
2- مناقب أمير المؤمنين 2 : 407.

أرقم ، قال : لمّا رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوادع نزل غدير خمّ ، ثمّ أمر بدوحات فقممن ] تحتها ثمّ خطبهم [ ثمّ قال : « فكأنّي قد دعيت فأجبت ، وأنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » ثمّ قال : « إنّ اللّه مولاي وأنا مولى كل مؤمن » ثم أخذ بيد علي (1) ....

السادس عشر : أبو أحمد ، قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدّثنا كامل أبو العلاء ، قال : سمعت حبيب يعني ابن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى انتهى إلى غدير خمّ ، فأمر بدوح فكسح ، في يوم ما أتى عليه يوم أشدّ حرّاً منه ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، وقال : « يا أيّها الناس ، إنّه لم يبعث نبيّ قط إلاّ عاش نصف الذي عاش من قبله ، وإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ] الثقلين [ فلا تضلّوا عنه : كتاب اللّه ] وأهل بيتي [ » ثمّ أخذ بيد علي ... (2).

محمّد بن سليمان الكوفي :

قال إبراهيم الوزير ( ت 914 ه- ) في الفلك الدّوار - بعد أن ذكر حديثاً - : وقد رواه عدّة من ثقات أصحابنا كمحمّد بن سليمان جامع المنتخب ، وأحد تلامذة محمّد بن منصور ، في كتابه المسمّى ( المناقب ) (3).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : علاّمة العلماء وسيّدهم ، الفاضل المحدّث الجامع للكمالات الربّانيّة ، محمّد بن سليمان

ص: 104


1- مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) 3 : 435 ، ح919.
2- مناقب أمير المؤمنين 2 : 440 ، ح925.
3- الفلك الدّوار : 151.

الكوفي ( رحمه اللّه ) ، هو العلاّمة حافظ الإسلام ، صاحب الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) ، ونسبه في أسد بن خزيمة ، وتولّى القضاء للهادي ( عليه السلام ) ولولده الناصر ، وهو غير علي ابن سليمان الكوفي قاضي الهادي ( عليه السلام ) فهما رجلان شهيدان ، ثمّ قال : وله كتب صنّفها في الدين ، ثمّ قال : وفيها الشهادة بفضل علمه في الفقه وأصول الملّة ، ونقلة أخبارها ، وبعلمه بطرق الاستدلالات على الحق فيما اختلف فيه الناس من أمور الدين ، ثمّ قال : قال الشيخ أبو عمرو - وهذه ألفاظه - : ومع ما في أخباره ممّا يدلّ على أنّه من تلامذة الشيخ الفاضل العبد الصالح محمّد بن منصور المرادي ، انتهى.

قلت : وكان محمّد بن سليمان ( رحمه اللّه ) خرج مع علي بن زيد الزيدي ( رحمه اللّه ) بالكوفة ، وذلك أنّه ( عليه السلام ) دعا بالكوفة ، فلم يجتمع لدعوته الناس (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في طبقات الزيديّة : محمّد بن سليمان الكوفي ، أبو جعفر ، الراوي عن الهادي كتاب المنتخب.

ثمّ قال : وهو أيضاً من تلامذة محمّد بن منصور المرادي ومحمّد بن زكريّا العلاني ، وعنه محمّد بن أبي الفتح ، وكان من أصحاب الهادي ( عليه السلام ) ، وولاّهُ القضاء ، ثمّ لمّا مات ، وولي ولده الناصر لدين اللّه كذلك جعله على القضاء ذلك ، وله تصانيف.

ثمّ قال : وفي كتبه ما يشهد بفضل علمه في الفقه وأصول الملّة ، ونقله أخبارها ، ثمّ اختار الهجرة من العراق إلى الهادي ( عليه السلام ). (2) قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : محمّد بن

ص: 105


1- مطلع البدور 4 : 165.
2- طبقات الزيديّة 2 : 270 ، الطبقة الثانية.

سليمان الكوفي ، سمع عن محمّد بن منصور المرادي ومحمّد بن زكريّا العلاني وغيرهما ، وأخذ عن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : محمّد بن سليمان الكوفي أبو جعفر من أعلام الفكر الإسلامي ، حافظ محدّث ، مسند ، ثبت ، مجاهد ، مولده في النصف الثاني من القرن الثالث تقريباً سنة 255 (2) في الكوفة.

ثمّ قال : وأخذ عن كثير من حفّاظ عصره ، وعلى رأسهم الحافظ المسند محمّد بن منصور المرادي المتوفّى سنة 290 ه-.

ثمّ قال : وربّما توفّي في زمن الناصر المتوفّى سنة 322 ه- (3).

قال الشيخ المحمودي - محقّق الكتاب - في الهامش : لم يتّضح لي تاريخ وفاته غير أنّ تصريحه في آخر هذا الكتاب القيّم بأنّه فرغ من تأليفه سنة 300 ، وقضاوته أيّام الناصر وهو أحمد بن الهادي إلى الحق ، حيث قام بالأمر بعد أبيه ، يفيد أنّ وفاته بعد سنة 320 ه- (4).

ولكن قال محمّد يحيى سالم عزّان - محقّق كتاب الفلك الدّوار - في الهامش : محمّد بن سليمان الكوفي ، نسبه في أسد بن خزيمة ، ولد حوالي سنة 270 ه-. ثمّ قال : توفّي بعد سنة 309 ه- (5).

ص: 106


1- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 86.
2- ولكنّ خروجه مع علي بن زيد ينافي هذا ، كما ذكره صاحب مطلع البدور فإنّ علي ابن زيد استشهد سنة 256 ه- ، ولكن قال محمّد يحيى سالم عزّان في مقدّمة كتاب المنتخب - بعد أن ذكر كلام صاحب مطلع البدور ، وقال : إنّه نقله عن مقاتل الطالبيين - : والذي يبدو لي أنّه ولد حوالي سنة ( 275 ه- ) ثمّ ذكر قول ابن أبي الرجال المتقدّم ، ثمّ قال : أقول : هذا وهم ; لأنّ الذي في مقاتل الطالبيين علي بن سليمان الكوفي.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 903.
4- مناقب أمير المؤمنين 1 : 10 ، في الهامش.
5- الفلك الدّوار : 28 ، في الهامش.
مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

نسبه إليه إبراهيم بن محمّد الوزير في أكثر من موضع من كتابه الفلك الدّوار في علوم الحديث والفقه والآثار (1).

ونسبه إليه ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور ، قال : وله كتب صنّفها في الدين منها ... ، كتاب المناقب في فضائل أمير المؤمنين ( كرم اللّه وجهه ) ، وشواهد إمامته ، وكرم منشئه ، وحظه من اللّه ومن رسوله ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وشريف صحبته ، وخلافته ، وصدق وصيّته بالأسانيد الخمسة المعروفة المشهود بفضل رواتها في علماء الحديث وفقهاء العراقين والحجاز ومصر والشام واليمن ، وغيرها من البلدان (2).

ونسبه إليه أيضاً إبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (3) ، والمؤيّدي في لوامع الأنوار (4) ، وعبد السّلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (5) ، ومصادر التراث (6) ، وأحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (7) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (8).

قال السيد العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي : البراهين في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وهو على ما يبدو من مطلع البدور - كما

ص: 107


1- الفلك الدوّار : 28 ، 151 ، 154.
2- مطلع البدور 4 : 165.
3- طبقات الزيديّة 2 : 270.
4- لوامع الأنوار 1 : 320.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 904.
6- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 462 ، 530.
7- مؤلّفات الزيديّة 1 : 201 ، 3 : 57.
8- معجم المؤلّفين 10 : 54.

تقدّم - غير كتابه المناقب ، ولكن ما وجدناه حتّى الآن من مخطوطات كتاب البراهين يطابق كتاب المناقب تماماً.

ثمّ قال : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كتاب قيّم جمع فيه أكثر من ألف ومائتي حديث من غرر مناقب أمير المؤمنين وفضائله ( عليه السلام ) ، رواها عن شيوخه بأسانيد جياد ، وفرغ منه 12 رجب سنة 300 هجرية.

ثمّ ذكر السيد أربع مخطوطات للكتاب ومشخّصاتها (1).

قال الشيخ محمّد باقر المحمودي - محقق الكتاب - : ثمّ إنّ كتاب المناقب هذا من أفخم ما صنّف في إثبات معالي الصادقين ، وإيراد مزايا الصدّيقين ، وهو مع نقصه في مواضع منه - كما نشير إليه في مضانّها - هو الغالي الذي ما وجدنا مثله ، ولا يسع لمثمّن أن يثمّنه.

ومن خواصّ هذا الكتاب أنّ أكثر مواضيعه ممّا اشترك في روايته الشيعة والسنّة ، وكثير من مواضيعه إمّا متواتر عند المسلمين ، أو رووه بنحو الاستفاضة ، وأكثر رواة مواضيعه من رواة صحاح أهل السنّة ، كما نبّهنا على ذلك في كثير من تعليقاتنا عليه.

ثمّ قال : ولكن مع تفرّد الكتاب بمزايا لا توجد في غيره - ممّا صنّف في نفس المواضيع التي يتضمّنها هذا الكتاب - ومع ذلك يشتمل على بعض النقائص منها : عدم تناسق أبوابه وفصوله حسب كمّيّة المحتوى.

ثمّ قال : ومنها : اختلاط مواضيع أبوابه ، وعدم ترتيبها وتنظيمها كما ينبغي ، ولهذا كثيراً ما كنت أنوي أن أرتّب مواضيع الكتاب وأنشره باسم ( تنفيد المواهب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته الأطائب )

ص: 108


1- مجلّة التراث 24 : 95.

ولكن صرفني عن ذلك عدم نشر أصل الكتاب.

ثمّ قال : وبعد ما فرغنا من نشر أصل الكتاب سننشر بحول اللّه وقوّته ترتيبه باسم ( تنفيد المواهب ) بعون اللّه (1).

ص: 109


1- مناقب أمير المؤمنين 1 : 7 ، مقدّمة المحقق.

ص: 110

( 18 ) كتاب المنتخب ليحيى بن الحسين الهادي إلى الحق ( ت 298ه- ) جامعه وراويه : محمّد بن سليمان الكوفي ( ت بعد 320 ه- )

الحديث :

قال محمّد بن سليمان الكوفي : فحدّثنا نصر بن أبان ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) قال أصحاب النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : يارسول اللّه ، من قرابتك الذين أمرنا اللّه بمودّتهم؟ فقال : رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « هم علي وفاطمة والحسن والحسين هؤلاء قرابتي » ، ثمّ أكّد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) على الأمّة ما أمره اللّه به في أهل بيته ، فقال فيما روى يحيى بن عبد الحميد أيضاً عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال لأمّته : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب المنتخب :

قال السيد صارم الدين إبراهيم الوزير ( ت 914 ه- ) في الفلك الدوّار - بعد أن ذكر حديثاً - : وقد رواه عدّة من ثقات أصحابنا كمحمّد بن سليمان جامع المنتخب (2).

ص: 111


1- المنتخب : 13 ، مقدّمة جامع الكتاب وراويه.
2- الفلك الدوّار : 151.

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور - بعد أن ذكر اسمه - : ومحمّد هو صاحب المنتخب الذي سأل عنه الهادي إلى الحق (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن سليمان الكوفي أبو جعفر ، الراوي عن الهادي كتاب المنتخب ، سأل الهادي ( عليه السلام ) عنه وأجابه (2).

قال السيّد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : المنتخب ، تأليف : الإمام الهادي يحيى بن الحسين الهاشمي اليمني ، جمعه تلميذه محمّد بن سليمان الكوفي ، وعلى هذا الكتاب اعتماد الهادويين من الزيديّة في الفقه (3).

والكتاب من الكتب المشهورة في أوساط الزيديّة ، وقد نسبه إلى الهادي إلى الحق الهاروني في الإفادة (4) ، وعبد اللّه بن حمزة في الشافي (5) ، وحميد المحلّي في الحدائق الورديّة (6) ، وغيرهم (7) ، ولكن لم نذكر هذا الكتاب ضمن مؤلّفات الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وذكرناه هنا ; لأنّ الحديث الذي نقلناه عن هذا الكتاب كان ضمن مقدّمة الجامع محمّد بن سليمان الكوفي ، وبيّنا أنّ محمّد بن سليمان جامع وراوي وسائل هذا الكتاب لا غير. وقد طبع هذا الكتاب مع كتاب الفنون الذي هو بنفس صفة المنتخب بتحقيق محمّد يحيى سالم عزّان.

ص: 112


1- مطلع البدور 4 : 165.
2- طبقات الزيديّة 2 : 270 ، الطبقة الثانية.
3- مؤلّفات الزيديّة 3 : 61.
4- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 128 - 146.
5- الشافي 1 : 303 - 307.
6- الحدائق الورديّة 2 : 25.
7- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق.

( 19 ) كتاب الولاية أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة ( ت 333 أو 332 ه- )

الحديث :

الأوّل : ابن عقدة ، من طريق سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ، أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر هو حبل فبيد اللّه طرفه ، والطرف الآخر بأيديكم ، وهو كتاب اللّه إن تمسّكتم به فلن تضلّوا ، ولن تذلّوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي ، إنّ اللّه اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت ذلك لهما فأعطاني ، واللّه سائلكم كيف خلفتموني في كتاب اللّه وأهل بيتي » (1).

الثاني : ابن عقدة ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، حدّثنا نصر ، وهو ابن مزاحم ، حدّثنا الحكم بن مسكين ، حدّثنا أبو الجارود وابن طارق ، عن عامر بن واثلة ، وأبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليّاً يقول لهم : « لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك » ثمّ قال : « أنشدكم باللّه أيّها النفر جميعاً ....

ص: 113


1- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 122 ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : 159.

قال : فأنشدكم باللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض؟ » قالوا : اللّهمّ نعم (1).

الثالث : ابن عقدة ، من حديث سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي ذر ، أنّه أخذ بحلقة باب الكعبة ، فقال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

الرابع : ابن عقدة ، حدّثنا أحمد بن يوسف الجعفي ، حدّثنا محمّد بن يزيد النخعي ، حدّثنا حسين بن شداد ، أخبرنا محمّد بن كثير ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عقيل ، عن سلمان بالحديث (3).

الخامس : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن كثير ، عن فطر وأبي الجارود ، وكلاهما عن أبي الطفيل أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أنشد اللّه من شهد يوم غدير خمّ إلاّ قام ، ولا يقوم رجل يقول : نُبّئتُ ، أو بلغني ، إلاّ رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه ، فقام سبعة عشر رجلاً ، منهم : خزيمة بن ثابت ، وسهل بن سعد ، وعدي بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو شريح الخزاعي ، وأبو قدامة الأنصاري ، وأبو ليلى ، وأبو الهيثم بن التيهان ، رجال من قريش ، فقال علي ( رضي اللّه عنه ) وعنهم :

ص: 114


1- مناقب الإمام علي ( عليه السلام ) لابن المغازلي : 136 ، المناشدة يوم الشورى ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : 175.
2- جواهر العقدين ، القسم الثاني 1 : 86 ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : 193.
3- نقلاً عن كتاب الولاية ، جمع السيّد حرز الدين : 194 ، نقلاً عن رسالة الذهبي في طرق حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه 96 / 114 ).

« هاتوا ما سمعتم » ، فقالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع حتّى إذا كان الظهر خرج رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فأمر بشجرات فسوّين وألقي عليهنّ ثوب ، ثمّ نادى بالصلاة ، فخرجنا فصلّينا ، ثمّ قام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، ما أنتم قائلون » ، قالوا : قد بلّغت ، قال : « اللّهم اشهد » ثلاث مرّات ، قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون » ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض نبّأني بذلك اللطيف الخبير » ... ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين (1).

السادس : ابن عقدة بإسناده عن عبد الرّزاق بن همام ، عن محمّد بن راشد ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، أنّ معاوية لمّا دعى أبا الدرداء وأبا هريرة ، ونحن مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصفّين ، فحمّلهما الرسالة إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأدّياه إليه ، قال : « قد بلّغتماني ما أرسلكما به معاوية ، فاستمعا منّي وأبلغاه عنّي كما بلّغتماني » ، قالا : نعم ، فأجابه علي ( عليه السلام ) الجواب بطوله حتّى إذا انتهى إلى ذكر نصب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إيّاه بغدير خم بأمر اللّه تعالى قال : ( ... )

فقال علي ( عليه السلام ) : « أنشدكم باللّه تعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قام خطيباً ، ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب اللّه عزّ وجلّ وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد أخبرني ، وعهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فقالوا : نعم ،

ص: 115


1- جواهر العقدين ، القسم الثاني 1 : 80 ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : 196.

اللّهمّ قد شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقام اثنا عشر رجلاً من الجماعة فقالوا : ... ، فقام السبعون البدريّون ونحوهم من المهاجرين ، فقالوا : ذكّرتمونا ما كنّا نسيناه ، نشهد أنّا قد كنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ).

فانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة فحدّثا معاوية بكلّ ما قال علي ( عليه السلام ) ، وما استشهد عليه ، وما ردّ عليه الناس وشهدوا به (1).

السابع : ابن عقدة ، عن أبي هريرة أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي خلّفت فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثامن : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن كثير ، عن فطر ، وأبي الجارود ، كليهما عن أبي الطفيل ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا الحوض » (3).

التاسع : ابن عقدة ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن المستورد ، قال حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدّثنا سفيان - وهو ابن إبراهيم - عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم - عن الحسن بن عطيّة العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّه سمع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ألا إنّ أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (4).

ص: 116


1- الغيبة للنعماني : 73 ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : 202.
2- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 122 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 206.
3- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 119 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 209.
4- أمالي الشيخ الطوسي : 255 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 216.

العاشر : ابن عقدة ، من طريق يونس بن عبد اللّه بن أبي فروة ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ، عن جابر ( رضي اللّه عنه ) ، قال : كنّا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلى الجحفة أمر بشجرات ، فقمّ ما تحتهن ، ثمّ خطب الناس فقال : « أمّا بعد أيّها لناس ، فإنّي لا أراني إلاّ موشكاً أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول ، وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون؟ » قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت ، قال : « إنّي لكم فرط ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

الحادي عشر : ابن عقدة ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : كنّا مع النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلى الجحفة نزل ، ثمّ خطب الناس ، فقال : « أيّها الناس ، إنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون؟ » قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت ، قال : « إنّي لكم فرط ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثاني عشر : ابن عقدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : أقبل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوم حجّة الوداع فقال : « إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم تبعي ، وإنّكم توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم عن ثقلي ، كيف خلفتموني فيهما؟ » ، فقام رجل من المهاجرين ، فقال : ما الثقلان؟ ، قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرفه بيداللّه ، وسبب طرفه بأيديكم ، والأصغر عترتي ، فتمسّكوا بهما ، فمن استقبل قبلتي ، وأجاب دعوتي ، فليستوصِ بعترتي خيراً ، فلا تقتلوهم ، ولا

ص: 117


1- استجلاب ارتقاء الغرف : 97 ، جواهر العقدين القسم الثاني 1 : 77 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 218.
2- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 125 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 218.

تقهروهم ، ولا تقصّروا عنهم ، وإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا عليّ الحوض كهاتين - وأشار بالمسبحتين - ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدوّ » (1).

الثالث عشر : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع مولى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : لمّا نزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) غدير خمّ مصدره من حجّة الوداع ، قام خطيباً بالناس بالهاجرة ، فقال : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر فبيد اللّه طرفه ، والطرف الآخر بأيديكم ، وهو كتاب اللّه إن تمسّكتم به فلن تضلّوا ، ولن تذلّوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي ، إنّ اللّه هو الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألته ذلك لهما ، والحوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه من الآنية عدد الكواكب ، واللّه سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي » (2).

الرابع عشر : ابن عقدة من حديث إبراهيم بن محمّد الأسلمي ، عن حصين ابن عبد اللّه بن ضمرة ، عن أبيه ، عن جدّه ( رضي اللّه عنه ) ، قال : لمّا انصرف رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع أمر بشجرات فقممن بوادي خمّ وهجر ، فخطب الناس ، فقال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّي مقبوض ، أوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ » ، قالوا : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وأدّيت ، قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3).

ص: 118


1- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 116 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 221.
2- جواهر العقدين القسم الثاني 1 : 87 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 224.
3- استجلاب ارتقاء الغرف : 108 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 227.

الخامس عشر : ابن عقدة ، من طريق عبد اللّه بن سنان ، عن أبي الطفيل ، عن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد ( رضي اللّه عنهما ) ، قالا : لمّا صدر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ولم يحجّ غيرها ، أقبل حتّى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات بالبطحاء متقاربات ، لا ينزلوا تحتهن ، حتّى إذا نزل القوم ، وأخذوا منازلهم سوّاهن ، أرسل إليهن فقمّ ما تحتهن ، ثمّ انصرف إلى الناس ، وذلك يوم غدير خمّ ، وخمّ من الجحفة ، وله بها مسجد معروف فقال : « أيّها الناس ، إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لن يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإنّي لأظنّ أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، هل بلّغت ، فما أنتم قائلون؟ » قالوا : نقول : قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً ، قال : ... ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، أنا فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، أعرض ممّا بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد نجوم السماء ، قدحان من فضّة ، ألا وإنّي سائلكم حيث تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني » ، قالوا : وما الثقلان يارسول اللّه؟ ، قال : « الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه ، وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ، ولا تبدّلوا ، ألا وعترتي ، فإنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت اللّه ربّي لهم ذلك فأعطاني ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم » (1).

السادس عشر : ابن عقدة ، من طريق عروة بن خارجة ، عن فاطمة الزهراء ( رضي اللّه عنها ) قالت : « سمعت أبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول ، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيّها الناس ، يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً ، وقد

ص: 119


1- جواهر العقدين ، القسم الثاني 1 : 83 ، وانظر كتاب الولاية جمع حرز الدين : 232.

قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، ثمّ أخذ بيد علي فقال : هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض ، فأسألكم ما تخلفوني فيهما » (1).

السابع عشر : ابن عقدة ، من حديث عروة بن خارجة ، عن فاطمة بنت علي ، عن أمّ سلمة ( رضي اللّه عنها ) قالت : أخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بيد علي ( رضي اللّه عنه ) بغدير خمّ ، فرفعها حتّى رأينا بياض إبطه فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ... الحديث ، وفيه : ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثامن عشر : ابن عقدة من طريق عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمّ سلمة ، قالت : أخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بيد عليّ بغدير خمّ ، فرفعها حتّى رأينا بياض إبطه ، فقال : « مَن كنت مولاه فعليّ مولاه » ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

التاسع عشر : ابن عقدة ، من حديث عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة ابن هبيرة ، عن أبيه ، أنّه سمع أم هانئ ( رضي اللّه عنها ) تقول : رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّته حتّى إذا كان بغدير خمّ أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قام خطيباً بالهاجرة فقال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّي يوشك أن أدعى فأجيب ، وقد تركت فيكم ما لم تضلّوا بعده أبداً : كتاب اللّه طرف بيد اللّه ، وطرف بأيديكم ،

ص: 120


1- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 123 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 242.
2- جواهر العقدين ، القسم الثاني 1 : 88 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 244.
3- ينابيع المودّة لذوي القربى 1 : 123 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 245.

وعترتي أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدّة :

قال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في رجاله : أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد اللّه بن عجلان ، مولى عبد الرحمن ابن سعيد بن قيس الهمداني السبيعي الكوفي ، المعروف بابن عقدة ، يكنّى أبا العبّاس ، جليل القدر عظيم المنزلة ، له تصانيف كثيرة ، ذكرناها في كتاب الفهرست ، وكان زيديّاً جاروديّاً (2) ، إلاّ أنّه روى جميع كتب أصحابنا ، وصنّف لهم وذكر أصولهم ، وكان حفظة ، سمعت جماعة يحكون عنه أنّه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها ، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث ، إلى أن قال الشيخ الطوسي : ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين ، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (3).

وقال في الفهرست : وكان زيديّاً جاروديّاً ، وعلى ذلك مات ، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم ، وخلطته بهم ، وتصنيفه لهم ، إلى أن قال : ومات أبو العباس بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (4).

قال الخطيب البغدادي ( ت 463 ه- ) في تاريخ بغداد : كان حافظاً عالماً

ص: 121


1- جواهر العقدين ، القسم الثاني 1 : 88 ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : 245.
2- ولكن التستري في قاموس الرجال 1 : 604 ، ذكر ملاحظات رجّح بموجبها أن يكون إماميّاً لا زيديّاً.
3- رجال الطوسي : 409 [ 5949 ].
4- فهرست الطوسي : 68 [ 86 ].

مكثراً ، جمع التراجم والأبواب والمشيخة ، وأكثر الرواية ، وانتشر حديثه ، وروى عنه الحفّاظ والأكابر ، ثمّ قال : قال الدارقطني : كان أبو العبّاس بن عقدة يعلم ما عند الناس ، ولا يعلم الناس ما عنده (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : إمام المجدّدين ابن عقدة ، هو أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، مولى بني هاشم ، المعروف بابن عقدة ، الحافظ العلاّمة المتقن البحر ، ثمّ قال : يجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت ( عليهم السلام ) وبني هاشم ، ويحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها ، وقيل : كان يذاكر في ستّماية ألف حديث ، كان حافظاً عالماً مكثراً ، إلى أن قال : ولد سنة تسع وأربعين ومائتين ، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وعقدة بضم العين المهملة ، وسكون القاف ، وفتح الدال المهملة (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : أحمد بن محمّد بن سعيد ، أبو العبّاس ، المعروف بابن عقدة الكوفي ، مولى بني هاشم ، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين ، وكان أبوه نحوياً صالحاً ، يلقّب بعقدة ، ثمّ ذكر صفته ، وعدد رواياته ، ومن روى عنه ، وأقوال العلماء فيه ، إلى أن قال : وتوفّي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة (3).

ص: 122


1- تاريخ بغداد 5 : 14.
2- مطلع البدور 1 : 215.
3- طبقات الزيديّة 1 : 114 ، الطبقة الثانية. وانظر في ترجمته أيضاً : رجال النجاشي 1 : 103 ، معجم رجال الحديث 2 : 274 ، لسان الميزان 1 : 263 ، ميزان الاعتدال 1 : 1362 ، الأنساب 4 : 414 ، تنقيح المقال 1 : 85 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، إيضاح المكنون : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 170 ، معجم المؤلّفين 2 : 106 ، الفلك الدوّار : 147 ، البداية والنهاية 11 : 155 ، المنتظم 84 : 224 ، الوافي بالوفيات 7 : 995 ، الأعلام 1 : 217 ، هديّة العارفين 1 : 80 ، أعيان الشيعة 3 : 112 ، أسد الغابة 3 : 274 ، منهاج السنّة 4 : 86 ، تهذيب الكمال 33 : 284 ، فتح الباري 7 : 61 ، تهذيب التهذيب 7 : 294 ، جواهر العقدين ، القسم الثاني 1 : 98 .

وقد فصّل عبد الرزّاق حرز الدين - جامع الكتاب - في مقدّمة كتاب الولاية الكلام عن ابن عقدة وتواريخه ومكانته العلميّة عند المذاهب الإسلاميّة.

كتاب الولاية :

قال الشيخ الطوسي ( ت 460 ه- ) في الفهرست : له كتب منها : كتاب الولاية ، ومن روى غدير خم (1). وكذا قال النجاشي ( ت 450 ه- ) في رجاله (2).

قال ابن البطريق ( ت 600 ه- ) في العمدة : وذكر أبو العبّاس أحمد بن محمّد ابن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير ، وأفرد له كتاباً ، وطرقه من مائة وخمسة (3).

ونسبه إليه أيضاً : ابن شهر آشوب المازندراني في معالم العلماء (4) ، والعلاّمة الحلّي في إجازته لبني زهرة (5) ، وابن طاووس في اليقين (6) ، وقال في الإقبال : صنّف كتاباً سمّاه ( حديث الولاية ) وجدت هذا الكتاب بنسخة قد

ص: 123


1- فهرست الطوسي 69 [ 86 ].
2- رجال النجاشي: 94.
3- العمدة : 112.
4- معالم العلماء : 16.
5- بحار الأنوار 104 : 116.
6- اليقين : 183 ، باب [ 37 ].

كتبت في زمان أبي العبّاس ابن عقدة مصنّفه ، تاريخها سنة ثلاثين وثلاثمائة ، صحيح النقل ، عليه خط الطوسي وجماعة من شيوخ الإسلام ، لا يخفى صحّة ما تضمّنه على أهل الإفهام ، وقد روى فيه نصّ النبيّ صلوات اللّه عليه على مولانا علي ( عليه السلام ) بالولاية من مائة وخمس طرق (1).

وممّن نسبه إليه أيضاً أو اطّلع عليه : البغدادي في تاريخ بغداد (2) ، ابن الأثير في أسد الغابة (3) ، الذهبي في رسالته في طرق حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه (4) ، وغيرهم (5).

قال عبد الرّزّاق حرز الدين - جامع الكتاب - وكغيره من كتب ابن عقدة يعدّ كتاب الولاية من الكتب المفقودة في عصرنا الحاضر ، ثمّ قال في الهامش تعليقاً على كلامه هذا : مما يدعم ذلك ما ذكره السيّد حامد حسين الموسوي اللكهنوي ( ت 1306 ه- ) في عبقات الأنوار 1 : 72 ، قال : فإن أنكر متعصّب أصل وجود هذا الكتاب متذرّعاً إلى ذلك بفقدانه اليوم من أيدي الناس أسكتناه بأنّ أكثر من واحد من الأعلام قد ذكروا كتاب ابن عقدة هذا ، ثمّ قال جامع الكتاب : ومن ثمّ جاء سعينا لجمع شتات الكتاب واستخراج أحاديثه من بطون الكتب ، وقد أمكننا اللّه سبحانه وتعالى بتوفيقه وتسديده بعد جهود حثيثة من البحث والتتبّع والمطالعة من العثور على أحاديث أكثر الصحابة رواة حديث الغدير في كتاب الولاية هذا ، ليضع الكتاب نفسه من جديد في مكانه

ص: 124


1- الإقبال 2 : 239.
2- تاريخ بغداد 8 : 146.
3- أُسد الغابة 3 : 274.
4- رسالة الذهبي في طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه : 63 نقلاً عن كتاب الولاية جمع السيد عبد الرزاق حرز الدين.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

بين المصادر الحديثيّة (1).

ص: 125


1- كتاب الولاية : 5 ، مقدّمة جامع ومرتّب الكتاب.

ص: 126

مؤلّفات أحمد بن موسى الطبري ( ت بعد 340 ه- )

( 20 ) المنير على مذهب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) ويسمّى « الأنوار »
الحديث :

الأوّل : قال : وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لجميع أمّته : « أيّها الناس ، إنّي مسائلكم غداً فمحف بكم في المسألة عن كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : وقال ( عليه السلام وآله ) لأمّته : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث : قال : لأنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) شبّه أولاده الهادين بالنجوم ، وقرنهم بالكتاب عندما قال : « إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الرابع : قال : ولذلك قال النبي لأمّته : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (4).

ص: 127


1- المنير : 35.
2- المنير : 38.
3- المنير : 163.
4- المنير : 175.

الخامس : قال : وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لجميع أمّته : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

أحمد بن موسى الطبري :

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة - عند ذكر الهادي إلى الحق - : وكان معه جماعة من الطبريين ، خرجوا معه من طبرستان ، ومنهم فضلاء وعلماء وشهداء ، ولهم جهاد عظيم ، ومنهم الشيخ العلاّمة أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري ، وعلى يده انتشر مذهب الهادي ( عليه السلام ) في اليمن ، وبينه وبين علماء المذاهب مناظرات ومراجعات ، وكان سكونه في آخر مدّته بصنعاء ، وكان له من العناية بإحياء الدين باليمن أضعاف ما كان منه في زمن الهادي وولديه المرتضى والناصر ، ثمِّ قال : فلم يلبث أن صار له حزب وشيعة يصلّي بهم في المسجد (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : علاّمة الشيعة ، الفقيه الربّاني الراجح ، أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري ( رحمه اللّه ) ، حافظ السنن ، الماضي على أقوم سنن ، شيخ الإسلام ( رضي اللّه عنه ).

ثمّ قال : ولأبي الحسين أخبار وغرائب ، وله مجالس بعدن وصنعاء ، تدلّ على تيقّن كامل (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : أحمد بن موسى

ص: 128


1- المنير : 292.
2- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 1 : 604.
3- مطلع البدور 1 : 224.

الطبري ، أبو الحسين ، يروي عن محمّد بن يحيى ، عن أبيه الهادي أصول الدين وعنه علي بن أبي الفوارس اللغوي ، وإبراهيم اليفرسي الصنعاني (1).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : أحمد بن موسى الطبري أبو الحسين ، يروي عن المرتضى ابن الهادي ، وعنه عليّ بن أبي الفوارس اللغوي ، وإبراهيم اليفرسي الصنعاني ، وهو ممّن قام من الطبريين ، وكان شيخ الإسلام وعماد العدل والتوحيد (2).

قال عبد اللّه بن حمود العزّي - محقق كتاب مجالس الطبري - : ولم تتحفنا المصادر التاريخيّة بمولده أو وفاته ، ولكن من المحتمل قويّاً - كما ذكر المؤرّخ الشامي - أنّه ولد عام ( 268 ه- ) وتوفّي بعد عام ( 340 ه- ) لأنّه إذا كان الإمام الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) لم يدخل صنعاء سنة ( 288 ه- ) إلاّ وهذا أحدهم ، فإنّ عمره قد يكون جاوز العشرين ، ومعاصرته لابن الضحّاك تجعلنا نستنتج أنّ وفاته كانت سنة ( 340 ه- ) أي أنّه جاوز السبعين (3).

كتاب المنير على مذهب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين :

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الأنوار في معرفة اللّه تعالى ورسوله ، تأليف : أبي الحسين أحمد بن موسى الطبري ، ويسمّى « المنير » أيضاً (4).

قال عبد اللّه بن حمود العزي - محقق كتاب مجالس الطبري - : ولم نعثر

ص: 129


1- طبقات الزيديّة 1 : 212 ، الطبقة الثالثة.
2- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 20.
3- مجالس الطبري : 12 ، مقدّمة المحقّق.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 174.

من مؤلّفاته إلاّ على اثنين هما : مجالس الطبري ، المنير (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأنوار في معرفة اللّه ورسوله ، وصحّة ما جاء به ( على مذهب الهادي ( عليه السلام ) ) ثمّ ذكر له عدّة نسخ في عدّة مكتبات ، ثمّ قال : ويسمّى ( المنير ) (2).

وقد طبع الكتاب بتحقيق علي سراج الدين عجلان ، وصدر عن مركز أهل البيت للدراسات الإسلاميّة ، تحت عنوان : المنير على مذهب الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) ، وهو العنوان الذي أثبتناه للكتاب ، وإن كان يظهر أنّ اسم الأنوار أشهر من المنير.

ص: 130


1- مجالس الطبري : 19 ، مقدّمة المحقّق.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 190.
( 21 ) مجالس الطبري
الحديث :

قال : ثمّ أكّد رسوله بقوله بأمر ربّه حين قال لأمّته : « أيّها الناس ، إنّي مسائلكم غداً فمجحف بكم في السؤال عن كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا أبداً ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب مجالس الطبري أو المجالس والمناظرات :

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : وبينه وبين علماء المذاهب مناظرات ومراجعات (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ولأبي الحسين أخبار وغرائب ، وله مجالس بعدن وصنعاء تدلّ على تيقّظ كامل (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : المجالس والمناظرات ، تأليف : أبي الحسين أحمد بن موسى الطبري في أصول الدين على مذهب الإمام الهادي الحسين بن يحيى (4) ، وفيه جملة من مناقشاته ومناظراته مع

ص: 131


1- مجالس الطبري : 89 ، مجلس في الإمامة.
2- اللآلي المضيّة في أخبار رجال الزيديّة 1 : 604.
3- مطلع البدور 1 : 224.
4- الظاهر هنا وقع تقديم وتأخير ، والصحيح : يحيى بن الحسين.

أتباع المذاهب والملل الأُخرى ، وأكثرها حول ما يعتقده الزيديّة من العقائد (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : المجالس والمناظرات ( في أصول الدين على مذهب الهادي ) - خ ، قال الحبشي : ضمن مجموعة من ورقة 125 - 147 ، أمبروزيانا 205 ، أخرى جامع 79 مجاميع ، أخرى مصوّرة ، ضمن مجموع بمكتبة السيد محمّد عبد العظيم الهادي ، أخرى مصوّرة بمكتبة العلاّمة عبد الرحمن شايم هجرة ( غللة ) ، أخرى ( مخطوط ) ، أصلي بمكتبة السيد محمّد بن يحيى الذاري صنعاء (2).

وقد طبع الكتاب بتحقيق عبد اللّه بن حمود العزي وصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية.

ص: 132


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 421.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 190.
( 22 ) المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة الميامين من ولدهما الطاهرين أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني ( ت 353 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : ذكر وفاة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده ، عن محمّد بن إسحاق ، عن رجاله ، أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لمّا غزا غزوة تبوك ، وكانت آخر غزواته انصرف إلى المدينة ، وحجّ حجّة الوداع ، ورجع إلى المدينة ، فأقام بها بقيّة ذي الحجّة والمحرّم والنصف من صفر ، لا يشتكي شيئاً ، ثمّ ابتدأ به الوجع الذي توفّي فيه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فأخبرنا عبد اللّه بن الحسن الإيواري بإسناده ، عن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه عبد اللّه بن الحسن ( عليه السلام ) ، قال : لمّا نزلت ( إذا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالفَتْحُ ) (1) قال رسول ( صلى اللّه عليه وآله ) : « نعيت إليَّ نفسي » ، وعرف اقتراب أجله ... ، فلمّا مضى النصف من صفر سنة إحدى عشر ، جعل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يجد الوجع والثقل في جسده ... ، ثمّ أمر أن يصبّ عليه سبع قرب ماء من سبع آبار ، فوجد خفّة ، فخرج فصلّى بالناس ، ثمّ قام يريد المنبر ، وعلي والفضل بن العبّاس قد احتضناه حتّى جلس على المنبر ، فخطبهم واستغفر للشهداء ، ثمّ أوصى بالأنصار ، وقال : « إنّهم لا يرتدّون عن منهاجها ، ولا آمن منكم يا معشر المهاجرين الارتداد » ، ثمّ رفع صوته حتّى سمع من في المسجد ووراءه ، وهو

ص: 133


1- سورة الفتح : 1.

يقول : « أيّها الناس ، سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، إنّكم - واللّه - لا تتعلّقون على غد بشيء ، ألا وإنّي قد تركت الثقلين ، فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما هلك » ، فقال عمر بن بن الخطّاب : ما الثقلان يا رسول اللّه؟ فقال : « أحدهما أعظم من الآخر طرف منه بيد اللّه وطرف بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تذلّوا أبداً ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّي ساءلت اللّه ذلك فأعطانيه ، ألا فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهم فتضلّوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم بالكتاب ، أيّها الناس ، احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي ، وافهموا عنّي حتّى ... (1) كيلا ترجعوا بعدي كفّاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإن أنتم فعلتم ذلك وستفعلون لتجدنّ من يضرب وجوهكم بالسيف » ثمّ التفت عن يمينه ، ثمّ قال : « ألا وعلي بن أبي طالب ألا وإنّي قد تركته فيكم ، ألا هل بلّغت؟ » فقال الناس : نعم ، فقال : « اللّهمّ اشهد » ثمّ قال : « ألا وإنّه سيرد عليّ الحوض منكم رجال فيدفعون عنّي ، فأقول : ياربّ أصحابي أصحابي ، فيقول : يا محمّد ، إنّهم أحدثوا بعدك وغيّروا سنّتك ، فأقول : سحقاً سحقاً » ثمّ قام ودخل منزله (2).

الثاني : قال الراوي في إدامة الحديث السابق : ثمّ قام ودخل منزله ، فلبث أيّاماً يجد الوجع ، والناس يأتونه ويخرج إلى الصلاة ، فلمّا كان آخر ذلك ثقل ، فأتاه بلال ليوذنه بالصلاة ، وهو ملف ثوبه على وجهه قد تغطّا به ، فقال : الصلاة يارسول اللّه ، فكشف الثوب وقال : « قد بلّغت يا بلال ، فمن شاء

ص: 134


1- كلمة غير مقروءة في المخطوطة.
2- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمة : 106 ، وفاة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ).

فليصلّ ... » ، وكان رأس رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجر علي بن أبي طالب والفضل ابن العبّاس بين يديه يروّحه ، وأسامة بن زيد بالباب يحجب عنه زحمة الناس ... ، ووجد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خفّة فقام ، فتمسّح وتوضّأ ، فخرج معه علي والفضل بن عبّاس ، وقد أقيمت الصلاة ، وتقدّم أبو بكر ليصلّي ، وكان جبريل ( عليه السلام ) الذي أمره بالخروج ليصلّي بهم ، وعلم من الفتنة إن صلّى أبو بكر ، وخرج رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يمشي بين علي والفضل ، وقدماه يخطّان في الأرض حتّى دخل المسجد ، فلمّا رآه أبو بكر تأخّر ، وتقدّم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وصلّى بالناس ، فلمّا سلّم أمر عليّاً والفضل فقال : « ضعاني على المنبر » فوضعاه على منبره ، فسكت ساعة ، فقال : يأ أمّة محمّد ، إنّ وصيّي فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، اعتصموا بهما تردوا على نبيكم حوضه ، ألا ليذادن عنه رجال منكم فأقول سحقاً » (1).

الثالث : قال الراوي في إدامة حديثه السابق : ثمّ أمر عليّاً والفضل أن يدخلاه منزله ، وأمر بباب الحجرة ففتح ، ودخل الناس عليه ، فقال : « إنّ اللّه لعن الذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد » ، ثمّ قال : « إيتوني بدواة وصحيفة أكتب كتاباً لا تضلّون بعدي أبداً » ، فقال عمر بن الخطّاب : إنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ليهجر ، كتاباً غير كتاب اللّه يريد ، فسمع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قوله فغضب ، ثمّ قال : « اخرجوا عنّي ، وأستودعكم كتاب اللّه وأهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، وانفذوا جيش أسامة ، لا يتخلّف عن بعثه إلاّ عاص لله ولرسوله » (2).

ص: 135


1- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 108 ، وفاة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ).
2- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 109 ، وفاة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ).
أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني :

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : أبو العبّاس الحسني ( عليه السلام ) ، وهو أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمّد بن سليمان بن داود ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، المتكلّم الفقيه المناظر ، المحيط بألفاظ علماء العترة أجمع ، غير مدافع ، ولا منازع ، فكان في محل الإمامة ومنزلة الزعامة (1).

قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في أنوار اليقين :

أم أين فيهم كأبي العبّاس *** الحسني المصقع الهرماس

مطهّر العرض من الأدناس *** والمستضا بعلمه في الناس

ثمّ ذكر نسبه ، وشيء عنه كما ذكر عبد اللّه بن حمزة فيما تقدّم (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : تاج الأمّة ، وسراج الأئمّة ، حافظ الشرايع ومفتيها ، خافض البدايع ومفنيها ، مطلع أشعّة المصابيح ، ومظهر موازين التراجيح ، ترجمان السنّة ، المعمل في الخصوم مواضي السيوف والألسنة ، السيد الشريف الإمام أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن إبراهيم بن محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الحسني رضي اللّه عنهم ، هو حجّة لله باهرة ، ومحجّة إليه ظاهرة ، له العلوم الواسعة ، والمؤلّفات الجامعة (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال في الشافي :

ص: 136


1- الشافي 1 : 317.
2- أنوار اليقين : 340 - 341.
3- مطلع البدور 1 : 86.

وعاصر الملقّب بالطاهر والراضي والمستضي والمتّقي ، قلت : وكانت بيعة المتقي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وتوفّي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

ثمّ قال : يروي عن أبيه ، ومحمّد بن جعفر ، وأبي سعيد ، وعن عبد العزيز ابن إسحاق شيخ الزيديّة ، ومن طريقه اتّصلت طريق المجموع لزيد بن علي ، ورواية المتقدّمين ، هو وأبو زيد عيسى بن محمّد ، وروى عن علي بن العبّاس العلوي ، وسمع الأحكام ، وروى المنتخب على خاتمة الحفّاظ يحيى بن محمّد بن الهادي ( عليه السلام ) ، وهو رواهما عن عمّه أحمد بن الهادي ، وهو عن أبيه الهادي ( عليه السلام ) ، وروى عنه السيدان الأخوان جميع كتب الأئمّة وشيعتهم ، وروى عنه أيضاً يوسف الخطيب ، كما حقّقه مولانا الإمام القاسم بن محمّد ( عليه السلام ) وغيره ، وزيد بن إسماعيل الحسني (1).

جاء في التحف لمجد الدين المؤيّدي (2) ، وأعلام المؤلّفين الزيديّة لعبد السلام الوجيه (3) أنّ وفاته سنة 353 ه- ، وكذلك في تعليقة محمّد يحيى سالم عزان على كتاب الفلك الدوّار (4).

قال الزركلي في الأعلام : أحمد بن إبراهيم ( عز الدين ) بن الحسن أبو العباس الحسني اليماني ، قاض نحوي ، إلى أن قال : صنّف المصابيح - خ - في التاريخ ... ، وكتاباً في الإمامة وما يلزم الإمام ، ثمّ ذكر أنّه ولد سنة 873 ه- ، وتوفّي في فللة 941 ه- (5).

ص: 137


1- طبقات الزيديّة الكبرى 1 : 83.
2- التحف شرح الزلف : 119.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 78.
4- الفلك الدوّار : 63.
5- الأعلام 1 : 88.

أقول : وهذا خلط واضح بين أحمد بن عز الدين صاحب كتاب ( الإمامة وما يلزم الإمام ) العالم النحوي صاحب هذه التواريخ (1) ، وبين أحمد بن إبراهيم أبو العبّاس صاحب المصابيح.

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة :

قال أبو الحسن علي بن بلال الآملي ( القرن الرابع ) - تلميذ المصنف ومتمّم الكتاب - في آخر المصابيح : كان الشريف أبو العبّاس الحسني ( رحمه اللّه ) ابتدأ هذا الكتاب ، فذكر جملة أسامي الأئمّة عليهم الصلاة والسلام في أوّل ما يريد من ذكر خروجهم ، فلمّا بلغ إلى خروج يحيى بن زيد ( عليه السلام ) إلى خراسان حالت المنيّة بينه وبين إتمامه ، فسائلني بعض الأصحاب إتمامه ، فأجبت إلى ملتمسه محتسباً للأجر ، وأتيت بأسمائهم على حسب ما رتّب هو ، ولم أقدّم أحدهم على الآخر ولم أؤخّر (2).

قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في الأنوار : وقد نقلنا من كتابه المسمّى بالمصابيح في معنى كتابنا هذا ما يغني عن إفراده بذكر هاهنا ، وهو موجود في أثناء هذا الكتاب (3).

جاء في أوّل مخطوطة كتاب المصابيح : يقول العبد الفقير إلى اللّه سبحانه أحمد بن سعد الدين بن الحسين بن محمّد المسوري ، وفّقه اللّه وغفر له آمين : أخبرني مولانا أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ، وخليفة الرسول الأمين ، المؤيّد باللّه محمّد بن أمير المؤمنين المنصور باللّه القاسم بن محمّد بن علي -

ص: 138


1- وانظر في ترجمته : البدر الطالع 2 : 240 ، الملحق ، وهجر العلم ومعاقله 3 : 1623.
2- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 385.
3- أنوار اليقين : 341.

ثمّ ذكر نسبه إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - ثمّ قال : إجازة لي عامّة منه ( عليه السلام ) بمنزله المبارك إن شاء اللّه من درب الأمير الأسفل بوادي أقر في أحد شهري ربيع من عام أربع وأربعين وألف ، تلفّظ لي ( عليه السلام ) بعد أن ساءلته لجميع ماله فيه من علوم الإسلام وكتبها التي هذا الكتاب ، وهو مصابيح أبي العبّاس ( عليه السلام ) وتتمّتها لعلي بن بلال ( رحمه اللّه ) أحدها ، طريق من طرق الرواية التي منها ما كتبه عنه في عام أربع وثلاثين وألف بقرية صبور وعرضته عليه ، ثمّ كتبته عنه أيضاً مراراً أخُر ، وعرضته عليه أيضاً ، وقد عدد فيه ( عليه السلام ) جمهوراً كثيراً من كتب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، هذا الكتاب كتاب المصابيح أحدها ، وكتب غيرهم من فقهاء العامّة في كل فن ، قال ( عليه السلام ) في ذلك ، فهذه الكتب المذكورة وغيرها ممّا لم نذكر قد صحّت لنا بطرق الرواية المعتبرة عند أهل العلم ، المتّصلة إلى مصنّفيها وتفصيل طرقها تستوعب مجلّداً ، ثمّ ذكر ( عليه السلام ) أنّه يروي مذهب أهل البيت إجمالاً عن والده أمير المؤمنين المنصور باللّه القاسم بن محمّد بطرقه إلى الإمام الناصر لدين اللّه الحسن بن علي بن داوود - ثمّ يذكر نسبه إلى الهادي إلى الحق - بطرقه إلى الإمام المتوكّل على اللّه أمير المؤمنين يحيى شرف الدين - ثمّ يذكر نسبه - بطرقه إلى الإمام المنصور باللّه أمير المؤمنين محمد بن علي بن محمّد بن أحمد - ثمّ يذكر نسبه - بطرقه إلى الإمامين الأعظمين أمير المؤمنين الهادي إلى الحق عزالدين بن الحسن بن أمير المؤمنين الهادي لدين اللّه علي ابن المؤيّد ، وأمير المؤمنين المتوكّل على اللّه المطهّر بن محمّد بن سليمان - ثمّ يذكر نسبه - بطرقهما إلى الإمام المهدي لدين اللّه أمير المؤمنين أحمد بن يحيى بن المرتضى ( عليهم السلام ) بطرقه إلى الإمام الناصرلدين اللّه أمير المؤمنين صلاح الدين محمّد بن علي ووالده الإمام المهدي لدين اللّه أمير المؤمنين علي ابن محمّد بن علي - ثمّ يذكر نسبه - بطرقهما إلى الإمام المؤيّد باللّه

ص: 139

أمير المؤمنين يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم - ثمّ يذكر نسبه - بطرقه إلى الإمام المهدي أمير المؤمنين محمّد بن المطهّر ووالده المتوكّل على اللّه أمير المؤمنين - ثمّ يذكر نسبه - بطرقهما إلى الإمام الأعظم الشهيد أمير المؤمنين أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم - ثمّ يذكر نسبه - بطرقه إلى الإمام الأعظم المنصور باللّه أمير المؤمنين عبد اللّه بن حمزة - ثمّ يذكر نسبه - بطرقه إلى الإمام الأعظم المتوكّل على اللّه أمير المؤمنين أحمد بن سليمان - ثمّ يذكر نسبه - بطرقه الموصلة إلى السيد الإمام العالم شيخ الأئمّة ووارث الحكمة أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم - ثمّ يذكر نسبه - (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في رجاله : له العلوم الواسعة والمؤلّفات الجامعة كالمصابيح والنصوص وغيرهما ، والذي ألّف من المصابيح هو إلى خروج يحيى بن زيد ( عليهما السلام ) والتتمّة لأبي الحسن علي بن بلال (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت.

ثمّ قال : منه نسخة - خ - بالجامع غربية رقم ( 179 ) تاريخ.

ثمّ قال : ونسخ كثيرة مصوّرة وخطّيّة (3).

طبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق عبد اللّه بن عبد اللّه الحوثي.

وقد اعتمدنا على هذا الكتاب في تراجم من سبقه من الأئمّة في كتابنا هذا.

ص: 140


1- المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : 2 - 5.
2- مطلع البدور 1 : 86.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 78.
( 23 ) الأربعون في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) « المعروفة بأمالي الصفّار » الحسن بن علي الصفّار ( النصف الثاني من القرن الرابع )
الحديث :

قال : وبعترته أهل بيته أتوسّل ، فقد أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمدّ ابن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي الفارسي ، ثمّ البغدادي قراءة عليه ، قال : حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال أخو كرخون : أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا زكريّا ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا الحوض » (1). الحسن بن علي الصفّار :

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : الحسن بن علي الصفّار أبو علي القاضي ، مؤلّف ( الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ) علي ( عليه السلام ) ، روى عن قاضي القضاة وغيره ، وروى عنه تأليفه المذكور أبو طاهر محمّد بن عبد العزيز بن إبراهيم الزعفراني ، ذكره ابن حميد ، والكني في مسنده (2).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : الحسن بن علي

ص: 141


1- الأربعون في فضائل أمير المؤمنين : 15.
2- طبقات الزيديّة 1 : 321 ، الطبقة الثالثة.

الصفّار ، أبو علي ، مؤلّف الأربعين في فضائل علي ( عليه السلام ) ، روى عن قاضي القضاة وغيره ، وعنه مؤلّفه محمّد بن عزيز الزعفراني (1).

قال عبد السلام الوجيه - محقق كتاب الأربعين - : هو أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفّار ، من تلاميذ قاضي القضاة عبد الجبّار بن أحمد بن عبد الجبّار ( 324 - 415 ه- ) لم أجد للمؤلّف تاريخ ولادة ولا وفاة ، وقد عاش في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ، وربّما امتدّ به العمر إلى القرن الخامس (2).

الأربعون في فضائل أمير المؤمنين ( أمالي الصفّار ) :

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : الحسن بن علي الصفّار ، أبو علي القاضي ، مؤلّف الأربعين في فضائل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ثمّ قال : وروى عنه تأليفه المذكور أبو طاهر محمّد بن عبد العزيز بن إبراهيم الزعفراني (3).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : الحسن بن علي الصفّار أبو علي ، مؤلّف الأربعين في فضائل علي ( عليه السلام ) (4).

قال المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ، وسيد الوصيّين ، وأخي سيد المرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين لأبي علي الحسن بن علي الصفّار ، بالأسانيد السابقة إلى الإمام يحيى

ص: 142


1- الجواهر المضيّة : 33.
2- الأربعون في فضائل أمير المؤمنين : 7 ، مقدّمة المحقّق.
3- طبقات الزيديّة 1 : 321 ، الطبقة الثالثة.
4- الجواهر المضيّة : 33.

شرف الدين ، عن السيد صارم الدين ، عن السيد الإمام أبي العطايا عبد اللّه ، عن أبيه يحيى بن المهدي ، عن الواثق باللّه المطهّر ابن الإمام محمّد ابن الإمام المطهّر بن يحيى ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) عن إبراهيم بن علي الأكوع (1).

قال عبد السلام الوجيه - محقّق الكتاب - : لم أجد للكتاب نسخة ثانية ، وهو ضمن مجموع فيه : محاسن الأزهار ، وأمالي ظفر بن داعي ، والأربعون العلويّة للأكوع ، من وقف الإمام القاسم على ذرّيّته ، وقد قابلته ما استطعت على الأصول التي روى عنها ، وخرّجت أحاديثه بقدر الإمكان (2).

ص: 143


1- لوامع الأنوار 2 : 32.
2- الأربعون في فضائل أمير المؤمنين : 11 ، مقدّمة المحقّق.

ص: 144

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن الخامس الهجري

اشارة

ص: 145

ص: 146

( 24 ) تثبيت الإمامة المهدي لدين اللّه الحسين بن القاسم العيّاني ( ت 404 ه- )

اشارة

( 24 ) تثبيت الإمامة (1) المهدي لدين اللّه الحسين بن القاسم العيّاني ( ت 404 ه- )

الحديث :

قال السيد حميدان في كتابه بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : فإنّه لمّا صحّت لنا إمامة الإمام المهدي لدين اللّه الحسين بن القاسم ، إلى أن قال : أردت إذ ذلك أن أعرف بما المعوّل عليه ، وما الذي يجب أن ينسب من الأقوال إليه ، إلى أن قال : قوله في كتاب تثبيت إمامة أبيه ( عليهما السلام ) : فكيف إلاّ أنّه قد قال بإجماعهم لو انتفعوا بعقولهم وأسماعهم : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

المهدي لدين اللّه الحسين بن قاسم العيّاني :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق الورديّة : أبو عبد اللّه الحسين بن القاسم بن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ).

ثمّ قال : وكان من عيون العترة في زمانه ، وتيجانهم المكلّلة في أوانه ، برز في العلم حتّى فاق أهل عصره.

ص: 147


1- هذا الكتاب لم نعثر عليه ، فنقلنا من كتاب حميدان عنه.
2- بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : 424 ، ضمن مجموع السيد حميدان.

ثمّ قال : له التصانيف الرائقة في علم الكلام ، والكتب الحسنة في مخالفي العترة ( عليهم السلام ) وهي كثيرة ، قيل : إنّها تبلغ ثلاثة وسبعين تصنيفاً ، ثمّ قال : قام بالأمر بعد موت أبيه ( عليه السلام ) ، وملك من ألهان إلى صعدة وصنعاء ، إلى أن قال : وكسى الحقّ ثوب الكمال ، وكان ذلك دأبه ( عليه السلام ) حتّى قتله بنو حمّاد في بعض حروبه ، ثمّ قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) سنة أربع وأربعمائة ، وقبره بريدة ، وعمره نيّف وعشرون سنة ، إلى أن قال : وقد بقي جماعة من أشياعه يعتقدون أنّه حي إلى الآن ، وأنّه المهدي المنتظر الذي بشّر به رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وقد كتبنا رسالة في هذا المعنى وسمّيناها ب- ( الرسالة الزاجرة لذوي النهى عن الغلو في أئمّة الهدى ) (1).

قال حميدان بن يحيى في كتابه بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : فإنّه لمّا صحّت لنا إمامة الإمام المهدي لدين اللّه الحسين بن القاسم ابن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل ( عليه السلام ) ، لأجل تكامل شروط الإمامة المعتبرة في كلّ إمام ، إلى أن قال : ولمّا روى من إشارة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى قيامه في الوقت الذي قام فيه وأشباه ذلك ، إلى أن قال : أردت إذ ذاك أن أعرف بما المعوّل عليه ، وما الذي يجب أن ينسب من الأقوال إليه ، فانتزعت من مشهور ألفاظه الصريحة المذكورة فيما أجمع عليه من كتبه الصحيحة (2).

قال الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : أبو عبد اللّه الحسين بن القاسم بن علي العيّاني ، ثمّ قال : وقد كان من أعيان الأئمّة

ص: 148


1- الحدائق الورديّة 2 : 120.
2- بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : 413 ، ضمن مجموع السيّد حميدان.

في تلك الأعصار ، ومن المبرزين الكبار ، ثمّ قال : قام بعد موت أبيه ، وملك من إلهان إلى صعدة وصنعاء ، ثمّ قال : قتله رجل من بني زينج سنة أربع وأربعمائة ، وعمره نيّف وعشرون سنة ، وأعقب ابنتين لا غير (1).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : قتله رجل من بني زينج يوم السبت رابع شهر صفر سنة أربع وأربعمائة ، وعمره نيّف وعشرون سنة ; لأنّ مولده سنة ثماني وسبعين وثلاثمائة (2).

كتاب تثبيت الإمامة :

نسبه إليه السيد حميدان في كتابه بيان الإشكال ، ونقل عنه (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : تثبيت الإمامة ، وقد ذكر له السيد حميدان كتاب تثبيت إمامة أبيه ، ونقل عنه ، ولعلّه هذا الكتاب (4).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : تثبيت الإمامة ، تأليف :

ص: 149


1- مآثر الأبرار 2 : 709.
2- اللآلي المضيّة 2 : 145. وانظر في ترجمته أيضاً : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 34، المقصد الحسن : 46 ، بلوغ المرام : 35 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 173 ، الفلك الدوّار : 59 ، الأعلام 2 : 274 ، تاريخ الأدب لبروكلمان 3 : 232 ، معجم المفسّرين 1 : 158 ، معجم الأنساب 1 : 187 ، هديّة العارفين 1 : 307 ، معجم المؤلّفين 3 : 41 ، مطمح الآمال : 232 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 384 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1511 ، التحف شرح الزلف : 131.
3- انظر : بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : 418 ، 422 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 384.

الإمام المهدي الحسين بن القاسم العيّاني اليمني ، في تثبيت إمامة أبيه الإمام القاسم.

أوّله ( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ، وجعل الظلمات والنور ) ، مكتبة الجامع الكبير ( 2100 ) نحو سنة 1139 (1).

ص: 150


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 247.

مؤلّفات أحمد بن الحسين الهاروني ( ت 411 ه- )

( 25 ) التبصرة
الحديث :

قال : فإن قيل : ولِمَ قلتم : إنّ إجماع أهل البيت حق؟

قيل له : لقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّى تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».

فإن قيل : ومن أين صحّ لكم هذا الخبر ، ولا يمكنكم ادعاء التواتر فيه؟

قيل له : الذي يدلّ على هذا الخبر هو تلقّي الأمّة له بالقبول ، وكلّ خبر تتلقّاه الأمّة بالقبول فيجب له أن يكون صحيحاً مقطوعاً به (1).

المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني :

قال يحيى بن الحسين الجرجاني الشجري ( ت 499 ه- ) في سيرة الإمام المؤيّد باللّه : هذا مختصر من سيرة السيد الإمام المؤيّد باللّه أبي الحسين أحمد ابن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمّد بن هارون بن محمّد بن القاسم ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين ) ، ولد بآمل طبرستان في الكلاذجة المنسوبة إليهم ، سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وتأدّب في صباه حتّى برع فيه ، واختلف إلى أبي

ص: 151


1- التبصرة : 67 - 69.

العبّاس الحسني ( رضي اللّه عنه ) ، وأخذ عنه مذهب الزيديّة ، والكلام على طريقة البغدادية ، ثمّ قال : واختلف أيضاً إلى أبي الحسين علي بن إسماعيل بن إدريس ، وقرأ عليه فقه الزيديّة والحنفيّة ، ثمّ قال : وكان أبو الحسين هذا من أجلّة أهل طبرستان رئاسة وستراً ، وفضلاً وعلماً. ثمّ ذكر زواجه ، وباباً في ورعه ، وباباً في علمه ومؤلّفاته ، وباباً في ذكر أصحابه ، ولطائف من أخباره ، ثمّ ذكر خروجه ودعوته ، قال : كان له ( رضي اللّه عنه ) خرجات ، أحدها في أيّام الصاحب في سنة ثمانين وثلاثمائة ، وبين الخرجة الأولى والثانية ستّون وفترات ، وبايعه الجيل والديلم ، ثمّ ذكر حروبه من انتصاراته وانتكاساته ، وأسره واطلاق سراحه وغيرها ، إلى أن قال : وذكر أنّ المؤيّد باللّه قدسّ اللّه روحه توفّي يوم عرفة سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، ودفن يوم الأضحى (1).

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - لم ير في عصره مثله علماً وفضلاً وزهداً وعبادة وحلماً وسخاءً وشجاعة وورعاً ، ما بقي علم من علوم الدنيا والدين إلاّ وقد ضرب فيه بأوفى نصيب ، وأحرز فيه أوفر حظّ ، وله التصانيف الجمّة في الأصول والفروع (2).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : كان منذ نشأ على السداد وأحوال الآباء الكرام والأجداد ، وتأدّب في عنفوان صباه حتّى برع فيه ، ثمّ ذكر قيامه للأمر وأحواله وحروبه ومناقبه ، إلى أن قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) في يوم عرفة سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، ودفن يوم الأضحى ، وصلّى عليه السيد ما نكديم ، ثمّ قال : وكان عمره تسعاً وسبعين سنة ، ثمّ ذكر

ص: 152


1- سيرة المؤيّد باللّه : انظر الفهرست.
2- الشافي 1 : 329.

نكت من كلامه وبعض دعواته (1).

كتاب التبصرة

نسبه إليه عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي ، قال : له كتاب التبصرة في الأصول (2). وكذا الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) قال في هداية الراغبين : وله في الأصول التبصرة ، كتاب لطيف (3).

ونسبه إليه أيضاً : محمّد بن علي الزحيف في مآثر الأبرار (4) ، ومحمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (5) ، والقاسم بن محمّد في الاعتصام بحبل اللّه المتين (6) ، ونسبه إليه غير هؤلاء (7).

ص: 153


1- الحدائق الورديّة 2 : 122. وانظر في ترجمته أيضاً : مطمح الآمال : 233 اللآلي المضيّة 2 : 132 ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 34 ، المقصد الحسن : 47 ، قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 398 ، أنوار اليقين : 350 ، وفيه : « توفّي 414 » ، الفلك الدوّار : 63 ، هداية الراغبين : 298 ، مآثر الأبرار 2 : 685 ، التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 149 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 168 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أئمّة أهل البيت لعباس محمّد زيد : 93 ، التحف شرح الزلف : 137 ، لوامع الأنوار 1 : 400 ، طبقات الزيديّة 1 : 89 ، الطبقة الثانية ، معجم المؤلّفين 1 : 209 ، الإمام زيد لأبي زهرة : 502 ، الأعلام 1 : 126 ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن الخامس : 15 ، وفيه : « وفاته 421 » ، أعلام المؤلّفين الزيديّة ، 100 ، تاريخ بروكلمان 3 - 4 : 358.
2- الشافي 1 : 329.
3- هداية الراغبين : 298.
4- مآثر الأبرار 2 : 685.
5- التحفة العنبريّة : 149.
6- الاعتصام بحبل اللّه المتين 1 : 134.
7- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب التبصرة في الأصول ، ذكره حميد في ( الحدائق الورديّة ) والعلاّمة مجد الدين المؤيّدي في ( التحف شرح الزلف ) وهو مخطوط بالمكتبة الغربيّة برقم (22) علم الكلام ، وفي مكتبه الأوقاف الجامع الكبير برقم عليه تعليق لإسماعيل الرازي ، وشرح الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي (1).

وقد طبع الكتاب مؤخّراً وصدر عن مكتبة بدر للطباعة والنشر.

ص: 154


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 102.
( 26 ) دعوة المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني
الحديث :

قال حميد المحلّي ( 652 ه- ) في الحدائق الورديّة : وله دعوة ، إلى أن قال : وقد رأينا إثباتها في هذا الموضع ، قال ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم وصلواته على عباده المصطفين ، هذا كتاب من الإمام المؤيّد باللّه أبي الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الحسني ابن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى من بلغه من المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها ، سلام عليكم أمّا بعد : فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو ... ، وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) - مخاطباً كافّة أمّته - : « من أولى بكم من أنفسكم؟ » قالوا : اللّه ورسوله أولى ، فقال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » وقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين » (1).

دعوة المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق الورديّة : وله دعوة جمع فيها من فوائد العلم الثمينة ويواقيته الشريفة ، ما يقضي له بالسبق في هذا الباب ، وقد رأينا إثباتها في هذا الموضع ، قال ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وصلواته على عباده المصطفين ، هذا كتاب من الإمام المؤيّد باللّه أبي الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الحسني ، ابن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى من بلغه من

ص: 155


1- الحدائق الورديّة 2 : 158 ، باب ذكر المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين ، ذكر نكت من كلامه ، وانظر أيضاً : هداية الراغبين : 305 ، والتحفة العنبريّة : 164.

المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها ، سلام عليكم ، أمّا بعد ... ، إلى آخر الدعوة (1).

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في هداية الراغبين : قال مصنّف سيرته : وله ( عليه السلام ) دعوة ، جمع فيها من فرائد العلم الثمينة ، ويواقيته الشريفة ما يقضي له بالعلم والبراعة والتقدّم في هذه الصناعة ، قال ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم وصلواته على عباده المصطفين ، هذا كتاب من الإمام المؤيّد باللّه أبي الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الحسني بن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى من بلغه من المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها سلام عليكم ، أمّا بعد ... ، إلى آخر الدعوة (2).

وذكر هذه الدعوة بكاملها أيضاً محمّد بن عبد اللّه بن علي في التحفة العنبريّة (3).

ص: 156


1- الحدائق الورديّة 2 : 158.
2- هداية الراغبين 304.
3- التحفة العنبريّة : 163.

مؤلّفات يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمّد الهاروني ( ت 424 ه- )

( 27 ) تيسير المطالب في أمالي أبي طالب مخرّجه وراويه : القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ( ت 573ه- )
الحديث :

الأوّل : وبه (1) ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الآبنوسي البغدادي ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر ، قال : حدّثني علي بن محمّد النخعي الكوفي ، قال : حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيد الحارثي ، قال : حدّثنا نصر بن مزاحم المنقري ، قال : حدّثنا نصر بن الزبرقان التيمي ، قال : حدّثني أبو خالد الواسطي ، قال : حدّثني زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه ،

ص: 157


1- إسناد جعفر بن أحمد بن عبد السلام إلى أبي طالب ، هكذا : أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكني - أسعده اللّه - ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه ، قدم علينا الري ، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبد المجيد بن عبد الغفّار بن أبي سعيد الاستراباذي الزيّدي رحمه اللّه ، قالا : أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر اللّه الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمس مائة ، قال : أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمّد بن جعفر بن علي خليفة الحسني ، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآملي ، الملقّب بالمستعين باللّه ، قالا : حدّثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني.

والبيت غاصّ بما فيه ، قال : ادعوا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، قال : فجعل يلثمها حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، قال : دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّهما سيصيبها بعدي إثرة ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي ، وعترتي أهل بيتي فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (1).

الثاني : وبه (2) ، قال : روى أصحابنا عن المعروف بأبي بكر محمّد بن موسى البخاري ، قال : دخلت على الحسين بن علي الآملي المحدّث ، وكان في الذي كان للناصر للحق الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في بلاد الديلم بعد ، وقد احتشد لفتح آمل ورودها ، والحسين بن علي هذا يفتي القوم بأنّهم يلزمهم قتال الناصر للحق ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : فوجدته مغتمّاً ، فقلت : أيّها الرجل مالي أراك مغتمّاً حسن بنا ، فألقى إليّ كتاب ورد عليه ، وقال اقرأه ، فإذا هو كتاب الناصر للحق ( عليه السلام ).

ثمّ قال : قلت له : لقد أنصفك الرجل أيّها الأستاذ فلِمَ تكرهه؟! فقال : نكرهه ; لأنّه يحسن أن يورد مثل هذه الحجّة ، ولأنّه عدوّ متقلّد مصحفه وسيفه ، ويقول : قال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، فهذا هو كتاب اللّه أكبر الثقلين ، وأنا عترة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أحد الثقلين ، ثمّ يفتي (3).

ص: 158


1- تيسير المطالب : 94 ، الباب السادس ، في فضل الحسن والحسين ( عليهما السلام ).
2- نفس الإسناد المتقدّم.
3- تيسير المطالب : 133 ، 134 ، الباب الثامن ، في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

الثالث : وبه (1) ، قال : حدّثنا أبو أحمد محمّد بن علي العبدكي ، قال : حدّثنا جعفر بن علي الجابري ، قال : حدّثنا علي بن الحسين البغدادي ، عن مهاجر العامري ، عن الشعبي ، عن الحارث أنّ عليّاً ( عليه السلام ) لمّا اختلف أصحابه خطبهم حين اجتمعوا عنده مبتدئاً بحمد اللّه والثناء عليه ، والصلاة على رسوله محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ قال : « أمّا بعد ... ، واعلموا أنّ العلم الذي هبط به آدم ( عليه السلام ) ، وما فصّلته الأنبياء في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم ، أنا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة ، هؤلاء مثلها فيكم ، وهم لكم كالكهف ، لأصحاب الكهف ، وهم باب حطّة ، وباب السلم ، فادخلوا في السلم كافّة ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الرابع : وبه (3) ، قال : حكى أبو الحسين الزاهد - صاحب أخبار الناصر للحق ( عليه السلام ) - أنّ أصناف الرعيّة على طبقاتهم ازدحموا عليه في مجلسه حين دخل آمل فخطب خطبة قال فيها : أيّها الناس ، إنّي دخلت بلاد الجيل ، إلى أن قال : فقال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (4).

أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني :

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : أبو طالب يحيى بن

ص: 159


1- نفس الإسناد المتقدّم.
2- تيسير المطالب : 179 - 181 ، الباب الرابع عشر ، في الخطب والمواعظ.
3- نفس الإسناد المتقدّم.
4- تيسير المطالب : 204 - 205 ، الباب الرابع عشر ، في الخطب والمواعظ.

الحسين بن هارون بن الحسين بن محمّد بن هارون بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فإنّه لمّا توفّي المؤيّد باللّه قام ودعى إلى دين اللّه ، وأجابه الفضلاء والعلماء.

ثمّ قال : ولم يبق من فنون العلم فنّ إلاّ طار في أرجائه ، وسبح في أثنائه ، وله تصانيف جمّة في الأصول والفروع (1).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : كان ( عليه السلام ) قد نشأ على طريقة تحكي في شرفها جوهره ، وتحاكي بفضلها عنصره ، وكان قد قرأ على السيد أبي العبّاس الحسني ( عليه السلام ) فقه العترة ( عليهم السلام ) حتّى لجّ في أغماره ، ووصل قعر بحاره ، وقرأ في الكلام على الشيخ أبي عبد اللّه البصري ، فاحتوى على فرائده ، وأحاط معرفة بجليّه وغرائبه ، وكذلك قرأ عليه في أصول الفقه أيضاً ، ولقي غيرهم من الشيوخ.

ثمّ قال : قال الحاكم الإمام : وكلامه ( عليه السلام ) عليه مسحة من العلم الإلهي ، وجذوة من الكلام النبوي.

ثمّ قال : وكان الصاحب الكافي يقول : ليس تحت الفرقدين مثل الأخوين ، يعني السيدين المؤيّد باللّه وأبا طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : وتوفّي ( عليه السلام ) وهو ابن نيّف وثمانين سنة ، وكانت وفاته ( عليه السلام ) بالديلم سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، وهذا هو الأقرب ، وإن ذكر دونه في بعض المواضع (2).

وفي مآثر الأبرار ولد سنة 340 (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وسمع الحديث عن

ص: 160


1- الشافي 1 : 334.
2- الحدائق الورديّة 2 : 165.
3- انظر : مآثر الأبرار 2 : 697.

علي بن محمّد النجري سنة خمسين وثلاثمائة ، وعمره إذ ذاك عشر سنين ، وسمع حديث أهل البيت وفقههم على السيد أبي العبّاس الحسني.

ثمّ قال : قال السيد أبو طالب في موضع : ومنهم يحيى الملقّب بالهادي المدني ، شاهدنا وسمعنا منه الأحكام ، وروى لنا المنتخب ، وقرأ في علم الكلام على الشيخ أبي عبد اللّه البصري ، وذكر في المجزي أنّه أخذ على أبي هاشم وأبي علي ، وفي أصول الفقه أيضاً على أبي عبد اللّه البصري ، وأخذ في علم الحديث عن أحمد بن محمّد البغدادي وعلي بن إسماعيل الفقيه ومحمّد ابن عثمان النقاس ، وأبي أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ ، وعن الحسين بن علي القزويني وعلي بن الحسن العبد وعبيد اللّه الكرمي ، وغير هؤلاء.

ثمّ قال : ومن تلامذته : أبو جعفر الهوسمي ، وسمع عليه أيضاً أماليه السيدان العالمان محمّد بن جعفر بن علي خليفة الحسني وأبو الحسن علي ابن أبي طالب والمرشد باللّه إجازة ، وروى عنه بواسطة أبي علي الحسن بن علي بن الحسن ومحمّد بن محمّد المقري ووالده الجرجاني وأبي عبد اللّه العلوي (1).

قال محمد يحيى سالم عزان - محقق كتاب الإفادة (2) - : دمج الحافظ ابن حجر في ترجمته (3) بينه وبين الإمام المرشد باللّه ، فذكر أنّه يقال له : الكيا يحيى ، ونسب إليه مقولة في الإماميّة انتقدها عليه الشريف الرضي ، وحكى عن الدقّاق أنّه رآه في الري ، وقال : كان من الأئمّة الحفّاظ ، وهذا كلّه يذكر

ص: 161


1- طبقات الزيديّة 2 : 420.
2- كتاب الإفادة ليحيى بن الحسين الهاروني ، وهو كتاب تراجم أئمّة الزيديّة.
3- لسان الميزان 6 : 248.

عن الإمام المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري (1).

القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام - مرتّب الأمالي - :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : العلاّمة جعفر بن أحمد بن يحيى بن عبد السلام ، عالم الزيديّة المخترعة وإمامها ، وقد كان أبوه عالم الباطنيّة.

ثمّ قال : فهدى اللّه القاضي جعفر فانقطع إلى الزيديّة ، ورحل إلى العراق.

ثمّ قال : نعم وللقاضي جعفر مصنّفات في كل فن ، عليها اعتماد الزيديّة (2).

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : وللقاضي جعفر بن أحمد مصنّفات في كلّ فن عليها مدار الزيديّة ، وكان له قصد صالح ووجاهة ، ومن تلامذته السيّد حمزة بن سليمان والد الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) ، وإبراهيم ابن محمّد بن الحسين ، وعبد اللّه بن الحسين ، ومن بني الهادي الأميران الكبيران يحيى ومحمّد ابنا أحمد بن يحيى ، والسيد عيسى بن عماد

ص: 162


1- الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : 17 ، مقدّمة المحقق. وانظر في ترجمته أيضاً : مآثر الأبرار 2 : 697، أنوار اليقين : 351 ، قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 399 ، اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 140 ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 46 ، مطمح الآمال : 239 ، عمدة الطالب : 73 ، التحف شرح الزلف : 139 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1121 ، مقدّمة البحر الزخّار : 229 ، أئمّة الزيديّة لعبّاس محمّد زيد : 98 ، مؤلّفات الزيديّة في مواضع مختلفة من الكتاب ، انظر الفهرست ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن الخامس : 206 ، هديّة العارفين 2 : 518 ، الذريعة 2 : 8 ، الأعلام 8 : 141 ، مجلّة التراث 56 : 408 ، 62 : 129 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 746.
2- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 769.

السليماني ، والأمير القاسم بن العالم ، والشيخ الحسن بن محمّد الرصّاص ، والشيخ محيي الدين حميد بن أحمد القرشي ، وصنوه محمّد ، وسليمان بن ناصر ، وأحمد بن مسعود ، والقاضي إبراهيم بن أحمد الفهمي ، وعبد اللّه ومحمّد ابنا حمزة بن أبي النجم ، وغير هؤلاء ، وقبر القاضي جعفر مشهور مزور بستاع (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : القاضي الحجّة شيخ الإسلام ، ناصر الملّة ، شمس الدين ، وارث علوم الأئمّة الأطهرين ، جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بن عبد السلام ( رحمه اللّه ) ، شيخ الزيديّة ومتكلّمهم ومحدّثهم.

إلى أنّ قال : وفاة القاضي جعفر ( رحمه اللّه ) سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (2) (3) قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى النهمي البهلولي الأبناوي القاضي العلامة شمس الدين ، كان قديماً يرى رأي التطريف حتى وصل الفقيه زيد بن الحسن البيهقي في سنة خمسماية ، فراجعه وقرأ عليه ، فرجع إلى مذهب الزيديّة المخترعة ، وقرأ على الفقيه زيد ، وله منه إجازة عامّة.

ثمّ قال : فرحل القاضي إلى العراق إلى حضرة العلامة أحمد بن أبي الحسن الكني ، فقرأ عليه كتب الأئمّة ومنصوصاتهم ، ثمّ ذكر عدد الكتب التي سمعها ، وقرأها عليه ، وباقي مشايخه وما قرأه عليهم (4).

ص: 163


1- اللآليء المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 230.
2- ولكن في هديّة العارفين 1 : 253 ، أنّ وفاته حدود 700 ه- ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة : 278 ، أنّ وفاته سنة 576 ه- ، وقيل : 573 ه-. وباقي المصادر : أنّ وفاته 573 ه- ، كما أثبتناه.
3- مطلع البدور 1 : 399.
4- طبقات الزيديّة 3 : 40. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 27، التحف شرح الزلف : 159 ، لوامع الأنوار 2 : 34 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة 278 ، مؤلّفات الزيديّة في مواضع متعدّدة ، انظر فهرست الكتاب ، الفلك الدّوار : 66 ، في الهامش ، تيسير المطالب : 12 ، مقدّمة المحقّق ، الأعلام 2 : 121 ، معجم المؤلّفين 3 : 132.
كتاب تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وله ( عليه السلام ) في الأخبار الأمالي المعروفة بأمالي السيد أبي طالب ( عليه السلام ) ، جمع فيها من غرائب الأحاديث ونفائسها ، ومحاسن الحكايات وملح الروايات ما يفوق ويروق (1).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : وله الأمالي المعروفة بأمالي السيد أبي طالب (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وسمع عليه أيضاً أماليه السيدان العالمان محمّد بن جعفر بن علي خليفة الحسني ، وأبو الحسن علي بن أبي طالب ، وكان سماعه عليه سنة إحدى وعشرين وأربعمائة (3).

وقال أيضاً - في ترجمة جعفر بن أحمد بن عبد السلام - : ورتّب أمالي أبي طالب على هذا الترتيب المعروف ، وسمّاه « تيسير المطالب إلى أمالي أبي طالب » (4).

جاء في أوّل كتاب الأمالي : قال العبد الفقير إلى اللّه أحمد بن سعد الدين ابن الحسين بن محمّد بن علي بن محمّد المسوري ، وفّقه اللّه وغفر له : « أخبرنا مولانا ... » إلى آخر سنده إلى كتاب الأمالي إلى جامع الكتاب ، ثمّ إلى

ص: 164


1- الحدائق الورديّة 2 : 166.
2- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 141.
3- طبقات الزيديّة 2 : 421.
4- طبقات الزيديّة 3 : 41.

المؤلّف (1).

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : أمالي الإمام الناطق بالحق ( عليه السلام ) ، أرويها بالطرق السابقة في السند الجامع لمؤلّفاتهم ، وبالأسانيد المتقدّمة في طرق المجموع إلى الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ( عليهم السلام ) (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأمالي وهي المعروفة ( بأمالي أبي طالب ) ، وقد رتّبها القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ، وسمّاها ( تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ) نسخها الخطيّة كثيرة ، وطبعت بدون تحقيق مراراً ، فكانت الطبعة كثيرة الأخطاء والتصحيف والسقط.

وقد حققها الأخ محمّد بن يحيى سالم عزان ، وكذلك المولى مجد الدين المؤيّدي قد صحّح نسخة ، وعمل على ترجمة رجالها (3).

وقد طبعت طبعة أخرى بتحقيق عبد اللّه العزي ، وصدرت عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ).

ص: 165


1- تيسير المطالب : 17 ، سند الكتاب.
2- لوامع الأنوار 1 : 403.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1121 ، وانظر أيضاً فيمن ذكر كتاب الأمالي ، ونسبه إلى المؤلّف المصادر المتقدّمة في هامش ترجمة المؤلّف.

ص: 166

( 28 ) كتاب الدعامة
الحديث :

الأوّل : قال : فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون الشرع قد دلّ على أنّ الإمامة لا تصلح في سائر أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سوى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، على ما ذهب إليه بعض الناس وهو قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي ».

قيل له : هذا لا يصحّ التعلّق به ; لأنّ لفظ العترة لا يتناول على الحقيقة إلاّ ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) (1).

الثاني : قال : فصل : في الدلالة على أنّ إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) حجّة ، الذي يدلّ على ذلك قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتيّ » (2).

كتاب الدعامة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وله كتاب الدعامة في الإمامة ، وهو من عجائب الكتب ، وأودعه من الغرائب المستنبطات ، والأدلّة القاطعة ، والأجوبة عن شبهات المخالفين النافعة ، ما يقضي بأنّه السابق في هذا الميدان ، والمجلي منه في حلبة الرهان ، وهو مجلّد ، فيه من أنواع علوم

ص: 167


1- الدعامة : 178 ، فصل ما يختصّ الأئمّة بالقيام به للرعيّة.
2- الدعامة : 247 ، فصل في الدلالة على أنّ إجماعهم ( عليهم السلام ) حجّة.

الإمامة ما يكفي ويشفي (1).

قال : الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في أنوار اليقين : وله ( عليه السلام ) في معنى كتابنا هذا كتاب الدعامة بالإمامة (2).

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة عند عدّه لمصنّفات أبي طالب : ومنها : كتاب الدعامة في الإمامة وهو من محاسن الكتب (3).

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (4).

قال محمّد يحيى سالم عزّان محقق كتاب الفلك الدوّار - عند ترجمته لأبي طالب في الهامش - : كتاب الدعامة ، قام بتحقيقه الدكتور ناجي حسن ، ولكنّه لم يوفّق إلى ما يلزم على المحقّق من التأكّد من اسم المؤلّف واسم الكتاب ، والمقابلة على النسخ المخطوطة ، فسمّاه أوّلاً « نصرة المذاهب الزيديّة » ، ثمّ نشره ثانياً بعنوان « الزيديّة » ، ونسبه إلى الصاحب بن عبّاد ، ومازال مشوباً بالكثير من الأخطاء المطبعيّة والإملائيّة ، ولو تأمّل في المصادر التي رجع إليها لعرف ما فاته ، ومخطوطة الدعامة عندنا ، وله شرح لطيف للحافظ العلاّمة علي بن الحسين الزيدي ، سمّاه « المحيط بالإمامة » ملأه بالروايات المسندة (5).

قال عباس محمّد زيد في كتابه أئمّة أهل البيت : كتاب الدعامة في الإمامة ، طبع بعنوان « نصرة المذاهب الزيديّة » ثمّ بعنوان « الزيديّة » منسوباً

ص: 168


1- الحدائق الورديّة 2 : 166.
2- أنوار اليقين : 351.
3- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 140.
4- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المؤلّف.
5- الفلك الدوّار في علوم الحديث والفقه والآثار : 64 ، الهامش ، وانظر : الإفادة : 16 ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، مقدّمة المحقّق ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1122.

للصاحب بن عبّاد ، تحقيق ناجي حسن ، ويؤكّد المولى العلاّمة مجد الدين المؤيّدي : أنّ المحقق أخطأ في العنوان وفي نسبته إلى صاحبه ، وأنّه قد قام بمقابلة النسخة المطبوعة على الأصل المخطوطة ( الدعامة ) مؤكّداً نسبته إلى الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين ، مع وجود أخطاء مطبعيّة كثيرة في كتاب المحقق (1).

ص: 169


1- أئمّة أهل البيت : 99.

ص: 170

( 29 ) شرح البالغ المدرك
الحديث :

الأوّل : قال : وفي معرفة مخرج الخاص من العام ما روي عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أصحابي كالنجوم » وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » (1).

الثاني : قال : والعالم من أهل البيت ( عليهم السلام ) مع ظهور ورعه وفقهه أولى من نقلت عنه الأخبار ، ولا يبعد ذلك من علماء شيعتهم على هذا الشرط ; لأنّ مأخذ الشريعة منهم أولى ; لقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

كتاب شرح البالغ المدرك :

قال أبو طالب يحيى بن الحسين في مقدّمة الكتاب : ولمّا اتّصل بنا كلام في التوحيد للإمام الباسل ، السيد الفاضل ، أبي الحسين يحيى بن الحسين (3) وصله اللّه بأسنى الكرامات ، إلى أن قال : ولم نر تخليته من الشرح صواباً ، ولا

ص: 171


1- شرح البالغ المدرك : 85.
2- شرح البالغ المدرك : 149.
3- وهو الإمام يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق ( ت 298ه- ) وقد تقدّمت ترجمته وذكر كتبه.

تعريته من المدح مثاباً ، فتوخّينا فيه القصد ، وأبلينا فيه الجهد (1).

نسبه إليه مجد الدين المؤيّدي في التحف (2) ، وعباس محمّد زيد في أئمّة أهل البيت (3) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (4) ، وفي مصادر التراث (5).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : شرح البالغ المدرك تأليف أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني الديلمي ، شرح مختصر على رسالة « البالغ المدرك » للإمام الهادي يحيى بن الحسين (6).

قال محمّد يحيى سالم عزّان - محقّق الكتاب - : من نافلة القول تأكيد نسبة هذا الكتاب الموسوم ب- ( شرح البالغ المدرك ) إلى مؤلّفه الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني ; لأنّ ذلك مشهور بين العلماء والباحثين ، متداول بينهم ، ونصّ عليه أكثر أهل الإجازات ، واقتبس منه كثير من المؤلّفين ، مؤكّداً نسبته إلى مؤلّفه.

وإليك سند الكتاب متّصلاً إلى مؤلّفه بالرواية من طريق فطاحلة العلماء وأئمّة الأسانيد (7) ، ثمّ ذكر السند منه إلى المؤلّف.

ص: 172


1- شرح البالغ المدرك : 31 ، مقدّمة المؤلّف.
2- التحف شرح الزلف : 140.
3- أئمّة أهل البيت : 99.
4- أعلام المؤلفين الزيديّة : 1122.
5- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 400.
6- مؤلّفات الزيديّة 2 : 140.
7- شرح البالغ المدرك : 28 ، مقدّمة المحقق.
( 30 ) دعوة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن ( النفس الزكية ) ( ت 433 ه- )
الحديث :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق الورديّة - عند ترجمة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن - : وله دعوة شريفة ، إلى أن قال : وهي هذه : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وصلواته على عباده الذين اصطفى ... ، أمرهم اللّه أن يكافئوا جلائل النعم ، ويجاوزوا فواضل هذه القسم بإعظام الذرّيّة ، وإكرام نجل النبوّة ، فرضاً حتمه على كافّة البريّة ، وأكّده رسوله المصطفى ( صلى اللّه عليه وآله ) بالوصيّة ، حين قال للسبطين الطيبين الطاهرين السيدين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : ... ، وحين قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فجعل الكتاب والعترة وديعتين عظيمتين هاديتين مهديّتين باقيتين (1).

الإمام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن ( النفس الزكية ) :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد اللّه بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) كان ( عليه السلام ) من عيون العترة النبويّة ، ونجوم الأسرة العلويّة ، قام ( عليه السلام ) وادّعى الإمامة في سنة

ص: 173


1- الحدائق الورديّة 1 : 171 ، ذكر الإمام أبي هاشم ، النفس الزكيّة.

ست وعشرين وأربعمائة ، ودخل صنعاء في يوم الخميس لثلاث ليال خلون من شعبان ، سنة ست وعشرين وأربعمائة ، ثمّ قال : خرج لفساد مَن عارضه وهو الحسين بن مروان ، وأقام عنها مدّة ، ثمّ حلفت له همدان سوى بني حمّاد في المحرّم سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، فدخل صنعاء يوم الأربعاء لثمان عشرة من الشهر المذكور ، فأقام بها ثمانية أيام ، وولّى فيها والياً ، وخرج إلى ريدة ، وأقام آمراً بالمعروف الأكبر ، ناهياً عن الفحشاء والمنكر ، حتّى توفّاه اللّه حميداً ، وقبضه سعيداً ، وهذه النكتة من أخباره مذكورة في بعض تاريخ صنعاء (1).

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في هداية الراغبين : وقام بعد أبي طالب من أئمّة العترة الإمام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى ابن عبد اللّه بن الحسين بن القاسم ، وهو من أجداد الإمام المنصور باللّه ( عليهم السلام ) ، ثمّ قال : وكان فاضلاً ، عالماً ، زاهداً ، ورعاً ، عابداً ، على سيرة آبائه الأئمّة الطاهرين ، وطريقة سلفه المرضيين (2).

قال محمّد الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : أبو هاشم النفس الزكيّة ، دعا إلى الإمامة ، وكان من فضلاء العترة ، ثمّ قال : ولم تطل أيّامه ، وإن كان قد دخل صنعاء ، واستقام أمره حتّى عارضه الشقي الحسين المرواني ، وتوفّي أبو هاشم في ناعط من بلاد حاشد ، ومشهده هناك مزور مذكور (3).

قال أحمد بن المرتضى ( ت 840 ه- ) في الجواهر والدرر : أبو هاشم

ص: 174


1- الحدائق الورديّة 2 : 170.
2- هداية الراغبين : 318.
3- مآثر الأبرار 2 : 728.

الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد اللّه بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسّي ، ومشهده ( بناعط ) قام سنة 426 ه- (1).

قال السيد مجد الدين المؤيّدي في التحف : دعا إلى اللّه سنة ست وعشرين وأربعمائة ، وذكر القاضي العلاّمة أحمد بن يحيى حابس ( رحمه اللّه ) المتوفّى سنة أحدى وستّين وألف : أنّه دعا سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ولعلّ موته ( عليه السلام ) سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة (2).

دعوة أبي هاشم النفس الزكيّة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وله دعوة شريفة ، قال في الأصل : وجدنا على ظهرها مكتوباً : أملانا هذه السيرة تقرّباً إلى اللّه تعالى ، وابتغاء لمرضاته ، وتحرّياً لما عنده ، واللّه سبحانه ينفع بها ممليها وقارئها وسامعيها وجميع الناظرين فيها ، ويجعلها عائدة بنظام الدين ، شائعة البركة على جميع المسلمين ، آمين ربّ العالمين ، وذكر أنّه بعث بها من ناعط ، وهو قريب من مدينة ريدة من أرض البون ، وقريب بالغيل من صعدة في آخر جمادى الآخر سنة ثماني عشرة وأربعمائة ، وهي دعوة شريفة جمع فيها ( عليه السلام ) من جواهر العلم الشفافة ، ودرره النفيسة ، ما يشهد ببراعته ، ويكشف عن شريف بلاغته ، وقد رأينا إثباتها بكمالها لما تضمّنته من المواعظ الشافية ،

ص: 175


1- الجواهر والدرر : 230 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
2- التحف شرح الزلف : 143. وانظر في ترجمته أيضاً : مطمح الآمال : 240، اللآلي المضيّة 2 : 186 ، بلوغ المرام : 36 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 174 ، وفيه أنّه توفّي ( 43ه- ) ، الأعلام 2 : 109 ، مؤلّفات الزيديّة 2 : 105 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 323.

والحكم البليغة الكافية ، وهي هذه : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، إلى آخر الدعوة (1).

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في هداية الراغبين : وله دعوة عظيمة طويلة ، فيها حكم درّيّة ، وفرائد علميّة ، ويواقيت حكميّة ، تدلّ على فضله وعلمه وبراعته ، وقال أيضاً : ودعوته قاضية بفضله ، وشاهدة بغزارة علمه (2).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : وله دعوة عجيبة ، ذكرها في الحدائق (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب دعوته ، نصّه في ترجمته بالحدائق الورديّة (4).

ص: 176


1- الحدائق الورديّة 2 : 170.
2- هداية الراغبين : 318.
3- اللآلي المضيّة 2 : 187.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 324.
( 31 ) البرهان في تفسير غريب القرآن الناصر لدين اللّه أبو الفتح الديلمي ( ت 444 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : وقد روى في بعض وصايا السلف أنّه قال : اتّخذ كتاب اللّه إماماً ، وارض به حكماً وقاضياً ، وهو الذي استخلف رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مع الطاهرين من عترته (1).

الثاني : قال : قوله ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً ) ، وحبل اللّه تعالى هو كتاب اللّه عزّ وجلّ ، وعترة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) الهداة الذين أمر الخلق باتّباعهم ; لأنّ الكتاب والعترة هما السبب الذي بين اللّه وبين الخلق ، وإنّما سمّياً حبلاً ; لأنّ المتمسّك بهما ينجو مثل المتمسّك بالحبل من البئر أو غيرها (2).

أقول : وقصده حديث الثقلين من كلا القولين واضح.

الناصر لدين اللّه أبو الفتح الديلمي :

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : الإمام الناصر لدين اللّه أبو الفتح بن الحسين الديلمي ( عليه السلام ) الذي يبهر العلماء علمه ، وبذّ أرباب الفهم فهمه.

ثمّ قال : ودعا إلى اللّه سبحانه وتعالى بالديلم ، ثم خرج إلى أرض اليمن ،

ص: 177


1- البرهان 1 : 7 ، مخطوط مصوّر.
2- البرهان 1 : 85 ، مخطوط مصوّر.

فاستولى على أكثر بلاد مذحج وهمدان وخولان. ثمّ قال : توفّي ( عليه السلام ) شهيداً سنة نيّف وأربعين أو خمسين وأربعمائة بردمان بأرض مذحج (1).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق الورديّة : هو أبو الفتح الناصر بن الحسين بن محمّد بن عيسى بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ). وكان غزير العلم ، وافر الفهم.

ثمّ قال : قام ( عليه السلام ) في أرض اليمن بعد وصوله من ناحية الديلم ، وكان قيامه في سنيّ الثلاثين وأربعمائة. إلى أن قال : ولم يزل شجى في حلوق الباطنيّة والمعتدين ، رافعاً لمنار الدين حتّى قتله الصليحي في نيّف وأربعين وأربعمائة سنة ، وقبره ( عليه السلام ) بردمان من بلاد عنس ، وله عقب (2).

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : قتله الصليحي في سنة أربع وأربعين وأربعمائة (3).

قال خير الدين الزركلي في الأعلام : وفي اسمه ونسبه وتاريخ دخوله اليمن وعام وفاته خلاف (4).

ص: 178


1- الشافي 1 : 338.
2- الحدائق الورديّة 2 : 187.
3- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 188.
4- الأعلام 7 : 347 ، وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين : 354 ، مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 731 ، مطمح الآمال : 240 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 747 ، هجر العلم ومعاقله 4 : 1999 ، بلوغ المرام في شرح مسك الختام : 36 ، المقصد الحسن : 47 ، الفلك الدوّار : 17 ، في الهامش ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، التحف شرح الزلف : 145 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 749 ، مقدّمة البحر الزخّار : 230 ، لوامع الأنوار 2 : 276 ، الذريعة 4 : 255.
كتاب البرهان في تفسير القرآن :

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : له التصانيف الواسعة والعلوم الرائعة ، منها : كتاب البرهان في علوم القرآن الذي جمع المحاسن والظرائف ، واعترف ببراعة علم مصنّفه المخالف والمؤالف (1).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وكان ( عليه السلام ) غزير العلم وافر الفهم ، له تصانيف تكشف عن علوّ منزلته ، وارتفاع درجته ، منها : تفسير القرآن الكريم ، جمع فيه من أنواع المحاسن ، وهو كتاب جليل القدر قد أودع فيه من الغرائب المستحسنات ، والعلوم العجيبة النفيسة ما قضي له بالتبرير والإصابة ، ودلّ على الكمال والنجابة ، وهو أربعة أجزاء (2).

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : البرهان في تفسير غريب القرآن - خ - نسخة بمكتبة السيد محمّد محمّد الكبسي - خ - 1078 ، ومنه نسخة مصوّرة بصعدة بمكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي ، ومكتبة الأخوين محمّد يحيى سالم عزان ، وعبد الكريم الرازخي ، وقال الحبشي : منه نسخة مخطوطة في 230 ورقة بمكتبة الجامع بصنعاء رقم 81 ( تفسير ) ، وأخرى رقم 247 ( تفسير ) ، وهناك نسخة النصف الثاني منه بمكتبة السيد المحسن بن محمّد الغيثي ، وأخرى خطّت في القرن السابع بمكتبة المولى مجد الدين المؤيّدي ، وأخرى - خ - سنة 1004 ه- مصوّرة بمكتبة

ص: 179


1- الشافي 1 : 338.
2- الحدائق الورديّة 2 : 187.
3- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

السيد عبد الرحمن شايم ، وأخرى بمكتبة السيد يحيى بن عبد اللّه راوية ، وأكثرها في التفسير داخل ضمن تفسير المصابيح للشرفي ( تحت الطبع ) (1).

ص: 180


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 750.
( 32 ) الجامع الكافي ( جامع آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن العلوي ( ت 445 ه- )
اشارة

( 32 ) الجامع الكافي ( جامع آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) (1)

الحديث :

الأوّل : قال القاسم بن محمّد بن علي ( ت 1029 ه- ) في الاعتصام : وفي الجامع الكافي قال : قال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : فما أجمعت عليه الأمّة من الفرائض فإجماعهم الحجّة على اختلافهم ; لأنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « ما كان اللّه ليجمع أمّتي على ضلالة » ، وما اختلفوا فيه من حلال أو حرام أو حكم أو سنّة ، فدلالة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في ذلك قائمة ، لقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فهذا موضع الحجّة منه عليهم. وهذا الخبر مشهور تلقّته الأمّة من غير تواطؤ (2).

الثاني : قال القاسم بن محمّد بن علي في الاعتصام : وفيه أيضاً : عن الحسن بن يحيى ( عليهم السلام ) ، قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وهما الخليفتان بعدي » (3).

ص: 181


1- لم نعثر على الكتاب فنقلنا عن كتاب الاعتصام بحبل اللّه المتين.
2- الاعتصام بحبل اللّه المتين 1 : 133.
3- الاعتصام بحبل اللّه المتين 1 : 133.
محمّد بن علي بن الحسن العلوي :

قال الذهبي ( ت 748 ه- ) في سير أعلام النبلاء : الإمام المحدّث الثقة العالم الفقيه ، مسند الكوفة ، أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن ، العلوي الكوفي ، انتقى عليه الحافظ أبو عبد اللّه الصوري ، وغيره ، حدّث عن علي بن عبد الرحمن البكائي ، إلى آخر ما يذكر من شيوخه ، ثمّ قال : حدّث عنه : أبو منصور أحمد بن عبد اللّه العلوي ، إلى آخر ما يذكر ممّن روى عنه ، ثمّ قال : قال ابن النرسي : مات بالكوفة في ربيع الأوّل ، سنة خمس وأربعين وأربع مائة ، قال : ومولده في رجب سنة سبع وستّين وثلاث مئة ، ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله (1).

قال العلاّمة الطهراني في الطبقات : محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن القصري العلوي بن القاسم بن محمّد البطحائي بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كذا سرد نسبه ابن الجوزي في « المنتظم » في ترجمة أبي الغنائم النرسي ، وقال : إنّه توفّي 445 ، أقول : هو الشريف أبو عبد اللّه العلوي الحسيني الشجري من طبقة تلاميذ الصدوق المتوفّى 381 (2).

ص: 182


1- سير أعلام النبلاء 17 : 636.
2- طبقات أعلام الشيعة : 170 ، المئة الخامسة. وانظر في ترجمته أيضاً : تاريخ الإسلام للذهبي 118 ، وفيات سنة 445 ، الفلك الدوّار : 59 ، شذرات الذهب 3 : 446 ، وفيات سنة 445 ، معجم المؤلّفين 11 : 366 ، التحف شرح الزلف : 188 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 121 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 945 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الذريعة 4 : 205 ، 16 : 272 ، مسند الإمام زيد : 24 ، في المقدّمة ، تاريخ بروكلمان 3 : 334 ، خاتمة مستدرك الوسائل 3 : 371، المقصد الحسن : 45 ، الأذان بحي على خير العمل ، مقدّمة المحقّق ، فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، مقدّمة المحقّق.
كتاب الجامع الكافي :

قال إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت 914 ه- ) في الفلك الدوّار - عند عدّه لكتب الحديث عند الزيديّة - : ومن أكثرها جمعاً ، وأجلّها نفعاً كتاب « الجامع الكافي » المعروف بجامع آل محمّد ، الذي صنّفه السيد الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرحمن الحسني ، وهو ستّة مجلّدة ، ويشتمل من الأحاديث والآثار وأقوال الصحابة والتابعين ومذاهب العترة الطاهرين على ما لم يجتمع في غيره ، واعتمد فيه على مذهب القاسم بن إبراهيم عالم آل محمّد ، وأحمد بن عيسى فقيههم ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد ، وهو في الشهرة بالكوفة في العترة كأبي حنيفة في فقهائها ، ومذهب محمّد بن منصور ، علاّمة العراق ، وإمام الشيعة بالاتّفاق ، وإنّما خصّ صاحب الجامع ذكر مذاهب هؤلاء ، قال : لأنّه رأى الزيديّة بالعراق يعوّلون على مذاهبهم ، وذكر أنّه جمعه من نيّف وثلاثين مصنّفاً من مصنّفات محمّد بن منصور ، وأنّه اختصر أسانيد الأحاديث ، مع ذكر الحجج فيما وافق وخالف ، وقد اعتنى به من متأخّري أصحابنا وعلمائنا أهل اليمن : القاضي العلاّمة جمال الدين العفيف بن حسن المذحجي الضراري ، وكان من عيون أصحاب المهدي علي بن محمّد ابن علي ( عليه السلام ) ، ومن أجلّ شيعته ، وسمعه بمكّة المشرّفة برباط الزيديّة ، المعروف برباط ابن الحاجب على الفقيه العلاّمة شرف الدين أبي القاسم محمّد بن حسين الشُقيف وأجازه له ، وهو يرويه عن الفقيه العلاّمة محمّد بن عبد اللّه الغزال ، وهو يرويه من طرق مسندة إلى مصنّفه ( عليه السلام ) ، واختصر القاضي العفيف منه مختصراً نفيساً ، نقل فيه غرائب مسائله ، وسمّاه ( تحفة الاخوان

ص: 183

في مذاهب أئمة كوفان ) (1).

ونسبه إليه أحمد بن حابس في المقصد الحسن ، ونقل كلام الفلك الدوّار المتقدّم (2).

قال الطباطبائي في مقدّمة كتاب فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، وهو للمؤلّف أيضاً : وللجامع الكافي مختصران : أحدهما للمؤلّف ، فقد اختصره وسمّاه المقنع ، والآخر للقاضي جمال الدين العفيف بن الحسن المذحجي الضراري ، وسمّى مختصره تحفة الاخوان في مذهب أئمّة كوفان (3).

قال السيد مجد الدين المؤيّدي - بعد أن ذكر خصوصيّات الكتاب ونسبته لمؤلّفه - : الجامع الكافي في جامع آل محمّد ، إلى أن قال : وإنّما خصصت بالبحث هذا الكتاب الجامع ; لما في زياداته ، فقد دسّ بعض المخالفين لآل محمد ( عليهم السلام ) كثيراً فيها ، ثمّ قال : لا سيّما في المشيئة ونحوها واضح ، وما كأنّها صدرت إلاّ من حذّاق الأشعريّة والمتسمّين بالسنّية ، إلى أن قال ، نعم ، أروي كتاب الجامع الكافي بالطرق السابقة إلى الإمام المتوكّل على اللّه ، يحيى شرف الدين ، عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ، وهو يرويه بطرق ، ثمّ ذكرها (4).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب الجامع الكافي في فقه آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ستّة مجلّدات ، إلى أن قال : الكتاب مخطوط منه نسخة خطّيّة في ثلاث مجلّدات ، ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات (5).

ص: 184


1- الفلك الدوّار : 59.
2- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 45.
3- فضل زيارة الحسين : 22 ، المقدّمة.
4- لوامع الأنوار 1 : 424.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 946.
( 33 ) الإفادة في الفقه أبو القاسم ابن ثال الهوسمي ( النصف الأوّل من القرن الخامس )
الحديث :

قال : وأمّا دلالة السنّة فالخبر المشهور عند أصحاب الحديث وغيرهم ، وقد تلّقته الأمّة بالقبول قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وفي بعض الأخبار « ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

أبو القاسم بن ثال الهوسمي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : الشيخ الإمام ، حافظ المذهب ، ولي آل رسول اللّه ، جامع الزيادات ، ومتمّم المصابيح ، أبو القاسم ابن ثال هو الحسن بن أبي الحسن الهوسمي ، علاّمة تشدّ إليه الرحال ، وتسند إليه الرجال ، نسيج وحده ، وفريد وقته ، وقيل : إنّه مولى السيدين أو أحدهما (2).

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : أبو القاسم ابن ثال ، بمثلّثة فوقيّة ، ثمّ ألف ثمّ لام ، اسمه الحسن ، وقيل : الحسين بن أبي الحسن الهوسمي ، المعروف بالأستاذ العلاّمة ، قال محمّد بن سليمان : يروي

ص: 185


1- الإفادة في الفقه : 237 ، مخطوط مصوّر.
2- مطلع البدور 2 : 21.

مذهب المؤيّد باللّه ، ويحيى والقاسم عن السيد المؤيّد باللّه ، عن السيد أبي العبّاس ، عن يحيى بن محمّد بن الهادي ، عن عمّه أحمد بن يحيى الهادي ، عن أبيه الهادي يحيى بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن القاسم ، عن أبيه القاسم بن إبراهيم ، عن آبائه ، وقال الكني : وكذا منصوصات الأئمّة رواها عن المؤيّد باللّه بالسند الأوّل.

ثمّ قال : وللقاضي يوسف طريق أُخرى ، وهو أنّه يروي عن أبي القاسم ابن ثال عن المؤيّد باللّه بطرقه.

ثمّ قال : ويقال له : أبو القاسم الإيوازي الجامع للإفادة والجامع للزيادات (1).

قال عبد اللّه بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة : أبو القاسم بن ثال بمثلّثة ، اسمه الحسن ، وقيل : الحسين بن أبي الحسن الهوسمي المعروف بالأستاذ ، يروي مذهب القاسم والهادي والمؤيّد عن المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين ، وكذلك منصوصاتهم (2).

قال عبد اللّه بن مفتاح ( ت 877 ه- ) في شرح الأزهار : إذا أطلق الأستاذ فهو أبو القاسم ، جامع الزيادات من أصحاب المؤيّد باللّه (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : لم يذكر له تاريخ وفاة ، ولعلّ وفاته في النصف الأوّل من القرن الخامس الهجري (4).

ص: 186


1- طبقات الزيديّة 3 : 198.
2- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 112.
3- المنتزع المختار من الغيث المدرار ، المعروف بشرح الأزهار 1 : 267.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 312 ، وانظر في ترجمته أيضاً : لوامع الأنوار 2 : 29 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 546 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 138 ، 2 : 83.

ويقوّي هذا الرأي في تاريخ وفاته أنّه روى عن المؤيّد ، والمؤيّد وفاته سنة 411ه-.

الإفادة في الفقه :

نسبها إليه إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في الطبقات (1) ، وعبد اللّه بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة - ضمن عدّه مؤلّفات المؤيّد باللّه الهاروني - : كتاب الإفادة في الفقه ، ويسمّى أيضاً التفريعات ، تولّى جمعها تلميذه أبو القاسم بن ثال ، ويتضمّن آراءه الفقهيّة ، وعليه زيادات وشروح وتعاليق عدّة (3).

ثمّ قال في نفس الكتاب - عند عدّه مؤلّفات أبي القاسم بن ثال - : الإفادة في فقه المؤيّد باللّه الهاروني ( انظر ما في مؤلّفاته ) (4).

وقال في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : الإفادة في فقه المؤيّد باللّه ، المؤلّف : الحسين بن الحسن الهوسمي أبو القاسم بن ثال من أعلام القرن الخامس (5).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الإفادة ، تأليف : الإمام المؤيّد أحمد بن الحسين الهاروني الديلمي ، في فقه نفسه ، وهو في مجلّد

ص: 187


1- طبقات الزيديّة 3 : 198.
2- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 112.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 101.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 313.
5- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 58 ، 2 : 108.

جمعه تلميذه القاضي أبو القاسم بن ثال ، يسمّى أيضاً التفريعات ، ويسمّى في بعض المصادر ( الفائدة ) (1).

ص: 188


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 138.
( 34 ) الأمالي الخميسيّة المرشد باللّه يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني الشجري الجرجاني ( ت 479 ه- ) مرتّب الأمالي حميد بن أحمد بن الوليد القرشي ( ت 623 ه- )
الحديث :

الأوّل : وبه (1) أخبرنا السيد الإمام رضى اللّه عنه في يوم الخميس الثالث

ص: 189


1- جاء في أوّل الكتاب إسناده هكذا : أخبرنا الشيخ الأجلّ السيد الإمام محيي الدين وزين الموحّدين بقيّة السلف ، أحفظ الحفّاظ ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني قراءة عليه ، قال : أخبرنا الشريف الأمير الأجلّ الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ابن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) ، مناولة في رمضان من سنة سبع وتسعين وخمسماية بمدينة « صعدة » المحروسة بالمشاهد المقدّسة على ساكنيها السلام ، قال : وأنا أروية مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجل عماد الدين الحسن بن عبد اللّه رحمه اللّه تعالى ، قال أخبرنا القاضي الإمام العالم الاؤحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام ، عماد الشريعة ، أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكني أدام اللّه تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسماية ، قال : أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه اللّه تعالى في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعيد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام المرشد باللّه أبو الحسين يحيى بن الموفّق باللّه أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل ابن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري ابن القاسم بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) في ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

عشر من جمادي الأُخرى ، قال حدّثنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بإصفهان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد ابن جعفر بن حيّان ، قال : حدّثنا أبو يعلى ، قال : حدّثنا غسان ، عن أبي إسرائيل ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه سبب موصول من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : وبه (2) ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقرائتي عليه في جامع البصرة ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد ابن عبير بن كثير الكوفي العامري ، قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبّاس بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا سليمان بن قرة ، عن سلمة بن كهيل ، قال : حدّثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام ، فقام تحتهن ، فأناخ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) عشيّته يصلّي ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد اللّه عزّ وجلّ ، وأثنى عليه ، وقال ما شاء اللّه أن يقول ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ما اتّبعتموهما ، القرآن وأهل بيتي عترتي » ، ثمّ قال : « تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا : بلى يارسول اللّه ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه » (3).

الثالث : وبه (4) ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي

ص: 190


1- الأمالي 1 : 188 ، فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ح702.
2- الإسناد المتقدّم.
3- الأمالي 1 : 190 ، فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ح712.
4- الإسناد المتقدّم.

التنوخي ، قال : حدّثنا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن عبيد اللّه ابن هارون الدقّاق المعروف بابن أخي ميمي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي إملاء ، قال : حدّثني عم أبي العباس أحمد بن يسار بن الحسن ، قال : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، قال : حدّثنا يحيى ابن حمّاد قال : حدّثنا عوانة ، عن سليمان بن مهران الكاهلي وهو الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، قلت : يارسول اللّه ، من أهل بيتك؟ قال : « آل علي ، وآل جعفر وآل العباس ، وآل عقيل » (1).

الرابع : وبه (2) ، قال : أخبرنا عالياً أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن علي الكاتب المعروف بابن قفرجل بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا جدّي أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن المفضّل بن قفرجل ، قال : حدّثنا محمّد بن هارون ، قال : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، قال : حدّثنا يحيى بن حمّاد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، قال : قلنا ومن أهل بيتك؟ قال : « آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس » كأنّما سمعته من ابن أخي ميمي شيخ شيخي في الرواية الأولى (3).

ص: 191


1- الأمالي 1 : 196 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح729.
2- الإسناد المتقدّم.
3- الأمالي 1 : 196 فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح730.

الخامس : وبه (1) ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسن بن محمّد بن مودود الحراني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قالا : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

السادس : وبه (3) ، قال : أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن سليمان التستري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد المروزي ، قال : حدّثنا محمّد ابن سهل بن عسكر ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، عن كثير بن عبد اللّه ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب اللّه ، وسنّة نبيّه » (4).

السابع : وبه (5) ، قال : أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسّان بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد بن سعيد العامري

ص: 192


1- الإسناد المتقدّم.
2- الأمالي 1 : 199 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح738.
3- الإسناد المتقدّم.
4- الأمالي 1 : 202 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح753.
5- الإسناد المتقدّم.

الكوفي قراءة عليه ، قال : حدّثنا أبو العباس إسحاق بن محمّد بن مروان القطّان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عباس بن عبد اللّه الحريري ، عن جبر بن الحر ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي » (1).

الثامن : وبه (2) ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر ابن حيّان ، قال : حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن صبيح الزيات ، قال : عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن هاشم ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « يا أيّها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » (3).

يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني :

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : ولمّا توفّي المقتدي يوم الجمعة الخامس عشر من المحرّم سنة سبع وثمانين وأربعمائة قام بالأمر أبو العباس أحمد بن عبد اللّه المقتدي التاسع عشر من المحرّم من السنة المذكورة.

ثمّ قال : وفي أيّامه كان قيام الإمام العالم الفاضل الفقيه المحدّث المتكلّم

ص: 193


1- الأمالي 1 : 203 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح754.
2- الإسناد المتقدّم.
3- الأمالي 1 : 203 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح755.

لنسّابة أبي الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل ، وكانت دعوته في الجيل والري وجرجان ، ومضى على منهاج سلفه الصالحين (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور ضمن ترجمة الحسين بن علي بن إسحاق الفرزادي : وهو الذي صلّى على السيد الإمام مفخر الأمّة المحمّدية المرشد باللّه يحيى بن الموفّق أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر الجرجاني بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، صاحب الأمالي الخميسيّات والاثنينيّات ، المنتقل إلى رضوان اللّه يوم السبت الخامس عشر من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وأربع ماية ، وكان آخر ما أملى يوم الخميس السابع والعشرين من المحرّم من السنة المذكورة.

ثمّ قال : ودفن في سكّة الفرانين ، بدار أخته التي جعلتها خانقاه بالري ، وكان مولده ( عليه السلام ) سنة اثنتي عشرة وأربع ماية (2).

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : يحيى بن الحسين الجرجاني بن إسماعيل بن حرب بن زيد العالم بن الحسن بن جعفر ابن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، الحسني الإمام المرشد باللّه أبو الحسين المحدّث ، حدّث عن محمّد بن إبراهيم المعروف بابن علاّن ، وأبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن أبي ريدة تلميذ الطبراني بإصفهان ، والحسن بن

ص: 194


1- الشافي 1 : 335.
2- مطلع البدور 2 : 47.

علي الجوهري ، ومحمّد بن علي الحورداني ، وأبو الحسن علي بن عمر المعروف بابن القزويني.

ثمّ قال : وروى عنه أبو سعيد المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني ، وكان سماعه عليه سنة ثلاث وسبعين وأربع ماية ، والشيخ أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن القاسم بن الأذوبي ، والشيخ الإمام إسماعيل بن علي الفزّاري ، وعلي بن الحسين شاه شريحان مؤلّف المحيط.

ثمّ قال : قلت : وكان مولده سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ثمّ قال : وكان آخر ما أملاه فبقي بعده إلى يوم السبت خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وأربعماية ، وتوفّي في هذا اليوم (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : وفاته يوم السبت 15 ربيع الآخر سنة 479 ه- ، عن سبع وستّين سنة ، وفي طبقات الزيديّة - كتابة - سنة 499 ه- ، والأوّل أصحّ (2).

محيي الدين حميد بن أحمد بن الوليد القرشي العبشمي ( مرتّب الأمالي )

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : الشيخ الحافظ المحدّث ، موئل العلماء ، مثابة أهل الإسناد ، كعبة المسترشد للنجاة ،

ص: 195


1- طبقات الزيديّة 2 : 418.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1101 ، وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين 2 : 352 ، قواعد عقائد آل محمّد : 400 ، التحف شرح الزلف : 150 ، الفلك الدوّار : 65 ، في الهامش تحقيق يحيى سالم عزّان ، لوامع الأنوار 1 : 416 ، لسان الميزان 6 : 247 ، مجلّة تراثنا 32 : 92 ، الذريعة 2 : 317 ، الأعلام 8 : 141 ، معجم المؤلّفين 13 : 191 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1100 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 153 ، أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) لعبّاس محمّد زيد : 108 ، الأمالي الخميسيّة : 3 ، المقدّمة.

محيي الدين حميد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى.

إلى أن قال : كان من كبار العلماء ، له مشايخ وتلامذة ، وهو والد علي الجامع لشمس الأخبار ، وتخرّج ولده ( رحمه اللّه ) عليه ، وسمع عنه الحديث ، قال : قرء عليه أمالي المرشد كرّات ، ختم الثالث من السماعات في عام اثنين وثلاثين وستّمائة ، وحميد من تلاميذة القاضي جعفر وصنوه محمّد بن أحمد بن الوليد ، سيأتي ذكره ، وهذا مبني على أنّهما أخوان كما قاله ابن المظفّر ، واشتهر عند العلماء وفي الشجرات ، وقرر السيد العلاّمة الهادي بن إبراهيم وغيره من المتقدّمين ، وبعض شيوخنا المتأخّرين : أنّ حميداً ومحمّداً علمان لرجل واحد ، توفّي حميد المذكور سنة إحدى وعشرين وستّمائة ، وهذا محتاج للتأمّل ، فقد سبق أنّ ولده قرء عليه في اثنين وثلاثين وستّمائة ، يتحقّق ، ولعلّ الغلط في تاريخ سماع ولده ; لأنّ الأمير الناصر لدين اللّه ابن الإمام المنصور باللّه رثاه بقصيدة سنذكرها ، وموت الأمير الناصر في ثلاث وعشرين وستّمائة. ثمّ ذكر القصيدة (1).

وقال في موضع آخر - تحت عنوان محمّد بن أحمد : شيخ الشيعة الحافظ لعلوم آل محمّد ، المحدّث الكبير ، الأصولي شحّاك الملحدين ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم ، إلى أن قال : هو العلاّمة الربّاني ، المجمع على جلالته وفضله ، لم يختلف في ذلك اثنان ، ويعرف بالعبشمي بالعين المهملة ، بعدها باء موحّدة ، بعدها شين معجمة ، بعدها ميم ، ثمّ ياء النسب ، منسوب إلى عبد شمس على الطريقة المعروفة لأهل التصريف ، ولم يكن لهذا العالم نظير ولا مُشاكل في

ص: 196


1- مطلع البدور 2 : 151.

فضله وعنايته إلاّ مشايخه كابن عبد السلام الأنباري ومن ضاهاه قرب العلوم ، واشتغل بتحصيل كتب الأئمّة ، كما فعل القاضي جعفر.

ثمّ قال : قد صنّف في أخباره وأحواله ولده الشيخ المحدّث علي بن محمّد - مصنّف شمس الأخبار - ويقال : علي بن حميد ، وذلك لأنّ لمحمّد هذا اسمان كما صحّح ، واللّه أعلم ، وهو شيخ الإمام المنصور باللّه ، وتلميذ الإمام أحمد بن سليمان ، ويعرف أيضاً بالشيخ محيي الدين وفي أعقابه محمّد ابن أحمد بن علي بن محمّد هذا وقد يلتبس ذلك.

ثمّ قال : وذلك في شهر رمضان سنة عشر وستّمائة ، قال : ومبلغ عمره إذ ذاك اثنتان وسبعون سنة ، ثمّ عاش بعد ذلك ، وتوفّي وقت صلاة العشاء الأخيرة من ليلة الثلاثاء لاثنتين أو ثلاث وعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وستّمائة (1).

قال مجد الدين المؤيّد في اللوامع : وأروي بهذا السند النبوي إلى الأمير الناصر للحق الحسين بن محمّد ( عليه السلام ) كتاب شمس الأخبار عن مؤلّفه العلاّمة جمال الدين علي بن حميد ، وحميد هو الشيخ المتقدّم محيي الدين محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضي اللّه عنهما (2).

الأمالي الخميسيّة :

قال مرتّب الأمالي محمّد بن أحمد بن علي بن الوليد القرشي : وكان ممّا روي عنه ( عليه السلام ) من الأخبار أمالي السيد الإمام المرشد باللّه يحيى بن الموفّق باللّه

ص: 197


1- مطلع البدور 4 : 92.
2- لوامع الأنوار 2 : 50 ، وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة 2 : 441 ، الجواهر المضيّة : 43 ، لوامع الأنوار 1 : 298 ، 2 : 44 ، سيرة الإمام شرف الدين ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 406.

أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الحسني المعروف بابن الشجري ( رضوان اللّه عليه ) ، وكان من أعظمها قدراً ، وأجلّها خطراً أماليه ( عليه السلام ) المعروفة بالخميسيّات ، إذ كانت نوبة إملائه لها يوم الخميس في كل أسبوع إلى أن أتى على آخرها ، وهي من محاسن الأخبار ، وأجمعها للفوائد ، وأصحّها أسانيد عند علماء هذا الشأن ، وزيّنها بالغرر والدرر من الأحاديث المرويّة عن أولاد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وكانت مجالس غير منتظمة الفوائد على عادة أمالي الرواة والمحدّثين من المتقدّمين والمتأخّرين ، ( رحمة اللّه تعالى عليهم أجمعين ) فرأى ذلك سيّدنا القاضي الإمام شمس الدين جمال المسلمين جعفر بن أحمد ابن عبد السلام بن أبي يحيى (1) ( رضوان اللّه عليه ) فرتّب مجالسها ، ونظّم متجانسها ، وبوّبها أبواباً سبعة وعشرين باباً كاملة الأسانيد ، وأتي في ذلك بما يقتضيه علمه الفائق ونظره الرائق ، وكنت ممّن رغّب فيما عنداللّه عزّ وجل وما رغّب فيه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من ذلك ، فرتّبت من هذا الكتاب المذكور أربعين حديثاً من محاسنه في أربعين فنّاً كاملة الأسانيد ، بعد صحّة سماعي لجميع هذا الكتاب المرتّب منه.

ثمّ قال : ثمّ أضفت إلى كل خبر منها ما يليق به ، أو يقرب منه من سائر أخبار هذا الكتاب المذكور ، وقد احتوت على سائرها إلاّ ما سقط سهواً ، غير أنّي حذفت أسانيدها من حيث إنّ سماعها قد صحّ لي في نسخ الأصول (2).

نسبها إليه عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي ، قال : إسناد أمالي المرشد باللّه أبي الحسين يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) التي أملاها يوم الخميس ، لأنّ

ص: 198


1- تقدّمت ترجمته عند الحديث عن كتاب أمالي أبي طالب الهاروني.
2- الأمالي الخميسيّة : 6 ، كلام مرتّب الأمالي.

له ( عليه السلام ) إملائين ، أحدهما : هذا الكتاب ، والثاني : كتاب الأنوار ، أملاه ( عليه السلام ) يوم الاثنين ، ونحن نذكر سنده بعد هذا إن شاء اللّه تعالى ، ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين أحدهما من جهة الأمير الأجل بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) والثاني من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ( رضوان اللّه عليه ) فنقول : أخبرنا الشريف الأمير الأجل السيد الفاضل بدر الدين ... (1) ، إلى آخر الإسنادين.

ونسبها إليه أيضاً ابن أبي الرجال في مطلع البدور (2) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (3) ، وغيرهم (4).

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : أمالي الإمام المرشد باللّه يحيى ابن الإمام الموفّق باللّه الحسين بن إسماعيل ( عليه السلام ) الخميسيّة لأنّ له أماليين.

ثمّ قال : فأروي كتاب الأمالي المذكور بالسند السابق في إسناد المجموع إلى الإمام الحجّة المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ( عليه السلام ) قال في الشافي : ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين (5) ، ثمّ ذكر الإسنادين.

وقال أيضاً : واعلم أنّه قد حكم بصحّة الأمالي الخميسيّة العلاّمة عمدة المتكلّمين محيي الدين محمّد بن أحمد القرشي ( رضي اللّه عنه ).

ثمّ قال : وقد استشهد بتصحيحه الإمام المنصور باللّه ربّ العالمين أحمد ابن هاشم ( رضي اللّه عنه ) ، وقال المولى فخرالإسلام عبد اللّه بن الإمام في مختصره - بعد

ص: 199


1- الشافي 1 : 59.
2- انظر : مطلع البدور 2 : 47.
3- انظر : طبقات الزيديّة 2 : 418.
4- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
5- لوامع الأنوار 1 : 416.

حكاية تصحيح الشيخ - : ولعمري أنّ مثل هذا الإمام الربّاني يكفي تصحيحه لرواية تلك الأخبار ، وليت كل سند يكون له مصحّح مثل هذا الإمام.

قلت - واللّه الموفّق للصواب - : وينبغي ألا يحمل هذا على عمومه ، وإنّما المقصود الأعمّ الأغلب ، ويخصّ من ذلك الحكم ما عارض المعلوم ، ولم يكن تأويله ، أو علم الجرح بالطريق المعلومة ، أو الصحيحة الراجحة لناقله ، فإنّ المعلوم أنّ ليس قصد الإمام المرشد باللّه ( عليه السلام ) إلاّ الرواية لما بلغه الصحيح وغيره من دون التزام للتصحيح ، بل العهدة على المطّلع ، كيف وقد صرّح بجرح بعض الرواة ، ثمّ روى عنهم ، وضعّف بعض الأخبار ، وردّ بعضها ، وروى الردّ على البعض ما أخرج ، وهذا الحمل هو الذي لا ريب فيه عند من له نظر يهديه ، وعلم يقتفيه ، فيكون هذا التصحيح من ذلك الشيخ العالم كافياً فيما سوى ما ذكرنا من الروايات والرواة ، واللّه الموفّق (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأمالي الخميسيّة ، وهي في مكارم الأخلاق جزآن ، والفضائل وغيرها طبعا في مجلّد بغير تحقيق ، وعرفت بأمالي الشجري ، وهي وسابقتها (2) من الكتب المعتمدة عند الزيديّة ، ونسختها الخطيّة كثيرة (3).

ص: 200


1- لوامع الأنوار 1 : 420.
2- يقصد الأمالي الاثنينيّة.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1101.

مؤلّفات المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ( ت 492 ه- )

( 35 ) تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين
الحديث :

الأوّل : ثمّ أكّد ذلك عند انتقاله إلى رحمة ربّه وكريم ثوابه ، فمرّة ذكر في خطبة الوداع حين نعى إليهم نفسه وأعلمهم ارتحاله ، وأخرى في مرض موته حين تيقّن انتقاله ، فخرج يتهادى بين اثنين ووصّاهم بالتمسّك بالثقلين ، فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : وبإسناده (2) عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ، قال : « لمّا ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : أدعوا لي الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، وقال : دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّهما سيصبهما بعدنا إثر ، ثمّ قال : يا أيّها الناس إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى يلتقيا على الحوض » (3).

ص: 201


1- تنبيه الغافلين : 16 ، مقدّمة المؤلّف ، مخطوط مصوّر.
2- السيد الإمام أبو طالب.
3- تنبيه الغافلين : 43.

الثالث : قال : وروى أبو سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وقد روى هذا الخبر جماعة منهم : زيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبو ذر ، وغيرهم ، وذكر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ذلك في مواضع كثيرة (1).

الرابع : قال : وعن أبي سعيد الخدري : لمّا مرض رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعبّاس حتّى وضعاه على المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما ، كتاب اللّه سبب بينكم وبين اللّه ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه » ، قال : فعظّم من كتاب اللّه ما شاء ، ثمّ سكت ، حتّى رأينا أنّه لا يذكر شيئاً ، فقام عمر فقال : يا نبي اللّه هذا أحدهما ، قد أعلمتنا به ، فأعلمنا الآخر ، فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأريد أن أخبركم به ، غير أنّي أخذني الريق ، فلم أستطع أن أتكلّم الا عترتي الا عترتي الا عترتي - ثلاث مرّات - واللّه لا يبعث رجل بحبّهم إلاّ أعطاه اللّه نوراً حتّى يرد علي الحوض يوم القيامة ولا يبعث اللّه رجلاً يبغضهم إلاّ حجب اللّه عنه يوم القيامة » ثمّ إنّهما حملاه على فراشه ، في حديث طويل (2).

الخامس : قال : وقد اختلف المفسّرون في أولي الأمر ، ثمّ قال : وقالت الشيعة : المراد علي بن أبي طالب والأئمّة من أولاده ، ونظير هذا قوله : « إنّي

ص: 202


1- تنبيه الغافلين : 44 ، في حديثه عن آية ( واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ).
2- تنبيه الغافلين : 45.

تارك فيكم الثقلين » الخبر (1).

السادس : قال : وروى الناصر للحق بإسناده ، عن سعيد بن خيثم ، قال : سألت زيد بن علي ( عليه السلام ) عن هذه الآية ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) فقال : عليكم الرد علينا ، نحن والكتاب الثقلان ، فالردّ منه وإلينا.

قال الناصر : ويؤيّد ذلك أنّه قرن طاعته بطاعة الرسول ، فوجب أن تكون في الصفة مثله ، فالردّ إلى الرسول ردّ إلى سنّته ، والردّ إلى أولي الأمر ردّ إلى ذرّيّته ; لأنّه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي » (2).

السابع : قال : وعن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل غدير خم أمر دوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

ثمّ قال : اللّه تعالى مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثمّ أخذ بيد علي ، ثمّ قال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل : قلت لزيد : أنت سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رأى بعينه وسمع بأذنه (3).

الثامن : قال : وعن أبي الطفيل قال : إنّ قوماً جاؤا من اليمن إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالوا : يا مولانا ، قال : أنا مولاكم عتاقه؟!

ص: 203


1- تنبيه الغافلين : 48.
2- تنبيه الغافلين : 49 ، 50.
3- تنبيه الغافلين : 65.

قالوا : إنّما نحن قوم من العرب ، سمعنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهمّ والي من والاه وعاد من عاداه ، قال : فهاجه ذلك ، فنادى في الناس ، فاجتمعوا حتّى امتلأت الرحبة ، فقام فحمد اللّه ، وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ قال : أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ رجل سمع أذنه ووعا قلبه ، فقام اثنى عشر رجلاً ، ثمانية من الأنصار ، ورجل من قريش ، ورجل من خزاعة ، ثمّ قال لهم : اصطفّوا فاصطفّوا ، فقال : هاتوا ما سمعتم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

قالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع ، حتّى إذا كنّا بغدير خمّ نزل ونزلنا ، وصلّينا الظهر معه ، ثمّ قام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ ».

قالوا : نقول : اللّهمّ قد بلغت ، قال : « اللّهمّ اشهد بك » ، ثلاث مرّات.

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فسألت اللّه ذلك لهما فأعطانيه » (1).

التاسع : قال : قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قيل : هم المهاجرون والأنصار ، عن عطاء ، وقيل العلماء ، وقيل هم أهل البيت ، وعن الربيع بن أنس ، عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : « إنّ من أمّتي قوماً على الحق حتّى ينزل عيسى بن مريم » ولقد يوافق قوله : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ

ص: 204


1- تنبيه الغافلين : 66.

الحوض » يعني كتاب اللّه وعترة رسوله ( صلى اللّه عليه وآله ) (1).

العاشر : قال : وروى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل : لمّا قدم علي إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بعد فتح خيبر ، إلى أن قال : ويدلّ عليه قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الحادي عشر : قال : وعن زيد بن أرقم ، قال : خطبنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بواد بين مكّة والمدينة يُدعى ( حمد ) (3) فقال : « إنّما أنا بشر يوشك أن أُدعى فأجيب ، ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما كتاب اللّه ، وهو حبل اللّه من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » قالها ثلاث مرّات (4).

أبو سعيد المحسن بن محمّد بن كرامة الجشمي :

قال أحمد بن حابس ( ت 1061 ه- ) في المقصد الحسن : الشيخ الإمام الحاكم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ، المقتول بمكّة في شهر رجب سنة 494 ، وكان مبلغ عمره 61 ، وكان مولده في شهر رمضان سنة 431 (5).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : الشيخ الإمام ، أستاذ العلاّمة الزمخشري ، الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمّد بن كرامة الجشمي

ص: 205


1- تنبيه الغافلين : 73.
2- تنبيه الغافلين : 117.
3- كذا في الأصل.
4- تنبيه الغافلين : 138.
5- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 47.

البيهقي ، كان إماماً عالماً صادعاً بالحق ، له جملة كتب. ثمّ قال : وقُتل بمكّة غيلة في سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، وأتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبريّة بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة ، كان حنفياً ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : المحسن بن محمّد ابن كرامة البيهقي ، الإمام الحاكم أبو سعد الجشمي ، وجشم بالجيم وشين معجمة ، قبيلة من خراسان ، وبيهق أكبر مدن خراسان ، كان حنفياً (2) ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة ، سمع أبا حامد أحمد بن محمّد بن إسحاق النجّار ، وأبا الحسين أحمد بن علي بن أحمد قاضي الحرمين ، وأبا يعلي الحسين بن محمّد الترمذي ، وأبا محمّد قاضي القضاة عبد اللّه بن الحسن سمع عليه في شوّال سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة.

ثمّ قال : وروى عنه ولده محمّد ، وكان سماعه عليه سنة اثنين وخمسين وأربعمائة ، قال القاضي الحافظ ولد الحاكم : ... وتوفّي شهيداً في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ومثله ذكر عمران بن الحسن وصاحب المقصد الحسن ، عن إحدى وستّين سنة ، وقال القاضي : سنّة خمس وأربعين وخمسمائة ، قلت : والأوّل أصحّ (3).

قال محقّق كتاب تنبيه الغافلين : أمّا ما قاله أحمد بن صالح بن محمّد بن أبي الرجال في كتابه مطلع البدور ومجمع البحور من أنّه قتل في سنة خمس

ص: 206


1- مطلع البدور 4 : 215.
2- قال المؤيّدي في اللوامع 2 : 12 ، تعليقاً على هذا الكلام ، يعني : في الفروع ، وكان معتزلياً في الأصول.
3- طبقات الزيديّة 3 : 134.

وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، فهو غير صحيح ، وقد صحّحها القاضي حسين بن أحمد السياعي (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : المحسن بن محمّد ابن كرامة الحاكم ، الجشمي البيهقي ، ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أبو سعد الحاكم ، أحد أعلام الفكر الإسلامي وأئمّة الكلام والتفسير ، أصولي معتزلي زيدي.

وذكر أنّ ولادته 413 ه- ، ووفاته 494 ه- ، (2).

تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين :

نسبه إليه أحمد بن حابس في المقصد الحسن (3) ، وأحمد بن صالح بن أبي الرجال في مطلع البدور (4) ، وإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة الكبرى (5) ، وغيرهم (6).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين - خ - منه نسخة في الغربية ضمن مجموعي 32 ، 287 ،

ص: 207


1- تنبيه الغافلين : 10 ، مقدّمة المحقق ، وانظر في ترجمته أيضاً : إيضاح الاشتباه : 258 ، جامع الرواة 2 : 30 ، معجم رجال الحديث 5 : 116 ، الذريعة 2 : 341 ، 5 : 122 ، معجم المؤلّفين 8 : 187 ، الأعلام 5 : 289 ، لوامع الأنوار 1 : 455 ، 2 : 12 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الزيديّة لأحمد صبحي : 264 ، معالم العلماء : 93 ، أمل الآمل 2 : 221 ، الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 79 ، الزيديّة في موكب التاريخ : 407.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 819.
3- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 47.
4- مطلع البدور 4 : 215.
5- طبقات الزيديّة 3 : 134.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

ونسختان في الأوقاف رقم 775 ، 725 ، أخرى مكتبة آل الهاشمي ضمن المجموع السابق ( وهي في الآيات النازلة في فضائل أهل البيت ، مرتّبة على حسب السور ) (1).

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : يروي المفتقر إلى اللّه مجد الدين بن محمّد المؤيّدي - عفا اللّه عنهما - جميع مؤلّفات الحاكم المحسن بن محمّد سماعاً فيما سمعت منها ، وإجازة عامّة في جميعها ، عن والدي العلاّمة الولي محمّد بن منصور المؤيّدي ( رضي اللّه عنهما ) بالإسانيد السابقة في سند المجموع وسند الشافي ، وهي ثلاث طرق إلى الإمام الحجّة عبد اللّه بن حمزة ، عن العلاّمة عمر بن جميل النهدي ، عن شيخه السيد الإمام يحيى بن إسماعيل ، عن عمّه السيد الإمام الحسن بن علي الجويني ، عن المؤلّف الحاكم الشهيد ( رضي اللّه عنهم ).

وأروي جميع مؤلّفاته أيضاً بالأسانيد السابقة إلى الإمام المتوكّل على اللّه يحيى شرف الدين (2).

طبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق السيد تحسين آل شبيب.

ص: 208


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 820.
2- لوامع الأنوار 2 : 13.
( 36 ) السفينة الجامعة للعلوم
الحديث :

قال حميد المحلي في الحدائق الوردية والحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين (1) : وروى الحاكم ( رحمه اللّه ) في كتاب السفينة من كتاب الفتوح لابن أعثم ، عن ابن عبّاس ( رضي اللّه عنه ) أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفر له ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض ، ألا وإنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف ، فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري فيقولون : نحن أهل التوحيد من العرب فأقول : أنا محمّد نبيّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك فأقول : كيف خلفتموني في عترتي ، وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا كتاب اللّه فضيّعناه وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأوّلي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ، قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم :

ص: 209


1- لم نعثر على كتاب السفينة للحاكم أبي سعيد ، فنقلنا ما وجدناه في الحدائق الورديّة وأنوار اليقين.

إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا ، مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرّيّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناوأهم فأقول لهم أبشروا ... » (1).

كتاب السفينة الجامعة للعلوم :

نسبه إليه حميد المحلي في الحدائق الورديّة ، ونقل عنه (2) ، وكذا الحسن ابن بدر الدين في أنوار اليقين (3).

قال أحمد بن حابس ( ت 1061 ه- ) في المقصد الحسن : وله السفينة المشهورة (4).

ونسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (5) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (6) ، والسيد عبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (7) ، وغيرهم (8). وقد تقدّم إسناد المؤيّدي لجميع كتب الحاكم الجشمي (9).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : السفينة الجامعة لأنواع

ص: 210


1- الحدائق الورديّة 1 : 23 ، أنوار اليقين 2 : 437.
2- انظر : الحدائق الورديّة 1 : 23.
3- انظر : أنوار اليقين : 437.
4- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 47.
5- مطلع البدور 4 : 216.
6- طبقات الزيديّة 2 : 893 ، الطبقة الثالثة.
7- الجواهر المضيّة : 79.
8- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
9- تقدّم عند الكلام عن كتاب تنبيه الغافلين للمصنّف.

العلوم ، تأليف : الحاكم أبي سعيد محسن بن محمّد بن كرامة الجشمي ، جمع فيها بين الزهد والفقه ، والتاريخ لسيرة الأنبياء السابقين ، ونبيّنا ( صلى اللّه عليه وآله ) والأئمّة إلى عصره ، وذكر من اتّفق على إمامته ، ومن اختلف فيه ، وفيها فنون أخرى من العلم ، وهو في أربع مجلّدات (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : السفينة الجامعة لأنواع العلوم ( في التاريخ إلى زمنه ) أربع مجلّدات كبار ، ثمّ قال : وتوجد ( رسالة حلية الأبرار المصطفين الأخيار ) منتزعة منها ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، إلى أن قال : وقد جمع فيها سيرة الأنبياء والأئمّة ، وسيرة النبي ، وأحوال الصحابة ، والعترة إلى زمانه ، وقد نقل عنها أحمد بن يحيى حابس في المقصد الحسن ، والديلمي في قواعد عقائد آل محمّد ، وابن المظفّر في الترجمان ، وغيرهم (2).

ص: 211


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 93.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 822.

ص: 212

( 37 ) رسالة إبليس إلى اخوانه المناحيس
الحديث :

قال : رووا في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) آيات وأخباراً وآثاراً ، كقوله تعالى : ( ... ) ، وكقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : ( ... ) ، وكقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس ، وتسمّى رسالة أبي مرّة :

نسبها إليه ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور ، وقال : وقتل غيلة ، إلى أن قال : واتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبرية ، بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة (2).

وقال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وله رسالة تسمّى رسالة الشيخ أبي مرّة ، كانت السبب في قتله (3).

ونسبها إليه أيضاً : ابن شهر آشوب في معالم العلماء (4) ، والعلاّمة الحلّي في إيضاح الاشتباه (5) ، وغيرهم (6).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : رسالة إبليس إلى

ص: 213


1- رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس : 109 ، الباب العاشر.
2- مطلع البدور 4 : 216.
3- طبقات الزيديّة 3 : 134.
4- معالم العلماء : 93.
5- إيضاح الاشتباه : 258. انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في ترجمة المصنّف في الهامش.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في ترجمة المصنّف في الهامش.

إخوانه المناحيس ، ويسمّى أيضاً : رسالة أبي مرّة إلى إخوانه المجبّرة من أشهر كتبه في أصول الدين على شكل حوار بين إبليس والمخالفين ، كان الكتاب سبباً في مقتل المؤلّف ( طبع مراراً ) منها طبعة سنة 1414 ه- بتحقيق حسين المدرّسي الطباطبائي ، ونسخه الخطيّة كثيرة ، منها نسخة بعنوان ( درّة أبي مرّة ) رقم 58 ( كلام ) غربية ، وأخرى مصوّرة مكتبة محمّد عبد العظيم الهادي ، وفي عدد من المكتبات الخاصّة انظر ( مصادر التراث في المكتبات الخاصّة (1) (2).

جاء في مجلّة تراثنا : رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس.

وقد ردّ الحاكم الجشمي فيه على الأشاعرة ، وضعه على لسان إبليس ، ويسمّى « رسالة أبي مرّة إلى إخوانه المجبّرة » أو « الدرّة على لسان أبي مرّة » وهو من الكتب الكلاميّة لمعتزلة القرن الخامس (3) ، وهذا الكتاب هو الذي سبّب قتل صاحبه (4).

وقد تقدّم إسناد مجد الدين المؤيّدي إلى جميع كتب الحاكم (5).

ص: 214


1- وهو كتاب في مجلّدين صدر لعبد السلام الوجيه يذكر فيه الكتب الموجودة في المكتبات الخاصّة في اليمن.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 821.
3- يظهر من هذا الكلام أنّ الحاكم كتب هذا الكتاب عندما كان معتزلياً وقبل أن يصير زيديّاً.
4- مجلّة تراثنا العدد الأوّل 6 : 217 ، مقالة تحت عنوان من أنباء التراث.
5- انظر ترجمة كتاب تنبيه الغافلين المتقدّمة.
( 38 ) جلاء الأبصار
الحديث :

قال : وروى زيد بن أرقم أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال يوم غدير خم : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد علي ، وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه » في حديث طويل ، وروى نحوه أبو سعيد الخدري (1).

جلاء الأبصار :

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء (2) ، والعلاّمة في إيضاح الاشتباه (3) ، والشيخ الحرّ في أمل الآمل (4) ، ومجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار (5) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (6) ، وغيرهم (7).

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : وله كتاب جلاء الأبصار في تأويل الأخبار ، وقد رسمت الطرق إلى مؤلّفاته في صدر النسخة المنسوخة حال إملائه على جماعة من طلبة العلم الكرام نفع اللّه بهم ، في رجب عام

ص: 215


1- جلاء الأبصار : 268.
2- معالم العلماء : 93.
3- إيضاح الاشتباه : 258.
4- أمل الآمل 2 : 221.
5- لوامع الأنوار 2 : 12.
6- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 820.
7- انظر ما قدّمناه ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

سبعين وثلاث مائة وألف (1).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في كتابه مصادر التراث أنّه رأى عدّة نسخ لكتاب جلاء الأبصار ، وذكر مشخّصاتها (2) ، ومن ضمن تلك النسخ نسخة في أوّلها سند أحمد بن سعد الدين المسوري إلى الكتاب (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : جلاء الأبصار في متون الأخبار ، تأليف : الحاكم أبي سعيد محسن بن محمّد بن كرامة الجشمي ، أمالي في الحديث في ستّين مجلساً ، أوّلها بتاريخ يوم الجمعة 13 رمضان 478 ، وآخرها بتاريخ 481 ، وقد شرح كثيراً من الأخبار بشروح أدبيّة جيّدة (4).

ص: 216


1- 1 - لوامع الأنوار 13 : 2
2- 2 - انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن : انظر الفهرست
3- 3 - انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن : 216 : 1
4- 4 - مؤلفات الزيدية 361 : 1
( 39 ) تحكيم العقول في علم الأصول
الحديث :

قال : فإن قيل : فما قولكم في إجماع أهل البيت ( عليهم السلام )؟

قال : قلنا : عند الزيديّة هو حجّة ، واستدلّوا بقوله تعالى ( ... ) وبقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (1).

تحكيم العقول في تصحيح الأصول :

قال الحاكم في مقدّمة كتابه هذا : جمعت في كتابي هداية للمسترشدين ورياضة للمتدبّرين ، مسائل لابدّ من معرفتها ، إلى أن قال : وسمّيته : تحكيم العقول في تصحيح الأصول (2).

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء (3) ، والعلاّمة الحلّي في إيضاح الاشتباه (4) ، وأحمد بن حابس في المقصد الحسن (5) ، وأحمد بن أبي الرجال في مطلع البدور (6) ، وإبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (7) ،

ص: 217


1- تحكيم العقول : 36.
2- تحكيم العقول : 30 ، مقدّمة المؤلّف.
3- معالم العلماء : 93.
4- إيضاح الاشتباه : 258.
5- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 47.
6- مطلع البدور 4 : 215.
7- طبقات الزيديّة 3 : 134.

وغيرهم (1).

قال عبد السلام الوجيه في مصادر التراث : تحكيم العقول في علم الأصول نادر ، وهو تحت الطبع بتحقيقنا (2).

وقد صدر الكتاب عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) بتحقيق عبد السلام الوجيه.

وقد تقدّم إسناد مجد الدين المؤيّدي إلى جميع كتب الحاكم (3).

ص: 218


1- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : 614.
3- تقدّم عند ترجمة كتاب تنبيه الغافلين.
( 40 ) المحيط بالإمامة أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد الزيدي ( القرن الخامس )
الحديث :

الأوّل : قال : والمشهور عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » ثمّ قال : وقال الناصر للحق ( عليه السلام ) : الحقّ عندي ما قالوه هو أنّ المراد بهذا الخبر ما قالوه : إنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال لأمّته : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وهما الخليفتان من بعدي ». فجعلهما الإمامين لعباد اللّه إلى يوم القيامة (1).

الثاني : قال : قالوا : الدليل على أنّ الإمامة تصلح في ساير أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي » (2).

الثالث : قال : روى الناصر للحق ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا أحمد بن طي ، قال : حدّثنا أبو الصلت الهروي وإبراهيم بن إسحاق ، قالا : حدّثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدّثنا شريك بن عبد اللّه ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت الأنصاري ، قال : سمعت النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان من بعدي ، وإنّهما

ص: 219


1- المحيط بالإمامة : 7 ، مخطوط مصوّر.
2- المحيط بالإمامة : 36 ، مخطوط مصوّر.

لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فدلّ الخبر على أنّ الخلافة في أهل بيت النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) لا يتجاوز إلى من سواهم وهذا الخبر مشهور ومقطوع به (1).

الرابع : قال : فصل آخر على صحّة الخبر المذكور في الشورى ، يدلّ على ذلك : تظاهرت به الرواية من احتجاج أميرالمؤمنن ( عليه السلام ) في الشورى على الحاضرين في جملة ما عدّوه من فضايله ، حين قال : « أنشدكم باللّه » ، وأنا أذكر هذا الخبر بإسناد لي ، ثمّ أتكلّم عليه بعد ذلك ، أخبرني والدي ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان بقزوين ، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز إسحاق ، المعروف بابن البقّال ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن الحسين بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة بن حملان ، عن معونة بن عبد اللّه ابن عبيد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي رافع ، قال : لمّا جمع عمر أصحاب الشورى ، وهم ستّة منهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلمّا دخلوا انفرد كلّ واحد منهم بصاحبه ، وقام عبد الرحمن بن عوف إلى علي ( عليه السلام ) ، فخلي به ، وقال له عبد الرحمن : يا أبا الحسن ، ما تقول ، تقوم بهذا الأمر بعهد اللّه وميثاقه ، وعلى أن تسير سيرة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) وعلى أن تعمل بكتاب اللّه تعالى وسنّة نبيّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ... ، فقال له علي ( عليه السلام ) : ... ، قال : « أنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ... ، ثمّ قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي سأخلّف فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر فكتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم ، فأمّا الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وحوض

ص: 220


1- المحيط بالإمامة : 37 ، مخطوط مصوّر.

سعته ما بين صنعاء فيه أكواب عدد نجوم السماء » (1).

الخامس : قال : دليل آخر على إمامة علي ( عليه السلام ) ، يدلّ على ذلك قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « من كنت مولاه فعلي مولاه » والاستدلال بهذا الخبر من وجوه ثلاثة نذكرها بعد أن نذكر جملة من أسانيد هذا الخبر ، ممّا وقع لنا ، ثمّ يدلّ على صحّته :

حدّثنا السيد علي بن أبي طالب فذاه ، قال : أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي ابن محمّد الإيراني ، قال أخبرنا السيد الثاير في اللّه أبو الفضل جعفر بن محمّد ، قال : أخبرنا الناصر للحق علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا بشير بن عبد الوهاب ، قال : حدّثنا عبيد اللّه بن موسى ، قال : حدّثنا كامل بن العلا ، قال : سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدّث عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى انتهينا إلى غدير خم ، قال : فقام فأمر بدوح ، فجمع في يوم ما أثر علمنا يوم أشدّ منه ، فقام فحمد اللّه عزّ وجلّ وأثنى عليه ، ثمّ قال : « يا أيّها الناس ... ، وأنا أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ما إن تضّلوا بعده ، كتاب اللّه عزّ وجلّ (2) » (3).

السادس : قال : وبهذا الإسناد عن الناصر للحق ( عليه السلام ) قال : أخبرنا محمّد بن علي بن خلف العطّار ، قال : حدّثنا يحيى بن هاشم ، قال : حدّثنا الجارود زياد ابن المنذر الهمداني وفطر بن حليفة المخزومي ، عن أبي الطفيل ، عامر بن واثلة الكناني ، قال : كنّا في الرحبة عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : فجاء قوم من قبل اليمن فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، فقال : « إنّي مولاكم عتاقة » فقالوا :

ص: 221


1- المحيط بالإمامة : 185 ، مخطوط مصوّر.
2- المحيط بالإمامة : 212 ، مخطوط مصوّر.
3- أقول السقط واضح في هذه العبارة.

لا ، نحن قوم من العرب سمعنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول يوم غدير : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » قال : فهاجه ذلك فنادى في الناس ، فاجتمعوا حتّى امتلأت الرحبة منهم ، فقام فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله ، ثمّ قال : « أنشدكم باللّه تعالى من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم رجل يقول ... (1) إلاّ رجل سمعته أذناه ، ووعاه قلبه » قال : فقام اثنى عشر رجلاً ، ثمانية من الأنصار ورجلان من قريش ، ورجل من خزاعة والآخر لا أدري من هو ، قال : « اصطفّوا » فاصطفّوا ، فقال : « هاتوا ما سمعتم » قالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع حتّى إذا كان لغدير خمّ ، نزل وأنزلنا حتّى إذا كان صلوة الظهر خرج رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فأمر بسمرات ... (2) وقممن ، ثمّ ألقى عليهن ثوباً ، ثمّ نادى الصلاة ، فخرجنا ، وصلّينا معه ، ثمّ إذا انصرف قام فحمد اللّه عزّ وجلّ ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤل وإنّكم مسؤلون فماذا أنتم قائلون؟ » ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، سألت اللّه عزّ وجلّ ذلك لهما فأعطانيه » (3).

أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد الزيديّ :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : العلاّمة الكبير رئيس العراق ، حجّة الزيديّة أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد ، شاه شريحان

ص: 222


1- بياض في الأصل.
2- بياض في الأصل.
3- المحيط بالإمامة : 213 - 214 ، مخطوط مصوّر.

الزيدي ، صاحب المحيط بالإمامة (1).

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : علي بن الحسين بن محمّد ، المعروف بشاه سريحان ، الشيخ العالم أبو الحسن الزيدي ، صاحب المحيط.

ثمّ قال : يروي عن أبيه الحسين بن محمّد ، عن أبي يعلى حمزة بن سليمان ، عن شيخ الزيديّة عبد العزيز بن إسحاق الزيدي البقّال رواية متّسعة ، وعن أبيه عن أبي يعلى ، عن أبي طاهر العنسي ، وعن أبيه ، عن القاضي عبد الجبّار بن أحمد ، عن زيد بن إسماعيل بن محمد الحسني ، عن السيد أبي العبّاس الحسني أحمد بن إبراهيم.

ثمّ قال : والعلاّمة صاحب المحيط ممّن قرأ على أبي الحسن علي بن أبي طالب الملقّب بالمستعين باللّه (2).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : علي بن الحسين بن محمّد المعروف بشاه سريحان ، أبو الحسن الزيدي ، صاحب المحيط بأصول الإمامة ، يروي عن أبيه الحسين ، ولأبيه طرق متّسعة ، وعن السيد أبي طالب الحسني ، عن الشيخ أبي القاسم ، وعن السيد أبي عبد اللّه يحيى بن الحسين الحسني ، وعن الحسن بن علي الصفّار ، وعن ابن جرير الطبري ، وغيرهم (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : علي بن الحسين بن

ص: 223


1- مطلع البدور 3 : 129.
2- طبقات الزيديّة 3 : 111.
3- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 66.

محمّد الديلمي ، أبو الحسن الزيدي ، المعروف بشاه سريحان ، من كبار علماء الزيديّة في العراق.

وعدّه من أعلام القرن الخامس (1).

المحيط بالإمامة :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد شاه شريحان الزيدي ، صاحب المحيط بالإمامة ، وله (2) كتاب حافل في مجلّدين ضخمين أو أكثر على مذهب الزيديّة.

ثمّ قال : وهو كالشرح لكتاب الدعامة للإمام أبي طالب ، وإن كان على غير ترتيبه (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : علي بن الحسين بن محمّد ، إلى أن قال : صاحب المحيط بأصول الإمامة ، وهو كالشرح لكتاب الدعامة ، وإن كان على غير ترتيبه ، ثمّ قال : قلت : ثمّ رواه الشيخ الإمام أبو الحسين زيد بن علي البيهقي ، وقال في الأصل : قرأ على الفقيه الإمام أبو الحسين زيد بن علي « أعزّه اللّه » الكتاب من أوّله إلى آخره ، وهو كالشرح لكتاب الدعامة ، وإن كان على غير ترتيبه ، قراءة فهم وضبط ، وكتبه له علي بن الحسين بخطّ يده ، انتهى ، قال القاضي (4) : هو العلاّمة الكبير رئيس العراق ، وحجّة الزيديّة أبو الحسن صاحب كتاب المحيط بالإمامة ، وهو كتاب حافل

ص: 224


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 671.
2- ( له ) تصحيف من « هو » كما هو نص كلام صاحب الطبقات الآتي في المتن عندما نقل كلام ابن أبي الرجال هذا.
3- مطلع البدور 3 : 129.
4- هو ابن أبي الرجال صاحب مطلع البدور.

في مجلّدين ضخمين على مذهب الزيديّة (1).

نسبه إليه عبد اللّه القاسمي في كتابه الجواهر المضيّة تحت عنوان ( المحيط بأصول الإمامة ) (2) ، ونسبه إليه أيضاً المؤيّدي في لوامع الأنوار (3) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيّدية (4) ، وأحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (5) كلّهم تحت عنوان المحيط بالإمامة.

قال مجد الدين المؤيّدي في اللوامع : وأروي كتاب المحيط بالإمامة بالأسانيد السابقة إلى الإمام الحجّة عبد اللّه بن حمزة ( عليهما السلام ) ، قال في الشافي : ونحن نروي كتاب المحيط بالإمامة عن مشايخنا ، عن القاضي جعفر بن أحمد ، عن زيد بن الحسن البيهقي ، عن المؤلّف. قلت : عموم عبارة الإمام ( عليه السلام ) تفيد أنّه يرويه عن جميع مشايخه ، فأمّا عن الشيخ محيي الدين القرشي ( رضي اللّه عنه ) فأنا مطلّع على روايته له عنه.

ثمّ قال : وقد اختصرت أخباره في مؤلّف لطيف سمّيته : منهج السلامة في أخبار المحيط بالإمامة ، وقد سبق الكثير من أخباره (6).

ص: 225


1- طبقات الزيّدية 3 : 111.
2- الجواهر المضيّة : 66.
3- لوامع الأنوار 2 : 33.
4- أعلام المؤلّفين الزيّدية : 672.
5- مؤلّفات الزيديّة 2 : 434.
6- لوامع الأنوار 2 : 33 ، 34.

ص: 226

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن السادس الهجري

اشارة

ص: 227

ص: 228

مؤلّفات المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان ( ت 566 ه- )

( 41 ) حقائق المعرفة
الحديث :

الأوّل : قال : وقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : وأيّ حجّة أتمّ من كتاب اللّه ، وإجماع أهل بيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، الخبر (2).

الثالث : قال : ومن سنة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ما نورده : فإنّه روي عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « تركت فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضّلوا من بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الرابع : قال : وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » (4).

ص: 229


1- حقائق المعرفة : 35 ، مخطوط مصوّر.
2- حقائق المعرفة : 76 ، مخطوط مصوّر.
3- حقائق المعرفة : 290 ، مخطوط مصوّر.
4- حقائق المعرفة : 292 ، مخطوط مصوّر.

الخامس : قال : وقال الحسن بن علي الناصر ( عليه السلام ) من ولد الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في عصر الهادي إلى الحقّ ، ثمّ قال : وروي عنه ( عليه السلام ) : أنّ أصناف الرعيّة ، إلى أن قال : فإنّا نحن تراجمته ، وأولى الخلق به ، وهو الذي قُرن بنا وقرنّا به ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

السادس : قال : وقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

السابع : قال : فصل في الكلام في الفرقة الناجية ، فإنّه روي عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال في خطبة الوداع : « أيّها الناس ، إنّي أمرء مقبوض ، وقد نعيت إليّ نفسي ... ، وستفترق أمّتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة » فلمّا سمع منه ذلك ضاق به المسلمون ذرعاً .. ، فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب اللّه وعترتي ، أهل بيتي إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » ، والأمّة مجمعة على صحّة هذا الخبر ، وكلّ فرقة من فرق الإسلام تتلقّاه بالقبول (3).

المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان :

قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي : الإمام الأجلّ المتوكّل

ص: 230


1- حقائق المعرفة : 300 ، مخطوط مصوّر.
2- حقائق المعرفة : 309 ، مخطوط مصوّر.
3- حقائق المعرفة : 318 ، مخطوط مصوّر.

على اللّه عزّ وجلّ ، أمير المؤمنين وإمام المسلمين أحمد بن سليمان بن محمّد ابن المطهّر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ابن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) فإنّه قام في أرض اليمن بمدينة صعدة.

ثمّ قال : وظهر أمره ( عليه السلام ) في مخاليف اليمن ، فاستولى على صعدة ونجران وبلاد وادعة وشريف وسمنان وبلاد خولان والجوف والظاهر وصنعا وأعمالها وبلاد مدحج ونواحيها ، وفتح زبيد ، وهي أكبر مدينة من أعمال تهامة ، وأقام في اليمن آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، داعياً إلى اللّه سبحانه مجاهداً للظالمين خمساً وثلاثين سنة (1).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : درس في الأصولين على الفقيه العالم فخر الدين زيد بن الحسن بن علي الخراساني البيهقي.

ثمّ قال : ودرس على الفقيه عبد اللّه العنسي اليماني الواصل من جهة الجيل والديلم بعلوم أهل البيت ( عليهم السلام ) ، سنة إحدى وخمسمائة ، وعلى الشيخ العالم إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث ( رحمه اللّه ) ، هؤلاء من مشائخ الزيديّة.

ثمّ قال : وله تصانيف جمّة في الأصول والفروع.

ثمّ قال : وكانت له كرامات جمّة تكشف عن فضله وشرفه عنداللّه عزّ وجلّ.

ثمّ قال : أنشأ دعوته في سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة ، إلى أن قال :

ص: 231


1- الشافي 1 : 342.

وتوفّي ( عليه السلام ) في شهر ربيع سنة ستّ وستّين وخمسمائة بحيدان من أرض خولان ، وقبره مشهور مزور ، ومولده سنة خمسمائة من الهجرة (1).

قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في الأنوار - بعد أن ذكر اسمه ونسبه وكراماته - : وكانت ولايته ( عليه السلام ) ثلاثاً وثلاثين سنة ، وأصابه العمى بعد ذلك ، وتوفّي سنة ست وستّين وخمسمائة (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه ومشايخه - : وقد سأله جماعة من العلماء أن يصحّح لهم الأخبار التي جمعها في أصول الأحكام ، فأنا أذكر ما خطر عليّ من ذلك : فأمّا كتاب الأحكام فأخذته من الشيخ الأجلّ إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث مناولة ، وهو بخطّه ، وأمّا كتاب المنتخب فهو عندي لما كان بخزانة الإمام الناصر أحمد بن يحيى ، وفيه خطوط المتقدّمين من بني الهادي إلى الحقّ ( عليه السلام ) ، وأخذت الشرحين شرح التجريد وتعليق القاضي زيد من طريق الشريف الفاضل أبي محمّد الحسن بن محمّد - إلى آخر ما يذكر من الكتب - ثمّ قال إبراهيم بن المؤيّد : قلت : وأخذ عنه محيي الدين حميد بن أحمد بن الوليد والقاضي جعفر والقاضي محمّد بن حمزة بن أبي النجم وسليمان بن ناصر صاحب شمس الشريعة وغيرهم ، إلى أن قال : توفّي في شهر ربيع ، وقيل في يوم الخميس خامس شهر ذي الحجّة سنة ست وستّين وخمسماية (3).

وقد صنّف سليمان بن يحيى الثقفي ، وهو من أعلام القرن السادس كتاباً

ص: 232


1- الحدائق الورديّة 2 : 219.
2- أنوار اليقين : 355.
3- طبقات الزيديّة 3 : 17.

جمع فيه سيرة المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان (1).

وقد نقلت عن هذه السيرة أكثر المصادر التي ترجمت أحمد بن سليمان.

حقائق المعرفة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وله كتاب الحقائق في أصول الدين (2).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي : وللإمام أحمد بن سليمان ( عليه السلام ) مصنّفات كثيرة ، منها : كتاب حقائق المعرفة في أصول الدين (3). ونقل عنه في كتابه شفاء صدور الناس (4).

ونسبه إليه الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين ، ونقل عنه بعض

ص: 233


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 472. وانظر في ترجمة المتوكّل على اللّه أيضاً : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 33، 243 ، قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 403 ، مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 748 ، اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 223 ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 47 ، مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمّال : 243 ، الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 10 ، بلوغ المرام : 39 ، مقدّمة البحر الزخّار ( كتاب الجواهر والدرر ) : 230 ، الفلك الدوّار : 66 ، التحف شرح الزلف : 157 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار 2 : 35 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 178 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الزيديّة في اليمن : 11 ، الأعلام 1 : 132 ، 4 : 123 ، مسند زيد بن علي : 26 ، المقدّمة ، معجم المؤلّفين 1 : 239 ، هديّة العارفين 1 : 86 ، الذريعة 26 : 278 ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : 71 ، في الهامش ، تحقيق سالم عزّان ، مجلّة تراثنا 20 : 93 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 748 ، هجر العلم ومعاقله 1 : 537.
2- الحدائق الورديّة 2 : 222.
3- اللآلي المضيّة في أخبار أئمة الزيديّة 2 : 224.
4- شفاء صدور الناس في شرح معاني الأساس : 481.

الأخبار (1) ، وعبد اللّه القاسمى في الجواهر المضيّة (2).

وكذلك نسبه إليه المؤيّد في التحف شرح الزلف (3) ، ونسبه إليه غير هؤلاء (4).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : حقائق المعرفة ، تأليف : الإمام المتوكّل أحمد بن سليمان الحسين اليمني ، في الأصول والعقائد وتفصيل المعارف ، وهي ثلاث عشرة معرفة ، وقد بني الكتاب على الاختصار ، وفيه نقل لأقوال ومذاهب الأئمّة من أهل البيت ( عليهم السلام ) (5).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة أنّ لهذا الكتاب أكثر من 10 نسخ في مكتبات اليمن وغيرها (6).

ص: 234


1- أنوار اليقين : 359 ، 386.
2- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 10.
3- التحف شرح الزلف : 159.
4- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
5- مؤلّفات الزيديّة 1 : 428.
6- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 114.
( 42 ) الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة
الحديث :

الأوّل : قال : ما روي عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه لمّا كان في حجّة الوداع ، وخطب خطبة الوداع ، وأعلم الناس باقتراب أجله ، فقالوا : من تخلف فينا يارسول اللّه؟

قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب (1) وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثاني : قال : كما روي أنّه سئل في حجّة الوداع ، لمّا أخبر الناس باقتراب أجله ، فقال له المسلمون من تخلف فينا يا رسول اللّه.

قال : « كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الثالث : قال : وقال فيهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (4).

الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وله كتاب الحكمة الدريّة

ص: 235


1- كلمة اللّه غير موجودة في المتن ، الظاهر أنّها ساقطة.
2- الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة : 8 ، مخطوط مصوّر.
3- الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة : 95 ، مخطوط مصوّر.
4- الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة : 104 ، مخطوط مصوّر.

والدلالة النوريّة ، شرح فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) (1).

ونسبه إليه الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في أنوار اليقين ، قال : وله ( عليه السلام ) في معنى كتابنا هذا ما لا يتّسع لجميعه هذا الموضع ، غير أنّا نذكر منه زبدة تدلّ على غيرها ، قال ( عليه السلام ) في كتاب الحكمة (2) ، إلى آخر نقله عنه.

ونسبه إليه أيضاً : الشرفي في اللآلي المضيّة (3) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (4) ، والقاسمي في الجواهر المضيّة (5) ، وغيرهم (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الحكمة الدريّة والدلالة النبويّة ( النورية ) تأليف : الإمام المتوكّل أحمد بن سليمان الحسني اليمني ، في سيرة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) وفضائله وفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذكر فيه الفرق الإسلاميّة المتشيّعة لآل البيت ( عليهم السلام ) وعقائدها (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة - بعد أن نسب الكتاب لأحمد بن سليمان ، وذكر للكتاب عدّة نسخ في عدّة مكتبات - قال : وقد شكّك السيد مجد الدين المؤيّدي في نسبة الكتاب إلى مؤلّفه (8).

ص: 236


1- الحدائق الورديّة 2 : 222.
2- أنوار اليقين : 359.
3- اللآلي المضيّة 2 : 224.
4- طبقات الزيديّة 3 : 18.
5- الجواهر المضية : 10.
6- انظر ما قدمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنف.
7- مؤلفات الزيدية 434 : 1.
8- أعلام المؤلفين الزيدية : 115.
( 43 ) الرسالة المتوكليّة في هتك أستار الإسماعيليّة
الحديث :

قال : وبذلك وضعنا جدّنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى أن قال : فقال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1). الرسالة المتوكّلية في هتك أستار الإسماعيليّة :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : الرسالة المتوكّليّة في هتك أستار الإسماعيليّة ، منه مخطوط سنة 1054 ه- ، ضمن مجموعة 81 من ورقة 128 إلى 132 ، مكتبة الأوقاف بالجامع الكبير ، أخرى ضمن مجموع بمكتبة المولى مجد الدين المؤيّدي (2).

ونسبها إليه أيضاً في كتابه مصادر التراث (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الرسالة المتوكّليّة في هتك أستار الإسماعيليّة ، تأليف : الإمام المتوكّل أحمد بن سليمان الحسني اليمني ، ردّ على الإسماعيليّة الباطنيّة ، وتحذير عن الاغترار بأمرهم ، وإثبات كفرهم في عقائدهم ، وهي في ثلاثة فصول (4).

ص: 237


1- الرسالة المتوكلية : 2 ، ضمن مجموع مخطوط مصور.
2- أعلام المؤلفين الزيّدية : 115.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن 259 : 2.
4- مؤلفات الزيدية 38 : 2.

ص: 238

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن السابع الهجري

اشارة

ص: 239

ص: 240

( 44 ) شمس شريعة الإسلام في فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبد اللّه بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ( ت بعد 600 ه- )

الحديث :

الأوّل : قال : وإنّما كان إجماعهم حجّة ; لأنّ النبي ( عليه السلام ) آمننا من الضلال إذا تمسّكنا بهم فقال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » وهذا الخبر ممّا تلقّته علماء الأمّة بالقبول (1).

الثاني : قال : مسألة : إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) حجّة لم يذكر الأدلة إلى أن قال : وكذلك قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة وتلقّته بالقبول (2).

سليمان بن ناصر الدين السحامي :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وكان فيها (3) من أهل العلم ممّن ولي الفقيه العالم ركن الدين سليمان بن ناصر وغيره من أهل العلم.

ص: 241


1- شمس شريعة الإسلام : 5 ، مخطوط مصوّر.
2- شمس شريعة الإسلام : 40 ، مخطوط مصوّر.
3- أي : بلاد مذحج فإنّه ولي فيها من قبل المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة.

ثمّ قال : الفقيه العالم سليمان بن ناصر ( رحمه اللّه ) ، وكان غزير العلم بالغاً درجة الاجتهاد (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : شيخ العصابة ، وإمام أهل الإصابة ، مطلع شمس الشريعة ، ومظهر عجايب الإسلام البديعة ، سليمان ابن ناصر الدين بن سعيد بن عبد اللّه بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ، عالم العلماء ، وواحد الفضلاء ، أحد أساطين الفقه ، حفظ القواعد ، وقيّد الشوارد ، وهيمن على كتب العراقين واليمن.

ثم قال : وفيه يقول إمام زمانه المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ( عليه السلام ) :

أهلا بصدر شريعة الإسلام *** وبأوحد في ديننا علاّم

ثم قال : وكان يحمل إلى الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) الأموال الواسعة.

ثمّ قال : قال بعض شيوخنا : إنّ مؤلّف البيان ، المعروف ببيان السحامي أخوه ، وهو علي بن ناصر ، وتعقّبه بعض المطّلعين من شيوخنا بأنّه ابن أخيه.

ثمّ قال : قال شمس الدين : وكانا مطرفيين ، فرجعا إلى الحق.

إلى أن قال : وكان من تلامذة الإمام الأعظم المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان ( عليه السلام ) ، وتوفّي في ... (2) ، ودفن بقرية جبن (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبد اللّه بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ، بمهملتين أولاهما مضمومة ، الشيخ العالم ، أحد تلامذة القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام.

ص: 242


1- الحدائق الورديّة 2 : 351 ، من ولي للمنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة.
2- بياض في الأصل.
3- مطلع البدور 2 : 215.

ثمّ قال : وممّن روى عنه الفقيه جمال الدين علي بن أحمد الأكوع.

إلى أن قال : وتوفّي بعد الستمائة تقريباً ، ودفن بقرية جبن ( رحمه اللّه ) (1).

قال القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبد اللّه بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ، عن القاضي جعفر بن أحمد والإمام أحمد بن سليمان ، وعنه علي بن أحمد الأكوع ، كان شيخ العصابة ، وإمام أهل الإصابة ، أحد الفضلاء قرّضه المنصور باللّه ، وولاّه بلاد مذحج ، إلى أن قال : توفّي تقريباً بعد الستمائة (2).

كتاب شمس شريعة الإسلام :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وهيمن على كتب العراقين واليمن ، واستخلص من ذلك كتاب شمس الشريعة ، الفايق في أسلوبه الغريب في جمعه وجودة تركيبه. إلى أن قال في نهاية الترجمة : وصنّف سليمان شمس الشريعة في فروع الفقه (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وهو صاحب شمس الشريعة ، جمع فيها مسائل التحرير ، وكثير من مسائل الزيادات والإفادة ، وفيه فوايد من المهذّب.

ثمّ قال : ما لفظه : وقد أجزت للأخوين رواية ذلك ، يعني شمس الشريعة

ص: 243


1- طبقات الزيديّة 3 : 71.
2- الجواهر المضيّة : 47. وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة 2 : 213، لوامع الأنوار 2 : 47 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 470 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1162.
3- مطلع البدور 2 : 215.

على الوجه الذي سمعته (1).

قال القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر : له كتاب شمس الشريعة في الفقه مشهور معروف (2).

قال مجد الدين المؤيّدي في اللوامع : وأروي كتاب شمس الشريعة لشيخ الشيعة العلاّمة سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبد اللّه السحامي ، بمهملتين أولاهما مضمومة ، ( رضي اللّه عنه ) بالأسانيد الثلاثة السابقة إلى الإمام الحجّة المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ( عليه السلام ) ، وبالإسناد السابق في آخر سند في الشفاء وفي سلسلة الأبريز ، وفي الأربعين للصفّار وفي غيرها (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : شمس شريعة الإسلام في فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) ، تأليف : الفقيه سليمان بن ناصر الدين السحامي ، متن فقهي معروف مبدوء بمختصر في أصول الدين ، ثمّ أصول الفقه ، ونقل من مذاهب الفقهاء ممّن خالف الزيديّة لتعرف مسائل الإجماع والخلاف ، وفيه بعض ما يستدلّ على صحّة مذهب الأئمّة من الأخبار والأقيسة (4).

ص: 244


1- طبقات الزيديّة 3 : 71.
2- الجواهر المضيّة : 47.
3- لوامع الأنوار ، 2 : 47.
4- مؤلّفات الزيديّة 2 : 213. وانظر أيضاً في من نسب الكتاب إليه ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ( ت 614 ه- )

( 45 ) كتاب الشافي
الحديث :

الأولّ : قال : إسناد مجموع الفقه لزيد بن علي ( عليهم السلام ) أخبرنا الشيخ الأجل الأوحد ، حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص ( رحمه اللّه ) قراءة عليه ، وأخبرنا الشيخ الأجلّ العالم الفاضل محيي الدين ، عمدة المتكلّمين ، محمّد بن أحمد ابن الوليد العبشمي القرشي ، قالا : أخبرنا القاضي الأجلّ شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام شرف الفقهاء قطب الدين أحمد بن أبي الحسن بن أحمد الكنى طوّل اللّه عمره ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام فخر الدين زيد بن الحسن البيهقي البروقني ( رحمه اللّه ) ببلد الري ، قدمها حاجّاً في شعبان سنة أربعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الحاكم أبو الفضل وهب اللّه بن الحاكم أبي القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الحسكاني ، قال أخبرنا أبي ، قال : أخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسن بن علي النيسابوري بقراءتي عليه من أصله ، وهو يسمع أنّ أبا الفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن المطّلب الشيباني أخبرهم بالكوفة ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد بن الحسن بن كاس النخعي القاضي بالرملة ، قراءة عليه من كتابه سنة ثماني عشرة وثلاثمائة ، قال حدّثني سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي جدّي أبو أمّي سنة خمس وستّين ومائتين ، قال : حدّثني نصر بن مزاحم المنقري العطّار ، قال : حدّثني

ص: 245

إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، قال : حدّثني أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي ، قال : حدّثني زيد بن علي - وهو المصنّف - عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « لما ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال ( عليه السلام ) : وجعل علي يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ففتح عينيه ، فقال : « دعهما يتمتّعان منّي واتمتّع منهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، إنّي خلّفت كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى ألقاه على الحوض » (1).

الثاني : قال : من أمالي المرشد باللّه أبي الحسين يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) وبالإسناد المتقدّم منّا إليه (2) ، قال ( ... ) وبه قال : أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن

ص: 246


1- الشافي 1 : 57 - 58.
2- 2 - سند عبد اللّه بن حمزة لأمالي المرشد باللّه ، الشافي 1 : 59 ، قال : ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين : أحدهما من جهة الأمير الأجلّ بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى ابن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) ، والثاني من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ( رضي اللّه عنه ) ، فنقول : أخبرنا الشريف الأمير الأجل السيد الفاضل بدر الدين ، فخر العترة ، تاج الشرف ، الداعي إلى اللّه ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن ناصر الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) مناولة في شهر رمضان المعظّم من سنة سبع وتسعين وخمسمائة بمدينة صعدة المحروسة بالمشاهد المقدّسة على ساكنيها أفضل السلام ، قال : وأنا أرويه مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجلّ عماد الدين الحسن بن عبد اللّه ( رحمه اللّه ) ، قال : أخبرنا القاضي الإمام العالم الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكني أدام اللّه تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفّر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ( رحمه اللّه ) ، في رمضان سنة ثلاثة وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام المرشد باللّه أبو الحسين يحيى بن الحسين ، فهذه الطريق الأولى ، وأمّا الطريق التي من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ، فأخبرنا الشيخ الأجلّ الفاضل محيي الدين ، عمدة المتكلّمين ، محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي ، قال : أخبرنا القاضي الأجلّ ، الإمام شمس الدين ، جمال المسلمين ، جعفر بن أحمد بن عبد السلام ابن أبي يحيى ( رضوان اللّه عليه ) ، قال : أخبرنا القاضي الإمام العدل الزاهد الأوحد قطب الدين ، شرف الإسلام ، أحمد بن أبي الحسن الكني ( أدام اللّه تأييده ) ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم بابا الأذوني رحمه اللّه تعالى قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، قال : حدّثنا المرشد باللّه ، واتفق الإسنادان إلى السيد المرشد باللّه أبي الحسين يحيى بن الموفّق باللّه أبي عبد اللّه الحسين ابن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وهو المصنّف.

الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مردود الحراني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

الثالث : قال : قال في السبل الأربعة : وحديث خروج المهدي وظهوره في كتب المحدّثين من أهل الصحاح وغيرهم ، ثمّ قال عبد اللّه بن حمزة : قال : فإذا

ص: 247


1- الشافي 1 : 67 ، فصل. ذكر فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ).

عرفت هذا عرفت أنّ أهل البيت النبوي سلسلة منوط بعضها ببعض ، لا تنفكّ حلقة عن حلقة منها من زمن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى قيام المهدي إلى وِرْد الحوض على النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) كما أخبر ( صلى اللّه عليه وآله ) عن اللّه تعالى أنّ كتاب اللّه وعترة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لا يفترقان حتّى يردا عليه الحوض ، قال : وهذا الحديث من المعجزات الغيبيّة التي مخبرها كما أخبر به الصادق الأمين (1).

الرابع : قال : قال الإمام الناصر ( عليه السلام ) : الدليل الثالث قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم » إلى قوله « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الحديث متواتر (2).

الخامس : وفي أخبار الثقلين « فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به ، وأهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي » أخرجه أحمد ومسلم وعبد بن حميد وابن خزيمة وابن حبّان والحاكم عن زيد بن أرقم (3).

السادس : قال : فصل ، في قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « خلّفت فيكم الثقلين » ، وقوله « خلّفت فيكم خليفتين » من مسند ابن حنبل ، وبالإسناد المتقدّم (4) ، قال : حدّثنا عبد اللّه

ص: 248


1- الشافي 1 : 80.
2- الشافي 1 : 82.
3- الشافي 1 : 84.
4- 4 - ذكر عبد اللّه بن حمزة سنده إلى أحمد بن حنبل ، الشافي 1 : 53 - 54 ، قال : أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسين بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب في غرّة جمادي الأولى من سنة ست وتسعين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرنا السيد الأجل العالم نقيب النقباء الطاهر الأوحد مجد الدين فخر الإسلام عزالدولة تاج الملّة ذو المناقب مرتضى أمير المؤمنين أبو عبد اللّه أحمد بن الطاهر الأوحد ذي المناقب أبي الحسن بن علي بن الطاهر الأوحد ذي المناقب أبي الغنائم المعمّر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الحسيني ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ الصالح أبو الخير المبارك بن عبد الجبّار أحمد بن القاسم الصيرفي ، عن الشيخ أبي طاهر محمّد بن علي بن يوسف المقري المعروف بابن العلاّف ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، عن أبي عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل ، عن والده أحمد بن حنبل.

ابن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، قال : حدّثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ربيعة ، قال لقيت زيد بن أرقم ، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين »؟ قال : نعم (1).

السابع : قال : وبالإسناد ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا ابن نمير ، قال : حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال ابن نمير : قال بعض أصحابنا عن الأعمش ، قال : « انظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

الثامن : قال : وبالإسناد المتقدّم ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، قال : حدّثنا شريك ، عن الركين ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو « ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

ص: 249


1- الشافي 1 : 98.
2- الشافي 1 : 98.
3- الشافي 1 : 98.

التاسع : قال : ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكرّاس الثانية من أوّله ، وبالإسناد المتقدّم (1) ، قال : حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعاً ، عن ابن علية ، قال زهير : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثني أبو حسان ، قال : حدّثني يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يا زيد ، بما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : يابن أخي ، واللّه لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فما حدّثتكم فاقبلوه وما لا ، فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد

ص: 250


1- إسناد عبد اللّه بن حمزة لصحيح مسلم ، الشافي 1 : 54 ، قال : وطريق رواية صحيح مسلم وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال أخبرنا على بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال أخبرنا يحيى ابن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلي بمحروسة حلب ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام ، المقري أبو بَكر عبد اللّه بن منصور بن عمران الباقلاني صدر الجامع بواسط - المقدم ذكره - ، قال : أخبرنا الإمام الشيخ الشريف ، نقيب العباسيّين بمكّة حرسها اللّه تعالى ، أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله ببغداد في باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الفقيه أبو عبد اللّه الحسين بن علي الطبري نزيل مكّة حرسها اللّه تعالى ، عن أبي الحسين عبد الغفّار بن محمّد الفارسي ، عن أبي أحمد محمّد بن عيسى الجلودي ، عن الفقيه إبراهيم بن محمّد بن سفيان ، عن الفقيه مسلم بن الحجّاج النيسابوري القشيري المصنّف.

أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه النور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ ، فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (1).

العاشر : قال : وبالإسناد ، قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد ابن فضيل ، وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا جرير كلاهما عن ابن حيّان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل ، وزاد في حديث جرير « كتاب اللّه فيه الهدى والنور من استمسك به ، وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ » (2).

الحادي عشر : قال : وبالإسناد ، قال : حدّثنا محمّد بن بكار بن الريان ، حدّثنا حسّان يعني ابن إبراهيم ، عن سعيد وهو ابن مسروق ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه ، فقلنا له : لقد صاحبت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وصلّيت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث ابن حيّان غير أنّه قال : « ألا وإنّي تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، وأيم اللّه ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر ، ثمّ الدهر ، ثمّ يطلّقها ، فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (3).

ص: 251


1- الشافي 1 : 98.
2- الشافعي 1 : 99.
3- الشافي 1 : 99.

الثاني عشر : قال : ومن تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وبالإسناد المتقدّم (1) ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطّه ، قال : حدّثنا أحمد بن الأعجم القاضي المروزي ، حدّثنا الفضل ابن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو قال : « إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث عشر : قال : ومن مناقب ابن المغازلي بالإسناد المقدّم (3) ، قال :

ص: 252


1- قال - الشافي 1 : 54 : رواية تفسير الثعلبي ، وهو كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب ) قال : أخبرنا الشيخ السيد الأجلّ محمّد بن يحيى بن محمّد بن أبي السبطين العلوي الواعظ البغدادي في صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الفقيه أبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الشافعي المدّرس بمدرسة النظاميّة ببغداد في شعبان من سنة سبعين وخمسمائة بروايته عن محمّد بن أحمد الأرغياني ، عن الفقيه القاضي الحافظ حاكم بلخ أحمد بن أحمد بن محمّد البلخي ، عن يحيى بن محمّد الإصفهاني عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي المصنّف.
2- الشافي 1 : 99.
3- 3 - قال في الشافي 1 : 55 : وطريق رواية مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه تصنيف الفقيه أبي الحسن علي بن محمّد بن الطيّب الخطيب الحلاني الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي ، وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي ابن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب ) ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام صدر الجامع للقراءة بواسط العراق أبو بكر عبد اللّه بن منصور بن عمران الباقلاّني في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، قال : حدّثني به العدل العالم المعمّر أبو عبد اللّه محمّد ابن علي ، عن والده الفقيه أبي الحسن علي الشافعي ، المصنّف.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي السقطي ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن شوذب ، قال حدّثنا محمّد بن أبي العوام الرياحي ، قال : حدّثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (1).

الرابع عشر : قال : وأمّا الخبر الأوّل الذي ذكرنا عن زيد بن أرقم من مسند ابن حنبل ، فإنّ ابن المغازلي يرويه عن أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهري يرفعه إلى زيد (2).

الخامس عشر : قال : والخبر الذي رويناه من صحيح مسلم يرويه ابن المغازلي أيضاً عن أبي طالب محمّد بن عثمان الأزهري ، يرفعه إلى زيد الراوي أيضاً (3).

ص: 253


1- الشافي 1 : 99.
2- الشافي 1 : 99.
3- الشافي 1 : 99 - 100.

السادس عشر : قال : وأمّا الخبر الذي يرويه عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، فإنّه يرويه عن الحسن بن أحمد بن موسى الفندجاني ، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري (1).

السابع عشر : قال : ومن الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داوود السجستاني ، وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم وبالإسناد المقدّم (2) ، قال : قال

ص: 254


1- الشافي 1 : 100.
2- قال عبد اللّه بن حمزة في الشافي 1 : 55 ، وطريق رواية الجمع بين الصحاح الستّة وهي موطأ مالك بن أنس الأصبحي ، وصحيح البخاري ، وصحيح مسلم النيسابوري ، وصحيح الترمذي ، وصحيح أبي داوود السجستاني ، وهو كتاب السنن ، وصحيح النسائي الكبير تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمّار العبدري السرقسطي الأندلسي ، وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلي بمحروسة حلب ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو بكر عبد اللّه بن منصور بن عمران الباقلاّني الواسطي الشافعي صدر الجامع للقراءة بواسط العراق في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمّار العبدري السرقسطي الأندلسي ( المصنّف ) ومن طريق أخرى وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين ، ... ) قال : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن رزيق الحداد الواسطي صدر الجامع للإمامة بواسط العراق في سلخ صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمّار العبدري السرقسطي الأندلسي ( المصنّف ) وطريق رواية العبدري عن كتاب السنن لأبي داوود ، فإنّه سمعه على الشيخ إبراهيم بن عمر البصري عن القشيري ، عن القاضي أبي عمرو الهاشمي ، عن أبي علي اللؤلؤي ، عن أبي داوود السجستاني ( المصنف ) وأمّا رواية الترمذي فإنّه سمعه عن الشيخ الإمام أبي الحجّاج يوسف بن علي القضاعي عن صاعد بن سيار الهروي ، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي ، عن عبد الجبار ابن محمّد المروزي عن أبي عيسى الترمذي.

رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي » (1) ).

الثامن عشر : قال : فمن كان من المسلمين لزمه الاقتداء بالثقلين الكتاب والعترة ، ثمّ قال : لأنّه عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، قال : « ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » فجعل ترك التمسّك بهما هو الضلال (2).

التاسع عشر : قال : وما يؤيّد ما قلنا وأنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أوصى ، ما تقدّم من الأخبار في أوّل هذا الفصل من أنّ الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) جعله وصيّه ، ويدلّ عليه أيضاً قول ابن أبي أوفى ، لمّا سُئل عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) هل أوصى ، فقال : لا ، فلمّا أعيد عليه السؤال ، قال : نعم ، أوصى بكتاب اللّه ، وأفرد العترة من الكتاب ، والنبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال - مجمعاً عليه كافّة أهل الإسلام من الصحاح وغيرها - : « خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، حبلان ممدودان ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

العشرون : قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي وبالإسناد المقدّم ، قال : أخبرنا أبو يعلي بن عبد اللّه العلاف البزّاز إذناً ، قال : أخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزّاز ، قال : أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عثمان ، قال : حدثني محمّد بن بكر بن عبد الرزاق ، حدّثني أبو حاتم مغيرة بن محمّد المهلبي ، قال : حدّثني مسلم بن إبراهيم ،

ص: 255


1- الشافي 1 : 100.
2- الشافي 1 : 100.
3- الشافي 1 : 108.

حدّثني نوح بن قيس الحداني ، حدّثني الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير خمّ بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمم ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ ، حتى انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا ، فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ... ، أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّه لم يكن لنبي من العمر إلاّ نصف ما عمّر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أشرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، .. ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ».

قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان ، حتّى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه ، ما الثقلان ، قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا فتضلّوا ، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدو » (1).

ص: 256


1- الشافي 1 : 115.

الحادي والعشرون : قال : ويزيده بياناً وإيضاحاً أيضاً وإن كان بغير لفظة مولى ما قدّمنا ذكره من صحيح مسلم ، ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي ، ومن كتاب الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري ما ذكره من صحيح أبي داوود السجستاني وصحيح الترمذي ، وهو ما رووه عن زيد بن أرقم أنّه قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد ألا يا أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أولّهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » (1).

الثاني والعشرون : قال : إنّا لا ندخل الجنّة بغير عمل ، ولكنّا عند نفوسنا وبشهادة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) الصادق القيل لنا ، لم نفارق الحق ولا آباؤنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ; لأنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث والعشرون : قال : وأمّا قوله (3) : وأمّا ما ذكره من أنّ الشريف عبد اللّه ابن حمزة إمام الزمان والوسيلة إلى الرحمن ، فإن أراد أنّه إمامه وإمام فرقته في الصلاة أو العلم فذلك ، وإن أراد أنّه إمام المسلمين مفترض الطاعة على الخلق أجمعين ، فكلام مختلق وقول أورده كيف اتّفق ، وقد ورد في الحديثين المتّفق عليهما ، ما يبطل دعواه ، وكونه في هذا تابع هواه ، أمّا الحديث الأوّل فقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب

ص: 257


1- الشافي 1 : 121.
2- الشافي 1 : 162.
3- أبي صاحب كتاب الخارقة الذي ردّ عليه عبد اللّه بن حمزة في كتابه هذا.

اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الرابع والعشرون : قال : وأمّا حكايته (2) لما أورده صاحب الرسالة الرادعة من طريق جرير بن عبد اللّه البجلي ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ( ... ) وكذلك من طريق عبد اللّه بن عبّاس ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3).

الخامس والعشرون : قال : وإجماعهم حجّة لما في آية الاجتبى ، وما روينا بالإسناد الصحيح عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) من قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » على ما يأتي تحرير الدلالة في ذلك (4).

السادس والعشرون : ثمّ قال : وأمّا الحديث الذي أورده القدري بعد هذا « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » فقد ذكرنا معنى ذلك (5).

السابع والعشرون : قال : حكى الشيخ الإمام العالم الديّن أبو الحسن علي ابن الحسين بن محمّد الزيدي سريجان رحمة اللّه عليه قرأه عليه الفقيه الإمام أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي أعزّه اللّه ، قال الشيخ الإمام أخبرني والدي ( رضي اللّه عنه ) ، قال أخبرنا الشريف أبو يعلي حمزة بن أبي سليمان بقزوين ، قال :

ص: 258


1- الشافي 2 : 64.
2- صاحب الخارقة.
3- الشافي 2 : 82.
4- الشافي 2 : 180.
5- الشافي 2 : 196.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقّال ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن الحسن بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة بن عجلان بن معاوية بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي رافع ، قال : لمّا جمع عمر أصحاب الشورى.

ثمّ قال عبد اللّه بن حمزة : وأنا أروي هذا الحديث الذي هو حديث المناشدة بطريق أخرى ، واقتصر بحكاية المتن عليه ، وهو ما أخبرنا به الفقيه الأجلّ الزاهد بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه ، وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمسجد المدرسة بحوث ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد الصنعاني اليمني بمكّة حرسها اللّه تعالى في العشر الوسطى من شهر ذي الحجّة آخر شهور سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مناولة ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفوارس بن أبي تراب بن الشرفية ، قال : أخبرنا الشيخ المعمر صدر الدين المقري صدر الجامع بواسط أبو بكر بن الباقلاّني المقري ، والقاضي جمال الدين نعمة اللّه ابن العطّار ، والقاضي الأجل عز الدين هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن علي بن حياش ( رحمه اللّه ) ، رواه في شهر اللّه الأصمّ رجب من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن الطيّب الحلاّني الخطيب المصنّف لكتاب المناقب ، وهذا الخبر من جملته ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد البيع البغدادي ، قال : أخبرنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ ، حدّثنا جعفر ابن محمد بن سعيد الأحمسي ، قال : حدّثنا نصر وهو ابن مزاحم ، قال : حدّثنا

ص: 259

الحسين بن مسكين ، قال : حدّثنا أبو الجارود بن طارق ، عن عامر بن واثلة ، وأبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليّاً يقول لهم : « لأحتجّن عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك » ثمّ قال : « أنشدكم باللّه ... ، قال : فأنشدكم باللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » قالوا : اللّهمّ نعم (1).

الثامن والعشرون : قال : وبالإسناد (2) إلى المرشد باللّه ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسين الذكواني بقراءتي بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، وعن حبيب بن ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قالا : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3).

التاسع والعشرون : قال : وأمّا النهي عن تقليد الأسلاف فلغيرنا يقال ذلك ، أولئك الذين هداهم اللّه فبهداهم اقتده ، أئمّة الهدى ، ثمّ قال : قد ورد في وجوب اتّباعهم أوضح دليل ، وهو قول الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن

ص: 260


1- الشافي 3 : 158.
2- تقدّم ذكر الإسناد.
3- الشافي 4 : 74.

تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وحديث السفينة ، وحديث باب حطّة ، وحديث أنّهم أئمّة الهدى والخلفاء ، وغير ذلك من الآثار (1).

الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : هو أمير المؤمنين أبو محمد عبد اللّه بن حمزة الجواد بن سليمان البر التقي بن حمزة النجيب بن علي المجاهد بن حمزة الأمير القائم بأمر اللّه ابن الإمام النفس الزكيّة أبي هاشم الحسن بن شريف الفاضل عبد الرحمن بن يحيى نجم آل الرسول ، ابن أبي محمّد عبد اللّه العالم بن الحسين الحافظ بن الإمام ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم الغمر طباطبا ابن إسماعيل الديباج ابن إبراهيم الشبه ابن الحسن الرضي بن الحسن السبط سيد شباب أهل الجنّة ابن أمير المؤمنين سيد العرب علي بن أبي طالب سيد قريش ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : ولد ( عليه السلام ) بعيشان من ظاهر همدان في شهر ربيع الآخر لإحدى وعشرين ليلة خلت منه سنة إحدى وستّين وخمسمائة.

ثمّ قال : وسمعت شيخنا بهاء الدين أحمد بن الحسن الرصاص ( رضوان اللّه عليه ) يقول : أخشى أن تكون إمامة الإمام ( عليه السلام ) صارفة للناس عن إمامة غيره بعده ، فقلت : ولم ذلك فقال : لأنّ الناس يطلبون منه من العلم ما يعهد من الإمام وربّما لا يتّفق ذلك.

ثمّ قال : وأمّا كراماته التي خصّ بها فهي كثيرة ، لا سبيل إلى استقصائها. ثمّ قال : ولم يعلم أنّ أحداً من الأئمّة المهتدين الهادين ( عليهم السلام ) نقل له ما يقرب

ص: 261


1- الشافي 4 : 233.

ممّا كان للإمام المنصور باللّه.

ثمّ قال : كانت دعوته ( عليه السلام ) العامّة التي هي دعوة الإمامة - وقد تقدّم من الجوف إلى الحقل - في شهر ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

ثمّ قال : ولم يعلم أنّه اجتمع لأحد من أئمّتنا ( عليه السلام ) ما اجتمع له من انتظام أمور اليمن والحجاز وجيلان وديلمان قبله ( عليه السلام ) ، وكذلك فإنّ جميع من في جهات الري من الزيديّة كلّهم اعتقدوا إمامته ( عليه السلام ) وعلا صيته في جميع الأقطار.

ثمّ قال : واختار اللّه له الانتقال إلى دار كرامته ومستقر رحمته يوم الخميس لاثني عشر يوماً من شهر المحرم سنة أربع عشرة وستّمائة.

ثمّ قال : وله من التصانيف الجمّة ما لا يوجد لإمام ممّن قام في اليمن من أئمّة الزيديّة ( عليه السلام ) إلى هذه الغاية ، بل لا يدنو منها (1).

قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في أنوار اليقين :

أو كإمام عصرنا المنصور *** الصابر العلاّمة المشهور

ثمّ قال : بعد أن ذكر اسمه ونسبه : قام ( عليه السلام ) بعد الإمام المتوكّل على اللّه ، وكان معاصراً للملّقب بالناصر.

ثمّ قال : وكانت البيعة له ( عليه السلام ) يوم الجمعة عشر من ربيع الأوّل سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، وله ( عليه السلام ) التصانيف الكثيرة والفتاوى الحسنة.

ثمّ قال : وتوفّي ( عليه السلام ) يوم الخميس لاثني عشر يوماً من شهر المحرّم سنة أربع عشرة وستّمائة بكوكبان (2).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر

ص: 262


1- الحدائق الورديّة 2 : 247 - 354.
2- أنوار اليقين : 360 - 368.

الأبرار بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : كان مولد الإمام المنصور بعيشان من ظاهر همدان ، في شهر ربيع الآخر لإحدى وعشرين ليلة خلت منه سنة إحدى وستّين وخمسمائة.

ثمّ قال : وأمّا دعوته ( عليه السلام ) فإنّه تقدّم من الجوف إلى الحقل في ذي القعدة في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ، وسار إلى هجرة دار معين.

ثمّ قال : ولمّا كان يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأوّل سنة أربع وتسعين وخمسمائة تقدّم هو ومن معه إلى المسجد الجامع فبايعه الناس.

ثمّ قال : واختار اللّه تعالى له الانتقال إلى دار كرامته ومستقر نعمته يوم الخميس لاثني عشر يوماً من محرّم سنة أربع عشرة وستّمائة.

ثمّ قال : ومدّة عمره اثنتنان وخمسون سنة وثمانية شهور واثنتان وعشرون ليلة ، ومدّة خلافته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يوماً (1).

وعدّه محمّد بن عبد اللّه ( 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة من المجددين ، وهو المجدّد على رأس المائة السادسة (2).

قال القاسمي ( 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : عبد اللّه بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم أبو محمد المنصور باللّه ، ثمّ قال : قرأ على أبيه وعلى أحمد بن الحسين الأكوع ، وعمر بن جميل النهدي والحسن بن محمّد الرصّاص ومحمّد بن أحمد بن الوليد وحنظلة بن

ص: 263


1- مآثر الأبرار 2 : 799 - 816.
2- التحفة العنبريّة : 176 - 250.

الحسن والأمير محمّد بن أحمد والقاضي جعفر بن أحمد ، وغيرهم ، في جميع كتب الإسلام حتّى لم يبق عالم إلاّ مدّ إلى روايته بسبب ، وعنه محمّد ابن أحمد الأكوع المعروف بشعلة ، والفقيه حميد بن أحمد وابن سعيش الصنعاني ، وغيرهم من العلماء (1).

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في هداية الراغبين : وأقول : استيفاء مثل هذا من أخباره ( عليه السلام ) في زهده وفضله وورعه وجوده يخرجنا عن المقصود ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة سيرة بسيطة ومتوسّطة ومختصرة ، فالبسيطة سيرة القاضي العالم علي بن نشوان ( رحمه اللّه ) ، فإنّه الذي ابتدأ تأليف ( السيرة المنصورية ) وأبسط فيها القول بسطاً شافياً.

ثمّ قال : وأمّا السيرة المتوسّطة فهي سيرته المشهورة التي جمعها الشيخ الفاضل أبو فراس بن دعثم ( رحمه اللّه ) ، وهي ستّة مجلّدة ، أخبرني بعض العلماء أنّه أختصرها من سيرة ابن نشوان.

وأمّا السيرة المختصرة فهي ما ختم به الفقيه حميد ( رحمه اللّه ) ( كتاب الحدائق الورديّة ) (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : وقد كثر المتحاملون على هذا الإمام العظيم ، ومنهم في عصرنا إسماعيل الأكوع وأخوه ، وعلي بن محمّد زيد ، وأحمد بن محمّد الشامي (3).

ص: 264


1- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 56.
2- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : 345.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة ، 578. وانظر في ترجمته أيضاً : قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 404، طبقات الزيديّة 3 : 89 ، اللآلي المضيّة 2 : 239 - 310 ، التحف شرح الزلف : 164 ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 243 ، مطمح الآمال : 245 ، الجواهر والدرر : 223 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 48 ، لوامع الأنوار 1 : 486 ، مطلع البدور 4 : 56 ، بلوغ المرام : 43 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1286 ، الفلك الدوّار : 17 ، تحقيق سالم عزّان في الهامش ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الذريعة 6 : 291 ، 383 ، واستقرّ بي النوى : 18 ، الأعلام 4 : 83 ، هديّة العارفين 1 : 458 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 748 ، الزيديّة في موكب التاريخ : 411 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 181 ، كتاب : عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة.
كتاب الشافي :

قال عبد اللّه بن حمزة في بداية كتابه الشافي : أمّا بعد ، فإنّ الرسالة الخارقة وصلتنا منقلبنا من المغرب في شهر شوّال سنة ثمان وستمّائة وابتدأنا بسطر جوابها في شهر ربيع الأوّل سنة تسع وستّمائة ، وسبب تراخي المدّة كثرة الأشغال وتراكمها ، وقال أيضاً : ولا نروي عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلاّ ما صحّ لنا سماعه ، ثمّ قال : وما رويناه ممّا يختصّ بروايته أهل العدل ذكرنا سند ذلك منّا إلى راويه ، ثمّ بيّناه على أصله (1). وقال في كتاب العقد الثمين : وقد قدّمنا في الدلالة على إمامة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : وإنّ ذلك لولديه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : وبسطنا في الكتاب الشافي بسطاً بليغاً لا يكاد يوجد مثله في شيء من كتب الأصول (2).

نسبه إليه حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق ، قال : كتاب الشافي وهو يشتمل على أربع مجلّدات ، تولّى الربع الأوّل على الخصوص وهو يتعلّق بأخبار القائمين من العترة ( عليه السلام ) ، ومن يصلح للقيام وإن لم يقم ، ومن عارضهم من بني أميّة وبني العبّاس ، من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى وقت الإمام

ص: 265


1- الشافي 1 : 14 ، 57.
2- العقد الثمين : 4.

المنصور باللّه ( عليه السلام ) (1).

ونسبه إليه أيضاً : الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين (2) ، ومحمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (3) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (5) ، وغيرهم (6).

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في هداية الراغبين : ومن تصانيفه ( عليه السلام ) ( كتاب الشافي ) وهو النبأ العظيم والصراط المستقيم كما قال الصاحب في كتاب المغني ; لأنّه ( عليه السلام ) ضمّنه علوماً كثيرة وسيراً وأخباراً وتواريخ ونوادر وفرائد ونخباً في الأدب وفوائد ، وجعله أربع مجلّدة كباراً في جواب الخارقة ، وهي رسالة جاءت إليه من الفقيه المسمّى بأبي القبائل الأشعري الجبري ، يطعن فيها على الإمام ( عليه السلام ) ، وقد وقف له على رسالة إلى الحجاز ، ذكر فيها الإمام المنصور أحاديث نبوية ، وضمّنها ما يضمّنه الأئمّة دعواتهم من الدعاء للجهاد ، ثمّ قال : فاعترضها فقيه الخارقة وطعن في شيء من النحو والتصريف ، وما يكتب بالياء وما يكتب بالألف ، ثمّ أخذ يتكلّم في الأحاديث ، ويتعرّض للإمام ( عليه السلام ) بعدم الأسانيد ، إلى أن قال : فلمّا وصلت هذه الرسالة المسمّاة بالخارقة أجابها الإمام ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : هذا المجلّد الأوّل والمجلّد الثاني والثالث والرابع في علوم شتّى من مذهب العدليّة من العترة النبويّة وأتباعهم من المعتزلة والزيديّة ، وبيّن الأسانيد في الأحاديث التي يختصّ

ص: 266


1- الحدائق الورديّة 2 : 259.
2- أنوار اليقين : 365.
3- التحفة العنبرية في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 157.
4- اللآلي المضيّة 2 : 238.
5- طبقات الزيديّة 3 : 89.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

بروايتها أهل البيت ( عليهم السلام ).

إلى أن قال : فكان هذا الكتاب من أقوى ما يعتمده الزيديّة ، وتعوّل عليه هذه الفرقة الهاديّة المهديّة ، فهو حصنها العزيز ومعقلها الحريز ، فقدس اللّه روح منشيه (1).

وقال السيد مجد الدين في مقدّمته لكتاب الشافي : فأروي كتاب الشافي من أربع طرق :

الأولى : بالطريقة المتّصلة بالإمام الأوحد المنصور باللّه الحسن بن بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى في إسناد أنوار اليقين ، كما أوضحتها في لوامع الأنوار ، ورجال هذا السند كلّهم من أعلام آل محمّد ( عليهم السلام ).

والطريق الثانية المتّصلة بالإمام الشهيد المهدي لدين اللّه أحمد بن الحسين ( عليه السلام ) وليس فيها من غير العترة المطهّرة إلاّ رجلان من أعلام أوليائهم الكرام.

والطريق الثالثة المتصّلة بالإمام المهدي لدين اللّه أحمد بن يحيى المرتضى وليس فيها من غير العترة إلاّ ثلاثة من الأبرار ( رضي اللّه عنهم ) وفي الطريق الرابعة ضعّفهم والبقيّة من العترة الزكيّة ويستّضح لك ذلك في الطريقين اللتين اخترت إيرادهما هنا ، وأمّا الأولى والرابعة فهما مذكورتان فيما تقدّم ، ثمّ ذكر الطريقين (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الشافي تأليف الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة الحسني اليمني ، ردّ على كتاب « الرسالة

ص: 267


1- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : 334.
2- كتاب الشافي 1 : 9 ، مقدّمة المحقّق.

الخارقة » للفقيه عبد الرحيم بن أبي القبائل (1) المتوفّى سنة 616 وهو في أربع مجلّدات ضخمة ، حقّق فيها أيضاً طرقه ومرويّاته ، بدأ بتأليفه في شهر ربيع الأوّل سنة ( 609 ) واكتفى في الجواب بما لابدّ من ذكره ، ولم يتعرّض لكّل ما قاله صاحب الرسالة (2).

وقال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين : ونسخه الخطيّة كثيرة (3).

ص: 268


1- وقيل غير هذا.
2- مؤلّفات الزيديّة 2 : 121.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 583.
( 46 ) الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة
الحديث :

الأوّل : قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي بإسناده ، يرفعه إلى الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحر ، حتّى انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا ، فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ... ، أشهد أنّكم قد صدقتم وصدقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ » قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتّى قام رجل من المهاجرين وقال : بأبي وأمّي أنت - يارسول اللّه - ما الثقلان؟ قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه تعالى وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تلووا وتضلوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدو ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ... » (1).

ص: 269


1- الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : 408 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة الجزء الثاني ، القسم الأوّل.

الثاني : قال : ولأنّ الخبر في الصحاح قد وردت منه قطعة تفيد معنى ولاية التصرّف لأهل البيت باتّباعهم ووجوب طاعتهم ، وأنّه لا نجاة إلاّ بالتمسّك بهم وعلي ( عليه السلام ) سيد أهل البيت ورأسهم ممّا جاء فيهم من ذكر صفوة وأحتسب أنا قد قدّمنا ذكره من صحيح أبي داود ، ومن صحيح مسلم ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي والترمذي وهو ما رواه عن زيد بن أرقم أنّه قال : قام فينا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خطيباً بماء يدعى خماً بين مكّة والمدينة فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أوّلها كتاب اللّه فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به. فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فأوصى بكتاب اللّه دفعة وبأهل بيته ثلاثاً لتأكيد الحق وامتثال الأمر ، وعلى رأس أهل البيت والإجماع منعقد على أنّه لا أمر لأحد منهم مع أمره ، ثمّ قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « حبلان ممدودان لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ثمّ نعى إليهم صلوات اللّه عليه وعلى آله وسلم نفسه ، فكان الخبر وصيّة في آخر العمل لا يصحّ نسخها ، ويجب امتثالها ، فرحم اللّه من نظر بعين فكره ... » (1).

الثالث : ومن ( صحيح مسلم ) في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكرّاس الثانية من أوّله بإسناده إلى يزيد بن حباب ، قال : انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصلّيت ، لقد أوتيت يا زيد خيراً ، حدّثنا يا زيد ما سمعت عن رسول

ص: 270


1- الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : 418 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة الجزء الثاني ، القسم الأوّل.

اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : يابن أخي ، واللّه لقد كبر سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولّهما كتاب اللّه فيه النور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فقال الحصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (1).

الرابع : وممّا يزيد ذلك وضوحاً ما رويناه من حديث الثقلين ، وقد ورد ذلك من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، وقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة ، والنُقل المقبولة عند الأمّة (2).

الخامس : وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « اعلموا أيّها الناس ، أنّ العلم الذي أنزل اللّه تعالى على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

ص: 271


1- الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : 419 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل.
2- الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : 247 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل.
3- 3 - الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : 247 ، ضمن مجموع عبداللّه بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل

السادس : قال : ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، وقد تقدّم معنى هذه الآية في الصحاح ، ومن المراد بها ، قرنهم الحكيم سبحانه بالكتاب الكريم ، على لسان نبيّه الصادق العليم ، كما بيّنا لك في حديث الثقلين من الصحاح فما ظنّك بمن هو عدل للقرآن ، وردت بالتمسّك به وصاة الرحمن (1).

الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة :

نسبها عبد اللّه بن حمزة إلى نفسه في كتابه العقد الثمين (2).

ونسبها إليه أيضاً حميد المحلّي في الحدائق الورديّة (3) ، ومحمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (4) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (5) ، وغيرهم (6).

وقد تقدّم ذكر سند مجد الدين المؤيّدي إلى جميع مصنّفات عبد اللّه بن حمزة (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الرسالة النافعة بالأدلّة القاطعة في تبين الزيديّة ومذاهبهم ، وذكر فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والإجابة على الإماميّة والباطنيّة والمطرفيّة (8).

ص: 272


1- الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة : 480 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الأوّل.
2- العقد الثمين : 4.
3- الحدائق الورديّة 2 : 267.
4- التحفة العنبريّة : 175.
5- اللآلي المضيّة 2 : 238.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- انظر ما تقدّم من كلام عن كتاب الشافي.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 583.
( 47 ) شرح الرسالة الناصحة في الدلائل الواضحة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام )
الحديث :

الأوّل : قال : وكيف نرخّص في التقليد ، ونحن أشدّ الناس ذمّاً للمقلّدين؟ إلى أن قال : فكان ممّا تلاه على الكافّة من الآيات ، وبيّنه لهم من الدلالالت ، وأخرجهم من الضلال ، وهو صادق مصدّق ، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به من قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال وأمّا دلالة السنّة فقوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، والكلام في هذا الخبر يقع في موضعين : أحدهما في صحّته ، والثاني في وجه الاستدلال به ، أمّا في صحّته فلأنّه ممّا ظهر بين الأمّة ظهوراً عامّاً ، بحيث لم ينكره أحد ، فصاروا بين عامل به ومتأوّل له ، فيجري مجرى أخبار الأصول من حجّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) وصيامه إلى غير ذلك (2).

الثالث : قال : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من

ص: 273


1- شرح الرسالة الناصحة 1 : 31 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
2- شرح الرسالة الناصحة 1 : 46 ، حجّية إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).

بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وهذا الخبر ممّا أطبقت الأمّة على نقله ، واعترفت بصحّته ، فجرى مجرى الأخبار في أصول الشريعة كالصلاة والصوم ، وما شاكل ذلك (1).

الرابع : قال : وقد قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في وجوب الرجوع إلينا ، والتمسّك بنا ما رويناه بالإسناد الموثوق به إليه ( عليه السلام ) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » (2).

الخامس : قال : فلو لم يكن في ذلك إلاّ ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أبينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين ، حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّى تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

شرح الرسالة الناصحة في الدلائل الواضحة :

نسبها عبد اللّه بن حمزة إلى نفسه في كتابه العقد الثمين (4).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : ومن تصانيفه ( عليه السلام ) شرح

ص: 274


1- شرح الرسالة الناصحة 117 : 1 ، ضمن مجموع مخطوط مصور.
2- شرح الرسالة الناصحة 20 : 2 ، ضمن مجموع مخطوط مصور.
3- شرح الرسالة الناصحة 95 : 2 ، ضمن مجموع مخطوط مصور.
4- العقد الثمين : 4.

الرسالة الناصحة بالأدلّة الواضحة ، وهو مشتمل على جزئين ، الأوّل : الكلام في أصول الدين من التوحيد والعدل والنبوءات والوعد والوعيد وما يتبعها ، والثاني : الكلام في فضائل العترة ( عليهم السلام ) ، وهو يشتمل على نكت حسنة من أخبارهم ، وملح آثارهم ، وهو كتاب جليل القدر (1).

ونسبها إليه الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في الأنوار ، وقال : وله ( عليه السلام ) في معنى كتابنا هذا ما يشفي غليل الصدور ، ويوضّح لأهل البصاير ما التبس من الأُمور ، ونحن نذكر من ذلك طرفاً يدلّ على غيره ممّا لم نذكره ، وهو موجود لطالبه بحمد اللّه ومنّه ، قال ( عليه السلام ) في كتاب شرح الرسالة الناصحة (2).

ونسبها إليه أيضاً : محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (3) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، وغيرهم (5).

وقد تقدّم ذكر طرق المؤيّدي إلى جميع مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة (6).

ص: 275


1- الحدائق الورديّة 2 : 259.
2- أنوار اليقين : 365.
3- التحفة العنبريّة : 175.
4- اللآلي المضيّة 2 : 238.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- انظر ما تقدّم حول كتاب الشافي.

ص: 276

( 48 ) العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمّة الهادين ( عليهم السلام )
الحديث :

الأوّل : قال : والذي يدلّ على أنّ إجماعهم حجّة قوله تعالى : ( ... ) ، وأمّا الخبر فهو ما أخبرنا به الشريف الأمير الأجلّ الداعي إلى اللّه عزّ وجلّ بدر الدين ، صدر الإسلام ، شيخ آل الرسول ، محمّد بن أحمد بن الهادي إلى الحق ، قال : أخبرنا الشريف السيد عماد الدين الحسن بن عبد اللّه ( رحمه اللّه ) ، قال : أخبرنا القاضي الإمام الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الدين أحمد بن الحسن الكشي بقراءته علينا ، وأخبرنا المشايخ الأجلاّء حسام الدين الحسن بن محمّد الرصاص ( رحمه اللّه ) ، والشيخ محيي الدين محمّد بن أحمد القرشي - طوّل اللّه مدّته - والشيخ عفيف الدين حنظلة بن الحسن ( رحمه اللّه ) ، قالوا : أخبرنا القاضي الأجلّ شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا القاضي العالم الإمام الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد بن أبي الحسن الكشي ( أدام اللّه تأييده ) ، قال : أخبرنا أبو منصور بن عبد الرحيم الحمدوني ( رحمه اللّه ) في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعيد المظفّر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام المرشد باللّه أبو الحسن يحيى بن الموفّق باللّه أبي عبد اللّه الحسن بن إسماعيل ابن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام )

ص: 277

في ذي الحجّة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه ابن محمّد بن جعفر بن حبّان ، قال : أخبرنا عبيد بن محمّد بن صبيح الزيّات ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن هاشم ، عن عبد اللّه بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ولم نذكر سند هذا الخبر بهذه الطريقة إلاّ تبرّكاً بذكر من ذكرنا فيه من الصالحين من أهل البيت ( عليهم السلام ) وأشياعهم ، ومن طريق العامّة وشيوخهم ، وإن كان لا حاجة إلى ذكر شيء من طرقه ; لظهورهِ واشتهاره ، وتلقّي الأمّة له بالقبول جميعاً.

فرقة متأوّله ، وفرقة عاملة بمقتضاه فى أمر الدين ، فلحق بالأخبار الواردة في أصول الدين فلا حاجة إلى ذكر طرقه (1).

الثاني : قال : وقد أخبرنا النبي بوجوب التمسّك به (2) ، فلو علم فواته أو بعضه لما أمر أن نتمسّك بالفايت ، وقال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الثالث : قال : وقد قال الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني

ص: 278


1- العقد الثمين : 30 - 31 ، مخطوط مصوّر.
2- أي القرآن الكريم.
3- العقد الثمين : 67 ، مخطوط مصوّر.

أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب العقد الثمين :

قال عبد اللّه بن حمزة في العقد الثمين : يوم أنشأنا هذا التصنيف في شهر جمادى الآخرة سنة عشر وستمائة (2).

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : ومن تصانيفه ( عليه السلام ) : العقد الثمين في تبين أحكام الأئمّة الهادين ، في الكلام على الإماميّة خاصّة ، وهو مجلّد (3).

ونسبه إليه أيضاً : محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (4) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (5) ، وغيرهم (6) ، وقد ذكر السيد مجد الدين المؤيّدي عدّة أسانيد لجميع كتب عبد اللّه بن حمزة (7).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : العقد الثمين في تبين أحكام الأئمّة الهادين ، تأليف : الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة الحسني اليمني ، فيه كلام على الشيعة الإماميّة خاصّة ، والمناقشة معهم فيما يذهبون إليه من النصّ على أئمتهم بعد الإمام علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، واستطرد إلى البحث في بعض عقائدهم كالبداء والغيبة والعصمة وأمثالها (8).

ص: 279


1- العقد الثمين : 156 ، مخطوط مصوّر.
2- العقد الثمين : 116.
3- الحدائق الورديّة 2 : 326.
4- التحفّة العنبريّة : 175.
5- اللآلي المضيّة 2 : 238.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- انظر : مقدّمة كتاب الشافي ، وكتاب لوامع الأنوار 1 : 486.
8- مؤلّفات الزيديّة 2 : 267.

قال السيد محمّد بن حمود العمدي في كتابه واستقرّ بي النوى : « العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمّة الهادين » كتاب في الفرق بين الزيديّة والإماميّة ، والرد على الإمامية ، وهو كتاب مليء بالشبه ، ولم يتحرّ مؤلّفه عبد اللّه بن حمزة فيه - مع الأسف - الموضوعيّة والدقّة ، كمآل أكثر الكتب عند كثير من المذاهب ، والتي تؤلّف لهذا الغرض (1).

وقد طبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق عبد السلام الوجيه ، وتقديم السيد مجد الدين المؤيّدي ، وصدر عن مؤسّسة الإمام زيد ( عليه السلام ).

ص: 280


1- واستقرّ بي النوى : 18.
( 49 ) حديقة الحكمة النبويّة في تفسير الأربعين السيلقيّة
الحديث :

قال - عند حديثه عن القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) - : الذين قرنه بهم ، وقرنهم به ، وذلك لما روينا بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيها الناس اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه تعالى على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين ، حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1)

حديقة الحكمة النبويّة في شرح الأربعين السيلقيّة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : ومن تصانيفه ( عليه السلام ) حديقة الحكمة النبويّة في تفسير الأربعين السيلقيّة ، وهو من محاسن الكتب التي فاقت ، والتصانيف التي راقت ، مضمّناً إيضاح الألفاظ اللغويّة بشواهدها العربيّة ، وبيان المعاني على نهاية الحسن والتمام ، ولقد سمعته ( عليه السلام ) يقول : إنّه فرغ من تأليف الجزء الثاني منها في سبعة أيّام ، أو ثمانية أيّام ، وهو في خلال ذلك مشغول بتجهيز العسكر إلى بعض الجهات ، ورأيت الجزء بخطّه ( عليه السلام ) الذي هو المسودّة ، ومن شاهده عجب من ذلك حتّى أنّه لا يكاد يوجد فيه

ص: 281


1- حديقة الحكمة النبويّة 1 : 82 ، شرح الحديث الخامس.

سطر مطموس ولا مزيد إلاّ النادر الذي لا يؤبه له ، وهذا شيء خارج عن المعتاد ، هذا مع أنّ فيه من الألفاظ الرائقة والكلمات الفائقة ما يقلّ مثلها في مثله (1).

ونسبه إليه الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين (2) ، ومحمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (3) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، وغيرهم (5).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي إلى جميع مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة (6).

قال عبد اللّه بن حمود العزي في كتابه عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة : حديقة الحكمة ، شرح الأربعين السيلقيّة ، طبعت طبعة صادرة عن دار الحكمة ، وهي مليئة بالأخطاء ، غير محقّقة ، ولدينا نسخة مخطوطة ، وقد شرح فيها أربعين حديثاً ، أودع فيها من العلوم العربيّة ومعاني الألفاظ ما بهر الألباب ، والأربعين السيلقية جمعها العلاّمة زيد بن عبد اللّه بن مسعود الهاشمي (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : حديقة الحكمة النبويّة في شرح الأربعين السيلقيّة ( حديث ) منه خمس نسخ خطيّة ، المكتبة الغربية ، وسادسة بمكتبة الأمبروزيانا ، وفي عشرات المكتبات الخاصّة (8).

ص: 282


1- الحدائق الورديّة 2 : 259.
2- أنوار اليقين : 365.
3- التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 175.
4- اللآلي المضيّة في أخبار أئمة الزيديّة 2 : 238.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- انظر ما تقدّم حول كتاب الشافي.
7- عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة : 46.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 581.
( 50 ) الرسالة الهادية بالأدلّة البادية في بيان أحكام أهل الردّة
الحديث :

قال : وروينا بالإسناد الموثوق به إلى أبينا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء في عترة نبيّكم ، خذوا عنّي عن خاتم النبيّين حجّة من ذي حجّة قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الرسالة الهادية بالأدلّة البادية :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : ومن تصانيفه ( عليه السلام ) : الرسالة الهادية بالأدلّة البادية في السبي وما يتعلّق به ، وهي بالغة النهاية (2).

نسبها إليه محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (3) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، والمؤيّدي في التحف (5) ، وغيرهم (6).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي لجميع كتب عبد اللّه بن حمزة (7).

ص: 283


1- الرسالة الهادية : 35 ، ضمن المجموع المنصوري ، القسم الثاني ، الجزء الثاني.
2- الحدائق الوردية 2 : 262.
3- التحفة العنبرية : 175.
4- اللآلي المضيّة 2 : 238.
5- التحف شرح الزلف : 168.
6- انظر ماقدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- تقدّم ذكره في الكلام عن كتاب الشافي.

قال عبد السلام الوجيه في الأعلام : الرسالة الهادية بالأدلّة البادية في أحكام أهل الردّة - خ - بمكتبة المتحف البريطاني رقم 3976 ، أخرى - خ - ضمن كتابه العقد الثمين ج1 ، مكتبة السيد المرتضى بن عبد اللّه (1).

وقد طبع الكتاب مؤخّراً ضمن المجموع المنصوري القسم الثاني.

ص: 284


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 583.
( 51 ) الجوهرة الشفّافة رادعة الطوّافة
الحديث :

قال - في حديثه عن أهل البيت ( عليهم السلام ) - : الذين قرنهم بكتابه العزيز على لسان نبيّه الكريم في خطابه ، إلى أن قال : حيث يقول : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي : إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الجوهرة الشفّافة رادعة الطوّافة :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : وصنّف ( عليه السلام ) في أصول الدين قبل بلوغ العشرين من مولده ، وكان من محاسن تصانيفه في حال صباه ودراسته عن شيخه حسام الدين ( قدس سره ) كتاب ( الجوهرة الشفّافة ) وهو جواب رسالة أنشأها رجل من أهل مصر ، ووسمها ( بالرسالة الطوافة إلى العلماء كافّة ) تشتمل على مسائل في الأصول ، بألفاظ يغلب على كثير منها التعقيد والتعقير ، وهي نيّف وأربعون مسألة ، وموردها أشعري متفلسف ، فطافت على كثير من البلدان فما تصدّى عالم لجوابها ، ولا رام فتح بابها حتّى انتهت إلى الشيخ المقدّم ذكره ; لأنّه كان في علم الكلام شمساً مشرقة على الأنام ، وحبراً من أحبار الإسلام ، فأمر ( رضي اللّه عنه ) الإمام أن يجيب عنها ، فأجاب ( عليه السلام ) بأحسن جواب وأوضح خطاب ، مع الإيجاز في الألفاظ والاستيفاء للمعاني ،

ص: 285


1- الجوهرة الشفّافة : 36 ، المسألة 48 ، ضمن المجموع المنصوري ، القسم الثاني.

فجاءت حالية الجيد ، محاكية للعقد الفريد (1).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وصنّف في أصول الدين قبل بلوغ عشرين سنة من مولده ، فمّما صنّفه في أيّام اشتغاله على شيخه المذكور (2) ( جواب الرسالة الطوّافة إلى العلماء كافّة ) وذلك مشهور (3).

ونسبها إليه محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (4) ، والشرفي في اللآلي المضيّة (5) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (6) ، وغيرهم (7).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي إلى جميع مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة (8).

قال عبد اللّه العزي في كتابه عرض لحياة وآثار المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة : الجوهرة الشفّافة الرادعة للرسالة الطوّافة - خ - ضمن مجموع رقم 1976 بالمتحف البريطاني ، وأخرى بمكتبة السيد المرتضى الوزير ، وتعتبر ردّاً على أسئلة أوردها أحد علماء الأشاعرة ، وطاف بها على كثير من البلدان ، فلم يستطع أحد الجواب ، فأجاب عليها الإمام عبد اللّه بن حمزة بالجوهرة (9).

وقد طبعت مؤخّراً ضمن المجموع المنصوري القسم الثاني.

ص: 286


1- الحدائق الورديّة 2 : 257.
2- الحسن بن محمد الرصاص.
3- مآثر الأبرار 2 : 803.
4- التحفة العنبريّة : 175.
5- اللآلي المضيّة 2 : 238.
6- طبقات الزيديّة 3 : 91.
7- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
8- تقدّم ذكره عند الكلام عن الشافي.
9- عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة : 55 ، وانظر أيضاً : أعلام المؤلّفين الزيديّة : 581.
( 52 ) صفوة الاختيار في أصول الفقه
الحديث :

قال في حديثه عن حجّية إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) : وهو قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

صفوة الاختيار في أصول الفقه :

قال حميد المحلّي ( ت 652 ه- ) في الحدائق : ومن تصانيفه ( عليه السلام ) في أصول الفقه صفوة الاختيار (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال الشيخ محيي الدين : وصنّف التصانيف في علم الكلام وأصول الفقه وفروعه ... ، وكتاب صفوة الاختيار (3).

ونسبه إليه أيضاً السيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، ومحمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (5) ، وغيرهم (6).

وقد ذكر السيد المؤيّدي إسناده إلى جميع كتب عبد اللّه بن حمزة في

ص: 287


1- صفوة الاختيار في أصول الفقه : 254 ، حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).
2- الحدائق الورديّة 2 : 259.
3- طبقات الزيديّة 3 : 606 ، الطبقة الثالثة.
4- اللآلي المضيّة 2 : 238.
5- التحفة العنبريّة : 175.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

كتابه لوامع الأنوار (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : صفوة الاختيار تأليف : الإمام المنصور عبد اللّه بن حمزة الحسني اليمني ، فصول في قواعد الأصول بشيء من التوسّع ، تضمّ المهمّ من أقوال العلماء ، ويخصّ أصول الأئمّة من أهل البيت وأتباعهم واختيار المؤلّف في المسائل (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : صفوة الاختيارات في أصول الفقه ، منه نسخة - خ - سنة 1034 ه- وهي في 146 صفحة بمكتبة أحمد بن إسماعيل الدولة ، ونسخة مصوّرة منها بمركز بدر صنعاء ، ومكتبة محمّد بن عبد العظيم الهادي ، ( تحت التحقيق يقوم بتحقيقه الدكتور أحمد بن علي المأخذي ) (3).

وقد طبع الكتاب وصدر عن مركز أهل البيت للدراسات الإسلامية.

ص: 288


1- لوامع الأنوار 2 : 486 ، وانظر ما تقدّم من الكلام حول كتاب الشافي.
2- مؤلّفات الزيديّة 2 : 229.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 583.
( 53 ) مسائل المدقق في الكفر البريء عن الإيمان « مسائل الشيخ سليمان بن محمّد بن عليان »
الحديث :

قال : المسألة الحادية عشر ] في القرآن [ القرآن في قلب الملك الأعلى ... ، قال : وإذا كان القرآن كلام الإنسان فقد بطل ; لأنّ كلامه لا يبقى ... ، فأمّا قوله : هو كلام ، فهو لا شكّ كلام ، فأمّا قوله إذا فرغ القارىء فقد بطل فإنّما تبطل التلاوة التي يحمد عليها العبد ... ، فأمّا المتلوّ الذي هو المقطّع تقطيعاً منصوصاً فلا يجوز عدمه إلى انقطاع التكليف ; لقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فأخبر سبحانه ببقاء الكتاب العزيز وملازمة العترة الطاهرة له (1).

مسائل المدقّق في الكفر البريء عن الإيمان :

قال عبد اللّه بن حمزة في بداية هذه المسائل : وقفنا على مسائل الشيخ المكين سليمان بن محمّد بن عليان سلّمه اللّه وحاطه ، التي جرت بينه وبين المطرفي الذي ذكر أنّه من أدقّهم استخراجاً وألطفهم تدقيقاً ، فلقد عجبنا أنّ

ص: 289


1- مسائل المدقّق في الكفر البريء عن الإيمان : 23 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الثاني.

هذه المسائل الباردة من مدقّق محقّق في مذهب الكفر (1).

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث (2) ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : مسائل المدقّق في الكفر البريء عن الإيمان التي سأل عنها سليمان بن محمّد بن العليان - خ - ضمن كتابه العقد الثمين ج2 مكتبة السيد المرتضى الوزير (3).

وكذلك نسبها إليه عبد اللّه بن حمود العزّي في كتابه عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه (4) ، والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة ، قال : مسائل المدقّق في الكفر البريء عن الإيمان ، جواب مسائل تتعلّق بالمطرفيّة (5).

وطبع مؤخّراً ضمن المجموع المنصوري القسم الثاني ، الجزء الثاني.

وقد تقدّم ذكر : إسناد المؤيّدي لجميع مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة (6).

ص: 290


1- مسائل المدقّق في الكفر : 7 ، ضمن المجموع المنصوري ، القسم الثاني ، الجزء الثاني.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 383.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 584.
4- عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة : 48.
5- مؤلّفات الزيديّة 3 : 8.
6- تقدّم ذكر الإسناد في الكلام عن كتاب الشافي.
( 54 ) مسائل سأل عنها القاضي محمد بن عبد اللّه بن حمزة
الحديث :

قال - في حديثه عن إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) - : وأمّا السنّة فالدلالة منها قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » والكلام في هذا الخبر يقع في موضعين : أحدهما في صحّته في نفسه ، والثاني في وجه الاستدلال به ، أمّا الكلام في صحّته فإنّ ظهوره بين الأمّة وانتشاره فيها بحيث لا دافع له ولا راد له ، دلالة على صحّته (1).

مسائل سأل عنها القاضي محمّد بن عبد اللّه بن حمزة :

نسبها إليه السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة ، تحت عنوان ( جواب سؤال ابن حمزة ) قال : كتبه الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة الحسيني اليمني سأل عنه القاضي محمّد بن عبد اللّه بن حمزة (2).

وبهذا العنوان أيضاً نسبه إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (3) ، وعبد اللّه بن حمود العزي في كتابه عرض لحياة الإمام المنصور

ص: 291


1- مسائل القاضي محمّد بن عبد اللّه بن حمزة : 40 ، ضمن مجموع الإمام عبد اللّه بن حمزة الجزء الثاني ، القسم الثاني.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 371.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 581.

باللّه عبد اللّه بن حمزة (1).

وقد طبع مؤخّراً ضمن المجموع المنصوري القسم الثاني ، الجزء الثاني.

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي إلى جميع مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة (2).

ص: 292


1- عرض لحياة وآثار الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة : 55.
2- تقدّم ذكره عند الكلام عن كتاب الشافي.
( 55 ) الأجوبة الشافية عن المسائل المتنافية
الحديث :

قال : وقد روينا عن جدّنا علي بن طالب ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه سبحانه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم النبيّين ، حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الأجوبة الشافية عن المسائل المتنافية :

قال عبد اللّه بن حمزة في بداية كتابه هذا : ولمّا بلغنا الرسالة التي أنشأها الشريف المكين المعتمد الأمين لسان المتكلّمين سليمان بن حمزة السراجي الحسني ، مضمّنة مسائل أوردها فقهاء الجهة اليمانيّة نصرة لمذهب القدريّة ، واعتراضاً على العصابة الزيديّة ، إلى أن قال : فأوردنا المسائل مستوفين ، وأجبنا مختصرين (2).

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث (3) ، والسيد أحمد

ص: 293


1- الأجوبة الشافية عن المسائل المتنافية : 91 ، ضمن مجموع عبد اللّه بن حمزة ، الجزء الثاني ، القسم الثاني.
2- الأجوبة الشافية : 79 ، ضمن المجموع المنصوري ، القسم الثاني ، الجزء الثاني.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 383.

الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (1) ، ونسبها إليه أيضاً بعض من ترجم له (2).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي لجميع مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة (3).

ص: 294


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 53.
2- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
3- انظر ما تقدّم من الكلام عن كتاب الشافي.
( 56 ) مجموعة رسائل ومكاتبات الإمام المنصور باللّه
الحديث :

الأول : قال في كتابه إلى أهل مأرب ، وقد امتنعوا عن الأذان بحي على خير العمل : واعلموا أنّا روينا عن أمير المؤمنين أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تُنُوسِخَ من أصلاب أصحاب السفينة ، هو لأمثلها فيكم ، وهم كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة ، وهم باب حطّة من دخله غفر له ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال في كتابه إلى نفس أهل مأرب - بعد أن حاججوا بكتابه الأوّل - : وقد قال جدّنا ( صلى اللّه عليه وآله ) حين قرنه بنا ، وقرننا به مخاطباً لأمّته : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث : قال في كتابه إلى خولان بحمدان في أمر محمّد بن نشوان ، وقد عزل نفسه من الولاية وخرج من الطاعة : وروينا عن أبينا علي بن أبي طالب

ص: 295


1- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 8 ، مخطوط مصوّر.
2- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 12 ، مخطوط مصوّر.

( سلام اللّه عليه وعلى آله المنتجبين ) قال في بعض مقالاته - إنّي احتجّ بها على الناصبين - : « أيّها الناس ، إنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الرابع : قال في كتابه إلى الشريف أبي الفتح بن محمّد بن العبّاسي العلوي المطرفي : قال الوصي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الخامس : قال في آخر كتاب له إلى الملك علي بن صلاح الدين بن يوسف بن أيّوب : روينا عن جدّنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه قال : « العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

السادس : قال في آخر كتاب أرسله جواباً عن كتاب أتاه من سنقر ، وقد

ص: 296


1- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 50 ، مخطوط مصوّر.
2- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 101 ، مخطوط مصوّر.
3- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 153 ، مخطوط مصوّر.

أتاه جماعة من شيوخ المطرفيّة : وقد روينا عن أبينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه سلام رب العالمين ) أنّه قال : اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

السابع : قال في كتابه إلى بلاد بني ربيعة : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثامن : قال في كلامه لما بلغه كلام من بعض روافض الشيعة وطعنهم عليه : وأمّا السنّة فالدلالة منها قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، والكلام في هذا الخبر يقع في موضوعين ، أحدهما : في صحّته (3) ، إلى آخر كلامه.

مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة :

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : مجموعة رسائله ومكاتباته فيه الكثير من الرسائل السابقة ، ورسائل غيرها ، مكتبة السيد محمّد محمّد الكبسي ، انظر محتوياته في كتابنا مصادر التراث في المكتبات

ص: 297


1- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 199 ، مخطوط مصوّر.
2- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 252 ، مخطوط مصوّر.
3- مجموعة رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة : 259 ، مخطوط مصوّر.

الخاصّة (1).

قال في مصادر التراث : مجموع رسائل ومكاتبات الإمام عبد اللّه بن حمزة ، منزوع الأوّل ، ويحتوي على المكاتبات التالية :

كتابه إلى أهل مأرب ، وقد امتنعوا عن الأذان بحي على خير العمل ، كتابه إليهم بعد الامتناع والخلاف ، ثم قال : كتابه إلى خولان حيدان في أمر محمّد ابن نشوان وقد عزله ، ثمّ قال : كتابه إلى الشريف أبي الفتح بن محمّد العباسي العلوي المطرفي ، ثمّ قال : كتابه إلى الملك علي بن صلاح الدين بن يوسف ابن أيّوب ، ثمّ قال : جوابه على سنقر ، ثم قال : كتابه إلى بني ربيعة ، ثمّ قال : فصل من إملائه في تعريف عترة الرسول (2).

وهذا الفصل الأخير هو نفسه المعنون فيما تقدّم عند نقل الحديث ( بكلامه لمّا بلغه كلام بعض الروافض ).

وهذا المجموع تحت التحقيق ، وسيصدر عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية.

ص: 298


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 558.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 200.
( 57 ) الشهاب الثاقب والهداية للراغب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أحمد بن حسن بن محمّد الرصّاص ( ت 621 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : كما روينا عن المصطفى ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

الثاني : قال في حديثه عن أهل البيت ( عليهم السلام ) : فإنّه لن يضلّ من تابعهم لقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فيهم : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

أحمد بن الحسن بن محمّد الرصّاص :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : أحمد بن الشيخ الجليل الحسن بن محمّد الرصّاص مؤلّف الخلاصة في علم الكلام ، كان من أهل العلم الغزير والمجد الخطير ، وله في الأصولين مؤلّفات كثيرة ، وفاته

ص: 299


1- الشهاب الثاقب : 1 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
2- الشهاب الثاقب : 7 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.

رحمه اللّه تعالى عشيّة لثمان بقين من محرّم أوّل شهور أحد وعشرين وستّمائة ( رحمه اللّه تعالى ) وله كتاب مناقب أمير المؤمنين (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : أحمد بن الحسن بن محمّد بن أبي بكر الرصّاص الفقيه الأصولي ، أخذ علم الكلام وغيره عن ابن أبي القاسم الثبت صاحب ( الإكليل ) عن الشيخ الحسن الرصّاص ، وأخذ عنه حميد الشهيد المحلّي ، ومحمّد بن يحيى القاسمي.

ثمّ قال : وقال تلميذه محمّد بن يحيى : هو الشيخ بهاء الدين وزين الموحدين أبي الحسن ، كان وفاته عشيّة السبت لثمان بقيت من المحرّم أوّل شهور سنة 621 ه- (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : قال في المستطاب : من علماء الهادويّة الكبار (3).

قال إسماعيل الأكوع في هجر العلم : وصفه الجنداري في كتابه الجامع الوجيز بأنّه كان جارودي المذهب (4).

الشهاب الثاقب والهداية للراغب :

نسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (5) ، والسيد أحمد الحسيني في

ص: 300


1- مطلع البدور 1 : 117.
2- طبقات الزيديّة ، 1 : 109 ، القسم الثالث.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 91.
4- هجر العلم ومعاقله 1 : 497. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 4. مؤلّفات الزيديّة 2 : 220 ، 3 : 95 ، الذريعة 26 : 288 ، 296 ، مجلّة تراثنا 14 : 52 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الأعلام 1 : 219.
5- مطلع البدور 1 : 117.

مؤلّفات الزيديّة (1) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث (2) ، والأكوع في هجر العلم (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، الشهاب الثاقب في مناقب علي بن أبي طالب ، ويسمّى ( النجم الثاقب في إمامة علي بن أبي طالب ) منه نسخة في مكتبة الأوقاف بالجامع (4).

ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : النجم الثاقب في إمامة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، تأليف شمس الدين أحمد بن الحسن الرصّاص ، ذكر فيه فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المتواترة ، وما هو في حكم المتواتر ممّا قد صحّت روايته لديه ، جمعه رداً على من مال عن مذهب أهل البيت إلى مذاهب المعتزلة والخوارج بتصويب المتقدّمين على علي ( عليه السلام ) ، يسمّى أيضاً على بعض النسخ المخطوطة ( الشهاب الثاقب ) (5).

والعنوان الذي أثبتناه للكتاب هو ما موجود على ظهر النسخة التي نقلنا عنها الحديث ، وقد ذكر هذه النسخة عبد السلام الوجيه في مصادر التراث (6).

ص: 301


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 220.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست.
3- هجر العلم ومعاقله 1 : 497.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 92.
5- مؤلّفات الزيديّة 3 : 95.
6- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 85.

ص: 302

( 58 ) الأحكام في أصول الفقه ( تأليف سنة 633 م )
الحديث :

قال : وأما السنّة فقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر وتلقّته بالقبول ، فجرى مجرى الأخبار المتعلّقة بأمور الدين المهمّة كالصلاة والزكاة والصوم (1).

الأحكام في أصول الفقه :

إنّ هذا الكتاب مخطوط مصوّر ضمن مجلّد فيه عدّة كتب خطيّة ، وليس فيه نسبة لمؤلّف ما ، ومن سياق كلامه يعرف أنّه أحد الكتب الزيديّة القديمة مجهولة المؤلف.

نعم. يوجد في آخر النسخة تاريخ التأليف وتاريخ النسخ ، فإنّه جاء في آخرها : تمّ ذلك بحمد اللّه ومنّه وتوفيقه ولطفه في شهر رمضان المعظّم من سنة 633 ، قال مؤلف الكتاب - أيدّه اللّه بمواد توفيقه - : وأعلم أنّ الذي دعا إلى كتابته تعويل من يجب امتثال رسمه في تعليق باب من أبوابه فدعت ذلك في سائر كتبه ، وقد توخّيت فيه طريقة الاختصار ، واجتهدت في جمعه وترتيبه وقسمة أبوابه والمناسبة عن مسائله حسب الإمكان ، إلى أن قال : اتّفق الفراغ من هذه النسخة المباركة في شهر صفر الذي هو من شهور سنة ثلاث

ص: 303


1- الأحكام في أصول الفقه : 72 ، ضمن مخطوط مصوّر.

وسبعمائة ، بخط الفقير إلى رحمة ربّه محمّد بن حاتم بن عيسى بن محمّد بن عبد اللّه بن محمد العدد ، ويبتدأ الكتاب بكلام - لعلّه للناسخ - قال صاحب الكتاب رضى اللّه عنه : اعلم أنّه لابدّ لمن أراد الاطّلاع على مسائل الخلاف ... ، المقدّمة الأولى ....

ص: 304

( 59 ) شمس الأخبار المنتقى من كلام النبي المختار ( صلى اللّه عليه وآله ) علي بن حميد القرشي ( ت 635 ه- )
الحديث :

الأوّل : الباب الرابع عشر فيما جاء من كون أهل البيت وأتباعهم على الحق دون غيرهم وما يتّصل بذلك ، قال : ( وباسناده - ب - (1) ) إلى أبي سعيد الخدري عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (2).

الثاني : قال : وفي حديث آخر : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي » وذكر ما يقرب من الحديث الأوّل (3).

علي بن حميد القرشي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : هو العلاّمة المحدّث الشيخ الأجلّ علي بن حميد بن أحمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن الحسن ابن يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، وهو المعروف بالآنف ابن أحمد

ص: 305


1- حرف - ب - هو مختصر لمناقب ابن المغازلي.
2- شمس الأخبار 1 : 127 ، باب : 14.
3- شمس الأخبار 1 : 127 ، باب : 14.

ابن الوليد بن أحمد بن محمّد بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي ( رضى اللّه عنه ) ، هو علاّمة وقته وخالص المودّة لأهل بيت نبيّه ( عليهم السلام ) ، وكان على منهاج محمّد بن أحمد بن الوليد شيخ الإسلام ، وحافظ الزيديّة.

إلى أن قال : وكان علي هذا فاضلاً كاملاً مشرفاً على علوم آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : أخذ عن أبيه كتب الأئمّة وشيعتهم ، وقال ما لفظه : أخبرني والدي بأمالي المرشد ، إلى آخر كلامه في الطبقات ، وقال : ولعلّ وفاته في عشر الثلاثين وستّمائة ، واللّه أعلم (2).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضية : علي بن حميد العبشمي القرشي ، أخذ عن أبيه كتب الأئمّة وشيعتهم ، وكتاب العمدة في صحاح الأخبار عن علي بن أحمد الأكوع ، وكذا مناقب ابن المغازلي ، وعنه الأمير الحسين كتب الأئمة وشيعتهم ، يروي ذلك عنه بالمناولة ، ويروي عنه أيضاً علي بن أحمد الأكوع وولده عبد اللّه بن أحمد ، كان شيخاً محدّثاً عالماً كبيراً مشرفاً على علوم آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، إلى أن قال : وفاته في عشر الثلاثين وستّمائة (3).

ويوجد اختلاف في تاريخ وفاته ، والذي أثبتناه هو الذي ذكره محمّد

ص: 306


1- مطلع البدور 3 : 131.
2- طبقات الزيديّة 2 : 737 ، القسم الثالث من الطبقات ( الطبقة الثالثة ).
3- الجواهر المضية : 66.

يحيى سالم عزّان في هامش الفلك الدوّار (1) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (2).

شمس الأخبار المنتقى من كلام النبي المختار ( صلى اللّه عليه وآله ) :

قال علي بن حميد في مقدّمة كتابه هذا : وبعد ، فإنّي استخرت اللّه تعالى وألّفت كتابي هذا من كتب شتّى من حديث سيّد المرسلين وحبيب ربّ العالمين وسمّيته ( شمس الأخبار المنتقى من كلام النبي المختار ( صلى اللّه عليه وآله ) ) قضيت فيه جميع الأوطار بأحاديث نبويّة الأنوار في الترغيب والإنذار لمن يصدّق ويخاف من عذاب النار ، ويلتمس رضا العزيز الغفّار المستعان وعليه التكلان ، ورتّبته مائتي باب على حسب الإمكان ، واللّه ولي الإحسان والامتنان (3).

وقال في آخر كتابه هذا : وكان ابتداء تأليف هذا الكتاب في شهر ذي الحجّة سنة 606 ، ووافق الفراغ من مسودّة غير مرتّبة ، إلى أن قال : ثمّ نسختها إلى هذه النسخة المرتّبة ليلة الجمعة المسفر عنها اليوم الرابع عشر والثالث عشر من شهر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) شعبان من شهور سنة 608 (4).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ومن مصنّفات علي ابن حميد ، شمس الأخبار ، وهو كتاب كاسمه وهو خميص بطين ينتفع به

ص: 307


1- الفلك الدوّار : 66 ، في الهامش.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 677. وانظر في ترجمته والاختلاف في تاريخ وفاته : المقصد الحسن : 47، لوامع الأنوار 2 : 50 ، مؤلّفات الزيديّة 2 : 212 ، هجر العلم ومعاقله 1 : 499 ، معجم المؤلّفين 7 : 80 ، مجلّة تراثنا 16 : 163.
3- شمس الأخبار 1 : 35.
4- شمس الأخبار 2 : 414.

الفقيه والزاهد وطبقات الراغبين في الخير مع جودة اختصار ونجابة في الأمهات ، ولمّا فرغ من أربع كراريس حملها إلى الإمام المنصور باللّه عبد اللّه ابن حمزة ، فسرّ بها سروراً عظيماً ، وتهلّل وجهه فرحاً ، ثمّ تبسّم ورفع رأسه إلى والد علي الشيخ محيي الدين ، ثمّ قال : هذا مصنّف متقن ، ثمّ التفت إلى علي وقال له : اجعل ثوبتك ( ثوابك ) من معونتنا أن تطلب لنا من ينسخ لنا هذا الكتاب ، ثمّ أمر لي بالورق والأجرة ، ثمّ قال : نؤثر نساخته على سائر النسخات ، فأجبته إلى ما سأل ، وكانت نسخته ( عليه السلام ) أوّل نسخة لهذا الكتاب (1).

ونسبه إليه إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (2) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر (3) ، والمؤيّدي في اللوامع (4) ، وغيرهم (5) ، وقد ذكر المؤيّدي سنده لكتاب شمس الأخبار في لوامع الأنوار (6).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين : رتّبه على 200 باب في الأخلاق والمواعظ من المأثور عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، نسخه الخطيّة كثيرة ، طبعه العلاّمة عبد الواسع الواسعي سنة 1332 ه- ، ثمّ طبع ثانية في مجلّدين سنة 1407 ه- ، عن مكتبة اليمن الكبرى مع حاشية كشف الأستار تخريج أحاديث شمس الأخبار للعلاّمة محمّد بن حسين الجلال (7).

ص: 308


1- مطلع البدور 3 : 131.
2- طبقات الزيديّة 2 : 737 ، الطبقة الثالثة.
3- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 66.
4- لوامع الأنوار 2 : 50.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- لوامع الأنوار 2 : 50.
7- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 677.
( 60 ) درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة جمعها : عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن حمزة بن أبي النجم ( ت647 ه- )
الحديث :

قال : (1) وبإسناده إلى النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن أبي النجم :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : قاضي القضاة العلاّمة خلاصة الأئمّة تقي الدين عبد اللّه بن ركن الدين محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن إبراهيم بن حمزة بن الحسن بن علي بن محمّد بن حمزة بن علي

ص: 309


1- إسناد جامع هذا الكتاب إلى الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، وهو راوي الأحاديث ، هكذا : قال عبد اللّه بن أبي النجم : أخبرنا الإمام المنصور باللّه أمير المؤمنين عبد اللّه بن حمزة ( عليه السلام ) ، عن شيخه حسام الدين لسان المتكلّمين الحسن بن محمّد بن الحسن الرصّاص ومحيي الدين حميد بن أحمد الوليد القرشي ( رضى اللّه عنهما ) ، عن الإمام المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان بن الناصر بن الهادي ( عليه السلام ) ، عن الشيخ إسحاق ابن أحمد بن عبد الباعث ، عن عبد الرزّاق بن أحمد ، عن الشريف علي بن الحرث ، وعن أبي الهيثم يوسف بن أبي العشيرة ، وروياه جميعاً عن الحسن بن أحمد بن محمّد الظهري إمام مسجد الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) ، عن محمّد بن الفتح عن الإمام المرتضى لدين اللّه محمّد بن يحيى ، عن أبيه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم.
2- درر الأحاديث النبويّة : 52 ، باب 3 ، في فضل النبي وفضل أهل بيته ( عليهم السلام ).

ابن إسحاق بن أبي النجم ، ثمّ قال : قد تكرر ذكر أهل هذا البيت الشريف لكثرة فضايلهم ، وكان عبد اللّه عالماً فاضلاً مرجوعاً إليه مقدّماً في كل شيء ، ثمّ قال : وولي القضاء بعد أبيه تقي الدين بجهة صعدة ، وكتب له الإمام المنصور عهداً بليغاً ، إلى أن قال : وتوفّي في نصف رجب المعظم سنة سبع وأربعين وستّمائة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة بن إبراهيم بن حمزة بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن حمزة ابن علي بن إسحاق المعروف بابن أبي النجم ، القاضي العلاّمة ، ثمّ ذكر طرقه ومرويّاته ومن أخذ عنه ، إلى أن قال : قال القاضي : توفّي في نصف رجب المعظّم سنة سبع وأربعين وستّمائة ، انتهى (2).

درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة :

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وهو مؤلّف كتاب ( درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة ) (3).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : له مؤلّفات منها

ص: 310


1- مطلع البدور 3 : 77.
2- طبقات الزيديّة 2 : 634 ، الطبقة الثالثة. وانظر في ترجمته أيضاً : مآثر الأبرار 2 : 819، الجواهر المضيّة : 59 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 81 ، 226 ، 243 ، 462 ، معجم المؤلّفين 6 : 117 ، وفيه توفّى ( 560 ) الفلك الدوّار : 105 ، حاشية المحقق ، لوامع الأنوار 1 : 479 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 614 ، مقدّمة الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيويّة : 5 ، مسند الإمام زيد : 445 ، في الهامش ، هديّة العارفين 2 : 517 ، شرح إحقاق الحق 18 : 327 ، وفيه : توفّي ( 666 ) ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 195 ، 215.
3- طبقات الزيديّة 2 : 634 ، الطبقة الثالثة.

الأسانيد اليحيويّة وغيرها (1).

قال السيد مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : وهو مؤلّف كتاب درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة ، قلت : وهو لي سماع بقراءتي لجميعه على والدي ( رضوان اللّه عليه ) في تاريخ سماع الصحيفة المتقدّم ، وقد اتّصل سنده إلى السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ( عليه السلام ) ، ووقع البحث عنه فلم يتّصل إلى المؤلّف في شيء من كتب الأسانيد ، ولكن قد صحّ عن المؤلّف بلا ريب ، وقد تضمّن أغلب ما فيه من الأخبار اليحيويّة ، أحكام الهادي ( عليه السلام ) (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة ، تأليف : القاضي أبي محمد عبد اللّه بن محمّد بن أبي النجم الصعدي ، في الأحاديث النبويّة التي رواها الإمام الهادي يحيى بن الحسين المتوفّى سنة ( 298 ) في كتاب الأحكام وبعض فتاواه في مختلف الأبواب ، بدأها بأحاديث في الأخلاق ، ثمّ الأبواب الفقهيّة ، ثمّ شيء من ترجمة الإمام الهادي ، وفي أوّله إسناد الإمام المتوكلّ على اللّه إسماعيل بن القاسم ، ثمّ قال : طبع بلبنان سنة 1399 ، بتحقيق يحيى عبد الكريم الفضيل (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة ، طبع ونسخه الخطيّة كثيرة (4).

ص: 311


1- الجواهر المضيّة : 59.
2- لوامع الأنوار 1 : 480.
3- مؤلّفات الزيديّة 1 : 462.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 615.

ص: 312

مؤلّفات حميد بن أحمد بن محمّد المحلّي ( ت 652 ه- )

( 61 ) الحدائق الورديّة في مناقب أئمة الزيديّة
الحديث :

الأوّل : قال : ومن كتاب لابن المغازلي ، وقد أخبرنا به الفقيه الأجلّ العالم الزاهد بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد الأكوع ( رضي اللّه عنه ) ، يرفعه بإسناده إلى المصنّف ، وهو القاضي العدل الخطيب أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الجلابي المعروف بابن المغازلي الشافعي ( رضي اللّه عنه ) ، روى بإسناده عن ابن امرأة زيد ابن أرقم ، قال : أقبل نبيّ اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، إن منّا لمن يضع رداءه علي رأسه وبعضه على قدمه من شدّة الرمضا حتّى انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ، ... ، أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّه لم يكن لنبي من عمره إلاّ نصف من عمر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أشرفت في العشرين ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فهل بلّغتكم ، فماذا أنتم قائلون؟ » فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنّك عبد اللّه ورسوله قد بلّغت رسالته .. ، قال : « فإنّي أشهد أن قد صدّقتم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما » ،

ص: 313

قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتّى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي وأمي أنت يا نبي اللّه ، ما الثقلان؟ قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي واستجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدوّ » (1).

الثاني : قال : روى الحاكم ( رحمه اللّه ) في كتاب السفينة من كتاب الفتوح لابن أعثم ، عن ابن عباس ( رضي اللّه عنه ) أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفر له ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي وأرومتي ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض ، وأنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم فينسون ذكري ، فيقولون نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبي العرب والعجم ، فيقولون نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي ، فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأوّلي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب اللّه وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم

ص: 314


1- الحدائق الورديّة 1 : 8 ، باب فضل العترة الطاهرة.

عنّي فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد علي راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذر يّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم وقتلنا من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا وأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواءً (1).

الثالث : قال : وروينا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه تعالى على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الرابع : قال : من ذلك ما روينا بالإسناد الموثوق به عن الحرث أنّ عليّاً ( عليه السلام ) لمّا اختلف أصحابه خطبهم حين اجتمعوا عنده مبتدياً بحمد اللّه والثناء عليه والصلاة على رسوله ( صلى اللّه عليه وآله ) ثمّ قال : « أمّا بعد ، فذّمتي بذلك رهينة ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الخامس : قال : وروينا عن زيد بن علي ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن

ص: 315


1- الحدائق الورديّة 1 : 23 ، باب فضل العترة ( عليهم السلام ).
2- الحدائق الورديّة 1 : 29 ، باب فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).
3- الحدائق الورديّة 1 : 103 ، باب ذكر أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

علي ( عليهم السلام ) قال : « لمّا ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، قال : فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : ففتح عينه ، فقال : دعهما يتمتّعان واتمتّع بهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (1).

السادس : قال : ولقد شهد لذلك ما رويناه عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال في بعض مقاماته - وقد دخل آمل ، وازدحم عليه طبقات الرعيّة في مجلسه - فقال : فسلوني عن أمر دينكم ، وما يعنيكم من العلم وتفسير القرآن فإنّا نحن تراجمته وأولى الخلق به ، وهو الذي قرن بنا وقرنّا به ، فقال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (2).

السابع : قال - عند ذكر الناصر للحق - : وكان يرد بين الصفّين متقلّداً مصحفه وسيفه ويقول : قال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ثمّ يقول : فهذا كتاب اللّه وأنا عترة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فمن أجاب إلى هذا وإلاّ فهذا (3).

الثامن : قال : وروينا عن السيد أبي طالب ( عليه السلام ) من أماليه ، رواه عن المعروف بأبي بكر محمّد بن موسى البخاري ، قال : دخلت على الحسين بن

ص: 316


1- الحدائق الورديّة 1 : 194 ، باب ذكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ذكر طرف من مناقبه.
2- الحدائق الورديّة 2 : 60 ، باب ذكر الناصر للحق الحسن بن علي.
3- الحدائق الورديّة 2 : 63 ، باب ذكر الناصر للحق الحسن بن علي.

علي الآملي المحدّث ، وكان في الوقت الذي كان الناصر للحقّ الحسن بن علي ( عليه السلام ) في بلاد الديلم ، وقد احتشد لفتح آمل ورودها ، والحسين بن علي هذا يفتي العوام بأ نّه يلزمهم قتال الناصر للحق ( عليه السلام ) ، قال : فقلت له : لقد أنصفك الرجل أيّها الأستاذ فلِمَ تكرهه؟ فقال : نكرهه لأنّه يحسن أن يورد مثل هذه الحجّة ، ولا يرد إلاّ متقلّداً مصحفه وسيفه ويقول : قال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » فهذا هو كتاب اللّه أكبر الثقلين ، وأنا عترة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أحد الثقلين ، ثمّ يقضي ويناظر (1).

التاسع : قال - عند ذكره المؤيّد باللّه - : وله دعوة ، إلى أن قال : بسم اللّه الرحمن الرحيم وصلواته على عباده المصطفين ، هذا كتاب من الإمام المؤيّد باللّه أبي الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الحسيني بن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) إلى من بلغه من المسلمين في أقاصي الأرض ودانيها سلام عليكم أمّا بعد ... ، وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مخاطباً كافّة أمّته : « من أولى بكم من أنفسكم ... » قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم الثقلين » (2).

العاشر : قال - عند ذكره لأبي هاشم النفس الزكيّة - : وله دعوة شريفة ، إلى أن قال : وهي هذه : بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد لله العزيز الغفّار ... ، وحين قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فجعل الكتاب والعترة وديعتين عظيمتين هاديتين مهديّتين باقيتين (3).

الحادي عشر : قال - عند ذكره لكلام عبد اللّه بن حمزة - : وكان من

ص: 317


1- الحدائق الورديّة 2 : 70 ، باب ذكر الناصر للحقّ الحسن بن علي.
2- الحدائق الورديّة 2 : 155 ، ذكر المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني.
3- الحدائق الورديّة 2 : 171 ، ذكر أبي هاشم النفس الزكيّة.

كلامه ( عليه السلام ) في ذلك المقام بعد حمد اللّه والثناء عليه والصلاة على نبيّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أن قال : وجعل بعده الحجّة على عباده كتابه المبين وعترة رسوله الأمين كما روي عن خاتم النبيّين ... ، وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني عشر : قال في خاتمة كتابه هذا : ميّز يا طالب الهدى والرشاد بين العذب والملح الثماد ، كيف ترضى بتقديم غير الذرّيّة الأكرمين عليهم في طلب الصواب ، هم عدلاء السنّة والكتاب ، قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

حميد بن أحمد بن محمّد المحلّي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : العلاّمة الإمام الفقيه المحدّث ... حسام الدين لسان المتكلّمين ولي أمير المؤمنين حميد الشهيد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الرزّاق بن إبراهيم بن أبي القاسم بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن محمّد المحلّي بفتح الميم ، إلى أن قال : وضبطه بعض أولاده حُميد بضم ، يعرف بالهمداني الوادعي الصنعائي ( رحمه اللّه ) ، كان من كبار العلماء وأعيان الطريقة والزهد مع كمال الرياسة والصدارة ، والرجوع إليه في مهمّات الإسلام ، ثمّ قال : وتولّى تهذيب الإمام أحمد بن الحسين أيّام قراءته وللإمام إليه مكاتبات تدلّ على علو قدره ، ثمّ

ص: 318


1- الحدائق الورديّة 2 : 288 ، ذكر المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة.
2- الحدائق الورديّة 2 : 355 ، خاتمة الكتاب.

قال : ولمّا قام الإمام داعياً الإمامة عضده حميد باللسان والشأن ، وقام معه قيام أمثاله ، فكان عليه فلك الإمامة يدور يتولّى مهمّاتها من وزارة وكتابة وفتيا.

ثمّ قال : واختصّ اللّه حميد بالشهادة وذلك في يوم الجمعة من شهر رمضان سنة اثنين وخمسين وستّمائة.

ثمّ قال : قال شيخنا الحافظ أحمد بن سعد الدين ( رحمه اللّه ) ما لفظه : هو الفقيه العلاّمة بحر العلوم الزاخر وبدر الفضايل السافر حُميد بن أحمد بن محمّد ، إلى أن قال : حتّى أكرمه اللّه بالشهادة في سنة اثنين وخمسين وستّمائة.

ثمّ قال : أخذ من أئمّة كبار ومشايخ بحار ، أحدهم الإمام المنصور باللّه وناهيك به ، وشيخه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي ، والشيخ أحمد بن الحسن الرصّاص ، والفقيه علي بن أحمد الأكوع ، والشيخ الحافظ عمران بن الحسن ، والفقيه عمر بن جميل المهدي ، والشيخ تاج الدين زيد بن أحمد البيهقي الوارد إلى اليمن عام عشر وستّمائة ، والفقيه محمّد بن إسماعيل الحضرمي الشافعي وغيرهم ، وأخذ عنه علماء كبار منهم ولده أحمد بن حميد ، والسيد الجليل يحيى بن القاسم الحمزي ، وقد ذكره المؤرّخ أبو محمّد الطبيب بن عبد اللّه بن أحمد بن علي أبي مخرمة الحضرمي الشافعي في تاريخه قلادة في تاريخ وفيات أهل العصر فقال فيه : أبو عبد اللّه حميد بن أحمد المحلّي الزيدي مذهباً ، الملقّب حسام الدين ، كان من علماء الزيديّة وأفاضلهم.

إلى أن قال ابن أبي الرجال : وعمره نحو من سبعين سنة ، وكان مصرعه قريباً من قرية الهجر على وادي غفار ، قتله مملوك تركي أو رومي يسمّى

ص: 319

قيصر الأبهر للأمير أسد الدين محمّد بن الحسن بن رسول (1).

الحدائق الورديّة في مناقب أئمّة الزيديّة :

قال محمد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وقد ذكر الفقيه العلاّمة حميد بن أحمد ( رحمه اللّه ) في أوّل كتابه المسمّى بالحدائق الورديّة نكتاً شافية ، وبالمقصود وافية ، وكان كتابه المذكور متداولاً في أيدي كثير من أهل جهاتنا ومذهبنا (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : قال شيخنا الحافظ أحمد بن سعد الدين ( رحمه اللّه ) ما لفظه : ومن أجلّ مصنّفاته الحدائق الورديّة في ذكر أئمّة الزيديّة في مجلّدين (3).

ونسبه إليه أيضاً : إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (4) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (5) ، وغيرهم (6).

ص: 320


1- مطلع البدور 2 : 153. وانظر في ترجمته أيضاً طبقات الزيديّة : 1 : 421، الطبقة الثالثة ، مآثر الأبرار 1 : 114 ، الجواهر المضيّة : 43 ، لوامع الأنوار 2 : 45 ، شرح الأزهار لابن المرتضى 2 : 370 ، مؤلّفات الزيديّة ، انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 409 ، هجر العلم ومعاقله : 882 ، الفلك الدوّار : 37 ، أئمة أهل البيت لعباس محمّد زيد : 120 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 188 ، الذريعة 6 : 291 ، الأعلام 2 : 282 ، معجم المؤلفين 4 : 84 ، مقدّمة كتاب الحدائق الوردية للمحطوري.
2- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 1 : 114.
3- مطلع البدور 2 : 156.
4- طبقات الزيديّة 1 : 421 ، الطبقة الثالثة.
5- الجواهر المضيّة : 43.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

قال العلاّمة مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي بتلك الطرق إلى الشافي المذكورة في سند المجموع كل تأليف ورواية لحسام الأعلام وإمام الشيعة الكرام الشهيد الحميد حميد بن أحمد بن محمّد ( رضي اللّه عنه ) (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الحدائق الورديّة في مناقب وتراجم أئمّة الزيديّة في مجلّدين ضخمين ، اشتملا على مقدّمة فيها بعض ما ورد في العترة النبويّة من الأحاديث والآثار المرويّة الموثوق بها ، ثمّ تراجم الأئمّة بادئاً بالإمام علي ( عليه السلام ) ، وخاتماً بالإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة المتوفى سنة 614 ، ثمّ خاتمة مفيدة في موضوع الكتاب فيها مدائح الأئمّة المذكورين ، مجموع الأئمّة المترجمين فيه ثلاثون إماماً (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : ومنه نسخ في كل من مكتبتي الأوقاف والغربيّة ، والجامع الكبير بصنعاء ، وفي مكتبة المتحف البريطاني ، ونسخة مصوّرة بدار الكتب المصريّة برقم 867 ، وهو مشهور متوفّر في المكتبات الخاصّة والعامّة (3).

وقد طبع الكتاب مؤخّراً في مجلّد بتحقيق الدكتور المحطوري الحسني وقد اعتمدنا عليه كثيراً في التراجم في كتابنا هذا.

ص: 321


1- لوامع الأنوار 2 : 45.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 420.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 408.

ص: 322

( 62 ) محاسن الأزهار في مناقب إمام الأبرار
الحديث :

الأوّل : قال : والمقصود من النص الذي أشار إليه الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) هو خبر الغدير ، وقد رواه خلق كثير عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) وطرقه جمّة كثيرة ، وقد رواه من الصحابة مائة نفس أو يزيد على ذلك منهم العشرة ] المبّشرة - بزعم حفّاظ آل أميّة - [ عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ونحن نذكر طرفاً من ذلك ، فنقول : أخبرنا الفقيه الأجلّ الفاضل ، الزاهد العابد ، العالم ، المجاهد ، بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين الأكوع ( رضي اللّه عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ الأجلّ عقيق الدين علي بن محمّد بن حامد الصنعاني ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفوارس بن أبي نزار ابن الشرفية ، قال : أخبرنا القاضي الأجل عز الدين هبة الكريم بن الحسن بن الفرح بن حبانس ( رحمه اللّه ) في شهر اللّه الأصم رجب في سنة إحدى وسبعين وخمسمئة ، قال : أنبأني جدّي القاضي الأجلّ أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن الطيب الجلاني الخطيب ( رحمه اللّه ) ، قال : أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد اللّه بن العلاف البزار أذناً ، قال : أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار ، قال أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي بكر بن عبد الرزاق ، حدّثنا أبو حاتم مغيرة بن محمّد المهبلي ، قال : حدّثني مسلم بن إبراهيم ، قال : حدّثنا نوح بن قيس الحداني ، حدّثنا الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل ( صلى اللّه عليه وآله ) بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر

ص: 323

بالدوحات ، فقمّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، إن منّا لمن يضع بعض ردائه على رأسه وبعضه على قدميه من شدّة الرمضاء ، حتّى انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا ، فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ... » قال : « فإنّي أشهد أن قد صدقتم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وإنّكم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ » ، قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتّى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي وأمّي أنت يا نبي اللّه ، ما الثقلان؟

قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه تعالى سبب طرف منه بيداللّه تعالى وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبّوتها ، وتقتل من قام بالقسط » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) (1).

الثاني : قال : فليحذر كلّ ذي عقل سوي من الاعتبار إلى أضدادهم ، والكون في زمرة حسّادهم إلى أن قال : وفي ذلك ما رويناه بالإسناد المتقدّم إلى السيد الإمام المرشد باللّه ( عليه السلام ) (2) ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن

ص: 324


1- محاسن الأزهار : 75 ، شرح البيت (30) من قصيدة المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة.
2- 2 - ذكر سنده إلى المرشد باللّه في صفحة ( 90 ) من كتابه هذا ، وهو هكذا : قال : أخبرنا الشيخ الأجلّ محيي الدين شيخ المسلمين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي ( رضي اللّه عنه ) مناولة وإجازة ، قال : أخبرنا الشيخ الأمين الأجلّ الفاضل بدر الدين فخرالمسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ابن الناصر الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) مناولة من يده الشريفة إلى يدي في شهر رمضان من سنة سبع وتسعين وخمس مائة بمدينة صعدة المحروسة بالمشاهد المقدّسة على ساكنيها السلام ، قال : وأنا أرويه مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجلّ عماد الدين الحسن بن عبد اللّه ( رحمه اللّه ) ، قال : أخبرنا القاضي الإمام الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد بن الحسن بن علي القاضي الكنى أدام اللّه تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة ، قال : أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن مظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني ( رحمه اللّه ) في رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعيد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام الأجلّ المرشد باللّه أبو الحسين يحيى بن الموفق باللّه أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) في ذي الحجّة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد ابن جعفر بن حيّان ، قال : حدّثنا عبيد بن ] محمد بن [ صبيح الزيات ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن هاشم بن عبد الملك ، عن عبد الملك بن سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « يا أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال شيخ الإسلام أيّده اللّه : وقد روي هذا الحديث بطرق عدّة ، وهو ظاهر الصحّة ، لا نعلم أنّ أحداً قابله بالردّ والتكذيب ، والأمّة بين مستدلّ به على تفضيلهم على من عداهم ، وبين مستدلّ به على أنّ إجماعهم حجّة (1).

ص: 325


1- محاسن الأزهار : 506.

الثالث : قال : روينا بالإسناد المتقدّم إلى ابن المغازلي (1) ، قال حدّثنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد السبيع البغدادي ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم القرضي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ ، [ قال ] : حدّثنا جعفر ابن محمّد بن سعيد الأحمسي ، قال : حدّثنا نصر ، وهو ابن مزاحم ، قال : حدّثنا الحكم بن المسكين ، قال : حدّثنا أبو الجارود بن طارق ، عن عامر بن واثلة و [ أيضاً حدّثنا ] أبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في البيت يوم الشورى فسمعت علياً يقول : « لأحتجّن عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك » ثمّ قال : « أنشدكم باللّه ... » ، قال : « فأنشدكم باللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » قالوا : اللّهمّ نعم (2).

الرابع : قال : وقد روينا طرفاً فيما مضى من فضائل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، ونذكر ههنا جزءاً جامعاً فنقول : أخبرنا الشيخ العالم العامل الصالح العابد

ص: 326


1- ذكر السند في صفحة 44 ، قال : أخبرنا به الفقيه الأجلّ الزاهد العالم المجاهد بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين الأكوع ( رضي اللّه عنه ) مناولة وإجازة ، قال : حدّثنا عفيف الدين علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي ابن أبي الفوارس بن أبي نزار بن الشرفية ، قال : حدّثنا القاضي الأجّل العدل عز الدين هبة الكريم بن الحسين بن الفرح بن حبانش ( رحمه اللّه ) في شهر اللّه الأصمّ رجب في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، قال : أنبأني جدّي القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن الطيب الجلابي ( رحمه اللّه ) ، قال : أخبرني أبي العدل أبو الحسن علي بن محمّد الجلابي الخطيب ، قال : ....
2- محاسن الأزهار : 574 ، فصل في حديث المناشدة.

محيي الدين عمدة المسلمين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي ( رضوان اللّه عليه ) ، قال : حدّثنا القاضي الأجلّ الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ( رضوان اللّه عليه ) بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام شرف الفقهاء قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكني ( طوّل اللّه عمره ) ، قال : حدّثنا الشيخ الإمام فخر الدين زيد بن الحسن البيهقي البروقني ( رحمه اللّه ) ببلد الري قدمها حاجّاً في شعبان سنة أربعين وخمسمائة ، قال : حدّثنا الحاكم أبو الفضل وهب اللّه بن أبي القاسم عبد اللّه الحسكاني ، قال : حدّثنا أبي عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الحسكانى ، قال : أخبرنا أبي ، قال : حدّثنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن علي النيسابوري بقراءتي عليه من أصله ، وهو يسمع أنّ أبا المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد المطلب الشيباني أخبره بالكوفة ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد بن الحسن بن كاس النخعي والقاضي بالرملة قراءة عليه في كتابه سنة ثماني عشرة وثلاثة مائة ، قال : حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي ، حدّثني أبو أمّي سنة خمس وستّين ومأتين ، قال : حدّثني نصر بن مزاحم المنقري العطّار ، قال : حدّثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، قال : حدّثني أبو خالد عمر بن خالد الواسطي ، قال : حدّثني زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : قال له رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : ( ... ) ، ثمّ قال : وبالإسناد المذكور آنفاً إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : لمّا ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : « ادعوا لي الحسن والحسين » ، قال علي ( عليه السلام ) : فدعوتهما فجعل يلثمهما حتّى أُغمي عليه ، قال : وجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ففتح عينيه ، وقال : « دعهما

ص: 327

يتمتّعان بي وأتمتّع بهما فإنّه يصيبهما بعدي إثرة » ، ثمّ قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترق حتّى ألقاه على الحوض » (1).

الخامس : قال : الفائدة الخامسة والعشرون : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض » ، وقد بيّنا طرقاً من طرق ذلك ، وهو من الآثار الظاهرة ، وفيه دلالة على أنّ إجماع العترة ( عليهم السلام ) حجّة من وجوه (2).

السادس : قال : وحكي عن جعفر بن محمّد أنّه قال : « نحن حبل اللّه » قال : واعتصموا بحبل اللّه ، قال الحاكم ( رحمه اللّه ) : والذي يؤيّد هذا ما روى أبو سعيد الخدري أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

محاسن الأزهار في مناقب إمام الأبرار :

قال حميد المحلّي : فإنّي لمّا تدبّرت القصيدة التي أنشأها مولانا الإمام مجد الإسلام وتاج العترة المكلّل في زمانه ... ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان الحسني ، رفع اللّه درجته في دار الإسلام ، وحباه بالعلي من سننه الجسام

ص: 328


1- محاسن الأزهار : 604.
2- محاسن الأزهار : 629.
3- محاسن الأزهار : 669.

وأرسلها إلى صاحب بغداد في وقته وهو الملقّب بالناصر أبو العبّاس أحمد ابن الحسن بن يوسف ، ثمّ قال : فوجدته قد ضمّنها نكتاً شافية في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفضائل العترة ، فرأيت أنّ أفصّل تلك الآثار ، وأنقلها بالإسناد إلى النبي المختار صلى اللّه عليه وعلى آله الأطهار ، وأذكر فوائدها وكيفيّة دلالتها على فضل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على ضرب من التفصيل ، فإنّ ذلك يزيد المفضل له على سائر الصحابة بصيرة ، ويكبت أعداءه الذين غمضوا فضله (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ومن أجلّ مصنّفاته محاسن الأزهار في فضايل إمام الأبرار (2).

ونسبه إليه أحمد بن يحيى بن المرتضى في شرح الأزهار (3) ، وإبراهيم ابن المؤيّد في الطبقات (4) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (5) ، وغيرهم (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : محاسن الأزهار في مناقب إمام الأئمّة الأبرار ، تأليف : شيخ الإسلام حميد بن أحمد المحلّي الهمداني ، في فضائل ومناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآل البيت من ولده ، وهو شرح مبسوط على قصيدة الإمام عبد اللّه بن حمزة الحسني التي نظّمها في فضائل الإمام علي وآل البيت وأرسلها إلى الخليفة العبّاسي الناصر ، وهي

ص: 329


1- محاسن الأزهار 42 ، مقدّمة المؤلّف.
2- .مطلع البدور 2 : 156.
3- شرح الأزهار 2 : 370.
4- طبقات الزيديّة 1 : 423 ، الطبقة الثالثة.
5- الجواهر المضيّة : 44.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

في (1) بيتاً ، ثمّ قال : وقد سمّى هذا الكتاب في بعض المصادر ( محاسن الأثمار ) (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : محاسن الأزهار في فضل مناقب العترة الأطهار ( في مناقب أمير المؤمنين وآل البيت ) ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات (2).

وقد طبع الكتاب بتحقيق الشيخ المحمودي تحت عنوان ( محاسن الأزهار في مناقب إمام الأبرار وعترته الاطهار ).

ص: 330


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 430.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 408.
( 63 ) النصيحة القاضية لقايلها بالعيشة الراضية
الحديث :

الأوّل : قال : فنظرنا في هذه الآثار النبويّة طالبين لهذه الفرقة الناجية التي أجملها ( عليه السلام ) ، فعثرنا على قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الخبر ممّا ظهر من الأمّة واشتهر ، ولم يقدح أحد منهم في صحّته ، بل تلقّوه بالقبول (1).

الثاني : قال : وعن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفر له ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبيّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ ، فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم فيصدرون عطاشا قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي ، قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب ربّي

ص: 331


1- النصيحة القاضية : 6 ، معرفة الفرقة الناجية ، مخطوط.

وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحقّ ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرّيّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا ] معهم [ وقتلنا كلّ من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواءً ، ألا وإنّ جبرائيل أخبرني أنّ أمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلا ، ألا ولعنة اللّه على قاتله » (1).

النصيحة القاضية :

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : النصيحة القاضية لقايلها بالعيشة الراضية ، تأليف : شيخ الإسلام حميد بن أحمد المحلّي الهمداني ، نصائح دينية ودعوة إلى اتّباع مذهب أهل البيت ، وأنّ الشيعة الزيديّة هم الفرقة الناجية دون من عداهم من سائر المذاهب الإسلاميّة ، كلّها مستندة إلى الأحاديث المرويّة والأدلّة العقليّة في أربعة أبواب ، ثمّ ذكر السيّد الحسيني عدّة نسخ للكتاب (2).

ونسبه إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، وذكر نسخة للكتاب ضمن مجلّد (3) ، ونسبه إليه الأكوع في هجر العلم ومعاقله (4).

ص: 332


1- النصيحة القاضية : 8 ، مخطوط.
2- مؤلّفات الزيديّة 3 : 106.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 408.
4- هجر العلم ومعاقله 2 : 882.
( 64 ) الوسيط المفيد الجامع بين الإيضاح والعقد الفريد
الحديث :

قال : وكذلك الحال في العترة ( عليهم السلام ) ، ويدلّ على ذلك قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة وتلقّته بالقبول ، وكان ذلك دلالة على صحّته ، ولأنّ الصيغ التي ورد بها كثيرة ، وهي مفيدة لمعنى واحد (1).

الوسيط المفيد الجامع بين الإيضاح والعقد الفريد :

نسبه إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (2) ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : وهو شرح لكتاب الإيضاح لفوائد المصباح وكتاب العقد الفريد في أصول العدل والتوحيد ، ضمن مجموع مصوّر في مكتبة السيد محمّد عبد العظيم الهادي ، والسيد عبد الرحمن شايم (3).

ونسبه إليه أيضاً عمر كحالة في معجم المؤلّفين (4) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (5).

ص: 333


1- الوسيط : 235 ، ضمن مجموع مصوّر.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 543 ، 2 : 128.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 408.
4- معجم المؤلّفين 4 : 83.
5- هجر العلم ومعاقله 2 : 883.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الوسيط المفيد الجامع بين الإيضاح والعقد الفريد ، تأليف : شيخ الإسلام حميد بن أحمد المحلّي الهمداني ، كتاب كبير جامع للمباحث الكلاميّة ومناقشات جيّدة مفصلة ، جعله المؤلّف كالشرح على كتاب ( الإيضاح لفوائد المصباح ) وكالأصل لكتاب ( العقد الفريد في أصول العدل والتوحيد ) ، وهو في خمسة أقسام هي : القسم الأوّل : في مقدمات تكون تمهيداً لما بعدها ، القسم الثاني : في التوحيد ، القسم الثالث : في العدل ، القسم الرابع : في الوعد والوعيد ، القسم الخامس : في التكفير وما يتصّل به من الدار والهجرة (1).

ص: 334


1- مؤلّفات الزيديّة 3 : 149.

مؤلّفات المهدي أحمد بن الحسين ( ت 656 ه- )

( 65 ) حليفة القرآن في نكت من أحكام الزمان
الحديث :

قال : قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1). المهدي لدين اللّه أحمد بن الحسين :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : الإمام المهدي لدين اللّه أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد اللّه بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن أبي البركات بن أحمد بن محمّد ابن القاسم الرسّي ، وهو القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، نسب يخجل النيرات ، ويستنزل بتلاوته شآبيب البركات ، ويستدفع بحكايته طوارق الحادثات ، كان مولده ( عليه السلام ) في هجرة كومة ببلد شاكر من بلاد الظاهر ، وأقام فيها حتّى بلغ اثني عشر سنة ، ثمّ نقله عمّه إلى مدرسة مسلت ، وكان فيها عدّة من العلماء ، فقرأ في أصول الدين حتّى تبحر ، ثمّ في أصول الفقه كتباً كثيرة ، ثمّ الفقه وكتب

ص: 335


1- حليفة القرآن : 94 ، مقام أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ضمن مجموع رسائل المهدي أحمد بن الحسين.

الحديث ، ثمّ النحو واللغة والتفاسير ، فلمّا ظهر فضله وانتشر ذكره ... ، فطلبوا منه القيام ، فساعدهم ، وذلك في شهر صفر سنة ستمائة وستة وأربعين ، وكتب دعوته إلى الناس كافّة ، ثمّ قال - بعد أن سرد وقائع أحمد بن الحسين - : هذا زبدة ما نقلته من شرح الإمام المهدي أحمد بن يحيى ( عليه السلام ) على سيرة البحر ، ويلحق بذلك أشياء نقلتها عن غير صاحب البحر ، منها : أنّه استشهد ( عليه السلام ) في شهر صفر من سنة ست وخمسين وستمائة ، وقبره في ذي بين مشهور مزور (1).

قال السيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : وكرمه وكراماته وفضائله وفواضله وحسن أخلاقه وزهده وورعه ممّا لا يحيط به الوصف ولا تسعه المجلّدات الكبار ، ثمّ قال : وكان ( عليه السلام ) حليف العبادة والزهد والورع ، ثمّ قال : واعلم أنّه ( عليه السلام ) مع اشتهار فضله وكثرة خصائصه لم يسلم من المعارضة والتمحيص ، بل جرى عليه من المحن والتعب من سوء معاملة الناس له.

إلى آخر ما يذكره من تواريخه ووقائعه عن كتاب سيرة الإمام المهدي أحمد بن الحسين (2).

قال الحسين بن ناصر المهلاّ ( ت 1111 ه- ) في مطمح الآمال : وأمّا الإمام الشهير الشهيد المهدي لدين اللّه أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد اللّه ( عليه السلام ) فكان فيه من صفات رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خلقاً وخلقاً ما لا ينكره أحد ، وله من العلم الغزير ما لا يوصف بحد ، ولما دعى لبّى دعوته العلماء الأعلام ،

ص: 336


1- مآثر الأبرار 2 : 867 - 882.
2- اللآلي المضيّة 2 : 365 - 459.

وله من الكرامات ما هو مشهور بين الأنام (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : ولد في هجرة كومة بجبل شاكر سنة أربع عشرة وستّمائة (2) ، وأقام اثني عشرة سنة حتّى ختم القرآن ، ثمّ نقله عمّه إلى هجرة مسلت.

ثمّ ذكر مشايخه وما قرأه عليهم من العلوم ، ثمّ قال : قلت : كان الإمام أحمد أحد محدّثي أئمّة الزيديّة وفضلائهم وكرمائهم ، ثمّ قال : وكان قيامه ودعوته سنة ست وأربعين وستّمائة ، ولم يزل قائماً بأمر اللّه صابراً محتسباً حتّى استشهد في صفر سنة ست وخمسين وستّمائة ، وقُبر أوّلاً بشواية ، ثمّ نقل إلى ذيبين ، وقبره بها مشهور مزور ، وكان عمره اثنان وأربعون سنة ، وخلافته عشر سنين (3).

قال الأكوع في هجر العلم : وقد كتب سيرة حياته يحيى بن قاسم بن يحيى بن قاسم (4).

حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان :

نسبها إليه عمر كحالة في معجم المؤلّفين (5) ، والبغدادي في هديّة

ص: 337


1- مطمح الآمال : 246.
2- في بعض المصادر سنة 612 ه-.
3- طبقات الزيديّة 1 : 110 ، الطبقة الثالثة.
4- هجر العلم ومعاقله 2 : 744. وانظر في ترجمته أيضاً : بلوغ المرام : 48، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 210 ، 2 : 512 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 121 ، معجم المؤلّفين 1 : 199 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الأعلام 1 : 144 ، التحف شرح الزلف : 171 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 96 ، الجواهر المضيّة : 8 ، هديّة العارفين 1 : 96.
5- معجم المؤلّفين 1 : 199.

العارفين (1) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث (2) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة ، حليفة القرآن ونكت من أحكام أهل الزمان ، إنشاء الإمام المهدي أحمد بن الحسين القاسمي ، رسالة أنشأها في البحث على الاجتماع والتمسّك بالإمام وعدم الخلاف على الأئمّة ، مدعمة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ونبذ تاريخيّة من سيرة بعض الماضين من القائمين بإمامة المسلمين (4).

قال عبد السلام الوجيه في الأعلام : حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان ، منه نسختان بمكتبة الجامع الكبير (5).

ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات.

طبع الكتاب ضمن مجموع رسائل الإمام المهدي أحمد بن الحسين ، وصدر عن مكتبة التراث الإسلامي.

ص: 338


1- هديّة العارفين 1 : 96 ، وسمّاه خليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 210 ، 2 : 512.
3- هجر العلم ومعاقله 2 : 744 ، وسمّاه خليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 435.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 97.
( 66 ) الرسالة الزاجرة لصالحي الأمّة عن إساءة الظنّ بالأئمّة
الحديث :

قال : وأمرنا من أمر اللّه ، وطاعتنا من طاعته ، ونحن عدل الكتاب والحجّة الناطقة بالصواب ، وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الرسالة الزاجرة لصالحي الأمّة عن إساءة الظن بالأئمّة :

نسبها إليه السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (2) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الرسالة الزاجرة لصالح الأمّة عن إساءة الظنّ بالأئمّة - خ - في المتحف البريطاني ص 159 - 174 ، المجموع السابق ، وأخرى في الجامع غربية برقم ( 164 ) مجاميع ، وثالثة في الجامع أوقاف رقم ( 1525 ) ، أخرى بمكتبة السيد محمّد محمّد الكبسي ضمن مجموعة خطّت سنة 1136 ، ونسخ كثيرة (4).

وقد طبعت هذه الرسالة ضمن مجموع المهدي أحمد بن الحسين.

ص: 339


1- الرسالة الزاجرة : 137 ، ضمن مجموع رسائل المهدي أحمد بن الحسين.
2- مؤلّفات الزيديّة 2 : 71.
3- 3 - هجر العلم ومعاقله 2 : 744
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 97.

ص: 340

( 67 ) ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة الحسين بن بدر الدين ( ت 663 أو 662 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : فصل في الإمامة ، فروى ابن المغازلي ما رفعه بإسناده إلى الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبيّ اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، وإن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ حتىّ انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ... ، وإنّي أوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤلون فهل بلّغتكم ، فماذا أنتم قائلون؟ ».

فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد اللّه ورسوله ، قد بلّغت رسالاته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره ... ، فقال : « ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حق ، وتؤمنون بالكتاب كلّه؟ ».

قالوا : بلى ، قال : « أشهد أنّكم قد صدقتم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وأنّكم تبعي يوشك أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي ، كيف خلفتموني فيهما؟ » قالوا : فاعتلّ علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين ، قال : بأبي وأمّي أنت يارسول اللّه ، ما الثقلان؟ فقال :

ص: 341

« الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه تعالى وطرف بأيديكم فتمسّكوا به ، ولا تولّوا فتضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدو ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها وتقتل من قام بالقسط منها » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ... ، ورواه أيضاً بطريق أخرى كالأوّل ، وروى أيضاً مثل هذا الخبر رفعه إلى اثني عشر رجلاً من أصحاب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ سرد الخبر (1).

الثاني : قال : قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ولا شبهة في كون هذا الخبر متواتراً (2).

الثالث : قال : قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فجعل التمسّك بهم كالتمسّك بالكتاب ، فكما أنّ المتمسّك بالكتاب لا يضلّ فكذلك المتمسّك بهم ، وإلاّ بطلت فائدة الخطاب (3).

الرابع : قال : فصل ، إن قيل : قد رويتم في كتابكم هذا إنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) جعل أهل بيته أحد الثقلين ، وأنّ الثقلين هما الكتاب والعترة ، وأنّه يجب التمسّك

ص: 342


1- ينابيع النصيحة : 332 - 333 ، إمامة الإمام علي ( عليه السلام ).
2- ينابيع النصيحة : 347 ، إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ).
3- ينابيع النصيحة : 476.

بهم ، وأنّ من تمسّك بهما نجى ، وقد ثبت أنّ في أهل البيت عصاة لا تجوز موالاتهم (1) ، إلى آخر الإشكال وردّ الإشكال.

الخامس : قال : والذين شهد لهم الرسول بالعدالة في قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

السادس : قال : وقال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

الحسين بن بدر الدين محمّد بن أحمد الحسني :

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في كاشفة الغمّة - عند ترجمة الحسن بن بدر الدين - : وكان أكبر سنّاً من صنوه الحسين ، وهما فرقدا سماء ، خلا أنّ الحسين أوسع علماًفي الفقه ، والحسن أبرع منه في الأصول (4).

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي - عند ترجمة الحسن بن بدر الدين (5) - : وكانت وفاة أخيه الحسين بن محمّد قبل وفاته وذلك بعد قيام أخيه بخمس أو ست سنين (6).

قال محمّد بن علي بن الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في

ص: 343


1- ينابيع النصيحة : 477.
2- ينابيع النصيحة : 480 ، في فضل أهل البيت ووجوب اتّباعهم.
3- ينابيع النصيحة : 594.
4- كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 49.
5- الحسن بن بدر الدين دعى سنّة 657 وتوفّي سنة 670.
6- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 464.

مآثر الأبرار : الأمير الحسين بن محمّد ، فهو من أعلام العترة الميامين ، ومن علمائهم المبرزين ، وعلمه أكثر من أن يوصف ، ومعرفته أشهر من أن تعرف فله من التصانيف ما يدلّ على علمه الغزير ، حتّى قيل : إنّه أبو طالب وقته.

ثمّ قال : كانت وفاته بعد قيام أخيه ، وذلك إمّا في سنة اثنتين أو ثلاث وستّين وستّمائة ، وعمره نيّف وستّون سنة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : الحسين بن محمّد ابن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسين بن الأمير المعتضد باللّه عبد اللّه ابن الإمام المنتصر لدين اللّه محمّد ابن الإمام المختار لدين اللّه القاسم ابن الإمام الناصر لدين اللّه أحمد ابن الإمام الهادي يحيى بن الحسين ابن الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، الحسني الهدوي اليمني ، الإمام الناطق بالحق الصغير ، الأمير شرف الدين العلاّمة.

مولده في عشرة التسعين وخمسمائة تقريباً.

إلى أن قال : توفّي سنة اثنتين أو ثلاث وستّين وستّمائة ، وعمره اثنتان وستّون سنة ، وقبره يلي قبر أخيه الحسن بن محمّد في مسجد تاج الدين (2).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : الحسين بن بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ، له مشايخ عدّة ، أجلّهم الأمير علي بن الحسين وعلي بن حميد والحسن بن أبي البقاء وأحمد بن محمّد بن نشوان وعمران بن الحسن وغيرهم ، وأجازه والده ، وأجل تلامذته الأمير

ص: 344


1- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 897.
2- طبقات الزيديّة 1 : 383 ، الطبقة الثالثة.

المؤيّد بن أحمد والإمام المطهّر بن يحيى وولده جبريل بن الحسين والأمير صلاح بن إبراهيم (1).

ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة :

قال الحسين بن بدر الدين في بداية كتابه هذا : أمّا بعد ، فقد سألني بعض من زكت محاتده وعناصره وسمعت على العيّوق مناقبه ومفاخره : أن أرسم له في العقيدة زبداً كافية ونتفاً من البراهين شافية وأن أورد من الأدلّة الشرعيّة ما يكون مؤكّداً للأدلّة العقليّة ، وأن أذكر جملة من متشابه الأخبار والآيات التي تعلّق بظاهرها أهل الجهالات ، وأبيّن ما صحّحه العلماء من معانيها ووجوهها التي تجوز فيها ، وأشير له إلى جملة من فروض الخمس الصلوات ، وتمييزها ممّا يتخلّلها من السنن والهيئات ، مجرّدة عن ذكر جميع الأدلّة والخلافات ، فأجبته إلى ما سأل (2).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وللأمير الحسين في أصول الدين كتاب (3).

وقال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152ه- ) في الطبقات : وله في أصول الدين كتاب (4).

ص: 345


1- الجواهر المضيّة : 40. وانظر في ترجمته أيضاً : التحف شرح الزلف : 178، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 290 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، هجر العلم ومعاقله 2 : 893 ، العقد الثمين : مقدّمة المحقّق ، الأعلام 2 : 255 ، مسند زيد بن علي : 24 ، المقدّمة ، مجلّة تراثنا 47 : 11 ، الفلك الدوّار : 67 ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزان ( في الهامش ) ، المقصد الحسن : 48.
2- ينابيع النصيحة : 4.
3- مآثر الأبرار 2 : 897.
4- طبقات الزيديّة 1 : 387.

قال عبد السلام الوجيه وهو محقق كتاب مآثر الأبرار وكتاب الطبقات ، تعليقاً على كلام صاحب الطبقات وصاحب مآثر الأبرار في الهامش : ويسمّى ينابيع النصحية في العقائد الصحيحة ، وهو مطبوع ، وقال في هامش كتاب الطبقات : قال في حاشية النسخة : لعلّه ينابيع النصيحة التي أشار إليها الإمام القاسم في آخر متن الأساس ، وهو كتاب مشهور ، قد درّس في المدرسة المتوكلية بصنعاء واشتهر.

ونسبه إليه عبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة ، والسيد المؤيّدي في التحف شرح الزلف (1) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (2) ، وغيرهم (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة ، تأليف : الأمير الحسين بن محمّد بدر الدين الحسني ، عرض مبسّط لعقائد الزيديّة ومالها من الأدلّة الشرعيّة المؤكّدة للادلّة العقليّة (4).

قد عرفت ممّا تقدّم أنّ اسم الكتاب ينابيع النصيحة ، ولكن طبع مصوّراً على نسخة بقلم أحمد حجر تحت عنوان الينابيع الصحيحة.

ص: 346


1- التحف شرح الزلف : 178.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 391.
3- انظر ما قدّمنا ذكره من مصادر في هامش ترجمة المصنّف.
4- مؤلّفات الزيديّة 3 : 171.

مؤلّفات عبد اللّه بن زيد العنسي ( ت 667 ه- )

( 68 ) الإرشاد إلى نجاة العباد
الحديث :

الأوّل : قال : ونفضّل الزيديّة على المعتزلة لاتّباعهم في هذه الأصول الخمسة لمذاهب العترة عليهم السلام ، ففازوا باتّباع الخليفتين ، ولم يفرّقوا بين حجّتين مجتمعتين ، التزاماً بما ظهر واشتهر عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) من قوله : « إنّي تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : أمّا إجماع العترة وحدهم فيدلّ على صحّته قوله تعالى ( ... ) ثمّ قال : وعن النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث : قال : المعرفة الثالثة : إمامة أولاد السبطين ... ، والدليل على ذلك الكتاب والسنّة ... ، وأمّا السنّة فقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً » الخبر (3).

ص: 347


1- الإرشاد إلى نجاة العباد : 184 ، تفضيل الزيديّة على غيرهم ، مخطوط مصوّر.
2- الإرشاد إلى نجاة العباد : 207 ، إجماع العترة ، مخطوط مصوّر.
3- الإرشاد إلى نجاة العباد : 212 - 213 ، مخطوط مصوّر.

الرابع : قال : وعن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه رجع من سفر له ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم كتاب اللّه وعترتي وأرومتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض ، ألا وإنّه يرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة ، راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأوّلي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ، قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب ربّي وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أخرى تلمع نوراً فأقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّية محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا كل من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء ، ألا وإنّ جبريل أخبرني بأنّ أمّتي تقتل ولدي الحسين في أرض كرب وبلا (1).

الخامس : قال : وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من

ص: 348


1- الإرشاد إلى نجاة العباد : 239 ، مخطوط مصوّر.

بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الخبر (1).

عبد اللّه بن زيد العنسي :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : القاضي العلاّمة إمام الزّهاد ورئيس العبّاد ولسان المتكلّمين وشحاك الملحدين ، عبد اللّه بن زيد بن أحمد بن أبي الخير العنسي ( رحمه اللّه ) ، هو مفخر الزيديّة ، بل مفخر الإسلام ، جمع ما لم يجمعه غيره من العلوم النافعة الواسعة والأعمال الصالحة ، وصنّف في الإسلام كتباً عظيمة النفع ، رأيت بخطّ بعض العلماء أنّ كتبه مائة كتاب وخمسة كتب ما بين صغير وكبير ، وفيها من النفع العظيم ، وكان جيّد العبارة حسن السبك ، إلى أن قال : وقد ترجم له غير واحد ، وهذا ما كتبه شيخنا من ترجمته ولفظه : كان القاضي عبد اللّه بن زيد العنسي - مؤلّف الإرشاد ( رضي اللّه عنه ) - من أوعية العلم وأجلّ علماء الزيديّة ، ثمّ قال : وله في نصرة الإمام الأعظم المهدي لدين اللّه أحمد بن الحسين ( سلام اللّه عليه ) اليد الطولى.

ثمّ قال : وممّا ذكره القاضي عبد اللّه ( رحمه اللّه ) في ديباجة مؤلّفه الذي سمّاه اللائق بالأفهام في معرفة حدود الكلام بخطّ يده ما لفظه : ألّف في حال التدريس ، وقبل نبات اللحية ، وكتب هذه النسخة وقد بلغ ستة وستين سنة من العمر بكحلان المحروسة سنة تسع وخمسين وستمائة ، فمولده ( رحمه اللّه ) سنة أربع أو ثلاث وتسعين وخمسمائة سنة (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( 1152 ه- ) في الطبقات : عبد اللّه بن زيد بن أحمد

ص: 349


1- الإرشاد إلى نجاة العباد : 571 ، في اتّباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- مطلع البدور 3 : 52.

ابن أبي الخير العنسي القاضي العلاّمة ، من شيوخه شيخ آل الرس بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ، وأخذ عنه : الأمير الحسين بن محمّد ، ومحمّد بن جابر الراعي ، وللأمير الحسين عنه رواية ، وأظنّ أنّه الواسطة بينه وبين العنسي (1).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1175 ه- ) في الجواهر المضيّة : وتوفّي بكحلان بعد الستّين والست المائة (2).

وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة أنّ وفاته سنة ( 667 ه- ) ، وكذا في بعض المصادر (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : وفي معجم المؤلّفين (4) باسم عبد اللّه بن زيد بن مهدي العريقي أبو محمّد وفاته سنة ( 640 ه- ) نقلاً عن العقود اللؤلؤيّة (5).

أقول : وكذا في هديّة العارفين (6).

الإرشاد إلى نجاة العباد :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وهذا ما كتبه شيخنا من ترجمته ولفظه : كان القاضي عبد اللّه بن زيد العنسي مؤلّف الإرشاد ( رحمة

ص: 350


1- طبقات الزيديّة 2 : 611 ، الطبقة الثالثة.
2- الجواهر المضيّة : 56.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 589.
4- معجم المؤلّفين 6 : 55.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 591.
6- هديّة العارفين 1 : 460 ، وانظر في ترجمته أيضاً : لوامع الأنوار 2 : 51 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، مسند زيد بن علي : 26 ، مقدّمة المحقّق ، هجر العلم ومعاقله 4 : 181 ، الذريعة 13 : 141 ، الفلك الدّوار : 203 ، في الهامش ، المقتطف من تاريخ اليمن : 189.

اللّه عليه ) من أوعية العلم ، إلى أن قال : وله الإرشاد المشهور في علم الطريقة والزهد (1).

ونسبه إليه : أحمد بن المرتضى في شرح الأزهار (2) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (3) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (4) ، وغيرهم (5).

قال السيد المؤيّدي في اللوامع : وأروي بهذا السند المتسلسل بآل محمد صلوات اللّه عليهم جميع مؤلّفات القاضي العلاّمة الحبر البحر ولي آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) عبد اللّه بن زيد بن أبي الخير العنسي ( رضي اللّه عنه ) المحجة البيضاء ، إلى أن قال : والإرشاد في الطريقة وغيرها (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الإرشاد إلى نجاة العباد ، تأليف : تاج الدين عبد اللّه بن زيد العنسي المذحجي ، فيما يصلح الإنسان ويوجّهه إلى الرحمن ، كما جاء في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأقوال كبار أرباب التصوّف والعرفان بعناوين ( إرشاد إلى ... ) استعرض فيه الأصول الاعتقادية ، ثمّ الأعمال العباديّة ، ووظائف الإنسان فيها ظاهراً وباطناً ، وقد فرغ المصنّف منه في آخر جمعة من ربيع الأوّل سنة 632 (7).

ص: 351


1- مطلع البدور 3 : 52.
2- شرح الأزهار 1 : 92.
3- طبقات الزيديّة 2 : 611 ، الطبقة الثالثة.
4- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 56.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- لوامع الأنوار 2 : 51.
7- مؤلّفات الزيديّة 1 : 103.

وقد ذكر له عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ خطيّة في عدِّة مكتبات وقال : تحت التحقيق والطباعة ، يقوم بتحقيقه العلاّمة محمّد بن قاسم الهاشمي بالاشتراك مع المؤلّف (1).

ص: 352


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 590.
( 69 ) الرسالة البديعة المعلنة بفضائل الشيعة
الحديث :

الأوّل : قال : قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : فيعرف أنّ النجاة إنّما يكون بالاعتصام بحبل اللّه ، ثمّ قال : فإذن هم أهل بيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي » (2).

الثالث : قال : وبإسناد آخر أنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خرج ومعه علي والعباس فصلّى ووضعاه على المنبر ، فخطب وحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ، ولن تزل ، ولن تعصي أبداً ما أخذتم بهما كتاب اللّه سبب بينكم وبين اللّه ، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه » فعظّم من أمر شأن الكتاب ما يعظّم ، ثمّ سكت ، فقال عمر بن الخطّاب هذا أحدهما قد أعلمتنا به فأعلمنا بالآخر ، فقال : « أما إنّي لم أذكره إلاّ وأنا أريد أن أخبركم به غير أنّي أخذني الرمق ، فلم أستطع أن أتكلّم ، ألا وعترتي ألا وعترتي ألا

ص: 353


1- الرسالة البديعة : 2 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
2- الرسالة البديعة : 5 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.

وعترتي - ثلاثاً - فواللّه لا يبعث رجلاً يحبّهم إلاّ أعطاه اللّه نوراً يوم القيامة » (1).

الرسالة البديعة المعلنة بفضائل الشيعة :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث (2) ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : الرسالة البديعة المعلنة بفضائل الشيعة ، قال الحبشي : - خ - جامع الغربية رقم 120 مجاميع ، قلت أخرى ضمن مجموع بمكتبة السيد محمّد عبد العظيم الهادي ، أخرى بمكتبة آل الهاشمي ، أخرى بمكتبة السيد عبد الرحمن شايم مصوّرة في مكتبة السيد يحيى راوية (3).

وقد طبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق مركز أهل البيت للدراسات الإسلاميّة.

ص: 354


1- الرسالة البديعة : 5 ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 384 ، 2 : 86 ، 125 ، 532.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 590.
( 70 ) أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الحسن بن بدر الدين الحسيني ( ت 670 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : وروينا عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال : « لمّا ثقل على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : أدعوا لي الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : وجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، فقال : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما فإنّه يصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (1).

الثاني : قال : والذي يدلّ على صحّة هذا القول (2) : اللغة والكتاب والسنّة والإجماع ... ، وأمّا الوجه الثاني وهو من السنّة فهو قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا ، حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلقّته بالقبول وأجمعوا على روايته بالألفاظ المختلفة المفيدة لمعنى واحد (3).

ص: 355


1- أنوار اليقين 1 : 51 ، شرف الحسنيين بأبيهما وأبيهما بهما ، مخطوط مصوّر.
2- وهو قول : إنّ أولاد فاطمة هم أولاد الرسول.
3- أنوار اليقين 1 : 64 ، مخطوط مصوّر.

الثالث : قال : وروينا عن سلمة بن كهيل بإسناده ، قال : حدّثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فقام تحتهن ، فأناخ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) عشيّة يصلّي ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد اللّه عزّ وجلّ وأثنى عليه ، وقال ما شاء اللّه أن يقول ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ما اتبعتموهما القرآن وأهل بيتي عترتي » (1).

الرابع : قال : قال الإمام الحاكم (2) رحمه اللّه ورضي عنه في كتابه تنبيه الغافلين : وحديث الموالاة وغدير خم قد رواه جماعة من الصحابة ، وتواتر النقل به حتّى دخل في حدّ التواتر ، فرواه زيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وجابر بن عبد اللّه ، واختلفت ألفاظهم ، وزاد بعض ونقص بعض ، ثمّ قال : وعن زيد بن أرقم : لمّا رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل بغدير خمّ ، أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ... ، فقال أبو الطفيل : قلت لزيد : أنت سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله )؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه (3).

الخامس : قال : قال الإمام الحاكم رحمه اللّه ورضى عنه في كتابه تنبيه الغافلين : ... ، وعن أبي الطفيل أنّ قوماً جاؤوا من اليمن إلى علي بن أبي طالب فقالوا : يا مولانا ، قال : « أنا مولاكم عتاقة؟ » قالوا : لا ، نحن قوم من

ص: 356


1- أنوار اليقين : 197 ، فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) مخطوط مصوّر.
2- وهو أبو سعيد المحسن بن كرامة.
3- أنوار اليقين 1 : 198 ، فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، مخطوط مصوّر.

العرب سمعنا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » قال : فهاجه ذلك ، فنادى في الناس ، فاجتمعوا حتّى امتلأت الرحبة ، فقام فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثمّ قال : « أنشد باللّه من شهد غدير خمّ إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ رجل سمع أذناه ووعى قلبه » فقام اثنى عشر رجلاً ثمانية من الأنصار ورجلين من قريش ورجل من خراسان والآخر لا أدري ممّن هو ، فقال لهم : اصطفّوا ، فاصطفوا ، فقال : « هاتوا ما سمعتم من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) » قالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع حتّى إذا كنا بغدير خمّ نزل ونزلنا ، وصلّينا معه ، ثمّ قام فحمد اللّه واثنى عليه.

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي أوشك أنا أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون » قالوا : نقول : اللّهمّ قد بلّغت ، قال : « اللّهمّ أشهد » ثلاث مرّات ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، سألت اللّه ذلك لهما فأعطانيه » ثمّ قال : ... وقد روى غدير خمّ ابن عبّاس ، وسعد بن أبي وقاصّ في حديث طويل (1).

السادس : قال : ومن كتاب الكامل المنير ، قال صاحب الكتاب : وحديث أبي أحمد ، قال : حدّثني من أثق به ، عن الحاكم بن ظهير ، عن أبيه عبد اللّه بن حكيم بن حسين ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا فرغ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع أنزل اللّه عزّ وجلّ عليه : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ )

ص: 357


1- أنوار اليقين 1 : 199 ، فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، مخطوط مصوّر.

فخرج مذعوراً نحو المدينة ، ومعه أصحابه حتّى قدم الجحفة ، فنزل بغدير خمّ ، ونهى أصحابه عن شجرات في البطحاء متقاربات ، فنزل تحتها ، وهي شجرات عظام ، فلمّا نزل القوم في سواهن أرسل إليهم سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان فشّك شوكهن وقمّ ما تحتهن ، ثمّ أمر بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وممّن حضر يومئذ علي بن أبي طالب والحسن والحسين ابنا علي ، والعباس وولداه عبد اللّه والفضل ، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وأبو عبيدة بن الجرّاح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمّار بن ياسر وعمرو بن العاص والبراء ابن عازب وأنس بن مالك وأبو هريرة وأبو الحمراء مولى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وعبد اللّه بن مسعود وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، ووجوه قريش ، وعامّة أصحاب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) عقبي ومهاجري وأنصاري وغيرهم من بدوي وحضري حتّى امتلأ الدوح ، وبقي أكثر الناس في الشمس يقي قدميه بردائه من شدّة الرمض ، فصلّى ( صلى اللّه عليه وآله ) تحتهن ركعات ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال ... ، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ، ثمّ قال ... ، ثمّ أخذ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) ثانية فقال : « أيّها الناس ، اسمعوا ما أقول لكم إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم واردون عليّ الحوض حوضاً ما بين صنعاء إلى إيلة فيه بعدد نجوم السماء قداح ، إنّي مصادفكم على الحوض يوم القيامة ألا وإنّي مستنقذ رجالاً ، ويخلج دوني آخرون ، فأقول يارب أصحابي أصحابي ، فيقال : إنّهم أحدثوا وغيّروا بعدك ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » قالوا : وما الثقلان يارسول اللّه؟

ص: 358

قال : الأكبر منهما كتاب اللّه سبب ما بين السماء والأرض ، طرف بيد اللّه وطرف بأيدكم ، فتمسّكوا به لا تضلّوا وتبدلوا ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، فقد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فلا تعلّموا أهل بيتي فإنّهم أعلم منكم ، ولا تسبقوهم فتفرقوا ، ولا تقصّروا عنهم فتهلكوا ، ولا تولّوا غيرهم فتضلّوا » (1).

السابع : قال : ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي أبي الحسن الواسطي الشافعي بإسناد رفعه إلى الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ حتّى انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال « الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكّل عليه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضلّ ، ولا مضلّ لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، أمّا بعد ، أيّها الناس ، فإنّه لم يكن لنبي من العمر إلاّ نصف ما عمّر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أشرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فهل بلّغتكم فما أنتم قائلون؟ » فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون نشهد أنّك عبد اللّه ورسوله ، وقد بلّغت رسالته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره وعبدته حتّى أتاك اليقين ، جزاك اللّه عنّا خير ما جزى نبيّاً عن

ص: 359


1- أنوار اليقين 1 : 199 - 200 ، فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، مخطوط مصوّر.

أمّته ، فقال : « ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ والنار حقّ ، وتؤمنون بالكتاب كلّه » قالوا : بلى ، قال : « أشهد أنّكم صدقتم فصدقتموني ، ألا وإنّي فرطكم على الحوض ، وإنكم تبعي يوشك أن تردوا على الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما » قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتّى قام رجل من المهاجرين ، قال : بأبي أنت وأمّي أنت يارسول اللّه ما الثقلان؟ قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدو ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها (1).

الثامن : قال : وروينا عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (2).

التاسع : قال : وروينا عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (3).

العاشر : قال : قال الإمام الناصر للحق ( عليه السلام ) في معنى قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) من مات

ص: 360


1- أنوار اليقين 1 : 203 ، 204 ، فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- أنوار اليقين 2 : 262 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
3- أنوار اليقين 2 : 262 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة : عندي أنّ المراد أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) إنّما قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما ، وهما الخليفتان من بعدي » فجعلهما الإمامين لعباد اللّه تعالى إلى يوم القيامة (1).

الحادي عشر : قال : ومن كتاب الناصر للحق ( عليه السلام ) رواه أبو سعيد الخدري ، قال : لمّا مرض رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعباس يصلّي ، فوضعاه على المنبر ، فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه فقال : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ، ولن تزل أقدامكم ، ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما : كتاب اللّه سبب بينكم وبين اللّه ، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه » فعظّم من كتاب اللّه ما شاء أن يعظّم ، ثمّ سكت ، فقام عمر وقال : هذا أحدهما قد أعلمتنا به فأعلمنا بالآخر فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأنا أريد أن أخبركم به غير أنّي أجد في ... (2) فلم أستطع أن أتكلّم ، ألا وعترتي ألا وعترتي ألا وعترتي - ثلاثاً - فواللّه لا يبعث اللّه رجلا يحبّهم إلاّ أعطاه اللّه تعالى نوراً يوم القيامة ، ولا يبعث اللّه رجلاً يبغضهم إلاّ احتجب عنه يوم القيامة » ثمّ حملاه إلى فراشه محتضراً (3).

الثاني عشر : قال : وقد روي أنّ الضحاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس بعد الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) فقال : واللّه ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي ، فلا تخالجني فيه الظنون : إنّ

ص: 361


1- أنوار اليقين 2 : 262 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- كلمة غير مقروءة في الأصل.
3- أنوار اليقين 2 : 263 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه لم يخطبنا بعده ، فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ، ثم قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه فقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكنّي أضرّ بي وجع فامتنعت عن الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب بينكم وبين اللّه تعالى طرف بيده وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيّته ، واللّه إنّ في أصلاب المشركين لمن هو أرضى من كثير منكم » (1).

الثالث عشر : قال : ورواية أسلافنا وحفّاظ أهل مذهبنا واسعة في هذا الباب ، وكذلك مايرويه غيرنا من ذلك واسع مستفيض ، ونحن نذكر منه ما روينا عن المنصور باللّه ( عليه السلام ) في كتاب الشافي ، وهو يرويه عن كتبهم المشهورة ، قال ( عليه السلام ) : فصل في قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « خلّفت فيكم الثقلين » وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « خلفت فيكم خليفتين » من مسند ابن حنبل بإسناد رفعه إلى علي بن ربيعة ، قال : لقد لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين » قال : نعم (2).

الرابع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى

ص: 362


1- أنوار اليقين 2 : 263 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- أنوار اليقين 2 : 263 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » قال نمير : قال بعض أصحابنا : عن الأعمش ، قال : « انظروا كيف تخلفوني فيهما » (1).

الخامس عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض » أو « ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

السادس عشر : قال : قال في كتاب الشافي : ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكّراس الثانية من أوّله بالإسناد قال : حدّثني زهير بن حرب وشجاع ابن ... (3) جميعاً عن ابن علية ، قال زهير : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أبو حيّان ، حدّثني يزيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يازيد ما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال يابن أخي ، واللّه لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك

ص: 363


1- أنوار اليقين 2 : 263 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- أنوار اليقين 2 : 263 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
3- كلمة غير مقروءة في المتن.

فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه النور ، فخذو بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه تعالى ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يازيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : ليس نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليه (1).

السابع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد ، قال : حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد بن فضيل وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا جرير كلاهما عن أبي حيّان ، بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل ، وزاد في حديث جرير : « كتاب اللّه فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ » (2).

الثامن عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا له : لقد صاحبت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وصلّيت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان غير أنّه قال : « ألا وإنّي تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم اللّه إنّ المرأة لتكون مع الرجل الدهر ، ثمّ يطلّقها فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرّم الصدقة عليهم (3).

التاسع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : من تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ

ص: 364


1- أنوار اليقين 2 : 263 - 264 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- أنوار اليقين 2 : 264 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
3- أنوار اليقين 2 : 264 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

جَمِيعاً ) وبالإسناد ، قال حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطّه ، قال : حدّثنا أحمد بن الأعجم القاضي المروزي ، حدّثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو قال : « إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

العشرون : قال : قال في كتاب الشافي : ومن مناقب ابن المغازلي بالإسناد عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (2).

الحادي والعشرون : قال : قال في كتاب الشافي : ومن الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني ، وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي » (3).

ص: 365


1- أنوار اليقين 2 : 264 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- أنوار اليقين 2 : 264 - 265 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
3- أنوار اليقين 2 : 265 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

الثاني عشر : قال : وفي الكتاب المنير أيضاً وهذه رواية أخرى : وذلك أنّ أصحاب الشورى وهم ستّة منهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمّا اجتمعوا انفرد كل بصاحبه بأخيه (1) ، وقام عبد الرحمن بن عوف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فخلا به ، فقال عبد الرحمن : يا أبا الحسن ، ما تقول ، تقوم بهذا الأمر بعهد اللّه وميثاقه على أن تسير بسيرة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأن تعمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بالعهود والمواثيق ، وعلى أن لا يأخذك باللّه لومة لائم؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أمّا كون أعطيك أيماناً فاللّه أجل في عيني وأهيب في نفسي وأعظم في صدري من أن أعطيك ما ذكرت رغبة فيما أنتم فيه ، وهذا الذي ذكرت من غير أيمان هو الواجب عليّ » ثمّ قال : « أما إنّكم تعرفون من أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً ، وما منكم من أحد إلاّ وقد سمع ما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : ( ... ) ثمّ قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : إنّي سأخلّف فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم ، وأمّا الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهم ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وحوضي سعته ما بين بصرى وصنعا فيه أكواب عدد نجوم السماء » (2).

الثالث والعشرون : قال : وروينا من كتاب السفينة عن ابن عباس ( رضي اللّه عنه ) أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفره وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي

ص: 366


1- كذا في الأصل.
2- أنوار اليقين 2 : 404 ، مخطوط مصوّر.

وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي سايل يوم القيامة في ذلك ، ألا إنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبيّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، أمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأُولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون : كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد من العرب ، فإذا ذكرت اسمي ، قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب ربّي وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلنا ومزقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول : من أنتم ، فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذريّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم وقتلنا من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء » (1).

المنصور باللّه الحسن بن بدر الدين محمّد بن أحمد الحسني :

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في كاشفة الغمّة : وأمّا الإمام الحسن بن محمّد ( عليه السلام ) فإنّه كان فاضلاً عالماً في الفنون ، طويل الباع في العلوم

ص: 367


1- أنوار اليقين 2 : 437 ، فضل شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

كلّها ، وتصانيفه تشهد له بذلك في الأصول الكلاميّة والفروع الفقهيّة والأبواب العربيّة ، وكانت مدّة خلافته وانتصابه للأمر قدر أربعة عشر سنة ، إلى أن قال : فأنشأ صنوه الإمام ، وهو الأمير الناصر للحق الحسين بن محمّد رسالة بليغة سيّرها في الآفاق ، وأثنى فيها على صنوه الإمام المنصور باللّه الحسن بن محمّد ثنائاً رايقاً ، وتكلّم فيها كلاماً فايقاً ، وحكى صورة قيام أخيه وما هي دعوته ، وأنّه قصد المحاماة عن حوزة الإسلام والذبّ عن بيضة مذاهب الأئمّة ، ثمّ قال : وكان أكبر سنّاً من صنوه الحسين ، وهما فرقدا سماء ، خلا أنّ الحسين أوسع علماً في الفقه ، والحسن أبدع منه في الأصول (1).

قال محمد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : الإمام المنصور الحسن بن بدر الدين ، وقد تقدّم ذكر أبيه ، كان الحسن هذا من أعيان العترة علماً وفصاحة ، وخطابه وتصنيفاً ، وله تصانيف في أصول الدين ، وكتب العربيّة وأجوبة ورسائل.

إلى أن قال : وكانت دعوة هذا الإمام الحسن بعد استشهاد الإمام المهدي أحمد بن الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : ودعى الإمام الحسن يوم خامس وعشرين من شهر شوّال سنة سبع وخمسين وستّمائة ، ودعى وهو ابن إحدى وستّين سنة ، وظاهر الكلام أنّه قد كان بايع بن وهّاس ثمّ عارضه.

ثمّ قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) سنة خمس وسبعين وستّمائة في هجرة تاج الدين برغافة ، وقبره الشامي من الثلاثة القبور التي في المسجد ، قال حي السيد العلاّمة صلاح بن جلال : وأظنّ أنّ عمره يقارب الثمانين (2).

ص: 368


1- كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 49.
2- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 887.

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : وكانت وفاة الإمام الحسن بن بدر الدين ( عليه السلام ) سنة سبعين وستّمائة في هجرة تاج الدين ، إلى أن قال : وكانت وفاة أخيه الحسين بن محمّد قبل وفاته ، وذلك بعد قيام أخيه بخمس أو ست سنين (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : الحسن بن بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى صنو الأمير الحسين بن محمّد صاحب الشفاء ، الإمام السيد العلاّمة سمع كتاب الشافي للمنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة على مؤلّفه ( عليه السلام ) والظاهر أنّه سمع عليه في غيره ، وسمع الرسالة لزيد بن علي ( عليه السلام ) على يحيى بن عطيّة إجازة عن حميد المحلّي بطرقه ، وغير ذلك ، وأخذ عنه السيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين وغيره ، إلى أن قال : ولم يزل آمراً ناهياً حتّى توفّي سنة سبعين وستّمائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة (2).

أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وممّا صنّفه : كتاب ( أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ) فإنّه

ص: 369


1- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 464.
2- طبقات الزيديّة 1 : 327 ، الطبقة الثالثة. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 34، مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمّال : 248 ، التحف شرح الزلف : 177 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 176 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 310 ، هجر العلم ومعاقله 2 : 894 ، الأعلام 2 : 215 ، هديّة العارفين 1 : 281 ، الذريعة 2 : 448 ، معجم المؤلّفين 3 : 275 ، مجلّة تراثنا 2 : 47 ، 19 : 181 ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : 90 ، تحقيق سالم عزان ، في الهامش.

من أبلغ المصنّفات في هذا الشأن ، وهو شرح على منظومة له ، ذكر فيها أشياء عجيبة ومناقب جمّة دالّة على تقدّم علي ( عليه السلام ) وأولوّيته بالخلافة على من تقدّمه ، وأسلوبه في أنوار اليقين يميل إلى ما يسترجحه المرتضى والرضي الموسويان وغيرهما من الأشراف الحسينيين من أنّ الخطأ من المتقدّمين على علي ( عليه السلام ) كان كبيرة ، وأنّ النص على إمامته صريح ، وقد قال بذلك جماعة من أوائل الزيديّة (1).

قال أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : ومن مصنّفاته كتاب ( أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ) ثمّ قال : سلك في ذلك مذهب الجاروديّة وغيرهم من المتقدّمين من أنّ الخطأ من المتقدّمين على علي ( عليه السلام ) كان كبيرة ، وأنّ النص على إمامته ( كرم اللّه وجهه ) صريح ، وهو قول جماهير أئمّة الزيديّة ( عليهم السلام ) (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وممّا صنّف كتاب : ( أنوار اليقين شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) فإنّه من أبلغ المصنّفات ، وهو شرح على منظومة له (3).

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (4).

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : قال أحد العلماء : إنّ كتاب أنوار اليقين غير معمول به ; لأنّه من مرويّات الإماميّة ، وكتب العلاّمة المعاصر قاسم ابن حسين العزي بحثاً يؤكّد من وجهة نظره أنّه للإمام الحسن بن محمّد ،

ص: 370


1- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 887.
2- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 460.
3- طبقات الزيديّة 1 : 328 ، الطبقة الثالثة.
4- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

وعندي منه نسخة (1).

أقول : إنّ ممّا تقدّم ذكره يعلم نسبة الكتاب إلى مؤلّفه ، بل لم نجد ولا مصدر يشكّك في هذا النسبة غير ما ذكره الأكوع ونقله التشكيك عن أحد العلماء الذين لم يسمّهم وكل الظن أنّه أراد التشكيك لا أكثر ، وإلاّ لو كان هناك عالماً واقعاً لذكره ، هذا وأنّ من يطّلع على كتاب أنوار اليقين ، ولو المقدّمة فقط لا يبقى له أيّ شكّ أو شبهة بأنّ الكتاب من أمّهات كتب الزيديّة في العقائد.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : أنوار اليقين في فضائل أمير المؤمنين ، شرح أرجوزة المؤلّف الطويلة التي سبق ذكرها بعنوان « الأنوار » وتسمّى أيضاً « المربعة » ويستعرض في الشرح جملة من أصول الدين ويذكر المناقب ويأتي بفوائد جمّة ، وذكر في آخره الدعاة من العترة إلى زمنه ، ثمّ فصلاً في إبطال حجج المخالفين على إثبات إمامة القوم بعنوان الموضع الرابع ، وهو في مجلّد كبير ، فرغ من تأليفه سنة 638 (2).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، وقال : شرح منظومة للمؤلّف في فضائل أمير المؤمنين ، أودع فيه من أحاديث الفضائل ومباحث الكلام الكثير الطيب ، يقوم بتحقيقه الأخ عبد اللّه بن عبد اللّه الحوثي (3).

ص: 371


1- هجر العلم ومعاقله 2 : 894.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 176 ..
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 310.

ص: 372

مؤلّفات حميدان بن يحيى بن حميدان ( القرن السابع )

( 71 ) التصريح بالمذهب الصحيح
الحديث :

الأوّل : قال : ورواية الإمام المنصور باللّه أمير المؤمنين عبد اللّه بن حمزة ( عليه السلام ) عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) في الشافي وغيره ، أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال - عن المنصور باللّه أيضاً - : قال : قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أمّا إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (2).

الثالث : قال - عن المنصور باللّه أيضاً - : قال : وممّا روى بالإسناد إلى الحاكم ، قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب اللّه ، وهو حبل اللّه ومن اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » (3).

ص: 373


1- التصريح بالمذهب الصحيح : 135 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
2- التصريح بالمذهب الصحيح : 135 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
3- التصريح بالمذهب الصحيح : 137 ، ضمن مجموع السيد حميدان.

الرابع : قال : ولأنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) وهو لا ينطق عن الهوى ، قد قرن العترة بالكتاب ، وأمر بالتمسّك به وبهم معاً ، فدلّ بذلك على أنّه لا يصحّ دعوى التمسّك بالكتاب مع رفضهم ، كما لا يصحّ دعوى التمسّك بهم مع رفض الكتاب (1).

الخامس : قال : وحكى الحاكم عن زيد بن علي ( عليهما السلام ) أنّه قال : الردّ إلينا نحن والكتاب الثقلان (2).

السادس : قال : وبيان قبح التفريق بينهم ظاهر في الكتاب والسنّة وأقوال الأئمّة ، ثمّ قال : وأمّا السنّة : فنحو إخبار النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) على الجملة بأنّ عترته مع الكتاب لا يفارقهم ولا يفارقونه ، وذلك دليل الاتّفاق على موافقة الكتاب (3).

السابع : قال : وقول القاسم بن علي ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : وقول ابنه الحسين ( عليهما السلام ) في كتاب تثبيت إمامة أبيه : فكيف ، إلاّ أنّه قد قال بإجماعهم - لو انتفعوا بقلوبهم وأسماعهم - : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (4).

الثامن : قال : وقول الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) في الشافي : وقد شهد لهم النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بالاستقامة بقوله : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (5).

التاسع : قال : وقول الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) في جوابه

ص: 374


1- التصريح بالمذهب الصحيح : 154 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
2- التصريح بالمذهب الصحيح : 156 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
3- التصريح بالمذهب الصحيح : 158 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
4- التصريح بالمذهب الصحيح : 159 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
5- التصريح بالمذهب الصحيح : 159 ، ضمن مجموع السيد حميدان.

لأهل صنعاء : وإنّي متمسّك بأهل بيت النبوّة ومعدن العلم ، إلى أن قال : ولذلك حثّ عليهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

العاشر : قال : ومن معاني أدلّة السيد أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) مقارنة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) للعترة بالكتاب ، ونفيه لافتراقهما ، وتسميته لهما باسم واحد وهو الثقل ، فدلّ بذلك على كونهم حجّة كالكتاب (2).

أبو عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد العلاّمة الإمام الكبير البليغ المتكلّم الأصولي لسان العترة نور الدين أبو عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم بن سليمان ، هذا هو الصحيح - وقد جعله بعضهم من ولد جعفر بن القاسم وهو غلط - ابن القاسم ابن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، صاحب التصانيف في علم الكلام ، والمترجم عن أهل البيت المصرّح بمذهبهم ، قال السيد الهادي بن إبراهيم الصغير : هو ممّن عاصر حي الإمام المهدي أحمد بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وكان علاّمة في الكلام ومطّلعاً على أقوال أهله.

إلى أن قال : وتوفّي ( رحمه اللّه ) بهجرة الظهراوين من أعمال شطب في نهر (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال الشارح السيد

ص: 375


1- التصريح بالمذهب الصحيح : 199 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
2- التصريح بالمذهب الصحيح : 172 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
3- مطلع البدور 2 : 150.

محمّد بن يحيى القاسمي (1) : يريد بذلك الإمام زينة الأنام ، تاج آل طه ( عليه السلام ) ، مغنى الأسامي والحقائق ، دامي مهمات السوابق واللواحق ، مجود جودة المعالي ، مستخرج دقائق الجواهر واللاليء المقتصد والعالم المجتهد محيي رسوم آل الرحمن أبو عبد اللّه حميدان (2).

قال المؤيّدي في التحف : وفي عصره (3) السيد الإمام حامي علوم الآل وماحي رسوم الضلال أبو عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان ، إلى أن قال : واستشهد الإمام المهدي ( عليه السلام ) سنة ست وخمسين وستمائة ومشهده بذيبين (4).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين أنّ وفاته في القرن السابع (5) ، وكذا فعل غيره. فهو في النصف الثاني من القرن السابع.

قال أحمد صبحي في كتابه الزيديّة : كان لابدّ أن يثير موقف المعتزلة من الإمامة ثائرة بعض الزيديّة ، وأن يثبتوا استقلال الزيديّة عن المعتزلة في أصول الدين ، بل مخالفتهم لهم في كثير من مسائله ، والإمام حميدان بن يحيى بن حميدان الذي ينتهي نسبه إلى القاسم الرسي ، ثمّ الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رفع راية التمرّد على المعتزلة مبيّناً مخالفة أئمّة الزيديّة لأقوالهم (6).

ص: 376


1- في كتاب اللآلي الدريّة شرح الأبيات الفخريّة.
2- طبقات الزيديّة 1 : 413 ، الطبقة الثالثة.
3- المهدي أحمد بن الحسين.
4- التحف شرح الزلف : 175.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 410.
6- الزيديّة : 485. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 43، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : 93 ، مجلّة تراثنا 16 : 105 ، 28 : 111 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1143 ، الذريعة 3 : 176 ، 4 : 197 ، 7 : 52 ، لوامع الأنوار : 66.
التصريح بالمذهب الصحيح

قال السيد حميدان في ديباجة كتابه هذا ( التصريح بالمذهب الصحيح ) : وبعد ، فإنّ الغرض بهذا المختصر وتأليفه والإرب الذي دعا إلى جمعه وتصنيفه هو : التقرب إلى اللّه سبحانه بتصريح الحق وتعريفه ، وكشف لبس من لبسه بمغالط تأويلاته ، إلى أن قال : الذي أدّعت المعتزلة أنهم استنبطوه بثواقب العقول (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ومجموعات السيّد حميدان فيها يقول الأئمّة ، روى السيّد العلاّمة محمّد بن إبراهيم ، عن الإمام أحمد بن الحسين ، والإمام المنصور باللّه الحسن بن بدر الدين ، والإمام المتوكّل على اللّه المطهّر بن يحيى ، وابنه محمّد المطهّر ، أنّهم كتبوا على مجموعه (رضي اللّه عنه) أنّه معتقدهم ، إلاّ أنّ الإمام محمّد بن المطهّر استثنى الجوهر ، وقال : إنّ لي فيه نظراً ، والإمام الحسن بن بدر الدين استثنى الإرادة (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : ومجموع السيد حميدان مشهور ينقل منه أئمّتنا المتأخّرون بعده في كتبهم ، ويعتمدون نقله.

وقال أيضاً : ومجموعات السيد حميدان يذكر فيها مذاهب الأئمّة ، إلى أن قال : وقال القاضي أحمد بن صالح الدواري : هذا السيد حميدان مصنّف هذه المجموعات المذكورة من أكابر علماء العترة النبويّة وأفاضلهم ومتمسّكاً بحقائق عقائدهم ومذاهبهم ، وكان معاصراً للإمام أحمد بن الحسين وللإمام المطهّر بن يحيى ، وقال في بعض كتبه : إنّ الإمام المهدي أحمد بن الحسين

ص: 377


1- التصريح بالمذهب الصحيح : 98 ، ضمن مجموعة السيّد حميدان.
2- مطلع البدور 2 : 151.

وقف على بعضها ، فقال : مذهب العترة ( عليهم السلام ) (1).

قال السيد المؤيّدي في مقدّمة المجموع : فهذا الكتاب العظيم مجموع السيد حميدان ، تأليف السيد الإمام حامي علوم الآل وماحي رسوم الضلال ، أبي عبد اللّه حميدان بن يحيى القاسمي (2).

قال محققا المجموع أحمد أحسن علي الحمزي وهادي حسن هادي الجمري : وقد اشتمل هذا المجموع المبارك على أكثر مؤلّفاته ( عليه السلام ) ، وهي على النحو التالي :

1 - تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين.

2 - التصريح بالمذهب الصحيح.

3 - المسائل الباحثة عن معاني الأقوال الحادثة.

4 - المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة.

5 - المنتزع الثاني من أقوال الأئمّة.

6 - تذكرة تشتمل على أربع مسائل من كلامه.

7 - الفصل السابع من سبعة أصول من كتاب التطريف.

8 - تنبيه أولي الألباب على تنزيه ورثة الكتاب.

9 - بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال.

10 - حكاية الأقوال العاصمة من الاعتزال مما انتزع وجمع من كتب الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ).

11 - جواب المسائل الشتوية والشبه الحشوية.

ص: 378


1- طبقات الزيديّة 1 : 413.
2- مجموع حميدان : 5 ، وانظر أيضاً فيمن نسب المجموع له أو بعض ما تضمّنه المجموع ما قدّمنا ذكره من مصادر في هامش ترجمته.

12 - خبر خولة الحنفيّة.

13 - سؤال وجواب.

14 - الرسالة المزلزلة لأعضاء المعتزلة ( شعر ) (1).

وقالا أيضاً : وهذا الكتاب مشهور في أوساط الزيديّة ، ونحن نروي هذا المجموع المبارك عن الإمام الأعظم والبحر الخضم ، نقطة البيكار ودرّة التقصار الولي بن الولي مجد الدين بن محمّد بن منصور المؤيّدي - أيّده اللّه تعالى - إجازة فيه وفي غيره ممّا صحّت له روايته وما ثبت عنه رواية ودراية وتأليف بأسانيده المسطّرة في كتابه العظيم ( لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار ) وكتابه ( الجامعة المهمّة لأسانيد كتب الأئمّة ) (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : التصريح بالمذهب الصحيح ، تأليف أبي عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي ، مسائل مهمّة من التوحيد والإمامة وما يتفرّع عليهما اختلف فيها الزيديّة والمعتزلة ، ومال بعض علماء الزيديّة فيها إلى الاعتزال ، استعرضها المؤلّف مع بيان المذهب الحق فيها ، وما يذهب إليه الأئمّة من أهل البيت ، وهو في خمسة مواضع فيها فصول (3).

ص: 379


1- مجموع حميدان : 12 ، مقدّمة التحقيق.
2- مجموع السيد حميدان : 18 ، مقدّمة التحقيق.
3- مؤلّفات الزيديّة 1 : 289.

ص: 380

( 72 ) حكاية الأقوال العاصمة من الاعتزال
الحديث :

الأوّل : قال : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » قال الإمام (1) ( عليه السلام ) : وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة ظهوراً عامّاً بحيث لم ينكره أحد (2).

الثاني : قال : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي والمضيّع لسنّتي ، كالمضيّع لعترتي ، أمّا إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (3).

الثالث : قال : فإن قيل : الأمر باتّباع أئمّة العترة يكون أمراً بالتقليد؟ والجواب : قول الإمام ( عليه السلام ) (4) : وكيف نرخّص في التقليد ونحن أشدّ الناس ذمّاً للمقلّدين ، إلى أن قال : فكان ممّا تلاه على الكافّة من الآيات وبيّنه لهم من الدلالات وأخرجهم به من الظلمات أمره لهم باتّباع عترته ، والاقتداء بذرّيّته ، وأمنهم مع التمسّك بهم من الضلال ، وهو صادق مصدّق ، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به من قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن

ص: 381


1- عبد اللّه بن حمزة.
2- حكاية الأقوال : 437 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
3- حكاية الأقوال : 438 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
4- الإمام عبد اللّه بن حمزة.

تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الرابع : قال : قال عبد اللّه بن حمزة : وكيف تخالف الذرّيّة أباها وقد شهد لهم النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بالاستقامة بقوله : « إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الخامس : قال : فمن ذلك حكايته في شرح الرسالة الناصحة (3) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة قالها في حجّة الوداع : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (4).

حكاية الأقوال العاصمة من الاعتزال ، ضمن المجموع :

قد تقدّم الكلام عن المجموع عند ذكر كتاب التصريح بالمذهب الصحيح.

قال السيد حميدان في ديباجة كتابه هذا : فإنّه لمّا ظهر كثير من الأقوال ، التي أبدعها أهل الاعتزال ، في بعض من يدّعي أنّه من شيعة الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) دعاني ذلك إلى حكاية جملة من فوائد كتبه المتضمّنة لتحقيق مذهبه ; ليتّبين بها الفرق بين التشيّع والاعتزال ، ويتميّز لأجلها الصحيح من المحال ،

ص: 382


1- حكاية الأقوال : 448 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
2- حكاية الأقوال : 469 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
3- عبد اللّه بن حمزة في كتابه الرسالة الناصحة في الدلائل الواضحة.
4- حكاية الأقوال : 469 ، ضمن مجموع السيد حميدان.

وقسّمت الكلام في ذلك على أربعة فصول :

الأوّل : في ذكر بعض ما استدلّ به ( عليه السلام ) من الأخبار الموافقة لمحكم الكتاب ، ولما أجمعت عليه العترة ( عليهم السلام ).

والثاني : في ذكر شبه واعترافات ممّا حكاه عن المخالفين وأجاب عنه.

والثالث : في حكاية أقوال منتزعة من كتبه متضمّنة لمدح العترة ، وذمّ من خالفهم ، وأنكر فضلهم ، واستغنى عنهم بغيرهم.

والرابع : في ذكر جملة ممّا حكاه من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك (1).

قال الطهراني في الذريعة : ( حكاية الأقوال العاصمة عن الاعتزال ) في بيان الفرق بين الشيعة والمعتزلة في أربعة فصول لأبي عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي الحسني الزيدي ، مؤلّف بيان الإشكال (2).

ولكن في كتاب مؤلّفات الزيديّة نُسب اشتباهاً لحميد بن أحمد المحلّي (3).

ص: 383


1- حكاية الأقوال : 433 ، ضمن مجموع حميدان.
2- الذريعة 7 : 52.
3- انظر مؤلّفات الزيديّة 1 : 430.

ص: 384

( 73 ) تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين
الحديث :

الأوّل : قال : وإنّ من عباده من يجب تقليده ، ثمّ قال : وتبيين النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) لذلك بقوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

الثاني : قال : ويجب الرجوع في كلّ مشكل من غامض علومه ، أو مختلف فيه من تأويله ، إلى سؤال من أمر اللّه بسؤاله ، والردّ إليه من ورثته وأهله ، والتمسّك بهم مع الكتاب ، ولذلك قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ونحو ذلك من الأخبار المتّفقة في المعنى وإن اختلفت الألفاظ (2).

الثالث : قال : والذي يدلّ على بطلان قول من زعم أنّ الإمامة في كل قريش ، أو في بني العباس ما في آية المباهلة ، إلى أن قال : وأمر النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بأن يتمسّكوا بعترته مع الكتاب (3).

الرابع : قال : وإخبار النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بأنّ الحجّة من عترته في كلّ عصر لا تفارق الكتاب (4).

ص: 385


1- تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين : 52 ، ضمن مجموع حميدان بن يحيى.
2- تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين : 79 ، ضمن مجموع حميدان بن يحيى.
3- تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين : 85 ، ضمن مجموع حميدان بن يحيى.
4- تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين : 86 ، ضمن مجموع حميدان بن يحيى.
تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين :

قال السيد حميدان في ديباجة الكتاب : فإنّي لمّا عرفت طرفاً من أقوال المختلفين وبعضاً من أصول مغالط المتكلّفين وجملة من ردود الأئمّة الهادين المبصرة لمن تمسّك بها وبهم من المسترشدين اختصرت من جملة ذلك خمسة فصول مبنية على معرفة أكثر مغالط الأصول.

الأوّل في ذكر جملة ممّا ينبغي للمعلّم والمتعلّم تقديم معرفته ، والثاني : في العقل والنفس ، والثالث في العلم ، والرابع في العالِم والخامس في الاسلام (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين تأليف أبي عبد اللّه حميدان بن يحيى القاسمي ، بيان بعض أغاليط الفلاسفة والمتكلمين من الأشعريين في أمور حول العقل والنفس وما إليهما وبعض المعتقدات الدينيّة والإسلامية ، ثمّ الردّ عليها ، وذكر ما هو الحق من مذهب أهل البيت وأئمّة الزيديّة (2).

وهذا الكتاب ضمن المجموع ، وقد تقدّم الكلام عنه.

ص: 386


1- تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين : 20 ، ضمن مجموع السيد حميدان.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 333.
( 74 ) المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة
الحديث :

الأوّل : قال : وحكي عن زيد بن علي ( عليه السلام ) ، إلى أن قال : وحكى عنه الحاكم أنّه قال : الردّ إلينا نحن والكتاب الثقلان (1).

الثاني : قال : وقال في الشافي : كيف تخالف الذريّة أباها وقد شهد لهم النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بالاستقامة بقوله : « إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة :

قال السيد حميدان في ديباجة كتابه هذا : فإنّه لمّا كان الكلام في مسائل الإمامة والأئمّة من أوّل ما وقع فيه الخلاف والتنازع بين الأمّة ، وقد صحّ بالأدلّة وجوب طاعة أئمّة العترة واتّباعهم ، وأنّه لا يجوز لأحد من المؤمنين مخالفة إجماعهم ، جمعت من أقوال كثير من الأئمّة ( عليهم السلام ) جملاً من الكلام ، في النص والحصر ، وصفة الإمام (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة ، تأليف : أبي عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي ، انتزع في هذا الكتيّب ما انتزعه أئمّة الزيديّة في النص والحصر وصفة الإمام ، وذكر حكم المخالفين من فرق الإسلام ، بادئاً بأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) وخاتماً بالإمام

ص: 387


1- المنتزع الأوّل : 296 ، ضمن مجموع حميدان.
2- المنتزع الأوّل : 316 ، ضمن مجموع حميدان.
3- المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة : 290 ، ضمن المجموع.

المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة بن سليمان (1).

وهذا الكتاب ضمن المجموع وقد تقدّم الكلامه عنه.

ص: 388


1- مؤلّفات الزيديّة 3 : 62.
( 75 ) جواب المسائل الشتويّة والشبه الحشويّة
الحديث :

قال عند عرضه لمسائل المستشكل : وأمّا مسائله : فالأولى ... ، والسابعة : قوله : من مذهب الزيديّة - أعزّهم اللّه تعالى - أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خلّف فينا الثقلين : الكتاب والعترة ، وأمرنا باتّباعهما ، وبعد موته ( صلى اللّه عليه وآله ) لم يكن إلاّ علي ( عليه السلام ) لا غير ، وليس من العترة على الصحيح من المذهب ; لأنّ عترة الرجل ولده والحسن والحسين كانا صغيرين بعد موته ( صلى اللّه عليه وآله ) فما ترى في ذلك؟

الجواب : أمّا قوله من مذهب الزيديّة أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خلّف فينا الثقلين ، وأمرنا باتّباعهما ، وهما الكتاب والعترة فذلك ممّا لا يجحده ويخالف فيه إلاّ رافض معاند لنصّ الكتاب والسنّة ، إلى آخر ردّه (1).

الجواب للمسائل الشتويّة والشبه الحشويّة :

هذا الكتاب ضمن المجموع وقد تقدّم الكلام عن المجموع عند الكلام عن كتاب التصريح بالمذهب الصحيح.

قال السيد حميدان في بداية كتابه هذا : لمّا وصل كتاب الشيخ الفقيه تأمّلت جميع ما أورد فيه ، وجدته مشتملاً على التعريض للمشاعرة والتحدّي بالمناظرة مع ما فيه من الأغلاط فى الأذيّة ومن الألفاظ الركيكة والمعاني

ص: 389


1- جواب المسائل الشتويّة والشبه الحشويّة ، 492 ، ضمن مجموع حميدان.

الردية (1).

قال محققا الكتاب : وفي هذا الكتاب يجيب ( عليه السلام ) على عدّة مسائل أوردها أحد متفقّهة عصره ونصبة دهره اعتراضاً على بعض أقوال الزيديّة (2).

ص: 390


1- جواب المسائل الشتويّة والشبه الحشويّة : 482 ، ضمن مجموع حميدان.
2- مجموع السيد حميدان : 17 ، مقدّمة التحقيق.
( 76 ) بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال
الحديث :

قال : قال المهدي : إلى قوله : فكيف إلاّ أنّه قد قال بإجماعهم - لو انتفعوا بعقولهم وأسماعهم - : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال :

هذا الكتاب ضمن المجموع وقد تقدّم الكلام عن المجموع عند الكلام عن كتاب التصريح بالمذهب الصحيح.

قال السيد حميدان في مقدّمة كتابه هذا : فإنّه لمّا صحّت لنا إمامة الإمام المهدي لدين اللّه الحسين بن القاسم ; لأجل تكامل شروط الإمامة المعتبرة في كلّ إمام ، إلى أن قال : ممّا عجز رَفَضَتُه عن إنكاره ; لاشتهاره حتّى التجأوا إلى التحيّل بأن يكون بعضهم من خواصّه وأنصاره ; ليتوصّلوا بذلك إلى اللبس والتدليس في كتبه ، ثمّ قال : أردت بذلك أن أعرف بما المعوّل عليه ، وما الذي يجب أن ينسب من الأقوال إليه ، فانتزعت من مشهور ألفاظه الصريحة المذكورة فيما أجمع عليه من كتبه الصحيحة (2).

ص: 391


1- بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : 424 ، ضمن مجموع حميدان.
2- بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال : 413 ، ضمن مجموع حميدان.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال ، تأليف : أبي عبد اللّه حميدان بن يحيى حميدان القاسمي ، جواب في فصول على ما نسب إلى الإمام المهدي لدين اللّه الحسين بن القاسم من العقائد والأقوال الكاذبة ، فنقل من كتب المهدي ما يدلّ على تكذيبها وردّها ، وفيه مناقشات علميّة جيّدة (1).

ص: 392


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 222.
( 77 ) تنبيه أولى الألباب على تنزيه ورثة الكتاب
الحديث :

قال : وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

تنبيه أولي الألباب على تنزيه ورثة الكتاب :

هذا الكتاب ضمن المجموع وقد تقدّم الكلام عن المجموع عند الكلام عن كتاب التصريح بالمذهب الصحيح.

قال السيد حميدان في مقدّمة كتابه هذا : فإنّه لمّا كثرت مخالفة من خالف بين الأئمّة واستغنى بالاجتهاد عنهم كثير من الأمّة ، إلى أن قال : رأيت لأجل ذلك أن أنبّه من أحبّ أن يتفقّه من الشيعة فيما وضعوه ( عليهم السلام ) من كتب الشريعة.

ثمّ قال : وقسّمت جملة الكلام فيه على ستّة فصول :

الأوّل : في ذكر جملة من أصول الفقه المذكورة في الكتاب والسنّة وأحكامها.

والثاني : في ذكر الأصول التي يحتجّ بها من خالف الأئمّة أو خالف بينهم.

والثالث : في ذكر جملة من اختلاف أحوال الأئمّة.

والرابع : في ذكر ضروب من أمثلة ما خولف فيه بين الأئمّة ، وما يصحّ

ص: 393


1- تنبيه أولى الألباب : 392 ، ضمن مجموع حميدان.

منه وما لا يصحّ.

والخامس : في ذكر ما أجمع عليه من صفة من يجوز له الاجتهاد.

والسادس : في ذكر الفرق بين الشيعي والمتشيّع (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : تنبيه أولي الألباب على تنزيه ورثة الكتاب ، تأليف : أبي عبد اللّه حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي ، ستة فصول في بيان طريق الأخذ عن الأئمّة وكيفيّة الجمع بين أقوالهم المتضاربة ظاهراً ، والدوافع التي أوجدت هذه الاختلافات الصوريّة في آرائهم في العقائد والفقه وغيرهما ، وذلك للمنع من اختلاف الشيعة فيما بينهم (2).

ص: 394


1- تنبيه أولي الألباب : 384 ، ضمن مجموع حميدان.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 330.

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن الثامن الهجري

اشارة

ص: 395

ص: 396

( 78 ) الكواكب الدرّيّة في النصوص على إمامة خير البريّة صلاح الدين صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد الحسني ( ت بعد 702 ه- )

الحديث :
اشارة

الأوّل : قال : إنّ إجماعهم حجّة تجب اتّباعها ويحرم خلافها ، فالذي يدلّ على ذلك الكتاب والسنّة ... ، وأمّا دلالة السنّة الشريفة فمنها : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ونحن نتكلّم في صحّة هذا الحديث ، ثمّ نذكر وجه دلالته ، أمّا صحّته : فاعلم أنّ هذا الحديث متّفق عليه بين جماعة الأمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل ، ورواه من الصحابة من يحصل بخبره العلم ، فقد رواه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وابن عباس وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وعايشة وجابر بن عبد اللّه الأنصاري وحذيفة بن أسيد وأبو ذرالغفاري ، ( رضي اللّه عنهم ) ولو لم يروه إلاّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتواتر عنه لكان معلوماً ; لأنّه مقطوع على عصمته ، وكذلك أبو ذر ( رضي اللّه عنه ) معصوم عندنا في باب الأخبار لقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : ( ... ) (1).

الثاني : قال : وما رويناه عن الحاكم ( رحمه اللّه ) يرفعه إلى ابن عباس ( رضي اللّه عنه ) أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفر ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة وهو يبكي ، ثمّ

ص: 397


1- الكواكب الدرّيّة : 44 ، حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).

قال : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة في ذلك ، إلى أنّه يرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن من أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعناه ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ، قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي؟ فيقولون : أمّا كتاب اللّه فخالفناه ، وأمّا العترة فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممّزق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن من أمّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأجللناه ، أحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذريّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم وقاتلنا من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم فيصدرون رواء » (1).

صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين الحسني :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد الإمام العلاّمة

ص: 398


1- الكواكب الدرّيّة : 52 ، فصل في الفرقة الناجية.

الأمير صلاح الدين صلاح ابن أمير المؤمنين إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد ( عليهم السلام ) عالم كبير ونحرير خطير ، له رسائل ومسائل ، وكان حجّة ومحجّة ، قال السيد أحمد بن عبد اللّه : إنّه كان من وجوه أهل البيت وعلمائهم.

ثمّ قال : وهو الذي تمّم كتاب الشفاء للأمير الحسين.

إلى أن قال : وهذا الأمير أبو إمام ، وابن إمام أمّا والده فالإمام إبراهيم بن تاج الدين ، وأمّا ابنه فالإمام علي بن صلاح (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : صلاح بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى الأمير العلاّمة أبو علي صلاح الدين.

ثمّ قال : قلت : وأخذ عنه السيد أحمد بن محمّد بن الهادي بن تاج الدين ، وكان سماعه عليه في ربيع الأوّل سنة تسع وستّين وستّمائة.

ثمّ قال : وقال السيد الجلال : كان عالماً مبرزاً ، وله رسائل وأجوبة منطوية على علم غزير ، إلى أن قال : قال الإمام محمّد بن المطهّر : هو السيد الإمام صلاح الدنيا والدين طراز سلالة الحسنين صلاح بن أمير المؤمنين ، إلى أن قال : وكان ذكره له وثناؤه عليه في رسالة له في سنة اثنتين وسبعمائة ، وتوفّي بالوعلية وقبره بالبرار بموحدّة ومهملتين بينهما ألف يماني هجرة الوعلية ، لعلّ وفاته في عشر وسبعمائة تقريباً (2).

قال محمّد بن محمّد بن يحيى زبارة في ملحق البدر الطالع : السيد العلاّمة المقام صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمّد بن أحمد بن

ص: 399


1- مطلع البدور 2 : 252.
2- طبقات الزيديّة 1 : 504 ، الطبقة الثالثة.

يحيى بن يحيى الحسني ، روى عن الإمام المتوكّل على اللّه المطهّر بن يحيى ، والقاضي سليمان بن يحيى صاحب شعلل ، والأمير الهادي بن تاج الدين ، والسيد علي بن المرتضى بن المفضل ، والسيد يحيى بن منصور بن المفضّل ، ومحمّد بن سليمان ابن أبي الرجال ، والإمام الحسن بن بدر الدين ، والأمير الحسين بن محمّد وغيرهم.

ثمّ قال : وقد أثنى عليه الإمام المهدي محمّد بن المهدي في رسالة له في سنة 702 ، اثنتين وسبعمائة ، ومات صاحب الترجمة في أوّل القرن الثامن ( رحمه اللّه ) (1).

الكواكب الدرّيّة في النصوص على إمامة خير البريّة :

نسبه إليه المؤيّدي في التحف شرح الزلف (2) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (3) ، والسيد المرعشي في شرح إحقاق الحق (4) ، وعبد الجبّار الرفاعي في مجلّة تراثنا (5).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الكواكب الدرّيّة في النصوص على إمامة خير البريّة ، تأليف : السيد صلاح بن إبراهيم بن

ص: 400


1- البدر الطالع 2 : 287 ، في الملحق. وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة 2 : 392، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 495 ، مآثر الأبرار 2 : 933 ، الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 49 ، لوامع الأنوار 2 : 82 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، التحف شرح الزلف : 191 ، هجر العلم ومعاقله 4 ، 2342 ، مجلّة تراثنا 24 : 134.
2- التحف شرح الزلف : 181.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : 1 : 407.
4- شرح إحقاق الحق 24 : 107.
5- مجلّة تراثنا 24 : 134.

تاج الدين الهادي ، في النصّ على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كتبه ردّاً على من أنكر النصّ على إمامته ، وأثبت ذلك بالكتاب والسنّة وإجماع العترة (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الكواكب الدرّيّة في النصوص على إمامة خير البريّة - خ - سنة 722 في مجموع رقم 80 ق 176 - 199 مكتبه الأوقاف الجامع ، أخرى مصوّرة بمكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي ، أخرى ضمن مجموع خط قديم مكتبة السيد محمّد الكبسي ، أخرى ضمن مجموع مخطوط مكتبة السيد مجد الدين المؤيّدي (2).

ص: 401


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 392.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 496.

ص: 402

مؤلّفات محمّد بن الحسن الديلمي ( ت 711 ه- )

( 79 ) قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله )
الحديث :

الأوّل : قال : وممّا تلقّته الأمّة بالقبول أيضاً في فضل عترة الرسول قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) يوم نزل بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة في حجّة الوداع ، فقام خطيباً ، فوحّد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » الحديث (1).

الثاني : قال : وفي رواية أخرى : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث : قال : إنّا نظرنا في الآثار النبويّة لهذه الفرقة الناجية التي أجملها ( عليه السلام ) ، فعثرنا على قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الحديث (3).

الرابع : قال : وفي رواية « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي » الحديث ، فهذا حديث متّفق عليه ، ومذكور في الصحاح ، وهو نصّ

ص: 403


1- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 12 ، فضل عترة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، مخطوط مصوّر.
2- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 12 ، فضل عترة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، مخطوط مصوّر.
3- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 180 ، الفرقة الناجية ، مخطوط مصوّر.

صريح في موضع الخلاف (1).

الخامس : قال : وقد روي أنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لمّا قال هذا الحديث أي : « ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها هالكة إلاّ واحدة فلمّا سمع ذلك منه ضاق به المسلمون ذرعاً ، وضجّوا بالبكاء ، وأقبلوا عليه ، وقالوا : يارسول اللّه ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة ، وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها ، فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم » الحديث ، رواه الإمام أحمد بن سليمان في كتاب الحقائق (2).

السادس : قال : وقد ثبت أنّ السنّة لا تفارق الكتاب ، والكتاب لا يفارق العترة ; لقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) ( لن يفترقا ) في الحديث المتقدّم (3).

السابع : قال : وقد روى عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (4).

الثامن : قال : والسنّة قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » الحديث ، فإنّه ( عليه السلام ) أمننا من الهلاك إذا تمسّكنا بعترته ، كما أمننا من الهلاك إذا تمسّكنا بالقرآن (5).

التاسع : قال : والذي يدلّ على أنّ الإمامة فرض من أصول الدين الكتاب

ص: 404


1- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 180 ، الفرقة الناجية ، مخطوط مصوّر.
2- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 180 ، الفرقة الناجية ، مخطوط مصوّر.
3- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 187 ، الفرقة الناجية ، مخطوط مصوّر.
4- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 191 ، الفرقة الناجية ، مخطوط مصوّر.
5- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 227 ، الفرقة الناجية ، مخطوط مصوّر.

والسنّة وإجماع الصحابة وإجماع أكثر الأمّة وإجماع العترة والعقل ... ، والسنّة قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » الحديث (1).

العاشر : قال : وروي عنه (2) في جوابه لأهل صنعاء لمّا سألوه عن مذهبه واعتقاده أنّه قال : ... ، وأنا متمسّك بأهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الوحي ، ومعدن العلم ، وأهل الذكر ، الذين بهم وحّد الرحمن ، وفي بيتهم نزل القرآن والفرقان ، لديهم التأويل والبيان ، وبمفاتيح نطقهم نطق كلّ لسان ، وبذلك حثّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين » الحديث (3).

الحادي عشر : قال : وقوله : « تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » (4).

الثاني عشر : قال : وإلى هذه الجملة أشار الإمام الرضي زيد بن علي ( عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى : ( وَجاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ ) قال : لا يرجع الناس من الضلالات إلى الهدايات إلاّ بتعقّب الأبناء صلوات اللّه عليهم ، واستدلّ بقوله ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، والسنّة مثل قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح » الحديث ، وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « تركت فيكم الثقلين » الخبر (5).

الثالث عشر : وممّا يدلّ على ذلك وضوحاً ما روينا من حديث الثقلين ، وقد ورد من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، فقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب ، فمن صحيح مسلم بإسناده إلى زيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا

ص: 405


1- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 231 ، مخطوط مصوّر.
2- الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين.
3- قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 303 ، مخطوط مصوّر.
4- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 311 ، مخطوط مصوّر.
5- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 317 ، مخطوط مصوّر.

وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد أوتيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : يابن أخي ، واللّه لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض ما كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، إنّما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول من ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أولّهما كتاب اللّه فيه النور ، فخذوا كتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ثمّ قال : « وأهل بيتي أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ، فقال : ليس نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، وقد ذكره في صحيح أبي داود في الجمع بين الصحيحين ، وفي الجمع بين الصحاح الستّة ، وفي صحيح الترمذي ، فهذا يدلّ على إمامة علي ( عليه السلام ) ، لأنّه رأس أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وولداه وأولادهما إلى يوم الدين (1).

الرابع عشر : قال : وروينا بالإسناد الموثوق إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه

ص: 406


1- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 319 ، إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الخامس عشر : قال : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » الحديث ، إلى آخره ، وهذا الحديث متلقّى بالقبول ، فيصحّ الاستدلال به ، واستدلّ الإمام أبو عبد اللّه الجرجاني على صحّة هذا الحديث بثلاثة أوجه (2).

السادس عشر : قال : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « مثل أهل بيتي فيكم » الحديث ، قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » وهما عامّان في جميع أهل البيت ( عليهم السلام ) (3).

السابع عشر : قال : كيف يرضى بتقديم غير الذرّيّة في طلب الصواب وهم عدل السنّة والكتاب كما قال (صلى اللّه عليه وآله) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » الحديث (4).

الثامن عشر : قال : ويدلّ أيضاً على صحّة هذه الأحاديث قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » فأهل البيت لا يفارق الكتاب وبالعكس ، فهما كالمتلازمين (5).

التاسع عشر : قال : وأمّا الأحاديث فكقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « تركت فيكم الثقلين » (6).

محمّد بن الحسن الديلمي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : العالم المتألّه ، وحيد زمانه ، وفضيل أوانه ، محمّد بن الحسن الزبيري الديلمي ( رحمه اللّه ) ، هو العلاّمة

ص: 407


1- قواعد عقائد آل محمّد صلى اللّه عليه وآله : 319 - 320 ، إمامة أهل البيت عليهم السلام ، مخطوط مصوّر.
2- قواعد عقائد آل محمّد صلى اللّه عليه وآله : 320 ، إمامة أهل البيت عليهم السلام ، مخطوط مصوّر.
3- قواعد عقائد آل محمّد صلى اللّه عليه وآله : 329 ، إمامة أهل البيت عليهم السلام ، مخطوط مصوّر.
4- قواعد عقائد آل محمّد صلى اللّه عليه وآله : 416 ، في اتّباع أهل البيت عليهم السلام ، مخطوط مصوّر.
5- قواعد عقائد آل محمّد صلى اللّه عليه وآله : 464، في اتّباع أهل البيت عليهم السلام ، مخطوط مصوّر.
6- قواعد عقائد آل محمّد صلى اللّه عليه وآله : 466 ، في اتّباع أهل البيت عليهم السلام ، مخطوط مصوّر.

الرحّال العابد المتألّه ، شيخ الطريقة النبويّة ، ومعلّم الشرايع السنية السُّنية ، ارتحل إلى اليمن من الديلم ، وله مصنّفات ، ثمّ قال : توفّي رحمه اللّه في وادي مر في موضع يسمّى أرض حسان شامي مكّة حرسها اللّه بالإيمان ، سنة إحدى عشرة وسبعمائة ، وكان وروده اليمن المحروس أيّام الإمام المهدي للدين محمّد بن أمير المؤمنين المتوكّل على اللّه (1).

قال محمّد بن يحيى زبارة في ملحق البدر الطالع : الفقيه العلاّمة الحافظ الزاهد الضابط ، أستاذ الشريعة ، محمّد بن الحسن الديلمي ، وكان عالماً محقّقاً ورعاً تقياً فاضلاً ، خرج من الديلم إلى اليمن ، إلى أن قال : ومات في سنة 711 ، إحدى عشرة وسبعمائة بوادي مر عند رجوعه إلى بلاده ( رحمه اللّه ) وإيّانا والمؤمنين آمين (2).

قال في مؤلّفات الزيديّة : عز الدين محمّد بن أحمد بن الحسن الديلمي (3).

وكذا يوجد اسمه بهذا الشكل على أوّل مخطوطة كتاب قواعد عقائد آل محمّد التي نقلنا عنها.

قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وله مصنّفات منها : كتاب قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وبيان ثبوت إمامتهم ، وترجيح مذهبهم

ص: 408


1- مطلع البدور 4 : 135.
2- 2 - البدر الطالع 2 : 349 ، في الملحق
3- مؤلّفات الزيديّة 2 : 357 ، وانظر في ترجمته أيضاً : أعلام المؤلّفين الزيديّة : 882 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : 66 ، في الهامش ، معجم المؤلّفين 9 : 190 ، الأعلام 6 : 86.

وفضل زيد بن علي على سائر الأنام ، قال : كان الفراغ من تأليفه وكتابته بصنعا اليمن في شوّال ، وهو على ظهر السفر في الرجوع إلى وطنه ، ولم يبلغ ذلك ، بل توفّي ( رحمه اللّه ) (1).

قال محمّد بن محمّد بن يحيى زبارة في ملحق البدر الطالع : وصنّف بمدينة صنعاء في سنة 707 سبعمائة وسبع كتاب ( قواعد عقائد أهل البيت ) ( عليهم السلام ) ، وهو من أصول كتب الزيديّة ، اشتمل على فضل الآل ، وذكر مذهب الإماميّة ، وإبطاله وتكفير الباطنية ، وأنّ مذهب أهل البيت الترضية على الصحابة ، أو التوقّف ، وأنّ المعتزلة تشملهم عقيدة الزيديّة ، وأنّ كلّ مجتهد مصيب ونحو ذلك (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، استعرض بتفصيل المسائل الكلاميّة على قواعد آل الرسول من الزيديّة ، وأجاب من خالفهم باستدلالات طويلة ، وهو في ثلاثة فنون في كلّ منها فصول ، وهي مختصراً :

الفنّ الأوّل : في أصول الدين وما يليق به من الكلام ، وفيه سبعة فصول.

الفنّ الثاني : في إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) من المعقول والمنقول ، وفيه ستّة فصول.

الفنّ الثالث : في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) في الفروع ، وفيه خمسة فصول (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : قواعد عقائد

ص: 409


1- مطلع البدور 4 : 135.
2- البدر الطالع 2 : 349.
3- مؤلّفات الزيديّة 2 : 357.

آل البيت ( عليهم السلام ) ، ويسمّى قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وبهذا الاسم طبع جزءاً منه ، وهو ما يتعلّق بالباطنيّة بتقديم محمّد زاهد الكوثري سنة 1319 ه- ، وطبع بعدها مراراً ، ثمّ قال : والنسخ الخطيّة كثيرة في مكتبات عدّة ، ثمّ ذكر بعضا (1).

ص: 410


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 884. وانظر أيضاً ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
( 80 ) التصفية عن الموانع المردية المهلكة
الحديث :

الأوّل : قال : فإنّهم لو تمسّكوا بكتاب اللّه وعترة رسوله كما قال : « تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي » الحديث (1).

الثاني : قال : ولا شكّ أنّ اللّه تعالى يسأل يوم القيامة عن كتابه وعن عترة نبيّه ، وروي أنّ آخر كلام النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) كان قوله : « كيف تتركوني في كتاب اللّه وعترتي » وعليه إجماع العترة (2).

الثالث : قال : والثاني : هو الرجوع إلى محكم كتاب اللّه وسنّة رسوله المتواترة ، إلى أن قال : وأمّا السنّة فكما تقدّمت أيضاً مثل قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » الحديث (3).

كتاب التصفية عن الموانع المردية المهلكة :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ومن مصنّفاته ( رحمه اللّه ) كتاب الصراط في علم الطريقة ، وكتاب الحقيقة في الطريقة أيضاً ، وهما يتشابهان كثيراً ، قال : إنّه فرغ من جمع التصفية سنة ثمان وسبعمائة ، وهما كتابان جليلان مفيدان في بابهما.

ص: 411


1- التصفية عن الموانع المردية المهلكة : 9 - 10 ، مخطوط مصوّر.
2- التصفية عن الموانع المردية المهلكة : 11 ، مخطوط مصوّر.
3- التصفية عن الموانع المردية المهلكة : 147 ، مخطوط مصوّر.

ثمّ قال : ولمّا وقف الإمام المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة ( عليهما السلام ) على كتاب التصفية هذه قال في مجموعه ما لفظه : لمّا وقفت على كتاب الفقيه الصالح محمّد بن الحسن الديلمي في علم المعاملة وجدته قد سلك مسلكاً من مسالك من تقدّم من مشايخ الطريق كالجنيد والشبلي والبسطامي ، ونقل كلامهم من غير تحريف ولا تبديل (1).

قال محمّد بن محمّد بن يحيى زبارة في ملحق البدر الطالع : ومن مؤلّفات صاحب الترجمة كتاب ( الصراط المستقيم ) وكتاب ( المشكاة من الموانع المردية ) في الزهد (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : التصفية عن الموانع المردية المهلكة ، قال الحبشي : سلك فيه طريقة أهل السنّة من المتصوّفة ، وسمّاه زبارة ( المشكاة من الموانع المردية ) ، ملحق البدر الطالع ، - خ - رقم 8 - ( تصوف ) ق 141 - 253 المكتبة الغربية ، ثانية رقم 51 - ( مجاميع ) أوقاف ، وقال الحبشي ، - خ - 809 ه- مصوّر بدار الكتب المصريّة ، قلت : أخرى مكتبة محمّد بن عبد العظيم الهادي ، أخرى باسم ( التصفية عن الآثام ومعرفة الطيب والخشن من الكلام ) - خ - ضمن مجموع بمكتبة السيد يحيى عابس (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : التصفية عن الموانع المردية المهلكة ، فصول وإشارات في الأخلاق الفاضلة والرذائل ، والحثّ على تصفية الباطن من درن الذنوب ، مع شواهد من أحاديث أهل البيت وأقوالهم وحكمهم (4).

ص: 412


1- مطلع البدور 4 : 136.
2- البدر الطالع 2 : 349.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 883.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 290.
( 81 ) ياقوتة الغيّاصة الجامعة لمعاني الخلاصة ( شرح خلاصة أحمد بن الحسن الرصّاص ) القاضي محمّد بن يحيى بن أحمد بن حنش الصنعاني ( ت 719 ه- )
الحديث :

قال : الدليل الثاني على أنّ إجماع أهل البيت حجّة ... ، الدليل الثالث : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

محمّد بن يحيى بن أحمد بن حنش :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : العلاّمة شرف الدين محمّد بن يحيى بن أحمد بن حنش ( رضي اللّه عنه ) ، مفخر العصابة ، وسهم التوفيق والإصابة ، المحرز من الاجتهاد ونصابه ، مولده في عشر خمسين وستّمائة ، ووفاته ( رحمه اللّه ) يوم الثلاثاء في العشر من ذي القعدة سنة تسع عشرة وسبعمائة ، وقبر إلى جنب أبيه في الضفّة من جهة اليمن ، ومبلغ عمره نيّف وستّون سنة ، وهو أحد العلماء المجتهدين المحققين المذاكرين ، وأنظاره ومصنّفاته تدلّ على علوّ شأنه في العلم ، وهو شيخ الإمام المتوكّل محمّد بن المطهّر ، وشيخ السيد العلاّمة المرتضى ابن المفضّل ، إلى أن قال : فأصبح يوم الثلاثاء معدوداً

ص: 413


1- ياقوتة الغيّاصة : 317 ، مخطوط مصوّر.

في الأموات ، محسوباً فيمن مات ، وهو اليوم الخامس من ذي القعدة سنة تسع عشرة وسبعمائة من الهجرة النبويّة.

ثمّ قال : وكان ( رضي اللّه عنه ) مائلاً طبعه إلى الجمع بين الأصول والفروع ، مولعاً بالبحث والتدقيق والإيضاح والتحقيق ، محبّاً لتعليل المشكلات والفروق بين المشتبهات مطبوعاً على الأسئلة والجوابات ، فلذلك كان سراجاً للشرعيين ، شفاء للأصفياء الأصوليين ، إنساناً للمتكلّمين ، وجهاً للمحّققين ، إماماً للمجتهدين (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن يحيى بن أحمد حنش الفقيه العلاّمة ، مولده في عشر الخمسين وستّمائة ، قرأ على أبيه وعلى الفقيه عبد اللّه بن علي.

ثمّ قال : وله تلامذة أجلاّء منهم الإمام محمّد بن المطهّر والمرتضى بن مفضل ومحمّد بن عبد اللّه الرقيمي.

ثمّ قال : وأخذ عنه أيضاً ولده يحيى بن محمّد بن يحيى بن حنش ، والفقيه أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي ، وهو الصواب ، وقيل : أحمد بن حميد المحلّي ولعلّه سهو من الناقل ، وما نقلناه أصحّ.

إلى أن قال : توفّي صبح الثلاثاء الخامس من ذي القعدة سنة تسع عشرة وسبعمائة ، وقبر إلى جنب أبيه بظفار في الضفّة من جهة اليمن ، ومبلغ عمره نيّف وستّين سنة ( رحمه اللّه ) (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : محمّد بن يحيى بن أحمد

ص: 414


1- مطلع البدور 4 : 211.
2- طبقات الزيديّة 2 : 1098 ، الطبقة الثالثة.

ابن حنش اليماني الزيدي ، ولد بعد سنة 650 ، خمسين وستّمائة ، وقرأ على علماء عصره حتّى برع في فنون عدّة ، وبلغ رتبة الاجتهاد ، وأخذ عنه جماعة من أكابر العلماء.

ثمّ قال : ومات يوم الثلاثاء الخامس من ذي القعدة سنة 719 ، تسع عشر وسبعمائة ، وقبر بظفار (1).

ياقوتة الغيّاصة الجامعة لمعاني الخلاصة :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وله من التصانيف الغيّاصة في أصول الدين ، شرح خلاصة الشيخ أحمد بن الحسن الرصّاص (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وله مصنّفات منها : ( الغيّاصة ) في أصول الدين ، جعله شرحاً للخلاصة للشيخ أحمد الرصّاص (3).

ونسبه إليه أيضاً إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (4) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (5) ، وغيرهم (6).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأنوار المتألّقة

ص: 415


1- البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع 2 : 148. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 96، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1008 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1306 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، انظر الفهرست ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، هديّة العارفين 2 : 144 ، الأعلام 7 : 138 ، معجم المؤلّفين 12 : 98 ، مآثر الأبرار 2 : 937. في الهامش.
2- مطلع البدور 4 : 211.
3- البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع 2 : 148.
4- طبقات الزيديّة 2 : 1098 ، الطبقة الثالثة.
5- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 96.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

الساطعة في تخليص فوائد الخلاصة النافعة ، شرح فيه كتاب الخلاصة لأحمد ابن الحسن الرصّاص ( أصول الدين ) - خ - الأمبروزيانا 123 ط ، وذكره السيد أحمد الحسيني باسم ( الغيّاصة في شرح الخلاصة ) ، والحبشي باسم ( ياقوتة الغيّاصة الجامعة لمعاني الخلاصة ) ، وقد ساعده في إكمال هذا الكتاب ابنه يحيى ، فنسب إليه في بعض النسخ وهو بهذا الاسم - خ - بأرقام 160 - 163 ( علم الكلام ) غربية ، وخامسة باسم ( الغيّاصة الكاشفة لمعاني الخلاصة ) - خ - سنة 814 ه- في مكتبة السيد يحيى بن محمّد عابس ، أخرى مصوّرة بمكتبة محمّد بن عبد العظيم الهادي ، أخرى منسوبة ليحيى بن أحمد - خ - سنة 952 ه- مكتبة السيد عبد اللّه بن محمّد غضمان (1) ، والكتاب تحت التحقيق وسيصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية.

ص: 416


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1009.

مؤّلّفات حمزة بن أبي القاسم بن محمّد بن جعفر ( أوّل القرن الثامن )

( 82 ) ترصيف الآل لنفائس اللآل في الردّ على رفضة الآل
الحديث :

قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن عليّ بن المغازلي الواسطيّ الشافعيّ بإسناده إلى زيد بن أرقم ، قال : أقبل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في حديث طويل إلى أن قال : « ألا وإنّي فرطكم ، وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ » قال : فاعتل علينا ما الثقلان؟ حتّى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي أنت وأمّي يارسول اللّه ، ما الثقلان؟ ، قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه تعالى وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ، ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ » (1).

حمزة ابن أبي القاسم بن محمّد بن جعفر :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد الإمام العالم البليغ حمزة بن أبي القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبد اللّه بن يحيى المنصور بن أحمد

ص: 417


1- ترصيف الآل لنفائس اللآل : 332 - 333 ، مخطوط مصوّر.

ابن يحيى الهادي ( عليهم السلام ) ، إمام متكلّم جليل فصيح العبارة فايق النظم ، ثمّ قال : وقال الشريف حسين الأهدل في التحفة : إنّ الشريف حمزة بن أبي القاسم رحل إلى الفقيه إبراهيم بن عجيل ، فأسكنه الفقيه بالمنارة التي بالجامع ، وأكرمه بحسب ما يليق به وبقرابته من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، واجتهد الشريف في السماع ، وساعده الفقيه فسمع البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والمصابيح والشفاء وسيرة ابن هشام والأذكار ، وغير ذلك من الأجزاء ، وارتحل إلى بلاده (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : حمزة بن أبي القاسم ابن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين ، ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي ، عالم جليل ، متكلّم ، شاعر ، من علماء القرن السابع وبدايات الثامن ، قصد تهامة ، ونزل عند الفقيه إبراهيم بن عجيل ، فأكرمه وأسكنه منارة الجامع بمدينة بيت الفقيه ، واجتهد في السماع ، ثمّ رحل إلى بلاده ، وقال يحيى بن الحسين في المستطاب : إنّه عاصر الإمام المهدي صلاح بن علي ، ولم يذكر له تاريخ وفاة (2).

ترصيف الآل لنفائس اللآل في الردّ على رفضة الآل :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وله كتاب ترصيف الآل لنفائس اللآل في الردّ على رفضة الآل من قدريّة الجبال (3).

ص: 418


1- مطلع البدور 2 : 148.
2- أعلام المولّفين الزيديّة : 401. وانظر أيضاً : مؤلّفات الزيديّة 1 : 284، 2 : 381 ، هجر العلم ومعاقله 4 : 2308.
3- مطلع البدور 2 : 148.

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : ترصيف الآل لنفائس اللآل في الردّ على رفضه الآل من قدريّة الجبال - خ - مصوّرة بمكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : ترصيف الآل لنفائس اللآل ، تأليف : السيد حمزة بن أبي القاسم الهادوي ، في الردّ على رفضة الآل من القدريّة والجبريّة ، وفيه جملة من فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والمسائل الكلاميّة المتعلّقة بالإمامة (2).

ص: 419


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 401.
2- مؤلفّات الزيديّة 1 : 284.

ص: 420

( 83 ) كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس
الحديث :

قال : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (1).

كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : له كتاب كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس (2).

ونسبه إليه أيضاً السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (3) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (4) ، وإسماعيل الأكوع في هجر العلم ومعاقله (5).

ص: 421


1- كشف التلبيس : 15 ، مخطوط مصوّر.
2- مطلع البدور 2 : 148.
3- مؤلّفات الزيديّة 2 : 381.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 401.
5- هجر العلم ومعاقله 4 : 2308.

ص: 422

( 84 ) عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن محمّد بن المطهّر بن يحيى الحسني ( ت 728 ه- )
الحديث :

الأولّ : قال : وروينا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة؟ هؤلاء مثلها فيكم ، وهم كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم ... ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إن اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : والحجّة على إجماعهم الكتاب والسنّة ... ، وأمّا السنّة فكثيرة وزائدة على المطلوب ، فمن ذلك ما رويناه من طريق الخدري أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ».

وهذا الخبر الشريف متواتر المعنى ، فقد رواه مع من تقدّم ابن عبّاس ، وعائشة وجابر بن عبد اللّه وحذيفة بن أسيد وأبو ذر الغفاري (2).

ص: 423


1- عقود العقيان في الناسع والمنسوخ من القرآن 1 : 13 ، مخطوط مصوّر.
2- عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن 1 : 13 - 14 مخطوط مصوّر.

الثالث : قال : إنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) أمرنا أن نتمسّك به (1) ، وأخبرنا أنّا إن تمسّكنا به لن نضلّ فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي » (2).

محمّد بن المطهّر بن يحيى الحسني :

قال أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت 840 ه- ) في الجواهر والدرر : المهدي محمّد بن المطهّر ، دعا سنة 701 ه- ، وتمكّنت بسطته حتّى افتتح عدن ابين ، ولم تقل بإمامته أكثر شيعة أهل زمانه ، ومات في ( ذي مرمر ) قبلي صنعاء لثمان بقين من شهر ذي الحجّة سنة 728 ه- ، ونقل إلى صنعا ، ومشهده في جامعها مشهور (3).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : هو الإمام الأفضل ، والطراز المكلّل ، المهدي لدين اللّه محمّد بن المتوكّل على اللّه المطهّر بن يحيى ، المقدّم ذكره ، كان ( عليه السلام ) ممّن حاز الفضائل بتمامها في ضمن رسوخ أصولها ، وسمّو أعلامها.

ثمّ قال : لكنّه جنح عنه من أهل عصره الجزيل ، وما آمن معه إلاّ قليل ، هذا على تبريزه في العلم وبلوغه فيه درجة الاجتهاد ، إلى أن قال : كانت وفاته ( عليه السلام ) في ذي مرمر قبلي صنعاء لثمان بقين من ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (4).

ص: 424


1- أي : القرآن الكريم.
2- عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن 1 : 26 ، مخطوط مصوّر.
3- الجواهر والدرر : 231 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
4- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 937.

قال محمّد بن عبد اللّه ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة : وأمّا المهدي فهو الإمام المهدي لدين اللّه محمّد بن المتوكّل على اللّه المطهّر بن يحيى ، إلى أن قال : فقد كان من أعيان أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، ومن نظر آثاره وأعمل في رسائله أفكاره عرف استحقاقه للإمامة ، وملكه لأزمّة الزعامة ، وكانت دعوته ( عليه السلام ) في شهر صفر سنة تسع وتسعين وستّمائة بعد موت والده ( عليه السلام ) بسنة ، ومالت عنه وعن أبيه ( عليهما السلام ) شيعة الظاهر ، وعموا عن الحق الباهر ، وخالفوا النصوص الظواهر ، فنعوذ باللّه من اتّباع الشهوات (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن أمير المؤمنين المتوكّل على اللّه المطهّر بن يحيى بن المطهّر بن القاسم بن المطهّر بن محمّد بن المطهّر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الحسني الهدوي القاسمي اليمني ، الإمام المهدي لدين اللّه العالم ابن العالم الإمام بن الإمام.

مولده في سنة خمس وستّين وستّمائة في هجرة الكُريش - بضمّ الكاف - إلى أن قال : وكانت قراءته في الفقه على والده وسماع أكثر الحديث ، ثمّ ذكر مشايخه والكتب التي رواها عنهم ، إلى أن قال : قلتُ : وتلامذة الإمام أجلاّء منهم : ولده الواثق باللّه المطهّر بن محمّد ، وأحمد بن حميد بن سعيد الحارثي ، وجار اللّه بن أحمد الينبعي ، وأجازه في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، والفقيه حسن بن علي الآنسي ، وإبراهيم بن محمّد بن نزار ، والمطهّر بن زيك ، والمرتضى بن المفضّل ، وصنوه إبراهيم بن المفضل ،

ص: 425


1- التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 256.

وأحمد بن محمّد بن الهادي ابن تاج الدين سمع عليه ( العوادي المضية ) جواباً على الشيخ عطيّة في سنة اثنتين وسبعمائة ، وكذلك محمّد بن عبد اللّه الرقيمي ، وغيرهم ممّن ينتهي سنده إليه.

قال السيّد أحمد : كان كثير الشغف بالعلم ، كثير البحث فيه ، وقال السيد محمّد : كان إماماً عالماً عاملاً (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وأرّخ موته - يحيى بن الحسين بن القاسم في أنباء الزمن سنة 729 (2).

كتاب عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن :

قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في كاشفة الغمّة : وله أيضاً عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ، وضمّنها من علم التفسير والقرآن فوائد غزيرة وفوائد عزيزة (3).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وله ( عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ) ضمّنه من علم

ص: 426


1- طبقات الزيديّة 2 : 1072 ، الطبقة الثالثة.
2- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2 : 143. وانظر في ترجمته أيضاً : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأئمّة : 52، اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 486 ، مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمّال : 250 ، التحف شرح الزلف : 183 ، لوامع الأنوار 2 : 60 ، الفلك الدوّار : 181 ، في الهامش ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 997 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، المقتطف من تاريخ اليمن : 193 ، هجر العلم ومعاقله 2 : 797 ، الأعلام 7 : 103 ، هديّة العارفين 2 : 146 ، معجم المؤلّفين 12 : 37.
3- كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 52.

التفسير والقرآن فرائد ثمينة وفوائد بالتحقيق قمينة (1).

ونسبه إليه أيضاً : محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (2) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (3) ، والشوكاني في البدر الطالع (4) ، وغيرهم (5).

قال السيد المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي بذلك السند إلى ولده الإمام المهدي لدين اللّه محمّد بن المطهّر ( عليهما السلام ) جميع مرويّاته ومؤلّفاته التي منها : المنهاج الجلي شرح مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي ( عليه السلام ) ، إلى أن قال : وعقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ، أصله ما ذكره أبو القاسم هبة اللّه مع تنسيق أقرب إلى الضبط ، فنظّمه منظومة لاميّة كبيرة ، ثمّ شرحها ذاكراً فيه شيئاً من معاني الآيات الكريمة ، وما يتعلّق بكشف باطنها من التفسير والإيضاح (7).

ثمّ إنّ عبد السلام الوجيه ذكر في كتابه أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ خطيّة للكتاب منها خُطّ في زمن المؤلّف (8).

والكتاب تحت التحقيق ، وسيصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية.

ص: 427


1- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 937.
2- التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 256.
3- طبقات الزيديّة 2 : 1072 ، الطبقة الثالثة.
4- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2 : 143.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- لوامع الأنوار 2 : 60.
7- مؤلّفات الزيديّة 2 : 276.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 997.

ص: 428

( 85 ) بيان الأوامر المجملة مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( ت732ه- )
الحديث :

الأوّل : قال محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (1) : وقال السيد العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( عليه السلام ) في كتابه المسمّى ( بيان الأوامر المجملة ) : اعلم أنّ العترة ... ، وروينا عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل بغدير خمّ أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ثمّ قال : « اللّه مولاي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن » ثمّ أخذ بيد علي وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » فقال أبو الطفيل : قلت لزيد : أنت سمعت من رسول اللّه؟ فقال : ما كان أحد بالدوحات إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه (2).

الثاني : قال : قال العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل : ... ، ومن ذلك من السنّة الشريفة ما روينا أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) لمّا كان في مرض موته حين تيقّن انتقاله خرج يتهادى بين اثنين ، وأوصاهم بالتمسّك بالثقلين فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي

ص: 429


1- لم نعثر على كتاب بيان الأوامر المجملة ، فنقلنا ما فيه من موارد حديث الثقلين عن كتاب التحفة العنبريّة.
2- التحفة العنبريّة : 17 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (1).

الثالث : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : إنّ إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) حجّة ... ، وأمّا السنّة الشريفة فنحو قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » وهذا الحديث ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، وأجمعت عليه ورواه المخالف والمؤالف (2).

الرابع : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : ومنها أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قد نصّ على أنّ عترته هم أولاده ، ممّا روى أنّ الضحاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس من أمر أبي بكر وعلي وعمر ، فقال : واللّه ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثك حديثاً سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، فلم تخالجني فيه الظنون ، أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه لم يخطبنا بعده ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطّاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى احمرّ وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أخبركم بهما ، ولكن أضرّ بي وجع فامتنعت عن الكلام ، أما أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب اللّه ، هو سبب بينكم وبين اللّه طرف بيده وطرف بأيدكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي علي وذريّته ، واللّه إنّ في أصلاب المشركين لمن هو أرضى عندي من كثير منكم » (3).

ص: 430


1- التحفة العنبريّة : 22 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- التحفة العنبريّة : 24 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
3- التحفة العنبريّة : 25 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

الخامس : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : وروى السيد أبو العبّاس ( رحمه اللّه ) خبر وفاة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) من أوّلها إلى قوله : فوجد خفّة ، فخرج وصلّى بالناس ، ثمّ قام يريد المنبر ، وعلي والفضل بن العباس قد احتضناه حتّى جلس على المنبر ، فخطبهم واستغفر للشهداء ، ثمّ أوصانا بالأنصار ، وقال : « إنّهم لا يرتدّون عن منهاجه ، ولا آمن منكم يا معاشر المهاجرين الارتداد » ثمّ رفع صوته حتّى سمع من في المسجد ورأوه يقول : « يا أيّها الناس ، قد سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، إنّكم واللّه لا تتعللون عليّ غداً بشيء ، ألا وإنّي قد تركت الثقلين ، فمن اعتصم بهما فقد نجى ، ومن خالفهما هلك » فقال عمر بن الخطّاب : وما الثقلان يارسول اللّه؟ فقال : أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه سبب طرف منه بيد اللّه وطرف بأيديكم وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تذلّوا أبداً ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّي سألت اللّه ذلك فأعطانيه ، ألا فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتضلّوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم بالكتاب » (1).

السادس : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : فلم يبق إلاّ من استثناه من الهلاك وهم علماء الفرقة الناجية ، وهم آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) ومن تبعهم ولم يخالفهم ، وقد أوضح ذلك ( صلى اللّه عليه وآله ) بقوله : ... ، وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الخبر (2).

السابع : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : قال ( صلى اللّه عليه وآله ) أمّة أخي

ص: 431


1- التحفة العنبريّة : 25 - 26 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- التحفة العنبريّة : 26 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

موسى افترقت على أحدى وسبعين فرقة ، وافترقت أمّة أخي عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمّتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة ، فلمّا سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا : يارسول اللّه ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها؟ فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم » الخبر إلى آخره (1).

الثامن : قال : محمّد بن يحيى القاسمي في اللآلي الدريّة : ومن طريق السيد الإمام مجد الدين المرتضى بن المفضل ( رضي اللّه عنه ) ما قاله في كتابه بيان الأوامر المجملة قوله ( عليه السلام ) : ومن صريح ما ذكره الأئمّة ( عليهم السلام ) في معنى ما ذكرناه أوّلاً وآخراً في ذلك قول أمير المؤمنين وسيد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « فأين يتاه بكم ... » وقال ( عليه السلام ) فيه : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة ، هؤلاء مثلها فيكم ، وهو كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة ، وهم باب حطّة من دخله غفر له ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » الخبر (2).

المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف :

قال محمّد بن عبد اللّه بن علي ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة : قال السيد العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( عليه السلام ) في

ص: 432


1- التحفة العنبريّة : 26 ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- اللآلي الدريّة في نقل بعض معاني الأبيات الفخريّة : 340 ، مخطوط مصوّر.

كتابه المسمّى ( بيان الأوامر المجملة ) اعلم : ... ، ثمّ ينقل عنه عدّة آيات وروايات في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ووجوب طاعتهم ، إلى أن يقول : انتهى ما قاله مولانا السيد مجد الدين وارث علوم آبائه الأمجدين المرتضى بن المفضّل قدّس اللّه روحه في علّيين وجزاه أفضل ما جزى المحسنين آمين (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد العلاّمة المرتضى ابن المفضّل ، قال في تاريخ السادة آل الوزير : كان ( رحمه اللّه ) مجتهداً عالماً اجتهاداً مطلقاً في غاية الكمال في العلم والفضل والورع والزهد ، بلغ في ذلك مبلغاً فاق به على من تقدّمه من آبائه الهادين ، وعلماء أهل البيت المتقدّمين ، نشأ مشغوفاً بالعلم منذ ترعرع إلى أن شاخ وشعشع (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : المرتضى بن مفضّل ابن منصور بن العفيف بن محمّد بن المفضّل بن الحجاج بن علي بن يحيى ابن القاسم بن يوسف بن أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ( عليه السلام ) بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الحسني القاسمي الهادوي المفضّلي ، السيد العلاّمة ، كان مشغوفاً بالعلم منذ ترعرع ، أدرك الإمام إبراهيم بن تاج الدين ، قرأ على والده ، وقرأ هو والإمام محمّد المطهّر بحوثاً على الفقيه محمّد بن يحيى حنش ، ثمّ قال : ثمّ قرأ على الإمام محمّد بن المطهّر في شفاء الأوام للأمير الحسين ، وأجازه فقه الزيديّة ، ثمّ قال : قلت : وأخذ عنه ولده محمّد بن المرتضى والسيد محمّد بن يحيى القاسمي تحقيقاً وغيرهما ، قال في التاريخ : ولم يزل على كلّ خصلة

ص: 433


1- التحفة العنبريّة : 15 ، مقدّمة المؤلّف في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- مطلع البدور 4 : 217.

حميدة حتّى توفّي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ، وقبره بجزع عيشان من هجرة الظهراوين عند قبور أهل بشظب وهو معروف مشهور (1).

بيان الأوامر المجملة :

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في كتابه هداية الراغبين : قال السيد الإمام مجد الإسلام المرتضى بن المفضّل بن الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) في كتابه ( بيان الأوامر المجملة ) ، ونورد منه في كتابنا هذا ما يفوق بروده ويشنّف عقوده ; لأنّه رحمة اللّه عليه قد جمع في كتابه هذا ما لم يجمعه كتاب من تصانيف أهل عصره في فضائل العترة الطاهرة ، وإيراد النصوص الظاهرة من الآيات الباهرة والأحاديث المتظافرة (2).

ونسبه إليه محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة ، ونقل عنه كثير من الآيات والروايات التي تدلّ على فضل أهل البيت ، ووجوب طاعتهم (3).

وكتاب التحفة العنبريّة هو الذي نقلنا عنه أحاديث الثقلين المتقدّمة.

ونسبه إليه أيضاً ونقل عنه محمّد بن يحيى القاسمي في اللآلي الدريّة في نقل بعض معاني الأبيات الفخريّة (4).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال محمّد بن يحيى

ص: 434


1- طبقات الزيديّة 3 : 1118 ، الطبقة الثالثة. وانظر في ترجمته أيضاً : البدر الطالع 2 : 36، ملحق ، الجواهر المضيّة : 97 ، لوامع الأنوار 2 : 70 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 223 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 381 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1345 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1026 ، مجلّة تراثنا 20 : 115.
2- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : 62.
3- التحفة العنبريّة : 15.
4- اللآلي الدريّة : 340.

القاسمي في كتابه ( شرح منظومة الواثق (1) المطهّر بن محمّد بن المطهّر بن يحيى ) : وأجاز لي السيد المذكور (2) كتاب ( الأوامر المجملة ) للسيد المرتضى ابن المفضّل (3).

ونسبه إليه أيضاً : المؤيّدي في لوامع الأنوار (4) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (5) ، والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (6) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : بيان الأوامر المجملة في وجوب طاعة أولي الأمر وفرض المسألة ، في وجوب طاعة آل محمّد ، وأنّهم أولي الأمر ، ووجوب الرجوع إليهم فيما اختلف فيه من مسائل الحلال والحرام ، والردّ على الأشعريّة والمعتزلة في إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( كتاب نفيس ) فرغ منه سنة 715 ه- ، وخطّ سنة 717 ه- ، في 55 ورقة ، رقم 768 مكتبة الأوقاف ، وقال الأستاذ عبد اللّه الحبشي - خ - سنة 784 ه- ، بإحدى المكتبات الشخصيّة في اليمن ، أخرى - خ - سنة 718 ه- ضمن مجموع بمكتبة المرتضى بن عبد اللّه في هجرة بيت السيّد وادي السر (8).

ص: 435


1- هو اللآلي الدرية شرح الأبيات الفخريّة.
2- وهو السيد شرف الدين الحسن بن المهدي الهادوي.
3- طبقات الزيديّة 2 : 1111 ، الطبقة الثالثة.
4- لوامع الأنوار 2 : 67.
5- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 381.
6- مؤلّفات الزيديّة 1 : 223.
7- هجر العلم ومعاقله 3 : 1345.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1026.

ص: 436

مؤلّفات الإمام المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة ( ت 749 ه- )

( 86 ) الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة وتقرير القواعد القياسيّة
الحديث :

الأوّل : قال : وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

الثاني : قال : المسلك الثاني التمسّك بالسنّة وهو قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث : قال : ولنا في تقرير كونه حجّة ] حديث الثقلين [ مقطوعاً به طريقان : الطريق الأوّل : دعوى الضرورة في تواتر معنى هذا الخبر ، وإن لم يتواتر لفظه ، وهذا كاف في القطع بدلالته ، وتقرير ذلك : هو أنّ هذا الخبر قد نقل معناه بألفاظ مختلفة ، لا تمنع تأديتها إلى القطع ، وإنّما قلنا إنّه قد نقل بألفاظ مختلفة ، فهو ظاهر بدليل أمور عشرة :

أوّلها : قوله ( عليه السلام ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (3).

ص: 437


1- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 2 : 40 ، باب التأويل والمؤول ، مخطوط مصوّر.
2- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 2 : 187 ، الدلالة على أنّ إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.
3- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 2 : 187 ، الدلالة على أنّ إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.

الرابع : قال : وثانيها : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الخامس : وثالثها : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم كتاب اللّه وعترتي وهما لا يختلفان بعدي » (2).

السادس : وعاشرها : أنّه لما سئل أبو سعيد الخدري عمّا اختلف الناس فيه من أمر أبي بكر وعمر ، قال : ما ... (3) فيه ... (4) ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي ، لا يخالجني فيه الظنون أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي قبض فيه ، ثمّ لم يخطب بعده ، فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، ثمّ سكت ، فقام إليه عمر ابن الخطّاب ، فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أخبركم بهما ولكن صدري وجع فامتنعت من الكلام ، أمّا أحدهما فالثقل الأكبر كتاب اللّه ، وهو سبب بينكم وبين اللّه ، فطرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي علي وذرّيته » فهذه الأخبار كلّها مشتركة في الدلالة على معنى واحد وهو أنّ العترة لا تكون مجمعة على خطأ (5).

ص: 438


1- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 2 : 188 ، إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.
2- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 2 : 188 ، إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.
3- بياض في الأصل.
4- بياض في الأصل.
5- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 2 : 188 ، 189 ، إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.
المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة :

قال أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت 840 ه- ) في كتابه الجواهر والدرر : المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن إدريس بن جعفر بن علي بن محمّد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، دعا في يوم 20 شهر رجب سنة 729 ه- ، واختلف فيه أكثر شيعة زمانه ، ولم تمكن بسطته كغيره ، ومحلّه في العلم والفضل مشهور ، ومات في حصن ( هران ) قبلي ( ذمار ) ونقل إليها سنة 749 ه- ، ومشهده فيها مشهور (1).

قال محمد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : ذكر السيد صارم الدين هنا أربعة أئمّة ممّن دعا في عصر واحد وقطر واحد على مذهب واحد ، إلى أن قال : وأنا أشير إلى ذكر طرف من سيرة كلّ واحد حسبما اطّلعت عليه ، إلى أن قال : وثانيهما الإمام الصوّام القوّام ، علم الأعلام ، وقمطر علوم العترة الكرام ، حجّة اللّه على الأنام ، المؤيّد باللّه يحيى ابن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن إدريس بن جعفر بن علي التقي بن محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمّد بن الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، كان الإمام يحيى ( عليه السلام ) في غزارة علمه وانتشار فضله وحلمه حيث لا يفتقر إلى بيان ، ولم يبلغ أحد من الأئمّة مبلغه في كثرة التصانيف ، فهو من مفاخر أهل البيت ، وعلومه الدثرة من مناقب الزيديّة.

ص: 439


1- الجواهر والدرر : 231 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.

ثمّ قال : وكانت دعوته ( عليه السلام ) في يوم ثاني من شهر رجب من سنة تسع وعشرين وسبعمائة وقام مناصباً للأعداء لم تسعده الأيّام إلى كلّ المرام ، فأكبّ على التصنيف وعكف على التأليف ، وكان ذلك من أكبر النعم على المسلمين أن أحيا بعلمه ما أحيا.

ثمّ قال : وما العجب إلاّ ممّن كان في زمانه من العلماء ونحارير الزيديّة السادة العظماء كيف جحدوا ما هو كالشمس ضياء والنجوم رفعة واعتلاء ، حتّى كابره بعضهم وعانده.

إلى أن قال : كان مولده ( عليه السلام ) لثلاث بقين من شهر صفر من سنة تسع وستّين وستّمائة ، وكانت وفاته في حصن هران قبلي ذمار في سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، ثمّ نقل إلى ذمار ، ومشهده بها مشهور مزور (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : مولده في صفر سنة تسع وستّين وستّمائة ، ثمّ ذكر مشايخه وما استجازه ، ومصنّفاته وتلامذته ، ورأي بعض العلماء فيه ، إلى أن قال : وكان وفاته في حصن هران قبلي ذمار في سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، ثمّ نقل إلى ذمار ، ومشهده بها معروف مشهور مزور ، عن ثمان وسبعين سنة ، وقيل : عن ثمانين ، واللّه أعلم (2).

قال خالد بن قاسم بن محمّد المتوكّل - محقق كتاب الديباج الوضي وهو لصاحب الترجمة - في مقدّمة هذا الكتاب : وكانت وفاته بحصن هران الواقع قبلي ذمار ، وذلك سنة تسع وأربعين وسبعمائة 749 ه- ، ثمّ قال : وتذكر بعض

ص: 440


1- مآثر الأبرار 2 : 972.
2- طبقات الزيديّة 3 : 1224 ، الطبقة الثالثة.

المصادر ، وهي القلّة ممّن ترجمت له : أنّ وفاة الإمام يحيى بن حمزة كانت في سنة 747 ه- ، إلاّ أنّ الصحيح أنّه انتهى من تأليف كتابه ( الانتصار ) في أواخر سنة 748 ، كما ذكره محققا الجزء الأوّل منه (1).

وقال محقق كتاب الديباج الوضي أيضاً : وقد كانت له ( عليه السلام ) آراء خاصّة حول بعض القضايا ، أوردها في بعض مؤلّفاته ، فكانت مثار نظر ومناقشة ، فعقّب عليها بالبحث والمناقشة بعض أئمّة الزيديّة وعلمائهم ، وعلى سبيل المثال قضيّة فدك حيث يذهب الإمام يحيى بن حمزة إلى أنّ قضاء أبي بكر فيها صحيح (2).

وعن عقائد يحيى بن حمزة وآرائه الكلاميّة انظر كتاب : الإمام يحيى بن حمزة وآراءه الكلاميّة للدكتور أحمد محمود صبحي.

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : كتب سيرة حياته حفيده عبد اللّه بن الهادي بن يحيى بن حمزة (3).

ص: 441


1- الديباج الوضي 1 : 57 ، مقدّمة المحقق.
2- الديباج الوضي 1 : 51 ، مقدّمة المحقق.
3- هجر العلم ومعاقله 1 : 504. وانظر ترجمته أيضاً : اللآلي المضيّة 2 : 493 ، مطمح الآمال : 252 ، البدر الطالع 2 : 184 ، التحف شرح الزلف : 185 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار 2 : 73 ، 82 ، بلوغ المرام : 1 : 414 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1124 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الجواهر المضيّة : 107 ، مقدّمة كتاب الانتصار على علماء الأمصار ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 57 ، الفلك الدّوار : 73 ، في الهامش ، المقتطف من تاريخ اليمن : 193 ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : 40 ، في الهامش ، مقدّمة كتاب المعالم الدينية ، تحقيق : سيد مختار محمد أحمد حشاد ، التجديد في فكر الإمامة عند الزيديّة في اليمن : 95 ، الذريعة 8 : 288 ، 13 : 13 ، 25 : 10 ، معجم المطبوعات العربيّة 2 : 1944 ، مجلّة تراثنا 19 : 106 ، كشف الظنون 2 : 1795، هديّة العارفين 2 : 526 ، الأعلام 8 : 143 ، معجم المؤلّفين 13 : 195 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 299 ، هجر العلم ومعاقله 1 : 501.
الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة وتقرير القواعد القياسيّة :

قال يحيى بن حمزة في مقدّمة كتابه هذا : ثمّ إنّي كنت متطلّعاً إلى تصنيف كتاباً في المباحث الأصوليّة وتقرير القواعد القياسيّة ، إذ كان فضل هذا العلم لا يخفى ، ثمّ قال : وأحسن ما وجدته من المصنّفات فيه لأصحابنا العدليّة من المعتزلة والزيديّة هو كتاب ( المعتمد ) للشيخ العالم النحرير الحبر علم المحقّقين أبي الحسين محمّد بن علي البصري.

ثمّ قال : ولمّا وفّقني اللّه تعالى لمطالعة كتابه هذا هذّبت أبوابه بالمعاقد والمناظم ، وزيّنت مسائله بالمقاصد والتراجم ، ولخّصت مسائله المنثورة ، وأبنت ما كان فيه من الأسرار المدفونة ، وأظهرت غوامضه ، وكشفت حقايقه ، ثمّ قال : فلمّا نسخته ( نسجته ) على هذا المنوال الفائق ، ووضعته على هذا التقرير المعجب الرائق ، سمّيته بكتاب ( الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة وتقرير القواعد القياسيّة ) (1).

نسبه إليه محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار ، وقال - عند عدّ مؤلّفاته - : في أصول الفقه : الحاوي ثلاث مجلّدات (2).

وكذلك نسبه إليه إبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة الكبرى (3) ،

ص: 442


1- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة 1 : 3 ، مقدّمة المؤلّف.
2- مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار 2 : 972.
3- طبقات الزيديّة 3 : 1224 ، الطبقة الثالثة.

والسيّد المؤيّدي في التحف شرح الزلف (1) ، والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (2) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (3) ، وغيرهم (4).

قال السيد المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي جميع مؤلّفات الإمام يحيى ابن حمزة ومرويّاته بالأسانيد السابقة المذكورة إلى الإمام يحيى شرف الدين ، عن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ، عن السيد الإمام أبي العطايا عبد اللّه بن يحيى بسنده المار آنفاً إلى الإمام المؤيّد بربّ العزّة يحيى بن حمزة ( عليهم السلام ) (5).

والكتاب تحت التحقيق وسيصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة.

ص: 443


1- التحف شرح الزلف : 187.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 415.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1127.
4- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
5- لوامع الأنوار 2 : 74.

ص: 444

( 87 ) الانتصار على علماء الأمصار
الحديث :

الأوّل : قال في حديثه عن فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) : وأمّا من جهة السنّة فقد ورد في ذلك أحاديث نذكرها : أوّلها : قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا ما تخلفوني فيهما » (2).

الثالث : قال : إنّ الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) قرنهم بالكتاب حيث قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (3).

الرابع : قال : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (4).

الخامس : قال : وأمّا إنّ إجماعهم حجّة فللآية والخبر ، أمّا الآية فقوله تعالى ( ... ) وأمّا الخبر فقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن

ص: 445


1- الانتصار 1 : 185 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).
2- الانتصار 1 : 188 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).
3- الانتصار 1 : 189 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).
4- الانتصار 1 : 190 ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فظاهر هذا الخبر دالّ على وجوب التمسّك بالكتاب والعترة ، ولن يكون الأمر هكذا إلاّ وهم معصومون (1).

الانتصار على علماء الأمصار :

نسبه إليه محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار ، وقال : الانتصار ثمانية عشر جزءاً (2).

ونسبه إليه أيضاً : إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (3) ، والسيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (5) ، وغيرهم (6).

وقد تقدّم ذكر سند السيد المؤيّدي لجميع مؤلّفات يحيى بن حمزة عند ذكر كتاب الحاوي.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار ، تأليف : الإمام المؤيّد يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، في ثمانية عشر مجلّداً ، وهو تقرير المختار من مذاهب الأئمّة وأقاويل علماء الأمّة في المباحث الفقهيّة والمضطربات الشرعيّة ، وكان مشغولاً به في سنوات

ص: 446


1- الانتصار 2 : 726 ، إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).
2- مآثر الأبرار 2 : 972.
3- طبقات الزيديّة 3 : 1224 ، الطبقة الثالثة.
4- اللآلي المضيّة 2 : 493.
5- التحف شرح الزلف : 186.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

743 - 748 (1).

قال عبد الوهاب المؤيّد - وهو أحد محقّقي الجزء الأوّل من الكتاب - في مقدّمة هذا الكتاب : إنّه موسوعة نادرة للمدارس والمذاهب الفقهيّة الإسلاميّة ، بل يتميّز على الموسوعة ، ويتفوّق عليها ، ويتجاوزها من حيث إنّه عالم متبحّر بحوار الأفكار والآراء ، وتقارع الحجج والبراهين ، واتّفاق واختلاف الآراء والمذاهب ، فهو بحث واسع للفقه المقارن الذي يستخدم في منهجه إيراد الآراء ، ثمّ فحصها ومقارنتها في كلّ مسألة ، ثمّ يعود إلى تقرير المختار إليه ، ممعناً في الاستدلال بأسلوب العالم المتجرّد من كلّ الأهواء ، ويختم كلّ مسألة بإيراد الانتصار الذي يناقش آراء وأقوال مخالفيه بحصافة الناقد البصير ، وبصيرة الناقد الحصيف ، وقال أيضاً : انتهى من تأليف الانتصار سنة 748 (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار في تقرير المختار من مذاهب الأئمّة وأقاويل علماء الأمّة في المباحث الفقهيّة والمضطردات الشرعيّة ، موسوعة شاملة لأقوال مختلف المذاهب.

ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، بعض النسخ بخطّ المؤلّف (3).

وكذا ذكر للكتاب نسخ عديدة في كتابه مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (4).

ص: 447


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 162.
2- الانتصار على علماء الأمصار ، الجزء الأوّل مقدّمة التحقيق.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1152.
4- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست.

أقول : ويسمّى أيضاً : الانتصار على علماء الأمصار ، كما في بعض المصادر (1) ، وطبع الكتاب تحت هذا العنوان وهو ما أثبتاه.

ص: 448


1- انظر ما قدّمناه من مصادر في هامش ترجمة المصنّف.
( 88 ) مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار
الحديث :

الأوّل : قال : وجمَعَهم ( القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) ) الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) في قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

الثاني : قال : ومن ذلك قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (2).

مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار :

نسبها إليه محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار ، وقال : في الردّ على الباطنيّة (3) ، والسيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (5) ، والسيد المؤيّدي في التحف شرح الزلف (6) ، وغيرهم (7).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي لجميع كتب المؤيّد باللّه عند ذكر كتاب الحاوي.

ص: 449


1- مشكاة الأنوار : 60 ، مخطوط مصوّر.
2- مشكاة الأنوار : 97 ، مخطوط مصوّر.
3- مآثر الأبرار 2 : 972.
4- اللآلي المضيّة 2 : 493.
5- طبقات الزيديّة 3 : 1224 ، الطبقة الثالثة.
6- التحف شرح الزلف : 186.
7- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار ، ردّ على رسالة كتبها أحد الباطنيّة رداً على رسالة الشيخ أبي محمّد الحسن بن محمّد الرصّاص ، وقد أودع الباطني رسالته عقائد المذهب في الأصول والطقوس والشعائر الدينيّة ، وأوّلها بتأويلات تبعدها عن قصد الشريعة وأهدافها ، وأورد فيها نصوصاً محرّفة من الأحاديث يستدلّ بها على ما ذهب إليه ، وفي هذا الكتاب نقد وتمحيص للمذهب الباطني ولما في الرسالة المذكورة ، على ضوء مذهب أهل البيت ( أئمّة الزيديّة ) بالإضافة إلى جملة من الأدلّة العقليّة ، وهو في مقدّمة وثلاث فنون وخاتمة ، استعرض فيها : طريقة الإبطال ، طريقة المعارضة ، طريقة التحقيق ، تمَّ تأليفه في العشر الأواخر من جمادي الآّخر سنة708 (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار ، قال الحبشي : فرغ من كتابتها سنة 817 ه- ، بمكتبة الجامع برقم 131 ( علم كلام ) مع كتاب المعالم الدينيّة طبع بتحقيق محمّد السيد بسيوني سنة 1972 م القاهرة ، ثمّ ذكر عدّة نسخ خطيّة للكتاب في عدّة مكتبات (2).

ص: 450


1- مؤلّفات الزيديّة 3 : 21.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1130.
( 89 ) الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ
( شرح نهج البلاغة )
الحديث :

قال : ومن خطبة له ( عليه السلام ) : « عباد اللّه ، إنّ من أحبّ عباد اللّه إلى اللّه عبداً أعانه اللّه على نفسه ... ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر » أشار بذلك إلى قول الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » فالثقل الأكبر هو كتاب اللّه ، والثقل الأصغر هم العترة ، وإنّما سمّيا ثقلين ; لما تضمّناه ، من أثقال التكاليف ، وتحمّل أعباءهما وأراد أنّ سيرتي فيكم مطابقة لحكم كتاب اللّه ، وجعلت أولادي الذين هم أولاد الرسول وعترته خلفاً عليكم بعدي (1).

الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ :

قال يحيى بن حمزة في مقدّمة كتابه هذا : فإنّي جرّدت همّتي وشحّذت غرار عزيمتي في هذا الإملاء بعد استخارة ذي الطول ، والاستعانة بمن له القوّة والحول ، إلى إيضاح ما وقع في كلام أمير المؤمنين من تفسير ألفاظه الغريبة ، وإظهار معانيه اللطيفة العجيبة ، وبيان أمثاله الدقيقة ، ولطائف معانيه الرشيقة ، إلى أن قال : فلمّا سبكته نيار الفكرة في بوتق التحقيق ، وصار ذهباً خالصاً يموج في قالب أنيق ، سمّيته بكتاب : ( الديباج الوضيّ في الكشف عن

ص: 451


1- الديباج الوضيّ 2 : 655 ، خطبة رقم 84.

أسرار كلام الوصيّ ) ليكون اسمه موافقاً لمسمّاه ، ولفظه مطابقاً لمعناه ، حيث كانت العلوم درراً وهو تاجها ، وحللاً وهو ديباجها.

ثمّ قال : واعلم أنّي قد سلكت فيه أحد مسلكين : المسلك الأوّل : أن أقتطع من كلامه ( عليه السلام ) قطعة ، ثمّ أعقد عليها عقداً يكون محيطاً بأسرارها وغرائبها ، ويحتوي على جميع معانيها وعجائبها.

المسلك الثاني : أن أذكر اللفظة المركّبة من كلام أمير المؤمنين ، ثمّ أكشف معناها ، وأوضّح مغزاها من غير التزام عقد لها ، ولا إشارة إلى ضابط (1).

وقال في آخر هذا الكتاب : وكان الفراغ منه في شهر ربيع الآخر من شهور سنة ثمانية عشرة وسبعمائة (2).

نسبه إليه محمّد بن علي الزحيف في مآثر الأبرار (3) ، والسيد أحمد بن محمّد الشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، وإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (5) ، وغيرهم (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ ، شرح كبير في ثلاث مجلّدات على كتاب ( نهج البلاغة ) ، وهو شرح تناول بعض العلوم الأدبيّة ومباحث كلاميّة عقائديّة ومسائل تاريخيّة تناسب الخطب والكلمات ، فرغ المؤلّف منه في شهر ربيع

ص: 452


1- الديباج الوضي 1 : 102 ، مقدّمة المؤلّف.
2- الديباج الوضي 6 : 3090.
3- مآثر الأبرار : 972.
4- اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة 2 : 494.
5- طبقات الزيديّة 3 : 1224 ، الطبقة الثالثة.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

الآخر سنة 718 (1).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي لجميع كتب يحيى بن حمزة عند ذكر كتاب الحاوي.

وقد طبع هذا الكتاب في ستّة مجلّدات بتحقيق خالد بن قاسم بن محمّد المتوكّل ، وصدر عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافيّة.

ص: 453


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 480.

ص: 454

( 90 ) مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار
الحديث :

قال : المسلك الأوّل ( في رجحان تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) ) ما ورد من جهة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) من الثناء عليهم كقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (2) ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة ، وقال : مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار - خ - مجلّد رقم 67 ( علم الكلام ) أخرى 13 ( مجاميع ) 18 - 42 غربية جامع (3).

والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة ، قال : مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار ، تأليف : الإمام المؤيّد يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، أوّله : ( الحمد لله القيّوم الذي بهر شفف توماض برهانه أفئدة أهل

ص: 455


1- مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار : 6 ، رجحان تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) على غيرهم ، مخطوط مصوّر.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 183.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1130.

الزيغ والعناد ) (1).

ونسبها إليه أيضاً : الأكوع في هجر العلم ومعاقله (2) ، وخالد بن قاسم - محقق كتاب الديباج الوضي - في مقدّمة الكتاب (3) ، والدكتور أحمد صبحي في كتابه الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراءه الكلاميّة (4).

ص: 456


1- مؤلّفات الزيديّة 3 : 20.
2- هجر العلم ومعاقله 1 : 506.
3- الديباج الوضيّ 1 : 65 ، مقدّمة المحقق.
4- الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراءه الكلاميّة : 24.
( 91 ) الدعوة العامّة
الحديث :

قال : فنحن أهل البيت الشهداء ، والناس المشهود عليهم ، وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به ... » الخبر (1).

الدعوة العامّة :

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الدعوة العامّة - خ - ( مجاميع ) 106 ، مكتبة الأوقاف ق 165 - 169 (2) ، ونسبه إليه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الدعوة العامّة كتبها الإمام المؤيّد يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، رسالة إلى كافّة الناس يدعوهم إلى إمامته (4).

ونسبها إليه أيضاً : الزركلي في الأعلام (5) ، وخالد بن قاسم بن محمّد المتوكّل - محقق كتاب الديباج الوضي - في مقدّمة كتاب الديباج الوضي (6).

ص: 457


1- الدعوة العامّة : 68 ، مخطوط مصوّر.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1128.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 184.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 470.
5- الأعلام 8 : 143.
6- الديباج الوضيّ 1 : 62 ، مقدّمة المحقق.

ص: 458

( 92 ) الدعوة إلى سلطان اليمن
الحديث :

قال : الحمد لله على ما أولانا ، إلى أن قال : وقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح » الخبر ، وقال : « أهل بيتي كالنجوم » الخبر ، وقال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم » الخبر ، إلى غير ذلك (1).

الدعوة إلى سلطان اليمن :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : الدعوة إلى سلطان اليمن - خ - ( مجاميع ) 106 مكتبة الأوقاف ق 170 - 173 (2).

ونسبها إليه أيضاً في كتابه مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، قال : عدد صفحاتها : 4 صفحات (3).

ونسبها إليه خالد بن قاسم محقق كتاب الديباج الوضي في مقدّمة التحقيق (4).

ولكن قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة الدعوة العامة ، كتبها الإمام المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، كتاب دعوته إلى سلطان

ص: 459


1- الدعوة إلى سلطان اليمن : 8 ، مخطوط مصوّر.
2- أعلام المؤلفين الزيديّة : 1128.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 184.
4- الديباج الوضي 1 : 62 ، مقدّمة المحقق.

اليمن ، وأمراء آل يحيى بن حمزة ، والأمير عبد اللّه بن أحمد (1).

فعدّ السيد أحمد الحسيني هذه الدعوات ، دعوة واحدة ، ولكن هي أكثر من دعوة ، فإنّ الدعوة العامّة وحدها ، وقد تقدّم الكلام عنها ، والدعوة إلى سلطان اليمن وهي هذه ، ودعوة إلى أمراء آل يحيى ، نعم هذه الدعوات جميعها في مجلّد واحد.

قال عبد السلام الوجيه في مصادر التراث : الدعوة العامّة - 7 - صفحات ، الدعوة إلى سلطان اليمن 4 صفحات ، دعوته إلى أمراء آل يحيى بن حمزة 3 صفحات ، ثمّ ذكر كتابه إلى الأمير عبد اللّه بن أحمد (2).

ص: 460


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 470.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 184.
( 93 ) النمرقة الوسطى في الردّ على منكر فضل آل المصطفى علي بن محمّد بن علي بن منصور ( ت 773 ه- )
الحديث :

قال : الحجّة الرابعة : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

علي بن محمّد بن علي بن منصور :

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في كاشفة الغمّة : مولانا الإمام المهدي لدين اللّه علي بن محمّد بن علي ( عليه السلام ) ، فكان فضله أشهر من الشمس وضحاها ، وأجلى من القمر إذ تلاها ، درّة تاج العترة ومصطفاها ، إلى أن قال : وجمع اللّه لإمامنا هذا متفرّقات الفضل والفضايل ، وأعطاه ما لم يعطه أحداً من الأواخر والأوايل ، قبولاً في القلوب على اختراقها ، وتماماً في محبة الجهاد معه ، ثمّ قال : وكان له ( عليه السلام ) ثلاث حالات على الجملة ، الحالة الأُولى : حالة اقتباس العلم والتحقيق ، الحالة الثانية : حالة التدريس ، ونشر ما وهب اللّه له من حكمته ، الحالة الثالثة : حالة الدعاء إلى اللّه والجهاد في سبيله ، ثمّ قال : فلم يتمكّن من البسط في التصنيف ، وله ( عليه السلام ) مختصرات ورسائل وأجوبة لما لا يحصى من المسائل (2).

ص: 461


1- النمرقة الوسطى : 3. مخطوط مصوّر.
2- كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : 59.

قال أحمد بن يحيى بن المرتضى في الجواهر والدرر : والدنا الإمام المهدي علي بن محمّد بن علي بن منصور بن يحيى بن مفضّل بن الحجاج ابن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام يوسف الداعي بن يحيى بن أحمد الناصر بن الهادي إلى الحق ، ولد سنة 705 ه- ، ودعا في ( ثلا ) المحروس سنة 750 ه- ، وتوفّي في جمادى الآخرة سنة 774 ه- في ( ذمار ) ونقل منها إلى ( صعدة ) ومشهده فيها مشهور (1).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : ولد ( عليه السلام ) بعد سنة خمس وسبعمائة سنة ، بقيت له الدولة نيفاً وعشرين سنة ، ونشأ على طريقة آبائه الأعلام في السعي لأسباب الكمال والتمام ، حتّى برز في كلّ من الفنون وعلوم الإسلام ، وصارت تشدّ إلى عقوته الأكوار ; لاقتباس الفتاوي وتنفيذ الأحكام ، من المغرب والمشرق واليمن والشام ، ثمّ دعا بثلا يوم الخميس آخر شهر ربيع الآخر سنة خمسين وسبعمائة.

إلى أن قال : وكانت وفاة الإمام علي ( عليه السلام ) في شهر ربيع الأوّل من سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ، مات وقد لحقه نقص في عقله وتمييزه في وجع أصابه في رأسه ، وكان موته بذمار ، فنقله ولده إلى صعدة بوصاية من أبيه (2).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : ولد سنة سبع وسبعمائة ، ودولته نيّف وعشرون سنة ، إلى أن قال : وكانت وفاة الإمام علي بن محمّد ( عليه السلام ) في شهر ربيع الأوّل من سنة ثلاث

ص: 462


1- الجواهر والدرر : 231 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
2- مآثر الأبرار 2 : 1003.

وسبعين وسبعمائة ، وعن الإمام المهدي أحمد بن يحيى أنّه توفّي في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وسبعمائة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : الحسني الهادوي الإمام المهدي لدين اللّه أبو محمّد ، مولده سنة سبع وسبعمائة ، نشأ على طريقة آبائه الأعلام في العلم والعمل والاجتهاد ، فأوّل سماعه على العلاّمة يحيى بن محمّد بن يحيى حنش ، ثمّ قال : وشيخه في الأصولين وغيرها من كتب الأئمّة وشيعتهم العلاّمة أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي ، وممّا سمع عليه ( شفاء الأمير الحسين ) ، وكذلك أخذ فقه الزيديّة وشيعتهم على العلاّمة أحمد بن محمّد مرغم ، وممّا سمع عليه أيضاً الشفاء للأمير الحسين ، ومن مشائخه أيضاً يحيى بن القاسم بن عمر العلوي ، وله قراءة وسماع على عمّه السيد الحسن بن علي بن يحيى ، ومن مشايخ الآفاق العلاّمة محمّد بن عبد الكريم الينبعي. إلى أن قال : وله تلامذة أجلاّء أجلّهم السيد الهادي بن يحيى ، والسيد يحيي بن المهدي بن القاسم الحسيني ، وولده الإمام صلاح بن علي ، ومحمّد بن أحمد بن عمران ، والقاضي عبد اللّه الدّواري.

قال صاحب الإيضاح : وممّن أخذ عنه الإمام المهدي أحمد بن يحيى والإمام الهادي علي بن المؤيّد.

ثمّ قال : كانت دعوته بثلا يوم الخميس آخر شهر ربيع الآخر سنة خمسين وسبعمائة ، ولم يزل قائماً بالجهاد والاجتهاد حتّى كان آخر زمانه في ذمار ، مرض مدّة حتّى لحقه نقص في العقل من وجع أصابه في رأسه ، فتوفّي

ص: 463


1- اللآلي المضيّة 2 : 501.

بذمار في ربيع الأوّل سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة عن ست وستين سنة (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله : وله سيرة كتبها إسماعيل بن إبراهيم بن عطيّة (2).

النمرقة الوسطى في الردّ على منكر فضل آل المصطفى :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور في ترجمة علي بن المرتضى بن المفضّل : ولما اشتهرت المناظرة بينهما (3) عمل العلماء في ذلك رسائل منهم الإمام المهدي علي بن محمّد في حال سيادته ، سمّاها النمرقة الوسطى في الردّ على منكر فضل آل المصطفى (4).

ونسبها إليه السيد المؤيّدي في التحف شرح الزلف (5) ، وإسماعيل الأكوع في هجر العلم ومعاقله (6) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث ، ولكن تحت عنوان ( النمرقة الوسطى وشفاء الأشفى في الردّ على جاحد ذرّيّة المصطفى ) (7).

ص: 464


1- طبقات الزيديّة 2 : 780 ، الطبقة الثالثة.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 716 ، هجر العلم ومعاقله 4 : 1866. وانظر في ترجمته أيضاً : مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمّال : 254، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1 : 332 ، الجواهر المضيّة : 71 ، مؤلّفات الزيديّة 3 : 128 ، التحف شرح الزلف : 190 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 339 ، 453 ، 2 : 565 ، الفلك الدّوار : 60 ، في الهامش ، المقتطف من تاريخ اليمن : 195 ، معجم المؤلّفين 7 : 223 ، الأعلام 5 : 6 ، بلوغ المرام في شرح مسلك الختام : 51 ، 411.
3- بين علي بن المرتضى بن الفضل والسيد أحمد بن صلاح.
4- مطلع البدور 3 : 200.
5- التحف شرح الزلف : 191.
6- هجر العلم ومعاقله 4 : 1867.
7- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 339 ، 453 ، 2 : 565.

وقال في أعلام المؤلّفين الزيديّة : النمرقة الوسطى في الرد على منكر فضل آل المصطفى ، ثمّ قال : - خ - منه نسختان ضمن مجموع أوّله تفسير الأئمّة ، وأخرى ضمن مجموع عقود العقيان - خ - سنة 727 ه- بمكتبة آل الهاشمي ، مصوّرة بمكتبة السيد عبد الرحمن شايم (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : النمرقة الوسطى في الردّ على منكر فضل آل المصطفى ، تأليف : الإمام المهدي علي بن محمّد ، ألّفه على أشد مشاجرة جرت بين السيد جمال الدين علي بن المرتضى والسيد أحمد بن صلاح (2).

ص: 465


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 716.
2- مؤلّفات الزيديّة 3 : 128.

ص: 466

( 94 ) اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة محمّد بن يحيى القاسمي ( حياً 779 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : والأئمة الهادين الذين اصطفاهم اللّه لإرث كتابه ، وجعلهم لا يفارقون القرآن ... ، وفيهم خبر الثقلين (1).

الثاني : قال : ونُزيد على ذلك ممّا يؤيّده ما رويته بالإسناد الموثوق به من طريق الإمام الحسن بن محمّد ( عليه السلام ) أنّ الضحّاك سأل أبا سعيد الخدري عن ما اختلف فيه الناس بعد الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال : واللّه ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ، ووعاه قلبي. إلى قوله : إنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه ، لم يخطبنا بعده ، فحمّد اللّه وأثنى عليه ، وقال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب ، فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكنّي أضرّ بي وجع ، فامتنعت من الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب اللّه ، سبب بينكم وبين اللّه تعالى ، طرف بيده وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيته ، واللّه إنّ في أصلاب المشركين من هو أرضى من كثير منكم » وهذا الخبر ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، واشتهر عند المؤالف والمخالف ،

ص: 467


1- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 4 ، مخطوط مصوّر.

ورووه بألفاظ مختلفة ، وهي في المعنى مؤتلفة (1).

الثالث : قال : قوله « أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » وتبيين النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بقوله « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (2).

الرابع : قال : وذلك فيما رويناه من الإسناد الموثوق به من قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (3).

الخامس : قال : وأمّا الوجه الثاني وهو من السنّة فهو قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلقته بالقبول ، وأجمعوا على روايته بالألفاظ المختلفة المفيدة لمعنى واحد ; لأنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال بمحضر الجمع الكثير في حجّة الوداع فجرى مجرى الأخبار المتعلّقة بأصول الدين المهمّة كالصلاة والصوم وغير ذلك (4).

السادس : قال : ومن طريق السيد الإمام مجد الدين المرتضى بن مفضل ( قدّس اللّه روحه ) ما قاله في كتابه بيان الأوامر المجملة قوله ( عليه السلام ) : ومن صريح ما ذكره الأئمّة ( عليهم السلام ) في معنى ما ذكرناه أوّلاً وآخراً في ذلك قول أمير المؤمنين

ص: 468


1- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 13 - 14 ، مخطوط مصوّر.
2- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 67 ، مخطوط مصوّر.
3- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 67 ، في أمر الرسول باتّباع العترة ، مخطوط مصوّر.
4- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 338 ، في أنّ إجماع أهل البيت حجّة ، مخطوط مصوّر.

وسيد الوصيين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « فأين يتاه بكم ، بل كيف ... » وقال ( عليه السلام ) فيه : أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة لأمثلها فيكم ، وهو كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة ، وهم باب حطة من دخله غفر له ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين ، حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » الخبر (1).

السابع : قال : وأمّا كلام الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) ، فإنّه قال : اعلم أيّها السائل ... ، وفي أمر الأمّة باتباع ذريّة المصطفى ما يقول النبي المرتضى : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الخبر (2).

الثامن : قال : فصل في الكلام في الأئمّة من بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وزيد بن علي ( عليه السلام ) من كلام الإمام أحمد بن سليمان ( عليه السلام ) ... ، قال بعد ذلك : فهذا ما جاء في الكتاب من ذكر أهل البيت ، ومن سنة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ما نورده ، فإنّه روي عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : « تركت فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوضّ » (3).

التاسع : قال : وقد روى الإمام الحسن بن محمّد ( عليه السلام ) الخبر الأوّل (4) ، وفيه

ص: 469


1- اللآلى الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 340 ، مخطوط مصوّر.
2- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 342 ، مخطوط مصوّر.
3- اللآلي الدرية شرح الأبيات الفخريّة : 388 - 389 ، مخطوط مصوّر.
4- وهو الخبر المتقدّم برقم 8.

زيادة وهو قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلّقته بالقبول ، وأجمعوا على روايته بالألفاظ المختلفة المفيدة لمعنى واحد ; لأنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) بمحضر ذلك الجمع الكثير في حجّة الوداع فجرى مجرى الأخبار المتعلّقة بأمور الدين المهمّة كالصلاة والصوم وغير ذلك (1).

العاشر : قال : ومن طريق الإمام المهدي لدين اللّه أمير المؤمنين الولي علي ابن محمّد بن علي ( عليه السلام ) مثله (2) ، إلاّ أنّه زاد فيه أنّه « لن ينفع هذا إلاّ بهذا » وهذا الخبر ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، واشتهر بين المخالف والمؤالف ، ولنا فيه وجوه منها : أنّه حثّ على التمسّك بهم كما حثّ عليه في القرآن (3).

الحادي عشر : قال : وحكى الحاكم رحمه اللّه عن زيد بن علي ( عليه السلام ) أنّه قال : الردّ إلينا نحن والكتاب الثقلان (4).

الثاني عشر : قال : قال الإمام يحيى بن حمزة ( عليه السلام ) ... ، والحجّة الرابعة قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّه لن ينفع هذا إلاّ بهذا » وهذا الخبر ممّا تلقته الأمّة بالقبول ، واشتهر بين المخالف والمؤالف ، ولنا فيه وجوه منها : ... (5).

ص: 470


1- اللآلي الدريّة شرح الأبيات الفخرية : 389 ، مخطوط مصوّر.
2- أي : حديث الثقلين السابق برقم 9.
3- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 391 ، مخطوط مصوّر.
4- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 394 ، مخطوط مصوّر.
5- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 439 ، مخطوط مصوّر.

الثالث عشر : قال : قال ( عليه السلام ) أيضاً (1) : فإنّه قد روي عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال في خطبة الوداع : « أيّها الناس ، إنّي امرء مقبوض ، وقد نعيت إليّ نفسي ... ، وستفترق أمّتي بعدي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة » فلمّا سمع ذلك منه ضاق به المسلمون ذرعاً ... ، وقالوا يارسول اللّه ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية؟ حتّى يعتمد عليها فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » والأمّة مجمعة على صحّة هذا الخبر ، وكلّ فرقة من فرق الإسلام تلقّته بالقبول (2).

الرابع عشر : قال : ما رواه الإمام المنصور باللّه الحسين بن محمّد ( عليه السلام ) من كتاب السفينة عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفره وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة في ذلك ، ألا إنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة راية سوداء ، فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ، قد اسودّت

ص: 471


1- أحمد بن سليمان.
2- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 445 ، مخطوط مصوّر.

وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون : كالقول الأوّل ، نحن أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك كالقول الأوّل ، نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب اللّه وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أخرى تلمع نوراً فأقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّيّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناواهم ، فأقول لهم ابشروا فأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء » الخبر (1).

الخامس عشر : قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً » الخبر (2).

محمّد بن يحيى القاسمي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد العلاّمة محمّد ابن يحيى بن الحسين ، قال في تاريخ السادة آل الوزير : العلاّمة محمّد بن يحيى بن الحسين بن محمّد القاسمي رحمه اللّه وأعاد من بركاته ، هو شارح أبيات الواثق باللّه المطهّر بن محمّد بن المطهّر الذي ذكر فيها عقيدة

ص: 472


1- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 451 ، مخطوط مصوّر.
2- اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : 456 ، مخطوط مصوّر.

أهل البيت ( عليهم السلام ) (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن يحيى القاسمي ، السيد العلاّمة المعروف بمؤمن آل القاسم الرسي ( عليه السلام ).

ثمّ ذكر مشايخه وما استجازه من كتب عن قول محمّد بن يحيى ، إلى أن قال : وكان تمام تأليف كتابه في ربيع الأوّل من شهور سنة تسع وسبعين وسبعمائة بهجرة الظهراوين.

ثمّ قال : وأجلّ تلامذته علي بن المرتضى بن مفضّل ، وولده إبراهيم بن علي ابن المرتضى (2).

قال محمّد زبارة في ملحق البدر الطالع : السيد العلاّمة محمّد بن يحيى القاسمي الحسني المعروف بمؤمن آل القاسم الرسي ( عليه السلام ) ، أخذ عن السيد الحسن بن المهدي الهادوي ، والإمام محمّد بن المطهّر ، والقاضي أحمد بن الحسن بن محمّد الرصّاص والفقيه علي بن شوكان ، وجار اللّه الينبعي وغيرهم ، وكان عالماً كبيراً ، وأجلّ تلامذته : السيد علي بن المرتضى بن المفضّل ، وولده إبراهيم بن علي المرتضى وغيرهم ، وهو شارح الأبيات الفخريّة ، إلى أن قال : وكان فراغ صاحب الترجمة من تأليف شرحها في ربيع الأوّل سنة 779 تسع وسبعين وسبعمائة بهجرة الظهراوين (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : وربّما عاش حتّى أدرك زمن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى المتوفّي سنة 840 ه- (4).

ص: 473


1- مطلع البدور 4 : 212.
2- طبقات الزيديّة 2 : 1110 ، الطبقة الثالثة.
3- البدر الطالع 2 : 358 ، في ملحق محمّد زبارة.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1012.

أقول : إنّ صاحب الطبقات ذكر أنّ من أجل تلامذته علي بن المرتضى ابن المفضّل كما تقدّم ، وأنّ علي هذا ولد سنة 704 ه- وتوفّي سنة 784 ه- (1) ، فالتلميذ قد توفّي في 784 ه- عن عمر ثمانين سنة ، فما حال استاذه.

اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : قال في تاريخ السادة آل الوزير : محمّد بن يحيى ، هو شارح أبيات الواثق باللّه المطهّر بن محمّد بن المطهّر الذي ذكر فيها عقيدة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ثمّ قال : كتاب قليل ندّه عظيمة فائدته ، في جميع أقوال أهل البيت في أصول الدين وعقائدهم ، وكان ينبغي أن تشحن به الخزائن ، وتحيى مكنوناته في الصدور ، ولكن المتأخّرين أهملوا علوم آبائهم ، فنسجت عليها عناكب النسيان حتّى إذا ذكرت الآن كذّب رواتها وضلّل معتقدها (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال في كتابه شرح منظومة الواثق المطهّر بن محمّد بن المطهّر بن يحيى ( عليه السلام ) التي أوّلها :

لا يستزلّك أقوام بأقوال *** ملفّقات حريّات بإبطال

قال ما لفظه : نقلت هذا المنقول من نهج البلاغة ومن حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان ، ومن التصنيف الظريف للسيد الإمام يحيى بن منصور بن العفيف ، وهو لي سماع ، ومن مجموع القاسم والهادي ، وهما لي إجازة من السيّد شرف الدين الحسن بن المهدي الهادوي وهما لي

ص: 474


1- مطلع البدور 3 : 202 ، وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 97 ، مؤلّفات الزيديّة 2 : 395 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1347 ، معجم المؤلّفين 12 : 109 ، الأعلام 7 : 140.
2- مطلع البدور 4 : 212.

إجازة من الفقيه إسماعيل بن علي الأسلمي ، ومن موضوعات السيد حميدان بن القاسم وهو لي إجازة عن السيد المقدّم ذكره.

ثمّ قال : وكان تمام تأليف كتابه في ربيع الأوّل من شهور سنة تسع وسبعين وسبعمائة بهجرة الظهراوين بشظب ، ثمّ قال ما لفظه : وقد أذنت لمن أبطل عليه من أولاد البطنين واتّباع الثقلين ، وشيعة الأخوين أن يصلحوا ما وجدوا فيه من اللحن والخطل ، يتعاهدوا بما شاهدوا فيه من خطأ وزلل ، انتهى بلفظه (1).

ونسبه إليه أيضاً : عبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (2) ، ومحمد زبارة في ملحق البدر الطالع (3) ، وعبد السلام في مصادر التراث (4) ، وغيرهم (5).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : اللآلي الدرّيّة في شرح الأبيات الفخريّة ، تأليف : السيد محمّد بن يحيى القاسمي اليمني ، شرح على القصيدة اللاميّة التي نظّمها الإمام الواثق المطهّر بن محمّد في أصول الدين ، فرغ منه الشارح في ربيع الأول سنة 779 بهجرة الظهراوين من اليمن (6).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : اللآلىء الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة ، شرح فيها أبيات الإمام المطهّر بن محمّد المتوفّى

ص: 475


1- طبقات الزيديّة 2 : 1110 ، الطبقة الثالثة.
2- الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : 97.
3- البدر الطالع 2 : 358 ، ملحق البدر لمحمد زبارة.
4- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- مؤلّفات الزيديّة 2 : 395.

سنة ( 802 ه- ) ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات (1).

والكتاب تحت التحقيق ، وسيصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافيّة.

ص: 476


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1012.
( 95 ) الدّر النضيد ( العقد النضيد ) المستخرج من شرح ابن أبي الحديد فخر الدين عبد اللّه بن الهادي بن يحيى بن حمزة ( ت 793 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : فكتب عمرو : من عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان ، أمّا بعد : ... ، وقد قال فيه : « عليّ وليّكم بعدي » وأكّد القول عليّ وعليك وعلى جميع المسلمين ، وقال « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » (1).

الثاني : قال : وروى الواقدي ، قال : سئل الحسن ( عليه السلام ) عن علي ( عليه السلام ) ، وكان يظنّ به الانحراف عنه ولم يكن كما يظنّ ، فقال : فما أقول فيمن جمع الخصال الأربع ... ، وقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « الثقلان : كتاب اللّه وعترتي » (2).

فخر الدين عبد اللّه بن الهادي بن يحيى بن حمزة :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : فخر الدين عبد اللّه ابن الهادي ابن الإمام يحيى بن حمزة ( عليه السلام ) ، ترجم له السيد الهادي بن إبراهيم ابن محمّد تراجم مختصرة ، قال : كان يسكن خبان ، وهو أحد العلماء الأعلام الشيوخ المنتفع بهم ، وقراءته بصعدة على الشيخ إسماعيل والقاضي عبد اللّه وغيرهما.

ص: 477


1- الدر النضيد ( العقد النضيد ) : 360 ، مخطوط مصوّر.
2- الدر النضيد ( العقد النضيد ) : 584 ، مخطوط مصوّر.

ثمّ قال : كان رحمه اللّه للعلم جمّاعاً ، وفي الكلام شجاعاً ، شهد له موضوعاته وتعليقاته في كلّ فن ، ثمّ قال : توفّي رحمه اللّه بمدينة صنعاء ، ودفن في مسجد الأخيرم ، قلت : يعني به المسجد المعروف اليوم بالوشلي (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : عبد اللّه بن الهادي ابن الإمام يحيى بن حمزة ، عالم ، فاضل ، فقيه ، محقق ، سكن خبان ، وقرأ بصعدة على الشيخ إسماعيل والقاضي عبد اللّه وغيرهما ، وكان من أنصار الإمام صلاح الدين بن محمّد بن علي ، وهو أديب مشارك في عدّة علوم ، توفّي بمدينة صنعاء ، نحو 793 ه- (2).

قال الأكوع في هجر العلم : عبد اللّه بن الهادي بن يحيى بن حمزة : فقيه عالم محقق ، سكن خبان ، وتوفّي بصنعاء سنة 793 ه- تقريباً (3).

ولكن قال عمر كحالة في معجم المؤلّفين : توفّي حوالي 810 ه- ، عن بروكلمان (4).

الدّر النضيد ( العقد النضيد ) المستخرج من شرح ابن أبي الحديد :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وله منتخب من شرح ابن أبي الحديد يسّمى الدرّ النضيد من شرح ابن أبي الحديد على

ص: 478


1- مطلع البدور 3 : 90.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 624.
3- هجر العلم ومعاقله 1 : 509.
4- معجم المؤلّفين 6 : 161 ، وانظر في ترجمته أيضاً : الذريعة 14 : 134 ، 15 : 299 ، مجلّة تراثنا 5 : 158 ، مؤلّفات الزيديّة 2 : 270 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست.

نهج البلاغة (1).

قال الطهراني في الذريعة : شرح النهج لفخر الدين عبد اللّه بن المؤيّد باللّه ، هو اختصار من شرح ابن أبي الحديد ، ويسمّى ( العقد النضيد ) أو ( الدرّ النضيد ) المستخرج من شرح ابن أبي الحديد ، توجد منه نسخة كتابتها سنة 1080 في مكتبة المجلس بطهران كما في فهرس المخطوطات منها ( ج1 ، ص167 ) (2).

قال عبد السلام الوجيه : العقد الفريد في مختصر ابن أبي الحديد ، ويسمّى الدرّ النضيد ، ومنه نسخة مصوّرة باسم العقد النضيد ، خطّ قديم منزوع الأول إلى ص 25 ، بمكتبة السيد محمّد بن حسين العجري بصعدة ، ثلاث نسخ مصوّرة بمكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي ( 678 ه- ) (3).

ونسبه إليه أيضاً : السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (4) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (5) ، والأميني في الغدير (6).

ص: 479


1- مطلع البدور 3 : 90.
2- الذريعة 14 : 134 ، 15 : 299.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 625.
4- مؤلّفات الزيديّة 2 : 270.
5- هجر العلم ومعاقله 1 : 509.
6- الغدير 4 : 189.

ص: 480

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن التاسع الهجري

اشارة

ص: 481

ص: 482

مؤلّفات الهادي بن إبراهيم بن عليّ الوزير ( ت 822 ه- )

( 96 ) هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
الحديث :

الأوّل : قال في المقدّمة : الحمد للّه الذي أيّد علوم العترة النبوية بأئمتها ، إلى أن قال : نحمده أن جعل أئمة العترة أطواد الإيمان وأسباب الأمان ، قرن بهم القرآن ، فهم والكتاب الثقلان (1).

الثاني : قال : فمن ذلك ما رويناه عن الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ( عليه السلام ) قال من صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكراسة الثانية من أوّله بإسناده إلى يزيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد اوتيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ). قال : يابن أخي ، واللّه لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه

ص: 483


1- هداية الراغبين : 37 ، مقدّمة الكتاب.

النور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثم قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي أذكّركم اللّه في أهل بيتي » ، فقال الحصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. هذه رواية الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) (1).

الثالث : قال : ومن كتاب المستوفى لأبي الخطّاب ذي النسبين في تفسير آل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : والذي علمنا رسول اللّه فيما صحّ باتّفاق : « اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد » أي ذريّته ، وليس له ذرّيّة إلاّ من سيدة نساء أهل الجنّة أمّ أبيها فاطمة الزهراء البتول ، وهم الذين حرموا الصدقة. أخرج مسلم في صحيحه من طريقين بأسانيد ، ثمّ قال : حدّثنا محمّد بن بكار بن الريان ، قال : حدّثنا حسّان بن إبراهيم ، عن سعيد - وهو ابن مسروق - عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا : لقد رأيت خيراً ، لقد صاحبت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وصلّيت خلفه.

وساق الحديث بنحو حديث ابن حيّان غير أنّه قال : « ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب اللّه عزّ وجلّ وهو حبل اللّه ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » ثمّ قال في حديث أبي حيّان ، وزاد مسلم فيه : « فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » - ثلاثاً - الحديث ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم اللّه إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثمّ يطلّقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته

ص: 484


1- هداية الراغبين : 41 ، من هم أهل البيت.

أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، وهم : آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم فثبت بهذا النص الصحيح ما فسرّه الصاحب الذي شهد نزول الوحي بتفسيره الصريح ، هذا كلام أبي الخطاب (1).

الرابع : قال : لنا أيضاً : إنّ رسول ( صلى اللّه عليه وآله ) قد بيّن أهل البيت من هم وذلك ثابت فيما رويناه سماعاً بالسند الصحيح من ( صحيح الترمذي ) فأوّل ما فيه أن ترجم مناقب أهل بيت النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ، يرفعه إلى جابر بن عبد اللّه ، قال : رأيت النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في حجّته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى يخطب ، فسمعته يقول : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد (2).

الخامس : قال : قال الإمام المنصور باللّه ( عليه السلام ) ، من صحيح أبي داود ومسلم ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، وهو ما رواه عن زيد بن أرقم ، قال : قام فينا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خطيباً بماء يدعى ( خمّاً ) بين مكّة والمدينة ، فحمد اللّه ، وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فأوصى بكتاب اللّه دفعة وبأهل بيته ثلاثاً تأكيداً للحق ، وإيجاباً

ص: 485


1- هداية الراغبين : 42 ، من هم أهل البيت.
2- هداية الراغبين : 48 ، من هم أهل البيت.

لامتثال الأمر (1).

السادس : قال : قال (2) : ومن ( صحيح مسلم ) في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكراسة الثانية من أوّله ، بإسناده يرفعه إلى زيد بن أرقم مثله ، إلاّ أنّه قال : « وإنّي تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه النور ، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » (3).

السابع : قال : قال ( عليه السلام ) (4) : وممّا يزيد ذلك وضوحاً ما رويناه من حديث الثقلين ، وقد رويناه من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، فقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة.

قال ( عليه السلام ) : وقد رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوا عنّي عن خاتم النبيين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (5).

الثامن : قال : وقال السيد الإمام مجدالإسلام المرتضى بن المفضّل ( قدس اللّه روحه ) في كتاب البيان : ومن ذلك ما رويناه من السنّة الشريفة أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله )

ص: 486


1- هداية الراغبين : 72 ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.
2- أي عبد اللّه بن حمزة المنصور باللّه.
3- هداية الراغبين : 72 ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.
4- أي عبد اللّه بن حمزة المنصور باللّه.
5- هداية الراغبين : 73 ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.

لمّا كان في مرض موته حين تيقّن انتقاله ، خرج يتهادى بين اثنين ، وأوصاهم بالتمسّك بالثقلين ، فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

التاسع : قال : قال (2) : وروينا أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي ، وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أمّا إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقاء على الحوض » (3).

العاشر : قال : قال : ( رضى اللّه عنه وأرضاه ) : وقد بيّن ذلك رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) فيما رواه أبو سعيد الخدري لمّا سأله الضحّاك عمّا اختلف فيه الناس عن أمر أبي بكر ... ، إلى قوله : « والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذريّته » (4).

الحادي عشر : قال : قال ( رضى اللّه عنه وأرضاه ) : وأمّا دلالة السنّة الشريفة فنحو قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (5).

الثاني عشر : قال : ( رضي اللّه عنه وأرضاه ) : ومن معاني أدلّة السيد أبي

ص: 487


1- هداية الراغبين : 74 ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.
2- أي مجد الإسلام المرتضى بن المفضل.
3- هداية الراغبين : 76 ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.
4- هداية الراغبين : 81 ، تخصيص مفهوم العترة بالدليل.
5- هداية الراغبين : 83 ، دلالة حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) من السنّة الشريفة.

عبد اللّه (1) : مقارنة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) للعترة بالكتاب ونفيه لافتراقهما ، وتسميته لهما باسم واحد وهو الثقل ، فدلّ بذلك على كون إجماعهم حجّة (2).

الثالث عشر : قال : فصل : نذكر فيه ما يعترض به المخالف في كون إجماع العترة حجّة.

قالوا : إنّ المراد بآية التطهير ، وحديث : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به ... » الحديث ، أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) والحسنان وفاطمة دون ما ذكرتم من أولادهما. قلنا ... ، (3).

الرابع عشر : قال : وروى الفقيه العلاّمة الشهيد حسام الدين حميد بن أحمد المحلّي - رحمة اللّه عليه ورضوانه - في ( كتاب الحدائق الورديّة ) جملة من الأخبار النبويّة في فضل العترة الرضيّة الطاهرة المرضيّة ، فذكر منها عيونها ، وذكر حديث : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (4).

الخامس عشر : قال - تعقيباً على رواية المحلّي في الحدائق - : الحديث المشهور برواية غير هذه من ( كتاب المناقب ) للفقيه المعروف بابن المغازلي الشافعي في حديث طويل حتّى قال في آخره : « ألا وإنّي فرطكم ، وإنّكم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف خلفتوني فيهما » قال : فاعتل علينا ما ندري ما الثقلان ، حتّى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي وأمّي يارسول اللّه ما الثقلان؟

ص: 488


1- السيد أبو عبد اللّه هو الموفق باللّه الحسين بن إسماعيل الجرجاني ( ت 420 ه- ).
2- هداية الراغبين : 85 ، حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).
3- هداية الراغبين ، 88 ، الردّ على اعتراضات المخالف في حجّية إجماع العترة.
4- هداية الراغبين : 96 ، ما رواه أئمّة العترة وعيون الزيديّة من أحاديث فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا ، ولا تولوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقهروهم ولا تقتلوهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدّوهما لي عدوّ ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها ، وتقتل من قام بالقسط » ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) ... (1).

السادس عشر : قال : ولولا إرادة اللّه تعالى لبقائهم تصديقاً لما ورد عن الصادق المصدّق ( عليه السلام ) : « كل سبب ونسب ينقطع إلاّ نسبي وسببي » وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) في حديث مقارنتهم للقرآن : « فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

السابع عشر : قال : وقال السيد الإمام مجدالإسلام المرتضى بن المفضّل - قدس اللّه روحه - في كتابه ( البيان ) - وقد ذكر نكتاً من كلام أئمّة العترة في الرجوع إليهم ، وأنّهم بذلك أولى حتّى قال : وبقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ... » الخبر (3).

الثامن عشر : قال : قال ( رحمه اللّه ) (4) : قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « أمّة أخي موسى افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت أمّة أخي عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمّتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة » فلّما سمع ذلك منه ( صلى اللّه عليه وآله ) ضاق به المسلمون ذرعاً ، ضجّوا بالبكاء ، وأقبلوا عليه ،

ص: 489


1- هداية الراغبين : 97 ، خبر خطبة الغدير.
2- هداية الراغبين : 109.
3- هداية الراغبين : 114 ، نقولات من كتاب بيان الأوامر المجملة.
4- أي : المرتضى بن المفضل.

وقالوا : يا رسول اللّه ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها؟ فقال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

التاسع عشر : قال : وقال الإمام المؤيّد باللّه أمير المؤمنين يحيى بن حمزة ( عليه السلام ) في كتابه الانتصار : وأمّا من جهة السنّة فقد ورد في أحاديث نذكرها أوّلها : قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

العشرون : قال : قال (3) : العشرون : عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (4).

الحادي والعشرون : قال : قال (5) : وأمّا ثانياً : فإنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قرنهم بالكتاب حيث قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وأعظم الهداية في الدين والنفع المأخوذ من

ص: 490


1- هداية الراغبين : 116 ، نقولات من كتاب بيان الأوامر المجملة.
2- هداية الراغبين : 121 ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.
3- أي : المؤيّد باللّه.
4- هداية الراغبين : 124 ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.
5- أي : المؤيّد باللّه.

كتاب اللّه تعالى ، فهكذا يكون حال العترة (1).

الثاني والعشرون : قال : قال (2) : وأمّا رابعاً : فقوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فظاهر الخبر دالّ على أنّهما مقترنان غير مفترقين فيما يدلاّن عليه (3).

الثالث والعشرون : قال يزيده بياناً : حديث التمسّك وهو قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الحديث كاف في الدليل على بقاء العترة النبويّة على الحقّ وأتباعها معها ، لما قدّمناه في ذلك (4).

الرابع والعشرون : قال : فصل ، نذكر فيه جملاً من أكاليم عيون أهل البيت ( عليهم السلام ) فيما ذكرناه من وجوب الرجوع إليهم ، وأولوية التقليد لهم ، فمن ذلك كلام أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال - كرم اللّه وجهه - : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله اللّه على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ... ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين ، حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (5).

ص: 491


1- هداية الراغبين : 126 ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.
2- أي : المؤيّد باللّه.
3- هداية الراغبين : 126 ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.
4- هداية الراغبين : 138 ، دلائل وجوب بقاء طائفة من الأمّة على الحقّ.
5- هداية الراغبين : 140 ، أقاويل أهل البيت في وجوب الرجوع إليهم وأولويّة التقليد لهم.

الخامس والعشرون : قال : وقال زيد بن علي ( عليه السلام ) : الردّ إلينا نحن والكتاب الثقلان (1).

السادس والعشرون : قال : وقال الإمام الهادي إلى الحقِّ يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) : وفي أمر الأمّة باتّباع ذرّيّة المصطفى ما يقول النبي المرتضى : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

السابع والعشرون : قال : قال الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي : أخبرت عن الشافعي ( رضي اللّه عنه ) بسند يطول ذكره ، قال : هذا سند لو قرىء على مصروع لأفاق ، وروى ( رحمه اللّه ) عن أبي ذر الغفاري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « ترد عليّ الحوض راية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام الغرّ المحجّلين ، فأقوم فآخذ بيده ، فيبيض وجهه ووجوه أصحابه ، وأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : تبعنا الأكبر وصدّقناه ، ووازرنا الأصغر ونصرناه ، وقاتلنا معه ، فأقول : ردّوا رواء مرويين ، فيشربون شربة لا يضمأون بعدها ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، أو كأضوأ نجم في السماء (2).

الثامن والعشرون : قال - عند ذكره للناصر الأطروش - : وكان في نهاية الرفق واللين حتّى عظم تأثيره في الدعاء إلى اللّه ، وقد شهد بذلك ما روي أنّه قال في بعض مقاماته ، وقد دخل آمل وازدحم عليه طبقات الرعيّة في مجلسه فقال : فسلوني عن أمر دينكم ، وما يعنيكم من العلم وتفسير القرآن ، فإنّا نحن

ص: 492


1- هداية الراغبين : 140 ، أقاويل أهل البيت في وجوب الرجوع إليهم وأولويّة التقليد لهم.
2- هداية الراغبين : 159 ، وجوه اختصاص الزيديّة بالانتساب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

تراجمته ، وأولى الخلق به ، وهو الذي قرن بنا وقرنّا به ، فقال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

التاسع والعشرون : قال - عند حديثه عن الناصر الأطروش - : وكان يرد بين الصّفين متقلّداً مصحفه وسيفه ، ويقول : قال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ يقول : هذا كتاب اللّه ، وأنا عترة رسول اللّه ، فمن أجاب إلى هذا وإلاّ فهذا (2).

الثلاثون : قال - عند ذكره للمؤيّد أحمد بن الحسين الهاروني - : قال مصنّف سيرته : وله ( عليه السلام ) دعوة جمع فيها من فرائد العلم الثمينة ، ويواقيته الشريفة ما يقضى له بالعلم والبراعة والتقدّم في هذه الصناعة ، قال ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم ... ، وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مخاطباً كافّة أمّته : « من أولى بكم من أنفسكم؟ » فقالوا : اللّه ورسوله أولى فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وقوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به ... » الحديث (3).

الحادي والثلاثون : قال : الخصّيصة العاشرة : اختصاصهم بنسب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وأنّهم ذرّيّته وعترته والمرادون بقول اللّه تعالى : ( قُلْ لا أَسألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبى ) وبقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الحديث إلى آخره ، وهذه

ص: 493


1- هداية الراغبين : 277 ، ترجمة الناصر الأطروش.
2- هداية الراغبين : 278 ، ترجمة الناصر الأطروش.
3- هداية الراغبين : 307 ، ترجمة المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني.

فضيلة لم يُشاركوا فيها (1).

الهادي بن إبراهيم بن علي الوزير :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : قال العلاّمة ابن الوزير في تاريخهم : إنّه لم تسمح بمثله الأعصار في أولاد الإمام الهادي ، كان جامع شتات العلوم وشاطرها في المنثور والمنظوم ، ثمّ قال : فقرأ مدّة في أنواع العلوم العربيّة وغيرها على عمّيه : المرتضى بن علي وأحمد بن علي ، وقرأ التفسير على الشيخ العلاّمة ترجمان أهل عصره إسماعيل بن إبراهيم بن عطيّة البحراني ، وعلوم الأدب على الفقيه العلاّمة محمّد بن علي بن ناجي العالم المشهور ، قرأ عليه ديوان المتنبي وغيره ، والأصولين والفروع على القاضي العلاّمة ملك العلماء عبد اللّه بن الحسن الدواري ، إلى آخر ما يذكر من مشايخه.

ثمّ قال : توفّي بذمار تاسع عشر ذي الحجّة سنة اثنين وعشرين وثمان مائة ، وكان موته رائعاً للمسلمين ، وفلاّ عظيماً في عضد أهل الدين ، ونقصاً في أهل بيت المطهّرين ، ومنع لسبب بلوغ خبره ما يعتاد فعله في الأعياد (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن مفضل بن منصور بن العفيف بن محمّد بن مفضّل بن الحجّاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن أحمد بن الهادي للحق ( عليه السلام ) الحسني ، الهدوي ، القاسمي ، المفضلي ، السيد العلاّمة ، ولد بشظب في محرم سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ، ثمّ يذكر مشايخه وما استجازه منهم ،

ص: 494


1- هداية الراغبين : 354 ، خصائص تفضيل العترة وترجيح مذهبهم.
2- مطلع البدور 4 : 221.

ثمّ يقول : وأخذ عنه صنوه محمّد بن إبراهيم والسيد أبي العطايا عبد اللّه بن يحيى والسيد عز الدين محمّد بن الناصر والسيد عبد اللّه بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة ، ثمّ قال : وكان السيد الهادي إماماً ، علم الأعلام ، وعلاّمة الآل الكرام ، ثمّ قال : توفّي بحمّام السعيدي ، آخر نهار تاسع عشر شهر ذي الحجّة الحرام صائماً في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وعمره ثلاث وستون سنة (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : السيد الهادي بن إبراهيم ابن علي الملقّب الوزير ، ثمّ قال : ولد يوم الجمعة السابع والعشرين من محرّم سنة 758 ثمان وخمسين وسبعمائة بهجرة الظهر من شظب ، ثمّ ذكر مشايخه ، ثم قال : وبالجملة فهو من أكابر علماء الزيديّة ، وله نظم في غاية الحسن ، وبينه وبين علماء عصره مراسلات ومكاتبات ومشاعرات.

ثمّ قال : ومات يوم عرفة سنة 822 اثنتين وعشرين وثمان مائة ، كذا في الضوء اللامع ، وقال في مطلع البدور : إنّه توفّي بذمار آخر نهار تاسع عشر ذي الحجّة من تلك السنة ، وأظنّه تاسع ذي الحجّة ; لأنّه قال بعد هذا : إنّ موت صاحب الترجمة كان مانعاً لفعل ما يعتاد في العيد ، فيمكن أن تكون الزيادة من الناسخ (2).

قال عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة - بعد أن ذكر اسمه ومشايخه ومن أخذ عنه - : ترجم له ابن حجر وأثنى عليه ، وكان إماماً ، علم الأعلام وعلاّمة الآل الكرام ، المعتمد ذو الفضائل والآثار ، الذي لم يسمع بوجود مثله في الأعصار ، جامع أسباب العلوم وساطرها في المنثور

ص: 495


1- طبقات الزيديّة 2 : 1181 ، الطبقة الثالثة.
2- البدر الطالع 2 : 174.

والمنظوم ، عدّه الإمام عزّ الدين ممّن بايع الإمام علي بن المؤيّد ، له المؤلّفات المشهورة (1).

قال البريهي في طبقات علماء اليمن : فأمّا أهل صنعاء فأوّلهم السيد الشريف ، أوحد العلماء الأعلام ، الهادي بن إبراهيم بن علي المرتضى الهادوي الحسني ، ثمّ قال : قلت : والدليل على دخوله مذهب أهل السنّة ما شاهدته مكتوباً بخطّه إلى الإمام أبي الربيع سليمان بن إبراهيم العلوي نفع اللّه به ، قال في أثناء ما كتبه إليه : ( ثمّ إنّي كنت في أبان الحداثة مولعاً في علم الكلام ، وفي هذه المدّة رغبت عنه إلى علم الحديث ، ورجعت عمّا كنت عليه القهقري ، وفضلت في الحديث من قرى ، وقلت : ( الصيد كل الصيد من جوف الفرا ) إلخ.

ثمّ قال : وكان هذا الشريف وزير الإمام الشريف صلاح بن علي ، ثمّ ولده علي ، فسمّي ذو الوزارتين ، ثمّ قال : توفّي هذا الشريف بمدينة ذمار بحمّام السعيدي ، سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة من دخان الحمّام ، رحمه اللّه ونفع به آمين (2).

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : وبعد أن توغّل كثيراً في معرفة حجج أخيه الأصغر محمّد بن إبراهيم القوية ، والأدلّة الدامغة التي أوردها في كتابه ( العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم ) ردّاً على معارضيه وخصومه عرف عن علم وبينة ، أنّ الحق في جانب أخيه ، فأخذ منذ ذلك الوقت يجنح إلى ما ذهب إليه أخوه من ترك التقليد ، ثمّ قال : وممّا يؤكّد ما

ص: 496


1- الجواهر المضيّة : 102.
2- طبقات علماء اليمن ( تاريخ البريهي ) : 18.

ذهبت إليه من رجوعه إلى السنّة كلام المؤرّخ البريهي في ترجمته للمترجم له (1).

قال محقق كتاب هداية الراغبين ، وهو عبد الرقيب بن مطهّر في مقدّمة التحقيق : وأورد البريهي ما يستدلّ به على أنّ المؤلّف مال إلى مذهب السنّة ، ودون إثبات مثل هذا بيض الأنوق والأبلق العقوق (2).

أقول : والذي يظهر من كلام الهادي بن الوزير الذي نقله البريهي أنّه عاد من علم الكلام والعقائد الذي يعتمد على العقل إلى علم الحديث والسنّة ، فالذي يظهر أنّه تحوّل من علم الكلام إلى علم الحديث ، بل كلامه نصّ في ذلك لا أنّه تحوّل من الزيديّة إلى السنّة ، بمعنى مذهب العامّة.

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين :

قال الهادي بن إبراهيم في مقدّمة كتابه هذا : فلمّا رأيت مذهب العترة النبويّة قد قلّ ناصره ، وونت في هذا الزمان عناصره ، ورغب عنه من كان فيه راغباً ، وشغب فيه من كان لأضداده مشاغباً ، رأيت أن أذكر ما إذا نظر فيه الناظر من المتمسّكين به ازداد رغبة في التزامه ، وإذا وقف عليه الواقف من المائلين عنه رجع إلى التنسّك باعتقاده ، والانخراط في سلكه ونظامه ، إلى أن

ص: 497


1- هجر العلم ومعاقله 3 : 1348.
2- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : 33 ، مقدّمة التحقيق ، وانظر في ترجمته أيضاً : مآثر الأبرار 3 : 1098 ، مطمح الآمال : 216 ، الفلك الدوّار : 75 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1069 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار 2 : 136 ، 216 ، التحف شرح الزلف : 201 ، الذريعة 17 : 242 ، 18 : 97 ، الغدير 11 : 199 ، الأعلام 8 : 58 ، معجم المؤلّفين 6 : 202 ، 13 : 125 ، هديّة العارفين 1 : 643.

قال : وسمّيت هذا التأليف المبارك ( هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين ) (1).

نسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (2) ، وإبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (3) ، والحسين بن ناصر المهلاّ في مطمح الآمال (4) ، والشوكاني في البدر الطالع (5) ، وغيرهم (6) ، والأكثر نسبوه إليه بهذا الاسم : ( هداية الراغبين إلى مذهب أهل البيت الطاهرين ).

قال محقّق الكتاب : وأثبت الناسخ في آخر المخطوطة تقريض للكتاب لأخي المؤلّف السيد محمّد بن إبراهيم الوزير ، من كلامه فيها : وقفت على هذا الكتاب ، فوجدته مشتملاً من فضل العترة النبويّة على حديقة زهر ، وشريعة نهر ، وحريّ بمن وقف عليه أن يهتدي بمنصوب أعلامه ، ويقتدي بعجيب كلامه ، وأنا - ولله المنّة بذلك - أدين اللّه تعالى باعتقاد فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) (7).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ للكتاب ، أحدها بخطّ المؤلّف (8).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : هداية الراغبين في مذهب

ص: 498


1- هداية الراغبين : 40 ، مقدّمة المؤلّف.
2- مطلع البدور 4 : 221.
3- طبقات الزيديّة 2 : 1181.
4- مطمح الآمال : 216.
5- البدر الطالع 2 : 174.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- هداية الراغبين : 34 ، مقدّمة المحقّق عبد الرقيب بن مطهّر.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1071.

أهل البيت الطاهرين ، في نصرة مذهب الزيديّة في الإمامة ، مع نقل جملة من الآراء الكلاميّة من غيرهم ومناقشتها والجواب عليها بالأدلّة العقليّة والنقليّة ، وأورد فيه كثيراً من نصوص الكتاب والسنّة ضمن فصول (1).

ص: 499


1- مؤلّفات الزيديّة 3 : 161.

ص: 500

( 97 ) نهاية التنويه في إزهاق التمويه
الحديث :

الأوّل : قال : ونحو قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ومفهومه : إن لم تمسّكو به ضللتم (1).

الثاني : قال : والخبر دلّ على أنّ قولهم حجّة ، وهو قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إنّ تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » إلى آخره (2).

الثالث : قال : المعتمد لنا في تقرير ما اخترناه من رجحان تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) على غيرهم من ساير الفقهاء مسالك ، نوضّحها بمشية اللّه تعالى المسلك الأوّل :

ما ورد من جهة الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) من الثنى عليهم كقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

نهاية التنويه في إزهاق التمويه :

قال السيد صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت 914 ه- ) في الفلك

ص: 501


1- نهاية التنويه في إزهاق التمويه : 24 ، مخطوط مصوّر.
2- نهاية التنويه في إزهاق التمويه : 30 ، مخطوط مصوّر.
3- نهاية التنويه في إزهاق التمويه : 97 ، مخطوط مصوّر.

الدوّار : وكذلك وقع في زمن الناصر لدين اللّه محمّد بن علي بن محمّد ( عليه السلام ) في الهجرة اليحيويّة من بعض من يبغض أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ويميل إلى المذاهب النشوانيّة ، ثمّ قال : وأجاب عليه حي الوالد السيد الإمام جمال الدين الهادي بن إبراهيم ( رحمه اللّه ) بكتاب سمّاه ( نهاية التنويه في إزهاق التمويه ) ووضع عليه الإمام الناصر ( عليه السلام ) خطه واستجاده ، وأثنى على مؤلّفه ، وشهد له بالحق والتحقيق فيما قاله وأفاده ، وكان ( رحمه اللّه تعالى ) قد نظم جميع مقالات النشوانية في قصيدة بليغة ، ذكرها في أوّل هذا الكتاب ، وجعله شرحاً لها ، وساق فيها جميع ما قدموا به على أهل البيت ( عليهم السلام ) فمنها ما تعرّضوا له من القدح في الأسانيد ، ثمّ ذكر بعض الأبيات من القصيدة ، ثمّ قال : وفي شرح هذه الأبيات ما يشفي غلّة الصادي ، ويشرح صدور الأولياء ، ويكبت الأعادي (1).

ونسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (2) ، والشوكاني في البدر الطالع (3) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (4) ، وغيرهم (5).

قال الأكوع في هجر العلم : نهاية التنويه في إزهاق التمويه ، شرح بها قصيدته المعروفة التي مطلعها :

أفاول غي في الزمان نواجم *** وأوهام جهل بالضلال هواجم

وقد ردّ بها على ابن سكرة العبّاسي ; لتعرّضه للطالبيين بشيء من القدح ، وكان تأليفه لهذا الكتاب سنة 789 ه- ، وقد خمّس أحمد بن سعد الدين

ص: 502


1- الفلك الدوّار : 75.
2- مطلع البدور 4 : 221.
3- البدر الطالع 2 : 174.
4- التحف شرح الزلف : 201.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

المسوري هذه القصيدة (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : نهاية التنويه في إزهاق التمويه ، شرح قصيدة ميميّة ، نظمّها الشارح نفسه في اثنين وسبعين بيتاً ، سأل فيها عن عدّة أشياء من المذهب الزيديّ ، حول بعض الصحابة والأئمّة ، ثمّ قال : وهذا الشرح يقع في عشرة مسائل (2).

قال عبد السلام الوجيه : نهاية التنويه ( نظم ذيل خلاصة الرصّاص ).

ثمّ قال : شرح نهاية التنويه في إزهاق التمويه أصول الدين - خ - في 108 صفحات (3).

وقد طبع كتاب نهاية التنويه في إزهاق التمويه ضمن منشورات مركز أهل البيت ( عليهم السلام ) للدراسات الإسلاميّة بتحقيق السيد أحمد بن درهم المؤيّد ، والسيد إبراهيم بن مجد الدين المؤيّدي.

ص: 503


1- هجر العلم ومعاقله 3 : 1364.
2- مؤلّفات الزيديّة 3 : 133.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1070.

ص: 504

( 98 ) تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب
الحديث :

الأوّل : قال : لا خلاف بين المسلمين في أنّ القرآن حجّة لهم وعليهم ، إلى أن قال : فدلّ ذلك على أنّه باق ، ويدلّ على ذلك قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به فلن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : وأمّا السنّة فقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » قال رحمه اللّه (2) : فإن قيل بيّنوا لنا صحّة هذا الخبر ، قلنا : هذي الخبر ممّا ظهر واشتهر ، وتلقّته الأمّة بالقبول ، ورواه المؤالف والمخالف (3).

تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب :

نسبها إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور تحت عنوان نظم الخلاصة وشرحها (4) ، وكذا فعل إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (5).

ص: 505


1- تلقيح الألباب : 125 ، مخطوط مصوّر.
2- أي : حفيد المرتضى.
3- تلقيح الألباب : 190 ، مخطوط مصوّر.
4- مطلع البدور 4 : 221.
5- طبقات الزيديّة 2 : 1183.

قال عبد الرقيب بن مطهّر - محقق كتاب هداية الراغبين - : تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب ( خ ) ذكره في كتابه ( التفصيل في التفضيل ) منه نسخة بمكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي ، قال في المستطاب : وله مصنّفات عديدة منها : نظم الخلاصة وشرحها شرح سمّاه ( التلقيح ) وهذا النظم بقافية الراء ، قلتُ : والمقصود بأبيات اللباب : لباب المصاصة في نظم مسائل الخلاصة ، ومطلعها :

أبا حسن يابن الجحاجحة الغر

من القمر النوار والكوكب الدّريّ (1)

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب - خ - رقم 34 ، 35 ، ( علم الكلام ) غربية ، أخرى باسم ( شرح نظم الخلاصة ) مصوّرة بمكتبة السيد محمّد عبد العظيم الهادي (2). ونسبها إليه الأكوع في هجر العلم ومعاقله (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب ، تأليف : السيد الهادي بن إبراهيم الوزير ، شرح على منظومته ( لباب المصاصة في نظم مسائل الخلاصة ) واستعرض فيه جملة من أقوال أئمّة المذهب في المسائل الكلاميّة ، بالإضافة إلى ما أورده من الأدلّة العقليّة والنقليّة ، تمّ يوم الثلاثاء تاسع شهر شعبان سنة804 (4).

ص: 506


1- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : 25 ، مقدّمة التحقيق.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1069.
3- هجر العلم ومعاقله 3 : 1363.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 326.
( 99 ) الأجوبة المذهّبة للمسائل المهذّبة
الحديث :

الأوّل : قال : الفرع الثاني : في حكم مخالف إجماع العترة النبويّة ، قد ذكر الإمام المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة فقال : فرق بين الإجماعين : إجماع الأمّة وإجماع العترة ، إلى أن قال : ومن خالف إجماع العترة فقد خالف أمره ( صلى اللّه عليه وآله ) بعدم التمسّك بهم ، إن قيل : إنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لم يأمر بالتمسّك ، بل كان كلامه في ذلك وارداً على وجه الخبر ، حيث قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الحديث (1).

الثاني : قال : الفرع الثامن في أنّ تقليد أئمّة العترة النبويّة أولى وأرجح من تقليد ساير علماء الأمّة ، والدليل على ذلك يظهر بإيراد مسالك ، المسلك الأوّل وارد من الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) من الثنا عليهم ، والأمر بالتمسّك بهم كقوله صلوات اللّه عليه : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (2).

الأجوبة المذهّبة للمسائل المهذّبة :

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الأجوبة المذهّبة للمسائل

ص: 507


1- الأجوبة المذهّبة : 19 ، مخطوط مصوّر.
2- الأجوبة المذهّبة : 63 ، مخطوط مصوّر.

المهذّبة ، كتبها السيد الهادي بن إبراهيم الوزير ، أسئلة حول بعض عقائد الشيعة ، قدّمها الفقيه محمّد الحسن السودي الزيدي إلى الإمام عبد اللّه بن الحسن الدواري ، ولمّا لم يجد الدواري الوقت للجواب عليها كتب المؤلّف جواباتها بتفصيل واستدلال ، ونقل لأقوال الأئمّة وعلماء الآل (1).

قال عبد الرقيب بن مطهّر - محقق كتاب هداية الراغبين - في مقدّمة كتاب هداية الراغبين عند ذكره لمصنّفات الهادي بن إبراهيم : الأجوبة المذهّبة عن المسائل المهذّبة ، أوردها على القاضي عبد اللّه بن الحسن الدواري الفقيه محمّد بن الحسن السودي ، فتولّى المؤلّف جوابها ( خ ) منه نسخة ضمن مجاميع ( 237 ) بمكتبة الجامع الكبير الغربية ، وبحوزتي نسخة مصوّرة عن المكتبة المتوكلية (2).

ونسبها إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (3) ، وإسماعيل الأكوع في هجر العلم ومعاقله (4).

ص: 508


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 54.
2- هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : 24 ، مقدّمة التحقيق.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1069.
4- هجر العلم ومعاقله 3 : 1363.
( 100 ) كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة
الحديث :

قال : وقال الناصر للحقّ : عندي ما قالوه ، وهو أنّ المراد بالخبر (1) أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال لأمّته : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الحديث إلى آخره ، حتّى روي : « وهما الخليفتان من بعدي » (2).

كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة :

قال الهادي بن إبراهيم في مقدّمة كتابه هذا : والباعث على رسم هذه الأحرف المختصرة ، وإلقاء هذه النبذة المقتصرة ، سؤالك أيّها الفقيه الأفضل الزّكي الأكمل ، صالح القصد الشرفي علي بن يحيى الشرفي عن أمور عرضت لنفسك ، واعترضت في حدسك فأحببت كشفها عن لبسك ، ثمّ قال : إنّها خطرت بقلبك سؤالات تعلّقت خواطرها بأحوال مولانا أمير المؤمنين الناصر للدين المستصفى من جوهر الشرف المبين ، ثمّ قال : فسارعت إلى إجابة اقتراحك حين وثقت بفضلك وصلاحك ، ثمّ قال : وأجبت بكلام مرتّباً على أربعة أقسام : الأوّل : في فضل مولانا على سبيل الجملة ، والثاني : في ذكر خصايصة ، والثالث : في الجواب الشافي عن السؤالات ، والرابع : في التنبيه

ص: 509


1- والخبر هو : ( من مات وليس بإمام جماعة ولا في عنقه ... )
2- كاشفة الغمّة : 156 ، مخطوط مصوّر.

على ما يجب للإمام على الأمّة ، وما ينبغي لهم معاملتهم به ، ثم قال : وسمّيتها ( كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة ) ، ثمّ قال في بداية الكتاب : مقدّمة أكشف فيها عن أحوال الأئمّة السابقين (1).

فيبتدأ من زمن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) إلى زمن الناصر صاحب هذه الترجمة ، وفي آخر المخطوطة : وكان الفراغ من إملاء هذه الرسالة المباركة آخر نهار الجمعة ، ثالث وعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين إلى سبعمائة (2).

نسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (3) ، والسيد إبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (4) ، ومحمّد بن علي الزحيف في مآثر الأبرار (5) ، وغيرهم (6).

ويوجد في بداية المخطوطة ما لفظه : لمّا وقف حي مولانا الإمام الناصر لدين اللّه محمّد بن علي بن محمّد ( عليه السلام ) على الرسالة البديعة الموسومة بكاشفة الغمّة ، كتب في ظهرها ما هذا لفظه : عبد اللّه الناصر لدين اللّه أمير المؤمنين ، وقفنا على هذه الرسالة الكاشفة التي لحادس الأوهام نافية كاشفة ، فوجدناها متينة الأسباب ، قويّة الأطناب ، إلى أن قال : درّ السيد الأفضل الصدر الأكمل رضيع أخلاق الحكمة ، ونقطة البيكار في هذه الأمّة ، جمال الدين الهادي بن إبراهيم ثبّته اللّه تعالى ، وفي نفس الصفحة أيضاً يوجد تقريض للكتاب من

ص: 510


1- كاشفة الغمّة : 13 ، مخطوط مصوّر.
2- كاشفة الغمّة : 288 ، مخطوط مصوّر.
3- مطلع البدور 4 : 221.
4- طبقات الزيديّة 2 : 1181.
5- مآثر الأبرار 2 : 1004.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

قبل السيد القاضي فخر الدين عبد اللّه بن الحسن الدواري (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأئمّة (2). - خ - في 288 صفحة مصوّرة عن أصل خطّ سنة 1061 ه- بمكتبة السيد عبد الرحمن شايم ، أخرى 157 ، 158 ، المكتبة الغربيّة ، رابعة 3391 المتحف البريطاني نسخة بخطّ المؤلّف في 379 صفحة مكتبة ورثة أحمد بن قاسم حميد الدين مصوّرة بمكتبة معهد القضاء العالي (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : كاشفة الغمّة في الذب عن سيرة إمام الأئمّة ... ، وهي في سيرة الإمام الناصر لدين اللّه محمّد بن المهدي علي بن محمّد ، ومهّد المؤلّف لكتابه بذكر سيرة من سبق الإمام الناصر من بقيّة الأئمّة إلى زمنه (4).

ص: 511


1- كاشفة الغمّة : 10.
2- كذا في بعض المصادر ، ولكن ما في المخطوطة هو ( الأمّة ) وهو المناسب للمعنى.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1072.
4- مؤلّفات الزيديّة 2 : 369.

ص: 512

( 101 ) شرح الأزهار ( الأنوار المضيّة ) ( الزنين ) دهماء بنت المرتضى ( ت 837 ه- )
الحديث :

قالت : الخبر الثاني قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتّى صار في عترة نبيّكم (1) ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (2).

دهماء بنت يحيى بن المرتضى :

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : وأمّا أخته فهي الشريفة الكاملة دهماء بنت يحيى الصالحة العاملة ، صنّفت التصانيف المفيدة ، وجمعت بين العلم والعمل والزهادة ، وكانت قراءتها على أخيها السيد العلاّمة الهادي بن يحيى ، وعلى أخيها الإمام المهدي ، قرأت عليه هي والإمام المطهّر محمّد بن سليمان ، ثمّ قال : وأقامت في ثلا لتدريس العلوم ونشرها ، وقبرها هناك مشهور مزور (3).

قال ابن أبي الرجال ( 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيدة الصالحة العاملة

ص: 513


1- كذا في المخطوطات.
2- شرح الأزهار 1 : 2 ، مقدّمة المؤلّفة ، مخطوط مصوّر.
3- اللآلي المضيّة 2 : 544.

الناسكة الحافظة لعلوم أهلها دهماء بنت يحيى بن المرتضى ، أخت الإمام المهدي أحمد بن يحيى مؤلّف الأزهار سلام اللّه عليها ، ترجم لها العلاّمة السيد أحمد بن عبد اللّه بن الوزير ( رحمه اللّه ) ، لها العلوم الواسعة والتصانيف النافعة ، ثمّ قال : وكانت قراءتها على أخيها ، قلت : لعلّه يعني السيد الهادي بن يحيى ، قال : وعلى أخيها المهدي ( عليه السلام ) ، إلى أن قال : فشرح أحوالها الصالحة طويل ، أعاد اللّه من بركاتها ، أقامت في ثلا للتدريس حتّى ماتت - رضوان اللّه عليها - وقبرها مشهور مزور ، وعليه قبّة حسنة ، وقد ضمّ إليها الإمام المتوكّل على اللّه شرف الدين ( عليه السلام ) مسجداً عظيماً ، ووسّع القبّة ، قلت : وقد تقدّمت الإشارة إلى أنّه تزوّجها السيد المقام محمّد بن أبي الفضائل ، وأولدها ولداً سمّي إدريس (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : الشريفة دهماء بنت المرتضى ، أخت الإمام المهدي أحمد بن يحيى المتقدّم ذكره ، عالمة فاضلة ، أخذت العلم عن أخيها ، قرأت عليه هي والإمام المطهّر ، ولها مصنّفات ، ثمّ قال : ودرّست الطلبة بمدينة ثلا حتّى ماتت هنالك ، وقبرها مشهور مزور ، وعليها قبّة (2).

قال السيد عبد اللّه بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة : دهماء بنت يحيى ، هي الشريفة الطاهرة الصالحة ، ثمّ قال : ووفاتها في ثلا غرّة ذي القعدة من سنة سبع وثلاثين وثمان مائة ، وكانت إحدى المؤمنات الأخيار والعلماء الأبرار ، ترجم لها غير واحد ، رحمها اللّه (3).

ص: 514


1- مطلع البدور 2 : 171.
2- البدر الطالع 2 : 170.
3- الجواهر المضيّة : 44.

هذا تاريخ وفاتها المعروف والموجود في المصادر ، ولكن قال الأكوع في هجر العلم - بعد أن أرّخ وفاتها بهذا التاريخ - : وفي رسالة كتبها إليّ القاضي حسين بن أحمد تقي أنّ وفاتها سنة 800 ه- (1). شرح الأزهار :

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : ولها من التصانيف شرح الأزهار أربعة أجزاء اسمه الأنوار المضيّة (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : لها شرح الأزهار أربعة أجزاء (3).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : ولها مصنّفات منها شرح الأزهار في أربعة مجلّدات (4).

ونسبه إليها أيضاً عبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (5) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (6) ، والسيد أحمد

ص: 515


1- هجر العلم ومعاقله 1 : 261. وانظر في ترجمتها أيضاً : أعلام المؤلّفين الزيديّة : 423، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 492 ، 2 : 569 ، 664 ، مؤلّفات الزيديّة ، انظر الفهرست ، الأعلام 3 : 5 ، معجم المؤلّفين 4 : 146 ، الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسياً وعقائدياً للدكتور محمّد الكمالي : 122 ، مقدّمة مسند زيد بن علي ( عليه السلام ) : 28.
2- اللآلي المضيّة 2 : 545.
3- مطلع البدور 2 : 171.
4- البدر الطالعّ : 170 [ 169 ].
5- الجواهر المضيّة : 44.
6- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 492.

الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (1) ، وغيرهم (2).

قال في مقدّمة مسند الإمام زيد : ومن شروح الأزهار الزنين للشريفة شمس الحور ، أخت الإمام المهدي ، أخوها شرح الأزهار بالغيث ، وهي شرحت الأزهار بشرح ، وسمّته الزنين (3).

قال عبد السلام الوجيه في مؤلفات الزيديّة : الأنوار في شرح الأزهار ( أربعة أجزاء ) ( فقه ) ، قيل : يعرف أيضاً ب- ( الزنين ) منه نسخة مصوّرة في مجلّدين ، ضمن مكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي ، لم أجد فيها ما يؤكّد نسبته إليها ، ولكنّه قال : إنّ صاحب المخطوطة الأصل السيد محسن أبو طالب أخبره أنّه شرح المؤلّفة (4).

ص: 516


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 174.
2- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
3- مقدّمة كتاب مسند الإمام زيد : 28.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 423.

مؤلّفات أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت 840 ه- )

( 102 ) المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل
الحديث :

قال : لا شكّ أنّه قد ورد في إلحاق ذرّيتهم بهم في كونهم أهل بيته ، إلى أن قال : آثار نحن نرويها ، ثم قال وجملتها أحد وعشرون خبراً :

الأوّل : عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب اللّه عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » أخرجه الترمذي (1).

الثاني : عن زيد أيضاً ، قال : قام فينا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) خطيباً ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب اللّه عزّ وجلّ فيه الهدى والنور ، فتمسّكوا بكتاب اللّه وخذوا » فحثّ فيه ورغّب ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه عزّ وجلّ في أهل بيتي » ثلاث مرّات ، قال الراوي عن زيد ، قلت له : هل من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ; لأنّ المرأة إذا طلّقت رجعت إلى قومها (2).

الثالث : عن أبي سعيد أنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك

ص: 517


1- المنية والأمل : 158 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
2- المنية والأمل : 158 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.

فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بما تخلفوني فيهما » أخرجه أحمد (1).

الرابع : قال : ومن الأخبار الدالّة على نجاة متّبعي أهل البيت قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ... » إلى آخر الخبر الذي تقدّم بكماله ، وهو مروي في الصحيح من الأخبار ، لا ينكره أحد (2).

الإمام المهدي لدين اللّه أحمد بن يحيى بن المرتضى :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : الإمام المهدي لدين اللّه أحمد بن يحيى بن المرتضى بن مفضّل بن منصور بن المفضّل الكبير بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن أحمد بن يحيى الهادي إلى الحقّ يحيى ابن الحسين.

ثمّ قال : أمّا مولده ( عليه السلام ) فكان في سنة أربع وستّين وسبعمائة.

ثمّ ذكر جملاً من نشأته وأساتذته وسيرته وكتبه ، ونقل هذا عن كتاب سيرته الذي صنّفه ابنه الحسن بن أحمد ، وأسماه كنز الحكماء وروضة العلماء.

ثمّ قال : اعلم أنّ هذا الإمام رزق من الحظوة في مناسبة طلب العلم من الزيديّة على تحصيل علومه أجمع في جميع العلوم ، وتدوين فتاويه وأشعاره ومطولاته.

ص: 518


1- المنية والأمل : 185 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
2- المنية والأمل : 185 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.

ثمّ قال : أمّا موته فإنّه توفّي بالطاعون الكبير الذي مات منه أكثر الأعيان في شهر صفر من سنة أربعين وثمانمائة سنة ، عقيب موت علي بن صلاح بدون شهر ، كان ذلك في حجّة مغارب صنعاء ، ومشهده في حجّة مشهور مزور معروف بالفضل الكثير.

ثم قال : فكان مدّة ولايته من يوم دعا إلى أن مات فوق أربعين سنة ; لأنّ دعوته عقيب موت الناصر (1).

قال محمّد بن عبد اللّه ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبرية - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - ولد سنة أربع وستّين وسبعمائة ، ونشأ النشأة الصالحة حتّى بلغ المفاخر الرائجة ، وصنّف في العلوم التصانيف العجيبة ، وأبدع في معانيها بالمعاني المفيدة الغريبة ، وله في كلّ فن تصنيف ، وفي حلّ كلّ مشكلة تأليف ، أجمع أهل زمانه أنّه لم يسمع في أهل العلم بمثله ، إلى أن قال : وقد نظم السيد العلاّمة فخر الدين عبد اللّه بن الإمام شرف الدين منظومة ضمن معانيها عدّة مصنّفات جدّه المهدي ( عليه السلام ).

ثمّ ذكر جملاً من سيرة المهدي وحروبه وأسره ، ثمّ قال : فمكث المهدي في الحبس من سنة أربع وتسعين وسبعمائة إلى سنة أحدى وثمانمائة ، وكانت مدّة الأسر سبع سنين ، وأحد عشر يوماً.

إلى أن قال : وكان موت المهدي ( عليه السلام ) في الفناء الكبير من الطاعون الذي مات فيه أكثر الأعيان وذلك في شهر صفر من سنة أربعين وثمانمائة (2).

قال الحسين بن ناصر المهلاّ ( ت 1111 ه- ) في مطمح الآمال : الإمام

ص: 519


1- مآثر الأبرار 3 : 1073.
2- التحفة العنبرية : 264.

الأعظم الشهيد أحمد بن يحيى بن المرتضى بن المفضّل الكبير بن الحجاج ، فهو الإمام الذي شهرته مغنية عن ذكره ، وفضائله وعلمه وعلوّ شأنه وقدره مما لا يحتاج إلى بيانه وسطره ، وناهيك بإمام اعتمد أرباب العقد والحل على تأليفاته في جميع العلوم (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : ولد بمدينة ذمار يوم الاثنين ، لعلّه سابع شهر رجب سنة 775 ، خمس وسبعين وسبعمائة.

ثمّ ذكر سيرته العلميّة وأساتذته ومؤلّفاته ، ثمّ قال : ولمّا اشتهرت فضائله ، وكثرت مناقبه ، بايعه الناس عند موت الإمام الناصر في شهر شوّال سنة 793 بمدينة صنعاء بمسجد جمال الدين ، ثمّ قال : فوصلت إليه كتب السيد يستنهضه ويحرج عليه بأنّه لا يجوز التأخّر ساعة واحدة ، فرجع فلم يقع الوفاء بما وعده المنصور ، فأقام الإمام في رصابة ، ثمّ خرج جيش من صنعاء من جيش المنصور على غرّة فلم يشعر الإمام إلاّ وقد أحاطوا به.

ثمّ قال : ثمّ قيّدوه وقيّدوا معه السيد علي بن الهادي بن المهدي والفقيه سليمان وغيرهم بقيود ثقيلة ، ثمّ قال : ثمّ سجن بقصر صنعاء من سنة 794 إلى سنة 801 وفي الحبس صنّف الأزهار ، ثمّ خرج بعناية من اللذين وضعوا لحفظه ، إلى أن قال : فأراح قلبه من التعلّق بهذا الأمر ، وعكف على التصنيف ، وأكبّ على العلم حتّى توفّاه اللّه تعالى في شهر ذي القعدة سنة 840 أربعين وثمان مائة بالطاعون الكبير (2).

ص: 520


1- مطمح الآمال : 258.
2- البدر الطالع 1 : 84.

قال محمّد الكمالي في كتابه الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى : أمّا تاريخ ميلاده فإنّ المؤرّخين من الزيديّة قد اختلفوا كثيراً حوله ، ويمكن حصر هذا الاختلاف في ثلاث اتجاهات رئيسيّة ثمّ رجّح أنّ ولادته كانت عام 764 ه- (1).

كتاب المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته : له في أصول الدين ثمانية تصانيف ، ثمّ قال : الخامس كتاب ( الملل والنحل ) ، والسادس : كتاب ( المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل ) (2).

ونسبه إليه أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (3) ، والشوكاني في البدر الطالع (4) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (5) ، وغيرهم (6).

ص: 521


1- الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسياً وعقائدياً : 68 ، وانظر في ترجمته أيضاً : اللآلي المضيّة 2 : 529 ، طبقات الزيديّة 1 : 226 ، بلوغ المرام : انظر الفهرست ، الجواهر المضيّة : 22 ، التحف شرح الزلف : 193 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 206 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار 2 : 176 ، 174 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست المقتطف من تاريخ اليمن : 176 ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : 117 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1314 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 410 ، معجم المطبوعات العربيّة 1 : 247 ، 2 : 1726 ، معجم المؤلّفين 2 : 206 ، الذريعة : انظر الفهرست ، الأعلام 1 : 269 ، تاريخ اليمن : 40 ، كشف الظنون : انظر الفهرست ، الزيديّة للشيخ السبحاني : 420.
2- مآثر الأبرار 3 : 1083.
3- اللآلي المضيّة : 543.
4- البدر الطالع 1 : 85 ، وفيه : والملل وشرحها الأمنية والأمل.
5- التحف شرح الزلف : 194.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

قال محمّد الكمالي في كتابه الإمام المهدي أحمد بن يحيى : المنية والأمل في شرح الملل والنحل ، وهذا الكتاب يعتبر الجزء الأوّل من موسوعة الإمام المسمّاة ( غايات الأفكار ونهايات الأنظار المحيطة بعجائب البحر الزخّار ) وهو شرح متوسّط الحجم ، فلا هو من المطوّلات ، ولا من المختصرات.

ثمّ قال : وفي عام استلّ المستشرق الإنگليزي ( توماس آرنولد ) ما يختص بالحديث عن المعتزلة وطبقاتها ، ونشره ضمن مطبوعات دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد.

ثمّ قال : وطبع مرّة رابعة ( المنية والأمل ) بتقديم وتحقيق وتعليق الدكتور عصام الدين محمّد علي ، طبع دار المعرفة الأسكندرية عام ( 1985 م ) (1).

قال السبحاني في كتابه الزيديّة : ومن قرأ كتاب طبقات المعتزلة للإمام ابن المرتضى لا يشكّ في أنّ الكاتب معتزلي مائة بالمائة ، إلى أن قال : ولعلّه اعتزل في غير باب الإمامة (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المولّفين الزيديّة : كتاب المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل. ومنه ثمان نسخ في المكتبة الغربية ، ثمّ قال : وست نسخ في مكتبة الأوقاف ، ونسخ كثيرة بالمكتبات الخاصّة ، ثمّ قال : وقد طبع بتحقيق الدكتور محمّد جواد مشكور ، إلى أن قال : كما طبع المتن مع الشرح وصدر عن دار الندى سنة 1410 ه- (3).

ص: 522


1- الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسياً وعقائديّاً : 118.
2- الزيديّة للشيخ السبحاني : 427.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 209.

قال الطهراني في الذريعة : ( المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل ) وهو السفر الأوّل من الأسفار التي رتّب عليها كتاب غايات الأفكار في شرح البحر الزخّار ، كما أنّ الملل هو الفن الأوّل من الفنون التسعة للبحر الزخّار ، ثمّ قال : ذكر فيه تمام فرق الإسلام ، وأثبت أنّ الناجي منهم هم الزيديّة وهو شرح مزجي مبسوط ، لعلّه يقرب من عشرة آلاف ( 10000 ) بيت ، وذكر في أوّله تفصيل ما ذكره أوّلاً في « البحر الزخّار » من فنون الإسلام ، ثمّ شرح كلّ فن مستقّلاً ، وتسميته باسم خاصّ (1).

ص: 523


1- الذريعة 23 : 211.

ص: 524

( 103 ) الملل والنحل
الحديث :

قال في حديثه عن الفرقة الناجية : وأمّا النقلي فإجماع من يعتدّ به من قدماء علماء أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلم يؤثر عن أحد منهم جبر ولا تشبيه ، وتصريحاتهم بالعدل مشهورة ، وقد صرّح ( صلى اللّه عليه وآله ) بنجاتهم ومتّبيعهم في آثار كثيرة ، تواردت في معنى واحد ، فكان تواتراً معنويّاً ، منها حديث الكساء وهو في الصحيح ، ومنها قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » الخبر ، وهو في الصحيح أيضاً (1).

كتاب الملل والنحل :

قال أحمد بن يحيى بن المرتضى في كتاب مقدّمة البحر الزخّار : وقد أوردنا في كتابنا هذا علوماً أخر ، ليست من شروط الاجتهاد اتفاقاً لكن لا يليق بمن يعدّ من علماء الأمّة ومن عيون من أوتي الحكمة أن يجهلها ، وهي : كتاب الملل والنحل وكتاب ... (2).

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته (3) : له في أصول الدين ثمانية تصانيف ، ثمّ قال :

ص: 525


1- الملل والنحل : 51 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
2- مقدّمة البحر الزخّار : 31.
3- وهو ابنه الحسن بن أحمد ، وسمّى كتابه كنز الحكماء.

الخامس كتاب ( الملل والنحل ) (1).

نسبه إليه : أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (2) ، والشوكاني في البدر الطالع (3) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (4) ، وغيرهم (5).

قال محمّد صبحي في كتابه الزيديّة - عند عدّه لمؤلّفات أحمد بن يحيى - : وتجاوزت شهرته مذهب الزيديّة بفضل كتابيه عن الفرق الإسلاميّة : ( المنية والأمل في شرح الملل والنحل ) و ( الملل والنحل ) (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الملل والنحل ، تأليف : الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الحسني ، الكتاب الأوّل من موسوعته ( البحر الزخّار ) ، وقد قسّمه على أبواب رئيسة هي : الباب الأوّل : الفرق الكفريّة ، الباب الثاني : الفرق الإسلاميّة ، الباب الثالث : المعتزلة والروافض والخوارج والمجبّرة (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب الملل والنحل. ومنه خمس نسخ خطيّة بالجامع الكبير في مكتبة الأوقاف ، رقم : 649 ، 624 ، 1505 ، وفي المكتبة الغربية ، رقم : 41 ، أصول الفقه ورقم : 259 ، مجاميع (8).

ص: 526


1- مآثر الأبرار 3 : 1083.
2- اللآلي المضيّة 2 : 543.
3- البدر الطالع 1 : 85.
4- التحف شرح الزلف : 194.
5- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
6- الزيديّة : 414.
7- مؤلّفات الزيديّة 3 : 52.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 207.
( 104 ) الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار
الحديث :

قال : وكلّ مجتهد مصيب في الأصحّ ، والحي أولى من الميت ، والأعلم من الأورع ، والأئمة المشهورون من أهل البيت ( عليهم السلام ) أولى من غيرهم لتواتر صحّة اعتقادهم ، إلى أن قال : ولخبري السفينة ، و « إنّي تارك فيكم » (1).

الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار :

قال محمّد بن علي الزحيف في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته : وله في الفقه خمسة كتب أيضاً : الأوّل منها : كتاب الأزهار ، وضعه في الحبس ، ولم يوضع بكاغذ عدّة سنين ، وإنّما حفظه السيد علي بن الهادي ، ومولانا ( عليه السلام ) يملي عليه ، ما صحّحوا لمذهب الهادي ( عليه السلام ) ، وكانا يكتبانه في باب المجلس بحصى ، لأنّهم لم يمكِّنوه من كتب ولا مداد ، فلمّا خرج السيد علي بن الهادي وهو متغيّب له كلّه غيباً محققاً صبر حولين كاملين ، ثمّ وضعه بكاغذ ، وسمّي كتاب ( الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار ) (2).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) - بعد أن نسب الكتاب إليه - : وهذا الكتاب مشهور البركة ، سار في الأقطار مسير الشموس والأقمار ، واشترك في الانتفاع به أهل البسيطة الأخيار (3).

ص: 527


1- الأزهار : 12 ، مقدّمة المؤلّف.
2- مآثر الأبرار 3 : 1084.
3- اللآلي المضيّة 2 : 543.

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور - ضمن ترجمة دهماء بنت المرتضى - : قلت : وعلى ذكر الأزهار وإيمانها ( رضي اللّه عنها ) إلى أنّ أخاها الإمام صنّفه في الحبس ، أذكر ما ذكر في الكنز ، تأليف ابن الإمام ، وهو الحسن بن أمير المؤمنين ، الماضي ذكره ، فإنّه قال ما حاصله : إنّ أصحاب الإمام علي بن صلاح منعوا من دخول الكتب وآلة الكتابة إلى الإمام المهدي (1). إلى آخر قصّة تأليف كتاب الأزهار كما تقدّم عن مآثر الأبرار.

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات نقلاً عن البعض : وكتاب الأزهار شاهداً ، فإنّه على صغر حجمه سبعة وعشرين ألف مسألة منطوقها ومفهومها (2).

وقد نسبه إليه أكثر من ترجم له (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : متن الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار ، أشهر كتب الفقه الزيديّ الجامعة ، عليه عشرات الشروح والتعاليق انظرها في تراجم أصحابها في كتابنا هذا ، طبع مراراً ، ولا يكاد تخلو منه مكتبة خاصّة أو عامّة ، ففي مكتبة الجامع الكبير بقسميها الغربي والأوقاف مثلاً ستّة وثلاثون نسخة خطيّة منه (4).

ص: 528


1- مطلع البدور 2 : 172 ، ضمن ترجمة دهماء بنت المرتضى.
2- طبقات الزيديّة 1 : 232.
3- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 207.
( 105 ) الغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار
الحديث :

قال : ومنها ما روي عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب الغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته : الثاني من مصنّفاته في الفقه : كتاب ( الغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار ) ، وصنّفه في السجن إلى أن وصل إلى البيع ; لأنّهم قد كانوا مكّنوه من الكتب من بعد خروج ( الأزهار ) (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور ضمن ترجمة دهماء بنت المرتضى : أذكر ما ذكر في الكنز تأليف ابن الإمام ، وهو الحسن ، بن أمير المؤمنين الماضي ذكره ، فإنّه قال ما حاصله : ثمّ أخذ في جمع شرح الأزهار ، المسمّى بالغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار ، قالوا : وكانت البداية في تأليف الغيث في السجن سنة ست وتسعين وسبع مائة (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152ه- ) في الطبقات : ثمّ أذن للإمام ( عليه السلام ) في

ص: 529


1- الغيث المدرار 1 : 16 ، مخطوط مصوّر.
2- مآثر الأبرار 3 : 1084.
3- مطلع البدور 2 : 172 ، 173.

الدواة والبياض بعد كتب ( الأزهار ) فشرع في شرحه المعروف ( بالغيث المدرار شرح الأزهار ) حتّى بلغ البيع (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع - عند عدّة لمصنّفات المؤلّف - وفي الفقه ( الأزهار ) وشرحه ( الغيث المدرار ) في أربعة مجلّدات (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار ( شرح كبير في أربعة مجلّدات ضخمة ) ، منه نسخ كثيرة مخطوطة في مكتبتي الأوقاف والغربية بالجامع الكبير ، وفي المتحف البريطاني ، وفي عشرات المكتبات الخاصّة ، منها : نسخة مكتبة السيد مجد الدين المؤيّدي - خ - سنة 886 ه- (3).

ص: 530


1- طبقات الزيديّة 1 : 230.
2- البدر الطالع 1 : 85.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 207.
( 106 ) غرر القلائد شرح نكت الفرائد
الحديث :

قال : وإجماعهم حجّة لقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب غرر القلائد شرح نكت الفرائد :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته (2) : له في أصول الدين ثمانية تصانيف : الأوّل : نكت الفرائد ، الثاني : شرحها (3).

ونسبه إليه : أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة ، بنفس العنوان الذي في مآثر الأبرار (4).

ونسبه إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث ، تحت عنوان : غرر الفوائد شرح نكت الفرائد (5) ، وأحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة تحت عنوان : غرر القلائد في شرح نكت الفرائد ، وقال : شرح على كتاب المؤلّف

ص: 531


1- غرر القلائد شرح نكت الفرائد : 53 ، مخطوط مصوّر.
2- وهو ابنه الحسن بن أحمد بن يحيى ، واسم كتابه كنز الحكماء.
3- مآثر الأبرار 3 : 1083.
4- اللآلي المضيّة 2 : 543.
5- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 255.

( نكت الفرائد في معرفة الملك الواحد ) (1) وأحمد صبحي في كتابه الزيديّة تحت عنوان غرر القلائد في نكت الفرائد (2).

فعنوان الكتاب مختلف فيه ، وما أثبتناه هو ما موجود في أوّل المخطوطة التي نقلنا عنها حديث الثقلين المتقدّم.

ونسبه إليه محمّد الكمالي ، وقال : نكت الفرائد ودرر القلائد ، وشرحها المسمّى بغرر الفوائد في معرفة الملك الواحد ، ثمّ قال : اشتمل هذا المخطوط على الأبواب التالية : الباب الأوّل : التوحيد ... ، الباب الثاني : العدل وقد اشتمل على الحسن والقبح العقليين على مذهب المعتزلة ... ، أمّا الباب الثالث فقد خصّصه للوعد والوعيد ، وأدخل فيه الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (3).

ص: 532


1- مؤلّفات الزيديّة 2 : 295.
2- الزيديّة : 411.
3- الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسياً وعقائدياً : 140.
( 107 ) معيار العقول في علم الأصول
الحديث :

قال : ( مسألة ) الزيديّة ( عد ) (1) وإجماع أهل البيت حجّة. الأكثر : لا. لنا : جماعة معصومة بدليل ( ليذهب عنكم الرجس ) و « إنّي تارك فيكم » و « أهل بيتي كسفينة نوح » ونحوها (2).

كتاب معيار العقول في علم الأصول :

نسبه المصنّف إلى نفسه في كتاب مقدّمة البحر الزخّار (3) ، الذي هو الجزء الأوّل من موسوعته ( البحر الزخّار )

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته : وفي أصول الفقه ثلاثة كتب : الثاني كتاب ( معيار العقول في علم الأصول ) (4).

ونسبه إليه أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (5) ، والشوكاني في البدر الطالع (6) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (7) ، وغيرهم (8).

ص: 533


1- يعني : أبا عبد اللّه الإمام محمّد بن الحسن بن الحسن الداعي إلى اللّه.
2- معيار العقول في علم الأصول : 185 ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.
3- مقدّمة البحر الزخّار : 35.
4- مآثر الأبرار 3 : 10.
5- اللآلي المضيّة 2 : 543.
6- البدر الطالع 1 : 85.
7- التحف شرح الزلف : 194.
8- انظر ما قدّمنا ذكره من مصادر في هامش ترجمة المصنّف.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : معيار العقول في علم الأصول ، الكتاب السابع من موسوعته ( البحر الزخّار ) وهو مرتّب على مقدّمة وأحد عشر باباً هي : الأوامر ، العموم والخصوص ، المجمل والمبيّن ، الناسخ والمنسوخ ، الأخبار ، الأفعال ، الإجماع ، الاجتهاد ، الحظر والإباحة ، اللواحق في هذا الفن ، فرغ من تأليفه وهو في حراز (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : معيار العقول في علم الأصول. ومنه نسختان خطّيّتان في جامع شهارة ، وخمس نسخ خطيّة في مكتبة الأوقاف ، الجامع الكبير (2).

ص: 534


1- مؤلّفات الزيديّة 3 : 38.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 208.
( 108 ) منهاج الوصول إلى شرح معيار العقول في علم الأصول
الحديث :

قال : وأمّا الحجّة التي لنا من السنّة فهي قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

كتاب منهاج الوصول إلى شرح معيار العقول :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : قال مصنّف سيرته (2) : وفي أصول الفقه ثلاثة كتب : الثالث : كتاب ( منهاج الأصول إلى معرفة معاني شرح معيار العقول ) (3).

نسبه إليه أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (4) ، والشوكاني في البدر الطالع (5) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (6) ، وغيرهم (7).

ويوجد اختلاف في عنوان الكتاب حتّى أنّ عبد السلام الوجيه نسبه في

ص: 535


1- منهاج الوصول : 623.
2- وهو ابنه الحسن بن أحمد بن يحيى بن المرتضى ، وسمّى كتابه ( كنز الحكماء ).
3- مآثر الأبرار 3 : 1084.
4- اللآلي المضيّة 2 : 543.
5- البدر الطالع 1 : 85.
6- التحف شرح الزلف : 194.
7- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

كتابه مصادر التراث إليه تحت أكثر من عنوان (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : منهاج الوصول إلى شرح معاني معيار العقول ، تأليف : الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الحسني ، شرح على كتابه « معيار العقول في علم الأصول » (2).

قال محمّد الكمالي في كتابه الإمام أحمد بن يحيى : منهاج الوصول إلى شرح معيار العقول في علم الأصول ، هذا هو السفر السادس من كتاب غايات الأفكار ونهايات الأنظار المحيطة بعجائب البحر الزخّار. إلى أن قال : وقد احتوى هذا المخطوط على مقدّمة وأحد عشر باباً وثلاثة فصول (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب منهاج الوصول إلى تحقيق معيار العقول في علم الأصول ، منه نسختان خطّيّتان بمكتبة جامع شهارة ، وخمس نسخ خطّيّة بمكتبة الأوقاف الجامع الكبير ، وباسم ( المعراج على المنهاج - خ - سنة 1014 ، ثمّ قال : طبع مؤخّراً سنة 1412 ه- ، مع دراسة وتحقيق الدكتور أحمد علي مطهّر المأخذي في مجلد كبير (4).

ص: 536


1- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 174 ، 223 ، 255 ، 568.
2- مؤلّفات الزيديّة 3 : 78.
3- الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي : 136.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 209.
( 109 ) العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم محمّد بن إبراهيم الوزير ( ت 840 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : وقرنهم ( صلى اللّه عليه وآله ) في حديث الثقلين بكتاب اللّه ، ووصّى فيهم وأكّد الوصاة بقوله : اللّه اللّه ، خرّجه مسلم فيما رواه ، وزاد الترمذي وسواه « بشراه لذي قربه » إنّهما لن يفترقا حتى يلقياه » (1).

الثاني : قال : وما أحسن كلام شيخ الإسلام العلاّمة المحدّث المتكلّم أحمد بن تيميّة الحراني الحنبلي ، حيث قال في فتاويه : فإنّ محبة النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) محبّة أهل بيته وموالاتهم ، كما ثبت أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر » فذكر كتاب اللّه وحرّض عليه ، ثمّ قال : « وعترتي أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فقيل لزيد بن أرقم ، وهو راوي الحديث : من أهل بيته؟ قال : الذين حرموا الصدقة ، آل علي وآل عقيل وآل العباس (2).

محمّد بن إبراهيم الوزير :

قال البريهي في تاريخه : السيد الشريف العلاّمة عز الدين محمّد بن إبراهيم بن علي المرتضى الهادوي الحسني ، كان إماماً يرجع إليه في

ص: 537


1- العواصم والقواصم 1 : 178.
2- العواصم والقواصم 8 : 42.

المعضلات ، ويقصد لإيضاح المشكلات ، أجمعت العامّة من أهل بلده على جلالته واحترامه وتفضيله وإكرامه ، ولزومه طريق السنّة ، ورفضه لأهل البدعة ، ثمّ قال : أخبرت أنّ مولده في رجب سنة ست وسبعين وسبعمائة ، وأنّه توفّي شهيداً من ألم الطاعون ، سنة أربعين وثمانمائة ، ثمّ قال : وكان داعياً إلى السنّة ، وأكثر تآليفه في ذلك (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد الحافظ ، خاتمة المحقّقين ، محمّد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى ، الشهير بابن الوزير ، المحيط بالعلوم من خلفها وأمامها ، والحري بأن يدعى بإمامها ، ثمّ قال : قد ترجم له الطوائف وأقرّ له المخالف والمؤالف ، ترجم له العلاّمة الشهاب بن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ، وترجم له مصنّف سيرة العراقي علاّمة وقته بمكّة ، ونسب إليه مخالفة أهله ، وله في ذلك شبهة وعذر ، أمّا الشبهة فمخالطة هذا السيد لكتبهم ، ثمّ قال : وأمّا العذر فهو إرادة القوم مخالطة أخذت من عزايمه ، ووهنت قواه في الانتصار لمذهبه ، ثمّ قال : وله شيوخ في العلوم ، أمّا العربية فصنوه السيد جمال الدين الهادي بن إبراهيم ، والقاضي العلاّمة جمال الدين محمّد بن حمزة بن مظفّر ( رحمه اللّه ) ، ثمّ عدّد شيوخه في الأصول والفقه إلى أن قال : مولده ( رحمه اللّه ) في رجب سنة خمس وسبعين بهجرة الظهراوين من شظب ، وكانت وفاته في اليوم السابع والعشرين من المحرّم ، سنة أربعين وثمانمائة ، وهو العام الذي وقع فيه الطاعون (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن إبراهيم بن

ص: 538


1- طبقات صلحاء اليمن ( تاريخ البريهي ) : 20.
2- مطلع البدور 4 : 66.

علي ابن المرتضى بن مفضّل بن منصور بن العفيف بن محمّد بن المفضّل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن يحيى بن أحمد بن الهادي للحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، العلوي الحسني الهدوي اليمني الصنعاني ، الإمام العالم أبو عبد اللّه عز الدين مولده في رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة بهجرة الظهراوين من شظب ، وكان أصغر أولاد أبيه سنّاً ، نشأ في طلب العلم.

ثمّ ذكر فصلاً فيه شيوخه ومروّياته وإجازاته ورحلاته العلميّة ، وتلامذته.

إلى أن قال : توفّي في اليوم السابع والعشرين من المحرّم غرّة سنة أربعين وثمانمائة عن خمس وستّين سنة ، وقبره شرقي قبّة وهب ، قريب من البير ، وعليه مشهد معروف مزور (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : وقد سردت نسبه ههنا وإن كان قد تقدّم في ترجمة السيد عبد اللّه علي الوزير ، لكننّي رأيت السخاوي ترجمه فغلط في نسبه ، إلى أن قال : وصاحب الترجمة هو الإمام الكبير المجتهد المطلق المعروف بابن الوزير ، ولد في شهر رجب سنة 775 ، بهجر الظهراوين من شظب ، وقال السخاوي : إنّه ولد تقريباً سنة 765 ، وهذا التقريب بعيد ، والصواب الأوّل ، ثمّ ذكر مشايخه ، ثمّ قال : والحاصل أنّه قرأ على أكابر مشايخ صنعاء وصعدة وسائر المدائن اليمنية ومكّة ، وتبحّر في جميع العلوم وفاق الأقران.

ثمّ قال تعليقاً على كلام صاحب مطلع البدور المتقدّم : وما ذكره من أنّ

ص: 539


1- طبقات الزيديّة 2 : 896 ، الطبقة الثالثة.

ابن حجر ترجم له في الدرر ، فلا أصل له ، فإنّه لم يترجم له فيها أصلاً ، بل هي مختصّة بمن مات في القرن الثامن ، إلى أن قال : بل ترجم له الحافظ ابن حجر العسقلاني في أنبائه ، وترجم له السخاوي فقال : إنّه تعانى النظم فبرع فيه ، وصنّف في الرد على الزيديّة ( العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم ).

ثمّ قال : وكانت وفاته تغمّده اللّه بغفرانه في سابع وعشرين شهر محرّم سنة 840 (1).

قال عبد السلام الوجيه : خرج في بعض اجتهاداته عن مذهب أئمّة أهل البيت ، إلى أن قال : وقد أطنب في وصفه المعاصرون ، وبعض المتأثّرين بالحشويّة ، وأوغل في قدحه المتقدّمون من كبار أئمّتنا وعلمائنا وردّوا عليه ، ولقّبه الإمام شرف الدين بإمام الحشوية (2).

كتاب العواصم والقواصم :

قال البريهي في طبقات صلحاء اليمن : وكان داعية إلى السنّة ، وأكثر تآليفه في ذلك ككتاب « العواصم » في أربعة مجلّدات ، يشتمل على تحقيق مذهب السلف وأهل السنّة ، والردّ على المبتدعة ، والذبّ عن أئمّة الفقهاء

ص: 540


1- البدر الطالع 2 : 19.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 825 ، وانظر في ترجمته مفصّلاً ما كتبه الأكوع في مقدّمة كتاب العواصم ، وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 79 ، التحف شرح الزلف : 201 ، لوامع الأنوار 2 : 94 ، 136 ، مولّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مآثر الأبرار 3 : 1098 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، هديّة العارفين 2 : 190 ، معجم المؤلّفين 8 : 210 ، الزيديّة لأحمد صبحي : 539 ، نفحات الأزهار 19 : 167 ، الغدير 11 : 201 ، الأعلام 5 : 8 ، 300 ، سير أعلام النبلاء 3 : 215 ، 18 : 188 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 200 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1367.

الأربعة ، جوّد فيه القول في مسألة الأفعال وما يتعلّق بها من مسألة المشيئة والأقدار (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ومصنّفاته غرر وكلماته درر ، تسفر عن شمس واضحة أو قمر ، منها : العواصم في الذب عن سنّة أبي القاسم ( صلى اللّه عليه وآله ) أربعة أجزاء مجلّدة ، يشتمل على ما لم يشتمل عليه كتاب ، ولا يحتاج الناظر فيه إلى غيره (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : قال السخاوي : إنّه تعانى النظم فبرع فيه ، وصنّف في الردّ على الزيديّة ( العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم ) ، واختصره في الروض الباسم.

ثمّ قال الشوكاني : ومن رام أن يعرف حاله ومقدار علمه فعليه بمطالعة مصنّفاته ، فإنّها شاهد عدل على علوّ طبقته ، فإنّه يسرد في المسألة الواحدة من الوجوه ما يبهر لبّ مطالعه ، ويعرّفه بقصر باعه بالنسبة إلى علم هذا الإمام كما يفعله في ( العواصم والقواصم ) فإنّه يورد كلام شيخه السيد العلاّمة علي ابن محمّد بن أبي القاسم في رسالته التي اعترض بها عليه ، ثمّ ينسفه نسفاً ، إلى أن قال : وهو في أربعة مجلّدات ، يشتمل على فوائد في أنواع من العلوم ، لا توجد في شيء من الكتب (3).

قال السيد المؤيّدي في التحف - عند عدّ مصنّفاته - : والعواصم والقواصم ومختصره الروض الباسم ، وأكثر ما اشتمل عليه من الأقوال ممّا أثاره الجدل ،

ص: 541


1- طبقات صلحاء اليمن ( تاريخ البريهي ) : 21.
2- مطلع البدور 4 : 73.
3- البدر الطالع 2 : 20.

وقد صحّ رجوعه عنها من رواية الإمام الشهير محمّد بن عبد اللّه الوزير ، وصاحب مطلع البدور والحمد لله (1).

وطبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق شعيب الأرنؤوط.

ص: 542


1- التحف شرح الزلف : 201.
( 110 ) المنتزع المختار من الغيث المدرار ( شرح الأزهار ) عبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح ( ت 877 ه- )
الحديث :

قال : قال ( عليه السلام ) (1) : وإلى الوجه الثاني (2) أشرنا بقولنا : ( ولخبري السفينة ) ، وهما : ( أهل بيتي كسفينة نوح ) الخبر ، وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) ( فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتّى صار في عترة نبيّكم ) و ( إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (3).

عبد اللّه ابن أبي القاسم بن مفتاح :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : الفقيه المفيد النافع ، ميمون المقاصد ، عبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح ( رحمه اللّه ) ... ، واشتهر بعبد اللّه بن مفتاح يسقط اسم أبيه ، كان من عبّاد اللّه الصالحين ، ومن أهل التحقيق في الفقه ... ، قال العلاّمة يحيى بن محمّد بن صالح بن حنش ( رحمه اللّه ) : أخبرني الفقيه عبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح ( رحمه اللّه ) أنّه رأى في المنام أنّ حي الإمام المهدي أحمد بن يحيى ( عليه السلام ) في أرض بيده مسحاة من حديد ، وهو يعمل في تلك

ص: 543


1- هو الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى في كتابه الغيث المدرار.
2- الوجه الثاني في أولوية تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) دون غيرهم.
3- المنتزع المختار من الغيث المدرار 1 : 155.

الأرض ، ويساوي حفرها ، فأخذت تلك المسحاة من يده ، وسوّيت تلك الحفر ، وفعلت كما فعل ، وروى لنا ( رحمه اللّه ) عن الفقيه زيد أنّه يروي عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) ... ، انتهى. توفّي ( رحمه اللّه ) يوم السبت سابع شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، وقبره يماني صنعاء ، وكان عليه مشهد قد تهدّم (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : عبد اللّه بن أبي القاسم ، المعروف بابن مفتاح ، قال في بعض التعاليق : هو من موالي بني الحجّي ، ولذا سكن غضران - بمعجمتين ثمّ مهملة - من بني حشيش من بلاد السمر ; لأنّه ممّن استوطنه ، وتملك فيه أموالاً ، وبنى فيه مسجداً ، قال العلاّمة ابن حنش وغيره : إنّ ابن مفتاح سمع الغيث وغيره على الفقيه زيد بن يحيى الذماري ، عن الإمام المهدي ، فهو الواسطة بين الإمام وبين ابن مفتاح.

ثمّ قال - بعد أن ذكر تلامذته - : كان من عباد اللّه الصالحين ، ومن أهل التحقيق في الفقه ، ثمّ قال : توفّي في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، وقبره شرقي قبور السادة آل الوزير (2).

قال الشوكاني ( 1250 ه- ) في البدر الطالع : عبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح شارح الأزهار ، ثمّ قال : كان محقّقاً للفقه ، ولعلّه قرأ على الإمام المهدي مصنّف الأزهار ، وكان مشهوراً بالصلاح ... ، وتوفّي ( رحمه اللّه ) يوم السبت سابع شهر ربيع الآخر سنة 877 ، سبع وسبعين وثمان مائة ، وقبره يماني صنعاء ، وكان عليه مشهد ، وقد تهدّم (3).

ص: 544


1- مطلع البدور 2 : 629 ، الطبقة الثالثة.
2- طبقات الزيديّة 3 : 71.
3- البدر الطالع 1 : 272. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 58 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 610 ، مؤلّفات الزيديّة 3 : 63، مقدّمة شرح الأزهار ، نبذة في رجال شرح الأزهار للجنداري 1 : 67 ، ضمن البحر الزخار ، الأعلام 4 : 114 ، الذريعة 13 : 353 ، 16 ، 84 ، 23 : 3 ، معجم المطبوعات العربيّة 1 : 247 ، معجم المؤلّفين 6 : 104.
كتاب المنتزع المختار من الغيث المدرار :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : عبد اللّه بن أبي القاسم ابن مفتاح ( رحمه اللّه ) ، صاحب التعليقة المفيدة ، ومصنّف المنتزع من الغيث شرح الأزهار الذي كثر النفع به ، ثمّ قال : وشرحه للأزهار من أحسن الكتب وأعظمها نفعاً ، مع أنّه قد شرح الأزهار جملة من العلماء الكبار ونهجوا فيها مناهج لم يكن في شرح ابن مفتاح منها شيء ، لكن الفقهاء لم يرفعوا بها رأساً ، ولكنّه وافق مراد الإمام ( عليه السلام ) (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال القاضي : ومصنف المنتزع من الغيث شرح الأزهار الذي كثر النفع به ، واشتهر بعبد اللّه ابن مفتاح ، ويُسقط اسم أبيه ، قلت : ثمّ اشتهر ب- ( شرح ابن مفتاح ) بإسقاط الاسمين ، ثمّ قال : وشرح الأزهار من أحسن الكتب ، وأعظمها نفعاً مع أنّه قد شرح الأزهار جلّة من العلماء الكبار ، ونهجوا فيها مناهج لم يكن في ( شرح ابن مفتاح ) منها شيء ، لكن الفقهاء لم يرفعوا بها رأساً ، وكأنّه وافق مراد الإمام ( عليه السلام ) (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : عبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح شارح الأزهار ، الشرح الذي عليه اعتماد الطلبة إلى الآن ، ثمّ قال : وميل الناس إلى شرحه وعكوفهم عليه مع أنّه لم يشتمل على ما اشتمل عليه سائر

ص: 545


1- مطلع البدور 3 : 71.
2- طبقات الزيديّة 2 : 631.

الشروح من الفوائد دليل على نيّته وصلاح مقصده ، وهو مختصر من الشرح الكبير للإمام المهدي المسمّى بالغيث (1).

قال الجنداري : وله مؤلّفات منها : شرح الأزهار ، المسمّى بالمنتزع المختار من الغيث المدرار الذي لا تحصر نسخه ولا تنحصر ، وهو المطلوب ، والحاجة التي في نفس يعقوب ، وسلك فيه مسلكاً لم يُسبق ، وتبعه على ذلك صاحب الوابل (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : شرح الأزهار ، أشهر الشروح للأزهار ، مال إليه طلاب العلم ، واعتنوا به ، وعلّقوا عليه ، وأصبح عمدة مدارس العلوم الشرعية باليمن منذ تأليفه ، ويسمّى ( المنتزع المختار من الغيث المدرار شرح الأزهار ) طبع في أربعة مجلّدات سنة 1340 ه- ، وطبع تصويراً على هذه الطبعة مع تقريرات وزيادات خطّيّة عن مكتبة غضمان (3).

وقد طبع مؤخّراً في عشرة مجلدّات ، وصدر عن ( مكتبة التراث الإسلامي ) في اليمن.

ص: 546


1- البدر الطالع 1 : 272.
2- المنتزع المختار من الغيث المدرار 1 : 67 ، نبذة في رجال شرح الأزهار.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 610.
( 111 ) الفلك السيار في لجج البحر الزخّار الهادي عز الدين بن الحسن ( ت 900 ه- )
الحديث :

قال : ونحوه قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الهادي عز الدين بن الحسن :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : فلمّا مات ابن يوسف اجتمعت الكلمة من أكثر الناس لمولانا الإمام الهادي عزّ الدين بن الحسن بن علي بن المؤيّد ، فإنّه دعا في يوم تاسع عشر شهر شوّال من السنة المذكورة (2) ، ثمّ قال : إنّه ( عليه السلام ) ولد بأعلى فللة في درب ابن الباب لعشر ليال بقين من شهر شوّال من سنة خمس وأربعين وثمانمائة ، ثمّ قال : ابتدأ طلب العلم في وطنه ، ثمّ قصد صعدة ، فقرأ فيها على شيوخ عدّة ، رئيسهم وأشهرهم القاضي العلاّمة علي بن موسى الدواري ، أخذ عنه أكثر الفنون ، وصنّف فيها ، ثمّ ذكر مشايخه وما استجازه منهم ، وبعض مصنّفاته ، ثمّ قال : وامتدّ مرضه من أوّل يوم من رجب إلى يوم ثاني وعشرين

ص: 547


1- الفلك السيار 1 : 4 ، مخطوط مصوّر.
2- أي : سنة 879 ه- ، كما يذكرها في صفحة 1201 من الجزء الثالث.

منه فتزايد عليه إلى نصف النهار من غده ، وهو يوم الجمعة ثالث وعشرين منه ، فتوفّي إلى رحمة اللّه ورضوانه ، وقد كنت طلعت لعيادته أوّل الأسبوع الذي مات فيه ، فأخبرني بمرضه ، وبشّرني أنّه إلى خير (1).

قال داود بن الهادي في ذيل البسّامة : مولانا الإمام الهادي إلى الحقّ أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيّد بن جبريل - صلوات اللّه عليهم - كلّ بكرة وأصيل ، نشأ منشأ آبائه الجحاجحة الكرام ، ثمّ ذكر طلبه للعلم ومؤلّفاته ، إلى أن قال : وكانت وفاته قدّس اللّه روحه ، ونوّر ضريحه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب سنة تسعمائة ، وقد ناهز في السنّ خمساً وخمسين سنة ، منها مدّة خلافته تسع عشرة سنة وعشرة أشهر إلاّ أيّاماً ، ثمّ قال : هذا ما أردت اختصاره من سيرته ( عليه السلام ) ، ومن أراد استقصاء سيرته ( عليه السلام ) نظر في ( شرح الزحيف ) (2).

قال محمّد بن عبد اللّه ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : ولد في هجرة فللة ، يوم الاثنين لسبع ليال بقين من شهر شوال سنة خمس وأربعين وثمانمائة ثمّ ذكر جملاً من سيرته وأحواله إلى أن قال : وكان وفاته قدّس اللّه روحه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب الأصب سنة تسعمائة ودفن بقبّة جدّه الإمام الهادي لدين اللّه على بن المؤيّد لأنّه أوصى بذلك (3).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : ولمّا مات ابن يوسف اجتمعت الكلمة من أكثر الناس للإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن

ص: 548


1- مآثر الأبرار 3 : 1204.
2- ذيل البسّامة 3 : 1370 مطبوع آخر مآثر الأبرار.
3- التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : 269.

الحسن بن الإمام علي بن المؤيّد بن جبريل ، فإنّه دعى تاسع شهر شوّال سنة ثمانين وثمان ماية ، وفي شرح أنوار اليقين الصغرى : سنة تسع وسبعين وثمان ماية ، وكان مولده لعشر ليال بقين من شوّال سنة خمس وأربعين وثماني ماية ، ثمّ قال : وكان الإمام عز الدين ( عليه السلام ) من أعيان العترة ونحاريرها الكبار.

ثمّ قال : ولم يزل الإمام ( عليه السلام ) قائماً بأمر العامّة ، ناظراً في مصالح المسلمين ، وشجىً في قلوب المعتدين حتّى اختار اللّه لقاه ، فتوفّي في شهر رجب ثالث وعشرين منه سنة تسعمائة ، وعمره خمس وخمسون سنة ، وقبر بقبّة جدّه علي بن المؤيّد (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه وأساتذته وإجازاته وتلامذته - : قام ودعا في تاسع شهر شوّال سنة اثنين وتسعين وثمانمائة ، وتابعته العلماء ، وكانت إليه أكثر بلاد اليمن ، ووصل إلى هجر بن المكردم ، وقف فيه أيّاماً ، ثمّ ابتدأه المرض من أوّل رجب إلى ثالث وعشرين ، وتوفّي إلى رحمة اللّه سنة تسعمائة وقبره في فللة (2).

قال الأكوع في هجر العلم : وكتب سيرته محمّد بن صلاح الحسني ، وسمّاها ( الدر المنثور في سيرة الملك العادل المشهور ) ومنها نسخة في خزانة جامع صنعاء (3).

ص: 549


1- اللآلي المضيّة 2 : 560.
2- طبقات الزيديّة 2 : 670 ، الطبقة الثالثة.
3- هجر العلم ومعاقله 3 : 1621 ، في الهامش. وانظر في ترجمته أيضاً : مطمح الآمال : 262 ، البدر الطالع 1 : 286 ، الجواهر المضيّة : 61 ، التحف شرح الزلف : 209 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 201 ، لوامع الأنوار 2 : 237 ، 259 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 641 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الأعلام 4 : 229، هجر العلم ومعاقله 3 : 1621 ، هديّة العارفين 1 : 663 ، معجم المؤلّفين 6 : 280 ، مجلّة تراثنا 23 : 128.
الفلك السيار في لجج البحر الزخّار :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وفي آخر مدّته أخذ في جمع شرح على ( البحر الزخّار ) ، ثمّ أقبل على جمعه والاشتغال به الليل والنهار ، واستحضر لذلك عدّة كتب ممّا يتعلّق بذلك من فقه ، وأصول فقه ، وأصول دين ، ولغة ، وتفاسير ، و ( جامع الأصول ) لابن الأثير ، وغير ذلك ممّا يستدعيه كتاب ( البحر ) ، وسلك في ذلك أسلوباً عجيباً ، لو مدّ اللّه له في العمر لجاء هذا الشرح من أبلغ كتب الزيديّة وأجمعها ، وأكثرها ضبطاً وتصحيحاً ، ولكنّه ( عليه السلام ) توفّي وقد بلغ بعض كتاب الحجّ ، وقد صار ذلك في قدر مجلّدين ، فعلى هذا كان يأتي بعد كماله ثمانية مجلّدات فما حولها (1).

قال داود بن الهادي في ذيل البسّامة : وله ( شرح على البحر الزخّار في فقه الأئمّة الأطهار ) سلك فيه أسلوباً عجيباً ، وطريقاً غريباً ، لو مدّ اللّه له في العمر لجاء هذا الشرح من أبلغ كتب الزيديّة ، لكنّه توفّي ، وقد بلغ فيه إلى بعض كتاب الحجّ ، ومصنّفه إلى هذا القدر قدر مجلّدين ضخمين (2).

ونسبه إليه : محمّد بن عبد اللّه في التحفة العنبريّة (3) ، والسيد أحمد الشرفي

ص: 550


1- مآثر الأبرار 3 : 1208.
2- ذيل البسّامة 3 : 1370 ، مطبوع في آخر مآثر الأبرار.
3- التحفة العنبريّة في المجددين من أبناء خير البريّة : 269.

في اللآلي المضيّة (1) ، والسيد إبراهيم بن القاسم في الطبقات (2) ، وغيرهم (3).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وهو شرح مفيد ، سلك فيه طريقة الإنصاف ، وهو يدلّ على تبحّره في عدّة علوم (4).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الفلك السيار في لجج البحر الزخّار ( شرح البحر ) في مجلّدين ، ووصل فيه إلى كتاب الحجّ - خ -.

ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات (5).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الفلك السيار في لجج البحر الزخّار ، تأليف الإمام الهادي عز الدين بن الحسن الحسني الفللي ، شرح على كتاب ( البحر الزخّار ) ووصل فيه إلى كتاب الحجّ في مجلّدين (6).

ص: 551


1- اللآلي المضيّة 2 : 560.
2- طبقات الزيديّة 2 : 670.
3- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
4- البدر الطالع 1 : 286.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 643.
6- مؤلّفات الزيديّة 2 : 328.

ص: 552

حديث الثقلين عند الزيديّة القرن العاشر الهجري

اشارة

ص: 553

ص: 554

مؤلّفات السيد صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت 914 ه- )

( 112 ) الفلك الدوّار ( علوم الحديث )
الحديث :

الأوّل : قال : والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على نبيّه محمّد المصطفى ... ، ثمّ على السابقين والمقتصدين من أسباطهم إلى يوم الدين ، المخصوصين بالمناقب الدثرة ، والفضائل التي لا تحصى كثرة ، ثمّ قال : ووردت فيهم الأخبار الصحيحة والآثار المستبينة ، كحديث : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به ... » (1).

الثاني : قال : إذ هم أحد الثقلين المأمور بالتمسّك بهما عند ظهور الاختلاف ، وفساد ذات البين (2).

صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في آخر كتابه مآثر الأبرار : ونلحق بهذه الجملة ذكر مصنّف هذه المنظومة (3) ، ونسبه ، وذكر شيء من مصنّفاته وشعره ... ، أمّا نسبه : فهو السيد صارم الدين إبراهيم ابن محمّد بن عبد اللّه بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن محمّد ،

ص: 555


1- الفلك الدوّار : 9 ، مقدّمة المؤلّف.
2- الفلك الدوّار : 47 ، وجوب الرجوع إلى أهل البيت ( عليهم السلام ).
3- كتاب مآثر الأبرار وهو شرح على قصيدة صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير المسمّاة بالبسّامة وهي التي يقصدها بقوله المنظومة.

وهو العفيف ... ، وهؤلاء السادة أعني الناظم وآباءه أهل علم غزير ، ومصنّفات ودواوين ، ثمّ قال : وأمّا موته فإنّه توفّي في شهر جمادي الأولى من سنة أربع عشرة وتسعمائة ، وأظنّه بلغ من العمر قدر الثمانين ، وقبره حول صنعاء (1).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة : مقدّمة : ينبغي أن نذكر هنا نسب الناظم للقصيدة ، وطرفاً من أحواله ، ووفاته ، وموضع قبره ، فنقول : أمّا نسبه فهو السيد العالم الكبير صارم الدين إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضّل بن محمّد ، وهو العفيف ، وكان العفيف من أعيان العترة - كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى - ابن المفضّل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي إلى الحقّ ، وكان هذا السيد من عيون العترة ( عليهم السلام ) وأعلامهم ، إلى أن قال : وكانت وفاته ( رحمه اللّه ) في شهر جمادي الآخرة من سنة أربع عشر وتسعمائة ، وعمره حول الثمانين ، وقبره فى يماني صنعاء (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : السيد الحافظ ، إمام المحقّقين ، صارم الدين إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الوزيري ، الإمام الكبير الحافظ الشهير ، ترجم له تراجمة أعلام كولده الهادي بن إبراهيم ، والعلاّمة ، والسيد أحمد بن عبد اللّه ، وغيرهما ، وقد عوّلت على نقلهما ، فنقلت منه شطراً ، قال السيد الهادي ( رحمه اللّه ) : قرأ بمدينة صنعاء وصعدة على عدّة من المشايخ في الأصولين ، والعربيّة ، والفروع الفقهيّة ، والأخبار النبويّة ، والسير والتفاسير ، وجميع الفنون في ساير العلوم ، ثمّ ذكر

ص: 556


1- مآثر الأبرار 3 : 1353.
2- اللآلي المضيّة 1 : 4.

ابن أبي الرجال مشايخ صارم الدين كما ذكرهم الهادي ، ثمّ قال : وبقي صارم الدين بعد ذلك إلى سنة أربع عشرة وتسعمائة ، وأصعد اللّه روحه الطاهرة إلى معارج قدسه ، ونقلها إلى مستقر رحمته وأنسه ، فكانت وفاته قبل العشاء الأخيرة من ليلة الأحد ثاني عشر شهر جمادي الآخرة من السنة المذكورة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : مولده تقريباً سنة ست وثمانمائة (2) ، ثم ذكر قراءته ومشايخه وتلامذته ومصنّفاته ، ثمّ قال : نعم ، كان السيد صارم الدين مبرزاً في علوم الاجتهاد جميعاً ، مستألهاً مشتغلاً بحويصة نفسه ، حافظاً للاسناد ، وإماماً للزهّاد والعباد ، مستدركاً على الأوّل ، جامعاً لأشتات الفضائل ، ثمّ ذكر تاريخ وفاته كما تقدّم (3).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : ولد تقريباً سنة 860 (4).

كتاب الفلك الدوّار ( علوم الحديث ) :

يوجد اختلاف في اسم الكتاب فقد نسبه إليه السيد أحمد الشرفي

ص: 557


1- مطلع البدور 1 : 42.
2- هذا تصحيف ; لأنّ والده ولد سنة 810 ، والصحيح ولد سنة ستين وثمانمائة ، كما سيأتي عن الشوكاني.
3- طبقات الزيديّة 1 : 80.
4- البدر الطالع 1 : 25. وانظر في ترجمته أيضاً : مقدّمة الفلك الدوّار لمحمّد سالم عزان ، لوامع الأنوار 2 : 259 التحف شرح الزلف : 82 ، الجواهر المضيّة : 4 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 69 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، هديّة العارفين 1 : 21 ، الأعلام 1 : 65 ، معجم المؤلّفين 1 : 101 ، هجر العلم ومعاقله 1 : 178.

( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة ، قال : وله في علوم الحديث كتاب عظيم (1). ونسبه إليه أيضاً إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات ، قال : قال السيد صارم الدين ( عليه السلام ) فى كتابه العلوم (2).

قال السيد عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : له المصنّفات المفيدة ، منها : كتاب علوم الحديث ، لم نسبق إلى مثله (3).

ونسبه إليه المؤيّدي في لوامع الأنوار تحت عنوان ( الفلك الدوّار ) وقال : يسمّى علوم الحديث (4) ، وعبد اللّه بن حمود العزي في علوم الحديث تحت عنوان ( الفلك الدوّار في علوم الحديث والآثار ) (5) ، ولكن نسبه إليه السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة والأكوع في هجر العلم ومعاقله تحت عنوان ( الفلك الدوّار المحيط بأطراف دليل المختار ) (6). قال المؤيّدي في اللوامع : وأروي بالأسانيد المتكّررة في سند المجموع وغيره إلى السيد الإمام حافظ اليمن وسيد بني الحسن صارم الدين إبراهيم بن محمّد ... ، جميع مرويّاته ومؤلّفاته ... ، والفلك الدوّار ، ويسمّى علوم الحديث (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الفلك الدوّار المحيط بأطراف دليل المختار ، ويسمّى ( علوم الحديث ) جعله مقدّمة لكتاب في الفقه ، عاجله الحمام قبل أن يتمّه ، طبع بتحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ( مجلّد واحد ) ونسخه الخطيّة كثيرة ، إلى أن قال : ونسخة في مكتبة مركز بدر

ص: 558


1- اللآلي المضيّة 1 : 4.
2- طبقات الزيديّة 1 : 81 ، الطبقة الثالثة.
3- الجواهر المضيّة : 4.
4- لوامع الأنوار 2 : 259.
5- علوم الحديث عند الزيديّة والمحدّثين : 35.
6- مؤلّفات الزيديّة 2 : 328 ، هجر العلم ومعاقله 1 : 80.
7- لوامع الأنوار 2 : 259.

مصوّرة عن مخطوط بمكتبة إسماعيل فايع - خ - 1054 ه- باسم ( مطمح الآمال في قواعد الحديث والمحدّثين عند الآل ) (1).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة - عند حديثه عن الكتاب - : له مقدّمة هامّة في تبين رجال حديث الزيديّة ، وبلغ فيه إلى آخر كتاب الطهارة ، ولم يتمّ تأليفه ، ويجمع بين روايات أهل البيت من الزيديّة وبين سائر المحدّثين من العامّة (2).

قال محمّد يحيى سالم عزّان - محقّق الكتاب - : عدَّ مائة وأربعة وستّين رجلاً ، ذكر أنّهم من رجال الشيعة ، وسلف أهل البيت من رجال الحديث ، وهذه من أوّل المحاولات في جمع رجال الشيعة الذين لهم رواية في كتب الحديث من قبل عالم زيديّ.

ثمّ ذكر تسمية الكتاب ، فقال : يغلب الظّن على أنّ المؤلّف توفّي قبل أن يسمّي كتابه هذا ، ولذا سمّاه بعض العلماء : ( علوم الحديث ) هكذا جاء في طبقات الزيديّة الكبرى ، وأثبت على النسخة ( أ ) ، ويسمّيه البعض ( الفلك الدوّار في العلوم والآثار ) وقد اشتهر عند جماعة بهذا الاسم ، أمّا النسخة ( ب ) فقد كتب عليها : ( كتاب السيد العلاّمة الإمام الفهّامة صارم الدين ) ولم يذكر له عنواناً ، إلاّ أنّه كتب في رأس الصفحة بخط آخر واسمه : ( مطامح الآمال في قواعد الحديث والمحدّثين ومستندات الآل ).

وقد رأيت تسميته ب- ( الفلك الدوّار في علوم الحديث والفقه والآثار ) لتناسبه مع محتواه ، ولأنّه جامع لكلّ التسميات (3).

ص: 559


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 70.
2- مؤلّفات الزيديّة 2 : 328.
3- الفلك الدوّار : 3 : 34.

ص: 560

( 113 ) هداية الأفكار إلى معاني الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار
الحديث :

قال : وللأخبار المنقولة بالتواتر لفظاً أو معنىً وبالآحاد المتلقّاة بالقبول ، أو مستفيضة ، أو غير ذلك ، كخبري ( السفينة ) و ( إنّي تارك فيكم ) ثمّ قال : وللقطع بنجاة أتباعهم ; لتمسكهم بالثقلين المستخلفين (1).

كتاب هداية الأفكار :

نسبه إليه السيد أحمد الشرفي ( ت 1055 ه- ) في اللآلي المضيّة ، قال : وكتاب الهداية في الفقه ، وهو أيضاً كتاب نفيس (2).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : قال السيد الجليل أحمد بن عبد اللّه ( رحمهم اللّه ) ما لفظه : وله التعليقات النفيسة في فضائل أهل المذهب ، وتراجمهم ، وغرايب مسائلهم وأقوالهم وكراماتهم ، نقل في الفصول نصوص الأئمّة ، وجرّد كتاب الهداية لهذا الغرض الخاص ، فجاء كتاباً فرداً في جمع نوادر المسائل ، ونظم أشتات أقوال الأئمّة وشيعتهم ، وفي حواشيه من التحف والطرف والفوايد والفرايد ما لا يوجد في غيره أصلاً ، ولا يعلم مظانّه من الكتب غيره ، بل لا يعرف وجودها غيره ، ولهذا قال الإمام المتوكّل على اللّه شرف الدين ( عليه السلام ) : لا ينبغي لشيعي أن يخلو عنه ، وأمر

ص: 561


1- هداية الأفكار إلى معاني الأزهار : 2 ، مخطوط مصوّر.
2- اللآلي المضيّة 1 : 4.

بتحصيله لنفسه الكريمة ، وأمّا أحسن قوله يشير إلى تفرّده بما أشرت إليه (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وله المصنّفات المفيدة منها : في الفقه ( هداية الأفكار ) (2).

ونسبه إليه أيضاً الشوكاني في البدر الطالع (3) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (4).

والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (5) ، وغيرهم (6).

قال السيد مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي بالأسانيد المتكرّرة في سند المجموع ، وغيره إلى السيد الإمام حافظ اليمن ، وسيد بني الحسن صارم الدين إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن الهادي بن إبراهيم الوزير ( عليهم السلام ) : جميع مرويّاته ومؤلّفاته ، ثمّ قال : وهداية الأفكار في فقه الأئمّة الأطهار ، وهي كالمستدرك على الأزهار (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : هداية الأفكار إلى معاني الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار - خ - منها نسخة بمكتبة السيد يحيى بن محمّد بن عباس ، و 8 نسخ في الجامع المكتبة الغربية.

ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات ، إلى أن قال : نسخة - خ - سنة 946 ه- بمكتبة السيد عبد اللّه المرتضى ، هجرة السر (8).

ص: 562


1- مطلع البدور 1 : 45.
2- طبقات الزيديّة 1 : 85 ، الطبقة الثالثة.
3- البدر الطالع 1 : 25.
4- الجواهر المضيّة : 4.
5- مؤلّفات الزيديّة 3 : 159.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- لوامع الأنوار 2 : 259.
8- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 69.
( 114 ) مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار واللواحق الندية للحدائق الورديّة محمّد بن علي بن يونس الزحيف المعروف بابن فند ( ت بعد 916 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال - عند ترجمة الناصر الأطروش - : وكان في الشجاعة وثبات القلب بحيث لا تهوّله الجنود ، ولا يروّعه العسكر المحشود ، وكان يبرز بين الصفّين متقلّداً مصحفه وسيفه ، ويقول : قال أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » ثمّ يقول : فهذا كتاب اللّه ، وأنا عترة رسول اللّه ، لمن أجاب هذا وإلاّ فهذا (1).

الثاني : قال - عند ترجمة المطهّر بن يحيى بن المرتضى - : وله ( عليه السلام ) دعوة أصدرها إلى العترة الكرام ، والعلماء المعظّمين ، والزعماء المقدّمين ، والكافّة من المسلمين قال فيها ( عليه السلام ) : سلام عليكم ...

ثمّ ذكر جميع دعوته إلى قوله : وقد خلّف فيكم الثقلين : كتاب ربّكم المجيد الذي ( لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيم حَمِيد ) ، والثقل الثاني : عترته الطاهرة ، شموس الدنيا وشفعاء الآخرة ، الذين من تمسّك بهم لم يضل ، ومن اعتصم بمودّتهم لم يزل ، قال فيهم أبوهم رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً

ص: 563


1- مآثر الأبرار 2 : 626.

كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

محمّد بن علي بن يونس الزحيف :

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن علي بن يونس بن علي بن الزحيف ، بزاي مضمومة ، وفتح مهملة ، وسكون تحتية ، ثمّ فاء ، المعروف بابن فند ، بفاء ثمّ نون ، ثمّ مهملة ، مؤلّف مآثر الأبرار ، ثمّ قال : قال الإمام محمّد بن الناصر - وقد كتب إليه وأمره بالشرح المذكور - : كان ألمعي الدراية ، وأصمعي الرواية ، وله قريحة منقادة ، وفطنة وقّادة ، وقال غيره : كان عين عيون العارفين.

ثمّ قال : وكان تمام تأليفه ( مآثر الأبرار ) آخر نهار الأربعاء من شهر شعبان سنة ست عشرة وتسعمائة ، وفرغ ولده يونس بن محمّد بن علي من نساخته في صفر سنة عشرين وتسعمائة فيحتمل أن يكون ووالده موجود ، ويحتمل أنّه قد توفّي ، واللّه أعلم (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : محمّد بن علي بن يونس ابن علي بن الزحيف ، بزاي مضمومة ، ومهملة مفتوحة ، وتحتية ساكنة وفاء ، المعروف قديماً بابن فند ، بفاء ثمّ نون ، ثمّ مهملة ، والمشهور أخيراً بالزحيف اسم جدّه المذكور ، وهو مؤلّف شرح البسّامة المسمّى ( مآثر الأبرار ) وفرغ من تأليفه سنة 916 ، فاللّه أعلم كم عاش بعد ذلك (3).

ص: 564


1- مآثر الأبرار 2 : 925.
2- طبقات الزيديّة 2 : 1037 ، الطبقة الثالثة.
3- البدر الطالع 2 : 117.

قال السيد عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : محمّد بن علي بن يونس بن علي الزحيف ، المعروف بابن فند ، شارح البسّامة لابن الوزير ، وأجازه إيّاها صارم الدين ، وله إجازة عامّة من الإمام المطهّر بن محمّد ، وأخذ في الأصولين عن السيد محمّد بن يوسف بن صلاح ، كان ألمعي الدراية ، وأصمعي الرواية ، له قريحة منقادة ، وفطنة وقّادة ، وهو باقي في سنة ست عشرة وتسعمائة (1).

كتاب مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار :

قال محمّد بن علي الزحيف في مقدّمة الكتاب : وقد أشار مولانا السيد العلاّمة صارم الدين إلى هذا المعنى في أبيات أرسل بها إليّ ، يحثّني على تمام هذا الشرح ، فقال من جملة ذلك ما هذا لفظه :

فاسمع لذلك يابن فند واعتبر

بالكائنات ولا علي تعند

ثمّ قال : هذا القول من قصيدة له ( عليه السلام ) تزيد على أربعين بيتاً ، أرسل بها إليّ ، وقد وقف على أكثر مسودّة شرحي لمنظومته.

نعم ، ولمّا كانت منظومته هذه الفريدة ، وسيرته الجامعة المفيدة ، المسمّاة ( بجواهر الأخبار ) من أجلّ ما نظم في عصرنا في هذا الشأن ; لما اشتملت عليه من الإحسان والاتقان ... ، ووقفت عليها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه ، أو حائم أوقفته على المنهل قدمه ، دعاني الطرب إلى شرحها ،

ص: 565


1- الجواهر المضيّة : 91. وانظر في ترجمته أيضاً : لوامع الأنوار 2 : 149، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 976 ، معجم المؤلّفين 11 : 73 ، مؤلّفات الزيديّة 2 : 44 ، 411 ، 407 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الأعلام 6 : 289 ، هديّة العارفين 2 : 227.

وحملني ما بي من الجدب إلى تنوير صبحها.

ثمّ قال : ثمّ اعلم أنّ منظومة السيّد هذه تفوق ( البسّامة ) الذي أنشأها ابن عبدون ، وشرحي هذا بعون اللّه يأتي أبلغ من ( أطواق الحمامة ) شرح ابن بدرون ، وهما عالمان من علماء مغارب مصر ، ووجه ترجيحي بكون متن منظومة السيد والشرح عليها يفوقان ما ذكرته هو أنّهما انتظما إشادة معالم أهل بيت المصطفى ، ونشر مناقب الأئمّة منهم والخلفاء ، والشيء يشرف بشرف معلومة ... ، فجوّبت على السيّد صارم الدين ، والمؤيّد بربّ العالمين بجواب نثراً ونظماً ، وأخبرتهما أنّي قد امتثلت إشارة من إشارته غنم.

ثمّ قال : تنبيه : ثمّ اعلم أنّ أكثر المسطور في شرحي هذا من حد قول الناظم :

وكان أوّل خطب بين أمّته *** حيف جرى من أبي بكر ومن عمر

إلى أن بلغت به سيرة الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة بن سليمان منقول من كتابه المسمّى ( بالشافي ).

ثمّ ذكر سنده إلى الشافي ، وإلى كتب الأئمّة ( عليه السلام ) ، ثمّ ذكر شيوخه وإجازاته.

إلى أن قال : نعم ، وما كان في شرح المنظومة مذكور من بعد الإمام المنصور باللّه فإنّي نقلته من مضانّ الصحّة ، وقد عزوته في الأغلب إلى مكانه ; لفهم من يفهم الإشارة واللمعة ، فليكن خاطر الواقف على نقلي هذا طيّباً ، وليصدّق هذا النبأ ... ، وقد فوّضت جميع من وقف على مجموعي هذا من أفاضل الإخوان ، العارفين بأساليب أهل هذا الشأن أن يصلح ما وجد فيه خللاً ، فجلّ من لا عيب فيه وعلا ، وسمّيت هذا الشرح : ( مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ) و ( اللواحق النديّة للحدائق الورديّة ) لأنّه

ص: 566

يأتي جزءً ثالثاً لذلك الكتاب (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : مآثر الأبرار ، شرح على البسّامة للسيد صارم الدين أجازه إيّاها السيد المذكور ، إلى أن قال : ثمّ قال : وقد فوّضت جميع من وقف على مجموعي هذا من أفاضل الإخوان ، العارفين بأساليب أهل هذا الشأن أن يصلح ما وجد فيه خللاً ، فجلّ من لاعيب فيه وعلا.

قلت : فهذه أحد طرق الكتاب على رأي من يرى جواز التفويض ، وإن تلقّته الأمّة بالقبول ، وكان تمام تأليفه ( مآثر الأبرار ) آخر نهار الأربعاء من شهر شعبان سنة ست عشرة وتسعمائة ، وفرغ ولده يونس بن محمّد بن علي من نساخته في صفر سنة عشرين وتسعمائة (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وهو مؤلّف شرح البسّامة ، المسمّى ( مآثر الأبرار ) وفرغ من تأليفه سنة 916 (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ( شرح البسّامة ) ، فرغ منه سنة 916 ه- ، ثمّ ذكر عدّة نسخ خطّيّة للكتاب في عدّة مكتبات (4).

وقد طبع الكتاب بتحقيق عبد السلام الوجيه وخالد قاسم محمّد المتوكّل في ثلاثة مجلّدات.

ص: 567


1- مآثر الأبرار 1 : 100 - 116 ، مقدّمة المؤلّف.
2- طبقات الزيديّة 2 : 1037 ، الطبقة الثالثة.
3- البدر الطالع 2 : 117.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 976.

ص: 568

( 115 ) الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان محمّد بن أحمد بن مظفر ( ت 925 ه- )
الحديث :

الأوّل : قال : وأمّا أهل البيت ( عليهم السلام ) فضايلهم وعلومهم ومكرماتهم مشهورة ... ، وعنه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1).

الثاني : قال : باب في جملة من الآثار الجامعة في فضل أمير المؤمنين ومناقبه ( عليه السلام ) ، قال في السفينة ... ، وذلك لأنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) لمّا انصرف من حجّة الوداع ووصل غدير خمّ في يوم حارّ ، وضع له شيء عال ، فقام عليه بعد أن أمر بالدمات (2) فقمّ ما تحتهن من شوك ، قال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ... ، ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وتؤمنون بالكتاب كلّه » قالوا : بلى ، قال : « فإنّي أشهد أن قد صدقتموني ، ألا وإنّي فرطكم ، وأنتم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما » ، فقال رجل : بأبي أنت وأمّي يارسول اللّه ، ما الثقلان؟

قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، فإنّي سألت اللطيف الخبير

ص: 569


1- الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان : 9 ، مخطوط مصوّر.
2- كذا في المخطوطة.

فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدّو » ثمّ أخد بيد علي ( عليه السلام ) ... (1).

الثالث : قال - عند ذكر الناصر الأطروش - : وكان يرد بين الصفّين متقلّداً مصحفه وسيفه ، ويقول : قال أبي رسول اللّه : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي » ثمّ يقول : هذا كتاب اللّه ، وأنا عترة رسول اللّه (2).

محمّد بن أحمد بن يحيى بن مظفر :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : الفقيه العلاّمة المحقق الفاضل ، محمّد بن أحمد بن مظفر ، مؤلّف البستان والترجمان ، هو من بيت شهير بالفقه والفضل ، نسبهم إلى حارث بن إدريس بن قيس بن راع ابن سبا بن ... (3) بن سيف بن الحرث بن مرهبة الأكبر ، وهذا الفقيه الفاضل خاتمة المصنّفين منهم ، رحل إليه العلماء ، وانتفع بعلمه ممّن ورد إليه كالسيّد العلاّمة أحمد بن علي حصين ، وترجم له الفقيه محمّد بن أحمد هذا ، وأثنى عليه ، وكان السيّد متبحّراً في العلوم : إلاّ أنّه قرأ على العلاّمة محمّد بن أحمد في الفقه ، وهو أحد حفّاظه ... ، وكان بينه وبين الإمام شرف الدين بعض الشيء ; لأنّه اتّصل زمانه بزمانه ، ولاطفه الإمام ملاطفة لم تفد (4).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن مظفر ، الفقيه العلاّمة ، بدر الدين ، مؤلّف ( البستان )

ص: 570


1- الترجمان المفتّح لكمائم البستان : 16 ، مخطوط مصوّر.
2- الترجمان المفتّح لكمائم البستان : 77 ، مخطوط مصوّر.
3- كلمة غير مقروءة في المخطوطة.
4- مطلع البدور 4 : 106.

و ( الترجمان ) ، فقال في ( الترجمان ) ما لفظه : ولنا بحمد اللّه إسنادات في السماعات ، إلى آخر ما نقله عنه من طرقه وأسانيده وإجازته.

ثم قال إبراهيم بن المؤيّد : قال ابن حميد : وهذا محمّد بن أحمد قد سمع عليه من أعيان أهل زماننا ، واتّصلت قراءتهم بأولئك ، وهم أعيان الزمان ; إذ كان من الجهابذة الفرسان ، وممّن أخذ عليه الفقيه العلاّمة عبد اللّه ابن يحيى الناظري (1).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : محمّد بن أحمد بن مظفر ، ترجمه صاحب مطلع البدور ، ولم يذكر مولده ، ولا وفاته ، ولا شيوخه ... ، وقد أخبر عنه بعض معاصريه أنّه لم يكن محققاً للعلوم التي يحتاج إليها من يؤلّف ، ويدلّ على ذلك كلامه إذا تكلّم من قبل نفسه ، ولم ينقل عن غيره ... ، وهو من المعاصرين للإمام شرف الدين ، فهو من أهل القرن العاشر (2).

قال السيد عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن مظفر ، أخذ عن عمّه عماد الدين يحيى بن مظفر صاحب البيان ، وعنه أحمد بن علي بن خضير ، كان يدعي العلم ، وألّف مؤلّفات ، ذكر في البدر الطالع أنّها ركيكة الأسلوب ، ضعيفة النسق ، قلت : ويدلّ على ذلك سوء فهمه عند ذكره لأبيات الكميت.

ثمّ قال : هو صاحب الفقه بين الإمام الحسن والوشلي ، ثمّ ما تعقّبها ، إلى أن قال : وتوفّي سنة خمس وعشرين وتسعمائة (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : ووفاته تقريباً سنة

ص: 571


1- طبقات الزيديّة 2 : 922 ، الطبقة الثالثة.
2- البدر الطالع 2 : 48.
3- الجواهر المضيّة : 81.

926 ، وقيل : سنة 925 ه- ، ودفن بجانب جدّه في قرية حمده من عيال سريح عمران (1).

كتاب الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : ثمّ صنّف الترجمان ، فيه فوائد جمّة ، أعاد اللّه من بركاته (2).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه - : مؤلّف ( البستان ) و ( الترجمان ) فقال في الترجمان ما لفظه : ولنا بحمد اللّه إسنادات في السماعات ، فما كان من تأليفات حي والدنا وشيخنا الوالد عماد الدين يحيى قدّس اللّه روحه ك- ( البيان ) و ( الكواكب ) ، و ( الجامع المفيد ) وغيرها ، إلى آخر ما نقله إبراهيم بن المؤيّد عنه من إسناداته وطرقه إلى كتب العلماء والأئمّة (3).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وألّف أيضاً ( الترجمان ) وفيه فوائد ووصف فيه متّفقة وقعت له عند وصول السلطان عامر بن الوهّاب إلى صنعاء ، وخروج أجناده إلى جهة السر ; لأنّ المذكور كان ساكناً هناك (4).

ونسبه إليه أيضاً عبد السلام الوجيه في مصادر التراث (5) ، والأكوع

ص: 572


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 854. وانظر في ترجمته أيضاً : هديّة العارفين 2 : 1. معجم المؤلّفين 9 : 88 ، مؤلّفات الزيديّة 1 : 204 ، 207 ، 282 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، هجر العلم ومعاقله 4 : 2246.
2- مطلع البدور 4 : 106.
3- طبقات الزيديّة 2 : 922 الطبقة الثالثة.
4- البدر الطالع 2 : 48.
5- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 119.

في هجر العلم ومعاقله (1) وغيرهم (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان ، شرح على كتابه ( البستان ) بذكر علل مسائله وأدلّتها ، وفي أوّله قسم كبير ممّا يتعلّق بالأسانيد ، وبعض التواريخ ، وأحوال الرجال (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان - خ - منه أربع نسخ في الغربيّة ، ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات ، إلى أن قال : وقد شرح فيها ( بسّامة السيد إبراهيم الوزير في التاريخ ) (4).

ص: 573


1- هجر العلم ومعاقله 4 : 2247.
2- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
3- مؤلّفات الزيديّة 1 : 282.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 855.

ص: 574

( 116 ) القسطاس المقبول شرح معيار العقول في علم الأصول الحسن بن عزّ الدين بن الحسن ( ت 929 ه- )
الحديث :

قال : فيكون إجماعهم حجّة ، وهو المطلوب ، ولنا أيضاً قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الحسن بن عزّ الدين بن الحسن :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : فلمّا مات ( عليه السلام ) (2) وكان ولده الإمام الحسن يومئذ غائباً في ( كحلان تاج الدين ) سار البريد إليه يعلم بموته ... ، فلمّا كان يوم الجمعة ، وهو يوم ثامن موت أبيه ، وهو تاسع وعشرين من رجب المذكور ، دعا إلى اللّه سبحانه في ( كحلان تاج الدين ) وبثّ دعوته في الآفاق (3).

قال داود بن الهادي المؤيّدي في ذيل البسّامة : مولانا الناصر لدين اللّه أمير المؤمنين الحسن بن أمير المؤمنين عزّ الدين بن الحسن ( عليه السلام ) ... ، كان ( عليه السلام ) مشهوراً بالعزائم القاطعة ، والبراهين الساطعة ، والأنظار الثاقبة ... ، وكان دعوته

ص: 575


1- القسطاس المقبول : 206 ، حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
2- أيّ : عز الدين بن الحسن في شهر رجب سنة 900.
3- مآثر الأبرار 3 : 1260.

المباركة الميمونة ، التي هي بأنواع الصلاح مقرونة ، في كحلان تاج الدين تاسع وعشرين من شهر رجب الأصب من سنة تسعمائة ، اليوم الثامن من وفاة حي والده ( عليه السلام ) ، وبايعه علماء اليمن عامّة ، إلى أن قال : كانت وفاته رحمه اللّه ، ونوّر ضريحه بعد فراغه من صلاة الفجر إماماً ، يوم الأربعاء لعشر خلون من شعبان ، سنة تسعة وعشرين وتسعمائة (1).

قال حفيده محمّد بن عبد اللّه بن علي بن الحسن ( ت 1044 ه- ) في التحفة العنبريّة : الإمام الناصر لدين اللّه الحسن بن أمير المؤمنين عزّ الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيّد ( عليهم السلام ) ، وكان مولده يوم الجمعة بعد العصر لثلاث ليال خلون من رمضان سنة اثنتين وستّين وثمان مائة بهجرة ضحيان ... ، فلمّا كان يوم الجمعة وهو ثامن موت والده دعا إلى اللّه تعالى دعوة ميمونة في تاسع وعشرين من شهر رجب المذكور من سنة تسعمائة في كحلان تاج الدين ، وأطاعه جلّ الشيعة ... ، وكانت وفاة الإمام الحسن بعد فراغه من صلاة الفجر إماماً يوم الأربعاء لعشر خلون من شعبان ، سنة تسع وعشرين وتسعمائة سنة ، ومدّة عمره سبع وستّين سنة إلاّ أربع وعشرين يوماً (2).

ص: 576


1- ذيل البسّامة 3 : 1374 ، مطبوع في آخر مآثر الأبرار.
2- التحفة العنبريّة : 302. وانظر في ترجمته أيضاً : اللآلي المضيّة 2 : 563، البدر الطالع 2 : 263 في الملحق ، التحف شرح الزلف : 217 ، مطمح الآمال : 263 ، الجواهر المضيّة : 31 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 202 ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 329 ، بلوغ المرام : 57 ، لوامع الأنوار 2 : 243 ، هجر العلم ومعاقله 3 : 1622 ، الأعلام 2 : 214.
القسطاس المقبول شرح معيار العقول :

قال داود بن الهادي المؤيّدي في ذيل البسّامة : وله مصنف عظيم مفيد في علم أصول الفقه ، سمّاه : ( القسطاس المقبول على معيار العقول في علم الأصول ) (1).

قال السيد عبد اللّه القاسمي ( ت 1375 ه- ) في الجواهر المضيّة : وله مؤلّفات فايقة ، وأجوبات عديدة ، ورسايل بليغة ، من مؤلّفاته : القسطاس شرح المعيار ، لم يسبق إلى مثله ، آية على رسوخ قدمه ، وطول باعه في العلوم (2).

قال محمّد زبارة في ملحق البدر الطالع : ومن مؤلّفاته النافعة المنقّحة المهذّبة كتاب ( القسطاس المقبول شرح معيار العقول ) في علم الأصول (3).

ونسبه إليه أيضاً المؤيّدي في التحف (4) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (5) ، وغيرهم (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : القسطاس المقبول في شرح معيار العقول ، شرح على كتاب ( معيار العقول ) للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ، وفيه نقل لبعض الأقوال ومناقشات فيها ، وضع له مقدّمة فيها تعريف علم الأصول وفائدته ووجه الحاجة إليه (7).

ص: 577


1- ذيل البسّامة 3 : 1374 ، المطبوع في آخر مآثر الأبرار.
2- الجواهر المضيّة : 32.
3- البدر الطالع 3 : 263 في الملحق.
4- التحف شرح الزلف : 217.
5- هجر العلم ومعاقله 3 : 1622.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- مؤلّفات الزيديّة 2 : 344.

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : القسطاس المقبول شرح معيار العقول في علم الأصول للإمام أحمد بن يحيى المرتضى (1) فرغ منه سنة 893 ه- ، ثمّ ذكر عدّة نسخ خطّيّة في عدّة مكتبات (2).

ص: 578


1- أي : أنّ معيار العقول في علم الأصول لأحمد بن يحيى بن المرتضى.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 329.

مؤلّفات محمّد بن يحيى بهران الصعدي ( ت 957 ه- )

( 117 ) تفتيح القلوب والأبصار ، للاهتداء إلى اقتطاف أثمار الأزهار ( شرح أثمار الأزهار للإمام شرف الدين )
الحديث :

الأوّل : قال : بدليل قوله ( عليه السلام ) : ( وعترتي أهل بيتي ) في الحديث الصحيح الذي سيأتي (1).

الثاني : قال : وقد قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الثالث : قال : وكأحاديث الكساء وحديث « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3).

محمّد بن يحيى بهران الصعدي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور (4) : وكان محمّد بن يحيى رئيس وقته في العلوم ، وجيها في العلماء ، وذلك نتيجة الورع ، وعزف

ص: 579


1- تفتيح القلوب والأبصار 1 : 24 ، مخطوط مصوّر.
2- تفتيح القلوب والأبصار 1 : 24 ، مخطوط مصوّر.
3- تفتيح القلوب والأبصار 1 : 36 ، مخطوط مصوّر.
4- يوجد نقص في صفحات نسخة مطلع البدور التي نقلنا منها ، لذلك لم نذكر ترجمة محمّد يحيى بهران من أوّلها.

النفس عن الطمع ... ، ولو استوفينا فضايله استوعبت القرطاس ، وإنّما هذه مجّة من لجّة ، مات بصعدة المحروسة في وقت العصر سنة سبع وخمسين وتسعمائة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : محمّد بن يحيى بن أحمد بن محمّد بن موسى بن أحمد بن يونس ، الملقب بهران ، بفتح الموحّدة وسكون الهاء ، وفتح المهملة ، الصعدي التميمي ، القاضي بدر الدين العلاّمة ، سمع على الإمام شريف الدين مؤلّف الأثمار بصعدة سنة أربعين وتسعمائة ، وطلب من الإمام إجازه فأجازة ، ثمّ قال : قرأ على السيد المرتضى ابن القاسم بن إبراهيم ... ، قلت : وأجلّ تلامذته ولده عبد العزيز بن محمّد بن يحيى بهران ، ويحيى بن محمّد بن حميد ، إلى أن قال : توفّي بصعدة وقت العصر سنة سبع وخمسين وتسعمائة (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : محمّد بن يحيى بن محمّد أحمد بن محمّد بن موسى بن أحمد بن يونس بن حسن بن حجّاج بن حسن بن إسماعيل بن إبراهيم بن حميدان به قمران بن مالك بن عمر بن رازح بن أسعد بن يحيى بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر اليماني الصعدي المعروف ببهران الزيدي ، أحد علماء اليمن المشاهير ، ثمّ قال : وبرع في جميع الفنون وفاق أقرانه ، إلى أن قال : مات بصعدة سنة 957 ، سبع وخمسين وتسعمائة (3).

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : مولده بصعدة سنة 883 ه- ، ووفاته

ص: 580


1- مطلع البدور 4 : 213.
2- طبقات الزيديّة 2 : 1103.
3- البدر الطالع 2 : 149.

بها يوم السبت في 12 شهر رمضان سنة 957 ه- (1).

كتاب تفتيح القلوب والأبصار للاهتداء إلى اقتطاف أثمار الأزهار :

قال أحمد بن يحيى حابس ( ت 1061 ه- ) في المقصد الحسن - بعد أن ذكر كتاب الأثمار للإمام شرف الدين - : وشرحه الشيخ الإمام العلاّمة محمّد بن يحيى بن بهران رحمه اللّه تعالى ، ضمّنه من الأدلّة والمسائل الفقهيّة بما يشفي ويكفي (2).

ونسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (3).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : قال القاضي (4) : وله في الفقه شرح على الأثار تشدّ إليه الأكوار ، روي أنّ الإمام أمر أن يطاف به في المشاهد (5).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وصنّف التصانيف الحافلة منها في الفقه ( شرح الأثمار ) للإمام شرف الدين في أربعة مجلّدات (6).

ص: 581


1- هجر العلم ومعاقله 1 : 29. وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : 96، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 52 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1019 ، الأعلام 7 : 140 ، معجم المؤلّفين 12 : 109 ، هديّة العارفين 2 : 243.
2- المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : 52.
3- مطلع البدور 4 : 213.
4- هو أحمد بن صالح بن أبي الرجال صاحب مطلع البدور ، ولم ننقل نصّ العبارة من كتاب مطلع البدور ; لأنّه يوجد نقص صفحة في المصوّرة التي نقلنا منها والتي فيها هذا الكلام.
5- طبقات الزيديّة 2 : 1106 ، الطبقة الثالثة.
6- البدر الطالع 2 : 149.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : تفتيح القلوب والأبصار للاهتداء إلى اقتطاف أثمار الأزهار ، تأليف : القاضي محمّد بن يحيى بهران الصعدي ، شرح كبير في أربع مجلّدات على كتاب « أثمار الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار ».

تناول المؤلّف أدلّة المسائل ، وأقوال الأئمّة عند الاختلاف فيها ، وزاد فروعاً ومسائل ، لم يتعرّض إليها مؤلّف الأصل (1).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : تفتيح القلوب والأبصار للاهتداء إلى كيفيّة اقتطاف أثمار الأزهار ( شرح كتاب الأثمار ) قال المؤرّخ يحيى بن الحسين : جمع فيه الشوارد ، وما ندر من الفوائد ، واستوفى الحجج من الكتاب والسنّة والإجماع ، وخرّج الأحاديث إلى الأمّهات كما يفعل المحدّثون ، - خ - نسخه الخطيّة كثيرة ، ثمّ ذكر عبد السلام عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات (2).

ص: 582


1- مؤلّفات الزيديّة ، 1 : 300.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1020.
( 118 ) الكافل بنيل السؤل
الحديث :

قال : قال أصحابنا : جماعتهم معصومة بدليل : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) الآية ، و « أهل بيتي كسفينة نوح » و « إنّي تارك فيكم » الخبرين (1) ، ونحوهما (2).

كتاب الكافل بنيل السؤل :

نسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (3) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (4) ، والشوكاني في البدر الطالع (5) ، والسيد عبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (6) ، وغيرهم (7).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الكافل بنيل السؤل في علم الأصول ( متن مختصر مشهور في أصول الفقه ، عليه شروح كثيرة مطبوعة

ص: 583


1- قال أحمد بن محمد بن لقمان في شرحه للكافل - بعد أن ذكر عبارة المصنّف هذه - : وتمام الثاني : « الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » الكاشف لذوي العقول : 160.
2- الكافل بنيل السؤل : 4.
3- مطلع البدور 4 : 213.
4- طبقات الزيديّة 2 : 1106 ، الطبقة الثالثة.
5- البدر الطالع 2 : 149.
6- الجواهر المضيّة : 97.
7- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

ومخطوطة ) طبع المتن منفرداً ، وطبع مع شرحه المعروف بكافل لقمان (1) ، وهو من الكتب المعتمدة في مدارس العلوم الشرعية (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الكافل بنيل السؤل ، تأليف : القاضي محمّد بن يحيى بهران الصعدي ، متن معروف جداً في أصول الفقه ، تدارسه علماء الزيديّة ، وكتبوا عليه الشروح والتعاليق الكثيرة ، وهو في عشرة أبواب تخلّلها فصول ، ثمّ ذكر أبواب الكتاب ، وذكر عدّة نسخ للكتاب ، قال : كلّها من عصر المؤلّف (3).

ص: 584


1- وهو أحمد بن محمّد بن لقمان ( ت 1039 ه- ) وشرحه : الكاشف لذوي العقول عن وجوه معاني الكافل بنيل السؤل.
2- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1020.
3- مؤلّفات الزيديّة 2 : 370.
( 119 ) بداية المهتدي وهداية المبتدي
الحديث :

قال : وقوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » الخبر (1).

كتاب بداية المهتدي وهداية المبتدي :

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : بداية المهتدي وهداية المبتدي ، تأليف : القاضي محمّد بن يحيى بهران الصعدي ، مواعظ وإرشادات إلى الآداب الدينيّة ، انتزعها من كتاب ( بداية الهداية ) لأبي حامد الغزالي (2).

قال الأكوع في هجر العلم : بداية المهتدي في علم الطريقة (3).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : بداية المهتدي وهداية المبتدي ( اختصره من كتاب بداية الهداية للغزالي ) قال الحبشي - خ - المتحف البريطاني رقم ( 839 ) (4).

ص: 585


1- بداية المهتدي وهداية المبتدي : 22 ، مخطوط مصوّر.
2- مؤلّفات الزيديّة 1 : 195.
3- هجر العلم ومعاقله 1 : 30.
4- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1019.

ص: 586

( 120 ) الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار المتوكّل على اللّه يحيى شرف الدين بن شمس الدين ( ت 965ه- )
الحديث :

قال يحيى بن محمّد المقرائي في كتابه الوابل المغزار ( شرح الأثمار ليحيى شرف الدين ) : قال المؤلّف : حديث « إنّي تارك فيكم » قد ورد عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) « كتاب اللّه وعترتي » ، وفي روايات كثيرة بلغ معناها إلى حد التواتر ، وهو ما رواه مسلم أيضاً في صحيحه (1).

يحيى شرف الدين بن شمس الدين :

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : يحيى شرف الدين ابن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الهدوي ، القاسمي ، الإمام المتوكّل على اللّه ، أبو علي الإمام العالم ، مولده في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، نشأ على ما نشأ عليه آباؤه من الطهارة وطلب العلم الشريف ، ثمّ ذكر مشايخه وما قرأه عليهم من الكتب ، وأسانيده ، ومرويّاته ، وتلامذته ، ثمّ قال : قال ابن حابس : ولمّا بلغ من العلوم النهاية دعا في الظفر في جمادي الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة ، ولم تظهر كلمته إلاّ بعد موت الإمام الحسن ، وله حسن السياسة ، وبلوغ الغاية في الرياسة ... ، افتتح صنعاء سنة 924 ه- ، وتقدّم إلى صعدة سنة أربعين وتسعمائة ... ، ثمّ وقع

ص: 587


1- الوابل المغزار ( شرح الأثمار ) 1 : 24 ، مخطوط مصوّر.

معه ( عليه السلام ) في آخر ولايته نغائص أوجب تقلّص ولايته عن أكثر البلاد ، وارتحل آخراً إلى الظفير ، ثمّ عمي ، وقيل : إنّه ردّ بصره ( عليه السلام ) ، ولمّا دخلت سنة خمس وستّين وتسعمائة كان فيها وفاته ، وذلك ليلة الأحد سابع شهر جمادي الآخر من السنة المذكورة ... ، وكان مدّة عمره سبع وثمانون سنة وأشهر منها مدّة خلافته إلى أن خرج من صنعاء إلى الظفير سنة أربع وخمسين وتسعمائة (1).

قال الحسين بن ناصر المهلاّ ( ت 1111 ه- ) في مطمح الآمال : وأمّا الإمام الكبير الخطير المتوكّل على اللّه يحيى بن شمس الدين ابن أمير المؤمنين المهدي لدين اللّه أحمد بن يحيى بن المرتضى رضوان اللّه عليهم ، فعلمه وورعه وزهده وفضله وإيثاره للآخرة أشهر من الشموس والأقمار ، وأظهر من النهار ، ثمّ قال : ولجدنا الشهير من الاختصاص به ، والوزارة له ما هو مشهور ، ثمّ ذكر وصيّته بتمامها (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : الإمام المتوكّل على اللّه شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى ، قد تقدّم تمام نسبه في ترجمة جدّه ، ولصاحب الترجمة اسمان : أحدهما شرف الدين ، وهو الذي اشتهر به ، والآخر يحيى ، ولم يشتهر به ، ولد خامس عشر شهر رمضان سنة 877 سبع وسبعين وثمان مائة بحصن حضور ، ثمّ ذكر مشايخه ومرويّاته وبعض وقعاته وتواريخه ودعوته ، إلى أن قال : وأقام لاشغل له بغير الطاعات حتّى توفّاه اللّه ليلة الأحد ، وقت صلاة العشاء الآخرة ، سابع شهر جمادي سنة 965 خمس وستين وتسعمائة ، ودفن بحصن ظفير ، ومشهده هنالك

ص: 588


1- طبقات الزيديّة 3 : 1232 ، الطبقة الثالثة.
2- مطمح الآمال : 264.

مشهور (1).

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : وقد كتب سيرة حياته صلاح بن داود ابن علي بن داعر ، وكتب الحسن بن محمّد الذريفي حوادث سنة 940 ه- من حياته ، وكتب محمّد بن إبراهيم بن المفضل سيرة حياته ، وسمّاها ( السلوك الذهبيّة في خلاصة السيرة المتوكّليّة اليحيويّة ) (2).

الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار :

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات : وله من التصانيف كتاب ( الأثمار ) الذي اشتهر بالتحقيق ، كان الفراغ من تأليفه في رمضان سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة ، واعتنى بشرحه جماعة منهم ابن بهران ، وابن حميد ، وصالح بن صديق الشافعي ، ولولده عبد اللّه ، على المقدّمة شرحان بسيط ووجيز (3).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وله مصنّفات منها : ( كتاب الأثمار ) اختصر فيها الأزهار ، وجاء بعبارات موجزة نفيسة شاملة لما في الأزهار ، وحذف ما فيه تكرار ، وكان على خلاف الصواب (4).

ص: 589


1- البدر الطالع 1 : 194 ، حرف الشين.
2- هجر العلم ومعاقله 3 : 1326. وانظر في ترجمته أيضاً : التحف شرح الزلف : 219، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1134 ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الأعلام 8 : 150 ، معجم المؤلّفين 4 : 297 ، الجواهر المضيّة : 107 ، المقتطف من تاريخ اليمن : 134 ، 138.
3- طبقات الزيديّة 3 : 1242 ، الطبقة الثالثة.
4- البدر الطالع 1 : 195.

ونسبه إليه أيضاً : عبد اللّه القاسمي في الجواهر المضيّة (1) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (2) ، وغيرهم (3).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار ، تأليف : الإمام المتوكّل شرف الدين يحيى بن شمس الدين الحسني اليمني ، مختصر من كتاب ( الأزهار ) للإمام المهدي ، وهو من أشهر كتب فقه الزيديّة باليمن (4).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار ( مختصر الأزهار ) عليه شروح كثيرة ، منها : شرح محمّد بن يحيى بهران ، ويحيى المقرائي ، والأثمار كتاب شهير ، متوفّر ( مخطوط ) ، ثمّ ذكر للكتاب عدّة نسخ خطّيّة (5).

ص: 590


1- الجواهر المضيّة : 107.
2- هجر العلم ومعاقله 3 : 1326.
3- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
4- مؤلّفات الزيديّة 1 : 44.
5- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1134.
( 121 ) الجوهرة الخالصة عن الشوائب في العقائد الناقمة على جميع المذاهب شمس الدين عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغاني ( ت بعد 967 ه- )
الحديث :

قال : لأنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض » فهؤلاء الجهّال فرّقوا بينهم وبين الكتاب (1).

شمس الدين عبد الصمد بن عبد اللّه الدامغاني العلوي :

قال عبد السلام الوجيه في مصادر التراث : عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغانى المتوفّى سنة 967 ه- (2) ، وقال أيضاً : عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغاني من أعلام القرن العاشر (3).

قال عمر كحالة في معجم المؤلّفين : عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغاني ( شمس الدين ) متكلّم ، له الجوهرة الخالصة عن الشوائب ، ثمّ قال : أتمّها سنة 967 ه- (4).

ص: 591


1- الجوهرة الخالصة عن الشوائب : 41 ، مخطوط مصوّر.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 52.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 539.
4- معجم المؤلّفين 5 : 235.

قال الزركلي في الأعلام : شمس الدين الدامغاني ، من علماء الكلام ، توفّي بعد سنة 967 (1).

الجوهرة الخالصة عن الشوائب في العقائد :

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : الجوهرة الخالصة عن الشوائب في العقائد المنقومة على جميع المذاهب للسيد شمس الدين عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغاني ، كتبه في جواب سؤال الشيخ عبد الحق بن عبد المجيد بن عبد الواحد الذهبي ، ثمّ قال : تعرّض فيه لجميع الفرق الإسلامية والاعتراض عليهم (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الجوهرة الخالصة عن الشوائب في العقائد الناقمة على جميع المذاهب ، تأليف : شمس الدين عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغاني ، ذكر فيه العقيدة الحقّ والسبب في نقمة بعض العقائد ، وهو جواب على سؤال الشيخ عبد الحق بن عبد المجيد ابن عبد الواحد الذهبي ، وقد ألّفه في مقدّمة وفصلين هي :

المقدّمة : في عدم الاغترار بكلام كلّ فرقة على الأخرى.

الفصل الأوّل : في معرفة ما نقم كلّ فرقة.

الفصل الثاني : في المرجّح عنده في الطريقة.

ثمّ قال : مكتبة الجامع الكبير فيها عدّة نسخ من القرن الحادي عشر

ص: 592


1- الأعلام 4 : 10. وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة 1 : 387، الذريعة 5 : 2293 ، هديّة العارفين 1 : 574.
2- الذريعة 5 : 293.

والثاني عشر (1).

ونسبه إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث في عدّة مواضع ، مع اختلاف في كلمة ( ناقمة ) فتارة قال : الناقمة على جميع المذاهب (2) ، وأخرى قال : المفتوحة على جميع المذاهب (3) ، وثالثة قال : الناقدة ، على جميع المذاهب (4) ، ورابعة قال : المنقومة على جميع المذاهب (5) ، وهذا ناشيء من اختلاف النسخ كما يظهر.

ونسبه إليه أيضاً : الزركلي في الأعلام (6) ، وعمر كحالة في معجم المؤلّفين ، وقال : أتمّها سنة 967 ه- (7) ، وهديّة العارفين (8).

ص: 593


1- مؤلّفات الزيديّة 1 : 387.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 185.
3- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 539.
4- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 297 ، وفيه من الاختلاف : الناقدة على جميع العقائد.
5- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 2 : 52.
6- الأعلام 4 : 10 ، وفيه المتقدّمة على جميع المذاهب.
7- معجم المؤلّفين 5 ، 235 ، وفيه : المتقدّمة على جميع المذاهب.
8- هديّة العارفين 1 : 574.

ص: 594

مؤلّفات يحيى بن محمّد بن حسن المقرائي المذحجي ( ت 990 ه- )

( 122 ) الوابل المغزار ( شرح الأثمار )
الحديث :

الأوّل : قال : ومن السنّة ما رواه زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب اللّه عزّ وجلّ ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » أخرجه الترمذي (1).

الثاني : قال : وعن أبي سعيد أنّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا بما تخلفوني فيهما » أخرجه أحمد ، وفي بعض الروايات : الثقل الأكبر الكتاب ، والثقل الأصغر العترة ، وسمّاهما ثقلين ; لأن الأخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل ، وقيل : إنّ العرب تقول لكلّ خطير نفيس ثقيل ; اعظاماً لقدرهما ، وتفخيماً لشأنهما ، ذكره في جامع الأصول (2).

الثالث : قال : قال المؤلّف : حديث « إنّي تارك فيكم » قد ورد عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) كتاب اللّه وعترتي ، وفي روايات كثيرة بلغ معناها إلى حد التواتر ، وهو ما رواه

ص: 595


1- الوابل المغزار 1 ، 24 ، مخطوط مصوّر.
2- الوابل المغزار 1 : 24 ، مخطوط مصوّر.

مسلم أيضاً في صحيحه (1).

الرابع : قال : ومثل « إنّي تارك فيكم » الخبر (2).

الخامس : قال : وجعله ( صلى اللّه عليه وآله ) لهم قرين الكتاب ، المهيمن إلى يوم الدين ، فيما رواه المخالف والمؤالف من حديث « إنّي تارك فيكم ... » المقدّم ذكره المشهور بين العالمين (3).

السادس : قال : واعلم : أنّه قد ذكر الهادي في كتابه المجموع ما لفظه : وأجمعوا على أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما من بعدي لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (4).

يحيى بن محمّد بن حسن المقرائي المذحجي :

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : العالم النحرير ، المقدّم في أرباب التقرير والتحرير عماد الإسلام ، بدر الشيعة الكرام ، يحيى ابن محمّد بن حسن بن حميد بن مسعود المقرائي بلداً ، الحارثي المذحجي نسباً ... ، كان مولده رحمه اللّه آخر سنة ثماني وتسعمائة تقريباً ، ونشأ يتيماً في حجر أبي أمّه الفقيه عبد اللّه ; لأنّ والده توفّي وهو ابن سنتين ، فقرأ القرآن العظيم ، ثمّ قرأ في الفرائض على الفقيه العالم الزاهد يحيى بن محمّد ، وكان فرضياً محققاً ، ثمّ فيها أيضاً على الفقيه العالم الفرضي ، وكان ممّن أخذ على

ص: 596


1- الوابل المغزار 1 : 24 ، مخطوط مصوّر.
2- الوابل المغزار 1 : 27 ، مخطوط مصوّر.
3- الوابل المغزار 1 : 31 ، مخطوط مصوّر.
4- الوابل المغزار 2 : 363 ، مخطوط مصوّر.

والده محمّد بن حسن بن حميد ، ثمّ قرأ في الفقه على مشايخ كبار منهم : الإمام شرف الدين ( رضي اللّه عنه ) ، ثمّ عدّد أساتذته ، ثمّ قال : انتهى من خطّ شيخنا شمس الإسلام أحمد بن سعد الدين ، قال : نقلها من خطّ سيّدنا الحسن بن علي بن حنش ، وكتبها الفقيه حسن في ديباجة كتابه مكنون السر ، في تحرير نحارير السر ذكر فيه جماعة من العلماء وبيوت العلم ، إلى أن قال : وأرّخ الفقيه حسن ما كتبه بثالث وعشرين من شهر رمضان سنة ست وستّين وتسعمائة (1).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152ه- ) في الطبقات : يحيى بن محمّد بن حسن بن حميد بن مسعود المقرائي بلداً ، الحارثي المذحجي نسباً ، الزيدي مذهباً ، الفقيه عماد الدين ، العالم بن العالم بن العالم ، ولد سنة ثماني وتسعمائة ، ثمّ ذكر أساتذته وإجازاته ومرويّاته ، وقال علي بن الإمام (2) : كان فقيهاً جليلاً قوّالاً للحقّ ، آمراً بالمعروف ، ناه عن المنكر ، إماماً علماً ، فرضي العصر ، وفقيه الدهر ، محققاً جليلاً ، ثمّ قال إبراهيم بن المويّد : قلت : وكان من علماء صعدة ، وأقام يدرس بها ويؤلّف ، فإنّه فرغ من تأليف النزهة في شهر رجب سنة سبعين وتسعمائة ، ولعلّ وفاته في عشر الثمانين وتسعمائة ، واللّه أعلم (3).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) بعد أن ذكر اسمه ونسبه : ولد سنة 908 ثمان وتسعمائة ... ، ومات في رجب سنة 990 تسعين وتسعمائة (4).

ص: 597


1- مطلع البدور 4 : 245.
2- ابن الإمام شرف الدين.
3- طبقات الزيديّة 3 : 1256 ، الطبقة الثالثة.
4- البدر الطالع 2 : 189.

قال عبد اللّه القاسمي بعد أن ذكر اسمه ونسبه وأساتذته : توفّي في شهر رجب سنة تسعين وتسعمائة (1).

كتاب الوابل المغزار :

نسبه إليه إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (2).

قال الشوكاني ( ت 1250 ه- ) في البدر الطالع : وله مصنّفات منها شرح الأثمار سمّاه ( الوابل المغزار ) (3).

ونسبه إليه أيضاً : عبد السلام الوجيه في مصادر التراث (4) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله (5) ، وغيرهم (6).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الوابل المغزار في شرح الأثمار ، تأليف : الفقيه يحيى بن محمّد حميد المقرائي المذحجي ، مجلّدان ضخمان ، فيهما من التحقيق والمناقشة على القواعد ما لم يوجد في غيرهما ، فرغ من تأليفه سنة 941 (7).

ص: 598


1- الجواهر المضيّة : 109. وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الأعلام 8 : 168، معجم المؤلّفين 13 : 223 ، هديّة العارفين 2 : 531 ، هجر العلم ومعاقله 1 : 30 ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1147.
2- طبقات الزيديّة 3 : 1259 ، الطبقة الثالثة.
3- البدر الطالع 2 : 189.
4- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 491.
5- هجر العلم ومعاقله 1 : 31.
6- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.
7- مؤلّفات الزيديّة 3 : 139.

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الوابل المغزار المطعم لأثمار الأزهار ( شرح كتاب الأزهار ) للإمام شرف الدين في مجلّدين ، فرغ منه سنة 941 ه- بوادي السر ، نسخه المخطوطة كثيرة ، ثمّ ذكر بعضها (1).

ص: 599


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1150.

ص: 600

( 123 ) فتح الغفّار ( شرح الأثمار )
الحديث :

الأوّل : قال : وما رواه زيد بن أرقم ، قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك » الخبر (1).

الثاني : قال : وأجمعوا على أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فكما لا يجوز ترك التمسّك بالكتاب لا يجوز ترك التمسّك بالعترة ; لأنّ العترة تدلّ على الكتاب ، والكتاب يدلّ على العترة ، ولا يقوم واحد منهما إلاّ بصاحبه (2).

كتاب فتح الغفّار ( شرح الأثمار ) :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : وهو مؤلّف شرح الفتح ، الكتاب المشهور (3).

نسبه إليه إبراهيم بن المؤيّد ( ت 1152 ه- ) في الطبقات ، وقال : قال علي ابن الإمام : كان فقيهاً جليلاً ... ، يعرف بشارح ( الفتح المشهور ) (4).

ونسبه إليه الشوكاني في البدر الطالع (5) ، وعبد اللّه القاسمي في الجواهر

ص: 601


1- فتح الغفّار : 15 ، مخطوط مصوّر.
2- فتح الغفّار : 564 ، مخطوط مصوّر.
3- مطلع البدور 4 : 245.
4- طبقات الزيديّة 3 : 1259 ، الطبقة الثالثة.
5- البدر الطالع 2 : 189.

المضيّة (1) ، وغيرهم (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : فتح الغفّار المفتح لمقفلات الأثمار في شرح كتاب الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب ، ثمّ قال : أخرى باسم ( فتح الغفّار المطعّم لأثمار الأزهار ) خ سنة 1131 ه- بمكتبة السيد المرتضى الوزير ، قال الناسخ في أوّله : الكتاب هو أحد شروح ثلاثة للمؤلّف شرح بها كتاب الأثمار ، الأوّل : الكبير ، وسمّاه ( الوابل المغزار على الأثمار ) والثاني : مختصر للأوّل بعنوان ( الشموس والأقمار من أفق فتح العزيز الغّفار المنتزع من الوابل المغزار ) ، والثالث : هذا أي : ( فتح الغفار ) (3).

ص: 602


1- الجواهر المضيّة : 110.
2- انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المؤلّف.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 1149.
( 124 ) الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار سليم بن أبي الهذام بن سالم العشيري ( القرن العاشر ).
الحديث :

الأوّل : قال : ورويناه عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال : « لمّا ثقل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بما فيه ، قال : ادعوا الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه » قال : فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : ففتح عينه ، فقال : « دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة » ثمّ قال : « أيّها الناس ، قد خلّفت فيكم كتاب اللّه وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع للكتاب كالمضيّع لعترتي ، أما إن ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (1).

الثاني : قال : وأمّا خبر الغدير ، فقد روي بطرق مختلفة ، وأسانيد كثيرة مترادفة على معنى واحد ، وأجمع أهل النقل وبلغ حد التواتر ، ونحن نذكر طرقاً ممّا رواه المخالف والمؤالف ، أمّا ما رواه أهل مذهبنا ، فمن ذلك ما رويناه عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) ... ، وروينا عن سلمة بن كهيل بإسناده ، قال : حدّثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فقمّ ما تحتهن ، فأناخ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) عشيّة يصلّي ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد اللّه عزّ وجلّ وأثنى عليه ، وقال ما شاء اللّه أن

ص: 603


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 39 ، مخطوط.

يقول ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ما اتّبعتموهما القرآن وأهل بيتي عترتي » (1).

الثالث : قال : ومن كتاب الكامل المنير ، قال صاحبه : وحديث أبي أحمد ، قال : حدّثني من أثق به ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبيه وعبد اللّه بن حكيم بن حسر ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، وسرد الحديث وشرحه شرحاً طويلاً (2).

أقول : وفي الكامل المنير - بعد أن ذكر سند الحديث ، ثمّ سرده بأكمله وفي ضمنه قال ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ... » إلى آخر الحديث (3).

الرابع : قال : ومن الأنوار من مناقب الفقيه ابن المغازلي أبي الحسن الواسطي الشافعي بإسناده رفعه إلى الوليد بن صالح ، عن ابن إمرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي اللّه من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جماعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) في يوم شديد الحر ، إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحر حتّى انتهينا إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى صلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا قال : « الحمد لله ونحمده ونستعينه ... ، ألا وإنّي فرطكم ، وإنّكم تبعي يوشك أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما » قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتّى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي وأمّي أنت

ص: 604


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 47 ، مخطوط.
2- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 48 ، مخطوط.
3- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 88 ، مخطوط.

يارسول اللّه ، ما الثقلان؟ ، قال : « الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي ، وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ » (1).

الخامس : قال : وروي عن النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (2).

السادس : قال : وروينا عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) أنّه قال : يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3).

السابع : قال : ومن كتاب مولانا الناصر للحق ( عليه السلام ) ، روى أبو سعيد الخدري ، قال : لمّا مرض رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعباس يصلّي ، فوضعاه على المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ، ولن تزول أقدامكم ، ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما : كتاب اللّه سبب بينكم وبين اللّه ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه » قال : فعظّم من كتاب اللّه ما شاء أن يعظّم ، ثمّ سكت فقام عمر وقال : هذا أحدهما قد أعلمتنا به ، فأعلمنا بالآخر فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ

ص: 605


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 48 ، مخطوط.
2- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 57 ، مخطوط.
3- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 57 ، مخطوط.

وأنا أريد أن أخبركم به ، غير أنّي أخذني الريق ، فلم أستطع أن أتكلّم ، ألا وعترتي ألا وعترتي ألا وعترتي » ثلاث ، « فواللّه ، لا يبعث رجل يحبّهم إلاّ أعطاه اللّه نوراً حتّى يرد عليّ يوم القيامة ، ولا يبعث اللّه رجلاً يبغضهم إلاّ احتجب اللّه عنه يوم القيامة » ثمّ حملاه إلى فراشه ، مختصراً (1).

الثامن : قال : وقد روي أنّ الضحّاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فقال : واللّه ، ما أدري ما الذي اختلفوا ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، فلن تخالجني فيه الظنون ، أنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه ، لم يخطبنا بعده ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) حتّى احمّر وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكنّي أضرّ بي وجع ، فامتنعت عن الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب بينكم وبين اللّه تعالى طرف بيده وطرف بأيدكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيّته » (2).

التاسع : قال : ورواية أسلافنا وحفّاظ أهل مذهبنا واسعة في هذا الباب ، وكذلك ما يرويه غيرنا من ذلك مستفيض ، ونحن نذكر منه ما روى الأمير صلاح الدين ، عن الإمام المقدّس الحسن بن محمّد ، عن الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة بن سليمان في كتاب الشافي ، وهو يرويه عن كتبهم المشهورة ، ونحن نرويه عن مسند ابن حنبل بإسناده ، رفعه إلى علي بن

ص: 606


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 58 ، مخطوط.
2- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 58 ، مخطوط.

ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين »؟ قال : نعم (1).

العاشر : قال : وبالإسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال ابن نمير : قال بعض أصحابنا : عن الأعمش ، قال : « انظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

الحادي عشر : قال : وبالإسناد عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو « ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (3).

الثاني عشر : قال : وفي صحيح مسلم بالإسناد ، قال : حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلّد جميعاً ، عن ابن علية ، قال زهير : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا أبو حيّان ، حدّثني زيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، قال : واللّه يابن أخي ، لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، فنسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ،

ص: 607


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 58 ، مخطوط.
2- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 59 ، مخطوط.
3- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 59 ، مخطوط.

ثمّ قال : قام رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمّد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد ، أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب اللّه فيه النور ، فخذوا بكتاب واستمسكوا به » فحثّ على كتاب اللّه ، ورغّب فيه ، ثم قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (1).

الثالث عشر : قال : ومن كتاب أنوار اليقين من مناقب ابن المغازلي بالإسناد عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (2).

الرابع عشر : قال : ومن الصحاح لرزين العبدري ، من صحيح أبي داود السجستاني ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب اللّه » الخبر إلى قوله « كيف تخلفوني في عترتي » ، قال سفيان : أهل بيته هم ورثة علمه (3).

الخامس عشر : قال : وأمّا ما ورد فيهم ( عليهم السلام ) من الكتاب : قوله تعالى ( إِنَّما

ص: 608


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 59 ، مخطوط.
2- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 59 ، مخطوط.
3- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 59 ، مخطوط.

يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ذكره الثعلبي في تفسيره ، ومن تفسيره أيضاً من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وبالإسناد قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب ، قال : وحديث في كتاب جدّي بخطّه ، قال : حدّثنا أحمد بن الأعجم القاضي المروزي ، حدّثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض » أو قال : « الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (1).

السادس عشر : قال : وروينا من كتاب السفينة عن ابن عباس أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) رجع من سفر ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، ألا وإنّي انتظرهما ، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة ، ألا إنّه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ،

ص: 609


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 61 ، مخطوط.

قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أُخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي ، قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب ربّي وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا عترتك فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّيّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي ، فيصدرون رواءً » (1).

سليم بن أبي الهذام بن سالم العشيري :
اشارة

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : سليم بن أبي الهذام ابن سالم الناصري ( رحمه اللّه ) ، هو من العلماء الأجلّة المحققين ، أفاد في ذكره مولانا السيّد الحافظ زينة الأيّام يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين المؤيّد باللّه بن أمير المؤمنين المنصور باللّه القاسم بن محمّد ( عليهم السلام ) ، وأثنى عليه بالتحقيق (2).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : سليم بن أبي الهذام ابن سالم الناصري العشيري من علماء الزيديّة المحققين ، أثنى عليه صاحب المستطاب ، قال : وفد إلى الديار اليمنية.

ص: 610


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 64 ، مخطوط.
2- مطلع البدور 2 : 198.

ثمّ قال عبد السلام الوجيه : لم أجد له تاريخ ميلاد ووفاة ، ولا تحديد لعصره ، وفي هامش مطلع البدور : اسمه محمّد ، لكنه لقّب سليم فاشتهر به (1).

وقال في مصادر التراث : سليم بن سالم العشري ابن أبي الهذام بن سالم الزيدي الناصري ، من علماء الزيديّة في الجيل والديلم (2).

أقول : الأقرب وفاته قبل القرن الحادي عشر ، أي : في القرن العاشر فما دون لأنّ إحدى نسخ كتاب الأزهار خُطّت سنة 1027 (3) ، ولم يشر إلى أنّها خطّت في زمن المؤلّف ، وأيضاً لو كان عاش ولو في بداية القرن الحادي عشر لأشار إلى هذا يحيى بن الحسين المؤيّد باللّه الذي هو من أعلام القرن الحادي عشر ، وقد ترجم لسليم في كتابه المستطاب ، وكذلك لأشار إلى هذا المعنى صاحب مطلع البدور الذي توفّي سنة 1092 ه- وقد ترجم له أيضاً ، فلو كان زمنه متّصل بهما لأشاروا ولتوسّعوا بعض الشيء في ترجمته لأنّه يكون من معاصريهم.

وما يهمّنا هو أن يكون سليم هذا توفّي قبل القرن الحادي عشر حتّى ندرجه في كتابنا هذا وهو ما نرجّحه.

الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار :

قال سليم بن سالم العشيري في كتابه الأزهار : فإنّي نظرت إلى فضائل آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) وجدتها كثيرة جمّة غزيرة ، لا يدرك لها غاية ، ولا ينال لها نهاية ،

ص: 611


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 467.
2- مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن 1 : 463.
3- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 468.

وعمدت إلى الأحاديث فوجدتها جمّة مبسوطة لغيرها ، فأردت أن أبقي أزهار الأحاديث تلك ، وأميّزها عن غيرها إلاّ ما لابدّ منه ممّا يتضمّنه الحديث ، أو ما يتضمّنه غرضنا من ذكر الثلاثة ; ليعرف الصحيح من السقيم ، ويتّضح المعوج من المستقيم ; ليكون فيه الحجّة على الناظر ، وميدان للمناظر ، وربّما ألحقنا به موضوعاً يتضمّن من فضايلهم ممّا انتقم اللّه به أعدائهم ، وسمّيت كتابي هذا : ( كتاب الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار ) ( صلى اللّه عليهم ).

ثمّ قال : واعلم أنّ كتابي هذا ينقسم إلى ستّة مواضع ، الأوّل : في ذكر الثلاثة ، والثاني : في الأحاديث التي وردت في فضايل علي صلوات اللّه عليه ، والثالث : في مقامه في الحروب ، والرابع : فيما جاء من الأحاديث فيه وفي أولاده معاً ، والخامس : فيما جاء في الشيعة التابعين ، والسادس : فيما انتقم اللّه به باغضهم (1).

قال ابن أبي الرجال ( ت 1092 ه- ) في مطلع البدور : قال الإمام يحيى بن الحسين : له كتاب الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار (2).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار ، تأليف : الفقيه سليم بن أبي الهذام الناصري العشيري ، في فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) واهل البيت وشيعتهم ، انتقاها المؤلّف من كتب أئمّة الزيديّة ، وكبار علمائهم ، وصحاح أهل السنّة ومسانيدهم ، وهو يشتمل على ستّة مواضع (3).

ص: 612


1- الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : 2 ، مقدّمة المؤلّف.
2- مطلع البدور 2 : 198.
3- مؤلّفات الزيديّة 1 : 113.

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار خ مكتبة المرعشي ( 2557 ) جمع فيه صحاح الأحاديث المرويّة في فضل الإمام علي ومناقبه ، وما ورد في خصائص الزيديّة ، والأحاديث مرويّة من طرق الزيديّة ومؤلّفاتهم خ سنة 1027 ه- أخرى مصورة 289 صفحة (1).

وهذه النسخة هي التي نقلنا عنها الأحاديث المتقدّمة.

ص: 613


1- أعلام المؤلّفين الزيديّة : 467.

ص: 614

المطلب الثاني : من قال بتواتر حديث الثقلين ، وشهرته ، وتلقّي الأمّة له بالقبول ، و ...

اشارة

ص: 615

ص: 616

من قال بتواتر حديث الثقلين ، وشهرته ، وتلقّي الأمّة له بالقبول ، والقطع به ، والإجماع على صحّته ، والاتّفاق عليه ، وجريه مجرى الأصول كالصلاة والصيام

نذكر أقوال الزيديّة بذلك حسب الترتيب الزمني للقائلين :

1 - قال القاسم الرسّي ( ت 246 ه- ) في جواب مسائل سألها ابنه محمّد - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهو حديث صحيح ، مذكور كثيراً في أيدي الرواة ، مشهور (1).

2 - قال يحيى بن الحسين ( ت 298 ه- ) في أصول الدين : وأجمعوا أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إني تارك فيكم الثقلين ... » (2).

3 - قال أحمد بن الحسين الهاروني ( ت 411 ه- ) في التبصرة - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : الذي يدلّ على هذا الخبر هو تلقّي الأمّة له بالقبول ، وكلّ خبر تتلقّاه الأمّة بالقبول فيجب له أن يكون صحيحاً مقطوعاً به (3).

4 - قال محمّد بن علي بن الحسين العلوي ( ت 445ه- ) في الجامع الكافي - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر مشهور ، تلقّته الأمّة من غير تواطىء (4).

ص: 617


1- مسائل عن القاسم الرسي : 269 ، ضمن مجموع مصوّر.
2- أصول الدين : 79 ، ضمن مجموع مؤلفات يحيى بن الحسين ، مخطوط مصوّر.
3- التبصرة : 67.
4- نقلاً عن الاعتصام بحبل اللّه المتين للقاسم بن محمّد 1 : 133.

5 - قال ابن ثال ( النصف الأوّل من القرن الخامس ) في الإفادة : وأمّا دلالة السنّة فالخبر المشهور عند أصحاب الحديث وغيرهم ، وقد تلقّته الأمّة بالقبول قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) « إنّي تارك ... » (1).

6 - قال عليّ بن الحسين الزيدي ( القرن الخامس ) في المحيط بالإمامة - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر مشهور ، ومقطوع به (2).

7 - قال أحمد بن سليمان ( ت 566 ه- ) في حقائق المعرفة - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : والأمّة مجمعة على صحّة هذا الخبر وكلّ فرقة من فرق الإسلام تتلقّاه بالقبول (3).

8 - قال سليمان بن ناصر ( ت بعد 600 ه- ) في شمس شريعة الإسلام - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة ، وتلقته بالقبول (4).

9 - قال عبد اللّه بن حمزة ( ت 614 ه- ) في الشافي - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الحديث متواتر (5).

10 - وقال في الرسالة النافعة - بعد ذكره حديث الثقلين - : وقد ورد ذلك من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، وقد روي في الصحاح ، وغيرها من الكتب المأثورة ، والنقل المقبولة عند الأمّة (6).

ص: 618


1- الإفادة في الفقه : 237 ، مخطوط مصوّر.
2- المحيط بالإمامة : 37 ، مخطوط مصوّر.
3- حقائق المعرفة : 318.
4- شمس شريعة الإسلام : 40.
5- الشافي 1 : 82.
6- الرسالة النافعة : 247.

11 - وقال في الرسالة الناصحة - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : أمّا في صحّته فلأنّه ممّا ظهر بين الأمّة ظهوراً عامّاً بحيث لم ينكره أحد ، فصاروا بين عامل به ، ومتأوّل له ، فجرى مجرى أخبار الأصول من حجّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) وصيامه إلى غير ذلك (1).

12 - قال حميد المحلي ( ت 652 ه- ) في النصيحة القاضية - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر ممّا ظهر من الأمّة ، واشتهر ، ولم يقدح أحد منهم في صحّته ، بل تلقّوه بالقبول (2).

13 - قال الحسين بن بدر الدين ( ت 663 أو 662 ه- ) في ينابيع النصيحة : قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله ) في الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم ... » ولا شبهة في كون هذا الخبر متواتراً (3).

14 - قال الحسن بن بدر الدين ( ت 670 ه- ) في أنوار اليقين - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلقّته بالقبول ، وأجمعوا على روايته بالألفاظ المختلفة المفيد لمعنى واحد (4).

15 - قال صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين الحسني ( ت بعد 702 ه- ) في الكواكب الدريّة - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : فاعلم أنّ هذا الحديث متّفق عليه بين جماعة الأمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل ، ورواه من الصحابة من يحصل بخبره العلم ، فقد رواه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ... ، وأبو ذر الغفاري ، ولو لم يروه إلاّ أمير المؤمنين وتواتر عنه لكان معلوماً ; لأنّه مقطوع على صحّته ،

ص: 619


1- الرسالة الناصحة 1 : 46.
2- النصيحة القاضية : 6 ، مخطوط.
3- ينابيع النصيحة : 347.
4- أنوار اليقين 1 : 64 ، مخطوط مصوّر.

وكذلك أبو ذر معصوم عندنا في باب الأخبار (1).

16 - قال محمّد بن الحسن الديلمي ( ت 711 ه- ) في قواعد عقائد آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله ) : وممّا تلقّته الأمّة بالقبول أيضاً في فضل عترة الرسول قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) ، ثم يذكر حديث الثقلين (2).

17 - وقال أيضاً بعد أن ذكر حديث الثقلين - : فهذا حديث متفق عليه ، ومذكور في الصحاح (3).

18 - وقال أيضاً : وقد ورد من طرق شتى وقد صحّ تواتره (4).

19 - قال محمّد بن المطهّر بن يحيى الحسني ( ت 728 ه- ) في عقود العقيان - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر الشريف متواتر المعنى (5).

20 - قال المرتضى بن المفضل ( ت 732 ه- ) في بيان الأوامر المجملة - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الحديث ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، وأجمعت عليه (6).

21 - قال يحيى بن حمزة ( ت 749 ه- ) في الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهية - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : دعوى الضرورة في تواتر معنى هذا الخبر ، وإن لم يتواتر لفظه ، وهذا كاف في القطع بدلالته (7).

22 - قال محمد بن يحيى القاسمي ( حياً 779 ه- ) في اللآلي الدريّة - بعد

ص: 620


1- الكواكب الدريّة : 44.
2- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 12 ، مخطوط مصوّر.
3- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 180 ، مخطوط مصوّر.
4- قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) : 319 ، مخطوط مصوّر.
5- عقود العقيان 1 : 13 ، مخطوط مصوّر.
6- نقلاً عن التحفة العنبريّة لمحمّد بن عبد اللّه : 25 ، مخطوط مصوّر.
7- الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهية 2 : 188.

أن ذكر حديث الثقلين - : وهذا الخبر ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، واشتهر عند المؤالف والمخالف (1).

23 - وقال - بعد أن ذكر الحديث - : فهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلقّته بالقبول ، واجمعوا على روايته ... ، فجرى مجرى الأخبار المتعلّقة بأصول الدين المهمّة كالصلاة والصوم وغير ذلك (2).

24 - قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت 822 ه- ) في تلقيح الألباب - بعد أن ذكر حديث الثقلين - : هذي الخبر ممّا ظهر ، واشتهر ، وتلقّته الأمّة بالقبول ، ورواه المؤالف والمخالف (3).

25 - قال أحمد بن المرتضى ( ت 840 ه- ) في الملل والنحل : آثار كثيرة تواردت في معنى واحد ، فكان تواتراً معنوياً ، منها : قوله ( صلى اللّه عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » (4).

26 - قال يحيى شرف الدين ( ت 965 ه- ) في الأثمار : حديث « إنّي تارك فيكم » قد ورد عنه ( صلى اللّه عليه وآله ) « كتاب اللّه وعترتي » وفي روايات كثيرة ، بلغ معناها إلى حدّ التواتر (5).

27 - قال يحيى بن محمّد المقرائي المذحجي ( ت 990 ه- ) في الوابل المغزار : وأجمعوا على أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّي تارك ... » (6).

وأمّا من قال بتواتر حديث الثقلين ، أو الإجماع عليه ، أو تلقّي الأمّة له

ص: 621


1- اللآلي الدريّة : 13 ، مخطوط مصوّر.
2- اللآلي الدريّة : 338 ، مخطوط مصوّر.
3- تلقيح الألباب : 190 ، مخطوط مصوّر.
4- الملل والنحل : 51.
5- الوابل المغزار ( شرح الأثمار ) 1 : 24 ، مخطوط مصوّر.
6- الوابل المغزار ( شرح الأثمار ) 2 : 363 ، مخطوط مصوّر.

بالقبول ، وما شاكل ، من المتأخّرين - من بعد القرن العاشر - حسب منهاج هذا الكتاب - فكثير جدّاً ، نكتفي بنقل كلام عالمهم المعاصر مجد الدين المؤيّدي ، قال في لوامع الأنوار : وقد أخرج أخبار الثقلين والتمسّك بأعلام الأئمة ، وحفّاظ الأمّة ، إلى أن قال : وعلى الجملة كلّ من ألّف من آل محمّد عليهم السلام وأتباعهم ( رضي اللّه عنهم ) في هذا الشأن يرويه ، ويحتجّ به على مرور الأزمان ، ثمّ قال ، ورفعت رواياته إلى الجمّ الغفير ، والعدد الكثير من أصحاب الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) (1).

ص: 622


1- لوامع الأنوار 1 : 251 - 252.

المطلب الثالث : إثبات التواتر المحصّل ومشجّر الأسانيد

اشارة

ص: 623

ص: 624

إثبات التواتر المحصّل عند الزيديّة

اشارة

بعد أن تقدّم نقل حديث الثقلين من مصادر الزيديّة ، ونقل كلماتهم حول الحديث ، ورأيهم فيه ، نقتطف الآن أهمّ ثمرة من هذا البحث ، وهي : هل يمكن إثبات التواتر المحصّل للحديث من خلال مصادر الزيديّة وأسانيدهم الخاصّة ، أو لا يمكن ذلك؟

نقول :

من خلال تتبّعنا وبحثنا في كتب الزيديّة - المطبوع منها والمخطوط - فقد وجدنا ( 123 ) كتاب ورسالة نقلت حديث الثقلين من ضمن مئات الكتب التي بحثنا فيها عن الحديث - طبعاً إلى نهاية القرن العاشر كما هو منهج الموسوعة - وقد ذكر الحديث في هذه المصادر أكثر من ( 440 ) مرّة ، بعضها بأسانيد الزيديّة ، وبعضها نقلوها بأسانيد غيرهم ، وأكثرها مرسلة.

أمّا الأحاديث التي رويت بأسانيد الزيديّة وهي التي يمكن من خلالها إثبات تواتر حديث الثقلين عندهم ، فهي ( 37 ) حديثاً وهي :

الحديث الأوّل :

الحديث المروي في المسند المنسوب لزيد بن علي ( عليه السلام ) ، وسنده كالآتي :

عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي ، عن علي بن محمّد النخعي الكوفي ، عن سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي ، عن نصر ابن مزاحم المنقري العطار ، عن إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، عن أبي خالد

ص: 625

الواسطي ، عن زيد بن علي ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي ( عليه السلام ).

ورواه عنه :

1 - أبو طالب الهاروني في تيسير المطالب ، الحديث الأوّل (1).

2 - عبد اللّه بن حمزة في الشافي ، الحديث الأوّل.

3 - حميد المحلّي في الحدائق الورديّة ، الحديث الخامس ، وفي الأزهار الحديث الرابع.

4 - المحسن بن كرامة في تنبيه الغافلين ، الحديث الثاني.

الحديث الثاني :

وهو الحديث الأوّل في مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي ، وهو كالآتي : محمد بن سليمان الكوفي ، عن محمّد بن علي بن عفان العامري ، عن محمد بن الصلت ، عن محمد بن طلحة بن مصرف ، عن الأعمش ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثالث :

وهو الحديث الثاني في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان الكوفي ، وهو : محمد بن سليمان ، عن أحمد بن السري ، عن أحمد بن حمّاد ، عن مصعب بن سلام ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الرابع :

وهو الحديث الثالث في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان

ص: 626


1- أي الحديث الأوّل من الأحاديث التي نقلناها عن تيسير المطالب في هذه الموسوعة ، وكذا ما نذكره في بقية الأحاديث الآتية.

الكوفي ، وهو : محمد بن سليمان ، عن أحمد بن علي ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن حكيم الأودي ، عن محمّد بن فضيل بن غزوان ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الخامس :

وهو الحديث الرابع في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان الكوفي ، وهو : محمد بن سليمان ، عن أحمد بن علي ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن حكيم ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث السادس :

وهو الحديث الخامس في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان الكوفي ، وهو : محمد بن سليمان ، عن أحمد بن علي ، عن الحسن بن علي ، عن علي ، عن محمّد ، عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث السابع :

وهو الحديث السادس في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان ، وهو : محمد بن سليمان ، عن عثمان بن سعيد ، عن محمّد بن عبد اللّه ، عن محمّد بن حميد الرازي ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ص: 627

الحديث الثامن :

وهو الحديث السابع في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان وهو : محمد بن سليمان ، عن عثمان بن سعيد ، عن محمّد بن عبد اللّه ، عن محمّد الرازي ، عن جرير ، عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد ابن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث التاسع :

وهو الحديث الثامن في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان ، وهو : محمد بن سليمان ، عن عثمان ، عن محمد بن عبد اللّه ، عن عبد الرحمن ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث العاشر :

وهو الحديث التاسع في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان ، وهو : محمد بن سليمان ، عن عثمان ، عن محمّد بن عبد اللّه ، عن سهيل بن يحيى السفطي ، عن الحسن بن هارون ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الحادي عشر :

وهو الحديث العاشر في مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان ، وهو :

محمد بن سليمان ، عن عثمان بن محمّد ، عن جعفر ، عن يحيى ، عن المسعودي ، عن كثير النوا وأبي مريم الأنصاري ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ص: 628

الحديث الثاني عشر :

وهو الحديث الحادي عشر في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان ، وهو : محمد بن سليمان ، عن أبي أحمد ، عن علي بن عبد العزيز ، عن عمرو بن عون ، عن خالد ، عن الحسن بن عبيد اللّه ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثالث عشر :

وهو الحديث الثاني عشر في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان ، وهو : محمد بن سليمان ، عن غير واحد ، عن عبد الملك ، عن محمّد ابن طلحة بن معرف ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الرابع عشر :

وهو الحديث الثالث عشر في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان وهو : محمد بن سليمان ، عن محمّد بن منصور ، عن عبّاد ، عن عبد اللّه بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الخامس عشر :

وهو الحديث الرابع عشر في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان وهو : محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن منصور ، عن محمّد بن حميد ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن أبي مريم ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ص: 629

الحديث السادس عشر :

وهو الحديث الخامس عشر في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن سليمان ، وهو : محمّد بن سليمان ، عن عثمان بن سعيد ، عن محمّد بن عبد اللّه ، عن أبي زرعة ، عن كثير بن يحيى ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث السابع عشر :

وهو الحديث السادس عشر في مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمّد بن سليمان ، وهو : محمّد بن سليمان ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي نعيم ، عن كامل أبي العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثامن عشر :

وهو الحديث الثاني في كتاب الولاية لابن عقدة ، وهو : ابن عقدة ، عن جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، عن نصر بن مزاحم ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي الجارود وابن طارق ، عن عامر بن واثلة وأبي ساسان وأبي حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ، عن علي ( عليه السلام ).

الحديث التاسع عشر :

وهو الحديث الرابع في كتاب الولاية لابن عقدة ، وهو : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف الجعفي ، عن محمّد بن يزيد النخعي ، عن حسين بن شداد ، عن محمّد بن كثير ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عقيل ، عن سلمان ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ص: 630

الحديث العشرون :

وهو الحديث الخامس في كتاب الولاية لابن عقدة ، وهو : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن كثير (1) ، عن فطر وأبي الجارود ، وكلاهما عن أبي الطفيل ، عن علي ( عليه السلام ).

الحديث الحادي والعشرون :

وهو الحديث الثامن في كتاب الولاية لابن عقدة وهو : ابن عقدة من طريق محمّد بن كثير ، عن فطر وأبي الجارود ، كليهما عن أبي الطفيل ، عن زيد بن ثابت ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثاني والعشرون :

وهو الحديث التاسع في كتاب الولاية لابن عقدة ، وهو : ابن عقدة ، عن عبد اللّه بن أحمد بن المستورد ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن سفيان بن إبراهيم ، عن عبد المؤمن بن القاسم ، عن الحسن بن عطيّة العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثالث والعشرون :

وهو الحديث المروي في الأربعون في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( أمالي الصفار ) للحسن بن علي الصفار ، وهو : محمد بن الحسن الصفّار ، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي الفارسي ، عن الحسين ابن إسماعيل المحاملي ، عن أخي كرخون ، عن يزيد بن هارون ، عن زكريا ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد ، عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ).

ص: 631


1- وقد مرّ في الحديث السابق طريق ابن عقدة لمحمّد بن كثير.
الحديث الرابع والعشرون :

وهو الحديث المروي في تيسير المطالب لأبي طالب الهاروني ، وهو : أبو طالب الهاروني ، عن محمد بن علي العبدكي ، عن جعفر بن علي الجابري ، عن علي بن الحسين البغدادي ، عن مهاجر العامري ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي ( عليه السلام ).

الحديث الخامس والعشرون :

وهو الحديث الأوّل في الأمالي الخميسيّة ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم ، عن محمد بن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، عن أبي يعلى ، عن غسان ، عن أبي إسرائيل ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث السادس والعشرون :

وهو الحديث الثاني في الأمالي الخميسيّة ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان ، عن علي بن محمد بن عبيد بن كثير الكوفي العامري ، عن إسحاق بن محمّد بن مروان ، عن أبيه ، عن عباس بن عبد اللّه ، عن سليمان بن قرة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث السابع والعشرون :

وهو الحديث الثالث في الأمالي الخميسيّة ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن القاضي علي بن المحسن بن علي التنوخي ، عن

ص: 632

عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن عبيد اللّه بن هارون الدقاق ، المعروف بابن أخي ميمي ، عن أبي بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي ، عن أحمد بن يسار بن الحسن ، عن عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، عن يحيى بن حمّاد ، عن أبي عوانة ، عن سليمان بن مهران الكاهلي وهو الأعمش ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثامن والعشرون :

وهو الحديث الرابع في الأمالي الخميسية ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن علي ، عن جدّه أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن المفضل بن قفرجل ، عن محمّد بن هارون ، عن عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، عن يحيى بن حمّاد ، عن أبي عوانة ، عن سليمان الأعمش ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث التاسع والعشرون :

وهو الحديث الخامس في الأمالي الخميسيّة ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين الذكواني الكراني ، عن أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري ، عن أبي عروبة الحسن بن محمّد بن مودود الحراني ، عن علي بن المنذر ، محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

وروى هذا الحديث عنه عبد اللّه بن حمزة في الشافي في الحديث الثاني ، والحديث الثامن والعشرين.

ص: 633

الحديث الثلاثون :

وهو الحديث السادس في الأمالي الخميسية ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان ، عن أحمد بن محمّد بن سليمان التستري ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد المروزي ، عن محمّد بن سهيل بن عسكر ، عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، عن كثير بن عبد اللّه ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الحادي والثلاثون :

وهو الحديث السابع في الأمالي الخميسية ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان ، عن أبي القاسم علي بن محمّد بن سعيد العامري الكوفي ، عن أبي العباس إسحاق بن محمّد بن مروان القطّان ، عن أبيه ، عن عباس بن عبد اللّه الحريري ، عن جبر ابن الحر ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الثاني والثلاثون :

وهو الحديث الثامن في الأمالي الخميسيّة ليحيى بن الحسين الشجري ، وهو : يحيى بن الحسين ، عن محمّد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم ، عن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، عن عبيد بن محمّد بن صبيح الزيات ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ورواه عنه عبد اللّه بن حمزة في العقد الثمين في الحديث الأوّل ، وحميد المحلّي في محاسن الأزهار ، الحديث الثاني.

ص: 634

الحديث الثالث والثلاثون :

وهو الحديث الثالث في المحيط بالإمامة لعلي بن الحسين الزيدي ، وهو : علي بن الحسين قال : روى الناصر للحقّ (1) ، عن أحمد بن طي ، عن أبي الصلت الهروي وإبراهيم بن إسحاق ، عن أبي أحمد الزبيري ، عن شريك بن عبد اللّه ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت الأنصاري ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث الرابع والثلاثون :

وهو الحديث الرابع في المحيط بالإمامة لعلي بن الحسين الزيدي وهو : علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي يعلى حمزة بن أبي سليمان ، عن أبي القاسم عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقّال ، عن أبي عبد اللّه جعفر بن الحسين بن الحسن ، عن محمّد بن علي بن خلق ، عن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة بن حملان ، عن معونة بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي رافع ، عن علي ( عليه السلام ).

ورواه عنه عبد اللّه بن حمزة في الشافي ، الحديث السابع والعشرون.

الحديث الخامس والثلاثون :

وهو الحديث الخامس في المحيط بالإمامة لعلي بن الحسين الزيدي ، وهو : علي بن الحسين ، عن علي بن أبي طالب ، عن أبي القاسم علي بن محمّد الإيراني ، عن أبي الفضل جعفر بن محمّد ، عن الناصر للحق علي بن الحسين ، عن بشير بن عبد الوهاب ، عن عبيد اللّه بن موسى ، عن كامل بن

ص: 635


1- سيأتي في الحديث الخامس والثلاثين اسناد علي بن الحسين إلى الناصر للحق.

العلا ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

الحديث السادس والثلاثون :

وهو الحديث السادس في المحيط بالإمامة لعلي بن الحسين الزيدي ، وهو : علي بن الحسين ، قال : وبهذا الإسناد (1) عن الناصر للحق ، عن محمّد ابن علي بن خلف العطار ، عن يحيى بن هاشم ، عن الجارود زياد بن المنذر الهمداني وفطر بن حليفة المخزومي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني ، عن علي ( عليه السلام ).

الحديث السابع والثلاثون :

وهو الحديث الأوّل في محاسن الأزهار لحميد بن أحمد المحلّي ، وهو حميد بن أحمد المحلّي ، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسين الأكوع ، عن عقيق الدين علي بن محمّد بن حامد الصنعاني ، عن أبي الحسن علي بن أبي الفوارس بن أبي نزار بن الشرفية ، عن عزّ الدين هبة الكريم بن الحسن ابن الفرح بن حبانس ، عن جدّه أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن الطيب الجلابي الخطيب ، عن أبي يعلى علي بن عبيد اللّه بن العلاف البزاز ، عن عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عثمان ، عن محمّد بن أبي بكر بن عبد الرزاق ، عن أبي حاتم مغيرة بن محمد المهبلي ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن نوح بن قيس الحراني ، عن الوليد بن صالح ، عن ابن إمرأة زيد بن أرقم ، عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ).

ص: 636


1- وهو الإسناد المتقدّم في الحديث السابق.

هذه هي أحاديث الزيديّة التي رووها بأسانيدهم الخاصّة ، وأمّا الأحاديث التي رووها بأسانيد العامة فهي ( 62 ) حديثاً ، نقلوها عن صحاح العامّة ، ومسانيدهم ، وكتبهم المعتبرة ، وأمّا غير هذه الأحاديث فهي مرسلة.

وإليك مشجر أسانيد الزيديّة :

ص: 637

الصورة

ص: 638

الصورة

ص: 639

الصورة

ص: 640

الصورة

ص: 641

الصورة

ص: 642

الصورة

ص: 643

الصورة

ص: 644

الصورة

ص: 645

الصورة

ص: 646

الصورة

ص: 647

قد لاحظنا من خلال أسانيد الزيديّة ومشجر الأسانيد ، الطبقات التي تناقلت الحديث جيلاً بعد جيل ، فقد رواه عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) ثمانية من الصحابة ، منهم أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وسلمان الفارسي ، وزيد بن أرقم ، وغيرهم.

ورواه عنهم من التابعين أربعة عشر شخصاً ، ورواه عنهم أربعة وعشرون شخصاً ، وهكذا يزداد عدد الرواة إلى أن يصل إلى مؤلّفي الكتب التي نقلنا عنها الحديث ، فتناقل هذه الطبقات الحديث طبقة عن طبقة وجيلاً بعد جيل ، وتكاثرهم شيئاً فشيئاً ، ومع ضمّ الأحاديث المرفوعة والمرسلة والمقطوعة الكثيرة جداً - بحيث بلغت المئات - إلى هذه الأحاديث المسندة فإنّه يحقق لنا - بلا ريب - التواتر المعنوي لحديث الثقلين عند الزيديّة ، مع الاعتماد على كتبهم وأسانيدهم الخاصّة بهم.

ص: 648

فهرست المصادر

1 - القرآن الكريم.

2 - أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، عباس محمّد زيد ، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى ، سنة 1422 ه- - 2002 م.

3 - الأجوبة المذهّبة للمسائل المهذّبة ، الهادي بن إبراهيم الوزير ، ت 822 ه- ، مخطوط مصوّر عن مكتبة جامع صنعاء.

4 - إحقاق الحق وإزهاق الباطل ، نور اللّه الحسيني المرعشي التستري ، تعليق ، شهاب الدين الحسيني المرعشي ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، طبع سنة 1405 ه-.

5 - الأحكام في أصول الفقه ، سنة 633 ه- ، مؤلّف مجهول ، مخطوط مصوّر ، بخطّ محمّد بن حاتم بن عيسى بن محمّد بن عبد اللّه محمّد ، خُطّ سنة 703 ه-.

6 - الأحكام في الحلال والحرام ، الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، ت 298 ه- ، الطبعة الأولى سنة 1410 ه-.

7 - اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) ، محمّد بن الحسن الطوسي ، ت 460 ه- ، تصحيح وتعليق : حسن المصطفوي ، دانشگاه مشهد ، مشهد - إيران.

8 - الأذان بحيّ على خير العمل ، محمّد بن علي بن الحسن العلوي ت 445 ه- ، تحقيق : يحيى عبد الكريم الفضيل ، الطبعة الأولى ، سنة 1399 ه- - 1979 م.

ص: 649

9 - الأربعون في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( أمالي الصفار ) ، الحسن بن علي الصفار ، النصف الثاني من القرن الرابع ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى سنة 1424 ه-.

10 - الإرشاد إلى سبيل الرشاد ، القاسم بن محمّد بن علي ، ت 1029 ه- ، تحقيق : محمّد يحيى سالم عزان ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1417 ه- - 1996 م.

11 - الإرشاد إلى نجاة العباد ، عبد اللّه بن زيد العنسي ، ت 667 ه- ، مكتبة التراث الإسلامي ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى سنة 1412 ه-.

12 - الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار ، أحمد بن يحيى بن المرتضى ، ت 840 ه- ، دار الحكمة اليمانية ، طبع سنة 1414 ه-.

13 - الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمة الأخيار ، سليم بن أبي الهذام العشيري ، أواخر القرن العاشر ، مخطوط في مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران - برقم 4557.

14 - استجلاب ارتقاء الغرف ، محمّد بن الرحمن السخاوي الشافعي ، ت 902 ه- ، تحقيق : نزار المنصوري ، مؤسسة المعارف الإسلامية ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1421.

15 - الأصول الثمانية : محمّد بن القاسم بن إبراهيم الرسي ، ت 281 ه- ، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى سنة 1421 ه-.

16 - الاعتصام بحبل اللّه المتين ، القاسم بن محمّد بن علي ، ت 1029 ه- ، مكتبة اليمن الكبرى ، اليمن ، طبع سنة 1408 ه-.

17 - الأعلام ، خير الدين الزركلي ، ت 1396 ه- ، دار العلم للملايين ،

ص: 650

بيروت - لبنان ، الطبعة الرابعة عشر ، سنة 1999 م.

18 - أعلام المؤلّفين الزيديّة ، عبد السلام بن عباس الوجيه ، مؤسسة الإمام زيد بن عليّ الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى ، سنة 1420 ه- - 1999 م.

19 - أعيان الشيعة ، السيّد محسن الأمين ، ت 1371 ه- ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، طبع سنة 1403 ه- - 1983 م.

20 - الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة ، يحيى بن الحسين الهاروني ، ت 424 ه- ، تحقيق : محمّد يحيى سالم عزان ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1417 ه- 1996 م.

21 - الإفادة في الفقه ، أبو قاسم بن ثال الهوسمي ، النصف الأوّل من القرن الخامس ، مخطوط مصوّر في مركز إحياء التراث ، قم - إيران.

22 - الإقبال بالأعمال الحسنة ، علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، ت 664 ه- ، تحقيق : جواد القيومي ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام ، قم - إيران ، الطبعة الثانية ، سنة 1419 ه-.

23 - الأمالي ، محمّد بن الحسن الطوسي ، ت 460 ه- ، دار الثقافة ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1414 ه-.

24 - الأمالي الخميسيّة ، يحيى بن الحسين الشجري ، ت 479 ه-.

25 - الإمام زيد ، محمّد أبو زهرة ، ت 1394 ه- ، دار الفكر العربي ، القاهرة - مصر.

26 - الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراؤه الكلامية ، أحمد محمود صبحي ، منشورات العصر الحديث ، الطبعة الأولى ، سنة 1410 ه- - 1990 م.

27 - الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ، محمّد محمّد الحاج

ص: 651

حسن الكمالي ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى سنة 1411 ه-.

28 - أمل الآمل ، محمّد بن الحسن الحر العاملي ، ت 1104 ه- ، تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، دار الكتب الإسلامية ، قم - إيران ، طبع سنة 1362 ش.

29 - الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار ، المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى سنة 1422 ه-.

30 - الأنساب ، عبد الكريم بن محمّد السمعاني ، ت 562 ه- ، تعليق : عبد اللّه عمر البارودي ، دار لبنان ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1408 ه-.

31 - أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، الحسن بن بدر الدين ، ت 670 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1298 ه- ، بخطّ قاسم بن رزاق بن أحمد بن عبد اللّه.

32 - إيضاح الاشتباه ، العلاّمة الحلي ، ت 726 ه- ، تحقيق : محمّد الحسون ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، الطبعة الثانية ، سنة 1415 ه-.

33 - بحار الأنوار ، محمّد باقر المجلسي ، ت 1111 ه- ، مؤسسة الوفاء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية سنة 1403 ه- - 1983 م.

34 - بداية المهتدي وهداية المبتدي ، محمّد بن يحيى بهران الصعدي ، ت 957 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1336 ه- ، لعلّه بخطّ : محمّد بن علي.

35 - البداية والنهاية ، إسماعيل بن كثير الدمشقي ، ت 774 ه- ، تحقيق : علي شيري ، دار إحياء التراث ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى سنة 1408 ه-.

36 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ، محمّد بن علي

ص: 652

الشوكاني ، ت 1250 ه- ، دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1418 - 1998 م.

37 - البرهان في تفسير غريب القرآن ، الناصر أبو الفتح الديلمي ، ت 444 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1007 ه-.

38 - بصائر الدّرجات ، محمّد بن الحسن الصفّار ، ت : ق 9 ه- ، تحقيق : ميرزا محسن كوجه باغى ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت - لبنان ، طبع سنة 1404 ه-.

39 - بلوغ المرام في شرح مسك الختام ، حسن بن أحمد العرشي ، القاهرة - مصر ، طبع سنة 1939 م.

40 - تاريخ الأدب العربي ، بروكلمان ، ت 1376 ه- ، الهيئة المصرية العامّة للكتاب.

41 - تاريخ الإسلام ، محمّد بن أحمد الذهبي ، ت 748 ه- ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى سنة 1414 ه- - 1994 م.

42 - تاريخ بغداد ، أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، ت 463 ه- ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1417 ه-.

43 - تاريخ مدينة دمشق ، علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر ، ت 571 ه- ، تحقيق : علي شبير ، دار الفكر ، بيروت - لبنان ، طبع سنة 1421 ه- - 2000 م.

44 - التّبصرة ، أحمد بن الحسين الهاروني ، ت 411 ه- ، مكتبة بدر للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى ، سنة 1423 ه-.

ص: 653

45 - تثبيت الوصيّة ، زيد بن علي ( عليه السلام ) ، ت 121 ه- ، تحقيق : محمّد يحيى سالم عزّ ان ، صنعاء - اليمن ، طبع سنة 1412 ه- - 1992 م.

46 - التجديد في فكر الإمامة عند الزيديّة في اليمن ، أشراق أحمد مهدي ، مكتبة مدبولي ، القاهرة - مصر ، الطبعة الأولى ، سنة 1417 ه- - 1997 م.

47 - التحف في شرح الزلف ، مجد الدّين بن محمّد بن منصور المؤيّدي ، تحقيق : محمّد يحيى سالم عزّان - علي أحمد محمّد الرازمي ، مؤسسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1414 ه- - 1994 م.

48 - التحفة العنبرية في المجددين من أبناء خير البريّة ، محمّد بن عبد اللّه ابن علي بن الحسن ، ت 1044 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1044.

49 - تحكيم العقول في علم الأصول ، الحاكم المحسن بن كرامة الجشمي ، ت 492 ه- ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، الطبعة الأولى سنة 1421 ه-.

50 - الترجمان المفتح لثمرات كمائم البستان ، محمّد بن أحمد بن مظفر ، ت 925 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1079 ه-.

51 - ترصيف الآل لنفائس اللآل في الردّ على رفضة الآل ، حمزة بن أبي القاسم ، أوّل القرن الثامن ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1320 ه- ، بخطّ السيّد علي بن الحسين بن يحيى.

52 - التصفية عن الموانع المردية المهلكة ، محمّد بن الحسن الديلمي ، ت 711 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1375 ه- ، بخطّ شريف بن عبد اللّه العجري.

53 - تفتيح القلوب والأبصار للاهتداء إلى اقتطاف أثمار الأزهار ، محمّد

ص: 654

ابن يحيى بهران الصعدي ، ت 957 ه- ، مخطوط مصوّر.

54 - تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب ، الهادي بن إبراهيم الوزير ، ت 822 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1315 ه-.

55 - تنبيه الغافلين في فضائل الطالبين ، المحسن بن كرامة الجشمي ، ت 492 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1299 ه- ، بخطّ السيّد علي بن قاسم بن هاشم المؤيّدي العنسي.

56 - تنقيح المقال في علم الرجال ، عبد اللّه المامقاني ، ت 1351 ه- ، طبعة حجرية.

57 - تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني ، ت 852 ه- ، دار الفكر ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1404 ه-.

58 - تهذيب الكمال ، أبو الحجاج يوسف المزي ، ت 742 ه- ، تحقيق : بشار عواد معروف ، مؤسسة الرسالة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1413 ه-.

59 - تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ، يحيى بن الحسين الهاروني ، ت 424 ه- ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى سنة 1395 ه-.

60 - جامع الرواة ، محمّد بن علي الأردبيلي ، ت بعد 1100 ه- ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، طبع سنة 1403 ه-.

61 - جلاء الأبصار ، المحسن بن كرامة الجشمي ، ت 492 ه- ، مخطوط مصوّر ، كتب في آخر النسخة : أتمّه الشريف علي بن محمّد بن مدافع الحسني ، سنة 655 ه-.

62 - جواهر العقدين في فضل الشرفين ، علي بن عبد اللّه الحسني

ص: 655

السمهودي ، ت 911 ه- ، تحقيق : موسى بناي العليلي ، وزارة الأوقاف العراقية ، بغداد - العراق ، طبع 1407 ه-.

63 - الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة ، عبد اللّه بن الحسن ابن يحيى القاسمي ، ت 1375 ه- ، مخطوط مصوّر.

64 - الجوهرة الخالصة عن الشوائب في العقائد ، عبد الصمد بن عبد اللّه العلوي الدامغاني ، ت بعد 967 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1072 ، بخطّ محمّد بن أحمد بن علي النجري.

65 - حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، عبد النبي الجزائري ، ت 1021 ه- ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1418 ه-.

66 - الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهية ، المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 715 ه- ، لعلّه خُطّ بيد المؤلّف.

67 - حقائق المعرفة ، المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان ، ت 566 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1333 ه- ، بخطّ أحمد بن محمّد بن أحمد بن قاسم القاسمي.

68 - الحدائق الورديّة في مناقب أئمّة الزيديّة ، حميد بن أحمد المحلي ، ت 652 ه- ، مكتبة بدر ، الطبعة الأولى سنة 1423 ه-.

69 - حديقة الحكمة النبويّة ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ، ت 614 ه- ، مخطوط مصوّر ، مكتبة اليمن الكبرى ، خُطّ سنة 1083 ، بخطّ محمّد بن المتوكّل على اللّه.

70 - حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان ، المهدي أحمد بن الحسين ، ت 656 ه- ، ضمن مجموع رسائل المهدي أحمد بن الحسين ، مكتبة التراث الإسلامي ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 ه-.

ص: 656

71 - الحكمة الدرّيّة والدلالة النوريّة ، المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان ، ت 566 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1335 ه- ، بخطّ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

72 - الحياة السياسيّة والفكرية للزيديّة في المشرق الإسلامي ، أحمد شوقي إبراهيم العمرجي ، مكتبة مدبولي ، القاهرة - مصر ، الطبعة الأولى ، سنة 2000 م.

73 - خاتمة مستدرك الوسائل ، الشيخ حسين النوري الطبرسي ، ت 1320 ه- ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) لأحياء التراث ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1415 ه-.

74 - خلاصة الأقوال ، العلاّمة الحلّي ، ت 726 ه- ، تحقيق : جواد القيومي ، مؤسسة نشر الفقاهة ، قم - إيران ، الطبعة الأولى سنة 1417 ه-.

75 - الدر النضيد ( العقد النضيد ) المستخرج من شرح ابن أبي الحديد ، عبد اللّه بن الهادي بن يحيى بن حمزة ، ت 793 ه- ، مخطوط مصوّر ، بخطّ محمّد بن يحيى بن علي الشويطر.

76 - درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيوية ، عبد اللّه بن محمّد ابن أبي النجم ، ت 647 ه- ، مكتبة السنحاني ، الطبعة الثانية سنة 1402 ه-.

77 - الدعامة ، يحيى بن الحسين الهاروني ، ت 424 ه- ، طبع اشتباهاً تحت عنوان الزيديّة للصاحب بن عباد ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1986 م.

78 - الدعوة إلى سلطان اليمن ، يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، مخطوط مصوّر ، ضمن مجموع خُطّ سنة 1227 ، بخطّ محمّد بن يحيى علي الشويطر.

79 - الدعوة العامّة ، المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، دار الآفاق ،

ص: 657

القاهرة - مصر ، الطبعة الأولى ، سنة 1420 ه-.

80 - الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي ، يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى سنة 1424 ه-.

81 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، العلاّمة الطهراني ، ت 1389 ه- ، دار الأضواء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة ، سنة 1403 ه- - 1983 م.

82 - رجال ابن داود ، الحسن بن علي بن داود الحلّي ، ت 707 ه- ، تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف - العراق ، سنة 1392 ه- - 1972 م.

83 - رجال الطوسي ، محمّد بن الحسن الطوسي ، ت 460 ه- ، تحقيق : جواد القيومي ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، الطبعة الثانية ، سنة 1420 ه-.

84 - رجال النجاشي ، أحمد بن علي بن أحمد النجاشي ، ت 450 ه- ، تحقيق : السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، الطبعة السادسة ، سنة 1418 ه-.

85 - الرد على الروافض من أصحاب الغلو ، القاسم بن إبراهيم الرسّي ، ت 246 ه- ، مخطوط مصوّر ، ضمن مجموع كتب القاسم الرسّي ، خُطّ سنة 1064 ، بخطّ أحمد بن محمّد بن عبد اللّه النهمي.

86 - رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس ، المحسن بن كرامة الجشمي ، ت 492 ه- ، دار المنتخب العربي ، الطبعة الأولى سنة 1415 ه-.

87 - الرسالة البديعة المعلنة بفضائل الشيعة ، عبد اللّه بن زيد العنسي ، ت 667 ه- ، مخطوط مصوّر.

ص: 658

88 - الرسالة الزاجرة لصالحي الأمّة عن إساءة الظن بالأئمّة ، المهدي أحمد بن الحسن ، ت 656 ه- ، ضمن مجموع رسائل أحمد بن الحسن ، مكتبة التراث الإسلامي ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 ه-.

89 - الرسالة المتوكّليّة في هتك أستار الإسماعيلية ، المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان ، ت 566 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1333 ه- ، بخطّ أحمد بن محمّد القاسمي.

90 - الزيديّة ، أحمد محمود صبحي ، منشأة المعارف ، طبع سنة 1980 م.

91 - الزيديّة باليمن ، محمّد بن إسماعيل العمراني ، دار التراث ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1411 ه- - 1990 م.

92 - الزيديّة في موكب التاريخ ، جعفر السبحاني ، دار الاضواء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1418 ه- - 1997 م.

93 - الزيديّة في اليمن ، بدر الدين الحوثي.

94 - الزيديّة نظرية وتطبيق ، علي بن عبد الكريم ، العصر الحديث ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ، سنة 1412 ه- - 1991 م.

95 - سير أعلام النبلاء ، محمّد بن أحمد الذهبي ، ت 748 ه- ، تحقيق شعيب الأرنؤوط - محمّد نعيم ، مؤسسة الرسالة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الحادية عشر ، سنة 1419 ه- - 1998 م.

96 - سيرة المؤيّد باللّه أحمد بن الحسين الهاروني ، يحيى بن الحسين بن إسماعيل الشجري ، ت 479 ه- ، تحقيق : صالح عبد اللّه أحمد ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 ه- - 2003 م.

97 - سيرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، علي بن محمّد بن

ص: 659

عبيد اللّه العباسي العلوي ، ت 297 ه- ، دار الفكر ، بيروت - لبنان ، طبع سنة 1392 ه-.

98 - الشافي ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ، ت 614 ه- ، مكتبة اليمن الكبرى ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى سنة 1406 ه-.

99 - شخصيّت وقيام زيد بن علي ( فارسي ) ، أبو فاضل رضوي اردكاني ، جامعة المدرسين ، قم - إيران ، الطبعة الثانية ، سنة 1375 ش.

100 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، عبد الحي بن أحمد الحنبلي ، ت 1089 ه- ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1419 ه- - 1998 م.

101 - شرح الازهار ( الزنين ) ( الأنوار ) ، دهماء بنت المرتضى ، ت 837 ه- ، مخطوط مصوّر.

102 - شرح البالغ المدرك ، يحيى بن الحسين الهاروني ، ت 424 ه- ، مركز بدر ، صنعاء - اليمن.

103 - شرح الرسالة الناصحة في الدلائل الواضحة في فضل أهل البيت ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ، ت 614 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1394 ه- ، بخطّ عبد الرحمن بن يحيى بن قاسم نجم الدين.

104 - شفاء صدور الناس في شرح معاني الأساس ، السيّد أحمد الشرفي ، ت 1055 ه- ، مخطوط مصوّر.

105 - شمس الأخبار المنتقى من كلام النبي المختار ( صلى اللّه عليه وآله ) ، علي بن حميد القرشي ، ت 635 ه- ، منشورات مكتبة اليمن الكبرى ، الطبعة الأولى سنة 1407 ه-.

106 - شمس شريعة الإسلام في فقه أهل البيت ، سليمان بن ناصر بن

ص: 660

سعيد السحامي ، ت بعد 600 ه- ، مخطوط مصوّر ، بخطّ عبد اللّه بن حمزة بن محمّد.

107 - الشهاب الثاقب والهداية للراغب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أحمد بن حسن بن محمّد الرصاص ، ت 621 ه- ، مخطوط مصوّر.

108 - صفوة الاختيار في أصول الفقه ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ، ت 614 ه- ، مركز أهل البيت للدراسات الإسلامية ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1423 ه-.

109 - طبقات أعلام الشيعة ، العلاّمة الطهراني ، ت 1389 ه- ، مؤسسة إسماعيليان ، قم - إيران ، الطبعة الثانية.

110 - طبقات الزيديّة الكبرى ( القسم الثالث ) ، إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ، ت 1152 ه- ، تحقيق : عبد السلام بن عباس الوجيه ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأُولى ، 1421 - 2001 م.

111 - طبقات الزيديّة الكبرى ، إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ، ت 1152 ه- ، مخطوط مصوّر.

112 - طبقات صلحاء اليمن ( تاريخ البريهي ) ، عبد الوهاب بن عبد الرحمن البريهي ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الحبشي ، مكتبة الإرشاد ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الثانية ، سنة 1414 ه- - 1994.

113 - عدّة الأكياس في شرح معاني الأساس ، أحمد بن محمّد بن صلاح الشرفي ، ت 1055 ه- ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى 1415 ه- - 1995 م.

114 - عرض لحياة وآثار المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ، عبد اللّه بن

ص: 661

حمود العزي ، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ( عليه السلام ) ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى ، سنة 1421 ه- - 2001 م.

115 - العقد الثمين في تبين أحكام الأئمّة الهادين ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ، ت 614 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1098.

116 - عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ، محمّد بن المطهّر ابن يحيى الحسني ، ت 728 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1128 ، بخطّ علي ابن إبراهيم بن علي بن أحمد.

117 - علوم الحديث عند الزيديّة والمحدّثين ، عبد اللّه بن محمود العزي ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى سنة 1421 ه- - 2001 م.

118 - العمدة ، ابن البطريق الأسدي ، ت 600 ه- ، تحقيق ونشر جامعة المدرسين ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1407 ه-.

119 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، أحمد بن علي الحسيني ( ابن عنبة ) ، ت 828 ه- ، قم - إيران ، طبعة سنة 1417 ه- - 1996 م.

120 - العواصم والقواصم في الذبّ عن سنة أبي القاسم ، محمّد بن إبراهيم الوزير ، ت 840 ه- ، مؤسسة الرسالة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة سنة 1415 ه-.

121 - عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، الشيخ الصدوق ، ت 381 ه- ، تحقيق : حسين الأعلمي ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1404 ه-.

122 - الغدير ، عبد الحسين الأميني ، ت 1390 ه- ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الرابعة سنة 1397 ه- - 1977 م.

ص: 662

123 - غرر القلائد شرح نكت الفوائد ، أحمد بن يحيى بن المرتضى ، ت 840 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1315.

124 - الغيبة ، محمّد بن إبراهيم النعماني ، ت 418 ه- ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، مكتبة الصدوق ، طهران - إيران.

125 - الغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار ، أحمد بن يحيى بن المرتضى ، ت 840 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1077 ه-.

126 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ابن حجر العسقلاني ، ت 852 ه- ، دار المعرفة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية.

127 - فتح الغفّار ( شرح الاثمار ) ، يحيى بن محمّد بن حسن المقرائي المذحجي ، ت 990 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1405 ه- ، بخطّ علي بن معوضة بن أحمد الجُبني.

128 - الفروق الواضحة البهية بين الفرق الإماميّة وبين الفرقة الزيديّة ، محمّد أحمد محمّد الكبسي ، طبع سنة 1413 ه- - 1992 م.

129 - الفصول اللؤلؤية في أصول فقه العترة الزكية وأعلام الأمة المحمدية ، صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ، ت 914 ه- ، تحقيق : محمّد يحيى سالم عزّان ، مركز التراث والبحوث اليمني ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1422 ه-.

130 - فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، محمّد بن علي العلوي ، ت 445 ه- ، اعداد : أحمد الحسيني ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، طبع سنة 1403 ه-.

131 - الفلك الدوار في علوم الحديث والفقه والآثار ، إبراهيم بن محمّد الوزير ، ت 914 ه- ، مكتبة التراث الإسلامي ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى سنة 1415 ه-.

ص: 663

132 - الفلك السيّار في لجج البحر الزخّار ، عز الدين بن الحسن ، ت 900 ه- ، مخطوط مصوّر.

133 - فهرس ابن النديم ، ابن النديم ، ت 380 ه-.

134 - فهرست كتب الشيعة وأصولهم ، محمّد بن الحسن الطوسي ، ت 460 ه- ، تحقيق : عبد العزيز الطباطبائي ، مكتبة المحقق الطباطبائي ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1420 ه-.

135 - قاموس الرجال ، محمّد تقي التستري ، ت 1415 ه- ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، الطبعة الثانية ، سنة 1410 ه-.

136 - القسطاس المقبول شرح معيار العقول في علم الأصول ، الحسن بن عز الدين بن الحسن ، ت 929 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 955 ، بخطّ أحمد بن عبد اللّه بن حسن.

137 - قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله ) ، محمّد بن الحسن الديلمي ، ت 711 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1012 ه- ، بخطّ عبد اللّه شمس الدين بن الحسن.

138 - قيام الدولة الزيديّة في اليمن ، حسن خضير أحمد ، مكتبة مدبولي ، القاهرة - مصر ، الطبعة الأولى ، سنة 1996 م.

139 - كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة ، الهادي بن إبراهيم الوزير ، ت 822 ه- ، مخطوط مصوّر ، كتب في آخر النسخة : فرغ من مطالعتها سنة 1276 ، الفقير عبد اللّه بن علي بن قاسم بن لطف اللّه الغالبي.

140 - الكافل بنيل السؤل ، محمّد بن يحيى بهران الصعدي ، ت 957 ه- ، مركز بدر العلمي والثقافي ، الطبعة الأولى سنة 1422 ه-.

141 - الكافي ، محمّد بن يعقوب الكليني ، ت 328 ه- ، صحّحه وعلق عليه : علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلامية ، طهران - إيران ، الطبعة السادسة ، سنة

ص: 664

1375 ش.

142 - الكامل المنير ، منسوب للقاسم الرسي ، ت 246 ه- ، تحقيق : عبد الولي يحيى الهادي ، الطبعة الأولى ، سنة 1423 ه-.

143 - كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس ، حمزة بن أبي القاسم ، أوّل القرن الثامن ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1320 ، بخطّ السيّد علي بن حسين بن يحيى.

144 - كمال الدين وتمام النعمة ، الشيخ الصدوق ، ت 381 ه- ، تحقيق : على أكبر الغفاري ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم - إيران ، 1405 ه-.

145 - كنز الدقائق ، الميرزا محمّد المشهدي ، ت القرن الثاني عشر الهجري ، تحقيق : حسين درگاهي ، دار الغدير ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 ه-.

146 - الكواكب الدرّية في النصوص على إمامة خير البريّة ، صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين ، ت بعد 702 ه-.

147 - اللآلي الدريّة شرح الأبيات الفخرية ، محمّد بن يحيى القاسمي ، بعد 779 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1357 ، بخطّ أحمد بن إسماعيل شويل.

148 - لسان الميزان ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، ت 852 ه- ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ، سنة 1390 ه- - 1971 م.

149 - لوامع الأنوار ، مجد الدين محمّد بن منصور الحسني المؤيّدي ، مكتبة التراث الإسلامي ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1414 ه- - 1993 م.

150 - مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ، محمّد بن علي الزحيف ( ابن فند ) ، مؤسسة زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة

ص: 665

الأولى سنة 1423 ه-.

151 - مؤلّفات الزيديّة ، السيّد أحمد الحسيني ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1413 ه-.

152 - مجالس الطبري ، أحمد بن موسى الطبري ، ت بعد 340 ه- ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، الطبعة الأولى سنة 1422 ه-.

153 - مجلة تراثنا ، العدد 24 ، سنة 1411 ه-.

154 - مجمع الرجال ، عناية اللّه القهبائي ، ت القرن الحادي عشر الهجري ، صحّحه وعلّق عليه : ضياء الدين الأصفهاني ، مؤسسة إسماعيليان ، قم - إيران.

155 - مجموع رسائل المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة ، عبد اللّه بن حمزة ابن سليمان ، ت 614 ه- ، تحقيق : عبد السلام بن عباس الوجيه ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى ، سنة 1422 ه- - 2002 م.

156 - مجموع رسائل الهادي إلى الحق ، يحيى بن الحسين ، ت 298 ه- ، تحقيق : عبد اللّه بن محمّد الشاذلي ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الثانية ، سنة 1423 ه- - 2002 م.

157 - مجموع رسائل ومكاتبات عبد اللّه بن حمزة ، عبد اللّه بن حمزة بن سليمان ، ت 614 ه- ، مخطوط مصوّر.

158 - مجموع السيّد حميدان ، حميدان بن يحيى القاسمي ، القرن السابع ، تحقيق : أحمد أحسن الخمري ، هادي حسن هادي الخمري ، مركز أهل البيت ( عليهم السلام ) ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 ه- - 2003 م.

159 - مجموع القاسم الرسي ، القاسم بن ابراهيم الرسي ، ت 246 ه- ، مخطوط مصوّر.

ص: 666

160 - مجموع كتب ورسائل المرتضى ، محمّد بن يحيى الهادي ، ت 310 ه- ، مكتبة التراث الإسلامي ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1423 ه- - 2002 م.

161 - المجموعة الفاخرة ( مجموع مؤلّفات الهادي يحيى بن الحسين ) ، يحيى بن الحسين ، ت 298 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1097 ، بخطّ حسين بن علي.

162 - محاسن الأزهار في مناقب إمام الأبرار ، حميد بن أحمد المحلي ، ت 652 ه- ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، الطبعة الأولى سنة 1422 ه-.

163 - المحيط بالإمامة ، علي بن الحسين بن محمّد الزيدي ، القرن الخامس ، مخطوط مصوّر.

164 - مسائل عن القاسم الرسي سألها ابنه محمّد ، القاسم بن إبراهيم الرسي ، ت 246 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1027 ، بخطّ محمّد بن يحيى ابن محمّد القاسمي.

165 - مسائل عن القاسم الرسّي فيها الحجّة على إمامة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، القاسم بن إبراهيم الرسّي ، ت 246 ه- ، مخطوط مصوّر.

166 - مسند زيد بن علي ، زيد بن علي ، ت 121 ه- ، دار الكتاب العلمية ، بيروت - لبنان.

167 - مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار ، يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 997 ، بخطّ محمّد بن حسن.

168 - مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار ، يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، مخطوط مصوّر.

169 - المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة الميامين ، أحمد

ص: 667

ابن إبراهيم الحسني ، ت 353 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1113 ، بخطّ أحمد بن ناصر السماوي.

170 - مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، عبد السلام عباس الوجيه ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الأولى ، سنة 1422 ه- - 2002 م.

171 - مطلع البدور ومجمع البحور ، أحمد بن أبي الرجال اليماني ، ت 1092 ه- ، مخطوط مصوّر.

172 - مطمح الآمال ، الحسين بن ناصر بن الحفيظ بن المهلا ، ت 1111 ه- ، تحقيق : عبد اللّه بن عبد اللّه الحوثي ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1422 ه- - 2002 م.

173 - المعالم الدينية في العقائد الإلهية ، يحيى بن حمزة ، ت 749 ه- ، تحقيق : مختار محمّد أحمد مشاد ، دار الفكر المعاصر ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1408 ه- - 1988 م.

174 - معالم العلماء ، محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، ت 588 ه- ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف - العراق ، طبع سنة 1380 ه- 1961 م.

175 - معجم رجال الحديث ، السيّد أبو القاسم الخوئي ، ت 1413 ه- ، الطبعة الخامسة ، سنة 1413 - 1992 م.

176 - معجم المؤلفين ، عمر رضا كحالة ، مكتبة المثنى ، بيروت - لبنان.

177 - معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ، يوسف إليان سركيس ، نشر مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، طبع سنة 1410 ه-.

178 - معرفة اللّه عزّ وجلّ ، يحيى بن الحسين ، ت 298 ه- ، ضمن مجموع

ص: 668

رسائل يحيى بن الحسين ، مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية ، عمّان - الأردن ، الطبعة الثانية سنة 1423.

179 - مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني ، ت 356 ه- ، تحقيق : أحمد صقر ، المكتبة الحيدرية ، الطبعة الأولى ، سنة 1423 ه-.

180 - المقتطف من تاريخ اليمن ، عبد اللّه بن عبد الكريم الجرافي ، العصر الحديث ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ، سنة 1407 ه- - 1997 م.

181 - مقدمة البحر الزخّار ، أحمد بن يحيى بن المرتضى ، ت 840 ه- ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1366 ه-.

182 - المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن ، ابن حابس ، ت 1061 ه- ، مخطوط مصوّر.

183 - من هم الزيديّة ، يحيى الفضيل ، الطبعة الثالثة ، سنة 1401 ه- - 1981 م.

184 - مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، محمّد بن سليمان الكوفي ، تحقيق : الشيخ مالك المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1412 ه-.

185 - مناقب الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ابن المغازلي الشافعي ، ت القرن الخامس الهجري ، دار الأضواء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة ، سنة 1424 ه-.

186 - المنتخب ، الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، ت 298 ه- ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1414 ه-.

187 - المنتزع المختار من الغيث المدرار ( شرح الأزهار ) ، عبد اللّه بن مفتاح ، ت 877 ه- ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 ه- - 203 م.

ص: 669

188 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، عبد الرحمن بن علي الجوزي ، ت 597 ه- ، تحقيق : سهيل زكار ، دار الفكر ، بيروت - لبنان ، طبع سنة 1420 ه- - 2000 م.

189 - منهاج الوصول إلى شرح معيار العقول في علم الأصول ، أحمد بن يحيى ابن المرتضى ، ت 840 ه- ، دار الحكمة اليمانية ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى سنة 1412 ه-.

190 - المنير على مذهب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، أحمد بن موسى الطبري ، ت بعد 340 ه- ، مركز أهل البيت ( عليهم السلام ) ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1421 ه-.

191 - ميزان الاعتدال ، محمّد بن أحمد الذهبي ، ت 748 ه- ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، دار المعرفة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1382 ه-.

192 - الميزان في تفسير القرآن ، السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، ت 1412 ه- ، مؤسسة إسماعيليان ، قم - إيران ، الطبعة الخامسة ، سنة 1412 ه-.

193 - النصيحة القاضية لقايلها بالعيشة الراضية ، حميد بن أحمد المحلي ، ت 652 ه- ، مخطوط في مكتبة السيّد المرعشي ، قم إيران.

194 - نفحات الأزهار ، السيّد علي الحسيني الميلاني ، الطبعة الأولى سنة 1420 ه-.

195 - نقد الرجال ، السيّد مصطفى التفرشي ، ت القرن الحادي عشر الهجري ، نشر وتحقيق : مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1418 ه-.

196 - النمرقة الوسطى في الرد على منكر فضل آل المصطفى ، علي بن محمّد بن علي بن منصور ، ت 773 ه- ، مخطوط مصوّر.

ص: 670

197 - نهاية التنوية في إزهاق التمويه ، الهادي بن إبراهيم الوزير ، ت 822 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1321 ه- ، بخطّ أحمد بن حسن بن تقي بن عبد اللّه.

198 - هجر العلم ومعاقله في اليمن ، إسماعيل بن علي الأكوع ، دار الفكر ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1416 ه- - 1995 م.

199 - هداية الأفكار إلى معاني الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار ، إبراهيم بن محمّد الوزير ، ت 914 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ سنة 1008 ه- ، بخطّ عبد الخالق بن الحسين بن المهدي.

200 - هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين ، الهادي بن إبراهيم الوزير ، ت 822 ه- ، تحقيق : عبد الرقيب بن مطهر ، مركز أهل البيت ( عليهم السلام ) ، صعدة - اليمن ، الطبعة الأولى ، سنة 1423 ه-.

201 - هدية العارفين ، إسماعيل باشا البغدادي ، دار إحياء التراث ، بيروت - لبنان.

202 - الوابل المغزار ( شرح الأثمار ) ، يحيى بن محمّد بن حسن المقرائي المذحجي ، ت 990 ه- ، مخطوط مصوّر ، خُطّ بيد المؤلفّ.

203 - واستقر بي النوى ، محمّد حمود العمدي ، مركز الأبحاث العقائدية ، قم - إيران ، الطبعة الأولى سنة 1420 ه-.

204 - الوجيزة ( رجال المجلسي ) ، محمّد باقر المجلسي ، ت 1111 ه- ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1415 ه- - 1995 م.

205 - الوسيط المفيد الجامع بين الإيضاح والعقد الفريد ، حميد بن أحمد المحلي ، ت 652 ه- ، مخطوط مصوّر - خطّ سنة 1050.

206 - الوصيّة والإمامة ( تثبيت الوصية ) زيد بن علي ( عليه السلام ) ، ت 121 ه- ، تحقيق :

ص: 671

حسن محمّد تقي الحكيم ، دار الزهراء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، سنة 1412 ه- - 1991 م.

207 - الولاية ، أحمد بن محمّد بن سعيد - ابن عقدة ، ت 333 ه- ، جمعه ورتبه : عبد الرزاق حرز الدين ، انتشارات دليل ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1412 ه-.

208 - ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة ، محمّد بن يحيى بن أحمد ابن حنش الصنعاني ، ت 719 ه- ، مخطوط مصوّر.

209 - اليقين ، علي بن طاووس الحلّي ، ت 664 ه- ، تحقيق : الأنصاري ، مؤسسة دار الكتاب ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، سنة 1413 ه-.

210 - ينابيع المودة لذوي القربى ، القندوزي الحنفي ، ت 1294 ه- ، تحقيق سيد علي آل جمال أشرف الحسيني ، دار الأسوة ، الطبعة الأولى ، 1416 ه-.

211 - ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة ، الحسين بن بدر الدين ، ت 663 أو 662 ه- ، تحقيق : المرتضى بن زيد المحطوري الحسني ، مكتبة بدر ، صنعاء - اليمن ، الطبعة الأولى سنة 1420 ه- 1999 م.

ص: 672

فهرست الموضوعات

دليل الكتاب... 5

توطئة... 7

مطلب الأوّل : نقل الحديث

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن الثاني الهجري )

المسند المنسوب لزيد بن علي ( عليه السلام )... 11

سند المسند وفق موازين الزيدية الرجالية... 12

المسند على وفق موازين الإماميّة الرجالية... 17

كتاب تثبيت الوصيّة المنسوب إلى زيد بن علي ( عليه السلام )... 23

سند كتاب تثبيت الوصيّة وفق الزيدية الإماميّة الرجالية... 23

سند كتاب تثبيت الوصيّة وفق موازين الإماميّة الرجالية... 27

المطلب الأول : نقل الحديث

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن الثالث الهجري )

مؤلّفات القاسم الرسّي... 35

مسائل عن القاسم الرسّي سألها ابنه محمّد... 35

توثيق كتاب مسائل عن القاسم الرسّي... 39

مسائل فيها الحجّة على إمامة علي ( عليه السلام )... 41

توثيق كتاب مسائل فيها الحجة على إمامة علي ( عليه السلام )... 41

الردّ على الروافض من أصحاب الغلوّ... 43

ص: 673

توثيق كتاب الردّ على الروافض من أصحاب الغلوّ... 43

الأصول الثمانية لمحمّد بن القاسم الرسّي... 45

ترجمة محمّد بن القاسم بن إبراهيم الرسّي... 45

توثيق كتاب الأصول الثمانية... 47

سيرة الهادي إلى الحق لعلي بن محمّد العلوي... 49

ترجمة علي بن محمّد العلوي... 49

توثيق كتاب سيرة الهادي إلى الحق... 51

مؤلّفات الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين... 55

الأحكام في الحلال والحرام... 55

ترجمة يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق... 55

ترجمة علي بن أحمد ( مرتّب كتاب الأحكام )... 59

توثيق كتاب الأحكام... 60

القي-اس... 65

توثيق كتاب القياس... 65

أصول الدين... 67

توثيق كتاب أصول الدين... 67

الردّ على من زعم أنّ القرآن قد ذهب بعضه... 69

توثيق كتاب الردّ على من زعم أنّ القرآن ذهب بعضه... 69

جواب لأهل صنعاء... 71

توثيق كتاب جواب لأهل صنعاء... 71

دعوة وجّه بها إلى أحمد بن يحيى... 73

ص: 674

توثيق الدعوة... 73

كتاب فيه معرفة اللّه عزّ وجلّ... 75

توثيق كتاب فيه معرفة اللّه عزّ وجل... 75

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن الرابع الهجري )

كتاب الأصول لمحمّد بن يحيى بن الحسين... 79

ترجمة محمّد بن يحيى بن الحسين... 79

توثيق كتاب الأصول... 82

الكامل المنير لإبراهيم بن محمّد... 85

إبراهيم بن محمّد وكتابه الكامل المنير... 87

نسبة الكتاب... 87

وقفة مع بعض نصوص الكتاب... 90

مناقب الإمام أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي... 97

ترجمة محمّد بن سليمان الكوفي... 104

توثيق كتاب مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )... 107

كتاب المنتخب ليحيى بن الحسين ، جامعه وراويه : محمّد بن سليمان الكوفي... 111

توثيق كتاب المنتخب... 111

كتاب الولاية لابن عقدة... 113

ترجمة ابن عقدّة... 121

توثيق كتاب الولاية... 123

مؤلّفات أحمد بن موسى الطبري... 127

ص: 675

المنير على مذهب الهادي إلى الحق... 127

ترجمة أحمد بن موسى الطبري... 128

توثيق كتاب المنير... 129

مجالس الطبري... 131

توثيق كتاب مجالس الطبري... 131

المصابيح لأحمد بن ابراهيم الحسني... 133

ترجمة أحمد بن إبراهيم الحسني... 136

توثيق كتاب المصابيح... 138

الأربعون في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للصفار... 141

ترجمة الحسن بن علي الصفّار... 141

توثيق كتاب الاربعون... 142

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن الخامس الهجري )

تثبيت الإمامة للحسين بن القاسم العيّاني... 147

ترجمة الحسين بن القاسم العيّاني... 147

توثيق كتاب تثبيت الإمامة... 149

مؤلّفات أحمد بن الحسين الهاروني... 151

التبصرة... 151

ترجمة أحمد بن الحسين الهاروني... 151

توثيق كتاب التبصرة... 153

دعوة أحمد بن الحسين الهاروني... 155

توثيق الدعوة... 155

ص: 676

مؤلّفات يحيى بن الحسين الهاروني... 157

تيسير المطالب في أمالي أبي طالب... 157

ترجمة أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني... 159

جعفر بن أحمد بن عبد السلام ( مرتّب الأمالي وراويه )... 162

توثيق كتاب تيسير المطالب... 164

الدعامة... 167

توثيق كتاب الدعامة... 167

شرح البالغ المدرك... 171

توثيق كتاب شرح البالغ المدرك... 171

دعوة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن... 173

ترجمة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن... 173

توثيق الدعوة... 175

البرهان في تفسير القرآن لأبي الفتح الديلمي... 177

ترجمة أبي الفتح الديلمي... 177

توثيق كتاب البرهان... 179

الجامع الكافي لمحمّد بن علي بن الحسن العلوي... 181

ترجمة محمّد بن علي بن الحسن العلوي... 182

توثيق كتاب الجامع الكافي... 183

الإفادة في الفقه لابن ثال الهوسمي... 185

ترجمة ابن ثال الهوسمي... 185

توثيق كتاب الإفادة في الفقه... 187

ص: 677

الأمالي الخميسيّة ليحيى بن الحسين الشجري... 189

ترجمة يحيى بن الحسين الشجري... 193

حميد بن أحمد بن الوليد القرشي ( مرتّب الأمالي )... 195

توثيق كتاب الأمالي الخميسيّة... 197

مؤلّفات المحسن بن كرامة الجشمي... 201

تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين... 201

ترجمة المحسن بن كرامة الجشمي... 205

توثيق كتاب تنبيه الغافلين... 207

السفينة الجامعة للعلوم... 209

توثيق كتاب السفينة الجامعة للعلوم... 210

رسالة إبليس إلى اخوانه المناحيس... 213

توثيق رسالة إبليس... 213

جلاء الأبصار... 215

توثيق كتاب جلاء الأبصار... 215

تحكيم العقول في علم الأصول... 217

توثيق كتاب تحكيم العقول... 217

المحيط بالإمامة لعلي بن الحسين بن محمّد الزيدي... 219

توثيق كتاب المحيط بالإمامة... 224

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن السادس الهجري )

مؤلّفات أحمد بن سليمان... 229

ص: 678

حقائق المعرفة... 229

ترجمة المتوكّل على اللّه أحمد بن سليمان... 230

توثيق كتاب حقائق المعرفة... 233

الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة... 235

توثيق كتاب الحكمة الدريّة والدلالة النوريّة... 235

الرسالة المتوكليّة في هتك أستار الإسماعيليّة... 237

توثيق الرسالة المتوكّلية... 237

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن السابع الهجري )

شمس شريعة الإسلام لسليمان بن ناصر السحامي... 241

ترجمة سليمان بن ناصر الدين السحامي... 241

توثيق كتاب شمس شريعة الإسلام... 243

مؤلّفات عبد اللّه بن حمزة... 245

الشافي... 245

ترجمة عبد اللّه بن حمزة... 261

توثيق كتاب الشافي... 265

الرسالة النافعة بالأدلّة الواقعة... 269

توثيق الرسالة النافعة... 272

شرح الرسالة الناصحة في الدلائل الواضحة في فضل أهل البيت (عليهم السلام)... 273

توثيق شرح الرسالة الناصحة... 274

العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمّة الهادين... 277

توثيق كتاب العقد الثمين... 279

ص: 679

حديقة الحكمة النبويّة في تفسير الأربعين السيلقيّة... 281

توثيق كتاب حديقة الحكمة النبويّة... 281

الرسالة الهادية بالأدلّة البادية... 283

توثيق الرسالة الهادية... 283

الجوهرة الشفّافة رادعة الطوّافة... 285

توثيق كتاب الجوهرة الشفّافة... 285

صفوة الاختيار في أصول الفقه... 287

توثيق كتاب صفوة الاختيار... 287

مسائل المدقق في الكفر البريء عن الإيمان... 289

توثثق مسائل المدقّق في الكفر... 289

مسائل سأل عنها القاضي محمد بن عبد اللّه... 291

توثيق المسائل... 291

الأجوبة الشافية عن المسائل المتنافية... 293

توثيق كتاب الأجوبة الشافية... 293

توثيق كتاب الأجوبة الشافية... 293

مجموعة رسائل ومكاتبات المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة... 295

توثيق مجموعة الرسائل والمكاتبات... 297

الشهاب الثاقب والهداية للراغب لأحمد بن حسن بن محمّد الرصاص... 299

ترجمة أحمد بن حسن بن محمّد الرصّاص... 299

توثيق كتاب الشهاب الثاقب... 300

الأحكام في أصول الفقه لمؤلف مجهول... 303

كتاب الأحكام في أصول الفقه... 303

ص: 680

شمس الأخبار المنتقى من كلام النبي المختار لعلي بن حميد القرشي... 305

ترجمة علي بن حميد القرشي... 305

توثيق كتاب شمس الأخبار... 307

درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة ، جمعها عبداللّه بن محمّد... 309

ترجمة عبد اللّه بن محمّد... 309

توثيق درر الأحاديث النبويّة... 310

مؤلّفات حميد بن أحمد المحلّي... 313

الحدائق الورديّة في مناقب أئمة الزيديّة... 313

ترجمة حميد بن أحمد المحلّي... 318

توثيق كتاب الحدائق الورديّة... 320

محاسن الأزهار في مناقب إمام الأبرار... 323

توثيق كتاب محاسن الأزهار... 328

النصيحة القاضية لقايلها بالعيشة الراضية... 331

توثيق كتاب النصيحة القاضية... 332

الوسيط المفيد الجامع بين الإيضاح والعقد الفريد... 333

توثيق كتاب الوسيط... 333

مؤلّفات المهدي أحمد بن الحسين... 335

حليفة القرآن في نكت من أحكام الزمان... 335

ترجمة المهدي أحمد بن الحسين... 335

توثيق كتاب حليفة القرآن... 337

الرسالة الزاجرة لصالحي الأمّة عن إساءة الظنّ بالأئمّة... 339

ص: 681

توثيق الرسالة الزاجرة... 339

ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة للحسين بن بدر الدين... 341

ترجمة الحسين بن بدر الدين... 343

توثيق كتاب ينابيع النصيحة... 345

مؤلّفات عبد اللّه بن زيد العنسي... 347

الإرشاد إلى نجاة العباد... 347

ترجمة عبد اللّه بن زيد العنسي... 349

توثيق كتاب الإرشاد... 350

الرسالة البديعة المعلنة بفضائل الشيعة... 353

توثيق الرسالة البديعة... 354

أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للحسن بن بدر الدين... 355

ترجمة الحسن بن بدر الدين... 367

توثيق كتاب أنوار اليقين... 369

مؤلّفات حميدان بن يحيى... 373

التصريح بالمذهب الصحيح... 373

ترجمة حميدان بن يحيى... 375

توثيق كتاب التصريح بالمذهب الصحيح... 377

حكاية الأقوال العاصمة من الاعتزال... 381

توثيق كتاب حكاية الأقوال... 382

تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين... 385

توثيق كتاب تنبيه الغافلين... 386

ص: 682

المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة... 387

توثيق كتاب المنتزع الأوّل... 387

جواب المسائل الشتويّة والشبه الحشويّة... 389

توثيق جواب المسائل الشتويّة... 389

بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال... 391

توثيق كتاب بيان الإشكال... 391

تنبيه أولى الألباب على تنزيه ورثة الكتاب... 393

توثيق كتاب تنبيه أولي الألباب... 393

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن الثامن الهجري )

الكواكب لصلاح بن إبراهيم الحسني... 397

ترجمة صلاح بن إبراهيم الحسني... 398

توثيق كتاب الكواكب الدرّيّة... 400

مؤلّفات محمّد بن الحسن الديلمي... 403

قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله )... 403

ترجمة محمّد بن الحسن الديلمي... 407

توثيق كتاب قواعد عقائد آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله )... 408

التصفية عن الموانع المردية المهلكة... 411

توثيق كتاب التصفية عن الموانع المردية المهلكة... 411

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة لمحمّد بن يحيى الصنعاني... 413

ترجمة محمّد بن يحيى الصنعاني... 413

توثيق كتاب ياقوتة الغيّاصة... 415

ص: 683

مؤّلّفات حمزة بن أبي القاسم... 417

ترصيف الآل لنفائس اللآل... 417

ترجمة حمزة ابن أبي القاسم بن محمّد بن جعفر... 417

توثيق كتاب ترصيف الآل لنفائس اللآل... 418

كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس... 421

توثيق كتاب كشف التلبيس... 421

عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن لمحمّد بن المطهّر... 423

ترجمة محمّد بن المطهّر... 424

توثيق كتاب عقود العقيان... 426

بيان الأوامر المجملة للمرتضى بن المفضّل بن منصور... 429

ترجمة المرتضى بن المفضّل بن منصور... 432

توثيق كتاب بيان الأوامر المجملة... 434

مؤلّفات المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة... 437

الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة... 437

ترجمة المؤيّد باللّه يحيى بن حمزة... 439

توثيق كتاب الحاوي... 442

الانتصار على علماء الأمصار... 445

توثيق كتاب الانتصار... 446

مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار... 449

توثيق كتاب مشكاة الأنوار... 449

الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ... 451

ص: 684

توثيق كتاب الديباج الوضيّ... 451

مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار... 455

توثيق كتاب مشكاة الأنوار... 455

الدعوة العامّة... 457

توثيق الدعوة العامّة... 457

الدعوة إلى سلطان اليمن... 459

توثيق الدعوة... 459

النمرقة الوسطى في الردّ على منكر فضل آل المصطفى لعلي بن محمّد... 461

ترجمة علي بن محمّد... 461

توثيق كتاب النمرقة الوسطى... 464

اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة لمحمّد بن يحيى القاسمي... 467

ترجمة محمّد بن يحيى القاسمي... 472

توثيق كتاب اللآلي الدرّيّة... 474

الدّر النضيد المستخرج من شرح ابن أبي الحديد لعبد اللّه بن الهادي... 477

ترجمة عبد اللّه بن الهادي... 477

توثيق كتاب الدّر النضيد... 478

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن التاسع الهجري )

مؤلّفات الهادي بن إبراهيم بن عليّ الوزير... 483

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين... 483

ترجمة الهادي بن إبراهيم الوزير... 494

توثيق كتاب هداية الراغبين... 497

ص: 685

نهاية التنويه في إزهاق التمويه... 501

توثيق كتاب هداية التمويه... 501

تلقيح الألباب في شرح أبيات اللباب... 505

توثيق كتاب تلقيح الألباب... 505

الأجوبة المذهّبة للمسائل المهذّبة... 507

توثيق كتاب الأجوبة المذهّبة... 507

كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة... 509

توثيق كتاب كاشفة الغمّة... 509

شرح الأزهار لدهماء بنت المرتضى... 513

ترجمة دهماء بنت المرتضى... 513

توثيق كتاب شرح الأزهار... 515

مؤلّفات أحمد بن يحيى بن المرتضى... 517

المنية والأمل... 517

ترجمة أحمد بن يحيى بن المرتضى... 518

توثيق كتاب المنية والأمل... 521

الملل والنحل... 525

كتاب الملل والنحل... 525

الأزهار في فقه الأئمّة الأطهار... 527

توثيق كتاب الأزهار... 527

الغيث المدرار المفتّح لكمائم الأزهار... 529

توثيق كتاب الغيث المدرار... 529

ص: 686

غرر القلائد شرح نكت الفرائد... 531

توثيق كتاب غرر القلائد... 531

معيار العقول في علم الأصول... 533

توثيق كتاب معيار العقول... 533

منهاج الوصول إلى شرح معيار العقول... 535

توثيق كتاب منهاج الوصول... 535

العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم لمحمّد بن إبراهيم الوزير... 537

ترجمة محمّد بن إبراهيم الوزير... 537

توثيق كتاب العواصم والقواصم... 540

المنتزع المختار من الغيث المدرار لعبد اللّه بن أبي القاسم بن مفتاح... 543

ترجمة عبد اللّه ابن أبي القاسم بن مفتاح... 543

توثيق كتاب المنتزع المختار... 545

الفلك السيار في لجج البحر الزخّار الهادي لعز الدين بن الحسن... 547

ترجمة عز الدين بن الحسن... 547

توثيق كتاب الفلك السيّار... 550

حديث الثقلين عند الزيديّة ( القرن العاشر الهجري )

مؤلّفات إبراهيم بن محمّد الوزير... 555

الفلك الدوّار... 555

ترجمة إبراهيم بن محمّد الوزير... 555

توثيق كتاب الفلك الدوّار... 557

ص: 687

هداية الأفكار إلى معاني الأزهار... 561

توثيق كتاب هداية الأفكار... 561

مآثر الأبرار لمحمّد بن علي بن يونس الزحيف... 563

ترجمة محمّد بن علي بن يونس الزحيف... 564

توثيق كتاب مآثر الأبرار... 565

الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان لمحمّد بن أحمد بن مظفر... 569

ترجمة محمّد بن أحمد بن مظفر... 570

توثيق كتاب الترجمان المفتّح لثمرات كمائم البستان... 572

القسطاس المقبول للحسن بن عزّ الدين... 575

ترجمة الحسن بن عزّ الدين... 575

توثيق كتاب القسطاس المقبول... 577

مؤلّفات محمّد بن يحيى بهران الصعدي... 579

تفتيح القلوب والأبصار... 579

ترجمة محمّد بن يحيى بهران الصعدي... 579

تفتيح القلوب والأبصار... 581

الكافل بنيل السؤل... 583

توثيق كتاب الكافل بنيل السؤل... 583

بداية المهتدي وهداية المبتدي... 585

توثيق كتاب بداية المهتدي وهداية المبتدي... 585

الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار ليحيى شرف الدين... 587

ترجمة يحيى شرف الدين... 587

توثيق كتاب الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار... 589

ص: 688

الجوهرة الخالصة عن الشوائب لعبد الصمد بن عبد اللّه الدامغاني... 591

ترجمة عبد الصمد بن عبد اللّه الدامغاني... 591

توثيق كتاب الجوهرة الخالصة... 592

مؤلّفات يحيى بن محمّد بن حسن المقرائي المذحجي... 595

الوابل المغزار... 595

ترجمة يحيى بن محمّد بن حسن المقرائي المذحجي... 596

توثيق كتاب الوابل المغزار... 598

فتح الغفّار... 601

توثيق كتاب فتح الغفّار... 601

الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار لسليم بن أبي الهذام بن سالم العشيري 603

ترجمة سليم بن أبي الهذام بن سالم العشيري... 610

توثيق كتاب الأزهار... 611

المطلب الثاني

من قال بتواتر حديث الثقلين ، وشهرته ، وتلقّي الأمّة له بالقبول ، والقطع به ، والإجماع على صحّته ، والاتّفاق 617

المطلب الثالث

إثبات التواتر المحصّل عند الزيديّة... 625

مشجر أسانيد الزيدية... 639

فهرست المصادر... 649

فهرست الموضوعات... 673

ص: 689

المجلد 4

هوية الكتاب

المؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة

الناشر: مركز الأبحاث العقائدية

المطبعة: ستاره

الطبعة: 1

الموضوع : العقائد والكلام

تاريخ النشر : 1431 ه-.ق

ISBN (ردمك): 978-600-5213-66-9

المكتبة الإسلامية

موسوعة حديث الثقلين

القسم الثالث

حديث الثقلين في مصنفات الإمامية

من القرن الأول إلی القرن العاشر الهجري

الجزء الرابع

تأليف : مركز الأبحاث العقائدية

ص: 1

اشارة

مركز الأبحاث العقائدية:

إيران - قم المقدسة - صفائية - ممتاز - رقم 43

ص . ب: 37185/3331

الهاتف: 7742088 (251) (0098)

الفاكس: 7742056 (251) (0098)

العراق - النجف الأشرف - شارع الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم

جنب مكتب آية اللّه العظمی السيد السيستاني دام ظله

ص . ب: 729

الهاتف: 332679 (33) (00964)

الموقع علی الانترنت: www.aqaed.com

البريد الاكتروني: info@aqaed.com

شابك (ردمك): 1-62-5213-600-978/دورة 10 أجزاء

شابك (ردمك): 8-63-5213-600-978/ج3

موسوعة حديث الثقلين/ج3

تأليف: مركز الأبحاث العقائدية

الطبعة الأولی - 2000 نسخة

سنة الطبع: 1431 ه

المطبعة: ستارة

ص: 2

* جميع الحقوق محفوظة للمركز *

ص: 3

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 4

ص: 5

دليل الكتاب

توطئة... 7

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن الرابع الهجري... 11

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن الخامس الهجري... 131

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن السادس الهجري... 185

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن السابع الهجري... 195

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن التاسع الهجري... 217

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن العاشر الهجري... 235

ص: 6

ص: 7

توطئة :

تعتبر الفرقة الإسماعيليّة من الفرق الشيعية التي ما يزال لها أتباع في بعض الدول الإسلامية ، كالهند وباكستان.

تعتمد هذه الفرقة بشكل أساسي على التأويلات الباطنية ، والرموز الفلسفية الخفيّة في إثبات عقائدها ، وتأطيرات مذهبها ومعتقدها.

وقد واجهت هذه الطائفة الكثير من الاضطهاد والقتل والتشريد ، الأمر الذي جعل عندهم عقيدة الخفاء والعمل السرّي من أهم واجبات دعوتهم ، حتّى ألّفوا في ذلك كتباً عديدة ، وقسّموا حالاتهم إلى حالات الظهور وحالات التستّر ، وعرف عندهم مصطلح « دور الستر » يعني فترة الخفاء والتستر.

وهذه العقيدة وإن نفعتهم في حفظ نفوس دعاتهم وأتباعهم ، إلاّ أنّها ولأجل إصرارهم عليها في كل مكان وزمان أدّت إلى ضياع الكثير من تراثهم الفكري والعلمي ، الأمر الذي جعل من الصعوبة على الباحثين - وحتّى الإسماعيليّة منهم - العثور على الكتب الإسماعيليّة والاستفادة منها ، لا سيّما الكتب التي لم تر النور لحد الآن.

ومن الأسباب التي أدّت إلى خفاء أو اختفاء مؤلّفاتهم أيضاً هو احتواؤها على علوم غريبة ، تعتمد على نظريات دقّية اصطلاحية ، بحيث يصعب على الكثير ، بل الأكثر تقبّلها ، أو حتّى فهمها.

ص: 8

قال الباحث الإسماعيلي عارف تامر في مقدّمة كتاب تاج العقائد : « ممّا هو معلوم أنّه حتّى وقت قريب كانت الكتب التي تمثّل الفلسفة الإسماعيليّة لا تزال في كهف الستر والتقية ، فهي كانت محفوظة بشكل مخطوطات في مجموعات خاصّة ، سواء في سورية أو فارس أو اليمن ، وكانت أيضاً هناك صعوبات جمّة تقف في وجه الأعضاء الإسماعيليين أنفسهم حينما كانوا يفكّرون بنشرها أو دراستها (1).

قال الدكتور الإسماعيلي مصطفى غالب في مقدّمة كتاب الافتخار : « ولابدّ لنا - ونحن في معرض الحديث عن التراث الفاطمي الذي شغل أذهان العلماء قديماً وحديثاً - من أن نهمس في آذان أولئك المتعصّبين المتزمّتين الذين لا يزالون حتّى في هذا العصر الذي وصل فيه الإنسان إلى القمر ، يتعاملون مع أنفسهم وكأنّهم يعيشون في كهوف الستر والتقية ، وسراديب الكتمان ، لذلك يرون أنّه لا يقتضي أن يتعرّض أيّ باحث أو عالم أو مؤرّخ للعقائد السرّية الباطنية ; كونها من الأشياء المقدّسة » (2).

ولأجل هذه الأُمور فقد واجهنا في موسوعتنا هذه بعض المشاكل الأساسية :

منها : ضياع كثير من الكتب الإسماعيليّة ، وعدم وصولها إلى زماننا هذا.

ومنها : التخفّي والتحفّظ على كثير من الكتب التي وصلت من قبل بعض المتعصّبين.

ص: 9


1- تاج العقائد : 7 ، مقدّمة المحقّق.
2- الافتخار : 7 ، مقدّمة المحقّق.

ومنها : عدم انتشار كثير من الكتب المتوفّرة لدى علماء الإسماعيليّة في الدول الإسلامية.

لذلك واجهنا صعوبة في جمع المصادر الإسماعيليّة التي ذكرت حديث الثقلين ، لذا تجد أنّ عدد الكتب التي نقلنا منها الحديث ينقص بكثير عن كتب الإمامية الاثني عشرية ، وعن كتب الزيدية ، ولكن هذا العدد وإن كان قليلاً بذاته إلاّ أنّه كثير بالنسبة لما تقدّم من مشاكل حول كتب الإسماعيليّة.

هذا بالإضافة إلى منهج الموسوعة المتّبع الذي هو إلى القرن العاشر.

فمن بين عشرات الكتب الإسماعيليّة التي بحثناها عثرنا على عشرين مصدراً نقلت حديث الثقلين.

وكذا واجهنا صعوبة في ترجمة المؤلّفين ، وتوثيق كتبهم ; لنفس الأسباب المتقدّمة.

ص: 10

ص: 11

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن الرابع الهجري

اشارة

ص: 12

ص: 13

مولفات القاضي النعمان بن محمد بن حيون المغربي التميمي ( ت 363 ه- )

(1) شرح الأخبار
الحديث :

الأوّل : قال القاضي : يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجنا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) في حجّة الوداع ، فلمّا انصرفنا ، وصرنا إلى غدير خمّ ، نزل - وذلك في يوم ما أتى علينا يوم أشدّ حرّاً منه - فأمر بدوح ، فجمع ، فقمم له ما تحته من شوك ، واستظلّ به ، ونادى في الناس - الصلاة جامعة - فاجتمعوا إليه أجمع ما كانوا ; لأنّه قلّ من بقي من المسلمين لم يخرج معه في تلك الحجّة ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم خطيباً ، فحمد اللّه ، وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً إلاّ عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله ، وإنّي أوشك أن أدعى ، فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم [ بهما ] لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ... (1)

الثاني : قال : قال جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات اللّه عليهم أجمعين : أنّ آخر ما أنزل اللّه عزّ وجلّ من الفرائض ولاية

ص: 14


1- شرح الأخبار 1 : 99 ، ح : [ 21 ].

علي ( عليه السلام ) ، فخاف رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) إن بلّغها الناس أن يكذّبوه ، ويرتدّ أكثرهم حسداً له ; لما علمه في صدور كثير منهم له ، فلمّا حجّ حجّة الوداع ، وخطب بالناس بعرفة ، وقد اجتمعوا من كلّ أفق لشهود الحجّ معه ، علّمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم ، وقال في خطبته : « إنّي خشيت ألاّ أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا ، وقد خلّفت ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، حبل ممدود من السماء إليكم ، طرفه بيد اللّه ، وطرفه بأيديكم » (1).

الثالث : قال : وعن أبي ذرّ ( رضوان اللّه عليه ) أنّه قال : قد سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يقول : « ترد عليّ الحوض أمّتي على خمس رايات » ، ثمّ ذكر حديثاً طويلاً ، قال فيه : « ثمّ يرد فرعون أمّتي في أتباعه ، فأُخذ بيده ، فإذا أخذ بها اسودّ وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ويفعل ذلك بأتباعه ».

ثمّ قال : « وهو معاوية بن أبي سفيان ».

فأقول : ماذا أخلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذّبنا الأكبر ومزّقناه ، وقاتلنا الأصغر وقتلناه.

فأقول : اسلكوا طريق أصحابكم ، فينصرفون ضمأً مسودّة وجوههم ، لأنّه لا يطعمون منه قطرة » (2).

الرابع : قال : وممّا جاء في الأخبار مجملاً في ذكر أهل بيت رسول اللّه ( صلوات اللّه عليهم أجمعين ) : أبو غسان ، بإسناده ، عن أبي ذرّ

ص: 15


1- شرح الأخبار 1 : 104 - 105 ، ح : [ 26 ].
2- شرح الأخبار 2 : 167 - 168 ، ح : [ 514 ].

( رضوان اللّه عليه ) ، أنّه أخذ بحلقتي باب الكعبة ، وقد اجتمع الناس للموسم ، وحوّل وجهه إلى الناس ، وهم أجمع ما كانوا في الطواف حول البيت ، فقال : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، وإلاّ فأنا أعرّفه بنفسي ، أنا أبو ذرّ الغفاري ، لا أخبركم إلاّ بما سمعت من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، سمعته يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا علىَّ الحوض ، [ الآ وإنّ ] مثلهما فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (1).

الخامس : قال : وبآخر ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه عند اللّه ، وطرف منه في أيديكم ، فاستمسكوا به ، وعترتي » قال فضيل : فقلت لعطية : ما عترته؟

قال : أهل بيته (2).

السادس : قال : أبو نعيم ، عن زيد بن أرقم ، أنّه قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يوم غدير خمّ ، وهو يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، من استمسك به كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، وأهل بيتي ، أذكّركم اللّه في أهل بيني ، أذكّركم اللّه في أهل بيتي » يقولها ثلاثاً.

قال : فقلنا له : من أهل بيتك يا رسول اللّه الدواوين؟

قال : آل علي ، وآل جعفر ، وآل العبّاس ، وآل عقيل ، الذي لا يأكلون الصدقة (3).

ص: 16


1- شرح الأخبار 2 : 479 ، ح : [ 840 ].
2- شرح الأخبار 2 : 479 ، ح : [ 841 ].
3- شرح الأخبار 2 : 481 ، ح : [ 843 ].

السابع : قال : أبو نعيم ، بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « قد خلّفت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، سبباً موصولاً من السماء إلى الأرض : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته (1).

الثامن : قال : الليث بن سعد بإسناده عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) أنّه قال : « أنّي كائن لكم يوم القيامة فرطاً على الحوض ، وإنّي أسائلكم عن اثنتين : عن القرآن ، و [ عن ] عترتي » (2).

التاسع : قال : المحسن بن محبوب ، بإسناده ، عن ريان بن عمرانة ، قال : رأيت أبا ذرّ متعلّقاً بأستار الكعبة ، وهو يقول : أيّها الناس ، أنا جندب ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ الغفاري ، أذكّركم اللّه من سمع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يقول : « ما أقلّت الغبراء ، ولا أظلّت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ » إلاّ قال ذلك؟

فقال طوائف من الناس : اللّهم نعم ، لقد سمعناه يقول ذلك ، فقال : واللّه ما كذبت مذ عرفت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ولا أكذب حتّى ألقاه ، ولقد سمعته يقول : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد اللّه ، وطرف منه بأيديكم ، فانظروا كيف تخلفوني في أهل بيتي ، وأنّ اللّه قد عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

ص: 17


1- شرح الأخبار 2 : 481 ، ح : [ 844 ].
2- شرح الأخبار 2 : 482 ، ح : [ 847 ].
3- شرح الأخبار 2 : 502 - 503 ، ح : [ 889 ].

العاشر : قال : شريك بن عبد اللّه ، بإسناده عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وهما الخليفتان من بعدي » (1)

الحادي عشر : قال : الحسن بن عبد اللّه ، عن أبي الضحى ، عن زيد ابن أرقم ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم اثنين : القرآن وأهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة » (2).

الثاني عشر : قال : شريك بن عبد اللّه ، عن الدكين ، عن القاسم ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (3).

ص: 18


1- شرح الأخبار 2 : 514 ، ح : [ 908 ].
2- شرح الأخبار 3 : 11 ، ح : [ 935 ].
3- شرح الأخبار 3 : 12 ، ح : [ 941 ].
القاضي النعمان ابن محمّد بن حيون المغربي

قال ابن شهر آشوب ( ت 588 ه- ) في معالم العلماء : ابن فيّاض القاضي النعمان بن محمّد ، ليس بإمامي وكتبه حسان (1).

قال ابن خلّكان ( ت 681 ه- ) في وفيات الأعيان : أبو حنيفة النعمان ابن أبي عبد اللّه محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم ، ذكره الأمير المختار المسبحي في تاريخه ، فقال : كان من أهل العلم والفقه .. ، وكان مالكي المذهب ، ثمّ انتقل إلى مذهب الإماميّة ....

وقال ابن زولاق : وكان أبوه النعمان بن محمّد القاضي في غاية الفضل من أهل القرآن والعلم بمعانيه ... ، وكان أبو حنيفة المذكور ملازماً صحبة المعز أبي تميم معد بن منصور ... ، ومات في مستهلّ رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بمصر (2).

ص: 19


1- معالم العلماء : 126 [ 853 ] ، وانظر : نقد الرجال 5 : 17 ، جامع الرواة 2 : 259 ، إكليل المنهج : 498 في الملحق ، تعليقة على منهج المقال للوحيد البهبهاني : 349 ، طرائف المقال 1 : 618.
2- وفيات الأعيان 4 : 586.

قال الصفدي ( ت 764 ه- ) في الوافي بالوفيات : أبو حنيفة قاضي المعز ، النعمان بن محمّد بن منصور ، أبو حنيفة المغربي ، قال المسبحي في تاريخ مصر : كان من أهل الدين والفقه والنبل ... ، وقال غيره : كان المتخلّف مالكياً ، ثمّ إنّه تحوّل إلى مذهب الشيعة ; لأجل الرياسة ، وداخل بني عبيد ، وصنّف لهم كتاب ابتداء الدعوة ، وكتاباً في الفقه ، وكتباً كثيرة في أقوال القوم ، وجمع في المناقب والمثالب ، وردّ على الأئمّة ، وتصانيفه تدل على زندقته وأنّه نافق ... ، وصنّف ردّاً على أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن سريج ، وكان من الفضل والعلم والعربية بمحل عال ... ، مات في رجب سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة بمصر ، وصلّى عليه المعز (1).

قال الذهبي ( ت 748 ه- ) في سير أعلام النبلاء : النعمان العلاّمة المارق ، قاضي الدولة العبيدية ، أبو حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور المغربي ، كان مالكياً فارتدّ إلى مذهب الباطنية ... ، ونبذ الدين وراء ظهره (2).

قال الحرّ العاملي ( ت 1104 ه- ) في أمل الآمل : أبو حنيفة النعمان ابن أبي عبد اللّه محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم ، وذكره الأمير المسبحي في تاريخه ... ، إلى أن قال : ذكر ذلك كلّه ابن خلّكان (3).

ص: 20


1- الوافي بالوفيات 27 : 95.
2- سير أعلام النبلاء 16 : 150.
3- أمل الآمل 2 : 335.
الاختلاف في مذهب القاضي النعمان

وقع الاختلاف في أنّ القاضي النعمان بعد أن تحوّل من المالكية إلى الإمامية - حسب ما ادّعاه المسبحي - هل صار إمامياً اثني عشرياً؟ أم أنّه صار إمامياً بمعنى أنّه شيعي إسماعيلي؟ فقد وقع الخلاف بين المحقّقين في هذه المسألة ، فذهب بعض إلى أنّه إمامي اثني عشري ، وذهب آخرون إلى أنّه شيعي إسماعيلي.

قال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار : النعمان بن محمّد ابن منصور ، قاضي مصر في أيّام الدولة الإسماعيليّة ، وكان مالكياً أوّلاً ، ثمّ اهتدى ، وصار إمامياً ، وأخبار هذا الكتاب ( دعائم الإسلام ) أكثرها موافقاً لما في كتبنا المشهورة ، لكن لم يرو عن الأئمّة بعدالصادق ( عليه السلام ) ; خوفاً من الخلفاء الإسماعيليّة ، وتحت ستر التقيّة أظهر الحق لمن نظر فيه متعمّقا ....

ثمّ ذكر كلام ابن خلّكان وكلام صاحب المعالم المتقدّم (1).

فيرى العلاّمة المجلسي أنّ النعمان إمامي اثنا عشري ، والذي يظهر من كلامه أنّ دليله هو قول ابن خلّكان أولاً ، وثانياً كون كتابه موافقاً لما في كتبنا.

ص: 21


1- بحار الأنوار 1 : 38.

ولكن لم يرتض بعض المحققين هذا الرأي ، قال الأفندي ( ت حدود 1130 ه- ) في رياض العلماء : وقد اختلف في مذهبه ، فقيل : إنّه إسماعيلي ، وقيل : إنّه شيعي اثني عشري ، وقيل : إنّه مالكي. وعندي أنّه اثني عشري (1) ، تأمّل.

ولكن أوردناه في القسم الأوّل من كتابنا هذا لما ذهب إليه الأستاد الاستناد أيّده اللّه تعالى من كونه من أصحابنا.

ثمّ قال الأفندي : وأمّا الشيخ المعاصر ( قدس سره ) فقد اقتصر في أمل الآمل على إيراد كلام ابن خلّكان.

ثمّ قال : واعلم أنّ غاية ما يظهر من كلام ابن خلّكان وأضرابه أنّ هذا القاضي صار إمامياً بعد ما كان مالكياً ، ولم يعلم صيرورته اثنا عشرياً ، وهو المطلوب ، فتأمّل.

ص: 22


1- 1 - الظاهر يوجد سقط في عبارة : « وعندي أنّه اثني عشري » وأنّها : « وعندي أنّه ليس اثني عشري » وذلك لعدة قرائن : القرينة الأولى : أنّ عبارة المتن لا تناسب الاستدراك الذي ذكره بعدها ، وهو قوله : « ولكن أوردناه في القسم الأول ... » ; لأنّ القسم الأوّل من رياض العلماء هو القسم الذي ذكر فيه خاصّة أصحابنا الإماميّة الاثنى عشرية ، فلو كان رأيه أنّ القاضي النعمان اثنا عشري لما علّل ذكره هنا برأي صاحب البحار ، بل سوف يكون ذكره هنا حسب منهج هذا الكتاب ، فكأنّه يريد بكلامه دفع إشكال مقدّر ، وهو : لماذا أوردته إذن في القسم الأوّل؟ وهذا السؤال لا يصحّ إلاّ إذا كان رأي المصنّف أنّ النعمان ليس اثني عشرياً ، لذلك دفع هذا الإشكال بقوله : « ولكن أوردناه في القسم الأوّل من كتابنا هذا لما ذهب إليه الأستاد الاستناد ... » أي : صاحب البحار. القرينة الثانية : أنّه سوف يذكر بعد صفحة أنّ القاضي النعمان لم يثبت كونه اثني عشري ، كما سنذكره في المتن. القرينة الثالثة : أنّ العبارة من جهة إعرابية لا تستقيم ، فإنّ الأنسب أن تكون : « وعندي أنّه اثنا عشري » لا « وعندي أنّه اثني عشري » أمّا إذا وضعنا « ليس » فتستقيم العبارة وتكون « أنّه ليس اثني عشرياً ».

لأنّ كونه من الإمامية يشمل سائر مذاهب الشيعة وطوائفها ، بل كلّها ، فمن أين علم أنّه كان من أصحابنا ، وأنّه اتّقى الخلفاء الإسماعيليّة؟

فهل هنا إلاّ مجرد دعوى واحتمال ; إذ ما الدليل على أنّه لم يكن إسماعيلياً حقيقة من بين مذاهب الإمامية ، فتأمّل. على أنّ ابن شهر آشوب - كما عرفت - قد صرّح في معالم العلماء بأنّ هذا القاضي لم يكن إمامياً أصلا ، فتأمّل (1).

فكلام صاحب الرياض واضح في أنّه لا يعتقد باثني عشرية القاضي النعمان.

وقال الخوانساري في روضات الجنات - بعد أن ذكر كلام ابن خلّكان ، والمجلسي ، والحر العاملي - : ولكن الظاهر عندي أنّه لم يكن من الإمامية الحقّة ، وإن كان في كتبه يظهر الميل إلى طريقة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والرواية من أحاديثهم من جهة مصلحة وقته ، والتقرّب إلى السلاطين من أولادهم ، وذلك لما حقّقناه مراراً في ذيل تراجم كثير ممّن كان يتوهّم في حقّهم هذا الأمر بمحض ما يشاهد في كلماتهم من المناقب والمثالب المتين ، يجريهم اللّه تعالى على ألسنتهم الناطقة لطفاً منه بالمستضعفين من البريّة ، وأنت تعلم أنّه لو كان لهذه النسبة واقعاً لذكر سلفنا الصالحون ، وقدماؤنا الحاذقون بأمثال هذه الشوؤن ، ولم يكن يخفى ذلك إلى زمان صاحب الأمل ...

ومن جملة من نسبه إلى الإمامية ، ونسب كتاب دعائم الإسلام إليه هو سيدنا العلاّمة الطباطبائي في فوائده الرجالية ، فإنّه قال في طي ما قال :

ص: 23


1- رياض العلماء 5 : 275.

وكتاب الدعائم كتاب حسن ، جيّد ، يصدق ما قد قيل فيه ، إلاّ أنّه لم يرو فيه عمّن بعد الصادق ( عليه السلام ) من الأئمّة ; خوفاً من الخلفاء الإسماعيليّة ، حيث كان قاضياً منصوباً من قبلهم بمصر ، لكنّه قد أبدى من وراء ستر التقيّة حقيقة مذهبه بما لا يخفى على اللبيب (1).

ص: 24


1- روضات الجنّات 8 : 147 [ 725 ].
نظرة فاحصة لما استدلّ به النوري
اشارة

وقد حاول الشيخ النوري في المستدرك إثبات أنّ القاضي النعمان من الشيعة الاثني عشرية ، ودافع عن ذلك دفاعاً شديداً ، وذكر عدّة وجوه وقرائن على ذلك ، وناقش من لم يرتض هذا الأمر ، وقد تطرّق أوّلاً إلى قضيّة أنّه لم يرو عن الأئمّة بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وأثبت خلافها ، ونحن سنركّز البحث مع النوري لتوسعته البحث أكثر من غيره ، ومع الرد عليه يتضح الجواب على من ذهب إلى ما ذهب إليه ،

قال في المستدرك : والأمر كما قالوا (1) ، إلاّ أنّي رأيت فيه (2) الرواية عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، وعن الرضا ( عليه السلام ) ، ففي كتاب الوصايا : عن ابن أبي عمير أنّه قال : كنت جالساً على باب أبي جعفر ( عليه السلام ) ، إذ أقبلت امرأة فقالت : استأذن لي على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قيل لها : وما تريدين منه؟ قالت : ...

والمراد به أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) قطعاً ; لأنّ ابن أبي عمير لم يدرك

ص: 25


1- أي : في أنّ النعمان لم يرو عن الأئمّة ( عليهم السلام ) بعد الصادق ( عليه السلام ).
2- أي : كتاب دعائم الإسلام.

الصادق ( عليه السلام ) ، فضلاً عن الباقر ( عليه السلام ) ، بل أدرك الكاظم ( عليه السلام ) ، ولم يرو عنه ، وإنّما هو من أصحاب الرضا والجواد ( عليهما السلام ) وهو من مشاهير الرواة ...

وفي كتاب الوقف عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) أنّ بعض أصحابه كتب إليه : « أنّ فلاناً ابتاع ضيعة ، وجعل لك في الوقف الخمس » ، إلى آخر الخبر المروي في الكافي والتهذيب والفقيه ، مسنداً عن علي بن مهزيار ، قال : « كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) إلى آخره ، وعلي من أصحاب الجواد والرضا ( عليهما السلام ) ، لم يدرك قبلهما من الأئمّة ( عليهم السلام ) أحداً ، فلاحظ.

وفي كتاب الميراث عن حذيفة بن منصور ، قال : مات أخ لي ، وترك ابنته ، فأمرت إسماعيل بن جابر أن يسأل أبا الحسن علياً « صلوات اللّه عليه » عن ذلك ، فسأله فقال : « المال كله لابنته » (1) (2)

فأراد النوري بكلامه هذا أن يدفع الإشكال الوارد على القاضي النعمان من أنّه لم يرو عن الأئمّة بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ) الذي هو قرينة على إسماعيليّته ، فأثبت صاحب المستدرك روايته عن الأئمّة بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وهذا يكون قرينة على عدم إسماعيليّته ; لأنّه خلاف عقيدتهم في الأئمّة ، ولكن ناقش أكثر من واحد هذه الموارد التي ذكرها النوري :

ص: 26


1- خاتمة المستدرك 1 : 133.
2- سيأتي وجه الاستدلال بهذه الرواية عند نقاشها.
نقاش المورد الأول :

إنّ المورد الأوّل الذي ذكره النوري غير موجود في الدعائم أصلاً ، أي : لم يروَ عن محمّد بن أبي عمير عن أبي جعفر ، بل إنّ ما موجود في الدعائم هو عن الحكم بن عيينة قال : « كنت جالساً على باب أبي جعفر ( عليه السلام ) إذ أقبلت امرأة ... » (1).

وهذا الخبر مروي أيضاً في الكافي (2) ، والاستبصار (3) ، والتهذيب (4) ، والفقيه (5) ، وغيرها.

وفي هذه المصادر : عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زكريا بن يحيى الشعيري ، عن الحكم بن عتيبة (6).

قال السيّد محمّد حسين الجلالي - مقدِّم كتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان - : ليس في سند المطبوع ابن أبي عمير ، بل روي عن الحكم بن عيينة (7).

ص: 27


1- دعائم الإسلام 2 : 360.
2- الكافي 7 : 24.
3- الاستبصار 4 : 114.
4- تهذيب الأحكام 9 : 164.
5- من لا يحضره الفقيه 4 : 223.
6- الظاهر يوجد تصحيف ، أي : تصحيف ابن عتيبة إلى ابن عيينة في دعائم الإسلام.
7- شرح الأخبار 1 : 31 ، المقدّمة.

فالمورد الأوّل غير ثابت ، وعلى فرض ثبوته ، أي : روايته عن ابن أبي عمير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقد ناقش السيّد الخوئي في ذلك أيضاً ، قال في معجم رجال الحديث : أقول : قد تقدّم أنّ المسمّى بمحمّد بن أبي عمير رجلان : أحدهما ، وهو المعروف ، أدرك الكاظم والرضا والجواد ( عليهما السلام ) ، والثاني من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، وقد مات في زمن الكاظم ( عليه السلام ) ، والمناقشة المزبورة مبنية على أن يكون المراد بابن أبي عمير هو الأوّل ، ولكنه لم يثبت ، بل الظاهر أنّ المراد به الثاني ; لانصراف أبي جعفر إلى الباقر ( عليه السلام ) ، ولا أقلّ من التردّد والاجمال (1).

فهذا المورد غير ثابت.

ص: 28


1- معجم رجال الحديث 20 : 184.
نقاش المورد الثاني :

المورد الثاني الذي ذكره النوري هو رواية القاضي النعمان عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، واستظهر أنّ أبا جعفر هو الإمام الجواد ( عليه السلام ) ; وذلك لأنّه قد رويت هذه الرواية في الكافي والتهذيب والفقيه عن علي بن مهزيار ، عن أبي جعفر ، وعلي بن مهزيار من أصحاب الرضا والجواد ( عليهما السلام ).

إذن قد ثبتت رواية القاضي النعمان عن الأئمّة ( عليهم السلام ) بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ).

وقد ناقش السيّد الخوئي في هذا الاستدلال ، قال : أقول : إنّ ما رواه المشايخ الثلاثة لا شكّ في أنّ المراد بأبي جعفر ( عليه السلام ) فيه هو الجواد ، إلاّ أنّه لا يكون دالاًّ على إرادة أبي جعفر ( عليه السلام ) من رواية دعائم الإسلام ; إذ من الممكن أن تكون القصّة متكرّرة ، فكما كتب علي بن مهزيار إلى الجواد ( عليه السلام ) كتب شخص آخر إلى الباقر ( عليه السلام ) ، ويمكن أن تكون القصّة واحدة نسبها المشايخ الثلاثة إلى الجواد ( عليه السلام ) ، ونسبه القاضي النعمان إلى الباقر ( عليه السلام ) (1).

قال السيّد محمّد حسين الجلالي - مقدِّم كتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان - : ليس في المطبوع عنوان كتاب الوقف ، وإنّما هو مدرج تحت عنوان كتاب العطايا ، والحديث هو برقم 1290 ، ويبتدىء هكذا : « وعنه

ص: 29


1- معجم رجال الحديث 20 : 185.

[ أبي جعفر محمّد بن علي ] أنّ بعض أصحابه كتب إليه أنّ فلاناً ابتاع ضيعة ... ».

وما أكثر الروايات المتفقة نصّاً والمختلفة إسناداً ، فإنّ وجود تخريج للحديث في كتبنا لا يعني اتّحادهما (1).

أقول : إنّ احتمال وحدة السند بين ما في الدعائم وكتبنا الحديثية وإن كان ممكناً إلاّ أنّ هذا بحاجة إلى قرينة واضحة تثبته ، خصوصاً فيما نحن فيه ; لأنّ القاضي النعمان لم يرو عن الأئمّة بعد الصادق ( عليه السلام ) في بقيّة كتبه ، فإثبات روايته عن باقي الأئمّة ( عليهم السلام ) بحاجة إلى دليل قوي ، ولا يكتفى بهذا الاحتمال.

ص: 30


1- شرح الأخبار 1 : 30 ، المقدّمة.
نقاش المورد الثالث :

المورد الثالث الذي ذكره النوري وأثبت فيه رواية القاضي النعمان عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وذلك من خلال استبعاد أن يروي إسماعيل بن جابر عن الإمام علي ( عليه السلام ) ; لأنّه من أصحاب الباقر ( عليه السلام ) فروايته عن أبي الحسن عليّ ، تعني روايته عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) لا الإمام عليّ ( عليه السلام ).

ولكن هذا المورد الذي ذكره النوري غير موجود في كتاب الدعائم أصلاً ، وهذه الرواية غير مذكورة في كتب الحديث الأخرى ، قال محقّق كتاب المستدرك : لم نعثر على هذه الرواية في النسخة المطبوعة من الدعائم ، ولم نعثر عليها في الكتب الحديثية ، ولعلّها مذكورة في نسخته (1).

وقد ناقش السيّد الخوئي هذا المورد حتّى على فرض وجوده ، قال في المعجم : أقول : ليست في هذه الرواية قرينة على أنّ المراد بأبي الحسن هو الرضا ( عليه السلام ) ، ومن المحتمل أن يراد به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وذلك من جهة أنّ إسماعيل بن جابر من أصحاب الباقر ( عليه السلام ) ، وكما يبعد سؤاله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ; لتأخّر زمانه عن زمانه ( عليه السلام ) ، كذلك يبعد سؤال الرضا ( عليه السلام ) ; لتقدّم زمانه على زمانه ( عليه السلام ) ، فالرواية في نفسها لا تخلو عن شيء (2).

إذن إلى الآن لم تثبت رواية القاضي النعمان عن الأئمّة ( عليهم السلام ) بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ).

ص: 31


1- خاتمة المستدرك 1 : 133 ، في الهامش رقم (3).
2- معجم رجال الحديث 20 : 186.
قرائن وملاحظات على اثني عشرية القاضي النعمان :

تطرّق النوري إلى عدّة قرائن وملاحظات أثبت من خلالها أنّ القاضي النعمان من الإمامية الاثني عشرية ، وأنّه ليس إسماعيلياً ، قال في خاتمة المستدرك :

الثالث : في تصريح الجماعة بأنّه أظهر الحق تحت أستار التقيّة لمن نظر فيه متعمّقاً وهو الحق لا مرية فيه ، بل لا يحتاج إلى التعمّق في النظر (1).

الوجه الأوّل الذي استدل به النوري :

قال : أمّا أوّلاً : فلأنّ الإسماعيليّة الخالصة - كما صرّح به الشيخ الجليل الحسن بن موسى النوبختي في كتاب الفرق - هم الذين أنكروا موت إسماعيل في حياة أبيه ، وقالوا : كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس ; لأنّه خاف ، فغيّبه عنهم ، وزعموا أنّ إسماعيل لا يموت حتّى يملك الأرض ، يقوم بأمر الناس ، وأنّه هو القائم.

وأمّا الباطنيّة منهم فلهم ألقاب كثيرة ، ومقالات شنيعة ، وزعموا - كما في الكتاب المذكور - أنّ اللّه عزّ وجلّ بدا له في إمامة جعفر ( عليه السلام ) وإسماعيل ، فصيّرها في محمّد بن إسماعيل ، وزعموا أنّه حي لم يمت ، وأنّه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة ، ينسخ فيها شريعة محمّد النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، وأنّه من أُولي العزم ... ، وزعموا أنّ جميع الأشياء التي

ص: 32


1- خاتمة المستدرك 1 : 133.

فرضها اللّه عزّ وجلّ على عباده ، وسنّها نبيّه ، وأمر بها ، لها ظاهر وباطن ، وأنّ جميع ما استعبد اللّه به العباد في الظاهر من الكتاب والسنة ، فأمثال مضروبة ، وتحتها معان هي بطونها ، وعليها العمل ، وفيها النجاة ، وأنّ ما ظهر منها ففي استعمالها الهلاك والشقاء ، وهي جزء من العذاب الأدنى ، عذّب اللّه به قوماً ; إذ لم يعرفوا الحق ، ولم يقولوا به ، إلى غير ذلك من مقالتهم الشنيعة التي نسبها إليهم في الكتاب المذكور ، وغيره في تصانيفهم في هذا الباب.

وأنت خبير بأنّه ليس في كتاب الدعائم ذكر لإسماعيل ، ولا لمحمّد أصلاً في موضع منه حتّى في مقام إثبات الإمامة ، وردّ مقالات العامّة وأئمّتهم الأربعة ، فكيف يرضى المنصف أن ينسب إليه هذا المذهب؟! ولا يذكر في كتابه اسم إمامه أو نبيّه ، مع أنّ خلفاء عصره الذين كان هو في قاعدة سلطنتهم ، ومنصوباً للقضاوة من قبلهم ، المدّعين انتهاء نسبهم إلى محمّد بن إسماعيل ... ، كانوا في الباطن من الباطنية ... ، ومع ذلك ليس فيه إشارة إلى هذا المذهب ، وفي مواضع لابد من الإشارة إليه لو كان ممّن يميل إليه (1).

إنّ خلاصة ما استدلّ به النوري في كلامه هذا على عدم إسماعيلّية القاضي النعمان ، هو عدم ذكر النعمان عقيدة من عقائد الباطنية والإسماعيليّة في كتابه دعائم الإسلام ، ولا حتّى إشارة إلى مدّعيات الإسماعيليّة وآرائهم ، مع أنّه كان في دولتهم ، وهذا قرينة على عدم اعتقاده بالإسماعيليّة.

ص: 33


1- خاتمة المستدرك 1 : 133 - 135.
الرد على الوجه الأول بأمور
الأمر الأوّل :

أنّ عدم ذكر القاضي النعمان هذه العقائد الباطنية خلاف التقية التي كان يعمل بها القاضي في الدولة الإسماعيليّة ، وهذه التقيّة ادّعاها للقاضي النعمان كل من كان يرى أنّه اثنا عشري ، فهو إمّا يعمل بالتقية فلابدّ أنْ يذكر هذه العقائد ، أو لا يعمل بها ، فلابدّ من ذكر عقيدته الاثني عشرية ، حسب زعم من يدعي له ذلك.

ولكن قد يقال : إنّ التقية لها حدود وأطر ، فإذا تحقّقت بالأقل يقتصر عليه ، فالقاضي النعمان كان يتّقي بحدود أنّه لا يظهر عقيدته الصحيحة ، ولا يتّقي في عدم إظهار عقائد القوم ويؤيّد هذا أنّ عدم ذكر عقائد الآخرين أهون بكثير من ذكر المخالف عقيدته ، بل هذا الوجه قرينة قويّة على عدم الإشكالية في هذا الأمر على ما ذكره النوري.

الأمر الثاني :

أنّ عدم ذكر القاضي النعمان عقائد الإسماعيليّة ، أو عدم إشارته إليها في كتابه « دعائم الإسلام » لا يعني أنّه يرفضها ، أو لا يقبلها ; لأنّ عدم ذكر الشيء لا يعني نفيه أو إنكاره ، بل يبقى الاحتمال قائم من أنّه قد يكون موافقاً لهذه العقائد وقد يكون مخالفاً.

الأمر الثالث :

أنّ عدم ذكر القاضي النعمان هذه العقائد في كتابه « الدعائم » لا يكفي

ص: 34

لنفيها عنه ، وذلك لأنّ النعمان عنده عدّة كتب أخرى تعكس آراءه ومعتقداته ، فلابدّ من النظر فيها ، فإذا ثبت أنّه أشار إلى هذه المعتقدات في كتبه الأخرى ، فسوف ينهار جميع ما بناه النوري من الأساس ، وإذا لم يذكر هذه العقائد في جميع كتبه ، فإنّ هذا يصلح لأن يكون قرينة على عدم اعتقاده بها ، ومن ثُمّ يستظهر إسماعيليّته.

فنقول : إنّ للقاضي النعمان مؤلّفات عديدة ، استقصى منها المستشرق إيفانوف - وهو من المهتمّين بالتراث الإسماعيلي - في كتابه دليل الأدب الإسماعيلي 45 كتاباً ورسالة ، وقد ذكر الكاتب الإسماعيلي بوناوالا من كتب القاضي النعمان 62 كتاباً في كتابه مصادر الأدب الإسماعيلي (1).

فمن كتبه كتاب تأويل الدعائم ، واسمه : « تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن الدين ».

وهذا الكتاب هو تأويل لما في الدعائم ، فإنّ ما في الدعائم هو ظاهر الشريعة والدين ، وفيه بيّن العبادات الظاهرية من صلاة وصوم وبقية الدعائم ، وفي هذا الكتاب يبيّن باطن هذه العبادات وحقائقها.

وله كتاب آخر اسمه ( أساس التأويل في الباطن ).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته - بعد أن ذكر كتب الظاهر ، ويعني بها الكتب التي اهتمّت بظاهر الدين من صوم وصلاة ... - : ثمّ يتلو كتب الظاهر كتب ورسائل في علم التأويل والباطن ، الذي هو من أقسام العبادة العلمية ، كما ذكر ذلك من أقسام العبادة

ص: 35


1- شرح الأخبار 1 : 42 ، مقدّمة السيّد الجلالي.

العملية ... ، ورأينا أن نبدأ أوّلاً بذكر ما وقت فيه ... ، ثمّ نأتي بعد ذلك ممّا يليه ، فنقول : إنّ أوّلها ومقدّمها في رسم الدعوة الهادية المبتدىء في علوم الحقائق ترقّياً من الأدنى إلى الأعلى (1).

ثمّ قال : كتاب تأويل الدعائم لسيدنا القاضي النعمان بن محمّد ( قس ) وسمّى به ; لأنّه أتى بهذا الكتاب بتأويل ما في ذلك الكتاب من ظاهر دعائم الإسلام ، صنّفه بعد كتابه الموسوم بأساس التأويل بأعلى درجة منه في وجوه التأويل ، والموجود منه تأليف النصف الأول من كتاب الدعائم ، وهو أيضاً نصفان ، كل نصف منها مجلّد برأسه ، في كل جزء ستّة أجزاء ، وكل جزء من الأجزاء يشتمل على عشرة مجالس.

ثمّ قال : وهو كتاب عظيم كما ذكره الداعي داود بن قطب ( قس ) المولى أمين بن جلال ( قس ) ، يحتاج إليه كل واحد من أبناء الدعوة الهادية من الدعاة المطلقين ، والحدود الميامين ، والمستجيبين المؤتمّين (2).

وقال المجدوع عن كتاب القاضي النعمان الثاني وهو « أساس التأويل في الباطن » :

كتاب أساس التأويل في الباطن ، تأويل ما في كتاب دعائم الإسلام لسيدنا النعمان ، والموجود كتاب الولاية الذي جمع فيه تأويل ما أتى من ظاهر قصص الأنبياء ، ممّن وردت أسماؤهم في كتاب اللّه المجيد ، إلى ذكر وصيّ نبيّنا محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، وفيه من الفوائد والمعارف في أثناء كل مذكور من الأخبار ما يطول ذكره ، وسيقف عليها من وفقه اللّه تعالى لمطالعتها (3).

ص: 36


1- فهرست المجدوع : 120.
2- فهرست المجدوع : 135.
3- فهرست المجدوع : 134.

أقول : الذي يظهر من هذين الكتابين أنّ القاضي النعمان كان يعتقد بالتفريق بين الباطن والظاهر ، وأنّ لكل ظاهر باطن ، لذلك اعتنى بهذه الطريقة ، وألّف على نهجها كتباً ، والمعروف أنّ هذا المنهج وهذه الطريقة من الأمور التي اشتهرت بها الإسماعيليّة ، وصارت علماً لها حتّى سمّوا بالباطنية.

نعم ، قيل : إنّ القاضي النعمان من الباطنية الأقلّ تشدّداً في تأويل الظاهر ، والتعمّق في الباطن ، ولكن حتّى الاعتدال في طريقته التأويلية يمكن نقاشه.

وذلك من خلال أنّ القاضي النعمان يعتبر من المؤسّسين لهذه الطريقة ، بحيث اعتمد عليه كبار علماء الإسماعيليّة ، وأخذوا عن كتبه ، وتبنّوا آراءه ، ومن المعلوم أنّ هذه الطريقة كانت فتيّة ، وفي طور التأسيس ، لذلك صحّ وسمها بالاعتدال ، وذلك بالنسبة لمن جاء بعد النعمان من علماء متعمّقين في التأويل وعلم الباطن ، فسبب اعتداله هو تأسيسه لا اعتداله ، فالقضية نسبية لا أكثر.

فما ادّعاه النوري من أنّ القاضي النعمان لا يعتمد طريقة التأويل والباطن ليس في محلّه ، نعم لم يذكر هذا الأمر في كتابه الدعائم ، ولكنّه ذكره في باقي كتبه ، بل صنّف فيه كتباً.

ص: 37

بعض عقائد القاضي النعمان في بقيّة كتبه
اشارة

هناك عقائد كثيرة أشار إليها القاضي النعمان في بقيّة كتبه ومؤلّفاته ، نذكر للقارىء بعضها ممّا موجود في كتبه التي وصلت إلينا ، فإنّ فيها التصوّر الكافي الذي يبيّن العقيدة التي كان عليها القاضي النعمان ، والتي تنسجم تمام الانسجام مع العقيدة الإسماعيليّة والفكر الباطني الإسماعيلي منها :

أولاً اعتقاده باستتار الإمام :

يعتقد القاضي النعمان باستتار الأئمّة في بعض الفترات تحت الظروف الصعبة التي يمرّون بها ، قال في كتاب افتتاح الدعوة : الحمد لله مؤيّد الحق ، وناصر أهله ... ، الذي ختم بنبوّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) نبوّة النبيّين ... ، وتكفّل لأهله بالغلبة والتمكين والتأييد والإعزاز والتحصين ، ولم يخل الأرض من إمام فيها للأمّة ، وقائل بالحق ، وقائم بالحجّة ، وإن تغلّب فيها المتغلّبون ، واستتر للتقيّة الأئمّة المستحفظون ، وأنّ لهم بكل جزيرة من جزائر الأرض داعياً لهم ، وبكل ناحية من نواحيها دليلاً عليهم (1).

ص: 38


1- افتتاح الدعوة : 15.

قال - بعد أن روى في شرح الأخبار عن صالح بن أبي الأسود ، قال : سمعت جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) يقول : « سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنّه لا يحدّثكم أحد بعدي مثلي حتّى يقوم صاحبكم » - : وكذلك استترت الأئمّة من بعد للتقيّة ، فلم يقم أحد منهم بظاهر علم ، ولا أظهره حتّى قام المهدي (1)

فهذه النصوص ، وما شاكلها تثبت عقيدة القاضي النعمان بقضيّة الاستتار ، وهي من العقائد المهمّة عند الإسماعيليّة ، والتي ذكروها كثيراً في كتبهم ، واصطلح عليها عندهم بدور الستر ، فهي قضيّة معروفة ، وواضحة ، ومن أوّليات مذهبهم.

ثانياً : اعتقاده بظهور الإمام المهدي المنتظر ووفاته :

قد أثبت القاضي النعمان أنّ الإمام المهدي المنتظر الذي أوصى به الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ووعد بظهوره ، من أنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظلماً وجوراً ، قد ظهر ، وانتصر على أعداءه ، فقد نصره اللّه ، ومكّن له في الأرض.

قال القاضي النعمان في كتاب شرح الأخبار : ومن حديث قتادة يرفعه إلى النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) أنّه قال : « المهدي أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً » وكذلك كانت صفة المهدي ، أقنى وأجلى ، وهاتان الصفتان من أحسن صفات الجباه والأنوف ، وملأ عدله ما وصل إليه سلطانه من الأرض ، ويملأ باقيها من يأتي بعده (2).

ص: 39


1- شرح الأخبار 3 : 291.
2- شرح الأخبار 3 : 379.

وقال أيضاً في شرح الأخبار : وكذلك استترت الأئمّة من بعد للتقيّة ، فلم يقم أحد منهم بظاهر علم ، ولا أظهره حتّى قام المهدي (1).

وقال أيضاً في شرح الأخبار - بعد أن ذكر بعض من قام بالثورات ضدّ الأمويين والعباسيين - : فهذه أسماء الذين قاموا يدّعون الإمامة من الطالبيين إلى أن قام المهدي باللّه أمير المؤمنين.

ثمّ قال : وإنّما ذكرنا هذه الجملة من أخبارهم عن تشبّههم من أفرد اللّه جل اسمه بالقيام بحقه ، وتقدّم الخبر أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) بصفته (2) وحاله ووقته ، وعن آبائه بذلك بالدلالة عليه ، والتحذر من ادّعى مقامه ، والتقدّم بين يديه (3).

ثُمّ قال عن الأئمّة : فلم يزالوا واحداً بعد واحد ، منهم مستترين ; لتغلّب أعداء اللّه عليهم ، حافظين لأمانة اللّه عندهم التي ... (4) من الإمامة التي أوجبها على عباد لهم ، وما استودعهم من مكنون علمه بنقله واحد إلى واحد منهم صار ذلك عنهم إليه صلوات اللّه عليه.

فلمّا آن وقته ، وحان حين قيامه الذي قدّره اللّه - عزّ وجلّ - فيه ، وحدّه له ، ودعت الدعاة إليه ، وسلّم من كان الأمر بيده إليه ما كان بيده منه ( عليه السلام ) ، فقام وحده وأوليائه والدعاة إليه بعيدون عنه وحيداً فريداً ... ، ولا كان معه غير وديعة اللّه في يديه حجّته ، ووصيّه ، وليّ الأمر بعده ، وهو حينئذ طفل صغير ... ، فلم يزل على ذلك ، واللّه يحميه ويستره ويقيه ،

ص: 40


1- شرح الأخبار 3 : 291.
2- كذا في المطبوع.
3- شرح الأخبار 3 : 349.
4- كذا في المطبوع.

ويدفع عنه حتّى أظهر منه وأعزّ نصره ، وأنجز وعده (1).

قال السيّد الجلالي - محقق كتاب شرح الأخبار - معلقاً على كلام المؤلّف : أقول : نستنتج من مفاد كلام المؤلّف أنّ من ادّعى الإمامة والمهدويّة فيما سبق الدولة الفاطمية باطلة ; لأنّها لم تدم ... ، وأنّ المهدي الفاطمي هو الحقّ ، المهدي الموعود ; لأنّ دولته تدوم إلى الأبد ، وتشمل البلدان شرقاً وغرباً ، وتجسّد فيها كُلّ ما ذكره النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) والأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) من التنبّؤات والعلامات.

وبما أنّ هذه الدولة أزيلت كسابقتها ، ولم تدم بعد غزو صلاح الدين الأيّوبي على مصر ، وقتله الفاطميين ، بطلت هذه الدعوة ، وأنّ المهدي الذي ركّز المؤلّف عليه وادّعاه ، وجعله مصداقاً للأحاديث والأخبار التي يذكرها المؤلّف - فيما يأتي - وادّعى صحّتها متناً وسنداً ودلالة لم يكن هو المهدي الموعود (2).

ثمّ ذكر القاضي النعمان وقت ظهور المهدي ، وكيفيّة ذلك ، وذكر صفاته ومعالمه والأحاديث في فضله عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وذمّ من تشبّه به ، وذكر أحاديث في فضل انتظاره ، ولزوم اتّباعه (3).

وكذلك عقد باباً في كتابه المناقب والمثالب حول ظهور المهدي ، وعلاماته ، وما يتعلّق بذلك ، وأنّه قد ظهر ، وأفضت الإمامة إليه ، إلى آخر كلامه (4).

ص: 41


1- شرح الأخبار 3 : 349 - 354.
2- شرح الأخبار 3 : 350.
3- شرح الأخبار 3 : 255 - 368.
4- المناقب والمثالب : 392 - 402.

فالقاضي النعمان يعتقد بظهور الإمام المهدي الذي نصّ عليه الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) في زمانه ، وهذه عقيدة بمفردها كفيلة بإخراج القاضي النعمان عن مذهب الإمامية ، وإدخاله في الإسماعيليّة ; لأنّها العقيدة التي استقرّ عليها الفكر الإسماعيلي.

ثالثاً : اعتقاده بالإمامة الإلهية لمن عاصره من الخلفاء الفاطميين ومن بعدهم :

قال في كتابه المجالس والمسايرات : ولقد كنت جمعت عن المهدي باللّه ، والقائم بأمر اللّه ، والمنصور باللّه صلوات اللّه عليهم ورحمته وبركاته ، وفيهم وفي فضائلهم من الكتب ما يطول ذكرها ، وألّفت سيرة المعز لدين اللّه صلوات اللّه عليه من الوقت الذي افضى اللّه عزّ وجلّ بأمر الإمامة إليه إلى اليوم ، وأنا ذائب في ذلك إلى أن ينقضي عمري - إن شاء اللّه تعالى - ويصلها من بعدي من عقبي وأعقابهم بتوفيق اللّه إيّاهم بطول بقاء وليّه ودوام عزَّه وسلطانه (1).

وقال أيضاً : أمّا بعد ، فإنّا لمّا أثرنا ما أثرناه من الفضائل والحكمة والعلم والمعرفة عن أسلاف أئمّتنا ، بنقل من أدّى ذلك عنهم إلينا ، من صالحي إخواننا ، وأخاير أسلافنا ، وكان لهم بما يحملونه من ذلك إلينا ، فضل المبلّغ الحامل ، وثواب الصادق الناقل ، دعتنا الرغبة في ثواب ذلك إلى نقل ما سمعناه ، وتأدّى إلينا ورويناه ، وأثرنا عمّن شاهدناه وأدركناه منهم صلوات اللّه عليهم ، إلى غيرنا ممّن غاب عن ذلك من أهل عصرنا ; لينقلوا ذلك عنّا إلى من يأتي من بعدنا ، كما نقل إلينا ما أثرناه من أدركناه عمّن مضى من قبلنا (2).

ص: 42


1- المجالس والمسايرات : 46.
2- المجالس والمسايرات : 45.

وقال في كتابه اختلاف أصول المذاهب : أثبَتُ ما أعتمد في هذا الباب ، وأصلَحُ ما أحتجّ به لما قصدت إليه في هذا الكتاب ، بعد كتاب اللّه جلّ ذكره وسنّة رسوله ، ما عهده إليّ الإمام المعز لدين اللّه أمير المؤمنين ، صلّى اللّه عليه ، وعلى آبائه الهداة الراشدين في كتاب عهده ، كتبه لي في تأييد أمر القضاء ، رأيت إثبات نسخة منه في هذا الكتاب ; لما فيه من الحجّة لما قصدت إليه فيه ، ولكثرة فوائده ، وجزالة معانيه ، ولأنّه ممّا ولي نفسه تأليفه ، وما علمت أنّه تقدّم في عهود القضاة قبله مثله ، فرأيت مع ما فيه من الحجّة لما يدخل في هذا الكتاب إبقاء ذكره بتخليده في هذا الكتاب ، ولما في ذلك من إبقاء الذكر ، وتخليد الشرف بما ذكرني به فيه وليّ اللّه ، وهذه صورة ما فيه :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا الكتاب من عبد اللّه ووليّه معد أبي تميم ، الإمام المعز لدين اللّه ، أمير المؤمنين ، إنّ أمير المؤمنين للمحلّ الذي اصطفاه اللّه به من الخلافة السنيّ قدرها ، والإمامة العليّ خطرها ، وأن جعله سراجاً منيراً في أرضه ، يُهتدى به ، ويستضاء بنوره ، ونصبه علماً لخلقه ، وقائمة بحقّه ، وموطناً دائماً للإسلام.

إلى أن قال في مدح القاضي النعمان : وقد كان أمير المؤمنين الذي وقف عليه من ورعك وديانتك وأمانتك ونزاهتك وحميد طريقتك استكفاك القضاء ... ، ثمّ رأى عندما وقف عليه من صدق موالاتك ، وتوخّيك الحق في أحكامك ، وما كشف عنك الامتحان ، ومخضك به الاختبار ، وحسنت منك فيه الآثار ، توكيد ذلك لك ، وادعامه وتسديده وتقويته والزيادة فيه بكتاب منشور.

ص: 43

إلى أن قال موصياً للقاضي النعمان : مقتدياً في أحكامك وقضائك بكتاب اللّه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ... ، وما لم تجد منه ولا في سنّة جد أمير المؤمنين محمّد رسول اللّه ربّ العالمين حكمه ، التمسها في مذاهب الأئمّة من ذرّيّته الطاهرين ، البررة الراشدين ، آباء مولانا أمير المؤمنين الذي استحفظهم اللّه أمر دينه ، وأودعهم خزائن علمه ، ومكنون وحيه ، وجعلهم هداة العباد ، وأنوار البلاد ... ، وما التبس عليك ، فأشكل واشتبه الحكم وأعضل ، ما نهيته إلى أمير المؤمنين ; ليوقفك على وجه الحكم فيه ، فتتمثّله ، وتعمل عليه ، فإنّه بقيّة خلفاء اللّه تعالى المهديّين ، وسلالة الأئمّة الراشدين الطاهرين ، الذين أمر اللّه جلّ اسمه بسؤالهم ، والاقتباس من علمهم ، وردّ الأمر إليهم ، فقال جلّ ذكره ، وتبارك اسمه : ولو ردّوه إلى الرسول وإلى ولي الأمر منهم محمّد صلى اللّه عليه وعلى آله لعلمه الذين يستنبطونه منهم (1).

وقال تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (2).

وقال النبي الناطق والرسول الصادق : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » فمن اهتدى بأولياء اللّه في أرضه فقد اهتدى ، إلى آخر كلامه (3).

وغيرها من النصوص العديدة التي تثبت اعتقاده باستمرار الإمامة إلى

ص: 44


1- من الواضح أنّه نقل مضمون الآية ، والآية هي : ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء : 83.
2- سورة النمل : 43.
3- اختلاف أصول المذاهب : 46.

زمنه وبعد زمنه ، كما وقد خصّص فصولاً في كتابه « الهمّة في آداب أتباع الأئمّة » ذكر فيها آداب أتباع الأئمّة ، مع الأئمّة من كيفيّة المسايرة معهم ، والسلام عليهم ، والأكل والشرب في حضورهم ، والقيام والجلوس والتكلّم في مجالسهم ، وما شابهها ، فهذه أمور كلها تثبت اعتقاده باستمرار الإمامة إلى زمانه وما بعده ، كما هو واضح بأدنى تأمّل.

فصاحب هذه العقيدة كيف لا يكون إسماعيلياً؟ وكيف يمكن أن يتصوّر أنّه اثنا عشري؟!

رابعاً : ذكره للثورات الفاطمية وثناؤه عليها :

قال في كتاب افتتاح الدعوة : الحمد لله مؤيّد الحق ، وناصر أهله ... ، ولم يخل الأرض من إمام فيها للأمّة ، وقائل بالحق ، وقائم بالحجّة ، وإن تغلّب فيها المتغلّبون ، واستتر للتقية الأئمّة المستحفظون ، وأنّ لهم بكل جزيرة من جزائر الأرض داعياً لهم ، وبكل ناحية من نواحيها دليلاً عليهم ، ولو ذكرنا كل إمام منهم صلوات اللّه عليهم ، ومن دعا إليه ، وقام بأمره ، لطال الكتاب بذكرهم ، ولكنّا آثرنا من ذلك ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي صلوات اللّه عليه ، وابتداؤها فيها.

إلى أن قال : ذكر ابتداء الدعوة باليمن ، والقائم بها ، والسبب الذي كان في قيامه بأسبابها ، بدأنا بذكرهذه الدعوة المباركة ; إذ كانت أصل الدعوة التي قصدنا إلى ذكرها ، وإليهما أرسل الداعي ، ومن اليمن نفذ إلى المغرب ، وعن صاحب دعوته أخذ ، وبآدابه تأدّب.

وصاحب دعوة اليمن هو أبو القاسم الحسن بن فرح بن حوشب بن زادان الكوفي ، وسمّي منصور اليمن ; بما أتيح له من النصر ، وكان إذا قيل له ذلك ، قال لهم : المنصور إمام من أئمّة آل محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

ص: 45

ثمّ قال القاضي : والأخبار بذكر المنصور ( عليه السلام ) كثيرة ، روي عن جعفر ابن محمّد صلوات اللّه عليه أنّه قال : منّا المهدي ، ومنّا المنصور ، وفي حديث آخر : أبشروا فتوشك أيّام الجبّارين أن تنقطع ، ثمّ يأتي الجابر الذي يجبر اللّه به أمّة محمّد ، وهو المهدي ، ثمّ المنصور الذي ينصر اللّه به الدين (1).

إلى آخر ما يذكره من أمر المنصور باليمن ، والمهدي ، ومن عاصرهم من ثوّار ، وأئمّة الفاطمية والإسماعيليّة.

وقال في شرح الأخبار : صاحب دعوة اليمن ، وهو الحسن بن فرج ابن حوشب بن دادان الكوفي ، وكان من أجلّة الدعاة وخيارهم وثقاتهم ، ومن أهل الصدق والورع والفضل والدين ، وإخلاص الولاية لأولياء اللّه تعالى ، وكذلك كان ، وعليه مات ، رضوان اللّه عليه (2).

وغيرها من النصوص التي تثبت تأييده للدعوات الفاطمية والإسماعيليّة ، بل واعتقاده بها.

خامساً : اصطلاحه على الدعاة بنطقاء وحدود :

قال في أساس التأويل : إنّ النطقاء يأخذون عن الحدود ، كما ذكر اللّه في قصّة إبراهيم ، وقوله للنجم « هذا ربي » (3).

ومن الواضح لمن له اطّلاع على أدبيات المذهب الإسماعيلي أنّ اصطلاح النطقاء والحدود وما شاكلها من أوّليّات المصطلحات الإسماعيليّة ، ومن الأمور المرتكزة عندهم.

ص: 46


1- افتتاح الدعوة 15 - 16.
2- شرح الأخبار 3 : 403.
3- أساس التأويل : 109 ، نقلاً عن فهرست المجدوع : 246.

وهناك الملاحظات الكثيرة الموجودة في مجموع مؤلّفات القاضي النعمان ، والتي تثبت اعتقاده بما يعتقده الإسماعيليّة في الكثير من أساسيات الاعتقاد بالإمامة وما شاكلها.

ص: 47

الامر الرابع الذي يجاب به عن الوجه الاول الذي ذكره النوري
اشارة

بأن يقال : حتّى لو فرضنا أنّ القاضي النعمان لا يقبل بهذه العقائد ، وأنّ عدم ذكره لها يعني نفيه لها ، فهو لا يدلّ على أنّ القاضي النعمان من الإمامية الاثني عشرية.

النتيجة النهائية :

أنّ الأمر الأوّل الذي ذكره النوري ، واستدلّ به غير صحيح ، ولا ينفي أو يثبت شيئاً.

نعم إنّ بعض الاعتقادات التي ذكرها النوري في كلامه المتقدّم الذي نقله عن النوبختي في كتابه الفرق ، لم يرتضها القاضي النعمان ورفضها ، ولكن هذا لا يعني عدم إسماعيليّته ; لأنّ هذه العقائد موضع خلاف بينهم ، ولم يرتضها كثير من الإسماعيليّة ، فإنّ الإسماعيليّة فرق ومذاهب ، وبينهم اختلاف كثير في كثير من العقائد.

قال علي نقي منزوي في مقدّمة كتاب فهرست المجدوع : الإسماعيليّة اليوم على ثلاثة أقسام :

1- من يتمسّك بالظاهر من الدين ، وإن كانت كتبهم مليئة بالتأويل والباطن ، وهم المستعلية البهرة.

ص: 48

2- من يعمل بالظاهر تارة ويهمله تارة أخرى ، وهم النزارية الآغاخانية.

3- من لا يعترف بالظاهر أبداً ، ويقولون بنسخ الشرائع كلّها ، ولا يعترفون إلاّ بالتوحيد ، ويسمّون بالموحّدين الدروز (1).

وقد رفض كثير من الإسماعيليّة هذه الاعتقادات (2) ، ونسبوها إلى أعدائهم ، أي : أنّ أعداءهم افتروا عليهم بهذه الاعتقادات ، قال الدكتور مصطفى غالب في كتابه تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : ولمّا شعرت الخلافة العبّاسية التي كانت تجوز مرحلة اضطراب وضعف ، ويتعاقب في خلافتها عدّة من الخلفاء الضعاف ، أقول : شعرت بخطر الحركة الإسماعيليّة الداهم ، فوكّلت رؤساء الدين ، وأصحاب المقالات الدينيّة بالطعن بمبادىء هذه الحركة ، والافتراء عليها بالأكاذيب ، ولينعتوا مذهبها ونظامها بالإباحية ، والزندقة ، والإلحاد ، والخروج عن الدين الإسلامي الحنيف ، ويطعنوا أيضاً بنسب أئمّة هذه الحركة (3) (4).

وقال أيضاً : فالعقيدة الأساسية الجامعة للإسماعيليّة تترسّخ في حقائق ثابتة هي :

1- العبادة العملية ( أي : علم الظاهر ) (5) : وهو ما يتّصل بفرائض الدين وأركانه.

ص: 49


1- فهرست المجدوع : 3 ، مقدّمة المحقّق.
2- التي ذكرها النوري فيما تقدّم.
3- تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : 5 ، مقدّمة المؤلّف.
4- نعم ، لا يمكن أن ينكر أحد أنّ بعض فرق الإسماعيليّة قد خرجوا عن الدين الإسلامي في كثير من عقائدهم كما في الدروز.
5- واُنظر كتاب تاج العقائد لعلي بن محمّد الوليد فإنّه فصّل فيه هذه الأمور على أحسن وجه.

2 - العبادة العلمية ( أي : علم الباطن ) : من تأويل ، ومُثُل عليا للتنظيمات الاجتماعية ، ومُثُل عليا للإدارة السياسية.

وكل هذه النقاط تعتبر من صميم العقائد ، تتداخل مع بعضها تداخلاً كلّياً ، وتعتمد كل واحدة على الأخرى ، فهم يقولون بالباطن والظاهر معاً ، وذهبوا إلى تكفير من اعتقد بالباطن دون الظاهر ، أو بالظاهر دون الباطن ، وفي ذلك يقول الداعي المؤيد في الدين : « من عمل بالباطن والظاهر معاً فهو منّا ، ومن عمل بأحدهما دون الآخر ، فالكلب خير منه ، وليس منّا » ومن أصول ومرتكزات العقيدة الإسماعيليّة ضرورة وجود الإمام المعصوم المنصوص عليه من نسل علي بن أبي طالب ، والنصّ على الإمام يجب أن يكون من الإمام الذي سبقه بحيث تتسلسل الإمامة في الأعقاب.

إلى أن قال : والإسماعيليّة يعتبرون من حيث الظاهر أنّ الأئمّة من البشر ، وأنّهم خلقوا من الطين ، ويتعرّضون للأمراض والآفات والموت ، مثل غيرهم من بني آدم ، ولكن في التأويلات الباطنية يسبغون عليه وجه اللّه ، ويد اللّه ، وجنب اللّه ... (1).

وأمّا عقيدتهم بالنبي والأئمّة فهي خالية عن التأليه وما شاكل - طبعاً عند بعضهم - قال علي بن محمّد بن الوليد - وهو من الفلاسفة والمتأوّلين المعروفين عند الإسماعيليّة - في رسالته « الإيضاح والتبيين في كيفية تسلسل ولادتي الجسم والدين » : وأشهد أنّ محمّداً خير شمس طلعت في سماء الدين ، وأرفع علم نصب لنجاة المهتدين ، وأشرف نبي ... ، وأشهد أنّ علياً أشرف وصي فصّل مجمل تنزيله ، وأوضح حقائق تأويله ... ، القائل : واللّه لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً ، الهالك فيه الغالي والمقصّر ،

ص: 50


1- تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : 39 - 40.

والناجي بولائه المؤمن المستبصر ... ، وعلى سيدة النساء وخامسة أصحاب الكساء ، درّة الفخر وممثول ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، فاطمة الزهراء ... ، وعلى سبطي النبوة والإمامة المتوّجين من حصانة الرسول ، وكفالة الملائكة بتاج الكرامة ، الحسن المستودع لسرّ الملكوت ، والكفيل المندوب للقيام بسكينة التابوت ، والحسين الجاري ذلك السرّ في عقبه إلى يوم الحساب ... ، وعلى الأئمّة من ولد الحسين (1).

وقال في كتابه تاج العقائد - موضّحاً للتشويش الذي حصل للكثير - : وأنّه لمّا طال الزمان ، وحدث في هذه الديار ما حدث من الغلاة ، وتشتّت أهلها ، درست تلك الكتب ، وفسدت خواطر أكثر الناس ، وجائت محن عدّة على أرباب هذا المذهب في عدّة أوقات ، أوقفت خواطرهم مع ما ورد من ديار الشام ، لمّا فتحت من المذاهب كالعادية والحاكمية والذهبية والدرزية والمحصبية والجليلية والنصيرية والتعلمية ، والذين يقولون بالحلول والتجسيم ، فاحتموا بهذا المذهب ستراً على ما هم عليه ، ودرسوا ما قد وجدوه من الكتب والحقائق ، واستمرّ الفساد ، فلم يبقَ من الدين إلاّ اسمه ، ولا من التوحيد إلاّ رسمه ، وزادت الغلبة منهم مع أسباب لا سبيل إلى ذكرها ، وجاء مقدمون يميلون إلى الدنيا ، فتصانعوا خوفاً على زوال الرئاسة ، فقلّ المتعلّم ... (2).

وهو كلام واضح فيمن انحرف عن العقيدة الإسماعيليّة الأصليّة ، والدخلاء الذين تستّروا باسم الإسماعيليّة.

ص: 51


1- رسالة الإيضاح والتبين : 104 - 105 ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، صحّحها شتروطمان.
2- تاج العقائد ومعدن الفوائد 12 ، مقدّمة المؤلّف.

وغيرها من النصوص التي تبيّن عقائد بعض الإسماعيليّة التي تغاير ما ذكره النوري ، ونحن لا نريد أن ندّعي عدم قول أحد منهم بهذه العقائد المذكورة ، ولكن نريد أن نبيّن أنّ هذه أمور خلافيّة بين أتباع الإسماعيليّة وعلمائهم - على أقلّ تقدير - ، وعدم ذكر القاضي النعمان لهذه العقائد لا يعني عدم إسماعيليّته.

بل الأمر أكثر من هذا ، فقد وقع اختلاف كبير في أصل تأسيس المذهب الإسماعيلي ، وكيفيّة نشوئه ، يقول الكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب في كتاب تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : ويستدلّ من المصادر التاريخية على أنّ هذه الحركة نشأت نشأتها الأولى سنة 128ه- ، في العراق وفارس ، كحركة دينية أوجدها الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، ولكن علماء الدعوة يذكرون بأنّ دعوتهم قديمة قدم هذا الوجود ، ولديهم ما يثبت هذا القول علمياً وعقائدياً ، وهناك قسم آخر منهم يذهب إلى القول بأنّ الدعوة الإسماعيليّة بدأت منذ عهد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، ويستدلّون على ذلك بنظريات فلسفية وعقائدية ، وبالرغم من أنّنا نملك أكثر من مصدر يؤيّد هذه الأقوال إلاّ أنّنا نذهب مع أكثر الباحثين والمؤرّخين فنبدأ ببحث هذه الدعوة منذ عهد الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وما بعده (1).

قال الشهرستاني في الملل والنحل : قد ذكرنا أنّ الإسماعيليّة امتازت عن الموسوية ، وعن الاثني عشرية بإثبات الإمامة لإسماعيل بن جعفر ، وهو ابنه الأكبر ، المنصوص عليه في بدء الأمر ... ، وقد ذكرنا اختلافاتهم في موته في حال حياة أبيه.

ص: 52


1- تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : 6 ، مقدّمة الطبعة الثانية.

قالوا : وبعد إسماعيل محمّد بن إسماعيل السابع التام ، وإنّما تمّ دور السبعة به ، ثمّ ابتدأ منه بالأئمّة المستورين الذين كانوا يسيرون في البلاد سرّاً ، ويظهرون الدعاة جهراً.

قالوا : ولن تخلو الأرض قط من إمام حي قائم ، إمّا ظاهر مكشوف ، وإمّا باطن مستور ... ، ثمّ بعد الأئمّة المستورين كان ظهور المهدي باللّه ، والقائم بأمر اللّه ، وأولادهم نصّاً بعد نصّ على إمام بعد إمام (1) ، ومن مذهبهم أنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (2).

فالاختلاف في العقائد وارد جداً ، وعدم ذكر عقيدة خلافية لا يعني خروج من لم يذكرها عن المذهب ، وخصوصاً الاختلافات وصلت بهم إلى أصل التأسيس والتكوّن.

ص: 53


1- أقول : وهذا يناسب ما تقدّم نقله عن القاضي النعمان تماماً.
2- الملل والنحل 1 : 191 - 192.
الوجه الثاني الذي استدلّ به النوري

قال في المستدرك : وأمّا ثانياً : فلأنّه صرّح في كتابه بكفر الباطنية ، وضلالتهم ، وخروجهم عن الدين ، فإنّه قال في باب ذكر منازل الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وتنزيههم ممّن وضعهم بغير مواضعهم ، وتكفيرهم من ألحد فيهم ، ما لفظه : أئمّة الهدى صلوات اللّه عليهم ورحمته وبركاته ، خلق مكرّمون من خلق اللّه جلّ جلاله ، وعباد مصطفون من عباده ، افترض طاعة كل إمام منهم على أهل عصره ، وأوجب عليهم التسليم لأمره ، وجعلهم هداة خلقه إليه ... ، ليس كما زعم الضالّون المفترون بآلهة غير مربوبين ، ولا بأنبياء مرسلين ، ولمّا كان أولياء اللّه الأئمّة الطاهرين ... ، كان الشيطان أشدّ عداوة لأوليائهم ، وأهل طاعتهم ... ، وقعد الشيطان كل امرئ منهم من حيث يجد السبيل إليه ، وإلى الإجلاب بخيله ورجله عليه ، فمن كان منهم قصير العلم ، متخلّف الفهم ، ممّن تابع هواه ، استفزّه وأغواه ... ، وسهّل عليهم العظائم في رفض فرائض الدين ، والخروج من جملة المسلمين بفاسد أقام لهم من التأويل ، ودلّهم عليه بأسوء دليل ، فصاروا إلى الشقوة والخسران ، وانسلخوا من جملة الإيمان.

ثمّ ذكر النوري ما ذكره القاضي النعمان من قصّة أبي الخطّاب ،

ص: 54

وتجويزه لأتباعه فعل المحرّمات ، وترك الواجبات ، وتأويل الأحكام.

ثمّ نقل ذمّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأبي الخطّاب أشدّ الذم ، وأنّ أبا الخطّاب ومن يعتقد بعقيدته خارجون عن الإسلام.

ثمّ ذكر قول النويختي : إنّ الإسماعيليّة هم الخطّابية أتباع أبي الخطّاب محمّد بن أبي زينب الأسدي الأجدع.

إلى أن قال النوري : ومن ذلك كلّه ظهر أنّ نسبة هذا العَلم الجليل ، صاحب هذا المؤلّف الشريف إلى هذا المذهب السخيف افتراء عظيم (1).

ص: 55


1- خاتمة المستدرك 1 : 135 - 140.
الرد على الوجه الثاني بأمور
الأمر الأوّل :

أنّه تقدّم أنّ الإسماعيليّة على طوائف ، وبينهم اختلاف كثير في كثير من المسائل العقائدية ، ولم يقبل بعضهم عقائد بعض - كما تقدّم - فنفي القاضي النعمان هذه العقائد لا يخرجه عن الإسماعيليّة بصورة قاطعة.

الأمر الثاني :

أنّ القاضي النعمان لم يذمّ الباطنية وأهل التأويل بشكل مطلق ، بل ذمّ من كانت تأويلاته تأويلات شيطانية مغشوشة ، بعيدة عن الصواب والحقيقة ، وهذا أمر وافقه عليه غيره من علماء الإسماعيليّة الذين لا يشكّ أحد بإسماعيليّتهم ، كما تقدّم ذلك عن الداعي المؤيّد في الدين ، والذي يدلّ على هذا المعنى أنّ القاضي النعمان يؤمن بالتأويل والباطن المعتمدين على أسس ومبادئ صحيحة من دون تدخّلات الشيطان ، لذلك فقد ألّف كتاب أساس التأويل ، وكتاب تأويل دعائم الإسلام ، وكتاب تأويل الشريعة ، وكتاب تأويل القرآن ، وغيرها.

الأمر الثالث :

قد رفض الإسماعيليّة - وقد تكون مسألة وفاقية بينهم - دعوة أنّ

ص: 56

مؤسّس الإسماعيليّة هو أبو الخطّاب ، بل عندهم بطلان هذه الدعوة من الواضحات.

قال مصطفى غالب في كتابه تاريخ الدعوة الإسماعيليّة - بعد أن ذكر كلام المستشرق برنارد لويس ، القائل بأنّ الإسماعيليّة تأسّست على يد أبي الخطّاب ، ومن ثمّ ولده - : ونحن إذ نستغرب أن يأتي مستشرق مشهور مثل برنارد لويس ليطلع علينا بآراء خاطئة ، تدلّ على قصر باعه في الأبحاث الإسماعيليّة ، نقول : بأنّ جميع المخطوطات التي بين أيدينا تنفي أن تكون للإسماعيلية أيّ علاقة بالخطّابية ; لأنّ جميع المصادر الإسماعيليّة ، وأغلب المصادر السنّية والشيعية تعترف بعدم وجود تلك العلاقة ، كما وأنّ الإسماعيليين أنفسهم يعدّون الفرقة الخطّابية من الفرق المارقة المغالية (1).

فذمّ القاضي النعمان لأبي الخطّاب لا يعني أكثر من رفضه ورفض طريقته التي رفضها الكثير من الإسماعيليّة.

ص: 57


1- تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : 127.
الوجه الثالث الذي استدلّ به النوري

قال في المستدرك : وأمّا ثالثاً : فلأنّ لأرباب هذا المذهب ودعاته قواعد واصطلاحات ورموزاً وإشارات ، لا أثر لها في هذا الكتاب (1) ، ولا إشارة فيه إليها ، فعندهم أنّه لابدّ في كل عصر من سبعة بهم يعتدون ، وبهم يؤمنون ، وبهم يهتدون ، وهم متفاوتون في الرتب ، إمام يؤدّي عن اللّه ، وهو غاية الأدلّة إلى دين اللّه ، وحجّة يؤدّي عن الإمام ، يحمل علمه ، وذومصّة يمصّ العلم من الحجّة ، أيّ يأخذه منه ، فهذه ثلاثة ، وأبواب وهم الدعاة ... (2).

ص: 58


1- أي : دعائم الإسلام.
2- خاتمة المستدرك 1 : 140.
الرد على الوجه الثالث بأمور
الأمر الأوّل :

أنّ عدم ذكر القاضي بعض العقائد الباطلة في كتابه دعائم الإسلام لا يعني عدم اعتقاده بها.

الأمر الثاني :

أنّ القاضي النعمان ذكر كثيراً من الأمور التي تتوافق مع المذهب الإسماعيلي في بقيّة كتبه ، كما تقدّم نقل ذلك ، ولا يكفي لنفي هذه الأمور عنه مجرّد عدم ذكرها في كتابه هذا ( دعائم الإسلام ) فلعلّه ليس بصدد بيان هذه الأمور ، والذي يؤيّد هذا ، ذكره لهذه العقائد في بقيّة كتبه ; لمناسبتها مواضيع تلك الكتب كما تقدّم نقل هذه الموارد في الجواب على الوجه الأوّل الذي استدلّ به.

الأمر الثالث :

أنّ القاضي النعمان قد أشار في كتابه افتتاح الدعوة بنحو مختصر إلى ما ذكره النوري من العقائد التي نسبها إلى الإسماعيليّة ، وقد تبنّاه القاضي كما هو ظاهر عبارته ، قال في افتتاح الدعوة - بعد الحمد والثناء - : ولم يخل الأرض من إمام فيها للأمّة ، وقائل بالحق ، وقائم بالحجّة ، وإن تغلّب

ص: 59

فيها المتغلّبون ، واستتر للتقيّة الأئمّة المستحفظون ، وأنّ لهم بكل جزيرة من جزائر الأرض داعياً لهم ، وبكل ناحية من نواحيها دليلاً عليهم (1).

فمصطلح : قائل بالحق ، وقائم بالحجّة ، والاستتار ، والأئمّة المستحفظون ، وداعياً في جزائر الأرض ، ودليلاً عليهم ، هذه مصطلحات اختصّ بها المذهب الإسماعيلي دون غيره ، أي : اختصّ بمجموعها.

فهذا الأمر الذي استدلّ به النوري - أيضاً - لا يفي بالغرض ، ولا يثبت ما ادّعاه.

ص: 60


1- افتتاح الدعوة : 15.
الوجه الرابع الذي استدلّ به النوري

قال في المستدرك : وأمّا رابعاً : فلأنّك تجد في كتب الرجال لكثير من الفرق الباطلة ... ، علماء فقهاء ثقات ، قد أكثروا من التأليف والرواية ، وجمع الأحاديث وتدوينها ، وتلقّوها عنهم أصحابنا بالرواية والقبول ، ولا تجد في جميع الرواة رجلاً إسماعيلياً ، وإن كان ضعيفاً ، فضلاً عن كونه ثقة ، أو فقيهاً ، أو مؤلّفاً ، ومنه يظهر أنّهم كانوا في أوّل الأمر خارجين عن حدود الشرايع ، وحفظ الأخبار ، وروايتها ، وتدوينها ، غير معدودين من الرواة العلماء (1).

فما يريد قوله النوري : إنّ الإسماعيليّة منذ تأسيسها خارجة عن الدين والشريعة الإسلامية ولم يرو عنهم أحد من علمائنا ; لعدم اهتمامهم بعلم الرواية والحديث ، لذلك ليس عندهم هكذا مصنّفات يمكن النقل عنها ، فكيف يعد القاضي النعمان منهم وهو ، راو للأحاديث والأخبار ، وقد نقل عنه العلماء؟!

ص: 61


1- خاتمة المستدرك 1 : 141 ، الفائدة الثانية.
الرد على الوجه الرابع بأمور
الأمر الأوّل :

إنّ عدم رواية باقي المذاهب عن الإسماعيليّة لا يعني عدم وجود رواة عندهم ، فيحتمل عدم رواية غيرهم عنهم لأجل الاختفاء والتستّر الشديد الذي كان يمارسه دعاة الإسماعيليّة.

نعم ، تفرّد باقي المذاهب في النقل عن القاضي النعمان يكشف عن خصوصية فيه غير موجودة في غيره ، ولكن هل هذه الخصوصية هي كونه إمامياً أو أعم؟ فعلى أقل تقدير لا يمكن أنْ نحزر أنّه لأجل إماميته رووا عنه.

هذا مضافاً إلى أنّ الاستدلال بهذا الوجه بحاجة إلى استقراء أمرين بثبوتهما يثبت المطلوب ، الأوّل : استقراء جميع كتب الإسماعيليّة ورواتها ، الثاني : استقراء جميع كتب غيرهم ، حتّى يمكن القول : بعدم نقل بقية المذاهب عن غير القاضي والنعمان ، ولا ندري هل أنّ النوري قام بهذا العمل الشاق أم لا؟

الأمر الثاني :

أنّه توجد عندهم عدّة كتب روائية ، رووها عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وقد عقد الشيخ إسماعيل المجدوع باباً لذكر كتب الرواية في

ص: 62

فهرسته ، قال : ثمّ يتلوها كتب في الفقه ، وظاهر علم الشريعة ، ممّا رووه حدود الدين عن أئمّة أزمانهم ، وأخذته الأئمّة عن آبائهم واحداً بعد واحد ، صاعداً إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله ، الآخذ عن اللّه تعالى بواسطة الروح الأمين ، النازل على قلبه.

هو أوّل ما يبتدأ به المستجيب لدعوة أولياء اللّه تعالى ، وممّا يجب حفظه ومطالعته وضبطه ومذاكرته في كلّ وقت من الأوقات ، وساعة من الساعات ، ولا ينبغي له التهاون به ، وقلّة الرغبة فيه بعدما بلغ معرفة علم الباطن ، ودرج مدارج الحقيقة به ، يحسن أن يديم النظر فيهما معاً ، وقتاً في هذا ، ووقتاً في هذا ، كما جرت بذلك سنّة اللّه تعالى في الذين خلو من قبل.

ثمّ عدّد المجدوع هذه الكتب كتاباً كتاباً ، وذكر خصوصيّة كل كتاب (1).

فلازم قول النوري أن لا تكون هذه الكتب العديدة للإسماعيلية ، وهو ما لا يلتزم به أحد.

الأمر الثالث :

أنّ الإسماعيليّة اعتمدوا اعتماداً تامّاً على كتب الحديث والرواية للمتقدّمين منهم ، واعتبروها مصادر أساسية لفقههم ، ومن تلك المصادر ، بل أساسها وقوامها كتب القاضي النعمان ، فهي تعتبر مصدراً أساسياً للفقه الإسماعيلي ، منذ زمن القاضي النعمان وإلى يومنا هذا.

نعم ، اعتمادهم على تلك الكتب بشكل مطلق من جهة ، وتركيزهم

ص: 63


1- فهرست المجدوع : 16.

على الباطن والمعاني التأويلية من جهة أخرى أدّى بهم إلى إهمال أمر الرواية ، وتناقل الأخبار ، فقلّة هذه الكتب وقلّة اهتمامهم بتأليفها أمر ملحوظ جدّاً ، ولكن هذا لا يعني عدم إسماعيليّة القاضي النعمان لنقله الأخبار والروايات.

فهذا الوجه الذي استدلّ به النوري كما ترى أيضاً.

ص: 64

الوجه الخامس الذي استدلّ به النوري

قال في المستدرك : وأمّا خامساً فلما أشار إليه (1) في بعض المواضع ، منها ما ذكره في آخر أدعية التعقيب ، ما لفظه : وروينا عن الأئمّة ( عليهم السلام ) أنّهم أمروا بعد ذلك بالتقرّب لعقب كلّ صلاة فريضة ، والتقرّب أن يبسط المصلّي يديه ، إلى أن ذكر الدعاء ، وهو : اللّهم إنّي أتقرّب إليك بمحمّد رسولك ونبيّك ، وبعلي وصيّه وليك ، وبالأئمّة من ولده الطاهرين الحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، ويسمّي الأئمّة إماماً إماماً حتّى يسمّي إمام عصره عليهم السلام ، ثمّ يقول .... إلى آخره.

وغير خفي على المنصف أنّه لو كان إسماعيلياً لذكر بعده إسماعيل ابن جعفر ، ثمّ محمّد بن إسماعيل إلى إمام عصره المنصور باللّه والمهدي باللّه ، ولم يكن له داع إلى الإبهام ، أمّا باطناً فلكونه معتقده ، وأمّا ظاهراً فلموافقته لطريقة خليفة عصره ، وإنّما الإجمال لكونه إمامياً ، لا يمكنه إظهار إمامة الكاظم ومن بعده عليهم السلام ، بل في ذكره الأسامي الشريفة إلى الصادق ( عليه السلام ) ، وعدم إهماله من أوّل الأمر بعد علي ( عليه السلام ) تصريح بذلك لمن له دربة بمزايا الكلام (2).

ص: 65


1- أي : القاضي النعمان.
2- خاتمة المستدرك 1 : 142 ، الفائدة الثانية.
الرد على الوجه الخامس بأمور
الأمر الأوّل :

أنّ عدم ذكر القاضي النعمان اسم إمام زمانه خلاف التقيّة التي كان يعمل بها ، كما هو واضح.

نعم ، يأتي الكلام المتقدّم في الأمر الأوّل في الجواب عن الوجه الأوّل الذي استدلّ به النوري.

الأمر الثاني :

أنّ عدم ذكر القاضي النعمان أسماء الأئمّة البقيّة لا يعني عدم اعتقاده بهم ، فلعلّ عدم ذكره أسماءهم لأمر آخر ، كأن يكون كلامه وتأليفاته تعدّ الخطاب الرسمي للدولة الحاكمة ، فلعلّ الدولة كانت تراعي السواد العام للشيعة الذين اتفقوا على الأئمّة إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) نوعاً ما ، أو لعلّ عدم ذكره أسماء بقيّة الأئمّة لأمر آخر لا نعرفه ، فلا معيّن لما ذهب إليه النوري.

الأمر الثالث :

أنّه قد تقدّم اعتقاد القاضي بإمامة المعز ، وادّعى أنّه إمام العصر ، وقد تقدّمت تصريحاته بهذا الاعتقاد ، وقد تقدّم أيضاً اعتقاده بأنّ المهدي المنتظر قد ظهر ، فهذه أمور كلّها تبيّن كلامه المتقدّم في الدعاء « ويسمّي

ص: 66

الأئمّة إماماً إماماً حتّى يسمّي إمام عصره » فعبارة القاضي النعمان لا تدلّ على ما ادّعاه النوري ، بل مع ضمّ عباراته الأخرى في باقي كتبه يثبت خلاف ما ذهب إليه.

ص: 67

الوجه السادس الذي استدل به النوري
اشارة

قال تحت قوله : أمّا خامساً : ومنها روايته عن ابن أبي عمير ، عن الجواد ( عليه السلام ) - كما تقدّم - ، وكذا عن حذيفة بن منصور ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الرضا ( عليه السلام ) (1).

يريد أن يشير بذلك إلى أنّ النعمان روى عن الأئمّة بعد الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وهذا يدلّ على اعتقاده بالأئمّة بعده ( عليهم السلام ).

الرد على الوجه السادس :

أقول : قد تقدّم مفصّلاً الكلام عن هذا المورد تحت عنوان نظرة فاحصة لما استدلّ به النوري ، وقد تبيّن عدم وجود هذا المورد في كتاب الدعائم ، فراجع.

ص: 68


1- خاتمة المستدرك 1 : 142 ، الفائدة الثانية.
الوجه السابع الذي استدلّ به النوري
اشارة

قال تحت نفس الأمر الخامس : ومنها ما رواه في ذكر العقايق : وعن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) أنّه نهى عن أربع كنى - إلى أن قال - وأبي القاسم إذا كان الاسم محمّداً ، نهى عن ذلك سائر الناس ، ورخّص فيه لعلي ( عليه السلام ) ، وقال : « المهدي من ولدي ، يضاهي اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي » (1).

فهو يستدلّ بهذا الحديث الذي نقله القاضي النعمان على موافقته لما موجود عند الإماميّة.

الرد على الوجه السابع :

أقول : قد تقدّم عقيدة القاضي النعمان بالمهدي المنتظر ، وأنّه قد ظهر وحكم ، وقد ألّف القاضي النعمان كتاباً مستقلاًّ في صفات المهدي وظهوره ، وقد تقدّم ذلك تحت عنوان : بعض عقائد القاضي النعمان في بقيّة كتبه ، فراجع.

ونذكّر هنا بما ذكره النعمان في كتابه شرح الأخبار حول الإمام المهدي ، قال - بعد أن ذكر الأحاديث الخاصّة بالمهدي ، وظهوره ،

ص: 69


1- خاتمة المستدرك 1 : 143 ، الفائدة الثانية.

وعلائمه - : وكذا كان المهدي ( عليه السلام ) ، لمّا فشت دعوته بالشرق ، وكثرت دعاته ، وبنو أخيه ، والمستجيبون لهم ، نقم الأعداء عليه ، فطلبوه ، واتّصل الخبر به ، فخرج من بني أهله ، وأسلم أمواله ، طريداً لخوفهم ، شريداً لما اتّقاه منهم ، فريداً لا صاحب له في هجرته ، ولا أنيس له من وحدته ، غير ولي الأمر من بعده ، وهو حينئذ طفل صغير ، لم ينتصر من أمره إلاّ عليه ; ليؤدّي أمانة اللّه عزّ وجلّ إليه ، وكان همّه واشتغاله به أكثر من همّه واشتغاله بنفسه ، وكان سبيله في ذلك سبيل جدّه رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ; إذ خرج من مكّة خوفاً من المشركين لمّا اجتمعوا على قتله ، وآلى اللّه إلاّ نجاتهما ، وظهورهما على من ناواهما ، وإظهار دينه بهما ، وعلى أيديهما ، ولو كره الكافرون (1).

ص: 70


1- شرح الأخبار 3 : 368.
الوجه الثامن الذي استدلّ به النوري
اشارة

قال تحت الأمر الخامس أيضاً : ومنها مطابقة كثير من متون أخباره (1) لما في الجعفريات ، بحيث تطمئنّ النفس أخذها منها ، وقد عرفت أنّ سند أخبارها ينتهي إلى موسى بن جعفر عليهما السلام (2).

الرد على الوجه الثامن بأمرين :
الأمر الأوّل :

أنّ اطمئنان النفس الذي ادّعاه غير حاصل ; لأنّ مجرد المشابهة والمطابقة في بعضها لما موجود في الجعفريات لا يكفي لحصول الاطمئنان بأنّها منها ، فتبقى قضيّة أخذ أخباره من الجعفريات دعوى بلا دليل ، ومجرّد الاحتمال لا يورث أكثر من الاحتمال ، والاحتمال حاله في الاستدلال كما ترى.

الأمر الثاني :

أنّ كتاب الجعفريات يرويه إسماعيل ، عن أبيه موسى ( عليه السلام ) ، عن الإمام

ص: 71


1- أي : دعائم الإسلام.
2- خاتمة المستدرك 1 : 143.

جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وأكثر أحاديثه تستمرّ إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، فالقاضي النعمان لم يرو عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، فلعل القاضي النعمان اعتبر الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) راو لا أكثر ، نعم الرواية عن الإمام الكاظم من دون تسلسلها عن بقيّة الأئمّة يمكن أن يصلح قرينة على ما يريد النوري ، ولكن الأمر ليس كذلك.

نتيجة ما تقدّم :

قال النوري بعد أنْ عرض أدلّته المتقدّمة : ومن ذلك كلّه ظهر أنّ ما ذكره صاحب المقابس من النظر فيما ذكره السروي في محلّه ، وأنّ احتمال كونه من الإسماعيليّة بمكان من الوهن (1).

أقول : بعد ما تقدّم عرض الأدلّة والشواهد ونقاشها ، قد عرفت أنّ عدم القول بإسماعيليّته ، والقول بإماميّته أوهن بكثير.

ص: 72


1- خاتمة المستدرك 1 : 143 ، الفائدة الثانية.
جواب النوري عن الإشكالات على القاضي النعمان
اشارة

تطرّق النوري إلى بعض الإشكالات على القاضي النعمان ، والتي تؤيّد عدم إماميّته ، ثمّ ناقشها ، نستعرضها ، ثمّ نرى مدى تماميّة جواب النوري عنها.

الإشكال الأوّل :

قال في المستدرك : الرابع ، فيما ذكره صاحب المقابس ، وهو قوله : إلاّ أنّه مع ذلك خالف فيه (1) الأصحاب في جملة من الأحكام المعلومة عندهم ، بل بعض ضروريات مذهبهم كحلّيّة المتعة ... إلى آخره ، قلت : ما ذكره حق ، فقد خالف القوم في جملة من المواضع في فروع الأحكام ، إلاّ أنّه معذور في ذلك من وجوه :

الأوّل :

أنّه لم يخالف في موضع منها إلاّ لما ساقه الدليل من ظاهر كتاب أو سنّة.

ص: 73


1- أي : كتاب دعائم الإسلام.
الثاني :

أنّه لم تكن الأحكام في تلك الأعصار بين فقهاء أصحابنا منقّحة متميّزة ، يتبيّن لكل أحد المجمع عليه من غيره ، والمشهور منها عمّا سواه.

الثالث :

أنّه ما خالف في فرع غالباً إلاّ ومعه موافق معروف ، ولولا خوف الإطالة لذكرنا نبذة من ذلك ، نعم في مسألة المتعة لا موافق له ، إلاّ أنّ بعد التأمّل ظهر لي أنّه ذكر ذلك على غير وجه الاعتقاد ، وإن استند للحرمة إلى أخبار رواها تقيّة ، أو تحبّباً إلى أهل بلاده ، فإنّها عندهم من المنكرات العظيمة ، والشاهد على ذلك - مضافاً إلى بعد خفاء حلّيّتها عند الإمامية عليه - أنّه ذكر في كتاب الطلاق في باب إحلال المطلّقة ثلاثاً ما لفظه : وعنه - يعني جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) - أنّه قال : « من طلّق امرأته ( أي ثلاثا ) فتزوّجت تزويج متعة ، لم يحلّها ذلك له » ولولا جوازها ، وعدم كونها الزنا المحض ، لم يكن ليوردها في مقام ما اختاره من الأحكام الثابتة عنهم ، بالأثر الصحيح ، وهذا ظاهر والحمد لله ، ومثله ما ذكره في باب ذكر الحدّ في الزنا ، ما لفظه : وعن علي صلوات اللّه عليه « ولا يكون الإحصان بنكاح المتعة » ودلالته على ما ادّعيناه أوضح.

الرابع :

بعد محلّ إقامته عن مجمع العلماء والمحدّثين ... (1).

ص: 74


1- خاتمة المستدرك 1 : 143 - 146 ، الفائدة الثانية.
الرد على جوابه عن الإشكال الأول بأمور
الأمر الأوّل :

أنّ الأوجه التي ذكرها كلّها يرد عليها ما خالف به القاضي النعمان الأحكام المسلّمة ، والضرورية عند المذهب ، فلا ينفعه الجواب : أنّ القاضي النعمان لم يكن يعلم بها ; لأنّه يكون قد أفتى في حال جهله ، أو يكون عالماً بخلافها ، وهو يثبت عدم إماميّته.

الأمر الثاني :

وأمّا الوجوه التي ذكرها في تخريجه لقضيّة تحريم المتعة ، فهي وجوه فيها تكلّف شديد ، ويبعد استظهارها ، مع أنّ النوري أضاف كلمة ( أي : ثلاثاً ) فإنّ المصدر لم يقيّد هذه المسألة بهذا القيد ، وعليه سوف تفقد الفقرة معناها المتوقّع منها ، وعليه فلا يصحّ الاستدلال بها على مثل هذا الأمر.

الأمر الثالث :

أنّ بعض الأوجه التي ذكرها تخالف الوجه الثالث ، فإنّه قال : إنّ الأحكام لم تكن منقّحة وواضحة ، وأنّه كان بعيداً عن مجمع العلماء ، وقال في الرد الثالث « مضافاً إلى بعد خفاء حلّيّتها عند الإمامية عليه » ، فقد تضاربت الردود.

ص: 75

قال السيّد الخوئي في المعجم : إنّ كتاب دعائم الإسلام فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية ، قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ، ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدّث النوري ( قدس سره ) في اعتبار الرجل ، وأنّه كان من الإمامية المحقّة ، فهو لم يثبت (1).

ص: 76


1- معجم رجال الحديث 20 : 185.
الإشكال الثاني :

قال النوري في دفعه لإشكال مقدّر ، وهو أنّه لماذا لم ينقل الحر العاملي عن القاضي النعمان في الوسائل؟ فإنّ هذا إشارة واضحة على عدم اعتقاد الحر العاملي بإماميّته.

قال : وأمّا صاحب الوسائل فلم يعلم أنّ عدم نقله من الدعائم لعدم اعتماده عليه ، بل الظاهر أنّه لعدم عثوره عليه ، فإنّه قال في آخر كتاب الهداية - وهو مختصر الوسائل - في ذكر الكتب التي لم ينقل عنها ، أمّا لقلّة ما فيها من النصوص ، وعدّ منها جملة ، أو لعدم ثبوت الاعتماد عليها ، وعدّ منها فقه الرضا وطبّه ( عليه السلام ) ، أو ثبوت عدم اعتباره ، وعدّ منها مصباح الشريعة ، وقال في الأمل : وعندنا أيضاً كتب لا نعرف مؤلّفيها ، وعدّ منها عشرة ، وليس لهذا الكتاب ذكر في الموضعين ، ومن البعيد أنّه كان عنده ولم يشر إليه ; لأنّه إن عرف صاحبه ، وأنّه هو القاضي نعمان ، فقد مدحه في أمله ، فينبغي ذكره فيما اعتمد عليه ، ونقل عنه (1).

ص: 77


1- خاتمة المستدرك 1 : 146 ، الفائدة الثانية.
الرد على جوابه عن الإشكال الثاني بأمرين
الأمر الأوّل :

أنّ صاحب الوسائل عندما ذكر الكتب التي لم ينقل عنها ; لعدم اعتماده عليها لم يذكرها كلّها ، بل ذكر البعض بقرينة قوله « منها » الدال على التبعيض ، أو لا أقلّ أنّه لا توجد قرينة على أنّه ذكرها كلها ، فلعلّ هذا كان عنده ، ولم يذكره مع البعض الذي لم يذكره.

الأمر الثاني :

أنّ المدح للقاضي النعمان في كتاب الأمل ليس للحر العاملي ، بل هو نقل عبارة ابن خلّكان لا غير ، وقد أشار إلى هذا في نهاية الترجمة ، كما تقدّم بيان هذا.

ثمّ ذكر النوري بعض العلماء الذين استظهر من كلماتهم اعتقادهم بإماميّة القاضي النعمان ، ولكن كيف كان فإنّ مجرّد الدعوى لا تنفي ولا تثبت شيئاً ، ومن أراد أن يثبت فعليه إقامة الدليل ، وقد جهد النوري نفسه لإثبات هذا الأمر ، ولكن قد تقدّم ضعف الوجوه التي ذكرها جدّاً.

ثمّ ذكر النوري كلام صاحب الروضات المتقدّم ونفيه لإماميّة القاضي النعمان ، وناقشه بوجوه لا يخفى على المطّلع ضعفها ، والتكلّف الواضح فيها ، لذلك لم نذكرها ، ولم نطل الكلام عنها.

ص: 78

إشكال وجواب :

نعم ، يبقى إشكال ، وهو أنّه قد أثبتنا معتقدات القاضي النعمان التي تثبت إسماعيليّته من خلال كتبه الأخرى غير الدعائم ، والنوري أثبت إماميّته من خلال هذا الكتاب ، فلعلّ هذه الكتب لم تثبت للقاضي النعمان ، أو لعلّ النوري بالخصوص يعتقد بعدم ثبوت تلك الكتب للقاضي النعمان ، فلا يتمّ ما ذكرناه من الاستدلالات والنقوض.

الجواب بأمرين :
الأمر الأوّل :

أنّ بعض العقائد التي اثبتناها للقاضي النعمان ، والتي تثبت إسماعيليّته نقلناها عن كتاب شرح الأخبار ، وهذا الكتاب قد أثبته النوري للقاضي النعمان ، كما نصّ على ذلك في مستدركه (1).

الأمر الثاني :

أنّ أكثر كتب القاضي النعمان ، لا سيّما الكتب التي نقلنا عنها ، ثابتة له بنفس الطرق والمصادر التي أثبتت له كتاب دعائم الإسلام ، فإذا أثبت النوري كتاب دعائم الإسلام له فبقيّة الكتب أيضاً تثبت ، وإن نفاه عنه فلا كثير فائدة من إثبات إماميّة القاضي النعمان أو إسماعيليّته ، أولا يمكن ذلك أصلا ، أمّا عدم الفائدة فلأنّه سوف لا يثبت له أيّ تأليف ، وتبقى قضية إسماعيليته أو إماميّته قضية تاريخية شخصيّة ، وهي كما ترى ، وأمّا أنّه لا يمكن وذلك فلأنّ الاعتماد الكبير في إثبات عقيدة الشخص هو تتبّع مؤلّفاته

ص: 79


1- خاتمة المستدرك 1 : 160 ، الفائدة الثانية.

ومصنّفاته ، فإذا لم تثبت سوف ينسدّ الطريق من هذه الجهة ، ولا يبقى دليل لإثبات عقيدته إلاّ نصوص الرجاليين والمؤرّخين ، وقد تقدّم نقلها ، والظاهر منها إسماعيليّته ، كما لا يخفى على من راجع النصوص.

النتيجة النهائية :

يُستنتج من مجموع ما تقدّم عدم ثبوت إماميّة القاضي النعمان ظاهراً ، بل الظاهر إسماعيليّته.

ص: 80

أقوال الإسماعيليّة في القاضي النعمان

قال عنه الخليفة الفاطمي المعز لدين اللّه ( ت 365 ه- ) : من يؤدّي جزء ممّا أدّاه النعمان أضمن له الجنّة بجوار ربّه (1).

وعبّر عنه إبراهيم بن الحسن الحامدي ( ت 557 ه- ) في كنز الولد بسيّدنا ، قال - بعد أن نقل قولاً - : كما ذكر ذلك سيّدنا النعمان (2).

قال الداعي الإسماعيلي الشهير إدريس عماد الدين ( ت 872 ه- ) : إنّ النعمان كان في مكانة رفيعة جدّاً ، قريبة من الأئمّة ، وأنّه كان دعامة من دعائم الدعوة (3).

قال الكاتب الإسماعيلي المعاصر عارف تامر في كتابه الإمامة في الإسلام - عند كلامه عن الخليفة المعز لدين اللّه - : قاضي قضاته هو النعمان بن حيون ، صاحب الكتب والمؤلّفات الفاطمية العديدة في الفقه والفلسفة ، والتي نصّ (4) عليه الإمام المعز بعضها (5).

ص: 81


1- شرح الأخبار 1 : 18 ، عن أعلام الإسماعيليّة : 59.
2- كنز الولد : 187 ، الباب العاشر.
3- اختلاف أصول المذاهب : 13 ، مقدّمة المحقّق ، عن عيون الأخبار 6 : 41.
4- أي : أملاها عليه.
5- الإمامة في الإسلام : 181.

وقال في مقدّمة كتاب افتتاح الدعوة للقاضي النعمان : فالنعمان تعتبر أقواله صادقة ومقدّسة بالنسبة للإسماعيليّين ; لأنّها مستقاة من مصادر وينابيع كان للنعمان فيها حضور ، ويكفيه فخراً أنّه استلهمها من أربعة أئمّة فاطميين معصومين ، أوّلهم : المهدي ، في الأعوام التسعة الأخيرة من حكمه ، وثانيهم : القائم بأمر اللّه الخليفة الفاطمي الثاني ، وثالثهم : المنصور باللّه ، ورابعهم : الإمام المعز لدين اللّه الذي أناط به رتبة داعي الدعاة وقاضي القضاة (1).

وقال الكاتب الإسماعيلي المعروف - مصطفى غالب - في مقدّمة كتاب اختلاف أصول المذاهب للقاضي النعمان في حديثه عن القاضي النعمان : كان من أشهر فقهاء المذهب الفاطمي ، ومن أكثرهم تصنيفاً وتأليفاً حتّى أنّ مؤلّفاته اعتبرت من الأسس التي بنى عليها من جاء بعده من علماء المذهب الإسماعيلي ، ولا تزال كتبه حتّى اليوم من أبرز وأشهر وأعمق المؤلّفات الإسماعيليّة المذهبية.

ثمّ قال : ولا صحّة لما قيل بأنّه كان مالكي المذهب ، كما وأنّنا نؤكّد بأنّه ولد من أبوين إسماعيليين ، تثقّف الثقافة المذهبيّة على أبيه الذي كان بدوره - كما قلنا - من كبار دعاة الإسماعيليّة في دور التقيّة والستر (2).

فتبيّن من خلال جميع ما تقدّم أنّه لا يوجد دليل يمكن التعويل عليه لإثبات إماميّة القاضي النعمان ، بل الأمر على العكس تماماً فإنّه توجد عدّة شواهد وقرائن تثبت إسماعيليّة القاضي النعمان ظاهراً (3).

ص: 82


1- افتتاح الدعوة : 6 ، مقدّمة المحقّق.
2- اختلاف أصول المذاهب : 9 - 10 ، مقدّمة المحقّق.
3- 3 - وانظر في ترجمته أيضاً : مقدّمة كتاب المجالس والمسايرات ، مقدّمة كتاب والمثالب ، الأعلام للزركلي 8 : 41 ، الذريعة 1 : 60 ، 11 : 98 ، 1 : 360 ،13 : 66 ، 8 : 197 ، 22 : 336 ، هدية العارفين 2 : 495 ، مقدمة كتاب دعائم الإسلام ، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 13 : 107 ، تاريخ الإسلام للذهبي 26 : 316 ، أعيان الشيعة 10 : 24 ، الكنی والألقاب 1 : 57 ، 2 : 287.

ص: 83

كتاب : شرح الأخبار
اشارة

قال القاضي النعمان في مقدّمة كتابه هذا : آثرت من الأخبار ، وجمعت من الآثار في فضل الأئمّة الأبرار حسب ما وجدته ، وغاية ما أمكنني واستطعته ، فصحّحت من ذلك ما بسطته في كتابي هذا ، وألّفته بأن عرضته على وليّ الأمر ، وصاحب الزمان والعصر ، مولاي الإمام المعز لدين اللّه ، أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ، وعلى سلفه وخلفه ، أثبتّ منه ما أثبته ، وصحّ عنده وعرفه ، وآثره من آبائه الطاهرين ، وأجاز لي سماعه منه (1).

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء ، قال : وكتبه حسان ، منها : شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار (2).

وكذا نسبه إليه في المناقب (3).

ونسبه إليه الشيخ النوري في خاتمة المستدرك ، قال : كتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان المذكور أيضاً ، وهو مقصور في الفضائل والمناقب ، وشطر من المثالب.

ثمّ قال : عثرنا بحمد اللّه تعالى على نسخة عتيقة منه ، إلاّ أنّه ناقص من أوّله وآخره (4).

ص: 84


1- شرح الأخبار 1 : 88 ، مقدّمة المؤلّف.
2- معالم العلماء : 126 [ 853 ].
3- مناقب آل أبي طالب 2 : 185.
4- خاتمة المستدرك 1 : 160 ، الفائدة الثانية.

ونسبه إليه الشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب (1) ، وإسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين (2) ، وخير الدين الزركلي في الأعلام (3).

قال العلاّمة في الذريعة : شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار للقاضي أبي حنيفة نعمان بن محمّد بن منصور المصري الشيعي ، صاحب ( دعائم الإسلام ) المتوفّى سنة 363 ه- ، كانت نسخة منه في مكتبة الميرزا حسين النوري في النجف ... ، وهو غير ( شرح كتاب الأخبار ) في الفقه المختصر من الدعائم كما ذكرناه في ج1 ص310 ، بل هذا في الفضائل (4).

هذا وقد اتفقت المصادر على أنّ شرح الأخبار للقاضي النعمان ، ولكن الأفندي شكّك في ذلك ، قال في الرياض : ثمّ إنّه قد نسب ابن شهر آشوب في بعض مواضع المناقب إلى القاضي النعمان كتاب شرح الأخبار ، وينقل فيه عنه ، وقد صرّح بذلك في معالم العلماء أيضاً ، ولكن الحق عندي أنّ ذلك سهو منه ( قدس سره ) فإنّ ابن شهر آشوب قد صرّح في مواضع أخر من مناقبه المذكور بأنّ شرح الأخبار من مؤلّفات ابن فياض من أصحابنا ، وأغرب منه أنّه قد عدّ هو نفسه هذا الكتاب في معالم العلماء المذكور في الكتب التي لم يعلم مؤلّفها ، فتدبّر (5).

ولكن يرد على كلام الأفندي أمور :
الأمر الأوّل :

أنّ الأفندي اعترف بأنّ ابن شهر آشوب تارة نسبه لابن فياض ،

ص: 85


1- الكنى والألقاب 2 : 287.
2- هدية العارفين 2 : 495.
3- الأعلام 8 : 48.
4- الذريعة 13 : 66.
5- رياض العلماء 5 : 275.

وأخرى نسبه للقاضي النعمان ، فلماذا رجّح صاحب الرياض النسبة لابن فياض مع أنّ الناسب واحد ، والكتاب المنسوب واحد؟!

الأمر الثاني :

أنّ من يراجع كتاب معالم العلماء يجد العبارة - التي نقلناها عن المعالم - واضحة في أنّ ابن شهر آشوب كان يعتقد باتحاد ابن فياض مع القاضي النعمان ، ومع الاتحاد يرتفع الإشكال من الأساس.

الأمر الثالث :

أنّ ما ادّعاه الأفندي أخيراً من أنّ ابن شهر آشوب عدّ كتاب شرح الأخبار من الكتب التي لا يعلم مؤلّفها ، هذه الدعوة غير موجودة في كتاب معالم العلماء المطبوع ، فلم يذكر ابن شهر آشوب كتاب شرح الأخبار في فصل الكتب التي لا يعلم مؤلّفها (1).

قال النوري ( ت 1320 ه- ) - بعد أن أثبت نسبة الكتاب للقاضي النعمان - : ومن الغريب بعد ذلك ما في رياض العلماء ، قال : وقد نسب ابن شهر آشوب في بعض المواضع ... ، إلى آخر العبارة المتقدّمة التي نقلناها عن الرياض.

ثمّ قال النوري : ولكنّه رحمه اللّه استدرك بخطّه في حاشية الكتاب فقال : ولكن يظهر من نسخ المعالم أنّ ابن فياض هو القاضي النعمان ، فتأمّل ولاحظ (2).

ص: 86


1- انظر : معالم العلماء : 145 ، فصل : فيما جهل مصنّفه.
2- خاتمة المستدرك 1 : 161 ، الفائدة الثانية.

قال محقّق كتاب المستدرك في الهامش : علماً أنّ نسخة الرياض المطبوعة خالية منه (1).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : كتاب شرح الأخبار في فضل الأئمّة الأطهار لسيدنا الداعي الأجل النعمان بن محمّد ( قس ) وهو ستّة عشر جزءاً ، قال في ابتداء الكتاب : [ قال القاضي ... ] هذا قوله ، بيّن فيه من أين أتى بما أتى به ، وكيف صحّحه ، ولِمَ سمّي كتابه بما سمّي به ، وكيف جمع ما جمع فيه وألّفه.

فأوّل ما في الجزء الأوّل من هذا الكتاب قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » ، ثُمّ تابع هذا القول بعينه كما أتى عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) في مواضع شتّى وروايات متفرّقة ممّا تزيد ألفاظه وتنقص ، ومعناه واحد ، ثُمّ أخذ في شرحه ، وتثبيته ، والاحتجاج عليه ممّا يتلوه من أمثاله .. ، ثُمّ بعد القول المذكور قوله : « عليّ مني وأنا منه » ثُمّ قوله : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » ثُمّ قوله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وفيه بيان ولايته ( عليه السلام ) ، وأمر غدير خمّ ... ، ثُمّ ذكر نصّ النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) على عليّ بالوصية والخلافة وأمرة المؤمنين ، وشيء من الاحتجاج على مخالفيه ، ثُمّ الإخبار بأنّ عليّاً ( عليه السلام ) أحبّ الخلق إلى اللّه تعالى ، وإلى رسوله ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وخير الخلق والبشر ، وأنّه لا يحبّه إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق ، وغير ذلك مما هو في معناه.

وفي ابتداء الجزء الثاني منه بيان سبق علي ( عليه السلام ) إلى الإسلام ، وخديجة ، وما هو في معناه ، ثُمّ ذكر إيخاء النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) بينه وبين

ص: 87


1- خاتمة المستدرك 1 : 162 ، هامش رقم (1).

عليّ ( عليه السلام ) ، ثُمّ ما جاء النص به في تفضيل عليّ باسمه ، ثُمّ ذكر ما جاء من الأمر بطاعة عليّ ( عليه السلام ) والنهي عن مفارقته ، ثمّ ذكر الأمر بولاية علي ( عليه السلام ) وولاية الأئمّة من ذرّيّته.

ثمّ الجزء الثالث منه في جهاد علي ( عليه السلام ) مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) في كُلّ غزواته ، وخدمته له ، وشيء من الاحتجاج فيه.

ثمّ الجزء الرابع في جهاده ( عليه السلام ) جموع الناكثين والقاسطين والمارقين. ثمّ الجزء الخامس في بقيّة أخبار القاسطين ، وتمام أمر المارقين ، وفيه بعض نكت من الاحتجاج على من حارب علياً ( عليه السلام ) ومن خذله.

ثمّ الجزء السادس في تمام الاحتجاج المذكور ، وفيه نكت وجوامع من أخبار معاوية لعنه اللّه وسلفه وخلفه ، تبيّن عن سوء اعتقادهم ، وما كانوا عليه.

ثمّ الجزء السابع في مناقب علي ( عليه السلام ) وفضائله وسوالفه ، والرد على الحشوية فيما يروونه بزعمهم من فضائل أبي بكر وعمر وغير ذلك من أشباهه.

ثمّ الجزء الثامن منه في ابتدائه بيان ما جاء في الأمر بطاعة علي ( عليه السلام ) ، واتّباعه ، والكون معه ، ثُمّ ذكر ما أسرّه وعهده رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) إليه ، ثُمّ أخبار دعاء النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ثُمّ بيان علم عليّ ( عليه السلام ) ، وما ذكر من أحكامه وقضاياه ، وأمر النبيّ بردّ ما اختلفوا فيه إليه.

في ابتداء الجزء التاسع منه ذكر ما نزل من الوحي والقرآن في علي ، وولاية الأئمّة من ذرّيّته ، ثمّ مناقب ومآثر له من وجوه شتّى.

ص: 88

وفي ابتداء الجزء العاشر منه ذكر مصابه وصفاته وكيفيّته ، ثمّ أخبار شهادة الرسول له بالجنّة ، وذكر ماله في الآخرة ، ثمّ ما جاء من الأخبار مجملاً في ذكر أهل بيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

ثمّ الجزء الحادي عشر منه فيه تمام ما جاء من الأخبار مجملاً في ذكر أهل بيته ، ثمّ ذكر فضيلة خديجة بنت خويلد زوجة النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ثمّ ذكر فضل فاطمة ( عليها السلام ) بنت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ثمّ ذكر ما جاء في فضل الحسن والحسين ( عليهما السلام ).

ثمّ الجزء الثاني عشر فيه تمام فضائل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، ثمّ ذكر ما ارتكب به الحسن ( عليه السلام ) إلى أن سمّ فمات مسموماً ، ثمّ ذكر ما ارتكبوه من الحسين ( عليه السلام ).

في ابتداء الجزء الثالث عشر منه ذكر من قتل مع الحسين ( عليه السلام ) من أهل بيته ، ثمّ ذكر فضائل أهل بيت علي ( عليهم السلام ) ، ثمّ ذكر فضائل الأئمّة من ولد الحسين ( عليه السلام ) إلى أبي جعفر محمّد بن علي.

وفي ابتداء الجزء الرابع عشر منه ذكر مولانا جعفر بن محمّد ، وما كان من أمر الشيعة وحماقتهم ، وذكر مولانا إسماعيل بن جعفر ( عليه السلام ) ، ومحمّد بن إسماعيل ، والأئمّة المستورين ، وما كان في عصر كل واحد منهم من أمر متغلّبيهم ، وما آلت إليه عاقبة أمورهم ، ثمّ ذكر معالم المهدي ( عليه السلام ).

وفي ابتداء الجزء الخامس عشر منه تمام ذكر معالمه وبشاراته ، ثمّ ذكر آياته ( عليه السلام ).

ثمّ الجزء السادس عشر منه في صفات شيعة علي ( عليه السلام ) وأولاده ، وما

ص: 89

أعدّه اللّه لهم في الآخرة من الكرامة ، وذكر وصاياهم لهم ...

فهذه فهرسة أجزاء الكتاب بتمامها ، وهو كتاب شريف فاضل منيف ، قلّ ما يوجد في خزانة الدعوة الهادية مثله ; لاستيعابه جميع أقسام الفضل ووجوهه لأولياء اللّه وأوليائهم مع التبيين والشرح فيما أشكل على الواقف من الأخبار والآثار والاحتجاجات في أثنائها ، وغير ذلك مما ذكرنا فيه (1).

قال السيّد الجلالي في مقدّمة الكتاب : واسمه الكامل « شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار » وقد استعرض فيه النعمان النقاط الهامّة في حياة أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وتوسّع في ما يتعلّق بفضائل الإمام علي ( عليه السلام ) ، وردّ شبهات المخالفين ، ثمّ انتصر فيه للإسماعيلية.

ثمّ ذكر السيّد الجلالي تحت عنوان « نسخ الكتاب » نسخاً كثيرة لهذا الكتاب (2).

ص: 90


1- فهرست المجدوع : 69 - 72.
2- شرح الأخبار 1 : 71 - 76 ، مقدّمة السيّد محمّد حسين الجلالي.

ص: 91

(2) اختلاف أصول المذاهب
الحديث :

الأوّل : قال : وقال النبي الناطق ، والرسول الصادق : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (1).

الثاني : قال : وفي آيات كثيرة يذمّ فيها من قلّد من لم يؤمر بتقليده ، ويؤمر باتّباع من لم يؤمر بتقليده ، ويأمر باتّباع من أمر اللّه باتّباعه ، وقد رويناه عن ابن عمر أنّه قال : سمعت رسول اللّه يقول : « العلي في ثلاثة : آية محكمة ، وفريضة عادلة ، وسنّة قائمة ، وما سوى ذلك فهو ضلال » وقال : « تركت فيكم أمرين لن يضلّوا ما إن تمسّكوا بهما ، كتاب اللّه وسنتّي ، وإنّي أخاف على أمّتي من بعدي من أعمال ثلاثة : من حكم جائر ، وزلّة عالم ، وهوى متّبع ».

وهذه هي روايتهم ، وفيها أكبر الحجّة ، على من قلّد أسلافهم منهم ، وأمّا الثابت من الرواية الصحيحة أنّ النبي ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، كهاتين » وجمع بين اصبعيه المسبحتين من يديه ، وقرنهما وساوى بينهما ، وقال : « ولا أقول كهاتين » ، وقرن بين اصبعيه الوسطى والمسبحة من يده

ص: 92


1- اختلاف أصول المذاهب : 49.

اليمنى ; « لأنّ إحداهما تسبق الأخرى ، ألا وإنّ مثلهما فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تركها غرق » (1).

الثالث : قال : ويكون الصاحب في ذلك نعتاً ، ويجري مجرى الاسم ، فيكون على هذا قوله : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » يعني به : الأئمّة من أهل بيته ، فهم القدوة الذين يهتدي بهم المهتدون ، الذين خبّر عنهم بأنّهم وكتاب اللّه الثقلان « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (2).

الرابع : قال : فإن قال قائل : أنتم تأخذون عن أئمّتكم ما لا تجدون في كتاب اللّه عزّ وجلّ نصّه ، ولا في سنّة رسوله بيانه ، وأخذكم عنهم تقليداً منكم لهم ، فلم تنكرون التقليد على غيركم؟

قلنا لهم : بئس ما تأوّلتم ومثّلتم ، تهتم ، أنّنا لم نقلّد أئّمتنا من قبل أنفسنا كما قلّدتمّ أنتم من اتّبعتموه ، وقلّدتموه من أسلافكم ، قبل أنفسكم ، وهم يدفعون تقليدكم ، ولكن امتثلنا في الرد إليهم فيما جهلناه ، ولم نعلمه لقول اللّه : ( ... ) ، وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (3).

ص: 93


1- اختلاف أصول المذاهب : 58.
2- اختلاف أصول المذاهب : 64.
3- اختلاف أصول المذاهب : 70.
كتاب : اختلاف أصول المذاهب

قال القاضي النعمان في مفتتح كتابه هذا - بعد الحمد والصلاة - : أمّا بعد ، فإنّي رأيت أهل القبلة بعد اتّفاقهم على ظاهر نصّ القرآن ، وتصديق الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) قد اختلفوا في الفتوى في كثير من الفروع ، وفي بعض الأصول ، وفي وجوه كثيرة من التأويل ، وذهبوا في ذلك مذاهب ، وتفرّقوا فرقاً ، وتحزّبوا أحزاباً ، بعد أن سمعوا قول اللّه تعالى وتلوه : ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) (1) وقوله : ... ، فذمّ جلّ ثناؤه التفريق والاختلاف ، ودعا إلى الاجتماع والائتلاف ، وأمر بذلك ، وحضّ عليه في إقامة الدين ، ونهى عن التفريق فيه ، وقد رأيت ، وباللّه أستعين ، وعليه أتوكّل ، وعلى تأييد وليّه وإرشاده ومواده أعوّل ، وإيّاه لفاقتي أسترشد وأستعد ، ومن زواخر بحره أغترف واستمد ، بأن أبسط في هذا الكتاب ، وأبدأ فيه بعلّة اختلافهم ، والذي دعاهم إليه وحملهم عليه ، وسببهم فيه ، وأتلوه بذكر جملة أقوالهم ، وما أحلّوه لنفسهم ، وبيان فساده عليهم ، وأشفعه بذكر أهل الحقّ فيما اختلفوا فيه ، وإيضاحه وبيانه ، والشواهد له ، والدلائل عليه ، ثُمّ أذكر بعد ذلك قول كُلّ فرقة واحتجاجها بما قالته ، والرد عليه فيما فارقت فيه الحق في ذلك بحسب ما أخذناه عن أئمّتنا عليهم الصلاة والسلام (2).

ص: 94


1- سورة الشورى : 13.
2- اختلاف أصول المذاهب : 29 - 30.

جاء في أوّل مخطوطة هذا الكتاب : قال قاضي القضاة النعمان عبد العزيز بن محمّد بن النعمان ، رويت هذا الكتاب ، وهو « اختلاف أصول المذاهب والردّ على من خالف الحق فيها » ، عن أبي القاضي محمّد بن النعمان ، رضي اللّه عنه وأرضاه ، ورواه أبي عن أبيه القاضي النعمان بن محمّد بن أحمد بن منصور بن حيون التميمي ، رضي اللّه عنه وأرضاه ، وأكرم منقلبه ومثواه ، مصنّف هذا الكتاب ، بعد عرضه إيّاه على مولانا وسيدنا الإمام المعز لدين اللّه أمير المؤمنين ، وعلى آبائه الطاهرين ، وأبنائه الأكرمين ، وأجازه له ، ومكان تصنيفه ، وروايته له ولولده من بعد ، بعد عرض كل راو منهم له على إمام زمانه ، واستئذانه إيّاه في روايته عنه ، فأجاز مولانا العزيز باللّه لوالدي محمّد بن النعمان قاضيه إجازة ثانية ، فعرضت ذلك على مولانا الإمام الحاكم بأمر اللّه ، إمام العصر ، فأجاز لي روايته ، وأطلق إليّ إملاءه على عبيده ، ووقّع على ظهره توقيعاً معظّماً بخطّ يده الغالية : « أجزنا سماع هذا الكتاب وإملاءه لقاضينا عبد العزيز بن محمّد بن النعمان ، والحمد لله ربّ العالمين » (1).

ونسبه القاضي النعمان إلى نفسه في كتابه شرح الأخبار (2).

ونسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء تحت عنوان « أصول المذاهب » (3).

ونسبه إليه أيضاً : المختار المسبحي في تاريخه ، كما عن ابن خلّكان (4).

ص: 95


1- اختلاف أصول المذاهب : 27 - 28.
2- شرح الأخبار 3 : 318.
3- معالم العلماء : 126.
4- 4 - وفيات الأعيان 4 : 586 ، حرف النون ، الوافي بالوفيات 27 : 95 ، تاريخ الإسلام للذهبي 26 : 316، وفيات سنة 363ه-.

ونسبه إليه السيّد الأمين في أعيان الشيعة (1) ، والحاجي خليفة في كشف الظنون (2) ، والزركلي في الأعلام (3) ، والبغدادي في معجم المؤلّفين (4).

ونسبه إليه الطهراني في الذريعة ، واحتمل أن يكون اختلاف أصول المذاهب هو نفسه اختلاف الفقهاء (5).

وعلّق على هذا السيّد الجلالي في مقدّمة كتاب شرح الأخبار ، قال : وقد أصاب شيخنا العلاّمة رحمه اللّه في كون المراد به كتاب اختلاف الفقهاء الذي ذكره ابن خلّكان (6).

قال محقّق الكتاب مصطفى غالب في المقدمة : وكتاب اختلاف أصول المذاهب الذي نضعه الآن بين أيدي الباحثين هو أحد مؤلّفات القاضي النعمان بن محمّد العديدة ، وقد أتى على ذكره أكثر المؤرّخين ، والجدير بالذكر أنّ الأئمّة الإسماعيليين كانوا يخصّصون الجوائز القيّمة لكل من يحفظ هذا الكتاب ، كما وأنّ أولاد النعمان وأحفاده كانوا يقرؤونه على الناس في الجوامع ، ولقد أمدّنا هذا الكتاب بوثيقة ذات قيمة تاريخية هامّة ، وهي نصّ سجل تعيين القاضي النعمان بالمنصورية وأعمالها ، وإطلاق النظر له فيمن تظلّم إليه من أهل المدن التي فيها القضاة والحكام وغيرهم بجميع

ص: 96


1- أعيان الشيعة 10 : 223.
2- كشف الظنون 1 : 32.
3- الأعلام 8 : 41.
4- معجم المؤلّفين 13 : 107.
5- الذريعة 1 : 360.
6- شرح الأخبار 1 : 44 ، مقدّمة السيّد محمّد حسين الجلالي.

الكور ، وإنفاذ الحق على من وجب عليه ، واعطاؤه مستحقّه ، وفيه نقف على مدى اعتماد الإمام المعز على النعمان ... ، وتاريخ كتابة هذا السجل هو يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول ، سنة ثلاثمائة وثلاث وأربعين ه- ، ولقد تصدّى النعمان في هذا الكتاب للرد على خصوم المذهب الإسماعيلي (1).

وقال المجدوع في فهرسته : وهو كتاب عجيب بليغ كاف فيما بني عليه ، استوعب فيه دلائل كل منهم ، وذكر جميع ما قالوه في دعواهم جملة ، ثمّ الردّ عليهم في ذلك تفصيلاً (2).

هذا ، وقد ذكر السيّد محمّد حسين الجلالي عدّة نسخ للكتاب في تقديمه لكتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان (3).

ص: 97


1- اختلاف أصول المذاهب : 22 - 23 ، مقدّمة المحقّق.
2- فهرست المجدوع : 97.
3- شرح الأخبار 1 : 44 ، المقدّمة.
(3) دعائم الإسلام
الحديث :

قال : وروينا عن أبي ذر رحمة اللّه عليه أنّه شهد الموسم بعد وفاة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، فلمّا احتفل الناس في الطواف ، وقف بباب الكعبة ، وأخذ بحلقة الباب ، وقال : يا أيّها الناس ، ثلاثا ، واجتمعوا ، ووقفوا ، وأنصتوا ، فقال : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، أحدّثكم بما سمعته من رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) سمعته يقول حيث احتضر : « إنّي تارك فيكم الثقلين : ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » ، وجمع بين اصبعيه المسبحتين من يديه ، وقرنهما وساوى بينهما ، وقال : « ولا أقول كهاتين » ، وقرن بين اصبعيه الوسطى والمسبحة من يده اليمنى « لا أحدهما تسبق الأخرى ، ألا وإنّ مثلهما فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تركها غرق » (1).

ص: 98


1- دعائم الإسلام 1 : 27 - 28.

ص: 99

كتاب : دعائم الإسلام

قال القاضي النعمان في مقدّمة كتابه هذا - بعد الحمد والثناء - : فإنّه لمّا كثرت الدعاوي والآراء ، واختلفت المذاهب والأهواء ، واخترعت الأقاويل اختراعاً ، وصارت الأمّة فرقاً وأشياعاً ، ودثر أكثر السنن فانقطع ، ونجم حادث البدع وارتفع ... ، فقد رأينا - وباللّه التوفيق - عند ظهور ما ذكرناه أن نبسط كتاباً جامعاً مختصراً ، يسهل حفظه ، ويقرب مأخذه ، ويغني ما فيه من جمل الأقاويل عن الإسهاب والتطويل ، نقتصر فيه على الثابت الصحيح ممّا رويناه عن الأئمّة من أهل بيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) من جملة ما اختلفت فيه الرواة عنهم في دعائم الإسلام ، وذكر الحلال والحرام ، والقضايا والأحكام ، فقد روينا عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليه السلام ) أنّه قال : « بني الإسلام على سبع دعائم : الولاية ، وهي أفضلها ، وبها وبالولي يوصل إلى معرفتها ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، فهذه دعائم الإسلام نذكرها إن شاء اللّه بعد ذكر الإيمان الذي لا يقبل اللّه تعالى عملاً إلاّ به ، ولا يزكو عنده إلاّ من كان من أهله ، ونشفعها بذكر الحلال والحرام ، والقضايا والأحكام ; لما في ذلك من التعبّد ، والمفروضات في الأشربة ، والبياعات ، والمأكولات ، والمشروبات ، والطلاق ، والمناكحات ، والمواريث ، والشهادات ، وسائر أبواب الفقه المثبتات الواجبات (1).

ص: 100


1- دعائم الإسلام 1 : 3 ، مقدّمة المؤلّف.

نسبه إليه الذهبي في تاريخ الإسلام ، قال : وللنعمان كتاب دعائم الإسلام ، ثلاثون مجلّداً في مذهب القوم (1).

وكذا نسبه إليه الصفدي في الوافي بالوفيات (2).

قال الداعي إدريس القرشي ( ت 872 ه- ) في سبب تأليف هذا الكتاب في كتابه عيون الأخبار : حضر القاضي النعمان بن محمّد وجماعة من الدعاة عند أمير المؤمنين المعز لدين اللّه ، فذكروا الأقاويل التي اخترعت ، والمذاهب والآراء التي افترقت بها فرق الإسلام ، وما اجتمعت ، وما أتت به علماؤها ، وابتدعت ، وتسامت إليه من العلم بغير برهان مبين وادعت ، فذكر أمير المؤمنين المعز لدين اللّه ( عليه السلام ) فيما رواه آباؤه الطاهرون : « لتسلكن سبيل الأمم قبلكم ذراعا بذراع ، وباعاً بباع ، حتّى لو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه » ، ثمّ ذكر لهم المعز لدين اللّه « إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه ، وإلاّ فعليه لعنة اللّه » ونظر إلى القاضي النعمان بن محمّد فقال : أنت المعني بذلك في هذا الأوان يا نعمان ، ثمّ أمره بتأليف كتاب الدعائم ، وأصّل له أصوله ، وفرّع له فروعه ، وأخبره بصحيح الروايات عن الطاهرين من آبائه ، عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) (3).

قال العلاّمة المجلسي ( ت 1111 ه- ) في البحار : وكتاب دعائم الإسلام تأليف القاضي النعمان بن محمّد ، وقد ينسب إلى الصدوق ، وهو خطأ (4).

ص: 101


1- تاريخ الإسلام 26 : 316 ، وفيات سنة 363 ه-.
2- الوافي بالوفيات 27 : 95.
3- فهرست المجدوع : 18 ، عن عيون الأخبار.
4- بحار الأنوار 1 : 20 ، مصادر الكتاب.

وقال : وكتاب دعائم الإسلام قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهّمون أنّه تأليف الصدوق رحمه اللّه ، وقد ظهر لنا أنّه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور ، قاضي مصر في أيّام الدولة الإسماعيليّة ... ، وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة ، لكن لم يرو عن الأئمّة بعد الصادق ( عليه السلام ) ... ، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد (1).

قال الأفندي ( ت 1120 ه- ) في الرياض - بعد أن ذكر اسم القاضي ونسبه - : مؤلّف كتاب دعائم الإسلام وغيره ، وعندنا من ذلك الكتاب نسخة في مجلّدين ، وكان من أقدم النسخ ... ، ثمّ إنّ عندنا نسخة عتيقة جدّاً من النصف الآخر من كتاب دعائم الإسلام له ، وعلى حواشيها فوائد جليلة كثيرة من كتاب مختصر الآثار ، له أيضاً (2).

قال السيّد الخوئي ( ت 1413 ه- ) : إنّ كتاب دعائم الإسلام فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية ، قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ، ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدّث النوري - قدس اللّه نفسه - في اعتبار الرجل (3) ، وأنّه كان من الإمامية المحقّة ، فهو لم يثبت ، فالرجل مجهول الحال ، وعلى تقدير الثبوت فكتابه دعائم الإسلام غير معتبر ; لأنّ رواياته كلّها مرسلة (4).

ونسبه إليه الشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب (5) ، والسيّد الأمين

ص: 102


1- بحار الأنوار 1 : 38 ، توثيق المصادر.
2- رياض العلماء 5 : 275.
3- وقد تقدّم مفصّلاً رأي الشيخ النوري ونقاشه.
4- معجم رجال الحديث 20 : 185.
5- الكنى والألقاب 1 : 57.

في أعيان الشيعة (1) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (2) ، والزركلي في الأعلام (3) ، ومصطفى غالب في تاريخ الدعوة الإسماعيليّة (4) ، ومقدّمة كتاب اختلاف أصول المذاهب (5).

ونسبه إليه العلاّمة الطهراني في الذريعة ، وذكر عدّة نسخ للكتاب (6).

قال محقّق كتاب الدعائم آصف بن علي أصغر فيضي : وكتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان بن محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي المغربي المتوفّى سنة 363 ه- ( 974 م ) أقوم مصدر لدراسة القانون عند الفاطميين ، وهو مقسّم إلى جزئين : الأوّل يبحث في العبادات ، وهي :

( أ ) الإيمان من وجهة نظر الفاطميين ، ( ب ) الطهارة ، ( ج ) الصلاة ، ويشتمل أيضاً على الجنائز ، ( د ) الزكاة ، ( ه- ) الصوم ، ( و ) الحج ، ( ز ) الجهاد ، وهذه هي دعائم الإسلام السبع عند الشيعة الفاطميين ، وهذا الجزء في ثمانية كتب ، وحديثه عن الصلاة والجنائز متناثر في فصوله المختلفة ، ويغلب على معالجته للموضوعات الصبغة الدينية والكلامية ، وكما نجد بها مسائل تشريعيّة.

أمّا الجزء الثاني فهو يبحث في المعاملات ، ويشتمل على خمسة وعشرين كتاباً ... ، والجزء الأوّل قيّم للباحث في علم الكلام ، كما يتّضح ذلك من الكتاب الأوّل الذي يعدّ من أقدم النصوص في عقائد الفاطميين ،

ص: 103


1- أعيان الشيعة 10 : 24 ، 7 : 173.
2- معجم المؤلّفين 13 : 107.
3- الأعلام 8 : 41.
4- تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : 199.
5- اختلاف أصول المذاهب : 20 ، مقدّمة المحقّق.
6- الذريعة 8 : 197.

فهو يبدأ بتعريف الإيمان ، والفرق بين الإسلام والإيمان ، ثمّ يتحدّث عن ضرورة الاعتقاد في الإمامة ... ، نرى في الكتاب الثاني الحديث عن وصيّة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبكتاب الوصايا أهم الآراء المنسوبة إلى علي نفسه في توثيق عقيدة الإمامة ... ، يقول رواة الفاطميين : إنّه لم يؤلِّف شيئاً - [ أي : القاضي النعمان ] - دون الرجوع إلى أئمّة عصره ، ويعتبر أقوم كتبه كتاب « دعائم الإسلام » أنّه من عمل المعز نفسه ، وليس من عمل قاضيه الأكبر ، ولهذا كان هذا الكتاب هو القانون الرسمي منذ عهد المعز حتّى نهاية الدولة الفاطمية ... ، بل لا يزال هذا الكتاب هو الوحيد الذي يسيطر على حياة طائفة البهرة في الهند ، وعليه المعوّل في أحوالهم الشخصيّة.

ثمّ قال : وتتّضح قيمة هذا الكتاب أيضاً من أنّ عدداً كبيراً من المختصرات له ألّفت ; لتكون بين يدي القضاة والطلبة.

ثمّ ذكر المحقّق النسخ التي اعتمد عليها ، وذكر خصوصيّاتها (1).

وقد ذكر السيّد محمّد حسين الجلالي في مقدّمة كتاب شرح الأخبار عدّة نسخ لكتاب الدعائم (2).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته - بعد أن ذكر كتاب الاقتصار للقاضي النعمان - : ذكر فيه من أين نقل هذه العلوم الفقهية ، وكيف جمعها في كتاب ، ثُمّ استخرج منه ما استخرج من سائر تصانيفه ، ولم سمّي كُلّ كتاب بما سمّي به ، ثُمّ كان بعد ذلك كله تصنيف كتاب « الدعائم » الذي أوردنا ذكره قبل هذا ، فهو آخر كل كتاب صنّفه في علم الفقه ، وأجمعه للآثار ، وأتقنه في الأخبار ، والذي ينبغي إذا احتيج إلى

ص: 104


1- دعائم الإسلام 1 : 9 ، مقدّمة المحقّق.
2- شرح الأخبار 1 : 52.

جواب مسألة من علوم الفقه أنْ ينظر فيه أولاً ، كما ورد في رسالة « إيضاح الأعلام » لسيدنا إدريس بن حسن قدس اللّه روحه ، وذلك قوله - كما ذكر مولانا الحاكم ( عليه السلام ) لداعيه باليمن هارون بن أحمد - : وليكن فتواك في الحلال والحرام من كتاب « دعائم الإسلام » دون ما سواه (1).

وقد ألّف القاضي النعمان كتاب أساس التأويل في الباطن ، وهو تأويل ما في الدعائم ، قال الشيخ المجدوع في الفهرست : كتاب أساس التأويل في الباطن ، تأويل ما في كتاب دعائم الإسلام لسيدنا النعمان ، والموجود كتاب الولاية ، الذى جمع فيه تأويل ما أتى من ظاهر قصص الأنبياء (2).

وقد ألّف القاضي النعمان أيضاً كتاب تأويل الدعائم ، قال الشيخ المجدوع : كتاب تأويل الدعائم لسيدنا القاضي النعمان بن محمّد ( قس ) وسمّي به لأنّه أتى بهذا الكتاب بتأويل ما في ذلك الكتاب من ظاهر دعائم الإسلام ، صنّفه بعد كتابه الموسوم بأساس التأويل بأعلى درجة منه في وجوه التأويل (3).

ص: 105


1- فهرست المجدوع : 34.
2- فهرست المجدوع : 134.
3- فهرست المجدوع : 135.
(4) المجالس والمسايرات
الحديث :

قال : وسألته ( عليه السلام ) عن الرواية في يوم الغدير ، وما قاله رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ذلك اليوم لعلي ( عليه السلام ) ، وما قام به من ولايته بقوله : « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

وقلت : جاءت الرواية أنّ ذلك كان في منصرفه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) من حجّة الوداع ، لمّا صار عند غدير خمّ ، وذلك لثماني عشرة خلت من ذي الحجّة ، وأنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل عليه حينئذ لمّا قام بولاية علي ( عليه السلام ) ، وأجاب المسلمون ما عقده له : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) (1).

فقال : نعم ، كذلك كان الأمر.

ثمّ قال : قلت : ويوم عرفة يوم تسعة من ذي الحجّة ، فكأنّ ذلك - على الحديث - نزل قبل يوم الغدير بتسعة أيّام.

فتبسّم ( عليه السلام ) ، وقال : فما قلت أنت في ذلك؟

قلت : ما ذهب وهمي في ذلك أنّ قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي »

ص: 106


1- المائدة : 3.

- قال : هذا يوم عرفة - أَنَزِلَ فوجبت به الولاية ، وفسّرها بعد ذلك يوم الغدير.

فقال : لا ، ولكن كان في يوم عرفة كما قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ، وذكر تأويل عرفة ، فتبيّن لي الأمر ، وصحّ الحديثان (1).

ص: 107


1- المجالس والمسايرات : 328 ، كلام في قصّة يوم الغدير.
كتاب : المجالس والمسايرات

قال القاضي النعمان في مقدّمة كتابه هذا : ولقد كنت جمعت عن المهدي باللّه ، والقائم بأمر اللّه ، والمنصور باللّه صلوات اللّه عليهم ورحمته وبركاته ، وفيهم وفي فضائلهم ، من الكتب ما يطول ذكرها ، وألّفت سيرة المعز لدين اللّه صلوات اللّه عليه ، من الوقت الذي أفضى اللّه عزّ وجلّ بأمر الإمامة إليه إلى اليوم ، وأنا ذائب في ذلك إلى أن ينقضي عمري إن شاء اللّه تعالى ، ويصلها من بعدي من عقبي وأعقابهم بتوفيق اللّه إيّاهم بطول بقاء وليّه ، ودوام عزّه وسلطانه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.

ثمّ رأيت وجوهاً من الحكم والعلم والآداب والمعرفة تنفجر عن منطقه ، وتندفع من ألفاظه ، وتشير عن رمزه وإشارته ، ولا تجري مجرى السير التي صنّفتها ، ولا تدخل في أبوابها التي ألّفتها على ما في تلك السير من الحكمة والعلم والمعجزات والبراهين والدلائل والآيات.

فرأيت إفراد هذه في كتب تشبهها وتليق بها ، وأن أفرد السير في كتابها مع ما شاكلها وكان من معناها ، وأن أذكر في هذا الكتاب ما سمعته من المعز صلوات اللّه عليه من حكمة وفائدة وعلم ومعرفة ، عن مذاكرة في مجلس أو مقام أو مسايرة ، وما تأدّى إليّ من ذلك عن بلاغ أو توقيع أو مكاتبة على تأدية المعنى دون اللفظ ، حقيقة بلا زيادة ولا نقص ، بعد بسط

ص: 108

العذر في التخلّف عن تأدية حقيقة لفظه (1).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : كتاب المجالس والمسايرات والمواقف والتوقيعات ، للقاضي المذكور ( قس ) وهو نصفان ، كلّ نصف منهما مجلّد برأسه (2).

نسبه إليه : الزركلي في الأعلام (3) ، وأتان كلبرك في كتابه « كتابخانه ابن طاووس » (4) ، وحسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة (5).

قال محقّق هذا الكتاب : سجّل اسم الكتاب على النسخة الآصفية - التي اعتمدنا نصفها الأوّل - بهذه الصورة : « المجالس والمسايرات في تاريخ الإسماعيليّة وعقائدهم » ويبدو أنّ اسمه الأصلي هو ما ذكره المجدوع : « المجالس والمسايرات والمواقف والتوقيعات » وهو اسم كثر مطابقة لمحتوى الكتاب ومادّته.

وقد نصّ في مقدّمته على ما سبق له من تآليف كتبها عن الخلفاء : المهدي والقائم والمنصور ، ثمّ عن المعز منذ بداية إمامته ... ، ومما يزيد في الأهميّة الوثائقية لهذا الكتاب أنّ النعمان كان حريصاً على تسجيل مادّته إثر كل مجلس مباشرة ، ويتحرّى في نقل ما ينقله حتّى يأتي بلفظ المعز كما ورد على لسانه ، مع ما في هذا العمل من صعوبة وجهد ، وكانت مراجعة الخليفة لمحتواه تزيد النعمان وثوقاً من عمله ، فيقول : إنّ ما أثبته في هذا

ص: 109


1- المجالس والمسايرات : 46 - 47 ، مقدّمة المؤلّف.
2- فهرست المجدوع : 52.
3- الأعلام 8 : 41.
4- كتابخانة ابن طاووس ( فارسي ) : 383.
5- مستدركات أعيان الشيعة 1 : 242 ، 2 : 339.

الكتاب كأنّه هو لفظه ، وإنْ لم يكن هو بحقيقته ، لما أجازه على المعنى ، وسقط عنه تهمة التحريف والإحالة ، وإن سقطت منه فضيلة الفصاحة والجزالة ، ومعجز الألفاظ في المقالة ....

وإذا كان النعمان قد وضّح خطّة العمل في هذا الكتاب ، وحدّد مادّته ومحتواه ، ومرتبته من الوثوق باعتبار توخّيه التسجيل المباشر أوّلاً ، ثُمّ مراجعة المعز لهذه المواد التي تسقّطها كاتبها على توالي الأيام ، فقد ظلّ التاريخ الذي توقف فيه مبهما نظراً لأنّ صفة التاريخ لم تجي في هذا الكتاب إلاّ بصورة عرضية ... ، لم يكن كتاب المجالس كتاب تاريخ ، ولا كتاب سيرة فقط ، بل هو أيضاً كتاب عقيدة ، وكتاب أدب ... ، ونتبيّن من هذا الكتاب مكانة القاضي النعمان في الدولة الفاطمية ، ومختلف وظائفه الدينية المذهبية والسياسية الديوانية ، كما نجد فيه مسائل عقائدية كمبحث الإمامة ، وما قيل في نسب الفاطميين ، وما نسبه الغلاة إلى الأئمّة ممّا لا يتّفق مع عقيدة الإسلام ، ومسائل في الظاهر والباطن.

ونجد كذلك في الكتاب صورة من الصعوبات التي لقيها الفاطميون في بسط نفوذهم المذهبي على المجتمع الأفريقي ... ، ونستخلص منه أيضاً معلومات عن المهدي والقائم والمنصور والمعز ، وسياستهم الداخلية والخارجية ، وعن طباعهم ومعاملاتهم للناس ، مع نماذج كثيرة من حكمتهم ومواعظهم.

وفي خصوص الأئمّة يمكن جمع الأخبار والإشارات الواردة في الكتاب ، مبثوثة هنا وهناك في كلام المعز ، أو في ذكريات النعمان ....

يصوّر لنا القاضي النعمان في كتابه المجالس والمسايرات المعز على

ص: 110

أنّه الرجل الذي تحصّل على علم الأولين والآخرين ، فالمعز متبحّر في كُلّ علم وفن ، عارف بعلم الظاهر ، وعلم الباطن ، وبأحكام الدين وأصوله وفروعه ، وبالعلوم الرياضية والطب والهندسة و ....

وفي نهاية المقدّمة يذكر المحقّق مواصفات النسخة المعتمدة في التحقيق (1).

قال السيّد محمّد حسين الجلالي في مقدّمة كتاب شرح الأخبار : المجالس والمسايرات ، ويعتبر هذا الكتاب أهم مصدر إسماعيلي في تواريخ الخلفاء الفاطميين ، وخاصّة الخليفة الرابع المعز ، فقد نقل المؤلّف عنه نصوصاً ذات قيمة تأريخية ، تلقي بعض الضوء على جوانب من حياة الفاطميين وعقائدهم المغطّاة بستار التقيّة ....

وقد طبع هذا الكتاب طباعة محقّقة وافية باهتمام إبراهيم شيوخ وآخرين في المطبعة الرسمية بتونس سنة 1978م ، واعتمد في تحقيقه على عدّة نسخ ملفّقه ....

ثمّ ذكر السيّد الجلالي عدّة نسخ للكتاب (2).

ص: 111


1- المجالس والمسايرات : 17 ، مقدّمة التحقيق.
2- شرح الأخبار 1 : 56 ، مقدّمة السيّد محمّد حسين الجلالي.
(5) افتتاح الدعوة
الحديث :

قال : وأخذ أبو عبد اللّه في هيئة الخروج إلى سجلماسة ، فلمّا تهيّأت أموره ، وفرغ من حوائجه ، كتب كتاباً جعله نسخاً ، وبعث كل نسخة منه إلى كل منبر بأفريقية ، فقرئت عليه ، وهذه نسخة عما جاء فيه :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وبه عوني ، وعليه توكّلي ، أمّا بعد : ... ، ثمّ دلّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) أمّته على الشيئين المنجيين من الضلال ، والهاديين إلى الرشاد ، وأمر أمّته بالتمسّك بهما ، وقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل البيت » (1).

ص: 112


1- افتتاح الدعوة : 155 - 156.

ص: 113

كتاب : افتتاح الدعوة أو ابتداء الدعوة للعبيديين

قال القاضي النعمان في مفتتح كتابه هذا - بعد الحمد والثناء - : ولم يخل الأرض من إمام فيها للأمّة ، وقائل بالحق ، وقائم بالحجّة ، وإن تغلّب فيها المتغلّبون ، واستتر للتقيّة الأئمّة المستحفظون ، وإنّ لهم بكلّ جزيرة من جزائر الأرض داعياً لهم ، وبكل ناحية من نواحيها دليلاً عليهم ، ولو ذكرنا كل إمام منهم صلوات اللّه عليهم ، ومن دعا إليه ، وقام بأمره لطال الكتاب بذكرهم ، ولكنّا آثرنا من ذلك ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي صلوات اللّه عليه ، وابتداءها فيها ، وهجرته صلوات اللّه عليه إليها ، وقيامه عنها ، فظهوره بأسبابها ; ليبقى ذكر ذلك مسطوراً ، ويجري مذكوراً مأثوراً على مرّ الزمان في غابر الدهور والأيّام (1).

نسبه إليه ابن خلّكان في وفيات الأعيان ، قال : وصنّف كتاب : « ابتداء الدعوة للعبيديين » (2).

ونسبه إليه الصفدي في الوافي بالوفيات (3) ، والذهبي في تاريخ

ص: 114


1- افتتاح الدعوة : 15.
2- وفيات الأعيان 4 : 586.
3- الوافي بالوفيات 27 : 95.

الإسلام تحت عنوان ابتداء الدعوة (1) ، والكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب في مقدّمة كتاب اختلاف أصول المذاهب تحت عنوان افتتاح الدعوة (2).

ونسبه إليه إسماعيل باشا البغدادي في كتابيه إيضاح المكنون (3) ، وهديّة العارفين (4) ، تحت عنوان ابتداء الدعوة للعبيديين بمصر ، ونسبه إليه الزركلي في الأعلام ، وذكر العنوانين للكتاب (5).

ونسبه إليه عمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين تحت عنوان ابتداء الدعوة للعبيديين (6) ، والسيّد محسن الأمين تحت عنوان افتتاح الدعوة (7).

ونسبه إليه العلاّمة الطهراني تارة تحت عنوان ابتداء الدعوة للعبيديين (8) ، وأخرى تحت عنوان رسالة افتتاح الدعوة (9).

قال الكاتب الإسماعيلي عارف تامر - محقّق الكتاب - في المقدّمة : هذا الكتاب يعتبر من روائع كتب الدعوة الإسماعيليّة المعترف بها رسمياً لدى المقامات الدينية العليا التي ظهرت للوجود في بدء قيام الدولة الفاطمية في شمالي أفريقيا ، وفي عهد الأئمّة الفاطميين المستورين الذين عاشوا في مدينة سلمية السورية في منتصف القرن الأول ، وفي القرن الثاني من الهجرة المحمّدية الهادية.

ص: 115


1- تاريخ الإسلام 26 : 316.
2- اختلاف أصول المذاهب : 21 ، مقدّمة المحقّق.
3- إيضاح المكنون 1 : 8.
4- هديّة العارفين 2 : 495.
5- الأعلام 8 : 41.
6- معجم المؤلّفين 13 : 107.
7- أعيان الشيعة 10 : 223.
8- الذريعة 1 : 60.
9- الذريعة 11 : 98.

من الواضح أنّ هذا الكتاب القيم ، الموضوع سنة316 ه- ، لا يتطرّق مؤلّفه النعمان إلى العقائد الدينية ، أو للفلسفة أو للأحكام الشرعية والفقهية مما لا يمكن تقديمه ، أو التعريف عنه ، أو اعتباره ، إلاّ كقصّة تاريخية طريفة تروي وقائع مهمّة ، وأحداث رهيبة جسيمة ، وقعت على ساحتي اليمن والمغرب ، فكان بطل الأولى الداعي الكبير « ابن حوشب منصور » ، وكان الثاني أبو عبد اللّه الشيعي.

أمّا المحور الذي قامت عليه الوقائع والأحداث فكان « الإمام محمّد المهدي » مؤسس الدولة الفاطمية في تونس ، وأوّل خليفة لعامّة المسلمين (1).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب افتتاح الدعوة وابتداء الدولة ، من تأليفاته في ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي ، بدأ فيه بذكر ابتداء الدعوة باليمن ، والقائم بها ، وهو أبو القاسم الحسن بن فرح بن حوشب الكوفي من أولاد مسلم بن عقيل بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكيف كان ظهوره فيها ، حتّى نفذ إليه الداعي بالمغرب ، وهو أبو عبد اللّه ، وخرج منه إلى أرض المغرب بعدما أخذ عنه ، وتأدّب في كُلّ الأمور بآدابه ، وما الذي كان من أمره بعد وصوله إليها ، وقبل وصوله ، من الأسباب التي هيّأها اللّه تعالى له في طريقه ... ، إلى أنْ ظهر فيها أمره ، وهاجر إليها الإمام المهدي باللّه ، وولده القائم بأمر اللّه ، واستقرّ قرارهما بها ، وفيه ذكر شيء من سيرة أبي عبد اللّه ، وأخلاقة ، وآدابه التي كان بها ما كان من استقامة أمره ، وظهور دعوته ، واشتهار فضله ، وذكر مما يجب على كُلّ وال ولي من عمل الدعوة شيئاً أنْ يأخذ بحظّه منها ، ويلتزم بسببها ، ويتعلّق

ص: 116


1- افتتاح الدعوة : 5 ، مقدّمة المحقّق.

بوثائقها (1).

وقد نسب ابن شهر آشوب في المعالم كتاب الدولة للقاضي النعمان (2) ، وقال السيّد الجلالي - صاحب مقدّمة كتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان - : افتتاح الدعوة وإنشاء الدولة ، ألّفه سنة 346 ه- ، ذكره ابن شهر آشوب بعنوان الدولة (3) (4).

وقال السيّد الجلالي أيضاً : وقد طبع الكتاب أوّلاً بتحقيق وداد القاضي ببيروت 1970م بعنوان « كتاب افتتاح الدعوة ».

ثمّ ذكر السيّد الجلالي مواصفات بعض نسخ الكتاب (5).

وقد طبع الكتاب سنة 1996م بتحقيق عارف تامر ، تحت عنوان « كتاب افتتاح الدعوة » وهي الطبعة التي اعتمدناها في النقل.

ص: 117


1- فهرست المجدوع : 67.
2- معالم العلماء : 126.
3- شرح الأخبار 1 : 45 ، مقدّمة السيّد محمّد حسين الجلالي.
4- أقول : لعل الوجه في استظهار اتّحادهما هو كلام الشيخ المجدوع المتقدّم.
5- شرح الأخبار 1 : 46 ، مقدّمة السيّد محمّد حسين الجلالي.
(6) المناقب والمثالب
الحديث :

قال : وعن أبي ذر أنّه قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يقول : « ترد على الحوض أمّتي على خمس رايات » وذكر حديثاً طويلاً ، قال فيه : « ثمّ يرد فرعون في أتباعه ، فآخذ بيده ، فإذا أخذتها اسودّ وجهه ، ورجفت قدماه ، وصفقت أحشاؤه ، ويفعل ذلك بأتباعه » ثمّ قال : « هو معاوية بن أبي سفيان ، فأقول : بماذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون كذّبنا الأكبر ومزّقناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه ، فأقول : اسلكوا طريق أصحابكم ، فيصرفون ضمأى مسودّة وجوههم ، لا يطعمون منه قطرة » (1).

ص: 118


1- المناقب والمثالب : 232 ، أقوال في معاوية.

ص: 119

كتاب : المناقب والمثالب

قال القاضي النعمان في مقدّمة كتابه هذا - بعد الحمد والثناء ، وذكر الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، وذكر بعض فضائلهم - : وبسطنا في صدر كتابنا هذا منه ما بسطناه ، لما تأدّى إلينا وسمعنا من دعوى بني أمية الفضل مع العترة الطاهرة ، آل الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، وعيوب بني أميّة مع ذلك بادية مكشوفة ، وفضائل آل الرسول ظاهرة معروفة ، وطاعة الأئمّة منهم ( عليهم السلام ) لازمة لهم ، وحقوقهم عليهم واجبة ، فاستكبروا كاستكبار إبليس ، وعندوا عنوده ، وادعوا كما ادعى الفضل على من فضّله اللّه عزّ وجلّ عليه ، فرأينا وباللّه التوفيق ، وبه نستعين ، بسط كتابنا هذا في إبطال دعواهم ، وذكر أسباب عدواتهم ، وما جرى عليه منها من تقدّم من أسلافهم من قبل مبعث رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، وبعد مبعثه ووفاته ، ومن نصب له منهم العداوة في حياته ; تكذيباً لنبوّته ، وما نال وصيّه وذرّيته منهم من بعد موته ، ونذكر مثالبهم ومناقب آل الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ; لنوضّح الحق لمن أبصره من أوليائه ، ويهدي اللّه بذلك إليه إنْ شاء من يحب أنْ يهديه ، ويمنّ بالتوفيق عليه ، ولو لا أنّ ذكر المثالب والمساوئ ههنا من الضرورة لما ذكرناها ، ولو وجدنا بدّاً من ذكرها لسترناها ، فقد كان يقال : لا خير في ذكر العيوب إلاّ من ضرورة ، وستر المساوئ في الواجب من الخيانة ، وليس هذا مما يعارض بالحديث المرفوع : « لا تسبّوا الأحياء بسبّ الأموات » إنّما ذلك في الأموات

ص: 120

الذين لا يجوز سبّهم ، فأمّا من كان سبّهم فريضة ، ونشر معايبه من أوجب الشريعة ، فليس من معنى هذا الحديث ... ، ولا نعلم بدعة هي أضرّ بالمسلمين والملّة الحنيفية والدين من بدعة تعاطي بها المفضول منزلة الفاضل ، وجلس بها امام البغي منزلة مجلس الإمام العادل ، ولا ثواب - إنْ شاء اللّه - أجزل من ثواب قائل أبان الحق في ذلك ، ونفى الشبهة عنه ، ودمغ بقوله الباطل ، وأظهر عوار مدّعيه ، نسأل اللّه بلوغ ذلك والعون عليه.

ولمّا نظرنا في عداوة بني أميّة للعترة الطاهرة الزكية ، رأيناها عداوة أصلية قديمة ... ، ورأينا وباللّه التوفيق أن نبتدئ بذكر هذه العداوة من حيث ابتدأت ... ، إلى أن بلغت ما بلغت ... ، إلى وقت تأليف كتابنا هذا (1).

ونسبه المصنّف إلى نفسه في عدّة مواضع من كتابه شرح الأخبار ، قال : وقد ألّفت كتاباً سمّيته كتاب المناقب والمثالب ، وذكرت فيه فضل هاشم وولده ، وماله ومالهم من المناقب في الجاهليّة والإسلام ، وفضلهم في ذلك على عبد شمس وولده ، ومثالب عبد شمس وولده في الجاهليّة والإسلام ، على الموازنة رجلاً برجل إلى وقت تأليفي ذلك (2).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : قال سيّد عماد الدين ( قس ) في كتاب عيون الأخبار : قال القاضي النعمان بن محمّد ( قس ) : أمرني أمير المؤمنين المعز لدين اللّه بجمع أخبار الدولة في كتاب ، ومناقب بني هاشم ومثالب بني عبد شمس في كتاب ، ففعلت على ما رتّبه وأفاد ، ورفعتهما إليه ، فاستحسنهما ، وارتضاهما ، واستجاد معناهما ، وقال : أمّا

ص: 121


1- المناقب والمثالب : 20 - 23 ، مقدّمة المؤلّف.
2- شرح الأخبار 2 : 98 ، 145 ، 174 ، وغيرها.

أخبار الدولة ... ، وأمّا فضل الآباء ومناقبهم ، وضعة الأعداء ومثالبهم ، فإنّ ذلك مما ينبغي أن يعرفه الأبناء والذرّية والأولياء (1).

نسبه إليه ابن شهر آشوب في المعالم (2) ، وابن زولاق كما في وفيات الأعيان ، قال : وعمل في المناقب والمثالب كتاباً حسناً (3).

وكذا نسبه إليه الذهبي في تاريخ الإسلام (4) ، وسير أعلام النبلاء (5) ، والصفدي في الوافي بالوفيات (6).

ونسبه إليه العلاّمة المجلسي في البحار (7) ، وقال : وكتاب المناقب والمثالب كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة (8).

ونسبه إليه السيّد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة (9) ، والزركلي في الأعلام (10) ، والبغدادي في هديّة العارفين (11).

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : « المناقب والمثالب » في مناقب بني هاشم ومثالب بني أمية ، وذكر مساويء بني عبد شمس في الجاهلية

ص: 122


1- فهرست المجدوع : 67.
2- معالم العلماء : 126.
3- وفيات الأعيان 4 : 586.
4- تاريخ الإسلام 26 : 316.
5- سير أعلام النبلاء 16 : 150.
6- الوافي بالوفيات 27 : 95.
7- بحار الأنوار 1 : 20.
8- بحار الأنوار 1 : 39.
9- مستدركان أعيان الشيعة 2 : 340.
10- الأعلام 8 : 41.
11- هديّة العارفين 2 : 495.

والإسلام ، وقدم معاداتهم لبني هاشم ، للقاضي أبي حنيفة نعمان بن أبي عبد اللّه محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، قاضي في مصر في الدولة الفاطمية وهو صاحب « دعائم الإسلام » ... ، والمناقب هذا موجود ، وقد رآه سيدنا أبو محمّد الحسن صدر الدين ، كما حكاه لي شفاهاً ، وقال : إنّه يزيد على عشرين كرّاساً ، ونسخة عند الميرزا محمّد الطهراني ، ناقص الآخر أوّله : الحمد لله الأول الأزلي بغير غاية ، والآخر الأبدي بلا نهاية ، ونسخة عتيقة تامّة عند عيسى أفندي جميل زادة ، ونسخة ناقصة عند شاكر أفندي آلوسي ، وأخرى عند الشيخ علي كاشف الغطاء (1).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المناقب لأهل بيت رسول اللّه النجباء ، والمثالب لبني أميّة اللعناء ، تأليف : سيدنا القاضي النعمان بن محمّد ، أعلى اللّه قدسه وأنسه ... ، وأوّل ذكره مناقب عبد مناف بن قصي ، وشرفه بنفسه ، وبأبيه من قبله ، بدأ بذلك من عبد مناف ; لما كان بدء التنازع في الفضل بين ولديه لصلبه.

ثُمّ ذكر مناقب هاشم بن عبد مناف ، ومثالب عبد شمس.

ثُمّ ذكر مناقب عبد المطلب بن هاشم ، ومثالب أمية بن عبد شمس.

ثُمّ ذكر مناقب عبد اللّه بن عبد المطلب أبي رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ومثالب حرب بن أميّة لعنه اللّه.

ثُمّ ذكر مكافحة أبي طالب بن عبد المطلب عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، ومناواة من ناواه من بني أميّة وغيرهم عليه ، ممن نصب الحرب والعداوة لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) من بني أميّة وعبد شمس ، ومن تألفوه من قبائل قريش

ص: 123


1- الذريعة 22 : 336.

وما كان من أمرهم بعد الهجرة.

ثُمّ نكت من أخبار بني أميّة ومن والاهم من قريش بعد الفتح ممّا يدلّ على أنّ إسلامهم لم يكن إلاّ للخوف والتقية من القتل ، وأنّهم بقوا على اعتقاد الجاهلية والعداوة الأصلية لرسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وأهل بيته.

ثُمّ ذكر ما جاء من القول في بني أميّة وأشياعهم ، وفيه جمل من مناقب عليّ بن أبى طالب.

ثُمّ ذكر البيان في إثبات إمامة عليّ ، ومن دارت الإمامة عنه من ولده إليه ، وتغلّب معاوية ، ومن تغلّب من بعده من بني أميّة بسببه.

ثُمّ ذكر ما شبّه به معاوية من المحال ، فجاز له ما شبّه به من ذلك على الجهّال.

ثُمّ ذكر وجوه تهيّأت لمعاوية قويت بها أسبابه.

ثُمّ ذكر مناقب الحسن والحسين ، ومثالب يزيد ومروان اللعينين.

ثُمّ ذكر مناقب عليّ بن الحسين ، ومثالب عبد الملك بن مروان لعنه اللّه.

ثُمّ ذكر مناقب محمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد ، ومثالب من ولي من بني مروان - لعنه اللّه - في أيّامهما.

ثمّ ذكر مناقب الأئمّة القائمين بالإمامة ، ومثالب المتغلّبين بأرض الأندلس من بني أميّة (1).

ص: 124


1- فهرست المجدوع : 65.

قال السيّد محمّد حسين الجلالي في مقدّمة شرح الأخبار : المناقب والمثالب ، أشار إليه المؤلّف في كتبه كثيراً ... ، وقد رأيت نسخة كاملة من هذا الكتاب في مكتبة الشيخ شير محمّد الهمداني الجورقاني.

ثمّ ذكر السيّد الجلالي عدّة نسخ للكتاب ، وذكر مواصفاتها (1).

ص: 125


1- شرح الأخبار 1 : 59 - 60 ، مقدّمة السيّد الجلالي.
(7) سرائر وأسرار النطقاء لجعفر بن منصور اليمن ( أواخر القرن الرابع )
الحديث :

قال : وكذلك فعل أصحاب الإنجيل بعد عيسى ، إلى أن قال : ولقد كفّر بعضهم بعضاً ; إذ لم يتّفقوا على تأليف واحد ، وكذلك فعل ضلاّل ملّتنا لمّا جمع محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) كتابه ، وسلّمه إلى وصيّه ، وجمع نقباءه ، وقال لهم : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » في خبر يطول شرحه ، نأتي عليه في موضعه - إن شاء اللّه تعالى - ثمّ قال : « اللّهم اشهد أنّي قد بلّغت » قالها ثلاثاً ، ثمّ قال : « ملعون ملعون من خالفه ، ملعون من ردّ قولي » (1)

ص: 126


1- سرائر وأسرار النطقاء : 173 ، القسم الثاني.
جعفر بن الحسن بن فرج بن حوشب ( جعفر بن منصور اليمن )

وصفه إبراهيم بن الحسين الحامدي « بسيدنا » في كتابه كنز الولد ، قال : وكذلك جاء عن سيدنا جعفر بن منصور اليمن ... (1).

قال علي بن محمّد بن الوليد - بعد أن ذكر رأيه في مسألة معيّنة - : يصحّح جميع ما ذكرناه قول سيّدنا المؤتمن جعفر بن منصور اليمن ، أعلى اللّه قدسه ، مولانا المعز لدين اللّه صلوات اللّه عليه (2).

قال الكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب : جعفر بن منصور اليمن ، من كبار علماء الإسماعيليّة ، وصاحب المؤلّفات العديدة في علم التأويل وعلم الحقيقة ، ولد في اليمن سنة 270 ه- ، عاصر عدّة أئمّة من الخلفاء الفاطميين ، وتوفّي في خلافة المعز لدين اللّه في المنصورية سنة 347 ه- ، وصل إلى أعلى مرتبة من مراتب الدعوة الإسماعيليّة ( باب الأبواب ) واسمه كما ورد في النصوص الإسماعيليّة جعفر بن الحسن بن فرج بن حوشب ابن زادان الكوفي ، لقّب والده الحسن بمنصور اليمن لما حقّق من انتصارات في اليمن (3).

ص: 127


1- كنز الولد : 43.
2- تحفة المرتاد : 164 ، ضمن مجموع أربع رسائل ، تحقيق : شتروطمان.
3- كنز الولد : 43 ، في الهامش.

قال عارف تامر في تاريخ الإسماعيليّة : جعفر بن منصور اليمن ، جاء إلى المغرب من اليمن سنة 322 ه- ، فوضع نفسه في خدمة الدولة الفاطمية ، وكان موضع تقدير القائم بأمر اللّه والمنصور باللّه ، وهكذا في عهد المعز لدين اللّه ، ومن الجدير بالذكر أنّه انتقل معه عندما نقل عاصمة ملكه من المغرب إلى القاهرة ، في القاهرة عُيّن « داعي الدعاة » وهي أكبر وظيفة دينية في الدعوة ، ترك جعفر عدداً من المؤلّفات ... ، يعتبر جعفر ابن منصور من أشهر العلماء الذين أنجبتهم الدعوة الإسماعيليّة في المغرب ، وقد اشتهر بصراحته في كتبه ، وجرأته في الكشف عن كثير من الرموز الفلسفية ، مات ودفن في مصر سنة 363 ه- (1).

وكما ترى فقد وقع اختلاف في تاريخ وفاته ، وهناك قول ثالث وهو ما ذكره علي نقي منزوي في هامش فهرست المجدوع ، من أنّ جعفر بن منصور ألّف كتابه أسرار النطقاء سنة 380 ه- - 990م ; لأنّه صرّح فيه بمضي 120 سنة على غيبة الإمام الثاني عشر ، والمعروف أنّها كانت في 260 ه- (2).

ولذلك عدّه علي نقي منزوي في هامش الذريعة من أعلام أواخر القرن الرابع (3).

فالأقوال في وفاته ثلاثة : إمّا سنة 347 ه- ، وإمّا سنة 363 ه- ، وإمّا بعد سنة 380 ه-.

فعلى الاحتمال الأول يكون متقدّماً على القاضي النعمان ، فلابدّ من

ص: 128


1- تاريخ الإسماعيليّة 2 : 190.
2- فهرست المجدوع : 134 ، في الهامش.
3- الذريعة 9 : 1129 ، في الهامش.

تقديمه حسب منهج هذه الموسوعة.

ولكن على الاحتمال الثاني والثالث لابدّ من تقديم القاضي النعمان.

ولكن رجّحنا الاحتمالين على الاحتمال الواحد ، وقدّمنا القاضي النعمان ، على أنّ هذه التواريخ حدسية احتمالية.

ص: 129

كتاب : سرائر وأسرار النطقاء

هذا الكتاب هو عبارة عن كتاب أسرار النطقاء ، وكتاب سرائر النطقاء ، وقد جمعا تحت هذا العنوان في كتاب واحد ، لاتّحاد موضوع الكتابين ، مع إضافة بعض المعلومات ، أو حذف بعض آخر ، وقد طبع هذا الكتاب تحت هذا العنوان مؤخّراً بتحقيق مصطفى غالب.

لذلك فقد نُسب كُلّ واحد من هذين الكتابين للمؤلّف بصورة مستقلّة ، كما في فهرست المجدوع (1) ، والذريعة للطهراني (2) ، ورسالة تحفة المرتاد لعلي بن محمّد الوليد (3) ، وتاريخ الإسماعيليّة لعارف تامر (4) ، وفي هامش كتاب كنز الولد بتحقيق مصطفى غالب (5).

ويعتبر هذا الكتاب من أقدم الكتب الإسماعيليّة التي تبحث في قصص الأنبياء وأسرارهم ، وتأويلاتهم الباطنية ، وسيرتهم ، واعتمادهم على الرموز والإشارات.

ص: 130


1- فهرست المجدوع : 278.
2- الذريعة 9 : 1129.
3- تحفة المرتاد : 164 ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق : شتروطمان.
4- تاريخ الإسماعيليّة 2 : 190.
5- كنز الولد : 43 ، في الهامش.

ص: 131

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن الخامس الهجري

اشارة

ص: 132

ص: 133

مؤلّفات حميد الدين أحمد بن عبد اللّه الكرماني ( ت 411 ه- )

(8) المصابيح في إثبات الإمامة
الحديث :

الأوّل : قال : وكان ما جاء به سيّد الأنبياء وخاتمهم محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) عن اللّه تعالى من الشريعة عالَماً برأسه ، وكان هذا العالَم عالَم الوضع بما يجمعه من الصلاة والزكاة والحج وغيرها ، صورة أعمال ، والأعمال أفعال ، والأفعال غير عالمة بذاته ، وجب في الحكمة من حيث وجب حفظها ولا تعطّلت (1) أن يجعل أمرها إلى من يحفظها ويرعاها كغيرها من العوالم ، ولذلك كانت ولاية الإمام آخر الفرائض ، فتمّ عالَم الشرع به ، وأخبر اللّه تعالى حين فرضها فقال : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (2) ، وقرن النبي الصامت بالناطق فقال ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » ، وأجرى ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) العترة من الكتاب والشريعة مجرى النفس من عالم الشخص ، والملائكة من عالم الدنيا ، إذاً الإمامة واجبة (3).

ص: 134


1- كذا في المصدر.
2- المائدة : 3.
3- المصابيح في إثبات الإمامة : 73 ، المصباح الأوّل في إثبات الإمامة ووجوبها.

الثاني : قال : وكان من قول من يقول بالنصّ الخفي : إنّ من كان من ذرّيّة النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) حسنياً كان أم حسينياً ، فهو من العترة وأهل البيت ، وإنّ من شهر سيفه منهم ، وأمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ، وكان عالماً زاهداً سخيّاً شجاعاً ورعاً ، لزَم بقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما » (1).

ص: 135


1- ) المصابيح في إثبات الإمامة : 105 ، المصباح السابع ، في وجوب إمامة الحاكم بأمر اللّه.
حميد الدين أحمد بن عبد اللّه الكرماني

يحتلّ أحمد حميد الدين مكانة سامية عند أتباع المذهب الإسماعيلي ، وما تزال كتبه وآراؤه معتمدة ومعتبرة عندهم.

وصفه إبراهيم الحامدي في كتاب كنز الولد ( بسيدنا ) في أكثر من موضع (1) ، وقال عنه : نضّر اللّه وجهه ، ورزقنا شفاعته (2).

قال الداعي الفاطمي إدريس عماد الدين : حتّى ورد إلى الحضرة الشريفة النبويّة الإمامية ، ووفد إلى الأبواب الزاكية الحاكمية ، باب الدعوة الذي عنده فصل الخطاب ، ولسانها الناطق بفصل الجواب ، ذو البراهين المضيئة ، حجّة العراقين أحمد بن عبد اللّه ، المعروف بحميد الدين الكرماني قدس اللّه روحه ، ورضي عنه ، مهاجراً عن أوطانه ومحلّه ، ووارداً كورود الغيث إلى المرعى بعد محلّه ، فجلى ببيانه تلك الظلمة المدلهمّة ، وأبان بواضح علمه ونور هداه فضل الأئمّة ، والداعي حميد الدين أحمد بن عبد اللّه هو أساس الدعوة التي عليه عمادها ، وبه علا ذكرها ، واستقام منارها (3).

ص: 136


1- انظر : كنز الولد : 15 ، 49 ، 52 ، 55 ، وغيرها.
2- كنز الولد : 303.
3- المصابيح في إثبات الإمامة للكرماني : 10 ، مقدّمة المحقّق.

قال الشيخ إبراهيم المجدوع في الفهرست : سيّدنا حميد الدين ، صفي أمير المؤمنين وبابه ، أحمد بن عبد اللّه الكرماني ( قس ) (1).

قال الدكتور مصطفى غالب : حجّة العراقين أحمد حميد الدين الكرماني ، التاريخ الفاطمي أضفى هالة من التقديس والتقدير على حجّة العراقين الكرماني ، ونحن نقول بأنّه يكفي أن يكون للكرماني كتاب راحة العقل يرفعه إلى مصاف العلماء الكبار والفلاسفة الإسلاميين الأجلاّء ... ، ينسب إلى مدينة كرمان الفارسية ، تلقّى علومه في مدارس الدعوة الفاطمية ، وتتلمذ على المتضلّعين من علمائها ، ثُمّ ارتحل إلى القاهرة ; للتزوّد من العلوم ، فبلغ في نهاية المطاف مرتبة الحجّة ، وكان أن سمّي حجّة العراقين : فارس والعراق.

في سنة 408 ه- استدعي إلى القاهرة من قبل ختكين الضيف داعي الدعاة ; ليردّ على الدعوات الجديدة ، وليكافح البدع المستحدثة ، ومبدأ الغلو ، فألقى ووجّه الرسائل للمنشقّين والخارجين.

وفي سنة 411 ه- انتقل إلى رحمة اللّه ، مخلّفاً تراثاً علمياً اعتبر في أوساط الفاطميين المصدر الأساسي للعقيدة ، والينبوع الدفق للفلسفة الإسلامية (2).

وانظر في ترجمته أيضاً : الذريعة للطهراني (3) ، الأعلام للزركلي (4) ،

ص: 137


1- فهرست المجدوع : 48.
2- المصابيح في إثبات الإمامة : 10 ، مقدّمة المحقّق ، مصطفى غالب.
3- الذريعة 11 : 229 ، 20 : 83 ، 19 : 44.
4- الأعلام 1 : 156.

مستدركات أعيان الشيعة لحسن الأمين (1) ، معجم المؤلّفين لعمر رضا كحالة (2) ، هديّة العارفين للبغدادي (3) ، القرامطة لطه الولي (4) ، مقدّمة كتاب اسبوع دور الستر لعارف تامر (5).

وقد وقع الاختلاف في تاريخ وفاته ، قال طه الولي في كتابه القرامطة : توفّي سنة 408 ه- ( 1017 م ) على قول إيفانوف ، وسنة 411 ه- ( 1020 م ) على قول مصطفى غالب في كتابه أعلام الإسماعيليّة ، و412 ه- ( 1021 م ) على رأي محمّد كامل حسين (6).

ص: 138


1- مستدركات أعيان الشيعة 2 : 340.
2- معجم المؤلّفين 1 : 298.
3- هديّة العارفين 1 : 121.
4- القرامطة : 192.
5- اسبوع دور الستر : 39 ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة.
6- القرامطة : 192.

ص: 139

كتاب المصابيح في إثبات الإمامة

قال حميد الدين الكرماني في مقدّمة الكتاب : أمّا بعد ، فإنّني لمّا رأيت سيّد العظماء وزين الوزراء ... ، فخر الملك ، وزير الوزراء - أطال اللّه بقاءه - مخصوصاً من اللّه بالفطنة والفهم ، ممنوحاً من الدراية والعلم ، متوّجاً بشرف الولاية النبويّة ، معتصماً بالعصمة العلوية ، متديناً بمحبّة العترة الطاهرة ، آل طه ويس ، وتخيّلت أنّ بعضاً من الشياطين الذين يوسوسون في صدور الناس من الأبالسة الملاعين قد تمكّن من عالي مجلسه ، وألقى إليه من الكلام ما أثّر في نفسه صدّاً عن سبيل اللّه ، وجرأة على اللّه وإخلالاً بطاعة اللّه ، وجحود الآيات من اللّه ، ثُمّ لم يكن في خدمته من كان له انبعاث في إظهار ما وصل إليه من مواد البركات من جهة أولياء النعمة وسادات الأمّة الذين افترض اللّه طاعتهم ، سلام اللّه على العابر والغابر ، والقائم منهم فينا والناظر ، بعثتني حميّة الدين ، وصدق الولاء واليقين ، وقضية ما أرجع إليه في اللّه من صحّة الاعتقاد ، وحكم ما افترض اللّه علي في سبيله من الجهاد على أن أقرّر وجوب الإمامة ، وصدق مقامات آل طه ويس من الأئمّة عليهم من اللّه التحية والسلام ، وصحّة إمامة القائم في عصرنا منهم مولانا أمير المؤمنين عبد اللّه ووليّه المنصور أبو علي الحاكم بأمر اللّه ، سلام اللّه عليه وعلى الأئمّة الطاهرين ، وافتراض طاعته ، واتّباعه بمقدار اليسير الذي تناهى إليّ من أنوارهم ، وأتي عليها ببراهين نيّرة لا ترد ،

ص: 140

ودلالات بيّنة لا تهد ، وأنْ أجعل ذلك إليه في كتاب ليقف عليه ، وينظر منه على صحّة المذهب الشريف ، والاعتقاد يتصور لديه رجاحة أهل الطاعة بما شملهم من فضل اللّه بالاستمرار ، ففعلت ، وسمّيته بكتاب « المصابيح في إثبات الإمامة » ... ، إذ المورود فيه من الدلالات كالمصابيح التي هي كالرجوم للشياطين ، وجعلته في مقالتين : إحداهما في إثبات المقدّمات التي يحتاج إليها في إثبات الإمامة ، وثانيتها في الإمامة.

ثمّ قال : والمقالتان تجمعان أربعة عشر مصباحاً يشتمل جميعها على مائة برهان ، وخمسة براهين (1).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المصابيح في إثبات الإمامة لسيدنا حميد الدين أحمد بن عبد اللّه ، وهي مقالان : أحدهما في إثبات المقدمات التي يحتاج إليها في الإمامة ، وثانيهما في الإمامة ، والمقالتان تجمعان أربعة عشر مصباحاً ، يشتمل جميعها على مائة برهان ، وخمسة براهين.

المقالة الأولى :

في إثبات المقدمات ، سبعة مصابيح (2) :

الأوّل : في صدر الكتاب والبيان عن العلة الداعية إلى تقديم المقدمات ، وترتيبها على ما رتبت في برهان واحد.

الثاني : في إثبات الضائع.

ص: 141


1- المصابيح في إثبات الإمامة : 14 ، مقدّمة المؤلّف.
2- فهرست المجدوع : 121.

الثالث : في إثبات النفس ، وأنّها جوهر حي باق ، غير عالم في بدء وجودها.

الرابع : في إثبات الجزاء ، وأنّ داره غير دار الدنيا.

الخامس : في إثبات وجوب الشرايع والرسوم التي هي العمل.

السادس : في إثبات وجوب التأويل الذي هو العلم.

السابع : في إثبات الرسالة ووجوبها.

المقالة الثانية :

في إثبات الإمامة وهي سبعة مصابيح :

الأوّل : في إثبات ... (1).

الثاني : في إثبات وجوب عصمة الإمام.

الثالث : في إثبات بطلان اختيار الأمّة الإمام.

الرابع : في إثبات كون صحّة الإمامة بالنص من اللّه واختيار الرسول.

الخامس : الإمامة بعد ... (2) ، دون غيره.

السادس : في أنّ الإمامة بعد مجيء النص بها إلى جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) لإسماعيل دون أخوته.

ص: 142


1- بياض في الأصل ( المطبوع ) ، وفي كتاب المصابيح المطبوع هكذا : المصباح الأوّل من المقالة الثانية في إثبات الإمامة ووجوبها.
2- بياض في الأصل ، وفي المصابيح المطبوع هكذا : في أنّ الإمامة بعد النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) لأمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب دون غيره.

السابع : في إثبات وجوب إمامة صاحب الزمان الحاكم بأمر اللّه ( عليه السلام ).

وقد قال بعضهم شعراً :

إنْ كُنْتَ تَأْخُذ مِن نُصْحِي وَتَرْجِيحي *** فلا تمل دَريساً فِي المصابيحِ (1)

قال الدكتور مصطفى غالب في مقدّمة تحقيق كتاب المصابيح : الكتاب الذي نضعه بين أيدي العلماء والباحثين ، يعتبر من أهم المصادر الفاطمية التي عالجت موضوع الإمامة بطريق المنطق والعقل ، وقد أشار إليه أكثر علماء الدعوة ، واستندوا إلى فقراته ، ونوّهوا بما حواه من براهين وحجج مدعومة بالمنطق والبيان ، ومن الجدير بالذكر أنّ الكرماني جعله باباً مدخلاً لكتابه القيّم « راحة العقل » (2).

ونسبه إليه أيضاً : الطهراني في الذريعة (3) ، وطه الولي في كتابه القرامطة (4).

ص: 143


1- فهرست المجدوع : 121.
2- المصابيح في إثبات الإمامة : 8 ، مقدّمة المحقّق.
3- الذريعة 21 : 78.
4- القرامطة : 194.
(9) الرسالة الوضيئة أو معالم الدين
الحديث :

الأوّل : قال : وفارق العالم ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) والشريعة كاملة ، والدين كامل ، قال اللّه تعالى : ( ... ) وخلّف في الناس الثقلين : كتاب اللّه وعترته الذين هم الأئمّة ( عليهم السلام ) يقوم خلف مقام سلف إلى أن يتمّ اللّه تعالى أمره (1).

الثاني : قال : نقول : واعلم أنّ بيننا وبين المعبود الحق - تعالى كبرياؤه - حدوداً عشرة ، منها خمسة روحانيون في عالم العقل ، مثل : القلم واللوح وجبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وخمسة جسمانيون ، مثل : الناطق والأساس والإمام والحجّة والداعي ، وكل واحد من هذه الحدود مترتب ، وبالبعض بالبعض مرتبط حتّى كأنّه حبل واحد أعلاه القلم ، وآخره الداعي ومستجيبوه ، ولذلك قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « ألا إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد اللّه تعالى ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا على الحوض كهاتين » وأشار بالمسبحتين (2).

ص: 144


1- الرسالة الوضيئة : 97 ، الفصل التاسع في معرفة ما جاءت به الأنبياء.
2- الرسالة الوضيئة : 111 ، الفصل الثاني عشر : في معرفة ما بين المؤمن وبين من يتولاّه من الحدود.

ص: 145

الرسالة الوضيئة أو معالم الدين

نسبها إليه إبراهيم بن الحسين الحامدي في كنز الولد ، قال : وقول سيّدنا حميد الدين من الرسالة الوضيئة من رسائله في صورة أقسام الموجودات في الدائرة (1).

قال إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب معالم الدين المعروف بالرسالة الوضيئة لسيّدنا حميد الدين ( قس ) ، وهي تشتمل على مقالتين : أوّلهما في قانون عبادة اللّه وأقسامها ، وشرح أقسام ما يتعلّق منها بالعبادة العلميّة ، وآخرهما في شرح أقسام ما يتعلّق منها بالعبادة العمليّة ، وجميع ما تجمعه خمس وعشرون فصلا.

المقالة الأولى :

في العبادة العلمية ، تشتمل سبعة عشر فصلا :

الأوّل : في القول على قانون عبادة اللّه ، وأنّها عبادتان علم وعمل.

الثاني : في معرفة الأولى من العبادتين التي تكون بالعلم وأقسامه.

الثالث : في معرفة الثانية من العبادتين تكون بالعمل وأقسامه.

الرابع : في معرفة جملة الكلام على التوحيد.

ص: 146


1- كنز الولد : 176.

والخامس : في معرفة الملائكة.

والسادس : في معرفة الأنبياء.

والسابع : في معرفة الأوصياء.

والثامن : في معرفة الأئمّة.

والتاسع : في معرفة ما جاءت به الرسل من الكتب والشرائع ، وما أخبرت عنه من الجنّة والنار والبعث والحساب والثواب والعقاب واليوم الآخر.

والعاشر : في جملة الكلام على الموجودات.

والحادي عشر : في تفسير جملة الكلام على الطبيعات ، وما وجد في الكتب ذكره.

والثاني عشر : كيفية التولّي للحدود ، والتبرّي من أعدائهم.

والثالث عشر : في كيفية اتّصال الموجودات بعضها ببعض.

والخامس عشر (1) : في جملة الكلام على وجوب التأويل عما جاء به النبيّ من التنزيل والشريعة.

والسادس عشر : في جملة الكلام على العقل والنفس والهيولي والصورة.

ص: 147


1- الرابع عشر غير موجود في النسخ ، قال محقق الكتاب : واما الرابع عشر فغير موجود في جميع النسخ.

والسابع عشر : في وجوب البيعة ، وأخذ العهد والميثاق ، وكُلّ ذلك من أقسام العبادة العلمية.

المقالة الثانية :

في العبادة العملية ، تجمع على ثمانية فصول :

الأوّل : في الشهادة والطهارة وما يتبعهما.

والثاني : في الصلاة وتوابعها.

والثالث : في الزكاة وتوابعها.

والرابع : في الصوم وتوابعه.

والخامس : في الحج وتوابعه.

والسادس : في الجهاد.

والسابع : في الأخلاق الفاضلة.

والثامن : في ما يلحق العبادتين من الآداب والوصايا.

وكُلّ ذلك من أقسام العبادة العملية (1).

قال الطهراني في الذريعة : الرسالة الوضيئة للداعي أحمد حميد الدين الكرماني من دعاة الفاطميين ، صاحب الرسالة الواعظة. طبع بمصر أخيراً (2).

ص: 148


1- فهرست المجدوع : 127.
2- الذريعة 11 : 229.

ونسبها إليه مصطفى غالب في مقدّمة كتاب المصابيح (1) ، وطه الولي في كتابه القرامطة (2).

ص: 149


1- المصابيح في إثبات الإمامة : 11 ، مقدّمة المحقّق.
2- القرامطة : 195.
(10) راحة العقل
الحديث :

قال : ثمّ وجود الانبعاث من الإبداع الذي هو المبدع الأوّل عن إحاطته بذاته ، واغتباطه بها ، فلم يوجد الإبداع الذي هو المبدع الأوّل ، ولا هو محيط بذاته ، ولا هو مغتبط بها ، بل وجد وهو كذلك محيط ومغتبط ، وكونه على ذلك يلزم أن تكون الموجودات عنه وجودها لا بزمان بل معا ، يدلّ على ذلك ويصحّحه شهادة عالم الدين من اقتران الوصاية بالنبوّة ، والكتاب بالوصي ، وقول النبي الناطق صلوات اللّه عليه : « ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد اللّه ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا على الحوض كهاتين » وأشار بالمسبحتين من يديه جميعاً ، وقال : « ولا أقول كهاتين » وجمع بين المسبحة والوسطى من يده الواحدة « أحدهما تسبق الأخرى » (1).

ص: 150


1- راحة العقل : 260 ، المشرع السابع.

ص: 151

كتاب : راحة العقل

نسب المؤلّف هذا الكتاب إلى نفسه في كتابه الآخر المصابيح في إثبات الإمامة (1).

ونسبه إليه إبراهيم بن الحسين الحامدي في كنز الولد (2).

قال إسماعيل المجدوع في فهرسته : كتاب راحة العقل لسيّدنا ومولانا حميد الدين أحمد بن عبد اللّه الكرماني ، يتضمّن سبعة أسوار ، كل سور يشتمل على مشارع سبعة ، والسور السابع يشتمل على أربعة عشر مشرعاً ، وفي المشرع السادس من السور الرابع ذكر الحدود العلوية ، وهي هذه :

الحدود العلوية :

الموجود الأول هو المبدع الأول...................................الفلك الأعلى

الموجود الثاني هو المنبعث الأول.................................... الفلك الثاني

الموجود الثالث......................................... الفلك الثالث ( زحل )

الموجود الرابع........................................ الفلك الرابع ( المشتري )

ص: 152


1- المصابيح في إثبات الإمامة : 42.
2- كنز الولد : 26 ، 88 ، 154.

الموجود الخامس.......................................الفلك الخامس ( المريخ )

الموجود السادس....................................الفلك السادس ( الشمس )

الموجود السابع........................................الفلك السابع ( الزهرة )

الموجود الثامن.........................................الفلك الثامن ( عطارد )

الموجود التاسع.........................................الفلك التاسع ( القمر )

الموجود العاشر........................................مادون الفلك من الطبائع

الحدود السفلية :

الموجود الأول.....................................................رتبة التنزيل

الموجود الثاني هو الأساس..........................................رتبة التأويل

الموجود الثالث هو الإمام............................................رتبة الأمر

الموجود الرابع هو الباب.......................رتبة فصل الخطاب الذي هو الملك

الموجود الخامس هو الحجّة....................رتبة الحكم فيما كان حقاً أو باطلاً

الموجود السادس هو داعي البلاغ..................رتبة الاحتجاج وتعريف المعاد

الموجود السابع هو الداعي المطلق......رتبة تعريف الحدود العلوية والعبادة الباطنية

الموجود الثامن هو الداعي المحدود.....رتبة تعريف الحدود السفلية والعبادة الظاهرة

الموجود التاسع هو المأذون المطلق........................رتبة أخذ العهد والميثاق

الموجود العاشر هو المأذون المحدود ( المكاسر )......رتبة جذب الأنفس المستجيبة

ص: 153

وذكر في المشرع الثاني من السور السادس صورة اتّصال الطبائع وصورة اتّصال الحدود. فصورة اتّصال الطبائع هي هذه :

* الحرارة جامعة للهواء والنار.

* البرودة جامعة للماء والأرض.

* اليبوسة جامعة للنار والأرض.

* الرطوبة جامعة للماء والهواء.

* النار تجمع الحرارة واليبوسة.

* الهواء يجمع الرطوبة والحرارة.

* الأرض تجمع اليبوسة والبرودة.

* الماء يجمع البرودة والرطوبة.

صورة اتصال الحدود :

الدعوة الظاهرة التي هي الأمور الشرعيّة ، الجامع للمؤمنين والأبواب.

الدعوة الباطنية الجامعة للحجج والدعاة.

التعليم الجامع للدعاة والمؤمنين.

السياسة والولاية الجامعة للأبواب والحجج.

الباب يجمع الدعوة والأمور السياسة.

الداعي يجمع الدعوة والتعليم.

ص: 154

المؤمن يجمع الدعوة الظاهرة والباطنة.

صورة الأمور السلطانية :

طاعة الإمام جامعة للملوك والرعايا.

الجبابة جامعة للوزراء والعمّال.

السياسة مشتركة.

الإعطاء جامع للعمّال والرعايا.

الملك يجمع الطاعة والسياسة.

الوزير يجمع السياسة والجباية.

العامل يجمع الجباية والإعطاء.

الرعايا تجمع الإعطاء والطاعة.

وفي المشرع الخامس من السور الرابع كلام من « التوراة » لا يفهم إلاّ بمترجم ، ومعناه : بعشرة أوامر خلق العالم ، وعلى عشر كلمات يثبت العالم ، ويكون اللّه لك كنوز العالم (1).

قال الكاتب الإسماعيلي عارف تامر : أشهر كتبه « راحة العقل » الذي قلّما يوجد بين كتب الفلاسفة الإسلاميين ما يعادله قوّة وعمقاً (2).

ص: 155


1- فهرست المجدوع : 280.
2- أسبوع دور الستر : 40 ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق عارف تامر.

قال الطهراني في الذريعة : راحة العقل ، تأليف : الداعي أحمد حميد الدين بن عبد اللّه الكرماني المتوفّى ( 412 ) طبع في بمبئي ، وهو من دعاة الإسماعيليّة الفاطمية بمصر (1).

ونسبه إليه أيضاً : الزركلي في الأعلام ، وقال : ومن أعظم كتبه راحة العقل ، طبع في مجلّد (2).

ونسبه إليه مصطفى غالب في مقدّمة كتاب المصابيح (3) ، ورضا كحالة في معجم المؤلّفين (4) ، والسيّد حسن الأمين في مستدرك الأعيان (5).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : ألّف هذا الكتاب بطريقة تجعله عبارة عن مدينة لها أسوار ، ولكل سور شوارع.

وعدد الأسوار الرئيسية سبعة ، تقابل سبعة كواكب ، وهي : زحل ، والمشتري ، والمريخ ، والشمس ، والزهرة ، وعطارد ، والقمر.

ثمّ إنّ الشوارع تقابلها أفلاك أخرى ، كبيرة وصغيرة.

والهدف من كل هذه التسميات والتقسيمات هو الوصول إلى غرض واحد ، وهو التأويل الباطني الذي يعتبر لبّ التفكير القرمطي.

إلى أن قال : وهذا الكتاب يعتبر من أهم كتب هذا القرمطي الإسماعيلي العبيدي.

ص: 156


1- الذريعة 10 : 56.
2- الأعلام 1 : 156.
3- ) المصابيح في إثبات الإمامة 11 ، مقدّمة المؤلّف.
4- معجم المؤلّفين 1 : 298.
5- مستدركات أعيان الشيعة 2 : 340.

وقد طبع لأوّل مرّة سنة 1952م بالقاهرة من قبل الدكتور محمّد كامل حسين ، ومحمّد مصطفى حلمي ، ثمّ طبع مرّة أخرى سنة 1967م ببيروت من قبل مصطفى غالب (1)

ص: 157


1- القرامطة : 194.
(11) الرياض في الحكم بين الصادين
الحديث :

قال : إنّ الموجود عند العقل الأوّل الذي هو في عالمه كالناطق في عالم الجسم ، إنّما هو التالي الذي هو النفس والهيولا معاً كالكتاب والأساس الموجودين من جهة الناطق ، يشهد بذلك ما فعله النبي من الجمع بين الكتاب والعترة الذين وجودهما منه حين قال : « ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد اللّه ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا عليّ الحوض كهاتين » وجمع بين المسبحتين من يديه جميعاً ، وقال : « ولا أقول كهاتين » وأشار بإصبعيه المسبحة والوسطى من يده الواحدة « إحداهما تسبق الأخرى ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل » (1).

ص: 158


1- الرياض : 70 ، الفصل السادس عشر من الباب الأوّل.

ص: 159

كتاب : الرياض في الحكم بين الصادين

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب الرياض لسيّدنا حميد الدين في الإصلاح بين الشيخين أبي يعقوب وأبي حاتم الرازي ، فيما أورد أبو حاتم في كتاب الإصلاح ، وأبو يعقوب في كتاب النصرة في شرح ما قاله الشيخ الحميد في كتاب المحصول ، وفي كتاب الرياض المذكور فصل الخطاب وإبانة الحق المتجلّي عن الارتياب.

والكتاب يجمع عشرة أبواب ، يشتمل جميعها على مئة وسبعة وخمسين فصلاً :

الباب الأوّل : فيما تكلّم عليه في باب النفس الذي هو المنبعث الأوّل ، ثمانية وثلاثون فصلاً.

الباب الثاني : في باب ما تكلّم عليه من العقل الذي هو المبدع الأوّل ، تسعة فصول.

الباب الثالث : فيما تكلّم عليه في باب النفس والهيولا ، وهل يشبهان الأوّل أم لا؟ ستّة فصول.

الباب الرابع : فيما تكلّم عليه من كون النفوس أجزاء أجزاء ، وآثاراً من الحقائق الأولى في ثمانية فصول.

ص: 160

الباب الخامس : فيما تكلّم عليه من كون البشر ثمرة العالم الجسماني ، سبعة فصول.

الباب السادس : فيما تكلّم عليه في باب الحركة والسكون والهيولا والصورة ، تسعة فصول.

الباب السابع : فيما تكلّم عليه في باب أقسام العالم ، سبعة فصول.

الباب الثامن : فيما تكلّم عليه في باب القضاء والقدر ، أربعة وعشرين فصلاً.

الباب التاسع : فيما تكلّم عليه في باب شريعة آدم ووصيّه إلى نوح ، ثلاثة وثلاثين فصلاً.

الباب العاشر : فيما أهمل إصلاحه من كتاب « المحصول » في باب التوحيد والمبدع الأوّل ممّا كان بإصلاحه ممّا تكلّم عليه ، ستّة عشر فصلاً.

وهو كتاب عزيز يحتاج فيه إلى الفكر الصافي ، وحسن التمييز.

وقد قال مولانا عبد القادر بن المولى خان صاحب شعراً :

كتاب الرياض رياض النعيم *** وبستان علم بها جارية

فمن كان يَرتَعُ فيها دواماً *** ويشربُ من مائها الصافية

كأنّه يَرتَع بين الرياض *** قطوف أثمار بها دانية

وقال فيه أيضاً الشيخ الفاضل والبحر المحيط الشامل لقمان جي بن حبيب اللّه شعراً :

ص: 161

يا حبّذا الموسوم بالرياض *** رياض علم خضرة الألحاظ

في الحكم بين الداعيين صاحبي *** « الإصلاح » و « النصرة » بالحفاظ

للحجّة الحميد ديناً مصلحاً *** بينهما بأوضح الألفاظ (1)

ونسبه إليه الدكتور مصطفى غالب في مقدّمة المصابيح (2).

وكذا نسبه إليه الكاتب الإسماعيلي عارف تامر في مقدّمة رسالة أسبوع دور الستر ، وقال في الهامش : حقّقه عارف تامر ، منشورات دار الثقافة (3).

ونسبه إليه أيضاً الطهراني في الذريعة (4).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب الرياض في الحكم بين الصادين ، أو الإصلاح بين الشيخين ، قال الكرماني : « ووسمته بكتاب الرياض في الحكم بين الصادين : صاحب « الإصلاح » وصاحب « النُصرة » لكونه فيما نجمله من أقاويلهما ، وما نورده فصلاً بينهما ، وبياناً لما استمرّ من الخطأ ، وما أهّل إصلاحه من كتاب المحصول ».

في هذا الكتاب يناقش المؤلّف الخلافات التي وردت في ثلاثة كتب قرمطية ، وهي كتاب « المحصول » للنسفي ، وكتاب « الإصلاح » لأبي حاتم الرازي ، وكتاب « النُصرة » للسجزي. وجميع هذه الكتب الثلاثة لمؤلّفين

ص: 162


1- فهرست المجدوع : 254.
2- المصابيح في إثبات الإمامة 11 ، مقدّمة المحقّق.
3- أسبوع دور الستر : 40 ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق عارف تامر.
4- الذريعة 24 : 174.

قرامطة من فئة الدعاة.

توجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب في المكتبة المحمّدية الهدانية بالهند ، وأخرى في مكتبة طهران ، وقد نسخ هذا الكتاب في العصور الحديثة مرّتين : الأوّل سنة 1354 ه- ، والثاني في السنة التالية 1355 ه-. وعليهما اعتمد عارف تامر بطبع هذا الكتاب سنة 1960 م ، بيروت (1).

ص: 163


1- القرامطة : 195.

مؤلّفات المؤيّد في الدين هبة اللّه الشيرازي ( ت 470 ه- )

( 12 ) المجالس المؤيّدية
الحديث :

الأوّل : قال : فعليكم بتمسّككم بما خلّفه النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) فيكم من كتاب اللّه وعترته اللذين هما الثقلان ، فقال ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (1).

الثاني : قال : كان علي بن أبي طالب والأئمّة من ذرّيّته عليه وعليهم السلام بكونهم أهل الذكر أحق وأولى ; إذ هم الكتاب الناطق الذي يحكم على الكتاب الصامت ، كما قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) تصديقاً لذلك : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » الخبر المشهور (2).

الثالث : قال : فالوصي والأئمّة من ذرّيّته عليه وعليهم السلام هم الذين يقوم بهم إعجاز القرآن ، ويقومون له بمبين البرهان ، وهم الثقلان اللذان أشار النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) إليهما ، وذكر أنّه تاركهما (3).

ص: 164


1- المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : 111 ، المجلس : 23.
2- المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : 223 ، المجلس : 45.
3- المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : 418 ، المجلس : 84.

الرابع : قال : وغيبة النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) مستحيلة ، وأَزْره بوصيّه صلوات اللّه عليه مشدود ، ونظام الإمامة قائم في ولده لكل وقت منهم إمام موجود ، يدلّ على ذلك قول اللّه سبحانه ( ... ) ويدلّ عليه أيضاً قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » إلى قوله : « وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الخامس : قال : وإنّما ألفاظ القرآن الواردة في مثل ذلك مخرجة على صيغة يأخذ منها الجاهل بحسب جهله ، والعاقل على قدر عقله ، ومقيّدة بالثقل الذي هو أهل بيت نبيّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، فلا يكاد يصحّ معلوم من معانيه إلاّ ما جعلوه للناس معلوماً ، وما قرّروه في نفوسهم فيصير مفهوماً ، كما قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي » الخبر المشهور ، وأردفه بقوله : « وإنّهما لن يفترقا » (2).

السادس : قال : ونبذوا قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وراء ظهورهم ، إذ قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (3).

السابع : قال : وأوصيكم بتقوى اللّه العظيم ، واتّباع صراطه المستقيم الذي إن لزمتموه لم تزلّوا ، وإن تمسّكتم به لن تضلّوا ، وأنّهما كتاب اللّه والأئمّة من آل رسول اللّه ، وهما الثقلان المتروكان في الثقلين ، والسبيلان المسيّران لنجاة الخافقين ، وأنّهما كما قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) « لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » ، وجمع بين أصبعيه المسبحتين (4).

ص: 165


1- المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : 427 ، المجلس : 86.
2- المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : 471 ، المجلس : 94.
3- المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : 31 ، المجلس : 9.
4- المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : 59 ، المجلس : 20.

الثامن : قال : أوصيكم بالتقوى التي من تمسّك بها نجا ، والتمسّك بعترة نبيّكم ، إنّهم النجوم المهتدى بهم في غياهب الدجى ، وأذكّركم قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، وأنّهما بعدي لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » وجمع بين اليدين بين أصبعين المسبحتين ، ثمّ قال : « ولا أقول كهاتين » وجمع بين أصبعيه المسبحة والوسطى « فإنّ إحدهما تسبق الأولى » (1).

ص: 166


1- المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : 189 ، المجلس : 64.
المؤيّد في الدين هبة اللّه الشيرازي

يحتلّ المؤيّد في الدين مكانة مرموقة عند الإسماعيليّة ، ويعتبر من علمائهم الكبار ، حتّى وصفه إبراهيم بن الحسن الحامدي - وهو من كبار الإسماعيليّة - بسيدنا المؤيّد في الدين (1).

قال الشيخ المجدوع في فهرسته : سيدنا الأجل ، داعي الدعاة ، المؤيّد في الدين ، عصمة المؤمنين ، صفي أمير المؤمنين ووليّه وبابه ، أبو نصر ، هبة اللّه بن موسى الشيرازي ، أعلى اللّه قدسه ، ورزقنا شفاعته وأنسه (2).

قال الدكتور الإسماعيلي مصطفى غالب : داعي الدعاة المؤيّد في الدين هبة اللّه الشيرازي الذي عرف في تاريخ الأدب العربي بمناظرته مع أبي العلاء المعرّي حول تحريم أكل اللحوم.

جاء من شيراز في فارس إلى مصر ، مقرّ الخلافة الفاطمية ، وأقام بها زهاء ثلاثين عاماً ، عمل خلالها على نشر العقائد الإسماعيليّة ، فكان له تأثير كبير في الحياة العقلية ، وفي القاهرة أنشد المؤيّد أكثر قصائد ديوانه ، وألقى مجالسه التي بلغت الثمانمائة مجلس.

قيل : إنّه ولد سنة 390 ه- ، وتوفّى في القاهرة سنة 470 ه- ، وصلّى

ص: 167


1- كنز الولد : 11.
2- فهرست المجدوع : 40.

عليه الخليفة الفاطمي المستنصر باللّه (1).

قال العلاّمة الأميني في الغدير : هبة اللّه بن موسى بن داود الشيرازي ، المؤيّد في الدين ، داعي الدعاة ، أوحدي من حملة العلم ، وفذّ من أفذاذ الأمّة ، وعبقري من جلّة أعلام العلوم العربية ... ، كان من الدعاة إلى الفاطمية منذ بلغ أشدّه في كل حاضرة حلّ بها ، وله في تلك الدعوة خطوات واسعة ، وهو كما وصف نفسه للمستنصر باللّه بقوله في سيرته صفحة 99 : وأنا شيخ هذه الدعوة ، ويدها ولسانها ، ومن لا يماثلني أحد فيها ....

ولد بشيراز حوالي سنة 390 ه- ، كما يظهر من شعره ، وبها شبّ ونما ، إلى أن غادرها سنة 429 ه- ، ويمّم الأهواز ... ، ثمّ عاد إلى مصر بعد مدّة ، فقطن فيها بقيّة حياته إلى أن توفّي بها سنة 470 ه-.

وللمؤيّد آثار علمية ، تنمّ عن طول باعه في الحجاج والمناظرة ، وعن سعة اطلاعه عن معالم الدين.

ثمّ قال الأميني : توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب أفرده في سيرته بين سنة 429 ه- ، وسنة 450 ه- ، وهو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته ، طبع بمصر في 184 صفحة ، وللأستاذ محمّد كامل حسين المصري بكلّيّة الآداب دراسة ضافية حول حياة المترجم بحث عنها من شتّى النواحي (2).

قال الطهراني في الذريعة : وهو أبو نصر ، هبة اللّه بن موسى بن

ص: 168


1- كنز الولد : 11 ، في الهامش ، وانظر : أعلام الإسماعيليّة : 596.
2- الغدير 4 : 311.

عمران بن داود ، داعي الدعاة للخلفاء الفاطميين بمصر ، لقّبه السلطان أبو كالنجار البويهي المتوفّى 440 ه- بالمؤيّد في الدين في كتاب أرسله من شيراز إلى المؤيّد بعد وصوله إلى مصر في 438 ه- ، كما ذكره المؤيّد نفسه في السيرة المؤيّدية (1).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : وترك مؤلّفات كثيرة في المذهب القرمطي ، وهي ما تزال معتمدة من قبل الإسماعيليّين إلى اليوم ، وله شعر يكاد لا تخلو قصيدة فيه من ذكر الولاية والإشارة إلى طاعة الأئمّة ، وأنّ علياً والأئمّة من ذرّيّته هم الذين اختصّوا بتأويل القرآن دون غيرهم من الناس (2).

ص: 169


1- الذريعة 9 : 1128 ، وانظر في ترجمته أيضاً : مستدركات علم رجال الحديث 6 : 341 ، الأعلام 8 : 75 ، معجم المؤلّفين 13 : 144 ، القرامطة لطه الولي : 199.
2- القرامطة : 200.
كتاب : المجالس المؤيّديّة

نسبه إليه الحامدي في كنز الولد (1).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : المجالس المؤيّديّة ، وهي ثمانمائة مجلس ، كل مائة منها مجلّد برأسه.

وقد نظم سيدنا ومولانا حاتم بن إبراهيم ( قس ) جميع ما أتى في مجالسه من المعاني الشريفة والحكم اللطيفة إلى إخوانه وأمثاله ; إذ سأل بذلك بعض الإخوان ليسهل استخراج ما يراد استخراجه منها إذا احتيج إليه ، في مجموع ، ووسمه بكتاب « جامع الحقائق » لكونه جامعاً لكل حقيقة ، ومحتوياً على كل شعبة من الحق والطريق.

وعدّة أبوابه ثمانية عشر باباً :

الباب الأوّل : يشتمل على ذكر التوحيد ، وفيه خمسة عشر فصلاً.

الباب الثاني : يختصّ بذكر المبدع الأوّل ، وما ذكر في جميع مجالسه في ذكر عالم الأمر ، فيه أربعة وعشرون فصلاً.

الباب الثالث : في ذكر رسول اللّه وفضله.

ص: 170


1- كنز الولد : 13.

الباب الرابع : فيما يختصّ بذكر رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وذكر وصيّه ، وفيه اثنان وثلاثون فصلاً.

الباب الخامس : فيما يختصّ بذكر أمير المؤمنين مولانا عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه ، وفيه مائة وثمانية فصول.

الباب السادس : فيما يختصّ بذكر الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وأنّ الإمامة في العقب في واحد بعد واحد ومولود عقب والد ، وأنّها لا تعود القهقرى ، وأنّ الإمامة جارية في كُلّ عصر وزمان ، لا انقطاع لذلك ، وفي هذا الباب أيضاً ذكر ما يجب لهم ، وفيه خمسة وأربعون فصلاً.

الباب السابع : فيما يختصّ بذكر الحدود ، وما يجب لهم ، وفيه إحدى وأربعون فصلاً.

الباب الثامن : فيما يختصّ بذكر المادة والمائية والوحي إلى الأنبياء والأوصياء والأئمّة ( عليهم السلام ) في كُلّ عصر وزمان ، وفيه اثنان وخمسون فصلاً .... (1)

الباب العاشر : فيما يختصّ بذكر وجوب أخذ العهد ، ووجوب التأويل وصحّته ، وفيه أربعون فصلاً.

الباب الحادي عشر : فيما يختصّ بالرد على الغلاة ، وأهل التناسخ ، وعلى من يعطّل الشريعة ، أو أخلّ بشيء منها ، والتبرّي ممن فعل شيئاً من ذلك ، واللعن لفاعله ، وفيه أربعة وعشرون فصلاً.

الباب الثاني عشر : فيما يختصّ بالرد على الفلاسفة وأهل التعطيل

ص: 171


1- ولم يذكر المجدوع الباب التاسع.

وأهل النجوم ، وفيه اثنا عشر فصلاً.

الباب الثالث عشر : فيما يختصّ بذكر الرد على المعرّي والثغوري والمعتزلة ، والرد على أهل الظاهر وعلى اليهود ، وفيه أربعون فصلاً.

الباب الرابع عشر : يشتمل على ذكر أضداد الوصي والأئمّة ( عليهم السلام ) وضدّ كُلّ ناطق ، وذكر إبليس كُلّ عصر وزمان ، وفيه سبعون فصلاً.

الباب الخامس عشر : فيما يختصّ بذكر ما في المجالس من ذكر موعظة ومناجاة ، وخطبة ودعاء ، وفيه ذكر امتحان أولياء اللّه تعالى عليهم السلام ، ينقسم إلى تسعة عشر فصلاً.

الباب السادس عشر : فيما يختصّ بذكر فضل قائم القيامة « عليه السلام » وفيه ثمانية وعشرون فصلاً.

الباب السابع عشر : فيما يختصّ بذكر المعاد والثواب لأهل الثواب ، وفيه أيضاً شيء من ذكر أهل العذاب - نعوذ باللّه منه - وفيه تسعة وعشرون فصلاً.

الباب الثامن عشر : فيما يختصّ بذكر أهل العذاب ، وهذا الباب آخر الكتاب ، وفيه أربعة فصول (1).

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : المجالس المؤيّدية للمؤيّد في الدين ، داعي الدعاة ، هبة اللّه بن موسى بن داود الشيرازي ، المولود بها حدود 390 ه- ، والمتوفّى 470 ه- ، طبع ظاهراً في ثلاث مجلّدات ، فيها ثمانمائة محاضرة في بيان المذاهب والعقائد الفاطمية ... ، ورتّب المجالس

ص: 172


1- فهرست المجدوع : 173.

حاتم بن إبراهيم في ثمانية عشر باباً ، وسمّاه جامع الحقائق ... ، ابتدأ في كُلّ مجلس بالبسملة والتحميد والصلوات ، ثُمّ آية من القرآن ، أو كلام من النبيّ ، ويشرع في شرحهما (1).

ونسبه إليه أيضاً : العلاّمة الأميني في الغدير (2) ، والزركلي في الأعلام (3) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (4).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب المجالس المؤيّدية ، وهو من أهمّ كتب هذا الداعي القرمطي ، ويضمّ مجموعة المجالس - المحاضرات - التي كان يلقيها المؤيّد في مجالس الدعوة ، ويشرح فيها المذهب القرمطي ( الإسماعيلي ) ، وعددها ثمانمائة ، ويرجّح الدكتور محمّد كامل حسين أنّ الشيرازي ألقى هذه المجالس بعد ارتقائه إلى رتبة داعي الدعاة سنة 451 ه- (5).

ص: 173


1- الذريعة 19 : 371.
2- الغدير 4 : 312.
3- الأعلام 8 : 75.
4- معجم المؤلّفين 13 : 144.
5- القرامطة : 200.
( 13 ) المجالس المستنصرية
الحديث :

قال : فالقرآن العظيم هو هذا الكتاب الكريم ، وقرينه في التأويل الحكيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم ; لأنّه في زمانه قرين القرآن ، والقرآن قرينه ، وإنّما يسمّى الكتاب قرآنا لاقترانه بالعترة ، بيّن ذلك قول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فالقرآن قرين لكل واحد من الأئمّة الطاهرين ، ذرّيّة الرسول الأمين (1).

ص: 174


1- المجالس المستنصرية : 22.

ص: 175

كتاب : المجالس المستنصرية

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المجالس المستنصرية لسيدنا المؤيّد في الدين ( قس ) ، وهي خمسة وثلاثون مجلساً ، من مجالس الحكمة ، في بيان فضل العدّة التي هي تسعة عشر ; لكونها مقابلة لعدد كلمات إقامة الصلاة وحروف « بسم اللّه الرحمن الرحيم » ومن الشهادة لفصولها السبعة ، وحروفها الاثني عشر التي هي تسعة عشر ، وفي شرح ما في كل واحد من حقوق الشهادة التي هي سبع دعائم من الولاية ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، وسننها الاثني عشر من برّ الوالدين وصلة الرحم ، وحفظ الجار ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، وحسن معاشرة الأزواج ، والرفق بالمماليك ، وافشاء السلام ، وإطعام الطعام ، وصلة الإخوان ، وعيادة المرضى ، المقابلة لفصول الشهادة وحروفها التي جملتها من العدد تسعة عشر ، وقد أسّس ( عليه السلام ) كل مجلس من مجالسه على نوع من الإنشاء البديع ، وذلك أنّه أتى فى كل مجلس بعد التحميد بلون من النصائح ، ثمّ أخذ في شرح ما في كل حق من حقوق الشهادة من السبعة والاثني عشر ، ثُمّ في شيء من تلاوة القرآن من أوّله على ترتيبه ، والإيضاح على ما فيه من البيان بحسب ما يليق بالمجلس ، ثمّ بإسناد من الأئمّة ممّا كان ورد في ذكر الحق الذي أخذ فيه مما يوافق ما في المجلس ، ثمّ ختم المجلس كما افتتحه بالتحميد ، وهكذا في كل مجلس من المجالس شيئاً منها ، والموجود فيه من شرح حقوق الشهادة إلى آخر ذكر السلام ، ومن

ص: 176

تلاوة القرآن والتفسير للآية ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ ) إلى قوله ( وَمَا اللّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ ) وفي آخره من المجلس السادس والعشرين بيان الصيام وما فيه من إحدى وأربعين وجهاً ، وما هي الوجوه ، وما الذي يفسر به ، وغير ذلك من الاحتجاج على العامة في أمر الهلال (1).

قال الطهراني في الذريعة : المجالس المستنصرية في خمسة وثلاثين مجلساً ، من إملاء داعي الإسلام الثقة ، الإمام المؤيّد في الدين هبة اللّه بن موسى الشيرازي المتوفّى 470 ه- ، داعي دعاة المستنصر ، قد عرضها على الإمام التاسع عشر من الأئمّة الإسماعيليّة ، وهو المستنصر باللّه ، أبو تميم معد ابن الظاهر المتوفّى 487 ، ونشره مع مقدّمة مبسوطة للطبع الدكتور محمّد كامل حسين المصري بكلّية جامعة فؤاد الأول 1366 ، وفي خطبة كل مجلس يخصّ أمير المؤمنين بالسلام مصرّحاً بأنّه الوصي والخليفة بعد النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) (2).

ونسبه إليه طه الولي في كتابه القرامطة ، وقال : المستنصرية نسبة إلى الخليفة العبيدي المستنصر باللّه أبو تميم ... ، وفي هذا الكتاب مجّد المؤلّف الخليفة المستنصر حتّى أنّه - أي المؤلّف - جعل من الرقم 19 أصلاً من أصول الدين ( حسب المذهب القرمطي ) ; لأنّ الخليفة المذكور هو التاسع عشر في سلسلة الأئمّة العبيديين.

وأهمّ المبادئ التي قرّرها الشيرازي في هذا الكتاب هي : توحيد اللّه وتنزيهه ، ونفي الشرك به

ص: 177


1- فهرست المجدوع : 136.
2- الذريعة 19 : 365.

عصمة الأنبياء الذي كان محمّد خاتمة لهم.

تقرير وصاية عليّ بن أبى طالب ، وولاية الأئمّة من ذرّيّته ، وعصمتهم جميعاً.

التصديق بالقرآن ظاهره وباطنه.

اعتبار الأئمّة مصدراً للتشريع ، وعدم الأخذ بالرأي والقياس.

القول باتفاق الظاهر مع الباطن ، وبالعكس ، وعدم القول بالفصل بينهما في التأويل الذي يعتبره المؤلّف واجباً.

ويشتمل كتاب المجالس المستنصرية على 35 مجلساً ( أي : محاضرة ) وبعضها موجّه إلى المؤمنات المستجيبات للدعوة القرمطية ( الإسماعيليّة ) (1).

ونسبه إليه أيضاً الأميني في الغدير (2).

ص: 178


1- القرامطة : 203.
2- الغدير 4 : 312.

ص: 179

( 14 ) كلام بير لناصر بن الحارث القبادياني المروزي المعروف بناصر خسرو ( ت 481 ه- )
الحديث :

قال : قال النبي ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (1).

ص: 180


1- كلام بير : 34.
ناصر بن الحارث القبادياني المروزي ( ناصر خسرو )

نسب ناصر خسرو نفسه في كتابه سفر نامة (1) هكذا :

هذا ما يقول أبو معين الدين ناصر خسرو القبادياني المروزي ، تاب اللّه عنه : كانت صناعتي الإنشاء ، وكنت من المتصرّفين في أموال السلطان وأعماله ، وانشغلت بالديوان ....

إلى آخر ما يذكره من أحواله ، وأسفاره ، وتنقّلاته في مختلف البلاد (2).

قال الكاتب الإسماعيلي عارف تامر في كتابه تاريخ الإسماعيليّة : ناصر خسرو ، هو الحكيم أبو المعين ، ناصر بن خسرو بن الحارث القبادياني المروزي البلخي البدخشاني ، نشأ في أسرة متوسّطة الحال ، لا هي بالغنيّة ، ولا هي بالفقيرة ... ، ثمّ التحق بخدمة السلطانين الغزنويين : محمود ، ثمّ ابنه مسعود ، وبعد أن أفلح السلاجقة بالقضاء على الدويلات الشرقية والإمارات الصغيرة ، وأصبح الأمر لهم التحق بخدمة جعفري بك السلجوقي حاكم خراسان ، وتولّى أمر خزانته في مرو ، وفي تلك الفترة كان

ص: 181


1- أي : كتاب السفر.
2- سفر نامه : 1.

يدأب على قراءة آراء الفارابي وابن سينا ، ويشتغل بدرس العلوم النقلية ، والعلوم العقلية ، والبحث في الأديان والعقائد ، والاطلاع على الأدب ، وشعر الشعراء العرب والفرس ، ويأخذ من كل فنّ طرفاً حتّى بلغ درجة عليا في العلم والحكمة والمعرفة.

ولد سنة 394 ه- ، في قباديان ، وتوفّي صبيحة يوم الجمعة في الثامن والعشرين من ربيع الأوّل سنة 481 ه- ، ببلدة بمكان من مواضع بدخشان ، وكان قد نزح إلى هذه البلدة فراراً من أمراء السلاجقة الذين ناهضوه وطلبوه ، بعد أن وشي به أعداؤه حسداً.

عاش طيلة حياته تحت أستار التقيّة ، وقد لاقى من التشريد والفرار في الجبال ما لا يمكن وصفه ، ومن المشهور أنّ أخاه أبا سعيد رثاه بالأبيات التالية :

طويت بلاد اللّه علّمت حكمة *** وصيرت بين الناس قرماً ممجّداً

سقاك إله الناس سقياً مروياً *** وألبس الغفران يا ناصر الهدى (1)

قال الأفندي في الرياض : سيّد الحكماء ، أبو المعين ناصر بن خسرو ابن حارث بن علي بن حسن بن محمّد بن علي بن موسى الرضا ، السيّد الحكيم العلوي الحسيني الموسوي الرضوي ، المعروف بناصر خسرو الأصبهاني البلخي.

كان من مشاهير الحكماء والفقهاء في عصر الخلفاء.

إلى أن قال : وقد اختلف الناس في حال ناصر خسرو ، فبعضهم

ص: 182


1- تاريخ الإسماعيليّة 4 : 146.

يكفّره ، وينسبه إلى الإلحاد ، وبعضهم يعظّمه في غاية ما يمكن أن يقال في شأن العلماء الإلهيين الأمجاد (1).

قال العلاّمة الطهراني في الطبقات - بعد أن ذكر اسمه ونسبه - : وله « التأويلات » الذي ألّفه على مشرب الملاحدة ، فكفّروه لذلك الكتاب الكاشف عن عقيدته ، لكنّه اعتذر عن ذلك في سوانحه المطبوع بأنّه قد طلبه منّي حاكم الملاحدة ، وكنت يومئذ تحت سيطرته فألّفته على مذاقهم ، تقيّة عنه وعن القتل ، فبعث هو نسخة إلى أطراف العالم ، وطالعه العلماء ، وكفّروني لذلك ، ولم يلتفتوا إلى عذري واضطراري.

وقد ذكر ولادته في 394 ه- ، ووفاته في 481 ه- (2).

وفي الأعيان ذكر نسبه وتاريخ ولادته ووفاته كما تقدّم ، وذكر جملاً من تواريخه وحالاته كما في كتاب ناصر خسرو نفسه ، وهو ( سفر نامة ) (3) وهناك بعض المصادر اختلفت في تحديد تاريخ وفاته (4).

ص: 183


1- رياض العلماء 5 : 232.
2- طبقات أعلام الشيعة : 198 ، المائة الخامسة.
3- أعيان الشيعة 10 : 202.
4- انظر في ترجمته : القرامطة لطه الولي : 206 ، خاتمة المستدرك 1 : 254 ، معجم المؤلّفين 13 : 70 ، كشف الظنون 1 : 143 ، هديّة العارفين 2 : 487.
كتاب كلام بير ( هفت باب ) أي : سبعة أبواب

نسبه إيفانوف إلى ناصر خسرو ، كما نقل ذلك علي نقي منزوي في الملحق الثالث لكتاب فهرست المجدوع (1).

قال الشيخ الطهراني في الذريعة : كلام بير لناصر خسرو العلوي المروزي ... ، فارسي في سبعة أبواب ، طبع بمبي بمباشرة إيوانُف ، مؤلّف الفهرس لكتب الإسماعيليّة في 1352 ه- مع مطلوب المؤمنين ، المنسوبة إلى الخواجة نصير الدين الطوسي (2).

ونسبها إليه في مكان آخر تحت عنوان هفت باب ، أي : سبعة أبواب (3).

قال الدكتور فرهاد دفتري ما ترجمته من الفارسية : إنّ السلطان حسين غورباني الهراتي المعروف بخير خواه الذي كان حياً سنة 960 ه- ، أنّه أخذ كتاب هفت باب لأبي إسحاق ، وأضاف عليه أموراً ، ثمّ سمّاه كلام بير ، ونسبه إلى ناصر خسرو (4).

ص: 184


1- فهرست المجدوع : 338 ، الملحق الثالث.
2- الذريعة 18 : 108.
3- انظر : الذريعة 25 : 230.
4- تاريخ وعقائد الإسماعيليّة : 534.

أقول والذي يؤيّد هذا الكلام عدم نسبة كثير ممّن ترجم لناصر خسرو هذا الكتاب إليه.

وهو كتاب في سبعة أبواب ذكر فيه عقائد الإسماعيليّة ، وقد طبع في الهند باللغة الفارسية.

ص: 185

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن السادس الهجري

اشارة

ص: 186

ص: 187

( 15 ) كنز الولد لإبراهيم بن الحسين الحامدي ( ت 557 ه- )

الحديث :

قال : فإذا كان الرسول الفاضل متعلّماً وله معلّم ، وبينه وبين خالقه وسائط ، فمن أيّ جهة يقع العذر لأهل العمى والجهل عن العلم والتعليم ، والالتزام بالوسائط التي نصبها الرسول ، ودلّ عليها بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، إنّه نبّأني العليم الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين » وأشار بأصبعيه المسبحتين (1).

ص: 188


1- كنز الولد : 35 ، الباب الثاني.
إبراهيم بن الحسين الحامدي

قال : مصطفى غالب في مقدّمة تحقيق كنز الولد : الداعي السلطان إبراهيم بن الحسين بن أبي السعود الحامدي الهمداني ، وهو من كتّاب الدعاة العلماء الذين أوجدتهم مدارس الدعوة الإسماعيليّة المستعلية الطيبية في اليمن.

ولمّا توفّي الذؤيب (1) خلفه مأذونه السلطان إبراهيم داعياً مطلقاً للإمام المستور الطيب بن الآمر في اليمن ، وما جاورها من البلاد ، والهند والسند ، وذلك سنة 536 ه- ، وجعل الشيخ عليّ بن الحسين بن جعفر الأنف القريشي العبشمي مأذوناً له ، فكان له معاضداً على أمره ، قائماً بنشر الدعوة في سرّه وجهره ، ولم يعمّر عليّ بن الحسين طويلاً ، فقد وافته المنيّة في سنة 554 ه- ، فاستعان الحامدي بابنه حاتم حيث اتّخذه مأذوناً له ، ونقل مقرّه إلى صنعاء ، ثُمّ أعلن عدم تدخّله في سياسة الدولة ، وواظب على دراسة العلوم ، ونقل التراث العلمي الإسماعيلي ، وجمعه وتدريسه للدعاة التابعين لمدرسته ، ووزّع الدعاة في بلاد اليمن والهند والسند ...

ويذكر التاريخ الإسماعيلي اليمني له عدّة مؤلّفات علمية ، تبحث في فلسفة الدعوة الإسماعيليّة ، وفي التأويل والحقائق ... ، وفي عهد هذا

ص: 189


1- وهو الداعي ذؤيب بن موسى الذي عيّنته السيّدة مروة الصليحية ليقوم بشؤون وأعباء الدعوة الإسماعيليّة.

الداعي الأجل تعرّضت الدعوة المستعلية الطيبية إلى هزّات عنيفة قاسية ; لأنّ ملوك آل زريع في عدن مالوا إلى الدعوة المستعلية المجيدية التي أخذت تنتشر بقوّة في أنحاء اليمن حتّى أصبح لها دعاة نشيطون في قلب تنظيمات الدعوة الطيبة ، وفي معاقلها كحراز ونجران واليمن الأسفل.

وكذلك أعلن ملوك همدان الياميون في صنعاء وبلاد همدان عن تنصّلهم من جميع الدعوات والمذاهب ، ومع كل هذا فقد ضلّ الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي على إخلاصه للدعوة الطيبية ، مواصلاً نشاطه الدعاوي والعلمي حتّى توفّاه اللّه في صنعاء في شهر شعبان سنة 557 هجرية (1).

قال الطهراني في الذريعة : إبراهيم بن الحسين الحامدي الإسماعيلي المتوفّى (2).

قال الزركلي في الأعلام : إبراهيم بن الحسين الهمداني الحامدي ، من دعاة الإسماعيليّة وعلمائهم في اليمن ، كان داعية للمستور من سلالة المستعلي الفاطمي ، وسمّي داعياً مطلقاً سنة 536 ، وجعل مقرّه صنعاء ، ووزّع الدعاة في بلاد اليمن والهند والسند.

ثُمّ ذكر الزركلي أنّ وفاته 557 ه- (3).

ص: 190


1- كنز الولد : 30 ، مقدّمة المحقّق.
2- الذريعة 18 : 169.
3- الأعلام 1 : 36 ، وانظر في ترجمته أيضاً : معجم المؤلّفين 1 : 23 ، القرامطة لطه الولي : 214.

ص: 191

كتاب : كنز الولد

قال إبراهيم بن الحسين الحامدي في مقدّمة كتابه هذا : ولما تبلبلت الألسن بالكفر والنفاق والتمويه والشقاق بالطعن على الحدود ، والكفر بالمعبود ، عزم العبد الضعيف المسكين الحنيف ، المستميح من تأييد مولاه وموداه وسناه ، أن يجمع مجموعاً بعون اللّه ومشيئته ... ، ووسمته بكتاب كنز الولد ، وجعلته أبواباً مفنّنة ، وفصولاً مبيّنة ، أربعة عشر باباً ، واللّه الموفّق للصواب :

الباب الأوّل : في القول على التوحيد من غير تشبيه ولا تعطيل.

الباب الثاني : في القول على الإبداع الذي هو المبدع الأوّل.

الباب الثالث : في القول على المنبعثين عن المبدع الأوّل معاً وتباينهما.

الباب الرابع : في القول على المنبعث الأوّل القائم بالفصل ، وما ذلك الفعل.

الباب الخامس : في القول على المنبعث الثاني القائم بالقوّة ، وما سبب ذلك.

الباب السادس : في القول على الهيولي والصورة وماهما في ذاتهما ، وسبب تكثّفهما وامتزاجهما.

ص: 192

الباب السابع : في القول على ظهور المواليد الثلاثة : المعدن والنبات والحيوان.

الباب الثامن : في القول على ظهور الشخص البشري أولاً ، وفي كُلّ ظهور بعد وفاء الكور.

الباب التاسع : في القول على ظهور الشخص الفاضل من تحت خط الاعتدال.

الباب العاشر : في القول على الارتقاء والصعود إلى دار المعاد ، إنْ شاء اللّه تعالى.

الباب الحادي عشر : في القول على معرفة الحدود العلوية والسفلية.

الباب الثاني عشر : في القول على الثواب والارتقاء في الدرج إلى الجنّة الدانية والعالية ، إنْ شاء اللّه.

الباب الثالث عشر : في القول على اتصال المستفيد بالمفيد ، وارتقائه إليه واتصاله به.

الباب الرابع عشر : في القول على العذاب بحقيقته وكيفيّته ، نعوذ باللّه منه (1).

ونسبه إليه الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست ، وذكر أنّه من الكتب الكبار في علم المبدأ والمعاد (2).

ص: 193


1- كنز الولد : 5 ، مقدّمة المؤلّف.
2- فهرست المجدوع : 279.

وكذا نسبه إليه الطهراني في الذريعة (1) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (2) ، والزركلي في الأعلام (3) ، وطه الولي في كتابه القرامطة (4).

قال الدكتور مصطفى غالب في مقدّمة تحقيق كنز الولد : إنّ كنز الولد من الكتب السرّيّة النادرة الوجود ، الجليلة القدر ، المحتوية على تسلسل المراتب الباطنيّة ، والحدود الروحانية ، والنظريّات العقلانية العميقة في علم الحقيقة ، أي : العبادة العلميّة ، أو علم الباطن ، كما هو معروف لدى دعاة الإسماعيليّة ، فعقائد الإسماعيليّة الطيبية ، وأسرار التوحيد الإسماعيلي التي يرسم خطوطها المؤلّف تجسّد ما هي عليه اليوم عند طائفة البهرة بفرعيها السليماني والداوودي ، ولقد وصفه المؤرّخ الداعي إدريس عماد الدين القرشي : بأنّه الكتاب الجليل في علم الحقائق ، الموسوم بكنز الولد.

وممّا يعطي قيمة فكريّة كبرى لهذا الكتاب من الناحية الفلسفيّة أنّ المؤلّف ذكر فيه لأوّل مرّة في تاريخ الفكر الإسماعيلي رسائل إخوان الصفا ، والرسالة الجامعة ، واعتمد في مناقشاته على آراء الشخص الفاضل صاحب الرسائل والجامعة ونظريّاته ، لذلك نلاحظ بأنّ دعاة الطيبية في اليمن قد نهجوا فيما بعد نهج الحامدي في دراسة الرسائل والجامعة ، واعتبروها بمثابة الكتاب الثاني بعد القرآن (5).

وقال في سبب تسمية الكتاب بكنز الولد : ودعي الكتاب كنز الولد ;

ص: 194


1- الذريعة 18 : 169.
2- معجم المؤلّفين 1 : 23.
3- الأعلام 1 : 36.
4- القرامطة : 215.
5- كنز الولد : 5 ، مقدّمة المحقّق.

لما ذكر في مواضع عدّة عن ظهور الولد التام ، الذي هو القائم المنتظر ... ، وكنز الولد هو كنز القائم المنتظر الذي سيظهر عند تمام الأدوار السبعة المعروفة لدى الإسماعيليّة.

ثمّ يذكر أبواب الكتاب ، والأبحاث التي جائت فيها (1).

ص: 195


1- كنز الولد : 32 ، مقدّمة المحقّق.

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن السابع الهجري

اشارة

ص: 196

ص: 197

مؤلّفات علي بن محمّد بن الوليد ( ت 612 ه- )

( 16 ) دامغ الباطل وحتف المناضل
الحديث :

الأوّل : قال : وأتمّ النعمة ، ورضي الإسلام ديناً بطاعة من نصّ على طاعتهم ، تبياناً لغرض ولاياتهم ، وتعيناً بقوله تعالى ( ... ) ، وألقى إليهم مقاليد وحيه المنزل ، وأوضح أنّهم قرناء كتابه المهيمن على سالف الكتب ، المفضّل على لسان رسوله صلوات اللّه عليه وعليهم ، حين قال لأمّته معذراً مبشراً للمطيعين وللعاصين منذراً : « خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وأنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (1).

الثاني : قال : ثمّ قال هذا المارق : الطرف الثالث في بيان معتقدهم في الإمامة ، وقد اتفقوا أن لابدّ في كل عصر من إمام معصوم قائم بالحقّ ... ، ولا يجوز أن ينقطع ; إذ يكون فيه إهمال الحق ، وتغطيته على الخلق ، وإبطال قوله ( عليه السلام ) « ... » وقوله : « ألم أترك فيكم القرآن وعترتي » هذا قوله ، نقول في جواب ذلك ... (2).

ص: 198


1- دامغ الباطل وحتف المناضل 1 : 26 ، مقدّمة المؤلّف.
2- دامغ الباطل وحتف المناضل 1 : 152.

الثالث : قال : وقرن النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) الصامت بالناطق ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وأجرى العترة من الكتاب والشريعة مجرى النفس من عالم الشخص ، والملائكة من عالم الدنيا ، إذاً الإمامة واجبة (1).

الرابع : قال : فجعل البيان إلى النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) القائم بالكتاب ، وجعل الكتاب بيّنة وتبياناً وبرهاناً كما قال اللّه تعالى ( ... ) وجعله النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) مقروناً بعترته ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » لتكون العترة الطاهرين هم القائمون بالبيان عن الكتاب (2).

الخامس : قال - في جوابه عن المستشكل - : فإن زعم أنّا لم نجد أكثر القضايا في الكتاب ، وهو في أيدينا ، نتلوه بكرة وعشيّا ، فجوابه : أنّه لا يعلم ذلك بجملتة ، ولا يحيط بكلّيّته إلاّ اللّه والراسخون في العلم ، المنزل على جدِّهم الكتاب ، المفوّض إليه الحكم به إليهم بقوله ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (3).

السادس : قال : وقال ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) في حديث ثاني : « ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد اللّه ، وطرف منه بأيديكم ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وقد سألت ربّي أن يردا عليّ الحوض كهاتين » وجمع بين المسبحة والوسطى من يده الواحدة « إحداهما تسبق الأخرى ، ناصرهما

ص: 199


1- دامع الباطل وحتف المناضل 1 : 160.
2- دامغ الباطل وحتف المناضل 1 : 263.
3- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 81.

لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل » (1).

السابع : قال : فإذا وجب حصول الهادي في كل عصر وزمان ، وإذا كان واجباً فبوجوبه يجب تسلسل الإمامة في الأعقاب ، واتّصال الأنساب منهم والأسباب كما قال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهم لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (2).

الثامن : قال : يؤكّد جميع ذلك ما قدّمنا ذكره من قول النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين » وقال على إثر ذلك : « اللّهمّ هل بلّغت؟ » قالوا : نعم (3).

التاسع : قال : وممّا يزيد ذلك تأكيداً ما جاء عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) في بعض خطبه : « أيّها الناس ، خذوا عن خاتم النبيين أنّه قال : يموت من مات منّا ، ويبلى من يبلى منّا ، وليس يسأل عصر جديد هما (4) وآزروهما ، وحجّة من ذي الحجّة في حجّة الوداع ، إذ يقول : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وذلك في حجّة الوداع يوم غدير خمّ (5).

ص: 200


1- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 81.
2- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 115.
3- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 125.
4- كذا في الأصل.
5- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 125.

العاشر : قال في إدامة كلامه السابق : وكذلك يقول : « إنّكم واردون عليّ الحوض ، عرضه ما بين بصري إلى صنعا ، فيه عدد نجوم السماء ، أقداح من فضّة ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني بهما ».

فقالوا : يا رسول اللّه ، وما الثقلان؟

فقال : « الثقل الأكبر كتاب اللّه ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي حبل ممدود من السماء ، طرف منه بيد اللّه ، وطرف منه بأيديكم ، تمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، فإنّه باقي (1) اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال الإمام علي سلام اللّه عليه : « شهدت بهذا وما شهدت إلاّ بالحق ، تخلّف من خالفهما ، وبرئت إلى اللّه ممّن شذّ عنهما » (2).

الحادي عشر : قال - عند استعراضه لبعض كلام الإمام علي ( عليه السلام ) - : وقال فيهم أيضاً : « ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وتركت فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان » (3).

الثاني عشر : قال : وفرقة تقول بإمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهم الشيعة على ما ينقسمون إليه من زيدي وإمامي وكيساني وغال وغيرهم ، وتتفرّق فرقتين : فرقة تقول : بالنصّ والتوقيف الجلي ، وفرقة تقول : بالنصّ ، وكان قول من يقول بالنصّ الخفي إن كان من ذرّيّة النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) حسنيّاً أم حسينيّاً ، فهو من أهل البيت والعترة ، وأنّ من شهر منهم سيفه ،

ص: 201


1- كذا في الأصل.
2- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 126.
3- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 127.

وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، وكان عالماً زاهداً سخيّاً شجاعاً ورعاً ، لزم بقول النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما » (1).

الثالث عشر : قال ثمّ قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( ... ) فقال ( عليه السلام ) : « أنشدكم اللّه هل تعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) قام خطيباً ، ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : أهل بيتي بعد الكتاب ، أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فقالوا اللّهم نعم ، قد شهدنا بذلك كلّه عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) (2).

الرابع عشر : قال : ونفتخر باعتصامنا بالحبل المأمور بالاعتصام به ، يقول اللّه تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا ) الذي بيّن النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) أنّه العترة والكتاب بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد اللّه ، وطرف بأيديكم فتمسّكوا بهما فإنّكم لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما » لا باتّباع الطاغوت ، وقد أمروا أن يكفروا به (3).

ص: 202


1- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 276.
2- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 298.
3- دامغ الباطل وحتف المناضل 2 : 391.
علي بن محمّد بن الوليد

وصفه إسماعيل المجدوع بسيّدنا ، قال : سيّدنا علي بن محمّد الوليد أعلى اللّه قدسه (1).

قال الكاتب الإسماعيلي عارف تامر : علي بن الوليد الذي يعتبر من أشهر علماء اليمن الإسماعيليين ، ويكفي أن نقول : إنّه لعب دوراً أدبياً فلسفياً عظيماً باعتباره الداعي المطلق الخامس لليمن في القرن السادس الهجري. وبالرغم من المصادر الضعيفة عن تاريخ حياته ، فيمكننا أن نقول : بأنّه ينحدر من أسرة عريقة ومحترمة ومعروفة بإخلاصها للأئّمة الفاطميين (2).

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : علي بن محمّد بن الوليد الإسماعيلي ، المتوفّى 27 شعبان 612 ه- (3).

قال الزركلي في الأعلام : علي بن محمّد بن الوليد ، داعية إسماعيلي ، من علمائهم ، يلقّب بوالد الجميع ، وهو الداعي الخامس من دعاة اليمن (4).

ص: 203


1- فهرست المجدوع : 41.
2- تاج العقائد : 8 ، مقدّمة المحقّق.
3- الذريعة 19 : 371.
4- الأعلام 4 : 331 ، وانظر : معجم المؤلّفين 7 : 237.

قال طه الولي في كتابه القرامطة : علي بن محمّد الوليد ، الملقّب بالأنف ، العبشمي القرشي ، توفّي سنة 612 ه- ، ( 1215م ).

وذكره صاحب عيون الأخبار ، وقال : إنّه أضيفت إليه أمور الدعوة القرمطية في الجزيرة اليمنية ، حيث استطاع أن يضع الأسس العلميّة للدعوة السرّيّة في أيّام الخليفة العبيدي المستعلي باللّه أبو القاسم أحمد الذي نسبت إليه هذه الدعوة ... ، وقد بلغ هذا الداعي من العمر عتيّاً ; إذ إنّه عاش حوالي تسعين سنة ، وترك العديد من المؤلّفات الباطنيّة (1).

ص: 204


1- القرامطة : 210.

ص: 205

كتاب : دامغ الباطل وحتف المناضل

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : دامغ الباطل وحتف المناضل لسيّدنا علي بن محمّد الوليد ، قال في ابتداء الكتاب : أمّا بعد ، فإنّا وقفنا على كتاب يوسم بالمستظهري ، منسوب إلى أبي حامد محمّد بن محمّد الغزالي ، ضمّنه بزعمه ذكر فضائح الباطنية ، وفضائل المستظهرية ، أورد فيه من الاستهزاء بالحق ، والطعن على أرباب الصدق ، والتعصّب للباطل وأتباعه ، والمعاصرة للشيطان وأشياعه ، ما يتعيّن علينا فرض إجابته ، والكشف عن محجوب ضلالته ، والإبانه عن حقيقة عقيدة أهل الإيمان ، والتنزيه لهما عمّا رمي به من الزور والبهتان - إلى قوله - : وإن كان هذا الشيطان جمع في هذه بين مقالات ضلالات مبتدعة ، وآراء في الكفر مستبشعة ، وبين ما يذهب إليه أهل الحق في ضرب من اعتقادهم الخالص المهذّب من الرذائل والنقائص ، فإنّا نورد كلامه على حسب ما سرده ، ونقصد كل فصل منه بجواب عمّا نحاه وقصده ، ونوضّح ما يخالف الحق ، والبراءة منه ومن معتقده ، ونكشف بالبراهين الحكمية عن وجه دين الحق ما ليس به من التمويه والكتاب يتضمّن اثني عشر باباً :

الباب الأوّل : يتضمّن شرح حال هذا الملحد ، ومروقه عن الدين ، وتلوّنه في المذاهب في فصل واحد.

الباب الثاني : يتضمّن الرد عليه في تحميد كتابه ، وشرحه الذي قدّمه أمام أبوابه.

ص: 206

الباب الثالث : يتضمّن الرد عليه عن الباب الأوّل ، في ذكر استنهاج المنهاج في سياقة كتابه.

الباب الرابع : يتضمّن الرد عليه فيما شرحه في بابه الثاني من ذكر بيان ألقاب من سمّاهم الباطنية ، والكشف عن السبب الباعث لهم على نصب الدعوة.

الباب الخامس : يتضمّن الرد عليه في الباب الثالث ، عمّا ذكره عن بيان درجات حيلهم في التلبيس والكشف عن سبب الاغترار بحيلهم.

الباب السادس : الرد عليه في بابه الرابع ، عمّا ذكره في نقل مذهبهم جملة وتفصيلاً.

الباب السابع : يتضمّن الرد عليه في بابه الخامس ، عمّا ذكره في تأويلاتهم لظاهر القرآن ، واستدلالاتهم بالأمور العديدة.

الباب الثامن : يتضمّن الرد عليه في بابه السادس ، عمّا ذكره من إيراد أدلتهم العقلية على نصرة مذهبهم ، والكشف عن فسادهم.

الباب التاسع : يتضمّن الرد في بابه السابع ، عمّا ذكره من إبطال استدلالاتهم بالنص على نصب الإمام المعصوم.

الباب العاشر : يتضمّن الرد عليه في بابه الثامن ، عمّا ذكره في مقتضى فتوى الشرع في حقّهم من التبرّي والتكفير وسفك الدماء.

الباب الحادي عشر : يتضمّن شرح الرد عليه في بابه التاسع ، عمّا ذكر من إقامة البرهان العقلي الشرعي على أنّ الإمام الحق في عصره - بزعمه - هو المستظهري.

ص: 207

الباب الثاني عشر : يتضمّن الرد عليه في بابه العاشر ، وفصولاً جامعة للرد على أمثال هذا المارق ، والافتخار والاعتصام بالولاء لأرباب الهداية ، وهو آخر أبواب هذا الكتاب (1).

قال طه الولي عند عدّه لكتب ابن الوليد : كتاب دفع الباطل وحتف المناضل ، ويسمّيه عبد الرحمن بدوي في مقدّمته على كتاب « فضائح الباطنية » للغزالي « دافع الباطل وحتف المناضل » وهذا الكتاب ألّفه الداعي المذكور في الردّ على كتاب « المستظهري » ( فضائح الباطنية ) (2).

ولكن تقدّم عن فهرست المجدوع أنّ اسمه دامغ الباطل وحتف المناضل.

ونسبه إليه الطهراني في الذريعة تحت عنوان دامغ الباطل وحتف المناضل (3) ، وكذا الزركلي في الأعلام (4) ، وعمر رضا كحاله في معجم المؤلّفين (5).

ونسبه إليه السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، قال - بعد أن ذكر اسم المؤلّف - : وللمؤلّف « دامغ الباطل وحتف المناضل » في الردّ على أبي حامد الغزالي ، نشره مصطفى غالب (6).

ص: 208


1- فهرست المجدوع : 93.
2- القرامطة : 212.
3- الذريعة 19 : 371.
4- الأعلام 4 : 331.
5- معجم المؤلّفين 7 : 237.
6- مجلّة تراثنا ، العدد 21 : 236.

ص: 209

( 17 ) تاج العقائد ومعدن الفوائد
الحديث :

الأوّل : قال : ويعتقد أنّ التسليم والاتّباع على وجهين : خطأ وصواب ، فالصواب من ذلك اتّباع الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، والتسليم للأئمّة من أهل بيته الوارثين للكتاب ، العالمين بتأويله ، ثمّ قال - بعد أن ذكر آيات قرآنية - : وقد فسّر النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ذلك بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ، ما إن تمسّكتم بهما أبداً » (1).

الثاني : قال : ولولا الاستناد إلى المحقّين لفسد الدين ، ولذلك لم يقل إلاّ على أهل بيت النبوة الذين ورثوا الكتاب ، ومنعوه أن يبدّل ، أو ينسخ ، أو يحرّف ، أو يزال عن حكمه بدليل قوله تعالى : ( ... ) ، وقول الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « خلّفت فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه وعترتي » فالكتاب محفوظ بالعترة لا يجد مبدّل إلى الإفساد فيه سبيلاً ، ولا زوال لحكمه بوجه من الوجوه (2).

الثالث : قال : ويعتقد أنّ الدين والإيمان هو في الحقيقة التشيّع ، واتّباع سنّة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، واتّباع أمره ، والاقتداء بأهل بيته الصفوة

ص: 210


1- تاج العقائد ومعدن الفوائد : 90 ، الاعتقاد : 47 ، في التسليم.
2- تاج العقائد ومعدن الفوائد : 99 ، الاعتقاد : 52 ، في أنّ القرآن لا ينسخه إلاّ قرآن مثله.

الطاهرين منهم ، والتمسّك بهم لقوله : ( ... ) ، وقوله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلان : كتاب اللّه وعترتي » (1).

ص: 211


1- تاج العقائد ومعدن الفوائد : 127 ، الاعتقاد : 69 ، في أنّ الدين والإيمان هو التشيّع.
كتاب : تاج العقائد ومعدن الفوائد

قال علي بن محمّد بن الوليد في مقدّمة كتابه هذا : الحمد لله الذي كحّل بأثمد محبّته مقل العارفين وصلّى اللّه على من أرسله هداية للعالمين محمّد المبعوث لإنقاذ نفوس الهالكين ، وعلى وصيّه المساعد له والقرين ، عليّ بن أبى طالب ، حبل اللّه المتين ، ونخبة أصحاب اليمين ، وعلى الأئمّة من ذرّيتهما آل طه وياسين ، وعترة من تأنّس بالروح الأمين ، وبعد : أيّها العبد السعيد ، أدام اللّه لك الهداية ، وسدّد خطاك إلى القيام بواجب الولاية ، إنّك سألت بعض أخوان الدين وأرباب اليقين عن أسباب دينيّة ، ومعارف يقينيّة وجريت معهم إلى حدّ يجب الوقوف عنده ، لسبب أوجب الوقوف لحين حضور من لم يتسنّ له سماع ما جرى ، فمن جملة ما جرى ذكر العقائد الموجودة في المذاهب ، وأنّ جميع ما تقدّم من أرباب المقالات ، قد نسج على مقالته بأقوال يرجع إليها طالب الفائدة ... ، فتفهّم - أيّدك اللّه - أنّ المشايخ المتقدّمين لم يخلوا المذهب من العقيدة التي يجب على الطالب التزامها ، والأخذ في مذهبه بها ، بل جعلوها على ضربين : ضرب يؤخذ على الداخل فيه في أوّل ابتدائه ، وهو العهد المشدّد فيه على اعتقاد الربوبية ، وإثبات وحدانية الرسالة والولاية والطاعة وأعمال الشريعة من أوّلها إلى آخرها على القانون المحكم ، وأمر الخالق المبرم من غير إخلال ولا تضييع ، وإلزام الأقسام المغلظة على تأكيد ذلك جميعه.

وضرب يكون عقيدة يذكر فيها ما يحتاج إليه الطالب لحقائقه

ص: 212

مفصّلاً ، من أوّل المذهب إلى آخره ، على سبيل المجمل حيناً ، وعلى سبيل التفصيل آخراً ، وأنّه لمّا طال الزمان ، وحدث في هذه الديار ما حدث من الغلاة ، وتشتّت أهلها ، درست تلك الكتب ، وفسدت خواطر أكثر الناس ، وجاءت محن عدّة على أرباب هذا المذهب في عدّة أوقات أوقفت خواطرهم مع ما ورد من ديار الشام لمّا فتحت من المذاهب كالعادية ، والحاكمية ، والذهبية ، والدرزية ، والمحصبيّة ، والجليلية ، والنصيرية ، والتعليمية ، الذين يقولون بالحلول والتجسيم ، فاحتموا بهذا المذهب سراً على ما هم عليه ، ودرسوا ما قد وجدوه من الكتب والحقائق ، واستمرّ الفساد ، فلم يبق من الدين إلاّ اسمه ، ولا من التوحيد إلاّ رسمه وزادت الغلبة منهم مع أسباب لا سبيل إلى ذكرها ، وجاء مقدّمون يميلون إلى الدنيا ، فتصانعوا خوفاً على زوال الرئاسة ، فقلّ المتعلّم ، وزهد به عند من شاهده ، واختفى من يفهم حتّى آل الحال إلى ما ترى ، فلهذا لم توجد عقيدة في هذا المذهب ، فلّما رأيت التحرّق على ذلك ، سارعت إلى إجابة خاطرها الشريف ... ، وقد رأيت اهتمامها بعقيدة المذهب على فصله وحقيقته ; لتأخذ نفسها الشريفة بحظّها منه فتقف على معالم المذهب ، وكيفيّة أصوله ومبانيه ، فألّفت فيه كتاباً سمّيته « تاج العقائد ومعدن الفوائد » فتجاوز عمّا تراه من الخلل ، فإنّي في ذلك مثل الناظر إلى الشمس بعينه الضعيفة ... ، ثمّ حين أبدأ بذكر معتقداتها ، فإنّي أشرح كل واحدة منها تارة على سبيل التلويح ، وتارة على سبيل البيان ، وتارة على سبيل الإجمال ، لإفهام ملكات الأشياء المجملة ، فإذا حفظته شرحته لطالبها إن شاء اللّه

ثمّ ذكر محتوى الكتاب بالتفصيل (1).

ص: 213


1- تاج العقائد ومعدن الفوائد : 11 ، مقدّمة المؤلّف.

ونسبه إليه الشيخ المجدوع في الفهرست مع ذكر ما احتوى عليه الكتاب من أبحاث وقال في تعديده لأبواب الكتاب :

في حدوث العالم.

إنّ للعالم صانعاً.

إنّه تعالى واحد. إنّ صانعه قديم.

إنّه ليس بجسم. إنّه ليس بجوهر ولا عرض.

وإنّه لا مادّة ولا صورة. إنّه غير محتاج.

إنّه لا إله غيره ولا معبود على الحقيقة سواه. إنّه لا يشبه المحدثات.

في نفي التسمية عنه. في نفي الحدّ عنه.

في نفي الصفات عنه. في نفي المكان عنه.

في التوحيد ، إنّ الإله لا يكون اثنين.

إنّه لا يمكن في اللغات ما يمكن الإعراب به عنه بما يليق به.

إنّ للعالم مبدءاً تتعلّق الصفات به. إنّ وجود هذا المبدء لا بذاته.

في الملائكة ، في الجن ، في الوحي.

في الرسالة ، أنّها على ضربين خاصّة وعامّة.

إنّ الأنبياء والأئمّة لا يولدون من سفاح.

إنّ النبوّة على درجات عالم البشر.

إنّ رسولنا أفضل الرسل.

في الوصيّة من بعد الرسول إلى الوصيّ.

إنّ صاحب الوصيّة أفضل العالم بعد النبوّة في الدور.

ص: 214

في الإمامة ، أنّها في أهل بيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) دون غيرهم.

إنّ الإمامة وارثة النبوّة والوصيّة

في انقطاع الرسالة وقتاً من الزمان.

في انقطاع الوصيّة بعد ذهاب الوصيّ.

في استمرار الإمامة في العالم دون النبوّة والوصاية.

في رفع الغيبة (1) الإمام من الأرض. إنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله فيها.

في قعود عليّ عن الخلافة. في فساد إمامة المفضول.

في إبطال اختيار الأمّة للإمام.

إنّ كلّ متوثّب على مرتبة الإمامة فهو طاغوت.

في أنّ الأمّة اختلفت بعد نبيّها ، في تخطئة الرأي والقياس.

إنّ البيعة واجبة على كلّ مؤمن في الطاعة في التسليم.

في الموفي بالعهود. فيمن نقض العهود والمواثيق. في رؤية الأهلّة.

في المعجزة التي أتى بها الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ). إنّ القرآن لا ينسخه إلاّ قرآن مثله.

إنّ العلوم الدينية كلّها في الكتاب العزيز. إنّ الشريعة موافقة للحكمة.

في التكليف. في البحث والنظر.

في أنّ طلب العلم واجب في الأعمال الشرعيّة جملة وتفصيلاً.

في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. في إثبات التأويل.

ص: 215


1- كذا في الأصل.

إنّ للإمامة رجالاً تنوب عنها في أقطار الأرض للهداية.

في تخطئة من يتّبع الآباء في الدين بغير البرهان.

في أنّ الحبّ في اللّه والبغض لمعاصي اللّه لدين واجب.

في النهي عن مجلسة (1) المنافقين.

إنّ الدعوة الأولة (2) التي دعا إليها الرسول لا يجوز غيرها.

في نسخ الشرائع قبل نبيّنا محمّد. في سبب نسخ الشرائع.

إنّ الحقّ في الفرقة القليلة. إنّ الدين والإيمان هو التشيّع.

في الاقتصار في العمل دون ما لا يستطاع. إنّ الدنيا دار عمل.

في الإسلام. في الإيمان. في الطهارة. في الماء الواجب به الطهارة.

في الصلاة. في الزكاة. في الصيام. في الحج. في الجهاد.

في الآخرة. في الحساب والنشر. في العقاب والجزاء أنّه حقيقة.

في الجزاء وأنّه لابدّ منه. إنّ الطبائع الأربع بإذن اللّه.

إنّ الإنسان صفوة العالم ، ومطالب بأفعاله الاختيارية دون الجبرية.

في أنّ السر والإعلان عند اللّه سواء في جميع مخلوقاته.

في الأرزاق ، أنّها لا تأتي بحيلة ، ولا تمنع ببله ، بل تأتي بأمر ربوبي.

في الأعمّار والمدد في الدين.

في أنّ النفس لم تكتب علماً ولا عملاً قبل وجود جسمها ، ولا كان لها عين بوجود.

ص: 216


1- كذا في الأصل.
2- كذا في الأصل.

إنّ العقل الغريزي آلة للنفوس لقصد المعالم.

إنّ النفس جوهر حيّ قادر.

في مفارقة النفس الجسد بعد الموت.

فيما تناله النفس في السعادة بعد الفراق.

في الجبر والتخيير. في القضاء والقدر. في منع المبتدي عن الكلام.

في الإذن والإطلاق. في الإخلاص والأعمال.

ثُمّ قال : وقد قال بعضهم شعراً :

تاج العقائد تاج كل كتاب *** من مثله يهوا ذوو الألباب

ألزم مطالعة به في كل *** وقت فهو ميعاد لكل صواب (1)

قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب تاج العقائد ومعدن الفوائد ، وهو يتضمّن 100 مسألة في موضوع العقيدة القرمطية.

وهذا الكتاب ذكره إيفانوف في دليل الأدب الإسماعيلي ، ويسمّيه عبد الرحمن بدوي « تاج الحقائق » (2).

ص: 217


1- فهرست المجدوع : 124.
2- القرامطة : 212.

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن التاسع الهجري

اشارة

ص: 218

ص: 219

مؤلّفات عماد الدين إدريس بن الحسن ( ت 872 ه- )

( 18 ) عيون الأخبار وفنون الآثار
الحديث :

الأوّل : قال : فصعد الحسن بن علي ( عليه السلام ) المنبر فحمد اللّه تعالى بما هو أهله ، وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وقال في خطبته : « أيّها الناس ، إنّ اللّه أهداكم بأوّلنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، ونحن أهل البيت الذين أذهب اللّه عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً ، ونحن حزب اللّه المفلحون ، وعترة رسوله المطهّرون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلّفهما رسول اللّه » (1).

الثاني : قال : وفيما ذكرناه كفاية من اتّباع أهوائهم ، ورجوعهم إلى آرائهم وبدعتهم التي نهى الرسول عنها ، وكفى بخلافهم لبيت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) الذين قال فيهم في حجّة الوداع : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » نعوذ باللّه من الضلال ، واتّباع سبيل المائلين عن الكتاب والعترة من الجهّال (2).

ص: 220


1- عيون الأخبار وفنون الآثار : 36 ، السبع الرابع.
2- عيون الأخبار وفنون الآثار : 289 ، السبع الرابع.

الثالث : قال : وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله في صحيح الرواية عنه ، عن حذيفة بن اليماني وغيره : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » « كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (1).

ص: 221


1- عيون الأخبار وفنون الآثار : 289 ، السبع السادس.
عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبد اللّه

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : سيّدنا عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبد اللّه بن علي بن محمّد بن حاتم الأنف ، رزقنا اللّه شفاعته وأنسه (1).

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبد اللّه بن علي بن حاتم الأنف ، وهو الداعي التاسع عشر الإسماعيلي ، المتوفّى 19 ذي القعدة 872 (2).

وذكر عارف تامر وفاته بهذا التاريخ أيضاً في كتابه تاريخ الإسماعيليّة (3).

قال الزركلي في الأعلام : إدريس بن الحسن بن عبد اللّه بن علي بن محمّد بن حاتم القرشي عماد الدين ، مؤرّخ يماني ، من دعاة الإسماعيليّة ، صنّف كتباً. وذكر تاريخ وفاته بما تقدّم (4).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : يعتبر هذا الداعي مؤرّخاً موسوعياً

ص: 222


1- فهرست المجدوع : 73.
2- الذريعة 15 : 376.
3- تاريخ الإسماعيليّة 4 : 72.
4- الأعلام 1 : 279.

للحركة القرمطية ، لاسيّما في وطنه الأم اليمن. وكتبه في طبقات رجال هذه الحركة من الدعاة والولاة والمصنّفين تعتبر من المصادر الرئيسيّة في موضوعها ، وكان يمتلك عدداً كبيراً من الكتب في الحركة القرمطيّة من حين نشوئها إلى أيّامه في العهد الصليحي.

ثمّ ذكر تاريخ وفاته بما تقدّم (1).

ص: 223


1- القرامطة : 219.
كتاب : عيون الأخبار وفنون الآثار

قال المجدوع في الفهرست : كتاب عيون الأخبار وفنون الآثار في ذكر النبي المصطفى المختار ووصيّه وآله ، وهو سبعة أسباع مجلّد برأسه ، من تأليفات سيدنا عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبد اللّه بن عليّ بن محمّد بن حاتم الأنف رزقانا اللّه شفاعته وأنسه.

فالسبع الأوّل يتضمّن ذكر شيء من فضائل آباء النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) من أولاد إسماعيل ، ثمّ ذكر سيرته على نسقه وتواليه شيئاً بعد شيء من نشأته على مكارم الأخلاق ، وتربية عمّه أبي طالب له ، بعد وفاة والده وجدّه ( عليه السلام ) ، وتزويجه بخديجة ، وكيف كان أمره في ابتداء مبعثه ، ومن أسلم في ذلك الوقت من الناس ، ومن الذين قاموا في حمايته ، والذبّ عن حوزته مع الشدّة ، إذ المشركين من قريش وبني أميّة وغيرهم ممن أجمعوا على إيذائه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وزوجته خديجة إلى أنْ ترك أرض مكّة ، وهاجر إلى أرض يثرب بعدما أضجع وصيّه في بيته على فراشه ، ثُمّ كيف كان ظهور الإسلام ، وقيامه بالسيف بعد أنْ أذن له بذلك ، وكيف كان مكافحة وصيّه منه ، والمبارزة معه لصناديد المشركين ، حتّى عزّ بسيفه الإسلام ، وقام له الأركان والأعلام ، وكم كان الغزوات التي ولاّها أمره إلى ذكر انتقاله من الدنيا بعد نصّه على وصيّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، وفيه شيء من فضائل فاطمة ( عليها السلام ) ، وبيان تزويجها بعلي ( عليه السلام ).

ص: 224

وفي السبع الثاني منه : ذكر سيرة الوصي عليّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وما ابتلي به بعد نبيّه ، وصبره على جور الجائرين ، وظلم الظالمين ، وقتله بعد ذلك الناكثين ، وما كان من أمرهم وأخبارهم.

وفي السبع الثالث : ذكر جهاده للقاسطين والمارقين ، وما كان من أخبارهم وأمرهم ، إلى ذكر انتقاله من الدنيا.

ثمّ السبع الرابع منه في ذكر الأئمّة من ذرّيّته ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، وسيرتهم وفضائلهم إلى آخر ذكر الإمام الحسين بن أحمد ، ونصّه على ولده المهدي.

وفي ابتداء السبع الخامس منه : ذكر ما جاء من البشارات والإشارات بظهور الإمام المهدي باللّه ، وانتشار ألويته وأعلامه على يد داعييه أبي القاسم وأبي عبد اللّه ، ثُمّ ذكر نبذاً مما كان من أمر مولانا المهدي وسيرته ، وما ناله من الامتحان ، والتنقّل من مكان إلى مكان حتّى قضى اللّه بظهوره ، وأخبار ما كان في أيّامه إلى الانتهاء ، وفيه ذكر هارون بن فلوح الملوسي رضي اللّه عنه وهو أحد دعاة المهدي ، وصفة وعظه ، وخبر الشيخ أبي عليّ الحسن بن أحمد بن داود بن ميمون بن عمر بن عبد اللّه بن مسلم بن عقيل ابن أبي طالب ، الداعي المعروف بباب الأبواب ....

وفي السبع السادس ذكر أخبار الإمام المعز لدين اللّه ، وما خصّه اللّه من الفضل والسعادة والفتوح في أيّامه ; لأنّه سابع اسبوعين من الأئمّة ، وفيه تمام ذكر القاضي الأجل النعمان بن محمّد ، وماله من الفضل والعلم ، وبيان تأليفاته ، وخبر الداعي جعفر بن منصور اليمن ( قس ) وما كان من هجرته إلى حضرة الأئمّة ، فبلغ بذلك الفضل العظيم ، والمكان الكريم ، وتمام

ص: 225

أخبار جوذر الأستاذ ، فيه وفي السبع الذي قبله ، ثُمّ ذكر أخبار ما كان في أيّام الإمام العزيز باللّه ، وفيه ذكر القاضي عليّ بن النعمان ( قس ) ، ثُمّ ذكر أخبار الإمام الحسين أبي عليّ الحاكم ( عليه السلام ) ، وفيه ذكر الداعي حميد الدين أحمد بن عبد اللّه الكرماني ( قس ) وبيان هجرته إلى حضرة الأئمّة ، وماله من الفضل والتأليفات ، وخبر القاضي محمّد بن عبد العزيز بن النعمان ( قس ) وفيه أيضاً ذكر علم النجوم ، وعلم النحو ، والعروض ، وبيان ما في الجميع ، ثُمّ ذكر خلافة الإمام عليّ بن الحسين الظاهر لإعزاز دين اللّه ، وفيه ذكر القاضي قاسم بن عبد العزيز بن النعمان ( قس ) ثُمّ ذكر نبذ مما كان في أوان الإمام أبي تميم معد بن المستنصر باللّه ....

وفي ابتداء السبع السابع تمام قصّة الإمام المستنصر باللّه ( عليه السلام ) ، وذكر بابه المؤيّد باللّه ، وذكر الداعي المستنصر باللّه ، الأجل عليّ بن محمّد الصليحي ، وقيامه بالسيف باليمن ، مظهراً للدعوة المستنصرية ، ورافعاً للراية العلوية ، إلى آخر ما كان من أمره ، وأمر من قام بعده من الصليحيين من أولاده بدعوة الإمام ، إلى أنْ قامت الحرّة الملكة ، وهي آخر من قام من الصليحيين بالدعوة والملك وأخبار ما كان من أمرها ، وعلو رتبتها في زمان بعد زمان ، إلى وقت الإمام الآمر.

وفيه - أعني هذا السبع - شيء من أخبار الداعي سيدنا ملك بن مالك ، وولده يحيى بن مالك ، وذكر سيدنا ذؤيب ، ومأذونه سيدنا الخطاب ، وما كان من أمرهم وقيامهم بالدعوة الهادية في وقت الظهور والاستتار ، ثُمّ ذكر أيّام مولانا أحمد المستعلي باللّه صلّى اللّه عليه ، وقيامه بالخلافة ، وما كان فيها من خلاف نزار لعنه اللّه ، وعاقبة أمره ، وشيء من الاحتجاج عليه وعلى فرقته من النزارية ، وبيان فضائحهم ، ثُمّ ذكر نبذ من

ص: 226

أيّام المنصور الآمر بأحكام اللّه ، وفيه شيء من ذكر داعيه وبابه أبي البركات ، ثُمّ ما كان من نصّه على ولده مولانا الإمام الطيّب ، وكيف كان استتار الدعوة في كهف التقية بعد وفاة والده ، وتغلّب عبد المجيد ، ووقوع الجور في الآفاق وظهور الدعوة إليه وغير ذلك ممّا يطول ذكره ، ثمّ بيان تعاقب الظهور والاستتار واختلافهما اختلاف الليل والنهار من أوّل دور آدم إلى هذا الوقت الذي نحن فيه.

ثمّ ذكر ما جاء من البشارات بظهور الإمام ، وكون الأمر على ما كان عليه بدياً ، شيئاً بعد شيء إلى أنْ يظهر اللّه تعالى دينه على الأديان كما وعد نبيّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ولو كره المشركون ، وهو الذي ختم به الكتاب.

وهو كتاب شريف عجيب ، في بنائه ظريف ، قلّ ما يوجد مثله فيما يبنى عليه ، وجمع عنده ولديه. ونعم ما قيل لله درّ القائل شعراً :

كتاب في سرائره سرور

مناجيه من الأحزان ناج

كرام في زجاج أو كروح

سرى في الجسم معتدل المزاج (1)

ونسبه إليه الطهراني في الذريعة ، قال : عيون الأخبار وفنون الآثار في ذكر النبي المصطفى المختار ووصيّه علي بن أبي طالب قاتل الكفرة وآله الأئمّة الأطهار ... ، في سبعة أسباع (2) :

1) النبيّ وآبائه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ). 2) عليّ ( عليه السلام ). 3) حروبه. 4) الأئمّة من ولده. 5) في ظهور المهدي. 6) أخبار المعز لدين اللّه الفاطمي. 7) المستنصر.

ص: 227


1- فهرست المجدوع : 73 - 77.
2- الذريعة 15 : 376.

ونسبه إليه أيضاً الزركلي في الأعلام (1) ، وعارف تامر في تاريخ الإسماعيليّة (2) ، والجلالي في مقدمّة كتاب شرح الأخبار (3) ، وطه الولي في كتابه القرامطة (4).

وقد اعتمد عليه كثيراً مصطفى غالب في كتابه : أعلام الإسماعيليّة (5).

ونسبه إليه في كتابه تاريخ الدعوة الإسماعيليّة (6).

ص: 228


1- الأعلام 1 : 279.
2- تاريخ الإسماعيليّة 4 : 72.
3- شرح الأخبار 1 : 75 ، في المقدّمة.
4- القرامطة : 220.
5- أعلام الإسماعيليّة : انظر الفهرست.
6- تاريخ الدعوة الإسماعيلية : 178.

ص: 229

( 19 ) زهر المعاني
الحديث :

الأوّل : قال : ومن أطاع إمامه واقتفى في اتّباعه سنّة اللّه وأحكامه ، فقد اتّصل بهم سبباً ، كما اتّصل بهم نسباً ، ثمّ قال : لأنّ النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) قد قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » والحوض هو القائم ( عليه السلام ) الذي لا يزال الإمامة متّصلة إليه (1).

الثاني : قال : وقال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين » وذلك بتسلسل الإمامة في الذرّيّة الشريفة والعترة النبويّة من نجل محمّد وعلي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) (2).

ص: 230


1- زهر المعاني : 204.
2- زهر المعاني : 319.

ص: 231

كتاب : زهر المعاني

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : فصل : في الطبقة العليا من الكتب في علم الباطن ، فمنها : كتاب زهر المعاني ، في توحيد المبدع الحقّ ، ومعرفة الكمالين الأوّل والثاني ، وحصول عالم الجنس ، وارتقائه إلى العلم الروحاني ، لسيّدنا عماد الدين إدريس بن سيّدنا الحسن ، وهو أحد وعشرون باباً :

الباب الأوّل : في إثبات المبدع الحقّ ، وإسناد الموجودات إلى هويّته.

الثاني : في سلب الأسماء والصفات.

الثالث : في مواقع أسماء اللّه الحسنى ، ومن المستحقّ أن يشار بها إليه ويكنّى.

الرابع : في صفة وجود عالم الإبداع في أوّل وهلة ، وتساويهم في الوجود الأوّل ، على التفصيل والجملة.

الخامس : في سبق الأوّل من عالم الإبداع إلى التوحيد ، وما اختصّ به سبقه من الإمداد بنور التأييد.

السادس : في كون الإبداع الأوّل العالي أولاً ، وعلة كان بها تواليهم ، وتتاليهم على الولاء.

ص: 232

السابع : في ذكر المنبعث المكنى عنه باللوح ، وماله من الشرف عن عماله ، وأنّه يتلو الأوّل ، ويقفوه في جميع مراسمه.

الثامن : في توالي مراتب عالم الإبداع ، وتفاضلهم على قدر سبقهم ، وما أتوه من عظيم فضلهم وشرف حقهم.

التاسع : في عاشر الرتب وتخلفه وإنابته ، وما لزم من تدبير العالم الذي عليه وجب.

العاشر : في الهيولي والصورة ، وما وجد عنهما من الأفلاك والأمهات ، وما نضَد على أحسن الترتيب والثبات.

الحادي عشر : في ذكر المواليد التي هي المعادن والنبات والحيوان ، وكيف ظهر صفوتها وخلاصتها الذي هو الإنسان.

الثاني عشر : في آدم الكلي الأوّل ، وما استحقّه من المقام الأشرف الأسنى الأكمل ، وذكر دوره الذي هو دور الكشف والظهور ، وما كان فيه من السعادة الكلية ، وجريان الأفلاك بمساعدة المقدور.

الثالث عشر : في ذكر الأنبياء الذين قاموا بالشرائع ، والمستقر منهم والمتحّمل للأمانات في الودائع ، وذكر من قام بعدهم من الأنبياء والخلفاء ، وما خصّهم اللّه به من الفضل.

الرابع عشر : في ذكر محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ومقامه الأفضل.

الخامس عشر : في ذكر علي ( عليه السلام ) وصيّ محمّد ، وخليفته ، وعالي فضله.

السادس عشر : في ذكر فاطمة البتول صلوات اللّه عليها والسبطين ،

ص: 233

وكون الإمامة رجعت بعد الحسين صلوات اللّه عليه مستقرّة ، ولا تخرج عن عقب الحسين صلوات اللّه عليه.

السابع عشر : في ذكر الأئمّة من ذرّيّة محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وعالي فضلهم.

الثامن عشر : في الإمامة والإمام ، وما عبّر به من ذكر الناسوت واللاهوت في الكلام.

التاسع عشر : في ذكر الحدود ، ومن يقيم أولياء اللّه منهم للهداية إلى البقاء الأبدي وحقيقة الوجود.

العشرون : في ذكر قيام القائم ، وما يكون على يديه من الثواب والعقاب والصعود في زمرته إلى العالم الروحاني الذي إليه المرجع والمآب.

الحادي والعشرون : في ذكر معاد الأضداد ، وما يرونه فيه من إدراك الجحيم على قدر أعمالهم السيّئة المنكرة ، وعداوتهم للصفوة من خلق اللّه المطهّرة ، ومصيرهم إلى العذاب الأكبر الذي هو في السجن ، أعاذنا اللّه من ذلك بحقّ سيّدنا محمّد وآله الطاهرين (1).

ونسبه إليه عارف تامر في تاريخ الإسماعيليّة (2) ، وطه الولي في كتابه القرامطة (3).

ونسبه إليه مصطفى غالب ، واعتمد عليه في عدّة مواضع (4).

ص: 234


1- فهرست المجدوع : 275.
2- تاريخ الإسماعيليّة 4 : 72.
3- القرامطة : 220.
4- انظر : تاريخ الدعوة الإسماعيليّة : 126 ، 133 ، 134 ، 135 ، وغيرها.

ص: 235

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن العاشر الهجري

اشارة

ص: 236

ص: 237

( 20 ) الأزهار ومجمع الأنوار لحسن بن نوح بن يوسف ابن محمّد بن آدم الهندي ( ت 939 ه- )

الحديث :

قال - عند ذكره للوصيّة في حجّة الوداع - : فقام فيهم ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) خطيباً ، فقال - بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه - : « أيّها الناس ، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً إلاّ عاش نصف ما عاش الذي قبله ، وإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين بعدي ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » وضمّ أصبعيه المسبحتين من يديه « ولا أقول كهاتين » وضمّ أصبعيه المسبحة والوسطى من يده اليمنى ، « لأنّ إحداهما تسبق الأخرى » (1).

ص: 238


1- الأزهار 1 : 226 ، ضمن منتخبات إسماعيليّة ، تحقيق : عادل العوّا.
حسن بن نوح بن يوسف بن محمّد

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : سيّدنا حسن بن نوح ابن يوسف بن محمّد بن آدم الهندي البهروجي ، في وقت الداعي حسن ابن إدريس بن سيّدنا حسن (1).

قال السيّد الأمين في الأعيان : الشيخ حسن بن نوح بن يوسف بن محمّد بن آدم الهندي البهروجي ، هو من علماء الإسماعيليّة (2).

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : الشيخ حسن بن نوح بن يوسف ابن محمّد بن آدم الهندي البهروجي ، المتوفّى في حادي عشر ذي القعدة سنة 939 ه- (3).

وكذا ذكر تاريخ وفاته بما تقدّم الزركلي في الأعلام (4) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (5).

ص: 239


1- فهرست المجدوع : 77.
2- أعيان الشيعة 5 : 324.
3- الذريعة 2 : 339.
4- الأعلام 2 : 224.
5- معجم المؤلّفين 3 : 299.
كتاب : الأزهار ومجمع الأنوار الملقوطة من بساتين الأسرار
اشارة

قال الشيخ إسماعيل المجدوع : الأزهار ومجمع الأنوار الملقوطة من بساتين الأسرار مجامع الفواكه الروحانية والثمار ، لسيّدنا حسن بن نوح بن يوسف بن محمّد بن آدم الهندي البهروجي ... ، وهو سبعة أجزاء ، وكل جزء منها مجلّد برأسه.

ففي ابتداء الجزء الأوّل :

- بعد ذكر ما جرى عليه من الامتحان في حضرة داعيه - حيث وصل إليها من مدينة الهند ، وبيان أسماء ما أولى عليه من كتب الحقائق لأهل البيت ممّا رواه وكشف عن لبّه ظلامه وذلك بعقب ما رأى منه قوّة ونشاطاً في كسر ما أورده عليه امتحاناً له في ظاهر علمه ، وتمكّنه في قلبه من الاحتجاجات المزخرفة ، والأباطيل المنمّقة من أقاويل الحشويّة ومن جرى مجراها من سائر الفرق.

ثُمّ بيان ما دعاه من العلّة إلى تأليف هذا الكتاب الشريف ، ذكر أسماء النطقاء الآتين بالشرائع ، وأسماء أوصيائهم ، وأسماء الأئمّة في أدوارهم إلى نبيّنا محمّد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

ص: 240

ثُمّ نكت من فضائله ، وفضل وصيّه ، وتاريخ مولده ومبعثه ووفاته ، وكذلك تاريخ نصّه على وصيّه ، وكيف كان ذلك ، ومتى كان ، وبيان مدّة قيامه في الأمّة.

ثُمّ أثبت أسماء الأئمّة الطاهرين من ذرّية النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وسلالة الوصيّ إلى مولانا الإمام الطيّب ، وكناهم وألقابهم ، وأيّام إمامتهم ، وأسباب انتقالهم إلى دار ثواب اللّه ، ومواضع قبورهم واحداً بعد واحد.

ثُمّ ذكر فصلاً في تاريخ وفاة الحدود والدعاة.

ثُمّ أوضح فيه تواريخ الأنبياء والملوك المتقدّمين ودولتهم ، وغلبة الإسكندر وعسكره على دارا ، وصولتهم من وقت آدم إلى هجرة نبيّنا ، ليتحقّق الواقف عليها أيّام مدّة الأدوار ، واشتقاق لفظ التاريخ ، وكيف كان من هجرة النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

ثُمّ فصلاً في تواريخ مجموعة في فنون شتّى ، ومعان مختلفة ، وفيه ذكر البدع وإبطالها ، وذكر روايات أتت من الحشوية في تثبيت القرآن وجمعه في وقت أبي بكر ، ووقت عثمان بن عفّان ، وكيف كان ، وإبطال جميعها ، والاحتجاج عليها.

ثُمّ ختم الجزء بالفصل السابع من الرسالة « الوضيئة » في معرفة الأوصياء على تمامه وكماله ، والفصل الذي أتى به في النصف من كتاب « مجموع التربية ».

وفي ابتداء الجزء الثاني :

ذكر ما كان من الامتحان بعد وفاة الآمر باللّه ، وتغلّب أعداء اللّه بعد ذلك ، واستتار مولانا الإمام الطيّب ، وأولاده من ذلك اليوم إلى هذا الوقت ،

ص: 241

وغير ذلك من بيان نصّه عليه ، وقيام الدعاة بدعوته ، بوجيز من القول ، ونكت إلى سيّدنا إدريس ( قس ) وبيان صفة ماله من الكتب.

ثُمّ أورد بيان وقوع الفترة من آدم إلى هذا الوقت ، وما جاء من البشارات بظهور الأمر وعوده كما كان من آخر سبع من كتاب « عيون الأخبار ».

ثُمّ ما جاء من كلام سيّدنا حاتم بن إبراهيم ( قس ) في آخر الرسالة الموسومة ب- « تحفة القلوب » في ترتيب الهداة والدعاة في الجزيرة اليمنية من وقت مولانا المستنصر باللّه عليه السلام إلى وقته ، وأسماء حدوده ، وبيان ما هو المفيد في جوابه من العلم للسائل بمقداره على المستفيد في سؤاله وطلبه ، وما أورد في خاتمتها ، أعني سيّدنا حاتم ( قس ) من الرسالة « الموجزة الكافية » وشروط الدعاة والحدود ، وما ينبغي لهم ، وبيان الدعوة وعلى درجتها ، تأليف سيّدنا أحمد بن محمّد النيشابوري ( قس ) على كمالها وتمامها ، بعد ما حذف من تحميدها ، حتّى ختمه ، أعني هذا الجزء بالقصيدة التسعونية ، وهي تسع وتسعون بيتاً عدد أسماء اللّه تعالى ، مما قاله سيّدنا الحسين عليّ بن محمّد بن الوليد في إثبات إمامة مولانا الإمام الطيّب.

وفي ابتداء الجزء الثالث :

أثبت فصولاً من كلام سيّدنا عليّ بن محمّد الوليد ( قس ) في رسالته الموسومة ب- « نظام الوجود وترتيب الحدود » في أسماء حدود وقته.

ثُمّ فصولاً من كلام سيّدنا عبد اللّه بن عليّ بن محمّد بن حاتم ( قس ) في آخر رسالته الموسومة ب- « المنيرة في معرفة حدود الجزيرة » في المقابلات الحقيقية بعالم الطبيعة وعالم الدين وشيء من الاحتجاج على

ص: 242

إمامة صاحب العصر ، وطاعة كل الحدود الدانين لعاليهم ، وتسلسل مراتب الدعاة من وقت مولانا المستنصر باللّه إلى وقته ، وأسماء الحدود في وقته.

ثُمّ أورد بعد ذلك في هذا الجزء رسالة الداعي الأجل محسن بن محمّد المهيدي إلى جماعة أهل الري ، لمّا أرسله مولانا العزيز باللّه إلى الري لهدايتهم ، فلم يقبلوه بل نفروا منه ، وهمّوا بقتله ، فهرب منهم ، وأرسل بعد ذلك هذه الرسالة إقامة للحجّة وإيضاحاً للمحجّة

ثمّ فصلاً في رواية جيدة من خبر البحراني في تعيين مكان مولانا الطيّب بعد الاستتار.

ثُمّ « قصيدة في ذمّ السماع وأهله » ممّا قاله المقري في إسماعيل بن أبي بكر ، وهو عند العامّة في الجزيرة اليمنية قطب من الأقطاب ، ثُمّ ما أجابه على هذا الروي السيّد العلاّمة بزعمهم ، وهو عالم من علماء العامّة وعمادهم ، المسمّى بالسيّد المقام العالي الهادي بن إبراهيم ، ردّاً على الصوفية ، وتقوية للمقري المذكور.

ثُمّ ما جاء من الرواية بعد ذلك في كتبهم في ذمّ السماع ، وما جاء من المثل في كتاب « بلوهر ويوذاسف » في كيفيّة اتّفاق الناس على عداوة أهل الحقّ بالمناظرات التي صدرت من سيّدنا المؤيّد في الدين ( قس ) مع أبي العلاء أحمد بن سليمان المعرّي الضريري التي أوردها سيّدنا حاتم بن إبراهيم ( قس ) في الباب الثالث عشر من كتاب « جامع الحقائق » المنتزع من « مجالس سيّدنا المؤيّد ».

وفي ابتداء الجزء الرابع :

منه ، ذكر ما قاله سيّدنا حميد الدين في إبتداء كتاب « تنبيه الهادي

ص: 243

والمهتدي » بعد التحميد ، ثُمّ الباب الرابع عشر منه في التنبيه لفساد عبادة التاركين طاعة الأئمّة من أهل القبلة ، وبيان ما هم عليه من مخالفة الكتاب جملة.

ثُمّ الباب السادس والعشرين منه ، في التنبيه لأمر من يجب أخذ الدين منه ، وافتراض طاعته.

ثُمّ الباب السابع والعشرين منه في بيان افتخار المعتصمين بحبل اللّه وطاعة أئمّة دينه صلوات اللّه عليهم في اتباعهم لأمر اللّه تعالى. وأمر رسوله ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ). ومخالفة غيرهم.

ثُمّ الباب الثالث عشر منه ، في التنبيه لبطلان إمامة أبي بكر لعنه اللّه. ولكونها غير جائزة. ثُمّ نكتاً كثيرة في الاحتجاجات على العامّة ، وإبطال ما رووه في فضائل أبي بكر لعنه اللّه ، وعمر لعنه اللّه ، وعثمان لعنه اللّه. من الترهات ، وبيان عوارهم ، وإثبات حقّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من كتاب لرجل من الإماميّة الاثنى عشرية.

ثُمّ شيئاً مما ورد في الباب الثالث عشر من كتاب « جامع الحقائق » على الثغوري في الذي أورد في كتابه المسمّى ب- « الاسترشاد » من مقالات جميع الفرق الإسلاميّة ، وردّ عليهم ، وطعن فيه على الإسلام وتمام الاحتجاجات التي حاجج بها الثغوري في كتابه المذكور على الثلاثة الظالمين وأمثالهم من أهل التفسير والصوفية وغيرهم.

ثُمّ كتاب « التنبيه » لبعض الصالحين جواباً لبعض المسائل.

ثُمّ ختم الجزء بالقصيدة للحميري في الاحتجاجات على العامّة ، والسؤلات لهم.

ص: 244

وفي ابتداء الجزء الخامس :

أورد « القصيدة المختارة » بتمامها ، لسيّدنا القاضي النعمان بن محمّد ( قس ) في الاحتجاجات في إثبات حقّ أمير المؤمنين وأولاده ، وتسلسل الإمامة فيهم واحداً بعد واحد إلى الإمام المهدي ، وذكر مقالات سائر فرق الإسلام ، والردّ عليهم ، وبيان فضائحهم ، وهي قصيدة عجيبة ، وأرجوزة في الاحتجاجات غريبة.

ثُمّ نبذ كثيرة ممّا ورد في الجزء الثاني والثالث من كتاب « عيون الأخبار » في سيرة أمير المؤمنين ، وبيان فضائح أعداء اللّه ، وأعدائه من الناكثين والقاسطين ، وشيئاً من علّة اختلاف الناس بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، من كتاب « اختلاف أصول المذاهب ».

ثُمّ ما جاء من كتاب « الحدائق الوردية » تصنيف الفقيه أبي عبد اللّه حميد بن أحمد ، وهو عالم من علماء العامّة ، وفي « التاريخ المختصر » تصنيف المؤيّد الشافعي ، وغير ذلك من نكت كثيرة من التفاسير والتراويح من تصانيف علماء العامّة ممن يقتدى بهم ، ويعتبر بقولهم في باب الإمامة والفقه ، وغير ذلك من أمور الدين ، وفي فضائح معاوية لعنه اللّه ، وأمثاله من المتقدّمين والمتأخّرين ، استشهاداً منهم في ذلك ; إذ شهادة الخصم على نفسه أقوى البرهان ، وأبين البيان ، ونعم ما قيل :

شهادة الخصم للمخصوم إقرار *** وليس يجد مع الإقرار إنكار

حتّى ختم ب- « القصيد الميمية » لسيّدنا الخطّاب ( قس ) مطلعها : [ غصص يغصّ بها اللبيب بعقله [ ، ليعرف الواقف عليها بعد وقوفه على ما تقدّم قبلها من ذكر امتحان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأصحابه في قتال أعدائه من

ص: 245

الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومصابه بهم ، أنّ في ذلك حكمة من اللّه تعالى بالغة ، ونعمة لمن عرفها سابغة.

وفي ابتداء الجزء السادس :

أثبت المناظرات التي جرت من أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، وإثبات إمامة أمير المؤمنين مولانا عليّ بن أبى طالب ، وإبطال ما ادّعاه المدّعون. ثُمّ بعد ذلك شيء من قضاياه وحكمه وأقواله وغير ذلك مما يشبهه ، وفي أثنائها خطبة له صلوات اللّه عليه خطبها في صفة المتقين إذ سألها بذلك صاحب له يقال له همام ، وكان رجلاً عابداً ، فما استوفى في كلامه حتّى قضى همام نحبه ، وهي خطبة عجيبة ، وأيضاً وصيّة منه صلوات اللّه عليه للحسن كتبها إليه عند منصرفه من صفّين ، وهي وصيّة عجيبة ، وموعظة غريبة بمقدار ثمان أوراق كبار أو يزيد عليه ، ونبذ من الجزء الثاني من كتاب « عيون الأخبار » في ذكر من اجتمع إلى عليّ ، وأنكر على أبي بكر لعنه اللّه قعود مقعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وتعنيفهم أبا بكر لعنه اللّه ، وما وجّهوه من اللوم عليه ، وفيه خبر الجاثليق وغيره من معجزاته ومناقبه وآياته ، وفضائح ضدّه ، ومن تابعه من أمثاله وأكفّائه ، ومنه أيضاً في ذكر المواطن التي امتحن فيها بعد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) من قوله وصبره بعده.

ثُمّ من كتاب « الحدائق الوردية » المذكور في طرف من مناقبه وأحواله ، وذكر بيعته ، ونبذ من سيرته ، وشيئاً من خطبه وكتبه ووصاياه من كتاب « شرح نهج البلاغة ».

ثُمّ نكتاً ممّا جاء في الكتب المشهورة عند الحشوية وغيرهم من العوام من التواريخ والتفاسير والكتب في الأحاديث النبوّية من فضائل أمير المؤمنين.

ص: 246

ثُمّ شيئاً من الباب الخامس عشر من كتاب « جامع الحقائق » في مثل ذلك.

ثُمّ من كتاب « المفاخر والمآثر » لسيّدنا حاتم بن إبراهيم ( قس ) في مثل ذلك من فضائله ، وإثبات وصايته ، والاحتجاجات على مخالفيه من أعدائه ، وهو كتاب عجيب ، يهتزّ على مطالعته العارف اللبيب.

ثُمّ من كتاب « شرح الملوك » من الباب الثاني والعشرين في وصيّة عليّ لكميل بن زياد بالعلم وأهله.

ثُمّ « المجلس » الأزهر في فضل صاحب الكوثر ، وذكر العيد الأكبر في يوم النصّ الأشهر » تأليف سيّدنا حاتم بن إبراهيم ( قس ).

ثُمّ ما روي أنّ جماعة حضروا بين يديه صلوات اللّه عليه وتذاكروا فضل الخطباء ، فقالوا : ليس أكثر في الكلام من « الألف » ويتعذّر النطق بدونها فقال لهم في الحال : هذه الخطبة من غير سابق فكرة ، ولا تقدّم رؤية وسواها ، وليس فيها « ألف » وهي خطبة عجيبة ، وأقوال غريبة.

ثُمّ طرفاً من فضائل فاطمة الزهراء ، وظلم أبي بكر لعنه اللّه لها باغتصاب فدك من يديها ، والاحتجاج عليه في ذلك من الجزء الثاني من كتاب « عيون الأخبار » ومن المجلس السادس والأربعين من المائة الرابعة من « المجالس المؤيّدية » ، ومن الكتاب المسمّى ب- « مطالع الأنوار » من تصانيف العامّة.

ثُمّ ذكر الإمامين الحسن والحسين من الجزء الرابع من « عيون الأخبار ».

ص: 247

ثُمّ القليل من فضائل زين العابدين من الجزء المذكور ، وفيه قصّة بهلول.

ثُمّ « الأرجوزة الشريفة » والقصيدة العالية المنيفة من كلام سيّدنا المؤيّد في الدين ( قس ) مطلعها : [ حمداً لربّ قاهر السلطان [ وهي خاتمة الجزء السادس من الكتاب.

ويتلوه الجزء السابع منه :

وفي أوّله الباب الرابع عشر من كتاب « جامع الحقائق » يشتمل ذكر أضداد الوصيّ والأئمّة ، وذكر ابليس كُلّ عصر وزمان ، وذكر كُلّ ناطق نعوذ باللّه وبوليه منهم ، وفيه أيضاً ذكر أئمّة الضلال لعنهم اللّه بتمامه وما جاء في إثبات وجوب المسح على الرجلين في الوضوء من تفسير العامّة ، ثُمّ معنى الجمع بين الصلاتين في السفر والحضر من صحيح مسلم ، وهم يقولون : أصحّ الكتب بعد كتاب اللّه صحيحا مسلم والبخاري.

ثُمّ ما جاء في كتب أهل الحقّ في ذلك من الرسالة الموسومة ب- « هداية الطالبين وإقامة الحجّة في إيضاح الحقّ المبين » في جواب المارقين من أهل الهند لسيّدنا إدريس عماد الدين وغيرها.

ثُمّ ما جاء في الردّ على العامّة في اعتراضهم على المؤمنين في صيامهم بحكم الحساب ، ومن ذلك جاء عن سيّدنا المؤيّد في الدين في المجلس الثاني والأربعين من المأة الأولة ، وفي المجلس العشرين من المأة الثانية ، وفي كتاب سيرته في احتجاجه على ذلك ، وما جاء عن سيّدنا حميد الدين في « الرسالة اللازمة » في صوم شهر رمضان وحينه ، ثُمّ ما جاء في إثبات أخذ العهود والمواثيق التي هي من جملة اعتراض العامّة على

ص: 248

المؤمنين ، أوّل ذلك الباب الثامن والعشرين في بيان وجوب أخذ العهد والدخول تحت شرائطه من كتاب « تنبيه الهادي ».

ثُمّ الفصل السابع عشر من « الرسالة الوضيّة » في وجوب البيعة وأخذ الميثاق.

ثُمّ شيئاً من الباب العاشر من كتاب « جامع الحقائق » يتضمّن ذكر وجوب أخذ العهد.

ثُمّ ما جاء في إثبات التأويل ، وهو أيضاً ممّا اعترضوا فيه على المؤمنين ، أوّل ذلك الباب الثاني عشر في الترغيب في العبادة الباطنية التي هي العلم والتأويل ، وبيان ما فيها من المنفعة من كتاب « تنبيه الهادي والمهتدي ».

ثُمّ الفصل الخامس عشر في جملة الكلام على وجوب التأويل عمّا جاء به النبيّ ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) من التنزيل والشريعة من « الرسالة الوضيّة ».

ثُمّ ما جاء عن سيّدنا المؤيّد ( قس ) في إثبات التأويل في المجلس الثامن والعشرين من المأة الثانية وغيرها ، من مجالس له في أوراق كثيرة.

ثُمّ ذكر نكت وجوامع من القول في تثبيت التأويل وباطن ما جاء في الحديث والتنزيل من كتاب « أساس التأويل ».

ثُمّ ما جاء في كتاب « مختصر الأصول » في آخره ، ومثل ذلك عن سيّدنا المؤيّد في الدين الحسين بن عليّ بن محمّد الوليد في كتاب « الإيضاح والبيان » في جواب المسألة الأولى.

ثُمّ ما جاء في إثبات التأويل عن سيّدنا حميد الدين في أوّل « الرسالة

ص: 249

الكافية » في أوراق كثيرة فيه ، ثُمّ الباب الثاني عشر في معرفة أخذ التأويل من القرآن من كتاب « الافتخار ».

ثُمّ الباب الثالث عشر منه في معرفة الوضوء والطهارة.

ثُمّ الباب الرابع عشر منه في معرفة الصلاة.

ثُمّ الباب الخامس عشر منه في معرفة الزكاة.

ثُمّ الباب السادس عشر منه في معرفة الصوم.

ثُمّ الباب السابع عشر منه في معرفة الحجّ.

ثُمّ أورد بعد ذلك ما جاء في تفاسير أهل الظاهر التي اعترفوا فيها بالباطن بالعقول المشاعر عندما ألزمتهم الضرورة إلى إثبات التأويل ، وتركوا عمدة مذهبهم من التعلّق على ظاهر ألفاظ القرآن واللغة العربية عند العرب ، من ذلك ما جاء في تفسير القرآن المسمّى ب- « شفاء الصدور » تأليف أبي بكر محمّد بن الحسين المعروف بالنقّاش في أوراق كثيرة منه في تفسير آيات كثيرة من سور القرآن ، ومن ذلك ما ورد من البغوي الفراء في هذا المعنى.

ثُمّ ختم الجزء السابع الذي هو آخر الأجزاء من الكتاب بالقصيدة الواردة عن بعض الحدود ، وفي الاعتذار لدى داعيه عمّا وقف عليه من السهو وأمثاله ; لكونها موافقة للحال التي هو فيها مطلعها [ تعدّيت طوري بل تجاوزت عن قدري ] ،

فهذه فهرسة الكتاب الشريف ، والسفر الجامع للباب كُلّ علم طريف ، كما نطق بفضله واسمه ، وعبّر عن حكمه وعمله ، وذلك الشاهد

ص: 250

أيضاً بفضل مثبته وجامعه ، والمعبّر عن شرف مؤلّفه وواضعه ، وذلك المكنّى ببدر الدنيا والدين الحائز من داعيه رتبة « المكاسرة » بإخلاصه وعلمه المبين (1).

ونسبه إليه العلاّمة الطهراني في الذريعة ، قال : رأيت ترجمته ، وذكر كتابه الأزهار في فهرس كتب الإسماعيليّة ، تأليف دكتور إيوانوف الهندي المولود سنة 1305 ، المطبوع في لندن سة 1352 ، ذكر فيه : أنّ كتاب الأزهار ومجمع الأنوار الملقوطة من بساتين الأسرار ومجامع فواكه الروحانية والثمار ، تأليف الشيخ حسن بن نوح - إلى آخر ما مرّت ترجمته - وهو في سبع مجلّدات صغار .. (2).

ونسبه إليه أيضاً : السيّد الأمين في الأعيان (3) ، والزركلي في الأعلام (4) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (5) ، وطه الولي في كتابه القرامطة (6).

ص: 251


1- فهرست المجدوع : 77 - 88.
2- الذريعة 2 : 340.
3- أعيان الشيعة 4 : 300 ، 5 : 324.
4- الأعلام 2 : 224.
5- معجم المؤلّفين 3 : 299.
6- القرامطة : 217.

الخاتمة

اشارة

اتّضح من خلال ما تقدّم من عرض كلمات الإسماعيليّة في حديث الثقلين ، ونقولاتهم له ، اعتمادهم على هذا الحديث في إثبات بعض عقائدهم الأساسية ، وهو ما يرتبط بمبحث الإمام والوصي بعد الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ، فقد اتّفقت كلمتهم على قبول هذا الحديث ، والاستناد إليه في مقام الاستدلال ، وذلك لاعتقادهم بصدوره عن الرسول ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ).

إشارة وتنبيه :

لابدّ من الإشارة إلى قضيّة مهمّة في المذهب الإسماعيلي ، وهي : عدم اهتمامهم بالأحاديث والروايات بالشكل المناسب ; لاعتمادهم بشكل أساسي على الأدلّة العقلية ، والتأويلات الغيبية في إثبات أكثر معتقداتهم ، لذلك لا تجد عندهم كتب حديث كثيرة أو متنوّعة ، أو رواة أحاديث ، وتسلسل الأسانيد ، فلذلك كان من الصعب ، أو من غير الممكن إثبات تواتر حديث - أيّ حديث - على وفق مبانيهم الرجالية ، أو رواتهم ، بل هو كما يعبّر عنه بالسالبة بانتفاء الموضوع.

لذلك ننبّه على قضيّة ، وهي : أنّه لم نذكر في هذا القسم من الموسوعة - وهو قسم حديث الثقلين عند الإسماعيليّة - مبحث تواتر الحديث المحصّل ، أو مبحث نقل أقوال علماء الإسماعيليّة بتواتر الحديث

ص: 252

وشهرته والاتفاق عليه ، ومبحث الأسانيد ، كما ذكرنا ذلك في القسم الأوّل ، والقسم الثاني من الموسوعة ، وهو قسم حديث الثقلين عند الإمامية الاثني عشرية ، وقسم حديث الثقلين عند الزيدية ، فقد اقتصرنا على نقل حديث الثقلين فقط من كتب الإسماعيليّة للسبب المتقدّم.

ص: 253

فهرست المصادر

1 - القرآن الكريم.

2 - اختلاف أصول المذاهب ، القاضي النعمان ، ت 363 ه- ، تحقيق : مصطفى غالب ، دار الأندلس ، بيروت - لبنان.

3 - الأزهار ، حسن بن نوح بن محمّد ، ت 939 ه- ، ضمن منتخبات إسماعيليّة ، تحقيق : عادل العوا ، الجامعة السورية ، سنة 1378 ه-.

4 - الاستبصار ، محمّد بن الحسن الطوسي ، ت 460 ه- ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، دار الحديث ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، 1380 ش.

5 - الأعلام ، خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت - لبنان ، الطبعة الرابعة عشر ، 1999 م.

6 - أعيان الشيعة ، محسن الأمين ، ت 1381 ه- ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت - لبنان ، سنة 1403 ه-.

7 - افتتاح الدعوة ، القاضي النعمان ، 363 ه- ، تحقيق : وداد القاضي ، دار المنتظر ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ، 1416 ه-.

8 - الافتخار ، ابويعقوب السجستاني ، ت 353 ه- ، تحقيق : مصطفى غالب ، دار الأندلس ، بيروت - لبنان.

ص: 254

9 - إكليل المنهج ، محمّد جعفر الكرباسي ، ت 1175 ه- ، تحقيق : جعفر الحسيني الاشكوري ، دار الحديث ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، 1425 ه-.

10 - الإمامة في الاسلام ، عارف تامر ، دار الأضواء ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1419 ه-.

11 - أمل الآمل ، محمّد بن الحسن الحر العاملي ، ت 1104 ه- ، تحقيق : أحمد الحسيني ، دار الكتاب الاسلامي ، قم - إيران ، 1362 ش.

12 - إيضاح المكنون ، إسماعيل باشا البغدادي ، ت 1339 ه- ، تحقيق : محمّد شرف الدين - رفعت الكيسي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان.

13 - بحار الأنوار ، محمّد باقر المجلسي ، ت 1111 ه- ، دار الكتب الإسلامية ، طهران - إيران ، الطبعة الرابعة ، سنة 1362 ش.

14 - تاج العقائد ومعدن الفوائد ، علي بن محمّد الوليد ، ت 612 ه- تحقيق : عارف تامر ، دار الشروق ، بيروت - لبنان.

15 - تاريخ الإسلام ، محمّد بن أحمد الذهبي ، ت 748 ه- ، تحقيق : عمر عبدالسلام ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة ، 1419 ه-.

16 - تاريخ الإسماعيليّة ، عارف تامر ، نشر : رياض الريس ، لندن ، الطبعة الأولى ، 1991 م.

17 - تاريخ الدعوة الإسماعيلية ، مصطفى غالب ، دار الأندلس ، بيروت - لبنان.

ص: 255

18 - تاريخ وعقائد الإسماعيلية ، فرهاد دفتري ، فروزان روز ، طهران - إيران ، الطبعة الثانية ، 1376 ش.

19 - تحفة المرتاد ، ضمن أربع رسائل ، علي بن محمّد بن الوليد ، ت 612 ه- ، تحقيق : شتروطمان ، مؤسسة النور للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1422 ه-.

20 - تعليقة على منهج المقال ، الوحيد البهبهاني ، ت 1205 ه-.

21 - تهذيب الأحكام ، محمّد بن الحسن الطوسي ، ت 460 ه- ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، مكتبة الصدوق ، طهران - إيران ، الطبعة الأولى ، 1417 ه-.

22 - جامع الرواة ، محمّد علي الأردبيلي ، ت 1101 ه- ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - إيران ، طبع سنة 1403 ه-.

23 - خاتمة المستدرك ، حسين النوري الطبرسي ، ت 1320 ه- ، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم - إيران ، الطبعة الأولى ، 1415 ه-.

24 - دامغ الباطل وحتف المناضل ، علي بن محمّد بن الوليد ، ت 612 ه- ، مؤسسة عز الدين ، طبع سنة 1403 ه-.

25 - دعائم الإسلام ، القاضي النعمان ، ت 363 ه- ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، دار المعارف ، القاهرة - مصر ، سنة 1383 ه-.

26 - الذريعة ، العلّامة الطهراني ، ت 1389 ه- ، دار الأضواء بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة ، 1403 ه-.

ص: 256

27 - راحة العقل ، أحمد حميد الدين الكرماني ، ت 411 ه- ، تحقيق : مصطفى غالب.

28 - رسالة الإيضاح والتبيين ، ضمن أربع رسائل إسماعيلية ، علي بن محمّد بن الوليد ، ت 612 ه- : شتروطمان ، مؤسسة النور للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، 1422 ه-.

29 - الرسالة الوضيئة في معالم الدين وأصوله ، أحمد حميد الدين الكرماني ، ت 411 ه- ، دار القلم ، الطبعة الأولى ، 1407 ه-.

30 - روضات الجنات ، محمّد باقر الخوانساري ، ت 1313 ه- ، مكتبة إسماعيليان ، قم - ايران ، سنة 1390 ه-.

31 - الرياض ، أحمد حميد الدين الكرماني ، ت 411 ه- ، عارف تامر ، دار الثقافة ، بيروت - لبنان.

32 - رياض العلماء ، عبداللّه الأفندي ، ت 1121 ه- ، تحقيق : أحمد الحسيني ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - ايران ، سنة 1401 ه-.

33 - زهر المعاني ، عماد الدين إدريس بن الحسن ، ت 872 ه- ، المؤسسة الجامعية للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1411 ه-.

34 - سرائر وأسرار النطقاء ، جعفر بن منصور اليمن ، أواخر القرن الرابع ، دار الأندلس ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1404 ه-.

35 - سفرنامه ، ناصر خسرو ، ت 481 ه- ، تحقيق : يحيى الخشّاب ، دار الكتاب الجديد ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثالثة ، 1983 م.

36 - سير أعلام النبلاء ، محمّد بن أحمد الذهبي ، ت 748 ه- ،

ص: 257

تحقيق : بشّار عوّاد معروف ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية ، 1419 ه-.

37 - شرح الأخبار ، القاضي النعمان ، ت 363 ه- ، تحقيق : محمّد الحسيني الجلالي ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم - ايران ، الطبعة الأولى ، 1409 ه-.

38 - طبقات أعلام الشيعة ، العلّامة الطهراني ، ت 1389 ه- ، تحقيق : علي نقي منزوي ، مؤسسة إسماعيليان ، قم - ايران ، الطبعة الثانية.

39 - طرائف المقال ، علي اصغر البروجردي ، ت 1313 ه- ، تحقيق : مهدي الرجائي ، مكتبة المرعشي النجفي ، قم - ايران ، الطبعة الأولى ، 1410 ه-.

40 - عيون الاخبار وفنون الآثار ، عماد الدين ادريس بن الحسن ، ت 872 ه-.

41 - الغدير ، عبدالحسين الأميني ، ت 1392 هت ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الرابعة ، 1397 ه-.

42 - فهرست المجدوع ، إسماعيل بن عبدالرسول الاجيني ، القرن الثاني عشر ، تحقيق : عليّ نقي منزوي ، منشورات مكتبة الاسدي ، طهران - إيران ، 1966 م.

43 - القرامطة ، طه الولي ، دار العلم للملايين ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1981 م.

44 - الكافي ، محمّد بن يعقوب الكليني ، ت 328 ه- ، تحقيق : علي

ص: 258

أكبر الغفاري ، دار الكتب الاسلامية ، طهران - ايران ، الطبعة السادسة ، 1375 ش.

45 - كتابخانة ابن طاووس ، أتان كلبرك ، مكتبة السيّد المرعشي ، قم - ايران ، طبع سنة 1371 ش.

46 - كشف الظنون ، حاجي خليفة ، ت 1607 ه- ، دار احياء التراث العربي ، بيروت - لبنان.

47 - كلام بير ( فارسي ) ، ناصر خسرو ، ت 481 ه- ، مطبعة مصطفوي مقيم بمبيء الهند ، طبع سنة 1352 ه-.

48 - الكنى والالقاب ، عبّاس القمي ، ت 1359 ه- ، انتشارات مكتبة الصدر ، طهران - ايران ، الطبعة الخامسة ، 1409 ه-.

49 - كنز الولد ، ابراهيم بن الحسين الحامدي ، ت 557 ه- ، تحقيق : مصطفى غالب ، دار الأندلس ، 1979 م.

50 - المجالس المؤيّدية ، المؤيّد في الدين هبة اللّه الشيرازي ، ت 470 ه- ، تحقيق : مصطفى غالب ، دار الأندلس ، بيروت - لبنان.

51 - المجالس المستنصرية ، المؤيد في الدين هبة اللّه الشيرازي ، ت 470 ه- ، مكتبة مدبولي ، القاهرة - مصر ، الطبعة الأولى ، 1413 ه-.

52 - المجالس والمسايرات ، القاضي النعمان ، ت 363 ه- ، تحقيق : ابراهيم شبّوح - الحبيب الفقي - محمّد اليعلاوي ، تونس ، 1978 ه-.

53 - مجلّة تراثنا ، العدد 21 ، السنة الخامسة ، 1410 ه-.

ص: 259

54 - مستدركات أعيان الشيعة ، حسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت - لبنان ، الطبعة الثانية 1418 ه-.

55 - مستدركات علم رجال الحديث ، علي النمازي الشاهرودي ، طهران - ايران ، الطبعة الأولى ، 1412 ه-.

56 - معالم العلماء ، محمّد بن علي بن شهر آشوب ، ت 588 ه- ، المكتبة الحيدرية ، النجف الاشرف - العراق ، سنة 1380 هت.

57 - معجم رجال الحديث ، أبو القاسم الخوئي ، ت 1413 ه- ، الطبعة الخامسة ، 1413 ه-.

58 - معجم المؤلفين ، عمر رضا كحالة ، دار احياء التراث العربي ، بيروت - لبنان.

59 - الملل والنحل ، محمّد بن عبدالكريم الشهرستاني ، ت 548 ه- ، تحقيق : محمّد سيّد كيلاني ، دار المعرفة ، بيروت - لبنان.

60 - مناقب آل أبي طلب ، محمّد بن علي ابن شهر آشوب ، ت 588 ه- ، تحقيق : لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، المكتبة الحيدرية ، النجف - العراق ، طبع سنة 1376 ه-.

61 - المناقب والمثالب ، القاضي النعمان ، ت 363 ه- ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1423 ه-.

62 - من لا يحضره الفقيه ، محمّد بن علي الصدوق ، ت 381 ه- ، تحقيق : حسن الموسوي الخرسان ، دار الكتب الاسلامية ، طهران - ايران ، الطبعة الخامسة.

ص: 260

63 - نقد الرجال ، مصطفى التفرشي ، القرن الحادي عشر ، مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم - ايران ، الطبعة الأولى ، 1418 ه-.

64 - هدية العارفين ، اسماعيل باشا البغدادي ، ت 1339 ه- ، دار احياء التراث العربي ، بيروت - لبنان.

65 - الوافي بالوفيات ، خليل بن ايبك الصفدي ، ت 764 ه- ، تحقيق : أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1420 ه-.

66 - وفيات الاعيان ، أحمد بن محمّد بن خلّكان ، ت 681 ه- ، تحقيق : يوسف علي طويل - مريم قاسم ، دار الكتب العلميّة ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى ، 1419 ه-.

ص: 261

فهرست الموضوعات

دليل الكتاب... 5

توطئة... 7

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ( القرن الرابع الهجري )

مولفات القاضي النعمان بن محمد بن حيون المغربي

شرح الأخبار... 13

ترجمة القاضي النعمان ابن محمّد... 18

الاختلاف في مذهب القاضي النعمان... 20

نظرة فاحصة لما استدلّ به النوري على رواية القاضي النعمان عن باقي الأئمة عليهم السلام بعد الامام الصادق عليه السلام         24

نقاش المورد الأول الذي استدل به النوري... 26

نقاش المورد الثاني الذي استدل به النوري... 28

نقاش المورد الثالث الذي استدل به النوري... 30

قرائن وملاحظات ذكرها النوري على اثني عشرية القاضي النعمان... 31

الوجه الأوّل الذي استدل به النوري... 31

الرد على الوجه الأول بأمور... 33

بعض عقائد القاضي النعمان... 37

الوجه الثاني الذي استدلّ به النوري... 53

الرد على الوجه الثاني بأمور... 55

ص: 262

الوجه الثالث الذي استدلّ به النوري... 57

الرد على الوجه الثالث بأمور... 58

الوجه الرابع الذي استدلّ به النوري... 60

الرد على الوجه الرابع بأمور... 61

الوجه الخامس الذي استدلّ به النوري... 64

الرد على الوجه الخامس بأمور... 65

الوجه السادس الذي استدل به النوري... 67

الرد على الوجه السادس بأمور... 67

الوجه السابع الذي استدلّ به النوري... 68

الرد على الوجه السابع... 68

الوجه الثامن الذي استدلّ به النوري... 70

الرد على الوجه الثامن بأمرين... 70

نتيجة ما تقدّم... 71

جواب النوري عن الإشكالات على القاضي النعمان

الاشكال الاول وجوابه... 72

الرد على جوابه عن الإشكال الأول بأمور... 74

الإشكال الثاني وجوابه... 76

الرد على جوابه عن الإشكال الثاني بأمرين... 77

إشكال وجواب... 78

النتيجة النهائية... 79

أقوال الإسماعيليّة في القاضي النعمان... 80

توثيق كتاب شرح الأخبار... 83

اختلاف أصول المذاهب... 91

ص: 263

توثيق كتاب اختلاف أصول المذاهب... 93

دعائم الإسلام... 97

توثيق كتاب دعائم الإسلام... 99

المجالس والمسايرات... 105

توثيق كتاب المجالس والمسايرات... 107

افتتاح الدعوة... 111

توثيق كتاب افتتاح الدعوة... 113

المناقب والمثالب... 117

توثيق كتاب المناقب والمثالب... 119

سرائر وأسرار النطقاء لجعفر بن منصور اليمن... 125

ترجمة جعفر بن منصور اليمن... 126

توثيق كتاب سرائر وأسرار النطقاء... 129

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ( القرن الخامس الهجري )

مؤلفات حميد الدين أحمد الكرماني

المصابيح في إثبات الإمامة... 133

ترجمة حميد الدين أحمد الكرماني... 135

توثيق كتاب المصابيح... 139

الرسالة الوضيئة... 143

توثيق الرسالة الوضيئة... 145

راحة العقل... 149

توثيق كتاب راحة العقل... 151

الرياض في الحكم بين الصادين... 157

توثيق كتاب الرياض... 159

ص: 264

مؤلّفات المؤيّد في الدين هبة اللّه الشيرازي

المجالس المؤيّدية... 163

ترجمة هبة اللّه الشيرازي... 166

توثيق كتاب المجالس المؤيّديّة... 169

المجالس المستنصرية... 173

توثيق كتاب المجالس المستنصرية... 175

كلام بير لناصر خسرو... 179

توثيق كتاب كلام بير... 183

ترجمة ناصر خسرو... 180

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ( القرن السادس الهجري )

كنز الولد لإبراهيم بن الحسين الحامدي... 187

ترجمة إبراهيم بن الحسين الحامدي... 188

توثيق كتاب كنز الولد... 191

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ( القرن السابع الهجري )

مؤلّفات علي بن محمّد بن الوليد

دامغ الباطل وحتف المناضل... 197

ترجمة علي بن محمّد بن الوليد... 202

توثيق كتاب دامغ الباطل وحتف المناضل... 205

تاج العقائد ومعدن الفوائد... 209

توثيق كتاب تاج العقائد... 211

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ( القرن التاسع الهجري )

عيون الأخبار وفنون الآثار... 219

ص: 265

ترجمة عماد الدين إدريس بن الحسن... 221

توثيق كتاب عيون الأخبار... 223

زهر المعاني... 229

توثيق كتاب زهر المعاني... 231

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة ( القرن العاشر الهجري )

الأزهار لحسن بن نوح بن يوسف... 237

ترجمة حسن بن نوح بن يوسف... 238

توثيق كتاب الأزهار... 239

الخاتمة... 251

إشارة وتنبيه... 251

فهرست المصادر... 253

ص: 266

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.