مرکز تراث سامراء
الكتاب: رسالة في كرامات السيد المجدّد الشيرازي قدّس سرّه.
المؤلف: قدوة الفقهاء والمجتهدين الميرزا محمد حسين الغروي النائيني قدّس سرّه.
الناشر : مركز تراث سامراء.
المدقق اللغوي : الشيخ عقيل علي الدراجي
التصميم والإخراج الفني: الحاج مسلم شاكر المطوري
المحرّر: محمدرضا دهقانزاد
المطبعة: دار الكفيل.
الطبعة: الأولى.
عدد النسخ: 1000 نسخة.
سنة الطباعة : 1441ه- / 2020م.
رقم الإصدار : 49 .
رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد (1768) لسنة 2020م.
978-992-261-332-1 :ISBN
جميع الحقوق محفوظة لمركز تراث سامرّاء.
ص: 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مرکز تراث سامراء
الكتاب: رسالة في كرامات السيد المجدّد الشيرازي قدّس سرّه.
المؤلف: قدوة الفقهاء والمجتهدين الميرزا محمد حسين الغروي النائيني قدّس سرّه.
الناشر : مركز تراث سامراء.
المدقق اللغوي : الشيخ عقيل علي الدراجي
التصميم والإخراج الفني: الحاج مسلم شاكر المطوري
المحرّر: محمدرضا دهقانزاد
المطبعة: دار الكفيل.
الطبعة: الأولى.
عدد النسخ: 1000 نسخة.
سنة الطباعة : 1441ه- / 2020م.
رقم الإصدار : 49 .
رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد (1768) لسنة 2020م.
978-992-261-332-1 :ISBN
جميع الحقوق محفوظة لمركز تراث سامرّاء.
ص: 2
دِيْوَانُ الْوَقْفَ الشَّرْعيَّ
العَتَبَةُ العَسْكَرِیَّةُ المُقَدَّسَةُ
رِسَالَةُ فِي کِرَامَاتَ
السَيِّد المُجَدِّدِ الشِّیرازِيّ قدّس سرّه
تألیف
قُدْوَة الفُقَهَاءِ وَالمُجْتَهِدِيْن
المِيرْزَا مُحَمَّد حُسَيْن الغَرَوِي النَّائِیْنِي قدّس سرّه
تحقيق وجمع
مَرکَزُ تُراث سامِرّا
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المنهج الأخلاقي والتربوي الرفيع الذي سارت عليه حوزة سامراء لم يكن وليد صدفةٍ أو محض اتفاق، وإنما كان منهجاً مدروساً ومغروساً في نفوس أعلامها، غرسه فيهم مؤسسها فخر الدين والشريعة السيد المجدّد الشيرازي قدّس سرّه ، فأضفى عليهم بهاء العلم ورونق الأخلاق وسناء الفضيلة، وقد سار هو قبل غيره على هذا المنهج، فقد نقل بعض من عاصره في أول مشواره العلمي إنه كان يحاسب نفسه بشدة في غرفته التي يسكنها في مدرسة الصدر بأصفهان(1).
وحينما استقر في سامراء صرح بأنه: (لم يفتنا أمر بهذه الهجرة إلا عظات العلّامة الأكبر الحاج جعفر التستري) (2).
وكأن ذلك إيذان منه بالحاجة الماسة إلى تأصيل هذا المنهج بين طلاب حوزته وروادها؛ ولذا حينما زاره أحد العلماء بعد فترة قصيرة من
ص: 7
استقراره في سامراء وسأله السيد المجدّد عن الفرق بين دروس حوزة النجف وحوزة سامراء، أجابه ذلك العالم ب- (إنّ دروسكم تربي الإنسان).
ولقد اتخذ السيد المجدّد من نهج البلاغة نهجاً لحياته، فقد كان يطلب من ولده الميرزا علي آقا ويوصيه بحفظ القرآن الكريم) و (نهج البلاغة) و (الصحيفة الكاملة السجادية ) عن ظهر قلب (1)، حتى صار تجسيماً حياً لنهج البلاغة(2).
كما أنه كان يطلب من بعض تلامذته (3) تلاوة شيء من نهج البلاغة كل يوم قبل الدرس ( يتلو تلكم الكلم الدرية على رؤوس الاشهاد في منتدى ومجمع ممن كان يبغي بهم الإمام المجدّد أن يكونوا خلفاءه في كلاءَة
نواميس الدين الحنيف ونشر معارفه بالعلم والعمل والقول والفعل.
ص: 8
وكانت له وراء ذلك تمارين وتدريبات في غضون كلماته وأثناء مفاوضاته وخلال أعماله، تربو بأصحابه إلى أوج العظمة) (1).
ولقد بلغ السيد من كمالاته النفسية وعظيم مقامه أنّ المجتهد والزعيم الأكبر العلّامة الشيخ حسن آقا - من أعاظم علماء عصره - كان يقول في الإمام المجدّد: (لو كانت الإمامة تجوز لغير أئمتنا الاثني عشر (سلام الله عليهم وادعاها الميرزا لقبلتها من دون طلب المعجز ) (2).
وهذه الكرامات التي دوّنها ووثقها أحد أساطين العلم وأفذاذ المحققين، الذي عُرف بالدقة والمهارة في علم الأصول، وهو العلّامة الميرزا محمد حسين الغروي النائيني فهي ليست من تمحّلات بعض البسطاء أو السذج، وليست من باب اتباع الهوى أو تقليداً لأحد، بل ذلك غيض من فيض بركات هذه الشخصية المعظمة، حتى إن جامعها اعترف بأنه لولا المشاهدة الحسية لها لما أمكنه التصديق.
وقال: ولولا إني شاهدت ما شاهدته من ذلك بعياني - في العشر سنوات الأخيرة التي مَنّ الله تعالى عليّ بإدراك صحبته فيها - ويخبرني أوثق
ص: 9
الناس، وأدقهم نظراً، وأكملهم فراسةً، لكان محمولاً عندي على المبالغة، وكنت لا أصدق أن ينال تلك المنزلة إلا بالعصمة، و «ذُلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ»(1)).
وقد كان جمع وتدوين هذه الكرامات رغبة العلّامة الورع محمد بن رجب علي العسكري، حيث يتحدث عن السيد المجدّد وعن رغبته في جمع تلك الكرامات فيقول : (وهو صاحب الكرامات الباهرة، وقد جمعت منها شيئاً صالحاً، وأسال الله تعالى إن أمهلني الأجل (2) أن أعمل رسالة في ترجمته تكون دستوراً للعلماء الأبرار؛ أداءً لبعض حقوقه قدّس سرّه وقدعاشرته من عشرين سنة ) (3) .
فهو لم يفارق السيد المجدّد، وتربّى في بيته كأحد أولاده، وعندما
ص: 10
حضرت السيد الوفاة، وفي لحظة احتضاره كان يجلس عند قدميه (1)، ولقد كان وفياً حقاً للسيد المعظّم والمشروعه العلمي في سامراء حتى لحظات عمره الأخيرة.
وكان يتأسف على فراق هؤلاء الأبدال ويتحدث بلوعة عن فراقهم، فيقول: (فيا أسفاه على مفارقة أولئك الأعلام الذين كأني كنت بمصاحبتهم ولذيذ مؤانستهم في جنّات ذات أشجار تجري من تحتها الأنهار، أقطفُ من أغصان كرم أخلاقهم أطيب الثمار أستضيء بأنوار علومهم، وأستفيد من حسن أخلاقهم، وأتأدب بحسن آدابهم، كما قال القائل:
* الطَّبَعُ مُكتَسَبٌ مِنْ كُلِّ مَصْحُوبِ *
فإنهم كانوا علماءَ أبراراً، أتقياءَ، مجاهدين، مرتاضين، يذكّر الله رؤيتهم، ويرغّب في الآخرة، ويزهّد في الدنيا عملهم، ويزيد في علم المستمع إليهم منطقهم.
فكأنّ قرنهم أشبه شيء بأوّل قرن من الإسلام، فإنّه قد اجتمع في الناحية
ص: 11
المقدسة - للاستفادة من سيّدنا الأستاذ الأعظم المجدّد - من أهل كلّ فنّ من الفنون الإسلاميّة أكملهم، ومن أهل كلّ علم من العلوم الدينيّة أفضلهم؛ إذا احتاج أحدنا الى ما يتعلّق بالتفسير أو المعارف ذهب إلى شيخنا العالم العامل، والإنسان الكامل، المولى فتح علي السلطان آبادي (1)؛ فإنّه كان أكمل أهل عصره فيها، أو احتاج إلى ما يتعلّق بالعلوم الحديثيّة، وتميز غثّها من سمينها، وصحيحها من سقيمها استفادها عن شيخنا الإمام العالم، المحدّث العلّامة الطبرسي صاحب المستدرك، أو أشكل عليه معضلة من
ص: 12
دقائق الفقه والأُصول كشفها عند شيخنا الأعظم، خاتمة المحقّقين، الميرزا محمّد تقي (1) المذكور، وكان سيّدنا الأستاذ الأعظم فوق كلّهم، وحاوياً لما عند جلّهم.
ليسَ على الله بِمُسْتَنكَر *** أنْ يَجْمَعَ العالَمُ في واحِدِ) (2)
ووفاءً له وللسيد المجدّد الشيرازي (3)؛ ولأن جمع هذه الكرامات كانت رغبة المرحوم الميرزا محمد العسكري وأمنيته كما صرح بذلك، ولأن هذه الرسالة قد كتبت في سامراء، وهي تمثل بذلك جزءاً مهماً من اهتمام مركز تراث سامراء، والرسالة بدورها تسلط الضوء على عظمة وشموخ المقام الإلهي الذي بلغه علماؤنا الربانيون قدّس سره ، ولهذه الأسباب مجتمعة أرتأينا طباعتها، لاسيما أنها لم تذكر في ضمن مؤلفات الميرزا النائيني قدّس سرّه وآثاره، ولولا أنها طبعت سابقاً ضمن موسوعة العلّامة الأوردبادي لبقيت في
ص: 13
الخفاء كبقية تراث حوزة سامراء.
وقد أضفنا بعض الكرامات التي نقلت عن السيد المجدّد من معاصريه كملحق في آخر الرسالة؛ تتميماً للفائدة.
ونسأله تعالى أن يتقبل منا هذا القليل ويجعله ذخيرة لنا یوم نلقاه بمحمد وآله.
کریم مسیر
النجف الأشرف
/11/ ذي القعدة/ 1441ه-
ص: 14
منهج التحقيق
ص: 15
ص: 16
اعتمدنا النسخة الفريدة التي بحوزة جناب الخطيب السيد مهدي آل المجدّد الشيرازي (دام عزه) والتي نسخت عن نسخة الأصل، وأما نسخة الأصل فالظاهر أنها فقدت مع بقية تراث العلّامة الشيخ الشيخ محمد بن رجب علي الطهراني العسكري حيث تم الاستيلاء على مكتبته ومصادرتها في 19807/30م كما أخبرني بذلك حفيده الدكتور محمد صالح العسكري وبعد تصوير المخطوطة قمت بإجراء المقابلة مع المقدار المنضد منها.
وصف المخطوطة
هي عبارة عن رسالة صغيرة تتكون من عشر صفحات تقع ضمن ملحق «الرياض الزاهرة» - المطبوع ضمن موسوعة العلّامة الأوردبادي - من تأليف العلّامة الشيخ محمد علي الأوردبادي.
والملحق كتيب صغير بحجم كف اليد، وتبدأ الرسالة فيه من صفحة (152) إلى صفحة (161)، وتتراوح أسطرها بين (16 - 17) سطراً في كل صفحة .
ص: 17
وهي منسوخة عن نسخة الأصل، نسخها من أولها العلّامة الأوردبادي ومن منتصف صفحة (154) نسخت بخط آخر يظهر أنه لوالد العلّامة السيد مهدي الشيرازي - كما أفاد سلمه الله-.
وهي الآن من مقتنيات العلّامة السيد مهدي الشيرازي - حفظه الله - ورأيتها وصورتها في داره العامرة في النجف الأشرف فله منا وافر الاحترام والتقدير.
ص: 18
الصورة
ص: 19
الصورة
ص: 20
دِيْوَانُ الْوَقْفَ الشَّرْعيَّ
العَتَبَةُ العَسْكَرِیَّةُ المُقَدَّسَةُ
رِسَالَةُ فِي کِرَامَاتَ
السَيِّد المُجَدِّدِ الشِّیرازِيّ قدّس سرّه
تألیف
قُدْوَة الفُقَهَاءِ وَالمُجْتَهِدِيْن
المِيرْزَا مُحَمَّد حُسَيْن الغَرَوِي النَّائِیْنِي قدّس سرّه
تحقيق وجمع
مَرکَزُ تُراث سامِرّا
ص: 21
ص: 22
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأولين والآخرين، والمبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أبد الآبدين.
وبعد، فقد التمسَ مِنّي جناب العالم العامل، الورع التقي، المهذَّب الصَّفي، جنابُ الآقا ميرزا محمد الطهراني (2) - أيده الله تعالى - أن أكتب
ص: 23
بعض ما وصل إليّ بالطرق الصحيحة من الكرامات الظاهرة لسيدنا الأستاذ الأكبر؛ أستاذ البشر، ومجدد المذهب في القرن الرابع عشر، آية الله العظمى ونعمته الكبرى، حضرة الآغا الميرزا محمد حسن الشيرازي -قدس سرّه الزكي- ؛ لِيُثبته ويدرجه في مجموعته التي وضعها لذلك، فأجبتُه إلى ذلك.
[1]
فمن ذلك ما نقل لي شيخي المحقق الأورع الأتقى الأوحد، الشيخ محمد حسین، نجل المرحوم حجة الإسلام ووجه العصابة، العلّامة الشيخ محمد باقر الاصبهاني - قدس سرّهم - عن الزاهد العابد الورع التقي، الحاج ملّا علي محمد الأصبهاني النجف آبادي - طاب ثراه - قال :
كنتُ في بعض سِني إقامة السيد آية الله في النجف الأشرف قبل مهاجرته إلى سامراء، مواظباً على تلاوة سورة القدر في كل ليلةٍ من ليال شهر رمضان ألف مرة، فلمّا كانت الليلة الثالثة والعشرون فرغتُ من تلاوتها، وبعد أن قرب الفجر صعدتُ السّطح لمراقبته، فبينا كنتُ واقفاً أراقبُ الفجر، إذ عرضتْ لي حالة لا يمكنني توصيفها، وشاهدت في تلك الحالة مولاي الإمام السابع موسى بن جعفر - صلوات الله عليهما
ص: 24
وعلى آبائهما الطاهرين وأبنائهما المعصومين - وزيّ السيد آية الله وشمائله وهيئته، وشملتني من العناية ما لا يعلمه إلا الله، وبعد هنيئةٍ عدت إلى حالتي الأولى، وشاهدت الفجر.
ثم توجهت إلى المسجد (1) الذي كان المرحوم آية الله يصلي فيه بالناس؛ لإدراك فضيلة الجماعة معه.
وبعد أداء الفريضة قبلت يده الشريفة، فأخذ بيدي، وأمسكها طويلاً ثم توجه إليّ بوجهه الشريف(2)، وتكلّمَ بما يتضمن الإشارةَ إلى تلك الحالة والمشاهدة، وتلك العناية.
ص: 25
[2]
ومن ذلك ما حكاه المرحومُ العالم العامل، الورع التقي، الشيخ عبد الهادي البغدادي النجفي المعروف بشليلة - طاب ثراه - في حياة المرحوم حجة الإسلام، شيخ الطائفة، الشيخ محمد طه نجف قدّس سرّه عن لسانه في داره، أنّه قال توجهتُ لزيارة الإمامين العسكريين - سلام الله عليهما - قبل هذه السفرة الأخيرة بمدةٍ (1) ، وكنت مضطهداً بالنجف الأشرف أشد الاضطهاد.
ص: 26
فلما قدمت العسكر وفزتُ بالزيارة (1) ، جلستُ في الحضرة المقدسة، أو الصحن الشريف - الترديد منّي - مُفكراً في اضطهادي، وما يؤول إليه أمري، وتفآلْتُ بكتاب الله العزيز في ذلك، فخرجتْ الآيةُ المباركةُ: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(2)، فاطمأَنَّ قلبي وطابت نفسي من ذلك.
وفي صبيحة اليوم الثاني شرفني السيّد آية الله قدّس سرّه مُبْتَدِئاً على غير عادتهِ، وأخذَ يُكلّمني بما كنتُ متفكراً فيه من الاضطهاد، ثمّ تلا تلك الآية المباركة، مشيراً بذلك إلى أنها وعدٌ من الله، وهو لا يخلف الميعاد.
فزاد اطمئناني من ذلك، وتبيّنَ لي من كلماته الشريفة أنّ تكلُّمَه بما كان في نفسي وتلاوته للآية، لم يكن من محض الاتفاق والمصادفة، بل كانت كلماتُه الشريفةُ مشتملةً على ما يدفعُ هذا الاحتمال، وهو العالم بحقيقة الحال(3).
ص: 27
[3]
ومن ذلك ما سمعتُه (1) من العالم الفاضل، الورع التقي، الحاج الشيخ إبراهيم الطهراني التجريشي - طاب ثراه - في السنة السابعة عشرة بعد الألف والثلاثمائة من الهجرة المقدسة، قال:
وردتُ مع بعض الأفاضل على المرحوم حجة الإسلام ورئيس الملة الحاج الملا علي الطهراني الكَنِي قدّس سرّه، فقال في طيّ كلامِهِ ما يقرُب من ذلك: ألا تحبون أن أريكم اليوم ما هو عندي من النخب المخزون؟
فأَخَذَ بنا إلى كتابخانته الشريفة، وأخرج لنا كتاباً إليه بخطّ المرحوم السيد آية الله قدّس سرّه وخَتْمِه المبارك، وكان قد أودعه في محلّ ممتازٍ في غاية الاحترام. فأخذ الكتاب وقَبَّله ودَفَعه إلينا، وقال: إنّ لهذا الكتاب المبارك لشأناً عظيماً، و ]هو] (2) عندي بمنزلة الصادر عن الإمام أبي محمد العسكري - عليه وعلى آبائه الطاهرين أفضل الصلاة والسلام-. وكان في الكتاب توصية لبعض السادة الأجلّة من أهل قزوين.
ص: 28
فقال المرحوم الحاج ملّا عليّ إنّ هذا السيد قد غصب منه مُعظمُ أموالِه المهمة، وكان الغاصب من أعاظم رجال الدولة وبيت السلطنة، فجاء إلى طهران مشتكياً من ذلك عندي، وأقام في طهران مدة مديدة مستجيراً بي، ولكني كنت أعلم أنه لا يمكنني إزالةُ هذا الغاصب؛ لِعِظَمِهِ في رجال الدولة، وما أقْدَمْتُ في إغاثته لذلك إلى أن يئس منّي.
وعند ذلك توجه ثلاثةُ من أعاظم أصحابي إلى زيارة أئمة العراق سلام الله عليهم، منهم جناب السيد العالم العامل، السيد محمد تقي التنكابني -طاب ثراه - وآخران معه سمّاهما ولكنّى لا أحفظ أسماء هما الشريفة.
قال: فتوجه السيد المتظلّم المذكور معهم إلى الزيارة - وبمناسبة السيّد المعظّم التنكابني كان معهم وفي زمرتهم - وكان في الطريق يُكلّمهم في تظلّمه كثيراً ويقول:
إنّي زرتُ هذه الزيارة لأسْتَعْدي(1) حضرة آية الله الميرزا وأنا واثقُ منه بالعَدْوى(2).
قال المرحوم الحاج الملّا علي : إنّه نقل لي السيّد السند المعتمد المؤيّد،
ص: 29
السيّد محمد تقي التنكابني ومن معه: أنّ السيد المذكور كان معنا إلى ان وردنا العسكر، وفُزنا بزيارة الأئمة سلام الله عليهم.
وفي الليلة الأُولى لم نتمكن من زيارة حضرة السيّد آية الله، وفي الليلة الثانية - وهي الليلةُ التي نخرج في صبيحتها - يسر الله تعالى لنا ذلك،
والسيّد أيضاً معنا، فشكا من الغاصب المذكور بحضرته، واستعدى(1) منه وكنّا حاضرين، وذكر في أثناء استعدائه: «إني أقمتُ بطهران مُدّة مديدة مُستعدياً حضرة الآغا الحاج الملّا علي، ولم يُساعدني في استرداد ما غُصِبَ منّي»، فَسَأَلْنا حضرةُ آية الله عن سببه، وشرحنا له حقيقةَ الحال.
وبعد ما اطّلع على ذلك، قال: إذا كان حضرة الآغا الملّا علي لا يتمكن من استرداد هذه الظُّلامة، فلا يمكننى الدخول في ذلك؛ لأنّي لا أكتبُ إلى غيره، وهو غيرُ متمكّنٍ من الإغاثة.
وأيِسَ السيّد المذكور، فودّعناه وخرجنا من حضرته والسيد معنا، وتشرفنا إلى الحضرة المقدّسة، فأخذ السيّد بضريح الإمامين متوسلاً بالإمام أبي محمّد العسكري - عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام - وخرج عن حدّ الاستغاثة إلى مرحلة الجسارة وإساءة الأدب.
ص: 30
فاخرجناه إلى المنزل، وبِتنا تلك الليلة والسيد في غاية الحُزن والكآبة.
فلمّا كان وقت السحر وقُمنا لكي نتهيأ للارتحال، انتبه السيّد من نُومه فرحاً مسروراً ، وقال : إنّي رأيتُ العسكري - عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام - في منامي آنفاً، وقال لي بالفارسية: (آسوده باش به میرزا سفارش تو را کردیم) (1).
وبعد أن مضى من طلوع الفجر قليلاً سمعنا دقّ الباب، وعرفنا صوت المرحوم الشيخ عبد الكريم [ آل محي الدين ] - خادم السيّد آية الله وأمينه الذي لم يُعهد الزمان بمثله - وهو يسأل عنّا وعن منزلنا.
فورد علينا وبيده هذا الكتاب المبارك ودفعه إلى السيّد المذكور.
فنقل لي المرحوم الشيخ إبراهيم التجريشي : أنّ المرحوم حجّة الإسلام الحاج الملّا علي بعثَ بذلك الكتاب المبارك إلى السّلطان ناصر الدين شاه، وكتب إليه تمام القضية، واستردَّ ظلامةَ السيد في ذلك اليوم، واستردَّ الكتاب المبارك من السلطان وكان يعظمه ويقبله ويخزنه ويقول: إن هذا الكتاب للإمام أبي محمد الزكي العسكري - عليه أفضل الصلاة - وأوصيت أن يُجعل في كفني عند دفني. انتهى ما سمعته من المرحوم
ص: 31
التجريشي من هذه القضيّة. وقد نقلها هو بالفارسية، وترجمته ما حفظناه من ذلك بالعربية.
ولعمري إنّ صدور أمثال هذه الكرامات ليس منه بعزيز، فلقدْ شاهدنا من كمالاته النفسانيّة، وصفاته الإنسانية، وما خصّه الله تعالى من التأْييدات والتسديدات الغيبية، التي تَصُونُهُ عن الوقوع في ما لا ينبغي بمثله الوقوع به من الخطأ والاشتباه، ما هو أعظم من ذلك كلّه.
ومهما شككتُ في شيءٍ فلا أشكٍّ في أنّ تلك العناية الربانية التي كان تصونه عن المزلات مع تلك الرئاسة الكبرى - خصوصاً فيما كان ظاهرُه صلاحاً كلَّه، وله عاقبةُ سوءٍ لا يعْلمها إلّا العالم بعواقب الأمور - لم تكن اتفاقية، ولا عن حسن الفراسة والسياسة - لأنها كانت لاجتماعِ تمام جهات الصلاح الحاضر مقتضيةً للإقدام، دون العكس - بل كانت عناية ربانية، وموهبةً إلهيةً قد أكمل الله تعالى بها مقام نيابته عن الأئمة الطاهرين -صلوات الله عليهم أجمعين-.
ولولا أني شاهدت ما شاهدته من ذلك بعِياني - في العشر سنوات الأخيرة (1) التي منّ الله تعالى علّي بإدراك صُحبَتِه فيها - ويخبرني أوثقُ
ص: 32
الناس وأدقهم نظراً، وأكملهم فراسةً، لكان محمولاً عندي على المبالغة، وكنت لا أصدّق أن ينال تلك المنزلة إلّا بالعصمة، و «ذُلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ»(1).
[4]
ولقد رأيتُ في الطيف بعد(2) رحلته بأشهرٍ، كأنّي مع جمعٍ كثير من العلماء وغيرهم في مجلسٍ عظيم منعقدٍ في سُرَّ من رأى - على مُشرّفها أفضل الصلاة والسلام - وفينا رجلٌ نحسبه كأحدنا، فخرج ذلك الرجل من بيننا وفارقنا، فالتفتنا بعد مفارقته أنّه كان من أنبياء بني إسرائيل، وما عرفناه حقّ معرفتهِ، ولا أدّينا حقّ نُبُوّتهِ، وتأسفنا من ذلك، وأخذنا يلاوِمُ بعضُنا بعضاً .
وبينا نحن كذلك إذ نادانا منادٍ قائلاً: إنْ فاتكم ذلك النبيُّ المُعظم فالآن يَرِدُ عليكم نبيُّ آخر بني إسرائيل، ولكنّه دون منْ فاتكم في نُبُوّته.
ص: 33
وبعد أن سمعتُ ذلك أخذتني الحيرة في ذلك، وأنّه كيف [يكون] (1) نبيٌّ من الأنبياء السابقين إلى زماننا هذا؟ وكيف يجتمعُ ذلك مع ختم النبوّة بنبيّنا صلّی الله علیه و آله.
وبينا أنا في هذه الفكرة، إذ دخل النبي المُبَشِّر بِوُروده علينا، فإذا هو حجةُ الإسلام وشيخُ الطائفة الشيخ محمد طه نجف قدّس سرّه سالماً عيناه(2)، ومذ رأيتُ جنابه وعلمت أنه المُبشّر بوروده علينا، ارتفع ما كنتُ فيه من الحيرة، وعلمتُ أنّ هذا هو الذي أخبر به نبيّنا صلى الله عليه وآله بقوله: (علماءُ أُمّتي كأنبياء بني إسرائيل) (3).
ووقع في قلبي قُرْبُ رحلة سيّدنا آية الله قدّس سرّه ، وأنّه هو النبيُّ السابق الذي فاتنا وما عرفناه حقّ معرفته، ولا أدّينا حق نبوّته، مع سبق معرفتي بما كتبتُ آنفاً من كمالاته وتأييداته الرّبانيّة، فاستقبلتُ المرحومَ الشيخ محمد طه قدّس سرّه وجلستُ معه، وجرتْ بيني وبينه مذاكرةٌ علميةٌ توافقنا فيها على تعيّن القصر في الأربعة فراسخ لمن يريد الرّجوع لغير يومه(4)، وقد وافَقَتِ
ص: 34
الرؤيا لليقظة في ذلك، فذكرتُ له بعد أن تشرفتُ بخدمته في النّجف الاشرف جميع ما جرى بيننا في المنام من تلك المذاكرة، وكان كلّما ذكرتُ جملة منها يقول: (عجيب ! طيفُ ينبئني بما في نفسي!)، قالها مراراً عديدة قدّس سرهما وأسرار جميع أسلافنا الصالحين، ووفقنا لأن نكون خيرَ أخلافٍ لهم، بالنبي وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وكتبهُ بيُمناهُ الدائرة أحوج البريّة إلى رحمة ربّهِ الغنيّ، محمدُ حسين الغروي النائيني في سُرَّ من رأى - على مشرّفها أفضل الصلاة والسلام - في الرابع عشر من شهر رجب 1338 ه-(1).
استنسختُها من خطّه في الرابع عشر من شهر ذي الحجّة الحرام سنة 1360(2).
ص: 35
ص: 36
ص: 37
ص: 38
حدّث آية الله السيد الميرزا علي آقا الشيرازي: أنّه زار العالم الجليلُ الخطيب الأوحد الحاج آقا رضا الهمداني - المِصْقعُ المفوّه الشهير صاحب التأليف الممتعة، أيّامَ والدِهِ الإمام المجدّد - الأعتابَ المقدّسة بالعراق، وكان معه أهله وحاشيته وخدمته في لفيف حاشد.
وكان عنده حوالة خمسمائة ليرةٍ على تاجرٍ يهوديّ في بغداد لينفقها عليه وعلى من يعوله.
فالتقى في بغداد مع المحوّل عليه، وكانت للحوالة مدّةٌ معيّنةٌ.
فقال له : ائتني عند الأجلِ واستلمها.
فانكفأ عنه إلى الكاظمية، ومعه بقايا ممّا اتخذه لنفسه من النفقة، فزار الحرم القدسي بها، ويمّم سامراء ليزور مشهدها المقدس، ثم زار هناك السيد المجدّد ولم يك بينهما سابقة خاصة غير المرجعيّة العظمى التي كانت
ص: 39
تربطُ العالم به .
فقدّم له السيد صرةً امتنع الشيخ من قبولها؛ مظهراً عدم حاجته.
فقال له السيد : إنها من خالص مالي، ولا بأس بها، وليستْ من الحقوق الإلهية. فأبدى له الحوالة، وأنّه في غنى، فلم يزلْ به السيد حتى قبلها، وفيها مئة وخمسون ليرة، ثم ارتجع الشيخ إلى الكاظمية وتوجه إلى بغداد ليستلم المبلغ، فرأى اليهوديّ قد انتكث عليه أمرُ تجارته، والناسُ مزدحمون عليه لاستيفاء حقوقهم.
فقال له: إن كنتَ تحبُّ الحصول على قصدك فأمهلني إلى كذا، فلم يجدْ بُداً من الإمهال.
والتفتَ إلى أنّه لم يبق من بقية نفقته إلّا ما يوصله إلى اليهودي يومذاك؛ بحيث لو لم تكن تلك الصرة لاحتار في أمره وبقى صِفَرَ الكفّ.
فرجع إلى الكاظمية، ثمّ أمّ كربلاء، ثم النجف الأشرف هو ولفيفه وخدمُه، ومكثوا فيهما ما شاء الله لهم.
ثم رجع صلّی الله علیه و آله إلى الكاظمية، ولم يبق عنده مما في الصرة إلا ما يوصله إلى اليهودي، فوصل إليه، واستوفى منه حوالته.
ص: 40
فعلم رحمه الله أن السيد قدّس سرّه إنما قدّم الصرة لهذه الغاية، وأنه بإرشاد إلهي(1).
ص: 41
حدّث النطاسي(1) المحنك الورع الميرزا محمد صادق حافظ الصحة: أنه قدم سامراء على عهد الإمام المجدّد الشيرازي، وكان السيد محموماً، فعالجه فبرئَ.
ثم بلغه أنه قد عاودته الحمى، فيممه في داره ليكرر العلاج.
قال: فأخذت الكفن الذي كنت أعددته لنفسي ليكتب عليه شيئاً أتبرك به عند الموت، ونويتُ أن أسألهُ ما أَدْمِنهُ في قنوت الوتر من الدعاء المجرّب.
قال: وكنتُ قبل هذا مدمناً بقراءة دعاء أبي حمزة الثُّمالي عن سیّدالعابدين علیه السّلام المعروف لأسحار شهر رمضان.
قال: دخلت عليه وهو محموم ، فقال لي من غير أن أبدأهُ بشيءٍ : ناولني ما عندك أكتب فيه، والتزمْ بما أنت مدمنه في قنوتِ وتركِ.
حدّث بهذا سيدنا آية الله العظمى السيد الميرزا علي آقا خَلَفُ الإمام المجدد المذكور - دامت إفاضاتُهُ - عنه(2).
ص: 42
حدّث السيد عبد الحسن اللاري التُسْتَري، قال: يممنا زيارة الأئمة علیهم السّلام بسامراء على عهد الإمام المجدّد الشيرازي، فقضينا الوطرَ من زيارتهم وزَوْرتِهِ، ولدى الانصراف أعطاني كتاباً في غلافه، وقال: إذا وصلتَ إلى الكاظمية فليكنْ أول ما تفعله أن توصل هذا الكتاب إلى السيد جعفر - وهو خادم مزارٍ في (فال أسير ) من أعمال شيراز، وهو رجل قصيرُ القامة، حسنُ البِزّة، له لحيةٌ بيضاء – وتخبره: أني حوّلت على آقا محمد إسماعيل ( وكيله بالكاظمية) حوالة .
قال: فانكفأْنا إلى الكاظمية، وفي أول ورودي دخلت الصحن الشريف أرقبُ الرجل، فإذا شيخ علويٌ خرج من الحرم الشريف، فرأيت فيه ما وصفه السيد به، فناديته باسمه، فأتاني فاستخبرتُهُ فإذا هو هو، وناولته الكتاب ، وأخبرته بحوالة السيد له.
قال: فخنقته العبرةٌ ودمعت عيناه، فسألته عن ذلك، فقال لي : أنا زائر سُرِقَتْ نفقتي ها هنا منذُ ليلتين، وكنت قد زرت سامراء ومعي ما يكفيني عشرة أيام، فلم أتوقع من الإمام المجدد شيئاً، وانتهى عزمي إلى أن أودّع
ص: 43
أهلي في المنزل، ويقوم بأمرهم صاحبُهُ، وأقصدَ الإمام المجدد بسامراء، فلعله يكون عنده نُجْعَةٌ لي، وكنتُ نويتُ المضيَّ الساعة راجلاً ، وهذا السيد بعث إليّ المال قبل علمه بحالي.
قال السيد عبد الحسن: فدللتُهُ على آقا الحاج محمد إسماعيل، فقبض ما كان له(1).
ص: 44
حدَّثَ الحاج حيدر خان «الباشي» الطَّهراني أنه كان في تشييع العلّامة الأكبر الحاج الميرزا حسن الآشتياني لما توفي مع عامةِ الطهرانيّين، وكانوا قد قرّروا مع أهل بلدِ «عبد العظيم»(1) حتى يأتوا بها إلى مستودِعِه من الحرم المقدس.
فصادف أن ثارت هناك فتنةٌ بين الفريقين على حمل الجنازة و تلاكُمٌ، وبعد هناتٍ خمدتِ الفتنة، وأُودع الفقيدُ في مستودعه.
قال الراوي: فأتيتُ إلى رباط في البلد واضطجعتُ في غُرفةٍ من غُرفها؛ لِما بيَ من التعب، وألَمِ الضَّرب، وآثار التَّلاكُم، في أَنْةٍ وحَنَّة. وكان بمقربةٍ من الرّباط عَطّار يُسمّى: الحاج السيّد إبراهيم، فأتاني وسألني عن أمري، فاخبرته عمّا اعتراني.
فأخذ يُسلّيني ويُسكِّنُ ما بي بتعقُّبِ ذلك الأجرُ، ثمّ أخبرني عن نفسه، قال: حججتُ فسُرِقَتْ نفقتى في مكّة وبقيتُ صِفْرَ الكفِّ، فكلّما الححتُ على الرِّفاق من الحجيج في الاستدانةِ منهم لأقضي حجّي، فلم أجدْ مِنهم
ص: 45
رِفقاً بي، أو أخذاً بيدي، وقالوا لي : أنتَ ابْنُ رسول الله صلّى الله عليه واله ، و هذا البيتُ فاقصدْهُ وخُذْ ما يُقيمُ أمرك.
قال: فأتيت في البيت وأخذتُ أستارهُ مُنْقطِعاً الى ربِّة، فبينا أنا في التضرُّع والمسألة فإذا برجل في زيِّ العلويّين فأعطاني 11 ليرةً عثمانيّة، وقال لي: هذه مؤونتُك إلى الكاظميّة، فإذا دخلتها فاقصد سامرّاء، وأذهب إلى الحاج الميرزا محمّد حسن الشيرازي ، وقُل له: يقول لك السيِّد مهدي: أعطني - يعني حامل الرسالة السيّد إبراهيم العطّار - مُؤنةَ الطّريق إلى طهران، بعلامةِ يوم كَنَسْتَ فيه البقعة الزينبيّة أنت، وأخذ القُمامة الحاج ملّا علي الكَنِي.
قال: فأخذتُ منه المال المذكورَ ولم ألتفت إلى شيءٍ، وأخبرتُ رِفاقي بانّي أخذتُ كفاية سفري .
فأتيتُ الكاظميّة، ويمَّمت سامرّاء ودخلتُ على الإمام المجدّد الشيرازي، وكان الزائرون يزدلفون إليه في زُحام، فلمّا دخلتُ من باب البيت ناداني باسمي : هَلُمَّ إِليَّ سيد إبراهيم، لقد جئتنا بعلامةٍ.
فدنوت منه، وأعطاني مئة تومان، وقال لي: أقرئ سلامي إلى الحاج ملّا علي بطهران. قال: فانكفَأتُ إلى طهران، و بعدَ ثلاثة أيّامٍ تطلَّبْتُ العلّامة
ص: 46
الحاج ملّا علي، والتقيتُ معه في أحدِ مزاراتِ طهران، و قلتُ لهُ : لي معك كلامٌ، فانبسط لسماعه، فأخبرته بالخبر منذُ عهدي بمكّة إلى حين كلامي معه .
فلمّا وصلتُ إلى قول الإمام المجدّد: أقرئ الحاج ملّا علي منّي السلام، انقلب حالُهُ، وقال: إنّ الميرزا أخبرك بالأمر قبلَ أن تُعْلِمَهُ، وأنا لا ألتفت إلى الأمر حين أنَّك تُخْبرُ به؟! لكن عليك بإخفاء هذا السرِّ مادام الحاجّ الميرزا حسن الآشتياني حيّاً، فإنّه لا يعلمُ به من النَّاسِ أَحدٌ غيرَهُ، وإن أخبرتَ به أحداً قبل وفاته فإنّك تموت من فَوْرِك، فكتمته والآن أنا مُخبرُك إذ ماتَ الآشتياني قدّس سرّه .
قلتُ : لم يَمُرَّ الإمام المجدّد في حجّهِ بالشام، ولا شاهد البقعةَ الزينبيّة؛ لأن طريقه كان على البرّ، وبين جَبَلي طيّ الموصلِ إلى حائِلٍ(1) فالمدينَةِ، وسالكُهُ لا يمرُّ بالشام، وكذلك الحاج ملّا علي على ما نُقِلَ.
ص: 47
فكانت تلك الخدمة منه في عالم الغيب، وعلى وجه الكرامة، كما أن إخبار السيد عند دخوله عليه بالعلامة كرامةُ أُخرى، والكرامةُ الأُولى يشاركُهُ فيها العلّامة «الكني»، وله كرامةٌ أُخرى في قوله: «وإن أخبرتَ به أحَداً ... إلخ(1).
ص: 48
حَدَّثَ السيد عبد الحسن اللّاري، قال: لقيتُ رجلاً من أهل خراسان في كربلاء أيّام الإمام المجدد الشيرازي، فحدَّثني من عجيب ما عنده في سفره ذلك، قال: إنّه سُرقَتْ نفقتي في كرمانشاه، فلم أَبْدِ ذلك للرفاقِ، واستدَنْتُ منهم إلى أن بلغ بي السيرُ إلى سامرّاء.
وبعد الزيارة دخلتُ على الإمام المجدّد وجلستُ إلى جانب من البيت، والناسُ يزدلفون إليه بين سائل ومُعطٍ، ومُستنجدٍ ومُسترفدٍ، وكنت مُطأطئ الرأس ممّا بي من الضجر وانتكاثِ الأمر.
وكلّما كنتُ أرفعُ رأسي أراه يَحُدُّ النظرَ إليّ، فأطرقُ حياءً منه، حتى ناداني، وقال: مالَكَ يا خراساني ؟ لا تهتمَّ وإن سُرقَت نفقتك. وأعطاني ثلاثين توماناً، وقال: أنفِقْها على نفسك، وزُرِ المشاهد المقدّسة، وإنّك ستُلاقي في أول ورودك كربلاء المشرفة في البَهْو «إيوان» أمام الحضرة الحسينية - على مشرِّفها السلام - الحاج فلان ومعه حوالةٌ مئة تومان أرسلها اليك أخوك.
قال: ثمّ دخلت كربلاء، وفي اليوم الأول التقيتُ مع الرَّجل في البَهْو واستَلَمتُ المال(1).
ص: 49
حدّثني الفاضل الثقة السيد الحاج الميرزا علي أصغر شيخ الإسلام الطباطبائي التبريزي، في داره بتبريز، في 27 جمادى الآخرة سنة 1320 عن ابن عمّه – الوافد إلى ربه، النّطاسيُّ المحنّك الحاج الميرزا مسعود خان، وكان من المولعين بالدّيانة - : إنّه لمّا زار الأعتاب المقدّسة بالعراق ركّب معجوناً نافعاً، نوى إهداءَهُ للإمام المجدّد الشيرازي قدّس سرّه بسامراء ، لِما كان يَبْلُغُهُ من الضَّعْفِ في مزاجه.
قال : فيمّمت زورتَه، وأنا بسرّ من رأى، والناسُ محتشدون على بابه زُرافات وكراديس ، حتى خرج الإذن، فدخلت في من دخل، والزُّوّار يتداكُون عليه مقبِّلين أنامله، ومتبرّكين به، حتى تمثّلت بين يديه ، إذ أُتيحت لي الفرصة لتقبيل يده المباركة.
فلمّا بصر بي أمسك يدي في يده هُنيهَةً وقال لي : أنت الميرزا مسعود الطبيب ؟ قلت : نعم.
فقال : أتيتني بمعجونٍ عندك ؟
قلت: نعم.
ص: 50
فاستولى عليه التعجب إذ أَخبر عن اسمه وأنّه هو ولمّا يره ، ونَبَّأَهُ عن معجونه ولمّا يخبر به أحداً، وما ذلك من أولياء الله بعيد.
ولهذا الإمام من أمثال هذا شيء كثار(1).
ص: 51
حكى سيّدُ الطائفةِ آيةُ الله العظمى السيَد الميرزا علي آقا الشيرازي (دامت إفاضاته) أنّ العلّامة الأوحد الحاج الميرزا إبراهيم الخوئي - شهيدُ الانقلاب بدستوريّة (1) إيران سنة 1325ه-، صاحب التآليف الممتعَة - في إحدى وفَداته إلى الأعتابِ المقدَسةِ بالعراق، التقى معَ والدِهِ الإمام المجدّد الشيرازي قدّس سرّه في أحد النَّوادي، أو في ديار السيّد المجدِّد - والترديدُ منّي - بسامرّاء، فجرى ذكرُ فرعٍ من الفروع الفقهيةِ، فاختارَ السيّد فيهِ وَجْهاً، وخالفَهُ العلّامةُ الخوئي، فافترقا على ذلك. ثم قَفَل الشيخُ إلى الكاظميّة، والإمام المُجدِّد عَطفَ إلى المسألة نظرةً ثانية، وانكشف لديهِ أنَّ الحقَّ مع مُناظرِه العلّامة الخوئي، وهو قَد غادَرَ سامرّاء، فأرسلِ إليهِ مِن فَوْرِهِ مَنْ يُنْبِتُهُ أنَّ الحَقِّ مَعَهُ ، وأنّ السيّد قد عَدَلَ عن نظريّتِهِ الأولى.
نَعمْ، هكذا يكونُ الإنصافُ ، وهكذا تكونُ النفوس الكبيرةُ الممرَّنَةُ بالرّياضاتِ الشرعيّة، المهذِّبةِ بالأخلاقِ الدّينيّة(2).
ص: 52
الأوردبادي، الشيخ محمد علي الغروي (ت 1380ه-)
1- موسوعة الأوردبادي، تحقیق: السید مهدي آل المجدد الشيرازي، بنظر ومتابعة: مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، ط 1، 1436 ه- - 2015م، دار الكفيل - العراق - كربلاء المقدسة، الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
الحكيم، الفقيه الأعظم السيد محسن الطباطبائي (ت 1390ه-)
2- حقائق الأصول، منشورات مكتبة بصيري - قم – ارم.
الزمخشري محمود بن عمر بن محمد (ت 835ه- )
3- أساس البلاغة، 1960م، الناشر : دار ومطابع الشعب - القاهرة.
السماوي، الشيخ محمد طاهر (ت 1370ه-)
4- وشائج السراء في شأن سامراء، قدم لها مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
ص: 53
الطهراني، العلّامة آقا بزرك (ت 1389ه- )
5- هدية الرازي إلى المجدّد الشيرازي، تحقيق: مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
6- طبقات أعلام الشيعة، ط 1 ، 1430ه-، الناشر : دار إحياء التراث العربي - لبنان - بيروت.
الصدر، السيد حسن صدر الدين الكاظمي (ت 1354ه-)
7- تكملة أمل الآمل تحقيق حسين علي محفوظ وآخرين، ط1، 1429ه-، الناشر : دار المؤرخ العربي - لبنان – بيروت.
المطهري، الشيخ مرتضى ت (1980م)
8- العدل الإلهي، ترجمه إلى العربية : محمد عبد المنعم الخاقاني.
مغنية، العلّامة محمد جواد (ت 1400ه-)
9- مع مع علماء النجف الشرف، تحقيق وتصحيح رياض الدباغ.
المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام (ت 413 ه- )
10- أوائل المقالات تحقيق الشيخ إبراهيم الأنصاري، ط2، 1414 -1993 م، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان.
ص: 54
النقوي، العلّامة السيد علي نقي (ت 1408ه-)
11- أقرب المجازات إلى مشايخ الإجازات تقديم السيد محمد رضا الجلالي، أعده ووضع فهارسه: مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
12- إجازات الرواية ،والاجتهاد :تحقيق مركز إحياء التراث التابع لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، ط 1، 1440ه- - 2019م، دار الكفيل - كربلاء المقدسة - العراق.
النوري العلّامة ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه- )
13- مستدرك الوسائل، تحقيق: مؤسسة آل البيت علیهم السّلام لإحياء التراث، ط 1 ، 1408 - 1987م، الناشر: مؤسسة آل البيت علیهم السّلام لإحياء التراث – بيروت - لبنان.
ص: 55
ص: 56
ص: 57
ص: 58
الفهرس
مقدمة المركز ... 7
منهج التحقيق ... 15
رسالة الشيخ النائيني قدّس سرّه ... 20
القصة الأولى. .. 21
القصة الثانية ... 26
القصة الثالثة ... 28
القصة الرابعة ... 33
ملحق لبعض كرامات السيد المجدد الشيرازي قدّس سرّه ... 37
القصة الأولى ... 39
القصة الثانية ... 42
القصة الثالثة ... 43
القصة الرابعة ... 45
القصة الخامسة ... 49
القصة السادسة ... 50
القصة السابعة ... 52
مصادر الكتاب ... 53
ص: 59
1. كتاب «رسالة حدوث العالم تأليف الشيخ محمد باقر الاصطهباناتي قدّس سرّه ، تحقيق مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
2. كتاب «معالم العبر في استدراك البحار السابع عشر»، تأليف الميرزا حسين النوري قدّس سرّه (طبع لأول مرة).
3. كتاب «مقدمة الذريعة إلى تصانيف الشيعة»، تأليف الشيخ آقا بزرك الطهراني قدّس سرّه ، تحقيق مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
4. كتاب «رسائل من إفادات المجدّد الشيرازي قدّس سرّه »، تحقيق الشيخ مسلم الرضائي بمراجعة وتدقيق مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
5. كتاب «رسالة في أحكام الجبائر»، تقريراً لبحث السيد المجدد الشيرازي قدّس سرّه بقلم السيد محمد الساروي، تحقيق مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة )
6. كتاب «رسالة في حكم الخلل الواقع في الصلاة» تقريراً لبحث السيد المجدّد الشيرازي قدّس سرّه ، بقلم الشيخ آقا رضا الهمداني قدّس سرّه ، تحقيق مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
7. كتاب «مآثر الكبراء في تاريخ سامراء (ج4)، تأليف الشيخ ذبيح الله المحلاتي رحمه الله ، تحقيق: مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
8. كتاب «مجموعة رجالية وتاريخية، تأليف الشيخ آقا بزرك الطهراني قدّس سرّه ، تحقيق السيد جعفر الحسيني الإشكوري (طبع لأول مرة).
9. كتاب «نزهة القلوب والخواطر في بعض ما تركه الأوائل للأواخر»، تأليف الميرزا محمد بن عبد الوهاب الهمداني الملقب بإمام الحرمين، تحقيق الشيخ محمد لطف زاده، مراجعة وتدقيق: مركز تراث سامراء. (طبع لأول مرة).
10 . كتاب الإمام علي الهادي علیه السّلام عمر حافل بالجهاد حافل بالجهاد والمعجزات» تأليف الشيخ علي الكوراني، أعده وخرّج مصادره مركز تراث سامراء.
11 . كتاب «سامراء في الإرشيف الوثائقي العثماني»، من إعداد مركز تراث
ص: 60
سامراء (طبع لأول مرة).
12 . كتاب سامراء في السالنامات العثمانية، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
13 . كتاب «سامراء في لغة العرب»، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
14. كتاب «سامراء في مجلة سومر»، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
15 . كتاب قوافي الولاء من الكاظمية إلى سامراء»، للأستاذ عبد الكريم الدباغ طبع لأول مرة.
16 . كتاب زيارة أئمة سامراء علیهم السّلام، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
17 . كتيب دليل معرض فاجعة سامراء»، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
18 . كتيب مناقب أئمة سامراء علیهم السّلام من طرق العامة»، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
19. كتيب «نصائح سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله للشباب المؤمن»، من إعداد مركز تراث سامراء.
20 . كتيب «نصائح سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله للمقاتلين في ساحات الجهاد» ، من إعداد مركز تراث سامراء.
21 . كتيب قبسات من حياة أئمة سامراء للام ، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
22 . «كتيب تعريفي بمركز تراث سامراء»، من إعداد مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
23 . كتيب دليل الزائر لمرقد الإمامين العسكريين عليهماالسّلام في مدينة سامرّاء
ص: 61
المقدسة»، إعداد مركز تراث سامراء.
24 . كتاب «عصمة الحجج»، تأليف السيد علي الحسيني الميبدي، تحقيق الشيخ ستار الجيزاني، مراجعة وتدقيق: مركز تراث سامراء. (طبع لأول مرة).
25. كتاب »مباحث من كتاب الطهارة»، تأليف آية الله السيد إبراهيم الدامغاني قدّس سرّه ، تقريراً لبحث آية الله المجدّد السيد محمد حسن الشيرازي قدّس سرّه ، تحقيق الشيخ كريم مسير، مراجعة وتدقيق: مركز تراث سامراء. (طبع لأول مرة).
26 . كتاب «ذخيرة في تحقيق دليل الإنسداد»، من إفادات السيّد المجدّد الشيرازي، بقلم المحقق الآخوند الخراساني (صاحب الكفاية)، تحقيق الشيخ محمد الحاج محسن الجعفري، مراجعة وتدقيق مركز تراث سامراء (طبع لأول مرة).
27 . كتاب «العتبة العسكرية المقدسة في الإرشيف الوثائقي العثماني»، جمع وترجمة د. سامي المنصوري، تدقيق ومراجعة مركز تراث سامراء.
28. كتاب «مقدمة الذريعة إلى تصانيف الشيعة»، تأليف الشيخ آقا بزرك الطهراني قدّس سرّه ، تحقيق مركز تراث سامراء (طبعة ثانية منقحة).
29. كتاب «البيع»، تأليف آية الله السيّد إبراهيم الدامغاني قدّس سرّه ، تقريراً لبحث آية الله المجدّد السيّد محمد حسن الشيرازي قدّس سرّه ، تحقيق الشيخ سلام محمد الناصري، مراجعة وتدقيق مركز تراث سامراء.
30. كتاب «سامرّاء في مجلة سومر / ج 2»، إعداد مركز تراث سامراء.
31. كتاب «شرح اللمعتين»، تأليف آية الله الشيخ عباس بن حسن آل کاشف الغطاء قدّس سرّه ، تحقيق محمد جليل الحسناوي، تدقيق ومراجعة مركز تراث سامراء.
32. كتاب «اللوامع الحسنية»، تأليف السيد حسن صدر الدين الكاظمي، تحقيق الشيخ إبراهيم الجوراني، تدقيق ومراجعة مركز تراث سامراء.
ص: 62
33. بحوث المؤتمر العلمي الأول الإمام الهادي علیه السّلام عبق النبوة وعماد السلم المجتمعي» (ثلاثة أجزاء).
34 . كتاب سامراء في تراث الكاظميين وآثارهم في القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر، تأليف الأستاذ عبد الكريم الدباغ، مراجعة وتدقيق مركز تراث سامراء.
35. كتاب مباحث من كتاب الزكاة، تقريراً لبحث السيد المجدّد الشيرازي قدّس سرّه ، بقلم العلّامة الفقيه الشيخ أسد الله الزنجاني، تحقيق مركز تراث سامراء.
36. رسالة في كرامات السيد المجدّد الشيرازي قدّس سرّه . تأليف : قدوة الفقهاء والمجتهدين الميرزا محمد حسين الغروي النائيني قدّس سرّه.
الكتب التي ستصدر قريباً
1. فهرس تراث حوزة سامراء.
2. ببليوغرافيا الإمامين العسكريين علیهماالسّلام.
3. ببليوغرافيا سامراء.
4. العسكريان علیهماالسّلام في الشعر العربي .
5. مكتبات سامراء الرائدة: وتتضمن:
أ. مكتبة المجدّد السيد محمد حسن الشيرازي.
ب. مكتبة الشيخ محمد تقي الشيرازي.
ج. مكتبة الإمام المهدي العامة.
د. مكتبة الشيخ محمد حسن كبة.
ص: 63
كتب قيد التحقيق والتأليف
1 - رسالة مقدمة الواجب، تأليف السيد هاشم بحر العلوم قدّس سرّه ، تقريراً لبحث آية الله المجدّد السيد محمد حسن الشيرازي قدّس سرّه .
2 - مآثر الكبراء ج 5 ، تأليف العلّامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه .
3- مآثر الكبراء ج 6 ، تأليف العلّامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه.
4 - مآثر الكبراء ج 7، تأليف العلّامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه.
5 - مآثر الكبراء ج 8، تأليف العلامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه .
6 - مآثر الكبراء ج 9 ، تأليف العلامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه.
7- مآثر الكبراء ج 10 ، تأليف العلامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه .
8. مآثر الكبراء ج 11 ، تأليف العلامة الشيخ ذبيح الله المحلاتي قدّس سرّه.
9- نكت الرجال على كتاب منتهى المقال، تأليف آية الله السيد صدر الدين الكاظمي قدّس سرّه.
10 - علماء تتلمذوا في سامراء.
11 - وثيقة الفقهاء، محمد باقر البيرجندي.
12 - حواشي على نجاة العباد، عدة من العلماء.
13 - حاشية المكاسب، الشيخ محمد تقي الشيرازي. -
ص: 64