بسم اللّه الرحمن الرّحیم

اللّهم صلّ علی محمّد و آل محمّد

اللّهمّ كن لولیّك الحجّة بن الحسن العسكري

صلواتك علیه و علی آبائه في هذه الساعة و في كلّ ساعة

ولیّاً و حافظاً و قائداً و ناصراً و دلیلاً و عیناً حتی تسكنهُ

أرضك طوعاً و تمتّعه فیها طویلاً

اللّهم لاتحرمنا خیره و رأفته و دعائه

ص: 2

الصورة

ص: 5

الصورة

ص: 6

2- فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يحْبَرُونَ(1). «15» (الروم)

ص: 8

3- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ(1) لَهُمْ مَا يشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. «22» (الشوری)

4- انّ یوم القیامة یقصر علی المؤمنین حتی یكون كما بین العصر الی المغرب.

و انهم لیقیلون فی ریاض الجنة حتی یفرغ الناس من الحساب.

و ذلك قوله تعالی: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يوْمَئِذٍ خَيرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا.(2)

(راجع: الدر المنثور ج 5 ص 67 و روح المعانی فی تفسیر القرآن ج 10 ص 10 و الكشف و البیان عن تفسیر القرآن ج 7 ص 130 و تفسیر القرآن لابن كثیر ج 6 ص 96)

ص: 9

30- (من جملة ما جاء فی فقرات بعض الدعوات و المناجات):

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ أَسْرَعَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي الْعُلَى.

وَ خَطَطْتَ هِمَمُهُمْ فِي عِزِّ الْوَرَى.

فَلَمْ تَزَلْ قُلُوبُهُمْ وَالِهَةً طَائِرَةً حَتَّى أَنَاخُوا فِي رِيَاضِ النَّعِيمِ.

وَ جَنَوْا مِنْ ثِمَارِ النَّسِيمِ.

وَ شَرِبُوا بِكَأْسِ الْعَيْشِ.

وَ خَاضُوا لُجَّةَ السُّرُورِ.

وَ غَاصُوا فِي بَحْرِ الْحَيَاةِ.

وَ اسْتَظَلُّوا فِي ظِلِّ الْكَرَامَةِ.

آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِين. (بحارالانوار ج 91 ص 126)

43- قال امیرالمؤمنین عليه السلام : مَنْ رعی(1)

زَهْرَةَ الْعِلْمِ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكْمَةِ.

وَ مَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكْمَةِ وَرَدَ رَوْضَةَ الْحِلْمِ

وَ مَنْ وَرَدَ رَوْضَةَ الْحِلْمِ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ

وَ عَاشَرَ النَّاسَ وَ هُمْ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ. (معدن الجواهر و ریاضة الخواطر للشیخ الكراجكی (رحمه اللّه) ص 91)

52- قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : اذا رأیتم ریاض الجنة فارتعوا فیها.

قیل: ما هی؟

قال صلی اللّه عليه وآله وسلم : مجالس الذكر (مستدرك الوسائل ج 5 ص 395 نقله عن لب اللباب)

53- قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : ارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

فَقَالُوا: وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : الذِّكْرُ غُدُوّاً وَ رَوَاحاً فَاذْكُرُوا. (ارشاد القلوب ج 1 ص130 الباب 14)

54- روی ان النبی صلی اللّه عليه وآله وسلم :خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ

قَالُوا: - يَا رَسُولَ اللَّهِ - وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَجَالِسُ الذِّكْرِ. اغْدُوا وَ رُوحُوا وَ اذْكُرُوا. (اعلام الدین ص 275)

55- َ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم :خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ :ارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

قَالُوا: -يَا رَسُولَ اللَّهِ- وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَجَالِسُ الذِّكْرِ. اغْدُوا وَ رَوِّحُوا وَ اذْكُرُوا. (عدة الداعی ص 253)

56- قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : إِذَا مَرَرْتُمْ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا.

قَالُوا: - يَا رَسُولَ اللَّهِ - وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : حَلَقُ الذِّكْرِ.(1)

فَإِنَّ لِلَّهِ سَيَّارَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَطْلُبُونَ حَلَقَ الذِّكْرِ فَإِذَا أَتَوْا عَلَيْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ. (منیة المرید ص 106)

57- (من جملة ما قاله امیرالمؤمنین عليه السلام فی حدیث النفس): - ایتها(2) النفس – اخلصی لیلك و نهارك بالذاكرین لعلك ان تسكنی ریاض الخلد مع المتقین(3) ... (البلد الامین ص 318 و المصباح للشیخ الكفعمی (رحمه اللّه) ص 497)

ص: 24

64- أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عليه السلام عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ.

غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ

وَ مَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ.

غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ

وَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ

وَ مَنْ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.

غَرَسَ اللَّهُ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ

فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: - يَا رَسُولَ اللَّهِ- إِنَّ شَجَرَنَا فِي الْجَنَّةِ لَكَثِيرٌ

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : نَعَمْ.

وَ لَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا عَلَيْهَا نِيرَاناً فَتُحْرِقُوهَا

وَ(1) ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ. (الامالی للشیخ الصدوق (رحمه اللّه) ص 705 المجلس 88 ح 16 و ثواب الاعمال ص 26 و جامع الاخبار ص 141 و عدة الداعی ص 263 و اعلام الدین ص 359)

ص: 27

75- حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا وَ هِيَ مِظَلَّةٌ عَلَى الدُّنْيَا.

مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا اجْتَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ. (معانی الاخبار ص 256)

76-قال رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : إِيَّاكَ وَ الْبُخْلَ فَإِنَّهُ عَاهَةٌ لَا تَكُونُ فِي كَرِيمٍ.

إِيَّاكَ وَ الْبُخْلَ فَإِنَّهُ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ وَ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا.

فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ النَّارَ.

وَ السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا.

فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ الْجَنَّة. (دلائل الامامة ص 71)

77-قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : إِنَّ السَّخَاءَ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّيَةٌ فِي الدُّنْيَا.

فَمَنْ كَانَ سَخِيّاً تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ.

وَ الْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّيَةٌ فِي الدُّنْيَا.

فَمَنْ كَانَ بَخِيلًا تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ. (الامالی للشیخ الطوسی (رحمه اللّه) ص 475 المجلس 17 ح 5)

78- قَالَ رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الْأَرْضِ.

فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ.(جامع الاخبار ص 308 و مشكاة الانوار ج 2 ص 112)

79- عَنِ النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ: السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ مُتَدَلِّيَةٌ إِلَى الْأَرْضِ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا غُصْناً قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّة. (مجموعة الشیخ الورام (رحمه اللّه) ج 1 ص 170)

80- قَالَ رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مُتَدَلِّيَةٌ إِلَى الدُّنْيَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا جَذَبَتْهُ إِلَى الْجَنَّةِ

وَ الْبُخْلُ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ فَمَنْ تَمَسَّكَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا جَذَبَتْهُ إِلَى النَّارِ.(مستدرك الوسائل ج 15 ص259)

81- قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : السّخاء شجرة من أشجار الجنّة أغصانها متدلّيات في الدّنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة.

و البخل شجرة من أشجار النّار أغصانها متدلّيات في الدّنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النّار. (نهج الفصاحة ص 528)

ص: 31

و إنّ لي إليك حاجة.أ فتقضيها لي؟

قلت: نعم.

قل ما تشاء.

فقال: بُنيّ لي(1) كان يتعاهدني أوقات صلاتي و يطعمني عند إفطاري.

و قد فقدته منذ أمس.

فانظر هل تجده لي؟

قال: فقلت - في نفسي - إنّ في قضاء حاجته لقربة إلى اللّه عز و جل.

فقمت و خرجت في طلبه حتى إذا صرت بين كثبان الرمال إذ أنا بسبع قد افترس الغلام فأكله فقلت: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

كيف آتي هذا العبد الصالح بخبر ابنه؟!

قال: فأتيته و سلمت عليه

ف- ردّ علي السلام.

فقلت: - رحمك اللّه - إن سألتك عن شي ء تخبرني؟

فقال: إن كان عندي منه علم أخبرتك به.

قال: فقلت: أنت أكرم على اللّه عز و جل و أقرب منزلة أو نبي اللّه أيوب عليه السلام ؟

فقال: بل نبي اللّه أكرم عند اللّه تعالى مني و أعظم عند اللّه تعالى منزلة مني.

قال: فقلت له: إنه ابتلاه اللّه تعالى فصبر حتى استوحش منه من كان يأنس به.

و كان عرضاً لمرار الطريق(2).

و اعلم أن ابنك الذي أخبرتني به و سألتني أن أطلبه لك افترسه السبع.

و أعظم اللّه أجرك فيه.

فقال: الحمد لله الذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا.

ص: 34

ثم شهق شهقة و سقط على وجهه؟

فجلست ساعة ثم حركته فإذا هو ميت؟

فقلت: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

كيف أعمل في أمره؟!

و من يعينني على تغسيله و كفنه و حفر قبره و دفنه؟!

فبينما أنا كذلك إذ أنا ب- ركب يريدون الرباط.

فأشرت إليهم.

فأقبلوا نحوي حتى وقفوا علي.

و قالوا: من أنت؟ و من هذا؟

فأخبرتهم ب- قصتي.

فعقلوا رواحلهم و أعانوني حتی غسلناه بماء البحر و كفناه بأثواب كانت معهم.

و تقدمت ف- صليت عليه مع الجماعة.

و دفناه في مظلته.

و جلست عند قبره - اُنساً به- أقرء القرآن إلى أن مضى من الليل ساعة فغفوت غفوة فرأيت صاحبي في أحسن صورة و أجمل زي في روضة خضراء عليه ثياب خضر قائماً يتلو القرآن.

فقلت له: أ لست بصاحبي؟

قال: بلى.

قلت: فما الذي صيّرك إلى ما أرى؟!

فقال: اعلم أني وردت مع الصابرين على اللّه عز و جل في درجة لم ينالوها إلا بالصبر على البلاء و الشكر عند الرخاء.

فإنتبهت . (مسكن الفؤاد للشهید الثانی (رحمه اللّه) ص 61 تحقیق و نشر مؤسسة آل البیت (عليهم السلام) لاحیاء التراث تحت اشراف سماحة آیة اللّه السید جواد الحسینی الشهرستانی دامت بركاته)

ص: 35

و يحتاج كل واحد إلى أسباب.

فالقدر الذي لا بد منه من هذه الثلاثة إذا أخذه العبد من الدنيا للآخرة لم يكن من أبناء الدنيا

و كانت الدنيا في حقه مزرعة الآخرة.

و إن أخذ ذلك على قصد التنعم و لحظ النفس صار من أبناء الدنيا و الراغبين في حظوظها.

إلا أن الرغبة في حظوظ الدنيا تنقسم إلى ما يعرض صاحبه لعذاب اللّه في الآخرة.

و يسمى ذلك: حراماً.

و إلى ما يحول بينه و بين الدرجات العلي و يعرضه لطول الحساب.

و يسمى ذلك: حلالاً. (بحارالانوار ج 70 ص 27 و مرآة العقول ج 10 ص 248)

ص: 39

115- فی الحدیث: عائد المریض له خریف فی الجنة.(1)

(لسان العرب ج 9 ص 65 و النهایة ج 2 ص 24 و تاج العروس ج 12 ص 159 و مرآة العقول ج 13 ص 273)

116- فی الحدیث: عائد المریض علی خرفة الجنة.(2)(النهایة ج 2 ص 24)(راجع: تاج العروس ج 12 ص 159)

117- فی الحدیث: عائد المریض علی مخرفة الجنة(3)

حتی یرجع.(4)

(تاج العروس ج 12 ص 159)

118- روي عن عليّ عليه السلام قال: سمعت النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم يقول: مَن عادَ مَريضاً -إيماناً باللّه و رسوله و تصديقاً لكِتابه- كان ما كان قاعِداً في خِرافِ الجنةِ. (لسان العرب ج 9 ص 65)

119- قد رُوِيَ عن عَلِيٍّ عليه السلام رَفَعَهُ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً - إِيمَانًا بِاللَّه و رَسُولهِ و تَصْدِيقًا لِكِتَابِهِ - كأَنَّمَا كانَ قَاعِداً في خِرَافِ الجَنَّةِ. (تاج العروس ج 12 ص 159)

120- عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً غُدْوَةً.

إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ.

وَ إِذَا عَادَهُ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ.

وَ كَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ. (الامالی للشیخ الطوسی (رحمه اللّه) ص 635 المجلس 31 ح 13)

121- قال امیرالمؤمنین عليه السلام : فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلی اللّه عليه وآله وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ

وَ لَا يَعُودُهُ مَسَاءً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ.

وَ كَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ. (بحارالانوار ج 78 ص 216)

ص: 46

122- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ: أَنَّ أَبَا مُوسَى عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام :أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنَا مَا فِي أَنْفُسِنَا عَلَيْكَ أَنْ نُحَدِّثَكَ بِمَا سَمِعْنَا(1) أَنَّهُ مَنْ عَادَ مَرِيضاً شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِنْ كَانَ مُصْبِحاً حَتَّى يُمْسِيَ وَ إِنْ كَانَ مُمْسِياً حَتَّى يُصْبِحَ

وَ كَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّة. (الامالی للشیخ الطوسی (رحمه اللّه) ص 635 المجلس 31 ح 14)

123- قال امیرالمؤمنین عليه السلام : مَنْ عَادَ مَرِيضاً الْتِمَاسَ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ تَنَجُّزَ مَوْعِدِهِ كَانَ فِي خَرِيفِ الْجَنَّةِ مَا كَانَ جَالِساً عِنْدَ الْمَرِيضِ حَتَّى اللیل و ان عاد ممسیاً كان فی خریف الجنة ما كان جالساً عند المریض.

فاذا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بَعَثَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بَعَثَ اللَّهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى الصَّبَاح. (دعائم الاسلام ج 1 ص 218)

124- قال امیر المومنین عليه السلام : مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضاً مُمْسِياً إِلَّا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ.

وَ كَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّة.(الامالی للشیخ الطوسی (رحمه اللّه) ص 403 المجلس 14 ح 49)

125- عَنْ مُيَسِّرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: مَنْ عَادَ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَرَضِهِ صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِنْ كَانَ صَبَاحاً فَحَتَّى يُمْسِيَ . وَ إِنْ كَانَ مَسَاءً فَحَتَّى يُصْبِحَ.

مَعَ أَنَّهُ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ . (مجموعة ورام (رحمه اللّه) ج 2 ص 85)

126- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: أَيُّمَا مُؤْمِنٍ عَادَ مُؤْمِناً خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ خَوْضاً. فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ.

فَإِذَا انْصَرَفَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ يَسْتَرْحِمُونَ عَلَيْهِ.

وَ يَقُولُونَ: طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ إِلَى تِلْكَ السَّاعَةِ مِنْ غَدٍ.

وَ كَانَ لَهُ - يَا أَبَا حَمْزَةَ- خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ.

قُلْتُ: وَ مَا الْخَرِيفُ - جُعِلْتُ فِدَاكَ -؟

قَالَ عليه السلام : زَاوِيَةٌ فِي الْجَنَّةِ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِيهَا أَرْبَعِينَ عَاماً. (الكافی ج 3 ص 120)

ص: 47

131- (من جملة ما یجری عند احتضار المؤمن و حضور ملك الموت لنزع روحه):

... ثم یقول رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم :- یا ملك الموت – هَاكَ أَخَانَا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ فَاسْتَوْصِ بِهِ خَيْراً ثُمَّ يَرْتَفِعُ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ إِلَى رَوْضِ الْجِنَانِ.

وَ قَدْ كُشِفَ مِنَ الْغِطَاءِ وَ الْحِجَابِ لِعَيْنِ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ... (بحارالانوار ج 6 ص 174)

(راجع: التفسیر المنسوب الی الامام العسكری عليه السلام ص 212 و تأویل الآیات ج 2 ص 646)

132-( من جملة ما قاله رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم حول ما یجری علی المؤمن بعد قبض روحه):...

فَإِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ خَرَجَتْ كَنَخْلَةٍ بَيْضَاءَ وَضَعَتْ فِي مِسْكَةٍ بَيْضَاءَ وَ مِنْ كُلِّ رَيْحَانٍ فِي الْجَنَّةِ فَأُدْرِجَتْ إِدْرَاجاً.

وَ عَرَجَ بِهَا الْقَابِضُونَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.

قَالَ فَيُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ... (الاختصاص ص 346)

ص: 50

140- فاما(1) ان كان من المقربین(2). «88»

فروح(3) و ریحان(4) و جنة نعیم(5). «89» (الواقعة)

141- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَ- رَوْحٌ

وَ رَيْحانٌ قَالَ عليه السلام : فِي قَبْرِهِ.

وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ.

قَالَ عليه السلام : فِي الْآخِرَةِ.

وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ. فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ فِي قَبْرِهِ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ.

قال عليه السلام : فِي الْآخِرَةِ. (تفسیر القمی (رحمه اللّه) ج 3 ص 1045)

142- عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام) : نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ فِي أَهْلِ وَلَايَتِنَا وَ أَهْلِ عَدَاوَتِنَا:

فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ. - فِي قَبْرِهِ -

وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ - يَعْنِي: فِي الْآخِرَةِ -

وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ.

يَعْنِي: فِي قَبْرِهِ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ.

يَعْنِي: فِي الْآخِرَةِ. (بشارة المصطفی 9 ص 309) (راجع: جامع الاخبار ص 478)

ص: 52

143- (من جملة ما قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم حول ما یجری بعد قبض روح المؤمن و وفاته)

قال صلی اللّه عليه وآله وسلم : َ فَإِذَا حُمِلَ سَرِيرُهُ حَمَلَتْ نَعْشَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ انْدَفَعُوا بِهِ انْدِفَاعاً.

وَ الشَّيَاطِينُ سِمَاطَيْنِ يَنْظُرُونَ مِنْ بَعِيدٍ لَيْسَ لَهُمْ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ وَ لَا سَبِيلٌ.

فَإِذَا بَلَغُوا بِهِ الْقَبْرَ تَوَثَّبَتْ إِلَيْهِ بِقَاعُ الْأَرْضِ -كَالرِّيَاضِ الْخُضْرِ- فَقَالَتْ كُلُّ بُقْعَةٍ مِنْهَا:

اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فِي بَطْنِي.

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : فَيُجَاءُ بِهِ حَتَّى يُوضَعَ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي قَضَاهَا اللَّهُ لَه. (الاختصاص ص 347)

144- قال الامام الصادق عليه السلام : إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى قَبْرِهِ.

فَإِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ أَتَاهُ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ وَ يُقْعِدَانِهِ وَ يَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟

وَ مَا دِينُكَ؟

وَ مَنْ نَبِيُّكَ؟

فَيَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي وَ مُحَمَّدٌ نَبِيِّي وَ الْإِسْلَامُ دِينِي وَ عَلِيٌّ إِمَامِي.

فَيَفْسَحَانِ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ.

وَ يَأْتِيَانِهِ بِالطَّعَامِ مِنَ الْجَنَّةِ.

وَ يُدْخِلَانِ عَلَيْهِ الرَّوْحَ وَ الرَّيْحَانَ.

وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ.

يَعْنِي فِي قَبْرِهِ.

وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ.

يَعْنِي فِي الْآخِرَة. (جامع الاخبار ص 477 الفصل 333)

ص: 53

145- قال رجل لأمیرالمؤمنین عليه السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَنَّةِ هَلْ فِي الدُّنْيَا هِيَ أَمْ فِي الْآخِرَةِ؟

وَ أَيْنَ الْآخِرَةُ مِنَ الدُّنْيَا؟

قَالَ عليه السلام : الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ. وَ الْآخِرَةُ مُحِيطَةٌ بِالدُّنْيَا.

إِذْ كَانَتِ النُّقْلَةُ مِنَ الْحَيَاةِ إِلَى الْمَوْتِ ظَاهِرَةً.

وَ كَانَتِ الْآخِرَةُ هِيَ دَارَ الْحَيَوَانِ (1)

لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ.

وَ ذَلِكَ أَنَّ الدُّنْيَا نُقْلَةٌ وَ الْآخِرَةَ حَيَاةٌ وَ مُقَامٌ - مَثَلُ ذَلِكَ كَالنَّائِمِ -

وَ ذَلِكَ أَنَّ الْجِسْمَ يَنَامُ وَ الرُّوحَ لَا تَنَامُ وَ الْبَدَنَ يَمُوتُ وَ الرُّوحَ لَا يَمُوتُ.

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ: وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (2)

وَ الدُّنْيَا رَسْمُ الْآخِرَةِ وَ الْآخِرَةُ رَسْمُ الدُّنْيَا.وَ لَيْسَ الدُّنْيَا الْآخِرَةَ وَ لَا الْآخِرَةُ الدُّنْيَا.

إِذَا فَارَقَ الرُّوحُ الْجِسْمَ يَرْجِعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى مَا مِنْهُ بَدَءَ وَ مَا مِنْهُ خُلِقَ.

وَ كَذَلِكَ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ فِي الدُّنْيَا مَوْجُودَةٌ وَ فِي الْآخِرَةِ لِأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا مَاتَ صَارَ فِي دَارٍ مِنَ الْأَرْضِ إِمَّا رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ إِمَّا بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ النَّارِ.

وَ رُوحُهُ إِلَى أَحَدِ دَارَيْنِ: إِمَّا فِي دَارِ نَعِيمٍ مُقِيمٍ لَا يَمُوتُ فِيهَا.

وَ إِمَّا فِي دَارِ عَذَابٍ أَلِيمٍ لَا يَمُوتُ فِيهَا.

وَ الرَّسْمُ لِمَنْ عَقَلَ مَوْجُودٌ وَاضِحٌ.

وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ.

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ.(3)

وَ عَنِ الْكَافِرِينَ: فَقَالَ عزوجل: إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شُغُلٍ عَنْ ذِكْرِي.

وَ كانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً.(4)

وَ لَوْ عَلِمَ الْإِنْسَانُ مَا هُوَ فِيهِ مَاتَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ.

وَ مَنْ نَجَا فَبِفَضْلِ الْيَقِين. (ارشاد القلوب للشیخ الدیلمی (رحمه اللّه) ج 2 ص 163)

ص: 54

146- قال امیرالمؤمنین عليه السلام : َ الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ

إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا دُفِنَ قَالَتِ الْأَرْضُ لَهُ: مَرْحَباً وَ أَهْلًا.

قَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُحِبُّ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِي.

فَإِذَا تَوَلَّيْتُكَ فَسَتَعْلَمُ كَيْفَ صُنْعِي بِكَ.

فَتَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ الْبَصَرِ.

وَ إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا دُفِنَ قَالَتِ الْأَرْضُ لَهُ: لَا مَرْحَباً وَ لَا أَهْلًا.

قَدْ كُنْتَ مِنْ أَبْغَضِ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي فَإِذَا تَوَلَّيْتُكَ فَسَتَعْلَمُ كَيْفَ صُنْعِي بِكَ.

فَتَضُمُّهُ حَتَّى تَلْتَقِيَ أَضْلَاعُهُ.

وَ إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ - الَّتِي حَذَّرَ اللَّهُ مِنْهَا عَدُوَّهُ - عَذَابُ الْقَبْر. (الامالی للشیخ المفید (رحمه اللّه) ص 265 المجلس 31 و الامالی للشیخ الطوسی (رحمه اللّه) ص 28 المجلس 1 ح 31)

147-عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً فِي كُلِّ يَوْمٍ.

يَقُولُ: أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ.

أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ.

أَنَا بَيْتُ الدُّودِ.

أَنَا الْقَبْرُ.

أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ. (الكافی ج 3 ص 242)

148- قال الامام العسكری عليه السلام : إِنّ فِي الْقَبْرِ نَعِيماً يُوَفِّرُ اللَّهُ بِهِ حُظُوظَ أَوْلِيَائِهِ.

وَ إِنَّ فِي الْقَبْرِ عَذَاباً يُشَدِّدُ اللَّهُ بِهِ عَلَى أَعْدَائِهِ. (التفسیر المنسوب الی الامام العسكری عليه السلام ص211)

ص: 55

151- عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِي جَعْفَر عليه السلام : أَنَّ جَمَاعَةً قَالُوا لِعَلِيٍّ عليه السلام : - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - لَوْ أَرَيْتَنَا مَا نَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ مِمَّا أَنْهَى إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

قَالَ عليه السلام : لَوْ رَأَيْتُمْ عَجِيبَةً مِنْ عَجَائِبِي لَكَفَرْتُمْ. وَ قُلْتُمْ: سَاحِرٌ كَذَّابٌ وَ كَاهِنٌ.

وَ هُوَ مِنْ أَحْسَنِ قَوْلِكُمْ.

قَالُوا: مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّكَ وَرِثْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ صَارَ إِلَيْكَ عِلْمُهُ.

قَالَ عليه السلام : عِلْمُ الْعَالِمِ شَدِيدٌ وَ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ.

ثُمَّ قَالَ عليه السلام : أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ أُرِيَكُمْ بَعْضَ عَجَائِبِي وَ مَا آتَانِيَ اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ فَاتَّبِعُوا أَثَرِي -إِذَا صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ-

فَلَمَّا صَلَّاهَا أَخَذَ طَرِيقَهُ إِلَى ظَهْرِ الْكُوفَةِ فَاتَّبَعَهُ سَبْعُونَ رَجُلًا

-كَانُوا فِي أَنْفُسِهِمْ خِيَارَ النَّاسِ مِنْ شِيعَتِهِ-

فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام : إِنِّي لَسْتُ أُرِيكُمْ شَيْئاً حَتَّى آخُذَ عَلَيْكُمْ عَهْدَ اللَّهِ وَ مِيثَاقَهُ أَنْ لَا تُكَفِّرُونِي وَ لَا تَرْمُونِي بِمُعْضِلَةٍ.

فَوَ اللَّهِ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

فَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ أَشَدَّ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى رُسُلِهِ مِنْ عَهْدٍ وَ مِيثَاقٍ.

ثُمَّ قَالَ عليه السلام : حَوِّلُوا وُجُوهَكُمْ عَنِّي حَتَّى أَدْعُوَ بِمَا أُرِيدُ.

فَسَمِعُوهُ جَمِيعاً يَدْعُو بِدَعَوَاتٍ لَا يَعْرِفُونَهَا.

ثُمَّ قَالَ عليه السلام : حَوِّلُوهَا.

فَحَوَّلُوهَا.

فَإِذَاً جَنَّاتٌ وَ أَنْهَارٌ وَ قُصُورٌ مِنْ جَانِبٍ. وَ السَّعِيرُ تَتَلَظَّى مِنْ جَانِبٍ.

حَتَّى إِنَّهُمْ مَا شَكُّوا أَنَّهُمَا الْجَنَّةُ وَ النَّارُ.

فَقَالَ أَحْسَنُهُمْ قَوْلًا: إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ عَظِيمٌ.

وَ رَجَعُوا كُفَّاراً إِلَّا رَجُلَيْنِ.

فَلَمَّا رَجَعَ مَعَ الرَّجُلَيْنِ قَالَ عليه السلام لَهُمَا: قَدْ سَمِعْتُمَا مَقَالَتَهُمْ وَ أَخْذِي الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِيقَ عَلَيْهِمْ.

وَ رُجُوعَهُمْ يُكَفِّرُونَنِي.

ص: 57

أَمَا - وَ اللَّهِ- إِنَّهَا لَحُجَّتِي عَلَيْهِمْ غَداً عِنْدَ اللَّهِ.

فَإِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِسَاحِرٍ وَ لَا كَاهِنٍ.

وَ لَا يُعْرَفُ هَذَا لِي وَ لَا لآِبَائِي.

وَ لَكِنَّهُ عِلْمُ اللَّهِ وَ عِلْمُ رَسُولِهِ أَنْهَاهُ إِلَى رَسُولِهِ وَ أَنْهَاهُ إِلَيَّ رَسُولُهُ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ أَنْهَيْتُهُ إِلَيْكُمْ

فَإِذَا رَدَدْتُمْ عَلَيَّ . رَدَدْتُمْ عَلَى اللَّهِ

حَتَّى إِذَا صَارَ إِلَى مَسْجِدِ الْكُوفَةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ – يَسْمَعَانِ - فَإِذَاً حَصَى الْمَسْجِدِ دُرٌّ وَ يَاقُوتٌ فَقَالَ عليه السلام لَهُمَا: مَا الَّذِي تَرَيَانِ؟

فَقَالا: هَذَا دُرٌّ وَ يَاقُوتٌ.

فَقَالَ عليه السلام : صَدَقْتُمَا.

لَوْ أَقْسَمْتُ عَلَى رَبِّي - فِيمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا- لَأَبَرَّ قَسَمِي.

فَرَجَعَ أَحَدُهُمَا كَافِراً.

وَ أَمَّا الْآخَرُ فَثَبَتَ.

فَقَالَ عليه السلام : إِنْ أَخَذْتَ شَيْئاً نَدِمْتَ وَ إِنْ تَرَكْتَ نَدِمْتَ.

فَلَمْ يَدَعْهُ حِرْصُهُ حَتَّى أَخَذَ دُرَّةً فَصَرَّهَا فِي كُمِّهِ.

حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ نَظَرَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ دُرَّةٌ بَيْضَاءُ لَمْ يَنْظُرِ النَّاسُ إِلَى مِثْلِهَا قَطُّ.

فَقَالَ: - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - إِنِّي أَخَذْتُ مِنْ ذَلِكَ الدُّرِّ وَاحِدَةً وَ هِيَ مَعِي.

قَالَ عليه السلام : وَ مَا دَعَاكَ إِلَى ذَلِكَ؟

قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَ حَقٌّ هُوَ أَمْ بَاطِلٌ؟

قَالَ عليه السلام : إِنَّكَ إِنْ رَدَدْتَهَا إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي أَخَذْتَهَا مِنْهُ عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْهَا الْجَنَّةَ.

وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ تَرُدَّهَا عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْهَا النَّارَ.

فَقَامَ الرَّجُلُ فَرَدَّهَا إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي أَخَذَهَا مِنْهُ فَحَوَّلَهَا اللَّهُ حَصَاةً كَمَا كَانَتْ.

فَبَعْضُهُمْ قَالَ: كَانَ هَذَا مِيثَمَ التَّمَّارِ

وَ بَعْضُهُمْ قَالَ: كَانَ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِي. (الخرائج ج 2 ص 864)

(راجع: مختصر بصائر الدرجات ص 321)

ص: 58

157- عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا أَخَذُوا مَضَاجِعَهُمْ أَصْعَدَ اللَّهُ بِأَرْوَاحِهِمْ إِلَيْهِ فَمَنْ قَضَى لَهُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ جَعَلَهُ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فِي كُنُوزِ رَحْمَتِهِ وَ نُورِ عِزَّتِهِ وَ إِنْ لَمْ يُقَدِّرْ عَلَيْهِ الْمَوْتَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أُمَنَائِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى الْأَبْدَانِ الَّتِي هِيَ فِيهَا. (المحاسن ج 1 ص 284 )

158- (قال الامام الصادق عليه السلام ): ... - وَ اللَّهِ - مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَنَامُ إِلَّا أَصْعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رُوحَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَيُبَارِكُ عَلَيْهَا فَإِنْ كَانَ قَدْ أَتَى عَلَيْهَا أَجَلُهَا جَعَلَهَا فِي كُنُوزِ رَحْمَتِهِ(1)

وَ فِي رِيَاضِ جَنَّةٍ(2) وَ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ(3)

وَ إِنْ كَانَ أَجَلُهَا مُتَأَخِّراً بَعَثَ بِهَا مَعَ أَمَنَتِهِ(4) مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِيَرُدُّوهَا إِلَى الْجَسَدِ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ لِتَسْكُنَ فِيه. (الكافی ج 8 ص 214)

159- قال الامام الصادق عليه السلام : - وَ اللَّهِ - مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَنَامُ إِلَّا أَصْعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ.

فَإِنْ كَانَ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ أَجَلُهُ جَعَلَهُ فِي كُنُوزِ رَحْمَتِهِ وَ فِي رِيَاضِ جَنَّتِهِ وَ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ

وَ إِنْ كَانَ أَجَلُهُ مُتَأَخِّراً عَنْهُ بَعَثَ بِهِ مَعَ أَمِينِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِيُؤَدِّيَهُ إِلَى الْجَسَدِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ لِيَسْكُنَ فِيه. (الامالی للشیخ الصدوق (رحمه اللّه) ص 726 المجلس 91 ح 4) (راجع: روضة الواعظین ج 2 ص 87)

160- (قال الامام الصادق عليه السلام فی حدیث حول محل استقرار ارواح المؤمنین بعد الوفاة):

فی روضة ك- هیئة الاجساد فی الجنّة. (الكافی ج 3 ص 245) (ذكرنا منه موضع الحاجة الیه.)

161- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ لَفِي شَجَرَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَامِهَا وَ يَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِهَا

وَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا أَقِمِ السَّاعَةَ لَنَا وَ أَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا

وَ أَلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا. (الكافی ج 3 ص 244)

ص: 60

162- سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ الْأَرْوَاحَ فِي صِفَةِ الْأَجْسَادِ فِي شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ تَعَارَفُ وَ تَسَاءَلُ(1) فَإِذَا قَدِمَتِ الرُّوحُ عَلَى الْأَرْوَاحِ يَقُولُ دَعُوهَا فَإِنَّهَا قَدْ أَفْلَتَتْ مِنْ هَوْلٍ عَظِيمٍ.

ثُمَّ يَسْأَلُونَهَا مَا فَعَلَ فُلَانٌ وَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟

فَإِنْ قَالَتْ: لَهُمْ تَرَكْتُهُ حَيّاً.

ارْتَجَوْهُ

وَ إِنْ قَالَتْ: لَهُمْ قَدْ هَلَكَ .

قَالُوا: قَدْ هَوَى هَوَى. (الكافی ج 3 ص 244)

163- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ الْحَوْضِ؟

فَقَالَ عليه السلام لِي: هُوَ حَوْضٌ مَا بَيْنَ بُصْرَى إِلَى صَنْعَاءَ.

أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ؟

فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ.

قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَخْرَجَنِي إِلَى ظَهْرِ الْمَدِينَةِ(2).

ثُمَ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى نَهَرٍ يَجْرِي.

مِنْ جَانِبِهِ هَذَا مَاءٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ.

وَ مِنْ جَانِبِهِ هَذَا لَبَنٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ.

وَ فِي وَسَطِهِ خَمْرٌ أَحْسَنُ مِنَ الْيَاقُوتِ.

فَمَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْ تِلْكَ الْخَمْرِ بَيْنَ اللَّبَنِ وَ الْمَاءِ.

فَقُلْتُ لَهُ: - جُعِلْتُ فِدَاكَ - مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ هَذَا؟

وَ مِنْ أَيْنَ مَجْرَاهُ؟

فَقَالَ عليه السلام : هَذِهِ الْعُيُونُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ تعالی فِي كِتَابِهِ: أَنْهَارٌ فِي الْجَنَّةِ.

ص: 61

عَيْنٌ مِنْ مَاءٍ وَ عَيْنٌ مِنْ لَبَنٍ وَ عَيْنٌ مِنْ خَمْرٍ يَجْرِي فِي هَذَا النَّهَرِ.

وَ رَأَيْتُ حَافَتَيْهِ عَلَيْهِمَا شَجَرٌ فِيهِنَّ جَوَارٍ مُعَلَّقَاتٌ بِرُءُوسِهِنَّ.

مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْهُنَّ.

وَ بِأَيْدِيهِنَّ آنِيَةٌ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا لَيْسَتْ مِنْ آنِيَةِ الدُّنْيَا فَدَنَى مِنْ إِحْدَاهُنَّ فَأَوْمَأَ إِلَيْهَا بِيَدِهِ لِتَسْقِيَهُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا وَ قَدْ مَالَتْ لِتَغْرِفَ مِنَ النَّهَرِ فَمَالَ الشَّجَرُ فَاغْتَرَفَتْ ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَشَرِبَ.

ثُمَّ نَاوَلَهَا.

وَ أَوْمَأَ إِلَيْهَا فَمَالَتِ الشَّجَرَةُ مَعَهَا فَاغْتَرَفَتْ.

ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَنَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ.

فَمَا رَأَيْتُ شَرَاباً كَانَ أَلْيَنَ مِنْهُ وَ لَا أَلَذَّ.

وَ كَانَتْ رَائِحَتُهُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ.

وَ نَظَرَتْ فِي الْكَأْسِ فَإِذَا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَلْوَانٍ مِنَ الشَّرَابِ.

فَقُلْتُ لَهُ: -جُعِلْتُ فِدَاكَ- مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ؟

وَ مَا كُنْتُ أَرَى الْأَمْرَ هَكَذَا؟

فَقَالَ عليه السلام : هَذَا مِنْ أَقَلِّ مَا أَعَدَّهُ اللَّهُ تَعَالَى لِشِيعَتِنَا.

إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا تُوُفِّيَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَى هَذَا النَّهَرِ وَ رَعَتْ فِي رِيَاضِهِ وَ شَرِبَتْ مِنْ شَرَابِهِ

وَ إِنَّ عَدُوَّنَا إِذَا تُوُفِّيَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَى وَادِي بَرَهُوتَ فَأُخْلِدَتْ فِي عَذَابِهِ وَ أُطْعِمَتْ مِنْ زَقُّومِهِ

وَ سُقِيَتْ مِنْ حَمِيمِهِ

فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي. (الاختصاص ص 321)

(راجع: بصائر الدرجات ص 526 الباب 13)

ص: 62

173- حدیث ابن مسعود: من اراد ان یرتع فی ریاض الجنة فلیقرء ال حم (لسان العرب ج 8 ص 33 والنهایة ج 1 ص 187 و ملاذ الاخیار ج 9 ص 19)

174- قال ابن مسعود: اذا قرأت ال- حم وقعت فی روضات دمثات (شرح نهج البلاغة لابن ابی الحدید ج 7 ص 225 و النهایة ج 2 ص 132 و لسان العرب ج 2 ص 149 و ج 10 ص 10 و تاج العروس ج 3 ص 212)

175- قال ابن مسعود: اذا وقعت فی قرائة الحوامیم و قعت فی روضات دمثات.

اتأنق فیهنّ (مقتنیات الدرر و ملتقطات الثمر ج 9 ص 237)

176- قال ابن مسعود: اذا وقعت فی ال حم – یعنی فی جماعة الحوامیم – وقعت فی روضات دمثات. اتأنق فیها (كشف الاسرار و عدة الابرار ج 8 ص 448)

177- عن ابن مسعود: اذا وقعت فی ال- حم فكأنی وقعت فی روضات دمثات(1)

(الفائق فی غریب الحدیث ج 1 ص274)

178- عن ابن مسعود قال: اذا وقعت فی الحوامیم وقعت فی روضات اتأنق فیهنّ (الدرر المنثور ج 5 ص 344)

179- ابن مسعود قال: اذا وقعت فی ال- حم(2) وقعت فی روضات دمثات(3)

اتأنق فیهنّ. (مجمع البیان ج 8 ص 797 و اساس البلاغة ص 23 و الفائق ج 1 ص 61)

180- حدیث ابن مسعود: اذا وقعت فی ال حم وقعت فی روضات اتأنق فیهنّ.(4)

(النهایة ج 1 ص76)

181- حديث ابن مسعود: إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في رَوْضاتٍ أَتأَنَّقُهنّ.

و في التهذيب: وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن.

(قال)أَبو عبيد: قوله أَتأَنق فيهن:أَتَتبَّع محاسنهن و أُعْجَبُ بهن و أَستلذُّ قراءتهن و أَتمتَّعُ بمحاسنهن.

و منه قيل: منظر أَنيق: إذا كان حسناً معجباً. (لسان العرب ج 10 ص 10) (راجع: تاج العروس ج 13 ص 13)

ص: 65

182- قال عبد اللّه بن مسعود: ان مثل صاحب القرآن كمثل رجل انطلق یرتاد لاهله منزلاً فمرّ باثر غیث.

فبینما هو یسیر (فیه)(1) و یتعجب منه اذ هو علی (2) روضات دمثات

فقال: عجبت من الغیث الاول .

ف- هذا اعجب منه و اعجب.

فقیل له: انّ مثل الغیث الاول: مثل عظم(3) القرآن

و ان مثل هذه الروضات الدمثات: مثل آل حم (فی القرآن)(4)

(بیان المعانی ج 3 ص 566 و لباب التاویل فی معانی التنزیل ج 4 ص 67)

(راجع: الدر المنثور ج 5 ص 344 و معالم التنزیل ج 4 ص 103)

183- كان ابن عباس یقول: اذا وقعت فی ال- حم وقعت فی روضات دمثات.

اتأنق فیهنّ (شرح نهج البلاغة لابن ابی الحدید ج 10 ص 21)

195- روى محبّ الدين الطبريّ في ذخائر العقبى و ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة بسنديهما إلى النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم أنّه قال: أنا و أهل بيتي شجرة في الجنّة و أغصانها في الدنيا.

فمن تمسّك بنا اتّخذ إلى ربّه سبيلاً. (طرف من الانباء و المناقب ص 601)

196- قَالَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ فِي ذَخَائِرِ الْعُقْبَى وَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِسَنَدِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم قَالَ:

أَنَا وَ أَهْلُ بَيْتِي شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ تَمَسَّكَ بِنَا اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا.

ثُمَّ قَالَ: أَخْرَجَهُ أَبُو سَعْدٍ فِي شَرَفِ النُّبُوَّةِ. (هامش شواهد التنزیل ج 1 ص 472 نقله عن ذخائر العقبی ص 16)

197- (من جملة ما جاء فی فقرات دعاء الندبة): ... وَ قُلْتَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(1)

ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتَابِكَ.

فَقُلْتَ: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا(2)

فَكَانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ إِلَى رِضْوَانِكَ. (المزار الكبیر لابن المشهدی (رحمه اللّه) ص 576 و اقبال الاعمال للسید ابن طاووس (رحمه اللّه) ج 1 ص 506)

ص: 72

211- عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَان عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَ بُيُوتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ.

وَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ.

قَالَ جَمِيلٌ: قُلْتُ لَهُ: بُيُوتُ النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ بَيْتُ عَلِيٍ عليه السلام مِنْهَا؟(1)

قَالَ عليه السلام : نَعَمْ. وَ أَفْضَلُ. (الكافی ج 4 ص 556)

212- عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم :

مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ.

وَ قَوَائِمُ مِنْبَرِي رُبَّتْ فِي الْجَنَّةِ.

قَالَ: قُلْتُ: هِيَ رَوْضَةُ - الْيَوْمِ -؟

قَالَ عليه السلام : نَعَمْ. إِنَّهُ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَرَأَيْتُمْ. (الكافی ج 4 ص 554)

220- (من جملة ما ذكر من آداب زیارة مرقد رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم من قریب): ...

ائْتِ مَقَامَ النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ هُوَ الرَّوْضَةُ وَ صَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا سَلَّمْتَ سَبَّحْتَ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام

ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مَقَامُ نَبِيِّكَ وَ حَبِيبِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ جَعَلْتَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ جَنَّتِكَ

وَ شَرَّفْتَهُ عَلَى بِقَاعِ أَرْضِكَ بِرَسُولِكَ . وَ فَضَّلْتَ وَ عَظَّمْتَ وَ أَظْهَرْتَ جَلَالَتَهُ

وَ أَوْجَبْتَ عَلَى عِبَادِكَ التَّبَرُّكَ بِالدُّعَاءِ وَ الصَّلَاةِ فِيهِ

وَ قَدْ أَقَمْتَنِي بِلَا حَوْلٍ وَ لَا قُوَّةٍ كَانَ مِنِّي فِي ذَلِكَ إِلَّا بِتَوْفِيقِكَ وَ عَوْنِكَ وَ إِحْسَانِكَ

اللَّهُمَّ إِنَّ حَبِيبَكَ لَا يَتَقَدَّمُهُ فِي الْفَضْلِ خَلِيلُكَ فَاجْعَلْ إِجَابَةَ دُعَائِي فِي مَقَامِ حَبِيبِكَ أَفْضَلَ مَا جَعَلْتَهُ فِي مَقَامِ خَلِيلِكَ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ الطَّاهِرِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ وَ تُنْجِيَنِي مِنَ النَّارِ تَفَضُّلًا مِنْكَ وَ كَرَماً

وَ أَنْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ

وَ تَكْلَأَنِي مِنْ كُلِّ مُتَعَدٍّ وَ ظَالِمٍ لِي

وَ تُطِيلَ لِي فِي طَاعَتِكَ عُمُرِي

وَ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي

وَ تَعْصِمَنِي عَمَّا يُسْخِطُكَ عَلَيَّ

وَ تَحْفَظَنِي فِي نَفْسِي وَ دِينِي وَ مَالِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ إِخْوَتِي

وَ تَمْكُرَ بِمَنْ مَكَرَ بِي

وَ تُدِيمَ عَافِيَتِي وَ رُشْدِي

وَ تُسْبِغَ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ وَ عِنْدِي

وَ تُعَجِّلَ عُقُوبَةَ مَنْ أَظْهَرَ ظُلَامَتِي

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ حُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وَ أُمَنَائِكَ عَلَى بِلَادِكَ

وَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي دُعَائِي

وَ تُبَلِّغَنِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ أَمَلِي وَ رَجَائِي... (بحارالانوار ج 97 ص 172)

(راجع: المزار الكبیر لابن المشهدی (رحمه اللّه) ص 74 و بحارالانوار ج 97 ص 164)

ص: 78

فَقَالَ: ارْجِعِي إِلَى حُفْرَتِكِ وَ رَوْضَتِكِ.

فَكَذَّبُوهُ وَ لَبَّبُوهُ (1)

وَ قَالُوا: - يَا رَسُولَ اللَّهِ- كَذَبَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ.

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : وَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ؟

قَالُوا: إِنَّ جندب حَكَى عَنْكَ كَيْتَ وَ كَيْتَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ(2) عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.(3) (معانی الاخبار ص 178 و علل الشرائع ج 1 ص 237 الباب 141 ح 1)

222- قال عبد السلام بن محمد فعرضت هذا الخبر على الجهمي محمد بن عبد الأعلى.

فقال: أ ما علمت أنّ النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم قال: أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ النَّارَ عَلَى ظَهْرٍ أَنْزَلَكَ وَ بَطْنٍ حَمَلَكَ وَ ثَدْيٍ أَرْضَعَكَ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ. (معانی الاخبار ص 178 و علل الشرائع ج 1 ص 237 الباب 141 ح 1)

ص: 80

229- قال العلامة المجلسی (رحمه اللّه) : قَالَ صَاحِبُ الْمُنْتَقَى وَ غَيْرُهُ وَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ غَيْرِ وَاحِدٍ قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم مَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ.

فَلَمَّا بَلَغَ سِتَّ سِنِينَ خَرَجَتْ بِهِ إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ تَزُورُهُمْ بِهِ وَ مَعَهُ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ وَ هُمْ عَلَى بَعِيرَيْنِ فَنَزَلَتْ بِهِ فِي دَارِ النَّابِغَةِ فَأَقَامَتْ بِهِ عِنْدَهُمْ شَهْراً

وَ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ يَخْتَلِفُونَ وَ يَنْظُرُونَ.

قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمْ يَقُولُ: هُوَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ.

ثُمَّ رَجَعَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ. فَلَمَّا كَانُوا بِالْأَبْوَاءِ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ. فَقَبَرَهَا هُنَاكَ.

فَرَجَعَتْ بِهِ أُمُّ أَيْمَنَ إِلَى مَكَّةَ.

ثُمَّ لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ بِالْأَبْوَاءِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّي فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم فَأَصْلَحَهُ وَ بَكَى عِنْدَهُ

وَ بَكَى الْمُسْلِمُونَ لِبُكَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

فَقِيلَ لَهُ؟

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : أَدْرَكَتْنِي رَحْمَةُ. رَحْمَتِهَا فَبَكَيْتُ.

وَ رُوِيَ عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم مَكَّةَ أَتَى قَبْراً فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَ جَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطَبِ

ثُمَّ قَامَ وَ هُوَ يَبْكِي فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ فَقَالَ: - يَا رَسُولَ اللَّهِ- مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّيَ الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي.

ثُمَّ قَالَ فِي الْمُنْتَقَى: وَجْهُ الْجَمْعِ: أَنَّهُ يَجُوزُ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بِالْأَبْوَاءِ

ثُمَّ حُمِلَتْ إِلَى مَكَّةَ فَدُفِنَتْ بِهَا. (بحارالانوار ج 15 ص 162)

230- و الأَبْواءُ: - قُرْبَ وَدَّانَ- به قَبْرُ آمِنَةَ بِنْت وهبٍ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

و قيلَ: هي قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الفُرْع بينَ المَدينَةِ و الجحفَةِ. بَيْنها و بينَ المَدينَةِ ثلاثَةٌ و عِشْرونَ مِيلًا.

و قيلَ: الأَبْواءُ جَبَلٌ على يَمِينِ آرةَ و يَمِين الطَّريقِ للمُصْعدِ إلى مكَّةَ مِن المَدينَةِ.

و هناك بَلَدٌ يُنْسَبُ إلى هذا الجَبَل. (تاج العروس ج 19 ص 131)

ص: 83

231- إنّ قُرَيشاً لما خرجت في غَزْوَة أُحد فنزلوا الأَبْواء قالت هند بنت عُتْبَة لأبي سفيان بن حرب: لو نَجَثْتُم قَبْرَ آمِنَة أم محمد فإنه بالأبواء. (الفائق فی غریب الحدیث ج 3 ص 277)

232- في حديث هِنْد: أَنَّهَا قالَتْ لأَبِي سُفْيَانَ - لمّا نَزَلوا بالأَبْواءِ في غزْوَةِ أُحُدٍ: لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ مُحَمّدٍ.

أَي: نَبَشْتُم. (تاج العروس ج 3 ص 271 و النهایة ج 5 ص 18 و لسان العرب ج 2 ص 195)

233- رائعةَ: هو موضع بمكة به قبْر آمِنةَ أُم النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم - في قول – (لسان العرب ج 8 ص 140 و النهایة ج 2 ص 290)

234- دَارُ رائِعةَ: موضِعٌ بمَكَّةَ.

جاءَ ذِكْرُه في الحَدِيثِ.

هكَذَا ضَبَطَهُ الصاغانِيُّ بالعَيْن المُهْمَلَة.

و في التَّبْصِير للحافِظِ: رَائِغَة. - بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ:

به قَبْرُ آمِنَةُ أُمِّ النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم - في قولٍ -

و قِيلَ: في شِعْبِ أَبِي دُبٍّ بمَكَّة - أَيْضاً.(1)

و قِيلَ: بالأَبْوَاءِ بينَ مَكَّةَ و المَدِينَةِ -شرَّفَهُما اللَّهُ تعالى-

و القَوْلُ الأَخيرُ هو المَشْهُورُ. (تاج العروس ج 11 ص 180)

235- قال العلامة المجلسی (رحمه اللّه) : و اما آمنة و عبد اللّه -رضی اللّه عنهما- فلم نطلع علی قبریهما. (بحارالانوار ج 97 ص 222)

ص: 84

فقال صلی اللّه عليه وآله وسلم : نعم.

كنت عندها فحدّثتها بما أعطاني اللّه عزّ و جلّ في الجنّة.

فقالت: - يا رسول اللّه- ادع اللّه أن يجعلني معك في دارك.

فضمنت لها ذلك على اللّه عزّ و جلّ.

فقلت لها: هل أنجز اللّه لك ما ضمنت لك عنه؟

فقالت: نعم.

فقلت: الحمد للّه.

و كنت قد قلت لها -يوماً - و حدّثتها حديث منكر و نكير.

فقالت: - يا رسول اللّه - ادع اللّه أن يثبّتني بالقول الثابت و أن يكفينيهما.

فقلت لها: هل آمنت ممّا خفت؟

فقالت: نعم.

فقلت: الحمد للّه.

و كنت قد قلت لها يوماً و حدّثتها بضغطة القبر و هول المطلع.

فقالت: - يا رسول اللّه - ادع اللّه أن يكفيني هول المطلع.

و يقوّيني على ضغطة القبر.

فقلت لها: هل أنجز اللّه لك ما سألت؟

قالت: نعم.

فقلت: الحمد للّه. (الدر النظیم فی مناقب الائمة اللّهامیم : للشیخ جمال الدین الشامی (رحمه اللّه) ص 223 منشورات مؤسسة النشر الاسلامی)

ص: 86

237-إنّ النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم وقف على شفير قبر فاطمة بنت اسد فقال:- يا فاطمة- قولي: ابني ابني فقيل له في ذلك؟

فقال صلی اللّه عليه وآله وسلم : يأتي القبر ملكان

فأوّل ما يسألان عن شهادة أن لا إله إلّا اللّه؟

و هي شهادة الحقّ التي قامت بها السماوات و الأرض.

ثمّ عن الإقرار بالشهادة لي -التي لا تفتح لشي ء أبواب السماء إلّا بها-

ثمّ عن ولاية هذا

- و أشار صلی اللّه عليه وآله وسلم إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام -

ثمّ قال صلی اللّه عليه وآله وسلم : إنّ الملكين سألاها عن الشهادة؟

فأدّتها.

و عن الإقرار بي؟

فأدّته.

و ارتجّ عليها حين قيل لها: فمن وليّك؟

فقلت: قولي: ابني ابني -علي بن أبي طالب-

قال صلی اللّه عليه وآله وسلم : ففتح لها باب من أبواب الجنّة.

و مهّد لها مهاد من مهاد الجنّة.

و بعث إليها بريحان من رياحين الجنّة.

و هي في روح و ريحان و جنّة نعيم.

و قبرها روضة من رياض الجنّة.

ثمّ ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند يديها

و مصباحين من نور عند رجليها

و ملكاها الموكّلان بها.

يستغفران لها إلى يوم القيامة.(الدر النظيم في مناقب الأئمة اللّهاميم: ص 225)

ص: 87

238- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ -أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام -

جَاءَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : - يَا أَبَا الْحَسَنِ- قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ مَا لَكَ؟

قَالَ عليه السلام : أُمِّي مَاتَتْ.

قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ أُمِّي -وَ اللَّهِ-

ثُمَّ بَكَى وَ قَالَ: - وَا أُمَّاهْ –

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم لِعَلِيٍّ عليه السلام : هَذَا قَمِيصِي فَكَفِّنْهَا فِيهِ

وَ هَذَا رِدَائِي فَكَفِّنْهَا فِيهِ.

فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي.

فَلَمَّا أُخْرِجَتْ. صَلَّى عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم صَلَاةً لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَ لَا بَعْدَهَا عَلَى أَحَدٍ مِثْلَهَا.

ثُمَّ نَزَلَ عَلَى(1) قَبْرِهَا فَاضْطَجَعَ فِيهِ.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم لَهَا: يَا فَاطِمَةُ

قَالَتْ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : فَهَلْ وَجَدْتِ مَا وَعَدَ رَبُّكِ حَقّاً؟

قَالَتْ: نَعَمْ. فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرَ جَزَاءٍ.

وَ طَالَتْ مُنَاجَاتُهُ فِي الْقَبْرِ.

فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: - يَا رَسُولَ اللَّهِ - لَقَدْ صَنَعْتَ بِهَا شَيْئاً فِي تَكْفِينِكَ إِيَّاهَا ثِيَابَكَ؟

وَ دُخُولِكَ فِي قَبْرِهَا؟

وَ طُولِ مُنَاجَاتِكَ وَ طُولِ صَلَاتِكَ؟

مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ بِأَحَدٍ قَبْلَهَا؟

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : أَمَّا تَكْفِينِي إِيَّاهَا فَإِنِّي لَمَّا قُلْتُ لَهَا: يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ يُحْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ.

فَصَاحَتْ وَ قَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهْ!

فَلَبِسْتُهَا ثِيَابِي.

ص: 88

وَ سَأَلْتُ اللَّهَ فِي صَلَاتِي عَلَيْهَا أَنْ لَا يُبْلِيَ أَكْفَانَهَا حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَأَجَابَنِي إِلَى ذَلِكَ.

وَ أَمَّا دُخُولِي فِي قَبْرِهَا فَإِنِّي قُلْتُ لَهَا يَوْماً: إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ - وَ انْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ- دَخَلَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ فَيَسْأَلَانِهِ؟

فَقَالَتْ: وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ.

فَمَا زِلْتُ أَسْأَلُ رَبِّي فِي قَبْرِهَا حَتَّى فُتِحَ لَهَا بَابٌ مِنْ قَبْرِهَا إِلَى الْجَنَّةِ.

فَصَارَ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّة.(1)

(بحارالانوار ج 6 ص 232 و ج 18 ص 6)

(راجع: بصائر الدرجات ص 374 الباب 7 ح 9 و الخرائج ج 1 ص 90-91)

239- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم بَاكِياً .

وَ هُوَ يَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَم -يَا عَلِيُّ - ؟

فَقَالَ عليه السلام : مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ

فَبَكَى النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : رَحِمَ اللَّهُ أُمَّكَ

- يَا عَلِيُّ - أَمَا إِنَّهَا إِنْ كَانَتْ لَكَ أُمّاً فَقَدْ كَانَتْ لِي أُمّاً

خُذْ عِمَامَتِي هَذِهِ وَ خُذْ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فَكَفِّنْهَا فِيهِمَا

وَ مُرِ النِّسَاءَ فَلْيُحْسِنَّ غُسْلَهَا

وَ لَا تُخْرِجْهَا حَتَّى أَجِي ءَ فَأَلِيَ أَمْرَهَا.

قَالَ: وَ أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم بَعْدَ سَاعَةٍ.

وَ أُخْرِجَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيٍّ عليه السلام فَصَلَّى عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم صَلَاةً لَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ قَبْلَهَا مِثْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ

ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ تَكْبِيرَةً(2)

ص: 89

ثُمَّ دَخَلَ الْقَبْرَ. فَتَمَدَّدَ فِيهِ. فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ أَنِينٌ وَ لَا حَرَكَةٌ.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : - يَا عَلِيُّ – ادْخُلْ. - يَا حَسَنُ- ادْخُلْ.

فَدَخَلَا الْقَبْرَ.

فَلَمَّا فَرَغَ مِمَّا احْتَاجَ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ: - يَا عَلِيُّ – اخْرُجْ.

-يَا حَسَنُ- اخْرُجْ.

فَخَرَجَا

ثُمَّ زَحَفَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم حَتَّى صَارَ عِنْدَ رَأْسِهَا.

ثُمَّ قَالَ: - يَا فَاطِمَةُ- أَنَا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ.

وَ لَا فَخْرَ.

فَإِنْ أَتَاكِ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ فَسَأَلَاكِ: مَنْ رَبُّكِ؟

فَقُولِي: اللَّهُ رَبِّي.

وَ مُحَمَّدٌ نَبِيِّي.

وَ الْإِسْلَامُ دِينِي.

وَ الْقُرْآنُ كِتَابِي.

وَ ابْنِي إِمَامِي وَ وَلِيِّي.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : اللَّهُمَّ ثَبِّتْ فَاطِمَةَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ.

ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَنَفَضَهُمَا.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : - وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَقَدْ سَمِعَتْ فَاطِمَةُ تَصَفُّقَ يَمِينِي عَلَى شِمَالِي.

فَقَامَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ: - فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ- لَقَدْ صَلَّيْتَ عَلَيْهَا صَلَاةً لَمْ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ قَبْلَهَا مِثْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ؟

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : - يَا أَبَا الْيَقْظَانِ- وَ اهَلْ ذَلِكَ هِيَ مِنِّي.

لَقَدْ كَانَ لَهَا مِنْ أَبِي طَالِبٍ وُلْدٌ كَثِيرٌ.

وَ لَقَدْ كَانَ خَيْرُهُمْ كَثِيراً. وَ كَانَ خَيْرُنَا قَلِيلًا.

وَ كَانَتْ تُشْبِعُنِي وَ تُجِيعُهُمْ. وَ تَكْسُونِي وَ تُعْرِيهِمْ. وَ تُدَهِّنُنِي وَ تُشَعِّثُهُمْ.

ص: 90

قَالَ: فَلِمَ كَبَّرْتَ عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ تَكْبِيرَةً - يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : نَعَمْ.

- يَا عَمَّارُ- الْتَفَتُّ عن(1)

يَمِينِي وَ نَظَرْتُ الی أَرْبَعِينَ صَفّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَكَبَّرْتُ لِكُلِّ صَفٍّ تَكْبِيرَةً قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : فَتَمَدُّدُكَ فِي الْقَبْرِ؟ وَ لَمْ يُسْمَعْ لَكَ أَنِينٌ وَ لَا حَرَكَةٌ؟

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً.

فَلَمْ أَزَلْ أَطْلُبُ إِلَى رَبِّي أَنْ يَبْعَثَهَا سَتِيرَةً.

وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِصْبَاحَيْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ يَدَيْهَا.

وَ مِصْبَاحَيْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ رِجْلَيْهَا.

وَ مَلَكَيْهَا الْمُوَكَّلَيْنِ بِقَبْرِهَا يَسْتَغْفِرَانِ لَهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.(2)

وَ رُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ طَوِيلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلی اللّه عليه وآله وسلم قَالَ: -يَا عَمَّارُ- إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ مَلَأَتِ الْأُفُقَ

وَ فُتِحَ لَهَا بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ

وَ مهّد لَهَا مِهَادا مِنْ مِهَادِ الْجَنَّةِ

وَ بعث إِلَيْهَا بِرَيْحَانٍ مِنْ رَيَاحِينِ الْجَنَّةِ

فَهِيَ فی رَوْحٌ وَ رَيْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ

وَ قَبْرُهَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ. (روضة الواعظین للشیخ النیسابوری (رحمه اللّه) ج 1 ص 325 الی 328)

ص: 91

240-ان فاطمة بنت اسد لمّا ماتت دخل عليها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم فجلس عند رأسها.

و قال: يرحمك اللّه- يا امّي-

كنت امّي بعد امّي.

تجوعين و تشبعيني و تعرين و تكسيني و تمنعين نفسك من طيب الطعام و تطعميني.

تريدين بذلك وجه اللّه و الدار الآخرة.

ثمّ أمر صلی اللّه عليه وآله وسلم أن تغسل ثلاثاً.

فلمّا بلغ الماء الّذي فيه الكافور سكبه رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم بيده.

ثمّ خلع قميصه فألبسها إيّاه و لفّها فوقه

ثمّ دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم اسامة و أبا أيّوب و غلاما أسود يحفرون قبرها.

فلمّا بلغوا اللحد حفره رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم و أخرج ترابه بيده.

فلمّا فرغ دخل فاضطجع فيه.

ثمّ قال: الحمد للّه الّذي يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت

اللّهمّ اغفر لامّي فاطمة بنت أسد و لقّنها حجّتها.

و وسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك و الأنبياء الّذين من قبلي فإنّك أرحم الراحمين.

ثمّ قال صلی اللّه عليه وآله وسلم : بعد وضعها في اللحد: -يا فاطمة- أنا محمّد سيّد ولد آدم

و لا فخر.

فإذا أتاك منكر و نكير فسألاك: من ربّك؟

فقولي: اللّه ربّي.

و محمد نبيّي.

و الاسلام ديني

و القرآن كتابي

و ابني عليّ إمامي و وليّي.

ثمّ قال صلی اللّه عليه وآله وسلم : اللّهمّ ثبّت فاطمة بالقول الثابت.

ثمّ ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما.

ص: 92

ثمّ قال: و الّذي نفس محمّد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي.

و روي أنّه صلی اللّه عليه وآله وسلم كبّر عليها أربعين تكبيرة.

فسأله عمّار عن ذلك؟

فقال صلی اللّه عليه وآله وسلم : -يا عمّار- التفتّ عن يميني فنظرت أربعين صفّا من الملائكة.

فكبّرت لكلّ صفّ تكبيرة.

و في خبر آخر: - يا عمّار- إنّ الملائكة قد ملأت الفضاء و فتح لها باب من الجنّة.

و مهّد لها مهاد من مهاد الجنّة.

و بعث إليها بريحان من ريحان الجنّة

فهي في روح و ريحان و جنّة نعيم

و قبرها روضة من رياض الجنّة. (تسلیة المجالس ج 1 ص 159- 160)

ص: 93

247- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَوَّلُ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى قَدَمَيْهَا

وَ كَانَتْ أَبَرَّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

وَ سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً.

فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهْ!

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم لَهَا: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةً.

وَ سَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ.

فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهْ!

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : إِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكْفِيَكِ ذَلِكِ. (كشف الغمة للشیخ الاربلی (رحمه اللّه) ج 1 ص 536 منشورات المجمع العالمی لاهل البیت (عليهم السلام) تحت اشراف سماحة آیة اللّه الشیخ محمد حسن الاختری دامت بركاته)

248- كانت فاطمة بنت اسد ام علی بن ابی طالب عليه السلام حادیة عشرة یعنی فی السابقة الی الاسلام و كانت بدریة. (مقاتل الطالبیین ص 28)

249- أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين

و كانت الحادية عشرة

و كان رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم يكرمها و يعظمها و يدعوها أمي

و أوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها و صلى عليها و نزل في لحدها و اضطجع معها فيه بعد أن ألبسها قميصه

فقال له أصحابه: أنا ما رأيناك صنعت يا رسول اللّه بأحد ما صنعت بها؟

فقال صلی اللّه عليه وآله وسلم : إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها.

إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة.

و اضطجعت معها ليهون عليها ضغطة القبر.

و فاطمة أول امرأة بايعت رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم من النساء. (شرح نهج البلاغة لابن ابی الحدید ج 1 ص 14)

ص: 95

250- انّ فاطمة بنت اسد أسلمت بعد عشرين يوماً من مبعث رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم على يد أمير المؤمنين عليه السلام ولدها.

و جاءت إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم باكية و استزادت فأمرها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم أن تقتفي آثار ابنها. (تسلیة المجالس ج 1 ص 159)

251- فاطمة بنت اسد بن هاشم اول هاشمیة تزوجت هاشمیا و ولدت له

و ادركت النبی صلی اللّه عليه وآله وسلم فاسلمت و حسن اسلامها.

و أوصت الیه حین حضرتها الوفاة

فقبل صلی اللّه عليه وآله وسلم وصیتها.

و صلی صلی اللّه عليه وآله وسلم علیها و نزل فی لحدها واضطجع معها فیه

و احسن الثناء علیها. (مقاتل الطالبیین لابی الفرج الاصفهانی ص 27 منشورات الشریف الرضی (رحمه اللّه) )

252- فی سیاق حوادث السنة الرابعة:

و فيها توفيت فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي عليه السلام

و كانت صالحة

و كان رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم يزورها و يقيل في بيتها.

لما توفيت نزع رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم قميصه فألبسها إياه. (بحارالانوار ج 20 ص 185 نقله عن المنتقی فی مولد المصطفی صلی اللّه عليه وآله وسلم )

253- عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة ام علی بن ابی طالب عليه السلام البسها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم قمیصه و اضطجع معها فی قبرها.

فقال له اصحابه: - یا رسول اللّه- ما رایناك صنعت باحد ما صنعت بهذه المرأة؟

فقال صلی اللّه عليه وآله وسلم : انه لم یكن احد بعد ابی طالب ابر بی منها.

انی انما البستها قمیصی لتكسی من حلل الجنة.

و اضطجعت معها فی قبرها لیهون علیها. (مقاتل الطالبیین ص 28)

ص: 96

254- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى قَدَمَيْهَا.

وَ كَانَتْ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ هُوَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً -كَمَا وُلِدُوا-

فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهْ.

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : فَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةً

وَ سَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ. فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهْ!

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : فَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكْفِيَكِ ذَلِكِ.

وَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم - يَوْماً -: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِيَتِي هَذِهِ؟

فَقَال صلی اللّه عليه وآله وسلم لَهَا: إِنْ فَعَلْتِ أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْواً مِنْكِ مِنَ النَّارِ.

فَلَمَّا مَرِضَتْ أَوْصَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم ...

... فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَصِيَّتَهَا

فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ أَتَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ هُوَ يَبْكِي

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَا يُبْكِيكَ؟

فَقَالَ عليه السلام : مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ أُمِّي -وَ اللَّهِ- وَ قَامَ مُسْرِعاً حَتَّى دَخَلَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَ بَكَى.

ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يَغْسِلْنَهَا. وَ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم إِذَا فَرَغْتُنَّ فَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئاً حَتَّى تُعْلِمْنَنِي.

فَلَمَّا فَرَغْنَ أَعْلَمْنَهُ بِذَلِكَ. فَأَعْطَاهُنَّ أَحَدَ قَمِيصَيْهِ الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ

وَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُكَفِّنَّهَا فِيهِ

وَ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئاً لَمْ أَفْعَلْهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَسَلُونِي لِمَ فَعَلْتُهُ؟

فَلَمَّا فَرَغْنَ مِنْ غُسْلِهَا وَ كَفْنِهَا دَخَلَ صلی اللّه عليه وآله وسلم فَحَمَلَ جَنَازَتَهَا عَلَى عَاتِقِهِ.

فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ جَنَازَتِهَا حَتَّى أَوْرَدَهَا قَبْرَهَا. ثُمَّ وَضَعَهَا.

وَ دَخَلَ الْقَبْرَ فَاضْطَجَعَ فِيهِ.

ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَهَا عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى وَضَعَهَا فِي الْقَبْرِ.

ص: 97

ثُمَّ انْكَبَّ عَلَيْهَا طَوِيلًا يُنَاجِيهَا. وَ يَقُولُ لَهَا: ابْنُكِ ابْنُكِ ابْنُكِ

ثُمَّ خَرَجَ وَ سَوَّى عَلَيْهَا ثُمَّ انْكَبَّ عَلَى قَبْرِهَا فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُهَا إِيَّاكَ.

ثُمَّ انْصَرَفَ.

فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ أَشْيَاءَ لَمْ تَفْعَلْهَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : الْيَوْمَ فَقَدْتُ بِرَّ أَبِي طَالِبٍ

إِنْ كَانَتْ لَيَكُونُ عِنْدَهَا الشَّيْ ءُ فَتُؤْثِرُنِي بِهِ عَلَى نَفْسِهَا وَ وَلَدِهَا

وَ إِنِّي ذَكَرْتُ الْقِيَامَةَ وَ أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عُرَاةً.

فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهْ؟

فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَبْعَثَهَا اللَّهُ كَاسِيَةً

وَ ذَكَرْتُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ

فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهْ!

فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَكْفِيَهَا اللَّهُ ذَلِكَ.

فَكَفَّنْتُهَا بِقَمِيصِي.

وَ اضْطَجَعْتُ فِي قَبْرِهَا لِذَلِكَ.

وَ انْكَبَبْتُ عَلَيْهَا فَلَقَّنْتُهَا مَا تُسْأَلُ عَنْهُ

فَإِنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ رَبِّهَا؟

فَقَالَتْ

وَ سُئِلَتْ عَنْ رَسُولِهَا ؟

فَأَجَابَتْ.

وَ سُئِلَتْ عَنْ وَلِيِّهَا وَ إِمَامِهَا.

فَأُرْتِجَ عَلَيْهَا

فَقُلْتُ: ابْنُكِ ابْنُكِ ابْنُكِ. (الكافی ج 1 ص 453)

ص: 98

255- لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ وَالِدَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَقْبَلَ عَلِيٌّ عليه السلام وَ هُوَ بَاكٍ.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَا يُبْكِيكَ؟ لَا أَبْكَى اللَّهُ لَكَ عَيْناً.

قَالَ عليه السلام : تُوُفِّيَتْ أُمِّي - يَا رَسُولَ اللَّهِ-

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم : بَلْ وَ أُمِّي يَا عَلِيُّ.

فَلَقَدْ كَانَتْ تُجَوِّعُ أَوْلَادَهَا وَ تُشْبِعُنِي وَ تُشَعِّثُ أَوْلَادَهَا وَ تُدَهِّنُنِي.

وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ فِي دَارِ أَبِي طَالِبٍ نَخْلَةٌ وَ كُنَّا نَتَسَابَقُ إِلَيْهَا مِنَ الْغَدَاةِ لِنَلْتَقِطَ مَا يَقَعُ مِنْهَا فِي اللَّيْلِ.

وَ كَانَتْ تَأْمُرُ جَارِيَتَهَا لِتَلْتَقِطَ مَا تَحْتَهَا مِنَ الْغَلَسِ ثُمَّ تَجْنِيهِ فَيَخْرُجُ بَنُو عَمِّي فَتُنَاوِلُنِي ذَلِكَ.

ثُمَّ نَهَضَ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ أَخَذَ فِي جَهَازِهَا وَ كَفَّنَهَا بِقَمِيصِهِ

وَ كَانَ صلی اللّه عليه وآله وسلم فِي حَالِ تَشْيِيعِ جَنَازَتِهَا يَرْفَعُ قَدَماً وَ يَتَأَنَّى بَيْنَ الْآخَرِ وَ هُوَ حَافِي الْقَدَمِ.

فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا كَبَّرَ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً.

ثُمَّ وَسَّدَهَا فِي اللَّحْدِ بِيَدِهِ الْكَرِيمَةِ بَعْدَ أَنْ نَامَ فِي قَبْرِهَا وَ لَقَّنَهَا الشَّهَادَتَيْنِ.

فَلَمَّا أُهِيلَ عَلَيْهَا التُّرَابُ وَ أَرَادَ النَّاسُ الِانْصِرَافَ جَعَلَ يَقُولُ صلی اللّه عليه وآله وسلم : ابْنُكِ ابْنُكِ -لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَعَلْتَ فِعْلًا مَا رَأَيْنَا قَطُّ مِثْلَهُ؟!

مَشَيْتَ مُتَأَنِّياً حَافِي الْقَدَمِ وَ كَبَّرْتَ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً وَ نِمْتَ فِي لَحْدِهَا وَ جَعَلْتَ قَمِيصَكَ عَلَيْهَا

وَ قُلْتَ لَهَا: ابْنُكِ ابْنُكِ - لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ؟!

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : أَمَّا التَّأَنِّي فِي وَضْعِ أَقْدَامِي فِي حَالِ تَشْيِيعِ الْجَنَازَةِ. فَلِكَثْرَةِ ازْدِحَامِ الْمَلَائِكَةِ.

وَ أَمَّا نَوْمِي فِي لَحْدِهَا. فَإِنِّي ذَكَرْتُ لَهَا فِي حَالِ حَيَاتِهَا ضَغْطَةَ الْقَبْرِ. فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهْ.

فَنِمْتُ فِي لَحْدِهَا لِأَجْلِ ذَلِكَ حَتَّى كَفَيْتُهَا ذَلِكَ.

وَ أَمَّا تَكْفِينُهَا بِقَمِيصِي فَإِنِّي ذَكَرْتُ لَهَا الْقِيَامَةَ وَ حَشْرَ النَّاسِ عُرَاةً. فَقَالَتْ: وَا فَضِيحَتَاهْ فَكَفَّنْتُهَا بِهِ لِتَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَسْتُورَةً.

وَ أَمَّا قَوْلِي لَهَا: ابْنُكِ ابْنُكَ. فَإِنَّهُ نَزَلَ الْمَلَكَانِ وَ سَأَلَاهَا عَنْ رَبِّهَا؟

فَقَالَتْ: اللَّهُ رَبِّي.

وَ قَالا لَهَا: مَنْ نَبِيُّكِ؟

ص: 99

فَقَالَتْ: مُحَمَّدٌ.

وَ قَالا لَهَا:مَنْ وَلِيُّكِ وَ إِمَامُكِ؟!

فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَقُولَ وَلَدِي.

فَقُلْتُ لَهَا: قُولِي: وَلَدُكِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُكِ ابْنِكِ.

فَأَقَرَّ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ عَيْنَهَا. (الفضائل للشیخ ابی الفضل شاذان بن جبرئیل القمی (رحمه اللّه) ص 277)

253- لَمَّا مَاتَتْ فاطمة بنت اسد عليها السلام تَوَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم أَمْرَهَا وَ كَفَّنَهَا بِقَمِيصِهِ.

وَ لَمَّا بَلَغَ الْحَفْرُ إِلَى اللَّحَدِ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم بِيَدِهِ وَ أَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ وَ نَامَ فِي قَبْرِهَا.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ.

وَ لَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَ وَسِّعْ عَلَيْهَا قَبْرَهَا وَ مَدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

وَ لَقَّنَهَا فَسُمِعَ مِنْهُ: ابْنُكِ ابْنُكِ - لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ-

فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: رَأَيْنَاكَ قَدْ صَنَعْتَ مَعَ أُمِّ عَلِيٍّ صُنْعاً لَمْ تَصْنَعْهُ بِغَيْرِهَا؟!

كَفَّنْتَهَا فِي قَمِيصِكَ وَ تَوَسَّدْتَ لَحَدَهَا وَ قُلْتَ لَهَا:ابْنُكِ ابْنُكِ - لَا جَعْفَر. وَ لَا عَقِيلٌ-

فَمَا سَبَبُ ذَلِكَ؟!

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم :إِنِّي ذَكَرْتُ لَهَا يَوْماً أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً فَقَالَتْ: وَاسَوْءَتَاهْ يَوْمَئِذٍ فَقُلْتُ: إِنِّي أُكَفِّنُكِ بِقَمِيصِي لِيَسْتُرَكِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. فَفَعَلْتُ.

وَ تَوَسَّدْتُ قَبْرَهَا لِتَأْمَنَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ.

وَ نَزَلَ عَلَيْهَا الْمَلَكَانِ فَقَالا لَهَا: مَنْ رَبُّكِ؟

فَقَالَتْ: اللَّهُ رَبِّي.

فَقَالا لَهَا: مَنْ نَبِيُّكِ؟

فَقَالَتْ: مُحَمَّدٌ نَبِيِّي.

فَقَالا: مَنْ إِمَامُكِ؟

فَأُرْتِجَ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: ابْنُكِ ابْنُكِ -لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِيلٌ- (كشف الیقین فی فضائل امیرالمؤمنین عليه السلام للعلامة الحلی (رحمه اللّه) ص 233 الی 235)

ص: 100

256- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أَوْصَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

فَقَبِلَ وَصِيَّتَهَا.

فَقَالَتْ: - يَا رَسُولَ اللَّهِ- إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِيَتِي هَذِهِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم : مَا قَدَّمْتِ مِنْ خَيْرٍ فَسَتَجِدِينَهُ.

فَلَمَّا مَاتَتْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا - نَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم قَمِيصَهُ.

قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم كَفِّنُوهَا فِيهِ.

وَ اضْطَجَعَ فِي لَحْدِهَا

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : أَمَّا قَمِيصِي فَأَمَانٌ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَ أَمَّا اضْطِجَاعِي فِي قَبْرِهَا فَلِيُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَيْهَا. (علل الشرائع ج 2 ص 210 الباب 222 ح 32)

257- قال فی الفصول المهمة: فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

تَجْتَمِعُ هِيَ وَ أَبُو طَالِبٍ فِي هَاشِمٍ

ثُمَّ أَسْلَمَتْ وَ هَاجَرَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم

وَ كَانَتْ مِنَ السَّابِقَاتِ إِلَى الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ مِنَ النَّبِيِّ صلی اللّه عليه وآله وسلم

فَلَمَّا مَاتَتْ كَفَّنَهَا النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم بِقَمِيصِهِ (بحارالانوار ج 35 ص 180)

258- عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال: لمّا ماتت فاطمة بنت أسد دخل إليها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم فجلس عند رأسها و قال: رحمك اللّه يا امّي

كنت امّي بعد امّي تجوعين و تشبعيني و تعرين و تكسيني و تمنعين نفسك طيّب الطعام

و تطعميني تريدين بذلك وجه اللّه و الدار الآخرة.

و غمّضها.

ثمّ أمر أن تغسّل بالماء ثلاثاً فلمّا بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم بيده

ثم خلع قميصه فألبسه إيّاها و كفّنت . (الدر النظیم ص 223)

ص: 101

259- إِنَّ النَّبِيَّ صلی اللّه عليه وآله وسلم دَعَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ...

فَحَفَرُوا قَبْرَهَا فَلَمَّا بَلَغُوا لَحْدَهَا حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم بِيَدِهِ.

وَ أَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ.

وَ لَمَّا فَرَغَ اضْطَجَعَ فِيهِ.

ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَ لَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَ وَسِّعْ عَلَيْهَا مَدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. (كشف الغمة ج 1 ص 132)

260- ... فحفروا قبرها فلمّا بلغوا اللّحد حفره رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم بيده و أخرج ترابه.

و دخل رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم قبرها فاضطجع فيه

ثم قال: اللّه الذي يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت.

اللّهمّ اغفر لامّي فاطمة بنت أسد بن هاشم و لقّنها حجّتها و وسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك

و الأنبياء من قبلي فإنّك أرحم الراحمين.

فأدخلها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم اللّحد و العبّاس... (الدر النظیم ص 223)

261- ... فَحَفَرُوا قَبْرَهَا

فَلَمَّا بَلَغُوا لَحْدَهَا حَفَرَهُ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم بِيَدِهِ. وَ أَخْرَجَ تُرَابَهُ

فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم اضْطَجَعَ فِيهِ

وَ قَالَ: اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَ لَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَ وَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

فَقِيلَ: -يَا رَسُولَ اللَّهِ- رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ شَيْئاً لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ قَبْلَهَا؟

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتُلْبَسَ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ.

وَ اضْطَجَعْتُ فِي قَبْرِهَا لِيُخَفَّفَ عَنْهَا مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ

إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ خَلْقِ اللَّهِ صَنِيعاً إِلَيَّ بَعْدَ أَبِي طَالِب. (بحارالانوار ج 35 ص 180)

ص: 102

277-(قال الامام الصادق عليه السلام فی شأن مسجد الكوفة):...

وَ إِنَّ قِبْلَتَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ إِنَّ مَيْمَنَتَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ

وَ إِنَّ مَيْسَرَتَهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ

وَ إِنَّ مُؤَخَّرَهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ (المزار للشیخ المفید (رحمه اللّه) ص 8 -9)

278-(قال الامام الصادق عليه السلام فی شأن مسجد الكوفة):...

وَ إِنَّ مَيْمَنَتَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ إِنَّ وَسَطَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ إِنَّ مُؤَخَّرَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ... (الكافی ج 3 ص 491 و تهذیب الاحكام ج 3 ص 274 و جامع الاخبار ص 171)

279- (قال الامام الصادق عليه السلام فی شأن مسجد الكوفة):...

إِنَّ مَيْمَنَتَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: وَ إِنَّ وَسَطَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ إِنَّ مُؤَخَّرَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ... (روضة الواعظین ج 2 ص 335)

280- (قال الامام الصادق عليه السلام فی شأن مسجد الكوفة): ...

انّ عن یمینه روضة من ریاض الجنة.

و عن یساره روضة من ریاض الجنة... (تفسیر العیاشی (رحمه اللّه) ج 3 ص 32)

281-(قال الامام الصادق عليه السلام فی شأن مسجد الكوفة):...

وَ إِنَّ مَيْمَنَتَهُ لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ

وَ إِنَّ مُؤَخَّرَهُ(1)

لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ(2)

...(تهذیب الاحكام ج 6 ص 37 و المزار الكبیر لابن المشهدی (رحمه اللّه) ص 123)

ص: 106

284- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نِعْمَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ ...

مَيْمَنَتُهُ رِضْوَانُ اللَّهِ.

وَ وَسَطُهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ

وَ مَيْسَرَتُهُ مَكْرٌ.(1)

فَقُلْتُ لِأَبِي (بصیر)(2) مَا مَعْنِي(3)

بِقَوْلِهِ قَالَ يَعْنِي مَنَازِلَ الشَّيْطَان. (ثواب الاعمال ص 50 و فی بحارالانوار ج 97 ص 397 نقله عن ثواب الاعمال)

285- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نِعْمَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ... مَيْمَنَتُهُ رِضْوَانُ اللَّهِ.

وَ وَسَطُهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

وَ مَيْسَرَتُهُ مَكْرٌ.

قَالَ قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي مَا مَعْنَى تَقُولُ مَكْرٌ؟

قَالَ: يَعْنِي مَنَازِلَ الشَّيْطَانِ (4).

(جامع الاخبار ص 178 و فی بحارالانوار ج 80 ص 377 نقله عن جامع الاخبار)

286- عن ابی عبیدة عن ابی جعفر عليه السلام قال: مسجد كوفان روضة من ریاض الجنة... و میمنته رحمة و میسرته مكر(5)... (الكافی ج 3 ص 493 و تهذیب الاحكام ج3 ص 276 و المزار الكبیر لابن المشهدی (رحمه اللّه)

ص 125 و روضة الواعظین ج 2 ص 336 و فی بحارالانوار ج 97 ص 389 نقله عن الكافی)

ص: 108

289-قال الامام الصادق عليه السلام : الْكُوفَةُ(1) رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ.

فِيهَا قَبْرُ نُوحٍ عليه السلام ...

وَ قَبْرُ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام .(2) (فرحة الغری ص 69)

290- أَبُو مُعَمَّرٍ الْهِلَالِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُرَّةَ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ - كَانَ مِنَ الْمَوَالِي وَ كُنَّا نَعُدُّهُ مِنَ الْأَخْيَارِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ نَحْوَ الْجَبَّانَةِ فَصَلَّى لَيْلًا طَوِيلًا.

ثُمَّ قَالَ لِي: - أَبَا قُرَّةَ- أَ تَدْرِي أَيُّ مَوْضِعٍ هَذَا؟

قَالَ: قُلْتُ: لَا.

قَالَ: نَحْنُ بِقُرْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام

- يَا أَبَا قُرَّةَ - نَحْنُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّة. (المزار للشیخ المفید (رحمه اللّه) ص 224 و فرحة الغری ص 114)

291- سعيد بن خيثم قال: حدّثني أبو قرّة. قال: خرجت مع زيد بن عليّ ليلاً إلى الجبّان

-و هو مرخي اليدين لا شي ء معه-

فقال لي: - يا أبا قرّة - أ جائع أنت؟

قلت: نعم.

فناولني كمثرات مل ء الكفّ ما أدري أريحها أطيب أم طعمها؟

ثمّ قال لي: يا أبا قرّة أ تدري أين نحن؟

نحن في روضة من رياض الجنة نحن عند قبر أمير المؤمنين عليّ عليه السلام . (مقاتل الطالبیین ص 125)

ص: 111

301- عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ (رحمه اللّه) قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ هُوَ يُرِيدُ الْحِيرَةَ.

فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى كَرْبَلَاءَ قَالَ عليه السلام لِي: -يَا جَابِرُ- هَذِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا

وَ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ جَهَنَّمَ لِأَعْدَائِنَا.

ثُمَّ إِنَّهُ قَضَى مَا أَرَادَ.

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ عليه السلام : -يَا جَابِرُ-

فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ سَيِّدِي.

قَالَ عليه السلام لِي: تَأْكُلْ شَيْئاً؟

قُلْتُ: نَعَمْ. سَيِّدِي.

قَالَ: فَأَدْخَلَ يَدَهُ بَيْنَ الْحِجَارَةِ. فَأَخْرَجَ لِي تُفَّاحَةً لَمْ أَشَمَّ قَطُّ رَائِحَةَ مِثْلَهَا.لَا تُشْبِهُ رَائِحَةَ فَاكِهَةِ الدُّنْيَا- فَعَلِمْتُ أَنَّهَا مِنَ الْجَنَّةِ. فَأَكَلْتُهَا فَعَصَمَتْنِي مِنَ الطَّعَامِ أَرْبَعِينَ يَوْماً.

لَمْ آكُلْ وَ لَمْ أُحْدِث. (دلائل الامامة ص 221 و اثبات الهداة للشیخ الحر العاملی (رحمه اللّه) ج3 ص64 الفصل 20 ح 85 ومدینة المعاجز للسید هاشم البحرانی (رحمه اللّه) ج 5 ص12 و عوالم العلوم للشیخ عبد اللّه البحرانی (رحمه اللّه) ج 19 ص 172 مع تحقیق سماحة العلامة آیة اللّه السید محمد باقر الموحّد الابطحی الاصفهانی رضوان اللّه تعالی علیه)

302- عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن عليهما السلام: اتَّخَذَ اللَّهُ أَرْضَ كَرْبَلَاءَ حَرَماً آمِناً مُبَارَكاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ أَرْضَ الْكَعْبَةِ - وَ يَتَّخِذَهَا حَرَماً - بِأَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ عَامٍ.

وَ أَنَّهُ إِذَا زَلْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْأَرْضَ وَ سَيَّرَهَا رُفِعَتْ كَمَا هِيَ بِتُرْبَتِهَا نُورَانِيَّةً صَافِيَةً

فَجُعِلَتْ فِي أَفْضَلِ رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ أَفْضَلِ مَسْكَنٍ فِي الْجَنَّةِ.

لَا يَسْكُنُهَا إِلَّا النَّبِيُّونَ وَ الْمُرْسَلُونَ.

- أَوْ قَالَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ-

وَ إِنَّهَا لَتَزْهَرُ بَيْنَ رِيَاضِ الْجَنَّةِ كَمَا يَزْهَرُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ.

يَغْشَى نُورُهَا أَبْصَارَ أَهْلِ الْجَنَّةِ جَمِيعاً.

وَ هِيَ تُنَادِي: أَنَا أَرْضُ اللَّهِ الْمُقَدَّسَةُ الطَّيِّبَةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي تَضَمَّنَتْ سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ وَ سَيِّدَ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّة. (كامل الزیارات ص 280 الباب 88 ح 4 و المزار للشیخ المفید (رحمه اللّه) ص 23 و المزار الكبیر لابن المشهدی (رحمه اللّه) ص 338) (راجع: الاصول الستة عشر ص 142)

ص: 115

303-قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم عِنْدِي وَ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَكَانَا فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثَانِ.

إِذْ دَقَّ الْبَابَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلامفَخَرَجْتُ أَفْتَحُ لَهُ الْبَابَ. فَإِذَاً الْحُسَيْنُ عليه السلام مَعَهُ.

فَدَخَلَا.

فَلَمَّا أَبْصَرَا جَدَّهُمَا شَبَّهَا جَبْرَئِيلَ بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَجَعَلَا يَحُفَّانِ بِهِ وَ يَدُورَانِ حَوْلَهُ.

فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام - يَا رَسُولَ اللَّهِ- أَ مَا تَرَى الصَّبِيَّيْنِ مَا يَفْعَلَانِ؟!

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : يُشَبِّهَانِكَ بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ . فَإِنَّهُ كَثِيراً مَا يَتَعَاهَدُهُمَا وَ يُتْحِفُهُمَا إِذَا جَاءَنَا.

فَجَعَلَ جَبْرَئِيلُ يُومِئُ بِيَدِهِ كَالْمُتَنَاوِلِ شَيْئاً فَإِذَاً بِيَدِهِ تُفَّاحَةٌ وَ سَفَرْجَلَةٌ وَ رُمَّانَةٌ فَنَاوَلَ الْحَسَنَ عليه السلام

ثُمَّ أَوْمَى بِيَدِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَنَاوَلَ الْحُسَيْنَ عليه السلام .

فَفَرِحَا وَ تَهَلَّلَتْ وُجُوهُهُمَا وَ سَعَيَا إِلَى جَدِّهِمَا صلی اللّه عليه وآله وسلم .

فَأَخَذَ التُّفَّاحَةَ وَ الرُّمَّانَةَ وَ السَّفَرْجَلَةَ فَشَمَّهَا ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَهَيْئَتِهِمَا.

ثُمَّ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم لَهُمَا: صِيرَا إِلَى أُمِّكُمَا بِمَا مَعَكُمَا -وَ بَدْؤُكُمَا بِأَبِيكُمَا أَعْجَبُ إِلَيَّ -

فَصَارَا كَمَا أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم .

فَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْهَا شَيْئاً حَتَّى صَارَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا التُّفَّاحُ وَ غَيْرُهُ عَلَى حَالِهِ.

فَقَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : - يَا أَبَا الْحَسَنِ - مَا لَكَ لَمْ تَأْكُلْ وَ لَمْ تُطْعِمْ زَوْجَتَكَ وَ ابْنَيْكَ؟!

وَ حَدَّثَهُ الْحَدِيثَ.

فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ عَلِيٌّ عليه السلام وَ فَاطِمَةُ عليها السلام وَ الْحَسَنُ عليه السلام وَ الْحُسَيْنُ عليه السلام

وَ أَطْعَمُوا أُمَّ سَلَمَةَ.

فَلَمْ يَزَلِ الرُّمَّانُ وَ السَّفَرْجَلُ وَ التُّفَّاحُ كُلَّمَا أُكِلَ مِنْهُ عَادَ إِلَى مَا كَانَ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

قَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام فَلَمْ يَلْحَقْهُ التَّغْيِيرُ وَ النُّقْصَانُ أَيَّامَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّه عليه وآله وسلم

فَلَمَّا تُوُفِّيَت(1) فَقَدْنَا الرُّمَّانَ وَ بَقِيَ التُّفَّاحُ وَ السَّفَرْجَلُ أَيَّامَ أَبِي.

فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فُقِدَ السَّفَرْجَلُ وَ بَقِيَ التُّفَّاحُ عَلَى هَيْئَتِهِ عِنْدَ الْحَسَنِ حَتَّى مَاتَ(2) فِي سَمِّهِ.

ص: 116

ثُمَّ بَقِيَ التُّفَّاحَةُ إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي حُوصِرْتُ عَنِ الْمَاءِ فَكُنْتُ أَشَمُّهَا إِذَا عَطِشْتُ فَتَكْسِرُ لَهَبَ عَطَشِي.

فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيَّ الْعَطَشُ عَضَضْتُهَا وَ أَيْقَنْتُ بِالْفَنَاءِ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ قَبْلَ مَقْتَلِهِ بِسَاعَةٍ.

فَلَمَّا قَضَى نَحْبَهُ وُجِدَ رِيحُهَا مِنْ مَصْرَعِهِ فَالْتُمِسَتْ فَلَمْ يُرَ لَهَا أَثَرٌ فَبَقِيَ رِيحُهَا بَعْدَ الْحُسَيْنِ عليه السلام

وَ لَقَدْ زُرْتُ قَبْرَهُ فَوَجَدْتُ رِيحَهَا تَفُوحُ مِنْ قَبْرِهِ.

فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ مِنْ شِيعَتِنَا الزَّائِرِينَ لِلَقْبِرِ فَلْيَلْتَمِسْ ذَلِكَ فِي أَوْقَاتِ السَّحَرِ فَإِنَّهُ يَجِدُهُ

إِذَا كَانَ مُخْلِصاً. (روضة الواعظین ج 1 ص 365)

(راجع: مناقب آل ابی طالب (عليهم السلام) ج 3 ص 442)

ص: 117

ثم قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنِّي لَأَرَى الْمُتَعَلِّقِينَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى كَيْفَ قَصَدَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ لِيُغْوُوهُمْ فَحَمَلَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ يَقْتُلُونَهُمْ وَ يُثْخِنُونَهُمْ وَ يَطْرُدُونَهُمْ عنْهُمْ.

فَنَادَاهُمْ مُنَادِي رَبِّنَا: - يَا مَلَائِكَتِي- أَلَا فَانْظُرُوا كُلَّ مَلَكٍ فِي الْأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى مَبْلَغِ نَسِيمِ هَذَا الْغُصْنِ الَّذِي تَعَلَّقَ بِهِ مُتَعَلِّقٌ فَقَاتِلُوا الشَّيَاطِينَ عَنْ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ وَ أَخِّرُوهُمْ عَنْهُ فَإِنِّي لَأَرَى بَعْضَهُمْ وَ قَدْ جَاءَهُ مِنَ الْأَمْلَاكِ مَنْ يَنْصُرُهُ عَلَى الشَّيَاطِينِ وَ يَدْفَعُ عَنْهُ الْمَرَدَةَ.

أَلَا فَعَظِّمُوا هَذَا الْيَوْمَ مِنْ شَعْبَانَ بَعْدَ تَعْظِيمِكُمْ لِشَعْبَانَ.

فَكَمْ مِنْ سَعِيدٍ فِيهِ.

وَ كَمْ مِنْ شَقِيٍّ فِيهِ.

لِتَكُونُوا مِنَ السُّعَدَاءِ فِيهِ.

وَ لَا تَكُونُوا مِنَ الْأَشْقِيَاء. (التفسیر المنسوب الی الامام العسكری عليه السلام ص 646 الی 651 تحقیق و نشر مدرسة الامام المهدی عليه السلام بإشراف سماحة العلامة آیة اللّه السید محمد باقر الموحّد الأبطحی رضوان اللّه تعالی علیه)

ص: 123

318- أَنَّ آدَمَ عليه السلام لَمَّا أَهْبَطَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ جَنَّةِ الْمَأْوَى إِلَى الْأَرْضِ اسْتَوْحَشَ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُؤْنِسَهُ بِشَيْ ءٍ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ النَّخْلَةَ.

فَكَانَ يَأْنَسُ بِهَا فِي حَيَاتِهِ.

فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِوُلْدِهِ: إِنِّي كُنْتُ آنَسُ بِهَا فِي حَيَاتِي وَ أَرْجُو الْأُنْسَ بِهَا بَعْدَ وَفَاتِي

فَإِذَا مِتُّ فَخُذُوا مِنْهَا جَرِيداً وَ شُقُّوهُ بِنِصْفَيْنِ(1)

وَ ضَعُوهُمَا مَعِي فِي أَكْفَانِي.

فَفَعَلَ وُلْدُهُ ذَلِكَ.

وَ فَعَلَتْهُ الْأَنْبِيَاءُ بَعْدَهُ.

ثُمَّ انْدَرَسَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

فَأَحْيَاهُ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم وَ فَعَلَهُ فَصَارَتْ سُنَّةً مُتَّبَعَةً. (تهذیب الاحكام للشیخ الطوسی (رحمه اللّه) ج 1 ص 347 )

(راجع: المقنعة للشیخ المفید (رحمه اللّه) ص 82)

ص: 125

324- عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنِ الْجَرِيدَةِ إِذَا لَمْ نَجِدْ نَجْعَلُ بَدَلَهَا غَيْرَهَا فِي مَوْضِعٍ لَا يُمْكِنُ النَّخْلُ؟

فَكَتَبَ: يَجُوزُ إِذَا أُعْوِزَتِ(1)

الْجَرِيدَةُ(2).

وَ الْجَرِيدَةُ أَفْضَلُ.

وَ بِهِ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ(3). (الكافی ج 3 ص 153)

ص: 127

329- أَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّارِ:كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً.

فَاضْطَرَبَتْ أَسْنَانُ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الْبَرْدِ حَتَّى قَالَ: سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ

فَانْحَطَّ جَبْرَئِيلُ عليه السلام وَ جَلَسَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ فِي النَّارِ وَ هُوَ فِي رَوْضَةِ خَضْرَاءَ.

وَ نَظَرَ إِلَيْهِ نُمْرُودُ فَقَالَ:مَنِ اتَّخَذَ إِلَهاً فَلْيَتَّخِذْ إِلَهاً مِثْلَ إِلَهِ إِبْرَاهِيم. (قصص الانبیاء (عليهم السلام) للسید الجزائری (رحمه اللّه) ص 120)

330- قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : وَ بَرَّدَ اللَّهُ النَّارَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام وَ جَعَلَهَا عَلَيْهِ سَلَاماً

وَ مَكَّنَهُ فِي جَوْفِ النَّارِ عَلَى سَرِيرٍ وَ فِرَاشٍ وَثِيرٍ

-لَمْ يَرَ ذَلِكَ الطَّاغِيَةُ مِثْلَهُ لِأَحَدٍ مِنْ مُلُوكِ الْأَرْضِ أَجْمَعِينَ-

وَ أَنْبَتَ حَوَالَيْهِ مِنَ الْأَشْجَارِ الْخَضِرَةِ النَّضِرَةِ النَّزِهَةِ.

وَ غَمَرَ مَا حَوْلَهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَنْثُورِ بِمَا لَا يُوجَدُ إِلَّا فِي فُصُولٍ أَرْبَعَةٍ مِنْ جَمِيعِ السَّنَةِ. (التفسیر المنسوب الی الامام العسكری عليه السلام ص 287)

فَلَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَصْعَدُ بِي حَتَّى أَدْخَلُونِي إِلَى دَارٍ. فِيهَا قُصُورٌ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْ الْبُيُوتِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ.

وَ فِيهَا مِنَ السُّنْدُسِ وَ الْإِسْتَبْرَقِ عَلَى الْأَسِرَّةِ الْكَثِيرِ.

وَ عَلَيْهَا أَلْحَافٌ مِنْ أَلْوَانِ الْحَرِيرِ وَ الدِّيبَاجِ وَ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ.

وَ فِيهَا مَوَائِدُ عَلَيْهَا مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ.

وَ فِي تِلْكَ الْجِنَانِ نَهَرٌ مُطَّرِدٌ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ.

فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ؟ وَ مَا هَذَا النَّهَرُ؟

فَقَالُوا: هَذِهِ الدَّارُ هِيَ الْفِرْدَوْسُ الْأَعْلَى الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ جَنَّةٌ

وَ هِيَ دَارُ أَبِيكَ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ.

قُلْتُ: فَمَا هَذَا النَّهَرُ؟

قَالُوا: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي وَعَدَهُ اللَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.

قُلْتُ: فَأَيْنَ أَبِي؟

قَالُوا: السَّاعَةَ يَدْخُلُ عَلَيْكَ.

فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَرَزَتْ لِي قُصُورٌ هِيَ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ.

وَ فُرُشٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ تِلْكَ الْفُرُشِ.

وَ إِذَا أَنَا بِفُرُشٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى أَسِرَّةٍ وَ إِذَا أَبِي صلی اللّه عليه وآله وسلم جَالِسٌ عَلَى تِلْكَ الْفُرُشِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ

فَلَمَّا رَآنِي أَخَذَنِي فَضَمَّنِي وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيَّ وَ قَالَ: مَرْحَباً بِابْنَتِي.

وَ أَخَذَنِي وَ أَقْعَدَنِي فِي حَجْرِهِ.

ثُمَّ قَالَ لِي: - يَا حَبِيبَتِي - أَ مَا تَرَيْنَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكِ وَ مَا تَقْدَمِينَ عَلَيْهِ!

فَأَرَانِي قُصُوراً مُشْرِفَاتٍ فِيهَا أَلْوَانُ الطَّرَائِفِ وَ الْحُلِيِّ وَ الْحُلَلِ.

وَ قَالَ صلی اللّه عليه وآله وسلم : هَذِهِ مَسْكَنُكَ وَ مَسْكَنُ زَوْجِكِ وَ وَلَدَيْكِ وَ مَنْ أَحَبَّكِ وَ أَحَبَّهُمَا

فَطِيبِي نَفْساً فَإِنَّكِ قَادِمَةٌ عَلَيَّ إِلَى أَيَّامٍ.

قَالَتْ عليها السلام : فَطَارَ قَلْبِي وَ اشْتَدَّ شَوْقِي وَ انْتَبَهْتُ مِنْ رَقْدَتِي. (دلائل الامامة ص 131-132)

(راجع: بحارالانوار ج 43 ص 207)

ص: 137

فَقَالَ لِي: -يَا مُحَمَّدُ- إِذَا اشْتَقْتَ إِلَى الْأَكْلِ مِنْ ثَمَرَةِ تَيْنِكَ الشَّجَرَتَيْنِ فَشَمِّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ (قال الراوی) فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلی اللّه عليه وآله وسلم : كُلَّمَا اشْتَاقَ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ يَشَمُّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ يَلْثِمُهُمَا

وَ هُوَ يَقُولُ: صَدَقَ أَخِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام

ثُمَّ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ.

وَ يَقُولُ صلی اللّه عليه وآله وسلم : - يَا أَصْحَابِي- إِنِّي أَوَدُّ أَنِّي أُقَاسِمُهُمَا حَيَاتِي لِحُبِّي لَهُمَا.

فَهُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا. (بحارالانوار ج 43 ص 314)

351- إنَّ الْحَسَنَ عليه السلام لَمَّا دَنَتْ وَفَاتُهُ وَ نَفِدَتْ أَيَّامُهُ وَ جَرَى السَّمُّ فِي بَدَنِهِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَ اخْضَرَّ.

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ عليه السلام : مَا لِي أَرَى لَوْنَكَ مَائِلًا إِلَى الْخُضْرَةِ؟

فَبَكَى الْحَسَنُ عليه السلام وَ قَالَ: - يَا أَخِي- لَقَدْ صَحَّ حَدِيثُ جَدِّي صلی اللّه عليه وآله وسلم فِيَّ وَ فِيكَ

ثُمَّ اعْتَنَقَهُ طَوِيلًا وَ بَكَيَا كَثِيراً.

فَسُئِلَ عليه السلام عَنْ ذَلِكَ؟

فَقَالَ عليه السلام : أَخْبَرَنِي جَدِّي صلی اللّه عليه وآله وسلم قَالَ: لَمَّا دَخَلْتُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ رَوْضَاتِ الْجِنَانِ وَ مَرَرْتُ عَلَى مَنَازِلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ رَأَيْتُ قَصْرَيْنِ عَالِيَيْنِ مُتَجَاوِرَيْنِ عَلَى صِفَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَّا أَنَّ أَحَدَهُمَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ الْآخَرَ مِنَ الْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ.

فَقُلْتُ: - يَا جَبْرَئِيلُ- لِمَنْ هَذَانِ الْقَصْرَانِ.

فَقَالَ: أَحَدُهُمَا لِلْحَسَنِ وَ الْآخَرُ لِلْحُسَيْنِ

فَقُلْتُ: - يَا جَبْرَئِيلُ- فَلِمَ لَمْ يَكُونَا عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ؟

فَسَكَتَ وَ لَمْ يَرُدَّ جَوَاباً.

فَقُلْتُ: لِمَ لَا تَتَكَلَّمُ؟

قَالَ: حَيَاءً مِنْكَ.

فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُكَ -بِاللَّهِ- إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي؟

فَقَالَ: أَمَّا خُضْرَةُ قَصْرِ الْحَسَنِ فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِالسَّمِّ وَ يَخْضَرُّ لَوْنُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ.

وَ أَمَّا حُمْرَةُ قَصْرِ الْحُسَيْنِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ وَ يَحْمَرُّ وَجْهُهُ بِالدَّمِ.

(قال الراوی): فَعِنْدَ ذَلِكَ بَكَيَا وَ ضَجَّ الْحَاضِرُونَ بِالْبُكَاءِ وَ النَّحِيبِ. (بحارالانوار ج44 ص 145)

ص: 139

قَالَتْ: فَالْتَفَتُّ. فَإِذَاً رَوْضَةٌ مُزْهَرَةٌ لَا أَبْلُغُ آخِرَهَا مِنْ أَوَّلِهَا بِنَظَرِي وَ لَا أَوَّلَهَا مِنْ آخِرِهَا.

فِيهَا مَجَالِسُ مَفْرُوشَةٌ بِالْوَشْيِ وَ الدِّيبَاجِ وَ عَلَيْهَا وُصَفَاءُ وَ وَصَائِفُ

لَمْ أَرَ مِثْلَ وُجُوهِهِمْ حُسْناً وَ لَا مِثْلَ لِبَاسِهِمْ لِبَاساً.

عَلَيْهِمُ الْحَرِيرُ الْأَخْضَرُ وَ الْأَكَالِيلُ وَ الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ.

وَ فِي أَيْدِيهِمْ الْأَبَارِيقُ وَ الْمَنَادِيلُ وَ مِنْ كُلِّ الطَّعَامِ.

فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً حَتَّى أَقَامَنِي هَذَا الْخَادِمُ فَرَأَيْتُ نَفْسِي حَيْثُ كُنْتُ.

قَالَ: فَقَالَ هَارُونُ: -يَا خَبِيثَةُ- لَعَلَّكِ سَجَدْتِ فَنِمْتِ فَرَأَيْتِ هَذَا فِي مَنَامِكِ؟!

قَالَتْ: لَا -وَ اللَّهِ- يَا سَيِّدِي. إِلَّا قَبْلَ سُجُودِي رَأَيْتُ فَسَجَدْتُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ.

فَقَالَ الرَّشِيدُ: اقْبِضْ هَذِهِ الْخَبِيثَةَ إِلَيْكَ فَلَا يَسْمَعْ هَذَا مِنْهَا أَحَدٌ.

فَأَقْبَلَتْ فِي الصَّلَاةِ.

فَإِذَا قِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ؟

قَالَتْ: هَكَذَا رَأَيْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ.

فَسُئِلَتْ عَنْ قَوْلِهَا؟

قَالَتْ: إِنِّي لَمَّا عَايَنْتُ مِنَ الْأَمْرِ نَادَتْنِي الْجَوَارِي -يَا فُلَانَةُ- ابْعُدِي عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ حَتَّى نَدْخُلَ عَلَيْهِ.

فَنَحْنُ لَهُ دُونَكِ.

فَمَا زَالَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَتْ.

وَ ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِ مُوسَى(1) بِأَيَّامٍ يَسِيرَةٍ. (مناقب آل ابی طالب عليهم السلام ج 4 ص 322)

(راجع: عوالم العلوم ج 21 ص 441 و ریاض الابرار ج 2 ص 329 و بحارالانوار ج 48 ص 238 و مدینة المعاجز ج 6 ص423)

ص: 141

و جنّات فيها خيرات عطرات. و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون . ف- حار بصري و كثر عجبي.

فقال عليه السلام لي: حيث كنا فهذا لنا عتيد.

- يا ابن سعيد- لسنا في خان الصعاليك. (الثاقب فی المناقب ص 542)

(راجع: الكافی ج 1 ص 498 و بصائر الدرجات ص 529 و الاختصاص ص 324 و الارشاد للشیخ المفید (رحمه اللّه) ج 2 ص 311 و روضة الواعظین ج 1 ص 553 و اعلام الوری ج 2 ص 126 و مناقب آل ابی طالب (عليهم السلام) ج 4 ص 442 و ریاض الابرار ج 2 ص 461 و كشف الغمة ج 4 ص 20 و الدر النظیم ص 723)

355- قال العلامة المجلسی (رحمه اللّه) : لما قصر علم السائل و فهمه عن إدراك اللذات الروحانية و الوصول إلى درجاتهم المعنوية.

و توهم أن هذه الأمور مما يحط من منزلتهم.

و لم يعلم أن تلك الأمور مما يزيد في مراتبهم و يضاعف قربهم و درجاتهم و لذاتهم الروحانية.

و أنهم عرفوا الدنيا و زهدوا فيها و اجتووا لذاتها و نعيمها.

و كان نظره مقصورا على اللذات الجسمانية الدنية الفانية.

فلذا أراه عليه السلام ذلك لأنه كان ذلك مبلغه من العلم.

و أما كيفية رؤيته لها فهي محجوبة عنا و النظر فيها لا يهمنا.

لكن يخطر لنا بقدر فهمنا وجوه:

الأول: أنه تعالى أوجد في هذا الوقت لإظهار إعجازه عليه السلام هذه الأشياء في الهواء فرآه ليعلم أن أمثال هذه الأمور لتسليمهم و رضاهم بقضاء اللّه.

و إلا فهم يقدرون على أمثال هذه الأمور العظيمة و إمامتهم الواقعية و قدرتهم العلية و نفاذ حكمهم في عوالم الملك و الملكوت و خلافتهم الكبرى لم تنقص بما يرى فيهم من المذلة و المظلومية و المقهورية.

الثاني: أن تلك الأشكال أوجدها اللّه في حسه المشترك إيذانا بأن اللذات الدنيوية مثل تلك الخيالات الوهمية عندنا كما يرى النائم أشياء في منامه فيلتذ كالتذاذه في اليقظة.

و لذا قال النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.

ص: 143

الثالث: أنه عليه السلام أراه صور اللذات الروحانية التي معهم دائما بما يوافق فهمه فإنه كان في منام طويل و غفلة عظيمة عن درجات العارفين و لذاتهم

كما يرى النائم العلم بصورة الماء الصافي و اللبن الثقيق و المال بصورة الحية و أمثال ذلك.

و هذا قريب من السابق و هما على مذاق الحكماء و المتألهين.

الرابع: ما حققته في بعض المواضع و ملخصه: أن النشئات مختلفة و الحواس في إدراكها متفاوتة كما أن النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم كان يرى جبرئيل و سائر الملائكة (عليهم السلام) و الصحابة لم يكونوا يرونهم و أمير المؤمنين- صلوات اللّه عليه- كان يرى الأرواح في وادي السلام و حبة و غيره لا يرونهم.

فيمكن أن يكون جميع هذه الأمور في جميع الأوقات حاضرة عندهم (عليهم السلام) و يرونها و يلتذون بها.

لكن لما كانت أجساما لطيفة روحانية ملكوتية لم يكن سائر الخلق يرونها فقوى اللّه بصر السائل بإعجازه عليه السلام حتى رآها.

فعلى هذا لا يبعد أن يكون في وادي السلام جنات و أنهار و رياض و حياض يتمتع بها أرواح المؤمنين -كما ورد في الأخبار- بأجسادهم المثالية اللطيفة و نحن لا نراها.

و بهذا الوجه ينحل كثير من الشبه عن المعجزات و أخبار البرزخ و المعاد.

الخامس: أن يكون رأى ذلك في عالم المثال و هو العالم بين العالمين الذي أثبته الإشراقيون من الحكماء و الصوفية.

و قد تكلمنا عليه في كتب السماء و العالم من كتابنا الكبير و هو قريب من الوجه السابق بوجه و مباين له من وجه

و الرابع لعله أحسن الوجوه.

و إنما ذكرنا هنا ما خطر ببالنا القاصر.

و اللّه يعلم حقائق الأمور و حججه (عليهم السلام) . (مرآة العقول للعلامة المجلسی (رحمه اللّه) ج 6 ص 115 الی 117)

ص: 144

359- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ جَنَّةِ آدَمَ عليه السلام ؟

فَقَالَ عليه السلام : جَنَّةٌ مِنْ جَنَّاتِ الدُّنْيَا. تَطْلُعُ عَلَيْهِ فِيهَا الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ.

وَ لَوْ كَانَتْ مِنْ جَنَّاتِ الْخُلْدِ مَا خَرَجَ مِنْهَا أَبَداً. (علل الشرائع ص 381 الباب 385 ح 55)

360- سُئِلَ الامام الصَّادِقُ عليه السلام عَنْ جَنَّةِ آدَمَ أَ مِنْ جِنَانِ الدُّنْيَا كَانَتْ أَمْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَةِ؟

فَقَالَ عليه السلام : كَانَتْ مِنْ جِنَانِ الدُّنْيَا. تَطْلُعُ فِيهَا الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ.

وَ لَوْ كَانَتْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَةِ مَا أُخْرِجَ مِنْهَا أَبَداً آدَمُ.

وَ لَمْ يَدْخُلْهَا إِبْلِيس(1) (تفسیر القمی (رحمه اللّه) ج 1 ص 71)

361- قال الشیخ الصدوق (رحمه اللّه) : أمّا جنّة آدم عليه السلام فهي جنّة من جنان الدنيا تطلع الشمس فيها

و تغيب. و ليست بجنّة الخلد.

و لو كانت جنّة الخلد ما خرج منها أبداً. (الاعتقادات الامامیة للشیخ الصدوق (رحمه اللّه) ص 79 )

(و فی بحارالانوار ج 8 ص 201 عن الاعتقادات)

ص: 146

الصورة

ص: 148

الصورة

ص: 149

الصورة

ص: 150

الصورة

ص: 151

الصورة

ص: 152