بطاقة تعريف: سلیم بن قیس هلالي ، 2 قبل از هجرت - 76؟ق .
عنوان العقد: کتاب سلیم بن قیس الهلالي
عنوان واسم المبدع: ... سلیم بن قیس هلالي/ تحقیق و تقویم علاءالدین موسوي .
مواصفات النشر: مشهد : موسسة البعثة ، قسم الدراسات الاسلامیة ، 1407ق. = 1368.
مواصفات المظهر: 328ص.
شابک : 1750 ریال
ملحوظة: کتابنامه : ص.[256] - 261
موضوع : علي بن ابي طالب (ع) ، امام اول، 23 قبل الهجرة - 40ق -- إثبات الخلافة
موضوع : احادیث شیعه -- قرن 1ق.
اسلام-- تاریخ -- قرن1 ق.-- احادیث
شیعه -- الدفاعات والتفنيدات -- النصوص القديمة تا قرن 14
معرف المضافة: موسوی ، علاآالدین ، محقق
معرف المضافة: بنیاد بعثت. واحد تحقیقات اسلامی
تصنيف الكونغرس: BP223/5 /س 78ک 2 1368
تصنيف ديوي: 297/452
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م68-3721
محرر الرقمي: محمد مبين روزبهاني
ص: 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
أما ولادته ، فلم أعثر فيما راجعت من تراجم العلماء لسليم على ما يكشف عن سنة ولادته وتفاصيل نشأته ، نعم هناك رواية في كتاب سليم تدل بدقة على سنة ولادته ، اذ يسأل أبان بن أبي عياش سليماً عن عمره في وقعة صفين ، فيجيب سليم بأن عمره حينذاك كان أربعين سنة ، واذا علمنا أن وقعة صفين كانت سنة 36 للهجرة تجلى واضحاً أن ولادته كانت قبل الهجرة بأربع سنين .
أما نشأته . . فغاية ما استطعناه في هذا المجال هو الرجوع الى رواياته وظروفها ، وبعض ما يحتف بها من القرائن التي تدل على خطوط عامة لنشأته وحياته، وقد استفدنا أيضاً من مقدمة الكتاب حيث يحكي أبان قصة لجوء سليم الى قومه وهروبه من الحجاج .
كل ذلك يعلمنا عدم تواجد سليم في المدينة في فترة حياة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وما
ص: 1
بعد وفاته ، ونحتمل عدم اطلاعه على تلك الأحداث، لا لسبب عدم وجوده في المدينة ، بل لصغر سنه ، اذ ربما عاش تلك الاحداث الا أنه لم يكن يبلغ من العمر مبلغاً يدرك فيه تلك الأحداث وأبعادها .
ويضعف هذا الاحتمال علمنا بأن عمره كان حين وفاة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أربع عشرة سنة ، وهو عمر لا يفوت على صاحبه ما حدث من تلك الزعازع التي عصفت بالمدينة ، واهتز لها المجتمع الاسلامي فضلا عن المجتمع المدني في ذلك الوقت .
فالاقرب هو أن سليماً دخل المدينة شاباً وبعد انقضاء عهد الخليفة الاول ، وبدأ بالتعرف على الصحابة وسماع الاحاديث منهم ، وبدأ يتصل بأصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) كسلمان والمقداد وأبي ذر وغيرهم.
ويدلنا على ما نقول هو عدم وجود شيء في رواياته يدلولو من بعيد على التقائه بالخليفة الأول ، أو وجوده في المدينة على عهده ، وهو الرجل الذي نجده يحرص دائماً على ذكر زمان الرواية وظرفها ، فمثلا عندما ينقل حديثاً مسهباً عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) لا يفوته أن يذكر أن ذلك كان في عهد عثمان عندما كانوا جلوساً في المسجد يوماً ما ، أو عندما ينقل حديث التقاء أمير المؤمنين (علیه السّلام) بالنصراني قرب الدير يذكر أن ذلك كان عند رجوعه من صفين .
وعليه .. فلو كان سليم قد دخل المدينة قبل عهد عمر لما فقدنا له ولو رواية واحدة يحدثنا فيها عن أحد الصحابة - الذين كان يحرص على لقائهم والسماع منهم ولاشار الى العهد الذي تحمل فيه تلك الرواية، ولما لم تجد شيئاً من ذلك بين أيدينا يترجح ما اخترناه من عدم تواجده في المدينة قبل عهد عمر .
عاش سليم في المدينة أيام عمر بدلالة روايته التي يقول فيها : « شهدت أبا ذر مرض مرضاً على عهد عمر في امارته فدخل عليه عمر يعوده وعنده أمير المؤمنين (علیه السّلام)
ص: 2
... الخ».
وقد بقي فيها الى أيام عثمان اذ نجده يقول في بعض رواياته: «رأيت علياً (علیه السّلام) في مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في خلافة عثمان وعنده جماعة يتحدثون ... الخ».
وخلال هذه المدة التي قضاها سليم في المدينة منذ عهد عمر وحتى أواخر عهد عثمان التقى هذا الشاب المتطلع الى الحقيقة العديد من الصحابة ، وتحمل عنهم الاحاديث عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وسمع من بعضهم تفاصيل أحداث السقيفة وما جرى خلالها وبعدها على أمير المؤمنين (علیه السّلام) وأهل بيته ، فقد كان كما يظهر من الروايات يتتبع أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ويسألهم بدقة عن تفاصيل هذه الاحداث وعن موقف رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من علي (علیه السّلام) وأهل بيته ، وموقفه من مناوئي علي (علیه السّلام).
وعندما جاء عهد أمير المؤمنين (علیه السّلام) وبويع له بالخلافة كان سليم قد أصبح من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) لكثرة ملازمنه له ولاصحابه كسلمان والمقداد وحذيفة وأبي ذر ومحمد بن أبي بكر وغيرهم ، الأمر الذي استفدناه من تعدد روايات(1) سليم عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) وأصحابه في فترة تواجده في المدينة .
ولما انتقل أمير المؤمنين (علیه السّلام) الى الكوفة انتقل معه سليم كبقية أصحابه الخلص ولازمه فيها ، حتى عده البرقي من أوليائه (علیه السّلام)، كما في خلاصة العلامة وأصبح من شرطة الخميس كما نص على ذلك الشيخ المفيد في « الاختصاص » ص 3.
وشهد سليم مع أمير المؤمنين (علیه السّلام) وقعة الجمل، اذ يقول في واحدة من رواياته : «شهدت يوم الجمل عليا وكنا اثني عشر ألفاً ... ألفاً . . . الخ».
كما شهد بعدها صفين، ويشير الى ذلك قوله في رواية التقاء أمير المؤمنين (علیه السّلام) مع الراهب النصراني عند الدير : « أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين صلوات الله
ص: 3
عليه فنزل العسكر قريباً من دير نصراني ... الخ » .
والى هنا . . . تفقد في روايات الاصل ما يرشدنا الى أحوال سليم بعد رجوعه من صفين ، هل أنه بقي في الكوفة حتى خروجه منها هارباً من الحجاج ؟ أم أنه غادرها قبل ذلك ورجع اليها ؟ الاقرب هو الثاني ، لاننا نجد في احدى الروايات أن سليما التقى بحذيفة في المدائن وسأله عن حديث سمعه من أبي ذر فصدقه حذيفة ويعني هذا أنه غادر الكوفة الى المدائن ، ثم عاد اليها وبقي فيها الى حين قدوم الحجاج الى العراق .
عندما قدم الحجاج العراق والياً عليها سأل عن سليم وطلبه ، فهرب سليم متوارياً واختفى عند قوم أبان بن أبي عياش « بالنوبندجان » ، ويحدثنا أبان عن هذه الفترة من حياة سليم فيقول : « لما قدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس ، فهرب منه ، فوقع الينا بالنوبند جان متوارياً فنزل معنا في الدار ، فلم أر رجلا كان أشد اجلالا لنفسه ولا أشد اجتهاداً ولا أطول حزناً ولا أشد خمولا لنفسه ولا أشد بغضاً للشهرة منه ، وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة ، قرأت القرآن ، وكنت أسأله فيحدثني عن أهل بدر ، فسمعت منه أحاديث كثيرة عن عمر بن أبي سلمة ابن ام سلمة زوجة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وعن معاذ بن جبل ، وعن سلمان الفارسي ، وعن علي (علیه السّلام) وابي ذر والمقداد وعمار والبراء بن عازب » .
و يستمر أبان في حديثه فيقول : « فلم ألبث أن حضرته الوفاة ، فدعاني و خلا بي وقال : يا أبان ، قد جاورتك فلم أر منك الا ما احب، وان عندي كتباً سمعتها من الثقات ، وكتبتها بيدي ، وفيها أحاديث لا احب أن تظهر للناس ، لأن الناس
ص: 4
ينكرونها ويعظمونها ، وهي حق أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبر ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود ، وليس منها حديث أسمعه من أحدهم الا سألت عنه الآخر حتى اجتمعوا عليه جميعاً ، وأشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق ، واني هممت حين مرضت أن احرقها فتأئمت من ذلك وقطعت به ، فان جعلت لي عهد الله وميثاقه أن لا تخبر بها أحداً ما دمت حياً، ولا تحدث بشيء منها بعد موتي الا من تثق به كثقتك بنفسك وان حدث بك حدث أن تدفعها الى من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه ممن له دين وحسب، فضمنت ذلك له ، فدفعها الي ، وقرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن هلك ، رحمه الله».
أما تاريخ وفاته ، فالاصح أنه توفي في امامة زين العابدين صلوات الله عليه ، حوالي سنة 90 للهجرة ، بدلالة قول أبان في مفتتح الكتاب بعد كلامه المزبور :
فحججت من عامي ذلك فدخلت على علي بن الحسين (علیه السّلام) و عنده أبو الطفيل الخ».
أي أنه بعد وفاة سليم رحمه الله وتسلمه كتابه منه حج في تلك السنة والتقى بالامام السجاد (علیه السّلام) وعرض عليه الكتاب بأكمله بحضور أبي الطفيل عامر بن وائلة وعمر بن ام سلمة ، فصدقه وترحم على سليم .
وبهذا يظهر خطأ من نسبه الى الرواية عن الصادقين (علیهما السّلام) وهو السيد الداماد في «الرواشح السماوية» كما في رجال أبي علي الحائري ، ولكنني تصفحت الرواشح فلم أجد لذلك أثراً.
يروي سليم رحمه الله عن جمع من أجلة الصحابة وكبارهم ، وهم :
من المعصومين
(1) الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام).
ص: 5
(2) الامام الزكي أبو محمد الحسن بن علي (علیه السّلام).
(3) الامام الشهيد أبو عبد الله الحسين بن علي (علیه السّلام).
من الصحابة
(4) سلمان الفارسي .
(5) أبو ذر الغفاري .
(6) المقداد بن الاسود .
(7) محمد بن أبي بكر .
(8) عبد الله بن العباس .
(9) عبد الله بن جعفر الطيار
(10) حذيفة بن اليمان
(11) البراء بن عازب .
(12) أبو سعيد الخدري .
(13) عبدالرحمن بن غنم
روى عن سليم عدة من التابعين ، وهم :
(1) أبان بن أبي عياش .
(2) سليمان الاعمش ، كما في مصنف ابن أبي شيبة ج 13 ص 378 حدیث رقم 16649.
(3) ابراهيم بن عمر اليماني ، كما في رجال النجاشي ص6، وبصائر الدرجات المحمد بن الحسن الصفار ص 103.
(4) علي بن جعفر الحضرمي ، كما في « بصائر الدرجات للصفار ص 392.
(5) عمر بن ام سلمة ، كما في غيبة النعماني ص 69 .
ص: 6
(6) أبان بن تغلب ، كما «في كمال الدين وتمام النعمة» و«الخصال » ص 475 للصدوق .
(7) عمر بن اذينة، كما في كتاب «الزهد» للحسين بن سعيد الأهوازي ص 7.
*حول أصل سليم(1):
کتاب سليم من الاصول المعتبرة عند كثير من علماء الطائفة الحقة قدس الله أرواحهم ، وهو من أقدم الاصول عند الشيعة بل هو أقدم أصل موجود اذا استثنينا الاصول المفقودة كأصل ابن أبي رافع.
وقد تضمن هذا الاصل وقائع ما بعد وفاة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) المليئة بالاعتداء على أهل البيت (علیهم السّلام)، كما تضمن الاحاديث عن احتجاجهم بحقوقهم وبيان فضائلهم ومنزلتهم عند الله ورسوله ، وغير ذلك من الاحاديث الدائرة مدار فضائلهم ومثالب أعدائهم .
لتحديد درجة اعتبار هذا الاصل لنا أن نسلك طريقين :
الاول : أن نتمسك بالاصطلاحات العلمية الواردة في علم الدرايسة لنحدد موقع هذا الاصل من تلك الاصطلاحات ، لينتج أن هذا الاصل صحيح مثلا أو ضعيف بحسب انطباق سنده علی مصطلح الصحة أو الضعف .
الثانى : أن نطعم تلك القواعد والاصطلاحات بعوامل مؤثرة معززة لجهة اعتبار وقوة الاصل و وضعه في درجة الاعتبار كعامل حصول الظن الغالب ، أو حصول الاطمئنان، أو الاخذ بعين الاعتبار شهرة القدماء وذكرهم للاصل ونقلهم عنه في كتبهم المعتبرة .
و قد قل من العلماء من قال بالوقوف عند تلك المصطلحات التي ما عرفت
ص: 7
بشكلها الحالي الا بعد عصر ابن طاووس والعلامة قدس الله روحيهما ، فان الاغلب منهم حكم العوامل الأخرى المؤثرة في حصول الظن المعتبر أو الاطمئنان بصدور الرواية، في الأخذ بها أو ردها وعدم قبولها ، والشاهد على ذلك اعتبار بعض العلماء الاحاديث الضعيفة وبناؤهم عليها في الفتوى والعمل بحجة انجبارها بشهرة القدماء وعملهم ، وعدم الاخذ بالاحاديث الصحيحة - اصطلاحاً - التي ينفرد مضمونها عما اشتهر فى مضامين الروايات بحجة شذوذها فيسقطونها عن الاعتبار.
كما يلاحظ أيضاً عمل الفقهاء بالرواية الموثقة ترجيحاً لها على رواية صحيحة - اصطلاحاً - بحجة حصول الظن الغالب في جانب الموثقة ، وعدمه في جانب الصحيحة لاحتفاف الأولى بقرائن خاصة أكسبتها تلك الدرجة من الظن .
ولذا نقول بأن الطريقة الثانية في تقييم ما يرد عنهم (علیهم السّلام) هي الاسلم والارجح لان تلك المواضعات العلمية والمصطلحات المحددة لا تملك بحد ذاتها بدون تلك العوامل - أي اعتبار شرعي لعدم ورودها في نص شرعي يقسم الاحاديث هذا التقسيم ويضع القواعد التي بحسبها تقبل الاخبار أو ترد ، بل كل ما يمكن أن يدعى في حق هذه المصطلحات هو ترتيب وتصنيف الروايات بلحاظ رجال السند ، فاذا قيل مثلا : ان هذه رواية صحيحة ، علم من ذلك أن كل رجال السند فيها اماميون ممدوحون بالتعديل ، واذا قيل : ان هذه الرواية موثقة، فهم منها أن كل رجال السند أو بعضهم غير امامي ، لكنه موثق مشهود له بعدم الكذب . . . . وهكذا .
أما هل يعني قولهم عن رواية بأنها صحيحة - بحسب الاصطلاح - أن الاخذ بها واجب وأن مضمونها حجة في حق الفقيه ؟؟!
لاشك أن ذلك غير مراد ولا مقصود لاحد من العلماء ، حتى لابن طاووس والعلامة الحلي الواضعين لهذه الاصطلاحات
ص: 8
اذن ما المدار للاخذ بالرواية أو عدم الاخذ بها ؟؟
يذكر عادة أن الرواية اما أن تكون متواترة فهي مفيدة للقطع بنفسها بصدورها من المعصوم ، ولذلك فهي حجة تبعاً لحجية القطع الحاصل.
و اما أن تكون خبر آحاد فذلك بنفسه لا يفيد الا ظناً ، و الظن في الاصل لا يغني من الحق شيئاً فالاخذ به حرام شرعاً، الا أن يستثنى مورد من موارده فتجعل له الحجية من قبل نفس الشارع.
ومن تلك الموارد التي استثني فيها الظن من تلك الحرمة وجعلت له الحجية من قبل الشارع : خبر الثقة ، فالمدار اذن في قبول الرواية أو عدم قبولها هو حصول الظن - الذي ثبتت حجيته - بصدورها من المعصوم ، وهذا كما يحصل بنقاء السند ، وكون رجاله من عدول الامامية ، يحصل أيضاً باحتفاف الخبر بقرائن حالية تقوي صدوره ، أو بشهرة ذلك الخبر بين القدماء ، أو غير ذلك من الامارات والقرائن وان كان السند لا يخلو من شائبة .
وعليه ... فلا معنى للجمود على اصطلاح تنويع الحديث والحكم على أصل سليم بناء على ذلك، بل لا بد من الاخذ بعين الاعتبار القرائن التي تحف هذا الاصل الشهرة الواسعة له بين فطاحل المذهب ، ونقل العلماء المتقدمين عنه كثيراً في كتبهم ، وغير ذلك مما يمكن أن يفيد الظن أو الاطمئنان بصحة هذا الاصل و حقيقة صدوره منهم (علیهم السّلام).
وساحاول أن اقدم للقارىء الكريم فيما يلي ما وقفت عليه من معلومات حول هذا الأصل والتي لا يقل بعضها عن مستوى القرائن المفيدة للظن، بل للاطمئنان بصحة نسبة الاصل الى سليم وصحة صدوره عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين.
1- عرض الأصل على الامام علي بن الحسين (علیه السّلام): روى الكشي في ص 104
ص: 9
من رجاله ، قال : «حدثني محمد بن الحسن البراني ، قال : حدثنا الحسن بن علي ابن كيسان ، عن اسحاق بن ابراهيم بن عمر اليماني ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، قال : هذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي دفعه الى أبان بن أبي عياش وقرأه عليه ، وزعم أبان أنه قرأه على علي بن الحسين (علیهما السّلام)، قال : صدق سليم رحمة الله عليه ، هذا حديث تعرفه».
أقول : وهذا مطابق لما ورد في مقدمة الكتاب.
2- روى العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في البحار مرسلا عن الصادق (علیه السّلام) أنه قال : من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً، وهو أبجد الشيعة ، وهو سر من أسرار آل محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)».
1 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني ، المعروف بابن أبي زينب ، كاتب الشيخ الكليني وتلميذه ، قال في كتابه «الغيبة» ص 101 :
وليس بين جميع الشيعة - ممن حمل العلم ورواه عن الائمة (علیهم السّلام)- خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الاصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث أهل البيت (علیهم السّلام) و أقدمها ، لان جميع ما اشتمل عليه هذا الاصل انما هو عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، و المقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر، ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و أمير المؤمنين وسمع منهما ، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة اليها وتعول عليها ».
2- محمد بن اسحاق بن النديم صاحب «الفهرست»، قال في ص 307: «من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) سليم بن قيس الهلالي ، وكان هارباً من الحجاج ، لانه طلبه ليقتله فلجأ الى أبان بن أبي عياش فآواه ، فلما حضرته الوفاة قال لابان : انلك علي وقد حضرتني الوفاة يا ابن أخي، انه كان من أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كيت وكيت، وأعطاه كتاباً ، وهو كتاب سليم بن قيس المشهور ، رواه عنه أبان بن أبي عياش لم يروه عنه
ص: 10
غيره ، وقال أبان في حديثه : وكان سليم شيخاً، له نور يعلوه .
أقول : ان قوله « لم يروه عنه غيره» بعيد عن الصواب ، لان النجاشي ذكر طريقاً للكتاب يروي فيه ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم بلا واسطة ، سننقله لك بعد قليل .
3- السيد علي بن أحمد العقيقي ، نقل عنه العلامة في الخلاصة ص 83 قال : كان سليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنينن (علیه السّلام)، طلبه الحجاج ليقتله فهرب و آوی الى أبان بن أبي عياش ، فلما حضرته الوفاة قال لابان : ان لك علي حقاً ، وقد حضرني الموت يا ابن أخي، انه كان من الامر بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كيت وكيت، وأعطاه كتاباً، صلى الله عليه وسلم فلم يرو عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان بن أبي عياش » .
أقول : ولا يخفى ما في عبارته الاخيرة وقد ذكرنا عدة من الرواة غير أبان يروون عن سليم بدون واسطة .
4 - الشيخ أبو العباس النجاشي قال في ص 6 من رجاله : « أخبرنا علي بن أحمد القمي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجليويه ، عن محمد بن علي الصيرفي، عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، قال حماد : وحدثنا ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب » .
5 - الحسين بن عبيد الله الغضائري صاحب كتاب «الضعفاء » ، نقل عنه العلامة في الخلاصة ص 83 أنه قال : « سليم بن قيس الهلالي العامري روى عن أبي عبدالله والحسن والحسين وعلي بن الحسين (علیهم السّلام)، وينسب اليه هذا الكتاب المشهور، وكان أصحابنا يقولون : ان سليماً لا يعرف ولا ذكر له في خبر ، وقد وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ولا رواية أبان بن أبي عياش ، وقد ذكر له ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين (علیه السّلام) أحاديث عنه.
والكتاب موضوع لا مرية فيه ، وعلى ذلك علامات تدل على ما ذكرنا ، منها :
ص: 11
أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت ، ومنها : أن الائمة ثلاث عشر ، وغير ذلك ، وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن اذينة ، عن ابراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم ... وتارة : يروي عمر عن أبان بلا واسطة ».
أقول : ولا يخفى ما في قوله : « روى عن أبي عبد الله » من الغرابة ، لانه ان أراد به الحسين (علیه السّلام) فقد ذكره بعد ذلك ولا فائدة من تكراره ، وان أراد به الصادق (علیه السّلام) فقد حققنا في بداية المقدمة أن سليماً توفي في امامة زين العابدين (علیه السّلام) فروايته عن الصادق (علیه السّلام) مستحيلة .
وأما طعنه في الكتاب فستسمع بعد قليل جوابه .
6 - القاضي بدر الدين السبكي المتوفى سنة 769 ه- ، قال في كتاب « محاسن الوسائل » : « ان أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلالي» .
أقول : أول كتاب صنف للشيعة ه- و كتاب أبي رافع في « السنن والاحكام والقضايا » ثم يأتي بعده كتاب علي بن أبي رافع.
7 - السيد اعجاز حسين الكنتوري صاحب كتاب «كشف الحجب والاستار » و أخو صاحب العبقات، قال في هذا الكتاب : وما قيل انه (موضوع لا مرية فيه وعلى ذلك علامات ، منها ما ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت ، ومنها أن الائمة ثلاثة عشر) فمقدوح لان وعظ محمد بن أبي بكر أباه ليس ببعيد لانه قد يصدر من الاطفال الافعال العجيبة ، و كان محمد بن أبي بكر عند وفاة أبيه ابن سنتين وسبعة أشهر على قول ، وعلى قول ابن أربع سنين.
وقد روت قريباً من هذه الرواية العامة أيضاً كالغزالي في كتابه « سر العالمين» ويوسف سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواص » .
وأما كون الائمة ثلاثة عشر فاني تصفحت الكتاب من الأول الى الآخر فلم
ص: 12
أجد فيه ، بل في مواضع عديدة أنهم اثنا عشر وأحد عشر من ولد علي».
8- الفاضل التفريشي في هامش « نقد الرجال » قال : « قال بعض الافاضل : رأيت فيما وصل الى من نسخة هذا الكتاب أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت وأن الائمة ثلاثة عشر من ولد اسماعيل، وهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مع الائمة الاثني عشر و لا محذور من أحد هذين » .
9 - الميرزا الاسترابادي في رجاله الكبير قال : « ان ما وصل الي من نسخة هذا الكتاب المذكور فيه أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت ، وأن الأئمة ثلاثة عشر مع النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وشيء من ذلك لا يقتضي الوضع».
10 - الشيخ المولى محمد باقر المجلسي (رحمه الله علیه): «كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار، وقد طعن فيه جماعة ، والحق أنه من الأصول المعتبرة »
11 - الشيخ الميرزا المحقق حسين النوري ، قال في كتاب «نفس الرحمن في فضائل سلمان » ص 56 استدراكاً على ابن شهر آشوب حيث عدد أول ما صنف الشيعة من كتب ، قال : « ثم انه لم يذكر كتاب سليم بن قيس الهلالي قبل الصحيفة الكاملة مع أنه كتاب مشهور معروف نقل عنه أجلة المحدثين ، وعندنا منه نسخة ، و روى الكشي باسناده عن أبان بن أبي عياش أنه قرأ هذا الكتاب على على بسن الحسين (علیه السّلام) لا فقال : صدق سليم ، هذا الحديث تعرفه » .
12 - السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ، قال في مقدمة «معجم رجال الحديث» بعد كلام طويل حول أصل سليم : « وعلى ذلك فلا وجه الدعوى وضع كتاب سليم بن قيس أصلا».
13- السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، قال في تعليقته على «احقاق الحق» ج 2 ص 421 عند عد العلماء والمشايخ الذين صرحوا بنزول الآية الكريمة : «بلغ ما انزل اليك من ربك . . » في علي (علیه السّلام)، قال حفظه الله : « ومنهم سليم بن
ص: 13
قيس الهلالي الكوفي ، وهو كتاب معروف مطبوع منتشر في الاقطار ، معتمد عليه عند أصحابنا وأكثر القوم ، ممدوح من ساداتنا الائمة » .
1- ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكلينى في كتاب «اصول الكافي» في الأبواب التالية :
1 - كتاب الحجة ، باب الاشارة والنص على الحسن بن علي (علیه السّلام).
2- كتاب فضل العلم ، باب المستأكل بعلمه ، باب الفيء والانفال.
3- كتاب الايمان والكفر، باب البداء ، وباب أدنى ما يكون به العبد مؤمناً ، و باب دعائم الكفر وشعبه .
4- كتاب الحجة ، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم ، وباب أن الائمة شهداء الله عز وجل على خلقه .
5- كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، وباب اختلاف الحديث.
كما نقل عن أصل سليم في كتاب الكافي فروع في الموارد التالية :
1- المجلد الأول ، باب الوصية ووجوبها، حديث رقم (714) .
2- المجلد الأول ، باب المكاسب، حديث رقم (906) .
3- المجلد الرابع، باب تمييز أهل الخمس ومستحقه، حديث رقم (362) .
2- الشيخ محمد بن علی بن الحسين بن بابويه القمي الملقب بالصدوق :
في كتاب «من لا يحضره الفقيه» في المجلد الرابع، باب رسم الوصية، حديث رقم (484) ص 139.
وفى كتاب (معانی الاخبار ص 374 وفي كتاب اكمال الدين واتمام النعمة ص 240 حديث (63) ، ص 262 حديت (9) و (10) ص 270 حدیث (15) ، ص 274 حديث (25) ص 284) حدیث (37) ، وفى ص 413 حديث (15) وفي كتاب «كمال الدين» باب 24 ، وفي الخصال ص 475 وص477 ، وفي كتاب «الاعتقادات » وفي «عيون أخبار الرضا (علیه السّلام)» ص 47 .
ص: 14
3- الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
في کتاب «الامالی»، ج 2 ص 235 ، و «التهذيب»، في كتاب الوصايا ج 9 في و ص 176 ، باب تمييز أهل الخمس ومستحقه، وكتاب «الغيبة» ص117 ، ص 118، ص 203.
4- الشيخ محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات» في ص47، ص103، 198، ص392.
5- الشيخ محمد بن ابراهيم النعماني في الغيبة» ص 68 ، ص 95 .
6- الشيخ شاذان بن جبرئيل في «الفضائل» ص 140،134 141 ، 142.
7- الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني في مناقب آل أبي طالب».
8- الشيخ علي بن محمد بن علي الخزاز القمي في «كفاية الأثر» ص 46،45.
9 - الشيخ الفضل بن شاذان في «مختصر اثبات الرجعة» .
10- الشيخ فرات بن ابراهيم الكوفي في «التفسير» ص 9 ص 131
11 - الشيخ الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني في «تحف العقول» ص 131.
12- الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في «الكافية في ابطال توبة الخاطية».
13- الشيخ محمد بن عباس بن مروان بن ماهيار المعروف بابن الحجام في تفسیره.
14 - الحاكم أبو القاسم الحسكاني في «شواهد التنزيل لقواعد التفضيل» على ما ذكره الطبرسي في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى: «وكذلك جعلناكم امة وسطأ» .
15- المؤرخ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي في التنبيه والاشراف» ص 198.
16- الشيخ حسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات ص 40 ، ص 104
17- الشيخ المحقق الميرزا حسين النوري في «نفس الرحمان» ص 65 ،
ص: 15
ص 43 ، ص 92 ، ص 95 ، ص 120 ، ص 133 ، ص 144 ، ص 146 ،ص 148.
وفي مستدرك الوسائل المجلد الثالث في الفائدة السادسة قال : كتاب سليم من الأصول المعروفة وللاصحاب اليه طرق كثيرة .
18- السيد هاشم البحراني في «معالم الزلفى» و «مدينة المعاجز» و«غاية المرام» و «تفسير البرهان» .
19 - الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في «الاحتجاج» في الموارد التالية : في المجلد الأول ص 105 ، ص 210 ، ص 229، ص 393 ، ص 231، ص 137 ، وفي المجلد الثاني ص 3، ص 8 ، ص 15 .
20 - أمين الاسلام الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي في « اعلام الورى بأعلام الهدى » ص 395 .
21 - الشيخ سليمان بن خواجه كلان القندوزي في « ينابيع المودة » ص 28 ص 34 ، ص 104 ، ص 4، ص 116 ، ص 168 .
22 - الشيخ أبو اسحاق ابراهيم بن سعد الدين محمد الجويني في «فرائد السمطين » في الباب الثامن والخمسين ج 1، ص 312.
23 - الشيخ نور الدين علي بن محمد بن يونس النباطي البياضي العاملي في « التفسير».
24 - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في «الوسائل» 210،42/20.
25 - المولى محمد صالح المازندراني في «شرح الكافي» .
26 - العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي في «البحار » و « الاربعين » .
27 - السيد محمد باقر الخونساري في «روضات الجنات » ج 4 ص 65 .
28 - الشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في «كنز الفوائد » و «الاستنصار في النص على الأئمة الاطهار».
ص: 16
29- العلامة ابن النجار البغدادي في «ذيل تاريخ بغداد » المجلد الأول ص 295 .
30- العلامة أبو بكر بن أبي شيبة في ( المصنف » في المجلد الثالث عشر ص 378، حديث رقم (16649) .
31 - العلامة المتقي الهندي في كنز العمال » في المجلد الأول ص 96 .
32 - الشيخ أبو النصر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المشهور بالعياشي في تفسيره ، في المجلد الأول ص 14 ، وفي المجلد الثاني ص 299 حديث رقم (105) .
33 - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب الزهد » ص 7 ، حدیث رقم (12) .
سنحاول فيما يلي استعراض ما وجه الى الاصل من قدح وما أفاده علماؤنا رضوان الله عليهم من تفنيد و رد لذلك :
أهم ما يواجهنا في هذا المجال طعن الغضائري في الاصل وادعاؤه بأنه موضوع وقد تقدم ذكر عبارته في ضمن أقوال العلماء حول الاصل .
وخلاصة ما ادعاه احتواء أصل سليم على ثلاثة امور تضعفه و تبعث الشك تجاهه ، وهي :
(1) وعظ محمد بن أبي بكر أباه عند الموت على صغر سنه ، فقد كان عمره حينذاك سنتين وأشهراً.
(2) أن الأئمة ثلاثة عشر.
(3) اختلاف أسانيد الكتاب.
طعن آخر وجه الى الكتاب وهو من جهة الشيخ المفيد (رحمه الله علیه) اذ يقول في
ص: 17
أو اخر كتابه « تصحيح الاعتقاد » : « وأما ما تعلق به أبو جعفر (رحمه الله علیه) من حديث سليم الذي رجع فيه الى الكتاب المضاف اليه برواية أبان بن أبي عياش فالمعنى فيه صحيح غير أن هذا الكتاب غير موثوق به ، وقد حصل فيه تخليط وتد ليس، فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه ، ولا يعول على جملته والتقليد لروايته ، وليفزع الى العلماء فيما تضمنه من الاحاديث ليوقفوه على الصحيح منهما و الفاسد ، و الله الموفق » .
أقول : والمحتمل قوياً أن الشيخ المفيد (رحمه الله علیه) رمى الكتاب بالتخليط والتدليس لاحتوائه على ما طعن به الغضائري(1) من وعظ محمد بن أبي بكر أباه وكون الائمة ثلاثة عشر ، وعليه فلنعتبر طعن الشيخ المفيد والغضائري طعناً واحد الاتحاد السبب و الدافع ، و لذلك سنجيب عنهما جواباً واحداً .
أما الأمر الأول : فقد اجيب عنه بجوابين :
أحدهما : ما ذكره المحدث الاسترابادي في رجاله الكبير، وتقدمت الاشارة اليه من أن ما وصل اليه من نسخ هذا الكتاب انما فيه أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت ، وبهذا يرتفع الاشكال ، اذ أن عبد الله بن عمر كان رجلا عند وفاة أبيه .
والثاني : ماذكره السيد اعجاز حسين الكنتوري في كتابه كشف الحجب وقد نقلنا كامل عبارته في ضمن أقوال العلماء ، وخلاصة جوابه أن وعظ محمد بن أبي بكر أباه ليس ببعيد ، لانه قد يصدر من الاطفال الافعال العجيبة ، وخصوصاً اذا بنينا على القول بأنه سنه كان حين وفاة أبيه أربع سنين .
وأما الامر الثاني(2): فقد أجاب عنه الميرزا الاسترابادي في رجاله بأن ما وصل
ص: 18
اليه من نسخ فيه أن الأئمة ثلاثة عشر مع النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، ولا محذور من ذلك.
كما أجاب الفاضل التفريشي في هامش «نقد الرجال » أن ما وصل اليه من النسخ فيه أن الائمة ثلاثة عشر من ولد اسماعيل (علیه السّلام) ، وهم النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) و الائمة الاثنا عشر (علیهم السّلام).
وأما الامر الثالث : فالجواب عنه بأن اختلاف السند بهذا الشكل لا يعد طعناً في الكتاب، لان من عادة القدماء تكثير طرقهم بالرواية، فكان الاقران كما يتحملون عن الشيخ، يتحمل بعضهم من بعض لتكثير طرق الرواية والحياطة عليها، على أن اختلاف السند بهذا الشكل موجود في أغلب الكتب المعتبرة كالكافي والخصال وغيرها.
زبدة المخض:
ومهما يكن من أمر هذه الطعون والردود عليها ، فان الطعن بهذه الموارد التي ذكرها الغضائري لا يمكن الاعتماد عليه - على فرض تسليمه - لطرح الاصل بكله بما فيه من روايات وأحاديث ، وخصوصاً اذا رأينا أن معظم روايات الاصل معتضدة بمرويات من كتب العامة والخاصة ، بل يندر وجود رواية لا شاهد لها من كتب الفريقين .
ولا يفوتنا أن نشير هنا الى اننا لا نملك اليقين بسلامة الأصل من الزيادة
والنقض ، بل لدينا اطمئنان بحصول زيادة فيه ونقيصة من قبل النساخ أو غيرهم بغرض التوهين من شأن الاصل واسقاطه عن الاعتبار ، ولذا فاننا لا نجد حرجاً من طرح كل ما ثبت بطلانه في هذا الأصل من طريق الشرع أو العقل لو كان ، ولكننا نقف بحزم أمام محاولات تضعيف الاصل بكله ونسبته الى الوضع ، وفيما تقدم من شهادات العلماء في حق الأصل كفاية للبصير ، وردع لمن يروق له طمس الحقائق واخفاء الواضحات.
عندما كنت مستعداً لتقديم هذا الكتاب الشريف للطبع صدر كتاب « معرفة
ص: 19
الحديث ( للبهبودي ، وقد ضمنه بحثاً عن الكتب والأصول الموضوعة ، وعد منها کتاب سليم الهلالي ، وساق كلاماً فيما يقارب خمس صفحات ذكر فيه أولا طعن الغضائري على الكتاب ، ثم ساق أدلته على وضع الكتاب ، وخلاصتها :
(1) جاء في أصل سليم ص 80 ، ص 85 ، ص 86 ، ص 117 على لسان سلمان الفارسي قال : « انني رأيته - يعني أبا بكر في : ظلة بني ساعدة حين خصمت الانصار ، وكان أول من بايعه المغيرة بن شعبة ، ثم بشير بن سعيد ، ثم أبو عبيدة بن الجراح ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم سالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل» وذلك خلاف الضرورة من تاريخ السقيفة ، لان معاذ بن جبل كان حينذاك باليمن متولياً على أمر القراءة في المخاليف ولم يرجع الى المدينة الا بعد استقرار الأمر على أبي بكر، كما نص عليه الطبري في تاريخه ج 3 ص 229، وابن الأثير في كامله ج 2 ص 336 ، وفي اسد الغابة ج 5 ص 195 ، والذهبي في تذكرة الحفاظ ص 21.
(2) سند الكتاب ينتهي بكل طرقه الى أبان بن أبي عياش ، فلم يرو عن سليم الا أبان، ولم يرو عن أبان الا عمر بن اذينة ، كما صرح بذلك العقيقي في رجاله كما في الخلاصة للعلامة ص 83 ، وأبان رجل عامي متروك.
ثم يعتقد البهبودي أن الكتاب موضوع ، وضعه أحد الغلاة على لسان سليم ابن قيس الهلالي ورواية عمر بن اذينة عن أبان بن أبي عياش، ويقول : ان الواضع انما اختار عمر بن اذينة لانه كان هارباً من وطنه وهو البصرة الى مخاليف اليمن اتقاء شر المهدي العباسي في خلافته ( 158 - 168) ، ومات هناك باليمن ، ولذلك دس هذا الواضع الكتاب فيما بين أيدي الوراقين المغفلين في الكوفة والبصرة واليمن ، وأخذه الاصحاب فرووا ما فيه من أحاديث وجاده حسب الاجازات التي كانت لهم الى روايات عمر بن اذينة من دون أن يتمكنوا من تحقيق النسخة وقراءتها على ابن اذينة.
ص: 20
(3) نجد أن الراوي يستوثق من مروياته عن علي (علیه السّلام) بعرضها على أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من شيعة علي ، وعلى الائمة وكأنه لم يكفه سماعه من علي (علیه السّلام).
هذا ما استخلصته من كلام البهبودي ، وسيتضح لك ضعف ما ادعاه ، ووهن ما ساق من أدلة على وضع الكتاب بما نتلوه عليك فيما يلي:
(1) أما طعن الغضائري فقد تقدم جوابه بما لا مزيد عليه.
(2) وأما قضية معاذ بن جبل فانها وان صحت الا أنها لا تقوم حجة على سقوط الكتاب بأكمله عن الاعتبار ، ومتى كان ضعف رواية أو مخالفتها للسياق التاريخي دليلا على وضع الكتاب الذي اودعت فيه ؟ !
نعم غاية ما يمكن للبهبودي فعله هو اسقاط تلك الرواية بعينها عن الاعتبار ، أو اسقاط ذلك المقطع من الرواية المخالف للضرورة التاريخية كما يدعي - ان سلمت - .
وليت شعري لو كان ما تمسك به دليلا على وضع الكتاب لما سلم الا النادر من الكتب، على أن التصريح بوجود معاذ بن جبل في أحداث السقيفة مما لم ينفرد بنقله أصل سليم، بل نص عليه البرقي في رجاله كما في قاموس الرجال للتستري ج9 ص 11، واليك نص عبارته :
«وسل عمر سيفه في الجمعة المقبلة وقال : يضرب عنق من قال مثل مقالتهم، ثم مضى هو و سالم ومعاذ بن جبل وأبو عبيدة شاهرين سيوفهم حتى أخرجوا أبا بكر وأصعدوه المنبر »(1).
كما نص عليه الطبرسي في الاحتجاج في رواية أبي المفضل الشيباني ج 1 ص 104 ، قال :
«فنزل ثم أخذ بيده وانطلق الى منزله وبقوا ثلاثة أيام لا يدخلون مسجد
ص: 21
رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلما كان اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد و معه ألف رجل فقال لهم :
ما جلوسكم ؟! فقد طمع فيها والله بنو هاشم ! وجاءهم سالم مولى أبي حذيفة ومعه ألف رجل، وجاءهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل، فما زال يجتمع اليهم رجل رجل حتى اجتمع أربعة آلاف رجل ، فخرجوا شاهرين بأسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حتى وقفوا بمسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال عمر : والله يا أصحاب علي ، لئن ذهب منكم رجل يتكلم بالذي تكلم بالامس لنأخذن الذي فيه عيناه » .
وهذه الحادثة وقعت بعدما احتج جمع من أصحاب علي (علیه السّلام) على أبي بكر وهو على المنبر في المسجد بحق علي وخلافته حتى أسكتوه ، وهي من ، وهي من الاحداث المتصلة بالبيعة زمناً ، ولذا فاننا نشك في صحة ما نقله الطبري وابن الأثير والذهبي من رجوع معاذ من اليمن بعد استقرار الأمر على أبي بكر ، لاننا وجدناه يشارك في معامع البيعة ومحاولات تثبيتها لابي بكر.
وان أبي الطاعن الا التمسك بما نقله العامة في مقابل ما نقلته الخاصة فلا أقل من الرجوع الى التعارض بين الطائفتين من الأخبار .
وبهذا لا يبقى وجه لاعتبار ما نقله الطبري - وهو الذي يعتمد على سيف بن عمر الوضاع المختلق(1) - وابن الاثير(2) والذهبي(3) - و كلاهما عيال على
ص: 22
الطبري - ضرورة تاريخية ، وان أصر المعترض فلا مفر له من اعتبار رجال البرقي و كتاب الاحتجاج والخصال موضوعين مختلفين بناء على وجود ما يخالف الضرورة التاريخية فيهما كما يدعي(1).
(3) وأما سند الكتاب فهو ينتهي في أكثر الأحيان الى أبان عن سليم ، لكن طريق النجاشي والشيخ ينتهي الى ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم ، ودعوى أن هذا الطريق انما ينتهي الى كتاب سليم بما فيه من الاسناد المنطوي في صدر الكتاب وهو : «عن عمر بن اذينة ، عن أبان ، عن سليم » مجردة عن الدليل .
(4) وأما ادعاؤه بأن أحد الغلاة وضع الكتاب على لسان سليم و رواية عمر بن اذينة عن أبان، فهو ينقض نفسه بنفسه ، لاننا نسأل أن هذا الواضع هل عز عليه الرواة الثقات فلجأ الى أبان بن أبي عياش ليلفق رواية الكتاب عنه ؟ !
أولم يكن الاحرى بهذا الواضع الماهر كما يدعي أن ينسب الاصل الملفق الى من هو ظاهر في الوثاقة ومعتمد عليه في النقل عند الشيعة ليتحقق غرضه في انتشار أكاذيبه وموضوعاته ؟ !
واذا سلمنا ما ادعاه المعترض لنسأل ثانياً : ان الاصحاب الذين رووا الكتاب عن عمر بن اذينة اعتماداً على الاجازة المسبقة في رواية مروياته ، ما الذي منع هؤلاء من عرض الكتاب وقراءته على ابن اذينة ؟! مع أن الكتاب قد وصل الى اليمن
ص: 23
- حيث اختفى هو والتجأ - باعتراف المعترض حيث قال : «فدس الزنديق مصنف هذا الكتاب - نسخته في الكوفة والبصرة واليمن » .
واذا كان الوصول اليه بالنسبة الى من في الكوفة والبصرة متعذراً ، فما بال من كان في اليمن من الرواة ؟ ؟ !
على أن الوراقين في ذلك الزمان لم يكونوا على هذه الدرجة من الغفلة ،بل كان معظمهم من العلماء والادباء ممن لا يخفى عليهم مثل هذا الأمر، الذين لا يجدون وسيلة الى جمع الكتب وشرائها فيلجأون الى هذه المهنة ، اذ يجمعون فيها بين قراءة الكتب والاطلاع على ما فيها وبين الكسب والتعيش ، وقد أفرد ياقوت الحموي لهذه الطائفة من العلماء قسماً من كتابه المعجم ، فراجع.
فليس من اليسير اذاً تصور أن الكتاب دس في أيدي الوراقين فلاقي هذا الرواج الكبير مع وجود من اسند اليه - وهو ابن اذينة - بلا أن يراجع أو يسأل عن صحة روايته له .
واذا التزمنا بذلك فلا يختص كتاب سليم بذلك ولا كتب طائفة دون اخرى فيلزم أن نقول : ان الكتب كلها مدسوسة على الوراقين الا ما ثبت باسناد صحيح بالقراءة والرواية عن مؤلفه .
(5) وأما ما ذكره أخيراً من محاولة الواضع تقوية موضوعاته بعرضها على الائمة (علیهم السّلام) والاصحاب ، فان ذلك لا يتم لامكان أن يكون قصد الرواي من عرضه الرواية على المعصوم (علیه السّلام) هو التوثق من حفظه للرواية وضبطه لها ، لا التوثق من صحة نفس الرواية الصادرة من المعصوم (علیه السّلام).
كما يحتمل قوياً أن يكون عرض أمثال هذة الروايات على الاصحاب ورواة الشيعة - مع كون الراوي قد تحملها من المعصوم (علیه السّلام)- لغرض تكثير طرق الرواية والحفاظ عليها من الضياع .
ص: 24
*حول نسخ الاصل(1):
هناك نسخ كثيرة لهذا الأصل نذكر أهمها فيما يلي:
(1) نسخة العلامة المجلسي : ذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة وقال : ان المجلسي (رحمه الله علیه) قابلها على نسخة قديمة لابي محمد الريحاني ، تاريخ كتابتها سنة 609 هجري .
(2) نسخة الشيخ الحر العاملي: وتعتبر أكمل النسخ الموجودة ، وهي المطبوعة في النجف الاشرف والمتداولة فعلا ، يرجع تاريخ كتابتها الى سنة 1087 ه- ، وكانت في مكتبة الشيخ محمد السماوي و عليها خطوط الشيخ الحر وتصحيحاته و تملكه سنة 1087ه.
(3) نسخة العلامة المحقق النوري : و هي بخط السيد محمد الموسوي الخوانساري سنة 1270 ه- ، وكانت عند الشيخ محمد علي الاوردبادي رضوان الله عليه.
(4) نسخة منتسخة عن نسخة المحقق النوري وموجودة الآن في مكتبة جامعة طهران، وقد حصلنا منها على صورة فوتوغرافية .
(5) نسخة عتيقة موجودة في مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في النجف الاشرف وهي الى نصف الكتاب.
(6) نسخة الشيخ أبي علي الحائري كما يذكر هو في كتاب الرجال في ترجمة سليم .
(7) نسخة العلامة مير حامد حسين اللكنهوي صاحب العبقات ، و قد شددت الرحال الى الهند لاستحصال صورة منها الا أنني - ومع شديد الاسف - وجدتها قد فقدت من بين الكتب على رغم وجود عنوانها ورقمها في فهرست المخطوطات .
ص: 25
(8) نسخة أبي محمد الريحاني : وهي من أقدم النسخ وأهمها ، كتبت سنة 609 هجري ، وقد كانت في مكتبة «مهدي راجه » في فيض آباد ، احدى نواحي الهند ، وقد عزمت السفر اليها لاستحصال صورة من هذه النسخة الا أنتي اخبرت بأن المكتبة قد بيعت بعد وفاة صاحبها وتفرقت كتبها، ولم يبق لها أثر
وقد حاولت الحصول على نسخة قديمة للاصل صالحة للمقابلة مع نسخة الشيخ الحر العاملي - وهي المطبوعة - الا أنني لم اوفق لذلك ، نعم حصلت على نسخة كتبت عن نسخة المحقق النوري الا أنني وجدت أن نسخة الشيخ الحر (رحمه الله علیه) أكمل منها وأصح ، ففضلت الاعتماد على نسخة الحر (رحمه الله علیه) مع الرجوع أحياناً الى النسخة التي حصلت عليها كتصحيح كلمة أو توضيح اخرى، وهي التي اشير اليها في الهامش بعلامة : « بعض النسخ » .
و الحمد لله أولا وأخيراً وهو المستعان على كل حال .
علاء الموسوي
25 شعبان المعظم 1404 هجرية
قم المقدسة
- 26 -
ص: 26
ص: 1
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلى الله على محمد و آله الطيبين المنتخبين.
أخبرني الرئيس العفيف أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون(1) - رضي الله عنه - قراءة عليه بداره بحلة الجامعيين في جمادى الأولى سنة خمس وستين وخمسمائة ، قال : حدثني الشيخ الأمين العالم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي(2)، المجاور، قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -
ص: 3
سنة عشرين وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي(1) - رضي الله عنه - في رجب سنة تسعين وأربعمائة.
و أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسن بن هبة الله بن رطبة(2)، عن المفيد أبي علي ، عن والده ، فيما سمعنه يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين ابن علي - صلوات الله عليه - في المحرم سنة ستين وخمسمائة .
وأخبرني الشيخ المقري أبو عبد الله محمد بن الكال(3)، عن الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي(4)، عن ابن شهريار الخازن(5)، عن الشيخ أبي
ص: 4
جعفر الطوسي(1).
وأخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهر اشوب(2)، قراءة عليه بحلة الجامعيين في شهور سنة سبع وستين وخمسمائة ، عن جده شهر اشوب ، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي - رضي الله عنه - .
قال : حدثنا ابن أبي جيد(3)، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(4)
ص: 5
و محمد بن أبي القاسم الملقب بما جيلويه(1)، عن محمد بن علي الصير في(2)، عن حماد ابن عیسی(3)، عن أبان بن أبي عياش(4)، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : قال الشيخ أبو جعفر.
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري(5)، قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري(6) - رحمه الله - ، قال : أخبرنا أبو علي
ص: 6
ابن همام بن سهیل(1)، قال : قال : أخبرنا عبدالله بن جعفر الحميري(2)، عن يعقوب بن يزيد(3) و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب(4) و أحمد بن محمد بن عیسی(5)، عن محمد بن أبي عمير(6)، عن عمر بن - عديم النظير، ثقة ، ثقة ، وجه أصحابنا ، معتمد عليه ، لا يطعن عليه في شيء ، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة - رحمه الله -».
ص: 7
اذينة(1)، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي .
قال عمر بن اذينة : دعاني ابن أبي عياش ، فقال لي: رأيت البارحة رؤيا ، اني لخليق أن أموت سريعاً، أني رأيتك الغداة ففرحت بك اني رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي ، فقال لي: يا أبان انك ميت في أيامك هذه فاتق الله في وديعتي ولا تضيعها . وف لي بما ضمنت من كتمانك ولا تضعها الا عند رجل من شيعة علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - له دين وحسب ، فلما بصرت بك الغداة فرحت برؤيتك وذكرت رؤياي سليم بن قيس.
لما قدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس فهرب منه فوقع الينا بالنوبند جان(2) متوارياً، فنزل معنا في الدار ، فلم أررجلا كان أشد اجلالا لنفسه ولا أشد اجتهاد أو لا أطول حزناً منه ، ولا أشد خمو لا لنفسه ولا أشد بغضاً للشهرة نفسه منه ، وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة ، قرأت القرآن ، وكنت أسأله فيحدثني عن أهل بدر ، فسمعت منه أحاديث كثيرة عن عمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة زوجة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وعن معاذ بن جبل ، وعن سلمان الفارسي، وعن علي (علیه السّلام)، وأبي ذر، والمقداد ، وعمار
ص: 8
والبراء بن عازب ، ثم استكتمتها ولم يأخذ علي يميناً.
فلم ألبث أن حضرته الوفاة ، فدعاني وخلا بي وقال : يا أبان قد جاورتك فلم أر منك الاما احب ، ان عندي كتباً سمعتها عن الثقات وكتبتها بيدي ، فيها أحاديث لا احب أن تظهر للناس ، لان الناس ينكرونها ويعظمونها وهي حق أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبر ، عن علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد بن الاسود ، وليس منها حديث أسمعه من أحدهم الاسألت عنه الاخر حتى اجتمعوا عليه جميعاً ، وأشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق ، واني هممت حين مرضت أن أحرقها ، فتأثمت من ذلك وقطعت به ، فإن جعلت لي عهد الله وميثاقه أن لا تخبر بها أحداً مادمت حياً ، ولا تحدث بشيء منها من تثق به كثقتك بنفسك ، وان حدث بك حدث أن تدفعها الى من تثق بعد موتي به من شيعة علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - ممن له دين وحسب ، فضمنت ذلك له ، فدفعها الى وقرأها كلها على .
فلم يلبث سليم أن هلك - رحمه الله - فنظرت فيها بعده وقطعت بها وأعظمتها و استصعبتها لان فيها هلاك امة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) من المهاجرين والأنصار والتابعين جميع غير علي بن أبي طالب وأهل بيته - صلوات الله عليهم - وشيعته .
فكان أول من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري ، وهو يومئذ متوار من الحجاج ، والحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه ومن مفرطيهم ، نادم متلهف على ما فاته من نصرة علي (علیه السّلام)(1) والقتال معه يوم
ص: 9
الجمل ، فخلوت به في شرقي دار أبي خليفة الحجاج بن أبي عتاب الديلمي ، فعرضتها عليه فبكى ، ثم قال : ما في حديثه شيء الا حق قد سمعته من الثقات من شيعة علي - صلوات الله عليه - وغيرهم .
عليه وعلى علي بن الحسين (علیه السّلام) ذلكم أجمع ثلاثة أيام ، كل يوم الى الليل ، ويغدو عليه عمر وعامر ، فقرأه عليه ثلاثة أيام، فقال لي : صدق سليم - رحمه الله ، هذا حديثنا كله تعرفه .
وقال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ما فيه حديث الا وقد سمعته من علي صلوات الله عليه - ومن سلمان ، ومن أبي ذر ، ومن المقداد .
فقلت لابي الحسن علي بن الحسين (علیه السّلام): جعلت فداك، انه يضيق صدري ببعض ما فيه ، لان فيه هلاك أمة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) رأساً من المهاجرين والانصار و التابعين غير كم أهل البيت وشيعتكم ، فقال : يا أخا عبد القيس ، أما بلغك أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : ان مثل اهل بيتي في امتي كمثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وكمثل باب حطة في بني اسرائيل(1)، فقلت : نعم ، فقلت : نعم ، فقال : من حدثك ؟ فقلت: سمعته من أكثر من مائة من الفقهاء ، فقال : ممن ؟ فقلت : سمعته من حنش بن المعتمر ، وذكر أنه سمعه من أبي ذر وهو آخذ بحلقة الكعبة ، ينادي به نداء يرويه عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال : وممن ؟ فقلت : ومن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه سمعه من أبي ذر ، ومن المقداد بن الأسود ، ومن علي بن أبي طالب -
ص: 11
صلوات الله عليه - ، فقال : وممن ؟ فقلت : ومن سعيد بن المسيب(1)، وعلقمة بن قيس(2) ، ومن أبي ظبيان الجنبي(3)، ومن عبد الرحمن بن أبي ليلى(4)، كل هؤلاء خبر أنه سمعه من أبي ذر.
قال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة : ونحن والله سمعنا من أبي ذر ، وسمعناه من علي (علیه السّلام) و المقداد وسلمان ، ثم أقبل عمر بن أبي سلمة فقال : والله لقد سمعته ممن هو خير من هؤلاء كلهم ، سمعته من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، سمعته اذناي ووعاه قلبي فأقبل على علي بن الحسين (علیه السّلام) فقال : أوليس هذا الحديث وحده ينتظم جميع ما أفظعك وعظم في صدرك من تلك الاحاديث ؟! اتق الله يا أخا عبد القيس ، فان وضح لك أمر فاقبله ، والا فاسكت تسلم ، ورد علمه الى الله ، فانك في أوسع مما بين السماء والارض.
قال أبان : فعند ذلك سألته عما يسعني جهله ، وعما لا يسعني جهله ، فأجابني بما أجابني.
قال أبان : ثم ثم لقيت أبا الطفيل بعد ذلك في منزله ، فحدثني في الرجعة عن اناس من أهل بدر. وعن سلمان والمقداد وأبي بن كعب .
وقال أبو الطفيل : فعرضت ذلك الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب
ص: 12
(علیه السّلام) بالكوفة ، فقال لي : هذا علم خاص يسع الامة جهله ورد علمه الى الله ، ثم صدقني بكل ما حدثوني فيها ، وقرأ علي بذلك قرآناً كثيراً ، وفسره تفسيراً شافياً حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقيناً مني بالرجعة، وكان مما قلت : يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أفي الدنيا أم في الاخرة ؟ فقال : بل في الدنيا ، قلت : فمن الذائد عنه ؟ قال : أنا بيدي هذه فليردنه أوليائي ، وليصرفن عنه أعدائي وفي رواية اخرى : فلأوردته أوليائي ولا صرفن عنه أعدائي - .
قلت : يا أمير المؤمنين ، قول الله تعالى «واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس»(1)- الآية - ما الدابة ؟ قال : يا أبالطفيل اله عن هذا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أخبرني به جعلت فداك ؟ قال : هي دابة تأكل الطعام(2) وتمشي في الاسواق ، وتنكح النساء ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، من هو ؟ قال : هو زر الأرض(3) الذي اليه تسكن الأرض ، قلت : يا أمير المؤمنين ، من هو ؟ قال : صديق هذه الامة ، وفاروقها ، ورئيسها(4)، وذو قرنها ، قلت : يا أمير المؤمنين ، من
ص: 13
هو ؟ قال : الذي قال الله : « ويتلوه شاهد منه »(1)، والذي « عنده علم الكتاب » ، «والذي جاء بالصدق» والذي «صدق به» أنا(2)، والناس كلهم كافرون غيري وغيره .
قلت : يا أمير المؤمنين ، تسميه ؟ قال : قد سميته لك ، يا أبا الطفيل ، والله لو ادخلت على عامة شيعتي الذين بهم أقاتل ، الذين أقروا بطاعتي وسموني أمير المؤمنين و استحلوا جهاد من خالفني ، فحدثتهم شهراً ببعض ما أعلم فحدثتهم شهراً ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) لتفرقوا عني حتى أبقى في عصابة حق قليلة ، أنت وأشباهك من شيعتي ، ففزعت ، وقلت : يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي نتفرق عنك أو نثبت معك ؟ قال : لا ، بل تثبتون .
ثم أقبل علي فقال : ان أمرنا صعب مستصعب ، لا يعرفه ولا يقر به الا ثلاثة : ملك مقرب ، أونبي مرسل ، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان(3).
يا أبا الطفيل ، ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قبض فارتد الناس ضلالا وجهلا الا من عصمه الله بنا أهل البيت.
ص: 14
قال عمر بن اذينة : ثم دفع الي أبان كتاب سليم بن قيس ، ولم يلبث أبان بعد ذلك الا شهراً حتى مات ، فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري دفعه الى أبان بن أبي عياش و قرأه علي ، وذكر أبان أنه قرأه على علي بن الحسين (علیه السّلام) فقال (علیه السّلام) صدق سليم ، هذا حديثنا نعرفه
(1) قال سليم : سمعت سلمان الفارسي قال : كنت جالساً بين يدي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في مرضه الذي قبض فيه فدخلت فاطمة (عليها السلام)، فلما رأت ما برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خنقتها العبرة حتى جرت دموعها على خديها ، فقال لها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا بنية ما يبكيك ؟ قالت : يا رسول الله أخشى على نفسي و ولدي الضيعة من بعدك(1)؛
ص: 15
فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)- وأغرورقت عيناه - : يا فاطمة أو ما علمت انا أهل بيت اختار الله لنا الاخرة على الدنيا ، وانه حتم الفناء على جميع خلقه .
ان الله تبارك وتعالى اطلع الى الارض اطلاعة فاختارني منهم فجلعني نبياً ، ثم اطلع الى الارض ثانياً فاختار بعلك وأمرني أن أزوجك اياه ، وأن أتخذه أخاً ووزيراً ووصياً ، وأن أجعله خليفتي في امتي(1)، فأبوك خير أنبياء الله ورسله ، وبعلك خیر الأوصياء والوزراء ، وأنت أول من يلحقني من أهلي(2)، ثم اطلع الى الارض اطلاعه ثالثة فاختارك وأحد عشر رجلا من ولدك وولد أخي، بعلك ، فأنت سيدة نساء
ص: 16
أهل الجنة وابناك سيدا شباب أهل الجنة(1).
وأنا وأخي والاحد عشر اماماً أوصيائي الى يوم القيامة ، كلهم هاد مهتد ، أول الاوصياء بعد أخي : الحسن ، ثم الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين في منزل واحد في الجنة ، وليس منزل أقرب الى الله من منزلي ، ثم منزل ابراهیم و آل ابراهیم ، أما تعلمين يا بنية أن من كرامة الله اياك أن زوجك خير امتي وخير أهل بيتي ، أقدمهم سلماً ، وأعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأكرمهم نفساً ، وأصدقهم لساناً ، وأشجعهم قلباً ، وأجودهم كفاً ، وأزهدهم في الدنيا ، وأشدهم اجتهاداً ، فاستبشرت فاطمة (عليها السلام) بما قال وفرحت .
ثم قال لها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ان لعلي بن أبي طالب ثمانية أضراس ثواقب نواقد ومناقب ليست لاحد من الناس : ايمانه بالله وبرسوله قبل كل أحد ، لم يسبقه الى ذلك أحد من امتي(2)، وعلم بكتاب الله وسنتي ، ليس أحد من امتي يعلم جميع علمي غير بعلك ، لان الله علمني علماً لا يعلمه غيري ، وعلم ملائكته ورسله علماً فأنا أعلمه ، و أمرني الله أن اعلمه اياه ففعلت، فليس أحد من امتي يعلم جميع علمي وفهمي و فقهي کله غیره(3).
انك يابنية زوجته ، وان ابني سبطاي الحسن والحسين وهما سبطا امتي ،
ص: 17
وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وان الله علمه الحكمة وفصل الخطاب.
يا بنية انا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال ولم يعطها أحداً من الأولين والآخرين غيرنا : أنا سيد الانبياء والمرسلين وخيرهم، ووصيي خير الوصيين ، ووزيري بعلك ، و شهيدنا خير الشهداء(1).
قالت : يا رسول الله ، سيد الشهداء الذين قتلوا معك ؟
قال : لا ، بل سيد الشهداء من الأولين والآخرين ما خلا الانبياء والأوصياء ، وجعفر بن أبي طالب ذو الهجرتين وذوالجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، وابناك الحسن والحسين سبطا امتي ، وسيدا شباب أهل الجنة ، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الامة(2) الذي يملا الله به الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً(3) .
ص: 18
قالت فاطمة (عليها السلام): يا رسول الله ، فأي هؤلاء الذين سميت أفضل ؟ فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أخي علي أفضل امتي(1)، وحمزة و جعفر أفضل امتي بعد علي و بعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد ابني الاوصياء من ولد ابني هذا - وأشار رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الى الحسين (علیه السّلام) منهم المهدي، والذي قبله أفضل منه، الاول خير من الآخر، لانه امامه والآخر وصي الأول انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، ثم نظر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الى فاطمة والى بعلها والى ابنيها ، فقال : يا سلمان اشهد الله أني حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم(2)، أما انهم معي في الجنة،
ص: 19
ثم أقبل النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) على علي (علیه السّلام) فقال : يا علي انك ستلقى من قريش شدة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك(1)، فان وجدت أعواناً فجاهدهم، فقاتل من خالفك بمن وافقك ، فان لم تجد أعواناً فاصبر ، واكفف يدك ، ولا تلق بيدك إلى التهلكة(2)، فانك مني بمنزلة هارون من موسى(3)، ولك بهارون اسوة حسنة، انه قال لاخيه
ص: 20
موسى : ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني(1).
(2) قال سليم : وحدثني علي بن أبي طالب (علیه السّلام) انه قال : كنت أمشي مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في بعض طرق المدينة : فأتينا على حديقة ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة قال (صلی الله علیه و آله و سلم): ما أحسنها ولك في الجنة أحسن منها، ثم أتينا على حديقة اخرى ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال (صلی الله علیه و آله و سلم): ما أحسنها لك في الجنة أحسن منها ، حتى أتينا على سبع حدائق ، اقول : يا رسول الله ما أحسنها ، ويقول : لك في الجنة أحسن منها .
ص: 21
فلما خلا له الطريق اعتنقني ، ثم أجهش باكياً ، وقال : بأبي الوحيد الشهيد ، فقلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟! فقال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك الا من بعدي، أحقاد بدر وترات احد ، قلت : في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك(1)، فابشر يا علي يا علي ، فان حياتك وموتك معي ، وأنت أخي وأنت وصبي ، وأنت صفيي ، و وزيري(2)، و وارثي(3)، والمؤدي عني ، وأنت تقضي ديني ،
ص: 22
و تنجز عدتي عني(1)، وأنت تبرىء ذمتي ، وتؤدي أمانتي ، وتقاتل على سنتي الناكثين من أمتي والقاسطين والمارقين(2)، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة اذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه.
فاصبر لظلم قريش ايساك وتظاهرهم عليك ، فانك بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه ، وهم بمنزله العجل ومن تبعه ، وان موسى أمرهارون حين استخلفه عليهم ان ضلوا فوجد أعواناً أن يجاهدهم بهم، وان لم يجد أعواناً أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم(3).
ياعلي ، ما بعث الله رسولا الا و أسلم معه قوم طوعاً و قوم آخرون كرهاً ، فسلط الله الذين أسلمواكرهاً على الذين أسلموا طوعاً ، فقتلوهم ليكون أعظم لاجورهم.
ياعلي، وانه ما اختلفت امة بعد نبيها الاظهر أهل باطلها على أهل حقها، وان الله قضى الفرقة والاختلاف على هذه الامة ولو شاء لجعلهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من خلقه ، ولا يتنازع في شيء من أمره ، ولا يجحد المفضول ذا الفضل فضله ،
ص: 23
ولو شاء عجل النقمة فكان منه التغيير حتى يكذب(1) الظالم ويعلم الحق أين مصيره ولكن جعل الدنيا دار الاعمال ، وجعل الاخرة دار القرار، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، فقلت : الحمد لله شكراً على نعمائه وصبراً علي بلائه ، وتسليماً ورضى بقضائه.
(3) وعن سليم بن قيس ، قال : سمعت البراء بن عازب(2) يقول : كنت احب بني هاشم حباً شديداً في حياة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و بعد وفاته ، فلما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أوصى عليا (علیه السّلام) أن لا يلي غسله غيره، وأنه لا ينبغي لاحد أن يرى عورته غيره ، وأنه ليس أحد يرى عورة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الا ذهب بصره ، فقال علي (علیه السّلام): يارسول الله ، فمن يعينني على غسلك ؟ قال : جبرئيل في جنود من الملائكة.
فكان علي (علیه السّلام) يغسله والفضل بن العباس مربوط العينين يصب الماء والملائكة يقلبونه كيف شاء ، ولقد أراد علي (علیه السّلام) أن ينزع قميص رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فصاح به صائح : لا تنزع قميص نبيك يا علي ، فأدخل يده تحت القميص فغسله ثم حنطه و كفنه ، ثم نزع القميص عند تكفينه وتحنيطه(3).
ص: 24
(3) قال البراء بن عازب(1): فلما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تخوفت أن تتظاهر قريش على اخراج هذا الأمر من بني هاشم ، فلما صنع الناس ما صنعوا من بيعة أبي بكر ، أخذني ما يأخذ الواله التكول مع ما بي من الحزن لوفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فجعلت أتردد وأرمق وجوه الناس ، وقد خلا الهاشميون برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لغسله وتحنيطه ، وقد بلغني الذي كان من قول سعد بن عبادة و من اتبعه من جملة أصحابه فلم أحفل بهم وعلمت أنه لايؤول الى شيء .
فجعلت أتردد بينهم وبين المسجد و أتفقد وجوه قريش ، فاني لكذلك اذ فقدت أبا بكر و عمر ، ثم لم البث حتى اذا أنا بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة قد أقبلوا في أهل السقيفة وهم محتجزون بالازر الصنعانية ، لا يمر بهم أحد الاخبطوه ، فاذا عرفوه مدوا يده على يدأبي بكر ، شاء ذلك أم أبى(2)، فأنكرت عند ذلك عقلى جزعاً منه مع المصيبة برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
ص: 25
فخرجت مسرعاً حتى أتيت المسجد ، ثم أتيت بني هاشم و الباب مغلق دونهم فضربت الباب ضرباً عنيفاً، وقلت : يا أهل البيت ، فخرج الي الفضل بن العباس ، فقلت : قد بايع الناس أبا بكر ، فقال العباس : قد تربت أيديكم منها الى آخر الدهر ، أما اني قد أمرتكم فعصيتموني .
فمكثت اكابد ما في نفسي ، فلما كان الليل خرجت الى المسجد ، فلما صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بالقرآن ، فانبعثت من مكاني فخرجت نحو الفضاء - فضاء بني بياضة - فوجدت نفراً يتناجون ، فلما دنوت منهم سكتوا فانصرفت عنهم فعرفوني وما عرفتهم ، فدعوني فأتيتهم ، فاذا المقداد وأبوذر وسلمان و عمار بن ياسر وعبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان والزبير بن العوام ، وحذيفة يقول : والله ليفعلن ما أخبرتكم به ، فوالله ما كذبت ولا كذبت .
واذا القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين والانصار ، فقال حذيفة : انطلقوا بنا الى أبي بن كعب ، فقد عام مثل ما علمت.
فانطلقنا الى أبي بن كعب ، فضربنا عليه بابه ، فأتى حتى صار خلف الباب ، ثم قال : من أنتم ؟ فكلمه المقداد ، فقال : ما جاء بك ؟ فقال : افتح ، فان الامر الذي جئنا فيه أعظم من أن يجري وراء الباب ، فقال : ما أنا بفاتح بابي وقد علمت ما جئتم له ، وما أنا بفاتح بابي ، كأنكم أردتم النظر في هذا العقد ؟ فقلنا : نعم ! فقال : أفيكم حذيفة ؟ فقلنا : نعم ، قال : القول ما قال حذيفة ، فأما أنا فلا أفتح بابي ، حتى يجري علي ما هو جار عليه ، ولما يكون بعدها شر منها، والى الله جل ثناؤه المشتكى، قال : فرجعوا ، ثم دخل ابي بن كعب بيته.
قال : وبلغ أبا بكر وعمر الخبر ، فأرسلا الى أبي عبيدة بن الجراح والمغيرة ابن شعبة ، فسألاهما الرأي ، فقال المغيرة بن شعبة : ارى أن تلقوا العباس بن عبد المطلب ، فتطمعوه في أن يكون له في هذا الامر نصيب يكون له واعقبه بعده ،
ص: 26
فتقطعوا عنكم بذلك ناحية علي بن أبي طالب ، فان العباس بن عبد المطلب لوصار معكم كانت الحجة على الناس ، وهان عليكم أمر علي بن أبي طالب وحده .
قال : فانطلق أبو بكر وعمر و أبو عبيدة بن الجراح حتى دخلوا على العباس بن عبد المطلب في اللية الثانية من وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
قال : فتكلم أبو بكر ، فحمد الله - جل وعز - وأثنى عليه ، ثم قال : ان الله بعث لكم محمداً نبياً ، وللمؤمنين ولياً ، فمن الله عليهم بكونه بين ظهرانيهم ، حتى اختار له ما عنده وترك للناس أمرهم ليختاروا لانفسهم مصلحتهم متفقين لا مختلفين ، فاختاروني عليهم والياً ولامورهم راعياً ، فتوليت ذلك وما أخاف بعون الله وهناً ولا حيرة ولا جبناً، وما توفيقي الا بالله ، غير أني لا أنفك من طاعن يبلغني فيقول بخلاف قول العامة ، فيتخذكم لجاً ، فتكونوا حصنه المنبع ، وخطبه البديع ، فاما دخلتم مع فيما اجتمعوا عليه، أو صر فتموهم عما مالوا اليه ، فقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الامر نصيباً يكون لك ولعقبك من بعدك ، اذ كنت عم رسول الله وان كان الناس أيضاً قد رأوا مكانك ومكان صاحبك ، فعدلوا بهذا الأمر عنكما .
فقال عمر(1): اي والله واخرى يا بني هاشم على رسلكم ، فان رسول الله منا ومنكم ، ولم نأتك لحاجة منا اليكم ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لانفسكم وللعامة.
فتكلم العباس فقال : ان الله ابتعث محمداً كما وصفت نبياً ، وللمؤمنين ولياً ، فان كنت برسول الله طلبت هذا الامر فحقنا أخذت ، وان كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم ، ما تقدمنا في أمرك ، ولا تشارونا ، ولا تؤامرنا ، ولا نحب لك ذلك ، اذ كنا من -
ص: 27
المؤمنين وكنا لك من الكارهين.
وأما قولك أن تجعل لي في هذا الأمر نصيباً ، فان كان هذا الأمر لك خاصة فأمسك عليك فلسنا محتاجين اليك ، وان كان حق المؤمنين فليس لك أن تحكم في حقهم ، وان كان حقنا فانا لا نرضى منك ببعضه دون بعض(1).
وأما قولك يا عمر ، ان رسول الله منا ومنكم ، فان رسول الله شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها ، فنحن أولى به منكم .
وأما قولك انا نخاف تفاقم الخطب بكم ، بهذا الذي فعلتموه أوائل ذلك والله مستعان(2).
فخرجوا من عنده وأنشأ العباس يقول :
ما كنت أحسب هذا الأمر منحرفاً *** عن هاشم ثم منهم عن أبي حسن
أليس أول من صلى القبلتكم *** وأعلم الناس بالاثار والسنن
وأقرب الناس عهداً بالنبي ومن *** جبريل عون له بالغسل والكفن
من فيه ما في جميع الناس كلهم *** وليس في الناس ما فيه من الحسن
من ذا الذي ردكم عنه فتعرفه *** هما ان بيعتكم من أول الفتن
ص: 28
(4) وعن أيان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت سلمان الفارسي قال : لما أن قبض النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وصنع الناس ما صنعوا ، جاء أبو بكر و عمر وأبو عبيدة بن الجراح ، فخاصموا الانصار فخصموهم بحجة علي (علیه السّلام).
فقالوا : يا معشر الأنصار ، قريش أحق بالأمر منكم لان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من قريش ، والمهاجرون خير منكم ، لأن الله بدأ بهم في كتابه وفضلهم ، وقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): الأئمة من قريش.
وقال سلمان(1): فأتيت علياً (علیه السّلام) وهو يغسل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقد كان رسول (صلی الله علیه و آله و سلم) أوصى علياً إلا أن لا يلي غسله غيره(2)، فقال : يا رسول الله من يعينني على ذلك ؟ فقال : جبرائيل ، فكان علي (علیه السّلام) لا يريد عضواً الا قلب له.
فلما غسله وحنطه وكفنه ، أدخلني ، فأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السّلام) فتقدم علي (علیه السّلام) وصفنا خلفه ، وصلى عليه ، وعائشة في الحجرة لا تعلم ، قد أخذ الله ببصرها !.
ثم أدخل عشرة من المهاجرين وعشرة من الانصار ، فكانوا يدخلون ويدعون ويخرجون حتى لم يبق أحد شهد من المهاجرين والانصار الاصلى عليه .
ص: 29
قال سلمان الفارسي : فأخبرت عليا (علیه السّلام) وهو يغسل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بما صنع القوم ، وقلت : ان أبا بكر الساعة لعلی منبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ما يرضون يبايعونه بید واحدة ، وانهم ليبايعونه بيديه جميعاً بيمينه وشماله.
فقال علي (علیه السّلام) : يا سلمان وهل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله ؟! قلت : لا ، الا أني رأيته في ظلة بني ساعدة حين خصمت الانصار ، وكان أول من بايعه المغيرة بن شعبة ، ثم بشير بن سعيد ، ثم أبو عبيدة بن الجراح ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم سالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل .
قال (علیه السّلام): لست أسألك عن هؤلاء ، ولكن تدري من أول من بايعه حين صعد المنبر ؟ ! قلت : لا ، ولكن رأيت شيخاً كبيراً يتو كأعلى عصاه ، بين عينيه سجادة شديدة التشمير ، صعد المنبر أول من صعد ، وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان ، ابسط يدك ، فبسط يده فبايعه ، ثم قال : «يوم كيوم آدم !»، ثم نزل فخرج من المسجد.
فقال علي (علیه السّلام): يا سلمان أتدري من ؟ ! قلت : لا ، ولقد ساءتني مقالته ، كأنه شامت بموت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
قال علي (علیه السّلام): فان ذلك ابليس ، أخبرني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أن ابليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) اياي يوم غدير خم بأمر الله ، وأخبرهم بأني أولى بهم من أنفسهم ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب.
فأقبل الى ابليس أبالسته و مردة أصحابه ، فقالوا : ان هذه الامه امة مرحومة معصومة ، فما لك ولا لنا عليهم سبيل ، وقد اعلموا مفزعهم و امامهم بعد نبيهم ، فانطلق ابليس كئيباً حزيناً.
وقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): أخبرني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقال : يبايع الناس أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد تخاصمهم بحقنا وحجتنا ، ثم يأتون المسجد فيكون
ص: 30
أول من يبايعه على منبري ابليس بصورة شيخ كبير مشمر ، يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فيخرجون(1) سجداً.
فيقولون : يا سيدنا وياكبيرنا أنت الذي أخرجت آدم من الجنة ، فيقول : أي امة لن تضل بعد نبيها(2)؟! كلا ، زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل ، فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا ما أمرهم الله به من طاعته وأمرهم به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وذلك قوله تعالى: «لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الافريقاً من المؤمنين»(3).
قال سلمان : فلما أن كان الليل حمل علي (علیه السّلام) فاطمة على حمار ، وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين (علیهما السّلام)، فلم يدع أحداً من أهل بدر من المهاجرين ولا من الله الانصار الا أتاه في منزله(4)، فذكرهم حقه ، ودعاهم الى نصرته ، فما استجباب له منهم الاأربعة وأربعون رجلا، فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم ليبايعوا على الموت، فأصبحوا فلم يواف منهم أحد الا أربعة ، فقلت لسلمان : من الاربعة ؟ فقال : أنا وأبوذر والمقداد والزبير بن العوام .
ثم أتاهم علي (علیه السّلام) من الليلة المقبلة ، فناشدهم ، فقالوا : نصبحك بكرة ، فما منهم أحد أناه غيرنا ، ثم أتاهم الليلة الثالثة ، فما أتاه غيرنا .
ص: 31
فلما رأى غدرهم وقلة وقائهم(1) له لزم بيته(2) وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه ، فلم يخرج من بيته حتى جمعه ، وكان في الصحف والشظاظ(3) والاسبار والرقاع .
فلما جمعه كله وكتبه بیده ، تنزيله وتأويله ، والناسخ منه و المنسوخ ، بعث اليه أبو بكر أن أخرج فبايع(4)، فبعث اليه علي (علیه السّلام): اني لمشغول ، وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي رداءاً الا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه.
فسكتوا عنه أياماً، فجمعه في ثوب واحد وختمه ، ثم خرج الى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فنادى علي (علیه السّلام) بأعلى صوته : أيها
ص: 32
الناس اني لم أزل منذ قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مشغولا بغسله ، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) آية الا وقد جمعتها وليست منه آية الا وقد أقر أنيها رسول الله وعلمني تأويلها(1).
ثم قال لهم علي : لئلا تقولوا غداً انا كنا عن هذا غافلين ، ثم قال لهم علي (علیه السّلام): لا تقولوا يوم القيامة اني لم أدعكم الى نصرتي ، ولم أذكركم حقي ، ولم أدعكم الى كتاب الله من فاتحته الى خاتمته.
فقال له عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا اليه ، ثم دخل علي (علیه السّلام) بيته .
: أرسل الى علي فليبايع فانا لسنا في شيء حتى يبايع، وقال عمر ولو قد بايع أمناه(2).
ص: 33
فأرسل اليه أبو بكر : أجب خليفة رسول الله ، فأتاه الرسول فقال له ذلك ، فقال له علي (علیه السّلام): سبحان الله ! ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ، انه ليعلم ويعلم الذين حوله أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري ، وذهب الرسول فأخبره بما قال له ، قال : اذهب فقل له : أجب أمير المؤمنين أبا بكر، فأتاه فأخبره بما قال فقال علي (علیه السّلام): سبحان الله ! ما والله طال العهد فينسي، والله انه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح الا لي ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة ، فسلموا علي بامرة المؤمنين ، فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة ، فقالوا : أمن الله ورسوله ؟ ! فقال لهما رسول الله : نعم حقاً من الله ورسوله انه أمير المؤمنين(1)، وسيد المسلمين(2) ، وصاحب لواء الغر
ص: 34
المحجلين(1)، يقعده الله عز وجل بيوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار ، فانطلق الرسول فأخبره بما قال ، قال : فسكتوا عنه يومهم ذلك.
فلما كان الليل حمل علي فاطمة (عليها السلام) على حمار ، وأخذ بيدي ابنيه الحسن العالم و الحسين (علیهما السّلام) فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أتاه في منزله ، ف ناشدهم الله حقه ودعاهم الى نصرته ، فما استجاب منهم رجل غيرنا الاربعة ، فانا حلقنا رؤسنا، وبذلنا له نصرتنا وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته - فلما رأى علي اللا خذلان الناس اياه ، وتركهم نصرته ، واجتماع كلمتهم مع أبي بكر ، و تعظيمهم اياه، لزم بينه .
فقال عمر لابي بكر : ما يمنعك أن تبعث اليه فيبايع ؟! فانه لم يبق أحد الا قد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة.
وكان أبو بكر أرق الرجلين ، وأرفقهما ، و أدهاهما ، و أبعدهما غوراً، والآخر أفظهما ، وأغلظهما ، و أجفاهما.
فقال له أبو بكر : من ترسل اليه ؟ فقال عمر : نرسل اليه قنفذاً - وهو رجل فظ ، غليظ ، جاف ، من الطلقاء ، أحد بني عدي بن كتب - ، فأرسله وأرسل معه أعواناً و انطلق ، فاستأذن على علي البلالا فأبى أن يأذن لهم ، فرجع أصحاب قنفذ الى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والناس حولهما - فقالوا : لم يؤذن لنا فقال عمر : اذهبوا ! فان أذن لكم ، والا فادخلوا بغير اذن .
ص: 35
فانطلقوا فاستأذنوا . فقالت فاطمة (عليها السلام): اخرج عليكم أن تدخلوا علي بيتي بغير اذن ، فرجعوا ، وثبت قنفذ الملعون ، فقالوا : ان فاطمة قالت كذا وكذا ، فتحرجنا ان ندخل بيتها بغير اذن ، فغضب عمر و قال : ما لنا وللنساء .
ثم أمر اناساً حوله أن يحملوا الحطب ، فحملوا الحطب ، وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناها ، ثم نادى عمر حتى أسمع عليا (علیه السّلام) و فاطمة : والله لتخرجن يا علي ، و لتبايعن خليفة رسول الله ، والا أضرمت عليك النار(1)، فقالت فاطمة (عليها السلام): يا عمر ما لنا ولك ؟! فقال : افتحي الباب والا أحرقنا العلاج عليكم بيتكم ، فقالت : يا عمر أما تتقي الله ، تدخل علي بيتي ؟!
فأبى أن ينصرف، ودعا عمر بالنار فأضرمها فى الباب ، ثم دفعه فدخل(2)،
ص: 36
فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت : يا أبتاه ، یا رسول الله ! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، فصرخت : يا أبتاه! فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فنادت : يا رسول الله ! لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر(1).
فوتب علي (علیه السّلام) فأخذ يتلابيبه ، ثم نتره فصرعه ، ووجأ أنفه ورقبته ، وهم بقتله فذكر قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة يا ابن صهاك(2)، لولا كتاب من الله سبق ، وعهد عهده الي رسول الله ، لعلمت أنك لا تدخل بيتي !
فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وثار علي (علیه السّلام) الى سيفه ، فرجع قنفذ الى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (علیه السّلام) بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته ، فقال أبو بكر لقنفذ : ارجع ، فان خرج ، والا فاقتحم عليه بيته ، فان امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار .
فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير اذن ، وثار علي (علیه السّلام) الى فالقوافي سيفه ، فسبقوه اليه ، وكاثروه و هم كثيرون ، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه ، فألقوا في
ص: 37
ثم انطلق بعلي (علیه السّلام) يعتل عتلا(1) حتى انتهي انتهي به الى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد ، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، والمغيرة بن شعبة ، واسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسائر الناس حول أبي بكر ، عليهم السلاح قال(2): قلت لسلمان : أدخلوا على فاطمة (عليها السلام) بغير اذن ؟ قال : اي والله، وما عليها خمار ، فنادت : يا أبتاه، يا رسول الله ! فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر، وعيناك ام تتفقاً في قبرك - تنادي بأعلى صوتها.
فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون ، ما فيهم الا باك غير عمرو خالد والمغيرة ابن شعبة ، وعمر يقول : انا لسنا من النساء ورأيهن في شيء ! قال : فانتهوا بعلي (علیه السّلام) الى أبي بكر ، وهو يقول : أما والله لو وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لن
ص: 39
تصلوا الى هذا أبداً ، أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ، ولو كنت استمكنت من الاربعين رجلا لفرقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواماً بايعوني ثم خذلوني .
ولما أن بصر به أبو بكر صاح : خلوا سبيله ، فقال علي (علیه السّلام): يا أبا بكر ما أسرع ما توثبتم علي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)! بأي حق و بأي منزلة دعوت الناس الى بيعتك ؟ ! ألم تبايعني بالامس بأمر الله وأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟!
وقد كان قنفذ لعنه الله حين ضرب فاطمة (عليها السلام) بالسوط - حين حالت بينه وبين زوجها - وأرسل اليه عمر : ان حالت بينك وبينه فاطمة فاضر بها ! فألجأها قنفذ الى عضادة بيتها ودفعها ، فكسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنيناً من بطنها(1) ، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت - صلى الله عليها - من ذلك شهيدة .
قال : ولما انتهي بعلي (علیه السّلام) الى أبي بكر انتهره عمر، وقال له : بايع ودع عنك هذه الأباطيل ، فقال له (علیه السّلام): فان لم أفعل فما أنتم صانعون ؟ قالوا : نقتلك ذلاً وصغاراً ! !(2) فقال : اذا تقتلون عبداً الله ، وأخا رسوله ، قال أبو بكر : أما عبدالله فنعم ، وأما أخا رسول الله فما نقر بهذا ، قال : أتجحدون ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) آخی بيني وبينه ؟! قال : نعم ، فأعاد ذلك عليه ثلاث مرات .
ص: 40
ثم أقبل عليهم علي (علیه السّلام) فقال : يا معشر المسلمين والمهاجرين والانصار أنشدكم الله ، أسمعتم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول يوم غدير خم كذا وكذا ، صلى الله عليه وسلم فلم يدع (علیه السّلام) شيئاً قاله فيه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و علانية للعامة الا ذكر هم ایاه ، قالوا : نعم .
فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه ، بادرهم ، فقال : كل ما قلت حق ، قد سمعناه بآذاننا ، ووعته قلوبنا ، ولكن قد سمعت رسول الله يقول بعد هذا : انا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا ، واختار لنا الاخرة على الدنيا ، وان الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة
فقال علي (علیه السّلام): هل أحد من أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) شهد هذا معك ؟ فقال عمر : صدق خليفة رسول الله ، قد سمعته منه كما قال ، وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل : قد سمعنا ذلك من رسول الله.
فقال علي (علیه السّلام): لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة(1): ان قتل الله محمداً أو مات ! لتزون هذا الأمر عنا أهل البيت ، فقال أبو بكر : فما علمك بذلك ، ما أطلعناك عليها ؟! فقال (علیه السّلام): أنت يا زبير، وأنت يا سلمان ، وأنت
ص: 41
يا أبا ذر ، وأنت يا مقداد ، أسألكم بالله وبالاسلام ، أما سمعتم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول ذلك ، وأنتم تسمعون أن فلاناً وفلاناً - حتى عدهم هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتاباً ، وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا ؟ فقالوا : اللهم نعم ، قد سمعنا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول ذلك لك ، انهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ، وكتبوا بينهم كتاباً ان قتلت أو مت، أن يزووا عنك هذا يا على ، قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فما تأمرني اذا كان ذلك أن أفعل ؟ فقال لك : ان وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونا بذهم ، وان أنت لم تجد أعواناً فبايع واحقن دمك .
فقال علي (علیه السّلام): أما والله ، لو أن أولئك الاربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي : لجاهدتكم في الله ، ولكن أما و الله لا ينالها أحد من عقبكما الى يوم القيامة، وفيما يكذب قولكم على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قوله تعالى : «أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيماً»(1) فالكتاب النبوة ، والحكمة السنة، والملك الخلافة، ونحن آل ابراهيم.
فقام المقداد فقال : يا علي، بما تأمرني؟ والله ان أمرتني لاضر بن بسيفي، وان أمرتني كففت ، فقال علي (علیه السّلام): كف يا مقداد واذكر عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وما أوصاك به، فقمت
ص: 42
و قلت(1): والذي نفسي بيده ، لو أني أعلم أني أدفع ضيماً واعز الله ديناً ، لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قدماً قدماً ، أتثبون على أخي رسول الله ووصيه وخليفة في امته ، وأبي ولده ؟! فابشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء .
وقام أبو ذر(2) فقال : أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها ، المخذولة بعصيانها ، ان الله يقول : « ان الله اصطفى آدم ونوحاً و آل ابراهیم و آل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم»(3)، و آل محمد الاخلاف من نوح و آل ابراهيم من ابراهيم ، والصفوة والسلالة من اسماعيل ، وعترة النبي محمد وأهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ، وهم كالسماء المرفوعة ، والجبال المنصوبة ، والكعبة المستورة ، والعين الصافية ، والنجوم الهادية ، والشجرة المباركة، أضاء نورها ، وبورك زيتها .
محمد خاتم الانبياء ، وسيد ولد آدم ، وعلي وصي الاوصياء، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وهو الصديق الاكبر ، والفاروق الاعظم ، ووصي محمد ووارث علمه، وأولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم كما قال الله: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله »(4)، فقدموا من قدم الله، وأخروا من أخر الله ، واجعلوا الولاية والوراثة لمن جعل الله .
فقام عمر فقال لابي بكر - وهو جالس فوق المنبر - : ما يجلسك فوق المنبر
ص: 43
و هذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك ؟! أو تأمر به فتضرب عنقه ! ! والحسن والحسين (علیهما السّلام) قائمان فلما سمعا مقالة عمر بكيا ، فضمهما (علیه السّلام) الى صدره فقال : لا تبكيا ، فوالله ما يقدران على قتل أبيكما.
و أقبلت ام أيمن حاضنة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقالت : يا أبا بكر ، ما أسرع ما أبديتم حسدكم وتفاقكم ! فأمر بها عمر فأخرجت من المسجد ، وقال : ما لنسا و للنساء !
وقام بريدة الاسلمي(1) وقال : أتثب ياعمر على أخي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأبي ولده ؟ ! وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك ، ألستما اللذين قال لكما رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): انطلقا الى علي وسلما عليه بامرة المؤمنين ، فقلتما : أعن أمر الله وأمر رسوله ؟ قال : نعم؟!
فقال أبو بكر : قد كان ذلك، ولكن رسول الله قال بعد ذلك : لا يجتمع لاهل بيتي النبوة والخلافة ، فقال : والله ما قال هذا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، والله لا سكنت في بلدة أنت فيها أمير ، فأمر به عمر فضرب وطرد .
ص: 44
ثم قال : قم يا ابن أبي طالب ! فبايع ، فقال : فان لم افعل ؟ قال : اذا والله نضرب عنقك(1) ، فاحتج عليهم ثلاث مرات ، ثم مد يده - من غير أن يفتح كفته - فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك منه .
فنادى علي (علیه السّلام) قبل أن يبايع - والحبل في عنقه - : يا ابن ام ، ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني(2).
وقيل للزبير بايع ، فأبى ، فوثب اليه عمر وخالد والمغيرة بن شعبة في اناس، فانتزعوا سيفه فضربوا به الارض حتى كسروه ، ثم لببوه(3)، فقال الزبير - وعمر على صدره - : يا ابن صهاك ، أما والله لو أن سيفي في يدي لحدت عني، ثم بايع قال سلمان : ثم أخذوني فوجأ وا عنقي ، حتى تركوها كالسلعة(4)، ثم أخذوا بدي قبايعت مكرهاً.
ثم بايع أبو ذر والمقداد مكرهين.
ص: 45
وما بايع أحد مسن من الامة مكرهاً غير علي (علیه السّلام) وأربعتنا ، ولم يكن مننا أحد أشد قولا من الزبير ، فانه لما بايع قال : يا ابن صهاك ، أما والله لولا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم علي ومعي سيفي لما أعرف من جبنك ولؤمك، ولكن وجدت طغاة تقوى بهم وتصول، فغضب عمر وقال : أتذكر «صهاك» ؟! فقال : و من «صهاك» وما يمنعني من ذكرها ؟ ! وقد كانت » صهاك » زانية أو تنكر ذلك ؟! أوليس كانت أمة حبشية لجدي عبد المطلب ، فزنى بها جدك « نقيل » فولدت أباك الخطاب » فوهبها عبد المطلب لجدك بعد ما زنى بها ، فولدته(1)، وانه لعبد جدي ولد زنى ! فأصلح بينهما أبو بكر وكف كل واحد منهما عن صاحبه.
قال سليم بن قيس : فقلت لسلمان : أقبايعت أبا بكر ياسلمان ولم تقل شيئاً ؟ ! قال: قد قلت بعدما بايعت : تباً لكم سائر الدهر، أو تدرون ماصنعتم بأنفسكم، أصبتم وأخطأتم ثم أصبتم سنّة من كان قبلكم من الفرقة والاختلاف، وأخطأتم سنة نبيكم حتی أخرجتموها من معدنها وأهلها .
فقال عمر : يا سلمان ، أما اذ بايع صاحبك وبايعت فقل ما شئت ! وافعل ما بدا لك ! وليقل صاحبك ما بدا له !
قال سلمان : سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ان عليك وعلى صاحبك الذي
ص: 46
بايعته مثل ذنوب امته الى يوم القيامة ، ومثل عذابهم جميعاً.
فقال له : قل ما شئت ! أليس قد بايعت ولم يقر الله عينيك بأن يليها صاحبك ؟!
فقلت : أشهد أني قد قرأت في بعض كتب الله المنزلة أنك - باسمك ونسبك وصفتك - باب من أبواب جهنم .
فقال لي : قل ما شئت ! أليس قد أزالها الله عن أهل البيت الذين اتخذتموهم أرباباً من دون الله ؟!
فقلت له : أشهد أني سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)- يقول ، وسألته عن هذه الآية «يومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد »(1)، فأخبرني أنك أنت هو.
فقال لي عمر : اسكت ، أسكت الله نامتك ، أيها العبد ابن اللحناء !
فقال لي علي (علیه السّلام): أقسمت عليك يا سلمان لما سكت !
فقال سلمان : والله لو لم يأمرني علي (علیه السّلام) بالسكوت لخبرته بكل شيء نزل فيه ، وكل شيء سمعته من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيه وفي صاحبه.
فلما رآني عمر قد سكت قال : انك له المطيع مسلم .
فلما أن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقولا شيئاً ، قال عمر : يا سلمان ألا تكف كما كف صاحباك ، والله ما أنت بأشد حباً لاهل هذا البيت منهما ، ولا أشد تعظيماً لحقهم منهما ، وقد كفا كما ترى وبايعا .
وقال أبو ذر : يا عمر ، أفتعيرنا بحب آل محمد وتعظيمهم ؟! لعن الله - وقد فعل - من أبغضهم ، وافترى عليهم ، وظلمهم حقهم ، وحمل الناس على رقابهم ، ورد هذه الامة القهقرى على أدبارها .
فقال عمر : آمين ! لعن الله من ظلمهم حقهم، لا والله ما لهم فيها حق ، وما هم
ص: 47
فيها وعرض الناس الاسواء.
قال أبو ذر : فلم خاصمتم الانصار بحقهم وحجتهم ؟!
قال على (علیه السّلام) لعمر : يا ابن صهاك ، فليس لنا فيها حق وهي لك ولا بن آكلة الذياب ؟!
قال عمر : كف الان يا أبا الحسن اذ بايعت ، فان العامة رضوا بصاحبي، ولم يرضوا بك فما ذنبي ؟ قال علي (علیه السّلام): ولكن الله عز وجل ورسوله لم يرضيا ، فأبشر أنت وصاحبك ومن اتبعكما ووازركما بسخط من الله وعذابه وخزيه .
ويلك يا ابن الخطاب ! لو تدري ما منه خرجت وفيما دخلت ، وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك ؟ !
فقال أبو بكر : يا عمر ، أما اذ قد بايعنا وأمنا شره وفتكه وعائلته فدعه يقول ما شاء .
فقال علي (علیه السّلام): لست بقائل غير شيء واحد ، اذكركم الله أيها الأربعة قال لسلمان و أبي ذر والزبير والمقداد - سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ان تابوتاً من نار فيه اثنا عشر رجلا ، ستة من الأولين وستة من الاخرين ، في جب في قعر جهنم ، في تابوت مقفل ، على ذلك الجب صخرة ، فإذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب، فاستعرت جهنم من وهج ذلك الجب و من حره.
وقال علي (علیه السّلام) فسألت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) - وأنتم شهود به - عن الاولين فقال : أما الأولون : فابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون الفراعنة ، والذي حاج ابراهيم في ربه ، ورجلان من بني اسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم ، أما أحدهما فهود اليهود ، والآخر نصر النصارى ، وعاقر الناقة ، وقاتل يحيى بن زكريا .
ص: 48
وفي الاخرين : الدجال ، وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة(1) والكتاب . وجبتهم وطاغوتهم الذي تعاهدوا عليه وتعاقدوا على عداتك يا أخي وتظاهروا عليك بعدي ، هذا وهذا . . . حتى سماهم وعدهم لنا.
قال سلمان : فقلنا : صدقت ، نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
فقال عثمان : يا أبا الحسن ، ما عندك وعند أصحابك هؤلاء حديث في ؟
فقال علي (علیه السّلام): بل(2) سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يلعنك ، ثم لم يستغفر الله لك بعد ما لعنك فغضب عثمان ثم قال : ما لي وما لك ، ولا تدعني على حال عهد النبي ولا بعده .
قال له علي (علیه السّلام): نعم فأرغم الله أنفك.
فقال عثمان : فوالله لقد سمعت من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : الزبير يقتل مرتداً عن الاسلام .
قال سلمان : فقال علي (علیه السّلام)- فيما بيني وبينه - : صدق عثمان ، وذلك أنه يبايعني بعد قتل عثمان ، وينكث بيعتي ، فيقتل مرتداً(3).
قال سلمان : فقال علي (علیه السّلام): ان الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) غير
ص: 49
اربعة(1)، ان الناس صاروا بعد رسول الله بمنزلة هارون ومن تبعه ، ومنزلة العجل ومن تبعه ، فعلي في شبه هارون ، وعتيق في شبه العجل ، وعمر في شبه السامري ، و سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول ليجئن قوم من أصحابي من اهل العلية والمكانة مني ليمروا على الصراط فاذا رأيتهم ورأوني ، وعرفتهم وعرفوني ، اختلجوا دوني ، فأقول : أي رب أصحابي أصحابي ! فيقال : ما تدري ما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على أدبارهم حيث فارقتهم ، فأقول : بعداً وسحقاً(2).
وسمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل ، وحذو القذة بالقذة ، شبراً بشير(3)، وذراعاً بذراع ، و باعاً بباع ، حتى لو دخلوا جحراً لدخلوا فيه معهم ، ان التوراة والقرآن كتبه ملك واحد في رق بقلم واحمد ، وجرت الامثال والسنن سواء .
(6) عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت سلمان الفارسي
ص: 50
يقول : اذا كان يوم يوم القيامة ، يؤتى بابلیس مزموماً بزمام من نار ، ويؤتى بزفر مزموماً بزمامين من نار ، فينطلق اليه ابليس فيصرخ ويقول : ثكلتك امك ، من أنت ؟ ! أنا الذي فتنت الأولين والآخرين و أنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزمامين ؟ ! فيقول : أنا الذي أمرت فاطعت، وأمر الله فعصي .
وقال سليم : وحدثني أبو ذر وسلمان والمقداد، ثم سمعته من علي (علیه السّلام)، قالوا : ان رجلا فاخر علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لعلي : أي أخي فاخر العرب ، فأنت أكرمهم ابن عم ، وأكرمهم أباً، وأكرمهم أخاً، وأكرمهم نفساً ، واكرمهم نسباً ، وأكرمهم زوجة ، وأكرمهم ولداً ، وأكرمهم عماً ، وأعظمهم عناءاً بنفسك ومالك ، وأتمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأنت أقرأهم لكتاب الله ، وأعلمهم بسنن الله ، و أشجعهم قلباً أشجعهم قلباً ، وأجودهم كفاً ، وأزهدهم في الدنيا ، وأشدهم اجتهاداً ، وأحسنهم خلقاً ، وأصدقهم لساناً ، وأحبهم الى الله والي .
وستبقى بعدي ثلاثين سنة ، تعبد الله وتصبر على ظلم قريش ، ثم تجاهد في سبيل الله اذا وجدت اعواناً ، تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله الناكثين و القاسطين والمارقين من هذه الأمة ، يقتل شهيداً ، تخضب لحيتك من دم رأسك ، قاتلك يعدل عاقر الناقة في البغض الى الله والبعد من الله ، ويعدل قاتل يحيى ابن زكريا وفرعون ذا الأوتاد.
قال أبان : وحدثت بهذا الحديث الحسن البصري عن أبي ذر ، قال : صدق سليم وصدق أبو ذر(1)، لعلي بن أبي طالب السابقة في الدين ، والعلم والحكمة
ص: 51
والفقه ، وفي الرأي والصحة، وفي الفضل وفى البسطة ، وفي العشيرة ، وفي الصهر، وفي النجدة، وفي الحرب، وفي الجود، وفي الماعون، وفي العلم بالقضاء، وفي القرابة ، وفي البلاء ، ان علياً في كل أمر أمره علي ، فرحم الله علياً وصلى عليه ، ثم بكى حتى بل لحیته.
فقلت له : يا أبا سعيد ، أنقول لاحد غير النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) «صلى الله عليه» اذا ذكرته ؟! قال : ترحم على المسلمين اذا ذكرتهم ، وصل على محمد و آل محمد، وان علي أخير آل محمد، فقلت: يا أبا سعيد ، خير من حمزة وجعفر و فاطمة والحسن والحسين؟ فقال: اي والله انه لخير منهم ، ومن يشك أنه خير منهم ؟! فقلت له : بماذا ؟ قال : انه لم يجر عليه اسم شرك ولا كفر، ولا عبادة صنم ، ولا شرب خمر ، وعلي خير منهم بالسبق الى الاسلام والعلم بكتاب الله وسنة نبيه ، وان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال لفاطمة (عليها السلام): زوجتك خير امتي»(1) فلو كان في الامة خير منه لاستثناه ، وان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) آخی بين أصحابه و آخى بين علي و نفسه ، فرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خير هم نفساً وخيرهم أخاً.
ونصبه يوم غدير خم و أوجب له من الولاية على الناس مثل ما أوجب على نفسه، وقال له : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ، ولم يقل ذلك لاحد من أهل بيته ولا لاحد من امنه غيره ، و له سوابق كتيرة ليس لاحد من الناس مثلها.
قال : فقلت له : من خير هذه الامة بعد علي ؟ قال : زوجته وابناه ، قلت : ثم من؟ قال: ثم جعفر وحمزة خبر الناس ، وأصحاب الكساء الذين نزلت فيهم آية التطهير، ضم فيه (صلی الله علیه و آله و سلم) نفسه وعلياً وفاطمة والحسن والحسين ، ثم قال : « هؤلاء ثقتي وعترتي في أهل بيتي
ص: 52
فأذهب الله(1) عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ».
فقالت ام سلمة: أدخلني معك في الكساء ؟ فقال لها : يا ام سلمة ، أنت بخير والى خير ، وانما نزلت هذه الآية في وفي هؤلاء(2).
فقلت : الله يا أبا سعيد ! ما ترويه في علي (علیه السّلام) وما سمعتك تقول فيه ؟! قال: يا أخي أحقن بذلك دمي من الجبابرة الظلمة ، لعنهم الله ، يا أخي لولا ذلك لقد شالت الخشب ، ولكني أقول ما سمعت فيبلغهم ذلك فيكفون عني ، وانما أعني ببغض علي غير علي بن أبي طالب (علیه السّلام) فيحسبون أني لهم ، ولي قال الله جل وعز : « ادفع بالتي هي أحسن السيئة»(3)، يعني التقية .
(8) قال أبان : قال سليم : وسمعت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) يقول : ان الامة سنفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار ، وفرقة في الجنة(4).
وثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين تنتحل محبتنا أهل البيت ، واحدة منها في الجنة ، واثنتا عشرة في النار .
ص: 53
وأما الفرقة الناجية، المهدية المؤمنة المسلمة، الموفقة المرشدة : فهي المؤتمنة(1) ، المسلمة لامري المطيعة لي ، المتبرئة من عدوي، المحبة لي، المبغضة لعدوي، التي قد عرفت حقي وامامتي وفرض طاعتي من كتاب الله وسنة نبيه ، فلم ترتد ولم تشك ، لما قد نور الله في قلبها من معرفة حقنا ، وعرفها من فضلها ، وألهمها وأخذ بنواصيها فأدخلها في شيعتنا ، حتى اطمأنت قلوبها واستيقنت يقيناً لا يخالطه شك.
اني أنا وأوصيائي بعدي الى يوم القيامة هداة مهتدون ، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه في آي من كتاب الله كثيرة ، وطهرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وخزانه على علمه ، ومعادن حكمه ، وتراجمة وحيه ، وجعلنا مع القرآن والقرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا حتى نرد على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حوضه كما قال (صلی الله علیه و آله و سلم).
وتلك الفرقة الواحدة من الثلاث والسبعين فرقة هي الناجية من النارو من جميع الفتن والضلالات والشبهات، هم من أهل الجنة حقاً ، وهم سبعون الفأ يدخلون الجنة بغير حساب ، وجميع تلك الفرق الاثنتين والسبعين فرقة هم المتدينون بغير الحق ، الناصرون دين الشيطان، الأخذون عن ابليس وأوليائه .
أعداء الله ورسوله وأعداء المؤمنين ، يدخلون النار بغير حساب، براء من الله و من رسوله ، وأشركوا بالله وكفروا به ، وعبدوا غير الله من حيث لا يعلمون وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا، بقولون يوم القيامة : والله ربنا ماكنا مشركين ، يحلفون الله كما يحلفون لكم و يحسبون انهم على شيء ، الا انهم هم الكاذبون.
قال(2): قيل : يا أمير المؤمنين ، أرأيت من قد وقف ، فلم يأثم(3) بكم، ولم يعادكم ولم ينصب لكم ، ولم يتولكم ، ولم يتبر أمن عدوكم ، وقال : لا أدري - وهو
ص: 54
صادق - ؟ قال : ليس اولئك من الثلاث والسبعين فرقة ، انما على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بالثلاث والسبعين فرقة الباغين الناصبين الذين شهروا أنفسهم ودعوا الى دينهم ، ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن ، واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان ، و تتولى على قبولها، وتتبرأ ممن خالقها(1).
فأما من وحد الله و آمن برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و لم يعرف ولم يتناول ضلالة عدونا، ولم ينصب شيئاً ، ولم يحل ، ولم يحرم ، وأخذ بجميع ما ليس بين المختلفين من الامة فيه خلاف في أن الله عز و جل أمر به، وكف عما بين المختلفين من الامة خلاف في أن الله أمر به أو نهى عنه ، فلم ينصب شيئاً، ولم يحلل ولم يحرم ، ولا يعلم ، ورد علم ما اشكل عليه الى الله ، فهذا ناج، وهذه الطبقة بين المؤمنين وبين المشركين، هم أعظم الناس وأعلم(2)، و هم أصحاب الحساب والموازين والاعراف و الجهنميون الذين يشفع لهم الانبياء والملائكة و المؤمنون ، ويخرجون من النار فيسمون الجهنميون .
فأما المؤمنون فينجون ويدخلون الجنة بغير حساب ، وانما الحساب على أهل هذه الصفات بين المؤمنين والمشركين والمؤلفة قلوبهم والمقترفة ، والذين خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً ، والمستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، لا يستطيعون حيلة الكفر والشرك ، ولا يحسنون أن ينصبوا ولا يهتدون سبيلا، الى(3) أن يكونوا مؤمنين عارفين ، فهم أصحاب الاعراف وهؤلاء الله فيهم المشيئة ، أن أدخل أحدا منهم النار فيذنبه ، وان تجاوز عنه فبرحمته ،(4) أيدخل النار المؤمن العارف الداعي ؟ قال : لا ، قلت : أيدخل الجنة من لا يعرف امامه ؟ قال : لا الا أن يشاء الله
ص: 55
قلت : أيدخل الجنة كافر أو مشرك ؟ قال : لايدخل النار الاكافر الا أن يشاء الله(1) قلت : فمن لقي الله مؤمناً عارفاً بامامه مطيعاً له ، من أهل الجنة هو ؟ قال : نعم ، اذا لقي الله وهو مؤمن ، من الذين قال الله عز وجل : «الذين آمنوا وعملوا الصالحات(2) الذين آمنوا وكانوا يتقون»(3)، « الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم »(4).
قلت : فمن لقي الله منهم على الكبائر ؟ قال : هو في مشيته ، ان عذبه فبذنبه، وان تجاوز عنه فبرحمته قلت : فيدخله النار وهو مؤمن ؟ قال : نعم ، لانه ليس من المؤمنين الذين عنى الله انه ولي المؤمنين ، لان الذين عنى الله انه لهم ولي، وانه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، هم المؤمنون الذين يتقون الله والذين عملوا الصالحات والذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم.
قلت : يا أمير المؤمنين ، ما الايمان وما الاسلام ؟ قال : أما الايمان فالاقرار بالمعرفة ، والاسلام فما أقررت به - وفي رواية أخرى : والاسلام اذا ما أقررت به - وأما التسليم للأوصياء والطاعة لهم .
قلت : الايمان ، الاقرار بعد المعرفة ؟ قال : من عرفه الله نفسه ونبيه وامامه ، ثم أقر بطاعته فهو مؤمن .
قلت : المعرفة من الله والاقرار من العبد ؟ قال : المعرفة من الله دعاءاً وحجة ، والاقرار من الله « بالله / خ ل» قبول العبد يمن على من يشاء ، والمعرفة صنع الله في القلب ، والاقرار فعال القلب من الله وعصمته ورحمته ، فمن لم يجعله الله عارفاً فلا حجة عليه ، وعليه أن يقف ويكف عما لا يعلم ، فلا يعذبه الله على جهاه ، فانما يحمده على علمه بالطاعة ، ويعذبه على عمله بالمعصية ، ويستطيع أن يطيع ويستطيع أن
ص: 56
يعصي، ولا يستطيع أن يعرف ، ويستطيع أن يجهل ، هذا محال ! لايكون شيء من ذلك الا بقضاء من الله وقدره، وعلمه و كتابه بغير جبر - وفي رواية اخرى : لا يكون شيء من ذلك الا بعون من الله وبعلمه وكتابه بغير جبر ، لانهم لو كانوا مجبورين كانوا محذورين وغير محمودين .
ومن جهل وسعه أن يرد الينا ما أشكل عليه ، ومن حمد الله على النعمة واستغفره من المعصية ، وأحب المطيعين وحمدهم على الطاعة ، وأبغض العاصين وذمهم، فانه يكتفي بذلك اذا رد علمه البنا .
(9) وعن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) وسأله رجل عن الايمان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الايمان لا أسأل عنه أحداً بعدك ، قال (علیه السّلام): جاء رجل الى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وسأله عن مثل ما سألتني عنه ، فقال له مثل مقالتك فأخذ يحدثه ، ثم قال له : اقعد أمنت .
ثم أقبل علي (علیه السّلام) على الرجل فقال : أما علمت أن جبرئيل أتى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في صورة آدمي، فقال له : ما الاسلام ؟ فقال : شهادة ان لا اله الا الله ، وأن محمداً رسول الله ، واقام الصلاة ، وايتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان ، والغسل من الجنابة .
قال : فما الايمان ؟ قال : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالحياة بعد الموت، وبالقدر كله خيره وشره ، حلوه ومره .
فلما قام الرجل قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): هذا جبرئيل (علیه السّلام) جاءكم يعلمكم دينكم فكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كلما قال له شيئاً ، قال له : صدقت ، قال : فمتى الساعة ؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، قال : صدقت .
ثم قال علي (علیه السّلام) بعد ما فرغ من قول جبرئيل ، صدقت : ألا ان الايمان بني
ص: 57
على أربع دعائم : على البقين(1) والصبر والعدل والجهاد .
فاليقين منه على أربع شعب : على الشوق والشفق، والزهد، والترقب ، فمن اشتاق الى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اتقى المحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات .
والصبر على أربع شعب : على البصر بالحجة - وفي رواية اخرى : على تبصرة الفطنة - ، وتأول الحكمة ، وموعظة العبرة « ومعرفة العبرة / خ ل » ، وسنة الأولين ، فمن تبصره الفطنة أبصر الحجة - وفي رواية : فمن تبصر الفطنة تبين في : الحكمة ، ومن يتبين «تبين / خ ل» في الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة تأول الحكمة - ، ومن تأول الحكمة أبصر العبرة ، ومن أبصر العبرة فكأنما كان الأولين .
والعدل منه على أربع شعب : على غوامض الفهم ، وغمر العلم(2)، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم ، فمن فهم فسر جمل العلم ، ومن علم عرف شرائع الحكمة ومن حلم لم يفرط في أمره ، وعاش به في الناس حميداً.
والجهاد على أربع شعب : على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، والغضب لله ، وشنآن الفاسقين ، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، و من نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسق ، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنا الفاسقين وغضب الله غضب الله له ، وذلك الايمان ودعائمه وشعبه .
قال له : يا أمير المؤمنين، ما أدنى ما يكون به الرجل مؤمناً ، وأدنى ما يكون
ص: 58
به كافراً ، وأدنى ما يكون به ضالا ؟ قال : سألت فاسمع الجواب ، أدنى ما يكون به مؤمنا أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالربوبية والوحدانية ، وأن يعرفه نبيه فيقر له بالنبوة بالبلاغة ، وأن يعرفه حجته في ارضه و شاهده على خلقه فيقر له بالطاعة ، قال : يا أمير المؤمنين ، وان جهل جميع الاشياء غير ما وصفت ؟ قال : نعم اذا امر أطاع واذا نهي انتهى.
و أدنى ما يكون به كافراً أن يتدين بشيء فيزعم أن الله أمره به ما نهى الله عنه ، ثم ینصبه ديناً فيتبرأ ويتولى ، ويزعم أنه يعبد الله الذي أمره به.
وأدنى ما يكون به ضالا أن لا يعرف حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه الذي أمر الله بطاعته وفرض ولايته .
قال : يا أمير المؤمنين سمهم لي ؟ قال : الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه ، فقال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و اولي الأمر منكم » ، قال : أوضحهم لي ؟ قال : الذين قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في آخر خطبة خطبها ، ثم قبض من يومه : اني قد تركت فيكم أمرين ، لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فان اللطيف الخبير قاد عهد الي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(1) كهاتين - وأشار باصبعيه المسبحنين - ، ولا أقول كهاتين - وأشار بالمسبحة والوسطى - لان أحداهما قدام الاخرى ، فتمسكوا بهما لا تضلوا، ولا تتقدموهم فتهلكوا ، ولا تتخلفوا عنهم فتفرقوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم .
قال: يا أمير المؤمنين ، سمه اي ؟ قال : الذي نصبه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بغدير خم فأخبرهم أنه أولى بهم من أنفسهم ، وأن يعلم الشاهد الغائب منهم ، فقلت : أنت
ص: 59
هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : أنا أولهم وأفضلهم ، ثم ابني الحسن من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أوصياء رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى يردوا عليه حوضه واحداً بعد واحد.
فقام الرجل الى علي (علیه السّلام) فقبل رأسه ثم قال : أوضحت لي ، وفرجت عني ، وأذهبت كل شيء في قلبي.
( 10 ) أبان ، عن سليم ، قال : جاء رجل(1) الى أمير المؤمنين (علیه السّلام) فسأله عن الاسلام ، فقال (علیه السّلام) : ان الله تبارك وتعالى شرع الاسلام، وسهل شرايعه لمن ورده ، وأعز أركانه لمن حاربه ، وجعله عزاً لمن تولاه ، وسلماً لمن دخله، واماماً لمن ائتم به، وزينة لمن تحلاه ، وعدة لمن انتحله ، وعروة لمن اعتصم به ، وحبلا لمن تمسك به، وبرهاناً لمن تعلمه، ونوراً لمن استضاء به، وشاهداً لمن خاصم، به وفلجأ لمن حاكم به ، وعلماً لمن وعاه ، وحديثاً لمن رواه، وحكماً لمن قضى به ، وحلماً لمن جرب ، وشفاءاً (ولباً / خ ل) لمن تدبر، وفهماً لمن تفطن ، ويقيناً لمن عقل، وبصيرة لمن عزم ، وآية لمن توسم ، وعبرة لمن اتعظ ، ونجاة لمن صدق ، ومودة لمن أصلح وزلفى لمن اقترب ، وثقة لمن توكل، ورجاءاً لمن فوض ، وسابقة لمن أحسن ، وخيراً لمن سارع ، وجنة لمن صبر ، ولباساً لمن اتقى ، وظهير ألمن رشد، وكهفاً لمن أمن ، وأمنة لمن أسلم ، وروحاً للصادقين ، وموعظة للمتقين ، ونجاة للفائزين.
ذلك الحق سبيله الهدى، وصفته الحسنى ، ومأثرته المجد ، أبلج المنهاج، مشرق المنار ، ذاكي المصباح ، رفيع الغاية ، يسير المضمار ، جامع الحلبة ، متنافس السبقة ، أليم النقمة ، قديم العدة ، كريم الفرسان.
ص: 60
فالايمان منهاجه ، والصالحات مناره ، والفقه مصابيحه ، والموت غايته ، والدنيا مضماره، والقيامة حلبته ، والجنة سبقته ، والنار نقمته ، والتقوى عدته ، والمحسنون فرسانه ، فبالايمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات بعمر الفقه، وبالفقه يرهب الموت، وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تجوز القيامة، وبالقيامة تزلف الجنة ، والجنة حسرة أهل النار، والنار موعظة المتقين ، والتقوى سنخ(1) الايمان ، فذلك الاسلام !
(11) آبان ، عن سليم ، قال : قلت: يا أمير المؤمنين ، اني سمعت من سلمان والمقداد و أبي ذر شيئاً من تفسير القرآن و من الرواية عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن، ومن الاحاديث عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) تخالف الذي سمعته منكم ، وأنتم تزعمون أن ذلك باطل، أفترى يكذبون على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) معتدين(2) ويفسرون القرآن برأيهم ؟
قال : فأقبل علي (علیه السّلام) فقال لي: يا سليم قد سألت فافهم الجواب ، ان في أيدي الناس حقاً وباطلا ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وخاصاً وعاماً ، ومحكماً و متشابهاً ، وحفظاً ووهماً .
و قد كذب على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على عهده حتى قام خطيباً فقال : أيها الناس قد كثرت علي الكذابة ، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار(3).
ثم كذب عليه من بعده حين توفي ، رحمة الله على نبي الرحمة وصلى الله عليه و آله.
وانما يأتيك بالحديث أربعة نفر ، ليس لهم خامس :
ص: 61
1 - رجل منافق ، مظهر للايمان ، متصنع بالاسلام(1)، لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)متعمداً ، فلو علم المسلمون انه منافق كذاب لم يقبلوا منة ولم يصدقوه ، ولكنهم قالوا: هذا صاحب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) رآه وسمع منه ، وهو لا يكذب ولا يستحل الكذب على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
وقد أخبر الله عن المنافقين بما أخبر ، ووصفهم بما وصفهم ، فقال الله عز و جل عزوجل واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وان يقولوا تسمع لقولهم»(2).
ثم بقوا بعده ، وتقربوا الى أئمة الضلال والدعاة الى النار بالزور والكذب والبهتان ، فولوهم الاعمال ، وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا ، وانما الناس مع الملوك(3) الدنيا الا من عصم الله ، فهذا أول الاربعة .
2 - ورجل سمع من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلم يحفظه على وجهه ووهم فيه، ولم يتعمد كذباً، وهو في يده يرويه ويعمل به ويقول : أنا سمعنه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلو علم المسلمون أنه وهم ، لم يقبلوا ، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.
3- ورجل ثالث، سمع من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) شيئاً أمر به ثم نهى عنه ، وهولا يعلم ، أو سمعه نهى عن شيء ثم أمر به ، وهو لا يعلم به ، وهو لا يعلم ، حفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلون أنه منسوخ لرفضوه .
4 - ورجل رابع، لم يكذب على الله ولا على رسول الله، بغضاً للكذب وتخوفاً من الله وتعظيماً لرسوله (علیه السّلام) ولم يوهم، بل حفظ ماسمع على وجهه، فجاء به كما سمعه ولم يزد فيه ولم ينقص ، وحفظ الناسخ من المنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض
ص: 62
المنسوخ.
و ان أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ونهيه مثل القرآن ، ناسخ ومنسوخ ، وعام وخاص و محكم ومتشابه ، وقد كان يكون من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الكلام له وجهان ، كلام خاص وكلام عام مثل القرآن ، يسمعه من لا يعرف ما عنى الله به وما عنى به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، وليس كل أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كان يسأله فيفهم ، وكان منهم من يسأله ولا يستفهم ، حتى ان كانوا يحبون أن يجيء الطارىء(1) والأعرابي ، فيسأل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى يسمعوا منه .
وكنت أدخل على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كل يوم دخلة و كل ليلة دخلة(2)، فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري ورمعه وربما كان ذلك في منزلي فاذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي وأقام نساءه، فلم ، يبق غيري وغيره ، واذا أتاني للخلوة في بيتي لم تقم من عندنا فاطمة ولا أحد من ابني اذا أسأله أجابني ، واذا سكت أو نفدت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت عليه آية من القرآن الا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي ، ودعا الله أن يفهمني اياها ويحفظني . فما نسيت آية من كتاب الله منذ حفظتها ، وعلمني تأويلها فحفظته ، وأملاه علي فكتبته ، وما ترك شيئاً علمه الله من حلال وحرام ، أو أمر ونهي ، أوطاعة ومعصية
ص: 63
كان أو يكون الى يوم القيامة ، الا وقد علمنيه وحفظته ، ولم أنس منه حرفاً واحداً ، ثم وضع يده على صدري ، ودعا الله أن يملا قلبي علماً وفهماً وفقها وحكماً ونوراً ، و أن يعلمني فلا أجهل وأن يحفظني فلا أنسى.
فقلت له ذات يوم : يا نبي الله ، انك منذ يوم دعوت الله لي بمادعوت لم أنس شيئاً مما علمتني، فلم تمليه علي وتأمرني بكتابته ؟! أتتخوف علي النسيان ؟! فقال : يا أخي لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل ، وقد أخبرني الله أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك.
قلت : يا نبي الله ، ومن شركائي ؟ قال : الذين قرنهم الله بنفسه وبسي معه ، الذين قال في حقهم : «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم»(1) فان خفتم التنازع في شيء فارجعوه الى الرسول والى أولي الأمر منكم .
قلت : يا نبي الله ، و من هم ؟ [قال :](2) الأوصياء الى أن يردوا على حوضي ، كلهم هاد مهند لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم بهم ينصر الله امتي ، وبهم يمطرون ، ويدفع عنهم بمستجاب دعوتهم .
فقلت : يا رسول الله ، سمهم لي ؟ فقال : ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن ، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين ، ثم ابن ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين - ، ثم ابن له على اسمي اسمه محمد ، باقر علمي وخازن وحي الله ، وسيولد علي في حياتك يا أخي ، فاقرأه مني السلام ، ثم أقبل على الحسين ، فقال : سيولد لك محمد بن علي في حياتك، فاقرأه مني السلام، ثم تكملة الاثني عشر اماماً من ولدك يا أخي .
ص: 64
فقلت : يا نبي الله ، سمهم لي ؟ فسماهم لي رجلا رجلا.
منهم والله(1) يا بني هلال - مهدي هذه الامة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً ، والله اني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن و المقام ، وأعرف أسماء الجميع وقبائلهم .
قال سليم : ثم لقيت الحسن والحسين صلوات الله عليهما بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما ، فقالا : صدقت ، قد حدثك أبونا علي بهذا الحديث ونحن جلوس ، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كما حدثك أبونا سواء، لم يزد ولم ينقص.
قال سليم : ثم لقيت علي بن الحسين (علیه السّلام) وعنده ابنه محمد بن علي (علیه السّلام) ، فحدثته بما سمعت من أبيه وعمه وما سمعت من علي (علیه السّلام)، فقال علي بن الحسين (علیه السّلام): قد أقرأني أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهو مريض وأنا صبي، ثم قال محمد (علیه السّلام): وقد أقرأني جدي الحسين (علیه السّلام) من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهو مريض السلام .
قال أبان : فحدثت علي بن الحسين (علیه السّلام) بهذا كله عن سليم ، فقال : صدق سليم ، وقد جاء جابر بن عبد الله الانصاري الى ابني وهو غلام يختلف الى الكتاب فقبله وأقرأه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهو مریض السلام.
قال أبان : حججت فلقيت أبا جعفر محمد بن علي (علیه السّلام) فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفاً فاغرورقت عيناه ، ثم قال : صدق سليم ، قد أتاني بعد قتل جدي الحسين البلا و أنا قاعد عند أبي فحدثني بهذا الحديث بعينه ، فقال له أبي صدقت ، قد حدثك أبي بهذا الحديث عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) و نحن شهود ، ثمم
ص: 65
حدثاه ما هما سمعا من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
قال أبان : قال لى أبو جعفر الباقر اللا : ما لقينا(1) أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا وقتلهم ايانا، وما لقيت شيعتنا ومحبونا من الناس ، ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قبض وقد قام بحقنا ، وأمر بطاعتنا ، وفرض ولايتنا ومودتنا ، وأخبرهم بأنا أولى الناس بهم من أنفسهم ، وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب ، متظاهروا على علي الا فاحتج عليهم بما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيه و ما سمعت العامة ، فقالوا : صدقت ، قد قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ولكن قد نسخه فقال : انا أهل بيت أكرمنا الله عز وجل واصطفانا ، ولم يرض لنا بالدنيا ، وان الله لا يجمع لنا النبوة والخلافة ، فشهد له بذلك أربعة نفر : عمر ، وأبو عبيدة ، ومعاذ بن جبل ، وسالم - مولى أبي حذيفة - ، فشبهوا على العامة و صدقوهم و ردوهم على أدبارهم، وأخرجوها من معدنها حيث جعلها الله، واحتجوا على الانصار بحقنا وحجتنا فعقدوها لابي بكر.
ثم ردها أبو بكر الى عمر يكافيه بها، ثم جعلها عمر شورى بين سنة، ثم جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردها عليه فغدر به عثمان ، وأظهر ابن عوف کفره و جهله وطعن عليه(2) في حياته، وزعم ولده أن عثمان سمه فمات.
ثم قام طلحة والزبير فبايعا عليا (علیه السّلام) بلاطائعين غير مكرهين ، ثم نكثا و غدراه و ذهبا بعائشة
ص: 66
الى البصرة، ثم دعا معاوية طغاة أهل الشام الى الطلب بدم عثمان ونصب لنا الحرب، ثم خالفه أهل حروراء على أن يحكم بكتاب الله وسنة نبيه، فلو كانا حكما بما اشترط عليهما لحكما أن علياً أمير المؤمنين في كتاب الله ، و على لسان نبيه ، و في سنته ، فخالفه أهل النهروان وقاتلوه.
ثم بايعوا الحسن بن علي (علیه السّلام) بعد أبيه وعاهدوه ، ثم غدروا به وأسلموه و وثبوا به حتى طعنوه بخنجر في فخذه(1) وانتهوا(2) عسكره وعالجوا خلاخيل امهات الاولاد ، فصالح معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته وشيعته ، وهم قليل حق قليل حين لا يجد أعواناً ، ثم بايع الحسين (علیه السّلام) من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً(3)، ثم غدروا به ، ثم خرجوا اليه فقاتلوه حتى قتل (علیه السّلام).
ثم لم نزل أهل البيت منذ قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نذل ونقصى ونحرم ونقتل ونطرد ونخاف على دمائنا وكل من يحبنا، ووجد الكاذبون لكذبهم موضعاً يتقربون به الى أوليائهم وقضاتهم وعمالهم في كل بلدة يحدثون عدونا وولاتهم الماضين بالاحاديث الكاذبة الباطلة ، ويروون عنا ما لم نقل تهجيناً منهم لنا وكذباً منهم علينا ، وتقرباً الى ولاتهم وقضاتهم بالزور والكذب ، وكان عظم ذلك وكثرته في زمن
ص: 67
معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت الشيعة في كل بلدة وقطعت أيديهم وأرجلهم، وصلبوا على التهمة والظنة من ذكر حبنا والانقطاع الينا(1).
ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد الى زمان ابن زیاد بعد قتل الحسين ثم جساء الحجاج فقتلهم بكل قتلة وبكل ظنة وبكل تهمة ، حتى أن الرجل ليقال له : زنديق أو مجوسي كان ذلك أحب اليه من أن يشار اليه من أنه من شيعة الحسين صلوات الله عليه، وربما رأيت الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد مضى من الولاة لم يخلق الله منها شيئاً قط ، وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد سمعها منه ممن لا يعرف بكذب ولا بقلة ورع، ويروون عن علي (علیه السّلام) أشياء قبيحة ، وعن الحسن والحسين (علیهما السّلام) ما يعلم الله أنهم قد رووا في ذلك الباطل والكذب والزور.
قلت له : أصلحك الله سم لي من ذلك شيئاً؟ قال : رووا أن سيدي كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر ، وأن عمر محدث(2) وأن الملك يلقنه، وأن السكينة تنطق على لسانه ، وأن عثمان الملائكة تستحي منه(3) وأثبت حراً فما عليك الا نبي وصديق وشهيد ، حتى عدد أبو جعفر (علیه السّلام) أكثر من مائة رواية يحسبون أنها حق ، فقال : هي
ص: 68
والله كلها كذب وزور، قلت: أصلحك الله لم يكن منها شيء ؟ قال (علیه السّلام): منها موضوع الملا ومنها محرف، فأما المحرف فانما عني «عليك نبي الله وصديق وشهيد» يعني عليا (علیه السّلام) فقبلها ومثله، وكيف لا يبارك لك وقد علاك نبي وصديق وشهيد يعني عليا (علیه السّلام)، وعامها كذب وزور وباطل، اللهم اجعل قولي قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقول علي (علیه السّلام) ما اختلف فيه امة محمد من بعده الى أن يبعث الله المهدي (علیه السّلام).
أبان، عن سليم، قال(1): رأيت علياً (علیه السّلام) في مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في خلافة عثمان وعدة جماعة يتحدثون ويتذاكرون الفقه والعلم ، فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيهم مثل قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): الأئمة من قريش(2) وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): الناس تبع لقريش ، وقريش أئمة العرب ، وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): لا تسبوا قريشاً وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): ان القرشي قوة رجلين عن غيرهم ، وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): أبغض الله من أبغض قريشاً ، وقوله (صلی الله علیه و آله و سلم): من أراد هو ان قريش أهانه الله .
وذكروا الانصار وفضلها وسوابقها ونصرتها ، وما أثنى الله عليهم في كتابه ، وما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيهم من الفضل ، وذكروا ما قال (صلی الله علیه و آله و سلم) في سعد بن معاذ(3)
ص: 69
وأبو عبيدة وسالم وابن عوف ، فلم يدعوا أحداً من الحيين من أهل البيت السابقين الا سموه ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل، منهم مسانيد الى القبلة، ومنهم في الحلقة.
معه ابنه عبد الرحمن قاعد أبجنبه غلام أمرد صبيح الوجه ، وجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة ، قال : فجعلت أنظر اليه و الى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل ، غير أن الحسن أعظمهما و أطولهما ، فأكثر القوم ذلك من بكرة الى حين حضرنا الصلاة الأولى ، وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه ، و علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ساكن لا يتكلم هو ولا أحد من أهل بيته ، وأقبل القوم عليه فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟ !
قال : ما من الحيين أحد الا وقد ذكر فضلا وقال حقاً ، ثم قال : يا معاشر قريش یا معاشر الانصار ، بمن أعطاكم الله هذا الفضل ؟! أبأنفسكم وعشائر كم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم ؟! قالوا : بل أعطانا الله ومن علينا برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ، لا بأنفسنا وعشائرنا وأهل بيوتنا ، قال : صدقتم يا معاشر الانصار، أتقرون أن الذي نلتم به خير الدنيا والأخرة منا خاصة أهل البيت دونكم جميعاً ، وأن ابن عمي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : اني وأخي علي بن أبي طالب لطينة، أبي آدم ، قال أهل بدر وأهل احد وأهل
ص: 73
السابقة والقدمة : نعم ، سمعنا من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
وفي رواية أخرى : كنا نوراً يسعى بين يدي الله قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه الى الارض(1)، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذف به في النار في صلب ابراهيم ، ثم لم يزل الله ينقلنا من الاصلاب الكريمة الى الارحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة الى الاصلاب الكريمة من الاباء والامهات، لم يلتق واحد منهم على سفاح قط، فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل احد : نعم ، قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
قال : فأنشدكم الله أتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) آخى بين كل رجلين من أصحابه، و آخى بيني و بين نفسه ، وقال : أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ؟ فقالوا : اللهم نعم.
قال : أتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) اشترى موضع مسجده ومنازله فابتني (فابتناه/ خ ل) ، ثم بنى عشرة منازل ، تسعة له وجعل لي عاشرها في وسطها ، وسد كل باب شارع الى المسجد غير بابي ، فتكلم في ذلك من تكلم ، فقال : ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه ، ولكن الله أمرنى بسد أبوابكم
ص: 74
وفتح بابه(1)، ولقد نهى الناس جميعاً أن يناموا في المسجد غيري وكنت اجنب في المسجد ، ومنزلي ومنزل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في المسجد يولد الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ولي فيه أولاد ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أفتقرون أن عمر حرص على كوة(2) قدر عينه يدعها من منزله الى المسجد فأبى عليه ، ثم قال (صلی الله علیه و آله و سلم): ان الله أمر موسى أن يبني مسجداً لا يسكنه غيره وغير هارون وابنيه ، و ان الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيري وغير أخي و ابنیه(3)؟ قالوا : اللهم نعم .
ص: 75
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال في غزوة تبوك : أنت قال في غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وأنت ولي كل مؤمن من بعدي ؟ قالوا : اللهم نعم.
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين دعا أهل نجران الى المباهلة أنه لم يأت بي و بصاحبتي وابني ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أنه دفع الي لواء خيبر ، ثم قال : لا دفعن الراية غداً الى رجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، ليس بجبان ولا فرار يفتحها الله على يده؟(1) قالوا : اللهم نعم .
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بعثني ببراءة وقال : لا يبلغ عني الا رجل مني ؟(2) قالوا : اللهم نعم .
ص: 76
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم تنزل به شديدة قط الا قدمني لها ثقة بي ، له وأنه لم يدع باسمي قط الا أن يقول : يا أخي وادخلوا الي أخي ؟ قالوا : اللهم نعم.
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قضى بيني وبين جعفر و زيد في ابنة حمزة ، فقال : يا علي أما أنت مني و أنا منك ، و أنت ولي كل مؤمن بعدي ؟(1). قالوا : اللهم نعم .
قال : أفتقرون أنه كانت لي من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في كل يوم وليلة دخلة وخلوة، اذا سألته أعطاني ، واذا سكت ابتدأني ؟(2) قالوا : اللهم نعم.
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فضلني على جعفر و حمزة ، فقال لفاطمة : اني
ص: 77
زوجتك خير أهلي وخير امتي ، أقدمهم سلماً ، وأعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ؟(1) قالوا : اللهم نعم .
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : أنا سيد ولد آدم، و أخي علي سيد العرب ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ؟(2) قالوا : اللهم نعم.
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمرني بغسله وأخبرني أن جبرئيل يعينني عليه؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أفتقرون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال في آخر خطبة خطبكم : أيها الناس ، اني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ؟(3)
ص: 78
قالوا : اللهم نعم .
قال : فلم يدع شيئاً مما أنزل الله فيه خاصة ، وفي أهل بيته من القرآن و لا على لسان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ناشدهم الله به ، منه ما يقولون جميعاً : نعم ، ومنه ما يسكت أ: بعضهم ويقول بعضهم : اللهم نعم ، ويقول الذين سكنوا : أنتم عندنا ثقات وقد حدثنا غيركم ممن نثق به أنهم سمعوه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
ثم قال حين فرغ : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : اللهم اشهد أنا لم نقل الاحقاً وما قد سمعناه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقد حدثنا من نثق به أنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم .
قال : أنقرون بأن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : من زعم أنه يحبني و يبغض علياً فقد كذب وليس يحبني(1)- ووضع يده على صدري ، فقال له قائل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟
قال : لانه مني وأنا منه ، ومن و أنا منه ، ومن أحبه فقد أحبني ، و من أحبني فقد أحب الله ،
ص: 79
ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله(1).
فقال نحو من عشرين رجلا من أفاضل الحيين : اللهم نعم ، وسكت يقيتهم ، فقال علي (علیه السّلام) للسكوت : ما لكم سكوت ؟ ! قالوا : هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقات في صدقهم وفضلهم و سابقتهم ، فقال علي (علیه السّلام) : اللهم اشهد عليهم.
فقال طلحة بن عبيد الله - وكان داهية قريش : فكيف نصنع بما ادعى ابوبكر و عمر و أصحابه الذين صدقوه وشهدوا على مقالته يوم أتوه بك و في عنقك حبل و صدقوك بما احتججت ، ثم ادعى أنه سمع نبي الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ان الله أخبرني أن لا ، يجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة ، فصدقه بذلك عمر وأبو عبيدة وسالم ومعاذ بن جبل ؟ ! ثم أقبل طلحة فقال : كل الذي ذكرت و ادعيت حق ، وما احتججت به من السابقة والفضل نقر به وتعرفه ، وأما الخلافة فقد شهد اولئك الخمسة بما سمعت.
فقال عند ذلك علي (علیه السّلام)- وغضب من مقالة طلحة ، فأخرج شيئاً كان يكتمه ، و فسر شيئاً قد كان قاله يوم مات عمر لم يدر ما عنى به ، و أقبل على طلحة و الناس يسمعون فقال : يا طلحة ، أما والله ما صحيفة ألقى الله بها يوم القيامة أحب الى من صحيفة هؤلاء الخمسة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على الوفاء بها في الكعبة في حجة
ص: 80
الوداع ان قتل الله محمداً أو مات أن يتو ازروا ويتظاهروا علي فلا أصل الى الخلافة(1).
وقال (علیه السّلام): والدليل يا طلحة على باطل ما شهدوا عليه قول نبي الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم غدير خم : «من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه»، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم وهم امراء علي وحكام ؟
وقول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير النبوة»(2).
أفلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة ، ولو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)
وقوله : « اني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله و عترتي ، لاتتقدموهم ، ولا تتخلفوا عنهم ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم»(3).
أفينبغي أن يكون الخليفة على الامة الا أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه ، وقد قال الله : « أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدى(4)، وقال : «و زاده بسطة في العلم و الجسم »(5)، و قال : « أو أثارة من علم »(6).
وقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ما ولت امة قط أمرها رجلا وفيهم أعلم منه الا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوا - يعني الولاية - ، فهي غير الامارة على الامة !؟
ص: 81
والدليل على كذبهم وباطلهم وفجورهم أنهم سلموا علي بامرة المؤمنين بأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) هو وهي الحجة عليهم وعليك خاصة ، وعلى هذا الذي معك - يعني الزبير - ، وعلى الامة رأساً ، و على سعد وابن عوف وخليفتكم هذا القائم - يعني عثمان - .
و انا معشر الشورى السنة أحياء كلنا ، فلم جعلني عمر في الشورى ان كان قد صدق هو وأصحابه على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ !
أجعلنا في الشورى في الخلافة أم في غيرها ؟ ! فان زعمتم أنه جعلها شورى في غير الامارة فليس لعثمان امارة، ولابد من أن نتشاور في غيرها ، لانه أمرنا أن نتشاور في غيرها ، وان كانت الشورى فيها فلم أدخلني فيهم ؟!
فهلا أخر جني وقد قال : ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أخرج أهل بيته من الخلافة ، فأخبر أنه ليس لهم فيها نصيب ، ولم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا لابنه عبد الله وها هو ذا، أنشدك بالله ما قال لك حين خرجنا ؟
فقال عبدالله : أما اذ ناشدتني فانه قال : ان بايعوا أصلع بني هاشم حملهم على المحجة البيضاء ، وأقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم .
ثم قال عليه السلام : يا ابن عمر، فما قلت انت عند ذلك؟ قال : قلت له : ما يمنعك أن تستخلفه ؟ قال (علیه السّلام): فما رد عليك؟ قال : رد علي شيئاً أكتمه ، قال علي (علیه السّلام): فان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أخبرني بكل ما قال لك وقلت له ، قال : ومتى أخبرك ؟ !
قال (علیه السّلام) : أخبرني في حياته ، ثم أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي ، ومن رأى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في المنام فقد رآه في اليقظة ، قال : فما أخبرك ؟ قال الملا : أنشدك الله يا ابن عمر لئن حدثتك به لتصدقن ، قال : أو أسكت.
قال (علیه السّلام): فانه قال لك حين قلت له : فما يمنعك أن تستخلفه ؟ قال : الصحيفة التي كتبناها بيننا ، والعهد في الكعبة في حجة الوداع ، فسكت ابن عمر ، و قال :
ص: 82
أسألك بحق رسول الله لما أمسكت عني.
قال أبان ، عن سليم : فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس وقد خنقته العبرة وعيناه تسيلان ، ثم أقبل علي (علیه السّلام) على طلحة والزبير وابن عوف وسعد ، وقال : والله ان كان اولئك الخمسة كذبوا على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فما يحل لكم ولايتهم ، وان كان صدقوا ما حل لكم أيها الخمسة أن تدخلوني معكم في الشورى لان ادخالكم اياي فيه خلاف على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ورغبة عنه.
ثم أقبل على الناس فقال : أخبروني عن منزلتي فيكم وما تعرفوني به ، أصدوق أنا عندكم أم كذاب ؟ فقالوا : بل صديق صدوق ، لا والله ما علمناك كذبت في جاهلية ولا اسلام .
قال (علیه السّلام): فوالذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة فجعل منا محمداً وأكرمنا بعده أن جعل فينا ائمة المؤمنين لا يبلغ عنه غيرنا ، ولا تصلح الامامة والخلافة الا فينا ، ولم يجعل الله لاحد من الناس فيها نصيباً ولاحقاً ، اما رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فخاتم النبيين ليس بعده رسول ولا نبي ، ختم الانبياء برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الى يوم القيامة ، وختم بالقرآن الكتب الى يوم القيامة ، وجعلنا من بعد محمد خلفاه في ارضه ، وشهداء على خلقه، فرض طاعتنا في كتابه، وقرننا بنفسه ونبيه في الطاعة في غير آية من القرآن والله جعل محمداً نبياً ، وجعلنا خلفاء من بعده في خلقه ، وشهداء على خلقه ، وفرض طاعتنا في كتابه المنزل ، ثم أمر الله جل وعز نبيه أن يبلغ ذلك امته ، فبلغهم كما أمره ، فأيهما أحق بمجلس رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و بمكانه ؟ ! وقد سمعتم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة فقال : لا يصلح أن يبلغ عني الا أنا أو رجل مني ، فلم يصلح لصاحبكم أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع(1)، ولم يصلح أن يكون المبلغ لها غيري ، فأيهما أحق بمجلسه ومكانه الذي يسمى خاصة من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟!
ص: 83
قال طلحة : قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ففسر لنا كيف لا يصلح لأحد صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عن رسول الله وقد قال لنا ولسائر الناس : ليبلغ الشاهد الغائب ، وقال بعرفة حين حج حجة الوداع: رحم الله من سمع مقالتي فوعاها ثم أبلغها غيره ، قرب حامل فقه و لا فقه له ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاثة لا يغل عليهن قلب امری ،مسلم ، اخلاص العمل لله ، والسمع والطاعة والمناصحة لولاة الأمر، ولزوم جماعتهم فان دعوتهم محيطة من ورائهم، وقام في غير موطن ، فقال : : ليبلغ الشاهد الغائب ؟ !
فقال (علیه السّلام): ان الذي قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم غدير خم ، ويوم عرفة في حجة الوداع ، ويوم قبض في آخر خطبة خطبها حين قال : اني قد تركت فيكم أمرين أن تضلوا ما ان تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فان اللطيف الخبير عهد الي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين الاصبعين ، فان احداهما قدام الاخرى فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تزلوا ، ولا تقدموهم ، ولا تخلفوا عنهم ، و لا تعلموهم فانهم أعلم منكم.
وانما أمر العامة أن يبلغوا من لقوا من العامة بايجاب طاعة الائمة من آل محمد و ايجاب حقهم ، ولم يقل ذلك في شيء من الاشياء غير ذلك وانما أمر العامة أن يبلغوا العامة بحجة من لا يبلغ عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جميع ما بعثه الله به غيرهم ، ألا ترى يا طلحة أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال لي وأنتم تسمعون : يا أخي، انه لا يقضي عني ديني(1) ولا يبرى ذمتي غيرك ، أنت تبرىء ذمتي وتقاتل
ص: 84
على سنتي ، فلما ولي أبو بكر ما قضى عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) دينه و عداته فبايعتموه جميعاً ، فقضيت دينه وعداته ، وأخبرهم أنه لا يقضي عنه دينه وعداته غيري ، ولم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه وعداته .
وانما كان قضى دينه وعداته هو الذي أبرأ دينه وقضى امانته ، وانما يبلغ عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جميع ما جاء عن الله عز وجل الائمة الذين فرض الله طاعتهم في كتابه و أمر بولايتهم، الذين من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله.
قال طلحة : فرجت عني ماكنت أدري ما عني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بذلك حتى فسرته لي ، فجزاك الله يا أبا الحسن عن جميع الامة ، يا أبا الحسن شيء اريد أن أسألك عنه ، رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت : أيها الناس اني لم أزل مشغولا برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بغسله وتكفينه و دفنه ، ثم شغلت بكتاب الله حتى جمعته لم يسقط منه حرف(1)، فلم أر ذلك الذي كتبت وألفت .
ورأيت عمر بعث اليك حين استخلف أن أبعث به الي فأبيت أن تفعل ، فدعا عمر الناس فاذا شهد رجلان على آية قرآن كتبها ، وما لم يشهد عليه غير رجل واحد رماه ولم يكتبه.
وقد قال عمر و أنا أسمع : قد قتل يوم اليمامة رجال كانوا يقرأون قرآناً لا يقرأه غيره فذهب ، وقد جاءت شاة الى صحيفة وكتاب عمر يكتبون فأكلتها و ذهب ما
ص: 85
فيها والكاتب يومئذ عثمان فما تقولون ؟ !
و سمعت عمر يقول وأصحابه الذين ألفوا وكتبوا على عهد عمر ، وعلى عهد عثمان : ان الاحزاب تعدل سورة البقرة ، والنورستون ومائة آية ، والحجرات ستون آية (والحجر تسعون ومائة آية / خ ل) فما هذا ؟ !
و ما يمنعك يرحمك الله أن تخرج ما ألفت للناس ؟! وقد شهدت عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب ، وحمل الناس على قراءة واحدة ، ومزق مصحف ابي بن كعب(1) وابن مسعود وأحرقهما بالنار فما هذا ؟!
فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): يا طلحة، ان كل آية أنزلها الله على محمد عندي با ملاء رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وكل حلال أو حرام ، أو حد أو حكم ، أو شيء تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة عندي مكتوب باملاء رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وخط يدي حتى أرش الخدش ، قال طلحة : كل شيء من صغير أو كبير ، أو خاص أو عام ، كان أو يكون الى يوم القيامة ، فهو مكتوب عندك ؟!
قال : نعم وسوى ذلك ، ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أسر الي في مرضه مفتاح الف باب من العلم ، يفتح كل باب ألف باب(2)، ولو أن الامة منذ قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) اتبعوني وأطاعوني لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
يا طلحة ألست قد شهدت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين دعابا الكتف ليكتب فيها ما لا تضل
ص: 86
الامة وتختلف فقال صاحبك ما قال - ان نبي الله يهجر(1)، فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ؟!
قال : بلى قد شهدت.
قال : فانكم لما خرجتم أخبرني بالذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليها العامة ، : فأخبره جبرئيل أن الله عز وجل قد علم من الامة الاختلاف والفرقة ، ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط : سلمان وأبا ذر والمتمداد ، وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم الى يوم القيامة ، فسماني أولهم ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني هذا يعني الحسين - كذلك كان يا أبا ذر و أنت يا مقداد ؟ قالا : نشهد بذلك على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
فتمال طلحة : والله لقد سمعت رسول الله يقول لابي ذر ما أظلت الخضراء ما ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر(2) ولا أبر ، وأنا أشهد أنهما لم يشهدا الا بحق، ولانت أصدق عندي منهما.
ثم أقبل (علیه السّلام) على طلحة فقال : اتق الله ، وأنت يا زبير وأنت ياسعد وأنت يا ابن عوف اتقوا الله ، و آثروا ،رضاه واختاروا ما عنده ، ولا تخافوا في الله لومة لائم قال طلحة : ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من القرآن ألا تظهره
ص: 87
للناس؟ قال : يا طلحة عمداً كففت عن جوابك ، قال : فأخبرني عما كتب عمر و عثمان أقرآن كله ، أم فيه ما ليس بقر آن ؟
قال طلحة : بل قرآن كله ، قال : ان أخذتم بما فيه نجوتم من النار و دخلتم الجنة ، فان فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا ، فقال طلحة : حسبي ، أما اذهو قر آن فحسبي.
ثم قال طلحة : فأخبرني عما في يدك من القرآن و تأويله ، وعلم الحلال والحرام الى من تدفعه ، ومن صاحبه بعدك ؟ قال : الى الذي أمرني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أن أدفعه اليه ، قال : من هو ؟ قال : وصبي وأولى الناس بالناس بعدي ، ابني هذا الحسن .
ثم يدفعه ابني الحسن عند موته الى ابني هذا الحسين ، ثم يصير الى واحد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حوضه ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم .
أما ان معاوية وابنه سيليان بعد عثمان ، ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحداً بعد واحد تكملة اثني عشر امام ضلالة ، وهم الذين رأى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على منبره يردون امته على أدبارهم القهقرى(1)، عشرة منهم من بني امية
ص: 88
ورجلان أسسا ذلك لهم وعليهما مثل أوزار هذه الامة .
فقالوا : يرحمك الله يا أبا الحسن ، وجزاك الله أفضل الجزاء عنا .
أبان ، عن سليم ، قال : كنا جلوساً حول أمير المؤمنين (علیه السّلام) وحوله جماعة من أصحابه ، فقال له قائل : يا أمير المؤمنين لو استنفرت الناس ، فقام وخطب(1) فقال : أما أنا قد استنفرتكم فلم تنفروا ، ودعوتكم فلم تسمعوا ، فأنتم شهود كغياب وأحياء كأموات ، وصم ذوو أسماع ، أتلو عليكم الحكمة ، وأعظكم بالموعظة الشافية الكافية ، وأحتكم على جهاد أهل الجور ، فما آتي على آخر كلامي حتى أراكم متفرقين حلقاً شتى، تتناشدون الاشعار ، وتضربون الامثال ، وتسألون عن سعر التمر واللبن .
تبت أيديكم ، لقد سئمتم الحرب والاستعداد لها ، وأصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها ، لمتموها بالاباطيل والاضاليل ، ويحكم اغزوهم ويحكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فو الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم الا ذلوا ، وأيم الله ما أظن أن تفعلوا حتى يفعلوا وددت أني قد رأيتهم فلقيت الله على بصيرتي ويقيني واسترحت من مقاساتكم وممارساتكم ، فما أنتم الا كابل جمة ضل راعيها ، فكلما ضمت من جانب انتشرت من جانب، كأني بكم - والله فيما أرى - لو قد حمس الوغى واستحر الموت(2) قد انفرجتم عن علي بن أبي طالب انفراج الرأس وانفراج المرأة عن قبلها لا تمنع
ص: 89
يد لامس.
قال الاشعث بن قيس : فهلا فعلت كما فعل ابن عفان ؟! فقال : أو كما فعل ابن عفان رأيتموني فعلت ، أنا عائذ بالله من شر ماتقول يا ابن قيس ، والله ان التي فعل ابن عفان لمخزاة لمن لا دين له، فكيف أفعل ذلك وأنا على بينة من ربي، والحجة في يدي ، والحق معي؟ ! و الله ان امرءاً مكن عدوه من نفسه، يجز لحمه ، ويفري جلده، و بهشم عظمه ، ويسفك دمه ، وهو يقدر على أن يمنعه ، لعظيم وزره ، ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره ، فكن أنت ذاك يا ابن قيس.
فأما أنا فدون والله أن اعطي بيدي ضرباً بالمشرفي تطير له فراش الهام، وتطيح من(1) الاكف والمعاصم ، ويفعل بعد ما يشاء .
ويلك يا ابن قيس ، ان المؤمن يموت بكل ميتة غير انه لا يقتل نفسه ، فمن قدر على حقن دمه ثم خلى عمن يقتله فهو قاتل نفسه.
یا ابن قیس، ان هذه الامة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة واحدة في الجنة ، واثنتان وسبعون في النار ، و شرها و ابغضها الى الله و أبعدها منه السامرة ، الذين يقولون : لا قتال، وكذبوا ، قد أمر الله بقتال الباغين في كتابه وسنة نبيه وكذلك المارقة .
فقال ابن قيس وغضب من قوله - : فما يمنعك يا ابن أبي طالب حين بويع
ص: 90
أبو بكر أخو بني تيم ، و أخو بني عدي بن كعب ، و أخو بني امية بعدهم أن تقاتل و تضرب بسيفك وأنت لا تخطبنا خطبة منذ كنت قدمت العراق الا قلت فيها قبل على المنبر : والله اني لأولى الناس بالناس ، وما زلت مظلوماً منذ قبض محمد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك ؟!
قال : يا ابن قيس ، اسمع الجواب ، لم يمنعني من ذلك الجبن ، ولا كراهية للقاء ربي وأن لا أكون أعلم ان ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وعهده الي ، أخبرني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بما الامة صانعة بعده(1)، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشد استيقاناً مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله أشد يقيناً مني بما عاينت وشهدت ، فقلت : يا رسول الله فما تعهد الي اذا كان ذلك ؟ قال : ان وجدت أعواناً فانيذ اليهم وجاهدهم ، وان لم تجد أعواناً فاكفف يدك ، و احقن دمك ، حتى تجد على اقامة الدين وكتاب الله و سنتي أعواناً .
أن وأخبرني (صلی الله علیه و آله و سلم) أن الامة ستخذلني وتبايع غيري ، وتتبع غيري ، وأخبرني (صلی الله علیه و آله و سلم) أني و منه بمنزلة هارون من موسى ، وأن الامة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه ، اذ قال له موسى: «يا هارون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا، ألا تتبعني أفعصيت أمري قال يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، اني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي»(2) وانما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه
ص: 91
عليهم ان ضلوا فوجد أعواناً أن يجاهدهم ، وان لم يجد أعواناً أن يكف يده ، ويحقن دمه، ولا يفرق بينهم .
و اني خشيت أن يقول ذلك أخي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): لم فرقت بين الامة و لم ترقب قولي ، وقد عهدت اليك أنك ان لم تجد أعواناً أن تكف يدك ، وتحقن دمك ودم أهلك وشيعتك ؟ !
فلما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مال الناس الى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بغسله ودفنه ، ثم شغلت بالقرآن فاليت يميناً أن لا أرتدي الا للصلاة حتى أجمعه في كتاب ففعلت(1).
ثم حملت فاطمة وأخذت بيدي الحسن والحسين فلم أدع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والانصار الا ناشدتهم الله وحقي ودعوتهم الى نصرتي، فسلم يستجب لي من جميع الناس الا أربعة رهط : الزبير و سلمان و أبو ذر و المقداد(2).
ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ، أما حمزة فقتل يوم احد ، وأما جعفر فقتل يوم مؤتة ، وبقيت بين جلفين جافين ذليلين حقيرين : العباس وعقيل ، وكانا قريبي العهد بكفر، فأكرهوني وقهروني .
فقلت كما قال هارون لاخيه : «يا ابن ام ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني» فلي بهارون اسوة حسنة ، و لي بعهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الي حجة قوية .
قال الاشعث : كذلك صنع عثمان استغاث بالناس ودعاهم الى نصرته فلم يجد أعواناً فكف يده حتى قتل مظلوماً.
قال: ويلك يا ابن قيس ان القوم حين قهروني واستضعفوني وكادوا يقتلونني لو قالوا لي : نقتلك البتة لامتنعت من قتلهم اياي ، ولو لم اجد غير نفسي وحدي،
ص: 92
ولكن قالوا : ان بايعت كففنا عنك ، و أكرمناك و قربناك وفضلناك ، وان لم تفعل قتلناك ، فلما لم أجد أحداً بايعتهم ، وبيعتي اياهم لا تحق لهم باطلا ، ولا توجب لهم حقاً.
فلو كان عثمان - حين قال له الناس : اخلعها ونكف عنك - خلعها لم يقتلوه ، ولكنه قال : لا أخلعها ، قالوا : فانا قاتلوك ، فكف يده عنهم حتى قتلوه ، و لعمري لخلعه اياها كان خيراً له لانه أخذها بغير حق، ولم يكن له فيها نصيب ، وادعى ما ليس له و تناول حق غيره .
ويلك يا ابن قيس ، ان عثمان لا يعدو أن يكون أحد رجلين : اما أن يكون القوم دعوه الى أن ينصروه ، فنهاهم عن نصرته ، فلم يكن له أن ينهى المسلمين عن أن ينصروا اماماً هادياً مهندياً ، لم يحدث حدثاً و لم يؤو محدثاً ، وبئس ما صنع حين نهاهم ، وبئس ما صنعوا حين أطاعوه.
واما أن يكونوا لم يروه أهلا لنصرته ، الجوره وحكمه بخلاف الكتاب والسنة ، وقد كان مع عثمان من أهل بيته ومواليه وأصحابه أكثر من أربعة آلاف رجل ، ولو شاء أن يمتنع بهم لفعل، فلم نهاهم عن نصرته ؟ ! ولو كنت وجدت يوم بويع أبوبكر أربعين رجلا مطيعين لجاهدتهم.
وأما يوم بويع عمر و عثمان فلا لاني كنت بايعت ، ومثلي لا ينكث بيعته ، ويلك يا ابن قيس، كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان و وجدت أعواناً ؟!
هل رأيت مني فشلا أو جبناً أو تقصيراً في وقعتي يوم البصرة وهم حول جملهم الملعون ومن معه ؟!
الملعون من قتل حوله ، الملعون من رجع بعده لا تائباً ولا مستغفراً ، فانهم قتلوا أنصاري ، ونكثوا بيعتي، ومثلوا بعاملي ، وبغوا علي ، وسرت اليهم في اثني
ص: 93
عشر ألفاً - وفي رواية اخرى : أقل من عشرة آلاف ، وهم نيف على عشرين ومائة ألف - ، - وفي رواية : زيادة على خمسين الفا فنصرني الله عليهم ، وقتلهم بأيدينا، وشفى صدور قوم مؤمنين .
و كيف رأيت يا ابن قيس وقعتنا بصفين وما قتل الله منهم بأيدينا خمسين ألفاً في صعيد واحد الى النار وفي رواية اخرى : زيادة على سبعين ألفاً- ؟! وكيف رأيتنا يوم النهروان اذ لقيت المارقين وهم مستبصرون متدينون «قد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً» فقتلهم الله في صعيد واحد الى النار ، لم يبق منهم عشرة ، ولم يقتلوا من المؤمنين عشرة ؟!.
ويلك يا ابن قيس ، هل رأيت لي لواء رد أو راية ردت ؟ ! اياي تعير يا ابن قيس ، وأنا صاحب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في جميع مواطنه ومشاهده ، والمتقدم الى الشدائد بين يده ، لا أفر ولا ألوذ ، ولا أعتل ولا أنجاز ، ولا أمنح العدو دبري ؟! انه لا ينبغي للنبي ولا للوصي اذا لبس لامته وقصد لعدوه أن يرجع أو ينثني ، حتى يقتل أو يفتح الله له .
يا ابن فيس ، هل سمعت لي بفرار قط أو نبوة ؟! يا ابن قيس ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لو وجدت يوم بويع أبو بكر الذي عيرتني بدخولي في بيعته أربعين رجلا - كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت - لما كففت يدي ، ولناهضت القوم ، ولكن لم أجد خامساً .
قال الاشعث: ومن الاربعة يا أمير المؤمنين ؟ قال : سلمان وأبوذر والمقداد والزبير بن صفية قبل نكله بيعتي، فانه بايعني مرتين ، أما بيعته الأولى التي وفى بها فانه لما بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين والانصار ، فبايعوني وفيهم الزبير ، فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين رؤوسهم ، عليهم السلاح ، فما وفي منهم أحد ، ولا صبحتي منهم غير أربعة : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير .
ص: 94
وأما بيعته الاخرى فانه أتاني هو وصاحبه طلحة بعد قتل عثمان فبايعاني طائعين غير مكرهين ثم رجعا عن دينهما مرتدين ناکثین مکابرین معاندین حاسدين فقتلهما الله الى النار ، وأما الثلاثة : سلمان وأبو ذر والمقداد فثبتوا على دين محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) وملة ابراهيم حتى لقوا الله ، يرحمهم الله .
يا ابن قيس ، فوالله لو أن اولئك الاربعين الذين بايعوني وفوا لي وأصبحوا على بابي محلقين قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته لنا هضته وحاكمته الى الله عز وجل ولو وجدت قبل بيعة عمر أعواناً لنا هضتهم وحاكمتهم الى الله ، فان ابن عوف جعلها لعثمان واشترط عليه فيهما بينه وبينه أن يردها عليه عند موته ، يردها عليه عند موته ، فأما بعد بيعتي اياهم فليس الى مجاهدتهم سبيل .
فقال الاشعث: والله لئن كان الامر كما تقول لقد هلكت الامة غيرك وغير شيعتك ، فقال : ان الحق والله معي يا ابن قيس كما أقول ، وما هلك من الامة الا الناصبين والمكابرين والجاحدين والمعاندين ، فأما من تمسك بالتوحيد ، والاقرار بمحمد والاسلام، ولم يخرج من الملة ، ولم يظاهر علينا الظلمة ، ولم يصب لنا العداوة ، وشك في الخلافة ، ولم يعرف أهلها وولاتها ، ولم يعرف لنا ولاية ، ولم ينصب لنا عداوة، فان ذلك مسلم مستضعف يرجى له رحمة الله ويتخوف عليه ذنوبه .
قال أبان : قال سليم بن قيس : فلم يبق يومئذ من شيعة علي (علیه السّلام) أحد الا تهلل وجهه وفرح بمقالته ، اذ شرح أمير المؤمنين (علیه السّلام) الامر وباح به ، وكشف الغطاء وترك التقية ، ولم يبق أحد من القراء ممن كان يشك في الماضين ، ويكف عنهم ، ويدع البداءة منهم ورعاً وتأثماً، الا استيقن واستبصر ، وحسن وترك الشك والوقوف ولم يبق حوله ممن أبى بيعته على وجه ما بويع عثمان والماضون قبله الا رأى ذلك في وجهه ، وضاق به أمره ، وكره مقالته ، ثم انه استبصر عادتهم وذهب شكهم .
قال أبان ، عن سليم : ما شهدت يوماً قط على رؤوس العامة كان أقر لاعيننا من
ص: 95
ذلك اليوم ، لما كشف للناس من الغطاء ، واظهر فيه من الحق ، وشرح فيه من الامر والقي فيه من النقية ، وكثرت الشيعة بعد ذلك المجلس من ذلك اليوم وتكلموا، وقد كانوا أقل أهل عسكره ، وصار الناس يقاتلون معه على علم بمكانه من الله ورسوله ، و صارت الشيعة بعد ذلك المجلس من أجل الناس أعظمهم - وفي رواية اخرى : جل الناس و أعظمهم - ، وذلك بعد وقعة النهروان وهو يأمر بالتهيئة والمسير الى معاوية ، ثم لم يلبث أن قتل صلوات الله عليه ، قتله ابن ملجم لعنه الله غيلة و فتكاً ، وقد كان سيفه مسموماً ، سمه قبل ذلك.
و عن أبان، قال سليم : كتب أبو المختار بن أبي الصعق الى عمر الصعق الى عمر هذه الابيات(1):
ألا ابلغ أمير المومنين رسالة *** فأنت أمير الله في المال و الامر
وأنت أمين الله فينا و من يكن *** أميراً لرب الناس يسلم له صدري
فلا تد عن أهل الرساتيق والقرى *** يخونون مال الله في الادم الحمر
وأرسل الى النعمان و ابن معقل *** و أرسل الى حزم و أرسل الى بشر
وأرسل الى الحجاج واعلم حسابه *** وذاك الذي في السوق مولى بني بدر
ولا تنسين التابعين كليهما *** وصهر بني غذوان في القوم ذا وفر
وما عاصم فيها بصفر عيابه *** ولا ابن غلاب من رماة بني نصر
واستل ذاك المال دون ابن محرز *** و قد كان منه في الرساتيق ذا وفر
فأرسل اليهم يصدقوك ويخبروا *** أحاديث هذا المال من كان ذا فكر
و قاسمهم أهلي فداؤك انهم *** سيرضون ان قاسمتهم منك بالشطر
ولا تدعوني للشهادة انني *** أغيب ولكني أرى عجب الدهر
أرى الخيل كالجدران و البيض كالدمى *** و خطية في عدة النمل و القطر
ص: 96
و من ربطة مطوية في قرابها *** ومن طي ايراد مضاعفة صفر
اذا التاجر الداري جاء بفارة *** من المسك راحت في مفارقهم تجري
تنوب اذا نابوا و تغزو ا اذا غزوا *** فسان لهم مالا و ليس لنا وفر
و قال ابن غلاب المصري :
ألا ابلغ أبا المختار أني أتيته *** ولم أك ذا قربي لديه و لا صهر
وما كان عندي من تراث ورثته *** ولا صدقات من سباء ولا غدر
و لكن دراك الركض في كل غارة *** وصبري اذا ما الموت كان ورا السمر
بسابغة يغشى اللبان فصولها *** اكفكفها عني بأبيض ذي وفسر.
قال سليم : فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار ، ولم يغرم قنفذ العدوي شبئاً ، وقد كان من عماله ، ورد عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عشره ولا نصف عشره.
وكان من عماله الذين اغرموا أبو هريرة ، وكان على البحرين ، فأحصى ماله فبلغ أربعة وعشرون ألفاً ، فأغرمه اثني عشر ألفا(1) ، قال أبان ، قال سليم : فلقيت علياً صلوات الله عليه - فسألته عما صنع عمر فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئاً ؟ فبلغ أربعة.
قال : لانه هو الذى ضرب فاطمة بالسوط حين جاءت لتحول بيني
ص: 97
و بينهم ، فماتت - صلوات الله عليها - و ان اثر السوط لفي عضدها مثل الدملج.
قال أبان ، عن سليم ، قال : انتهيت الى حلقة في مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ليس فيها الا هاشمي غير سلمان وأبي ذرو المقداد و محمد بن أبي بكر و عمر بن أبي سلمة وقيس بن سعد بن عبادة.
فقال العباس لعلي - صلوات الله عليه - : ما ترى عمر منعه من : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذاً كما أغرم جميع عماله ؟ فنظر علي (علیه السّلام) الى من حوله ثم اغرورقت عيناه ، ثم قال : نشكو(1) له ضربة ضربها فاطمة بالسوط ، فماتت و في عضدها أثره كأنه الدملج .
ثم قال (علیه السّلام): العجب مما اشربت قلوب هذه الأمة من حب هذا الرجل و صاحبه من قبله ، والتسليم له في كل شيء أحدثه ، لئن كان عماله خونة وكان هذا المال في أيديهم خيانة ماكان حل له تركه، وكان له أن يأخذه كله فانه فيء للمسلمين ، فما له يأخذ نصفه ويترك نصفه ؟!
ولئن كانوا غير خونة فما حل له أن يأخذ أموالهم و لا شيئاً منه قليلا ولا كثيراً ، وانما أخذ أنصافها.
ولو كانت في أيديهم خيانة ، ثم لم يقروا بها ولم تقم عليهم البينة ما حل له أن يأخذ منهم قليلا ولا كثيراً ، وأعجب من ذلك اعادته اياهم الى أعمالهم ، لئن كانوا خونة ما حل له أن يستعملهم ، ولئن كانوا غير خونة ما حلت له أموالهم.
ثم أقبل علي (علیه السّلام) على القوم فقال : العجب لقوم يسرون سنة نبيهم تتبدل و تتغير شيئاً شيئاً ، وباباً باباً ، ثم يرضون ولا ينكرون ، بل يغضبون له ، ويعتبون على من عاب عليه وأنكره.
ثم يجيء قوم بعدنا فيتبعون بدعته و جوره و أحداثه ، ويتخذون أحداثه سنة
ص: 98
وديناً يتقربون بها الى الله ، في مثل تحويله مقام ابراهيم (علیه السّلام) من الموضع الذي وضعه فيه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الى الموضع الذي كان فيه في الجاهلية(1) الذي حول منه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
وفي تغييره صاع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و مده و فيهما فريضة و سنة ، فما كان زيادته الاسوء ، لان المساكين في كفارة اليمين(2) و الظهار بهما يعطون ما يجب من الزرع .
وقد قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) : اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا ، لا يحولون بينه و بين ذلك ، لكنهم رضوا وقبلوا ما صنع.
وقبضه وصاحبه فدك وهي في يد فاطمة (عليها السلام) مقبوضة قد أكلت غلتها على عهد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فسألها البينة على ما في يدها.
ولم يصدقها ، ولا صدق ام أيمن ، وهو يعلم يقيناً -كما نعلم - أنها في يدها ، و لم يكن يحل له أن يسألها البينة على ما في يدها ، ولا أن يتهمها ، ثم استحسن الناس ذلك وحمدوه ، وقالوا : انما حمله على ذلك الورع والفضل.
ثم حسن قبح فعلهما أن عدلا عنها ، فقالا : نظن أن فاطمة لن تقول الا حقاً و أن علياً لم يشهد الا بحق، ولو كانت مع ام أيمن امرأة أخرى أمضينا لها ، فحظيا بذلك عند الجهال ، و ما هما ومن أمرهما أن يكونا حاكمين فيعطيان أو يمنعان ، ولكن الامة ابتلوا بهما فأدخلا أنفسهما فيما لا حق لهما فيه ، ولا علم لهما به .
ص: 99
و قد قالت فاطمة (عليها السلام) حين أراد انتزاعها وهي في يدها : أليست في يدي و فيها وكيلي ، وقد أكلت غلتها و رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حي ؟! قالا : بلى ، قالت : فلم تسألاني في البيئة على ما في يدي ؟! قالا : لانها فيء المسلمين ، فان قامت بينة والا لم نمضها، قالت لهما والناس حولهما يسمعون : أفتريدان أن تردا ماصنع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وتحكما فينا خاصة بما لم تحكما في سائر المسلمين ؟! أيها الناس اسمعوا ما ركباها ( ما ركب هؤلاء من الائم/ خ ل).
قالت : أرأيتما ان ادعيت ما في أيدي المسلمين من أموالهم تسألونني البيتة أم تسألونهم ؟! قالا : لا ، بل نسألك، قالت: فان ادعى جميع المسلمين ما في يدي تسألونهم البينة أم تسألونني ؟! فغضب عمر و قال : ان هذا فيء للمسلمين وأرضهم ، و هي في يدي فاطمة تأكل غلتها ، فان أقامت بينة على ما ادعت أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهبها لها من بين المسلمين وهي فيئهم وحقهم نظرنا في ذلك ، فقالت: حسبي ذلك ، فقالت: حسبي ، أنشدكم بالله أيها الناس، أما سمعتم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ان ابنتي سيدة نساء أهل الجنة ؟ قالوا : اللهم نعم ، قد سمعناه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قالت : أفسيدة نساء أهل الجنة تدعي الباطل وتأخذ ما ليس لها ؟! أرأيتم لو أن أربعة شهدوا علي بفاحشة، أو رجلان بسرقة، أكنتم مصدقين علي ؟ !
فأما أبو بكر فسكت ، و أما عمر فقال : نعم ، و نوقع عليك الحد.
فقالت : كذبت ولؤمت ، الا أن تقر أنك لست على دين محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، ان الذي يجيز على سيدة نساء أهل الجنة شهادة ، أو يقيم عليها حداً لملعون كافر بما أنزل الله على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)، ان من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً لا تجوز عليهم شهادة لانهم معصومون من كل سوء ، مطهرون من كل فاحشة ؛ حدثني ياعمر، من أهل هذه الآية ؟! لو أن قوما شهدوا عليهم، أو على أحد منهم بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرأون منهم و يحدونهم ؟! قال : نعم ، و ماهم و سائر الناس في ذلك الا سواء !
ص: 100
قالت ، كذبت و كفرت ما هم و سائر الناس في ذلك سواء ، لان الله عصمهم و أنزل عصمتهم وتطهيرهم ، و أذهب عنهم الرجس ، فمن صدق عليهم فانما يكذب الله و رسوله.
فقال أبو بكر : أقسمت عليك يا عمر لما سكت ؛ فلما أن كان الليل أرسلا الى خالد بن الوليد فقالا : انا نريد أن نسر اليك أمراً ونحملكه لثقتنا بك، فقال: احملاني على ماشئتما فاني طوع أيديكما ، فقالا له : انه لا ينفعنا ما نحن من الملك والسلطان ما دام علي حياً ، أما سمعت ما قال لنا(1) و ما استقبلنا به ، ونحن لا نأمنه أن يدعو في السر فيستجيب له قوم فيناهضنا ، فانه أشجع العرب، وقد ارتكبنا منه ما رأيت، وغلبناه على ملك ابن عمه ولا حق لنا فيه، انتزعنا فدك من امرأته ، فاذا صليت بالناس صلاة الغداة فقم إلى جنبه ، وليكن سيفك معك ، فاذا صليت وسلمت فاضرب عنقه(2).
قال علي (علیه السّلام) فصلى خالد بن الوليد بجنبي متقلداً السيف ، فقام أبو بكر في الصلاة وجعل يؤامر نفسه ، وندم واسقط في يده ، حتى كادت الشمس أن تطلع ، ثم قال قبل : أن يسلم لا تفعل ما أمرتك ، ثم سلم .فقلت لخالد : وما ذاك ؟! قال : كان قد أمرني اذا سلم أن أضرب عنقك، قلت : أو كنت فاعلا ؟! قال : اي وربي اذاً لفعلت .
قال سليم : ثم أقبل (علیه السّلام) على العباس ومن حوله ثم قال : ألا تعجبون من حبسه و حبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن ؟ ! و قد علم الله أنهم سيظلموناه وينتزعونه منا ، فقال : ان كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على
ص: 101
عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان(1).
والعجب لهدمه منزل أخي جعفر والحاقه في المسجد(2) ولم يعط بنيه من ثمنه قليلا ولا كثيراً ، ثم لم يعب ذلك عليه الناس ، ولم يغيروه ، فكأنما أخذ منزل رجل من الديلم - وفي رواية اخرى : دار رجل من ترك كابل - .
والعجب لجهله وجهل الامة أنه كتب الى جميع عماله أن الجنب اذا لم يجد الماء فليس له أن يصلي ، وليس له أن يتيمم بالصعيد وان لم يجده حتى يلقى الله - وفي رواية اخرى وان لم يجده سنة - ، ثم قبل الناس ذلك ورضوا به ، وقد علم وعلم الله الناس أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد أمر عماراً وأمر أبا ذر أن يتيمما من الجنابة ويصليا و شهدا به عنده وغيرهما فلم يقبل ذلك ، ولم يرفع به رأساً .
والعجب لما خلط قضايا مختلفة في الحد بغير علم تعسفاً وجهلا، وادعاؤهما مالم يعلما جرأة على الله وقلة ورع ، ادعيا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مات ولم يقض في الجد شيئاً منه ، ولم يدع أحداً يعلم ما للجد من الميراث ثم بايعوهما على ذلك وصدقوهما ، وعتقه امهات الاولاد فأخذ الناس بقوله وتركوا أمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وما صنع بنصر بن الحجاج وبجعدة بن سليم وبابن وبرة .
وأعجب من ذلك أن أبا كنف العبدي أتاه فقال : اني طلقت امرأتي وأنا غائب فوصل اليها الطلاق ، ثم راجعتها وهي في عدتها ، وكتبت اليها ، فلم يصل الكتاب اليها حتى تزوجت ، فكتب له : ان كان هذا الذي تزوجها قد دخل بها فهي امرأته وان كان لم يدخل بها فهي امرأتك ، وكتب له ذلك وأنا شاهد ، فلم يشاورني ولم
ص: 102
يسألني ، يرى استغناءه بعلمه عني ، فأردت أن أنهاه ، ثم قلت ، فأردت أن أنهاه ، ثم قلت : ما ابالي أن يفضحه الله، ثم لم يعبه الناس بل استحسنوه واتخذوه سنة، وقبلوه منه ورأوه صواباً ، وذلك قضاء لو قضی به مجنون نحیف سخيف لما زاد .
ثم تركه من الاذان «حي على خير العمل»(1)، فاتخذوه سنة وتابعوه على ذلك، وقضيته في المفقود أن أجل امرأته أربع سنين ، ثم تتزوج ، فان جاء زوجها خير بين امرأته وبين الصداق، فاستحسنه الناس واتخذوه سنة ، وقبلوه منه جهلا وقلة علم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم).
واخراجه من المدينة كل أعمى ، و ارساله الى عماله بالبصرة بحبل خمسة أشبار وقوله : من أخذتموه من الاعاجم فبلغ طول هذا الحبل فاضربوا عنقه ، ورده سبايا «تستر» و من حبالی ، وارساله بحبل في صبيان سرقوا بالبصرة وقوله : من بلغ طول هذا الحبل فاقطعوه.
وأعجب من ذلك أن كذا بأرجم بكذابة ، فقبلها وقبلها الجهال فزعموا أن الملك ينطق على لسانه ويلقنه ، واعتاقه سبايا أهل اليمن ، وتخلفه وصاحبه عن جيش اسامة ابن زيدمع تسليمهما عليه بالامرة .
ثم أعجب من ذلك أنه قد علم الله و أعلم الناس انه الذي صد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عن الكتف(2) الذي دعا به ، ثم لم يضره ذلك عندهم ، ولم ينقصه ، وانه
ص: 103
صاحب صفية حين قال لها ما قال(1)، فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى قال ما قال .
وانه الذي مررت به يوماً فقال : ما مثل محمد في أهل بيته الا كنخلة نبتت في كناسة ، فبلغ ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فغضب وخرج فأتى المنبر، وفزعت الانصار فجاءت شاكة في السلاح لما رأت من غضب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال : ما بال أقوام يعيرونني بقرابتي ؟ وقد سمعوا مني ما قلت في فضلهم وتفضيل الله اياهم، وما اختصهم الله به من اذهاب الرجس عنهم وتطهير الله اياهم ، وقد سمتهم ما قلت في أفضل أهل بيتي وخيرهم مما خصه الله به و أكرمه وفضله على من سبقه في الاسلام ، وبلاثه فيه ، و قرابته مني ، وانه مني بمنزلة هارون من موسى .
ثم تزعمون أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة ، ألا ان الله خلق خلقه ففرقهم فرقتين ، فجعلني في خير الفرقتين ، ثم فرق الفرقة ثلاث فرق : شعوباً وقبائل وبيوتاً ، فجعلني في خيرها شعباً وخيرها قبيلة ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله : «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً » ، فحصلت (فخصلت / خ ل) في أهل بيتي وعترتي أنا وأخي علي بن
ص: 104
أبي طالب.
ألا وان الله نظر الى أهل الأرض نظرة فاختارني منهم ، ثم نظر نظرة فاختار أخي عليا وزيري ووصيي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ، فبعثني رسولا ونبياً ودليلا ، فأوحى الى أن اتخذ علياً أخاً وولياً ووصباً ، وخليفة في امتي بعدي ، ألا وانه ولي كل مؤمن يعادي ، من والاه والاه الله ، ومن عاداه عاداه الله ، ومن أحبه أحبه الله ، ومن أبغضه أبغضه الله لا يحبه الا مؤمن ، ولا يبغضه الا كافر، رب الارض بعدي وسكنها وفي نسخة : هو زر الارض بعدي وسكنها - ، وهو كلمة الله التقوى وعروة الله الوثقى « أتريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم والله متم نوره ولو كره المشركون » - وفي رواية اخرى : ولو كره الكافرون - ويريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي ، ويأبى الله الا أن يتم نوره ، يا أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم أشهد عليهم .
أيها الناس ان الله نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي اثني عشر وصياً من أهل بيتي ، و هم خيار امني، منهم أحد عشر اماماً بعد أخي، واحداً بعد واحد ، كلماهلك واحد قام واحد منهم ، مثلهم كمثل النجوم في السماء، كلما غاب نجم طلع نجم، لانهم أئمة هداة مهتدون لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم ، بل يضر الله بذلك
ص: 105
من كادهم وخذلهم ، فهم حجة الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي ، أول الائمة علي (علیه السّلام) خيرهم، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين ، و امهم ابنتي فاطمة - صلوات الله عليم.
ثم من بعدهم جعفر بن أبي طالب، ابن عمي، وأخو أخي ، وعمي حمزة بن عبدالمطلب ، أنا خير المرسلين والنبيين ، و فاطمة ابنتي سيدة نساء أهل الجنة ، و علي بنوه الأوصياء خير الوصيين، و أهل بيتي خير أهل بيوتات النبيين، وابناي سيدا شباب أهل الجنة.
أيها الناس ، ان شفاعتي ليرجوها رجاؤ كم(1)، أفيعجز عنها أهل بيتي ؟! مامن أحد ولده جدي عبد المطلب يلقى الله موحداً لا يشرك به شيئاً الا أدخله الجنة، ولو كان فيه من الذنوب عدد الحصى وزيد البحر .
أيها الناس ،عظموا أهل بيتي في حياتي و من بعدي ، و أكرموهم وفضلوهم فإنه لا يحل لاحد أن يقوم من مجلسه لاحد الا لاهل بيتي - وفي نسخة اخرى : أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتي و بعد موتي ، اني لو أخذت بحلقة باب الجنة ثم تجلى لي ربي فسجدت وأذن لي بالشفاعة لم اؤثر علي أهل بيتي أحداً ، أيها الناس انسبوني من أنا.
فقام رجل من الانصار فقال وفي رواية اخرى : فقامت الانصار فقالت: نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله ، أخبرنا يا رسول الله من الذي آذاك في أهل بيتك حتى تضرب عنقه - وفي رواية اخرى : حتى نقتله - وليبر عترته.
ص: 106
فقال : انسبوني أنا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم ، حتى انتسب الى نزار ، ثم مضى في نسبه الى اسماعيل بن ابراهيم خليل الله ، ثم قال : اني وأهل بيتي لطينة من تحت العرش الى آدم نكاح غير سفاح ، لم يخالطنا نكاح الجاهلية، فسلوني ، فوالله لا يسألني رجل عن أبيه و عن امه وعن نسبه الا أخبرته به .
فقام رجل فقال : من أبي ؟ فقال (صلی الله علیه و آله و سلم): أبوك فلان الذي تدعى اليه ، فحمد الله و أثنى عليه ، و قال : لو نسبتني الى غيره لرضيت وسلمت ، ثم قام رجل آخر فقال : من أبي ؟ فقال : أبوك فلان - لغير أبيه الذي يدعى اليه - فارتد عن الاسلام ، ثم قام رجل آخر فقال : أمن أهل الجنة أنا أم من أهل النار؟ فقال: من أهل الجنة ، ثم قام رجل آخر فقال : أمن أهل الجنة أنا أم من أهل النار ؟ فقال : من أهل النار .
ثم قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)- وهو مغضب -: ما يمنع الذي عير أهل بيتي و أخي ووزيري و وصيي ، وخليفتي في امتي ، وولي كل مؤمن بعدي أن يقوم فيسألني من أبوه ، و أين هو في الجنة أم في النار ؟! فقام عمر بن الخطاب فقال : أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، اعف عنا يارسول الله عفا الله عنك ، أقلنا أقالك الله ، استرنا سترك الله ، اصفح عنا صلى الله عليك، فاستحى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و كف .
قال علي (علیه السّلام): و هو صاحب العباس الذي بعثه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ساعياً فرجع و قال : ان العباس قد منع صدقة ماله ، فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقال : الحمد لله الذي عافانا أهل البيت من شر ما يلطخونا به ، ان العباس لم يمنع صدقة ماله ، و لكنك عجلت عليه ، وقد عجل زكاة سنين ، ثم أتاني بعد يطلب أن أمشي معه الى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ليرضى عنه ففعلت.
و هو صاحب عبد الله بن أبي سلول حين تقدم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ليصلي عليه
ص: 107
فأخذ بثوبه من ورائه وقال : قد نهاك الله أن تصلي عليه(1)، ولا يحل لك أن تصلي عليه ، فقال رسول الله : انما صليت عليه كرامة لابنه ، واني لارجو أن يسلم به سبعون أبيه و أهل بيته ، و ما يدريك ما قلت ؟! انما دعوت الله عليه.
رجلا من بني و هو صاحب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم الحديبية حين كتب القضية اذ قال : أنعطي الدنية في ديننا ؟! ثم جعل يطوف في عسكر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يحضضهم ويقول : أنعطي الدنية في ديننا ؟ فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): افرجوا عني، أتريدون أن أغدر بذمتي وفي رواية اخرى : أخرجوه عني، أتريد أن أخفر ذمتي .. ولا في لهم بما كتبت لهم، خذ يا سهيل ابنك جندلا ، فأخذه فشده وثاقاً في الحديد ، ثم جعل الله عاقبة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الى الخير و الرشد والهدى والعزة والفضل.
وهو صاحب يوم غدير خم غدیر خم اذ قال هو وصاحبه حين تصبني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لولايتي فقال : ما يألو أن يرفع خسیسته ، وقال الآخر : ما يألو رفعاً بضبع ابن عمه وقال لصاحبه وأنا منصوب: ان هذه لهي الكرامة ، فقطب صاحبه في وجهه وقال : لا والله لا أسمع ولا اطيع أبداً ، ثم اتكأ عليه ، ثم تمطى وانصرفا، فأنزل الله فيه : «فلا صدق ولا صلى ، ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب الى أهله يتمطى ، أولى لك فأولى »(2)
ص: 108
و عبداً من الله له و انتهاراً.
وهو الذي دخل علي مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يعودني في رهط من أصحابه حين غمزه صاحبه فقال : يا رسول الله ، انك قد كنت عهدت الينا في علي عهداً ، واني لاراه اما به ، فان هلك فالى من ؟ فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): اجلس؛ فأعادها ثلاث مرات فأقبل عليهما رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال : انه لا يموت في مرضه هذا، ولا يموت حتى تملياه غيظاً ، و توسعاه غدراً وظلماً ، ثم تجداه صابراً قواماً ، ولا يموت حتى يلقى منكما هنات وهنات ، ولا يموت الا شهيداً مقتولا.
و أعظم من ذلك كله أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جمع ثمانين رجلا، أربعين من العرب و أربعين من العجم ، و هما فيهم ، فسلموا علي بامرة المؤمنين .
ثم قال : اشهدكم أن علياً أخي و وزيري و وارثي وخليفتي في امتي ووصيي و ولي كل مؤمن من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وابن عوف وأبو عبيدة وسالم ومعاذ بن جبل ورهط من الانصار ، ثم قال : اشهد الله عليكم
ثم أقبل علي (علیه السّلام) على القوم فقال : سبحان الله ما اشربت قلوب هذه الأمة من بليتها وفتنتها من عجلها وسامريها ، انهم أقروا وادعوا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : لا يجمع الله لنا أهل البيت النبوة و الخلافة ، وقد قال لاولئك الثمانين رجلا : سلموا على علي بامرة المؤمنين ، وأشهدهم على ما أشهدهم عليه.
ثم زعموا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يستخلف أحداً ، وأنهم أقروا بالشورى ، ثم أقروا أنهم لم يشاوروا ، وأن بيعته كانت فلتة ، وأي ذنب أعظم من الفلتة .
ثم استخلف أبو بكر عمر ولم يقتد برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقيل له في ذلك فقال : امة محمد كالنعل الخلق ، أدعهم بلا استخلاف ؟! طعناً منه على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ورغبة عن رأيه.
ص: 109
ثم صنع عمر شيئاً ثالثاً(1) لم يدعهم على ما ادعى أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يستخلف كما استخلف أبو بكر ، وجاء بشيء ثالث جعلها شورى بين ستة نفر، وأخرج منها جميع العرب ، ثم حظي بذلك عند العامة (فجعلهم مع ما اشربت قلوبهم من الفتنة و الضلالة أقراني)(2).
ثم بايع ابن عوف عثمان فبايعوه وقد سمعوا من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في عثمان ما سمعوا من لعنه اياه في غير موطن ، فعثمان على ما كان عليه خير منهما ، ولقد قال منذ أيام قولا وقفت له وأعجبتني مقالته ، بينما أنا قاعد عنده في بيته اذ أنته عائشة و حفصة تطلبان ميراثهما من ضياع وأموال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) التي في يديه.
فقال : لا والله ولا كرامة، لكن اجيز شهادتكما على أنفسكما ، فانكما شهدتما عند أبو يكما أنكما سمعتها من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول أنه لا يورث ما ترك فهو صدقة ، لقنتما أعرابياً جافاً يبول على عقبيه يتطهر ببوله - مالك بن الحرث بن الحدثان - فشهد معكما لا من أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ولا من الانصار أحد شهد بذلك غير أعرابي ، أما والله ما أشك فى أنه قد كذب على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وكذبتها عليه معه .
فانصرفتا من عنده تبكيان وتشتمانه ، فقال : ارجعا، أليس قد شهدتما بذلك عند أبي بكر ؟ ! قالتا : نعم ، قال : فان شهدتما بحق فلا حق لكما ، وان كنتما شهدتما بباطل فعليكما وعلى من أجاز شهادتكما على أهل هذا البيت لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين .
ص: 110
قال ثم نظر الي فتبسم وقال : يا أبا الحسن شفيتك منهما ؟
قلت : نعم والله ، و أبلغت وقلت حقاً فلا يرغم الله الا بأنفيهما ، فرققت لعثمان و علمت أنه أراد بذلك رضاي ، وأنه أقرب منهما رحماً وأكف عنا منهما ، وان كان لا عذر له ولا حجة بتأمره علينا وادعائه حقنا .
أبان ، عن سليم ، قال : سمعت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) يقول قبل وقعة صفين : ان هؤلاء القوم لن ينيبوا الى الحق ولا الى كلمة سواء بيننا وبينهم حتى يرموا بالعساكر تتبعها العساكر ، وحتى يردفوا بالكتائب تتبعها الكتائب ، وحتى يجر ببلاد الخميس تتبعها الخميس ، وحتى ترعى الخيول بنواحي أرضهم وتنزل على مسالحهم وحتى تشن الغارات عليهم من كل فج ، و حتى يلقاهم قوم صدق صبرا(1)، لا يزيدهم هلاك من هلك من قتلاهم وموتاهم في سبيل الله الا جداً في طاعة الله .
والله لقد رأيتنا مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تقتل آباؤنا و أبناؤنا وأخوالنا وأعمامنا و أهل بيوتاتنا ثم لا يزيدنا ذلك الا ايماناً وتسليماً ، وجداً في طاعة الله ، و استقلالا بمبارزة الأقران ، وان كان الرجل منا والرجل من عدونا ليتصاولان تصاول الفحلين ، ا يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس الموت ، فمرة لنا من عدونا ، و مرة لعدونا منا .
فلما ر آنها الله صدقاً صبراً ، أنزل الكتاب بحسن الثناء علينا والرضا عنا ، و أنزل علينا النصر ، ولست أقول : ان كل من كان مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كذلك ، ولكن أعظمهم وجلهم وعامتهم كانوا كذلك.
ولقد كانت معنا بطانة لا تألونا خبالا ، قال الله عز وجل : « قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر»(2)، ولقد كان منهم بعض من تفضله أنت
ص: 111
أصحابك يا ابن قیس(1) فارین فلا رمی بسهم ، و لا ضرب بسيف ، ولا طعن برمح .
اذا كان الموت والنزال لاذ وتوارى واعتل ، ولاذ، كما تلوذ النعجة العوراء لا تدفع بد لامس ، واذا لقي العدو فر ومنح العدو دبره جبناً ولؤماً ، واذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم كما قال الله : « سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير»(2).
فلا يزال قد استأذن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في ضرب عنق الرجل الذي ليس يريد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قتله فأبى عليه ، ولقد نظر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوماً وعليه السلاح تام فضحك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ثم قال يكنيه : أبا فلان اليوم يومك ، فقال الأشعث : ما أعلمني بمن تعني ، ان ذلك يفر منه الشيطان ، قال : يا ابن قيس ، لا آمن الله روعة الشيطان اذ قال .
ثم قال : ولو كنا حين كنا مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وتصيبنا الشدائد والأذى والبأس فعلنا كما تفعلون اليوم لما قام الله دين ، ولا أعز الله الاسلام، وأيم الله لتحتلبنها دماً وندماً وحسرة، فاحفظوا ما اقول لكم ، واذكروه فليسلطن عليكم شراركم والادعياء منكم ، والطلقاء والطرداء والمنافقون ، فليقتلنكم ثم لتدعن الله فلا يستجيب لكم ، ولا يرفع البلاء عنكم حتى تتوبوا وترجعوا ، فان تتوبوا وترجعوا يستنقذكم الله من فتنتهم وضلالتهم كما استنقذكم من شركم وجها لتكم.
ان العجب كل العجب من جهال هذه الامة وضلالها وقادتها وساقتها الى النار أنهم قد سمعوا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول عوداً وبدء : ما ولت امة رجلا قط أمرها وفيهم أعلم منه الا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوا ، فولوا أمرهم قبلي ثلاثة رهط ما منهم رجل جمع القرآن ، ولا يدعي أن له علماً بكتاب الله ولا سنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، وقد علموا أني أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، و أفقههم ، وأقر أهم وأقرأهم
ص: 112
لكتاب الله ، وأقضاهم بحكم الله ، و أنه ليس رجل من الثلاثة له سابقة مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ولا عناء معه في جميع مشاهده فرمی بسهم ، ولا طعن برمح و لا ضرب بسيف جبناً ولؤماً ، ورغبة في البقاء ، وقد علموا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد قاتل بنفسه فقتل ابي بن خلف ، وقتل مسجع بن عوف ، وكان من أشجع الناس ، و أشدهم لقاءاً ، وأحقهم بذلك.
وقد علموا يقيناً أنه لم يكن فيهم أحد يقوم مقامي، ولا يبارز الابطال ، ويفتح الحصون غيري ، ولا نزلت برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) شديدة قط ولا كربه أمر ولا ضيق ولا مستصعب من الأمر الا قال : أين أخي علي ، أين سيفي ، أين رمحي ، أين المفرج غمي عن وجهي ، فيقدمني ، فأتقدم فأفديه بنفسي تقدم فأفديه بنفسي ، ويكشف الله بيدي الكرب عن وجهه ، والله عزوجل ولرسوله (صلی الله علیه و آله و سلم) بذلك المن والطول حيث خصني بذلك ووفقني له ، وان بعض من سميت ما كان ذا بلاء ، ولا سابقة ، ولا مبارزة قرن ، ولا فتح ، ولا نصر غير مرة واحدة ، ثم فر ومنح عدوه دبره ورجع يجبن أصحابه ويجبنونه وقد فر مراراً ، فإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم وتغير ، وأمر ونهى.
ولقد نادى ابن عبدود يوم الخندق باسمه فحاد عنه ولاذ بأصحابه حتى تبسم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مما رأى به من الرعب وقال : أين حبيبي علي ، تقدم ياحبيبي ياعلي وقال لاصحابه الاربعة أصحاب الكتاب والرأي : والله ان ندفع محمداً اليهم برمته ونسلم من ذلك حين جاء العدو من فوقنا ومن تحتنا كما قال الله تعالى : « وزلزلوا زلزالا شديداً »(1)، وظنوا بالله الظنونا(2)، وقال « المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غروراً»(3).
ص: 113
فقال صاحبه : لا ولكن نتخذ صنماً عظيماً نعبده لأنا لا نَأْمَنُ أن يظفر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا ، و لكن يكون هذا الصنم لنا ذخراً ، فإن ظفرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أنا لن نفارق ديننا ، وان رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سراً ، فنزل جبرئيل (علیه السّلام) فأخبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) بذلك ، ثم خبر به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بعد قتلي ابن عبدود فدعاهما فقال : كم صنم عبدتما في الجاهلية ؟ فقالا : يا محمد لا تعيرنا بما مضى في الجاهلية فقال : فكم صنم تعبدان يومكما هذا ؟ فقالا : والذي بعثك بالحق نبياً ما نعبد إلا الله منذ أظهرنا من دينك ما أظهرنا.
فقال : ياعلي خذ هذا السيف فانطلق الى موضع كذا وكذا فاستخرج الصنم الذي يعبدانه ،فاهشمه فان حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه، فانكبا على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقالا : استرنا سترك الله ، فقلت : أنا لهما ، اضمنا الله ولرسوله أن لا تعبدا الا الله ولاتشر كا به شيئاً ، فعاهدا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على ذلك ، وانطلقت حتى استخرجت الصنم من موضعه وكسرت وجهه ويديه ، وجدمت رجليه ، ثم انصرفت إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فوالله لقد عرفت ذلك في وجههما حتى ماتا .
ثم انطلق هو وأصحابه حين قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فخاصموا الانصار بحقي ، فان كانوا صدقوا واحتجوا بحق أنهم أولى من الانصار لانهم من قريش ورسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من قريش ، فمن كان أولى برسول الله كان أولى بالامر ، وانما ظلموني حقي ، وان كانوا احتجوا بباطل فقد ظلموا الانصار حقهم ، والله يحكم بيننا وبين من ظلمنا وحمل الناس على رقابنا .
والعجب لما قد اشربت قلوب هذه الامة من حبهم وحب من صدهم عن سبيل ربهم وردهم عن دينهم ، والله لو أن هذه الامة قامت على أرجلها على التراب ، ووضعت الرماد على رؤوسها ، وتضرعت الى الله ، ودعت الى يوم القيامة على من أضلهم ، وصدهم عن سبيل الله ، ودعاهم الى النار ، وعرضهم لسخط ربهم ، وأوجب
ص: 114
عليهم عذابه بما أجر موا اليهم لكانوا مقصرين في ذلك، وذلك أن المحق الصادق والعالم بالله ورسوله يتخوف ان غير شيئاً من بدعهم وسننهم وأحداثهم وعادته العامة ، ومتى فعل شاقوه وخالفوه ، وتبرأوا منه وخذلوه ، وتفرقوا عن حقه ، وان أخذ بيدعهم و أقر بها ، وزينها ودان بها ، أحبته وشرفته وفضلته.
والله لو ناديت في عسكري هذا بالحق الذي أنزل الله على نبيه ، وأظهرته و دعوت اليه ، وشرحته و فسرته على ما سمعت من نبي الله (علیه السّلام) فيه ، ما بقي فيه الا أقله وأذله وأرذله ، ولاستوحشوا منه ، ولتفرقوا عني ، ولولا عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الي ، وسمعته منه ، و تقدم الي فيه ، لفعلت، ولكن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد قال : يا أخي كلما اضطر اليه العبد فقد أحله الله له وأباحه اياه ، وسمعته يقول : ان التقية من دين الله ، ولا دين لمن لا تقية له ( ثم أقبل علي فقال : ادفعهم بالراح دفعاً ، عني ثلثان من حي وثلث مني ، فان عوضني ربي فاعذرني )(1).
وقال للحكمين حين بعثهما : احكما بكتاب الله وسنة نبيه ، وان كان فيهما حز حلقي ، فانه من قادها الى هؤلاء فان ( نيتهم أخبثت)(2)، فقال له رجل من الانصار وفي رواية اخرى : فلقيه صديق له من الانصار فقال - : ما هذا الانتشار الذي بلغني عنك ، ماكان أحد من الامة أضبط للامر منك ، فما هذا الاختلاف والانتشار ؟! فقال علي (علیه السّلام): أنا صاحبك الذي تعرف ، الا أني قد بليت بأخابث من خلق الله ، اريدهم على الأمر فيأبون ، فان تابعتهم على ما يريدون تفرقوا عني.
أبان ، عن سليم ، قال : أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه فنزل العسكر قريباً من دير نصراني، اذ خرج علينا من الدير شيخ كبير، جميل حسن الوجه، حسن الهيئة والسمت، ومعه كتاب في يده حتى أتى أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -
ص: 115
فسلم عليه بالخلافة ، فقال له علي (علیه السّلام): مرحباً يا أخي شمعون بن حمون ، كيف حالك رحمك الله ؟ فقال : بخير يا أمير المؤمنين ، و سيد المسلمين ، ووصي رسول رب العالمين اني من نسل حواري أخيك عيسى بن مريم (علیه السّلام)- وفي رواية اخرى : أنا من نسل حواري أخيك عيسى بن مريم صلوات الله عليه - من نسل شمعون بن - يوحنا ، وكان أفضل حواري عيسى بن مريم الاثني عشر وأحبهم اليه ، وآثرهم عنه ، واليه أوصى عيسى ، واليه دفع كتبه وعلمه وحكمته .
فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين بملنه ، لم يكفروا ، ولم يبدلوا، ولم يغيروا، و تلك الكتب عندي املاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده ، وفيه كل شيء يفعل الناس من بعده ، ملك ملك، وما يملك، وما يكون في زمان كل ملك منهم ، حتى يبعث الله رجلا من العرب من ولد اسماعيل بن ابراهيم خليل الله ، من أرض تدعى تهامة ، من قرية يقال لها : مكة ، يقال له : أحمد ، الانجل العينين ، المقرون الحاجبين ، صاحب الناقة والحمار ، والقضيب و التاج يعني العمامة ، له اثنا عشر اسماً ، ثم ذكر مبعثه ومولده وهجرته، ومن - يقاتله ، و من ينصره، ومن يعاديه ، وكم يعيش ، وما تلقى امته بعده الى أن ينزل الله عيسى بن مريم من السماء .
فذكر في الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد اسماعيل(1) بن ابراهيم خليل الله صلى الله عليهم، هم خير من خلق الله ، و أحب من خلق الله الى الله، وان الله ولي من والاهم وعدو من عاداهم ، من أطاعهم اهتدى ، ومن عصاهم ضل ، طاعتهم لله طاعة ، و معصيتهم لله معصية ، مكتوبة فيه أسماؤهم وأنسابهم ونعتهم ، وكم يعيش كل رجل منهم ، واحد أبعد واحد ، و كم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه ، ومن يظهر حتى ينزل الله عيسى - صلى الله عليه - على آخرهم فيصلي عيسى خلفه ، ويقول : انكم أئمة لا ينبغي لاحد أن يتقدمكم ، فيتقدم فيصلي بالناس و عيسى خلفه الى الصف الأول، أولهم وأفضلهم وخيرهم ، له مثل أجورهم واجور من أطاعهم واهتدى بهداهم .
ص: 116
أحمد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، واسمه محمد وياسين والفتاح ، والخاتم ، والحاشر، والعاقب ، والماحي وفي نسخة اخرى ، مكان الماحي : الفتاح والقائد - ،وهو نبي الله ، وخليل الله ، وحبيب الله ، وصفيه ، وأمينه ، وخيرته ، يرى تقلبه في الساجدين - وفي : نسخة اخرى : يراه تقلبه في الساجدين - يعني في أصلاب النبيين ، ويكلمه برحمته ، فيذكر اذا ذكر ، وهو أكرم خلق الله على الله ، وأحبهم الى الله، لم يخلق الله خلقاً ، ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلا ، آدم، فمن سواه ، خيراً عند الله ولا أحب الى الله منه ، يقعده يوم القيامة على عرشه ، يشفعه في كل من شفع فيه باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ في ام الكتاب
ثم أخوه صاحب اللواء الى يوم المحشر الاكبر ، ووصيه وخليفته في امته أحب خلق الله الى الله ،بعده علي بن أبي طالب، ولي كل مؤمن بعده ، ثم أحد عشر اماماً من ولد محمد وولد أول الاثني عشر ، اثنان سميا ابني هارون شبر و شبير وفي نسخة اخرى : ثم أحد عشر من ولده وولد ولده ، أولهم ،شبر، والثاني شبير ، وتسعة من شبير واحداً بعد واحد؛ وفي النسخة الأولى وتسعة ولد أصغرهما وهو الحسين، واحداً بعد واحد - آخرهم الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ، فيه تسمية كل من يملك منهم ، ومن يستتر بدينه ، ومن يظهر، فأول من يظهر منهم يملا جميع بلاد الله قسطاً وعدلا ، ويملك ما بين المشرق والمغرب، حتى يظهره الله على الاديان كلها.
فلما بعث النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وأبي حي، صدق به ، و آمن به ، وشهد أنه رسول الله ، و كان شيخاً كبيراً ، ولم يكن به شخوص فمات وقال: يابني ، ان وصي محمد وخليفته الذي اسمه في الكتاب ونعته سيمر بك اذا مضى ثلاثة من أئمة الضلالة ، يسمون بأسمائهم وقبائلهم ، فلان وفلان وفلان ، ونعتهم ، وكم يملك كل واحد منهم، فاذا مر بك فاخرج اليه وبايعه ، و قاتل معه عدوه ، فان الجهاد كالجهاد مع مع محمد ، والموالي له كالموالي لمحمد ، والمعادي له كالمعادي لمحمد.
ص: 117
وفي هذا الكتاب يا أمير المؤمنين أن اثني عسر اماماً من قريش ، ومن قومه معه من أئمة الضلالة يعادون أهل بيته ، ويمنعونهم حقهم، ويطردونهم ويحرمونهم ، ويتبرأون منهم ، ويخيفونهم ، مسمون واحداً واحداً بأسمائهم ونعتهم ، وكم يملك كل واحد منهم ، وما يلقى منهم ولدك وأنصارك وشيعتك من القتل والحرب والبلاء والخوف ، وكيف بديلكم الله منهم ومن أوليائهم وأنصارهم ، وما يلقون من الذل والحرب والبلاء والخزي والقتل والخوف منكم أهل البيت.
يا أمير المؤمنين، ابسط يدك ابايعك ، فاني أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وأشهد أنك خليفة رسول الله في امته ، ووصيه ، وشاهده على خلقه ، وحجته في أرضه ، وأن الاسلام دين الله ، واني أبرأ من كل دين خالف دين الاسلام ، فانه دين الله الذي اصطفاه لنفسه، ورضيه لاوليائه ، وانه دين عيسى بن مريم ومن كان قبله من أنبياء الله ورسله، وهو الذي دان به من مضى من آبائي ، و اني أتولاك وأتولى أولياءك ، وأبرأ من عدوك ، وأتولى الأئمة من ولدك ، و أبرأ من عدوهم وممن خالفهم و برىء منهم ، وادعى حقهم وظلمهم من الأولين والآخرين، ثم تناول يده وبايعه.
ثم قال له أمير المؤمنين (علیه السّلام): ناولني كتابك ، فناوله اياه ، فقال علي (علیه السّلام) لرجل من أصحابه : قم مع الرجل فانظر ترجماناً يفهم كلامه فلينسخه لك بالعربية فلما أتاه به قال لابنه الحسن : يا بني ائتني بالكتاب الذي دفعته اليك ، يابني اقرأه وانظر أنت يا فلان في نسخة هذا الكتاب فانه خطي بيدي ، و املاء رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقرأه فما خالف حرفاً واحداً ليس فيه تقديم ولا تأخير ، كأنه املاء واحد على رجلين ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : الحمد لله الذي لو شاء لم تختلف الامة ولم تفترق ، والحمد لله الذي لم ينسني ، ولم يضع أمري ، ولم يحمل ذكري عنده و عند أوليائه اذصغر وخمل ذكر أولياء الشيطان وحزبه، ففرح بذلك من حضر من شيعة علي (صلی الله علیه و آله و سلم) وشكر ، وساء ذلك كثيراً ممن حولسه حتى عرفنا ذلك في وجوههم
ص: 118
و ألوانهم.
أبان ، عن سليم بن قيس ، قال : صعد أمير المؤمنين (علیه السّلام) المنبر فحمد الله و أثنى عليه ، وقال(1): أيها الناس (أنا الذي فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترى عليها غيري ، وأيم الله لو لم أكن فيكم لما قوتل أهل صفين ولا أهل النهروان ، وأيم الله لولا أن تتكلموا وتدعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) لمن قاتلهم مستبصراً في ضلالتهم عارفاً بالهدى الذي نحن عليه )(2).
ثم قال (علیه السّلام) : سلوني عما شئتم(3) قبل أن تفقدوني ، فوالله اني بطرق السماء أعلم مني بطرق الارض ، أنا (يعسوب المؤمنين ، وأول السابقين ، وامام المتقين)(4)
ص: 119
وخاتم الوصيين(1)، ووارث النبيين(2)، وخليفة رب العالمين ، أنا ديان الناس يوم القيامة ، وقسيم الله بين أهل الجنة والنار(3)، وأنا الصديق الاكبر، والفاروق(4) الذي أفرق بين الحق والباطل ، وان عندي علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب ، ومامن آية نزلت الا وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت .
أيها الناس ، انه وشيك أن تفقدوني ، اني مفارقكم ، واني ميت أو مقتول ، ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها - وفي رواية اخرى : ما ينتظر أشفاها أن يخضب هذه من دم هذا - يعني لحيته من دم رأسه ؟ !
والذي فلق الحب وبرأ النسمة وفي نسخة اخرى : والذي [نفسي] بيده لا تسألوني عن فئة تبلغ ثلاثمائة فما فوقها مما بينكم وبين قيام الساعة الا نبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها، وبخراب العرصات متى تخرب ومتى تعمر بعد خرابها الى يوم القيامة .
ص: 120
فقام رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن البلايا ؛ فقال : اذا سأل سائل فليعقل، واذا سأل مسؤول فليلبث ، ان من ورائكم اموراً ملتجة مجلجلة(1)، و بلاءاً مكلحاً مبلحاً ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لوقد فقدتموني ونزلت عزائم الأمور وحقائق البلاء، لقد أطرق كثير من السائلين، واشتغل كثير من المسؤولين وفي نسخة اخرى: وفشل كثير من المسؤولين - ،وذلك اذا ظهرت حربكم وتصلت عن ناب ، وقامت على ساق ، وصارت الدنيا بلاءاً عليكم ، حتى يفتح الله لبقية الأبرار.
فقام رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، حدثنا عن الفتن ؛ فقال (علیه السّلام): ان الفتن اذا أقبلت شبهتوفي رواية اخرى اشبهت واذا أدبرت أسفرت ، وان الفتن لها موج كموج البحر، واعصار كاعصار الريح ، تصيب بلداً وتخطىء الاخر ، فانظروا أقواماً كانوا أصحاب الرايات يوم بدر فانصر وهم تنصروا وتؤجروا وتعذروا، الا أن أخوف الفتن عليكم من بعدي فتنة بني امية ، انها فتنة عمياء صماء ، مطبقة مظلمة ، عمت فتنتها ، وخصت بليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمى عنها ، أهل باطلها ظاهرون على أهل حقها، يملاون الارض بدعاً وظلماً وجوراً ، و أول من يضع جبروتها ، ويكسر عمودها ، وينزع أو تادها، الله رب العالمين وقاصم الجبارين . ألا انكم ستجدون بني امية أرباب سوء بعدي كالناب الضروس، تعض بفيها ، وتخيط بيديها ، وتضرب برجليها ، وتمنع درها ، وأيم الله لا تزال فتنتهم حتى لا تكون نصرة أحدكم لنفسه الا كنصرة العبد لنفسه من سيده ، اذا غاب سبه ، و اذا حضر أطاعه ، - وفي رواية اخرى : يسبه في نفسه - ، - وفي رواية : وأيم الله لسو شرد و کم تحت كل كوكب لجمعكم الله لشر يوم لهم -.
فقال الرجل : فهل من جماعة يا أمير المؤمنين بعد ذلك ؟ قال : انها ستكون
ص: 121
جماعة شتى ، عطاؤكم و حجكم وأسفار كم والقلوب مختلفة .
قال : قال واحد : كيف تختلف القلوب ؟ ! قال : هكذا - و شبك بين أصابعه - .
ثم قال : يقتل هذا هذا ، وهذا هذا ، هرجا هرجا، ويبقى طغام جاهلية ، ليس فيها منار هدى ، ولا علم ،بری ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ، و لسنا فيها بدعاة .
قال : فما أصنع في ذلك الزمان يا أمير المؤمنين ؟ قال : انظروا أهل بيت نبيكم فان لبدوا [فالبدوا] ، وان استنصر و كم فانصر وهم تنصروا وتعذروا ، فانهم لن يخرجوكم من هدى، ولن يدعوكم الى ردى ، ولا تسبقوهم بالتقدم فيصر عكم البلاء ، و تشمت بكم الأعداء .
قال : فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يفرج الله برجل من بيتي کانفراج الاديم من بيته ، ثم يرفعون الى من يسومهم خسفاً ، ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف ، هرجا هرجاً ، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ، حتى قريش(1) بالدنيا وما فيها أن يروني مقام واحد فاعطيهم و آخذ منهم بعض ما قد منعوني ، وأقبل منهم بعض ما يرد عليهم حتى يقولوا : ما هذا من قريش ! لو كان هذا من قريش ومن ولد فاطمة لرحمنا ! يغر(2) به الله بني امية فيجعلهم تحت قدميه ويطحنهم طحن الرحى ( ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا»(3).
أما بعد : فانه لابد من رحى تطحن ضلالة ، فاذا طحنت قامت على قطبها ،
ص: 122
ألا وان لطحنها ،روقاً، وان روقها حدها وعلى الله فلها ، ألا واني وأبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراً ، وأعلمهم كباراً ، معنا راية الحق والهدى ، من سبقها مرق ، ومن خذلها محق ، ومن لزمها لحق - وفي رواية اخرى : ومن لزمها سبق.
انا أهل بيت من علم الله علمنا ، ومن حكم الله الصادق قبلنا، ومن قول الصادق سمعنا، فان تتبعونا تهتدوا ببصائرنا ، وان تتولوا عنا يعذبكم الله بأيدينا أو بما شاء ، نحن افق الاسلام، بنا يلحق المبطىء، والينا يرجع التائب ، والله لولا أن تستعجلوا ويتأخر الحق لنبأتكم بما يكون في شباب العرب والموالي ، فلا تسألوا أهل بيت محمد العلم قبل أبانه ، ولا تسألوهم المال على العسر فتبخلوهم ، فانه ليس منهم البخل ، وكونوا أحلاس البيوت، ولا تكونوا عجلا بذر(1)، كونوا من أهل الحق تعرفوا به وتتعارفوا عليه ، فان الله خلق الخلق بقدرته ، وجعل بينهم الفضائل بعلمه و جعل منهم عباداً اختارهم لنفسه ليحتج بهم على خلقه ، فجعل علامة من أكرم منهم طاقته ، وعلامة من أهان منهم معصيته، وجعل ثواب أهل طاعته النضرة في وجهه في دار الامن والخلد الذي لا يروع أهله ، وجعل عقوبة أهل معصيته ناراً تأجج لغضبه ، « وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»(2).
يا أيها الناس انا أهل بيت بنا ميز الله الكذب، وبنا يفرج الله الزمان الكلب ، وبنا ينزع الله ربق الذل من أعناقكم ، وبنا يفتح الله ، وبنا يختم الله ، فاعتبروا بنا وبعدونا ، وبهدانا و بهداهم، وبسيرتنا وسيرتهم، وميتتنا وميتتهم ، يموتون بالدال والفرح والدبيلة ، ونموت بالبطن والقتل والشهادة .
ثم التفت الى بنيه ، فقال : يا بني ليبر صغاركم كباركم وليرحم كبار كم صغاركم ، ولا تكونوا أمثال السفهاء الجفاة الجهال ، الذين لا يعطون في الله اليقين كبيض بيض في
ص: 123
داح ، ألا ويح للفراخ فراخ آل محمد من خليفة مستخلف، عتريف مترف ، يقتل خلفي و خلف الخلف بعدي .
أما والله لقد علمت تبليغ الرسالات، وتنجيز العدات ، وتمام الكلمات، وفتحت لي الاسباب واجري لي السحاب ، ونظرت في ملكوت ، لم يعزب عني شيء فات، و لم يفتني ما سبقني ، ولم يشركني أحد فيما أشهدني ربي يوم يقوم الاشهاد، وبي يتم الله موعده ويكمل كلماته ، وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلفه ، وأنا الاسلام الذي ارتضاه لنفسه، كل ذلك من الله به علي وأذل به منكبي ، وليس امام الا وهو عارف أهل ولايته ، وذلك قول الله عز وجل : « انما أنت منذر ولكل قوم هاد »(1)، ثم نزل صلى الله عليه و آله الطاهرين الاخيار وسلم تسليماً كثيراً .
(24) قال سليم بن قيس : سمعت أبا الحسن (علیه السّلام) يحدثني ويقول(2): ان النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : ( منهومان لا يشبعان، منهوم في الدنيا لا يشبع منها ، ومنهوم في العلم لا يشبع منه فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم ، ومن تناولها من غيرها حلها هلك ، الا أن يتوب ويراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا ، ومن أراد به الدنيا هلك وهو حظه)(3).
(والعلماء عالمان : عالم عمل بعلمه فهو ناج، وعالم تارك لعلمه فهو هالك ، ان أهل النار ليتأذون من نتن ريح العالم التارك لعلمه ، وان أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبداً إلى الله فاستجاب له ، فأطاع الله فدخل الجنة ، وعصى الله الداعي
ص: 124
فادخل النار بتركه علمه و اتباعه هواه ، وعصيانه الله ، انما هما اثنان : اتباع الهوى و طول الامل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، و أما طول الامل فينسى الآخرة . ان الدنيا قد ترحلت مديرة ، وان الأخرة قد ترحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ان استطعتم(1)، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فانما اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل.
وانما ابتداء وقوع الفتن من أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله ، يتولى فيها رجال رجالا ، ويبرأ رجال من رجال الا ان الحق لو خلص لم يكن فيه اختلاف ، وان الباطل لو خلص لم يخف على ذي حجى ، ولكن يؤخذ من هذا ضغت و من هذا ضغث فيمزجان فيحسبان (فنتجان معاً / خ ل) ، فهنالك استولى الشيطان على أوليائه ، ونجا الذين سبقت لهم منا الحسنى.
اني سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : كيف بكم اذا لبستكم فتنة - وفي رواية اخرى: فتن يربو فيها الوليد ، ويزيد فيها الكبير وفي رواية اخرى يهرم فيها الكبير ويجري الناس عليها فيتخذونها سنّة ، فاذا غير منها شيء قيل : ان الناس قد أتوا منكراً وفي رواية : قيل : غيرت السنة ، ثم يشتد البلاء وفي رواية : تشتد البلية وتسبى الذرية ، وتدقهم الفتن كما تدق النار الحطب ، وكما تدق الرحى بثقالها ، يتفقه الناس لغير الدين ، ويتعلمون لغير العمل ، ويطلبون الدنيا بعمل الاخرة وفي رواية اخرى : ويطلبون الدنيا بالدين -.
ثم أقبل بوجهه على ناس من أهل بيته وشيعته ، فقال : لقد عملت الائمة قبلي بامور عظيمة خالفت فيها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) متعمدين ، لو حملت الناس على تركها وتحويلها عن موضعها الى ما كانت تجري عليه على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لتفرق عني جندي،
ص: 125
حتى لا يبقى في عسكري غيري وقليل من شيعتي الذين انما عرفوا فضلي وامامتي من كتاب الله وسنة نبيه لا من غيرهما ، أرأيتم لو أمرت بمقام ابراهيم (علیه السّلام) فرددته الى المكان الذي وضعه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ورددت فدك الى ورثة فاطمة (عليها السلام)، ورددت صاع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ومده الى ما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لاهلها - وفي رواية اخرى : أقطعها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أقواماً لم يوف لهم - ، ورددت دار جعفر ابن أبي طالب الى ورثته وهدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من قضى من كان قبلي يجور ، ورددت ما قسم من أرض خبير، ومحوت ديوان الاعطية ، وأعطيت كما كان يعطي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ولم أجعله دولة بين الاغنياء وسبيت ذراري بني تغلب، وأمرت الناس أن لا يجمعوا في شهر رمضان الا في فريضة لنادى بعض الناس(1) من أهل العسكر ممن يقاتل معي : يا أهل الاسلام ! وقالوا : غيرت سنة عمر ، نهينا (ينهانا / خ ل) أن نصلي في شهر رمضان تطوعاً حتى خفت أن يثوروا في ناحية عسكري.
بؤسى لما لقيت من هذه الأمة بعد نبيها من الفرقة وطاعة أئمة الضلال والدعاة الى النار ، ولم أعط سهم ذي القربى الا من أمر الله باعطائه ، الذين قال الله : « ان كنتم آمنتم بالله وما انزل على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان»(2)، فنحن الذين(3) عنى الله بذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، كل هؤلاء منا خاصة ،
ص: 126
لانه لم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيباً ، وأكرم الله نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) وأكرمنا أن لا يطعمنا أوساخ الناس.
(25) أبان ، عن سليم ، قال : شهدت(1) أبا ذر [قد] مرض مرضاً على عهد عمر في امارته ، فدخل عليه عمر يعوده - وعنده أمير المؤمنين (علیه السّلام) وسلمان والمقداد ، وقد أوصى أبو ذر الى علي (علیه السّلام) وكتب وأشهد ، فلما خرج عمر قال رجل من أهل أبي ذر - من بني عمه بني غفار : ما منعك أن توصى الى أمير المؤمنين عمر ؟!
قال : قد أوصيت الى أمير المومنين حقاً ، أمرنا به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ونحن ثمانون رجلا من العرب وأربعون رجلا من العجم ، فسلمنا على علي (علیه السّلام) بامرة المؤمنين ، فينا هذا القائم الذي سميته أمير المؤمنين ، وما أحد من العرب ولا من الموالي العجم راجع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الا هذا وصويحبه الذي استخلفه ، فانهما قالا : أحق من الله ورسوله ؟ ! قال : اللهم نعم ، حق من الله ورسوله ، أمرني الله بذلك فآمركم به .
قال سليم : فقلت : يا أبا الحسن وأنت ياسلمان وأنت با مقداد تقولون كما قال أبو ذر ؟ قالوا : نعم صدق ، قلت : أربعة عدول ، ولو لم يحدثني غير واحد ما شككت في صدقه ، ولكن أربعتكم أشد لنفسي وبصيرتي ، قلت : أصلحك الله ، أتسمون الثمانين ؟ فسماهم سلمان رجلا رجلا، فقال علي (علیه السّلام) و أبو ذر والمقداد : صدق سلمان رحمة الله ومغفرته عليهم - ، فكان من سمى أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة ، ومعاذ، وسالم، والخمسة من أصحاب الشورى وفي رواية اخرى والخمسة أصحاب الصحيفة ، و عمار بن ياسر، وسعد بن عبادة، والباقي من أصحاب العقبة وفي رواية : والنقباء من أصحاب العقبة - ، وابي بن كعب ، وأبوذر ، والمقداد ، وبقية جلهم وأعظمهم من أهل
ص: 127
بدر؛ وأعظمهم من الانصار فيهم أبو الهيثم بن التيهان ، وخالد بن زيد ، وأبو أيوب ، واسيد بن خضير ، وبشير بن سعد.
قال سليم : فأظن أني قد لقيت عامتهم فسألتهم وخلوت بهم رجلا رجلا، فمنهم من سكت عني فلم يجبني بشيء و كتمني ، ومنهم من حدثني ، ثم قال : أصابتنا فتنة أخذت بقلوبنا وأسماعنا وأبصارنا، وذلك لما ادعى أبو بكر أنه سمع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول بعد ذلك : انا أهل بيت أكرمنا الله واختار لنا الآخرة على الدنيا(1)، وان الله أبى أن يجمع لنا أهل البيت النبوة و الخلافة » ، فاحتج بذلك أبوبكر على علي (علیه السّلام) حين جيء به البيعة، وصدقه وشهد له أربعة كانوا عندنا خياراً غير متهمين : أبو عبيدة ، وسالم ، وعمر ، ومعاذ ، ظننا أنهم قد صدقوا .
فلما بايع علي(علیه السّلام) خبرنا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال ما قاله، وأخبر أن هولاء الخمسة كتبوا بينهم كتاباً تعاهدوا فيه وتعاقدوا في ظل الكعبة ان مات محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) أو قتل أن يتظاهروا على علي (علیه السّلام) فيزوون عنه هذا الأمر ، واستشهدوا أربعة : سلمان ، وأبوذر والمقداد، ، والزبير ، وشهدوا بعدما وجبت في أعناقنا لابي بكر بيعته الملعونة الضالة، فعلمنا أن علياً (علیه السّلام) لم يكن ليروي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) باطلا ، وشهد له الاخيار من أصحاب محمد (صلی الله علیه و آله و سلم).
فقال جل من قال هذه المقالة إنا تدبّرنا الأمر بعد ذلك فذكرنا قول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ونحن نسمع : ان الله يحب أربعة من أصحابي وأمرني بحبهم ، وان الجنة تشتاق اليهم(2)،
ص: 128
فقلنا : من هم يارسول الله ؟ فقال : أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي و ولي كل مؤمن بعدي علي بن أبي طالب، وسلمان الفارسي ، و أبوذر ، والمقداد ابن الاسود وفي رواية : أنه قال : ألا ان علياً منهم ، ثم سكت ثم قال : ألا ان علياً منهم ، وأبو ذر ، وسلمان ، والمقداد - ؛ وانا نستغفر الله ونتوب اليه مما ركبناه ومما أتيناه ، قد سمعنا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول قولا لم نعلم تأويله ومعناه الا أخيراً .
قال : ليردن على الحوض أقوام ممن صحبني ومن أهل المكانة مني والمنزلة عندي حتى اذا وقفوا على مراتبهم اختلسوا دوني(1) وفي رواية : اختلجوا دوني واخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يارب أصحابي، أصحابي ؟ فيقال لي: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، انهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم القهقرى منذ فارقتهم(2)؛ و لعمرنا لو أنا حين قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سلمنا الامر الى علي (علیه السّلام) و أطعناه وتابعناه و
ص: 129
بايعناه لرشد نا واهتدينا ووفقنا ، ولكن الله قضى الاختلاف والفرقة والبلاء فلا بد من أن يكون ما علم الله وقضى وقدر .
(26) سليم بن قيس، قال : شهدت أبا ذر بالربذة حين سيره عثمان أوصى الى علي (علیه السّلام) في أهله وماله ، فقال له قائل : لو كنت أوصيت الى أمير المؤمنين عثمان ؟(1) فقال : قد أوصيت الى أمير المؤمنين حقاً ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، سلمنا عليه بامرة المؤمنين على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بأمر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال لنا : سلموا على أخي و وزيري ووارثي وخليفتي في امتي، وولي كل مؤمن بعدي بامرة المؤمنين فانه زر الارض(2) الذي تسكن اليه، ولو قد فقدتموه أنكرتم الارض وأهلها .
فرأيت عجل هذه الأمة وسامريها راجعا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقالا : حق من الله و رسوله ؟! فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ثم قال : حق من الله ورسوله ، أمرني الله بذلك ؛ فلما له سلما عليه أقبلا على أصحابهما معاذ وسالم وأبي عبيدة حين خرجا من بيت علي (علیه السّلام) من بعدما سلمنا عليه ، فقالا لهم : ما بال هذا الرجل ما زال يرفع خسيسة ابن عمه(3)؛ و قال أحدهما : انه ليحسن أمر ابن عمه ، وقال الجميع : ما لنا عنده خير ما بقي علي.
ص: 130
قال : فقلت : يا أبا ذر هذا التسليم بعد حجة الوداع أو قلبها ؟ فقال : أما التسليمة الأولى فقبل حجة الوداع ، وأما التسليمة الاخرى فبعد حجة الوداع ؛ قلت: فمعاقدة هؤلاء الخمسة متى كانت ؟ قال : في حجة الوداع ؛ قلت: أخبرني أصلحك الله عن الاثني عشر أصحاب العقبة المتلثمين الذين أرادوا أن ينفروا برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الناقة ، ومتى كان ذلك؟ قال: بغدير خم مقبل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من حجة الوداع؟ قلت: أصلحك الله ، تعرفهم ؟ قال : اي والله كلهم ؛ قلت : من أين تعرفهم وقد أسرهم رسول الله الى حذيفة ؟ ! قال : عمار بن ياسر كان قائداً وحذيفة سائقاً ، فأمر حذيفة بالكتمان ولم يأمر بذلك عماراً .
قلت : تسميهم لي ؟ قال : خمسة أصحاب الصحيفة ، وخسمة أصحاب الشورى(1)، وعمرو بن العاص، ومعاوية ؛ قلت : أصلحك الله كيف تردد عمار و حذيفة في أمرهم بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين رأياهم - وفي رواية اخرى : فكيف نزل عمار و حذيفة في أمرهم بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ قال : انهم أظهروا التوبة والندامة بعد ذلك، و ادعى عجلهم منزلة ، وشهد لهم سامريهم والثلاثة معهم بأنهم سمعوا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول ذلك ، فقالوا : لعل أمر حدث بعد الأول، فشكا فيمن شك منهم، إلا أنهما تابا وعرفا وسلما .
قال سليم بن قيس : فلقيت عماراً في خلافة عثمان بعدما مات أبو ذر فأخبرته بما قال أبو ذر فقال : صدق أخي، انه لابر و أصدق من أن يحدث عن عمار بما لا يسمع منه ؛ فقلت أصلحك الله بما تصدق أبا ذر؟ قال : أشهد لقد سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ولا أبر ، قلت : يا نبي الله ، ولا أهل بيتك ؟ قال : انما أعني غيرهم من الناس ؛ ثم
ص: 131
لقيت حذيفة بالمدائن - رحلت اليه من الكوفة - فذكرت له ما قال أبو ذر ، فقال : سبحان الله ، أبو ذر أصدق وأبر من أن يحدث عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بغير ما قال(1).
(27) أبان ، عن سليم ، قال : حدثني علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه وسلمان وأبو ذر والمقداد، وحدث أبو الجحاف داود بن أبي عوف العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري ، قال : دخل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على ابنته فاطمة (عليها السلام) وهي توقد تحت قدر لها تطبخ طعاماً لاهلها ، وعلي (علیه السّلام) في ناحية البيت نائم، والحسن والحسين - صلوات الله عليهما - نائمان الى جنبه .
فقعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مع ابنته يحدثها - وفي رواية اخرى : مع فاطمة (عليها السلام) يحدثها - وهي توقد تحت قدرها ليس لها خادم ، اذ استيقظ الحسن الثلا فأقبل على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال : يا أبت اسقني - وفي رواية اخرى : يا جداه اسقني - ، فأخذه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ثم قام الى لقحة(2) كانت له فاحتلبها بيده ، ثم جاء بالعلبة(3) صلى الله عليه وسلم وعلى اللبن رغوة ليناوله الحسن (علیه السّلام) فاستيقظ الحسين ، فقال : يا أبت اسقني ، فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): يا بني أخوك وهو أكبر منك و قد استسقاني قبلك ، فقال الحسين (علیه السّلام): اسقني قبله ، فجعل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يرقبه ( يقبله / خ ل ) وبلين له ، ويطلب له أن يدع أخاه يشرب و الحسين (علیه السّلام) يأبى.
فقالت فاطمة (عليها السلام): يا أبت كان الحسن أحبهما اليك ؟ قال (صلی الله علیه و آله و سلم): ما هو بأحبهما الي، وانهما عندي لسواء، غير أن الحسن استسقاني أول مرة ، واني واياك واياهما وهذا الرافد في الجنة لفي منزل واحد ودرجة واحدة ، قال : وعلي (علیه السّلام) نائم لا يدري بشيء من ذلك .
ص: 132
قال: ومر بهما رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ذات يوم وهما يلعبان فأخذهما رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فاحتملهما ووضع كل واحد منهما على عاتقه ، فاستقبله رجل فقال وفي رواية اخرى: فوضع أحدهما على منكبه الايمن والاخر على منكبه الايسر ، ثم أقبل بهما فاستقبله أبو بكر ، فقال - : لنعم الراحلة أنت - وفي رواية اخرى : نعم المركب ركبتها يا غلامین ، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ونعم الراكبان هما(1)، ان هذين الغلامين ريحانتاي من الدنيا(2).
قال : فلما أتى بهما منزل فاطمة (عليها السلام) أقبلا يصطرعان فجعل رسول الله يقول: هي(3) يا حسن ، فقالت فاطمة (عليها السلام): يا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، أتقول هي يا حسن» وهو أكبر منه ؟! فقال (صلی الله علیه و آله و سلم): هذا جبرئيل يقول «هي يا حسين»(4)، فصرع الحسين الحسن .
ص: 133
قال : ونظر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) اليهما يوماً وقد أقبلا فقال : هذان و الله سیدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ، ان أخير الناس عندي وأحبهم الي وأكرمهم علي أبو كما ثم امكما ، وليس عند الله أحد أفضل مني وأخي ووزيري وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، ألا انه خليلي ووزيري وصفيي و خليفتي من بعدي، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي .
فإذا هلك فابني الحسن من بعده ، فإذا هلك فابني الحسين من بعده ، ثم الائمة من عقب الحسين - وفي رواية اخرى : ثم الائمة التسعة من عقب الحسين - ، الهداة المهتدون ، هم مع الحق والحق معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم الى يوم القيامة ، وهم زر الارض الذين تسكن اليهم الأرض ، وهم حبل الله المتين ، وهم عروة الله الوثقى التي لا انفصام لها ، وهم حجج الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه ، وخزنة علمه ، ومعادن حكمته ، وهم بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق ، وهم بمنزلة باب حطة في بني اسرائيل(1) من دخله كان مؤمناً ، ومن خرج منه كان كافراً ، فرض الله في الكتاب طاعتهم وأمر فيه بولايتهم من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله.
قال : وكان الحسين (علیه السّلام) يجيء إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهو ساجد فيتخطى الصفوف حتى يأتي النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) فيركب ظهره(2)، فيقوم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقد وضع يده على ظهر
ص: 134
الحسين (علیه السّلام) ويده الأخرى على ركبته حتى يفرغ من صلاته.
و كان الحسن (علیه السّلام) يأتيه وهو على المنبر يخطب فيصعد اليه فيركب على عاتق النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) و يدلي رجليه على صدر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى يرى بريق خلخاله ، ورسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يخطب ، فيمسكه كذلك حتى يفرغ من خطبته.
(28) آبان ، عن سليم ، قال : بلغ أمير المؤمنين ، قال : بلغ أمير المؤمنين – صلوات الله عليه - أن عمرو بن العاص خطب الناس بالشام فقال : بعثني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على جيشه فيه أبو بكر وعمر ، فظننت أنه انما بعثني لكرامتي عليه ، فلما قدمت قلت : يا رسول الله ، أي الناس أحب اليك ؟ فقال : عائشة ؛ قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها .
أيها الناس، وهذا علي يطعن على أبي بكر وعمر وعثمان، وقد سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ان الله ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه ، وقال في عثمان : ان الملائكة لتستحي من عثمان، وقد سمعت علياً والا فصمتا - يعني اذنيه يروي على عهد عمر أن نبي الله نظر الى أبي بكر و عمر مقبلين فقال: ياعلي ، هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين منهم والمرسلين(1)، ولا تحدثهما بذلك فيهلكا.
فقام علي النار فقال : العجب لطغاة أهل الشام حيث يقبلون قول عمرو ويصدقونه ! وقد بلغ من حديثه وكذبه وقلة ورعه أن يكذب على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقد لعنه سبعين لعنة ، ولعن صاحبه الذي يدعو اليه في غير موطن ، وذلك أن هجا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بقصيدة سبعين بيتاً ، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): اللهم انى لا أقول الشعر ، ولا أحله ، فالعنه أنت وملائكتك بكل بيت لعنة تترى على عقبه الى يوم القيامة .
ثم لما مات ابراهيم ابن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قام فقال : ان محمداً قدصار أبتر
ص: 135
لا عقب له ، واني لاشناً الناس له، وأقولهم فيه سوءاً ؛ فأنزل الله فيه «ان شأنئك هو الابتر»(1) يعني يعني أبتر من الايمان ومن كل خير .
ما لقيت من هذه الامة ، من كذابها ومنافقها ، لكأني بالقراء الضعفة المجتهدين قد رووا حديثه وصدقوه فيه(2)، واحتجوا علينا أهل البيت بكذبه انا نقول : خير هذه الامة أبو بكر وعمر ، ولوشئت لسميت الثالث ، والله ما أراد بقوله في عائشة و أبيها الا رضا معاوية ، ولقد استرضاه بسخط الله .
وأما حديثه الذي يزعم أنه سمعه مني فلا و الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعلم أنه كذب علي يقيناً ، وأن الله لم يسمعه مني سراً ولا جهراً ، اللهم العن عمراً والعن معاوية بصدهما عن سبيلك ، و كذبهما على كتابك ، واستخفافهما بنبيك (صلی الله علیه و آله و سلم)، و كذبهما عليه وعلي.
قال سليم : ثم دعا معاوية قراء أهل الشام وقضاتهم ، فأعطاهم الاموال ، و بثهم في نواحي الشام ومدائنها يروون الروايات الكاذبة، ويضعون لهم الاصول الباطلة ، ويخبرونهم بأن علياً (علیه السّلام) قتل عثمان ، و يتبرأ من أبي بكر وعمر ، وأن معاوية يطلب بدم عثمان ومعه أبان بن عثمان وولد عثمان ، حتى استمالوا أهل الشام
ص: 136
و اجتمعت كلمتهم ، ولم يزل معاوية على ذلك عشرين سنة ، ذلك عمله في جميع أعماله ، حتى قدم عليه طغاة الشام وأعوان الباطل المنزلون له بالطعام والشراب ، يعطيهم الاموال ، ويقطعهم القطائع ؛ حتى نشأ عليه الصغير ، وهرم عليه الكبير ، وهاجر عليه الاعرابي ؛ وترك أهل الشام لعن الشيطان ، وقالوا : لعن علي وقاتل عثمان ، فاستقر على ذلك جهلة الامة ، وأتباع أئمة الضلالة ، والدعاة الى النار ؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولكن الله يفعل ما يشاء»(1).
(29) أبان ، عن سليم ، قال : كان لزياد بن سمية كاتب يتشيع وكان لي صديقاً، فأقر أني كتاباً كتبه(2) معاوية الى زیاد جواب کتابه اليه :
أما بعد فانك كتبت الي تسألني عن العرب من اكرم منهم ومن أهين ، ومن اقرب ومن ابعد ، ومن آمن منهم ومن أحذر - وفي رواية أخرى : ومن أمن منهم و من اخيف - .
وأنا يا أخي أعلم الناس بالعرب ، انظر الى هذا الحي من اليمن فأكرمهم في العلانية وأهنهم في السر فاني كذلك أصنع بهم ، أكرمهم في مجالسهم وأهينهم في الخلاء، انهم أسوأ الناس عندي حالا ، ويكون فضلك وعطاؤك لغيرهم سراً منهم .
و انظر ربيعة بن نزار فأكرم امراءهم وأهن عامتهم ، فان عامتهم تبع الاشرافهم وساداتهم ، وانظر الى مضر فاضرب بعضها ببعض ، فان فيهم غلظة وكبراً ونخوة شديدة ، فانك اذا فعلت ذلك وضربت بعضهم ببعض كفاك بعضهم بعضاً ، ولا ترض بالقول منهم دون الفعل ولا بالظن دون اليقين .
وانظر الى الموالي ومن أسلم من الاعاجم فخذهم بسنة عمر بن الخطاب ، فان في ذلك خزيهم، وذلهم أن تنكح العرب فيهم ولا ينكحهم ، وأن يرثوهم العرب ولا يرث(3)
ص: 137
العرب ، وأن تقصر بهم في عطائهم وأرزاقهم ، وأن يقدموا في المغازي يصلحون الطريق ويقطعون الشجر ولا يؤم أحد منهم العرب في صلاة ، ولا يتقدم أحد منهم في الصف الأول اذا حضرت العرب الا أن يتموا الصف ، ولا قول أحداً منهم ثغراً من ثغور المسلمين ولا مصراً من أمصارهم ، ولا يلي أحد منهم قضاء المسلمين و لا أحكامهم فان هذه سنة عمر فيهم وسيرته، وجزاه عن امة محمد و عن بني امية خاصة أفضل الجزاء .
فلعمري لولا ما صنع هو وصاحبه وقوتهما وصلابتهما في دين الله لكنا وجميع هذه الامة لبني هاشم الموالي، ولتوارثوا الخلافة واحداً بعد واحد كما يتوارث أهل كسرى وقيصر ، ولكن الله أخرجها من بني هاشم وصيرها الى بني تيم بن مرة ، ثم خرجت الى بني عدي بن كعب ، وليس في قريش حيان أذل منهما ولا أنذل، فأطمعانا فيها وكنا أحق بها منهما ومن عقبهما ، لان فينا الثروة والغزو ، ونحن أقرب الى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في الرحم منهما .
ثم نالها صاحبن اعثمان بشورى ورضا من العامة بعد شورى ثلاثة أيام من الستة، ونالها من نالها قبله بغير شوری، فلما قتل صاحبنا عثمان مظلوماً نلناها به ، لان من قتل مظلوماً فقد جعل الله لوليه سلطاناً.
والعمري يا أخي لو كان عمر سنه(1) دية العبد نصف دية المولى لكان أقرب الى التقوى ، ولو وجدت السبيل الى ذلك ورجوت أن تقبله العامة لفعلت ، ولكني قريب عهد بحرب ، فأتخوف فرقة الناس واختلافهم علي ، ويحسبك ما سنه عمر نه عمر فيهم فهو خزي لهم وذل وفي رواية اخرى : يا سن دية الموالي على النصف من دية العرب وذلك أقرب للتقوى لما كان للعرب فضل على العجم.
فاذا جاءك كتابي هذا فأذل العجم وأهنهم وأقصهم ، ولا تستعن بأحد منهم، ولا
ص: 138
تقض لهم حاجة(1)، فوالله انك لابن أبي سفيان ، خرجت من صلبه، وقد كنت حدثتني وأنت يا أخى عندي صدوق أنك قرأت كتاب عمر الى الاشعري بالبصرة ، وكنت يومئذ كاتبه وهو عامل بالبصرة ، وأنت أنذل الناس عنده ، و ده ، وأنت يومئذ ذليل النفس تحسب أنك مولى لثقيف ، ولو كنت تعلم يومئذ يقيناً كيفينسك اليوم أنك ابن أبي سفيان لاعظمت نفسك، وأنفت أن تكون كاتباً لدعي الاشعر يبين ، وأنت تعلم ونحن يقيناً أن أبا سفيان كان يحذو حذو امية بن عبد شمس.
وحدثني ابن أبي معيط أنك أخبرته أنك قرأت كتاب عمر الى أبي موسى الاشعري ، وبعث اليه بحبل طوله خمسة أشبار ، وقال له : اعرض من قبلك من أهل البصرة ، فمن وجدت من الموالي ومن أسلم من الاعاجم قد بلغ خمسة أشيار(2) فقدمه فاضرب عنقه، فشاورك أبو موسى في ذلك فنهيته ، وأمرته أن يراجع فراجعه ، وذهبت أنت بالكتاب الى عمر ، وانما صنعت ما صنعت تعصباً للموالي ، وأنت يومئذ تحسب أنك عبد ثقيف ، فلم تزل بعمر حتى رددته عن رأيه ، خوفته فرقة الناس
ص: 139
فرجع ، وقلت له : ما يؤمنك وقد عاديت أهل هذا البيت أن يثوروا الى علي فينهض بهم فيزيل ملكك ، فكف عن ذلك .
وما أعلم يا أخي ولد مولود من أبي سفيان أعظم شؤماً عليهم مثلك ، حين رددت عمر عن رأيه ونهيته عنه ، وخبرني أن الذي صرفت به عن رأيه في قتلهم أنك قلت أنك سمعت علي بن أبي طالب يقول : لتضر بنكم الأعاجم على هذا الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً ، وقال : ليملان الله أيديكم من الاعاجم ، ليصيرن اسداً لا يفرون ، فليضر بن أعناقكم ، وليغلبنكم على فيئكم ، فقال لك - وقد سمع ذلك من علي يرويه عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) - : فذاك الذي دعاني الى الكتاب الى صاحبك في قتلهم ، وقد كنت عزمت على أن أكتب الى عمالي في سائر الامصار ، فقلت لعمر : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فاني لست آمن أن يدعوهم علي الى نصرته و هم كثير، وقد علمت شجاعة علي و أهل بيته، وعداوته لك ولصاحبك ، فرددته عن ذلك فأخبرتني أنك لم ترده عن ذلك الا عصبية، وانك لم ترجع عن رواية جبناً ، وحدثتني أنك ذكرت ذلك لعلي في امارة عثمان ، فأخبرك أن أصحاب الرايات السود وفي رواية اخرى : أنك سمعت علياً في امارة عثمان يقول : امارة عثمان يقول : ان أصحاب الرايات السود التي تقبل من خراسان هم الاعاجم ، وأنهم الذين يغليون بني امية على ملكهم ويقتلونهم تحت كل كوكب.
فلو كنت يا أخي لم ترد عمر عن ذلك لجرت سنة ، ولا ستأصلهم الله وقطع أصلهم، واذاً لاستنت به الخلفاء بعده ، حتى لا يبقى منهم شعر ولا ظفر ولا نافخ نار، فانهم آفة الدين ، فما أكثر ماقد سن عمر فى هذه الامة بخلاف سنة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فتابعه الناس عليها وأخذوا بها ، فتكون هذه مثل واحدة منهن ، فمنهن تحويله المقام من الموضع الذي وضعه فيه رسول الله وصاع رسول الله ومده حين غيره وزاد فيه، ونهيه الجنب عن التيمم، وأشياء كثيرة شتى ، أكثر من ألف باب، أعظمها وأحبها الينا
ص: 140
أقرها لاعيننا زيلة الخلافة عن بني هاشم(1) وعن أهلها ومعدنها ، لانها لا تصلح الا لهم ، ولا تصلح الارض الا بهم ، فاذا قرأت كتابي هذا فاكتم ما فيه ومزقه .
قال : فلما قرأ زياد الكتاب ضرب به الارض ، ثم أقبل الي فقال : ويلي مما خرجت ، وفيما دخلت ، كنت من شيعة آل محمد فدخلت في شيعة الشيطان وحزبه وشيعة من يكتب مثل هذا الكتاب ، انما والله مثلي كمثل ابليس أبى أن يسجد لادم كبراً وكفراً وحسداً .
قال سليم : فلم امس حتی نسخت كتابه ، فلما كان الليل دعا بالكتاب فمزقه و قال : لا يطلعن أحد من الناس على ما في هذا الكتاب ، ولم يعلم أني نسخته .
(30) أبان ، عن سليم ، قال : سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد ، وسألت علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه و آله عن ذلك ، فقال : صدقوا ، قالوا : دخل علي (علیه السّلام) على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وعائشة قاعدة خلفه ، والبيت غاص بأهله والبيت غاص بأهله ، فيهم الخمسة أصحاب الكتاب ، و الخمسة أصحاب الشورى ، فلم يجد مكاناً ، فأشار اليه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ها هنا - يعني خلفه ، وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء ، فجاء علي (علیه السّلام) فقعد بين رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و بين عائشة ، فغضبت وقالت : ما وجدت لاستك موضعاً غير حجري؟!
ص: 141
فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقال : يا حميراء إلا تؤذيني في أخي علي ، فانه أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وصاحب الغر المحجلين يوم القيامة ، يجعله الله على الصراط وفي رواية اخرى: يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيقاسم النار، فيدخل أولياءه الجنة ، ويدخل أعداءه النار.
(31) آبان، عن سليم: وزعم أبو هريرة العبدي أنه سمعه من عمر بن أبي سلمة أن معاوية دعا أبا الدرداء ونحن مع أمير المؤمنين (علیه السّلام) بصفين، ودعا أبا هريرة فقال لهما: انطلقا الى علي فاقرآه مني السلام وقولا له : والله اني لاعلم أنك أولى الناس بالخلافة، وأحق بها مني ، لانك من المهاجرين الأولين ، وأنا من الطلقاء ، وليس لي مثل سابقتك في الاسلام ، وقرابتك من رسول الله ، وعلمك بكتاب الله وسنة نبيه ، و لقد بايعك المهاجرون والانصار بعدما تشاوروا قبل ثلاثة أيام ، ثم أتوك فبايعوك طائعين غير مكرهين ، وكان أول من بايعك طلحة والزبير ، ثم نكتا بيعتك، وظلما ، وطلبا ما ليس لهما .
وبلغني أنك تعتذر من قتل عثمان ، وتتبرأ من دمه ، وتزعم أنه قتل وأنت قاعد في بيتك ، وأنك قلت حين قتل: اللهم لم أرض ولم ،امال وقلت له يوم الجمل - حين نادوا يا لثارات عثمان قلت : كب قتلة عثمان اليوم لوجوههم الى النار، أنحن قتلناه ؟! و انما قتله هما وصاحبتهما ، وأمروا بقتله وأنا قاعد في بيتي .
وأنا ابن عم عثمان ، والمطالب بدمه ، فان كان الامر كما قلت فأمكنا من قتلة عثمان ، وادفعهم الينا نقتلهم يا ابن عمنا ونبايعك ، ونسلم اليك الأمر ، هذه واحدة.
وأما الثانية : فقد أنبأتني عيوني ، وأتتني الكتب من أولياء عثمان - ممن هو معك يقاتل ، وتحسب أنه على رأيك وراض بأمرك ، وهواه معنا ، وقلبه عندنا ، وجسده معك - أنك تظهر ولاية أبي بكر وعمر ، وتترحم عليهما، وتكف عن عثمان ولا تذكره، ولا تترحم عليه ولا تلعنه وفي رواية اخرى ولا تسبه ولا تتبرأ منه.
وبلغني أنك اذا خلوت ببطانتك الخبيثة، وشيعتك وخاصتك الضالة ، المغيرة
ص: 142
الكاذبة ، تبرأت عندهم من أبي بكر وعمر وعثمان ، ولعنتهم ، وادعيت أنك وصي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في امته ، وخليفته فيهم ، وأن الله - جل اسمه فرض على المؤمنين طاعتك ، وأمر بولايتك في كتابه وسنة نبيه وأن الله أمر محمداً أن يقوم بذلك في امنه ، وأنه أنزل عليه «يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس »(1)، فجمع قريشاً والانصار وبني امية بغدير خموفي رواية اخرى: فجمع امية بغدير خم، فبلغ ما امر به فيك عن الله ، وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب ، وأخبرهم أنك أولى بهم من أنفسهم ، وأنك منه بمنزلة هارون من موسى.
وبلغني أنك لا تخطب خطبة الا قلت قبل أن تنزل عن منبرك : والله اني لاولى الناس بالناس ، وما زلت مظلوماً منذقبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، لئن كان ما بلغني حقاً فلظلم أبي بكر و عمر اياك أعظم من ظلم عثمان، لانه بلغني عنك تقول : لقد قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ونحن شهود ، فانطلق عمر وبايع أبا بكر ، وما استأمرك ولا شاورك ، و لقد خاصم الرجلان الانصار بحقك وحجتك وقرابتك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ولو سلما لك وبايعاك كان عثمان أسرع الناس الى ذلك لقرابتك منه، وحقك عليه ، لانه ابن عمك و ابن عمتك .
ثم عمد أبو بكر فردها الى عمر عند موته ، ما شاورك ولا استأمرك حين استخلفه ، وبايع له .
ثم جعلك عمر في الشورى بين ستة منكم ، وأخرج منها جميع المهاجرين والانصار وغيرهم ، فوليتم ابن عوف أمركم في اليوم الثالث ، حين رأيتم الناس قد اجتمعوا واخترطوا سيوفهم وحلفوا بالله : لئن غابت الشمس ولم تختاروا أحدكم ليضر بن أعناقكم ، ولينفذن فيكم أمر عمر ووصيته ، فوليتم أمركم ابن عوف ، فبايع عثمان ، فيا بعتموه .
ص: 143
ثم حصر عثمان ، فاستنصر كم فلم تنصروه، ودعاكم فلم تجيبوه ، وبيعته في أعناقكم ، وأنتم يا معشر المهاجرين والانصار حضور شهود ، فخليتم عن أهل مصر حتى قتلوه ، وأعانهم طوائف منكم على قتله ، وخذله عامكم ، فصرتم في أمره بين قاتل و آمر وخاذل ، ثم بايعك الناس وأنت أحق بها مني ، فأمكني من قتلة عثمان حتى أقتلهم، واسلم الامر لك وابايعك أنا وجميع من قبلي من أهل الشام .
فلما قرأ علي كتاب معاوية وبلغه أبو الدرداء وأبو هريرة رسالته ومقالته قال علي (علیه السّلام) لابي الدرداء : قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني ، ثم أبلغاه عني و قولا له : ان عثمان بن عفان لا يعدو أن يكون أحد رجلين ، اما امام هدى حرام الدم ، واجب النصرة ، لا تحل معصيته ، ولا تحل معصيته ، ولا يسع الامة خذلانه، أو امام ضلالة حلال الدم، لا تحل ولايته ولا نصرته ، فلا يخلو من احدى الخصلتين.
والواجب في حكم الله وحكم الاسلام على المسلمين بعدما يموت امامهم أو يقتل ، ضالا كان أو مهتدياً ، مظلوماً كان أو ظالماً ، حلال الدم أو حرام الدم ، أن لا يعملوا عملا ، ولا يحدثوا حدثاً، ولا يقدموا يداً ولا رجلا ، ولا يبدأوا بشيء قبل أن يختاروا لانفسهم اماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنة ، يجمع أمرهم ، و يحكم بينهم ، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقه ، ويحفظ أطرافهم، ويجبي فيئهم ويقيم حجتهم ، ويجبي صدقاتهم .
ثم يحتكمون اليه في امامهم المقتول ظلماً ليحكم بينهم بالحق فان كان امامهم قتل مظلوماً حكم لاوليائه بدمه ، وان كان قتل ظالماً نظر كيف الحكم في ذلك .
هذا أول ما ينبغي أن يختاروا اماماً يجمع أمره. يجمع أمرهم - ان كانت الخيرة لهم - ويتابعوه ويطيعوه ، وان كانت الخيرة الى الله عز وجل والى رسوله فان الله قد كفاهم النظر في ذلك والاختيار، ورسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قدرضي لهم اماماً وأمرهم بطاعته واتباعه .
وقد بايعني الناس بعد قتل عثمان وبايعني الناس بعد ما تشاوروا بي ثلاثة أيام وهم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وعقدوا امامتهم، ولي ذلك أهل بدر والسابقة
ص: 144
من المهاجرين والأنصار ، غير أنهم بايعوهم قبلي على غير مشورة من العامة ، وأن بيعتي كانت بمشورة من العامة.
فإن كان الله جل اسمه جعل الاختيار الى الامة، وهم الذين يختارون وينظرون لانفسهم، واختيارهم لانفسهم ونظرهم لها خير لهم من اختيار الله ورسوله لهم، وكان من اختاروه وبايعوه بيعة هدى ، وكان اماماً واجباً على الناس طاعته ونصرته ، فقد تشاوروا في واختاروني باجماع منهم.
وان كان الله عزوجل الذي يختار له الخيرة ، فقد اختارني للامة ، و استخلفني عليهم ، وأمرهم بطاعتي ونصرتي في كتابه المنزل وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) فذلك أقوى لحجني وأوجب لحقي .
ولو أن عثمان قتل على عهد أبي بكر وعمر كان لمعاوية قتالهما والخروج عليهما للطلب ؟!
قال أبو هريرة وأبو الدرداء : لا، قال علي (علیه السّلام): فكذلك أنا ، فان قال معاوية : نعم ، فقولا : اذاً يجوز لكل من ظلم بمظلمة ، أو قتل له قتيل ، أن يشق عصا المسلمين ، ويفرق جماعتهم ، ويدعو الى نفسه ، مع أن ولد عثمان أولى بطلب دم أبيهم من معاوية!
قال : فسكت أبو الدرداء وأبو هريرة وقالا : لقد أنصفت من نفسك .
قال علي (علیه السّلام): ولعمري لقد أنصفني معاوية ان تم على قوله وصدق ما أعطاني فهؤلاء بنو عثمان قد أدركوا ، ليسوا بأطفال ولا مولى عليهم ، فليأتوا أجمع بينهم و بین قتلة أبيهم ، فان عجزوا عن حجتهم فليشهدوا لمعاوية بأنه وليهم وحربهم في خصومتهم ، وليقعدوا وخصماءهم بين يدي مقعد الخصوم الى الامام والوالي الذين يقرون بحكمه ، وينفذون قضاءه ، وأنظر في حجتهم وحجة خصمائهم ، فان كان أبوهم قتل ظالماً و كان حلال الدم أبطلت دمه وفي رواية اخرى أهدرت دمه، وان
ص: 145
كان مظلوماً حرام الدم أقدتهم من قاتل أبيهم ، و ان فان شاء وا قتلوه ، شاؤا عفوا ، وان شاءوا قبلوا الدية .
وهؤلاء قتلة عثمان في عسكري يقرون بقتله ويرضون بحكمي عليهم ، فليأتيني ولد عثمان ومعاوية - ان كان وليهم ووكيلهم فليخاصموا قتلته وليحاكموهم ، حتى أحكم بينكم بكتاب الله وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم).
وان كان معاوية انما يتجنى ويطلب الاعاليل والاباطيل ، فليتجن ما بدا له ، فسوف يعين الله عليه .
قال أبو الدرداء وأبو هريرة : قد والله أنصفت من نفسك وزدت على النصفة ، وأزحت علته ، وقطعت حجته ، وجئت بحجة قوية صادقة ما عليها لوم .
ثم خرج أبو هريرة وأبو الدرداء فاذا نحو من عشرين ألف رجل مقنعين بالحديد، فقالوا : نحن قتلة عثمان، مقرون راضون بحكم علي (علیه السّلام) علينا ولنا ، فليأتنا أولياء عثمان فليحاكمونا الى أمير المؤمنين (علیه السّلام) في دم أبيهم ، فان وجب علينا القود أو الدية اصطيرنا لحكمه وسلمنا .
فقالا : قد أنصفتم ، ولا يحل لعلي دفعكم ولا قتلكم حتى يحاكموكم اليه ، فيحكم بينكم وبين أصحابكم بكتاب الله وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، وانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة حتى قدما على معاوية فأخبراه بما قال علي (علیه السّلام) وما قال قتلة عثمان وما قال أبو النعمان بن ضمان.
فقال معاوية : فما رد عليكما في ترحمه على أبي بكر وعمر وكفه عن الترحم على عثمان وبراءته منه في السر، وما يدعي من استخلاف رسول الله اياه ، وأنه لم يزل مظلوماً منذ قبض رسول الله ؟
قالا : بلى، قد ترحم على أبي بكر وعمر وعثمان عندنا ونحن نسمع ، ثم قال لنا فيما يقول : ان كان الله جعل الخيار الى الامة فكانوا هم الذين يختارون وينظرون لا نفسهم ، وكان اختيارهم لانفسهم ونظرهم لها خيراً لهم وأرشد من اختبار الله و اختيار
ص: 146
رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقد اختاروني وبايعوني ، فبيعتي بيعة هدى ، و أنا امام واجب على الناس نصرتي، لانهم قد تشاوروا في واختاروني .
وان كان اختيار الله و اختبار رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) خيراً لهم وأرشد من اختيارهم لانفسهم ونظرهم لها ، فقد اختارني الله ورسوله للامة ، واستخلفاني عليهم ، وأمراهم بنصرتي وطاعتي في كتاب الله المنزل على لسان نبيه المرسل ، وذلك أقوى لحجتي وأوجب لحقي.
تسم صعد (علیه السّلام) المنبر في عسكره و جمع الناس و من بحضرته من النواحي والمهاجرين والأنصار ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
معاشر الناس ، ان مناقبي أكثر من أن تحصى ، وبعدما أنزل الله في كتابه من ذلك وما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي ، أتعلمون أن الله فضل في كتابه الناطق السابق الى الاسلام في غير آية من كتابه على المسبوق ، وأنه لم يسبقني الى الله ورسوله أحد من الامة ؟ ! قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله سئل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عن قوله : « السابقون السابقون اولئك المقربون »(1) فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أنزلها الله في الانبياء و أوصيائهم ، وأنا أفضل أنبياء الله ورسله، ووصيي علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء(2).
فقام نحو من سبعين بدرياً ، جلهم من الانصار وبقينهم من المهاجرين ، منهم أبو الهيثم بن التهيان وخالد بن زيد وأبو أيوب الانصاري ، وفي المهاجرين عمار بن
ص: 147
ياسر ، فقالوا : نشهد أنا قد سمعنا رسول الله (علیه السّلام) قال ذلك.
قال: فأنشدكم الله في قوله الله : «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم »(1) وقوله : « انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا » الاية ، ثم قال : « ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة»(2).
فقال الناس : يا رسول الله أخاص لبعض المؤمنين أم عام لجميعهم ؟ فأمر الله عز وجل رسوله أن يعلمهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وصيامهم وز كاتهم وحجهم فنصبني بغدير خم ، وقال : ان الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبوني فأوعدني لا بلغتها أو يعذبني، قم يا علي ، ثم نادى بالصلاة جامعة فصلى بهم لظهر، ثم قال قال : أيها الناس ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم ، من كنت مولاه فعلي مولاه كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، و انصر من نصره ، واخذل من خذله.
فقام اليه سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، ولاؤه كماذا ؟ فقال : ولاؤه كولايتي ، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، وأنزل الله : « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً»(3).
فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله أنزلت هذه الايات في علي خاصة ؟ فقال : فيه وفي أوصيائي الى يوم القيامة ، فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله ، بينهم لنا ، فقال : علي أخي ، ووزيري ، ووصبي، ووراني ، وخليفتي في امتي ، وولي كل مؤمن بعدي، وأحمد عشر إماماً من ولده ، الحسن والحسين ثم تسعة من ولد الحسين، واحداً بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض .
ص: 148
فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا : نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كما قلت سواء ، لم تزد حرفاً ولم تنقص حرفاً، وقال بقية السبعين(1): قد سمعنا ذلك ولم نحفظه كله ، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا و أفضلنا ، فقال : صدقتم ليس كل أحفظ الناس يحفظ ، بعضهم من بعض.
فقام من الاثني عشر أربعة ، أبو الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وعمار وخزيمة ابن ثابت ذوالشهادتين، فقالوا : نشهد أنا قد سمعنا قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وحفظناه أنه قال يومئذ وهو قائم وعلي (علیه السّلام) قائم الى جانبه : أيها الناس ، ان الله أمرني أن أنصب لكم اماماً ووصياً ، ووصي نبيكم فيكم(2) و خليفتي في امتي وفي أهل بيتي من بعدي ، والذي فرض على المؤمنين في كتابه طاعته ، وأمركم فيه بولايته ، فراجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لا بلغها أو ليعذبني .
أيها الناس ، ان الله أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم وسننتها ، والزكاة والصوم والحج فبينتها وفسرتها لكم ، وأمر في كتابه بالولاية، واني اشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي بن أبي طالب والاوصياء من ولدي وولد أخي ووصيي ، علي أولهم ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين لا يفارقون الكتاب حتى يردوا علي الحوض .
أيها الناس ، اني قد أعلمتكم مفزعكم وامامكم بعدي ، ودليلكم وهاديكم و هو أخي علي بن أبي طالب ، وهو فيكم بمنزلتي فيكم ، فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم فان عنده جميع ما علمني الله ، أمرني الله أن اعلمه اياه و اعلمكم أنه
ص: 149
عنده، فاسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تتخلفوا عنهم ، فانهم مع فانهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه .
وثم قال علي (علیه السّلام) لابي الدرداء وأبي هريرة ومن حوله : أيها الناس ، أتعلمون أن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه : «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً»(1).
وجمعني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وفاطمة والحسن والحسين في كساء وقال : اللهم هؤلاء عترتي وخاصتي وأهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فقالت ام سلمة : وأنا ؟ فقال : انك على خير(2).
وانما انزلت في وفي أخي علي وابنتي فاطمة وابني الحسن والحسين - صلوات الله عليهم - خاصة ، ليس معنا غيرنا وفي تسعة من ولد الحسين من بعدي ، فقام كلهم فقالوا : نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك فسألنا عن ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فحدثنا به كما حدثتنا ام سلمة.
قال علي (علیه السّلام): أنشدكم الله هل تعلمون أن الله جل اسمه أنزل : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين»(3)، فقال سلمان : يا رسول الله أعامة أم خاصة ؟
ص: 150
فقال: أما المؤمنون فعامة، لان جماعة المؤمنين أمروا بذلك، و أما الصادقون فخاصة علي بن أبي طالب وأوصيائي من بعده الى يوم القيامة.
وقلت لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في غزوة تبوك : يا رسول الله ، لم خلفتني ؟ فقال : ان المدينة لا تصلح الا بي وبك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى الا النبوة ، فانه لا نبي بعدي فقام رجال ممن معه من المهاجرين والأنصار فقالوا : نشهد سمعنا ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في غزوة تبوك.
فقال : أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج : « يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم »(1) الى آخر السورة ، فقام سلمان فقال : یا رسول الله ، من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء على الناس ، الذين اجتباهم الله ، وما جعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيهم ؟ قال : عنى بذلك ثلاث عشر انساناً ، أنا وأخي وأحد عشر من ولدي ، قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قام خطيباً ولم يخطب بعدها ، وقال: اني قد تركت فيكم أيها الناس أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي فانه قد عهد الي اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟!(2) فقالوا : اللهم نعم ، قد شهدنا ذلك كله ، فقال : حسبي الله.
فقام الاثنا عشر ، فقالوا نشهد أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله أكل أهل بيتك ؟!
فقال : لا ، ولكن أوصيائي أخي منهم و وزيري و وارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ، هذا أولهم وخيرهم ، ثم وصيي ابني هذا - وأشار الى
ص: 151
الحسن ، ثم وصيه هذا - وأشار الى الحسين - ، ثم وصبي ابني سمي أخي ، ثم وصيه سميي ، ثم سبعة من ولده ، واحد بعد واحد، حتى يردوا علي الحوض ، شهداء الله في أرضه ، و حجته على خلقه، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله.
فقام السبعون البدريون ونحوهم من الاخرين فقالوا : أدركنا ما كنا نسينا ، نشهد أنا قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلم يدع شيئاً الا ناشدهم فيه ، حتى أتى إلا على آخر مناقبه و ما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فيه ، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أن ذلك حق.
فلما حدث أبو الدرداء وأبو هريرة معاوية بكل ذلك وبما رد عليه الناس وجم من ذلك وقال : يا أبا الدرداء و يا أبا هريرة ، لئن كان ما تحدثاني عنه حقاً لقد هلك ويا المهاجرون والانصار غيره وغير أهل بيته وشيعته .
ثم كتب معاوية الى أمير المؤمنين (علیه السّلام): لئن كان ما قلت وادعيت واستشهدت عليه أصحابك حقاً لقد هلك أبو بكر وعمر وعثمان وجميع المهاجرين والانصار غيرك وغير أهل بيتك وشيعتك ؟! وقد بلغني ترحمك عليهم واستغفارك لهم ، وانه لعلى وجهين ما لهما ثالث : اما تقية ان أنت تبرأت منهم خفت أن يتفرق عنك أهل عسكرك الذين تقاتلني بهم ، وان كان الذي ادعيت باطلا و كذباً فقد جاءني بعض من تثق به من خاصتك بأنك تقول لشيعتك وباطنتك بطانة السوء، أني قد سمعت(1) ثلاثة بين(2) لي أبا بكر وعمر وعثمان ، فاذا سمعتموني أترحم على أحد من أئمة الضلالة فاني أعني بذلك بني ، والدليل على ذلك وفي رواية : والدليل على صدق ما أتوني به ورقوه الي أنا قد رأيناك بأعيننا فلا نحتاج أن نسأل عن ذلك غيرنا، والا فلم حملت امر أتك فاطمة وأخذت بيد ابنيك الحسن والحسين، اذ بويع أبو بكر فلم تدع أحداً من
ص: 152
أهل بدر والسابقة الا وقد دعوتهم واستنصرتهم عليه، فلم تجد منهم انساناً غير أربعة سلمان وأبوذر والمقداد والزبير ، لعمري لو كنت محقاً لا جابوك وساعدوك ونصروك، ولكن ادعيت باطلا وما لا يقرون به ، وسمعتك اذناي وأنت تقول لابي سفيان حين قال لك : غلبت يا ابن أبي طالب على سلطان ابن عمك ، ومن غلبك عليه أذل أحياء قريش تيم وعدي ، ودعاك الى أن ينصرك ، فقلت : لو وجدت أعواناً أربعين رجلا من المهاجرين والأنصار من أهل السابقة لناهضت الرجل ، فلما لم تجد غير أربعة رهط با بعت مكرهاً .
قال : فكتب اليه أمير المؤمنين (علیه السّلام): أما بعد فقد قرأت كتابك فكثر تعجبي مما خطت فيه يدك ، وأطنبت فيه من كلامك ، ومن البلاء العظيم والخطب الجليل على هذه الامة أن يكون مثلك يتكلم أو ينظر في عامة أمرهم أو خاصته ، وأنت من تعلم ، و ابن من تعلم ، وأنا من قد علمت ، و ابن من قد علمت ، وساجيبك فيما قد كتبت واب لا أظنك تعقله أنت ولا وزيرك ابن النابغة عمرو ، الموافق لك كما وافق شن طبقة(1)، فإنه هو الذي أمرك بهذا الكتاب ، وزينه لك، وحضر كما فيه ابليس و مردة أصحابه - وفي رواية اخرى : و مردة أبالسته - .
وان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد كان أخبرني أنه رأى على منبره اثني عشر رجلا أئمة ضلال من قريش يصعدون منبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وينزلون على صورة القرود ، يردون امته على أدبارهم عن الصراط المستقيم(2).
اللهم قد خبرني بأسمائهم رجلا رجلا ، وكم يملك كل واحد منهم واحداً بعد واحد ، عشرة منهم من بني امية ، ورجلين من حيين مختلفين من قريش ، عليهما
ص: 153
مثل أوزار الامة جميعاً الى يوم القيامة ، ومثل جميع عذابهم ، فليس دم يهرق في غير حقه ولا فرج يغشى ولا حكم بغير حق الا كان عليهما وزره وسمعته يقول : ان بني العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا، و عباد الله خولا ، ومال الله دولا.
وقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا أخي انك لست كمثلي ، ان الله أمرني أن أصدع بالحق، وأخبرني أنه يعصمني من الناس ، وأمرني أن أجاهد ولو بنفسي فقال : «جاهد في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وقال: «حرض المؤمنين على القتال»(1)، وقد مكثت بمكة لم أأمر بقتال ، ثم أمرني بالقتال ، لانه لا يعرف الدين الا بي وفي و لا الشرايع ولا السنن والاحكام والحدود والحلال والحرام.
وان الناس يدعون بعدي ما أمرهم الله به وما أمرتهم فيك من ولايتك ، وما أظهرت من محبتك، متعمدين غير جاهلين مخالفة ما أنزل الله فيك ، فان وجدت أعواناً عليهم فجاهدهم ، وان لم تجد أعواناً فاكفف يدك و احقن دمك ، واعلم أنك ان دعوتهم لن يستجيبوا لك ، فلا تدعن أن تجعل الحجة عليهم .
انك يا أخي لست مثلي ، اني قد أقمت حجتك وأظهرت لهم ما أنزل الله فيك وانه لم يعلم أني رسول الله ، وأن حقي وطاعتي واجبان حتى أظهرت ذلك ، فاني كنت قد أظهرت حجتك وقمت بأمرك ، فان سكت عنهم لم تأثم ، غير أنه احب أن تدعوهم وان لم يستجيبوا لك ولم يقبلوا منك وتظاهرت عليك ظلمة قريش .
ص: 154
فاتي أخاف عليك ان ناهضت القوم ونابذتهم وجاهدتهم من غير أن يكون معك فئة تقوى بهم أن يقتلوك ، والتقية من دين الله ، ولا دين لمن لا تقية له ، وان الله قضی الاختلاف والفرقة على هذه الامة ، ولو شاء لجمعهم على الهدى ولم يختلف اثنان منهما ولا من خلقه، ولم يتنازع في شيء من أمره ، ولم يجحد المفضول ذا الفضل فضله . ولو شاء عجل منهم النقمة وكان منه التغيير ، حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره، والله جعل الدنيا دار الاعمال وجعل الاخرة دار الثواب والعقاب « ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى »(1).
فقلت : شكراً لله على نعمائه ، وصبراً على بلائه ، وتسليماً ورضاً بقضائه ، ثم قال (صلی الله علیه و آله و سلم): يا أخي أبشر ، فان حياتك وموتك معي ، وأنت أخي ، وأنت وصبي ، وأنت وزيري ، وأنت وارثي ، وأنت تقاتل على سنتي، وأنت مني بمنزلة هارون من ، موسی ولك بهارون اسوة حسنة اذ استضعفه أهله وتظاهروا عليه وكادوا يقتلونه ، فاصبر لظلم قريش اياك وتظاهرهم عليك ، فانها ضغائن في صدور قوم ، أحقاد بدر وترات احد .
وان موسى أمر هارون حين استخلفه في قومه ، ان ضلوا فوجد أعواناً أن يجاهدهم بهم ، فان لم يجد أعواناً أن يكف يده ، ويحقن دمه ، ولا يفرق بينهم ، فافعل أنت كذلك ان وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ، وان لم تجد أعواناً فاكفف يدك ، واحقن دمك ، فانك ان نابذتهم قتلوك ، واعلم أنك ان لم تكف يدك وتحقن دمك اذا لم تجد أعواناً تخوفت عليك أن يرجع الناس الى عبادة الاصنام والجحود رسول الله ، فاستظهر بالحجة عليهم ودعهم ، ليهلك الناصبون لك و الباغون عليك ، ويسلم العامة والخاصة .
فاذا وجدت يوماً أعواناً على اقامة كتاب الله والسنة ، فقاتل على تأويل القرآن
ص: 155
كما قاتلت على تنزيله ، فانما يهلك من الامة من نصب لك ولاحد من أوصيائك وعادى وجحد و دان بخلاف ما أنتم عليه.
و لعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير ما كان ترحمي عليكم و استغفاري لكم ليحق باطلا ، بل يجعل الله ترحمي عليكم واستغفاري لكم لعنة عليكم وعذاباً ، وما أنت وطلحة والزبير بأحقر جرماً ، ولا أصغر ذنباً ، ولا أهون بدعة وضلالة ممن استنا لك ولصاحبك الذي تطلب بدمه ، و وطئا لكم ظلمنا أهل البيت ، وحملا كم على رقابنا .
قال الله تبارك وتعالى : «ألم تر الى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون اللذين كفروا هولاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا * اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً * أم لهم نصيب من الملك فاذاً لا يؤتون الناس نقيراً * أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله»(1)فنحن الناس ونحن المحسودون ، قال الله عز وجل : فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً»(2) فالملك العظيم أن جعل فيهم أئمة ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، والكتاب والحكمة والنبوة، فلم يقرون بذلك في آل ابراهيم وينكرونه في آل محمد ؟!
یا معاوية ، فان تكفر بها أنت وصاحبك ومن قبلك من طغاة أهل الشام واليمن والاعراب ، أعراب ربيعة ومضر ، جفاة الأمة ، فقد وكل الله بها قوماً ليسوا بها بكافرين .
يا معاوية ، ان القرآن حق ونور وهدى ورحمة وشفاء للمؤمنين ، « والذين
ص: 156
لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى»(1).
يا معاوية ، ان الله لم يدع صنفاً من الضلالة والدعاة الى النار الا وقد رد عليهم واحتج عليهم في القرآن ، ونهي عن اتباعهم ، وأنزل فيهم قرآناً ناطقاً ، علمه من علمه وجهله من جهله ، اني سمعت من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ليس من من القرآن آية الا ولها ظهر وبطن ، وما من حرف الا وله تأويل « وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم »(2) - وفي رواية اخرى : وما منه حرف الا له حد مطلع على ظهر القرآن وبطنه وتأويله - ، وما يعلم تأويله الا الله والراسخون نحن في العلم» الراسخون : نحن آل محمد ، وأمر الله سائر الامة أن يقولوا : « آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الألباب»(3) وان يسلموا الينا وقد قال الله : «ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم»(4) هم الذين يسألون عنه ويطلبونه.
و لعمري لو أن الناس حين قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سلموا لنا، واتبعونا ، قلدونا امورهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولما طمعت أنت يا معاوية ، فما فاتهم منا أكثر مما فاتنا منهم ، ولقد أنزل الله في وفيك سورة خاصة ، الامة يؤولونها على الظاهر ، ولا يعلمون ما الباطن وهي في سورة الحاقة ، فأما من أوتي كتابه بيمينه وأما من اوتي كتابه بشماله(5)، وذلك أنه يدعى بكل امام ضلالة ، وامام هدى ومع
ص: 157
كل واحد منهما أصحابه الذين بايعوه ، فيدعى بي و بك يا معاوية ، وأنت صاحب السلسلة الذي [يقول](1): « يا ليتني لم اوت كتابيه و لم أدر ما حسابيه»(2) سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول ذلك ، وكذلك كل امام ضلالة كان قبلك أو يكون بعدك له مثل ذلك من خزي الله وعذابه .
ونزل فيكم قول الله عز وجل : « وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن»(3) وذلك أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، رأى اثني عشر اماماً من أئمة الضلالة على منبره يردون الناس على أدبارهم القهقرى ، رجلان من قريش وعشرة من بني امية، أول العشرة صاحبك الذي تطلب بدمه ، وأنت وابنك، وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص ، أولهم مروان وقد لعنه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وطرده وما ولد حين(4) استمع لنساء رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
یا معاوية ، انا أهل بيت اختار الله لنا الاخرة على الدنيا ثواباً ، وقد سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنت ووزيرك وصو يحبك يقول : اذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا كتاب الله دخلا ، وعباد الله خولا ، ومال الله دولا يا معاوية، ان نبي الله زكريا نشر بالمنشار، ويحيى ذبح وقتله قومه و هو يدعوهم إلى الله عز وجل ، وذلك لهوان الدنيا على الله ، إن أولياء الشيطان قد حاوبوا أولياء الرحمن ، قال الله : ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم»(5)
ص: 158
يا معاوية، ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد أخبرني أن بني امية سيخضبون لحيتي من دم رأسي ، وأني مستشهد ، وستلي الامة من بعدي ، وانك ستقتل ابني الحسن غدراً بالسم ، وان ابنك يزيد لعنه الله سيقتل ابني الحسين ، يلي ذلك منه ابن زانية ، وأن الأمة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص ، و ولد مروان بن الحكم ، وخمسة من واده تكملة اثني عشر اماماً ، قد رآهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يتواثبون على منبره توائب القردة ، يردون امته عن دين الله على أدبارهم القهقرى ، وأنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة.
وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من المشرق ، يذلهم الله بهم ويقتلهم تحت كل حجر، وان رجلا من ولدك مشوم ملعون ، جلف جاف ، منكوس القلب ، فظ غليظ، قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة ، أخواله من كلب ، كأني أنظر اليه ولو شئت لسميته ووصفه ، وابن كم هو ، فيبعث جيشاً الى المدينة فيدخلونها ، فيسرفون فيها في القتل والفواحش.
ويهرب منهم رجل من ولدي، زكي نقي ، الذي يملا الارض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلما وجوراً ، واني لاعرف اسمه، أين وكم هو يومئذ وعلامته وهو من ولد ابني الحسين الذي يقتله ابنك يزيد ، وهو الثائر بدم أبيه ، فيهرب الى مكة . ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلا من ولدي، زكياً برياً عند أحجار الزيت ، ثم يسير ذلك الجيش الى مكة ، و اني لا علم اسم أميرهم و أسماءهم ، وسمات خيولهم ، فاذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم ، قال الله عز وجل : «ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب »(1)، قال : من تحت
ص: 159
أقدامهم ، فلا يبقى من ذلك الجيش أحد غير رجل واحد يقلب الله وجهه من قبل قفاه .
ويبعث الله للمهدي أقواماً يجمعون من الأرض، قزع كقزع الخريف(1).
والله اني لاعرف أسماءهم واسم أميرهم ومناخ ركابهم(2)، فيدخل المهدي الكعبة ويبكي و يتضرع، قال جل وعز : « أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض»(3) هذا لنا خاصة أهل البيت .
أما والله يا معاوية لقد كتبت اليك هذا الكتاب واني لاعلم أنك لا تنتفع به ، وأنك ستفرح اذا خبرتك انك ستلي الامر وابنك بعدي لان الاخرة ليست من بالك وأنك بالاخرة لمن الكافرين، وستندم كما ندم من أسس هذا الأمر لك وحملك على رقابنا حين لم تنفعه الندامة ، ومما دعاني الى الكتاب بما كتبت به أني أمرت كاتبي أن ينسخ ذلك لشيعتي ورؤوس أصحابي ، لعل الله أن ينفعهم بذلك ، أو يقرأه واحد من قبلك فيخرجه الله به وبنا من الضلالة الى الهدى، ومن ظلمك وظلم أصحابك وفتنتهم ، وأحببت أن أحتج عليك .
فكتب اليه معاوية : هنيئاً لك يا أبا الحسن تملك الاخرة ، وهنيئاً لنا نملك الدنيا.
ص: 160
(32) آبان ، عن سليم ، عن سليم(1) وعمر بن أبي سلمة ، حديثهما واحد هذا وذلك، قالا : قدم معاوية حاجاً في خلافته المدينة بعدما قتل أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصالح الحسن (علیه السّلام)- وفي رواية اخرى : وبعدما مات الحسن (علیه السّلام)، فاستقبله أهل المدينة ، فنطر فاذا الذي استقبله من قريش أكثر من الانصار ، فسأل عن ذلك ، فقيل : انهم محتاجون ليست لهم دواب .
فالتفت معاوية الى قيس بن سعد بن عبادة ، فقال : يا معشر الأنصار ، ما لكم لا تستقبلوني مع اخوانكم من قريش ؟! فقال قيس - وكان سيد الانصار وابن سيدهم - : اقعدنا يا أمير المؤمنين ان لم تكن لنا دواب، قال معاوية : فأين النواضح؟! فقال قيس : أفنيناها يوم بدر ويوم احد وما بعدهما في مشاهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين ضربناك وأباك على الاسلام ، حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون ، قال معاوية : اللهم غفراً.
قال قيس : أما ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : سترون بعدي أثرة(2)، ثم قال : يا معاوية ، تعيرنا بنواضحنا ؟ ! والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر وأنتم جاهدون على اطفاء نور الله ، وأن تكون كلمة الشيطان العليا ، ثم دخلت أنت وأبوك كرهاً في الاسلام الذي ضربناكم عليه ، فقال معاوية : كأنك تمن علينا بنصرتك ايانا ، فلله و لقريش بذلك المن والطول، ألستم تمنون علينا يا معشر الانصار بنصرتكم رسول
ص: 161
الله وهو من قريش وهو ابن عمنا ومنا ؟! فلنا المن والطول أن جعلكم الله انصارنا وأتباعنا فهداكم بنا .
فقال قيس : ان الله بعث محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) رحمة للعالمين ، فبعثه الى الناس كافة ، و الى الجن والانس و الاحمر و الأسود والابيض ، اختاره لنبوته ، واختصه برسالته ، فكان أول من صدقه و آمن به ابن عمه علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، وأبو طالب يذب عنه ويمنعه، ويحول بين كفار قريش وبين أن يردعوه أو يؤذوه ، فأمره ان يبلغ رسالة ربه ، فلم يزل ممنوعاً من الضيم والأذى حتى مات عمه أبو طالب ، وأمر ابنه بمؤازرته ، فوازره و نصره و جعل نفسه دونه في كل شديدة و كل ضيق وكل خوف .
واختص الله بذلك علياً (علیه السّلام) من بين قريش ، وأكرمه من بين جميع العرب والعجم ، فجمع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جميع بني عبد المطلب فيهم أبو طالب وأبو لهب ، وهم يومئذ أربعون رجلا ، فدعاهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وخادمه علي (علیه السّلام)، ورسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في حجر عمه أبي طالب ، فقال : أيكم ينتدب أن يكون أخي ووزيري ووصبي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ؟ فسكت القوم حتى أعادها ثلاثاً ، فقال على (علیه السّلام): أنا يارسول الله ، صلى الله عليك.
فوضع رأسه في حجره وتفل في فيه وقال : اللهم املا جوفه علما وفهماً وحكماً ، ثم قال لابي طالب : يا أبا طالب ، اسمع الان لابنك وأطع(1) فقد جعله الله من نبيه
ص: 162
بمنزلة هارون من ،موسی و آخی (صلی الله علیه و آله و سلم) بين علي و بين نفسه.
فلم يدع قيس شيئاً من مناقبه الا ذكرها واحتج بها ، وقال : منهم جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة بجناحين ، اختصه الله بذلك من بين الناس ، ومنهم حمزة سيد الشهداء ، ومنهم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، فاذا وضعت من قريش رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأهل بيته وعترته الطيبين فنحن والله خير منكم يا معشر قريش ، وأحب الى الله ورسوله والى أهل بيته منكم.
لقد قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فاجتمعت الانصار الى أبي ثم قالوا : نبايع سعداً ، فجاءت قريش فخاصمونا بحجة علي وأهل بيته (علیهم السّلام) وخاصمونا بحقه وقرابته ، فما يعدوا قريش أن يكونوا ظلموا الانصار وظلموا آل محمد (علیهم السّلام)، ولعمري ما لاحد من الانصار ولا لقريش ولا لاحد من العرب والعجم في الخلافة حق مع علي (علیه السّلام) وولده من بعده .
فغضب معاوية وقال : يا ابن سعد، عمن أخذت هذا ؟! وعمن رويته ؟! وعمن سمعته ؟! أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته ؟ ! فقال قيس : سمعته وأخذته ممن هو خير من أبي وأعظم علي حقاً من أبي ، قال من أبي ، قال : من ؟! قال : علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، عالم هذه الامة وصديقها ، الذي أنزل الله فيه : « قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب(1)»، فلم يدع آية نزلت في علي الا ذكرها.
ص: 163
قال معاوية : فان صديقها أبو بكر ، وفاروقها عمر ، والذي عنده علم الكتاب عبدالله بن سلام ! قال قيس : أحق بهذه الاسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه : «أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه»(1)، والذي نصبه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بغدير خم فقال ، « من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه » ، وفي غزوة تبوك : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى نبي بعدي »
وكان معاوية يومئذ بالمدينة ، فعند ذلك نادى مناديه - وكتب بذلك نسخة الى عماله - : الا برئت الذمة ممن روى حديثاً في مناقب علي وأهل بيته.
وقامت الخطباء في كل كورة ومكان على المنابر بلعن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) والبراءة منه ، والوقيعة في أهل بيته (علیه السّلام)، واللعنة لهم بما ليس فيهم (علیه السّلام).
ثم ان معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا اليه غير عبدالله بن العباس ، فقال له : يا ابن عباس ، ما منعك من القيام كما قام أصحابك الا لموجدة علي بقتالي اياكم يوم صفين ؟! يا ابن عباس ، ان ابن عمي عثمان قتل مظلوماً ! .
قال ابن عباس : فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوماً(2) فسلم الأمر الى ولده وهذا ابنه ! قال : ان عمر قتله مشرك ، قال ابن عباس : فمن قتل عثمان ؟! قال: قتله المسلمون، قال : فذلك أدحض لحجتك وأحل لدمه ! ان كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس
ص: 164
الا بحق ! .
قال : فانا كتبنا في الافاق ننهي عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ، فكف لسانك يا ابن عباس وأربع على نفسك(1).
قال : فتنهانا عن قراءة القرآن ؟! قال : لا ، قال : فتنهانا عن تأويله ؟ ! قال : نعم ! قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به ؟! قال : نعم ! قال: فأيما أوجب علينا قراءته أو العمل به ؟ ! قال: العمل به ! قال : فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا ؟ ! قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك !
قال : انما انزل القرآن على أهل بيتي، فأسأل عنه آل أبي سفيان و آل أبي معيط واليهود والنصارى والمجوس؟! قال : فقد عد لتنا بهم(2)، قال : لعمري ما أعدلك بهم الا اذا نهيت الامة أن يعبدوا الله بالقرآن وبما فيه من أمرونهي ، أو حلال أو حرام أو ناسخ أو منسوخ ، أو عام أو خاص ، أو محكم أو متشابه ، وان لم تسأل الامة عن ذلك هلكوا واختلفوا وتاهوا !
قال معاوية : فاقرأوا القرآن ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم وما قال رسول الله ، وارووا ما سوى ذلك ! قال ابن عباس : قال الله تعالى في القرآن : «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون »(3).
قال معاوية : يا ابن عباس ، اكفني نفسك ، وكف عني لسانك ، وان كنت لابد فاعلا فليكن سراً ولا تسمعه أحداً علانية ، ثم رجع الى منزله فبعث اليه بخمسين ألف در هم - وفي رواية اخرى : مائة ألف درهم - .
ثم اشتد البلاء بالامصار كلها على شيعة علي وأهل بيته (علیه السّلام) ، وكان أشد
ص: 165
الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، واستعمل عليها زياداً، ضمها اليه مع البصرة، وجمع له العراقين ، وكان يتبع الشيعة - وهو بهم عالم لانه كان منهم، قد عرفهم وسمع كلامهم أول شيء، فقتلهم تحت كل كوكب ، وتحت [كل](1) حجر ومدر ، وأجلاهم وأخافهم ، وقطع الايدي والارجل منهم ، وصلبهم على جذوع النخل ، وسمل أعينهم ، وطردهم و شردهم ، حتى انتزعوا عن العراق ، فلم يبق بها أحد منهم الا مقتول أو مصلوب أو طريد أو هارب.
وكتب معاوية الى قضاته وولاته في جميع الارضين والامصار أن لا تجيزوا لاحد من شيعة علي ، ولا من أهل بيته ، ولا من أهل ولايته الذين يرون فضله و يتحدثون بمناقبه شهادة.
وكتب الى عماله : انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ، واهل بيته ، و أهل ولايته الذين يرون فضله ويتحدثون بمناقبه فأذنوا مجالسهم ، وأكرموهم ، و قربوهم ، وشرفوهم ، واكتبوا الى بما يروي كل واحد منهم فيه باسمه واسم أبيه و ممن هو ، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في عثمان الحديث ، وبعث اليهم بالصلات و الكسى ، وأكثر لهم القطائع من العرب والموالي ، فكثروا في كل مصر، وتنافسوا في ، المنازل والضياع ، واتسعت عليهم الدنيا ، فلم يكن أحد يأتي عامل مصر من الامصار، ولا قرية، فيروى في عثمان منقبة ، أو يذكر له فضيلة ، الاكتب اسمه وقرب وشفع ، فلبثوا بذلك ما شاء الله .
ثم كتب الى عماله : ان الحديث قد كثر في عثمان ، وفشا في كل مصر و من كل ناحية ، فاذا جاءكم كتابي هذا فادعوهم الى الرواية في أبي بكر وعمر ، فان فضلهما وسوابقهما أحب الي ، وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أهل هذا البيت(2)، و
ص: 166
أشد عليهم من مناقب عثمان وفضله ، فقرأه كل قاض وأمير من ولاة كتابه على الناس وأخذ الناس في الروايات فيهم وفي مناقبهم.
ثم كتب نسخة جمع فيها جميع ما روي فيهم من المناقب والفضائل ، وأنفذها الى عماله ، وأمرهم بقراءتها على المنابر ، وفي كل كورة، وفي كل مسجد ، وأمرهم أن ينفذوا الى معلمي الكتاتيب أن يعلموها صبيانهم حتى يرووها و يتعلموها كما يتعلمون القرآن، حتى علموها بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله.
ثم كتب التى عماله نسخة واحدة الى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته ، فامحوه من الديوان ، ولا تجيز وا له شهادة .
كتب كتاباً آخر من اتهمتوه ولم تقم عليه بينة فاقتلوه ، فقتلوهم على التهم والظن والشبه تحت كل كوكب، حتى لقد كان الرجل يسقط بالكلمة فتضرب عنقه ولم يكن ذلك البلاء في بلد أكبر ولا أشد منه بالعراق ، ولاسيما بالكوفة ، حتى أن الرجل من شيعة علي (علیه السّلام) وممن بقي من أصحابه بالمدينة وغيرها ليأتيه من يثق به فيدخل بيته ، ثم يلقي اليه سره ، فيخاف من خادمه و مملو كه فلا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليتمكن عليه .
وجعل الأمر لا يزداد الا شدة وكثر عندهم عدوهم ، وأظهروا أحاديثهم الكاذبة في أصحابهم من الزور والبهتان فينشأ (فثبتوا /خ ل) الناس على ذلك ، ولا يتعلمون الا منهم ، ومضى على ذلك قضاتهم وولاتهم وفقهاؤهم وكان اعظم الناس في ذلك بلاءاً وفتنة القراء المراؤن المتصنعون الذين يظهرون لهم الحزن والخشوع والنسك، ويكذبون ويعلمون الاحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويدنو بذلك مجالسهم، ويصيبوا بذلك الاموال والقطايع والمنازل، حتى صارت أحاديثهم تلك ورواياتهم في أيدي ، من يحسب أنها حق ، وأنها صدق ، فرووها وقبلوها ، وتعلموها وعلموها
ص: 167
وأحبوا عليها وأبغضوا ، وصارت في أيدي الناس المتدينين الذين لا يستحلون الكذب، ويبغضون عليه أهله ، فقبلوها، وهم يرون أنها حق ، ولو علموا أنها باطل لم يرووها ولم يتدينو بها .
فصار الحق في ذلك الزمان باطلا ، والباطل حقاً ، والصدق كذباً ، والكذب صدقاً ، (وقد قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): لتشملنكم فتنة يربو فيها الوليد ، وينشأ فيها الكبير، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة ، فاذا غير منها شيء قالوا : أتى الناس منكراً ، غيرت السنة)(1).
فلما مات الحسن بن علي العالم تزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدان فلم يبق ولي الله الا خائفاً على دمه وفي رواية اخرى الاخائفاً على دمه انه مقتول والا طريداً، والا شريداً ، ولم يبق عدو الله الا مظهراً حجته، غير مستتر ببدعته وضلالته.
فلما كان قبل موت معاوية بسنة(2) حج الحسين بن علي صلوات الله عليه، و عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر معه ، فجمع الحسين (علیه السّلام) بني هاشم ، رجالهم ونساءهم ، ومواليهم ، ومن الانصار ممن يعرفه الحسين (علیه السّلام) وأهل بيته ثم أرسل رسلا لا تدعو أحداً ممن حج العام من أصحاب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) المعروفين بالصلاح والنسك الا اجمعهم لي ، فاجتمع اليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرداقه ، عامتهم من التابعين ، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي (صلی الله علیه و آله و سلم).
فقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : أما بعد، فان هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ماقدر أيتم وعلمتم وشهدتم ، واني اريد أن أسألكم عن شيء، فان صدقت فصدقوني ، وان كذبت فكذبوني ، وأسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقرابتي من نبيكم لما سيرتم مقامي هذا ، و وصفتم مقالتي ، و دعوتم أجمعين في
ص: 168
أمصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس و في رواية أخرى : بعد قوله «فكذبوني»: اسمعوا مقالتي واكنيوا قولي ، ثم ارجعوا الى أمصاركم وقبائلكم فمن آمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا ، فأنسي أتخوف أن يدرس هذا الامر ، ويذهب الحق ويغلب ، والله متم نوره ولو كره الكافرون ، وماترك شيئاً مما أنزل الله فيهم من القرآن الا تلاه وفسره ، ولا شيئاً مما قاله رسول الله (علیه السّلام) في أبيه و أخيه وأمه ، وفي نفسه وأهل بيته الارواه ، وكل ذلك يقول أصحابه : اللهم نعم ، و قد سمعنا وشهدنا ، ويقول التابعي : اللهم قد حدثني به من اصدقه وأأتمنه من الصحابة، فقال : أنشدكم الله ألا حدثتم به من تثقون به و بدينه .
(33) قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسين (علیه السّلام) وذكرهم أن قال : أنشدكم الله أتعلمون أن علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين آخى بين أصحابه فآخی بينه وبين نفسه وقال : أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ؟! قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنى فيه عشرة منازل ، تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لابي ، ثم سد كل باب شارع الى المسجد ،غیر بابه ، فتكلم في ذلك من تكلم ، فقال : ما أنا سددت أبوابكم ، وفتحت بابه ، ولكن الله أمرني بسد أبو ابكم وفتح بابه(1)، ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره ، وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فولد لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و له فيه أولاد ؟ ! قالوا: اللهم نعم.
قال : أفتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدرعينه يدعها في منزله الى المسجد فأبى عليه، ثم خطب فقال : ان الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيري وغير أخي وبنيه ؟! قالوا : اللهم نعم .
ص: 169
قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية ، وقال : ليبلغ الشاهد الغائب ؟ ! قالوا : اللهم نعم.
قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال له في غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وأنت ولي كل مؤمن بعدي ؟ ! قالوا : اللهم نعم . قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين دعا النصارى من أهل نجران الى المباهلة لم يأت الا به وبصاحبته وابنته ؟ ! قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله أتعلمون أنه دفع اليه اللواء يوم خيبر ثم قال : لادفعه الى رجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، كرار غير فرار يفتحها الله على يديه ؟!
قالو : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله بعثه ببراءة وقال لا يبلغ عني الا أنا أو رجل مني ؟! قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم تنزل به شدة قط الا قدمه لها ثقة به ، و أنه لم يدعه باسمه قط الا أن يقول : يا أخي ، وادعوا لي أخي ؟! قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قضى بينه وبين جعفر و زيد فقال : يا علي أنت مني و أنا منك ، وأنت ولي كل مؤمن بعدي ؟! قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أنه كانت له من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كل يوم خلوة ، وكل ليلة دخلة ، اذا سأله أعطاه ، واذا سكت أبداه ؟! قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فضله على جعفر وحمزة حين قال لفاطمة (عليها السلام): زوجتك خير أهل بيتي ، أقدمهم سلماً ، وأعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ؟ ! قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : أنا سيد ولد بني آدم ، وأخي علي
ص: 170
سيد العرب(1)، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، والحسن والحسين ابناي سيدا شباب أهل الجنة ؟! قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمره بغسله وأخبره أن جبرئيل بعينه عليه ؟ !
قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال في آخر خطبة خطبها : اني تركت فيكم الثقلين ، كتاب الله وأهل بيتي ، فتمسكوا بهما لن تضلوا ؟! قالوا : اللهم نعم ، فلم يدع شيئاً أنزله الله فى علي بن أبي طالب (علیه السّلام) خاصة ، وفي أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم) الا ناشدهم فيه فيقول الصحابة : اللهم نعم، قد سمعنا، ويقول التابع : اللهم قد حدثنيه من أثق به فلان وفلان .
ثم ناشدهم أنهم قد سمعوه يقول : من زعم أنه يحبني ويبغض علياً قد كذب، ليس يحبني ويبغض علياً فقال له قائل : يا رسول الله ، وكيف ذلك ؟ ! قال : لانه مني وأنا منه ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضي ومن أبغضي أبغض الله(2)، فقالوا : اللهم نعم ، قد سمعنا ، وتفرقوا على ذلك .
(34) أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال(3): اني لعند عبد الله بن
ص: 171
عباس في بيته وعنده رهط من الشيعة فذكروا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وموته فبكى ابن عباس وقال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم الاثنين - وهو اليوم الذي قبض فيه ، وحوله أهل بيته وثلاثون رجلا من أصحابه: ايتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي ولا تختلفوا بعدي ، فقال رجل منهم : ان رسول الله يهجر ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اني لاراكم تختلفون وأنا ! فكيف بعدي موتي ؟ ! فترك الكتف.
قال سليم : ثم أقبل علي ابن عباس فقال : يا سليم لولا ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتاباً لا يضل أحد ولا يختلف ، فقال رجل من القوم : ومن ذلك الرجل ؟! فقال : ليس الى ذلك سبيل .
فخلوت بابن عباس بعدما قام القوم فقال : هو عمر ! فقلت صدقت قد سمعت علياً (علیه السّلام) و سلمان وأبا ذر والمقداد يقولون : انه ،عمر قال : يا سليم اكتم الا ممن تثق بهم من اخوانك فان قلوب هذه الامة اشربت حب هذين الرجلين كما اشربت قلوب بني اسرائيل حب العجل والسامري.
(35) قال أبان : سمعت سليم بن قيس يقول : شهدت يوم الجمل علياً (علیه السّلام) وكنا اثني عشر ألفاً ، وكان أصحاب الجمل زيادة على عشرين ومائة ألف ، وكان مع علي من المهاجرين والانصار نحو من أربعة آلاف ممن شهد مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بدراً والحديبية ومشاهده وسائر الناس من الكوفة الا من تبعه من البصرة والحجاز لیست له هجرة ممن أسلم بعد الفتح ، وجل الاربعة آلاف من الانصار ، ولم يكره أحداً على البيعة وعلى القتال ، انما ندبهم فانتدب من أهل بدر سبعون ومائة رجل ، جلهم من الانصار ممن شاهد أحداً والحديبية ولم يتخلف عنه أحد ، وليس أحد من المهاجرين والأنصار الا وهواه معه يتولونه ويدعون له بالظفر والنصر ، ويحبون ظهوره على من ناواه ، ولم يحرجهم ولا يضيق عليهم ، وقد بايعوه ، وليس كل الناس يقاتل في سبيل الله.
ص: 172
والطاعن عليه والمتبرىء منه قليل مستتر عنه مظهر له الطاعة ، غير ثلاثة رهط بايعوه ثم شكوا في القتال معه ، وقعدوا في بيوتهم، محمد بن سلمة وسعد بن أبي وقاص و ابن عمر، واسامة بن زيد سلم بعد ذلك ورضي ودعا لعلي (علیه السّلام)، واستغفر له ، وبرأ بن عدوه ، وشهد أنه على الحق ، ومن خالفه ملعون حلال الدم.
(36) قال أبان : قال سليم(1): لما التقى أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وأهل البصرة يوم الجمل نادى (علیه السّلام) الزبير : يا أبا عبد الله ، اخرج الي ، فقال له أصحابه ، يا أمير المؤمنين ، تخرج الى الزبير الناكث بيعته وهو على فرس شاك في سلاح ، وأنت على بغلة بلا سلاح ؟! فقال علي (علیه السّلام): ان علي جنة واقية، لن يستطيع أحد فرار أمن أجله ، واني لا أموت ولا اقتل الا على يدي أشقاها ، كما عقر ناقة الله أشقى ثمود .
فخرج اليه الزبير ، فقال : أين طلحة ؟ ليخرج ، فخرج طلحة ، فقال : نشد تكما الله ، أتعلمان وأولو العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر، أن أصحاب الجمل وأهل النهروان ملعونون على لسان محمد ، وقد خاب من افترى ؟ فقال الزبير: كيف نكون ملعونين ونحن من أهل الجنة ؟ ! فقال علي (علیه السّلام): لو علمت أنكم من أهل الجنة أما استحللت قتالكم !
فقال الزبير : أما سمعت رسول الله يقول يوم احد : أوجب طلحة الجنة ، ومن أراد أن ينظر الى شهيد يمشي على الأرض حياً فلينظر الى طلحة ؟ ! أو ما سمعت رسول الله يقول : عشرة من قريش في الجنة ؟! فقال علي (علیه السّلام): فسمهم ، قال : فلان وفلان وفلان حتى عد تسعة فيهم أبو عبيدة الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقال علي (علیه السّلام): عددت تسعة ، فمن العاشر ؟ قال الزبير : أنت !
فقال علي (علیه السّلام): أما أنت فقد أقررت أني من أهل الجنة ، وأما ما ادعيت
ص: 173
لنفسك وأصحابك فاني به لمن الجاحدين ، والله ان بعض من سميت لفي تابوت في جب في أسفل درك من جهنم، على ذلك الجب صخرة ، اذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة فاسعرت جهنم ، سمعت ذلك من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) والا فأظفرك الله بي، وسفك دمي بيدك ، والا فأظفرني الله بك وبأصحابك ، فرجع الزبير الى أصحابه وهو يبكي.
ثم أقبل على طلحة فقال : ياطلحة معكما نساؤ كما ؟! قال : لا ، قال : عمدتما الى امرأة موضعها في كتاب الله القعود في بيتها فأبرز تماها وصنتما حلا ئلكما في الخيام والحجال ، ما أنصفتما رسول الله ، قد أمر الله أن لا يكلمن الا من وراء حجاب ! أخبرني عن صلاة ابن الزبير بكما ، أما يرضى أحدكما بصاحبه ؟ ! أخبرني ؟! عن دعائكما الاعراب الى قتالي ما يحملكما على ذلك ؟ !
فقال طلحة : يا هذا كنا في الشورى سنة ، مات منا واحد وقتل آخر ، فنحن اليوم أربعة كلنا لك كاره ، فقال له علي (علیه السّلام): ليس ذلك علي ، قد كنا الشورى والامر في يد غيرنا ، وهو اليوم في يدي ، أرأيت لو أردت بعدما بايعت عثمان أن أرد هذا الأمر شورى أكان ذلك لي ؟ ! قال : لا، قال : ولم ؟! قال : لانك بايعت طائعاً ، فقال علي (علیه السّلام): وكيف ذلك والانصار معهم السيوف مخترطة يقولون : لئن فرغتم وبا والاضربنا و بايعتم واحداً منكم والا ضربنا أعناقكم أجمعين ، فهل قال لك ولاصحابك أحد شيئاً من هذا وقت بايعتماني ؟ ! وحجتي في الاستكراه في البيعة أوضح من حجتك وقد بايعتني أنت وصاحبك طائعين غير مكرهين وكنتما غير مكرهين ، وكنتما أول من فعل ذلك ، ولم يقل أحد لتبايمان أو لنقتلكما ، فانصرف طلحة ، ونشب القتال ، فقتل طلحة ، وانهزم الزبير .
(37) قال :أبان قال سليم: سمعت ابن عباس يقول : سمعت من علي (علیه السّلام) حديثاً لم أدر ما وجهه ، سمعت يقول : ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أسر الي في مرضه وعلمني مفتاح
ص: 174
ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب(1)، واني لجالس بذي قار في فسطاط علي (علیه السّلام) وقد بعث المحسن (علیه السّلام) و عماراً يستنفران الناس اذا أقبل علي (علیه السّلام)، فقال : يا ابن عباس يقدم عليك الحسن ومعه أحد عشر ألف رجل غير رجل أو رجلين(2)، فقلت في نفسي : ان كان كما قال فهو من تلك الالف باب ، فلما أظلنا الحسن بذلك الجند استقبلت الحسن فقلت لكاتب الجيش الذي معه أسماؤهم : كم رجل معكم ؟ فقال : أحد عشر ألف رجل غير رجل أو رجلين .
(38) قال أبان : عن سليم ، قال : جلست الى علي (علیه السّلام) بالكوفة في المسجد والناس حوله فقال : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما نزلت آيه من كتاب الله الا وقد أقرأنيها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وعلمني تأويلها ، فقال ابن الكواء: فما كان ينزل عليه وأنت غائب ؟ إفقال : بلى ، يحفظ علي ما غبت عنه ، فاذا قدمت عليه قال لي : ياعلي ، أنزل الله بعدك كذا وكذا فيقرأنيه ، وتأويله كذا وكذا فيعلمنيه.
(39) قال أبان : قال سليم : سمعت علياً (علیه السّلام) يقول لرأس اليهود : كم أفرقتم؟ فقال : على كذا وكذا فرقة ، فقال علي (علیه السّلام) : كذبت ، ثم أقبل على الناس فقال : لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الانجيل بانجيلهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم ، افترقت اليهود على احدي وسبعين فرقة سبعون منها النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة احدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة اتبعت شمعون وصي عيسى وتفرقت هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصي محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)- وضرب بيده على صدره - ، ثم قال : ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها
ص: 175
تنتحل مودتي وحبي ، واحدة منها في الجنة واثنتا عشرة منها في النار(1).
(40) قال أبان : قال سليم : قلت لابن عباس : أخبرني بأعظم ما سمعتم من علي (علیه السّلام) ما هو ؟ قال سليم: فأتاني بشيء قد كنت سمعته أنا من علي البلاء قال : دعاني رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و في يده كتاب فقال يا علي دونك هذا الكتاب ، قلت : يا نبي الله ما هذا الكتاب ؟ قال : كتاب كتبه الله ، فيه تسمية أهل السعادة والشقاء من امتي ، أمرني ربي أن أدفعه اليك.
(41) قال أبان : وسمعت سليم بن قيس يقول ، وسألته : هل شهدت صفين؟ فقال: نعم ، قلت : هل شهدت يوم الهرير ؟ قال : نعم ، قلت : كم كان أتى عليك من السن ؟ قال : أربعون سنة(2)، قلت : فحدثني رحمك الله ، قال : نعم ، مهما نسيت من شيء من الاشياء فلا أنسى هذا الحديث ، ثم بكى وقال : صفوا وصففنا ، فخرج مالك الاشتر على فرس أدهم مجنب ، وسلاحه معلق على فرسه ، وبيده الرمح ، وهو يقرع به رؤوسنا ويقول : أقيموا صفوفكم .
فلما كتب الكتائب وأقام الصفوف اقبل على فرسه حتى قام بين الصفين ، فولى أهل الشام ظهره، وأقبل علينا بوجهه ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ثم قال : أما بعد ، فانه كان من قضاء الله وقدره اجتماعنا في هذة البقعة من الارض لاجال قد اقتربت و امور تصرمت يسوسنا فيها سيد المسلمين ، وأمير المؤمنين، و خير الوصيين ، وابن عم نبينا ، وأخوه ووارثه ، وسيوفنا سيوف الله ، ورئيسهم
ص: 176
ابن آكلة الأكباد ، وكهف النفاق ، وبقية الاحزاب ، يسوقهم الى الشقاء والنار ، ونحن نرجو بقتالهم من الله الثواب ، وهم ينتظرون العقاب ، فاذا حمي الوطيس ، وثار القتال ، وجالت الخيل بقتلانا وقتلاهم ، رجونا بقتالهم النصر من الله ، فلا أسمعن الاغمغمة أو همهمة .
أيها الناس ، غضوا الابصار ، وعضوا على النواجذ من الأضراس ، فانها أشد لضرب الرأس ، واستقبلوا القوم بوجوهكم ، و خذوا قوائم سيوفكم بأيمانكم ، فاضربوا الهام ، واطعنوا بالرماح مما يلي الشرسيوف(1)، فانه مقتل ، وشدوا شدة قوم موتورين بآبائهم وبدماء أخوانهم ، حنقين على عدوهم ، قد وطنوا أنفسهم على الموت ، لكيلا تذلوا ولا يلزمكم في الدنيا عار.
ثم التقى القوم ، فكان بينهم أمر عظيم ، فتفرقوا عن سبعين ألف قتيل من جحاجحة العرب ، وكانت الوقعة يوم الخميس ، من حيث استقلت الشمس حتى ذهب ثلث الليل الأول ما سجد لله في دينك العسكرين سجدة ، حتى مرت مواقيت الصلوات الاربع الظهر والعصر والمغرب والعشاء .
قال سليم : ثم ان عليا (علیه السّلام) قام خطيباً فعان . يا أيها الناس ، انه قد بلغ بكم ما قد رأيتم وبعدوكم كمثل ، فلم يبق الاآخر نفس ، وان الامور اذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها ، وقد صبر لكم القوم على غير دين ، حتى بلغوا فيكم ما قد بلغوا ، وأنا غاد عليهم بالغداة ان شاء الله ومحاكمهم الى الله.
فبلغ ذلك معاوية ، ففزع فزعاً شديداً ، وانكسر هو و جميع أصحابه و أهل الشام لذلك ، فدعا عمرو بن العاص(2) فقال : يا عمرو، انما هي الليلة حتى يغدو علينا
ص: 177
فما ترى ؟ قال : أرى الرجال قد قلوا ، و ما بقي فلا يقومون لرجاله ، ولست مثله ، و انما يقاتلك على أمر و أنت تقاتله على غيره ، أنت تريد البقاء و هو يريد الفناء ، و ليس يخاف أهل الشام علياً ان ظفر بهم ما يخاف أهل العراق ان ظفرت بهم ، ولكن ألق اليهم أمراً فان ردوه اختلفوا ، وان قبلوه اختلفوا ، ادعهم الى كتاب الله ، وارفع المصاحف على رؤوس الرماح ، فانك بالغ حاجتك ، فاني لم أزل أدخرها لك فعرفها معاوية وقال : صدقت ، ولكن قد رأيت رأياً أخدع به علياً طلبي اليسه الشام على الموادعة وهو الشيء الأول الذي ردني عنه ، فضحك عمرو و قال : أين أنت يا معاوية من خديعة علي ، وان شئت أن تكتب فاكتب !
قال : فكتب معاوية الى عليا (علیه السّلام) كتاباً مع رجل من أهل السكاسك يقال له عبد الله بن عقبة : أما بعد فانك لو علمت أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت و علمناه نحن لم يجنها بعضنا على بعض ، وان كنا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي منها ما نرم به ما مضى و نصلح ما بقي ، وقد كنت سألتك الشام على أن لا تلزمني لك طاعة ولا بيعة ، فأبيت ذلك فأعطاني الله ما منعت ، و أنا أدعوك الى ما دعوتك اليه أمس ، فانك لا ترجو من البقاء الا ما أرجوه ، ولا تخاف من الفناء الا ما أخاف ، وقد والله رقت الأكباد ، وذهب الرجال ، و نحن بنو عبد مناف ، وليس لبعضنا على بعض فضل يستدل به عزيز ولا يسترق به ذلیل ، والسلام.
ص: 178
قال سليم : فلما قرأ علي (علیه السّلام) كتابه ضحك وقال : العجب من معاوية وخديعته لي ! فدعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال له : اكتب :
أما بعد ، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنك أو علمت أن الحرب تبلغ بنا وبك الى ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض ، وأنا و اياك يا معاوية على غاية منها لم نبلغها بعد ، وأما طلبك الشام ، فاني لم اعطك اليوم ما منعتك أمس ، و أما استواؤنا في الخوف والرجاء ، فانك لست بأمضى على الشك مني على اليقين ، وليس أهل الشام أحرص على الدنيا من أهل العراق على الاخرة .
وأما قولك : انا بنو عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض ، فكذلك نحن ، ولكن ليس امية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبوسفيان كأبي طالب ، ولا الطليق كالمهاجر ، ولا المنافق كالمؤمن ، ولا المبطل كالمحق ، في أيدينا فضل النبوة التي ملكنا بها العرب ، واستعبدنا بها العجم ، والسلام.
فلما انتهى كتاب علي (علیه السّلام) الى معاوية كتمه عن عمرو ، ثم دعاه فأقرأه ، فشمت به عمرو - وقد كان نهاه - ، ولم يكن أحد من قريش أشد تعظيماً لعلي (علیه السّلام) من عمرو بعد اليوم الذي صرعه عن دابته ، فقال عمرو:
ألا لله درك يا ابن هند *** و در المرء ذي الحال المسود
أتطمع لا أباً لك في علي *** و قد قرع الحديد على الحديد
و ترجو أن تخادعه بشك *** و ترجو أن يهابك في الوعيد
وقد كشف القناع وجر حرباً *** يشيب لهولها رأس الوليد
يقول لها اذا رجعت اليه *** وقابل بالطعان القوم عودي
فان وردت فأولها ورود *** وان صدرت فليس بذي ورود
و ما هي من أبي حسن بنكر *** و ما هي من مساتك بالبعيد
و قلت له مقالة مستكين *** ضعيف القلب منقطع الوريد
ص: 179
طلبت الشام حسبك يا ابن هند *** من السوءات والرأي الزهيد
ولو أعطاكها ما ازددت عزاً *** وما لك في استزادك من مزيد
فلم تكسر بهذا الرأي عوداً *** سوى ما كان لا بل دون عود
فقال معاوية : والله لقد علمت ما أردت بهذا ، قال :عمرو: وما أردت به؟! قال : عيبك رأيي(1)، و خلافك علي ، واعظامك علياً لما فضحك يوم بارزته ، بارزته ، فضحك عمرو و قال : أما خلافك و معصيتك فقد كانت ، وأما فضيحتي فلم يفتضح رجل بارز علياً ، فان شئت أن تتلوها أنت منه فافعل ، فسكت معاوية وفشا أمرهما في أهل الشام.
قال أبان : قال سليم : ومر علي - صلوات الله عليه بجماعة من أهل الشام فيهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وهم يشتمونه فاخبر بذلك فوقف فيمن يليهم من أصحابه ، ثم قال لهم : انهضوا اليهم وعليكم السكينة وسيماء الصالحين و وقار الاسلام، أقربنا من الجهل بالله والجرأة عليه والاغترار لقوم رئيسهم معاوية ، وابن النابغة ، وأبو الاعور السلمي ، وابن أبي معيط شارب الخمر ، والمجلود الحد في الاسلام ، والطريد مروان، وهم هؤلاء يقومون ويشتمون ، وقبل اليوم ما قاتلوني وأنا اذ ذاك أدعوهم الى الاسلام وهم يدعونني الى عبادة الأوثان ، وشنموني فالحمد لله على ما دعاني الفاسقون.
ان هذا الخطب جليل ، ان فساقاً منافقين كانوا عندنا غير مؤتمنين على الاسلام متخوفين ، خدعوا شطر هذه الامة ، وأشربوا قلوبهم حب الفتنة ، واستمالوا أهواءهم
ص: 180
الى الباطل ، فقد نصبوا لنا الحرب ، وجدوا في اطفاء نور الله ، والله متم نوره ولو كره الكافرن .
ثم حرض عليهم وقال : ان هؤلاء لا يزالون عن موقفهم هذا دون طعن دراك تطير منه القلوب، وضرب يفلق الهام، وتطيع منه الانوف والعظام منه الانوف والعظام، وتسقط منه المعاصم ، وحتى تقرع جباههم يعمد الحديد ، وتنشر حواجبهم على صدورهم والاذقان والنحور ، أين أهل الدين طلاب الاجر ؟ !
فثارت عليه عصابة نحو أربعة آلاف فدعا محمد بن الحنفية ، فقال : يا بني ، امش نحو هذه الراية مشياً وأبداً على هنيتك(1)، حتى اذا أشرعت في صدرهم الاسنة فأمسك حتى يأتيك رأيي ، ففعل .
وأعد علي ال مثلهم ، فلما دنا محمد ، فلما دنا محمد وأشرع الرماح في صدورهم أمر علي البلا الذين كان أعدهم أن يحملوا معهم فشدوا عليهم ، ونهض محمد ومن معه في وجوههم فأزالوهم عن مواقفهم وقتلوا عامتهم .
(42) أبان ، عن سليم ، قال : سألت المقداد عن علي (علیه السّلام)، قال : كنا نسافر مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قبل أن يأمر نساءه بالحجاب ، وهو يخدم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ليس له خادم غيره ، وكان الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لحاف ليس له لحاف غيره ، ومعه عائشة ، فكان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ينام بين علي (علیه السّلام) وعائشة ، ليس عليهم لحاف غيره ، فاذا قام رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من الليل حط بيده اللحاف من وسطه بينه وبين عائشة حتى تمس اللحاف الفراش الذي تحتهم ، ويقوم رسول الله فيصلي ، فأخذت عليا الحمى ليلة فأسهرته ، فسهر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) السهره ، فبات ليله مرة يصلي ومرة يأتي علياً (علیه السّلام) يسليه وينظر اليه حتى أصبح.
ص: 181
فلما صلى بأصحابه الغداة قال : اللهم اشف علياً وعافه فانه قد أسهرني مما به من الوجع ، فعوفي ، فكأنما نشط من عقال ما به من علة ، ثم قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): أبشر يا أخي ، قال ذلك وأصحابه حولسه يسمعون ، فقال علي (علیه السّلام): بشرك الله بخير یا رسول الله وجعلني فداك .
قال : اني لم أسال الله شيئاً إلا أعطانيه ، ولم أسال لنفسي شيئاً الا سألت لك مثله ، اني دعوت الله أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك ولي كل مؤمن بعدي ففعل، وسألته اذا البسني ثوب النبوة والرسالة أن يلبسك ثوب الوصية و الشجاعة ففعل، وسألته أن يجعلك وصبي ووارثي وخازن علمي ففعل ، و سألته أن يجعلك مني بمنزلة هارون من موسى ، و أن يشد بك أزري ، ويشر كك في أمري ففعل ، الا أنه لا نبي بعدي فرضيت ، وسألته أن يزوجك ابنتي ويجعلك أبا ولدي ففعل.
فقال رجل لصاحبه : أرأيت ما سأل ؟! فوالله لو سأل ربه أن ينزل عليه ملكاً يعينه على عدوه ، أو يفتح له كنزاً ينفقه هو و أصحابه - فان به حاجة - خيراً له مما سأل ، وقال الآخر : والله لصاع من تمر خير مما سأل .
(42) أبان ، قال : سمعت سليم بن قيس يقول : سمعت عبد الرحمن بن غنم الأزدي الثمالي ، ختن معاذ بن جبل - و كانت ابنته تحت معاذ بن جبل و كان أفقه أهل الشام ، وأشدهم اجتهاداً - قال : مات معاذ بن جبل بالطاعون ، فشهدته يوم مات ، وكان الناس متشاغلين بالطاعون ، قال : وسمعته حين احتضر وليس في البيت غيري - وذلك في خلافة عمر بن الخطاب - يقول : ويل لي ، ويل لي.
فقلت في نفسي : أصحاب الطاعون يهدون ويتكلمون ويقولون الاعاجيب، فقلت : تهذي رحمك الله ؟! قال : لا ، قلت : فلم تدعو بالويل ؟! قال : لموالاتي عدو
ص: 182
الله على ولي الله ، فقلت : من هم ؟! قال : موالاتي عتيقاً و عمر على خليفة رسول الله ووصيه علي بن أبي طالب ! فقلت : انك لتهجر ! فقال : يا ابن غنم ، والله ما أهجر، هذا رسول الله و علي البلا يقولان : يا معاذ أبشر بالنار أنت و أصحابك الذين قلتم : ان مات رسول الله أو قتل زوينا الخلافة عن علي فلن يصل اليها ، أنت وعتيق و عمر وأبو عبيد الله(1) و سالم .
فقلت : يا معاذ متى هذا ؟ ! فقال : في حجة الوداع ، قلنا : نتظاهر على علي فلا ينال الخلافة ما حيينا ، فلما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قالت : أنا أكيفكم قومي الانصار فاكفوني قريشاً ، ثم دعوت على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الى الذين تعاهدنا عليه بشير ابن سعد و اسيد بن حضير فبايعاني على ذلك ، فقلت : يا معاذ انك لتهجر ! قال : خدي بالارض ، فما زال يدعو بالويل والثبور حتى قضى .
قال لي ابن غنم : ما حدثت به أحداً قبلك قط لا والله غير رجلين ، فاني فزعت مما سمعت من معاذ ، فحججت فلقيت الذي ولي موت أبي عبيدة و سالم مولى أبي حذيفة، فقلت : أو لم يقتل سالم يوم اليمامة ؟! قال : بلى ، ولكن احتملناه و به رمق ، قال : فحدثني كل واحد منهما بمثله ولم يزد ولم ينقص أنهما قالا كما قال معاذ .
قال أبان : قال سليم : فحدثت ابن غنم هذا كله محمد بن أبي بكر ، فقال : اكتم علي ، وأشهد أن أبي عند موته قال مثل مقالتهم ، فقالت عائشة : ان أبي ليهجر ! قال محمد : فلقيت عبد الله بن عمر فحدثته بما قال أبي عند موته ، فقال : اكتم علي فو الله لقد قال أبي مثل مقالة أبيك مازاد ولا نقص ، ثم تداركها عبد الله بن عمر وتخوف أن اخبر بذلك علياً (علیه السّلام) لما قد علم من حبي له و انقطاعي اليه ، فقال : انما كان أبي يهجر!
ص: 183
فأتيت أمير المؤمنين علياً (علیه السّلام) فحدثته بما سمعت من أبي وبما حدثنيه عبد الله، فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): قد حدثني عن أبيه وعن أبيك وعن أبي عبيدة وسالم و عن معاذ من هو أصدق منك و من ابن ،عمر فقلت : من هو ذاك يا أمير المؤمنين؟! فقال : بعض من يحدثني ، قال : فعلمت ما يعني ، فقلت : صدقت يا أمير المؤمنين ، انما حسبت انساناً حدثك وما شهد أبي وهو يقول هذا غيري.
قال : فقلت لعبد الرحمن بن غنم : مات معاذ بالطاعون ، فيم مات أبو عبيدة ابن الجراح ؟ قال : بالدبيلة(1)، فلقيت محمد بن أبي بكر فقلت : هل شهد موت أبيك غير أخيك عبد الرحمن و عائشة وعمر ؟ و هل سمعوا منه ما سمعت ؟ ! قال : سمعوا منه طرفاً ، فيكوا وقالوا : يهجر ! فأما كلما سمعت أنا فلا.
قلت : والذي سمعوا منه ما هو ؟ قالوا : دعا بالويل والثبور ، فقال له عمر : يا خليفة رسول الله ، ما لك تدعو بالويل والثبور ؟! قال: هذا محمد وعلي يبشراني بالنار ، بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة وهو يقول :
لقد وفيت بها فظاهرت على ولي الله أنت وأصحابك ، فأبشر بالنار في أسفل السافلين ، فلما سمعها عمر خرج وهو يقول : انه ليهجر !(2) قال لا والله لا أهجر، قال عمر : أنت ثاني اثنين اذهما في الغار !
قال : الان أيضاً ؟! أو لم احدثك أن محمداً - ولم يقل رسول الله - قال لي
ص: 184
و أنا معه في الغار : اني أرى سفينة جعفر و أصحابه تعوم في البحر ، قلت : فأرنيها ، فمسح وجهي فنظرت اليها ، فاستيقنت عند ذلك أنه ساحر(1)، فقال عمر : يا هؤلاء ان أباكم يهجر ! فاكتموا ما تسمعون منه(2)، لا يشمت بكم أهل هذا البيت.
ثم خرج و خرج أخي ليتوضأ للصلاة، فأسمعني من قوله ما لم يسمعوا ، فقلت له - لما خلوت به - : يا أيه ، قل : لا اله الا الله ، قال : لا أقولها أبداً ، ولا أي أقدر عليها حتى أدخل التابوت ، فلما ذكر التابوت ظننت أنه يهجر ، فقلت له : أي تابوت؟!
فقال : تابوت من نار ، مقفل بقفل من نار فيه اثنا عشر رجلا ، أنا وصاحبي هذا ، قلت : عمر ؟! قال : نعم ، وعشرة ، في جب من جهنم عليه صخرة ، اذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع الصخرة ، قلت : تهذي ؟!
قال : لا والله ، لا أهذي ، لعن الله ابن صهاك ، هو الذي صدني عن الذكر بعد از جاءني فبئس القرين ، لعنه الله الصق خدي بالأرض ؛ فألصقت خده بالارض فما زال يدعو بالويل والثبور حتى غمضته(3).
ص: 185
ثم دخل عمر وقد غمضته ، فقال : هل قال بعدي شيئاً ؟ فعرفته ما قال ، فقال: يرحم الله خليفة رسول الله ، اكتمه ، فان هذا هذيان ، و أنتم أهل بيت معروف لكم في مرضكم الهذيان .
فقالت عائشة : صدقت ، وقالوا جميعاً : لا يسمعن أحد منكم من هذا شيئاً فيشمت ابن أبي طالب وأهل بيته.
قال سليم : فقلت لمحمد : فمن ترى حدث أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن هؤلاء الخمسة بما قالوا ؟ قال : رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، انه يراه في منامه كل ليلة ، و حديثه اياه في المنام مثل حديثه اياه في اليقظة ، فان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : من رآني في المنام فقد رآني ، فان الشيطان لا يتمثل بي في نوم و لا يقظة ، و لا بأحد من أوصيائي الى يوم القيامة .
(44) قال سليم : فقلت لمحمد بن أبي بكر من حدثك بهذا ؟ قال : علي العلا فقال : قد سمعت أنا أيضاً كما سمعت أنت ، قلت لمحمد : فلعل ملكاً من الملائكة حدثه ؟ قال : أو ذاك.
قلت : و هل تحدثه الملائكة الا الانبياء ؟ قال : أما تقرأ القرآن «و ما أرسلنا من قبلك من رسول الله ولا نبي ولا محدث »؟!
ص: 186
قال : قلت : أمير المؤمنين محدث(1) هو ؟! قال : نعم ، وكانت فاطمة محدثة ولم تكن نبية ، وكانت سارة امرأة ابراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها باسحاق و من وراء اسحاق يعقوب ولم تكن نبية.
(45) قال سليم : فلما قتل محمد بن أبي بكر بمصر وعزينا أمير المؤمنين (علیه السّلام) فحدثته بما حدثني به محمد وخبرته بما خبرني به عبد الرحمن بن غنم ، قال : صدق محمد رحمة الله ، اما انه شهيد حي يرزق ، يا سليم، ان أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي ، أئمة ، كلهم محدثون .
قلت : يا أمير المؤمنين، من هم ؟ قال : ابني هذا الحسن ، ثم ابني : هذا الحسين ، ثم ابني هذا وأخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين - وهو رضيع - ، ثم ثمانية من ولده واحداً بعد واحد ، هم الذين أقسم الله بهم فقال : « ووالد وما ولد » فالوالد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و أنا «وما ولد» ، يعني هؤلاء الأحد عشر أوصياء ، قلت : يا أمير المؤمنين ، فيجتمع امامان ؟
قال : نعم ، الا ان واحداً صامت لا ينطق حتى يهلك الأول .
أبان ، عن سليم ، قال : سمعت أبا ذر وسلمان والمقداد يقولون : انا لقعود عند رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ما معنا غيرنا إذ أقبل رهط من المهاجرين كلهم بدريون ، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): ستفترق امتي بعدي ثلاث فرق.
فرقة على الحق ، مثلهم كمثل الذهب ، كلما سبكته على النار ازداد تطيباً وجوداً ، امامهم هذا أحد الثلاثة .
وفرقة أهل الباطل ، مثلهم كمثل الحديد ، كلما أدخلته النار ازداد خبثاً ونتناً امامهم هذا أحد الثلاثة.
ص: 187
وفرقة مذبذبين ضلالا، لا الى هؤلاء ، ولا الى هؤلاء، امامهم هذا أحد الثلاثة .
وسألتهم عن الثلاثة ، فقالوا : امام الحق والهدى علي بن أبي طالب ، وسعد امام المذبذبين ، وحرصت أن يسموا لي الثالث فأبوا علي، وعرضوا لي ، حتى عرفت من يعنون .
أبان بن أبي عياش ، عن سليم ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : ان رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) دعا الناس بغدير خم فأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقام ، و كان ذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس اليه ، وأخذ بضبع علي بن أبي طالب (علیه السّلام) فرفعها حتى نظرت الى بياض ابط رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذا من خذله».
قال أبو سعيد : فلم ينزل حتى نزلت هذه الآية « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً»، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): الله أكبر على اکمال الدين ، واتمام النعمة ، ورضا الرب برسالتي وبولاية علي من بعدي .
فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله ، ائذن لي لاقول في علي أبياتاً ، فقال : قل على بركة الله ، فقال حسان : يا مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم):
ألم تعلموا أن النبي محمداً *** لدى دوح خم حين قام مناديا
وقد جاءه جبريل من عند ربه *** بأنك معصوم فلا تك وانيا
وبلغهم ما أنزل الله ربهم *** وان أنت لم تفعل وحاذرت باغيا
عليك فما بلغتهم عن الههم *** رسالته ان كنت تخشى الاعاديا
فقام به اذ ذاك رافع كفه *** بيمنى يديه معلن الصوت عاليا
فقال لهم من كنت مولاه منكم *** و كان لقولي حافظاً ليس ناسيا
فمولاه من بعدي علي وانني *** به لكم دون البرية راضيا
ص: 188
فيا رب من والى علياً قواله *** وكن للذي عادى علياً معاديا
و يا رب فانصر ناصريه لنصرهم *** امام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا
ويارب فاخذل خاذليه وكن لهم *** اذا وقفوا يوم الحساب مكافيا
أبان ، عن سليم بن قيس ، قال ، سمعت علياً (علیه السّلام) يقول : كانت لي من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عشر خصال، ما يسرني باحداهن ما طلعت عليه الشمس وما غربت ، فقيل له : بينها لنا يا أمير المؤمنين، فقال : قال لي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يا علي ، أنت الاخ وأنت وأنت الخليل ، وأنت الوصي، وأنت الوزير وأنت الخليفة في الاهل والمال في كل غيبة أغيبها ، ومنزلتك مني كمنزلتي من ربي ، وأنت الخليفة في امتي، وليك ولبي وعدوك عدوي ، وأنت أمير المؤمنين وسيد المسلمين من بعدي.
ثم أقبل علي (علیه السّلام) على أصحابه فقال : يا معشر الصحابة ، والله ما تقدمت على امر الاما عهده الي فيه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فطوبى لمن رسخ حبنا أهل البيت في قلبه ، ليكون الايمان أثبت في قلبه من جبل احد في مكانه ، ومن لم تصر مودتنا في قلبه انماث الايمان في قلبه كانميات الملح فى الماء ، والله ما ذكر في العالمين ذكر أحب الى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مني ، ولا صلى القبلتين كصلاتي ، صليت صبياً ولم أرهق حلماً ، وهذه فاطمة بضعة من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تحتي، هي في زمانها كمريم بنت عمران في زمانها.
وأقول لكم الثالثة ، ان الحسن والحسين سبطا هذه الامة ، وهما من محمد كمكان العينين من الرأس ، وأما أنا فكمكان اليدين من البدن ، وأما فاطمة فكمكان
القلب من الجسد ، مثلنا مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق .
(46) أبان ، عن سليم ، قال : سمعت علياً (علیه السّلام) يقول عهد الي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم توفي وقد أسندته الى صدري ورأسه عند اذني ، وقد أصغت المرأتان(1) لتسمعان الكلام ، فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): اللهم سد مسامعهما ، ثم قال : يا علي ، أرأيت قول الله
ص: 189
تبارك وتعالى «ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية»؟ أتدري من هم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فانهم شيعتك وأنصارك(1)، وموعدي وموعدهم الحوض يوم القيامة ، اذا شئت(2) الأمم على ركبها ، وبدأ الله في عرض خلقه ، ودعا الناس الى ما لا بد لهم منه ، فيدعوك وشيعتك ، فتجيئون غراً محجلين ، شباعاً مرويين ، يا علي «ان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية»(3) فهم اليهود وبنو امية وشيعتهم ، يبعثون يوم القيامة أشقياء جياعاً عطاشى ، مسودة وجوههم.
(47) أبان ، عن سليم ، قال(4): حدثني عبد الله بن جعفر عن أبي طالب ، قال : كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين ، وعنده عبد الله بن عباس ، فالتفت الي معاوية ، فقال : يا عبد الله ما أشد تعظيمك للحسن والحسين ؟! وما هما بخير منك . ولا أبوهما خير من أبيك، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله ، لقلت ما امك أسماء بنت عميس بدونها.
ص: 190
فقلت : والله انك لقليل العلم بهما وبأبيهما وبامهما ، بل والله لهما خير مني وأبوهما خير من أبي ، وامهما خير من امي.
يا معاوية ، انك لغافل عما سمعته أنا من رسول وامهما ، قد حفظته ووعيته ورويته.
قال : هات یا ابن جعفر ، فوالله ما أنت بكذاب ولا متهم ، فقلت : انه أعد مما في نفسك ، قال : وان كان أعظم من احد و حراء جميعاً ، فلست ابالي اذا قتل صاحبك ، وفرق جمعكم ، وصار الأمر في أهله ، فحدثنا ، فما نبالي بما قلتم ، ولا يضرنا ما عدمتم .
قلت : سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وقد سئل عن هذه الآية « وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن(1)، فقال : اني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون يردون امتي على أدبارهم القهقري فيهم رجلان من حيين من قريش مختلفين ، وثلاثة من بني امية ، وسبعة ومن ولد الحكم بن أبي العاص ، وسمعته يقول : ان بني أبي العاص اذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا ، وعباد الله خولا ، ومال الله دولا .
يا معاوية ، اني سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر ابن أبي سلمة واسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام وهو يقول : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟! فقلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أليس أزواجي امهاتكم ؟! قلنا : بلى يارسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه - أولى به من نفسه - ، وضرب بيده على منكب علي (علیه السّلام)، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
أيها الناس ، أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معي أمر ، وعلي من
ص: 191
بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ليس لهم معه أمر ، ثم ابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معه أمر.
ثم عاد فقال : أيها الناس ، اذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم، فاذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فاذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فاذا استشهد الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ، ثم أقبل علي (علیه السّلام)، فقال : يا علي انك ستدر كه فاقرأه مني السلام ، فاذا استشهد فايني محمد أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، وستدركه أنت يا حسين فاقرأه مني السلام ، ثم يكون في عقب محمد رجال ، واحد بعد واحد ، وليس منهم أحد الا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ، كلهم هادون مهتدون .
فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وهو يبكي ، فقال : بأبي أنت وامي يا نبي الله ، أتقتل ؟! قال : نعم ، أهلك شهيداً بالسم، وتقتل أنت بالسيف ، وتخضب لحيتك من دم رأسك ، ويقتل ابني الحسن بالسم ، ويقتل ابني الحسين بالسيف ، يقتله طاغ ابن طاغ ، دعي ابن دعي .
فقال معاوية : يا ابن جعفر ، لقد تكلمت بعظيم ولئن كان ما تقول حقاً لقد هلكت امة محمد من المهاجرين والانصار غيركم أهل البيت وأوليائكم وأنصاركم فقلت : والله ان الذي قلت حقاً سمعته من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال معاوية ، يا حسن و یا حسین و یا ابن عباس ، ما يقول ابن جعفر ؟! فقال ابن عباس : ان لا تؤمن بالذي قال فأرسل الى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك !
فأرسل معاوية الى عمر بن أبي سلمة والى اسامة بن زيد فسألهما ، فشهدا أن الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كما سمعه ، فقال معاوية : يا ابن جعفر، قد سمعناه في الحسن والحسين وفي أبيهما، فما سمعت في امهما ؟! ومعاوية
ص: 192
كالمستهزىء والمنكر -.
فقلت : سمعت من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ليس في جنة عدن منزل أشرف ولا أفضل ، ولا أقرب الى عرش ربي من منزلي ، ومعي ثلاثة عشر من أهل بيتي أخي علي ، وابنتي فاطمة ، و ابناي الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، هداة مهتدون ، و أنا المبلغ عن الله ، وهم المبلغون عني ، وهم حجج الله على خلقه ، وشهداؤه في أرضه ، وخزانه على علمه ، ومعادن ،حكمه من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، لا تبقى الارض طرفة عين(1) ببقائهم ، ولا تصلح الا بهم ، يخبرون الامة بأمر دينهم ، حلالهم و حرامهم ، يدلونهم على رضا ربهم ، وينهونهم عن سخطه ، بأمر واحد ونهي واحد، ليس فيهم اختلاف ولا فرقة ولا تنازع ، يأخذ آخرهم عن أولهم املائي وخط أخي علي بيده ، يتوارثونه الى يوم القيامة ، أهل الأرض كلهم في غمرة وغفلة وتيهة وحيرة غيرهم وغير شيعتهم وأوليائهم، لا يحتاجون الى أحد من الأمة في شيء من أمر دينهم ، والامة تحتاج اليهم ، هم الذين عنى الله في كتابه ، وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسول الله ، فقال : « وأطيعوا الله وأن الرسول واولي الأمر منكم».
فأقبل معاوية على الحسن و الحسين و ابن عباس و الفضل بن عباس و عمر ابن أبي سلمة واسامة بن زيد ، فقال : كلكم على ما قال ابن جعفر ؟ ! قالوا : نعم ، قال : يابني عبد المطلب انكم لتدعون أمراً عظيماً ، وتحتجون بحجج قوية ان كانت حقاً ، وانكم لتضمرون على أمر تسرونه والناس عنه في غفلة عمياء ولئن كان ما يقولون حقاً لقد هلكت الأمة، وارتدت عن دينها ، وتركت عهد نبينا غير كم أهل البيت ومن قال بقولكم ، فاولئك في الناس قليل.
فقلت : يا معاوية ، ان الله تبارك وتعالى يقول « وقليل من عبادي الشكور»(2)،
ص: 193
ويقول « ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين»(1)، ويقول : « الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم»(2)، ويقول لنوح : « وما آمن معه الا قليل »(3).
يا معاوية ، المؤمنون في الناس قليل ، وان أمر بني اسرائيل أعجب حيث قالت السحرة لفرعون أن « اقض ما أنت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا انا آمنا برب العالمين »(4)، فآمنوا بموسى وصدقوه واتبعوه فسار بهم وبمن تبعه من بني اسرائيل ، فأقطعهم البحر و أراهم الاعاجيب ، وهم يصدقون به وبالتوراة ، يقرون له بدينه ، فمر بهم على قوم يعبدون أصناماً لهم فقالوا : « يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة »(5)، ثم اتخذوا العجل فعكفوا عليه جميعاً غير هارون وأهل بيته ، و قال لهم السامري : « هذا الهكم واله موسى »(6)؛ وقال لهم بعد ذلك : ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم»(7)، فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه : « ان فيها قوماً جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون » قال موسى : « رب اني لا أملك الا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين»(8).
فاحتذت هذه الامة ذلك المثال سواء ، وقد كانت فضائل و سوابق مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ومنازل منه قريبة ، مقرين بدين محمد والقرآن حتى فارقهم نبيهم (صلی الله علیه و آله و سلم)،
ص: 194
فاختلفوا ، وتفرقوا ، وتحاسدوا ، وخالفوا امامهم و وليهم ، حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى ، ونفر قليل لقوا الله عز و جل على دينهم وايمانهم ، ورجع الاخرون القهقري على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى (علیه السّلام) باتخاذهم العجل وعبادتهم اياه ، وزعمهم أنه ربهم و اجماعهم عليه ، غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته .
ونبينا (صلی الله علیه و آله و سلم) قد نصب لامته أفضل الناس و أولاهم و خيرهم بغدير خم ، وفي غير موطن ، واحتج عليهم به ، و أمرهم بطاعته ، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى ، وأنه ولي كل مؤمن بعده ، وأنه كل من كان وليه فعلي وليه ، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به ، وأنه خليفته فيهم ووصيه ، وأن من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله ، ومن والاه والى الله ، ومن عاداه عادى الله ، فأنكروه وجهلوه وتولوا غيره.
يا معاوية ، أما عملت أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حين بعث الى مؤتة أمر عليهم جعفر ابن أبي طالب ، ثم قال : ان هلك جعفر فزيد بن حارثة ، فان هلك زيد فعبد الله بن رواحة ، ولم يرض لهم أن يختاروا لانفسهم ، أفكان يترك امته لا يبين لهم خليفته فيهم ؟! بلى والله ، ما تركهم في عمياء ولا شبهة ، بل ركب القوم ما ركبوا بعد نبيهم ، وكذبوا على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فهلكوا وهلك من شايعهم ، وضلوا وضل من تابعهم ، فبعداً للقوم الظالمين .
فقال معاوية : يا ابن عباس ، انك لتتفوه بعظيم ، والاجتماع عندنا خير من الاختلاف ، وقد علمت أن الأمة لم تستقم على صاحبك ، فقال ابن عباس : اني سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : ما اختلفت امة بعد نبيها الا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ، وان هذه الامة اجتمعت على امور كثيرة ليس بينها اختلاف ولا منازعة ولا فرقة ، شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، والصلوات الخمس، وصوم شهر
ص: 195
رمضان، وحج البيت، وأشياء كثيرة من طاعة الله ونهي الله ، مثل : تحريم الزنا والسرقة ، وقطع الأرحام ، والكذب ، والخيانة .
و اختلفت في شيئين ، أحدهما اقتنلت عليه وتفرقت فيه ، و صارت فرقاً يلعن بعضها بعضاً، ويبرأ بعضها من بعض، والثاني لم تقتتل عليه ولم تتفرق فيه ، ووسع بعضهم فيه لبعض ، وهو كتاب الله وسنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، و ما يحدث زعمت أنه ليس في كتاب الله ولا سنة نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم).
وأما الذي اختلفت فيه وتفرقت و تبرأت بعضها من بعض فالملك والخلافة ، زعمت أنها أحق بهما من أهل بيت نبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فمن أخذ بما ليس فيه - بين أهل القبلة - اختلاف ، ورد علم ما اختلفوا فيه الى الله سلم ونجا من النار ، ولم يسأله الله عما أشكل عليه من الخصلتين اللتين اختلف فيهما .
ومن وفقه الله ، ومن عليه ، و نور قلبه ، و عرفه ولاة الأمر و معدن العلم أين هو ، فعرف ذلك ، كان سعيداً ، والله ولياً ، وكان نبي الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : رحم الله عبداً قال حقاً فغنم أو سكت فلم يتكلم .
فالائمة من أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، و منزل الكتاب ، و مهبط الوحي ، و مختلف الملائكة ، لا تصلح الا فيها ، لان الله خصها وجعلها أهلا في كتابه على لسان نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم)، فالعلم فيهم وهم أهله ، وهو عندهم كله بحذافيره ، باطنه وظاهره ، و محکمه و متشابهه ، و ناسخه ومنسوخه.
يا معاوية ، ان عمر بن الخطاب أرسلني في امرته الى علي بن أبي طالب (علیه السّلام) أني اريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث الينا ما كتبت من القرآن ، فقال : تضرب والله عنقي قبل أن تصل اليه ، قلت : ولم ؟ ! قال : ان الله يقول « لا يمسه الا المطهرون»(1)، يعني لا يناله كله الا المطهرون ، ايانا عنى ، نحن الذين أذهب
ص: 196
الله عنا الرجس وطهرنا تطهيراً ، وقال : « وأورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا »(1)، فنحن الذين اصطفانا الله من عباده، ونحن صفوة الله، ولنا ضرب الامثال ، وعلينا نزل الوحي.
فغضب عمر و قال : ان ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره ، فمن كان يقرأ من القرآن شيئاً فليأتنا به ، فكان اذا جاء رجل بقرآن فقرأه و معه آخر كتبه ، والا لم يكتبه ، فمن قال - يا معاوية - : انه ضاع من القرآن شيء ، فقد كذب هو عند أهله مجموع .
ثم أمر عمر قضاته وولاته فقال : اجتهدوا رأيكم ، واتبعوا ما ترون أنه الحق ، فلم يزل هو و بعض ولاته قد وقعوا في عظيمة فكان علي بن أبي طالب (علیه السّلام) يخبرهم بما يحتج به عليهم ، وكان عماله وقضاته يحكمون في شيء واحد بقضايا مختلفه ، فيجيزها لهم ، لان الله لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب ، وزعم كل صنف من أهل القبلة انهم معدن العلم والخلافة دونهم ، فبالله نستعين على من جحدهم حقهم ، وسن للناس ما يحتج به مثلك عليهم ، ثم قاموا فخرجوا .
(48) وعن أبان بن أبي عياش ، عن سليم ، قال : قام رجل من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) يقال له : همام ، و كان عابداً مجتهداً ، فقال : يا أمير المؤمنين ، صف لي المؤمنين كأني أنظر اليهم ، فتثاقل أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن جوابه ، ثم قال : یا همام، اتق الله و احسن ، فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، فقال له همام : أسألك بالذي أكرمك وخصك وحباك وفضلك بما آتاك لما وصفتهم لي ؟
فقام أمير المؤمنين (علیه السّلام) على رجليه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي و أهل بيته - صلوات الله عليهم - ، ثم قال(2):
ص: 197
أما بعد فان الله خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم ، آمناً من معصيتهم، لانه لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه منهم ، فقسم بينهم معايشهم ، ووضعهم من الدنيا مواضعهم، وانما أهبط آدم اليها عقوبة لما صنع ، حيث نهاه الله فخالفه وأمره فعصاه، فالمؤمنون فيها هم أهل الفضائل ، منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد ، و مشيهم التواضع ، خضعوا الله بالطاعة ، فمضوا غاضين أبصاهم عما حرم الله عليهم ، واقفين أسماعهم على العلم ، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء ، رضاً عن الله بالقضاء ، لولا الاجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقاً الى الثواب ، وخوفاً من العقاب.
عظم الخالق في أنفسهم ، وصغر ما دونه في أعينهم ، فهم و الجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ، قلوبهم محزونة ، و حدودهم مأمونة ، و أجسادهم نحيفة ، و حوائجهم خفيفة ، و أنفسهم عفيفة ، و معونتهم في الاسلام عظيمة ، صبروا أياماً قصاراً أعقبتهم راحة طويلة، تجارة مربحة يسرها لهم رب كريم ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وطلبتهم فأعجزوها.
أما الليل، فصافون أقدامهم تالين لاجزاء القرآن يرتلونه ترتبلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم ، (وتهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم، ووجع كلوم جوانحهم)(1)، فاذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً ، وتطلعت اليها أنفسهم شوقاً ، فظنوا أنها نصب أعينهم ، حافين على أوساطهم ، يمجدون جباراً عظيماً ، مفترشين جباههم وأكفهم وركبهم و أطراف أقدامهم ، تجري دموعهم على
ص: 198
خدودهم ، يجأرون الى الله في فكاك رقابهم من النار ، واذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا اليها مسامع قلوبهم وأبصارهم ، واقشعرت منهم جلودهم ، ووجلت منها قلوبهم ، وظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها(1) في اصول آذانهم .
وأما النهار، فحلماء علماء ، بررة أتقياء ، براهم الخوف فهم أمثال القداح(2)، ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى ، وما بالقوم من مرض ، أو قد خولطوا ، فقد خالط القسوم أمر عظيم ، اذا ذكروا عظمة الله وشدة سلطانه مع ما يخالطهم من ذكر الموت وأهوال القيامة فزع ذلك قلوبهم ، وطاشت له حلومهم ، وذهلت عنهم عقولهم ، واقشعرت منها جلودهم ، واذا استفاقوا من ذلك بادروا الى الله بالاعمال الزكية ، لا يرضون لله بالقليل ، ولا يستكثرون له الجزيل ، فهم لانفسهم متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ، ان زكى أحدهم خاف مما يقولون ، وقال : أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربي أعلم بي من غيري ، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، فانك علام الغيوب وساتر العيوب.
ومن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين ، وحزماً في لين ، وايماناً في ، يقين، وحرصاً على علم ، وفهماً في فقه ، وعلماً في حلم ، وشفقة في نفقة ، وكيساً في رفق ، وقصداً في غنى ، وخشوعاً في عبادة، وتحملا في فاقة(3)، وصبراً في شدة ، ورحمة للمجهود، واعطاء في حق ، ورفقاً في كسب ، وطيباً في الحلال(4)، ونشاطاً في الهدى ، وتحرجاً عن الطمع ، وبرأ في استقامة ، واعتصاماً عند شهوة ، لا يغره ثناء من جهله ، ولا يدع احصاء عمله ، احصاء عمله ، مستبطئاً لنفسه في العمل ، يعمل الاعمال
ص: 199
الصالحة.
وهو رجل يمسي وهمه الشكر ، ويصبح وشغله الذكر ، يبيت حذراً ، ويصبح فرحاً ، حذراً لما حذر ، وفرحاً لما اصاب من الفضل والرحمة ، وان استصعب عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما اليه بشره ، ففرحه فيما يخلد ويطول ، وقرة عينه فيما لا يزول ، رغبته فيما يبقى ، وزهادته فيما يفنى ، يمزج الحلم بالعلم ، والعلم بالعقل .
تراه بعيداً كسله ، دائماً نشاطه قريباً ، أمله ، ، قليلا زلله ، متوقعاً أجله ، خاشعاً قلبه، قائمة نفسه ، متغيباً جهله ، سهلا أمره ، حريزاً لدينه ، ميتة شهوته ، مكظوماً غيظه ، صافياً خلقه ، آمناً منه جاره ، ضعيفاً كبره ، قانعاً بالذي قدر له ، متيناً صبره ، محكماً أمره، كثيراً ذكره ، لا يحدث بما اؤتمن عليه الاصدقاء ، ولا يكنم شهادة الاعداء.
ولا يعمل شيئاً من الحق رياءاً ، ولا يتركه حياءاً ، الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، ويصل من قطعه ، لا يعزب حلمه ، ولا يعجل فيما يريبه ، ويصفح عما تبين له ، بعيد جهله ، لين قوله ، عائب منكره ، قریب معروفه ، صادق قوله ، حسن فعله، مقبل خیره ، مدیر شره .
وهو في الزلازل وقور ، وفي المكاره صبور ، وفي الرخاء شكور ، لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيما يحب، ولا يدعي ما ليس له، ولا يجحد حقاً هو عليه ، يعترف بالحق قبل أن يشهد به عليه ، لا يضيع ما استحفظ عليه ، ولا ينابز بالالقاب ولا يبغي على أحد ، ولا يهم بالحسد ، ولا يضار بالجار ، ولا يشمت بالمصائب ، مؤد للامانات ، سريع الى الصلوات ، بطيء عن المنكرات ، يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، لا يدخل في الأمور بجهل ، ولا يخرج من الحق بعجز ، ان صمت لم يغمه الصمت، وان نطق لم يقل خطأ ، وان ضحك لم يعل صوته ، قانع بالذي قدر له ، لا يجمح به الغيظ ، ولا يغلبه الهوى ، ولا يقهره الشح،
ص: 200
ولا یطمع فیما لیس له.
يخالط الناس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، ويتجر ليغنم ( ويبحث ليعلم / خ ل ) ، لا ينصت للخير ليفخر به، ولا يتكلم ليتجبر على من سواه ، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لاخرته ، وأراح الناس من نفسه ، ان يغي عليه صبر حتى يكون الله هو المنتصر له ، بعده عمن تباعد عنه زهد و نزاهة ، و دنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده تكبراً ولا عظمة ، ولا دنوه خديعة ولا خلابة ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير ، فهو امام لمن خلفه من أهل البر.
قال : فصاح همام صيحة ، ثم وقع مغشياً عليه ، فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): أما والله لقد كنت أخافها عليه، وقال : هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ، فقال له قائل : فما بالك أنت يا أمير المؤمنين ؟! قال : لكل أجل(1) ان يعدوه ، وسبب لا يجاوزه ، فمهلا لا تعد ، فانما نفث على لسانك الشيطان ، ثم رفع همام رأسه فصعق صعقة وفارق الدنيا رحمه الله .
(48) أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، عن سلمان وأبي ذر والمقداد أن نفراً من المنافقين اجتمعوا فقالوا : ان محمداً ليخبرنا عن الجنة وما أعد الله فيها من النعيم لاوليائه وأهل طاعته ، وعن النار وما أعد الله فيها من الانكال والهوان لاعدائه وأهل معصيته ، فلو أخبرنا عن آبائنا وامهاتنسا ومقعدنا في الجنة والنار فعرفنا الذي يبنى عليه في العاجل والاجل؟!
فبلغ ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فأمر بلالا فنادى بالصلاة جامعة ، فاجتمع الناس حتى غص المسجد وتضايق بأهله ، فخرج مغضباً حاسراً عن ذراعيه وركبتيه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، أنا بشر مثلكم أوحى الي ربي فاختصني برسالته ، واصطفاني لنبوته ، وفضلني على جميع ولد آدم ، وأطلعني
ص: 201
على ما شاء من غيبه ، فاسألوني عما بدا لكم ، فوالذي نفسي بيده لا يسألني رجل منكم عن أبيه وامه ، وعن مقعده من الجنة والنار الا أخبرته ، هذا جبرئيل عن يميني يخبرني عن ربي فاسألوني.
فقام رجل مؤمن يحب الله ورسوله ، فقال : يا نبي الله ، من أنا ؟ قال : أنت عبد الله بن جعفر ، فنسبه الى أبيه الذي كان يدعى به ، فجلس قريرة عينه .
ثم قام منافق مريض القلب ، مبغض الله ولرسوله ، فقال : يارسول الله ، من أنا ؟ قال : أنت فلان بن فلان ، راع لبني عصمة ، وهم شر حي في ثقيف ، عصوا الله فأخزاهم، فجلس وقد أخزاه الله وفضحه على رؤوس الاشهاد ، وكان قبل ذلك لا يشك الناس أنه صنديد من صناديد قريش ، وناب من أنيابهم .
ثم قام ثالث منافق مريض القلب ، فقال : يا رسول الله ، أفي الجنة أنا أم في النار ؟ قال : في النار ورغماً ، فجلس وقد أخزاه الله وفضحه على رؤوس الأشهاد . فقام عمر بن الخطاب ، فقال : رضينا بالله رباً ، وبالاسلام ديناً ، وبك يا رسول الله نبياً ، ونعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، اعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك ، واستر سترك الله ، فقال (صلی الله علیه و آله و سلم): عن غير هذا أو تطلب سواه يا عمر ؟! فقال : يا رسول الله ، العفو عن امتك.
فقام علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، فقال : يا رسول الله ، انسبني من أنا ليعرف الناس قرابتي منك ، فقال : يا علي ، خلقت أنا و أنت من عمودين من نور معلقين من تحت العرش ، يقدسان الملك من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، ثم خلق من ذينك العمودين نطقتين بيضاويين ملتويتين ، ثم نقل تلك النطفتين في الاصلاب الكريمة الى الارحام الزكية الطاهرة حتى جعل نصفها في صلب عبد الله ، ونصفها في صلب أبي طالب فجزء أنا وجزء أنت ، وهو قول الله عز وجل : « وهو الذي خلق
ص: 202
من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً»(1).
علي ، أنت مني وأنا منك ، وأنا منك ، سيط لحمك بلحمي ، ودمك بدمي ، وأنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي ، فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله ، وكان ماضياً في الدركات.
يا علي، ما عرف الله الا بي ثم بك، من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته.
يا علي ، أنت علم الله(2) بعدي الاكبر في الارض ، وأنت الركن الاكبر في القيامة ، فمن استظل بفيئك كان فائزاً ، لان حساب الخلائق اليك ، وما بهم اليك ، والميزان ميزانك ، والصراط صراطك ، والموقف موقفك، والحساب حسابك ، فمن ركن اليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثم نزل (صلی الله علیه و آله و سلم).
(49) أبان ، عن سليم ، قال : كانت قريش اذا جلست في مجالسها قرأت رجل من أهل البيت قطعت حديثها ، فبينما هي جالسة اذ قال رجل منهم : ما مثل محمد في أهل البيت الا كمثل نخلة نبتت في كناسة.
فبلغ ذلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فغضب ، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، من أنا ؟ إقالوا : أنت رسول الله ، قال : أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، ثم مضى في نسبه حتى انتهى الى نزار .
ثم قال : الا واني وأهل بيتي كنا نوراً نسعى بين يدي الله قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، وكان ذلك النور اذا سبح سبحت الملائكة لتسبيحه ، فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه ثم اهبط الى الأرض في صلب آدم ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذفه في النار في صلب ابراهيم ، ثم لم يزل ينقلنا في أكارم
ص: 203
الاصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتداً ، وأكرم المغارس منبتاً بين الاباء والأمهات ، لم يلتق أحد منهم على سفاح قط.
ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وعلي وجعفر و حمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي .
ألا وان الله نظر الى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين ، أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبياً ، والاخر علي بن أبي طالب ، وأوحى الي أن أتخذه أخاً وخليلا ووزيراً ووصياً وخليفة.
ألا وانه ولي كل مؤمن بعدي ، من والاه والاه الله ، ومن عاداه عاداه الله ، لا يحبه الا مؤمن ، ولا يبغضه الا كافر، هو زر الارض(1) بعدي و سكنها ، وهو كلمة الله التقوى ، و عروته الوثقى، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .
الا وان الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصياً وأهل بيتي(2) فجعلهم خيار امتي ، واحداً بعد واحد ، مثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، هم أئمة هداة مهتدون ، لا يضرهم كيد من كادهم ، و لا خذلان من خذلهم ، هم حجج الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، و خزان علمه ، وتراجمة وحيه ، ومعادن
ص: 204
حكمته ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، ومن عصاهم عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه حتى بردوا علي الحوض، فليبلغ الشاهد الغائب، اللهم اشهد ، اللهم اشهد - ثلاث مرات - .
أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس ، قال : قلت لابي ذر : حدثني رحمك الله بأعجب ما سمعته من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول في علي بن أبي طالب، قال : سمعت رسول الله يقول : ان حول العرش التسعين ملكاً(1) ليس لهم تسبيح ولا عبادة الا الطاعة لعلي بن أبي طالب ، و البراءة على طالب ، و البراءة على(2) أعدائه ، و الاستغفار لشيعته.
قلت : فغير هذا رحمك الله ؟ قال : سمعت رسول الله يقول : لم يزل الله يحتج بعلي في كل امة منها نبي مرسل ، و أشهدهم معرفة لعلي أعظمهم درجة عند الله.
قلت : فغير هذا رحمك الله ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : لولا أنا وعلي ما عرف الله، ولولا أنا وعلي ما عبد الله ، ولو لا أنا وعلي ما كان ثواب ولا عقاب ، و لا يستر علياً عن الله ستر، ولا يحجبه عن الله حجاب ، وهو الستر و الحجاب، فيما بين الله وبين خلقه.
(50) قال سليم : ثم سألت المقداد فقلت : حدثني رحمك الله بأفضل ما سمعت من رسول الله يقول في علي بن أبي طالب ، قال :
سمعت من رسول الله يقول : ان الله توحد بملكه فعرف أنواره نفسه ، ثم فرض اليهم أمره ، وأباحهم جنته ، فمن أراد أن يطهر قلبه من الجن والانس عرفه ولاية علي بن أبي طالب ، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفة علي بن أبي طالب.
ص: 205
والذي نفسي بيده ، ما استوجب آدم أن يخلقه الله ، و ينفخ فيه من روحه ، وأن يتوب عليه ويرده الى جنته الا بنبوتي و الولاية لعلي بعدي .
والذي نفسي بيده ، ما أرى ابراهيم ملكوت السموات والارض ، ولا اتخذه خليلا ، الا بنبوتي والاقرار لعلي بعدي .
والذي نفسي بيده ما كلم الله موسى تكليماً ، ولا أقام عيسى آية للعالمين، الا بنبوتي ومعرفة على بعدي .
والذي نفسي بيده ، ما تنبأ نبي قط الا بمعرفته والاقرار لنا بالولاية، ولا استأهل خلق من الله النظر اليه الا بالعبودية له والاقرار بعدي .
ثم سكت ، فقلت : فغير هذا رحمك الله ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول : علي ديان هذه الامة ، والشاهد عليها ، والمتولي لحسابها ، وهو صاحب السنام الاعظم ، وطريق الحق الأبهج ( الابلج / خ ل ) السبيل ، وصراط الله المستقيم ، به يهدي بعدي من الضلالة، ويبصر به من العمى ، به ينجو الناجون ، ويجار من الموت ، ويؤمن من الخوف، ويمحي به السيئات ، ويدفع الضيم ، وينزل الرحمة. وهو عين الله الناظرة ، واذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرحمة ، ووجهه في السموات والارض ، وجنبه الظاهر اليمين ، وحبله القوي المتين ، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وبابه الذي يؤتى منه ، وبيته الذي من دخله كان آمناً ، وعلمه(1) على الصراط في بعثه ، من عرفه نجا الى الجنة ، و من أنكره هوى الى النار .
(51) وعنه ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت سلمان الفارسي يقول : ان علياً (علیه السّلام) باب فتحه الله ، من دخله كان مؤمناً ، ومن خرج منه [ كان] كافراً(2).
ص: 206
ثم أقبل على تأليف القرآن ، وشغل عنه بوصية رسول الله ، ولم يكن همته الملك لما كان رسول الله أخبره عن القوم ، فلما افتتن الناس بالذي افتتنوا به من الرجلين ، فلم يبق الا علي وبنو هاشم وأبو ذر و المقداد و سلمان في اناس معهم يسير، قال عمر لابي بكر : يا هذا ان الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر، فابعث اليه.
فبعث اليه ابن عم لعمر يقال له : قنفذ ، فقال : انطلق الى علي فقل له : أجب خليفة رسول الله ، فانطلق فأبلغه ، فقال علي (علیه السّلام): ما أسرع ما كذبتم على رسول الله وارتددتم ؟! والله ما استخلف رسول الله ،غيري فارجع يا قنفذ، فانما أنت رسول فقل له : قال لك علي : والله ما استخلفك رسول الله، وانك لتعلم من خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
فأقبل قنفذ الى أبي بكر فبلغه الرسالة ، فقال أبو بكر : صدق علي ، ما استخلفني رسول الله ! فغضب عمر ووثب وقام ، فقال أبو بكر: اجلس !
ثم قال لقنفذ : اذهب اليه فقل له : أجب أمير المومنين أبا بكر، فأقبل قنفذ حتى دخل على علي (علیه السّلام) فأبلغه الرسالة ، فقال : كذب والله ، انطلق اليه فقل له : لقد تسميت باسم ليس لك ، فقد علمت أن أمير المومنين غيرك .
فرجع قنفذ فأخبرهما ، فوثب عمر غضبان ، فقال : والله اني لعارف بسخفه وضعف رأيه ، وأنه لا يستقيم لنا أم- ، وأنه لا يستقيم لنا أمر حتى نقتله ، فخلني آتك برأسه ! فقال أبو بكر : اجلس ، فأبى ، فأقسم عليه ، فجلس .
ص: 207
(52) أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : كنت عند عبد الله بن عباس في بيته ومعنا جماعة من شيعة علي (علیه السّلام)، فحدثنا ، فكان فيما حدثنا أن قال : يا اخوتي توفي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يوم توفي فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف ، واشتغل علي بن أبي طالب برسول الله حتى فرغ من غسله وتكفينه ، وتحنيطه ، ووضعه في حفرته .
ثم قال : يا قنفذ ، انطلق فقل له : أجب أبا بكر ، فأقبل قنفذ فقال : يا علي ، أجب أبا بكر ، فقال :علي اني لفي شغل ، وماكنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي ، وانطلق الى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور .
فانطلق قنفذ ، فأخبر أبا بكر، فوثب عمر غضبان فنادی خالد بن الوليد وقنفذاً : فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً ، ثم أقبل حتى انتهى الى باب علي وفاطمة (عليها السلام)، و فاطمة قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها ، ونحل جسمها في وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) . فأقبل عمر حتى ضرب الباب !
ثم نادى : يا ابن أبي طالب ، افتح الباب ! فقالت فاطمة : يا عمر ، مالنا ولك لا تدعنا وما نحن فيه ؟! قال : افتحي الباب والا أحرقناه عليكم ! فقالت : يا عمر، أما تتقي الله عز وجل ، تدخل على بيتي ، وتهجم على داري ، فأبى أن ينصرف .
ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، فأحرق الباب ، ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت : يا أبتاه! يا رسول الله ! فرفع السيف وهو في عمده فوجأ به جنبها ، فصرخت ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ، فصاحت : يا أبتاه !
فوثب علي بن أبي طالب (علیه السّلام) فأخذ بتلابيب عمر، ثم هزه فصرعه ، ووجأ أنفه و رقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله وما أوصى به من الصبر و الطاعة ، فقال : و الذي كرم محمداً بالنبوة - يا ابن صهاك - لولا كتاب من الله سبق ، لعلمت أنك لا تدخل بيتي .
فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة (عليها السلام)، فحمل عليه بسيفه فأقسم على علي (علیه السّلام) كف.
وأقبل المقداد وسلمان وأبو ذر و عمار و بريدة الاسلمي حتى دخلوا الدار أعواناً لعلي ، حتى كادت تقع فتنة.
فاخرج علي (علیه السّلام)، واتبعه الناس ، واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار و
ص: 208
بريدة وهم يقولون : ما أسرع ما خنتم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأخرجتم الضغائن التي في صدور كم ؟! وقال بريدة بن الخصيب الاسلمي : يا عمر ، أتيت على أخي رسول الله ووصيه وعلى ابنته فتضربها ، وأنت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به ؟! فرفع خالد بن الوليد السيف ليضرب به بريدة وهو في غمده ، فتعلق به عمر ومنعه من ذلك ، فانتهوا بعلي الى أبي بكر ملبياً.
فلما نظر به أبو بكر صاح : خلوا سبيله ، فقال (علیه السّلام): ما أسرع ما توثبتم على أهل بيت نبيكم ؟! يا أبا بكر بأي حق، وبأي ميراث، وبأي سابقة تحث الناس الى بيعتك ؟! ألم تبايعني بالامس بأمر رسول الله ؟ !
فقال عمر: دع عنك هذا يا علي ! فوالله ان لم تبايع لنقتلك ! فقال علي (علیه السّلام): اذا والله أكون عبداً الله وأخا رسول الله المقتول ، فقال عمر : أما عبد الله المقتول فنعم ، وأما أخو رسول الله فلا ! فقال علي (علیه السّلام) : أما والله لولا قضاء من الله سبق ، و عهد عهده الي خليلي لست أجوزه ، لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً - وأبو بكر ساكت لا يتكلم -
فقام بريدة فقال : يا عمر ، ألستما اللذين قال نكا رسول الله : انطلقا الى علي فسلما عليه بامرة المؤمنين ، فقلتها : أعن أمر الله وأمر رسوله ؟ ! فقال : نعم ، فقال أبو بكر : قد كان ذلك يا بريدة ، ولكنك غبت وشهدنا ، والأمر يحدث بعده الأمر .
فقال عمر: ما أنت وهذا يا بريدة ؟ ! وما يدخلك في هذا ؟ ! قال بريدة : والله لا سكنت في بلدة أنتم فيها امراء ، فأمر به عمر فضرب واخرج .
ثم قام سلمان فقال : يا أبا بكر ، اتق الله وقم عن هذا المجلس ، ودعه لاهله يأكلوا به رغداً الى يوم القيامة لا يختلف على هذه الامة سيفان ، فلم يجبه أبو بكر، فأعاد سلمان ، فقال مثلها ، فانتهره عمر وقال : مالك ولهذا الامر ؟ ! وما يدخلك فيماها هنا ؟! فقال : مهلا يا ،عمر ، قم يا أبا بكر عن هذا المجلس ، ودعه لاهله يأكلوا به
ص: 209
والله خضراً الى يوم القيامة ، وان أبيتم لتحلين به دماً وليطمعن فيه الطلقاء والطرداء والمنافقون، والله لو أعلم أني أدفع ضميماً أو اعز الله ديناً لوضعت سيفي على عاتقي ثم ضربت به قدماً ، أتثبون على وصي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟! فابشروا بالبلاء ، واقنطوا من الرخاء .
ثم قام أبو ذر والمقداد وعمار فقالوا لعلي : ما تأمر ؟ والله ان أمرتنا لنضر بن بالسيف حتى نقتل ، فقال علي (علیه السّلام) كفوا رحمكم الله ، واذكروا عهد رسول الله وما أوصاكم به ، فكفوا .
فقال عمر لابي بكر وهو جالس فوق المنبر : ما يجلسك فوق المنبر؟! وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك، أو تأمر به فتضرب عنقه ، والحسن والحسين (علیهما السّلام) قائمان على رأس علي الله ، فلما سمعا مقالة عمر بكيا ورفعا أصواتهما : يا جداه ! يا رسول الله ! فضمهما علي الى صدره وقال : لا تبكيا ، فوالله لا يقدران على قتل أبيكما ، هما أذل وأدخر من ذلك.
و أقبلت ام أيمن النوبية حاضنة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وام سلمة فقالنا : يا عتيق ، ما أسرع ما أبديتم حسدكم لال محمد ؟ !
فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد ، وقال : ما لنا وللنساء ؟! ثم قال : ياعلي قم بايع ، فقال علي : ان لم أفعل ؟ ! قال : اذا والله تضرب عنقك ، قال (علیه السّلام): كذبت والله يا ابن صهاك لا تقدر ذلك ، أنت ألا وأضعف من ذلك .
فوتب خالد بن الوليد واخترط سيفه وقال : والله ان لم تفعل لاقتلنك ، فقام اليه علي (علیه السّلام) وأخذ بمجامع ثوبه ، ثم دفعه حتى ألقاه على قفاه ، ووقع السيف من يده ، فقال عمر : قسم ياعلي بن أبي طالب فبايع ، قال : فان لم أفعل ؟ ! قال : اذاً والله نقتلك ! واحتج عليهم علي (علیه السّلام) ثلاث مرات ، ثم مد يده من غير أن يفتح كفه ، فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك ، ثم توجه الى منزله وتبعه الناس.
قال : ثم ان فاطمة بلغها أن أبا بكر قبض فدك ، فخرجت في نساء بني هاشم
ص: 210
حتى دخلت على أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، تريد أن تأخذ مني أرضاً جعلها لي رسول الله ، وتصدق بها علي من الوجيف الذي لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ؟! أما كان قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): المرء يحفظ في ولده ؟! وقد علمت أنه لم يترك لولده شيئاً غيرها !
فلما سمع أبو بكر مقالتها والنسوة معها دعا بداوة ليكتب به لها ، فدخل عمر فقال : يا خليفة رسول الله ، لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي ، فقالت فاطمة : نعم ، اقيم البينة ، قال : من ؟ قالت : علي وام أيمن ، فقال عمر : لا تقبل شهادة امرأة عجمية لا تفصح ، وأما علي فيحوز النار الى فرصه ، فرجعت فاطمة (عليها السلام) وقد جرعها من الغيظ ما لا يوصف ، فمرضت.
و كان علي (علیه السّلام) يصلي في المسجد الصلوات الخمس ، فلما صلى قال له أبو بكر وعمر : كيف بنت رسول الله ؟ الى أن ثقلت فسألا عنها وقالا : قد كان بيننا وبينها ما قد علمت ، فان رأيت أن تأذن لنا فنعتذر اليها من ذنبنا ، قال : ذاك اليكما ، فقاما فجلسا بالباب ، ودخل علي على فاطمة ، فقال لها : أيتها الحرة ، فلان وفلان بالباب يريدان أن يسلما عليك ، فما ترين ؟ قالت (عليها السلام) : البيت بيتك ، والحرة زوجتك ، وافعل ما تشاء ، فقال : شدي قناعك ، فشدت قناعها ، وحولت وجهها الى الحائط ، فدخلا وسلما وقالا : ارضي عنا رضي الله عنك ، فقالت : ما دعا كما الى هذا ؟! فقالا : اعترفنا بالاساءة ، ورجونا أن تعفي عنا ، وتخرجي سخيمتك(1)، فقالت: فان كنتما صادقين فأخبراني عما أسألكما عنه ، ، فاني لا أسألكما عن أمر الا وأنا عارفة بأنكما تعلمانه ، فان صدقتما علمت أنكما صادقان في مجيئكما ، قالا : سلي عما بدا لك ، قالت : نشد تكما بالله هل سمعتما رسول الله يقول : فاطمة بضعة مني ، فمن
ص: 211
آذاها فقد آذاني ؟! قالا : نعم.
فرفعت يدها الى السماء فقالت : اللهم انهما قد آذباني ، فأنا أشكوهما اليك والى رسولك ، لا والله لا أرضى عنكما أبداً حتى ألقى أبي رسول الله و اخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم(1).
قال: فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور وجزع جزعاً شديداً ، فقال عمر : تجزع يا خليفة رسول الله من قول امرأة ؟!
قال : فبقيت فاطمة بعد وفاة أبيها أربعين ليلة ، فلما اشتد بها الامر دعت علياً و قالت : يا ابن عم ما أراني الالما بي ، وأنا اوصيك أن تتزوج بنت اختي زينب، تكون لولدي مثلي ، واتخذ لي نعشاً ، فاني رأيت الملائكة يصفونه لى ، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة علي.
قال ابن عباس - وهو قول أمير المؤمنين - أشياء لم أجد الى تركهن سبيلا ، لان القرآن بها انزل على قلب محمد (صلی الله علیه و آله و سلم): قتال الناكثين و القاسطين و المارقين الذي أوصاني في ، وعهد ، وعهد الي خليلي رسول الله بقتالهم ، وتزويج امامة بنت زينب أوصتني بها فاطمة.
ص: 212
قال ابن عباس : فقبضت فاطمة من يومها ، فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله ، فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان علياً ويقولان له: يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله.
فلما كان في الليل دعا علي (علیه السّلام) العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعماراً ، فقدم العباس فصلى عليها ، ودفنوها ، فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة (عليها السلام) فقال المقداد: قد دفنا فاطمة البارحة ، فالتفت عمر الى أبي بكر فقال : ألم أقل لك انهم سيفعلون ؟! قال العباس: انها أوصت أن لا تصليا عليها .
فقال عمر : لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبداً ، ان هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب، والله لقد همت أن أنبشها فاصلي عليها .
فقال علي (علیه السّلام): والله لو رمت ذلك يا ابن صهاك لا رجعت اليك يمينك، لئن سللت سيفي لا غمدته دون ازهاق نفسك ، فرم ذلك، فانكسر عمر وسكت ، وعلم أن علياً اذا حلف صدق .
ثم قال علي (علیه السّلام) : يا عمر ، ألست الذي هم بك رسول الله وأرسل الي فجئت متقلداً بسيفي ثم أقبلت نحوك لاقتلك فأنزل الله عز وجل فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عداً»(1).
قال ابن عباس: ثم انهم تو امروا وتذاكروا ، فقالوا : لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً ، فقال أبو بكر : من لنا بقتله ؟ فقال عمر : خالد بن الوليد !
فأرسلا اليه ، فقالا : يا خالد، مارأيك في أمر نحملك عليه ؟ قال : احملاني على ما شئتما ، فوالله ان حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت(2)، فقالا : والله ما
ص: 213
نريد غيره ، قال : فاني لها ، فقال أبو بكر : اذا قمنا في الصلاة ، صلاة الفجر ، فقم الى جانبه ومعك السيف ، فاذا سلمت فاضرب عنقه ، قال : نعم، فافترقوا على ذلك.
ثم ان أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (علیه السّلام) وعرف ان فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل ، فندم على أمره فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد وقد اقيمت الصلاة، فتقدم فصلى بالناس مفكراً لا يدري ما يقول، وأقبل خالد بن الوليد متقلداً بالسيف حتى قام الى جانب علي ، وقد فطن علي ببعض ذلك ، فلما فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم : يا خالد لا تفعل ما أمرتك ! فان فعلت قتلتك ! ثم سلم عن يمينه وشماله.
فوتب علي (علیه السّلام) فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده ، ثم صرعه و جلس على صدره ، وأخذ سيفه ليقتله ، واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالداً، فما قدروا عليه ، فقال العباس : حلفوه بحق القبر لما كففت ، فحلفوه بالقبر ، فتركه وقام فانطلق الى منزله.
وجاء الزبير والعباس و أبو ذر والمقداد وبنو هاشم واخترطوا السيوف و قالوا : والله لا تنتهون حتى يتكلم ويفعل ، واختلف الناس وماجوا واضطربوا ، و خرجت نسوة بني هاشم فصرخن وقلن : يا أعداء الله ، ما أسرع ما أبديتم العداوة الرسول الله وأهل بيته ؟! ولطالما أردتم هذا من رسول الله فلم تقدروا عليه ، فقتلتم ابنته بالأمس، ثم تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه، وابن عمه، ووصيه، وأبا ولده ، كذبتم ورب الكعبة ، ما كنتم تصلون الى قتله ، حتى تخوف الناس أن تقع فتنة عظيمة.
نجز کتاب سليم بن قيس الهلالي
وقد كتب على نسخة، فرغ كاتبها من نسخها يوم الثلاثاء
رابع عشر المحرم 1087 للهجرة ، وقد ملك هذه النسخة العلامة
الجليل ثقة الاسلام الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المشغري
ص: 214
صاحب كتاب الوسائل المتوفى سنة 1104 ه- ، وكتب
رحمه الله بخطه صورة تملكه للنسخة وتوقيعه على ظهر
الكتاب ، وأرخها بسنة 1087 ه- ، وهي الموافقة
لسنة الفراغ من نسخ الكتاب ، غفر الله له
ولوالديه بالنبي وآله الميامين
صلوات الله عليهم
أجمعين .
ص: 215
کتابخانه معاونت فرهنگی مجمع جهانی اهل بیت
ص: 216
ص: 217
ص: 218
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين اول بادی ذی بد ، نحب الاشارة الى ان هذا الكتاب يعتبر من الكتب القيمة وكنز من كنوز الشيعة لما روى عن الصادق عليه السلام :
" من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من امرنا شيء ولا يعلم من اسبابنا شيئا ، وهو ابجد الشيعة وهو سر من اسرار آل محمد - صلی الله عليه وآله - . "
" لذا يجدر لكل من يصبوا الى الاطلاع على ماعند الفرقة الناجية من دفين علم وخطير خبر ان يجعل تحت طائلة مطالعاته وبحوثه الكتاب المشار اليه لمؤلفه " سليم بن قيس الكوفى " من أصحاب امیر المؤمنين - عليه السلام . ويعتبر الكتاب من الطلائع الأولى لكتب الشيعة واول بصيص امل لمؤلفاتهم.
كذلك نحب ان نشير ان الطبعة الاولى ، وان كانت نوفية للغاية المرجوة ، الاانها جائت بقسط ، وان كان قليلا بخلو من بعض الفهارس التي تفيد الباحث اكثر اطلاعا وفائدة لذا عملنا جاهدين على جعل الكتاب اكثر فهرسة وتنسيقا
ص: 219
لبرمجة الموضوعات داعين من الله التوفيق وللباحث الفائدة المرجوة . وقد ورد تقسيم الفهارس على المنوال التالي :
1- الايات
2- الاعلام
3- الاماكن
4- القبائل والفرق
5- الاشعار
6- الكتب
7- الوقائع
8- المعجم الموضوعي
9- المواضيع
وكان مذهبنا في ترتيب المعجم الموضوعي ، على النهو التالي :
اولا - رتبت منهجيتها حسب تدرّج حروف المعجم ثانيا - وقد اشتملت هذه المنهجية لاغلب مواضيع الكتاب لاعلى ما اشتمل الكتاب من موضوعات.
ثالثا - علما بان استنباط هذا المعجم (اى المعجم الموضوعي) كان من بنات افكارنا ولم تكن موجودة بهذا التنسيق نعتذر مسبقا لوجود بعض الهفوات والاخطاء في اختيارنا لهذه المنهجية. لذا نرجو من القارئ العزب الاعتذار لما يحصل من كثير خطل اوقليل.
رابعا - كذلك نأمل من الباحث الكريم الاشارة بأصبع الصدق لمواطن الهفوات والعثرات واعلامنا بهذه المواطن لتدرّ الفائدة على الجميع . والله المسدّد.
خامسا - يجب ان يكون عمل الجميع من عامل وباحث موافقا لقول الصادق - عليه السلام - : " احب اخواني من اهدى الى عيوبي " . وما من عمل الا وفيه منقصة . والكمال لله وحده..
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، والصلوة
ص: 220
والسلام على اشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرین.
والسلام علی من اتبع الهدی
ص: 221
"1"
سورة البقرة ( 2 ) ... 86
25 / الذين آمنوا وعملوا الصالحات . ... 56
143 / وكذلك جعلناكم امة وسطا. ... 15م
143 / وما جعلنا القبلة التي كنت عليها . ... 10
247 / وزاده بسطة في العلم والجسم . ... 81
سورة آل عمران ( 3 )
7 / وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ... كل من عند ربنا ... 157
21 / ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون ... فبشرهم بعذاب اليم . ... 158
34 و 33 / ان الله اصطفى آدم ونوحا و ... والله سميع عليم . ... 43
118 / قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اکبر. ... 111
سورة النساء (4)
44 - 51 / الم تر الى الذين ... وآتيناهم ملكا عظيما ... 156
54 / ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله . ... 42
ص: 222
59 / اطیعوا الله واطيعوا الرسول واولی الامر منكم ... 193 و 148 و 59 و 64
85 / جاهد في سبيل الله لا تكلف الانفسك . ... 154
98 / الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا . ... 55
125 / واتخذ الله ابراهيم خليلا . ... 206
164 / كلم الله موسى تكليما. ... 206
سورة المائدة ( 5 )
2 / اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ... 188 و 148
25-21 / قالوا ياموسى ان فيها قوما جبارین 000 قال رب اني لا املك الانفسي واخي. ... 194
55 / انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا. ... 148
66 / لأكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم . ... 157
67 / یا ایها الرسول بلغ ما انزل اليك ... والله يعصمك من الناس. ... 143
سورة الانعام (6)
23 / والله ربنا ماكنا مشركين . ... 54
25 / ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولكن الله يفعل مايشاء . ... 137
72 / الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم . ... 56
75 / وكذلك نری ابراهیم ملکوت السموات والارض . ... 206
89 / فان يكفر بها هو لا ، فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين . ... 156
سورة الاعراف ( 7 )
138 / ياموسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة . ... 194
150 / ان القوم استضعفونى وكادوا يقتلونني. ... 92 و 45 و 21
سورة الانفال ( 8 )
41 / وما أفاء الله ... ان کنتم آمنتم بالله وما انزلنا على عبدنا . ... 126 و 102 و 101
ص: 223
سورة التوبة ( 9 ) ... 76 و 77
16 / ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة . 148
32 / ويأبى الله الا ان يتم نوره . ... 105
40 / ثاني اثنين اذهما في الغار. ... 184
80 / استغفر لهم اولا تستغفر لهم ان تستغف لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم . ... 108
102 / خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ... 55
119 / يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. ... 150
سورة يونس ( 10 )
17 / افمن يهدى الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان یهدی . ... 81
63 / الذین آمنوا وكانوا يتقون . ... 56
سورة هود ( 11 )
17 / اقمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد مذه . ... 14و 164
40 / وما آ من معه الاقليل
سورة یوسف ( 12 )
103 / وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ... 194
سورة الرعد ( 13 )
7 / انما انت منذر ولكل قوم هاد . ... 124
43 / قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. ... 14 و 164 و 163
سورة الحجر ( 14 ) ... 86
سورة النحل ( 16 )
36 / ... ولكن كانوا انفسهم يظلمون . ... 123
128 / ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. ... 197
سورة الاسراء ( 17 )
و60 / ما جعلنا الرؤيا التى اريناك الافتنه للناس
ص: 224
والشجرة الملعونة في القرآن) ... 88و191و158
سورة الكهف ( 18 )
104 / وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا . ... 94 و54
سورة مريم ( 19 )
84 / فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا . ... 213
سورة طه ( 20 )
32 / اشند به ازری واشركه في امرى . ... 182
72 / اقض ما انت قاض انما تقضى هذه الحيوة الدنيا انا آمنا برب العالمين . ... 194
88 / هذا الهكم واله موسى . ... 194
94 - 92 / قال یا هارون ما منعك اذا رايتهم ضلوا ...لم ترقب قولی . ... 91
سورة الانبياء ( 21 )
91 / وجعلناها وابنها آية للعالمين . ... 206
سورة الحج ( 22)
52 / وما ارسلنا من قبلك من رسول ولانبي . ... 186
77 / يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم . ... 151
سورة المؤمنون ( 23 )
96 / ادفع بالتي هي أحسن السيئة . ... 53
سورة النور ( 24 ) ... 86
سورة الفرقان ( 25 )
54 / وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا . ... 203 و 202
سورة النمل ( 27 )
62 / ا من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. ... 160
82 / واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض . ... 13
ص: 225
سورة السجدة ( 32 )
9 / و نفخ فيه من روحه . ... 206
سورة الاحزاب ( 33 ) ... 86
5 / ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله . ... 71
النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم . ... 191 و 43
12 - 10 / وتظنون بالله الظنونا ... الاغرورا ... 113
19 / سلقوكم بألسنة حداد اشحة على الخير . ... 112
33 / انما یرید الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا . ... 193 و 150 و 100 و 53 و 52 و 104
61 / ملعونین اینما ثقفوا ... لن تجد لسنة الله تبديلا. ... 122
سورة سبأ (34)
13 / وقليل من عبادي الشكور . ... 193
20 / ولقد صدق عليهم ابلیس ظنه فاتبعوه الافريقا من المؤمنين . ... 31
51 / ولو ترى اذ فزعوا فلافوت واخذوا من مكان قریب . ... 159
سورة فاطر ( 35 )
32 / ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا . ... 197
سورة ص ( 38 )
24 / الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم ... 194
سورة الزمر ( 39 )
33 / والذي جاء بالصدق وصدّق به اولئك هم المتقون . ... 14
سورة فصلت ( 41 )
44 / والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى . ... 157
ص: 226
سورة الزخرف ( 43 )
38 / قال یالیت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين . ... 185
سورة الاحقاف ( 46 )
4 / اواثارة من علم . ... 81
سورة محمد ( 47 )
25 / ان الذين ارتدوا على أدبارهم . ... 42
سورة الحجرات (49)
13 / ان أكرمكم عند الله اتقيكم . ... 139
سورة النجم ( 53 )
31 / ليجزى الذين أساؤوا بما عملوا ويجزى الذين احسنوا بالحسنى . ... 155 و 24
سورة الواقعة ( 56 )
10 / والسابقون السابقون . ... 147 و 17
79 / لا يمسه الا المطهرون . ... 196
سورة الحديد ( 57 )
19 / والذین آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون ... 14
سورة المجادلة ( 58 )
18 / ويحسبون انهم على شيء الا انهم هم الكاذبون . ... 54
سورة الصف ( 61 )
8 / والله متم نوره ولو كره الكافرون . ... 181 و 105
8 / يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون . ... 204
سورة المنافقون ( 63 )
1 / اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله . ... 72
2 / واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم . ... 62
7 / لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ... 73
ص: 227
8 / يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل . ... 73
سورة الحاقة ( 69 )
25 - 19 / قاما من اوتی کتابه بیمینه ... واما من اوتي كتابه بشماله . ... 157
36 / ياليتني لم اوت كتابيه ولم ادر ما حسابيه . ... 158
سورة القيامة ( 75 )
34 - 31 / فلا صدق و لاصلی 000 اولى لك فاولى . ... 108
سورة النازعات ( 79 )
7 / تتبعها الرادفة. ... 13
سورة فجر ( 89 )
27 و 26 / فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد . ... 47
سورة البلد ( 90 )
3 / ووالد وما ولد . ... 187
سورة البينة ( 98 )
6 / ان الذين كفروا 000 اولئك هم شر البرية . ... 190
7 / ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية . ... 190
سورة الكوثر ( 108 ) ... 136
3 / ان شانئك هو الابتر . ... 136
ص: 228
"آ"
آدم - على نبينا وآله وعليه السلام - : 31،30، 43، 48، 49 ، 107،78،74،171171،170 ،141 ،201،203،206
آقا بزرگ الطهرانی: 25 م
" الف "
ابان بن أبي عياش في اكثر الصفحات
ابان بن تغلب : 7م، 32
ابان بن عثمان بن عفان : 136
ابراهیم : 38
ابراهیم - على نبينا وآله وعليه السلام 17 ، 42، 43، 48، 49، 74، 98، 99، 126، 187، 203، 206
ابراهیم بن اسحاق الانصاری الغسيلی :70
ابراهیم بن رسول الله - صلى الله عليه وآله: 135
ابراهيم بن سعد الدين الجويني ( الحمويني ) : 16م، 18، 22 ، 28، 37، 69، 75، 80، 86، 134، 147
ابراهيم بن عمر الصنعانی: 12م
ابراهیم بن عمر الیمانی : 6 م ، 11م ، 23 م، 21
ابليس - عليه اللعنة - : 49،30، ، 141 ،137 ،112 ،55 ،54 ،51 161 ،158 ، 153
این آدم ==> قابیل
ابن ابی حاتم : 88، 108
ابن ابی الحدید ==> عبد الحميد محمد المعتزلي
ص: 229
ابن ابی رافع ==> على بن ابى رافع
ابن ابی زینب ==> محمد ابراهيم النعمانی
ابن ابی سفیان ==> معاوية ابن ابی سفیان
ابن أبي شيبة ==> ابو بكر بن بي شيبة
ابن ابي كبشة ==> عمرو بن عبدود
ابن ابي معيط ==> وليد بن عقبة بن ابی معیط
ابن ابی المقدام ==> عمر بن ابی المقدام
ابن الاثیر ==> علی بن ابی الكرم الجزري
این ادریس ==> محمد بن احمد الحلي
این اذينة ==> عمر بن محمد
ابن بابویه ==> محمد بن علی بن الحسین بن بابویه
ابن بريدة : 129
ابن تيمية ==> احمد بن عبد العليم الحراني الحنبلي
ابن الجوزي ==> عبد الرحمن بن على البكري الحنبلي
ابن حجر ==> احمد بن محمد بن علی حجر العقلاني
ابن حجر الهیثمی ==> احمد بن محمد بن علی
ابن حسنویه ==> محمد بن احمد الحنفي الموصلي
ابن حنبل ==> احمد بن محمد بن حنبل الشيباني
ابن الزبير : 174
ابن زیاد ==> عبيد الله بن زياد
ابن سعد ==> و محمد بن سعد الزهرى
این شعبة الحراني ==> حسن بن على بن شعبة الحراني
ابن شهر آشوب ==> محمد بن علی بن شهر آشوب
ابن الصهاك ( عمر بن الخطاب ): ،208 ، 185 ،48 ،46 ،45،37 ، 213
ابن طاوس ==> احمد بن موسي بن جعفر
ابن عبد البر ==> يوسف بن عبد الله الاندلسي
ابن عبد ربه ==> احمد بن محمد القرطبي الاندلسي
ابن عساکر ==> علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي
ابن عقدة ==> احمد بن محمد بن سعید الهمداني
ابن عوف ==> عبد الرحمن بن عوف
ابن غلاب المصرى : 97
ص: 230
ابن قتيبة ==> عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكوفى
ابن کثیر ==> اسماعیل بن علی الشافعي
ابن الكوا ==> عبد الله بن الكوا
ابن مردویه الاصفهانی ==> احمد بن موسی بن مردویه الاصفهانی
ابن مسعود ==> عبد الله بن مسعود
ابن المغازلي ==> علی بن محمد بن الطيب الواسطى الشافعي
ابن ملجم ==> لعنة الله عليه ==> عبد الرحمن بن ملجم مرادی
ابن النابغة ==> عمرو بن العاص
ابن النجار ==> محمد بن محمود البغدادي
ابن النديم ==> محمد بن اسحاق بن النديم
ابن هشام ==> عبد الملك بن هشام بن ایوب البصری
ابن وبرة : 102
ابواسحاق : 42
ابو الاعور السلمی: 180
ابو ایوب الانصاری ==> خالد بن زید الانصاری
ابو بکر بن ابی شیبة : 6 م، 17م، 119.
ابو بکر بن ابی قحافة : 2م ، 20م، 10، 25 الی 45، 70،68،66،50،48 101،100 ، 94 ،93 ، 92 ،85 ،80،77، 109 ،135 ،133 ،128 ، 127 ،110 ،146 ،145 ،144 ، 143 ، 142 ، 136 152 ، 164 ، 166، 207 الی 214
ابو تراب ==> علي بن ابي طالب - عليه السلام -
ابو جعفر ==> محمد بن على الباقر - عليه السلام -
ابو جعفر ( الصدوق ) ==> محمد بن علي بن الحسين بن بابويه
ابو جعفر الثاني عليه السلام ==> محمد بن علی الجواد - علیه السلام - ابو الحسن عليه السلام ==> على بن ابیطالب - عليه السلام -
ابو الحسن البصري : 73
ابوالحسن العريضي : 4
ابو الحسن العسكري ==> على بن محمد الهادی النقى - عليه السلام -
ابو الدرداء ء ==> عامر بن زيد الانصاری
ابو دلف ==> قاسم بن عیسی العجلي
ابوذر الغفاری: 2م ، 3م ، 4 م ، هم، 6 م ، 10م ، 8، 11،9، 12، 15، 16، 15،43،42،38 ،32 ،31 ،29 ،26 ،95،94 ،92 ،87،71 ،61 ،51،47 ،130،129 ، 128 ، 127 ،102 ،98 ،172 ،153 ،141 ، 134 ، 132،131
ص: 231
،210 ،208 ،207 ،205 ،191،187 ، 214 ،313
ابو رافع ( صولی رسول الله - صلى الله عليه وآله ) : 12م ، 75.
ابو الزبير : 10
ابو سعید الخدری :6م ، 12، 18، 188 ،132 ،29
ابو سفیان ==> صخر بن حرب
ابوصالح : 25
ابوطالب بن عبد المطلب : 162 ، 202 ،179
ابو الطفيل ==> عامر بن واثلة ابو ظبيان الجنبي : 12
ابو عبد الله الصادق - عليه السلام ==> جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام -
ابو عبيدة بن الجراح : 20م ، 25 ،71 66 ،41 ،39 ،30 ، 29 ،27 ،26 173 ، 130 ، 184 ،183
ابوعثمان النهدی : 22
ابو علی بن همام بن سهیل ==> محمد بن همام بن سهيل البغدادی
ابو على الحائری ==> محمد بن اسماعيل بن عبدالجبار
ابوالقاسم الحسکانی : 15م
ابو القاسم الموسوی الخوشی: 13م، 18م، 21م ، 24
ابو كنف العبدی : 102
ابولهب بن عبد المطلب : 162
ابو لیلی : 72
ابو محمد الریحانی : 25م، 26م
ابو محمد العسکری - عليه السلام- ==> الحسن بن علي العسكري - - عليه السلام -
ابو المختار بن ابی الصعق : 96، 97
ابو مریم : 72
ابو المفضل الشیبانی : 21م 45 ،
ابو موسى الاشعری : 139
ابوالنعمان بن ضمان : 146
ابونعیم : 72
ابوهريرة الدوسی : 19، 97، 142، 152 ،150 ،146 ، 145 ،144
ابو هريرة العبدی : 142
ابوهلال العسكري ==> الحسن بن عبد الله
ابویحیی : 63
ابویعلی الموصلی :20
ابی بن خلف : 113
ابی بن قيس : 12
ابی بن كعب : 21،12، 26، 72 ، 86، 127
احمد بن ابراهيم الدورقی : 9
احمد بن أبي عبد الله البرقى : 6
احمد بن الحسين بن على الشافعي البيهقی : 88،78،63
احمد بن الحسين الحنفى : 8
ص: 232
احمد بن العباس بن محمد النجاشی: 6م، 11م، 23م 7،6
احمد بن عبد الحليم الحراني الحنبلی : 79
احمد بن عبد العزيز الجوهری: 36 ، 38، 49
احمد بن عبد الله بن احمد : 14 ، 42، 175 الی 78، 85، 119، 120
احمد بن عبد الله بن محمد الطبری: 16 ، 17 ، 22، 104، 147 ، 171
احمد بن علی بن ابیطالب الطبرسی : 16م، 21م ، 29 ، 43، 44، 190 ،161 ،101 ،59
احمد بن علی بن ثابت الشافعي (الخطيب البغدادی ) : 19 ، 20 ، 91،80،34
احمد بن علی بن حجر العسقلاني: 10، 67، 79، 87.
احمد بن علی بن شعيب النسائي : 119 ،77 ،276، 63
احمد بن محمد بن ابراهیم النيشابورى الثعلبی 150، 163، 164
احمد بن محمد بن احمد النیشابوری: 153
احمد بن محمد بن حنبل الشيباني :
،78،76 ،74 ،42 ،20 ، 19 ،17 ،16 ، 87، 129، 133، 213
احمد بن محمد بن خالد البرقي: 3م، 21م ، 24
احمد بن محمد بن سعید الهمدانی: 11ام
احمد بن محمد بن علی (ابن حجر الهيثمي ) : 212
احمد بن محمد بن عيسى الاشعری: 7
احمد بن محمد القرطبي الاندلسي : 79 ،36 ،16
احمد بن موسی بن جعفر (السيد بن طاوس) : 8م
احمد بن موسی بن مردویه الاصفهانی : 22، 88،34
احمد بن یحیی البغدادی: 9
اخطب خطبا خوارزم ==> الموفق بن احمد الخوارزمی
اسامة بن زيد : 103 ، 173، 191 ، 193 ،192
الاستر آبادی ==> محمد بن علی بن ابراهیم الاستر آبادی
اسحاق بن ابراهيم - على نبينا وآله وعليهما السلام - : 187
اسحاق بن ابراهیم بن عمر اليماني : 10م
اسماء بنت عمیس : 71، 190
اسماعيل - على نبينا وآله وعليه
السلام: 13م، 19م ، 107 ،43 ، 116
ص: 233
اسماعيل بن على الشافعي ( ابو الغداء ) : 19، 67، 75، 79
اسماعيل بن عمر بن كثير : 77
اسید بن حضیر : 39، 128، 183
اشعث بن قيس : 92،90، 93، 94، 112 ،95
اعجاز حسين الكنتوری : 12م، 18م
اكثم بن صيفى : 90
امامة بنت زينب ( زوجة امیر المؤمنين عليه السلام ) : 212
ام ايمن ( حاضنة رسول الله صلى الله عليه وآله ) : 44، 99، 210 ، 211
الامر تسرى ( صاحب کتاب ارجح المطالب ) :19، 22
امّ سلمة المخزومية ( زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله ) : 11 ، 150 ،53 ، 210
ام کلثوم ( بنت رسول الله صلی الله علیه وآله ) : 104
الاميني ==> عبد الحسين بن احمد الامینی
امية بن عبد شمس : 139، 179
انس بن مالك : 16،6، 72، 79، 120
"ب"
الباقر - عليه السلام - ==> محمد بن على الباقر عليه السلام.
البخاري ==> محمد بن اسماعیل البخاري
البدخشى ==> میرزا محمد خان البدخشي
بدر الدين السبكي : 12 م
البراء بن عازب : 4م ، 6م، 24،8 ، 25
البرقى ==> احمد بن محمد بن خالد البرقي
بريدة بن الخصيب الاسلمی : 44، 209 ،208 ،78
بسر بن ارطاة : 71
بشير بن سعيد : 20م، 30 . 39 ، 183 ،138
البغوى ==> الحسين بن مسعود الشافعي
البلاذری ==> احمد بن یحیي البغدادی
بلال الحبشی : 104، 201
البهبودی ==> محمد باقر البهبودی
البیهقی ==> احمد بن الحسين بن على الشافعي البيهقي
"ت"
الترمذى ==> محمد بن عيسي الترمذي
التسترى ==> محمد تقي التسترى
ص: 234
"ث"
ثعلبة بن يزيد الحماني : 91 ،20
الثعلبى ==> احمد بن محمد بن ابراهيم النيشابوری
جابر بن عبد الله الانصاری : 15
72 ،65،20 ،18 ،16
جابر بن یزید الجعفی: 159
الحاحظ عمروبن بحر بن محبوب البصري
جبرائیل - عليه السلام: ، 34 134 ،133 ،114 ،78 ،76 ،39،188، 202
جعدة بن سليم : 102
جعفر بن ابی طالب بن عبد المطلب ( جعفر الطيار ) : 18 ، ،106 ،102 ، 92 ،77،70 ،52 ،19 ، 195 ،185 ،177 ، 170 ، 163 ،126 ، 204
جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام - : 10م ، 11م ، 12م ، 14 ، 101 ،41 ،37 ، 32 ،31 ،19
بن هبة الله بن نما : 3
جعفر بن عمبر: 76
جندل بن سهيل : 108
"ح"
الحافظ ابو نعيم ==> احمد بن عبد الله بن احمد
الحافظ جمال الدين الزرني الحنفي ==> محمد بن يوسف الزرندي المدني
الحافظ الدولابي ==> محمد بن احمد الرازي الدولابي
الحافظ السخاوي ==> على بن محمد بن عبد الصمد المصري النحوى
الحافظ السمعانی النیشابوری ==> عبد الكريم بن ابی بکر المروزی الشافعي
الحاكم النيشابوری ==> محمد بن عبد لله بن محمد النيشابوری
الحجاج بن أبي عتاب الديلمي : 10
الحجاج بن يوسف الثقفی: 4م، 10م 11م، 8، 9، 12، 68،62
حذيفة بن اليمان : 3م، 4م، 6م، 26 ، 132،13178
الحراني الحلبي ==> الحسن بن على بن حسين بن شعبة الحراني حسان بن ثابت : 188
الحسن بن ابی الحسن البصري: 9 ، 73،53052،51،11
الحسن بن علی بن حسین شعبة الحرانی : 15م، 60
ص: 235
الحسن بن سليمان الحلی : 15م
الحسن بن علی بن داود حلی ( ابن داود) : 12
الحسن بن عبد الله : 85
الحسن بن على العسكرى - عليه السلام - : 7
الحسن بن علي بن فضّال : 7
الحسن بن على بن کیسان : 10م
الحسن بن على المجتبى - عليه السلام - : 6م، 11م، 18،17،15، ،60،53،52،44 ،35 ،31 ،29 ،19 ،88 ،87 ،22 ،71،68 ،67 ،65 ،64 ، 134 ،133 ،132 ، 118 ، 106 ،92 ،159 ،152 ،150 ، 149 ، 148 ،135 ،189 ،187 ،175 ،171 ،168 ،161 ، 204 ، 193 ،192 ، 210
الحسن بن محمد الدیلمی : 39 ، 89
الحسن بن محمد الطوسي ( ابن الشيخ ) : 4
الحسن بن هبة الله بن رطبة : 4
الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي آم، م، 8م، 11م، 5، 7،6
الحسين بن احمد بن طحال المقدادی : 3
الحسين بن سعيد الاهوازی: 7م ، 17م
الحسين بن عبيد الله الغضائری : 11 م ، 17م ، ،18م، 19م، 20م، 6، 204
الحسين بن على السبط الشهيد - عليه السلام - : 6 م ، 11م ، 12 م ، 6م، 44،35 ،31،29 ،19 ،18 ،17 ،15 ،68 ،67 ،65 ،64 ،60 ،53 ،52 ، 106 ،92،88087 078 ،73 ،135 ،134 ،133 ،132 ،117 ، 149 ،148 159 ،152 - ، 92 ،189 ،187 ،171 ،169 ،168 ، 210،204،193
الحسين بن محمد بن الحسن الدیار بکری : 67
الحسين بن محمد تقى النوري الطبرسی : 13م، 15م، 25م ، 26م
الحسين بن مسعود الشافعی : 164 حفصة ( بنت عمر بن الخطاب ) : 189 ،110
الحكم بن ابی العاص : 88، 158 ، 191
حماد بن عثمان : 101
حماد بن عیسی : 11م، 21،6
حمزة بن عبد المطلب : 18، 19، 106 ،93 ،77 ،71 ،70 ،53 ، 204 ، 170 ،163
الحمويني ==> ابراهيم بن سعد الدين الجويني
حنتمة (ام عمر الخطاب ) :46
حنش بن المعتمر : 11
حنظلة بن أبي عامر الاناری (غسيل الملائكة ) : 70
ص: 236
"خ"
خالد بن زيد الانصاری (ابو ایوب ) : 19 ، 23 ، 72، 128، 147، 149
خالد بن الوليد : 22م، 39، 45 ، 101، 214 ، 209،208 213 ،210
خديجة بنت خویلد : 70
خزيمة بن ثابت (ذوالشهادتین ) : 149
خضر الازدی : 53
خطاب بن نفيل ( والد عمر الخطاب ) : 46
الخطيب البغدادي ==> احمد بن علي بن ثابت الشافعي
بن عیسی المقری : 6
الخوارزمی ==> موفق بن احمد الخوارزمی
"د"
داود بن ابی عوف العوفي (ابو الححاف) : 132
داود بن یزید الازدی : 38
الدجال : 49
الدميرى ==> محمد بن موسى بن عیسی المصري الشافعي
الديار بكري ==> الحسين بنمحمد بن الحسن الدیلمی : 34
الديلمي ==> الحسن بن محمد الديلمي
"ذ"
الذهبي ==> محمد بن احمد بن عثمان الدمشقي الشافعي
"ر"
رزین : 50
الرضا عليه السلام ==> علي بن موسى الرضا عليه السلام
"ز"
زائدة بن قادمة : 25
الزبيدي ==> محمد مرتضیالحسينى الحنفى الزبيدي
الزبير بن صفية ==> الزبير بن العوام
الزبير بن العوام : 26، 31، 35 ،82،71،66 ،49 ،46 ،45 ،41 ،36 ، 131 ،128،109 ،94 ،92،87 ،83 ، ،191 ،174 ،173 ، 156 ، 153 ،142 ، 214
زر بن حبيش : 119
ص: 237
الزرندي الحنفي ==> محمد بن يوسف الزرندي المدني
زكريا (على نبينا وآله وعليه السلام ) : 158
الزمخشري ==> محمود بن عمر بن محمد الخوارزمی
الزهراء ==> فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله -
الزهري ==> محمد بن مسلم بن عبيد الله
زیاد بن ابیه : 137، 139، 141 166
زیاد بر سمية ==> زیاد بن ابیه.
زید بن ارقم : 19،10، 72
زید بن ثابت : 72
زيد بن حارثة ( مولى رسول الله - صلى الله عليه وآله - ) : 70 ، 195 ،170 ،77،71
زید بن خارجة : 120
زيد بن علي بن الحسين - عليهم ب- السلام - : 14
زید بن محمد - صلى الله عليه وآله ==> زيد بن حارثة
زيد بن وهب: 45،40
زين العابدين عليه السلام ==> على بن الحسين عليه السلام
السامری : 50، 130 ، 172، 194
"س"
سارة ( زوجة ابراهيم النبي عليه السلام): 187
سالم مولی ابی حذيفة : 20م، 30 ، 127 ،109080070 ،66 ،41 ،39 184 ،183 ، 130 ، 128
سبط بن الجوزي ==> يوسف بن قرا وغلى البغدادی
السبط الشهيد ==> الحسين بن على -عليه السلام -
سعد : 188،6
سعد بن ابی وقاص : 20، 21، 71، 191 ،173 ،87،8382
سعد بن عبادة : 109 ، 127، 163
سعد بن معاذ : 71،70،69
سعيد بن جبير : 87
سعید بن زید بن عمرو بن بن عمرو بن نفيل: 173
سعید بن محمد بن مسعود الشافعی : 53
سعيد بن المسيب ابن حزن المخزومی : 12، 88،50
السفياني : 159
سلمان الفارسي : 2م ، 3م، 4م، هم، 6م، 10 م ، 20م، 8، 9، 11، 12، 13، 15 ، ، 39 ،31،30 ،26 ،22 ،21 ،19 ، 29،26،23
ص: 238
51،50،49،47 ،46 ،45 ،43،41 ، 98 ،95 ،94 ،92 ،87،84 ،74 ،61 ، 141 ،132 ،131 ، 129 ، 128 ،127 ، 187 ،172 ،153 ، 151 ، 150،148 ، 208 ،207 ،206 ،201 ،191، 309 ، 213
سليم بن قيس الهلالي الكوفي : في اكثر الصفحات
سلیمان الاعمش ==> سلیمان بن مهران الکوفی
سلیمان بن احمد بن ايوب اللخمي : 19
سليمان بن الاشعث (ابو داود): 212
سلیمان بن بريدة : 52
سلیمان بن خواجه كلان القند وزی: 16م، 16 ، 18 ، 20، 63، 120، 163
سلیمان بن داود الطیالسی : 20 ، 133
سلیمان بن مهران الکوفی : 6م
سهیل : 108
السيد بن طاوس ==> احمد بنموسی بن جعفر
السيد علی خان ==> علی بن احمد بن محمد معصوم الحسيني
السيد المرتضى ==> على بن الحسين بن موسى الموسوى
سيف بن عمر : 22م
السيوطي ==> عبد الرحمن بن ابی بكر السيوطي
"ش"
شاذان بن جبرئیل القمی : 15م
شارح نهج البلاغة ==> عبد الحميد بن هبة الله ... (ابن ابی الحدید )
شير بن هارون النبي - عليه السلام: 117
الشبلنجي ==> مؤمن بن حسن الشبلنجي المصرى
شبیر بن هارون النبي - علي- السلام - : 117
الشريف الرضي ==> محمد بن الحسين بن موسى الشعبي : 108
الشعراني ==> عبد الوهاب بن احمد
شمعون بن حمون : 116
شمعون بن يوحنا ( وصى عليه السلام ) : 116، 175
شهاب الدین الحسيني المرعشی النجفي : 13م
شهر آشوب ( جد صاحب المناقب): 5
الشوكاني ==> محمد بن علی اليمنى الشوكاني
الشیخ آقا بزرگ الطهرانی ==> آقا بزرگ الطهرانی
الشيخ الطبرسي ==> احمد بن علی بن ابیطالب الطبرسی
ص: 239
الشيخ المفيد ==> محمد بن محمد بن نعمان
"ص"
صاحب العبقات ==> میر حامد حسين اللكهنوى الهندى
الصادقین علیهما السلام ==> محمد بن على عليه السلام ، وجعفر بن تمحمد علیه السلام
صبحي الصالح: 198 ،125 ،119 :
صخر بن حرب ( ابو سفیان ) : 139 179 ،153 ،140
الصدوق ==> محمد بن علی الحسين بن بابويه
صفية بنت عبد المطلب :104
صهاك ( جدة عمر بن الخطاب): 46
"ط"
الطبراني ==> سلیمان بن احمد بن ایوب اللخمی
الطبري ==> محمد بن جریر بن يزيد الطبري
طلحة بن عبيد الله : 66 ، 71، 80، ،95 ،88 ،87 ،86 ،85،84،83081 ، 174 ، 173 ،156 ، 142 ، 109
الطيالسى ==> سلیمان بن داود الطيالسى
"ع"
العاص بن وائل السهمی : 136
عاصم بن ثابت الانصاری : 70
عاصم بن عامر : 38
عامر بن زيد الانصاری : 87، 142 ، 152 ،150 ،146 ، 145 ، 144
عامر بن واثلة : 5م، 11،10، 12 ، 14 ،13
عامر الشعبي : 10،9
عايشة بنت ابی بکر : 50،34،29 ، 141 ، 136 ،135 ،110 ،68 ،66 ،184 ،183 ،181 ، 173 ، 171 ،142
عباد بن عبد الله الاسدی : 14
عبادة بن الصامت : 26
العباس بن حارث : 42
العباس بن عبد المطلب : 26، 27 213 ،107 ،101 ،98 ،92 ،75 ،28، 214
عباية : 23
عبد الحسين بن احمد الامینی : 22م
عبد الحميد بن محمد المعتزلي: 66،51،49، 38 ،36 ،32 :25 ،20 ، 198 ،171 ،119 ،99 ،91 ،34،68
عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي: 190 ،163 ،150 ، 133 ، 99 ،88، 80
ص: 240
عبد الرحمن بن ابی لیلی : 12 ، 77،73 ،23
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو العجلي : 77
عبدالرحمن بن على البكري الحنبلی ابو الفرج: 99
عبد الرحمن بن عوف :71،66 ، 143 ،11 ،109 ،95،87،83 ،82
عبد الرحمن بن غنم الازدى الثمالي:6م، 182، 183، 187،184
عبد الرحمن بن ملجم المرادی: 96
عبد العزيز بن رفيع: 10
عبد الكريم بن ابی بکر المروزی الشافعی : 75
عبد الله بن ابی اوفی : 72
عبد الله بن ابی سرح 178
عبد الله بن ابی سفیان بن الحارث بن عبد المطلب : 28
عبد الله بن ابی سلول : 73 ، 107 ، 108
عبد الله بن بريدة : 22
عبد الله بن جعفر الحمیری: 7
عبد الله بن جعفر الطيار : 6م، 71 ، 202 ،193 ،192 ، 191 ،190،168
عبد الله بن رواحة : 73 ، 195
عبد الله بن سلام : 164
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب : 6م، 10، 13، 16، 20، 21 ، 104،87 ،86 ،75 ، 71 ، 37 ،34 ،172 ،171 ،168 ، 165 ، 164 ،136 ،193 ،192 ،190 ، 176 ، 175 ،174، 213، 212، 207 ،195
بن عبد المطلب ( والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) : 202
عبد الله بن عقبة : 178
عبد الله بن عمر بن الخطاب : 13م، 69، 108 ،83 ،8376 ،71،7 186 ، 184 ، 183 ، 173 ، 133
عبد الله بن عمرو المنقری: 9
عبد الله بن عيسى الاصفهان (افندی ) : 3
عبد الله بن الكوا الكوا : 175،60
عبد الله بن مسعود : 7، 10، 80 ، 86
عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكوفي : 32
عبد الله الشافعی : 34
عبد المطلب : 46، 74، 106، 179
عبد الملك بن هشام بن ایوب البصری : 20
عبد الوارث : 9
عبد الوهاب بن احمد الشافعي الشعرانی : 63
عبيد الله بن ابی رافع : 179
عبيد الله بن زیاد : 68
عبيد الله بن العباس : 71
عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب 70
ص: 241
عتبة بن ابي لهب : 28
عتبة بن ربيعة: 70
عتيق ( ابو بكر بن ابی قحافة ) : 42 ، 210 ،183 ،95،50
عثمان بن عفان: 2م، 3م، 49، 66 ، ،88 ،86 ،82 ،73 ،72 ،69،68 ،67 ، 110،109 ، 95 ،93 ،92090 ،111 ، 140 ، 138 ،136 ، 135 ، 131 ، 130 ،152 ،146 ،145 ،144 ،143 ،142 ، 178 ،174 ،166 ،164
عثمان بن عیسی : 11م
عدي بن حاتم : 38
عطاء : 136
عقيل بن ابیطالب : 92
عكرمة بن خالد : 10
علاء الدین الموسوی : 26م
العلامة ==> الحسن بن يوسف بن المطهر الحلى
العلامة البدخشي ==> الميرزا محمد خان البدخشی
العلامة الحلّى ==> الحسن بن يوسف بن المطهر الحلى
العلامة المجلسي ==> محمد باقر بن محمد تقى المجلسي
العلامة الهروی ==> ملا علي القاری الهروی
علقمة بن قيس : 12
علی بن ابراهيم القمی: 17
علي بن ابی بکر : 76، 134
علی بن ابی رافع : 7م، 12م
على بن ابي طالب عليه السلام : "في اكثر الصفحات"
على بن ابى الكرم الجزرى (ابن الاثير ) : 20م، 22م ، 40، 68، 72، ،135 ،128 ، 102 ،89 ،80 ،78 ،73، 178
علی بن احمد بن محمد بن ابی جند (ابن ابی جید): 5
علي بن احمد بن محمد معصوم الحسيني (السيد علی خان المدني): 71
على بن احمد العقيقی : 11م، 20م
علی بن احمد القمی : 11م
على بن احمد النيشابوری الواحدی: 136
على بن جعفر الحضرمی : 6م
على بن حسام الدين ( المتقى الهندی) : 17م ، 19، 76، 86، 88 ، 133
على بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقی : 19 ، 78، 88، 128
على بن الحسين عليه السلام : 5م 9م، 10م ، 11م ، 12م، 13م، 6، 11، 13، 192 ،187 ،65،15
على بن الحسين بن موسی الموسوى (الشريف المرتضى) : 38 ،126
ص: 242
على بن الحسين المسعودی : 15م
علی بن ریاح: 86
على بن عبيد الله بن الحسن (منتجب الدین ) : 3، 4
علی بن محمد الاشعری: 103
علی بن محمد بن ابی القاسم: 6
علی بن محمد بن الطيب الواسطى الشافعي : 19، 22، 74، 75، 79 ، 147 ،119
على بن محمد بن عبد الصمد المصري النحوی : 34
علی بن محمد بن على الخزاز القمی : 15م، 11، 15، 16
علی بن محمد النباطي البياضي العاملی : 16م
علی بن محمد الهادى النقى عليه السلام : 7
على بن موسى الرضا عليه السلام: 7، 13 ، 14 ، 120
عمار بن یاسر : 4م، 8، 15، 16، 26 ، 147 ،131 ،127 ، 102 ،71 ،31 ، 208،175 ،149 ، 213 ،210 ،208
عمر بن ابی سلمه : 4م، 5م، 6م، 8، 191،142 ،98 ،53 ،12 ،11 ، 10 ، 193 ،192
عمر بن ابي المقدام : 32، 36،33 ، 45،40،38
عمر بن اذينة ==> عمر بن محمد
عمر بن ام سلمة ==> عمر بن ابی سلمة
عمر بن الخطاب : 2م ، 20م ، 21 م ، 10، 16، 25 الی 45، 50،48،47، ،82،80 ،76 ،75،72 ،70 ،68،66 93، 88، 86،85، 95 الی 100، 101 الی 110 ، 126، 127، 128 ، 130 ، 133 ، 135، 136 الی 146، 151، 152 ، 164، 166 ، 169، 172، ، 196 ،186 ،185 ،184 ،183 ،182 ، 209 ،208 ،207 ، 202 ،197 ، 211، 212 ، 213
عمر بن محمد ( ابن اذينة) : 7م،10 م ، 12 م 20م، 24م ، 7، 8 ، 15، 21
عمرو بن بحر بن محبوب البصري: 78
عمرو بن دینار: 10
عمرو بن شيبة : 36
عمرو بن العاص بن وائل: 131 ، 135 ، 180 ،179،178 ، 177 ، 153 ،136
عمرو بن عبدود : 113، 114
عیسی بن مریم : 116 ، 117، 118،206 ،175
"غ"
الغزالي ==> محمد بن محمد الطوسي الغزالي
غسيل الملائكة ==> حنظلة بن ابی عامر
ص: 243
"ف"
الفاضل التفريشي ==> میر مصطفی بن حسين التفريشي
فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم : 15، 16، 17 ، 18 ، 19 ، ،39،38 ،37 ،36 ،35 ،32 ،31 ،29 ،97،92،78،77 ،60 ،53 ،52،40 ،99,98 ،132 ،126 ، 122 ، 106 ،100 ، 170 ،163 ،152 ،150 ،147 ،133 ، 208 ،204 ،193 ، 190 ، 187 ، 171 ، 213 ،212 ، 211 ، 210
الفخر الرازي ==> محمد بن عمر بن الحسين الطبري
فرات بن ابراهیم الکوفی : 15م ، 17
فرعون : 48، 49، 51
الفضل بن الحسن الطبرسی : 15م ، 16
الفضل بن عباس بن عبد المطلب: 24، 26، 193، 213
"ق"
قابیل : 49،48
قاسم بن عيسى العجلي : 7
قتادة : 10
القرطبي ==> یحیی بن سعدون بن تمام الاندلسی
قنفذ العدوى : 33، 34، 35، 36، 37 ، 207 ،98 ،97 ،40 ،39 ،38
القوشجي ==> علی بن محمد الاشعرى
قيس بن سعد بن عبادة : 98،72،67، 164 ،163 ،162 ،161
"ك"
الكاظم عليه السلام ==> موسیبن جعفر الكاظم عليه السلام
کامل مصباح : 78
الكشفي الترمذى الحنفي ==> میر محمد صالح الترمذي
الكشي ==> محمد بن عمر بن عبد العزيز
الكليني ==> محمد بن يعقوب بن اسحاق الکلینی
الكنجي الشافعي ==> محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي
"ل"
لوط بن يحيى الازدی ( ابو مخنف): 25
"م"
مؤمن بن الحسن الشبلنجی
ص: 244
المصرى : 18، 22
مالك بن التيهان ( ابو الهیثم) : 149،147 ،128، 72
مالك الاشتر : 176
مالك بن الحرث بن الحدثان : 110
المبارك بن محمد بن محمد الجزري (ابن الاثیر) : 13 ، 16، 161 ،130 ،139
المتقی الهندی ==> على بن حسام الدین
المتنبي ==> احمد بن الحسين الحنفي
مجالد بن سعید : 9
مجاهد : 190
محب الدين الطبری ==> احمد بن عبد الله بن محمد الطبری
محسن بن علی بن ابی طالب عليه
السلام (الشهيد ) : 40
محمد امین الخانجی : 34
محمد باقر بن الامير زين العابدين الخوانساری (صاحب الروضات) : 16م ، 5
محمد باقربن محمد تقى المجلسي: 10م، 13م ، 16م ، 25م ، 19 ، 31،20 ،110،106 ،96 ،50،46 ،45 ،38، 33 ، 176 ،149 ، 133 ، 132 ، 127 ، 131 ، 185 ،180
محمد باقر البهبودی : 19م ، 20م، 31م.
محمد بن ابراهيم النعمانی : 6م ، ،10م ،15م ، 16 ، 159 ، 160
محمد بن ابی بکر : 3م، 6م، 12م ، 17م ، 18 م ، 71، 98 ، 183، 184، 186
محمد بن ابی عمیر : 7
محمد بن ابی القاسم ماجيلويه: 11م، 6
محمد بن احمد بن شهریار (ابن شهریار الخازن ) : 4
محمد بن احمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الذهبي : 20م، 22 م، 19 ، 77،23،22
محمد بن احمد الحلّی: 4
محمد بن احمد الحنفى الموصلي: 163 ، 147 ، 120 ،86 ،24 ،17
محمد بن احمد الرازي الدولايي (صاحب الكنى والاسماء) : 91،20
محمد بن اسحاق بن النديم : 10م
محمد بن اسحاق الكلبي : 25
محمد بن اسماعیل البخاری : 16 ،103 ،91،87 ،76 ،69،61،50،20 ، 212 ، 171 ، 133 ،129 ،138
محمد بن اسماعيل بن عب- الجبار : 5م، 25م
محمد بن جریر بن يزيد الطبري: 20م، 22م ، 23م ، 53، 162 ، 164 ، 190
محمد بن جعفر المشهدي : 3
ص: 245
ص: 246
ص: 247
النعمان ( الشيخ المفيد )
المقداد بن اسود : 2م ، 3م، 5م، 6م، 10م ، 8، 9، 11، 12، 26، 31،29 ، 92،87،71،61 ،51 ،47 ،45 ،36 ، 132 ،129 ،128 ،127 ،98،95،94 ، 191 ،187 ،181 ،172 ،153 ،141، 208،207 ،205 ،201 ، 214
ملاعلی القارى الهروی: 13، 33 ، 53
منتحب الدین ==> على بن عبيد الله بن الحسن
لمنتصر ( الخليفة العباسي ) : 7
المهدی علیه السلام ==> م ح م د
بن الحسن عجل الله فرجه.
مهدی راجه : 26م
المهدى العباسی : 20م
موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام: 8، 20،14 ،
موسی بن عمران - على نبينا وآله وعليه السلام - : 52،23،21،20، 75 ، 155 ،151 ،143 ، 104 ،81،76 ، ،194 ،182 ،175 ، 170 ، 164 ،163 ، 206 ،195
الموفق بن احمد الخوارزمی : 22 ،85،79،78 ،77 ،76 ،74 ،52 ،23 ، 190 ،150 ،135، 86
الميداني ==> احمد بن محمد بن احمد النیشابوری
میر حامد حسین اللكهنوی الهندی: 12م ، 25م
مدر داماد ==> میر محمد باقر بن محمد الحسيني
الميرزا محمد خان البدخشی : 29 ، 84،53
میر محمد باقر بن محمد الحسيني (میر داماد ) : 5م
میر محمد صالح الترمذی : 120،84 ، 163
میر مصطفى بن حسين التفريشي : 13م ، 19م
میکائیل : 76
"ن"
نافع بن عبد الحارث : 10
النبهانی ==> يوسف بن اسماعيل النبهاني البيروتي
النجاشي ==> احمد بن العباس بن محمد النجاشي
النجاشي ( حاكم الحبشة ) : 177 ، 178
نزار ( من اجداد رسول الله صلى الله عليه وآله ) : 107، 203
نصر بن الحجاج : 102
نصر بن مزاحم المنقرى : 128
النعمانی ==> محمد بن ابراهیم النعمان
ص: 248
نقيل ( جد عمر بن الخطاب ):46
نمرود: 48،
نوح - على نبينا وآله وعليه
السلام - : 11 ، 43، 74، 134، 189 ، 203 ،194
نوح بن دراج : 38
"ه"
هادی آل كاشف الغطاء : 25م
هارون - على نبينا وآله وعليه السلام - : 21،20، 52،50،23 ،143 ،117 ،104 ، 92 ،81 ،76 ،75 ،182 ،170 ،164 ،163 ، 155 ،151 ، 195 ،194
هارون بن موسی بن احمد التلعكبرى : 6
هاشم البحرانی (صاحب تفسیر البرهان ) : 16م، 39،38
هاشم بن عبد مناف : 179
هاشم بن عتبة ( هاشم المرقال): 71
هاشم بن المغيرة : 46
هبة الله بن نما بن علي بن حمدون ( ابو البقاء ) : 3
همام ==> همام بن عبادة بن خثيم
همام بن عبادة بن خثیم : 197 ، 201
الهیثمی ==> علی بن ابی بکر
"و"
الواحدی ==> على بن احم النيشابوري
الوليد : 70
الوليد بن عقبة بن ابی معیط : 139، 180
"ی"
ياقوت بن عبد الله الحموی : 24م
یحیی بن الحسن : 38
يحيى بن زكريا - على نبينا وآله وعليه السلام - : 48، 49، 51، 158
يحيى بن سعدون بن تمام الاندلسي 163
یزید بن ابی حبیب : 10
یزید بن رومان : 136
يزيد بن معاوية بن ابی سفیان : 72 ، 159
يعقوب (على نبينا وآله وعليه السلام ) : 187
یعقوب بن يزيد بن حماد الانباری: 7، 21
الیعقوبی : 28
یوسف بن اسماعيل النبهاني البيروتي : 119
يوسف بن عبد الله اندلسی (این عبد البر ) : 119،87،78،10
ص: 249
يوسف بن قزا و على البغدادي أسبط اس الجوزي ) : 12م. 17. 22، 72 ، 75، 80، 150، 163، 190
يوشع بن سون (وصی موسی علیه السلام ) : 175
ص: 250
"3"
احد : 191
ارجان : 8
اسلامبول : 16 ، 120، 163
ایران: 126
باريس : 133
البحرين : 97، 11
البصرة : 20م، 24م، 9، 67، 73، 103، 139، 166، 172، 173
بغداد : 7
بمبئی : 163،120084
على علیه السلام: 130
السداء : 159
بیروت: 163
تبريز : 23، 79،78،77،74،52 ، 85،
تستر : 103
تهامة : 116
الححفة : 6
الحبشة : 11، 71
الحجاز :
حراء : 191
حروراء : 67
حلب : 5
حلة : 5،3
حیدر آباد الدکن : 35، 76 - 78 134،133 ،129 ،91 ،79
خراسان : 140
خبير : 126
دار جعفر بن ابیطالب :126،102
دو طوی : 21
ذی قار : 175
الربذة : 130، 132
الروم : 72
الكاسك : 178
الشام : 67 ، 71، 76، 78، 135، 136 ،179 ،178 ،176 ،156 ،144 ،137
ص: 251
182 ،180
شعب بوان : 8
شیراز : 8
طهران 25م ، 14 ، 150 ، 190
ظلة بني ساعدة : 20م، 30
العراق: 4م، 8، 91 ، 166، 167، 178، 179
عرفة : 84
فارس : 8، 11
فدك : 99 ، 101، 126 ، 210
فلسطین : 178
فیض آباد : 26م
القاهرة : 23 ، 32، 76، 91، 128 ، 163 ، 134
القسطنطنية : 72
قم : 26م ، 5
كربلاء : 4
الكعبة : 41 ، 80، 128 ، 160 ، 184
الكوفة : 3م ، 4م، 20م، 24م ، 2، 13 ،172 ،167 ،166 ، 132 ،73 ، 71 ، 67، 175
لکهنو : 80
المدائن : 4م 132
المدينة : ام 2م ، 9، 11، 21، 22، 159 ،103 ،72 ،71 ،70 ،65،25 ، 213 ،185 ،178 ، 167 ، 164 ،161
مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : 21م ، 22م ، 26، 30 ، 169 ،126 ،102 ،98 ،75،74
مصر: 58 ،53،51،34 ، 25 ، 16 ،74،72،67 الی 91،86،85،80 ، 162 ،147 ، 144 ، 133 ، 129 ،120 ، 198 ،190 ، 187 ، 178 ،164
مقام ابراهیم علیه السلام: 65، 99، 140،126
مكة : 70، 116 ، 154، 159
منی : 168
نجران : 76، 170
النجف الاشرف : 25م، 8،4،3، 163 ،150 ، 135 ،79 ،78 ،75 ،28 ، 212،190
نوبند جان : 4م، 8
الهند : 25م 26م
اليمن : 20م، 22م ، 23م، 24م ، 71 ، 156 ،137 ، 103
ص: 252
"4"
آل ابراهیم : 17، 42، 43، 156
آل ابی سفیان: 165، 179
آل ابی معیط : 165
آل عمران : 43
آل محمد صلوات الله عليهم اجمعین : 43، 52، 84، 124، 141 ، 210 ، 173 ، 163 ، 157 ، 156
اثنا عشر رجلا في تابوت من النار : 185،49 ،48
اصحاب الرايات السود : 140
اصحاب الشورى : 127، 131 ، 141
اصحاب الصحيفة والكتاب : 49 ، 186 ،141 ،131 ، 127 ، 113 ،80
اصحاب العقبة : 127 ، 131
اصحاب الكساء: 52
الانصار : 20م، 11، 26، 31، 34، 73،71،69،66 ،48 ،41 ، 92 ،80 ،73،71،69 ، 115 ، 114 ، 110 ، 109 ، 106 ،104
، 147 ، 145 ،144 ، 143 ، 142 ، 128 ، 168 ،163 ،161 ، 153 ، 152 ،151 ، 192 ،187 ، 183 ، 174 ، 172
اهل بدر ==> البدريون
اهل البیت: 16 ، 59،49، 67،66 ، 109،107 ،83 ،82 ،80 ،79،78 ، 136 ،128 ،123 ، 122 ،118 ، 110 ، 158 ،156 ،152 ، 151 ،140 ، 139 ، 171 ،169 ، 165 ،164 ، 163 ،160 ، 203 ،196 ، 192 ،186 ،185 ،172 ، 214 ،209 ،207 ،204
اهل نهروان ==> المارقون
البدريون : 4م، 8، 12، 22، 70، 72 ، ،153 ، 152 ،149 ، 147 ،92 ،74،73 ، 187 ، 172 ، 161 ،155
بنو ابی العاص : 154 ، 158 ، 159 ، 141 ،
بنواسرائیل : 11، 48، 49، 134
ص: 253
بنو امية : 88، 91 ، 121، 122، 138، 159 ،158 ،153 ، 144 ، 141 ،140 ،191،179
بنو تغلب : 126
بنوتيم بن مرة : 91، 138 ، 153
بنو ربيعة : 137 ، 156
بنو عبد المطلب : 162، 179، 193 ، 204
بنو عبد مناف : 178،70، 179
ينو ابی العاص ==> بنو ابی العاص .
بنو عدي بن كعب : 35، 91، 138 ، 153
بنو عصمة :202
بدو غفار : 127
بنو مضر : 137، 156
بنو هاشم: 22م ، 24، 25، 26، 27 ، 179،168 ،162 ، 141 ،138082 ،28 ، 214 ،213 ،210
التابعون : 168
ترك : 102
ثقيف : 139، 202
ثمود : 173
الديلم : 102
ذو القربى : 101
شرطة الخميس: 3م
الطلقاء : 142، 179، 210
عتزة رسول الله صلى الله عليه وآله : 81
النسيليين: 70
الفرس : 71
القاسطون : 23 ، 51، 212
قریش : 20، 25 ، 44،43، 69،66 ، 133 ،122 ،118 ،114،80 ،73،71 ، 158،155 ،154 ، 153 ،143 ،138 ، 183 ،179 ،177 ،163 ،162 ،161 ، 203، 202،191 ،188
المارقون : 23 ،90،67،51، 94 ، 212،119
المجوس : 165
المنافقون : 73، 179، 180، 210
المهاجرون : 11 ، 21، 31،26، 34 ، 145 ، 144 ، 143 ،142 ،92،41 ، 179،172 ،153 ،152 ،151 ،147 ، 192
الناكثون: 23، 51، 212
النصاری : 48، 165 ، 170 ، 175
النقباء: 127،72
الهاشميون ==> بنو هاشم
الیهود : 48، 165، 175 ، 190
ص: 254
"5"
ماكنت أحسب هذا الامر منحرفا *** عن هاشم ثم عن أبي حسن
(خمسة ابيات لعباس بن عبد المطلب) 28
* * *
الا ابلغ امیر المؤمنين رسالة *** فانت امیر الله في المال والامر
(خمسة عشر ابيات لابي المختار بن ابی الصدق) 96 و 97
* * *
الا ابلغ ابا المختار انى اتيته *** ولم اكذا قربى لديه ولاصهر
اربعة ابيات لابن غلاب المصرى) 97
* * *
الالله درك يابن هند *** ودر المر ، ذى الحال المسود
(احدى عشر ابيات لعمروبن العاص) 179 و 18
* * *
الم تعلموا أن النبي محمدا *** لدى دوح خم حين قام مناديا
(عشرة ابيات لحسان بن ثابت) 188 و 189
ص: 255
"6"
الاتقان في علوم القرآن اللسيوطى): 163
الاحتجاج (للطبرسی) : 16م، 21م، 29 ، 43، 44، 45، 69،59،49، 190 ،173 ،161 ، 101
احقاق الحق ( للقاضى نور الله التسترى ) : 13م
الاختصاص ( للمفيد ): 3م
الاربعون حديثا ( للهروی) 33 ، 53
الاربعين (للمجلسی ) : 16م
ارجح المطالب ( للامر تسری): 19، 22
ارشاد القلوب (للديلمي) : 16 ، 39، 89
اسباب النزول (للواحدی) : 136
الاستنصار في النص على الائمه الاطهار (للكراجکی): 16م
الاستيعاب في معرفة الاصحاب (لابن حجر ) : 10 ، 87،78، 119
اسد الغابة في معرفة الصحابة ) لابن الاثير) : 20م، 40 ، 71،68 ، 78،73،72 178 ،135 ،128 ،80 ، 78 ،73 ،22
الاصابة في تمييز الصحابة ( لابن الاثير) : 10، 67، 87،73
اصل (لابن ابی رافع) 7م
اصول الکافی ==> الکافی
الاعتقاد (للبیهقی): 78
الاعتقادات (للصدوق) : 14 م
اعلام الشيعة ==> طبقات اعلام الشيعة
اعلام الوری باعلام الهدی (للطبرسی ) : 16م
اكمال الدين واتمام النعمة ( للصدوق) : 7م، 14م 21
الامالى ( للشيخ الطوسى ) : 15م ، 70 ، 17 ، 4
ص: 256
الامامة (لابن ابی الخطاب) : 7
الامامة والسياسة (لابن قتيبة ) : 32
امل الامل ( للشيخ حر العاملي): 5،4،3
الانجيل : 175
انساب الاشراف ( للبلاذری) : 9
الاوائل ( لابي هلال العسكرى : 85
البحار ==> بحار الانوار
بحار الانوار ( للعلامة المجلسى) 10م، 16م ، 18 ، 19 ، 20، 21، 31 ، 45،41 ،40 ،38 ،37 ، 36 ،33 ،32 ، 110،106 ،96 ،63 ،62 ،50 ،46 ،176 ،149 ، 133 ، 132 ، 127 ،121 ، 185
البداية والنهاية (لابن كثير ) : 19 ، 79،75 ،67
بصائر الدرجات ( للصفار ) : 6م، 15م ، 18 ،14
تاج العروس في شرح القاموس (للزبيدي ): 133،70
تاریخ ابن عساکر : 19 ، 78، 128
تاریخ الاسلام ( للذهبي ) : 19
تاریخ بغداد ( للخطيب البغدادى ) : 19 ، 20، 34، 91،80
تاريخ الخلفا (للسيوطى ) : 99
تاريخ الخميس في احوال انفس نفيس ( للدياربكري ) : 67
التاريخ الكبير (للبخاری): 91،20
تاریخ الطبری : 20م
تاریخ عمر (لابن الجوزى ) : 99
تاریخ الیعقوبی : 28
التبيان (للشيخ خضر الازدی) : 53
تحف العقول ( لابن شعبة الحراني) 15م، 60
تذكرة الحفاظ ( للذهبي ) : 20 م
تذكرة الخواص ( لسبط بن الجوزي) 12م ، 17 ، 22 ، 74 ، 75، 80 ، 150، 190، 163
تصحيح الاعتقاد ( للشيخ المفيد ): 18 م
تفسیر ابن کثیر : 77
تفسير البرهان : 16م
تفسير البغوى ==> معالم التنزيل
تفسير البياضي : 16م
تفسير الثعلبی : 150 ، 163
تفسير الخازن : 164
تفسير الشوكاني : 150
تفسير الطبري ==> جامع البیان
تفسير علي بن ابراهيم القمی : 17
تفسير العیاشی : 17م، 38
تفسیر فرات بن ابراهيم الكوفي : 15م ، 17
تفسیر قرطبی ==> الجامع لاحكام القرآن
التفسير الكبير (للفخر الرازي) : 164،88
ص: 257
تفسیر محمد بن عباس : 15م
تلخيص مستدرك الحاكم : 22م، 77
التنبيه والاشراف: 15م
التهذيب ( للشيخ الطوسي ) : 15م
التوحيد ( لابن ابي الخطاب : 7
التوراة : 50 ، 194 ، 175
جامع الاصول : 16
جامع البيان ( تفسیر الطبری) 53 ، 190 ،164 ،162
جامع الرواة (اللاردبیلی ) : 8،7،6
الجامع لاحکام القرآن : 163
الجمل (للشيخ المفيد ) : 25، 28
حلية الاولياء ( لابی نعیم): 42 ، 120 ،85 ،78077076 75.
حياة الحيوان ) للدمیری) : 99
الخصائص ( للنسائی ): 63 ، 76، 119 ،77
الخصائص الكبرى للسيوطى ) : 133
الخصال ( للصدوق ) : 7م، 14م ، 19م 21م ، 23م
خلاصة ==> خلاصة الاقوال
خلاصة الاقوال في احوال الرجال (للعلامة الحلى ) : 3م ، 11م ، 5 ، 6 ، V
خمسون ومائة صحابی مختلق (للسيد العسكري): 22م
در بحر المناقب (لابن حسنویه(: 163 ،147 ،120،86 ،24 ،18
الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة (للسيد علی خان المدني ) 71
الدر المنثور (للسيوطى ) : 88، 190 ، 150
الدلائل ) للبيهقي ) : 88
ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى (لمحب الدين الطبري ) : 16 ، 22 ، 171 ،147 ،104
الذريعة الى تصانيف الشيعة ( للطهرانی ) 25م
ذیل تاریخ بغداد : 17 م
ذيل اللئالى (للسيوطي) : 80
الرجال (لابن اسحاق الکلبی) : 25
الرجال (لابن داود الحلى ) : 12
رجال ( للبرقى ) : 21م ، 23م
الرجال ( للشيخ الطوسي ) : 7، 24
الرجال (للعقيقي ) : 20م
الرجال ( للنجاشي ) : 6م، 8،5
رجال ابى على الحائری ==> منتهى المقال في احوال الرجال الرجال الكبير ( للاستر آبادی) : 13م، 18م
رجال الكشي ==> معرفة الناقلين عن الاسمة الصادقين
الرد على اهل القدر ( لابن ابی خطاب ) : 7
الرواشح السماوية (للسيد الداماد) 5م
روضة الكافي ==> الكافي
ص: 258
روضات الجنات (للخوانساری) : 16م، 5
رياض العلماء (للافندی): 403
الرياض النضرة في فضائل العشرة (لمحب الدين الطبري ): 17، 22
الزهد ( للحسين بن سعيد الاهوازی ) : 7م ، 17م
سر العالمين (للغزالي) : 12م
السقيدة وفدك (للجوهری): 36، 38، 49
السنن الكبری (للبیهقی) : 63
السنن والاحكام والقضايا (لابی رافع ) : 12م
سير أعلام النبلاء : 19
السيرة النبوية (لابن هشام) : 20
الشافي (للسيد المرتضى ) :38 ، 126
شرح التجريد ( للقوشجي ) : 103
شرح الكافي (لمولى صالح) : 16م
شرح النهاية : 4
شرح نهج البلاغة (لابن ابی الحدید 74 ،26 ،51، 49،28 ،27 ،25 ،20 ، 198 ،171 ،119 ،99،91
الشرف المؤبد (للنبهانی) : 119
شواهد التنزيل لقواعد التفضيل اللحسكاني ) : 15م
صحیح البخاری : 20،16، 61 ، 212 ،171 ، 133 ، 108 ،87،76، 69
صحيح الترمذی : 75،50،16 ، 212 ،133 ،129،77
صحیح مسلم : 16، 87، 171، 212
الصحيفة الكاملة السجادية : 13م، 2
صفين الابن مزاحم : 128
الصواعق المحرقة (لابن حجر ) : 212
الضعفاء ( للغضائری ) :11 م
طبقات اعلام الشيعة، القرن
السادس (للطهرانی): 4
الطبقات الكبرى الابن سعد سعد): 16، 163، 99 ،97،87
العثمانية ( للحاحظ ) : 78
العقد الفريد : 16، 79،36 علل الشرایع : 70، 75، 76
عيون اخبار الرضا - علیه السلام: 14م، 16
غاية المرام : 16م، 38، 39
الغدير : 22م
الغيبة (للشيخ الطوسی): 15م
الغيبة (للنعمانی ) : 6م، 10م ، 15م، 16 ، 160
الفائق (للزمخشری) : 42
فرائد السمطین : 16م، 18 22، 28، 37، 69، 75، 80، 86، 134، 147
الفضائل ( لشاذان بن جبرئیل ) : 15م
فضائل الصحابة ( لابن حنبل): 74
فضائل على - عليه السلام - ==> مناقب امیر المؤمنین (اللخوارزمی)
ص: 259
فهرس الشيخ الطوسي : 5
الفهرست (لابن الندیم):10م
قاموس الرجال : 21م
القرآن : 50، 51، 59،54، 63،61،112 ،88 ،87،85 ،81،79،78 ،67 ،151 ،149 ،146 ،145 ،143 ،141 ، 171 ،169 ،165 ،158 ، 157، 175 ، 212 ،207 ،197 ، 196 ، 194 ،178
القوامية في مناقب الصحابة : 75
الكافي : 14م، 19م، 41، 58، 60 ،124
الكافية في ابطال توبة الخاطئة : 15م
الكامل ==> كامل التواريخ
كامل التواريخ (لابن الاثير ) : 20م ، 102
کتاب ابی اسحاق : 42
كتاب الله ==> القرآن
كشف الغمة : 63
كفاية الاثر : 15م ، 11 ، 15، 16 ، 18
كفاية الخصام ( ترجمة غاية المرام للبحرانی ): 150 ، 190
كفاية الطالب (للكنجى (الشافعي) 19، 22، 79، 15، 190، 212
كمال الدين ==> اکمال الدين مسند واتمام النعمة
كنز العمال: 17م، 76، 86، 88 ، 108
مجمع البیان : 15م
كنز الفوائد : 16م
الكنى ( للبخاری ) : 129
الكنى والاسماء (للدولابی) : 20 ، 91
اللحن الخفى واللحن الجلى : 4
لسان المیزان : 79
مثالب النواصب ( لابن شه آشوب) : 5
المجالس ( للشيخ المفيد ) : 89
مجمع الامثال ( للميداني ) : 153
مجمع الزوائد (للهیثمی ) : 76، 134
محاسن الوسائل : 12م
مختصر اثبات الرجعة (لا بن شاذان ) : 15م
مختصر بصائر الدرجات : 15م
كشف الحجب والاستار : 12م، 18م
مختصر التبيان في تفسير القرآن: 4
المخزون المكنون في الفنون : 5
مدينة المعاجز : 16م
المزار ( لابن المشهدی): 3
مستدرك الصحيحين :35،20،19، 134 ،129 ،91،78 ،77
مستدرك الوسائل : 16م
مسند ( ابن حنبل ) : 16 ، 17 ، 19 ، 129 ،87 ،86 ،78 ،76 ،68 ،42 ،20 ، 133
ص: 260
مسند ( ابن مردویه) : 22
مسند ( الطیالسی): 20، 133
المشارب : 6
مصنف : 6م، 17م
معالم التنزيل ( تفسير البغوی): 164
معالم الزلفی : 16م
معانی الاخبار : 14م ، 53
معجم البلدان : 24م ، 8
معجم رجال الحديث : 13م ، 18م ، 21م ، 24
المعجم الكبير (للطبراني ) : 19
معرفة الحديث : 19م، 20م
معرفة الناقلين عن الائمة الصادقین ( علیهم السلام): 10م ، 11م
المعرفة والبداء (لابن ابی الخطاب) : 7
مفتاح النجا : 29، 53، 84
المقاصد الحسنة: 34
مقتل الحسين عليه السلام ( للخوارزمی) : 78 ، 135
مناقب (لابن مردویه) : 34 مناقب ( لعبد الله الشافعی): 34
مناقب آل ابی طالب : 15م ، 5، 13 ، 14
مناقب امیر المؤمنين ( عليه السلا ) ( لابن المغازلى) : 19 ، 22، 147 ،119 ،79 ،75 ،74
مناقب امیر المؤمنين ( عليه السلام) ( للخوارزمی) : 22، 23، 52 ،150،86 ،85 ،79 ،78 ،77 ،76 ،74 ، 190
المناقب المرتضوية (للكشفي الحنفى ) : 84، 120، 163
منتخب کنز العمال : 19 ، 68، 133
المنتقى في سيرة المصطفى : 53
منتهى المقال في احوال الرجال
اللحائری : 5م، 25م
من لا يحضره الفقیه: 14م
منهاج السنة ( لابن تيمية ) : 79
میزان الاعتدال للذهبي ) : 22 ، 23
نسب قریش : 133
نظم در ر السمطين : 23
نفس الرحمان في فضائل سلمان: 13م ، 15م
نقد الرجال : 13م، 19م
النهاية في غريب الحديث والاثر : 161 ،130 ،129 ،89 ، 13
نهج البلاغة : 58، 89،60، 119 ، 199 ،198 ،197 ، 125
نور الابصار : 22،18
وسائل الشيعة : 16م، 215
ينابيع المودة : 16م، 16 ، 20،18 7 163 ،120 ،63
ص: 261
"7"
احد : 22، 73،72،70، 74، 92 ، 173 ،172 ،161 ،155
بدر ==> البدريون في قسم " الفرق "
براء ة ==> نزول سورة البراءة
تبوك : 76، 151، 164، 170
الجمل : 10، 11، 93: 142، 172 ،183
حجة الوداع: 131 ،84، 83، 80، 183
الحديبية : 172،108
الخندق : 113،72
خیبر : 76، 170، 178
ذات السلامل : 178
السقيفة : 3م، 20م، 21م ، 23م، 25، 33
الشوری : 66، 82، 83، 110، 138 ، 174،143
صفین : 1م 2م 3م، 4م، 12، 71، 72 ،149، 142 ،119 ،115 ، 111 ،94 ،73 178،176
العقبة : 72
غدیر خم : 30، 84،81، 108، 131، 195 ،188 ،170 ، 148 ،143
الكتف والدواة ==> يوم الخميس
المؤتة : 73، 92، 195
المباهلة : 76، 170
نزول سورة البرائة : 76، 83،77، 170
بوم البصرة ==> الحمل
يوم الخميس : 86، 87، 105،103، 184
يوم الفتح : 178،71
يوم النهروان : 94، 96، 119 ، 173
يوم الهرير ==> صفين
يوم اليرموك : 71
يوم اليمامة : 183*85
ص: 262
"8"
أ - ب - و
علي- عليه السلام- اكرم العرب نسبا
وإياوا خاوروجة ونفسا وولدا وعما : 51
حال الخطاب ابي عمر : 46
أ - ت - ی
علي- عليه السلام- باب اللّه الذى منه يؤتي : 206
أ - خ - ذ
اخذ الئمة- عليهم السلام- آخرهم عن اولهم كتاب رسول اللّه ملي اللّه عليه وأله : 193
أ - خ - ر
العهدي آخر الئمة- عليه وعليهم السلام - : 116
اختبار اللّه تعاني لإلثمة- عليهم السلام- الاخرة على الدنيا: 16، 19
جعل الدنیا دار الاعمال والاخرة
أ - خ - و
علي- عليه السلام- اكرم العرب نسبا
وإياوا خاوروجة ونفسا وولدا وعما : 51
علبي- عليه السلام- اخو رسول اللّه صلى اللّة عليه وآله (حديث المؤاخاة): 107 ،108 ،84 ،74 ،52 ،40 ،23 ،17، 151 ،138 ،134 ،130 ،139 ،133 ،109، 203 ،189 ،180 ،169 ،163 ،155
انكار ابي بكر وعمرحديث المؤاخاة: 40، 209
ا - د - م
كلام ابليس،بووسنة ابي بكر: " بيوم كيوم آدم": 30
ا - د - ی
علي- عليه السلام- مؤدّى إمانة رسول اللّه - صلى اللّة عليه وآله - : 22، 23
ص: 263
ا - ذ - ن
ترك عمر كلام " حي على خير "العمل" من الاذان 103
علي - عليه السلام - اذن الله السامعة: 206
ا - ر - ض
انهم - علیهم السلام - خلفاء الله في ارضه : 83
انهم - علیهم السلام - حجج الله في ارضه : 106، 204،134
انهم - علیهم السلام - شهداء الله في ارضه : 152 ، 193
انهم - علیهم السلام - زرا لارض الذين تسكن الارض اليهم : 134
لا تصلح الارض الابهم ۔ علیهم السلام 193
لاتبقى الارض طرفة عين الا ببقائهم علیهم السلام - : 193
اهل الارض كلّهم في غمرة وغفلقوتيهة وحيرة غيرهم - عليهم السلام - وغير شیعتهم واوليائهم : 193
أ - س - ی
لعلی بهارون - عليهما السلام - اسوة حسنة : 20، 23، 92
أ - ک - ل
وصف امیر المؤمنين - عليه السلام ابا بکر باین آكلة الذباب : 48
وصف مالك الاشتر معاوية بابن آكلة الاکباد : 177
أ - ل - ف
تعليم رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - الف باب من العلم يفتح كل باب الف باب : 175
أ - م - ر
تسليم القوم على على - عليه السلام - بإمرة المؤمنين : 34، 44، 82، 109 ، 209 ،131 ،130 ، 127
کلام ابي بكر وعمر بعد التسليم على على - عليه السلام - بإمرة المؤمنين: 130
وضع عمر ، لقب "أمير المؤمنين" على رجال دون علي - علیه السلام - : 34 ، 207 ، 140 ، 130 ، 127
امر امیر المؤمنين - عليه السلام - باتباع اهل البيت - علیهم السلام - : 123
امر الله عز وجل في الكتاب بولايتهم - علیهم السلام - : 83 ، 85، 134
ان امرهم - علیهم السلام - صعب مستصعب : 13
امر علي عليه السلام - بالمعروف ونهيه عن المنكر : 18
امر عمر قنفذ العدوى بضرب فاطمة عليها السلام - بالسوط : 208،36
امر عمر باخراج ام ايمن وامّ سلمة من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 210
تآمر ابي بكر وعمر مع خالد بن الوليد
ص: 264
لقتل على - عليه السلام - : 101
كلام علي - عليه السلام - ان عثمان لاعذر له ولا حجة بتأمره علينا وادعائه حقنا : 111
أ - م - م
علي - عليه السلام - امام الامة : 149
عليه السلام - امام المتقين : 119
على - عليه السلام - دليل الامة: 149
علي - عليه السلام - رئيس الامة : 13
على - عليه السلام - ذو قرن الامة : 13
علي - عليه السلام - افضل الامة : 19
على - عليه السلام - في الامة بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وآله فیهم : 149
عند علي - عليه السلام - جميع ما تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة :86
احتجاج الله تعالى بعلي - عليه السلام - في كل امة منها نبي مرسل: 205
الائمة - علیهم السلام - خيار امة رسول الله - صلى الله علیه و آله : 204 - بهم - علیهم السلام - ينصر الله الامة: 64
يدفع عن الامة بمستجاب دعوة الائمة - علیهم السلام - : 64
الائمة - علیهم السلام - يخبرون الامة بأمر دينهم ، حلالهم وحرامهم : 193
لايحتاج الائمة - علیهم السلام - الی احد من الامة والامة تحتاج اليهم: 193
الحسنين - عليهما السلام - سبطا امة رسول الله - صلى الله عليه وآله - 17، 18
المهدى آخر الائمة - عليه وعليهم السلام - : 116
افتراق الامة على ثلاث وسبعين فرقة 175 ،90 ،55 ،54 ،53
تقسيم الامة على ثلاثة اقسام : 187، 188
وصف الباقر - عليه السلام - تظاهر الامة على اهل البیت علیهم السلام ومحبيهم 69 ، 66
عجل الامة وسامريها " هما ابوبکر وعمر : 130،109،50 ، 131 ، 172
علیهما ( ابی بکر وعمر ) مثل جميع اوزار الامة الى يوم القيامة : 47، 89،154 ،153
طعن ابی بکر علی رسول الله - صلى الله عليه وآله - في استخلافه عمر على الامة : 109
خطاب ابی ذر : "ايتها الامة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصیانها" 43:
حال حنتمة ام عمر : 46
أ - م - ن
علي - عليه السلام - ولي كل مومن بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 134 ، 130 ، 129 ،109 ، 107 ، 105 ،77
ص: 265
182 ،151 ،148
علي - عليه السلام - یعوب المؤمنين : 119
علي - عليه السلام - مؤدی امانة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 23
علي - عليه السلام - امیر المؤمنين: 189 ،142 ،34
( راجع ايضا : امر )
لا يحب عليا - عليه السلام الامؤمن ولا يبغضه الا کافر : 204،105
على - عليه السلام - سابق الی الایمان بالله وبرسوله : 17
علي - عليه السلام - بيت الله الذى من دخله كان آمنا : 206
علي - عليه السلام - باب فتحه الله من دخله كان آمنا ومن خرج منه كان کافرا : 206
به - عليه السلام - يجار من الموت ويؤمن من الخوف : 206
الائمة - علیهم السلام - اولی بالمؤمنين منهم بانفسهم : 192
وصف الایمان والاسلام في كلام العلوي - عليه السلام - : 56 ،61
دعائم الايمان اربعة : 58
ادنی مایکون به العبد مؤمنا ايكاترا اوضا لا : 59
كلام عبد الله بن عباس في قلة عدد المؤمنين : 193 ، 194
أ - و - ب
حساب الخلائق الى على - عليه السلام ومابهم اليه : 203
أ - و - ل
علي - عليه السلام - اول السابقين : 119
علي - عليه السلام - اول الائمة : 106 ، 151
تأويل "خير البرية "بشيعة علي وانصاره - عليه السلام - : 190
قتال علي - عليه السلام - على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على تنزيله : 23 ، 51
أ - ى - ى
کلام عمر لابي بكر يوم غدير خم ونزول الاية فيه : 108
نزول آی من سورة الحاقة في شأن معاوية : 157 ، 158
ب - ت - ر
قول عمرو بن العاص ان محمدا - صلی الله عليه وآله - قد صار ابتر ، ونزول آية : " ان شانئك هو الابتر فيه : 135 ، 136
ب - ث - ث
بث معاوية القراء والقضاة في البلاد لوضع الروايات الكاذبة والاصول الباطلة : 136، 137
ص: 266
ب - د - ع
تخوّف المحق الصادق ان غير شيئا من بدع القوم واحداتهم : 115
ب - ر - أ
بعث رسول الله - صلى الله عليه وآلم - عليا عليه السلام - بسورة برائة : 76 ، 170 ،83
علي - عليه السلام - مبرئ ذمة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 23 ، 84
ملائك ليس لهم تسبيح ولاعبادة الا الطاعة لعلى - عليه السلام - والبرائة من اعدائه والاستغفار لشبعته : 205
كتاب معاوية الى عماله ان برشت الذمة ممن روی روي حديثا في مناقب علي واهل بيته - عليهم السلام - : 164 ، 167
ب - ر - ر
حديث : " ما اظلت الخضرا ولا اقلت الغبراء على ذى لهجة اصدق من ابي ذر ولا اببر: 131،87
امر امیر المومنین - علیه السلام - لبرّ الصغار على الكبار ورحم الكبار على الصغار : 123
ب - ش - و
الرواية المفتعلة للعشرة بانهم المبشرة بالجنة : 173 ، 174
ب - ص - ر
بعلي - عليه السلام - يبصر من العمي: 206
اخذ الله ببصر عائشة اثناء تغسيل النبي - صلى الله عليه وآله - : 29
ب - ض - ع
فاطمة - عليها السلام - بضعة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 211 ، 212
ب - ط - ل
الحكمة في غلبة اهل الباطل على اهل الحق في كلّ الامم : 23، 158،24
بث معاوية القراء والقضاة في البلاد لوضع الروايات الكاذبة والاصول الباطلة : 136 ، 137
تقسم الامة على ثلاث فرق : فرقة على الحق ، وفرقة على الباطل ، وفرقة مذبذبین : 187، 188
بيان بطلان الرواية المفتعلة ان الله لا يجمع الخلافة والنبوة لاهل البيت، في كلام العلوى علیه السلام 80 ، 85
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - : امير المؤمنين - عليه السلام -:
"بیعتی ایاهم لا تحق لهم باطلا ولا توجب لهم حقا " : 93
وصف عمر كلام علي - عليه السلام - بالاباطیل : 40
ب - ط - ن
انّهم - علیهم السلام - يموتون بالبطن والقتل والشهادة : 123
ص: 267
ب - ع - د
قاتل علي - عليه السلام - يعدل عاقر الناقة في البغض الى الله والبعد عن الله : 51
ب - غ - ض
لا يجب عليا - عليه السلام - الامؤمن ولا يبغضه الاكافر : 105، 204
من احب عليا - عليه السلام - احبه الله ومن ابغضه ابغضه الله : 105
قوله - صلى الله عليه وآله - : "من زعم انه يحبني ويبغض عليا فقد كذب وليس يحبني " : 79، 80، 171
قاتل علي - عليه السلام - يعدل عاقر الناقة في البغض الى الله والبعد عن الله : 51
ب - ق - ی
لاتبقى الارض طرفة عين الا ببقائهم علیهم السلام - : 193
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله - ببقاء على - عليه السلام - بعده ثلاثين سنة : 51
ب - ل - س
اوّل من بايع ابا بكر : ابلیس 31،30
كلام ابليس يوم بيعة ابي بكر : "يوم کیوم آدم ":30
اجتماع الابالسة يوم غدير خم : 30
تمثيل زياد بن أبيه نفسه بابلیس : 141
ب - ل - غ
عند علي - عليه السلام - علم تبليغ الرسالات وتنجيز العدات وتمام الكلمات : 124
الائمة - عليهم السلام - ضم المبلغون عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - 193
ب - ل - و
ابتلاء علي - عليه السلام - باخابت من خلق الله : 115
عند علي - عليه السلام - علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب : 120
اشتداد البلاء على الشيعة في عهد معاویة : 164، 168
قول سلمان: "ابشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء " : 43
ب - ن - و
اتباع الامة سنة بنی اسرائیل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة : 50، 194 ، 195
اخبار علي - عليه السلام - بفتنة بني امية : 121
اخباره - علیه السلام - معاوية بان بني امية يتولون على الامة : 159
بنو امية هم الشجرة الملعونة في بنوامية القرآن : 88، 89
رؤيا رسول الله في حق بني امية : 153، 191،159،158
اخبار رسول الله صلى الله عليه وآله في بنى العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا : 191،158 ، 154
ص: 268
مثالب بني امية : 121، 122
ب - و - ب
مثلهم - علیهم السلام - كمثل باب حطة في بني اسرائیل ( حدیث باب حطة ) : 11، 134
علي - عليه السلام - باب فتحه الله من دخله كان آمنا ومن خرج منه كان کافرا : 206
على - عليه السلام - باب الله الذى منه یؤتی : 206
امر عمر قنفذ العدوی با حراق باب فاطمة - عليها السلام - : 208،36
عمر ، باب من ابواب جهنم : 47
ب - ه - ج
علي - عليه السلام - طريق الحق الابهج والسبيل : 206
ب - ه - ل
حديث المباهلة : 76 ، 170
ب - ی - ت
علي - عليه السلام - بيت الله الذى من دخله كان آمنا : 206
علي خير اهل بیت رسول الله - علیهم السلام - : 17
فضائل على عليه السلام - في ابيات عباس بن عبد المطلب : 28
ابیات حسان بن ثابت في وقعة الغدير 189،188
ابیات عمرو بن العاص في فضل علي - عليه السلام - والطعن على معاوية 179، 180
ابیات ابي المختار ،کتبها الى عمر،
واغرام عمر جميع عماله الاقنفذ :96 ، 98،97
ب - ی - ع
اوّل من بايع ابا بكر ، ابلیس : 31،30
کلام ابليس يوم بيعة ابى بكر : " يوم کیوم آدم " : 30
مبايعة على - عليه السلام لابي بكر من غير ان يفتح كفّه : 45
اکراه عمر الناس على بيعة أبي بكر : 45
بيعة اربعة اشخاص لابي بكر مكرهين: 46،45
كلام علي - عليه السلام - : "بيعتي اياهم لاتحق لهم باطلا ولا توجب لهم حقا " : 93
اقرار عمر بان بيعة ابي بكر كانت فلتة : 109
اقرار عمر بأنه لو بايعوا القوم عليا - علیه السلام - اقامهم علی کاب ربهم وسنة نبيهم - صلى الله عليه وآله - : 82
نكث طلحة والزبير بيعته ما لعلي - عليه السلام - : 66
ب - ي - ن
امیر المؤمنين - عليه السلام - على بينة من ربه : 90
ص: 269
ت - ب - ت
حدیث اصحاب التابوت في جهنم : 48 ، 174،49
شهادة ابى بكر بحديث اصحاب التابوت عند موته : 185
ت - ب - ع
امر امير المؤمنين باتباع اهل البيت - علیه وعلیهم السلام - : 123
اتباع الامة سنة بنى اسرائیل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة : 50، 194 ، 195
اتباع معاوية سنة عمر بن الخطاب في الاعاجم : 137 ، 138
ت - ر - ج - م
الائمة - علیهم السلام - تراجمة وحي الله : 204،54
ت - ر - ك
ترك عمر ، كلام " حي على خير العمل " منا لاذان : 103
ت - س - ع
تسعون ملكا حول العرش يستغفرون الشيعة على - عليه السلام - ويتبرؤون من اعدائه : 205
ت - م - م
بعلى - عليه السلام يتم الله مو عمده: 124
علي - عليه السلام - اتم العرب حلما: 51
ت - ی - ه
اهل الارض كلهم في تيهة غيرهم علیهم السلام - وغير شيعتهم واولیائهم : 193
ث - ق - ل
قال - صلى الله عليه وآله - اني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتى (حديث الثقلين ) : 106،88،64،54، 205 ،151 ،149 ،148
غضب عمر حين تحدث رسول الله - صلى الله عليه وآله - بحديث الثقلين: 151
ث - ل - ب
كلام ابن عباس في مثالب عمر : 197
ٹ - ل - ٹ
وصف علي - عليه السلام - حال الخلفاء
الثلاثة في ركاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 111 ، 114
اسماء ثلاثة من اشعة الضلالة ( الخلفاء الثلاثة) في الكتاب الذي كان عند الشيخ النصراني : 117
شكاية امير المؤمنين - عليه السلام - من الامة من تولية امرهم الى الخلفاء الثلاثة : 112 ، 113 على - عليه السلام - الثلاثة (سلمان و ابا ذر والمقداد ) : 95
تقسم الامة على ثلاثة اقسام : 188،187
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله - ببقاء علي - عليه السلام - بعده ثلاثين سنة : 51
ص: 270
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله في بنى العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا : 158 ، 154
ث - م - ن
ثمانية مناقب لعلي - عليه السلام - لیست لاحد من الناس : 17
تسلیم ثمانين رجلا على على - عليه السلام - بامرة المؤمنين : 127 ،109
ث - و - ب
لولا رسول الله وعلى - صلى الله علیهما وآلهما - ماعرف الله وما عبد الله وماكان ثواب ولا عقاب : 205
البس الله عليا - عليه السلام - ثوب الوصية والشجاعة : 182
ج - ب - ن
طعن علي - عليه السلام - على الخلفاء الثلاثة وجبنهم ولومهم في الجهاد : 113
جبن عمر ولؤمه : 46
ج - ح - د
من جحد ولاية علي - عليه السلام - قطع السبب الذي فيما بينه وبين تعالی : 203
ج - د - د
حال تقيل جد عمر وههاك جدته : 46
ج - ر - أ
قول على - عليه السلام - " انا الذي فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترى علیها غیری ": 119
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام على جرأة ابي بكر وعمر على الله عز وجل : 102
ج - ر - ی
جريان السحاب لعلي - عليه السلام : 124
ج - ع - ل
جعل الخلافة الثلاثة اموال دولة بين الاغنیاء : 126
تمجيد معاوية لبدعة عمر في جعل دية العبد نصف دية المولى : 138
ج - م - ع
جمع علي - عليه السلام - القرآن : 31 ، 207 ،92 ،86 ،85 ،33 ،32
عند علي - عليه السلام - جميع ما تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة : 86
ج - ن - ب
على - عليه السلام - جنب الله الظاهر اليمين: 206
تغییر عمر حکم صلوة الجنب اذا لم
يجد الماء ونهيه عن التيمم : 102 ، 140
ج - ن - ن
من عرف عليا - عليه السلام - نجا الى الجنة ومن انكره هوی الی النار : 206
علي - عليه السلام - قسيم الله بين اهل الجنة والنار : 35 ، 120 ، 142
الائمة مع رسول الله - صلوات الله علیهم اجمعین - في الجنة : 17 ، 19 ،
ص: 271
132
فاطمة - عليها السلام - سيدة نساء أهل الجنة : 16 ، 17 ، 106، 163، 171
جعفر بن ابی طالب ، الطيار في الجنة مع الملائكة بجناحين : 18، 163
وضع حدیث ان ابا بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة : 68، 69، 135
وضع الحديث في العشرة بانم المبشرة بالجنة : 173، 174
افتراق اليهود والنصارى وهذه الامة الى فرق فرقة واحدة في الجنة وسائر الفرق في النار : 175، 176
كسر ضلع الزهراء - عليها السلام - و اسقاط الجنين : 40
ج - و - ب
يدفع عن الامة بمستجاب دعوة الائمة علیهم السلام - : 64
ج - و - د
على - عليه السلام - اجود العرب ( اجود الامة ) كفا : 17 ، 51
ج - و - ر
بعلي - عليه السلام - يجار من الموت ويؤمن من الخوف : 206
المهدی - علیه السلام - يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا : 65 ، 18
ج - ه - د
جهاد علي - عليه السلام - في سبيل الله : 111، 112
جهاد علي - عليه السلام - يوم الخندق : 113 ، 114
خطبة امير المؤمنين - عليه السلام - في الجهاد : 89
علي - عليه السلام - اشد العرب (اشد الامة ) اجتهادا : 17 ، 51
ج - ه - ل
جهل ابي بكر وعمر باحكام الميراث والطلاق : 102، 103
تحویل عمر مقام ابراهيم من الموضع الذي وضعه فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله - الى موضعه في الجاهلية : 140 ، 126 ،96
ج - ه - ن - م
الجهنميون المشقعون يوم القيامة : 55
حدیث اصحاب التابوت في جهنم : 48 ، 174 ،49
عمر باب من ابواب جهنم : 47
ج - ی - ش
تخلف ابي بكر وعمر عن جيش أسامة بن زید : 103
ح - ب - ب
فضل حب اهل البيت - علیهم السلام ومودتهم : 189
من احب عليا - عليه السلام - احبه الله : 105
قوله صلى الله عليه وآله : " من زعم انه يحبني ويبغض عليا - عليه السلام
ص: 272
ص: 273
حدیث دفع لواء خيبر الى من يحبه الله ورسوله : 76، 180
حديث سد الابواب : 74، 169
حدیث غدیر خم : ،81،59،52،21،20 ، 191،189 ،188 ، 170 ، 164 ،149 ،148 ، 195 ،192
حديث الكساء : 53، 150،53
حديث المؤاخاة : 17 ، 74،52،40،22، ،130 ، 129 ،113 ،109 ،107 ،105،84 ، 182،169 ، 163 ، 155 ، 151 ،148 ،134 ، 304 ،189
حديث المباهلة : 170، 76
حديث الثقلين : 54، 81،78،64،59، 171 ،151 ،149 ،148 ، 106، 88، 84 ، 205
حديث المنزلة : 20، 52،50،23،21، 163 ،55،151،104 ،92، 91 ،76 ،75 ، 195 ،182 ،170 ،164
حديث النور : 74، 202، 204،303
حديث يوم الدار : 162
حديث السفينة : 189، 134،11
حدیث باب حطة : 11 ، 134
حدیث اثنی عشر رجلا في تابوت النار: 48، 49، 174، 185
حديث الكتف والدوا قوقول عمر في رسول الله صلى الله عليه وآله انه لیهجر : 87،86، 103، 172
حدیث ارتداد اصحاب النبي صلى الله عليه وآله : 50
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان العشرة مبشرة بالحنة : 173، 174
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان عايشة احب النساء الى رسول الله صلى الله عليه وآله وابا بكر احب الرجال الله : 135 ، 136
الحديث الموضوع ان رسول الله لا يورث ، وماترك فهو صدقة : 110
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان الشيطان بفر عمر : 112
الحديث الموضوع ان الملائكة تستحيى من عثمان : 68، 69
الحديث الموضوع ان ابا بكر وعمر سیدا كهول اهل الجنة : 68، 69، 135
الحديث الموضوع ان الله لا يجمع النبوة والخلافة لاهل البيت ، وكلام العلوى عليه السلام فيه : 41، 44، 66، 128،109، 85، 80
کلام امير المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان عمر محدث: 68 ، 103،69
كلام الباقر - عليه السلام - في الاحاديث الموضوعة والمحرفة في فضل الخلفاء : 68، 69
امر معاوية بوضع الحديث في فضائل ابی بکر وعمر : 166
ص: 274
حدیث : من رآنی فقد رآنی: 186
حديث النبوي - صلى الله عليه وآله في مدح ابی ذر : 131،87
حدیث : ان التقية من دين اللهو لادين لمن لا تقية له : 115 ، 155
وصف امير المؤمنين - عليه السلام - حملة الحديث :63،62،61
ح - د - د
الوليد بن عقبة شارب الخمر والمجلود الحد في الاسلام : 180
ح - د - ق
حديث الحدائق السبعة : 21
ح - ر - ب
قال صلى الله عليه وآله : انا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم: 19
ح - ر - ص
حرص عمر علی كوة قدر عينه بدعها من منزله الى المسجد ، واباء رسول الله - صلى الله عليه وآله - أ انظر: حدیث سد الابواب ) : 169، 75
ح - ر - ق
امر عمر قنفذ العدوى باحراق ناب فاطمة - عليها السلام - : 36، 208
ح - ر - م
انهم - علیهم السلام - يخبرون الامة با مر دینهم حلالهم وحرامهم : 193
معاوية كهف النفاق وبقية الاحزاب : 177
ح - س - ب
علي - عليه السلام - هو المتولى الحساب الامة : 206
حساب الخلائق اليه ومابهم اليه :23
الميزان ميزان علي - عليه السلام - الحساب حسابه : 203
ح - س - د
انهم - علیهم السلام - المحسودون : 156 ،42
رجوع طلحة وزبير عن دينها مرتدين ناكتين مكابرين معاندی حاسدین : 95
اقرار زیاد بن ابيه على نفسه ان مثله كمثل ابليس ابي ان يسجد لادم كيرا وكفرا وحسدا : 141
ح - س - ن
علي - عليه السلام - احسن العرب خلقا : 51
ح - ط - ط
مثلهم - علیهم السلام - كمثل باب حطة في بني اسرائیل ( حدیث باب خطة ا : 11، 134
ح - ق - ق
الحق مع على - عليه السلام - : 90
علي - عليه السلام - طريق الحق الابهج والسبيل : 206
انه م - علیهم السلام - مع الحق والحق معهم : 134، 150
معهم ۔ علیهم السلام - راية الحق
ص: 275
والهدی : 123
كلام على - عليه السلام - : " بيعتي اياهم لاتحق لهم باطلا ولاتوجب لهم حقا": 93
شهادة امير المؤمنین علی ابی بکر وعمر انه ما ادخلا انفسهما فيما لاحق لهما فيه ولا علم لهما به: 99
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - مع طلحة في حق عائشة : 174
کلام امير المؤمنين - عليه السلام - ان عثمان لا عذر له ولاحجة بتأمره علينا وادعائه حقنا : 111
نزول آی من سورة الحاقة في علي - علیه السلام - وآى منها في معاوية : 157، 158
تفرق الناس عن علي - عليه السلام - لواظهر الحق ودعا اليه : 115، 126،125
تقسم الامة على ثلاثة اقسام : فرقة على الحق وفرقة على الباطل وفرقة مذبذبين : 187، 188
شكاية امير المؤمنين - عليه السلام - عن قلة اصحاب الحق : 14
ظهور اهل الباطل على اهل الحق في كل الامم والحكمة فيه : 23 24، 158
ح - ك - م
علي - عليه السلام - اقضى الامة بحكم الله : 113
علم الله عليا - عليه السلام - الحكمة وفصل الخطاب : 18
انهم - علیهم السلام - معادن حكم الله : 54، 193
انهم - علیهم السلام - معادن حكمة الله : 205،134
آتاهم الله الكتاب والحكمة وملكا عظيما : 42
الحكمة في عدم قيام امیرالمؤمنین - عليه السلام - بالسيف : 91-96، 154، 155
الحكمة في ظهور اهل الباطل على اهل الحق في كل الامم : 23 ، 158،24
تغيير عمر حكم صلوة الجنب اذا لم يجد الماء ، ونهيه عن التيمم : 102، 140
ح - ل - س
كلام العلوى - عليه السلام - : كونوا اخلاس البيوت : 123
ح - ل - ل
انهم - علیهم السلام - يخبر ون الامة بامر دینهم ، حلالهم وحرا مهم : 193
ح - ل - م
علي - عليه السلام - اتم العرب (اكثر العرب) حلما : 17، 51
ح - م - ر
غضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - على حميراء (عائشة ) : 142
ح - م - ز
حمزة بن عبد المطلب افضل الامة بعد النبي والزهراء والائمة عليهم
ص: 276
السلام : 19
ح - م - ل
حمل علي - عليه السلام - فاطمة والحسن والحسين علیهم السلام الى المهاجرين والانصار و استنصاره اياهم : 92
ح - و - ج
عند علي - عليه السلام - جميع ما تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة : 86
لايحتاج الائمة - علیهم السلام - الی احد من الامة ، والامة تحتاج اليهم : 193
ح - و - ر
اهل الارض كلهم في حيرة غيرهم - علیهم السلام - وغیر شیعتم واوليائهم : 193
خطاب ابي ذر : " ايتها الامة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصیانها ":43
ح - و - ض
علي - عليه السلام - صاحب حوض رسول الله - صلى الله عليه وآله : 13
ح - و - ل
حال جنتمة ام عمر ، والخطاب ابيه، ونفيل جده ، وصهاك جدته : 46
تحویل مر مقام ابراهيم من الموضع وضعه فيه رسول الله - صلى الله عليه واله - الى موضعه في الجاهلية: 140 ، 126 96
خ - ب - ث
ابتلاء علي - عليه السلام - باخابث من خلق الله : 115
خ - ب - ر
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله - في بني العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا : 154، 158
اخباره - صلى الله عليه وآله - بان الزبير يقتل مرتدا : 49
اخبار رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - لما يصيبه من ظلم الرجلين : 109
اخبار رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - بصحيفة اصحاب الصحيفة : 42، 128
اخبار علي - عليه السلام - بفتنة بني امية : 121
اخباره - عليه السلام - معاوية بأن بني أمية يتولون على الامة : 159
اخباره - عليه السلام - بما جرى بين عمر وابنه عبد الله في استخلافه - عليه السلام - : 82 ، 83
اخباره - عليه السلام - بظهور رجل من حال عمر في القيامة : 51
اهل البيت يفرج الله على يديه : 122
انهم - علیهم السلام - يخبرون الامة با مردینهم حلالهم وحرامهم : 193
ص: 277
خ - ت - م
بهم ۔ علیهم السلام - يختم الله : 123
خ - ذ - ل
مهم - علیهم السلام - راية الحق والهدی ، من سبقها مرق ، ومن خذلها محق ، ومن لزمها لحق : 123
لا يضرهم - علیهم السلام - خذلان من خاذلهم :105،64، 204،106
خطاب ابي ذر : "ایتها الامۃ المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها " : 43
خ - ر - ج
على - عليه السلام - باب فتحه الله ، من خرج منه كان كافرا : 206
امر عمر باخراج ام ايمن وام سلمة من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 210
اخراج عمر كل اعمى من المدينة: 103
خ - ز - ن
علي - عليه السلام - خازن علم رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 182
انهم ۔ علیهم السلام - خزان الله على علمه : 54، 134، 204،193
خ - ز - ی
خط من الله تعالى وعذابه وخزيه السلام - : 48
فعل ابن عفان ، لمخزاة لمن لادين له : 90
خ - ط - ب
علم الله عليا الحكمة وفصل الخطاب : 18
قول علي - عليه السلام - في كل خطبة : "والله اني لاولى الناس بالناس، ومازلت مظلوما منذ قبض محمد رسول الله - صلى الله علیه و آله - : 91 ، 143
خطبته - عليه السلام - في الجهاد : 89
خطبته - عليه السلام - في وص- المتقين ( خطبة همام ) : 197 الی 201
خطبة الحسين - عليه السلام - بمنى قبل ت معاوية : 168 الی 171
خطبة مالك الاشتر يوم الهرير في فضائل امير المؤمنين ومثالب معاوية: 177، 176
خ - ط - ط
اخذ الائمة آخرهم عن اولهم كتاب رسول الله بخط : لى - صلى الله عليهما وآلهما - يتوارثونه الي يوم القيامة : 193
خ - ف - ف
استخفاف ابي بكر بشأن علي - عليه السلام - : 48
استخفاف عمر بشأن فاطمة - عليها السلام - : 212
استخفاف عمر بشأن اهل البيت علیهم السلام - : 47
العن على - عليه السلام - معاوية و ابن العاص باستخفافهما بالرسول - صلي الله عليه وآله - : 136
ص: 278
خ - ل - ف
انهم ۔ علیهم السلام - خلفاء الله ارضه : 83
ان الله آتاهم - علیهم السلام النبوة والسنة و الخلافة : 42
لیس فیهم - علیهم السلام - اختلاف : 193
علي - عليه السلام - خليفة رب العالمين : 120
علي - عليه السلام - خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله: 107 ،105، 189،151 ،148 ، 134 ، 130 ،129،109، 204
من ركن الى على - عليه السلام - نجی ومن خالفه هوى وهلك : 203
استدلال على - عليه السلام - على خلافته : 80 الی 85
اقرار معاوية بان عليا - عليه السلام - اولى الناس بالخلافة : 142
طعن ابي بكر على رسول الله - صلى الله عليه وآله - باستخلافه عمر على الامة : 109
وضع ابي بكر حديثا في ان الله لا يجمع النبوة والخلافة لاهل البيت : 44،41 ، 138 ، 109 ،80،66
اقرار ابو بكر بانه ماكان خليفة رسول الله- صلی الله عليه وآله - : 207
وصف عمر ابا بكر بانه خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 34 ، 212 ،211 ،41 ،36
اقرار معاوية بانه لولا ماكان من فعل ابي بكر وعمر ، لكانت الخلافة في ید بنی هاشم : 138
اقرار معاوية بان عمر قد سن اشياء كثيرة بخلاف رسول الله - صلى الله علیه وآله - اعظمها واحبها اليه صرف الخلافة عن بنی هاشم : 141،140 كلام فاطمة - عليها السلام - : "یا رسول الله ، لبئس ما خلفك ابو بكر وعمر" : 39،37
وصف علي - عليه السلام - حال الخلفاء الثلاثة في ركاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 111 الی 114
اقرار ابي بكر و عمر بانه لاحق لهما في الخلافة : 101
تخلف ابی بکر وعمر عن جيش أسامة بن زید : 103
الخلفاء الغاصبون اشد الناس عذابا يوم القيامة : 159
خ - ل - ق
علي - عليه السلام - لسان الله الناطق في خلقه : 206
علي - عليه السلام - احسن العرب خلقا : 51
حساب الخلائق اليه ومابهم اليه - عليه السلام - يوم القيامة : 203
انهم ۔ علیهم السلام - حجج الله على خلقه : 152، 193
ص: 279
انهم ۔ علیهم السلام - شهداء الله على خلقه : 83 ، 106، 134، 204
خ - ل - ل
علي - عليه السلام - خليل رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 134، 189، 204
خ - م - ر
الدخول على فاطمة - عليها السلام - وماكانت مختمرة : 39
الوليد بن عقبة شارب الخمر والمجلود الحد في الاسلام : 180
خ - م - س
حدیث رسول الله - صلى الله عليه وآله - في الخمسة اصحاب الصحيفة : 49
قول الخمسة اصحاب الصحيفة في احتضارهم : " ويل لى لموالاة عد و الله : 182 الی 185
خ - و - ف
بعلي - عليه السلام - يجار من الموت ويؤمن من الخوف : 206
خ - ی - ب - ر
تقسیم ابی بکر و عمر ارض خیبر : 126
خ - ی - ر
علي - عليه السلام - خیر الائمة : 106، 151
علي - عليه السلام - خير الامة: 17 ،
علي - عليه السلام - خیر الوصیاء والوزراء : 16
علي - عليه السلام - خير الوصيين 18 تأويل " خير البرية " بشيعته وانصاره - علیه السلام - : 190
انهم - علیهم السلام - خیار امة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 204
انهم ۔ علیهم السلام - خیر اهل بيوتات النبیین : 106
اختار الله لهم - علیهم السلام - الاخرة على الدنيا : 16 ، 19
حمزة بن عبد المطلب خير الشهداء: 18
د - ب - ل
انهم ۔ علیهم السلام - يموتون بالبطن والقتل والشهادة ، ويموت اعدائهم بالدال والقرح والدبيلة : 123
موت أبي عبيدة بالدبيلة : 184
د . خ . ل
علي - عليه السلام - بيت الله الذي من دخله كان آمنا : 206
علي - عليه السلام - باب فتحه الله من دخله كان آمنا : 206
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام انفسهما في ما لاحق لهما فيه ولا علم لهما به : 99
د - ر - ك
من جحد ولاية على - عليه السلام - كان ماضيا في الدركات : 203
ص: 280
د - ع - م
دعائم الايمان اربعة : 58
د - ع - و
يدفع عن الامة بمستجاب دعوة الائمة - علیهم السلام - : 64
دعوة رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - في كل شدة ، ثقة به: 77 ، 170
دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي - عليه السلام : اللهم املأ جوفه علما وفهما وحكما : 162
دعوات رسول الله لعلى - صلى الله عليهما وآلهما - واستجابتها : 182
دعاء رسول الله - صلى الله عليه وآله - يوم توفى على المرأتين (حفصة وعايشة) بقوله : اللهم سد مسامعهما : 189
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام - بادعاء ابي بكر وعمر مالم يعلما : 102
كلام علي - عليه السلام - ان عثمان لا عذر له ولا حجة بتأمره علينا وادعائه حقنا : 111
وصف رسول الله - صلى الله عليه وآله - یزید بن معاوية بانه دعي ابن دعي : 192
ادعاء الحسن البصرى التقية في بيان فضائل امیر المؤمنين - علیه السلام: 53
د - ف - ع
بعلي - عليه السلام - يدفع الضيم : 206
حدیث دفع لواء خيبر الى من يحبه الله ورسوله : 76 ، 170
يدفع عن الامة بمستجاب دعوة الائمة - علیهم السلام - : 64
د - ل - ل
علي - عليه السلام - دليل الامة : 149
استدلال امیر المؤمنين - عليه السلام - على خلافته : 80 الی 85
انه م - علیهم السلام - يدلون الامة علی رضا ربهم وی نهونهم عن سخطه : 193
د - م - ل - ج
وجود الدملج في عضد فاطمة - عليها السلام - وقت وفاتها : 38 ، 98
د - م - ی
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في حق عثمان وقتله وقصاصه ودمه : 144 الی 147
د - ن - و
علي - عليه السلام - ازهد العرب في الدنيا : 51
علي - عليه السلام - ازهد الامة في الدنيا : 17
اختار الله لهم - علیهم السلام - الاخرة على الدنيا : 16 ، 19
جعل الله الدنيا دار الاعمال والاخرة دار القرار :24
ص: 281
منه ومان لايشبعان : منهوم في الدنيا ومنهوم في العلم : 124
ادنى مايكون الانسان به مؤمنا اوکافرا اوضا لا : 59
د - و - ر
ادارة علي - عليه السلام - مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - حيث دار : 63
حديث يوم الدار : 162
هدم عمر ، دار جعفر بن ابی طالب والحاقه في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 102 ، 126
د - و - ل
جعل الخلفاء الثلاثة اموال المسلمين
دولة بين الاغنياء : 126
د - ی - ن
علي - عليه السلام - ديان الناس يوم القيامة : 120
علي - عليه السلام - قاضي دين الرسول - صلى الله عليه وآله - : 22، 84
د - و - ن
جعل ابي بكر وعمر ديوانا لاعطية : 126
ذ - ب - ب
وصف امیر المؤمنین ابا بكر بابن آكلة الذباب : 48
ذ - ر - ر
كلام ابي ذر في وصفهم - عليه السلام - : 43
ذ - ل - ل
بهم - علیهم السلام - ينزع الله ربق الذل من الاعناق : 123
ذ - م - م
علي - عليه السلام - مبرئ ذمة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 84،23
ذ - ن - ب
علم القرآن كله عندهم - عليهم السلام - لتطهيرهم من الذنوب وعصمتهم : 196، 197
علیهما ( ابی بکر وعمر ) مثل جميع ذنوب الامة الى يوم القيامة : 153،47 ، 154
ر - أ - س
علي - عليه السلام - رئيس الامة : 13
ر - أ - ى
حدیث : " من رآنی فقد رآنی : 186
رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وآله - في حق بني امية ونزول الاية فيهم : 191،159 ،158،153
اثناعشر امام ضلالة الذين را هم رسول الله - صلى الله عليه وآله : 89،88 ، 191،159 ،158 ،153
رؤية اصحاب الصحيفة موقفهم في النار قبل موتهم : 183 الی 187
علي - عليه السلام - رب الارض وسكنها 105
ص: 282
ر - ب - ع
ارتداد الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - غير الاربعة : 49، 50
امر الله رسوله - صلى الله عليه وآله بحب اربعة من اصحابه : 128، 139
تمنى علي - عليه السلام - لاربعين رجلا لنصرته : 31، 40، 42، 93، 94 ، 153 ،95
لم يواف عليا - عليه السلام الا اربعة رجال : 31، 35، 94، 153
بيعة اربعة اشخاص مکرهین: 46
دعائم الايمان أربعة : 58
حملة الحديث على اربعة اقسام: 61 ، 63،62
شهادة الاربعة بحديث اصحب التابوت : 48
شهود الرواية المفتعلة لابي بكر اربعة نفر : 128،66
قضية عمر في المفقود من اجل امرأته اربع سنين ، وكلام امير المؤمنين - عليه السلام - فيها : 103
ر - ب - ق
بهم - علیهم السلام - ينزع الله ربق الذلّ من الاعناق : 123
ر - ج - ع
كلام في الرجعة : 13،12
ر - ج - ل
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في حديث وضعه عمرو بن العاص ان ابا بكر احب الرجال الى رسول الله - صلى الله عليه وآله 136 ،135 :
الحديث النبوى - صلى الله عليه وآله - في بنى العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا : 154 ، 158 ، 191
" الرجلان " كناية عن ابي بكر وعمرة: 207،191 ،172 ، 158 ، 153 ،143 ،89
تعجب امير المؤمنين - عليه السلام من حب الرجلين في قلوب الامة واخذ بدعهما كالسنن : 98، 99، 102، 103، 112 الی 115
احتجاج فاطمة الزهراء - عليها السلام - في قضية فدك على الرجلين : 101 ،100
اخبار رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - لما يصيبه من ظلم الرجلين : 109
ر - ج - و
كلام اصحاب الصحيفة يوم الخندق ورجاؤهم بظفر عمرو بن عبدود : 113 ، 114
ر - ح - م
بعلي - عليه السلام - تنزل الرحمة : 206
ر - خ - و
جين الخلفاء الثلاثة ولؤمهم فی الجهاد، وتكلمهم وتغيرهم عند الرخاء والغنيمة : 113
ص: 283
ر - د - د
ارتداد الناس بعد رسول الله الامن عصمه الله بهم عليه وعليهم السلام - : 14
ارتداد الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - غير الاربعة : 49 ، 50
ارتداد الاصحاب بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 129
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله - بان الزبير يقتل مرتدا : 49
رجوع طلحة والزبير عن دينها مرتدین ناکثین مکابرین: 95
بنو امية هم الذين يردون الامة على ادبارهم القهقرى : 88، 89
رد عمر ، سبايا " تستر " وهن حبالي: 103
ر - س - خ
انهم - علیهم السلام - الراسخون في العلم : 157
ر - س - ل
عند علي - عليه السلام - تبليغ الرسالات وتنجيز العدات وتمام الكلمات : 124
ر - ض - ی
انهم - علیهم السلام - يدلون الامة علی رضا ربهم وینه ونهم عن سخطه : 193
ر - ك - ب
نعم الراكبان الحسن والحسين علیهما السلام - : 133
ر - ك - ن
علي - عليه السلام - الركن الاكبر في القيامة : 203
من ركن الى علي - عليه السلام - نجي ومن خالفه هوى وهلك : 203
ر - م - ح
علي - عليه السلام - رمح رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 113
ر - و - ح
الحسن والحسين - عليهما السلام - ريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وآله - من الدنيا : 133
ر - و - ی
معهم - علیهم السلام - راية الحق والهدی : 123
ز - ر - ر
علي - عليه السلام - زر الارض وسكنها 204 ، 130 ،105 ،13
انهم - علیهم السلام - زرا لارض الذين تسکن الیهم : 134
ز - ر - ق
"زريق" لقب لابي بكر : 38
ز - ع - م
قوله - صلى الله عليه وآله - : "من زعم انه يحبني ويبغض عليا فقد كذب
وليس يحبني " : 171 ،80 ،79
ص: 284
ز - ف - ر
" زفر " لقب لقب لعمر : 51
ز - م - م
مزمة " زفر " بزمامين من النار يوم القيامة : 51
ز - م - ن
بهم علیهم السلام - يفرج الله الزمان الكلب : 123
ز - و - ج
علي - عليه السلام - اكرم العرب ابا واخا ونفسا ونسبا وزوجة وولدا وهما : 51
قوله - صلى الله عليه وآله - لفاطمة علیها السلام - : زوجتك خير امتي: 78
قوله الآخر لها : زوجتك خير اهل بیتی : 170
ز - و - ل
كلام علي - عليه السلام - في كل خطبة مازلت مظلوما منذ قبض محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 143 ، 91
ز - ه- - د
علي - عليه السلام ازهد العرب في الدنيا : 51
علي - عليه السلام - ازهد الامة في الدنيا : 17
س - أ - ل
قال امیر المؤمنین - عليه السلام - سلوني قبل ان تفقدونی : 119 ، 175
س - ب - ب
علي - عليه السلام - هو السبب فيما بين الله وبين خلقه بعد مد رسوله : 203
ولاية علي - عليه السلام - سبب تطهیر القلب : 205
ولاية علي - عليه السلام - سبب علوّ مقام الانبیاء : 206
س - ب - ط
الحسن والحسين - عليهما السلام - سبطا امة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 17 ، 18
س - ب - ع
تسليم سبعة على علي - عليه السلام - بإمرة المؤمنين : 34
سبع خصال له م - علیهم السلام - لم يعطها الله احدا من الاولين والاخرين غيرهم : 18
افتراق الامة على ثلاث وسبعين فرقة: 175 ،90 ،55،54،53
لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله - عمرو بن العاص سبعين لعنة : 135
حديث الحدائق السبعة : 21
س - ب - ق
علي - عليه السلام - سابق الى الايمان بالله وبرسوله : 17:
امیر المؤمنین - عليه السلام - اول السابقين : 119
نزول آية " والسابقون السابقون فيه " علیه السلام - : 147
ص: 285
معهم - علیهم السلام - راية الحق والهدی ، من سبقها مرق ، ومن خذلها محق ، ومن لزمها لحق : 123
س - ب - ل
علي - عليه السلام - طريق الحق الابهج والسبيل : 206
جهاد علي - عليه السلام - في سبيل الله : 111، 112
تأويل " ابن السبیل " بهم - علیهم السلام - : 126
س - ب - ی
اعتاق عمر ، سبايا اهل اليمن: 103
ردّ عمر سبايا " تستر " ، وهن حبالي: 103
س - ت - ر
على - عليه السلام - هو الستر والحجاب الذي فيما بین الله وبين خلقه : 205
س - ج - د
هدم عمر ، دار جعفر بن ابی طالب، الحاقه في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله: 126 ،102
س - ح - ب
اجرى السحاب لعلي - عليه السلام - 124
س - ح - ر
رمی ابی بکر النبي - صلى الله عليه وآله - بالسحر : 185
س - خ - ط
انهم - علیهم السلام - يدلون الامة علی رضا ربهم وينهونهم عن سخطه : 193
سخط من الله تعالى وعذابه وخزيه على ابی بکر وعمر : 48
سخط فاطمة - عليها السلام - علی ابي بكر وعمر : 211، 212
س - د - د
حدیث سد الابواب : 74، 169
دعاء رسول الله - صلى الله عليه وآله - يوم توفى على المرأتين - حفصة وعائشة بقوله : اللهم سد مسامعهما : 189
س- ر - ر
کتاب سرى من معاوية الى زياد بن ابید : 137 الی 141
س - ع - د
دفع رسول الله كتابا الى علي . عليهما والهما السلام - فيه تسمية اهل السعادة واهل الشقاوة : 176
س - ف - ن
حديث السفينة : 11، 134، 189
س - ق - ط
كسر عمر ضلع الزهراء - عليها السلام - واسقاط الجنين : 40
س - ك - ن
علي - عليه السلام - رب الارض وسكنها: 105
علي - عليه السلام - زرا لارض وسكنها :
ص: 286
204 ، 130 ،105 ،13
انهم - علیهم السلام - زر الارض الذين تسکن الیهم : 134
تأويل المساكين بهم - علیهم السلام - : 126
س - ل - م
علي - عليه السلام - اقدم الامة سلما : 17
على - عليه السلام - هو الاسلام الذي ارتضاه لنفسه : 124
سلام القوم على علي - عليه السلام - بإمرة المؤمنين : 34، 44، 82، 109 ، 209 ،131 ،130 ، 127
قال صلى الله عليه وآله : انا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم - علیهم السلام - : 19
مدح امیر المؤمنين - عليه السلام وابي ذر وسلمان والمقداد في كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله -: 131،129
مدح سلمان و ابی ذر والمقداد في الكلام العلوى - علیه السلام - : 95
تصديق الحسفين وزين العابدين والباقر - علیهم السلام - حديث سليم: 65
وصف الايمان والاسلام في كلام امير المؤمنين - عليه السلام - : 56 الی 59
خطبة علي - عليه السلام - في نعت الاسلام : 60
اسلام شيخ كبير من علماء النصارى على يد امير المؤمنين - عليه السلام عند رجوعه من صفين : 115 الی 118
كلام ابي بكر وعمر بعد التسليم على علي - عليه السلام - بإمرة المؤمنين: 130
تشبيه سلمان ، ابا یک ربالعجل وعمر بالسامری : 50
لعن سلمان ظالمی آل محمد - علیهم السلام - حقهم : 47
س - م - ر
" عجل الامة وسامريها " هما الاول والثاني: 172 ،131 ، 130 ،109 ،50:
س - م - ع
دعاء رسول الله - صلى الله عليه وآله يوم توفّى على المرأتين - حفصة وعايشة - بقوله : اللهم سد مسامعهما : 189
س - م - و
مثلهم - علیهم السلام - كمثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلح نجم : 204 ، 105
س - ن - م
علي - عليه السلام - صاحب النام الاعظم : 206
س - ن - ن
علي - عليه السلام - اعلم الامة بكتاب الله وسنة بنيه - صلى الله عليه وآله
ص: 287
112
علي - عليه السلام اعلم العرب بسنن الله : 51
علي - عليه السلام هو المقاتل على سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله - 155 ،85 ،84
ان الله آتاهم - علیهم السلام - النبوة والسنة والخلافة : 42
اقرار عمر بانه لو بايعوا القوم عليا - عليه السلام - آقا مهه علی کتاب ربهم وسنة نبيهم : 82
اقرار معاوية بان عمر قد سن اشياء كثيرة بخلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 140 ، 141
کلام امیر المؤمنين عليه السلام - علیها السلام - في انه لو امر الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرقوا عنه وقالوا : غيرت سنة عمر : 125 ، 126
امر معاوية زيادا باكرام بعض قبائلي العرب علانية وتحقيرهم سرا واخزاء الاعاجم كما كانت سنة عمر : 138،137، 139
س - و - أ
بعلي - عليه السلام - تمحى السيئات : 204
س - و - د
علي - عليه السلام - سید العرب : 78 ، 171 ،170
علي - عليه السلام - سید المسلمين : 189 ،142 ،34
فاطمة - عليها السلام - سيدة نسا اهل الجنة : 16 ، 17 ، 106 ، 163، 171
الحسن والحسين - علیهما السلام - سیدا شباب اهل الجنة : 17 ، 18، 106 ، 171 ،134
حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء: 163 ،18
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في حديث وضعه عمرو بن العاص ان ابا بكر وعمر سیدا کهول اهل الجنة: 135
س - و - ط
امر عمر قنفذ العدوى بضرب فاطمة - عليها السلام - بالسوط : 38
اغرام عمر جميع عماله الا قنفذ، شكرا له لضربة ضربها فاطمة بالسوط : 96، 97، 98
س - ه- - ر
اسهر رسول الله - صلى الله عليه وآله - مما بعلي - عليه السلام - من الوجع : 181 ، 182
س - ی - ف
علي - عليه السلام - سيف، رسول الله - صلى الله عليه وآله: 113
نعت امیر المؤمنین - عليه السلام - لاهل الشام : 180 ، 181
ش - ب - ب
الحسن والحسين - علیهما السلام -
ص: 288
289
سیدا شباب اهل الحنة : 17 ، 106،18 ، 171 ،134
ش - ب - ر
امر عمر بضرب عنق من كان اطول من خمسة اشبار من أعاجم البصرة : 103 ، 139
ش - ب - ع
كلام علي - عليه السلام - في الحديث النبوى - صلى الله عليه وآله - : منهومان لايشبعان : منهوم في الدنيا ومنوم في العلم : 124
ش - ب - ه-
مشابهة كتاب املاه عيسى بن مريم وكتبه وصيه شمعون مع كتاب املاه رسول الله وكتبه امير المؤمنين - علیهم السلام - : 118
تشبيه سلمان ، ابا بكر بالعجل وعمر بالسامري : 50
ش - ج - ر
بنو امية هم الشجرة الملعونة في القرآن : 88 ، 89
ش - ج - ع
البس الله عليا - عليه السلام - ثوب الوصية والشجاعة : 182
على - عليه السلام - اشجع الامة قلبا : 17
علي - عليه السلام - اشجع العرب قلبة: 51
شهادة ابي بكر وعمر بان عليا - عليه - السلام - اشجع العرب : 101
ش - د - د
علي - عليه السلام - اشد العرب اجتهادا : 51
علي - عليه السلام - اشد الامة اجتهادا : 17
تقديم رسول الله عليا - على الله علیه ما وآلهما - في كل شديدة ثقة به : 77، 170
الخلفاء الغاصبون غاصبون ، اشد الناس عذابا يوم القيامة : 159
ش - ط - ن
كلام امير المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان الشيطان یفر من عمر : 112
ش - ف - ع
شفاعة رسول الله - صلى الله علي وآله - في الموحدين من بني عبد المطلب : 106
الجهنميون المشفعون يوم القيامة: 55
ش - ق - و
قاتل علي - عليه السلام - اشقى الامة: 173
دفع رسول الله الى علي - صلى الله عليهما وآلهما - كتابا فيه تسمية اهل السعادة و الشقاوة : 176
ش - ك - و
شكوى امير المؤمنين - عليه السلام -
ص: 289
عن قلة اصحاب الحق : 14
شكواه - عليه السلام - من اصحابه : 89
ش - و - ر
رزية عمر في جعل الشوري بين ستة نفر : 110
ش - ه- - د
علي - عليه السلام - هو الشاهد على الامة : 206
علي - عليه السلام - هو الشاهد على الكتاب : 14
عليه السلام - هو الوحيد الشهيد : 22
قتل علي - عليه السلام - شهیدا : 51
شهادة ابي بكر وعمر بان عليا - عليه السلام - اشجع العرب : 101
ماتت فاطمة - عليها السلام - وه- شهيدة : 40
انهم ۔ علیهم السلام - شهدا ء الله في ارضه : 152 ، 193
انهم - علیهم السلام - شهداء الله على الناس : 151
انهم۔ علیهم السلام - شهداء الله على خلقه : 83، 106، 134، 204
انهم - علیهم السلام - يموتون بالبطن والقتل والشهادة : 123
حمزة بن عبد المطلب خير الشهداء: 18
حمزة بن عبد المطلب سید الشهداء: 163، 18
شهود الرواية المفتعلة لابي بكر انه لايورث رسول الله صلى الله عليه وآله - اربعة نفر : 66 ، 110 ، 128
شهادة ابى بكر بحديث اصحاب التابوت عند موته : 185
عدم قدرة ابى بكر على شهادة ان لا اله الا الله عند موته : 185
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام - ان ابا بكر وعمر ادخلا انفسهما في ما لاحق لهما فيه ولا علم لهما به: 99
علي - شهادته - عليه السلام - على جرأتهما على الله ، وادعائهما مالم يعلما وقلة ورعهما : 102
شهادة معاذ بن جبل ( من اصحاب الصحيفة) بان ابا بكر وعمر عدوان لله : 183
شهادة فاطمة الزهراء - عليها السلام - على عمر بكذبه ولؤمه ولعنه وكفره : 100 ، 101
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام - بحضور ابليس عند معاوية وعمرو بن العاص حين كتبا كتابا اليه - عليه السلام - : 153
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام على معاوية بانه بالاخرة لمن الکافرین : 160
شهادة طلحة على حديث الكتف والدواة : 86، 87
شهادة الاربعة بحدیث اصحاب
ص: 290
التابوت : 48
ش - ی - خ
"الشيخان " كناية عن ابي بكر وعمر : 212 ، 101
ش - ی - ع
تأويل " خير البرية " بشيعة على وانصاره - عليه السلام - : 190
وصف الشيعة بالفرقة الناجية المهدية المؤمنة : 54
هلاك الامة كلهم الا الشيعة والمسلمين المستضعفين : 95
اهل الارض كلهم في غمرة وغفلة وتيهة وحيرة غيرهم - عليهم السلام - وغير شیعتهم واوليائهم : 193
ملائك حول العرش ليس لهم تسبیح ولاعبادة الاالطاعة لعلي - عليه السلام - والبرائة من اعدائهوالاستغفار لشيعته : 205
اشتداد البلاء على الشيعة في عهد معاوية : 164 الی 168
مالقوا اهل البيت - علیهم السلام - وشيعتهم من ظلم الامة: 66 الی 69
ص - ب - ر
امر رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - بالصبر : 20، 23
صبر علي - علیه السلام - على ظلم قریش : 51
ص - ب - و
صلوة علي - عليه السلام - صبيا : 189
ص - ح - ب
علي - عليه السلام - صاحب حوض رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 13
علي - عليه السلام - صاحب رسول الله في جميع مواطنه ومشاهده : 94
علي - عليه السلام - صاحب السنام الاعظم : 206
على - عليه السلام - صاحب لواء الغر المحجلین : 34 ، 142
ضرب عمر ، " بريدة الاسلمي " الصحابی و طرده : 44
حديث اصحاب التابوت في جهنم : 48، 174 ،49
لعن رسول الله اصحاب الجمل واهل النهروان : 173
لعن علي - عليه السلام - اصحاب الحمل : 93، 94
ص - ح - ف
سلام اصحاب الصحيفة على علي - عليه السلام - بإمرة المؤمنين : 127، 130
اخبار رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - بصحيفة اصحاب الصحيفة : 42 ،128
كلام اصحاب الصحيفة يوم الخندق ، ورجاؤهم بظفر عمرو بن عبدود : 113 ،114
رؤية اصحاب الصحيفة موقفهم في النار قبل موتهم : 183 - الی - 187
شهادة معاذ بن جبل (من اصحاب
ص: 291
الصحيفة) بان ابا بكر وعمر عدوان لله : 183
ص - د - د
صد عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن الكتف الذي دعا به : 103
لعن علي - عليه السلام - معاوية وابن العاص بصدهما عن سبيل الله وكذبهما على كتابه واستخفافهما بنبيه : 136
ص - د - ق
علي - عليه السلام - اصدق العرب لسانا : 51
علي - عليه السلام - اصدق الامة لسانا : 17
علي - عليه السلام - صديق الامة : 13 ، 163 ،14
علي - عليه السلام - هو الذي جا بالصدق وصدق به : 14
انهم - علیهم السلام - الصادقون : 150 ، 151
حديث : " ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبرا ، على ذى لهجة اصدق من ابى ذر ولا ابر: 131،87
تصديق الحسنين وزين العابدين والباقر - علیهم السلام - حدیث سلیم 65
كلام معاوية بان صديق الامة ابو بكر : 164
ص - ر - ط
علي - عليه السلام - صراط الله المستقیم : 206
علي - عليه السلام - علم الله على الصراط : 206
الميزان ميزان علي - عليه السلام - والصراط صراطه : 203
حديث مرور قوم من الاصحاب على الصراط : 50
ص - ر - ع
حدیث اصطراع الحسنين - عليهما السلام - : 133
ص - ع - ب
ان امرهم - عليهم السلام - صعب مستمعب : 13
ص - ع - د
قتل الله المارقين في صعيد واحد الى النار : 94
ص - غ - ر
امر امير المؤمنین - عليه السلام - لبر الصغار على الكبار ورحم الكبار على الصغار : 123
ص - ف - و
على صفى رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما -: 134 ،22
انهم - علیهم السلام - صفوة الله والمصطفون : 197
ص - ل - ح
لاتصلح الارض الا بهم - عليم السلام - : 193
ص: 292
ص - ل - ع
"اصلع بنی هاشم " من القاب امیر المؤمنين - عليه السلام - : 82
ص - ل - و
صلوة علي - عليه السلام - صبيا : 189
تغيير عمر حكم صلوة الجنب اذا لم يجد الماء ، ونهيه عن التيمم 102 ، 140
رزية عمر في نهى رسول الله - صلی الله عليه وآله - عن الصلوة على عبد الله بن ابی سلول : 107 ، 108
بدعة الخلفاء الثلاثة في اقامة الصلوة المندوبة جماعة : 126
ص - ن - م
رجوع اصحاب الصحيفة الى عبادة الاصنام، وامر رسول الله بكسر الصنم الذي كانوا يعبدونه في الجاهلية : 113 ، 114
ص - و - ع
تغيير عمر صاع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومده : 99 ، 126 ، 140
ض - ر - ب
لهم - علیهم السلام - ضرب الامثال : 197
امر عمر قنفذ العدوى بضرب فاطمة - عليها السلام - بالسوط : 38
اغرام عند جميع عماله الا قنفذ ، شكرا له ضربة ضربها فاطمة - عليها السلام - بالسوط : 96، 97، 98
ضرب عمر " بريدة الاسلمی " الصحابي وطرده : 44
امر عمر بضرب عنق من كان اطول من خمسة اشبار من أعاجم البصرة : 103، 139
الرواية المفتعلة ان الله ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه : 135
ض - ر - ر
لا يضرهم - علیهم السلام - کید من كادهم ولا خذلان من خاذلهم : 64، 105 ،204،106
ض - ع - ف
هلاك الامة كلهم الا الشيعة والمسلمين المستضعفين : 95
ض - ل - ع
كسر عمر ضلع الزهراء - عليا السلام - واسقاط الجنين : 40
ض - ل - ل
بعلي - عليه السلام - يهدي من الضلالة بعد رسول الله - صلى الله عليه وآلم- 206
اثنا عشر امام ضلالة الذين راهم رسول الله - صلى الله عليه وآله: 88، 191،159 ،158 ، 153 ،89
كلام علي - عليه السلام - : "والله لو ان هذه الامة تضرعت الى الله ودعت الى يوم القيامة على من اضلهم لكانوا مقصرين في ذلك " : 114 ، 115
ص: 293
ادنى مايكون به العبد مؤمنا وكافرا اوضا لا : 59
ض - ی - م
بعلي - عليه السلام - يدفع الضيم : 206
ط - ر - د
ضرب عمر ، " بريدة الاسلمي " الصحابی و طرده : 44
ط - ر - ق
علي - عليه السلام - طريق الحق الابهج : 206
ط - ع - ن
طعن علي - عليه السلام - على الخلفاء الثلاثة : 113
طعن ابی بکر علی رسول الله - صلى الله عليه وآله - في استخلافه عمر على الامة: 109
مطاعن معاوية في كلام مالك الاشتر : 177
مطاعن معاوية في كلام قيس بن سعد بن عبادة : 161
مطاعن بني امية : 121 ، 122
موت معاذ بن جبل - من اصحاب الصحيفة - بالطاعون : 182
ط - غ - ی
وصف رسول الله - صلى الله عليه وآله - یزید بن معاوية بانه طاغ ابن طاغ : 192
عايشة وحفصة تطلبان میراثهما من عثمان : 110
ط - ل - ع
مثلهم ۔ علیهم السلام - كمثل النجوم في السماء، كلما غاب نجم ، طلع نجم : 204،105
ط - ل - ق
جهل ابي بكر وعمر باحكام الارث والطلاق ، وعجائب قضاياهما: 102، 103
ط - و - ع
على - عليه السلام - هو المطاع في جميع الامور : 149
قرن الله طاعة الائمة بطاعته عز وجل وطاعة رسوله - عليه وعليهم السلام : 193
فرض الله في الكتاب طاعتهم - علیهم السلام - : 83 ، 85، 134
من اطاعهم - علیهم السلام - اطاع الله عز وجل : 85، 106، 134، 152 ،205 ،193 ، 157
ملائك حول العرش ليس لهم تسبيح ولاعبادة الاالطاعة لعلي - عليه السلام - والبرائة من اعدائه والاستغفار لشيعته : 205
ط- - ه- - ر
ولاية علي - عليه السلام - سبب تطهیر القلب : 205
نزول آية التطهير في اهل البيت - علیهم السلام -: 53 ،52
ص: 294
انهم - علیهم السلام - المطهرون : 54 ،196 ،193
علم القرآن كله عندهم - عليهم السلام - لتطهيرهم من الذنوب وعصمتهم : 196 ، 197
انکار عمر نزول آية التطهير فيهم - علیهم السلام - : 101 ، 100
ط - ی - ر
جعفر بن ابی طالب ، الطيار في الجنة مع الملائكة بجناحين: 18 ، 163
ظ - ل - م
ظلم الامة على على - عليه السلام - : 23 ،20
قال - عليه السلام - : " انما ظلمونی حقی " : 114
قال - عليه السلام - : " مازلت مظلوما منذ قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - " : 91 ، 92، 143
صبره - عليه السلام - على ظلم قريش : 51
مالقوا اهل البيت وشيعتهم من ظلم الامة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله - في كلام ابی جعفر الباقر - عليه السلام - : 66 - الی - 69
لعن سلمان ظالمی آل محمد - علیهم السلام - حقهم : 47
المهدی علیه السلام - يملأ الارض قسطا ، عدلا كما ملئت ظلما وجورا : 65 ، 18
ظ - ه- - ر
علي - عليه السلام - جنب الله الظاهر اليمين : 206
تظاهر الامة على علي والائمة وشيعتهم ( انظر : ظلم )
ظهور اهل الباطل على اهل الحق في كل الامم : 23
اخبار علي - عليه السلام - بظهور رجل من اهل البيت - علیهم السلام - يفرج الله على يديه : 122
ع - ب - د
لولا رسول الله وامير المؤمنين - صلى الله عليهما وآلهما - ماعرف الله وما عبد الله : 203 ، 205
علي - عليه السلام - يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة: 206
ملائك حول العرش ليس لهم تسبيح ولا عبادة الا الطاعة لعلي - عليه السلام - والبرائة من اعدائه والاستغفار الشیعته : 205
كلام اصحاب الصحيفة يوم الخندق ، ورجوعهم الى عبادة الاصنام ، وامر رسول الله بكسر الصنم الذي كانوا يعبدونه في الجاهلية : 113 ، 114
تمجيد معاوية لبدعة عمر في جعل دية العبد نصف دية المولى : 138
ع - ب - س
كلام لابن عباس في وصفهم - عليم
ص: 295
السلام - : 196
ع - ت - ق
"عتيق " لقب لابي بکر : 42، 50 ، 210 ،183 ،95
اعتاق عمر سبايا اهل اليمن : 103
ع - ج - ب
تعجب امير المؤمنين - عليه السلام - من حب الرجلين في قلوب الامة واخذ بدعهما كالسنن : 98 ، 99، 102، 103 ، 112 - الی - 115
تعجب امیر المؤمنین - علیه السلام - من الرواية المفتعلة ان الملك ينطق على لسان عمر ويلقنه : 103
ع - ج - ل
" عجل الامة وسامريها " هما الاول والثاني : 50 ، 109 ، 130، 131 ، 172
ع - ج - م
امر عمر بضرب عنق من كان اطول من خمسة اشبار من اعاجم البصرة : 103 ، 139
امر معاوية زيادا باكرام بعض قبائل العرب علانية وتحقير هم را واخزاء الاعاجم كما كانت سنة عصر : 137 - الی - 140
ع - د - ل
المهدى - عليه السلام - يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا 65،18
ع - د - ن
انهم ۔ علیهم السلام - معادن حكم الله : 54 ، 193
انهم - علیهم السلام - معادن حكمة الله : 134، 205
ع - د - و
عدو علي - عليه السلام - عدو رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 189
من عادى عليا - عليه السلام - عاداه الله : 105 ، 204
ملائك حول العرش ليس لهم تسبيح ولا عبادة الا الطاعة لعلي - عليه السلام - والبرائة من اعدائ والاستغفار التشيعته : 205
شهادة معاذ بن جبل - من اصحاب الصحيفة - ان ابا بكر وعمر عدوان لله : 183
ع - ذ - ب
عمر ، هو المراد في قوله تعالى : " لا يعذب عذابه احد": 47
سخط من الله تعالى وعذابه وخزيه علی ابی بکر وعمر : 48
الخلفاء الغاصبون اشد الناس عذابا يوم القيامة : 159
ع - ذ - ر
تمثيل عمر رسول الله - صلى الله : عليه وآله - بنخلة نبتت في كناسة، وغضب رسول الله من ذلك القول، واعتذار عمر بعده : 104 الی - 107 ،
ص: 296
203 الی - 205
لا عذر لعثمان ولا حجة له بتأمره على اهل البيت وادعائه حقهم : 111
ع - ر - ب
امر رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - بمفاخرة العرب بفضائله : 51
امر معاوية زيادا باكرام بعض قبائل العرب علانية وتحقیر هم سرا كما كانت سنة عمر : 137 - الی - 140
ع - ر - ش
ملائك حول العرش يتبرؤون من اعداء علي - عليه السلام - ويستغفرون لشيعته : 205
ع - ر - ض
كلام عمر العلي - عليه السلام - حينما عرض القرآن على القوم : 33 ، 196 ، 197
ع - ر - ف
لولا رسول الله وامير المؤمنين عليهما وآلهما السلام - ماعوف الله وما عبد الله : 205،203
ماتنبأ نبي قط الا بمعرفة على والاقرار للائمة بالولاية - عليه وعليهم السلام - : 206
اشهد الانبیاء معرفة لعلي - عليه وعلیهم السلام - اعظمهم درجة عند الله : 205
ع - ر - و
علي - عليه السلام - عروة الله الوثقى 206 ،204 ،105
انهم - علیهم السلام - عروة الله الوثقی : 134
ع - س - ب
علي - عليه السلام المؤمنين : 119
ع - ش - ر
عشر خصال لعلي - عليه السلام 189 حديث اثنا عشر اماما من قريش: 118 حديث اثنا عشر رجلا في تابوت من النار : 48
اثنا عشر امام ضلالة الذين را هم رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 89، 88 ، 191 ،159 ،158 ،153
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الرواية المفتعلة للعشرة بانه المبشرة بالجنة : 173 ، 174
ع - ص - م
انهم - علیهم السلام - المعصومون : 54
علم القرآن كله عندهم - علیهم السلام لتطهيرهم من الذنوب وعصمتهم: 197 ،196
انكار عمر عصمة اهل البيت عليهم 100 ، 101
ع - ص - ی
من اطاعهم اطاع الله ومن عصاهم- علیهم السلام - عصی می الله : 106،85، 205 ،193 ، 157 ، 152 ، 134
ص: 297
ع - ط - ی
جعل ابي بكر وعمر دیوان الاعطیه : 136
ع - ظ - م
علي - عليه السلام - صاحب الستام الاعظم : 206
علي - عليه السلام - اعظم العرب عناء: 51
اشهد الانبیا ، معرفة لعلي - عليه السلام - اعظمهم درجة عند الله : 205
قال صلى الله عليه وآله : عظموا اهل بيتى في حياتي ومن بعدى: 106
آتاهم الله الكتاب والحكمة وآتاهم ملكا عظيما : 42
ع - ف - و
غضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - من قول لعمر وطلبه العفو من الرسول: 202
ع - ق - ب
لولا رسول الله وامير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما - ماکان ثواب ولا عقاب : 205
ع - ق - ر
قاتل علي - عليه السلام - يعدل عاقر ناقة ثمود : 51
ع - ل - م
على - عليه السلام - اكثر العرب علما واعلم العرب بسنن الله : 51
علي - عليه السلام - اكثر الامة علما: 17
انه - عليه السلام - اعلم الامة بكتاب الله وسنة نبيه : 112
انه - عليه السلام - عالم هذه الامة : 163
علم القرآن كله عنده - عليه السلام: 175 ،120 ،64 ،63 ،33
انه - عليه السلام - خازن علم رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 182
علمه الله الحكمة وفصل الخطاب : 18
علم رسول الله - صلى الله عليه وآله - كل العلوم اياه - عليه السلام - 77 ، 17
عنده - عليه السلام - علم تبليغ الرسالات وتنجيز العدات وتمام الكلمات : 124
عنده - عليه السلام - علم الكتاب : 14 ، 163
عنده - عليه السلام - علم الكتب المنزلة كلها : 175
عنده - عليه السلام - علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب : 120
علمه رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - الف باب من العلم ، يفتح كل باب الف باب: 86، 174 ، 175
علمه - عليه السلام - بالغائبات والفتن : 120 - الی - 125
دعاء رسول الله له - صلى الله عليهما والهما - : " اللهم املاجوفه علما وفهما وحكما " : 162
ص: 298
علي - عليه السلام علم الله الاكبر في الارض : 203
علي - عليه السلام - علم الله على الصراط : 206
اهل البیت - علیهم السلام - خزان الله على علمه : 134،54، 204،193
علم القرآن كله عندهم - عليهم السلام - : 196 ، 197
انهم ۔ علیهم السلام - الراسخون في العلم : 157
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام - بادعاء أبي بكر وعمر مالم يعلما : 102
شهادته - عليه السلام - فيهما بانهما ادخلا انفسهما في ما لاحق لهما فيه علم لهما به: 99
كلام معاوية بان الذي عنده علم الكتاب هو عبد الله بن سلام" : 164
كلام علي - عليه السلام - في فضل العلم واصناف العلماء : 124 ، 125
ع - م - ل
العلماء عالمان : عالم عمل بعلمه وعالم تارك لعلمه : 124
اغرام عمر جميع عماله الا قنفذ ، شكرا له لضربة ضربها فاطمة - عليها السلام - بالسوط : 96، 98،97
ع - م - م
علي - عليه السلام - اكرم العرب نسبا وابا واخا ونفسا وولدا وعما : 51
قول عمر لعمة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان قرابة رسول الله لن تغنى عنك من الله شيئا ، وغضبه - صلى الله عليه وآله - من ذلك القول : 104 105 ،
ع - م - ى
بعلي - عليه السلام - يبصر العمى : 206
اخراج عمر من المدينة كل اعمى : 103
ع - ن - ق
بهم - علیهم السلام - ينزع الله الذل من الاعناق : 123
القاء ابي بكر وعمر ، حبلا في عنق امير المؤمنين - عليه السلام - : 38 ، 45
امر عمر بضرب عنق من كان اطول من خمسة اشبار من اعاجم البصرة : 103، 139
ع - و - د
قول العمر قاله لرسول الله - صلى الله عليه وآله - حين جاء لعيادة على عليه السلام - : 109
ع - ى - ن
علي - عليه السلام - عين الله الناظرة: 206
مكان الحسنين - عليهما السلام - من رسول الله - صلى الله عليه وآله - كمكان العينين من الرأس : 189
غ - د - ر
حدیث غدیر خم : 20 ، 41، 52، 81،59
ص: 299
191 ،189 ،188 ، 170 ، 164 ، 149 ،148 ، 195 ،192
ابیات حسان بن ثابت في وقعة الغدير : 189،188
كلام ابليس مع اصحابه یوم غدیر خم: 31 ، 30
کلام عمر لابي بكر يوم غدير خم ، ونزول الاية فيه : 108
غدر الامة بعلي - عليه السلام - : 22
غ - ر - ر
علي - عليه السلام - صاحب لواء الغرّ المحجلين يوم القيامة : 34، 142
غ - ر - م
اغرام عمر جميع عماله الاقنفذ، شكرا له لضربة ضربها فاطمة عليها السلام - بالسوط : 96، 97، 98
غ - س - ل
غسل علي رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - بامره : 24، 29، 78، 92، 171 -
اخذ الله ببصر عائشة اثناء تغسيل النبي - صلى الله عليه وآله - : 29
غ - ص - ب
غصب عمر فدك من فاطمة الزهراء عليها السلام - : 99 ، 126،101،100
غ - ض - ب
افتراء عمر على العباس وغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - منه : 107
تمثيل عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بنخلة نبتت في كناسة ، وغضب رسول الله من ذلك القول : 104 الی - 107، 203 الی - 205
غضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - من قول العمر : 202
قول عمر يوم الحديبية، وغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - منه : 108 قول العمر قاله لعمة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وغضب النبي منه : 105 ،104
غضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - على وآله - على حميراء ( عائشة) : 142
غضب علي - عليه السلام - من مقالة طلحة : 80
غضب عمر حين تحدث رسول الله - صلى الله عليه وآله - بحديث الثقلين : 151
غضب عمر حين تذكر زبیر جدته " صهاك ":46
غ - ف - ل
اهل الارض كلهم في غفلة غيرهم - علیهم السلام - وغير شيعتهم وأوليائهم : 193
غ - م - ر
اهل الأرض كلهم في غمرة غيرهم علیهم السلام - وغير شيعتم واوليائهم : 193
غ - ی - ب
علم علي - عليه السلام - بالغائبات والفتن : 120 - الی - 125
ص: 300
مثل اهل البيت - علیهم السلام - كمثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم : 105 ، 204
غ - ی - ر
كلام امير المؤمنين - عليه السلام - في انه لو امر الناس بسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله - لتفرقوا عنه وقالوا : غيرت سنة عمر : 125 ، 126
تخوف المحق الصادق ان غير شيئا من بدع القوم واحداثهم : 115
تغییر عمر صاع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومده : 99 ، 126 ، 140
تغيير عمر حكم صلوة الجنب اذا لم يجد الماء ونهيهه عن التيمم : 102 ، 140
جبن الخلفاء الثلاثة ولؤمهم في الجهاد، وتكلمهم وتغيرهم عند الرخاء والغنيمة : 113
لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله عثمان في غير موطن : 110
ف - ت - ج
بهم - علیهم السلام - يفتح الله : 123
ف - ت - ن
كلام علي - عليه السلام - : " انا الذي فقات عين الفتنة ولم يكن ليجترئ علیها غیری ": 119
كلامه - عليه السلام - في الفتن ، بدء وقوعها ، واخوف الفتن - فتنة بني امية : 120 - الی - 125
انباء رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاطمة - عليها السلام - عن فتن تقع عليها : 37
ف - خ - ر
مفاخرة رجل عليا وكلام رسول الله - صلى الله عليه وآله - له - عليه السلام - : 51
ف - د - ك
غصب عمر فدك من فاطمة الزهراء - عليها السلام - واحتجاج الزهراء : ، على الرجلين فيها : 99 ، 100 ، 101 ، 211 ،126
ف - ر - ج
علي - عليه السلام - مفرج الغم عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وآله: 113
بهم - عليهم السلام - يفرج الله الزمان الكلب : 123
اخبار علي - عليه السلام - بظهور رجل من اهل البيت - علیهم السلام - يفرج الله على يديه : 122
ف - ر - ر
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان الشيطان يفر من عمر : 112
ف - ر - ض
فرض الله طاعة اهل البيت - عليهم - السلام - في الكتاب : 83 ، 85 ، 134
ص: 301
ف - ر - ق
علي - عليه السلام - فاروق الامة : 13 ، 14
ليست فيهم - علیهم السلام - فرقة: 193
كلام معاوية بان فاروق الامة عمر : 164
افتراق الامة على ثلاث وسبعين فرقة: 90،55،54،53
افتراق اليهود والنصارى وهذه الامة على فرق : فرقة واحدة في الجنة ، وسائر الفرق في النار : 175، 176
افتراق الامة على ثلاث فرق : فرقة على الحق ، وفرقة على الباطل وفرقة مذبذبين : 187، 188
وصف الفرقة الناجية في كلام امير المؤمنين - علیه السلام - : 54
تفرق الناس عن امير المؤمنين - عليه السلام - لو اظهر الحق ودعا اليه: 126 ،125 ،115
ف - ر- ی
افتراء عمر على العباس وغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - منه : 107
ف - ز - ع
على - عليه السلام - مفزع الامة : 149
ف - ص - ل
علم الله عليا - عليه السلام - الحكمة وفصل الخطاب : 18
عنده - عليه السلام - علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب : 120
ف - ض - ل
علي - عليه السلام - افضل امة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 19
علي - عليه السلام - افضل الاوصياء علیهم السلام - : 147
فضل شيعة على - عليه السلام ومحبيه : 189
ابيات عباس بن عبد المطلب في فضائله - عليه السلام - : 28
ابيات عمرو بن العاص في فضل علي - عليه السلام - والطعن على معاوية 180،179
احتجاج عبد الله ابن عباس علی معاوية في القرآن وفضائل آل البيت علیهم السلام - : 165
جعفر بن ابی طالب ، افضل الامة بعد النبي والزهراء والائمة - علیهم السلام - : 19
انکار معاوية واستهزاؤه بفضائل فاطمة الزهراء - عليها السلام : 192 ، 193
كتاب معاوية الى عماله وامرهم بوضع الروايات في فضائل الخلفاء ونشرها بین الناس : 166 ، 167، 168
ف - ق - أ
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - : " انا الذي فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها غیری " :119
ص: 302
ف - ق - د
قال عليه السلام - : " سلونی قبل ان تفقدونی " : 119 ، 175
قضية عمر في المفقود من اجل امرأته اربع سنين ، وکلام امیر المؤمنين - عليه السلام - فيها: 103
ف - ق - ه-
علي - عليه السلام - افقه الامة : 112
ف - ل - ت
اقرار عمر بان بيعة أبي بكر كانت فلتة : 109
ق - ب - ر
ارادة عمر نبش قبر الزهراء - عليها السلام - : 213
ق - ت - ل
علي - عليه السلام - هو المقاتل على سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله: 155،85 ، 84
يقاتل علي - عليه السلام - على تأويل القرآن : 51،23
قتل علي - عليه السلام - شهیدا : 51
قاتله - عليه السلام - يعدل عاقر الناقة وقاتل يحيى بن زكريا - عليه السلام - وفرعون ذا الاوتاد : 51
انهم - علیهم السلام - يموتون بالبطن والقتل والشهادة : 123
تآمر ابي بكر وعمر مع خالد بن الوليد لقتل علي - عليه السلام - : 44،40 ، 101 ،45
ارادة عمر قتل علي - عليه السلام - : 214 ،213 ،210 ،209 ،207
كلام امير المؤمنين - عليه السلام - في حق عثمان وقتله و قصاص دمه : 144 - الی - 147
احتجاج ابن عباس مع معاوية في قتل عثمان : 164
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله - بان الزبير يقتل مرتدا : 49
رجوع طلحة وزبير عن دينهما ... فقتلهما الله الى النار : 95
قتل الله المارقين في صعيد واحد الى النار : 94
ق - د - م
علي - عليه السلام - اقدم الامة سلما: 17
تقدیم رسول الله - صلى الله عليه وآله - اياه - عليه السلام - في كل شديدة ، ثقة به: 77، 270
ق - ر - أ
علي - عليه السلام - اقرأ العرب لكتاب الله : 51
علي - عليه السلام - اقرا ألامية لكتاب الله : 112
جمع علي - عليه السلام - القرآن : 31 ، 207 ،92 ،86،85 ، 33،32
علم القرآن كله عنده - عليه السلام : 175 ،120 ،64،63 ،33
فرض الله في القرآن طاعتهم - عليهم
ص: 303
السلام - : 83 ، 85، 134
علم القرآن كله عندهم - عليهم السلام - : 196 ، 197
انهم - علیهم السلام - مع القرآن والقرآن معهم ( انظر : حديث الثقلين )
كلام عمر لامير المؤمنين - عليه السلام - حينما عرض القرآن على القوم : 33 ، 196 ، 197
اقرار عمر بانه لوبايعوا القوم عليا علیه السلام - اقامهم علی کتاب ربهم وسنة نبيهم : 82
ان القرآن حق ونور وهدى ورحمة وشفاء للمؤمنين : 156
ق - ر - ب
تقرب الانبياء الى الله تعالى بولاية علي - عليه وعلیهم السلام - : 206
تأويل ذى القربى باهل البيت - علیهم السلام - : 126
حبس ابي بكر وعمر سهم ذی القربی
من اهل البيت - علیهم السلام - : 101،136
قول عمر لعمة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان قرابة رسول الله لن تغنى عنك من الله شيئا ، وغضب رسول الله من ذلك القول : 104 ، 105
ق - ر - ر
ماتنباً نبي قط الا بمعرفة علي - عليه السلام - والاقرار للائمة - عليهم السلام - بالولاية : 206
اقرار ابی بکر بانه ماكان خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 207
اقرار عمر بان بيعة أبي بكر كانت فلتة : 109
اقرار ابی بکر وعمر بانه لاحق لهما في الخلافة : 101
اقرار عمر بانه لوبايعوا القوم عليا - علیه السلام - اقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم : 82
اقرار عثمان على ان حديث " نحن معاشر الانبياء لانورث " موضوع : 110
اقرار معاوية بان عمر ، قد سن اشياء كثيرة بخلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 141 ،140
اقرار معاوية بانه لولا ماكان من فعل ابي بكر وعمر ، لكانت الخلافة في ید بنی هاشم : 138
اقرار معاوية بان عليا - عليه السلام - اولی الناس بالخلافة، وسائر فضائله - علیه السلام - : 142
اقرار زیاد بن ابيه على نفسه ان مثله كمثل ابلیس : 141
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام . في منشأ الاقرار والمعرفة : 57،56
ق - ر - ن
قرن الله طاعة الائمة بطاعته عز وجل
ص: 304
وطاعة رسوله - عليه وعليهم السلام : 193
قرنهم الله بنفسه ونبيه : 59،54 ، 83
لعن أبي بكر عمر عند موته ، ونعته ببئس القرين : 185
ق - س - ط
المهدى - عليه السلام - يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا : 65 ، 18
ق - س - م
علي - عليه السلام - قسيم الله بين اهل الجنة والنار : 35، 120 ، 142
تقسيم ابي بكر وعمر ارض خیبر : 126
ق - ص - ر
كلام على - عليه السلام - : " والله لو ان هذه الامة ... تضرعت الیالله ودعت الى يوم القيامة على من اضلهم ... لكانوا مقصرين في ذلك": 115 ،114
ق - ض - ی
علي - عليه السلام - اقضى الامة بحكم الله : 113
على - عليه السلام - قاضی دین الرسول - صلى الله - صلى الله عليه وآله - : 22، 84
جهل ابي بكر وعمر باحکام الارث والطلاق ، وعجائب قضاياهما : 103،102
قضية عمر في المفقود ان اجل امرأته اربع سنين ، وکلام امیر المؤمنين - عليه السلام - فيها : 103
بث معاوية القراء والقضاة في البلاد لوضع الروايات الكاذبة : 136 ، 137
ق - ل - ب
علي - عليه السلام - اشجع العرب قلبا : 51
علي - عليه السلام - اشجع الامة قلبا : 17
مكان فاطمة - عليها السلام من رسول الله - صلى الله عليه وآله - كمكان القلب من الجسد : 189
ق - ل - ل
قلة انصار امير المؤمنين - عليه السلام - وشكواه - عليه السلام - عنها 115 ،32 ،14
كلام عبد الله بن العباس في قلة الى المؤمنين في كل زمان : 193 ، 194
ق - و - م
علي - عليه السلام - الركن الاكبر في القيامة : 203
عنده - عليه السلام - جميع ما تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة : 86
وصف علي - عليه السلام - استقامة نفسه في ركاب رسول الله صلی الله عليه وآله : 111 ، 112
تحویل عمر ، مقام ابراهیم من الموضع الذي وضعه فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله - الى موضعه في الجاهلية : 99 ، 126 ، 140
ص: 305
اقرار عمر بانه لو بايعوا القوم عليا - علیه السلام - اقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم : 82
الخلفاء الغاصبون اشد الناس عذابا يوم القيامة : 159
الحكمة في عدم قيام امیر المؤمنين - عليه السلام - بالسيف : 91 - الى - 155 ،154 ، 96
ق - و - ی
علي - عليه السلام - حبل الله القوى المتين : 206
ك - ب - د
وصف مالك الاشتر معاوية بابن آكلة الاکباد : 177
ك - ب - ر
امر امير المؤمنين - عليه السلام - البر الصغار على الكبار ورحم الكبار على الصغار : 123
ك - ت - ب
علي - عليه السلام - اعلم الامة بكتاب الله وسنة نبيه : 112
على - عليه السلام - اقرأ العرب لكتاب الله : 51
علي - عليه السلام - هو الشاهد على الكتاب : 14
عنده - عليه السلام - علم الكتاب : 14 ، 163
عنده - عليه السلام - علم الكتب المنزلة كلها : 175
مشابهة كتاب املاه عيسى بن مريم وكتبه وصيه شمعون مع كتاب املاه رسول الله وكتبه امیر المؤمنين - صلى الله عليهما وآلهما - : 118
کتاب املاه رسول الله وكتبها امير المؤمنين - صلى الله عليهما وآلهما: 193 ،176
آتاهم الله الكتاب والحكمة وآتاهم ملكا عظيما : 42
کتاب معاوية الى امير المؤمنين - عليه السلام - : "هنيئا لك يا ابا الحسن تملك الاخرة ، وهنيئا لنا نملك الدنيا ": 160
كلام معاوية بان الذي عنده عم الكتاب ، هو عبد عبد الله بن سلام : 164
كتاب سرى لمعاوية الى زياد بن ابيه: 137 - الی - 141
کتاب معاوية الى امير المؤمنين - عليه السلام - يوم الهرير، يطلب الصلح خديعة : 178
كتاب معاوية الى عماله في برائة الذمة ممن روى حديثا في مناقب اهل البیت - علیهم السلام - : 164 - الی - 168
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام - بحضور ابليس عند معاوية وابن العاص حين كتبا كتابا الى امير المؤمنين - عليه السلام - : 153
الحديث النبوى - صلى الله عليه
ص: 306
وآله - : " ان بنى العاص اذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا " : 191 ،158 ، 154
ك - ت - ف
صد عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن الكتف الذي دعا به : 86 ، 172 ،103 ،87
شهادة طلحة على حديث الكتف والدواة : 87،86
ك - ث - ر
علي - عليه السلام - أكثر العرب علما 51
علي - عليه السلام - اكثرا لامة علما : 17
ك - ذ - ب
بهم ۔ علیهم السلام - میز الله الكذب : 123
شهادة فاطمة الزهراء - عليها السلام على عمر بكذبه ولؤمه ولعنه وكفره : 100، 101
شهادة فاطمة الزهراء - علیها السلام - على عمر بكذبه ولؤمه ولعنه وكفره : 101 ، 100
العن على - عليه السلام - معاوية وابن العاص بكذبهما على كتابه : 136
ك - ر - م
علي - عليه السلام - اكرم الامة نفسا : 17
علي - عليه السلام - اكرم العرب نسبا واخا وزوجة ونفسا وولدا وعما :51
ك - ر - ه-
اکراه ابی بکر وعمر ، عليا - عليه السلام - وابا ذر وسلمان والمقداد والزبير على البيعة : 45
اکراه عمر الناس على بيعة ابي بكر : 25
ك - س - ر
كسر عمر ضلع الزهراء - عليها السلام واسقاط الجنين : 40
ك - س - و
حديث الكساء : 150،53،52
ك - ف - ر
علي - عليه السلام - باب فتحه الله من خرج منه كان كافرا : 206
لا يحبه - عليه السلام - الامؤمن ولا يبغضه الإکافر : 204،105
كفر عبد الرحمن بن عوف وجهله: 66
اقرار زیاد بن ابيه على نفسه ان مثله كمثل ابلیس ، ابى ان يسجد لادم كبرا وكفرا وحسدا : 141
ادنی مایکون به الانسان مؤمنا اوکاقرا اوضا لا : 59
ك - ل - ب
بهم علیهم السلام - يفرج الله الزمان الكلب : 123
ك - ل - م
علم تبليغ الرسالات وتنجيز العدات وتمام الكلمات عند علي - عليه السلام - 0 124
ص: 307
علي - عليه السلام - كلمة التقوى : 204 ، 105
يكمل الله كلماته بعلي - عليه السلام - 124
ك - ن - س
تمثيل عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بنخلة نبتت في كناسة، وغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - من ذلك القول : 104 - الى 107، 203 - الی - 205
ك - و - ن
مكان على من رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - كمكان اليدين من البدن : 189
مكان فاطمة - عليها السلام - من رسول الله - صلى الله عليه وآله - كمكان القلب من الجسد : 189
مكان الحسنين - عليهما السلام من رسول الله - صلى الله عليه وآله - كمكان العينين من الرأس : 189
ك - ه- - ل
الحديث الموضوع بان ابا بكر وعمر سیدا کهول اهل الجنة : 68، 135،69
كلام امير المؤمنين - عليه السلام - فيه : 135
ك - ي - د
لا يضرهم - علیهم السلام - کید من کادهم : 64، 105، 106، 204
ل - أ - م
لوم عمر : 46
شهادة فاطمة الزهراء - علیها السلام - على عمر بكذبه ولؤمه ولعنه وكفره : 101 ، 100
جبن الخلفاء الثلاثة ولؤمهم ف- الجهاد : 113
ل - ب - س
البس الله عليا - عليه السلام - ثوب الوصية والشجاعة : 182
ل - ح - ق
معهم - علیهم السلام - راية الحق والهدی ، من سبقها مرق، ومن خذلها محق ، ومن لزمها لحق : 123
هدم عمر ، دار جعفر بن ابي طالب، والحاقه في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 102 ، 126
ل - ز - م
من لزم راية الحق الذي مع - علیهم السلام - لحق : 123
ل - س - ن
علي - عليه السلام - اصدق العرب لسانا : 51
علي - عليه السلام - اصدق الامة لسانا: 17
الرواية المفتعلة ان الله ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه : 135
ل - ع - ن
لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله -
ص: 308
عثمان بن عفان : 49 ، 110
لعنه - صلى الله عليه وآله - عمروبن العاص سبعين لعنة : 135
لعنه - صلى الله عليه وآله - اصحاب الجمل واهل النهروان : 173
لعن علي - عليه السلام - اصحاب الجمل بالبصرة : 93 ، 94
لعنه - عليه السلام - زبيرا وطلحة ومعاوية : 156
لعنه - عليه السلام - معاوية وابن العاص بصدهما عن سبیل الله : 136
لعن فاطمة الزهراء - عليها السلام - عمر بن الخطاب : 100 ، 101
لعن سلمان ظالمی آل محمد - علیهم السلام - حقهم : 47
لعن ابي بكر عمر عند موته ونعته ببئس القرين : 185
امر معاوية بلعن امير المؤمنين - عليه السلام - والبرائة منه في كل مكان وعلى كل منبر : 164
ل - ق - ب
وضع عمر ، لقب " اميرالمؤمنين " على رجال دون علي - عليه السلام - : 207 ، 130 140 ، 127 ، 34
ل - ق - ی
القاء ابي بكر وعمر ، الحبل في عنق امير المؤمنين - عليه السلام - : 38، 5
اخبار رسول الله - صلى الله عليه وآله - ابا بكر وعمر ان عليا - عليه السلام - يلقى منهما هنات وهنات : 109
ل - و - ی
علي - عليه السلام - صاحب لواء الغر المحجلين يوم القيامة : 34، 142
م - ت - ن
علي - عليه السلام - حبل الله القوى المتين : 206
انهم ۔ علیهم السلام - حبل الله المتين : 134
م - ث - ل
لهم - علیهم السلام - ضرب الامثال : 197
مثلهم - علیهم السلام - كمثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم : 204 ، 105
تمثيل عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بنخلة نبتت في كناسة، وغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - من - منه : 104 الی - 107، 203 ، - الی - 205
تمثیل زیاد بن ابیه نفسه بابلیس: 141
م - ج - د
تمجيد معاوية لبدعة عمر في جعل دية العبد نصف دية المولى : 138
م - ح - ق
من خذل راية الحق الذي معهم -
ص: 309
علیهم السلام - محق : 123
م - ح - و
بعلي - عليه السلام - تمحى السيئات : 206
م - د - ح
مدح امیرالمؤمنین - عليه السلام - وابی در وسلمان والمقداد في كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله: 131 ، 129
مدح سلمان و ابی ذر والمقداد في كلام امير المؤمنين - عليه السلام - : 95
م - د - د
تغییر عمر صاع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومده : 99 ، 126، 140
م - د - ن
اخراج عمر من المدينة كل اعمى: 103
م - ر - أ
دعاء رسول الله - صلى الله عليه وآله على المرأتين - حفصة وعائشة : 189
المرأتان تطلبان میراثهما من عثمان: 110
م - ر - ر
حديث مرور قوم من الاصحاب على الصراط : 50
م - ر - ق
من سبق راية الحق التي معهم - علیهم السلام - مرق : 123
قتل الله المارقين في صعيد واحد إلى النار : 94
م - ض - و
من جحد ولاية على - عليه السلام كان ماضيا في الدركات : 203
م - ط - ر
بهم - علیهم السلام - يمطر الله الامة : 64
م - ك - ن
کلام امیر المؤمنین - عليه السلام - : لو كنت استمكنت من الاربعين
رجلا الفرقت جماعتكم ":42،40،31، 92 - الی - 95 ، 153
م - ل - ك
نظر على - عليه السلام - ف- الملكوت : 124
ملائك حول العرش ، ليس لهم تسبیح ولا عبادة الا الطاعة لعلي - عليه السلام - والبرائة من اعدات والاستغفار لشيعته : 205
ان الله آتاهم - علیهم السلام - الكتاب والحكمة وآتاهم ملكا عظيما: 42
الحديث الموضوع بان الملائكة تستحيي من عثمان : 68، 69
کتاب معاوية الى امير المؤمنين - عليه السلام - : " هنيئا لك يا ابا الحسن تملك الاخرة ، وهنيئا لنا بملك الدنيا " :160
م - ل -ا
اخذ الائمة - علیهم السلام - آخرهم
ص: 310
عن اولهم كتاب رسول الله بخط على - صلى الله عليهما وآلهما - يتوارثونه الى يوم القيامة : 193
م - ن - ی
عند علي - عليه السلام - علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب : 120
خطبة الحسين - عليه السلام - بمني قبل موت معاوية : 168 - الی - 171
م - و - ت
حياة علي وموته مع رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - : 22، 155
بعلي - عليه السلام - يجار من الموت : 206
انهم - علیهم السلام - يموتون بالبطن والقتل والشهادة : 123
يموت اعداء اهل البيت بالدال والقرح والدبيلة : 123
موت ابي عبيدة بالدبيلة : 184
موت معاذ بن جبل بالطاعون : 182
عدم قدرة ابي بكر على شهادة ان لا اله الا الله عند موته : 185
لعن ابي بكر عمر عند موته ونعته ببشس القرين : 185
شهادة ابی بکر بحديث اصحاب التابوت عند موته : 185
م - و - ه
تغییر عمر حكم صلوة الجنب، اذا لم يجد الماء ، ونهيه عن التيمم :102 ، 140
م - ی - ز
بهم ۔ علیهم السلام - ميز الله الكذب : 123
ن - ب - أ
تقرب الانبياء الى الله تعالى بولاية على - عليه وعلیهم السلام - : 206
احتجاج الله بعلي - عليه السلام - في كلامة منها نبی مرسل :205
شهدالانبیاء معرفة لعلي - عليه السلام اعظمهم درجة عند الله : 205
ماتنبأ نبي قط الا بمعرفة علي - عليه السلام - والاقرار للائمة - علیهم السلام - بالولاية : 206
ان الله آتاهم - علیهم السلام - النبوة والسنة والخلافة : 42
انهم - علیهم السلام - خیر اهل بيوتات التببین : 106
انباء رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاطمة - عليها السلام - عن فتن تقع عليها : 37:
وضع ابي بكر حديثا في ان الله لا يجمع النبوة والخلافة لاهل البیت : 41، 44 ، 128،109 ،8066
ن - ب - ر
امر معاوية بلعن امير المؤمنين - عليه السلام - والبرائة منه في كل مكان وعلى كل منبر : 164
ن - ب - ش
ارادة عمر نبش قبر الزهراء - عليها
ص: 311
السلام -: 213
ن - ج - ز
علي - عليه السلام - منجز عداة رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 23
عند علي - عليه السلام - علم تبليغ الرسالات وتتجيز العدات وتمام الكلمات : 124
ن - ج - م
مثل اهل البيت - علیهم السلام - كمثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم : 204 ،105 :
ن - ج - و
من ركن الى علي - عليه السلام نجی : 203
من عرف عليا - عليه السلام - تج- الى الجنة : 206
بعلي عليه السلام - ينجوا الناجون : 206
وصف الفرقة الناجية في كلام امير المؤمنين - علیه السلام - :54
ن - خ - ل
تمثيل عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بنخلة نبتت في كنایة ، وغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله - منه : 104 - الی - 107 ، 203 - الی - 205
ن - د - ب
بدعة الخلفاء الثلاثة في اقامة الصلوة المندوبة جماعة : 126
ن - د - م
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام - على معاوية بانه با لاخرة لمن الكافرين وانه سیندم كما ندم من قبله من الخلفاء حين لم ينفعه الندامة: 160
ن - ز - ع
بهم - علیهم السلام - ينزع الله ربق الذل من الاعناق : 123
ليس فيهم - علیهم السلام - تنازع: 193
ن - ز - ل
علي - عليه السلام - في الامة بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيهم : 149
حديث المنزلة : 21،20، 52،50،23، 163 ،155 ،151 ،104 ،92 ،91 ،76 ،75 ، 195 ،182 ، 170 ، 164
منزلة علي من رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - كمنزلته - صلى الله عليه وآله - من ربه : 189
نزول آية " والسابقون السابقون" في علي - عليه السلام - : 147
نزول آى من سورة الحاقة في علي عليه السلام - : 157
بعلي - عليه السلام - تنزل الرحمة : 206
نزول آية التطهير في اهل البيت - علیهم السلام -: 53،52
علیهم - صلوات الله عليهم - نزل الوحی : 197
كلام عمر لابي بكر يوم غدير خم
ص: 312
ونزول الاية فيه : 108
نزول آی من سورة الحاقة في معاوية : 158 ،157
نزول الاية في قول عمرو بن العاص: أن محمدا قد صار ابتر : 135 ، 136
رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وآله - في حق بني امية ونزول الاية فیهم : 153 ، 158 ، 159 ، 191
ن - س - ب
على - عليه السلام - اكرم العرب نسبا وابا واخا وزوجة ونفسا وولدا وعما : 51
ن - س - و
فاطمة - عليها السلام - سيدة نساء اهل الجنة : 16 ، 17 ، 106 ، 171،163
كلام عمر : "مالنا وللنساء " بعد قول فاطمة - عليها السلام - : 36
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في حديث وضعه عمرو بن العاص ان عايشة احب النساء الى رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 135 ، 136
ن - ش - د
مناشدات علي - عليه السلام - على القوم : 41، 73 الی - 147،80 الی- 152
مناشدة الحسين - علیه السلام - على بنی هاشم والانصار بعنی : 169، 170، 171
ن - ص - ر
بهم - علیهم السلام - ينصر الله الامة 64
تمنى علي - عليه السلام - لاربعين رجلا لنصرته : 40، 42، 93، 94، 95 ، 153
حمل على فاطمة والحسن والحسين - علیهم السلام - الى المهاجرين والانصار واستنصارهم : 92
اسلام شيخ كبير من علماء النصاری على يد امير المؤمنين - عليه السلام عند رجوعه من صفين : 115 - الی - 118
ن - ص - ص
النص على الائمة - علیهم السلام - : 134 ، 117 ،106 ،87 ،65 ،64،60،17 ، 193 ،192 ، 187 ، 152 ، 150 ،149 ، 148
ن - ط - ق
علي - عليه السلام - لسان الله الناطق فی خلقه :206
ن - ظ - ر
علي - عليه السلام - عين الله الناظرة : 206
نظر علي - عليه السلام - في الملكوت: 124
ن - ع - ت
ت امير المؤمنين - عليه السلام - اهل الشام : 180 ، 181
لعن ابي بكر عمر عند موته ونعته ببئس القرين : 185
ص: 313
ن - ع - ل
اتباع الامة سنة بنى اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة : 50، 194، 195
ن - ع - م
علي - عليه السلام - هو النعمة التي انعمها الله على خلقه : 124
ن - ف - س
على - عليه السلام - اكرم العرب نفسا: 51
على - عليه السلام - اكرم الامة نفسا : 17
انهم - علیهم السلام - اولی الناس بهم من انفسهم: 66
انهم ۔ علیهم السلام - اولی بالمؤمنين منهم بانفسهم :192
ن - ف - ق
معاوية كهف النفاق وبقية الاحزاب : 177
ن - ك - ث
نكث طلحة والزبير بيعتهما لعلي - عليه السلام - : 66، 95
ن - ك - ر
من عرف عليا - عليه السلام - نجي الى الجنة ومن انكره هوى الى النار: 206
انکار ابي بكر وعمر حديث المؤاخاة 209،40
انکار عمر عصمة اهل البيت - عليهم السلام -: 100 ، 101
انکار معاوية واستهزاؤه بفضایل فاطمة الزهراء - عليها السلام - 192 ، 193
ن - و - ح
مثلهم - علیهم السلام - كمثل سفينة
نوح ( حديث السفينة ) : 11 ، 134 ، 189
ن - و - ر
علي - عليه السلام - نور الله : 105 ، 204
حديث النور : 74، 202، 203، 204
علي - عليه السلام - قسيم الله بين اهل الجنة والنار : 35، 120، 142
من عرف عليا - عليه السلام - نجي الى الجنة ومن أنكره هوى الى النار 206
رؤية اصحاب الصحيفة موقفهم في النار قبل موتهم : 183 - الی - 187
افتراق الامة على ثلاث وسبعين فرقة فرقة واحدة في الجنة وسائر الفرق في النار : 53، 54، 55، 90، 175، 176
قتل الله المارقين في صعيد واحد الى النار : 94
قتل الله طلحة والزبير الى النار : 95
ن - و - س
كلام علي - عليه السلام - في خطبه : " والله انى لاولى الناس بالناس ": 143 ،91
ص: 314
انهم - علیهم السلام - شهداء الله على الناس : 151
انهم - علیهم السلام - اولى الناس بهم من انفسهم : 66
تأويل الناس بهم - علیهم السلام - : 156
ن - ه- - م
منهومان لايشبعان : منهوم في الدنيا ومنهوم في العلم : 124
ن - ه- - م
امر علي - عليه السلام - بالمعروف ونهيه عن المنكر : 18
انهم - علیهم السلام - يدلون الامية على رضا ربهم وينهونهم عن سخطه : 193
رزية عمر في نهي رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن الصلوة على عبد بن ابی سلول : 108،107
تغيير عمر حكم صلوة الجنب اذا لم يجد الماء ، ونهيه عن التيمم : 102 ، 140
و - ث - ق
تقديم رسول الله عليا - صلى الله عليهما وآلهما - في كل شديدة ثقة به : 77، 170
انهم - علیهم السلام - عروة الله الوثقی : 134
و - ج - ع
اسهر رسول الله ، مما يعلى - صلى الله عليهما وآلهما - من الوجع 181 ، 182
و - ج - ه-
علي - عليه السلام - وجه الله في السموات والارض : 206
و - ح - د
علي - عليه السلام - هو الوحيد الشهيد : 22
شفاعة رسول الله - صلى الله عليه وآله - في الموحدين من بني عبد المطلب : 106
و - ح - ی
علیهم - صلوات الله علیهم - نزل الوحى : 197
انهم - علیهم السلام - تراجمة وحى الله : 204،54
و - د - د
فضل حب اهل البيت - علیهم السلام - ومودتهم : 189
و - ر - ث
علي وارث رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - : 22 ، 109، 130،129 ، 182 ،155 ،151،148
علي وارث النبيين - صلى الله عليه وعلیهم - : 120
اخذ الائمة آخرهم عن اولهم كتاب رسول الله بخط علي - صلى الله عليهما وآلهما - يتوارثونه الى يوم القيامة : 193
ص: 315
الرواية المفتعلة أنه لايورث رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ومن شهد على هذه الرواية الموضوعة : 110
اقرار عثمان على ان هذه الرواية موضوعة : 110
جهل ابي بكر وعمر باحكام الارث والطلاق : 102، 103
و - ر - د
ورود علي على رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - كل يوم وليلة : 170
و - ر - ع
شهادة امير المؤمنين - عليه السلام بقلة ورع ابي بكر وعمر : 102
و - ز - ر
علي وزير رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - : 18 ، 22، 105، 107، 155 ،151 ،138 ، 134 ، 130 ،129،109 ، 204 ،189
جميع اوزار الامة الى يوم القيامة على أبي بكر وعمر : 89
و - ز - ن
الميزان میزان علي - عليه السلام - والصراط صراطه : 203
و - ص - ف
وصف رسول الله لنفسه واهل بيته - صلوات الله عليه وعليهم: 104 - الی - 107
كلام الحسن البصرى فى وصف على - عليه السلام - : 51، 52
وصف رسول الله - صلى الله علينه وآله - یزید بن معاوية : 192
وصف الشيعة في كلام امیر المؤمنين - علیه السلام - : 54
وصف اصحاب الاعراف والمستضعفين في كلامه - عليه السلام - : 55، 95،56
و - ص - ی
علي وصى رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - :22، 105 ، 107 ، 204 ،189 ،182 ، 155 ، 148 ، 109
علي - عليه السلام - خير الاوصياء والوزراء : 16
علي - عليه السلام - خير الوصيين: 18
علي - عليه السلام - افضل الاوصياء: 147
علي - عليه السلام - خاتم الوصيين : 120
اهل البيت اوصیاء رسول الله - صلى الله عليهم - : 17
و - ض - ع
وضع ابي بكر حديثا في ان الله لا يجمع النبوة والخلافة لاهل البیت : 41، 44 ، 128،109 ،80،66
وضع ابى بكر حديثا في ان رسول الله لایورت : 110
شهود الرواية الموضوعة لابي بكر اربعة نفر : 128،66
امر معاوية بوضع الحديث في فضائل ابی بکر وعمر : 166
ص: 316
وضع حدیث ان ابا بكر وعمر سيد كهول اهل الجنة : 68، 69، 135
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان عمر محدث: 103،69،68
كلامه - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان الشيطان يفر من عمر : 112
وضع حديث أن الملائكة تستحي من عثمان : 69،68
کلام امیر المؤمنين - عليه السلام - في الحديث الموضوع ان العشرة مبشرة بالجنة : 173 ، 174
وضع عمر لقب " امير المؤمنين " على رجال دون على - عليه السلام - : 207 ، 140 ، 130 ، 127 ، 34
تحویل عمر مقام ابراهيم من الموضع الذي وضعه فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله - الى موضعه في الجاهلية: 140،126 ،96
و - ط - ن
علي - عليه السلام - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وآله - في جميع مواطنه ومشاهده : 94
لعن رسول الله عمرا سبعين لعنة ومعاوية في غير موطن : 135
و - ع - د
على منجز عداة رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما -: 23
يتم الله موعده بعلي - عليه السلام - : 124
عنده - عليه السلام - تبليغ الرسالات وتنجيز العدات وتمام الكلمات : 124
و - ف - ی
قلة وفاء الناس لعلي - عليه السلام -: 32
و - ق - ع
كلام علي - عليه السلام - في ابتداء وقوع الفتن : 125
و - ق - ف
المیزان میزان علي - عليه السلام - والصراط صراطه ، والموقف موقفه : 203
و - ق - ی
علي - عليه السلام - كلمة التقوى : 105 ، 204
خطبته - عليه السلام - في وصف المتقين ( خطبة همام ) : 197 - الى - 201
ادعاء الحسن البصري التقية : 53
حديث : " ان التقية من دين و لادين لمن لاتقية له " : 115 ، 155
و - ل - د
علي - عليه السلام - أكرم العرب نسبا وابا واخا ونفسا وزوجة وولدا وعما : 51
اقسم الله بهم - علیهم السلام - بقوله تعالى : "والد وما ولد " : 187
و - ل - ی
من والى عليا - عليه اللام والاه
ص: 317
الله ومن عاداه عاداه الله : 204،105
ولايته - عليه السلام - سبب تطهیر القلب : 205
ولاية علي - عليه السلام - سبب علو مقام الانبياء - عليهم السلام - : 206
علي ولي كل مؤمن بعد رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - : 17 ، 107 ،105،179، 191، 148،134 ، 130 ،129 ، 109 ، 204 ،182 ،151
ولي علي ولي رسول الله ، وعدوه عدو رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - : 189
ما تنبأ نبى قط الا بمعرفة علي والاقرار للائمة - علیهم السلام - بالولاية : 206
على هو المتولى لحساب الامة : 206
من جحد ولايته قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله : 203
الائمة - علیهم السلام - اولى الناس بهم من انفسهم : 66
انهم - علیهم السلام - اولى بالمؤمنين منهم بانفسهم : 192
امر الله في الكتاب بولايتهم علیهم السلام - : 83 ، 85 ، 134
اهل الارض كلهم في غمرة وغفلة وتيهة وحيرة غيرهم و غیر شیعتهم واولیائهم - علیهم السلام - : 193
و - ی - ل
قول الخمسة اصحاب الصحيفة فی احتضارهم : "ويل" لي لموالاة عدو " : 182 الی - 185
ه- - ج - ر
علو حمل علي - عليه السلام - فاطمة والحسن والحسين - علیهم السلام الي المهاجرين والانصار و استنصارهم : 92
جعفر بن ابی طالب ذو الهجرتين : 18
قول عمر في رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان الرجل ليهجر : 86، 87
ه- - د - م
هدم عمر دار جعفر بن ابی طال والحاقه في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - : 102 ، 126
ه- - د ی
علي - عليه السلام - هادى الامة : 149
به - علیه السلام - یهدی بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - من الضلالة : 206
الائمة - عليهم السلام - هداة مهتدون: 204 ، 193 ،192 ، 134 ، 105 ،64،54 ،17
انهم - علیهم السلام - لن يخرجوا الامة من هدى ولن يدعوهم الى ردى 122
متهم - علیهم السلام - راية الحق والهدی : 123
المهدى - عليه السلام - يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا :
ص: 318
65،18
نزول عيسى وصلوته خلف المهدی - علیهما السلام - : 116، 117
بشارة أمير المؤمنین بظهور المهدی - عليه السلام - : 122، 159، 160
بشارة أبي جعفر الباقر بظور المهدی - عليهما السلام - : 69
ه- - ز - ئ
انکار معاوية واستهزاؤه بفضائل فاطمة الزهر علیها السلام - : 192 ، 193
ه- - ل - ك
من خالف عليا - عليه السلام - هوى وهلك : 203
هلاك الامة كلهم الا الشيعة والمسلمين المستضعفين : 95
ه- - و - ی
من خالف عليا - عليه السلام - هوى وهلك : 203
من انكره - عليه السلام - هوى الى النار : 206
ی - ت - م
تأويل اليتامى بهم - علیهم السلام -: 126
ی - د - ی
مكان على من رسول الله - صلى الله عليهما وآلهما - كمكان اليدين من البدن: 189
علي - عليه السلام - يدالله المبسوطة على عبادة بالرحمة: 206
ی - م - م
تغيير عمر حكم صلوة الجنب اذا يجد الماء ونهيه عن التيمم : 102، 140
ي - م - ن
علي - عليه السلام - جنب الله الظاهر اليمين : 206
ی - و - م
علي - عليه السلام - صاحب لواء الغر المحجلين يوم القيامة : 34 ، 142
عنده - عليه السلام - جميع ما تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة : 86
كلام علي - عليه السلام - : "والله لو ان هذه الامة تضرعت الى الله ودعت الى يوم القيامة على من اضلهم ...
لكانوا مقصرين في ذلك " : 114 ، 115
خطبة مالك الاشتر يوم الهرير في فضائل امير المؤمنين - عليه السلام 177 ،176
کتاب معاوية الى امير المؤمنين - عليه السلام - يوم الهرير يطلب الصلح خديعة : 178
ص: 319
مقدمة المصحح
ترجمة سليم ... 1
ولادته ونشأته ... 1
سليم في المدينة ... 2
سليم في الكوفة ... 3
هروبه من الحجاج ... 4
وفاة سليم ووصيته ... 4
من بروی سلیم عنهم ... 5
من يروى عن سليم ... 6
حول اصل سليم ... 7
اصل سلیم واعتباره ... 7
اصل سليم في اقوال اهل البیت علیهم السلام ... 9
اقوال العلماء حول اصل سليم ... 10
العلماء الذين نقلوا عن اصل سليم وذكروه في كتبهم ... 14
نقاش حول الاصل ... 17
وقفة مع البهبودى في كتابه " معرفة الحديث " ... 19
حول نسخ الاصل ... 25
ص: 320
کتاب سلیم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه)
اسانيد الكتاب ... 4
رؤيا ابان سليما ... 8
سماع ابان من سليم ... 9
عرض الحديث على الحسن البصري ... 10
اهل البیت علیهم السلام كمثل سفينة نوح ... 11
حدیث ابي الطفيل عن الرجعة ... 12
امیر المؤمنين عليه السلام هو زر الارض ... 13
امرنا صعب مستصعب ... 14
وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ... 15
مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وبكاء فاطمة عليها السلام ... 15
اختيار الله تعالى للنبي والائمة عليهم السلام ... 16
تعداد النبي صلى الله عليه وآله للاوصياء عليهم السلام ... 17
سبع خصال اعطاها الله لاهل البيت عليهم السلام ... 18
المهدى من ولد الحسين عليهما السلام ... 19
تظاهر الامة على على عليه السلام ... 20
حديث الحدائق السبعة ... 21
نعي النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وبكاؤه ... 22
علي عليه السلام بمنزلة هارون ... 23
تغسيل النبي صلى الله عليه وآله وتحنيطه وتكفينه ... 24
ماجرى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله من امر البيعة ... 25
تطميع العباس بالخلافة ... 26
كلام ابي بكر وعمر مع العباس ... 27
كلام العباس ردّا على الرّجلين ... 28
حدیث سلمان عن تغسيل النبي صلى الله عليه وآله واحداث السقيفة ... 29
ابلیس اول من بايع ... 30
علي عليه السلام يناشد الناس حقه ... 31
جمع علي عليه السّلام القرآن ... 32
ص: 321
دعوة القوم عليا عليه السلام الى البيعة وامتناعه ... 33
تسليم الرجلين على على عليه السلام بامرة المؤمنين ... 34
ارسال قنفذ الى علي عليه السلام يدعوه للبيعة ... 35
جمع الحطب على باب علي عليه السلام واحراقه ... 36
ضرب الزهراء سلام الله عليها في جنبها وذراعها ... 37
ضرب قنفذ فاطمة عليها السلام بالسوط ... 38
انطلاق القوم بعلي عليه السلام الى ابي بكر ... 39
كسر ضلع الزهراء عليها السلام واسقاط الجنين ... 40
احتجاج امير المؤمنين عليه السلام في المسجد ... 41
قیام المقداد وبذله النصرة لامير المؤمنين عليه السلام ... 42
قیام سلمان وابی در ... 43
تحريض عمر لابي بكر على امير المؤمنين عليه السلام ... 44
انتزاع البيعة من امير المؤمنين عليه السلام و اصحابه كرها ... 45
حنتمة ام الخطاب ... 46
مقالة سلمان (رحمه الله علیه) بعد البيعة ... 47
حدیث اصحاب التابوت ... 48
الزبير يقتل مرتدا عن الاسلام ... 49
حدیث ارتداد اصحاب الرسول صلى الله عليه وآله ... 50
أمر النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بمفاخرة العرب بفضائله .. 51
حديث الحسن البصري لايان بفضائل علي عليه السلام ... 52
افتراق الامة على ثلاث وسبعين فرقة ... 53
الفرقة الناجية والفرق الصالة ... 54
اصحاب الاعراف ... 55
سؤال سليم عليا عليه السلام عن الایمان والاسلام ... 56
سؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله ليعلم الناس ... 57
دعائم الايمان وشعبها ... 58
ادنی مایکون به المرء مؤمنا اوكافرا اوضا لا ... 59
سؤال رجل امير المؤمنين عليه السلام عن الاسلام وجوابه ... 60
اقسام الحديث الذي بايدي الناس ... 61
ص: 322
اقسام الرواة الذين يأتون بالحديث ... 62
دخول علي عليه السلام على النبي في اليوم والليلة ... 63
ذكر النبي صلى الله عليه وآله الاوصياء من بعده بأسمائهم ... 64
عرض ذلك الحديث على الائمة علیهم السلام ... 65
افتراء القوم الحديث على النبي صلى الله عليه وآله ... 66
اختلاق الحديث طعنا في اهل البیت علیهم السلام ... 67
اشتداد المحنة بمجيء الحجاج ... 68
ذكر فضل قریش والانصار ... 69
تفاخر القوم برجالاتهم ... 70
ماحفظه سليم من اسماء رجال قریش ... 71
اسماء رجال الانصار ... 72
كلام على عليه السلام واثبات فضله وسوابقه ... 73
النبي وعلى علیهما السلام كانا نورا قبل خلق آدم ... 74
سد الابواب الاباب على عليه السلام ... 75
بعض مناقب امیر المؤمنين عليه السلام ... 76
قوله صلى الله عليه وآله : من زعم انه يجبنى ويبغض عليا فقذ كذب ... 79
ذكر علي عليه السلام اصحاب الصحيفة ... 80
احتجاج علي عليه السلام على طلحة ... 81
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام ابن عمر ... 82
احتجاج امير المؤمنين عليه السلام على القوم ... 83
كلام طلحة وردّ امير المؤمنين عليه السلام عليه ... 84
سؤال طلحة عليا عليه السلام عن الصحيفة التي جمع فيه القرآن ... 85
جواب امير المؤمنين عليه السلام لطلحة ... 86
املاء النبي صلى الله عليه وآله الاخبار لعلي عليه السلام ... 87
اخبار علي عليه السلام بولاية بني امية ... 88
خطبة امير المؤمنين عليه السلام لما طلب منه استغفار الناس ... 89
كلام الاشعث وردّ امير المؤمنين عليه السلام عليه ... 90
فرح الشيعة بجوابه عليه السلام للاشعث ... 95
ابيات ابن ابي الصعق الى عمر ... 96
ص: 323
اغرام عمر جميع عماله غير قنفذ العدوى ... 97
كلام عليّ عليه السلام عن بدع عمر ورضا الناس بها ... 98
غصب فدك من فاطمة عليها السلام ... 99
احتجاج الزهراء عليها السلام على الرجلين لحقها في فدك ... 100
تأمر الرجلين مع خالد لقتل علي عليه السلام ... 101
ذكر امثلة من بدع عمر وجهله بالاحکام ... 102
قول عمر في حق النبي صلى الله عليه وآله بالباطل ... 104
غضب النبي صلى الله عليه وآله وخطبته بالناس ... 105
ذكر النبي صلى الله عليه وآله لاهل بيته ومنزلتهم ... 106
الرسول صلى الله عليه وآله ينسب نفسه واهل بيته عليهم السلام ... 107
بعض مثالب عمر ... 108
بعض مثالب القوم ... 109
عائشة وحفصة تطلبان ميراثهما من عثمان ... 110
کلام امیر المؤمنين عليه السلام قبل وقعة صفين ... 111
علي عليه السلام مفرج الغم عن وجه النبي صلى الله عليه وآله ... 113
اتخاذ الرجلين صنما یعبداند سرا ... 114
نزول امير المؤمنين عليه السلام عند دير نصراني ... 115
حديث الراهب النصراني ... 116
مبايعة النصراني لامير المؤمنين عليه السلام ... 118
خطبة امير المؤمنين عليه السلام على المنبر ... 119
امیر المؤمنين عليه السلام ينعت نفسه ... 120
اخباره بالبلايا والفتن بعده ... 121
وصيته عليه السلام بلزوم اهل البيت وذكره المهدی علیه السلام ... 122
امیر المؤمنين عليه السلام يعظ الناس ويوصيهم ... 123
قول النبي صلى الله عليه وآله : منهومان لايشبعان ... 124
ابتداع وقوع الفتن ... 125
شكوى امير المؤمنين عليه السلام مما لقى من الامة ... 126
تسليم ثمانين رجلا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين ... 127
افتتان الصحابة بشهادة الاربعة لابي بكر ... 128
ص: 324
حديث اختلاج الصحابة دون رسول الله صلى الله عليه وآله ... 129
وصية أبي ذر الى امير المؤمنين عليه السلام ... 130
ذكر اصحاب العقبة ونفرهم الناقة بالنبي صلى الله عليه وآله ... 131
سؤال فاطمة عليها السلام النبي صلى الله عليه وآله عن احب الو لدين اليه 132
اصطراع الحسن والحسین علیهما السلام ... 133
الحسن والحسين علیهما السلام سیدا شباب اهل الجنة ... 134
رسول الله صلى الله عليه وآله يلعن عمرا ومعاوية ... 135
بث معاوية القراء والقضاة في البلاد ... 136
کتاب معاوية الى زياد ... 137
معاوية يوصي زيادا بالتفرقة بين المسلمين ... 138
استلحاق معاوية زيادا ... 139
اصحاب الرايات السود ... 140
جلوس علي عليه السلام بين النبي صلى الله عليه وآله وعائشة ... 141
ارسال معاوية أبا هريرة وابا الدرداء الى علي عليه السلام ... 142
خلافة من كان قبل امير المؤمنين عليه السلام ... 143
رسالة امير المؤمنين عليه السلام الى معاوية ... 144
مناظرة على عليه السلام لابي هريرة وابي الدرداء ... 145
ابلاغ رسالة علي عليه السلام الى معاوية ... 146
خطبة امير المؤمنين عليه السلام على المنبر ... 147
شهادة جمع من الصحابة بواقعة الغدير ... 148
تنصيب علي عليه السلام خليفة للرسول صلى الله عليه وآله ... 149
نزول آية التطهير في اهل البیت علیهم السلام ... 150
في نزول عدة من الايات في اهل البیت علیهم السلام ... 151
رد معاوية على على عليه السلام ... 152
جواب امیر المؤمنين عليه السلام لكتاب معاوية ... 153
وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام ... 154
الرسول صلى الله عليه وآله يبشر عليا عليه السلام ... 155
جواب امیر المؤمنين عليه السلام على كتاب معاوية ... 156
نزول آيات بحق بني امية ... 158
ص: 325
دكر الرايات السود والسفياني ... 159
خروج المهدى عليه السلام ودخوله مكة ... 160
قدوم معاوية للحج بعد وفاة الامام الحسن عليه السلام ... 161
مناظرة قيس بن سعد مع معاوية ... 162
احتجاج قيس بن سعد على معاوية ... 163
امر معاوية بلعن علي عليه السلام وكلامه مع ابن عباس ... 164
اشتداد البلاء على الشيعة ... 165
معاوية يأمر باكثار الرواية في فضل الرجلين ... 166
كتب معاوية الى ولاته بالتضييق على الشيعة ... 167
حج الحسين عليه السلام واجتماعه باصحاب النبي صلى الله عليه وآله ... 168
مناشدة الحسين عليه السلام الصحابة والتابعين ... 169
بكاء ابن عباس لرزية يوم الاثنين ... 172
التقاء امير المؤمنين عليه السلام بالزبير وطلحة ووعظهما ... 173
رجوع الزبير الى معسكره باكيا ... 174
قول امير المؤمنين عليه السلام : سلوني قبل ان تفقدوني ... 175
سليم يصف وقعة صفين وخطبة الاشتر فيها ... 176
خطبة امير المؤمنين عليه السلام في صفين ... 177
كتاب معاوية الى على عليه السلام يطلب الصلح ... 178
جواب امیر المؤمنين عليه السلام لكتاب معاوية ... 179
امير المؤمنين عليه السلام ينعت اهل الشام ... 180
حملة اهل العراق على اهل الشام ... 181
موت معاذ ودعاؤه بالويل والثبور ... 182
مقالة القوم عند موتهم ... 183
کلام ابی بکر عند موته ... 184
الشيطان لا يتمثل بالنبي والائمة علیهم السلام ... 186
افتراق الامة على ثلاث فرق بعد النبي صلى الله عليه وآله ... 187
حديث واقعة الغدير ... 187
لعلي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله عشر خصال ... 189
مناجاة الرسول صلى الله عليه وآله مع علي عليه السلام قبل وفاته ... 190
ص: 326
كلام عبد الله بن جعفر مع معاوية ... 191
النبي صلى الله عليه وآله يخبر الناس بالاوصياء من بعده ... 192
منزلة اهل البیت علیهم السلام عند الله ... 193
المؤمنون فى الناس قليل ... 194
ابن عباس يحتج على معاوية بالامامة ... 195
اختلاف الامة في شيئين ... 196
خطبة المتقين لامير المومنين عليه السلام ... 197
المنافقون يتساء لون عن مقاعدهم من الجنة والنار ... 198
النبي صلى الله عليه وآله يفضح المنافقين وينسب عليا عليه السلام ... 199
افتراء منافق على النبي صلى الله عليه وآله ... 203
بنو عبد المطلب سادة اهل الحنة ... 204
اعجب ماسمع ابو ذر من النبي صلى الله عليه وآله ... 205
علي عليه السلام باب فتحه الله فتحه الله عز وجل ... 206
حديث ابن عباس عن فتنة الناس ... 207
حرق الباب وضرب الزهراء عليها السلام ... 208
كلام بريدة الاسلمي مع عصر ... 209
تحريض عمر ابا بكر على قتل علي عليه السلام ... 210
منع عصر ابا بكر من ارجاع فدك لفاطمة عليها السلام ... 211
دعاء الزهراء على الرجلين ... 212
وفاة الزهراء عليها السلام وتهديد عمر بنبش قبرها ... 213
تآمر القوم على قتل علي عليه السلام وندم ابي بكر ... 214
ختام الكتاب ... 215
الفهارس ... 217
تمهید ... 219
1- الايات ... 222
2- الاعلام ... 229
3- الامكنة ... 251
4- الا ام والقبائل والفرق ... 253
5- لاشعار ... 255
ص: 327
6 - الكتب ... 256
7- الوقائع ... 262
8 - المعجم الموضوعي ... 263
9- المواضيع ... 320
ص: 328