معاني الأخبار

هوية الكتاب

معاني الأخبار

كاتب: ابن بابویه، محمد بن علي

مؤلفين آخرين

مصحح: غفاری، علی اکبر

لسان: العربية

الناشر: دارالمعرفة للطباعة والنشر- بیروت لبنان

سال نشر:1399ه - 1979م

ص: 1

اشارة

مقدمات التحقيق

تمتاز هذه الطبعة عمّا سبقها بتعاليق قيّمة فيها فوائد جمّة، و توضيح ما فيه من مشكل اللّغة و بيان ما يحتاج إليها الباحث في درك المغزى من دقائق و رقائق، و تراجم أناس ينبغي أن يقف القارئ عليها.

1399ه - 1979م

بیروت - لبنان

ص: 2

الإهداء

من الواجب الضروريّ إهداء هذا المشروع إلى مؤلّفه العبقريّ بما أنّه في الرّعيل الأوّل من حماة الشريعة، و حملة الحديث، و أركان الامّة، و الجاهدين في سبيل رقيّها و تقدّمها، الّذين كشحوا الظلمات عن مسار حياتنا بما ألّفوا، و كشفوا الدّياجير من أمام أرجلنا بما صنّفوا «رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ».

فإليك يا فخر الشيعة و محيي آثارها، و يا فقيه الطائفة و فقيد أسرتها نهدي هذا العمل الخالص إجلالا لشأنك المنيع، و إعلاء لمجدك الباذخ، و روحانيّتك المقدّسة، و إبقاء لعظمتك السامية، و شخصيّتك المثلى، و تآليفك القيّمة، و حقيق بك أن نقول أنّ حقائق آل العصمة تجلّت على مرآة نفسك الطاهرة فانعكس ضياؤها على تصانيفك فكانت للامّة هدى و نورا منذ عهدك الزّاهي إلى يومنا الحاضر الّذي مرّ ألف عام من كارثة فقدانك المفجع، فنسأل اللّه الّذي حباك نعمه أن يسبل عليك شآبيب رحمته و يسكنك بحبوحة جنّته.

الغفارى 1379 ه - ق

ص: 3

كلمة المصحح

اشارة

نحمدك اللّهمّ على ما أرشدتنا إلى صراطك الأقوم، و هديتنا إلى سبيلك بنبيّك الأكرم، و غرست في قلوبنا محبّة العترة الطاهرة و الشجرة الطيّبة الّتي أصلها ثابت و فرعها في السماء، و أمرتنا باتّباعهم، و وفّقتنا لطاعتهم، و أنقذتنا بهم من شفا جرف الهلكات و أخرجتنا بنورهم من الظلمات، هداة الأبرار، و نور الأخيار، الّذين أعلنوا دعوتك، و بيّنوا فرائضك، و أقاموا حدودك، و نشروا أحكامك، الّذين يبلّغون رسالاتك و لا يخشون أحدا إلاّ إيّاك، فصلواتك على نبيّك و عليهم أجمعين.

أما بعد فإنّي منذ عهدي بالكتاب أتمنّى أن أقوم بنشر بعض آثار شيخنا الصدوق - رحمه اللّه - فانتخبت منها على كثرتها هذا الأثر النفيس و ذلك لأهميّة موضوعه بين كتبه، لأنّه في بيان غرائب الأحاديث و مشكلات الأخبار عن لسان أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و كأنّه بمنزلة القاموس في فهم كلماتهم، و معاني ألفاظهم، و مغازي أخبارهم، و هو ممّا لم يسمح الدّهر بمثله، و لم ينسج على منواله، و لا حرّر على شاكلته و مثاله، و قلّ ما توجد فوائده في غيره. فصمّمت - و للّه الحمد - على الشروع، و قمت بإخراجه و تصحيحه و تبيينه، و أعددته للطبع، لكن كثرة المشاغل عاقتني عن ذلك حتّى آل الأمر إلى أن جمع اللّه تعالى بيني و بين الأخ الألمعيّ و الفاضل اللّوذعي (مؤسّس المكتبة الحجّتيّة) الحاجّ الشيخ مهديّ الحائري - دام علاه - بمدينة قم المشرّفة، فجرى بيننا الكلام من نواحي شتّى حتّى استفسر عن مطبوعاتنا الحديثة و ما مهّدناه للطبع، فأخبرته بالكتاب فراقه ذلك و أعجبه، فحثّني على القيام بشأنه و شوّقني إلى إبرازه، فلبّيت من غير تأخير رغبته، و هيّأت بتوفيق اللّه أسباب الطبع و أهبته، و شرعت في المقصود، و لم آل جهدا في الترقين و لم افرّط سعيا في التبيين، و إنّي معترف بأنّ الّذي خلق من عجل لا يسلم من الخطأ و الزّلل، فخرج الكتاب - بحول اللّه و طوله - بحيث يروق مظهره كلّ محدّث دينيّ يطلب فهم حقائق كلمات الأئمّة عليهم السّلام. و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم.

ص: 4

ثمّ كان من الواجب عليّ أن أشكر جميل مساعي زميلي المحترم البارع المفضال الشيخ محمّد تقيّ اليزديّ المشتهر به «مصباح الهدى» أدام اللّه إفضاله و كثّر أمثاله، حيث عاضدني بإحياء قسم كبير من هذا التراث الدينيّ العلميّ الأدبيّ فأبان من الكتاب ما أشكل فهمه على الطالب و أوضح منه ما احتاج إليه الباحث، و ذلك و إن كان في باكورة أعماله و زهرة ربيعه و أوّل نفحاته، لكن يرى الباحث في تضاعيف الصفحات دروسا راقية، و آراء علميّة كلّها تعرب عن تعمّقه في الأبحاث، و تدبّره في الكلام، و حسن تيسيره في إيضاح المشاكل و دقّته في الاستنباط، و هذا هو المشاهد لمن سبر غور الكتاب و طاف طوره، فرمزت إلى تعاليقه ب (م) شاكرا له مثنيا عليه.

و قد اطّلع على موسوعتنا هذه الشيخ المتتبّع الخبير، و الناقد المتضلّع البصير، الشيخ عبد الرحيم الربّانيّ الشيرازيّ نزيل قمّ المشرّفة فشكر هذا المشروع و قدّر هذا المجهود و رأى أن يرسل إلينا كلمة موجزة في عبقريّة المؤلّف و تاريخ حياته و تآليفه و مشايخه و تلاميذه، و رحلاته في الأقطار و الأمصار و العواصم الإسلاميّة، و مناظراته مع علماء المخالفين، فتفضّل بإرسالها مع كثرة ما يشغله عنها، و هي على إيجازها تعرب عن مكانة الشيخ في الثقافة و علوّ مقامه في التحقيق، و تبحّره في الفنّ، و براعته في الدّراية، و معرفته بالرّجال، فزيّنا الكتاب بمقاله تقديرا لسعيه و إكبارا لمقامه.

على أكبر الغفارى

ص: 5

(النسخ التي كانت عندنا حين التصحيح)

1 - نسخة مخطوطة صحّحها و قابلها محمّد بن محمّد محسن بن مرتضى المدعوّ بعلم الهدى. تاريخها شهر رجب المرجّب سنة ثلاث و سبعين بعد الألف من الهجرة النبويّة، تقع في 410 صحيفة، بقطع 27 في 15 سانتيمترا، في كلّ صفحة 19 سطرا، طول كلّ سطر 8/5 سانتيمترا.

تفضّل بإرسالها الأستاذ العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي التبريزيّ - أبقاه اللّه سيفا صارما و منارا للحقّ - نزيل قم المشرّفة.

2 - نسخة مخطوطة مصحّحة لخزانة كتب العلاّمة النسّابة الآية الحجّة السيّد شهاب الدّين النجفيّ المرعشيّ - دامت بركاته - لم يؤرّخها كاتبها لكن هي ضميمة مع أمالي الصدوق - رحمه اللّه - و أرّخ الأماليّ هكذا: تمّت النسخة في العشر الأوّل من ربيع الأوّل من السنة السابعة و الثمانين بعد المائتين و الألف، تقع في 168 صحيفة، بقطع 21/5 في 11/5 سانتيمترا، في كلّ صفحة 31 سطرا، طول كلّ سطر 6/5 سانتيمترا.

3 - نسخة مطبوعة مع كتاب علل الشرائع سنة 1299 ه.

4 - نسخة مطبوعة مع العلل أيضا سنة 1311 ه.

ص: 6

(حياة المؤلّف) قدّس سرّه بقلم الشيخ عبد الرّحيم الرّبانيّ الشيرازيّ

اشارة

ص: 7

حياة المؤلّف

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الشيخ الأجلّ الأعظم، رئيس المحدّثين، محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، أبو جعفر الصدوق القمّيّ - قدس اللّه روحه -

أمره في العلم و الفهم و الثقافة و الفقاهة و الجلالة و الوثاقة و كثرة التصنيف و جودة التأليف فوق أن تحيطه الأقلام و يحويه البيان، و قد بالغ في إطرائه و الثناء عليه كلّ من تأخّر عنه و ترجمه أو استفاد من كتبه الثمينة، و أقرّوا له كلّهم بالشيخوخيّة و الوثاقة، و نحن و إن لم نر حاجة في التدليل على عظمته بعد ما يعلم من معروفيّته و طائر صيته لكن نذكر طرفا من كلمات أساطين المذهب و غيرهم في تقريظه و الثناء عليه تذكيرا لإخواني المتعلّمين أنّ السعادة الأبديّة في اكتساب العلم و الفضائل و خدمة الدّين و أهله و أنّ كلّ من خطا خطوة في سبيل الدّين و ترويج سنن سيّد المرسلين صلّى اللّه عليه و آله و طريق عترته الطاهرين عليهم السّلام قد فتح لنفسه في التاريخ صحيفة تشرق منها آثاره و مآثره بقدر خطواته الشاسعة و خدمته لمجتمعه الدّينيّ، فيا إخواني المتعلّمين عليكم بالجدّ في تحصيل العلم و الأدب و دعوة المجتمع إلى ما يرقّيهم و يوصلهم إلى سعاداتهم سعادة الدنيا و الآخرة و كونوا دعاة الناس بأعمالكم و ألسنتكم. و ذبّوا عن حوزة الإسلام كيد المنحرفين و إبطال الملحدين وفّقكم اللّه و إيّانا لخدمة الدّين و أهله فها نحن نسرد جمل الثناء عليه.

قال الشيخ الطوسيّ (1): محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ جليل

ص: 8


1- . الفهرست: 156.

القدر يكنّى أبا جعفر كان جليلا حافظا للأحاديث، بصيرا بالرّجال. ناقدا للأخبار، لم ير في القمّيّين مثله في حفظه و كثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنّف. و قال في رجاله(1): جليل القدر، حفظة، بصير بالفقه و الأخبار و الرّجال.

و قال الرجاليّ الكبير النجاشيّ (2): أبو جعفر نزيل الريّ، شيخنا و فقيهنا و وجه الطائفة بخراسان، و كان ورد بغداد سنة 355 و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السنّ. اه

و قال الخطيب البغداديّ:(3) نزل بغداد و حدّث بها عن أبيه، و كان من شيوخ الشيعة و مشهوري الرافضة، حدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعاليّ. اه

و أطرأه ابن إدريس في السرائر بقوله: كان ثقة جليل القدر، بصيرا بالأخبار، ناقدا للآثار، عالما بالرّجال، حفظة، و هو أستاد شيخنا المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان(4).

و وصفه ابن شهرآشوب في معالم العلماء(5): بمبارز القميّين، له نحو من ثلاث مائة مصنّف.

و قال المحقّق الحلّي في مقدّمة المعتبر(6) في كلام له في سبب الاقتصار على كلام بعض الأصحاب: و اجترأت بإيراد كلام من اشتهر فضله و عرف تقدّمه في نقل الأخبار و صحّة الاختيار و جودة الاعتبار، و اقتصرت من كتب هؤلاء الأفاضل على ما بان فيه اجتهادهم و عرف به اهتمامهم، و عليه اعتمادهم - ثمّ ذكر عدّة من أصحابنا المتقدّمين، ثمّ قال: - و من المتأخّرين أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّيّ - رضي اللّه عنه -

و وصفه السيّد بن طاوس بقوله: الشيخ المعظّم(7). و بقوله: الشيخ المتّفق على

ص: 9


1- . مخطوط.
2- . فهرست النجاشيّ: 276 و لا تغفل عن قوله: «و سمع منه شيوخ الطائفة» فهو بمكان من الاهمية و التجليل و التوثيق، لم نعرف مثله لغيره.
3- . تاريخ بغداد ج 89:3.
4- . سفينة البحار ج 22:2.
5- . ص 99.
6- . ص 7 ط 1318 ه.
7- . الإقبال: 465.

علمه و عدالته(1).

و العلاّمة الحلّي بقوله:(2) أبو جعفر نزيل الرّيّ، شيخنا و فقيهنا و وجه الطائفة بخراسان، ورد بغداد سنة 355 و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السنّ، كان جليلا حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميّين مثله في حفظه و كثرة علمه، له نحو من ثلاث مائة مصنّف، ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير. اه.

و ابن داود بقوله: أبو جعفر جليل القدر، حفظة، بصير بالفقه و الأخبار، شيخ الطائفة و فقيهها و وجهها بخراسان كان ورد بغداد سنة 355، سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السنّ، له مصنّفات كثيرة، لم ير في القميّين مثله في الحفظ و كثرة علمه. اه(3)

و وصفه فخر المحقّقين في إجازته لشمس الدين محمّد بن صدقة بالشيخ الإمام(4).

و الشهيد الأوّل في إجازته لزين الدين عليّ بن الخازن: بالإمام بن الإمام الصدوق(5).

و الشيخ عليّ بن هلال الجزائريّ في إجازته للمحقّق الكركيّ، بالشيخ الصدوق الحافظ(6).

و المحقّق الكركيّ في إجازته للشيخ إبراهيم الميسيّ: بالشيخ الإمام الفقيه المحدّث الرحلة إمام عصره(7).

و في إجازته للشيخ حسين بن شمس الدين: بالشيخ الإمام الثقة الصدوق المحدّث الحافظ(8).

و في إجازته للشيخ صفيّ الدين عيسى: بالشيخ الحافظ المحدّث الرحلة المصنّف الكنز الثقة الصدوق(9).

و الشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته لشمس الدين محمّد بن تركي بالشيخ الصدوق الحافظ(10).

ص: 10


1- . فرج المهموم: 129.
2- . خلاصة الأقوال: 72.
3- . رجال ابن داود: مخطوط.
4- . إجازات البحار: 73 اجازة القطيفى.
5- . الاجازات: 39.
6- . الاجازات: 55.
7- . الاجازات: 58.
8- . الاجازات: 61.
9- . الاجازات: 66.
10- الاجازات: 72.

و الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: بالشيخ الإمام العالم الفقيه الصدوق(1).

و الشيخ حسن بن الشهيد في إجازته للسيّد نجم الدين: بالشيخ الإمام الصدوق الفقيه(2).

و الشيخ حسين بن عبد الصمد في كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار: بالشيخ الجليل النبيل، قال: و كان هذا الشيخ جليل القدر، عظيم المنزلة في الخاصّة و العامّة حافظا للأحاديث، بصيرا بالفقه و الرجال و العلوم العقليّة و النقليّة، ناقدا للأخبار شيخ الفرقة الناجية، فقيهها و وجهها بخراسان و عراق العجم(3)، لم ير في عصره مثله في حفظه و كثرة علمه، ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السنّ (4).

و الشيخ أحمد بن نعمة اللّه بن أحمد بن خاتون العامليّ في إجازته للمولى عبد اللّه بن الحسين التستريّ: بالشيخ الأجلّ المحدّث الرحلة(5).

و الشيخ محمّد بن أحمد بن نعمة اللّه في إجازته للسيّد ظهير الدين إبراهيم بن الحسين الحسني الهمدانيّ: بالإمام الفاضل الكامل الصدوق(6).

و السيّد صدر الدين محمّد الدشتكيّ في إجازته للسيّد عليّ بن القاسم الحسينيّ اليزديّ: بالشيخ الإمام(7).

و الشيخ البهائيّ في الدراية: برئيس المحدّثين، حجّة الإسلام(8).

و في إجازته للمولى صفيّ الدين محمّد القمّيّ: برئيس المحدّثين الصدوق(9).

و المحقّق الداماد: بالصدوق بن الصدوق عروة الإسلام(10).

ص: 11


1- . الاجازات: 88.
2- . الاجازات: 98.
3- . ثم ذكر كتبا منه رحمه اللّه ثمّ قال:.
4- . وصول الأخيار: 70.
5- . الاجازات: 119.
6- . الاجازات: 121.
7- . الاجازات: 80.
8- . الدراية: 9.
9- . الاجازات: 130.
10- الرواشح السماوية: 150 و 159.

و الأمير شرف الدين الشولستانيّ في إجازته للمجلسيّ الأوّل: بالشيخ الجليل الثقة الصدوق(1).

و المولى حسنعليّ التستريّ في إجازته للمجلسيّ الأوّل: بالشيخ الأجلّ، العدل العالم الفقيه المحدّث(2).

و الآغا حسين الخوانساريّ في إجازته للأمير ذي الفقار: بالشيخ الأجلّ العالم الفقيه الصدوق رئيس المحدّثين(3).

و الشيخ عليّ سبط الشهيد الثاني: بالشيخ الجليل الصدوق(4).

و المولى محمّد تقيّ المجلسيّ: بالإمام السعيد الفقيه، و قال بعد نقله كلام النجاشيّ و الشيخ الطوسيّ ما ترجمته: و مدحه كثيرا السيّد بن طاوس و وثّقه بل وثّقه العلماء لمّا حكموا بصحّة أحاديثه الصحيحة، و بالجملة فهذا الشيخ ركن من أركان الدين، بل تبعه اكثر العلماء لما يأتي في محلّه(5).

و المولى أبو القاسم الجرفادقانيّ في إجازته للمولى عليّ الجرفادقاني: برئيس المحدّثين و صدوق المسلمين، آية اللّه في العالمين، الشيخ الأعظم(6).

و الطريحيّ بقوله: الثقة حجّة الإسلام(7).

و العلاّمة المجلسي الثاني في الوجيزة: بالفقيه الجليل المشهور(8).

و في إجازته لإبراهيم بن كاشف الدين اليزديّ: بالشيخ الصدوق، رئيس المحدّثين(9)

و قال في البحار بعد إيراده ما بيّن الصدوق - رحمه اللّه - من مذهب الإماميّة: و إنّما أوردناها لكونه من عظماء القدماء التابعين لآثار الأئمّة النجباء، الّذين لا يتّبعون الآراء و الأهواء و لذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه و كلام أبيه - رضي اللّه عنهما - منزلة النصّ

ص: 12


1- . الاجازات: 134.
2- . الاجازات: 151.
3- . الاجازات: 156.
4- . الاجازات: 156.
5- . لوامع صاحبقرانى: 54.
6- . الاجازات: 158.
7- . جامع المقال: 124 و 194.
8- . الوجيزة: 165.
9- . الاجازات: 151.

المنقول و الخبر المأثور(1).

و أطرأه الشيخ الحرّ بقوله: الشيخ الثقة الصدوق رئيس المحدّثين(2).

و السيّد البحرانيّ: بالشيخ الصدوق وجه الطائفة، رئيس المحدّثين الثقة(3). و بقوله: الشيخ الثقة رئيس المحدّثين(4).

و قال المحقّق البحرانيّ بعد ذكره ما قدّمنا عن النجاشيّ: ولد قدّس سرّه هو و أخوه بدعوة صاحب الأمر - صلوات اللّه و سلامه عليه - على يد السفير الحسين بن روح. و العجب من بعض القاصرين أنّه كان يتوقّف في توثيق الشيخ الصدوق و يقول: إنّه غير ثقة لأنّه لم يصرّح بتوثيقه أحد من علماء الرجال، و هو من أظهر الأغلاط الفاسدة، و أشنع المقالات الكاسدة، و أفزع الخرافات الباردة فإنّه أجلّ من أن يحتاج إلى التوثيق و ليت شعري(5) من صرّح بتوثيق أوّل هؤلاء الموثّقين الّذين اتّخذوا توثيقهم لغيرهم حجّة في الدين؟ و في المقام حكاية طريفة وجدت بخطّ شيخنا الشيخ أبي الحسن سليمان بن عبد اللّه البحرانيّ ما صورته: أخبرني جماعة من أصحابنا قالوا: أخبرنا الشيخ الفقيه المحدّث الشيخ سليمان بن صالح البحرانيّ قدّس اللّه روحه، قال: أخبرني الشيخ العلاّمة البهائي قدس اللّه سرّه و قد كان سئل عن ابن بابويه فعدّله و وثّقه و أثنى عليه، و قال: سئلت قديما عن زكريّا بن آدم و الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه أيّهما أفضل و أجلّ مرتبة؟ فقلت: زكريّا بن آدم لتوافر الأخبار بمدحه، فرأيت شيخنا الصدوق عاتبا عليّ بيديه، قال: من أين ظهر لك فضل زكريّا بن آدم عليّ و أعرض(6).

و وصفه في إجازته لبحر العلوم: بالشيخ الثقة الصدوق(7).

و قال الوحيد البهبهانيّ بعد نقله ذلك عن البهائيّ: كذا (أي قول البهائيّ) في

ص: 13


1- . بحار الأنوار 405:10 الطبعة الحروفية الحديثة.
2- . الفائدة الثالثة من خاتمة وسائل الشيعة.
3- . مدينة المعاجز: 4.
4- . تفسير البرهان 30:1.
5- . و ليت شعرى ما أراد من التوثيق بعد ما عرفت من كلام أساطين المذهب؟!.
6- . لؤلؤة البحرين: 302.
7- . الاجازة: مخطوط.

حاشية للمحقّق البحرانيّ على بلغته، و في أخرى له عليها أيضا: كان بعض مشايخنا يتوقّف في وثاقة شيخنا الصدوق عطّر اللّه مرقده، و هو غريب، مع أنّه رئيس المحدّثين المعبّر عنه في عبارات الأصحاب بالصدوق، و هو المولود بالدعوة، الموصوف في التوقيع المقدّس بالفقيه، و صرّح العلاّمة في المختلف بتعديله و توثيقه، و قبله ابن طاوس في كتاب فلاح السائل و نجاح المسائل و غيره و لم أقف على أحد من أصحابنا يتوقّف في روايات من لا يحضره الفقيه إذا صحّ طريقه، بل و رأيت جمعا من الأصحاب يصفون مراسيله بالصحّة و يقولون: إنّها لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير منهم العلاّمة في المختلف، و الشهيد في شرح الإرشاد، و السيّد المحقّق الداماد - قدّس اللّه أرواحهم - انتهى. و قال جدّي المجلسيّ رحمه اللّه وثّقه ابن طاوس صريحا في كتاب النجوم، بل وثّقه جميع الأصحاب لمّا حكموا بصحّة أخبار كتابه، بل هو ركن من أركان الدين، جزاه اللّه عن الإسلام و المسلمين أفضل الجزاء، و ظاهر كلامه صلوات اللّه عليه توثيقهما(1) فإنّهما لو كانا كاذبين لامتنع أن يصفهما المعصوم بالخيريّة(2) قال: ثمّ إنّه نقل عن ابن طاوس توثيقه في بعض كتبه أيضا مثل كشف المحجّة و غياث الورى و الإقبال، و كذا عن ابن إدريس في سرائره، و العلاّمة في المختلف و المنتهى، و الشهيد في شرح الإرشاد و الذكرى، و مرّ في محمّد بن إسماعيل النيسابوريّ، عن الشهيد الثاني أنّ مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم(3).

و وصفه الفتونيّ في إجازته لبحر العلوم: بالشيخ الإمام المقدّم. الفاضل المعظّم، راوية الأخبار، الفائض نوره في الأقطار، قدوة العملاء، و عمدة الفضلاء(4).

و بحر العلوم في إجازته للسيّد عبد الكريم: بالشيخ الإمام، راوية الأخبار، الفائض أنواره في الأقطار(5).

ص: 14


1- . أي هو و أخاه الحسين بن بابويه.
2- . إشارة الى قول المعصوم عليه السلام: سترزق و لدين ذكرين خيرين.
3- . تعليقة البهبهانى المطبوع على هامش الرجال الكبير: 307.
4- . الإجازة: مخطوط.
5- . الإجازة: مخطوط.

و في إجازته للسيّد حيدر بن حسين بن عليّ اليزديّ: بالشيخ الصدوق، راوية الأخبار و رئيس المحدّثين الأبرار، الفائض أنواره في الأقطار(1).

و في فوائده الرجاليّة: شيخ من مشايخ الشيعة، و ركن من أركان الشريعة، رئيس المحدّثين، و الصدوق فيما يرويه عن الأئمّة المعصومين، ولد بدعاء صاحب الأمر صلوات اللّه عليه، و نال بذلك عظيم الفضل و الفخر، وصفه الإمام عليه السّلام في التوقيع الخارج من ناحية المقدّسة بأنّه فقيه خيّر مبارك، ينفع اللّه به، فعمّت بركته الأنام، و انتفع به الخاصّ و العامّ و بقيت آثاره و مصنّفاته مدى الأيّام، و عمّ الانتفاع بفقهه و حديثه فقهاء الأصحاب و من لا يحضره الفقيه من العوامّ إه(2).

و قال التستريّ: الصدوق، رئيس المحدّثين، و محيي معالم الدين، الحاوي لمجامع الفضائل و المكارم، المولود كأخيه بدعاء العسكريّ أو دعاء القائم عليهما السّلام، بعد سؤال والده له بالمكاتبة أو غيرهما، أو بدعائهما - صلوات اللّه عليهما -، الشيخ الحفظة و وجه الطائفة المستحفظة، عماد الدين أبو جعفر.... القمّيّ الخراسانيّ الرازيّ طيّب اللّه ثراه، و رفع في الجنان مثواه إلخ(3).

و قال السيّد الخوانساريّ: الشيخ العلم الأمين، عماد الملّة و الدين، رئيس المحدّثين أبو جعفر الثاني، محمّد بن الشيخ المعتمد الفقيه النبيه أبي الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ المشتهر بالصدوق، أمره في العلم و العدالة و الفهم و النبالة و الفقه و الجلالة و الثقة و حسن الحالة و كثرة التصنيف و جودة التأليف و غير ذلك من صفات البارعين، و سمات الجامعين أوضح من أن يحتاج إلى بيان، أو يفتقر إلى تقرير القلم في مثل هذا المكان(4)ثمّ ذكر كلاما طويلا في إثبات وثاقته و سائر ما يتعلّق بترجمته.

هذه نموذج من كثير ممّا قيل في إطرائه و تبجيله و توثيقه، و لو لا خوف ملال القارئ و سأمه لسردنا غيرها من الأقوال الّتي تدلّ على إكباره و تعرب عن مكانته السامية، و من شاء الوقوف عليها فليراجع كتاب النقض للشيخ عبد الجليل الرازيّ القزوينيّ، و مجالس

ص: 15


1- . الاجازة: مخطوط.
2- . الفوائد الرجالية: مخطوط.
3- . راجع بقية كلامه.
4- . روضات الجنّات: 530.

المؤمنين للتستريّ، و الرجال الكبير و الوسيط للأسترآباديّ، و نقد الرجال للتفرشيّ، و جامع الروات للأردبيليّ، و أمل الآمل للحرّ العامليّ، و الروضة البهيّة للجابلقيّ، و منتهى المقال للحائريّ، و المشتركات للكاظميّ، و خاتمة المستدرك للنوريّ، و قصص العلماء للتنكابنيّ، و شعب المقال لأبي القاسم النراقيّ، و توضيح المقال للكنيّ، و إتقان المقال للشيخ محمّد طه، و تنقيح المقال للمامقانيّ، و أعيان الشيعة للعامليّ، و سفينة البحار و الكنى و الألقاب و الفوائد الرضويّة كلّها للمحدّث القمّيّ، و مصفّى المقال و الذريعة للطهرانيّ، و الأعلام للزركليّ، و عقيدة الشيعة للمستشرق دوايت م: دونلدسن، و المنجد في الأدب و العلوم لفردينان توتل اليسوعي.

ص: 16

(رحلته الى الامصار و البلدان) لاكتساب الفضائل و سماع الأحاديث عن المشايخ العظام

ولد - رضي اللّه تعالى عنه - بقمّ (1)، و نشأ بها و تتلمذ على أساتذتها، و تخرّج

ص: 17


1- . بلدة معروفة تسكنها الشيعة منذ عصرها القادم، و هي إلى الآن تكون مركزا لحملة العلم و الحديث و موضعا لنشر علوم أهل البيت، صنف الحسن بن محمّد بن الحسن القمّيّ المتوفى 378 المعاصر لشيخنا المترجم الصدوق و الراوي عنه كتابه تاريخ قم في توصيفها و فصل الكلام فيما يتعلق بها جغرافيا و سياسيا و علميا و اقتصاديا، و عد في الباب السادس عشر علماء الشيعة في عصره 266 شخصا، و علماء العامّة 14 شخصا، و أول من سكنها من الشيعة عبد اللّه و الاحوص و عبد الرحمن و إسحاق و نعيم و هم بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعريّ، نزلوها سوى سعد في يوم السبت اول الحمل من سنة 94 الهجرية، و أمّا سعد فقد لحق بهم بعد أن باع ضياعها بكوفة بخمسين ألف مثقال من الذهب، و قد ذكرها علماء أخبار البلدان في كتبهم، قال اليعقوبي المتوفى حدود 290 في كتاب البلدان ص 38: و مدينة قم الكبرى يقال لها: منيجان و هي جليلة القدر، يقال: إن فيها ألف درب، و داخل المدينة حصن قديم للعجم، و الى جانبها مدينة يقال لها: كمندان، و لها واد يجرى فيه الماء بين المدينتين عليه قناطر المعقودة بحجارة يعبر عليها من مدينة منيجان الى مدينة كمندان، و أهلها الغالبون عليها قوم من مذحج ثمّ من الاشعريين، و بها عجم قدم و قوم من الموالى يذكرون انهم موال لعبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب - ثم ذكر انهارها و قنواتها و رساتيقها إلى أن قال: - و خراجها أربعة آلاف و خمسمائة ألف درهم. و ذكرها الياقوت في معجم البلدان 397:4 و فصل في أخبارها قال: هى مدينة اسلامية مستحدثة لا أثر للاعاجم فيها، و اول من مصّرها طلحة بن الاحوص الأشعريّ، و بها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة و بردا - الى أن قال: - و هي كبيرة حسنة طيبة و أهلها كلهم شيعة امامية، و كان بدء تمصيرها في أيّام الحجاج بن يوسف سنة 83، و ذلك ان عبد الرحمن بن محمّد بن الاشعث ابن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج، ثمّ خرج عليه و كان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين، فلما انهزم ابن الاشعث و رجع الى كابل منهزما كان في جملته اخوة يقال لهم: عبد اللّه و الاحوص و عبد الرحمن و إسحاق و نعيم و هم بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعريّ.

على مشايخها(1)، ثمّ هاجر منها إلى الريّ (2) بالتماس أهلها و أقام بها، و لم نر في التراجم لتاريخ هجرته ذكرا، غير أنّا نستفاد من مواضع من كتبه: عيون أخبار

ص: 18


1- . كأبيه المعظم عليّ بن الحسين و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّيّ شيخ القميين، و أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ، و أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار الأشعريّ القمّيّ، و الحسين بن أحمد بن إدريس و حمزة بن محمّد و غيرهم.
2- . قال ياقوت في معجم البلدان 116:3: الرى بفتح اوله و تشديد ثانيه مدينة مشهورة من أمّهات البلاد و أعلام المدن، كثيرة الفواكه و الخيرات، و هي محط الحاجّ على طريق السابلة و قصبة بلاد الجبال - الى أن قال: - حكى الاصطخرى انها أكبر من اصبهان لانه قال: و ليس بالجبال بعد الرى أكبر من اصبهان، ثمّ قال: و الرى مدينة ليس بعد بغداد في المشرق اعمر منها، و ان كانت نيسابور أكبر عرصة منها، و اما اشتباك البناء و اليسار و الخصب و العمارة فهي اعمر،.

الرضا(1) و الخصال(2) و الأمالي(3) أنّ هجرته كانت بعد رجب من سنة 339 و قبل رجب من سنة 347 حيث أنّه حدّثه في السنة الأولى حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام بقمّ، و في السنة الثانية حدّثه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الأسديّ المعروف بابن جرادة البردعيّ بالريّ.

و كانت بعد سنة 347 مقيما في الريّ (4) حتّى استأذن من الملك ركن الدولة البويهيّ (5) في زيارة مشهد مولانا الرضا عليه السّلام، فسافر إلى ذلك المشهد في سنة 352،

ص: 19


1- . ص 31 و 126 و 161 و 181 و 293 و 330 من طبع نجم الدولة.
2- . ج 1 ص 9 و ج 173:2.
3- . ص: 140 و 231.
4- . و كان في بعض الأوقات يسافر الى قم لزيارة مشهد فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام أو للقاء المشايخ كما يستفاد من كمال الدين ص 3.
5- . هو أبو عليّ الحسن بن أبي شجاع بويه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهى بن شير دل الأصغر ابن شيردل الأكبر بن شيران شاه بن شير فند بن شستان شاه بن سسن فرد بن شيردل بن سستاذين بهرام جور الملك بن يزد جرد بن هرمز كرمانشاه بن سابور الملك بن سابور ذى الاكتاف، الملقب بركن الدولة، صاحب اصبهان و الرى و همذان و جميع عراق العجم، و هو والد عضد الدولة فنا خسرو، كان ملكا جليل القدر، عالى الهمة، و كان ابن العميد وزيره ولد سنة 284 و توفى ليلة السبت في سنة 366، و ملك 44 سنة و شهرا و تسعة أيّام، ترجمه ابن خلّكان في تاريخه 1: 58 و 154 ط ايران و ج 1 ص 389 تحت رقم 168 ط القاهرة.

ثمّ عاد إلى الريّ، قال في كتاب عيون أخبار الرضا: لمّا استأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا عليه السّلام فأذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنين و خمسين و ثلاث مائة، فلمّا انقلبت عنه ردّني فقال لي: هذا مشهد مبارك، قد زرته و سألت اللّه تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي، فلا تقصر في الدعاء لي هناك، و الزيارة عنّي، فانّ الدعاء فيه مستجاب، فضمنت ذلك له و وفيت به، فلمّا عدت من المشهد على ساكنه التحيّة و السلام و دخلت إليه قال لي: هل دعوت لنا، و زرت عنّا؟ فقلت: نعم، فقال لي:

قد أحسنت، قد صحّ لي أنّ الدعاء في ذلك المشهد مستجاب(1).

و دخل نيسابور في شعبان من تلك السنة و سمع جمعا من مشايخها منهم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ حدّثه بداره فيها(2) و عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ (3)و أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزيّ (4) و أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوريّ المعروف بأبي سعيد المعلّم(5)، و أبو الطيّب الحسين بن أحمد بن محمّد الرازيّ (6) و عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب السجزيّ (7).

و حدّثه بنيسابور أيضا أبو نصر(8) أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبّي المروانيّ

ص: 20


1- . عيون أخبار الرضا: 381.
2- . عيون أخبار الرضا: 11 و 307 التوحيد: 417.
3- . عيون أخبار الرضا: 56 و 67 و 116 و 248 و 342؛ التوحيد: 247 و 277؛ المشيخة: 18.
4- . عيون الأخبار: 80؛ التوحيد 11 و 384 و لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
5- . عيون الأخبار: 274؛ التوحيد: 12 و 60؛ علل الشرائع: 63؛ كمال الدين: 172. لم يذكر تاريخ سماعه عنه فيحتمل أن يكون في سفره هذا أو في غيره.
6- . عيون الأخبار: 350.
7- . التوحيد: 328 و 387؛ و في نسخة السنجرى السرخسى، و في بعض النسخ. الشجرى و الصحيح المختار و لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
8- . في نسخة: أبو بصير.

النيسابوريّ (1).

و حدّثه بمرو الروذ(2) جماعة منهم: أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه مروالرودي(3). و أبو يوسف رافع بن عبد اللّه بن عبد الملك(4).

ثمّ رحل إلى بغداد في تلك السنة و سمع جماعة من مشايخها، منهم: أبو الحسن عليّ بن ثابت الدواليبي(5) و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ الحسينيّ المعروف بابن أبي طاهر(6) و إبراهيم بن هارون الهيستي(7)، و في سنة 354 ورد الكوفة و سمع جماعة من مشايخها: منهم محمّد بن بكران النقّاش(8)، و أحمد بن إبراهيم بن هارون الفاميّ في مسجد الكوفة(9)، و الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ الكوفيّ (10)، و أبو الحسن عليّ بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة(11)، و أبو القاسم الحسن بن محمّد بن السكونيّ المذكّر

ص: 21


1- . علل الشرائع: 56 و فيه: و ما رأيت أنصب منه. و لم يذكر فيه تاريخ سماعه.
2- . مرو الروذ: مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام؛ و بين مرو الشاهجان و نيسابور سبعون فرسخا قاله ياقوت.
3- . عيون الأخبار: 123 و 194 و 274؛ التوحيد: 12؛ الخصال 155:1 و 40:2، معاني الأخبار: 50 (من هذا الطبع). و لم يذكر تاريخ سماعه عنه فيحتمل أن يكون في سفره هذا كما يحتمل أن يكون في غيره.
4- . الخصال 144:2. لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
5- . عيون الأخبار: 35؛ كمال الدين: 93.
6- . عيون الأخبار: 279؛ كمال الدين: 277 و لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
7- . التوحيد: 148؛ معاني الأخبار: 15. و لعلّ الصحيح: الهيتى لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
8- . العيون: 74 و 165؛ التوحيد: 234؛ معاني الأخبار: 43.
9- . عيون الأخبار: 81 و 138.
10- عيون الأخبار: 144؛ الخصال 65:2 و 93 معاني الأخبار: 120.
11- . عيون الأخبار: 140 و 145.

الكوفيّ (1)، و أبو ذرّ يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد البزّاز(2) و حدّثه أيضا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمدانيّ في منزله بالكوفة(3)، و الحسن بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السكونيّ في منزله بالكوفة(4).

و حدّثه بفيد(5) بعد منصرفه من مكّة أبو عليّ أحمد بن أبي جعفر البيهقيّ (6).

و في تلك السنة ورد همذان بعد انصرافه من بيت اللّه الحرام و سمع شيوخها:

منهم أبو أحمد القاسم بن محمّد بن أحمد بن عبدويه السراج الزاهد الهمداني(7)، و أجازه بها أبو العبّاس الفضل بن الفضل بن العبّاس الكنديّ الهمدانيّ (8) و حدّثه محمّد بن الفضل بن زيدويه الجلاّب الهمدانيّ (9).

و يظهر من النجاشيّ (10) دخوله بغداد مرّة أخرى في سنة 355 و لعلّه كان بعد منصرفه من بيت اللّه الحرام.

و زار مشهد الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما السّلام مرّتين أخريين كما يستفاد من المجالس، مرّة في سنة 367 و أملى على السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسينيّ،

ص: 22


1- . الخصال 57:1 و 82 و 83 و 152؛ و 13:2.
2- . الخصال 153:1؛ الأمالي: 230. و لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
3- . معاني الأخبار: 189.
4- . الأمالي: 2 و لم يذكر فيه تاريخ سماعه؛ و يحتمل اتّحاده مع السكوني المتقدم.
5- . بالفتح ثمّ السكون؛ حكى ياقوت عن الزجاج أنّه قال: هى بليدة في نصف طريق مكّة من الكوفة عامرة الى الآن يودع الحاجّ فيها أزوادهم و ما يثقل من امتعتهم عند أهلها؛ فاذا رجعوا اخذوا ازوادهم و وهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك.
6- . عيون الأخبار: 219.
7- . الخصال 52:1 و 80 و 3:2؛ المعاني: 275.
8- . الخصال 141:1 و 155؛ التوحيد: 60.
9- . الخصال 99:2.
10- فهرست النجاشيّ: 276.

و على أبي بكر محمّد بن عليّ بهذا المشهد في يوم الجمعة لثلاث عشر بقين من ذي الحجّة و يوم غدير خمّ من هذه السنة(1)، و رجع قبل المحرّم من سنة 368 إلى الريّ و أملى بها المجلس السابع و العشرين يوم الجمعة غرّة المحرّم(2).

و مرّة اخرى عند خروجه إلى ديار ما وراء النهر(3) و كان يوم الثلثاء السابع عشر من شعبان سنة 368(4).

و رحل إلى بلخ(5) و سمع مشايخها منهم: أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل(6) و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد الأستراباديّ العدنيّ (7) و أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عمرو العطّار و كان جدّه عليّ بن عمرو صاحب عليّ بن محمّد العسكريّ عليه السّلام و هو الّذي خرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه(8)، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد الفقيه(9)، و طاهر بن محمّد بن يونس بن حيوة الفقيه(10) و أبو الحسن محمّد بن سعيد بن عزيز السمرقنديّ الفقيه(11).

ص: 23


1- . الأمالي: 72 و 74.
2- . الأمالي: 77.
3- . أي ما وراء نهر جيحون بخراسان: فما كان في شرقيه يقال له: بلاد الهياطلة و ما كان في غربيه فهو خراسان و ولاية خوارزم، و ما وراء النهر من أنزه الأقاليم و اخصبها و أكثرها خيرا و من بلاد ما وراء النهر الصغد و اشروسنة و فرغانة و الشاش و بخارا و سمرقند و ايلاق و غيرها يوجد ذكرها مشفوعة بأوصاف جميلة في معجم البلدان و غيره.
4- . الأمالي: 388.
5- . مدينة مشهورة من اجل مدن خراسان و أشهرها ذكرا و أكثرها خيرا و اوسعها غلة (قاله ياقوت).
6- . عيون الأخبار: 72 و 80، الخصال 121:1 و 96:2، التوحيد: 50 و 174 و 385، لم يذكر تاريخ سماعه عنه.
7- . الخصال 149:1.
8- . الخصال 157:1 و 79 و 30:2؛ التوحيد: 17.
9- . أخبره اجازة: الخصال: 102:2.
10- التوحيد: 408، العلل: 15.
11- . التوحيد: 83؛ المعاني: 11.

و حدّثه ببلخ أيضا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن عليّ (1).

و ورد سرخس(2) و سمع أبا نصر محمّد بن أحمد بن تميم السرخسيّ الفقيه(3).

و سمع بإيلاق(4) أبا الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ (5)و أبا نصر محمّد بن الحسن بن إبراهيم الكرخيّ الكاتب(6) و أبا محمّد بكر بن عليّ بن محمّد بن الفضل الحنفيّ الشاشيّ الحاكم(7) و أبا الحسن عليّ بن عبد اللّه بن أحمد الأسواريّ (8).

و ورد عليه بتلك القصبة شريف الدين أبو عبد اللّه المعروف بنعمة(9) و سأله أن يصنّف له كتابا في الفقه و الحلال و الحرام و الشرائع و الأحكام و يسمّيه من لا يحضره الفقيه فأجاب ملتمسه و صنّف له كتاب من لا يحضره الفقيه و الأولى ذكر كلامه إذ لا يخلو عن فائدة. قال في مقدّمة كتاب من لا يحضره الفقيه: أمّا بعد فإنّه لمّا ساقني القضاء إلى بلاد الغربة و حصلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق و ردها شريف الدين أبو عبد اللّه المعروف بنعمة(9) و هو محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن(10) بن الحسين بن إسحاق ابن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام(11).

ص: 24


1- . المعاني 121 و 304 و 305. لم يذكر تاريخ سماعه عنه و عمن قبله.
2- . سرخس مدينة قديمة بنواحي خراسان كبيرة واسعة ما بين نيسابور و مرو في وسط الطريق بينها و بين كل واحدة منهما ست مراحل.
3- . التوحيد: 10 و 387 و 420. المعاني: 265 و 305.
4- . ايلاق: مدينة من بلاد الشاش أنزه بلاد اللّه و احسنها.
5- . العيون: 133؛ الخصال 98:1 و 125 و 154، و 3:2 و 25 و 28.
6- . العيون: 281.
7- . كمال الدين: 170.
8- . كمال الدين: 170 و 171 لم يذكر تاريخ سماعه عنهم و لكن الظاهر أنّه كان في تلك السنة.
9- . في نسخة [بنعمة اللّه].
10- في نسخة الحسين.
11- . سيأتي ذكره أيضا في مشايخه، ذكره في كتاب كمال الدين: 300 قال: و صح عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن بن إسحاق إه.

فدام بمجالسته سروري، و انشرح بمذاكرته صدري، و عظم بمودّته تشرّفي لأخلاق قد جمعها إلى شرفه من ستر و صلاح و سكينة و وقار و ديانة و عفاف و تقوى و إخبات، فذاكرني بكتاب صنّفه محمّد بن زكريّا المتطبّب(1) الرازيّ و ترجمه بكتاب من لا يحضره الطبيب، و ذكر أنّه شاف في معناه، و سألني أن أصنّف له كتابا في الفقه و الحلال(2) و الحرام و الشرائع و الأحكام موفيا على جميع ما صنّف في معناه، و اترجمه بكتاب من لا يحضره الفقيه ليكون إليه مرجعه و عليه معتمده و به أخذه. و يشترك في أجره من ينظر فيه و بنسخه، و يعمل بمودعه. هذا مع نسخه لأكثر ما صحبني من مصنّفاتي و سماعه لها و روايتها عنّي، و وقوفه على جملتها، و هي مائتا كتاب و خمسة و أربعون كتابا، فأجبته أدام اللّه توفيقه إلى ذلك لأنّي وجدته أهلا له، و صنّفت له هذا الكتاب بحذف الأسانيد لئلاّ تكثر طرقه و إن كثرت فوائده إه(3).

و حدّثه بسمرقند أبو محمّد عبدوس بن عليّ بن العبّاس الجرجانيّ (4)، و أبو أسد عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاريّ (5).

و حدّثه بفرغانة تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ (6)، و أبو أحمد محمّد بن جعفر البندار الشافعيّ الفرغاني(7) و إسماعيل بن منصور بن أحمد القصّار(8). و أبو محمّد محمّد بن أبي عبد اللّه الشافعيّ (9).

ص: 25


1- . في نسخة [الطبيب].
2- . في نسخة: الحلال.
3- . من لا يحضره الفقيه: 2 و 3.
4- . الخصال 152:1.
5- . عيون الأخبار: 183.
6- . التوحيد: 364.
7- . عيون الأخبار: 125، الخصال 16:1 و 27 و 79 و 83 و 90:2 و 141.
8- . الخصال 129:1.
9- . الخصال 82:1 و 4:2 و 90.

(مرجعيّته في الفتيا)

كانت لشيخنا المترجم مضافا إلى شيخوخيّته في الحديث و الإجازة، و عبقريّته في العلم و العمل، و ثقافته و مكانته العلميّة مرجعيّة واسعة في الفتيا، ترسل إليه من أرجاء العالم الإسلاميّ و الحواضر العلميّة أسئلة مختلفة في شتّى العلوم و أنواعها، و تصدر عن ناحية شيخنا أجوبتها، يوقفك على ذلك ما أثبته النجاشيّ في فهرسته من جوابات المسائل قال: و له كتاب جوابات مسائل الواردة من واسط، كتاب جوابات مسائل الواردة من قزوين، كتاب جوابات مسائل وردت من مصر، جوابات مسائل وردت من البصرة، جوابات مسائل وردت من الكوفة، جواب مسألة وردت من المدائن في الطلاق، كتاب مسألة نيسابور، كتاب رسالته إلى أبي محمّد الفارسيّ في شهر رمضان، كتاب الرسالة الثانية إلى أهل بغداد في معنى شهر رمضان، جواب رسالة وردت في شهر رمضان(1) رسالة في الغيبة إلى الريّ (2) و المقيمين بها و غيرهم(3).

كما أنّ له مباحثات ضافية، و جوابات شافية في مناصرة المذهب الحقّ و مناجزة الباطل منها: ما وقع بحضرة الملك ركن الدولة البويهيّ الدّيلمي و ذلك بعد أن بلغ صيت فضله و شهرته الآفاق، فأرسل الملك إليه و استدعى حضوره لديه، فحضر قدّس سرّه مجلسه فرحّب به و أدناه من نفسه، و بالغ في تعظيمه و تكريمه و تبجيله، و ألقى إليه مسائل غامضة في المذهب فأجاب عنها بأجوبة شافية، و أثبت حقيّة المذهب ببراهين واضحة بحيث استحسنه الملك و الحاضرون، و لم يجد بدّا من الاعتراف بصحّتها المخالفون، و ذكر النجاشيّ في جملة كتبه: «ذكر مجلس الّذي جرى له بين يدي ركن الدولة، ذكر مجلس آخر، ذكر

ص: 26


1- . فهرست النجاشيّ: 287 و 279.
2- . معالم العلماء: 100.
3- . فهرست الطوسيّ: 157.

مجلس ثالث، ذكر مجلس رابع، ذكر مجلس خامس».

و قد كتب الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستيّ، تلميذه رسالة في شرح مجلسه بحضرة ركن الدولة و أوردها التستريّ في مجالسه(1) نذكرها لمزيد الفائدة و هذا نصّ كلامه:

چون صيت فضائل نفسى و نفسانى آن شيخ عالم ربّانى در ميان اقاصى و ادانى مشهور گرديد، آوازۀ رياست و اجتهاد او در مذهب شيعه اماميّه بسمع ملك ركن الدولة مذكور رسيد مشتاق صحبت فايض البهجت او گرديد و به تعظّم تمام التماس تشريف قدوم سعادت لزوم او نمود، و چون بمجلس درآمد او را پهلوى خود نشانده نيازمندى بسيار اظهار فرمود، و چون مجلس قرار گرفت بجناب شيخ خطاب نموده گفت اي شيخ جمعى از أهل فضل كه در اين مجلسند اختلاف دارند در كار آن جماعت كه شيعه در ايشان طعن مى كنند پس بعضى مى گويند طعن واجبست و بعضى مى گويند واجب نيست بلكه جايز نيست رأى حقايق آراى شما در اين مسأله چيست؟ شيخ گفت اي ملك بدان كه خداى تعالى قبول نمى كند از بندگان اقرار بتوحيد خود را تا آنكه نفى كنند هرچه غير او از خدايان و اصنام باشد چنانكه كلمۀ طيّبۀ لا إله إلاّ اللّه از آن خبر مى دهد، و همچنين قبول نمى كند إقرار بندگان خود را به نبوّت حضرت رسالت صلّى اللّه عليه و آله تا آنكه نفى كنند هر متنبّئ را كه در وقت باشد مانند مسيلمه كذّاب و اسود عنسى و سجاح و أشباه ايشان و همچنين قبول نمى كند قول بامامت حضرت أمير المؤمنين على عليه السّلام را إلاّ بعد از نفى هركس كه در زمان آن حضرت بتغلّب متصدّى خلافت شده باشد ملك آن جواب را پسنديده شيخ را ثنا كرد و مى گفت كه مى خواهم مرا خبر دهى از حقيقت و مآل آن كسانى كه از روى جلافت متصدّى خلافت شدند. شيخ گفت حقيقت حال خسران مآل ايشان آنست كه اجماع امّت واقع است بر قصّۀ سورۀ براءة و آن قصّه مشتمل است بر خروج متغلّب اوّل از دايره إسلام و آنكه او از منسوبات حضرت خير الأنام نيست و محتويست بر آنكه امامت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام از آسمان نازل

ص: 27


1- . مجالس المؤمنين: المجلس الخامس: 197-200 و ذكر مختصر ذلك المجلس الخوانسارى في الروضات و التنكابنى في قصص العلماء.

شده، ملك پرسيد كه تفصيل آن قصّه چيست شيخ فرمود نقلۀ آثار از مخالف و مؤالف متفق اند بر آنكه چون سورۀ براءة نازل شد حضرت رسالت أبو بكر را طلبيد و به او گفت اين سوره را بگير و به مكّه برو و در موسم حجّ آن را از جانب من بأهل مكّه برسان أبو بكر آن را گرفته روانه مكّه شد چون پارۀ از راه قطع نمود جبرئيل عليه السّلام نزول فرمود و گفت يا محمّد به درستى كه خداى تعالى ترا سلام مى رساند و مى گويد: «لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» يعنى بايد كه از جانب تو سورۀ براءة را بجانب كفّار مكّه نرساند مگر آنكه تو خود متصدّى آن شوى يا مردى كه از تو باشد پس آن حضرت صلّى اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السّلام را امر كرد كه خود را به ابو بكر رساند و سورۀ براءة را از او گرفته طريق رسالت بجا آورد حضرت أمير بموجب فرموده از عقب أبو بكر روان گرديد و سورۀ براءة را از او گرفته در موسم حجّ آن را باهل مكّه رسانيد، و هرگاه بموجب خبر مذكور أبو بكر از پيغمبر نباشد هرآينه تابع او نخواهد بود بدليل قول خداى تعالى: «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي» و هرگاه تابع آن حضرت نباشد دوست دار او نيز نخواهد بود بدليل قول بارى تعالى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اَللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» و هرگاه محبّ خدا نباشد مبغض او خواهد بود و حبّ نبى ايمان و بغض او كفر است، و بهمين خبر نيز درست شد كه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام از پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله است با آنكه ديگر روايات نيز بر آن دلالت تمام دارد از آن جمله آنكه مخالفان در تفسير قول خداى تعالى: «أَ فَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ» روايت كرده اند كه مراد بصاحب بيّنه حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله است و مراد بشاهدى كه تالى او باشد أمير المؤمنين عليه السّلام است و أيضا روايت كرده اند از حضرت رسالت پناه كه فرمود: «طاعة عليّ كطاعتى و معصيته كمعصيتي» و روايت كرده اند كه جبرئيل عليه السّلام در غزاى أحد نظر بجانب حضرت أمير انداخت و ديد كه آن شهسوار معركۀ لا فتى و مبارز ميدان هل اتى در پيش روى حضرت رسالت مجاهده مى نمايد گفت يا محمّد اين غاية يارى و جان سپاريست كه عليّ در نصرت تو بجا مى آورد، حضرت پيغمبر فرمود كه يا جبرئيل: «إنّه

ص: 28

منّي و أنا منه» پس جبرئيل گفت «و أنا منكما» پس شخصى كه خداى تعالى جهت رسانيدن آيتى از كتاب خود به بعضى از مردم او را أمين ندانست پس چگونه صلاحيّت آن دارد كه در رسانيدن تمام آيات كتاب كريم و امامت جميع امّت رسول عظيم او را امين دانند و امام خوانند و چگونه أمين باشد در رسانيدن جميع دين الهى و حال آنكه خداى تعالى از بالاى هفت آسمان او را عزل نموده، و چگونه مظلوم نباشد كسى كه ولايت او از آسمان نزول نموده و ديگرى آن را از دست او ربوده؟ ملك گفت آنچه افاده فرمودى واضح و روشن است. آنگاه يكى از مقرّبان ملك كه أبو القاسم نام داشت و نزديك او بر پاى ايستاده بود رخصت طلبيد كه از حضرت شيخ سؤالى نمايد، و چون آن شخص دستورى يافت گفت چگونه جايز تواند كه اين امّت بر ضلالت و گمراهى مجتمع شوند و حال آنكه حضرت رسالت فرموده اند كه: «لا تجتمع أمّتي على الضلالة»؟ حضرت شيخ جواب دادند كه امّت در لغت بمعنى جماعة است و أقلّ جماعت سه است و بعضى گفته اند كه أقلّ آن مردى و زنيست و خداى تعالى يك تن تنها را نيز امّت خوانده چنانكه در شأن حضرت إبراهيم عليه السّلام فرموده كه: «إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ حَنِيفاً» و حضرت رسالت «قسّ» را امّتى تنها خوانده و گفته: «رحم اللّه قسّا يحشر يوم القيامة أمّة واحدة» پس بر تقدير تسليم صحّت حديث مذكور مى تواند بود كه مراد از لفظ امّت در آن حديث حضرت أمير المؤمنين و تابعان سعادت قرين او باشند. آن سائل گفت ظاهر و مناسب آنست كه حمل امّت بر سواد أعظم نمايند كه بحسب عدد اكثراند. شيخ ما فرمود كه كثرت را در چند جاى از كتاب خداى تعالى مذموم ديده ايم و قلّت را محمود چنانچه در آيۀ «لاٰ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوٰاهُمْ» و قول او كه «وَ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ» «وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاٰ يَشْكُرُونَ» * «وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ اَلنّٰاسِ لاٰ يُؤْمِنُونَ» * «وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ» «وَ أَكْثَرُهُمْ فٰاسِقُونَ» و چنانكه در آيه «اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ وَ قَلِيلٌ مٰا هُمْ» و آية «وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ اَلشَّكُورُ» «وَ مٰا آمَنَ مَعَهُ إِلاّٰ قَلِيلٌ»

ص: 29

و مؤيّد تخصيص امّت است آنكه خداى تعالى در شأن امّت موسى عليه السلام فرموده: «وَ مِنْ قَوْمِ مُوسىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ» و دربارۀ امّت پيغمبر ما فرموده كه: «وَ مِمَّنْ خَلَقْنٰا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ» و چون كلام به اينجا رسيد سائل خاموش گرديد و أمير ركن الدّولة گفت كه چگونه جايز تواند بود ارتداد خلقى كثير از امّت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله با وجود قرب عهد و زمان ايشان بوفات آن حضرت؟ شيخ گفت چگونه جايز نباشد و حال آنكه خداى تعالى در كتاب گفته «وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ اَلرُّسُلُ» و بعد از آن فرموده «أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم» و أيضا ارتداد ايشان بعد از وفات حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله عجيب تر نيست از ارتداد بني إسرائيل در وقتى كه حضرت موسى بميقات پروردگار خود رفته بود و هارون را در ميان آن قوم به خلافت خود گماشته بود و بمجرد آنكه وعدۀ سى روزه اى كه با قوم خود نموده بود بموجب اشارۀ الهى كه «وَ أَتْمَمْنٰاهٰا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقٰاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» به چهل شبانه روز كشيد قوم او صبر نكردند تا آنكه سامرى از ميان ايشان پيدا شد و از حلي و پيرايهاى قوم جهت ايشان گوساله ساخت و به ايشان گفت اينست خداى شما و ايشان متابعت سامرى نموده گوساله را پرستيدند و هارون خليفه موسى را ضعيف و زبون ساختند و قصد قتل او نمودند چنانكه آيۀ كريمۀ «قٰالَ اِبْنَ أُمَّ إِنَّ اَلْقَوْمَ اِسْتَضْعَفُونِي وَ كٰادُوا يَقْتُلُونَنِي» بر آن دلالت دارد و هرگاه جايز باشد بر امّت موسى كه پيغمبر أولو العزم بود آنكه در أيّام حيات او بسبب غيبت چند روزه مرتدّ شوند و مخالفت وصيّت و وصيّ او نمايند و اطاعت سامرى را در عبادت گوساله بر آن افزايند چگونه جايز نباشد بر اين امّت كه بعد از وفات پيغمبر خود مخالفت وصيّت و وصىّ او نمايند يا مرتدّ و گوساله پرست شوند، ملك از روى تعجّب و استحسان آن سخن گفت اي شيخ مى تواند بود كه در اين باب سخنى از اين بهتر و روشن تر باشد؟ شيخ گفت اى ملك اين سخن نيز مى توان گفت كه مخالفان ما نيز قائلند بوجوب وجود امام در ميان امّت و با وجود اين مى گويند كه حضرت رسالت از دنيا رفت و هيچ كس را خليفه خود نساخت تا آنكه امّت از پيش خود يكى را خليفه او ساختند پس اگر بر وجهي كه ايشان

ص: 30

مى گويند حضرت پيغمبر كسى را بعد از خود خليفه نساخته بود بايد كه استخلاف امّت كه بر خلاف عمل آن حضرت واقع شده باطل باشد و اگر آنچه امّت كردند صواب باشد بايد كه آنچه حضرت رسالت كرده خطا باشد پس نيكو تأمّل كنيد كه صدور خطا از حقّ سبحانه و تعالى لايق است يا از امّت با آنكه آنچه أهل خلاف بحضرت پيغمبر نسبت مى كنند از ترك وصيّت و استخلاف لايق اجلاف نيست زيرا كه ما از مال روستائى فقير مزدور دور مى بينيم كه بميرد و وصيّت نكند از جهة كسى كه بعد از اوست و اگر چنانچه از او مانده بيلى يا زنبيلى باشد پس چگونه تواند بود كه حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله از دنيا رحلت نمايد و وصيّت خود به كسى نكند و نظام كار ايشان را به نايبى حواله نسازد، و عجيب تر از اين همه آنست كه ايشان را گمان آنست كه حضرت پيغمبر خليفه اى مقرّر نكرد و أبو بكر مخالفت رسول خدا كرده در خليفه كردن عمر، و باز عمر مخالفت أبو بكر و حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله كرد در گردانيدن خلافت بطريق شورى در ميان شش نفر، ملك اين سخنان را تحسين نموده سؤال نمود كه اي شيخ بكدام شبهه آن قوم أبو بكر را امام ساختند و بر ديگران تقديم نمودند؟.

شيخ گفت گمان ايشان آنست كه حضرت رسالت در حين مرض او را تقديم نمود در امامت نماز ليكن اين خبر صحيح نيست زيرا كه مخالفان خود در آن خلاف كرده اند پس بعضى چنين روايت كرده اند كه حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بر آن معنى اطلاع يافت تكيه بر عليّ و عبّاس كرده بمسجد رفت و أبو بكر را از محراب دور نمود و خود در محراب بايستاد و أبو بكر در عقب آن حضرت و ديگران در عقب أبو بكر نماز گزاردند.

و بعضى روايت كرده اند كه حضرت پيغمبر حفصه را گفت كه به پدر خود امر كن كه امامت نماز مردم نمايد و اگر خبر مذكور صحيح بودى هرآينه مهاجران آن را بر انصار حجّت ساختندى و در روز سقيفه تمسّك به أدلّۀ ضعيفه و كلمات سخيفه و مقدّمات عنيفه نجستندى.

ص: 31

و أيضا چگونه لازم باشد ما را قبول خبر عايشه و حفصه در جائى كه مظنّۀ آن باشد كه جرّ نفعى جهت خود يا پدران خود كنند، و حال آنكه ايشان قبول قول فاطمه را در باب فدك لازم ندانستند با آنكه حضرت پيغمبر آن را به او بخشيده بود و چندين سال از أيّام حيات پدر در تصرّف او بود و نيز علوّ شأن حضرت سيّدة النساء از ارتكاب كذب و ساير معاصى بر أدانى و اقاصى ظاهر است، و چون حضرت أمير المؤمنين و امام حسن و امام حسين و أمّ ايمن گواهى بر آن باب دادند أبو بكر و عمر گواهى حضرت امير را در مظنّۀ اراده جرّ نفع ساخته گواهى او را مردود نمودند، و أيضا چگونه صحيح باشد خبر عايشه و حفصه و حال آنكه مخالفان خود روايت نموده اند كه شهادت دختر در حقّ پدر درست نيست و نيز مى گويند كه قبول گواهى زنان جايز نيست در ده درهم و نه كمتر از آن مادامى كه با ايشان مردى نباشد. پس ملك گفت حقّ آنست كه شيخ مى فرمايد و سخنان أهل خلاف تمام خلف و باطل است بعد از آن ملك پرسيد كه اي شيخ طايفه اماميّه از كجا جزم كرده اند با آنكه ائمّه و خلفاى حضرت رسالت دوازده اند؟.

شيخ گفت اي ملك امامت فريضه ايست از فرائض خداى تعالى و هر فريضه اى كه خداى تعالى آن را مقرّر ساخته البتّه در محصور عددى مخصوص است نمى بينى كه در شبانه روزى هفده ركعت نماز را فرض گردانيده و زكات مفروضه را به چند صنف از مال معلوم معهود متعلّق ساخته و روزه ماه رمضان را در سالى يك ماه و حجّ إسلام را در مدّت عمر يك بار واجب گردانيده لاجرم بر همين منوال عدد أئمّه عليهم السّلام را به دوازده رسانيده و همچنان كه در اعمال مذكوره نمى توان گفت كه چرا عدد ركعات نماز مثلا زيادة از هفده و كمتر از آن نيست همچنين وجهي ندارد آنكه بگويند كه عدد أئمّه و خلفاى حضرت رسالت چرا بيشتر از دوازده و كمتر از آن نيستند و همچنان كه خداى تعالى عدد هيچ يك از اعمال مفروضه مذكوره را در كتاب كريم خود مذكور نساخته و حضرت رسالت در أحاديث شريفه خود نقاب خفا از چهره ظهور آن انداخته همچنين تعيين عدد أئمّه هدى در كتاب خدا مذكور نگرديده بلكه مجرّد امر به اطاعت أولى الامر فرمان رسيده و حضرت رسالت پناه بيان كميّت

ص: 32

آن فرمود، ملك گفت اين قدر هست كه مخالفان با شما موافقند در عدد فرائض مذكوره و موافقت شما نمى كنند در عدد أئمّه شيخ گفت مخالفت مخالفان ابطال قول ما در بيان عدد ائمّه نمى كند همچنان كه مخالفت يهود و نصارى و مجوس و ملاحده ابطال إسلام و معجزات حضرت رسول صلّى اللّه عليه و آله نمى كند و اگر خبرى بمجرّد مخالفت مخالفان باطل شدى بايستى كه به هيچ خبر علم حاصل نشدى زيرا كه هيچ خبر نيست كه در او خلاف و اختلاف نمى باشد.

ملك اين سخن را نيز پسنديده از خدمت شيخ پرسيد كه آيا امام صاحب الأمر در كدام زمان ظهور خواهد كرد شيخ در جواب گفت كه خداى تعالى حضرت امام را بسبب حكمتى و مصلحتى از نظر مردم غايب ساخته پس بايد كه وقت ظهور او را غير خداى تعالى نداند همچنان كه در حديث نيز واقع است كه «مثل القائم من ولدي مثل الساعة» و خداى تعالى در مقام ابهام حال ساعة فرموده كه: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلسّٰاعَةِ أَيّٰانَ مُرْسٰاهٰا قُلْ إِنَّمٰا عِلْمُهٰا عِنْدَ رَبِّي لاٰ يُجَلِّيهٰا لِوَقْتِهٰا إِلاّٰ هُوَ ثَقُلَتْ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ لاٰ تَأْتِيكُمْ إِلاّٰ بَغْتَةً» ملك گفت چگونه تواند بود كه آدمى در اين قدر روزگار زنده بماند؟ شيخ گفت اين محلّ تعجّب نيست مگر ملك نشنيده خبر جماعتى را كه معمّر بوده اند ملك گفت شنيده ام أمّا صحّت آنها بر من ظاهر نيست گفت خداى تعالى در كتاب خود خبر داده كه حضرت نوح در ميان قوم خود هزار سال إلاّ پنجاه سال زندگانى كرده ملك گفت اين خبر صحيح است امّا در زمان ما احتمال چنين عمر دراز نمى باشد شيخ گفت هر چيزى را كه خداى تعالى و پيغمبر او احتمال داده اند محتمل است و حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله گفته كه «يكون في أمّتي كلّ ما يكون في الأمم السابقة حذو النعل بالنّعل و القذّة بالقذّة» و چون زمان احتمال عمر دراز داشته باشد و جريان سنّت الهى بتحقّق عمرهاى دراز در اين امّت واجب باشد مناسب آنست كه حصول آن در أشهر اجناس آدمى باشد و هيچ جنسى مشهورتر از جنس صاحب الزّمان نيست پس تواند بود سنّت عمر دراز در او جارى شده باشد، ملك گفت شما مى گوئيد كه حضرت امام دوازدهم غائب و پنهان است و حال آنكه احتياج بنصب امام جهت اقامت احكام و اعزاز دين و انصاف مظلوم است و هرگاه او غائب و پنهان باشد احتياج به او نمى ماند؟ شيخ گفت احتياج بوجود امام جهت

ص: 33

بقاى نظام عالم است كه «لو لا الإمام لما قامت السماوات و الأرض و لما أنزلت السماء قطرة و لا أخرجت الأرض بركتها» و خداى تعالى در مقام خطاب به پيغمبر خود گفته كه «وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ» و هرگاه ايشان را عذاب نكند مادامى كه نبىّ در ميان ايشان باشد همچنين عذاب نخواهد كرد هرگاه امام در ميان ايشان باشد زيرا كه امام قائم مقام نبىّ است در جميع أمور مگر در اسم نبوّت و نزول وحى و اتّفاق است أهل نقل را در آنكه حضرت پيغمبر صلّى اللّه عليه و آله فرموده كه «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا هلك أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون» و قال عليه السّلام: «لو بقيت الأرض بغير حجّة ساعة لساخت بأهلها» و روايتى ديگر آنست كه «لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله» و چون كلام شيخ به اين مقام رسيد ملك او را نوازش نمود و با هركه در مجلس حاضر بود اظهار اعتقاد خود فرمود، و گفت حقّ آنست كه اين فرقه بر آنند و ديگران بر باطلند و از شيخ التماس نمود كه در أكثر اوقات بمجلس او حاضر شود و روز ديگر كه ملك ركن الدّوله بر سرير سلطنت نشست حيات(1) شيخ را ياد كرد و او را ثناى بسيار گفت پس يكى از حاضران گفت كه گمان شيخ آنست كه چون سر مبارك حضرت امام حسين عليه السّلام را به نيزه كردند سوره كهف مى خواند ملك گفت اين سخن را از او نشنيده ام امّا از او خواهم پرسيد آنگاه رقعۀ در آن باب به خدمت شيخ نوشت و چون رقعه بنظر شيخ رسيد در جواب نوشت كه اين خبر را از كسى روايت كرده اند كه او از سر مبارك آن حضرت شنيده كه چند آيه از سوره كهف مى خواند و از هيچ يك از ائمّه بما آن خبر نرسيده امّا من منكر آن نيستم بلكه آن را حقّ مى دانم زيرا كه هرگاه جايز بود كه روز قيامت دست گناهكاران و پايهاى ايشان به سخن درآيند چنانكه در قرآن واقع است كه «اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ» همچنين جايز است كه سر مبارك حضرت امام حسين عليه السّلام كه خليفۀ خداى تعالى و امام مسلمانان و يكى از جوانان بهشت و جدّش محمّد مصطفى و پدرش على مرتضى و مادرش فاطمه زهراء باشد بنطق و

ص: 34


1- . كذا و الظاهر أنّه تصحيف «جناب».

بيان درآيد و زبان بتلاوة قرآن گشايد بلكه انكار آن في الحقيقة انكار قدرت الهى و فضل حضرت رسالت پناهى است و عجب از كسى است كه او مانند صدور اين امر را انكار مى كند از كسى كه ملائكه در ماتم او گريسته اند و از آسمانها قطرات خون باريده و جنّيان به آواز بلند نوحه بر او كرده اند و هركس كه امثال اين اخبار را با وجود صحّت طرق و قوّت سند انكار نمايد پس مى تواند بود كه انكار جميع شرائع و معجزات رسول و جميع أمور دين و دنيا نمايد زيرا كه آن أمور نيز بمثل اين اسانيد و طرق بر ما ظاهر گرديده و مضمون آن به درجۀ صحّت رسيده و الحمد للّه ربّ العالمين. انتهى.

و له مباحثة اخرى مع بعض الملحدين بحضرته أورد بعضها في كمال الدّين(1)قال: كلّمني بعض الملحدين في مجلس الأمير السعيد ركن الدولة - رضي اللّه عنه - فقال لي: وجب على إمامكم أن يخرج فقد كاد أهل الرّوم يغلبون على المسلمين، فقلت له: إنّ أهل الكفر كانوا في أيّام نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله أكثر عددا منهم اليوم و قد أسرّ عليه السّلام أمره و كتمه أربعين سنة بأمر اللّه جلّ ذكره و بعد ذلك أظهره لمن وثق به و كتمه بثلاث سنين عمّن لم يثق به ثمّ آل الأمر إلى أن تعاقدوا على هجرانه و هجران جميع بني هاشم و المحامين عليه لأجله فخرجوا إلى الشعب و بقوافيه ثلاث سنين. فلو أنّ قائلا قال في تلك السنين: لم لا يخرج محمّد صلّى اللّه عليه و آله؟ فإنّه واجب عليه الخروج لغلبة المشركين على المسلمين ما كان يكون جوابنا له إلاّ أنّه عليه السّلام بأمر اللّه تعالى ذكره خرج إلى الشعب حين خرج و بإذنه غاب و متى أمره بالظهور و الخروج خرج و ظهر لأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بقي في الشعب هذه المدّة حتّى أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أنّه قد بعث أرضة على الصحيفة المكتوبة بين قريش في هجران النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و جميع بني هاشم المختومة بأربعين خاتما المعدلة عند زمعة بن الأسود فأكلت ما كان فيها من قطيعة رحم و تركت ما كان فيها اسم اللّه عزّ و جلّ فقام أبو طالب فدخل مكّة فلمّا رأته قريش قدّروا أنّه قد جاء ليسلّم إليهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حتّى يقتلوه أو يرجعوه عن نبوّته فاستقبلوه و عظّموه فلمّا جلس قال لهم: يا معشر قريش إنّ ابن أخي محمّد لم أجرّب

ص: 35


1- . كمال الدين 87.

عليه كذبا قطّ و إنّه قد أخبرني أنّ ربّه أوحى إليه أنّه كان قد بعث على الصحيفة المكتوبة بينكم الأرضة فأكلت ما كان فيها من قطيعة رحم و تركت ما كان فيها من أسماء اللّه عزّ و جلّ، فأخرجوا الصحيفة و فكّوها فوجدوها كما قال: فآمن بعض و بقي بعض على كفره فرجع النبيّ عليه السّلام و بنو هاشم إلى مكّة. هكذا الإمام عليه السّلام إذا أذن اللّه له في الخروج خرج.

و شيء آخر و هو أنّ اللّه تعالى ذكره أقدر على أعدائه الكفّار من الإمام فلو أنّ قائلا قال:

لم يمهل اللّه أعداءه و لا يبيدهم؟ و هم يكفرون به و يشركون لكان جوابنا له أنّ اللّه تعالى ذكره لا يخاف الفوت فيعاجلهم بالعقوبة و لا يسأل عمّا يفعل و هم يسألون، و لا يقال له: لم و لا كيف و هكذا إظهار الإمام إلى اللّه الّذي غيّبه فمتى أراده أذن فيه فظهر.

فقال الملحد: لست اومن بإمام لا أراه و لا تلزمني حجّته ما لم أره.

فقلت له: يجب أن تقول: إنّه لا يلزمك حجّة اللّه تعالى ذكره لأنّك لا تراه و لا تلزمك حجّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأنّك لم تره، فقال للأمير السعيد ركن الدّولة رضي اللّه عنه: أيّها الأمير راع ما يذكره هذا الشيخ فإنّه يقول: إنّ الإمام إنّما غاب و لا يرى لأنّ اللّه عزّ و جلّ لا يرى، فقال له الأمير - رحمه اللّه -: لقد وضعت كلامه غير موضعه و تقوّلت عليه، و هذا انقطاع منك و إقرار بالعجز.

و هذا سبيل جميع المجادلين لنا في أمر صاحب زماننا عليه السّلام، ما يلفظون في دفع ذلك و جحوده إلاّ بالهذيان و الوساوس و الخرافات المموّهة. انتهى(1).

و قد رجع إلى نيسابور بعد زيارة مولانا الرضا عليه السّلام فوجد أكثر المختلفين إليه من الشيعة قد حيّرتهم الغيبة و دخلت عليهم في أمر القائم عليه السّلام الشبهة، و عدلوا عن الطريق المستقيم إلى الآراء و المقائيس، فجعل يبذل مجهوده في إرشادهم إلى الحقّ، و ردّهم إلى الصواب بالأخبار الواردة الصحيحة في ذلك عن النبيّ و عترته المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين.

و كان له قدّس سرّه في كلّ جمعة و ثلثاء، مجلس يحضره تلامذته و غيرهم يملي عليهم

ص: 36


1- . كمال الدين: 88.

أحاديث في مواضيع مختلفة، يوقفك على ذلك كتابه الأماليّ المطبوع و هو في 97 مجلسا أوّله في يوم الجمعة لاثني عشر بقيت من رجب سنة 367 و آخره في يوم الخميس لإحدى عشر ليلة بقيت من شعبان سنة 368 كان ذلك المجلس في مشهد الرضا عليه السّلام.

معجم أساتذته و مشايخه و من روى عنهم

قد سمعت أنّ المترجم غادر بيئته إلى الأقطار و طاف البلاد و رحل إلى الأمصار و اجتمع في تلك الرّحلات مع مشيخة العلم و الحديث و استفاد منهم بقراءة الحديث عليهم و السماع عنهم و الإجازة منهم و قد سمع كثيرا منهم أهمل التراجم ذكرهم أسفا و وزّع مسموعاته بأسنادها في كتبه لو كانت تلك الكتب موجودة بأيدينا و قدرنا على إخراج هؤلاء المشايخ عنها و وقفنا على عدّتهم و لكن تلك الكتب قد هلكت جلّها و لم يبق منها إلاّ نزر يسير بين مخطوط و مطبوع فمن وجدنا منهم في كتبه المطبوعة: مشيخة الفقيه(1) الأمالي(2)التوحيد(3) ثواب الأعمال و عقاب الأعمال(4) علل الشرائع(5) عيون الأخبار(6) كمال الدّين(7) معاني الأخبار(8)» تزيد على مائتي رجل نوعز إلى أساميهم مرتّبا على حروف المعجم و نذكر في الذّيل بعض المواضع من كتبه الّتي يروي عنهم فيها:

1 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن حمزة بن عمارة الحافظ فيما كتب إليه(9).

2 - أبو الحسن إبراهيم بن هارون الهيستيّ، حدّثه بمدينة السلام(10).

ص: 37


1- . الفقيه المطبوع بلكهنو في مجلدين سنة 1307.
2- . المطبوع بقم سنة 1374.
3- . المطبوع سنة 1321.
4- . المطبوعين بايران سنة 1298.
5- . المطبوع بايران سنة 1311.
6- . طبعة نجم الدولة في سنة 1317.
7- . المطبوع بايران سنة 1301.
8- . هذا الطبع.
9- . الخصال 40:2 و 44. و في المستدرك ابن أبي حمزة.
10- التوحيد: 148، المعاني؛ 15، في الأسانيد: الهيستى بالياء بعدها السين بعدها التاء، و في المستدرك: الهيبستى بزيادة الباء بين الياء و السين، و كلاهما مصحف، و لعلّ الصحيح: الهيتى بكسر الهاء و سكون الياء و بعدها تاء نسبة الى هيت، قال ياقوت في معجم البلدان 421:5: هى بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الانبار. و دخل تحت عارض باليمامة. و قرى حوران من ناحية اللوى من اعمال دمشق.

3 - أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي، حدّثه بنيسابور(1).

4 - أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلميّ (2).

5 - أحمد بن إبراهيم بن إسحاق(3).

6 - أحمد بن أبي جعفر البيهقيّ، حدّثه بفيد بعد انصرافه من مكّة(4).

7 - أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبيّ، حدّثه بمدينة السلام(5).

8 - أحمد بن الحسن العطّار(6).

9 - أحمد بن الحسن القطّان(7).

ص: 38


1- . التوحيد: 384، العيون: 80، الخصال 97:1 و 151، و في الخصال 89:1 الجوزى، و في التوحيد 11: بكير مكان بكر، و فيه الخوزى و لعلّ الخوزى و الجوزى كلاهما مصحفان عن الجورى بالجيم و الراء المهملة قال ياقوت: هى محلة بنيسابور.
2- . الخصال 37:1 و 164، معاني الأخبار: 49.
3- . ذكره الشيخ الحرفى الوسائل في حديث 36 من باب 1 من الصوم المندوب عن كتابه فضائل شهر رمضان.
4- . عيون أخبار الرضا: 219.
5- . كمال الدين: 93.
6- . ذكره في حديثين في ثواب الأعمال ص 34، في احدهما عن عبد الرحمن بن أبي حاتم و في الأخرى عن عبد الرحمن بن الحجاج في اسنادين من العامّة و أخرجهما الشيخ الحرفى الوسائل في الحديث 15 و 19 من باب 29 من الصوم المندوب الا أنّه ذكر في الحديث الأول محمّد بن أحمد بن الحسن العطار. و ذكر الخزاز في كفاية الاثر 294 حديثا بإسناده عن الصدوق عن أحمد بن الحسن العطّار عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن عبد النيسابوريّ، و يحتمل ضعيفا ان العطّار مصحف القطان فيتحد مع من بعده.
7- . يذكر في اسانيد كثيرة أحمد بن الحسن القطان، و يذكره في مواضع كثيرة مع على بن أحمد بن موسى الدقاق و محمّد بن أحمد السنانى و عبد اللّه بن محمّد الصائغ و يتبعهم بالرضيلة و لم يتبعه بها منفردا و لعله غير الآتي لان الظاهر من قوله في الآتي شيخ كبير لاصحاب الحديث أنه من العامّة فتأمل.

10 - أبو عليّ أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبد ربّه القطّان(1).

11 - أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الضبيّ المروانيّ النيسابوريّ (2).

12 - أبو حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن عليّ الحاكم حدّثه ببلخ(3).

13 - أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن مهران الأزديّ الآبيّ العروضيّ حدّثه بمرو(4).

ص: 39


1- . عيون أخبار الرضا: 29 و في كمال الدين: 40 أحمد بن الحسن القطان المعروف بابى على عبد ربّه الرازيّ و هو شيخ كبير لاصحاب الحديث، و في الأمالي: 82 أحمد بن الحسين المعروف بأبى عليّ بن عبدويه - بالواو - و في ص 86 أبو عليّ أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبد ربّه القطان - مكبرا و بالراء - و لعلّ الحسين و عبدويه مصحفان فعلى أي يحتمل ضعيفا التعدّد، كما يحتمل تعدّده مع أحمد ابن الحسن القطان المتقدم إذ في العيون 291 و الأمالي 82 ذكر أحمد بن الحسن و ابن الحسين بالوصف المذكور مع أنّه ذكر أحمد بن الحسن القطان قبله و بعده بلا فاصلة، كما أن المحتمل اتّحاد احدهما مع أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه القطان المذكور في المشيخة: 7 و أن عبد اللّه مصحف عبد ربّه هذا ما يحتمل في بادئ النظر و لعلنا وفقنا لتحقيق الحال في رسالتنا في أحوال الصدوق.
2- . عيون الأخبار: 275 و 286 و 381، و في العلل، 56: أبو بصير، و فيه و في الموضع الأخير من العيون و معاني الأخبار: 56 قال: «و ما لقيت انصب منه».
3- . معاني الأخبار: 121.
4- . كمال الدين: 242 و 253، و في الخرائج: 278 أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن مهزيار الآبي العروضى، و في المستدرك 713:3: أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه بن محمّد بن مهران الآبي العروضى. و قال: قال ابن شهرآشوب في المعالم: له ترتيب الأدلة فيما يلزم خصوص الإماميّة دفعه عن الغيبة و الغائب المفاداة في المذهب في النقض على أبى خلف، قلت: الموجود في معالم العلماء ص 20: أحمد بن الحسين بن عبد اللّه المهرانى الآبي، و فيه: دفعه عن الغيبة و الغائب المكافاة في المذهب. و قال الوحيد البهبهانى في التعليقة: أحمد بن الحسين بن عبيلة هو أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه بن محمّد بن مهران الآبي العروضى، يروى عنه الصدوق مترضيا انتهى. و بذلك نسبه و ترجمه أيضا المامقاني في تنقيح المقال 58:1، و ظاهره في الهامش أنّه هو أحمد بن محمّد الآبي -

14 - أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني سمع منه بهمدان(1).

15 - أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ (2).

16 - أبو حامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبيّ (3).

17 - أحمد بن قارون القائنيّ (4).

ص: 40


1- . الأمالي: 127 و 130 و 132 و 194، عيون الأخبار: 5 و 34 و كناه في الأمالي 277 بابى على و قد أكثر الرواية عنه في كتبه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، و في جميع الموارد يذكره مترضيا، و في كثير من المواضع يقول: أحمد بن زياد، أو أحمد بن زياد الهمدانيّ، و الكل متحد، و الرجل مترجم في التراجم مشفوعا بالتوثيق.
2- . الأمالي: 38 و 109 و 167، عيون أخبار الرضا: 10، روى عنه كثيرا في جميع كتبه و ذكره الشيخ منتجب الدين في تاريخ الرى قال: أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم بن الجليل القمّيّ أبو عليّ نزيل الرى؛ سمع أباه و سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري و أحمد بن إدريس و غيرهم، و كان من شيوخ الشيعة روى عنه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه و غيره انتهى؛ ذكره ابن حجر في لسان الميزان 233:1، و الجليل مصحف الخليل بالخاء، كما ذكر في ترجمة إبراهيم ابن هاشم.
3- . عيون أخبار الرضا: 331.
4- . المستدرك 713:3، و لم نجده في كتبه، و لعله مصحف أحمد بن هارون الفامى.

18 - أحمد بن محمّد بن إبراهيم العجليّ (1). متّحد مع الّذى يأتي تحت رقم 34.

19 - أبو عليّ أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الهرمزيّ البيهقيّ (2).

20 - أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين(3) الحاكم - رضي اللّه عنه -(4).

21 - أحمد بن محمّد بن أحمد السناني المكتّب(5).

22 - أبو الحسن (الحسين خ ل) أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الأنماطيّ (6).

23 - أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري القاضي(7).

24 - أحمد بن محمّد بن إسحاق المعاذيّ (8).

25 - أحمد بن محمّد الأسدي(9).

26 - أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسين البزّاز النيسابوريّ (10).

27 - أحمد بن محمّد بن حمدان المكتب(11).

28 - أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد الخليليّ (12).

ص: 41


1- . الخصال 76:1.
2- . عيون الأخبار: 370.
3- . الحسن (خ ل).
4- . عيون الأخبار: 387.
5- . الأمالي: 246، و في المستدرك الشيباني، يحتمل اتّحاده مع محمّد بن أحمد السنانى الآتي لاتحاد المروى عنه.
6- . التوحيد: 15، المعاني: 229.
7- . الأمالي: 147 و 201، كمال الدين: 159، الخصال 99:1 و 75:2.
8- . كمال الدين: 183. و في المستدرك المغازى و لعله مصحف، قال ابن الأثير في اللباب 153:3: المعاذى نسبة الى معاذ، ينسب إليه جماعة: منهم بيت كبير بخراسان ا ه. قلت: يحتمل اتّحاده مع ما قبله و ان كانت الرواة عنه مختلفة.
9- . المستدرك 714:3.
10- كمال الدين، 102 و 115 و 103 و في 220 الحسن و لعله مصحف. عيون الأخبار: 61، الخصال 2 و 150.
11- . الأمالي: 110.
12- . الأمالي: 353، ترجمه ابن الأثير في اللباب 384:1.

29 - أحمد بن محمّد بن رزمة القزوينيّ (1).

30 - أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ العدل شيخ لأهل الريّ (2).

31 - أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزيّ المقرئ الحاكم(3).

32 - أحمد بن محمّد العلويّ (4).

33 - أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن عليّ بن الحسين [بن عليّ بن الحسين] بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام(5).

34 - أحمد بن محمّد الهيثم العجليّ (6) و لعلّه متّحد مع الذي تقدم تحت رقم 18.

ص: 42


1- . الأمالي: 199 و 201، عيون الأخبار 138، كمال الدين: 112. ترجمه الرافعى في التدوين 251 فقال أحمد بن محمّد بن رزمة أبو الحسن القزوينى المعدل اه.
2- . الأمالي 102 و 118 و 219 و 307، العيون: 169، التوحيد: 31، المعاني 95، الخصال 150:2، كمال الدين: 104.
3- . معاني الأخبار: 38 و 132 و 231، التوحيد: 236 و 240 و 299، الخصال 125:1. و في العيون: القرشيّ مكان المقرى. و لعلهما متحدان كما يحتمل اتّحاده مع أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن ابن عبد اللّه بن الحسين بن إبراهيم بن يحيى بن عجلان المروزى المقرى المذكور في الخصال 81:2.
4- . التوحيد: 161 و يحتمل قويا كونه مصحفا عن حمزة بن محمّد العلوى، و أمّا احتمال كونه أحمد بن محمّد بن عيسى الآتي ضعيف لانه يروى عن محمّد بن إبراهيم بن اسباط، و العلوى روى عن عليّ بن إبراهيم و لم نر ابن عيسى روى عن عليّ بن إبراهيم.
5- . معاني الأخبار 10 و 64؛ و قد يختصر النسب فيقول: أحمد بن محمّد بن عيسى بن على بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام كما في العلل: 71، أو يقول: أحمد بن محمّد بن عيسى العلوى الحسيني كما في العلل أيضا: 169 و 191 و 192، أو يقول: أحمد بن عيسى بن على بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام كما في العلل أيضا: 44 و على أي فلعل الرجل هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن على عليهم السلام المترجم في مقاتل الطالبيين 689.
6- . التوحيد: 152 و 417، المعاني: 55 و 249، الخصال 91:1 و 49:2، و ترضى له.

35 - أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار الأشعريّ القمّيّ (1).

36 - أبو الفرج أحمد بن المطهّر بن نفيس المصريّ الفقيه(2).

37 - أحمد بن هارون الفاميّ حدّثه في مسجد الكوفة سنة 354(3).

38 - أحمد بن يحيى المكتب(4).

39 - إسحاق بن عيسى(5).

40 - أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر(6).

41 - إسماعيل بن حكيم العسكريّ (7).

42 - إسماعيل بن عليّ بن رزين(8).

43 - إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار، حدّثه بفرغانة(9).

44 - الحاكم أبو محمّد بكر بن عليّ بن محمّد بن الفضل الحنفيّ الشاشيّ حدّثه بإيلاق(10).

ص: 43


1- . الأمالي: 21 و 38 و 50، عيون الأخبار: 16، المعاني 234 و 250 يروى عنه كثيرا.
2- . الخرائج: 274، و الظاهر أنّه مصحف محمّد بن المظفر كما يأتي.
3- . عيون الأخبار: 81 و 138، و في كمال الدين كثيرا [القاضي]، و الأمالي: 71 و 120 و 123 و 173.
4- . الأمالي: 3 و 138، كمال الدين: 304 و 305، العلل: 35، العيون: 46 و 137. و في المعاني: 308 و في ص: 84 أبو عليّ أحمد بن يحيى المؤدّب و لعلهما واحد لمشاركتهما في الرواية عن محمّد بن الهيثم أبى القاسم.
5- . كمال الدين: 197 و لم نجده في غير ذلك الموضع و هو غريب، اذ قدمه في الاسناد على محمّد بن الحسن بن الوليد و المظنون انه مصحف (ابى) نشأ الوهم من النسّاخ.
6- . المستدرك 714:3.
7- . المستدرك 714:3.
8- . المستدرك 714:3، لم نظفر بروايته عنه بلا واسطة؛ نعم يروى عنه في العيون: 140 و 155 بواسطة عليّ بن عيسى المجاور.
9- . الخصال 192:1 و 42:2.
10- كمال الدين: 170 و 171 فيه الخثعميّ [خ ل].

45 - أبو الفضل تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ الحيريّ، حدّثه بفرغانة(1).

46 - أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ، الفقيه المروزيّ ثمّ الإيلاقي صاحب المسلسلات و نوادر الأثر و الغايات و غيرها(2).

47 - جعفر بن الحسين(3).

48 - جعفر بن زيد بن عليّ بن الحسين(4).

49 - جعفر بن عليّ بن الحسين(5).

50 - جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة الكوفيّ (6).

51 - جعفر بن محمّد بن شاذان، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان(7).

ص: 44


1- . عيون الأخبار: 5 و 12، الخصال 128:1، التوحيد: 364: و الحيرى منسوب الى الحيرة و هي مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة في محل النجف، و قرية بفارس، و محلة كبيرة مشهورة بنيسابور، ينسب إليها كثير من المحدثين؛ و لعلّ تميم منسوب الى الأخير؛ و المصنّف كثيرا يردفه بالرضيلة.
2- . عيون الأخبار: 87 و 100؛ التوحيد: 73.
3- . الأمالي: 163 و 233؛ كمال الدين: 187؛ أربعين الشهيد: 19 فهرست الطوسيّ: 156؛ و لعله جعفر بن الحسين بن عليّ بن شهريار أبو محمّد المؤمن القمّيّ؛ شيخ أصحابنا القميين المتوفى سنة 340 المترجم في فهرست النجاشيّ و غيره.
4- . المستدرك 714:3 قال: كذا في الأسانيد؛ و قد سقط بعض الاسامى بين جعفر و زيد فانه لم يكن لزيد ابن اسمه جعفر، و لو كان لاستحال روايته عنه انتهى، قلت: و لم نظفر في الأسانيد به.
5- . المستدرك 714:3؛ قلت: أنه جعفر بن على الآتي.
6- . الأمالي، 12 و 22 و 37، كمال الدين: 200 عيون أخبار الرضا: 364، التوحيد: 8، المشيخة: 15، و روايته عنه كثيرة.
7- . بحار الأنوار 357:5 طبعة امين الضرب حسب ما رقم، الظاهر أنّه ابن عم جعفر بن نعيم بن شاذان الآتي الذي يروى عن محمّد بن شاذان.

52 - جعفر بن محمّد بن مسرور(1).

53 - أبو القاسم جعفر بن محمّد بن موسى بن قولويه القمّيّ (2).

54 - أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان الحاكم النيسابوريّ (3).

55 - الحسن بن إبراهيم بن هاشم(4).

56 - الحسن بن أبي عليّ أحمد بن إدريس الأشعريّ القمّيّ (5).

57 - الحسن بن أحمد بن الخليل بن أحمد(6).

ص: 45


1- . الأمالي: 5 و 23 و 35 عيون الأخبار: 60 و 150؛ المشيخة: 4 يروى عنه كثيرا عن الحسين ابن محمّد بن عامر؛ و احتمل الوحيد في التعليقة أن يكون هو ابن قولويه لان اسم قولويه مسرور. قلت: اما اسم قولويه مسرور فقد صرّح النجاشيّ بذلك في أخيه عليّ بن محمّد بن جعفر بن موسى بن مسرور و اما اتّحاد جعفر بن محمّد بن مسرور هذا مع ابن قولويه فهو في غاية البعد لا لانه لم يمكن أن يروى عنه إذ هو ممكن جدا و هما في طبقة واحدة لان المفيد يروى عن الصدوق و ابن قولويه، بل لانه مضافا الى ان ظاهر الشيخ و غيره التعدّد انا لم نر انه يصرح في مورد واحد باسمه المشهور بل عبر في جميع الموارد بما هو غير مشتهر و معروف و هذا ممّا يقوى التعدّد جدا هذا اولا؛ و ثانيا أنّه يروى عنه عن الحسين بن محمّد بن عامر و لم نر في موضع واحد يروى عن أبيه و اخيه و سائر مشايخه المعروفين الذين يروى عنهم كثيرا في كامل الزيارات.
2- . منية المريد: 140 و 111؛ هكذا اثبته في رسالتي في ترجمة الصدوق؛ و لست أتذكر الآن انى نقلته عن اي طبعة منه فعلى اي يحتاج ذلك الى المراجعة. ثانيا.
3- . عيون الأخبار: ص 264؛ كمال الدين: 139 يروى عن عمه أبي عبد اللّه محمّد بن شاذان؛ عن الفضل بن شاذان؛ و محمّد بن شاذان هذا هو والد جعفر بن محمّد بن شاذان المتقدم.
4- . المستدرك 714:3؛ لم نجده في الأسانيد و لا في التراجم.
5- . كمال الدين: 42؛ و في ثواب الأعمال: الحسن بن أحمد؛ عن أبيه؛ عن محمّد بن أحمد؛ و في العلل: الحسن بن محمّد بن إدريس؛ عن أبيه؛ و الظاهر أن محمّد مصحف احمد، و لكن صاحب الوسائل اخرج الحديث و قال: الحسين بن أحمد بن إدريس، و في المعاني أيضا ص 160 الحسين بن أحمد بن إدريس.
6- . المستدرك 714:3 و لم نجده في الأسانيد.

58 - أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب(1).

59 - أبو محمّد الحسن بن حمزة بن عليّ بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام(2).

60 - أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم العسكريّ (3).

61 - الحسن بن عليّ بن أحمد الصائغ(4).

62 - الحسن بن عليّ السكونيّ (5).

ص: 46


1- . كمال الدين: 284 و في ص 281: الحسين؛ و في العيون: 123 الحسن بن أحمد المؤدّب؛ و في أربعين الشهيد المطبوع مع غيبة النعمانيّ: 23 أحمد بن محمّد المكتب؛ و في الخرائج: أبو محمّد ابن الحسن بن محمّد المكتب؛ الظاهر ان لفظة «بن» زائدة.
2- . الخصال 108:2؛ و الظاهر أنّه متحد مع ابى محمّد الحسن بن حمزة العلوى الحسيني المذكور في المعاني: 313 و في العيون: 27؛ و على أي فالرجل من أجلاء الطائفة ترجمه الشيخ و النجاشيّ و غيرهما مشعوفا بالثناء الجميل و التجليل، قال النجاشيّ: قدم بغداد و لقاه شيوخنا في سنة ست و خمسين و ثلاثمائة و مات في سنة ثماني و خمسين و ثلاثمائة؛ و اما ما في المستدرك من نسبه: الحسن بن حمزة بن عليّ بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي طالب فمصحف جدا.
3- . الأمالي: 3 و 7 و 137؛ الخصال 94:1؛ يروى عنه كثيرا و العسكريّ منسوب الى عسكر مكرم و هي مدينة من كور الأهواز يقال لها بالعجمية: لشكر؛ و مكرم الذي ينسب إليه هو مكرم الباهلى و هو اول من اختطها من العرب فنسبت إليه قاله ابن الأثير في اللباب 136:2 ثمّ قال: ينسب إليها أبو احمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكريّ صاحب التصانيف الحسنة؛ احد أئمة الأدب، و صاحب الاخبار و النوادر إه و قال ياقوت في معجم البلدان 124:4: أبو احمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوى العلامة. إه، عيون الأخبار: 176 و 306، التوحيد: 409 معاني الأخبار: 232.
4- . علل الشرائع: 52 و 152 و في الأخير و الأمالي: 338: الحسين. و قد ذكر الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم الحسن بن عليّ بن أحمد الصائغ و الظاهر أنّه هذا.
5- . المستدرك 714:3.

63 - أبو محمّد الحسن بن عليّ بن شعيب الجوهريّ (1).

64 - أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عمرو العطّار حدّثه ببلخ، و كان جدّه عليّ بن عمرو صاحب عليّ بن محمّد العسكريّ عليه السّلام و هو الّذي أخرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه(2).

65 - الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ الكوفيّ، حدّثه بالكوفة سنة 354(3).

66 - أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني المذكّر الكوفيّ، حدّثه في منزله بالكوفة سنة 354(4).

67 - أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام(5).

ص: 47


1- . كمال الدين: 137؛ الأمالي: 149؛ و فيه في ص 110 و 284، الحسين.
2- . الخصال 79:1 و 88 و 157 و 3:2 و 30، التوحيد: 17.
3- . عيون الأخبار: ص 144؛ الخصال 65:2؛ و في 93 حدثه في مسجده بالكوفة؛ معاني الاخبار: 74؛ الأمالي: 86 و 134 و 141 و 219 و 269. و في الأمالي: 244. الحسين و الظاهر أنّه مصحف.
4- . الأمالي: 3، الخصال 46:1 و 57 فيه و في 83: المزكى؛ و 13:2؛ و لعله متحد مع الحسن بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السكونى الذي حدثه في منزله بالكوفة المذكور في الأمالي: 2، كما أن الظاهر اتّحاده مع أبى القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن السكونى الكوفيّ الذي ترجمه الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم؛ و قال: روى عنه التلعكبرى و سمع منه في داره بالكوفة سنة 344 و له منه اجازة.
5- . الأمالي: 48، و الخصال 38:1 و 39، علل الشرائع، 65 و 57، كمال الدين: 300 فيه فيما أجازه لي ممّا صح عندي من حديثه؛ و هنا و في مواضع تصحيف في نسبه و في ص 277: أخبرنا ابو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوى ابن اخى طاهر ببغداد طرف سوق في داره؛ و في العيون: 279: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن يحيى العلوى الحسيني رضي اللّه عنه بمدينة السلام؛ و الكل واحد و الرجل مترجم في فهرست النجاشيّ قال: روى عن المجاهيل أحاديث منكرة؛ رأيت أصحابنا يضعفونه؛ - إلى أن قال: - مات في شهر ربيع الأوّل سنة 358 و دفن في منزله بسوق العطش اه، و قال الشيخ: روى عنه التلعكبرى و سمع منه سنة 327 الى سنة 355 اه.

68 - الحسن بن يحيى بن ضريس البجليّ (1).

69 - الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب(2).

70 - الحسين بن إبراهيم بن بابويه(3).

71 - الحسين بن إبراهيم بن ناتانه(4).

72 - الحسين بن أحمد بن إدريس(5).

73 - أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن أحمد (يحيى خ ل) الأشناني الدارميّ الفقيه العدل، حدّثه ببلخ(6).

ص: 48


1- . المستدرك 714:3 قال: فى الرياض هو من أجل مشايخ شيخنا الصدوق يروى عن أبيه انتهى، قلت: المذكور في الأسانيد و في التعليقة للوحيد الحسين مصغرا؛ و لذا أوردناه هنالك. و احتمال التعدّد ضعيف.
2- . الأمالي 24: و 147 و 240 و 261، الخصال 131:2، عيون الأخبار: 42 و 10، المشيخة: 3 و في بعضها: المؤدّب، و في امالى ابن الشيخ: 281: هاشم، «هشام خ ل» ترجمه ابن حجر في لسان الميزان 271:2 قال: الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدّب، روى عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدى و غيره، قال عليّ بن الحكم في مشايخ الشيعة: كان مقيما بقم، و له كتاب في الفرائض أجاد فيه، و اخذ عنه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه و كان يعظمه.
3- . المستدرك 714:3، و لم نجده في الأسانيد، نعم في بشارة المصطفى: 184: حدّثنا ابو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى أخبرنا الحسين بن موسى اخبرنا الحسين بن إبراهيم بن بابويه. و لعلّ الحسين بن موسى زائد.
4- . الأمالي: 22 و 35 و 110 و 154 و 160، و في العيون: 50 و 153 تاتانة. و حكى عن المجلسيّ قدّس سرّه ان ناتانة بالنون معرب ناتوان، و قال الداماد عطر اللّه مضجعه: الأصحّ بابايه و لم يأت بمستند راجع الرواشح: 106.
5- . الأمالي: 21 و 25 و 35 و 36 و 60، المشيخة: 9، العيون 21 و 67، و يروى عنه كثيرا و يذكره في الغالب بالرضيلة و الرحملة.
6- . معاني الأخبار: 205، و في الخصال 121:1: أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد الاشنانى العدل و الظاهر أنّه متحد مع الحسين بن أحمد الأسترآبادي العدنى المذكور في الخصال 149:1، و ان العدنى مصحف بالعدل و الاشنانى بضم الالف منسوب إلى بيع الأشنان، او الى قنطرة الأشنان موضع ببغداد، و اما ما في نسخة المامقاني من الاثنائى فالظاهر أنّه مصحف و قال: انه منسوب الى أثناء: موضع بالشام قلت: لم نجده و لعله أراد الاثنان فوهم.

73 - أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ الحاكم حدّثه في داره بنيسابور سنة 352(1).

74 - الحسين بن أحمد المالكيّ (2).

75 - أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابن أبي طالب عليهم السّلام(3).

76 - أبو الطيّب الحسين بن أحمد بن محمّد الرازيّ، حدّثه بنيسابور سنة 352(4).

77 - أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل الكنديّ (5).

78 - الحسين بن عبد اللّه بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم العسكريّ (6).

79 - الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ - تقدّم في الحسن -

أبو محمّد الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهريّ - تقدّم في الحسن -

80 - الحسين بن عليّ الصوفيّ (7).

81 - الحسين بن عليّ بن محمّد القمّيّ المعروف بأبي عليّ البغداديّ (8).

ص: 49


1- . عيون الأخبار: 11 و 81 و 307، التوحيد: 417.
2- . فهرست الطوسيّ: 91 و لعله غير الحسن بن أحمد المالكى الآتي في ترجمة أبيه.
3- . علل الشرائع: 59، و في الأمالي: 209 أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد العلوى من ولد محمّد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و في معاني الأخبار: 105 أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد ابن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
4- . عيون الأخبار: 350 و في المستدرك: الحسين بن أحمد بن قحط الرازيّ و هو مصحف.
5- . كمال الدين: 274.
6- . علل الشرائع: 60، الخصال 66:1، ذكره النوريّ في المستدرك مكرّرا تارة كناه أبا أحمد و اخرى أبا محمد، و ذكره أيضا في الحسن، و المذكور في العلل أبو احمد و لم نجد أبا احمد و يحتمل قويا انهم واحد و ان الحسين مصحف الحسن.
7- . علل الشرائع: 68، الأمالي: 218.
8- . كمال الدين: 286.

82 - أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الاشناني الرازيّ العدل، حدّثه ببلخ(1).

83 - الحسين بن محمّد بن سعيد الهاشميّ (2).

84 - الحسين بن موسى(3).

85 - أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن ضريس البجليّ (4).

86 - حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، حدّثه بقمّ في رجب 339(5).

87 - خضر بن محمّد بن مسروق(6).

88 - القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزيّ (7).

ص: 50


1- . العيون: 72 و 80، التوحيد: 50 و 174 و 384، يحتمل تعدّده مع الحسين بن أحمد المتقدم لاختلاف الوصف فانه الدارميّ و هذا الرازيّ و لانه يروى عن جده، و هذا يروى عن عليّ بن مهرويه القزوينيّ، نعم في الخصال 96:2: الحسين بن محمّد الاشنانى الرازيّ عن جده فتامل.
2- . الأمالي: 244 و الظاهر أنّه مصحف الحسن.
3- . بشارة المصطفى: 184 فيه: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى: اخبرنا الحسين بن موسى: أخبرنا الحسين بن إبراهيم بن بابويه: اخبرنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم اه. فتامل.
4- . الأمالي: 234، التوحيد: 399، علل الشرائع: 16 و 160، معاني الأخبار: 105، الخصال 43:2 و الظاهر أنّه متحد مع من مر تحت رقم 68.
5- . العيون: 31، كمال الدين: 157، الأمالي: 13 و 37 و 153 و 161، معاني الأخبار: 301، المشيخة: 33 و كثيرا ما يقول: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوى.
6- . المستدرك 715:3 و لم نجده في الأسانيد نعم في الخصال 63:1 جعفر بن محمّد بن مسروق و لعله كان في نسخة النوريّ الخضر و لكنه مصحف جعفر بن محمّد بن مسرور.
7- . الخصال 17:1 و 18 و 38 و 60: يروى عنه كثيرا و في بعض الأسانيد السحرى بالحاء و الراء المهملتين و في أخرى السجرى بالجيم. و الصحيح السجزى بالجيم و الزاى المعجمتين نسبة الى سجز بكسر السين و سكون الجيم: اسم لسجستان: البلد المعروف في اطراف خراسان. قال ياقوت في معجم البلدان 190:3: و قد نسب إليها خلق كثير من الأئمّة و الرواة و الأدباء منهم الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل بن موسى بن عبد اللّه بن عاصم بن جنك أبو سعيد السجزى القاضي الحنفيّ، رحل الى الشام و العراق و خراسان؛ و ادرك أبا بكر بن خزيمة و تلك الطبقة، و مات بفرغانة سنة 373 و هو على مظالمها، و قد ولى القضاء بعدة نواح و كان أديبا نحويا.

89 - أبو يوسف رافع بن عبد اللّه بن عبد الملك، حدّثه بمرو الروذ(1).

90 - سعد بن عبد اللّه، و هو غير الجليل المعروف(2).

91 - سليمان بن أحمد بن أيّوب اللّخميّ، كتب إليه من أصفهان بأحاديث(3).

92 - أبو الحسن صالح بن شعيب الطالقاني، حدّثه في ذي القعدة سنة 339(4).

93 - صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجليّ (5).

94 - طاهر بن محمّد بن يونس بن حيوة أبو الحسن الفقيه، أجازه ببلخ(6).

95 - الحاكم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين النيسابوريّ الفقيه(7).

96 - عبد الرحمن بن محمّد بن حامد البلخيّ (8).

97 - عبد الرحمن بن محمّد بن خالد البرقي(9).

98 - أبو أسد عبد الصمد بن شهيد الأنصاري، حدّثه بسمرقند(10).

ص: 51


1- . الخصال 144:2.
2- . هكذا في المستدرك، و لعله ألجأه الى قوله: «غير الجليل» ما رأى من اسناده إليه مع ان المعلوم انه يروى بوساطة ابيه عن سعد بن عبد اللّه، و لكن الظاهر ان جل ما يرى في كتب الصدوق من الاسناد الى سعد قد سقطت الواسطة و هو ابوه، و كذا ما يرى في الخرائج: 247 و 282 راجع.
3- . الأمالي: 261 و 208 و 300، عيون الأخبار: 125، الخصال 6:1 و 71 و 41.
4- . كمال الدين: 276، الخرائج: 281.
5- . الأمالي: 135 و 136 و 139 و 187، معاني الأخبار: 230.
6- . الخصال 17:1 و 112:2، علل الشرائع: 15 و 160، التوحيد: 418.
7- . معاني الأخبار: 319، التوحيد: 18، و في المعاني: 46 الحسن مكان الحسين.
8- . الخصال 141:1، الأمالي: 7.
9- . المستدرك 715:3، و لم نجده في الأسانيد و لعلّ خالد البرقي مصحف حامد البلخيّ المتقدم.
10- عيون الأخبار: 183 و في نسخة: «عبد الشهيد».

99 - أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد الفقيه(1) أجازه ببلخ.

100 - أبو محمّد عبد اللّه بن حامد(2).

101 - أبو الهيثم عبد اللّه بن محمّد(3).

102 - أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد الصائغ(4).

103 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشيّ الأصفهانيّ (5).

104 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب بن نصر بن عبد الوهّاب بن عطاء بن واصل السجزيّ (6).

105 - عبد اللّه بن نضر بن سمعان التميميّ الخرقاني(7).

ص: 52


1- . الخصال 36:1 و في 102:2 عبيد اللّه، و في تاريخ جرجان: 232: ابو القاسم عبد اللّه بن احمد الجرجانى نزل البصرة في أصحاب القماقم مات سنة 375 صليت عليه في جامع البصرة اه و لعله هو.
2- . علل الشرائع: 26، الخصال 63:2 و في المعاني: 18 أبو عبد اللّه بن أبي حامد و الخصال 135:1: أبو عبد اللّه بن حامد فيحتمل التصحيف و التعدّد.
3- . علل الشرائع: 93.
4- . الأمالي: 187 و 209 و 261، عيون الأخبار: 30، الخصال 76:2، كمال الدين: 159.
5- . عيون الأخبار: 67 و 143 و 233، الخصال 82:1، و في العلل: 14 عبد الواحد ابن محمّد بن عبد الوهاب القرشيّ و لعله مصحف.
6- . معاني الأخبار: 9 و في كمال الدين: 297 كناه أبا سعيد و ساق نسبه الى نصر و قال: الشجرى، كمال الدين: 300 و في 303: أبو سعيد بن عبد اللّه و فيه: السيمرى، و في 310 نصير مكان نصر و لقبه الشجرى، و في التوحيد: 328 و 387: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الشجرى (السرخسى خ ل) بنيسابور: و في 427 بلا لقب.
7- . الأمالي: 48 و 132 و 180، علل الشرائع: 87، الخصال 129:1، و خرقان بتحريك الراء: قرية من قرى بسطام على طريق استرآباذ، و بسكونها: من قرى سمرقند على ثمانية فراسخ منها.

106 - عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوريّ، حدّثه بنيسابور سنة 352(1).

107 - أبو محمّد عبدوس بن عليّ بن العبّاس الجرجانيّ حدّثه بسمرقند في منزله(2).

108 - أبو القاسم عتاب بن محمّد بن عتاب الورامينيّ الحافظ(3).

109 - علي بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ (4).

110 - عليّ بن إبراهيم الرازيّ (5).

111 - أبو الخير [أبو الحسن خ ل] عليّ بن أحمد النسّابة(6).

112 - أبو الحسين عليّ بن أحمد بن حرّابخت الجيرفتي النسّابة(7).

ص: 53


1- . معاني الأخبار: 145، عيون الأخبار: 56 و 67 و 116 و 248 و 342، المشيخة 18، التوحيد: 247 و 977.
2- . الخصال 104:1 و 152، ترجمه السهمى في تاريخ جرجان 243 فقال: عبدوس بن على الجرجانى نزيل سمرقند روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمّد و عليّ بن محمّد بن حاتم و غيرهما، مات في سنة 399 و قال في ص 287 في محمّد بن بندار بن إبراهيم بن عمرو بن عيسى ابى نعيم الأسترآبادي: مات سنة 377 روى عنه عبدوس بن على الجرجانى بسمرقند، و روى عن أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف بن أيّوب التستريّ كما في ص 415، و عن الحسين بن أحمد بن سعيد العتكى الأسترآباذي البزاز كما في 480، و له ابن ذكر السهمى في ص 279 قال: أبو الحسن عليّ بن عبدوس بن على الجرجانى نزيل سمرقند و توفى بها في شوال الثامن عشر منه سنة 415.
3- . الأمالي: 186، عيون الأخبار: 29، المشيخة: 3، الخصال 71:2 و 72، ذكره ياقوت في معجم البلدان 370:5 في ورامين، قال: ورامين: بليدة من نواحي الرى قرب زامين بينها و بين الرى ثلاثين ميلا. ينسب إليها عتاب بن محمّد بن أحمد بن عتاب أبو القاسم الورامينى الحافظ، روى عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندى، و عبد الرحمن بن أبي حاتم، و أبى القاسم البغوى، و ابى العباس السراج، و غيرهم، روى عنه ابن بركان و ابنه سلمة، و كان حافظا صدوقا، مات بعد سنة 310.
4- . كمال الدين: 194.
5- . عيون الأخبار: 38.
6- . عيون الأخبار: 347.
7- . التوحيد: 84، و جيرفت بكسر الجيم: مدينة بكرمان، و حرابخت معرب خوشبخت، و في المستدرك 715:3: على بن محمّد (احمد خ ل) بن خراتحت الجزقني النسابة.

113 - عليّ بن أحمد الرازيّ (1).

114 - عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ (2).

115 - عليّ بن أحمد بن متّيل(3).

116 - عليّ بن أحمد بن محمّد(4).

117 - عليّ بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ (5).

118 - عليّ بن أحمد بن عمران التبّاق(6).

119 - عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق(7).

120 - عليّ بن أحمد بن مهزيار(8).

121 - عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق(9).

122 - عليّ بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الصادق عليه السلام(10).

ص: 54


1- . كمال الدين: 296.
2- . المشيخة: 1، الأمالي 10 و 22 و 34، عيون الأخبار: 152 و روايته عنه كثيرة جدا.
3- . المستدرك 715:3 و لم نجده و لعله مصحف عليّ بن محمّد.
4- . المستدرك 715:3 أقول: يوجد ذلك كثيرا في الأسانيد كما في العلل: 2 و 34 و 43 و غيرها و الظاهر أنّه الدقاق الآتي.
5- . العلل: 17.
6- . المستدرك 715:3 و لم نجده، و قال: لعله مصحف الوراق أقول: بل لعله مصحف الدقاق.
7- . عيون الأخبار: 10 و 35، التوحيد: 86، كمال الدين: 44 و في 177 عليّ بن أحمد بن محمّد بن موسى بن عمران.
8- . كمال الدين: 275.
9- . الأمالي: 25 و 69 و 80 و 118 و 143، و روايته عنه كثيرة في كتبه، و قد يعبر في بعض الأسانيد عنه بعلى بن أحمد، و اخرى بعلى بن أحمد بن موسى و ثالثة بعلى بن أحمد الدقاق و الكل واحد، بل لا يبعد اتّحاده مع الدقاق المتقدم.
10- المستدرك 715:3 لم نجده و يقوى انه مصحف عمن يأتي قريبا.

123 - عليّ بن بندار(1).

124 - أبو الحسن عليّ بن ثابت الدواليبيّ، حدّثه بمدينة السلام سنة 352(2).

125 - عليّ بن حاتم القزوينيّ فيما كتب إليه(3).

126 - عليّ بن حبشي بن قوني فيما كتب إليه(4).

127 - عليّ بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام(5).

128 - عليّ بن الحسن بن الفرج المؤذّن أبو الحسن(6).

129 - عليّ بن الحسن القزوينيّ (7).

130 - عليّ بن الحسين البرقيّ (8).

131 - عليّ بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمدانيّ حدّثه في منزله بالكوفة(9).

132 - عليّ بن الحسين بن شاذويه(10).

ص: 55


1- . علل الشرائع: 134.
2- . عيون الأخبار: 35 و في نسخة: الدوالينى، كمال الدين: 93.
3- . كمال الدين: 375 المشيخة: 39، الأمالي: 75 و 174، علل الشرائع: 45 و 61 و 81.
4- . علل الشرائع: 140.
5- . الخرائج: 267 و كناه ابا الحسن في كمال الدين: 261.
6- . كمال الدين: 241 و 242، الخصال 58:2.
7- . المستدرك 715:3 و لم نجده و لعله مصحف عليّ بن حاتم.
8- . المستدرك 715:3 و لم نجده.
9- . معاني الأخبار: 189، علل الشرائع: 111، الخصال 97:1، مختصر البصائر: 127 و في الأمالي: 4 و 231 شقير مكان سفيان.
10- الأمالي: 61 و 120 و 122 و 173، عيون الأخبار: 28، كمال الدين: 181.

133 - عليّ بن الحسين بن الصلت(1).

134 - عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ أبو الحسن والده المعظّم(2).

135 - عليّ بن سهل(3).

136 - عليّ بن عبد الرزّاق الدرزاق(4).

137 - أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه بن أحمد الأصفهانيّ الأسواريّ المذكّر، حدّثه بإيلاق(5).

138 - أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه بن أحمد بن بابويه المذكّر(6).

139 - عليّ بن عبد اللّه بن الوصيف الناشي الصغير(7).

140 - عليّ بن عبد اللّه الورّاق(8).

141 - أبو الحسن عليّ بن عيسى المجاور(9).

142 - عليّ بن الفضل بن العباس البغداديّ المعروف بأبي الحسن الخيوطيّ،

ص: 56


1- . التوحيد: 165.
2- . المشيخة: 1، التوحيد: 5، الأمالي: 5 و 6 و 8 و 9 و 11، و كتبه مشحونة بروايته عنه.
3- . علل الشرائع: 119.
4- . المستدرك 715:3 و لم نظفر به و لا بالصحيح من لقبه و لعله مصحف الوراق، نعم في الخصال 151:1 عليّ بن عبد الوراق (الرزاق ظ) و لعله عليّ بن عبد اللّه الوراق.
5- . التوحيد: 217 و 220 و 289، علل الشرائع: 31 و 133، كمال الدين: 171، الخصال 88:2.
6- . معاني الأخبار: 408.
7- . احتمل صاحب الرياض، روايته عنه راجع الغدير 29:4.
8- . الأمالي: 73 و 183 و 285، عيون الأخبار: 5 و 10 و 50، كمال الدين: 177 و 184، علل الشرائع 69 و 89 و روايته عنه كثير و في كفاية الاثر: 290 عليّ بن عبد اللّه الوراق الرازيّ، يحتمل اتّحاده مع عليّ بن محمّد الآتي.
9- . عيون الأخبار: 140 و 155، الأمالي: 175 و 290 و 299، و في 390 على بن عيسى القمّيّ. و لعلهما متحدان.

شيخ لأصحاب الحديث حدّثه بالريّ (1).

143 - عليّ بن محمّد بن عبد اللّه الورّاق الرازيّ (2).

144 - أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن القزوينيّ المعروف بابن مقبرة(3).

145 - عليّ بن محمّد بن عصام(4).

146 - أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عمرو العطّار(5).

147 - عليّ بن محمّد بن موسى الدقّاق(6).

148 - أبو الحسن عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ (7).

149 - الشريف أبو الحسن عليّ بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبيد اللّه بن

ص: 57


1- . المعاني: 125، الأمالي: 46، الخصال 130:1 و 171:2، كمال الدين: 137، العيون: 34.
2- . كمال الدين: 163، و في 177 عليّ بن محمّد الوراق رحمه اللّه، و في رواية بعده بلا فاصلة: على بن عبد اللّه الوراق و ربما يحتمل قويا تعدّده مع عليّ بن عبد اللّه المتقدم، و في كفاية الاثر المطبوع مع الخرائج: 290: على بن عبد اللّه الوراق الرازيّ فتأمل.
3- . الأمالي: 109، التوحيد: 377، معاني الأخبار: 42 و 331 و 357، ترجمه الرافعى في التدوين: 424 فقال: على بن محمّد بن الحسن المعروف بالمقبري اه.
4- . المستدرك 715:3، في مختصر البصائر. محمّد بن عليّ بن بابويه، عن محمّد بن عصام الكليني، و عليّ بن أحمد (محمّد خ ل) بن عصام الكليني، و عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، عن محمّد بن يعقوب الكليني.
5- . المستدرك 715:3 و لم نجده و لعله مصحف أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن على بن عمرو العطّار المتقدم.
6- . المستدرك 715:3 و لم نجده و لعله مصحف عليّ بن أحمد بن موسى الدقاق المتقدم، و في العلل: 194 عليّ بن محمّد الدقاق.
7- . عيون الأخبار: 169 ترجمه السهمى في تاريخ جرجان: 261، و في العلل 59: محمّد بن على بن مهرويه لعله مصحف أو متعدّد.

موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام(1).

150 - عليّ بن هبة اللّه الورّاق(2).

151 - أبو محمّد عمّار بن الحسين بن يحيى الأسروشني، حدّثه بجبل موتك من أرض فرغانة(3).

152 - عمّار بن إسحاق الأشتر(4).

153 - أبو القاسم غياث بن محمّد الحافظ(5).

154 - أبو العبّاس الفضل بن الفضل بن العبّاس الكنديّ الهمدانيّ، أجازه بهمدان سنة 354 عند منصرفه من الحجّ (6).

155 - أبو سعيد الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوريّ (7).

156 - أبو أحمد القاسم بن محمّد بن أحمد بن عبدويه الزاهد السرّاج الهمدانيّ، حدّثه بهمدان منصرفه من بيت اللّه الحرام سنة 354(8).

157 - محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس اللّيثي(9).

ص: 58


1- . كمال الدين 186، و في 257 أبو الحسن بن عليّ و فيه: عبد اللّه مكان عبيد اللّه، و في 317 الشريف أبو الحسن على و ساق نسبه إلى عبد اللّه.
2- . تعليقة الوحيد: الرجال الكبير: 240.
3- . كمال الدين: 261 و 280 و الخصال 23:1، و في الأول: الاسروشى، و الظاهر أنّه مصحف الأسروشني كما في اللباب، او الاشروسنى كما في المعجم، و هي بلدة كبيرة وراء سمرقند من سيحون.
4- . المستدرك 715:3 قال: و اتّحاده مع عمّار بن الحسين غير بعيد أقول: لم نجده.
5- . كمال الدين: 158، المستدرك 715:3 أقول: لعله مصحف عتاب بالتاء.
6- . التوحيد: 60، الخصال 155:1 و 141.
7- . المسلسلات: 113.
8- . الخصال 52:1 و 80، و 3:2، و معاني الأخبار: 275.
9- . الخصال 77:1، المعاني: 111 و في كمال الدين: 136 محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس، في الأمالي 232 و 233، عيون الأخبار: 362 و فيه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثى.

158 - أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسيّ الغرائميّ (1).

159 - أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المكتّب الطالقانيّ (2).

160 - أبو محمّد محمّد بن أبي عبد اللّه الشافعيّ الفرغاني، حدّثه بفرغانة(3).

161 - أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم بن محمّد الفضل التميميّ الهروي(4).

162 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد المعاذي(5).

163 - أبو واسع محمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوريّ (6).

164 - أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إسماعيل السليطيّ النيسابوريّ (7).

165 - أبو نصر محمّد بن أحمد بن تميم السرخسيّ الفقيه، حدّثه بسرخس(8).

166 - محمّد بن أحمد البغداديّ الورّاق(9).

167 - محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ الورّاق(10).

ص: 59


1- . عيون الأخبار: 79، التوحيد: 176.
2- . الأمالي: 128، عيون الأخبار: 13 و 24 و 27 و 34 و 55، المشيخة: 32 و روايته عنه كثيرة و لعلّ المطلق ينصرف إليه، و في بعض أسانيد - نسبته - حدثه بالرى سنة 349.
3- . الخصال 82:1، و 4:2 و 90.
4- . عيون الأخبار: 381 و 382.
5- . الأمالي: 188، عيون الأخبار: 71 و 163، مختصر البصائر 202، تنقيح المقال 2: 66، الخصال 60:2 و في معاني الأخبار 13: و 389 محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذى، و في الأمالي: 15 محمّد بن إبراهيم بن أحمد المعاذى، و في 29: محمّد بن إبراهيم المعاذى و يحتمل اتّحاده مع الليثى المتقدم.
6- . عيون الأخبار: 273 و 384.
7- . عيون الأخبار: 273 و 384.
8- . الخصال 92:1، التوحيد: 10 و 420، معاني الأخبار: 139 و 229 و في التوحيد: 387: أبو نصر محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن تميم السرخسى.
9- . الخصال 27:2 و 31 و 172.
10- الأمالي: 142؛ و الظاهر أنّه متحد مع سابقه.

168 - محمّد بن أحمد السنانيّ المكتّب(1).

169 - محمّد بن أحمد الشيباني المكتّب(2).

170 - محمّد بن أحمد الصيرفيّ كان من أصحاب الحديث(3).

171 - أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الأسديّ المعروف بابن جرادة البردعي حدّثه بالريّ في رجب سنة 347(4).

172 - محمّد بن أحمد العثاني(5).

173 - محمّد بن أحمد أبو عبد اللّه القضاعي(6).

174 - شريف الدين الصدوق أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن زرارة (زيادة خ ل)(7)، ابن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام(8).

ص: 60


1- . المشيخة: 3، الفقيه: ج 1 ص 85 من الحجّ، الأمالي: 10 و 14 و 24 و 91 و 112، عيون الأخبار: 66 و 194، الخصال: 88 و 90، معاني الأخبار: 131 و 368، يروى عنه كثيرا، و السنانى نسبة الى جده الأعلى، الظاهر ان الرجل هو أبو عيسى محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سنان الزاهري نزيل الرى المترجم في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم، يروى عن أبيه، عن جده محمّد بن سنان المعروف، و قد روى عنه ابن طاوس بطريقه إليه عدة أحاديث في جمال الأسبوع: 106 و 229 و 238 و 266، و في الموضع الأول ابن عيسى المكتب و هو تصحيف و الصحيح أبو عيسى، و لعله وهم من الناسخ.
2- . كمال الدين: 177 و 186، التوحيد: 83، معاني الأخبار: 131 و 139 و الظاهر أنّه متحد مع سابقه و ان الشيباني مصحف السنانى، و ان كان يظهر من المحقق الداماد في الرواشح و من غيره التعدّد.
3- . الأمالي: 47.
4- . الخصال 173:2، الأمالي: 25 و 137 و 140 و غيره، المعاني: 322.
5- . المستدرك 716:3.
6- . الخصال 35:1.
7- . الصحيح: زئارة كما في عمدة الطالب من زأر الأسد.
8- . كمال الدين: 139 و الظاهر أن الصحيح هكذا احمد زئارة بن محمّد بن عبد اللّه راجع عمدة الطالب كما أن الظاهر أنّه متحد مع الشريف أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام الموجود في التوحيد ص 366 الا أنّه اختصر النسب أو سقط بعض عن الطبع.

175 - أبو عليّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار المعاذيّ النيسابوريّ (1).

176 - محمّد بن أحمد بن يحيى العطّار(2).

177 - محمّد بن أحمد بن يونس المعانيّ (3).

178 - محمّد بن إسحاق بن أحمد اللّيثيّ (4).

179 - محمّد بن بكران النقّاش، حدّثه بالكوفة سنة 354(5).

180 - محمّد بن بكر بن عليّ بن محمّد بن المفضّل الحنفيّ (6).

181 - أبو أحمد محمّد بن جعفر البندار الفرغانيّ الشافعيّ الفقيه بأخسيكث، حدّثه بفرغانة(7).

182 - محمّد بن جعفر بن الحسن البغداديّ (8).

183 - محمّد بن جعفر بن محمّد الخزاعيّ (9).

ص: 61


1- . عيون الأخبار: 382 و 384.
2- . المستدرك 716:3، قال: كذا في بعض الأسانيد، و يحتمل كونه مقلوبا.
3- . المستدرك 715:3 و لم نجده.
4- . الأمالي: 319 و في نسخة: محمّد بن أبي إسحاق، و في ثواب الأعمال: 29: محمّد بن إسحاق، و في المستدرك: المثنى بدل الليثى.
5- . عيون الأخبار: 74، الأمالي: 196 و 202 و 233، التوحيد: 234، معاني الأخبار: 43 و 321.
6- . المستدرك 716:3.
7- . الخصال 16:1 و 18 و 27 و 79 و 82 و 83، و 90:2، عيون الأخبار: 125 و في فضائل شعبان: محمّد بن جعفر بن بندار.
8- . كمال الدين: 136، معاني الأخبار 90، و في نسخة منه و في البرهان 11:1 محمّد بن جعفر بن الحسين البغداديّ.
9- . المستدرك 716:3 و لم نجده.

184 - محمّد بن حسّان(1).

185 - محمّد بن الحسن بن أبان(2).

186 - أبو نصر محمّد بن الحسن بن إبراهيم الكرخيّ الكاتب، حدّثه بإيلاق(3).

187 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّيّ، و هو أبو جعفر شيخ القميّين و فقيههم(4).

188 - الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، و هو المعروف بنعمة الّذي صنّف «من لا يحضره الفقيه» له(5).

189 - محمّد بن الحسن بن سعيد الهاشميّ الكوفيّ (6).

190 - محمّد بن الحسن بن عليّ بن فضّال(7).

191 - الشيخ نجم الدّين أبو سعيد محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن عليّ ابن الصلت القمّيّ، ورد عليه من بخارا بقمّ بعد رجوعه من المشهد الرضويّ (8).

192 - محمّد بن الحسن بن عمر(9).

193 - محمّد بن الحسن بن متّيل(10).

ص: 62


1- . المستدرك: 3، 716 و لم نجدهما.
2- . المستدرك، 3، 716 و لم نجدهما.
3- . عيون الأخبار: 281 و 371.
4- . المشيخة: 1، و التوحيد: 6 و 7، عيون الأخبار: 14 و 15، الأمالي: 7 و 9 و 10، و الرواية عنه كثيرة جدا.
5- . كمال الدين: 300.
6- . المستدرك 716:3 أقول: لم نجدهما و لعلّ الأول مصحف الحسن بن محمّد بن سعيد المتقدم، و اما الثاني فلعله قد سقطت الواسطة و إلا فغريب جدا.
7- . المستدرك 716:3 أقول: لم نجدهما و لعلّ الأول مصحف الحسن بن محمّد بن سعيد المتقدم، و اما الثاني فلعله قد سقطت الواسطة و إلا فغريب جدا.
8- . كمال الدين: 3 و 169.
9- . المستدرك 716:3 و لم نجدهما.
10- المستدرك 716:3 و لم نجدهما.

194 - محمّد بن الحسين(1).

195 - أبو نصر محمّد بن الحسين بن الحسن الدّيلميّ الجوهريّ (2).

196 - محمّد بن خالد السناني(3).

197 - أبو الحسن محمّد بن سعيد بن عزيز السمرقنديّ الفقيه، حدّثه بأرض بلخ(4).

198 - أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان المرواذيّ (5).

199 - أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن طيفور الدامغانيّ الواعظ(6).

200 - أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أحمد بن بزرج(7) بن عبد اللّه بن منصور بن يونس بزرج صاحب الصادق عليه السّلام(8).

201 - محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمّد(9).

202 - محمّد بن عليّ الأستراباديّ (10).

203 - محمّد بن عليّ بن أسد الأسديّ (11).

204 - أبو بكر محمّد بن عليّ بن إسماعيل(12).

ص: 63


1- . الخصال 74:1، ثواب الأعمال: 7 و في المستدرك: و لعله البزاز كما في بعض الأسانيد.
2- . معاني الأخبار: 292.
3- . المستدرك 716:3، التعليقة: 295، تنقيح المقال 114:3 فتأمل.
4- . التوحيد: 83، معاني الأخبار: 11.
5- . علل الشرائع: 21 و 22 و 23 و 38 و 147 و في الأخيرتين، البراواذى.
6- . علل الشرائع: 28 و 34.
7- . في نسخة من كمال الدين و في الخرائج روح.
8- . كمال الدين: 284 و 285، الخرائج: 281.
9- . المستدرك 716:3.
10- الأمالي 105 و لعله محمّد بن القاسم الأسترآبادي الآتي.
11- . المستدرك 716:3 أقول: لعله محمّد بن أحمد بن عليّ بن اسد الأسدى المتقدم.
12- . الخصال 86:1 و 95 و 96.

205 - أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الأسود(1).

206 - محمّد بن عليّ بن بشّار القزوينيّ (2).

207 - أبو الحسن محمّد بن عليّ الشاه الفقيه المرو الروذيّ، حدّثه بمرو الرود في داره(3).

208 - محمّد بن عليّ بن شيبان القزوينيّ (4).

209 - محمّد بن عليّ بن الفضل الكوفيّ حدّثه في مسجد أمير المؤمنين عليه السّلام بالكوفة(5).

210 - محمّد بن عليّ القزوينيّ (6).

211 - محمّد بن عليّ ماجيلويه القمّيّ (7).

212 - أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد بن حاتم النوفليّ الكرمانيّ (8).

213 - محمّد بن عليّ بن مشاط(9).

ص: 64


1- . كمال الدين: 275 و 276.
2- . الأمالي: 203، كمال الدين: 289، عيون الأخبار: 141 و 326، علل الشرائع: 34، معاني الأخبار: 105 و 292، الخصال 30:1.
3- . المشيخة: 39، عيون الأخبار: 123 و 194 و 274، الخصال 6242:1 و 155، و 2: 40 و 61، كمال الدين: 186، معاني الأخبار: 50 و في بعضها: ابو الحسين.
4- . كمال الدين: 186 يحتمل اتّحاده مع ابن بشار و كون شيبان مصحف بشار.
5- . الأمالي: 137 و 188 و 232.
6- . المستدرك 716:3 قال: و لعله ابن مهرويه.
7- . المشيخة: 1 و 3، الأمالي: 8 و 10 و 15 و 17 و 20 و 22 و 24 و روايته عنه كثيرة جدا، و يعبر عنه كثيرا بمحمّد بن على عن عمه.
8- . عيون الأخبار: 54، كمال الدين: 201 و 233 و 243 و 251.
9- . المستدرك 716:3.

214 - محمّد بن عليّ بن متّيل(1).

215 - محمّد بن عليّ الموصليّ (2).

216 - محمّد بن عليّ بن مهرويه(3).

217 - أبو جعفر محمّد بن عليّ بن نصر البخاريّ المقري(4).

218 - محمّد بن عليّ بن هاشم(5).

219 - أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصري، حدّثه بإيلاق(6).

220 - أبو بكر محمّد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيليّ الفقيه(7).

221 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيّار أبو بكر التميميّ يعرف بابن الجعابيّ، حدّثه بمدينة السلام(8).

222 - محمّد بن الفضل بن زيدويه الجلاّب الهمدانيّ، حدّثه بهمدان(9).

223 - محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوريّ المعروف بأبي سعيد المعلّم

ص: 65


1- . كمال الدين: 276، و في 277 عليّ بن محمّد بن متيل.
2- . لسان الميزان: 124:2 راجعه.
3- . علل الشرائع: 59، و لعله مقلوب عليّ بن محمّد بن مهرويه المتقدم.
4- . علل الشرائع: 34، معاني الأخبار: 104.
5- . عيون الأخبار: 152، و في المستدرك: هشام.
6- . معاني الأخبار: 114 و 318، الخصال 80:1 و 98 و 125 و 153 و 154 و 2: 3 و 25 و 28، التوحيد: 377 و فيه: ابو الحسين (أبو الحسن خ ل) و عمر (عمرو خ ل) و في مختصر البصائر 7 1: ابو الحسين محمّد بن عمر بن على البصرى.
7- . كمال الدين: 291 و قبله بأسطر أبو بكر محمّد بن عمرو بن عثمان بن الفضل العقيلى الفقيه، و لعله مصحف و في لسان الميزان 321:5 محمّد بن عمر أبو بكر العقيلى راجعه.
8- . معاني الأخبار: 66 و 234، الأمالي: 40 و 47 و 59 و 75 و 137 و 286، الخصال 145:1 و روايته عنه كثيرة و قد يعبر عنه بمحمّد بن عمر الحافظ البغداديّ او الجعابى او محمّد بن عمر الحافظ، و الكل واحد، و في الخصال 13:2: محمّد بن عمير البغداديّ الحافظ و هو مصحف و عده المحدث النوريّ شخصا آخر.
9- . الخصال 99:2.

حدّثه بنيسابور(1).

224 - محمّد بن القاسم المفسّر المعروف بأبي الحسن الجرجانيّ (2).

225 - محمّد بن أبي القاسم الأسترابادي(3).

226 - أبو جعفر محمّد بن محمّد الخزاعيّ (4).

227 - محمّد بن محمّد بن عصام الكلينيّ (5).

228 - محمّد بن محمّد بن غالب الشافعيّ (6).

229 - أبو الفرج محمّد بن المظفّر بن نفيس المصريّ الفقيه(7).

230 - محمّد بن موسى البرقي(8).

231 - محمّد بن موسى بن المتوكّل(9).

232 - أبو الحسين محمّد بن هارون الزنجانيّ، كتب إليه على يدي عليّ بن أحمد البغداديّ الورّاق(10).

ص: 66


1- . كمال الدين: 172، عيون الأخبار: 274، التوحيد: 12 و 60، علل الشرائع: 63.
2- . عيون الأخبار: 78 و 147، الخصال 12:2 و 82، الأمالي: 215 و 217 و 271، معاني الأخبار: 287، تفسير الإمام: 1 و فيه الخطيب.
3- . الأمالي: 67 و يحتمل اتّحاده مع سابقه بزيادة كلمة ابى، و يحتمل اتّحاده مع محمّد بن على المتقدم.
4- . كمال الدين: 246 و 288، الخرائج: 280 و لعله متحد مع محمّد بن جعفر بن محمّد الخزاعيّ المتقدم.
5- . المشيخة: 33، الأمالي: 166 و 193 و 273، كمال الدين: 188، علل الشرائع: 55 و 88 و في بعضها: عاصم مكان عصام، يروى عنه عن محمّد بن يعقوب الكليني، المعاني: 360.
6- . التوحيد: 420.
7- . كمال الدين: 286، معاني: 286، و في الخرائج: 274 أحمد و لعله مصحف.
8- . عيون الأخبار: 152، علل الشرائع: 47.
9- . المشيخة: 2، عيون الأخبار: 10 و 15، كمال الدين: 12، الأمالي: 5 و 8 و 9 و 13 و 22 و روايته عنه كثيرة، و في بعضها محمّد بن موسى المتوكل.
10- الأمالي: 4 و 103، كمال الدين 305، معاني الأخبار: 22 و 211 و 277 و 302، و 326 و في موضع: أبو الحسن.

233 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ (1).

234 - محمّد بن يحيى بن عمران الأشعري(2).

235 - محمّد بن يوسف بن عليّ (3).

236 - أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام(4).

237 - يحيى بن أحمد بن إدريس(5).

238 - أبو ذرّ يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد البزّاز، حدّثه بالكوفة(6).

239 - يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لأهل الريّ (7).

240 - أبو أحمد هانئ بن محمّد بن محمود العبديّ (8).

241 - أبو أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمويه بن عبد النيسابوريّ الورّاق(9).

242 - أبو جعفر المروزيّ (10).

ص: 67


1- . تنقيح المقال 155:3 حكاه عن السيّد بحر العلوم - قدس اللّه سره - في ترجمته قال بعد كلام طويل: و يكون عمره نيفا و سبعين سنة، و مقامه مع والده و مع شيخه أبى جعفر محمّد بن يعقوب الكليني في الغيبة الصغرى نيفا و عشرين سنة إه قلت: لم نجد بعد التتبع التام موردا يروى عنه، بل صرّح في المشيخة بأن ما كان فيه محمّد بن يعقوب الكليني فقد رويته عن محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم خ ل) و عليّ بن أحمد بن موسى و محمّد بن أحمد السنانى، عن محمّد بن يعقوب، و اما ما قيل. من انه يروى عنه بتوسط ابيه فهو أيضا ممّا لا شاهد له.
2- . المستدرك 716:3.
3- . قصص الأنبياء راجع بحار الأنوار 367:5 طبعة امين الضرب.
4- . كمال الدين: 245، و الظاهر أنّه متحد مع أبى طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوى السمرقندى البصرى الموجود في الخصال 82:2 و في العيون: 18 و 19 و 24 و في كمال الدين: 183 و 245 و 246 و في المشيخة: 25 و في غيرها، و ان النسب الأول مختصر قد سقط المظفر الثاني من الوسط و احتمل أيضا ان المظفر لقب محمد.
5- . المستدرك 716:3 و لم نجده.
6- . الأمالي: 2 و 230، الخصال 153:1.
7- . الأمالي: 47.
8- . عيون الأخبار: 46 و 47 و في الخصال 2: أبو احمد هانى بن محمود بن هانى العبدى.
9- . المستدرك 716:3.
10- المستدرك 716:3.

243 - أبو الحسن بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب(1).

244 - أبو الحسن بن عليّ بن محمّد بن خشّاب(2).

245 - أبو الحسن بن يونس(3).

246 - أبو سهل بن نوبخت(4).

247 - أبو عبد اللّه بن حامد(5).

248 - أبو محمّد بن جوزبن البشري (خورويه التستريّ خ ل)(6).

249 - أبو محمّد الوجبائي(7).

250 - الحسن بن(8) محمّد بن سعيد الهشاميّ (9).

251 - الحسين بن عليّ بن أحمد، و هو غير الصائغ(10).

252 - الحسين بن الحسن بن محمّد(11).

هذه عدّة من مشايخه ممّن ظفرنا عليهم بعد الفحص في كتبه المطبوعة، و لعلّ المراجع إلى كتبه المخطوطة و كتب التراجم ظفر على أكثر من هذا، و نسأل اللّه التوفيق على الاستيفاء و الاستقصاء في رسالتنا: «قضاء الحقوق في ترجمة الصدوق» إنّه وليّ قدير.

(تلامذته و الراوون عنه)

قد سمعت آنفا من الرّجاليّ الكبير النجاشيّ «أنّ شيوخ الطائفة سمعوا منه و هو

ص: 68


1- . معاني الأخبار: 229.
2- . كمال الدين: 262 راجعه و تأمل فيه.
3- . المستدرك 716:3.
4- . كمال الدين: 262 راجعه و تأمل فيه.
5- . الخصال 135:1 و في المعاني: 47 أبو عبد اللّه بن أبي حامد و تقدم عبد اللّه بن حامد.
6- . كمال الدين: 262 راجعه و تأمل فيه.
7- . المستدرك 716:3.
8- . فاتنا ذكر نفر في محله فنلحقه هاهنا.
9- . فضائل شعبان راجع وسائل الشيعة 29:4 ر 29 من الصوم المندوب من طبعنا الجديد.
10- رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم.
11- . رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم.

حدث السنّ» و هو يعطينا الخبر إجمالا بأنّ عدّة كثيرة سمعوا منه و أخذوا عنه، و أمّا أسماؤهم و عدّتهم على التفصيل فلم نقف عليهم أسفا إلاّ على القليل، و الوقوف على الصحيح من عددهم و استقصائهم يحتاج إلى تصفّح الأسانيد و تتبّعها، و أمّا كتب تراجمنا الموجودة فقد خلت عن ذكرهم، و التراجم المتكفّلة لذلك كطبقات الشيعة و الحاوي في رجال الإماميّة، و تاريخ حلب لابن أبي طيّ (1) و شيوخ الشيعة لعليّ بن الحكم(2) و تاريخ الريّ للشيخ منتجب الدّين، و رجال الشيعة لابن بطريق و غيرها فقد ضاعت و لم يصل إلينا منها شيء، فلو كانت بأيدينا لأمكنتنا الوقوف على كثير منهم و من ظفرنا به منهم يبلغ عدّتهم 27 رجلا.

1 - أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن محمّد بن العبّاس بن نوح(3).

2 - أبو الحسن أحمد بن محمّد بن تربك الرهاويّ (4).

3 - أبو محمّد أحمد بن محمّد المعمريّ (5).

4 - جعفر بن أحمد بن عليّ أبو محمّد القمّيّ نزيل الريّ الّذي تقدّم في مشايخه(6).

ص: 69


1- . هو يحيى بن أبي طى حميد بن ظافر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن الحسن بن صالح بن على بن سعيد بن أبي الخير الطائى أبو الفضل البخارى الحلبيّ المتولد سنة 575 و المتوفّى سنة 630 له كتاب معادن الذهب في تاريخ حلب، و شرح نهج البلاغة في ست مجلدات، و فضائل الأئمّة في أربع مجلدات، و خلاصة الخلاص في آداب الخواص في عشر مجلدات، و الحاوى في رجال الإماميّة، و سلك النظام في أخبار الشام و تاريخ مرتب على الشهور و السنين، ينقل كثيرا عن كتابه الحاوى و طبقات الشيعة ابن حجر العسقلانى في لسان الميزان، و ترجمه فيه في المجلد السادس: 263.
2- . هو غير عليّ بن الحكم الأنباري الراوي عن الصادق عليه السلام على ما ظنّ صاحب الذريعة، لانه ترجم في رجاله الحسين بن أحمد بن عامر الأشعريّ و قال: كان من شيوخ أبى جعفر الكليني صاحب كتاب الكافي، و الظاهر أنّه في طبقة المفيد و اضرابه، و كان كتاب رجاله موجودا عند ابن حجر العسقلانى فقد أكثر النقل عنه في لسان الميزان.
3- . جمال الأسبوع: 521.
4- . غيبة الطوسيّ: 190.
5- . الخرائج: 247، مختصر البصائر: 107 و في الأخير: العمرى، و لعله المقرى المترجم في رجال الشيخ.
6- . المسلسلات: 103 و 108 و 113.

5 - جعفر بن أحمد المريسيّ (1).

6 - أبو الحسن جعفر بن الحسن بن حسكة القمّيّ (2).

7 - أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد بن الهيثم العجليّ الرازيّ المجاور بالكوفة صاحب الجامع في الحديث(3).

8 - الحسن بن الحسين بن عليّ بن بابويه(4).

9 - الحسن بن عنبس بن مسعود بن سالم بن محمّد بن شريك أبو محمّد المرافقيّ (5)، قال ابن حجر: كان شيعيّا غاليا. قرأ على الشيخ المفيد، و لقى القاضي عبد الجبّار و عمّر مائة سنة أو أكثر، قال الكراجكيّ: اجتمعت به بالمرافقة(6) و رأيت له حلقة عظيمة يقرءون عليه مذهب الإماميّة، مات سنة خمس و ثمانين و أربع مائة، و يقال: سنة ستّ و ثمانين و أربع مائة، و من شيوخه الصفورائي و أبو جعفر بن بابويه، و كانت له خصوصيّة بالصاحب ابن عبّاد(7).

10 - أبو عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن الشيبانيّ القمّيّ مؤلّف تاريخ قم، قاله صاحب رياض العلماء(8).

11 - أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن إبراهيم الغضائريّ (9).

ص: 70


1- . بحار الأنوار 55:1 طبعه الجديد.
2- . فهرست الشيخ: 157.
3- . الذريعة 28:5 قال: يروى عن الشيخ الصدوق تارة بغير واسطة و تارة بتوسط اخيه الحسين.
4- . بشارة المصطفى: 9 و 11 و 14 و 21.
5- . هكذا في لسان الميزان، و لم نجد ذلك في الأنساب، و الصحيح الرافقى نسبة الى الرافقة: بلد متصل البناء بالرقة و هما على ضفة الفرات و بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع، و الرافقة أيضا: من قرى البحرين.
6- . الصحيح الرافقة كما تقدم.
7- . لسان الميزان 242:2 قلت: سنة وفاته لا يلائم إدراكه ابن بابويه الا بأن عمره قريبا من 130 سنة. فلعل في سنة وفاته و هم.
8- . تأسيس الشيعة: 254، الذريعة 277:3.
9- . فهرست الطوسيّ: 157.

12 - أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ أخو المترجم(1).

13 - عبد الصمد بن محمّد التميميّ (2).

14 - عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشيّ والد الرجاليّ الكبير(3).

15 - السيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوزيّ الحلّي الحسينيّ (4).

16 - السيّد المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم عليّ بن الحسين بن موسى(5).

17 - أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز(6).

18 - أبو القاسم عليّ بن محمّد المقري(7).

19 - محمّد بن أحمد بن العبّاس بن الفاخر الدوريستي(8).

20 - أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ (9).

21 - أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمّيّ ابن اخت أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، مؤلّف كتاب إيضاح دفائن النواصب، يروي عنه الكراجكيّ و قرء عليه كتاب الإيضاح بمكّة في المسجد الحرام سنة 412(10).

ص: 71


1- . رجال الشيخ باب من لم يرو عنهم، بشارة المصطفى: 145.
2- . بشارة المصطفى: 179 و بعدها، قلت: الذي رأيت في غير ذلك الكتاب أنّه يروى عنه بتوسط على بن الحسين الجوزى.
3- . فهرست النجاشيّ: 279.
4- . مفتتح الأمالي، أمل الآمل: 485.
5- . الغدير 270:4 نقله عن الإجازات.
6- . قد أكثر الرواية عنه في كتاب كفاية الاثر في النصوص على الأئمّة الاثنى عشر.
7- . لؤلؤة البحرين: اسناد الندبة للسجاد عليه السلام.
8- . الخرائج: 274، أمل الآمل: 496 طبعه الملحق برجال الأسترآبادي.
9- . مفتتح كتاب الأمالي.
10- كنز الفوائد: 202 و 220 و 282، أمل الآمل: 496 و مفتتح تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام.

22 - محمّد بن جعفر بن محمّد القصّار الرازيّ أبو جعفر، ذكره ابن بابويه في تاريخ الريّ، و قال: شيخ من مشاهير الشيعة، سمع أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى الفقيه على مذهبهم، روى عنه أبو سعيد محمّد بن أحمد الرازيّ و أخوه عبد الرحمن، و مات سنة ستّ و أربعين و خمس مائة(1).

23 - محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السّلام أبو عبد اللّه المعروف بنعمة المتقدّم في مشايخه(2).

24 - أبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمرانيّ (3).

25 - محمّد بن طلحة بن محمّد النعاليّ البغداديّ من شيوخ الخطيب البغداديّ (4).

26 - أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد(5).

27 - أبو محمّد هارون بن موسى التلّعكبرى(6).

(آثاره الثمينة و مؤلّفاته القيّمة)

يبلغ قائمة مصنّفاته إلى ثلاثمائة مصنّف، نصّ على ذلك شيخ الطائفة في الفهرست و عدّ منها أربعين كتابا، و أورد الرجاليّ الكبير النجاشيّ في فهرسته نحو مائتين من كتبه و مصنّفاته كلّها قيّمة في شتّى العلوم الدينيّة و فنونها قد استفادت عنها الامّة جمعاء منذ تأليفها إلى عصرنا الحاضر، و لم يبق من تلك الثروة العظيمة إلاّ نزر يسير، و حيث طال الكلام نحيل أسمائها و بيان مواضيعها و شروحها و ما ترجم منها و التعليق عليها إلى رسالتنا في ترجمته نسأل اللّه التوفيق لإتمامها و من شاء الوقوف على مصنّفاته فعلا فليراجع فهرست النجاشيّ.

ص: 72


1- . لسان الميزان 105:5 و ادراكه و سنة وفاته وهم.
2- . مفتتح كتاب من لا يحضره الفقيه. و له ترجمة ضافية في كتاب جامع الأنساب ج 1 ص 51 من الفصل الثاني تأليف زميلنا الفاضل الشريف السيّد محمّد على روضاتى.
3- . فهرست الطوسيّ: 157.
4- . تاريخ بغداد 89:3.
5- . فهرست الطوسيّ: 157 و في أماليه قد أكثر النقل عنه.
6- . خاتمة المستدرك: 524.

(ولادته)

لم نعلم على التحقيق سنة ولادته و لم يعيّنها أحد ممّن ترجمه لكن الّذي يستفاد من كتابه كمال الدين و غيبة الطوسيّ و فهرست النجاشيّ أنّها كانت بعد موت محمّد بن عثمان العمريّ ثاني السفراء الأربعة، سنة 305 في أوائل سفارة أبي القاسم الحسين بن روح ثالث السفراء الأربعة، قال شيخنا المترجم: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الأسود قال: سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه اللّه بعد موت محمّد بن عثمان العمريّ رضي اللّه عنه أن أسأل أبا القاسم الروحيّ أن يسأل مولانا صاحب الزّمان عليه السّلام أن يدعو اللّه عزّ و جلّ أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته فأنهى ذلك فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين و أنّه سيلد له ولد مبارك ينفعه اللّه عزّ و جلّ به و بعده أولاد. إه(1)و قال شيخ الطائفة: قال ابن نوح: حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سورة القمّيّ رحمه اللّه حين قدم علينا حاجّا قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن يوسف الصائغ القمّيّ و محمّد بن أحمد بن محمّد الصيرفيّ المعروف بابن الدلاّل و غيرهما من مشايخ أهل قمّ أنّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي اللّه عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو اللّه أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب إنّك لا ترزق من هذه، و ستملك جارية ديلميّة و ترزق منها ولدين فقيهين. إه(2)

و قال النجاشيّ: إنّ عليّ بن الحسين رحمه اللّه قدم العراق و اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه اللّه و سأله مسائل، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليّ بن جعفر الأسود(3)يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السّلام، و يسأله فيها الولد، فكتب إليه: قد

ص: 73


1- . كمال الدين: 276، و مثله قال الطوسيّ في كتابه الغيبة: 209.
2- . الغيبة: 201.
3- . هكذا فيه، و قد سمعت عن الصدوق و الطوسيّ أنّه محمّد بن على الأسود.

دعونا لك بذلك و سترزق ولدين ذكرين خيّرين(1).

هذه كلمات أعلام القوم في تاريخ ولادته و في طليعتها كلام المترجم نفسه و هو أعرف بحاله فيستنتج أنّ ولادته كانت بعد سنة 305، و قد كانت خير ولادة و خير مولود حيث ولد بدعوة الإمام الحجّة عليه السّلام و عمّ نفعه و خيره و بركته الأنام و لذا كان شيخنا المترجم يفتخر و يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السّلام(2)، و كان يقول: كان أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود رضي اللّه عنه كثيرا ما يقول إذا رآني أختلف إلى مجالس شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه و أرغب في كتب العلم و حفظه: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرّغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام عليه السّلام(3). و كان ابن سورة يقول: كلّما روى أبو جعفر و أبو عبد اللّه ابنا عليّ بن الحسين شيئا يتعجّب الناس من حفظهما و يقولون لهما: هذا الشأن خصوصيّة لكما بدعوة الإمام لكما، و هذا أمر مستفيض في أهل قمّ (4).

و كان أخوه الحسين يقول: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة، فربّما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال و الحرام يكثر التعجّب لصغر سنّي ثمّ يقول: لا عجب لأنّك ولدت بدعاء الإمام عليه السلام(5).

و أمّا ما في بعض الكتب من أنّه ولد في خراسان أثناء زيارة والده لمشهد الرّضا عليه السّلام(6) ممّا لم نعثر على مستند يثبته، و لا على قائل من أصحابنا يذكره و اللّه أعلم.

ص: 74


1- . فهرست النجاشيّ: 185.
2- . فهرست النجاشيّ: 185.
3- . كمال الدين: 276.
4- . غيبة الطوسيّ: 201.
5- . المصدر: 209.
6- . ذكره دوايت م. دونلدسن في كتاب عقيدة الشيعة: 284، و اليسوعى في المنجد في الأدب و العلوم: 56.

(وفاته و مدفنه)

توفّي قدّس اللّه روحه سنة 381، و كان بلغ عمره نيّفا و سبعين سنة، و قبره بالريّ بالقرب من قبر عبد العظيم الحسنيّ رضي اللّه عنه عند بستان طغرليّة في بقعة رفيعة في روضة مونقة، و عليها قبّة عالية، يزوره الناس و يتبرّكون به، و قد جدّد عمارتها السلطان فتحعلي شاه قاجار سنة 1238 تقريبا بعد ما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس و ثبتت للسلطان و امرائه و أركان دولته، ذكر تفصيلها جمع من الأعاظم كالخوانساري في الروضات و التنكابني في قصص العلماء و المامقاني في تنقيح المقال و الخراسانيّ في منتخب التواريخ، و القمّيّ في الفوائد الرضويّة و غيرهم في غيرها، قال الخوانساري: و من جملة كراماته الّتي قد ظهرت في هذه الأعصار، و بصرت بها عيون جمّ غفير من أولي الأبصار و أهالى الأمصار أنّه قد ظهر في مرقده الشريف الواقع في رباع مدينة الريّ المخروبة ثلمة و انشقاق من طغيان المطر، فلمّا فتّشوها و تتبّعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابة فيها مدفنه الشريف، فلمّا دخلوها وجدوا جثّته الشريفة هناك مسجّاة عارية غير بادية العورة، جسيمة وسيمة، على أظفارها أثر الخضاب، و في أطرافها أشباه الفتائل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب، فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع الخاقان المبرور السلطان فتحعلي شاه قاجار جدّ والد ملك زماننا هذا الناصر لدين اللّه خلّد اللّه ملكه و دولته، و ذلك في حدود ثمان و ثلاثين بعد المائتين و الألف من الهجرة المطهّرة تقريبا، فحضر الخاقان المبرور هناك بنفسه المجلّلة لتشخيص هذه المرحلة، و أرسل جماعة من أعيان البلدة و علمائهم إلى داخل تلك السردابة، بعد ما لم يروا امناء دولته العليّة مصلحة الدولة في دخول الحضرة السلطانيّة ثمّة بنفسه إلى أن انتهى الأمر عنده من كثرة من دخل و أخبر إلى مرحلة عين اليقين، فأمر بسدّ تلك الثلمة و تجديد عمارة تلك البقعة، و تزيين

ص: 75

الروضة المنوّرة بأحسن التزيين، و إنّي لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة، و كان يحكيها الأعاظم من أساتيدنا الأقدمين من أعاظم رؤساء الدنيا و الدين(1) إه.

و قد ذكر المامقانيّ تلك الواقعة عن العدل الثقة الأمين السيّد إبراهيم اللّواسانيّ الطهرانيّ قدّس سرّه(2).

مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثىٰ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيٰاةً طَيِّبَةً

ص: 76


1- . روضات الجنّات: 533.
2- . تنقيح المقال 155:3.

ص: 77

(بيته)

(أبوه)

بيته في قمّ من أعظم بيوت الشيعة و أرفعها، يتّصف بالسؤدد و المجد، قد نبغ منه جماعة كثيرة من أساطين العلم، و خرج منه عدّة من فطاحل الفضيلة، و حملة الحديث و الفقه و من وقفنا على أسمائهم نذكرهم و نشير إلى مختصر من تراجمهم فمنهم:

1 - أبوه المعظّم أبو الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ الصدوق الأوّل قدّس سرّه الشريف.

مذكور في أكثر التراجم مشفوعا بالإكبار و الإجلال و الحفاوة و الثناء، قال الرجاليّ الأقدم النجاشيّ في فهرسه: 184 عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ أبو الحسن شيخ القمّيّين في عصره و متقدّمهم و فقيههم و ثقتهم، كان قدم العراق، و اجتمع مع أبي القاسم ابن روح رحمه اللّه و سأله مسائل إلى آخر ما نقلنا عنه قبلا. و قال ابن النديم في فهرسه:

277: ابن بابويه و اسمه عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ من فقهاء الشيعة و ثقاتهم.

و ترجمه الشيخ في رجاله و فهرسته، و العلاّمة في الخلاصة و سائر أرباب التراجم في كتبهم و ذكره العلماء في إجازاتهم و أثنوا عليه جميعا، و نحن لا نحتاج إلى الإيعاز إليها بعد ما ورد عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام في حقّه في توقيعه الشريف: يا شيخي و معتمدي و فقيهي(1).

(مشايخه و أساتذته)

تتلمذ شيخنا أبو الحسن على عدّة كثيرة من المشايخ و أساتذة الفقه، و الحديث و روى عنهم و إحصاؤهم يتوقّف على تصفّح أسانيد الأخبار، و متون التراجم و الإجازات،

ص: 78


1- . جامع المقال: 195.

فمن ظفرنا بهم يبلغ عدّتهم 37 رجلا:

1 - إبراهيم بن عمروس الهمداني(1).

2 - أحمد بن إدريس(2).

3 - أحمد بن عليّ التفليسيّ (3).

4 - أحمد بن محمّد بن مطهّر أبو عليّ المطهّر صاحب أبي محمّد عليه السّلام(4).

5 - أيّوب بن نوح(5).

6 - حبيب بن الحسين التغلبيّ الكوفيّ (6).

7 - الحسن بن أحمد الإسكيف حدّثه بالريّ (7).

8 - الحسن بن أحمد المالكيّ (8).

9 - الحسن بن عليّ بن الحسن الدّينوريّ العلويّ (9).

10 - الحسن بن قالوليّ (10).

11 - الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن عيسى(11).

12 - الحسين بن محمّد بن عامر(12).

13 - الحسين بن محمّد بن عمران بن أبي بكر الأشعريّ (13).

ص: 79


1- . الأمالي: 6.
2- . مشيخة الفقيه: 120، العيون: 17 و 25، الأمالي: 11.
3- . الأمالي: 182.
4- . المستدرك 780:3.
5- . كمال الدين: 191 و الظاهر أن فيه سقط و هو سعد بن عبد اللّه أو غيره.
6- . العلل: 177، الأمالي: 85.
7- . الخصال 139:2.
8- . العيون: 172 و 186، و الأمالي: 183.
9- . فهرست الطوسيّ: 75، فهرست النجاشيّ: 125 و في الأخير الحسن بن عليّ بن الحسين.
10- ثواب الأعمال: 95.
11- . العيون: 15.
12- . المشيخة: 4، العلل: 105.
13- . لعله متحد مع من قبله.

14 - سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعريّ القمّيّ أبو القاسم(1).

15 - سعد بن محمّد بن الصالح(2).

16 - سويد بن عبد اللّه(3).

17 - أبو العبّاس عبد اللّه بن جعفر الحميريّ صاحب كتاب قرب الإسناد(4).

18 - عبد اللّه بن الحسن المؤدّب(5).

19 - أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ، يستفاد من الأمالي ص 27 و 363 حياته في سنة 307(6).

20 - عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة(7).

21 - عليّ بن الحسين بن سعدك الهمدانيّ (8).

22 - عليّ بن الحسين السعدآباديّ (9).

23 - عليّ بن سليمان الرازيّ (10).

و الظاهر أنّه مصحّف، و الصحيح الزراريّ كما في فهرست النجاشيّ و هو عليّ بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الزراريّ.

24 - عليّ بن محمّد بن قتيبة(11).

ص: 80


1- . المشيخة: 1 و قد أكثر الرواية عنه ابنه في كتبه بتوسط ابيه.
2- . كمال الدين: 269.
3- . المشيخة: 17 و في كمال الدين: 71 سود بن عبد اللّه.
4- . المشيخة: 5 و في الأمالي و غيره كثير.
5- . رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم، العلل: 72 و في الأمالي و غيره روايته عنه كثيرة.
6- . روايته عنه كثيرة ذكرها ابنه في كتبه.
7- . فهرست النجاشيّ: 120 المشيخة: 10.
8- . فهرست الطوسيّ: 72.
9- . المشيخة: 22، علل الشرائع: 134، الأمالي: 192.
10- علل الشرائع: 139 و 153.
11- . الأمالي: 62.

25 - عليّ بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميدانيّ (1).

26 - الفتح بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم النهاونديّ (2).

27 - القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم النهاونديّ وكيل الناحية(3).

28 - محمّد بن أبي عبد اللّه(4).

29 - محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه(5).

30 - محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصلت(6).

31 - محمّد بن أحمد بن هشام(7).

32 - محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوريّ (8).

33 - محمّد بن الحسن الصفّار(9) المتوفّى سنة 290 بقم.

34 - محمّد بن عليّ بن أبي عمران الهمدانيّ (10).

35 - أبو جعفر محمّد بن عليّ الشلمغانيّ يعرف بابن أبي العزاقر(11).

36 - محمّد بن معقل القرميسيني(12).

37 - محمّد بن يحيى العطّار(13).

(تلامذته و من روى عنه)

يروي عنه جماعة من المشايخ منهم:

ص: 81


1- . المشيخة: 8، عيون الأخبار: 143.
2- . عيون الأخبار: 160.
3- . العلل: 193 و لعله متحد مع سابقه.
4- . علل الشرائع: 108.
5- . علل الشرائع: 165.
6- . الأمالي: 46.
7- . فهرست الطوسيّ: 87.
8- . علل الشرائع: 127.
9- . كمال الدين: 200.
10- عقاب الاعمال: 21.
11- . فهرست الطوسيّ: 146.
12- . علل الشرائع: 71، الأمالي: 64، الخصال 28:1.
13- . المشيخة: 1، العيون: 16، الأمالي: 26.

1 - أحمد بن داود بن عليّ القمّيّ (1).

2 - أحمد بن الفرج بن منصور(2).

3 - أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ (3).

4 - الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه(4).

5 - الحسين بن عليّ بن الحسين ولده(5).

6 - زيد بن محمّد بن جعفر المعروف بابن أبي إلياس الكوفيّ (6).

7 - سلامة بن محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن موسى بن أبي الأكرم أبو الحسن الأرزني خال أبي الحسن بن داود(7).

8 - عبّاس بن عمر بن عبّاس بن محمّد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذاني رحمه اللّه، قال: أخذت إجازة عليّ بن الحسين بن بابويه لمّا قدم بغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة و هي السنة الّتي تناثرت فيها النجوم(8).

9 - ولده الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين(9).

10 - هارون بن موسى التلّعكبرى(10).

(مؤلّفاته)

قال ابن النديم في فهرسته: 277: قرأت بخطّ ابنه محمّد بن عليّ على ظهر جزء:

قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي عليّ بن الحسين و هي مائتا كتاب، و كتبي و هي ثمانية

ص: 82


1- . التهذيب: ج 1 ص 95 و قال النجاشيّ: أحمد بن داود بن على أخو شيخنا الفقيه القمّيّ، كان ثقة ثقة، كثير الحديث، صحب أبا الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه، و له كتاب نوادر، الفهرست: 69.
2- . أعيان الشيعة ج 40:26.
3- . كامل الزيارات: 19 و 21.
4- . تنقيح المقال 325:1.
5- . فهرست النجاشيّ: 50.
6- . رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم.
7- . فهرست النجاشيّ: 137.
8- . فهرست النجاشيّ: 185.
9- . كتبه مشحونة بروايته عنه.
10- رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم.

كتب انتهى، و هو كما ترى يدلّ على أنّ لشيخنا المترجم كتبا تبلغ مائتي كتاب، و لكن لم يبيّن في الفهارس أسماؤها و مواضيعها إلاّ قليل منها، و قد ذكر النجاشيّ و الطوسيّ في فهرستهما قريبا من عشرين كتابا منها، و من المأسوف عليه أنّ جلّ كتبه ضاعت و لم يصل إلينا شيء منها.

(مولده و وفاته و مدفنه)

لم يسجّل في التراجم تاريخ ولادته، و لعلّه كان حدود سنة 260، و كان مولده بقمّ و نشأ بها و تتلمذ على مشايخها، و قدم العراق و اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح و سأله مسائل و قدم مرّة أخرى سنة 328 و أجاز في تلك السنة العبّاس بن عمر فيها كما عرفت قبل ذلك، و توفّي - رحمه اللّه - في سنة 329 و هي السنة الّتي تناثر فيها النجوم(1)بعد رجوعه إلى بلدته قمّ و دفن بها، روى أبو عبد اللّه الحسين بن بابويه، عن جماعة من أهل قمّ منهم عليّ بن أحمد بن عمران الصفّار؛ و علويّة الصفّار؛ و الحسين بن أحمد بن إدريس - رحمهم اللّه - قالوا: حضرنا بغداد في السنة الّتي توفّي فيها أبي عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه، و كان أبو الحسن عليّ بن محمّد السمريّ - قدّس سرّه - يسألنا كلّ قريب عن خبر عليّ بن الحسين - رحمه اللّه - فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله حتّى كان اليوم الّذي قبض فيه، فسألنا عنه، فذكرنا له مثل ذلك، فقال لنا: آجركم اللّه في عليّ بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة و اليوم و الشهر، فلمّا كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنّه قبض في تلك الساعة الّتي ذكرها الشيخ أبو الحسن - قدّس سرّه -(2).

و قبره معروف فيها، عليه قبّة عالية سامية، يزوره الصالحون و يتبرّكون بصاحبه.

ص: 83


1- . كمال الدين: 276.
2- . غيبة الطوسيّ: 257.

(أخوه الحسين بن على)

ترجمه النجاشيّ فقال: الحسين بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ أبو عبد اللّه، ثقة، روى عن أبيه إجازة، له كتب منها كتاب التوحيد و نفي التشبيه، و كتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عبّاد، أخبرنا عنه الحسين بن عبيد اللّه. انتهى(1).

و قال الطوسيّ: قال ابن نوح: قال أبو عبد اللّه بن سورة - حفظه اللّه -: لأبي الحسن ابن بابويه ثلاثة أولاد: محمّد و الحسين فقيهان ماهران في الحفظ، يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قمّ، و لهما أخ ثالث و اسمه الحسن، و هو الأوسط مشتغل بالعبادة و الزهد، لا يختلط بالناس، و لا فقه له، قال ابن سورة: كلّما روى أبو جعفر و أبو عبد اللّه ابنا عليّ بن الحسين شيئا يتعجّب الناس من حفظهما و يقولون لهما: هذا الشأن خصوصيّة لكما بدعوة الإمام لكما، و هذا أمر مستفيض في أهل قمّ. انتهى(2).

و كان أبو عبد اللّه شيخنا المترجم يقول: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال و الحرام يكثر التعجّب لصغر سنّي، ثمّ يقول: لا عجب لأنّك ولدت بدعاء الإمام عليه السّلام(3).

و قال ابن حجر(4) بعد ما ساق نسبه: ذكره ابن النجاشيّ: فقال: كان من فقهاء الإماميّة، روى عنه الحسين الغضائري، و صنّف كتاب نفي التشبيه و قدّمه للصاحب بن عبّاد، و كان الصاحب يعظّمه و يرفع مجلسه إذا حضر عنده. انتهى(5).

و بالجملة فالرجل مذكور في كتب التراجم، و كلّ من ذكره أثنى عليه و عظّمه.

يروي عن جملة من المشايخ منهم: أبوه أبو الحسن بن بابويه؛ و أخوه أبو جعفر

ص: 84


1- . فهرست النجاشيّ: 50.
2- . غيبة الطوسيّ: 201.
3- . المصدر: 209.
4- . لسان الميزان 306:2.
5- . ذكرت عبارت ابن حجر لما فيه من التفاوت مع فهرست النجاشيّ المطبوع.

ابن بابويه؛ و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الأسود(1) و عليّ بن أحمد بن عمران الصفّار و قرينة علويّة الصفّار، و الحسين بن أحمد بن إدريس(2).

و يروي عنه الشيخ أبو عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن الشيبانيّ صاحب تاريخ قمّ (3)و السيّد المرتضى علم الهدى عليّ بن الحسين بن موسى(4) و الحسن بن أحمد بن محمّد بن الهيثم العجليّ المتقدّم في تلامذة أخيه(5).

و يروي عنه أحمد بن محمّد بن نوح أبو العبّاس السيرافي قال: قدم علينا البصرة في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاثمائة(6).

و يروي عنه الشيخ الطوسيّ بتوسّط جماعة(7)، و الظاهر أنّهم محمّد بن محمّد المفيد، و ابن الغضائري، و أبو الحسين جعفر بن حسكة القمّيّ، و أبو زكريّا محمّد بن سليمان الحرّاني، و السيّد محمّد بن حمزة الحسيني المرعشيّ (8).

(أخوه الحسن و سائر أقاربه)

تقدّم عن ابن سورة أنّه كان مشتغلا بالعبادة و الزهد، لا يختلط بالناس، و لا فقه له.

4 - محمّد بن موسى بن بابويه عمّ الصدوق الأوّل لم نعرف شيئا من حاله غير ما تقدّم أنّ بنته كانت تحت عليّ بن الحسين الصدوق و لم يعقّب منها. كما أنّا لم نعرف شيئا من أحوال أبيه موسى و أخيه الحسين و جدّه بابويه و ابنه الحسن.

5 - الحسين بن الحسن بن محمّد موسى بن بابويه، قال الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم: كان فقيها عالما روى عن خاله عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، و محمّد بن

ص: 85


1- . غيبة الطوسيّ: 209.
2- . الغيبة: 258.
3- . تاريخ قم: 213.
4- . الغدير 270:4.
5- . الذريعة 280:5.
6- . غيبة الطوسيّ: 241.
7- . الغيبة: 209 و 262 و 267.
8- . بشارة المصطفى: 145 و 152.

الحسن بن الوليد، و عليّ بن محمّد ماجيلويه و غيرهم؛ روى عنه جعفر بن أحمد القمّيّ، و محمّد بن أحمد بن سنان، و محمّد بن عليّ ملييه(1).

6 - الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه ثقة الدين، ترجمه الشيخ منتجب الدّين في الفهرست: 4 في ترجمة أبيه فقال: الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه و ابنه ثقة الدين الحسن و ابنه الحسين فقهاء صلحاء.

7 - الحسين بن الحسن بن الحسين. عنونه الشيخ منتخب الدين في الفهرست فقال:

إنّه فقيه صالح(2).

8 - الحسن بن الحسين المتقدّم وصفه الشيخ منتجب الدين بقوله: شمس الإسلام، نزيل الريّ المدعوّ حسكا، ثقة وجه، قرء على أبي جعفر الطوسيّ جميع تصانيفه بالغريّ على ساكنه السلام، و قرء على الشيخين: سلاّر بن عبد العزيز و ابن البرّاج جميع تصانيفهما، و له تصانيف في الفقه، منها كتاب العبادات، و كتاب الأعمال الصالحة، و كتاب سير الأنبياء و الأئمّة، أخبرنا بها الوالد عنه انتهى.

قلت: و يروي أيضا عن الشيخ أبي الحسن سليمان الصهرشتيّ الفقيه، و عن القاضي سعد الدّين عزّ المؤمنين أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البرّاج، و عن الشيخ أبي الفتح محمّد بن عليّ الكراجكيّ، و الشيخ أبي الفرج المظفّر بن عليّ بن الحسين الحمدانيّ (3).

و قرء عليه الشيخ سعد بن سعد بن محمّد الحماميّ الرازيّ، و الشيخ بابويه سعد بن محمّد ابن الحسن بن بابويه، و الفقيه المحدّث السيّد حسن كيا بن القاسم بن محمّد الحسينيّ، و السيّد الرضا بن الداعي بن أحمد الحسينيّ العقيقيّ المشهديّ، و العالم المحدّث السيّد أبو القاسم زيد بن إسحاق الجعفريّ صاحب كتاب الدعوات عن زين العابدين عليه السّلام، و ابنه موفّق الدين عبيد اللّه، و فقيه الدّين الحافظ أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ الجاستيّ (4)

ص: 86


1- . تنقيح المقال 325:1، و ذكر عن جامع الرواة رواية جماعة عنه و روايته عن جماعة لم تناسب طبقتهم راجعه فان فيه غرابة جدا.
2- . تقدم عبارة الشيخ منتجب الدين في أبيه الحسن.
3- . راجع فهرست منتجب الدين: 6-10.
4- . راجع المصدر: 4-6.

9 - عبد اللّه بن ثقة الدين الحسن بن الحسين بن بابويه، يروي عن سلاّر بن عبد العزيز(1).

10 - أبو المفاخر هبة اللّه بن ثقة الدين الحسن بن الحسين بن بابويه شيخ فقيه صالح كما وصفه منتجب الدين(2).

11 - الشيخ أبو المعالي سعد بن ثقة الدين الحسن بن الحسين بن بابويه فقيه صالح ثقة، كما وصفه منتجب الدين(3).

12 - أبو جعفر محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين موسى بن بابويه يروي الطبريّ في بشارة المصطفى كثيرا توسّط الحسن بن الحسين شمس الإسلام عنه، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه.

13 و 14 - الشيخ أبو إبراهيم إسماعيل؛ و الشيخ أبو طالب إسحاق ابنا محمّد بن الحسن ابن الحسين بن بابويه، قرء على الشيخ الموفّق أبي جعفر جميع تصانيفه و لهما روايات و أحاديث و مطوّلات و مختصرات في الاعتقاد، عربيّة و فارسيّة، كذا قاله منتجب الدين(4).

15 - نجم الدين عليّ بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّيّ أبو الحسن فقيه صالح(5).

16 - بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن بابويه. قال الشيخ منتجب الدين: فقيه صالح مقرئ قرء على شيخنا الجدّ شمس الإسلام الحسن بن الحسين ابن بابويه، و له كتاب حسن في الأصول و الفروع سمّاه الصراط المستقيم قرأته. انتهى(6).

ص: 87


1- . تنقيح المقال 42:2، لعله عبيد اللّه الآتي.
2- . تنقيح المقال 290:3، أمل الآمل: 513.
3- . تنقيح المقال 12:2.
4- . فهرست منتجب الدين: 3، تنقيح المقال 121:1 و 142.
5- . فهرست منتجب الدين: 9، تنقيح المقال 303:2.
6- . فهرست منتجب الدين: 4، تنقيح المقال 160:1.

و قال ابن أبي طيّ: و كان بيته بيت العلم و الجلالة و له مناقب، قرء على شمس الإسلام الحسن بن الحسين قريبه، و صنّف في الأصول كتاب الصراط المستقيم(1).

و قال المحقّق الداماد: روينا بالإسناد من المتسلسل بخمسة آباء كلّهم فقهاء بصراء بالحديث و الرجال رواية الشيخ الجليل بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه، عن أبيه سعد، عن أبيه محمّد، عن أبيه الحسن، عن أبيه الحسين و هو أخو الشيخ الصدوق عروة الإسلام أبي جعفر محمّد(2).

17 - شيرزاد بن محمّد بن بابويه، قال منتجب الدّين: إنّه فقيه صالح(3).

18 - عليّ بن محمّد بن حيدر بن بابويه. فاضل فقيه يروي عن أبي عليّ الطوسيّ (4).

19 - الشيخ موفّق الدين أبو القاسم عبيد اللّه بن الحسن بن بابويه القمّيّ نزيل الري، فقيه ثقة من أصحابنا، قرء على والده الشيخ الإمام شمس الإسلام حسكا بن بابويه فقيه عصره جميع ما كان له سماع و قراءات على مشايخه: الشيخ أبي جعفر الطوسيّ و الشيخ سلاّر، و الشيخ ابن البرّاج، و السيّد حمزة - رحمهم اللّه - جميعا. قاله شيخ منتجب الدين(5).

و قال المامقاني: و قال المحدّث البحرانيّ في رسالته الّتي كتبها في تعداد أولاد بابويه: وقع إليّ مجلّد عتيق من كتاب قديم قد قرء الشيخ سعد المذكور على الشيخ الثقة عبيد اللّه بن الحسن بن الحسين بن بابويه والد الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست - قدس اللّه روحيهما - و في ظهره الإجازة بخطّه(6).

أقول: و يروي أيضا عن أبي إبراهيم إسماعيل و أبي طالب إسحاق ابني محمّد بن الحسن

ص: 88


1- . لسان الميزان 2:2.
2- . الرواشح السماوية: 159 و نحوه قال الخوانسارى في الروضات: 584، و الشهيد في درايته.
3- . فهرست منتجب الدين: 7، تنقيح المقال 90:2، و في الفهرست المطبوع: شيراز.
4- . أمل الآمل: 54 المطبوع مع رجال أبى على و 489 المطبوع مع رجال الأسترآبادي.
5- . فهرست منتجب الدين: 8.
6- . تنقيح المقال 239:2.

ابن الحسين بن بابويه، و عن الشيخ أبي عليّ الحسن بن الشيخ الطوسيّ، و عن القاضي أبي محمّد الحسن بن إسحاق بن عبيد الرازيّ الفقيه صاحب كتب في الفقه، و عن ذي المناقب بن طاهر بن أبي المناقب الحسينيّ الرازيّ الفاضل الصالح صاحب كتب التواريخ و المنهج في الحكمة و الرياضى و السير، و عن العالم الصالح الفقيه السيّد أبي محمّد بن عليّ بن الحسين الحسينيّ الّذي قرء على الشيخ الطوسيّ، صاحب كتاب المذهب و كتاب الطالبيّة، و كتاب علم الطبّ عن أهل البيت، و عن عالم المحدّث السيّد أبي القاسم زيد بن إسحاق الجعفريّ، و عن الشيخ أبي يعلى سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ صاحب المراسم العلويّة، و عن الفقيه الورع الواعظ أبي الحسن عليّ بن أبي سعد بن أبي الفرج الخيّاط صاحب كتاب الجامع في الأخبار، و عن الشيخ الفاضل الثقة أبي الحسن عاصم بن الحسين بن محمّد بن أحمد ابن أبي حجر العجليّ صاحب نظم رائق في مدائح أهل البيت و كتاب التمثيل و شجون الحكايات، و يروي عنه ابنه الشيخ منتجب الدين(1).

22 - الشيخ منتجب الدين أبي الحسن عليّ بن عبيد اللّه بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه، كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدّثا حافظا علاّمة راوية، له كتاب الفهرست في ذكر مشايخ المعاصرين للشيخ الطوسيّ - رحمه اللّه - و المتأخّرين إلى زمانه، و كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين و غير ذلك(2).

و قال المحقّق البحرانيّ إنّه من مشاهير الثقات و فحول المحدّثين، له كتاب فهرست من تأخّر عن الشيخ أبي جعفر عجيب في بابه(3).

و قال الشهيد الثاني في درايته(4): و هذا الشيخ منتجب الدين كثير الرواية، واسع الطريق عن آبائه و أقاربه و أسلافه، و يروي عن ابن عمّه الشيخ بابويه بن سعد.

و قال المحقّق الداماد: و من المتسلسل بستّة آباء رواية الشيخ الإمام الكثير

ص: 89


1- . فهرست منتجب الدين 3-9.
2- . أمل الآمل: 54 من طبعه الملحق برجال أبى على و 489 من طبعه الآخر.
3- . تنقيح المقال 297:2.
4- . ص 157.

الرواية الواسع المعرفة صاحب الأربعين عن الأربعين من الأربعين منتجب الدين أبي الحسن عليّ بن عبيد اللّه بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين عليّ بن الحسين بن بابويه. فإنّه يروي عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه الصدوق عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ - رضي اللّه عنهم أجمعين(1)؛ و أثنى عليه أيضا بقوله: الشيخ الإمام السعيد، منتجب الدين، موفّق الإسلام، حجّة النقلة، أمين المشايخ خادم حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أوصيائه الطاهرين عليهم السّلام.

و أطرأه المجلسيّ الثاني في مقدّمة البحار بقوله: و الشيخ منتجب الدين من مشاهير المحدّثين و فهرسته في غاية الشهرة، و هو من أولاد الحسين بن عليّ بن بابويه، و الصدوق عمّه الأعلى. و قال الشهيد في كتاب الإجازة: و أجزت له أن يروي عنّي جميع ما رواه عليّ بن عبيد اللّه بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه و جميع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته لأسماء العلماء المتأخّرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسيّ، و كان هذا الرجل حسن الضبط، كثير الرواية عن مشايخ عديدة. انتهى، و أربعينه مشتمل على أخبار غريبة لطيفة(2).

أقول: ترجمه المتأخّرون كلّهم في كتبهم التراجم و أثنوا عليه و أطرءوه بالوثاقة و الثقافة و الحفظ و الفضل و العلم.

و من جملة كتبه رسالة في المواسعة سمّاها العصرة.

يروي هذا الشيخ عن مشايخ كثيرة منهم:

1 - والده المعظم عبيد اللّه بن الحسن.

2 - الشيخ أبو جعفر الإمام السعيد ترجمان كلام اللّه جمال الدين أبي الفتوح الحسين بن عليّ بن محمّد بن أحمد الخزاعيّ الرازيّ النيسابوريّ.

3 - السيّدان الجليلان المرتضى و المجتبى ابنا الداعي الرازيّ الحسينيّ.

4 - السيّدان الجليلان المرتضى و المجتبى ابنا الداعي الرازيّ الحسينيّ.

ص: 90


1- . الرواشح السماوية: 160، و ذكر الشهيد الثاني أيضا نحوه في صدر العبارة السابقة.
2- . بحار الأنوار 35:1 الطبعة الحروفية.

5 - الإمام العلاّمة أفضل الدين الحسن بن عليّ الماهاباديّ سبط الشيخ الأفضل أحمد بن عليّ الماهاباديّ.

6 - الشيخ الإمام رشيد الدين عبد الجليل الرازيّ المحقّق.

7 - الشيخ جمال الدين أحمد بن عليّ بن أميركا القوسيني، له كتاب كشف النكات في علل النجاة.

8 - السيّد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معد الحسني(1) المروزيّ قال: صادفته و كان ابن مائة سنة و خمس عشر سنة.

9 - بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن بابويه المتقدّم.

10 - ثقة الدين أبو المكارم هبة اللّه بن داود بن محمّد الأصبهانيّ.

11 - الشيخ زين الدين أبو الحسن عليّ بن محمّد الرازيّ وصفه بأستاد علماء الطائفة في زمانه، قال: و له نظم رائق في مدائح آل الرسول و مناظرات مشهورة مع المخالفين، و له مسائل في المعدوم و الأحوال، و كتاب الواضح و دقائق الحقائق، شاهدته و قرأت عليه.

12 - الشيخ وجيه الدين عبد الملك بن سعيد الداوريّ الزيديّ.

13 - الشيخ بدر بن سيف بن بدر العربيّ الفقيه، قرء على الشيخ أبي عليّ

14 - السيّد أبو البركات المشهديّ.

15 - صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن العطّار الهمداني العلاّمة في علم الحديث و القراءة، كان من أصحابنا، و له تصانيف في الأحبار و القراءة منها: كتاب الهادي في معرفة المقاطع و المبادي، قال: شاهدته و قرأت عليه.

16 - المرتضى بن المجتبى بن محمّد العلويّ العمريّ.

17 - الحكيم جمال الدين سيّد بن فرحان نزيل كاشان صاحب كتاب الشامل و كتاب القوافي و كتاب النحو.

ص: 91


1- . في التنقيح و أمل الآمل «محمد» مكان «معد» حكاه عن الفهرست، و الموجود فيه ما نقلناه.

18 - السيّد فخر الدين شميلة(1) بن محمّد بن أبي هاشم الحسيني أمير مكّة(2).

19 - السيّد الإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه بن عليّ بن عبيد اللّه الحسنيّ الراونديّ علاّمة زمانه.

20 - السيّد شمس السادة فخراور بن محمّد بن فخراور بن القمّيّ فاضل ثقة.

21 - الشيخ الإمام أمين الدين أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسيّ صاحب مجمع البيان.

22 - الأمير الشهيد كيكاوس بن دشمن زيار بن كيكاوس الديلميّ الطبريّ.

23 - السيّد لطف اللّه بن عطاء اللّه أحمد الحسنيّ النحويّ النيسابوريّ الراوي عن الشيخ أبي عليّ بن الشيخ الطوسيّ.

24 - الشيخ الإمام منير الدين أبو اللّطيف بن أحمد بن أحمد أبي اللّطيف زرقويه الأصبهانيّ نزيل خوارزم.

25 - السيّد نجيب السادة أبو محمّد الحسن الموسويّ سبط السيّد الأجلّ المرتضى ذي الفخر بن أبي الحسن المطهّر بن أبي القاسم عليّ بن أبي الفضل محمّد بن الحسين الديباجيّ.

26 - السيّد الأجلّ المرتضى نقيب النقباء، شرف الدين أبو الفضل محمّد بن محمّد بن المطهّر.

27 - الفقيه أحمد بن محمّد بن أحمد القمّيّ الشاهد العدل.

هؤلاء عدّة من مشايخه - طيّب اللّه رمسه - أوردهم في كتاب الفهرست، و لعلّ مشايخه أكثر منهم، و من تصفّح الإجازات يظفر بغيرهم.

نرجع إلى ذكر بقيّة أحفاد ابن بابويه.

20 - الشيخ قطب الدين محمّد بن محمّد بن أبي جعفر بن بابويه الرازيّ البويهيّ. قال الشيخ الحرّ في أمل الآمل: فاضل جليل محقّق من تلامذة العلاّمة، روى عنه الشهيد و

ص: 92


1- . هكذا في التنقيح و أمل الآمل، و في الفهرست: شميلى.
2- . في الفهرست المطبوع: أمير مكى.

هو من أولاد أبي جعفر بن بابويه كما ذكره الشهيد الثاني في بعض إجازاته و غيره. و قد نقل القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين صورة إجازة العلاّمة له، و ذكر أنّها كانت على ظهر كتاب القواعد فقال فيها: قرء عليّ أكثر هذا الكتاب الشيخ العالم الفقيه الفاضل المحقّق زبدة العلماء و الأفاضل، قطب الملّة و الحقّ و الدين محمّد بن محمّد الرازيّ أدام اللّه أيّامه قراءة بحث و تحقيق و تحرير و تدقيق، و قد أجزت له رواية هذا الكتاب و رواية جميع مؤلّفاتي و رواياتي و ما اجيز لي روايته و جميع كتب أصحابنا السالفين بالطرق المتّصلة منّي إليهم، فليرو ذلك لمن شاء و أحبّ على الشروط المعتبرة في الإجازة فهو أهل لذلك، و كتب العبد الفقير إلى اللّه حسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي سنة 713 بناحية ورامين إه.

أقول: ترجمه السيّد مصطفى التفرشيّ في نقد الرجال و غيره في غيره، و هو صاحب كتاب المحاكمات و شرحي المطالع و الشمسيّة و غير ذلك، توفّي في اليوم الثاني عشر من ذي القعدة سنة 766 بدمشق و دفن بالصالحيّة ثمّ نقل إلى موضع آخر، و أمّا ما سمعت في كلام الشهيد من انتسابه إلى ابن بابويه فمحلّ ترديد، لأنّ المذكور في كتب التراجم انتسابه إلى بويه فلذا ترى يلقّبونه بالبويهيّ بل صرّح القاضي في مجالس المؤمنين بذلك حيث قال ما ترجمته: و نسبه الشريف على ما كتبه عمدة المجتهدين الشيخ عليّ بن عبد العال قدّس سرّه لعمي الجليل ينتهي إلى آل بويه و مولده و منشأه كان في دار المؤمنين ورامين الريّ، إه، فتأمّل في المقام لعلّه يظهر لك خير المرام.

و اعلم أنّ ابن حجر العسقلاني قد ذكر من أبناء بابويه الحسين بن الحسين قال:

الحسين بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ ذكره ابن بابويه في الذيل، و قال: كان من بيت فضل و علم و هو وجه الشيعة في وقته(1) انتهى. و لم نجده في غيره و الظاهر أنّه مصحّف الحسين بن الحسن المتقدّم.

هؤلاء عدّة ممّن وقفنا عليه من أولاد ابن بابويه، و قد صنّف الشيخ سليمان البحرانيّ

ص: 93


1- . لسان الميزان 279:2.

رسالة في ذلك و لم نعثر عليها حتّى نعلم أنّه استقصى أزيد من هؤلاء أم لا. و الحمد للّه أوّلا و آخرا.

هذا آخر ما أردنا إيراده في هذا المختصر من ترجمة شيخنا الصدوق قدّس اللّه سرّه و أسكنه اللّه في بحبوحة جنّاته، نسأل اللّه تعالى أن يثبت أسماءنا في صحيفة الأبرار و الصالحين من عباده، و أن يحشرنا تحت لواء محمّد و آله صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين.

نجز الكلام بالحمد للّه و الصلاة و السلام على رسوله و الأئمّة الميامين.

26 صفر 1379 ه

قمّ المشرّفة: خادم العلم و الشريعة عبد الرحيم الربّانيّ الشيرازيّ

(تذكرة)

قد تقدّم في ص 27 من هذه المقدّمة مناظرة الصدوق في مجلس السلطان ركن الدولة و هي ما أورده السيّد الجليل قاضي نور اللّه التستريّ - رضوان اللّه عليه - بالفارسية في كتابه «مجالس المؤمنين» و الظاهر ممّا كتبه إليّ زميلي المحقّق «الرّباني» أنّه ما ظفر على أصلها العربي. و بعد خروج الكراريس من الطبع اطّلعنا على مجموعة خطيّة نفيسة تحتوي على رسائل شتّى من مناظرات العلماء و منها هذه المناظرة، في خزانة كتب الأستاذ الشريف السيّد جلال الدّين الارمويّ المشتهر بالمحدّث أطال اللّه بقاه و رأيتها و هي نسخة ثمينة من نفائس تلك المكتبة العامرة، جديرة بالطبع و النشر بما تتضمّن من محاسن الاحتجاجات و غيرها، نسأل اللّه تعالى أن يوفّقنا لذلك.

الغفاريّ

ص: 94

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ وَ عَلَى آلِهِ اَلطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

أَبْوَاَبُ اَلْكِتَابِ

اَلْبَابُ اَلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سَمَّيْنَا هَذَا اَلْكِتَابَ كِتَابَ مَعَانِي اَلْأَخْبَارِ

1 - قَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ اَلْفَقِيهُ اَلْقُمِّيُّ نَزِيلُ اَلرَّيِّ مُصَنِّفُ هَذَا اَلْكِتَابِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ وَ قَدَّسَ رُوحَهُ (1)حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ وَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ رَحِمَهُمُ اَللَّهُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ اَلْوَاسِطِيُّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: أَنْتُمْ أَفْقَهُ اَلنَّاسَ إِذَا عَرَفْتُمْ مَعَانِيَ كَلاَمِنَا إِنَّ اَلْكَلِمَةَ لَتَنْصَرِفُ عَلَى وُجُوهٍ فَلَوْ شَاءَ إِنْسَانٌ لَصَرَفَ كَلاَمَهُ كَيْفَ شَاءَ وَ لاَ يَكْذِبُ.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بُرَيْدٍ اَلرَّزَّازِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا بُنَيَّ اِعْرِفْ مَنَازِلَ اَلشِّيعَةِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ وَ مَعْرِفَتِهِمْ فَإِنَّ اَلْمَعْرِفَةَ هِيَ اَلدِّرَايَةُ لِلرِّوَايَةِ وَ بِالدِّرَايَاتِ لِلرِّوَايَاتِ يَعْلُو اَلْمُؤْمِنُ إِلَى أَقْصَى دَرَجَاتِ اَلْإِيمَانِ إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 1


1- . الظاهر أن الترضى زائد من الكتاب.

فَوَجَدْتُ فِي اَلْكِتَابِ أَنَّ قِيمَةَ كُلِّ اِمْرِئٍ وَ قَدْرَهُ مَعْرِفَتُهُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُحَاسِبُ اَلنَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ اَلْعُقُولِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا.

3 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ اَلْكَرْخِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: حَدِيثٌ تَدْرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ تَرْوِيهِ وَ لاَ يَكُونُ اَلرَّجُلُ مِنْكُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَعْرِفَ مَعَارِيضَ كَلاَمِنَا وَ إِنَّ اَلْكَلِمَةَ مِنْ كَلاَمِنَا لَتَنْصَرِفُ عَلَى سَبْعِينَ وَجْهاً لَنَا مِنْ جَمِيعِهَا اَلْمَخْرَجُ.

بَابُ مَعْنَى اَلاِسْمِ

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيس عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ وَ مُوسَى بْنِ عُمَرَ وَ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلاِسْمِ مَا هُوَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَهُوَ صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ هَلْ كَانَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَارِفاً بِنَفْسِهِ (1) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اَلْخَلْقَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ قُلْتُ يَرَاهَا وَ يَسْمَعُهَا قَالَ مَا كَانَ مُحْتَاجاً إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُهَا وَ لاَ يَطْلُبُ مِنْهَا هُوَ نَفْسُهُ وَ نَفْسُهُ هُوَ قُدْرَتُهُ نَافِذَةٌ فَلَيْسَ يَحْتَاجُ أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ وَ لَكِنَّهُ اِخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَسْمَاءً لِغَيْرِهِ يَدْعُوهُ بِهَا لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُدْعَ بِاسْمِهِ لَمْ يُعْرَفْ فَأَوَّلُ مَا اِخْتَارَ لِنَفْسِهِ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ لِأَنَّهُ أَعْلَى اَلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا فَمَعْنَاهُ اَللَّهُ وَ اِسْمُهُ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ وَ هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ لِأَنَّهُ عَلِيٌّ عَلاَ كُلَّ شَيْ ءٍ.

ص: 2


1- . «عارفا بنفسه إلخ» عرفانه بنفسه هو ظهور ذاته بذاته لذاته في مقام ذاته الذي هو عين ذاته دون العلم الحصولى الذي هو الصورة الحاصلة عن الشيء عنه النفس حتّى يكون الصورة الزائدة على الذات معلومة اولا و بالذات و ذاته معلومة ثانيا و بالعرض. و قد ثبت في محله استحالة تعلق العلم الحصولى بذاته سبحانه لاستلزامه كونه تعالى ذا ماهية. و حيث إن ذاك العرفان عين العارف فلا يحتاج إلى آلة كالبصر و السمع حسيين فرضا أو غيرهما (م).

بَابُ مَعْنَى بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْبَاءُ بَهَاءُ اَللَّهِ وَ اَلسِّينُ سَنَاءُ اَللَّهِ وَ اَلْمِيمُ مَجْدُ اَللَّهِ وَ رَوَى بَعْضُهُمْ مُلْكُ اَللَّهِ وَ اَللَّهُ إِلَهُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَ اَلرَّحْمَنُ لِجَمِيعِ اَلْعَالَمِ وَ اَلرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسَ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فَقَالَ اَلْبَاءُ بَهَاءُ اَللَّهِ وَ اَلسِّينُ سَنَاءُ اَللَّهِ وَ اَلْمِيمُ مُلْكُ اَللَّهِ قَالَ قُلْتُ اَللَّهُ قَالَ اَلْأَلِفُ آلاَءُ اَللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ مِنَ اَلنِّعَمِ (1) بِوَلاَيَتِنَا وَ اَللاَّمُ إِلْزَامُ اَللَّهِ خَلْقَهُ وَلاَيَتَنَا قُلْتُ فَالْهَاءُ فَقَالَ هَوَانٌ لِمَنْ خَالَفَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُلْتُ اَلرَّحْمَنُ قَالَ بِجَمِيعِ اَلْعَالَمِ قُلْتُ اَلرَّحِيمُ قَالَ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً.

بَابٌ آخَرُ فِي مَعْنَى بِسْمِ اَللّٰهِ

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

سَأَلْتُ اَلرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ بِسْمِ اَللّٰهِ فَقَالَ مَعْنَى قَوْلِ اَلْقَائِلِ بِسْمِ اَللَّهِ أَيْ أَسِمُ عَلَى نَفْسِي سِمَةً مِنْ سِمَاتِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هِيَ اَلْعِبَادَةُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَا اَلسِّمَةُ قَالَ هِيَ (2) اَلْعَلاَمَةُ.

ص: 3


1- . في بعض النسخ [من النعيم].
2- . فقال هى (نسخة).

بَابُ مَعْنَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ:

سُئِلَ عَنْ مَعْنَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ اِسْتَوْلَى عَلَى مَا دَقَّ وَ جَلَّ (1).

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْجُرْجَانِيُّ اَلْمُفَسِّرُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ وَ كَانَا مِنَ اَلشِّيعَةِ اَلْإِمَامِيَّةِ عَنْ أَبَوَيْهِمَا عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فَقَالَ اَللَّهُ هُوَ اَلَّذِي يَتَأَلَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ اَلْحَوَائِجِ وَ اَلشَّدَائِدِ كُلُّ مَخْلُوقٍ وَ عِنْدَ اِنْقِطَاعِ اَلرَّجَاءِ مِنْ كُلِّ مَنْ دُونَهُ وَ تَقَطُّعِ اَلْأَسْبَابِ مِنْ جَمِيعِ مَنْ سِوَاهُ تَقُولُ بِسْمِ اَللّٰهِ أَيْ أَسْتَعِينُ عَلَى أُمُورِي كُلِّهَا بِاللَّهِ اَلَّذِي لاَ تَحِقُّ اَلْعِبَادَةُ إِلاَّ لَهُ اَلْمُغِيثِ إِذَا اُسْتُغِيثَ وَ اَلْمُجِيبِ إِذَا دُعِيَ وَ هُوَ مَا قَالَ رَجُلٌ لِلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ دُلَّنِي عَلَى اَللَّهِ مَا هُوَ(2) فَقَدْ أَكْثَرَ عَلَيَّ اَلْمُجَادِلُونَ وَ حَيَّرُونِي فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اَللَّهِ هَلْ رَكِبْتَ سَفِينَةً قَطُّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ

ص: 4


1- . رواه البرقي - رحمه اللّه - في المحاسن ص 238 هكذا «سئل عن معنى قول اللّه: «اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ» فقال: استولى على ما دق و جل و هكذا رواه الطبرسيّ - ره - في الاحتجاج و رواه الكليني - رحمه اللّه - في الكافي ج 1 ص 115 كما في المتن و حاصل المعنى على ما ذكره العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه - هو من قبيل تفسير الشيء بلازمه لان من لوازم الالوهية الاستيلاء على جميع الأشياء دقيقها و جليلها.
2- . «دلنى على اللّه ما هو» ان اللّه تبارك و تعالى أظهر الأشياء بل له الظهور كله «أ يكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك» و أعرف الأشياء بل به يعرف الأشياء «بك عرفتك» لكن جهل الإنسان و قصره النظر على الأسباب حجبه عن معرفته و منعه عن قربه سبحانه فكلما أنفذ البصر من الأسباب الى مسببها و من الأشياء الى قيومها ازداد معرفة، و ابتعادا من الظلمات، و اقترابا الى عالم النور باذن اللّه العزيز الحميد. و يدلك على هذا توجه الإنسان طبعا الى عالم الغيب عند اليأس من الأسباب كما في المثال الذي ذكره الامام عليه أفضل الصلاة و السلام. و يظهر هذه الحقيقة كل الطهور يوما فيه تبلى السرائر و تقطعت بهم الأسباب و برزوا للّه جميعا لمن الملك اليوم؟ للّه الواحد القهار. (م).

كُسِرَتْ بِكَ حَيْثُ لاَ سَفِينَةَ تُنْجِيكَ وَ لاَ سِبَاحَةَ تُغْنِيكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ تَعَلَّقَ قَلْبُكَ هُنَالِكَ أَنَّ شَيْئاً مِنَ اَلْأَشْيَاءِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ وَرْطَتِكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَذَلِكَ اَلشَّيْ ءُ هُوَ اَللَّهُ اَلْقَادِرُ عَلَى اَلْإِنْجَاءِ حَيْثُ لاَ مُنْجِيَ وَ عَلَى اَلْإِغَاثَةِ حَيْثُ لاَ مُغِيثَ.

بَابُ مَعْنَى اَلْوَاحِدِ

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي هَاشِمٍ اَلْجَعْفَرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ اَلثَّانِيَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا مَعْنَى اَلْوَاحِدِ قَالَ اَلْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ جَمِيعُ اَلْأَلْسُنِ (1) بِالْوَحْدَانِيَّةِ.

2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ بْنِ نَضْرِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ وَاصِلٍ اَلسِّجْزِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ اَلشَّعْرَانِيُّ اَلْعَمَّارِيُّ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اَلْبَاقِي اَلْأَذَنِيُّ بِأَذَنَةَ (2)عَنْ أَبِي اَلْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ أَعْرَابِيّاً قَامَ يَوْمَ اَلْجَمَلِ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَ تَقُولُ إِنَّ اَللَّهَ وَاحِدٌ قَالَ فَحَمَلَ اَلنَّاسُ عَلَيْهِ وَ قَالُوا يَا أَعْرَابِيُّ أَ مَا تَرَى مَا فِيهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ تَقَسُّمِ اَلْقَلْبِ فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ دَعُوهُ فَإِنَّ اَلَّذِي يُرِيدُهُ اَلْأَعْرَابِيُّ هُوَ اَلَّذِي نُرِيدُهُ مِنَ اَلْقَوْمِ ثُمَّ قَالَ يَا أَعْرَابِيُّ إِنَّ اَلْقَوْلَ فِي أَنَّ اَللَّهَ وَاحِدٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ فَوَجْهَانِ مِنْهَا لاَ يَجُوزَانِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَجْهَانِ يَثْبُتَانِ فِيهِ فَأَمَّا اَللَّذَانِ لاَ يَجُوزَانِ عَلَيْهِ فَقَوْلُ اَلْقَائِلِ وَاحِدٌ يَقْصِدُ بِهِ بَابَ اَلْأَعْدَادِ فَهَذَا مَا لاَ

ص: 5


1- . في بعض النسخ [بجميع الألسن].
2- . اذنة بفتح اوله و ثانيه، و نون، بوزن حسنة، او بكسر الذال بوزن حسنة. قال السكوني: بحذاء توز جبل يقال له: الغمر شرقيّ، ثمّ يمضى الماضى فيقع في جبل شرقية أيضا يقال له: اذنة. و قال نصر: اذنة: خيال من اخيلة حمى فيد، بينه و بين فيد نحو عشرين ميلا. و اذنة ايضا: بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. (المراصد).

يَجُوزُ لِأَنَّ مَا لاَ ثَانِيَ لَهُ لاَ يَدْخُلُ فِي بَابِ اَلْأَعْدَادِ أَ لاَ تَرَى أَنَّهُ كَفَرَ مَنْ قَالَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَ قَوْلُ اَلْقَائِلِ هُوَ وَاحِدٌ مِنَ اَلنَّاسَ يُرِيدُ اَلنَّوْعَ مِنَ اَلْجِنْسَ فَهَذَا مَا لاَ يَجُوزُ لِأَنَّهُ تَشْبِيهٌ وَ جَلَّ رَبُّنَا عَنْ ذَلِكَ وَ تَعَالَى وَ أَمَّا اَلْوَجْهَانِ اَللَّذَانِ يَثْبُتَانِ فِيهِ فَقَوْلُ اَلْقَائِلِ هُوَ وَاحِدٌ لَيْسَ لَهُ فِي اَلْأَشْيَاءِ شِبْهٌ كَذَلِكَ رَبُّنَا وَ قَوْلُ اَلْقَائِلِ إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَدِيُّ اَلْمَعْنَى يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ لاَ يَنْقَسِمُ فِي وُجُودٍ وَ لاَ عَقْلٍ وَ لاَ وَهْمٍ كَذَلِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ.

بَابُ مَعْنَى اَلصَّمَدِ

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنِ اَلرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ سُئِلَ عَنِ اَلصَّمَدِ فَقَالَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لاَ جَوْفَ لَهُ.

2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ اَلدَّقَّاقُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْوَلِيدِ وَ لَقَبُهُ شَبَابٌ اَلصَّيْرَفِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلْجَعْفَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا اَلصَّمَدُ قَالَ اَلسَّيِّدُ اَلْمَصْمُودُ إِلَيْهِ فِي اَلْقَلِيلِ وَ اَلْكَثِيرِ.

3 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ اَلْفَقِيهُ اَلْقُمِّيُّ ثُمَّ اَلْإِيلاَقِيُّ (1) رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدَانُ بْنُ اَلْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ جَعْفَرِ(2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِمَدِينَةِ خُجَنْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُجَاعٍ اَلْفَرْغَانِيُّ (3) قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ

ص: 6


1- . إيلاق: مدينة من بلاد الشاش المتصل ببلاد الترك على عشر فراسخ من الشاش و هو عمل برأسه و يتصل بفرغانة. و أيضا بليدة من نواحي نيشابور. و أيضا قرية من قرى بخارى. (مراصد الاطلاع).
2- . في بعض النسخ [محمّد بن سيف بن جعفر] و في بعضها [محمّد بن يوسف بن جعفر].
3- . يأتي تعريف فرغانة و خجندة في باب 38 «معنى ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتٰابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنٰا - الآية -».

اَلْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ اَلْعَنْبَرِيُّ بِمِصْرَ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اَلْجَلِيلِ اَلْبَرْقِيُّ عَنْ أَبِي اَلْبَخْتَرِيِّ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ اَلْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ اَلْبَاقِرُ حَدَّثَنِي أَبِي زَيْنُ اَلْعَابِدِينَ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ:

اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لاَ جَوْفَ لَهُ وَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي بِهِ (1) اِنْتَهَى سُؤْدَدُهُ وَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لاَ يَأْكُلُ وَ لاَ يَشْرَبُ وَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لاَ يَنَامُ وَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لَمْ يَزَلْ وَ لاَ يَزَالُ - قَالَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَنَفِيَّةِ قَدَّسَ اَللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: - اَلصَّمَدُ اَلْقَائِمُ بِنَفْسِهِ اَلْغَنِيُّ عَنْ غَيْرِهِ وَ قَالَ غَيْرُهُ اَلصَّمَدُ اَلْمُتَعَالِي عَنِ اَلْكَوْنِ وَ اَلْفَسَادِ وَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لاَ يُوصَفُ بِالتَّغَايُرِ - قَالَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلصَّمَدُ اَلسَّيِّدُ اَلْمُطَاعُ اَلَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ آمِرٌ وَ لاَ نَاهٍ قَالَ وَ سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ زَيْنُ اَلْعَابِدِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلصَّمَدِ فَقَالَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي لاَ شَرِيكَ لَهُ وَ لاَ يَئُودُهُ حِفْظُ شَيْ ءٍ وَ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْ ءٌ - قَالَ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ اَلْقُرَشِيُّ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلصَّمَدُ اَلَّذِي إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَ اَلصَّمَدُ اَلَّذِي أَبْدَعَ اَلْأَشْيَاءَ فَخَلَقَهَا أَضْدَاداً وَ أَشْكَالاً وَ أَزْوَاجاً وَ تَفَرَّدَ بِالْوَحْدَةِ بِلاَ ضِدٍّ وَ لاَ شَكْلٍ وَ لاَ مِثْلٍ وَ لاَ نِدٍّ - وَ قَالَ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ اَلْقُرَشِيُّ سَمِعْتُ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدٌ مِنْ فِلَسْطِينَ عَلَى اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ اَلصَّمَدِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ تَفْسِيرُهُ فِيهِ - اَلصَّمَدُ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ فَالْأَلِفُ دَلِيلٌ عَلَى إِنِّيَّتِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ فِي ذَلِكَ تَنْبِيهٌ وَ إِشَارَةٌ إِلَى اَلْغَائِبِ عَنْ دَرْكِ اَلْحَوَاسِّ وَ اَللاَّمُ دَلِيلٌ عَلَى إِلَهِيَّتِهِ أَنَّهُ هُوَ اَللَّهُ وَ اَلْأَلِفُ وَ اَللاَّمُ مُدْغَمَانِ لاَ يَظْهَرَانِ عَلَى اَللِّسَانِ وَ لاَ يَقَعَانِ فِي اَلسَّمْعِ وَ يَظْهَرَانِ فِي اَلْكِتَابَةِ دَلِيلاَنِ عَلَى أَنَّ إِلَهِيَّتَهُ بِلُطْفِهِ (2) خَافِيَةٌ لاَ تُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَ لاَ تَقَعُ فِي لِسَانِ وَاصِفٍ وَ لاَ أُذُنِ سَامِعٍ لِأَنَّ تَفْسِيرَ اَلْإِلَهِ هُوَ اَلَّذِي أَلِهَ اَلْخَلْقُ عَنْ دَرْكِ مَاهِيَّتِهِ وَ كَيْفِيَّتِهِ بِحِسٍّ أَوْ بِوَهْمٍ - لاَ بَلْ هُوَ مُبْدِعُ اَلْأَوْهَامِ وَ خَالِقُ اَلْحَوَاسِّ وَ إِنَّمَا يَظْهَرُ ذَلِكَ عِنْدَ اَلْكِتَابَةِ دَلِيلاً عَلَى أَنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ أَظْهَرَ رُبُوبِيَّتَهُ فِي إِبْدَاعِ اَلْخَلْقِ وَ تَرْكِيبِ أَرْوَاحِهِمُ اَللَّطِيفَةِ فِي

ص: 7


1- . في بعض النسخ [قد انتهى].
2- . في بعض النسخ [لطيفة].

أَجْسَادِهِمُ اَلْكَثِيفَةِ فَإِذَا نَظَرَ عَبْدٌ إِلَى نَفْسِهِ لَمْ يَرَ رُوحَهُ كَمَا أَنَّ لاَمَ اَلصَّمَدِ لاَ تَتَبَيَّنُ وَ لاَ تَدْخُلُ فِي حَاسَّةٍ مِنْ حَوَاسِّهِ اَلْخَمْسَ فَإِذَا نَظَرَ إِلَى اَلْكِتَابَةِ ظَهَرَ لَهُ مَا خَفِيَ وَ لَطُفَ فَمَتَى تَفَكَّرَ اَلْعَبْدُ فِي مَاهِيَّةِ اَلْبَارِي وَ كَيْفِيَّتِهِ أَلِهَ فِيهِ وَ تَحَيَّرَ وَ لَمْ تُحِطْ فِكْرَتُهُ بِشَيْ ءٍ يَتَصَوَّرُ لَهُ لِأَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِقُ اَلصُّوَرِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَى خَلْقِهِ ثَبَتَ لَهُ أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِقُهُمْ وَ مُرَكِّبُ أَرْوَاحِهِمْ فِي أَجْسَادِهِمْ وَ أَمَّا اَلصَّادُ فَدَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَادِقٌ وَ قَوْلُهُ صِدْقٌ وَ كَلاَمُهُ صِدْقٌ وَ دَعَا عِبَادَهُ إِلَى اِتِّبَاعِ اَلصِّدْقِ بِالصِّدْقِ وَ وَعَدَ بِالصِّدْقِ دَارَ اَلصِّدْقِ وَ أَمَّا اَلْمِيمُ فَدَلِيلٌ عَلَى مُلْكِهِ وَ أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ لَمْ يَزَلْ وَ لاَ يَزَالُ وَ لاَ يَزُولُ مُلْكُهُ وَ أَمَّا اَلدَّالُ فَدَلِيلٌ عَلَى دَوَامِ مُلْكِهِ وَ أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دَائِمٌ تَعَالَى عَنِ اَلْكَوْنِ وَ اَلزَّوَالِ بَلْ هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ مُكَوِّنُ اَلْكَائِنَاتِ اَلَّذِي كَانَ بِتَكْوِينِهِ كُلُّ كَائِنٍ.

و قد أخرجت هذا الحديث بتمامه في تفسير قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ في كتاب التوحيد(1).

باب معنى قول الأئمة عَلَيهِمُ السَّلاَمُ إن الله تبارك و تعالى شيء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْعَبَّاسَ بْنِ عَمْرٍو اَلْفُقَيْمِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ حِينَ سَأَلَهُ عَنِ اَللَّهِ مَا هُوَ قَالَ هُوَ شَيْ ءٌ بِخِلاَفِ اَلْأَشْيَاءِ اِرْجِعْ بِقَوْلِي شَيْ ءٌ إِلَى إِثْبَاتِ مَعْنًى وَ أَنَّهُ شَيْ ءٌ بِحَقِيقَةِ اَلشَّيْئِيَّةِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ جِسْمٌ وَ لاَ صُورَةٌ (2).

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَمَّنْ ذَكَرَهُ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ أَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ

ص: 8


1- . راجع كتاب التوحيد للمؤلّف ص 92.
2- . «هو شيء بخلاف الأشياء» أي موجود لا كسائر الموجودات التي هي ممكنات بل بحقيقة الشيئية و هي حقيقة الوجود التي لا تقتضى حدا و لا نهاية و الحدود و النقائص انما هي من لوازم المهيات الممكنة، و حيث انه وجود صرف و شيئية محضة و انية بحتة لا يقتضى حدا و لا ينتهى الى طرف فليس بمادة و لا صورة منطبعة فيها و لا مفارقة اياها. (م).

اَللَّهَ شَيْ ءٌ قَالَ نَعَمْ يُخْرِجُهُ مِنَ اَلْحَدَّيْنِ حَدِّ اَلتَّعْطِيلِ وَ حَدِّ اَلتَّشْبِيهِ (1).

باب معنى سبحان الله

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مَعْنَى سُبْحَانَ اَللَّهِ فَقَالَ أَنَفَةٌ لِلَّهِ (2).

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سُلَيْمٍ مَوْلَى طِرْبَالٍ عَنْ هِشَامٍ اَلْجَوَالِيقِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ تَنْزِيهٌ.

3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ اَلشَّعْرَانِيُّ اَلْعَمَّارِيُّ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اَلْبَاقِي اَلْأَذَنِيُّ بِأَذَنَةَ (3) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَعَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي اَلْعَيْزَارِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ اَلْأَصَمِّ (4) قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ اَلْخَطَّابِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ مَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اَللَّهِ -

ص: 9


1- . «حد التعطيل» عدم اثبات الوجود و الصفات الكمالية و الفعلية و الاضافية له و «حد التشبيه» الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات و عوارض الممكنات (كذا ذكره العلامة المجلسيّ - رحمه اللّه -).
2- . أنف - بكسر النون - أنفا - بفتحها - ترفع و تنزّه و الاسم «الانفة» بالفتحات. (م) يعنى تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه.
3- . أذنى - بفتح اوله و ثانيه و نون بوزن حسنة قال في اللباب: هذه النسبة إلى أذنة و هى من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرطوس. و قال في المراصد: قال السكونى: بحذاء توز جبل يقال له: الغمر شرقيّ، ثمّ يمضى الماضى فيقع في جبل شرقية أيضا يقال له: أذنة و قال أبو نصر: أذنة: خيال من أخيلة حمى فيد بينه و بين فيد نحو عشرين ميلا. و أذنة أيضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. انتهى و قد مرّ.
4- . في بعض النسخ [عن زيد بن الأصمّ].

قَالَ إِنَّ فِي هَذَا اَلْحَائِطِ رَجُلاً كَانَ إِذَا سُئِلَ أَنْبَأَ وَ إِذَا سَكَتَّ اِبْتَدَأَ فَدَخَلَ اَلرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ مَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اَللَّهِ قَالَ هُوَ تَعْظِيمُ جَلاَلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَنْزِيهُهُ عَمَّا قَالَ فِيهِ كُلُّ مُشْرِكٍ فَإِذَا قَالَهُ اَلْعَبْدُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ .

باب معنى التوحيد و العدل

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ [عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ] عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلتَّوْحِيدُ ظَاهِرُهُ فِي بَاطِنِهِ وَ بَاطِنُهُ فِي ظَاهِرِهِ ظَاهِرُهُ مَوْصُوفٌ لاَ يُرَى وَ بَاطِنُهُ مَوْجُودٌ لاَ يَخْفَى يُطْلَبُ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ لَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكَانٌ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَاضِرٌ غَيْرُ مَحْدُودٍ وَ غَائِبٌ غَيْرُ مَفْقُودٍ(1).

ص: 10


1- . الأوصاف التي يوصف سبحانه بها لها ظواهر هي مفاهيمها التي ينالها العقل و يثبتها البرهان و باطن مكنون لا يعلمه الا اللّه أو من علمه من لدنه من المخلصين. قال تعالى: «سُبْحٰانَ اَللّٰهِ عَمّٰا يَصِفُونَ إِلاّٰ عِبٰادَ اَللّٰهِ اَلْمُخْلَصِينَ» و السر في ذلك أن وجوده تبارك و تعالى فوق التمام و فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى و لا يحدد بوجه من الوجوه و شأن المفهوم التناهى و المحدودية فان كل مفهوم فرض فانه منعزل عن سائر المفاهيم بالذات و مباين لها بما أنّه مفهوم فلاجل ذلك لا ينطبق عليه تعالى أي مفهوم فرض حقّ الانطباق و ان وسع و ساعة، فساحة قدسه أمنع من أن ينالها الحدّ المفهومى، و نوره أبهى من أن يعوق عن تجليه غمام التناهى و قد ملات اسماؤه أركان كل شيء و أضاء نوره وجه كل شيء فلا يمكن فرض شيء يفقده تعالى في حاق وجوده و لب ثبوته و الا لا نعزل عنه و حدد به، فهو سبحانه بوحدته و بساطته موجود عند كل شيء «وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ» و كل شيء قائم به حاضر لديه فلا يغيب عن شيء و لا يفقده شيء و لا يخلو منه مكان طرفة عين دون أن يحيط به مكان أو -

2 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَزِيزٍ(1) اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ اَلْفَقِيهُ بِأَرْضِ بَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ اَلزَّاهِدُ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَى اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ إِنَّ أَسَاسَ اَلدِّينِ اَلتَّوْحِيدُ وَ اَلْعَدْلُ وَ عَلَمَهُ كَثِيرٌ وَ لاَ بُدَّ لِعَاقِلٍ مِنْهُ فَاذْكُرْ مَا يَسْهُلُ اَلْوُقُوفُ عَلَيْهِ وَ يَتَهَيَّأُ حِفْظُهُ فَقَالَ أَمَّا اَلتَّوْحِيدُ فَأَنْ لاَ تُجَوِّزَ عَلَى رَبِّكَ مَا جَازَ عَلَيْكَ وَ أَمَّا اَلْعَدْلُ فَأَلاَّ تَنْسُبَ إِلَى خَالِقِكَ مَا لاَمَكَ عَلَيْهِ.

باب معنى الله أكبر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَيُّ شَيْ ءٍ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَقُلْتُ اَللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ فَقَالَ فَكَانَ ثَمَّ شَيْ ءٌ فَيَكُونُ أَكْبَرَ مِنْهُ فَقُلْتُ فَمَا هُوَ قَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ (2).

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ شَيْ ءٍ فَقَالَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَدَدْتَهُ -

ص: 11


1- . في بعض النسخ [عزير] - بضم العين و الراء المهملة الأخيرة -
2- . يأتي توضيح له ذيل الحديث الآتي.

فَقَالَ اَلرَّجُلُ وَ كَيْفَ أَقُولُ فَقَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ (1).

باب معنى الأول و الآخر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ اِبْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مَيْمُونٍ اَلْبَانِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - هُوَ اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ فَقَالَ اَلْأَوَّلُ لاَ عَنْ أَوَّلٍ قَبْلَهُ وَ لاَ عَنْ بَدْءٍ سَبَقَهُ وَ آخِرٌ لاَ عَنْ نِهَايَةٍ كَمَا يُعْقَلُ مِنْ صِفَاتِ اَلْمَخْلُوقِينَ وَ لَكِنْ قَدِيمٌ أَوَّلٌ وَ آخِرٌ لَمْ يَزَلْ وَ لاَ يَزَالُ بِلاَ بَدْءٍ وَ لاَ نِهَايَةٍ لاَ يَقَعُ عَلَيْهِ اَلْحُدُوثُ وَ لاَ يَحُولُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ خَالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ (2).

باب معاني ألفاظ وردت في الكتاب و السنة في التوحيد

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ جَلِيس لِأَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى كُلُّ شَيْ ءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ قَالَ فَيَهْلِكُ كُلُّ شَيْ ءٍ وَ يَبْقَى اَلْوَجْهُ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ بِالْوَجْهِ وَ لَكِنْ مَعْنَاهُ كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ دِينَهُ وَ اَلْوَجْهُ اَلَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ.

ص: 12


1- . «حددته» أي جعلت له حدا و ذلك بان فرضته في طرف و الأشياء في طرف آخر ثمّ وصفته بانه أكبر منها و هذا يستلزم كونه تعالى مفارقا لخلقه مع انه تعالى مع كل شيء معية قيومية و هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ وَ كٰانَ اَللّٰهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ مُحِيطاً (م).
2- . الاولية و الآخرية وصفان اضافيان، و هما تقدم أحد شيئين زمانيين او مكانيين على الآخر في امتداد الزمان و المكان و تأخره عنه. و هذا ممّا يستحيل اثباته في حقه تعالى، و لا نسبة بين الزمان و المكان و بين غيرهما كما لا يخفى فمعنى اوليته تعالى هو تقدمه العلّيّ و الوجودى على كل ما سواه، و معنى آخريته تعالى كونه غاية لكل شيء و منتهاه «وَ أَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىٰ» (م).

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَبِيعٍ اَلْوَرَّاقِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ شَيْ ءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ قَالَ نَحْنُ (1).

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ اَلْمُعَاذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ اَلْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ اَلرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (2) فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ يَحُلُّ فِيهِ فَيُحْجَبَ عَنْهُ فِيهِ عِبَادُهُ وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَعْنِي أَنَّهُمْ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(3) فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ يُوصَفُ بِالْمَجِيءِ وَ اَلذَّهَابِ تَعَالَى عَنِ اَلاِنْتِقَالِ إِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ وَ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ (4) قَالَ يَقُولُ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمَامِ وَ هَكَذَا نَزَلَتْ - وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَخِرَ اَللّٰهُ مِنْهُمْ وَ عَنْ قَوْلِهِ اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (5) وَ عَنْ قَوْلِهِ وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اَللّٰهُ (6) وَ عَنْ قَوْلِهِ يُخٰادِعُونَ اَللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ (7) فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لاَ يَسْخَرُ وَ لاَ يَسْتَهْزِئُ وَ لاَ يَمْكُرُ وَ لاَ يُخَادِعُ وَ لَكِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُجَازِيهِمْ جَزَاءَ اَلسُّخْرِيَّةِ وَ جَزَاءَ اَلاِسْتِهْزَاءِ وَ جَزَاءَ اَلْمَكْرِ وَ جَزَاءَ اَلْخَدِيعَةِ تَعَالَى اَللَّهُ عَمَّا يَقُولُ اَلظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً.

ص: 13


1- . وجه الشيء ما يوجهك به. و مواجهة الحق تعالى خلقه اما في التكوين و الايجاد و اما في التشريع و الهداية أما في التكوين فنورهم واسطة الايجاد فبهم يواجه سبحانه سائر الممكنات. و اما في التشريع فهم هداة الخلق و دعاتهم إلى الحق فيواجه تعالى عباده بهم و يخاطبهم و يهديهم بواسطتهم صلوات اللّه و سلامه عليهم و هذا معنى محقق عقلا و نقلا. و الآية في سورة القصص: 88 (م).
2- . المطففين: 15.
3- . الفجر: 24. «صفا» مصدر وضع موضع الحال اي مصففين.
4- . البقرة: 206.
5- . البقرة: 15.
6- . آل عمران: 54.
7- . النساء: 141.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ اَلْكُلَيْنِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ اَلْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمَعْرُوفُ بِعَلاَّنَ اَلْكُلَيْنِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ (1) فَقَالَ ذَلِكَ تَعْيِيرُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ أَ لاَ تَرَى أَنَّهُ قَالَ وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ(2) قَالُوا إِنَّ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قٰالُوا مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ عَلىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْ ءٍ (3) ثُمَّ نَزَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَفْسَهُ عَنِ اَلْقَبْضَةِ وَ اَلْيَمِينِ فَقَالَ - سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ .

5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ اَلْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ اَلْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمَعْرُوفُ بِعَلاَّنَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلرَّقَّامِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:

سَأَلْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ (4) فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لاَ يَنْسَى وَ لاَ يَسْهُو وَ إِنَّمَا يَنْسَى وَ يَسْهُو اَلْمَخْلُوقُ اَلْمُحْدَثُ أَ لاَ تَسْمَعُهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا(5) وَ إِنَّمَا يُجَازِي مَنْ نَسِيَهُ وَ نَسِيَ لِقَاءَ يَوْمِهِ بِأَنْ يُنْسِيَهُمْ أَنْفُسَهُمْ كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اَللّٰهَ فَأَنْسٰاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰاسِقُونَ (6) -

ص: 14


1- . الزمر: 67.
2- . الآية في سورة الزمر (67) و هي هكذا: «وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ - الآية» فلعل المراد بيان معناها و أن جملة «وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً - الآية -» مقولة للغير كما صرح بذلك في تلك الآية «إِذْ قٰالُوا مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ عَلىٰ بَشَرٍ» و المنقول في البحار هكذا: «وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ» و معناه: اذ قالوا ان الأرض جميعا (الخ) لكن النسخ التي بأيدينا من الكتاب موافقة للمتن. و كيف كان فهذا المعنى لا يوافق ظاهر الآية كما لا يخفى (م).
3- . الأنعام: 91.
4- . التوبة: 67.
5- . مريم: 64.
6- . الحشر: 19.

وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا أَيْ نَتْرُكُهُمْ كَمَا تَرَكُوا اَلاِسْتِعْدَادَ لِلِقَاءِ يَوْمِهِمْ هَذَا(1).

6 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اَلْعَبَّاسَ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - اَللّٰهُ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ (2) فَقَالَ هَادٍ لِأَهْلِ اَلسَّمَاءِ وَ هَادٍ لِأَهْلِ اَلْأَرْضِ - وَ فِي رِوَايَةِ اَلْبَرْقِيِّ: هُدَى مَنْ فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَ هُدَى مَنْ فِي اَلْأَرْضِ.

7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ الهيسي [اَلْهِيتِيُّ ]بِمَدِينَةِ اَلسَّلاَمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي اَلثَّلْجِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ اَلذُّهْلِيِّ عَنِ اَلْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَللّٰهُ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ قَالَ كَذَلِكَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْتُ مَثَلُ نُورِهِ قَالَ لِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُلْتُ كَمِشْكٰاةٍ قَالَ صَدْرُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُلْتُ فِيهٰا مِصْبٰاحٌ قَالَ فِيهِ نُورُ اَلْعِلْمِ يَعْنِي اَلنُّبُوَّةَ قُلْتُ اَلْمِصْبٰاحُ فِي زُجٰاجَةٍ قَالَ عِلْمُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَدَرَ إِلَى قَلْبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قُلْتُ كَأَنَّهٰا قَالَ لِأَيِّ شَيْ ءٍ تَقْرَأُ كَأَنَّهٰا قُلْتُ وَ كَيْفَ أَقْرَأُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ كَأَنَّهُ (3) كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ قُلْتُ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاٰ شَرْقِيَّةٍ وَ لاٰ غَرْبِيَّةٍ قَالَ ذَلِكَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لاَ يَهُودِيٌّ وَ لاَ نَصْرَانِيٌّ قُلْتُ يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ قَالَ يَكَادُ اَلْعِلْمُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِ اَلْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ قُلْتُ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَى أَثَرِ اَلْإِمَامِ .

8 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ(4) عَنْ

ص: 15


1- . الأعراف: 51.
2- . النور: 35.
3- . لعل تذكير الضمير لمناسبة تأويله على ما في هذه الرواية. (م).
4- . المراد بكر بن صالح الرازيّ الضبى مولى بنى ضبة الذي روى عنه الحسين بن سعيد الأهوازى و الحسين بن برد الدينورى، و هو الذي روى عنه محمّد بن إسماعيل البرمكى كما صرّح به الكليني رحمه اللّه في باب حدوث العالم من الكافي و محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ هو محمّد بن جعفر الأسدى الذي روى عن البرمكى.

أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - يٰا إِبْلِيس مٰا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمٰا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (1) فَقَالَ اَلْيَدُ فِي كَلاَمِ اَلْعَرَبِ اَلْقُوَّةُ وَ اَلنِّعْمَةُ قَالَ وَ اُذْكُرْ عَبْدَنٰا دٰاوُدَ ذَا اَلْأَيْدِ(2) وَ قَالَ وَ اَلسَّمٰاءَ بَنَيْنٰاهٰا بِأَيْدٍ (3) أَيْ بِقُوَّةٍ وَ قَالَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (4) أَيْ قَوَّاهُمْ وَ يُقَالُ لِفُلاَنٍ عِنْدِي يَدٌ بَيْضَاءُ أَيْ نِعْمَةٌ.

9 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْخَزَّازِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ آخِذٌ بِحُجْزَةِ اَللَّهِ (5) وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا ثُمَّ قَالَ اَلْحُجْزَةُ اَلنُّورُ.

10 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً خَلَقَهُمْ مِنْ نُورِهِ وَ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِهِ لِرَحْمَتِهِ فَهُمْ عَيْنُ اَللَّهِ اَلنَّاظِرَةُ وَ أُذُنُهُ اَلسَّامِعَةُ وَ لِسَانُهُ اَلنَّاطِقُ فِي خَلْقِهِ بِإِذْنِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَى مَا أَنْزَلَ مِنْ عُذْرٍ أَوْ نُذْرٍ أَوْ حُجَّةٍ فَبِهِمْ يَمْحُو اَللَّهُ اَلسَّيِّئَاتِ وَ بِهِمْ يَدْفَعُ اَلضَّيْمَ (6) وَ بِهِمْ يُنْزِلُ اَلرَّحْمَةَ وَ بِهِمْ يُحْيِي مَيِّتاً وَ يُمِيتُ حَيّاً وَ بِهِمْ يَبْتَلِي خَلْقَهُ وَ بِهِمْ يَقْضِي فِي خَلْقِهِ قَضِيَّةً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ هَؤُلاَءِ قَالَ اَلْأَوْصِيَاءُ.

11 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ

ص: 16


1- . ص: 75.
2- . ص: 17.
3- . الذاريات: 47.
4- . المجادلة: 22.
5- . الحجزة: معقد الازار، و الاخذ بالحجزة استعارة للتعلق و التمسك. (م).
6- . الضيم: الظلم.

عَزَّ وَ جَلَّ - وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي(1) قَالَ رُوحٌ اِخْتَارَهُ اَللَّهُ وَ اِصْطَفَاهُ وَ خَلَقَهُ وَ أَضَافَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ فَضَّلَهُ عَلَى جَمِيعِ اَلْأَرْوَاحِ فَأَمَرَ فَنُفِخَ مِنْهُ فِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

12 - حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ اَلطَّائِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي(1) كَيْفَ هَذَا اَلنَّفْخُ فَقَالَ إِنَّ اَلرُّوحَ مُتَحَرِّكٌ كَالرِّيحِ وَ إِنَّمَا سُمِّيَ رُوحاً لِأَنَّهُ اُشْتُقَّ اِسْمُهُ مِنَ اَلرِّيحِ وَ إِنَّمَا أَخْرَجَهُ عَلَى لَفْظَةِ اَلرُّوحِ لِأَنَّ اَلرُّوحَ مُجَانِسٌ لِلرِّيحِ وَ إِنَّمَا أَضَافَهُ إِلَى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ اِصْطَفَاهُ عَلَى سَائِرِ اَلْأَرْوَاحِ كَمَا اِصْطَفَى بَيْتاً مِنَ اَلْبُيُوتِ فَقَالَ بَيْتِي وَ قَالَ لِرَسُولٍ مِنَ اَلرُّسُلِ خَلِيلِي وَ أَشْبَاهِ ذَلِكَ وَ كُلُّ ذَلِكَ مَخْلُوقٌ مَصْنُوعٌ مُحْدَثٌ مَرْبُوبٌ مُدَبَّرُ.

13 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْعَبَّاسَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ (2) بْنُ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اَلْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي قَالَ مِنْ قُدْرَتِي.

14 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي خُطْبَتِهِ (3): أَنَا اَلْهَادِي أَنَا اَلْمُهْتَدِي وَ أَنَا أَبُو اَلْيَتَامَى وَ اَلْمَسَاكِينِ وَ زَوْجُ اَلْأَرَامِلِ وَ أَنَا مَلْجَأُ كُلِّ ضَعِيفٍ وَ مَأْمَنُ كُلِّ خَائِفٍ وَ أَنَا قَائِدُ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ أَنَا حَبْلُ اَللَّهِ اَلْمَتِينُ وَ أَنَا عُرْوَةُ اَللَّهِ اَلْوُثْقَى وَ كَلِمَةُ اَللَّهِ اَلتَّقْوَى وَ أَنَا عَيْنُ اَللَّهِ وَ لِسَانُهُ اَلصَّادِقُ وَ يَدُهُ وَ أَنَا جَنْبُ اَللَّهِ اَلَّذِي يَقُولُ - أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللّٰهِ (4) وَ أَنَا يَدُ اَللَّهِ اَلْمَبْسُوطَةُ عَلَى عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ

ص: 17


1- . الحجر: 29.
2- . في بعض النسخ [عبيد] و في بعضها [عيسى].
3- . في بعض النسخ [خطبة].
4- . الزمر: 56 الجنب: القرب. و قوله: «يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللّٰهِ» اى في قربه و جواره و منه قوله تعالى: «وَ اَلصّٰاحِبِ بِالْجَنْبِ» و هو الرفيق في السفر الذي يصحب الإنسان. و كنى عنه بالجنب لكونه قريبا منه ملاصقا له. و قال عليه السلام: انا جنب اللّه لشدة قربه منه تعالى.

وَ اَلْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا بَابُ حِطَّةَ مَنْ عَرَفَنِي وَ عَرَفَ حَقِّي فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ لِأَنِّي وَصِيُّ نَبِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ لاَ يُنْكِرُ هَذَا إِلاَّ رَادٌّ عَلَى اَللَّهِ وَ عَلَى رَسُولِهِ.

15 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَمَّنْ سَمِعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ قٰالَتِ اَلْيَهُودُ يَدُ اَللّٰهِ مَغْلُولَةٌ (1) لَمْ يَعْنُوا أَنَّهُ هَكَذَا وَ لَكِنَّهُمْ قَالُوا قَدْ فَرَغَ مِنَ اَلْأَمْرِ فَلاَ يَزِيدُ وَ لاَ يَنْقُصُ (2) فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ تَكْذِيباً لِقَوْلِهِمْ - غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمٰا قٰالُوا بَلْ يَدٰاهُ مَبْسُوطَتٰانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشٰاءُ أَ لَمْ تَسْمَعِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ (3) .

16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْمَشْرِقِيِّ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

بَلْ يَدٰاهُ مَبْسُوطَتٰانِ فَقُلْتُ لَهُ يَدَانِ هَكَذَا وَ أَشَرْتُ بِيَدِي إِلَى يَدَيْهِ فَقَالَ لاَ لَوْ كَانَ هَكَذَا لَكَانَ مَخْلُوقاً(4).

باب معنى رضى الله عز و جل و سخطه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيس عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى اَلْيَقْطِينِيِّ عَنِ اَلْمَشْرِقِيِّ حَمْزَةَ بْنِ اَلرَّبِيعِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسَ

ص: 18


1- . المائدة: 64.
2- . أراد اليهود بقولهم «يَدُ اَللّٰهِ مَغْلُولَةٌ» انه تعالى خلق الخلق و قضى قضاء حتما لا راد له و لا بداء فيه و فرغ من الامر و استراح من التدبير و لا يتصرف بعد في العالم شيئا فرد اللّه تعالى عليهم بقوله: «بَلْ يَدٰاهُ مَبْسُوطَتٰانِ» يريد أن كل شيء في كل شأن من شئونه تحت قدرته و تدبيره و تصرفه و له القدرة المطلقة و السلطنة العامّة على ما سواه يتصرف في العالم بما يشاء كيف يشاء. (م).
3- . الرعد: 39.
4- . اثبات اليد او غيرها له تعالى زائد على ذاته البسيطة باى نحو غرض اثبات لصفة من صفات المخلوق بما انه مخلوق له سبحانه لاستلزامه احتياجه تعالى إليه. سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ * فالمراد بما ورد في الشرع ما يرجع الى صفاته كما في خبر محمّد بن مسلم. (م).

أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوىٰ (1) مَا ذَلِكَ اَلْغَضَبُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هُوَ اَلْعِقَابُ يَا عَمْرُو إِنَّهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَى شَيْ ءٍ فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ (2) فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ يَتَنَفَّرُهُ شَيْ ءٌ وَ لاَ يُعِزُّهُ شَيْ ءٌ (3).

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ (4) إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمّٰا آسَفُونٰا اِنْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ (5) قَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لاَ يَأْسَفُ كَأَسَفِنَا وَ لَكِنَّهُ خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ وَ يَرْضَوْنَ وَ هُمْ مَخْلُوقُونَ مُدَبَّرُونَ فَجَعَلَ رِضَاهُمْ لِنَفْسِهِ رِضًى وَ سَخَطَهُمْ لِنَفْسِهِ سَخَطاً(6) وَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ جَعَلَهُمُ اَلدُّعَاةَ إِلَيْهِ وَ اَلْأَدِلاَّءَ عَلَيْهِ وَ لِذَلِكَ صَارُوا كَذَلِكَ وَ لَيْسَ أَنَّ ذَلِكَ يَصِلُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا يَصِلُ إِلَى خَلْقِهِ وَ لَكِنَّ هَذَا مَعْنَى مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدْ قَالَ أَيْضاً مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَ دَعَانِي إِلَيْهَا - وَ قَالَ أَيْضاً مَنْ يُطِعِ اَلرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اَللّٰهَ (7) وَ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اَلَّذِينَ يُبٰايِعُونَكَ

ص: 19


1- . طه: 81. و قوله: «فَقَدْ هَوىٰ» اى هلك.
2- . الرضا و الغضب كيفيان نفسيان يعرضان للنفس بسبب ادراك الملائم و غير الملائم و عروضهما انما يكون لشيء يتعلق بالمادة المتغيرة المتحولة من حال إلى حال. فمن زعم أنّه تعالى يعرض له الغضب لما يرى من ذنوب العباد فيحل غضبه على المذنب فقد وصفه بصفة عارضة زائلة تختص بنفوس متعلقة بابدان مادية متحولة. (م).
3- . في بعض النسخ [لا يستفزه شيء و لا يغيره] اى لا يستخفه و لا يزعجه. و قيل: اي لا يجد خاليا عما يكون قابلا له فيغيره للحصول له تغير الصفة لموصوفها.
4- . في بعض النسخ [يرفعه].
5- . الزخرف: 55.
6- . قد عرفت أن الرضا و الغضب و ما ضاهاهما تعرض الإنسان اذ هو ذو نفس متعلقة بالبدن المادى و في نسبتها إليه تعالى سر أفشاه تعالى بقوله: «وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اَللّٰهُ» * «وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اَللّٰهَ رَمىٰ» و ذلك ان بعض أفراد الإنسان كالنبى و الولى يصل من العبودية الى مقام يندك ارادته في إرادة اللّه تعالى فلا يريد الا ما يريده سبحانه و حيث ان تقوم الفعل الاختيارى بالارادة فالافعال التي تصدر عنه. و ان كانت قائمة به و مسندة إليه بوجه لكنها يصحّ اسنادها إلى اللّه سبحانه لكون ارادته هي الاصيلة المتبوعة. (م).
7- . النساء: 80.

إِنَّمٰا يُبٰايِعُونَ اَللّٰهَ (1) وَ كُلُّ هَذَا وَ شِبْهُهُ عَلَى مَا ذَكَرْتُ لَكَ وَ هَكَذَا اَلرِّضَا وَ اَلْغَضَبُ وَ غَيْرُهُمَا مِنَ اَلْأَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذَلِكَ وَ لَوْ كَانَ يَصِلُ إِلَى اَلْمُكَوِّنِ اَلْأَسَفُ وَ اَلضَّجَرُ وَ هُوَ اَلَّذِي أَحْدَثَهُمَا وَ أَنْشَأَهُمَا لَجَازَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ إِنَّ اَلْمُكَوِّنَ يَبِيدُ يَوْماً مَا لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ اَلضَّجَرُ وَ اَلْغَضَبُ دَخَلَهُ اَلتَّغْيِيرُ وَ إِذَا دَخَلَهُ اَلتَّغْيِيرُ لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِ اَلْإِبَادَةُ (2) وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَمْ يُعْرَفِ اَلْخَالِقُ مِنَ اَلْمَخْلُوقِ وَ تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ هَذَا اَلْقَوْلِ عُلُوّاً كَبِيراً هُوَ اَلْخَالِقُ لِلْأَشْيَاءِ لاَ لِحَاجَةٍ فَإِذَا كَانَ لاَ لِحَاجَةٍ اِسْتَحَالَ اَلْحَدُّ وَ اَلْكَيْفُ فِيهِ فَافْهَمْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْعَبَّاسَ بْنِ عَمْرٍو اَلْفُقَيْمِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَهُ رِضًى وَ سَخَطٌ قَالَ نَعَمْ وَ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى مَا يُوجَدُ مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ وَ ذَلِكَ أَنَّ اَلرِّضَا وَ اَلْغَضَبَ دَخَّالٌ يَدْخُلُ عَلَيْهِ فَيَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ مُعْتَمَلٌ مُرَكَّبٌ (3)لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ مَدْخَلٌ وَ خَالِقُنَا لاَ مَدْخَلَ لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ وَاحِدٌ وَاحِدِيُّ اَلذَّاتِ وَاحِدِيُّ اَلْمَعْنَى فَرِضَاهُ ثَوَابُهُ وَ سَخَطُهُ عِقَابُهُ مِنْ غَيْرِ شَيْ ءٍ يَتَدَاخَلُهُ فَيُهَيِّجُهُ وَ يَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ فَإِنَّ ذَلِكَ صِفَةُ اَلْمَخْلُوقِينَ اَلْعَاجِزِينَ اَلْمُحْتَاجِينَ (4) وَ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْقَوِيُّ اَلْعَزِيزُ لاَ حَاجَةَ لَهُ (5) إِلَى شَيْ ءٍ مِمَّا خَلَقَ وَ خَلْقُهُ جَمِيعاً مُحْتَاجُونَ إِلَيْهِ إِنَّمَا خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ مِنْ حَاجَةٍ وَ لاَ سَبَبٍ اِخْتِرَاعاً وَ اِبْتِدَاعاً.

باب معنى الهدى و الضلال و التوفيق و الخذلان من الله تبارك و تعالى

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْوَرَّاقُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن [زائد] اَلشَّيْبَانِيُّ وَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ

ص: 20


1- . الفتح: 10.
2- . الإبادة: الهلاك.
3- . بالفتح اي مصنوع ركب فيه الاجزاء و القوى.
4- . تغير الشيء من حال الى حال أن يجد ما لم يكن واجدا له قبل. و حيث أن ما يجده خارج عن ذاته و الا لما فقده فذاته محتاجة في وجدانه إليه فكل متغير محتاج و كل محتاج مخلوق. (م).
5- . في بعض النسخ [به].

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلْبَصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - مَنْ يَهْدِ اَللّٰهُ فَهُوَ اَلْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً(1) فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُضِلُّ اَلظَّالِمِينَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عَنْ دَارِ كَرَامَتِهِ وَ يَهْدِي أَهْلَ اَلْإِيمَانِ وَ اَلْعَمَلِ اَلصَّالِحِ إِلَى جَنَّتِهِ كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ يُضِلُّ اَللّٰهُ اَلظّٰالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ (2) وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمٰانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ اَلْأَنْهٰارُ فِي جَنّٰاتِ اَلنَّعِيمِ (3) - قَالَ فَقُلْتُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مٰا تَوْفِيقِي إِلاّٰ بِاللّٰهِ (4) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنْ يَنْصُرْكُمُ اَللّٰهُ فَلاٰ غٰالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا اَلَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ (5) فَقَالَ إِذَا فَعَلَ اَلْعَبْدُ مَا أَمَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلطَّاعَةِ كَانَ فِعْلُهُ وِفْقاً لِأَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُمِّيَ اَلْعَبْدُ بِهِ مُوَفَّقاً وَ إِذَا أَرَادَ اَلْعَبْدُ أَنْ يَدْخُلَ فِي شَيْ ءٍ مِنْ مَعَاصِي اَللَّهِ فَحَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ تِلْكَ اَلْمَعْصِيَةِ فَتَرَكَهَا كَانَ تَرْكُهُ لَهَا بِتَوْفِيقِ اَللَّهِ تَعَالَى وَ مَتَى خُلِّيَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اَلْمَعْصِيَةِ فَلَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا حَتَّى يَرْتَكِبَهَا فَقَدْ خَذَلَهُ وَ لَمْ يَنْصُرْهُ وَ لَمْ يُوَفِّقْهُ.

باب معنى لا حول و لا قوة إلا بالله

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ مَعْنَى

ص: 21


1- . الكهف: 16.
2- . إبراهيم: 32.
3- . يونس: 9. و قوله: «تَجْرِي» استيناف أو خبر ثان. و قوله: «فِي جَنّٰاتِ» خبر أو متعلق بتجرى.
4- . هود: 91.
5- . آل عمران: 160.

لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَقَالَ مَعْنَاهُ لاَ حَوْلَ لَنَا عَنْ مَعْصِيَةِ اَللَّهِ إِلاَّ بِعَوْنِ اَللَّهِ وَ لاَ قُوَّةَ لَنَا عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ إِلاَّ بِتَوْفِيقِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن

1 - أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ اَلزَّنْجَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ عَلَى يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ اَلْبَغْدَادِيِّ اَلْوَرَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ اَلْمُثَنَّى اَلْعَنْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَسْمَاءَ قَالَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ اَلسَّعِيدِ اَلثَّوْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الم وَ المص وَ الر وَ المر وَ كهيعص وَ طه وَ طس وَ طسم وَ يس وَ ص وَ حم وَ حم عسق وَ ق وَ ن قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمَّا الم فِي أَوَّلِ اَلْبَقَرَةِ فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمَلِكُ وَ أَمَّا الم فِي أَوَّلِ آلِ عِمْرَانَ فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمَجِيدُ وَ المص فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمُقْتَدِرُ اَلصَّادِقُ وَ الر فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلرَّءُوفُ وَ المر فَمَعْنَاهُ أَنَا اَللَّهُ اَلْمُحْيِي اَلْمُمِيتُ اَلرَّازِقُ (1) وَ كهيعص فَمَعْنَاهُ أَنَا اَلْكَافِي اَلْهَادِي اَلْوَلِيُّ اَلْعَالِمُ اَلصَّادِقُ اَلْوَعْدِ وَ أَمَّا طه فَاسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَعْنَاهُ يَا طَالِبَ اَلْحَقِّ اَلْهَادِي إِلَيْهِ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ بَلْ لِتَسْعَدَ بِهِ وَ أَمَّا طس فَمَعْنَاهُ أَنَا اَلطَّالِبُ اَلسَّمِيعُ وَ أَمَّا طسم فَمَعْنَاهُ أَنَا اَلطَّالِبُ اَلسَّمِيعُ اَلْمُبْدِئُ اَلْمُعِيدُ وَ أَمَّا يس فَاسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَعْنَاهُ يَا أَيُّهَا اَلسَّامِعُ لِلْوَحْيِ - وَ اَلْقُرْآنِ اَلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ. عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَ أَمَّا ص فَعَيْنٌ تَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ اَلْعَرْشِ وَ هِيَ اَلَّتِي تَوَضَّأَ مِنْهَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمَّا عُرِجَ بِهِ وَ يَدْخُلُهَا جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كُلَّ يَوْمٍ دَخْلَةً فَيَغْتَمِسُ فِيهَا ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا فَيَنْفُضُ أَجْنِحَتَهُ فَلَيْسَ مِنْ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ أَجْنِحَتِهِ إِلاَّ خَلَقَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْهَا مَلَكاً يُسَبِّحُ اَللَّهَ وَ يُقَدِّسُهُ وَ يُكَبِّرُهُ وَ يُحَمِّدُهُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ أَمَّا حم فَمَعْنَاهُ اَلْحَمِيدُ اَلْمَجِيدُ وَ أَمَّا حم عسق فَمَعْنَاهُ اَلْحَلِيمُ (2) اَلْمُثِيبُ اَلْعَالِمُ اَلسَّمِيعُ اَلْقَادِرُ اَلْقَوِيُّ وَ أَمَّا ق فَهُوَ اَلْجَبَلُ اَلْمُحِيطُ بِالْأَرْضِ

ص: 22


1- . في بعض النسخ [الرزاق].
2- . في بعض النسخ [الحكيم].

وَ خُضْرَةُ اَلسَّمَاءِ مِنْهُ وَ بِهِ يُمْسِكُ اَللَّهُ اَلْأَرْضَ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا وَ أَمَّا ن فَهُوَ نَهَرٌ فِي اَلْجَنَّةِ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اُجْمُدْ فَجَمُدَ فَصَارَ مِدَاداً ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْقَلَمِ اُكْتُبْ فَسَطَرَ اَلْقَلَمُ فِي اَللَّوْحِ اَلْمَحْفُوظِ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ فَالْمِدَادُ مِدَادٌ مِنْ نُورٍ وَ اَلْقَلَمُ قَلَمٌ مِنْ نُورٍ وَ اَللَّوْحُ لَوْحٌ مِنْ نُورٍ وَ قَالَ سُفْيَانُ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ بَيِّنْ لِي أَمْرَ اَللَّوْحِ وَ اَلْقَلَمِ وَ اَلْمِدَادِ فَضْلَ بَيَانٍ وَ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اَللَّهُ فَقَالَ يَا اِبْنَ سَعِيدٍ لَوْ لاَ أَنَّكَ أَهْلٌ لِلْجَوَابِ مَا أَجَبْتُكَ فَنُونٌ مَلَكٌ يُؤَدِّي إِلَى اَلْقَلَمِ وَ هُوَ مَلَكٌ وَ اَلْقَلَمُ يُؤَدِّي إِلَى اَللَّوْحِ وَ هُوَ مَلَكٌ وَ اَللَّوْحُ يُؤَدِّي إِلَى إِسْرَافِيلَ وَ إِسْرَافِيلُ يُؤَدِّي إِلَى مِيكَائِيلَ وَ مِيكَائِيلُ يُؤَدِّي إِلَى جَبْرَئِيلَ وَ جَبْرَئِيلُ يُؤَدِّي إِلَى اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلرُّسُلِ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي قُمْ يَا سُفْيَانُ فَلاَ آمَنُ عَلَيْكَ.

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمْدَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: الم هُوَ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ اِسْمِ اَللَّهِ اَلْأَعْظَمِ اَلْمُقَطَّعِ فِي اَلْقُرْآنِ اَلَّذِي يُؤَلِّفُهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلْإِمَامُ فَإِذَا دَعَا بِهِ أُجِيبَ - ذٰلِكَ اَلْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ قَالَ بَيَانٌ لِشِيعَتِنَا - اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ قَالَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ يُنْبِئُونَ (1) وَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ مِنَ اَلْقُرْآنِ يَتْلُونَ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُحَدِّثُ أَنَّ حُيَيّاً وَ أَبَا يَاسِرٍ اِبْنَيْ أَخْطَبَ وَ نَفَراً مِنْ يَهُودِ أَهْلِ نَجْرَانَ أَتَوْا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالُوا لَهُ أَ لَيْس فِيمَا تَذْكُرُ فِيمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَيْكَ الم قَالَ بَلَى قَالُوا أَتَاكَ بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ تَعَالَى قَالَ نَعَمْ قَالُوا لَقَدْ بُعِثَتْ أَنْبِيَاءُ قَبْلَكَ وَ مَا نَعْلَمُ نَبِيّاً مِنْهُمْ أَخْبَرَنَا مُدَّةَ مُلْكِهِ وَ مَا أَجَلُ أُمَّتِهِ غَيْرَكَ - قَالَ فَأَقْبَلَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ اَلْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمُ ثَلاَثُونَ وَ اَلْمِيمُ أَرْبَعُونَ -

ص: 23


1- . في بعض النسخ [يبثون] أى ينشرون.

فَهَذِهِ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ سَنَةً فَعَجَبٌ مِمَّنْ يَدْخُلُ فِي دِينٍ مُدَّةُ مُلْكِهِ وَ أَجَلُ أُمَّتِهِ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ سَنَةً قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ هَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ هَاتِهِ قَالَ المص قَالَ هَذِهِ أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ اَلْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمُ ثَلاَثُونَ وَ اَلْمِيمُ أَرْبَعُونَ وَ اَلصَّادُ تِسْعُونَ فَهَذِهِ مِائَةٌ وَ إِحْدَى وَ سِتُّونَ سَنَةً ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَهَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ هَاتِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - الر قَالَ هَذِهِ أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ اَلْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمُ ثَلاَثُونَ وَ اَلرَّاءُ مِائَتَانِ ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَهَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ هَاتِهِ قَالَ المر قَالَ هَذِهِ أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ اَلْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمُ ثَلاَثُونَ وَ اَلْمِيمُ أَرْبَعُونَ وَ اَلرَّاءُ مِائَتَانِ ثُمَّ قَالَ لَهُ هَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ قَالُوا قَدِ اِلْتَبَسَ عَلَيْنَا أَمْرُكَ فَمَا نَدْرِي مَا أُعْطِيتَ ثُمَّ قَامُوا عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو يَاسِرٍ لِلْحُيَيِّ أَخِيهِ مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ مُحَمَّداً قَدْ جُمِعَ لَهُ هَذَا كُلُّهُ وَ أَكْثَرُ مِنْهُ قَالَ فَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ هَذِهِ اَلْآيَاتِ أُنْزِلَتْ فِيهِمْ - مِنْهُ آيٰاتٌ مُحْكَمٰاتٌ هُنَّ أُمُّ اَلْكِتٰابِ وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ قَالَ وَ هِيَ تَجْرِي فِي وَجْهٍ آخَرَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِ حُيَيٍّ وَ أَبِي يَاسِرٍ وَ أَصْحَابِهِمَا.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْأَسْتَرْآبَادِيُّ اَلْمَعْرُوفُ بِأَبِي اَلْحَسَنِ اَلْجُرْجَانِيِّ اَلْمُفَسِّرِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ أَبَوَيْهِمَا عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَنَّهُ قَالَ: كَذَّبَتْ قُرَيْشٌ وَ اَلْيَهُودُ بِالْقُرْآنِ وَ قَالُوا سِحْرٌ مُبِينٌ تَقَوَّلَهُ فَقَالَ اَللَّهُ الم ذٰلِكَ اَلْكِتٰابُ أَيْ يَا مُحَمَّدُ هَذَا اَلْكِتَابُ اَلَّذِي أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْكَ هُوَ اَلْحُرُوفُ اَلْمُقَطَّعَةُ اَلَّتِي مِنْهَا أَلِفٌ لاَمٌ مِيمٌ وَ هُوَ بِلُغَتِكُمْ وَ حُرُوفِ هِجَائِكُمْ فَأْتُوا بِمِثْلِهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَ اِسْتَعِينُوا عَلَى ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُمْ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُمْ لاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ - قُلْ لَئِنِ اِجْتَمَعَتِ اَلْإِنْسُ وَ اَلْجِنُّ عَلىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا اَلْقُرْآنِ لاٰ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كٰانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً(1) ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ الم هُوَ اَلْقُرْآنُ اَلَّذِي اُفْتُتِحَ

ص: 24


1- . الإسراء: 91. و قوله تعالى: «لاٰ يَأْتُونَ» جواب قسم محذوف دل عليه اللام الموطئة.

بِ الم هُوَ ذٰلِكَ اَلْكِتٰابُ اَلَّذِي أَخْبَرْتُ بِهِ مُوسَى فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ فَأَخْبَرُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ سَأُنْزِلُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ كِتَاباً عَزِيزاً - لاٰ يَأْتِيهِ اَلْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ - لاٰ رَيْبَ فِيهِ لاَ شَكَّ فِيهِ لِظُهُورِهِ عِنْدَهُمْ كَمَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً يُنْزَلُ عَلَيْهِ كِتَابٌ لاَ يَمْحُوهُ (1) اَلْبَاطِلُ يَقْرَؤُهُ هُوَ وَ أُمَّتُهُ عَلَى سَائِرِ أَحْوَالِهِمْ هُدىً بَيَانٌ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يَتَّقُونَ اَلْمُوبِقَاتِ وَ يَتَّقُونَ تَسْلِيطَ اَلسَّفَهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى إِذَا عَلِمُوا مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ عِلْمُهُ عَمِلُوا بِمَا يُوجِبُ لَهُمْ رِضَا رَبِّهِمْ - قَالَ وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ اَلْأَلِفُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ قَوْلِ (2) اَللَّهِ دَلَّ بِالْأَلِفِ عَلَى قَوْلِكَ اَللَّهُ وَ دَلَّ بِاللاَّمِ عَلَى قَوْلِكَ اَلْمَلِكُ اَلْعَظِيمُ اَلْقَاهِرُ لِلْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ دَلَّ بِالْمِيمِ عَلَى أَنَّهُ اَلْمَجِيدُ اَلْمَحْمُودُ فِي كُلِّ أَفْعَالِهِ (3) وَ جَعَلَ هَذَا اَلْقَوْلَ حُجَّةً عَلَى اَلْيَهُودِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ(4) إِلاَّ أَخَذُوا عَلَيْهِمُ اَلْعُهُودَ وَ اَلْمَوَاثِيقَ لَيُؤْمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ اَلْعَرَبِيِّ اَلْأُمِّيِّ اَلْمَبْعُوثِ بِمَكَّةَ اَلَّذِي يُهَاجِرُ إِلَى اَلْمَدِينَةِ يَأْتِي بِكِتَابٍ مِنَ اَلْحُرُوفِ اَلْمُقَطَّعَةِ اِفْتِتَاحَ بَعْضِ سُوَرِهِ يَحْفَظُهُ أُمَّتُهُ فَيَقْرَءُونَهُ قِيَاماً وَ قُعُوداً وَ مُشَاةً وَ عَلَى كُلِّ اَلْأَحْوَالِ يُسَهِّلُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حِفْظَهُ عَلَيْهِمْ وَ يَقْرِنُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَخَاهُ وَ وَصِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْآخِذَ عَنْهُ عُلُومَهُ اَلَّتِي عَلَّمَهَا وَ اَلْمُتَقَلِّدَ عَنْهُ اَلْأَمَانَةَ اَلَّتِي قَدَّرَهَا(5) وَ مُذَلِّلَ كُلِّ مَنْ عَانَدَ مُحَمَّداً صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِسَيْفِهِ اَلْبَاتِرِ وَ يُفْحِمُ (6) كُلَّ مَنْ جَادَلَهُ وَ خَاصَمَهُ بِدَلِيلِهِ اَلظَّاهِرِ يُقَاتِلُ عِبَادَ اَللَّهِ عَلَى تَنْزِيلِ كِتَابِ اَللَّهِ حَتَّى يَقُودَهُمْ إِلَى قَبُولِهِ طَائِعِينَ وَ كَارِهِينَ ثُمَّ إِذَا صَارَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى رِضْوَانِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اِرْتَدَّ كَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ أَعْطَاهُ ظَاهِرَ اَلْإِيمَانِ وَ حَرَّفُوا تَأْوِيلاَتِهِ وَ غَيَّرُوا مَعَانِيَهُ وَ وَضَعُوهَا عَلَى خِلاَفِ وُجُوهِهَا قَاتَلَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ

ص: 25


1- . في بعض النسخ [لا يلحقه].
2- . في بعض النسخ [قولك].
3- . في بعض النسخ [فعاله].
4- . في بعض النسخ [قوم].
5- . في بعض النسخ [قلدها].
6- . السيف الباتر: القاطع. و افحمه: أسكته بالحجة في خصومة او غيرها.

عَلَى تَأْوِيلِهِ حَتَّى يَكُونَ إِبْلِيسُ اَلْغَاوِي لَهُمْ هُوَ اَلْخَاسِرَ اَلذَّلِيلَ اَلْمَطْرُودَ اَلْمَغْلُولَ (1) - قَالَ فَلَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ مُحَمَّداً وَ أَظْهَرَهُ بِمَكَّةَ ثُمَّ سَيَّرَهُ مِنْهَا إِلَى اَلْمَدِينَةِ وَ أَظْهَرَهُ بِهَا ثُمَّ أَنْزَلَ إِلَيْهِ اَلْكِتَابَ وَ جَعَلَ اِفْتِتَاحَ سُورَتِهِ اَلْكُبْرَى بِ الم يَعْنِي الم ذٰلِكَ اَلْكِتٰابُ وَ هُوَ ذَلِكَ اَلْكِتَابُ اَلَّذِي أَخْبَرْتُ أَنْبِيَائِيَ اَلسَّالِفِينَ أَنِّي سَأُنْزِلُهُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ فَقَدْ ظَهَرَ كَمَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً يُنْزَلُ عَلَيْهِ كِتَابٌ مُبَارَكٌ لاَ يَمْحُوهُ اَلْبَاطِلُ يَقْرَءُوهُ هُوَ وَ أُمَّتُهُ عَلَى سَائِرِ أَحْوَالِهِمْ ثُمَّ اَلْيَهُودُ يُحَرِّفُونَهُ عَنْ جِهَتِهِ وَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ وَ يَتَعَاطَوْنَ اَلتَّوَصُّلَ إِلَى عِلْمِ مَا قَدْ طَوَاهُ اَللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ حَالِ آجَالِ (2) هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَ كَمْ مُدَّةُ مُلْكِهِمْ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ فَوَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَخَاطَبَهُمْ فَقَالَ قَائِلُهُمْ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَقّاً لَقَدْ عَلَّمْنَاكُمْ قَدْرَ مُلْكِ أُمَّتِهِ هُوَ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ سَنَةً اَلْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمَ ثَلاَثُونَ وَ اَلْمِيمُ أَرْبَعُونَ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا تَصْنَعُونَ بِ المص وَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ (3) قَالُوا هَذِهِ إِحْدَى وَ سِتُّونَ وَ مِائَةُ سَنَةٍ قَالَ فَمَا ذَا تَصْنَعُونَ بِ الر وَ قَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ فَقَالُوا هَذِهِ أَكْثَرُ هَذِهِ مِائَتَانِ وَ إِحْدَى وَ ثَلاَثُونَ سَنَةً فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا تَصْنَعُونَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ (4)المر قَالُوا هَذِهِ مِائَتَانِ وَ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ سَنَةً فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَوَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ لَهُ أَوْ جَمِيعُهَا لَهُ فَاخْتَلَطَ كَلاَمُهُمْ فَبَعْضُهُمْ قَالَ لَهُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا وَ بَعْضُهُمْ قَالَ بَلْ يُجْمَعُ لَهُ كُلُّهَا وَ ذَلِكَ سَبْعُمِائَةٍ وَ أَرْبَعٌ وَ ثَلاَثُونَ سَنَةً ثُمَّ يَرْجِعُ اَلْمُلْكُ إِلَيْنَا يَعْنِي إِلَى اَلْيَهُودِ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ كِتَابٌ مِنْ كُتُبِ اَللَّهِ نَطَقَ بِهَذَا أَمْ آرَاؤُكُمْ دَلَّتْكُمْ عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُهُمْ كِتَابُ اَللَّهِ نَطَقَ بِهِ وَ قَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ بَلْ آرَاؤُنَا دَلَّتْ عَلَيْهِ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأْتُوا بِالْكِتَابِ (5) مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ يَنْطِقُ بِمَا تَقُولُونَ فَعَجَزُوا عَنْ إِيرَادِ ذَلِكَ وَ قَالَ لِلْآخَرِينَ فَدُلُّونَا عَلَى صَوَابِ هَذَا اَلرَّأْيِ فَقَالَ صَوَابُ رَأْيِنَا دَلِيلُهُ أَنَّ هَذَا حِسَابُ اَلْجُمَّلِ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَيْفَ دَلَّ عَلَى مَا تَقُولُونَ وَ لَيْسَ فِي

ص: 26


1- . في بعض النسخ [المغلوب].
2- . في بعض النسخ [أجل].
3- . في بعض النسخ [و قد أنزلت].
4- . في بعض النسخ [إليه].
5- . في بعض النسخ [بكتاب].

هَذِهِ اَلْحُرُوفِ إِلاَّ مَا اِقْتَرَحْتُمْ بِلاَ بَيَانٍ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ قِيلَ لَكُمْ إِنَّ هَذِهِ اَلْحُرُوفَ لَيْسَتْ دَالَّةً عَلَى هَذِهِ اَلْمُدَّةِ لِمُلْكِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَ لَكِنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَدْ لُعِنَ بِعَدَدِ هَذَا اَلْحِسَابِ أَوْ أَنَّ عَدَدَ ذَلِكَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ وَ مِنَّا بِعَدَدِ هَذَا اَلْحِسَابِ دَرَاهِمَ أَوْ دَنَانِيرَ أَوْ أَنَّ لِعَلِيٍّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ دَيْنٌ عَدَدُ مَالِهِ مِثْلُ عَدَدِ هَذَا اَلْحِسَابِ قَالُوا يَا أَبَا اَلْحَسَنِ لَيْسَ شَيْ ءٌ مِمَّا ذَكَرْتَهُ مَنْصُوصاً عَلَيْهِ فِي الم وَ المص وَ الر وَ المر فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ لاَ شَيْ ءٌ مِمَّا ذَكَرْتُمُوهُ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فِي الم وَ المص وَ الر وَ المر فَإِنْ بَطَلَ قَوْلُنَا لِمَا قُلْنَا بَطَلَ قَوْلُكَ لِمَا قُلْتَ فَقَالَ خَطِيبُهُمْ وَ مِنْطِيقُهُمْ (1) لاَ تَفْرَحْ يَا عَلِيُّ بِأَنْ عَجَزْنَا عَنْ إِقَامَةِ حُجَّةٍ فِيمَا تَقُولُهُنَّ (2) عَلَى دَعْوَانَا فَأَيُّ حُجَّةٍ لَكَ فِي دَعْوَاكَ إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَ عَجْزَنَا حُجَّتَكَ فَإِذاً مَا لَنَا حُجَّةٌ فِيمَا نَقُولُ وَ لاَ لَكُمْ حُجَّةٌ فِيمَا تَقُولُونَ - قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لاَ سَوَاءٌ إِنَّ لَنَا حُجَّةً هِيَ اَلْمُعْجِزَةُ اَلْبَاهِرَةُ ثُمَّ نَادَى جِمَالَ اَلْيَهُودِ يَا أَيَّتُهَا اَلْجِمَالُ اِشْهَدِي لِمُحَمَّدٍ وَ لِوَصِيِّهِ فَتَبَادَرَ اَلْجِمَالُ صَدَقْتَ صَدَقْتَ يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ وَ كَذَبَ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودُ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَؤُلاَءِ جِنْسٌ مِنَ اَلشُّهُودِ يَا ثِيَابَ اَلْيَهُودِ اَلَّتِي عَلَيْهِمْ اِشْهَدِي لِمُحَمَّدٍ وَ لِوَصِيِّهِ فَنَطَقَتْ ثِيَابُهُمْ كُلُّهَا صَدَقْتَ صَدَقْتَ يَا عَلِيُّ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ حَقّاً وَ أَنَّكَ يَا عَلِيُّ وَصِيُّهُ حَقّاً لَمْ يَثْبُتْ مُحَمَّداً(3) قدما [قَدَمٌ] فِي مَكْرُمَةٍ إِلاَّ وَطِئْتَ عَلَى مَوْضِعِ قَدَمِهِ بِمِثْلِ مَكْرُمَتِهِ وَ أَنْتُمَا شَقِيقَانِ مِنْ إِشْرَاقِ (4) أَنْوَارِ اَللَّهِ فَمُيِّزْتُمَا(5) اِثْنَيْنِ وَ أَنْتُمَا فِي اَلْفَضَائِلِ شَرِيكَانِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ خَرِسَتِ اَلْيَهُودُ(6) وَ آمَنَ بَعْضُ اَلنَّظَّارَةِ مِنْهُمْ بِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَغَلَبَ (7) اَلشَّقَاءُ عَلَى اَلْيَهُودِ وَ سَائِرِ اَلنَّظَّارَةِ اَلْآخَرِينَ فَذَلِكَ مَا قَالَ اَللَّهُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ إِنَّهُ كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ قَوْلِ رَبِّ

ص: 27


1- . المنطبق: المتكلم البليغ.
2- . في بعض النسخ [تقولون].
3- . كذا في جميع النسخ التي بأيدينا و الظاهر أنّه من غلط النسّاخ و الصحيح «محمد» بالرفع. (م).
4- . في بعض النسخ [اشرف].
5- . في بعض النسخ [تميزتما].
6- . خرس فلان اي انعقد لسانه عن الكلام.
7- . في بعض النسخ [و غلب].

اَلْعَالَمِينَ ثُمَّ قَالَ هُدىً بَيَانٌ وَ شِفَاءٌ لِلْمُتَّقِينَ مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ إِنَّهُمْ اِتَّقَوْا أَنْوَاعَ اَلْكُفْرِ فَتَرَكُوهَا وَ اِتَّقَوُا اَلذُّنُوبَ اَلْمُوبِقَاتِ (1) فَرَفَضُوهَا وَ اِتَّقَوْا إِظْهَارَ أَسْرَارِ اَللَّهِ وَ أَسْرَارِ أَزْكِيَاءِ عِبَادِهِ اَلْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَكَتَمُوهَا وَ اِتَّقَوْا سَتْرَ اَلْعُلُومِ عَنْ أَهْلِهَا اَلْمُسْتَحِقِّينَ لَهَا وَ فِيهِمْ نَشَرُوهَا.

5 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ اَلْعَيَّاشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا(2)أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ اَلْخَصِيبِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلثِّقَةُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جُمُعَةَ رَحْمَةُ بْنُ صَدَقَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ كَانَ زِنْدِيقاً - جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ المص أَيَّ شَيْ ءٍ أَرَادَ بِهَذَا وَ أَيُّ شَيْ ءٍ فِيهِ مِنَ اَلْحَلاَلِ وَ اَلْحَرَامِ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ فِيهِ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ اَلنَّاسُ قَالَ فَاغْتَاظَ مِنْ ذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَمْسِكْ وَيْحَكَ اَلْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمُ ثَلاَثُونَ وَ اَلْمِيمُ أَرْبَعُونَ وَ اَلصَّادُ تِسْعُونَ كَمْ مَعَكَ فَقَالَ اَلرَّجُلُ أَحَدٌ وَ ثَلاَثُونَ (3) وَ مِائَةٌ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذَا اِنْقَضَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَ ثَلاَثِينَ وَ مِائَةٍ اِنْقَضَى مُلْكُ أَصْحَابِكَ قَالَ فَنَظَرْنَا فَلَمَّا اِنْقَضَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَ ثَلاَثِينَ وَ مِائَةٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ دَخَلَ اَلْمُسَوِّدَةُ اَلْكُوفَةَ وَ ذَهَبَ مُلْكُهُمْ.

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْجَلُودِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ كهيعص فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَافٌ كَافٍ لِشِيعَتِنَا هَا هَادٍ لَهُمْ يَا وَلِيٌّ لَهُمْ عَيْنٌ عَالِمٌ بِأَهْلِ طَاعَتِنَا صَادٌ صَادِقٌ لَهُمْ وَعْدَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ بِهِمُ اَلْمَنْزِلَةَ اَلَّتِي وَعَدَهَا إِيَّاهُمْ فِي بَطْنِ اَلْقُرْآنِ.

ص: 28


1- . الموبق: المهلك أو كل شيء حال بين شيئين و كلاهما مناسب للمقام.
2- . في بعض النسخ [حدّثني].
3- . كذا في النسخ التي بأيدينا لكن مجموع أعداد الحروف أحد و ستون و مائة. (م).

باب معنى الاستواء على العرش

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ (1) قَالَ اِسْتَوَى مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ فَلَيْسَ شَيْ ءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْ ءٍ (2).

باب معنى العرش و الكرسي

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحُسَيْنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي مَرْيَمَ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ اَلْعَرْزَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ اَلْمِنْقَرِيُّ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْعَرْشِ وَ اَلْكُرْسِيِّ مَا هُمَا فَقَالَ اَلْعَرْشُ فِي وَجْهٍ هُوَ جُمْلَةُ اَلْخَلْقِ وَ اَلْكُرْسِيُّ وِعَاؤُهُ وَ فِي وَجْهٍ آخِرَ اَلْعَرْشُ هُوَ اَلْعِلْمُ (3) اَلَّذِي أَطْلَعَ اَللَّهُ عَلَيْهِ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ وَ حُجَجَهُ وَ اَلْكُرْسِيُّ هُوَ اَلْعِلْمُ اَلَّذِي لَمْ يُطْلِعِ اَللَّهُ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَ رَسُولِهِ وَ حُجَجِهِ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ.

ص: 29


1- . طه: 5.
2- . فيه إشارة إلى معيته القيومية و اتصاله المعنوى بكل شيء على السواء على الوجه الذي لا ينافى احديته و قدس جلاله و إلى افاضة رحمته العامّة على الجميع على نسبة واحدة و إحاطة علمه بالكل بنحو واحد و قربه من كل شيء على نهج سواء و اما اختلاف المقربين كالأنبياء و الأولياء من المبعدين كالشياطين و الكفّار في القرب و البعد فليس من قبله سبحانه. (قاله الفيض رحمه اللّه).
3- . يمكن أن يكون المراد بهذا العلم العلم الفعلى بقرينة قوله عليه السلام قبيل هذا: «العرش في وجه هو جملة الخلق» فهو من وجه علم و من وجه آخر معلوم لكن المستفاد من سائر الروايات الواردة في العرش انه مرتبة من الوجود عالية تحيط بجل المخلوقات و هي لا تنفك عن العلم فافهم و بناء على هذا فالمراد بكونه جملة الخلق بوجه اشتماله على ما تحته من المخلوقات و انطواء المراتب الضعيفة فيه. (م).

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَسِعَ كُرْسِيُّهُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ قَالَ عِلْمُهُ (1).

باب معنى اللوح و القلم

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحُسَيْنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي مَرْيَمَ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ اَلْعَرْزَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ اَلْمِنْقَرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ اَلْكَرْخِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَللَّوْحِ وَ اَلْقَلَمِ فَقَالَ هُمَا مَلَكَانِ.

ص: 30


1- . اعلم أن الاستواء يطلق على معان: الأول: الاستقرار و التمكن على الشيء. الثاني: قصد الشيء و الاقبال إليه. الثالث: الاستيلاء على الشيء، قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق من غير سيف و دم مهراق الرابع: الاعتدال، يقال: سويت الشيء فاستوى. الخامس: المساواة في النسبة. فاما المعنى الأول فيستحيل على اللّه تعالى لما ثبت بالبراهين العقليّة و النقلية من استحالة كونه تعالى مكانيا، فمن المفسرين من حمل الاستواء في هذه الآية على الثاني أي أقبل على خلقه و قصد الى ذلك و قد ورد أنّه سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن هذه الآية فقال: الاستواء: الاقبال على الشيء و نحو هذا قاله الفراء و الزجاج في قوله تعالى: «ثُمَّ اِسْتَوىٰ إِلَى اَلسَّمٰاءِ» * و الاكثرون منهم حملوها على الثالث استوى اي استولى عليه و ملكه و ديره. قال الزمخشري: «لما كان الاستواء على العرش و هو سرير الملك لا يحصل الا مع الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على السرير يريدون ملكه و ان لم يقعد البتة و انما عبروا عن حصول الملك بذلك لانه أصرح و أقوى في الدلالة من أن يقال: فلان ملك و نحوه قولك: «يد فلان مبسوطة» و «يد فلان مغلولة» بمعنى أنّه جواد أو بخيل لا فرق بين العبارتين الا فيما قلت حتّى أن من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم يكن له يد رأسا و هو جواد قيل فيه يده مبسوطة، لانه لا فرق عندهم بينه و بين قولهم «جواد». انتهى.

باب معنى الموازين التي توزن بها أعمال العباد

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحُسَيْنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي مَرْيَمَ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ اَلْعَرْزَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي(1)عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ اَلْمِنْقَرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ

ص: 31


1- . في بعض النسخ [حدّثنا].

فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً(1) قَالَ هُمُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ (2).

باب معنى الصراط

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحُسَيْنِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي مَرْيَمَ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ اَلْعَرْزَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ اَلْمِنْقَرِيُّ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلصِّرَاطِ فَقَالَ هُوَ اَلطَّرِيقُ إِلَى مَعْرِفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُمَا صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِي اَلدُّنْيَا وَ صِرَاطٌ فِي اَلْآخِرَةِ وَ أَمَّا اَلصِّرَاطُ اَلَّذِي فِي اَلدُّنْيَا فَهُوَ اَلْإِمَامُ اَلْمُفْتَرَضُ اَلطَّاعَةِ مَنْ عَرَفَهُ فِي اَلدُّنْيَا وَ اِقْتَدَى بِهُدَاهُ مَرَّ عَلَى اَلصِّرَاطِ اَلَّذِي هُوَ جِسْرُ جَهَنَّمَ فِي اَلْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ فِي اَلدُّنْيَا زَلَّتْ قَدَمُهُ عَنِ اَلصِّرَاطِ فِي اَلْآخِرَةِ فَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلصَّلْتِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

3 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اِهْدِنَا اَلصِّرٰاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ قَالَ هُوَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مَعْرِفَتُهُ وَ اَلدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 32


1- . الأنبياء: 49. و القسط: العدل مصدر وصف للموازين مبالغة، أو ذوات القسط. «شيئا» مفعول ثان لتظلم او مصدر و المعنى لا تظلم نفس ظلما.
2- . ميزان كل شيء هو المعيار الذي به يعرف قدر ذلك الشيء فميزان الناس ليوم القيامة ما يوزن به قدر كل إنسان و قيمته على حسب عقيدته و خلقه و عمله لتجزى كل نفس بما كسبت و ليس ذلك الا الأنبياء و الأوصياء اذ بهم و باتباع شرائعهم و اقتفاء آثارهم و ترك ذلك بالقرب من سيرتهم و البعد عنها يعرف مقدار الناس و قدر حسناتهم و سيئاتهم فميزان كل امة هو نبى تلك الأمة و وصى نبيها و الشريعة التي اتى بها. (قاله الفيض - رحمه اللّه -).

قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ اَلْكِتٰابِ لَدَيْنٰا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (1) وَ هُوَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أُمِّ اَلْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - اِهْدِنَا اَلصِّرٰاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ .

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْأَسْتَرْآبَادِيُّ اَلْمُفَسِّرُ قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبَوَيْهِمَا عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ اِهْدِنَا اَلصِّرٰاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ قَالَ أَدِمْ لَنَا تَوْفِيقَكَ اَلَّذِي بِهِ أَطَعْنَاكَ فِي مَاضِي أَيَّامِنَا حَتَّى نُطِيعَكَ كَذَلِكَ فِي مُسْتَقْبَلِ أَعْمَارِنَا وَ اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ هُوَ صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِي اَلدُّنْيَا وَ صِرَاطٌ فِي اَلْآخِرَةِ وَ أَمَّا اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ فِي اَلدُّنْيَا فَهُوَ مَا قَصُرَ عَنِ اَلْغُلُوِّ وَ اِرْتَفَعَ عَنِ اَلتَّقْصِيرِ(2) وَ اِسْتَقَامَ فَلَمْ يَعْدِلْ إِلَى شَيْ ءٍ مِنَ اَلْبَاطِلِ وَ أَمَّا اَلطَّرِيقُ اَلْآخَرُ فَهُوَ طَرِيقُ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى اَلْجَنَّةِ اَلَّذِي هُوَ مُسْتَقِيمٌ لاَ يَعْدِلُونَ عَنِ اَلْجَنَّةِ إِلَى اَلنَّارِ وَ لاَ إِلَى غَيْرِ اَلنَّارِ سِوَى اَلْجَنَّةِ قَالَ وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ اِهْدِنَا اَلصِّرٰاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ قَالَ يَقُولُ أَرْشِدْنَا إِلَى اَلصِّرَاطِ اَلْمُسْتَقِيمِ أَرْشِدْنَا لِلُزُومِ اَلطَّرِيقِ اَلْمُؤَدِّي إِلَى مَحَبَّتِكَ وَ اَلْمُبَلِّغِ إِلَى دِينِكَ وَ اَلْمَانِعِ مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ أَهْوَاءَنَا فَنَعْطَبَ (3) أَوْ نَأْخُذَ بِآرَائِنَا فَنَهْلِكَ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِنَّ مَنِ اِتَّبَعَ هَوَاهُ وَ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ كَانَ كَرَجُلٍ سَمِعْتُ غُثَاءَ اَلْعَامَّةِ (4) تُعَظِّمُهُ وَ تسفه - [تَصِفُهُ] فَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْرِفُنِي لِأَنْظُرَ مِقْدَارَهُ وَ مَحَلَّهُ فَرَأَيْتُهُ قَدْ أَحْدَقَ بِهِ خَلْقٌ [اَلْكَثِيرُ] مِنْ غُثَاءِ اَلْعَامَّةِ فَوَقَفْتُ مُنْتَبِذاً عَنْهُمْ مُتَغَشِّياً بِلِثَامٍ (5) أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ إِلَيْهِمْ فَمَا زَالَ يُرَاوِغُهُمْ (6)حَتَّى خَالَفَ طَرِيقَهُمْ وَ فَارَقَهُمُ وَ لَمْ يَقِرَّ فَتَفَرَّقَتِ اَلْعَوَامُ عَنْهُ لِحَوَائِجِهِمْ وَ تَبِعْتُهُ أَقْتَفِي أَثَرَهُ -

ص: 33


1- . الزخرف: 4.
2- . في بعض النسخ [النقيصة].
3- . أي نهلك.
4- . غثاء بضم الغين المعجمة و الثاء المثلثة و المد -: ما يجيىء فوق السيل ممّا يحمله من الزبد و الوسخ و غيره.
5- . اللثام: ما كان على الانف و ما حوله من ثوب او نقاب.
6- . راوغه: خادعه و ماكره.

فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَرَّ بِخَبَّازٍ فَتَغَفَّلَهُ (1) فَأَخَذَ مِنْ دُكَّانِهِ رَغِيفَيْنِ مُسَارَقَةً (2) فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَعَلَّهُ مُعَامَلَةٌ ثُمَّ مَرَّ بَعْدَهُ بِصَاحِبِ رُمَّانٍ فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى تَغَفَّلَهُ فَأَخَذَ مِنْ عِنْدِهِ رُمَّانَتَيْنِ مُسَارَقَةً فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَعَلَّهُ مُعَامَلَةٌ ثُمَّ أَقُولُ وَ مَا حَاجَتُهُ إِذاً إِلَى اَلْمُسَارَقَةِ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَتْبَعُهُ حَتَّى مَرَّ بِمَرِيضٍ فَوَضَعَ اَلرَّغِيفَيْنِ وَ اَلرُّمَّانَتَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ مَضَى وَ تَبِعْتُهُ حَتَّى اِسْتَقَرَّ فِي بُقْعَةٍ مِنَ اَلصَّحْرَاءِ فَقُلْتُ لَهُ يَا عَبْدَ اَللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ بِكَ وَ أَحْبَبْتُ لِقَاءَكَ فَلَقِيتُكَ وَ لَكِنِّي رَأَيْتُ مِنْكَ مَا شَغَلَ قَلْبِي وَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْهُ لِيَزُولَ بِهِ شُغُلُ قَلْبِي قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ رَأَيْتُكَ مَرَرْتَ بِخَبَّازٍ وَ سَرَقْتَ مِنْهُ رَغِيفَيْنِ ثُمَّ بِصَاحِبِ اَلرُّمَّانِ وَ سَرَقْتَ مِنْهُ رُمَّانَتَيْنِ قَالَ فَقَالَ لِي قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ حَدِّثْنِي مَنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ حَدِّثْنِي مَنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ أَيْنَ بَلَدُكَ قُلْتُ اَلْمَدِينَةُ قَالَ لَعَلَّكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيهِ قُلْتُ بَلَى فَقَالَ لِي فَمَا يَنْفَعُكَ شَرَفُ أَصْلِكَ مَعَ جَهْلِكَ بِمَا شُرِّفْتَ بِهِ وَ تَرْكِكَ عِلْمَ جَدِّكَ وَ أَبِيكَ لِئَلاَّ تُنْكِرَ مَا يَجِبُ أَنْ يُحْمَدَ وَ يُمْدَحَ عَلَيْهِ فَاعِلُهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ اَلْقُرْآنُ كِتَابُ اَللَّهِ قُلْتُ وَ مَا اَلَّذِي جَهِلْتُ مِنْهُ قَالَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا وَ مَنْ جٰاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاٰ يُجْزىٰ إِلاّٰ مِثْلَهٰا(3) وَ إِنِّي لَمَّا سَرَقْتُ اَلرَّغِيفَيْنِ كَانَتْ سَيِّئَتَيْنِ وَ لَمَّا سَرَقْتُ اَلرُّمَّانَتَيْنِ كَانَتْ سَيِّئَتَيْنِ فَهَذِهِ أَرْبَعُ سَيِّئَاتٍ فَلَمَّا تَصَدَّقْتُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَانَ لِي بِهَا أَرْبَعِينَ (4) حَسَنَةً فَانْتَقَصَ مِنْ أَرْبَعِينَ حَسَنَةً أَرْبَعٌ بِأَرْبَعِ سَيِّئَاتٍ بَقِيَ لِي سِتٌّ وَ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً قُلْتُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَنْتَ اَلْجَاهِلُ بِكِتَابِ اَللَّهِ أَ مَا سَمِعْتَ أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اَللّٰهُ مِنَ اَلْمُتَّقِينَ (5) إِنَّكَ لَمَّا سَرَقْتَ رَغِيفَيْنِ

ص: 34


1- . تغفله: تحين غفلته و ترصدها. (م).
2- . سارقه: اختلس منه على غفلة. (م).
3- . الأنعام: 162.
4- . يمكن تصحيح نصب «أربعين» بجمله خبرا و الضمير المستتر في «كان» الراجع الى التصدق او «ما ذكر» اسما له لكن الأظهر رفعه بناء على كونه اسما و الجار و المجرور المتقدمين خبرا سيما على النسخة التي تثبت لفظة «بها». (م).
5- . المائدة: 31.

كَانَتْ سَيِّئَتَيْنِ وَ لَمَّا سَرَقْتَ رُمَّانَتَيْنِ كَانَتْ أَيْضاً سَيِّئَتَيْنِ وَ لَمَّا دَفَعْتَهُمَا إِلَى غَيْرِ صَاحِبَيْهِمَا بِغَيْرِ أَمْرِ صَاحِبَيْهِمَا كُنْتَ إِنَّمَا أَضَفْتَ أَرْبَعَ سَيِّئَاتٍ إِلَى أَرْبَعِ سَيِّئَاتٍ وَ لَمْ تُضِفْ أَرْبَعِينَ حَسَنَةً إِلَى أَرْبَعِ سَيِّئَاتٍ فَجَعَلَ يُلاَحِظُنِي فَانْصَرَفْتُ وَ تَرَكْتُهُ - قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمِثْلِ هَذَا اَلتَّأْوِيلِ اَلْقَبِيحِ اَلْمُسْتَكْرَهِ يَضِلُّونَ وَ يُضِلُّونَ وَ هَذَا نَحْوُ تَأْوِيلِ مُعَاوِيَةَ <لَعَنَهُ اَللَّهُ -> لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ (1) خَلْقٍ كَثِيرٍ وَ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَمَّارٌ تَقْتُلُهُ اَلْفِئَةُ اَلْبَاغِيَةُ فَدَخَلَ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ <لَعَنَهُ اَللَّهُ> وَ قَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَدْ هَاجَ اَلنَّاسُ وَ اِضْطَرَبُوا قَالَ لِمَا ذَا قَالَ قُتِلَ عَمَّارٌ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ <لَعَنَهُ اَللَّهُ> قُتِلَ عَمَّارٌ فَمَا ذَا قَالَ أَ لَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَمَّارٌ تَقْتُلُهُ اَلْفِئَةُ اَلْبَاغِيَةُ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ <لَعَنَهُ اَللَّهُ> دُحِضْتَ فِي قَوْلِكَ أَ نَحْنُ قَتَلْنَاهُ إِنَّمَا قَتْلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا أَلْقَاهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا فَاتَّصَلَ ذَلِكَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ إِذاً رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ اَلَّذِي قَتَلَ حَمْزَةَ لَمَّا أَلْقَاهُ بَيْنَ رِمَاحِ اَلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ طُوبَى لِلَّذِينَ هُمْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَحْمِلُ هَذَا اَلْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ وَ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ اَلْغَالِينَ وَ اِنْتِحَالَ اَلْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ اَلْجَاهِلِينَ.

5- حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي ثَابِتٌ اَلثُّمَالِيُّ عَنْ سَيِّدِ اَلْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: لَيْسَ بَيْنَ اَللَّهِ وَ بَيْنَ حُجَّتِهِ حِجَابٌ فَلاَ(2) لِلَّهِ دُونَ حُجَّتِهِ سِتْرٌ نَحْنُ أَبْوَابُ اَللَّهِ وَ نَحْنُ اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ وَ نَحْنُ عَيْبَةُ عِلْمِهِ وَ نَحْنُ تَرَاجِمَةُ وَحْيِهِ وَ نَحْنُ أَرْكَانُ تَوْحِيدِهِ وَ نَحْنُ مَوْضِعُ سِرِّهِ.

6 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى اَلْعَبْسِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ

ص: 35


1- . ارتعد: اضطرب و اهتز، و «فرائص» جمع «فريصة» و هي لحمة بين الجنب و الكتف ترعد عند الفزع. يقال: «ارتعدت فريصته» أي فزع فزعا شديدا. (م).
2- . في بعض النسخ [و لا].

اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا عَلِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ أَقْعُدُ أَنَا وَ أَنْتَ وَ جَبْرَئِيلُ عَلَى اَلصِّرَاطِ فَلَمْ يَجُزْ أَحَدٌ إِلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ كِتَابٌ فِيهِ بَرَاءَةٌ بِوَلاَيَتِكَ.

7 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا ألوان [عُلْوَانُ] بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ(1) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْحَمْدِ صِرٰاطَ اَلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يَعْنِي مُحَمَّداً وَ ذُرِّيَّتَهُ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيهِم.

8 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي(2)مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مِهْرَانَ اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - صِرٰاطَ اَلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ اَلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ اَلضّٰالِّينَ قَالَ شِيعَةُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ بِوَلاَيَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمْ يَغْضَبْ عَلَيْهِمْ وَ لَمْ يَضِلُّوا.

9 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْأَسْتَرْآبَادِيُّ اَلْمُفَسِّرُ قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ أَبَوَيْهِمَا عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ صِرٰاطَ اَلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أَيْ قُولُوا اِهْدِنَا صِرَاطَ اَلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ بِالتَّوْفِيقِ لِدِينِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ هُمُ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مَنْ يُطِعِ اَللّٰهَ وَ اَلرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً(3) وَ حُكِيَ هَذَا بِعَيْنِهِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لَيْسَ هَؤُلاَءِ اَلْمُنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالْمَالِ وَ صِحَّةِ اَلْبَدَنِ وَ إِنْ كَانَ كُلُّ هَذَا نِعْمَةً مِنَ اَللَّهِ ظَاهِرَةً أَ لاَ تَرَوْنَ أَنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ يَكُونُونَ كُفَّاراً أَوْ فُسَّاقاً فَمَا نُدِبْتُمْ إِلَى أَنْ تَدْعُوْا بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَى صِرَاطِهِمْ وَ إِنَّمَا

ص: 36


1- . حنان - كمكان - و سدير - كجدير -
2- . في بعض النسخ [حدّثنا].
3- . النساء: 71.

أُمِرْتُمْ بِالدُّعَاءِ بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَى صِرَاطِ اَلَّذِينَ أُنْعِمَ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ تَصْدِيقِ رَسُولِهِ (1)وَ بِالْوَلاَيَةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّاهِرِينَ وَ أَصْحَابِهِ اَلْخَيِّرِينَ اَلْمُنْتَجَبِينَ وَ بِالتَّقِيَّةِ اَلْحَسَنَةِ اَلَّتِي يُسْلَمُ بِهَا مِنْ شَرِّ عِبَادِ اَللَّهِ وَ مِنَ اَلزِّيَادَةِ فِي آثَامِ أَعْدَاءِ اَللَّهِ وَ كُفْرِهِمْ بِأَنْ تُدَارِيَهُمْ وَ لاَ تعزيهم [تُغْرِيَهُمْ] بِأَذَاكَ وَ أَذَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ بِالْمَعْرِفَةِ بِحُقُوقِ اَلْإِخْوَانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لاَ أَمَةٍ وَالَى مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ وَ عَادَى مَنْ عَادَاهُمْ إِلاَّ كَانَ قَدِ اِتَّخَذَ مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ حِصْناً مَنِيعاً وَ جُنَّةً حَصِينَةً وَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لاَ أَمَةٍ دَارَى عِبَادَ اَللَّهِ فَأَحْسَنَ اَلْمُدَارَاةَ فَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا فِي بَاطِلٍ وَ لَمْ يَخْرُجْ بِهَا مِنْ حَقٍّ إِلاَّ جَعَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَفَسَهُ تَسْبِيحاً وَ زَكَّى عَمَلَهُ وَ أَعْطَاهُ بَصِيرَةً عَلَى كِتْمَانِ سِرِّنَا وَ اِحْتِمَالِ اَلْغَيْظِ لِمَا يَسْمَعُهُ مِنْ أَعْدَائِنَا ثَوَابَ اَلْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ أَخَذَ نَفْسَهُ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ فَوَفَّاهُمْ حُقُوقَهُمْ جُهْدَهُ وَ أَعْطَاهُمْ مُمْكِنَهُ وَ رَضِيَ عَنْهُمْ بِعَفْوِهِمْ وَ تَرَكَ اَلاِسْتِقْصَاءَ عَلَيْهِمْ فِيمَا يَكُونُ مِنْ زَلَلِهِمْ وَ اِغْتَفَرَهَا لَهُمْ إِلاَّ قَالَ اَللَّهُ لَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ يَا عَبْدِي قَضَيْتَ حُقُوقَ إِخْوَانِكَ وَ لَمْ تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ فِيمَا لَكَ عَلَيْهِمْ فَأَنَا أَجْوَدُ وَ أَكْرَمُ وَ أَوْلَى بِمِثْلِ مَا فَعَلْتَهُ مِنَ اَلْمُسَامَحَةِ وَ اَلْكَرَمِ فَإِنِّي(2) أَقْضِيكَ اَلْيَوْمَ عَلَى حَقِّ مَا وَعَدْتُكَ بِهِ وَ أَزِيدُكَ مِنْ فَضْلِيَ اَلْوَاسِعِ وَ لاَ أَسْتَقْصِي عَلَيْكَ فِي تَقْصِيرِكَ فِي بَعْضِ حُقُوقِي قَالَ فَيُلْحِقُهُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ يَجْعَلُهُ فِي خِيَارِ شِيعَتِهِمْ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ يَا عَبْدَ اَللَّهِ أَحِبَّ فِي اَللَّهِ وَ أَبْغِضْ فِي اَللَّهِ وَ وَالِ فِي اَللَّهِ وَ عَادِ فِي اَللَّهِ فَإِنَّهُ لاَ تُنَالُ وَلاَيَةُ اَللَّهِ إِلاَّ بِذَلِكَ وَ لاَ يَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ اَلْإِيمَانِ وَ إِنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ وَ صِيَامُهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ - وَ قَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاةُ اَلنَّاسَ يَوْمَكُمْ هَذَا أَكْثَرُهَا فِي اَلدُّنْيَا عَلَيْهَا يَتَوَادُّونَ وَ عَلَيْهَا يَتَبَاغَضُونَ وَ ذَلِكَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اَللَّهِ شَيْئاً فَقَالَ اَلرَّجُلُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي قَدْ وَالَيْتُ وَ عَادَيْتُ فِي اَللَّهِ وَ مَنْ وَلِيُّ اَللَّهِ حَتَّى أُوَالِيَهُ وَ مَنْ عَدُوُّهُ حَتَّى أُعَادِيَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَ تَرَى هَذَا قَالَ بَلَى قَالَ وَلِيُّ هَذَا وَلِيُّ اَللَّهِ فَوَالِهِ وَ عَدُوُّ هَذَا عَدُوُّ اَللَّهِ فَعَادِهِ وَ وَالِ وَلِيَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِيكَ [وَ وَلَدِكَ] وَ عَادِ عَدُوَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ أَبُوكَ أَوْ وَلَدُكَ.

ص: 37


1- . في بعض النسخ [رسله].
2- . في بعض النسخ [فأنا].

باب معنى حروف الأذان و الإقامة

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمَرْوَزِيُّ اَلْحَاكِمُ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْجَمَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي [أَبِي] يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً فِي اَلْمَسْجِدِ إِذْ صَعِدَ اَلْمُؤَذِّنُ اَلْمَنَارَةَ فَقَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَبَكَى أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ فَلَمَّا فَرَغَ اَلْمُؤَذِّنُ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ اَلْمُؤَذِّنُ قُلْنَا اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ وَصِيُّهُ أَعْلَمُ قَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا يَقُولُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَ لَبَكَيْتُمْ كَثِيراً فَلِقَوْلِهِ اَللَّهُ أَكْبَرُ مَعَانٍ كَثِيرَةٌ مِنْهَا أَنَّ قَوْلَ اَلْمُؤَذِّنِ اَللَّهُ أَكْبَرُ يَقَعُ عَلَى قِدَمِهِ وَ أَزَلِيَّتِهِ وَ أَبَدِيَّتِهِ وَ عِلْمِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ قُدْرَتِهِ وَ حِلْمِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ عَطَائِهِ وَ كِبْرِيَائِهِ فَإِذَا قَالَ اَلْمُؤَذِّنُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُ يَقُولُ اَللَّهُ اَلَّذِي لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ وَ بِمَشِيَّتِهِ كَانَ اَلْخَلْقُ وَ مِنْهُ كُلُّ شَيْ ءٍ لِلْخَلْقِ وَ إِلَيْهِ يَرْجِعُ اَلْخَلْقُ وَ هُوَ اَلْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ لَمْ يَزَلْ وَ اَلْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ لاَ يَزَالُ وَ اَلظَّاهِرُ فَوْقَ كُلِّ شَيْ ءٍ لاَ يُدْرَكُ وَ اَلْبَاطِنُ دُونَ كُلِّ شَيْ ءٍ لاَ يُحَدُّ وَ هُوَ اَلْبَاقِي وَ كُلُّ شَيْ ءٍ دُونَهُ فَانٍ وَ اَلْمَعْنَى اَلثَّانِي اَللَّهُ أَكْبَرُ أَيِ اَلْعَلِيمُ اَلْخَبِيرُ عَلَيْهِمْ بِمَا كَانَ وَ يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ وَ اَلثَّالِثُ اَللَّهُ أَكْبَرُ أَيِ اَلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ يَقْدِرُ عَلَى مَا يَشَاءُ اَلْقَوِيُّ لِقُدْرَتِهِ اَلْمُقْتَدِرُ عَلَى خَلْقِهِ اَلْقَوِيُّ لِذَاتِهِ قُدْرَتُهُ قَائِمَةٌ عَلَى اَلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَ اَلرَّابِعُ اَللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَعْنَى حِلْمِهِ وَ كَرَمِهِ يَحْلُمُ كَأَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ وَ يَصْفَحُ كَأَنَّهُ لاَ يَرَى وَ يَسْتُرُ كَأَنَّهُ لاَ يُعْصَى لاَ يُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ كَرَماً وَ صَفْحاً وَ حِلْماً -

ص: 38

وَ اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ فِي مَعْنَى اَللَّهُ أَكْبَرُ أَيِ اَلْجَوَادُ جَزِيلُ اَلْعَطَاءِ كَرِيمُ اَلْفَعَالِ (1)وَ اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فِيهِ نَفْيُ صِفَتِهِ وَ كَيْفِيَّتِهِ كَأَنَّهُ يَقُولُ اَللَّهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُدْرِكَ اَلْوَاصِفُونَ قَدْرَ صِفَتِهِ اَلَّذِي هُوَ مَوْصُوفٌ بِهِ وَ إِنَّمَا يَصِفُهُ اَلْوَاصِفُونَ عَلَى قَدْرِهِمْ لاَ عَلَى قَدْرِ عَظَمَتِهِ وَ جَلاَلِهِ تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ أَنْ يُدْرِكَ اَلْوَاصِفُونَ صِفَتَهُ عُلُوّاً كَبِيراً وَ اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ كَأَنَّهُ يَقُولُ اَللَّهُ أَعْلَى وَ أَجَلُّ وَ هُوَ اَلْغَنِيُّ عَنْ عِبَادِهِ لاَ حَاجَةَ بِهِ إِلَى أَعْمَالِ خَلْقِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ فَإِعْلاَمٌ بِأَنَّ اَلشَّهَادَةَ لاَ تَجُوزُ إِلاَّ بِمَعْرِفَتِهِ مِنَ اَلْقَلْبِ كَأَنَّهُ يَقُولُ أَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ مَعْبُودَ إِلاَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ بَاطِلٌ سِوَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أُقِرُّ بِلِسَانِي بِمَا فِي قَلْبِي مِنَ اَلْعِلْمِ بِأَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَشْهَدَ أَنَّهُ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اَللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ وَ لاَ مَنْجَى مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَ فِتْنَةِ كُلِّ ذِي فِتْنَةٍ إِلاَّ بِاللَّهِ - وَ فِي اَلْمَرَّةِ اَلثَّانِيَةِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مَعْنَاهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ هَادِيَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ لاَ دَلِيلَ لِي إِلَى اَلدِّينِ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أُشْهِدُ اَللَّهَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أُشْهِدُ سُكَّانَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ سُكَّانَ اَلْأَرَضِينَ وَ مَا فِيهِنَّ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ اَلنَّاسَ أَجْمَعِينَ وَ مَا فِيهِنَّ مِنَ اَلْجِبَالِ وَ اَلْأَشْجَارِ وَ اَلدَّوَابِّ وَ اَلْوُحُوشِ وَ كُلِّ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ خَالِقَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ لاَ رَازِقَ وَ لاَ مَعْبُودَ وَ لاَ ضَارَّ وَ لاَ نَافِعَ وَ لاَ قَابِضَ وَ لاَ بَاسِطَ وَ لاَ مُعْطِيَ وَ لاَ مَانِعَ وَ لاَ نَاصِحَ وَ لاَ كَافِيَ وَ لاَ شَافِيَ وَ لاَ مُقَدِّمَ وَ لاَ مُؤَخِّرَ إِلاَّ اَللَّهُ - لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ وَ بِيَدِهِ اَلْخَيْرُ كُلُّهُ - تَبٰارَكَ اَللّٰهُ رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ يَقُولُ أُشْهِدُ اَللَّهَ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَبِيُّهُ وَ صَفِيُّهُ وَ نَجِيُّهُ أَرْسَلَهُ إِلَى كَافَّةِ اَلنَّاسَ أَجْمَعِينَ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ اَلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ وَ أُشْهِدُ مَنْ فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُرْسَلِينَ وَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ اَلنَّاسَ أَجْمَعِينَ أَنَّ مُحَمَّداً سَيِّدُ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ وَ فِي اَلْمَرَّةِ اَلثَّانِيَةِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ حَاجَةَ لِأَحَدٍ [إِلَى أَحَدٍ] إِلاَّ إِلَى اَللَّهِ اَلْوَاحِدِ اَلْقَهَّارِ اَلْغَنِيِّ عَنْ عِبَادِهِ وَ اَلْخَلاَئِقِ وَ اَلنَّاسَ أَجْمَعِينَ وَ أَنَّهُ أَرْسَلَ مُحَمَّداً إِلَى اَلنَّاسَ بَشِيراً وَ نَذِيراً - وَ دٰاعِياً إِلَى اَللّٰهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرٰاجاً مُنِيراً فَمَنْ أَنْكَرَهُ وَ جَحَدَهُ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَدْخَلَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَارَ جَهَنَّمَ -

ص: 39


1- . في بعض النسخ [النوال].

خَالِداً مُخَلَّداً لاَ يَنْفَكُّ عَنْهَا أَبَداً وَ أَمَّا قَوْلُهُ حَيَّ عَلَى اَلصَّلاَةِ أَيْ هَلُمُّوا إِلَى خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَ دَعْوَةِ رَبِّكُمْ - وَ سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ إِطْفَاءِ نَارِكُمُ اَلَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا وَ فَكَاكِ رِقَابِكُمُ اَلَّتِي رَهَنْتُمُوهَا لِيُكَفِّرَ اَللَّهُ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُبَدِّلَ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ فَإِنَّهُ مَلِكٌ كَرِيمٌ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ وَ قَدْ أَذِنَ لَنَا مَعَاشِرَ اَلْمُسْلِمِينَ بِالدُّخُولِ فِي خِدْمَتِهِ وَ اَلتَّقَدُّمِ إِلَى بَيْنِ يَدَيْهِ وَ فِي اَلْمَرَّةِ اَلثَّانِيَةِ حَيَّ عَلَى اَلصَّلاَةِ أَيْ قُومُوا إِلَى مُنَاجَاةِ اَللَّهِ رَبِّكُمْ وَ عَرْضِ حَاجَاتِكُمْ (1) عَلَى رَبِّكُمْ وَ تَوَسَّلُوا إِلَيْهِ بِكَلاَمِهِ وَ تَشَفَّعُوا بِهِ وَ أَكْثِرُوا اَلذِّكْرَ وَ اَلْقُنُوتَ وَ اَلرُّكُوعَ وَ اَلسُّجُودَ وَ اَلْخُضُوعَ وَ اَلْخُشُوعَ وَ اِرْفَعُوا إِلَيْهِ حَوَائِجَكُمْ فَقَدْ أَذِنَ لَنَا فِي ذَلِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ فَإِنَّهُ يَقُولُ أَقْبِلُوا إِلَى بَقَاءٍ لاَ فَنَاءَ مَعَهُ وَ نَجَاةٍ لاَ هَلاَكَ مَعَهَا وَ تَعَالَوْا إِلَى حَيَاةٍ لاَ مَوْتَ مَعَهَا وَ إِلَى نَعِيمٍ لاَ نَفَادَ لَهُ وَ إِلَى مُلْكٍ لاَ زَوَالَ عَنْهُ وَ إِلَى سُرُورٍ لاَ حُزْنَ مَعَهُ وَ إِلَى أُنْسٍ لاَ وَحْشَةَ مَعَهُ وَ إِلَى نُورٍ لاَ ظُلْمَةَ مَعَهُ وَ إِلَى سَعَةٍ لاَ ضِيقَ مَعَهَا وَ إِلَى بَهْجَةٍ لاَ اِنْقِطَاعَ لَهَا وَ إِلَى غِنًى لاَ فَاقَةَ مَعَهُ وَ إِلَى صِحَّةٍ لاَ سُقْمَ مَعَهَا [وَ إِلَى عِزٍّ لاَ ذُلَّ مَعَهُ] وَ إِلَى قُوَّةٍ لاَ ضَعْفَ مَعَهَا وَ إِلَى كَرَامَةٍ يَا لَهَا مِنْ كَرَامَةٍ وَ اِعْجَلُوا إِلَى سُرُورِ اَلدُّنْيَا وَ اَلْعُقْبَى وَ نَجَاةِ اَلْآخِرَةِ وَ اَلْأُولَى وَ فِي اَلْمَرَّةِ اَلثَّانِيَةِ حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ فَإِنَّهُ يَقُولُ سَابِقُوا إِلَى مَا دَعَوْتُكُمْ إِلَيْهِ وَ إِلَى جَزِيلِ اَلْكَرَامَةِ وَ عَظِيمِ اَلْمِنَّةِ وَ سَنِيِّ اَلنِّعْمَةِ (2) وَ اَلْفَوْزِ اَلْعَظِيمِ وَ نَعِيمِ اَلْأَبَدِ فِي جِوَارِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ وَ أَمَّا قَوْلُهُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُ يَقُولُ اَللَّهُ أَعْلَى وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ مَا عِنْدَهُ مِنَ اَلْكَرَامَةِ لِعَبْدٍ أَجَابَهُ وَ أَطَاعَهُ وَ أَطَاعَ أَمْرَهُ وَ عَبَدَهُ وَ عَرَفَ وَعِيدَهُ وَ اِشْتَغَلَ بِهِ وَ بِذِكْرِهِ وَ أَحَبَّهُ وَ آمَنَ بِهِ وَ اِطْمَأَنَّ إِلَيْهِ وَ وَثِقَ بِهِ وَ خَافَهُ وَ رَجَاهُ وَ اِشْتَاقَ إِلَيْهِ وَ وَافَقَهُ فِي حُكْمِهِ وَ قَضَائِهِ وَ رَضِيَ بِهِ وَ فِي اَلْمَرَّةِ اَلثَّانِيَةِ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُ يَقُولُ اَللَّهُ أَكْبَرُ وَ أَعْلَى وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ مَبْلَغَ كَرَامَتِهِ لِأَوْلِيَائِهِ وَ عُقُوبَتِهِ لِأَعْدَائِهِ وَ مَبْلَغَ عَفْوِهِ وَ غُفْرَانِهِ وَ نِعْمَتِهِ لِمَنْ أَجَابَهُ وَ أَجَابَ

ص: 40


1- . في بعض النسخ [حاجتكم].
2- . السنى الرفيع.

رَسُولَهُ وَ مَبْلَغَ عَذَابِهِ وَ نَكَالِهِ (1) وَ هَوَانِهِ لِمَنْ أَنْكَرَهُ وَ جَحَدَهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مَعْنَاهُ لِلَّهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبٰالِغَةُ عَلَيْهِمْ بِالرَّسُولِ وَ اَلرِّسَالَةِ وَ اَلْبَيَانِ وَ اَلدَّعْوَةِ وَ هُوَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَلَيْهِ حُجَّةٌ فَمَنْ أَجَابَهُ فَلَهُ اَلنُّورُ وَ اَلْكَرَامَةُ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ وَ هُوَ أَسْرَعُ اَلْحٰاسِبِينَ وَ مَعْنَى قَدْ قَامَتِ اَلصَّلاَةُ فِي اَلْإِقَامَةِ أَيْ حَانَ وَقْتُ اَلزِّيَارَةِ وَ اَلْمُنَاجَاةِ وَ قَضَاءِ اَلْحَوَائِجِ وَ دَرْكِ اَلْمُنَى(2) وَ اَلْوُصُولِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى كَرَامَتِهِ وَ عَفْوِهِ وَ رِضْوَانِهِ وَ غُفْرَانِهِ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إنما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر حي على خير العمل للتقية.

وَ قَدْ رُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: أَنَّ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى حَيَّ عَلَى خَيْرِ اَلْعَمَلِ فَقَالَ خَيْرُ اَلْعَمَلِ اَلْوَلاَيَةُ - وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: خَيْرُ اَلْعَمَلِ بِرُّ فَاطِمَةَ وَ وُلْدِهَا عَلَيهِمُ السَّلاَمُ.

2 - حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ بْنُ عَمْرِ [و] بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْبَلْخِيُّ بِهَا عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ اَلضَّحَّاكِ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ اِبْنِ [جُرَيْجٍ] جريح عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ اِبْنِ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ أَنَا وَ أَبُو اَلْعَالِيَةِ وَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَ عِكْرِمَةُ (3) فَجَاءَ اَلْمُؤَذِّنُ فَقَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ وَ اِسْمُ اَلْمُؤَذِّنِ قُثَمُ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلثَّقَفِيُّ (4) فَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ أَ تَدْرُونَ مَا قَالَ اَلْمُؤَذِّنُ فَسَأَلَهُ أَبُو اَلْعَالِيَةِ فَقَالَ أَخْبِرْنَا بِتَفْسِيرِهِ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ إِذَا قَالَ اَلْمُؤَذِّنُ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ يَقُولُ يَا مَشَاغِيلَ اَلْأَرْضِ قَدْ وَجَبَتِ اَلصَّلاَةُ فَتَفَرَّغُوا لَهَا وَ إِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ يَقُولُ يَقُومُ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ وَ يَشْهَدُ لِي مَا فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي اَلْأَرْضِ عَلَى أَنِّي أَخْبَرْتُكُمْ فِي اَلْيَوْمِ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ إِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ يَقُولُ تَقُومُ اَلْقِيَامَةُ وَ مُحَمَّدٌ يَشْهَدُ لِي عَلَيْكُمْ أَنِّي قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ بِذَلِكَ فِي اَلْيَوْمِ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ حُجَّتِي عِنْدَ اَللَّهِ قَائِمَةٌ وَ إِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى

ص: 41


1- . نكل به: صنع به صنيعا يحذر غيره إذا رآه، و النكال - بفتح النون -: ما نكلت به غيرك كائنا ما كان و اسم ما يجعل عبرة للغير.
2- . المنى - جمع منية بضم الميم و كسرها - و هي ما يتمناه الإنسان.
3- . بكسر العين المهملة و سكون الكاف و كسر الراء.
4- . قثم - بضم القاف و فتح الثاء المثلثة و الميم.

اَلصَّلاَةِ يَقُولُ دِيناً قَيِّماً فَأَقِيمُوهُ وَ إِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ يَقُولُ هَلُمُّوا إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ خُذُوا سَهْمَكُمْ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ يَعْنِي اَلْجَمَاعَةَ وَ إِذَا قَالَ اَلْعَبْدُ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ يَقُولُ حَرَّمْتُ اَلْأَعْمَالَ وَ إِذَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ يَقُولُ أَمَانَةُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ وَ اَلْجِبَالِ وَ اَلْبِحَارِ وُضِعَتْ عَلَى أَعْنَاقِكُمْ إِنْ شِئْتُمْ فَأَقْبِلُوا وَ إِنْ شِئْتُمْ فَأَدْبِرُوا.

3 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْقَزْوِينِيُّ اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَقْبُرَةَ (1) قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْأَزْرَقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنْ عِيسَى بْنِ مِهْرَانَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَ تَدْرِي مَا تَفْسِيرُ حَيَّ عَلَى خَيْرِ اَلْعَمَلِ قُلْتُ لاَ قَالَ دَعَاكَ إِلَى اَلْبِرِّ أَ تَدْرِي بِرَّ مَنْ قُلْتُ لاَ قَالَ دَعَاكَ إِلَى بِرِّ فَاطِمَةَ وَ وُلْدِهَا عَلَيهِمُ السَّلاَمُ.

4 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْقَزْوِينِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْأَزْرَقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنْ عِيسَى بْنِ مِهْرَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْفُرَاتِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَعْلَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَزَوَّرِ(2)عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ اَلْأَذَانُ فَقَالَ لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ تَنَاهَزَ إِلَى اَلسَّمَاءِ اَلسَّادِسَةِ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ اَلسَّابِعَةِ لَمْ يَنْزِلْ قَبْلَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ قَطُّ فَقَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَا كَذَلِكَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا كَذَلِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ قَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ عَبْدِي وَ أَمِينِي عَلَى خَلْقِي اِصْطَفَيْتُهُ عَلَى عِبَادِي بِرِسَالاَتِي ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى اَلصَّلاَةِ قَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ فَرَضْتُهَا عَلَى عِبَادِي وَ جَعَلْتُهَا لِي دِيناً ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ قَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ أَفْلَحَ مَنْ مَشَى إِلَيْهَا وَ وَاظَبَ عَلَيْهَا اِبْتِغَاءَ وَجْهِي ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى خَيْرِ اَلْعَمَلِ قَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ هِيَ أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ وَ أَزْكَاهَا عِنْدِي ثُمَّ قَالَ قَدْ قَامَتِ اَلصَّلاَةُ فَتَقَدَّمَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَمَّ أَهْلَ اَلسَّمَاءِ فَمِنْ يَوْمِئِذٍ تَمَّ شَرَفُ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

ص: 42


1- . في بعض النسخ [ابن المغيرة].
2- . الحزور بفتح الحاء المهملة و الزاى المعجمة و الواو المشددة بعدها راء مهملة - و هو في الأصل الشيخ الفانى.

باب معاني حروف المعجم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ اَلنَّقَّاشُ رَحِمَهُ اَللَّهُ بِالْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْهَمَدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِيُعَرِّفَ بِهِ خَلْقَهُ اَلْكِتَابَةَ (1)حُرُوفُ اَلْمُعْجَمِ وَ إِنَّ اَلرَّجُلَ إِذَا ضُرِبَ عَلَى رَأْسِهِ بِعَصاً فَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ يُفْصِحُ بَعْضَ اَلْكَلاَمِ فَالْحُكْمُ فِيهِ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ حُرُوفُ اَلْمُعْجَمِ ثُمَّ يُعْطَى اَلدِّيَةَ بِقَدْرِ مَا لَمْ يُفْصِحْ مِنْهَا.

وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أَلِفٍ ب ت ث أَنَّهُ قَالَ اَلْأَلِفُ آلاَءُ اَللَّهِ وَ اَلْبَاءُ بَهْجَةُ اَللَّهِ وَ اَلتَّاءُ تَمَامُ اَلْأَمْرِ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلثَّاءُ ثَوَابُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ اَلصَّالِحَةِ ج ح خ فَالْجِيمُ جَمَالُ اَللَّهِ وَ جَلاَلُ اَللَّهِ وَ اَلْحَاءُ حِلْمُ اَللَّهِ عَنِ اَلْمُذْنِبِينَ وَ اَلْخَاءُ خُمُولُ أَهْلِ اَلْمَعَاصِي عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ د ذ فَالدَّالُ دِينُ اَللَّهِ وَ اَلذَّالُ مِنْ ذِي اَلْجَلاَلِ ر ز فَالرَّاءُ مِنَ اَلرَّءُوفِ اَلرَّحِيمِ وَ اَلزَّايُ زَلاَزِلُ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ س ش وَ اَلسِّينُ سَنَاءُ اَللَّهِ وَ اَلشِّينُ شَاءَ اَللَّهُ مَا شَاءَ وَ أَرَادَ مَا أَرَادَ - وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اَللّٰهُ ص ض فَالصَّادُ مِنْ صَادِقِ اَلْوَعْدِ فِي حَمْلِ اَلنَّاسَ عَلَى اَلصِّرَاطِ وَ حَبْسَ اَلظَّالِمِينَ عِنْدَ اَلْمِرْصَادِ وَ اَلضَّادُ ضَلَّ مَنْ خَالَفَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ط ظ فَالطَّاءُ طُوبَى لِلْمُؤْمِنِينَ وَ حُسْنُ مَآبٍ وَ اَلظَّاءُ ظَنُّ اَلْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ خَيْراً وَ ظَنُّ اَلْكَافِرِينَ بِهِ سُوءاً ع غ فَالْعَيْنُ مِنَ اَلْعَالِمِ وَ اَلْغَيْنُ مِنَ اَلْغَنِيِّ ف ق فَالْفَاءُ فَرَجٌ مِنْ أَبْوَابِ اَلْفَرَجِ وَ فَوْجٌ مِنْ أَفْوَاجِ اَلنَّارِ وَ اَلْقَافُ قُرْآنٌ عَلَى اَللَّهِ جَمْعُهُ وَ قُرْآنُهُ ك ل فَالْكَافُ مِنَ اَلْكَافِي وَ اَللاَّمُ لَغْوُ(2)اَلْكَافِرِينَ فِي اِفْتِرَائِهِمْ عَلَى اَللَّهِ اَلْكَذِبَ م ن فَالْمِيمُ مُلْكُ اَللَّهِ يَوْمَ لاَ مَالِكَ غَيْرُهُ وَ يَقُولُ

ص: 43


1- . في بعض النسخ [الكتاب].
2- . في بعض النسخ [لعن].

عَزَّ وَ جَلَّ لِمَنِ اَلْمُلْكُ اَلْيَوْمَ (1) ثُمَّ يُنْطِقُ أَرْوَاحَ أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ فَيَقُولُونَ لِلّٰهِ اَلْوٰاحِدِ اَلْقَهّٰارِ(2) فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُهُ - اَلْيَوْمَ تُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ لاٰ ظُلْمَ اَلْيَوْمَ إِنَّ اَللّٰهَ سَرِيعُ اَلْحِسٰابِ (3) وَ اَلنُّونُ نَوَالُ اَللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ(3) وَ نَكَالُهُ بِالْكَافِرِينَ و ه فَالْوَاوُ وَيْلٌ لِمَنْ عَصَى اَللَّهَ وَ اَلْهَاءُ هَانَ عَلَى اَللَّهِ مَنْ عَصَاهُ لا ى لاَمُ أَلِفٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ هِيَ كَلِمَةُ اَلْإِخْلاَصِ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا مُخْلِصاً إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ اَلْجَنَّةُ ي يَدُ اَللَّهِ فَوْقَ خَلْقِهِ بَاسِطٌ بِالرِّزْقِ - سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ هَذَا اَلْقُرْآنَ بِهَذِهِ اَلْحُرُوفِ اَلَّتِي يَتَدَاوَلُهَا جَمِيعُ اَلْعَرَبِ ثُمَّ قَالَ قُلْ لَئِنِ اِجْتَمَعَتِ اَلْإِنْسُ وَ اَلْجِنُّ عَلىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا اَلْقُرْآنِ لاٰ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كٰانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً(4) .

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُقْرِي اَلْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَيَّاشُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيٌّ اَلْكَحَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ: جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عِنْدَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ مَا اَلْفَائِدَةُ فِي حُرُوفِ اَلْهِجَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَجِبْهُ وَ قَالَ اَللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَ سَدِّدْهُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا مِنْ حَرْفٍ إِلاَّ وَ هُوَ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ أَمَّا اَلْأَلِفُ فَاللَّهُ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ - وَ أَمَّا اَلْبَاءُ فَبَاقٍ بَعْدَ فَنَاءِ خَلْقِهِ وَ أَمَّا اَلتَّاءُ فَالتَوَّابُ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ أَمَّا اَلثَّاءُ فَالثَّابِتُ اَلْكَائِنُ - يُثَبِّتُ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ اَلثّٰابِتِ وَ أَمَّا اَلْجِيمُ فَجَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ أَمَّا اَلْحَاءُ فَحَقٌّ حَيٌّ حَلِيمٌ -

ص: 44


1- . انتصب «اَلْيَوْمَ» بمدلول قوله تعالى: «لِمَنِ اَلْمُلْكُ» اى لمن ثبت الملك في هذا اليوم.
2- . المؤمن: 16.
3- . النوال: العطاء و النصيب.
4- . بني إسرائيل: 91.

وَ أَمَّا اَلْخَاءُ فَخَبِيرٌ بِمَا يَعْمَلُ اَلْعِبَادُ وَ أَمَّا اَلدَّالُ فَدَيَّانُ يَوْمِ اَلدِّينِ وَ أَمَّا اَلذَّالُ فَ ذُو اَلْجَلاٰلِ وَ اَلْإِكْرٰامِ وَ أَمَّا اَلرَّاءُ فَرَءُوفٌ بِعِبَادِهِ وَ أَمَّا اَلزَّايُ فَزَيْنُ اَلْمَعْبُودِينَ وَ أَمَّا اَلسِّينُ فَالسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ وَ أَمَّا اَلشِّينُ فَالشَّاكِرُ لِعِبَادِهِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ أَمَّا اَلصَّادُ فَصَادِقٌ فِي وَعْدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ أَمَّا اَلضَّادُ فَالضَّارُّ اَلنَّافِعُ وَ أَمَّا اَلطَّاءُ فَالطَّاهِرُ اَلْمُطَهِّرُ وَ أَمَّا اَلظَّاءُ فَالظَّاهِرُ اَلْمُظْهِرُ لِآيَاتِهِ وَ أَمَّا اَلْعَيْنُ فَعَالِمٌ بِعِبَادِهِ وَ أَمَّا اَلْغَيْنُ فَغِيَاثُ اَلْمُسْتَغِيثِينَ وَ أَمَّا اَلْفَاءُ فَ فٰالِقُ اَلْحَبِّ وَ اَلنَّوىٰ (1) وَ أَمَّا اَلْقَافُ فَقَادِرٌ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ وَ أَمَّا اَلْكَافُ فَالْكَافِي اَلَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ أَمَّا اَللاَّمُ فَ لَطِيفٌ بِعِبٰادِهِ وَ أَمَّا اَلْمِيمُ فَمَالِكُ اَلْمُلْكِ وَ أَمَّا اَلنُّونُ فَ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ وَ أَمَّا اَلْوَاوُ فَوَاحِدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ أَمَّا اَلْهَاءُ فَهَادٍ لِخَلْقِهِ وَ أَمَّا اَللاَّمُ أَلِفٍ فَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَ أَمَّا اَلْيَاءُ فَيَدُ اَللَّهِ بَاسِطَةٌ عَلَى خَلْقِهِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَذَا هُوَ اَلْقَوْلُ اَلَّذِي رَضِيَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَفْسِهِ (2) مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ فَأَسْلَمَ اَلْيَهُودِيُّ.

باب معنى حروف الجمل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْهَمْدَانِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ (3) بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَيَّاشٍ اَلْقَطَّانُ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ اَلْمُنْذِرِ(4)

ص: 45


1- . النوى - جمع نواة التمر - يذكر و يؤنّث.
2- . في بعض النسخ [فى].
3- . جعفر بن عبد اللّه كان وجها في أصحابنا و فقيها و أوثق الناس في حديثه (النجاشيّ).
4- . قال الشيخ في الفهرست كثير بن عيّاش القطان ضعيف و خرج في أيّام ابى السرايا معه فاصابته جراحة. و اما زياد بن المنذر الاعمى سرحوب في رجال الكشّيّ روايات تضمن بعضها كونه كذابا كافرا و حكى أن ابا الجارود سمى سرحوبا و نسب إليه السرحوبية من الزيدية و سماء بذلك أبو جعفر عليه السلام و ذكر ان سرحوبا اسم شيطان اعمى يسكن البحر و كان أبو الجارود مكفوفا أعمى: اعمى القلب.

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ اِبْنَ يَوْمٍ كَأَنَّهُ اِبْنُ شَهْرَيْنِ فَلَمَّا كَانَ اِبْنَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ أَخَذَتْ وَالِدَتُهُ بِيَدِهِ وَ جَاءَتْ بِهِ إِلَى اَلْكُتَّابِ فَأَقْعَدَتْهُ بَيْنَ يَدَيِ اَلْمُؤَدِّبِ فَقَالَ اَلْمُؤَدِّبُ قُلْ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فَقَالَ لَهُ اَلْمُؤَدِّبُ قُلْ أَبْجَدْ فَرَفَعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَأْسَهُ فَقَالَ فَهَلْ تَدْرِي مَا أَبْجَدْ فَعَلاَهُ بِالدِّرَّةِ لِيَضْرِبَهُ فَقَالَ يَا مُؤَدِّبُ لاَ تَضْرِبْنِي إِنْ كُنْتَ تَدْرِي وَ إِلاَّ فَسَلْنِي حَتَّى أُفَسِّرَ لَكَ قَالَ فَسِّرْهُ لِي قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْأَلْفُ آلاَءُ اَللَّهِ وَ اَلْبَاءُ بَهْجَةُ اَللَّهِ وَ اَلْجِيمُ جَمَالُ اَللَّهِ وَ اَلدَّالُ دِينُ اَللَّهِ هَوَّزْ هَاءْ هَوْلُ جَهَنَّمَ وَ اَلْوَاوُ وَيْلٌ لِأَهْلِ اَلنَّارِ وَ اَلزَّايُ زَفِيرُ جَهَنَّمَ حُطِّي حُطَّتِ اَلْخَطَايَا عَنِ اَلْمُسْتَغْفِرِينَ كَلَمَنْ كَلاَمُ اَللَّهِ لاٰ مُبَدِّلَ لِكَلِمٰاتِهِ سَعْفَصْ صَاعٌ بِصَاعٍ وَ اَلْجَزَاءُ بِالْجَزَاءِ قَرَشَتْ قَرَشَهُمْ (1)جَهَنَّمُ فَحَشَرَهُمْ فَقَالَ اَلْمُؤَدِّبُ أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ خُذِي بِيَدِ اِبْنِكِ فَقَدْ عُلِّمَ فَلاَ حَاجَةَ لَهُ فِي اَلْمُؤَدِّبِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ وَ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ(2) قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: سَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ تَفْسِيرِ أَبْجَدْ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَعَلَّمُوا تَفْسِيرَ أَبْجَدْ فَإِنَّ فِيهِ اَلْأَعَاجِيبَ كُلَّهَا وَيْلٌ لِعَالِمٍ جَهِلَ تَفْسِيرَهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا تَفْسِيرُ أَبْجَدْ قَالَ أَمَّا اَلْأَلِفُ فَآلاَءُ اَللَّهِ حَرْفٌ مِنْ أَسْمَائِهِ وَ أَمَّا اَلْبَاءُ فَبَهْجَةُ اَللَّهِ وَ أَمَّا اَلْجِيمُ فَجَنَّةُ اَللَّهِ وَ جَلاَلُ اَللَّهِ وَ جَمَالُهُ وَ أَمَّا اَلدَّالُ فَدِينُ اَللَّهِ وَ أَمَّا هَوَّزْ فَالْهَاءُ اَلْهَاوِيَةِ فَوَيْلٌ لِمَنْ هَوَى فِي اَلنَّارِ وَ أَمَّا اَلْوَاوُ فَوَيْلٌ لِأَهْلِ اَلنَّارِ وَ أَمَّا اَلزَّايُ فَزَاوِيَةٌ فِي اَلنَّارِ فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا فِي اَلزَّاوِيَةِ يَعْنِي زَوَايَا جَهَنَّمَ وَ أَمَّا حُطِّي فَالْحَاءُ حُطُوطُ اَلْخَطَايَا عَنِ اَلْمُسْتَغْفِرِينَ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَ مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ مَعَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلَى مَطْلَعِ اَلْفَجْرِ وَ أَمَّا اَلطَّاءُ فَ طُوبىٰ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ وَ هِيَ شَجَرَةٌ غَرَسَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ وَ إِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَى مِنْ وَرَاءِ سُورِ اَلْجَنَّةِ -

ص: 46


1- . في بعض النسخ [قرشتهم].
2- . في بعض النسخ [زيد] و الحسن بن يزيد لم أجده في ما عندي من كتب الرجال.

تَنْبُتُ بِالْحُلِيِّ وَ اَلْحُلَلِ مُتَدَلِّيَةً عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ أَمَّا اَلْيَاءُ فَيَدُ اَللَّهِ فَوْقَ خَلْقِهِ بَاسِطَةً سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ وَ أَمَّا كَلَمَنْ فَالْكَافُ كَلاَمُ اَللَّهِ لاٰ تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اَللّٰهِ وَ لَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً وَ أَمَّا اَللاَّمُ فَإِلْمَامُ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ بَيْنَهُمْ فِي اَلزِّيَارَةِ وَ اَلتَّحِيَّةِ وَ اَلسَّلاَمِ وَ تَلاَوُمُ أَهْلِ اَلنَّارِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ أَمَّا اَلْمِيمُ فَمُلْكُ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ يَزُولُ وَ دَوَامُ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ يَفْنَى - وَ أَمَّا اَلنُّونُ فَ ن وَ اَلْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ وَ اَلْقَلَمُ قَلَمٌ مِنْ نُورٍ وَ كِتَابٌ مِنْ نُورٍ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ - يَشْهَدُهُ اَلْمُقَرَّبُونَ وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً وَ أَمَّا سَعْفَصْ فَالصَّادُ صَاعٌ بِصَاعٍ وَ فَصُّ بِفَصٍّ يَعْنِي اَلْجَزَاءَ بِالْجَزَاءِ وَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ إِنَّ اَللَّهَ لاَ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبٰادِ وَ أَمَّا قَرَشَتْ يَعْنِي قَرَشَهُمْ فَحَشَرَهُمْ وَ نَشَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ فَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ .

حَدَّثَنَا بِهَذَا اَلْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ بْنُ [أَبِي] حَامِدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْبُخَارِيُّ بِبُخَارَا قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ابْنِ أَخِي سَهْلِ بْنِ يَعْقُوبَ اَلْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عِيسَى بْنُ مُوسَى اَلنَّجَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ اَلسُّكَّرِيِّ عَنِ اَلْفُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ (1) عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: تَعَلَّمُوا تَفْسِيرَ أَبِي جَادٍ فَإِنَّ فِيهِ اَلْأَعَاجِيبَ كُلَّهَا وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ مِثْلَهُ سَوَاءً حَرْفاً بِحَرْفٍ.

3 - وَ رُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: أَنَّ شَمْعُونَ سَأَلَ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِي مَا أَبُو جَادٍ وَ مَا هَوَّزْ وَ مَا حُطِّي وَ مَا كَلَمَنْ وَ مَا سَعْفَصْ وَ مَا قَرَشَتْ وَ مَا كَتَبَ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَّا أَبُو جَادٍ فَهُوَ كُنْيَةُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنَ اَلشَّجَرَةِ فَجَادَ فَأَكَلَ وَ أَمَّا هَوَّزْ هَوَى مِنَ اَلسَّمَاءِ فَنَزَلَ إِلَى اَلْأَرْضِ وَ أَمَّا حُطِّي أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَ أَمَّا كَلَمَنْ كَلَّمَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا سَعْفَصْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاعٌ بِصَاعٍ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَ أَمَّا قَرَشَتْ أَقَرَّ بِالسَّيِّئَاتِ فَغَفَرَ لَهُ وَ أَمَّا كَتَبَ فَكَتَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [عِنْدَهُ] فِي اَللَّوْحِ اَلْمَحْفُوظِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ إِنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنَ اَلتُّرَابِ وَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ خُلِقَ بِغَيْرِ أَبٍ وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تَصْدِيقَهُ - إِنَّ مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اَللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ (2) قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ.

ص: 47


1- . في بعض النسخ [سلمان].
2- . آل عمران: 59.

باب معاني أسماء الأنبياء و الرسل عليهم السلام و غير ذلك

1 - حَدَّثَنَا مَشَايِخُنَا رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ بِأَسَانِيدَ مَرْفُوعَةٍ مُتَّصِلَةٍ قَدْ ذَكَرْتُهَا فِي كِتَابِ عِلَلِ اَلشَّرَائِعِ وَ اَلْأَحْكَامِ وَ اَلْأَسْبَابِ فِي أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ [وَ] رَتَّبْتُهَا فِيهِ -: أَنَّ مَعْنَى آدَمَ أَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدِيمِ اَلْأَرْضِ وَ اَلْأَدِيمُ اَلْأَرْضُ اَلرَّابِعَةُ وَ مَعْنَى حَوَّاءَ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ وَ هُوَ آدَمُ وَ مَعْنَى اَلْإِنْسَانِ أَنَّهُ يَنْسَى وَ مَعْنَى اَلنِّسَاءِ أَنَّهُنَّ أُنْسٌ لِلرِّجَالِ وَ مَعْنَى اَلْمَرْأَةِ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ اَلْمَرْءِ وَ مَعْنَى إِدْرِيسَ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ اَلدَّرْسَ بِحُكْمِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَنِ اَلْإِسْلاَمِ وَ مَعْنَى نُوحٍ أَنَّهُ كَانَ يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ وَ بَكَى خَمْسَمِائَةِ عَامٍ وَ نَحَّى نَفْسَهُ عَمَّا كَانَ فِيهِ قَوْمُهُ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ وَ مَعْنَى اَلطُّوفَانِ فِي أَيَّامِهِ أَنَّهُ طَفَا(1) اَلْمَاءُ فَوْقَ كُلِّ شَيْ ءٍ وَ مَعْنَى هُودٍ أَنَّهُ هُدِيَ إِلَى مَا ضَلَّ عَنْهُ قَوْمُهُ وَ بُعِثَ لِيَهْدِيَهُمْ مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ وَ مَعْنَى اَلرِّيحِ اَلْعَقِيمِ اَلَّتِي أَهْلَكَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا عَاداً أَنَّهَا تَلَقَّحَتْ بِالْعَذَابِ وَ تَعَقَّمَتْ عَنِ اَلرِّيحِ كَتَعَقُّمِ اَلرَّجُلِ إِذَا كَانَ عَقِيماً لاَ يُولَدُ لَهُ فَطَحَنَتْ تِلْكَ اَلْقُصُورَ وَ اَلْحُصُونَ وَ اَلْمَدَائِنَ وَ اَلْمَصَانِعَ حَتَّى عَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ رَمْلاً دَقِيقاً(2) تَسْفِيهِ اَلرِّيحُ - وَ مَعْنَى ذَاتِ اَلْعِمَادِ أَنَّ عَاداً كَانُوا يَنْحِتُونَ اَلْعَمَدَ مِنَ اَلْجِبَالِ فَيَجْعَلُونَ طُولَ اَلْعَمَدِ مِثْلَ طُولِ اَلْجَبَلِ اَلَّذِي يَسْلَخُونَهُ مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلاَهُ ثُمَّ يَنْقُلُونَ تِلْكَ اَلْعَمَدَ فَيَنْصِبُونَهَا ثُمَّ يَبْنُونَ فَوْقَهَا اَلْقُصُورَ فَسُمِّيَتْ ذَاتَ اَلْعِمَادِ لِذَلِكَ وَ مَعْنَى إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ هَمَّ فَبَرَّهُ وَ مَعْنَى ذِي اَلْقَرْنَيْنِ أَنَّهُ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنِهِ اَلْأَيْمَنِ فَغَابَ عَنْهُمْ حِيناً ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنِهِ اَلْآخَرِ وَ مَعْنَى أَصْحَابِ اَلرَّسِّ أَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ اَلرَّسُّ مِنْ بِلاَدِ اَلْمَشْرِقِ وَ قَدْ قِيلَ أَنَّ اَلرَّسَّ هُوَ اَلْبِئْرُ(3) وَ أَنَّ أَصْحَابَهُ رَسُّوا نَبِيَّهُمْ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كَانُوا قَوْماً

ص: 48


1- . طفا أي علا فوق.
2- . في بعض النسخ [رقيقا].
3- . رسّ البئر: حفرها، و الشيء: دسه، و الميت: دفنه، و بينهم: اصلح و أفسد - ضد - و معنى الأخير أنسب. و في بعض النسخ [و سوا نبيهم].

يَعْبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوْبَرٍ يُقَالُ لَهَا شَاهْدِرَخْتُ كَانَ غَرَسَهَا يَافِثُ بْنُ نُوحٍ فَأَنْبَتَتْ (1)لِنُوحٍ بَعْدَ اَلطُّوفَانِ وَ كَانَ نِسَاؤُهُمْ يَشْتَغِلْنَ بِالنِّسَاءِ عَنِ اَلرِّجَالِ فَعَذَّبَهُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ اَلْحُمْرَةِ وَ جَعَلَ اَلْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِمْ حَجَرَ كِبْرِيتٍ يَتَوَقَّدُ وَ أَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَانْكَفَّتْ عَلَيْهِمْ كَالْقُبَّةِ جَمْرَةً تَلْتَهِبُ فَذَابَتْ أَبْدَانُهُمْ كَمَا يَذُوبُ اَلرَّصَاصُ فِي اَلنَّارِ - وَ مَعْنَى يَعْقُوبَ أَنَّهُ كَانَ وَ عِيصٌ تَوْأَمَيْنِ فَوُلِدَ عِيصٌ ثُمَّ وُلِدَ يَعْقُوبُ يَعْقُبُ أَخَاهُ عِيصاً وَ مَعْنَى إِسْرَائِيلَ عَبْدُ اَللَّهِ لِأَنَّ إِسْرَا هُوَ عَبْدٌ وَ إِيلَ هُوَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّ إِسْرَا هُوَ اَلْقُوَّةُ وَ إِيلَ هُوَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذَلِكَ جَبْرَئِيلُ فَمَعْنَى إِسْرَائِيلَ قُوَّةُ اَللَّهِ وَ كَذَلِكَ كُلُّ اِسْمٍ آخِرُهُ إِيلُ مِمَّا قَبْلَهُ عَبْدٌ أَوْ عُبَيْدٌ وَ إِيلُ هُوَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذَلِكَ جَبْرَئِيلُ مَعْنَاهُ عَبْدُ اَللَّهِ وَ مِيكَائِيلُ مَعْنَاهُ عُبَيْدُ اَللَّهِ وَ كَذَلِكَ مَعْنَى إِسْرَافِيلَ عُبَيْدُ اَللَّهِ وَ مَعْنَى يُوسُفَ مَأْخُوذٌ مِنْ آسَفَ يُوسِفُ أَيْ أَغْضَبَ يُغْضِبُ إِخْوَانَهُ (2)قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمّٰا آسَفُونٰا اِنْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ (3) وَ اَلْمُرَادُ بِتَسْمِيَةِ يُوسُفَ أَنَّهُ يُغْضِبُ إِخْوَتَهُ مَا يَظْهَرُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْهِمْ وَ مَعْنَى مُوسَى أَنَّهُ اِلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ مِنَ اَلْبَحْرِ بَيْنَ اَلْمَاءِ وَ اَلشَّجَرِ وَ هُوَ فِي اَلتَّابُوتِ وَ بِلُغَةِ اَلْقِبْطِ اَلْمَأْخُوذِ مِنَ اَلْمَاءِ وَ اَلشَّجَرِ يُقَالُ لَهُ مُوسَى لِأَنَّ اَلْمَاءَ مُو وَ اَلشَّجَرَ سَى فَسَمَّوْهُ مُوسَى لِذَلِكَ وَ مَعْنَى اَلْخَضِرِ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَجْلِس عَلَى خَشَبَةٍ يَابِسَةٍ وَ لاَ أَرْضٍ بَيْضَاءَ إِلاَّ اِهْتَزَّتْ خَضْرَاءَ وَ كَانَ اِسْمُهُ تَالِيَا بْنَ مِلْكَانَ بْنِ عَابِرِ(4) بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مَعْنَى طُورِ سَيْنَاءَ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ شَجَرَةُ اَلزَّيْتُونِ وَ كُلُّ جَبَلٍ يَكُونُ عَلَيْهِ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنَ اَلنَّبَاتِ وَ اَلْأَشْجَارِ يُسَمَّى طُورَ سَيْنَاءَ وَ طُورَ سِينِينَ وَ مَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنَ اَلنَّبَاتِ وَ اَلْأَشْجَارِ مِنَ اَلْجِبَالَ فَإِنَّهُ يُسَمَّى جَبَلٌ وَ طُورٌ وَ لاَ يُقَالُ لَهُ طُورُ سَيْنَاءَ وَ لاَ طُورُ سِينِينَ وَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَى فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ (5) أَيْ اِرْفَعْ

ص: 49


1- . في بعض النسخ [فانبطت لنوح].
2- . في بعض النسخ [اخوته].
3- . الزخرف: 55.
4- . في بعض النسخ [غابر].
5- . طه: 12.

خَوْفَيْكَ يَعْنِي خَوْفَهُ مِنْ ضَيَاعِ أَهْلِهِ وَ قَدْ خَلَّفَهَا تَمْخَضُ (1) وَ خَوْفَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّ نَعْلَيْهِ كَانَتَا مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ مَيِّتٍ وَ اَلْوَادِي اَلْمُقَدَّسُ اَلْمُطَهَّرُ وَ أَمَّا طُوًى فَاسْمُ اَلْوَادِي وَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً أَيْ كَنِّيَاهُ وَ قُولاَ لَهُ يَا أَبَا مُصْعَبٍ وَ كَانَ فِرْعَوْنُ اِسْمُهُ اَلْوَلِيدَ بْنَ مُصْعَبٍ وَ كُنْيَتُهُ أَبُو مُصْعَبٍ وَ مَعْنَى فِرْعَوْنَ ذِي اَلْأَوْتٰادِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا عَذَّبَ رَجُلاً بَسَطَهُ عَلَى اَلْأَرْضِ أَوْ عَلَى خَشَبٍ مُنْبَسِطٍ فَوَتَّدَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ ثُمَّ تَرَكَهُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى يَمُوتَ فَسَمَّاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَا اَلْأَوْتَادِ لِذَلِكَ وَ مَعْنَى دَاوُدَ أَنَّهُ دَاوَى جُرْحَهُ فَوَدَّ وَ قَدْ قِيلَ دَاوَى وُدَّهُ بِالطَّاعَةِ حَتَّى قِيلَ عَبْدٌ - وَ مَعْنَى أَيُّوبَ مِنْ آبَ يَئُوبُ وَ هُوَ أَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى اَلْعَافِيَةِ وَ اَلنِّعْمَةِ وَ اَلْأَهْلِ وَ اَلْمَالِ وَ اَلْوَلَدِ بَعْدَ اَلْبَلاَءِ وَ مَعْنَى يُونُسَ أَنَّهُ ذَهَبَ مُسْتَأْنِساً لِرَبِّهِ مُغَاضِباً لِقَوْمِهِ وَ صَارَ مُونِساً لِقَوْمِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ إِلَيْهِمْ وَ مَعْنَى تَسْمِيَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ حِزْقِيلَ صَادِقَ اَلْوَعْدِ أَنَّهُ وَعَدَ رَجُلاً فَجَلَسَ لَهُ حَوْلاً يَنْتَظِرُهُ وَ مَعْنَى اَلْمَسِيحِ أَنَّهُ كَانَ يَسِيحُ فِي اَلْأَرْضِ وَ يَصُومُ وَ مَعْنَى اَلنَّصَارَى أَنَّهُمْ مَنْسُوبُونَ إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهُمْ نَاصِرَةُ مِنْ بِلاَدِ اَلشَّامِ وَ مَعْنَى اَلْحَوَارِيِّينَ اَلْمُخْلَصُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ اَلْمُخْلِصُونَ لِغَيْرِهِمْ مِنْ أَوْسَاخِ اَلذُّنُوبِ بِالْوَعْظِ وَ اَلتَّذْكِيرِ وَ كَانُوا قَصَّارِينَ وَ اُشْتُقَّ هَذَا اَلاِسْمُ لَهُمْ مِنَ اَلْخُبْزِ الحوار - [اَلْحُوَّارَى] وَ سُمِّيَ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِيمُ وَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٌ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ أُوْلِي اَلْعَزْمِ لِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ اَلْعَزَائِمِ وَ اَلشَّرَائِعِ وَ رُوِيَ مَعْنًى آخَرُ أَنَّ مَعْنَى أُولِي اَلْعَزْمِ أَنَّهُمْ عَزَمُوا عَلَى اَلْإِقْرَارِ بِمَا عُهِدَ إِلَيْهِمْ فِي مُحَمَّدٍ وَ اَلْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ.

باب معاني أسماء النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلشَّاهِ بِمَرْوِالرُّودِ(2) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ اَلْبَغْدَادِيُّ بِآمِدَ(3) قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلسُّخْتِ

ص: 50


1- . مخضت الحامل: دنا ولادها و أخذها الطلق.
2- . في بعض النسخ [مرورود].
3- . آمد - بكسر الميم - و هي لفظة رومية: بلد قديم حصين ركين مبنى بالحجارة السود على نشز، و دجلة محيطة بأكثره، مستديرة به كالهلال، و هي تنشأ من عيون بقربه (المراصد).

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْأَسْوَدِ اَلْوَرَّاقُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي اَلْبَخْتَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ(1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

أَنَا أَشْبَهُ اَلنَّاسَ بِآدَمَ وَ إِبْرَاهِيمُ أَشْبَهُ اَلنَّاسَ بِي خَلْقُهُ وَ خُلُقُهُ وَ سَمَّانِيَ اَللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ وَ بَيَّنَ اَللَّهُ وَصْفِي وَ بَشَّرَ بِي عَلَى لِسَانِ كُلِّ رَسُولٍ بَعَثَهُ إِلَى قَوْمِهِ وَ سَمَّانِي وَ نَشَرَ فِي اَلتَّوْرَاةِ اِسْمِي وَ بَثَّ ذِكْرِي فِي أَهْلِ اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ عَلَّمَنِي كَلاَمَهُ وَ رَفَعَنِي فِي سَمَائِهِ وَ شَقَّ لِي اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَسَمَّانِي مُحَمَّداً وَ هُوَ مَحْمُودٌ وَ أَخْرَجَنِي فِي خَيْرِ قَرْنٍ مِنْ أُمَّتِي وَ جَعَلَ اِسْمِي فِي اَلتَّوْرَاةِ أَحْيَدَ فَبِالتَّوْحِيدِ حَرَّمَ أَجْسَادَ أُمَّتِي عَلَى اَلنَّارِ وَ سَمَّانِي فِي اَلْإِنْجِيلِ أَحْمَدَ فَأَنَا مَحْمُودٌ فِي أَهْلِ اَلسَّمَاءِ وَ جَعَلَ أُمَّتِيَ اَلْحَامِدِينَ وَ جَعَلَ اِسْمِي فِي اَلزَّبُورِ مَاحٍ مَحَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِي مِنَ اَلْأَرْضِ عِبَادَةَ اَلْأَوْثَانِ وَ جَعَلَ اِسْمِي فِي اَلْقُرْآنِ مُحَمَّداً فَأَنَا مَحْمُودٌ فِي جَمِيعِ أَهْلِ اَلْقِيَامَةِ فِي فَصْلِ اَلْقَضَاءِ لاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ غَيْرِي وَ سَمَّانِي فِي اَلْقِيَامَةِ حَاشِراً يُحْشَرُ اَلنَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ وَ سَمَّانِيَ اَلْمُوقِفَ أُوقِفُ اَلنَّاسَ بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ وَ سَمَّانِيَ اَلْعَاقِبَ أَنَا عَقِبُ اَلنَّبِيِّينَ لَيْسَ بَعْدِي رَسُولٌ وَ جَعَلَنِي رَسُولَ اَلرَّحْمَةِ وَ رَسُولَ اَلتَّوْبَةِ وَ رَسُولَ اَلْمَلاَحِمِ وَ اَلْمُقَفِّي قَفَّيْتُ اَلنَّبِيِّينَ جَمَاعَةً وَ أَنَا اَلْقَيِّمُ اَلْكَامِلُ اَلْجَامِعُ وَ مَنَّ عَلَيَّ رَبِّي وَ قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْكَ (2) فَقَدْ أَرْسَلْتُ كُلَّ رَسُولٍ إِلَى أُمَّتِهِ بِلِسَانِهَا وَ أَرْسَلْتُكَ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَ أَسْوَدَ مِنْ خَلْقِي وَ نَصَرْتُكَ بِالرُّعْبِ اَلَّذِي لَمْ أَنْصُرْ بِهِ أَحَداً وَ أَحْلَلْتُ لَكَ اَلْغَنِيمَةَ وَ لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ وَ أَعْطَيْتُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوزِ عَرْشِي فَاتِحَةَ اَلْكِتَابِ وَ خَاتِمَةَ سُورَةِ اَلْبَقَرَةِ وَ جَعَلْتُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ اَلْأَرْضَ كُلَّهَا مَسْجِداً وَ تُرَابَهَا طَهُوراً وَ أَعْطَيْتُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ اَلتَّكْبِيرَ وَ قَرَنْتُ ذِكْرَكَ بِذِكْرِي حَتَّى لاَ يَذْكُرَنِي أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلاَّ ذَكَرَكَ مَعَ ذِكْرِي فَطُوبَى لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَ لِأُمَّتِكَ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلرَّقِّيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اَلْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَسَأَلَهُ أَعْلَمُهُمْ وَ كَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ لِأَيِّ شَيْ ءٍ

ص: 51


1- . في بعض النسخ [جنيد].
2- . كذا.

سُمِّيتَ مُحَمَّداً وَ أَحْمَدَ وَ أَبَا اَلْقَاسِمِ وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ دَاعِياً فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَّا مُحَمَّدٌ فَإِنِّي مَحْمُودٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ أَمَّا أَحْمَدُ فَإِنِّي مَحْمُودٌ فِي اَلسَّمَاءِ وَ أَمَّا أَبُو اَلْقَاسِمِ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقْسِمُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ قِسْمَةَ اَلنَّارِ فَمَنْ كَفَرَ بِي مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ فَفِي اَلنَّارِ وَ يَقْسِمُ قِسْمَةَ اَلْجَنَّةِ فَمَنْ آمَنَ بِي وَ أَقَرَّ بِنُبُوَّتِي فَفِي اَلْجَنَّةِ وَ أَمَّا اَلدَّاعِي فَإِنِّي أَدْعُو اَلنَّاسَ إِلَى دِينِ رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا اَلنَّذِيرُ فَإِنِّي أُنْذِرُ بِالنَّارِ مَنْ عَصَانِي وَ أَمَّا اَلْبَشِيرُ فَإِنِّي أُبَشِّرُ بِالْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَنِي.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ اَلرِّضَا أَبَا اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ لِمَ كُنِّيَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِأَبِي اَلْقَاسِمِ فَقَالَ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ اِبْنٌ يُقَالُ لَهُ قَاسِمٌ فَكُنِّيَ بِهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَهَلْ تَرَانِي أَهْلاً لِلزِّيَادَةِ فَقَالَ نَعَمْ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبٌ لِجَمِيعِ أُمَّتِهِ وَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيهِمْ بِمَنْزِلَتِهِ قُلْتُ بَلَى قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِيّاً قَاسِمُ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَقِيلَ لَهُ أَبُو اَلْقَاسِمِ لِأَنَّهُ أَبُو قَاسِمِ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَا مَعْنَى ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ شَفَقَةَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى أُمَّتِهِ شَفَقَةُ اَلْآبَاءِ عَلَى اَلْأَوْلاَدِ وَ أَفْضَلِ أُمَّتِهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (2) عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مِنْ بَعْدِهِ شَفَقَةُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَيْهِمْ كَشَفَقَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأَنَّهُ وَصِيُّهُ وَ خَلِيفَتُهُ وَ اَلْإِمَامُ بَعْدَهُ فَقَالَ فَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَ صَعِدَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْمِنْبَرَ فَقَالَ مَنْ تَرَكَ دَيْناً أَوْ ضَيَاعاً فَعَلَيَّ وَ إِلَيَّ وَ مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ فَصَارَ بِذَلِكَ أَوْلَى بِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ صَارَ أَوْلَى بِهِمْ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ كَذَلِكَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَهُ جَرَى ذَلِكَ لَهُ مِثْلُ مَا جَرَى لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

4 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ

ص: 52


1- . في بعض النسخ [محمّد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ].
2- . في بعض النسخ [على صلوات اللّه عليه].

اَلْعَبْدِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَايَةَ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ (1) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ (2) قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ يَتِيماً لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ لاَ مِنَ اَلْآخِرِينَ فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُمْتَنّاً عَلَيْهِ بِنِعْمَتِهِ - أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً أَيْ وَحِيداً(3) لاَ نَظِيرَ لَكَ - فَآوىٰ إِلَيْكَ اَلنَّاسَ وَ عَرَّفَهُمُ فَضْلَكَ حَتَّى عَرَفُوكَ (4) - وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ يَقُولُ مَنْسُوباً عِنْدَ قَوْمِكَ إِلَى اَلضَّلاَلَةِ فَهَدَاهُمْ لِمَعْرِفَتِكَ - وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً يَقُولُ فَقِيراً عِنْدَ قَوْمِكَ يَقُولُونَ لاَ مَالَ لَكَ فَأَغْنَاكَ اَللَّهُ بِمَالِ خَدِيجَةَ ثُمَّ زَادَكَ مِنْ فَضْلِهِ فَجَعَلَ دُعَاءَكَ مُسْتَجَاباً حَتَّى لَوْ دَعَوْتَ عَلَى حَجَرٍ أَنْ يَجْعَلَهُ اَللَّهُ لَكَ ذَهَباً لَنَقَلَ عَيْنَهُ إِلَى مُرَادِكَ وَ أَتَاكَ بِالطَّعَامِ حَيْثُ لاَ طَعَامَ وَ أَتَاكَ بِالْمَاءِ حَيْثُ لاَ مَاءَ وَ أَغَاثَكَ بِالْمَلاَئِكَةِ حَيْثُ لاَ مُغِيثَ فَأَظْفَرَكَ بِهِمْ عَلَى أَعْدَائِكِ.

5 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْعَلَوِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْتَمَ نَبِيَّهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ طَاعَةٌ.

6 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلصُّوفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ لِمَ سُمِّيَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْأُمِّيَّ فَقَالَ مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ -

ص: 53


1- . في بعض النسخ [سئل].
2- . الضحى: 5.
3- . في بعض النسخ [أوحدا].
4- . لا شك أن كل ما سوى اللّه تعالى لمكان امكانه يحتاج في وجوده و جميع شئونه الى جوده، و لا يستثنى من ذلك أحد حتّى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله الذي هو أشرف الممكنات كلها و أكملها و لا عار عليه أن كان يتيما فقد أباه و أمّه و جدّه قبل أن يمضى من عمره الشريف عشر سنين فآواه اللّه تعالى. و من شئون الوجود التي يحتاج فيها كل ممكن إلى الحق الهداية و المعرفة، فكل إنسان في نفسه فاقد للهداية: مفتقر إلى هداية الحق تعالى، و لا يستثنى منه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أيضا. فقوله: «وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدىٰ» أى ما كنت واجدا للهداية من قبل نفسك بل اللّه تعالى هو الذي هداك و لو لا هدايته لكنت ضالا. و كذا قوله «وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً فَأَغْنىٰ» فلا وجه لصرف الكلام عن ظاهره الى ما تكلفه بعض الصحابة على ما نقل عنه. (م).

قُلْتُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ سُمِّيَ اَلْأُمِّيَّ لِأَنَّهُ لَمْ يَكْتُبْ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَذَبُوا عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ أَنَّى ذَلِكَ وَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ - هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ (1) فَكَيْفَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مَا لاَ يُحْسِنُ وَ اَللَّهِ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقْرَأُ وَ يَكْتُبُ بِاثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ أَوْ قَالَ بِثَلاَثَةٍ وَ سَبْعِينَ لِسَاناً وَ إِنَّمَا سُمِّيَ اَلْأُمِّيَّ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ مَكَّةُ مِنْ أُمَّهَاتِ اَلْقُرَى(2) وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا(3) .

باب معاني أسماء محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام

1 - حَدَّثَنِي أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ اَلنَّخَعِيِّ اَلْقَاضِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ فَقَالَ لَهُ مَلَكٌ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ مَا تَرْجُو مِنْهُ وَ هُوَ عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ (4) يُنَاجِي رَبَّهُ فَقَالَ أَرْجُو مِنْهُ مَا رَجَوْتُ مِنْ أَبِيهِ آدَمَ وَ هُوَ فِي اَلْجَنَّةِ وَ كَانَ فِيمَا نَاجَاهُ أَنْ قَالَ لَهُ يَا مُوسَى لاَ أَقْبَلُ اَلصَّلاَةَ إِلاَّ لِمَنْ تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِي وَ أَلْزَمَ قَلْبَهُ خَوْفِي وَ قَطَعَ نَهَارَهُ بِذِكْرِي وَ لَمْ يَبِتْ مُصِرّاً عَلَى اَلْخَطِيئَةِ وَ عَرَفَ حَقَّ أَوْلِيَائِي وَ أَحِبَّائِي فَقَالَ يَا رَبِّ تَعْنِي بِأَحِبَّائِكَ وَ أَوْلِيَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ فَقَالَ هُمْ كَذَلِكَ يَا مُوسَى إِلاَّ أَنِّي أَرَدْتُ مَنْ مِنْ أَجْلِهِ خَلَقْتُ آدَمَ وَ حَوَّاءَ وَ مَنْ مِنْ أَجْلِهِ خَلَقْتُ اَلْجَنَّةَ وَ اَلنَّارَ فَقَالَ مُوسَى وَ مَنْ هُوَ يَا رَبِّ فَقَالَ مُحَمَّدٌ أَحْمَدُ شَقَقْتُ اِسْمَهُ مِنِ اِسْمِي لِأَنِّي أَنَا اَلْمَحْمُودُ فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ اِجْعَلْنِي مِنْ أُمَّتِهِ قَالَ أَنْتَ يَا مُوسَى مِنْ أُمَّتِهِ إِذَا عَرَفْتَهُ وَ عَرَفْتَ مَنْزِلَتَهُ وَ مَنْزِلَةَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِنَّ مَثَلَهُ وَ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ مَنْ خَلَقْتُ كَمَثَلِ اَلْفِرْدَوْسَ فِي اَلْجِنَانِ لاَ يَيْبَسُ وَرَقُهَا وَ لاَ يَتَغَيَّرُ طَعْمُهَا فَمَنْ عَرَفَهُمْ وَ

ص: 54


1- . الجمعة: 2.
2- . في بعض النسخ [و مكّة أم القرى].
3- . أنعام: 92.
4- . في بعض النسخ [الحالة].

عَرَفَ حَقَّهُمْ جَعَلْتُ لَهُ عِنْدَ اَلْجَهْلِ حِلْماً وَ عِنْدَ اَلظُّلَمِ (1) نُوراً وَ أُجِيبُهُ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَنِي وَ أُعْطِيهِ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَنِي.

وَ الْحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ.

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا(2)اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ اَلْغَلاَبِيُّ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَيْنَ كُنْتَ وَ آدَمُ فِي اَلْجَنَّةِ قَالَ كُنْتُ فِي صُلْبِهِ وَ هُبِطَ بِي إِلَى اَلْأَرْضِ فِي صُلْبِهِ وَ رَكِبْتُ اَلسَّفِينَةَ فِي صُلْبِ أَبِي نُوحٍ وَ قُذِفَ بِي فِي اَلنَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَلْتَقِ لِي أَبَوَانِ عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ لَمْ يَزَلِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَنْقُلُنِي مِنَ اَلْأَصْلاَبِ اَلطَّيِّبَةِ إِلَى اَلْأَرْحَامِ اَلطَّاهِرَةِ اَلْمُطَهَّرَةِ (3) هَادِياً مَهْدِيّاً حَتَّى أَخَذَ اَللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ عَهْدِي وَ بِالْإِسْلاَمِ مِيثَاقِي وَ بَيَّنَ كُلَّ شَيْ ءٍ مِنْ صِفَتِي وَ أَثْبَتَ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ ذِكْرِي وَ رَقِيَ بِي إِلَى سَمَائِهِ (4) وَ شَقَّ لِي اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ أُمَّتِي اَلْحَامِدُونَ وَ ذُو اَلْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ.

و قد روي هذا الحديث من طرق كثيرة.

3 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْهَيْثَمِ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً وَ عِنْدَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فَقَالَ وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ بَشِيراً مَا عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ خَلْقٌ أَحَبَّ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لاَ أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَقَّ لِي اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ مَحْمُودٌ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ شَقَّ لَكَ يَا عَلِيُّ اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْأَعْلَى وَ أَنْتَ عَلِيٌّ وَ شَقَّ لَكَ يَا حَسَنُ اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ اَلْمُحْسِنُ وَ أَنْتَ حَسَنٌ وَ شَقَّ لَكَ يَا حُسَيْنُ اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ ذُو اَلْإِحْسَانِ وَ أَنْتَ حُسَيْنٌ وَ شَقَّ

ص: 55


1- . في بعض النسخ [الظلمة].
2- . في بعض النسخ [حدّثني].
3- . في بعض النسخ [طاهرا مطهرا].
4- . في بعض النسخ [السماء].

لَكِ يَا فَاطِمَةُ اِسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ اَلْفَاطِرُ وَ أَنْتِ فَاطِمَةُ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ مُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ وَ مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ وَ وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاَهُمْ لِأَنَّهُمْ مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُمْ.

4 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اَلنَّيْسَابُورِيُّ اَلْمَرْوَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ وَ مَا لَقِيتُ أَحَداً أَنْصَبَ مِنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْرَانَ اَلسَّرَّاجُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ اَلْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ اَلْجَرَّاحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ يَقُولُ: خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبِّحُ اَللَّهَ يَمْنَةَ اَلْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَلَمَّا أَنْ خَلَقَ اَللَّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ اَلنُّورَ فِي صُلْبِهِ وَ لَقَدْ سَكَنَ اَلْجَنَّةَ وَ نَحْنُ فِي صُلْبِهِ وَ لَقَدْ هَمَّ بِالْخَطِيئَةِ وَ نَحْنُ فِي صُلْبِهِ وَ لَقَدْ رَكِبَ نُوحٌ اَلسَّفِينَةَ وَ نَحْنُ فِي صُلْبِهِ وَ لَقَدْ قُذِفَ بِإِبْرَاهِيمَ فِي اَلنَّارِ وَ نَحْنُ فِي صُلْبِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَصْلاَبٍ طَاهِرَةٍ إِلَى أَرْحَامٍ طَاهِرَةٍ حَتَّى اِنْتَهَى بِنَا إِلَى عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ فَقَسَمَنَا بِنِصْفَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي صُلْبِ عَبْدِ اَللَّهِ وَ جَعَلَ عَلِيّاً فِي صُلْبِ أَبِي طَالِبٍ وَ جَعَلَ فِيَّ اَلنُّبُوَّةَ وَ اَلْبَرَكَةَ وَ جَعَلَ فِي عَلِيٍّ اَلْفَصَاحَةَ وَ اَلْفُرُوسِيَّةَ وَ شَقَّ لَنَا اِسْمَيْنِ مِنْ أَسْمَائِهِ فَذُو اَلْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ اَللَّهُ اَلْأَعْلَى وَ هَذَا عَلِيٌّ.

5 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْهَاشِمِيُّ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ اَلْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْعَبَّاسَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلزَّعْفَرَانِيُّ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلطَّالَقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ اَلْوَاقِدِيِّ عَنِ اَلْهُذَيْلِ (1) عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ آدَمَ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَ أَسْجَدَ لَهُ مَلاَئِكَتَهُ وَ أَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ وَ زَوَّجَهُ حَوَّاءَ أَمَتَهُ فَرَفَعَ طَرْفَهُ نَحْوَ اَلْعَرْشِ فَإِذَا هُوَ بِخَمْسَةِ سُطُورٍ مَكْتُوبَاتٍ قَالَ آدَمُ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلاَءِ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ هَؤُلاَءِ

ص: 56


1- . في بعض النسخ [الهذيلى].

اَلَّذِينَ إِذَا تَشَفَّعَ بِهِمْ إِلَيَّ خَلْقِي شَفَّعْتُهُمْ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبِّ بِقَدْرِهِمْ عِنْدَكَ مَا اِسْمُهُمْ قَالَ تَعَالَى أَمَّا اَلْأَوَّلُ فَأَنَا اَلْمَحْمُودُ وَ هُوَ مُحَمَّدٌ وَ اَلثَّانِي فَأَنَا اَلْعَالِي وَ هُوَ عَلِيٌّ وَ اَلثَّالِثُ فَأَنَا اَلْفَاطِرُ وَ هِيَ فَاطِمَةُ وَ اَلرَّابِعُ فَأَنَا اَلْمُحْسِنُ وَ هُوَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْخَامِسُ فَأَنَا ذُو اَلْإِحْسَانِ وَ هُوَ اَلْحُسَيْنُ كُلٌّ يَحْمَدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.

6 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَ أَبُو بَكْرٍ اَلْهُذَلِيُّ عَنْ أَبِي اَلزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا حَمَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ بِالْحَسَنِ فَوَلَدَتْ وَ قَدْ كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَرَهُمْ أَنْ يَلُفُّوهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَلَفُّوهُ فِي صَفْرَاءَ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيهَا السَّلاَمُ يَا عَلِيُّ سَمِّهِ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ بِاسْمِهِ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَجَاءَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَخَذَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ أَدْخَلَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَمَصُّهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَ لَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَيْكُمْ أَنْ تَلُفُّوهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَدَعَا بِخِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَلَفَّهُ فِيهَا وَ رَمَى بِالصَّفْرَاءِ وَ أَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اَلْيُمْنَى وَ أَقَامَ فِي اَلْيُسْرَى ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا سَمَّيْتَهُ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَكَ بِاسْمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ رَبِّي بِاسْمِهِ فَأَوْحَى اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ إِلَى جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ اِبْنٌ فَاهْبِطْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ وَ هَنِّئْهُ مِنِّي وَ مِنْكَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ عَلِيّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى فَسَمِّهِ بِاسْمِ اِبْنِ هَارُونَ فَأَتَى جَبْرَئِيلُ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هَنَّأَهُ وَ قَالَ لَهُ كَمَا أَمَرَهُ اَللَّهُ تَعَالَى بِهِ أَنْ يُسَمِّيَ اِبْنَهُ بِاسْمِ اِبْنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا كَانَ اِسْمُهُ قَالَ شَبَّرُ قَالَ لِسَانِي عَرَبِيٌّ قَالَ سَمِّهِ اَلْحَسَنَ فَسَمَّاهُ اَلْحَسَنَ فَلَمَّا وَلَدَتِ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَاءَ إِلَيْهِمُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَفَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِالْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّ عَلِيّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى فَسَمِّهِ بِاسْمِ اِبْنِ هَارُونَ قَالَ مَا كَانَ اِسْمُهُ قَالَ شَبِيرٌ قَالَ لِسَانِي عَرَبِيٌّ قَالَ سَمِّهِ اَلْحُسَيْنَ فَسَمَّاهُ اَلْحُسَيْنَ.

7 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا عِيسَى قَالَ أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ اَلْحَسَنَ جَاءَتْ

ص: 57

بِهِ إِلَى اَلنَّبِيِّ فَسَمَّاهُ حَسَناً فَلَمَّا وَلَدَتِ اَلْحُسَيْنَ جَاءَتْ بِهِ إِلَيْهِ وَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اَللَّهِ هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا فَسَمَّاهُ حُسَيْناً.

8 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ اَلتَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عِيسَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَهْدَى جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِسْمَ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي خِرْقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ مِنْ ثِيَابِ اَلْجَنَّةِ وَ اِشْتَقَّ اِسْمَ اَلْحُسَيْنِ مِنَ اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

9 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْجَلُودِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ قَالَ:

خَطَبَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيهِ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ اَلنَّهْرَوَانِ وَ بَلَغَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَسُبُّهُ وَ يَلْعَنُهُ وَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ ذَكَرَ مَا أَنْعَمَ اَللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَوْ لاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ مَا ذَكَرْتُ مَا أَنَا ذَاكِرُهُ فِي مَقَامِي هَذَا يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (1) اَللَّهُمَّ لَكَ اَلْحَمْدُ عَلَى نِعَمِكَ اَلَّتِي لاَ تُحْصَى وَ فَضْلِكَ اَلَّذِي لاَ يُنْسَى يَا أَيُّهَا اَلنَّاس إِنَّهُ بَلَغَنِي مَا بَلَغَنِي وَ إِنِّي أَرَانِي قَدِ اِقْتَرَبَ أَجَلِي وَ كَأَنِّي بِكُمْ وَ قَدْ جَهِلْتُمْ أَمْرِي وَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا تَرَكَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كِتَابَ اَللَّهِ وَ عِتْرَتِي وَ هِيَ عِتْرَةُ اَلْهَادِي إِلَى اَلنَّجَاةِ خَاتَمِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ سَيِّدِ اَلنُّجَبَاءِ وَ اَلنَّبِيِّ اَلْمُصْطَفَى يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ لَعَلَّكُمْ لاَ تَسْمَعُونَ قَائِلاً يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِي بَعْدِي إِلاَّ مُفْتَرٍ أَنَا أَخُو رَسُولِ اَللَّهِ وَ اِبْنُ عَمِّهِ وَ سَيْفُ نَقِمَتِهِ وَ عِمَادُ نُصْرَتِهِ وَ بَأْسُهُ وَ شِدَّتُهُ أَنَا رَحَى جَهَنَّمَ اَلدَّائِرَةُ وَ أَضْرَاسُهَا اَلطَّاحِنَةُ أَنَا مُوتِمُ اَلْبَنِينَ وَ اَلْبَنَاتِ أَنَا قَابِضُ اَلْأَرْوَاحِ وَ بَأْسُ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ يَرُدُّهُ عَنِ اَلْقَوْمِ اَلْمُجْرِمِينَ أَنَا مُجَدِّلُ اَلْأَبْطَالِ وَ قَاتِلُ اَلْفُرْسَانِ وَ مُبِيرُ مَنْ كَفَرَ بِالرَّحْمَنِ (2) وَ صِهْرُ خَيْرِ اَلْأَنَامِ أَنَا سَيِّدُ اَلْأَوْصِيَاءِ وَ وَصِيُّ خَيْرِ اَلْأَنْبِيَاءِ أَنَا بَابُ مَدِينَةِ اَلْعِلْمِ وَ خَازِنُ عِلْمِ رَسُولِ اَللَّهِ وَ وَارِثُهُ وَ أَنَا زَوْجُ اَلْبَتُولِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ - فَاطِمَةَ اَلتَّقِيَّةِ

ص: 58


1- . الضحى: 11.
2- . أي مهلك من كفر بالرحمن. و في بعض النسخ [مبيد من كفر].

اَلنَّقِيَّةِ اَلزَّكِيَّةِ اَلْمَبَرَّةِ (1) اَلْمَهْدِيَّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِ اَللَّهِ وَ خَيْرِ بَنَاتِهِ وَ سُلاَلَتِهِ وَ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اَللَّهِ سِبْطَاهُ خَيْرُ اَلْأَسْبَاطِ وَ وَلَدَايَ خَيْرُ اَلْأَوْلاَدِ هَلْ أَحَدٌ يُنْكِرُ مَا أَقُولُ - أَيْنَ مُسْلِمُو أَهْلِ اَلْكِتَابِ أَنَا اِسْمِي فِي اَلْإِنْجِيلِ إِلْيَا وَ فِي اَلتَّوْرَاةِ بَرِيْ ءٌ وَ فِي اَلزَّبُورِ أري وَ عِنْدَ اَلْهِنْدِ كبكر وَ عِنْدَ اَلرُّومِ بطريسا وَ عِنْدَ اَلْفُرْسَ جبتر(2) وَ عِنْدَ اَلتُّرْكِ بثير وَ عِنْدَ اَلزِّنْجِ حيتر(3) وَ عِنْدَ اَلْكَهَنَةِ بويئ وَ عِنْدَ اَلْحَبَشَةِ بثريك(4) وَ عِنْدَ أُمِّي حَيْدَرَةُ وَ عِنْدَ ظِئْرِي مَيْمُونٌ وَ عِنْدَ اَلْعَرَبِ عَلِيٌّ وَ عِنْدَ اَلْأَرْمَنِ فريق وَ عِنْدَ أَبِي ظهير أَلاَ وَ إِنِّي مَخْصُوصٌ فِي اَلْقُرْآنِ بِأَسْمَاءٍ اِحْذَرُوا أَنْ تَغْلِبُوا عَلَيْهَا فَتَضِلُّوا فِي دِينِكُمْ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ (5) أَنَا ذَلِكَ اَلصَّادِقُ وَ أَنَا اَلْمُؤَذِّنُ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلظّٰالِمِينَ (6) أَنَا ذَلِكَ اَلْمُؤَذِّنُ وَ قَالَ وَ أَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ (7) فَأَنَا ذَلِكَ اَلْأَذَانُ وَ أَنَا اَلْمُحْسِنُ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اَللّٰهَ لَمَعَ اَلْمُحْسِنِينَ (8) وَ أَنَا ذُو اَلْقَلْبِ فَيَقُولُ اَللَّهُ - إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَذِكْرىٰ لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ (9) - وَ أَنَا اَلذَّاكِرُ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اَللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِهِمْ (10) وَ نَحْنُ أَصْحَابُ اَلْأَعْرَافِ أَنَا وَ عَمِّي وَ أَخِي وَ اِبْنُ عَمِّي وَ اَللَّهِ فَالِقِ اَلْحَبِّ وَ اَلنَّوَى لاَ يَلِجُ اَلنَّارَ لَنَا مُحِبٌّ وَ لاَ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ لَنَا مُبْغِضٌ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ (11) وَ أَنَا اَلصِّهْرُ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً(12) - وَ أَنَا اَلْأُذُنُ

ص: 59


1- . في بعض النسخ [البرة].
2- . في بعض النسخ [جبير] و في بعضها [جنتر].
3- . في بعض النسخ [جبتر].
4- . في بعض النسخ [تبريك].
5- . كذا و ليست في المصحف هكذا و لعله مضمون مأخوذ منه.
6- . الأعراف: 43.
7- . التوبة: 3. «وَ أَذٰانٌ» اى اعلام فعال بمعنى الافعال كالامان و العطاء رفعه للخبرية.
8- . العنكبوت: 69.
9- . ق: 36.
10- آل عمران: 188.
11- الأعراف: 44.
12- الفرقان: 56.

اَلْوَاعِيَةُ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ (1) وَ أَنَا اَلسَّلَمُ لِرَسُولِهِ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (2) وَ مِنْ وُلْدِي مَهْدِيُّ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ أَلاَ وَ قَدْ جُعِلْتُ مِحْنَتَكُمْ بِبُغْضِي يُعْرَفُ اَلْمُنَافِقُونَ وَ بِمَحَبَّتِي اِمْتَحَنَ اَللَّهُ اَلْمُؤْمِنِينَ هَذَا عَهْدُ اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ إِلَيَّ أَنَّهُ لاَ يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَ لاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ وَ أَنَا صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ وَ رَسُولُ اَللَّهِ فَرَطِي وَ أَنَا فَرَطُ شِيعَتِي وَ اَللَّهِ لاَ عَطِشَ مُحِبِّي وَ لاَ خَافَ وَلِيِّي وَ أَنَا وَلِيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَللَّهُ وَلِيِّي حَسْبُ (3) مُحِبِّي أَنْ يُحِبُّوا مَا أَحَبَّ اَللَّهُ وَ حَسْبُ (4)مُبْغِضِي أَنْ يُبْغِضُوا مَا أَحَبَّ اَللَّهُ أَلاَ وَ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَبَّنِي وَ لَعَنَنِي اَللَّهُمَّ اُشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَيْهِ وَ أَنْزِلِ اَللَّعْنَةَ عَلَى اَلْمُسْتَحِقِّ آمِينَ يَا رَبَّ اَلْعَالَمِينَ رَبَّ إِسْمَاعِيلَ وَ بَاعِثَ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَعْوَادِهِ فَمَا عَادَ إِلَيْهَا حَتَّى قَتَلَهُ اِبْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اَللَّهُ.

قال جابر سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه أما

قوله عليه السلام: أنا اسمي في الإنجيل اليا. فهو علي بلسان العرب و في التوراة بريء قال بريء من الشرك و عند الكهنة بويئ هو من تبوء مكانا و بوأ غيره مكانا و هو الذي يبوء الحق منازله و يبطل الباطل و يفسده و في الزبور أري و هو السبع الذي يدق العظم و يفرس اللحم و عند الهند كبكر قال يقرءون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله و ذكر فيها أن ناصره كبكر و هو الذي إذا أراد شيئا لج فيه و لم يفارقه حتى يبلغه و عند الروم بطريسا قال هو مختلس الأرواح و عند الفرس حبتر و هو البازي الذي يصطاد و عند الترك بثير قال هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في شيء هتكه و عند الزنج حيتر قال هو الذي يقطع الأوصال و عند الحبشة بثريك قال هو المدمر على كل شيء أتى عليه و عند أمي حيدرة قال هو الحازم الرأي الخبير النقاب النظار في دقائق الأشياء و عند ظئري ميمون.

قَالَ جَابِرٌ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: كَانَتْ ظِئْرُ

ص: 60


1- . الحاقّة: 12. اى اذن التي من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه لتذكره و التفكر فيه.
2- . الزمر: 30.
3- . في بعض النسخ [حبب].
4- . في بعض النسخ [تحبب].

عَلِيٍِّّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلَّتِي أَرْضَعَتْهُ اِمْرَأَةً مِنْ بَنِي هِلاَلٍ خَلَّفَتْهُ فِي خِبَائِهَا(1) وَ مَعَهُ أَخٌ لَهُ مِنَ اَلرَّضَاعَةِ وَ كَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ سِنّاً بِسَنَةٍ إِلاَّ أَيَّاماً وَ كَانَ عِنْدَ اَلْخِبَاءِ قَلِيبٌ (2) فَمَرَّ اَلصَّبِيُّ نَحْوَ اَلْقَلِيبِ وَ نَكَّسَ رَأْسَهُ فِيهِ فَحَبَى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلْفَهُ فَتَعَلَّقَتْ رِجْلُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِطُنْبِ (3) اَلْخَيْمَةِ فَجَرَّ اَلْحَبْلَ حَتَّى أَتَى عَلَى أَخِيهِ فَتَعَلَّقَ بِفَرْدِ قَدَمَيْهِ وَ فَرْدِ يَدَيْهِ وَ أَمَّا اَلْيَدُ فَفِي فِيهِ وَ أَمَّا اَلرِّجْلُ فَفِي يَدِهِ فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فَأَدْرَكَتْهُ فَنَادَتْ يَا لَلْحَيِّ يَا لَلْحَيِّ يَا لَلْحَيِّ مِنْ غُلاَمٍ مَيْمُونٍ أَمْسَكَ عَلَيَّ وَلَدِي فَأَخَذُوا اَلطِّفْلَيْنِ (4) مِنْ عِنْدِ رَأْسَ اَلْقَلِيبِ (5) وَ هُمْ يَعْجَبُونَ مِنْ قُوَّتِهِ عَلَى صِبَاهُ وَ لِتَعَلُّقِ رِجْلِهِ بِالطُّنْبِ وَ لِجَرِّهِ اَلطِّفْلَ حَتَّى أَدْرَكُوهُ فَسَمَّتْهُ أُمُّهُ مَيْمُوناً أَيْ مُبَارَكاً. فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق ميمون و ولده إلى اليوم و عند الأرمن فريق قال الفريق الجسور الذي يهابه الناس و عند أبي ظهير قال كان أبوه يجمع ولده و ولد إخوته ثم يأمرهم بالصراع و ذلك خلق في العرب و كان علي عليه السلام يحسر عن(6)ساعدين له غليظين قصيرين و هو طفل ثم يصارع كبار إخوته و صغارهم و كبار بني عمه و صغارهم فيصرعهم فيقول أبوه ظهر علي فسماه ظهيرا - و عند العرب علي قال جابر اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا فقالت طائفة لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب و لا في العجم إلا أن يكون الرجل من العرب يقول ابني هذا علي يريد من(7) العلو لا أنه اسمه و إنما تسمى الناس به بعده و في وقته و قالت طائفة سمي علي عليا لعلوه على كل من بارزه و قالت طائفة سمي علي عليا لأن داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الأنبياء و ليس نبي تعلو منزلته منزلة(8)علي و قالت طائفة سمي علي عليا لأنه علا ظهر رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله بقدميه طاعة لله عز و جل و لم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الأصنام من

ص: 61


1- . الخباء - بكسر الخاء: ما يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكن.
2- . القليب: البئر. و قيل: البئر القديمة.
3- . الطنب - بضمتين - حبل طويل يشد به سرادق البيت.
4- . في بعض النسخ [الطفل].
5- . في بعض النسخ [البئر].
6- . في بعض النسخ [من].
7- . في بعض النسخ [به] بدل «من».
8- . في بعض النسخ [و ليس نبى تعلو منزلته منزلة غيره].

سطح الكعبة و قالت طائفة إنما سمي علي عليا لأنه زوج في أعلى السماوات و لم يزوج أحد من خلق الله عز و جل في ذلك الموضع غيره و قالت طائفة إنما سمي علي عليا لأنه كان أعلى الناس علما بعد رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله.

10 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ اَلدَّقَّاقُ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْأَسَدِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ يَزِيدُ بْنُ قَعْنَبٍ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ اَلْعَبَّاسَ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ فَرِيقٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اَلْعُزَّى بِإِزَاءِ بَيْتِ اَللَّهِ اَلْحَرَامِ إِذَا أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كَانَتْ حَامِلَةً بِهِ لِتِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَ قَدْ أَخَذَهَا اَلطَّلْقُ (2)فَقَالَتْ رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ مِنْ رُسُلٍ وَ كُتُبٍ وَ إِنِّي مُصَدِّقَةٌ بِكَلاَمِ جَدِّي إِبْرَاهِيمَ اَلْخَلِيلِ وَ إِنَّهُ بَنَى اَلْبَيْتَ اَلْعَتِيقَ فَبِحَقِّ اَلنَّبِيِّ اَلَّذِي بَنَى هَذَا اَلْبَيْتَ وَ بِحَقِّ اَلْمَوْلُودِ اَلَّذِي فِي بَطْنِي لَمَّا يَسَّرْتَ عَلَيَّ وِلاَدَتِي قَالَ يَزِيدُ بْنُ قَعْنَبٍ فَرَأَيْنَا اَلْبَيْتَ وَ قَدِ اِنْفَتَحَ مِنْ ظَهْرِهِ وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فِيهِ وَ غَابَتْ عَنْ أَبْصَارِنَا وَ اِلْتَزَقَ (3) اَلْحَائِطُ فَرُمْنَا(4) أَنْ يَنْفَتِحَ لَنَا قُفْلُ اَلْبَابِ (5) فَلَمْ يَنْفَتِحْ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ خَرَجَتْ بَعْدَ اَلرَّابِعِ وَ بِيَدِهَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَتْ إِنِّي فُضِّلْتُ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَنِي مِنَ اَلنِّسَاءِ لِأَنَّ آسِيَةَ بِنْتَ مُزَاحِمٍ عَبَدَتِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سِرّاً فِي مَوْضِعٍ لاَ يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ اَللَّهُ فِيهِ إِلاَّ اِضْطِرَاراً وَ أَنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ هَزَّتِ اَلنَّخْلَةَ اَلْيَابِسَةَ بِيَدِهَا حَتَّى أَكَلَتْ مِنْهَا رُطَباً جَنِيّاً فَإِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَ اَللَّهِ اَلْحَرَامَ فَأَكَلْتُ مِنْ ثِمَارِ اَلْجَنَّةِ وَ أَوْرَاقِهَا فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ هَتَفَ بِي هَاتِفٌ يَا فَاطِمَةُ سَمِّيهِ عَلِيّاً فَهُوَ عَلِيٌّ وَ اَللَّهُ اَلْعَلِيُّ اَلْأَعْلَى يَقُولُ إِنِّي شَقَقْتُ اِسْمَهُ مِنِ اِسْمِي وَ أَدَّبْتُهُ بِأَدَبِي وَ وَقَفْتُهُ (6) عَلَى غَامِضِ عِلْمِي وَ هُوَ اَلَّذِي يَكْسِرُ اَلْأَصْنَامَ فِي بَيْتِي وَ هُوَ

ص: 62


1- . في بعض النسخ [العمرى] و الصحيح ما في المتن.
2- . الطلق - بفتح الطاء المهملة و سكون اللام -: وجع الولادة.
3- . في بعض النسخ [التصق] و كلاهما بمعنى.
4- . رمنا: اي قصدنا و أردنا، من رام يروم روما و مراما.
5- . في بعض النسخ [البيت].
6- . وقفه على الامر: اطلعه.

اَلَّذِي يُؤَذِّنُ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي وَ يُقَدِّسُنِي وَ يُمَجِّدُنِي فَطُوبَى لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ أَطَاعَهُ وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ وَ عَصَاهُ .

11 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْعَبْدِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَنْزَعِ اَلْبَطِينِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَدِ اِخْتَلَفَ اَلنَّاسُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ اِبْنُ عَبَّاسٍ أَيُّهَا اَلرَّجُلُ وَ اَللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ رَجُلٍ مَا وَطِئَ اَلْحَصَى بَعْدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَفْضَلُ مِنْهُ وَ إِنَّهُ لَأَخُو رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اِبْنُ عَمِّهِ وَ وَصِيُّهُ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَى أُمَّتِهِ وَ إِنَّهُ لَأَنْزَعُ مِنَ اَلشِّرْكِ بَطِينٌ مِنَ اَلْعِلْمِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ مَنْ أَرَادَ اَلنَّجَاةَ غَداً فَلْيَأْخُذْ بِحُجْزَةِ هَذَا اَلْأَنْزَعِ يَعْنِي عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

12 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ اَلْكُلَيْنِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلاَّنٍ اَلْكُلَيْنِيِّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ سَيْفُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ذَا اَلْفَقَارِ لِأَنَّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ خَطَّةٌ فِي طُولِهِ تُشْبِهُ (1) بِفَقَارِ اَلظَّهْرِ فَسُمِّيَ ذَا اَلْفَقَارِ لِذَلِكَ وَ كَانَ سَيْفاً نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ اَلسَّمَاءِ وَ كَانَتْ حَلْقَتُهُ فِضَّةً وَ هُوَ اَلَّذِي نَادَى بِهِ مُنَادٍ مِنَ اَلسَّمَاءِ لاَ سَيْفَ إِلاَّ ذُو اَلْفَقَارِ وَ لاَ فَتَى إِلاَّ عَلِيٌّ.

13 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا جَبْرَئِيلُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْفَارِيَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ خُرَّزَاذَ(2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ اَلْفُرَاتِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مَزْيَدٍ اَلْحَارِثِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ سُمِّيَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ لِأَنَّهُ يَمِيرُهُمُ اَلْعِلْمَ أَ مَا سَمِعْتَ كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَمِيرُ أَهْلَنٰا(3) .

ص: 63


1- . في بعض النسخ [فشبّه].
2- . «خرزاذ» بضم الخاء المعجمة و تشديد الراء المهملة او اسكانها ثمّ الزاى و الذال المعجمتين.
3- . يوسف: 65. ماره يميره و أماره: أطعمه و أتاه بالمئونة.

14 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْغَلاَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْدُوجُ بْنُ عُمَيْرٍ اَلْحَنَفِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ (2) إِبْرَاهِيمَ اَلْأَنْصَارِيُّ عَنِ اَلْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَطَمَ (3) مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ اَلنَّارِ(4).

15 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْجَلُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ فَاطِمَةَ لِمَ سُمِّيَتْ زَهْرَاءَ فَقَالَ لِأَنَّهَا كَانَتْ إِذَا قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا زَهَرَ نُورُهَا لِأَهْلِ اَلسَّمَاءِ كَمَا يَزْهَرُ نُورُ اَلْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ اَلْأَرْضِ .

16 - وَ قَدْ رُوِيَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ اَلزَّهْرَاءَ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَهَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ.

17 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سُئِلَ مَا اَلْبَتُولُ (5) فَإِنَّا سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ تَقُولُ إِنَّ مَرْيَمَ بَتُولٌ وَ فَاطِمَةُ بَتُولٌ فَقَالَ اَلْبَتُولُ اَلَّتِي لَنْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ أَيْ لَمْ تَحِضْ فَإِنَّ اَلْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ. وَ سُمِّيَ اَلْإِمَامُ إِمَاماً لِأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسَ مَنْصُوبٌ

ص: 64


1- . كذا و في بعض النسخ [محمّد بن عمير الحنفيّ] و في بعضها [نجدج].
2- . في بعض النسخ [بشير].
3- . فطمه: فصله و قطعه، يقال: فطمت الولد عن الرضاع، و فطمت فلانا عن عادته.
4- . في بعض النسخ [عن النار].
5- . البتل: القطع أي انها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم. قال الجزريّ: امرأة بتول اى منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم و بها سميت مريم أم عيسى عليهما السلام و فاطمة عليها السلام البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا و دينا و حسبا.

مِنْ قِبَلِ اَللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُفْتَرَضُ اَلطَّاعَةِ عَلَى اَلْعِبَادِ وَ سُمِّيَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ اَلسَّجَّادَ لما كان على مساجده من آثار السجود و قد كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة و سمي ذا الثفنات لأنه كان له في مواضع سجوده آثار نائتة فكان يقطعها في السنة مرتين كل مرة خمس ثفنات فسمي ذا الثفنات لذلك و سمي الباقر عليه السلام باقرا لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا و أظهره إظهارا و سمي الصادق صادقا ليتميز من المدعي للإمامة بغير حقها و هو جعفر بن علي إمام الفطحية الثانية و سمي موسى بن جعفر عليه السلام الكاظم لأنه كان يكظم غيظه على من يعلم أنه كان سيقف عليه و يجحد الإمام بعده طمعا في ملكه(1) و سمي علي بن موسى عليه السلام الرضا لأنه كان رضي لله تعالى ذكره في سمائه و رضي لرسوله و الأئمة بعده عليهم السلام في أرضه و رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه و سمي محمد بن علي الثاني عليه السلام التقي لأنه اتقى الله عز و جل فوقاه الله شر المأمون لما دخل عليه بالليل سكران فضربه بسيفه حتى ظن أنه كان قد قتله فوقاه الله شره و سمي الإمامان علي بن محمد و الحسن بن علي عليهما السلام العسكريين لأنهما نسبا إلى المحلة التي سكناها بسر من رأى و كانت تسمى عسكرا و سمي القائم قائما لأنه يقوم بعد موت ذكره.

و قد روي في هذا المعنى غير ذلك و قد أخرجت هذه الفصول مرتبة مستندة في كتاب علل الشرائع و الأحكام و الأسباب.

باب معنى قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله من كنت مولاه فعلي مولاه

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا مَعْنَى قَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ قَالَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ اَلْإِمَامُ بَعْدَهُ.

ص: 65


1- . في بعض النسخ [فى ماله].

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى بَيَّاعُ اَلسَّابِرِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ تَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا عَلَّمَهُمْ أَنَّهُ يَقُومُ فِيهِمْ مَقَامَهُ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

ذُكِرَ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ (1) قَوْلُ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ قَالَ نَصَبَهُ عَلَماً لِيُعْرَفَ بِهِ حِزْبُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ اَلْفُرْقَةِ.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَارِثِ أَبُو بَكْرٍ اَلْوَاسِطِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَلِيمٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَللَّهُ رَبِّي وَ لاَ إِمَارَةَ لِي مَعَهُ وَ أَنَا رَسُولُ رَبِّي وَ لاَ إِمَارَةَ مَعِي وَ عَلِيٌّ وَلِيِّي وَ وَلِيُّ مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ وَ لاَ إِمَارَةَ مَعَهُ.

5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَسَّامٍ اَلْحَرَّانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَلِّلُ بْنُ نُفَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سَلَمَةَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ بَسَّامٍ اَلصَّيْرَفِيِّ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ وَ مَنْ كُنْتُ إِمَامَهُ فَعَلِيٌّ إِمَامُهُ وَ مَنْ كُنْتُ أَمِيرَهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ وَ مَنْ كُنْتُ نَذِيرَهُ فَعَلِيٌّ نَذِيرُهُ وَ مَنْ كُنْتُ هَادِيَهُ فَعَلِيٌّ هَادِيهِ وَ مَنْ كُنْتُ وَسِيلَتَهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى - فَعَلِيٌّ وَسِيلَتُهُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عَدُوِّهِ.

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

ص: 66


1- . كذا في النسخ التي عندنا.

قَالَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: عَلِيٌّ إِمَامُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي.

7 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ اَلْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ اَلْعَمْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) قَالَ عَنْ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ مَا صَنَعُوا فِي أَمْرِهِ وَ قَدْ أَعْلَمَهُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ اَلْخَلِيفَةُ بَعْدَ رَسُولِهِ.

8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ مَوْلَى اَلرَّشِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا دَارِمُ بْنُ قَبِيصَةَ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ لَسْتُ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالُوا بَلَى قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلاَهُ اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ اُنْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اُخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.

قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه نحن نستدل على أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله قد نص على علي بن أبي طالب و استخلفه و أوجب فرض طاعته على الخلق بالأخبار الصحيحة و هي قسمان قسم قد جامعنا عليه خصومنا في نقله و خالفونا في تأويله و قسم قد خالفونا في نقله فالذي يجب علينا في ما وافقونا في نقله أن نريهم بتقسيم الكلام و رده إلى مشهور اللغات و الاستعمال المعروف أن معناه هو ما ذهبنا إليه من النص و الاستخلاف دون ما ذهبوا هم إليه من خلاف ذلك و الذي يجب علينا فيما خالفونا في نقله أن نبين أنه ورد ورودا يقطع مثله العذر و أنه نظير ما قد قبلوه و قطع عذرهم و احتجوا به على مخالفيهم من الأخبار التي تفردوا هم بنقلها دون مخالفيهم و جعلوها مع ذلك قاطعة للعذر و حجة على من خالفهم فنقول و بالله نستعين . إنا و مخالفينا قد روينا.

عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَنَّهُ قَامَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَ قَدْ جَمَعَ اَلْمُسْلِمِينَ فَقَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَ لَسْتُ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا اَللَّهُمَّ بَلَى قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ

ص: 67


1- . الصافّات: 24 يعنى احبسوهم في الموقف.

فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ اُنْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اُخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ -.

ثم نظرنا في معنى قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثم في معنى قوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه فوجدنا ذلك ينقسم في اللغة على وجوه لا يعلم في اللغة غيرها أنا ذاكرها إن شاء الله و نظرنا فيما يجمع له النبي صلَّى اللَّه عليه و آله الناس و يخطب به و يعظم الشأن فيه فإذا هو شيء لا يجوز أن يكونوا علموه فكرره عليهم و لا شيء لا يفيدهم بالقول فيه معنى لأن ذلك في صفة العابث و العبث عن رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله منفي فنرجع إلى ما يحتمله لفظة المولى في اللغة يحتمل أن يكون المولى مالك الرق كما يملك المولى عبيده و له أن يبيعه و يهبه و يحتمل أن يكون المولى المعتق من الرق و يحتمل أن يكون المولى المعتق و هذه الأوجه الثلاثة مشهورة عند الخاصة و العامة فهي ساقطة في قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لأنه لا يجوز أن يكون عنى بقوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه واحدة منها لأنه لا يملك بيع المسلمين و لا عتقهم من رق العبودية و لا أعتقوه عليه السلام و يحتمل أيضا أن يكون المولى ابن العم قال الشاعر

مهلا بني عمنا مهلا موالينا *** لم تظهرون لنا ما كان مدفونا(1)

. و يحتمل أن يكون المولى العاقبة قال الله عز و جل مَأْوٰاكُمُ اَلنّٰارُ هِيَ مَوْلاٰكُمْ (2) أي عاقبتكم و ما يئول بكم الحال إليه و يحتمل أن يكون المولى لما يلي الشيء مثل خلفه و قدامه قال الشاعر

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه *** مولى المخافة خلفها و أمامها

. و لم نجد أيضا شيئا من هذه الأوجه يجوز أن يكون النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عناه بقوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأنه لا يجوز أن يقول من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه لأن ذلك معروف معلوم و تكريره على المسلمين عبث بلا فائدة و ليس يجوز أن يعني به عاقبة أمرهم و لا خلف و لا قدام لأنه لا معنى له و لا فائدة و وجدنا اللغة تجيز أن يقول الرجل فلان مولاي إذا كان مالك طاعته - فكان هذا هو المعنى الذي عناه النبي صلَّى اللَّه عليه و آله

ص: 68


1- . في لسان العرب: مهلا بنى عمنا مهلا موالينا امشوا رويدا كما كنتم تكونونا.
2- . الحديد: 14.

بقوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأن الأقسام التي تحتملها اللغة لم يجز أن يعنيها بما بيناه و لم يبق قسم غير هذا فوجب أن يكون هو الذي عناه بقوله صلَّى اللَّه عليه و آله فمن كنت مولاه فعلي مولاه و مما يؤكد ذلك قوله صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثم قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه فدل ذلك على أن معنى مولاه هو أنه أولى بهم من أنفسهم لأن المشهور في اللغة و العرف أن الرجل إذا قال لرجل إنك أولى بي من نفسي فقد جعله مطاعا آمرا(1) عليه و لا يجوز أن يعصيه و إنا لو أخذنا بيعة على رجل و أقر بأنا أولى به من نفسه لم يكن له أن يخالفنا في شيء مما نأمره به لأنه إن خالفنا بطل معنى إقراره بأنا أولى به من نفسه و لأن العرب أيضا إذا أمر منهم إنسان إنسانا بشيء و أخذه بالعمل به و كان له أن يعصيه فعصاه قال له يا هذا أنا أولى بنفسي منك إن لي أن أفعل بها ما أريد و ليس ذلك لك مني فإذا كان قول الإنسان أنا أولى بنفسي منك يوجب له أن يفعل بنفسه ما يشاء إذا كان في الحقيقة أولى بنفسه من غيره وجب لمن هو أولى بنفسه منه أن يفعل به ما يشاء و لا يكون له أن يخالفه و لا يعصيه إذا كان ذلك كذلك ثم قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فأقروا له عليه السلام بذلك ثم قال متبعا لقوله الأول بلا فصل فمن كنت مولاه فعلي مولاه فقد علم أن قوله مولاه عبارة عن المعنى الذي أقروا له بأنه أولى بهم من أنفسهم فإذا كان إنما عنى بقوله من كنت مولاه فعلي مولاه أي أولى به فقد جعل ذلك لعلي بن أبي طالب عليه السلام بقوله فعلي مولاه لأنه لا يصلح أن يكون عنى بقوله فعلي مولاه قسما من الأقسام التي أحلنا أن يكون النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عناها في نفسه لأن الأقسام هي أن يكون مالك رق أو معتقا أو ابن عم أو عاقبة أو خلفا أو قداما فإذا لم يكن لهذه الوجوه فيه صلَّى اللَّه عليه و آله معنى لم يكن لها في علي عليه السلام أيضا معنى و بقي ملك الطاعة فثبت أنه عناه و إذا وجب ملك طاعة المسلمين لعلي عليه السلام فهو معنى الإمامة - لأن الإمامة إنما هي مشتقة من الايتمام بالإنسان و الايتمام هو الاتباع و الاقتداء و العمل بعمله و القول بقوله و أصل ذلك في اللغة سهم يكون مثالا يعمل عليه السهام و يتبع بصنعة صنعها و

ص: 69


1- . في بعض النسخ [أميرا].

بمقداره مقدارها فإذا وجبت طاعة علي عليه السلام على الخلق استحق معنى الإمامة.

فإن قالوا إن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله إنما جعل لعلي عليه السلام بهذا القول فضيلة شريفة و إنها ليست الإمامة.

قيل لهم هذا في أول تأدي الخبر إلينا قد كانت النفوس تذهب إليه فأما تقسيم الكلام و تبيين ما يحتمله وجوه لفظة المولى في اللغة حتى يحصل المعنى الذي جعله لعلي عليه السلام بها فلا يجوز ذلك لأنا قد رأينا أن اللغة تجيز في لفظة المولى وجوها كلها لم يعنها النبي صلَّى اللَّه عليه و آله بقوله في نفسه و لا في علي عليه السلام و بقي معنى واحد فوجب أنه الذي عناه في نفسه و في علي عليه السلام و هو ملك الطاعة.

فإن قالوا فلعله قد عنى معنى لم نعرفه لأنا لا نحيط باللغة قيل لهم و لو جاز ذلك لجاز لنا في كل ما نقل عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و كل ما في القرآن أن نقول لعله عنى به ما لم يستعمل في اللغة و تشكل(1) فيه و ذلك تعليل و خروج عن التفهم و نظير قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فلما أقروا له بذلك قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه قول رجل لجماعة أ ليس هذا المتاع بيني و بينكم نبيعه و الربح بيننا نصفان و الوضيعة(2) كذلك فقالوا له نعم قال فمن كنت شريكه فزيد شريكه فقد أعلم أن ما عناه بقوله فمن كنت شريكه أنه إنما عنى به المعنى الذي قررهم(3) به بدءا من بيع المتاع و اقتسام الربح و الوضيعة ثم جعل ذلك المعنى الذي هو الشركة لزيد بقوله فزيد شريكه و كذلك قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم و إقرارهم له بذلك ثم قوله صلَّى اللَّه عليه و آله فمن كنت مولاه فعلي مولاه إنما هو إعلام أنه عنى بقوله المعنى الذي أقروا به بدءا و كذلك جعله لعلي عليه السلام بقوله فعلي مولاه كما جعل ذلك الرجل الشركة لزيد بقوله فزيد شريكه و لا فرق في ذلك

ص: 70


1- . في بعض النسخ [يشكل] و في بعضها [نشكك] و هو الأظهر (م).
2- . وضع - بكسر الضاد - بالبناء للفاعل و المفعول - ضعة - بكسر الضاد و فتحها - و وضيعة: خسر في تجارته. (م).
3- . قرره بالامر: جعله يعترف به.

فإن ادعى مدع أنه يجوز في اللغة غير ما بيناه فليأت به و لن يجده فإن اعترض(1) بما يدعونه من خبر زيد بن حارثة و غيره من الأخبار التي يختصون بها لم يكن ذلك لهم لأنهم راموا أن يخصوا معنى خبر ورد بإجماع بخبر رووه دوننا و هذا ظلم لأن لنا أخبارا كثيرة تؤكد معنى من كنت مولاه فعلي مولاه و تدل على أنه إنما استخلفه بذلك و فرض طاعته هكذا نروي نصا في هذا الخبر عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و عن علي عليه السلام فيكون خبرنا المخصوص بإزاء خبرهم المخصوص و يبقى الخبر على عمومه نحتج به نحن و هم بما توجبه اللغة و الاستعمال فيها و تقسيم الكلام و رده إلى الصحيح منه و لا يكون لخصومنا من الخبر المجمع عليه و لا من دلالته ما لنا و بإزاء ما يروونه من خبر زيد بن حارثة أخبار قد جاءت على ألسنتهم - شهدت بأن زيدا أصيب في غزوة موتة مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قبل يوم غدير خم بمدة طويلة لأن يوم الغدير كان بعد حجة الوداع و لم يبق النبي صلَّى اللَّه عليه و آله بعده إلا أقل من ثلاثة أشهر فإذا كان بإزاء خبركم في زيد ما قد رويتموه في نقضه لم يكن ذلك لكم حجة على الخبر المجمع عليه و لو أن زيدا كان حاضرا قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله يوم الغدير لم يكن حضوره بحجة لكم أيضا لأن جميع العرب عالمون بأن مولى النبي صلَّى اللَّه عليه و آله مولى أهل بيته و بني عمه و مشهور ذلك في لغتهم و تعارفهم فلم يكن لقول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله للناس اعرفوا ما قد عرفتموه و شهر بينكم لأنه لو جاز ذلك لجاز أن يقول قائل ابن أخي أب النبي ليس بابن عمه فيقوم النبي فيقول فمن كان ابن أخي أبي فهو ابن عمى و ذلك فاسد لأنه عيب و ما يفعله إلا اللاعب السفيه و ذلك منفي عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله.

فإن قال قائل إن لنا أن نروي في كل خبر نقلته فرقتنا ما يدل على معنى من كنت مولاه فعلي مولاه.

قيل له هذا غلط في النظر لأن عليك أن تروي من أخبارنا أيضا ما يدل على معنى الخبر مثل ما جعلته لنفسك في ذلك فيكون خبرنا الذي نختص(2) به مقاوما لخبرك

ص: 71


1- . في بعض النسخ [اعترضوا].
2- . في بعض النسخ [نخص].

الذي يختص به و يبقى من كنت مولاه فعلي مولاه من حيث أجمعنا على نقله حجة لنا عليكم موجبا ما أوجبناه به من الدلالة على النص و هذا كلام لا زيادة فيه.

فإن قال قائل فهلا أفصح النبي صلَّى اللَّه عليه و آله باستخلاف علي عليه السلام إن كان كما تقولون و ما الذي دعاه إلى أن يقول فيه قولا يحتاج فيه إلى تأويل و تقع فيه المجادلة قيل له لو لزم أن يكون الخبر باطلا أو لم يرد به النبي صلَّى اللَّه عليه و آله المعنى الذي هو الاستخلاف و إيجاب فرض الطاعة لعلي عليه السلام لأنه يحتمل التأويل أو لأن غيره عندك أبين و أفصح عن المعنى للزمك إن كنت معتزليا إن الله عز و جل لم يرد بقوله في كتابه - لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ(1) أي لا يرى لأن قولك لا يرى يحتمل التأويل و إن الله عز و جل لم يرد بقوله في كتابه - وَ اَللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ (2) أنه خلق الأجسام التي تعمل فيها العباد دون أفعالهم فإنه لو أراد ذلك لأوضحه بأن يقول قولا لا يقع فيه التأويل و أن يكون الله عز و جل لم يرد بقوله - وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ (3) إن كل قاتل للمؤمن ففي جهنم كانت معه أعمال صالحة أم لا لأنه لم يبين ذلك بقول لا يحتمل التأويل - و إن كنت أشعريا(4) لزمك ما لزم المعتزلة بما ذكرناه كله لأنه لم يبين ذلك بلفظ يفصح عن معناه الذي هو عندك بالحق و إن كان من أصحاب الحديث قيل له يلزمك أن لا يكون

قال النبي صلَّى اللَّه عليه و آله: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تُضامون(5) في رؤيته. لأنه قال قولا يحتمل التأويل و لم يفصح به و هو لا يقول ترونه بعيونكم لا بقلوبكم و لما كان هذا الخبر يحتمل التأويل و لم يكن مفصحا علمنا أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لم يعن به الرؤية التي ادعيتموها و هذا اختلاط شديد لأن أكثر الكلام في القرآن و أخبار النبي صلَّى اللَّه عليه و آله بلسان عربي و مخاطبة لقوم فصحاء على أحوال تدل على مراد النبي صلَّى اللَّه عليه و آله.

ص: 72


1- . الأنعام: 107.
2- . الصافّات: 94.
3- . النساء: 95.
4- . في بعض النسخ [بخاريا] و في بعضها [مجازيا].
5- . هو بالبناء للمفعول أي لا تقهرون و في بعض النسخ [لا تضاهون].

و ربما وكل علم المعنى إلى العقول أن يتأمل الكلام و لا أعلم عبارة عن معنى فرض الطاعة أوكد من قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثم قوله فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأنه كلام مرتب(1) على إقرار المسلمين للنبي صلَّى اللَّه عليه و آله يعنى الطاعة و أنه أولى بهم من أنفسهم - ثم قال صلَّى اللَّه عليه و آله فمن كنت أولى به من نفسه - فعلي أولى به من نفسه لأن معنى فمن كنت مولاه هو فمن كنت أولى به من نفسه لأنها عبارة عن ذلك بعينه إذ كان لا يجوز في اللغة غير ذلك أ لا ترى أن قائلا لو قال لجماعة أ ليس هذا المتاع بيننا نبيعه و نقتسم(2) الربح و الوضيعة فيه فقالوا له نعم فقال فمن كنت شريكه فزيد شريكه كان كلاما صحيحا و العلة في ذلك أن الشركة هي عبارة عن معنى قول القائل هذا المتاع بيننا نقتسم(2) الربح و الوضيعة فلذلك صح بعد قول القائل فمن كنت شريكه فزيد شريكه و كذلك هنا صح(3) بعد قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أولى بكم من أنفسكم فمن كنت مولاه فعلي مولاه لأن مولاه عبارة عن قوله أ لست أولى بكم من أنفسكم و إلا فمتى لم تكن اللفظة التي جاءت مع الفاء الأولى عبارة عن المعنى الأول لم يكن الكلام منتظما أبدا و لا مفهوما و لا صوابا بل يكون داخلا في الهذيان و من أضاف ذلك إلى رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله كفر بالله العظيم و إذا كانت لفظة فمن كنت مولاه تدل على من كنت أولى به من نفسه على ما أرينا و قد جعلها بعينها لعلي عليه السلام فقد جعل أن يكون علي عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ذلك هو الطاعة لعلي عليه السلام كما بيناه بدءا.

و مما يزيد ذلك بيانا أن قوله صلَّى اللَّه عليه و آله فمن كنت مولاه فعلي مولاه لو كان لم يرد بهذا أنه أولى بكم من أنفسكم جاز أن يكون لم يرد بقوله صلَّى اللَّه عليه و آله فمن كنت مولاه أي من كنت أولى به من نفسه و إن جاز ذلك لزم الكلام الذي من قبل هذا من أنه يكون كلاما مختلطا فاسدا غير منتظم و لا مفهم معنى و لا مما يلفظ به حكيم و لا عاقل فقد لزم بما مر من كلامنا و بينا أن معنى قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أ لست أولى بكم من أنفسكم أنه

ص: 73


1- . في بعض النسخ [مترتب].
2- . في بعض النسخ [نقسّم].
3- . في بعض النسخ [و كذلك ما صح] و هو الأصحّ و في بعض النسخ [فلذلك صح].

يملك طاعتهم و لزم أن قوله فمن كنت مولاه إنما أراد به فمن كنت أملك طاعته فعلي يملك طاعته بقوله فعلي مولاه و هذا واضح و الحمد لله على معونته و توفيقه.

باب معنى قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي

1 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فُرَاتٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلرَّمْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ اَلْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هَارُونَ اَلْعَبْدِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيَّ عَنْ مَعْنَى قَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي قَالَ اِسْتَخْلَفَهُ بِذَلِكَ وَ اَللَّهِ عَلَى أُمَّتِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ طَاعَتَهُ فَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ لَهُ بَعْدَ هَذَا اَلْقَوْلِ بِالْخِلاَفَةِ فَهُوَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ .

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلْكَابُلِيِّ قَالَ: قِيلَ (1)لِسَيِّدِ اَلْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ إِنَّ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ خَيْرَ اَلنَّاسَ بَعْدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ فَمَا يَصْنَعُونَ - بِخَبَرٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ اَلْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي فَمَنْ كَانَ فِي زَمَنِ مُوسَى مِثْلَ هَارُونَ .

قال مصنف هذا الكتاب قدس الله روحه(2) أجمعنا و خصومنا على نقل

قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله

ص: 74


1- . في بعض النسخ [قلت].
2- . هذه الجملة من النسّاخ.

لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فهذا القول يدل على أن منزلة علي منه في جميع أحواله بمنزلة هارون من موسى في جميع أحواله إلا ما خصه به الاستثناء الذي في نفس الخبر فمن منازل هارون من موسى أنه كان أخاه ولادة و العقل يخص هذه و يمنع أن يكون النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عناها بقوله لأن عليا لم يكن أخا له ولادة و من منازل هارون من موسى أنه كان نبيا معه و استثناء النبي يمنع من أن يكون علي عليه السلام نبيا و من منازل هارون من موسى بعد ذلك أشياء ظاهرة و أشياء باطنة فمن الظاهرة أنه كان أفضل أهل زمانه و أحبهم إليه و أخصهم به و أوثقهم في نفسه و أنه كان يخلفه على قومه إذا غاب موسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عنهم و أنه كان بابه في العلم و أنه لو مات موسى و هارون حي كان هو خليفته بعد وفاته و الخبر يوجب أن هذه الخصال كلها لعلي من النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و ما كان من منازل هارون من موسى باطنا وجب أن الذي لم يخصه العقل منها كما خص أخوة الولادة فهو لعلي عليه السلام من النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و إن لم نحط به علما لأن الخبر يوجب ذلك و ليس لقائل أن يقول إن يكن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عنى بعض هذه المنازل دون بعض فيلزمه أن يقال عنى البعض الآخر دون ما ذكرته فيبطل جميعا حينئذ أن يكون عنى معنى بتة و يكون الكلام هذرا(1) و النبي لا يهذر في قوله لأنه إنما كلمنا ليفهمنا و يعلمنا صلَّى اللَّه عليه و آله فلو جاز أن يكون عنى بعض منازل هارون من موسى دون بعض و لم يكن في الخبر تخصيص ذلك لم يكن أفهمنا بقوله قليلا و لا كثيرا و لما لم يكن ذلك وجب أنه قد عنى كل منزلة كانت لهارون من موسى مما لم يخصه العقل و لا الاستثناء في نفس الخبر و إذا وجب ذلك فقد ثبتت الدلالة على أن عليا عليه السلام أفضل أصحاب رسول الله و أعلمهم و أحبهم إلى رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله و أوثقهم في نفسه و أنه يجب له أن يخلفه على قومه إذا غاب عنهم غيبة سفر أو غيبة موت لأن ذلك كله كان في شرط هارون و منزلته من موسى.

فإن قال قائل إن هارون مات قبل موسى و لم يكن إماما بعده فكيف قيس(2)

ص: 75


1- . الهذر: سقط الكلام الذي لا يعبأ به. و هذر في كلامه: تكلم بما لا ينبغي.
2- . في بعض النسخ [قستم]. و في بعضها [قست].

أمر علي عليه السلام على أمر هارون بقول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله هو مني بمنزلة هارون من موسى و علي عليه السلام قد بقي بعد النبي صلَّى اللَّه عليه و آله قيل له نحن إنما قسنا أمر علي على أمر هارون بقول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله هو مني بمنزلة هارون من موسى فلما كانت هذه المنزلة لعلي عليه السلام و بقي علي فوجب أن يخلف النبي في قومه بعد وفاته.

و مثال ذلك ما أنا ذاكره إن شاء الله لو أن الخليفة قال لوزيره لزيد عليك في كل يوم يلقاك فيه دينار و لعمرو عليك مثل ما شرطته لزيد فقد وجب لعمرو مثل ما لزيد فإذا جاء زيد إلى الوزير ثلاثة أيام فأخذ ثلاثة دنانير ثم انقطع و لم يأته و أتى عمرو الوزير ثلاثة أيام فقبض ثلاثة دنانير فلعمرو أن يأتي يوما رابعا و خامسا و أبدا و سرمدا ما بقي عمرو و على هذا الوزير ما بقي عمرو أن يعطيه في كل يوم أتاه دينارا و إن كان زيد لم يقبض إلا ثلاثة أيام و ليس للوزير أن يقول لعمرو لا أعطيك إلا مثل ما قبض زيد لأنه كان في شرط زيد أنه كلما أتاك فأعطه دينارا و لو أتي زيد لقبض و فعل هذا الشرط لعمرو و قد أتى فواجب أن يقبض فكذلك إذا كان في شرط هارون الوصي أن يخلف موسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ على قومه و مثل ذلك لعلي فبقي(1)علي عليه السلام على قومه و مثل ذلك لعلي عليه السلام فواجب أن يخلف النبي صلَّى اللَّه عليه و آله في قومه نظير ما مثلناه في زيد و عمرو و هذا ما لا بد منه ما أعطى القياس حقه.

فإن قال قائل لم يكن لهارون لو مات موسى أن يخلفه على قومه قيل له بأي شيء ينفصل من قول قائل قال لك إنه لم يكن هارون أفضل أهل زمانه بعد موسى و لا أوثقهم في نفسه و لا نائبه في العلم فإنه لا يجد فصلا لأن هذه المنازل لهارون من موسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مشهورة فإن جحد جاحد واحدة منها لزمه جحود كلها.

فإن قال قائل إن هذه المنزلة التي جعلها النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السلام إنما جعلها في حياته قيل له نحن ندلك بدليل واضح على أن الذي جعلها النبي لعلي عليه السلام بقوله -

ص: 76


1- . في بعض النسخ [و بقى].

أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي إنما جعله له بعد وفاته لا معه في حياته فتفهم ذلك إن شاء الله.

و مما(1) يدل على ذلك في قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي معنيان أحدهما إيجاب فضيلة و منزلة لعلي عليه السلام منه و الآخر نفي لأن يكون نبيا بعده و وجدنا نفيه أن يكون علي عليه السلام نبيا بعده دليلا على أنه لو لم ينف ذلك لجاز لمتوهم أن يتوهم أنه نبي بعده لأنه قال فيه أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قد كان هارون نبيا فلما كان نفي النبوة لا بد منه وجب أن يكون نفيها عن علي عليه السلام في الوقت الذي جعل الفضيلة و المنزلة له فيه لأنه من أجل الفضيلة و المنزلة ما احتاج صلَّى اللَّه عليه و آله أن ينفى أن يكون علي عليه السلام نبيا لأنه لو لم يقل له إنه مني بمنزلة هارون من موسى لم يحتج إلى أن يقول إلا أنه لا نبي بعدي - فلما كان نفيه النبوة إنما كان هو لعلة الفضيلة و المنزلة التي توجب النبوة وجب أن يكون نفي النبوة عن علي عليه السلام في الوقت الذي جعل الفضيلة له فيه مما جعل له من منزلة هارون و لو كان النبي صلَّى اللَّه عليه و آله إنما نفى النبوة بعده في وقت و الوقت الذي بعده عند مخالفينا لم يجعل لعلي فيه منزلة توجب له نبوة لأن ذلك من لغو الكلام و لأن استثناء النبوة إنما وقع بعد الوفاة و المنزلة التي توجب النبوة في حال الحياة التي لم ينتف النبوة فيها فلو كان استثناء النبوة بعد الوفاة مع وجوب الفضيلة و المنزلة في حال الحياة لوجب أن يكون نبيا في حياته ففسد ذلك و وجب(2) أن يكون استثناء النبوة إنما يكون هو في الوقت الذي جعل النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السلام المنزلة فيه لئلا يستحق النبوة مع ما استحقه من الفضيلة و المنزلة.

و مما يزيد ذلك بيانا أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لو قال علي مني بعد وفاتي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي في حياتي لوجب بهذا القول أن لا يمتنع على أن يكون نبيا بعد وفاة النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لأنه إنما منعه ذلك في حياته و أوجب له أن يكون نبيا بعد

ص: 77


1- . في بعض النسخ [فمما].
2- . في بعض النسخ [فوجب].

وفاته لأن إحدى منازل هارون إن كان نبيا فلما كان ذلك كذلك وجب أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله إنما نفى أن يكون علي نبيا في الوقت الذي جعل له فيه الفضيلة لأن بسببها ما احتاج إلى نفي النبوة و إذا وجب أن المنزلة هي في النبوة وجب أنها بعد الوفاة لأن نفي النبوة بعد الوفاة و إذا وجب أن عليا عليه السلام بعد رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله بمنزلة هارون من موسى في حياة موسى فقد وجبت له الخلافة على المسلمين و فرض الطاعة و أنه أعلمهم و أفضلهم لأن هذه كانت منازل هارون من موسى في حياة موسى.

فإن قال قائل لعل قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله بعدي إنما دل به على بعد نبوتي و لم يرد بعد وفاتي قيل له لو جاز ذلك لجاز أن يكون كل خبر رواه المسلمون من أنه لا نبي بعد محمد صلَّى اللَّه عليه و آله أنه إنما هو لا نبي بعد نبوته و أنه قد يجوز أن يكون بعد وفاته أنبياء.

فإن قال قد اتفق المسلمون على أن معنى قوله لا نبي بعدي هو أنه لا نبي بعد وفاتي إلى يوم القيامة فكذلك يقال له في كل خبر و أثر يومي(1) فيه أنه لا نبي بعده.

فإن قال إن قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى إنما كان حيث

خرج النبي صلَّى اللَّه عليه و آله إلى غزوة تبوك فاستخلف عليا عليه السلام فقال يا رسول الله تخلفني مع النساء و الصبيان فقال له رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.

قيل هذا غلط في النظر لأنك لا تروي خبرا تخصص به معنى الخبر المجمع عليه إلا و روينا بإزائه ما ينقضه و يخصص الخبر المجمع عليه على المعنى الذي ندعيه دون ما تذهب إليه و لا يكون لك و لا لنا في ذلك حجة لأن الخبرين مخصوصان و يبقى الخبر على عمومه و يكون دلالته و ما يوجبه وروده عموما لنا دونك لأنا نروي بإزاء ما رويته أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله جمع المسلمين و قال لهم و قد استخلفت عليا عليكم بعد وفاتي و قلدته أمركم و ذلك بوحي من الله عز و جل إلي فيه.

ص: 78


1- . في بعض النسخ [روى].

ثم قال له بعقب هذا القول مؤكدا له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فيكون هذا القول بعد ذلك الشرح بينا مقاوما لخبركم المخصوص و يبقى الخبر الذي أجمعنا عليه و على نقله من أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله قال لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي بحالة يتكلم في معناه على ما تحتمله اللغة و المشهور من التفاهم و هو ما تكلمنا فيه و شرحناه و ألزمنا به أن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله قد نص على إمامة علي عليه السلام بعد وفاته و أنه استخلفه و فرض طاعته - وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ على نهج الحق المبين.

باب معنى قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله لعلي و الحسن و الحسين أنتم المستضعفون بعدي

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ [بْنِ] اَلْهَيْثَمِ اَلْعِجْلِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ:

إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَبَكَى وَ قَالَ أَنْتُمُ اَلْمُسْتَضْعَفُونَ بَعْدِي قَالَ اَلْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ مَا مَعْنَى ذَلِكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَ مَعْنَاهُ أَنَّكُمُ اَلْأَئِمَّةُ بَعْدِي إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ اَلْوٰارِثِينَ (1) فَهَذِهِ اَلْآيَةُ جَارِيَةٌ فِينَا إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ .

باب معاني ألفاظ وردت في صفة النبي صلَّى اللَّه عليه و آله

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ اَلْقَاسِمُ بْنُ بُنْدَارَ اَلْمَعْرُوفُ بِأَبِي صَالِحٍ اَلْحَذَّاءِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ

ص: 79


1- . القصص: 5.

اَلرَّازِيُّ نَزِيلُ نَهَاوَنْدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ اَلنَّهْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جُمَيعُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِمَكَّةَ عَنِ اِبْنِ أَبِي هَالَةَ اَلتَّمِيمِيِّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ وَ كَانَ وَصَّافاً عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - وَ حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْقَاسِمِ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ مَنِيعٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ بِمَدِينَةِ اَلرَّسُولِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - وَ حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [بْنِ] عُبْدَانَ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْبَزَّازُ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ حَدَّثَنِي جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وُلْدِ أَبِي هَالَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ اَلتَّمِيمِيَّ وَ كَانَ وَصَّافاً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَا أَشْتَهِي أَنْ تَصِفَ (1) لِي مِنْهُ شَيْئاً لَعَلِّي أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَخْماً(2) مُفَخَّماً يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ اَلْقَمَرِ لَيْلَةَ اَلْبَدْرِ أَطْوَلَ مِنَ اَلْمَرْبُوعِ وَ أَقْصَرَ مِنَ اَلْمُشَذَّبِ عَظِيمَ اَلْهَامَةِ رَجِلَ اَلشَّعْرِ إِنِ اِنْفَرَقَتْ (3) عَقِيقَتُهُ فَرَقَ وَ إِلاَّ فَلاَ يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ أَزْهَرَ اَللَّوْنِ وَاسِعَ اَلْجَبِينِ أَزَجَّ اَلْحَوَاجِبِ (4) سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ اَلْغَضَبُ أَقْنَى اَلْعِرْنِينِ لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ كَثَّ اَللِّحْيَةِ سَهْلَ اَلْخَدَّيْنِ ضَلِيعَ اَلْفَمِ أَشْنَبَ - مُفَلَّجَ اَلْأَسْنَانِ دَقِيقَ اَلْمَسْرُبَةِ كَأنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ اَلْفِضَّةِ مُعْتَدِلَ اَلْخَلْقِ بَادِناً مُتَمَاسِكاً سَوَاءَ اَلْبَطْنِ وَ اَلصَّدْرِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ اَلْمَنْكِبَيْنِ ضَخْمَ اَلْكَرَادِيسَ عَرِيضَ اَلصَّدْرِ أَنْوَرَ اَلْمُتَجَرَّدِ مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اَللَّبَّةِ وَ اَلسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ عَارِيَ اَلثَّدْيَيْنِ وَ اَلْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ أَشْعَرَ اَلذِّرَاعَيْنِ وَ اَلْمَنْكِبَيْنِ وَ أَعْلَى اَلصَّدْرِ -

ص: 80


1- . في بعض النسخ [و أنا أشتهى أن يضف.....].
2- . سيأتي - إن شاء اللّه - تفسير الحديث من المؤلّف - رحمه اللّه - في المتن.
3- . في بعض النسخ [ان تفرقت....].
4- . زج حاجبه: أى رق في طول فهو أزج.

طَوِيلَ اَلزَّنْدَيْنِ رَحْبَ اَلرَّاحَةِ شَثْنَ اَلْكَفَّيْنِ وَ اَلْقَدَمَيْنِ سَائِلَ اَلْأَطْرَافِ سَبْطَ اَلْقَصَبِ خَمْصَانَ اَلْأَخْمَصَيْنِ مَسِيحَ اَلْقَدَمَيْنِ يَنْبُو عَنْهُمَا اَلْمَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قَلْعاً يَخْطُو تَكَفُّؤاً وَ يَمْشِي هَوْناً ذَرِيعَ اَلْمِشْيَةِ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ وَ إِذَا اِلْتَفَتَ اِلْتَفَتَ جَمِيعاً خَافِضَ اَلطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى اَلْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ جُلُّ نَظَرِهِ اَلْمُلاَحَظَةُ (1) يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلاَمِ قَالَ فَقُلْتُ فَصِفْ لِي مَنْطِقَهُ فَقَالَ كَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُتَوَاصِلَ اَلْأَحْزَانِ دَائِمَ اَلْفِكْرِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ طَوِيلَ اَلسَّكْتِ (2)[اَلسُّكُوتِ] لاَ يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ يَفْتَتِحُ اَلْكَلاَمَ وَ يَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ اَلْكَلِمِ فَصْلاً لاَ فُضُولَ فِيهِ وَ لاَ تَقْصِيرَ دَمِثاً لَيِّناً لَيْسَ بِالْجَافِي وَ لاَ بِالْمَهِينِ تَعْظُمُ عِنْدَهُ اَلنِّعْمَةُ وَ إِنْ دَقَّتْ لاَ يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئاً غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَذُمُّ ذَوَّاقاً وَ لاَ يَمْدَحُهُ وَ لاَ تُغْضِبُهُ اَلدُّنْيَا وَ مَا كَانَ لَهَا فَإِذَا تُعُوطِيَ اَلْحَقَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وَ لَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْ ءٌ حَتَّى يُنْتَصَرَ لَهُ إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا وَ إِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا وَ إِذَا تَحَدَّثَ اِتَّصَلَ بِهَا فَضَرَبَ بِرَاحَتِهِ اَلْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ اَلْيُسْرَى وَ إِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَ أَشَاحَ وَ إِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ جُلُّ ضِحْكِهِ اَلتَّبَسُّمُ يَفْتَرُّ(3) عَنْ مِثْلِ حَبِّ اَلْغَمَامِ إِلَى هَاهُنَا رَوَاهُ أَبُو اَلْقَاسِمِ بْنُ مَنِيعٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ اَلْبَاقِي رِوَايَةُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ إِلَى آخِرِهِ قَالَ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كَتَمْتُهَا اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ زَمَاناً ثُمَّ حَدَّثْتُهُ بِهِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلَهُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مَدْخَلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَخْرَجِهِ وَ مَجْلِسِهِ وَ شَكْلِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئاً قَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَأَلْتُ أَبِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مَدْخَلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُوناً لَهُ فِي ذَلِكَ فَإِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ جُزءً لِلَّهِ وَ جُزْءً لِأَهْلِهِ وَ جُزْءً لِنَفْسِهِ ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اَلنَّاسَ فَيَرُدُّ ذَلِكَ بِالْخَاصَّةِ عَلَى اَلْعَامَّةِ وَ لاَ يَدَّخِرُ عَنْهُمْ مِنْهُ شَيْئاً وَ كَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ اَلْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ اَلْفَضْلِ بِإِذْنِهِ وَ قَسْمُهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي اَلدِّينِ فَمِنْهُمْ ذُو اَلْحَاجَةِ وَ مِنْهُمْ ذُو اَلْحَاجَتَيْنِ وَ مِنْهُمْ ذُو اَلْحَوَائِجِ فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَ يَشْغَلُهُمْ فِي مَا أَصْلَحَهُمْ وَ اَلْأُمَّةَ مِنْ

ص: 81


1- . سقط هنا جملة و هى «يسوق أصحابه» أو «يفوق أصحابه» كما في المكارم للطبرسيّ - ره - و يأتي معناه من المؤلّف.
2- . في بعض النسخ [السكوت].
3- . افتر الرجل: ضحك ضحكا حسنا.

مَسْأَلَتِهِ عَنْهُمْ وَ بِإِخْبَارِهم بِالَّذِي يَنْبَغِي وَ يَقُولُ لِيُبْلِغِ اَلشَّاهِدُ مِنْكُمُ اَلْغَائِبَ وَ أَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لاَ يَقْدِرُ عَلَى إِبْلاَغِ حَاجَتِهِ فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَاناً حَاجَةَ مَنْ لاَ يَقْدِرُ عَلَى إِبْلاَغِهَا ثَبَّتَ اَللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ لاَ يَذْكُرُ عِنْدَهُ إِلاَّ ذَلِكَ وَ لاَ يُقَيِّدُ(1) مِنْ أَحَدٍ عَثْرَةً يَدْخُلُونَ رُوَّاداً(2) وَ لاَ يَفْتَرِقُونَ إِلاَّ عَنْ ذَوَاقٍ وَ يَخْرُجُونَ أَدِلَّةً (3)قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلاَّ عَمَّا يَعْنِيهِ (4) وَ يُؤْلِفُهُمْ وَ لاَ يُنَفِّرُهُمْ وَ يُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَ يُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ وَ يُحَذِّرُ اَلنَّاسَ وَ يَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بُشْرَهُ وَ لاَ خُلُقَهُ وَ يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ وَ يَسْأَلُ اَلنَّاسَ عَمَّا فِي اَلنَّاسَ وَ يُحَسِّنُ اَلْحَسَنَ وَ يُقَوِّيهِ وَ يُقَبِّحُ اَلْقَبِيحَ وَ يُهَوِّنُهُ مُعْتَدِلَ اَلْأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ لاَ يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمَلُّوا(5) وَ لاَ يُقَصِّرُ عَنِ اَلْحَقِّ وَ لاَ يَجُوزُهُ اَلَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ اَلنَّاسَ خِيَارُهُمْ أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَ أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُؤَاسَاةً وَ مُؤَازَرَةً فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَ يَجْلِسُ وَ لاَ يَقُومُ إِلاَّ عَلَى ذِكْرٍ وَ لاَ يُوطِنُ اَلْأَمَاكِنَ وَ يَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا وَ إِذَا اِنْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ اَلْمَجْلِسُ وَ يَأْمُرُ بِذَلِكَ وَ يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ وَ لاَ يَحْسَبُ مِنْ جُلَسَائِهِ أَنَّ أَحَداً أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ مَنْ جَالَسَهُ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ اَلْمُنْصَرِفَ عَنْهُ مَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرْجِعْ إِلاَّ بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ اَلْقَوْلِ قَدْ وَسِعَ اَلنَّاسَ مِنْهُ خُلُقُهُ وَ صَارَ لَهُمْ أَباً وَ صَارُوا عِنْدَهُ فِي اَلْخُلْقِ (6) سَوَاءً مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَ حَيَاءٍ وَ صِدْقٍ وَ أَمَانَةٍ وَ لاَ تَرْتَفِعُ فِيهِ اَلْأَصْوَاتُ وَ لاَ تُؤْبَنُ فِيهِ اَلْحُرَمُ (7) وَ لاَ تُنْثَى فَلَتَاتُهُ (8) مُتَعَادِلِينَ مُتَوَاصِلِينَ

ص: 82


1- . في بعض النسخ [يقبل] و يأتي معناهما من المؤلّف.
2- . رواد: جمع رائد بمعنى طالب الشيء.
3- . أدلة: جمع دال من دل الرجل إذا افتخر و له معنى آخر يأتي من المؤلّف. و في بعض النسخ [اذلة] بالمعجمة و لعله تصحيف. (م).
4- . عناه الامر يعنوه و يعنيه: أهمه.
5- . في بعض النسخ [يميلوا] و سقط هنا «لكل حال عنده عتاد» كما يأتي في بيان المؤلّف.
6- . في بعض النسخ [الحق].
7- . أبنه: عابه؛ و الحرم - بضم الحاء و فتح الراء المهملتين - جمع الحرمة و هي ما لا يحل انتهاكه. و «لا تؤبن فيه الحرم» أي لا يعاب الناس في مجلسه و لا تنتهك الحرمات فيه. (م).
8- . نثى الخبر: حدث به و اشاعه. و الفلتات هي الزلات و الهفوات و «لا تنثى فلتاته» أي لا يحدث بما وقع في مجلسه من الهفوات و الزلات و لا تذاع بين الناس. (م).

فِيهِ بِالتَّقْوَى مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ اَلْكَبِيرَ وَ يَرْحَمُونَ اَلصَّغِيرَ وَ يُؤْثِرُونَ ذَا اَلْحَاجَةِ وَ يَحْفَظُونَ اَلْغَرِيبَ - فَقُلْتُ فَكَيْفَ كَانَ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ فَقَالَ كَانَ دَائِمَ اَلْبِشْرِ(1) سَهْلَ اَلْخُلُقِ لَيِّنَ اَلْجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ(2) وَ لاَ غَلِيظٍ وَ لاَ صَخَّابٍ (3) وَ لاَ فَحَّاشٍ وَ لاَ عَيَّابٍ وَ لاَ مَدَّاحٍ يَتَغَافَلُ عَمَّا لاَ يَشْتَهِي فَلاَ يُؤْيِسُ مِنْهُ وَ لاَ يُخَيِّبُ فِيهِ مُؤَمِّلِيهِ قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاَثٍ اَلْمِرَاءِ وَ اَلْإِكْثَارِ وَ مَا لاَ يَعْنِيهِ وَ تَرَكَ اَلنَّاسَ مِنْ ثَلاَثٍ كَانَ لاَ يَذُمُّ أَحَداً وَ لاَ يُعَيِّرُهُ (4) وَ لاَ يَطْلُبُ عَثَرَاتِهِ وَ لاَ عَوْرَتَهُ - وَ لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ فِي مَا رَجَا ثَوَابَهُ إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ (5) جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ اَلطَّيْرُ فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا وَ لاَ يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ اَلْحَدِيثَ مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَ يَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ وَ يَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى اَلْجَفْوَةِ فِي مَسْأَلَتِهِ وَ مَنْطِقِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ وَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ اَلْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا فَارْفِدُوهُ (6) وَ لاَ يَقْبَلُ اَلثَّنَاءَ إِلاَّ مِنْ مُكَافِئٍ وَ لاَ يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ كَلاَمَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعَهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سُكُوتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ عَلَى اَلْحِلْمِ وَ اَلْحَذَرِ وَ اَلتَّقْدِيرِ وَ اَلتَّفَكُّرِ(7) فَأَمَّا اَلتَّقْدِيرُ فَفِي تَسْوِيَةِ اَلنَّظَرِ وَ اَلاِسْتِمَاع بَيْنَ اَلنَّاسَ وَ أَمَّا تَفَكُّرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى أَوْ يَفْنَى وَ جُمِعَ لَهُ اَلْحِلْمُ فِي اَلصَّبْرِ فَكَانَ لاَ يُغْضِبُهُ شَيْ ءٌ وَ لاَ يَسْتَفِزُّهُ وَ جُمِعَ لَهُ اَلْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ أَخْذِهِ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ وَ تَرْكِهِ اَلْقَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ وَ اِجْتِهَادِهِ اَلرَّأْيَ فِي صَلاَحِ أُمَّتِهِ وَ اَلْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ مِنَ خَيْرِ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةَ هَذَا آخِرُ مَا رَوَاهُ عَبْدَانُ .

ص: 83


1- . البشر - بالكسر - بشاشة الوجه.
2- . الفظ: الغليظ السيئ الخلق الخشن الكلام.
3- . الصخاب: الشديد الصياح.
4- . عيره تعييرا: نسبه الى العار و قبح عليه فعله.
5- . أطرق الرجل: سكت و جعل ينظر الى الأرض.
6- . رفده: أعطاه.
7- . في بعض النسخ [التفكير].

وَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى اَلْمُؤَدِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْهَيْثَمِ (1) اَلْأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلصَّقْرِ اَلسُّكَّرِيُّ أَبُو اَلْعَبَّاسَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ اَلْجَرَّاحِ قَالَ حَدَّثَنِي جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ اَلْعِجْلِيُّ إِمْلاَءً مِنْ كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وُلْدِ أَبِي هَالَةَ اَلتَّمِيمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ اَلتَّمِيمِيَّ قَالَ وَ كَانَ وَصَّافاً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهُ شَيْئاً لَعَلِّي أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَخْماً مُفَخَّماً وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

قال محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه مصنف هذا الكتاب رحمه الله سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري - عن تفسير هذا الخبر فقال قوله كان رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله فخما مفخما معناه كان عظيما معظما في الصدور و العيون و لم يكن خلقته في جسمه الضخامة و كثرة اللحم و قوله يتلألأ تلألؤ القمر معناه ينير و يشرق كإشراق القمر و قوله أطول من المربوع و أقصر من المشذب فالمشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم يقال جذع مشذب إذا طرحت عنه قشوره و ما يجري مجراها و يقال لقشور الجذع التي تقشر عنه الشذب قال الشاعر في صفة فرس

أما إذا استقبلته فكأنه *** في العين جذع من أوال مشذب

و قوله رجل الشعر معناه في شعره تكسر و تعقف و يقال شعر رجل إذا كان كذلك و إذا كان الشعر منبسطا لا تكسر فيه قيل شعر سبط و رسل و قوله إن تفرقت عقيقته العقيقة الشعر المجتمع في الرأس و عقيقة المولود الشعر الذي يكون على رأسه من الرحم و يقال لشعر المولود المتجدد بعد الشعر الأول الذي حلق عقيقة و يقال للذبيحة التي تذبح عن المولود عقيقة -

وَ فِي اَلْحَدِيثِ: كُلُّ مَوْلُودٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ.

و عق النبي صلَّى اللَّه عليه و آله عن نفسه بعد ما جاءته النبوة و عق عن الحسن و الحسين عليهما السلام كبشين.

و قوله أزهر اللون معناه نير اللون يقال أصفر يزهر إذا كان نيرا و السراج يزهر معناه ينير و قوله أَزَجَّ الحواجب معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما -

ص: 84


1- . الظاهر أنّه محمّد بن الهيثم أبى القاسم البغداديّ و في بعض النسخ [محمّد بن القاسم] باسقاط «أبى».

و جبينه إلى الصدغين قال الشاعر

إن ابتساما بالنقي الأفلج *** و نظرا في الحاجب المزجج

مئنة(1) من الفعال الأعوج

مئنة علامة

وَ فِي حَدِيثِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ فِي طُولِ صَلاَةِ اَلرَّجُلِ وَ قِصَرِ خُطَبِهِ مَئِنَّةً مِنْ فِقْهِهِ. و إنما جمع الحاجب في قوله أزج الحواجب و لم يقل الحاجبين فهو على لغة من يوقع الجمع على التثنية و يحتج بقول الله جل ثناؤه - وَ كُنّٰا لِحُكْمِهِمْ شٰاهِدِينَ يريد لحكم داود و سليمان عَلَيْهِ السَّلاَمُ

وَ قَالَ اَلنَّبِيُّ: اَلاِثْنَانِ وَ مَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ. و قال بعض العلماء يجوز أن يكون جمعا فقال أزج الحواجب على أن كل قطعة من الحاجب اسمها حاجب فأوقعت الحواجب على القطع المختلفة كما يقال للمرأة حسنة الأجساد و قد قال الأعشى

و مثلك بيضاء ممكورة *** و صاك العبير بأجسادها

صاك معناه لصق و قوله في غير قرن معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف و ابيضاض يقال لهما البلج و البلجة يقال حاجبه أبلج إذا كان كذلك و إذا اتصل الشعر في وسط الحاجب فهو القرن و قوله أقنى العرنين القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب(2) في وسطه و العرنين(3) الأنف و قوله كث اللحية معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها و قوله ضليع الفم معناه كبير الفم و لم تزل العرب تمدح بكبر الفم و تهجو بصغره.

قال الشاعر يهجو رجلا

إن كان كدي و إقدامي لفي جرذ *** بين العواسج أجنى حوله المصع(4)

معناه إن كان كدي و إقدامي لرجل فمه مثل فم الجرذ في الصغر و المصع

ص: 85


1- . بفتح الميم و كسر الهمزة. (م).
2- . احديداب: مصدر «احدودب» اذا ارتفع ضد «تقعر» و قنى الانف - بكسر النون - قنا - بفتحتين - فهو «أقنى» اذا كان في وسط عظمه احديداب و ارتفاع. (م).
3- . بكسر العين و النون. (م).
4- . الجرذ: الفارة و المصع - بضم الميم و سكون الصاد او فتحها. و العوسج: شجر الشوك. (م).

ثمر العوسج و قال بعض الشعراء

لحى الله أفواه(1) الدبا من قبيلة

فعيرهم بصغر الأفواه كما مدحوا الخطباء بسعة الأشداق(2) و إلى هذا المعنى يصرف قوله أيضا كان يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه لأن الشدق جميل مستحسن عندهم يقال خطيب أهرت الشدقين و هريت الشدق و سمي عمرو بن سعيد الأشدق و قالت الخنساء ترثي أخاها

و أحيا من محياه حياء *** و أجرى من أبي ليث هزبر(3)

هريت الشدق رئبال إذا ما *** عدا لم ينه عدوته بزجر(4).

و قال ابن مقبل

هرت الشقاشق ظلامون للجزر

و قوله الأشنب من صفة الفم قالوا إنه الذي لريقه عذوبة و برد و قالوا أيضا إن الشنب في الفم تحدد و رقة و حدة في أطراف الأسنان و لا يكاد يكون هذا إلا مع الحداثة و الشباب قال الشاعر

يا بأبي أنت و فوك الأشنب *** كأنما ذر عليه الزرنب.

و قوله دقيق المسربة فالمسربة الشعر المستدق الممتد من اللبة(5) إلى السرة(6)قال الحارث بن وعلة الجرمي

الآن لما ابيض مسربتي *** و عضضت من نابي على جذم(7)

و قوله كان عنقه جيد دمية فالدمية الصورة و جمعها دمى قال الشاعر

أو دمية صور محرابها *** أو درة سيقت إلى تاجر

-

ص: 86


1- . لحى اللّه فلانا: قبحه و لعنه و الدبا أصغر الجراد. (م).
2- . الاشداق: جمع الشدق بكسر الشين و فتحها و هو زاوية الفم من باطن الخدين.
3- . المحياء - بضم الميم -: الوجه. و الهزبر: الأسد. و أيضا: الغليظ الضخيم.
4- . الهريت و الاهرت: الواسع الشدقين. و الرئبال: الأسد و الذئب.
5- . اللبة - بفتحتين - موضع القلادة من الصدر.
6- . السرة - بضم السين المهملة -: التجويف الصغير المعهود في وسط البطن.
7- . و قال بعده: و حلبت هذا الدهر أشطره و أتيت ما آتى على علم ترجو الاعادى أن ألين لها هذا تخيّل صاحب الحلم.

و الجيد العنق و قوله بادنا متماسكا معناه تام خلق الأعضاء ليس بمسترخى اللحم و لا بكثيره و قوله سواء البطن و الصدر معناه أن بطنه ضامر(1) و صدره عريض فمن هذه الجهة ساوى بطنه صدره و الكراديس رءوس العظام و قوله أنور المتجرد معناه نير الجسد الذي تجرد من الثياب و قوله طويل الزندين في كل ذراع زندان و هما جانبا عظم الذراع فرأس الزند الذي يلي الإبهام يقال له الكوع و رأس الزند الذي يلي الخنصر يقال له الكُرسُوع و قوله رَحْب الراحة معناه واسع الراحة كبيرها و العرب تمدح بكبر اليد و تهجو بصغرها قال الشاعر

فناطوا من الكذاب كفا صغيرة *** و ليس عليهم قتله بكبير

ناطوا معناه علقوا و قالوا رحب الراحة أي كثير العطاء كما قالوا ضيق الباع في الذم و قوله شثن الكفين معناه خشن الكفين و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعومة الكف و قوله سائل الأطراف أي تامها غير طويلة و لا قصيرة و قوله سبط القصب معناه ممتد القصب غير منعقدة و القصب العظام المجوف التي فيها مخ نحو الساقين و الذراعين و قوله خمصان أخمصين معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض و الأخمص ما ارتفع عن الأرض من وسط باطن الرجل و أسفلها و إذا كان أسفل الرجل مستويا ليس فيه أخمص فصاحبه أرح يقال رجل أرح(2)إذا لم يكن لرجله أخمص و قوله مسيح القدمين معناه ليس بكثير اللحم فيهما و على ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما و قوله زال قلعا معناه متثبتا و قوله يخطو تكفؤا معناه خطاه كأنه يتكسر فيها أو يتبختر لقلة الاستعجال معها و لا تبختر فيها و لا خيلاء و قوله و يمشي هونا معناه السكينة و الوقار و قوله ذريع المشية معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال و بدار يقال رجل ذريع في مشيه(3) و امرأة ذراع -

ص: 87


1- . الضامر: قليل اللحم.
2- . في بعض النسخ [ازج] بالمعجمتين و الظاهر أنّه تصحيف الارح - بالمهملتين و هو - من لا أخمص لقدميه (م).
3- . في بعض النسخ [مشيته].

إذا كانت واسعة اليدين بالغزل و قوله كأنما ينحط في صبب الصبب الانحدار و قوله دمثا الدمث اللين الخلق فشبه(1) بالدمث من الرمل و هو اللين - قال قيس بن الخطيم

يمشي كمشي الزهراء في دمث *** الرمل إلى السهل دونه الجرف

و المهين الحقير و قد رواه بعضهم المهين يعني لا يحقر أصحابه و لا يذلهم.

تعظم عنده النعمة معناه من حسن خطابه أو معونته بما يقل من الشأن كان عنده عظيما و قوله فإذا تعوطي الحق معناه و إذا تنوول غضب لله تبارك و تعالى قال الأعشى

تعاطى الضجيع إذا سامها *** بعيد الرقاد و عند الوسن

معناه تناوله و قوله إذا غضب أعرض و أشاح قالوا في أشاح جد في الغضب و انكمش و قالوا جد و جزع و استعد لذلك قال الشاعر

و أعطى لي على العَلاَّت مالي *** و ضربي هامَةَ البطل المشيح.

و قوله يسوق أصحابه معناه يقدمهم بين يديه تواضعا و تكرمة لهم و من رواه يفوق أراد يفضلهم دينا و حلما و كرما و قوله يفتر عن مثل حب الغمام معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض(2) يشبه حب الغمام يقال قد فررت الفرس إذا كشفت عن أسنانه و فررت الرجل عما في قلبه إذا كشفته عنه و قوله لكل حال عنده عتاد فالعتاد العدة يعني أنه أعد للأمور أشكالها و نظائرها و من رواه فلا يقيد من أحد عثرة بالدال أي من جنى عليه جناية اغتفرها و صفح عنها تصفحا و تكرما إذا كان تعطيلها لا يضيع من حقوق الله شيئا و لا يفسد متعبدا به و لا مفترضا و من رواه يقيل باللام ذهب إلى أنه عليه السلام لا يضيع من حقوق الناس التي تجب لبعضهم على بعض و قوله ثم يرد ذلك بالخاصة على العامة معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة ترفع إلى العامة علومه و آدابه و فوائده و فيه قول آخر فيرد ذلك بالخاصة

ص: 88


1- . في بعض النسخ [مشبه].
2- . الثغر - بفتح المثلثة و سكون الغين المعجمة -: مقدم الأسنان.

على العامة أن يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب الباء عن من و على عن إلى قيام بعض الصفات مقام بعض و قوله يدخلون رُوَّادا الرواد جمع رائد و هو الذي يتقدم إلى المنزل يرتاد لهم الكلاء يعني أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي صلَّى اللَّه عليه و آله من ورائهم كما ينفع الرائد من خلفه و قوله و لا يفترقون إلا عن ذواق معناه عن علوم يذوقون من حلاوتها ما يذاق من الطعام المشتهي و الأدلة التي تدل الناس على أمور دينهم و قوله لا تُؤْبَنُ فيه الحرم أي لا تعاب أبنت الرجل فأنا آبن و المأبون المعيب و الأبنة العيب قال أبو الدرداء إن تؤبن بما ليس فينا فربما زُكِّينا بما ليس عندنا(1) و لعل ذا أن يكون بذلك معناه أن نعيب بما ليس فينا و قال الأعشى

سلاجم كالنخل ألبستها(2)*** قضيب سراء قليل الابن.

و قوله و لا تنثى فلتاته معناه من غلط فيه غلطة لم يشنع و لم يتحدث بها يقال نثوت الحديث أنثوه نثوا إذا حدثت به و قوله إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رءوسهم الطير معناه أنهم كانوا لإجلالهم نبيهم صلَّى اللَّه عليه و آله لا يتحركون فكانت صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن يصيده فهو يخاف أن تحرك طيران الطائر و ذهابه و فيه قول آخر أنهم كانوا يسكنون و لا يتحركون حتى يصيروا بذلك عند الطائر كالجدران و الأبنية التي لا يخاف الطير وقوعا عليها - قال الشاعر

إذا حلت بيوتهم عكاظا *** حسبت على رءوسهم الغرابا

معناه لسكونهم تسقط الغربان على رءوسهم و خص بالغراب لأنه من أشد الطير حذرا و قوله و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ معناه من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده و من استشعر منه نفاقا و ضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه و لم يحفل(3) به و قوله إذا جاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفِدُوه معناه فأعينوه و أسعفوه على طلبته يقال رفدت رفدا بفتح الراء في المصدر و الرفد بكسر الراء الاسم يعني به الهبة و العطية تم الخبر بتفسيره و الحمد لله كثيرا.

ص: 89


1- . في لسان العرب «فينا» بدل «عندنا».
2- . في هامش اللسان «سلاجم كالنحل انحى لها».
3- . أي لم يبال به و لم يهتم له.

باب معنى الثقلين و العترة

1 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ اَلْقُشَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْمُهَلَّبِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ اَلْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَطْوَلُ مِنَ اَلْآخَرِ - كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ إِلَى اَلْأَرْضِ طَرَفٌ بِيَدِ اَللَّهِ (1) وَ عِتْرَتِي أَلاَ وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ فَقُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ مَنْ عِتْرَتُهُ قَالَ أَهْلُ بَيْتِهِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا(2)عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ إِمْلاَءً قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنِ اَلْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: إِنِّي أَوْشَكَ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ فَإِنِّي تَارِكُ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِتْرَتِي - كِتَابَ اَللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّ اَللَّطِيفَ اَلْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ فَانْظُرُوا بِمَا ذَا تَخْلُفُونِّي.

3 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْفَضْلِ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو صَاحِبَ أَبِي اَلْعَبَّاسَ تَغْلِبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْعَبَّاسَ تَغْلِبَ يُسْأَلُ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ لِمَ سُمِّيَا بِثَقَلَيْنِ قَالَ لِأَنَّ اَلتَّمَسُّكَ بِهِمَا ثَقِيلٌ.

4 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمْدَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

سُئِلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مَعْنَى قَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ كِتَابَ

ص: 90


1- . كأنّه سقط هنا شيء مثل «و طرف بيدكم».
2- . في بعض النسخ [حدّثني].

اَللَّهِ وَ عِتْرَتِي مَنِ اَلْعِتْرَةُ فَقَالَ أَنَا وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ وَ اَلْأَئِمَّةُ اَلتِّسْعَةُ مِنْ وُلْدِ اَلْحُسَيْنِ تَاسِعُهُمْ مَهْدِيُّهُمْ وَ قَائِمُهُمْ لاَ يُفَارِقُونَ كِتَابَ اَللَّهِ وَ لاَ يُفَارِقُهُمْ حَتَّى يَرِدُوا عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَوْضَهُ (1).

5 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلسُّكَّرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اَللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ وَ ضَمَّ بَيْنَ سَبَّابَتَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَنْ عِتْرَتُكَ قَالَ عَلِيٌّ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ وَ اَلْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ اَلْحُسَيْنِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ.

قال مصنف هذا الكتاب قدس الله روحه(2) حكى محمد بن بحر الشيباني عن محمد بن عبد الواحد صاحب أبي العباس تغلب في كتابه الذي سماه كتاب الياقوتة أنه قال حدثني أبو العباس تغلب قال حدثني ابن الأعرابي و قال العترة قطاع المسك الكبار في النافجة(3) و تصغيرها عتيرة و العترة الريقة العذبة و تصغيرها عتيرة و العترة شجرة تنبت على باب وِجار الضب و أحسبه أراد وِجار الضبع لأن الذي للضب مكو(4) و للضبع وجار ثم قال و إذا خرجت الضب وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي لذلك لا تنمو و لا تكبر و العرب تضرب مثلا للذليل و الذلة فيقولون أذل من عترة الضب قال و تصغيرها عتيرة و العترة ولد الرجل و ذريته من صلبه فلذلك سميت ذرية محمد صلَّى اللَّه عليه و آله من علي و فاطمة عليهما السلام عترة محمد صلَّى اللَّه عليه و آله قال تغلب فقلت لابن الأعرابي فما معنى قول أبي بكر في السقيفة نحن عترة رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله قال أراد بلدته و بيضته و عترة محمد صلَّى اللَّه عليه و آله لا محالة ولد فاطمة عليها السلام و الدليل على ذلك رد أبي بكر و إنفاذ علي عليه السلام

ص: 91


1- . في بعض النسخ [الحوض].
2- . هذه الكلمة من النسّاخ.
3- . النافجة: الجلدة التي يجتمع فيها المسك.
4- . في بعض النسخ [هو جحر].

بسورة براءة و

قوله صلَّى اللَّه عليه و آله: أمرت ألا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني. فأخذها منه و دفعها إلى من كان منه دونه - فلو كان أبو بكر من العترة نسبا دون تفسير ابن الأعرابي أنه أراد البلدة لكان محالا أخذه سورة براءة منه و دفعها إلى علي عليه السلام و قد قيل إن العترة الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليه و هذا لقلة هدايته و قد قيل أن العترة أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من أصولها و عروقها و العترة في غير(1) هذا المعنى

قول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله: لا فرعة و لا عتيرة. قال الأصمعي كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على أنه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجبيته و عتائره(2) فكان الرجل ربما بخل بشاته فيصيد الظباء و يذبحها عن غنمه عند آلهتهم ليوفي بها نذره و أنشد الحارث بن حلزة

عنتا باطلا و ظلما كما تعتر *** عن حجرة الربيض الظباء

يعني يأخذونها بذنب غيرها كما يذبح أولئك الظباء عن غنمهم و قال الأصمعي و العترة الريح و العترة أيضا شجرة كثيرة اللبن صغيرة تكون نحو القامة(3) و يقال العتر الظباء الذكر عتر يعتر عترا إذا نعظ و قال الرياشي سألت الأصمعي عن العترة فقال هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه و العترة علي بن أبي طالب و ذريته من فاطمة و سلالة النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و هم الذين نص الله تبارك و تعالى عليهم بالإمامة على لسان نبيه صلَّى اللَّه عليه و آله و هم اثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم عليه السلام على جميع ما ذهبت إليه العرب من معنى العترة و ذلك أن الأئمة عليهم السلام من بين جميع بني هاشم و من بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة و علومهم العذبة عند أهل الحل و العقد(4) و هم

ص: 92


1- . في بعض النسخ [فى هذا المعنى] و الظاهر أنّه هو الصحيح (م).
2- . عتائر: جمع «عتيرة» و هي شاة كان العرب يذبحونها للاصنام في شهر رجب و يقال لها ايضا: «رجبية». (م).
3- . في بعض النسخ [بحر تهامة] و الظاهر أنّه تصحيف (م).
4- . في بعض النسخ [عند أهل الحكمة و العقل].

الشجرة التي

قال رسول الله صلَّى اللَّه عليه و آله: أنا أصلها و أمير المؤمنين عليه السلام فرعها و الأئمة من ولده أغصانها و شيعتهم ورقها و علمهم ثمرها. و هم عليهم السلام أصول الإسلام على معنى البلدة و البيضة و هم عليهم السلام الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليها لقلة هدايته و هم أصل الشجرة المقطوعة لأنهم وتروا و ظلموا و جفوا و قطعوا و لم يوصلوا فنبتوا من أصولهم و عروقهم و لا يضرهم قطع من قطعهم و إدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبيه صلَّى اللَّه عليه و آله و من معنى العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجرموه و لم يذنبوه و منافعهم كثيرة و هم ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللبن و هم عليهم السلام ذكران غير إناث على معنى قول من قال إن العترة هو الذكر و هم جند الله عز و جل و حزبه على معنى قول الأصمعي إن العترة الريح

قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلرِّيحُ جُنْدُ اَللَّهِ اَلْأَكْبَرُ. في حديث مشهور عنه عليه السلام و الريح عذاب على قوم و رحمة لآخرين و هم عليهم السلام كذلك كما في القرآن(1) المقرون إليهم

بقول النبي صلَّى اللَّه عليه و آله: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي. قال الله عز و جل - وَ نُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْآنِ مٰا هُوَ شِفٰاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لاٰ يَزِيدُ اَلظّٰالِمِينَ إِلاّٰ خَسٰاراً(2) و قال عز و جل وَ إِذٰا مٰا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زٰادَتْهُ هٰذِهِ إِيمٰاناً فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا فَزٰادَتْهُمْ إِيمٰاناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَ مٰاتُوا وَ هُمْ كٰافِرُونَ (3) و هم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة على معنى الذي ذهب إليه من قال إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا و بركاتهم منبثة في المشرق و المغرب.

باب معنى الآل و الأهل و العترة و الأمة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْعَلاَءِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 93


1- . في بعض النسخ [كالقران] و لعلها الصحيح.
2- . الإسراء: 82.
3- . التوبة: 125.

إِنَّا نَقُولُ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ قَوْمٌ نَحْنُ آلُ مُحَمَّدٍ(1) فَقَالَ إِنَّمَا آلُ مُحَمَّدٍ مَنْ حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ نِكَاحَهُ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنِ اَلْآلُ قَالَ ذُرِّيَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَنِ اَلْأَهْلُ قَالَ اَلْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فَقُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ اَلْعَذٰابِ (2) قَالَ وَ اَللَّهِ مَا عَنَى إِلاَّ اِبْنَتَهُ.

3 - وَ حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ ذُرِّيَّتُهُ فَقُلْتُ أَهْلُ بَيْتِهِ قَالَ اَلْأَئِمَّةُ اَلْأَوْصِيَاءُ فَقُلْتُ مَنْ عِتْرَتُهُ قَالَ أَصْحَابُ اَلْعَبَاءِ فَقُلْتُ مَنْ أُمَّتُهُ قَالَ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ صَدَقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمُتَمَسِّكُونَ بِالثَّقَلَيْنِ اَللَّذَيْنِ أُمِرُوا بِالتَّمَسُّكِ بِهِمَا كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِتْرَتِهِ أَهْلِ بَيْتِهِ اَلَّذِينَ أَذْهَبَ اَللَّهُ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً وَ هُمَا اَلْخَلِيفَتَانِ عَلَى اَلْأُمَّةِ بَعْدَهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه و تأويل الذريات إذا كانت بالألف(3)الأعقاب و النسل كذلك قال أبو عبيد و قال أما الذي في القرآن وَ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنٰا هَبْ لَنٰا مِنْ أَزْوٰاجِنٰا وَ ذُرِّيّٰاتِنٰا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (4) قرأها علي عليه السلام وحده(5) بهذا المعنى و الآية التي في يس وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنّٰا حَمَلْنٰا ذُرِّيَّتَهُمْ (6) و قوله كَمٰا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (7) فيه لغتان ذرية و ذرية مثل علية و علية(8) فكانت قراءته بالضم و قرأها أبو عمرو و هي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ ذرية

ص: 94


1- . في بعض النسخ [و أهل بيته].
2- . المؤمن: 45.
3- . أي بصيغة الجمع.
4- . الفرقان: 74.
5- . أي بصيغة المفرد قبال الجمع.
6- . يس: 42.
7- . الأنعام: 133.
8- . العلية: بيت منفصل عن الأرض ببيت و نحوه.

من حملنا مع نوح بالكسر و قال مجاهد في قوله تعالى - إِلاّٰ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ (1) و إنهم أولاد الذين أرسل إليهم موسى و مات آباؤهم و قال الفراء إنما سموا ذرية لأن آباءهم من القبط و أمهاتهم من بني إسرائيل قال و ذلك كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم قال أبو عبيدة إنهم يسمون ذرية و هم رجال مذكورون لهذا المعنى و ذرية الرجل كأنهم النشء(2) الذين خرجوا منه و هو من ذروت أو ذريت و ليس بمهموز و قال أبو عبيدة و أصله مهموز و لكن العرب تركت الهمزة فيه و هو في مذهب من ذرأ الله الخلق كما قال الله عز و جل - وَ لَقَدْ ذَرَأْنٰا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ (3) و ذرأهم أي أنشأهم و خلقهم و قوله عز و جل يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ (4) أي يخلقكم فكان ذرية الرجل هم خلق الله عز و جل منه و من نسله و من أنشأه الله تبارك و تعالى من صلبه.

باب معنى الإمام المبين

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلصَّقْرِ اَلصَّائِغُ (5) قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلاَّمٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَلْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَارِثُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ (6) قَامَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ مِنْ مَجْلِسِهِمَا فَقَالاَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ هُوَ اَلتَّوْرَاةُ - قَالَ لاَ قَالاَ فَهُوَ اَلْإِنْجِيلُ قَالَ لاَ قَالاَ فَهُوَ اَلْقُرْآنُ قَالَ لاَ قَالَ فَأَقْبَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هُوَ هَذَا إِنَّهُ اَلْإِمَامُ اَلَّذِي أَحْصَى اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِيهِ عِلْمَ كُلِّ شَيْ ءٍ.

ص: 95


1- . يونس: 83.
2- . النشء: النسل.
3- . الأعراف: 179.
4- . الشورى: 11.
5- . الصقر - بفتح الصاد المهملة و سكون القاف ثمّ الراء المهملة -
6- . يس: 12.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه سألت أبا بشر اللغوي بمدينة السلام عن معنى الإمام فقال الإمام في لغة العرب هو المتقدم بالناس و الإمام هو المطمر و هو التر(1) الذي يبنى عليه البناء و الإمام هو الذهب الذي يجعل في دار الضرب ليؤخذ عليه العيار و الإمام هو الخيط الذي يجمع حبات العقد و الإمام هو الدليل في السفر في ظلمة الليل و الإمام هو السهم الذي يجعل مثالا يعمل عليه السهام.

2 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ اَلْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْهَارُونِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلرَّقَّامِ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْقَاسِمُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِي اَلْجَامِعِ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ اَلْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اِخْتِلاَفِ اَلنَّاسِ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَعْلَمْتُهُ خَوَضَانَ اَلنَّاسِ فِي ذَلِكَ فَتَبَسَّمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ اَلْعَزِيزِ جَهِلَ اَلْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ أَدْيَانِهِمْ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتَّى أَكْمَلَ لَهُمُ اَلدِّينَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ اَلْقُرْآنَ فِيهِ تَفْصِيلُ كُلِّ شَيْ ءٍ بَيَّنَ فِيهِ اَلْحَلاَلَ وَ اَلْحَرَامَ وَ اَلْحُدُودَ وَ اَلْأَحْكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ اَلنَّاسُ إِلَيْهِ كَمَلاً فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ مٰا فَرَّطْنٰا فِي اَلْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ (2) فَأَنْزَلَ فِي حِجَّةِ اَلْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ عُمُرِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ - اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاٰمَ دِيناً(3) فَأَمْرُ اَلْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ اَلدِّينِ فَلَمْ يَمْضِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَصْدِ سَبِيلِ اَلْحَقِّ وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ اَلْأُمَّةُ إِلاَّ بَيَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اَللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اَللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ هَلْ تَعْرِفُونَ قَدْرَ اَلْإِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ اَلْأُمَّةِ فَيَجُوزَ فِيهَا اِخْتِيَارُهُمْ إِنَّ اَلْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً وَ أَعْظَمُ شَأْناً وَ أَعْلَى مَكَاناً وَ أَمْنَعُ جَانِباً وَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا اَلنَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ أَوْ يُقِيمُوا إِمَاماً

ص: 96


1- . التر - بضم التاء المثناة و الراء المهملة -: خيط يمد البناء على البناء ليقدر به.
2- . الأنعام: 38. اى ما قصرنا في القرآن فانه دوّن فيه ما يحتاج إليه من امر الدين مجملا و مفصلا و «من» مزيدة. (البيضاوى).
3- . المائدة: 3.

بِاخْتِيَارِهِمْ - إِنَّ اَلْإِمَامَةَ خَصَّ اَللَّهُ بِهَا إِبْرَاهِيمَ اَلْخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ اَلنُّبُوَّةِ وَ اَلْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ(1) بِهَا ذِكْرَهُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً فَقَالَ اَلْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سُرُوراً بِهَا وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي اَلظّٰالِمِينَ (2) فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ فَصَارَتْ فِي اَلصَّفْوَةِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ اَللَّهُ بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ اَلصَّفْوَةِ وَ اَلطَّهَارَةِ فَقَالَ وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنٰا صٰالِحِينَ. وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا وَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْهِمْ فِعْلَ اَلْخَيْرٰاتِ وَ إِقٰامَ اَلصَّلاٰةِ وَ إِيتٰاءَ اَلزَّكٰاةِ وَ كٰانُوا لَنٰا عٰابِدِينَ (3) فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى وَرِثَهَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ - إِنَّ أَوْلَى اَلنّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا اَلنَّبِيُّ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ اَللّٰهُ وَلِيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ (4) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسْمِ مَا فَرَضَهَا اَللَّهُ فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ اَلْأَصْفِيَاءِ اَلَّذِينَ آتَاهُمُ اَللَّهُ اَلْعِلْمَ وَ اَلْإِيمَانَ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ قٰالَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ وَ اَلْإِيمٰانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتٰابِ اَللّٰهِ إِلىٰ يَوْمِ اَلْبَعْثِ (5) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَاصَّةً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ إِذْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ هَؤُلاَءِ اَلْجُهَّالُ اَلْإِمَامَ إِنَّ اَلْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ إِرْثُ اَلْأَوْصِيَاءِ إِنَّ اَلْإِمَامَةَ لَخِلاَفَةُ اَللَّهِ وَ خِلاَفَةُ اَلرَّسُولِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَقَامُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مِيرَاثُ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قٰالَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ وَ اَلْإِيمٰانَ إِنَّ اَلْإِمَامَةَ زِمَامُ اَلدِّينِ وَ نِظَامُ اَلْمُسْلِمِينَ وَ صَلاَحُ اَلدُّنْيَا وَ عِزُّ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اَلْإِمَامَةَ أُسُّ اَلْإِسْلاَمِ اَلنَّامِي وَ فَرْعُهُ اَلسَّامِي(6) بِالْإِمَامِ تَمَامُ اَلصَّلاَةِ وَ

ص: 97


1- . أشاد ذكره و بذكره: رفعه بالثناء عليه.
2- . البقرة: 124.
3- . الأنبياء: 73 «يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا» أى لا بتعيين الخلق.
4- . آل عمران: 68. اى اخصهم و اقربهم من الولى بمعنى القرب أو أحقهم بمقامه و الاستدلال بالآية مبنى على أن المراد بالمؤمنين فيها الأئمّة عليهم السلام.
5- . الروم: 56.
6- . الاس - بضم الهمزة - و الاساس: أصل البناء. و «النامى» صفة المضاف او المضاف اليه و الأول أظهر. و السامى: العالى من السمو بمعنى العلو.

اَلزَّكَاةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلْحَجِّ وَ اَلْجِهَادِوَ تَوْفِيرُ اَلْفَيْ ءِ وَ اَلصَّدَقَاتِ وَ إِمْضَاءُ اَلْحُدُودِ وَ اَلْأَحْكَامِ وَ مَنْعُ اَلثُّغُورِ وَ اَلْأَطْرَافِ (1) اَلْإِمَامُ يُحِلُّ حَلاَلَ اَللَّهِ وَ يُحَرِّمُ حَرَامَ اَللَّهِ وَ يُقِيمُ حُدُودَ اَللَّهِ وَ يَذُبُّ عَنْ دِينِ اَللَّهِ وَ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ بِالْحُجَّةِ اَلْبَالِغَةِ اَلْإِمَامُ كَالشَّمْسِ اَلطَّالِعَةِ اَلْمُجَلِّلَةِ بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ وَ هِيَ فِي اَلْأُفُقِ بِحَيْثُ لاَ تَنَالُهَا اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَبْصَارُ وَ اَلْإِمَامُ اَلْبَدْرُ اَلْمُنِيرُ وَ اَلسِّرَاجُ اَلظَّاهِرُ وَ اَلنُّورُ اَلسَّاطِعُ وَ اَلنَّجْمُ اَلْهَادِي فِي غَيَاهِبِ اَلدُّجَى(2) وَ اَلْبَلَدِ اَلْقِفَارِ وَ لُجَجِ اَلْبِحَارِ اَلْإِمَامُ اَلْمَاءُ اَلْعَذْبُ عَلَى اَلظَّمَاءِ وَ اَلدَّالُّ عَلَى اَلْهُدَى وَ اَلْمُنْحِي مِنَ اَلرَّدَى(3) - اَلْإِمَامُ اَلنَّارُ عَلَى اَلْيَفَاعِ (4) اَلْحَارُّ لِمَنِ اِصْطَلَى وَ اَلدَّلِيلُ فِي اَلْمَهَالِكِ مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ (5) اَلْإِمَامُ اَلسَّحَابُ اَلْمَاطِرُ وَ اَلْغَيْثُ اَلْهَاطِلُ (6) وَ اَلشَّمْسُ اَلْمُضِيئَةُ وَ اَلسَّمَاءُ اَلظَّلِيلَةُ وَ اَلْأَرْضُ اَلْبَسِيطَةُ وَ اَلْعَيْنُ اَلْغَزِيرَةُ وَ اَلْغَدِيرُ وَ اَلرَّوْضَةُ - اَلْإِمَامُ اَلْأَمِينُ اَلرَّفِيقُ وَ اَلْوَالِدُ اَلشَّفِيقُ (7) وَ اَلْأَخُ اَلشَّقِيقُ وَ مَفْزَعُ اَلْعِبَادِ فِي اَلدَّاهِيَةِ اَلنَّآدِ(8) اَلْإِمَامُ أَمِينُ اَللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي بِلاَدِهِ وَ اَلدَّاعِي إِلَى اَللَّهِ وَ اَلذَّابُّ عَنْ حُرَمِ اَللَّهِ اَلْإِمَامُ اَلْمُطَهَّرُ مِنَ اَلذُّنُوبِ اَلْمُبَرَّأُ مِنَ اَلْعُيُوبِ مَخْصُوصٌ بِالْعِلْمِ مَوْسُومٌ بِالْحِلْمِ نِظَامُ اَلدِّينِ وَ عِزُّ اَلْمُسْلِمِينَ وَ غَيْظُ اَلْمُنَافِقِينَ وَ بَوَارُ اَلْكَافِرِينَ اَلْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لاَ يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لاَ يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لاَ يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لاَ مِثْلٌ وَ لاَ نَظِيرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَ لاَ اِكْتِسَابٍ بَلِ اِخْتِصَاصٌ

ص: 98


1- . اذ هو الآمر بجميعها و معلّم أحكامها و الباعث لإيفائها على وجه الكمال و شرط تحقّق بعضها و العلم بإمامته شرط صحّة جميعها. (قاله العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه -).
2- . «غياهب:» جمع «غيهب» كجعفر و هو الظلمة و «الدجى» جمع «الدجية» بضم الدال و اسكان الجيم و هي أيضا الظلمة و الإضافة بيانية. (م).
3- . أنحى الرجل عن كذا و نحّاه: صرفه عنه. و الردى: السقوط و الهلاك و في الكافي «و المنجى من الردى». و كذا في بعض النسخ.
4- . اليفاع و اليفع - بفتحتين -: التل المشرف او كل ما ارتفع من الأرض.
5- . في بعض النسخ [فهو هالك].
6- . الغيث الهاطل: المطر العظيم القطر ينزل متتابعا متفرقا.
7- . في بعض النسخ [الأمين الرفيق و الوالد الرقيق] و في بعضها «الأمين الرقيق و الوالد الرفيق و الأخ الشفيق». و ما في المتن أنسب كما في الكافي.
8- . الداهية: المصيبة. و الامر العظيم. و نأد الداهية فلانا: دهته.

مِنَ اَلْمُفْضِلِ اَلْوَهَّابِ فَمَنْ ذَا اَلَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ اَلْإِمَامِ أَوْ يُمْكِنُهُ اِخْتِيَارُهُ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ضَلَّتِ اَلْعُقُولُ وَ تَاهَتِ اَلْحُلُومُ وَ حَارَتِ اَلْأَلْبَابُ وَ حَسَرَتِ اَلْعُيُونُ (1) وَ تَصَاغَرَتِ اَلْعُظَمَاءُ وَ تَحَيَّرَتِ اَلْحُكَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ اَلْحُلَمَاءُ وَ حَصِرَتِ اَلْخُطَبَاءُ (2)وَ ذَهَلَتِ اَلْأَلِبَّاءُ وَ كَلَّتِ اَلشُّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ اَلْأُدَبَاءُ وَ عَيِيَتِ اَلْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ أَوْ فَضْلٍ مِنْ فَضَائِلِهِ فَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَ اَلتَّقْصِيرِ وَ كَيْفَ يُوصَفُ أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَوْ يُفْهَمُ شَيْ ءٌ مِنْ أَمْرِهِ أَوْ يَقُومُ أَحَدٌ مَقَامَهُ وَ يُغْنِي غِنَاهُ لاَ كَيْفَ وَ أَنَّى وَ هُوَ بِحَيْثُ اَلنَّجْمُ مِنْ أَيْدِي اَلْمُتَنَاوِلِينَ وَ وَصْفِ اَلْوَاصِفِينَ فَأَيْنَ اَلاِخْتِيَارُ مِنْ هَذَا وَ أَيْنَ اَلْعُقُولُ عَنْ هَذَا وَ أَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا أَ ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ اَلرَّسُولِ كَذَبَتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ وَ اَللَّهِ وَ مَنَّهُمُ (3) اَلْبَاطِلُ فَارْتَقَوْا مُرْتَقًى صَعْباً دَحْضاً(4) - تَزِلُّ عَنْهُ إِلَى اَلْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ رَامُوا إِقَامَةَ اَلْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ بَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ وَ آرَاءٍ مُضِلَّةٍ فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلاَّ بُعْداً - قٰاتَلَهُمُ اَللّٰهُ أَنّٰى يُؤْفَكُونَ لَقَدْ رَامُوا صَعْباً وَ قَالُوا إِفْكاً وَ ضَلُّوا ضَلاٰلاً بَعِيداً وَ وَقَعُوا فِي اَلْحَيْرَةِ إِذْ تَرَكُوا اَلْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ - وَ زَيَّنَ لَهُمُ اَلشَّيْطٰانُ أَعْمٰالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ اَلسَّبِيلِ وَ كٰانُوا مُسْتَبْصِرِينَ رَغِبُوا عَنِ اِخْتِيَارِ اَللَّهِ وَ اِخْتِيَارِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى اِخْتِيَارِهِمْ وَ اَلْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ - وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مٰا يَشٰاءُ وَ يَخْتٰارُ مٰا كٰانَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ (5) وَ قَالَ - وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاٰ مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (6) - وَ قَالَ مٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ. أَمْ لَكُمْ كِتٰابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمٰا تَخَيَّرُونَ. أَمْ لَكُمْ أَيْمٰانٌ عَلَيْنٰا بٰالِغَةٌ إِلىٰ يَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمٰا تَحْكُمُونَ. سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذٰلِكَ زَعِيمٌ. أَمْ لَهُمْ شُرَكٰاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكٰائِهِمْ

إِنْ كٰانُوا صٰادِقِينَ(1) وَ قَالَ - أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ أَمْ عَلىٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا(2) أَمْ طَبَعَ اَللَّهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاٰ يَفْقَهُونَ(3) أَمْ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ هُمْ لاٰ يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ اَلدَّوَابِّ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلصُّمُّ اَلْبُكْمُ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْقِلُونَ. وَ لَوْ عَلِمَ اَللّٰهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ(4) أَمْ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا(5) بَلْ هُوَ فَضْلُ اَللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ اَللّٰهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ - فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ اَلْإِمَامِ وَ اَلْإِمَامُ عَالِمٌ لاَ يَجْهَلُ دَاعٍ(6) لاَ يَنْكُلُ مَعْدِنُ اَلْقُدْسِ وَ اَلطَّهَارَةِ وَ اَلنُّسُكِ(7) وَ اَلزَّهَادَةِ وَ اَلْعِلْمِ وَ اَلْعِبَادَةِ مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ اَلرَّسُولِ وَ نَسْلِ اَلْمُطَهَّرَةِ اَلْبَتُولِ لاَ مَغْمَزَ فِيهِ فِي نَسَبٍ وَ لاَ يُدَانِيهِ ذُو حَسَبٍ فِي اَلْبَيْتِ(8) مِنْ قُرَيْشٍ وَ اَلذِّرْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَ اَلْعِتْرَةِ مِنْ آلِ اَلرَّسُولِ وَ اَلرِّضَا مِنَ اَللَّهِ شَرَفُ اَلْأَشْرَافِ وَ اَلْفَرْعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِي اَلْعِلْمِ كَامِلُ اَلْحُكْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْأَمَانَةِ(9) عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ مَفْرُوضُ اَلطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اَللَّهِ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اَللَّهِ حَافِظٌ لِدِينِ اَللَّهِ إِنَّ اَلْأَنْبِيَاءَ وَ اَلْأَئِمَّةَ يُوَفِّقُهُمُ اَللَّهُ وَ يُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حُكْمِهِ مَا لاَ يُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى - أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاٰ يَهِدِّي إِلاّٰ أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(1(0) وَ قَوْلِهِ وَ مَنْ يُؤْتَ اَلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(1(1) وَ قَوْلِهِ فِي طَالُوتَ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي اَلْعِلْمِ وَ اَلْجِسْمِ وَ اَللّٰهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشٰاءُ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ(1(2) وَ قَالَ

ص: 99


1- . الحلوم كالالباب: العقول. و «ضلت» و «تاهت» و «حارت» متقاربة المعاني. و حسر - بفتحتين - حسورا: كل و ضعف فهو حسير. و في بعض نسخ الحديث «و خسئت» أي كلت.
2- . حصر - بكسر الصاد - حصرا - بفتحها - الخطيب: عيى في النطق.
3- . أي ألقت في انفسهم الامانى الباطلة أو أضعفتهم يقال: منّه السير أي أضعفه. و أعياه.
4- . الدحض - بفتح الدال المهملة و اسكان الحاء المهملة او فتحها -: المكان الزلق الذي لا تثبت عليه قدم.
5- . القصص: 68.
6- . الأحزاب: 36.

إِنْ كٰانُوا صٰادِقِينَ (1) وَ قَالَ - أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ أَمْ عَلىٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا(2) أَمْ طَبَعَ اَللَّهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاٰ يَفْقَهُونَ (3) أَمْ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ هُمْ لاٰ يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ اَلدَّوَابِّ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلصُّمُّ اَلْبُكْمُ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْقِلُونَ. وَ لَوْ عَلِمَ اَللّٰهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (4) أَمْ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا(5) بَلْ هُوَ فَضْلُ اَللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ اَللّٰهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ - فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ اَلْإِمَامِ وَ اَلْإِمَامُ عَالِمٌ لاَ يَجْهَلُ دَاعٍ (6) لاَ يَنْكُلُ مَعْدِنُ اَلْقُدْسِ وَ اَلطَّهَارَةِ وَ اَلنُّسُكِ (7) وَ اَلزَّهَادَةِ وَ اَلْعِلْمِ وَ اَلْعِبَادَةِ مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ اَلرَّسُولِ وَ نَسْلِ اَلْمُطَهَّرَةِ اَلْبَتُولِ لاَ مَغْمَزَ فِيهِ فِي نَسَبٍ وَ لاَ يُدَانِيهِ ذُو حَسَبٍ فِي اَلْبَيْتِ (8) مِنْ قُرَيْشٍ وَ اَلذِّرْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَ اَلْعِتْرَةِ مِنْ آلِ اَلرَّسُولِ وَ اَلرِّضَا مِنَ اَللَّهِ شَرَفُ اَلْأَشْرَافِ وَ اَلْفَرْعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِي اَلْعِلْمِ كَامِلُ اَلْحُكْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْأَمَانَةِ (9) عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ مَفْرُوضُ اَلطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اَللَّهِ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اَللَّهِ حَافِظٌ لِدِينِ اَللَّهِ إِنَّ اَلْأَنْبِيَاءَ وَ اَلْأَئِمَّةَ يُوَفِّقُهُمُ اَللَّهُ وَ يُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حُكْمِهِ مَا لاَ يُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى - أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاٰ يَهِدِّي إِلاّٰ أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (10) وَ قَوْلِهِ وَ مَنْ يُؤْتَ اَلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(11) وَ قَوْلِهِ فِي طَالُوتَ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي اَلْعِلْمِ وَ اَلْجِسْمِ وَ اَللّٰهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشٰاءُ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ (12) وَ قَالَ

ص: 100


1- . القلم: 37 الى 42.
2- . محمّد: 26.
3- . هذا من كلامه عليه السلام اقتبسه من الآيات. و ليس في المصحف بهذا اللفظ.
4- . الأنفال: 21 الى 24.
5- . البقرة: 92.
6- . في بعض النسخ [راع]. و قوله: «لا ينكل» - بالضم - اى لا يجبن.
7- . في بعض النسخ [و السناء].
8- . في بعض نسخ الحديث «فالبيت».
9- . في بعض النسخ [بالامامة] أى قوى عليها من الضلاعة و هي القوّة.
10- يونس: 35.
11- البقرة: 269.
12- البقرة: 247.

لِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْزَلَ اَللّٰهُ عَلَيْكَ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ مٰا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كٰانَ فَضْلُ اَللّٰهِ عَلَيْكَ عَظِيماً(1) - وَ قَالَ فِي اَلْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - أَمْ يَحْسُدُونَ اَلنّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً. فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً(2) إِنَّ اَلْعَبْدَ إِذَا اِخْتَارَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمُورِ عِبَادِهِ شَرَحَ لِذَلِكَ صَدْرَهُ فَأَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ اَلْحِكْمَةِ وَ أَلْهَمَهُ اَلْعِلْمَ إِلْهَاماً فَلَمْ يَعْيَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ وَ لاَ يَحَارُ فِيهِ عَنِ اَلصَّوَابِ وَ هُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ اَلْخَطَأَ وَ اَلزَّلَلَ وَ اَلْعِثَارَ يَخُصُّهُ اَللَّهُ بِذَلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ - وَ ذٰلِكَ فَضْلُ اَللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ اَللّٰهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَيَخْتَارُوهُ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهَذِهِ اَلصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ بَعُدُوا وَ بَيْتِ اَللَّهِ مِنَ اَلْحَقِّ (3)وَ نَبَذُوا كِتٰابَ اَللّٰهِ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ وَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْهُدَى وَ اَلشِّفَاءُ فَنَبَذُوهُ - وَ اِتَّبَعُوا أَهْوٰاءَهُمْ فَذَمَّهُمُ اَللَّهُ وَ مَقَتَهُمْ وَ أَتْعَسَهُمْ (4) فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ (5) وَ قَالَ فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ (6) وَ قَالَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ وَ عِنْدَ اَلَّذِينَ آمَنُوا كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ(7) .

3 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ اَلْعَبْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ

ص: 101


1- . الآية في سورة النساء و هي هكذا: «وَ أَنْزَلَ اَللّٰهُ عَلَيْكَ اَلْكِتٰابَ - الآية -» و التغيير اما نقل بالمعنى او من النسّاخ.
2- . النساء: 53 و 54.
3- . قال العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه -: هذا يدلّ على جواز الحلف بحرمات اللّه، فما ورد من المنع عن الحلف بغير اللّه اما مخصوص بغير هذا او بالدعاوى انتهى. و في بعض نسخ الحديث «تعدّوا».
4- . التعس - بالفتح و التحريك -: الهلاك، و السقوط، و الشر، و البعد، و الانحطاط.
5- . القصص: 50.
6- . محمّد: 9. و قوله: «أضل» عطف على الفعل الذي نصب «تعسا».
7- . المؤمن: 35.

اَلْبَاقِرَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَ يُعْرَفُ اَلْإِمَامُ قَالَ بِخِصَالٍ أَوَّلُهَا نَصُّ مِنَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَيْهِ وَ نَصْبُهُ عَلَماً لِلنَّاسِ حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهِمْ حُجَّةً لِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَصَبَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ عَرَّفَهُ اَلنَّاسَ بِاسْمِهِ وَ عَيْنِهِ وَ كَذَلِكَ اَلْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ يَنْصِبُ اَلْأَوَّلُ اَلثَّانِيَ وَ أَنْ يُسْأَلَ فَيُجِيبَ وَ أَنْ يُسْكَتَ عَنْهُ فَيَبْتَدِئَ وَ يُخْبِرَ اَلنَّاسَ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ وَ يُكَلِّمَ اَلنَّاسَ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إن الإمام عليه السلام إنما يخبر بما يكون في غد بعهد منه واصل إليه من رسول الله صلى الله عليه و آله و ذلك مما نزل به عليه جبرئيل عليه السلام من أخبار الحوادث الكائنة إلى يوم القيامة(1).

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لِلْإِمَامِ عَلاَمَاتٌ أَنْ يَكُونَ أَعْلَمَ اَلنَّاسِ وَ أَحْكَمَ اَلنَّاسِ وَ أَتْقَى اَلنَّاسِ وَ أَحْلَمَ اَلنَّاسِ وَ أَشْجَعَ اَلنَّاسِ وَ أَسْخَى اَلنَّاسِ وَ أَعْبَدَ اَلنَّاسِ وَ يُولَدَ مَخْتُوناً وَ يَكُونُ مُطَهَّراً وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ يَكُونُ لَهُ ظِلٌّ وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى اَلْأَرْضِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتَيْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَ لاَ يَحْتَلِمُ وَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَ لاَ يَنَامُ قَلْبُهُ وَ يَكُونُ مُحَدَّثاً وَ يَسْتَوِي عَلَيْهِ دِرْعُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لاَ يُرَى لَهُ بَوْلٌ وَ لاَ غَائِطٌ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ وَكَّلَ اَلْأَرْضَ بِابْتِلاَعِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ وَ يَكُونُ رَائِحَتُهُ أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ اَلْمِسْكِ وَ يَكُونُ أَوْلَى اَلنَّاسِ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ يَكُونُ أَشَدَّ اَلنَّاسِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَكُونُ آخَذَ اَلنَّاسِ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ وَ أَكَفَّ اَلنَّاسِ عَمَّا يَنْهَى عَنْهُ وَ يَكُونُ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَاباً حَتَّى إِنَّهُ لَوْ دَعَا عَلَى صَخْرَةٍ لاَنْشَقَّتْ بِنِصْفَيْنِ وَ يَكُونُ عِنْدَهُ سِلاَحُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَيْفُهُ ذُو اَلْفَقَارِ وَ يَكُونُ عِنْدَهُ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْمَاءُ شِيعَتِهِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْمَاءُ أَعْدَائِهِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ يَكُونُ عِنْدَهُ اَلْجَامِعَةُ وَ هِيَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِيهَا جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ وَ

ص: 102


1- . ظاهر كلامه هذا و هو انحصار علم الامام بالمغيبات او بما يأتي خاصّة في ما وصل إليه من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لا يوافق ما ورد من الروايات المستفيضة في علمه و كذا ما ورد في كونه محدثا كالخبر الآتي. (م).

يَكُونُ عِنْدَهُ اَلْجَفْرُ اَلْأَكْبَرُ وَ اَلْأَصْغَرُ وَ إِهَابُ مَاعِزٍ(1) وَ إِهَابُ كَبْشٍ فِيهِمَا جَمِيعُ اَلْعُلُومِ حَتَّى أَرْشُ اَلْخَدْشِ وَ حَتَّى اَلْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ اَلْجَلْدَةِ وَ ثُلُثُ اَلْجَلْدَةِ وَ يَكُونُ عِنْدَهُ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السلام أنه سيد العرب

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ اَلنَّصِيبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُوَانَةَ عَنْ أَبِي بَشِيرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ هَذَا سَيِّدُ اَلْعَرَبِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَ لَسْتَ سَيِّدَ اَلْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ اَلْعَرَبِ قُلْتُ وَ مَا اَلسَّيِّدُ قَالَ مَنِ اُفْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ كَمَا اُفْتُرِضَتْ طَاعَتِي .

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلسِّنَانِيِّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْعَلَوِيُّ اَلْعَبَّاسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ اَلْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلزَّيَّاتُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ اَلْمُنْذِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: عَلِيٌّ سَيِّدُ اَلْعَرَبِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَ لَسْتَ سَيِّدَ اَلْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ اَلْعَرَبِ قُلْتُ وَ مَا اَلسَّيِّدُ قَالَ مَنِ اُفْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ كَمَا اُفْتُرِضَتْ طَاعَتِي.

باب معنى تزويج النور من النور

1 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْبَزَنْطِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ

ص: 103


1- . الاهاب: الجلد. و الماعز: واحد المعز و هو خلاف الضأن من الغنم.

مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ لَهُ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ وَجْهاً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ لَمْ أَرَكَ فِي مِثْلِ هَذِهِ اَلصُّورَةِ فَقَالَ اَلْمَلَكُ لَسْتُ بِجَبْرَئِيلَ أَنَا مَحْمُودٌ(1) وَ بَعَثَنِيَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُزَوِّجَ اَلنُّورَ مِنَ اَلنُّورِ قَالَ مَنْ مِنْ مَنْ قَالَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ قَالَ فَلَمَّا وَلَّى اَلْمَلَكُ إِذاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ عَلِيٌّ وَصِيُّهُ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُنْذُ كَمْ كُتِبَ هَذَا بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَقَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِاثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ عَامٍ.

باب معنى الظالم لنفسه و المقتصد و السابق

1 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ اَلْبُخَارِيُّ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ اَلْعَلَوِيُّ اَلْفَقِيهُ بِفَرْغَانَةَ (2) بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتٰابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اَللّٰهِ (3) فَقَالَ اَلظَّالِمُ يَحُومُ حَوْمَ نَفْسِهِ وَ اَلْمُقْتَصِدُ يَحُومُ حَوْمَ قَلْبِهِ وَ اَلسَّابِقُ يَحُومُ (4) حَوْمَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتٰابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ

ص: 104


1- . في بعض النسخ [يا محمد].
2- . فرغانة - بالفتح ثمّ السكون و غين معجمة و بعد الالف نون -: مدينة و كورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان، في زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك، كثيرة الخير، واسعة الرستاق، يقال: كان بها أربعون منبرا و بينها و بين سمرقند خمسون فرسخا، من ولايتها خجندة. و يقال: فرغانة: قرية من قرى فارس. (مراصد الاطلاع).
3- . الفاطر: 32.
4- . حام حومه و حوله. دار به و طلبه.

مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اَللّٰهِ فَقَالَ اَلظَّالِمُ مِنَّا مَنْ لاَ يَعْرِفُ حَقَّ اَلْإِمَامِ وَ اَلْمُقْتَصِدُ اَلْعَارِفُ بِحَقِّ اَلْإِمَامِ وَ اَلسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اَللَّهِ هُوَ اَلْإِمَامُ - جَنّٰاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهٰا(1) يَعْنِي اَلسَّابِقَ وَ اَلْمُقْتَصِدَ.

3 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى اَلْبَجَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ مُوسَى بْنُ يُوسُفَ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ يَحْيَى عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي حَفْصٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً فِي اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذْ أَتَاهُ رَجُلاَنِ مِنْ أَهْلِ اَلْبَصْرَةِ فَقَالاَ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُمَا اِسْأَلاَ عَمَّا جِئْتُمَا(2) قَالاَ أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتٰابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اَللّٰهِ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ إِلَى آخِرِ اَلْآيَتَيْنِ قَالَ نَزَلَتْ فِينَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي فَمَنِ اَلظَّالِمُ لِنَفْسِهِ قَالَ مَنِ اِسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَ سَيِّئَاتُهُ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ فَقُلْتُ مَنِ اَلْمُقْتَصِدُ مِنْكُمْ قَالَ اَلْعَابِدُ لِلَّهِ رَبَّهُ فِي اَلْحَالَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ اَلْيَقِينُ فَقُلْتُ فَمَنِ اَلسَّابِقُ مِنْكُمْ بِالْخَيْرَاتِ قَالَ مَنْ دَعَا وَ اَللَّهِ إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ وَ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَى عَنْ اَلْمُنْكَرِ وَ لَمْ يَكُنْ لِلْمُضِلِّينَ عَضُداً وَ لاَ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً وَ لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ اَلْفَاسِقِينَ إِلاَّ مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ وَ دِينِهِ وَ لَمْ يَجِدْ أَعْوَاناً.

باب معنى ما روي أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار

1 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَشَّارٍ اَلْقَزْوِينِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْفَرَجِ اَلْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْقَزْوِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْفَيْضِ

ص: 105


1- . الفاطر: 32.
2- . في أكثر النسخ [سلا عما أحببتما].

صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُوسَى بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُوسَى اَلْوَشَّاءُ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ: كُنْتُ بِخُرَاسَانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي مَجْلِسِهِ وَ زَيْدُ بْنُ مُوسَى حَاضِرٌ قَدْ أَقْبَلَ عَلَى جَمَاعَةٍ فِي اَلْمَجْلِسِ يَفْتَخِرُ عَلَيْهِمْ وَ يَقُولُ نَحْنُ وَ نَحْنُ وَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُقْبِلٌ عَلَى قَوْمٍ يُحَدِّثُهُمْ فَسَمِعَ مَقَالَةَ زَيْدٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا زَيْدُ أَ غَرَّكَ قَوْلُ بَقَّالِي اَلْكُوفَةِ إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اَللَّهُ ذُرِّيَّتَهَا عَلَى اَلنَّارِ وَ اَللَّهِ مَا ذَلِكَ إِلاَّ لِلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ وُلْدِ بَطْنِهَا خَاصَّةً فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يُطِيعُ اَللَّهَ وَ يَصُومُ نَهَارَهُ وَ يَقُومُ لَيْلَهُ وَ تَعْصِيَهُ أَنْتَ ثُمَّ تَجِيئَانِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ سَوَاءً لَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ (1) إِنَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ كَانَ يَقُولُ لِمُحْسِنِنَا كِفْلاَنِ مِنَ اَلْأَجْرِ وَ لِمُسِيئِنَا ضِعْفَانِ مِنَ اَلْعَذَابِ وَ قَالَ اَلْحَسَنُ اَلْوَشَّاءُ ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا حَسَنُ كَيْفَ تَقْرَءُونَ هَذِهِ اَلْآيَةَ - قٰالَ يٰا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ (2) فَقُلْتُ مِنَ اَلنَّاسِ مَنْ يَقْرَأُ(3)إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقْرَأُ(4)إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ فَمَنْ قَرَأَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ نَفَاهُ عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَلاَّ لَقَدْ كَانَ اِبْنَهُ وَ لَكِنْ لَمَّا عَصَى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَفَاهُ اَللَّهُ عَنْ أَبِيهِ كَذَا مَنْ كَانَ مِنَّا لَمْ يُطِعِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَيْسَ مِنَّا وَ أَنْتَ إِذَا أَطَعْتَ اَللَّهَ فَأَنْتَ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ .

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَلْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اَللَّهُ ذُرِّيَّتَهَا عَلَى اَلنَّارِ قَالَ نَعَمْ عَنَى بِذَلِكَ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ وَ زَيْنَبَ وَ أُمَّ كُلْثُومٍ .

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 106


1- . حيث أدخلك الجنة بلا طاعة بل مع العصيان. (م).
2- . هود: 46.
3- . في بعض النسخ [يقرؤها].
4- . في بعض النسخ [يقرؤها].

جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا مَعْنَى قَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اَللَّهُ ذُرِّيَّتَهَا عَلَى اَلنَّارِ فَقَالَ اَلْمُعْتَقُونَ مِنَ اَلنَّارِ هُمْ وُلْدُ بَطْنِهَا اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ وَ زَيْنَبُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ .

4 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ اَلتَّاجِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنِ اَلثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لاَ يَقْدِرُ(1) أَحَدٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِأَنْ يَقُولَ يَا رَبِّ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ وُلْدَ فَاطِمَةَ هُمُ اَلْوُلاَةُ وَ فِي وُلْدِ فَاطِمَةَ أَنْزَلَ اَللَّهُ هَذِهِ اَلْآيَةَ خَاصَّةً - يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ (2) .

باب معنى ما روي في فاطمة عَلَيْهِ السَّلاَمُ أنها سيدة نساء العالمين

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمَدَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي فَاطِمَةَ أَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ أَ هِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَ ذَاكَ لِمَرْيَمَ كَانَتْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ .

باب معنى الأمانات التي أمر الله عز و جل عباده بأدائها إلى أهلها

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ قَالَ:

سَأَلْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا اَلْأَمٰانٰاتِ

ص: 107


1- . في بعض النسخ [لا يعذر] و هو الأظهر. (م).
2- . الزمر: 54.

إِلىٰ أَهْلِهٰا(1) فَقَالَ هَذِهِ مُخَاطَبَةٌ لَنَا خَاصَّةً أَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كُلَّ إِمَامٍ مِنَّا أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى اَلْإِمَامِ اَلَّذِي بَعْدَهُ وَ يُوصِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ هِيَ جَارِيَةٌ فِي سَائِرِ اَلْأَمَانَاتِ - وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ عَلَيْكُمْ بِأَدَاءِ اَلْأَمَانَةِ فَلَوْ أَنَّ قَاتِلَ أَبِيَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اِئْتَمَنَنِي عَلَى اَلسَّيْفِ اَلَّذِي قَتَلَهُ بِهِ لَأَدَّيْتُهُ إِلَيْهِ.

باب معنى الأمانة التي عرضت عَلَى اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسٰانُ

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْهَيْثَمِ اَلْعِجْلِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلْأَرْوَاحَ قَبْلَ اَلْأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَجَعَلَ أَعْلاَهَا وَ أَشْرَفَهَا أَرْوَاحَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ اَلْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيهِمْ فَعَرَضَهَا عَلَى اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبَالِ فَغَشِيَهَا نُورُهُمْ فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبَالِ هَؤُلاَءِ أَحِبَّائِي وَ أَوْلِيَائِي وَ حُجَجِي عَلَى خَلْقِي وَ أَئِمَّةُ بَرِيَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ وَ لِمَنْ تَوَلاَّهُمْ خَلَقْتُ جَنَّتِي وَ لِمَنْ خَالَفَهُمْ وَ عَادَاهُمْ خَلَقْتُ نَارِي فَمَنِ اِدَّعَى مَنْزِلَتَهُمْ مِنِّي وَ مَحَلَّهُمْ مِنْ عَظَمَتِي عَذَّبْتُهُ عَذٰاباً لاٰ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ اَلْعٰالَمِينَ وَ جَعَلْتُهُ مَعَ اَلْمُشْرِكِينَ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنْ نَارِي وَ مَنْ أَقَرَّ بِوَلاَيَتِهِمْ وَ لَمْ يَدَّعِ مَنْزِلَتَهُمْ مِنِّي وَ مَكَانَهُمْ مِنْ عَظَمَتِي جَعَلْتُهُ مَعَهُمْ فِي رَوْضَاتِ جَنَّاتِي(2) وَ كَانَ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ عِنْدِي وَ أَبَحْتُهُمْ كَرَامَتِي وَ أَحْلَلْتُهُمْ جِوَارِي - وَ شَفَّعْتُهُمْ فِي اَلْمُذْنِبِينَ مِنْ عِبَادِي وَ إِمَائِي فَوَلاَيَتُهُمْ أَمَانَةٌ عِنْدَ خَلْقِي فَأَيُّكُمْ يَحْمِلُهَا بِأَثْقَالِهَا وَ يَدَّعِيهَا لِنَفْسِهِ دُونَ خِيَرَتِي فَأَبَتِ اَلسَّمَاوَاتُ وَ اَلْأَرْضُ وَ اَلْجِبَالُ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنِ اِدِّعَاءِ مَنْزِلَتِهَا وَ تَمَنِّي مَحَلِّهَا مِنْ عَظَمَةِ رَبِّهَا -

ص: 108


1- . النساء: 58.
2- . في بعض النسخ [جنانى].

فَلَمَّا أَسْكَنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ وَ زَوْجَتَهُ اَلْجَنَّةَ قَالَ لَهُمَا - كُلاٰ مِنْهٰا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمٰا وَ لاٰ تَقْرَبٰا هٰذِهِ اَلشَّجَرَةَ يَعْنِي شَجَرَةَ اَلْحِنْطَةِ - فَتَكُونٰا مِنَ اَلظّٰالِمِينَ (1) فَنَظَرَا إِلَى مَنْزِلَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ اَلْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيهِم فَوَجَدَاهَا أَشْرَفَ مَنَازِلِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَقَالاَ يَا رَبَّنَا لِمَنْ هَذِهِ اَلْمَنْزِلَةُ فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ اِرْفَعَا رُءُوسَكُمَا إِلَى سَاقِ عَرْشِي فَرَفَعَا رُءُوسَهُمَا فَوَجَدَا اِسْمَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ اَلْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ صَلَوَاتُُ اللَّهِ عَلَيهِمْ مَكْتُوبَةً عَلَى سَاقِ اَلْعَرْشِ بِنُورٍ مِنْ نُورِ اَلْجَبَّارِ جَلَّ جَلاَلُهُ فَقَالاَ يَا رَبَّنَا مَا أَكْرَمَ أَهْلَ هَذِهِ اَلْمَنْزِلَةِ عَلَيْكَ وَ مَا أَحَبَّهُمْ إِلَيْكَ وَ مَا أَشْرَفَهُمْ لَدَيْكَ فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ لَوْ لاَ هُمْ مَا خَلَقْتُكُمَا هَؤُلاَءِ خَزَنَةُ عِلْمِي وَ أُمَنَائِي عَلَى سِرِّي إِيَّاكُمَا أَنْ تَنْظُرَا إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اَلْحَسَدِ وَ تَتَمَنَّيَا مَنْزِلَتَهُمْ عِنْدِي وَ مَحَلَّهُمْ مِنْ كَرَامَتِي فَتَدْخُلاَ بِذَلِكَ فِي نَهْيِي وَ عِصْيَانِي فَتَكُونٰا مِنَ اَلظّٰالِمِينَ قَالاَ رَبَّنَا وَ مَنِ اَلظَّالِمُونَ قَالَ اَلْمُدَّعُونَ لِمَنْزِلَتِهِمْ بِغَيْرِ حَقًّ قَالاَ رَبَّنَا فَأَرِنَا مَنَازِلَ (2) ظَالِمِيهِمْ فِي نَارِكَ حَتَّى نَرَاهَا كَمَا رَأَيْنَا مَنْزِلَتَهُمْ فِي جَنَّتِكَ فَأَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلنَّارَ فَأَبْرَزَتْ جَمِيعَ مَا فِيهَا مِنْ أَلْوَانِ اَلنَّكَالِ وَ اَلْعَذَابِ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ مَكَانُ اَلظَّالِمِينَ لَهُمْ اَلْمُدَّعِينَ لِمَنْزِلَتِهِمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنْهَا كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَ كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بُدِّلُوا(3) سِوَاهَا لِيَذُوقُوا اَلْعَذٰابَ - يَا آدَمُ وَ يَا حَوَّاءُ لاَ تَنْظُرَا إِلَى أَنْوَارِي وَ حُجَجِي بِعَيْنِ اَلْحَسَدِ فَأُهْبِطُكُمَا عَنْ جِوَارِي وَ أُحِلُّ بِكُمَا هَوَانِي - فَوَسْوَسَ لَهُمَا اَلشَّيْطٰانُ لِيُبْدِيَ لَهُمٰا مٰا وُورِيَ عَنْهُمٰا مِنْ سَوْآتِهِمٰا وَ قٰالَ مٰا نَهٰاكُمٰا رَبُّكُمٰا عَنْ هٰذِهِ اَلشَّجَرَةِ إِلاّٰ أَنْ تَكُونٰا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونٰا مِنَ اَلْخٰالِدِينَ. وَ قٰاسَمَهُمٰا إِنِّي لَكُمٰا لَمِنَ اَلنّٰاصِحِينَ. فَدَلاّٰهُمٰا بِغُرُورٍ وَ حَمَلَهُمَا عَلَى تَمَنِّي مَنْزِلَتِهِمْ فَنَظَرَا إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اَلْحَسَدِ فَخُذِلاَ حَتَّى أَكَلاَ مِنْ شَجَرَةِ اَلْحِنْطَةِ فَعَادَ مَكَانَ مَا أَكَلاَ شَعِيراً فَأَصْلُ اَلْحِنْطَةِ كُلِّهَا مِمَّا لَمْ يَأْكُلاَهُ وَ أَصْلُ اَلشَّعِيرِ كُلِّهِ مِمَّا عَادَ مَكَانَ مَا أَكَلاَهُ فَلَمَّا أَكَلاَ مِنَ اَلشَّجَرَةِ طَارَ اَلْحُلِيُّ وَ اَلْحُلَلُ عَنْ أَجْسَادِهِمَا وَ بَقِيَا عُرْيَانَيْنِ وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ اَلْجَنَّةِ وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا أَ لَمْ أَنْهَكُمٰا عَنْ تِلْكُمَا اَلشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُمٰا إِنَّ اَلشَّيْطٰانَ لَكُمٰا عَدُوٌّ مُبِينٌ فَ قٰالاٰ رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا

ص: 109


1- . البقرة: 33.
2- . في بعض النسخ [منزلة].
3- . في بعض النسخ [بدّلناهم].

لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ قَالَ اِهْبِطَا مِنْ جِوَارِي فَلاَ يُجَاوِرُنِي فِي جَنَّتِي مَنْ يَعْصِينِي فَهَبَطَا مَوْكُولَيْنِ إِلَى أَنْفُسِهِمَا فِي طَلَبِ اَلْمَعَاشِ فَلَمَّا أَرَادَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمَا جَاءَهُمَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لَهُمَا إِنَّكُمَا إِنَّمَا ظَلَمْتُمَا أَنْفُسَكُمَا بِتَمَنِّي مَنْزِلَةِ مَنْ فُضِّلَ عَلَيْكُمَا فَجَزَاؤُكُمَا مَا قَدْ عُوقِبْتُمَا بِهِ مِنَ اَلْهُبُوطِ مِنْ جِوَارِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى أَرْضِهِ فَسَلاَ رَبَّكُمَا بِحَقِّ اَلْأَسْمَاءِ اَلَّتِي رَأَيْتُمُوهَا عَلَى سَاقِ اَلْعَرْشِ حَتَّى يَتُوبَ عَلَيْكُمَا فَقَالاَ اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ اَلْأَكْرَمِينَ عَلَيْكَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ اَلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ إِلاَّ تُبْتَ عَلَيْنَا وَ رَحِمْتَنَا فَتَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِمَا إِنَّهُ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ فَلَمْ يَزَلْ أَنْبِيَاءُ اَللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ يَحْفَظُونَ هَذِهِ اَلْأَمَانَةَ وَ يُخْبِرُونَ بِهَا أَوْصِيَاءَهُمْ وَ اَلْمُخْلَصِينَ مِنْ أُمَمِهِمْ فَيَأْبَوْنَ حَمْلَهَا وَ يُشْفِقُونَ مِنِ اِدِّعَائِهَا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسَانُ اَلَّذِي قَدْ عُرِفَ فَأَصْلُ كُلِّ ظُلْمٍ مِنْهُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنّٰا عَرَضْنَا اَلْأَمٰانَةَ عَلَى اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً(1) .

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنّٰا عَرَضْنَا اَلْأَمٰانَةَ عَلَى اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً قَالَ اَلْأَمَانَةُ اَلْوَلاَيَةُ وَ اَلْإِنْسَانُ أَبُو اَلشُّرُورِ اَلْمُنَافِقُ.

3 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمَدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنّٰا عَرَضْنَا اَلْأَمٰانَةَ عَلَى اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا اَلْآيَةَ فَقَالَ اَلْأَمَانَةُ اَلْوَلاَيَةُ مَنِ اِدَّعَاهَا بِغَيْرِ حَقٍّ كَفَرَ.

ص: 110


1- . الأحزاب: 72. قال العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه -: لا يتوهم أن آدم عليه السلام صار بتمنى منزلتهم من الظالمين المدعين لمنزلتهم على الحقيقة حتّى يستحق بذلك أليم النكال فان عده من الظالمين في هذا الخبر نوع من التجوز فان من تشبه بقوم فهو منهم و تشبهه عليه السلام التمنى و مخالفة الامر الندبى لا في ادعاه المنزلة - إلى آخر كلامه - في المجلد الخامس من البحار ص 47.

باب معنى البئر المعطلة و القصر المشيد

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ اَللَّيْثِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ(1) قَالَ اَلْبِئْرُ اَلْمُعَطَّلَةُ اَلْإِمَامُ اَلصَّامِتُ وَ اَلْقَصْرُ اَلْمَشِيدُ اَلْإِمَامُ اَلنَّاطِقُ (2).

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ قَالَ اَلْبِئْرُ اَلْمُعَطَّلَةُ اَلْإِمَامُ اَلصَّامِتُ وَ اَلْقَصْرُ اَلْمَشِيدُ اَلْإِمَامُ اَلنَّاطِقُ.

3 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلْبَطَلِ (3)عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ أَنَّهُ قَالَ: أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هُوَ اَلْقَصْرُ اَلْمَشِيدُ وَ اَلْبِئْرُ اَلْمُعَطَّلَةُ فَاطِمَةُ وَ وُلْدُهَا مُعَطَّلِينَ مِنَ اَلْمُلْكِ .

ص: 111


1- . الحجّ: 44.
2- . قال الفيض - رحمه اللّه -: انما كنى عن الامام الصامت بالبئر لانه منبع العلم الذي هو سبب حياة الأرواح مع خفائه الا على من أتاه كما أن البئر منبع الماء الذي هو سبب حياة الأبدان مع خفائها الأعلى من أتاها، و كنى عن صمته بالتعطيل لعدم الانتفاع بعلمه، و كنى عن الامام الناطق بالقصر المشيد لظهوره و علو منصبه و اشادة ذكره، و ورد في قوله: «وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ» أى و كم من عالم لا يرجع إليه و لا ينتفع بعلمه.
3- . عبد اللّه بن القاسم البطل واقفى يرمى بالغلو و الكذب و قالوا: لا خير فيه. و الخبر مقطوع هكذا في جميع النسخ.

و قال محمد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري الملقب بشنبولة(1)

بئر معطلة و قصر مشرف *** مثل لآل محمد مستطرف

فالناطق القصر المشيد منهم *** و الصامت البئر التي لا تنزف(2).

باب معنى طوبى

1 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ اَلْعَيَّاشِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ(3) عَنِ اَلْعَمْرَكِيِّ اَلْبُوفَكِيِّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: طُوبَى لِمَنْ تَمَسَّكَ بِأَمْرِنَا فِي غَيْبَةِ قَائِمَنَا فَلَمْ يَزِغْ قَلْبُهُ بَعْدَ اَلْهِدَايَةِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا طُوبَى قَالَ شَجَرَةٌ فِي اَلْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ لَيْسَ مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَ فِي دَارِهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ طُوبىٰ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (4) .

باب إخفاء الله عز و جل أربعة في أربعة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَ(5) ا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ:

إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْفَى أَرْبَعَةً فِي أَرْبَعَةٍ أَخْفَى رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ

ص: 112


1- . شنبولة - بضم الشين و سكون النون و ضم الباء الموحدة و سكون الواو من الشنبلة.
2- . في هامش بعض النسخ: فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى و البئر علمهم الذي لا ينزف.
3- . في بعض النسخ [جعفر بن محمّد] و الرجل يعرف بابن التاجر و الاختلاف أيضا مذكور في كتب الرجال.
4- . الرعد: 28.
5- . في بعض النسخ [حدّثني].

طَاعَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ رِضَاهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ وَ أَخْفَى سَخَطَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ مَعْصِيَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ سَخَطَهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ وَ أَخْفَى إِجَابَتَهُ فِي دَعْوَتِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ دُعَائِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ وَ أَخْفَى وَلِيَّهُ فِي عِبَادِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اَللَّهِ (1) فَرُبَّمَا يَكُونُ وَلِيَّهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ.

باب معنى الأسطوانة التي رآها رسول الله صلى الله عليه و آله في ليلة المعراج أصلها من فضة بيضاء و وسطها من ياقوتة و زبرجد و أعلاها من ذهبة حمراء

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اَلْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا(2)يَحْيَى بْنُ يَعْلَى اَلْأَسْلَمِيُّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ اَلْجَزَرِيِّ (3) عَنْ شَدَّادٍ اَلْبَصْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ إِذَا أَنَا بِأُسْطُوَانَةٍ أَصْلُهَا مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ وَ وَسَطُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ وَ زَبَرْجَدٍ وَ أَعْلاَهَا مِنْ ذَهَبَةٍ حَمْرَاءَ فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ مَا هَذِهِ فَقَالَ هَذَا دِينُكَ أَبْيَضُ وَاضِحٌ مُضِيءٌ قُلْتُ وَ مَا هَذِهِ وَسَطُهَا قَالَ اَلْجِهَادُ قُلْتُ فَمَا هَذِهِ اَلذَّهَبَةُ اَلْحَمْرَاءُ قَالَ اَلْهِجْرَةُ وَ لِذَلِكَ عَلاَ إِيمَانُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى إِيمَانِ كُلِّ مُؤْمِنٍ (4).

باب معنى النبوة

1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ

ص: 113


1- . في بعض النسخ [عبيد اللّه].
2- . في بعض النسخ [حدّثني].
3- . في بعض النسخ [الحزرى] و ربما يقرأ [الخزرى].
4- . لانه أتى بجميعها على أحسن وجهها.

بْنِ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلاَنَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمَرْوَزِيُّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ (1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيءَ اَللَّهِ قَالَ لَسْتُ بِنَبِيءِ اَللَّهِ وَ لَكِنِّي نَبِيُّ اَللَّهِ.

النبوة لفظ مأخوذ من النبوة و هو ما ارتفع من الأرض فمعنى النبوة الرفعة و معنى النبي الرفيع سمعت ذلك من أبي بشر اللغوي بمدينة السلام.

باب معنى الشمس و القمر و الزهرة و الفرقدين

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ اَلْكَرْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّزَّاقِ اَلصَّنْعَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ اَلزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَلاَةَ اَلْفَجْرِ فَلَمَّا اِنْفَتَلَ مِنْ صَلاَتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ اَلْكَرِيمِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ مَنِ اِفْتَقَدَ اَلشَّمْسَ فَلْيَسْتَمْسِكْ (2) بِالْقَمَرِ وَ مَنِ اِفْتَقَدَ اَلْقَمَرَ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِالزُّهَرَةِ فَمَنِ اِفْتَقَدَ اَلزُّهَرَةَ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِالْفَرْقَدَيْنِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَا اَلشَّمْسُ وَ عَلِيٌّ اَلْقَمَرُ وَ فَاطِمَةُ اَلزُّهَرَةُ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ اَلْفَرْقَدَانِ وَ كِتَابُ اَللَّهِ لاَ يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ.

2 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلصَّفَّارُ اَلنَّهَاوَنْدِيُّ بِهَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُوزِيٍّ اَلسَّامِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ اَلْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْقَنْطَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ اَلْحُلْوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ اَلْعَسْقَلاَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلسَّرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اِقْتَدُوا بِالشَّمْسِ فَإِذَا غَابَتِ اَلشَّمْسُ فَاقْتَدُوا

ص: 114


1- . الظاهر هو ثابت بن دينار أبو صفية الثمالى. و في مشيخة الفقيه في طريق نعمان بن سعد «ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير».
2- . في بعض النسخ [فليتمسك] فى جميع المواضع.

بِالْقَمَرِ فَإِذَا غَابَ اَلْقَمَرُ فَاقْتَدُوا بِالزُّهَرَةِ فَإِذَا غَابَتِ اَلزُّهَرَةُ فَاقْتَدُوا بِالْفَرْقَدَيْنِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَمَا اَلشَّمْسُ وَ مَا اَلْقَمَرُ وَ مَا اَلزُّهَرَةُ وَ مَا اَلْفَرْقَدَانِ فَقَالَ أَنَا اَلشَّمْسُ وَ عَلِيٌّ اَلْقَمَرُ وَ اَلزُّهَرَةُ فَاطِمَةُ وَ اَلْفَرْقَدَانِ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ .

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ بْنُ حيسون [حَيُّونٍ] قَالَ حَدَّثَنَا اَلْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ اَلْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلسَّرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ:

اِقْتَدُوا بِالشَّمْسِ وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ مِثْلَهُ سَوَاءً.

3 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمَدِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ اَلْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ظَهِيرُ بْنُ صَالِحٍ اَلْعَمْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ تَمِيمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اَلْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ اَلرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَلاَةَ اَلْفَجْرِ فَلَمَّا اِنْفَتَلَ مِنْ صَلاَتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ اَلْكَرِيمِ فَقَالَ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ مَنِ اِفْتَقَدَ اَلشَّمْسَ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِالْقَمَرِ وَ مَنِ اِفْتَقَدَ اَلْقَمَرَ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِالزُّهَرَةِ وَ مَنِ اِفْتَقَدَ اَلزُّهَرَةَ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِالْفَرْقَدَيْنِ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا اَلشَّمْسُ وَ اَلْقَمَرُ وَ اَلزُّهَرَةُ وَ اَلْفَرْقَدَانِ قَالَ أَنَا اَلشَّمْسُ وَ عَلِيٌّ اَلْقَمَرُ وَ فَاطِمَةُ اَلزُّهَرَةُ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ اَلْفَرْقَدَانِ وَ كِتَابُ اَللَّهِ لاَ يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ .

باب معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَيَّاشُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكَحَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي يَزِيدُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ

ص: 115

قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ صَلَّى عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَمَعْنَاهُ أَنِّي أَنَا عَلَى اَلْمِيثَاقِ وَ اَلْوَفَاءِ اَلَّذِي قَبِلْتُ حِينَ قَوْلِهِ - أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ .

باب معنى الوسيلة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ اَلْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ اَلْعَبْدِيُّ (1)عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِذَا سَأَلْتُمُ اَللَّهَ لِي فَسَلُوهُ اَلْوَسِيلَةَ فَسَأَلْنَا اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْوَسِيلَةِ فَقَالَ هِيَ دَرَجَتِي فِي اَلْجَنَّةِ وَ هِيَ أَلْفُ مِرْقَاةٍ مَا بَيْنَ اَلْمِرْقَاةِ إِلَى اَلْمِرْقَاةِ حُضْرُ(2) اَلْفَرَسِ اَلْجَوَادِ شَهْراً وَ هِيَ مَا بَيْنَ مِرْقَاةِ جَوْهَرٍ إِلَى مِرْقَاةِ زَبَرْجَدٍ إِلَى مِرْقَاةِ يَاقُوتٍ إِلَى مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَى مِرْقَاةِ فِضَّةٍ فَيُؤْتَى بِهَا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ حَتَّى تُنْصَبَ مَعَ دَرَجَةِ اَلنَّبِيِّينَ فَهِيَ فِي دَرَجَةِ اَلنَّبِيِّينَ كَالْقَمَرِ بَيْنَ اَلْكَوَاكِبِ فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَ لاَ صِدِّيقٌ وَ لاَ شَهِيدٌ إِلاَّ قَالَ طُوبَى لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ اَلدَّرَجَةُ دَرَجَتَهُ فَيَأْتِي اَلنِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُسْمِعُ اَلنَّبِيِّينَ وَ جَمِيعَ اَلْخَلْقِ هَذِهِ دَرَجَةُ مُحَمَّدٍ فَأُقْبِلُ أَنَا يَوْمَئِذٍ مُتَّزِراً بِرَيْطَةٍ مِنْ نُورٍ عَلَيَّ تَاجُ اَلْمُلْكِ وَ إِكْلِيلُ اَلْكَرَامَةِ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمَامِي وَ بِيَدِهِ لِوَائِي وَ هُوَ لِوَاءُ اَلْحَمْدِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ - لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ اَلْمُفْلِحُونَ هُمُ اَلْفَائِزُونَ بِاللَّهِ فَإِذَا مَرَرْنَا بِالنَّبِيِّينَ قَالُوا هَذَانِ مَلَكَانِ مُقَرَّبَانِ لَمْ نَعْرِفْهُمَا وَ لَمْ نَرَهُمَا وَ إِذَا مَرَرْنَا بِالْمَلاَئِكَةِ قَالُوا نَبِيَّيْنِ مُرْسَلَيْنِ حَتَّى أَعْلُوَ اَلدَّرَجَةَ وَ عَلِيٌّ يَتْبَعُنِي حَتَّى إِذَا صِرْتُ فِي أَعْلَى دَرَجَةٍ مِنْهَا وَ عَلِيٌّ أَسْفَلَ مِنِّي بِدَرَجَةٍ فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَ لاَ صِدِّيقٌ وَ لاَ شَهِيدٌ إِلاَّ قَالَ طُوبَى لِهَذَيْنِ اَلْعَبْدَيْنِ مَا أَكْرَمَهُمَا عَلَى اَللَّهِ تَعَالَى فَيَأْتِي اَلنِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُسْمِعُ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدَاءَ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ هَذَا حَبِيبِي مُحَمَّدٌ وَ هَذَا وَلِيِّي عَلِيٌّ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ وَ كَذَبَ عَلَيْهِ فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ أَحَبَّكَ يَا عَلِيُّ إِلاَّ اِسْتَرْوَحَ إِلَى هَذَا اَلْكَلاَمِ وَ اِبْيَاضَّ وَجْهُهُ وَ فَرِحَ قَلْبُهُ وَ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ عَادَاكَ أَوْ نَصَبَ لَكَ حَرْباً -

ص: 116


1- . اسمه عمارة بن جوين و في بعض النسخ [أبى، هارون] فهارون عطف بيان له.
2- . أي عدوه.

أَوْ جَحَدَ لَكَ حَقّاً إِلاَّ اِسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ اِضْطَرَبَتْ قَدَمَاهُ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا مَلَكَانِ قَدْ أَقْبَلاَ إِلَيَّ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَرِضْوَانُ خَازِنُ اَلْجَنَّةِ وَ أَمَّا اَلْآخَرُ فَمَالِكٌ خَازِنُ اَلنَّارِ فَيَدْنُو رِضْوَانُ فَيَقُولُ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ فَأَقُولُ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلْمَلَكُ مَنْ أَنْتَ فَمَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ وَ أَطْيَبَ رِيحَكَ فَيَقُولُ أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ اَلْجَنَّةِ وَ هَذِهِ مَفَاتِيحُ اَلْجَنَّةِ بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّ اَلْعِزَّةِ فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي فَلَهُ اَلْحَمْدُ عَلَى مَا فَضَّلَنِي بِهِ رَبِّي اِدْفَعْهَا إِلَى أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَدْفَعُ إِلَى عَلِيٍّ ثُمَّ يَرْجِعُ رِضْوَانُ فَيَدْنُو مَالِكٌ فَيَقُولُ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ فَأَقُولُ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمُ أَيُّهَا اَلْمَلَكُ فَمَا أَقْبَحَ وَجْهَكَ وَ أَنْكَرَ رُؤْيَتَكَ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ اَلنَّارِ وَ هَذِهِ مَقَالِيدُ اَلنَّارِ بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّ اَلْعِزَّةِ فَخُذْهَا يَا أَحْمَدُ فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي فَلَهُ اَلْحَمْدُ عَلَى مَا فَضَّلَنِي بِهِ اِدْفَعْهَا إِلَى أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَيَدْفَعُهَا إِلَيْهِ ثُمَّ يَرْجِعُ مَالِكٌ فَيُقْبِلُ عَلِيٌّ وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ اَلْجَنَّةِ وَ مَقَالِيدُ اَلنَّارِ حَتَّى يَقِفَ بِحُجْزَةِ جَهَنَّمَ (1) وَ قَدْ تَطَايَرَ شَرَرُهَا وَ عَلاَ زَفِيرُهَا وَ اِشْتَدَّ حَرُّهَا وَ عَلِيٌّ آخِذٌ بِزِمَامِهَا فَيَقُولُ لَهُ جَهَنَّمُ جُزْنِي يَا عَلِيُّ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي فَيَقُولُ لَهَا عَلِيٌّ قِرِّي يَا جَهَنَّمُ خُذِي هَذَا وَ اُتْرُكِي هَذَا خُذِي عَدُوِّي وَ اُتْرُكِي وَلِيِّي - فَلَجَهَنَّمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ مِنْ غُلاَمِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فَإِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَمْنَةً وَ إِنْ شَاءَ يُذْهِبُهَا يَسْرَةً وَ لَجَهَنَّمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ فِيمَا يَأْمُرُهَا بِهِ مِنْ جَمِيعِ اَلْخَلاَئِقِ .

باب معنى الحرمات الثلاث

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ اَلْيَقْطِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حُرُمَاتٍ ثلاث [ثَلاَثاً] لَيْسَ

ص: 117


1- . في بعض النسخ [حتى يقف على عجز جهنم] و في بعضها بدل «عجز» «عجزة».

مِثْلَهُنَّ شَيْ ءٌ - كِتَابُهُ وَ هُوَ حِكْمَتُهُ وَ نُورُهُ وَ بَيْتُهُ اَلَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً (1) لِلنَّاسِ لاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ تَوَجُّهاً إِلَى غَيْرِهِ وَ عِتْرَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

باب معنى عقوق الأبوين و الإباق من الموالي و ضلال الغنم عن الراعي

1 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَمَّارُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلطَّبَرِيُّ بِمَكَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ بْنِ أَبِي اَلشَّوَارِبِ (2) اَلْقُرَشِيِّ عَنِ اِبْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ اَلطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلشَّهْرِ اَلَّذِي أُصِيبَ فِيهِ وَ هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَدَعَا اِبْنَهُ اَلْحَسَنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اُعْلُ اَلْمِنْبَرَ فَاحْمَدِ اَللَّهَ كَثِيراً وَ أَثْنِ عَلَيْهِ وَ اُذْكُرْ جَدَّكَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِأَحْسَنِ اَلذِّكْرِ وَ قُلْ لَعَنَ اَللَّهُ وَلَداً عَقَّ أَبَوَيْهِ لَعَنَ اَللَّهُ وَلَداً عَقَّ أَبَوَيْهِ لَعَنَ اَللَّهُ وَلَداً عَقَّ أَبَوَيْهِ لَعَنَ اَللَّهُ عَبْداً أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ لَعَنَ اَللَّهُ غَنَماً ضَلَّتْ عَنِ اَلرَّاعِي وَ اِنْزِلْ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ وَ نَزَلَ اِجْتَمَعَ اَلنَّاسُ إِلَيْهِ فَقَالُوا يَا اِبْنَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اِبْنَ بِنْتِ رَسُولِ اَللَّهِ نَبِّئْنَا اَلْجَوَابَ فَقَالَ اَلْجَوَابُ عَلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ مَعَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي صَلاَةٍ صَلاَّهَا فَضَرَبَ بِيَدِهِ اَلْيُمْنَى إِلَى يَدِيَ اَلْيُمْنَى فَاجْتَذَبَهَا فَضَمَّهَا إِلَى صَدْرِهِ ضَمّاً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ لِي يَا عَلِيُّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ فَلَعَنَ اَللَّهُ مَنْ عَقَّنَا قُلْ آمِينَ قُلْتُ آمِينَ ثُمَّ قَالَ أَنَا وَ أَنْتَ مَوْلَيَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ فَلَعَنَ اَللَّهُ مَنْ أَبَقَ عَنَّا قُلْ آمِينَ قُلْتُ آمِينَ ثُمَّ قَالَ أَنَا وَ أَنْتَ رَاعِيَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ فَلَعَنَ اَللَّهُ مَنْ ضَلَّ عَنَّا قُلْ آمِينَ قُلْتُ آمِينَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ سَمِعْتُ قَائِلَيْنِ يَقُولاَنِ مَعِي آمِينَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَنِ اَلْقَائِلاَنِ مَعِي آمِينَ قَالَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ .

ص: 118


1- . في بعض النسخ [قياما].
2- . هو محمّد بن عبد الملك بن محمّد أبى الشوارب الاموى البصرى عنونه ابن حجر في التقريب.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى

1 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ وَ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلصُّهْبَانِ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

إِنَّ أَعْرَابِيّاً أَتَى رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي رِدَاءٍ مُمَشَّقٍ (1) فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ خَرَجْتَ إِلَيَّ كَأَنَّكَ فَتًى فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ أَنَا اَلْفَتَى اِبْنُ اَلْفَتَى أَخُو اَلْفَتَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَمَّا اَلْفَتَى فَنَعَمْ وَ كَيْفَ اِبْنُ اَلْفَتَى وَ أَخُو اَلْفَتَى فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - قٰالُوا سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ إِبْرٰاهِيمُ (2) فَأَنَا اِبْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ أَمَّا أَخُو اَلْفَتَى فَإِنَّ مُنَادِياً نَادَى فِي اَلسَّمَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ لاَ سَيْفَ إِلاَّ ذُو اَلْفَقَارِ وَ لاَ فَتَى إِلاَّ عَلِيٌّ - فَعَلِيٌّ أَخِي وَ أَنَا أَخُوهُ .

باب معنى الفتوة و المروءة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ اَلْقُمِّيِّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: تَذَاكَرْنَا أَمْرَ اَلْفُتُوَّةِ عِنْدَهُ فَقَالَ أَ تَظُنُّونَ أَنَّ اَلْفُتُوَّةَ بِالْفِسْقِ وَ اَلْفُجُورِ إِنَّمَا اَلْمُرُوءَةُ وَ اَلْفُتُوَّةُ طَعَامٌ مَوْضُوعٌ وَ نَائِلٌ مَبْذُولٌ وَ بِرٌّ مَعْرُوفٌ وَ أَذًى مَكْفُوفٌ وَ أَمَّا تِلْكَ فَشَطَارَةٌ وَ فِسْقٌ (3) ثُمَّ قَالَ مَا اَلْمُرُوءَةُ قُلْنَا لاَ نَعْلَمُ قَالَ اَلْمُرُوءَةُ وَ اَللَّهِ أَنْ يَضَعَ اَلرَّجُلُ خِوَانَهُ فِي فِنَاءِ دَارِهِ.

ص: 119


1- . ثوب ممشق: مصبوغ بالمشق و هو طين أحمر يستعمل للصبغ.
2- . الأنبياء: 61.
3- . الشطارة - من باب شرف يشرف - الاتصاف بالدهاء و الخباثة.

باب معنى أبي تراب

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ اَلْقُمِّيِّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ اَلْعَدْلُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ اَلْعَبْدِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ لِمَ كَنَّى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِأَنَّهُ صَاحِبُ اَلْأَرْضِ وَ حُجَّةُ اَللَّهِ عَلَى أَهْلِهَا بَعْدَهُ وَ بِهِ بَقَاؤُهَا وَ إِلَيْهِ سُكُونُهَا وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ وَ رَأَى اَلْكَافِرُ مَا أَعَدَّ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِشِيعَةِ عَلِيٍّ مِنَ اَلثَّوَابِ وَ اَلزُّلْفَى وَ اَلْكَرَامَةِ قَالَ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً(1) أَيْ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَقُولُ اَلْكٰافِرُ يٰا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرٰاباً(2) .

باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى اَلْمُجَاوِرُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ اَلْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْمُقْرِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ عِلاَقَةَ عَنِ اَلْحَسَنِ اَلْبَصْرِيِّ قَالَ: صَعِدَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْبَرَ اَلْبَصْرَةِ فَقَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ اُنْسُبُونِي فَمَنْ عَرَفَنِي فَلْيَنْسُبْنِي وَ إِلاَّ فَأَنَا أَنْسُبُ نَفْسِي أَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ اَلْمُغِيرَةِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كِلاَبٍ

ص: 120


1- . في أكثر النسخ [ترابيا].
2- . النبأ: 40.

فَقَامَ إِلَيْهِ اِبْنُ اَلْكَوَّاءِ (1) فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا مَا نَعْرِفُ لَكَ نَسَباً غَيْرَ أَنَّكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبٍ فَقَالَ لَهُ يَا لُكَعُ (2) إِنَّ أَبِي سَمَّانِي زَيْداً بِاسْمِ جَدِّهِ قُصَيٍّ وَ اِسْمُ أَبِي عَبْدُ مَنَافٍ فَغَلَبَتِ اَلْكُنْيَةُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ إِنَّ اِسْمَ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ عَامِرٌ فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ اِسْمُ هَاشِمٍ عَمْرٌو فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ اِسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ اَلْمُغِيرَةُ فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ إِنَّ اِسْمَ قُصَيٍّ زَيْدٌ فَسَمَّتْهُ اَلْعَرَبُ مُجَمِّعاً لِجَمْعِهِ إِيَّاهَا مِنَ اَلْبَلَدِ اَلْأَقْصَى إِلَى مَكَّةَ فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ.

2 - حَدَّثَنَا اَلْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِبَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ اَلْأَصْبَهَانِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ بَهْرَامَ اَلْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْقَاسِمِ بْنُ أَبَانٍ اَلْقَزْوِينِيُّ (3) عَنْ أَبِي بَكْرٍ اَلْهُذَلِيِّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْبَصْرِيِّ قَالَ: صَعِدَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْمِنْبَرَ فَقَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ اُنْسُبُونِي مَنْ عَرَفَنِي فَلْيَنْسُبْنِي وَ إِلاَّ فَأَنَا أَنْسُبُ نَفْسِي أَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ اَلْمُغِيرَةِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كِلاَبٍ فَقَامَ إِلَيْهِ اِبْنُ اَلْكَوَّاءِ فَقَالَ يَا هَذَا مَا نَعْرِفُ لَكَ نَسَباً غَيْرَ أَنَّكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبٍ فَقَالَ لَهُ يَا لُكَعُ إِنَّ أَبِي سَمَّانِي زَيْداً بِاسْمِ جَدِّهِ قُصَيٍّ وَ إِنَّ اِسْمَ أَبِي عَبْدُ مَنَافٍ فَغَلَبَتِ اَلْكُنْيَةُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ إِنَّ اِسْمَ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ عَامِرٌ فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ اِسْمُ هَاشِمٍ عَمْرٌو فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ اِسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ اَلْمُغِيرَةُ فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ وَ اِسْمُ قُصَيٍّ زَيْدٌ فَسَمَّتْهُ اَلْعَرَبُ مُجَمِّعاً لِجَمْعِهِ إِيَّاهَا مِنَ اَلْبَلَدِ اَلْأَقْصَى إِلَى مَكَّةَ فَغَلَبَ اَللَّقَبُ عَلَى اَلاِسْمِ قَالَ وَ لِعَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ عَشَرَةُ أَسْمَاءَ مِنْهَا عَبْدُ اَلْمُطَّلِبِ وَ شَيْبَةُ وَ عَامِرٌ.

ص: 121


1- . عبد اللّه بن الكواء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام خارجى ملعون و هو الذي قرأ خلف أمير المؤمنين عليه السلام جهرا «وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ» و كان عليّ عليه السلام يؤم الناس و يجهر بالقراءة فسكت عليّ عليه السلام حتى سكت ابن الكواء ثمّ عاد في قراءته حتّى فعله ابن الكواء ثلاث مرّات فلما كان في الثالثة قال أمير المؤمنين: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اَللّٰهِ حَقٌّ وَ لاٰ يَسْتَخِفَّنَّكَ اَلَّذِينَ لاٰ يُوقِنُونَ» (الكنى للمحدث القمّيّ).
2- . اللكع: اللئيم، الاحمق.
3- . في بعض النسخ [القرشيّ].

باب معنى آل ياسين

1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اَلْبَاقِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اَلْغَنِيِّ (1) قَالَ اَلْمُغَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّزَّاقِ عَنْ مَنْدَلٍ عَنِ اَلْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ:

فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ (2) قَالَ اَلسَّلاَمُ مِنْ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلسَّلاَمَةُ (3) لِمَنْ تَوَلاَّهُمْ فِي اَلْقِيَامَةِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى اَلْجَلُودِيُّ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْخَضِرُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ اَلْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنِي كَادِحٌ (4) عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ قَالَ يَاسِينُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ نَحْنُ آلُ يَاسِينَ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى اَلْجَلُودِيُّ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ عَنِ اَلسِّنْدِيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ:

فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ قَالَ يَاسِينُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ نَحْنُ آلُ يَاسِينَ.

4 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ اَلنَّهْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلسَّائِبِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ:

فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ قَالَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

ص: 122


1- . في بعض النسخ [أبو عبد الغنى المعاني] و لم أعثر على ذكر له في أحد من المعاجم.
2- . الصافّات: 130.
3- . في بعض النسخ [و السلام].
4- . في بعض النسخ [قادح].

5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْجَلُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ اَلْأَحْمَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا اَلْأَعْمَشُ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلسُّلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ اَلْخَطَّابِ كَانَ يَقْرَأُ - سَلاَمٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلسُّلَمِيُّ آلُ يَاسِينَ آلُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

باب معنى الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه و آله لا تعادوا الأيام فتعاديكم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ اَلْمَوْصِلِيِّ عَنِ اَلصَّقْرِ بْنِ أَبِي دُلَفَ قَالَ: لَمَّا حَمَلَ اَلْمُتَوَكِّلُ سَيِّدَنَا أَبَا اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ خَبَرِهِ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيَّ اَلزَّرَّاقِيُّ وَ كَانَ حَاجِباً لِلْمُتَوَكِّلِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنْ أُدْخُلَ عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا صَقْرُ مَا شَأْنُكَ فَقُلْتُ خَيْرٌ أَيُّهَا اَلْأُسْتَادُ فَقَالَ اُقْعُدْ فَأَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ قُلْتُ أَخْطَأْتُ فِي اَلْمَجِيءِ قَالَ فأوجئ [فَوَحَى] اَلنَّاسَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ مَا شَأْنُكَ وَ فِيمَ جِئْتَ فَقُلْتُ لِخَبَرٍ مَا(1) فَقَالَ لَعَلَّكَ جِئْتَ لِتَسْأَلَ عَنْ خَبَرِ مَوْلاَكَ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ مَوْلاَيَ مَوْلاَيَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ اُسْكُتْ مَوْلاَكَ هُوَ اَلْحَقُّ فَلاَ تَحْتَشِمْنِي فَإِنِّي عَلَى مَذْهَبِكَ فَقُلْتُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اِجْلِسْ حَتَّى يَخْرُجَ صَاحِبُ اَلْبَرِيدِ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِغُلاَمٍ لَهُ خُذْ بِيَدِ اَلصَّقْرِ فَأَدْخِلْهُ إِلَى اَلْحُجْرَةِ اَلَّتِي فِيهَا اَلْعَلَوِيُّ اَلْمَحْبُوسُ وَ خَلِّ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ قَالَ فَأَدْخَلَنِي اَلْحُجْرَةَ وَ أَوْمَأَ إِلَى بَيْتٍ فَدَخَلْتُ قَالَ فَإِذَا هُوَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِ حَصِيرٍ وَ بِحِذَاهُ قَبْرٌ مَحْفُورٌ قَالَ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ ثُمَّ أَمَرَنِي بِالْجُلُوسِ ثُمَّ قَالَ لِي يَا صَقْرُ مَا أَتَى بِكَ قُلْتُ سَيِّدِي جِئْتُ أَتَعَرَّفُ خَبَرَكَ قَالَ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى اَلْقَبْرِ فَبَكَيْتُ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا صَقْرُ لاَ عَلَيْكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْنَا بِسُوءٍ فَقُلْتُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قُلْتُ يَا سَيِّدِي حَدِيثٌ رُوِيَ عَنِ

ص: 123


1- . في بعض النسخ [لخير ما]. و أوجئه أي أبعده.

اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَ أَعْرِفُ مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ وَ مَا هُوَ فَقُلْتُ قَوْلُهُ لاَ تُعَادُوا اَلْأَيَّامَ فَتُعَادِيَكُمْ مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ نَعَمْ اَلْأَيَّامُ نَحْنُ مَا قَامَتِ اَلسَّمَاوَاتُ وَ اَلْأَرْضُ فَالسَّبْتُ اِسْمُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلْأَحَدُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْإِثْنَيْنِ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ وَ اَلثَّلاَثَاءُ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ اَلْأَرْبِعَاءُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ أَنَا وَ اَلْخَمِيسُ اِبْنِيَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْجُمُعَةُ اِبْنُ اِبْنِي وَ إِلَيْهِ تَجْتَمِعُ عِصَابَةُ اَلْحَقِّ وَ هُوَ اَلَّذِي يَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ هَذَا مَعْنَى اَلْأَيَّامِ فَلاَ تُعَادُوهُمْ فِي اَلدُّنْيَا فَيُعَادُوكُمْ فِي اَلْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ وَدِّعْ وَ اُخْرُجْ فَلاَ آمَنُ عَلَيْكَ .

باب معنى الشجرة التي أكل منها آدم و حواء عليهما السلام

1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ اَلنَّيْسَابُورِيُّ اَلْعَطَّارُ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلشَّجَرَةِ اَلَّتِي أَكَلَ مِنْهَا آدَمُ وَ حَوَّاءُ مَا كَانَتْ فَقَدِ اِخْتَلَفَ اَلنَّاسُ فِيهَا فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي أَنَّهَا اَلْحِنْطَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي أَنَّهَا اَلْعِنَبُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي أَنَّهَا شَجَرَةُ اَلْحَسَدِ فَقَالَ كُلُّ ذَلِكَ حَقٌّ قُلْتُ فَمَا مَعْنَى هَذِهِ اَلْوُجُوهِ عَلَى اِخْتِلاَفِهَا فَقَالَ يَا أَبَا اَلصَّلْتِ إِنَّ شَجَرَةَ اَلْجَنَّةِ تَحْمِلُ أَنْوَاعاً فَكَانَتْ شَجَرَةَ اَلْحِنْطَةِ وَ فِيهَا عِنَبٌ وَ لَيْسَتْ كَشَجَرَةِ اَلدُّنْيَا وَ إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا أَكْرَمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِإِسْجَادِ مَلاَئِكَتِهِ لَهُ وَ بِإِدْخَالِهِ اَلْجَنَّةَ قَالَ فِي نَفْسِهِ هَلْ خَلَقَ اَللَّهُ بَشَراً أَفْضَلَ مِنِّي فَعَلِمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِهِ فَنَادَاهُ اِرْفَعْ رَأْسَكَ يَا آدَمُ فَانْظُرْ إِلَى سَاقِ عَرْشِي فَرَفَعَ آدَمُ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى سَاقِ اَلْعَرْشِ فَوَجَدَ عَلَيْهِ مَكْتُوباً لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلاَءِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ يَا آدَمُ هَؤُلاَءِ ذُرِّيَّتُكَ وَ هُمْ خَيْرٌ مِنْكَ وَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِي وَ لَوْلاَهُمْ مَا خَلَقْتُكَ وَ لاَ خَلَقْتُ اَلْجَنَّةَ وَ اَلنَّارَ وَ لاَ اَلسَّمَاءَ وَ

ص: 124

اَلْأَرْضَ فَإِيَّاكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اَلْحَسَدِ فَأُخْرِجَكَ عَنْ جِوَارِي فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اَلْحَسَدِ وَ تَمَنَّى مَنْزِلَتَهُمْ فَتَسَلَّطَ(1) عَلَيْهِ اَلشَّيْطَانُ حَتَّى أَكَلَ مِنَ اَلشَّجَرَةِ اَلَّتِي نُهِيَ عَنْهَا وَ تَسَلَّطَ عَلَى حَوَّاءَ لِنَظَرِهَا إِلَى فَاطِمَةَ بِعَيْنِ اَلْحَسَدِ حَتَّى أَكَلَتْ مِنَ اَلشَّجَرَةِ كَمَا أَكَلَ آدَمُ فَأَخْرَجَهُمَا اَللَّهُ عَنْ جَنَّتِهِ وَ أَهْبَطَهُمَا عَنْ جِوَارِهِ إِلَى اَلْأَرْضِ .

باب معنى الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فَتٰابَ عَلَيْهِ

1 - حَدَّثَنَا(2)عَلِيُّ بْنُ اَلْفَضْلِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ اَلْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ اَلْأَشْقَرُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي اَلْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

سَأَلْتُ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْكَلِمَاتِ اَلَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتٰابَ عَلَيْهِ قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ إِلاَّ تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ اَلْمَدَائِنِيٌّ يَرْفَعُهُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ (3) قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

باب معنى كلمة التقوى

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ اَلْحَافِظُ بِمَدِينَةِ اَلسَّلاَمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ وَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلسَّلُولِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلسَّلُولِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي اَلْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي اَلْمُظَفَّرِ اَلْمَدِينِيِّ (4) عَنْ سَلاَّمٍ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي

ص: 125


1- . في نسخة [فسلط اللّه].
2- . في بعض النسخ [قلت: حدثكم].
3- . البقرة: 35.
4- . في بعض النسخ «المدائنى».

جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَهِدَ إِلَيَّ فِي عَلِيٍّ عَهْداً قُلْتُ يَا رَبِّ بَيِّنْهُ لِي قَالَ اِسْتَمِعْ (1) قُلْتُ قَدْ سَمِعْتُ قَالَ إِنَّ عَلِيّاً رَايَةُ اَلْهُدَى وَ إِمَامُ أَوْلِيَائِي وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِي وَ هُوَ اَلْكَلِمَةُ اَلَّتِي أَلْزَمْتُهَا اَلْمُتَّقِينَ (2) مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِي.

باب معنى الكلمات التي اِبْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بهن فَأَتَمَّهُنَّ

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ اَلدَّقَّاقُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْعَلَوِيُّ اَلْعَبَّاسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ اَلْكُوفِيُّ اَلْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ اَلزَّيَّاتُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ اَلْأَزْدِيُّ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ إِذِ اِبْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ (3) مَا هَذِهِ اَلْكَلِمَاتُ قَالَ هِيَ اَلْكَلِمَاتُ اَلَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتٰابَ عَلَيْهِ وَ هُوَ أَنَّهُ قَالَ يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٌّ ٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ إِلاَّ تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا يَعْنِي عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ يَعْنِي أَتَمَّهُنَّ إِلَى اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اِثْنَا عَشَرَ إِمَاماً تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ اَلْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ (4) قَالَ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْإِمَامَةَ جَعَلَهَا اَللَّهُ فِي عَقِبِ اَلْحُسَيْنِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَكَيْفَ صَارَتِ اَلْإِمَامَةُ فِي وُلْدِ اَلْحُسَيْنِ دُونَ وُلْدِ اَلْحَسَنِ وَ هُمَا جَمِيعاً وَلَدَا رَسُولِ اَللَّهِ وَ سِبْطَاهُ وَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ مُوسَى وَ هَارُونَ كَانَا نَبِيَّيْنِ مُرْسَلَيْنِ أَخَوَيْنِ فَجَعَلَ اَللَّهُ اَلنُّبُوَّةَ فِي

ص: 126


1- . في بعض النسخ [اسمع].
2- . اشار به إلى قوله تعالى في سورة الفتح آية 26: «وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ اَلتَّقْوىٰ»
3- . البقرة: 124.
4- . الزخرف: 27.

صُلْبِ هَارُونَ دُونَ صُلْبِ مُوسَى وَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ لِمَ فَعَلَ اَللَّهُ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلْإِمَامَةَ خِلاَفَةُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اَللَّهُ فِي صُلْبِ اَلْحُسَيْنِ دُونَ صُلْبِ اَلْحَسَنِ لِأَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هُوَ اَلْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ - لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ .

و لقول الله تعالى(1) - وَ إِذِ اِبْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ وجه آخر و ما ذكرناه أصله و الابتلاء على ضربين أحدهما مستحيل على الله تعالى ذكره و الآخر جائز فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه و هذا ما لا يصلح(2) لأنه عز و جل علام الغيوب و الضرب الآخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق و لينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز و جل أنه لم يكل أسباب الإمامة إلا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الأيام عنه بخبره فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه و منها اليقين و ذلك قول الله عز و جل - وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ اَلْمُوقِنِينَ (3) و منها المعرفة بقدم بارئه و توحيده و تنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب(4) و القمر و الشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه و بحدثه على محدثه(5) ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز و جل - فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي اَلنُّجُومِ. فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ (6) و إنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لأن النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة

قول النبي صلى الله عليه و آله لما قال لأمير المؤمنين عليه السلام: يَا عَلِيُّ أَوَّلُ اَلنَّظْرَةِ لَكَ وَ اَلثَّانِيَةُ عَلَيْكَ وَ لاَ لَكَ. و منها الشجاعة و قد كشفت الأيام عنه بدلالة قوله عز و جل - إِذْ قٰالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مٰا هٰذِهِ اَلتَّمٰاثِيلُ اَلَّتِي أَنْتُمْ لَهٰا عٰاكِفُونَ. قٰالُوا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا لَهٰا عٰابِدِينَ. قٰالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آبٰاؤُكُمْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ. قٰالُوا أَ جِئْتَنٰا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اَللاّٰعِبِينَ. قٰالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ اَلَّذِي فَطَرَهُنَّ وَ أَنَا عَلىٰ ذٰلِكُمْ مِنَ

ص: 127


1- . هذا كلام المؤلّف - رحمه اللّه -
2- . في بعض النسخ [ما لا يصحّ].
3- . الأنعام: 75.
4- . في بعض النسخ [الكوكب].
5- . لا يأتي مصدر حدث يحدث إلا «حدثا و حداثة» و الظاهر أنّه «على حدوثه و بحدوثه على محدثه» فصحف.
6- . الصافّات: 88 و 89.

اَلشّٰاهِدِينَ. وَ تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ. فَجَعَلَهُمْ جُذٰاذاً إِلاّٰ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (1) و مقاومة الرجل الواحد ألوفا من أعداء الله عز و جل تمام الشجاعة - ثم الحلم مضمن معناه في قوله عز و جل - إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ (2) ثم السخاء و بيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين ثم العزلة عن أهل البيت و العشيرة مضمن معناه في قوله - وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مٰا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ الآية(3) و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عز و جل - يٰا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مٰا لاٰ يَسْمَعُ وَ لاٰ يُبْصِرُ وَ لاٰ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً. يٰا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جٰاءَنِي مِنَ اَلْعِلْمِ مٰا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرٰاطاً سَوِيًّا. يٰا أَبَتِ لاٰ تَعْبُدِ اَلشَّيْطٰانَ إِنَّ اَلشَّيْطٰانَ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ عَصِيًّا. يٰا أَبَتِ إِنِّي أَخٰافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذٰابٌ مِنَ اَلرَّحْمٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطٰانِ وَلِيًّا(4) و دفع السيئة بالحسنة و ذلك لما قال له أبوه - أَ رٰاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يٰا إِبْرٰاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَ اُهْجُرْنِي مَلِيًّا(5) فقال في جواب أبيه - سَلاٰمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كٰانَ بِي حَفِيًّا(6) و التوكل بيان ذلك في قوله - اَلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَ اَلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ. وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. وَ اَلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ. وَ اَلَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ اَلدِّينِ (7) ثم الحكم و الانتماء إلى الصالحين في قوله - رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّٰالِحِينَ (8) يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز و جل و لا يحكمون بالآراء و المقاييس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله - وَ اِجْعَلْ لِي لِسٰانَ صِدْقٍ فِي اَلْآخِرِينَ(8) أراد في هذه الأمة الفاضلة فأجابه

ص: 128


1- . الأنبياء: 53 الى 59. و الجذاذ من الجذ و هو القطع.
2- . هود: 77.
3- . مريم: 49.
4- . مريم: 43 الى 46. و قوله: «أَهْدِكَ صِرٰاطاً سَوِيًّا» أى أوضح لك طريقا مستقيما معتدلا غير جائر بك عن الحق إلى الضلال.
5- . مريم: 47. اى لئن لم تمتنع عن هذا لارجمنك بالحجارة او لارمينك بالذنب و العيب أو لاشتمنك او لاقتلنك. «فاهجرنى» أي فارقنى دهرا.
6- . مريم: 46. و قوله: «حَفِيًّا» اى بارا لطيفا.
7- . الشعراء: 78 إلى 82.
8- . الشعراء: 83، 84.

الله و جعل له و لغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين و هو علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قوله - وَ جَعَلْنٰا لَهُمْ لِسٰانَ صِدْقٍ عَلِيًّا(1) و المحنة في النفس حين جعل في المنجنيق و قذف به في النار ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ثم المحنة بالأهل حين خلص الله حرمته من عرارة القبطي في الخبر المذكور في هذه القصة(2) ثم الصبر على سوء خلق سارة ثم استقصار(3) النفس في الطاعة في قوله - وَ لاٰ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (4) ثم النزاهة في قوله عز و جل - مٰا كٰانَ إِبْرٰاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لاٰ نَصْرٰانِيًّا وَ لٰكِنْ كٰانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ مٰا كٰانَ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ (5) ثم الجمع لأشراط(6) الكلمات في قوله - إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ. لاٰ شَرِيكَ لَهُ وَ بِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُسْلِمِينَ (7) فقد جمع في قوله مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة(8)و لا يغيب عن معانيها غائبة ثم استجاب الله عز و جل دعوته حين قال - رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتىٰ و هذه آية متشابهة معناها أنه سأل عن الكيفية و الكيفية من فعل الله عز و جل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب و لا عرض في توحيده نقص فقال الله عز و جل أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ (9) هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم أ و لم تؤمن وجب أن يقول بلى كما قال إبراهيم و لما قال الله عز و جل لجميع أرواح بني آدم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ (10) كان أول من قال بلى محمد صلَّى اللَّه عليه و آله فصار بسبقه إلى بلى سيد الأولين و الآخرين و أفضل النبيين و المرسلين فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم

ص: 129


1- . مريم: 51.
2- . القصة مذكورة في روضة الكافي ص 371 فمن أراد الاطلاع فليراجع هناك، و عرارة اسم ذلك القبطى.
3- . في بعض النسخ [استقامة النفس]. و في بعضها [الاستقصاء].
4- . الشعراء: 87.
5- . آل عمران: 67.
6- . في بعض النسخ [لاشتراط].
7- . الأنعام: 163.
8- . أي لا يخفى عنه شيء و عزب أي بعد و غاب و خفى.
9- . البقرة: 262.
10- الأعراف: 171.

فقد رغب عن ملته قال الله عز و جل - وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرٰاهِيمَ إِلاّٰ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (1) ثم اصطفاء الله عز و جل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة(2) أنه من الصالحين في قوله عز و جل - وَ لَقَدِ اِصْطَفَيْنٰاهُ فِي اَلدُّنْيٰا وَ إِنَّهُ فِي اَلْآخِرَةِ لَمِنَ اَلصّٰالِحِينَ (3) و الصالحون هم النبي و الأئمة صلوات الله عليهم الآخذين(4) عن الله أمره و نهيه و الملتمسين للصلاح من عنده و المجتنبين للرأي و القياس في دينه في قوله عز و جل - إِذْ قٰالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قٰالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ اَلْعٰالَمِينَ (5) ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهم السلام به في قوله - وَ وَصّٰى بِهٰا إِبْرٰاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يٰا بَنِيَّ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ لَكُمُ اَلدِّينَ فَلاٰ تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (6) و في قوله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و آله - ثُمَّ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ أَنِ اِتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً وَ مٰا كٰانَ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ (7) و في قوله عز و جل - مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰاهِيمَ هُوَ سَمّٰاكُمُ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ (8) و اشتراط كلمات الإمام مأخوذة(9) مما تحتاج إليه الأمة من جهة مصالح الدنيا و الآخرة - و قول إبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي(10) من حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة و منهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين و ذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين و الخواص إنما صاروا خواصَّ بالبعد من الكفر ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص(11) ثم المعصوم هم الخاص الأخص و لو كان للتخصيص

ص: 130


1- . البقرة: 129.
2- . في بعض النسخ [الآخرة].
3- . البقرة: 129.
4- . كذا في جميع النسخ التي بأيدينا و هو منصوب على المدح و كذا «الملتمسين» و «المجتنبين». (م).
5- . البقرة: 125.
6- . البقرة: 126.
7- . النحل: 124. قوله: «حَنِيفاً» اى مستقيم الطريقة في الدعاء إلى التوحيد.
8- . الحجّ: 77. قوله: «مِنْ قَبْلُ» أى قبل نزول القرآن.
9- . في بعض النسخ [أشراط كلمات الامام مأخوذة]. و زاد هنا في الخصال ج 1 ص 148 «من جهته».
10- البقرة: 118.
11- . في بعض النسخ [الاخص].

صورة أربى عليه(1) لجعل ذلك من أوصاف الإمام و قد سمى الله عز و جل عيسى من ذرية إبراهيم و كان ابن ابنته من بعده و لما صح أن ابن البنت ذرية و دعا إبراهيم لذريته بالإمامة وجب على محمد صلَّى اللَّه عليه و آله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز و جل إليه و حكم عليه بقوله - ثُمَّ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ أَنِ اِتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً الآية - و لو خالف ذلك لكان داخلا في قوله - وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرٰاهِيمَ إِلاّٰ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (2) جل نبي الله عَلَيْهِ السَّلاَمُ عن ذلك فقال الله عز و جل إِنَّ أَوْلَى اَلنّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا اَلنَّبِيُّ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا(3) و أمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه و آله و وضع الإمامة فيه و وضعها في ذريته المعصومين بعده قوله عز و جل لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي اَلظّٰالِمِينَ (4) يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين و إن أسلم بعد ذلك و الظلم وضع الشيء في غير موضعه و أعظم الظلم الشرك قال الله عز و جل إِنَّ اَلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (5) و كذلك لا يصلح للإمامة(6) من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا و إن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الإمام إلا معصوما و لا تعلم عصمة(7)إلا بنص الله عز و جل عليه على لسان نبيه صلى الله عليه و آله لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد و البياض و ما أشبه ذلك فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز و جل.

باب معنى الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَمُ

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلشَّيْبَانِيُّ (8) رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيُّ عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ

ص: 131


1- . أي أعلى مرتبة. و في بعض النسخ [ادنى].
2- . البقرة: 129.
3- . آل عمران: 67.
4- . البقرة: 123.
5- . لقمان: 12.
6- . في بعض النسخ [لا تصلح الإمامة لمن] و ما في المتن أظهر. (م).
7- . في أكثر النسخ [عصمته].
8- . كذا في أكثر النسخ و الظاهر أنّه محمّد بن أحمد السنانى كما احتمله المولى الوحيد - ره - و كما في بعض النسخ.

عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ (1) قَالَ هِيَ اَلْإِمَامَةُ جَعَلَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي عَقِبِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَاقِيَةً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ.

باب معنى عصمة الإمام

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْكَحَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: اَلْإِمَامُ مِنَّا لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَعْصُوماً وَ لَيْسَتِ اَلْعِصْمَةُ فِي ظَاهِرِ اَلْخِلْقَةِ فَيُعْرَفَ بِهَا وَ لِذَلِكَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَنْصُوصاً فَقِيلَ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا مَعْنَى اَلْمَعْصُومِ فَقَالَ هُوَ اَلْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اَللَّهِ (2) وَ حَبْلُ اَللَّهِ هُوَ اَلْقُرْآنُ لاَ يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ اَلْإِمَامُ يَهْدِي إِلَى اَلْقُرْآنِ وَ اَلْقُرْآنُ يَهْدِي إِلَى اَلْإِمَامِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ هٰذَا اَلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (3) .

2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْفَضْلِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ اَلْبَغْدَادِيُّ بِالرَّيِّ اَلْمَعْرُوفُ بِأَبِي اَلْحَسَنِ اَلْحَنُوطِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ اَلْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ اَلْأَشْقَرُ قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ مَا مَعْنَى قَوْلِكُمْ إِنَّ اَلْإِمَامَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَعْصُوماً فَقَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ اَلْمَعْصُومُ هُوَ اَلْمُمْتَنِعُ بِاللَّهِ مِنْ جَمِيعِ مَحَارِمِ اَللَّهِ وَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّٰهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) .

ص: 132


1- . الزخرف: 27.
2- . أي أن معصوميته بسبب اعتصامه بالقرآن و عدم مفارقته عنه.
3- . الإسراء: 9. اى للملة التي هي اقوم الملل و الطريقة التي هي اقوم الطرائق و اول في الخبر بالامام لانه الهادى الى تلك الملّة و المبين لتلك الطريقة و الداعي إليها.
4- . آل عمران: 96.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ وَ لاَ اِسْتَفَدْتُ مِنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ فِي طُولِ صُحْبَتِي لَهُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْ هَذَا اَلْكَلاَمِ فِي صِفَةِ عِصْمَةِ اَلْإِمَامِ فَإِنِّي سَأَلْتُهُ يَوْماً عَنِ اَلْإِمَامِ أَ هُوَ مَعْصُومٌ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فَمَا صِفَةُ اَلْعِصْمَةِ فِيهِ وَ بِأَيِّ شَيْ ءٍ تُعْرَفُ فَقَالَ إِنَّ جَمِيعَ اَلذُّنُوبِ لَهَا أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ وَ لاَ خَامِسَ لَهَا اَلْحِرْصُ وَ اَلْحَسَدُ وَ اَلْغَضَبُ وَ اَلشَّهْوَةُ فَهَذِهِ مَنْفِيَّةٌ عَنْهُ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَرِيصاً عَلَى هَذِهِ اَلدُّنْيَا وَ هِيَ تَحْتَ خَاتَمِهِ لِأَنَّهُ خَازِنُ اَلْمُسْلِمِينَ فَعَلَى مَا ذَا يَحْرِصُ وَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَسُوداً لِأَنَّ اَلْإِنْسَانَ إِنَّمَا يَحْسُدُ مَنْ فَوْقَهُ وَ لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ فَكَيْفَ يَحْسُدُ مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَغْضَبَ لِشَيْ ءٍ مِنْ أُمُورِ اَلدُّنْيَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ غَضَبُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِ إِقَامَةَ اَلْحُدُودِ وَ أَنْ لاَ تَأْخُذَهُ فِي اَللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ وَ لاَ رَأْفَةٌ فِي دِينِهِ حَتَّى يُقِيمَ حُدُودَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لاَ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَتَّبِعَ اَلشَّهَوَاتِ وَ يُؤْثِرَ اَلدُّنْيَا عَلَى اَلْآخِرَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَبَّبَ إِلَيْهِ اَلْآخِرَةَ كَمَا حَبَّبَ إِلَيْنَا اَلدُّنْيَا فَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى اَلْآخِرَةِ كَمَا نَنْظُرُ إِلَى اَلدُّنْيَا فَهَلْ رَأَيْتَ أَحَداً تَرَكَ وَجْهاً حَسَناً لِوَجْهٍ قَبِيحٍ وَ طَعَاماً طَيِّباً لِطَعَامٍ مُرٍَّّ وَ ثَوْباً لَيِّناً لِثَوْبٍ خَشِنٍ وَ نِعْمَةً دَائِمَةً بَاقِيَةً لِدُنْيَا زَائِلَةٍ فَانِيَةٍ.

قال أبو جعفر مصنف هذا الكتاب الدليل على عصمة الإمام أنه لما كان كل كلام ينقل عن قائله يحتمل وجوها من التأويل و كان أكثر القرآن و السنة مما أجمعت الفرق على أنه صحيح لم يغير و لم يبدل و لم يزد فيه و لم ينقص منه محتملا لوجوه كثيرة من التأويل وجب أن يكون مع ذلك مخبر صادق معصوم من تعمد الكذب و الغلط منبئ عما عنى الله و رسوله في الكتاب و السنة على حق ذلك و صدقه لأن الخلق مختلفون في التأويل كل فرقة تميل مع القرآن و السنة إلى مذهبها فلو كان الله تبارك و تعالى تركهم بهذه الصفة من غير مخبر عن كتابه صادق فيه لكان قد سوغهم الاختلاف في الدين و دعاهم إليه إذ أنزل كتابا يحتمل التأويل و سن نبيه صلى الله عليه و آله سنة يحتمل التأويل و أمرهم بالعمل بهما فكأنه قال تأولوا و اعملوا و في ذلك إباحة العمل بالمتناقضات و الاعتماد للحق و خلافه فلما استحال ذلك على الله عز و جل وجب أن يكون مع القرآن و السنة -

ص: 133

في كل عصر من يبين عن المعاني التي عناها الله عز و جل في القرآن بكلامه دون ما يحتمله ألفاظ القرآن من التأويل و يبين عن المعاني التي عناها رسول الله صلى الله عليه و آله في سننه و أخباره دون التأويل الذي يحتمله ألفاظ الأخبار المروية عنه عليه السلام المجمع على صحة نقلها و إذا وجب أنه لا بد من مخبر صادق وجب أن لا يجوز عليه الكذب تعمدا و لا الغلط فيما يخبر به(1) عن مراد الله عز و جل في كتابه و عن مراد رسول الله صلى الله عليه و آله في أخباره و سننه و إذا وجب ذلك وجب أنه معصوم.

و مما يؤكد هذا الدليل أنه لا يجوز عند مخالفينا أن يكون الله عز و جل أنزل القرآن على أهل عصر النبي صلى الله عليه و آله و لا نبي فيهم و يتعبدهم بالعمل بما فيه على حقه و صدقه فإذا لم يجز أن ينزل القرآن على قوم و لا ناطق به و لا معبر عنه و لا مفسر لما استعجم منه و لا مبين لوجوهه فكذلك لا يجوز أن نتعبد نحن به إلا و معه من يقوم فينا مقام النبي صلى الله عليه و آله في قومه و أهل عصره في التبيين لناسخه و منسوخه و خاصه و عامه و المعاني التي عناها الله عز و جل بكلامه دون ما يحتمله التأويل كما كان النبي صلى الله عليه و آله مبينا لذلك كله لأهل عصره و لا بد من ذلك ما لزموا العقول و الدين.

فإن قال قائل إن المؤدي إلينا ما نحتاج إلى علمه من متشابه القرآن و من معانيه التي عناها الله دون ما يحتمله ألفاظه هو الأمة أكذبه اختلاف(2) الأمة و شهادتها بأجمعها على أنفسها في كثير من آي القرآن لجهلهم بمعناه الذي عناه الله عز و جل و في ذلك بيان أن الأمة ليست هي المؤدية عن الله عز و جل ببيان القرآن و أنها ليست تقوم في ذلك مقام النبي صلى الله عليه و آله.

فإن تجاسر متجاسر فقال قد كان يجوز أن ينزل القرآن على أهل عصر النبي صلى الله عليه و آله و لا يكون معه نبي و يتعبدهم بما فيه مع احتماله للتأويل قيل له فهب ذلك كان قد وقع(3) من الخلاف في معانيه ما قد وقع في هذا الوقت ما الذي كانوا يصنعون فإن قال

ص: 134


1- . قوله: «تعمدا» فيه ما فيه و مبنى على اعتقاده - رحمه اللّه - فتأمل.
2- . في بعض النسخ [خلاف].
3- . في بعض النسخ [كله قد وقع].

ما قد صنعوا الساعة قيل الذي فعلوه الساعة أخذ كل فرقة من الأمة جانبا من التأويل و عمله عليه و تضليل الفرقة المخالفة لها في ذلك و شهادتها عليها بأنها ليست على الحق فإن قال إنه كان يجوز أن يكون في أول الإسلام كذلك و إن ذلك حكمة من الله و عدل فيهم - ركب خطأ عظيما و ما لا أرى أحدا من الخلق يقدم عليه فيقال له عند ذلك فحدثنا إذا تهيأ للعرب الفصحاء أهل اللغة أن يتأولوا القرآن و يعمل كل واحد منهم بما يتأوله على اللغة العربية فكيف يصنع من لا يعرف اللغة من الناس و كيف يصنع العجم من الترك و الفرس و إلى أي شيء يرجعون في علم ما فرض الله عليهم في كتابه و من أي الفرق يقبلون مع اختلاف الفرق في التأويل و إباحتك كل فرقة أن تعمل بتأويلها فلا بد لك من أن تجري العجم و من لا يفهم اللغة مجرى أصحاب اللغة من أن لهم أن يتبعوا أي الفرق شاءوا و إلا إن ألزمت(1) من لا يفهم اللغة اتباع بعض الفرق دون بعض لزمك أن تجعل الحق كله في تلك الفرقة دون غيرها فإن جعلت الحق في فرقة دون فرقة نقضت ما بنيت عليه كلامك و احتجت إلى أن يكون مع تلك الفرقة علم و حجة تبين بها من غيرها و ليس هذا من قولك لو جعلت الفرق كلها متساوية في الحق مع تناقض تأويلاتها فيلزمك أيضا أن تجعل للعجم و من لا يفهم اللغة أن يتبعوا أي الفرق شاءوا و إذا فعلت ذلك لزمك في هذا الوقت أن لا تلزم(2) أحدا من مخالفيك من الشيعة و الخوارج و أصحاب التأويلات و جميع من خالفك ممن له فرقة و من مبتدع لا فرقة له على مخالفيك ذما(3) و هذا نقض الإسلام و الخروج من الإجماع و يقال لك و ما ينكر على هذا الإعطاء(4) أن يتعبد الله عز و جل الخلق بما في كتاب مطبق لا يمكن أحدا(5) أن يقرأ ما فيه و يأمر أن يبحثوا و يرتادوا و يعمل كل فرقة بما ترى أنه في الكتاب - فإن أجزت ذلك أجزت على الله عز و جل العبث لأن ذلك صفة العابث و يلزمك أن تجيز على كل من نظر بعقله في شيء و استحسن أمرا من الدين أن يعتقده لأنه سواء أباحهم أن يعملوا في أصول الحلال و الحرام و فروعهما بآرائهم أو أباحهم أن ينظروا بعقولهم في أصول الدين كله و فروعه

ص: 135


1- . في بعض النسخ [الا أن ألزمت].
2- . في بعض النسخ [لا تذم].
3- . في بعض النسخ [مخالفتك ذما].
4- . في بعض النسخ [الاغضاء].
5- . كذا.

من توحيده و غيره و أن يعملوا أيضا بما استحسنوه و كان عندهم حقا فإن أجزت ذلك أجزت على الله عز و جل أن يبيح الخلق أن يشهدوا عليه أنه ثاني اثنين و أن يعتقدوا الدهر و جحدوا البارئ جل و عز و هذا آخر ما في هذا الكلام لأن من أجاز أن يتعبدنا الله عز و جل بالكتاب على احتمال التأويل و لا مخبر صادق لنا عن معانيه لزمه أن يجيز على أهل عصر النبي صلى الله عليه و آله مثل ذلك و إذا أجاز مثل ذلك لزمه أن يبيح الله عز و جل كل فرقة العمل بما رأت و تأولت لأنه لا يكون لهم غير ذلك إذا لم يكن معهم حجة في أن هذا التأويل أصح من هذا التأويل و إذا أباح ذلك أباح متبعهم(1) ممن لا يعرف اللغة و إذا أباح أولئك أيضا لزمه أن يبيحنا في هذا العصر و إذا أباحنا ذلك في الكتاب لزمه أن يبيحنا ذلك في أصول الحلال و الحرام و مقايس العقول و ذلك خروج من الدين كله و إذا وجب بما قدمنا ذكره أنه لا بد من مترجِم عن القرآن و أخبار النبي صلى الله عليه و آله وجب أن يكون معصوما ليجب القبول منه فإذا وجب أن يكون معصوما بطل أن يكون هو الأمة لما بينا من اختلافها في تأويل القرآن و الأخبار و تنازعها في ذلك و من إكفار بعضها بعضا و إذا ثبت ذلك وجب أن المعصوم هو الواحد الذي ذكرناه و هو الإمام و قد دللنا على أن الإمام لا يكون إلا معصوما و أرينا أنه إذا وجبت العصمة في الإمام لم يكن بد من أن ينص النبي صلى الله عليه و آله عليه لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فيعرفها الخلق بالمشاهدة فواجب أن ينص عليها علام الغيوب تبارك و تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه و آله و ذلك لأن الإمام لا يكون إلا منصوصا عليه و قد صح لنا النص بما بيناه من الحجج و بما رويناه من الأخبار الصحيحة.

باب معنى تحريم النار على صلب أنزل النبي صلى الله عليه و آله و بطن حمله و حجر كفله

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ اَلْوَاسِطِيِّ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ

ص: 136


1- . في بعض النسخ [متبعيهم].

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اَللَّهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَ يَقُولُ إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ اَلنَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ وَ بَطْنٍ حَمَلَكَ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ بَيِّنْ لِي ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا اَلصُّلْبُ اَلَّذِي أَنْزَلَكَ فَعَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ أَمَّا اَلْبَطْنُ اَلَّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَ أَمَّا اَلْحَجْرُ اَلَّذِي كَفَلَكَ فَأَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ.

باب معنى الكلمات التي جمع الله عز و جلْ فيها الخير كله لآدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْكُمُنْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَوْحَى اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا آدَمُ إِنِّي أَجْمَعُ لَكَ اَلْخَيْرَ كُلَّهُ فِي أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَاحِدَةٌ لِي وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلنَّاسِ فَأَمَّا اَلَّتِي لِي فَتَعْبُدُنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئاً وَ أَمَّا اَلَّتِي لَكَ فَأُجَازِيكَ بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ وَ أَمَّا اَلَّتِي بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فَعَلَيْكَ اَلدُّعَاءُ وَ عَلَيَّ اَلْإِجَابَةُ وَ أَمَّا اَلَّتِي فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلنَّاسِ فَتَرْضَى لِلنَّاسِ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ.

باب معنى الكفر الذي لا يبلغ الشرك

1 - حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلنَّضْرُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اَلْغَفَّارِ اَلْجَازِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَأَلَهُ يَعْنِي اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَلْ يَكُونُ كُفْرٌ لاَ يَبْلُغُ اَلشِّرْكَ قَالَ إِنَّ اَلْكُفْرَ هُوَ اَلشِّرْكُ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ اَلْمَسْجِدَ فَالْتَفَتَ

ص: 137

إِلَيَّ فَقَالَ نَعَمْ اَلرَّجُلُ يَحْمِلُ اَلْحَدِيثَ إِلَى صَاحِبِهِ فَلاَ يَعْرِفُهُ فَيَرُدُّهُ عَلَيْهِ فَهِيَ نِعْمَةٌ كَفَرَهَا وَ لَمْ يَبْلُغِ اَلشِّرْكَ.

باب معنى الرجس

1 - حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلنَّضْرُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اَلْغَفَّارِ اَلْجَازِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(1) قَالَ اَلرِّجْسُ هُوَ اَلشَّكُّ.

باب معنى إبليس

1 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ اَلْعَيَّاشِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ ذَكَرَ: أَنَّ اِسْمَ إِبْلِيسَ اَلْحَارِثُ وَ إِنَّمَا قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يٰا إِبْلِيسُ يَا عَاصِي وَ سُمِّيَ إِبْلِيسُ لِأَنَّهُ أُبْلِسُ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (2).

باب معنى كحل إبليس و لعوقه و سعوطه

باب معنى كحل إبليس و لعوقه و سعوطه(3)

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ

ص: 138


1- . الأحزاب: 33.
2- . أي يئس منها.
3- . اللعوق: ما يلعق أي يلحس و يتناول بالاصبع أو اللسان، و السعوط: الدواء يصب في الانف.

رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ لِإِبْلِيسَ كُحْلاً وَ لَعُوقاً وَ سَعُوطاً فَكُحْلُهُ اَلنُّعَاسُ وَ لَعُوقُهُ اَلْكَذِبُ وَ سَعُوطُهُ اَلْكِبْرُ.

باب معنى الرجيم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلشَّيْبَانِيُّ (1) رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اَلْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحَسَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَعْنَى اَلرَّجِيمِ أَنَّهُ مَرْجُومٌ بِاللَّعْنِ مَطْرُودٌ مِنْ مَوَاضِعِ اَلْخَيْرِ لاَ يَذْكُرُهُ مُؤْمِنٌ إِلاَّ لَعَنَهُ وَ إِنَّ فِي عِلْمِ اَللَّهِ اَلسَّابِقِ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ فِي زَمَانِهِ إِلاَّ رَجَمَهُ بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مَرْجُوماً بِاللَّعْنِ.

باب معنى كنز الحديث

1 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ اَلسَّرَخْسِيُّ بِسَرَخْسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ اَلْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَشْرُوحٍ (2)عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ بوراء [يُورَا ]عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ أَرَادَ كَنْزَ اَلْحَدِيثِ فَعَلَيْهِ بِلاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.

باب معنى المخبيات

باب معنى المخبيات(3)

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ

ص: 139


1- . مر الكلام فيه ص 131.
2- . في بعض النسخ [مشراح].
3- . أخبى النار: أطفأها. و في بعض النسخ [المنجيات]. و كذا لفظه في الحديث.

عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى جَمِيعاً عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ اَلْإِسْكَافِ عَنِ اَلْأَصْبَغِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ قَدْ خَلَصَ مِنَ اَلذُّنُوبِ كَمَا يَخْلُصُ اَلذَّهَبُ اَلَّذِي لاَ كَدَرَ فِيهِ وَ لَيْسَ أَحَدٌ يُطَالِبُهُ بِمَظْلِمَةٍ فَلْيَقْرَأْ فِي دُبُرِ اَلصَّلاَةِ اَلْخَمْسِ نِسْبَةَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَيْهِ وَ يَقُولُ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اَلْمَكْنُونِ اَلْمَخْزُونِ اَلطَّاهِرِ اَلطُّهْرِ اَلْمُبَارَكِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اَلْعَظِيمِ وَ سُلْطَانِكَ اَلْقَدِيمِ يَا وَاهِبَ اَلْعَطَايَا يَا مُطْلِقَ اَلْأُسَارَى يَا فَكَّاكَ اَلرِّقَابِ مِنَ اَلنَّارِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ اَلنَّارِ وَ أَخْرِجْنِي مِنَ اَلدُّنْيَا آمِناً وَ أَدْخِلْنِي اَلْجَنَّةَ سَالِماً وَ اِجْعَلْ دُعَائِي أَوَّلَهُ فَلاَحاً وَ أَوْسَطَهُ نَجَاحاً وَ آخِرَهُ صَلاَحاً إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ اَلْغُيُوبِ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَذَا مِنَ اَلْمَخْبِيَّاتِ مِمَّا عَلَّمَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَهُ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ.

باب معنى سيد الاستغفار

1 - حَدَّثَنَا اَلْحَاكِمُ عَبْدُ اَلْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلنَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ اَلْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ اَلْعَدَنِيُّ (1)قَالَ حَدَّثَنَا اَلسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِي اَلزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: تَعَلَّمُوا سَيِّدَ اَلاِسْتِغْفَارِ اَللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ أَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَ أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي(2) فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.

باب معنى قول الصادق عليه السلام إياكم أن تكونوا منانين

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

ص: 140


1- . في بعض النسخ [محمّد بن شبيب العدنى].
2- . باء - يبوء بوءا - إليه: رجع، و بالذنب: أقرّ.

مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْوَشَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

إِيَّاكُمْ أَنْ تَكُونُوا مَنَّانِينَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَيْفَ ذَلِكَ قَالَ يَمْشِي أَحَدُكُمْ ثُمَّ يَسْتَلْقِي وَ يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ عَلَى اَلْمِيلِ ثُمَّ يَقُولُ اَللَّهُمَّ إِنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ وَجْهَكَ.

باب معنى المكافأة و الشكر

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانُ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ اَلْوَاسِطِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صُنِعَ إِلَيْهِ فَإِنَّمَا كَافَأَ وَ مَنْ أَضْعَفَ كَانَ شَاكِراً وَ مَنْ شَكَرَ كَانَ كَرِيماً وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا صَنَعَ [إليه] إِنَّمَا يَصْنَعُ (1) لِنَفْسِهِ لَمْ يَسْتَبْطِئِ اَلنَّاسَ فِي شُكْرِهِمْ وَ لَمْ يَسْتَزِدْهُمْ فِي مَوَدَّتِهِمْ وَ اِعْلَمْ أَنَّ اَلطَّالِبَ إِلَيْكَ اَلْحَاجَةَ لَمْ يُكْرِمْ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِكَ فَأَكْرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ.

باب معنى العلم الذي لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ اَلْوَاسِطِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا عَلاَّمَةٌ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ وَ مَا اَلْعَلاَّمَةُ قَالُوا أَعْلَمُ اَلنَّاسِ بِأَنْسَابِ اَلْعَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيَّامِ اَلْجَاهِلِيَّةِ وَ بِالْأَشْعَارِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَاكَ عِلْمٌ لاَ يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ وَ لاَ يَنْفَعُ مَنْ عِلْمَهُ.

ص: 141


1- . في بعض النسخ [إلى نفسه].

باب معنى المنافق

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ اَلْجُلَسَاءِ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَ تَخَافُ عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ مُنَافِقاً فَقَالَ لَهُ إِذَا خَلَوْتَ فِي بَيْتِكَ نَهَاراً أَوْ لَيْلاً أَ لَيْسَ تُصَلِّي فَقَالَ بَلَى فَقَالَ فَلِمَنْ تُصَلِّي فَقَالَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَكَيْفَ تَكُونُ مُنَافِقاً وَ أَنْتَ تُصَلِّي لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ لِغَيْرِهِ.

باب معنى الشكوى في المرض

1 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّمَا اَلشَّكْوَى أَنْ تَقُولَ لَقَدِ اُبْتُلِيتُ بِمَا لَمْ يُبْتَلَ بِهِ أَحَدٌ أَوْ تَقُولَ لَقَدْ أَصَابَنِي مَا لَمْ يُصِبْ أَحَداً وَ لَيْسَ اَلشَّكْوَى أَنْ تَقُولَ سَهِرْتُ اَلْبَارِحَةَ وَ حُمِمْتُ اَلْيَوْمَ وَ نَحْوَ هَذَا.

باب معنى الريح المنسية و المسخية

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمَدَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْأَنْصَارِيُّ وَ كَانَ خَيِّراً قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلْيَقْظَانِ عَمَّارٌ اَلْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً أَقْسَمَ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ يُمِيتَهُ مَا أَمَاتَهُ أَبَداً وَ لَكِنْ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِيحَيْنِ إِلَيْهِ رِيحاً يُقَالُ لَهُ اَلْمُنْسِيَةُ وَ رِيحاً يُقَالُ لَهُ اَلْمُسْخِيَةُ فَأَمَّا اَلْمُنْسِيَةُ فَإِنَّهَا

ص: 142

تُنْسِيهِ أَهْلَهُ وَ مَالَهُ وَ أَمَّا اَلْمُسْخِيَةُ فَإِنَّهَا تُسْخِي نَفْسَهُ عَنِ اَلدُّنْيَا حَتَّى يَخْتَارَ مَا عِنْدَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى.

باب معنى قول الصادق عليه السلام الناس اثنان واحد أراح و آخر استراح

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: اَلنَّاسُ اِثْنَانِ وَاحِدٌ أَرَاحَ وَ آخَرُ اِسْتَرَاحَ فَأَمَّا اَلَّذِي اِسْتَرَاحَ فَالْمُؤْمِنُ إِذَا مَاتَ اِسْتَرَاحَ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ بَلاَئِهَا وَ أَمَّا اَلَّذِي أَرَاحَ فَالْكَافِرُ إِذَا مَاتَ أَرَاحَ اَلشَّجَرَ وَ اَلدَّوَابَّ وَ كَثِيراً مِنَ اَلنَّاسِ.

باب معنى السر و أخفى

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ سَعْدَانَ اَلْحَنَّاطُ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - يَعْلَمُ اَلسِّرَّ وَ أَخْفىٰ (1) قَالَ اَلسِّرُّ مَا كَتَمْتَهُ (2) فِي نَفْسِكَ وَ أَخْفَى مَا خَطَرَ بِبَالِكَ ثُمَّ أُنْسِيتَهُ.

باب معنى استعراب النبطي و استنباط العربي

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي

ص: 143


1- . طه: 7.
2- . في بعض النسخ [أثبته] و في بعضها [أكننته].

اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ إِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ اَلشَّيْطَانِ وَ شَرِّ اَلسُّلْطَانِ وَ شَرِّ اَلنَّبَطِيِّ إِذَا اِسْتَعْرَبَ فَقَالَ نَعَمْ أَلاَ أَزِيدُكَ مِنْهُ قَالَ بَلَى قَالَ وَ مِنْ شَرِّ اَلْعَرَبِيِّ إِذَا اِسْتَنْبَطَ فَقُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ فَقَالَ مَنْ دَخَلَ فِي اَلْإِسْلاَمِ فَادَّعَى مَوْلًى غَيْرَنَا فَقَدْ تَعَرَّبَ بَعْدَ هِجْرَتِهِ فَهَذَا اَلنَّبَطِيُّ إِذَا اِسْتَعْرَبَ وَ أَمَّا اَلْعَرَبِيُّ إِذَا اِسْتَنْبَطَ فَمَنْ أَقَرَّ بِوَلاَءِ مَنْ دَخَلَ (1) بِهِ فِي اَلْإِسْلاَمِ فَادَّعَاهُ دُونَنَا فَهَذَا قَدِ اِسْتَنْبَطَ.

باب معنى ما روي أنه ليس لامرأة خطر لا لصالحتهن و لا لطالحتهن

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّمَا اَلْمَرْأَةُ قِلاَدَةٌ فَانْظُرْ مَا تَتَقَلَّدُ وَ لَيْسَ لاِمْرَأَةٍ خَطَرٌ(2) لاَ لِصَالِحَتِهِنَّ وَ لاَ لِطَالِحَتِهِنَّ وَ أَمَّا صَالِحَتُهُنَّ فَلَيْسَ خَطَرُهَا اَلذَّهَبَ وَ اَلْفِضَّةَ هِيَ خَيْرٌ مِنَ اَلذَّهَبِ وَ اَلْفِضَّةِ وَ أَمَّا طَالِحَتُهُنَّ فَلَيْسَ خَطَرُهَا اَلتُّرَابَ اَلتُّرَابُ خَيْرٌ مِنْهَا.

باب معنى مشاورة الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْراً فَلاَ يُشَاوِرَنَّ فِيهِ أَحَداً مِنَ اَلنَّاسِ حَتَّى يُشَاوِرَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ -

ص: 144


1- . في بعض النسخ [بولايتنا من دخل].
2- . أي مثل و لا عدل. (م).

قُلْتُ وَ مَا مُشَاوَرَةُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ يَبْدَأُ فَيَسْتَخِيرُ اَللَّهَ فِيهِ (1) أَوَّلاً ثُمَّ يُشَاوِرُ فِيهِ فَإِذَا بَدَأَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَى اَللَّهُ لَهُ اَلْخِيَرَةَ عَلَى لِسَانِ مَنْ أَحَبَّ مِنَ اَلْخَلْقِ.

باب معنى الحرج

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ اَلْخَالِقِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً(2) فَقَالَ قَدْ يَكُونُ ضَيِّقاً وَ لَهُ مَنْفَذٌ يَسْمَعُ مِنْهُ وَ يُبْصِرُ وَ اَلْحَرَجُ هُوَ اَلْمُلتَامُ (3)اَلَّذِي لاَ مَنْفَذَ لَهُ يَسْمَعُ بِهِ وَ لاَ يُبْصِرُ مِنْهُ (4).

2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ اَلْعَطَّارُ بِنَيْسَابُورَ سَنَةَ اِثْنَتَيْنِ وَ خَمْسِينَ وَ ثَلاَثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلنَّيْسَابُورِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - فَمَنْ يُرِدِ اَللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ (5) قَالَ مَنْ يُرِدِ اَللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ بِإِيمَانِهِ فِي اَلدُّنْيَا إِلَى جَنَّتِهِ وَ دَارِ كَرَامَتِهِ فِي اَلْآخِرَةِ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلتَّسْلِيمِ لِلَّهِ وَ اَلثِّقَةِ بِهِ وَ اَلسُّكُونِ إِلَى مَا وَعَدَهُ مِنْ ثَوَابِهِ حَتَّى يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ عَنْ جَنَّتِهِ وَ دَارِ كَرَامَتِهِ فِي اَلْآخِرَةِ لِكُفْرِهِ وَ عِصْيَانِهِ لَهُ فِي اَلدُّنْيَا يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً حَتَّى يَشُكَّ فِي كُفْرِهِ وَ يَضْطَرِبَ مِنِ اِعْتِقَادِهِ قَلْبُهُ (6)حَتَّى يَصِيرَ كَأَنَّمٰا يَصَّعَّدُ فِي اَلسَّمٰاءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ اَللّٰهُ اَلرِّجْسَ عَلَى اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ .

ص: 145


1- . أي يطلب من اللّه سبحانه أن يختار له ما هو خير له. (م) و ليس المراد من الاستخارة ما هو المتعارف اليوم لانه إذا كان بمعنى المتعارف فلا معنى للمشاورة بعده.
2- . الأنعام: 125.
3- . كذا في جميع النسخ و الصحيح «الملتئم» أي الملتصق. (م).
4- . مبالغة في نهاية ضيق الصدر و هو مثل فيما لا يستطاع.
5- . الأنعام: 125.
6- . في بعض النسخ «فى اعتقاده و قلبه».

باب معنى أصدق الأسماء و خيرها

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَصْدَقُ اَلْأَسْمَاءِ مَا سُمِّيَ بِالْعُبُودِيَّةِ وَ خَيْرُهَا أَسْمَاءُ اَلْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

باب معنى الغيب و الشهادة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ (1) فَقَالَ اَلْغَيْبُ مَا لَمْ يَكُنْ وَ اَلشَّهَادَةُ مَا قَدْ كَانَ (2).

ص: 146


1- . الجمعة: 8.
2- . الغيب: كلّ ما غاب عنك فلا تدركه، فيطلق على ما لا يدركه البصر لبعد أو غيره و على ما لا يناله السمع و هكذا. و حيث إنّه تعالى الوجود الصرف الذي لا يعزب عنه موجود، و القيّوم لكل شيء الذي لا استقلال لشيء دونه، و المحيط بكل شيء الذي لا يغيب عنه غائب فكل شيء مشهود له و لا يتصوّر الغيب بالقياس إليه. فمعنى قوله تعالى: «عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ»- و اللّه العالم - إما أنّه العالم بما غاب عن الخلق، أو العالم بما يكون في ذاته غيبا فينطبق على الماديّات لغيبوبتها عن ذاتها حيث إنها توجد تدريجا و شيئا فشيئا و غيبوبة أجزاءها بعضها عن بعض لانبساطها في الحيّز، أو العالم بالمعدوم لغيبوبته عن الوجود. و أمّا قوله عليه السلام: «الغيب ما لم يكن و الشهادة ما قد كان» فيمكن أن يكون المراد بقوله: «ما لم يكن» ما لم يوجد أصلا فينطبق على الثالث من الاحتمالات المذكورة في الآية، و يمكن أن يكون المراد به ما كان مسبوقا بعدم زمانى أي شيء لم يكن سابقا فينطبق على العالم المادى و على هذا فالمراد بقوله: «ما قد كان» ما فوق الطبيعة و هو العالم المنزه عن المادة و لوازمها من الزمان و المكان كما يشعر به لفظة «قد» و ينطبق على الاحتمال الثاني و لا يجرى فيه الاحتمال الأوّل كما لا يخفى. (م).

باب معنى خائنة الأعين

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ اَلْجَرِيرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ (1) فَقَالَ أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى اَلشَّيْ ءِ وَ كَأَنَّهُ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَذَلِكَ خَائِنَةُ اَلْأَعْيُنِ.

باب معنى القنطار

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ يُصَلِّي بِهَا فِي لَيْلَةٍ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ بِهَا قُنُوتَ لَيْلَةٍ وَ مَنْ قَرَأَ مِأَتَيْ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ فِي غَيْرِ صَلاَةِ اَللَّيْلِ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ فِي اَللَّوْحِ اَلْمَحْفُوظِ قِنْطَاراً مِنْ حَسَنَاتٍ وَ اَلْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَ مأتي [مِأَتَا ]أُوقِيَّةٍ وَ اَلْأُوقِيَّةُ أَعْظَمُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى اَلْحَلَبِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ اَلْغَافِلِينَ وَ مَنْ قَرَأَ خَمْسِينَ آيَةً كُتِبَ مِنَ اَلذَّاكِرِينَ وَ مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ اَلْقَانِتِينَ وَ مَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ اَلْخَاشِعِينَ وَ مَنْ قَرَأَ ثَلاَثَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ اَلْفَائِزِينَ وَ مَنْ قَرَأَ خَمْسَمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ اَلْمُجْتَهِدِينَ وَ مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ وَ اَلْقِنْطَارُ خَمْسَةُ آلاَفِ مِثْقَالِ ذَهَبٍ وَ اَلْمِثْقَالُ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ قِيرَاطاً أَصْغَرُهَا مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ وَ أَكْبَرُهَا مَا بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ.

ص: 147


1- . المؤمن: 20.

باب معنى البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى اَلْأَشْعَرِيِّ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - مٰا جَعَلَ اَللّٰهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لاٰ سٰائِبَةٍ وَ لاٰ وَصِيلَةٍ وَ لاٰ حٰامٍ (1) قَالَ إِنَّ أَهْلَ اَلْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا إِذَا وَلَدَتِ اَلنَّاقَةُ وَلَدَيْنِ فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ قَالُوا وَصَلَتْ فَلاَ يَسْتَحِلُّونَ ذَبْحَهَا وَ لاَ أَكْلَهَا وَ إِذَا وَلَدَتْ عَشْراً جَعَلُوهَا سَائِبَةً وَ لاَ يَسْتَحِلُّونَ ظَهْرَهَا وَ لاَ أَكْلَهَا وَ اَلْحَامُ فَحْلُ اَلْإِبِلِ لَمْ يَكُونُوا يَسْتَحِلُّونَهُ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُحَرِّمُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ.

و قد روي أن البحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال و النساء و إن كان الخامس أنثى بحروا أذنها أي شقوه و كانت حراما على النساء و الرجال لحمها و لبنها و إذا مات حلت للنساء و السائبة البعير يسيب(2) بنذر يكون على الرجل إن سلمه الله عز و جل من مرض أو بلغه منزله أن يفعل ذلك و الوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرجال و النساء و إن كانت أنثى تركت في الغنم و إن كان ذكرا و أنثى قالوا وصلت أخاها فلم تذبح و كان لحومها حراما على النساء إلا أن يكون يموت منها شيء فيحل أكلها للرجال و النساء و الحام الفحل إذا ركب ولد ولده قالوا قد حمى ظهره و قد يروى أن الحام هو من الإبل إذا أنتج عشرة أبطن قالوا قد حمى ظهره فلا يركب و لا يمنع من كلاء و لا ماء.

ص: 148


1- . المائدة: 102.
2- . سيب الدابّة: أى تركها تسيب و تمر حيث تشاء فهي سائبة.

باب معنى العتل و الزنيم

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عُتُلٍّ بَعْدَ ذٰلِكَ زَنِيمٍ (1) قَالَ اَلْعُتُلُّ اَلْعَظِيمُ اَلْكُفْرِ وَ اَلزَّنِيمُ اَلْمُسْتَهْتِرُ بِكُفْرِهِ (2).

باب معنى شرب الهيم

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قِيلَ لَهُ اَلرَّجُلُ يَشْرَبُ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ قَالَ لاَ بَأْسَ قُلْتُ فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُ ذَلِكَ شُرْبُ اَلْهِيمِ (3) فَقَالَ إِنَّمَا شُرْبُ اَلْهِيمِ مَا لَمْ يُذْكَرِ اِسْمُ اَللَّهِ عَلَيْهِ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ رَجُلٍ يَشْرَبُ فَلاَ يَقْطَعُ حَتَّى يَرْوَى فَقَالَ فَهَلِ اَللَّذَّةُ إِلاَّ ذَاكَ قُلْتُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ شُرْبُ اَلْهِيمِ فَقَالَ كَذَبُوا إِنَّمَا شُرْبُ اَلْهِيمِ مَا لَمْ يُذْكَرِ اِسْمُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اَللَّهِ اِبْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ اَلنَّابِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ثَلاَثَةُ أَنْفَاسٍ فِي اَلشُّرْبِ أَفْضَلُ مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي اَلشُّرْبِ وَ قَالَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُشَبَّهَ بِالْهِيمِ قُلْتُ

ص: 149


1- . القلم: 13. و المثل في اللغة: الجاف الغليظ و الزنيم: من لا أصل له و الدعى.
2- . المستهتر بكذا - بفتح التاء -: المولع به بحيث لا يفعل غيره و لا يتحدث بغيره.
3- . الهيم: جمع الاهيم و هو الإبل الشديد العطش و يقال: «قوم هيم» أي عطاش و يستعمل بمعنى الرمل و لعله بعناية أنّه لا يروى من الماء. (م).

وَ مَا اَلْهِيمُ قَالَ اَلرَّمْلُ (1) وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ هِيَ اَلْإِبِلُ.

قال مصنف هذا الكتاب سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه يقول سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول كلما كان في كتاب الحلبي و في حديث آخر فذلك قول محمد بن أبي عمير رحمه الله.

باب معنى الأصغرين و الأكبرين و الهيئتين

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ اَلْوَلِيدِ اَلسُّلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْكَاتِبُ اَلنَّيْسَابُورِيُّ بِإِسْنَادٍ رَفَعَهُ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: كَمَالُ اَلرَّجُلِ بِسِتِّ خِصَالٍ بِأَصْغَرَيْهِ وَ أَكْبَرَيْهِ وَ هَيْئَتَيْهِ فَأَمَّا أَصْغَرَاهُ فَقَلْبُهُ وَ لِسَانُهُ إِنْ قَاتَلَ قَاتَلَ بِجَنَانٍ وَ إِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ وَ أَمَّا أَكْبَرَاهُ فَعَقْلُهُ وَ هِمَّتُهُ وَ أَمَّا هَيْئَتَاهُ فَمَالُهُ وَ جَمَالُهُ.

باب معنى كرامة النعمة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلصَّيْرَفِيِّ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: يَا حُسَيْنُ أَكْرِمِ اَلنِّعْمَةَ (2) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ كَرَامَتُهَا قَالَ اِصْطِنَاعُ اَلْمَعْرُوفِ فِيمَا يَبْقَى عَلَيْكَ.

باب معنى السياء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ اَلْوَاسِطِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ

ص: 150


1- . في بعض النسخ [الزمل] - بفتح الزاى المعجمة - بمعنى الدابّة.
2- . في بعض النسخ [النعم].

عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَدْ عَلَّمْتُ اِبْنِي هَذَا اَلْكِتَابَ فَفِي أَيِّ شَيْ ءٍ أُسَلِّمْهُ فَقَالَ سَلِّمْهُ (1) لِلَّهِ أَبُوكَ وَ لاَ تُسَلِّمْهُ فِي خَمْسٍ لاَ تُسَلِّمْهُ سَيَّاءً وَ لاَ صَائِغاً وَ لاَ قَصَّاباً وَ لاَ حَنَّاطاً وَ لاَ نَخَّاساً فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا اَلسَّيَّاءُ قَالَ اَلَّذِي يَبِيعُ اَلْأَكْفَانَ وَ يَتَمَنَّى مَوْتَ أُمَّتِي وَ لَلْمَوْلُودِ عَنْ أُمَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ اَلشَّمْسُ وَ أَمَّا اَلصَّائِغُ فَإِنَّهُ يُعَالِجُ غَبْنَ أُمَّتِي(2)وَ أَمَّا اَلْقَصَّابُ فَإِنَّهُ يَذْبَحُ حَتَّى تَذْهَبَ اَلرَّحْمَةُ مِنْ قَلْبِهِ وَ أَمَّا اَلْحَنَّاطُ فَإِنَّهُ يَحْتَكِرُ اَلطَّعَامَ عَلَى أُمَّتِي وَ لَئِنْ يَلْقَى اَللَّهَ اَلْعَبْدُ سَارِقاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ قَدِ اِحْتَكَرَ طَعَاماً أَرْبَعِينَ يَوْماً وَ أَمَّا اَلنَّخَّاسُ فَإِنَّهُ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ شِرَارَ أُمَّتِكَ اَلَّذِينَ يَبِيعُونَ اَلنَّاسَ (3).

باب معنى القليل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ غَالِبٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مٰا آمَنَ مَعَهُ إِلاّٰ قَلِيلٌ (4) قَالَ كَانُوا ثَمَانِيَةً.

باب معنى آخر للقليل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ

ص: 151


1- . في بعض النسخ [أسلمه]. و قوله: «للّه أبوك» مدح للرجل نظير «للّه دره».
2- . لعل المراد به أنّه يزاول ما يحتمل الغرر و يقبل القلب فكأنّه بصدد غبنهم. و في بعض النسخ «عين» بالعين المهملة و لعلّه بمعنى الذهب لانه يجمعه و يعالجه و في بعضها «غنى» فان الذهب و الفضة التي يعالجهما الصائغ غنى الأمة. (م).
3- . المشهور بين فقهائنا كراهة هذه الصنائع الخمسة و حملوا الاخبار المعارضة على نفى التحريم.
4- . هود: 43.

فَلَمّٰا كُتِبَ عَلَيْهِمُ اَلْقِتٰالُ تَوَلَّوْا إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ (1) قَالَ كَانَ اَلْقَلِيلُ سِتِّينَ أَلْفاً.

باب معنى الخبر الذي روي أن الشؤم في الثلاثة في المرأة و الدابة و الدار

1 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: تَذَاكَرْنَا اَلشُّؤْمَ عِنْدَهُ قَالَ اَلشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ فِي اَلْمَرْأَةِ وَ اَلدَّابَّةِ وَ اَلدَّارِ فَأَمَّا شُؤْمُ اَلْمَرْأَةِ فَكَثْرَةُ مَهْرِهَا وَ عُقُوقُ زَوْجِهَا وَ أَمَّا اَلدَّابَّةُ فَسُوءُ خُلُقِهَا وَ مَنْعُهَا ظَهْرَهَا وَ أَمَّا اَلدَّارُ فَضِيقُ سَاحَتِهَا وَ شَرُّ جِيرَانِهَا وَ كَثْرَةُ عُيُوبِهَا.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ فِي اَلدَّابَّةِ وَ اَلْمَرْأَةِ وَ اَلدَّارِ فَأَمَّا اَلْمَرْأَةُ فَشُؤْمُهَا غَلاَءُ مَهْرِهَا وَ عُسْرُ وِلاَدَتِهَا وَ أَمَّا اَلدَّابَّةُ فَشُؤْمُهَا كَثْرَةُ عِلَلِهَا وَ سُوءُ خُلُقِهَا وَ أَمَّا اَلدَّارُ فَشُؤْمُهَا ضِيقُهَا وَ خُبْثُ جِيرَانِهَا وَ قَالَ مِنْ بَرَكَةِ اَلْمَرْأَةِ خِفَّةُ مَئُونَتِهَا وَ يُسْرُ وِلاَدَتِهَا وَ [مِنْ] شُؤْمِهَا شِدَّةُ مَئُونَتِهَا وَ تَعَسُّرُ وِلاَدَتِهَا.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله أيما رجل ترك دينارين فهما كي بين عينه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْحَجَّاجِ عَمَّنْ سَمِعَهُ وَ قَدْ سَمَّاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلزَّكَاةِ مَا يَأْخُذُ مِنْهَا اَلرَّجُلُ وَ قُلْتُ لَهُ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ أَيُّمَا رَجُلٍ تَرَكَ دِينَارَيْنِ فَهُمَا كَيٌّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَالَ فَقَالَ أُولَئِكَ

ص: 152


1- . البقرة: 245.

قَوْمٌ كَانُوا أَضْيَافاً عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَإِذَا أَمْسَى قَالَ يَا فُلاَنُ اِذْهَبْ فَعَشِّ هَذَا(1)فَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ يَا فُلاَنُ اِذْهَبْ فَغَدِّ هَذَا(2) فَلَمْ يَكُونُوا يَخَافُونَ أَنْ يُصْبِحُوا بِغَيْرِ غَدَاءٍ وَ لاَ بِغَيْرِ عَشَاءٍ فَجَمَعَ اَلرَّجُلُ مِنْهُمْ دِينَارَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيهِ هَذِهِ اَلْمَقَالَةَ فَإِنَّ اَلنَّاسَ إِنَّمَا يُعْطَوْنَ مِنَ اَلسَّنَةِ إِلَى اَلسَّنَةِ فَلِلرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ مَا يَكْفِيهِ وَ يَكْفِي عِيَالَهُ مِنَ اَلسَّنَةِ إِلَى اَلسَّنَةِ.

باب معنى الزكاة الظاهرة و الباطنة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلرَّازِيُّ عَنْ نَصْرِ بْنِ اَلصَّبَّاحِ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فِي كَمْ تَجِبُ اَلزَّكَاةُ مِنَ اَلْمَالِ فَقَالَ لَهُ اَلزَّكَاةُ اَلظَّاهِرَةُ أَمِ اَلْبَاطِنَةُ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُهُمَا جَمِيعاً فَقَالَ أَمَّا اَلظَّاهِرَةُ فَفِي كُلِّ أَلْفٍ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ دِرْهَماً وَ أَمَّا اَلْبَاطِنَةُ فَلاَ تَسْتَأْثِرْ(3) عَلَى أَخِيكَ بِمَا هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْكَ مِنْكَ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله للرجل الذي مات و ترك دينارين ترك كثيرا

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ قَالَ: ذَكَرَ بَعْضُهُمْ عِنْدَ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً هَلَكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ تَرَكَ دِينَارَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَرَكَ كَثِيراً قَالَ إِنَّ ذَلِكَ كَانَ رَجُلاً يَأْتِي أَهْلَ اَلصُّفَّةِ فَيَسْأَلُهُمْ فَمَاتَ وَ تَرَكَ دِينَارَيْنِ.

ص: 153


1- . عشاه: أطعمه العشاء - بالفتح - و هو طعام العشى.
2- . غداه: أطعمه الغداء - بالفتح - و هو طعام اول النهار.
3- . استأثر بالشيء على الغير: استبد به و خص به نفسه.

باب معنى عفو رسول الله صلى الله عليه و آله عما سوى التسعة الأصناف في الزكاة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْقَمَّاطِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ اَلزَّكَاةِ فَقَالَ وَضَعَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلزَّكَاةَ عَلَى تِسْعَةٍ وَ عَفَا عَمَّا سِوَى ذَلِكَ اَلْحِنْطَةِ وَ اَلشَّعِيرِ وَ اَلتَّمْرِ وَ اَلزَّبِيبِ وَ اَلذَّهَبِ وَ اَلْفِضَّةِ وَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ وَ اَلْإِبِلِ فَقَالَ اَلسَّائِلُ فَالذُّرَةُ فَغَضِبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ كَانَ وَ اَللَّهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلسَّمَاسِمُ وَ اَلذُّرَةُ وَ اَلدُّخْنُ وَ جَمِيعُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ إِنَّمَا وَضَعَ عَلَى تِسْعَةٍ لِمَا لَمْ يَكُنْ بِحَضْرَتِهِ غَيْرُ ذَلِكَ فَغَضِبَ وَ قَالَ كَذَبُوا فَهَلْ يَكُونُ اَلْعَفْوُ إِلاَّ عَنْ شَيْ ءٍ قَدْ كَانَ وَ لاَ وَ اَللَّهِ مَا أَعْرِفُ شَيْئاً عَلَيْهِ اَلزَّكَاةُ غَيْرَ هَذَا - فَمَنْ شٰاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْيَكْفُرْ .

باب معنى الجماعة و الفرقة و السنة و البدعة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْجَهْمِ هَارُونَ بْنِ اَلْجَهْمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ جَمَاعَةِ أُمَّتِهِ (1) فَقَالَ جَمَاعَةُ أُمَّتِي أَهْلُ اَلْحَقِّ وَ إِنْ قَلُّوا(2).

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِي يَحْيَى اَلْوَاسِطِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْعَلَوِيِّ رَفَعَهُ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا جَمَاعَةُ أُمَّتِكَ قَالَ مَنْ كَانَ عَلَى اَلْحَقِّ وَ إِنْ كَانُوا عَشَرَةً.

3 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْحَجَّالِ عَنْ عَاصِمِ

ص: 154


1- . في بعض النسخ [عن الجماعة].
2- . يعني جماعة امتى هم أهل الحق منهم و إن قلوا كما يأتي في الحديث الآتي.

ابْنِ حُمَيْدٍ رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلسُّنَّةِ وَ اَلْبِدْعَةِ وَ عَنِ اَلْجَمَاعَةِ وَ عَنِ اَلْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلسُّنَّةُ مَا سَنَّ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْ بَعْدِهِ وَ اَلْجَمَاعَةُ أَهْلُ اَلْحَقِّ وَ إِنْ كَانُوا قَلِيلاً وَ اَلْفِرْقَةُ أَهْلُ اَلْبَاطِلِ وَ إِنْ كَانُوا كَثِيراً .

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله للرجل الذي قال له أنت و مالك لأبيك

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله للرجل الذي قال له(1) أنت و مالك لأبيك

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْعَلاَءِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ فَقَالَ قُوتُهُ بِغَيْرِ سَرَفٍ إِذَا اُضْطُرَّ إِلَيْهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَقَوْلُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِلرَّجُلِ اَلَّذِي أَتَاهُ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَبَاهُ فَقَالَ أَنْتَ وَ مَالُكَ لِأَبِيكَ فَقَالَ إِنَّمَا جَاءَ بِأَبِيهِ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ هَذَا أَبِي وَ قَدْ ظَلَمَنِي مِيرَاثِي مِنْ أُمِّي فَأَخْبَرَهُ اَلْأَبُ أَنَّهُ قَدْ أَنْفَقَهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ أَنْتَ وَ مَالُكَ لِأَبِيكَ وَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ اَلرَّجُلِ شَيْ ءٌ أَ وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَحْبِسُ أَباً لاِبْنٍ .

باب معنى المنقلين

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ خُرُوجِ اَلنِّسَاءِ فِي اَلْعِيدَيْنِ فَقَالَ لاَ إِلاَّ اَلْعَجُوزُ عَلَيْهَا مَنْقَلاَهَا يُعْنَى اَلْخُفَّيْنِ.

ص: 155


1- . كذا في النسخ التي بأيدينا و لعلّ الأصحّ «للرجل الذي أتاه.....». (م).

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله ليس للنساء سراة الطريق

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَيْسَ لِلنِّسَاءِ سَرَاةُ اَلطَّرِيقِ وَ لَكِنْ جَنْبَاهُ يُعْنَى بِالسَّرَاةِ وَسَطَهُ.

باب معنى يَوْمَ اَلتَّلاٰقِ و يَوْمَ اَلتَّنٰادِ و يَوْمُ اَلتَّغٰابُنِ و يَوْمَ اَلْحَسْرَةِ

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: يَوْمَ اَلتَّلاٰقِ يَوْمُ يَلْتَقِي أَهْلُ اَلسَّمَاءِ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ وَ يَوْمَ اَلتَّنٰادِ يَوْمُ يُنَادِي أَهْلُ اَلنَّارِ أَهْلَ اَلْجَنَّةِ - أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنٰا مِنَ اَلْمٰاءِ أَوْ مِمّٰا رَزَقَكُمُ اَللّٰهُ وَ يَوْمُ اَلتَّغٰابُنِ يَوْمُ يَغْبِنُ أَهْلُ اَلْجَنَّةِ أَهْلَ اَلنَّارِ وَ يَوْمَ اَلْحَسْرَةِ يَوْمُ يُؤْتَى بِالْمَوْتِ فَيُذْبَحُ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم

1 - حَدَّثَنِي(1)مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مُوسَى اَلْخَشَّابِ عَنْ غِيَاثِ بْنِ كَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَالْعَمَلُ لَكُمْ بِهِ لاَ عُذْرَ لَكُمْ فِي تَرْكِهِ وَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَتْ فِيهِ سُنَّةٌ مِنِّي فَلاَ عُذْرَ لَكُمْ فِي تَرْكِ سُنَّتِي وَ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ سُنَّةٌ مِنِّي فَمَا قَالَ أَصْحَابِي فَقُولُوا بِهِ فَإِنَّمَا مَثَلُ أَصْحَابِي فِيكُمْ كَمَثَلِ اَلنُّجُومِ بِأَيِّهَا أُخِذَ اُهْتُدِيَ وَ بِأَيِّ أَقَاوِيلِ أَصْحَابِي

ص: 156


1- . في بعض النسخ [حدّثنا].

أَخَذْتُمْ اِهْتَدَيْتُمْ وَ اِخْتِلاَفُ أَصْحَابِي لَكُمْ رَحْمَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَنْ أَصْحَابُكَ قَالَ أَهْلُ بَيْتِي.

قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب إن أهل البيت عَلَيْهِ السَّلاَمُ لا يختلفون و لكن يفتون الشيعة بمر الحق و ربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية و التقية رحمة للشيعة(1).

باب معنى قوله عليه السلام اختلاف أمتي رحمة

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي اَلْخَيْرِ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ هِلاَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اَلْمُؤْمِنِ اَلْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ قَوْماً رَوَوْا أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ إِنَّ اِخْتِلاَفَ أُمَّتِي رَحْمَةٌ فَقَالَ صَدَقُوا قُلْتُ إِنْ كَانَ اِخْتِلاَفُهُمْ رَحْمَةً فَاجْتِمَاعُهُمْ عَذَابٌ قَالَ لَيْسَ حَيْثُ ذَهَبْتَ وَ ذَهَبُوا إِنَّمَا أَرَادَ قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - فَلَوْ لاٰ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي اَلدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (2) فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْفِرُوا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ يَخْتَلِفُوا إِلَيْهِ فَيَتَعَلَّمُوا ثُمَّ يَرْجِعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَيُعَلِّمُوهُمْ إِنَّمَا أَرَادَ اِخْتِلاَفَهُمْ مِنَ اَلْبُلْدَانِ لاَ اِخْتِلاَفاً فِي دِينِ اَللَّهِ إِنَّمَا اَلدِّينُ وَاحِدٌ.

باب معنى الكذب المفترع

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ

ص: 157


1- . يجوز أن يكون المراد بالاختلاف معناه الآخر أي التعاقب و التردد كما في قول اللّه سبحانه: «إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اِخْتِلاٰفِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهٰارِ - الآية -» أي تعاقبهما و في الزيارة الجامعة الكبيرة «و مختلف الملائكة» أي موضع نزولهم و تردّدهم و إيابهم و ذهابهم. و المراد بالاصحاب: الأئمّة كما جاءت في الاخبار.
2- . التوبة: 123.

بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِيَّاكُمْ وَ اَلْكَذِبَ اَلْمُفْتَرَعَ قِيلَ لَهُ وَ مَا اَلْكَذِبُ اَلْمُفْتَرَعُ قَالَ أَنْ يُحَدِّثَكَ اَلرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ فَتَرْوِيَهُ عَنْ غَيْرِ اَلَّذِي حَدَّثَكَ بِهِ.

باب معنى قول الله عز و جل إِنَّ عِبٰادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ

باب معنى قول الله عز و جل إِنَّ عِبٰادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ (1)

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ عِبٰادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ قَالَ لَيْسَ لَهُ عَلَى هَذِهِ اَلْعِصَابَةِ خَاصَّةً سُلْطَانٌ قَالَ قُلْتُ وَ كَيْفَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ فِيهِمْ مَا فِيهِمْ قَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا قَوْلُهُ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ أَنْ يُحَبِّبَ إِلَيْهِمُ اَلْكُفْرَ وَ يُبَغِّضَ إِلَيْهِمُ اَلْإِيمَانَ.

باب معنى المعادن و الأشراف و أهل البيوتات و المولد الطيب

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ اَلْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَشْعَثِ عَنِ اَلدِّهْقَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّمَا شِيعَتُنَا اَلْمَعَادِنُ وَ اَلْأَشْرَافُ وَ أَهْلُ اَلْبُيُوتَاتِ وَ مَنْ مَوْلِدُهُ طَيِّبٌ قَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ تَفْسِيرِ ذَلِكَ فَقَالَ اَلْمَعَادِنُ مِنْ قُرَيْشٍ وَ اَلْأَشْرَافُ مِنَ اَلْعَرَبِ وَ أَهْلُ اَلْبُيُوتَاتِ مِنَ اَلْمَوَالِي وَ مَنْ مَوْلِدُهُ طَيِّبٌ مِنْ أَهْلِ اَلسَّوَادِ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله حدث عن بني إسرائيل و لا حرج

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ

ص: 158


1- الحجر: 43.

بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ اَلنَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ حَدِّثْ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لاَ حَرَجَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَنُحَدِّثُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا سَمِعْنَاهُ وَ لاَ حَرَجَ عَلَيْنَا قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ مَا قَالَ كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقُلْتُ فَكَيْفَ هَذَا قَالَ مَا كَانَ فِي اَلْكِتَابِ أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَحَدِّثْ أَنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَ لاَ حَرَجَ.

باب معنى ما روي أن الفقيه لا يعيد الصلاة

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا اَلْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَوِ اِثْنَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ يُعِيدُ اَلصَّلاَةَ فَقَالَ لَهُ فَأَيْنَ مَا رُوِيَ أَنَّ اَلْفَقِيهَ لاَ يُعِيدُ اَلصَّلاَةَ قَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ فِي اَلثَّلاَثِ وَ اَلْأَرْبَعِ.

باب معنى السميط و السعيدة و الأنثى و الذكر

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ بَنَى مَسْجِدَهُ بِالسَّمِيطِ ثُمَّ إِنَّ اَلْمُسْلِمِينَ كَثُرُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ بِالْمَسْجِدِ فَزِيدَ فِيهِ فَقَالَ نَعَمْ فَأَمَرَ بِهِ فَزِيدَ فِيهِ وَ بَنَى بِالصَّعِيدَةِ ثُمَّ إِنَّ اَلْمُسْلِمِينَ كَثُرُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ بِالْمَسْجِدِ فَزِيدَ فِيهِ فَقَالَ نَعَمْ فَزَادَ(1) فِيهِ وَ بَنَى جِدَارَهُ بِالْأُنْثَى وَ اَلذَّكَرِ ثُمَّ اِشْتَدَّ عَلَيْهِمُ اَلْحَرُّ فَقَالُوا يَا

ص: 159


1- . في بعض النسخ [فأمر به فزيد فيه].

رَسُولَ اَللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ بِالْمَسْجِدِ فَظُلِّلَ قَالَ فَأَمَرَ بِهِ فَأُقِيمَتْ فِيهِ سَوَارِي جُذُوعِ اَلنَّخْلِ ثُمَّ طُرِحَتْ عَلَيْهِ اَلْعَوَارِضُ وَ اَلْخَصَفُ وَ اَلْإِذْخِرُ(1) فَعَاشُوا فِيهِ حَتَّى أَصَابَتْهُمُ اَلْأَمْطَارُ فَجَعَلَ اَلْمَسْجِدُ يَكُفُّ عَلَيْهِمْ (2) فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ بِهِ فَطُيِّنَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَ عَرِيشٌ (3) كَعَرِيشِ مُوسَى فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ كَانَ جِدَارُهُ قَبْلَ أَنْ يُظَلَّلَ قَدْرَ قَامَةٍ فَكَانَ إِذَا كَانَ اَلْفَيْ ءُ ذِرَاعاً وَ هُوَ قَدْرُ مَرْبِضِ عَنْزٍ صَلَّى اَلظُّهْرَ فَإِذَا كَانَ اَلْفَيْ ءُ ذِرَاعَيْنِ وَ هُوَ ضِعْفُ ذَلِكَ صَلَّى اَلْعَصْرَ قَالَ وَ قَالَ اَلسَّمِيطُ لَبِنَةٌ لَبِنَةٌ وَ اَلسَّعِيدَةُ لَبِنَةٌ وَ نِصْفٌ وَ اَلْأُنْثَى وَ اَلذَّكَرُ لَبِنَتَانِ مُخَالِفَتَانِ .

باب معنى الجهاد الأكبر

1 - حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْخَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعَثَ سَرِيَّةً فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ مَرْحَباً بِقَوْمٍ قَضَوُا اَلْجِهَادَ اَلْأَصْغَرَ وَ بَقِيَ عَلَيْهِمُ اَلْجِهَادُ اَلْأَكْبَرُ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا اَلْجِهَادُ اَلْأَكْبَرُ قَالَ جِهَادُ اَلنَّفْسِ وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَفْضَلُ اَلْجِهَادِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ اَلَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ .

باب معنى أول النعم و بادئها

1 - حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْقَاسِمِ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ اَلْكُوفِيُّ وَ أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ

ص: 160


1- . الاذخر: نبات طيب الرائحة. و الحشيش الاخضر.
2- . أي يقطر.
3- . العريش: البيت الذي يستظل به و لفظة «لا» منقطعة عما بعدها و المعنى لا أجوز لكم هذا و ما ينبغي عريش الا كعريش موسى عليه السلام.

بْنُ يَزِيدَ اَلْأَنْبَارِيُّ اَلْكَاتِبُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْغِفَارِيِّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اَلصَّادِقِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَلْيَحْمَدِ اَللَّهَ تَعَالَى عَلَى أَوَّلِ اَلنِّعَمِ قِيلَ وَ مَا أَوَّلُ اَلنِّعَمِ قَالَ طِيبُ اَلْوِلاَدَةِ وَ لاَ يُحِبُّنَا إِلاَّ مَنْ طَابَتْ وِلاَدَتُهُ وَ لاَ يُبْغِضُنَا إِلاَّ مَنْ خَبُثَتْ وِلاَدَتُهُ.

2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ اَلْأَنْصَارِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ يَجِدُ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَى قَلْبِهِ فَلْيَحْمَدِ اَللَّهَ عَلَى بَادِئِ اَلنِّعَمِ قِيلَ وَ مَا بَادِئُ اَلنِّعَمِ قَالَ طِيبُ اَلْمَوْلِدِ.

3 - حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَاتَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ زِيَادٍ اَلنَّهْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّنِي وَ أَحَبَّكَ وَ أَحَبَّ اَلْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ فَلْيَحْمَدِ اَللَّهَ عَلَى طِيبِ مَوْلِدِهِ فَإِنَّهُ لاَ يُحِبُّنَا إِلاَّ مَنْ طَابَتْ وِلاَدَتُهُ وَ لاَ يُبْغِضُنَا إِلاَّ مَنْ خَبُثَتْ وِلاَدَتُهُ.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

مَنْ وَجَدَ بَرْدَ حُبِّنَا عَلَى قَلْبِهِ فَلْيُكْثِرِ اَلدُّعَاءَ لِأُمِّهِ فَإِنَّهَا لَمْ تَخُنْ أَبَاهُ.

باب معنى أُولِي اَلْإِرْبَةِ مِنَ اَلرِّجٰالِ

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - أَوِ اَلتّٰابِعِينَ غَيْرِ أُولِي اَلْإِرْبَةِ مِنَ اَلرِّجٰالِ (1) إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ فَقَالَ اَلْأَحْمَقُ اَلَّذِي لاَ يَأْتِي اَلنِّسَاءَ.

ص: 161


1- . النور: 31.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْوَشَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلتّٰابِعِينَ غَيْرِ أُولِي اَلْإِرْبَةِ مِنَ اَلرِّجٰالِ قَالَ هُوَ اَلْأَبْلَهُ اَلْمُوَلَّى عَلَيْهِ اَلَّذِي لاَ يَأْتِي اَلنِّسَاءَ.

باب معنى الأربعاء و النطاف

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى(1) اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لاَ تَسْتَأْجِرِ اَلْأَرْضَ بِالتَّمْرِ وَ لاَ بِالْحِنْطَةِ وَ لاَ بِالشَّعِيرِ وَ لاَ بِالْأَرْبِعَاءِ وَ لاَ بِالنِّطَافِ قُلْتُ وَ مَا اَلْأَرْبِعَاءُ قَالَ اَلشِّرْبُ وَ اَلنِّطَافُ فَضْلُ اَلْمَاءِ وَ لَكِنْ تَقَبَّلْهَا بِالذَّهَبِ وَ اَلْفِضَّةِ وَ اَلنِّصْفِ وَ اَلثُّلُثِ وَ اَلرُّبُعِ.

باب معنى الخبء الذي ما عبد الله بشيء أحب إليه منه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَا عُبِدَ اَللَّهُ بِشَيْ ءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ اَلْخَبْ ءِ قُلْتُ وَ مَا اَلْخَبْ ءُ قَالَ اَلتَّقِيَّةُ.

باب معنى تسليم الرجل على نفسه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - فَإِذٰا دَخَلْتُمْ

ص: 162


1- . في بعض النسخ [أحمد بن الحسن].

بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ اَلْآيَةَ (1) فَقَالَ هُوَ تَسْلِيمُ اَلرَّجُلِ عَلَى أَهْلِ اَلْبَيْتِ حِينَ يَدْخُلُ ثُمَّ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ فَهُوَ سَلاَمُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ.

باب معنى الاستيناس

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ وَ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبَانِ بْنِ اَلْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - لاٰ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّٰى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلىٰ أَهْلِهٰا(2) قَالَ اَلاِسْتِينَاسُ وَقْعُ اَلنَّعْلِ وَ اَلتَّسْلِيمُ.

باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام لا يأبى الكرامة إلا حمار

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْبَزَنْطِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ يَأْبَى اَلْكَرَامَةَ إِلاَّ حِمَارٌ قُلْتُ وَ مَا مَعْنَى ذَلِكَ فَقَالَ ذَلِكَ فِي اَلطِّيبِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ وَ اَلتَّوْسِعَةِ فِي اَلْمَجْلِسِ مَنْ أَبَاهُمَا كَانَ كَمَا قَالَ.

باب معنى طينة خبال

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ

ص: 163


1- . النور: 61.
2- . النور: 27.

اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ اِبْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

مَنْ بَاهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً بِمَا لَيْسَ فِيهِمَا حَبَسَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ قُلْتُ وَ مَا طِينَةُ خَبَالٍ قَالَ صَدِيدٌ يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ اَلْمُومِسَاتِ (1) يَعْنِي اَلزَّوَانِي.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدٍ اَلْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ(2) أَوْ مُسْكِراً لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَإِنْ عَادَ سَقَاهُ اَللَّهُ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ قُلْتُ وَ مَا طِينَةُ خَبَالٍ قَالَ صَدِيدٌ يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ اَلزُّنَاةِ.

باب معنى العقدين

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ وَ بِهِ أَحَدُ اَلْعَقْدَيْنِ يَعْنِي اَلْبَوْلَ وَ اَلْغَائِطَ.

باب معنى الدعابة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي شَرِيفُ بْنُ سَابِقٍ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلتَّفْلِيسِيُّ عَنِ اَلْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَ فِيهِ دُعَابَةٌ قُلْتُ وَ مَا اَلدُّعَابَةُ قَالَ اَلْمِزَاحُ.

ص: 164


1- . خبال - بفتح الخاء و الباء - و المومسة: المرأة المجاهرة بالفجور.
2- . في بعض النسخ [خمرا].

باب معنى قول أبي ذر رحمه الله عليه ثلاثة يبغضها الناس و أنا أحبها

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ شُعَيْبٍ اَلْعَقَرْقُوفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ شَيْ ءٌ يُرْوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَحْمَةُ اَللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ثَلاَثَةٌ يُبْغِضُهَا اَلنَّاسُ وَ أَنَا أُحِبُّهَا أُحِبُّ اَلْمَوْتَ وَ أُحِبُّ اَلْفَقْرَ وَ أُحِبُّ اَلْبَلاَءَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا لَيْسَ عَلَى مَا يَرَوْنَ (1) إِنَّمَا عَنَى اَلْمَوْتُ فِي طَاعَةِ اَللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ اَلْحَيَاةِ فِي مَعْصِيَةِ اَللَّهِ وَ اَلْفَقْرُ فِي طَاعَةِ اَللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ اَلْغِنَى فِي مَعْصِيَةِ اَللَّهِ وَ اَلْبَلاَءُ فِي طَاعَةِ اَللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ اَلصِّحَّةِ فِي مَعْصِيَةِ اَللَّهِ.

باب معنى قول الصادق عليه السلام الكذبة تفطر الصائم

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اَلْكَذِبَةُ تُفَطِّرُ اَلصَّائِمَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ هَلَكْنَا قَالَ لاَ إِنَّمَا أَعْنِي اَلْكَذِبَ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى اَلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

باب معنى الجار و حد المجاورة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَدُّ اَلْجَارِ قَالَ أَرْبَعِينَ دَاراً مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.

ص: 165


1- . في بعض النسخ [يروون].

باب معنى ما روي أن من كان يحبنا و هو في موضع لا يشينه فهو من خالص الله عز و جل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ اِبْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

مَنْ كَانَ يُحِبُّنَا وَ هُوَ فِي مَوْضِعٍ لاَ يَشِينُهُ فَهُوَ مِنْ خَالِصِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا اَلْمَوْضِعُ اَلَّذِي لاَ يَشِينُهُ قَالَ لاَ يُرْمَى فِي مَوْلِدِهِ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ لَمْ يُجْعَلْ وَلَدَ زِنًا.

باب معنى الإكراه و الإجبار

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ يَمِينَ فِي غَضَبٍ وَ لاَ فِي إِجْبَارٍ وَ لاَ فِي إِكْرَاهٍ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ فَمَا اَلْفَرْقُ بَيْنَ اَلْإِكْرَاهِ وَ اَلْإِجْبَارِ قَالَ اَلْإِجْبَارُ مِنَ اَلسُّلْطَانِ وَ اَلْإِكْرَاهُ يَكُونُ مِنَ اَلزَّوْجَةِ وَ اَلْأُمِّ وَ اَلْأَبِ وَ لَيْسَ بِشَيْ ءٍ.

باب معنى النومة

1 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْقُرَشِيِّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سُفْيَانَ اَلْجَرِيرِيِّ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ اَلْأَزْدِيِّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي اَلطُّفَيْلِ أَنَّهُ سَمِعَ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّ بَعْدِي فِتَناً مُظْلِمَةً عَمْيَاءَ مُشَكِّكَةً لاَ يَبْقَى فِيهَا إِلاَّ اَلنُّوَمَةُ قِيلَ وَ مَا اَلنُّوَمَةُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ اَلَّذِي لاَ يَدْرِي اَلنَّاسُ مَا فِي نَفْسِهِ.

ص: 166

باب معنى سبيل الله

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ اَلْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ اَلْآيَةِ فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ أَوْ مُتُّمْ (1) قَالَ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَا سَبِيلُ اَللَّهِ قَالَ قُلْتُ لاَ وَ اَللَّهِ إِلاَّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ سَبِيلُ اَللَّهِ هُوَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ ذُرِّيَّتُهُ وَ سَبِيلُ اَللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي وَلاَيَتِهِ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَ مَنْ مَاتَ فِي وَلاَيَتِهِ مَاتَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ اَلْعُبَيْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلْبَصْرِيِّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ رَجُلاً أَوْصَى إِلَيَّ فِي اَلسَّبِيلِ قَالَ فَقَالَ لِي اِصْرِفْهُ فِي اَلْحَجِّ قَالَ قُلْتُ إِنَّهُ أَوْصَى إِلَيَّ فِي اَلسَّبِيلِ قَالَ اِصْرِفْهُ فِي اَلْحَجِّ فَإِنِّي لاَ أَعْرِفُ سَبِيلاً مِنْ سُبُلِهِ أَفْضَلَ مِنَ اَلْحَجَّ.

3 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلْعَسْكَرِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْمَدِينَةِ عَنْ رَجُلٍ أَوْصَى بِمَالِهِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ قَالَ سَبِيلُ اَللَّهِ شِيعَتُنَا.

باب معنى الرمي بالصلعاء

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْقُرَشِيِّ عَنْ سُفْيَانَ اَلْجَرِيرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَزَوَّرِ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ

ص: 167


1- . آل عمران: 157.

قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ اَلْبَصْرَةِ تَلَقَّاهُ أَشْرَافُ اَلنَّاسِ فَهَنَّئُوهُ (1) وَ قَالُوا إِنَّا نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هَذَا اَلْأَمْرُ فِيكُمْ وَ لاَ يُنَازِعَكُمْ فِيهِ أَحَدٌ أَبَداً فَقَالَ هَيْهَاتَ فِي كَلاَمٍ لَهُ أَنَّى ذَلِكَ وَ لِمَا تُرْمَوْنَ بِالصَّلْعَاءِ (2) قَالُوا يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ مَا اَلصَّلْعَاءُ قَالَ تُؤْخَذُ أَمْوَالُكُمْ قَسْراً فَلاَ تَمْنَعُونَ .

باب معنى الصليعاء و القريعاء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ اَلْبَزَنْطِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ سَعِيدٍ(3) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ أَحَدُ بَنِي عَامِرٍ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَسَأَلَهُ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلاً يَذْكُرُ فِي آخِرِهِ أَنَّهُ سَأَلَهُ اَلْأَعْرَابِيُّ عَنِ اَلصُّلَيْعَاءِ وَ اَلْقُرَيْعَاءِ وَ خَيْرِ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ وَ شَرِّ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ اَلصُّلَيْعَاءَ اَلْأَرْضُ اَلسَّبِخَةُ اَلَّتِي لاَ تَرْوَى وَ لاَ تَشْبَعُ مَرْعَاهَا وَ اَلْقُرَيْعَاءَ اَلْأَرْضُ اَلَّتِي لاَ تُعْطِي بَرَكَتَهَا وَ لاَ يَخْرُجُ يَنْعُهَا وَ لاَ يُدْرَكُ مَا أُنْفِقَ فِيهَا وَ شَرَّ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ اَلْأَسْوَاقُ وَ هِيَ مَيْدَانُ إِبْلِيسَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ وَ يَضَعُ كُرْسِيَّهُ وَ يَبُثُّ ذُرِّيَّتَهُ فَبَيْنَ مُطَفِّفٍ فِي قَفِيزٍ(4) أَوْ طَائِشٍ فِي مِيزَانٍ أَوْ سَارِقٍ فِي ذِرَاعٍ أَوْ كَاذِبٍ فِي سِلْعَةٍ فَيَقُولُ عَلَيْكُمْ بِرَجُلٍ مَاتَ أَبُوهُ وَ أَبُوكُمْ حَيٌّ فَلاَ يَزَالُ اَلشَّيْطَانُ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَدْخُلُ وَ آخِرِ مَنْ يَرْجِعُ (5) وَ خَيْرَ اَلْبِقَاعِ (6) اَلْمَسَاجِدُ وَ أَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ أَوَّلُهُمْ دُخُولاً وَ آخِرُهُمْ خُرُوجاً. و كان الحديث طويلا اختصرنا منه موضع الحاجة.

ص: 168


1- . هنّأه تهنيئا و تهنئة: ضد عزّاه.
2- . الصلعاء: الداهية.
3- . في بعض النسخ [عن محمّد بن سعيد]. و في بعضها [عن مفضل، عن سعيد].
4- . القفيز: المكيال، و طفف فيه: نقص، و طاش في الميزان: نقصه.
5- . في بعض النسخ [يخرج].
6- . في بعض النسخ [بقاع الأرض].

باب معنى وطء أعقاب الرجال

1 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عَقِيلَةَ اَلصَّيْرَفِيِّ عَنْ كَرَّامٍ اَلْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِيَّاكَ وَ اَلرِّئَاسَةَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَطَأَ أَعْقَابَ اَلرِّجَالِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَمَّا اَلرِّئَاسَةُ فَقَدْ عَرَفْتُهَا وَ أَمَّا أَنْ أَطَأَ أَعْقَابَ اَلرِّجَالِ فَمَا ثُلُثَا مَا فِي يَدِي إِلاَّ مِمَّا وَطِئْتُ أَعْقَابَ اَلرِّجَالِ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِيَّاكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلاً دُونَ اَلْحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فِي كُلِّ مَا قَالَ.

باب معنى الوصمة و البادرة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ حُضَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ أَبِي جُنَادَةَ (1) اَلسَّلُولِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ صَامَ شَعْبَانَ كَانَ لَهُ طُهْراً(2) مِنْ كُلِّ زَلَّةٍ وَ وَصْمَةٍ وَ بَادِرَةٍ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا اَلْوَصْمَةُ قَالَ اَلْيَمِينُ فِي مَعْصِيَةٍ وَ لاَ(3) نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ (4)قُلْتُ فَمَا اَلْبَادِرَةُ قَالَ اَلْيَمِينُ عِنْدَ اَلْغَضَبِ وَ اَلتَّوْبَةُ مِنْهَا اَلنَّدَمُ عَلَيْهَا.

ص: 169


1- . حضين - بالحاء المهملة و الضاد المعجمة.
2- . في بعض النسخ «ظهيرا» و الظاهر أنّه تصحيف. (م).
3- . في بعض النسخ [فلا].
4- . في بعض النسخ [معصيته] و الظاهر أنّه تصحيف. و الوصمة: العقدة أو ما عقد بسرعة و يستعار لليمين و النذر بعناية أن الإنسان يعقدهما على نفسه. (م).

باب معنى الحج

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِمَ سُمِّيَ اَلْحَجَّ قَالَ اَلْحَجُّ اَلْفَلاَحُ يُقَالُ حَجَّ فُلاَنٌ أَيْ أَفْلَحَ.

باب معنى قول الصادق عليه السلام في قول الله عز و جل إنه شاء و أراد و لم يحب و لم يرض

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: شَاءَ وَ أَرَادَ وَ لَمْ يُحِبَّ وَ لَمْ يَرْضَ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ قَالَ شَاءَ أَنْ لاَ يَكُونَ شَيْ ءٌ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَ أَرَادَ مِثْلَ ذَلِكَ وَ لَمْ يُحِبَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَ لَمْ يَرْضَ لِعِبٰادِهِ اَلْكُفْرَ(1) .

باب معنى الأغلب و المغلوب

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلْأَغْلَبُ مَنْ غَلَبَ بِالْخَيْرِ وَ اَلْمَغْلُوبُ مَنْ غُلِبَ بِالشَّرِّ وَ اَلْمُؤْمِنُ مُلْجَمٌ (2).

ص: 170


1- . الرواية هكذا رواها الكليني - رحمه اللّه - بإسناده في الكافي ج 1 ص 151 عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام و شرحه العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه - مجملا في مرآة العقول.
2- . ألجم الدابّة: ألبسها اللجام و «المؤمن ملجم» كناية عن تقييده بجميع احكام الشرع و عدم إمكان خلاصه منها ما دام في قيد الايمان.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله في أمر الأعرابي الذي أتاه يا علي قم فاقطع لسانه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَتَى اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لَهُ أَ لَسْتَ خَيْرَنَا أَباً وَ أُمّاً وَ أَكْرَمَنَا عَقِباً وَ رَئِيسَنَا(1) فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ وَ اَلْإِسْلاَمِ فَغَضِبَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَ يَا أَعْرَابِيُّ كَمْ دُونَ لِسَانِكَ مِنْ حِجَابٍ قَالَ اِثْنَانِ شَفَتَانِ وَ أَسْنَانٌ فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَمَا كَانَ فِي أَحَدِ هَذَيْنِ مَا يَرُدُّ عَنَّا غَرْبَ (2) لِسَانِكَ هَذَا أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ فِي دُنْيَاهُ شَيْئاً هُوَ أَضَرُّ لَهُ فِي آخِرَتِهِ مِنْ طَلاَقَةِ لِسَانِهِ يَا عَلِيُّ قُمْ فَاقْطَعْ لِسَانَهُ فَظَنَّ اَلنَّاسُ أَنَّهُ يَقْطَعُ لِسَانَهُ فَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ.

باب معنى الموتور أهله و ماله

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَا خَدَعُوكَ عَنْ شَيْ ءٍ فَلاَ يَخْدَعُوكَ فِي اَلْعَصْرِ صَلِّهَا وَ اَلشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ اَلْمَوْتُورُ أَهْلَهُ وَ مَالَهُ مَنْ ضَيَّعَ صَلاَةَ اَلْعَصْرِ قُلْتُ وَ مَا اَلْمَوْتُورُ(3) أَهْلَهُ وَ مَالَهُ قَالَ لاَ يَكُونُ لَهُ أَهْلٌ وَ لاَ مَالٌ فِي اَلْجَنَّةِ قُلْتُ وَ مَا تَضْيِيعُهَا قَالَ يَدَعُهَا وَ اَللَّهِ حَتَّى تَصْفَارَّ(4) أَوْ تَغِيبَ.

ص: 171


1- . في بعض النسخ [رئيسا]. و الظاهر أنّه تصحيف. (م).
2- . الغرب - بفتح الغين المعجمة و سكون الراء -: الحدة.
3- . وتر فلانا ماله أو حقه: نقصه إياه.
4- . اصفارت الشمس: صارت ذا صفرة.

باب معنى المحدث

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ اَلْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً(1)قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ يَكُونُ اَلْمُحَدَّثُ قَالَ اَلْمُفَهَّمُ.

باب معنى السوء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ (2)عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا أَرَدْتَ اَلْحِجَامَةَ وَ خَرَجَ اَلدَّمُ مِنْ مَحَاجِمِكَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تَفْرُغَ وَ اَلدَّمُ يَسِيلُ - بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ أَعُوذُ بِاللَّهِ اَلْكَرِيمِ فِي حِجَامَتِي هَذِهِ مِنَ اَلْعَيْنِ فِي اَلدَّمِ وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ثُمَّ قَالَ وَ مَا عَلِمْتَ يَا فُلاَنُ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ هَذَا فَقَدْ جَمَعْتَ اَلْأَشْيَاءَ كُلَّهَا إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ - وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ اَلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ اَلْخَيْرِ وَ مٰا مَسَّنِيَ اَلسُّوءُ (3) يَعْنِي اَلْفَقْرَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ - كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اَلسُّوءَ وَ اَلْفَحْشٰاءَ (4) يَعْنِي أَنْ يَدْخُلَ فِي

ص: 172


1- . المحدّث - بفتح الدال المشددة -
2- . في بعض النسخ «محمّد بن سنان» و هو الأظهر و يؤيده عدم رواية محمّد بن خالد البرقي عن عبد اللّه بن سنان و أيضا لم نجد رواية عبد اللّه بن سنان عن خلف بن حماد و إن كان هو يروى عنه بخلاف محمّد بن سنان فان روايته عن خلف بن حماد كثيرة و لكن في النسخ اختلاف في هذا الاسناد ففى بعضها «سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن عمه عن محمّد بن سنان» و اللّه العالم. (م).
3- . الأعراف: 188. و تمام الآية هكذا «قُلْ لاٰ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لاٰ ضَرًّا إِلاّٰ مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ اَلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ اَلْخَيْرِ وَ مٰا مَسَّنِيَ اَلسُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاّٰ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»
4- . يوسف: 24.

اَلزِّنَا وَ قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضٰاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (1) قَالَ مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله في الحية من تركها تخوفا من تبعتها فليس مني

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ قَالَ: سُئِلَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ رَجُلٍ يَقْتُلُ اَلْحَيَّةَ وَ قَالَ لَهُ اَلسَّائِلُ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ مَنْ تَرَكَهَا تَخَوُّفاً مِنْ تَبِعَتِهَا فَلَيْسَ مِنِّي قَالَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ وَ مَنْ تَرَكَهَا تَخَوُّفاً مِنْ تَبِعَتِهَا فَلَيْسَ مِنِّي فَأَمَّا حَيَّةٌ لاَ تَطْلُبُكَ وَ لاَ بَأْسَ بِتَرْكِهَا(2).

باب معنى السامة و الهامة و العامة و اللامة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ اَلسَّامَّةِ وَ اَلْهَامَّةِ وَ اَلْعَامَّةِ وَ اَللاَّمَّةِ فَقَالَ اَلسَّامَّةُ اَلْقَرَابَةُ وَ اَلْهَامَّةُ هَوَامُّ اَلْأَرْضِ (3) وَ اَللاَّمَّةُ لَمَمُ اَلشَّيَاطِينِ وَ اَلْعَامَّةُ عَامَّةُ اَلنَّاسِ.

باب معنى الرم

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِي اَلْجَوْزَاءِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ عَنْ عَلِيٍّ

ص: 173


1- . النمل: 12.
2- . في أكثر النسخ [فانها حية لا تطلبك فلا بأس بتركها] و هو تصحيف.
3- . الهوام جمع الهامة و هي ما كان له سم كالحية.

عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَيْسَ فِي أُمَّتِي رَهْبَانِيَّةٌ وَ لاَ سِيَاحَةٌ وَ لاَ رم(1) - [زَمٌّ] يَعْنِي اَلسُّكُوتَ.

باب معنى التوبة النصوح

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلْأَخِيرَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلتَّوْبَةِ اَلنَّصُوحِ مَا هِيَ فَكَتَبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ يَكُونَ اَلْبَاطِنُ كَالظَّاهِرِ وَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُوسَى بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلْبَجَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تُوبُوا إِلَى اَللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً(2) قَالَ هُوَ صَوْمُ يَوْمِ اَلْأَرْبِعَاءِ وَ يَوْمِ اَلْخَمِيسِ وَ يَوْمِ اَلْجُمُعَةِ.

قال مصنف هذا الكتاب معناه أن يصوم هذه الأيام ثم يتوب.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلْيَقْطِينِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلتَّوْبَةُ اَلنَّصُوحُ أَنْ يَكُونَ بَاطِنُ اَلرَّجُلِ كَظَاهِرِهِ وَ أَفْضَلَ.

وَ قَدْ رُوِيَ: أَنَّ اَلتَّوْبَةَ اَلنَّصُوحَ هُوَ أَنْ يَتُوبَ اَلرَّجُلُ مِنْ ذَنْبٍ وَ يَنْوِيَ أَنْ لاَ يَعُودَ إِلَيْهِ أَبَداً.

باب معنى حسنة الدنيا و حسنة الآخرة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ

ص: 174


1- . كذا و في بعض النسخ [ذم] و هو تصحيف.
2- . التحريم: 8. و النصوح في اللغة: الخالص.

عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَبَّنٰا آتِنٰا فِي اَلدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً (1) قَالَ رِضْوَانُ اَللَّهِ وَ اَلْجَنَّةُ فِي اَلْآخِرَةِ وَ اَلسَّعَةُ فِي اَلرِّزْقِ وَ اَلْمَعَاشِ وَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ فِي اَلدُّنْيَا.

باب معنى دين الدنيا و دين الآخرة

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ عَلَيَّ دَيْناً كَثِيراً وَ لِي عِيَالٌ وَ لاَ أَقْدِرُ عَلَى اَلْحَجِّ فَعَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فَقَالَ قُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اِقْضِ عَنِّي دَيْنَ اَلدُّنْيَا وَ دَيْنَ اَلْآخِرَةِ فَقُلْتُ لَهُ أَمَّا دَيْنُ اَلدُّنْيَا فَقَدْ عَرَفْتُهُ فَمَا دَيْنُ اَلْآخِرَةِ فَقَالَ دَيْنُ اَلْآخِرَةِ اَلْحَجُّ.

باب معنى قول المصلي في تشهده لله ما طاب و طهر و ما خبث فلغيره

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا مَعْنَى قَوْلِ اَلْمُصَلِّي فِي تَشَهُّدِهِ لِلَّهِ مَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ مَا خَبُثَ فَلِغَيْرِهِ قَالَ مَا طَابَ وَ طَهُرَ كَسْبُ اَلْحَلاَلِ مِنَ اَلرِّزْقِ وَ مَا خَبُثَ فَالرِّبَا.

باب معنى التسليم في الصلاة

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا

ص: 175


1- . البقرة: 200.

اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مَعْنَى اَلتَّسْلِيمِ فِي اَلصَّلاَةِ فَقَالَ اَلتَّسْلِيمُ عَلاَمَةُ اَلْأَمْنِ وَ تَحْلِيلُ اَلصَّلاَةِ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ كَانَ اَلنَّاسُ فِيمَا مَضَى إِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَارِدٌ أَمِنُوا شَرَّهُ وَ كَانُوا إِذَا رَدُّوا عَلَيْهِ أَمِنَ شَرَّهُمْ فَإِنْ لَمْ يُسَلِّمْ لَمْ يَأْمَنُوهُ وَ إِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَى اَلْمُسَلِّمِ لَمْ يَأْمَنْهُمْ وَ ذَلِكَ خُلُقٌ فِي اَلْعَرَبِ فَجُعِلَ اَلتَّسْلِيمُ عَلاَمَةً لِلْخُرُوجِ مِنَ اَلصَّلاَةِ وَ تَحْلِيلاً لِلْكَلاَمِ وَ أَمْناً مِنْ أَنْ يَدْخُلَ فِي اَلصَّلاَةِ مَا يُفْسِدُهَا وَ اَلسَّلاَمُ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ وَاقِعٌ مِنَ اَلْمُصَلِّي عَلَى مَلَكَيِ اَللَّهِ اَلْمُوَكَّلَيْنِ بِهِ.

باب معنى دار السلام

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلصَّقْرِ اَلصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ اَلْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: دَارُ اَلسَّلاَمِ اَلْجَنَّةُ وَ أَهْلُهَا لَهُمُ اَلسَّلاَمَةُ مِنْ جَمِيعِ اَلْآفَاتِ وَ اَلْعَاهَاتِ وَ اَلْأَمْرَاضِ وَ اَلْأَسْقَامِ وَ لَهُمُ اَلسَّلاَمَةُ مِنَ اَلْهَرَمِ وَ اَلْمَوْتِ وَ تَغَيُّرِ اَلْأَحْوَالِ عَلَيْهِمْ وَ هُمُ اَلْمُكْرَمُونَ اَلَّذِينَ لاَ يُهَانُونَ أَبَداً وَ هُمُ اَلْأَعِزَّاءُ اَلَّذِينَ لاَ يَذِلُّونَ أَبَداً وَ هُمُ اَلْأَغْنِيَاءُ اَلَّذِينَ لاَ يَفْتَقِرُونَ أَبَداً وَ هُمُ اَلسُّعَدَاءُ اَلَّذِينَ لاَ يَشْقَوْنَ أَبَداً وَ هُمُ اَلْفَرِحُونَ اَلْمُسْتَبْشِرُونَ (1) اَلَّذِينَ لاَ يَغْتَمُّونَ وَ لاَ يَهْتَمُّونَ أَبَداً وَ هُمُ اَلْأَحْيَاءُ اَلَّذِينَ لاَ يَمُوتُونَ أَبَداً فَهُمْ فِي قُصُورِ اَلدُّرِّ وَ اَلْمَرْجَانِ أَبْوَابُهَا مُشْرَعَةٌ إِلَى عَرْشِ اَلرَّحْمَنِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بٰابٍ. سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ بِمٰا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى اَلدّٰارِ .

2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْأَزْرَقُ وَ كَانَ مِنَ اَلْعَامَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ

ص: 176


1- . في بعض النسخ [المسرورون].

حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ اَلْكَرِيمِ قَالَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَللّٰهُ يَدْعُوا إِلىٰ دٰارِ اَلسَّلاٰمِ (1) فَقَالَ إِنَّ اَلسَّلاَمَ هُوَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَارَهُ اَلَّتِي خَلَقَهَا لِأَوْلِيَائِهِ اَلْجَنَّةُ.

باب معنى سبع كلمات تبع فيها حكيم حكيما سبع مائة فرسخ

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلرَّازِيُّ وَ اِسْمُهُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ سِجَادَةَ وَ اِسْمُهُ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ وَ اِسْمُ أَبِي عُثْمَانَ حَبِيبٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: تَبِعَ حَكِيمٌ حَكِيماً سَبْعَمِائَةِ فَرْسَخٍ فِي سَبْعِ كَلِمَاتٍ فَلَمَّا لَحِقَ بِهِ قَالَ لَهُ يَا هَذَا مَا أَرْفَعُ مِنَ اَلسَّمَاءِ وَ أَوْسَعُ مِنَ اَلْأَرْضِ وَ أَغْنَى مِنَ اَلْبَحْرِ وَ أَقْسَى مِنَ اَلْحَجَرِ وَ أَشَدُّ حَرَارَةً مِنَ اَلنَّارِ وَ أَشَدُّ بَرْداً مِنَ اَلزَّمْهَرِيرِ وَ أَثْقَلُ مِنَ اَلْجِبَالِ اَلرَّاسِيَاتِ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إِنَّ اَلْحَقَّ أَرْفَعُ مِنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْعَدْلَ أَوْسَعُ مِنَ اَلْأَرْضِ وَ غِنَى اَلنَّفْسِ أَغْنَى مِنَ اَلْبَحْرِ وَ قَلْبَ اَلْكَافِرِ أَقْسَى مِنَ اَلْحَجَرِ وَ اَلْحَرِيصَ اَلْجَشِعَ أَشَدُّ حَرَارَةً مِنَ اَلنَّارِ وَ اَلْيَأْسَ مِنْ رَوْحِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَشَدُّ بَرْداً مِنَ اَلزَّمْهَرِيرِ وَ اَلْبُهْتَانَ عَلَى اَلْبَرِيءِ أَثْقَلُ مِنَ اَلْجِبَالِ اَلرَّاسِيَاتِ.

باب معنى أشراف الأمة

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي غَيْلاَنَ اَلثَّقَفِيُّ وَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ اَلْقُرَشِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ

ص: 177


1- . يونس: 25.

اَلتَّرْجُمَانِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ(2) عَنِ اَلضَّحَّاكِ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَشْرَافُ أُمَّتِي حَمَلَةُ اَلْقُرْآنِ وَ أَصْحَابُ اَللَّيْلِ.

2 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ وَ اَلْحَسَنُ بْنُ عُرْوَةَ وَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْوَهْبِيُّ (3) قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَا شِئْتَ (4)فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اِعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ وَ اِعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ اَلرَّجُلِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَ عِزَّهُ اِسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ اَلنَّاسِ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَبْدُ اَلسَّلاَمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ اَلْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ اَلشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْقَاسِمِ اَلْخَضِرُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ أَبِي هَدِيَّةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَدِيَّةَ اَلْبَصْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى أَبُو ذَرٍّ يَوْماً إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَمَا رَأَيْتُ اَلْبَارِحَةَ قَالُوا وَ مَا رَأَيْتَ اَلْبَارِحَةَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِبَابِهِ فَخَرَجَ لَيْلاً فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ خَرَجَا إِلَى اَلْبَقِيعِ فَمَا زِلْتُ أَقْفُو أَثَرَهُمَا إِلَى أَنْ أَتَيَا مَقَابِرَ مَكَّةَ فَعَدَلَ إِلَى قَبْرِ أَبِيهِ فَصَلَّى عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا بِالْقَبْرِ قَدِ اِنْشَقَّ وَ إِذَا بِعَبْدِ اَللَّهِ جَالِسٌ وَ هُوَ يَقُولُ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ لَهُ مَنْ وَلِيُّكَ يَا أَبَتِ فَقَالَ وَ مَا اَلْوَلِيُّ يَا بُنَيَّ فَقَالَ هُوَ هَذَا عَلِيٌّ فَقَالَ وَ إِنَّ عَلِيّاً وَلِيِّي -

ص: 178


1- . هو إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغداديّ الترجمانى.
2- . في بعض النسخ [سهل بن سعيد].
3- . في بعض النسخ [الدهنى].
4- . في بعض النسخ [من شئت].

قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَوْضَتِكَ ثُمَّ عَدَلَ إِلَى قَبْرِ أُمِّهِ آمِنَةَ فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ فَإِذَا بِالْقَبْرِ قَدِ اِنْشَقَّ وَ إِذَا هِيَ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّكَ نَبِيُّ اَللَّهِ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ لَهَا مَنْ وَلِيُّكِ يَا أُمَّاهْ فَقَالَتْ وَ مَا اَلْوَلاَيَةُ يَا بُنَيَّ قَالَ هُوَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ وَ أَنَّ عَلِيّاً وَلِيِّي فَقَالَ اِرْجِعِي إِلَى حُفْرَتِكِ وَ رَوْضَتِكِ فَكَذَّبُوهُ وَ لَبَّبُوهُ (1) وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ كَذَبَ عَلَيْكَ اَلْيَوْمَ فَقَالَ وَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا إِنَّ جندب [جُنْدَباً] حَكَى عَنْكَ كَيْتَ وَ كَيْتَ فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا أَظَلَّتِ اَلْخَضْرَاءُ وَ لاَ أَقَلَّتِ اَلْغَبْرَاءُ (2) عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.

قَالَ عَبْدُ اَلسَّلاَمِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَعَرَضْتُ هَذَا اَلْخَبَرَ عَلَى الْجَهْمِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْأَعْلَى فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ اَلنَّارَ عَلَى ظَهْرٍ أَنْزَلَكَ وَ بَطْنٍ حَمَلَكَ وَ ثَدْيٍ أَرْضَعَكَ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ اَلْفَرَّاءِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ لَيْسَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَبِي ذَرٍّ رَحْمَةُ اَللَّهِ عَلَيْهِ مَا أَظَلَّتِ اَلْخَضْرَاءُ وَ لاَ أَقَلَّتِ اَلْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ بَلَى قَالَ قُلْتُ فَأَيْنَ رَسُولُ اَللَّهِ وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ أَيْنَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ قَالَ فَقَالَ لِي كَمِ اَلسَّنَةُ شَهْراً قَالَ قُلْتُ اِثْنَا عَشَرَ شَهْراً قَالَ كَمْ مِنْهَا حُرُمٌ قَالَ قُلْتُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ قَالَ فَشَهْرُ رَمَضَانَ مِنْهَا قَالَ قُلْتُ لاَ قَالَ إِنَّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةً أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ إِنَّا أَهْلَ بَيْتٍ لاَ يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ .

باب معنى قول الصادق جعفر بن محمد عليه السلام من طلب الرئاسة هلك

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

ص: 179


1- . لبّب فلانا اي اخذه بتلبيبه و جره.
2- . الخضراء كناية عن السماء، و الغبراء كناية عن الأرض، و أقلت أي حملت و رفعت.

اَلْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَخِيهِ سُفْيَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا سُفْيَانُ إِيَّاكَ وَ اَلرِّئَاسَةَ فَمَا طَلَبَهَا أَحَدٌ إِلاَّ هَلَكَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ هَلَكْنَا إِذْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا إِلاَّ وَ هُوَ يُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ وَ يُقْصَدَ وَ يُؤْخَذَ عَنْهُ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِلَيْهِ إِنَّمَا ذَلِكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلاً دُونَ اَلْحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فِي كُلِّ مَا قَالَ وَ تَدْعُوَ اَلنَّاسَ إِلَى قَوْلِهِ.

باب معنى قول الصادق عليه السلام من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار

1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ اَلنَّيْسَابُورِيُّ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: رَحِمَ اَللَّهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ يُحْيِي أَمْرَكُمْ قَالَ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا اَلنَّاسَ فَإِنَّ اَلنَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلاَمِنَا لاَتَّبَعُونَا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَقَدْ رُوِيَ لَنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِيُمَارِيَ بِهِ اَلسُّفَهَاءَ أَوْ يُبَاهِيَ بِهِ اَلْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُقْبِلَ بِوُجُوهِ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي اَلنَّارِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صَدَقَ جَدِّي أَ فَتَدْرِي مَنِ اَلسُّفَهَاءُ فَقُلْتُ لاَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَقَالَ هُمْ قُصَّاصٌ مِنْ مُخَالِفِينَا وَ تَدْرِي مَنِ اَلْعُلَمَاءُ فَقُلْتُ لاَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَ فَقَالَ هُمْ عُلَمَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ اَلَّذِينَ فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَهُمْ وَ أَوْجَبَ مَوَدَّتَهُمْ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي مَا مَعْنَى قَوْلِهِ أَوْ لِيُقْبِلَ بِوُجُوهِ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ قُلْتُ لاَ قَالَ يَعْنِي بِذَلِكَ وَ اَللَّهِ اِدِّعَاءَ اَلْإِمَامَةِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي اَلنَّارِ(1).

ص: 180


1- . لما سمع عبد السلام مدح الامام لمن يتعلّم العلم و يعلّمه الناس معلّلا بأن الناس إذا عرفوا محاسن كلامهم أقبلوا عليهم و اتبعوهم توهّم أنّه ينافي ما روى عن الصادق عليه السلام من ذمّ من يطلب العلم ليقبل الناس إليه فبيّن عليه السلام له أن الذم و اللوم انما يكون على من يفعل ذلك اتّباعا لهواه كأهل البحث من مخالفيهم و من يدعى الإمامة من غير حقّ و أمّا من يفعل ابتغاء مرضات اللّه و ليتّضح الحق و يتبعه الناس فهو ممدوح. (م).

باب معنى الاستئكال بالعلم

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْهَيْثَمِ اَلْعِجْلِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَنِ اِسْتَأْكَلَ بِعِلْمِهِ اِفْتَقَرَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ فِي شِيعَتِكَ وَ مَوَالِيكَ قَوْماً يَتَحَمَّلُونَ عُلُومَكُمْ وَ يَبُثُّونَهَا فِي شِيعَتِكُمْ فَلاَ يَعْدَمُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمُ اَلْبِرَّ وَ اَلصِّلَةَ وَ اَلْإِكْرَامَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْسَ أُولَئِكَ بِمُسْتَأْكِلِينَ إِنَّمَا اَلْمُسْتَأْكِلُ بِعِلْمِهِ اَلَّذِي يُفْتِي بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لاَ هُدًى مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِيُبْطِلَ بِهِ اَلْحُقُوقَ طَمَعاً فِي حُطَامِ اَلدُّنْيَا.

باب معنى ما روي أن من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الإسلام

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَحِمَهُ اَللَّهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلنَّهِيكِيِّ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَثَّلَ مِثَالاً أَوِ اِقْتَنَى كَلْباً فَقَدْ خَرَجَ مِنَ اَلْإِسْلاَمِ فَقِيلَ لَهُ هَلَكَ إِذاً كَثِيرٌ مِنَ اَلنَّاسِ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ ذَهَبْتُمْ إِنَّمَا عَنَيْتُ بِقَوْلِي مَنْ مَثَّلَ مِثَالاً مَنْ نَصَبَ دِيناً غَيْرَ دِينِ اَللَّهِ وَ دَعَا اَلنَّاسَ إِلَيْهِ وَ بِقَوْلِي مَنِ اِقْتَنَى كَلْباً عَنَيْتُ مُبْغِضاً لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ اِقْتَنَاهُ فَأَطْعَمَهُ وَ سَقَاهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ خَرَجَ مِنَ اَلْإِسْلاَمِ.

باب معنى ما روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال إذا عرفت فاعمل ما شئت

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقِيلَ لَهُ -

ص: 181

إِنَّ هَؤُلاَءِ اَلْأَخَابِثَ (1) يَرْوُونَ عَنْ أَبِيكَ يَقُولُونَ إِنَّ أَبَاكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ إِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَهُمْ يَسْتَحِلُّونَ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّ مُحَرَّمٍ قَالَ مَا لَهُمْ لَعَنَهُمُ اَللَّهُ إِنَّمَا قَالَ أَبِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذَا عَرَفْتَ اَلْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنْ خَيْرٍ يُقْبَلُ مِنْكَ.

باب معنى قول الرجل للرجل جزاك الله خيرا

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَعْيَنَ أَخِي مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَلرَّجُلِ لِلرَّجُلِ جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْراً مَا يَعْنِي بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلْخَيْرَ نَهَرٌ فِي اَلْجَنَّةِ مَخْرَجُهُ مِنَ اَلْكَوْثَرِ وَ اَلْكَوْثَرُ مَخْرَجُهُ مِنْ سَاقِ اَلْعَرْشِ عَلَيْهِ مَنَازِلُ اَلْأَوْصِيَاءِ وَ شِيعَتِهِمْ عَلَى حَافَتَيْ ذَلِكَ اَلنَّهَرِ جَوَارٍ نَابِتَاتٌ كُلَّمَا قُلِعَتْ وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ أُخْرَى بِاسْمِ ذَلِكَ اَلنَّهَرِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ - فِيهِنَّ خَيْرٰاتٌ حِسٰانٌ (2) فَإِذَا قَالَ اَلرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْراً فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ تِلْكَ اَلْمَنَازِلَ اَلَّتِي أَعَدَّهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِصَفْوَتِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ.

باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام للذي قال له إني أحبك أعد للفقر جلبابا

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَدِيثٌ يُرْوَى أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنِّي أُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ أَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً فَقَالَ لَيْسَ هَكَذَا قَالَ إِنَّمَا قَالَ لَهُ أَعْدَدْتَ لِفَاقَتِكَ جِلْبَاباً يَعْنِي يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ.

ص: 182


1- . في بعض النسخ [الاجانب].
2- . الرحمن: 70.

باب معنى قول الصادق عليه السلام إن الرجل ليخرج من منزله فيرجع و لم يذكر الله عز و جل فتملأ صحيفته حسنات

1 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنِ اَلْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَى حَاجَةٍ (1) فَيَرْجِعُ وَ مَا ذَكَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَتُمَلَأُ صَحِيفَتُهُ حَسَنَاتٍ قَالَ فَقُلْتُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ يَمُرُّ بِالْقَوْمِ وَ يَذْكُرُونَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَيَقُولُونَ كُفُّوا فَإِنَّ هَذَا يُحِبُّهُمْ فَيَقُولُ اَلْمَلَكُ لِصَاحِبِهِ اُكْتُبْ هِبَةَ (2)آلِ مُحَمَّدٍ فِي فُلاَنٍ اَلْيَوْمَ.

باب معنى الموجبتين

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ تَنْسَوُا اَلْمُوجِبَتَيْنِ أَوْ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالْمُوجِبَتَيْنِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ قُلْتُ وَ مَا اَلْمُوجِبَتَانِ قَالَ تَسْأَلُ اَللَّهَ اَلْجَنَّةَ وَ تَتَعَوَّذُ بِهِ مِنَ اَلنَّارِ.

باب معنى الخبر الذي روي أن من سعادة المرء خفة عارضيه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْمِنْقَرِيُّ أَوْ غَيْرُهُ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ اَلْمَرْءِ خِفَّةَ عَارِضَيْهِ قَالَ وَ مَا فِي هَذَا مِنَ اَلسَّعَادَةِ إِنَّمَا اَلسَّعَادَةُ خِفَّةُ مَاضِغَيْهِ بِالتَّسْبِيحِ (3).

ص: 183


1- . في بعض النسخ [حاجته].
2- . في بعض النسخ [حب].
3- . الماضغان و الماضغتان: الحنكان، و الظاهر أن المراد بخفتهما بالتسبيح سهولة الذكر و التسبيح عليهما أي من سعادة المرء أن يسهل عليه التسبيح و تحريك حنكيه بالاوراد فيكثر منها. (م).

باب معنى السنة من الرب عز و جل و السنة من النبي صلى الله عليه و آله و السنة من الولي عليه السلام

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ اَلْآدَمِيِّ عَنْ مُبَارَكٍ مَوْلَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لاَ يَكُونُ اَلْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلاَثُ خِصَالٍ سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ وَ سُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ فَأَمَّا اَلسُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ فَكِتْمَانُ اَلسِّرِّ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاٰ يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً. إِلاّٰ مَنِ اِرْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ (1) وَ أَمَّا اَلسُّنَّةُ مِنْ نَبِيِّهِ فَمُدَارَاةُ اَلنَّاسِ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِمُدَارَاةِ اَلنَّاسِ فَقَالَ خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجٰاهِلِينَ (2) وَ أَمَّا اَلسُّنَّةُ مِنْ وَلِيِّهِ فَالصَّبْرُ عَلَى اَلْبَأْسَاءِ وَ اَلضَّرَّاءِ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ اَلصّٰابِرِينَ فِي اَلْبَأْسٰاءِ وَ اَلضَّرّٰاءِ وَ حِينَ اَلْبَأْسِ أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُتَّقُونَ (3) .

باب معنى الغيبة و البهتان

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ مِنَ اَلْغِيبَةِ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا سَتَرَهُ اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ إِنَّ اَلْبُهْتَانَ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا لَيْسَ فِيهِ.

ص: 184


1- . الجن: 26 و 27.
2- . الأعراف: 198 و العرف: المعروف المستحسن من الافعال.
3- . البقرة: 177. البأساء: الفقر. و الضراء: الوجع. و حين البأس: وقت الحرب.

باب معنى ذي الوجهين و اللسانين

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ اَلزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بِئْسَ اَلْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً وَ يَأْكُلُهُ غَائِباً(1) إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَ إِنِ اُبْتُلِيَ خَذَلَهُ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اَلْبَغْدَادِيُّ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعِينٍ بَيَّاعِ اَلْقَلاَنِسِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ اَلصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَنْ لَقِيَ اَلنَّاسَ بِوَجْهٍ وَ غَابَهُمْ بِوَجْهٍ جَاءَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ.

باب معنى نسبة الإسلام

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لَأَنْسُبَنَّ اَلْإِسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهُ أَحَدٌ قَبْلِي وَ لاَ يَنْسُبُهُ أَحَدٌ بَعْدِي - اَلْإِسْلاَمُ هُوَ اَلتَّسْلِيمُ وَ اَلتَّسْلِيمُ هُوَ اَلتَّصْدِيقُ وَ اَلتَّصْدِيقُ هُوَ اَلْيَقِينُ وَ اَلْيَقِينُ هُوَ اَلْأَدَاءُ وَ اَلْأَدَاءُ هُوَ اَلْعَمَلُ إِنَّ اَلْمُؤْمِنَ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ رَبِّهِ وَ لَمْ يَأْخُذْهُ عَنْ رَأْيِهِ أَيُّهَا اَلنَّاسُ دِينَكُمْ دِينَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ وَ لاَ

ص: 185


1- . أطرى اطراء فلانا: أحسن الثناء عليه و بالغ في مدحه. «يأكله غائبا» أي يأكل لحمه بالغيبة.

يُزِيلَنَّكُمْ وَ لاَ يَرُدَّنَّكُمْ أَحَدٌ عَنْهُ لِأَنَّ اَلسَّيِّئَةَ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ اَلْحَسَنَةِ فِي غَيْرِهِ لِأَنَّ اَلسَّيِّئَةَ فِيهِ تُغْفَرُ وَ اَلْحَسَنَةَ فِي غَيْرِهِ لاَ تُقْبَلُ (1).

باب معنى الإسلام و الإيمان

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُهُ (2) عَنِ اَلْإِيمَانِ وَ اَلْإِسْلاَمِ فَقُلْتُ لَهُ أَ فَرْقٌ بَيْنَ اَلْإِيمَانِ وَ اَلْإِسْلاَمِ فَقَالَ أَ وَ أَضْرِبُ لَكَ مَثَلَهُ قَالَ قُلْتُ أَوَدُّ ذَاكَ قَالَ مَثَلُ اَلْإِيمَانِ مِنَ اَلْإِسْلاَمِ مَثَلُ اَلْكَعْبَةِ اَلْحَرَامِ مِنَ اَلْحَرَمِ قَدْ يَكُونُ اَلرَّجُلُ فِي اَلْحَرَمِ وَ لاَ يَكُونُ فِي اَلْكَعْبَةِ وَ لاَ يَكُونُ فِي اَلْكَعْبَةِ حَتَّى يَكُونَ فِي اَلْحَرَمِ وَ قَدْ يَكُونُ مُسْلِماً وَ لاَ يَكُونُ مُؤْمِناً وَ لاَ يَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ مُسْلِماً قَالَ فَقُلْتُ فَيُخْرِجُهُ مِنَ اَلْإِيمَانِ شَيْ ءٌ قَالَ لِي نَعَمْ قُلْتُ فَيُصَيِّرُهُ إِلَى مَا ذَا قَالَ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ أَوِ اَلْكُفْرِ وَ قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ اَلْكَعْبَةَ فَأَفْلَتَ مِنْهُ (3) بَوْلُهُ أُخْرِجَ مِنَ اَلْكَعْبَةِ وَ لَمْ يُخْرَجْ مِنَ اَلْحَرَمِ وَ لَوْ خَرَجَ مِنَ اَلْحَرَمِ فَغَسَلَ ثَوْبَهُ وَ تَطَهَّرَ لَمْ يُمْنَعْ أَنْ يَدْخُلَ اَلْكَعْبَةَ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ اَلْكَعْبَةَ فَبَالَ فِيهَا مُعَانِداً أُخْرِجَ مِنَ اَلْكَعْبَةِ وَ مِنَ اَلْحَرَمِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ اَلرَّازِيِّ عَنْ أَبِي اَلصَّلْتِ اَلْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْإِيمَانِ فَقَالَ اَلْإِيمَانُ عَقْدٌ بِالْقَلْبِ وَ لَفْظٌ بِاللِّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ لاَ يَكُونُ اَلْإِيمَانُ إِلاَّ هَكَذَا.

ص: 186


1- . رواه الكليني - رحمه اللّه - بإسناده عن البرقي مرفوعا هكذا قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لانسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلى و لا ينسبه أحد بعدى الا بمثل ذلك، ان الإسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين و اليقين هو التصديق و التصديق هو الإقرار و الإقرار هو العمل و العمل هو الأداء ان المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه و لكن أتاه من ربّه فأخذه، ان المؤمن يرى يقينه في عمله و الكافر يرى انكاره في عمله، فو الذي نفسى بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا انكار الكافرين و المنافقين بأعمالهم الخبيثة.
2- . يعني أبا عبد اللّه عليه السلام.
3- . فلت و أفلت و تفلّت: تخلص؛ و افلت بوله: أى خرج بغتة من غير اختيار و استطاعة للامساك.

3 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ اَلْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَيْسَ اَلْإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي وَ لاَ بِالتَّمَنِّي وَ لَكِنَّ اَلْإِيمَانَ مَا خَلُصَ فِي اَلْقُلُوبِ وَ صَدَّقَهُ اَلْأَعْمَالُ.

4 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْإِيمَانُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ أَخَوَانِ شَرِيكَانِ.

5 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُوسَى بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلْبَجَلِيِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْماً حَارِثَةَ بْنَ اَلنُّعْمَانِ اَلْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ قَالَ أَصْبَحْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مُؤْمِناً حَقّاً قَالَ إِنَّ لِكُلِّ إِيمَانٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ قَالَ عَزَفَتْ (1) نَفْسِي عَنِ اَلدُّنْيَا وَ أَسْهَرْتُ لَيْلِي وَ أَظْمَأْتُ نَهَارِي فَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي وَ قَدْ قَرُبَ لِلْحِسَابِ وَ كَأَنِّي بِأَهْلِ اَلْجَنَّةِ فِيهَا يَتَرَاوَدُونَ (2) وَ أَهْلِ اَلنَّارِ فِيهَا يُعَذَّبُونَ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْتَ مُؤْمِنٌ نَوَّرَ اَللَّهُ اَلْإِيمَانَ فِي قَلْبِكَ فَاثْبُتْ ثَبَّتَكَ اَللَّهُ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَنَا عَلَى نَفْسِي مِنْ شَيْ ءٍ أَخْوَفَ مِنِّي عَلَيْهَا مِنْ بَصَرِي فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَذَهَبَ بَصَرُهُ.

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ لَقِيَهُ رَكْبٌ فَقَالُوا اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ مَا أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ مُؤْمِنُونَ قَالَ فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ قَالُوا اَلرِّضَا بِقَضَاءِ اَللَّهِ وَ اَلتَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اَللَّهِ وَ اَلتَّفْوِيضُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ عُلَمَاءُ حُكَمَاءُ كَادُوا أَنْ يَكُونُوا مِنَ اَلْحِكْمَةِ أَنْبِيَاءَ فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلاَ تَبْنُوا مَا لاَ تَسْكُنُونَ وَ لاَ تَجْمَعُوا مَا لاَ تَأْكُلُونَ وَ اِتَّقُوا اَللَّهَ اَلَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

ص: 187


1- . عزفت نفسه عن كذا: زهدت فيه، و عزفها عنه: منعها.
2- . في بعض النسخ [يتزاورون].

باب معنى صبغة الله عز و جل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - صِبْغَةَ اَللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اَللّٰهِ صِبْغَةً (1) قَالَ هِيَ اَلْإِسْلاَمُ.

باب معنى الخلق العظيم

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (2) قَالَ هُوَ اَلْإِسْلاَمُ.

وَ رُوِيَ: أَنَّ اَلْخُلُقَ اَلْعَظِيمَ هُوَ اَلدِّينُ اَلْعَظِيمُ.

باب معنى قول الأئمة عليهم السلام حديثنا صعب مستصعب

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ اَلْمَدَائِنِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رُوِيَ لَنَا عَنْ آبَائِكُمْ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ أَنَّ حَدِيثَكُمْ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لاَ يَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لاَ مُؤْمِنٌ اِمْتَحَنَ اَللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ قَالَ فَجَاءَهُ اَلْجَوَابُ إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنَّ اَلْمَلَكَ لاَ يَحْتَمِلُهُ فِي جَوْفِهِ حَتَّى يُخْرِجَهُ إِلَى مَلَكٍ مِثْلِهِ وَ لاَ يَحْتَمِلُهُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخْرِجَهُ إِلَى نَبِيٍّ مِثْلِهِ وَ لاَ يَحْتَمِلُهُ مُؤْمِنٌ حَتَّى يُخْرِجَهُ إِلَى مُؤْمِنٍ مِثْلِهِ إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنْ لاَ يَحْتَمِلَهُ فِي قَلْبِهِ مِنْ حَلاَوَةِ مَا هُوَ فِي صَدْرِهِ حَتَّى يُخْرِجَهُ إِلَى غَيْرِهِ.

ص: 188


1- . البقرة: 138.
2- . القلم: 4.

باب معنى المدينة الحصينة

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ اَلْحَارِثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلْهَمْدَانِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِالْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ اَلْأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ اَلْحَنَّاطُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ اَلْيَسَعِ عَنْ شُعَيْبٍ اَلْحَدَّادِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لاَ يَحْتَمِلُهُ إِلاَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ اِمْتَحَنَ اَللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ أَوْ مَدِينَةٌ حَصِينَةٌ قَالَ عَمْرٌو فَقُلْتُ لِشُعَيْبٍ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلْمَدِينَةُ اَلْحَصِينَةُ قَالَ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْهَا فَقَالَ لِي اَلْقَلْبُ اَلْمُجْتَمِعُ.

باب معنى قول الباقر عليه السلام لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يكون الموت أحب...

باب معنى قول الباقر عليه السلام لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة و الفقر أحب إليه من الغنى و المرض أحب إليه من الصحة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ حَارِثِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلطَّحَّانِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لاَ يَبْلُغُ أَحَدُكُمْ حَقِيقَةَ اَلْإِيمَانِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلاَثُ خِصَالٍ حَتَّى يَكُونَ اَلْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ اَلْحَيَاةِ وَ اَلْفَقْرُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ اَلْغِنَى وَ اَلْمَرَضُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ اَلصِّحَّةِ قُلْنَا وَ مَنْ يَكُونُ كَذَلِكَ قَالَ كُلُّكُمْ ثُمَّ قَالَ أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَى أَحَدِكُمْ يَمُوتُ فِي حُبِّنَا أَوْ يَعِيشُ فِي بُغْضِنَا فَقُلْتُ نَمُوتُ وَ اَللَّهِ فِي حُبِّكُمْ أَحَبُّ إِلَيْنَا قَالَ وَ كَذَلِكَ اَلْفَقْرُ وَ اَلْغِنَى وَ اَلْمَرَضُ وَ اَلصِّحَّةُ قُلْتُ إِي وَ اَللَّهِ.

باب معنى القرآن و الفرقان

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَاشِمٍ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ وَ غَيْرِهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ

ص: 189

قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْقُرْآنِ وَ اَلْفُرْقَانِ أَ هُمَا شَيْئَانِ أَمْ شَيْ ءٌ وَاحِدٌ قَالَ فَقَالَ اَلْقُرْآنُ جُمْلَةُ اَلْكِتَابِ وَ اَلْفُرْقَانُ اَلْمُحْكَمُ اَلْوَاجِبُ اَلْعَمَلِ بِهِ.

باب معنى الحديث الذي روي عن الباقر عليه السلام أنه قال ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ لِيَ أَبِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا ضَرَبَ رَجُلٌ اَلْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ إِلاَّ كَفَرَ.

و سألت محمد بن الحسن رحمه الله عن معنى هذا الحديث فقال هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى(1).

باب معنى الحال المرتحل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ اَلزُّهْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَيُّ اَلْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ اَلْحَالُّ اَلْمُرْتَحِلُ قُلْتُ وَ مَا اَلْحَالُّ اَلْمُرْتَحِلُ قَالَ فَتْحُ اَلْقُرْآنِ وَ خَتْمُهُ كُلَّمَا حَلَّ فِي أَوَّلِهِ اِرْتَحَلَ فِي آخِرِهِ وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ أَعْطَاهُ اَللَّهُ اَلْقُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ أَحَداً أُعْطِيَ شَيْئاً أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ فَقَدْ صَغَّرَ عَظِيماً وَ عَظَّمَ صَغِيراً.

ص: 190


1- . ضرب القرآن بعضه ببعض كما يستفاد من روايات أخر هو أن يأخذ الرجل ببعض الآيات المتشابهة التي ربما يوافق ظاهرها - في نفسها مع قطع النظر عن سائر الآيات - مذهبه الفاسد و يأول سائر الآيات على طبقها و يحملها عليها دون ان يتدبّر فيها و يفسّرها بسائر الآيات قال تعالى: أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ وَ لَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاٰفاً كَثِيراً و لعلّ هذا مراد محمّد بن الحسن ابن الوليد شيخ المؤلّف حيث قال في جوابه: هو أن تجيب الرجل إلخ. (م).

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله أ يعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ اَلنَّخَعِيِّ عَنِ اَلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَ يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ لَيْلَةٍ ثُلُثَ اَلْقُرْآنِ قَالُوا وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ ثُلُثُ اَلْقُرْآنِ.

باب معنى مكارم الأخلاق

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَخْبِرْنِي بِمَكَارِمِ اَلْأَخْلاَقِ فَقَالَ اَلْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ صِلَةُ مَنْ قَطَعَكَ وَ إِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ وَ قَوْلُ اَلْحَقِّ وَ لَوْ عَلَى نَفْسِكَ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ جَرَّاحٍ اَلْمَدَائِنِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ لاَ أُحَدِّثُكَ بِمَكَارِمِ اَلْأَخْلاَقِ قُلْتُ بَلَى قَالَ اَلصَّفْحُ عَنِ اَلنَّاسِ وَ مُؤَاسَاةُ اَلرَّجُلِ أَخَاهُ فِي مَالِهِ وَ ذِكْرُ اَللَّهِ كَثِيراً.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَصَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِمَكَارِمِ اَلْأَخْلاَقِ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ

ص: 191

كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اِرْغَبُوا إِلَيْهِ فِي اَلزِّيَادَةِ مِنْهَا فَذَكَرَهَا عَشَرَةً اَلْيَقِينَ وَ اَلْقَنَاعَةَ وَ اَلصَّبْرَ وَ اَلشُّكْرَ وَ اَلرِّضَا وَ حُسْنَ اَلْخُلُقِ وَ اَلسَّخَاءَ وَ اَلْغَيْرَةَ وَ اَلشَّجَاعَةَ وَ اَلْمُرُوءَةَ .

باب معنى ذكر الله كثيرا

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ اَلشَّحَّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَا اُبْتُلِيَ اَلْمُؤْمِنُ بِشَيْ ءٍ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ خِصَالٍ ثَلاَثٍ يُحْرَمُهَا قِيلَ وَ مَا هِيَ قَالَ اَلْمُؤَاسَاةُ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَ اَلْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِكْرُ اَللَّهِ كَثِيراً أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ لَكُمْ سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اَللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ لَهُ وَ عِنْدَ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ اَلْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مِنْ أَشَدِّ مَا عَمِلَ اَلْعِبَادُ إِنْصَافُ اَلْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ وَ مُؤَاسَاةُ اَلْمَرْءِ أَخَاهُ وَ ذِكْرُ اَللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ وَ مَا وَجْهُ ذِكْرِ اَللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَالَ يَذْكُرُ اَللَّهَ عِنْدَ اَلْمَعْصِيَةِ يَهُمُّ بِهَا فَيَحُولُ ذِكْرُ اَللَّهِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ تِلْكَ اَلْمَعْصِيَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا إِذٰا مَسَّهُمْ طٰائِفٌ مِنَ اَلشَّيْطٰانِ تَذَكَّرُوا فَإِذٰا هُمْ مُبْصِرُونَ (1) .

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ

ص: 192


1- . قال البيضاوى: «طٰائِفٌ مِنَ اَلشَّيْطٰانِ» اى لمّة منه و هو اسم فاعل من طاف يطوف كانها طافت بهم و دارت حولهم فلم تقدر ان تؤثر فيهم، او من طاف به الخيال يطيف طيفا و قرء ابن كثير و أبو عمرو و الكسائى طيف على انه مصدر او تخفيف طيف كلين - انتهى. و في القاموس الطيف: الغضب و الجنون و الخيال الطائف في المنام او مجيئه في النوم و انما قيل لطائف الخيال: طيف لان معه طيف كميت و ميت.

عَنِ اَلْحُسَيْنِ اَلْبَزَّازِ(1) قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ لاَ أُحَدِّثُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى خَلْقِهِ قُلْتُ بَلَى قَالَ إِنْصَافُ اَلنَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُؤَاسَاتُكَ لِأَخِيكَ (2) وَ ذِكْرُ اَللَّهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ - سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ ذَاكَ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اَللَّهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ عَلَى طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ (3).

4 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي جَارُودٍ اَلْمُنْذِرِ اَلْكِنْدِيِّ (4) عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَشَدُّ اَلْأَعْمَالِ ثَلاَثَةٌ إِنْصَافُ اَلنَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى لاَ تَرْضَى لَهَا مِنْهُمْ بِشَيْ ءٍ إِلاَّ رَضِيتَ لَهُمْ مِنْهَا بِمِثْلِهِ وَ مُؤَاسَاتُكَ اَلْأَخَ فِي اَلْمَالِ وَ ذِكْرُ اَللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَيْسَ سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَقَطْ وَ لَكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْ ءٌ أَمَرَ اَللَّهُ بِهِ أَخَذْتَ بِهِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْ ءٌ نَهَى عَنْهُ تَرَكْتَهُ.

5 - وَ قَدْ رُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - اُذْكُرُوا اَللّٰهَ ذِكْراً كَثِيراً(5) مَا هَذَا اَلذِّكْرُ اَلْكَثِيرُ قَالَ مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَقَدْ ذَكَرَ اَللَّهَ اَلذِّكْرَ اَلْكَثِيرَ

ص: 193


1- . رواه الكليني - رحمه اللّه - في الكافي ج 2 ص 145 بإسناده عن ابن محبوب، عن هشام، عن الحسن البزاز. و الرجل لم أتحقّق من هو و في التهذيب ج 2 كتاب الفرائض باب العول ص 353 في رواية عبد اللّه بن بكير عن الحسين البزاز و أيضا في ص 370 مثلها. و الحسن غير معنون في كتب الرجال أصلا.
2- . المؤاسات - بالهمزة - بين الاخوان عبارة عن اعطاء النصرة بالنفس و المال و غيرهما في كل ما يحتاج الى النصرة فيه، يقال: آسيته بمالى مؤاساة اي جعلته شريكى فيه على سوية و بالواو لغة. و في القاموس في فصل الهمزة «آساه بماله مؤاساة: أناله منه و جعله أسوة، أو لا يكون ذلك الا من كفاف فان كان من فضلة فليس بمواساة» و جعلها بالواو لغة ردية (قاله الفيض - رحمه اللّه -).
3- . اذا هجمت على البناء للمجهول أو المعلوم و قال الفيروزآبادي: هجم عليه هجوما: انتهى إليه بغتة أو دخل بغير إذن. و فلانا ادخله كاهجمه. اه و قد يقرأ «إذا هممت». و المعنى ظاهر إلاّ أن المختار أظهر.
4- . الظاهر أنّه الجارود بن المنذر الكندي. و في بعض النسخ و الكافي ج 2 ص 144 [عن عليّ بن عقبة، عن جارود أبى المنذر].
5- . الأحزاب: 42.

- حَدَّثَنَا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ اَلْبَجَلِيُّ اِبْنُ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ بْنِ نُعَيْمٍ اَلْعَائِذِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ فِي حَدِيثٍ يَقُولُ فِي آخِرِهِ: تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ مِنْ ذِكْرِ اَللَّهِ اَلْكَثِيرِ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (1) .

تم الجزء الأول بعون الله و منه و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الأكرمين(2).

ص: 194


1- . البقرة: 152 و فيه «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ»
2- . في بعض النسخ: تم الجزء الأول من معاني الأخبار و الحمد للّه ربّ العالمين و يتلوه الجزء الثاني ان شاء اللّه بمنّه و كرمه و فضله.

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ (1) .

باب معنى الغايات

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلاِشْتِهَارُ بِالْعِبَادَةِ رِيبَةٌ إِنَّ - أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: أَعْبَدُ اَلنَّاسِ مَنْ أَقَامَ اَلْفَرَائِضَ وَ أَسْخَى اَلنَّاسِ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ وَ أَزْهَدُ اَلنَّاسِ مَنِ اِجْتَنَبَ اَلْحَرَامَ وَ أَتْقَى اَلنَّاسِ مَنْ قَالَ اَلْحَقَّ فِيمَا لَهُ وَ عَلَيْهِ وَ أَعْدَلُ اَلنَّاسِ مَنْ رَضِيَ لِلنَّاسِ مَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ وَ كَرِهَ لَهُمْ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ وَ أَكْيَسُ اَلنَّاسِ مَنْ كَانَ أَشَدَّ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَ أَغْبَطُ اَلنَّاسِ مَنْ كَانَ تَحْتَ اَلتُّرَابِ قَدْ أَمِنَ اَلْعِقَابَ يَرْجُو اَلثَّوَابَ وَ أَغْفَلُ اَلنَّاسِ مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ بِتَغَيُّرِ اَلدُّنْيَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ وَ أَعْظَمُ اَلنَّاسِ فِي اَلدُّنْيَا خَطَراً مَنْ لَمْ يَجْعَلْ لِلدُّنْيَا عِنْدَهُ خَطَراً وَ أَعْلَمُ اَلنَّاسِ مَنْ جَمَعَ عِلْمَ اَلنَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ وَ أَشْجَعُ اَلنَّاسِ مَنْ غَلَبَ هَوَاهُ - وَ أَكْثَرُ اَلنَّاسِ قِيمَةً أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ قِيمَةً أَقَلُّهُمْ عِلْماً وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ لَذَّةً اَلْحَسُودُ وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ رَاحَةً اَلْبَخِيلُ وَ أَبْخَلُ اَلنَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِمَا اِفْتَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَ أَوْلَى اَلنَّاسِ بِالْحَقِّ أَعْمَلُهُمْ بِهِ وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ حُرْمَةً اَلْفَاسِقُ وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ وَفَاءً اَلْمُلُوكُ وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ صَدِيقاً اَلْمَلِكُ وَ أَفْقَرُ

ص: 195


1- . في بعض النسخ بعد البسملة: الجزء الثاني من كتاب معاني الأخبار تأليف الشيخ السعيد ابى جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ الفقيه. نزيل الرى - أدام اللّه ايامه -

اَلنَّاسِ اَلطَّمَّاعُ وَ أَغْنَى اَلنَّاسِ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً وَ أَفْضَلُ اَلنَّاسِ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَكْرَمُ اَلنَّاسِ أَتْقَاهُمْ وَ أَعْظَمُ اَلنَّاسِ قَدْراً مَنْ تَرَكَ مَا لاَ يَعْنِيهِ وَ أَوْرَعُ اَلنَّاسِ مَنْ تَرَكَ اَلْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ أَقَلُّ اَلنَّاسِ مُرُوءَةً مَنْ كَانَ كَاذِباً وَ أَشْقَى اَلنَّاسِ اَلْمُلُوكُ وَ أَمْقَتُ اَلنَّاسِ اَلْمُتَكَبِّرُ وَ أَشَدُّ اَلنَّاسِ اِجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ اَلذُّنُوبَ وَ أَحْكَمُ اَلنَّاسِ مَنْ فَرَّ مِنْ جُهَّالِ اَلنَّاسِ وَ أَسْعَدُ اَلنَّاسِ مَنْ خَالَطَ كِرَامَ اَلنَّاسِ وَ أَعْقَلُ اَلنَّاسِ أَشَدُّهُمْ مُدَارَاةً لِلنَّاسِ وَ أَوْلَى اَلنَّاسِ بِالتُّهَمَةِ مَنْ جَالَسَ أَهْلَ اَلتُّهَمَةِ وَ أَعْتَى اَلنَّاسِ (1) مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ أَوْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ وَ أَوْلَى اَلنَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى اَلْعُقُوبَةِ وَ أَحَقُّ اَلنَّاسِ بِالذَّنْبِ اَلسَّفِيهُ اَلْمُغْتَابُ وَ أَذَلُّ اَلنَّاسِ مَنْ أَهَانَ اَلنَّاسَ وَ أَحْزَمُ اَلنَّاسِ أَكْظَمُهُمْ لِلْغَيْظِ وَ أَصْلَحُ اَلنَّاسِ أَصْلَحُهُمْ لِلنَّاسِ وَ خَيْرُ اَلنَّاسِ مَنِ اِنْتَفَعَ بِهِ اَلنَّاسُ.

2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلنُّعْمَانِ اَلْأَحْوَلِ صَاحِبِ اَلطَّاقِ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ اَلنَّاسِ فَلْيَتَّقِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَتْقَى اَلنَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اَللَّهِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى اَلنَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَ لاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ اَلنَّاسِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ مَنْ أَبْغَضَ اَلنَّاسَ وَ أَبْغَضَهُ اَلنَّاسُ ثُمَّ قَالَ أَ لاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ اَلَّذِي لاَ يُقِيلُ عَثْرَةً وَ لاَ يَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَ لاَ يَغْفِرُ ذَنْباً ثُمَّ قَالَ أَ لاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ مَنْ لاَ يُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ لاَ يُرْجَى خَيْرُهُ وَ إِنَّ عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تُحَدِّثُوا بِالْحِكْمَةِ اَلْجُهَّالَ فَتَظْلِمُوهَا وَ لاَ تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ وَ لاَ تُعِينُوا اَلظَّالِمَ عَلَى ظُلْمِهِ فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ اَلْأُمُورُ ثَلاَثَةٌ أَمْرٌ تَبَيَّنَ لَكَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعْهُ وَ أَمْرٌ تَبَيَّنَ لَكَ غَيُّهُ فَاجْتَنِبْهُ وَ أَمْرٌ اُخْتُلِفَ فِيهِ فَرُدَّهُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

3 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ

ص: 196


1- . من العتو أي الطغيان. و في بعض النسخ [أغبن الناس].

اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَيُّ اَلْمَالِ خَيْرٌ قَالَ زَرْعٌ زَرَعَهُ صَاحِبُهُ وَ أَصْلَحَهُ وَ أَدَّى حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَأَيُّ اَلْمَالِ بَعْدَ اَلزَّرْعِ خَيْرٌ قَالَ رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ قَدْ تَبِعَ بِهَا مَوَاضِعَ اَلْقَطْرِ(1) يُقِيمُ اَلصَّلاَةَ وَ يُؤْتِي اَلزَّكَاةَ - قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَأَيُّ اَلْمَالِ بَعْدَ اَلْغَنَمِ خَيْرٌ قَالَ اَلْبَقَرُ تَغْدُو بِخَيْرٍ وَ تَرُوحُ بِخَيْرٍ(2) قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَأَيُّ اَلْمَالِ بَعْدَ اَلْبَقَرِ خَيْرٌ قَالَ اَلرَّاسِيَاتُ فِي اَلْوَحَلِ وَ اَلْمُطْعِمَاتُ فِي اَلْمَحْلِ (3) نِعْمَ اَلشَّيْ ءُ اَلنَّخْلُ مَنْ بَاعَهُ فَإِنَّمَا ثَمَنُهُ بِمَنْزِلَةِ رَمَادٍ عَلَى رَأْسِ شَاهِقٍ (4) - اِشْتَدَّتْ بِهِ اَلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عٰاصِفٍ إِلاَّ أَنْ يُخْلِفَ مَكَانَهَا قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَأَيُّ اَلْمَالِ بَعْدَ اَلنَّخْلِ خَيْرٌ فَسَكَتَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فَأَيْنَ اَلْإِبِلُ قَالَ فِيهَا اَلشَّقَاءُ وَ اَلْجَفَاءُ وَ اَلْعَنَاءُ وَ بُعْدُ اَلدَّارِ تَغْدُو مُدْبِرَةً وَ تَرُوحُ مُدْبِرَةً (5) لاَ يَأْتِي خَيْرُهَا إِلاَّ مِنْ جَانِبِهَا اَلْأَشْأَمِ أَمَا إِنَّهَا لاَ تَعْدَمُ اَلْأَشْقِيَاءَ اَلْفَجَرَةَ (6).

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْهَمَدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ اَلْقَاسِمِ قِرَاءَةً قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْمُعَلَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ بَكْرٍ اَلْمُرَادِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ

ص: 197


1- . أي ساق غنمه للسقى و الرعى الى مواضع ينزل فيها المطر. (م).
2- . يعني انه منتفع بما يحلب منه غدوا و رواحا مع خفة المئونة.
3- . الراسيات في الوحل هي النخلات التي تثبت عروقها في الأرض و هي تثمر مع قلة المطر أيضا بخلاف الزرع و بعض الاشجار و قال الفيروزآبادي: المحل: الشدة و الجدب و انقطاع المطر.
4- . الشاهق: الجبل المرتفع و في بعض النسخ [شاهق اشتدت].
5- . ادبارها لقلة منفعتها بالنسبة الى مئونتها و كثرة موتها.
6- . قال المؤلّف - رحمه اللّه - بعد ايراد الخبر في الفقيه: معنى قوله عليه السلام: «لا يأتي خيرها الا من جانبها الا شام» هو انها لا تحلب و لا تركب و لا تحمل الا من الجانب الايسر انتهى و قال الجزريّ: اي من جانبها الايسر يعنى الشمال، و قال بعض الأفاضل: أريد انه من جملة مفاسد الإبل ان تكون معها غالبا الاشقياء الفجرة و هم الجمالون الذين هم شرار الناس. و هو المراد بقوله صلّى اللّه عليه و آله: «اما انها لا تعدم الاشقياء الفجرة».

أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَيْنَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ يُعَبِّئُهُمْ (1) لِلْحَرْبِ إِذْ أَتَاهُ شَيْخٌ عَلَيْهِ شَجْبَةُ اَلسَّفَرِ(2)فَقَالَ أَيْنَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقِيلَ هُوَ ذَا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ نَاحِيَةِ اَلشَّامِ وَ أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ سَمِعْتُ فِيكَ مِنَ اَلْفَضْلِ مَا لاَ أُحْصِي وَ إِنِّي أَظُنُّكَ سَتُغْتَالُ (3)فَعَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اَللَّهُ قَالَ نَعَمْ يَا شَيْخُ مَنِ اِعْتَدَلَ يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَتِ اَلدُّنْيَا هِمَّتَهُ اِشْتَدَّتْ حَسْرَتُهُ عِنْدَ فِرَاقِهَا وَ مَنْ كَانَ غَدُهُ شَرَّ يَوْمَيْهِ فَمَحْرُومٌ وَ مَنْ لَمْ يُبَالِ مَا رُزِئَ (4) مِنْ آخِرَتِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ دُنْيَاهُ فَهُوَ هَالِكٌ وَ مَنْ لَمْ يَتَعَاهَدِ اَلنَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَيْهِ اَلْهَوَى وَ مَنْ كَانَ فِي نَقْصٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ يَا شَيْخُ اِرْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ وَ اِئْتِ إِلَى اَلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَ مَا تَرَوْنَ إِلَى أَهْلِ اَلدُّنْيَا يُمْسُونَ وَ يُصْبِحُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى فَبَيْنَ صَرِيعٍ يَتَلَوَّى(5) وَ بَيْنَ عَائِدٍ وَ مَعُودٍ(6) وَ آخَرَ بِنَفْسِهِ يَجُودُ وَ آخَرَ لاَ يُرْجَى وَ آخَرَ مُسَجًّى(7) وَ طَالِبِ اَلدُّنْيَا وَ اَلْمَوْتُ يَطْلُبُهُ وَ غَافِلٍ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَ عَلَى أَثَرِ اَلْمَاضِي يَصِيرُ اَلْبَاقِي فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ اَلْعَبْدِيُّ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَيُّ سُلْطَانٍ أَغْلَبُ وَ أَقْوَى قَالَ اَلْهَوَى قَالَ فَأَيُّ ذُلٍّ أَذَلُّ قَالَ اَلْحِرْصُ عَلَى اَلدُّنْيَا قَالَ فَأَيُّ فَقْرٍ أَشَدُّ قَالَ اَلْكُفْرُ بَعْدَ اَلْإِيمَانِ قَالَ فَأَيُّ دَعْوَةٍ أَضَلُّ قَالَ اَلدَّاعِي بِمَا لاَ يَكُونُ قَالَ فَأَيُّ عَمَلٍ أَفْضَلُ قَالَ اَلتَّقْوَى قَالَ فَأَيُّ عَمَلٍ أَنْجَحُ قَالَ طَلَبُ مَا عِنْدَ اَللَّهِ قَالَ فَأَيُّ صَاحِبٍ شَرٌٌٍّّّ قَالَ اَلْمُزَيِّنُ لَكَ مَعْصِيَةَ اَللَّهِ قَالَ فَأَيُّ اَلْخَلْقِ أَشْقَى قَالَ مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ قَالَ فَأَيُّ اَلْخَلْقِ أَقْوَى

ص: 198


1- . عبأهم تعبئة و تعبيئا: جهزهم.
2- . الشجبة: التعب و المشقة. و يحتمل أن تكون بالحاء المهملة كما في بعض النسخ بمعنى تغير اللون من مرض و نحوه. (م).
3- . غاله و اغتاله: أخذه من حيث لا يدرى و قتله.
4- . رزأه: اصابه و نقصه.
5- . الصريع: المطروح على الأرض، و تلوى: اي انعطف و انطوى.
6- . أي مريض يعوده الناس.
7- . سجى الميت تسجية: مد عليه ثوبا يستره.

قَالَ اَلْحَلِيمُ قَالَ فَأَيُّ اَلْخَلْقِ أَشَحُّ قَالَ مَنْ أَخَذَ اَلْمَالَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَجَعَلَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ قَالَ فَأَيُّ اَلنَّاسِ أَكْيَسُ قَالَ مَنْ أَبْصَرَ رُشْدَهُ مِنْ غَيِّهِ فَمَالَ إِلَى رُشْدِهِ قَالَ فَمَنْ أَحْلَمُ اَلنَّاسِ قَالَ اَلَّذِي لاَ يَغْضَبُ قَالَ فَأَيُّ اَلنَّاسِ أَثْبَتُ رَأْياً قَالَ مَنْ لَمْ تَغُرَّهُ اَلنَّاسُ مِنْ نَفْسِهِ وَ لَمْ تَغُرَّهُ اَلدُّنْيَا بِتَشَوُّفِهَا(1) قَالَ فَأَيُّ اَلنَّاسِ أَحْمَقُ قَالَ اَلْمُغْتَرُّ بِالدُّنْيَا وَ هُوَ يَرَى مَا فِيهَا مِنْ تَقَلُّبِ أَحْوَالِهَا قَالَ فَأَيُّ اَلنَّاسِ أَشَدُّ حَسْرَةً قَالَ اَلَّذِي حُرِمَ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ اَلْخُسْرٰانُ اَلْمُبِينُ قَالَ فَأَيُّ اَلْخَلْقِ أَعْمَى قَالَ اَلَّذِي عَمِلَ لِغَيْرِ اَللَّهِ يَطْلُبُ بِعَمَلِهِ اَلثَّوَابَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَأَيُّ اَلْقُنُوعِ أَفْضَلُ قَالَ اَلْقَانِعُ بِمَا أَعْطَاهُ اَللَّهُ قَالَ فَأَيُّ اَلْمَصَائِبِ أَشَدُّ قَالَ اَلْمُصِيبَةُ بِالدِّينِ قَالَ فَأَيُّ اَلْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ اِنْتِظَارُ اَلْفَرَجِ - قَالَ فَأَيُّ اَلنَّاسِ خَيْرٌ عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْمَلُهُمْ بِالتَّقْوَى وَ أَزْهَدُهُمْ فِي اَلدُّنْيَا قَالَ فَأَيُّ اَلْكَلاَمِ أَفْضَلُ عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ كَثْرَةُ ذِكْرِهِ وَ اَلتَّضَرُّعُ إِلَيْهِ وَ اَلدُّعَاءُ قَالَ فَأَيُّ اَلْقَوْلِ أَصْدَقُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ قَالَ فَأَيُّ اَلْأَعْمَالِ أَعْظَمُ عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ اَلتَّسْلِيمُ وَ اَلْوَرَعُ قَالَ فَأَيُّ اَلنَّاسِ أَصْدَقُ قَالَ مَنْ صَدَقَ فِي اَلْمَوَاطِنِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى اَلشَّيْخِ فَقَالَ يَا شَيْخُ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلْقاً ضَيَّقَ اَلدُّنْيَا عَلَيْهِمْ نَظَراً لَهُمْ فَزَهَّدَهُمْ فِيهَا وَ فِي حُطَامِهَا فَرَغِبُوا فِي دَارِ اَلسَّلاَمِ اَلَّتِي دَعَاهُمْ إِلَيْهَا وَ صَبَرُوا عَلَى ضِيقِ اَلْمَعِيشَةِ وَ صَبَرُوا عَلَى اَلْمَكْرُوهِ وَ اِشْتَاقُوا إِلَى مَا عِنْدَ اَللَّهِ مِنَ اَلْكَرَامَةِ وَ بَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ اِبْتِغَاءَ رِضْوَانِ اَللَّهِ وَ كَانَتْ خَاتِمَةُ أَعْمَالِهِمُ اَلشَّهَادَةَ فَلَقُوا اَللَّهَ وَ هُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ وَ عَلِمُوا أَنَّ اَلْمَوْتَ سَبِيلُ مَنْ مَضَى وَ مَنْ بَقِيَ فَتَزَوَّدُوا لِآخِرَتِهِمْ غَيْرَ اَلذَّهَبِ وَ اَلْفِضَّةِ وَ لَبِسُوا اَلْخَشِنَ وَ صَبَرُوا عَلَى اَلذُّلِّ وَ قَدَّمُوا اَلْفَضْلَ وَ أَحَبُّوا فِي اَللَّهِ وَ أَبْغَضُوا فِي اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُولَئِكَ اَلْمَصَابِيحُ فِي اَلدُّنْيَا وَ أَهْلُ اَلنَّعِيمِ فِي اَلْآخِرَةِ وَ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ اَلشَّيْخُ فَأَيْنَ أَذْهَبُ وَ أَدَعُ اَلْجَنَّةَ وَ أَنَا أَرَاهَا وَ أَرَى أَهْلَهَا مَعَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ جَهِّزْنِي بِقُوَّةٍ أَتَقَوَّى بِهَا عَلَى عَدُوِّكَ فَأَعْطَاهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سِلاَحاً وَ حَمَلَهُ وَ كَانَ فِي اَلْحَرْبِ بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَضْرِبُ قُدُماً قُدُماً وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَعْجَبُ مِمَّا يَصْنَعُ فَلَمَّا اِشْتَدَّتِ اَلْحَرْبُ أَقْدَمَ فَرَسَهُ حَتَّى قُتِلَ رَحْمَةُ اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ اتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 199


1- . التشوّف: التزين.

فَوَجَدَهُ صَرِيعاً وَ وَجَدَ دَابَّتَهُ وَ وَجَدَ سَيْفَهُ فِي ذِرَاعِهِ فَلَمَّا اِنْقَضَتِ اَلْحَرْبُ أَتَى أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِدَابَّتِهِ وَ سِلاَحِهِ وَ صَلَّى عَلَيْهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ هَذَا وَ اَللَّهِ اَلسَّعِيدُ حَقّاً فَتَرَحَّمُوا عَلَى أَخِيكُمْ .

باب معنى الكنز الذي كان تحت جدار الغلامين اليتيمين

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَفَعَهُ إِلَى عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ رَفَعَهُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا(1) قَالَ كَانَ ذَلِكَ اَلْكَنْزُ لَوْحاً مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ اَلْمَوْتَ حَقٌّ كَيْفَ يَفْرَحُ عَجِبْتُ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ عَجِبْتُ لِمَنْ يَذْكُرُ اَلنَّارَ كَيْفَ يَضْحَكُ عَجِبْتُ لِمَنْ يَرَى اَلدُّنْيَا وَ تَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالاً بَعْدَ حَالٍ كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا.

باب معنى المستضعف

1 - حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُمَا اَللَّهُ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا نَضْرُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اَلْغَفَّارِ اَلْجَازِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ ضُرُوبٌ يُخَالِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ نَاصِباً فَهُوَ مُسْتَضْعَفٌ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِي اَلْمَغْرَاءِ حُمَيْدِ بْنِ اَلْمُثَنَّى اَلْعِجْلِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا(2) عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ عَرَفَ

ص: 200


1- . الكهف: 81.
2- . رواه الكليني - رحمه اللّه - في الكافي ج 2 ص 406 عن أبي المغراء عن أبي بصير، و المستضعف عند أكثر أصحابنا من لا يعرف الامام و لا ينكره و لا يوالى أحدا بعينه. و في المحكى عن ابن إدريس - رحمه اللّه - هو من لا يعرف اختلاف الناس في المذاهب و لا يبغض أهل الحق على اعتقادهم و هو اوفق بالاحاديث.

اَلاِخْتِلاَفَ فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ.

3 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْعَلَوِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْدَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ عَرَفَ اِخْتِلاَفَ اَلنَّاسِ فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ وَ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ جَمِيعاً عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ اَلرِّجٰالِ وَ اَلنِّسٰاءِ وَ اَلْوِلْدٰانِ (1) فَقَالَ هُوَ اَلَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ اَلْكُفْرَ فَيَكْفُرَ وَ لاَ يَهْتَدِي سَبِيلَ اَلْإِيمَانِ فَيُؤْمِنَ وَ اَلصِّبْيَانُ وَ مَنْ كَانَ مِنَ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ عَلَى مِثْلِ عُقُولِ اَلصِّبْيَانِ مَرْفُوعٌ عَنْهُمُ اَلْقَلَمُ.

5 - حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُمَا اَللَّهُ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ اَلْجَمَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ اَلرِّجٰالِ وَ اَلنِّسٰاءِ وَ اَلْوِلْدٰانِ لاٰ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لاٰ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَقَالَ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً إِلَى اَلنَّصْبِ فَيَنْصِبُونَ وَ لاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلَ أَهْلِ اَلْحَقِّ فَيَدْخُلُونَ فِيهِ وَ هَؤُلاَءِ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِأَعْمَالٍ حَسَنَةٍ وَ بِاجْتِنَابِ اَلْمَحَارِمِ اَلَّتِي نَهَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا وَ لاَ يَنَالُونَ مَنَازِلَ اَلْأَبْرَارِ.

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ اَلسِّمْطِ اَلْبَجَلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا تَقُولُ فِي اَلْمُسْتَضْعَفِينَ فَقَالَ لِي شَبِيهاً بِالْفَزِعِ وَ تَرَكْتُمُ أَحَداً يَكُونُ مُسْتَضْعَفاً وَ أَيْنَ اَلْمُسْتَضْعَفُونَ فَوَ اَللَّهِ لَقَدْ مَشَى

ص: 201


1- . النساء: 100.

بِأَمْرِكُمْ هَذَا اَلْعَوَاتِقُ إِلَى اَلْعَوَاتِقِ فِي خُدُورِهِنَّ وَ تُحَدِّثُ بِهِ اَلسَّقَّايَاتُ بِطُرُقِ اَلْمَدِينَةِ (1).

7 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا حَدُّ اَلْمُسْتَضْعَفِ اَلَّذِي ذَكَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ مَنْ لاَ يُحْسِنُ سُورَةً مِنَ اَلْقُرْآنِ وَ قَدْ خَلَقَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خِلْقَةً مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ لاَ يُحْسِنَ.

8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِلاَّ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ اَلرِّجٰالِ قَالَ هُمْ أَهْلُ اَلْوَلاَيَةِ قُلْتُ وَ أَيُّ وَلاَيَةٍ فَقَالَ أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِوَلاَيَةٍ فِي اَلدِّينِ وَ لَكِنَّهَا اَلْوَلاَيَةُ فِي اَلْمُنَاكَحَةِ وَ اَلْمُوَارَثَةِ وَ اَلْمُخَالَطَةِ وَ هُمْ لَيْسُوا بِالْمُؤْمِنِينَ وَ لاَ بِالْكُفَّارِ وَ هُمُ اَلْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اَللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ (2).

9 - حَدَّثَنَا مُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اَلْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو اَلْخَثْعَمِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِلاَّ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ اَلرِّجٰالِ وَ اَلنِّسٰاءِ وَ اَلْوِلْدٰانِ اَلْآيَةَ (3)قَالَ يَا سُلَيْمَانُ فِي هَؤُلاَءِ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ مَنْ هُوَ أَثْخَنُ رَقَبَةً مِنْكَ اَلْمُسْتَضْعَفُونَ قَوْمٌ يَصُومُونَ وَ يُصَلُّونَ تَعِفُّ بُطُونُهُمْ وَ فُرُوجُهُمْ لاَ يَرَوْنَ أَنَّ اَلْحَقَّ فِي غَيْرِنَا آخِذِينَ بِأَغْصَانِ اَلشَّجَرَةِ - فَأُولٰئِكَ

ص: 202


1- . قال المولى صالح شارح الكافي - رحمه اللّه -: لعل فزعه عليه السلام باعتبار ان سفيان كان من أهل الإذاعة لهذا الامر فلذلك قال على سبيل الإنكار: «تركتم أحدا يكون مستضعفا» يعنى ان المستضعف من لا يكون عالما بالحق و الباطل و ما تركتم أحدا على هذا الوصف لافشائكم امرنا حتى تحدث النساء و الجواري في خدورهن و السقايات في طريق المدينة و انما خص العواتق بالذكر و هي الجارية اول ما ادركت لانهن إذا علمن مع كمال استتارهن فعلم غيرهن به أولى انتهى.
2- . قوله: «ليست بولاية في الدين» أي ولاية ائمة الحق بل المراد انهم ليسوا متعصبين في مذهبهم و لا يبغضونكم و هم قوم يجوز لكم مناكحتهم و معاشرتهم، يرثون منهم فيكون السؤال عن حكمهم لا عن وصفهم و تعيينهم او بين عليه السلام حكمهم ثمّ عرفهم بانهم ليسوا بالمؤمنين.
3- . النساء: 100.

عَسَى اَللّٰهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ إِذَا كَانُوا آخِذِينَ بِالْأَغْصَانِ وَ إِنْ لَمْ يَعْرِفُوا أُولَئِكَ فَإِنْ عَفَى عَنْهُمْ فَبِرَحْمَتِهِ وَ إِنْ عَذَّبَهُمْ فَبِضَلالَتِهِمْ عَمَّا عَرَّفَهُمْ.

10 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ فَقَالَ اَلْبَلْهَاءُ فِي خِدْرِهَا وَ اَلْخَادِمُ تَقُولُ لَهَا صَلِّي فَتُصَلِّي لاَ تَدْرِي إِلاَّ مَا قُلْتَ لَهَا وَ اَلْجَلِيبُ اَلَّذِي لاَ يَدْرِي إِلاَّ مَا قُلْتَ لَهُ وَ اَلْكَبِيرُ اَلْفَانِي وَ اَلصَّبِيُّ اَلصَّغِيرُ هَؤُلاَءِ اَلْمُسْتَضْعَفُونَ وَ أَمَّا رَجُلٌ شَدِيدُ اَلْعُنُقِ جَدِلٌ خَصِمٌ يَتَوَلَّى اَلشِّرَى وَ اَلْبَيْعَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَغْبُنَهُ فِي شَيْ ءٍ تَقُولُ هَذَا مُسْتَضْعَفٌ لاَ وَ لاَ كَرَامَةَ.

11 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ:

فِي اَلْمُسْتَضْعَفِينَ اَلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ حِيلَةً وَ لاٰ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً فَيَدْخُلُوا فِي اَلْكُفْرِ وَ لَمْ يَهْتَدُوا فَيَدْخُلُوا فِي اَلْإِيمَانِ فَلَيْسَ هُمْ مِنَ اَلْكُفْرِ وَ اَلْإِيمَانِ فِي شَيْ ءٍ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها البله

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا اَلْبُلْهَ قَالَ قُلْتُ مَا اَلْبُلْهُ فَقَالَ اَلْعَاقِلُ فِي اَلْخَيْرِ(1) اَلْغَافِلُ عَنِ اَلشَّرِّ اَلَّذِي يَصُومُ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.

ص: 203


1- . في بعض النسخ [العامل في الخير].

باب معنى الناكثين و القاسطين و المارقين

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلصَّيْرَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِي آخِرِهِ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ اِسْمَعِي وَ اِشْهَدِي هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي فِي اَلدُّنْيَا وَ أَخِي فِي اَلْآخِرَةِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ اِسْمَعِي وَ اِشْهَدِي هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَزِيرِي فِي اَلدُّنْيَا وَ وَزِيرِي فِي اَلْآخِرَةِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ اِسْمَعِي وَ اِشْهَدِي هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَامِلُ لِوَائِي فِي اَلدُّنْيَا وَ حَامِلُ لِوَاءِ اَلْحَمْدِ غَداً فِي اَلْآخِرَةِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ اِسْمَعِي وَ اِشْهَدِي هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي وَ قَاضِي عِدَاتِي وَ اَلذَّائِدُ عَنْ حَوْضِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ اِسْمَعِي وَ اِشْهَدِي هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَيِّدُ اَلْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامُ اَلْمُتَّقِينَ وَ قَائِدُ اَلْغُرِّ اَلْمُحَجَّلِينَ وَ قَاتِلُ اَلنَّاكِثِينَ وَ اَلْمَارِقِينَ وَ اَلْقَاسِطِينَ (1) قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَنِ اَلنَّاكِثُونَ قَالَ اَلَّذِينَ يُبَايِعُونَهُ بِالْمَدِينَةِ وَ يَنْكُثُونَهُ بِالْبَصْرَةِ قُلْتُ مَنِ اَلْقَاسِطُونَ قَالَ مُعَاوِيَةُ وَ أَصْحَابُهُ مِنْ أَهْلِ اَلشَّامِ ثُمَّ قُلْتُ مَنِ اَلْمَارِقُونَ قَالَ أَصْحَابُ اَلنَّهْرَوَانِ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله من بشرني بخروج آذار فله الجنة

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله من بشرني بخروج آذار(2) فله الجنة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلشَّيْبَانِيُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ وَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ اَلْمُؤَدِّبُ وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ

ص: 204


1- . في بعض النسخ قدم «المارقين» على «الناكثين» و في بعضها أخّر عن «القاسطين» أيضا و هو الموافق لسؤال أمّ سلمة بعيد هذا ترتيبا. (م).
2- . آذار و أذار: شهر بعد شباط و قيل نيسان، عدد أيامه 31 و هو الثالث من السنة الشمسية.

اَلدَّقَّاقُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْعَبْدِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَسْجِدِ قُبَا وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْكُمُ اَلسَّاعَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ قَامَ نَفَرٌ مِنْهُمْ فَخَرَجُوا وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَعُودَ لِيَكُونَ أَوَّلَ دَاخِلٍ فَيَسْتَوْجِبَ اَلْجَنَّةَ فَعَلِمَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَقَالَ لِمَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ جَمَاعَةٌ يَسْتَبِقُونَ فَمَنْ بَشَّرَنِي بِخُرُوجِ آذَارَ فَلَهُ اَلْجَنَّةُ فَعَادَ اَلْقَوْمُ وَ دَخَلُوا وَ مَعَهُمْ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُمْ فِي أَيِّ شَهْرٍ نَحْنُ مِنَ اَلشُّهُورِ اَلرُّومِيَّةِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ قَدْ خَرَجَ آذَارُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَ لَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَعْلَمَ قُومِي أَنَّكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ وَ كَيْفَ لاَ يَكُونُ ذَلِكَ وَ أَنْتَ اَلْمَطْرُودُ عَنْ حَرَمِي بَعْدِي لِمَحَبَّتِكَ لِأَهْلِ بَيْتِي فَتَعِيشُ وَحْدَكَ وَ تَمُوتُ وَحْدَكَ وَ يَسْعَدُ بِكَ قَوْمٌ يَتَوَلَّوْنَ تَجْهِيزَكَ وَ دَفْنَكَ أُولَئِكَ رُفَقَائِي فِي اَلْجَنَّةِ اَلْخُلْدِ اَلَّتِي وُعِدَ اَلْمُتَّقُونَ .

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام يا علي لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها

1 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ اَلْأُشْنَانِيُّ اَلدَّارِمِيُّ اَلْفَقِيهُ اَلْعَدْلُ بِبَلْخٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلتَّمِيمِيِّ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي اَلطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ لَكَ كَنْزاً فِي اَلْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَيْهَا وَ لاَ تُتْبِعِ اَلنَّظْرَةَ بِالنَّظْرَةِ فِي اَلصَّلاَةِ فَإِنَّ لَكَ اَلْأُولَى وَ لَيْسَتْ لَكَ اَلْآخِرَةُ (1).

ص: 205


1- . في بعض النسخ [الأخرى] و في بعضها [اخيرة].

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه معنى قوله صلَّى اللَّه عليه و آله إن لك كنزا في الجنة يعني مفتاح نعيمها و ذلك أن الكنز في المتعارف لا يكون إلا المال من ذهب و فضة و لا يكنز إلا لخيفة الفقر و لا يصلحان إلا للإنفاق في أوقات الافتقار إليهما و لا حاجة في الجنة و لا فقر و لا فاقة لأنها دار السلام من جميع ذلك و من الآفات كلها وَ فِيهٰا مٰا تَشْتَهِيهِ اَلْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ اَلْأَعْيُنُ فهذا الكنز هو المفتاح و ذلك أنه عليه السلام قسيم الجنة و إنما صار عليه السلام قسيم الجنة و النار لأن قسمة الجنة و النار إنما هي على الإيمان و الكفر -

وَ قَدْ قَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا عَلِيُّ حُبُّكَ إِيمَانٌ وَ بُغْضُكَ نِفَاقٌ وَ كُفْرٌ. فهو عليه السلام بهذا الوجه قسيم الجنة و النار و قد سمعت بعض المشايخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن عليه السلام و هو السقط الذي ألقته فاطمة عَلَيها السَّلاَمُ لما ضغطت بين البابين و احتج في ذلك بما

روي في السقط: من أنه يكون محبنطئا(1) على باب الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول لا حتى يدخل أبواي قبلي.

و ما روي: أن الله تعالى كفل سارة و إبراهيم أولاد المؤمنين يغذونهم بشجر في الجنة لها أخلاف(2) كأخلاف البقر فإذا كان يوم القيامة ألبسوا و طيبوا(3) و أهدوا إلى آبائهم فهم في الجنة ملوك مع آبائهم. و أما

قوله صلَّى اللَّه عليه و آله:

و أنت ذو قرنيها. فإن قرني الجنة الحسن و الحسين لما

رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ:

إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُزَيِّنُ بِهِمَا جَنَّتَهُ كَمَا تَزَيَّنُ اَلْمَرْأَةُ بِقُرْطَيْهَا(4). وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: يُزَيِّنُ اَللَّهُ بِهِمَا عَرْشَهُ. و في وجه آخر معنى قوله صلَّى اللَّه عليه و آله و أنت ذو قرنيها أي إنك صاحب قرني الدنيا و إنك الحجة على شرق الدنيا و غربها و صاحب الأمر فيها و النهي فيها و كل ذي قرن في الشاهد إذا أخذ بقرنه فقد أخذ به و قد يعبر عن الملك بالأخذ بالناصية كما قال عز و جل - مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا(5) و معناه على هذا أنه عليه السلام مالك

ص: 206


1- . أي الممتلئ غيظا.
2- . الاخلاف جمع «الخلف» بكسر الخاء المعجمة و هو حلمة الضرع أي مكان مص الحليب منه.
3- . في بعض النسخ [اكتسبوا و تطيبوا].
4- . القرط - بضم القاف -: ما تعلقته المرأة في شحمة اذنيها للتزين.
5- . هود: 56.

حكم الدنيا في إنصاف المظلومين و الأخذ على أيدي الظالمين و في إقامة الحدود إذا وجبت و تركها إذا لم تجب و في الحل و العقد و في النقض و الإبرام و في الحظر و الإباحة و في الأخذ و الإعطاء و في الحبس و الإطلاق و في الترغيب و الترهيب و في وجه آخر معناه أنه عليه السلام ذو قرني هذه الأمة كما كان ذو القرنين لأهل وقته و ذلك أن ذا القرنين ضرب على قرنه الأيمن فغاب ثم حضر فضرب على قرنه الآخر و تصديق ذلك

قول الصادق عليه السلام: إِنَّ ذَا اَلْقَرْنَيْنِ لَمْ يَكُنْ نَبِيّاً وَ لاَ مَلِكاً وَ إِنَّمَا كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اَللَّهَ فَأَحَبَّهُ اَللَّهُ وَ نَصَحَ اَللَّهَ فَنَصَحَهُ اَللَّهُ وَ فِيكُمْ مِثْلُهُ. يعني بذلك أمير المؤمنين عليه السلام و هذه المعاني كلها صحيحة يتناولها ظاهر

قوله صلَّى اللَّه عليه و آله -: لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها..

باب معنى العربية

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

صَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْمِنْبَرَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ ذَهَبَ عَنْكُمْ بِنَخْوَةِ اَلْجَاهِلِيَّةِ وَ تَفَاخُرِهَا بِآبَائِهَا أَلاَ إِنَّكُمْ مِنْ آدَمَ وَ آدَمُ مِنْ طِينٍ وَ خَيْرُ عِبَادِ اَللَّهِ عِنْدَهُ أَتْقَاهُمْ إِنَّ اَلْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَ لَكِنَّهَا لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ قَصَرَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُبْلِغْهُ رِضْوَانَ اَللَّهِ حَسَبَهُ أَلاَ إِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ أَوْ إِحْنَةٍ (1) فَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ.

باب معنى اللئيم و الكريم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: وَقَعَ

ص: 207


1- . الاحنة: الحقد، جمعها إحن كعصمة و عصم.

بَيْنَ سَلْمَانَ وَ بَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ فَقَالَ لِسَلْمَانَ مَنْ أَنْتَ وَ مَا أَنْتَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ وَ أَمَّا أَوَّلِي وَ أَوَّلُكَ فَنُطْفَةٌ قَذِرَةٌ وَ أَمَّا آخِرِي وَ آخِرُكَ فَجِيفَةٌ مُنْتِنَةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ وَ وُضِعَتِ اَلْمَوَازِينُ فَمَنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ فَهُوَ اَلْكَرِيمُ وَ مَنْ خَفَّ مِيزَانُهُ فَهُوَ اَللَّئِيمُ.

باب معنى القانع و المعتر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذٰا وَجَبَتْ جُنُوبُهٰا(1) قَالَ إِذَا وَقَعَتْ عَلَى اَلْأَرْضِ فَكُلُوا مِنْهٰا وَ أَطْعِمُوا اَلْقٰانِعَ وَ اَلْمُعْتَرَّ قَالَ اَلْقَانِعُ اَلَّذِي يَرْضَى بِمَا أَعْطَيْتَهُ وَ لاَ يَسْخَطُ وَ لاَ يَكْلَحُ وَ لاَ يُزَبِّدُ شِدْقُهُ غَضَباً(2) وَ اَلْمُعْتَرُّ اَلْمَارُّ بِكَ تُطْعِمُهُ.

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ سَيْفٍ اَلتَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ اَلْمَلِكِ قَدِمَ حَاجّاً فَلَقِيَ أَبِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ إِنِّي سُقْتُ هَدْياً فَكَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ أَطْعِمْ أَهْلَكَ ثُلُثاً وَ أَطْعِمِ اَلْقَانِعَ ثُلُثاً وَ أَطْعِمِ اَلْمِسْكِينَ ثُلُثاً قُلْتُ اَلْمِسْكِينُ هُوَ اَلسَّائِلُ قَالَ نَعَمْ وَ اَلْقَانِعُ يَقْنَعُ بِمَا أَرْسَلْتَ إِلَيْهِ مِنَ اَلْبَضْعَةِ فَمَا فَوْقَهَا وَ اَلْمُعْتَرُّ يَعْتَرِيكَ لاَ يَسْأَلُكَ.

3 - وَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَ لاَ خَائِنَةٍ وَ لاَ ذِي حِقْدٍ وَ لاَ ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ وَ لاَ ظَنِينٍ فِي وَلاَءٍ وَ لاَ قَرَابَةٍ وَ لاَ اَلْقَانِعِ مَعَ أَهْلِ اَلْبَيْتِ لَهُمْ.

أما الخيانة(3) فإنها تدخل في أشياء كثيرة سوى الخيانة في المال(4) منها

ص: 208


1- . الحجّ: 37. اى سقط جنوبها الى الأرض و عبر بذلك عن تمام خروج الروح.
2- . كلح وجهه كلوحا و كلاحا: عبس و تكشر. و زبد شدقه: خرج الزبد من زاوية فمه.
3- . الظاهر أن من هنا إلى قوله: «و هذا من القناعة» من كلام المؤلّف رحمه اللّه. (م).
4- . أي لا تنحصر الخيانة بالخيانة في المال بل تعم الاعراض و الاسرار و غيرها. (م).

أن يؤتمن على فرج فلا يؤدي فيها الأمانة و منها أن يستودع سرا يكون إن أفشاه فيه عطب(1) المستودع أو فيه شينه و منها أن يؤتمن على حكم بين اثنين أو فوقها فلا يعدل و منها أن يغل من المغنم شيئا و منها(2) أن يكتم شهادة و منها أن يستشار فيشير بخلاف الصواب تعمدا و أشباه ذلك و الغمر الشحناء و العداوة و أما الظنين في الولاء و القرابة فالذي يتهم بالدعاوة(3) إلى غير أبيه أو المتولي إلى غير مواليه و قد يكون أن يتهم في شهادته لقريبه و الظنين أيضا المتهم في دينه و أما القانع مع أهل البيت لهم فالرجل يكون مع قوم في حاشيتهم كالخادم لهم و التابع و الأجير و نحوه و أصل القنوع الرجل يكون مع الرجل يطلب فضله و يسأله معروفه بقول فهذا يطلب معاشه من هؤلاء فلا تجوز شهادته لهم قال الله تعالى فَكُلُوا مِنْهٰا وَ أَطْعِمُوا اَلْقٰانِعَ وَ اَلْمُعْتَرَّ(4) فالقانع الذي يقنع بما تعطيه و يسأل و المعتر الذي يتعرض و لا يسأل و يقال من هذا القنوع قنع يقنع قنوعا و أما القانع الراضي بما أعطاه الله عز و جل فليس من ذلك يقال منه قنعت أقنع قناعة و هذا بكسر النون و ذلك بفتحها و ذاك من القنوع و هذا من القناعة.

باب معنى قول إبراهيم بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ و معنى قوله إِنِّي سَقِيمٌ و...

باب معنى قول إبراهيم بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ و معنى قوله إِنِّي سَقِيمٌ و معنى قول يوسف عَلَيْهِ السَّلاَمُ حين أمر المنادي أن ينادي أَيَّتُهَا اَلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قٰالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا -

ص: 209


1- . العطب: الهلاك.
2- . الغلول: الخيانة و يأتي مزيد معناه.
3- . الدعاوة - بكسر الدال -: اسم من الادعاء.
4- . الحجّ: 36.

فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ (1) قَالَ مَا فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ وَ مَا كَذَبَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ فَكَيْفَ ذَاكَ قَالَ إِنَّمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ إِنْ نَطَقُوا فَكَبِيرُهُمْ فَعَلَ وَ إِنْ لَمْ يَنْطِقُوا فَلَمْ يَفْعَلْ كَبِيرُهُمْ شَيْئاً فَمَا نَطَقُوا وَ مَا كَذَبَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي يُوسُفَ أَيَّتُهَا اَلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ (2) قَالَ إِنَّهُمْ سَرَقُوا يُوسُفَ مِنْ أَبِيهِ أَ لاَ تَرَى أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِينَ قَالَ - مٰا ذٰا تَفْقِدُونَ قٰالُوا نَفْقِدُ صُوٰاعَ اَلْمَلِكِ وَ لَمْ يَقُلْ سَرَقْتُمْ صُوَاعَ اَلْمَلِكِ إِنَّمَا عَنَى سَرَقْتُمْ يُوسُفَ مِنْ أَبِيهِ فَقُلْتُ قَوْلُهُ إِنِّي سَقِيمٌ (3) قَالَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ سَقِيماً وَ مَا كَذَبَ إِنَّمَا عَنَى سَقِيماً فِي دِينِهِ مُرْتَاداً. و قد روي أنه عنى بقوله سقيم أي سأسقم و كل ميت سقيم و قد قال الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و آله - إِنَّكَ مَيِّتٌ (4) بمعنى إنك ستموت.

و قد روي أنه عنى أني سقيم بما يفعل بالحسين بن علي عليه السلام.

باب معنى الملك الكبير الذي ذكره الله عز و جل في كتابه العزيز

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مُوسَى اَلْخَشَّابِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كُنْتُ جَالِساً عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ إِذٰا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً(5) مَا هَذَا اَلْمُلْكُ اَلَّذِي كَبَّرَهُ اَللَّهُ حَتَّى سَمَّاهُ كَبِيراً قَالَ فَقَالَ لِي إِذَا أَدْخَلَ اَللَّهُ أَهْلَ اَلْجَنَّةِ اَلْجَنَّةَ أَرْسَلَ رَسُولاً إِلَى وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَيَجِدُ اَلْحَجَبَةَ عَلَى بَابِهِ فَيَقُولُ لَهُ (6) قِفْ حَتَّى نَسْتَأْذِنَ لَكَ فَمَا يَصِلُ إِلَيْهِ رَسُولُ رَبِّهِ إِلاَّ بِإِذْنٍ فَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ إِذٰا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً .

ص: 210


1- . الأنبياء: 64.
2- . يوسف: 70.
3- . الصافّات: 87.
4- . الزمر: 31.
5- . الدهر: 20.
6- . أي يقول الحاجب له.

باب معنى الإزرام

1 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ اَلزَّنْجَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ اَلْقَاسِمِ بْنِ سَلاَّمٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ اَلْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أُتِيَ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ (1) فَوُضِعَ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأُخِذَ فَقَالَ لاَ تُزْرِمُوا اِبْنِي ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ .

قال الأصمعي الإزرام القطع يقال للرجل إذا قطع بوله قد أزرمت بولك و أزرمه غيره إذا قطعه و زرم البول نفسه إذا انقطع.

باب معنى الغلول و السحت

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْغُلُولِ فَقَالَ كُلُّ شَيْ ءٍ غُلَّ مِنَ اَلْإِمَامِ فَهُوَ سُحْتٌ (2) وَ أَكْلُ مَالِ اَلْيَتِيمِ سُحْتٌ وَ اَلسُّحْتُ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا مَا أُصِيبَ مِنْ أَعْمَالِ اَلْوُلاَةِ اَلظَّلَمَةِ وَ مِنْهَا أُجُورُ اَلْقُضَاةِ وَ أُجُورُ اَلْفَوَاجِرِ وَ ثَمَنُ اَلْخَمْرِ وَ اَلنَّبِيذِ وَ اَلْمُسْكِرِ وَ اَلرِّبَا بَعْدَ اَلْبَيِّنَةِ فَأَمَّا اَلرِّشْوَةُ يَا عَمَّارُ فِي اَلْأَحْكَامِ فَإِنَّ ذَلِكَ اَلْكُفْرُ بِاللَّهِ اَلْعَظِيمِ وَ رَسُولِهِ (3).

ص: 211


1- . في بعض النسخ [بالحسن بن عليّ عليهما السلام].
2- . قال الفيروزآبادي: غل غلولا: خان كأغل أو هو خاصّ بالفيء. انتهى و السحت اما بمعنى مطلق الحرام او الحرام الشديد الذي يسحت و يهلك و لا خلاف في تحريم الأمور المذكورة في الخبر كما قاله العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه -
3- . الكفر هنا هو الكفر في الفروع كما في ترك الصلاة و الحجّ و منع الزكاة دون الكفر في الأصول الموجب للارتداد و النجاسة. (م).

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمات الله

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ يَرْفَعُ اَلْحَدِيثَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اَللَّهِ وَ اِسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَاتِ اَللَّهِ فَأَمَّا اَلْأَمَانَةُ فَهِيَ اَلَّتِي أَخَذَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى آدَمَ حِينَ زَوَّجَهُ حَوَّاءَ وَ أَمَّا اَلْكَلِمَاتُ فَهِيَ اَلْكَلِمَاتُ اَلَّتِي شَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا عَلَى آدَمَ أَنْ يَعْبُدَهُ وَ لاَ يُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لاَ يَزْنِيَ وَ لاَ يَتَّخِذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً.

باب معنى المبارك

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ اَلْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ (1) قَالَ نَفَّاعاً.

باب معنى قول الصادق عليه السلام التر تر حمران و معنى المطمر

باب معنى قول الصادق عليه السلام التر تر حمران و معنى المطمر(2)

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمْزَةَ وَ مُحَمَّدٍ اِبْنَيْ حُمْرَانَ قَالاَ: اِجْتَمَعْنَا

ص: 212


1- . مريم: 32.
2- . التر - بضم التاء و شد الراء المهملة -: الخيط الذي يمد على البناء فيقدر به و يقال له اليوم بالفارسية: (ريسمانكار) و هذا استعارة للتمييز بين الحق و الباطل و المعنى: الميزان ميزان حمران. و المطمر - كمنبر - أيضا خيط البناء.

عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَجِلَّةِ مَوَالِيهِ وَ فِينَا حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ فَخُضْنَا فِي اَلْمُنَاظَرَةِ وَ حُمْرَانُ سَاكِتٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا لَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ يَا حُمْرَانُ فَقَالَ يَا سَيِّدِي آلَيْتُ (1) عَلَى نَفْسِي أني [أَنْ] لاَ أَتَكَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ تَكُونُ فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فِي اَلْكَلاَمِ فَتَكَلَّمْ فَقَالَ حُمْرَانُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَمْ يَتَّخِذْ صٰاحِبَةً وَ لاٰ وَلَداً خَارِجٌ مِنَ اَلْحَدَّيْنِ حَدِّ اَلتَّعْطِيلِ وَ حَدِّ اَلتَّشْبِيهِ وَ أَنَّ اَلْحَقَّ اَلْقَوْلُ بَيْنَ اَلْقَوْلَيْنِ لاَ جَبْرَ وَ لاَ تَفْوِيضَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ اَلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ اَلْجَنَّةَ حَقٌّ وَ أَنَّ اَلنَّارَ حَقٌّ وَ أَنَّ اَلْبَعْثَ بَعْدَ اَلْمَوْتِ حَقٌّ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً حُجَّةُ اَللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ لاَ يَسَعُ اَلنَّاسَ جَهْلُهُ وَ أَنَّ حَسَناً بَعْدَهُ وَ أَنَّ اَلْحُسَيْنَ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ ثُمَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ثُمَّ أَنْتَ يَا سَيِّدِي مِنْ بَعْدِهِمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلتُّرُّ تُرُّ حُمْرَانَ ثُمَّ قَالَ يَا حُمْرَانُ مُدَّ اَلْمِطْمَرَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلْعَالِمِ قُلْتُ يَا سَيِّدِي وَ مَا اَلْمِطْمَرُ فَقَالَ أَنْتُمْ تُسَمُّونَهُ خَيْطَ اَلْبَنَّاءِ فَمَنْ خَالَفَكَ عَلَى هَذَا اَلْأَمْرِ فَهُوَ زِنْدِيقٌ فَقَالَ حُمْرَانُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ إِنْ كَانَ مُحَمَّدِيّاً عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لَيْسَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ مَنْ خَالَفَكُمْ إِلاَّ اَلْمِطْمَرُ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلْمِطْمَرُ قَالَ اَلَّذِي تُسَمُّونَهُ اَلتُّرَّ فَمَنْ خَالَفَكُمْ وَ جَازَهُ فَابْرَءُوا مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً.

باب معنى الباغي و العادي

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْبَزَنْطِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ(2) -

ص: 213


1- . آلى ايلاء: حلف.
2- . البقرة: 168، و الانعام: 146.

قَالَ اَلْبَاغِي اَلَّذِي يَخْرُجُ عَلَى اَلْإِمَامِ وَ اَلْعَادِي اَلَّذِي يَقْطَعُ اَلطَّرِيقَ لاَ يَحِلُّ لَهُمَا اَلْمَيْتَةُ.

و قد روي أن العادي اللص و الباغي الذي يبغى الصيد لا يجوز لهما التقصير في السفر و لا أكل الميتة في حال الاضطرار.

باب معنى الأوقية و النش

باب معنى الأوقية و النش(1)

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شَيْئاً مِنْ نِسَائِهِ وَ لاَ زَوَّجَ شَيْئاً مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِنِ اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَ نَشٍّ وَ اَلْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً وَ اَلنَّشُّ عِشْرُونَ دِرْهَماً.

باب معنى قول الصادق عليه السلام لا يحرم من الرضاع إلا ما كان مجبورا

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لاَ يَحْرُمُ مِنَ اَلرَّضَاعِ إِلاَّ مَا كَانَ مَجْبُوراً قَالَ قُلْتُ وَ مَا اَلْمَجْبُورُ قَالَ أُمٌّ مُرَبِّيَةٌ أَوْ ظِئْرٌ مُسْتَأْجَرَةٌ (2)أَوْ خَادِمٌ مُشْتَرَاةٌ وَ مَا كَانَ مِثْلَ ذَلِكَ مَوْقُوفٌ عَلَيْهِ.

باب معنى الإغناء و الإقناء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ

ص: 214


1- . النش: النصف و المراد به هنا نصف الاوقيّة.
2- . الظئر - بكسر الظاء -: العاطفة على ولد غيرها و المرضعة له. و المراد هنا الثاني. (م).

اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنىٰ وَ أَقْنىٰ (1) قَالَ أَغْنَى كُلَّ إِنْسَانٍ بِمَعِيشَتِهِ وَ أَرْضَاهُ بِكَسْبِ يَدِهِ.

باب توبة الله عز و جل على الخلق

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ (2) قَالَ هِيَ اَلْإِقَالَةُ (3).

باب معنى الورقة و الحبة و ظلمات الأرض و الرطب و اليابس

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مٰا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّٰ يَعْلَمُهٰا وَ لاٰ حَبَّةٍ فِي ظُلُمٰاتِ اَلْأَرْضِ وَ لاٰ رَطْبٍ وَ لاٰ يٰابِسٍ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ (4) قَالَ فَقَالَ اَلْوَرَقَةُ اَلسِّقْطُ وَ اَلْحَبَّةُ اَلْوَلَدُ وَ ظُلُمَاتُ اَلْأَرْضِ اَلْأَرْحَامُ وَ اَلرَّطْبُ مَا يَحْيَا وَ اَلْيَابِسُ مَا يَغِيضُ (5) وَ كُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.

ص: 215


1- . النجم: 48.
2- . التوبة: 118.
3- . الاقالة فسخ البيع، الموافقة عليه. و المراد هنا عفوه تعالى عنهم.
4- . الأنعام: 59.
5- . الغيض: السقط الذي لم يتم خلقه، و القليل.

باب معنى السهم من المال يوصي به الرجل

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يُوصِي بِسَهْمٍ مِنْ مَالِهِ فَقَالَ اَلسَّهْمُ وَاحِدٌ مِنْ ثَمَانِيَةٍ لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا اَلصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اَلْعٰامِلِينَ عَلَيْهٰا وَ اَلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي اَلرِّقٰابِ وَ اَلْغٰارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ (1) .

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَأَلْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ رَجُلٍ يُوصِي بِسَهْمٍ مِنْ مَالِهِ وَ لاَ يُدْرَى اَلسَّهْمُ أَيُّ شَيْ ءٍ هُوَ فَقَالَ لَيْسَ عِنْدَكُمْ فِيمَا بَلَغَكُمْ عَنْ جَعْفَرٍ وَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيهَا شَيْ ءٌ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا سَمِعْنَا أَصْحَابَنَا يَذْكُرُونَ شَيْئاً فِي هَذَا عَنْ آبَائِكَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فَقَالَ اَلسَّهْمُ وَاحِدٌ مِنْ ثَمَانِيَةٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ صَارَ وَاحِداً مِنْ ثَمَانِيَةٍ فَقَالَ أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي لَأَقْرَؤُهُ وَ لَكِنْ لاَ أَدْرِي أَيْنَ مَوْضِعُهُ فَقَالَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا اَلصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اَلْعٰامِلِينَ عَلَيْهٰا وَ اَلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي اَلرِّقٰابِ وَ اَلْغٰارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ ثُمَّ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَمَانِيَةً قَالَ وَ كَذَلِكَ قَسَمَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ وَ اَلسَّهْمُ وَاحِدٌ مِنَ اَلثَّمَانِيَةِ (2) .

و قد روي أن السهم واحد من ستة و ذلك على حسب ما يفهم من مراد الموصي و على حسب ما يعلم من سهام ماله بينهم.

ص: 216


1- . التوبة: 60. و الغارمين هم الذين ركبتهم الديون في غير معصية و لا اسراف.
2- . يدل على ان السهم ينصرف إلى الثمن كما هو المشهور بين الاصحاب و ذهب الشيخ في أحد قوليه إلى انه السدس و قال المجلسيّ - رحمه اللّه -: لعل المراد انه لما ذكر اللّه تعالى هذه الاصناف الثمانية و جعل لكل منهم حصة و اشتهر في ألسنة الناس التعبير عن حصصهم بالسهام فلذا ينصرف السهم عند الإطلاق إلى الثمن.

باب معنى الشيء من المال يوصي به الرجل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ رَجُلٌ أَوْصَى بِشَيْ ءٍ مِنْ مَالِهِ فَقَالَ لِي فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلشَّيْ ءُ مِنْ مَالِهِ وَاحِدٌ مِنْ سِتَّةٍ .

باب معنى الجزء من المال يوصي به الرجل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: فِي اَلرَّجُلِ يُوصِي بِجُزْءٍ مِنْ مَالِهِ إِنَّ اَلْجُزْءَ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ثُمَّ اِجْعَلْ عَلىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً(1) وَ كَانَتِ اَلْجِبَالُ عَشَرَةً وَ اَلطَّيْرُ أَرْبَعَةً فَجَعَلَ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً.

روي أن الجزء واحد من سبعة لقول الله عز و جل - لَهٰا سَبْعَةُ أَبْوٰابٍ لِكُلِّ بٰابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (2) .

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ اَلْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اِمْرَأَةٍ أَوْصَتْ بِثُلُثِهَا يُقْضَي بِهِ دَيْنُ اِبْنِ أَخِيهَا وَ جُزْءٌ لِفُلاَنٍ وَ فُلاَنَةَ فَلَمْ أَعْرِفْ ذَلِكَ فَقَدِمْنَا إِلَى اِبْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ فَمَا قَالَ لَكَ قُلْتُ قَالَ لَيْسَ لَهُمَا شَيْ ءٌ فَقَالَ كَذَبَ وَ اَللَّهِ لَهُمَا اَلْعُشْرُ مِنَ اَلثُّلُثِ.

ص: 217


1- . البقرة: 262.
2- . الحجر: 44.

3 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلرَّازِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَوْصَى بِجُزْءٍ مِنْ مَالِهِ فَقَالَ سُبُعُ ثُلُثِهِ.

باب معنى الكثير من المال

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: فِي رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ اَلْكَثِيرُ ثَمَانُونَ فَمَا زَادَ لِقَوْلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللّٰهُ فِي مَوٰاطِنَ كَثِيرَةٍ (1) وَ كَانَتْ ثَمَانِينَ مَوْطِناً.

باب معنى القديم من المماليك

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلنَّهْدِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: دَخَلَ اِبْنُ أَبِي سَعِيدٍ اَلْمُكَارِي(2) عَلَى اَلرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبْلَغَ اَللَّهُ مِنْ قَدْرِكَ أَنْ تَدَّعِيَ مَا اِدَّعَى أَبُوكَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ أَطْفَأَ اَللَّهُ نُورَكَ وَ أَدْخَلَ اَلْفَقْرَ بَيْتَكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنِّي وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَرْيَمَ وَ وَهَبَ لِمَرْيَمَ عِيسَى فَعِيسَى مِنْ مَرْيَمَ وَ مَرْيَمُ مِنْ عِيسَى وَ مَرْيَمُ وَ عِيسَى شَيْ ءٌ وَاحِدٌ وَ أَنَا مِنْ أَبِي وَ أَبِي مِنِّي وَ أَنَا وَ أَبِي شَيْ ءٌ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ اِبْنُ أَبِي سَعِيدٍ فَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لاَ إِخَالُكَ تَقْبَلُ مِنِّي وَ لَسْتَ مِنْ غَنَمِي

ص: 218


1- . التوبة: 25.
2- . اسمه الحسين و أبوه هاشم أبو سعيد واقفى و كان هو و ابوه وجهين في الواقفة و كان الحسين ثقة في حديثه (النجاشيّ) و ذكر الكشّيّ روايات في ذمّه.

وَ لَكِنْ هَلُمَّهَا فَقَالَ رَجُلٌ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّ مَمْلُوكٍ لِي قَدِيمٍ فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اَللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ - حَتّٰى عٰادَ كَالْعُرْجُونِ اَلْقَدِيمِ (1) فَمَا كَانَ مِنْ مَمَالِيكِهِ أَتَى لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ فَهُوَ قَدِيمٌ حُرٌّ قَالَ فَخَرَجَ اَلرَّجُلُ فَافْتَقَرَ حَتَّى مَاتَ وَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَبِيتُ لَيْلَةٍ لَعَنَهُ اَللَّهُ.

باب معنى الحبيس

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْجُعْفِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى اِبْنِ أَبِي لَيْلَى فِي مَوَارِيثَ وَ كَانَ يُدَافِعُنِي فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيَّ شَكَوْتُهُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَ وَ مَا عَلِمَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَرَ بِرَدِّ اَلْحَبِيسِ (2) وَ إِنْفَاذِ اَلْمَوَارِيثِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَفَعَلَ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي شَكَوْتُكَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَقَالَ لِي كَيْتَ وَ كَيْتَ فَحَلَّفَنِي اِبْنُ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَكَ فَحَلَفْتُ لَهُ فَقَضَى لِي بِذَلِكَ .

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ اَلرَّازِيُّ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ اِبْنِ عُيَيْنَةَ اَلْبَصْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ شَاهِداً عِنْدَ اِبْنِ أَبِي لَيْلَى وَ قَضَى فِي رَجُلٍ جَعَلَ لِبَعْضِ قَرَابَتِهِ غَلَّةَ دَارٍ وَ لَمْ يُوَقِّتْ لَهُمْ وَقْتاً فَمَاتَ اَلرَّجُلُ فَحَضَرَ وَرَثَتُهُ اِبْنَ أَبِي لَيْلَى - وَ حَضَرَ قَرِيبُهُ اَلَّذِي جُعِلَ لَهُ اَلدَّارُ فَقَالَ اِبْنُ أَبِي لَيْلَى أَرَى أَنْ أَدَعَهَا عَلَى مَا تَرَكَهَا صَاحِبُهَا فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ اَلثَّقَفِيُّ أَمَا إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ قَضَى فِي هَذَا اَلْمَسْجِدِ بِخِلاَفِ مَا قَضَيْتَ قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ قَضَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ بِرَدِّ اَلْحَبِيسِ وَ إِنْفَاذِ اَلْمَوَارِيثِ فَقَالَ اِبْنُ أَبِي لَيْلَى هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ

ص: 219


1- . يس: 39. و العرجون: اصل العذق الذي يعوج و يبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه الشماريخ و في اللغة: الشمروخ: العذق عليه بسر او عنب.
2- . الحبيس - فعيل بمعنى مفعول - أى المحبوس. و يأتي معناه من المؤلّف - رحمه اللّه -

فَأْتِنِي بِهِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَلَى أَنْ لاَ تَنْظُرَ مِنَ اَلْكِتَابِ إِلاَّ فِي ذَلِكَ اَلْحَدِيثِ قَالَ لَكَ ذَلِكَ قَالَ فَأَرَاهُ اَلْحَدِيثَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلْكِتَابِ فَرَدَّ قَضِيَّتَهُ .

و الحبيس(1) هو كل وقف إلى وقت غير معلوم هو مردود على الورثة.

باب معنى الصدود

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلْيَعْقُوبِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ لَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (2) قَالَ اَلصُّدُودُ فِي اَلْعَرَبِيَّةِ اَلضَّحِكُ.

باب معنى التتبير

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كُلاًّ تَبَّرْنٰا تَتْبِيراً(3) قَالَ يَعْنِي كَسَرْنَا تَكْسِيراً قَالَ وَ هِيَ بِالنَّبَطِيَّةِ.

باب معنى الأحقاب

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

ص: 220


1- . الظاهر ان هذا البيان من المؤلّف - رحمه اللّه - (م).
2- . الزخرف: 57.
3- . الفرقان: 41.

مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لاٰبِثِينَ فِيهٰا أَحْقٰاباً(1) قَالَ اَلْأَحْقَابُ ثَمَانِيَةُ أَحْقَابٍ وَ اَلْحُقْبَةُ (2) ثَمَانُونَ سَنَةً وَ اَلسَّنَةُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ يَوْماً وَ اَلْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّٰا تَعُدُّونَ .

باب معنى المشارق و المغارب

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ اَلْحَجَّالِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِرَبِّ اَلْمَشٰارِقِ وَ اَلْمَغٰارِبِ (3) قَالَ لَهَا ثَلاَثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ مَشْرِقاً وَ ثَلاَثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ مَغْرِباً فَيَوْمُهَا اَلَّذِي تُشْرِقُ فِيهِ لاَ تَعُودُ فِيهِ إِلاَّ مِنْ قَابِلٍ (4) وَ يَوْمُهَا اَلَّذِي تَغْرُبُ فِيهِ لاَ تَعُودُ فِيهِ إِلاَّ مِنْ قَابِلٍ.

باب معنى العضباء و الجدعاء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنِ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ يُضَحَّى بِالْعَرْجَاءِ بَيِّنٍ عَرَجُهَا وَ لاَ بِالْعَوْرَاءِ بَيِّنٍ عَوَرُهَا(5)وَ لاَ بِالْعَجْفَاءِ وَ لاَ بِالْجَرْبَاءِ (6) وَ لاَ بِالْجَدْعَاءِ وَ لاَ بِالْعَضْبَاءِ وَ هِيَ اَلْمَكْسُورَةُ اَلْقَرْنِ وَ اَلْجَدْعَاءُ اَلْمَقْطُوعَةُ اَلْأُذُنِ.

ص: 221


1- . النبإ: 23.
2- . في بعض النسخ [الحقب] و هو بضمتين بمعنى الدهر و المدة الطويلة من الزمان و «الحقبة» بالكسر أيضا مدة من الزمان.
3- . المعارج: 40.
4- . أي من سنة آتية.
5- . العرجاء التي لا يجزئ هي المتفاحش البين بحيث منعها من السير مع الغنم و مشاركتهن في المرعى.
6- . العجفاء: الشاة التي ضعفت و ذهب سمنها. و الجرباء: الشاة التي اصابتها داء الجرب.

باب معنى الشرقاء و الخرقاء و المقابلة و المدابرة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ اَلْبَغْدَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى اَلْمُقْرِي عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِي عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي اَلْأَضَاحِيِّ أَنْ نَسْتَشْرِفَ اَلْعَيْنَ وَ اَلْأُذُنَ وَ نَهَانَا عَنِ اَلْخَرْقَاءِ وَ اَلشَّرْقَاءِ وَ اَلْمُقَابَلَةِ وَ اَلْمُدَابَرَةِ. الخرقاء أن يكون في الأذن ثقب مستدير و الشرقاء في الغنم المشقوقة الأذن باثنين حتى ينفذ إلى الطرف(1) و المقابلة أن يقطع من مقدم أذنها شيء يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة(2) و يقال مثل ذلك من الإبل المزنم و يسمى ذلك المعلق الرعل و المدابرة أن يفعل ذلك بمؤخر أذن الشاة.

باب معنى الفرار إلى الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ اَلْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - فَفِرُّوا إِلَى اَللّٰهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ قَالَ حُجُّوا إِلَى اَللَّهِ (3).

باب معنى المحصور و المصدود

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ وَ صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى جَمِيعاً رَفَعَاهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ:

ص: 222


1- . بأن يشق اذنها طولا بحيث تصير شقين الى طرفها من الرأس. (م).
2- . أي لا ينقطع. و الزنمة: ما يقطع من اذن البعير أو الشاة فيترك معلقا و ذلك يفعل بكرام الإبل فقط.
3- . الذاريات: 50. و ذلك بيان لبعض مصاديق «الفرار إلى اللّه» المناسب فهم الراوي. (م).

اَلْمَحْصُورُ غَيْرُ اَلْمَصْدُودِ وَ قَالَ اَلْمَحْصُورُ هُوَ اَلْمَرِيضُ وَ اَلْمَصْدُودُ هُوَ اَلَّذِي يَرُدُّهُ اَلْمُشْرِكُونَ كَمَا رَدُّوا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَيْسَ مِنْ مَرَضٍ وَ اَلْمَصْدُودُ تَحِلُّ لَهُ اَلنِّسَاءُ وَ اَلْمَحْصُورُ لاَ تَحِلُّ لَهُ اَلنِّسَاءُ (1).

باب معنى ما روي فيمن ركب زاملة و سقط منها فمات أنه يدخل النار

باب معنى ما روي فيمن ركب زاملة(2) و سقط منها فمات أنه يدخل النار

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ رَكِبَ زَامِلَةً ثُمَّ وَقَعَ مِنْهَا فَمَاتَ دَخَلَ اَلنَّارَ.

قال مصنف هذا الكتاب معنى ذلك أن الناس كانوا يركبون الزوامل فإذا أراد أحدهم النزول وقع من زاملته من غير أن يتعلق بشيء من الرحل فنهوا عن ذلك لئلا يسقط أحدهم متعمدا فيموت فيكون قاتل نفسه و يستوجب بذلك دخول النار و ليس هذا الحديث بنهي عن ركوب الزوامل و إنما هو نهي عن الوقوع منها من غير أن يتعلق بالرحل و الحديث الذي

روي: أن من ركب زاملة فليوص. فليس ذلك أيضا بنهي عن ركوب الزاملة إنما هو الأمر بالوصية كما قيل من خرج في حج أو جهاد فليوص و ليس ذلك بنهي عن الحج و الجهاد و ما كان الناس يركبون إلا الزوامل و إنما المحامل محدثة لم تعرف فيما مضى.

باب معنى العج و الثج

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلشَّيْبَانِيُّ (3) رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيُّ عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ

ص: 223


1- . المراد بالمحصور من منعه مرض و نحوه عن اتمام الحجّ بعد الاحرام فلا تحل له النساء لانه محرم و هو الذي ذكر في قوله تعالى: «وَ أَتِمُّوا اَلْحَجَّ وَ اَلْعُمْرَةَ لِلّٰهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ» و المصدود من منعه المشركون من دخول المسجد الحرام كما منعوا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و من معه قبل فتح مكّة قال تعالى: «وَ صَدُّوكُمْ عَنِ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ» (م).
2- . الزاملة: الدابّة من الإبل و غيرها يحمل عليها.
3- . مر الكلام فيه ص 131.

بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ أَصْحَابَكَ بِالْعَجِّ وَ اَلثَّجِّ فَالْعَجُّ رَفْعُ اَلْأَصْوَاتِ بِالتَّلْبِيَةِ وَ اَلثَّجُّ نَحْرُ اَلْبُدْنِ.

باب معنى الدباء و المزفت و الحنتم و النقير

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي اَلرَّبِيعِ اَلشَّامِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

سُئِلَ عَنِ اَلنَّرْدِ وَ اَلشِّطْرَنْجِ قَالَ لاَ تَقْرَبْهُمَا قُلْتُ فَالْغِنَاءُ قَالَ لاَ خَيْرَ فِيهِ لاَ تَفْعَلُوا قُلْتُ فَالنَّبِيذُ قَالَ نَهَى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ قُلْتُ فَالظُّرُوفُ اَلَّتِي يُصْنَعُ فِيهَا قَالَ نَهَى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلدُّبَّاءِ وَ اَلمُزَفَّتِ وَ اَلْحَنْتَمِ وَ اَلنَّقِيرِ قُلْتُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ اَلدُّبَّاءُ اَلْقَرْعُ وَ اَلمُزَفَّتُ اَلدِّنَانُ (1) وَ اَلْحَنْتَمُ جِرَارُ اَلْأُرْدُنِّ وَ يُقَالُ إِنَّهَا اَلْجِرَارُ اَلْخُضْرُ وَ اَلنَّقِيرُ خَشَبٌ كَانَ أَهْلُ اَلْجَاهِلِيَّةِ يَنْقُرُونَهَا حَتَّى يَصِيرَ لَهَا أَجْوَافٌ يَنْبِذُونَ فِيهَا .

باب معنى الضحك

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ (2) قَالَ حَاضَتْ.

باب معنى النافلة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ

ص: 224


1- . المزفت: الراقود العظيم. و هو نوع من القار.
2- . هود: 74.

مُحَمَّدٍ(1) عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْبَزَنْطِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً (2) قَالَ وَلَدُ اَلْوَلَدِ نَافِلَةٌ.

باب معنى القط

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ اَلْخَطَّابِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُصْعَبٍ (3) عَنْ سَعْدٍ عَنِ اَلْأَصْبَغِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ قٰالُوا رَبَّنٰا عَجِّلْ لَنٰا قِطَّنٰا قَبْلَ يَوْمِ اَلْحِسٰابِ (4) قَالَ نَصِيبُهُمْ مِنَ اَلْعَذَابِ.

باب معنى الكواشف و الدواعي و البغايا و ذوات الأزواج

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلْحَذَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفَيْضِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْمُتْعَةِ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا كَانَتْ عَارِفَةً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ عَارِفَةً قَالَ فَاعْرِضْ عَلَيْهَا وَ قُلْ لَهَا فَإِنْ قَبِلَتْ فَتَزَوَّجْهَا وَ إِنْ أَبَتْ أَنْ تَرْضَى بِقَوْلِكَ فَدَعْهَا وَ إِيَّاكُمْ وَ اَلْكَوَاشِفَ وَ اَلدَّوَاعِيَ وَ اَلْبَغَايَا وَ ذَوَاتِ اَلْأَزْوَاجِ فَقُلْتُ مَا اَلْكَوَاشِفُ قَالَ اَللَّوَاتِي يُكَاشِفْنَ وَ بُيُوتُهُنَّ مَعْلُومَةٌ وَ يُؤْتَيْنَ قُلْتُ فَالدَّوَاعِي قَالَ اَللَّوَاتِي يَدْعَيْنَ إِلَى أَنْفُسِهِنَّ وَ قَدْ عُرِفْنَ بِالْفَسَادِ قُلْتُ فَالْبَغَايَا قَالَ اَلْمَعْرُوفَاتُ بِالزِّنَاءِ قُلْتُ فَذَوَاتُ اَلْأَزْوَاجِ قَالَ اَلْمُطَلَّقَاتُ عَلَى غَيْرِ اَلسُّنَّةِ (5).

ص: 225


1- . في بعض النسخ [أحمد بن محمّد بن عيسى].
2- . الأنبياء: 71.
3- . في بعض النسخ [مصعب بن سعيد].
4- . ص: 15. و القط: القسط أي قسطنا من العذاب الذي توعدنا به و هو من قط إذا قطعه.
5- . أي من أهل مذهبنا فلا ينافى قاعدة الالزام في قولهم عليهم السلام: «الزموهم باحكامهم».

باب معنى الفقيه حقا

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ دَاوُدَ اَلرَّقِّيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَ لاَ أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِيهِ حَقّاً قَالُوا بَلَى يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ اَلنَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ وَ لَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اَللَّهِ وَ لَمْ يُرَخِّص لَهُمْ فِي مَعَاصِي اَللَّهِ وَ لَمْ يَتْرُكِ اَلْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ أَلاَ لاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ أَلاَ لاَ خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ أَلاَ لاَ خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَقُّهٌ.

باب معنى بلوغ الأشد و الاستواء

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلنُّعْمَانِ اَلْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اِسْتَوىٰ آتَيْنٰاهُ حُكْماً وَ عِلْماً(1) قَالَ أَشُدَّهُ: ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ اِسْتَوَى اِلْتَحَى(2).

باب معنى الخريف

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زُرْقٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي اَلْعَلاَءِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ: إِنَّ عَبْداً يَمْكُثُ فِي اَلنَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً وَ اَلْخَرِيفُ سَبْعُونَ

ص: 226


1- . القصص: 13.
2- . التحى اي نبتت لحيته.

سَنَةً قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ لَمَّا رَحِمْتَنِي قَالَ فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنِ اِهْبِطْ إِلَى عَبْدِي فَأَخْرِجْهُ قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ لِي بِالْهُبُوطِ فِي اَلنَّارِ قَالَ إِنِّي قَدْ أَمَرْتُهَا أَنْ تَكُونَ عَلَيْكَ بَرْداً وَ سَلاَماً قَالَ يَا رَبِّ فَمَا عِلْمِي بِمَوْضِعِهِ قَالَ إِنَّهُ فِي جُبٍّ مِنْ سِجِّينٍ قَالَ فَهَبَطَ فِي اَلنَّارِ فَوَجَدَهُ مَعْقُولاً عَلَى وَجْهِهِ قَالَ فَأَخْرَجَهُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ يَا عَبْدِي كَمْ لَبِثْتَ تُنَاشِدُنِي فِي اَلنَّارِ قَالَ مَا أُحْصِي يَا رَبِّ قَالَ أَمَا وَ عِزَّتِي لَوْ لاَ مَا سَأَلْتَنِي بِهِ لَأَطَلْتُ هَوَانَكَ فِي اَلنَّارِ وَ لَكِنَّهُ حَتْمٌ عَلَى نَفْسِي أَنْ لاَ يَسْأَلَنِي عَبْدٌ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلاَّ غَفَرْتُ لَهُ مَا كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ وَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ اَلْيَوْمَ.

باب معنى الفلق

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَرَأَ رَجُلٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ فَقَالَ اَلرَّجُلُ وَ مَا اَلْفَلَقُ قَالَ صَدْعٌ (1) فِي اَلنَّارِ فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ أَسْوَدَ(2) فِي جَوْفِ كُلِّ أَسْوَدَ سَبْعُونَ أَلْفَ جَرَّةِ (3) سَمٍّ لاَ بُدَّ لِأَهْلِ اَلنَّارِ أَنْ يَمُرُّوا عَلَيْهَا.

باب معنى شر الحاسد إذا حسد

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ

ص: 227


1- . الصدع: الشق في الشيء.
2- . الأسود: الحية.
3- . الجرة - بفتح الجيم و شد الراء -: اناء من خزف له بطن كبير و عروتان و فم واسع.

يَزِيدَ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْ شَرِّ حٰاسِدٍ إِذٰا حَسَدَ(1) قَالَ أَ مَا رَأَيْتَهُ إِذَا فَتَحَ عَيْنَيْهِ وَ هُوَ يَنْظُرُ إِلَيْكَ هُوَ ذَاكَ.

باب معنى قول الصادق عليه السلام الشتاء ربيع المؤمن

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلنَّهَاوَنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اَلشِّتَاءُ رَبِيعُ اَلْمُؤْمِنِ يَطُولُ فِيهِ لَيْلُهُ فَيَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى قِيَامِهِ وَ يَقْصُرُ فِيهِ نَهَارُهُ فَيَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى صِيَامِهِ.

باب معنى ربيع القرآن

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلنَّضْرِ اَلْخَزَّا(2) زِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لِكُلِّ شَيْ ءٍ رَبِيعٌ وَ رَبِيعُ اَلْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ.

باب معنى الأفق المبين

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ اَلْبَغْدَادِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ

ص: 228


1- . الفلق: 5.
2- . في بعض النسخ [أحمد بن أبي نصر الخزاز]. و هو تصحيف.

أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ سَبْعِينَ مَرَّةً أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ اَلرَّحْمَنُ اَلرَّحِيمُ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ كُتِبَ فِي اَلْأُفُقِ اَلْمُبِينِ قَالَ قُلْتُ وَ مَا اَلْأُفُقُ اَلْمُبِينُ قَالَ قَاعٌ (1) بَيْنَ يَدَيِ اَلْعَرْشِ فِيهِ أَنْهَارٌ تَطَّرِدُ فِيهِ مِنَ اَلْقِدْحَانِ عَدَدَ اَلنُّجُومِ.

باب معنى الأفق من الناس

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَأَنْ أُطْعِمَ مُسْلِماً حَتَّى يَشْبَعَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُطْعِمَ أُفُقاً مِنَ اَلنَّاسِ قُلْتُ كَمِ اَلْأُفُقُ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ.

باب معنى الأسودين

1 - أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْفَضْلِ يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ ضَمْضَمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَرَ بِقَتْلِ اَلْأَسْوَدَيْنِ فِي اَلصَّلاَةِ (2). قَالَ مَعْمَرٌ قُلْتُ لِيَحْيَى وَ مَا مَعْنَى اَلْأَسْوَدَيْنِ (3)قَالَ اَلْحَيَّةُ وَ اَلْعَقْرَبُ.

باب معنى تمام النعمة

1 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ اَلسَّرَخْسِيُّ اَلْفَقِيهُ بِهَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ

ص: 229


1- . القاع: الأرض السهلة.
2- . أي حتّى في حال الصلاة.
3- . في بعض النسخ [و ما يعنى بالاسودين].

مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْحَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي اَلْوَرْدِ بْنِ تمامة [ثُمَامَةَ] عَنِ اَللَّجْلاَجِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: قَالَ كُنْتُ مَعَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَدْعُو وَ هُوَ يَقُولُ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اَلصَّبْرَ فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَأَلْتَ اَلْبَلاَءَ فَاسْأَلِ اَللَّهَ اَلْعَافِيَةَ وَ مَرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِرَجُلٍ وَ هُوَ يَقُولُ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ اَلنِّعْمَةِ فَقَالَ اِبْنُ آدَمَ وَ هَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ اَلنِّعْمَةِ اَلْخَلاَصُ مِنَ اَلنَّارِ وَ دُخُولُ اَلْجَنَّةِ وَ مَرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِرَجُلٍ وَ هُوَ يَدْعُو وَ يَقُولُ يَا ذَا اَلْجَلاَلِ وَ اَلْإِكْرَامِ فَقَالَ لَهُ قَدِ اُسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ .

باب معنى مطلوبات الناس

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَطْلُوبَاتُ اَلنَّاسِ فِي اَلدُّنْيَا اَلْفَانِيَةِ أَرْبَعَةٌ اَلْغِنَى وَ اَلدَّعَةُ (1) وَ قِلَّةُ اَلاِهْتِمَامِ وَ اَلْعِزُّ فَأَمَّا اَلْغِنَى فَمَوْجُودٌ فِي اَلْقَنَاعَةِ فَمَنْ طَلَبَهُ فِي كَثْرَةِ اَلْمَالِ لَمْ يَجِدْهُ وَ أَمَّا اَلدَّعَةُ فَمَوْجُودَةٌ فِي خِفَّةِ اَلْحِمْلِ فَمَنْ طَلَبَهَا فِي ثِقَلِهِ لَمْ يَجِدْهَا وَ أَمَّا قِلَّةُ اَلاِهْتِمَامِ فَمَوْجُودَةٌ فِي قِلَّةِ اَلشُّغُلِ فَمَنْ طَلَبَهَا مَعَ كَثْرَتِهِ لَمْ يَجِدْهَا فَأَمَّا اَلْعِزُّ فَمَوْجُودٌ فِي خِدْمَةِ اَلْخَالِقِ فَمَنْ طَلَبَهُ فِي خِدْمَةِ اَلْمَخْلُوقِ لَمْ يَجِدْهُ.

باب معنى قول الناقوس

1 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عِيسَى اَلْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ اَلشَّعْرَانِيُّ فِي مَسْجِدِ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ اَلْوَضَّاحُ (2)

ص: 230


1- . الدعة: الراحة و خفض العيش.
2- . الظاهر أنّه سلمة بن صالح الأحمر الواسطى و هو مخلط كما نص عليه الشيخ في رجاله.

عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَلْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ اَلْأَعْوَرِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلْحِيرَةِ إِذاً نَحْنُ بِدَيْرَانِيٍّ يَضْرِبُ بِالنَّاقُوسِ قَالَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا حَارِثُ أَ تَدْرِي مَا يَقُولُ هَذَا اَلنَّاقُوسُ قُلْتُ اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ اِبْنُ عَمِّ رَسُولِهِ أَعْلَمُ قَالَ إِنَّهُ يَضْرِبُ مَثَلَ اَلدُّنْيَا وَ خَرَابِهَا وَ يَقُولُ - لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ حَقّاً حَقّاً صِدْقاً صِدْقاً إِنَّ اَلدُّنْيَا قَدْ غَرَّتْنَا وَ شَغَلَتْنَا وَ اِسْتَهْوَتْنَا وَ اِسْتَغْوَتْنَا يَا اِبْنَ اَلدُّنْيَا مَهْلاً مَهْلاً يَا اِبْنَ اَلدُّنْيَا دَقّاً دَقّاً يَا اِبْنَ اَلدُّنْيَا جَمْعاً جَمْعاً تَفْنَى اَلدُّنْيَا قَرْناً قَرْناً مَا مِنْ يَوْمٍ يَمْضِي عَنَّا إِلاَّ وَهَنَ (1) مِنَّا رُكْناً قَدْ ضَيَّعْنَا دَاراً تَبْقَى وَ اِسْتَوْطَنَّا دَاراً تَفْنَى لَسْنَا نَدْرِي مَا فَرَّطْنَا فِيهَا إِلاَّ لَوْ قَدْ مِتْنَا - قَالَ اَلْحَارِثُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلنَّصَارَى يَعْلَمُونَ ذَلِكَ قَالَ لَوْ عَلِمُوا ذَلِكَ لَمَا اِتَّخَذُوا اَلْمَسِيحَ إِلَهاً مِنْ دُونِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَذَهَبْتُ إِلَى اَلدَّيْرَانِيِّ فَقُلْتُ لَهُ بِحَقِّ اَلْمَسِيحِ عَلَيْكَ لَمَّا ضَرَبْتَ بِالنَّاقُوسِ عَلَى اَلْجِهَةِ اَلَّتِي تَضْرِبُهَا قَالَ فَأَخَذَ يَضْرِبُ وَ أَنَا أَقُولُ حَرْفاً حَرْفاً حَتَّى بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ إِلاَّ لَوْ قَدْ مِتْنَا فَقَالَ بِحَقِّ نَبِيِّكُمْ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا قُلْتُ قَالَ اَلرَّجُلُ اَلَّذِي كَانَ مَعِي أَمْسِ قَالَ وَ هَلْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اَلنَّبِيِّ مِنْ قَرَابَةٍ قُلْتُ هُوَ اِبْنُ عَمِّهِ قَالَ بِحَقِّ نَبِيِّكُمْ أَ سَمِعَ هَذَا مِنْ نَبِيِّكُمْ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَالَ لِي وَ اَللَّهِ إِنِّي وَجَدْتُ فِي اَلتَّوْرَاةِ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ اَلْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ وَ هُوَ يُفَسِّرُ مَا يَقُولُ اَلنَّاقُوسُ .

باب معنى قول الأنبياء عليهم السلام إذا قيل لهم يوم القيامة مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَيَّاشُ (2) بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكَحَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي يَزِيدُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ

ص: 231


1- . في بعض النسخ «أوهى» و كلاهما بمعنى.
2- . في بعض النسخ [عباس].

قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - يَوْمَ يَجْمَعُ اَللّٰهُ اَلرُّسُلَ فَيَقُولُ مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا(1) قَالَ يَقُولُونَ لاَ عِلْمَ لَنَا بِسِوَاكَ - قَالَ وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلْقُرْآنُ كُلُّهُ تَقْرِيعٌ وَ بَاطِنُهُ تَقْرِيبٌ (2).

قال مصنف هذا الكتاب يعني بذلك أنه من وراء آيات التوبيخ و الوعيد آيات الرحمة و الغفران.

باب معنى الأخلاء الثلاثة للمرء المسلم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ لِلْمَرْءِ اَلْمُسْلِمِ ثَلاَثَةَ أَخِلاَّءَ فَخَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ حَيّاً وَ مَيِّتاً وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ خَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ حَتَّى تَمُوتَ وَ هُوَ مَالُهُ فَإِذَا مَاتَ صَارَ لِلْوَرَثَةِ وَ خَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَى بَابِ قَبْرِكَ ثُمَّ أُخَلِّيكَ وَ هُوَ وُلْدُهُ.

باب معنى القرين الذي يدفن مع الإنسان و هو حي و الإنسان ميت

1 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ عَنِ اَلْعُتْبِيِّ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ (3) عَنْ

ص: 232


1- . المائدة: 108.
2- . في بعض النسخ «تقرير» و التقريع هو العتاب الشديد و ظاهر الرواية بل صريحها ان باطن ما يكون تقريعا بعينه تقريب فما ذكره المؤلّف - رحمه اللّه - في غاية البعد و لعلّ المراد أن ظاهر كثير من الآيات العتاب و التوبيخ و الايعاد لكن الغرض منها انتهاء المخاطبين و انتباه الغافلين و رجوع العاصين فباطن هذه الخطابات المشتملة على الوعيد و التوبيخ هو الرأفة و الرحمة و سوق الناس إلى السعادة و تقريبهم الى غاية الخلقة و على هذا فقوله «القرآن كله إلخ» من باب التغليب. (م).
3- . في بعض النسخ [محمّد بن عبيد اللّه].

أَبِيهِ وَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى اَلْمِنْقَرِيُّ (1)قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَلاَءُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ: وَفَدْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ عِنْدَهُ اَلصَّلْصَالُ بْنُ اَلدَّلَهْمَسِ (2) فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ عِظْنَا مَوْعِظَةً نَنْتَفِعُ بِهَا فَإِنَّا قَوْمٌ نعير(3)[نَعْبُرُ] بِالْبَرِّيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا قَيْسُ إِنَّ مَعَ اَلْعِزِّ ذُلاًّ وَ إِنَّ مَعَ اَلْحَيَاةِ مَوْتاً وَ إِنَّ مَعَ اَلدُّنْيَا آخِرَةً وَ إِنَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ حَسِيباً وَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ رَقِيباً وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً وَ لِكُلِّ سَيِّئَةٍ عِقَاباً وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنَّهُ لاَ بُدَّ لَكَ يَا قَيْسُ مِنْ قَرِينٍ يُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَيٌّ وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَيِّتٌ فَإِنْ كَانَ كَرِيماً أَكْرَمَكَ وَ إِنْ كَانَ لَئِيماً أَسْلَمَكَ ثُمَّ لاَ يُحْشَرُ إِلاَّ مَعَكَ وَ لاَ تُبْعَثُ إِلاَّ مَعَهُ وَ لاَ تُسْأَلُ إِلاَّ عَنْهُ وَ لاَ تَجْعَلْهُ إِلاَّ صَالِحاً فَإِنَّهُ إِنْ صَلَحَ آنَسْتَ بِهِ وَ إِنْ فَسَدَ لاَ تَسْتَوْحِشُ إِلاَّ مِنْهُ وَ هُوَ فِعْلُكَ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ هَذَا اَلْكَلاَمُ فِي أَبْيَاتِ (4) شِعْرٍ نَفْخَرُ بِهِ عَلَى مَنْ يَلْقَانَا(5) مِنَ اَلْعَرَبِ وَ نَدِّخِرُهُ فَأَمَرَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ يَأْتِيهِ بِحَسَّانَ قَالَ فَأَقْبَلْتُ أُفَكِّرُ فِيمَا أُشَبِّهُ هَذِهِ اَلْعِظَةَ مِنَ اَلشِّعْرِ فَاسْتَتَبَّ (6) لِيَ اَلْقَوْلُ قَبْلَ مَجِيئِ حَسَّانَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَدْ حَضَرَتْنِي أَبْيَاتٌ أَحْسَبُهَا تُوَافِقُ مَا نُرِيدُ فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُلْ يَا قَيْسُ فَقُلْتُ

تَخَيَّرْ قَرِيناً مِنْ فِعَالِكَ إِنَّمَا *** قَرِينُ اَلْفَتَى فِي اَلْقَبْرِ مَا كَانَ يَفْعَلُ

وَ لاَ بُدَّ بَعْدَ اَلْمَوْتِ مِنْ أَنْ تُعِدَّهُ *** لِيَوْمٍ يُنَادَى اَلْمَرْءُ فِيهِ فَيُقْبِلُ

فَإِنْ كُنْتَ مَشْغُولاً بِشَيْ ءٍ فَلاَ تَكُنْ *** بِغَيْرِ اَلَّذِي يَرْضَى بِهِ اَللَّهُ تَشْغَلُ

فَلَنْ يَصْحَبَ اَلْإِنْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ *** وَ مِنْ قَبْلِهِ إِلاَّ اَلَّذِي كَانَ يَعْمَلُ

أَلاَ إِنَّمَا اَلْإِنْسَانُ ضَيْفٌ لِأَهْلِهِ *** يُقِيمُ قَلِيلاً بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَرْحَلُ

.

ص: 233


1- . في بعض النسخ [المقرى].
2- . في بعض النسخ [الصلصال بن الدلهمش].
3- . أي نذهب و نجيء و نتردد في البرية، و في بعض النسخ [نعبر].
4- . في بعض النسخ [من الشعر].
5- . في بعض النسخ [يلينا].
6- . أي استقام، و في بعض النسخ [استبان] أى ظهر.

باب معنى عقول النساء و جمال الرجال

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ اَلْبَرَاءِ اَلْجِعَابِيُّ اَلْحَافِظُ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلثَّقَفِيُّ أَبُو اَلْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْمَدَائِنِيُّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ: عُقُولُ اَلنِّسَاءِ فِي جَمَالِهِنَّ وَ جَمَالُ اَلرِّجَالِ فِي عُقُولِهِمْ.

باب معنى قول سلمان رضي الله عنه لما قال رسول الله صلى الله عليه و آله أيكم...

باب معنى قول سلمان رضي الله عنه لما قال رسول الله صلى الله عليه و آله أيكم يصوم الدهر و أيكم يحيي الليل و أيكم يختم القرآن في كل يوم فقال في كل ذلك أنا

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ اَلْعَقَرْقُوفِيِّ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ اَلصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْماً لِأَصْحَابِهِ أَيُّكُمْ يَصُومُ اَلدَّهْرَ فَقَالَ سَلْمَانُ رَحْمَةُ اَللَّهِ عَلَيْهِ أَنَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَيُّكُمْ يُحْيِي اَللَّيْلَ قَالَ سَلْمَانُ أَنَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ فَأَيُّكُمْ يَخْتِمُ اَلْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقَالَ سَلْمَانُ أَنَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَغَضِبَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنَ اَلْفُرْسِ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَخِرَ عَلَيْنَا قُلْتَ أَيُّكُمْ يَصُومُ اَلدَّهْرَ قَالَ أَنَا وَ هُوَ أَكْثَرُ أَيَّامِهِ يَأْكُلُ وَ قُلْتَ أَيُّكُمْ يُحْيِي اَللَّيْلَ فَقَالَ أَنَا وَ هُوَ أَكْثَرُ لَيْلِهِ نَائِمٌ وَ قُلْتَ أَيُّكُمْ يَخْتِمُ اَلْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقَالَ أَنَا وَ هُوَ أَكْثَرُ أَيَّامِهِ صَامِتٌ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَهْ يَا فُلاَنُ أَنَّى لَكَ بِمِثْلِ لُقْمَانَ اَلْحَكِيمِ سَلْهُ فَإِنَّهُ يُنَبِّئُكَ فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِسَلْمَانَ يَا عَبْدَ اَللَّهِ أَ لَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَصُومُ اَلدَّهْرَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ رَأَيْتُكَ فِي أَكْثَرِ نَهَارِكَ تَأْكُلُ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنِّي أَصُومُ اَلثَّلاَثَةَ فِي اَلشَّهْرِ وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ -

ص: 234

مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا(1) وَ أَصِلُ شَعْبَانَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ فَذَلِكَ صَوْمُ اَلدَّهْرِ فَقَالَ أَ لَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تُحْيِي اَللَّيْلَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ إِنَّكَ أَكْثَرُ لَيْلِكَ نَائِمٌ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَ لَكِنِّي سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ مَنْ بَاتَ عَلَى طُهْرٍ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا اَللَّيْلَ فَأَنَا أَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ - فَقَالَ أَ لَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَخْتِمُ اَلْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَنْتَ أَكْثَرُ أَيَّامِكَ صَامِتٌ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَ لَكِنِّي سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ فَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ اَلْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَيِ اَلْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلاَثاً فَقَدْ خَتَمَ اَلْقُرْآنَ فَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثُ اَلْإِيمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثَا اَلْإِيمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ نَصَرَكَ بِيَدِهِ فَقَدِ اِسْتَكْمَلَ اَلْإِيمَانَ وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا عَلِيُّ لَوْ أَحَبَّكَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ كَمَحَبَّةِ أَهْلِ اَلسَّمَاءِ لَكَ لَمَا عُذِّبَ أَحَدٌ بِالنَّارِ وَ أَنَا أَقْرَأُ قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ فَكَأَنَّهُ قَدْ أُلْقِمَ حَجَراً(2) .

باب معنى المنتقمة من البقاع

1 - حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَاتَانَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ اَلْأَهْوَازِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُعَلًّى اَلْأَسَدِيُّ قَالَ أُنْبِئْتُ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَاعاً تُسَمَّى اَلْمُنْتَقِمَةَ فَإِذَا أَعْطَى اَللَّهُ عَبْداً مَالاً لَمْ يُخْرِجْ حَقَّ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ سَلَّطَهُ اَللَّهُ عَلَى بُقْعَةٍ مِنْ تِلْكَ اَلْبِقَاعِ فَأَتْلَفَ ذَلِكَ اَلْمَالَ فِيهَا ثُمَّ مَاتَ وَ تَرَكَهَا.

باب معنى القول الصالح و العمل الصالح

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ

ص: 235


1- . انعام: 160.
2- . ألقمه حجرا: أسكته في الخصام.

اَلسَّعْدَآبَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبَانٍ وَ غَيْرِهِ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ خَتَمَ صِيَامَهُ بِقَوْلٍ صَالِحٍ وَ عَمَلٍ صَالِحٍ تَقَبَّلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ صِيَامَهُ فَقِيلَ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا اَلْقَوْلُ اَلصَّالِحُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَلْعَمَلُ اَلصَّالِحُ إِخْرَاجُ اَلْفِطْرَةِ.

باب معنى ما روي أن من أحب لقاء الله تعالى أحب الله تعالى لقاءه و من أبغض لقاء الله أبغض الله عز و جل لقاءه

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اَلصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: قَالَ قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اَللَّهِ أَحَبَّ اَللَّهُ لِقَاءَهُ وَ مَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اَللَّهِ أَبْغَضَ اَللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فَوَ اَللَّهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ اَلْمَوْتَ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ اَلْمُعَايَنَةِ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ فَلَيْسَ شَيْ ءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ وَ اَللَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَهُ وَ هُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اَللَّهِ حِينَئِذٍ وَ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَيْسَ شَيْ ءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ اَللَّهِ وَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ لِقَاءَهُ.

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَابُورَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي اَلْمَيِّتِ تَدْمَعُ عَيْنُهُ عِنْدَ اَلْمَوْتِ فَقَالَ ذَاكَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَيَرَى مَا يَسُرُّهُ وَ مَا يُحِبُّهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَرَى اَلرَّجُلَ يَرَى مَا يَسُرُّهُ وَ مَا يُحِبُّ فَتَدْمَعُ عَيْنُهُ وَ يَضْحَكُ .

باب معنى ما روي أن الصلاة حجزة الله في الأرض

1 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ يُونُسَ بْنِ

ص: 236

ظَبْيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اِعْلَمْ أَنَّ اَلصَّلاَةَ حُجْزَةُ اَللَّهِ فِي اَلْأَرْضِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا أَدْرَكَ مِنْ نَفْعِ صَلاَتِهِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَتْ صَلاَتُهُ حَجَزَتْهُ عَنِ اَلْفَوَاحِشِ وَ اَلْمُنْكَرِ فَإِنَّمَا أَدْرَكَ مِنْ نَفْعِهَا بِقَدْرِ مَا اِحْتَجَزَ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اَللَّهِ فَلْيَعْلَمْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ وَ مَنْ خَلاَ بِعَمَلٍ فَلْيَنْظُرْ فِيهِ فَإِنْ كَانَ حَسَناً جَمِيلاً فَلْيَمْضِ عَلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ سَيِّئاً قَبِيحاً فَلْيَجْتَنِبْهُ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ وَ اَلزِّيَادَةِ وَ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فِي اَلسِّرِّ فَلْيَعْمَلْ حَسَنَةً فِي اَلسِّرِّ وَ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فِي اَلْعَلاَنِيَةِ فَلْيَعْمَلْ حَسَنَةً فِي اَلْعَلاَنِيَةِ.

باب معنى الحاقن و الحاقب و الحازق

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ اَلْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ:

لاَ صَلاَةَ لِحَاقِنٍ وَ لاَ لِحَاقِبٍ وَ لاَ لِحَازِقٍ. وَ اَلْحَاقِنُ اَلَّذِي بِهِ اَلْبَوْلُ وَ اَلْحَاقِبُ اَلَّذِي بِهِ اَلْغَائِطُ وَ اَلْحَاذِقُ اَلَّذِي بِهِ ضَغْطَةُ اَلْخُفِّ.

باب معنى المجنون

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْبَصْرِيُّ اَلْجَلُودِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِرَجُلٍ مَصْرُوعٍ وَ قَدِ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ اَلنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى مَا اِجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ فَقِيلَ لَهُ عَلَى مَجْنُونٍ يُصْرَعُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا بِمَجْنُونٍ أَ لاَ أُخْبِرُكُمْ بِالْمَجْنُونِ حَقَّ اَلْمَجْنُونِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ إِنَّ اَلْمَجْنُونَ حَقَّ اَلْمَجْنُونِ

ص: 237

اَلْمُتَبَخْتِرُ فِي مِشْيَتِهِ اَلنَّاظِرُ فِي عِطْفَيْهِ اَلْمُحَرِّكُ جَنْبَيْهِ بِمَنْكِبَيْهِ فَذَاكَ اَلْمَجْنُونُ وَ هَذَا اَلْمُبْتَلَى.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ مَنْ أَجَابَ فِي كُلِّ مَا يُسْأَلُ (1) عَنْهُ لَمَجْنُونٌ.

باب معنى الحمية

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ اَلْخُرَاسَانِيِّ يَعْنِي اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَيْسَ اَلْحِمْيَةُ مِنَ اَلشَّيْ ءِ تَرْكَهُ إِنَّمَا اَلْحِمْيَةُ مِنَ اَلشَّيْ ءِ اَلْإِقْلاَلُ مِنْهُ.

باب معنى دبقا

باب معنى دبقا(2)

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ اَلزُّبَيْرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ كَمْ يُحْمَى اَلْمَرِيضُ فَقَالَ دِبْقاً فَلَمْ أَدْرِ كَمْ دِبْقاً فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَحَدَ عَشَرَ دِبْقاً. و دبق صباح بكلام الرومي أعني أحد عشر صباحا.

باب معنى الخائف

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ عَلِيِّ

ص: 238


1- . في بعض النسخ [ما سئل].
2- . في بعض النسخ بالراء في جميع المواضع.

بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْقَاسَانِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْقَاسِمِ اَلْجُعْفِيِّ (1) عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اَلْخَائِفُ مَنْ لَمْ يَدَعْ لَهُ اَلرَّهْبَةُ لِسَاناً يَنْطِقُ بِهِ.

باب معنى الكفو

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْكُفْوُ أَنْ يَكُونَ عَفِيفاً وَ عِنْدَهُ يَسَارٌ.

باب معنى المسلم و المؤمن و المهاجر و العربي و المولى

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: اَلْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ اَلنَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ اَلْمُؤْمِنُ مَنِ اِئْتَمَنَهُ اَلنَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ.

2 - وَ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّ اَلْمُؤْمِنَ مَنْ أَمِنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (2).

3 - وَ رُوِيَ أَنَّ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ وُلِدَ فِي اَلْإِسْلاَمِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ وَ مَنْ دَخَلَ فِيهِ بَعْدَ مَا كَبِرَ فَهُوَ مُهَاجِرٌ وَ مَنْ سُبِيَ وَ أُعْتِقَ فَهُوَ مَوْلًى وَ مَوْلَى اَلْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.

باب معنى العقل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْجَبَّارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا

ص: 239


1- . في بعض النسخ [عبد اللّه بن القاسم الجعفرى].
2- . بوائق جمع بائقة و هي الشر و الداهية، و يقال: «رفعت عنك بائقة فلان» أي غائلته و شره.

اَلْعَقْلُ قَالَ مَا عُبِدَ بِهِ اَلرَّحْمَنُ وَ اُكْتُسِبَ بِهِ اَلْجِنَانُ (1) قَالَ قُلْتُ فَالَّذِي كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ قَالَ تِلْكَ اَلنَّكْرَاءُ تِلْكَ اَلشَّيْطَنَةُ (2) وَ هِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ وَ لَيْسَتْ بِعَقْلٍ.

وَ سُئِلَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقِيلَ لَهُ مَا اَلْعَقْلُ فَقَالَ اَلتَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ حَتَّى تُنَالَ اَلْفُرْصَةُ.

باب معنى اتقاء الله حق تقاته

باب معنى اتقاء الله حق تقاته(3)

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّضْرِ عَنْ أَبِي اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - اِتَّقُوا اَللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ قَالَ يُطَاعُ فَلاَ يُعْصَى وَ يُذْكَرُ فَلاَ يُنْسَى وَ يُشْكَرُ فَلاَ يُكْفَرُ.

باب معنى العبادة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْجُعْفِيِّ قَالَ: سَأَلَ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْقُمِّيُّ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ مَا اَلْعِبَادَةُ قَالَ حُسْنُ اَلنِّيَّةِ بِالطَّاعَةِ مِنَ اَلْوَجْهِ اَلَّذِي يُطَاعُ اَللَّهُ مِنْهُ.

باب معنى السائبة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي اَلرَّبِيعِ اَلشَّامِيِّ قَالَ:

ص: 240


1- . يعني ملكة و حالة في النفس تدعو الى اختيار الخيرات و المنافع و اجتناب الشرور و مضارها و هو أحد معاني العقل.
2- . النكراء: الدهاء و الفطنة و هي جودة الرأى و حسن الفهم و إذا استعملت في مشتهيات جنود الجهل يقال لها: الشيطنة.
3- . آل عمران: 102.

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلسَّائِبَةِ فَقَالَ اَلرَّجُلُ يُعْتِقُ غُلاَمَهُ وَ يَقُولُ اِذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ لَيْسَ لِي مِنْ مِيرَاثِكَ شَيْ ءٌ وَ لَيْسَ عَلَيَّ مِنْ جَرِيرَتِكَ شَيْ ءٌ قَالَ وَ يُشْهِدُ شَاهِدَيْنِ.

باب معنى الكبر

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ عَبْدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَ لاَ يَدْخُلُ اَلنَّارَ عَبْدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَلْبَسُ اَلثَّوْبَ أَوْ يَرْكَبُ اَلدَّابَّةَ فَيَكَادُ يُعْرَفُ مِنْهُ اَلْكِبْرُ قَالَ لَيْسَ بِذَاكَ إِنَّمَا اَلْكِبْرُ إِنْكَارُ اَلْحَقِّ وَ اَلْإِيمَانُ اَلْإِقْرَارُ بِالْحَقِّ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ قُلْتُ إِنَّا نَلْبَسُ اَلثَّوْبَ اَلْحَسَنَ (1) فَيَدْخُلُنَا اَلْعُجْبُ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (2).

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لاَ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَ لاَ يَدْخُلُ اَلنَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ قَالَ فَاسْتَرْجَعْتُ (3)

ص: 241


1- . في بعض النسخ [الخشن].
2- . يأتي معنى العجب عن قريب ان شاء اللّه تعالى.
3- . الاسترجاع: قول الإنسان عند المصيبة: «إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ»

فَقَالَ مَا لَكَ تَسْتَرْجِعُ فَقُلْتُ لِمَا أَسْمَعُ مِنْكَ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا أَعْنِي اَلْجُحُودَ إِنَّمَا هُوَ اَلْجُحُودُ.

4 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حُرٍّ عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْكِبْرُ أَنْ يَغْمِصَ اَلنَّاسَ وَ يَسْفُهَ اَلْحَقَّ (1).

5 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ سَيْفٍ (2)عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ أَعْظَمَ اَلْكِبْرِ غَمْصُ اَلْخَلْقِ وَ سَفَهُ اَلْحَقِّ قُلْتُ وَ مَا غَمْصُ اَلْخَلْقِ وَ سَفَهُ اَلْحَقِّ قَالَ يَجْهَلُ اَلْحَقَّ وَ يَطْعُنُ عَلَى أَهْلِهِ وَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ نَازَعَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رِدَاءَهُ.

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنِ اِبْنِ بَقَّاحٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ عَبْدِ اَلْمَلِكِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ مُبَرَّءاً عَنِ اَلْكِبْرِ غُفِرَ ذَنْبُهُ قُلْتُ وَ مَا اَلْكِبْرُ قَالَ غَمْصُ اَلْخَلْقِ وَ سَفَهُ اَلْحَقِّ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ يَجْهَلُ اَلْحَقَّ وَ يَطْعُنُ عَلَى أَهْلِهِ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه في كتاب الخليل بن أحمد يقول فلان غمص الناس و غمص النعمة إذا تهاون بها و بحقوقهم و يقال إنه لمغموص عليه في دينه أي مطعون عليه و قد غمص النعمة و العافية إذا لم يشكرها و قال أبو عبيد في قوله عليه السلام سفه الحق أن يرى الحق سفها و جهلا و قال الله تبارك تعالى - وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرٰاهِيمَ إِلاّٰ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (3) و قال بعض المفسرين إِلاّٰ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ يقول سفهها و أما قوله غمص الناس فإنه الاحتقار لهم و الازدراء بهم و ما أشبه ذلك قال و فيه

ص: 242


1- . رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 310 و فيه «الغمص» بالغين المعجمة ثمّ الصاد المهملة و هو بمعنى الاحتقار و الاستصغار. لكن في بعض النسخ التي بأيدينا من الكتاب بالغين و الضاد المعجمتين و يأتي معناه من المؤلّف عن قريب و أمّا قوله: «يسفه الحق» السفه الجهل و اصله: الخفة و الطيش و معنى سفه الحق الاستخفاف به و ان لا يراه على ما هو عليه من الرجحان و الرزانة.
2- . يعني به سيف بن عميرة.
3- . البقرة: 130.

لغة أخرى في غير هذا الحديث و غمص بالصاد غير معجمه و هو بمعنى غمط و الغمص في العين و القطعة منه غمصة و الغميصاء كوكب(1) و الغمص في المعاء غلظة و تقطيع و وجع.

باب معنى التزكية التي نهى الله عنها

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اِتَّقىٰ (2) قَالَ قَوْلُ اَلْإِنْسَانِ صَلَّيْتُ اَلْبَارِحَةَ وَ صُمْتُ أَمْسِ وَ نَحْوَ هَذَا ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ قَوْماً كَانُوا يُصْبِحُونَ فَيَقُولُونَ صَلَّيْنَا اَلْبَارِحَةَ وَ صُمْنَا أَمْسِ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَكِنِّي أَنَامُ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهَارَ وَ لَوْ أَجِدُ بَيْنَهُمَا شَيْئاً لَنِمْتُهُ.

باب معنى العجب الذي يفسد العمل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ اَلْحَلاَّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ اَلْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلْعُجْبِ اَلَّذِي يُفْسِدُ اَلْعَمَلَ فَقَالَ اَلْعُجْبُ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعْجِبَهُ وَ يَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً وَ مِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ اَلْعَبْدُ بِرَبِّهِ فَيَمُنَّ عَلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ لِلَّهِ

ص: 243


1- . الغميصاء - كحميراء -
2- . النجم: 33. اى لا تثنوا على أنفسكم بزكاء العمل و زيادة الخير او بالطهارة من المعاصى و الرزائل.

تَعَالَى عَلَيْهِ فِيهِ اَلْمَنُّ (1).

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ لاَ يَعْرِفُ لِأَحَدٍ اَلْفَضْلَ فَهُوَ اَلْمُعْجَبُ بِرَأْيِهِ.

باب معنى الحسد

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ اَلْحَسَدِ فَقَالَ لَحْمٌ وَ دَمٌ يَدُورُ فِي اَلنَّاسِ إِذَا اِنْتَهَى إِلَيْنَا يَئِسَ (2)وَ هُوَ اَلشَّيْطَانُ.

باب معنى الفقر

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا بَلَغَ بِهِ سَعْدَ بْنَ طَرِيفٍ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ اَلْأَعْوَرِ قَالَ: كَانَ فِيمَا سَأَلَ عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ اِبْنَهُ اَلْحَسَنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ مَا اَلْفَقْرُ قَالَ اَلْحِرْصُ وَ اَلشَّرَهُ (3).

ص: 244


1- . العجب: الزهو، و رجل معجب من هو بما يكون منه حسنا أو قبيحا يزهو و في العبادة استعظام العمل الصالح و استكباره و الابتهاج و الادلال به و أن يرى نفسه خارجا عن حدّ التقصير و هذا هو العجب المفسد للعبادة لانه حجاب للقلب عن الرب تبارك و تعالى و مانع عن رؤية منّه و احسانه و نعمه و فضله و توفيقه و معونته و اما الكبر هو ان يرجّح نفسه على غيره بعمله أو نسبه او علمه أو قدرته و جماله. و ان يرى لنفسه مرتبة و لغيره مرتبة و يرى مرتبته فوق مرتبة الغير. و العجب بين الإنسان و ربّه و الكبر بين الإنسان و ابناه نوعه.
2- . في بعض النسخ [يبس].
3- . الشره أيضا بمعنى الحرص و شدة الميل الى شيء و تمام الحديث رواه الحسن بن عليّ بن شعبة الحرّانيّ في تحف العقول باب ما روى عن الحسن بن عليّ عليهما السلام.

باب معنى البخل و الشح

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنِ اَلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَ تَدْرِي مَنِ اَلشَّحِيحُ فَقُلْتُ هُوَ اَلْبَخِيلُ فَقَالَ اَلشَّحِيحُ أَشَدُّ مِنَ اَلْبَخِيلِ إِنَّ اَلْبَخِيلَ يَبْخَلُ بِمَا فِي يَدَيْهِ وَ إِنَّ اَلشَّحِيحَ يَشُحُّ بِمَا فِي أَيْدِي اَلنَّاسِ وَ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ حَتَّى لاَ يَرَى فِي أَيْدِي اَلنَّاسِ شَيْئاً إِلاَّ تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَهُ بِالْحِلِّ وَ اَلْحَرَامِ وَ لاَ يَشْبَعُ وَ لاَ يَقْنَعُ بِمَا رَزَقَهُ اَللَّهُ تَعَالَى.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَى اَلْأَرَّجَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَلْبَخِيلَ مَنْ كَسَبَ مَالاً مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ وَ أَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا بَلَغَ بِهِ سَعْدَ بْنَ طَرِيفٍ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ اَلْأَعْوَرِ قَالَ: فِيمَا سَأَلَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ اِبْنَهُ اَلْحَسَنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ قَالَ لَهُ مَا اَلشُّحُّ فَقَالَ أَنْ تَرَى مَا فِي يَدِكَ شَرَفاً وَ مَا أَنْفَقْتَ تَلَفاً.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَيْسَ اَلْبَخِيلُ مَنْ يُؤَدِّي أَوِ اَلَّذِي يُؤَدِّي اَلزَّكَاةَ اَلْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ وَ يُعْطِي اَلْبَائِنَةَ فِي قَوْمِهِ وَ إِنَّمَا اَلْبَخِيلُ حَقُّ اَلْبَخِيلِ اَلَّذِي يَمْنَعُ اَلزَّكَاةَ اَلْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ وَ يَمْنَعُ اَلْبَائِنَةَ فِي قَوْمِهِ (1) وَ هُوَ فِي مَا سِوَى ذَلِكَ يُبَذِّرُ.

ص: 245


1- . البائنة: العطية، سميت بها لأنّها ابنت من المال. و قال الجزريّ. فى حديث نحلة النعمان: «هل ابنت كل واحد منهم مثل الذي ابنت هذا» أي هل اعطيتهم مثله ما لا تبينه به أي تفرده، و الاسم البائنة، يقال: طلب فلان البائنة الى ابويه او الى احدهما و لا يكون من غيرهما. انتهى.

5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّمَا اَلشَّحِيحُ مَنْ مَنَعَ حَقَّ اَللَّهِ وَ أَنْفَقَ فِي غَيْرِ حَقِّ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

6 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْجَهْمِ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ (1) عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: اَلْبَخِيلُ مَنْ بَخِلَ بِمَا اِفْتَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْهِ.

7 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْبَخِيلُ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ.

8 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ اَلْمُثَنَّى اَلتَّمِيمِيُّ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَجَّاجِ اَلْمُقْرِي اَلرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْعَلاَءِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْبَخِيلُ حَقّاً مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ.

باب معنى سوء الحساب

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ يَا فُلاَنُ مَا لَكَ وَ لِأَخِيكَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَانَ لِي عَلَيْهِ شَيْ ءٌ فَاسْتَقْصَيْتُ فِي حَقِّي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ يَخٰافُونَ سُوءَ اَلْحِسٰابِ (2) أَ تَرَاهُمْ خَافُوا أَنْ يَجُورَ عَلَيْهِمْ أَوْ يَظْلِمَهُمْ لاَ وَ لَكِنَّهُمْ خَافُوا اَلاِسْتِقْصَاءَ وَ اَلْمُدَاقَّةَ.

ص: 246


1- . في بعض نسخ الكافي [أحمد بن سلمة].
2- . تمام الآية في سورة الرعد: 21 هكذا «وَ اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اَللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ اَلْحِسٰابِ»

باب معنى السفه

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا بَلَغَ بِهِ سَعْدَ بْنَ طَرِيفٍ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ اَلْأَعْوَرِ اَلْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ اِبْنِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي مَسَائِلِهِ اَلَّتِي سَأَلَهُ عَنْهَا يَا بُنَيَّ مَا اَلسَّفَهُ فَقَالَ اِتِّبَاعُ اَلدُّنَاةِ وَ مُصَاحَبَةُ اَلْغُوَاةِ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله نعم العيد الحجامة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: نِعْمَ اَلْعِيدُ اَلْحِجَامَةُ يَعْنِي اَلْعَادَةَ تَجْلُو اَلْبَصَرَ وَ تَذْهَبُ بِالدَّاءِ.

باب معنى الحجامة النافعة و المغيثة و المنقذة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اِحْتَجَمَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي رَأْسِهِ وَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَ فِي قَفَاهُ ثَلاَثاً سَمَّى وَاحِدَةً اَلنَّافِعَةَ وَ اَلْأُخْرَى اَلْمُغِيثَةَ وَ اَلثَّالِثَةَ اَلْمُنْقِذَةَ.

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنِ اِبْنِ سَلَمَةَ وَ هُوَ أَبُو خَدِيجَةَ وَ اِسْمُهُ سَالِمُ بْنُ مُكْرَمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْحِجَامَةُ عَلَى اَلرَّأْسِ عَلَى شِبْرٍ مِنْ طَرَفِ اَلْأَنْفِ وَ فِتْرٍ بَيْنَ اَلْحَاجِبَيْنِ (1) فَكَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يُسَمِّيهَا

ص: 247


1- . الشبر - بكسر الشين و سكون الباء - ما بين طرف الإبهام و طرف الخنصر ممتدين. و الفتر ايضا - بكسر الفاء و سكون التاء -: ما بين طرف الإبهام و طرف السبّابة إذا فتحها. و في بعض النسخ [و فتر من الحاجبين].

بِالْمُنْقِذَةِ - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَحْتَجِمُ عَلَى رَأْسِهِ وَ يُسَمِّيهَا اَلْمُغِيثَةَ أَوِ اَلْمُنْقِذَةَ.

باب معنى الإحداث في الوضوء

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَرِّضٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ أَهْلَ اَلْكُوفَةِ يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ كَانَ بِالْكُوفَةِ فَبَالَ حَتَّى رَغَا(1) ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ فَقَالَ نَعَمْ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ فَأَيُّ حَدَثٍ أَحْدَثُ مِنَ اَلْبَوْلِ فَقَالَ إِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ اَلتَّعَدِّيَ فِي اَلْوُضُوءِ أَنْ يَزِيدَ عَلَى حَدِّ اَلْوُضُوءِ (2) .

باب معنى قول علي بن الحسين عَلَيْهِ السَّلاَمُ ويل لمن غلبت آحاده أعشاره

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمَا يَقُولُ: وَيْلٌ لِمَنْ غَلَبَتْ آحَادُهُ أَعْشَارَهُ فَقُلْتُ لَهُ وَ كَيْفَ هَذَا فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا وَ مَنْ جٰاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاٰ يُجْزىٰ إِلاّٰ مِثْلَهٰا(3) فَالْحَسَنَةُ اَلْوَاحِدَةُ إِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْراً وَ اَلسَّيِّئَةُ اَلْوَاحِدَةُ إِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةً فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَرْتَكِبُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَ لاَ تَكُونُ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ فَتَغْلِبَ حَسَنَاتُهُ سَيِّئَاتِهِ.

ص: 248


1- . رغا و رغى و ارغى: صار ذا رغوة أي زبد.
2- . الخبر محمول على التقية راجع مصباح الفقيه ص 162.
3- . انعام: 160.

باب معنى الصاع و المد و الفرق بين صاع الماء و مده و بين صاع الطعام و مده

1 - أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُمَا اَللَّهُ قَالاَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَفْصٍ اَلْمَرْوَزِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلْغُسْلُ صَاعٌ مِنْ مَاءٍ وَ اَلْوُضُوءُ مُدٌّ مِنْ مَاءٍ وَ صَاعُ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَمْسَةُ أَمْدَادٍ وَ اَلْمُدُّ وَزْنُ مِائَتَيْ وَ ثَمَانِينَ دِرْهَماً وَ اَلدِّرْهَمُ وَزْنُ سِتَّةِ دَوَانِيقَ وَ اَلدَّانِقُ سِتَّةُ حَبَّاتٍ وَ اَلْحَبَّةُ وَزْنُ حَبَّتَيْ شَعِيرٍ مِنْ أَوْسَاطِ اَلْحَبِّ لاَ مِنْ صِغَارِهِ وَ لاَ مِنْ كِبَارِهِ.

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْهَمَدَانِيِّ قَالَ وَ كَانَ مَعَنَا حَاجّاً قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى يَدِ أَبِي جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَصْحَابَنَا اِخْتَلَفُوا فِي اَلصَّاعِ بَعْضُهُمْ يَقُولُ اَلْفِطْرَةُ بِصَاعِ اَلْمَدِينَةِ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ بِصَاعِ اَلْعِرَاقِ فَكَتَبَ إِلَيَّ اَلصَّاعُ سِتَّةُ أَرْطَالٍ بِالْمَدَنِيِّ وَ تِسْعَةُ أَرْطَالٍ بِالْعِرَاقِيِّ قَالَ وَ أَخْبَرَنِي فَقَالَ إِنَّهُ بِالْوَزْنِ يَكُونُ أَلْفاً وَ مِائَةً وَ سَبْعِينَ وَزْناً.

3 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْجَبَّارِ عَنْ أَبِي اَلْقَاسِمِ اَلْكُوفِيِّ:

أَنَّهُ جَاءَ بِمُدٍّ وَ ذَكَرَ أَنَّ اِبْنَ أَبِي عُمَيْرٍ أَعْطَاهُ ذَلِكَ اَلْمُدَّ وَ قَالَ أَعْطَانِيهِ فُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ أَعْطَانِيهِ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ هَذَا مُدُّ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَعَيَّرْنَاهُ (1) فَوَجَدْنَاهُ أَرْبَعَةَ أَمْدَادٍ وَ هُوَ قَفِيزٌ وَ رُبُعٌ بِقَفِيزِنَا هَذَا .

باب معنى النامصة و المنتمصة و الواشرة و المستوشرة و الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة

باب معنى النامصة و المنتمصة و الواشرة و المستوشرة(2) و الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْهَيْثَمِ اَلْعِجْلِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

ص: 249


1- . عير المكيال و شبهه و عايره: قايسه و امتحنه.
2- . في بعض النسخ [المتوشرة] و كذا في متن الحديث ايضا.

يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي خَيْرُ اَلْجَعَافِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلنَّامِصَةَ وَ اَلْمُنْتَمِصَةَ وَ اَلْوَاشِرَةَ وَ اَلْمُسْتَوْشِرَةَ وَ اَلْوَاصِلَةَ وَ اَلْمُسْتَوْصِلَةَ وَ اَلْوَاشِمَةَ وَ اَلْمُسْتَوْشِمَةَ.

قال علي بن غراب النامصة التي تنتف الشعر من الوجه و المنتمصة التي يفعل ذلك بها و الواشرة التي تشر أسنان المرأة و تفلجها و تحددها و المستوشرة التي يفعل ذلك بها و الواصلة التي تصل شعر المرأة بشعر امرأة غيرها و المستوصلة التي يفعل ذلك بها و الواشمة التي تشم وشما في يد المرأة أو في شيء من بدنها و هو أن تغرز يديها(1) أو ظهر كفها أو شيئا من بدنها بإبرة حتى تؤثر فيه ثم تحشوه بالكحل أو بالنورة فيخضر و المستوشمة التي يفعل ذلك بها.

باب معنى آخر للواصلة و المستوصلة

1 - حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ اَلْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ اَلْكَرْخِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لَعَنَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْوَاصِلَةَ وَ اَلْمُسْتَوْصِلَةَ يَعْنِي اَلزَّانِيَةَ وَ اَلْقَوَّادَةَ.

باب معنى إطابة الكلام و إطعام الطعام و إفشاء السلام و إدامة الصيام و الصلاة بالليل و الناس نيام

1 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ

ص: 250


1- . في بعض النسخ [يدها]. و غرزه بالابرة - بالغين المعجمة و الراء المهملة ثمّ الزاى المعجمة - نخسه و غرز الابرة فيه أدخلها.

عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ فِي اَلْجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا يَسْكُنُهَا مِنْ أُمَّتِي مَنْ أَطَابَ اَلْكَلاَمَ وَ أَطْعَمَ اَلطَّعَامَ وَ أَفْشَى اَلسَّلاَمَ وَ أَدَامَ اَلصِّيَامَ وَ صَلَّى بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّاسُ نِيَامٌ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَنْ يُطِيقُ هَذَا مِنْ أُمَّتِكَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا عَلِيُّ أَ وَ مَا تَدْرِي مَا إِطَابَةُ اَلْكَلاَمِ مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَ أَمْسَى سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ إِطْعَامُ اَلطَّعَامِ نَفَقَةُ اَلرَّجُلِ عَلَى عِيَالِهِ وَ أَمَّا إِدَامَةُ اَلصِّيَامِ فَهُوَ أَنْ يَصُومَ اَلرَّجُلُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ يُكْتَبُ لَهُ صَوْمُ اَلدَّهْرِ وَ أَمَّا اَلصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّاسُ نِيَامٌ فَمَنْ صَلَّى اَلْمَغْرِبَ وَ صَلاَةَ اَلْعِشَاءِ اَلْآخِرَةِ وَ صَلاَةَ اَلْغَدَاةِ فِي اَلْمَسْجِدِ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا اَللَّيْلَ كُلَّهُ وَ إِفْشَاءُ اَلسَّلاَمِ أَنْ لاَ يَبْخَلَ بِالسَّلاَمِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ.

باب معنى الزهد

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قِيلَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا اَلزُّهْدُ فِي اَلدُّنْيَا قَالَ تَنَكُّبُ حَرَامِهَا(1).

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ اَلْأَحْمَسِيِّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي اَلطُّفَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: اَلزُّهْدُ فِي اَلدُّنْيَا قَصْرُ أَمَلٍ وَ شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ اَلْوَرَعُ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْكَ.

3 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْجَهْمُ بْنُ اَلْحَكَمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لَيْسَ اَلزُّهْدُ فِي اَلدُّنْيَا بِإِضَاعَةِ اَلْمَالِ وَ لاَ

ص: 251


1- . تنكبه: تجنّبه و اعتزله.

بِتَحْرِيمِ اَلْحَلاَلِ بَلِ اَلزُّهْدُ فِي اَلدُّنْيَا أَنْ لاَ تَكُونَ بِمَا فِي يَدِكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ اَلْبَرِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ عَنِ اَلزُّهْدِ فَقَالَ اَلزُّهْدُ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ فَأَعْلَى دَرَجَاتِ اَلزُّهْدِ أَدْنَى دَرَجَاتِ اَلْوَرَعِ وَ أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلْوَرَعِ أَدْنَى دَرَجَاتِ اَلْيَقِينِ وَ أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلْيَقِينِ أَدْنَى دَرَجَاتِ اَلرِّضَا أَلاَ وَ إِنَّ اَلزُّهْدَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - لِكَيْلاٰ تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لاٰ تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ (1) .

5 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي خُطْبَةٍ قَامَ بِهَا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَصْبَحْتُ فِيكُمْ وَ إِدَامِيَ اَلْجُوعُ وَ طَعَامِي مَا تُنْبِتُ اَلْأَرْضُ لِلْوُحُوشِ وَ اَلْأَنْعَامِ وَ سِرَاجِيَ اَلْقَمَرُ وَ فِرَاشِيَ اَلتُّرَابُ وَ وِسَادَتِيَ اَلْحَجَرُ لَيْسَ لِي بَيْتٌ يَخْرُبُ وَ لاَ مَالٌ يَتْلَفُ وَ لاَ وَلَدٌ يَمُوتُ وَ لاَ اِمْرَأَةٌ تَحْزَنُ أَصْبَحْتُ وَ لَيْسَ لِي شَيْ ءٌ وَ أَمْسَيْتُ (2)وَ لَيْسَ لِي شَيْ ءٌ وَ أَنَا أَغْنَى وُلْدِ آدَمَ.

باب معنى الورع من الناس

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَنِ اَلْوَرِعُ مِنَ اَلنَّاسِ فَقَالَ اَلَّذِي يَتَوَرَّعُ مِنْ مَحَارِمِ اَللَّهِ وَ يَجْتَنِبُ (3) هَؤُلاَءِ وَ إِذَا لَمْ يَتَّقِ اَلشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي اَلْحَرَامِ وَ هُوَ لاَ يَعْرِفُهُ وَ إِذَا رَأَى اَلْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ وَ هُوَ يَقْوَى عَلَيْهِ فَقَدْ

ص: 252


1- . الحديد: 23.
2- . في بعض النسخ: أصبح و أمسى بدل أصبحت و أمسيت.
3- . في بعض النسخ [يتجنب].

أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اَللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اَللَّهُ فَقَدْ بَارَزَ اَللَّهَ بِالْعَدَاوَةِ وَ مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ اَلظَّالِمِينَ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اَللَّهُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَى إِهْلاَكِ اَلظَّلَمَةِ فَقَالَ - فَقُطِعَ دٰابِرُ اَلْقَوْمِ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ (1) .

باب معنى حسن الخلق و حده

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا حَدُّ حُسْنِ اَلْخُلُقِ قَالَ تُلِينُ جَانِبَكَ وَ تُطِيبُ كَلاَمَكَ وَ تَلْقَى أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ.

باب معنى الخلاق و الخلق

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ يَا بُنَيَّ صَاحِبْ مِائَةً وَ لاَ تُعَادِ وَاحِداً يَا بُنَيَّ إِنَّمَا هُوَ خَلاَقُكَ (2) وَ خُلُقُكَ فَخَلاَقُكَ دِينُكَ وَ خُلُقُكَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلنَّاسِ فَلاَ تَتَبَغَّضْ إِلَيْهِمْ وَ تَعَلَّمْ مَحَاسِنَ اَلْأَخْلاَقِ يَا بُنَيَّ كُنْ عَبْداً لِلْأَخْيَارِ وَ لاَ تَكُنْ وَلَداً لِلْأَشْرَارِ يَا بُنَيَّ أَدِّ اَلْأَمَانَةَ تَسْلَمْ لَكَ دُنْيَاكَ وَ آخِرَتُكَ وَ كُنْ أَمِيناً تَكُنْ غَنِيّاً.

باب معنى الشكاية من المرض

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَيْسَتِ اَلشِّكَايَةُ أَنْ يَقُولَ اَلرَّجُلُ مَرِضْتُ اَلْبَارِحَةَ أَوْ وُعِكْتُ اَلْبَارِحَةَ (3) وَ لَكِنَّ اَلشِّكَايَةَ أَنْ يَقُولَ بُلِيتُ بِمَا لَمْ يُبْتَلَ (4)بِهِ أَحَدٌ.

ص: 253


1- . الأنعام: 44.
2- . الخلاق - بفتح الخاء المعجمة -: النصيب الوافر من الخير.
3- . وعك الرجل يعك كوعد يعد: أصابه ألم من شدة المرض.
4- . في أكثر النسخ [لم يبل] و قوله عليه السلام هذا من باب المثال كما هو غير خفى. (م).

باب معنى قول العالم عَلَيْهِ السَّلاَمُ من دخل الحمام فلير عليه أثره

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ: نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى رَجُلٍ قَدْ خَرَجَ مِنَ اَلْحَمَّامِ مَخْضُوبَ اَلْيَدَيْنِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ يَدَيْكَ هَكَذَا قَالَ لاَ وَ اَللَّهِ وَ إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكُمْ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ اَلْحَمَّامَ فَلْيُرَ عَلَيْهِ أَثَرُهُ يَعْنِي اَلْحِنَّاءَ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ ذَهَبْتَ إِنَّمَا مَعْنَى ذَلِكَ إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنَ اَلْحَمَّامِ وَ قَدْ سَلِمَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ شُكْراً - قَالَ سَعْدٌ وَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ وَ رَوَاهُ نُوحُ بْنُ شُعَيْبٍ رَفَعَهُ قَالَ: فَلْيَحْمَدِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ .

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف(1)

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ اَلْأَحْمَرِ قَالَ: سَأَلَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَبَا اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلطَّاعُونِ يَقَعُ فِي بَلْدَةٍ وَ أَنَا فِيهَا أَتَحَوَّلُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفِي اَلْقَرْيَةِ وَ أَنَا فِيهَا أَتَحَوَّلُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفِي اَلدَّارِ وَ أَنَا فِيهَا أَتَحَوَّلُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ اَلْفِرَارُ مِنَ اَلطَّاعُونِ كَالْفِرَارِ مِنَ اَلزَّحْفِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّمَا قَالَ هَذَا فِي قَوْمٍ كَانُوا يَكُونُونَ فِي اَلثُّغُورِ فِي نَحْوِ اَلْعَدُوِّ فَيَقَعُ اَلطَّاعُونُ فَيُخَلُّونَ أَمَاكِنَهُمْ وَ يَفِرُّونَ مِنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَلِكَ فِيهِمْ.

ص: 254


1- . الطاعون مرض معروف، و الزحف: مشى العسكر إلى العدو للجهاد و الفرار منه من الكبائر. (م).

وَ رُوِيَ: أَنَّهُ إِذَا وَقَعَ اَلطَّاعُونُ فِي أَهْلِ مَسْجِدٍ فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَفِرُّوا مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ.

باب معنى قول العالم عَلَيْهِ السَّلاَمُ عورة المؤمن على المؤمن حرام

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ زَيْدٍ اَلشَّحَّامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِهِ عَوْرَةُ اَلْمُؤْمِنِ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ لَيْسَ هُوَ أَنْ يَنْكَشِفَ وَ يَرَى مِنْهُ شَيْئاً إِنَّمَا هُوَ أَنْ يَرْوِيَ عَلَيْهِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ لَهُ (عَوْرَةُ اَلْمُؤْمِنِ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ حَرَامٌ) قَالَ نَعَمْ قُلْتُ يَعْنِي سُفْلَيْهِ قَالَ لَيْسَ هُوَ حَيْثُ تَذْهَبُ (1) إِنَّمَا هُوَ إِذَاعَةُ سِرِّهِ.

3 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ شَيْ ءٌ يَقُولُهُ اَلنَّاسُ عَوْرَةُ اَلْمُؤْمِنِ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا عَوْرَةُ اَلْمُؤْمِنِ أَنْ يَرَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ يُعَابُ عَلَيْهِ فَيَحْفَظُهُ عَلَيْهِ لِيُعَيِّرَهُ بِهِ يَوْماً إِذَا غَضِبَ.

باب معنى السخاء و حده

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا حَدُّ اَلسَّخَاءِ قَالَ

ص: 255


1- . الحصر في قوله: «انما هو إذاعة سره» باعتبار الاهمية أي قبح إذاعة السر الذي هو العورة الباطنة بمكان: لا يقاس به قبح كشف العورة الظاهرة و الا فحرمة العورة الظاهرة أظهر من أن يخفى. (م).

تُخْرِجُ مِنْ مَالِكَ اَلْحَقَّ اَلَّذِي أَوْجَبَهُ اَللَّهُ عَلَيْكَ فَتَضَعُهُ فِي مَوْضِعِهِ - وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مِثْلَهُ.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلسَّخِيُّ اَلْكَرِيمُ اَلَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ فِي حَقٍّ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلنَّضْرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَوْفٍ اَلْأَزْدِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلسَّخَاءُ أَنْ تَسْخُوَ نَفْسُ اَلْعَبْدِ عَنِ اَلْحَرَامِ أَنْ تَطْلُبَهُ فَإِذَا ظَفِرَ بِالْحَلاَلِ طَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يُنْفِقَهُ فِي طَاعَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

4 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلسَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي اَلْجَنَّةِ أَصْلُهَا وَ هِيَ مِظَلَّةٌ عَلَى اَلدُّنْيَا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا اِجْتَرَّهُ إِلَى اَلْجَنَّةِ.

باب معنى السماحة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا بَلَغَ بِهِ سَعْدَ بْنَ طَرِيفٍ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ اَلْأَعْوَرِ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ لِلْحَسَنِ اِبْنِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي بَعْضِ مَا سَأَلَهُ عَنْهُ يَا بُنَيَّ مَا اَلسَّمَاحَةُ قَالَ اَلْبَذْلُ فِي اَلْعُسْرِ وَ اَلْيُسْرِ.

باب معنى الجواد

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي اَلْجَهْمِ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا اَلْحَسَنِ

ص: 256

عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ فِي اَلطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْجَوَادِ فَقَالَ إِنَّ لِكَلاَمِكَ وَجْهَيْنِ فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ اَلْمَخْلُوقِ فَإِنَّ اَلْجَوَادَ اَلَّذِي يُؤَدِّي مَا اِفْتَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ اَلْخَالِقِ فَهُوَ اَلْجَوَادُ إِنْ أَعْطَى وَ هُوَ اَلْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطَاكَ أَعْطَاكَ مَا لَيْسَ لَكَ وَ إِنْ مَنَعَكَ مَنَعَكَ مَا لَيْسَ لَكَ.

باب معنى المروءة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ اَلْعَبَّاسِ بْنِ اَلْفَضْلِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ اَلْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ خَاقَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ اَلتَّيْمِيِّ اَلْقَاضِي قَالَ: خَرَجَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى أَصْحَابِهِ وَ هُمْ يَتَذَاكَرُونَ اَلْمُرُوءَةَ فَقَالَ أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ قَالُوا يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ فَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسٰانِ (1) فَالْعَدْلُ اَلْإِنْصَافُ وَ اَلْإِحْسَانُ اَلتَّفَضُّلُ .

2 - قَالَ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ اَلْعَبَّاسِ وَ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ مُعَاوِيَةُ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْمُرُوءَةِ فَقَالَ شُحُّ اَلرَّجُلِ عَلَى دِينِهِ وَ إِصْلاَحُهُ مَالَهُ وَ قِيَامُهُ بِالْحُقُوقِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَحْسَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَحْسَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ فَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ وَدِدْتُ أَنَّ يَزِيدَ قَالَهَا وَ أَنَّهُ كَانَ أَعْوَرَ.

3 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

كَانَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْمُرُوءَةِ فَقَالَ حِفْظُ اَلرَّجُلِ دِينَهُ وَ قِيَامُهُ فِي إِصْلاَحِ ضَيْعَتِهِ وَ حُسْنُ مُنَازَعَتِهِ وَ إِفْشَاءُ اَلسَّلاَمِ وَ لِينُ اَلْكَلاَمِ وَ اَلْكَفُّ وَ اَلتَّحَبُّبُ إِلَى اَلنَّاسِ .

4 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَى سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ

ص: 257


1- . النحل: 90.

عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ اَلْأَعْوَرِ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ لِلْحَسَنِ اِبْنِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا بُنَيَّ مَا اَلْمُرُوءَةُ فَقَالَ اَلْعَفَافُ وَ إِصْلاَحُ اَلْمَالِ.

5 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ اَلْجَوْهَرِيِّ وَ لَقَبُهُ اَلْقُرَشِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنَ اَلْكُوفِيِّينَ مِنْ أَصْحَابِنَا يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سُئِلَ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْمُرُوءَةِ فَقَالَ اَلْعَفَافُ فِي اَلدِّينِ وَ حُسْنُ اَلتَّقْدِيرِ فِي اَلْمَعِيشَةِ وَ اَلصَّبْرُ عَلَى اَلنَّائِبَةِ (1).

6 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْمُرُوءَةُ اِسْتِصْلاَحُ اَلْمَالِ.

7 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَمَّادٍ اَلْأَنْصَارِيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: تَعَاهُدُ اَلرَّجُلِ ضَيْعَتَهُ مِنَ اَلْمُرُوءَةِ.

8 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْهَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلنَّهْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْمُرُوءَةُ مُرُوءَتَانِ مُرُوءةُ اَلْحَضَرِ وَ مُرُوءةُ اَلسَّفَرِ فَأَمَّا مُرُوءَةُ اَلْحَضَرِ فَتِلاَوَةُ اَلْقُرْآنِ وَ حُضُورُ اَلْمَسَاجِدِ وَ صُحْبَةُ أَهْلِ اَلْخَيْرِ وَ اَلنَّظَرُ فِي اَلْفِقْهِ وَ أَمَّا مُرُوءَةُ اَلسَّفَرِ فَبَذْلُ اَلزَّادِ وَ اَلْمِزَاحُ فِي غَيْرِ مَا يُسْخِطُ اَللَّهَ وَ قِلَّةُ اَلْخِلاَفِ عَلَى مَنْ صَحِبَكَ وَ تَرْكُ اَلرِّوَايَةِ عَلَيْهِمْ إِذَا أَنْتَ فَارَقْتَهُمْ.

9 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ اَلْقُمِّيِّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: مَا اَلْمُرُوءَةُ فَقُلْنَا لاَ نَعْلَمُ قَالَ اَلْمُرُوءَةُ أَنْ يَضَعَ اَلرَّجُلُ خِوَانَهُ بِفِنَاءِ دَارِهِ وَ اَلْمُرُوءَةُ مُرُوءَتَانِ فَذَكَرَ نَحْوَ اَلْحَدِيثِ اَلَّذِي تَقَدَّمَ.

باب معنى سبحة الحديث و التحريف

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ أَحَبَّ اَلسُّبْحَةِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سُبْحَةُ اَلْحَدِيثِ وَ أَبْغَضَ اَلْكَلاَمِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلتَّحْرِيفُ قِيلَ

ص: 258


1- . النائبة: الداهية و المصيبة.

يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا سُبْحَةُ اَلْحَدِيثِ قَالَ اَلرَّجُلُ يَسْمَعُ حِرْصَ اَلدُّنْيَا وَ بَاطِلَهَا فَيَغْتَمُّ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَذْكُرُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَا اَلتَّحْرِيفُ فَكَقَوْلِ اَلرَّجُلِ إِنِّي لَمَجْهُودٌ وَ مَا لِي وَ مَا عِنْدِي.

باب معنى ظهر القرآن و بطنه

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ ظَهْرِ اَلْقُرْآنِ وَ بَطْنِهِ فَقَالَ ظَهْرُهُ اَلَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمُ اَلْقُرْآنُ وَ بَطْنُهُ اَلَّذِينَ عَمِلُوا بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ يَجْرِي فِيهِمْ مَا نَزَلَ فِي أُولَئِكَ (1).

باب معنى الفقر الذي هو الموت الأحمر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ اَلْيَقْطِينِيِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ ذَرِيحِ بْنِ يَزِيدَ اَلْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْفَقْرُ اَلْمَوْتُ اَلْأَحْمَرُ فَقِيلَ اَلْفَقْرُ مِنَ اَلدَّنَانِيرِ وَ اَلدَّرَاهِمِ قَالَ لاَ وَ لَكِنْ مِنَ اَلدِّينِ.

ص: 259


1- . لا ينحصر معنى الظهر و البطن بما في هذا الخبر فان هناك اخبارا جمة تدلّ على ان للقرآن معاني طولية حسب اختلاف الافهام و درجات الإيمان و المعرفة و في بعضها ان لبطنه بطنا الى سبعة ابطن او سبعين بطنا. (م) أقول: الظاهر أن المراد بالبطن في هذا الخبر التأويل و كما أن المراد بالظاهر التنزيل فكذلك المراد بالباطن التأويل و هذا هو المصرح به في بعض الأخبار رواه العيّاشيّ و غيره، و معنى التأويل هو إرادة بعض افراد معنى العام الذي يفهم من الآية و هو ممّا بطن عن الافهام الساذجة فعلى هذا لا ينافى الاخبار الذي روى: أن للقرآن بطنا و لبطنه بطنا.

باب معنى الحديث الذي روي أنه إذا منعت الزكاة ساءت حال الفقير و الغني

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ مَنْ رَوَاهُ يَرْفَعُهُ قَالَ: إِذَا مُنِعَتِ اَلزَّكَاةُ سَاءَتْ حَالُ اَلْفَقِيرِ وَ اَلْغَنِيِّ قُلْتُ هَذَا اَلْفَقِيرُ تَسُوءُ حَالُهُ لِمَا مُنِعَ مِنْ حَقِّهِ فَكَيْفَ تَسُوءُ حَالُ اَلْغَنِيِّ قَالَ اَلْغَنِيُّ اَلْمَانِعُ لِلزَّكَاةِ تَسُوءُ حَالُهُ فِي اَلْآخِرَةِ.

باب معنى ما روي أن من رضي من الله عز و جل باليسير من الرزق رضي الله تعالى عنه باليسير من العمل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مَعْنَى اَلْحَدِيثِ مَنْ رَضِيَ مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى بِالْيَسِيرِ مِنَ اَلرِّزْقِ رَضِيَ اَللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِالْيَسِيرِ مِنَ اَلْعَمَلِ قَالَ يُطِيعُهُ فِي بَعْضٍ وَ يَعْصِيهِ فِي بَعْضٍ.

باب معنى التوكل على الله عز و جل و الصبر و القناعة و الرضا و الزهد و الإخلاص و اليقين

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِهَدِيَّةٍ لَمْ يُعْطِهَا أَحَداً قَبْلَكَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قُلْتُ وَ مَا هِيَ قَالَ اَلصَّبْرُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ اَلرِّضَا

ص: 260

وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ اَلزُّهْدُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ اَلْإِخْلاَصُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ اَلْيَقِينُ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ إِنَّ مَدْرَجَةَ ذَلِكَ اَلتَّوَكُّلُ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ وَ مَا اَلتَّوَكُّلُ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ اَلْعِلْمُ بِأَنَّ اَلْمَخْلُوقَ لاَ يَضُرُّ وَ لاَ يَنْفَعُ وَ لاَ يُعْطِي وَ لاَ يَمْنَعُ وَ اِسْتِعْمَالُ اَلْيَأْسِ مِنَ اَلْخَلْقِ فَإِذَا كَانَ اَلْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ يَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَى اَللَّهِ وَ لَمْ يَرْجُ وَ لَمْ يَخَفْ سِوَى اَللَّهِ وَ لَمْ يَطْمَعْ فِي أَحَدٍ سِوَى اَللَّهِ فَهَذَا هُوَ اَلتَّوَكُّلُ قَالَ قُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ فَمَا تَفْسِيرُ اَلصَّبْرِ قَالَ تَصْبِرُ فِي اَلضَّرَّاءِ كَمَا تَصْبِرُ فِي اَلسَّرَّاءِ وَ فِي اَلْفَاقَةِ كَمَا تَصْبِرُ فِي اَلْغِنَاءِ وَ فِي اَلْبَلاَءِ كَمَا تَصْبِرُ فِي اَلْعَافِيَةِ فَلاَ يَشْكُو حَالَهُ عِنْدَ اَلْمَخْلُوقِ (1) بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ اَلْبَلاَءِ قُلْتُ وَ مَا تَفْسِيرُ اَلْقَنَاعَةِ قَالَ يَقْنَعُ بِمَا يُصِيبُ مِنَ اَلدُّنْيَا يَقْنَعُ بِالْقَلِيلِ وَ يَشْكُرُ اَلْيَسِيرَ قُلْتُ فَمَا تَفْسِيرُ اَلرِّضَا قَالَ اَلرَّاضِي لاَ يَسْخَطُ عَلَى سَيِّدِهِ أَصَابَ مِنَ اَلدُّنْيَا أَوْ لَمْ يُصِبْ وَ لاَ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِالْيَسِيرِ مِنَ اَلْعَمَلِ قُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ فَمَا تَفْسِيرُ اَلزُّهْدِ قَالَ اَلزَّاهِدُ يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ خَالِقُهُ وَ يُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُ خَالِقُهُ وَ يَتَحَرَّ(2) جُ مِنْ حَلاَلِ اَلدُّنْيَا وَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَى حَرَامِهَا فَإِنَّ حَلاَلَهَا حِسَابٌ وَ حَرَامَهَا عِقَابٌ (3)وَ يَرْحَمُ جَمِيعَ اَلْمُسْلِمِينَ كَمَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ وَ يَتَحَرَّجُ مِنَ اَلْكَلاَمِ كَمَا يَتَحَرَّجُ مِنَ اَلْمَيْتَةِ اَلَّتِي قَدِ اِشْتَدَّ نَتْنُهَا وَ يَتَحَرَّجُ عَنْ حُطَامِ اَلدُّنْيَا وَ زِينَتِهَا كَمَا يَتَجَنَّبُ اَلنَّارَ أَنْ تَغْشَاهُ وَ أَنْ يُقَصِّرَ أَمَلَهُ وَ كَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَجَلُهُ قُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ فَمَا تَفْسِيرُ اَلْإِخْلاَصِ قَالَ اَلْمُخْلِصُ اَلَّذِي لاَ يَسْأَلُ اَلنَّاسَ شَيْئاً حَتَّى يَجِدَ وَ إِذَا وَجَدَ رَضِيَ وَ إِذَا بَقِيَ عِنْدَهُ شَيْ ءٌ أَعْطَاهُ فِي اَللَّهِ فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اَلْمَخْلُوقَ فَقَدْ أَقَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْعُبُودِيَّةِ وَ إِذَا وَجَدَ فَرَضِيَ فَهُوَ عَنِ اَللَّهِ رَاضٍ وَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُ رَاضٍ وَ إِذَا أَعْطَى لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ عَلَى حَدِّ اَلثِّقَةِ بِرَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ فَمَا تَفْسِيرُ اَلْيَقِينِ قَالَ اَلْمُوقِنُ يَعْمَلُ لِلَّهِ كَأَنَّهُ يَرَاهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَى اَللَّهَ فَإِنَّ اَللَّهَ يَرَاهُ وَ أَنْ يَعْلَمَ يَقِيناً أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ وَ هَذَا كُلُّهُ أَغْصَانُ اَلتَّوَكُّلِ وَ مَدْرَجَةُ اَلزُّهْدِ.

ص: 261


1- . في بعض النسخ [فلا يشكو خالقه عند المخلوق].
2- . التحرج: التجنب.
3- . في بعض النسخ [و حرامها عذاب].

باب معنى ما روي أن الصدقة لا تحل لغني و لا لذي مرة سوي و لا لمحترف و لا لقوي

باب معنى ما روي أن الصدقة لا تحل لغني و لا لذي مرة سوي(1) و لا لمحترف و لا لقوي

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ تَحِلُّ اَلصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَ لاَ لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ وَ لاَ لِمُحْتَرِفٍ وَ لاَ لِقَوِيٍّ قُلْنَا وَ مَا مَعْنَى هَذَا قَالَ لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهَا وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَكُفَّ نَفْسَهُ عَنْهَا(2).

2 - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اَلصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لِغَنِيٍّ وَ لَمْ يَقُلْ وَ لاَ لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله كل محاسب معذب

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

كُلُّ مُحَاسَبٍ مُعَذَّبٌ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَأَيْنَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - فَسَوْفَ يُحٰاسَبُ حِسٰاباً يَسِيراً(3) قَالَ ذَلِكَ اَلْعَرْضُ يَعْنِي اَلتَّصَفُّحَ.

باب معنى الطين الذي حرم الله أكله

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

ص: 262


1- . المرة - بكسر الميم -: قوة الخلق و شدته. و السوى هو المستوى الخلق الذي لا عيب فيه و لا داء.
2- . هذا تفسير للقوى أو تحديد لمن يستحق الزكاة و يحل له الصدقة و هو أن يحتاج في معيشته اليها و لا يقدر ان يكف نفسه عنها اي لا يقدر ان يقضى حوائجه بدونها بأن يكون له غنى حاضر و ثروة مدخرة او قوة بدنية يكسب بها مالا حسب شأنه أو حرفة يحترفها و يحصل بها ما يغنيه فيخرج عنه الغنى و المحترف و السوى القوى. (م).
3- . الانشقاق: 7.

أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْمُعَاذِيُّ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا يَرْوِي اَلنَّاسُ فِي اَلطِّينِ وَ كَرَاهَتِهِ قَالَ إِنَّمَا ذَاكَ اَلْمَبْلُولُ وَ ذَاكَ اَلْمَدَرُ(1).

2 - وَ رُوِيَ: أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَهَى عَنْ أَكْلِ اَلْمَدَرِ - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ:.

باب معنى ما روي إياكم و المطلقات ثلاثا في مجلس واحد فإنهن ذوات أزواج

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْمَالِكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ سَنَةَ إِحْدَى وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ لِيَ اِبْنَ أَخٍ زَوَّجْتُهُ اِبْنَتِي وَ هُوَ يَشْرَبُ اَلشَّرَابَ وَ يُكْثِرُ ذِكْرَ اَلطَّلاَقِ فَقَالَ إِذَا كَانَ مِنْ إِخْوَانِكَ فَلاَ شَيْ ءَ عَلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ مِنْ هَؤُلاَءِ فَأَبِنْهَا مِنْهُ فَإِنَّهُ عَنَى اَلْفِرَاقَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَيْسَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ إِيَّاكُمْ وَ اَلْمُطَلَّقَاتِ ثَلاَثاً فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُنَّ ذَوَاتُ أَزْوَاجٍ فَقَالَ ذَاكَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ لاَ مِنْ هَؤُلاَءِ لِأَنَّهُ مَنْ دَانَ بِدِينِ قَوْمٍ لَزِمَتْهُ أَحْكَامُهُمْ (2).

ص: 263


1- . استفادة الحرمة من الرواية مبنية على استعمال لفظة الكراهة في الحرمة و هو شائع في الاخبار. ثم اعلم ان معنى الرواية يحتمل وجوها: أحدها أن يكون المراد بيان فردين للطين المحرم و هما المبلول اي المخلوط بالماء، و المدر أي التراب الخالص و المراد بالحصر نفى ما عداهما مما يستهلك في الدبس و يقع على الثمار و سائر المطعومات فيكون قصر الافراد أو نفى الاختصاص بالمبلول فيكون قصر القلب. و ثانيها أن يكون المراد حصر الحرمة في الطين دون التراب لقوله «و ذاك المدر» حيث فصله عما قبله بتكرار اسم الإشارة و ثالثها أن يكون الزاما للمخالفين حيث يعترضون على الشيعة بالاستشفاء بتربة الحسين عليه السلام مع حرمة اكل الطين فيقال في جوابهم ان الظاهر من الطين هو المبلول دون المدر و الأولى بل المتعين هو الأول لان الثاني خلاف الإجماع و الثالث خلاف الظاهر مع ان الاستشفاء لا يختص بالتراب اليابس. (م) اقول: و للعلامة المجلسيّ - رحمه اللّه - له بيان في البحار ج 14 ص 324.
2- . يفهم من الخبر قاعدة فقهية و هي الزام غير الامامى باحكام نحلته و توضيح ذلك يطلب من رسالة العقد للعلامة الشيخ محمّد جواد البلاغى - رحمه اللّه - المطبوعة بطهران سنة 1378.

باب معنى تثقل الرحم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنِ اِبْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: صِلَةُ اَلرَّحِمِ تَزِيدُ فِي اَلْعُمُرِ وَ صَدَقَةُ اَلسِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ اَلرَّبِّ وَ إِنَّ قَطِيعَةَ اَلرَّحِمِ وَ اَلْيَمِينَ اَلْكَاذِبَةَ لَتَذَرَانِ اَلدِّيَارَ بَلاَقِعَ (1) مِنْ أَهْلِهَا وَ تُثَقِّلاَنِ اَلرَّحِمَ وَ إِنَّ تَثَقُّلَ اَلرَّحِمِ اِنْقِطَاعُ اَلنَّسْلِ.

باب معنى القاتل الذي لا يموت

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ يَغُرَّنَّكُمْ رَحْبُ اَلذِّرَاعَيْنِ (2) بِالدَّمِ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اَللَّهِ قَاتِلاً لاَ يَمُوتُ قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا قَاتِلاً(3) لاَ يَمُوتُ قَالَ فَقَالَ اَلنَّارُ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَعَنَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ أَحْدَثَ فِي اَلْمَدِينَةِ حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً قُلْتُ وَ مَا ذَلِكَ اَلْحَدَثُ قَالَ اَلْقَتْلُ.

ص: 264


1- . بلاقع جمع بلقع و هو الأرض القفر.
2- . أي شديد القوّة.
3- . في بعض النسخ [قاتل] بالرفع، و النصب على الحكاية.

2 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ اَلسَّرَخْسِيُّ اَلْفَقِيهُ بِسَرَخْسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ اَلْبُرْجُمِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ اَلْمُلاَئِيِّ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ اَلْقُرَشِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللّٰهِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةِ وَ اَلنّٰاسِ أَجْمَعِينَ لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَ لاَ صَرْفٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا اَلْحَدَثُ قَالَ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ مَثَّلَ مُثْلَةً بِغَيْرِ قَوَدٍ(1) أَوِ اِبْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ أَوِ اِنْتَهَبَ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ قَالَ فَقِيلَ مَا اَلْعَدْلُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ اَلْفِدْيَةُ قَالَ فَقِيلَ مَا اَلصَّرْفُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ اَلتَّوْبَةُ.

باب معنى التعرب بعد الهجرة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ:

اَلْمُتَعَرِّبُ بَعْدَ اَلْهِجْرَةِ اَلتَّارِكُ لِهَذَا اَلْأَمْرِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ.

باب معنى ساعة الغفلة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَمِّهِ عَاصِمٍ اَلْكُوزِيِّ (2) عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: تَنَفَّلُوا فِي سَاعَةِ اَلْغَفْلَةِ وَ لَوْ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا تُورِثَانِ دَارَ اَلْكَرَامَةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَتَى سَاعَةُ اَلْغَفْلَةِ قَالَ مَا بَيْنَ اَلْمَغْرِبِ وَ اَلْعِشَاءِ.

ص: 265


1- . القود - بفتحتين -: القصاص.
2- . الكوزى - بضم الكاف و سكون الواو و الزاى المكسورة - نسبة إلى كوز أبى بطن من ضبة من العدنانية و الرجل وثقه النجاشيّ و غيره.

باب معنى الإمعة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادِهِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لاَ تَكُونَنَّ إِمَّعَةً (1)تَقُولُ أَنَا مَعَ اَلنَّاسِ وَ أَنَا كَوَاحِدٍ مِنَ اَلنَّاسِ.

باب معنى الخبر الذي روي عن الصادق عليه السلام أنه قال اسكنوا ما سكنت السماء و الأرض

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ اَلرَّيَّانِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانُ اَلْوَاسِطِيُّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ اَلْكُوفِيِّ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِيثٌ كَانَ يَرْوِيهِ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ فَقَالَ لِي وَ مَا هُوَ قَالَ قُلْتُ رُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلسَّنَةِ اَلَّتِي خَرَجَ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحَسَنِ (2) فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَذَا قَدْ أَلِفَ اَلْكَلاَمَ وَ سَارَعَ اَلنَّاسُ إِلَيْهِ فَمَا اَلَّذِي تَأْمُرُ بِهِ قَالَ فَقَالَ اِتَّقُوا اَللَّهَ وَ اُسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ اَلسَّمَاءُ وَ اَلْأَرْضُ. قال و كان عبد الله بن بكير(3) يقول و الله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج و ما من قائم قال

ص: 266


1- . مخفف انا معه.
2- . هو إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن طالب عليهما السلام المعروف بقتيل باخمرى. الذي خرج أيّام المنصور العباسيّ سنة 145 من الهجرة في البصرة و بايعه جماعة كثيرة بلغ عدتهم مائة الف فقاتلوا جيش المنصور في الأرض المعروف بباخمرى راجع احواله مقاتل الطالبين ص 315 الى 385 المطبوع بالقاهرة سنة 1368.
3- . عبد اللّه بن بكير بن أعين الشيباني فطحى ثقة.

فقال لي أبو الحسن عليه السلام الحديث على ما رواه عبيد و ليس على ما تأوله عبد الله بن بكير إنما عنى أبو عبد الله عَلَيْهِ السَّلاَمُ بقوله ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك و ما سكنت الأرض من الخسف بالجيش.

باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس و الاستغناء عنهم

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لِيَجْتَمِعْ فِي قَلْبِكَ اَلاِفْتِقَارُ إِلَى اَلنَّاسِ وَ اَلاِسْتِغْنَاءُ عَنْهُمْ يَكُونُ اِفْتِقَارُكَ إِلَيْهِمْ فِي لِينِ كَلاَمِكَ وَ حُسْنِ بِشْرِكَ وَ يَكُونُ اِسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِي نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَ بَقَاءِ عِزِّكَ.

باب معنى الخبر الذي روي عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا بَيْنَ قَبْرِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ اَلْجَنَّةِ لِأَنَّ قَبْرَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهَا بَيْنَ قَبْرِهِ وَ مِنْبَرِهِ وَ قَبْرُهَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ وَ إِلَيْهِ تُرْعَةٌ مِنْ تُرَعِ اَلْجَنَّةِ (1).

ص: 267


1- . الترعة - بضم المثناة الفوقانية ثمّ المهملتين - في الأصل هي الروضة على مكان المرتفع خاصّة فإذا كانت بالمطمئن فهي روضة. و في بعض النسخ [نزعة] و هكذا ضبطه العينى في عمدة القارى (شرح صحيح البخاريّ).

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه روي هذا الحديث هكذا و أوردته لما فيه من ذكر المعنى و الصحيح عندي في موضع قبر فاطمة عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ اَلْأَدَمِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ اَلْبَزَنْطِيِّ قَالَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهَا فَقَالَ دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي اَلْمَسْجِدِ صَارَتْ فِي اَلْمَسْجِدِ.

باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام لا يأبى الكرامة إلا حمار

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ اَلْقَاسِمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْجَهْمِ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: لاَ يَأْبَى اَلْكَرَامَةَ إِلاَّ حِمَارٌ قُلْتُ مَا مَعْنَى ذَلِكَ قَالَ اَلتَّوْسِعَةُ فِي اَلْمَجْلِسِ وَ اَلطِّيبُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لاَ يَأْبَى اَلْكَرَامَةَ إِلاَّ حِمَارٌ قُلْتُ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلْكَرَامَةُ قَالَ مِثْلُ اَلطِّيبِ وَ مَا يُكْرِمُ اَلرَّجُلُ اَلرَّجُلَ.

3 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ اَلْمَكِّيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لاَ يَأْبَى اَلْكَرَامَةَ إِلاَّ حِمَارٌ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلطِّيبَ وَ اَلْوِسَادَةَ.

4 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلرَّجُلِ يَرُدُّ اَلطِّيبَ قَالَ لاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَرُدَّ اَلْكَرَامَةَ.

ص: 268

باب معنى قول جبرئيل عليه السلام للآدم صلوات الله عليه حياك الله و بياك

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَقَدْ طَافَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْبَيْتِ مِائَةَ عَامٍ مَا يَنْظُرُ إِلَى حَوَّاءَ وَ لَقَدْ بَكَى عَلَى اَلْجَنَّةِ حَتَّى صَارَ عَلَى خَدَّيْهِ مِثْلُ اَلنَّهْرَيْنِ اَلْعَجَّاجَيْنِ اَلْعَظِيمَيْنِ (1) مِنَ اَلدُّمُوعِ ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ حَيَّاكَ اَللَّهُ وَ بَيَّاكَ فَلَمَّا أَنْ قَالَ لَهُ حَيَّاكَ اَللَّهُ تَبَلَّجَ وَجْهُهُ فَرَحاً وَ عَلِمَ أَنَّ اَللَّهَ قَدْ رَضِيَ عَنْهُ قَالَ وَ بَيَّاكَ فَضَحِكَ وَ بَيَّاكَ أَضْحَكَكَ قَالَ وَ لَقَدْ قَامَ عَلَى بَابِ اَلْكَعْبَةِ وَ ثِيَابُهُ جُلُودُ اَلْإِبِلِ وَ اَلْبَقَرِ فَقَالَ اَللَّهُمَّ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ اِغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَ أَعِدْنِي إِلَى اَلدَّارِ اَلَّتِي أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَقَلْتُكَ عَثْرَتَكَ وَ غَفَرْتُ لَكَ ذَنْبَكَ وَ سَأُعِيدُكَ إِلَى اَلدَّارِ اَلَّتِي أَخْرَجْتُكَ مِنْهَا.

باب معنى الذنوب التي تغير النعم و التي تورث الندم و التي تنزل النقم و التي تدفع...

باب معنى الذنوب التي تغير النعم و التي تورث الندم و التي تنزل النقم و التي تدفع القسم و التي تهتك العصم و معنى الذنوب التي تنزل البلاء و التي تديل الأعداء و التي تعجل الفناء و التي تقطع الرجاء و التي تظلم الهواء و التي تكشف الغطاء و التي ترد الدعاء و التي تحبس غيث السماء

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ اَلْعَلاَءِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُغَيِّرُ اَلنِّعَمَ اَلْبَغْيُ (2) وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُورِثُ اَلنَّدَمَ اَلْقَتْلُ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُنْزِلُ اَلنِّقَمَ

ص: 269


1- . العجّاج - على بناء المبالغة -: الصياح.
2- . قال العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه -: حمل البغى على الذنوب باعتبار كثرة افراده و كذا نظائره. و البغى في اللغة تجاوز الحدّ و يطلق غالبا على التكبر و التطاول و على الظلم، قال اللّه تعالى: «يَبْغُونَ فِي اَلْأَرْضِ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ» و قال: «إِنَّمٰا بَغْيُكُمْ عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ» «و من بغى عليه.

اَلظُّلْمُ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَهْتِكُ اَلْعِصَمَ وَ هِيَ اَلسُّتُورُ شُرْبُ اَلْخَمْرِ وَ اَلَّتِي تَحْبِسُ اَلرِّزْقَ اَلزِّنَا وَ اَلَّتِي تُعَجِّلُ اَلْفَنَاءَ قَطِيعَةُ اَلرَّحِمِ وَ اَلَّتِي تَرُدُّ اَلدُّعَاءَ وَ تُظْلِمُ اَلْهَوَاءَ عُقُوقُ اَلْوَالِدَيْنِ.

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ اَلْكَابُلِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ زَيْنَ اَلْعَابِدِينَ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُغَيِّرُ اَلنِّعَمَ اَلْبَغْيُ عَلَى اَلنَّاسِ وَ اَلزَّوَالُ عَنِ اَلْعَادَةِ فِي اَلْخَيْرِ وَ اِصْطِنَاعِ اَلْمَعْرُوفِ وَ كُفْرَانُ اَلنِّعَمِ وَ تَرْكُ اَلشُّكْرِ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ (1) وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُورِثُ اَلنَّدَمَ قَتْلُ اَلنَّفْسِ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللَّهُ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى وَ لاٰ تَقْتُلُوا اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللّٰهُ (2) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قِصَّةِ قَابِيلَ حِينَ قَتَلَ أَخَاهُ هَابِيلَ فَعَجَزَ عَنْ دَفْنِهِ فَسَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ اَلنّٰادِمِينَ (3) وَ تَرْكُ صِلَةِ اَلْقَرَابَةِ حَتَّى يَسْتَغْنُوا وَ تَرْكُ اَلصَّلاَةِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا وَ تَرْكُ اَلْوَصِيَّةِ وَ رَدِّ اَلْمَظَالِمِ وَ مَنْعُ اَلزَّكَاةِ حَتَّى يَحْضُرَ اَلْمَوْتُ وَ يَنْغَلِقَ اَللِّسَانُ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُنْزِلُ اَلنِّقَمَ عِصْيَانُ اَلْعَارِفِ بِالْبَغْيِ وَ اَلتَّطَاوُلُ عَلَى اَلنَّاسِ وَ اَلاِسْتِهْزَاءُ بِهِمْ

ص: 270


1- . الرعد: 12.
2- . الإسراء: 32.
3- . المائدة: 30.

وَ اَلسُّخْرِيَّةُ مِنْهُمْ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَدْفَعُ اَلْقِسَمَ إِظْهَارُ اَلاِفْتِقَارِ وَ اَلنَّوْمُ عَنِ اَلْعَتَمَةِ وَ عَنْ صَلاَةِ اَلْغَدَاةِ وَ اِسْتِحْقَارُ اَلنِّعَمِ وَ شَكْوَى اَلْمَعْبُودِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَهْتِكُ اَلْعِصَمَ شُرْبُ اَلْخَمْرِ وَ اَللَّعِبُ بِالْقِمَارِ وَ تَعَاطِي مَا يُضْحِكُ اَلنَّاسَ مِنَ اَللَّغْوِ وَ اَلْمِزَاحِ وَ ذِكْرُ عُيُوبِ اَلنَّاسِ وَ مُجَالَسَةُ أَهْلِ اَلرَّيْبِ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُنْزِلُ اَلْبَلاَءَ تَرْكُ إِغَاثَةِ اَلْمَلْهُوفِ وَ تَرْكُ مُعَاوَنَةِ اَلْمَظْلُومِ وَ تَضْيِيعُ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُدِيلُ اَلْأَعْدَاءَ (1) اَلْمُجَاهَرَةُ بِالظُّلْمِ وَ إِعْلاَنُ اَلْفُجُورِ وَ إِبَاحَةُ اَلْمَحْظُورِ وَ عِصْيَانُ اَلْأَخْيَارِ وَ اَلاِنْطِبَاعُ (2) لِلْأَشْرَارِ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُعَجِّلُ اَلْفَنَاءَ قَطِيعَةُ اَلرَّحِمِ وَ اَلْيَمِينُ اَلْفَاجِرَةُ وَ اَلْأَقْوَالُ اَلْكَاذِبَةُ وَ اَلزِّنَاءُ وَ سَدُّ طُرُقِ اَلْمُسْلِمِينَ وَ اِدِّعَاءُ اَلْإِمَامَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَقْطَعُ اَلرَّجَاءَ اَلْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اَللَّهِ وَ اَلْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ وَ اَلثِّقَةُ بِغَيْرِ اَللَّهِ وَ اَلتَّكْذِيبُ بِوَعْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تُظْلِمُ اَلْهَوَاءَ اَلسِّحْرُ وَ اَلْكِهَانَةُ وَ اَلْإِيمَانُ بِالنُّجُومِ وَ اَلتَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ وَ عُقُوقُ اَلْوَالِدَيْنِ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَكْشِفُ اَلْغِطَاءَ اَلاِسْتِدَانَةُ (3) بِغَيْرِ نِيَّةِ اَلْأَدَاءِ وَ اَلْإِسْرَافُ فِي اَلنَّفَقَةِ عَلَى اَلْبَاطِلِ وَ اَلْبُخْلُ عَلَى اَلْأَهْلِ وَ اَلْوَلَدِ وَ ذَوِي اَلْأَرْحَامِ وَ سُوءُ اَلْخُلُقِ وَ قِلَّةُ اَلصَّبْرِ وَ اِسْتِعْمَالُ اَلضَّجَرِ(4) وَ اَلْكَسَلِ وَ اَلاِسْتِهَانَةُ بِأَهْلِ اَلدِّينِ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَرُدُّ اَلدُّعَاءَ سُوءُ اَلنِّيَّةِ وَ خُبْثُ اَلسَّرِيرَةِ وَ اَلنِّفَاقُ مَعَ اَلْإِخْوَانِ وَ تَرْكُ اَلتَّصْدِيقِ بِالْإِجَابَةِ وَ تَأْخِيرُ اَلصَّلَوَاتِ اَلْمَفْرُوضَاتِ حَتَّى تَذْهَبَ أَوْقَاتُهَا وَ تَرْكُ اَلتَّقَرُّبِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْبِرِّ وَ اَلصَّدَقَةِ وَ اِسْتِعْمَالُ اَلْبَذَاءِ وَ اَلْفُحْشِ فِي اَلْقَوْلِ وَ اَلذُّنُوبُ اَلَّتِي تَحْبِسُ غَيْثَ اَلسَّمَاءِ جَوْرُ اَلْحُكَّامِ فِي اَلْقَضَاءِ وَ شَهَادَةُ اَلزُّورِ وَ كِتْمَانُ اَلشَّهَادَةِ وَ مَنْعُ اَلزَّكَاةِ وَ اَلْقَرْضِ وَ اَلْمَاعُونِ وَ قَسَاوَةُ اَلْقُلُوبِ عَلَى أَهْلِ اَلْفَقْرِ وَ اَلْفَاقَةِ وَ ظُلْمُ اَلْيَتِيمِ وَ اَلْأَرْمَلَةِ وَ اِنْتِهَارُ اَلسَّائِلِ وَ رَدُّهُ بِاللَّيْلِ.

ص: 271


1- . الادالة: اخذ الدولة منهم و ايتاؤها اعدائهم.
2- . الانطباع: الانقياد.
3- . الاستدانة: أخذ الدين.
4- . الضجر: القلق و الاضطراب.

باب معنى العرس و الخرس و العذار و الوكار و الركاز

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَطَّارِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلرَّازِيُّ عَنْ سِجَادَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلْأَوَّلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ وَلِيمَةَ إِلاَّ فِي خَمْسٍ فِي عُرْسٍ أَوْ خُرْسٍ أَوْ عِذَارٍ أَوْ وِكَارٍ أَوْ رِكَازٍ فَأَمَّا اَلْعُرْسُ فَالتَّزْوِيجُ وَ اَلْخُرْسُ اَلنِّفَاسُ بِالْوَلَدِ وَ اَلْعِذَارُ اَلْخِتَانُ وَ اَلْوِكَارُ اَلَّذِي يَشْتَرِي اَلدَّارَ وَ اَلرِّكَازُ اَلرَّجُلُ يَقْدَمُ مِنْ مَكَّةَ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه سمعت بعض أهل اللغة يقول في معنى الوكار يقال للطعام الذي يدعا إليه الناس عند بناء الدار أو شرائها الوكيرة و الوكار منه و الطعام الذي يتخذ للقدوم من السفر يقال له النقيعة و يقال له الوكار أيضا و الركاز الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من الثواب الجزيل و منه

قول النبي صلى الله عليه و آله: اَلصَّوْمُ فِي اَلشِّتَاءِ اَلْغَنِيمَةُ اَلْبَارِدَةُ. و قال أهل العراق الركاز المعادن كلها و قال أهل الحجاز الركاز المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام كذلك ذكره أبو عبيدة و لا قوة إلا بالله أخبرنا بذلك أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام.

باب معنى الكلالة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْكَلاَلَةُ مَا لَمْ يَكُنْ وَالِدٌ وَ لاَ وَلَدٌ.

ص: 272

باب معنى الحميل

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلْحَمِيلِ فَقَالَ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلْحَمِيلُ فَقُلْتُ اَلْمَرْأَةُ تُسْبَى مِنْ أَرْضِهَا مَعَهَا اَلْوَلَدُ اَلصَّغِيرُ فَتَقُولُ هُوَ اِبْنِي وَ اَلرَّجُلُ يُسْبَى وَ يَلْقَى أَخَاهُ فَيَقُولُ هُوَ أَخِي لَيْسَ لَهُمَا بَيِّنَةٌ إِلاَّ قَوْلُهُمَا قَالَ فَمَا يَقُولُ فِيهِ اَلنَّاسُ عِنْدَكُمْ قُلْتُ لاَ يُوَرِّثُونَهُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمَا عَلَى وِلاَدَتِهِمَا بَيِّنَةٌ إِنَّمَا كَانَتْ وِلاَدَةً فِي اَلشِّرْكِ فَقَالَ سُبْحَانَ اَللَّهِ إِذَا جَاءَتْ بِابْنِهَا أَوِ اِبْنَتِهَا لَمْ تَزَلْ مُقِرَّةً بِهِ وَ إِذَا عَرَفَ أَخَاهُ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي صِحَّةٍ مِنْهُمَا لَمْ يَزَالُوا مُقِرِّينَ بِذَلِكَ وَرِثَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً - أَخْبَرَنِي أَبُو اَلْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ اَلزَّنْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ فِي حَدِيثِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: فِي قَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ اَلنَّارِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ اَلْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ اَلسَّيْلِ.

قال الأصمعي الحميل ما حمله السيل من كل شيء و كل محمول فهو حميل كما يقال للمقتول قتيل و منه قول عمر في الحميل لا يورث إلا ببينة و سمي حميلا لأنه حمل من بلاده صغيرا و لم يولد في الإسلام قال الأصمعي و أما الحبة فكل نبت له حب فاسم الحب منه الحبة و قال الفراء الحبة بذور البقل و قال أبو عبيد و في الحميل تفسير آخر و هو أجود من هذا يقال إنما سمي الحميل لأنه مجهول النسب و هو أن يقول الرجل هذا أخي أو أبي أو ابني فلا يصدق إلا ببينة لأنه يريد بذلك أن يدفع ميراث مولاه الذي أعتقه و لهذا قيل للدعي حميل قال الكميت يعاتب قضاعة في تحولهم إلى اليمن

علا م نزلتم من غير فقر *** و لا ضراء منزلة الحميل.

ص: 273

باب معنى قول الصادق عليه السلام لا جلب و لا جنب و لا شغار في الإسلام

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رُشَيْدٍ عَنْ غِيَاثٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لاَ جَلَبَ وَ لاَ جَنَبَ وَ لاَ شِغَارَ فِي اَلْإِسْلاَمِ قَالَ اَلْجَلَبُ اَلَّذِي يُجْلَبُ مَعَ اَلْخَيْلِ يَرْكُضُ مَعَهَا وَ اَلْجَنَبُ اَلَّذِي يَقُومُ فِي أَعْرَاضِ اَلْخَيْلِ فَيَصِيحُ بِهَا وَ اَلشِّغَارُ كَانَ يُزَوِّجُ اَلرَّجُلُ فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ اِبْنَتَهُ بِأُخْتِهِ (1).

قال محمد بن علي مصنف هذا الكتاب يعني أنه كان الرجل في الجاهلية يزوج ابنته من رجل على أن يكون مهرها أن يزوجه ذلك الرجل أخته.

ص: 274


1- . الجلب يكون في شيئين أحدهما في الزكاة و هو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعا ثمّ يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها فنهى عن ذلك و امر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم و أماكنهم. الثاني أن يكون في السباق و هو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره و يجلب عليه و يصيح حثا له على الجرى فنهى عن ذلك. و الجنب - بالتحريك - في السباق أن يجنب فرسا إلى فرسه الذي يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول الى المجنوب، و هو في الزكاة أن ينزل العامل باقصى مواضع أصحاب الصدقة ثمّ يأمر بالاموال أن تجنب إليه اي تحضر فنهوا عن ذلك. و قيل: هو أن يجنب ربّ المال بماله اي يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إلى الابعاد في اتباعه و طلبه. و الشغار هو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل شاغرنى أي زوّجنى اختك أو بنتك أو من تلى أمرها حتّى ازوجك اختى او بنتى او من ألى امرها و لا يكون بينهما مهر و يكون بضع كل واحدة منهما في مقابلة بضع الأخرى و قيل له: شغار لارتفاع المهر بينهما من شغر الكلب اذا رفع احدى رجليه ليبول، و قيل: الشغر: البعد، و قيل: الاتساع. (النهاية).

باب معنى النهي عن البدل في النكاح

1 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ اَلْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَوَيْهِ اَلسَّرَّاجُ اَلزَّاهِدُ اَلْهَمَدَانِيُّ بِهَمَدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرُونَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْسٍ اَلْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اِبْنُ اَلْحِمَّانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلسَّلاَمِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ اَلْبَدَلُ فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَقُولَ اَلرَّجُلُ لِلرَّجُلِ بَادِلْنِي بِامْرَأَتِكَ وَ أُبَادِلُكَ بِامْرَأَتِي تَنْزِلُ لِي عَنِ اِمْرَأَتِكَ فَأَنْزِلُ لَكَ عَنِ اِمْرَأَتِي فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ لاٰ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوٰاجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ (1) قَالَ فَدَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنٍ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عِنْدَهُ عَائِشَةُ فَدَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَيْنَ اَلاِسْتِئْذَانُ قَالَ مَا اِسْتَأْذَنْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ مُضَرَ مُنْذُ أَدْرَكْتُ ثُمَّ قَالَ مَنْ هَذِهِ اَلْحُمَيْرَاءُ إِلَى جَنْبِكَ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ اَلْمُؤْمِنِينَ - قَالَ عُيَيْنَةُ أَ فَلاَ أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أَحْسَنِ اَلْخَلْقِ وَ تَنْزِلُ عَنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ هَذَا أَحْمَقُ مُطَاعٌ وَ إِنَّهُ عَلَى مَا تَرَيْنَ سَيِّدُ قَوْمِهِ.

باب معنى الأقيال العباهلة و معنى التيعة و التيمة و السيوب و الخلاط و الوراط و الشناق و الشغار و الإجباء

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ اَلزَّنْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ

ص: 275


1- . الأحزاب: 52. و تمام الآية هكذا «لاٰ يَحِلُّ لَكَ اَلنِّسٰاءُ مِنْ بَعْدُ وَ لاٰ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوٰاجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاّٰ مٰا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَ كٰانَ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ رَقِيباً»

عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ اَلْقَاسِمِ بْنِ سَلاَّمٍ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَنَّهُ كَتَبَ لِوَائِلِ بْنِ اَلْحُجْرِ اَلْحَضْرَمِيِّ وَ لِقَوْمِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ إِلَى اَلْأَقْيَالِ اَلْعَبَاهِلَةِ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ بِإِقَامِ اَلصَّلاَةِ وَ إِيتَاءِ اَلزَّكَاةِ وَ عَلَى اَلتِّيعَةِ شَاةٌ وَ اَلتِّيمَةُ لِصَاحِبِهَا وَ فِي اَلسُّيُوبِ اَلْخُمُسُ لاَ خِلاَطَ وَ لاَ وِرَاطَ وَ لاَ شِنَاقَ وَ لاَ شِغَارَ وَ مَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَى وَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ.

قال أبو عبيد الأقيال ملوك باليمن دون الملك الأعظم واحدهم قيل يكون ملكا على قومه و العباهلة الذين قد أقروا على ملكهم لا يزالون عنه و كل مهمل فهو معبهل و قال تأبط شرا

متى تبغني ما دمت حيا مسلما *** تجدني مع المسترعل المتعبهل

فالمسترعل الذي يخرج في الرعيل و هي الجماعة من الخيل و غيرها و المتعبهل الذي لا يمنع من أدنى شيء قال الراجز يذكر الإبل أنها قد أرسلت على الماء ترده كيف شاءت

عباهل عبهلها الوراد

يعني الإبل أرسلت على الماء ترده كيف شاءت و التيعة الأربعون من الغنم و التيمة يقال إنها الشاة الزائدة على الأربعين حتى تبلغ الفريضة الأخرى و يقال إنها شاة تكون لصاحبها في منزله يحتلبها و ليست بسائمة و هي الغنم الربائب التي يروى فيها عن إبراهيم أنه قال ليس في الربائب صدقة قال أبو عبيد و ربما احتاج صاحبها إلى لحمها فيذبحها فيقال عند ذلك قد أتام الرجل و أتامت المرأة قال الحطيئة يمدح آل لأي

فما تتام جارة آل لأي *** و لكن يضمنون لها قراها

يقول لا تحتاج إلى أن تذبح تيمتها قال و السيوب الركاز و لا أراه أخذ إلا من السيب و هو العطية تقول من سيب الله و عطائه فأما قوله لا خلاط و لا وراط فإنه يقال إن الخلاط إذا كان بين الخليطين عشرون و مائة شاة لأحدهما ثمانون و للآخر أربعون فإذا جاء المصدق و أخذ منها شاتين رد صاحب الثمانين على صاحب الأربعين ثلث شاة فتكون عليه شاة و ثلث شاة و على الآخر ثلثا شاة و إن أخذ المصدق من العشرين و

ص: 276

المائة شاة واحدة رد صاحب الثمانين على صاحب الأربعين ثلث شاة فيكون عليه ثلثا شاة و على الآخر ثلث شاة و هذا قوله لا خلاط و الوراط الخديعة و الغش و يقال إن قوله لا خلاط و لا وراط كقوله لا يجمع بين متفرق و لا يفرق بين مجتمع.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه و هذا أصح و الأول ليس بشيء و قوله لا شناق فإن الشنق هو ما بين الفريضتين و هو ما زاد من الإبل من الخمس إلى العشر و ما زاد على العشر إلى خمس عشرة يقول لا يؤخذ من ذلك شيء و كذلك جميع الأشناق قال الأخطل يمدح رجلا

قرم تعلق أشناق الديات به *** إذا المئون أمرت فوقه حملا

و أما قوله و لا شغار فإنه كان الرجل في الجاهلية يخطب إلى الرجل ابنته أو أخته و يمهرها أن يزوجه أيضا ابنته أو أخته فلا يكون مهر سوى ذلك فنهي عنه.

و قوله و من أجبى فقد أربى فالإجباء بيع الحرث قبل أن يبدو صلاحه.

باب معنى المحاقلة و المزابنة و العرايا و المخابرة و المخاضرة و المنابذة و الملامسة و بيع الحصاة و غير ذلك من المناهي

أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني قال حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام بأسانيد متصلة إلى النبي صلى الله عليه و آله في أخبار متفرقة -: أَنَّهُ نَهَى عَنِ اَلْمُحَاقَلَةِ وَ اَلْمُزَابَنَةِ. فالمحاقلة بيع الزرع و هو في سنبله بالبر و هو مأخوذ من الحقل و الحقل هو الذي تسميه أهل العراق القراح و يقال في مثل لا تنبت البقلة إلا الحقلة و المزابنة بيع التمر في رءوس النخل بالتمر.

وَ رَخَّصَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي اَلْعَرَايَا. واحدها عرية و هي النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا و الإعراء أن يجعل له ثمرة عامها يقول رخص لرب النخل أن يبتاع من تلك النخلة من المعرى بتمر لموضع حاجته -.

قَالَ: وَ كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذَا بَعَثَ اَلْخُرَّاصَ قَالَ خَفِّفُوا فِي اَلْخَرْصِ فَإِنَّ فِي اَلْمَالِ اَلْعَرِيَّةَ وَ اَلْوَصِيَّةَ.

ص: 277

قَالَ: وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْمُخَابَرَةِ. و هي المزارعة بالنصف و الثلث و الربع و أقل من ذلك و أكثر و هو الخبر أيضا و كان أبو عبيد يقول لهذا سمي الأكار الخبير لأنه يخبر(1)الأرض و المخابرة المؤاكرة و الخبرة الفعل و الخبير الرجل و لهذا سمي الأكار لأنه يؤاكر الأرض أي يشقها.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْمُخَاضَرَةِ. و هو أن تباع الثمار قبل أن يبدو صلاحها و هي خضر بعد و يدخل في المخاضرة أيضا بيع الرطاب و البقول و أشباههما -.

وَ نَهَى عَنْ بَيْعِ اَلتَّمْرِ قَبْلَ أَنْ يَزْهُوَ. و زهوه أن يحمر أو يصفر -.

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: نَهَى عَنْ بَيْعِهِ قَبْلَ أَنْ يُشَقِّحَ. و يقال يشقح و التشقيح هو الزهو أيضا و هو معنى قوله حتى تأمن العاهة و العاهة الآفة تصيبه.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْمُنَابَذَةِ وَ اَلْمُلاَمَسَةِ وَ بَيْعِ اَلْحَصَاةِ. ففي كل واحدة منها قولان أما المنابذة فيقال إنها أن يقول الرجل لصاحبه انبذ إلي الثوب أو غيره من المتاع أو أنبذه إليك و قد وجب البيع بكذا و كذا و يقال إنما هو أن يقول الرجل إذا نبذت الحصاة فقد وجب البيع و هو معنى قوله إنه نهى عن بيع الحصاة و الملامسة أن تقول إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع بكذا و كذا و يقال بل هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب و لا ينظر إليه فيقع البيع على ذلك و هذه بيوع كان أهل الجاهلية يتبايعونها فنهى رسول الله صلى الله عليه و آله عنها لأنها غرر كلها.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْمَجْرِ. و هو أن يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة و يقال منه أمجرت في البيع إمجارا.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْمَلاَقِيحِ وَ اَلْمَضَامِينِ. فالملاقيح ما في البطون و هي الأجنة و الواحدة منها ملقوحة و أما المضامين فمما في أصلاب الفحول و كانوا يبيعون الجنين في بطن الناقة و ما يضرب الفحل في عامه أو في أعوام.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ اَلْحَبَلَةِ. فمعناه ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة و قال غيره هو نتاج النتاج و ذلك غرر.

ص: 278


1- . في بعض النسخ [يختبر] و في بعضها [يخابر].

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ. و معناه ليس منا من لم يستغن به(1) و لا يذهب به إلى الصوت

و قد روي: أن من قرأ القرآن فهو غنى لا فقر بعده.. -

وَ رُوِيَ:

أَنَّ مَنْ أُعْطِيَ اَلْقُرْآنَ فَظَنَّ أَنَّ أَحَداً أُعْطِيَ أَكْثَرَ مِمَّا أُعْطِيَ فَقَدْ عَظَّمَ صَغِيراً وَ صَغَّرَ كَبِيراً فَلاَ يَنْبَغِي لِحَامِلِ اَلْقُرْآنِ أَنْ يَرَى أَنَّ أَحَداً مِنْ أَهْلِ اَلْأَرْضِ أَغْنَى مِنْهُ وَ لَوْ مَلَكَ اَلدُّنْيَا بِرُحْبِهَا. و لو كان كما يقوله قوم أنه الترجيع بالقراءة و حسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم يرجع صوته بالقراءة فليس من

النبي صلى الله عليه و آله حين قال: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ..

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنِ اَلْقِرَاءَةِ فِي اَلرُّكُوعِ وَ اَلسُّجُودِ فَأَمَّا اَلرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا اَللَّهَ فِيهِ وَ أَمَّا اَلسُّجُودُ فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنَ اَلدُّعَاءِ فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ. قوله صلَّى اللَّه عليه و آله قمن كقولك جدير و حري أن يستجاب لكم.

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اِسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَبْعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ. و الطبع الدنس و العيب و كل شين في دين أو دنيا فهو طبع.

وَ اِخْتَصَمَ رَجُلاَنِ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَوَارِيثَ وَ أَشْيَاءَ قَدْ دَرَسَتْ فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْ ءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ اَلنَّارِ فَقَالَ لَهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اَلرَّجُلَيْنِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ حَقِّي هَذَا لِصَاحِبِي فَقَالَ وَ لَكِنِ اِذْهَبَا فَتَوَخَّيَا ثُمَّ اِسْتَهِمَا ثُمَّ لْيُحَلِّلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ. فقوله لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض يعني أفطن لها و أجدل و اللحن الفطنة بفتح الحاء و اللحن بجزم الحاء الخطأ و قوله استهما أي اقترعا و هذا حجة لمن قال بالقرعة في الأحكام و قوله اذهبا فتوخيا يقول توخيا الحق فكأنه قد أمر الخصمين بالصلح.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ تَقْصِيصِ اَلْقُبُورِ. و هو التجصيص و ذلك أن الجص يقال له القصة يقال منه قصصت القبور و البيوت إذا جصصتها.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ قِيلٍ وَ قَالٍ وَ كَثْرَةِ اَلسُّؤَالِ وَ إِضَاعَةِ اَلْمَالِ وَ نَهَى عَنْ عُقُوقِ اَلْأُمَّهَاتِ

ص: 279


1- . فيه نظر.

وَ وَأْدِ اَلْبَنَاتِ (1) وَ مَنْعٍ [ال] وَ هَاتِ. يقال إن قوله إضاعة المال يكون في وجهين أما أحدهما و هو الأصل فما أنفق في معاصي الله عز و جل من قليل أو كثير و هو السرف الذي عابه الله تعالى و نهى عنه و الوجه الآخر دفع المال إلى ربه و ليس له بموضع قال الله عز و جل - وَ اِبْتَلُوا اَلْيَتٰامىٰ حَتّٰى إِذٰا بَلَغُوا اَلنِّكٰاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً و هو العقل فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوٰالَهُمْ (2) و قد قيل إن الرشد صلاح في الدين و حفظ المال و أما كثرة السؤال فإنه نهى عن مسألة الناس أموالهم و قد يكون أيضا من السؤال عن الأمور و كثرة البحث عنها كما قال عز و جل - لاٰ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (3) و أما وأد البنات فإنهم كانوا يدفنون بناتهم أحياء و لهذا كانوا يسمون القبر صهرا و أما قوله نهى عن قيل و قال القال مصدر أ لا ترى أنه يقول عن قيل و قال فكأنه قال عن قيل و قول يقال على هذا قلت قولا و قيلا و قالا و في حرف عبد الله ذلك عيسى ابن مريم قال الحق(4) و هو من هذا فكأنه قال قول الحق .

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلتَّبَقُّرِ فِي اَلْأَهْلِ وَ اَلْمَالِ. قال الأصمعي أصل التبقر التوسع و التفتح و منه يقال بقرت بطنه إنما هو شققته و فتحته و سمي أبو جعفر الباقر لأنه بقر العلم أي شقه و فتحه.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُدَبِّحَ اَلرَّجُلُ فِي اَلصَّلاَةِ كَمَا يُدَبِّحُ اَلْحِمَارُ. و معناه أن يطأطئ الرجل رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره و كان صلَّى اللَّه عليه و آله إذا ركع لم يصوب رأسه و لم يقنعه معناه أنه لم يرفعه حتى يكون أعلى من جسده و لكن بين ذلك و الإقناع رفع الرأس و إشخاصه قال الله تعالى مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ (5) و الذي يستحب من هذا أن يستوي ظهر الرجل و رأسه في الركوع لأن

رسول الله صلى الله عليه و آله كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر.

وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقُمْ صُلْبُهُ فِي رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ..

ص: 280


1- . في اللغة «و أد البنت: دفنها في التراب و هي حيّة».
2- . النساء: 5.
3- . المائدة: 101.
4- . كذا. و الآية في سورة مريم: 24. و المراد قراءة ابن مسعود ظاهرا.
5- . إبراهيم: 44. و الاهطاع: الاسراع أي مسرعين الى الداعي و الاقناع رفع الرأس اي رافعين رءوسهم الى السماء و لا يرون موضع قدمهم.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اِخْتِنَاثِ اَلْأَسْقِيَةِ. و معنى الاختناث أن يثني أفواهها ثم يشرب منها و أصل الاختناث التكسر و من هذا سمي المخنث لتكسره و به سميت المرأة خنثى.

و معنى الحديث في النهي عن اختناث الأسقية يفسر على وجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة و الذي دار عليه معنى الحديث أنه صلَّى اللَّه عليه و آله نهى عن أن يشرب من أفواهها.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْجَدَادِ بِاللَّيْلِ. يعني جداد النخل و الجداد الصرام و إنما نهى عنه بالليل لأن المساكين لا يحضرونه.

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ تَعْضِيَةَ فِي مِيرَاثٍ. و معناه أن يموت الرجل و يدع شيئا أن قسم بين ورثته إذا أراد بعضهم القسمة كان في ذلك ضرر عليهم أو على بعضهم يقول فلا يقسم ذلك و تلك التعضية و هي التفريق و هي مأخوذ من الأعضاء يقال عضيت اللحم إذا فرقته و قال الله عز و جل اَلَّذِينَ جَعَلُوا اَلْقُرْآنَ عِضِينَ (1) أي آمنوا ببعضه و كفروا ببعضه و هذا من التعضية أيضا أنهم فرقوه و الشيء الذي لا يحتمل القسمة مثل الحبة من الجوهر لأنها إن فرقت لم ينتفع بها و كذلك الحمام إذا قسم و كذلك الطيلسان من الثياب و ما أشبه ذلك من الأشياء و هذا باب جسيم من الحكم يدخل فيه الحديث الآخر -.

لاَ ضَرَرَ وَ لاَ ضِرَارَ فِي اَلْإِسْلاَمِ. فإن أراد بعض الورثة قسمة ذلك لم يجب إليه و لكنه يباع ثم يقسم ثمنه بينهم.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ لِبْسَتَيْنِ اِشْتِمَالِ اَلصَّمَّاءِ. و أن يحتبي(2) الرجل بثوب ليس بين فرجه و بين السماء شيء قال الأصمعي اشتمال الصماء عند العرب أن يشتمل الرجل بثوبه فيجلل(3) به جسده كله و لا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده و أما الفقهاء فإنهم يقولون هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه يبدو منه فرجه -.

وَ قَالَ اَلصَّادِقُ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ: اِلْتِحَافُ اَلصَّمَّاءِ هُوَ

ص: 281


1- . الحجر: 91، أي جزءا جزءا فقالوا: سحر و قالوا: أساطير الاولين.
2- . احتبى بالثوب: اشتمل به.
3- . أي يغطى.

أَنْ يُدْخِلَ اَلرَّجُلُ رِدَاءَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ ثُمَّ يَجْعَلَ طَرَفَيْهِ عَلَى مَنْكِبٍ وَاحِدٍ. و هذا هو التأويل الصحيح دون ما خالفه.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ ذَبَائِحِ اَلْجِنِّ. و ذبائح الجن أن يشترى الدار أو يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له ذبيحة للطيرة قال أبو عبيد معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شيء من الجن فأبطل النبي صلى الله عليه و آله هذا و نهى عنه.

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ يُورِدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍّ. يعني الرجل يصيب إبله الجرب أو الداء فقال لا يوردنها على مصح و هو الذي إبله و ماشيته صحاح بريئة من العاهة قال أبو عبيد وجهه عندي و الله أعلم أنه خاف أن ينزل بهذه الصحاح من الله عز و جل ما نزل بتلك فيظن المصح أن تلك أعدتها(1) فيأثم في ذلك.

وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ تُصَرُّوا(2) اَلْإِبِلَ وَ اَلْغَنَمَ مَنِ اِشْتَرَى مُصَرَّاةً فَهُوَ بِآخِرِ اَلنَّظَرَيْنِ (3) إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَ رَدَّ مَعَهَا صَاعاً مِنْ تَمْرٍ. المصراة يعني الناقة أو البقرة أو الشاة قد صرى اللبن في ضرعها يعني حبس فيه و جمع و لم يحلب أياما و أصل التصرية حبس الماء و جمعه يقال منه صريت الماء و صريته و يقال ماء صرى مقصورا و يقال منه سميت المصراة كأنها مياه اجتمعت.

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنِ اِشْتَرَى مُحَفَّلَةً فَرَدَّهَا فَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعاً. و إنما سميت محفلة لأن اللبن حفل في ضرعها و اجتمع و كل شيء كثرته فقد حفلته و منه قيل قد أحفل القوم إذا اجتمعوا و كثروا و لهذا سمي محفل القوم و جمع المحفل محافل.

و قوله صلَّى اللَّه عليه و آله لا خلابة يعني الخداعة يقال خلبته أخلبه خلابة إذا خدعته.

وَ أَتَى عُمَرُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ إِنَّا نَسْمَعُ أَحَادِيثَ مِنْ يَهُودَ تُعْجِبُنَا فَتَرَى أَنْ نَكْتُبَ بَعْضَهَا فَقَالَ أَ مُتَهَوِّكُونَ كَمَا تَهَوَّكَتِ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصَارَى لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً وَ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيّاً مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اِتِّبَاعِي. قوله متهوكون أي متحيرون يقول

ص: 282


1- . أعداه شرا: اصابه بشره.
2- . صرى الشاة تصرية: لم يحلبها حتّى يمتلئ ضرعها لبنا.
3- . في النهاية «بخير النظرين».

أ متحيرون أنتم في الإسلام لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود و النصارى و معناه أنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب و أما قوله لقد جئتكم بها بيضاء نقية فإنه أراد الملة الحنيفية فلذلك جاء التأنيث كقول الله عز و جل وَ ذٰلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ (1) إنما هي الملة الحنيفية.

وَ قَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ اَلْغِيلَةِ. - و الغيلة هو الغيل و هو أن يجامع الرجل المرأة و هي مرضع يقال منه قد أغال الرجل و أغيل(2) و الولد مغال و مغيل.

وَ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْإِرْفَاءِ. و هي كثرة التدهن(3).

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِيَّاكُمْ وَ اَلْقُعُودَ بِالصُّعُدَاتِ إِلاَّ مَنْ أَدَّى حَقَّهَا. الصعدات الطرق و هو مأخوذ من الصعيد و الصعيد التراب و جمع الصعيد الصعد ثم الصعدات جمع الجمع كما يقال طريق و طرق ثم طرقات قال الله عز و جل فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (4)فالتيمم التعمد للشيء يقال منه أمت فلانا فأنا أؤمه أما و تأممته و تيممته كله تعمدته و قصدت له -.

وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: اَلصَّعِيدُ اَلْمَوْضِعُ اَلْمُرْتَفِعُ وَ اَلطَّيِّبُ اَلْمَوْضِعُ اَلَّذِي يَنْحَدِرُ عَنْهُ اَلْمَاءُ.

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ غِرَارَ فِي صَلاَةٍ وَ لاَ تَسْلِيمٍ. الغرار النقصان أما في الصلاة ففي ترك إتمام ركوعها و سجودها و نقصان اللبث في ركعة عن اللبث في الركعة الأخرى و منه

قول الصادق عليه السلام اَلصَّلاَةُ مِيزَانٌ مَنْ وَفَّى اِسْتَوْفَى.

وَ مِنْهُ قَوْلُ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلصَّلاَةُ مِكْيَالٌ فَمَنْ وَفَّى وُفِّيَ لَهُ. فهذا الغرار في الصلاة و أما الغرار في التسليم فأن يقول الرجل السلام عليك أو يرده فيقول و عليك و لا يقول و عليكم السلام و يكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار و ذلك

أَنَّ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ وَ عَلَيْكُمُ اَلسَّلاَمُ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ مَغْفِرَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ فَقَالَ لاَ تُجَاوِزُوا بِنَا قَوْلَ اَلْمَلاَئِكَةِ لِأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 283


1- . البينة: 5.
2- . باعلال و عدمه.
3- . كذا.
4- . النساء: 43، و المائدة: 6.

رَحْمَتُ اَللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(1) ..

وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لاَ تَنَاجَشُوا وَ لاَ تَدَابَرُوا. معناه أن يزيد الرجل الرجل في ثمن السلعة و هو لا يريد شراءها و لكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته و الناجش الخائن و أما التدابر فالمصارمة و الهجران مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره و يعرض عنه بوجهه.

وَ إِنَّ رَجُلاً حَلَبَ عِنْدَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَاقَةً فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ دَعْ دَاعِيَ اَللَّبَنِ.

. يقول أبق في الضرع شيئا لا تستوعبه كله في الحلب فإن الذي تبقيه به يدعو ما فوقه من اللبن و ينزله(2) و إذا استقصى كلما في الضرع أبطأ عليه الدر بعد ذلك.

وَ كَرِهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلشِّكَالَ فِي اَلْخَيْل ِ. يعني أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة و واحدة مطلقة و إنما أخذ هذا من الشكال الذي يشكل به الخيل شبه به لأن الشكال إنما يكون في ثلاث قوائم و أن يكون الثلاث مطلقة و رجل محجلة(3) و ليس يكون الشكال إلا في الرجل و لا يكون في اليد.

باب معنى السكينة

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ اَلسِّنْدِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْعَلاَءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلسَّكِينَةُ اَلْإِيمَانُ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا كَانَ تَابُوتُ مُوسَى وَ كَمْ

ص: 284


1- . هود: 73.
2- . في بعض النسخ [و يدر له].
3- . أي مقيدة و الفرس الذي حجل ثلاث قوائمه يقال له: حجيل.

كَانَ سَعَتُهُ قَالَ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعَيْنِ قُلْتُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ عَصَا مُوسَى وَ اَلسَّكِينَةُ قُلْتُ وَ مَا اَلسَّكِينَةُ قَالَ رُوحُ اَللَّهِ يَتَكَلَّمُ كَانُوا إِذَا اِخْتَلَفُوا فِي شَيْ ءٍ كَلَّمَهُمْ وَ أَخْبَرَهُمْ بِبَيَانِ مَا يُرِيدُونَ.

3 - أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلسَّكِينَةُ عِنْدَكُمْ فَلَمْ يَدْرِ اَلْقَوْمُ مَا هِيَ فَقَالُوا جَعَلَنَا اَللَّهُ فِدَاكَ مَا هِيَ قَالَ رِيحٌ تَخْرُجُ مِنَ اَلْجَنَّةِ طَيِّبَةٌ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ اَلْإِنْسَانِ تَكُونُ مَعَ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَ هِيَ اَلَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ بَنَى اَلْكَعْبَةَ فَجَعَلَتْ تَأْخُذُ كَذَا وَ كَذَا وَ بَنَى اَلْأَسَاسَ عَلَيْهَا.

باب معنى إسلام أبي طالب بحساب الجمل و عقده بيده على ثلاثة و ستين

1 - حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ اَلْمُؤَدِّبُ وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ اَلْهَمْدَانِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ بِحِسَابِ اَلْجُمَّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلاَثَةً وَ سِتِّينَ (1) ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ

ص: 285


1- . لا يخفى أن مبنى هذا على قاعدة وضعها العلماء المتقدمون في مفاصل أصابع اليدين لبيان عقود العدد و ضبطها من الواحد الى عشرة آلاف، فصورة الثلاثة و الستين على القاعدة الممهدة أن يثنى الخنصر و البنصر و الوسطى و الآحاد و هي الثلاثة جاريا على منهج المتعارف من الناس في عد الواحد الى الثلاثة لكن بوضع الانامل في هذه العقود قريبة من اصولها و أن يوضع لستين بابهام اليمنى على باطن العقدة الثانية من السبابة كما يفعله المرماة. و مخلص هذه القاعدة التي ذكرها القدماء هو ان الخنصر و البنصر و الوسطى العقد الآحاد فقط و المسبحة و الإبهام الاعشار فقط فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، و الأربعة نشر الخنصر و ترك البنصر و الوسطى مضمومتين و الخمسة نشر البنصر مع الخنصر و ترك الوسطى مضمومة، و الستة نشر جميع الأصابع و ضم البنصر. و السبعة: أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا و الثمانية ضم الخنصر و البنصر فوقها. و التسعة ضم الوسطى اليهما. و هذه تسع صور جمعتها ثلاث أصابع: الخنصر و البنصر و الوسطى، هذه بالنسبة الى الآحاد. و اما الاعشار فالمسبحة و الإبهام فالعشرة أن يجعل ظفر المسبحة في مفصل الإبهام من جنبها، و العشرون وضع رأس الإبهام بين المسبحة و الوسطى، و الثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الإبهام و الأربعون أن تضع الإبهام معكوفة الرأس الى ظاهر الكف، و الخمسون أن تضع الإبهام على باطن الكف معكوفة الانملة ملصقة بالكف، و الستون أن تنشر الإبهام، و تضم الى جانب الكف أصل المسبّحة، و السبعون عكف باطن المسبحة على باطن رأس الإبهام، و الثمانون ضم الإبهام و عكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الإبهام المضمومة. و التسعون ضم المسبحة الى أصل الإبهام و وضع الإبهام عليها. و إذا أردت آحادا و أعشارا عقدت من الآحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة و إذا اردت آحادا بغير اعشار عقدت في اصابع الآحاد من يد اليسرى مع نشر اصابع الاعشار. و أمّا المئات فهي عقد اصابع الآحاد من اليد اليسرى فالمائة كالواحد و المائتان كالاثنين و هكذا إلى التسعمائة. و أمّا الالوف و هي عقد اصابع عشرات منها، فالالف كالعشر و الالفان كالعشرين الى التسعة آلاف، هذا خلاصة القاعدة المذكورة فتدبر في هذه القاعدة فان لها نفعا عظيما و الحمد للّه ربّ العالمين. أقول: هذا الكلام نقلناه من هامش النسخة التي تفضل بها النسابة الكبير الآية الحجة السيّد شهاب الدين النجفيّ المرعشيّ - مد ظله - و في مجمع البحرين قال: قوله: «عقد بيده إلخ» أي عقد خنصره و بنصره و الوسطى و وضع ابهامه عليها و أرسل السبابة.

اَلْكَهْفِ أَسَرُّوا اَلْإِيمَانَ وَ أَظْهَرُوا اَلشِّرْكَ فَآتَاهُمُ اَللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ .

2 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُظَفَّرِ بْنِ نَفِيسٍ اَلْمِصْرِيُّ اَلْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلدَّاوُدِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي اَلْقَاسِمِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ رُوحٍ قَدَّسَ اَللَّهُ رُوحَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا مَعْنَى قَوْلِ اَلْعَبَّاسِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ عَمَّكَ أَبَا طَالِبٍ قَدْ أَسْلَمَ بِحِسَابِ اَلْجُمَّلِ وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلاَثَةً وَ سِتِّينَ فَقَالَ عَنَى بِذَلِكَ إِلَهٌ أَحَدٌ جَوَادٌ وَ تَفْسِيرُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اَللاَّمَ ثَلاَثُونَ وَ اَلْهَاءَ خَمْسَةٌ وَ اَلْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اَلْحَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَ اَلدَّالَ أَرْبَعَةٌ وَ اَلْجِيمَ ثَلاَثَةٌ وَ اَلْوَاوَ سِتَّةٌ وَ اَلْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اَلدَّالَ أَرْبَعَةٌ فَذَلِكَ ثَلاَثَةٌ وَ سِتُّونَ.

ص: 286

باب معنى الزاهد في الدنيا

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُفَسِّرُ اَلْجُرْجَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْحُسَيْنِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍِّّ اَلنَّاصِرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: سُئِلَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلزَّاهِدِ فِي اَلدُّنْيَا قَالَ اَلَّذِي يَتْرُكُ حَلاَلَهَا مَخَافَةَ حِسَابِهِ وَ يَتْرُكُ حَرَامَهَا مَخَافَةَ عِقَابِهِ.

باب معنى الموت

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُفَسِّرُ اَلْجُرْجَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْحُسَيْنِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلنَّاصِرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: قِيلَ لِلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صِفْ لَنَا اَلْمَوْتَ فَقَالَ لِلْمُؤْمِنِ كَأَطْيَبِ رِيحٍ يَشَمُّهُ فَيَنْعُسُ (1) لِطِيبِهِ وَ يَنْقَطِعُ اَلتَّعَبُ وَ اَلْأَلَمُ كُلُّهُ عَنْهُ وَ لِلْكَافِرِ كَلَسْعِ اَلْأَفَاعِي وَ لَدْغِ اَلْعَقَارِبِ أَوْ أَشَدَّ قِيلَ فَإِنَّ قَوْماً يَقُولُونَ إِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ نَشْرٍ بِالْمَنَاشِيرِ وَ قَرْضٍ بِالْمَقَارِيضِ وَ رَضْخٍ بِالْأَحْجَارِ وَ تَدْوِيرِ قُطْبِ اَلْأَرْحِيَةِ (2) فِي اَلْأَحْدَاقِ قَالَ فَهُوَ كَذَلِكَ هُوَ عَلَى بَعْضِ اَلْكَافِرِينَ وَ اَلْفَاجِرِينَ أَ لاَ تَرَوْنَ مِنْهُمْ مَنْ يُعَايِنُ تِلْكَ اَلشَّدَائِدَ فَذَاكُمُ اَلَّذِي هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا إِلاَّ مِنْ عَذَابِ اَلْآخِرَةِ فَهَذَا أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ اَلدُّنْيَا قِيلَ فَمَا بَالُنَا نَرَى كَافِراً يَسْهُلُ عَلَيْهِ اَلنَّزْعُ فَيَنْطَفِي وَ هُوَ يَتَحَدَّثُ وَ يَضْحَكُ وَ يَتَكَلَّمُ وَ فِي اَلْمُؤْمِنِينَ أَيْضاً مَنْ يَكُونُ كَذَلِكَ وَ فِي اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْكَافِرِينَ مَنْ يُقَاسِي عِنْدَ سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ هَذِهِ اَلشَّدَائِدَ فَقَالَ مَا كَانَ مِنْ رَاحَةٍ لِلْمُؤْمِنِ هُنَاكَ فَهُوَ عَاجِلُ ثَوَابِهِ وَ مَا كَانَ مِنْ شَدِيدَةٍ فَتَمْحِيصُهُ مِنْ

ص: 287


1- . في بعض النسخ [فيتنفس].
2- . الرضخ: الرمى. و الارحية: جمع الرحى و هي الطاحون.

ذُنُوبِهِ لِيَرِدَ اَلْآخِرَةَ نَقِيّاً نَظِيفاً مُسْتَحِقّاً لِثَوَابِ اَلْأَبَدِ لاَ مَانِعَ لَهُ دُونَهُ وَ مَا كَانَ مِنْ سُهُولَةٍ هُنَاكَ عَلَى اَلْكَافِرِ فَلِيُوَفَّى أَجْرَ حَسَنَاتِهِ فِي اَلدُّنْيَا لِيَرِدَ اَلْآخِرَةَ وَ لَيْسَ لَهُ إِلاَّ مَا يُوجِبُ عَلَيْهِ اَلْعِقَابَ وَ مَا كَانَ مِنْ شِدَّةٍ عَلَى اَلْكَافِرِ هُنَاكَ فَهُوَ اِبْتِدَاءُ عِقَابِ اَللَّهِ لَهُ بَعْدَ نَفَادِ حَسَنَاتِهِ ذَلِكُمْ بِأَنَّ اَللَّهَ عَدْلٌ لاَ يَجُورُ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُفَسِّرُ اَلْجُرْجَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْحُسَيْنِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلنَّاصِرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قِيلَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صِفْ لَنَا اَلْمَوْتَ فَقَالَ عَلَى اَلْخَبِيرِ سَقَطْتُمْ هُوَ أَحَدُ ثَلاَثَةِ أُمُورٍ يَرِدُ عَلَيْهِ إِمَّا بِشَارَةٌ بِنَعِيمِ اَلْأَبَدِ وَ إِمَّا بِشَارَةٌ بِعَذَابِ اَلْأَبَدِ وَ إِمَّا تَحْزِينٌ وَ تَهْوِيلٌ وَ أَمْرُهُ مُبْهَمٌ لاَ يَدْرِي مِنْ أَيِّ اَلْفِرَقِ هُوَ فَأَمَّا وَلِيُّنَا اَلْمُطِيعُ لِأَمْرِنَا فَهُوَ اَلْمُبَشَّرُ بِنَعِيمِ اَلْأَبَدِ وَ أَمَّا عَدُوُّنَا اَلْمُخَالِفُ عَلَيْنَا فَهُوَ اَلْمُبَشَّرُ بِعَذَابِ اَلْأَبَدِ وَ أَمَّا اَلْمُبْهَمُ أَمْرُهُ اَلَّذِي لاَ يُدْرَى مَا حَالُهُ فَهُوَ اَلْمُؤْمِنُ اَلْمُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ لاَ يَدْرِي مَا يَئُولُ إِلَيْهِ حَالُهُ يَأْتِيهِ اَلْخَبَرُ مُبْهَماً مَخُوفاً ثُمَّ لَنْ يُسَوِّيَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَعْدَائِنَا لَكِنْ يُخْرِجُهُ مِنَ اَلنَّارِ بِشَفَاعَتِنَا فَاعْمَلُوا وَ أَطِيعُوا لاَ تَتَّكِلُوا وَ لاَ تَسْتَصْغِرُوا عُقُوبَةَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ مِنَ اَلْمُسْرِفِينَ مَنْ لاَ تَلْحَقُهُ شَفَاعَتُنَا إِلاَّ بَعْدَ عَذَابِ ثَلاَثِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ.

3 - وَ سُئِلَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا اَلْمَوْتُ اَلَّذِي جَهِلُوهُ قَالَ أَعْظَمُ سُرُورٍ يَرِدُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ إِذْ نُقِلُوا(1) عَنْ دَارِ اَلنَّكَدِ إِلَى نَعِيمِ اَلْأَبَدِ وَ أَعْظَمُ ثُبُورٍ يَرِدُ عَلَى اَلْكَافِرِينَ إِذْ نُقِلُوا عَنْ جَنَّتِهِمْ إِلَى نَارٍ لاَ تَبِيدُ وَ لاَ تَنْفَدُ.

وَ - قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: لَمَّا اِشْتَدَّ اَلْأَمْرُ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَظَرَ إِلَيْهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ فَإِذَا هُوَ بِخِلاَفِهِمْ لِأَنَّهُمْ كُلَّمَا اِشْتَدَّ اَلْأَمْرُ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ وَ اِرْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ وَ وَجَبَتْ (2) قُلُوبُهُمْ وَ كَانَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ خَصَائِصِهِ تُشْرِقُ أَلْوَانُهُمْ وَ تَهْدَأُ جَوَارِحُهُمْ وَ تَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ اُنْظُرُوا لاَ يُبَالِي بِالْمَوْتِ فَقَالَ

ص: 288


1- . في بعض النسخ [اذا تقلبوا] هاهنا و ما يأتي.
2- . وجب القلب وجبا و وجيبا و وجبانا: رجف و خفق. و في بعض النسخ «و جلت».

لَهُمُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صَبْراً بَنِي اَلْكِرَامِ فَمَا اَلْمَوْتُ إِلاَّ قَنْطَرَةٌ تَعْبُرُ بِكُمْ عَنِ اَلْبُؤْسِ وَ اَلضَّرَّاءِ إِلَى اَلْجِنَانِ اَلْوَاسِعَةِ وَ اَلنَّعِيمِ اَلدَّائِمَةِ فَأَيُّكُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ إِلَى قَصْرٍ وَ مَا هُوَ لِأَعْدَائِكُمْ إِلاَّ كَمَنْ يَنْتَقِلُ مِنْ قَصْرٍ إِلَى سِجْنٍ وَ عَذَابٍ - إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

أَنَّ اَلدُّنْيَا سِجْنُ اَلْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ اَلْكَافِرِ وَ اَلْمَوْتُ جِسْرُ هَؤُلاَءِ إِلَى جَنَّاتِهِمْ وَ جِسْرُ هَؤُلاَءِ إِلَى جَحِيمِهِمْ مَا كَذَبْتُ وَ لاَ كُذِبْتُ.

4 - وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا اَلْمَوْتُ قَالَ لِلْمُؤْمِنِ كَنَزْعِ ثِيَابٍ وَسِخَةٍ قَمِلَةٍ (1) وَ فَكِّ قُيُودٍ وَ أَغْلاَلٍ ثَقِيلَةٍ وَ اَلاِسْتِبْدَالِ بِأَفْخَرِ اَلثِّيَابِ وَ أَطْيَبِهَا رَوَائِحَ وَ أَوْطَإِ اَلْمَرَاكِبِ وَ آنَسِ اَلْمَنَازِلِ وَ لِلْكَافِرِ كَخَلْعِ ثِيَابٍ فَاخِرَةٍ وَ اَلنَّقْلِ عَنْ مَنَازِلَ أَنِيسَةٍ وَ اَلاِسْتِبْدَالِ بِأَوْسَخِ اَلثِّيَابِ وَ أَخْشَنِهَا وَ أَوْحَشِ اَلْمَنَازِلِ وَ أَعْظَمِ اَلْعَذَابِ.

5 - وَ قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا اَلْمَوْتُ قَالَ هُوَ اَلنَّوْمُ اَلَّذِي يَأْتِيكُمْ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلاَّ أَنَّهُ طَوِيلٌ مُدَّتُهُ لاَ يُنْتَبَهُ مِنْهُ إِلاَّ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ فَمَنْ رَأَى فِي نَوْمِهِ مِنْ أَصْنَافِ اَلْفَرَحِ مَا لاَ يُقَادِرُ قَدْرَهُ وَ مِنْ أَصْنَافِ اَلْأَهْوَالِ مَا لاَ يُقَادِرُ قَدْرَهُ فَكَيْفَ حَالُ فَرَحٍ فِي اَلنَّوْمِ وَ وَجَلٍ فِيهِ هَذَا هُوَ اَلْمَوْتُ فَاسْتَعِدُّوا لَهُ.

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُفَسِّرُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْحُسَيْنِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ عَلَى رَجُلٍ قَدْ غَرِقَ فِي سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ وَ هُوَ لاَ يُجِيبُ دَاعِياً فَقَالُوا لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَدِدْنَا لَوْ عَرَفْنَا كَيْفَ اَلْمَوْتُ وَ كَيْفَ حَالُ صَاحِبِنَا فَقَالَ اَلْمَوْتُ هُوَ اَلْمِصْفَاةُ يُصَفِّي اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ فَيَكُونُ آخِرُ أَلَمٍ يُصِيبُهُمْ كَفَّارَةَ آخِرِ وِزْرٍ بَقِيَ عَلَيْهِمْ وَ يُصَفِّي اَلْكَافِرِينَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ فَيَكُونُ آخِرَ لَذَّةٍ أَوْ رَاحَةٍ تَلْحَقُهُمْ و هُوَ آخِرُ ثَوَابِ حَسَنَةٍ تَكُونُ لَهُمْ وَ أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ نُخِلَ مِنَ اَلذُّنُوبِ نَخْلاً وَ صُفِّيَ مِنَ اَلْآثَامِ تَصْفِيَةً وَ خُلِّصَ حَتَّى نُقِّيَ كَمَا يُنَقَّى اَلثَّوْبُ مِنَ اَلْوَسَخِ وَ صَلُحَ لِمُعَاشَرَتِنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فِي دَارِنَا دَارِ اَلْأَبَدِ .

7 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ اَلرِّضَا

ص: 289


1- . ثوب وسخ: علاه الدرن لقلة تعهده بالماء. و «قمل» أي كثر فيه القمل و هو دويبة معروفة.

عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَعَادَهُ فَقَالَ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ لَقِيتُ اَلْمَوْتَ بَعْدَكَ يُرِيدُ مَا لَقِيَهُ مِنْ شِدَّةِ مَرَضِهِ فَقَالَ كَيْفَ لَقِيتَهُ فَقَالَ أَلِيماً شَدِيداً فَقَالَ مَا لَقِيتَهُ إِنَّمَا لَقِيتَ مَا يُنْذِرُكَ بِهِ وَ يُعَرِّفُكَ بَعْضَ حَالِهِ إِنَّمَا اَلنَّاسُ رَجُلاَنِ مُسْتَرِيحٌ بِالْمَوْتِ وَ مُسْتَرَاحٌ بِهِ مِنْهُ فَجَدِّدِ اَلْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَ بِالْوَلاَيَةِ تَكُنْ مُسْتَرِيحاً فَفَعَلَ اَلرَّجُلُ ذَلِكَ. وَ الْحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ.

8 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ مَا بَالُ هَؤُلاَءِ اَلْمُسْلِمِينَ يَكْرَهُونَ اَلْمَوْتَ قَالَ لِأَنَّهُمْ جَهِلُوهُ فَكَرِهُوهُ وَ لَوْ عَرَفُوهُ وَ كَانُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَأَحَبُّوهُ وَ لَعَلِمُوا أَنَّ اَلْآخِرَةَ خَيْرٌ لَهُمْ مِنَ اَلدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ مَا بَالُ اَلصَّبِيِّ وَ اَلْمَجْنُونِ يَمْتَنِعُ مِنَ اَلدَّوَاءِ اَلْمُنَقِّي لِبَدَنِهِ وَ اَلنَّافِي لِلْأَلَمِ عَنْهُ قَالَ لِجَهْلِهِمْ بِنَفْعِ اَلدَّوَاءِ قَالَ وَ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ مَنِ اِسْتَعَدَّ لِلْمَوْتِ حَقَّ اَلاِسْتِعْدَادِ فَهُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْ هَذَا اَلدَّوَاءِ لِهَذَا اَلْمُتَعَالِجِ أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ عَرَفُوا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ اَلْمَوْتُ مِنَ اَلنَّعِيمِ لاَسْتَدْعَوْهُ وَ أَحَبُّوهُ أَشَدَّ مَا يَسْتَدْعِي اَلْعَاقِلُ اَلْحَازِمُ اَلدَّوَاءَ لِدَفْعِ اَلْآفَاتِ وَ اِجْتِلاَبِ اَلسَّلاَمَاتِ.

9 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى مَرِيضٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَجْزَعُ مِنَ اَلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اَللَّهِ تَخَافُ مِنَ اَلْمَوْتِ لِأَنَّكَ لاَ تَعْرِفُهُ أَ رَأَيْتَكَ إِذَا اِتَّسَخْتَ وَ تَقَذَّرْتَ وَ تَأَذَّيْتَ مِنْ كَثْرَةِ اَلْقَذَرِ وَ اَلْوَسَخِ عَلَيْكَ وَ أَصَابَكَ قُرُوحٌ وَ جَرَبٌ وَ عَلِمْتَ أَنَّ اَلْغَسْلَ فِي حَمَّامٍ يُزِيلُ ذَلِكَ كُلَّهُ أَ مَا تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَهُ فَتَغْسِلَ ذَلِكَ عَنْكَ أَ وَ مَا تَكْرَهُ أَنْ لاَ تَدْخُلَهُ فَيَبْقَى ذَلِكَ عَلَيْكَ قَالَ بَلَى يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَ فَذَاكَ اَلْمَوْتُ هُوَ ذَلِكَ اَلْحَمَّامُ وَ هُوَ آخِرُ مَا بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ تَمْحِيصِ ذُنُوبِكَ وَ تَنْقِيَتِكَ مِنْ سَيِّئَاتِكَ فَإِذَا أَنْتَ وَرَدْتَ عَلَيْهِ وَ جَاوَزْتَهُ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ غَمٍّ وَ هَمٍّ وَ أَذًى وَ وَصَلْتَ إِلَى كُلِّ سُرُورٍ وَ فَرَحٍ فَسَكَنَ اَلرَّجُلُ وَ اِسْتَسْلَمَ وَ نَشِطَ وَ غَمَّضَ عَيْنَ نَفْسِهِ وَ مَضَى لِسَبِيلِهِ.

10 - وَ سُئِلَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلْمَوْتِ مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ اَلتَّصْدِيقُ بِمَا لاَ يَكُونُ (1) حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ إِنَّ اَلْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ

ص: 290


1- . أي هو أمر، التصديق به تصديق بما لا يكون اذ المؤمن لا يموت بالموت و الكافر أيضا كذلك لانه كان ميتا قبله (قاله المجلسيّ - رحمه اللّه -) و يأتي له معنى آخر بعد تمام الحديث.

لَمْ يَكُنْ مَيِّتاً فَإِنَّ اَلْمَيِّتَ هُوَ اَلْكَافِرُ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - يُخْرِجُ اَلْحَيَّ مِنَ اَلْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ اَلْمَيِّتَ مِنَ اَلْحَيِّ (1) يَعْنِي اَلْمُؤْمِنَ مِنَ اَلْكَافِرِ وَ اَلْكَافِرَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِ (2).

باب معنى المحبنطي

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ اِبْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: تَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ اَلْأُمَمَ غَداً فِي اَلْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ اَلسِّقْطَ لَيَجِيءُ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بَابِ اَلْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ اُدْخُلِ اَلْجَنَّةَ فَيَقُولُ لاَ حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَايَ قَبْلِي.

قال أبو عبيدة المحبنطي بغير همز المتغضب المستبطئ للشيء و المحبنطئ بالهمز العظيم البطن المنتفخ قال و منه قيل لعظيم البطن حبنطأ و يقال السقط و السقط و قال أبو عبيد يقال سقط و سقط و سقط.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله حفوا الشوارب و أعفوا اللحى و لا تتشبهوا بالمجوس

1 - حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ اَلْمُكَتِّبُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيُّ عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي خَيْرُ اَلْجَعَافِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: حُفُّوا اَلشَّوَارِبَ وَ أَعْفُوا اَللِّحَى وَ لاَ تَتَشَبَّهُوا بِالْمَجُوسِ.

ص: 291


1- . الروم: 18.
2- . قوله: «التصديق بما لا يكون» الظاهر أن المعنى أن التصديق بما لا يكون أي الامر المحال هو بمنزلة الموت و هو فعل الاحمق الذي لا عقل له و قد روى عن الصادق عليه السلام أنّه قال: اذا اردت ان تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون فان أنكره فهو عاقل و ان صدقه فهو أحمق. و قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقد العقل فقد الحياة و لا يقاس الا بالاموات و يؤيد هذا المعنى ذيل الخبر أيضا. و على هذا ذكر الخبر في هذا الباب غير مناسب.

قال الكسائي قوله تعفى يعني توفر و تكثر قال أبو عبيد يقال فيه قد عفا الشعر و غيره إذا كثر يعفو فهو عاف و قد عفوته و أعفيته لغتان إذا فعلت ذلك به قال الله عز و جل حَتّٰى عَفَوْا(1) يعني كثروا و يقال في غير هذا الموضع قد عفى الشيء إذا درس و انمحى قال لبيد بن ربيعة العامري

عفت الديار محلها فمقامها *** بمنى تأبد غولها فرجامها

و عفى أيضا إذا أتى الرجل الرجل يطلب إليه حاجة أو رفدا فقد عفاه و هو يعفوه و هو عاف و منه

الحديث المرفوع: مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ وَ مَا أَصَابَتِ (2) اَلْعَافِيَةُ مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ. و العافية هاهنا كل طالب رزقا من إنسان أو دابة أو طائر أو غير ذلك و جمع العافي عفاة و قال الأعشى

تطوف العفاة بأبوابه *** كطوف النصارى ببيت الوثن

قال و المعتفي مثل العافي.

باب معنى السكة المأبورة و المهرة المأمورة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَشَّارٍ اَلْقَزْوِينِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ اَلْبَرْمَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ اَلْأَحْمَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: خَيْرُ اَلْمَالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ وَ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ.

2 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلدَّيْلَمِيُّ اَلْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ اَلْأَصَمُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اَللَّهِ اَلْمُنَادِي قَالَ حَدَّثَنَا رُوحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ اَلْعَدَوِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ

ص: 292


1- . الأعراف: 95 و الآية هكذا «ثُمَّ بَدَّلْنٰا مَكٰانَ اَلسَّيِّئَةِ اَلْحَسَنَةَ حَتّٰى عَفَوْا»
2- . في بعض النسخ [و ما اصابه].

هُبَيْرَةَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: خَيْرُ مَالِ اَلْمَرْءِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ.

قوله سكة مأبورة يقال هي(1) الطريقة المستقيمة المستوية المصطفة من النخل و يقال إنما سميت الأزقة سككا لاصطفاف الدور فيها كطرائق النخل هذا في اللغة.

وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: لاَ تُسَمُّوا اَلطَّرِيقَ اَلسِّكَّةَ فَإِنَّهُ لاَ سِكَّةَ إِلاَّ سِكَكُ اَلْجَنَّةِ.

و أما المأبورة فهي التي قد لقحت قال أبو عبيد(2) لقحت للواحدة خفيفة و للجمع بالتثقيل لقحت يقال أبرت النخل آبرها أبرا و هي نخلة مأبورة و يقال استأبرت(3)غيري إذا سألته أن يأبر لك نخلك و كذلك الزرع و الآبر العامل و المؤتبر رب الزرع و المأبور الزرع و النخل الذي قد لقح و أما المهرة المأمورة فإنها الكثيرة النتاج و فيها لغتان يقال قد أمرها الله فهي مأمورة و آمرها ممدودة فهي مؤمرة و قد قرأ بعضهم أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا(4) غير ممدودة يكون هذا من الأمر -.

وَ رُوِيَ عَنِ اَلْحَسَنِ:

أَنَّهُ فَسَّرَهَا فَقَالَ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا. و قد يكون أمرنا بمعنى أكثرنا على قوله مهرة مأمورة و فرس مأمورة و من قرأها آمرنا فمدها فليس معناه إلا أكثرنا و من قرأها مشددة فقال أمرنا فهذا من التسليط و يقال في الكلام قد أمر القوم يأمرون إذا كثروا و هو من قوله مهرة مأمورة.

باب معنى الأشهر المعلومات للحج

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى

ص: 293


1- . تفسير للفظة «سكة» يريد أن المراد بقوله: «سكة مأبورة» هى النخلة الملقوحة اطلقت السكة عليها مجازا لعلاقة المجاورة أو نحوها و قيل: ان المراد بالسكة آلة الحرث و هى الحديدة التي تشق الأرض للزرع اطلقت على نفس الزرع مجازا و الزرع المأبور هو الذي اصلح و القح. (م).
2- . جملة معترضة تبين كيفية قراءة لفظة «لقحت» و انها مخففة لا مثقلة. (م).
3- . في أكثر النسخ [ائتبرت].
4- . الإسراء: 17.

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ اَلْبَزَنْطِيِّ عَنِ اَلْمُثَنَّى عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ (1) قَالَ شَوَّالٌ وَ ذُو اَلْقَعْدَةِ وَ ذُو اَلْحِجَّةِ - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: وَ شَهْرٌ مُفْرَدٌ لِلْعُمْرَةِ رَجَبٌ.

باب معنى الرفث و الفسوق و الجدال

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَيْدٍ اَلشَّحَّامِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلرَّفَثِ وَ اَلْفُسُوقِ وَ اَلْجِدَالِ قَالَ أَمَّا اَلرَّفَثُ فَالْجِمَاعُ وَ أَمَّا اَلْفُسُوقُ فَهُوَ اَلْكَذِبُ أَ لاَ تَسْمَعُ قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ (2) وَ اَلْجِدَالُ هُوَ قَوْلُ اَلرَّجُلِ لاَ وَ اَللَّهِ وَ بَلَى وَ اَللَّهِ وَ سِبَابُ اَلرَّجُلِ اَلرَّجُلَ.

باب معنى ما اشترط الله عز و جل على الناس في الحج و ما شرط لهم

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: قَالَ فِي اَلْحَجِّ إِنَّ اَللَّهَ اِشْتَرَطَ عَلَى اَلنَّاسِ شَرْطاً وَ شَرَطَ لَهُمْ شَرْطاً فَمَنْ وَفَى وَفَى اَللَّهُ لَهُ قُلْتُ مَا اَلَّذِي اِشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ وَ مَا اَلَّذِي شَرَطَ لَهُمْ فَقَالَ أَمَّا اَلَّذِي اِشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُ قَالَ - فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ اَلْحَجَّ فَلاٰ رَفَثَ وَ لاٰ فُسُوقَ وَ لاٰ جِدٰالَ فِي اَلْحَجِّ (3) وَ أَمَّا اَلَّذِي شَرَطَ لَهُمْ قَالَ - فَمَنْ تَعَجَّلَ

ص: 294


1- . البقرة: 197.
2- . الحجرات: 6.
3- . البقرة: 197.

فِي يَوْمَيْنِ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اِتَّقىٰ (1) قَالَ يَرْجِعُ وَ لاَ ذَنْبَ لَهُ قُلْتُ أَ رَأَيْتَ مَنِ اُبْتُلِيَ بِالْجِمَاعِ مَا عَلَيْهِ قَالَ عَلَيْهِ بَدَنَةٌ وَ إِنْ كَانَتِ اَلْمَرْأَةُ أَعَانَتْ بِشَهْوَةٍ مَعَ شَهْوَةِ اَلرَّجُلِ فَعَلَيْهِمَا بَدَنَتَانِ يَنْحَرَانِهِمَا وَ إِنْ كَانَ اِسْتَكْرَهَهَا وَ لَيْسَ بِهَوًى مِنْهَا فَلَيْسَ عَلَيْهَا شَيْ ءٌ وَ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَنْفِرَ اَلنَّاسُ وَ حَتَّى(2) يَرْجِعَا إِلَى اَلْمَكَانِ اَلَّذِي أَصَابَا فِيهِ مَا أَصَابَا قُلْتُ أَ رَأَيْتَ إِنْ أَخَذَا فِي غَيْرِ ذَلِكَ اَلطَّرِيقِ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى أَ يَجْتَمِعَانِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَ رَأَيْتَ إِنِ اُبْتُلِيَ بِالْفُسُوقِ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً قَالَ يَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَ يُلَبِّي قُلْتُ أَ رَأَيْتَ إِنِ اُبْتُلِيَ بِالْجِدَالِ قَالَ فَإِذَا جَادَلَ فَوْقَ مَرَّتَيْنِ فَعَلَى اَلْمُصِيبِ دَمٌ يُهَرِيقُهُ دَمُ شَاةٍ وَ عَلَى اَلْمُخْطِئِ دَمٌ يُهَرِيقُهُ دَمُ بَقَرَةٍ.

باب معنى الحج الأكبر و الحج الأصغر

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ ذَرِيحٍ اَلْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْحَجُّ اَلْأَكْبَرُ يَوْمُ اَلنَّحْرِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَوْمِ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ فَقَالَ هُوَ يَوْمُ اَلنَّحْرِ وَ اَلْأَصْغَرُ اَلْعُمْرَةُ.

3 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْحَجُّ اَلْأَكْبَرُ يَوْمُ اَلْأَضْحَى - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مِثْلَ ذَلِكَ.

ص: 295


1- . البقرة: 201.
2- . كذا في النسخ التي بأيدينا و الظاهر أن الواو زائدة.

4 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ اَلنَّضْرِ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْحَجُّ اَلْأَكْبَرُ يَوْمُ اَلْأَضْحَى.

5 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ فَقَالَ أَ عِنْدَكَ فِيهِ شَيْ ءٌ فَقُلْتُ نَعَمْ كَانَ اِبْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ اَلْحَجُّ اَلْأَكْبَرُ يَوْمُ عَرَفَةَ يَعْنِي أَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طُلُوعِ اَلْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ اَلنَّحْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ اَلْحَجَّ وَ مَنْ فَاتَهُ ذَلِكَ فَاتَهُ اَلْحَجُّ فَجَعَلَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ لِمَا قَبْلَهَا وَ لِمَا بَعْدَهَا وَ اَلدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ اَلنَّحْرِ إِلَى طُلُوعِ اَلْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ اَلْحَجَّ وَ أَجْزَأَ عَنْهُ مِنْ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْحَجُّ اَلْأَكْبَرُ يَوْمُ اَلنَّحْرِ وَ اِحْتَجَّ بِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - فَسِيحُوا فِي اَلْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ(1) فَهِيَ عِشْرُونَ مِنْ ذِي اَلْحِجَّةِ وَ اَلْمُحَرَّمُ وَ اَلصَّفَرُ وَ شَهْرُ رَبِيعٍ اَلْأَوَّلِ وَ عَشْرٌ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ اَلْآخِرِ وَ لَوْ كَانَ اَلْحَجُّ اَلْأَكْبَرُ يَوْمَ عَرَفَةَ لَكَانَ اَلسَّيْحُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ يَوْماً وَ اِحْتَجَّ بِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ أَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى اَلنّٰاسِ - يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ(2) وَ كُنْتُ أَنَا اَلْأَذَانَ فِي اَلنَّاسِ فَقُلْتُ لَهُ مَا مَعْنَى هَذِهِ اَللَّفْظَةِ - اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ فَقَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ اَلْأَكْبَرَ لِأَنَّهَا كَانَتْ سَنَةً حَجَّ فِيهَا اَلْمُسْلِمُونَ وَ اَلْمُشْرِكُونَ وَ لَمْ يَحُجَّ اَلْمُشْرِكُونَ بَعْدَ تِلْكَ اَلسَّنَةِ.

باب معنى الأيام المعلومات و الأيام المعدودات

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ

ص: 296


1- . في بعض النسخ [الحسن] و المراد منهما ابنا سعيد.
2- . التوبة: 2.

سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ يَذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ فِي أَيّٰامٍ مَعْلُومٰاتٍ (1) قَالَ أَيَّامُ اَلْعَشْرِ(2).

2 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ فِي أَيّٰامٍ مَعْلُومٰاتٍ قَالَ هِيَ أَيَّامُ اَلتَّشْرِيقِ (3).

3 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلصَّلْتِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَيْدٍ اَلشَّحَّامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اُذْكُرُوا اَللّٰهَ فِي أَيّٰامٍ مَعْدُودٰاتٍ قَالَ اَلْمَعْلُومَاتُ وَ اَلْمَعْدُودَاتُ وَاحِدَةٌ وَ هِيَ أَيَّامُ اَلتَّشْرِيقِ.

باب معنى المكاء و التصدية

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ اَلْيَمَانِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مٰا كٰانَ صَلاٰتُهُمْ عِنْدَ اَلْبَيْتِ إِلاّٰ مُكٰاءً وَ تَصْدِيَةً (4) قَالَ اَلتَّصْفِيرُ وَ اَلتَّصْفِيقُ (5).

باب معنى الأذان من الله و رسوله

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ

ص: 297


1- . الحجّ: 28.
2- . في بعض النسخ [أيام التشريق].
3- . أيام التشريق: ثلاثة أيّام بعد عيد الأضحى سميت بها لان لحوم الاضاحى تشرق فيها.
4- . الأنفال: 36.
5- . التصفير: التصويت بالشفتين، و التصفيق: التصويت باليدين بضرب باطن الراحة على باطن الأخرى.

سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ (1) قَالَ اَلْأَذَانُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ اَلْحَارِثِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ بْنِ اَلنَّصْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى اَلنّٰاسِ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ فَقَالَ اِسْمٌ نَحَلَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ مِنَ اَلسَّمَاءِ لِأَنَّهُ هُوَ اَلَّذِي أَدَّى عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَرَاءَةَ وَ قَدْ كَانَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ أَوَّلاً فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اَللَّهَ يَقُولُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يُبَلِّغْ عَنْكَ إِلاَّ أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عِنْدَ ذَلِكَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَحِقَ أَبَا بَكْرٍ وَ أَخَذَ اَلصَّحِيفَةَ مِنْ يَدِهِ وَ مَضَى بِهَا إِلَى مَكَّةَ فَسَمَّاهُ اَللَّهُ تَعَالَى أَذَاناً مِنَ اَللَّهِ إِنَّهُ اِسْمٌ نَحَلَهُ اَللَّهُ مِنَ اَلسَّمَاءِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

باب معنى الشاهد و المشهود و معنى اليوم المجموع له الناس

1 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - ذٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ اَلنّٰاسُ وَ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ(2) قَالَ اَلْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَ اَلْمَجْمُوعُ لَهُ اَلنَّاسُ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ

ص: 298


1- . التوبة: 3.
2- . هود: 103.

أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ(1) قَالَ اَلشَّاهِدُ يَوْمُ اَلْجُمُعَةِ وَ اَلْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ.

3 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: اَلشَّاهِدُ يَوْمُ اَلْجُمُعَةِ وَ اَلْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَ اَلْمَوْعُودُ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ.

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ اَلشَّاهِدُ يَوْمُ عَرَفَةَ.

5 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّنْ رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلَهُ اَلْأَبْرَشُ اَلْكَلْبِيُّ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا قِيلَ لَكَ فَقَالَ قَالُوا اَلشَّاهِدُ يَوْمُ اَلْجُمُعَةِ وَ اَلْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْسَ كَمَا قِيلَ لَكَ اَلشَّاهِدُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَ اَلْمَشْهُودُ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ أَ مَا تَقْرَأُ اَلْقُرْآنَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - ذٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ اَلنّٰاسُ وَ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ .

6 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ اَلشَّاهِدُ يَوْمُ اَلْجُمُعَةِ وَ اَلْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَ اَلْمَوْعُودُ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ.

7 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مُوسَى اَلْخَشَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ اَلْهَاشِمِيِّ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (2) عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

ص: 299


1- . البروج: 3.
2- . الظاهر أنّه عبد الرحمن بن كثير مولى عبّاس بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العباس فصحف.

باب معنى المكاعمة و المكامعة

1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ اَلنَّيْسَابُورِيُّ اَلْعَطَّارُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلنَّيْسَابُورِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَدَ اَلْيَرْبُوعِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْفَضْلِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْمُكَاعَمَةِ وَ اَلْمُكَامَعَةِ فَالْمُكَاعَمَةُ أَنْ يَلْثِمَ (1) اَلرَّجُلُ اَلرَّجُلَ وَ اَلْمُكَامَعَةُ أَنْ يُضَاجِعَهُ وَ لاَ يَكُونُ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ.

باب معنى البعال

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْوَرَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْأَسَدِيُّ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيُّ عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ اَلْخُزَاعِيَّ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ (2) فَأَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ فِي اَلنَّاسِ أَيَّامَ مِنًى أَلاَّ تَصُومُوا هَذِهِ اَلْأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَ شُرْبٍ وَ بِعَالٍ وَ اَلْبِعَالُ اَلنِّكَاحُ وَ مُلاَعَبَةُ اَلرَّجُلِ أَهْلَهُ.

باب معنى الإقعاء

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمْدَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ

ص: 300


1- . لثمه: قبّله.
2- . الاورق: الذي لونه لون الرماد.

عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لاَ بَأْسَ بِالْإِقْعَاءِ فِي اَلصَّلاَةِ بَيْنَ اَلسَّجْدَتَيْنِ وَ بَيْنَ اَلرَّكْعَةِ اَلْأُولَى وَ اَلثَّانِيَةِ وَ بَيْنَ اَلرَّكْعَةِ اَلثَّالِثَةِ وَ اَلرَّابِعَةِ وَ إِذَا أَجْلَسَكَ اَلْإِمَامُ فِي مَوْضِعٍ يَجِبُ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فَتَجَافَى وَ لاَ يَجُوزُ اَلْإِقْعَاءُ فِي مَوْضِعِ اَلتَّشَهُّدَيْنِ إِلاَّ مِنْ عِلَّةٍ لِأَنَّ اَلْمُقْعِيَ لَيْسَ بِجَالِسٍ إِنَّمَا جَلَسَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَ اَلْإِقْعَاءُ أَنْ يَضَعَ اَلرَّجُلُ أَلْيَتَيْهِ عَلَى عَقِبَيْهِ فِي تَشَهُّدَيْهِ فَأَمَّا اَلْأَكْلُ مُقْعِياً فَلاَ بَأْسَ بِهِ لِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ أَكَلَ مُقْعِياً.

باب معنى المطيطاء

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمْدَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي اَلْمُطَيْطَاءَ (1) وَ خَدَمَتْهُمْ فَارِسُ وَ اَلرُّومُ كَانَ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ. و المطيطاء التبختر و مد اليدين في المشي.

باب معنى ثياب القسي

1 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِقُمَّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ ثَلاَثِينَ وَ ثَلاَثِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَلاَثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: نَهَانِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لاَ أَقُولُ نَهَاكُمْ عَنِ اَلتَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ وَ عَنْ ثِيَابِ اَلْقَسِّيِّ وَ عَنْ مَيَاثِرِ

ص: 301


1- . المطيطاء - بضم الميم مقصورا و ممدودا و فتحها ممدودا - التبختر و مد اليدين في المشى.

اَلْأُرْجُوَانِ وَ عَنِ اَلْمَلاَحِفِ اَلْمُفْدَمَةِ (1) وَ عَنِ اَلْقِرَاءَةِ وَ أَنَا رَاكِعٌ.

قال حمزة بن محمد القسي ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير و أصحاب الحديث يقولون القسي بكسر القاف و أهل مصر يقولون القسي تنسب إلى بلاد يقال لها القس هكذا ذكره القاسم بن سلام و قال قد رأيتها و لم يعرفها الأصمعي.

باب معنى الشجنة

باب معنى الشجنة(2)

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّ رَحِمَ اَلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَتَتَعَلَّقُ بِالْعَرْشِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ تَتَعَلَّقُ بِهَا أَرْحَامُ اَلْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ يَا رَبِّ صِلْ مَنْ وَصَلَنَا وَ اِقْطَعْ مَنْ قَطَعَنَا قَالَ وَ يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنَا اَلرَّحْمَنُ وَ أَنْتِ اَلرَّحِمُ شَقَقْتُ اِسْمَكَ مِنِ اِسْمِي فَمَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ وَ لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال سمعت القاسم بن سلام يقول في معنى

قول النبي صلى الله عليه و آله: الرحم شجنة من الله عز و جل. يعني أنه قرابة مشتبكة كاشتباك العروق و قول القائل الحديث ذو شجون إنما هو تمسك بعضه ببعض و قال بعض أهل العلم يقال شجر متشجن إذا التف بعضه ببعض و يقال شجنة و شجنة(3) و الشجن كالغصن يكون من

ص: 302


1- . الملاحف - جمع الملحف و الملحفة -: ما يلبس فوق الالبسة و يتغطى به، و المفدمة: الحمرة المشبعة حمرة.
2- . الشجن - بفتحتين - و الشجنة - بتثليت الشين المعجمة -: الغصن الملتف المشتبك و الشعبة من كل شيء.
3- . بالفتح و الكسر.

الشجرة -. وَ قَدْ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ فَاطِمَةَ شِجْنَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَ يَسُرُّنِي مَا يَسُرُّهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهَا .

2 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا اَلْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ اَلتَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبَايَةَ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ:

إِنَّ فَاطِمَةَ شِجْنَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَ يَسُرُّنِي مَا يَسُرُّهَا وَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرْضَى لِرِضَاهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهَا.

باب معنى الجبار

باب معنى الجبار(1)

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ اَلنَّهْدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْعَجْمَاءُ جُبَارٌ وَ اَلْبِئْرُ جُبَارٌ وَ اَلْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَ فِي اَلرِّكَازِ اَلْخُمُسُ وَ اَلْجُبَارُ اَلْهَدَرُ اَلَّذِي لاَ دِيَةَ فِيهِ وَ لاَ قَوَدَ(2).

أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني - قال حدثنا علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلام أنه قال العجماء هي البهيمة و إنما سميت عجماء لأنها لا تتكلم و كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم و مستعجم و منه

قول الحسن عليه السلام: صَلاَةُ اَلنَّهَارِ عَجْمَاءُ. يقول لا تسمع فيها قراءة و أما الجبار فهو الهدر و إنما جعل جرح العجماء هدرا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد و لا سائق و لا راكب فإذا كان معها واحد من هؤلاء الثلاثة فهو ضامن لأن الجناية حينئذ ليست للعجماء و إنما هي جناية صاحبها الذي أوطأها

ص: 303


1- . الجبار - بضم الجيم و الباء الموحدة الخفيفة -
2- . القود - بفتحتين -: القصاص.

الناس و أما قوله و البئر جبار فإن فيها غير قول(1) يقال إنها البئر يستأجر عليها صاحبها رجلا يحفرها في ملكه فينهار(2) على الحافر فليس على صاحبها ضمان و يقال إنها البئر تكون في ملك الرجل فيسقط فيها إنسان أو دابة فلا ضمان عليه لأنها في ملكه.

و قال القاسم بن سلام هي عندي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر و لا مالك تكون بالوادي فيقع فيها الإنسان أو الدابة فذلك هدر بمنزلة الرجل يوجد قتيلا بفلاة من الأرض لا يعلم له قاتل فليس فيه قسامة و لا دية و أما قوله المعدن جبار فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب و الفضة فيجيء قوم يحتفرونها لهم بشيء مسمى فربما أنهار المعدن عليهم فيقتلهم فدماؤهم هدر لأنهم إنما عملوا بأجرة و أما قوله و في الركاز الخمس فإن أهل العراق و أهل الحجاز اختلفوا في الركاز فقال أهل العراق الركاز المعادن كلها و قال أهل الحجاز الركاز المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام.

باب معنى الإسجاح

1 - أَخْبَرَنَا اَلْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِبَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَكَمِ عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ يَوْمَ اَلْجَمَلِ لِعَائِشَةَ كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اَللَّهِ بِكِ يَا حُمَيْرَاءُ فَقَالَتْ لَهُ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ (3) يَعْنِي تَكَرَّمْ.

ص: 304


1- . أي ليس في معنى هذه الجملة قول واحد بل أقوال ثلاثة. (م).
2- . انهار البناء: أو البئر انهدم و سقط.
3- . اسجح الوالى: احسن العفو.

باب معنى الحوأب و الجمل الأدبب

1 - أَخْبَرَنَا اَلْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِبَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَنَّهُ قَالَ لِنِسَائِهِ لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ اَلْجَمَلِ اَلْأَدْبَبِ (1) اَلَّتِي تَنْبَحُهَا كِلاَبُ اَلْحَوْأَبِ (2)فَيُقْتَلُ عَنْ يَمِينِهَا وَ عَنْ يَسَارِهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ ثُمَّ تَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ.

الحوأب ماء لبني عامر و الجمل الأذيب(3) يقال إن الذئبة داء يأخذ الدواب يقال برذون مذءوب و أظن الجمل الأذيب مأخوذ من ذلك و قوله تنجو بعد ما كادت أي تنجو بعد ما كادت تهلك.

باب معنى الصائم المفطر

1 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ اَلسَّرَخْسِيُّ اَلْفَقِيهُ بِسَرَخْسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ المحرمي(4)[اَلْمَخْرَمِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ اَلْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي اَلْعَلاَءِ بْنِ اَلشِّخِّيرِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ:

أَتَيْتُ اَلرَّبَذَةَ أَلْتَمِسُ أَبَا ذَرٍّ فَقَالَتْ لِي اِمْرَأَتُهُ ذَهَبَ يَمْتَهِنُ (5) قَالَ فَإِذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ أَقْبَلَ يَقُودُ

ص: 305


1- . الأدب - بادغام الباء و فكه -: الجمل الكثير الشعر أو الذي كثر وبر وجهه و في بعض النسخ [الاذيب].
2- . نبح الكلب: صات. و الحوأب فسّره المؤلف.
3- . الظاهر أن المؤلّف رحمه اللّه قرأ: «الاذيب» بالذال المعجمة و الياء أو الهمزة فاحتمل أن يكون مأخوذا من الذئبة و هي داء يكون في حلوق الدوابّ و الأولى بل المتعين كما في أكثر النسخ التي عندنا قراءته بالدال المهملة و الباء الموحدة ليكون مأخوذا من الدبب و هو كثرة شعر الجمل أو كثرة وبر وجهه. (م).
4- . في بعض النسخ [المخرمى].
5- . امتهن الرجل: استعمل للخدمة.

بَعِيرَيْنِ قَدْ قَطَرَ(1) أَحَدَهُمَا بِذَنَبِ اَلْآخَرِ قَدْ عَلَّقَ فِي عُنُقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِرْبَةً قَالَ فَقُمْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسْتُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَ كَلَّمَ اِمْرَأَتَهُ بِشَيْ ءٍ فَقَالَ أُفٍّ أَ مَا تَزِيدِينَ عَلَى مَا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّمَا اَلْمَرْأَةُ كَالضِّلْعِ إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا وَ فِيهَا بُلْغَةٌ ثُمَّ جَاءَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا مِثْلُ اَلْقَطَاةِ فَقَالَ كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَاءَ فَأَكَلَ قَالَ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اَللَّهِ (2) مَنْ ظَنَنْتُ أَنْ يَكْذِبَنِي مِنَ اَلنَّاسِ فَلَمْ أَظُنَّ أَنَّكَ تَكْذِبُنِي قَالَ وَ مَا ذَاكَ قُلْتُ إِنَّكَ قُلْتَ لِي إِنَّكَ صَائِمٌ ثُمَّ جِئْتَ فَأَكَلْتَ قَالَ وَ أَنَا اَلْآنَ أَقُولُهُ إِنِّي صُمْتُ مِنْ هَذَا اَلشَّهْرِ ثَلاَثاً فَوَجَبَ لِي صَوْمُهُ وَ حَلَّ لِي فِطْرُهُ (3).

باب معنى القميص و الرداء و التاج و السراويل و التكة و النعل و العصا ...

باب معنى القميص و الرداء و التاج و السراويل و التكة و النعل و العصا التي أكرم الله عز و جل بها نبيه محمدا صلَّى اللَّه عليه و آله لما أخرجه من صلب عبد المطلب

حَدَّثَنَا اَلْحَاكِمُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اَلصَّمَدِ بْنُ يَحْيَى اَلْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلْمَدَنِيُّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ اَلثَّوْرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ نُورَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ اَلْعَرْشَ وَ اَلْكُرْسِيَّ وَ اَللَّوْحَ وَ اَلْقَلَمَ وَ اَلْجَنَّةَ وَ اَلنَّارَ وَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ (4)آدَمَ وَ نُوحاً وَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ وَ

ص: 306


1- . قطر و قطر و أقطر الإبل: قرب بعضها الى بعض على نسق.
2- . «من» شرطية و في بعض النسخ «ما ظننت» و المعنى: ان ظننت ان يكذب أحد من الناس لم اظن أنك تكذب. (م).
3- . أي لما صمت من هذا الشهر ثلاثة أيّام فقد ثبت لي صوم الشهر كله لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فأنا في هذا الشهر صائم مع انه يحل لي الإفطار و لعله رضي اللّه عنه أراد بهذا العمل تعليم الراوي سنة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. (م).
4- . في بعض النسخ [قبل أن خلق] فى الموضعين.

يَعْقُوبَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ دَاوُدَ وَ سُلَيْمَانَ وَ كُلَّ مَنْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قَوْلِهِ - وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ إِلَى قَوْلِهِ - وَ هَدَيْنٰاهُمْ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ (1) - وَ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ اَلْأَنْبِيَاءَ كُلَّهُمْ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وَ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (2) وَ خَلَقَ عَزَّ وَ جَلَّ مَعَهُ اِثْنَيْ عَشَرَ حِجَاباً حِجَابَ اَلْقُدْرَةِ وَ حِجَابَ اَلْعَظَمَةِ وَ حِجَابَ اَلْمِنَّةِ وَ حِجَابَ اَلرَّحْمَةِ وَ حِجَابَ اَلسَّعَادَةِ وَ حِجَابَ اَلْكَرَامَةِ وَ حِجَابَ اَلْمَنْزِلَةِ وَ حِجَابَ اَلْهِدَايَةِ وَ حِجَابَ اَلنُّبُوَّةِ وَ حِجَابَ اَلرِّفْعَةِ وَ حِجَابَ اَلْهَيْبَةِ وَ حِجَابَ اَلشَّفَاعَةِ ثُمَّ حَبَسَ نُورَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حِجَابِ اَلْقُدْرَةِ اِثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ وَ فِي حِجَابِ اَلْعَظَمَةِ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ عَالِمِ اَلسِّرِّ وَ فِي حِجَابِ اَلْمِنَّةِ عَشْرَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ - سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لاَ يَلْهُو وَ فِي حِجَابِ اَلرَّحْمَةِ تِسْعَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ اَلرَّفِيعِ اَلْأَعْلَى وَ فِي حِجَابِ اَلسَّعَادَةِ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لاَ يَسْهُو وَ فِي حِجَابِ اَلْكَرَامَةِ سَبْعَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِيٌّ لاَ يَفْتَقِرُ وَ فِي حِجَابِ اَلْمَنْزِلَةِ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ اَلْعَلِيمِ اَلْكَرِيمِ وَ فِي حِجَابِ اَلْهِدَايَةِ خَمْسَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ ذِي اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ وَ فِي حِجَابِ اَلنُّبُوَّةِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ فِي حِجَابِ اَلرِّفْعَةِ ثَلاَثَةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ ذِي اَلْمُلْكِ وَ اَلْمَلَكُوتِ وَ فِي حِجَابِ اَلْهَيْبَةِ أَلْفَيْ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ وَ فِي حِجَابِ اَلشَّفَاعَةِ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ - سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ (3)- ثُمَّ أَظْهَرَ اِسْمَهُ عَلَى اَللَّوْحِ فَكَانَ عَلَى اَللَّوْحِ

ص: 307


1- . الأنعام: 84 الى 87.
2- . من المعلوم انه لم يكن قبل خلق ما ذكره عليه السلام من العرش و الكرسيّ و السماوات و الأرض زمان و لا زمانى البتة فتلك السنون التي ذكرها ليست ممّا نوقتها و نقدرها بايامنا و ساعاتنا التي هي كلها مقدار الحركة كيف و لم يكن حركة و لا متحرك بعد، فهى من الأيّام و السنين الربوبية قال تعالى: «وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّٰا تَعُدُّونَ» فافهم. (م).
3- . قال العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه -: ليس الغرض ذكر جميع احواله صلّى اللّه عليه و آله في الذر لعدم موافقة العدد، بل قد جرى على نوره أحوال قبل تلك الأحوال او بعدها او بينها لم تذكر في الخبر.

مُنَوَّراً أَرْبَعَةَ آلاَفِ سَنَةٍ ثُمَّ أَظْهَرَهُ عَلَى اَلْعَرْشِ فَكَانَ عَلَى سَاقِ اَلْعَرْشِ مُثْبَتاً سَبْعَةَ آلاَفِ سَنَةٍ إِلَى أَنْ وَضَعَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ نَقَلَهُ مِنْ صُلْبِ آدَمَ إِلَى صُلْبِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ مِنْ صُلْبٍ إِلَى صُلْبٍ حَتَّى أَخْرَجَهُ اَللَّهُ تَعَالَى مِنَ صُلْبِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ فَأَكْرَمَهُ بِسِتِّ كَرَامَاتٍ أَلْبَسَهُ قَمِيصَ اَلرِّضَا وَ رَدَّاهُ بِرِدَاءِ اَلْهَيْبَةِ وَ تَوَّجَهُ بِتَاجِ اَلْهِدَايَةِ وَ أَلْبَسَهُ سَرَاوِيلَ اَلْمَعْرِفَةِ وَ جَعَلَ تِكَّتَهُ تِكَّةَ اَلْمَحَبَّةِ يَشُدُّ بِهَا سَرَاوِيلَهُ وَ جَعَلَ نَعْلَهُ نَعْلَ اَلْخَوْفِ وَ نَاوَلَهُ عَصَا اَلْمَنْزِلَةِ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ اِذْهَبْ إِلَى اَلنَّاسِ فَقُلْ لَهُمْ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ وَ كَانَ أَصْلُ ذَلِكَ اَلْقَمِيصِ مِنْ سِتَّةِ أَشْيَاءَ قَامَتُهُ مِنَ اَلْيَاقُوتِ وَ كُمَّاهُ (1) مِنَ اَللُّؤْلُؤِ وَ دِخْرِيصُهُ (2) مِنَ اَلْبِلَّوْرِ اَلْأَصْفَرِ وَ إِبْطَاهُ مِنَ اَلزَّبَرْجَدِ وَ جُرُبَّانُهُ (3)مِنَ اَلْمَرْجَانِ اَلْأَحْمَرِ وَ جَيْبُهُ مِنْ نُورِ اَلرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ فَقَبِلَ اَللَّهُ تَوْبَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِذَلِكَ اَلْقَمِيصِ وَ رَدَّ خَاتَمَ سُلَيْمَانَ بِهِ وَ رَدَّ يُوسُفَ إِلَى يَعْقُوبَ بِهِ وَ نَجَّى يُونُسَ مِنْ بَطْنِ اَلْحُوتِ بِهِ وَ كَذَلِكَ سَائِرُ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ أَنْجَاهُمْ مِنَ اَلْمِحَنِ بِهِ وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ اَلْقَمِيصُ إِلاَّ قَمِيصَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام لعثمان إن قلت لم أقل إلا ما تكره و ليس لك عندي إلا ما تحب

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى اَلْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ اَلْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ (4) اَلْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَنْبَرٍ مَوْلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَحَبَّا

ص: 308


1- . الكم - بضم الكاف -: مدخل اليد و مخرجه من الثوب.
2- . الدخريص - بالكسر -: لبنة القميص.
3- . الجربان - بكسرتين او ضمتين -: طوق القميص.
4- . في بعض النسخ [ابى يعفور].

اَلْخَلْوَةَ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالتَّنَحِّي فَتَنَحَّيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَجَعَلَ عُثْمَانُ يُعَاتِبُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ عَلِيٌّ مُطْرِقٌ (1) فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ فَقَالَ مَا لَكَ لاَ تَقُولُ فَقَالَ إِنْ قُلْتُ لَمْ أَقُلْ إِلاَّ مَا تَكْرَهُ وَ لَيْسَ لَكَ عِنْدِي إِلاَّ مَا تُحِبُّ .

قال المبرد تأويل ذلك إن قلت اعتددت عليك بمثل ما اعتددت به علي فيلذعك عتابي و عقدي أن لا أفعل و إن كنت عاتبا إلا ما تحب.

باب معاني الألفاظ التي ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته بالنخيلة حين بلغه قتل حسان بن حسان عامله بالأنبار

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْجَلُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا اِبْنُ عَائِشَةَ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ: أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ اِنْتَهَى إِلَيْهِ (2) أَنَّ خَيْلاً لِمُعَاوِيَةَ وَرَدَتِ اَلْأَنْبَارَ فَقَتَلُوا عَامِلاً لَهُ يُقَالُ لَهُ حَسَّانُ بْنُ حَسَّانَ فَخَرَجَ مُغْضَباً يَجُرُّ ثَوْبَهُ حَتَّى أَتَى اَلنُّخَيْلَةَ وَ اتَّبَعَهُ اَلنَّاسُ فَرَقَى رَبَاوَةً (3) مِنَ اَلْأَرْضِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَلْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ فَتَحَهُ اَللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ اَلتَّقْوَى وَ دِرْعُ اَللَّهِ اَلْحَصِينَةُ وَ جُنَّتُهُ اَلْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اَللَّهُ ثَوْبَ اَلذُّلِّ وَ سِيمَاءَ (4) اَلْخَسْفِ وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ(5) وَ قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى حَرْبِ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ لَيْلاً وَ نَهَاراً وَ سِرّاً

ص: 309


1- . اطرق الرجل: سكت و أرخى عينيه ينظر الى الأرض.
2- . انتهى إليه الخبر: بلغه.
3- . الرباوة: بتثليث الراء المهملة - ما ارتفع من الأرض.
4- . السيما - مقصورا و ممدودا -: الهيئة و العلامة.
5- . الخسف و الصغار: الذل، و في أكثر النسخ «بالصغار» و سيجيء تفسير الخطبة من المؤلّف - رحمه اللّه -

وَ إِعْلاَناً وَ قُلْتُ لَكُمُ اُغْزُوهُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَ اَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا فَتَوَاكَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ وَ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ قَوْلِي - وَ اِتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِيًّا حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ اَلْغَارَاتُ هَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ اَلْأَنْبَارَ وَ قَتَلُوا حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ وَ رِجَالاً مِنْهُمْ كَثِيراً وَ نِسَاءً وَ اَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُدْخَلُ عَلَى اَلْمَرْأَةِ اَلْمُسْلِمَةِ وَ اَلْمُعَاهَدَةِ فَتُنْتَزَعُ أَحْجَالُهُمَا وَ رُعُثُهُمَا ثُمَّ اِنْصَرَفُوا مَوْفُورِينَ لَمْ يُكْلَمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ كَلْماً - فَلَوْ أَنَّ اِمْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ دُونِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ عِنْدِي فِيهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ عِنْدِي بِهِ جَدِيراً يَا عَجَباً كُلَّ اَلْعَجَبِ مِنْ تَظَاُفِر هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ فَشَلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ إِذَا قُلْتُ لَكُمُ اُغْزُوهُمْ فِي اَلشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذَا أَوَانُ قُرٍّ وَ صِرٍّ وَ إِذَا قُلْتُ لَكُمُ اُغْزُوهُمْ فِي اَلصَّيْفِ قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ اَلْقَيْظِ أَنْظِرْنَا يَنْصَرِمِ اَلْحَرُّ عَنَّا فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ اَلْحَرِّ وَ اَلْبَرْدِ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَ اَللَّهِ مِنَ اَلسَّيْفِ أَفَرُّ يَا أَشْبَاهَ اَلرِّجَالِ وَ لاَ رِجَالَ وَ يَا طَغَامَ اَلْأَحْلاَمِ (1) وَ يَا عُقُولَ رَبَّاتِ اَلْحِجَالِ (2) وَ اَللَّهِ لَقَدْ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ لَقَدْ مَلَأْتُمْ جَوْفِي غَيْظاً حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ اِبْنَ أَبِي طَالِبٍ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لاَ رَأْيَ لَهُ فِي اَلْحَرْبِ لِلَّهِ دَرُّهُمْ وَ مَنْ ذَا يَكُونُ أَعْلَمَ بِهَا وَ أَشَدَّ لَهَا مِرَاساً مِنِّي فَوَ اَللَّهِ لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ اَلْعِشْرِينَ وَ لَقَدْ نَيَّفْتُ اَلْيَوْمَ عَلَى اَلسِّتِّينِ وَ لَكِنْ لاَ رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ يَقُولُهَا ثَلاَثاً فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَ مَعَهُ أَخُوهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَ أَخِي هَذَا كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حِكَايَةً عَنْ مُوسَى رَبِّ إِنِّي لاٰ أَمْلِكُ إِلاّٰ نَفْسِي وَ أَخِي(3) فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ فَوَ اَللَّهِ لَنَنْتَهِيَنَّ إِلَيْهِ وَ لَوْ حَالَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ جَمْرُ اَلْغَضَا(4) وَ شَوْكُ اَلْقَتَادِ فَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ ثُمَّ قَالَ وَ أَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

< تفسيره> قال المبرد سيما الخسف تأويله علامة قال الله عز و جل سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ(5) و قال الله عز و جل يُعْرَفُ اَلْمُجْرِمُونَ بِسِيمٰاهُمْ (6) -

ص: 310


1- . أي ضعاف العقول.
2- . كناية عن النساء.
3- . المائدة: 25.
4- . الجمر: النار المتقدة؛ و الغضا: شجر من الاثل خشبه صلب جدا و يبقى جمره زمانا طويلا لا ينطفئ.
5- . الفتح: 29.
6- . الرحمن: 41.

و قال الله عز و جل - يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاٰفٍ مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (1) أي معلمين قوله و ديث الصغار تأويل ذلك يقال للبعير إذا ذللته الدمامة(2) بعير مديث أي مذلل و قوله في عقر ديارهم أي في أصل ديارهم و العقر الأصل و من ثم قيل لفلان عقار أي أصل مال و قوله تواكلتم هو مشتق من وكلت الأمر إليك و وكلته إلى إذا لم يتوله أحد دون صاحبه و لكن أحال به كل واحد إلى الآخر و من ذلك قول الحطيئة

أمون إذا واكلتها لا تواكل.

و قوله وَ اِتَّخَذْتُمُوهُ وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِيًّا(3) أي لم تلتفتوا إليه يقال في المثل لا تجعل حاجتي منك بظهر أي لا تطرحها غير ناظر إليها و قوله حتى شنت عليكم الغارات يقول صبت يقال شننت الماء على رأسه أي صببته و من كلام العرب فلما لقي فلان فلانا شنه بالسيف أي صبه عليه صبا و قوله هذا أخو غامد فهو رجل مشهور من أصحاب معاوية من بني غامد بن نضر من الأزد و قوله فتنتزع أحجالهما يعني الخلاخيل واحدها حجل و من ذلك قيل للدابة محجلة و يقال للقيد حجل لأنه يقع في ذلك الموضع و قوله و رعثهما فهي الشنوف(4)واحدها رعثة و جمعها رعاث و جمع الجمع رعث و قوله ثم انصرفوا موفورين من الوفر أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن و لا مال يقال فلان موفور و فلان ذو وفر أي ذو مال و يكون موفورا في بدنه و قوله لم يكلم أحد منهم كلما أي لم يخدش أحد منهم خدشا و كل جرح صغير أو كبير فهو كلم و قوله مات من دون هذا أسفا يقول تحسرا و قد يكون الأسف الغضب قال الله عز و جل فَلَمّٰا آسَفُونٰا اِنْتَقَمْنٰا مِنْهُمْ (5) و الأسيف يكون بمعنى الأجير و يكون بمعنى الأسير و قوله من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم أي من تعاونهم و تظاهرهم فيه و قوله و فشلكم عن حقكم -

ص: 311


1- . آل عمران: 121.
2- . الدمامة - بالفتح - قبح المنظر. و في بعض النسخ [الرياضة].
3- . هود: 92.
4- . جمع الشنف و هو ما يعلق في الاذن من الحلى.
5- . الزخرف: 55.

يقال فشل فلان عن كذا إذا هابه فنكل عنه و امتنع من المضي فيه و قوله قلتم هذا أوان قر و صر فالصر شدة البرد قال الله عز و جل كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهٰا صِرٌّ(1) و قوله هذه حمارة القيظ فالقيظ الصيف و حمارته اشتداد حره.

باب معنى قول الرسل عليهم السلام إذا قيل لهم يوم القيامة مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا

باب(2)معنى قول الرسل عليهم السلام إذا قيل لهم يوم القيامة مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمَرْوَزِيُّ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (3) بْنِ عَلِيٍّ اَلْكَحَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي يَزِيدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - يَوْمَ يَجْمَعُ اَللّٰهُ اَلرُّسُلَ فَيَقُولُ مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا(4) قَالَ يَقُولُونَ لاَ عِلْمَ لَنَا بِسِوَاكَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْقُرْآنُ كُلُّهُ تَقْرِيعٌ وَ بَاطِنُهُ تَقْرِيبٌ.

قال مصنف هذا الكتاب يعني بذلك أن من وراء آيات التوبيخ و الوعيد آيات الرحمة و الغفران.

باب معنى نفس العقل و روحه و رأسه و عينيه و لسانه و فمه و قلبه و ما قوي به

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمَرْوَزِيُّ اَلْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو

ص: 312


1- . آل عمران: 117. و اطلاق الصر للريح الباردة كالصرصر شايع و هو في الأصل مصدر نعت به.
2- . قد تقدم هذا الباب بعينه مع بيانه ص 231 و كان موجودا في جميع النسخ التي عندنا إلاّ نسخة واحدة.
3- . في بعض النسخ [عيّاش بن يزيد بن الحسن].
4- . المائدة: 108.

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْمُقْرِي اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلْكَحَّالُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ اَلصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ اَلَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَجَعَلَ اَلْعِلْمَ نَفْسَهُ وَ اَلْفَهْمَ رُوحَهُ وَ اَلزُّهْدَ رَأْسَهُ وَ اَلْحَيَاءَ عَيْنَيْهِ وَ اَلحِكْمَةَ لِسَانَهُ وَ اَلرَّأْفَةَ فَمَهُ وَ اَلرَّحْمَةَ قَلْبَهُ ثُمَّ حَشَاهُ وَ قَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ بِالْيَقِينِ وَ اَلْإِيمَانِ وَ اَلصِّدْقِ وَ اَلسَّكِينَةِ وَ اَلْإِخْلاَصِ وَ اَلرِّفْقِ وَ اَلْعَطِيَّةِ وَ اَلْقُنُوعِ وَ اَلتَّسْلِيمِ وَ اَلشُّكْرِ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ فَقَالَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي لَيْسَ لَهُ نِدٌّ وَ لاَ شِبْهٌ وَ لاَ شَبِيهٌ وَ لاَ كُفْوٌ وَ لاَ عَدِيلٌ وَ لاَ مِثْلٌ وَ لاَ مِثَالٌ اَلَّذِي كُلُّ شَيْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ فَقَالَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ لاَ أَطْوَعَ لِي مِنْكَ وَ لاَ أَرْفَعَ مِنْكَ وَ لاَ أَشْرَفَ مِنْكَ وَ لاَ أَعَزَّ مِنْكَ بِكَ أُوَحَّدُ وَ بِكَ أُعْبَدُ وَ بِكَ أُدْعَى وَ بِكَ أُرْتَجَى وَ بِكَ أُبْتَغَى وَ بِكَ أُخَافُ وَ بِكَ أُحْذَرُ وَ بِكَ اَلثَّوَابُ وَ بِكَ اَلْعِقَابُ فَخَرَّ اَلْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً وَ كَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ فَقَالَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ اِرْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اِشْفَعْ تُشَفَّعْ فَرَفَعَ اَلْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِلَهِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ فَقَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ لِمَلاَئِكَتِهِ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ.

باب معنى ما جاء في لعن الذهب و الفضة

1 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ اَلْعَلَوِيُّ اَلْحُسَيْنِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [بْنُ] أُمِيدْوَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ اَلْأَنْبَارِيِّ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَعَنَ اَللَّهُ اَلذَّهَبَ وَ اَلْفِضَّةَ لاَ يُحِبُّهُمَا إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْ جِنْسِهِمَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ اَلذَّهَبُ وَ اَلْفِضَّةُ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِلَيْهِ إِنَّمَا اَلذَّهَبُ اَلَّذِي ذَهَبَ بِالدِّينِ وَ اَلْفِضَّةُ اَلَّتِي أَفَاضَ اَلْكُفْرَ.

ص: 313

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه هذا حديث لم أسمعه إلا من الحسن بن حمزة العلوي و لم أروه عن شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و لكنه صحيح عندي يؤيده الخبر المنقول

عن أمير المؤمنين عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَنَا يَعْسُوبُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمَالُ يَعْسُوبُ اَلظَّلَمَةِ وَ اَلْمَالُ لاَ يَرُوسُ إِنَّمَا يُرَاسُ بِهِ (1). فهو كناية عمن ذهب بالدين و أفاض الكفر و إنما وقعت الكناية بهما لأنهما أثمان كل شيء كما أن الذين كني عنهم أصول كل كفر و ظلم.

باب معنى الدرجات و الكفارات و الموبقات و المنجيات

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ اَلْجَهْمِ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعْدٍ اَلْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ثَلاَثٌ دَرَجَاتٌ وَ ثَلاَثٌ كَفَّارَاتٌ وَ ثَلاَثٌ مُوبِقَاتٌ (2) وَ ثَلاَثٌ مُنْجِيَاتٌ فَأَمَّا اَلدَّرَجَاتُ فَإِفْشَاءُ اَلسَّلاَمِ وَ إِطْعَامُ اَلطَّعَامِ وَ اَلصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّاسُ نِيَامٌ وَ أَمَّا اَلْكَفَّارَاتُ فَإِسْبَاغُ اَلْوُضُوءِ فِي اَلسَّبَرَاتِ وَ اَلْمَشْيُ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ إِلَى اَلْجَمَاعَاتِ وَ اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى اَلصَّلَوَاتِ وَ أَمَّا اَلْمُوبِقَاتُ فَشُحٌّ مُطَاعٌ وَ هَوًى مُتَّبَعٌ وَ إِعْجَابُ اَلْمَرْءِ بِنَفْسِهِ وَ أَمَّا اَلْمُنْجِيَاتُ فَخَوْفُ اَللَّهِ فِي اَلسِّرِّ وَ اَلْعَلاَنِيَةِ وَ اَلْقَصْدُ فِي اَلْغِنَى وَ اَلْفَقْرِ وَ كَلِمَةُ اَلْعَدْلِ فِي اَلرِّضَا وَ اَلسَّخَطِ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه -

رُوِيَ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: اَلشُّحُّ اَلْمُطَاعُ سُوءُ اَلظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. و أما السبرات فجمع سبرة و هو شدة البرد و بها سمي الرجل سبرة.

ص: 314


1- . راس يروس روسا: مشى متبخترا.
2- . الموبق: المهلك و الموبقات: المهالك و المعاصى.

باب معنى رمضان

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ فَذَكَرْنَا رَمَضَانَ فَقَالَ لاَ تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ وَ لاَ ذَهَبَ رَمَضَانُ وَ لاَ جَاءَ رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ يَجِيءُ وَ لاَ يَذْهَبُ وَ إِنَّمَا يَجِيءُ وَ يَذْهَبُ اَلزَّائِلُ وَ لَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضٰانَ فَالشَّهْرُ اَلْمُضَافُ إِلَى اَلاِسْمِ وَ اَلاِسْمُ اِسْمُ اَللَّهِ وَ هُوَ اَلشَّهْرُ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ جَعَلَهُ اَللَّهُ تَعَالَى مَثَلاً وَ عِيداً(1).

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْخَثْعَمِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ: لاَ تَقُولُوا رَمَضَانَ وَ لَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضٰانَ فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ.

باب معنى ليلة القدر

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلسَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ اَلْكِنَانِيِّ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا عَلِيُّ أَ تَدْرِي مَا مَعْنَى لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ فَقُلْتُ لاَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدَّرَ فِيهَا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ فَكَانَ فِيمَا قَدَّرَ عَزَّ وَ جَلَّ وَلاَيَتُكَ وَ وَلاَيَةُ اَلْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

ص: 315


1- . أي الشهر أو القرآن مثلا اي حجّة و عيدا اي محل سرور لاوليائه و المثل بالثانى أنسب كما أن العيد بالأول أنسب. (قاله المجلسيّ - رحمه اللّه -).

اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ قَالَ مَا أَبْيَنَ فَضْلَهَا عَلَى اَلسُّوَرِ قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ فَضْلُهَا قَالَ نَزَلَتْ وَلاَيَةُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيهَا قُلْتُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ اَلَّتِي نَرْتَجِيهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ نَعَمْ هِيَ لَيْلَةٌ قُدِّرَتْ فِيهَا اَلسَّمَاوَاتُ وَ اَلْأَرْضُ وَ قُدِّرَتْ وَلاَيَةُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيهَا.

باب معنى خضراء الدمن

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلشَّيْبَانِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ اَلْبَرْقِيُّ (2) عَنْ يَحْيَى بْنِ اَلْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ اَلصَّيْرَفِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ لِلنَّاسِ إِيَّاكُمْ وَ خَضْرَاءَ اَلدِّمَنِ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا خَضْرَاءُ اَلدِّمَنِ قَالَ اَلْمَرْأَةُ اَلْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ سُوءٍ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه قال أبو عبيد نراه أراد فساد النسب إذا خيف أن يكون لغير رشدة و إنما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة و أصل الدمن ما تدمنه الإبل و الغنم من أبعارها و أبوالها فربما ينبت فيها(3)النبات الحسن و أصله(4) في دمنة يقول فمنظرها حسن أنيق و منبتها فاسد قال الشاعر

و قد ينبت المرعى على دمن الثرى *** و تبقى حزازات النفوس كما هيا

ضربه مثلا للرجل الذي يظهر المودة و في قلبه العداوة.

ص: 316


1- . مر الكلام فيه في ص 131 من الكتاب.
2- . في بعض النسخ [أحمد بن بشر الرقّى] و الظاهر أنّه أحمد بن بشير البرقي كما عنونه العلامة في القسم الثاني من الخلاصة و يؤيده رواية سهل بن زياد عنه و في الكافي «سهل بن زياد عن أحمد بن بشر البرقي» فى باب الصفة بغير ما وصف به نفسه ج 1 ص 102.
3- . في بعض النسخ [فيه].
4- . في بعض النسخ [من].

باب معنى جامع مجمع و ربيع مربع و كرب مقمع و غل قمل

باب معنى جامع مجمع و ربيع مربع و كرب مقمع(1) و غل قمل

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: اَلنِّسَاءُ أَرْبَعٌ جَامِعٌ مُجْمِعٌ وَ رَبِيعٌ مُرْبِعٌ وَ كَرْبٌ مُقْمِعٌ وَ غُلٌّ قَمِلٌ.

قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة و ربيع مربع التي في حجرها ولد و في بطنها آخر و كرب مقمع أي سيئة الخلق مع زوجها و غل قمل أي هي عند زوجها كالغل القمل و هو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله و لا يتهيأ أن يحل منه شيء و هو مثل للعرب.

باب معنى الغنيمة و الغرام و الودود و الولود و العقيم و الصخابة و الولاجة و الهمازة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ اَلْكَرْخِيِّ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ صَاحِبَتِي هَلَكَتْ وَ كَانَتْ لِي مُوَافِقَةً وَ قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ فَقَالَ اُنْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ وَ مَنْ تُشْرِكُهُ فِي مَالِكَ وَ تُطْلِعُهُ عَلَى دِينِكَ وَ سِرِّكَ وَ أَمَانَتِكَ فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَبِكْراً تُنْسَبُ إِلَى اَلْخَيْرِ وَ إِلَى حُسْنِ اَلْخُلُقِ (2)

أَلاَ إِنَّ اَلنِّسَاءَ خُلِقْنَ شَتَّى *** فَمِنْهُنَّ اَلْغَنِيمَةُ وَ اَلْغَرَامُ

ص: 317


1- . رواه الكليني - رحمه اللّه - بسند آخر في الكافي ج 5 ص 324 و فيه «و خرقاء مقمع» بدل «كرب مقمع» و امراة خرقاء أي قليلة العقل.
2- . رواه الكليني - رحمه اللّه - في الكافي ج 5 ص 323 و زاد بعد قوله: «و الى حسن الخلق» و اعلم أنهن كما قال.

وَ مِنْهُنَّ اَلْهِلاَلُ إِذَا تَجَلَّى *** لِصَاحِبِهِ وَ مِنْهُنَّ اَلظَّلاَمُ

فَمَنْ يَظْفَرْ بِصَالِحِهِنَّ يَسْعَدْ *** وَ مَنْ يُغْبَنْ فَلَيْسَ لَهُ اِنْتِقَامُ

وَ هُنَّ ثَلاَثٌ فَامْرَأَةٌ وَلُودٌ وَدُودٌ تُعِينُ زَوْجَهَا عَلَى دَهْرِهِ لِدُنْيَاهُ وَ لِآخِرَتِهِ وَ لاَ تُعِينُ اَلدَّهْرَ عَلَيْهِ وَ اِمْرَأَةٌ عَقِيمٌ لاَ ذَاتُ جَمَالٍ وَ لاَ خُلُقٍ وَ لاَ تُعِينُ زَوْجَهَا عَلَى خَيْرٍ وَ اِمْرَأَةٌ صَخَّابَةٌ وَلاَّجَةٌ هَمَّازَةٌ (1) تَسْتَقِلُّ اَلْكَثِيرَ وَ لاَ تَقْبَلُ اَلْيَسِيرَ.

باب معنى الشهبرة و اللهبرة و النهبرة و الهيدرة و اللفوت

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ اَلتَّمِيمِيُّ اَلطَّبَرِيُّ بِأَسْفَرَايِينَ (2) فِي مَسْجِدِ اَلْجَامِعِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ(3) مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ اَلطُّوسِيُّ بِطَبَرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ اَلْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ اَلْمَرْوَزِيُّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو حَنِيفَةَ اَلنُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ أُفِيدُكَ حَدِيثاً طَرِيفاً لَمْ تَسْمَعْ أَطْرَفَ مِنْهُ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ اَلنَّخَعِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ (4)عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا زَيْدُ تَزَوَّجْتَ قُلْتُ لاَ قَالَ تَزَوَّجْ تَسْتَعِفَّ مَعَ عِفَّتِكَ وَ لاَ تَزَوَّجَنَّ خَمْساً قَالَ زَيْدٌ مَنْ هُنَّ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَ تَزَوَّجَنَّ شَهْبَرَةً وَ لاَ لَهْبَرَةً وَ لاَ نَهْبَرَةً وَ لاَ هَيْدَرَةً وَ لاَ لَفُوتاً قَالَ زَيْدٌ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا عَرَفْتُ مِمَّا قُلْتَ شَيْئاً وَ إِنِّي بِآخِرِهِنَّ لَجَاهِلٌ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَ لَسْتُمْ عَرَباً أَمَّا اَلشَّهْبَرَةُ فَالزَّرْقَاءُ اَلْبَذِيَّةُ وَ أَمَّا اَللَّهْبَرَةُ فَالطَّوِيلَةُ اَلْمَهْزُولَةُ وَ أَمَّا اَلنَّهْبَرَةُ فَالْقَصِيرَةُ اَلدَّمِيمَةُ وَ أَمَّا اَلْهَيْدَرَةُ فَالْعَجُوزُ اَلْمُدْبِرَةُ وَ أَمَّا اَللَّفُوتُ فَذَاتُ اَلْوَلَدِ مِنْ غَيْرِكَ.

ص: 318


1- . الصخابة: شديدة الصياح. و الولاجة: كثيرة الدخول و الخروج، و الهمازة هي العيابة الطعانة.
2- . كذا ضبطه في المراصد. و في القاموس أسفراين.
3- . في بعض النسخ [أبو منصور].
4- . في بعض النسخ [عبد اللّه بن نجية].

باب معنى قول رسول الله صلى الله عليه و آله حين رأى من يحتجم في شهر رمضان أفطر الحاجم و المحجوم

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ اِبْنَ عَبَّاسٍ عَنِ اَلصَّائِمِ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَحْتَجِمَ قَالَ نَعَمْ مَا لَمْ يَخْشَ ضَعْفاً عَلَى نَفْسِهِ قُلْتُ فَهَلْ تَنْقُضُ اَلْحِجَامَةُ صَوْمَهُ فَقَالَ لاَ فَقُلْتُ فَمَا مَعْنَى قَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِينَ رَأَى مَنْ يَحْتَجِمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَفْطَرَ اَلْحَاجِمُ وَ اَلْمَحْجُومُ فَقَالَ إِنَّمَا أَفْطَرَا لِأَنَّهُمَا تَسَابَّا وَ كَذَبَا فِي سَبِّهِمَا عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَ لِلْحِجَامَةِ.

قال مصنف هذا الكتاب و للحديث معنى آخر و هو أنه من احتجم فقد عرض نفسه للاحتياج إلى الإفطار لضعف لا يؤمن أن يعرض له فيحوجه إلى ذلك و قد سمعت بعض المشايخ بنيسابور يذكر في معنى قول الصادق عليه السلام أفطر الحاجم و المحجوم أي دخلا بذلك في فطرتي و سنتي لأن الحجامة مما أمر عليه السلام به فاستعمله.

باب معنى القواعد و البواسق و الجون و الخفو و الوميض و الرحى

1 - حَدَّثَنَا اَلْحَاكِمُ أَبُو اَلْحَسَنِ عَبْدُ اَلْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ اَلنَّيْسَابُورِيُّ اَلْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلْهَاشِمِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو اَلضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ اَلْمُهَلَّبِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلتَّمِيمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَنَشَأَتْ (2) سَحَابَةٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ

ص: 319


1- . في بعض النسخ «عبد اللّه بن محمّد بن سليمان» و في آخر «عبيد اللّه بن سليمان».
2- . أي ارتفعت.

هَذِهِ سَحَابَةٌ نَاشِئَةٌ فَقَالَ كَيْفَ تَرَوْنَ قَوَاعِدَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَحْسَنَهَا وَ أَشَدَّ تَمَكُّنَهَا قَالَ كَيْفَ تَرَوْنَ بَوَاسِقَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَحْسَنَهَا وَ أَشَدَّ تَرَاكُمَهَا قَالَ كَيْفَ تَرَوْنَ جَوْنَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَحْسَنَهُ وَ أَشَدَّ سَوَادَهُ قَالَ فَكَيْفَ تَرَوْنَ رَحَاهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَحْسَنَهَا وَ أَشَدَّ اِسْتِدَارَتَهَا قَالَ فَكَيْفَ تَرَوْنَ بَرْقَهَا أَ خَفْواً أَمْ وَمِيضاً أَمْ يَشُقُّ شَقّاً قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ بَلْ يَشُقُّ شَقّاً فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْحَيَا(1) فَقَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَفْصَحَكَ وَ مَا رَأَيْنَا اَلَّذِي هُوَ أَفْصَحُ مِنْكَ فَقَالَ وَ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ وَ بِلِسَانِي نَزَلَ اَلْقُرْآنُ بِلِسٰانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ - وَ حَدَّثَنَا اَلْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ اَلرِّيَاحِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلضَّرِيرِ: بِهَذَا اَلْحَدِيثِ.

أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال القواعد هي أصولها المعترضة في آفاق السماء و أحسبها تشبه بقواعد البيت و هي حيطانه و الواحدة قاعدة قال الله عز و جل - وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرٰاهِيمُ اَلْقَوٰاعِدَ مِنَ اَلْبَيْتِ وَ إِسْمٰاعِيلُ (2) و أما البواسق ففروعها المستطيلة إلى وسط السماء إلى الأفق الآخر و كذلك كل طويل فهو باسق قال الله عز و جل وَ اَلنَّخْلَ بٰاسِقٰاتٍ لَهٰا طَلْعٌ نَضِيدٌ(3) و الجون هو الأسود اليحمومي و جمعه جون و أما قوله فكيف ترون رحاها فإن رحاها استدارة السحابة في السماء و لهذا قيل رحى الحرب و هو الموضع الذي يستدار فيه لها و الخفو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم و فيه لغتان و يقال خفا البرق يخفو خفوا و يخفى خفيا و الوميض أن يلمع قليلا ثم يسكن و ليس له اعتراض و أما الذي يشق شقا فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا و لا شمالا.

قال مصنف هذا الكتاب و الحيا المطر.

ص: 320


1- . الحيا - مقصورا -: المطر و الخصب.
2- . البقرة: 127 و قوله تعالى «اَلْقَوٰاعِدَ» اى الاسس و الجدر.
3- . ق: 10 - قوله: «و النخل باسقات» أي طوالا - حال مقدرة - و قوله. «لَهٰا طَلْعٌ نَضِيدٌ» اى متراكب بعضها على بعض.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله بادروا إلى رياض الجنة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ اَلنَّقَّاشُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: بَادِرُوا إِلَى رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ فَقَالُوا وَ مَا رِيَاضُ اَلْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ اَلذِّكْرِ.

باب معنى ما جاء في الإبل أنها أعنان الشياطين و أنها لا يجيء خيرها إلا من جانبها الأشأم

1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلسَّكُونِيُّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي اَلْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْغَنَمُ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ أَقْبَلَتْ وَ اَلْبَقَرُ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ وَ اَلْإِبِلُ أَعْنَانُ اَلشَّيَاطِينِ إِذَا أَقْبَلَتْ أَدْبَرَتْ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ وَ لاَ يَجِيءُ خَيْرُهَا إِلاَّ مِنْ جَانِبِهَا اَلْأَشْأَمِ (1) قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَمَنْ يَتَّخِذُهَا بَعْدَ ذَا قَالَ فَأَيْنَ اَلْأَشْقِيَاءُ اَلْفَجَرَةُ (2). قال صالح و أنشد إسماعيل بن مهران

هي المال لو لا قلة الخفض حولها *** فمن شاء داراها و من شاء باعها.

أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد

ص: 321


1- . في بعض النسخ [من الجانب الاشأم].
2- . كذا.

أنه قال قوله أعنان الشياطين أعنان كل شيء نواحيه و أما الذي يحكيه أبو عمرو فأعنان الشيء نواحيه قالها أبو عمرو و غيره فإن كانت الأعنان محفوظة فأراد أن الإبل من نواحي الشيطان أي أنها على أخلاقها و طبائعها و قوله لا تقبل إلا مولية و لا تدبر إلا مولية فهذا عندي كالمثل الذي يقال فيها إنها إذا أقبلت أدبرت و إذا أدبرت أدبرت و ذلك لكثرة آفاتها و سرعة فنائها و قوله لا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم يعني الشمال يقال لليد الشمال الشؤم و منه قول الله عز و جل - وَ أَصْحٰابُ اَلْمَشْئَمَةِ يريد أصحاب الشمال و معنى قوله لا يأتي نفعها إلا من هناك يعني أنها لا تحلب و لا تركب إلا من شمالها و هو الجانب الذي يقال له الوحشي في قول الأصمعي لأنه الشمال قال و الأيمن هو الإنسي(1) و قال بعضهم لا و لكن الإنسي(2) هو الذي يأتيه الناس في الاحتلاب و الركوب و الوحشي هو الأيمن لأن الدابة لا تؤتى من جانبها الأيمن إنما تؤتى من الأيسر قال أبو عبيد فهذا هو القول عندي و إنما الجانب الوحشي الأيمن لأن الخائف إنما يفر من موضع المخافة إلى موضع الأمن(3).

باب معنى عاجل بشرى المؤمن

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْمَرْزُبَانِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ اَلْجُونِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اَللَّهِ عَلَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ اَلرَّجُلُ يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ وَ يُحِبُّهُ اَلنَّاسُ قَالَ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى اَلْمُؤْمِنِ.

ص: 322


1- . في أكثر النسخ «الايسر» و هو تصحيف. (م).
2- . في أكثر النسخ «الايسر» و هو تصحيف. (م).
3- . قال الجزريّ في نهايته: «فى صفة الإبل» و لا يأتي خيرها إلاّ من جانبها الاشأم يعنى الشمال و منه قولهم لليد الشمال: الشؤمى تأنيث الاشأم، يريد بخيرها لبنها لأنّها تحلب و تركب من الجانب الايسر و منه حديث عدى «فينظر أيمن منه و أشأم منه فلا يرى إلاّ ما قدّم» انتهى.

باب معنى عرفاء أهل الجنة

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي وَ عَلِيُّ بْنُ اَلْعَبَّاسِ اَلْبَجَلِيُّ وَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلنَّصْرِ اَلطُّوسِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ اَلْعَابِدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: حَمَلَةُ اَلْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ.

باب معنى الفرقة الواحدة الناجية

1 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ اَلسَّرَخْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْإِفْرِيقِيُّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلٌ بِمِثْلٍ وَ إِنَّهُمْ تَفَرَّقُوا عَلَى اِثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً وَ سَتُفَرَّقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً تَزِيدُ عَلَيْهِمْ وَاحِدَةً كُلُّهَا فِي اَلنَّارِ غَيْرَ وَاحِدَةٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا تِلْكَ اَلْوَاحِدَةُ قَالَ هُوَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ اَلْيَوْمَ أَنَا وَ أَصْحَابِي.

باب معنى قول الصادق عليه السلام من أعطي أربعا لم يحرم أربعا

1 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ(1) بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا

ص: 323


1- . كذا في جميع النسخ التي بأيدينا و الظاهر أن لفظة «ابن» زائدة و الصحيح «أبو احمد الحسن» كما سيأتي بعد روايتين و جميع النسخ هناك خالية عنها. (م).

أَبُو اَلْقَاسِمِ بَدْرُ بْنُ اَلْهَيْثَمِ اَلْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْمُنْذِرِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِيَ اَلدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ اَلْإِجَابَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ اَلاِسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ اَلتَّوْبَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ اَلشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ اَلزِّيَادَةَ وَ مَنْ أُعْطِيَ اَلصَّبْرَ لَمْ يُحْرَمِ اَلْأَجْرَ.

باب معنى شيء أصله في الأرض و فرعه في السماء

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ أَ تَرَوْنَ لَوْ جَمَعْتُمْ مَا عِنْدَكُمْ مِنَ اَلْآنِيَةِ (1) وَ اَلْمَتَاعِ أَ كُنْتُمْ تَرَوْنَهُ يَبْلُغُ اَلسَّمَاءَ قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ أَ فَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْ ءٍ أَصْلُهُ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَرْعُهُ فِي اَلسَّمَاءِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ يَقُولُ أَحَدُكُمْ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ اَلْفَرِيضَةِ سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاَثِينَ مَرَّةً فَإِنَّ أَصْلَهُنَّ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَرْعَهُنَّ فِي اَلسَّمَاءِ وَ هُنَّ يَدْفَعْنَ اَلْحَرَقَ وَ اَلْغَرَقَ وَ اَلْهَدْمَ وَ اَلتَّرَدِّيَ فِي اَلْبِئْرِ وَ مِيتَةَ اَلسَّوْءِ وَ هُنَّ اَلْبَاقِيَاتُ اَلصَّالِحَاتُ.

باب معنى زينة الآخرة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ اَلرَّيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ اَلْعَبَّاسِ وَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلنَّضْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ اَلنَّضْرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: اَلْمٰالُ وَ اَلْبَنُونَ زِينَةُ اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ مِنْ آخِرِ اَللَّيْلِ وَ اَلْوَتْرُ زِينَةُ اَلْآخِرَةِ وَ قَدْ يَجْمَعُهُمَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَقْوَامٍ.

ص: 324


1- . في بعض النسخ [الابنية].

باب معنى النصيب من الدنيا

1 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْقُشَيْرِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحُوَيْشِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اَلْكُوفِيُّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لاٰ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ اَلدُّنْيٰا(3) قَالَ لاَ تَنْسَ صِحَّتَكَ وَ قُوَّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ أَنْ تَطْلُبَ بِهَا اَلْآخِرَةَ.

باب معنى لكع

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَأْتِي عَلَى اَلنَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَسْعَدَ اَلنَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعَ خَيْرُ اَلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنِ.

اللكع العبد اللئيم قد قيل إن اللكع الصغير و قد قيل إنه الردي و مؤمن بين كريمين أي بين أبوين مؤمنين كريمين و قد قيل بين الحج و الجهاد و قد قيل بين الفرسين يغزو عليهما و قيل بين بعيرين ليستقي عليهما و يعتزل الناس(4).

ص: 325


1- . في بعض النسخ [محمّد بن أحمد النسيرى].
2- . في بعض النسخ [أبو الحريش أحمد بن عيسى الكوفيّ].
3- . القصص: 77.
4- . قال الجزريّ: اللكع عند العرب العبد ثمّ استعمل في الحمق و الذم يقال للرجل: لكع و للمرأة لكاع - بفتح اللام - و قد لكع الرجل - من باب علم - يلكع لكعا فهو ألكع و أكثر ما يقع في النداء و هو اللئيم و قيل: الوسخ و قد يطلق على الصغير.

باب معنى الأنواء

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمْدَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ثَلاَثَةٌ مِنْ عَمَلِ اَلْجَاهِلِيَّةِ اَلْفَخْرُ بِالْأَنْسَابِ وَ اَلطَّعْنُ فِي اَلْأَحْسَابِ وَ اَلاِسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ (1).

أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أنه قال سمعت عدة من أهل العلم يقولون إن الأنواء ثمانية و عشرون نجما(2) معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها من الصيف و الشتاء و الربيع و الخريف يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته و كلاهما معلوم مسمى و انقضاء هذه الثمانية و العشرين كلها مع انقضاء السنة ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة و كانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع نجم آخر قالوا لا بد أن يكون عند ذلك رياح و مطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون مطرنا بنوء الثريا و الدبران و السماك و ما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي الأنواء واحدها نوء و إنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع و هو ينوء نوءا و ذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به و كذلك كل ناهض ينتقل بإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه قال تبارك و تعالى لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي اَلْقُوَّةِ (3) .

ص: 326


1- . يأتي معناه من المؤلّف.
2- . الشرطان، البطين، النجم، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرف، الجبهة، الخراتان، الصرفة، العوّاء، السماك، الغفر، الزبانى، الاكليل، القلب، الشولة، النعائم البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الاخبية، فرغ الدلو المقدم، فرغ الدلو المؤخر، الحوت. و قال: و لا تستنئ العرب بها كلها إنّما تذكر بالانواء بعضها و هي معروفة في اشعارهم و كلامهم (لسان العرب).
3- . القصص: 76.

باب معنى أسنان الإبل التي تؤخذ في الزكاة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ أَبِي بَصِيرٍ وَ بُرَيْدٍ اَلْعِجْليِّ وَ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالاَ: فِي صَدَقَةِ اَلْإِبِلِ فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ فَإِذَا(1) بَلَغَتْ ذَلِكَ فَفِيهَا اِبْنَةُ مَخَاضٍ (2) ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسَةً وَ ثَلاَثِينَ فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسَةً وَ ثَلاَثِينَ فَفِيهَا اِبْنَةُ لَبُونٍ ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسَةً وَ أَرْبَعِينَ - فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسَةً وَ أَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ اَلْفَحْلِ ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ حَتَّى تَبْلُغَ سِتِّينَ فَإِذَا بَلَغَتْ سِتِّينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ فَفِيهَا بِنْتَا لَبُونٍ ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعِينَ فَإِذَا بَلَغَتْ تِسْعِينَ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا اَلْفَحْلِ ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَيْ ءٌ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَ مِائَةً فَإِذَا بَلَغَتْ عِشْرِينَ وَ مِائَةً فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا اَلْفَحْلِ فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ عَلَى عِشْرِينَ وَ مِائَةٍ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ وَ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ اِبْنَةُ لَبُونٍ ثُمَّ تَرْجِعُ اَلْإِبِلُ

ص: 327


1- . المشهور بين الاصحاب أن في خمسة و عشرين خمس شياه فإذا زاد عليها فابنة مخاض، و يعتبر في سائر النصب زيادة واحدة باجماع علماء الإسلام على ما نقل فيحتمل أن يكون المراد بقوله «فاذا بلغت» اذا زادت عليه و يمكن تأييده بذكر الحقتين تارة لتسعين و اخرى لعشرين و مائة و لا معنى لجعل نصابين متّحدين و لعله ترك التصريح باعتبار الزيادة كان للعلم بفهم الراوي و حكى أن في بعض نسخ الكتاب الصحيحة مكان فإذا بلغت «فاذا زادت واحدة» و لكن لم نظفر بها و في الكافي ج 3 ص 531 مثل ما في المتن و كيف كان فسائر الروايات تصرح باعتبار الزيادة و عليه فتوى الاصحاب (م).
2- . قال الفيض - رحمه اللّه - في التهذيبين: قوله عليه السلام: «فاذا بلغت ذلك ففيها ابنة مخاض» اراد و زادت واحدة و انما لم يذكر في اللفظ لعلمه بفهم المخاطب قال: و لو لم يحتمل ذلك لجاز لنا أن نحمله على التقية كما صرّح به في رواية البجليّ بقوله هذا فرق بيننا و بين الناس أقول: الأول بعيد و الثاني سديد.

عَلَى أَسْنَانِهَا(1) وَ لَيْسَ عَلَى اَلنَّيِّفِ شَيْ ءٌ وَ لاَ عَلَى اَلْكُسُورِ شَيْ ءٌ وَ لَيْسَ عَلَى اَلْعَوَامِلِ شَيْ ءٌ إِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى اَلسَّائِمَةِ اَلرَّاعِيَةِ قَالَ قُلْتُ مَا فِي اَلْبُخْتِ اَلسَّائِمَةِ قَالَ مِثْلُ مَا فِي اَلْإِبِلِ اَلْعَرَبِيَّةِ (2).

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه وجدت مثبتا بخط سعد بن عبد الله بن أبي خلف رضي الله عنه في أسنان الإبل من أول ما تطرحه أمه إلى تمام السنة حوار(3) فإذا دخل في السنة الثانية سمي ابن مخاض لأن أمه قد حملت فإذا دخل في الثالثة سمي ابن لبون و ذلك أن أمه قد وضعت و صار لها لبن فإذا دخل في الرابعة سمي حقا للذكر و الأنثى حقة لأنه قد استحق أن يحمل عليه فإذا دخل في الخامسة سمي جذعا فإذا دخل في السادسة سمي ثنيا لأنه قد ألقي ثنيته فإذا دخل في السابع ألقى رباعيته و سمي رباعا فإذا دخل في الثامنة ألقى السن الذي بعد الرباعية و سمي سديسا فإذا دخل في التاسعة فطر نابه و سمي بازلا فإذا دخل في العاشرة فهو مخلف و ليس لها بعد هذا اسم فالأسنان التي تؤخذ في الصدقة من ابن مخاض إلى الجذع.

ص: 328


1- . نقل الفيض - رحمه اللّه - عن استاذه في العلوم النقلية السيّد ماجد بن هاشم البحرانيّ - طاب ثراه - أنه قال: المراد برجوع الإبل على أسنانها استيناف النصاب الكلى و اسقاط اعتبار الأسنان السابقة كانه إذا اسقط اعتبار الأسنان و استؤنف النصاب الكلى تركت الإبل على اسنانها و لم تعتبر كما يقال: رجعت الشيء على حاله اي تركته عليه و لم اغيره و هو و ان كان بعيدا بحسب اللفظ الا أن السياق يقتضيه و تعقيب ذكر أنصبة الغنم لقوله و سقط الامر الأول ثمّ تعقيبه بمثل ما عقب به نصب الإبل و البقر من نفى الوجوب عن النيف يرشد إليه لانه جعل اسقاط الاعتبار بالاسنان السابقة في الغنم مقابلا لرجوع الإبل على اسنانها واقعا موقعه و هو يقتضى اتّحادهما في المؤدى و ربما أمكن حمله على استيناف النصب السابقة فيما تجدد ملكه في اثناء الحول كما اول به المرتضى - رضي اللّه عنه - ما رواه من استيناف الفريضة بعد المائة و العشرين و قد يقال: أراد برجوعها على اسنانها استيناف الفرائض السابقة بعد بلوغ المائة و العشرين بأن يؤخذ للخمس الزائدة بعد المائة و العشرين شاة و للعشر شاتان و هكذا الى الخمس و العشرين فيؤخذ بنت مخاض و هكذا كما هو قول ابى حنيفة و يكون محمولا على التقية و الوجه هو الأول لما ذكرنا انتهى كلام أستادنا - رحمه اللّه -
2- . البخت - بالضم -: نوع من الإبل غير العربية واحدها: بختى.
3- . الحوار - بضم الحاء المهملة و كسرها -: ولد الناقة قبل أن يفصل عنها.

باب معنى الموضحة و السمحاق و الباضعة و المأمومة و الجائفة و المنقلة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ اِبْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: فِي اَلْمُوضِحَةِ خَمْسٌ مِنَ اَلْإِبِلِ وَ فِي اَلسِّمْحَاقِ أَرْبَعٌ مِنَ اَلْإِبِلِ وَ فِي اَلْبَاضِعَةِ ثَلاَثٌ مِنَ اَلْإِبِلِ وَ فِي اَلْمَأْمُومَةِ ثَلاَثٌ وَ ثَلاَثُونَ مِنَ اَلْإِبِلِ وَ فِي اَلْجَائِفَةِ ثَلاَثٌ وَ ثَلاَثُونَ (1) مِنَ اَلْإِبِلِ وَ فِي اَلْمُنَقِّلَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ اَلْإِبِلِ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه وجدت بخط سعد بن عبد الله رحمه الله مثبتا في الشجاج(2) و أسمائها قال الأصمعي أول الشجاج الحارصة و هي التي تحرص الجلد أي تشقه و منه قيل حرص القصار الثوب إذا شقه ثم الباضعة و هي التي تشق اللحم بعد الجلد ثم المتلاحمة و هي التي أخذت في اللحم و لم تبلغ السمحاق ثم السمحاق و هي التي بينها و بين العظم قشيرة رقيقة فهي السمحاق و منه قيل في السماء سماحيق من غيم و على الشاة سماحيق من شحم ثم الموضحة و هي التي تبدي وضح العظم ثم الهاشمة و هي التي تهشم العظم ثم المنقلة و هي التي تخرج منها فراش العظام و فراش قشرة تكون على العظم دون اللحم و منه قول النابغة

و يتبعها منه فراش الحواجب

ثم الأمة و هي التي تبلغ أم الرأس و هي الجلدة التي تكون على الدماغ و معنى العثم أن يجبر على غير استواء.

باب معنى نهر الغوطة

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ

ص: 329


1- . في بعض النسخ [اربع و ثلاثون].
2- . الشجاج: جمع الشجّة و هي الجراحة.

يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ بِمَدِينَةِ اَلسَّلاَمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ كُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى فُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي جَرِيرٍ أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي مُوسَى اَلْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَ مُدْمِنُ سِحْرٍ وَ قَاطِعُ رَحِمٍ وَ مَنْ مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ سَقَاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ نَهَرِ اَلْغُوطَةِ قِيلَ وَ مَا نَهْرَ اَلْغُوطَةِ قَالَ نَهَرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ اَلْمُومِسَاتِ (1) يُؤْذِي أَهْلَ اَلنَّارِ رِيحُهُنَّ.

باب معنى الحيوف و الزنوق و الجواض و الجعظري

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلنَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ رِيحَ اَلْجَنَّةِ يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ مَا يَجِدُهَا(2)عَاقٌّ وَ لاَ قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لاَ شَيْخٌ زَانٍ وَ لاَ جَارٌّ إِزَارَهُ خُيَلاَءَ (3) وَ لاَ فَتَّانٌ (4) وَ لاَ مَنَّانٌ وَ لاَ جَعْظَرِيٌّ قَالَ قُلْتُ فَمَا اَلْجَعْظَرِيُّ قَالَ اَلَّذِي لاَ يَشْبَعُ مِنَ اَلدُّنْيَا - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: وَ لاَ حَيُّوفٌ وَ هُوَ اَلنَّبَّاشُ وَ لاَ زَنُوقٌ (5) وَ هُوَ اَلْمُخَنَّثُ وَ لاَ جَوَّاضٌ (6)وَ هُوَ اَلْجِلْفُ اَلْجَافِي(7) وَ لاَ جَعْظَرِيٌّ وَ هُوَ اَلَّذِي لاَ يَشْبَعُ مِنَ اَلدُّنْيَا.

ص: 330


1- . أو مست المرأة فهي مومسة: جاهرت بالفجور.
2- . في بعض النسخ [و لا يجدها].
3- . كانت العرب في الجاهلية تجعل أذيال الثياب طويلة تجرها على الأرض تبخترا و اختيالا فلما بعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أمر بتطهير الثياب و تقصيرها، و في كلامه هذا يهدد من يجر ازاره و ثوبه على الأرض من الخيلاء و هو العجب و الكبر، و يوعده بعدم وجدان ريح الجنة و يعده في عداد العاق و قاطع الرحم و أمثالهما. (م).
4- . في بعض النسخ [قتات] و الظاهر أنّه تصحيف. (م).
5- . في بعض النسخ [زنوف] و لعلّ الصحيح «رنوف» بالراء المهملة و الفاء. (م).
6- . كذا في النسخ التي بأيدينا لكن المضبوط في اللغة «جواظ» بالظاء و هو الجافى الغليظ (م).
7- . الجلف - بكسر الجيم -: الجافى الغليظ.

باب معنى الصلاة الوسطى

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي اَلْمَغْرَاءِ حُمَيْدِ بْنِ اَلْمُثَنَّى اَلْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: صَلاَةُ اَلْوُسْطَى صَلاَةُ اَلظُّهْرِ وَ هِيَ أَوَّلُ صَلاَةٍ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَقْبُرَةَ اَلْقَزْوِينِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي اَلصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ اَلزَّازِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ اَلْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي يُونُسَ قَالَ: كَتَبْتُ لِعَائِشَةَ مُصْحَفاً فَقَالَتْ إِذَا مَرَرْتَ بِآيَةِ اَلصَّلاَةِ فَلاَ تَكْتُبْهَا حَتَّى أُمْلِيَهَا عَلَيْكَ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهَا أَمْلَتْهَا عَلَيَّ - حٰافِظُوا عَلَى اَلصَّلَوٰاتِ وَ اَلصَّلاٰةِ اَلْوُسْطىٰ (1) وَ صَلاَةِ اَلْعَصْرِ.

3 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْقَزْوِينِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ أَبِي دَهْرٍ(2) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ نَافِعٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ مُصْحَفَ اَلْحَفْصَةِ زَوْجَةِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَتْ إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ اَلْآيَةَ فَاكْتُبْ - حٰافِظُوا عَلَى اَلصَّلَوٰاتِ وَ اَلصَّلاٰةِ اَلْوُسْطىٰ وَ صَلاَةِ اَلْعَصْرِ.

4 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْقَزْوِينِيُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ اَلْقَعْقَاعِ بْنِ حُكَيْمٍ عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجَةِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفاً وَ قَالَتْ إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ اَلْآيَةَ فَاكْتُبْ - حٰافِظُوا عَلَى اَلصَّلَوٰاتِ وَ اَلصَّلاٰةِ اَلْوُسْطىٰ وَ صَلاَةِ اَلْعَصْرِ وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِينَ ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ سَمِعْتُهَا وَ اَللَّهِ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.

ص: 331


1- . البقرة: 237.
2- . في بعض النسخ [أبى دمن].

قال مصنف هذا الكتاب فهذه الأخبار حجة لنا على المخالفين و صلاة الوسطى(1)صلاة الظهر.

5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ وَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى اَلْجُهَنِيِّ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلسِّجِسْتَانِيِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلْتُهُ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَمَّا فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلصَّلاَةِ فَقَالَ خَمْسُ صَلَوَاتٍُ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ قُلْتُ هَلْ سَمَّاهُنَّ اَللَّهُ تَعَالَى وَ بَيَّنَهُنَّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - أَقِمِ اَلصَّلاٰةَ لِدُلُوكِ اَلشَّمْسِ إِلىٰ غَسَقِ اَللَّيْلِ (2) وَ دُلُوكُهَا زَوَالُهَا فَفِيمَا بَيْنَ دُلُوكِ اَلشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اَللَّيْلِ أَرْبَعُ صَلَوَاتٍُ سَمَّاهُنَّ وَ بَيَّنَهُنَّ وَ وَقَّتَهُنَّ وَ غَسَقُ اَللَّيْلِ اِنْتِصَافُهُ ثُمَّ قَالَ - وَ قُرْآنَ اَلْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ اَلْفَجْرِ كٰانَ مَشْهُوداً فَهَذِهِ اَلْخَامِسَةُ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ - أَقِمِ اَلصَّلاٰةَ طَرَفَيِ اَلنَّهٰارِ(3) وَ طَرَفَاهُ صَلاَةُ اَلْمَغْرِبِ وَ اَلْغَدَاةِ - وَ زُلَفاً مِنَ اَللَّيْلِ فَهِيَ صَلاَةُ اَلْعِشَاءِ اَلْآخِرَةِ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ حٰافِظُوا عَلَى اَلصَّلَوٰاتِ وَ اَلصَّلاٰةِ اَلْوُسْطىٰ (4) وَ هِيَ صَلاَةُ اَلظُّهْرِ وَ هِيَ أَوَّلُ صَلاَةٍ صَلاَّهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هِيَ وَسَطُ صَلاَتَيْنِ بِالنَّهَارِ صَلاَةِ اَلْغَدَاةِ وَ صَلاَةِ اَلْعَصْرِ - وَ قُومُوا لِلّٰهِ قٰانِتِينَ فِي صَلاَةِ اَلْوُسْطَى .

باب معنى تحية المسجد و معنى الصلاة و ما يتصل بذلك من تمام الحديث

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ اَلْأَسْوَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ

ص: 332


1- . في بعض [النسخ فصلاة الوسطى].
2- . الإسراء: 75. و «دلوكها» زوالها و ميلها. دلكت الشمس من باب «قعد» اذا زالت. و الغسق: اول ظلمة الليل. و قيل: غسقه شدة ظلمته و ذلك انما يكون في النصف منه (مجمع البحرين).
3- . هود: 116.
4- . البقرة: 237.

أَحْمَدُ بْنُ اَلْقَيْسِ اَلسِّجْزِيُّ اَلْمُذَكِّرُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ(1)بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَلِيٍّ (2) قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ اَلْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اِبْنُ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اَللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَحْمَةُ اَللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ فِي اَلْمَسْجِدِ جَالِساً وَحْدَهُ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً قُلْتُ وَ مَا تَحِيَّتُهُ قَالَ رَكْعَتَانِ تَرْكَعُهُمَا ثُمَّ اِلْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاَةِ فَمَا اَلصَّلاَةُ قَالَ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَ مَنْ شَاءَ أَكْثَرَ قَالَ قُلْتُ أَيُّ اَلْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَ جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ قُلْتُ فَأَيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَاناً قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً قُلْتُ وَ أَيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ سَلِمَ اَلْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ قُلْتُ فَأَيُّ اَللَّيْلِ أَفْضَلُ قَالَ جَوْفُ اَللَّيْلِ اَلْغَابِرِ قُلْتُ فَأَيُّ اَلصَّلاَةِ أَفْضَلُ قَالَ طُولُ اَلْقُنُوتِ قُلْتُ فَأَيُّ اَلصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ إِلَى فَقِيرٍ فِي سِرٍّ قُلْتُ فَمَا اَلصَّوْمُ قَالَ فَرْضٌ مَجْزِيٌّ وَ عِنْدَ اَللَّهِ أَضْعَافٌ كَثِيرَةٌ قُلْتُ فَأَيُّ اَلرِّقَابِ أَفْضَلُ قَالَ أَغْلاَهَا ثَمَناً وَ أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا - قُلْتُ فَأَيُّ اَلْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَ أُهَرِيقَ دَمُهُ قُلْتُ فَأَيُّ آيَةٍ أَنْزَلَهَا اَللَّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ قَالَ آيَةُ اَلْكُرْسِيِّ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا اَلسَّمَاوَاتُ اَلسَّبْعُ فِي اَلْكُرْسِيِّ إِلاَّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي أَرْضِ فَلاَةٍ وَ فَضْلُ اَلْعَرْشِ عَلَى اَلْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ اَلْفَلاَةِ عَلَى تِلْكَ اَلْحَلْقَةِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ كَمِ اَلنَّبِيُّونَ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ قُلْتُ كَمِ اَلْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ قَالَ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ جَمّاً غَفِيراً قُلْتُ مَنْ كَانَ أَوَّلَ اَلْأَنْبِيَاءِ قَالَ آدَمُ قُلْتُ وَ كَانَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ مُرْسَلاً قَالَ نَعَمْ خَلَقَهُ اَللَّهُ بِيَدِهِ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَرْبَعَةٌ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ سُرْيَانِيُّونَ آدَمُ وَ شِيثٌ وَ أَخْنُوخُ وَ هُوَ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ وَ نُوحٌ وَ أَرْبَعَةٌ مِنَ اَلْعَرَبِ هُودٌ وَ صَالِحٌ وَ شُعَيْبٌ وَ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ وَ أَوَّلُ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَ آخِرُهُمْ عِيسَى وَ سِتُّ مِائَةِ نَبِيٍّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ كَمْ أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ كِتَابٍ قَالَ مِائَةُ كِتَابِ وَ أَرْبَعَةُ كُتُبٍ أَنْزَلَ

ص: 333


1- . في بعض النسخ [أسعد].
2- . في بعض النسخ [الحسن بن إبراهيم] و في بعضها [أبو يعلى].

اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى شِيثٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَمْسِينَ صَحِيفَةً وَ عَلَى إِدْرِيسَ ثَلاَثِينَ صَحِيفَةً وَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِشْرِينَ صَحِيفَةً وَ أَنْزَلَ اَلتَّوْرَاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ وَ اَلزَّبُورَ وَ اَلْفُرْقَانَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانَتْ أَمْثَالاً كُلُّهَا أَيُّهَا اَلْمَلِكُ اَلْمُبْتَلَى اَلْمَغْرُورُ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ اَلدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَ لَكِنِّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ اَلْمَظْلُومِ فَإِنِّي لاَ أَرُدُّهَا وَ إِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ وَ عَلَى اَلْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً عَلَى عَقْلِهِ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيمَا صَنَعَ اَللَّهُ تَعَالَى وَ سَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا بِحَظِّ نَفْسِهِ مِنَ اَلْحَلاَلِ وَ إِنَّ هَذِهِ اَلسَّاعَةَ عَوْنٌ لِتِلْكَ اَلسَّاعَاتِ وَ اِسْتِجْمَامٌ لِلْقُلُوبِ (1) وَ تَفْرِيغٌ لَهَا وَ عَلَى اَلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيراً بِزَمَانِهِ مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ فَإِنَّهُ مَنْ حَسَبَ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ وَ عَلَى اَلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ طَالِباً لِثَلاَثَةٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ وَ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ وَ تَلَذُّذٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى قَالَ كَانَتْ عِبَراً كُلُّهَا عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ لِمَ يَفْرَحُ وَ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ لِمَ يَضْحَكُ وَ لِمَنْ يَرَى اَلدُّنْيَا وَ تَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا لِمَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا وَ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ لِمَ يَنْصَبُ (2) وَ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ لِمَ لاَ يَعْمَلُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ هَلْ فِي أَيْدِينَا مِمَّا أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ مِمَّا كَانَ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ اِقْرَأْ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّٰى. وَ ذَكَرَ اِسْمَ رَبِّهِ فَصَلّٰى. بَلْ تُؤْثِرُونَ اَلْحَيٰاةَ اَلدُّنْيٰا. وَ اَلْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ. إِنَّ هٰذٰا لَفِي اَلصُّحُفِ اَلْأُولىٰ. صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ (3) قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اَللَّهِ فَإِنَّهُ رَأْسُ اَلْأَمْرِ كُلِّهِ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ عَلَيْكَ بِتِلاَوَةِ اَلْقُرْآنِ وَ ذِكْرِ اَللَّهِ كَثِيراً فَإِنَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِي اَلسَّمَاءِ وَ نُورٌ لَكَ

ص: 334


1- . أي تفريح لها يقال: انى لاستجم قلبى بشيء من اللهو اي انى لاجعل قلبى يتفكه بشيء من اللهو.
2- . أي يتعب نفسه بالجد و الجهد. و في بعض النسخ [لم يغضب] و لعله الأصحّ.
3- . الأعلى: 14 الى 19.

فِي اَلْأَرْضِ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ عَلَيْكَ بِطُولِ اَلصَّمْتِ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةُ لِلشَّيَاطِينِ وَ عَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ إِيَّاكَ وَ كَثْرَةَ اَلضَّحِكِ فَإِنَّهُ يُمِيتُ اَلْقَلْبَ وَ يَذْهَبُ بِنُورِ اَلْوَجْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ زِدْنِي قَالَ اُنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ تَحْتَكَ وَ لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرِي نِعْمَةَ اَللَّهِ عَلَيْكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ زِدْنِي قَالَ صِلْ قَرَابَتَكَ وَ إِنْ قَطَعُوكَ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ عَلَيْكَ بِحُبِّ اَلْمَسَاكِينِ وَ مُجَالَسَتِهِمْ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ قُلِ اَلْحَقَّ وَ إِنْ كَانَ مُرّاً قُلْتُ زِدْنِي قَالَ لاَ تَخَفْ فِي اَللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ لِيَحْجُزْكَ عَنِ اَلنَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ وَ لاَ تَجِدُ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْباً أَنْ يَكُونَ فِيهِ ثَلاَثُ خِصَالٍ يَعْرِفُ مِنَ اَلنَّاسِ مَا يَجْهَلُ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَسْتَحْيِي لَهُمْ مِمَّا هُوَ فِيهِ وَ يُؤْذِي جَلِيسَهُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ وَ لاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لاَ حَسَبَ كَحُسْنِ اَلْخُلُقِ.

باب معنى القاع القرقر و الشجاع الأقرع

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَا مِنْ ذِي مَالٍ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَمْنَعُ زَكَاةَ مَالِهِ إِلاَّ حَبَسَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِقَاعٍ قَرْقَرٍ وَ سَلَّطَ عَلَيْهِ شُجَاعاً أَقْرَعَ يُرِيدُهُ وَ هُوَ يَحِيدُ عَنْهُ فَإِذَا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَتَخَلَّصُ مِنْهُ أَمْكَنَهُ مِنْ يَدِهِ فَيَقْضِمُهَا(1) كَمَا يُقْضَمُ اَلْفُجْلُ ثُمَّ يَصِيرُ طَوْقاً فِي عُنُقِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - سَيُطَوَّقُونَ مٰا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ (2) وَ مَا مِنْ ذِي مَالٍ إِبِلٍ أَوْ بَقَرٍ أَوْ غَنَمٍ يَمْنَعُ زَكَاةَ مَالِهِ إِلاَّ حَبَسَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِقَاعٍ قَرْقَرٍ يَطَؤُهُ كُلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ (3) بِظِلْفِهَا وَ يَنْهَشُهُ كُلُّ ذَاتِ نَابٍ بِنَابِهَا وَ مَا مِنْ ذِي مَالٍ نَخْلٍ أَوْ كَرْمٍ (4) أَوْ زَرْعٍ يَمْنَعُ زَكَاتَهَا إِلاَّ طَوَّقَهُ اَللَّهُ رِبْقَةَ أَرْضِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ.

ص: 335


1- . حاد يحيد حيدا و حيدانا عن الطريق مال و عدل. و قضم الشيء: كسره باطراف أسنانه و أكله.
2- . آل عمران: 180.
3- . الظلف من البقرة و نحوها بمنزلة الحافر من الفرس و القدم من الإنسان.
4- . الكرم - بفتح الكاف و سكون الراء -: العنب.

قال الأصمعي القاع المكان المستوي ليس فيه ارتفاع و لا انخفاض قال أبو عبيد و هو القيعة أيضا قال الله تبارك و تعالى كَسَرٰابٍ بِقِيعَةٍ (1) و جمع قيعة قاع قال الله عز و جل فَيَذَرُهٰا قٰاعاً صَفْصَفاً(2) و القرقر المستوي أيضا و يروى بقاع قفر و يروى بقاع قرق و هو مثل القرقر في المعنى قال الشاعر

كأن أيديهن بالقاع القرق *** أيدي عذارى يتعاطين الورق

و الشجاع الأقرع(3).

باب معنى العرق و اللابتين

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُوسَى بْنِ اَلْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اَلْمُؤْمِنِ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ هَلَكْتُ هَلَكْتُ فَقَالَ وَ مَا أَهْلَكَكَ قَالَ أَتَيْتُ اِمْرَأَتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أَنَا صَائِمٌ فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ أَعْتِقْ رَقَبَةً فَقَالَ لاَ أَجِدُ قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فَقَالَ لاَ أُطِيقُ فَقَالَ تَصَدَّقْ عَلَى سِتِّينَ مِسْكِيناً قَالَ لاَ أَجِدُ قَالَ فَأُتِيَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِعَرَقٍ أَوْ مِكْتَلٍ (4)فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خُذْهَا وَ تَصَدَّقْ بِهَا فَقَالَ وَ اَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا فَقَالَ خُذْهُ وَ كُلْهُ أَنْتَ وَ أَهْلُكَ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لَكَ

ص: 336


1- . النور: 39.
2- . طه: 106.
3- . كذا في النسخ التي بأيدينا و الظاهر أنّه سقط تفسير اللفظين، و الشجاع ضرب من الحيات و الاقرع ما سقط شعر رأسه منها لكثرة سمه. (م).
4- . المكتل: زنبيل من خوص أي ورق النخل و النسيج منه قبل أن يجعل زنبيلا «عرق» لانه مصطف.

- قَالَ سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ وَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مِثْلَهُ.

قال الأصمعي أصل العرق السفيفة المنسوجة من الخوص(1) قبل أن يجعل منها زبيل و سمي الزبيل عرقا لذلك و يقال له العرقة أيضا و كذلك كل شيء مصطف مثل الطير إذا صفت في السماء فهي عرقة.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنِ اَلْحَسَنِ اَلصَّيْقَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: كُنْتُ عِنْدَ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اَللَّهِ وَ عِنْدَهُ رَبِيعَةُ اَلرَّأْيِ فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ يَا رَبِيعَةُ مَا اَلَّذِي حَرَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ اَلْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ بَرِيدٌ فِي بَرِيدٍ فَقُلْتُ لِرَبِيعَةَ فَكَانَتْ عَلَى عَهْدِ(2)رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَرِيدٌ فَسَكَتَ وَ لَمْ يُجِبْنِي قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ زِيَادٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ فَمَا تَقُولُ أَنْتَ فَقُلْتُ حَرَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ اَلْمَدِينَةِ مِنَ اَلصَّيْدِ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا قَالَ وَ مَا لاَبَتَاهَا قُلْتُ مَا أَحَاطَ بِهِ اَلْحِرَارُ قَالَ وَ قَالَ لِي مَا حَرَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ اَلشَّجَرِ قُلْتُ مِنْ عَيْرٍ إِلَى وُعَيْرٍ(3)قَالَ صَفْوَانُ قَالَ اِبْنُ مُسْكَانَ قَالَ اَلْحَسَنُ فَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ وَ أَنَا جَالِسٌ فَقَالَ لَهُ وَ مَا لاَبَتَاهَا فَقَالَ مَا بَيْنَ اَلصَّوْرَيْنِ إِلَى اَلثَّنِيَّةِ (4) .

3 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ اَلْمَدِينَةِ مِنْ ذُبَابَ إِلَى وَاقِمٍ وَ اَلْعُرَيْضِ وَ اَلنَّقْبِ مِنْ قِبَلِ مَكَّةَ (5)

ص: 337


1- . الخوص: ورق النخل.
2- . في بعض النسخ [و كانت في عهد].
3- . لابتا المدينة حرتاها اللتان تكتنفان بها من الشرق و الغرب. و الحرار جمع حرة: أرض ذات حجارة سوداء و الحرتان موضعان ادخل منها نحو المدينة و هما حرة واقم بكسر القاف - و حرة ليلى. و «عير» و «وعير» جبلان بالمدينة (المراصد).
4- . الثنية - بتشديد الياء - هو اسم موضع ثنية مشرفة على المدينة (المراصد).
5- . قال الفيض - رحمه اللّه -: الذباب بضم المعجمة -: جبل بالمدينة. و الصورين كأنّه تثنية الصور و هو جماعة النخل. و الثنية: الطريق العالى و الجبل، و قيل: كالعقبة فيه. و العريض - كزبير -: و ادبها. و النقب - بالنون -: الطريق في الجبل.

وَ قَالَ اِبْنُ مُسْكَانَ فِي حَدِيثِهِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مِنَ اَلصَّوْرَيْنِ إِلَى اَلثَّنِيَّةِ .

4 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى وَ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَا بَيْنَ لاَبَتَيِ اَلْمَدِينَةِ ظِلِّ عَائِرٍ إِلَى ظِلِّ وُعَيْرٍ حَرَمٌ قُلْتُ طَائِرُهُ كَطَائِرِ مَكَّةَ قَالَ لاَ وَ لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا(1) وَ رُوِيَ أَنَّهُ يَحْرُمُ مِنْ صَيْدِ اَلْمَدِينَةِ مَا صِيدَ بَيْنَ اَلْحَرَّتَيْنِ.

باب معنى التفث

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ (2) عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ (3) قَالَ قَصُّ اَلشَّارِبِ وَ اَلْأَظْفَارِ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ قَالَ هُوَ اَلْحَلْقُ وَ مَا فِي جِلْدِ اَلْإِنْسَانِ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ قَالَ اَلتَّفَثُ حُفُوفُ اَلرَّجُلِ مِنَ اَلطِّيبِ فَإِذَا قَضَى نُسُكَهُ حَلَّ لَهُ اَلطِّيبُ.

ص: 338


1- . عضد الشجرة: قطعها بالمعضد و هو آلة قطع الشجر. و المراد بالظل في هذا الخبر أصل الجبل الذي يحصل منه الظل.
2- . الحجّ: 29. و التفث في اللغة الوسخ، و قضى تفثه أي ازال الوسخ عن بدنه. أى ليزيلوا وسخهم بقص الاظفار و الشارب و حلق الرأس.
3- . في بعض النسخ هكذا: [حدّثنا أبى - رضي اللّه عنه - قال حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان].

4 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ اَلْبَزَنْطِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ اَلتَّفَثُ تَقْلِيمُ اَلْأَظْفَارِ وَ طَرْحُ اَلْوَسَخِ وَ طَرْحُ اَلْإِحْرَامِ عَنْهُ.

5 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ فَقَالَ مَا يَكُونُ مِنَ اَلرَّجُلِ فِي حَالِ إِحْرَامِهِ فَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ وَ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ فَإِنَّ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذَلِكَ اَلَّذِي كَانَ مِنْهُ.

6 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْدَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلتَّفَثِ قَالَ هُوَ حُفُوفُ اَلرَّأْسِ.

7 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ(1) قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ اَلْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلتَّفَثِ فَقَالَ هُوَ اَلْحَلْقُ وَ مَا فِي جِلْدِ اَلْإِنْسَانِ.

8 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ اَلْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحَسَنِيِّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ قَالَ هُوَ اَلْحُفُوفُ وَ اَلشَّعَثُ قَالَ وَ مِنَ اَلتَّفَثِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي إِحْرَامِكَ بِكَلاَمٍ قَبِيحٍ فَإِذَا دَخَلْتَ مَكَّةَ فَطُفْتَ بِالْبَيْتِ وَ تَكَلَّمْتَ بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَتَهُ.

9 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ عَمَّنْ يَرْوِيهِ

ص: 339


1- . في بعض النسخ [محمّد بن أبي بصير].

عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ مَكَّةَ فَاشْتَرِ بِدِرْهَمٍ تَمْراً فَتَصَدَّقْ بِهِ لِمَا كَانَ مِنْكَ فِي إِحْرَامِكَ لِلْعُمْرَةِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ حَجِّكَ فَاشْتَرِ بِدِرْهَمٍ تَمْراً فَتَصَدَّقْ بِهِ فَإِذَا دَخَلْتَ اَلْمَدِينَةَ فَاصْنَعْ مِثْلَ ذَلِكَ.

10 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ اَلْأُدُمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ زِيَادٍ اَلْقَنْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ذَرِيحٍ اَلْمُحَارِبِيِّ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَللَّهَ أَمَرَنِي فِي كِتَابِهِ بِأَمْرٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَهُ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قُلْتُ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ اَلْإِمَامِ - وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ تِلْكَ اَلْمَنَاسِكُ قَالَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ سِنَانٍ فَأَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ جَعَلَنِيَ اَللَّهُ فِدَاكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ أَخْذُ اَلشَّارِبِ وَ قَصُّ اَلْأَظْفَارِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنَّ ذَرِيحَ اَلْمُحَارِبِيَّ حَدَّثَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ - ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ اَلْإِمَامِ - وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ تِلْكَ اَلْمَنَاسِكُ فَقَالَ صَدَقَ ذَرِيحٌ وَ صَدَقْتَ أَنْتَ إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مَنْ يَحْتَمِلُ مَا يَحْتَمِلُ ذَرِيحٌ (1).

باب معنى جهد البلاء

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: جَهْدُ اَلْبَلاَءِ أَنْ يُقَدَّمَ اَلرَّجُلُ فَيُضْرَبَ عُنُقُهُ صَبْراً وَ اَلْأَسِيرُ مَا دَامَ فِي وَثَاقِ اَلْعَدُوِّ وَ اَلرَّجُلُ يَجِدُ عَلَى بَطْنِ اِمْرَأَتِهِ رَجُلاً.

باب معنى مخادعة الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

ص: 340


1- . جهة الاشتراك بين التفسير و التأويل هي الطهارة فظاهر الآية يقتضى تطهير البدن عن الاوساخ الظاهرة و باطنها يقتضى تطهير القلب و السر عن الاوساخ الباطنة التي هي الجهل و الضلال و العمى كما قاله الفيض - رحمه اللّه -

اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سُئِلَ فِيمَا اَلنَّجَاةُ غَداً فَقَالَ إِنَّمَا اَلنَّجَاةُ فِي أَلاَّ تُخَادِعُوا اَللَّهَ فَيَخْدَعَكُمْ فَإِنَّهُ مَنْ يُخَادِعِ اَللَّهَ يَخْدَعْهُ وَ يَخْلَعْ مِنْهُ اَلْإِيمَانَ وَ نَفْسَهُ يَخْدَعُ لَوْ يَشْعُرُ فَقِيلَ لَهُ فَكَيْفَ يُخَادِعُ اَللَّهَ فَقَالَ يَعْمَلُ بِمَا أَمَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ ثُمَّ يُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ فَاتَّقُوا اَلرِّيَاءَ فَإِنَّهُ شِرْكٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اَلْمُرَائِيَ يُدْعَى يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ يَا كَافِرُ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا خَاسِرُ حَبِطَ عَمَلُكَ وَ بَطَلَ أَجْرُكَ وَ لاَ خَلاَقَ لَكَ اَلْيَوْمَ فَالْتَمِسْ أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ.

باب معنى الهاوية

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَخِيهِ سَهْلٍ اَلْحُلْوَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَيْنَا عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي سِيَاحَتِهِ إِذْ مَرَّ بِقَرْيَةٍ فَوَجَدَ أَهْلَهَا مَوْتَى فِي اَلطَّرِيقِ وَ اَلدُّورِ قَالَ فَقَالَ إِنَّ هَؤُلاَءِ مَاتُوا بِسَخْطَةٍ وَ لَوْ مَاتُوا بِغَيْرِهَا لَتَدَافَنُوا قَالَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَدِدْنَا أَنَّا عَرَفْنَا قِصَّتَهُمْ فَقِيلَ لَهُ نَادِهِمْ يَا رُوحَ اَللَّهِ قَالَ فَقَالَ يَا أَهْلَ اَلْقَرْيَةِ قَالَ فَأَجَابَهُ مُجِيبٌ مِنْهُمْ لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اَللَّهِ قَالَ مَا حَالُكُمْ وَ مَا قِصَّتُكُمْ قَالُوا أَصْبَحْنَا فِي عَافِيَةٍ وَ بِتْنَا فِي اَلْهَاوِيَةِ قَالَ فَقَالَ وَ مَا اَلْهَاوِيَةُ فَقَالَ بِحَارٌ مِنْ نَارٍ فِيهَا جِبَالٌ مِنَ اَلنَّارِ قَالَ وَ مَا بَلَغَ بِكُمْ مَا أَرَى قَالَ حُبُّ اَلدُّنْيَا وَ عِبَادَةُ اَلطَّاغُوتِ قَالَ وَ مَا بَلَغَ مِنْ حُبِّكُمُ اَلدُّنْيَا فَقَالَ كَحُبِّ اَلصَّبِيِّ لِأُمِّهِ إِذَا أَقْبَلَتْ فَرِحَ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ حَزِنَ قَالَ وَ مَا بَلَغَ مِنْ عِبَادَتِكُمُ اَلطَّوَاغِيتَ قَالَ كَانُوا إِذَا أَمَرُونَا أَطَعْنَاهُمْ قَالَ فَكَيْفَ أَنْتَ أَجَبْتَنِي مِنْ بَيْنِهِمْ قَالَ لِأَنَّهُمْ مُلْجَمُونَ بِلُجُمٍ مِنْ نَارٍ عَلَيْهِمْ مَلاٰئِكَةٌ غِلاٰظٌ شِدٰادٌ وَ إِنِّي كُنْتُ فِيهِمْ وَ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ فَلَمَّا أَصَابَهُمُ اَلْعَذَابُ أَصَابَنِي مَعَهُمْ فَأَنَا مُتَعَلِّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ أَخَافُ أَنْ أُكَبْكَبَ فِي اَلنَّارِ(1) قَالَ فَقَالَ عِيسَى لِأَصْحَابِهِ اَلنَّوْمُ عَلَى اَلْمَزَابِلِ وَ أَكْلُ خُبْزِ اَلشَّعِيرِ خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ سَلاَمَةِ اَلدِّينِ.

ص: 341


1- . كبكب الشيء: صرعه و غلبه، أي أسقط فيها.

باب معنى المغبون

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

لاَ تَدَعْ قِيَامَ اَللَّيْلِ فَإِنَّ اَلْمَغْبُونَ مَنْ غُبِنَ قِيَامَ اَللَّيْلِ.

2 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ بِإِسْنَادِهِ اَلْمَذْكُورِ فِي جَامِعِهِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ:

اَلْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ.

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اِسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَ آخِرُ يَوْمَيْهِ خَيْرَهُمَا فَهُوَ مَغْبُوطٌ وَ مَنْ كَانَ آخِرُ يَوْمَيْهِ شَرَّهُمَا فَهُوَ مَلْعُونٌ وَ مَنْ لَمْ يَرَ اَلزِّيَادَةَ فِي نَفْسِهِ فَهُوَ إِلَى اَلنُّقْصَانِ وَ مَنْ كَانَ إِلَى اَلنُّقْصَانِ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِنَ اَلْحَيَاةِ.

باب معنى الكفات

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اَلْمَقَابِرِ فَقَالَ يَا حَمَّادُ هَذِهِ كِفَاتُ اَلْأَمْوَاتِ (1) وَ نَظَرَ إِلَى اَلْبُيُوتِ فَقَالَ هَذِهِ كِفَاتُ اَلْأَحْيَاءِ ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةِ أَ لَمْ نَجْعَلِ اَلْأَرْضَ كِفٰاتاً. أَحْيٰاءً وَ أَمْوٰاتاً(2) - وَ رُوِيَ: أَنَّهُ دَفْنُ اَلشَّعْرِ وَ اَلظُّفُرِ.

ص: 342


1- . الكفات: الموضع الذي يجمع فيه.
2- . المرسلات: 25 و 26.

باب معنى شيء يحق الزهد في أوله و الخوف من آخره

باب معنى شيء يحق الزهد في أوله و الخوف من آخره(1)

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ اَلنَّخَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ عِنْدَ قَبْرٍ وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً هَذَا آخِرُهُ لَحَقِيقٌ أَنْ يُزْهَدَ فِي أَوَّلِهِ وَ إِنَّ شَيْئاً هَذَا أَوَّلُهُ لَحَقِيقٌ أَنْ يُخَافَ آخِرُهُ.

باب معنى قاصمات الظهر

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ عَامِرِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ اَلْوَلِيدِ عَنْ سَعْدٍ اَلْإِسْكَافِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ:

ثَلاَثٌ هُنَّ قَاصِمَاتُ اَلظَّهْرِ(2) رَجُلٌ اِسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَ نَسِيَ ذُنُوبَهُ وَ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ.

باب معنى بوار الأيم

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اَلْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْقُمِّيِّ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْكَاهِلِيُّ وَ أَنَا عِنْدَهُ أَ كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَتَعَوَّذُ مِنْ بَوَارِ اَلْأَيِّمِ فَقَالَ نَعَمْ وَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ اَلْعَاهَاتِ وَ اَلْعَامَّةُ يَقُولُونَ بَوَارَ اَلْأَيِّمِ (3) وَ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ .

ص: 343


1- . في بعض النسخ [فى آخره].
2- . قصم الشيء: كسره.
3- . البوار: الهلاك، و الايم: المرأة التي فقدت زوجها و الرجل الذي فقد زوجه.

باب معنى الخصال التي فيها الخير كله

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: جُمِعَ اَلْخَيْرُ كُلُّهُ فِي ثَلاَثِ خِصَالٍ اَلنَّظَرِ وَ اَلسُّكُوتِ وَ اَلْكَلاَمِ وَ كُلُّ نَظَرٍ لَيْسَ فِيهِ اِعْتِبَارٌ فَهُوَ سَهْوٌ وَ كُلُّ سُكُوتٍ لَيْسَ فِيهِ فِكْرَةٌ فَهُوَ غَفْلَةٌ وَ كُلُّ كَلاَمٍ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرٌ فَهُوَ لَغْوٌ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ نَظَرُهُ عِبْرَةً وَ سُكُوتُهُ فِكْرَةً وَ كَلاَمُهُ ذِكْراً وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ وَ أَمِنَ اَلنَّاسُ شَرَّهُ.

باب معنى الزبر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ اَلْمُؤْمِنَ اَلضَّعِيفَ اَلَّذِي لاَ زَبْرَ لَهُ وَ قَالَ هُوَ اَلَّذِي لاَ يَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ. وجدت بخط البرقي رحمه الله أن الزبر هو العقل فمعنى الخبر أن الله عز و جل يبغض الذي لا عقل له و قد قال قوم إنه عز و جل يبغض المؤمن الضعيف الذي لا دبر له و هو الذي لا يمتنع من إرسال الريح في كل موضع و الأول أصح.

باب معنى النبر

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ

ص: 344

جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: تَعَلَّمُوا اَلْقُرْآنَ بِعَرَبِيَّتِهِ وَ إِيَّاكُمْ وَ اَلنَّبْرَ فِيهِ يَعْنِي اَلْهَمْزَ - وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلْهَمْزُ زِيَادَةٌ فِي اَلْقُرْآنِ إِلاَّ اَلْهَمْزَ اَلْأَصْلِيَّ مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ - أَلاّٰ يَسْجُدُوا لِلّٰهِ اَلَّذِي يُخْرِجُ اَلْخَبْ ءَ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ (1) وَ مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّٰارَأْتُمْ (2) .

باب معنى حقيقة السعادة و الشقاء

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ اَلْقُرَشِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ حَقِيقَةَ اَلسَّعَادَةِ أَنْ يُخْتَمَ لِلْمَرْءِ عَمَلُهُ بِالسَّعَادَةِ وَ إِنَّ حَقِيقَةَ اَلشَّقَاءِ أَنْ يُخْتَمَ لِلْمَرْءِ عَمَلُهُ بِالشَّقاءِ.

باب معنى الأقيعس

1 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْمُؤَدِّبِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ عُبَيْدِ اَللَّهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اَلْغَفَّارِ بْنُ اَلْقَاسِمِ عَنِ اَلْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ اَلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ وَ مُعَاوِيَةُ يَتْبَعُهُ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَللَّهُمَّ اِلْعَنِ اَلتَّابِعَ وَ اَلْمَتْبُوعَ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْأُقَيْعِسِ قَالَ اِبْنُ اَلْبَرَاءِ لِأَبِيهِ مَنِ اَلْأُقَيْعِسُ قَالَ مُعَاوِيَةُ.

قال مصنف هذا الكتاب الأقيعس تصغير الأقعس و هو الملتوي العنق و القعاس التواء يأخذ في العنق من ريح كأنما يكسره إلى ما وراءه و الأقعس العزيز الممتنع و يقال عز

ص: 345


1- . النمل: 25. الخبء مصدر بمعنى المخبوء من المطر و النبات.
2- . البقرة: 72.

أقعس و القوعس الغليظ العنق الشديد الظهر من كل شيء و القعوس الشيخ الكبير و القعس نقيض الحدب و الفعل قعس يقعس قعسا و الجمع قعساوات و قعس و القعساء من النمل الرافعة صدرها و ذنبها و الاقعنساس شدة و التقاعس هو من تقاعس فلان إذا لم ينفذ(1) و لم يمض لما كلف و مقاعس حي من تميم.

باب معنى قول الصادق عليه السلام إنا و آل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنِ اَلسَّيَّارِيِّ عَنِ اَلْحَكَمِ بْنِ سَالِمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّا وَ آلُ أَبِي سُفْيَانَ أَهْلُ بَيْتَيْنِ تَعَادَيْنَا فِي اَللَّهِ قُلْنَا صَدَقَ اَللَّهُ وَ قَالُوا كَذَبَ اَللَّهُ قَاتَلَ أَبُو سُفْيَانَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَاتَلَ مُعَاوِيَةُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَاتَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اَلسُّفْيَانِيُّ يُقَاتِلُ اَلْقَائِمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

باب معنى استعانة النبي صلى الله عليه و آله بمعاوية في كتابة الوحي

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى خَاصِرَتِهِ بِالسَّيْفِ مَنْ أَدْرَكَ هَذَا يَوْماً أَمِيراً فَلْيَبْقُرْ خَاصِرَتَهُ بِالسَّيْفِ فَرَآهُ رَجُلٌ مِمَّنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْماً وَ هُوَ يَخْطُبُ بِالشَّامِ عَلَى اَلنَّاسِ فَاخْتَرَطَ(2)

ص: 346


1- . كذا في النسخ التي بأيدينا و الاصوب «لم ينقد» من الانقياد. (م).
2- . اخترط سيفه: استله.

سَيْفَهُ ثُمَّ مَشَى إِلَيْهِ فَحَالَ اَلنَّاسُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ فَقَالُوا يَا عَبْدَ اَللَّهِ مَا لَكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ مَنْ أَدْرَكَ هَذَا يَوْماً أَمِيراً فَلْيَبْقُرْ خَاصِرَتَهُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَنِ اِسْتَعْمَلَهُ قَالَ لاَ قَالُوا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ فَقَالَ اَلرَّجُلُ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ.

قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي و ليس ذلك بموجب له فضيلة و ذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي و هو الذي قال سَأُنْزِلُ مِثْلَ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ و كان النبي صلى الله عليه و آله يملي عليه وَ اَللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فيكتب و الله عزيز حكيم و يملي عليه وَ اَللّٰهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فيكتب و الله عليم حكيم فيقول له النبي صلى الله عليه و آله هو واحد هو واحد فقال عبد الله بن سعد إن محمدا لا يدري ما يقول إنه يقول و أنا أقول غير ما يقول فيقول لي هو واحد هو واحد و إن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله فأنزل الله تبارك و تعالى فيه - وَ مَنْ قٰالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ (1) - فهرب و هجا النبي صلى الله عليه و آله فقال النبي صلى الله عليه و آله من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح و لو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله و إنما كان النبي صلى الله عليه و آله يقول له فيما يغيره هو واحد هو واحد لأنه لا يكتب ما يريده عبد الله إنما كان ينكتب ما كان يمليه عليه السلام فقال هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي و جبرئيل عليه السلام يصلحه و في ذلك دلالة للنبي صلى الله عليه و آله و وجه الحكمة في استكتاب النبي صلى الله عليه و آله الوحي معاوية و عبد الله بن سعد و هما عدوان هو أن المشركين قالوا إن محمدا يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه و يأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها أنزلت عليه و سبيل من يضع الكلام في حوادث تحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام و لا يأتي به في ثاني الأمر و بعد مرور الأوقات عليه إلا مغيرا عن حاله الأولى لفظا و معنى أو لفظا دون معنى فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه عدلين عند أعدائه ليعلم الكفار و المشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير و لا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة عليهم و لو استعان في ذلك بوليين مثل سلمان و أبي ذر و أشباههما لكان الأمر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع -

ص: 347


1- . الأنعام: 93.

و كان يتخيل فيه التواطؤ و التطابق فهذا وجه الحكمة في استكتابهما واضح بين و الحمد لله(1).

باب معنى التخضير

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلاً مَاتَ مِنَ اَلْأَنْصَارِ فَشَهِدَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ خَضِّرُوهُ فَمَا أَقَلَّ اَلْمُتَخَضِّرِينَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلتَّخْضِيرُ قَالَ تُؤْخَذُ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ قَدْرَ ذِرَاعٍ فَتُوضَعُ هُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عِنْدِ تَرْقُوَتِهِ تُلَفُّ مَعَ ثِيَابِهِ .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه جاء هذا الخبر هكذا و الذي يجب استعماله أن يجعل للميت جريدتان من النخل خضراوين رطبتين طول كل واحدة قدر عظم الذراع تجعل أحدهما من عند الترقوة تلصق بجلده و عليه القميص و الأخرى عند وركه ما بين القميص و الإزار فإن لم يقدر على جريدة من نخل فلا بأس أن تكون من غيره بعد أن تكون رطبا.

باب معنى قول المسيح عَلَيْهِ السَّلاَمُ إن آخر حجر يضعه العامل هو الأساس

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ اَلْأَزْدِيُّ اَلْعَابِدُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا فَرْوَةَ اَلْأَنْصَارِيَّ وَ كَانَ مِنَ اَلسَّائِحِينَ يَقُولُ قَالَ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ: يَا مَعْشَرَ اَلْحَوَارِيِّينَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ اَلْبِنَاءَ بِأَسَاسِهِ وَ أَنَا لاَ أَقُولُ لَكُمْ كَذَلِكَ قَالُوا فَمَا ذَا تَقُولُ يَا رُوحَ اَللَّهِ قَالَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ آخِرَ حَجَرٍ يَضَعُهُ اَلْعَامِلُ هُوَ اَلْأَسَاسُ قَالَ أَبُو فَرْوَةَ إِنَّمَا أَرَادَ خَاتِمَةَ اَلْأَمْرِ.

ص: 348


1- . قال بعض المتتبعين أن معاوية لم يكن كاتب الوحى أصلا إنّما كان يكتب بعض الرسائل.

باب تفسير آمين

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ قَارِنٍ (1) رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ تَفْسِيرَ قَوْلِكَ آمِينَ رَبِّ اِفْعَلْ - وَ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: آمِينَ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

باب معنى فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ و قول الزور و لهو الحديث

1 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلسَّرِيِّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَى قَالَ:

سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ (2) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ وَ اِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ(3) قَالَ اَلرِّجْسُ مِنَ اَلْأَوْثَانِ اَلشِّطْرَنْجُ وَ قَوْلُ اَلزُّورِ اَلْغِنَاءُ قُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنَ اَلنّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ اَلْحَدِيثِ (4) قَالَ مِنْهُ اَلْغِنَاءُ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْخَزَّازِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَلزُّورِ قَالَ مِنْهُ قَوْلُ اَلرَّجُلِ لِلَّذِي يُغَنِّي أَحْسَنْتَ.

باب معنى الحنيفية

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ

ص: 349


1- . في بعض النسخ [قارون].
2- . في بعض النسخ [حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن يحيى بن عبادة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام....].
3- . الحجّ: 30.
4- . لقمان: 5.

مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ (1) وَ قُلْتُ مَا اَلْحَنَفِيَّةُ قَالَ هِيَ اَلْفِطْرَةُ.

باب معنى حمل النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام و عجز علي عن حمله

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اَلْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قِيلَوَيْهِ (2) اَلْمُعَدِّلُ بِالْمُرَافَقَةِ (3) قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْجَبَّارِ بْنُ كَثِيرٍ اَلتَّمِيمِيُّ اَلْيَمَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَرْبٍ اَلْهِلاَلِيَّ أَمِيرَ اَلْمَدِينَةِ يَقُولُ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فِي نَفْسِي مَسْأَلَةٌ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَسْأَلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِي وَ إِنْ شِئْتَ فَسَلْ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ بِأَيِّ شَيْ ءٍ تَعْرِفُ مَا فِي نَفْسِي قَبْلَ سُؤَالِي عَنْهُ قَالَ بِالتَّوَسُّمِ وَ اَلتَّفَرُّسِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (4) وَ قَوْلَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِتَّقُوا فِرَاسَةَ اَلْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَأَخْبِرْنِي بِمَسْأَلَتِي قَالَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِمَ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ حَطِّهِ اَلْأَصْنَامَ مِنْ سَطْحِ اَلْكَعْبَةِ مَعَ قُوَّتِهِ وَ شِدَّتِهِ وَ مَا ظَهَرَ مِنْهُ فِي قَلْعِ بَابِ اَلْقَمُوصِ بِخَيْبَرَ وَ اَلرَّمْيِ بِهَا وَرَاءَهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً وَ كَانَ لاَ يُطِيقُ حَمْلَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَرْكَبُ اَلنَّاقَةَ وَ اَلْفَرَسَ وَ اَلْبَغْلَةَ وَ اَلْحِمَارَ وَ رَكِبَ اَلْبُرَاقَ لَيْلَةَ اَلْمِعْرَاجِ وَ كُلُّ ذَلِكَ دُونَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلْقُوَّةِ وَ اَلشِدَّةِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ

ص: 350


1- . الحجّ: 31.
2- . في بعض النسخ [قليويه]. و في بعضها [قبلويه].
3- . النسخ في ضبط «المرافقة» مختلفة ففى بعضها «المرافعة» و في بعضها «الواقفة» و لم يكن لاحد منها ذكر في معاجم أسماء الامكنة و البقاع و يمكن أن يكون «المراقية» و هي بالفتح و القاف المكسورة و الياء المخففة. اول بلد يلقاه قاصد الافريقية من طريق الاسكندرية. او تكون «واقية» و هي اسم جبل بناحية الديلم. أو تكون «واقصة» منزل في طريق مكّة بعد القرعاء نحو مكّة أو «واعقة» اسم موضع - و يمكن أن تقرأ الرافقة و هي بلد على قرب الفرات.
4- . الحجر: 75.

عَنْ هَذَا وَ اَللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَأَخْبِرْنِي - فَقَالَ إِنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِرَسُولِ اَللَّهِ شُرِّفَ وَ بِهِ اِرْتَفَعَ وَ بِهِ وَصَلَ إِلَى إِطْفَاءِ نَارِ اَلشِّرْكِ وَ إِبْطَالِ كُلِّ مَعْبُودٍ دُونَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ عَلاَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِحَطِّ اَلْأَصْنَامِ لَكَانَ بِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُرْتَفِعاً وَ شَرِيفاً وَ وَاصِلاً إِلَى حَطِّ اَلْأَصْنَامِ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ أَ لاَ تَرَى أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَمَّا عَلَوْتُ ظَهْرَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شُرِّفْتُ وَ اِرْتَفَعْتُ حَتَّى لَوْ شِئْتُ أَنْ أَنَالَ اَلسَّمَاءَ لَنِلْتُهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اَلْمِصْبَاحَ هُوَ اَلَّذِي يُهْتَدَى بِهِ فِي اَلظُّلْمَةِ وَ اِنْبِعَاثُ فَرْعِهِ مِنَ أَصْلِهِ وَ قَدْ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَا مِنْ أَحْمَدَ كَالضَّوْءِ مِنَ اَلضَّوْءِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ كَانَا نُوراً بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ قَبْلَ خَلْقِ اَلْخَلْقِ بِأَلْفَيْ عَامٍ (1) وَ إِنَّ اَلْمَلاَئِكَةَ لَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ اَلنُّورَ رَأَتْ لَهُ أَصْلاً قَدِ اِنْشَعَبَ فِيهِ شُعَاعٌ لاَمِعٌ فَقَالَتْ إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا مَا هَذَا اَلنُّورُ فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ هَذَا نُورٌ مِنْ نُورِي أَصْلُهُ نُبُوَّةٌ وَ فَرْعُهُ إِمَامَةٌ أَمَّا اَلنُّبُوَّةُ فَلِمُحَمَّدٍ عَبْدِي وَ رَسُولِي وَ أَمَّا اَلْإِمَامَةُ فَلِعَلِيٍّ حُجَّتِي وَ وَلِيِّي وَ لَوْلاَهُمَا مَا خَلَقْتُ خَلْقِي أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَفَعَ يَدَيْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِغَدِيرِ خُمٍّ حَتَّى نَظَرَ اَلنَّاسُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِمَا فَجَعَلَهُ مَوْلَى اَلْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامَهُمْ - وَ قَدِ اِحْتَمَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يَوْمَ حَظِيرَةِ بَنِي اَلنَّجَّارِ فَلَمَّا قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ نَاوِلْنِي أَحَدَهُمَا يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ نِعْمَ اَلْحَامِلاَنِ وَ نِعْمَ اَلرَّاكِبَانِ وَ أَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا وَ رُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَمَلَ اَلْحَسَنَ وَ حَمَلَ جَبْرَئِيلُ اَلْحُسَيْنَ فَلِهَذَا قَالَ نِعْمَ اَلْحَامِلاَنِ وَ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فَأَطَالَ سَجْدَةً مِنْ سَجَدَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ لَقَدْ أَطَلْتَ هَذِهِ اَلسَّجْدَةَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَعَمْ إِنَّ اِبْنِي اِرْتَحَلَنِي(2) فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَ إِنَّمَا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِذَلِكَ رَفْعَهُمْ وَ تَشْرِيفَهُمْ - فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَسُولُ بَنِي آدَمَ وَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 351


1- . قد تقدم منا أن هذا النحو من التحديد بالايام و الاعوام ليس على حدّ ما نحدّد معاشر الناس الأمور بالشهور و السنين التي ليست الا مقدار الحركة لان من البديهى أنّه لم يكن قبل خلق الخلق زمان و لا حركة و لا يوم و لا سنة فهذا النحو من التقدّم نوع آخر غير التقدّم الزمانى الذي نعرفه فتذكر. اللّهمّ الا ان يراد بالخلق بنو آدم لكن هذا التأويل ممّا لا تحتمله تلك الرواية فان فيها ان اللّه تبارك و تعالى خلق نور محمّد قبل ان يخلق السماوات و الأرض و العرش و الكرسيّ الخ (م).
2- . ارتحله: ركبه.

إِمَامٌ لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَ لاَ رَسُولٍ فَهُوَ غَيْرُ مُطِيقٍ لِحَمْلِ أَثْقَالِ اَلنُّبُوَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ اَلْهِلاَلِيُّ فَقُلْتُ لَهُ زِدْنِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَقَالَ إِنَّكَ لَأَهْلٌ لِلزِّيَادَةِ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَمَلَ عَلِيّاً عَلَى ظَهْرِهِ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهُ أَبُو وُلْدِهِ وَ إِمَامُ اَلْأَئِمَّةِ مِنْ صُلْبِهِ كَمَا حَوَّلَ رِدَاءَهُ فِي صَلاَةِ اَلاِسْتِسْقَاءِ وَ أَرَادَ أَنْ يُعْلِمَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ تَحَوَّلَ اَلْجَدْبُ خَصْباً(1)قَالَ فَقُلْتُ لَهُ زِدْنِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَقَالَ اِحْتَمَلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يُعْلِمَ قَوْمَهُ أَنَّهُ هُوَ اَلَّذِي يُخَفِّفُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا عَلَيْهِ مِنَ اَلدَّيْنِ وَ اَلْعِدَاتِ وَ اَلْأَدَاءِ عَنْهُ (2) مِنْ بَعْدِهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ زِدْنِي فَقَالَ إِنَّهُ اِحْتَمَلَهُ لِيُعْلِمَ بِذَلِكَ أَنَّهُ قَدِ اِحْتَمَلَهُ وَ مَا حَمَلَ لِأَنَّهُ مَعْصُومٌ لاَ يَحْتَمِلُ وِزْراً فَتَكُونُ أَفْعَالُهُ عِنْدَ اَلنَّاسِ حِكْمَةً وَ صَوَاباً وَ قَدْ قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا عَلِيُّ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَمَّلَنِي ذُنُوبَ شِيعَتِكَ ثُمَّ غَفَرَهَا لِي وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ - لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ(3) وَ لَمَّا أَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَيْهِ - يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (4) قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاٰ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اِهْتَدَيْتُمْ (5) وَ عَلِيٌّ نَفْسِي وَ أَخِي أَطِيعُوا عَلِيّاً فَإِنَّهُ مُطَهَّرٌ مَعْصُومٌ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ - قُلْ أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمٰا عَلَيْهِ مٰا حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ مٰا حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ مٰا عَلَى اَلرَّسُولِ إِلاَّ اَلْبَلاٰغُ اَلْمُبِينُ (6) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ اَلْهِلاَلِيُّ ثُمَّ قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَيُّهَا اَلْأَمِيرُ لَوْ أَخْبَرْتُكَ بِمَا فِي حَمْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ حَطِّ اَلْأَصْنَامِ مِنْ سَطْحِ اَلْكَعْبَةِ مِنَ اَلْمَعَانِي اَلَّتِي أَرَادَهَا بِهِ لَقُلْتَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَمَجْنُونٌ فَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ سَمِعْتَهُ فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ قُلْتُ اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ .

ص: 352


1- . الجدب: الأرض اليابسة التي لا نبت فيها لانقطاع المطر عنها و الخصب هي التي كثر فيها العشب و الخير.
2- . كذا و لعله سقط قبل لفظة «الأداء» فعل يدلّ على التصدى و التحمل. (م).
3- . الفتح: 2.
4- . المائدة: 104.
5- . مأخوذ من الآية لا لفظها.
6- . النور: 53.

باب معنى قول سليمان عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي...

باب معنى قول سليمان عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي(1) إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهّٰابُ و معنى قول رسول الله صلى الله عليه و آله رحم الله أخي سليمان ما كان أبخله

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى اَلْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ اَلْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلنَّوْفَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَبِيُّ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَخِيلاً فَقَالَ لاَ فَقُلْتُ لَهُ فَقَوْلُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي مَا وَجْهُهُ وَ مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ اَلْمُلْكُ مُلْكَانِ مُلْكٌ مَأْخُوذٌ بِالْغَلَبَةِ وَ اَلْجَوْرِ وَ اِخْتِيَارِ اَلنَّاسِ وَ مُلْكٌ مَأْخُوذٌ مِنْ قِبَلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَمُلْكِ آلِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُلْكِ طَالُوتَ وَ ذِي اَلْقَرْنَيْنِ فَقَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ مَأْخُوذٌ بِالْغَلَبَةِ وَ اَلْجَوْرِ وَ اِخْتِيَارِ اَلنَّاسِ فَسَخَّرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَهُ اَلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ وَ جَعَلَ غُدُوَّهَا شَهْراً وَ رَوَاحَهَا شَهْراً وَ سَخَّرَ اَللَّهُ لَهُ اَلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنّٰاءٍ وَ غَوّٰاصٍ وَ عُلِّمَ مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ وَ مُكِّنَ فِي اَلْأَرْضِ فَعَلِمَ اَلنَّاسُ فِي وَقْتِهِ وَ بَعْدَهُ أَنَّ مُلْكَهُ لاَ يُشْبِهُ مُلْكَ اَلْمُلُوكِ اَلْمُخْتَارِينَ مِنْ قِبَلِ اَلنَّاسِ وَ اَلْمَالِكِينَ بِالْغَلَبَةِ وَ اَلْجَوْرِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَقَوْلُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَحِمَ اَللَّهُ أَخِي سُلَيْمَانَ مَا كَانَ أَبْخَلَهُ فَقَالَ لِقَوْلِهِ وَجْهَانِ أَحَدُهُمَا مَا كَانَ أَبْخَلَهُ بِعِرْضِهِ وَ سُوءِ اَلْقَوْلِ فِيهِ وَ اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ يَقُولُ مَا كَانَ أَبْخَلَهُ إِنْ كَانَ أَرَادَ مَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ اَلْجُهَّالُ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ وَ اَللَّهِ أُوتِينَا مَا أُوتِيَ سُلَيْمَانُ وَ مَا لَمْ يُؤْتَ سُلَيْمَانُ وَ مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِنَ اَلْعَالَمِينَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ (2) وَ قَالَ فِي قِصَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مٰا آتٰاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(3) .

ص: 353


1- . ص: 35.
2- . ص: 39.
3- . الحشر: 7.

باب معنى قول المريض آه

باب معنى قول المريض آه(1)

1 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى اَلْخُزَاعِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَلْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى بَعْضِ مَوَالِيهِ يَعُودُهُ فَرَأَيْتُ اَلرَّجُلَ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ آهِ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَخِي اُذْكُرْ رَبَّكَ وَ اِسْتَغِثْ بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ إِنَّ آهِ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ قَالَ آهِ فَقَدِ اِسْتَغَاثَ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى .

باب معاني قول فاطمة عَلَيْهِ السَّلاَمُ لنساء المهاجرين و الأنصار في علتها

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحُسَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدٍ اَللَّخْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْمُهَلَّبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا اِشْتَدَّتْ عِلَّةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِجْتَمَعَ عِنْدَهَا نِسَاءُ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ فَقُلْنَ لَهَا يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ كَيْفَ أَصْبَحْتِ مِنْ عِلَّتِكِ فَقَالَتْ أَصْبَحْتُ وَ اَللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْيَاكُمْ قَالِيَةً لِرِجَالِكُمْ (2) لَفَظْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ وَ شَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ فَقُبْحاً لِفُلُولِ اَلْحَدِّ وَ خَوَرِ اَلْقَنَاةِ (3) وَ خَطَلِ اَلرَّأْيِ وَ بِئْسَ مٰا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ وَ فِي

ص: 354


1- . في بعض النسخ أخّر هذا الباب عن الباب الآتي.
2- . في بعض النسخ «عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن» و سيأتي تفسير كلامها عليها السلام في المتن.
3- . الخور - بفتحتين و الراء المهملة -: الضعف و الانكسار، و القناة: الرمح.

اَلْعَذٰابِ هُمْ خٰالِدُونَ لاَ جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا وَ شَنَنْتُ عَلَيْهِمْ عَارَهَا(1) فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ سُحْقاً لِلْقَوْمِ اَلظَّالِمِينَ وَيْحَهُمْ أَنَّى زَحْزَحُوهَا عَنْ رَوَاسِي اَلرِّسَالَةِ وَ قَوَاعِدِ اَلنُّبُوَّةِ وَ مَهْبِطِ اَلْوَحْيِ اَلْأَمِينِ وَ اَلطَّبِينِ بِأَمْرِ اَلدُّنْيَا وَ اَلدِّينِ - أَلاٰ ذٰلِكَ هُوَ اَلْخُسْرٰانُ اَلْمُبِينُ وَ مَا نَقَمُوا مِنْ أَبِي حَسَنٍ نَقَمُوا وَ اَللَّهِ مِنْهُ نَكِيرَ سَيْفِهِ وَ شِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَ نَكَالَ وَقْعَتِهِ وَ تَنَمُّرَهُ فِي ذَاتِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَللَّهِ لَوْ تَكَافُّوا عَنْ زِمَامٍ نَبَذَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَعْتَلَقَهُ وَ لَسَارَ بِهِمْ سَيْراً سُجُحاً لاَ يَكْلُمُ خِشَاشُهُ وَ لاَ يُتَعْتَعُ رَاكِبُهُ وَ لَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلاً نَمِيراً فَضْفَاضاً تَطْفَحُ ضِفَّتَاهُ وَ لَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً قَدْ تَخَيَّرَ لَهُمُ اَلرَّيَّ (2) غَيْرَ مُتَحَلٍّ مِنْهُ بِطَائِلٍ إِلاَّ بِغَمْرِ اَلْمَاءِ وَ رَدْعِهِ سَوْرَةَ (3) اَلسَّاغِبِ وَ لَفُتِحَتْ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتُ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ وَ سَيَأْخُذُهُمُ اَللَّهُ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ أَلاَ هَلُمَّ فَاسْمَعْ (4)وَ مَا عِشْتَ أَرَاكَ اَلدَّهْرُ اَلْعَجَبَ وَ إِنْ تَعْجَبْ وَ قَدْ أَعْجَبَكَ اَلْحَادِثُ إِلَى أَيِّ سِنَادٍ اِسْتَنَدُوا وَ بِأَيَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا اِسْتَبْدَلُوا اَلذُّنَابَى وَ اَللَّهِ بِالْقَوَادِمِ وَ اَلْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ قَوْمٍ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً - أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ اَلْمُفْسِدُونَ وَ لٰكِنْ لاٰ يَشْعُرُونَ - أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاٰ يَهِدِّي إِلاّٰ أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ - أَمَا لَعَمْرُ إِلَهِكَ لَقَدْ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَيْثَمَا تُنْتَجُ ثُمَّ اِحْتَلَبُوا طِلاَعَ اَلْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً وَ زُعَافاً مُمْقِراً هُنَالِكَ يَخْسَرُ اَلْمُبْطِلُونَ وَ يَعْرِفُ اَلتَّالُونَ غِبَّ مَا أَسَّسَ اَلْأَوَّلُونَ ثُمَّ طِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ أَنْفُساً وَ اِطْمَئِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً(5) وَ أَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صَارِمٍ وَ هَرْجٍ شَامِلٍ وَ اِسْتِبْدَادٍ مِنَ اَلظَّالِمِينَ يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً وَ زَرْعَكُمْ حَصِيداً فَيَا حَسْرَتَى لَكُمْ وَ أَنَّى بِكُمْ وَ قَدْ عُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوهٰا وَ أَنْتُمْ لَهٰا كٰارِهُونَ .

وَ حَدَّثَنَا بِهَذَا اَلْحَدِيثِ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَقْبُرَةَ اَلْقَزْوِينِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ

ص: 355


1- . في بعض النسخ [و شنت عليهم غارها].
2- . في بعض النسخ [قد تخير لهم الذي].
3- . في بعض النسخ [شرر].
4- . في بعض النسخ [فاستمع].
5- . في الاحتجاج و أمالي الشيخ [ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا و اطمأنوا للفتنة جأشا].

عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ اَلْوَفَاةُ دَعَتْنِي فَقَالَتْ أَ مُنَفِّذٌ أَنْتَ وَصِيَّتِي وَ عَهْدِي قَالَ قُلْتُ بَلَى أُنَفِّذُهَا فَأَوْصَتْ إِلَيَّ وَ قَالَتْ إِذَا أَنَا مِتُّ فَادْفِنِّي لَيْلاً وَ لاَ تُؤْذِنَنَّ رَجُلَيْنِ ذَكَرْتُهُمَا قَالَ فَلَمَّا اِشْتَدَّتْ عِلَّتُهَا اِجْتَمَعَ إِلَيْهَا نِسَاءُ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ فَقُلْنَ كَيْفَ أَصْبَحْتِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللَّهِ مِنْ عِلَّتِكِ فَقَالَتْ أَصْبَحْتُ وَ اَللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْيَاكُمْ وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ نَحْوَهُ.

قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن معنى هذا الحديث فقال أما قولها صلوات اللَّه عليها عائفة فالعائفة الكارهة يقال عفت الشيء إذا كرهته إعافة و القالية المبغضة يقال قليت فلانا إذا أبغضته كما قال الله تبارك و تعالى مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلىٰ (1) و قولها عليها السلام لفظتهم هو طرح الشيء من الفم كراهة له تقول عضضت على الطعام ثم لفظته إذا رميت به من فمك و قولها قبل أن عجمتهم يقال عجمت الشيء إذا عضضت عليه و عود معجوم إذا عض و شنأتهم أبغضتهم و الاسم منه الشنئان و قولها سبرتهم أي امتحنتهم يقال سبرت الرجل اختبرته و خبرته و قولها فقبحا لفلول الحد يقال سيف مفلول إذا انثلم حده و الخور الضعف و الخطل الاضطراب و قولها لقد قلدتهم ربقتها الربقة ما يكون في عنق الغنم و غيرها من الخيوط و الجمع الربق و شننت صببت يقال شننت الماء و شننته إذا صببته و جدعا شتم من جدع الأنف. و عقرا من قولك عقرت الشيء و سحقا أي بعدا و زحزحوها أي نحوها و الرواسي الأصول الثابتة و كذلك القواعد و الطبين العالمين [العالم] و ما نقموا من أبي حسن أي ما الذي أنكروا عليه و تنمره أي تغضبه يقال تنمر الرجل إذا غضب و تشبه بالنمر و قولها تكافوا أي كفوا أيديهم عنه و الزمام مثل في هذا لاعتلقه لأخذه بيده و السجح السير السهل.

لا يكلم لا يجرح و لا يدمى(2) و الخشاش ما يكون في أنف البعير من الخشب و لا يتعتع

ص: 356


1- . الضحى: 3.
2- . دمى الجرح: خرج منه الدم.

أي لا يكره و لا يقلق و المنهل مورد الماء و النمير(1) الماء النامي في الحشد(2)و الفضفاض الكثير و الضفتان جانبا النهر و البطان جمع بطين و هو الريان غير متحل منه بطائل أي كان لا يأخذ من مالهم قليلا و لا كثيرا(3) إلا بغمر الماء كان يشرب بالغمر و الغمر القدح الصغير و ردعه سورة الساغب أي كان يأكل من ذلك قدر ما يردع ثوران الجوع و الذنابى ما يلي الذنب من الجناح و القوادم ما تقدم منه و العجز معروف و المعاطس الأنوف و قولها فنظرة أي انتظروا ريثما تنتجوا تقول حتى تلد ثم احتلبوا طلاع القعب أي ملأ القعب و القعب العس(4) من الخشب و الدم العبيط الطري و الزعاف(5) السم و الممقر المر و الهرج القتل و الزهيد القليل.

باب معنى الزبي و الطبيين

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا

ص: 357


1- . قال الجوهريّ: ماء نمير أي ناجع، عذبا كان او غير عذب.
2- . عين حشد - بالحاء المهملة و الشين المعجمة المضمومتين -: ما لا ينقطع ماؤها. و في بعض النسخ [الجسد] و الظاهر أنّه تصحيف. (م).
3- . هذا تفسير لقولها عليها السلام «قد تخير لهم الرى غير متحل منه بطائل الا بغمر الماء و ردعه سورة الساغب» و الذي اختلج بالخلد في توجيهه أن يقال: «تخير» بالخاء المعجمة بمعنى اختار و الموصول مفعول له و الرى ضد العطش و «غير متحل منه» أي غير مستفيد منه بكثير كما قاله الجوهريّ فالمعنى انه قد اختار لهم الطيبات من كل شيء و خضرة الحياة و رغدة العيش و لا يختار لنفسه إلا شبعة الكافل او ما يردع به سورة الجائع فيكون ذلك كناية عن عدم الاخذ من مالهم الا الصدقة المفروضة و في بعض النسخ [غير متحلى] فيحتمل أن يكون من التحلى بمعنى التزين اى اختار لهم ما لا يأخذ منه للزينة بل للضرورة فليتأمل. (م).
4- . العس - بضم العين و تشديد السين المهملتين -: القدح او الاناء الكبير.
5- . الزعاف - بالزاى او الذال المعجمتين -: السم الذي يقتل سريعا. و يحتمل أن يكون «الزعاق» بالزاى و القاف بمعنى الماء المر الذي لا يطاق شربه و هو انسب بقولها: «ممقرا» اى مرا. (م).

اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَلِيٍّ اَلْمَدَائِنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ مُكْرَمٍ عَنْ سَعْدٍ اَلْخَفَّافِ (1)عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حِينَ أُحِيطَ بِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاوَزَ اَلْمَاءُ اَلزُّبَى وَ بَلَغَ اَلْحِزَامُ اَلطُّبْيَيْنِ وَ تَجَاوَزَ اَلْأَمْرُ بِي قَدْرَهُ وَ طَمَعَ فِيَّ مَنْ لاَ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ

فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولاً فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ *** وَ إِلاَّ فَأَدْرِكْنِي وَ لَمَّا أُمَزَّقْ

.

قال المبرد قوله قد جاوز الماء الزبى فالزبية مصيدة الأسد(2) و لا تتخذ إلا في قلة جبل و تقول العرب قد بلغ الماء الزبى و ذلك أشد ما يكون من السيل و يقال في العظيم من الأمر قد علا الماء الزبى و بلغ السكين العظم و بلغ الحزام الطبيين و قد انقطع السلى في البطن(3) قال العجاج فقد علا الماء الزبى إلى غير أي قد جل الأمر عن أن يغير أو يصلح و قوله بلغ الحزام الطبيين(4) فإن السباع و الطير يقال لموضع الأخلاف منها(5) أطباء واحدها طبي كما يقال في الخف و الظلف.

خلف هذا مكان هذا فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى في المكروه و مثل هذا من أمثالهم التقت حلقتا البطان و يقال التقت حلقة البطان(6) و الحقب(7) و يقال حقب البعير إذا صار الحزام في الحقب منه.

ص: 358


1- . هو سعد بن طريف و في نقد الرجال قال حمدويه: سعد الاسكاف و سعد الخفاف و سعد ابن طريف واحد و قال: كان ناووسيا وقف على الصادق عليه السلام و ضعفه ابن الغضائري و روى عن الأصبغ بن نباتة و روى عنه أبو جميلة و روى عن الباقر و الصادق عليهما السلام و له كتاب رسالة الباقر عليه السلام. و الناووسية اتباع رجل يقال له ناووس قالوا: ان الصادق عليه السلام حى يظهر و هو القائم المهدى.
2- . في بعض النسخ [موضع الأسد].
3- . السلى: جلدة يكون ضمنها الولد في بطن أمه إذا انقطع في البطن هلكت الام و الولد.
4- . الحزام - بكسر الحاء المهملة و الزاى -: ما يشد به وسط الدابّة. و الطبيين تثنية الطبى بكسر الطاء و ضمها: حلمات الضرع التي من خف و ظلف.
5- . الاخلاف - جمع «الخلف» بكسر الخاء -: مكان مص الحليب من الضرع.
6- . البطان: الحزام الذي يجعل تحت بطن الدابّة.
7- . الحقب - بفتحين - الحزام الذي يلي حقو البعير و هو فوق وركه.

باب معنى الشفر و فيض النفس

1 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ بِالرَّيِّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ ثَلاَثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ أَبُو صَالِحٍ اَلطَّوِيلُ اَلتَّمَّارُ اَلْبَصْرِيُّ جَلِيسُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ بَعَثَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي طَلَبِ سَعْدِ بْنِ اَلرَّبِيعِ - وَ قَالَ لِي إِذَا رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ وَ قُلْ لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ فَجَعَلْتُ أَطْلُبُهُ بَيْنَ اَلْقَتْلَى حَتَّى وَجَدْتُهُ بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ وَ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمَ وَ هُوَ يَقُولُ كَيْفَ تَجِدُكَ فَقَالَ سَلِّمْ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قُلْ لِقَوْمِيَ اَلْأَنْصَارِ لاَ عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اَللَّهِ إِنْ وَصَلَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ فِيكُمْ شُفْرٌ يَطْرِفُ وَ فَاضَتْ نَفْسُهُ .

قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله سمعت أبا العباس يقول قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قوله و فيكم شفر يطرف الشفر واحد أشفار العين و هي حروف الأجفان التي تلتقي عند التغميض و الأجفان أغطية العينين من فوق و من تحت و الهدب الشعر النابت في الأشفار و شفر العين مضموم الشين و يقال ما في الدار شفر بفتح الشين يراد به أحد قال الشاعر

فو الله ما تنفك منا عداوة *** و لا منهم ما دام من نسلنا شفر

و قوله فاضت نفسه معناه مات قال أبو العباس قال أبو بكر بن الأنباري حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا نصر بن علي قال أخبرنا الأصمعي عن ابن عمرو بن العلاء قال يقال فاظ الرجل إذا مات و لا يقال فاظت نفسه و لا فاضت نفسه و حدثنا أبو العباس قال حدثنا ابن الأنباري قال حدثنا عبد الله بن خلف قال حدثنا صالح بن محمد بن دراج قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول يقال

ص: 359

فاظ الميت و لا يقال فاظت نفسه و لا فاضت نفسه و حدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن سلمة بن عاصم عن الفراء قال أهل الحجاز و طي يقولون فاظت نفس الرجل و عكل و قيس و تميم يقولون فاضت نفسه بالضاد و أنشد

يريد رجال ينادونها *** و أنفسهم دونها فائضة.

و حدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو بكر بن الأنباري - قال حدثنا أبي قال أخبرنا أبو الحسن الطوسي عن أبي عبيد عن الكسائي قال يقال فاضت نفسه و فاض الميت نفسه و أفاض الله نفسه.

و حدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو بكر بن الأنباري - قال حدثنا أبي قال أخبرنا أبو الحسن الطوسي عن أبي عبيد عن الكسائي و أبو جعفر محمد بن الحكم عن الحسن اللحياني قال يقال فاظ الميت بالظاء و فاض الميت بالضاد.

و حدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو بكر قال حدثني أبي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد القمي(1) - قال حدثنا يعقوب بن السكيت قال يقال فاظ الميت يفوظ و فاظ يفيظ.

و حدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الجهم عن الفراء قال يقال فاظ الميت نفسه بالظاء و نصب النفس.

و حدثنا أبو العباس قال أنشدنا أبو بكر قال أنشدني أبي قال أنشدنا أبو عكرمة الضبي

و فاظ ابن حصن عائيا في بيوتنا *** يمارس قدا في ذراعيه مصحبا.

باب معاني خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْجَلُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ اَلْحِمَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خُزَيْمَةَ

ص: 360


1- . في بعض النسخ [ابو محمّد عبد اللّه بن محمّد الرستمى].

عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ذُكِرَتِ اَلْخِلاَفَةُ عِنْدَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ وَ اَللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا أَخُو تَيْمٍ وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ اَلْقُطْبِ مِنَ اَلرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنْهُ اَلسَّيْلُ وَ لاَ يَرْتَقِي إِلَيْهِ اَلطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِيُ مَا بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَشِيبُ فِيهَا اَلصَّغِيرُ وَ يَهْرَمُ فِيهَا اَلْكَبِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى اَللَّهَ رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ اَلصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي اَلْعَيْنِ قَذًى وَ فِي اَلْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى إِذَا مَضَى اَلْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ عَقَدَهَا لِأَخِي عَدِيٍّ بَعْدَهُ فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَصَيَّرَهَا وَ اَللَّهِ فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَكْثُرُ اَلْعِثَارُ وَ اَلاِعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ اَلصَّعْبَةِ إِنْ عَنَّفَ بِهَا حَرَنَ (1) وَ إِنْ سَلِسَ بِهَا غَسَقَ فَمُنِيَ اَلنَّاسُ بِتَلُوُّنٍ وَ اِعْتِرَاضٍ وَ بَلْوًى مَعَ هَنٍ وَ هُنَيٍّ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ اَلْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ اَلْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي مِنْهُمْ فَيَا لَلَّهِ لَهُمْ وَ لِلشُّورَى مَتَى اِعْتَرَضَ اَلرَّيْبُ فِيَّ مَعَ اَلْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ بِهَذِهِ اَلنَّظَائِرِ فَمَالَ رَجُلٌ بِضَبْعِهِ (2) وَ أَصْغَى آخَرُ لِصِهْرِهِ وَ قَامَ ثَالِثُ اَلْقَوْمِ نَافِجاً حضينه [حِضْنَيْهِ] بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أُمَيَّةَ يَهْضِمُونَ مَالَ اَللَّهِ هَضْمَ اَلْإِبِلِ نَبْتَةَ اَلرَّبِيعِ حَتَّى أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ - فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ وَ اَلنَّاسُ إِلَيَّ كَعُرْفِ اَلضَّبُعِ قَدِ اِنْثَالُوا عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ اَلْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطَافِي حَتَّى إِذَا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَ فَسَقَتْ أُخْرَى وَ مَرَقُ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا قَوْلَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - تِلْكَ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ اَلْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (3) -

ص: 361


1- . بفتح المهملتين أي وقف.
2- . كذا و في النهج و العلل «لضغنه» أي لحقده و حسده. و هذا إشارة الى سعد بن أبي وقاص و لكن يأتي من المؤلّف معنى الضبع و قال: فى رواية بضلعه.
3- . القصص: 83.

بَلَى وَ اَللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوا وَ لَكِنِ اِحْلَوْلَتِ اَلدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ لَوْ لاَ حُضُورُ اَلنَّاصِرِ وَ قِيَامُ اَلْحُجَّةِ (1) وَ مَا أَخَذَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى اَلْعُلَمَاءِ أَنْ لاَ يَقِرُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ (2) عَنْزٍ قَالَ وَ نَاوَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلسَّوَادِ كِتَاباً فَقَطَعَ كَلاَمَهُ وَ تَنَاوَلَ اَلْكِتَابَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَطْرَدْتَ مَقَالَتَكَ إِلَى حَيْثُ بَلَغْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا اِبْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ فَمَا أَسِفْتُ عَلَى كَلاَمٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى كَلاَمِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَبْلُغْ حَيْثُ أَرَادَ .

قال مصنف هذا الكتاب سألت الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن تفسير هذا الخبر ففسره لي و قال تفسير الخبر قوله عليه السلام لقد تقمصها أي لبسها مثل القميص يقال تقمص الرجل أو تدرع و تردى و تمندل.

و قوله محل القطب من الرحى أي تدور علي كما تدور الرحى على قطبها.

و قوله ينحدر عنه السيل و لا يرتقي إليه الطير يريد أنها ممتنعة على غيري لا يتمكن منها و لا يصلح له.

و قوله فسدلت دونها ثوبا أي أعرضت عنها و لم أكشف وجوبها لي و الكشح الجنب و الخاصرة فمعنى قوله طويت عنها أي أعرضت عنها و الكاشح الذي يوليك كشحه أي جنبه.

و قوله طفقت أي أقبلت و أخذت أرتئي أي أفكر و أستعمل الرأي و أنظر في أن أصول بيد جذاء و هي المقطوعة و أراد قلة الناصر.

و قوله أو أصبر على طخية فللطخية موضعان أحدهما الظلمة و الآخر الغم و

ص: 362


1- . في بعض النسخ [حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر] و هكذا في النهج.
2- . في بعض النسخ [حبقة].

الحزن يقال أجد على قلبي طخيا أي حزنا و غما و هو هاهنا يجمع الظلمة و الغم و الحزن.

و قوله يكدح مؤمن أي يدأب و يكسب لنفسه و لا يعطى حقه و قوله أحجى أي أولى يقال هذا أحجى من هذا و أخلق و أحرى و أوجب كله قريب المعنى.

و قوله في حوزة أي في ناحية يقال حزت الشيء أحوزه حوزا إذا جمعته و الحوزة ناحية الدار و غيرها.

و قوله كراكب الصعبة يعني الناقة التي لم ترض إن عنف بها و العنف ضد الرفق.

و قوله حرن وقف و لم يمش و إنما يستعمل الحران في الدواب فأما في الإبل فيقال أخلت الناقة و بها خلا و هو مثل حران الدواب إلا أن العرب ربما تستعيره في الإبل.

و قوله إن سلس غسق أي أدخله في الظلمة و قوله مع هن و هني يعني الأدنياء من الناس تقول العرب فلان هني و هو تصغير هن أي هو دون من الناس و يريدون بذلك تصغير أمره.

و قوله فمال رجل بضبعه و يروى بضلعه و هما قريب و هو أن يميل بهواه و نفسه إلى رجل بعينه.

و قوله و أصغى آخر لصهره و الصغو الميل يقال صغوك مع فلان أي ميلك معه.

و قوله نافجا حضينه يقال في الطعام و الشراب و ما أشبههما قد انتفج بطنه بالجيم و يقال في كل داء يعتري الإنسان قد انتفخ بطنه بالخاء و الحضنان جانبا الصدر.

و قوله بين نثيله و معتلفه فالنثيل قضيب الجمل و إنما استعاره الرجل هاهنا و المعتلف الموضع الذي يعتلف فيه أي يأكل و معنى الكلام أنه بين مطعمه و منكحه.

و قوله يهضمون أي يكسرون و ينقضون و منه قولهم هضمني الطعام أي نقضني.

ص: 363

و قوله حتى أجهز أي أتى عليه و قتله يقال أجهزت على الجريح إذا كانت به جراحة فقتلته.

و قوله كعرف الضبع شبههم به لكثرته و العرف الشعر الذي يكون على عنق الفرس فاستعاره للضبع و قوله قد انثالوا أي انصبوا علي و كثروا و يقال انثلت ما في كنانتي من السهام إذا صببته.

و قوله و شق عطافي يعني رداءه و العرب تسمي الرداء العطاف.

و قوله و راقهم زبرجها أي أعجبهم حسنها و أصل الزبرج النقش و هو هاهنا زهرة الدنيا و حسنها.

و قوله ألا يقروا على كظة ظالم فالكظة الامتلاء يعني إنهم لا يصبرون على امتلاء الظالم من المال الحرام و لا يقاروه على ظلمه.

و قوله و لا سغب مظلوم فالسغب الجوع و معناه منعه من الحق الواجب له و قوله لألقيت حبلها على غاربها هذا مثل تقول العرب ألقيت حبل البعير على غاربه ليرعى كيف شاء.

و معنى قوله و لسقيت آخرها بكأس أولها أي لتركتهم في ضلالتهم و عماهم و قوله أزهد عندي فالزهيد القليل.

و قوله من حبقة عنز فالحبقة ما يخرج من دبر العنز من الريح و العفطة ما يخرج من أنفها.

و قوله تلك شقشقة فالشقشقة ما يخرجه البعير من جانب فمه إذا هاج و سكر.

باب معنى اَلتِّينِ وَ اَلزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ و اَلْبَلَدِ اَلْأَمِينِ

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا

ص: 364

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلرَّازِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اِخْتَارَ مِنَ اَلْبُلْدَانِ أَرْبَعَةً فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَلتِّينِ وَ اَلزَّيْتُونِ. وَ طُورِ سِينِينَ وَ هٰذَا اَلْبَلَدِ اَلْأَمِينِ - اَلتِّينِ اَلْمَدِينَةُ وَ اَلزَّيْتُونِ بَيْتُ اَلْمَقْدِسِ وَ طُورِ سِينِينَ اَلْكُوفَةُ وَ هٰذَا اَلْبَلَدِ اَلْأَمِينِ مَكَّةُ.

باب معنى أنواع السكر

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اَلسُّكْرُ أَرْبَعُ سَكَرَاتٍ سُكْرُ اَلشَّرَابِ وَ سُكْرُ اَلْمَالِ وَ سُكْرُ اَلنَّوْمِ وَ سُكْرُ اَلْمُلْكِ.

باب معنى الناصب

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنِ اَلْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لَيْسَ اَلنَّاصِبُ مَنْ نَصَبَ لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ لِأَنَّكَ لاَ تَجِدُ أَحَداً يَقُولُ أَنَا أُبْغِضُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لَكِنَّ اَلنَّاصِبَ مَنْ نَصَبَ لَكُمْ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَتَوَلَّوْنَا أَوْ تَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِنَا وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَنْ أَشْبَعَ عَدُوّاً لَنَا فَقَدْ قَتَلَ وَلِيّاً لَنَا.

باب معنى أيام الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا

ص: 365

إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُثَنًّى اَلْحَنَّاطِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَيَّامُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلاَثَةٌ يَوْمٌ يَقُومُ اَلْقَائِمُ وَ يَوْمُ اَلْكَرَّةِ (1) وَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ.

باب معنى الأشد و الأقوى

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْخَزَّازُ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِقَوْمٍ يَرْفَعُونَ حَجَراً فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا نَعْرِفُ بِذَاكَ أَشَدَّنَا وَ أَقْوَانَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَ لاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّكُمْ وَ أَقْوَاكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ أَشَدُّكُمْ وَ أَقْوَاكُمْ اَلَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي إِثْمٍ وَ لاَ بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَمْ يُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ اَلْحَقِّ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ (2) .

باب معنى أفضل أجزاء العبادة

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ

ص: 366


1- . أي الرجعة.
2- . هكذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يعلم الناس بألين لسان، و يبين لهم المعارف بأحسن بيان، فقد بين في كلامه هذا أن على المرء المسلم أن يترك ما لا يعنيه في أمر دينه و آخرته و لا يحوم حوم ما لا يكون طريقا إلى سعادته و لا دخل له في السير إلى مقصده من حياته و غاية خلقته بل يجب عليه أن يتعقب المعارف الدينية و الكمالات الحقيقية و الأخلاق الفاضلة و يطلبها بكل سعى و اجتهاد و استقامة و سداد. و يطلب من الدنيا ما يتوسل به إلى سعادته و هنيء عيشه في المعاد. فاذا أراد أن يسبق الاقران و يبادر إلى نيل الكمال و أخذ السبقة فليرد في ميدان الايمان و المعرفة و مضمار العمل و المجاهدة و يسابق رجال العلم و الحكمة و يذر ما يقر عيون الصبيان من لعب الدنيا و لهوها و يغرهم من بياضها و حمرتها و المفاخرة بزخارفها و اوهامها فأين طالب الحق و رجل الحقيقة من مجالسة الجهال و مفاخرة الصبيان؟! و ما لجليس الملك و نديم السلطان و اللعب بالصولجان؟! (م).

اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْعِبَادَةُ سَبْعُونَ جُزْءاً وَ أَفْضَلُهَا جُزْءاً(1) طَلَبُ اَلْحَلاَلِ.

باب معنى غريبتين يجب احتمالهما

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: غَرِيبَتَانِ فَاحْتَمِلُوهُمَا كَلِمَةُ حِكْمَةٍ مِنْ سَفِيهٍ فَاقْبَلُوهَا وَ كَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكِيمٍ فَاغْفِرُوهَا.

باب معنى داء الأمم الذي دب إلى هذه الأمة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ اَلْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ اَلْأُمَمِ قَبْلَكُمْ اَلْبَغْضَاءُ وَ اَلْحَسَدُ.

باب معنى الصلاة من الله عز و جل و من الملائكة و من المؤمنين على النبي صلى الله عليه و آله و معنى التسليم

1 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا

ص: 367


1- . في بعض النسخ [أفضلها جزءا].

اَلْمُعَلَّى بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْبَصْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ اَلْعَمِّيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ اَلْبَزَّازِ اَلْكُوفِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً(1) فَقَالَ اَلصَّلاَةُ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَحْمَةٌ وَ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ تَزْكِيَةٌ وَ مِنَ اَلنَّاسِ دُعَاءٌ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فَإِنَّهُ يَعْنِي اَلتَّسْلِيمَ لَهُ فِيمَا وَرَدَ عَنْهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَالَ تَقُولُونَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ وَ صَلَوَاتُُ مَلاَئِكَتِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اَلسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا ثَوَابُ مَنْ صَلَّى عَلَى اَلنَّبِيِّ وَ آلِهِ بِهَذِهِ اَلصَّلاَةِ قَالَ اَلْخُرُوجُ مِنَ اَلذُّنُوبِ وَ اَللَّهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

باب معنى مواضع اللعن

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلسِّنَانِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيِّ عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلْكَابُلِيِّ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَيْنَ يَتَوَضَّأُ اَلْغُرَبَاءُ قَالَ يَتَّقُونَ شُطُوطَ اَلْأَنْهَارِ وَ اَلطُّرُقَ اَلنَّافِذَةَ وَ تَحْتَ اَلْأَشْجَارِ اَلْمُثْمِرَةِ وَ مَوَاضِعَ اَللَّعْنِ قِيلَ لَهُ وَ مَا مَوَاضِعُ اَللَّعْنِ فَقَالَ أَبْوَابُ اَلدُّورِ.

باب معنى العروة الوثقى التي لا انفصام لها

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ اَلْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْعَبْدِيِّ عَنِ اَلْأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ (2)

ص: 368


1- . الأحزاب: 56.
2- . في بعض النسخ [يستمسك].

بِالْعُرْوَةِ اَلْوُثْقىٰ اَلَّتِي لاَ اِنْفِصٰامَ لَهٰا فَلْيَتَمَسَّكْ (1) بِوَلاَيَةِ أَخِي وَ وَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنَّهُ لاَ يَهْلِكُ مَنْ أَحَبَّهُ وَ تَوَلاَّهُ وَ لاَ يَنْجُو مَنْ أَبْغَضَهُ وَ عَادَاهُ.

باب معنى الصبر و المصابرة و المرابطة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا وَ رٰابِطُوا(2) فَقَالَ اِصْبِرُوا عَلَى اَلْمَصَائِبِ وَ صَابِرُوهُمْ عَلَى اَلتَّقِيَّةِ وَ رَابِطُوا عَلَى مَنْ تَقْتَدُونَ بِهِ - وَ اِتَّقُوا اَللّٰهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .

باب معنى الرغبة و الرهبة و التبتل و الابتهال و التضرع و البصبصة في الدعاء

1 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا اِسْتَكٰانُوا لِرَبِّهِمْ وَ مٰا يَتَضَرَّعُونَ (3) قَالَ اَلتَّضَرُّعُ رَفْعُ اَلْيَدَيْنِ.

1 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ

ص: 369


1- . في بعض النسخ [فليستمسك].
2- . آل عمران: 200.
3- . المؤمنون: 75.

بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ(1) قَالَ حَدَّثَنِي اَلْعَمْرَكِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: اَلتَّبَتُّلُ أَنْ تُقَلِّبَ كَفَّيْكَ فِي اَلدُّعَاءِ إِذَا دَعَوْتَ وَ اَلاِبْتِهَالُ أَنْ تَبْسُطَهُمَا وَ تُقَدِّمَهُمَا وَ اَلرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ بِرَاحَتَيْكَ اَلسَّمَاءَ وَ تَسْتَقْبِلَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَ اَلرَّهْبَةُ أَنْ تُكْفِئَ (2) كَفَّيْكَ فَتَرْفَعَهُمَا إِلَى اَلْوَجْهِ وَ اَلتَّضَرُّعُ أَنْ تُحَرِّكَ إِصْبَعَيْكَ وَ تُشِيرَ بِهِمَا - وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِنَّ اَلْبَصْبَصَةَ أَنْ تَرْفَعَ سَبَّابَتَيْكَ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَ تُحَرِّكَهُمَا وَ تَدْعُوَ.

باب معنى قول لا إله إلا الله بإخلاص

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ اَلْجَنَّةَ وَ إِخْلاَصُهُ أَنْ يَحْجُزَهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

2 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ وَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ كُلُّهُمْ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ اَلْحَسَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ اَلْجَنَّةَ وَ إِخْلاَصُهُ أَنْ يَحْجُزَهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

باب معنى حصن الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ اَلصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ

ص: 370


1- . في بعض النسخ [جعفر بن محمّد] و قد مر الكلام فيه.
2- . أكفأ الاناء: قلبه ليصب ما فيه.

عَقِيلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: لَمَّا وَافَى أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَيْسَابُورَ وَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا إِلَى اَلْمَأْمُونِ اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ اَلْحَدِيثِ فَقَالُوا لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ تَرْحَلُ عَنَّا وَ لاَ تُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ فَنَسْتَفِيدَهُ مِنْكَ وَ كَانَ قَدْ قَعَدَ فِي اَلْعَمَّارِيَّةِ فَأَطْلَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ سَمِعْتُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي قَالَ فَلَمَّا مَرَّتِ اَلرَّاحِلَةُ نَادَانَا بِشُرُوطِهَا وَ أَنَا مِنْ شُرُوطِهَا .

و قد أخرجت ما رويته في هذا المعنى من الأخبار في كتاب التوحيد(1).

باب معنى آخر لحصن الله عز و جل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْحُسَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ بَحْرٍ اَلْأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ جَبْرَئِيلَ عَنْ مِيكَائِيلَ عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنِ اَللَّوْحِ عَنِ اَلْقَلَمِ قَالَ يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَلاَيَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ نَارِي.

ص: 371


1- . في التوحيد ص 25 بعد ذكر الخبر «قال مصنف هذا الكتاب: من شروطها الإقرار للرضا عليه السّلام بأنّه امام من قبل اللّه عزّ و جلّ على العباد، مفترض الطاعة عليهم».

باب معنى وفاء العباد بعهد الله و معنى وفاء الله عز و جل بعهد العباد

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْقُرَشِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلرَّبِيعِ اَلزَّهْرَانِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَمَّا أَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (2) وَ اَللَّهِ لَقَدْ خَرَجَ آدَمُ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ قَدْ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَى اَلْوَفَاءِ لِوَلَدِهِ شِيثٍ فَمَا وُفِيَ لَهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ نُوحٌ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَى اَلْوَفَاءِ لِوَصِيِّهِ سَامٍ فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَى اَلْوَفَاءِ لِوَصِيِّهِ إِسْمَاعِيلَ فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ مُوسَى مِنَ اَلدُّنْيَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَى اَلْوَفَاءِ لِوَصِيِّهِ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ رُفِعَ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَ قَدْ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَى اَلْوَفَاءِ لِوَصِيِّهِ شَمْعُونَ بْنِ حَمُّونَ اَلصَّفَا فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ إِنِّي مُفَارِقُكُمْ عَنْ قَرِيبٍ وَ خَارِجٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ وَ قَدْ عَهِدْتُ إِلَى أُمَّتِي فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِنَّهَا اَلرَّاكِبَةُ (3)سَنَنَ مَنْ قَبْلَهَا مِنَ اَلْأُمَمِ فِي مُخَالَفَةِ وَصِيِّي وَ عِصْيَانِهِ أَلاَ وَ إِنِّي مُجَدِّدٌ عَلَيْكُمْ عَهْدِي فِي عَلِيٍّ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفىٰ بِمٰا عٰاهَدَ عَلَيْهُ اَللّٰهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ عَلِيّاً إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِي وَ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ وَ هُوَ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَ أَخِي وَ نَاصِرِي وَ زَوْجُ اِبْنَتِي وَ أَبُو وُلْدِي وَ صَاحِبُ شَفَاعَتِي وَ حَوْضِي وَ لِوَائِي مَنْ أَنْكَرَهُ فَقَدْ أَنْكَرَنِي وَ مَنْ أَنْكَرَنِي فَقَدْ أَنْكَرَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَقَرَّ بِإِمَامَتِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِنُبُوَّتِي وَ مَنْ أَقَرَّ بِنُبُوَّتِي فَقَدْ أَقَرَّ بِوَحْدَانِيَّةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ عَصَى عَلِيّاً فَقَدْ عَصَانِي وَ مَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ -

ص: 372


1- . هو أبو الربيع سليمان بن داود الزهرانى.
2- . البقرة: 40.
3- . الضمير في «انها» راجع إلى الأمة. (م).

وَ مَنْ أَطَاعَ عَلِيّاً فَقَدْ أَطَاعَنِي وَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اَللَّهَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ رَدَّ عَلَى عَلِيٍّ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَقَدْ رَدَّ عَلَيَّ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اَللَّهِ فَوْقَ عَرْشِهِ أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنِ اِخْتَارَ مِنْكُمْ عَلَى عَلِيٍّ إِمَاماً فَقَدِ اِخْتَارَ عَلَيَّ نَبِيّاً وَ مَنِ اِخْتَارَ عَلَيَّ نَبِيّاً فَقَدِ اِخْتَارَ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَبّاً أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ عَلِيّاً سَيِّدُ اَلْوَصِيِّينَ وَ قَائِدُ اَلْغُرِّ اَلْمُحَجَّلِينَ وَ مَوْلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَلِيُّهُ وَلِيِّي وَ وَلِيِّي وَلِيُّ اَللَّهِ وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّي وَ عَدُوِّي عَدُوُّ اَللَّهِ أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَوْفُوا بِعَهْدِ اَللَّهِ فِي عَلِيٍّ يُوفَ لَكُمْ فِي اَلْجَنَّةِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ.

باب معنى الربوة و القرار و المعين

1 - حَدَّثَنَا اَلْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اَلْمُظَفَّرِ اَلْعَلَوِيُّ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكِيبَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلْحَسَنِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مِهْرَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعْدٍ اَلْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ (1) قَالَ اَلرَّبْوَةُ اَلْكُوفَةُ وَ اَلْقَرَارُ اَلْمَسْجِدُ وَ اَلْمَعِينُ اَلْفُرَاتُ.

باب معنى الصفح الجميل

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ اَلرِّضَا

ص: 373


1- . المؤمنون: 53.

عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاصْفَحِ اَلصَّفْحَ اَلْجَمِيلَ (1) قَالَ اَلْعَفْوُ مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ.

باب معنى الخوف و الطمع

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ اَلَّذِي يُرِيكُمُ اَلْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً(2) قَالَ خَوْفاً لِلْمُسَافِرِ وَ طَمَعاً لِلْمُقِيمِ.

باب معنى الحسنة التي تدخل العبد الجنة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلْعَبْدَ مِنْ عِبَادِي لَيَأْتِينِي بِالْحَسَنَةِ فَأُدْخِلُهُ اَلْجَنَّةَ قَالَ يَا رَبِّ وَ مَا تِلْكَ اَلْحَسَنَةُ قَالَ يُفَرِّجُ عَنِ اَلْمُؤْمِنِ كُرْبَتَهُ وَ لَوْ بِتَمْرَةٍ فَقَالَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَقٌّ عَلَى مَنْ عَرَفَكَ أَنْ لاَ يَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ.

باب معنى قول النبي صلى الله عليه و آله اللهم ارحم خلفائي ثلاثا

1 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ اَلْيَعْقُوبِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ

ص: 374


1- . الحجر: 85.
2- . الرعد: 12.

قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَللَّهُمَّ اِرْحَمْ خُلَفَائِي اَللَّهُمَّ اِرْحَمْ خُلَفَائِي اَللَّهُمَّ اِرْحَمْ خُلَفَائِي قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ اَلَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي يَرْوُونَ حَدِيثِي وَ سُنَّتِي.

باب معنى تمام الطعام

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلطَّعَامُ إِذَا جَمَعَ أَرْبَعَ خِصَالٍ فَقَدْ تَمَّ إِذَا كَانَ مِنْ حَلاَلٍ وَ كَثُرَتِ اَلْأَيْدِي عَلَيْهِ وَ سُمِّيَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ وَ حُمِدَ فِي آخِرِهِ.

باب معنى ما كتبته أم سلمة إلى عائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلصَّيْرَفِيِّ اَلْقُرَشِيِّ اَلْكُوفِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ اَلْمِنْقَرِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عُقْبَةَ اَلْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي أَخْنَسَ اَلْأَرْحَبِيِّ (1)قَالَ: لَمَّا أَرَادَتْ عَائِشَةُ اَلْخُرُوجَ إِلَى اَلْبَصْرَةِ كَتَبَتْ إِلَيْهَا أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا زَوْجَةُ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكِ سُدَّةٌ بَيْنَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ بَيْنَ أُمَّتِهِ وَ حِجَابُهُ اَلْمَضْرُوبُ (2) عَلَى حُرْمَتِهِ وَ قَدْ جَمَعَ اَلْقُرْآنُ ذَيْلَكِ فَلاَ تَنْدَحِيهِ وَ سَكَّنَ عُقَيْرَاكِ فَلاَ تُصْحِرِيهَا إِنَّ اَللَّهَ مِنْ وَرَاءِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ قَدْ عَلِمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَكَانَكِ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَعْهَدَ إِلَيْكِ لَفَعَلَ وَ لَقَدْ عَهِدَ فَاحْفَظِي مَا

ص: 375


1- . في بعض النسخ [ابى الحسن الازجى] و في بعضها [أبى الحسن الارجنى].
2- . في بعض النسخ [حجابة مضروبة].

عَهِدَ فَلاَ تُخَالِفِي فَيُخَالَفَ بِكِ وَ اُذْكُرِي قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي نُبَاحِ اَلْكِلاَبِ (1)بِحَوْأَبَ وَ قَوْلَهُ مَا لِلنِّسَاءِ وَ اَلْغَزْوِ وَ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اُنْظُرِي يَا حُمَيْرَاءُ أَلاَّ تَكُونِي أَنْتِ عُلْتِ عُلْتِ بَلْ قَدْ نَهَاكِ عَنِ اَلْفُرْطَةِ فِي اَلْبِلاَدِ وَ إِنَّ عَمُودَ اَلْإِسْلاَمِ لَنْ يُثَابَ بِالنِّسَاءِ إِنْ مَالَ وَ لَنْ يُرْأَبَ بِهِنَّ إِنْ صُدِعَ حُمَادَيَاتُ اَلنِّسَاءِ غَضُّ اَلْأَبْصَارِ وَ خَفَرُ اَلْأَعْرَاضِ وَ قِصَرُ اَلْوَهَازَةِ مَا كُنْتِ قَائِلَةً لَوْ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَارَضَكِ بِبَعْضِ اَلْفَلَوَاتِ نَاصَّةً قَلُوصاً مِنْ مَنْهَلٍ إِلَى آخَرَ إِنَّ بِعَيْنِ اَللَّهِ مَهْوَاكِ وَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ تَرِدِينَ قَدْ وَجَّهْتِ سِدَافَتَهُ وَ تَرَكْتِ عُهَيْدَاهُ - لَوْ سِرْتُ مَسِيرَكِ هَذَا ثُمَّ قِيلَ لِي اُدْخُلِي اَلْفِرْدَوْسَ لاَسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَاتِكَةً حِجَاباً قَدْ ضَرَبَهُ عَلَيَّ اِجْعَلِي حِصْنَكِ بَيْتَكِ وَ رِبَاعَةَ اَلسِّتْرِ قَبْرَكِ حَتَّى تَلْقَيْهِ وَ أَنْتِ عَلَى تِلْكِ اَلْحَالِ أَطْوَعَ مَا تَكُونِينَ لِلَّهِ مَا لَزِمْتِهِ وَ أَنْصَرَ مَا تَكُونِينَ لِلدِّينِ مَا جَلَسْتِ عَنْهُ لَوْ ذَكَّرْتُكِ بِقَوْلٍ تَعْرِفِينَهُ لَنَهَشْتِنِي نَهْشَ الرَّقْشَاءِ اَلْمُطْرِقِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ مَا أَقْبَلَنِي لِوَعْظِكِ وَ مَا أَعْرَفَنِي بِنُصْحِكِ وَ لَيْسَ اَلْأَمْرُ عَلَى مَا تَظُنِّينَ وَ لَنِعْمَ اَلْمَسِيرُ مَسِيراً فَزِعَتْ إِلَيَّ فِيهِ فِئَتَانِ مُتَشَاجِرَتَانِ إِنْ أَقْعُدْ فَفِي غَيْرِ حَرَجٍ وَ إِنْ أَنْهَضْ فَإِلَى مَا لاَ بُدَّ مِنَ اَلاِزْدِيَادِ مِنْهُ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ

لَوْ كَانَ مُعْتَصِماً مِنْ زَلَّةٍ أَحَدٌ *** كَانَتْ لِعَائِشَةَ اَلْعُتْبَى عَلَى اَلنَّاسِ

كَمْ سُنَّةٍ لِرَسُولِ اَللَّهِ دَارِسَةٍ *** وَ تِلْوِ آيٍ مِنَ اَلْقُرْآنِ مِدْرَاسٍ

قَدْ يَنْزِعُ اَللَّهُ مِنْ قَوْمٍ عُقُولَهُمْ *** حَتَّى يَكُونَ اَلَّذِي يُقْضَى عَلَى اَلرَّأْسِ

.

تفسيره قولها رحمة الله عليها إنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه و آله أي إنك باب بينه و بين أمته في حريمه و حوزته فاستبيح ما حماه فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك لتحوجي الناس إلى أن يفعلوا مثل ذلك.

و قولها فلا تندحيه أي لا تفتحيه فتوسعيه بالحركة و الخروج يقال ندحت الشيء إذا وسعته و منه يقال أنا في مندوحة عن كذا أي في سعة.

و تريد بقولها قد جمع القرآن ذيلك قول الله عز و جل - وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ اَلْجٰاهِلِيَّةِ اَلْأُولىٰ (2)

ص: 376


1- . في بعض النسخ [كلاب الحوأب] و قد تقدم معنى الحوأب و الجمل الادبب. (م).
2- . الأحزاب: 33.

و قولها و سكن عقيراك من عقر الدار و هو أصلها و أهل الحجاز يضمون العين و أهل نجد يفتحونها فكانت عقيرا اسم مبني من ذاك على التصغير و مثله ما جاء مصغرا الثريا و الحميا و هي سورة الشراب و لم يسمع بعقيرا إلا في هذا الحديث.

و قولها فلا تصحريها أي لا تبرزيها و تباعديها و تجعليها بالصحراء يقال أصحرنا إذا أتينا الصحراء كما يقال أنجدنا إذا أتينا نجدا.

و قولها علت علت أي ملت إلى غير الحق و العول الميل و الجور قال الله عز و جل ذٰلِكَ أَدْنىٰ أَلاّٰ تَعُولُوا(1) يقال عال يعول إذا جاز.

و قولها بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد أي عن التقدم و السبق في البلاد لأن الفرطة اسم في الخروج و التقدم مثل غرفة و غرفة(2) يقال في فلان فرطة أي تقدم و سبق يقال فرطته في المال أي سبقته و قولها إن عمود الإسلام لن يثاب بالنساء إن مال أي لا يرد بهن إلى استوائه ثبت إلى كذا(3) أي عدت إليه.

و قولها لن يرأب بهن إن صدع(4) أي لا يسد بهن يقال رأبت الصدع و لأمته فانضم.

و قولها حماديات النساء هي جمع حمادى و يقال قصاراك أن تفعل ذلك و حماداك كأنها تقول حمدك و غايتك.

و قولها غض الأبصار معروف.

و قولها و خفر الأعراض الأعراض جماعة العرض و هو الجسد و الخفر الحياء أرادت أن محمدة النساء في غض الأبصار و في التستر للخفر الذي هو الحياء.

و قصر الوهازة(5) و هو الخطو تعني بها أن تقل خطوهن.

ص: 377


1- . النساء: 3.
2- . كذا في ما عندنا من النسخ و لعلّ احدهما بضم الغين و الآخر بفتحها.
3- . ثبت - بالمثلثة المضمومة ثمّ الموحدة الساكنة - صيغة المتكلم وحده من «ثاب» أي عاد. (م).
4- . صدع الشيء: شقه و لم يفترق، و رأب الصدع: أصلحه. (م).
5- . في بعض النسخ هنا و في متن الحديث «قصر الوهادة» و هو تصحيف لان الوهادة بمعنى الموضع.

و قولها ناصة قلوصا من منهل إلى آخر أي رافعة لها في السير و النص سير مرفوع و منه يقال نصصت الحديث إلى فلان إذا رفعته إليه و منه الحديث كان رسول الله صلى الله عليه و آله يسير العنق(1) فإذا وجد فجوة(2) نص تعني زاد في السير.

و قولها إن بعين الله مهواك تعني مرادك لا يخفى عليه.

و قولها و على رسول الله تردين فتخجلي من فعلك و قد وجهت سدافته أي هتكت الستر لأن السدافة الحجاب و الستر و هو اسم مبني من أسدف الليل إذا ستر بظلمته و يجوز أن تكون أرادت وجهت سدافته تعني أزلتها من مكانها الذي أمرت أن تلزميه و جعلتها أمامك.

و قولها و تركت عهيداه تعني بالعهيدة التي تعاهده و يعاهدك و يدل على ذلك قولها لو قيل لي ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه و آله هاتكة حجابا قد ضربه علي.

و قولها اجعلي حصنك بيتك و رباعة الستر قبرك فالربع المنزل و الرباعة الستر ما وراء الستر تعني اجعلي ما وراء الستر من المنزل قبرك و معنى ما يروى و وقاعة الستر قبرك هكذا رواه القتيبي و ذكر أن معناه و وقاعة الستر موقعه من الأرض إذا أرسلت و في رواية القتيبي لو ذكرت قولا تعرفينه نهشتني نهش الرقشاء المطرق فذكر أن الرقشاء سميت بذلك للرقش في ظهرها و هي النقط و قال غير القتيبي الرقشاء من الأفاعي التي في لونها سواد و كدورة قال و المطرق المسترخي جفون العين.

ص: 378


1- . العنق - بفتحتين -: اسم من «أعنق» أي سار سيرا واسعا سريعا. (م).
2- . الفجوة: ما اتسع من الأرض.

باب نوادر المعاني

1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ بْنِ أَبِي اَلْعَلاَءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ اَلشِّرْكَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ (1) اَلنَّمْلِ وَ قَالَ مِنْهُ تَحْوِيلُ اَلْخَاتَمِ لِيَذْكُرَ اَلْحَاجَةَ وَ شِبْهُ هَذَا.

2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ اَلْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنٰا عَلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسٰادٍ فِي اَلْأَرْضِ فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ اَلنّٰاسَ جَمِيعاً(2) وَ إِنَّمَا قَتَلَ وَاحِداً فَقَالَ يُوضَعُ فِي مَوْضِعٍ مِنْ جَهَنَّمَ إِلَيْهِ مُنْتَهَى شِدَّةِ عَذَابِ أَهْلِهَا لَوْ قَتَلَ اَلنَّاسَ جَمِيعاً كَانَ إِنَّمَا يَدْخُلُ ذَلِكَ اَلْمَكَانَ وَ لَوْ كَانَ قَتَلَ وَاحِداً كَانَ إِنَّمَا يَدْخُلُ ذَلِكَ اَلْمَكَانَ قُلْتُ فَإِنْ قَتَلَ آخَرَ قَالَ يُضَاعَفُ عَلَيْهِ.

3 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلصَّيْقَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وُجِدَ فِي ذُؤَابَةِ (3) سَيْفِ رَسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَحِيفَةٌ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ - بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ إِنَّ أَعْتَى(4) اَلنَّاسِ عَلَى اَللَّهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ وَ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَنْ أَحْدَثَ (5) حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً لَمْ يَقْبَلِ اَللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ صَرْفاً وَ لاَ عَدْلاً قَالَ ثُمَّ قَالَ تَدْرِي مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ قُلْتُ مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ يَعْنِي أَهْلَ اَلدِّينِ.

ص: 379


1- . الدبيب: مشى النمل و الحية و نحوهما.
2- . المائدة: 32.
3- . ذؤابة كل شيء: أعلاه.
4- . «أعتى» اسم تفضيل من عتا عتوا و عتيا أي استكبر و جاوز الحد. (م).
5- . أحدث حدثا أي ابدع بدعة.

و الصرف التوبة في قول أبي جعفر عَلَيْهِ السَّلاَمُ و العدل الفداء في قول أبي عبد الله عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

4 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ (1) قَالَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً عَلَى دِينِهِ فَذَاكَ اَلْمُتَعَمِّدُ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ - وَ أَعَدَّ لَهُ عَذٰاباً أَلِيماً قُلْتُ فَالرَّجُلُ يَقَعُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اَلرَّجُلِ شَيْ ءٌ فَيَضْرِبُهُ بِسَيْفِهِ فَيَقْتُلُهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ اَلْمُتَعَمِّدَ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

5 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي اَلسَّفَاتِجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ قَالَ جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ إِنْ جَازَاهُ.

6 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ بِنْتِ إِلْيَاسَ قَالَ سَمِعْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَعَنَ اَللَّهُ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً قُلْتُ وَ مَا اَلْحَدَثُ قَالَ مَنْ قَتَلَ.

7 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي اَلْعَوْنِيُّ اَلْجَوْهَرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ اَلْكُوفِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ: سُئِلَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ (2) عَنِ اَلْعَقْلِ فَقَالَ اَلتَّجَرُّعُ لِلْغُصَّةِ وَ مُدَاهَنَةُ اَلْأَعْدَاءِ (3).

8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

ص: 380


1- . النساء: 93.
2- . في بعض النسخ [سئل الحسين بن على عليهما السلام].
3- . قال العلاّمة المجلسيّ - رحمه اللّه - الغصة: ما يعترض في الحلق و تعسر اساغته، و يطلق مجازا على الشدائد التي يشق على الإنسان تحملها و هو المراد هنا و تجرعه كناية عن تحمله و عدم القيام بالانتقام به و تداركه حتّى تنال الفرصة فان التدارك قبل ذلك لا ينفع سوى الفضيحة و شدة البلاء و كثرة الهم.

طُوبَى لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ (1) عَرَفَ اَلنَّاسَ فَصَاحَبَهُمْ بِبَدَنِهِ وَ لَمْ يُصَاحِبْهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ بِقَلْبِهِ فَعَرَفُوهُ فِي اَلظَّاهِرِ وَ عَرَفَهُمْ فِي اَلْبَاطِنِ.

9 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلسَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ مِنَ اَلتَّوَاضُعِ أَنْ يَرْضَى اَلرَّجُلُ بِالْمَجْلِسِ دُونَ اَلْمَجَالِسِ وَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى مَنْ يَلْقَى وَ أَنْ يَتْرُكَ اَلْمِرَاءَ وَ إِنْ كَانَ مُحِقّاً وَ لاَ يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى اَلتَّقْوَى.

10 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ إِنَّ بِالْكُوفَةِ قَوْماً يَقُولُونَ مَقَالَةً يَنْسُبُونَهَا إِلَيْكَ قَالَ وَ مَا هِيَ قَالَ يَقُولُونَ إِنَّ اَلْإِيمَانَ غَيْرُ اَلْإِسْلاَمِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ صِفْهُ لِي قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ وَ أَقَرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ قَالَ فَالْإِيمَانُ قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ وَ أَقَرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ وَ أَقَامَ اَلصَّلاَةَ وَ آتَى اَلزَّكَاةَ وَ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّ اَلْبَيْتَ وَ لَمْ يَلْقَ اَللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ اَلنَّارَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ(2) جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَيُّنَا لَمْ يَلْقَ اَللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ اَلنَّارَ فَقَالَ لَيْسَ هُوَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا هُوَ مَنْ لَمْ يَلْقَ اَللَّهَ بِذَنْبٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ اَلنَّارَ وَ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ.

11 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُونَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْداً نَوَّهَ بِهِ مُنَوِّهٌ (3) مِنَ اَلسَّمَاءِ أَنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ فَتُلْقَى لَهُ اَلْمَحَبَّةُ

ص: 381


1- . النومة - بضم النون - و سكون الواو -: الذي لا يؤبه له و لا يلتفت إليه و - بفتح الواو -: الخامل و المغفل الذي يعتد غافلا لا فطنة له. (م).
2- . كذا و الظاهر أنّه سقط لفظة «قلت». (م).
3- . نوه تنويها الشيء: رفعه و بفلان: دعاه برفع الصوت، رفع ذكره، مدحه و عظمه.

فِي قُلُوبِ اَلْعِبَادِ فَإِذَا أَبْغَضَ اَللَّهُ تَعَالَى عَبْداً نَوَّهَ مُنَوِّهٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ أَنَّ اَللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ قَالَ فَيُلْقِي اَللَّهُ لَهُ اَلْبَغْضَاءَ فِي قُلُوبِ اَلْعِبَادِ قَالَ كَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُتَّكِئاً فَاسْتَوَى جَالِساً فَنَفَضَ يَدَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لاَ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَغْرَى بِهِ اَلنَّاسَ فِي اَلْأَرْضِ لِيَقُولُوا فِيهِ فَيُؤْثِمَهُمْ وَ يَأْجُرَهُ وَ إِذَا أَبْغَضَ اَللَّهُ عَبْداً حَبَّبَهُ إِلَى اَلنَّاسِ لِيَقُولُوا فِيهِ فَيُؤْثِمَهُمْ وَ يُؤْثِمَهُ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَى اَللَّهِ مِنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَغْرَاهُمْ بِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ وَ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَقِيَ مِنَ اَلنَّاسِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى مِنَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمَا فَأَغْرَاهُمْ بِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ .

12 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي اَلْبِلاَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ قَالَ إِنَّ أَفْضَلَ اَلْإِحْرَامِ أَنْ تُحْرِمَ مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِكَ قَالَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ وَ وَقْتُهُ مِنْ ذِي اَلْحُلَيْفَةِ وَ إِنَّمَا كَانَ بَيْنَهُمَا سِتَّةُ أَمْيَالٍ وَ لَوْ كَانَ فَضْلاً لَأَحْرَمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَ اَلْمَدِينَةِ وَ لَكِنَّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ كَانَ يَقُولُ تَمَتَّعُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ إِلَى وَقْتِكُمْ .

13 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ اَلْمُبَارَكِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلصَّامِتِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: كُنَّا مَعَهُ فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ بَعْضُ اَلْقَوْمِ بَارَكَ اَللَّهُ لِي فِي اَلْمَوْتِ وَ فِيمَا بَعْدَ اَلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيمَا بَعْدَ اَلْمَوْتِ فَضْلٌ إِذَا بُورِكَ لَكَ فِي اَلْمَوْتِ فَقَدْ بُورِكَ لَكَ فِيمَا بَعْدَهُ .

14 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ اَلنَّاسَ يَرْوُونَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ تِسْعَةً وَ عِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صَامَ ثَلاَثِينَ قَالَ كَذَبُوا مَا صَامَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلاَّ تَامّاً وَ لاَ تَكُونُ اَلْفَرَائِضُ نَاقِصَةً إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلسَّنَةَ ثَلاَثَمِائَةٍ وَ سِتِّينَ يَوْماً -

ص: 382

وَ خَلَقَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فَحَجَزَهَا مِنْ ثَلاَثمِائَةٍ وَ سِتِّينَ فَالسَّنَةُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ خَمْسُونَ يَوْماً وَ شَهْرُ رَمَضَانَ ثَلاَثُونَ يَوْماً لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ لِتُكْمِلُوا اَلْعِدَّةَ (1) وَ اَلْكَامِلُ تَامٌّ وَ شَوَّالٌ تِسْعَةٌ وَ عِشْرُونَ يَوْماً وَ ذُو اَلْقَعْدَةِ ثَلاَثُونَ يَوْماً لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وٰاعَدْنٰا مُوسىٰ ثَلاٰثِينَ لَيْلَةً (2) فَالشَّهْرُ هَكَذَا ثُمَّ عَلَى هَذَا شَهْرٌ تَامٌّ وَ شَهْرٌ نَاقِصٌ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ لاَ يَنْقُصُ أَبَداً وَ شَعْبَانُ لاَ يَتِمُّ أَبَداً(3) .

15 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ

ص: 383


1- . البقرة: 185.
2- . البقرة: 185.
3- . عمل الصدوق في الفقيه بتلك الاخبار و معظم الاصحاب على خلافه و ردّوا تلك الاخبار بضعف السند و مخالفة المحسوس و الاخبار المستفيضة. و حملها جماعة على عدم النقص في الثواب و ان كان ناقصا في العدد و قال المجلسيّ - رحمه اللّه -: لا يبعد عندي حملها على التقية لموافقتها لاخبارهم و ان لم توافق أقوالهم و في الخبر اشكالات من جهات اخرى الأولى الثلاثمائة و ستين لا يوافق السنة الشمسية و لا القمرية الثانية خلق الدنيا في ستة أيّام كيف صار سببا لنقص الشهور القمرية. الثالثة الاستدلال بالآية كيف يتم. و أجيب عنها بوجوه راجع مرآة العقول ج 3 ص 218. قال السيّد بن طاوس - رحمه اللّه - في كتاب الاقبال ص 5: و اعلم ان اختلاف أصحابنا في شهر رمضان هل يمكن أن يكون تسعة و عشرين يوما على اليقين او أنّه ثلاثون لا ينقص ابد الآبدين فانهم كانوا قبل الآن مختلفين و أمّا الآن فلم اجد ممن شاهدته أو سمعت به في زماننا و ان كنت ما رأيته أنهم يذهبون الى أن شهر رمضان لا يصحّ عليه النقصان بل هو كسائر الشهور في سائر الازمان و لكننى أذكر بعض ما عرفته ممّا كان جماعة من علماء أصحابنا معتقدين له و عاملين عليه من أن شهر رمضان لا ينقص أبدا عن الثلاثين يوما فمن ذلك ما حكاه شيخنا المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان في كتاب لمح البرهان فقال عقيب الطعن على من ادعى حدوث هذا القول و قلة القائلين به ما هذا لفظه المفيد: مما يدلّ على كذبه و عظم بهته أن فقهاء عصرنا هذا و هو سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة و رواته و فضلاؤه و ان كانوا أقل عددا منهم في كل عصر مجمعون عليه و يتدينون به و يفتون بصحته و داعون الى صوابه كسيدنا و شيخنا الشريف الزكى أبى محمّد الحسيني أدام اللّه عزه و شيخنا الثقة أبى القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه أيده اللّه و شيخنا الفقيه أبى جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه و شيخنا أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن الحسين ايدهما اللّه و شيخنا ابى محمّد هارون بن موسى ايده اللّه. اقول انا: و من ابلغ ما رأيته و رويته في كتاب الخصال للشيخ أبى جعفر بن محمّد بن بابويه - رحمه اللّه - و قد أورد أحاديث بان شهر رمضان لا ينقص عن الثلاثين يوما و قال: ما هذا لفظه قال مصنف هذا الكتاب: خواص الشيعة و اهل الاستبصار منهم في شهر رمضان أنّه لا ينقص عن ثلاثين يوما أبدا و الاخبار في ذلك موافقة للكتاب.

عَزَّ وَ جَلَّ - وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ(1) أَ رَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَهْلَ بَيْتِهِ هُوَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ هُمْ أَهْلُ بَيْتِ طَهَارَةٍ مَعْصُومُونَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ يَتُوبُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَخُصُّ أَوْلِيَاءَهُ بِالْمَصَائِبِ لِيَأْجُرَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ .

16 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُصَيْنِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ

ص: 384


1- . الشورى: 30.
2- . محمّد بن الحصين مجهول لا يعرف حاله.

عَنِ اَلْعَرْزَمِيِّ (1) قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلْحِجْرِ جَالِساً تَحْتَ اَلْمِيزَابِ وَ رَجُلٌ يُخَاصِمُ رَجُلاً وَ أَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ وَ اَللَّهِ مَا تَدْرِي مِنْ أَيْنَ تَهُبُّ اَلرِّيحُ فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَهَلْ تَدْرِي أَنْتَ مِنْ أَيْنَ تَهُبُّ اَلرِّيحُ فَقَالَ لاَ وَ لَكِنْ أَسْمَعُ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ أَنَا لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ أَيْنَ تَهُبُّ اَلرِّيحُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنَّ اَلرِّيحَ مَسْجُونَةٌ تَحْتَ هَذَا اَلرُّكْنِ اَلشَّامِيِّ فَإِذَا أَرَادَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُرْسِلَ مِنْهَا شَيْئاً أَخْرَجَهُ أَمَّا جُنُوبٌ فَجَنُوبٌ وَ أَمَّا شِمَالٌ فَشَمَالٌ وَ أَمَّا صَباً فَصَباً وَ أَمَّا دَبُورٌ فَدَبُورٌ ثُمَّ قَالَ وَ آيَةُ ذَلِكَ أَنَّكَ لاَ تَزَالُ تَرَى هَذَا اَلرُّكْنَ مُتَحَرِّكاً فِي اَلشِّتَاءِ وَ اَلصَّيْفِ أَبَداً اَللَّيْلَ مَعَ اَلنَّهَارِ.

17 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَشْرَبُ اَلشَّرْبَةَ فَيُدْخِلُهُ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَشْرَبُ اَلْمَاءَ فَيَقْطَعُهُ ثُمَّ يُنَحِّي اَلْإِنَاءَ وَ هُوَ يَشْتَهِيهِ فَيَحْمَدُ اَللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ثُمَّ يُنَحِّيهِ وَ هُوَ يَشْتَهِيهِ فَيَحْمَدُ اَللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ فَيُوجِبُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِذَلِكَ اَلْجَنَّةَ.

18 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ اَلسَّيَّارِيِّ عَنِ اِبْنِ بَقَّاحٍ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: كُفْرٌ بِالنِّعَمِ أَنْ يَقُولَ اَلرَّجُلُ أَكَلْتُ اَلطَّعَامَ كَذَا وَ كَذَا فَضَرَّنِي.

19 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلشُّعَرٰاءُ يَتَّبِعُهُمُ اَلْغٰاوُونَ (2) قَالَ هَلْ رَأَيْتَ شَاعِراً يَتَّبِعُهُ أَحَدٌ إِنَّمَا هُمْ قَوْمٌ تَفَقَّهُوا لِغَيْرِ اَلدِّينِ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

20 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلسُّكَّرِيُّ قَالَ

ص: 385


1- . محمّد بن الفضيل من أصحاب الرضا عليه السلام صير في يرمى بالغلو و ضعفه الشيخ في رجاله. و العرزمى - بالعين المهملة و الزاى المعجمة بعد الراء المهملة - عبد الرحمن بن محمّد ثقة من أصحاب الصادق عليه السلام.
2- . الشعراء: 224.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا اَلْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كَانَ وَ اَللَّهِ صَادِقاً كَمَا سُمِّيَ يَقُولُ: يَا سُفْيَانُ عَلَيْكَ بِالتَّقِيَّةِ فَإِنَّهَا سُنَّةُ إِبْرَاهِيمَ اَلْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِمُوسَى وَ هَارُونَ اِذْهَبٰا إِلىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغىٰ. فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشىٰ (1) يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَنِّيَاهُ وَ قُولاَ لَهُ يَا أَبَا مُصْعَبٍ وَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَرَّى بِغَيْرِهِ (2) وَ قَالَ أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ اَلنَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ اَلْفَرَائِضِ وَ لَقَدْ أَدَّبَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالتَّقِيَّةِ فَقَالَ - اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا اَلَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلاَّ اَلَّذِينَ صَبَرُوا وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلاّٰ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (3) يَا سُفْيَانُ مَنِ اِسْتَعْمَلَ اَلتَّقِيَّةَ فِي دِينِ اَللَّهِ فَقَدْ تَسَنَّمَ اَلذِّرْوَةَ اَلْعُلْيَا مِنَ اَلْعِزِّ إِنَّ عِزَّ اَلْمُؤْمِنِ فِي حِفْظِ لِسَانِهِ وَ مَنْ لَمْ يَمْلِكْ لِسَانَهُ نَدِمَ قَالَ سُفْيَانُ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُطَمِّعَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَهُ فِي كَوْنِ مَا لاَ يَكُونُ قَالَ لاَ فَقُلْتُ فَكَيْفَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَى وَ هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشىٰ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ فِرْعَوْنَ لاَ يَتَذَكَّرُ وَ لاَ يَخْشَى فَقَالَ إِنَّ فِرْعَوْنَ قَدْ تَذَكَّرَ وَ خَشِيَ وَ لَكِنْ عِنْدَ رُؤْيَةِ اَلْبَأْسِ حَيْثُ لَمْ يَنْفَعْهُ اَلْإِيمَانُ أَ لاَ تَسْمَعُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - حَتّٰى إِذٰا أَدْرَكَهُ اَلْغَرَقُ قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يَقْبَلِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِيمَانَهُ وَ قَالَ - آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً (4) يَقُولُ نُلْقِيكَ عَلَى نَجْوَةٍ مِنَ اَلْأَرْضِ لِتَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكَ عَلاَمَةً وَ عِبْرَةً .

حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال حدثنا أبو العباس عن أحمد بن يحيى عن سلمة عن الفراء قال يقال هي ذروة الجبل و ذروته و هو فرعون و فرعون(5) و هو سفيان و سفيان قال لي أبو بكر و حكى يونس النحوي أنه سفيان و روي عن غير الفراء أن

ص: 386


1- . طه 43 و 44.
2- . أي ستره و كنى عنه و اوهم أنّه يريد غيره و اصله من الوراء اي ألقى البيان وراء ظهره لئلا ينتهى خبره إلى مقصده فيستعد و القتالة.
3- . فصّلت: 34 و 35.
4- . يونس: 90 و 91 و 92.
5- . كذا و لعلّ وجه التكرار بيان جواز كسر الفاء و ضمها. (م).

سفيان يجوز أن يكون مأخوذا من السفن و هو قشور السمك التي تلزق على السيوف و يجوز أن يكون مأخوذا من سفت الريح التراب تسفيه سفى(1) مقصورا و السفاء ممدودا الجهل.

21 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ اَلْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ حَضَرَتِ اَلصَّلاَةُ فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا قَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ فَلَمَّا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ خَلَعَ اَلْأَنْدَادَ فَلَمَّا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ نَبِيٌّ بُعِثَ فَلَمَّا قَالَ حَيَّ عَلَى اَلصَّلاَةِ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ حَثَّ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ فَلَمَّا قَالَ حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ أَفْلَحَ مَنِ اِتَّبَعَهُ.

22 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَاشِمٍ اَلْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْأَسَدِيُّ أَبُو اَلْحُسَيْنِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ اَلْبَرْمَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ اَلْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِذَا ظَلَمَتِ اَلْعُيُونُ اَلْعَيْنَ (2) كَانَ قَتْلُ اَلْعَيْنِ عَلَى يَدِ اَلرَّابِعِ مِنَ اَلْعُيُونِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ اِسْتَحَقَّ اَلْخَاذِلُ لَهُ لَعْنَةَ اَللّٰهِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةِ وَ اَلنّٰاسِ أَجْمَعِينَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا اَلْعَيْنُ وَ اَلْعُيُونُ فَقَالَ أَمَّا اَلْعَيْنُ فَأَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ أَمَّا اَلْعُيُونُ فَأَعْدَاؤُهُ رَابِعُهُمْ قَاتِلُهُ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً .

23 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ اَلدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ اَلْآدَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اَلْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحَسَنِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سَيِّدِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ اَلسَّمْعِ وَ إِنَّ عُمَرَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ اَلْبَصَرِ وَ إِنَّ عُثْمَانَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ اَلْفُؤَادِ قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ دَخَلْتُ إِلَيْهِ وَ عِنْدَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَهْ سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِي

ص: 387


1- . «سفى» مقصورا: التراب، و مصدر سفت الريح «سفى» بالياء.
2- . في بعض النسخ في جميع المواضع بالعين و الباء الموحدة.

أَصْحَابِكَ هَؤُلاَءِ قَوْلاً فَمَا هُوَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ هُمُ اَلسَّمْعُ وَ اَلْبَصَرُ وَ اَلْفُؤَادُ وَ سَيُسْأَلُوَن عَنْ وَلاَيَةِ وَصِيِّي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - إِنَّ اَلسَّمْعَ وَ اَلْبَصَرَ وَ اَلْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً(1) ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَزَّةِ رَبِّي إِنَّ جَمِيعَ أُمَّتِي لَمَوْقُوفُونَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ مَسْئُولُونَ عَنْ وَلاَيَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (2) .

24 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ اَلْبَيْتَ اَللَّحِمَ وَ اَللَّحِمُ اَلسَّمِينُ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ إِنَّا لَنُحِبُّ اَللَّحْمَ وَ مَا تَخْلُو بُيُوتُنَا مِنْهُ فَكَيْفَ ذَاكَ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا اَلْبَيْتُ اَللَّحِمُ اَلْبَيْتُ اَلَّذِي يُؤْكَلُ فِيهِ لُحُومُ اَلنَّاسِ بِالْغِيبَةِ وَ أَمَّا اَللَّحِمُ اَلسَّمِينُ فَهُوَ اَلْمُتَكَبِّرُ اَلْمُتَبَخْتِرُ اَلْمُخْتَالُ فِي مَشْيِهِ.

25 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ اَلْعَرْشَ اِهْتَزَّ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ اَلسَّرِيرُ اَلَّذِي كَانَ عَلَيْهِ.

26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا اَلْخَطَّابِ يَذْكُرُ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ إِذَا عَرَفْتَ اَلْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَالَ لَعَنَ اَللَّهُ أَبَا اَلْخَطَّابِ وَ اَللَّهِ مَا قُلْتُ لَهُ هَكَذَا وَ لَكِنِّي قُلْتُ إِذَا عَرَفْتَ اَلْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنْ خَيْرٍ يُقْبَلْ مِنْكَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ - مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثىٰ -

ص: 388


1- . الإسراء: 36.
2- . الصافّات: 24.

وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ (1) وَ يَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثىٰ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيٰاةً طَيِّبَةً (2) .

27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ اَلْعَطَّارُ اَلنَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَدْ رُوِيَ عَنْ آبَائِكَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فِي مَنْ جَامَعَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَوْ أَفْطَرَ فِيهِ ثَلاَثُ كَفَّارَاتٍ وَ رُوِيَ عَنْهُمْ أَيْضاً كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ فَبِأَيِّ اَلْخَبَرَيْنِ نَأْخُذُ قَالَ بِهِمَا جَمِيعاً مَتَى جَامَعَ اَلرَّجُلُ حَرَاماً أَوْ أَفْطَرَ عَلَى حَرَامٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَعَلَيْهِ ثَلاَثُ كَفَّارَاتٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَ صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ وَ إِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً وَ قَضَاءُ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ وَ إِنْ كَانَ نَكَحَ حَلاَلاً أَوْ أَفْطَرَ عَلَى حَلاَلٍ فَعَلَيْهِ كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ وَ قَضَاءُ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ وَ إِنْ كَانَ نَاسِياً فَلاَ شَيْ ءَ عَلَيْهِ.

28 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

لاَ يَمِينَ فِي غَضَبٍ وَ لاَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَ لاَ فِي جَبْرٍ وَ لاَ فِي إِكْرَاهٍ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ فَمَا اَلْفَرْقُ بَيْنَ اَلْإِكْرَاهِ وَ اَلْجَبْرِ قَالَ اَلْجَبْرُ مِنَ اَلسُّلْطَانِ يَكُونُ وَ اَلْإِكْرَاهُ مِنَ اَلزَّوْجَةِ وَ اَلْأَبِ وَ لَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْ ءٍ.

29 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ اَلْمُعَاذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: كَانَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صَدِيقٌ وَ كَانَ مَاجِناً(3)فَتَبَاطَأَ عَلَيْهِ أَيَّاماً فَجَاءَهُ يَوْماً فَقَالَ لَهُ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ فَقَالَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَصْبَحْتُ بِخِلاَفِ مَا أُحِبُّ وَ يُحِبُّ اَللَّهُ وَ يُحِبُّ اَلشَّيْطَانُ فَضَحِكَ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ أَنْ أُطِيعَهُ وَ لاَ أَعْصِيَهُ وَ لَسْتُ كَذَلِكَ وَ اَلشَّيْطَانُ يُحِبُّ أَنْ أَعْصِيَ اَللَّهَ وَ لاَ أُطِيعَهُ وَ لَسْتُ كَذَلِكَ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ لاَ أَمُوتَ وَ لَسْتُ كَذَلِكَ فَقَامَ

ص: 389


1- . المؤمن: 40.
2- . النحل: 97.
3- . أي مازحا و تباطأ أي تأخر.

إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا بَالُنَا نَكْرَهُ اَلْمَوْتَ وَ لاَ نُحِبُّهُ قَالَ فَقَالَ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِأَنَّكُمْ أَخْرَبْتُمْ آخِرَتَكُمْ وَ عَمَّرْتُمْ دُنْيَاكُمْ وَ أَنْتُمْ تَكْرَهُونَ اَلنُّقْلَةَ مِنَ اَلْعُمْرَانِ إِلَى اَلْخَرَابِ .

30 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْكُوفِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ اَلدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَلاَ هَلْ عَسَى رَجُلٌ يُكَذِّبُنِي وَ هُوَ عَلَى حَشَايَاهُ (1) مُتَّكِئٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَنِ اَلَّذِي يُكَذِّبُكَ قَالَ اَلَّذِي يَبْلُغُهُ اَلْحَدِيثُ فَيَقُولُ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اَللَّهِ قَطُّ فَمَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ حَدِيثٍ مُوَافِقٍ لِلْحَقِّ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ مَا أَتَاكُمْ عَنِّي مِنْ حَدِيثٍ لاَ يُوَافِقُ اَلْحَقَّ فَلَمْ أَقُلْهُ وَ لَنْ أَقُولَ إِلاَّ اَلْحَقَّ.

31 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اِتَّقُوا تَكْذِيبَ اَللَّهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ يَقُولُ أَحَدُكُمْ قَالَ اَللَّهُ فَيَقُولُ اَللَّهُ كَذَبْتَ لَمْ أَقُلْهُ أَوْ يَقُولُ لَمْ يَقُلِ اَللَّهُ فَيَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَبْتَ قَدْ قُلْتُهُ.

32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِيَّاكَ وَ اِلْتِحَافَ اَلصَّمَّاءِ قَالَ قُلْتُ وَ مَا اَلصَّمَّاءُ قَالَ أَنْ تُدْخِلَ اَلثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ جَنَاحِكَ فَتَجْعَلَهُ عَلَى مَنْكِبٍ وَاحِدٍ.

33 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ اَلْخَطَّابِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ رَاشِدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي اَلْمِقْدَامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ أَوْ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ وَ لاٰ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ (2) قَالَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ إِذَا أَنَا مِتُّ فَلاَ تَخْمِشِي(3) عَلَيَّ وَجْهاً وَ لاَ تُرْخِي عَلَيَّ شَعْراً وَ لاَ تُنَادِي بِالْوَيْلِ وَ لاَ تُقِيمِي عَلَيَّ نَائِحَةً ثُمَّ قَالَ هَذَا اَلْمَعْرُوفُ اَلَّذِي

ص: 390


1- . الحشايا - بفتح الحاء المهملة -: جمع الحشية بمعنى الفراش المحشو أي المملو قطنا أو نحوه.
2- . الممتحنة: 12.
3- . خمش الوجه: لطمه و خدشه.

قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ - وَ لاٰ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ .

34 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ اَلرَّقِّيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَيُّهُمَا كَانَ أَكْبَرَ إِسْمَاعِيلُ أَوْ إِسْحَاقُ وَ أَيُّهُمَا كَانَ اَلذَّبِيحَ فَقَالَ كَانَ إِسْمَاعِيلُ أَكْبَرَ مِنْ إِسْحَاقَ بِخَمْسِ سِنِينَ وَ كَانَ اَلذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلَ وَ كَانَتْ مَكَّةُ مَنْزِلَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِنَّمَا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَذْبَحَ إِسْمَاعِيلَ أَيَّامَ اَلْمَوْسِمِ بِمِنًى قَالَ وَ كَانَ بَيْنَ بِشَارَةِ اَللَّهِ لِإِبْرَاهِيمَ بِإِسْمَاعِيلَ وَ بَيْنَ بِشَارَتِهِ بِإِسْحَاقَ خَمْسَ سِنِينَ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَيْثُ يَقُولُ - رَبِّ هَبْ لِي مِنَ اَلصّٰالِحِينَ (1) إِنَّمَا سَأَلَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَرْزُقَهُ غُلاَماً مِنَ اَلصَّالِحِينَ وَ قَالَ فِي سُورَةِ اَلصَّافَّاتِ فَبَشَّرْنٰاهُ بِغُلاٰمٍ حَلِيمٍ (2) يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ مِنْ هَاجَرَ قَالَ فَفُدِيَ إِسْمَاعِيلُ بِكَبْشٍ عَظِيمٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ - وَ بَشَّرْنٰاهُ بِإِسْحٰاقَ نَبِيًّا مِنَ اَلصّٰالِحِينَ. وَ بٰارَكْنٰا عَلَيْهِ وَ عَلىٰ إِسْحٰاقَ (3) يَعْنِي بِذَلِكَ إِسْمَاعِيلَ قَبْلَ اَلْبِشَارَةِ بِإِسْحَاقَ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ إِسْحَاقَ أَكْبَرُ مِنْ إِسْمَاعِيلَ وَ أَنَّ اَلذَّبِيحَ إِسْحَاقُ فَقَدْ كَذَّبَ بِمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْقُرْآنِ مِنْ نَبَئِهِمَا.

35 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَشْيَمَ عَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ سَمَّوُا اَلْعَرَبُ أَوْلاَدَهُمْ بِكَلْبٍ وَ نَمِرٍ وَ فَهْدٍ وَ أَشْبَاهِ ذَلِكَ قَالَ كَانَتِ اَلْعَرَبُ أَصْحَابَ حَرْبٍ وَ كَانَتْ تُهَوِّلَ عَلَى اَلْعَدُوِّ بِأَسْمَاءِ أَوْلاَدِهِمْ وَ يُسَمُّونَ عَبِيدَهُمْ فَرَجاً وَ مُبَارَكاً وَ مَيْمُوناً وَ أَشْبَاهَ ذَلِكَ يَتَيَمَّنُونَ بِهَا(4).

36 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَبْدَأُ بِالنَّظَرِ إِلَى زُوَّارِ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ قَالَ قُلْتُ قَبْلَ نَظَرِهِ إِلَى أَهْلِ

ص: 391


1- . الصافّات: 100.
2- . الصافّات: 101.
3- . الصافّات: 112.
4- . في بعض النسخ [أشباه هذا].

اَلْمَوْقِفِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّ فِي أُولَئِكَ أَوْلاَدَ زِنًا وَ لَيْسَ فِي هَؤُلاَءِ أَوْلاَدُ زِنًا.

37 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْآدَمِيِّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ أَبَا اَلْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُ أُمَّتِهِ كُلَّ خَمِيسٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْسَ هَكَذَا وَ لَكِنْ رَسُولُ اَللَّهِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُ أُمَّتِهِ كُلَّ صَبَاحٍ أَبْرَارِهَا وَ فُجَّارِهَا فَاحْذَرُوا وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ (1) وَ سَكَتَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ إِنَّمَا عَنَى اَلْأَئِمَّةَ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ .

38 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي اَلْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْهِبَةُ جَائِزَةٌ قُبِضَتْ أَوْ لَمْ تُقْبَضْ قُسِمَتْ أَوْ لَمْ تُقْسَمْ وَ إِنَّمَا أَرَادَ اَلنَّاسُ اَلنُّحْلَ فَأَخْطَئُوا وَ اَلنُّحْلُ لاَ تَجُوزُ حَتَّى تُقْبَضَ.

39 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْمُكَارِي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَذُكِرَ زَيْدٌ وَ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ فَهَمَّ بَعْضُ أَصْحَابِ اَلْمَجْلِسِ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ فَانْتَهَرَهُ (2)أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ مَهْلاً لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا فِيمَا بَيْنَنَا إِلاَّ بِسَبِيلِ خَيْرٍ إِنَّهُ لَمْ تَمُتْ نَفْسٌ مِنَّا إِلاَّ وَ تُدْرِكُهُ اَلسَّعَادَةُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسُهُ وَ لَوْ بِفُوَاقِ نَاقَةٍ قَالَ قُلْتُ وَ مَا فُوَاقُ نَاقَةٍ قَالَ حِلاَبُهَا .

40 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ اَلرِّفَاعِيِّ عَنِ اَلصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيُحِبُّكُمْ وَ مَا يَدْرِي مَا تَقُولُونَ فَيُدْخِلُهُ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وَ إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيُبْغِضُكُمْ وَ مَا يَدْرِي مَا تَقُولُونَ فَيُدْخِلُهُ اَللَّهُ اَلنَّارَ وَ إِنَّ

ص: 392


1- . التوبة: 105.
2- . أي أراد بعض الحضار أن يقول فيه قولا غير مرضى و يذمه على ما فعل فزجره أبو عبد اللّه عليه السلام و منعه. و لعلّ التناول هنا بمعنى السب.

اَلرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَمْلَأُ صَحِيفَتَهُ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ قُلْتُ وَ كَيْفَ يَكُونُ ذَاكَ قَالَ يَمُرُّ بِالْقَوْمِ يَنَالُونَ مِنَّا فَإِذَا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ هَذَا اَلرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِهِمْ وَ يَمُرُّ بِهِمُ اَلرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِنَا فينهزونه(1)[فَيَنْهَرُونَهُ] وَ يَقُولُونَ فِيهِ فَيَكْتُبُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ حَسَنَاتٍ حَتَّى تُمْلَأَ صَحِيفَتُهُ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ.

41 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَفْصٍ اَلْكُنَاسِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِهِ اَلْعَبْدُ مُؤْمِناً قَالَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُقِرُّ بِالطَّاعَةِ وَ يَعْرِفُ إِمَامَ زَمَانِهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.

42 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي اَلرَّبِيعِ قَالَ: قُلْتُ مَا أَدْنَى مَا يَخْرُجُ بِهِ اَلرَّجُلُ مِنَ اَلْإِيمَانِ قَالَ اَلرَّأْيُ يَرَاهُ مُخَالِفاً لِلْحَقِّ فَيُقِيمُ عَلَيْهِ.

43 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ اَلْحَلَبِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِهِ اَلْعَبْدُ كَافِراً قَالَ أَنْ يَبْتَدِعَ بِهِ شَيْئاً فَيَتَوَلَّى عَلَيْهِ وَ يَتَبَرَّأَ(2) مِمَّنْ خَالَفَهُ.

44 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ اِبْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ بُرَيْدٍ اَلْعِجْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا أَدْنَى مَا يَصِيرُ بِهِ اَلْعَبْدُ كَافِراً قَالَ فَأَخَذَ حَصَاةً مِنَ اَلْأَرْضِ فَقَالَ أَنْ يَقُولَ لِهَذِهِ اَلْحَصَاةِ إِنَّهَا نَوَاةٌ وَ يَبْرَأَ مِمَّنْ خَالَفَهُ عَلَى ذَلِكَ وَ يَدِينَ اَللَّهَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَالَ بِغَيْرِ قَوْلِهِ فَهَذَا نَاصِبٌ قَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ وَ كَفَرَ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُ.

ص: 393


1- . نهزه: ضربه و دفعه. و في نسخة [فينتهرونه].
2- . في بعض النسخ [يبره].

45 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْهَاشِمِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ اَلْهِلاَلِيِّ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِهِ اَلرَّجُلُ ضَالاًّ قَالَ أَنْ لاَ يَعْرِفَ مَنْ أَمَرَ اَللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَ فَرَضَ وَلاَيَتَهُ وَ جَعَلَهُ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ قُلْتُ فَمَنْ هُمْ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ اَلَّذِينَ قَرَنَهُمُ اَللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ نَبِيِّهِ فَقَالَ - يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) قَالَ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ قُلْتُ أَوْضَحْتَ لِي وَ فَرَّجْتَ عَنِّي وَ أَذْهَبْتَ كُلَّ شَكٍّ كَانَ فِي قَلْبِي.

46 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: أَدْنَى مَا يُجْزِي مِنَ اَلدُّعَاءِ بَعْدَ اَلْمَكْتُوبَةِ أَنْ يَقُولَ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ اَلدُّنْيَا وَ عَذَابِ اَلْآخِرَةِ.

47 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ حُكَيْمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَدْنَى اَلْإِلْحَادِ فَقَالَ اَلْكِبْرُ مِنْهُ.

48 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَدْنَى مَا يَخْرُجُ بِهِ اَلرَّجُلُ مِنَ اَلْإِيمَانِ أَنْ يُوَاخِيَ اَلرَّجُلَ عَلَى دِينِهِ فَيُحْصِيَ عَلَيْهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلاَّتِهِ لِيُعَنِّفَهُ (2) بِهَا يَوْماً مَا.

49 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

ص: 394


1- . النساء: 59.
2- . التعنيف التعيير و في بعض النسخ [ليعيره].

يَقُولُ: وَجَدْتُ عِلْمَ اَلنَّاسِ كُلِّهِمْ فِي أَرْبَعَةٍ أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ وَ اَلثَّانِي أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ وَ اَلثَّالِثُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ وَ اَلرَّابِعُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ.

50 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْقُلُوبُ ثَلاَثَةٌ قَلْبٌ مَنْكُوسٌ لاَ يَعِي(1) عَلَى شَيْ ءٍ مِنَ اَلْخَيْرِ وَ هُوَ قَلْبُ اَلْكَافِرِ وَ قَلْبٌ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَالْخَيْرُ وَ اَلشَّرُّ فِيهِ يَعْتَلِجَانِ (2) فَمَا كَانَ مِنْهُ أَقْوَى غَلَبَ عَلَيْهِ وَ قَلْبٌ مَفْتُوحٌ فِيهِ مِصْبَاحٌ يَزْهَرُ وَ لاَ يُطْفَأُ نُورُهُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ هُوَ قَلْبُ اَلْمُؤْمِنِ.

51 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ هَارُونَ عَنِ اَلْمُفَضَّلِ عَنْ سَعْدٍ اَلْخَفَّافِ (3)عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اَلْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَ إِيمَانٌ وَ قَلْبٌ مَنْكُوسٌ وَ قَلْبٌ مَطْبُوعٌ وَ قَلْبٌ أَزْهَرُ أَنْوَرُ(4) قُلْتُ مَا اَلْأَزْهَرُ قَالَ فِيهِ كَهَيْئَةِ اَلسِّرَاجِ وَ أَمَّا اَلْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ اَلْمُنَافِقِ وَ أَمَّا اَلْأَزْهَرُ فَقَلْبُ اَلْمُؤْمِنِ إِنْ أَعْطَاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَكَرَ وَ إِنِ اِبْتَلاَهُ صَبَرَ وَ أَمَّا اَلْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ اَلْمُشْرِكِ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ اَلْآيَةَ - أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلىٰ وَجْهِهِ أَهْدىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ (5) أَمَّا اَلْقَلْبُ اَلَّذِي فِيهِ إِيمَانٌ وَ نِفَاقٌ فَهُمْ قَوْمٌ كَانُوا بِالطَّائِفِ وَ إِنْ أَدْرَكَ أَحَدَهُمْ أَجَلُهُ عَلَى نِفَاقِهِ هَلَكَ وَ إِنْ أَدْرَكَهُ عَلَى إِيمَانِهِ نَجَا(6).

52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ اَلنَّيْسَابُورِيُّ اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ

ص: 395


1- . أي لا يحفظ من وعاه يعيه اي حفظه و جمعه كأوعاه.
2- . الاعتلاج: المصارعة و ما يشابهها.
3- . رواه الكليني - رحمه اللّه - في الكافي ج 2 ص 422 عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون. و الهارون هو ابن الجهم و المفضل هو ابن صالح أبو جميلة بقرينة روايته عن سعد الخفاف.
4- . في الكافي «أجرد» مكان «أنور».
5- . الملك: 23.
6- . المراد بالذى فيه ايمان و نفاق هو قلب من آمن ببعض ما جاء به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و جهد بعضه او الشاك الذي يعبد اللّه على حرف.

بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ اَلنَّيْسَابُورِيُّ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: أَفْعَالُ اَلْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ مَا مَعْنَى مَخْلُوقَةٌ قَالَ مُقَدَّرَةٌ (1).

53 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْحَجَّاجِ عَنْ سَدِيرٍ اَلصَّيْرَفِيِّ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: خُلِقَ نُورُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ اَلْأَرْضُ وَ اَلسَّمَاءُ فَقَالَ بَعْضُ اَلنَّاسِ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ فَلَيْسَتْ هِيَ إِنْسِيَّةً فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ قَالَ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ وَ كَيْفَ هِيَ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ قَالَ خَلَقَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ نُورِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ إِذْ كَانَتِ اَلْأَرْوَاحُ فَلَمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ قِيلَ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ وَ أَيْنَ كَانَتْ فَاطِمَةُ قَالَ كَانَتْ فِي حُقَّةٍ تَحْتَ سَاقِ اَلْعَرْشِ قَالُوا يَا نَبِيَّ اَللَّهِ فَمَا كَانَ طَعَامُهَا قَالَ اَلتَّسْبِيحُ وَ اَلتَّهْلِيلُ وَ اَلتَّحْمِيدُ فَلَمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ وَ أَخْرَجَنِي مِنْ صُلْبِهِ أَحَبَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُخْرِجَهَا مِنْ صُلْبِي جَعَلَهَا تُفَّاحَةً فِي اَلْجَنَّةِ وَ أَتَانِي بِهَا جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِي اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ وَ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمُ وَ رَحْمَةُ اَللَّهُ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ قُلْتُ مِنْهُ اَلسَّلاَمُ وَ إِلَيْهِ يَعُودُ اَلسَّلاَمُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ تُفَّاحَةٌ أَهْدَاهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْكَ مِنَ اَلْجَنَّةِ فَأَخَذْتُهَا وَ ضَمَمْتُهَا إِلَى صَدْرِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَقُولُ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ كُلْهَا فَفَلَقْتُهَا فَرَأَيْتُ نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا لَكَ لاَ تَأْكُلُ، كُلْهَا وَ لاَ تَخَفْ فَإِنَّ ذَلِكَ اَلنُّورَ اَلْمَنْصُورَةُ فِي اَلسَّمَاءِ وَ هِيَ فِي اَلْأَرْضِ فَاطِمَةُ قُلْتُ حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ وَ لِمَ سُمِّيَتْ فِي اَلسَّمَاءِ اَلْمَنْصُورَةَ وَ فِي اَلْأَرْضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمِّيَتْ فِي اَلْأَرْضِ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فَطَمَتْ شِيعَتَهَا مِنَ اَلنَّارِ وَ فُطِمَ أَعْدَاؤُهَا عَنْ حُبِّهَا وَ هِيَ فِي اَلسَّمَاءِ اَلْمَنْصُورَةُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ

ص: 396


1- . و قال تعالى: «اَللّٰهُ خٰالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ» * و قال «وَ اَللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ» و مخلوقية أفعال العباد للحق لا تنافى كونها باختيارهم و مستندة الى ارادتهم، لان معنى المخلوقية انها من حيث هي امور ممكنة في حدّ نفسها تحتاج الى العلة و سلسلة العلل تنتهى الى الحق تعالى لا محالة، و ينظر أدق.

عَزَّ وَ جَلَّ - يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ اَلْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اَللّٰهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشٰاءُ (1) يَعْنِي نَصْرَ فَاطِمَةَ لِمُحِبِّيهَا(2) .

54 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ

ص: 397


1- . الروم: 3 و 4.
2- . اعلم أنّه قد ورد عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام أخبار كثيرة جدا تربوا على مئين تفيد على اختلاف مضامينها و تعبيراتها ان بين وجود الواجب و وجود الممكنات مرتبة من الوجود شريفة منها ترشح وجودها و فيها جرى الفيض من مبدئه عليها و قد عبر في جلها انه تعالى خلق من نوره هذا النور - و قد تقدس نوره عن ظلمة المادة و غواشيها - ثم خلق من هذا النور أنوارا أخر او شقه فأوجدها منه و نحو هذا النهج من التعبير و في بعضها ان القلم و اللوح خلقا من هذا النور و قد مضى شطر يسير منها في هذا الكتاب و قد أنكر بعض من لم يرزق بصيرة في دينه تلك الروايات الجمة بل المتواترة و ردها و نسبها الى جعل الجاعلين و غلو الغالين و اوهام المتصوفين و لورد علمها الى اهله و سكت عن القول فيها بالاثبات و الإنكار لكان أحسن و احوط. فليس في وسع الباحث الحازم و المحقق المنصف أن يرسل عنان القلم و اللسان في هذا الميدان بل عليه اعمال غاية التثبت و بذل نهاية الجهد و ان لم ينل بعد بغيته و لم يظفر على ما يشفى علته و يروى غلته فلا يتركن الاحتياط و لا يدعن الحزم و ليأخذ بالاحوط الاحزم فانه الطريق الاسلم فللعالم اسرار و لظواهره حقائق و للكل أهل و كل ميسر لما خلق له. و كيف كان فلا يسعنا معشر الآخذين بأذيال أهل البيت عليهم السلام الا الخضوع تجاه علومهم الذاخرة و حكمهم الغزيرة و كلماتهم المكنونة و بياناتهم الشافية فان وافق ظواهر كلماتهم الباهرة -

عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا(1) قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَللَّهُمَّ زِدْنِي فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى - مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا(2) فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَللَّهُمَّ زِدْنِي فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ - مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ أَضْعٰافاً كَثِيرَةً (3) فَعَلِمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّ اَلْكَثِيرَ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ يُحْصَى وَ لَيْسَ لَهُ مُنْتَهًى.

55 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ اَلْيَقْطِينِيِّ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَكٍ اَلطَّائِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَيُّ عُرَى(4)اَلْإِيمَانِ أَوْثَقُ فَقَالُوا اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ بَعْضَهُمْ اَلصَّلاَةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ اَلزَّكَاةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ اَلصَّوْمُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ اَلْحَجُّ وَ اَلْعُمْرَةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ اَلْجِهَادُ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِكُلِّ مَا قُلْتُمْ فَضْلٌ وَ لَيْسَ بِهِ وَ لَكِنْ أَوْثَقُ عُرَى اَلْإِيمَانِ اَلْحُبُّ فِي اَللَّهِ وَ اَلْبُغْضُ

ص: 398


1- . النمل: 92.
2- . الأنعام: 161.
3- . البقرة: 246.
4- . العرى: جمع العروة و هي ما يتمسك و يؤخذ به.

فِي اَللَّهِ وَ تَوَلِّي أَوْلِيَاءِ اَللَّهِ وَ اَلتَّبَرِّي مِنْ أَعْدَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

56 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: مَنْ أَطَاعَ اَللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَ اَللَّهَ وَ إِنْ قَلَّتْ صَلاَتُهُ وَ صِيَامُهُ وَ تِلاَوَتُهُ وَ مَنْ عَصَى اَللَّهَ فَقَدْ نَسِيَ اَللَّهَ وَ إِنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ وَ صِيَامُهُ وَ تِلاَوَتُهُ لِلْقُرْآنِ.

57 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُنَا وَ هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِعُرْوَةِ غَيْرِنَا.

58 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُفَسِّرُ اَلْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبَوَيْهِمَا عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ يَا عَبْدَ اَللَّهِ أَحْبِبْ فِي اَللَّهِ وَ أَبْغِضْ فِي اَللَّهِ وَ وَالِ فِي اَللَّهِ وَ عَادِ فِي اَللَّهِ فَإِنَّهُ لاَ تُنَالُ وَلاَيَةُ اَللَّهِ إِلاَّ بِذَلِكَ وَ لاَ يَجِدُ اَلرَّجُلُ طَعْمَ اَلْإِيمَانِ وَ إِنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ وَ صِيَامُهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ وَ قَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاةُ اَلنَّاسِ يَوْمَكُمْ هَذَا أَكْثَرُهَا فِي اَلدُّنْيَا عَلَيْهَا يَتَوَادُّونَ وَ عَلَيْهَا يَتَبَاغَضُونَ وَ ذَلِكَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اَللَّهِ شَيْئاً فَقَالَ اَلرَّجُلُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي قَدْ وَالَيْتُ وَ عَادَيْتُ فِي اَللَّهِ وَ مَنْ وَلِيُّ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى أُوَالِيَهُ وَ مَنْ عَدُوُّهُ حَتَّى أُعَادِيَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَ تَرَى هَذَا قَالَ بَلَى قَالَ وَلِيُّ هَذَا وَلِيُّ اَللَّهِ فَوَالِهِ وَ عَدُوُّ هَذَا عَدُوُّ اَللَّهِ فَعَادِهِ وَ وَالِ وَلِيَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِيكَ وَ وَلَدِكَ وَ عَادِ عَدُوَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ أَبُوكَ وَ وَلَدُكَ .

59 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ اَلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَتْ: سَمِعْتُ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ فِي اَلْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لاَ يُرَاقِبُهَا(1) رَجُلٌ

ص: 399


1- . في بعض النسخ [لا يوافقها].

مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهَا خَيْراً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ قَالَ إِذَا تَدَلَّى نِصْفُ عَيْنِ اَلشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ قَالَ وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ تَقُولُ لِغُلاَمِهَا اِصْعَدْ عَلَى الضراب(1)[اَلظِّرَابِ] فَإِذَا رَأَيْتَ نِصْفَ عَيْنِ اَلشَّمْسِ قَدْ تَدَلَّى لِلْغُرُوبِ فَأَعْلِمْنِي حَتَّى أَدْعُوَ.

60 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ اَلصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ لَمْ يُبَالِ مَا قَالَ وَ مَا قِيلَ فِيهِ فَهُوَ شِرْكُ شَيْطَانٍ وَ مَنْ لَمْ يُبَالِ أَنْ يَرَاهُ اَلنَّاسُ مُسِيئاً فَهُوَ شِرْكُ شَيْطَانٍ وَ مَنِ اِغْتَابَ أَخَاهُ اَلْمُؤْمِنَ مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ بَيْنَهُمَا فَهُوَ شِرْكُ شَيْطَانٍ وَ مَنْ شُغِفَ بِمَحَبَّةِ اَلْحَرَامِ وَ شَهْوَةِ اَلزِّنَاءِ فَهُوَ شِرْكُ (2) شَيْطَانٍ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ لِوَلَدِ اَلزِّنَاءِ عَلاَمَاتٍ أَحَدُهَا بُغْضُنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ ثَانِيهَا أَنْ يَحِنَّ إِلَى اَلْحَرَامِ اَلَّذِي خُلِقَ مِنْهُ وَ ثَالِثُهَا اَلاِسْتِخْفَافُ بِالدِّينِ وَ رَابِعُهَا سُوءُ اَلْمَحْضَرِ لِلنَّاسِ وَ لاَ يُسِيءُ مَحْضَرَ إِخْوَانِهِ إِلاَّ مَنْ وُلِدَ عَلَى غَيْرِ فِرَاشِ أَبِيهِ أَوْ مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِي حَيْضِهَا.

61 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ اَلطَّالَقَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى(3) قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلضَّبِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ اَلْجُعْفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ - كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي اَلسَّمٰاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا(4) قَالَ أَمَّا اَلشَّجَرَةُ فَرَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ فَرْعُهَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ غُصْنُ اَلشَّجَرَةِ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ ثَمَرُهَا أَوْلاَدُهَا عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَ وَرَقُهَا شِيعَتُنَا ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلْمُؤْمِنَ مِنْ شِيعَتِنَا لَيَمُوتُ فَيَسْقُطُ مِنَ اَلشَّجَرَةِ

ص: 400


1- . كذا، و في نسخة «الظراب» و لعله جمع المظرب بمعنى الحجر الناتئ اي المرتفع.
2- . الشرك - بكسر الشين و تسكين الراء -: المشارك و بفتحتين حبائل الصيد و على الكسر يحتمل أن يكون إشارة الى قوله تعالى: «وَ شٰارِكْهُمْ فِي اَلْأَمْوٰالِ وَ اَلْأَوْلاٰدِ وَ عِدْهُمْ وَ مٰا يَعِدُهُمُ اَلشَّيْطٰانُ إِلاّٰ غُرُوراً» (م).
3- . في نسخة [محمّد بن عبد العزيز بن يحيى].
4- . إبراهيم: 30.

وَرَقَةٌ وَ إِنَّ اَلْمَوْلُودَ مِنْ شِيعَتِنَا لَيُولَدُ فَتُورِقُ اَلشَّجَرَةُ وَرَقَةً .

62 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اَلْبَزَوْفَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ اَلْهَيْثَمِ عَنْ أُمَيَّةَ اَلْبَلَدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ اَلْمُعَافَا بْنِ عِمْرَانَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنِ اَلْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ عَنِ أَبِيهِ شُرَيْحٍ قَالَ:

سَأَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اِبْنَهُ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَالَ يَا بُنَيَّ مَا اَلْعَقْلُ قَالَ حِفْظُ قَلْبِكَ مَا اِسْتَوْدَعْتَهُ قَالَ فَمَا اَلْحَزْمُ قَالَ أَنْ تَنْتَظِرَ فُرْصَتَكَ وَ تُعَاجِلَ مَا أَمْكَنَكَ قَالَ فَمَا اَلْمَجْدُ قَالَ حَمْلُ اَلْمَغَارِمِ وَ اِبْتِنَاءُ اَلْمَكَارِمِ قَالَ فَمَا اَلسَّمَاحَةُ قَالَ إِجَابَةُ اَلسَّائِلِ وَ بَذْلُ اَلنَّائِلِ قَالَ فَمَا اَلشُّحُّ قَالَ أَنْ تَرَى اَلْقَلِيلَ سَرَفاً وَ مَا أَنْفَقْتَ تَلَفاً قَالَ فَمَا اَلرِّقَّةُ قَالَ طَلَبُ اَلْيَسِيرِ وَ مَنْعُ اَلْحَقِيرِ قَالَ فَمَا اَلْكُلْفَةُ قَالَ اَلتَّمَسُّكُ بِمَنْ لاَ يُؤْمِنُكَ (1)وَ اَلنَّظَرُ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ قَالَ فَمَا اَلْجَهْلُ قَالَ سُرْعَةُ اَلْوُثُوبِ عَلَى اَلْفُرْصَةِ قَبْلَ اَلاِسْتِمْكَانِ مِنْهَا وَ اَلاِمْتِنَاعُ عَنِ اَلْجَوَابِ وَ نِعْمَ اَلْعَوْنُ اَلصَّمْتُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِنْ كُنْتَ فَصِيحاً ثُمَّ أَقْبَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى اَلْحُسَيْنِ اِبْنِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ مَا اَلسُّؤْدَدُ قَالَ اِصْطِنَاعُ اَلْعَشِيرَةِ وَ اِحْتِمَالُ اَلْجَرِيرَةِ قَالَ فَمَا اَلْغِنَى قَالَ قِلَّةُ أَمَانِيِّكَ وَ اَلرِّضَا بِمَا يَكْفِيكَ قَالَ فَمَا اَلْفَقْرُ قَالَ اَلطَّمَعُ وَ شِدَّةُ اَلْقُنُوطِ قَالَ فَمَا اَللُّؤْمُ قَالَ إِحْرَازُ اَلْمَرْءِ نَفْسَهُ وَ إِسْلاَمُهُ عِرْسَهُ قَالَ فَمَا اَلْخُرْقُ قَالَ مُعَادَاتُكَ أَمِيرَكَ وَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى ضَرِّكَ وَ نَفْعِكَ ثُمَّ اِلْتَفَتَ اَلْحَارِثُ اَلْأَعْوَرُ فَقَالَ يَا حَارِثُ عَلِّمُوا هَذِهِ اَلْحِكَمَ أَوْلاَدَكُمْ فَإِنَّهَا زِيَادَةٌ فِي اَلْعَقْلِ وَ اَلْحَزْمِ وَ اَلرَّأْيِ.

63 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مَتِّيلٍ اَلدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ اَلْكَرَابِيسِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: خَيْرُ شُبَّانِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ وَ شَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشُبَّانِكُمْ.

64 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ عَنْ

ص: 401


1- . في بعض النسخ [التمسك بمن لا يواتيك].

أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْعَبْدِيِّ عَنِ اَلْأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ اَلْأَسَدِيِّ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَإِنْ أَدْرَكَهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِخَصْلَتَيْنِ - كِتَابِ اَللَّهِ وَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي وَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ يُفَرِّقُ بَيْنَ اَلْحَقِّ وَ اَلْبَاطِلِ وَ هُوَ يَعْسُوبُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمَالُ يَعْسُوبُ اَلظَّلَمَةِ وَ إِنَّهُ لَهُوَ اَلصِّدِّيقُ اَلْأَكْبَرُ وَ هُوَ بَابِيَ اَلَّذِي أُوتَى مِنْهُ وَ هُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي .

65 - حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لَمَّا صَعِدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى اَلطُّورِ فَنَاجَى رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَا رَبِّ أَرِنِي خَزَائِنَكَ فَقَالَ يَا مُوسَى إِنَّمَا خَزَائِنِي إِذَا أَرَدْتُ شَيْئاً أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

66 - حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ:

مَاتَ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ لَمْ يَكُنْ حَضَرَهُ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَجَاءَ قَوْمٌ فَلَمَّا جَلَسَ أَمْسَكَ اَلْقَوْمُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ اَلطَّيْرَ وَ كَانُوا فِي ذِكْرِ اَلْفُقَرَاءِ وَ اَلْمَوْتِ فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ اِبْتِدَاءً مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا بَيْنَ اَلسِّتِّينَ إِلَى اَلسَّبْعِينَ مُعْتَرَكُ اَلْمَنَايَا(1) ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْفُقَر [اءُ] مِحَنُ اَلْإِسْلاَمِ .

67 - حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ (2) رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ اَلْأَشْعَرِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ اَلْمُخْتَارِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَكْمَهَ [كُمُّهُ] أَعْمَى مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَبَدَ اَلدِّينَارَ وَ اَلدِّرْهَمَ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ نَكَحَ بَهِيمَةً.

ص: 402


1- . المعترك: موضع العراك و القتال.
2- . في نسخة: [حدّثنا محمّد بن يحيى بن أحمد بن إدريس].

قال مصنف هذا الكتاب قوله عليه السلام ملعون ملعون من أكمه أعمى يعني من أرشد متحيرا في دينه إلى الكفر و قرره في نفسه حتى اعتقده و معنى قوله عليه السلام ملعون ملعون من عبد الدينار و الدرهم فإنه يعني به من يمنع زكاة ماله و يبخل بمؤاساة إخوانه فيكون قد آثر عبادة الدينار و الدرهم على عبادة خالقه و أما نكاح البهيمة فمعروف.

68 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْفَارِسِيِّ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنِ اَلْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ رَحِمَهَا اَللَّهُ جَاءَتْ إِلَى أَبِي طَالِبٍ تُبَشِّرُهُ بِمَوْلِدِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ اِصْبِرِي لِي سَبْتاً آتِيكِ بِمِثْلِهِ إِلاَّ اَلنُّبُوَّةَ فَقَالَ اَلسَّبْتُ ثَلاَثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثَلاَثُونَ سَنَةً.

69 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ سَلاَمُ اَللَّهِ عَلَيْكَ يَا أَبَا اَلرَّيْحَانَتَيْنِ أُوصِيكَ بِرَيْحَانَتَيَّ مِنَ اَلدُّنْيَا فَعَنْ قَلِيلٍ يَنْهَدُّ(1)رُكْنَاكَ وَ اَللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكَ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ عَلِيٌّ هَذَا أَحَدُ رُكْنَيَّ اَلَّذِي قَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهَا قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَذَا اَلرُّكْنُ اَلثَّانِي اَلَّذِي قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

70 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ اَلْخَطَّابِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ: اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ عَرَبِيٌّ وَ مَوْلًى وَ عِلْجٌ (2) فَأَمَّا اَلْعَرَبُ فَنَحْنُ وَ أَمَّا اَلْمَوْلَى فَمَنْ وَالاَنَا وَ أَمَّا اَلْعِلْجُ فَمَنْ تَبَرَّأَ مِنَّا وَ نَاصَبَنَا.

71 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ ضُرَيْسِ

ص: 403


1- . في نسخة [ينهدم] و هو قريب المعنى منه او مترادفان.
2- . العلج - بكسر العين المهملة -: الرجل الضخم من كفّار العجم او مطلق الكافر.

بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: نَحْنُ قُرَيْشٌ وَ شِيعَتُنَا اَلْعَرَبُ وَ عَدُوُّنَا اَلْعَجَمُ.

72 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ (1) عَنْ أَخِيهِ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: نَحْنُ اَلْعَرَبُ وَ شِيعَتُنَا مِنَّا وَ سَائِرُ اَلنَّاسِ هَمَجٌ أَوْ هَبَجٌ قَالَ قُلْتُ وَ مَا اَلْهَمَجُ قَالَ اَلذُّبَابُ قُلْتُ وَ مَا اَلْهَبَجُ قَالَ اَلْبَقُّ (2).

73 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ اَلْحُصَيْنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

قُلْتُ لَهُ مَا يَزَالُ اَلرَّجُلُ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ أَمْرَنَا يَقُولُ لِمَنْ مَنَّ اَللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلاَمِ يَا نَبَطِيُّ قَالَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَحْنُ أَهْلُ اَلْبَيْتِ وَ اَلنَّبَطِيُّ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا هُمَا نَبَطَانِ مِنَ اَلنَّبَطِ اَلْمَاءِ وَ اَلطِّينِ وَ لَيْسَ بِضَارِّهِ فِي ذُرِّيَّتِهِ شَيْ ءٌ فَقَوْمٌ اِسْتَنْبَطُوا اَلْعِلْمَ فَنَحْنُ هُمْ.

74 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَخِي دَارِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَنْ وُلِدَ فِي اَلْإِسْلاَمِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ وَ مَنْ دَخَلَ فِيهِ طَوْعاً أَفْضَلُ مِمَّنْ دَخَلَ فِيهِ كَرْهاً وَ اَلْمَوْلَى هُوَ اَلَّذِي يُؤْخَذُ أَسِيراً مِنْ أَرْضِهِ وَ يُسْلِمُ فَذَلِكَ اَلْمَوْلَى.

75 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: ثَمَانِيَةٌ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ اَلْعَبْدُ اَلْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَوْلاَهُ وَ اَلنَّاشِزُ عَنْ زَوْجِهَا وَ هُوَ عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَ مَانِعُ اَلزَّكَاةِ وَ تَارِكُ اَلْوُضُوءِ وَ اَلْجَارِيَةُ اَلْمُدْرِكَةُ تُصَلِّي بِغَيْرِ خِمَارٍ وَ إِمَامُ قَوْمٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَ اَلزِّبِّينُ قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا اَلزِّبِّينُ قَالَ اَلرَّجُلُ يُدَافِعُ اَلْغَائِطَ وَ اَلْبَوْلَ وَ اَلسَّكْرَانُ فَهَؤُلاَءِ اَلثَّمَانِيَةُ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ.

ص: 404


1- . في نسخة [سعد] و الصواب ما في المتن و «خثيم» بتقديم المثلثة على المثناة التحتانية و «معمر» أخو سعيد ابنا خثيم و كلاهما ضعيفان و السند على ما في المتن لا يخلو عن اضطراب.
2- . البق: حيوان عدسى مفرطح خبيث الرائحة لذاع واحدته بقة.

76 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اَلْوَلِيدِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: اَلْحَسَبُ اَلْفِعَالُ وَ اَلشَّرَفُ اَلْمَالُ وَ اَلْكَرَمُ اَلتَّقْوَى.

77 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْأَدَمِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنِ اَلْحُبَابِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَنْ وُلِدَ فِي اَلْإِسْلاَمِ حُرّاً فَهُوَ عَرَبِيٌّ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ فَخَفَرَ(1)فِي عَهْدِهِ فَهُوَ مَوْلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَنْ دَخَلَ فِي اَلْإِسْلاَمِ طَوْعاً فَهُوَ مُهَاجِرٌ.

78 - وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي يَحْيَى اَلْوَاسِطِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيّاً صَلْباً أَوْ مَوْلًى صَرِيحاً فَهُوَ سِفْلِيٌّ فَقَالَ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلْمَوْلَى اَلصَّرِيحُ فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ مَنْ مُلِكَ أَبَوَاهُ قَالَ وَ لِمَ قَالُوا هَذَا قَالَ قَالُوا لِقَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوْلَى اَلْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ سُبْحَانَ اَللَّهِ أَ مَا بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ أَنَا مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ وَ أَنَا مَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَرَبِيِّهَا وَ عَجَمِيِّهَا فَمَنْ وَالَى رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَ لَيْسَ يَكُونُ مِنْ نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهُمَا أَشْرَفُ مَنْ كَانَ مِنْ نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوْ مَنْ كَانَ مِنْ نَفْسِ أَعْرَابِيٍّ جِلْفٍ بَائِلٍ عَلَى عَقِبَيْهِ (2) ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ دَخَلَ فِي اَلْإِسْلاَمِ رَغْبَةً خَيْرٌ مِمَّنْ دَخَلَ رَهْبَةً وَ دَخَلَ اَلْمُنَافِقُونَ رَهْبَةً وَ اَلْمَوَالِي دَخَلُوا رَغْبَةً.

79 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَيْثُ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاوُدُ اَلرَّقِّيُّ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ اَلنَّاسَ يَقُولُونَ إِذَا مَضَى لِلْحَامِلِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ فَقَدْ فَرَغَ اَللَّهُ مِنْ خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا دَاوُدُ اُدْعُ وَ لَوْ بِشِقِّ اَلصَّفَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ اَلصَّفَا قَالَ مَا يَخْرُجُ مَعَ اَلْوَلَدِ فَ إِنَّ اَللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا يَشٰاءُ .

ص: 405


1- . خفر في عهده و به وفى.
2- . البائل اسم فاعل من بال يبول بولا، و في نسخة [بائل على عقبه].

80 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ عَنِ اِبْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَ بُكَيْرٌ مَعَ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ إِلَى اَلْمَشَاهِدِ حَتَّى اِنْتَهَيْنَا إِلَى أُحُدٍ فَأَرَانَا قُبُورَ اَلشُّهَدَاءِ ثُمَّ دَخَلَ بِنَا اَلشِّعْبَ فَمَضَيْنَا مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى مَضَيْنَا إِلَى مَسْجِدٍ هُنَاكَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَلَّى فِيهِ فَصَلَّيْنَا فِيهِ ثُمَّ أَرَانَا مَكَاناً فِي رَأْسِ جَبَلٍ فَقَالَ إِنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَعِدَ إِلَيْهِ فَكَانَ يَكُونُ فِيهِ مَاءُ اَلْمَطَرِ قَالَ زُرَارَةُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى مَاءٍ ثَمَّ فَقُلْتُ أَنَا فَإِنِّي لاَ أَجِيءُ مَعَكُمْ أَنَا نَائِمٌ هَاهُنَا حَتَّى تَجِيئُوا فَذَهَبَ هُوَ وَ بُكَيْرٌ ثُمَّ اِنْصَرَفُوا وَ جَاءُوا إِلَيَّ فَانْصَرَفْنَا جَمِيعاً حَتَّى إِذَا كَانَ اَلْغَدُ أَتَيْنَا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَنَا أَيْنَ كُنْتُمْ أَمْسِ فَإِنِّي لَمْ أَرَكُمْ فَأَخْبَرْنَاهُ وَ وَصَفْنَا لَهُ اَلْمَسْجِدَ وَ اَلْمَوْضِعَ اَلَّذِي زَعَمَ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَعِدَ إِلَيْهِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فِيهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مَا أَتَى رَسُولُ اَللَّهِ ذَلِكَ اَلْمَكَانَ قَطُّ فَقُلْنَا لَهُ وَ رُوِيَ لَنَا أَنَّهُ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ فَقَالَ لاَ قَبَضَهُ اَللَّهُ سَلِيماً وَ لَكِنَّهُ شُجَّ فِي وَجْهِهِ فَبَعَثَ عَلِيّاً فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي حَجَفَةٍ فَعَافَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ وَ غَسَلَ وَجْهَهُ .

81 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْكُوفِيِّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ اَلشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ اِبْنُ اَلْكَوَّاءِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَ رَأَيْتَ قَوْلَكَ اَلْعَجَبُ كُلُّ اَلْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَ رَجَبٍ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَيْحَكَ يَا أَعْوَرُ هُوَ جَمْعُ أَشْتَاتٍ وَ نَشْرُ أَمْوَاتٍ وَ حَصْدُ نَبَاتٍ وَ هَنَاتٌ (1) بَعْدَ هَنَاتٍ مُهْلِكَاتٌ مُبِيرَاتٌ لَسْتُ أَنَا وَ لاَ أَنْتَ هُنَاكَ.

82 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ عَبَايَةَ اَلْأَسَدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ مسجل(2)[مُشْتَكٍ] وَ أَنَا قَائِمٌ عَلَيْهِ لَآتِيَنَّ بِمِصْرَ مُبِيراً وَ لَأَنْقُضَنَّ دِمَشْقَ حَجَراً حَجَراً وَ لَأُخْرِجَنَّ اَلْيَهُودَ وَ اَلنَّصَارَى مِنْ كُلِّ كُوَرِ اَلْعَرَبِ وَ لَأَسُوقَنَّ اَلْعَرَبَ بِعَصَايَ هَذِهِ -

ص: 406


1- . هنات جمع «هن» يقال: «فى فلان هنات» أي خصال شر و لا يقال في الخير.
2- . هذه الرواية توجد في النسخ مختلفة في الغاية ففى بعضها «مشتمل» مكان «مسجل» و في بعضها «مشتكى» مكانه، ثمّ في بعضها «لابنين بمصر منبرا» و في بعضها «لا نقصن» بالصاد المهملة مكان «لا نقضن»، ثمّ في بعضها «تجيء» مكان «تحيى» و «يفعله» مكان «يعقله».

قَالَ قُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ كَأَنَّكَ تُخْبِرُنَا أَنَّكَ تَحْيَا بَعْدَ مَا تَمُوتُ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا عَبَايَةُ ذَهَبْتَ فِي غَيْرِ مَذْهَبٍ يَعْقِلُهُ رَجُلٌ مِنِّي.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إن أمير المؤمنين عليه السلام اتقى عباية الأسدي في هذا الحديث و اتقى ابن الكواء في الحديث السابق لأنهما كانا غير محتملين لأسرار آل محمد عليهم السلام.

83 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي اَلْبِلاَدِ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لاَ يُقِرُّ بِهِ إِلاَّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ اِمْتَحَنَ اَللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ فَقَالَ لِأَنَّ فِي اَلْمَلاَئِكَةِ مُقَرَّبِينَ وَ غَيْرَ مُقَرَّبِينَ وَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ مُرْسَلِينَ وَ غَيْرَ مُرْسَلِينَ وَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ مُمْتَحَنِينَ وَ غَيْرَ مُمْتَحَنِينَ فَعُرِضَ أَمْرُكُمْ هَذَا عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ فَلَمْ يُقِرَّ بِهِ إِلاَّ اَلْمُقَرَّبُونَ وَ عُرِضَ عَلَى اَلْأَنْبِيَاءِ فَلَمْ يُقِرَّ بِهِ إِلاَّ اَلْمُرْسَلُونَ وَ عُرِضَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يُقِرَّ بِهِ إِلاَّ اَلْمُمْتَحَنُونَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي مُرَّ فِي حَدِيثِكَ.

84 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْجَوْهَرِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ اَلْأَشْتَرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَنْ شَكَا إِلَى مُؤْمِنٍ فَقَدْ شَكَا إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ شَكَا إِلَى مُخَالِفٍ فَقَدْ شَكَا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.

85 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ اَلْأَسَدِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ شِيعَتُكَ تَقُولُ اَلْحَاجُّ أَهْلُهُ وَ مَالُهُ فِي ضَمَانِ اَللَّهِ وَ قَدْ يَخْلُفُ فِي أَهْلِهِ وَ قَدْ أَرَاهُ يَخْرُجُ فَيَحْدُثُ عَلَى أَهْلِهِ اَلْأَحْدَاثُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّمَا يَخْلُفُهُ فِيهِمْ بِمَا كَانَ يَقُومُ بِهِ فَأَمَّا مَا كَانَ حَاضِراً لَمْ يَسْتَطِعْ دَفْعَهُ فَلاَ.

86 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَلْ سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَلْأَطْفَالِ فَقَالَ قَدْ سُئِلَ فَقَالَ اَللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ثُمَّ قَالَ يَا زُرَارَةُ هَلْ تَدْرِي

ص: 407

مَا قَوْلُهُ اَللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ قَالَ لاَ قَالَ لِلَّهِ (1) عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِمْ اَلْمَشِيئَةُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ أُتِيَ بِالْأَطْفَالِ وَ اَلشَّيْخِ اَلْكَبِيرِ اَلَّذِي قَدْ أَدْرَكَ اَلسِّنَّ وَ لَمْ يَعْقِلْ مِنَ اَلْكِبَرِ وَ اَلْخَرَفِ وَ اَلَّذِي مَاتَ فِي اَلْفَتْرَةِ بَيْنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمَجْنُونِ وَ اَلْأَبْلَهِ اَلَّذِي لاَ يَعْقِلُ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَحْتَجُّ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَبْعَثُ اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ مَلَكاً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ فَيُؤَجِّجُ (2)نَاراً فَيَقُولُ إِنَّ رَبَّكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَثِبُوا فِيهَا فَمَنْ وَثَبَ فِيهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلاَماً وَ مَنْ عَصَاهُ سِيقَ إِلَى اَلنَّارِ.

87 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ اَلْحَكَمِ اَلْحَنَّاطِ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدٌ اَلشَّحَّامُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

اَلنَّعِيمُ فِي اَلدُّنْيَا اَلْأَمْنُ وَ صِحَّةُ اَلْجِسْمِ وَ تَمَامُ اَلنِّعْمَةِ فِي اَلْآخِرَةِ دُخُولُ اَلْجَنَّةِ وَ مَا تَمَّتِ اَلنِّعْمَةُ عَلَى عَبْدٍ قَطُّ لَمْ يَدْخُلِ اَلْجَنَّةَ.

حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن بابويه المذكر قال سمعت القاضي الكبير أبا الحسن علي بن أحمد الطبري يقول حدثني أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن زفر العدوي البصري(3) قال مررت بالبصرة بمحل(4) طحان و هي ناحية و إذا زحام على باب و ناس يدخلون دار و ناس يخرجون فدخلت فإذا شيخ يقول حدثني مولاي أنس بن مالك و هو خراش مولى أنس قال أبو سعيد و لم يكن معي ورق فاستعرت قلما و كتبت هذه الأربعة عشر حديثا على ظهر نعلي.

88 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ (5) قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي خِرَاشٌ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلصَّوْمُ جُنَّةٌ يَعْنِي حِجَابٌ مِنَ اَلنَّارِ. و إنما قال ذلك لأن

ص: 408


1- . كذا و الصواب [قلت: لا، قال: للّه إلخ].
2- . اجج النار: ألهبها، و في بعض النسخ [و يؤجج لهم نارا].
3- . كذا و المضبوط «البزوفرى العدوى».
4- . في نسخة [منحل طحان] و في أخرى [منخل طحان].
5- . قوله «حدّثنا أبو الحسن» الى قوله «حدّثنا أبو سعيد» من كلام المؤلّف و ليس محكيا عن ابى سعيد كما لا يخفى و كذا في سائر الروايات الآتية.

الصوم نسك باطن ليس فيه نزعة شيطان و لا مراءاة إنسان.

89 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ وَ فَرْحَةٌ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ. يعني بفرحته عند إفطاره فرحة المسلم بتحصيل ذلك اليوم في ديوان حسناته و فواضل أعماله لا أن فرحته تلك بما أبيح من الطعام وقته ذلك و ليس الفرح بالأكل و لحاجة البطن من شرائف ما يمدح به الصالحون و أما فرحته عند لقاء ربه عز و جل فبما يفيض الله عليه من فضل عطائه الذي ليس لأحد من أهل القيامة مثله إلا لمن عمل مثل عمله.

90 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنِي مَوْلاَيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُدْعَى اَلرَّيَّانَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِلاَّ اَلصَّائِمُونَ. و إنما سمي هذا الباب الريان لأن الصائم يجهده العطش أكثر مما يجهده الجوع فإذا دخل الصائم من هذا الباب يلقاه الري الذي لا يعطش بعده أبدا.

91 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

مَنْ صَامَ يَوْماً تَطَوُّعاً فَلَوْ أُعْطِيَ مِلْ ءَ اَلْأَرْضِ ذَهَباً مَا وُفِّيَ أَجْرَهُ دُونَ يَوْمِ اَلْحِسَابِ. يعني أن ثواب الصوم ليس بمقدر كما قدرت الحسنة بعشر أمثالها -.

قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: كُلُّ أَعْمَالِ اِبْنِ آدَمَ بِعَشَرَةِ أَضْعَافِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلاَّ اَلصَّبْرَ فَإِنَّهُ لِي وَ أَنَا أَجْزِي(1) بِهِ. فثواب الصبر مخزون في علم الله عز و جل و الصبر الصوم.

92 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اَلْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ. يعني أن الحياء يكف ذا الدين و من لا دين له عن القبيح فهو جماع كل جميل.

ص: 409


1- . اجزى بالبناء للفاعل ظاهر و بالبناء للمفعول كناية عن ان اجر الصائم فوق اجر سائر الاعمال و هو القرب من اللّه تعالى (م).

93 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

اَلْحَيَاءُ وَ اَلْإِيمَانُ كُلُّهُ فِي قَرَنٍ وَاحِدٍ فَإِذَا سُلِبَ أَحَدُهُمَا اِتَّبَعَهُ اَلْآخَرُ. يعني أن من لم يكفه الحياء عن القبيح فيما بينه و بين الناس فهو لا يكفه عن القبيح فيما بينه و بين ربه عز و جل و من لم يستح من الله عز و جل و جاهره بالقبيح فلا دين له.

94 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

مَا يَنْزِعُ اَللَّهُ تَعَالَى مِنَ اَلْعَبْدِ اَلْحَيَاءَ فَيَصِيرَ مَاقِتاً مُمَقَّتاً ثُمَّ يَنْزِعُ مِنْهُ اَلْإِيمَانَ (1) ثُمَّ يَنْزِعُ مِنْهُ اَلرَّحْمَةَ ثُمَّ يَخْلَعُ دِينَ اَلْإِسْلاَمِ عَنْ عُنُقِهِ فَيَصِيرُ شَيْطَاناً لَعِيناً. يعني أن ارتكاب القبيحة بعد القبيحة تنتهي إلى الشيطنة و من تشيطن على الله لعنه الله.

95 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ تَأَمَّلَ خَلْفَ اِمْرَأَةٍ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ حَجْمُ عِظَامِهَا مِنْ وَرَاءِ ثِيَابِهَا وَ هُوَ صَائِمٌ فَقَدْ أَفْطَرَهُ. يعني فقد أشرط(2) نفسه للإفطار بما ينبعث من دواعي نفسه و نوازع همته فيكون من مواقعة الذنب على خطر.

96 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ اَلْغَافِلِينَ وَ مَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ اَلْقَانِتِينَ وَ مَنْ قَرَأَ ثَلاَثَمِائَةِ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ اَلْقُرْآنُ. يعني من حفظ قدر ذلك من القرآن يقال قد قرأ الغلام القرآن إذا حفظه.

97 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: حَيَاتِي خَيْرٌ

ص: 410


1- . في نسخة «الامان» و في أخرى «الأمانة».
2- . أي اعد.

لَكُمْ وَ مَمَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ أَمَّا حَيَاتِي فَتُحَدِّثُونِّي وَ أُحَدِّثُكُمْ وَ أَمَّا مَوْتِي فَتُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ عَشِيَّةَ اَلْإِثْنَيْنِ وَ اَلْخَمِيسِ فَمَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ حَمِدْتُ اَللَّهَ عَلَيْهِ وَ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ سَيِّئٍ اِسْتَغْفَرْتُ اَللَّهَ لَكُمْ.

98 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ مَنْ زَادَ زَادَهُ اَللَّهُ وَ مَنِ اِسْتَغْفَرَ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ.

99 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَنْ ضَمِنَ لِي اِثْنَيْنِ ضَمِنْتُ لَهُ اَلْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَنَا أَضْمَنُهُمَا لَكَ مَا هُمَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنْ ضَمِنَ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ ضَمِنْتُ لَهُ اَلْجَنَّةَ . يعني من ضمن لي لسانه و فرجه.

و أسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين و جناية اللسان الكفر بالله و قول الزور و البهتان و الإلحاد في أسماء الله و صفاته و الغيبة و النميمة و التهمة و ذلك من جنايات اللسان.

و جناية الفرج الوطء حيث لا يحل بنكاح و لا ملك يمين قال الله تبارك و تعالى وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حٰافِظُونَ. إِلاّٰ عَلىٰ أَزْوٰاجِهِمْ أَوْ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ اِبْتَغىٰ وَرٰاءَ ذٰلِكَ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلعٰادُونَ (1) .

100 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:

لَذِكْرُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْغُدُوِّ وَ اَلْآصَالِ خَيْرٌ مِنْ حَطْمِ اَلسُّيُوفِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. يعني فمن ذكر الله عز و جل بالغدو و يذكر ما كان منه في ليلة من سوء عمله و استغفر الله و تاب

ص: 411


1- . المؤمنون: 5.

إليه فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له انتشر و قد حطت عنه سيئاته و غفرت له ذنوبه و إذا ذكر الله عز و جل بالآصال و هي العشيات راجع نفسه فيما كان منه في يومه ذلك من سرف على نفسه و إضاعة لأمر ربه فإذا ذكر الله عز و جل و استغفر الله تعالى و أناب راح إلى أهله و قد غفرت له ذنوبه يومه و إنما تحمد(1) الشهادة أيضا إذا كانت من تائب إلى الله استغفر من معصية الله عز و جل.

101 - حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَوْلاَيَ أَنَسٌ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَتَّجِرُونَ فِي اَلْبَحْرِ. يعني أن التجارة في البحر و ركوبه و ليس يهيج(2) ليس من المكروه و هو من الانتشار و الابتغاء الذي أذن الله عز و جل فيه بقوله عز و جل - فَإِذٰا قُضِيَتِ اَلصَّلاٰةُ فَانْتَشِرُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ اِبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اَللّٰهِ (3) و قد روي في ركوب البحر و النهي عنه حديث.

102 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي اَلْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مَعْنَى قَوْلِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُُ اَللَّهِ عَلَيْهِ لَمَّا نَظَرَ إِلَى اَلثَّانِي وَ هُوَ مُسَجًّى(4)بِثَوْبِهِ مَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اَللَّهَ بِصَحِيفَةٍ مِنْ هَذَا اَلْمُسَجَّى فَقَالَ عَنَى بِهَا اَلصَّحِيفَةَ اَلَّتِي كُتِبَتْ فِي اَلْكَعْبَةِ .

103 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيِّ عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّا رُوِيَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ وَلَدَ اَلزِّنَا شَرُّ اَلثَّلاَثَةِ مَا مَعْنَاهُ قَالَ عَنَى بِهِ اَلْأَوْسَطَ أَنَّهُ شَرٌّ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ وَ مِمَّنْ تَلاَهُ.

104 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلرَّازِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ يَاسِينَ اَلضَّرِيرِ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ

ص: 412


1- . في بعض النسخ [تحمل].
2- . أي في حال لا يكون البحر متحركا مضطربا. و في بعض النسخ [ليس بهائج].
3- . الجمعة: 20.
4- . اريد به المغطى.

حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ إِلَى قَوْمٍ فَقَالُوا مَا تِجَارَتُكَ قَالَ أَبِيعُ اَلدَّوَابَّ فَزَوَّجُوهُ فَإِذَا هُوَ يَبِيعُ اَلسَّنَانِيرَ فَاخْتَصَمُوا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَجَازَ نِكَاحَهُ وَ قَالَ اَلسَّنَانِيرُ دَوَابُّ (1) .

105 - أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى اَلْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ اَلْآدَمِيُّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ اَلْعَطَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَنَا أَ مُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ فَنَقُولُ نَعَمْ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى فَيَقُولُونَ أَ لَيْسَ اَلْمُؤْمِنُونَ فِي اَلْجَنَّةِ فَنَقُولُ بَلَى فَيَقُولُونَ أَ فَأَنْتُمْ فِي اَلْجَنَّةِ فَإِذَا نَظَرْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا ضَعُفْنَا وَ اِنْكَسَرْنَا عَنِ اَلْجَوَابِ قَالَ فَقَالَ إِذَا قَالُوا لَكُمْ أَ مُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ فَقُولُوا نَعَمْ إِنْ شَاءَ (2) اَللَّهُ قَالَ قُلْتُ وَ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا اِسْتَثْنَيْتُمْ لِأَنَّكُمْ شُكَّاكٌ قَالَ فَقُولُوا وَ اَللَّهِ مَا نَحْنُ بِشُكَّاكٍ وَ لَكِنَّا اِسْتَثْنَيْنَا كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ - لَتَدْخُلُنَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرٰامَ إِنْ شٰاءَ اَللّٰهُ آمِنِينَ (3) وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَدْخُلُونَهُ أَوَّلاً وَ قَدْ سَمَّى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمُؤْمِنِينَ بِالْعَمَلِ اَلصَّالِحِ مُؤْمِنِينَ وَ لَمْ يُسَمِّ مَنْ رَكِبَ اَلْكَبَائِرَ وَ مَا وَعَدَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ اَلنَّارَ فِي قُرْآنٍ وَ لاَ أَثَرٍ وَ لاَ تُسَمِّهِمْ (4) بِالْإِيمَانِ بَعْدَ ذَلِكَ اَلْفِعْلِ. تم الكتاب.

ص: 413


1- . ظاهر الرواية ان صحّة النكاح تستند الى صدق الدوابّ على السنانير - و هي جمع السنور بمعنى الهر - و هذا إذا كان النكاح مشروطا بكونه بياع الدوابّ دون ما إذا اخبر به حين المقاولة او العقد لا على سبيل الاشتراط كما يستظهر من الصدر و البحث راجع الى الفقه. (م).
2- . كذا لكن الظاهر من قوله عليه السلام «فقولوا نعم ان شاء اللّه» و ما بعده ان الإمام عليه السلام علمه التعليق بمشيئة اللّه و ما كان يعلمه و يعمله قبلا. (م).
3- . الفتح: 27.
4- . في بعض النسخ فلا نسميهم.

الفهرست

رقم الصفحة\الموضوع\عدد الأحاديث 1 \وجه تسمية الكتاب. \ 3

2 \باب معنى الاسم. \ 2

3 \باب معنى بسم اللّه الرحمن الرحيم. \ 2

3 \باب آخر في معنى بسم اللّه. \ 1

4 \باب معنى «اللّه» عزّ و جلّ. \ 2

5 \باب معنى الواحد. \ 2

6 \باب معنى الصمد. \ 3

8 \باب معنى قول الأئمّة عليهم السّلام إنّ اللّه تبارك و تعالى شيء. \ 2

9 \باب معنى سبحان اللّه. \ 3

10 \باب معنى التوحيد و العدل. \ 2

11 \باب معنى اللّه أكبر. \ 2

12 \باب معنى الأوّل و الآخر. \ 1

12 \باب معاني ألفاظ وردت في الكتاب و السنّة في التوحيد. \ 16

17 \باب معنى رضى اللّه عزّ و جلّ و سخطه. \ 3

20 \باب معنى الهدى و الضلال و التوفيق و الخذلان من اللّه - - تبارك و تعالى. \ 1

21 \باب معنى لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه. \ 1

22 \باب معنى الحروف المقطّعة في أوائل السور من القرآن. \ 6

29 \باب معنى الاستواء على العرش. \ 1

29 \باب معنى العرش و الكرسيّ. \ 2

ص: 414

30 \باب معنى اللّوح و القلم. \ 1

31 \باب معنى الموازين الّتي توزن بها أعمال العباد. \ 1

32 \باب معنى الصراط. \ 9

38 \باب معنى حروف الأذان و الإقامة. \ 4

43 \باب معاني حروف المعجم. \ 2

45 \باب معنى حروف الجمل. \ 3

48 \باب معاني أسماء الأنبياء و الرسل عليهم السّلام و غير ذلك. \ 1

50 \باب معاني أسماء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السّلام. \ 6

54 \باب معاني أسماء محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و - - الأئمّة عليهم السّلام. \ 17

65 \باب معاني قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله «من كنت مولاه فعليّ مولاه. \ 8

74 \باب معاني حديث المنزلة. \ 2

79 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعليّ و الحسن و الحسين - - «أنتم المستضعفون بعدي». \ 1

79 \باب معاني ألفاظ وردت في صفة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. \ 1

90 \باب معنى الثقلين و العترة. \ 5

93 \باب معنى الآل و الأهل و العترة و الامّة. \ 3

95 \باب معنى الامام المبين. \ 4

103 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام انّه سيّد العرب. \ 2

ص: 415

103 \باب معنى تزويج النور من النور. \ 1

104 \باب معنى الظالم لنفسه و المقتصد و السابق. \ 3

106 \باب معنى ماروي أنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذرّيّتها على النار. \ 4

107 \باب معنى ما روي في فاطمة عليها السّلام أنّها سيّدة نساء العالمين. \ 1

107 \باب معنى الأمانات الّتي أمر اللّه عزّ و جلّ عباده بأدائها إلى أهلها. \ 1

108 \باب معنى الأمانة الّتي عرضت. \ 3

111 \باب معنى البئر المعطّلة و القصر المشيد. \ 3

112 \باب معنى طوبى. \ 1

112 \باب معنى إخفاء اللّه عزّ و جلّ أربعة في أربعة. \ 1

113 \باب معنى الأسطوانة الّتي رآها النبيّ في المعراج. \ 1

113 \باب معنى النبوّة. \ 1

114 \باب معنى الشمس و القمر و الزهرة و الفرقدين. \ 3

115 \باب معنى الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. \ 1

116 \باب معنى الوسيلة. \ 1

117 \باب معنى الحرمات الثلاث: \ 1

118 \باب معنى عقوق الأبوين و الإباق من الموالي و ضلال الغنم عن الراعي. \ 1

119 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى. \ 1

معاني الأخبار - 26 -

ص: 416

119 \باب معنى الفتوّة و المروءة. \ 1

120 \باب معنى أبي تراب. \ 1

120 \باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام «أنا زيد بن عبد مناف بن عامر ابن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب». \ 2

122 \باب معنى آل ياسين. \ 5

123 \باب معنى الحديث الّذي روي عن النبيّ لا تعادوا الأيّام فتعاديكم. \ 1

124 \باب معنى الشجرة الّتي أكل منها آدم و حوّاء. \ 1

125 \باب معنى الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه. \ 2

125 \باب معنى كلمة التقوى. \ 1

126 \باب معنى الكلمات الّتي ابتلى إبراهيم ربّه بهنّ فأتمّهنّ. \ 1

131 \باب معنى الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عليه السّلام. \ 1

132 \باب معنى عصمة الإمام. \ 3

136 \باب معنى تحريم النار على صلب أنزل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و بطن حمله و حجر كفّله. \ 1

137 \باب معنى الكلمات الّتي جمع اللّه عزّ و جلّ فيها الخير كلّه لآدم عليه السّلام. \ 1

137 \باب معنى الكفر الّذي لا يبلغ الشرك. \ 1

138 \باب معنى الرجس. \ 1

138 \باب معنى إبليس. \ 1

138 \باب معنى كحل إبليس و لعوقه و سعوطه. \ 1

ص: 417

139 \باب معنى الرجيم. \ 1

139 \باب معنى كنز الحديث. \ 1

139 \باب معنى المخبيات. \ 1

140 \باب معنى سيّد الاستغفار. \ 1

140 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: «إيّاكم أن تكونوا منّانين». \ 1

141 \باب معنى المكافاة و الشكر. \ 1

141 \باب معنى العلم الّذي لا يضرّ من جهله و لا ينفع من علمه. \ 1

142 \باب معنى المنافق. \ 1

142 \باب معنى الشكوى في المرض. \ 1

142 \باب معنى الريح المنسية و المسخية. \ 1

143 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: «الناس اثنان: واحد أراح و آخر استراح. \ 1

143 \باب معنى السرّ و أخفى. \ 1

143 \باب معنى استعراب النبطي و استنباط العربي. \ 1

144 \باب معنى ما روي أنّه ليس لامرأة خطر لا لصالحتهنّ و لا لطالحتهنّ\ 1

144 \باب معنى مشاورة اللّه عزّ و جلّ. \ 1

145 \باب معنى الحرج. \ 2

146 \باب معنى أصدق الأسماء و خيرها. \ 1

146 \باب معنى الغيب و الشهادة. \ 1

147 \باب معنى خائنة الأعين. \ 1

ص: 418

147 \باب معنى القنطار. \ 2

148 \باب معنى البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام. \ 1

149 \باب معنى العتلّ و الزنيم. \ 1

149 \باب معنى شرب الهيم. \ 3

150 \باب معنى الأصغرين و الأكبرين و الهيئتين. \ 1

150 \باب معنى كرامة النعمة. \ 1

150 \باب معنى السيّاء. \ 1

151 \باب معنى القليل. \ 1

152 \باب معنى آخر للقليل. \ 1

152 \باب معنى خبر الّذي روي أنّ الشؤم في الثلاثة. \ 2

152 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: أيّما رجل ترك دينارين فهما كيّ بين عينه. \ 1

153 \باب معنى الزكاة الظاهرة و الباطنة. \ 1

153 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله للرجل الّذي مات و ترك دينارين ترك كثيرا. \ 1

154 \باب معنى عفو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عمّا سوى التسعة الأصناف في الزكاة. \ 1

154 \باب معنى الجماعة و الفرقة و السنّة و البدعة. \ 3

155 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله للرجل الّذي قال له: أنت و مالك لأبيك. \ 1

ص: 419

155 \باب معنى المنقلين. \ 1

156 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ليس للنساء سراة الطريق. \ 1

156 \باب معنى يوم التلاق، و يوم التناد، و يوم التغابن، و يوم الحسرة. \ 1

156 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم. \ 1

157 \باب معنى قوله عليه السّلام اختلاف أمّتي رحمة. \ 1

157 \باب معنى الكذب المفترع. \ 1

158 \باب معنى قول اللّه عزّ و جلّ: إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان. \ 1

158 \باب معنى المعادن و الأشراف و أهل البيوتات و المولد الطيّب. \ 1

158 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حدث عن بني إسرائيل و لا حرج. \ 1

159 \باب معنى ما روي أنّ الفقيه لا يعيد الصلاة. \ 1

159 \باب معنى السميط و السعيدة و الأنثى و الذكر. \ 1

160 \باب معنى جهاد الأكبر. \ 1

160 \باب معنى أوّل النعم و بادئها. \ 4

161 \باب معنى اولي الإربة من الرجال. \ 2

162 \باب معنى الأربعاء و النطاف. \ 1

162 \باب معنى الخبء الّذي ما عبد اللّه بشيء أحبّ إليه منه. \ 1

162 \باب معنى تسليم الرجل على نفسه. \ 1

163 \باب معنى الاستيناس. \ 1

163 \باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام: لا يأبى الكرامة إلاّ حمار. \ 1

163 \باب معنى طينة خبال. \ 2

ص: 420

164 \باب معنى العقدين. \ 1

164 \باب معنى الدّعابة. \ 1

165 \باب معنى قول أبي ذرّ - رحمة اللّه عليه -: ثلاثة يبغضها الناس و أنا احبّها. \ 1

165 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: الكذبة تفطر الصائم. \ 1

165 \باب معنى الجار و حدّ المجاورة. \ 1

166 \باب معنى ما روي أنّ من كان يحبّنا و هو في موضع لا يشينه فهو من خالص اللّه عزّ و جلّ. \ 1

166 \باب معنى الإكراه و الإجبار. \ 1

166 \باب معنى النومة. \ 1

167 \باب معنى سبيل اللّه. \ 3

167 \باب معنى الرّمي بالصلعاء. \ 1

168 \باب معنى الصليعاء و القريعاء. \ 1

169 \باب معنى وطىء أعقاب الرجال. \ 1

169 \باب معنى الوصمة و البادرة. \ 1

170 \باب معنى الحجّ. \ 1

170 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إنّه شاء و أراد و لم يحبّ و لم يرض. \ 1

170 \باب معنى الأغلب و المغلوب. \ 1

ص: 421

171 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في أمر الأعرابيّ الّذي أتاه: يا عليّ قم فاقطع لسانه. \ 1

171 \باب معنى الموتور أهله و ماله. \ 1

172 \باب معنى المحدّث. \ 1

172 \باب معنى السوء. \ 1

173 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في الحيّة من تركها تخوّفا من تبعتها فليس منّي. \ 1

173 \باب معنى السامّة و الهامّة و العامّة و اللاّمّة. \ 1

173 \باب معنى الرم. \ 1

174 \باب معنى التوبة النصوح. \ 3

174 \باب معنى حسنة الدّنيا و حسنة الآخرة. \ 1

175 \باب معنى دين الدنيا و دين الآخرة. \ 1

175 \باب معنى قول المصلّي في تشهّده: للّه ما طاب و طهر و ما خبث.

فلغيره. \ 1

175 \باب معنى التسليم في الصلاة. \ 1

176 \باب معنى دار السلام. \ 2

177 \باب معنى سبع كلمات تبع فيها حكيم حكيما سبع مائة فرسخ. \ 1

177 \باب معنى أشراف الامّة. \ 2

178 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ. \ 2

ص: 422

179 \باب معنى قول الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام: من طلب الرئاسة هلك. \ 1

180 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: من تعلّم علما ليماري به السفهاء. \ 1

181 \باب معنى الاستئكال بالعلم. \ 1

181 \باب معنى ما روي أنّ من مثّل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الإسلام. \ 1

181 \باب معنى ما روي عن أبي جعفر الباقر عليهما السّلام أنّه قال: إذا عرفت فاعمل ماشئت. \ 1

182 \باب معنى قول الرجل للرجل: جزاك اللّه خيرا. \ 1

182 \باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام للّذي قال له: إنّي احبّك أعد للفقر جلبابا. \ 1

183 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: إنّ الرجل ليخرج من منزله فيرجع و لم يذكر اللّه عزّ و جلّ فتملاء صحيفته حسنات. \ 1

183 \باب معنى الموجبتين. \ 1

183 \باب معنى الخبر الّذي روي أنّ من سعادة المرء خفّة عارضيه. \ 1

184 \باب معنى السنّة من الربّ عزّ و جلّ و السنّة من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و السنّة من الوليّ عليه السّلام. \ 1

184 \باب معنى الغيبة و البهتان. \ 1

185 \باب معنى ذي الوجهين و اللّسانين. \ 2

185 \باب معنى نسبة الإسلام. \ 1

ص: 423

186 \باب معنى الإسلام و الإيمان. \ 6

188 \باب معنى صبغة اللّه عزّ و جلّ. \ 1

188 \باب معنى الخلق العظيم. \ 1

188 \باب معنى قول الأئمّة عليهم السّلام: حديثنا صعب مستصعب. \ 1

189 \باب معنى المدينة الحصينة. \ 1

189 \باب معنى حقيقة الإيمان. \ 1

189 \باب معنى القرآن و الفرقان. \ 1

190 \باب معنى ضرب القرآن بعضه ببعض. \ 1

190 \باب معنى الحالّ المرتحل. \ 1

191 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: أ يعجز أحدكم أن يقرء كلّ ليلة ثلث القرآن. \ 1

191 \باب معنى مكارم الأخلاق. \ 3

192 \باب معنى ذكر اللّه كثيرا. \ 5

195 \باب معنى الغايات. \ 4

200 \باب معنى الكنز الّذي كان تحت جدار الغلامين اليتيمين. \ 1

200 \باب معنى المستضعف. \ 11

203 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها البله. \ 1

204 \باب معنى الناكثين، و القاسطين، و المارقين. \ 1

204 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: من بشّرني بخروج آذار فله الجنّة. \ 1

ص: 424

205 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام: يا عليّ لك كنز في الجنّة و أتت ذو قرنيها. \ 1

207 \باب معنى العربيّة. \ 1

207 \باب معنى اللّئيم و الكريم. \ 1

208 \باب معنى القانع و المعترّ. \ 3

209 \باب معنى قول إبراهيم: إنّي سقيم و معنى قول يوسف: أيّتها العير. \ 1

210 \باب معنى الملك الكبير الّذي ذكره اللّه عزّ و جلّ في كتابه العزيز. \ 1

211 \باب معنى الأزرام. \ 1

211 \باب معنى الغلول و السحت. \ 1

212 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: أخذ تموهنّ بأمانة اللّه و استحللتم فروجهنّ بكلمات اللّه. \ 1

212 \باب معنى المبارك. \ 1

212 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: الترّ ترّ حمران و معنى المطمر. \ 2

213 \باب معنى الباغي و العادي. \ 1

214 \باب معنى الأوقية و النشّ. \ 1

214 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام لا يحرم من الرضاع إلاّ ما كان مجبورا. \ 1

214 \باب معنى الإغناء و الإقناء. \ 1

215 \باب معنى توبة اللّه عزّ و جلّ على الخلق. \ 1

215 \باب معنى الورقة و الحبّة و ظلمات الأرض و الرطب و اليابس. \ 1

ص: 425

216 \باب معنى السهم من المال يوصي به الرّجل. \ 2

217 \باب معنى الشيء من المال يوصي به الرّجل. \ 1

217 \باب معنى الجزء من المال يوصي به الرّجل. \ 3

218 \باب معنى الكثير من المال. \ 1

218 \باب معنى القديم من المماليك. \ 1

219 \باب معنى الحبيس. \ 2

220 \باب معنى الصدود. \ 1

220 \باب معنى التتبير. \ 1

220 \باب معنى الأحقاب. \ 1

221 \باب معنى المشارق و المغارب. \ 1

221 \باب معنى العضباء و الجدعاء. \ 1

222 \باب معنى الشرقاء و الخرقاء و المقابلة و المدابرة. \ 1

223 \باب معنى الفرار إلى اللّه عزّ و جلّ. \ 1

223 \باب معنى المحصور و المصدود. \ 1

223 \باب معنى ما روي فيمن ركب زاملة و سقط منها فمات أنّه يدخل النار. \ 1

223 \باب معنى العجّ و الثجّ. \ 1

224 \باب معنى الدباء و المزفّت و الحنتم و النقير. \ 1

224 \باب معنى الضحك. \ 1

224 \باب معنى النافلة. \ 1

ص: 426

225 \باب معنى القطّ. \ 1

225 \باب معنى الكواشف و الدواعي و البغايا و ذوات الأزواج. \ 1

226 \باب معنى الفقيه حقّا. \ 1

226 \باب معنى بلوغ الأشدّ و الاستواء. \ 1

226 \باب معنى الخريف. \ 1

227 \باب معنى الفلق. \ 1

227 \باب معنى شر الحاسد إذا حسد. \ 1

228 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: الشتاء ربيع المؤمن. \ 1

228 \باب معنى ربيع القران. \ 1

228 \باب معنى الافق المبين. \ 1

229 \باب معنى الأفق من الناس. \ 1

229 \باب معنى الأسودين. \ 1

229 \باب معنى تمام النعمة. \ 1

230 \باب معنى مطلوبات الناس. \ 1

230 \باب معنى قول الناقوس. \ 1

231 \باب معنى قول الأنبياء عليهم السّلام إذا قيل لهم يوم القيامة: ماذا اجبتم قالوا: لا علم لنا. \ 1

232 \باب معنى الأخلاّء الثلاثة للمرء المسلم. \ 1

232 \باب معنى القرين الّذي يدفن مع الإنسان و هو حيّ و الإنسان ميّت. \ 1

ص: 427

234 \باب معنى عقول النساء و جمال الرجال. \ 1

234 \باب معنى صوم الدهر و إحياء اللّيل و ختم القرآن. \ 1

235 \باب معنى المنتقمة من البقاع. \ 1

235 \باب معنى القول الصالح و العمل الصالح. \ 1

236 \باب معنى ما روي أنّ من أحبّ لقاء اللّه. \ 2

236 \باب معنى ما روي أنّ الصلاة حجزة اللّه في الأرض. \ 1

237 \باب معنى الحاقن و الحاقب و الحاذق. \ 1

237 \باب معنى المجنون. \ 2

238 \باب معنى الحميّة. \ 1

238 \باب معنى دبقا. \ 1

238 \باب معنى الخائف. \ 1

239 \باب معنى الكفو. \ 1

239 \باب معنى المسلم و المؤمن و المهاجر و العربيّ و المولى. \ 3

239 \باب معنى العقل. \ 1

240 \باب معنى إتّقاء اللّه حقّ تقاته. \ 1

240 \باب معنى العبادة. \ 1

240 \باب معنى السائبة. \ 1

241 \باب معنى الكبر. \ 6

243 \باب معنى التزكية الّتي نهى [اللّه] عنها. \ 1

243 \باب معنى العجب الّذي يفسد العمل. \ 2

ص: 428

244 \باب معنى الحسد. \ 1

244 \باب معنى الفقر. \ 1

245 \باب معنى البخل و الشحّ. \ 9

246 \باب معنى سوء الحساب. \ 1

247 \باب معنى السفه. \ 1

247 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله نعم العيد الحجامة. \ 1

247 \باب معنى الحجامة النافعة و المغيثة و المنقذة. \ 2

248 \باب معنى الاحداث في الوضوء. \ 1

248 \باب معنى قول عليّ بن الحسين عليهما السّلام: «ويل لمن غلبت آحاده أعشاره». \ 1

249 \باب معنى الصاع و المدّ و الفرق بين صاع الماء و مدّه و بين صاع الطعام و مدّه. \ 3

249 \باب معنى النامصة و المنتمصة و الواشرة و المستوشرة. \ 1

250 \باب معنى آخر للواصلة و المستوصلة. \ 1

250 \باب معنى إطابة الكلام و إطعام الطعام و إفشاء السلام. \ 1

251 \باب معنى الزهد. \ 5

252 \باب معنى الورع من الناس. \ 1

253 \باب معنى حسن الخلق و حدّه. \ 1

253 \باب معنى الخلاق و الخلق. \ 1

253 \باب معنى الشكاية من المرض. \ 1

254 \باب معنى قول العالم عليه السّلام: «من دخل الحمّام فلير عليه أثره». \ 1

ص: 429

254 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف». \ 1

255 \باب معنى قول العالم عليه السّلام: «عورة المؤمن على المؤمن حرام». \ 3

255 \باب معنى السخاء وحدّه. \ 4

256 \باب معنى السماحة. \ 1

256 \باب معنى الجواد. \ 1

257 \باب معنى المروءة. \ 9

258 \باب معنى سبحة الحديث و التحريف. \ 1

259 \باب معنى ظهر القرآن و بطنه. \ 1

259 \باب معنى الفقر الّذي هو موت الأحمر. \ 1

260 \باب معنى الحديث الّذي أنّه إذا منعت الزكاة ساءت حال الفقير و الغنيّ. \ 1

260 \باب معنى ما روي أنّ من رضي من اللّه عزّ و جلّ باليسير من الرزق.

رضي اللّه تعالى عنه باليسير من العمل. \ 1

260 \باب معنى التوكّل و الصبر و القناعة و الرضا. \ 1

262 \باب معنى ما روي أنّ الصدقة لا تحلّ لغنيّ. \ 2

262 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: كلّ محاسب معذّب. \ 1

262 \باب معنى الطين الّذي حرّم أكله. \ 2

263 \باب معنى ما روي «إيّاكم و المطلّقات ثلاثا في مجلس واحد فإنّهنّ ذوات أزواج». \ 1

ص: 430

264 \باب معنى تثقّل الرحم. \ 1

264 \باب معنى القاتل الّذي لا يموت. \ 1

264 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: لعن اللّه من أحدث حدثا أو آوى محدثا. \ 2

265 \باب معنى التعرّب بعد الهجرة. \ 1

265 \باب معنى ساعة الغفلة. \ 1

266 \باب معنى الأمّعة. \ 1

266 \باب معنى اسكنوا ما سكنت السماء و الأرض. \ 1

267 \باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام ليجتمع في قلبك الافتقار من الناس و الإستغناء عنهم. \ 1

267 \باب معنى قوله صلّى اللّه عليه و آله: ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة. \ 1

268 \باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام: لا يأبي الكرامة إلاّ حمار. \ 4

269 \باب معنى قول جبرئيل لآدم عليهم السّلام: حيّاك اللّه و بيّاك. \ 1

269 \باب معنى تفسير الذنوب. \ 2

272 \باب معنى العرس و الخرس و العذار و الوكار و الركاز. \ 1

272 \باب معنى الكلالة. \ 1

273 \باب معنى الحميل. \ 1

274 \باب معنى لا جلب و لا جنب و لا شغار في الإسلام. \ 2

275 \باب معنى النهي عن البدل في النكاح. \ 2

ص: 431

275 \باب معنى الاقيال العباهلة و معنى التيعة. \ 1

277 \باب معنى المحاقلة و بيع الحصاة و غير ذلك من المناهي. \ 1

284 \باب معنى السكينة. \ 3

285 \باب معنى إسلام أبي طالب بحساب الجمل. \ 1

287 \باب معنى الزّهد في الدنيا. \ 1

287 \باب معنى الموت. \ 10

291 \باب معنى المحبنطئ. \ 1

291 \باب معنى حفّ الشوارب و إعفاء اللّحى. \ 1

292 \باب معنى السكة المأبورة و المهرة المأمورة. \ 2

293 \باب معنى الأشهر المعلومات للحجّ. \ 1

294 \باب معنى الرفث و الفسوق و الجدال. \ 1

294 \باب معنى ما اشترط اللّه عزّ و جلّ على الناس في الحجّ و ما شرط لهم. \ 1

295 \باب معنى الحجّ الأكبر و الحجّ الأصغر. \ 5

296 \باب معنى الأيّام المعلومات و الأيّام المعدودات. \ 3

297 \باب معنى المكاء و التصدية. \ 1

297 \باب معنى الأذان من اللّه و رسوله. \ 2

298 \باب معنى الشاهد و المشهود و معنى اليوم المجموع له الناس. \ 7

300 \باب معنى المكاعمة و المكامعة. \ 1

300 \باب معنى البعال و الاقعاء. \ 2

ص: 432

301 \باب معنى المطيطاء. \ 1

301 \باب معنى ثياب القسيّ. \ 1

302 \باب معنى الشجنة. \ 2

303 \باب معنى الجبار. \ 1

304 \باب معنى الإسجاح. \ 1

305 \باب معنى الحوأب و الجمل الأدبب. \ 1

305 \باب معنى الصائم المفطر. \ 1

306 \باب معنى الأشياء الّتي أكرم اللّه عزّ و جلّ بها نبيّه صلّى اللّه عليه و آله\ 1

308 \باب معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام لعثمان: «إن قلت لم أقل - - إلاّ ما تكره و ليس لك عندي إلاّ ما تحبّ». \ 1

309 \باب معنى خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام بالنخيلة. \ 1

312 \باب معنى قول الرسل عليهم السّلام: يوم القيامة. \ 1

312 \باب معنى نفس العقل و روحه و رأسه و عينيه. \ 1

313 \باب معنى ما جاء في لعن الذهب و الفضّة. \ 1

314 \باب معنى الدّرجات و الكفّارات و الموبقات و المنجيات. \ 1

315 \باب معنى رمضان. و ليلة القدر. \ 4

316 \باب معنى خضراء الدّمن. \ 1

317 \باب معنى جامع مجمع و ربيع مربع و كرب مقمع و غل قمل. \ 1

ص: 433

317 \باب معنى أصناف النساء. \ 1

318 \باب معنى الشهيرة و اللّهبرة و النهبرة و الهيدرة و اللّفوت. \ 1

319 \باب معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «أفطر الحاجم و المحجوم». \ 1

319 \باب معنى القواعد و البواسق و الجون و الخفو و الوميض و الرحا. \ 1

321 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «بادروا إلى رياض الجنّة». \ 1

321 \باب معنى أعنان الشياطين. \ 1

322 \باب معنى عاجل بشرى المؤمن. \ 1

323 \باب معنى عرفاء أهل الجنّة. و الفرقة و الواحدة الناجية. \ 2

323 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: «من أعطى أربعا لم يحرم أربعا. \ 1

324 \باب معنى شيء أصله في الأرض و فرعه في السماء. \ 1

324 \باب معنى زينة الآخرة. \ 1

325 \باب معنى النصيب من الدّنيا. و معنى لكع. \ 2

326 \باب معنى الأنواء. \ 1

327 \باب معنى أسنان الإبل الّتي تؤخذ في الزكاة. \ 1

329 \باب معنى الموضحة و السمحاق و الباضعة و المأمومة و الجائفة - - و المنقلة. \ 2

330 \باب معنى الحيوف و الزنوق و الجواض و الجعظرى. \ 1

331 \باب معنى الصلاة الوسطى. \ 5

ص: 434

332 \باب معنى تحيّة المسجد و معنى الصلاة و ما يتّصل بذلك من - - تمام الحديث. \ 1

335 \باب معنى القاع القرقر و الشجاع الأقرع. \ 1

336 \باب معنى العرق و اللاّبتين. \ 4

338 \باب معنى التفث. \ 10

340 \باب معنى جهد البلاء. \ 1

340 \باب معنى مخادعة اللّه عزّ و جلّ. \ 1

341 \باب معنى الهاوية. \ 1

342 \باب معنى المغبون. و معنى الكفات. \ 4

343 \باب معنى شيء يحقّ الزهد في أوّله و الخوف من آخره. \ 1

343 \باب معنى قاصمات الظهر. و بوار الأيّم. \ 2

344 \باب معنى الخصال الّتي فيها الخير كلّه. \ 1

344 \باب معنى الزبر. و النبر. \ 2

345 \باب معنى حقيقة السعادة و الشقاء. \ 1

345 \باب معنى الاقيعس. \ 1

346 \باب معنى قول الصادق عليه السّلام: إنّا و آل أبي سفيان أهل بيتين - - تعادينا في اللّه عزّ و جلّ. \ 1

ص: 435

346 \باب معنى استعانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمعاوية في كتابة الوحي. \ 1

348 \باب معنى التخضير. \ 1

348 \باب معنى قول المسيح عليه السّلام: «إنّ آخر حجر يضعه العامل هو - - الأساس. \ 2

349 \باب معنى تفسير آمين. \ 2

349 \باب معنى الأوثان و لهو الحديث. و معنى الحنيفيّة. \ 3

350 \باب معنى حمل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عليّا و عجزه عليه السّلام عن حمله. \ 1

353 \باب معنى قول سليمان: «ربّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد. \ 1

354 \باب معنى قول المريض: آه. \ 1

354 \باب معاني قول فاطمة عليها السّلام لنساء المهاجرين و الأنصار في - - علّتها. \ 1

357 \باب معنى الزبى و الطبيين. \ 1

359 \باب معنى الشفر و فيض النفس. \ 1

360 \باب معاني خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام. \ 1

364 \باب معنى التين و الزيتون و طور سينين و البلد الأمين. \ 1

365 \باب معنى أنواع السكر. \ 1

ص: 436

365 \باب معنى الناصب. و معنى أيّام اللّه عزّ و جلّ\ 2

366 \باب معنى الأشدّ و الأقوى. و أفضل أجزاء العبادة. \ 2

367 \باب معنى غريبتين يجب احتمالهما. \ 1

367 \باب معنى داء الأمم الّذي دبّ إلى هذه الامّة. \ 1

367 \باب معنى الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و معنى التسليم. \ 1

368 \باب معنى مواضع اللّعن. \ 1

368 \باب معنى العروة الوثقى الّتي لا انفصام لها. \ 1

369 \باب معنى الصبر و المصابرة و المرابطة. \ 1

369 \باب معنى الرّغبة و الرّهبة و التبتّل في الدعا. \ 2

370 \باب معنى قول لا إله إلاّ اللّه بإخلاص. \ 2

370 \باب معنى حصن اللّه عزّ و جلّ. \ 1

371 \باب معنى آخر لحصن اللّه عزّ و جلّ. \ 1

372 \باب معنى وفاء العباد بعهد اللّه و معنى وفاء اللّه عزّ و جلّ. \ 2

373 \باب معنى الربوة و القرار و المعين. و معنى الصفح الجميل. \ 2

374 \باب معنى الخوف و الطمع. \ 1

ص: 437

374 \باب معنى الحسنة الّتي تدخل العبد الجنّة. \ 1

374 \باب معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «اللّهم ارحم خلفائي» ثلاثا. \ 1

375 \باب معنى تمام الطعام. \ 1

375 \باب معنى ما كتبته أمّ سلمة إلى عائشة. \ 1

379 \باب معنى نوادر المعاني. \ 105

-----------------

بلغ عدد أحاديث الكتاب إلى 779 حديثا سوى أحاديث باب (المحاقلة 779 و المزابنة و بيع الحصاة) الّتي تناهز ثلاثين حديثا.

ص: 438

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.