شرح مبسط لحديث الكساء - شرحی ساده بر حدیث کساء : راز آفرینش و چرایی هستی

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مسعود، غلامحسین

عنوان العقد: حدیث کسا . شرح

عنوان المؤلف واسمه:شرح مبسط لحديث الكساء - شرحی ساده بر حدیث کساء [کتاب] : راز آفرینش و چرایی هستی/ غلامحسین مسعود.

تفاصيل النشر: قم: انتظار سبز، 1392.

مواصفات المظهر: 88 ص.؛ 14×5/21س م.

شابک : 30000 ریال30000 ریال978-600-5259-31-5 :

حالة الإدراج: فابا

موضوع : احادیث خاص (کساء) -- نقد و تفسیر

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14 -- نقد و تفسیر

تصنيف الكونجرس: BP145/ک50422م5 1392

تصنيف الكونجرس: 297/2

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 2676230

حدیث القلب:

عندما کنت أعیش خارج إیران لإکمال دراستي الشیء الوحید الذي کان یبقیني مسترخیاً و یمنحني قوة القلب و ینسیني عذاب الغربة کان قراءة حدیث الکساء و التعمق في مضامینه و مفاهیمه. کان یؤثر في روحي و کیاني لدرجة لا أستطیع أن أوصفها مع هذا القلم.

بعد مرور مدة لقد فکرت في نفسي إنه سیکون من الجید أن أشرک الآخرین في هذا الإستنفاع من هذا الحدیث المذکور. لذلک لقد بدأت الکتابة و هذا الذي أمامکم هو ذکریات حلوة من أیام الفراق و الوحدة المُرة و في نفس الوقت هو إستنتاج من أعماق القلب و الروح و إذا کان خالٍ من النثر و اللحن فذلک هو السبب.

اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم

عبدالله الرحیم الضئیل

غلامحسین مسعود

ص: 1

توصیةٌ للقاریء

مرسومة بین العائلات أن یکون هناک جلسات یقرأون فیها حدیث الکساء. هذه سنة محببة کثیراً. لذلک من الممکن أن یکون صحیحاً بأن نقوم بشرح محتویات هذا الحدیث بالإضافة إلی أهلها(1).

و لإنني منذ مدة طویلة أقوم بتدریس دروساً تهیء المجال للإصلاح و التربیة في المجتمع، لقد وجدت نقاطاً في هذا الحدیث الشریف و التي أرغب أن تسري بین العائلات و أن ینقلوها بین بعضهم لکي یعلّمون بعضهم البعض سلوکاً لائقاً.

ص: 2


1- یوصي أیضاً دراسة کتب "آیة التطهیر في کتب المکتبین" تألیف سید مرتضی عسکري و "أهل البیت في آیة التطهیر" تألیف العلامة سید جعفر مرتضی عاملي (ترجمه محمد سبهري) و "أهل البیت أو وجوه الألم في آیة التطهیر" کتابة شهاب الدین اشراقی و محمد فاضل لنکراني

المقدمة:

مع دراسة حدیث الکساء(1)

و التدبر و التدقیق في الطریقة التي کل من الشخصیات في هذا الحدیث یتصرف بها (في سلوکه) و توسعة هذا السلوک في ثقافة المجتمع، نستطیع تعلیم الناس الذین وضعوا علی رأس عملهم إتخاذ هذا النوع من السلوک کقدوة و عبرة ، ثقافة طاهرة ، نبیلة و حکیمة مع نهایة الحب و أقصی الاحترام و التواضع بالنسبة لبعضهم البعض.

لدی کلامٌ مع قاریء هذا الکتاب و هو إن الشخص الذي کتب هذا الکتاب قد عاش سنین طویلة في بلدٌ مسیحي و من الممکن أن یکون قد قرأ مئات النسخ من الکتب المتعلقة بحقوق البشر و قد کتب مقالات مختلفة عن حقوق البشر و قد مر من مؤمتمرات و ندوات متعددة في مجال حقوق البشر خاصةً إن لفترة من الزمن کان بحوثه الأصلیة في فترة الدکتوراه هي عن المسائل الخاصة بحقوق البشر ولکن بعد کل هذا لقد وصل إلی هذه النقطة بأن:

منذ سنین کان القلب یطلب منا کأس الحقیقة *** و الذي کان موجودٌ في داخلنا یبحث عنه في العقل الأجنبي

أصل و جوهرة الإنسان موجودة خارج محار الکون و المکان *** في حین إنه کان یطلبه من المفقودین

ص: 3


1- هذا الحدیث الشریف الذي عامة یتم نشرها في آخر کتاب مفاتیح الجنان، لم یتم نشره هناک بواسطة مؤلف الکتاب ولکن بإبداع ناشرین هذا الکتاب. الحدیث المذکور تم نقله من کتاب عوالم مع سنداً صحیحاً تم نقله بواسطة جابر بن عبدالله الأنصاري.

الفهرست

عکس

ص: 4

عکس

ص: 5

عکس

ص: 6

النقطة الاولی:

" عن فاطمة الزهراء علیها السلام، بنت رسول الله صل الله علیه و آله و سلم:

دلیل نقل وقائع و بیان التاریخ بهذه الطریقة هي طریقة خاصة مرسومة في بیان روایات و أحادیث المعصومین علیهم السلام. في هذة الطریقة عندما یقومون بنقل الکلام، لکي یطمئنوا القاریء أو المستمع في الأول، یقومون بذکر إسم الراوي في البدایة. و لکي یتأکدوا أکثر من صحة الکلام عند سماعها أو في أی حال لکي یبینوا من الذي یقول هذا الکلام و إنه یجب الآن الترکیز لإن هذه فاطمة عزیزتنا التي ترويها. و لإن فاطمتنا لا تقول شیئاَ بلا فائدة و الآن عندما تقول شیئاَ یجب أن یکون ذلک خبراَ خاصاً و مهماً.

النقطة الثانیة:

" قال سمعت فاطمة أنها قالت"

في بدایة هذا الحدیث تم التأکید علی فاطمة الزهراء . هذة نقطة حساسة لکي یتم إظهار حضورها الفعال في مجال إیصال الرسالة و بیان الحقائق.

لاحظوا: بأن هذا الخبر لا ینقله علي علیه السلام أو الإمام حسن علیه السلام أو الإمام الحسین علیه السلام و الذین هم من المقتدین المعصومین للأمة، ولکنها سیدة و التي هي سیدة شابة (یثق بها الأمة کلها).

مع قبول هذا الحدیث نستطیع التوصل إلی إنه نستطیع الوثوق و التیقن بکلام السیدة و نستطیع فهم عظمة ناقلة الحدیث و هي (فاطمة الزهراء

ص: 7

علیها السلام) بعبارة أخری: الخبر الذي یتم ذکره في حدیث الکساء هو من أهم الأخبار عن دلیل الخلقة و الوجود. فإذاً یجب أن نلاحظ و نری بأننا نسمعها من لسان أي شخص؟ هي سیدة(1).

النقطة الثالثة:

" دخل علی أبي رسول الله في بعض الأیام"

دخول الرسول إلی هذا المنزل هي أداء صلة الأرحام و هذا العمل یعني الإتصال و رابط القرابة بینه و بین ابنائه.

إحترام الإبنة و الدخول إلی منزلها الذي هو منزل الصهر أیضاَ. هو في نفسه عملٌ و درسٌ للشباب لکي یتعلموا من الآن في حیاتهم أن یراعوا إحترام الأصغر سناً منهم.

و أن یتواضعوا و یذهبوا لزیارة الأصغر منهم.

نری هنا إنه عند إستخدام عبارة " في بعض الأیام" النیة هو أنه لم یکن یوماَ خاصاَ مثل عید الأضحی أو عید الفطر أو حتی لم یکن یوم الجمعة لإنه إذا کان کذلک لم یکونوا سیقولون "في بعض الأیام" و لکنهم کانوا سیذکرون الیوم تقیداَ. هذه الطریقة التي إتخذها الرسول لرؤیة الأبناء و هو أن یزورهم فجأة من دون خبر سابق یحکي إنه لا یوجد داعِ للإنتظار لأداء صلة الرحم أو لا یوجد داعِ للصبر حتي وصول العید أو مناسبة

ص: 8


1- 1- یطرح هذا السئوال هنا من أصحاب مناصب الإجتهاد و التقلید و أیضاَ الذین یقرمون السیاسة القضائیة بأنه إستناداَ إلی هذا الحدیث الشریف، ألا نستطیع قبول شهادة المرأة مثل شهادة الرجل، إذا کانت عادلة؟

لکي نذهب و نزور أعزائنا ولکنه من الجید أن نجعل هذه سنةً حسنة وفقاَ لعاداتنا الدائمة.

النقطة الرابعة:

"فقال السلام علیک یا فاطمة فقلت علیک السلام"

هنا نستطیع أن نری وصفاَ لطریقة تربویة:

اولاَ: عند الدخول علی الشخص أن نستعمل کلمة سلام، لأننا نرید له السلامة، و یجب أن لا نتکبر بل یجب أن نکون متواضعین حتی إذا کان أصغر منا سناَ.

صحیحُ أنه من اللائق أن یسلم الصغیر علی الکبیر أولاَ ولکن لأن الشخص الذي یدخل، حین دخول المنزل یطرق الباب أو ینذر دخوله، من اللائق أن یکون هو بادیء السلام.

ثانیاَ: نعلم أنه في الآداب الإسلامیة من الواجب أن نرد علی السلام و نلاحظ في هذا الحدیث بأن بمجرد قول السلام من الأب، ترد علیه فاطمة علیها السلام بشکل صحیح و تقول "علیک السلام".

یوجد في الروایات إنه لمن یبدیء بالسلام تسعة و ستون حسنة و من یرد علی السلام له حسنة واحدة ولکن حکم الإسلام هو هکذا: القاء السلام علی الآخرین مستحبُ و لکن الرد علیه واجبُ.

ثالثاَ: نفس هذه الحرکة أو السلوک، یعني أن تعتبر المخاطب مهماَ و إلقاء السلام علیه یؤدي إلی إیجاد التعاطف و التراحم بین الناس و إذا کان یوجد هناک إنزعاجاَ بینهم من قبل یزول و أیضاَ یزول القلق بأنه لماذا الطرف المقابل قد جاء زیارتنا؟

ص: 9

رابعاً: قول السلام هو مدخلُ لحوار أو دردشة صادقة و بدون تکلف.

خامساَ: مع قول السلام هکذا، یجهز المخاطب لتقدیم المشورة الخالصة إذا إستطاع(1).

النقطة الخامسة:

" قال إني أجد في بدني ضعفاَ"

أول مکان یلجأ به الإنسان عند الضعف و التعب هو المنزل، و سیکون من الأفضل إن کان هذا المنزل، منزل الإبن.

مع التأکیدعلی إن هذا المنزل هو منزل الصهر الذي هو أفضل صاحب و ناصر له.

سلوک النبي هذا یعلمنا بأن لا نعتبر منزل الصهر، منزل شخصاً غریباً و أن لا نعتبر الصهر غریباَ.

فکروا بأن یکون ملجأنا حین نشعر بالتعب و الضعف، منزل بعضنا البعض و إذا کان لدینا مشکلة، نطرحها و نحلها بیننا.

في الحیاة الغربیة اللجوء إلی الأماکن الغیر مشروعة و أیضاَ شرب المشروبات الکحولیة و المدمنة و المضرة حین الشعور بالتعب مرسومة و مرسومُ أیضاَ أن یکون أماکن الفساد کالبارات و الکاباریهات و الخ مأمناً و مأویً لعدداَ کبیراَ من الناس حین یشعرون بالتعب، و بالطبع هذا هو منفذٌ للبعد عن الزوجة و الأولاد و نسیانهم و بالنهایة تفکک العائلة.

ص: 10


1- سلام هو أحد أسماء الله عزوجل.

النقطة السادسة:

"فقلت له أعیذک بالله یا أبتاه من الضعف"

نحن عادتاَ حین یبرز أحد أعزائنا الضعف نقول له لا أراد الله.

یبدو إن جواب فاطمة الزهراء علیها السلام لأبیها، هو الطریقة المناسبة للتعامل مع هذه الحالات و في نفس الوقت نذکر بأن الملجأ الوحید هو الله القادر المتعال حین تعنی بکلامها: ألجأ إلی الله من هذا الضعف الذي أصابکم، و لأنه قد أوصینا نحن المسلمین أن نلجأ بأعمالنا إلی الله المتعال، رد فعل فاطمة الزهراء (ع) أیضاً تنشأ من هذة التوصیة:

وَأفَوِضُ أمري إلی الله بصیرٌ بِالعِباد.

و عندما تقول فاطمة: " أعیذُکَ بالله با أَبِتاه" یعنی عندما تسمع خبر ضعف الأب من لسانه ، في الفور تذکر الله و تذکر إسمه علی لسانها. هذا هو البیان و الأداء الصحیح . الدائم ل-: "أشهَدُ أن لا الله إلا الله".

النقطة السابعة:

" فقال یا فاطمة ایتیني بالکساء الیماني فغطیني به"

هذا الطلب و هو إحضار الکساء لتغطیة نفسه و هذا الإختیار، هو بعینه درسٌ کبیر من التواضع و الصدق و الصراحة بینه و بین إبنته.

ضمن إن هذا الأب مع عظمته یطلب منها أن تغطه بالکساء و لا یتردد في طلب هذا منها.

ص: 11

النقطة الثامنة:

" أنظر إلیه و إذا وجهه یتلألؤ کأنه البدر في لیلة تمامه و کماله"

وصف وجه الأب تم بشکلٍ کأنها تری أعز و أحب عزیزاً لها في الوجود.

العلاقة الصادقة و القریبة بین الإبنة و الأب، یظهر و یتبین هنا و من هذا التوصیف.

النقطة التاسعة:

"فما کانت إلا ساعة و إذا بولدي الحسن قد اقبل"

هنا قد بینت فاطمة الزهراء (ع) الموضوع بشکلٍ یدخل القلب و حلو البیان و بهذه الطریقة إضافة إلی إنها تحتاج إلی البلاغة في الکلام تجذب المستمع إلیها. عندما ترید فاطمة (ع) بتوصیف إبنها بشکلٍ صالح و عزیز تقول:" ولدي الحسن".

علم النفس التربوي و علم التعلیم و التربیة الحدیث یکررون دائماً إن تکریم الإبن و الإعتزاز به یؤدي إلی نمو شخصیته و مهم أن من عوامل تنمیة الذکاء هو تنمیة شخصیة الإنسان و بالإضافة علی ذلک، تکریم الإبن یؤدي إلی "عزة نفسه" و لإن عزة نفس الطفل تجهز أساس إدراکه عن تجارب الحیاة؛ لدیه قیمة خاصة.

و هذا العمل بعنوان قوة قویة توجد مجالٌ للطفل لکي یقاوم مشاکل الحیاة المهمة في المستقبل(1).

ص: 12


1- اسماعیل بیابانغرد- طرق إزدیاد عزة النفس في الأطفال و المراهقین ص 25

النقطة العاشرة:

" و قال السلام علیک یا اُمّاه. فقلت و علیک السلام یا قرة عیني و ثمرة فؤادي"

بعد أن دخل الإمام الحسن (ع) علی اُمه سلّم علیها.

السلام حین الورود و خاصةً سلام الصغیر علی الکبیر یعلمنا طریقة إحترام الآخرین خصوصاً بالنسبة للأکبر سناً.

عندما نلاحظ رد فاطمة الزهراء (ع)، نری إن هذا الرد محبٌ و یدخل القلب لدرجة یدخل العطف و المحبة في أعماق وجود الإنسان و یملأ وجود الطرفین من الحب للبعض و هذا هو نوعٌ من التعلیم للإبن. سواءً عن المحبة أو عن إحترام الأُم.

النقطة الحادیة عشرة:

"فقال یا اُماه إني أشِّم عندک رائحة طیبة کأنها رائحة جدّي رسول الله"

ص: 13

رائحة الرسول الطیبة أثر علی عقل إبن أبنته الذي هو طفلٌ لدرجةً إنه مع إستشمام رائحة عطره في المنزل یلاحظ الطفل فوراً وجود جده في المنزل و یذکر مع هذا البیان:" إني أشم عندک رائحة طیبة کأنها رائحة جدّي رسول الله".

النقطة الثانیة عشرة:

"فقلت نعم إن جدک تحت الکساء فأقبل الحسن نحو الکساء و قال السلام علیک یا جداه یا رسول الله أتأذن لط أن أدخل معک تخت الکساء"

الطفل في إحترام جده مع صغر سنه یستخدم نهایة التکریم و یذکر إسم جده حتی في الحوار العادي بینهم رسول الله.

عندما یصل الطفل یعني الإمام الحسن (ع) لمحل إستراحة جده یسلم علیه و فوراً لدخول مکان إستراحة جده یطلب إذنه بإحترام و یستخدم هذه العبارة: "یا جداه یا رسول الله أتأذن لي أن أدخل معک تحت الکساء".

نحن المسلمین نعلم بأن علی (ع) هو الإمام الأول للشیعة و خلیفة الرسول بالحق أو إننا نعلم بأن الإمام الحسین (ع) و فاطمة الزهراء علیها السلام لدیهم قیمة عالیة جداً.

ولکن أول شخصاً توفق بأن ینضم تحت الکساء إلی رسول الله في ذلک الیوم، کان الإمام حسن (ع). و إنضمامه هذا بعنوان أول فرد یبدو إنه فیه حکمة . من الممکن أنه أراد أن یرینا نحن المسلمین درجة عظمته و عزته. نحن نعلم جمیعاً إنه من بین المعصومین لم یکن یوجد أحد بغربة و مظلومیة الإمام الحسن (ع) و یبدو إن هذا المکان هو من الأمور الذي یعوضه عن غربته و مظلومیته.

ص: 14

النقطة الثالثة عشرة:

" قال و علیک السلام یا ولدي و یا صاحب حوضي قد أذنت لک فدخل معه تحت الکساء".

الرد علی هذا السلام و أخذ الإذن أیضاً هو کالسلام نفسه مع التکریم و الإحترام و هو علی هذا الشکل: " و علیک السلام".

نعلم أنّ إلقاء السلام مستحب و الرد علیه واجبٌ و لکنه من اللائق أن یکون الرد علی السلام یکون أحسن من السلام و هنا نری إن رسول الله لا یرد فقط علی السلام ولکنه بکلماتٍ لطیفة و کریمة یقول لحفیده:" یا ولدي و یا صاحب حوضي قد أذنت لک".

بالنظر إلی تعابیر مفسرین القرآن الکریم في شرح کلمة کوثر في الآیة الأولی في السورة التي سمیت بهذا الإسم في القرآن المجید قد قیل بإن إسم الأنهار و الأحواض في الجنة هي کوثر و یسقي المؤمنین منه. و کما ذکر في روایة الثقلین من الرسول الأکرم: " انهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض" الکتاب و العترة لن یفترقا حتی یوم القیامة عندما ینتقلون إلی جنب الحوض(1).

و یجدر الشرح بأن کوثر هي بمعنی الکثرة و معناها هي الخیر الکثیر و نستطیع أن نأخذ منها تعابیراً کالوحی، النبوة، القرآن، مقام الشفاعة و العلم الکثیر و الأخلاق الحسنة.

ص: 15


1- محسن قرائتی- تفسیر النور- جلد 12 ص 611

النقطة الرابعة عشرة:

"فما کانت إلا ساعة وإذا بولدي الحسین قد أقبل و قال السلام علیک یا اُماه فقلت و علیک السلام یا ولدي و یا قرة عیني و ثمرة فؤادي فقال لي یا اُماه إنی أشم عندک رائحة طیبة کأنها رائحة جدي رسول الله فقلت نعم إن جدک و أخاک تحت الکساء فدني الحسین نحو الکساء".

نلاحظ من مضمون الحدیث إنه بعد دخول و إستقرار الإمام الحسن (ع) عند جده دخل الإمام الحسین (ع) و هو الذي کان یتمتع بنفس التربیة حین الدخول کان سلوکه و أقواله کأخیه و کان عطر الرسول واضحاً لدرجةٍ إنه أیضاً لاحظ وجود جده في المنزل حین دخل.

بخصوص الإمام الحسین (ع) نری إن الاُم حین الرد علیه إستخدمت نفس الکلمات التي إستخدمتها لولدها الأول و لم تفرق بینهما: "یا قرة عیني و ثمرة فؤادی" قد إستخدمت نفس العبارة للإمام الحسن (ع).

والأمر الذي نلاحظه هنا في المسائل التربویة هو أن رسول الله (ص) هو أشرف المخلوقات. ولکن مع هذا و مع مقامه العالي قد سبق الأطفال، الکبار لدخول هذا المجال.

النقطة الخامسة عشرة:

"و قال السلام علیک یا جداه، السلام علیک یا من أختاره الله أتأذن لي أن أکون معکما تحت الکساء".

لقد سلّم الإمام الحسین (ع) علی النبي (ص) حین دخل کأخیه و خاطب جده و قال: "یا من أختاره الله".

ص: 16

في المقارنة بین طریقة دخوله و دخول الإمام الحسن (ع) علی جدهم؛ نری إن کلمة سلام هي نفسها و لکن الصفة التي أختاره الإمام الحسین (ع) لرسول الله یختلف عن الإمام الحسن (ع) و هو " یا من إختاره الله".

النقطة السادسة العشرة:

" فقال . علیک السلام یا ولدي . یا شافع امتي قد أذنت لک فدخل معهما تحت الکساء".

رد الرسول (ص) علی الإمام الحسین (ع) علی السلام هو نفس الرد الذي ردها علی الإمام الحسن (ع) و أیضاً نری إنه للتکریم بعد السلام إستخدم نفس کلمة "ولدي".

الإنسان حین الرد علی إبنه عندما یستخدم کلماتٍ ک "إبني" أو "ولدي" أو "إبنتي" بذلک یظهر نهایة محبته و یجعل الإبن یلاحظ ذلک إنه محبوبٌ عند أبیه و اُمه.

رسول الله (ص) في الرد علی الإمام الحسین بعد السلام و التکریم قال:

" یا شافع اُمتي قد أذنت لک" هذه المرة في الرد علی حفیده بدل أن یقول " یا صاحب حوضي" الذي إستخدمه الإمام الحسن (ع) یقول "یا شافع اٌمتي".

کما نعلم إنه قد أتی في الأحادیث و الروایات الأخری بأن الإمام الحسین (ع) هو شفیع الأمة في یوم القیامة عند الله عزوجل.

لقد توصل علم النفس التربوي هذه النتیجة بأنه لغرض إیجاد الثقة بالنفس عند أبناءنا یجب أن نسعی ببیان صفاتهم الجیدة و البارزة لهم، و نری هذا

ص: 17

الأمر في سلوک رسول الله (ص) في تکریم مراهقینه بشکلٍ واضح و کراراً نلاحظ إستخدامه هذه الجملة في تلک المکان الخاص.

النقطة السابعة عشرة:

"فاقبل عند ذلک ابوالحسن علی بن ابیطالب و قال السلام علیک یا بنت رسول الله".

دخول علي (ع) لمنزله و طریقة تصرفه مع زوجته مهمة جداً لأن سلامه أیضاً مرفق معه نقاط عقلانیة عندما یقول في هذه العبارة " السلام علیک یا بنت رسول الله".

سلامه علی زوجته یبین نهایة تکریمه في نفس الوقت یضع في باله دائماً بأنها بنت رسول الإسلام الأکرم. و لشدة حبه للرسول الأکرم لا یضیع هذه الفرصة أیضاً لذکره و تکریمه و نلاحظ هنا إن الزوج هو الذي یدخل علی زوجته هکذا و یسلم علیها و یکرمها بهذا الشکل.

الموضوع التربوي المهم الذي یوجد هنا أن علي (ع) بعظمته و کرامته و شأنه، یتقدم في السلام علی زوجته و مع هذا العمل ینشأ و یبني سنة نبویة أو یقویها، بإن الذي یدخل یجب أن یسلم أولاً.

هنا نلقي نظرة قصیرة علی سلوکنا مع زوجاتنا. ألا نحتاج أن نتخذ سلوک إمامنا الأول قدوة لنا؟ ألیس تصور المجتمع الذي نکرم فیه بعضنا بهذا الشکل خیاليٌ؟ ما الذي یتطلبها منا؟

ص: 18

النقطة الثامنة عشرة:

"فقلت و علیک السلام یا أباالحسن و یا أمیر المؤمنین"

من الممکن أن لا نقدر تصور ردٌ أجمل من هذا من جانب فاطمة الزهراء (علیها السلام) عندما ترد: " علیک السلام یا اباالحسن و یا إمیرالمؤمنین" و هذا یؤدي إلی إیجاد الحب و العشق الأبدي و المتقابل في قلب المرأة و زوجها.

بیان صفة الزوج من جانب الزوجة و هو کونه أباً و بیان صفته الآخر و هو کونه أمیر المؤمنین.

بیانها بهذا الشکل المحترم للزوج الذي وصل إلی المنزل یمنحه قوة القلب و الأمل.

من اللائق أن نمعن في نوع خطاب المرأة لزوجها الذي دخل علیها. "بعبارة أخری یجب أن نلاحظ أکثر نوعیة محاورة هذه الزوجة و زوجها.

النقطة التاسعة عشرة:

" فقال یا فاطمة"

هنا نلاحظ خطاب علي (ع) لزوجته مع إنه تم بیان ألقاب و أسامي کثیرة لفاطمة الزهراء علیها السلام ولکن إسمها الأصلي و ما الذي کانوا ینادونها الأقرباء به کان "فاطمه". صحیح أن ألقاب و صفاتها کالزهراء أو الصدیقة أو الطاهرة أیضاً من أسامیها المشهورة ولکن إسمها الأصلي کان "فاطمه (ع)".

ص: 19

النقطة العشرون:

"إني أشم عندک رائحة طیبة رائحة أخي و إبن عمي رسول الله ".

یفرح علي علیه السلام من إستشمامه رائحة أب زوجته في المنزل و یخاطب زوجته و یقول:

"إني أشم عندک رائحة طیبة رائحة أخي و إبن عمي رسول الله ". یوجد في هذه العبارة عدة مواضیع یجب أن نلاحظها کلاً علی حده:

إن الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم کان ذو رائحة طیبة لدرجة أنه کان معروفاً برائحته عند معارفه و أقربائه. کأن هذه الرائحة کانت تتعلق به فقط.

مع بیان "عندک" نلاحظ نوعاً من الصداقة و القرب بین الزوج و زوجته. مع إن علي علیه السلام کان یرید إبراز سعادته عن وجود الرسول في منزله ولکنه ربط هذا الأمر بفاطمة علیها السلام و إلا لما کان قال لها "عندک".

نلاحظ إن استقبالاً کهذا، لیس فقط موضوع حضور الرسول، بل إستشمام رائحة حضوره یدل علی نهایة سعادة علي علیه السلام.

و في عز صداقته و عزته له یبالغ هنا و یقول: "أخي و إبن عمي ، رسول الله".

عندما یذکر أب زوجته بهذا الشکل یوصل الکرامة و البساطة و القرب.

النقطة الحادیة و العشرون:

"فقلت نعم ها هو هنا مع ولدیک تحت الکساء"

ص: 20

فاطمة علیها السلام مع تصدیق خبر حضور الرسول و حضور الأبناء عنده، أسعدت زوجها لأن الأولاد أیضاً موجودین (یعنی الحسن و الحسین) و هذا یبین بأن علي علیه السلام و فاطمة علیها السلام کانوا یرون الولدین بشکلٍ واحد و یذکرونهم معاً(1). و هنا یتبین بأن الزوجة و الزوج یهمهم الولدان و یهتمون بهما.

و هنا تقول فاطمة علیها السلام: "هو (یعنی الرسول) و ولدیک تحت الکساء و لا تقول ولدای. بیان ضمیر "ک" الذي یوصف ولدیک یظهر منح الکرامة و الإحترام للزوج من الزوجة و تقدیمه علی نفسها في بیان الکلمات.

إذا کانت قد قالت أولادنا لم تستطع إیصال هذا المقصود لأن مع قول هذه الجملة قد قدمت زوجها علی نفسها في الکلام.

النقطة الثانیة و العشرون:

"فأقبل علي نحو الکساء".

النقطة الذي تلفت الإنتباه في هذا المکان هو إنه لا یوجد شیئاً أو أمراً أهم من لقاء الرسول صلی الله علیه و آله و سلم للإمام علي علیه السلام، لیس المحاولة للإسترخاء و لا القلق من حضور أب الزوجة في المنزل، و لا التخفي منه و لا الإهتمام بالأکل و لا عملاً آخر غیر همه أن یقابل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بل فقط و فقط التوجه للقاء الرسول العزیز.

ص: 21


1- أحیاناً نری بعض الأمعات أو بعض الآباء، یضعون ولداً واحداً تحت إهتمامهم و ملاحظتهم. حتی إذا کان باقي أولادهم حاضرون فقط یرون ولداًخاصاً و یکرونه . و هذا یهیأ مجال لبدایة حسد الأولاد بالنسبة للبعض و یوجد المجال للحقد.

النقطة الثالثة و العشرون:

"و قال السلام علیک یا رسول الله"

عند تلاقي علي مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم تقدم علي علیه السلام بإلقاء السلام علی الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم و قد سلّم علیه بطریقة یظهر کمال سعادته و فرحة الصهر عن لقاء أب زوجته أو إظهار نهایة إحترامه للضیف و یبین إستقباله اللائق عنه خاصة أنه إستخدم صفة "رسول الله" في عبارة سلامه.

النقطة الرابعة و العشرون:

"اتإذن لي أن أکون معکم تحت الکساء"

مع إننا نعلم بأن علي علیه السلام هو صاحب المنزل و من المعمول إن الضیف یطلب الإذن من صاحب المنزل ولکن لکي یحترم هذا الضیف القیم و العزیز و یکرمه أکثر، نری هذا السلوک من جانب علي علیه السلام.

النقطة الخامسة و العشرون :

" قال له و علیک السلام یا أخي و یا وصیي و خلیفتي و صاحب لوائي"

أجاب الرسول صلی الله علیه و آله و سلم للرد علی سلام علي علیه السلام و إضافة علی الرد علی سلامه، لتکریم صهره و لتأکید و تکرار خلافة علي علیه السلام من بعده ذکر صفات علي علیه السلام الأربعة:

ص: 22

1- أن یخاطب علي بعنوان أخیه و یذکر هذه الصفة قبل باقي الصفات . هذه الصفة تبین عمق القرابة و الصداقة مع علي علیه السلام.

2- أن یسمي علي علیه السلام وصیه.

3- أن یذکر علي علیه السلام بعنوان خلیفته.

4- و أن یسمي علي علیه السلام صاحب لوائه (بمعنی صاحب العَلَم)

بیان هذه الکلمات الثلاث "وصي" و "خلیفة" و "صاحب العَلَم" التي یصدر من جانب أعلی مخلوق لله و خاتم النبیین لا یستطیع أن یکون مبالغ فیه و یستطیع أن یکون دلیلٍ کاف و کامل علی حقانیة علي (ع). نستطیع أن نسمی الصفات المذکورة بعنوان الصفات و الخصویات اللازمة للخلیفة. بالاضافة علی ذلک إذا لم یکن النبي قد قال إی شيء و فقط إکتفی بمخاطبته یا علي العزیز کان ذلک کافیاً.

ولکن لبیان نهایة ثقته في علي علیه السلام یقوم ببیانها بهذا الشکل. ضمن أن هذا اللقاء، هو لقاءٌ عائلي ولکن یبدو إنه من المقرر نقل تقریر هذا اللقاء لاحقاً بشکل هذا الحدیث المشهور.

من باب التأکید و من الأفضل أن نقول من باب الیقین القلبي تم ذکر هذه الصفات کلها في الرد علی، علي علیه السلام و أیضاً إنه تم هذا الخطاب في بدایة اللقاء التي کانت تترافق مع إبراز السعادة للقاء معه.

النقطة السادسة و العشرون:

" قد أذنت لک فدخل علی تحت الکساء"

کان من الممکن أن یجیب الرسول صلی الله علیه و آله و سلم في الرد علی کلام علي علیه السلام فقط ب- "سلام علیکم" و کان یبدو کافیاً ولکن

ص: 23

أولاً عندما یرد الرسول علیه مع تکریم خاص و ثانیاً مع إستخدام حرف تأکید "قد" التي یظهر شکر و تقدیر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من علي علیه السلام هو لکي یطلعنا و یعلمنا نحن أتباعه الیوم. و بعبارة أفضل لکي یعَّلم کل الناس في کل الأزمنة و الأماکن. بعد إذن الرسول صلی الله علیه و آله و سلم دخل علي علیه السلام تحت الکساء.

النقطة السابعة و العشرون:

" ثم أتیت نحو الکساء"

و هنا فاطمة الزهراء علیها السلام نفسها ترید دخول الکساء.

نقدر أن نسأل أنفسنا لماذا إختارت الآن للدخول تحت الکساء ؟

نستطیع العثور علی هذا الرد بأنها لم ترد و لم تری أنه من اللائق أن تدخل تحت الکساء قبل زوجها و ذلک لکی تظهر لنا بأنها تقدم زوجها علی نفسها.

یجب أن نتذکر بأن ناقلة هذا الحدیث هي فاطمة الزهراء علیها السلام.

صحیحٌ إن فاطمة الزهراء علیها السلام کانت آخر شخص تدخل تحت الکساء ولکن أبیها العظیم دخل علی فاطمة الزهراء قبل الکل و هذا الأمر یعني إن الدخولین هم أمر قابل للإهتمام کثیراً و یظهر وجود ید الله في طریقة الدخول.

المضیف الأصلي هي فاطمة الزهراء علیها السلام لأنه النبي أساساً قد دخل المنزل بدلیل وجود فاطمة فیها.

ص: 24

النقطة الثامنة و العشرون:

"و قلت السلام علیک یا أبتاه یا رسول الله أتأذن لي أن أکون معکم تحت الکساء".

مع إنه لم یکن النبي صلی الله علیه و آله و سلم فقط تحت ذلک الکساء و کان هناک آخرون معه ولکن فاطمة الزهراء علیها السلام تأخذ إذنها من الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم.

النقطة التي مستترة هنا هي إن ولایة النبي صلی الله علیه و آله و سلم أرجح علی أیة ولایة أخری حتی ولایة الزوج أو لأن المنزل هنا هو منزل علي علیها السلام لا تحتاج أن تسأله لذلک من الأفضل أن تأخذ إذن الرسول صلی الله علیه و آله و سلم.

أو عندما تأخذ الإذن من الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم، تعلم إن الصداقة بین الرسول و زوجها کافیة لدرجة أن تأخذ إذن أحدٌ منهما و لأن الرسول صلی الله علیه و آله و سلم کان الضیف، فتکریمه و أخذ الإذن منه، هم عملان ، في عمل واحد. یعني إذن تحمل فیه إذنان.

النقطة التاسعة و العشرون:

"قال و علیک السلام یا بنتي و یا بضعتي قد أذنت لک فدخلت تحت الکساء".

النقطة التي تلفت النظر في هذه العبارة هي طریقة إجابة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم علی فاطمة الزهراء علیها السلام الذي لا یکتفي بالرد علی السلام بشکلٍ بسیط حین إنه یکرم إبنته مع هذه الإجابة

ص: 25

البسیطة ولکن لابراز قربه و محبته یستخدم لغة "بنتي" و "بضعتي" و حرف النداء "یا" أیضاً لا یقوله ملخصاً یعني إستخدام حرف النداء مرة واحدة للمرتین، بل إستخدمها منفصلة لکل لغة خاصة بفاطمة الزهراء علیها السلام، و قال حرف نداء منفصلة لکل مرة.

ضمن إننا نعلم جیداً بأنه عندما ینادي أحداً إبنه و یقول بضعتي بذلک یظهر کمال محبته و عندما یقول " قد إذنت لک " هنا کلمة "قد" هي للتأکید علی الإذن و الذي یبین الثقة و القرب و الإطمئنان القلبي.

النقطة الثلاثون:

«فلما اكتملنا جمعياً تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء و أومي بيده اليمني الي السماء و قال اللهم ان هولاء أهل بيتي ...»

الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم مع بیان کلمة "أهل بیتي" کان یرید أن یبین بأن هؤلاء هم عائلته. لقد قام مع إظهار هذه الکلمة بتقدیمهم و أن ینفي بذلک إرتباط أشخاص آخرون من الممکن أن یدعوا کونهم من عائلة النبي.

نعلم إن النبي لدیه علم الغیب و من الممکن أنه قد تنبأ بالمستقبل من بعده و مع هذا التقدیم قام بالإجتناب من التصدیق علی الأعمال الغیر صحیحة التي ستحدث بعد رحیله و علاوة علی ذلک لقد أرانا الطریق الصحیح و الطریق الذي یجب أن نسلکه للوصول إلی الهدایة و أن ما هو الطریق الحق و من هم الذین علی حق.

النبي مع عمله هذا، یحرم الذین أعمالهم لیست لائقة بشکل یکفي لکي نعرفهم من زمرة أهل بیته، و من أن یکونوا جزءاً من أهل البیت. مع بیان حرف "إن"، في بدایة الجملة، یحدد إنحصار الأفراد الذين هم جزءاً من أهل البیت: إن هؤلاء أهل بیتي..." .

ص: 26

النقطة الحادیة و الثلاثون:

" و خاصّتي"

واو العطف یرجّع کلمة "خاصتي" و یجعله معطوفاً ب- "هؤلاء" و یشرح هکذا: "إن هؤلاء ... و خاصتي" یعني هؤلاء هم خواصي.

عندما یقدم الإنسان شخصاً أو أشخاصاً بعنوان خواصه قد أراد أن یمنحهم الإنحصار و لا یرید دخول شخصاً آخر في هذه الخلوة الخاصة. کإن الآخرین بعیدون عنهم أو أساساً غیر قابلین للمقارنة و التشابه معهم.

النقطة الثانیة و الثلاثون:

" و حامتي"

مرة أخری کأنه أراد أن یقول: یا أیها الناس و یا أمتي ، أیها اللاحقون أعلموا بأنهم فقط اللائقین لیقوموا بحمایتي.

النقطة الثالثة و الثلاثون:

"لحمهم لحمي و دمهم دمي ..."

الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم مع بیان الذي یوجد في کل کلماته و نقاط کثیرة هي أظرف من شعر الرأس و یوصفهم بطریقة یتصور فیه الإنسان کأنه یرید أن یقول: "بأنهم أنا" و عسی أن تأخذوا الآخرین بالخطأ بدلاً منهم. و عسی أن لا تقوموا بتقدیرهم.

ص: 27

نعلم أولاً بأن الإنسان لا یستخدم هذه الکلمات لأی شخص و ثانیاً لا یستخدمها بهذا الشکل مع صفات قویة و مع إطمئنانٍ قلبي حتی لللاحقین. و هنا لأنه إستخدم من قبل شخصاً مهماً کالنبي صلی الله علیه و آله و سلم فیوجد موضوعاً هاماً جداً.

یبدو إنه قد تنبأ بحوادث کثیرة و یرید أن یرینا طریق الحق و أن یبین لما مدی إحترامه لأمته.

النقطة الرابعة و الثلاثون:

"یؤلمني ما یؤلمهم و یحزنني ما یحزنهم"

جمیعنا نعلم الوقائع التي وقعت بعد رحیل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم. و من ضمنها تجاهل حق فاطمة الزهراء علیها السلام في موضوع الفدک و التجاهل عن إمامة علي علیه السلام، و رمی السهام علی جسد الإمام الحسن علیه السلام و شهادة الإمام الحسین علیه السلام و وقائع الکربلاء . کلٌ من المواضیع المذکورة تبین سبب توصیة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم علی حقانیتهم و لماذا أصلاً تم طرح حدیث الکساء و لماذا تم طرح موضوعها.

قول الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم "یؤلمني ما یؤلمهم و یحزنني ما یحزنهم" یوضح لنا معیار الحق و الباطل. یمکن أن لا یکون هناک معیاراً أوضح و أحکم من هذا لکی نری الحوادث التي وقعت بعد رحیل الرسول. و حتی في زمننا الحالي و أن نری من الذي معه الحق و مع أی مجموعة الحق؟

هل نستطیع أن نجد معیاراً أوضح من هذا؟

و غیر هذا الفهم و إلادراک لمعیار الحقانیة، التي نستطیع أن نجدها في عبارة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم، فإنه یبین أیضاً

ص: 28

احترامه و محبته بشکلٍ خاص لعلي علیه السلام و فاطمة علیها السلام و الإمام الحسن علیه السلام و الإمام الحسین علیه السلام.

النقطة الخامسة و الثلاثون:

"أنا حربٌ لمن حاربهم و سلمٌ لمن سالمهم"

قول الرسول (ص) في هذا الحدیث الشریف یوضح هذا بأنه مثلاً في حروبٍ التي وقعت بعد رحیله کحرب الصفین و الجمل، ، أو في قضیة الکربلاء و کثیرٌ من القضایا أو الوقائع الاخری کان سیقف في جانب أی من الطرفین.

لقد أعطی الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم للمسلمین معیاراً واضحاً جداً لکي یستطیعوا بسهولة تمییز الحق عن الباطل.

النقطة السادسة و الثلاثون:

" و عدو لمن عاداهم و محب لمن أحبهم"

من الصحیح أن تکون من أتباع الشیعة هو إمتیازٌ کبیرٌ و الحق في ذلک. ولکن في رأیي إذا لم یکن الشخص من الشیعة بالمعنی الحقوقي للکلمة ولکنه کان من محبي أهل البیت فإن الرسول یحبه و أن یحب الرسول صلی الله علیه و آله و سلم شخصاً هو هبة کبیرة له حتی إذا لم یکن من الشیعة أو حتی إذا لم یکن مسلماً.

النقطة الأساسیة هنا إن أعداء علي و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام ، هم أعداء الرسول و من المؤکد مدی الشقاء و الضلالة التي

ص: 29

ستصیب من کانوا أعداء الرسول و من المؤکد بأنه لن یهتدي للطریق الصحیح و من الواضح إن طریقه طریقٌ خطأ.

النقطة السابعة و الثلاثون:

"إنهم مني و أنا منهم"

من الممکن أن نعتبر هذه العبارة أوضح عبارة و قولٌ یبین الحقانیة و أیضاً یوضح قرب علي علیه السلام و فاطمة و الإمام الحسن و الإمام الحسین علیهم السلام للنبي الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم.

مع إننا نعلم بأن علي علیه السلام لیس إبن الرسول مباشرة ولکن في هذا الحدیث إعتبره الرسول منه. و الذي نصل إلیه من هذه العبارة في الحدیث هو إنه من المؤکد إن أول شیء هو حقانیتهم ولکن یوجد هناک إستنتاج جانبي من الممکن أن لا یکون بأهمیة الأولی و هو إنه من وجهة نظر النبي الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم هنا، صهره و إبنته و حفیدیه هم منه ولکن الأهم من ذلک إنه إعتبر نفسه الذي هو أشرف المخلوقات منهم و نعلم إن النبي لا یبالغ و لا یقول کلامٌ بلا نفع.

النقطة الثامنة و الثلاثون:

"فأجعل صلواتک و برکاتک و رحمتک و غفرانک و رضوانک علی و علیهم"

یبدو إن النبي الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم هنا حین الدعاء عند الله المتعال یدعي لنفسه و لهم جمیعاً و یبین لنا نحن أتباعه بأن آل الکساء کالبعض و من البعض و هم واحدٌ و عندما یقرأ هذا الدعاء یقرأ لجمیعهم

ص: 30

و هم لا ینفصلون عن بعضهم البعض. هنا قد علمنا الرسول الأکرم (ص) طریقة الدعاء و محتوی الدعاء.

بمعنی إنه من اللائق حین الدعاء بأن تقوم في البدایة بالصلاة علی النبي و آله الطاهرین "اللهم صل علی محمد و آل محمد " و أیضاً نطلب البرکة و الرحمة و الغفران و الرضوان من الله لهم. و هذا هو نموذجاً جیداً و مناسباً لنا لکي نتخذه حین الدعاء حتی حین ندعو لأنفسنا.

النقطة التاسعة و الثلاثون:

" و أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا"

من الواضح إنه عندما یُدعي الرسول صلی الله علیه و آله و سلم في حق شخص دعاءٌ عمیقٌ کهذا، ذلک الأشخاص هم أشخاص لائقون و صالحون بعمق کعمق ذلک الدعاء. من المؤکد إن دعاء الرسول مستجابٌ فمن الواضح إنهم معصومین طاهرین. و هذا یبین حقانیتهم. بمعنی إنه حتی إذا کان النبي الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم لم یقل عنهم تلک الصفات المذکورة سابقاً ، لمجرد إنهم کانوا یستحقون دعاء کهذا من طرف أشرف المخلوقات في العالم ذلک کان سیوضح حقانیتهم.

النقطة الأربعون:

ص: 31

" فقال الله عزوجل یا ملائکتي و یا سکان سماواتي إني ما خلقت سماءً مبنیة و لا أرضاً مدحیة و لا شمساً مضیئة و لا فلکاً یدور و لا بحراً یجري و لا فلکاً یسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة".

من الممکن أن نقول بأن هذه العبارة هي علو الحدیث و الله لم یقل هذا الکلام عن أی مخلوق بأنه قد خلق العالم فقط من أجل هذا الأفراد الخمس.

في البدایة خطاباً لملائکته الذین یعتبرون من أطهر مخلوقاته و بعدها یقول لبقیة سکان السماء و الأرض بأن السبب الذي جعلني أقوم بخلق هذا العالم هو حبي لهذا الأشخاص الخمس.

إذا لاحظنا جیداً هذا هو خطاب الله لنا نحن أیضاً بشر الیوم، و خطابٌ للسابقون و الللاحقون بأن یا أیها الناس کونوا یقضین و أنظروا من الذي یجب أن یکون قدوتکم في الحیاة.

من الذین یجب أن تتبعوهم و ما هو السلوک الذي هو لائق لکم. و خلاصة الأمر إذا کنتم تریدون حیاة الدنیا و الآخرة یجب أن یکون رؤیتکم، توسلکم و قائدکم هذا الأشخاص الخمس و أن تحبوهم.

ربنا، کم کنا لائقین لأنک حدثتنا و رأیتنا کفوءین لکي تجعل هذا الأشخاص الخمس مقتدونا (اللهم صل علی محمد و آل محمد).

نسأل أنفسنا لماذا قال الله عن محبة و صداقة هؤلاء و القصد هنا هو الافراد الخمس لأنه عندما یکون محبة هؤلاء في قلوبنا و عندما نملأ قلوبنا بحبهم عندها لن یکون لدینا مکانٌ لأیة محبة أخری و أیضاً عندما یکون هناک في قلوبنا محبة الآخرین و الأشیاء الأخری نکون قد أخذنا محبتنا لأهل البیت قدوة لها. حینها نکون قد هدینا للصراط المستقیم لأن أهل البیت هم مهتدین طاهرین و قیادتهم تهدي الإنسان و لا شیء أخر.

ص: 32

النقطة الحادیة و الأربعون:

" الذین هم تحت الکساء"

هنا یقوم بتقدیمهم رسمیاً لأننا نعلم من هم الذین تحت الکساء، محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام (اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم). هذا التقدیم الذي تم و الذي من الممکن أن ندرک هذه الحرکة الخاصة بالرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم عن طریق التمثیل و تأثیرها علی عقل الأشخاص. و بأنه عملٌ مهمٌ و ملفت للإنتباه في ذلک الفترة الزمنیة.

النقطة الثانیة و الأربعون:

"فقال الأمین جبرائیل"

في العبارة المذکورة أعلاه بالبدایة یذکر صفة الأمین جبرائیل الذي هو من الملائکة المقربین. و تقدیم جبرائیل مع صفة الأمین مهمة و ذلک لتذکیر الناس بالتاریخ مرة أخری و القول بأن الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم کل ما یقوله لیس من عنده بل هو کلام الله لأن الذي أحضره أمین. لذلک کل ما یقوله الرسول هو من کلام الله؛ القرآن المجید الذي هو عین کلام الله و الأحادیث الأخری الذي قام ببیانه من الممکن أن لا یکون من القرآن و أن لا یکون کل کلماته کلام الله ولکن مضمونه و مفهومه الأصلي خاصة بالله عزوجل. و هذا لتبیین الأمر للأشخاص الذین هم تحت تأثیر نفس الأمارة و لکي یقدموا أنفسهم و یقوموا بجذب الأشخاص السطحیین و الذین هم لدیهم إیمانٌ مهزوز و یقومون بإیجاد التشکیک في عدم إلاهیة کتاب المسلمین المقدسة.

ص: 33

النقطة الثالثة و الأربعون:

" یا رب و من تحت الکساء فقال عزوجل هم أهل بیت النبوة".

یوجد مباحث کثیرة عن أهل بیت الرسول صلی الله علیه و آله و سلم و بعضاً من الأشخاص الذین لم یکونوا صادقین في بیان الروایات و أحادیث الرسول صلی الله علیه و آله و سلم و قاموا بتقدیم أشخاص آخرین بعنوان أهل بیت الرسول. لذلک في هذه الموقف یتم تقدیمهم بشکل خاص. دلیل هذا التقدیم و البیان هو عبارة أهل البیت.

لأنه إذا ولد أناساً بعد الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم في الدنیا و أرادوا أن یأخذوا بعین الإعتبار سلوک الأشخاص الذین تم بالخطأ تقدیمهم بعنوان أهل البیت، ذلک السلوک لیس قدوة مناسبة، لائقة و صحیحة کالأشخاص الذین کان لدیهم سلوک عدواني مع بنت الرسول و الإمام علي (ع) مع إنهم کانوا یعتبرون من أصحاب الرسول الأقرباء . لذلک کان من اللازم أن یتم أولاً ذکر أهل بیت الرسول (ص) و ثانیاً: تقدیمهم و تعریفهم رسمیاً.

النقطة الرابعة و الأربعون:

"و معدن الرسالة"

یمکننا بأن نقوم هنا بتعریف کلمة معدن بعنوان المخزن و المنبع و الکنز أیضاً و في هذه الحالة و مع هذا التعبیر، هؤلاء هم مخازن الرسالة و النبوة.

ص: 34

من المستغرب هنا إستخدام کلمة "الرسالة" و الأماکن السابقة کان قد أستخدم کلمة "النبوة" . نعلم أن رسول الاسلام العزیز کان نبیاً أیضاً و کلمة الرسول و کلٌ من هذه الصفات لدیها معنی خاصٌ بها ولکن هنا قد تم إستخدام الصفتین معاً لهذه العائلة خاصةً إن تقدیمهم بعنوان کنوز الرسالة (کل الرسالة) تعني أنها تشمل مهمة الرسول الإلهیة الکاملة من آدم إلی خاتم و لکي تدوم النبوة و الرسالة من آدم إلی خاتم یتم تقدیم أمثله و قدوات مطمئنة.

النقطة الخامسة و الأربعون:

" هم فاطمة و أبوها و بعلها و بنوها"

هذه الطریقة لتقدیم الأشخاص هي طریقة خاصة جداً. لإنه قد جعل فاطمة الزهراء علیها السلام محور الجمیع. مع أن الرسول هو أشرف مخلوقات الله و لم یوجد و لا یوجد بشرٌ أعلی منه ولکن إسمه لا یکون المحور هنا إسم فاطمه علیها السلام هو المحور الأصلي و المعصومین الآخرین یذکر إسمهم علی أساس إسمها.

في روایات أخری قد ذکر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، فاطمة علیها السلام بعنوان أم أبیها أو ذکر عبارات فصیحة و ملفتة أخری التي تبین عظمة شأن فاطمة.

في هذا الحدیث نستطیع أن ندرک المنزلة التي لدی النساء في دین الإسلام المبین و من الممکن أن یکون هذا رداً علی الذین لدیهم نظرة حقیرة و خفیفة لدور المرأة.

ضمن إنه مکانة "الأب" و "الزوج" و "الإبن"، و أحیاناً الصلاحیات و الحقوق والوظائف الذي یترتب علی کل هذه الأماکن من الممکن أن تطرح في هذه العبارة.

ص: 35

النقطة السادسة و الأربعون:

" فقال جبرائیل یا رب أتأذن لي أن أهبط ألی الأرض لأکون معهم سادساً فقال الله نعم قد أذنت لک فهبط الأمین جبرائیل"

هنا ندرک عظمة شأن جبرائیل الأمین و الذي کان مهماً لدرجة إنه توفق للإنضمام إلی الأنوار الخمسة المقدسة. ولکن یبدو إن دلیل الإذن الذي أعطی الله عزوجل لجبرائیل الأمین هو إنه مع تعریف إمانة ملک الوحی یذکرنا بأن ما یحضره جبرائیل للبشریة هو کلام الله بعینه و لیس ما یتصوره الرسول أو أن الرسول قد وصل إلی النقاط المندرجة في آیات القرآن علی أساس حالته النفسیة الخاصة.

النقطة المهمة في هذه العبارة العربیة بهذا الحدیث هو الذي یقال فیه "فهبط الأمین جبرائیل".

هنا کلمة الأمین قد أتی قبل کلمة جبرائیل و هذا تأکیدٌ علی أمانته بمعنی إنه یا أیها الناس أعلموا بأن الکلام التي تحملونه بإسم القرآن بأیدیکم قد وصل إلی یدکم بواسطة الأمینین ، جبرائیل و الآخر هو رسولکم الذي یوصل کلام الله لکم و هو أمینٌ أیضاً.

نحن المسلمین نعلم بأن الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم حتی قبل إبلاغ النبوة کان قد أشتهر بالأمانة بین الناس.

لقد ذکر جبرائیل في هذا الحدیث الشریف "بالأمین" عدة مرات و الذي یبین بأن ما ذکر في القرآن الکریم کلمة بکلمة و حرف بحرف هو کلامٌ مباشرٌ من الله عزوجل.

ص: 36

النقطة السابعة و الأربعون:

" و قال السلام علیک یا رسول الله ، العلي الأعلی، یقرئک السلام"

هنا یعّرِف مکانة "السلام" و إلقاء السلام علی الآخرین و الذي ینفذ من جانب الإشخاص اللائقین و أیضاً من جانب الملائکة و یبین أن إلقاء السلام هو سنة صالحة و لا تجري فقط بین البشر بل مطروحة أیضاً للإرتباط بین ملک الوحی و أشرف المخلوقات .. و الأهم من هذا إن هذا العمل قد تم بواسطة الله عزوجل الذي ذکر هنا بصفة العلي الأعلی.

إلقاء السلام من جانب الله الذي هو خالق الکون و کل شیء له، علی شخصٌ مع إنه أشرف المخلوقات في العالم ولکنه بالنهایة هو عبدٌ من عبید الله (1) هو أمرٌ ملفتٌ جداً. لاحظوا: بإن خالق الکون یقوم بإلقاء السلام علی عبد من عبیده و و هذا یبین أهمیة الخالق و أیضاً أهمیة المخلوق الخاص و بالتالي أهمیة إلقاء السلام علی الآخرین.

النقطة الثامنة و الأربعون:

"و یخصک بالتحیة و الإکرام".

في شرح النقطة السابقة رأینا إن الله عزوجل کیف ألقی السلام علی الرسول الأکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) بواسطة جبرائیل الأمین و هذا السلام مع النظر إلی کلمة "یخصک" هو سلامٌ مخصوص و خاص یتم إبلاغه فقط إلی عبده الذي هو أشرف المخلوقات و النقطة الأهم هنا هو أنه یرافق مع ذلک بیان التحیة و الإکرام بمعنی إحترام نبي الإسلام الخاص وإعطاءه فضائل خاصة.

ص: 37


1- في التشهد، نشهد تقریباً 9 مرات بالیوم بعبودیة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم

إذا قمنا بقراءة المناجاة الشعبانیة من إمام زین العابدین علی ابن الحسین (علیه السلام) و قمنا بالتمعن في معاني العبارات التي غالباً هي في وصف کمالات محمد المصطفی (صلی الله علیه و آله و سلم) ، سندرک تقریباً شأن و عظمة مقام رسول الإسلام . لذلک لیس من المستغرب إن الله عزوجل قد بعث سلامٌ کهذا للرسول بواسطة ملک الوحی الأمین جبرائیل.

النقطة التاسعة و الأربعون:

" و یقول لک و عزّتي و جلالي، إنّی ما خلقت سماء مبنیة و لا أرضاً مدحیة و لا قمراً منیراً و لا شمساً مضیئة و لا فلکا یدور و لا بحراً یجري و لا فلکاً یسري إلا لأجلکم و محبتکم "

کلام الله هذا کبیرٌ و عظیمٌ لدرجة إن الإنسان یتحیر في مقابله و یتساءل هل من الممکن أن یکون شخصٌ أو أشخاصاً قریبون إلی الله إلی هذا الحد، لدرجة یقول فیها الله: إذا کنت قد خلقت الکون ذلک بدلیل وجودکم أنتم و الصحیح هو إن جبرائیل الأمین یخاطب الرسول الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم ولکن في العبارة المذکورة أعلاه ضمیر "کم" قد أتی لکلمات "لأجلکم و محبتکم"، بمعنی، إن الأفراد الخمس هم آل الکساء و لیس فقط الرسول بل الرسول و الإمام علي و فاطمة الزهراء و الإمام حسن و الإمام حسین علیهم السلام.

عندما یذکر الله في کلامه کلٌ من السماء و الأرض و القمر و الشمس و المجرة و البحر و السفینة بشکلٍ منفصلٍ عن البعض یبدو إنه أراد أن یتکلم عن أمثلة بارزة و نماذج کبیرة من خلقته و الذي کل إنسان عاقل

ص: 38

یعلم إن کل واحد من هذه النماذج الواقعیة و الأمثلة هي محیطٌ من عظمة و قدرة الله ولکن کل هذا لیس شیئاً في مقابل خامس آل الکساء و کل تلک العظمة تم خلقها فقط لوجود هذه الأشخاص الخمس. بالطبع هنا نستطیع أن نلاحظ أرجحیة المعنویات علی المادیات؛ المجرة و الأرض و السماء و البحر و الخ هم نماذج بارزة من خلقة الله ولکنها من قبیل مظاهرٌ لا تعتبر معنویة کثیراً، ولکن آل الکساء علیهم السلام في نفس وقت الوجود المادي لدیهم شیئاً لا یملکه الآخرون و هو المعنویة.

في کلمات "لاجلکم و محبتکم" نلاحظ و ننتبه إن الله قال: کل هذا الذي خلقته لقد خلقته فقط لکم و لمحبتکم.

ص: 39

یتبین هنا مدی قیمة المحبة و الصداقة و کم المحبة مفیدة. هذه المحبة تستطیع أن تساعد علی المحافظة علی الحیویة. إذا کانوا في عسر بسبب المتاعب إعطوهم الأمل، و إذا کان الحکام مستبدین کحکام دولة البحرین الحالیین و وضعوا الناس في اختناق أوصوا الناس بأن لا یکتئبوا و أن یکونوا آملین و مع محبة أهل البیت هذه یستمروا في طریقهم حتی الوصول إلی الحق.

النقطة الخمسون:

" و قد أذن لي أن أدخل معکم فهل تأذن لي یا رسول الله"

النقطة المهمة جداً التي توجد هنا هي إن الله عزوجل قد أذن لجبرائیل الأمین أن یدخل تحت الکساء (مع أهل البیت) و نحن نعلم إن الله هو خالق الکون و یفعل ما یشاء و بإذنه کل شخصٌ و کل شیء مستقرٌ في مکانه ولکن لإحترام وجود الرسول الأکرم (صلی الله علیه و آله و سلم) مرة أخری (حتی مع وجود إذن الله عزوجل) یطلب الإذن من الرسول صلی الله علیه و آله و سلم للدخول تحت الکساء.

هذه الحرکة و هذا العمل هو نقطة تربویة و تبین شأن و مقام رسولنا العزیز؛ عند الله و ملائکته. ولکنه أیضاً عبرة سلوکیة و أخلاقیة لنا و هي قدوة للحیاة و أیضاً لکیفیة المعاشرة و رعایة شئون الناس.

مثلاً لقد إذن المحکمة لمأمور الشرطة حق الدخول إلی منزل شخص ولکن مع هذا، مأمور الشرطة من باب الإحترام یطلب إذن صاحب البیت اولاً لدخول المنزل.

ص: 40

النقطة الواحدة و الخمسون:

"فقال رسول الله و علیک السلام یا أمین وحي الله إنه نعم قد إذنت لک"

في رد الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم علی الجبرائیل الأمین للإذن له لدخول دائرة الأسرة یوجد نقطة تربویة مستترة و هو إنه مع أن جبرائیل الأمین قد راعی عظمة شأن الرسول في حین إنه کان قد أخذ إذن الدخول من الله و قام بسؤال الرسول و أخذ الإذن منه ولکن هنا یرد الرسول علی جبرائیل الأمین:

" حق إذن الدخول هو لله المتعال فقط و الآن لأن الله قد أصدر إذناً کهذا (بمعنی إنه قال نعم) من الواضح إنه قد أذن لک بدخول هذه الدائرة".

النقطة الثانیة و الخمسون:

"فدخل جبرائیل معنا تحت الکساء فقال لأبي أن الله قد أوحي إلیکم یقول إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت و یطهرکم تطهیرا".

في العبارة المذکورة أعلاه تم روایة دخول جبرائیل تحت الکساء ولکن یوجد نقطة مهمة في کیفیة سلوک و کلام جبرائیل:

مع إن جبرائیل کان یرغب في دخول هذا الجمع و طلبه لأخذ الإذن لدخول الکساء یبین هذا الأمر ولکن في نفس الوقت کان جبرائیل الأمین یحمل مهمة خاصة الذي یبین لنا نحن الناس حقیقته و هو إنه مأمور إبلاغ هذه الرسالة من جانب الله و قال الله: "لقد أردت أن أذهب عنکم الرجس أهل البیت و أطهرکم تطهیرا".

نحن نعلم إن الله لدیه العلم بالمستقبل و یعلم ما هو سلوک کل شخص و کیف یعمل کل شخص و ما الأعمال الذي یمتنع عنها و ما الأعمال الذي

ص: 41

یقبل علیها. علی هذا کان الله عزوجل یعلم من بدایة الخلقة من هو أفضل مخلوقاته و لذلک خلق الکون من أجلهم و یعلم أیضاً بأنهم لا یرتکبون إثماً و هم مثال بارز و حق لکلمة "عبد الله" و نعلم إنه من الممکن أن یکون من أفضل صفات البشر أن یکون عبد الله و أن یقوم بهذه العبودیة بطریقة یؤدي فیها حق الإطاعة و العبودیة و الله کان یعلم بأنه لا یوجد فرد من البشر یؤدي حق العبودیة و الإطاعة أکثر منهم (آل الکساء الخمس)، لذلک یمنحهم عصمته و یطهرهم بطریقة خاصة.

شهادة حسین بن علي (علیه السلام) و و طریقة سلوکه في إطاعة الله و أیضاً طریقة سلوک إمام علي (علیه السلام) بعد وفاة الرسول خصوصاً في الإرتباط بخلافة الرسول الأکرم هو مثالٌ واضحٌ لسلوک الأشخاص الذین هو یشملون الوحی الإلهي: "انما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت و یطهرکم تطهیراً"

کاتب هذه الأسطر یعتقد بأن الله یعلم و یری سعة کل شخص و بناءاً علی هذا و علی العلم الذي لدیه بالمستقبل یخلقه و یعطیه أشیاء أو لا یعطیه و یقوم بخلقه. لذلک بخصوص المعصومین الأربعة عشر علیهم السلام أیضاً إذا لم یقم الله بإعطاءهم عصمته ما کانوا سیرتکبون أی إثم . و کانوا سیؤدون عبودیة الله حقه لذلک مع علمه بحقیقة کهذا یجعل عصمته و تطهیره الخاص یشمل حالهم.

مع إننا نعلم بأن یوسف علیه السلام لیس من ضمن المعصومین الأربعة عشر ولکن الله مع علمه بالمستقبل یعرضه لإختبارات متعددة و بعدها نری بأنه خرج من کل هذه الإختبارات مرفوع الرأس ولکنه أصبح لائقاً لمقام الرسالة، لإن الله کان یعلم بأن بشرٌ کهذا من الممکن أن یتعرض لإرتکاب إثما في المستقبل ولکنه سیمتنع من إرتکابه و سیتقی الله لذلک یرید الله من البدایة أن یجعل یوسف نبیاً و هنا یتبین إختلاف البشر مع الملائکة و ذلک بأن البشر یستطیعون إرتکاب الإثم ولکنهم لا یفعلون هذا و یسمون هذا بالتقوی.

ص: 42

هذا الرد یستطیع أن یکون رداً لمجموعة من الأشخاص الذین أحیاناً یشکون و یتساءلون في أنفسهم مثلاً لماذا نحن الذین مسلمون و شیعة نتمتع بهذه الموهبة بأن یشملنا بعض الإمتیازات الخاصة بنا في یوم القیامة.الشخص الذي ولد في هذه الدنیا سواءاً أراد أو لم یرد لم یکن یستطیع أن یکون مؤمناً ما هو مکانهم في عدالة الله؟ نستطیع أن نقول أن کل شخص خلق بناءاً علی سعته و کافة المسائل حوله لذلک کل شخص لدیه حق بالأشیاء الذي أعطاه الله و خصوصاً بالنظر إلی العلم الذي لدیه الله عن مستقبل کل شخص منا . قاسم ابن الحسن علیه السلام کان یستطیع أن یطلب العافیة و أن لا یذهب إلی ساحة الحرب ولکنه یقول عن الشهادة " أحلی من العسل" فیعطي الله شخصٌ کهذا الشهادة في سبیل الحق، لأن الله یعلم بأن هذا الشخص لدیه السعة لذلک. فیمنحه الشهادة.

النقطة الثالثة و الخمسون:

" فقال علي لأبي رسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الکساء من الفضل عندالله"

یبدو إن علي علیه السلام کان لدیه شخصیة باحثة في مجال العبادة و عبودیة الله و یبدو إنهم کانوا یترصدون أن یروا إن کانوا إستطاعوا أن یؤدوا عبودیة الله بشکلٍ لائق و لئلا یکونوا قد أدوا عبودیة الله بشکل لائق کما هو یلیق بمقام الله . یمکن أن نقدر بأن نأخذ کل عبارة من عبارات دعاء الکمیل شاهداً علی هذا الإدعاء.

لهذا السبب یطلب الإمام علي علیه السلام من الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم أن یطلعه علی حقائق في مجال الأشخاص المجتمعین تحت هذا الکساء.

ص: 43

النقطة الرابعة و الخمسون:

"فقال النبي و الذي بعثني بالحق نبیاً و اصطفاني بالرسالة نجیّا"

الرسول الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم یحلف في العبارة المذکورة أعلاه و نحن نعلم بأن المعصومین لا یحلفون و إذا حلفوا یجب أن یکون ذلک الموضوع مهماً لدرجة یجب أن نقوم بقبولها أو إذا کان امراً، یجب أن نحرص علی تنفیذها و نسعی أن نستخدمها في حیاتنا و ننفذها.

النقطة الخامسة و الخمسون:

" ما ذکر خبرنا هذا في محفل من محافل اهل الأرض و فیه جمع من شیعتنا و محبینا إلا و نزلت علیهم الرحمة"

ما هذا الخبر الذي یتکلم عنه رسولنا العزیز و الذي یقول فیه إذا قیل هذا الخبر في أی مکان یحضر فیه الشیعة و المحبین یمتلأ ذلک المکان بالرحمة؟

یبدو إن محتوی هذا الخبر اولاً هو آیة 33 من سورة الأحزاب و التي هي معروفة بآیة التطهیر و هي عبارة عن إرادة الله لتطهیر أهل الرسول من کل رجس و ثانیاً إن خلقة الکون کان من أجلهم ثالثاً: الأخبار التالیة التي تطرح بعد هذه العبارة أعلاه.

ص: 44

النقطة السادسة و الخمسون:

" و حفت بهم الملائکة"

نعلم إن غریزة الملائکة الإلهیة الذاتیة هو عبادة الله. و یتبین هنا بأن مجلسٌ کهذا یتکلم فیه عن أسباب خلقة الکون و عن طهارة أهل بیت العصمة علیهم السلام هو مجلس العبادة و مجلس عبادة الله هو مکان نزول الملائکة.

النقطة السابعة و الخمسون:

"و استغفرت لهم إلی أن یتفرقوا"

في مجلس عبادة الله المتعال، الدعاء في حق المؤمنین هو أحد الأمور الأصلیة. لهذا السبب لقد قیل في هذا الحدیث بأن ملائکة الله تطلب العفو للشیعة.

و المحبین الذین في مجالسهم یتکلمون عن أخباراً بخصوص أهل بیت العصمة و الطهارة کلام صالح أو بعبارة أخری یکون موضوع مجلسهم عن بیان خبر أهل بیت الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم.

النقطة الثامنة و الخمسون:

"فقال علیّ إذاً والله فزنا"

الهدایة سعادة ، لذلک عندما ینقل الرسول الأکرم صلی اله علیه و آله و سلم خبراً مسراً کهذا من جانب الله المتعال الذي یحکي عن رضاه من

ص: 45

عبودیة أهل بیت العصمة و تطهیرهم هو مثال بارز من هذه الرضایة، الإمام علي علیه السلام یفرح و یقول أقسم بالله بإننا فزنا و یجب أن لا ننسی إن الله مع علمه بالمستقبل و بتاریخ مستقبل کل من المعصومین یعطیهم هذا الإمتیاز. لفهم موضوع کهذا بشکل أفضل یجب أن نأخذ بعین الإعتبار المصائب التي تعرض لها المعصومین من الرسول الأکرم صلی اله علیه و آله و سلم حتی الإمام علي و فاطمة الزهراء و الإمام حسن و الإمام حسین علیهم السلام ، ما الإختبارات التي تعرضوا لها و کم إستطاعوا أن یخرجوا من هذه الأختبارات مرفوعي الرأس و برضایة الله.

تصوروا بشکل صحیح تاریخ حیاة کلاً منهم ...؛

عندها سندرک جیداً إن الإمام علي علیه السلام لدیه الحق لکي یفرح من الخبر الذي نقله الرسول الأکرم صلی اله علیه و آله و سلم.

النقطة التاسعة و الخمسون:

" و فاز شیعتنا و رب الکعبة"

من المذهل إن الإمام علي علیه السلام لیس فقط یفرح فرحة عامرة من خبر هدایتهم ولکن یبدو إن قلقه یزول أیضاً، بل لکي یستفید الشیعة من هذا الأمر علی الفور یبرز سعادته.

في کثیرٌ من وقائع حیاة المعصومین علیهم السلام في التاریخ نری إنهم قلقین علی الشیعة و المحبین بشکل مستمر و لإزالة هذا القلق قام الله عزوجل بقطع وعداً لهم بإمکانیة شفاعة أمتهم مثلاً تم نقل أخباراً کثیرة بهذا الخصوص عن الإمام الحسین علیه السلام.

نشاهد هنا إن علي علیه السلام في القسم الأخیر من العبارة المذکورة أعلاه کیف یبرز قلقه من قبل و الآن کیف یبرز سعادته و فرحته .

ص: 46

هذه العبارة في حدیث الکساء مع إنه هدیة کبیرة لنا نحن الشیعة ولکنها في نفس الوقت تنبیهٌ مهمٌ لکي نعرف قیمتنا، و لکي یکون طریقة حیاتنا هو طریقة حیاة أهل البیت و أن نکون من مساندين الحق، و أن لا نرتکب الآثام، و لا نقبل الکلام الغیر صحیح، و أن نتخذ العدالة، و أن نساعد المظلومین و في کلام واحد ننفذ ما ذکر في سورة والعصر بالعمل الصالح و أیضاً نقوم بتنفیذ الحق و مساندته و نتحمل الصبر و نوصیه للآخرین.

نلاحظ هنا بأن الله عزوجل مع جعل أهل البیت العصمة بعنوان قدوة یقوم بتقدیم مثالاً بارزاً للمتقین و منفذین العمل الصالح و الموصیین بالحق و بالصبر .

من الجید أن نمر سورة والعصر بهذا الخصوص و أن نتعمق في معنی الکلمات واحدة بواحدة حتی في خصوص بسم الله و الصفات الذي ذکر لله فیها یعنی رحمان و رحیم: بسم الله الرحمن الرحیم - والعصر- إن الإنسان لفي خسر- إلا الذین آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر.

النقطة الستون:

" فقال النبي ثانیاً یا علي والذي یعثني بالحق نبیاً و اصطفاني بالرسالة نجیاً ما ذکر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض و فیه جمع من شیعتنا و محبینا و فیهم مهموم إلا و فرج الله أمته.

هنا یعلمنا الرسول الأکرم صلی

الله علیه و آله و سلم طریقة التوسل إلی الله و طلب حاجاتنا منه.

ص: 47

النقطة الحادیة و الستون:

" ولا مغموم إلا و کشف الله غمه"

العبارة أعلاه معطوف بالعبارة السابقة الذي خاطب فیه الرسول صلی الله علیه و آله و سلم علي علیه السلام و قال: "أقسم بالله الذي إصطفاني لا یذکر هذا الخبر في مجالس من مجالس أهل الأرض یکون فیها شیعتنا و محبینا یکونوا فیها حزینین و بسماع هذا الخبر یزول الحزن و یغمرهم السعادة".

في هذا القسم من الحدیث یطمئننا الرسول فیها بأن: یا أتباعي و محبیني لا تحزنوا حین تذکرون الله. طریقة حل مشاکلکم هو أن تجتمعوا معاً و أن تتکلموا عن الحق و الحقانیة، تکلموا عن الأعمال الصالحة و التوصیة بالصبر و الحق و التي هي نحن مثالها الواضح. بالطبع هو لا یقول هذا الکلام من أنانیته ولکنه یتوجه إلی قائد الأمه من بعده علي علیه السلام و یقول یا علي إعلم بأنهم إذا فعلوا هذا لن یتبقی لهم ما یحزنون علیه.

هل فکرتم حتی الآن بأن کبار الدین في مشاکلهم و مصائبهم لماذا لا یصابون بالیأس و الإکتئاب؟ من إحدی دلائله هو الإتکاء علی هذا الحدیث الشریف وفقاً لکلام رسولنا.

النقطة الثانیة و الستون:

" و لا طالب حاجة إلا و قضی الله حاجته"

نستطیع أن نفسر معنی هذه العبارة أعلاه بأنه لا یوجد شخصٌ من محبینا و شیعتنا علی الأرض یشارکون في مجلس من المجاس یتکلمون فیها عن هذا الخبر الخاص بهذا الحدیث الشریف و یکون لدیهم حاجة و لا تنقضي.

ص: 48

یبدو لإن مجالسٌ کهذا هو مکان لعبادة الله، هذا یهیء مجالاٌ لرضاه و یمهد الأسباب لقضاء الحاجات.

کلما یشارک الإنسان في مجالس و محافل الصالحین و الخیرین ، یبعد تلقائیاً من مجالس السوء و الباطل. لقد أبرز الإمام السجاد علیه السلام عن قلقه في دعاء أبو حمزه عن المشارکة في مجالس الباطل. بمعنی الأشخاص الذین یتخذون طریق الباطل(1).

الطریقة التي ذکر في هذا الحدیث لعدم المعاشرة مع أهل الباطل و الآثمین هو المشارکة في مجالسٍ یتکلمون فیها عن مناقب أهل بیت العصمة علیهم السلام بدل اللهو و اللعب و الکذب و الغیبة و التهمة و من البدیهي أن مجلس کهذا لا تتسبب فقط بعدم نزول الملائکة بل تتسبب إن شاءالله بنزولها و المجلس الذي یحضره ملائکة الله مؤکداً یکون هناک عبادة فیه و یستجیب فیه دعاء الإنسان. بالطبع مع الأمر بالمعروف النهی عن المنکر نستطیع منع هذا.

النقطة الثالثة و الستون:

"فقال علی إذاً والله فزنا و سعدنا و کذلک شیعتنا فازوا و سعدوا في الدنیا و الآخرة و رب الکعبة".

في کثیر من القضایا الذي ینقل من الإمام علي علیه السلام نری إنه کلما کان یوجد هناک خبرٌ أو بشری یتبین فیها عاقبة خیر یذکر أتباعه فیها مؤکداً و هذا الأمر الذي مذکور أعلاه هو من ذلک الأمور.

هنا، الإمام علي علیه السلام الذي دائماً قلقٌ من عدم رضا الله عزوجل عن أعماله عندما یلاحظ أن الله المتعال بواسطة ملک الوحي قد أحضر

ص: 49


1- حاج شیخ عباس قمي- مفاتیح الجنان- ص 314

أخباراً للرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم (لقد ذکر في هذا الحدیث الشریف) یفرح کثیراً، و یتذکر أتباعه و شیعته في هذه السعادة و یبرز هذه السعادة بخصوصهم أیضاً.

في هذه العبارة لقد حلف بالله مرتین المرة الأولی في بدایة العبارة و المرة الثانیة في نهایة العبارة. کان یستطیع أن یذکر هذا الحلف مرة واحدة ولکن لإن سعادته لشیعته مهمة أیضاً ، لکي یؤکد علی هذه الفرحة و لکي یسعدنا أیضاً یحلف مرة أخری حین یرید أن یوصف سعادته .

ص: 50

الإستنتاج

نستطیع أن نسمي حدیث الکساء سر الخلقة. بمعنی إنه إذا وصلنا في مراحل التصوف و معرفة ذات الکون و دلیل الخلقة إلی حدیث الکساء و إستندنا إلیه نکون قد حصلنا إلی طریقٌ مختصر.

بولیصة تأمین الأمل و أیضاً العثور علی مهارات الحیاة موجودة في هذا الحدیث. بالطبع إذا لم یکن حدیث الکساء متوفرٌ لنا کان واضحاً لنا إن الإنسان هو أشرف المخلوقات و أشرف البشر هم آل الکساء الخمس ولکن هذا الحدیث بالإضافة علی ما یوضحه التاریخ و العقل و التجربة للإنسان ، هو أیضاً یعبر عن هذه الحقیقة و یختم و یصدق علی هذا الکلام و هذه التفکر و العقیدة بأنه لماذا خلق الله الإنسان؟

من الممکن أن تقولوا بأنه مع عدم إطاعة آدم أبوالبشر مِن الذي نهاه عنه الله الحکیم قد فتح باب الإطاعة للبشر ولکن إذا قبلنا أن ندخل إلی هذا الفضول الممنوع أو المکروه فنتوصل إلی هذا لأننا لم نتقِ بمعنی أننا لم نکن مطیعین لالله عزوجل، فلا نستحق أن ندخل الجنة. یعني الإنسان الذي یکون عبد الله کاملاً و یطیعه محض الإطاعة هو الذی یستحق دخول الجنة و لدیه أعلی المنزلة عند الله.

حتی محمد المصطفی صلی

الله علیه و آله و سلم کان أهم وجه من حیاته ، هو أنه عبد الله و هذا المقام، هو أرفع مقام للبشر.

لم یطع آدم الله عن ما نهاه عنه ، ففتح الله الأرض له و قال له: بسم الله تفضل هذا أنتم و الأرض مع فمه المفتوحة و آلافٌ من مشاکله:

لقد کنت ملکاً و کان منزلي الجنة *** لقد أحضرني آدم إلی هذا المکان المنهدم

ص: 51

لقد أصبح تجربة لنا (أرجو أن یکون قد أصبح تجربة لنا) إن بعد نزول آدم إلی الأرض، لقد فتح طریقنا مع کل مشاکله لکي نذهب وراء فضولنا یمکن أن یکون من ضمنها إطاعة نفس الامارة ولکن في نفس الوقت لن ننعم بأمان الجنة مائة بالمائة. بعبارة أخری الآن لأن هذا الموجود غیر مطیعٌ فلن یتم حمایته تلک الحمایة الخاصة (کما کان في الجنة) ، لذلک الآن هو یعلم کیف یحل مشاکله في الأرض. مع إنه ما زال یحتاج إلی حمایه الله.

لماذا أهل بیت العصمة و الطهارة علیهم السلام لدیهم هذه الدرجة من العزة عند الله؟ لأنهم عبید الله بشکلٍ کامل لدرجة إنهم في أصعب اللحظات المؤلمة من الحیاة یقولون: "ما رأیت جمیلاً ألا جمیلا" .

بالله تعالوا هنا و حکموا ضمائرکم أی منا هو هکذا في حیاته الشخصیة؟

هل تصورتم وضع سید الشهداء إمام الحسین علیه السلام في ظهر یوم العاشوراء؟ تحمل کل هذه المصائب؟ کل ذلک الحر؟ تفکیر إسارة عائلته؟ و ..؟ ...؟ ولکن لرضا الله و فقط و فقط لرضاه.

من الطبیعي أن یکون هذا هو منزلة الإمام الحسین علیه السلام و کافة المعصومین علیهم السلام منزلةً کهذه عند رب العالمین، خلقت الکون من أجلهم.

أحد الاسباب الذي وصل الناس في إیران إلی الثورة الدستوریة بفخر في حین لم یجرب أحد من الدول المجاورة لنا أو حتی في مشرق الأرض هذه التجربة و الوصول إلی ثورة سنة 1978 و أیضاً خلف الحرب ورائه و إدارة حوادثه المرة و الحلوة بعدها و کل هذا هو الثقافة و التعالیم الذي سواءً أرادوا أم لم یریدوا ، کانوا قد أخذوها من مجالس أهل بین العصمة و الطهارة علیهم السلام.

اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم

ص: 52

فهرست المصادر:

- القرآن المجید

- مفاتیح الجنان، تألیف الحاج شیخ عباس قمي، مع تصحیح تسعة أفراد من أساتذة المدرسة الدینیة و الجامعة تحت إشراف حجة الإسلام و المسلمین محمد حسن سجاد، نشر مهر ثامن الأئمه علیه السلام- أصفهان- 2003م .

- دستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة- طبع إنتشارات رئاسة الجمهوریة، 1998م

- بیابانغرد

(اسماعیل)، طرق زیادة عزة النفس في الأطفال و المراهقین، إنتشارات تجمع الأولیاء و المربیین ، طهران 1987

- قرائتي (محسن)، تفسیر النور، 12 مجلد، الطبع الحادي عشر، إنتشارات المرکز الثقافي دروسٌ من القرآن ، طهران 2007م.

ص: 53

الضمائم

بعضاً من مستندات حدیث الکساء:

نستطیع أن نلاحظ مضامین حدیث الکساء الأصلي في مستندات مختلفة من المجامع الحدیث من قبیل سند جابر بن عبدالله الأنصاري في کتاب عوالم العلوم تألیف شیخ عبدالله بن نورالله بحراني و حتی فط کتب حدیث أهل السنة من قبیل صحیح مسلم نقرأ فیه: خرج النبي صلی الله علیه و آله و سلم غداهُ و علیه مِرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسین فدخل معه، ثم جائت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: :{... إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت یطهرکم تطهیرا}. (صحیح مسلم : 4/1883، حدیث: 2424، طبعة: بیروت/لبنان).

سائر المصادر:

1. أحمد بن حنبل: المسند: 6/292، طبع بیروت.

2. ابن الأثیر: أسد الغابة: 7/343 طبع بیروت.

3. ابن الصباغ المالکی: الفصول المهمة: 21، طبع بیروت.

4. ابن المغازلي الشافعي: المناقب: 100، طبع بیروت.

5. ابن حجر: الإصابة: 4/568، طبع بیروت.

6. ابن حجر: الصواعق المحرقة: 143، طبع القاهرة.

7. إبن طلحة الشافعي: مطالب السؤول: 8، مخطوط.

8. إبن عبد ربه : الاستیعاب: 3/1100، طبع بیروت.

9. إبن عساکر: التاریخ، ترجمة علي علیه السلام 1/274، طبع بیروت.

ص: 54

10. ابن کثیر: تفسیر القرآن العظیم: 3/493، طبع بیروت.

11. أبو الطیب صدیق بن حسن بن علی الحسین القنوجی البخاري، المتوفي سنة: 1307 هجریة: فتح البیان: 2/256، طبعة: بیروت.

12. البدخشاني: نزل الأبرار:32، طبعة: بیروت.

13. البغوی: معالم التنزیل: 3/529، طبعة: بیروت.

14. البلاذري: أنساب الأشراف: 2/104، طبعة: بیروت.

15. البیهقي:الاعتقاد علی مذهب السلف: 186، طبعة: بیروت.

16. الجصاص: أحکام القرآن: 3/360، طبعة: دمشق.

17. الحاکم الحسکانی: شواهد التنزیل: 2/13 ، طبعة: بیروت.

18. الحاکم النیسابوری: المستردک: 3/146، طبعة: بیروت.

19. الخازن: تفسیر القرآن: 5/259، طبعة: بیروت.

20. الخطیب البغدادي: تاریخ البغداد: 10/278، طبعة: بیروت.

21. الخوارزمي: المناقب: 60، طبعة: قم.

22. الخوارزمی: مقتل الحسین: 1/278، طبعة: إیران.

23. الرازي: مفاتح الغیب: 8/71، طبعة : بیروت.

24. الزرندی: نظم درر السمطین: 131، ، طبعة: النجف.

25. الزمخشري: الکشاف: 1:369، ، طبعة: بیروت.

26. السبط بن الجوزی: تذکرة الخواص: 211، طبعة: بیروت.

27. السمهودی: جواهر العقدین: 193، طبعة: بیروت.

28. السیوطی: الإتقان: 2/563، طبعة: بیروت.

29. السیوطة: الدر المنثور: 5/198، ، طبعة: بیروت.

30. الشبراوي الشافعي: الإتحاف بحب الأشراف: 18، طبعة: مصر.

31. الشبلنجی: نور الأبصار: 111، طبعة: المکتبة الشعبیة.

32. الشربینی: السراج المنیر: 3/245، طبعة: بیروت.

33. الشوکانی: فتح القدیر: 3/398، طبعة: بیروت.

34. الصبان: إسعاف الراغبین: 77، مخطوط.

ص: 55

35. أبو عیسی محمد بن عیسی بن سورة الترمذی: صحیح الترمذی: 5/351 حدیث: 3205، طبعة: بیروت.

36. أبو الحسین مسلم بن الحجاج القشیری، المتوفي سنة: 261 هجریة صحیح مسلم: 4/1883 حدیث:2424، طبعة: بیروت.

37. الصفوری:نزهه المجالس: 558، طبعة: القاهرة.

38. الطبراني: المعجم الصغیر:1/135، طبعة: بیروت.

39. الطبری: الریاض النضرة: 3/152، طبعة: بیروت.

40. الطبری: تفسیر القرآن: 12/6، طبعة: بیروت.

41. الطبری: ذخائر العقبی: 21، طبعة: بیروت.

42. الطحاوی: مشکل الآثار: 1/332، ، طبعة: بیروت.

43. القرطبی: الجامع لإحکام القرآن: 4/178، ، طبعة: القاهرة.

44. القندوزی: ینابیع المودة: 1/124، ، طبعة: النجف.

45. الکلبی: التسهیل لعلوم التنزیل: 3/137، ، طبعة: القاهرة.

46. الکنجی الشافعی: کفایة الطالب: 212، طبعة: بیروت.

47. المتقی الهندی: منتخب کنز العمال: 5/96، طبعة: المکتب الإسلامي.

48. النبهانی: الشرف المؤبد: ، طبعة: القاهرة.

49. النبهانی: جواهر البحار: 1/115، طبعة: مصر.

50. النسائی: خصائص علي علیه السلام 46، طبعة: إیران.

51. النیسابوری: ثمار القلوب: 2/865، طبعة: دمشق.

52. الهیثمی: مجمع الزوائد: 9/158، طبعة: بیروت.

53. الواحدی: أسباب النزول: 203، طبعة: بیروت.

ص: 56

نص حدیث الکساء الشریف الکامل

بسم الله الرحمن الرحیم

به نام خداوند بخشنده مهربان

عَنْ فاطِمَهَ الزَّهْراَّءِ عَلَیْهَا السَّلامُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ

از فاطمه زهرا سلام اللّه علیها دختر رسول خدا صلى اللّه علیه

وَآلِهِ قالَ سَمِعْتُ فاطِمَهَ اَنَّها قالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ اَبى رَسُولُ اللَّهِ فى و آله ، جابر گوید شنیدم از فاطمه زهرا که فرمود: وارد شد بر من پدرم رسول خدا در

بَعْضِ الاْیّامِ فَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا فاطِمَهُ فَقُلْتُ عَلَیْکَ السَّلامُ قالَ

بعضى از روزها و فرمود: سلام بر تو اى فاطمه در پاسخش گفتم : بر تو باد سلام فرمود:

اِنّى اَجِدُ فى بَدَنى ضُعْفاً فَقُلْتُ لَهُ اُعیذُکَ بِاللَّهِ یا اَبَتاهُ مِنَ الضُّعْفِ

من در بدنم سستى و ضعفى درک مى کنم ، گفتم : پناه مى دهم تو را به خدا اى پدرجان از سستى و ضعف

فَقَالَ یا فاطِمَهُ ایتینى بِالْکِساَّءِ الْیَمانى فَغَطّینى بِهِ فَاَتَیْتُهُ بِالْکِساَّءِ

فرمود: اى فاطمه بیاور برایم کساء یمانى را و مرا بدان بپوشان من کساء یمانى را برایش آوردم

الْیَمانى فَغَطَّیْتُهُ بِهِ وَصِرْتُ اَنْظُرُ اِلَیْهِ وَاِذا وَجْهُهُ یَتَلاَلَؤُ کَاَنَّهُ الْبَدْرُ

و او را بدان پوشاندم و هم چنان بدو مى نگریستم و در آن حال چهره اش مى درخشید همانند ماه

فى لَیْلَهِ تَمامِهِ وَکَمالِهِ فَما کانَتْ اِلاّ ساعَهً وَاِذا بِوَلَدِىَ الْحَسَنِ قَدْ

شب چهارده پس ساعتى نگذشت که دیدم فرزندم حسن وارد شد و

ص: 57

اَقْبَلَ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا اُمّاهُ فَقُلْتُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا قُرَّهَ عَیْنى

گفت سلام بر تو اى مادر گفتم : بر تو باد سلام اى نور دیده ام

وَثَمَرَهَ فُؤ ادى فَقالَ یا اُمّاهُ اِنّى اَشَمُّ عِنْدَکِ راَّئِحَهً طَیِّبَهً کَاَنَّها راَّئِحَهُ

و میوه دلم گفت : مادرجان من در نزد تو بوى خوشى استشمام مى کنم گویا بوى

جَدّى رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ نَعَمْ اِنَّ جَدَّکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَاَقْبَلَ الْحَسَنُ

جدم رسول خدا است گفتم : آرى همانا جد تو در زیر کساء است پس حسن بطرف

نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا جَدّاهُ یا رَسُولَ اللَّهِ اَتَاْذَنُ لى اَنْ

کساء رفت و گفت : سلام بر تو اى جد بزرگوار اى رسول خدا آیا به من اذن مى دهى

اَدْخُلَ مَعَکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا وَلَدى وَیا

که وارد شوم با تو در زیر کساء؟ فرمود: بر تو باد سلام اى فرزندم و اى

صاحِبَ حَوْضى قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَما کانَتْ

صاحب حوض من اذنت دادم پس حسن با آن جناب بزیر کساء رفت

اِلاّ ساعَهً وَاِذا بِوَلَدِىَ الْحُسَیْنِ قَدْ اَقْبَلَ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا اُمّاهُ

ساعتى نگذشت که فرزندم حسین وارد شد و گفت : سلام بر تو اى مادر

فَقُلْتُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا وَلَدى وَیا قُرَّهَ عَیْنى وَثَمَرَهَ فُؤ ادى فَقالَ

گفتم : بر تو باد سلام اى فرزند من و اى نور دیده ام و میوه دلم فرمود:

لى یا اُمّاهُ اِنّىَّ اَشَمُّ عِنْدَکِ راَّئِحَهً طَیِّبَهً کَاَنَّها راَّئِحَهُ جَدّى رَسُولِ

ص: 58

مادر جان من در نزد تو بوى خوشى استشمام مى کنم گویا بوى جدم رسول

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ فَقُلْتُ نَعَمْ اِنَّ جَدَّکَ وَاَخاکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ

خدا (ص)است گفتم آرى همانا جد تو و برادرت در زیر کساء هستند

فَدَنَى الْحُسَیْنُ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا جَدّاهُ اَلسَّلامُ

حسین نزدیک کساء رفته گفت : سلام بر تو اى جد بزرگوار، سلام

عَلَیْکَ یا مَنِ اخْتارَهُ اللَّهُ اَتَاْذَنُ لى اَنْ اَکُونَ مَعَکُما تَحْتَ الْکِساَّءِ

بر تو اى کسى که خدا او را برگزید آیا به من اذن مى دهى که داخل شوم با شما در زیر کساء

فَقالَ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا وَلَدى وَیا شافِعَ اُمَّتى قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ

فرمود: و بر تو باد سلام اى فرزندم و اى شفاعت کننده امتم به تو اذن دادم پس او نیز با

مَعَهُما تَحْتَ الْکِساَّءِ فَاَقْبَلَ عِنْدَ ذلِکَ اَبُوالْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ اَبى طالِبٍ

آن دو در زیر کساء وارد شد در این هنگام ابوالحسن على بن ابیطالب وارد شد

وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکِ یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا اَبَا

و فرمود سلام بر تو اى دختر رسول خدا گفتم : و بر تو باد سلام اى ابا

الْحَسَنِ وَ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ فَقالَ یا فاطِمَهُ اِنّى اَشَمُّ عِنْدَکِ رائِحَهً

الحسن و اى امیر مؤ منان فرمود: اى فاطمه من بوى خوشى نزد تو استشمام مى کنم

طَیِّبَهً کَاَنَّها راَّئِحَهُ اَخى وَابْنِ عَمّى رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ نَعَمْ ها هُوَ مَعَ

ص: 59

گویا بوى برادرم و پسر عمویم رسول خدا است ؟ گفتم : آرى این او است که

وَلَدَیْکَ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَاَقْبَلَ عَلِىُّ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ

با دو فرزندت در زیر کساء هستند پس على نیز بطرف کساء رفت و گفت سلام بر تو

یا رَسُولَ اللَّهِ اَتَاْذَنُ لى اَنْ اَکُونَ مَعَکُمْ تَحْتَ الْکِساَّءِ قالَ لَهُ وَعَلَیْکَ

اى رسول خدا آیا اذن مى دهى که من نیز با شما در زیر کساء باشم رسول خدا به او فرمود: و بر تو

السَّلامُ یا اَخى یا وَصِیّى وَخَلیفَتى وَصاحِبَ لِواَّئى قَدْ اَذِنْتُ لَکَ

باد سلام اى برادر من و اى وصى و خلیفه و پرچمدار من به تو اذن دادم

فَدَخَلَ عَلِىُّ تَحْتَ الْکِساَّءِ ثُمَّ اَتَیْتُ نَحْوَ الْکِساَّءِ وَقُلْتُ اَلسَّلامُ

پس على نیز وارد در زیر کساء شد، در این هنگام من نیز بطرف کساء رفتم و عرض کردم سلام

عَلَیْکَ یا اَبَتاهُ یا رَسُولَ اللَّهِ اَتَاْذَنُ لى اَن اَکُونَ مَعَکُمْ تَحْتَ الْکِساَّءِ

بر تو اى پدرجان اى رسول خدا آیا به من هم اذن مى دهى که با شما در زیر کساء باشم ؟

قالَ وَعَلَیْکِ السَّلامُ یا بِنْتى وَیا بَضْعَتى قَدْ اَذِنْتُ لَکِ فَدَخَلْتُ تَحْتَ

فرمود: و بر تو باد سلام اى دخترم و اى پاره تنم به تو هم اذن دادم ، پس من نیز به زیر

الْکِساَّءِ فَلَمَّا اکْتَمَلْنا جَمیعاً تَحْتَ الْکِساَّءِ اَخَذَ اَبى رَسُولُ اللَّهِ

کساء رفتم ، و چون همگى در زیر کساء جمع شدیم پدرم رسول خدا

ص: 60

بِطَرَفَىِ الْکِساَّءِ وَاَوْمَئَ بِیَدِهِ الْیُمْنى اِلَى السَّماَّءِ وَقالَ اَللّهُمَّ اِنَّ

دو طرف کساء را گرفت و با دست راست بسوى آسمان اشاره کرد و فرمود: خدایا

هؤُلاَّءِ اَهْلُ بَیْتى وَخاَّصَّتى وَحاَّمَّتى لَحْمُهُمْ لَحْمى وَدَمُهُمْ دَمى

اینانند خاندان من و خواص ونزدیکانم گوشتشان گوشت من و خونشان خون من است

یُؤْلِمُنى ما یُؤْلِمُهُمْ وَیَحْزُنُنى ما یَحْزُنُهُمْ اَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَهُمْ

مى آزارد مرا هرچه ایشان را بیازارد وبه اندوه مى اندازد مراهرچه ایشان را به اندوه در آورد من در جنگم با هر که با ایشان بجنگد

وَسِلْمٌ لِمَنْ سالَمَهُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداهُمْ وَمُحِبُّ لِمَنْ اَحَبَّهُمْ اِنَّهُمْ

و در صلحم با هر که با ایشان درصلح است ودشمنم باهرکس که با ایشان دشمنى کند و دوستم با هر کس که ایشان را دوست دارد

مِنّى وَ اَنَا مِنْهُمْ فَاجْعَلْ صَلَواتِکَ وَبَرَکاتِکَ وَرَحْمَتَکَ وَغُفْرانَکَ

اینان از منند و من از ایشانم پس بفرست درودهاى خود و برکتهایت و مهرت و آمرزشت

وَرِضْوانَکَ عَلَىَّ وَعَلَیْهِمْ وَاَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهیراً

و خوشنودیت را بر من و بر ایشان و دور کن از ایشان پلیدى را و پاکیزه شان کن بخوبى

فَقالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ یا مَلاَّئِکَتى وَیا سُکّانَ سَمو اتى اِنّى ما خَلَقْتُ

پس خداى عزوجل فرمود: اى فرشتگان من و اى ساکنان آسمانهایم براستى که من نیافریدم

ص: 61

سَماَّءً مَبْنِیَّهً وَلا اَرْضاً مَدْحِیَّهً وَلا قَمَراً مُنیراً وَلا شَمْساً مُضِیَّئَهً وَلا

آسمان بنا شده و نه زمین گسترده و نه ماه تابان و نه مهر درخشان و نه

فَلَکاً یَدُورُ وَلا بَحْراً یَجْرى وَلا فُلْکاً یَسْرى اِلاّ فى مَحَبَّهِ هؤُلاَّءِ

فلک چرخان و نه دریاى روان و نه کشتى در جریان را مگر بخاطر دوستى این

الْخَمْسَهِ الَّذینَ هُمْ تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ الاَْمینُ جِبْراَّئیلُ یا رَبِّ وَمَنْ

پنج تن اینان که در زیر کسایند پس جبرئیل امین عرض کرد: پروردگارا کیانند

تَحْتَ الْکِساَّءِ فَقالَ عَزَّوَجَلَّ هُمْ اَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّهِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَهِ

در زیر کساء؟ خداى عزوجل فرمود: آنان خاندان نبوت و کان رسالتند:

هُمْ فاطِمَهُ وَاَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها فَقالَ جِبْراَّئیلُ یا رَبِّ اَتَاْذَنُ لى اَنْ

آنان فاطمه است و پدرش و شوهر و دو فرزندش جبرئیل عرض کرد: پروردگارا آیا به من هم اذن مى دهى

اَهْبِطَ اِلَى الاَْرْضِ لاَِکُونَ مَعَهُمْ سادِساً فَقالَ اللَّهُ نَعَمْ قَدْ اَذِنْتُ لَکَ

که به زمین فرود آیم تا ششمین آنها باشم خدا فرمود: آرى به تو اذن دادم

فَهَبَطَ الاَْمینُ جِبْراَّئیلُ وَقالَ السَّلامُ عَلَیْکَ یا رَسُولَ اللَّهِ الْعَلِىُّ

پس جبرئیل امین به زمین آمد و گفت : سلام بر تو اى رسول خدا، (پروردگار) علىّ

الاَْعْلى یُقْرِئُکَ السَّلامَ وَیَخُصُّکَ بِالتَّحِیَّهِ وَالاِْکْرامِ وَیَقُولُ لَکَ

اعلى سلامت مى رساند و تو را به تحیت و اکرام مخصوص داشته و مى فرماید:

وَعِزَّتى وَجَلالى اِنّى ما خَلَقْتُ سَماَّءً مَبْنِیَّهً وَلا اَرْضاً مَدْحِیَّهً وَلا

ص: 62

به عزت و جلالم سوگند که من نیافریدم آسمان بنا شده و نه زمین گسترده و نه

قَمَراً مُنیراً وَلا شَمْساً مُضَّیئَهً وَلا فَلَکاً یَدُورُ وَلا بَحْراً یَجْرى وَلا

ماه تابان و نه مهر درخشان و نه فلک چرخان و نه دریاى روان و نه کشتى در

فُلْکاً یَسْرى اِلاّ لاَِجْلِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَقَدْ اَذِنَ لى اَنْ اَدْخُلَ مَعَکُمْ

جریان را مگر براى خاطر شما و محبت و دوستى شما و به من نیز اذن داده است که با شما

فَهَلْ تَاْذَنُ لى یا رَسُولَ اللَّهِ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَیْکَ السَّلامُ یا

در زیر کساء باشم پس آیا تو هم اى رسول خدا اذنم مى دهى ؟ رسول خدا(ص ) فرمود و بر تو باد سلام اى

اَمینَ وَحْىِ اللَّهِ اِنَّهُ نَعَمْ قَدْ اَذِنْتُ لَکَ فَدَخَلَ جِبْراَّئیلُ مَعَنا تَحْتَ

امین وحى خدا آرى به تو هم اذن دادم پس جبرئیل با ما وارد در زیر

الْکِساَّءِ فَقالَ لاَِبى اِنَّ اللَّهَ قَدْ اَوْحى اِلَیْکُمْ یَقُولُ اِنَّما یُریدُ اللَّهُ

کساء شد و به پدرم گفت : همانا خداوند بسوى شما وحى کرده و مى فرماید: ((حقیقت این است که خدا مى خواهد

لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَکُمْ تَطْهیراً فَقالَ عَلِىُّ لاَِبى

پلیدى (و ناپاکى ) را از شما خاندان ببرد و پاکیزه کند شما را پاکیزگى کامل )) على علیه السلام به پدرم گفت :

یا رَسُولَ اللَّهِ اَخْبِرْنى ما لِجُلُوسِنا هذا تَحْتَ الْکِساَّءِ مِنَ الْفَضْلِ عِنْدَ

اى رسول خدا به من بگو این جلوس (و نشستن ) ما در زیر کساء چه فضیلتى (و چه

ص: 63

شرافتى ) نزد

اللَّهِ فَقالَ النَّبِىُّ وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَاصْطَفانى بِالرِّسالَهِ نَجِیّاً

خدا دارد؟ پیغمبر(ص ) فرمود: سوگند بدان خدائى که مرا به حق به پیامبرى برانگیخت و به رسالت و نجات دادن (خلق )

ما ذُکِرَ خَبَرُنا هذا فى مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اَهْلِ الاَْرْضِ وَفیهِ جَمْعٌ مِنْ

برگزید که ذکر نشود این خبر (و سرگذشت ) ما در انجمن و محفلى از محافل مردم زمین که در آن گروهى از

شَیعَتِنا وَمُحِبّینا اِلاّ وَنَزَلَتْ عَلَیْهِمُ الرَّحْمَهُ وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَّئِکَهُ

شیعیان و دوستان ما باشند جز آنکه نازل شود بر ایشان رحمت (حق ) و فرا گیرند ایشان را فرشتگان

وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ اِلى اَنْ یَتَفَرَّقُوا فَقالَ عَلِىُّ اِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَفازَ شیعَتُنا

و براى آنها آمرزش خواهند تا آنگاه که از دور هم پراکنده شوند، على (که این فضیلت را شنید) فرمود: با این ترتیب به خدا سوگند ما

وَرَبِّ الْکَعْبَهِ فَقالَ النَّبِىُّ ثانِیاً یا عَلِىُّ وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ نَبِیّاً

رستگار شدیم و سوگند به پروردگار کعبه که شیعیان ما نیز رستگار شدند، دوباره پیغمبر فرمود: اى على سوگند بدانکه مرا بحق به نبوت

وَاصْطَفانى بِالرِّسالَهِ نَجِیّاً ما ذُکِرَ خَبَرُنا هذا فى مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ

برانگیخت و به رسالت و نجات دادن (خلق ) برگزید ذکر نشود این خبر (و سرگذشت ) ما درانجمن ومحفلى از محافل

اَهْلِ الاَْرْضِ وَفیهِ جَمْعٌ مِنْ شیعَتِنا وَمُحِبّینا وَفیهِمْ مَهْمُومٌ اِلاّ

ص: 64

مردم زمین که در آن گروهى از شیعیان و دوستان ما باشند و در میان آنها اندوهناکى باشد جز

وَفَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ وَلا مَغْمُومٌ اِلاّ وَکَشَفَ اللَّهُ غَمَّهُ وَلا طالِبُ حاجَهٍ اِلاّ

آنکه خدا اندوهش را برطرف کند و نه غمناکى جز آنکه خدا غمش را بگشاید و نه حاجتخواهى باشد جز آنکه

وَقَضَى اللّهُ حاجَتَهُ فَقالَ عَلِىُّ اِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَسُعِدْنا وَکَذلِکَ

خدا حاجتش را برآورد، على گفت : بدین ترتیب به خدا سوگند ما کامیاب و سعادتمند شدیم و هم چنین

شیعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِى الدُّنْیا وَالاْخِرَهِ وَرَبِّ الْکَعْبَه

سوگند به پروردگار کعبه که شیعیان ما نیز رستگار شدند.

ص: 65

المؤسسات الثقافیة یستطیعون إستخدام هذه الأسئلة لإجراء المسابقات و فهم الحدیث بشکلٍ أفضل؟

الأسئلة ذات أربعة خیارات:

1- من هو الراوي الأصلي لحدیث الکساء؟

الف- الرسول الأکرم (ص) ب- فاطمة الزهرا(س)

ج- جبرائیل د- جابر بن عبدالله

2- من أین یتبین حقیقة و صحة هذا الحدیث؟

الف- لأن راوي هذا الحدیث هي فاطمة الزهراء (س)

ب- لأن راوي الحدیث هو جابر

ج- لأنه جزء من الأدعیة

د- و لا أی من الخیارات

3- حین الدخول علی الآخرین، من الذي یجب أن یبدأ بإلقاء السلام أولاً؟

الف- الشخص الذي یدخل ب- الشخص الذي یدخلون علیه

ج- الشخص الذي هو أکبر سناً د- الشخص الذي هو أصغر سناً

4- لحل التعکر و الإنزعاج من بین الأقارب ما العمل الذي نستطیع فعله؟

الف- وساطة کبار السن ب- اللقاء الحضوري

ج- الحوار الصادق و المتواضع د- ب و ج

ص: 66

5- أی ملجأ أنسب للإسترخاء؟

الف- الأصدقاء ب- المسجد ج- المنزل د- المقهی

6- من یجب أن یکون الملجأ الأثلي للإنسان؟

الف- العائلة ب- أقرانهم ج- رب المتعال د- کل الخیارات

7- مع النظر إلی النص، تواضع و إخلاص الرسول الأکرم (ص) في بدایة دخوله إلی منزل إبنته یشیر إلی أی نقطة و أی من أعماله؟

الف- طلب الکساء ب- زیارة الکبیر للصغیر

ج- بادیء إلقاء السلام د- الصداقة مع الأحفاد

8- نحن المسلمین عندما نرید أن نوصف جمال شخص نقول وجه کالقمر في لیلة الأربعة عشرة هذا الوصف عن أی شخص و استخدم بواسطة من؟

الف- الرسول- فاطمة الزهراء ب- الإمام حسن- فاطمة الزهراء

ج- الإمام حسین- فاطمة الزهراء د- فاطمة الزهراء- الإمام علي

9- لمقاومة الإنسان في مقابل مشاکل الحیاة ما المجال الذي نحتاجه؟

الف- تکریم الأبناء ب- تنمیة شخصیة الإنسان

ج- رفع عزة نفس الطفا د- کل الخیارات

ص: 67

10- أول شخص في هذا الحدیث إستطاع الدخول تحت الکساء هو أی من الشخصیات العظیمة في هذا الحدیث؟

الف- فاطمة الزهراء ب-الإمام علي

ج-الإمام حسن د-الإمام حسین

11- في هذا الحدیث آی من المعصومین العظماء خطابه الرسول بعنوان شافع أمته؟

الف- الإمام حسین ب- الإمام حسن

ج- فاطمة الزهراء د- الإمام علي

12- أی من أسامي فاطمة الزهراء علیها السلام هي إسمها الأصلي و الذي کانوا یخاطبونها بها عادةً؟

الف- زهراء ب- فاطمة ج- صدیقة د- بتول

13- حین دخول علي علیه السلام ، ما الصفات الذي ذکرها الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم عن علي علیه السلام؟

الف- أخ ب- وصي ج- صاحب الرایة د- کل الخیارات

14- من من المعصومین هو المضیف الأصلي لهذه المراسم؟

الف- فاطمة الزهراء ب- علي علیه السلام

ج- الرسول الأکرم د- الإمام حسن

ص: 68

15- من هم الذین تحت حمایة الرسول الخاصة؟

الف- علي و فاطمة ب- الإمام حسن و الإمام حسین

ج- کل الإئمة د- کل الخیارات

16- في بیان موضوع تطهیر آل الکساء الخمس من هم الذین طرف خطاب الله عزوجل؟

الف- کل الملائکة

ب- سکان السماء

ج- الأشخاص الذین کانوا یعیشون في الماضي و المستقبل

د- کل الخیارات

17- من أی نقطة نستطیع أن نجد سر خلقة الکون؟

الف- من کلمة لأجلکم ب- من آیة التطهیر

ج- من جملة لاَجلِکم و محبتکم د- کل الخیارات

18- ما هو فرق البشر مع الملائکة في خصوص إرتکاب الإثم أو عدم إرتکابها؟

الف- البشر لا یحبون إرتکاب الإثم بشکلٍ غریزي

ب- الملک لا یرتکب الإثم بشکلٍ غریزي

ج- البشر لم یختار الإثم بشکلٍ إختیاري

د- ب و ج

ص: 69

19- ما هو أحد طرق إزالة المحنة بناءاً علی هذا الحدیث؟

الف- التوسل لأهل البیت ب- الدعاء

ج- إستخدام الأذکار و الأوراد د- و لا أیاً من الخیارات

20- ما هو الحلول الذي نستطیع إتخاذها لإجتناب مجلس الآثمین ؟

الف- البقاء في البیت و العزلة

ب- المشارکة في مجالس أهل البیت

ج- قطع الإرتباط مع الأصدقاء

د- کل الخیارات

ص: 70

السؤالات التشریحیة:

1- هل یجب علی الصغار فقط أن یعملوا به صلة الرحم بالنسبة للأکبر سناً؟ ما هو دلیل إجابتکم بهذا الشکل؟

2- هل صلة الرحم خاصة بأیام خاصة کالأعیاد؟ لماذا؟

3- هل نستطیع أن نختار منزل الإبنة و الصهر کمکاناً للإسترخاء؟

4- في أی نقطة من هذا الحدیث نسطیع أن نتوصل إلی إحترام و تکریم الأم و الإبن بشکلٍ متقابل؟

5- حین دخول علي علیه السلام إلی المنزل هل الزوج ألقی السلام علی زوجته أو الزوجي ألقت السلام علی زوجها؟ لماذا؟

6- من أین نستطیع أن نلاحظ معیار حقانیة آل الکساء الخمس؟

7- في أی نقطة تم بیان تطهیر المعصومین علیهم السلام بشکلٍ صریح؟

8- لماذا أعطی الله عزوجل بآل الکساء الخمس العصمة؟

9- ما المجلس الذي هو مکان نزول الملائکة؟

10- في أی نقطة نستطیع ملاحظة إهتمام علي علیه السلام بشیعة و محبین أهل البیت؟

ص: 71

عکس

ص: 72

الإجابة علی الأسئلة التشریحیة:

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

.............................................................................

الإسم و الإسم العائلي: رقم الهویة:

ص: 73

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.