الوجهة كربلاء :(رحلة المسير من إيران إلى العراق)

هوية الکتاب

سلسلة الاستشراق السیاسی الحدیث

الوجهة کربلاء

رحلة المسیر من ایران الی العراق

الكتاب : الوجهة كربلاء :(رحلة المسير من إيران إلى العراق)

العنوان الأصلي للكتاب:

To Karbala: Surveying Religious Shi'a from Iran and Iraq

تأليف: فوتيني كريستيا، إليزابيث داکیسیر، درین نوکس

تقديم وتحرير: جهاد سعد

ترجمة: نور علاء الدين

إخراج وتصميم: عباس حسین حمود

الناشر : المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية - مكتب بيروت العتبة العباسية المقدّسة.

الطبعة: الأولى 2017م- 1438ه

ص: 1

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحیم

ص: 2

هويّة الكتاب

الكتاب : الوجهة كربلاء :(رحلة المسير من إيران إلى العراق)

العنوان الأصلي للكتاب:

To Karbala: Surveying Religious Shi'a from Iran and Iraq

تأليف: فوتيني كريستيا، إليزابيث داکیسیر، درین نوکس

تقديم وتحرير: جهاد سعد

ترجمة: نور علاء الدين

إخراج وتصميم: عباس حسین حمود

الناشر : المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية - مكتب بيروت العتبة العباسية المقدّسة.

الطبعة: الأولى 2017م- 1438ه

ص: 3

الفهرس

الفهرس...4

كلمة التحرير ...12

الشكر والتقدير...21

الملخص التنفيذي ...23

النتائج ...27

1 - المسح ...30

الخلفية ...36

المراسم ...40

لمحة تاريخية عن الزيارة ...43

الزائرون الإيرانيون ...46

تنظيم التقرير ...48

2 - انتقاء العينات ...50

مخطط انتقاء العينات ...51

سير عمل المسح ...55

الفئات المستهدفة من انتقاء العينات ونتائجه ...60

التوزع الديموغرافي والوضع الاجتماعي والاقتصادي ...63

المقارنة مع مصادر البيانات الأخرى ...66

الجدول الأول : المقارنات في إيران ...69

المقارنة في العراق ...70

ص: 4

الجدول الثاني: المقارنات في العراق ...72

نتائج المستطلعين ...75

الموافقة على المشاركة في المسح ومدة الاستطلاع ...77

عدم الإجابة ...79

3-وسائل الإعلام والأخبار والروابط الاجتماعية ...83

إضاءات ...83

مصادر الأخبار ...84

استخدام التطبيقات العنكبوتية ...91

العضوية في المنظمات ...92

مع من تتحاور بشأن الصراعات الحاصلة والسياسة الداخلية والسياسة الإقليمية ؟ ...93

مصادر الأخبار والإنترنت: نتائج الانحدار ...94

إيران مستخدمو الإنترنت ...97

إيران: المصادر التقليدية للأخبار ...99

العراق: الإنترنت وغيره من المصادر ...101

العراق: مستخدمو الإنترنت فقط ...102

العراق: المصادر التقليدية للأخبار والإنترنت ...103

العراق المصادر التقليدية للأخبار ...103

4- الطائفية ...104

إضاءات ...104

الخلفية ...105

ص: 5

هل هناك توافق على الحوار السني الشيعي من أجل التخفيف من التوترات والصراع الطائفي؟ ...107

هل يمكن لرجل سياسي من طائفة أخرى أن يمثل مصالحك ؟ (العراق فقط) ...112

هل لديك أصدقاء من طائفة أخرى ؟ (العراق فقط) ...113

هل يجب على السنة والشيعة أن يصلوا معًا ؟ (العراق فقط) ...115

برأيك، ما هو حجم المشكلة التي تشكلها التوترات بين السنة والشيعة في العراق؟... 118

هل يختلف تأويل مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام بين السنة والشيعة؟... 121

ما نسبة السنة الذين يدعمون تنظيم داعش؟ ...124

هل تجب محاكمة المتعاونين مع تنظيم داعش أو إعدامهم ؟ ...128

التحليل الموحّد...132

ملخص النتائج ...134

العلاقات الخاصة : الأزواج المحتملون والجيران ...134

التفضيل السياسي: السياسيون الإقليميون ...135

5- الدين ...137

إضاءات ...137

الممارسة الدينية ...138

الجنس، الهوية، الالتزام ...141

السفر إلى مواقع الزيارات الأخرى ...143

6 - التقليد ...148

ص: 6

إضاءات...148

الخلفية ...148

مراجع التقليد ...151

هل من الواجب تقليد أحد المراجع ؟ ...158

إلى أي مدى ترى رسالة المرجع مهمة في تطبيق الدين على حياتك اليومية ؟...161

هل يمكنك الاعتماد على المرجع من أجل اتخاذ القرارات المناسبة في الشؤون الدينية من دون الحاجة إلى تقييم الأحكام بنفسك؟ ... 164

في العادة من أين تحصل على المستجدات حول الفتاوى التي يصدرها المرجع الذي تقلده؟... 167

تعدد مصادر التقليد...168

لا بدّ لرجل الدين من أن يطرح رسالته ومن أن يحصل على موافقة غيره من المراجع لكي يصبح مرجعًا للتقليد... 172

التعاليم الدينية ...175

إن المصارف التي تتعاطى الفائدة في معاملاتها تتعارض مع التعاليم الإسلامية ... 178

الدين والسياسة...181

الديمقراطية نظام حكم يتعارض مع تعاليم الإسلام ...182

تعتبر الفتاوى السياسية التي يصدرها المرجع ملزمة بحق المقلد بقدر ما هي الفتاوى الدينية ... 187

إلى أي مدى يعتبر دور المرجع مهما في التأثير على الأحداث السياسية في العراق؟ ... 190

تغيير وجهات النظر: الدين...193

ص: 7

7 -قضايا الجنسين وشؤون المرأة ...195

إضاءات ...195

بشكل عام يمكن القول إنّ الرجال يشكلون قادة سياسيين أفضل من النساء ... 196

يعتبر التعليم الجامعي أهم بالنسبة إلى الرجل أكثر ممّا هو بالنسبة بالنسبة إلى المرأة ... 199

المرأة المتزوجة تحتاج إلى إذن من زوجها إذا ما رغبت في العمل خارج المنزل ... 202

إن الحصول على العمل هو الطريقة المثلى للمرأة لكي تكون مستقلة... 205

للمرأة الحق في اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج منه ...208

لا بد من أن تتحلى المرأة بنفس الحقوق والفرص التي يتحلى بها الرجل... 211

عندما تخرج الأم للعمل مقابل أجر يعاني أبناؤها جراء غيابها ...214

بنظرك، ما هو الشكل الأمثل للحجاب؟ ...217

تغيير وجهات النظر: قضايا المرأة ...220

8 -الديمقراطية وحقوق الإنسان ...222

إضاءات ...222

من الممكن تبرير التغاضي عن حقوق الإنسان من أجل الحفاظ على الأمن ... 223

في ظل النظام الديمقراطي، يصبح الأداء الاقتصادي ضعيفًا في البلاد... 226

تؤثر الديمقراطية بشكل سلبي في القيم الأخلاقية والاجتماعية...231

الأنظمة الديمقراطية غير فاعلة في الحفاظ على النظام والإستقرار ...232

الدليل الاختباري أهمية الذاكرة، حقوق الإنسان، الديمقراطية ...235

ص: 8

9 - وضع الديمقراطية في كل من إيران والعراق...239

إضاءات ...239

هل شاركت في التصويت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟...240

ما هو تقييمك للانتخابات التي جرت أخيراً؟...243

برأيك، من يجب أن يقود البلاد؟...246

بالمقارنة مع الأحزاب السياسية الأخرى في العراق، برأيك هل الأحزاب الإسلامية أفضل أو أسوأ منها أو مماثلة لها؟ (المستطلعون العراقيون)... 249

هل يمكن في أيامنا هذه للمواطنين الإيرانيين / العراقيين انتقاد النظام الحاكم في البلاد من دون خوف؟ ... 252

الهجرة ...255

10 - الصراع الإقليمي...258

إضاءات ...258

تقديم الدعم المالي للجماعات التي تشارك في الصراع ...258

كيف سينتهي الصراع في سوريا؟ ...263

دعم قيام المنطقة السنية المستقلة أو الدولة الكردية (العراقيون فقط) ...265

11 -إيران الملف النووي والعلاقات الدولية ...268

إضاءات ...268

هل كان التدخل الإيراني سلبيًا أم إيجابيًا؟ ...268

بالمبدأ، ما هي الدوافع من وراء السياسة التي تتبناها إيران في المنطقة ؟... 272

موقع إيران في المجتمع الدولي (إيرانيون فقط) ...276

الاكتفاء الذاتي أم التجارة؟ (الإيرانيون فقط) ...279

ص: 9

الولايات المتحدة وإيران...281

هل المصالح بين الولايات المتحدة وإيران متباينة أم متلاقية ؟(إيرانيون فقط) ...281

هل تؤيد التعاون مع الولايات المتحدة في واحدة من هذه المجالات؟(إيرانيون فقط) ...284

هل تدعم الولايات المتحدة وإيران في العمل معا من أجل مكافحة تنظيم داعش في العراق ؟(الإيرانيون فقط)...287

الملف النووي الإيراني...290

هل تؤيد تمامًا، تؤيد بعض الشيء، لا تؤيد ولا تعارض، تعارض بعض الشيء، تعارض تمامًا فكرة تطوير الجمهورية الإسلامية في إيران للطاقة النووية للاستخدام المدني ؟ (الإيرانيون فقط)...290

بغض النظر عن الطاقة النووية،هل تؤيد تمامًا،تؤيد بعض الشيء،لا تؤيد ولا تعارض تعارض بعض الشيء،تعارض تمامًا فكرة تطوير الجمهورية الإسلامية في إيران للسلاح النووي؟(الإيرانيون فقط) ...293

كما تعلم، أصدر آية اللّه الخامنئي قائد الثورة، فتوى بشأن السلاح النووي. على حدّ علمك، ما كان رأيه بهذا الصدد؟ (إيرانيون فقط)...296

هل تعتقد أنّ إنتاج الأسلحة النووية يناقض التعاليم الإسلامية؟(الإيرانيون فقط) ... 299

إلى أي درجة تدعم الاتفاق ما بين إيران من جهة ودول الخمسة زائد واحد والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى حول برنامج إيران النووي؟ (الإيرانيون فقط)...302

إلى أي مدى سوف يؤثر رفع العقوبات الدولية في حياتكم اليومية؟(الإيرانيون فقط)...304

12 - الموقف حيال الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ...306

إضاءات ...306

ص: 10

دور الولايات المتحدة في الأحداث الحالية (الإيرانيون فقط)...306

إلى أي مدى تعتبر الولايات المتحدة صادقة وعادلة؟...309

من بين السياسات التالية التي تعتمدها الولايات المتحدة،أي منها أكثر فاعلية في الشرق الأوسط؟...313

أي من الإمدادات العسكرية يجب على الولايات المتحدة استخدامها في العراق؟ ...316

13 - الملحق «أ » : قراءة البيانات...319

14 - الملحق «ب» : جداول انتقاء العينات...322

الجدول «ب 1» : المحافظات الإيرانية وتوزّع السكان...322

الجدول «ب 2 »: التوزّع الديني في إيران ...323

الجدول «ب 3 »: فريق الاستطلاع الفارسي...323

الجدول«ب 4»:توزع المحافظات العراقية نسبة المقاعد الشيعية في البرلمان والنسبة المئوية للمستطلعين ... 325

الجدول «ب 5 »: توزّع المحافظات العراقية بحسب فرق الاستطلاع... 326

الجدول« ب 6 »: الفريق العربي (النجف)...328

الجدول «ب 7 »: الفريق العربي (كربلاء) ...329

الجدول «ب 8» ...330

15 - المحلق « ج » : التحليل الموحد ...332

التحليل الموحد الجيران (العراقيون فقط) ...332

التحليل المشترك : زوجة الابن( العراقيون فقط) ...334

التحليل المشترك : السياسيون ...336

المراجع ...339

ص: 11

ص: 12

المسح وملء الاستمارات، ولكن الفريق الأميركي هو الذي وضع الأسئلة التي تتحدث عن نفسها.

استعان الباحثون بالأدوات والبيانات الواردة في دراسة الحالة الاقتصادية للأسر الصادرة في مسح البنك الدولي حول العراق. كما استفادوا من تجربة مركز «بيو» للأبحاث في العراق، الذي أصدر سابقاً إحصائية عن الشيعة في العالم، تبينّ أنها غير دقيقة وتقلل من عدد الشيعة في مقابل السنة. وعن إيران قدّمت فاهيدمانيش من قسم التكنولوجيا والاقتصاد في جامعة فرجينيا نسختها المنقحة من البيانات الواردة عن المركز الإحصائي في إيران.

كانت فوتيني كريستيا الأستاذة المحاضرة في كلية العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مسؤولة عن جمع البيانات اللازمة لهذا المشروع، والمشرفة على المسح الذي هو رسالة دكتوراه لإليزابيت داكيسير ودرین نوكس.

تغطي الأسئلة مساحة واسعة من الشأن الديني والسياسي، كما تدخل على العادات والتقاليد والعلاقات الاجتماعية والمستوى العلمي والثقافي، وتأثير درجة التعليم ومستوى الدخل ومصادر الأخبار في تكوّن الآراء.

ويمكن ملاحظة المعلومات الظاهرة والخفية التي استقاها المستطلعون من خلال طبيعة الأسئلة، وشموليتّها لحقول حسّاسة في التعايش أو التناحر الطائفي، والموقف من التدخّل الأميركي في المنطقة، والحساسيات التي نمتها الحروب منذ الغزو الأمير كي للعراق.

من البداية يوجد تتبّع لمصادر المعلومات،وكيفيّة تنمية الالتزام الديني وتأثير الخطاب الدينيّ في المواقف والآراء، فيسأل المستطلعون مثلاً: عن المصادر التي يستقون منها الأخبار، وعن استخدام شبكة الأنترنت كمصدر للمعلومات، عن العضوية في منظّمات سياسية أو اجتماعية، و مع من تتحاور بشأن الصراعات الحاصلة والسياسة الداخلية والسياسة الإقليمية؟، وهل هناك توافق على الحوار

ص: 13

السنيّ الشيعيّ من أجل التخفيف من التوتّرات والصراع الطائفي؟ . تهدف هذه الرزمة التمهيدية من الأسئلة إلى استكشاف أكثر المصادر تأثيراً، مما سيؤثر بالطبع في السياسات المتّبعة في ضخّ المعلومات سواء على الفضائيات أو الإنترنت.

وبغية اختبار مدى تهيّؤ العراق للعلمانية أو التخلّص من الاصطفاف الطائفي، يطرح على العراقيين فقط هذا السؤال : هل يمكن لرجل سياسي من طائفة أخرى أن يمثّل مصالحك ؟ وهل لديك أصدقاء من طائفة أخرى؟

أمّا لاختبار حدّة النزاع المذهبي فيطرح على العراقيين السؤال التالي:هل يجب على السنة والشيعة أن يصلّوا معًا؟و برأيك،ما هو حجم المشكلة التي تشكلها التوتّرات بين السنة والشيعة في العراق؟ هل يختلف تأويل مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام بين السنة والشيعة؟ما نسبة السنة الذين يدعمون تنظيم داعش؟ هل تجب محاكمة المتعاونين مع تنظيم داعش أو إعدامهم ؟

وتشغل سلطة المرجع الديني عند الشيعة حيّزاً كبيراً في المسح الشامل لآراء عيّنات ممثّلة من زوّار الأربعين، وتطرح لاختبار عمق الصلة بمرجع التقليد نماذج من أسئلة لم يسبق لبحث ميداني أن اهتم بها بهذا التفصيل مثلاً:هل من الواجب تقليد أحد المراجع؟إلى أيّ مدى ترى رسالة المرجع مهمّة في تطبيق الدين على حياتك اليومية؟هل يمكنك الاعتماد على المرجع من أجل اتخاذ القرارات المناسبة في الشؤون الدينية من دون الحاجة إلى تقييم الأحكام بنفسك؟في العادة من أين تحصل على المستجدّات حول الفتاوى التي يصدرها المرجع الذي تقلدّه؟ إلى أيّ مدى يُعتبر دور المرجع مُهمًا في التأثير في الأحداث السياسية في العراق؟

لا شكّ في أنّ الإجابات كانت مقلقة للباحثين الأميركيين، الذين يبحثون عن نقاط فكّ الارتباط بين المرجعية الدينية والشأن السياسي، أو عن مساحة

ص: 14

نقدية يعبر فيها المكلّف عن استعداده لمراجعة رأي المرجع. وقد كان واضحاً أنّ الباحثين ليس لديهم خلفّية في التفريق بين الأحكام والموضوعات ولذلك فإنّ صورة ارتباط المكلّف بالمرجع سواء في الأحكام الشرعية أو الموضوعات السياسية بدت متشابهة بالنسبة إليهم.

داخل جماعة الزوّار الملتزمين دينياً حاول المستطلعون أن يبحثوا عن اختلافات ولو جزئية في التعبير عن الالتزام فكان سؤال: بنظرك، ما هو الشكل الأمثل للحجاب؟ وتراوحت الإجابات بين العباءة التقليدية العراقية والشادور الإيراني ،والزي الشرعيّ...الذي بدا الأكثر ليبرالية مقارنةً بأشكال الحجاب الأخرى.

أما التجربة الديمقراطية في إيران والعراق،فجرى اختبار تقدّمها بالأسئلة التالية : هل شاركت في التصويت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟ ما هو تقويمك للانتخابات التي جرت أخيراً؟ برأيك،من يجب أن يقود البلاد؟ هل يمكن في أيامنا هذه للمواطنين الإيرانيين/العراقيين انتقاد النظام الحاكم في البلاد من دون خوف؟ وقد أظهرت الإجابات تمسّكاً بالديمقراطية مع نقد صريح عند العراقيين لتجربة الأحزاب الدينية من دون تراجع عن وجوب التزام المسؤول السياسي بقيم الإسلام... فيما أجاب الإيرانيون بحذر معبّرين عن رضا عام عن صيغة الحكم ومشاركة فاعلة في الانتخابات.

الصراع القائم في الإقليم حضر في المسح مختبراً دعم الشيعة الملتزمين للقوى التي تقف في وجه الإرهاب سواء في سوريا أو العراق فطرحت أسئلة من قبيل: كيف سينتهي الصراع في سوريا؟ وهل كان التدخّل الإيراني سلبيًا أم إيجابيًا ؟ و ما هي الدوافع من وراء السياسة التي تتبناها إيران في المنطقة؟ وهنا أظهر معظم المستطلعين تفاؤلاً بالنصر في سوريا ونظرة إيجابية للدور الإيراني في المنطقة، ممّا يشير إلى تكون رؤية متماسكة للصراع عند العموم.

ص: 15

وبشأن العلاقات الولايات المتحدة الأميركية،ثمّة استهداف خاصّ للداخل الإيراني، وكأنّ المشرفين على المسح وجدوها فرصة لمعرفة المزاج الإيراني الداخلي بعيداً عن الصورة النمطية التي يتداولها الإعلام، فقد طرحت على الإيرانيين وبشكل خاصّ أسئلة من قبيل: هل المصالح بين الولايات المتحدة وإيران متباينة أم متلاقية؟ وهنا صرحت غالبية الإيرانيين بأنها متباينة. وهل تؤيّد التعاون مع الولايات المتحدة في واحدة من هذه المجالات؟ وهنا اختار الإيرانيون المجالات المدنية غير العسكرية. وهل تدعم الولايات المتحدة وإيران في العمل معًا من أجل مكافحة تنظيم داعش في العراق؟ وهنا كان شبه إجماع على رفض التدخّل العسكريّ الأميركیّ.

وحضر الموقف من الطاقة النووية في سؤال جرى تفصيله بدقة: هل تؤيّد تمامًا، تؤيد بعض الشيء، لا تؤيد ولا تعارض،تعارض بعض الشيء، تعارض تمامًا فكرة تطوير الجمهورية الإسلامية في إيران للطاقة النووية للاستخدام المدني؟ وهنا أيدت الأغلبية حصول إيران على الطاقة النووية لأغراض سلمية، فيما كانت أكثر تحفظاً في الإجابة عن الأسئلة الخاصة بحصول إيران على سلاح نووي، وقد فسر هذا التحفّظ تباينا في فهم فتوى السيد الخامنئي بينما كان الإيرانيون واضحين في مسألة تعارض انتاج الأسلحة النووية مع التعاليم الإسلامية؟ وأبدت غالبيتهم تأييداً للاتفاق النووي مع الغرب. وفي معرض الحديث عن السياسة التي يجب أن تتّبع تجاه إيران، حصل المستطلعون على معلومة ثمينة عندما وافق أغلب الإيرانيين على أنّ رفع العقوبات سيؤثر في حياتهم اليومية.

كيف ينظر الشيعة إلى أميركا؟

إنّ خلاصة ما ورد في الإجابات السابقة تشير إلى موقف أقل حديّة من المتوقع، فالشيعة في غالبيتهم فضّلوا أشكال التعاون المدني ورفضوا التدخل العسكري، وكانت إجاباتهم تشير إلى أنّهم ليسوا معقدين بل هم أكثر واقعية في التعامل مع تدخلات الولايات المتحدة في مناطق الصراع، وقد كانوا في

ص: 16

غالبيتهم مقتنعين بأنّ الولايات المتحدة ليست صادقة ولا عادلة معهم بل هي تميل إلى المعسكر المناوىء لهم، ولذلك كانت حساسيتهم عالية من تدخلها العسكري من غير نفي لإمكانيات التعاون الأخرى.

دخلت أسئلة أخرى في صميم المواقف الشخصية، وسألت عن الجار الذي يفضله الشيعي، حتى مذهب أو دين أو قومية الزوجة التي يفضلها لابنه.وهنا ظهرت المخاوف من«الجار السني»والمعايير الدينية التي غلبت على اختيارالجار وزوجة الابن. وعن طريق النفاذ إلى الحياة الشخصية،حصل المشرفون على المسح على معلومات قيّمة تتعلّق بالمستوى المعيشي والتعليمي للعراقيين والإيرانيين، وتفاصيل دقيقة حول كيفية التعبير عن التزامهم الديني سواء في تلقي الدروس الدينية أو في كيفية تطبيق الشعائر والطقوس ومدى نمطيتها في حياتهم.

ولم تكتف الأسئلة بالنفاذ إلى الحياة الشخصية بل لاحقت بالأسئلة الافتراضية تغيّر المواقف ومنظومة القيم من جيل إلى الجيل، عندما طلبت من المستطلعين أن يقارنوا مواقفهم الحالية بمواقف آبائهم.

ملاحظات نقدية:

1. لا ريب في أنّ هذا النوع من البحوث الممّولة من دوائر وثيقة الصلة بالقرار في أميركا ولا سيّما الجيش الأميركي، يمثّل الشكل الأكثر تطوّراً من«الإستشراق السياسي»،الذي أصبح يجمع بين آليات المسح الأنثروبولوجي،وتقنيات الاستخبار والأمن المعلوماتي،وبالتالي فإنّنا لسنا مضطرين لتسهيل هذا النوع من المسوح فيما نحن بحاجة لإجرائها لخدمة أصحاب القرار عندنا.نشير هنا إلى ضرورة التعامل مع«مكر الموضوعية العلمية»التي يتميّز بها الغربيون بحسّ أمنيّ رفيع، من دون أيّ شعور بالدونية تجاه الآخر الغربي، الذي يستخدم سلاح المعرفة ليمضي في تفسيخ ساحتنا وشرذمتها.

2.ما دام الشيعة يؤكّدون ارتباطهم بمرجعيتهم الدينية،فإن إمكانيات استتباعهم من قبل الغرب ستكون أضعف، وبالتالي فإنّ الديمقراطية التي تعطي

ص: 17

عموم الشعب حقّ المشاركة الفاعلة في القرار السياسي ستبقى خطراً على المصالح الأميركية في المنطقة. فمن الطبيعي والحال هذه أن يسعى الأمير كي إلى منع استقرار العراق،ومحاولة زعزعة استقرار إيران،بسلاح النزاعات الطائفية والمذهبية والقومية والإرهاب التكفيري الممول من الدول المطيعة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.

3. لم يوفّق الباحثون في بعض الاستنتاجات التي خلصوا إليها نتيجة معرفتهم السطحية بخلفية الإجابات من جهة ورغبتهم في إسقاط مصطلحاتهم علينا من جهة أخرى، فنحن نعرف مثلا أنّه لا يوجد رابط دائم بين الالتزام الديني بالمعنى التقليدي، والموقف المتشدّد في العلاقات مع الغرب، وإنما تحكم هذه المسألة حسابات المصالح والمفاسد. بينما يصرّ الباحثون هنا على إسقاط التصنيفات الملائمة لهم على هذا المرجع أو ذاك وهذه الشريحة الاجتماعية أو تلك.فالمعتدل في قاموسهم هو الذي لا يبدي أيّ معارضة للسياسة الأميركية، أو لا يدعم التنظيمات الشيعية المقاتلة، والمتشدّد هو العكس، ولذلك عجزوا عن التوفيق بين الصورة النمطية التي صنعوها للمرجعية النجفية وإصرار المرجع الاعلى السيد السيستاني على الانتخابات خلافا لتوجّهات بريمر،ثمّ الفتوى المباركة التي أطلقت الحشد الشعبي العراقي في مواجهة داعش، بينما نراها نحن في سياقنا الثقافي منسجمة مع الخطّ التاريخي للمرجعية الشيعية التي لطالما كانت خطّ الدفاع الأول عن استقلالية العراق ووحدته الوطنية.

4 .من المعروف أنّ الغرب عموماً وأميركا خصوصاً، يعملون على تهيئة كوادر علمانية تابعة لإبرازها كقيادات بديلة، خصوصا في العراق الذي حرصوا على أن يبقى عملية غير منجزة ريثما تتهيأ لهم ظروف الهيمنة الكاملة عليه. وفي هذا السياق نفهم استغلال أخطاء الأحزاب الإسلامية في العراق، وطرح أسئلة تتعلّق بقبول المتديّن لغير المتديّن ممثلاً له، وقد كشفت إجابات العراقيين عن ألم عميق من تجربة الأحزاب الإسلامية في الحكم وميل طبيعي إلى الكفاءة

ص: 18

والنزاهة،ولكن هذا الميل لم يصل قطّ إلى حدّ التخلّي عن القيم الإسلامية، ولم يضعف من توق العراقي للحريّة والاستقلال وحساسيته من التدخّل العسكري الأميركي. وتشكّل الشكوى التي عبرت عنها الإجابات المتعلقة بمواصفات المسؤول جرس إنذار للأحزاب الإسلامية التي تتصدّى اليوم للحكم.

5. بعض الأسئلة التي كان ظاهرها البحث في منظومة القيم والعلاقات الشخصية، كالسؤال عن الجار الذي تفضّله، ومواصفات الزوجة التي تختارها لأبنائك، حفرت عميقاً في الجغرافيا النفسية للمواطن الشيعي وأظهرت الندوب والحدود التي سبّبتها الفتنة والحروب، ممّا يغري الأميركي بالعمل عليها وتكريسها وتظهيرها كحدود في الجغرافيا السياسية وصولاً إلى مخططات التقسيم على أساس عرقي أو ديني أو مذهبي، علماً أنّ الباحثين خلطوا بين الموقف من الإرهاب السلفي،والمواطن«السني»الذي اتّجه بالتدرّج نحو دعم الحشد الشعبي العراقي والجيش النظامي،فالقياس الكميّ الذي توحي به النتائج بوضع«كلّ الشيعة»في مكان و«كلّ السنة»في مكان آخر لا ينطبق على واقع الأمور إذا أخذنا بعين الاعتبار متغيّرات الساحة العراقية في مسارها الحالي.

المصطلحات الإحصائية:

أ. مستوى الدلالة الإحصائية:

يتكرّر مصطلح«مستوى الدلالة الإحصائية»في هذا المسح عدّة مرات عند استخلاص النتائج، ممّا يوجب علينا بيان معناه ودرجاته،لأنّ هذا العمل في النهاية ليس موجّها فقط للمتخصّصين.

لا يوجد فرق بين كلمة مستوى الدلالة وما يسمّى باحتمال الخطأ،ولذلك كلّما قلّ احتمال الخطأ ارتفع مستوى الدلالة درجة. وتقع الدلالة الاحصائية في ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: أقل من 0.05

المستوى الثاني: أقل من 0.01

المستوى الثالث: أقل من 0.000

ص: 19

والمستوى الثالث أقوى في دلالته من المستويين الأول والثاني، والمستوى الثاني أقوى من المستوى الاول فقط،بينما المستوى الأول هو أقل مستوى دلالة إحصائية مقبولة.لأننا عندما نقول هذا دالّ عند مستوى 0.05، فإنَّ هذا يعني أنّنا لو أعدنا هذا البحث أو هذا الاختبار 100 مرة فإننا سوف نحصل على النتيجة نفسها 95 مرة، وسوف تكون نسبة الخطأ في أن نحصل على نتيجة مختلفة هو خمس مّرات من أصل المئة (اي 0.05) وكذلك الأمر بالنسبة لمستوى الدلالة 0.01، فإنه يعني أنني سوف أحصل على النتيجة نفسها 99 مرة من أصل ال 100 مرة التي أعيد فيها التجربة أو الاختبار. بينما نسبة الخطأ تقلّ كثيراً لتكون مرة واحدة فقط في كلّ 100 مرة. وبالطبع فإنّ نسبة الدلالة 0.000 هي الأقوى، لانها تعني أنّنا لو أعدنا تطبيق هذا البحث أو هذه التجربة ألف مرة ( 1000 مرة) فإنّنا سوف نحصل على النتيجة نفسها 999 مرة في مقابل مرة واحدة خطأ .

ب. الانحراف المعياري:

يعبرّ الانحراف المعياري عن درجة التشتت في القيم صعوداً أو نزولاً، على سبيل المثال في عالم المال،يجري دائماً تقديم وتحديد الانحراف المعياري للمتعاملين والمهتمين، فلو فرضنا أن قيمة أحد الأسهم في متوسّط السعر 50 والانحراف المعياري 5 فهذا يعني أنّ سعر السهم لا يخرج من بين 45 و 55.

مدير قسم الاستشراق - مكتب بيروت

جهاد سعد

ص: 20

الوجة کربلاء

رحلة المسير من إيران إلى العراق

فوتيني كريستيا، إليزابيث داكيسير درين نوكس (1)

20 تشرين الأول 2016

الوجهة كربلاء

إنّ هذه الدراسة ما كانت لترى النور من دون النصح والإرشاد اللذين حصلت عليهما من العديد من الزملاء من الأوساط الأكاديمية ومن أعضاء فريق العمل الذين عملوا معنا في هذا المجال.أولاً ، نودّ أن نشكر عبداللّه الحمادي، مدير المسح، على كلّ الجهود التي بذلها من أجل تسهيل عمل البحث والإشراف على سير هذا المسح. فأريحيته في مجال العلوم الاجتماعية وعبقريته في المجال اللوجستي أثبتا أهميتهما في نجاح هذا المشروع. كما نقدّم عظيم الشكر لرئيس جامعة الكوفة الدكتور عقيل عبد ياسين الكوفي على كرم الضيافة التي لاقانا بها طوال فترة هذا الاستطلاع، وخصوصاً للأستاذ حسن ناظم،الذي يشغل كرسي الأونيسكو عن دراسات الحوار بين الأديان في العالم الإسلامي،لما قام به من تجنيد مجموع رعة رائعة من طلاب الجامعات في الكوفة من أجل القيام بعمليات التدريب والتعداد اللازمة لهذا المسح، فلقد برهن هؤلاء طاقة كبيرة ونزاهة واهتماماً بالتفاصيل طوال مدّة العمل، علمًا بأنّ أسماء كلّ واحد منهم، وعددهم واحد وخمسون، قد وردت في مختلف أقسام هذا

ص: 21


1- فوتيني كريستا (edu.mit@cfotini) أستاذة محاضرة ، وأليزبيث داكيسير (edu.mit@dekeyser) ودرين نوکس (edu.mit@dcknox) يحضرون لرسالة الدكتوراه في كلية العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

التقرير . كما يسعدنا أن نعبّر عن كثير الامتنان للمشرفين على مسحنا هذا،وهم فارس کامل حسن،ميثم حسن ماشي،وائل عدنان كاظم،فارس نجم حرام ونضال ج.غظداب لما أثبتوه من حُسن قيادة واحترام كبير لأخلاقيات العمل.

أما بشأن النصح الذي حصلنا عليه حول المسح في العراق، فإن شكرنا الكبير موجّه إلى الأستاذة أماني جمال ومايكل روبنز،اللذين لم يتأخرا، مشكورين، في مشاركتنا خبراتهما في الباروميتر العربي. وكذلك نشكر نانديني كريشنان، لتقديم الأدوات والبيانات الواردة في دراسة الحالة الاقتصادية للأسر الصادرة في مسح البنك الدولي حول العراق. كما نشكر فيها ساهغال لمشاركتنا تجربتها في العمل مع مركز بيو للأبحاث في العراق. كما نودّ أن نعبّر عن خالص امتناننا لجميع الباحثين والممّارسين الذين قدموا مساهماتهم لاستكمال هذا المسح طوال مدّة العمل،مع الشكر الخاصّ للأستاذ روي متحدة. لأولى المشاركات القيّمة في هذا المشروع، ونودّ أيضًا أن نشكر الدكتورة صابرينا ميرفن وجيرالدين شيتلار. أما لتقديم المساعدة وتأمين الترجمة لأدوات المسح باللغة العربية، فنريد أن نشكر سورا الحامدي، ولتأمين أدوات المسح باللغة الفارسية فنتوجّه بالشكر لنيكو صابر لما قدّمته لنا من مساعدة في الترجمة ولساجدة غودارزي لكلّ ما قدّمته لنا من مساهمة في العمل. نودّ أيضاً أن نذكر عطية فاهيدمانيش من قسم التكنولوجيا والاقتصاد في جامعة فرجينيا لما أبدته من سخاء في تقديم نسختها المنقحة من البيانات الوادرة عن المركز الإحصائي في إيران.كما ونقدّم جزيل شكرنا لمارسين الشمري ورميزا الشيخ لمساعدتنا في إجراء أثناء المراحل الأولى من هذا المشروع.

ولقد كانت فوتيني كريستيا مسؤولة عن جمع البيانات اللازمة لهذا المشروع، وذلك بإشراف من جمعية أندرو كارنيجي ودعمها الذي نشكرها عليه. كما وتقدّر فوتيني كريستيا الدعم الذي حصلت عليه من الجائزة رقم 121-W911NF-0509 التابعة للجنة مبادرة البحوث الجامعية المتعدّدة التخصّصات في مكتب البحوث التابع للجيش.

ص: 22

الملخص التنفيذي

يلقي هذا المسح الضوء على المواقف والمعتقدات التي يتبناها أبناء الطائفة الشيعية من الملتزمين ، وذلك من خلال إجراء مسح حول الإيرانيين والعراقيين ممّن يتوجهون إلى كربلاء إحياءً لذكرى الأربعين التي تحظى بالقدسية لدى الشيعة. عندما أجرينا هذا المسح في خلال الأيام التي سبقت ذكرى الأربعين وفي خلالها في عام 2015، أشارت الأرقام إلى مشاركة 22 مليون شخص في موكب المسير إلى مزار الإمام الحسين في مدينة كربلاء الواقعة في الجنوب من العراق، أيّ أكثر من عشرة أضعاف من زاروا المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحجّ في ذلك عام. مع العلم أنّ العينة التي استطلعناها ضمّت 2410 زائرين عراقيين و1668 إيرانياً من مختلف محافظات ومناطق العراق وإيران، وذلك سعيًا إلى التعرّف عن قرب إلى أراء الشيعة ممّن يمارسون هذا التقليد من هذين البلدين، وهو ما فتح أمامنا الباب من أجل الاطلاع من وجهة نظر سياسية واجتماعية على هذه الفئة المتفرّعة داخل الشرق الأوسط التي لا تزال موضع القليل من الدراسة والبحث.

لم يكتف هذا المضمون الفريد الذي يكتنزه هذا التقليد بمجرد فتح الأبواب أمامنا للتعرّف إلى الناحية السياسية لهذه الشريحة من الناس والمتمركزة في اثنين من أهمّ البلدان ذات الأغلبية الشيعية من السكان، إنّما أيضًا سمح لنا بأن نطرح العديد من الأسئلة الحسّاسة حول مواضيع من الصعب التطرّق إليها في ما لو كنا قد أجريناها في إطار مسح تقليدي. لقد استطاع المسح الذي أجريناه أن يطرح على الزوّار الأسئلة المتعلقة بوجهة نظرهم حيال حكوماتهم والولايات المتحدة الأمريكية والغرب والصراع الطائفي الذي يلفّ الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا والعراق، وحيال المعتقدات أو الممّارسات الدينية الشيعية، ونشوء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والاتفاق على برنامج إيران النووي.

أضف إلى ذلك، فإننا لجأنا إلى التقنيات الحديثة في مجال انتقاء العينات والطرائق

ص: 23

الصورة

التجريبية، وذلك سعيًا إلى الحصول على الأجوبة التي تتسم بالمزيد من المصداقية والتمثيل للفئة الأكبر التي تجيب عن التساؤلات الحساسة. أما هذه الخطّة فقد سمحت لنا باستقاء المعلومات حول وجهات نظر المستطلعين ومعتقداتهم وحسب، لا بل بالوصول إلى ميولهم ونزعاتهم الكامنة والمستترة، سعيًا إلى التعرف إلى العالم الشيعي في الوقت الحاضر بشكل أفضل - بما في ذلك جذور الصراع وإمكانيات المصالحة.

لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلينا،أن نرى أنّ الأغلبية العظمى من المستطلعين قد أعلنوا أنّهم ملتزمون لناحية الممارسة الدينية.ولكن لا بدّ من القول إنّه كان ثمة فروقات واضحة ما بين الإيرانيين والعراقيين لناحية الأساليب المعتمدة للتعبير عن هذه المعتقدات الدينية، إذ كان من الملاحظ أنّ الإيرانيين قد انخرطوا أكثر من العراقيين في الممّارسات الدينية التي تتّسم بالمزيد من الجوّ الجماعي، كما أنّهم كانوا أكثر استعدادًا للقول إنّه لا بدّ للدين من أن يكون ذا تأثير على للقرار السياسي. أضف أنهم بأغلبيتهم كانوا من المؤيدين لنظام الحكم القائم حاليًا، على الرغم من الأسئلة الاختبارية قد أشارت إلى بعض المخاوف الكامنة حيال الفساد إلى جانب الرغبة في التغيير. أما من الناحية الأخرى فإنّ العراقيين لم يتوانوا في التعبير صراحةً عن سخطهم

ص: 24

الصورة

على السلطات السياسية، بما في ذلك السلطات السياسية الدينية، إذ أشاروا على نطاق واسع إلى أنّ ما من حزب في البلاد قادر على إدارة العراق،وإلى أنّ الأحزاب الإسلامية السياسية ليست أفضل حالاً من مثيلاتها العلمانية. إلّا أنه،وعلى الرغم من سنوات عدم الإستقرار والعنف التي أحدقت بالبلاد على نحو واسع،لم يتخلّ العراقيون بشكل عام عن نظرتهم الإيجابية تجاه الديمقراطية.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن كلاً من المستطلعين العراقيين والإيرانيين على حدّ سواء أظهروا مزيدًا من الموافقة حيال السياسة الإقليمية، إذ إنّ الأغلبية العظمى من هؤلاء رأت في إيران أنّها حامية المصالح الشيعية في إطار الصراع الذي يلفّ المنطقة.كما أيّد المستطلعون بشكل كبير تأمين المساعدة المالية لكلّ من الجماعات المذكورة، بما في ذلك الحوثيّون في اليمن والجيش النظامي في سوريا وحزب اللّه وجماعات المتطوعين من الشيعة في العراق والمعروفة باسم الحشد الشعبي، والمعارضة الشيعية في البحرين والجماعات الشيعية الأفغانية، وهو ما يسلّط الضوء على ارتباط هذه الطائفة بالصراعات الدائرة في أنحاء الشرق الأوسط.أمّا على صعيد الساحة الدولية،كان كلّ من المستطلعين العراقيين والإيرانيين في أغلب الأحيان على استعداد للنظر إلى الولايات المتحدة على أنّها تقف في صفّ أعداء الشيعة التقليديين أكثر ممّا تقف

ص: 25

في صفّ حلفاء الشيعة. كما أنّهم أعربوا عن تفضيلهم لانخراط الولايات المتحدة بصورة أخفّ في الشرق الأوسط في إطار مختلف الصراعات، ولا سيّما في العراق،حتّى في حال اقتراح التدخلات غير العسكرية.

وعلى نحو لافت للنظر، أشار الإيرانيون إلى تقديرهم لما تبديه بلادهم من سعي وراء تحقيق الاكتفاء الذاتي عوض الانخراط في المجتمع الدولي، كما رأى كثيرون منهم أنّ ثمّة مصالح متباينة تُبعد ما بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن على الرغم من ذلك، ظلّوا يفضّلون التفاعل المتزايد ما بين البلدين، بما في ذلك التبادلات السلمية في مجالات السياحة والصحافة والثقافة والرياضة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ أكثر من نصف المستطلعين الإيرانيين أضافوا إلى ذلك تأييدهم للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة في خضمّ الحرب في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي وقت أبدوا فيه بغالبيتهم العظمى تأييدهم لتطوير الطاقة النووية للاستخدامات السلميةً، فإنّ المستطلعين الإيرانيين ظلوا منقسمين حيال ما إذا كان على إيران تطوير السلاح النووي، إلى جانب انقسامهم حيال الإنعكاسات الدينية على هذا القرار. ولكن لا يمكن القول إلا إنهم كانوا داعمين للاتفاق النووي الإيراني ومتفائلين حيال فرص نحاج تطبيقه.

إلى جانب الإجابة عن أسئلة المسح،فإنّ المستويات المتفاوتة لعدم الردّ على بعض الأسئلة سمح لنا بأن نفهم بصورة أفضل ماهية المواضيع التي تخلق حساسية لدى كلّ من العراقيين والإيرانيين، إذ إنّ الإيرانيين أبدوا تجاوبًا أقل حيال الردّ على الأسئلة المتعلّقة بالديمقراطية والعلاقة ما بين الحكومة والدين،في حين أنّ العراقيين كانوا أقل تجاوبًا حيال الردّ على الأسئلة التي تركّز في السياسة في المنطقة والتورّط فی السياسة الخارجية التي تنتهجها إيران.

علماً أنه على مدى التقرير،استطعنا أن نلحظ تباينًا في الإجابات استناداً إلى الجنس والعمر والدخل والمستوى التعليمي ومدى التديّن، في حين أنّ مدى أهمية هذه المعايير تبلغ 0.05 إذا ما قارناها بالعوامل الأخرى التي تؤثر في انحدارها.(1)

ص: 26


1- راجع الملحق «أ» للحصول على الشرح المفصل حول هيكلية الانحدار وتفسيره.

النتائج

- الوسائل الإعلامية والأخبار والروابط الاجتماعية:تشير الأرقام إلى أنّ ما يفوق %75 من المستطلعين من الإيرانيين والعراقيين يستحصلون على غالبية مصادر معلوماتهم من محطات التلفزة، أضف أن ما يقارب 60% منهم قد ذكر أيضًا أنه يحصل على هذه المعلومات من الأصدقاء وأفراد العائلة. في المجمل يمكن القول إنّ الإيرانيين يحصلون على معلوماتهم من مصادر تتنوع أكثر من تنوّع المصادر التي يستقي العراقيون منها معلوماتهم، حيث يعتبر المسجد ثاني أكثر مصدر للمعلومات منتشر بين الناس. فضلاً عن ذلك، اتضح أنّ الإيرانيين ينخرطون بصورة أقوى في النشاطات المحلية ذات الطابع المجتمعي وفي منظمات المجتمع المدني، سواء أكانت ذات طابع ديني أو علماني. كما أن ما يقارب نصف الإيرانيين والعراقيين على السواء سبق لهم أن لجؤوا إلى الإنترنت بضع مرات على الأقلّ في الشهر الواحد، إلى جانب بعض تطبيقات الرسائل المستعجلة وخدمات التواصل عبر الفيديو على سبيل سكايب وواتسآب وفايبر التي تحظى جميعها بشعبية في كلا البلدين.

-الطائفية: إنّ هذا المسح ينظر في المواقف الطائفية، سواء العلنية أو المستترة، التي يتبناها الشيعة في كلّ من العراق وإيران، وذلك من خلال اللجوء إلى مزيج من الأسئلة الاختبارية أو غير الاختبارية. مع العلم أنّه في حال طرح السؤال بصورة مباشرة، كان العراقيون والإيرانيون يقول أغلبهم إنّهم داعمون للحوار السني - الشيعي، إلا أنهم كانوا يرون أنّ لكلّ من السنة والشيعة التأويلات المتباينة حول مبدأ اللجوء إلى العنف في الإسلام على أنّ الأسئلة الاختبارية قد أشارت على نحو إضافي إلى أنّ المستطلعين كانوا متحيّزين بشكل كبير ضد جيرانهم من السنة حتى النساء السنّيات المتزوجات من العائلة، وهو ما يشير إلى أنه في حين كان المستطلعون يقبلون على نحو سطحي بالسياسات عامة التي تشجّع على التفاعل السني - الشيعي، إلا أنّهم يظلون في داخلهم داعمين للمبادئ الكامنة لهذه السياسات.

ص: 27

- الدين: تمامًا كما كنا نتوقّع في أثناء انتقاء العينات، أظهر أغلب المستطلعين نسبة عالية من الالتزام الديني، إلا أنّ الإيرانيين كانوا على نحو لافت للنظر، أكثر عرضة للانخراط في الممارسات الدينية المجتمعية، حيث إنّ نسبة انخراط المرأة الإيرانية في هذه النشاطات يفوق ضعف انخراط نظيرتها العراقية في هكذا مناسبات. أما التقليد، أو بمعنى آخر ممارسة التفسيرات والتأويلات التي تصدر عن هيئة دينية معينة، فهو يبقى ذا أهمية كبرى في إطار العقيدة الدينية لدى الشيعة، حيث اتضح أنّ أغلب الإيرانيين يقلّدون الخامنئي في حين أنّ أغلب العراقيين يقلدون السيستاني. مع العلم أنّ المستطلعين برهنوا تبياناً لافتاً في وجهة نظرهم تجاه الدين والدولة، إذ إنّ الإيرانيين أكثر عرضة من العراقيين لتفضيل انخراط الديني في السياسي.

-الجنس وقضايا المرأة: لقد أبدى أكثر المستطلعين تحفّظاً كبيراً تجاه أرائهم بشأن المرأة والعائلة، بحيث أشاروا إلى أنّ أبناء المراة عاملة يعانون غياب الأم وإلى أن المرأة لا بد لها من إذن زوجها للإنخراط في سوق العمل، وإلى أنّ الحصول على العمل ليس الوسيلة الفضلى التي تضمن للمرأة أن تكون مستقلة في المجتمع. في حين أنّهم أبدوا تحرّرًا أكبر لجهة المسائل المتعلقة بالحقوق والفرص، حيث أن أغلبهم يرون أنّه لا بد من أن تحظى بالحقوق نفسها التي يحظى بها الرجل وأن يكون لها حق اختيار الرجل الذي ستتزوّجه. فضلاً عن ذلك، فإنّ أغلب المستطلعين رأوا أنّ العباءة العراقية أو الشادور الإيراني هو اللباس الملائم للمرأة، ولكن الإيرانيين بصورة عامة أبدوا تحفظاً أقل من العراقيين لجهة تفضيل لباس معين على آخر.

- حقوق الإنسان والديمقراطية: لقد أبدى المستطلعون من كلّ من العراق وإيران انقسامًا في الرأي حيال المسائل المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث إنّ ما يقارب نصف هؤلاء رأوا أنّ بعض جوانب نظام الديمقراطية تتسم بالسلبية نوعًا ما . مع العلم أنّ الإيرانيين أبدوا إيمانًا لافتاً للنظر بالحزب الحاكم الحالي وبنظام الحكومة، إذ إنّ ما يقارب ثلاثة أرباعهم يعتقدون أنّه أفضل نظام قد يحكم في إيران وأنّ الانتخابات التي شهدتها البلاد مؤخرًا كانت حرّة ونزيهة تماماً.أمّا من ناحيتهم، فإنّ العراقيين أبدوا عدم رضى عميق بالنظام القائم حاليًا في البلاد بحيث رأوا أنّ الانتخابات التي جرت منذ وقت قريب لم تكن حرّة ولا نزيهة. إلا أنّه وعلى الرغم من

ص: 28

هذا الإحباط، ظلّوا بنسب كبيرة داعمين لسيادة الدولة العراقية واستمراريتها، مع العلم أنّ الأكثرية العظمى من المستطلعين الشيعة الذين شملهم مسحنا هذا أبدوا رفضاً لإقامة إقليم سني مستقل في العراق أو إقامة دولة كردية منفصلة.

-إيران والصراع الإقليمي: لقد أبدى المتدينون من الإيرانيين والعراقيين دعمًا يكاد يكون إجماعيًا حيال القضايا التي تعني الشيعة في جميع أرجاء الشرق الأوسط،بما في ذلك الحوثيون في اليمن والجيش النظامي في سوريا وحزب اللّه وجماعات المتطوعين من الشيعة في العراق والمعروفة باسم الحشد الشعبي، والمعارضة الشيعية في البحرين والجماعات الشيعية الأفغانية. علماً أنّ ما يقارب نصف المستطلعين رأوا أنّ بشار الأسد قد يربح الحرب الدائرة في سوريا، بحيث حلّ في المرتبة الثانية الفرضية القائلة إنّ الحلّ في سوريا سيكون على شكل تسوية على خلفية مفاوضات تجري برعاية المجتمع الدولي - وهو ما يشير إلى ثقة غير متوقعة على الرغم من عدم تمكنهم من الوصول إلى وقف لإطلاق النار. إلا أنّ ما يقارب ربع العراقيين أشاروا إلى أنّهم يعتقدون أن الحرب في سوريا لن تنتهي ، وهو ما يدل على تجربتهم التي عاشوها مع الصراعات التي لا حد لها.

- الموقف من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي: يكاد يكون المستطلعون قد أجمعوا على إبداء الموقف الإيجابي من الدور الذي تضطلع فيه إيران في القضايا في العالم، معتبرين أن إيران هي التي تحمي مصالح الشيعة في الشرق الأوسط. إشارةً إلى أن أكثر الإيرانيين يعتقدون أنّ إيران على الأقلّ منخرطة في المجتمع الدولي نوعًا ما، على الرغم من أن المستطلعين أبدوا تقديرًا بصورة أولية تجاه الإكتفاء الذاتي الذي تتمتع به إيران مستعيضةً عن الانخراط الدولي والتبادل التجاري. كما قد ظهر نوع من التفهم لقيمة التعاون العسكري والمدني مع الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من الإقرار بوجود مصالح متباينة تُبعد ما بين الولايات المتحدة وإيران. إشارة إلى أن المستطلعين الإيرانيين أبدوا دعمًا كبيراً تجاه تطوير الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، إلا أنّهم ظلّوا منقسمين حيال ما إذا كان على إيران تطوير السلاح النووي، إلى جانب انقسامهم حيال الانعكاسات الدينية على هذا القرار. ولكن إجمالاً أبدوا دعمهم للاتفاق النووي الإيراني وتفاؤلهم حيال فرص نجاح تطبيقه.

ص: 29

1-المسح

الخلفية

يُعتبر هذا المسح استطلاعًا للرأي عام، بحيث يجري التركيز في الآراء والممّارسات السياسية التي يتبناها المتدينون الشيعة. وللتوضيح فقد استغلينا الفرصة لإجراء هذا المسح بالتزامن مع المسيرة السنوية التي يقوم بها الشيعة في الجنوب من العراق، وذلك بهدف انتقاء العينات التي نستهدفها من المستطلعين، أي الأشخاص الذين يمارسون المعتقد الشيعي من كلّ من العراق وإيران. وبالتالي فإن هذه العينة لا تشكل تمثيلاً وطنيًا لكلا البلدين،إنما من باب أولى عينة فرعية من المستطلعين العراقيين والإيرانيين من الشيعة،إشارةً إلى أن طريق السفر إلى كربلاء انطلاقًا من العراق وإيران مفتوح أمام الأفراد من الناحية الاقتصادية حتى الاجتماعية، وهو ما يجعل من هذه المناسبة الفرصة الأنسب للنظر عن كثب إلى المتدينين الشيعة القادمين من مختلف الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية.على أن المستطلعين قدّموا لنا وجهات نظرهم حول كلّ من حكومات بلدهم والولايات المتحدة الأمريكية والغرب والصراع الطائفي الذي يلفّ الشرق الأوسط،بما في ذلك سوريا والعراق، ونشوء تنظيم

الصورة

ص: 30

الدولة الإسلامية في العراق والشام،والاتفاق على برنامج إيران النووي. علماً أنّ هذا المشروع يُعتبر مبتكرًا من ناحية المنهجية التي اعتمدها ومصيبًا من ناحية الموضوع الذي يعالجه.أما على مستوى المنهجية المتبعة،فإنّ المسح يلجأ إلى طرائق جديدة من انتقاء العينات من إحدى فئات الشعب المتدينة، التي وعلى الرغم من أنها تشكل جزءًا كبيراً لا يستهان به من المجتمع كله، إلا أنّه من الصعب تمييزها من خلال اللجوء إلى أساليب المسح التقليدية. أضف إلى ذلك أن المسح يعمد إلى اختبارات المسح - بما في ذلك الاختبارات الموحدة واختبارات التثبيت وتهيئة الذاكرة واختبارات تهيئة الهوية الطائفية - بهدف الوصول إلى القضايا التي يصعب قياسها، حيث من الممكن أن يُبالغ المستطلعون في الإشارة إلى السلوكيات المرغوبة اجتماعيًا أو أن يكونوا غير قادرين على الإفصاح بشكل دقيق عن ميولهم الافتراضية. مع العلم أن هذه التقنيات كانت قد دخلت للمرة الأولى مجال العلوم السياسية في إطار المسوح المتعلقة بالسياسة الأمريكية والتي كانت تسعى إلى التعامل مع المسائل الحساسة على سبيل الانتماء العرقي(على سبيل المثال : جاميسون 1992؛ مانديبلبيرغ 1997، 2001 فالينتينو وهيتشينغز ووایت 2002 ؛هاينمولير وهوبكينز وياماموتو 2014). ولكن يبقى أنّ هذه الأدوات قد أثبتت فاعليتها في بعض المناطق الأخرى بعيدًا عن الولايات المتحدة، على سبيل أفغانستان وباكستان، حيث جرى استخدام هذه الأدوات من أجل الاطلاع على مدى الدعم الشعبي الذي يحظى به التمرّد العسكري(على سبيل المثال بلير وفير ومالهوترا وشابيرو 2013 ؛لييال وبلير وإيماي 2013 ؛کالين وغيره2014).(1)

ص: 31


1- لقد خضعت الأدوات التي اعتمدناها إلى مراجعة هيئة المراجعة التأسيسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومن ثم حصلت على موافقتها. كما حصلنا على ردود الأفعال من بعض واضعي المنهجيات السياسية والأكاديميين المتخصصين بشؤون الشرق الأوسط في كبريات المعاهد الأمريكية، وكذلك من بعض الأكاديميين والمتخصصين في كلّ من إيران والعراق.

الصورة

في الجوهر،من الممكن القول إنّ المسح الذي نقوم به يؤمّن الرؤية حول سلوكيات وأراء واحدة من الجماعات البالغة الأهمية في الشرق الأوسط التي على الرغم من ذلك تظلّ على الهامش من دون دراسة، في وقتٍ يتفاقم فيه الصراع الطائفي في المنطقة. يشكّل الشيعة ما يقارب ال20 % من المسلمين في العالم، على أنهم يُعتبرون المجموعة الأكبر حجمًا أو التي تتولىّ الحكم في بعض البلدان الأكثر إثارة للجدل في الشرق الأوسط على سبيل إيران والعراق وسوريا واليمن، على أنّهم يسجّلون حضورًا لا يستهان به في كلّ من البحرين والكويت .(1)

ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأعمال التي سبق أن أنجزت حول سياسة

ص: 32


1- للاطلاع على المزيد من المعلومات الرجاء مراجعة : “:Mapping the global muslim populathin A Report on the Size and Distribution of the Worlds Muslim Population (سکان العالم الإسلامي على الخريطة: تقرير حول حجم وتوزع السكان المسلمين في العالم)، مركز بيو للأبحاث، تشرين الأول 2009

الشيعة تسعى إلى التركيز بصورة واسعة في النظام الديني القائم في إيران أو في ممارسات حزب اللّه في لبنان(على سبيل المثال فلانيغان وعبد الصمد 2009؛ بيرمان 2009 ؛كاميت 2014)، وهو ما يترك الكثير من القضايا التي تتعلق بالرأي عام الشيعي عبارة عن أسئلة لا أجوبة لها. علمًا بأن المسوح التي كانت قد أجريت حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تكن قادرة على الإحاطة بالوضع في إيران بسبب الحظر الذي يمارسه النظام الحاكم، وبالتالي فقد كان التركيز ينصب على الدول العربية في المنطقة. إنما على الرغم من اللجوء إلى هذه الدول العربية،يبقى من الصعب الوصول إلى الأعداد الكبيرة من السكان الشيعة بسبب الصراعات الدائرة في المنطقة(على سبيل سوريا واليمن) أو على الأرجح تكون العينات المنتقاة غير كافية في المناطق التي يغيب عنها الوفاق الرسمي في الوقت الحاضر بسبب القرارات السياسية المرتبطة بالاعتبارات العرقية والطائفية (على سبيل الوضع في لبنان والعراق). وبالمحصّلة،لا يمكن القول إلا أن فهمنا لممّارسات الشيعة وآرائهم بشكل عام يبقى محكوماً بالمحدودية أو التحريف وقائمًا، على نحوٍ كبير،على مجرد التوصيفات التي تخرج بها النخب داخل الطائفة حتى أعدائها.

أما مضمون هذه الزيارة السنوية التي تجري نحو مدينة كربلاء الواقعة في الجنوب العراقي فيسمح لنا بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفئات الشيعية، إن العراقية أو

الصورة

ص: 33

الإيرانية القادمين من مختلف المناطق. أضف إلى أنّه يوفّر لنا فرصة نادرة للتواصل مع المستطلعين من الذكور والإناث على حدٍّ سواء، إذ تشكّل هذه الزيارة مناسبة لانخراط النساء بأعداد كبيرة في ممّارسة الشعائر الدينية في العلن ولخروجهن من المنزل والوجود في تجمعات تضم من كلا الجنسين.

وعلى الرغم من أنّ كربلاء ترحّب بالزائرين على مدار عام، إلا أنها تستضيف الأعداد الضخمة من الزوار في مناسبتين تخلّدان ذكرى استشهاد الإمام الحسين-أي عاشوراء وزيارة الأربعين - واللتين يختلف تاريخهما في كلّ عام بما أنّهما تتبعان التقويم الإسلامي.(1)ولقد قُدّر عدد الزوّار على طول فترة زيارة الأربعين في أواخر شهر تشرين الثاني وبدايات شهر كانون الأول عام 2015، أي تاريخ إجرائنا لهذا المسح بحوالى 22 مليون شيعي، أغلبهم من العراقيين والإيرانيين، قاموا جميعهم بزيارة مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء.(2)حاليًا يمكن القول إنّ هذه الزيارة هي أكبر تجمع ديني في العالم يجتذب أعداداً ضخمة من الناس تفوق بكثير أولئك الذين يتجهون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج والذين لا تتعدى أعدادهم المليونين أو الثلاثة.(3)مع العلم أنه في أبان

ص: 34


1- ثمة أيضًا بعض المناسبات الجانبية على سبيل ولادة النبي محمد أو مناسبة 15 شعبان (اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن في التقويم الإسلامي) التي تعتبر بمثابة ليلة النجاة وتاريخ ميلاد الإمام الثاني عشر الإمام المهدي.
2- حضر زوار شيعة من دول أخرى مثل الكويت والبحرين ولبنان وأفغانستان والهند للمشاركة في زيارة الأربعين، إلا أن أعداد العراقيين والإيرانيين تفوق هؤلاء بكثير. للمزيد راجع : Shi'a pilgrims flock ton Karbala for Arbaeen climax(قوافل الزوار الشيعة إلى كربلاء في تجمع الأربعين) (صادر بتاريخ 14 كانون الأول 2014) و»- Arbaeen: World's largest annual pilgrimage as millions of Shiite Muse lims gather in Karbala“ (الأربعون أكبر حج سنوي في العالم يتجمع فيه الملايين من المسلمين الشيعة فی كربلاء(صادر بتاريخ 3 كانون الأول 2015) آخر تصفّح بتاريخ 22 تموز 2016.
3- تراقب المملكة العربية السعودية أعداد الداخلين إلى أراضيها لأداء مناسك الحج بدقة من خلال تحديد نسبة معينة لأعداد الأشخاص المسموح لهم بالقدوم للحج من كلّ بلد. للمزيد راجع بينجامين سولوواي،« Who Decides Who Gets to Go on the Hajj? من يحدّد من له الحق في الذهاب إلى الحج ؟ فورين بوليسي،23 أيلول 2015 ،آخر تصفّح بتاريخ 22 أيلول 2016. للمزيد عن الإحصاءات حول أعداد الحجيج في مواسم الحج بين عامي 1996 - 2015، راجع How one of the deadliest Hajj accidents unfolded ،الكشف عن واحدة من أفظع حوادث الحج، نيويورك تايمز، 5 أيلول 2016، آخر تصفّح بتاريخ 22 أيلول 2016.

حكم صدام حسين كان محظورًا على الزوار القيام بهذه المسيرة الدينية السنوية إلى مدينة كربلاء على فترات متعددة، ولم تعد المواظبة عليها إلا بعد عام 2003 على أثر الغزو الأمريكي في العراق،على أنها منذ ذلك الحين لا تزال أعداد المشاركين فيها في ازدياد مطّرد.

على الرغم من أنّ هذه الزيارة تتسم بالطابع الشعبي وتجري بأعداد كبيرة، إلا أنّها تبقى مجهولة بالنسبة إلى الرأي عام الغربي، تمامًا كما هي الحال تجاه آراء العراقيين والإيرانيين الشيعة ممّن يشاركون في هذه المناسبة. وبالتالي فإن الهدف من وراء هذا المسح هو ردم الهوة القائمة من خلال الوقوف عند أراء هذه شريحة في ما خص بعض القضايا السياسية الطارئة في هذه المرحلة المفصلية على الساحة، إذ تنخرط الولايات المتحدة في محاربة تنظيم داعش في كلّ من العراق وسوريا،وتعمل في الوقت ذاته على تعزيز الاتفاق مع إيران حيال برنامجها النووي،وتحارب التوترات والصراعات العنيفة والحادة بين مختلف الطوائف في أماكن على سبيل سوريا واليمن ولبنان والبحرين.

ص: 35

(1)

يعود تاريخ الانقسام السني الشيعي في الإسلام إلى الخلاف الذي نجم حول من يخلف النبي محمد بعد وفاته التي كانت عام 632 للميلاد. لم يكن النبي قدّ عيّن خليفة له فتولى أبو بكر، وهو أحد أصحابه، قيادة الخلافة على الرغم من المعارضة الشديدة من جانب أولئك الذين اعتبروا أنّ آل بيت النبي لهم حقّ منحهم إياه اللّه في قيادة الأمة، وفي ظلّ هذه السلالة، يبدأ الحكم مع علیّ، وهو ابن عمّ النبي وصهره الذي تزوّج ابنته فاطمة، على أن يستمر مع الأئمة الموكّلين من اللّه من جيل إلى آخر من نسل النبي. علماً أنّ هذا القائد يتحلىّ لا بالسلطة على الساحة الدينية إنما في المجال السياسي أيضاً يجب على أتباعه طاعته(2). مع العلم أنّ هذه السلالة من الأئمة قد توقفت مع الإمام الثاني عشر، الذي احتجب في الغيبة التي جرت

ص: 36


1- للاطلاع على المزيد حول هذه الخلفية،راجع نقاش بيتزهاك The Shiis of Iraq شيعة العراق. نيو جیرسی.منشورات جامعة برينستون، 1994 ؛فؤاد عجمي، The Vanished Imam: Musa Al Sadr and the Shia of Lebanon .الإمام المغيب : موسى الصدر والشيعة في لبنان. نيو يورك: منشورات جامعة کورنال، 1986 ؛ عبد العزيز عبد الحسين ساشیدینا، Islamic Messianism: The Idea of Mahdi in Twelver Shi'ism مبدأ المسيح في الإسلام:فكرة الإمام الثاني عشر. نيويورك: منشورات جامعة ولاية نيويورك، 1981؛ دايفيس، إيريك. Memories of State: Politics/ History/ and Collective Identity in Modern Iraq .مذكرات دولة:السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الحديث. لندن: منشورات جامعة كاليفورنيا 2005 ؛نصر ، والي . The Shi'a Revival: How Conflicts within Islam Will Shape the Future إحياءة الشيعة: كيف ستشكّل الصراعات داخل الإسلام المستقبل. نيويورك: دابليو دابليو نورتن آند كومباني، 2006.
2- الإمام علي،اغتيل في مسجد الكوفة الكبير في القرن السابع ودفنه ولداه الإمامين الحسن والحسين في النجف، في منطقة قريبة من مرقد النبي نوح يعرف هذا المكان باسم مقام الإمام علي وهو مکان يقصده للعديد من الزوار، وهو يجذب الملايين من الزائرين منذ سقوط نظام صدام حسين للاطلاع على المزيد راجع : أغوستوس ريتشارد نورتون،«Al-Najaf: Its Resurgence as a Religious and University Center (النجف : نهضته باعتباره مركزاً دينيًا و حوزيًا ،ميدلّ إيست بوليسي كاونسل، ربيع 2011 ،المجلد 18، الرقم 1 .

في القرن التاسع وينتظر مواليه عودته مع مرور السنين كعلامة على اقتراب يوم الحساب.(1)

ظلّت مسألة الخلافة النبوية مسألة مثيرة للجدل لعقود بعد وفاة النبي.فأبو بكر،الذي استغرق حكمه مدة عامين فقط، رشّح عمر بن الخطاب خليفة له، فحكم عمر مدة عشر سنوات حتى جرى اغتياله فتولى الخلافة على أثره عثمان عفان، الذي اختير خليفة من خلال الشورى وحكم طوال اثني عشر عامًا حتى قُتل هو الأخر. أما علي،ابن عم النبي وصهره، فقد اختير، على إثره عبر الشورى،الخليفة الرابع ولكنه اضطر لمواجهة خمس سنوات من الاضطرابات فی السلطة قبل مقتله. ولقد تولى الخلافة من بعد علي معاوية بن أبي سفيان، وهو الخليفة الأموي الأول الذي جعل من الخلافة أمرًا وراثيًا. أما قمة التوتّر بين السنة والشيعة فقد طاف على السطح عندما أوقد يزيد،الذي خلف والده معاوية في الخلافة،نار الفتنة بين السنة والشيعة في معركة كربلاء، حيث عمد إلى قتل الإمام الثالث،الإمام الحسين(ابن علي وفاطمة وسبط النبي)،علمًا بأن الحسين كان في طريقه إلى الكوفة مستجيبًا لدعوة الناس في جنوب العراق الذين كانوا قد أرسلوا في طلبه لمبايعته حاكمًا عليهم. إلا أنّ يزيد طلب من الحسين إما أن يُبايعه هو على خلافة المسلمين وإمّا النزول إلى ساحة القتال، فما كان من الحسين إلا أن اختار القتال على الرغم من التفوق العددي الضخم لجيش يزيد في المعركة. لاحقًا تحولت المجزرة التي حدثت في ساحة القتال إلى صلب العقيدة الشيعية، ولا سيما باعتبارها رمزاً للمقاومة واختيار عدم الرضوخ للحاكم الظالم بل الإصرار على محاربة الجور والتضحية .في كلّ عام يجري استذكار مذبحة كربلاء في عاشوراء عبر شعائر خاصّة، كذلك في إعادة إحياء الذكرى بعد أربعين يومًا. يُستذكر الحسين في هذه الفترة على اعتباره بطلاً في شهادته، فهو سيد الشهداء.

ص: 37


1- بالإضافة إلى مجموعة الشيعة الأساسيين، أو الشيعة الاثني عشرية، ثمة فروع أخرى أقلّ عددًا من الإسلام الشيعي على سبيل الزيديين والإسماعليين.

الصورة

تماماً كما أتباع المذهب السني، يرى الشيعة أن التوحيد يأتي في صلب إيمانهم إلى جانب الشهادة بأن محمدًا هو نبيه والإيمان بالبعث بعد الموت. إلا أن الشيعة، على خلاف السنة، يرون في الولاية للأئمة فرضًا آخرًا من صلب معتقدهم وممّارساتهم الدينية،وواحدة من الأساليب التي يمكن للفرد أن يُظهر من خلالها ولايته لمبدأ الإمامة تكمن في زيارة مراقد هؤلاء الأئمة ومراقد أبنائهم.(1)

بالنسبة إلى الحج، وهو واحد من الأركان الخمسة في الإسلام، فهو يوجب على كلّ مؤمن،أن يحجّ إلى مكّة على الأقل مرة واحدة في الحياة في وقت محدّد من السنة في خلال شهر ذي الحجة، إذا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.(2)وفي حين يُعتبر

ص: 38


1- في العراق ثمة مراقد مرتبطة بأئمة الشيعة في كربلاء (للإمام الحسين وأخيه من أبيه العباس)، في ضواحي بغداد في الكاظمية(الإمامين الكاظم والتقي)وفي سامراء (الإمام الهادي والعسكري والمهدي). يرى التأريخ أنّ عادة زيارة المراقد قد بدأت على أثر استشهاد الإمام الحسين، فوفق ما يرى نقاش (2003) فمع نهاية القرن التاسع عشر كان يدأب ما يزيد على 100 ألف إيراني وهندي على السفر سيرًا على الأقدام طوال أشهر من أجل الوصول إلى هذه المراقد في العراق. ييتزهاك نقاش The Shiis of Iraq شيعة العراق.(منشورات جامعة برينستون، 2003). كذلك الحال في إيران حيث الألاف من المراقد المتعارف عليها باسم إمام زاده ترجع إلى أبناء وأحفاد الأئمة الاثنى عشر. للاطلاع على المزيد راجع: شيلكوسكي، بيتر جاي. تحرير Taziyeh/ Ritual and Drama in Iran التعزية ،الشعائر والحزن في إيران. نيويورك: مطبوعات جامعة نيويورك ومطبوعات سوروش .
2- العمرة هي عبارة عن التوجه إلى مكة في أي وقت من السنة عدا فترة الحج.

هذا الحج هو أهم أنواع الحج لدى المسلمين، سواء أكانوا من السنة أم من الشيعة،إلا أن الفقهاء الشيعة لطالما استفاضوا في كتاباتهم حول أهمية زيارة مراقد الأئمة،إنمّا على عكس الحج فإن هذه الزيارات ليست واجبة .(1) يُطلق الشيعة على عادتهم هذه في التوجه إلى مراقد أحد الأنبياء أو الأئمة أو أصحابهم الزيارة،(2)وفي هذا العمل التعبّدي يطلب المؤمن العون أو الغفران أو يشكر الإمام ويطلب منه المساعدة في حياته والشفاعة ما بعد الموت. وفي غالب الأحيان يُقارَن ما بين الأجر الروحي الذي يلقاه الزائر جراء توجهه إلى مرقد الإمام الحسين وفريضة الحجّ، في إشارة إلى أهمية الحياة الدنيا والحياة الآخرة. (3)وإلى جانب التجربة الشخصية، التي تدلّ على مدى تديّن الشخص ومكانته، تهدف الزيارة إلى التشديد على الوحدة ما بين الشيعة.(4)علماً أنّ هذه الزيارة من الممكن أن تحصل في أيّ وقت من عام وليست محصورة بعاشوراء أو الأربعين وحسب، على الرغم من أنها تسمح للشخص بأنّ يعيش التجربة الجماعية الخاصة إذا ما ارتبطت بهاتين المناسبتين .

ص: 39


1- يذكر حمدان (2012) بأن الشيخ الكليني والشيخ الطوسي، إلى جانب الشيخ جعفر بن قولويه القمي، هم من أكثر علماء الشيعة الذين كتبوا باستفاضة حول هذا الأمر . فرج حطب حمدان (2012).-The Devel opment of Iraqi Shi'a Mourning Rituals in Modern Iraq: The 'Ashura Rituals and Visitation of Al-Arbain ،( تطوّر مراسم العزاء العراقية في العراق الحديث: مراسم عاشوراء وزيارة الأربعين»رسالة ،ماجستير جامعة ولاية أريزونا، ص. 17
2- في هذه الدراسة نستخدم مصطلحي حج أو زيارة للدلالة على المفهوم عينه من أجل الحديث عن الزيارة بمفهومها الديني أما في الدين الإسلامي فإن مصطلح الحج لا يستخدم إلا لفريضة الحج، أما للحديث عن الرحلة إلى مراقد الإئمة فيستخدم مصطلح زيارة .
3- راجع الملحق للمزيد من المعلومات. كما وتقدّم هذه الكتابات العديد من المعلومات المتعلقة بكيفية أداء الزيارة وكيفية التضرّع إلى الإمام والتبرك به حتى وإن كانت الظروف لا تسمح بذلك في حال ما إذا كان الشخص بعيدًا جغرافيًا عن كربلاء أو إذا كانت صحته لا تسمح له بالتوجه إليها ، إلخ...
4- من يذهب إلى أداء فريضة الحج يُطلق عليه لقب حاج أو حاجة (للمذكر والمؤنث على التوالي) في حين أن من يذهب إلى زيارة مراقد الائمة قيطلق عليه زائر أو زائرة. في إيران عندما يزور أحد الأشخاص مرقد الإمام الحسين يطلق عليه لقب كربلائي . للاطلاع على المزيد راجع:فرج حطب حمدان (2012).(تطوّر مراسم العزاء العراقية في العراق الحديث : مراسم عاشوراء وزيارة الأربعين رسالة ماجستير، جامعة ولاية أريزونا ، ص. 176

المراسم

تُعتبر الأربعون، وهي المناسبة الدينية التي تأتي بمثابة الخلفية التي يستند إليها مسحنا هذا، شعيرة للتعبير عن الحزن،على أنه يتضمن المسير سيراً على الأقدام إلى مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء،كما يشتهر على تسميته مردّ الرأس، إذ إنّ رأس الإمام الحسين كان قد حُمل على رمح إلى الخليفة في دمشق على أثر معركة كربلاء، ولم يُعَد إلى الجسد الذي كان قد بقي في كربلاء إلا بعد إطلاق سراح من بقي حيًا

الصورة

^40.jpg

من أفراد عائلته بعد أن أخذوا أسرى إلى دمشق(1).على أنّ ذكرى هذه المناسبة تُحيا بعد أربعين يومًا من عاشوراء، وهي المناسبة التي تخلّد ذكرى الحداد على استشهاد الإمام الحسين. ومنذ عودة إحياء هذه المراسم منذ عام 2003 لطالما اجتذبت زيارة

ص: 40


1- تي أم عزيز ،The Role of Muhammad Baqir Al-Sadr in Shii Political Activism in Iraq 1980 from 1958 to (دور محمد باقر الصدر في الحركة الشيعية السياسية في العراق بين 1958 و 1980)، انترناشونال جورنال أوف ميدل إيست ،ستاديز، 25 ، رقم 2 آيار (1993).

الأربعين عددًا أكبر من عاشوراء،بالتالي فإنها توفّر الفرصة الأمثل لاستطلاع المراسم التي يؤديها الشيعة.(1)

إشارة إلى أنّ هذه الزيارات عادة ترتبط بأداء بعض القراءات الدينية المتعارف عليها المرتبطة بهذه الزيارات والواردة في واحد من كتب الأدعية لدى الشيعة وهو مفاتيح الجنان ،إلى جانب سلسلة

من الطقوس والقراءات غير المتعارف عليها الأخرى. أما بالنسبة إلى مراسم الحداد في الأربعين، فيورد هذا الكتاب، من بين غيره من الكتب، استكمال زيارة مرقد الإمام الحسين.على أن المسير هو ما يميّز هذه الزيارة الخاصة إذ يتحضّر الناس قبل أيام أو أسابيع، بحسب بُعد مكان إقامتهم عن كربلاء، لكي يتوجهوا إلى مقام الإمام الحسين ويبلغوه في وقت إحياء المراسم. وتحصل هذه الرحلة بشكل جماعي، بحيث تنطلق المواكب السيارة من مناطق مثل البصرة ( حوالى 500 كلم عن كربلاء) وبغداد (حوالى 120 كلم عن كربلاء)،على أنّ الطريق الذي يكون أكثر ازدحامًا هو الطريق الذي يربط ما بين النجف وكربلاء، ومسافته حوالى 80 كلم .

ص: 41


1- يرد ذكر مراسم الأربعين بشكل مباشر في واحد من مراجع الحديث الأربعة لدى الشيعة.«روي عن أبي محمد الحسن العسكري (الإمام الحادي عشر عند الشيعة)أنه قال : «عَلَامَاتُ الْمُؤْمِن خَمْسٌ : صَلَاةُ الْخَمْسِينَ ، وَزِيَارَةُ الأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُمُ فِي الْيَمِينِ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبينِ ، وَ الْجَهْرُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم«.محمد بن الحسن الطوسي، تهذيب الأحكام تحرير محمد جعفر شمس الدين المجلد 6 (بيروت: دار التعارف 1992) كما ورد في فرج حطب حمدان (2012).(تطوّر مراسم العزاء العراقية في العراق الحديث: مراسم عاشوراء وزيارة الأربعين رسالة ماجستير، جامعة ولاية أريزونا، ص. 20

علمًا بأن هذه المواكب تشتمل على بعض الطقوس الخاصة بكلّ مجتمع، على سبيل التلاوات والرثاء وإعادة تمثيل أحداث عودة باقي أفراد عائلة الحسين ممّن بقوا على قيد الحياة إلى كربلاء بعد مرور أربعين يوماً على استشهاده، وهي وسيلة للحداد على فقدان القائد الذي كان من المفترض أن يعيد إحياء خطّ النبي في الحكومة الإسلامية. يسير الناس في هذه المواكب حاملين رايات الإمام الحسين السوداء أو الخضراء أو الحمراء أو الصفراء،ومتشحين بالملابس السوداء،للدلالة على الحداد ومعصبين رؤوسهم بالكوفيات الخضراء أو التي يمكن أن يلفوا بها أعناقهم. ولا يغيب عن النظر أيضًا اللافتات التي تذكر الإمام الحسين ولا عن السمع مكبرات الصوت التي تبث القصائد أو الخطب الدينية. وعلى طول جانبي الطريق، تنتشر الخيام التي لا تتأخر في تقديم الطعام والمأوى للزائرين السائرين على الطريق.

عندما يدخل الناس محيط الضريح للتعبير عن تقديرهم يقومون بلمس الأبواب الكبيرة المكسوة بالخشب أو بتقبيلها ، وهو عبارة عن فعل مادي يقرّبهم أكثر إلى الإمام. لحظة دخول المقام، لا بدّ من قراءة دعاء صغير محدّد، والهدف من ورائه الدلالة على الولاء لإمام الشيعة،الذي هو من نسل محمد، وبالتالي فإنه بمثابة الوسيط بين الزائرين واللّه،يتضرعون به من أجل استجابة دعواتهم. أما الفسحة المحيطة بضريح الإمام فهي مكسوّة بالمرايا الفارسية والكريستال في حين أنّ المرقد نفسه مغطّى بالقضبان المشبّكة الفضية والأقواس الذهبية. ويدور الزائرون حول الضريح يلمسون القضبان الفضية ويتلون الأدعية، وكثيراً ما يربطون قصاصات القماش الخضراء التي توصل أمانيهم إلى الإمام. وهم لا يتأخرون عن قضاء بعض الوقت في الصلاة ومن ثم الاستراحة في الساحة الكبيرة التي تحيط بالمقام.(1)علماً بأن هذه الطقوس تضمّ الزوار من كلا الجنسين، بحيث تسافر النساء غالبًا في مواكب جميعها من الإناث أو مع أسرهن وأطفالهن، وهن يشاركن إن في الموكب أو في أداء الشعائر في المقام،

ص: 42


1- أغوستوس ريتشارد نورتون،(النجف:نهضته باعتباره مركزاً دينيًا وحوزيًا،ميدلّ إيست بوليسي كاونسل، ربيع 2011 ،المجلد 18 ، الرقم 1.

وبالتالي فقد جرى الاستفادة من مثل هذه الطقوس عامة التي تخلط ما بين الجنسين وسيلة لتوسيع نطاق الأدوار الاجتماعية التي تلعبها المرأة ولتعزيز شعورها بتمكينها.

الصورة

لمحة تاريخية عن الزيارة

لقد انكبّ بعض كبار الباحثين بالشأن العراقي على دراسة تاريخ الزيارة إلى كربلاء فی أثناء عاشوراء والأربعين على مرّ الأعوام(فيرنيا 1970؛ وارنوك - فيرنيا 1965؛ نقاش 1994؛ جبار 1985 ، وغيرهم الكثير)،على أنّ واحدة من أحدث الأعمال التي تعمقت بموضوع الزيارة على أثر سقوط نظام صدام حسين،والوحيدة الصادرة باللغة الإنكليزية على حدّ علمنا رسالة الماجستير التي قدّمها حمدان (2012) والتي تقوم على المشاهدات التي قام بها من أجل الاطّلاع على طقوس الحداد لدى الشيعة كما سُمح للكاتب أن يختبرها في أثناء زيارته لمدينة كربلاء في عام 2012. علمًا بأن الطريق للوصول إلى هذه الطقوس والاطّلاع عليها ظلّ مسدودًا طوال حقبات طويلة

ص: 43

من القرن العشرين،وفي العقود القليلة المنصرمة بسبب الحظر الذي ظلّ نظام صدام حسين يفرضه طوال عشرات السنوات على التجمّع لإحياء المراسم الشيعية.

ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الزيارة لا تكتنف الأهمية الروحية وحسب، بل توفّر مثل هذه المناسبات الفرص المثلى لتعبئة عامة، إذ لم يتردد لا السياسيون ولا رجال الدين على حدّ سواء في توظيفها لكي تصبح بمثابة قوة سياسية من خلال تنظيم الاحتجاجات ضد النظام البعثي.على أنّ واحدة من هذه الانتفاضات الشيعية كانت ثورة الصدر الأول التي حدثت في خلال ذكرى الأربعين عام 1977، والمعروفة باسم انتفاضة صفر / انتفاضة مردّ الرأس.(1)فمع بداية أعوام السبعينيات كان النظام قد بدأ فرض القيود على ممارسة هذه الطقوس، وعندما حاول الحؤول دون مسيرة الزائرين الشيعة المنطلقة من النجف إلى كربلاء في عام 1977، سارع هؤلاء إلى التظاهر مطالبين صدام حسين بالاستقالة. وعلى الفور، جرى إخفات المحتجين،وعمد النظام إلى منع جميع أعضاء حزب البعث من المشاركة في مثل هذه الطقوس. في حين أنّ الحظر الرسمي لهذه الاحتفالات جاء بعد وقت قصير من الثورة الإيرانية وما استتبع ذلك من حرب بين إيران والعراق. وفي السنوات التي تلت ذلك، شهد الشيعة العراقيون على تدهور موقعهم بسبب ما أثير من مخاوف بشأن ولائهم للنظام العراقي.(2)

وكان على الشيعة انتظار الغزو الأمريكي في عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين من أجل استعادة نشاط المسير إلى كربلاء، فبعيد أيام قليلة من سقوط النظام، اتجه الشيعة العراقيون إلى كربلاء سيراً على الأقدام إحياءً لمراسم عاشوراء، و استتبعتهم آلاف أيضًا في زيارة الأربعين،بعد أربعين يوماً. وعلى الرغم من أن هذه الاحتفالات

ص: 44


1- تي أم عزيز دور،(محمد باقر الصدر في الحركة الشيعية السياسية في العراق بين 1958 و1980)، انترناشونال جورنال أوف ميدل إيست ستاديز، 25، رقم 2 (آيار 1993).
2- أغوستوس ريتشارد نورتون،(النجف:نهضته باعتباره مركزاً دينيًا وحوزيًا،ميدلّ إيست بوليسي كاونسل،ربيع 2011 ،المجلد 18، الرقم 1

الدينية كانت عرضة لبعض الهجمات العنيفة المناهضة للشيعة انطلاقًا من عام 2004،إلا أنّ وتيرة المشاركين فيها ارتفعت بشكل حادّ، فالحكومة العراقية الجديدة كانت قد فتحت حدودها للشيعة من مختلف أنحاء العالم للقدوم إلى أراضيها في سياحة دينية،وفي عام 2004،اتجه أكثر من مليوني زائر إلى كربلاء لاداء زيارة الأربعين،بينهم مئة ألف إيراني.(1)وبعد مرور عشر سنوات، وعلى الرغم من استيلاء تنظيم داعش على الموصل، ذكرت المصادر أنّ هذه الزيارة قد اجتذبت في خريف عام 2014، 17 مليون زائر،من بينهم أكثر من مليون إيراني ممّن تمكنوا من دخول البلاد على أثر رفع القيود المفروضة على تأشيرات الزيارة. (2)

الصورة

ص: 45


1- جوناثان ستيل Iraq: After the War: Religion and Politics Resurface as the New Voices of Iraqi Freedom ،(العراق بعد الحرب عودة الدين والسياسة إلى السطح مع استعادة حرية الرأي للعراقيين)، الغارديان ،(لندن)، 22 نیسان 2003.
2- Shi'a Pilgrims Flock to Karbala for Arbaeen Climax (توجه الزائرون الشيعة إلى كربلاء لزيارة الأربعين المحتشدة)بي بي سي نيوز، 13 كانون الأول 2014

ولا تزال هذه المناسبات الدينية التي انطلقت منذ سقوط نظام صدام حسين التي تجتذب الأعداد الضخمة تحظى بالكثير من الحركية في الحياة عامة والساحة السياسية الشيعية. أما اليوم وقد بات الشيعة هم القوة المسيطرة على السياسة العراقية، فقد أصبحت هذه الطقوس واحدة من الطرائق التي تعيد تأكيد الهوية والقيادة الشيعية، وعلى إيجاد الوسيط الذي يسمح للعامة برفض الخضوع الذي فرض عليهم على مرّ التاريخ والتعبير عن معارضتهم للسياسات الأمريكية داخل العراق.(1)علماً بأنّ المعارضة السنية كانت قد لجأت إلى هذه المناسبات من أجل استهداف الزائرين وتسعير نيران العنف الطائفي.

بعيدًا عن النتائج السياسية التي ترتبت على هذه الأحداث، فقد كان لهذه الزيارات الأثر الاقتصادي الواضح مما أسهم في تطوير المراكز الشيعية على سبيل النجف وكربلاء، حتى إنّ البعض يرى أنّها أسهمت في تعاظم قوة الدين على حساب الحياة الاجتماعية والاقتصادية.(2)

الزائرون الإيرانيون

يحتلّ الإيرانيون المرتبة الثانية بعد العراقيين لناحية أعداد الزائرين الذين يقدمون لزيارة المقامات فلايران الباع الطويل والتاريخ الطويل في دعم هذه المقامات والانخراط بأنشتطها، فلقد اعتاد قادتها الاستفادة من هذه الزيارات من أجل التشديد على قيادة إيران للمذهب الشيعي.(3)

ص: 46


1- كوكبيرن،باتريك، Muqtada: Muqtada Al-Sadr/ The Shi'a Revival/ and the Struggle for Iraq (مقتدى :مقتدى الصدر،النهضة الشيعية والصراع لأجل العراق). نيويورك: سكريبنير، 2008، ص. 22
2- بما في ذلك من بناء مطار في النجف ومدينة مخصصة للزائرين في كربلاء. للاطلاع على المزيد راجع: مارسين الشمري، "The Political Undertones of Shia Pilgrimages" (النفحة السياسية في الزيارات الشيعية)، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بحث السنة الثانية،آيار 2016
3- للاطلاع على المزيد راجع : ناثانيال رابكين، The Iraqi Shiite Challenge to Tehrans Mullahs/ (التحدي العراقي الشيعي في وجه ملالي إيران)ميدلّ إيست كوارتلي شتاء 2014، المجلد 21: الرقم 1.

الصورة

ولكن على مدى القرن العشرين كانت الأبواب مغلقة في وجه الإيرانيين لزيارة المراقد في العراق. فالشاه رضا بهلوي الذي كان قد تسلّم السلطة في إيران علم 1925 كان يسعى إلى وضع استراتيجية للحداثة تهدف إلى طغيان الهوية القومية على الهوية الدينية. وفي إطار سعيه إلى إحلال السياسات العلمانية، سعى بكلّ ما أوتي إلى تقويض ممّارسة الشعائر الدينية والزيارة إلى مدينتي النجف وكربلاء.(1)ومع صعود نظام صدام حسين،كان من الطبيعي أن تؤدي الثورة الإيرانية وما استتبعها من حرب إيرانية عراقية إلى منع الإيرانيين من زيارة المقامات في العراق.على أن زيارة هؤلاء لهذه المراقد قد استؤنفت بشكل كبير على أثر سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وهو ما جرى اعتباره بمثابة انتصار لا في وجه الإسلام السني وحسب إنما في القومية والعلمانية أيضًا.(2)واليوم يأتي الملايين من الإيرانيين في كلّ عام إلى العراق من أجل الزيارة. إذ لم تقتصر زيارة كربلاء على الأربعين بل شملت غيرها من المناسبات، وتشجيع الإيرانيين على هذه الزيارات حمل الحكومة الإيرانية على

ص: 47


1- للاطلاع على المزيد راجع:بيتزهاك نقاش،شيعة العراق. برينستون:منشورات جامعة برينستون، 2003 ص. ص. 170 - 1.
2- بعيد اشهر قليلة من سقوط نظام صدام حسين عاد الإيرانيون إلى زيارة النجف. للاطلاع على المزيد راجع:ناثانيال رابكين،(التحدي العراقي الشيعي في وجه ملالي إيران)، ميدلّ إيست كوارتلي ، شتاء 2014، المجلد 21 :الرقم 1 .

الصورة

تنظيمها ودعمها ماليًا،وهي التي ترى فيها وسيلة لدعم القائمين عليها،وبصورة غير مباشرة التأثير في طريقة عمل هذه المقامات والاقتصادات المحيطة في العراق.علمًا بأنّ الشركة المركزية لمقدمي خدمات الزيارة،تقدّم عروض الزيارة الشاملة لجميع الخدمات الحاصلة على موافقة منظمة الحج والزيارة التابعة للحكومة،وهي جزء من وزارة الإرشاد الثقافي والديني الإيرانية،إذ تشرف هذه المنظمة على جميع الطلبات المقدمة للحصول على تصريح لخدمات السياحة،وهو ما يدلّ على استثمار الحكومة الإيرانية في هذه الزيارات الدينية.(1)

تنظيم التقرير

لقد جرى تنظيم النتائج المعروضة في هذا التقرير بصورة موضوعية، بدءًا من مناقشة الاستراتيجية التي اعتمدناها في انتقاء العينات والتركيبة الديمغرافية للمستطلعين الذين شاركوا، وصولاً إلى مناقشتنا للموادّ التي وردت في وسائل الإعلام والأخبار والعلاقات الاجتماعية؛ وما يتبعها من نتائج على العلاقات الطائفية؛ وتحليل دقيق عن الدين، بما في ذلك مناقشة ممّارسة الشعائر الدينية والتقليد؛ والنتائج

ص: 48


1- للاطلاع على المزيد راجع:ناثانيال رابكين، (التحدي العراقي الشيعي في وجه ملالي إيران)،ميدلّ إيست كوارتلي،شتاء 2014،المجلد21:الرقم 1 .

على قضايا المرأة والجنسين؛ ومناقشة حقوق الإنسان والديمقراطية؛ والأسئلة حول إيران والصراع الإقليمي. ونختم مع لمحة عامّة عن موقف المستطلعين من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتفاق النووي مع ايران.

في كلّ قسم،نبدأ من خلال تسليط الضوء على النتائج الأولية. أما بالنسبة إلى المواضيع التي لا بدّ من التطرق إلى خلفياتها، فإنّنا نستعرض لمحة موجزة عن كلّ مادة بذاتها، ومن ثمّ ننطلق في مناقشة مفصلة للنتائج. ولكلّ موضوع على حدّة، نقدّم رسماً بيانياً يحلّل بالتفصيل ردود كلّ من الإيرانيين والعراقيين بحيث تشكّل دقّة المعلومات الواردة 95% ، فضلاً عن الانحدار مع متغيّرات السن والجنس والدخل والتعليم والتدين والاطلاع على المستجدّات واستخدام الإنترنت.يوفّر الملحق«أ»مناقشة مفصلة للمتغيرات الواردة وكيفية تفسير تحليل الانحدار والنتائج.ومن ثّم نُدرج فقرة حول النتائج عامة، تليها مناقشة تهدف إلى تحليل نتائج المستطلعين من الإيرانيين والعراقيين.علمًا بأننا في النصّ،لا نناقش سوى التجانس استناداً إلى المتغيّرات ذات الدلالة الإحصائية بمستوى 0.05،بمجرد أن يتّم ضبط العوامل الأخرى التي تسهم في الانحسار. عندما تكون الفروقات ذات دلالة إحصائية عالية، لن نتردّد في الإفصاح عن ذلك.

أضف إلى ذلك،أنّه يمكن الاطلاع في الملحق«ه»على القائمة الكاملة التي تفضّل عدم التجانس في الإجابات لكلّ من المتغيّرات المدرجة في المنحدر.أما الملحق«ب»فيقدّم قائمة مفصّلة بأسماء أعضاء فرق الإحصاء الذين شاركونا العمل.والملحق«ج»هو عبارة عن مناقشة حول كيفية تفسير التجارب المشتركة التي عاشها الأشخاص الذين لم يتسنَّ لهم من قبل الخضوع لمثل هذه التجارب في الاستطلاع. وأخيراً يستفيض الملحق«د»مطوّلاً في الأسئلة التي طرحها الاستطلاع من دون أن تلقى إجابة من جانب المشاركين .

ص: 49

2-انتقاء العينات

مخطط انتقاء العينات

إنّ الهدف من وراء هذا البحث هو الوصول إلى عمق الممّارسات والمعتقدات لدى المتدينين الشيعة في كلّ من العراق وإيران،الذين وإن كانوا يشكلون واحدة من الشرائح التي تحتضنها بلدانهم إلا أنّهم يبقون الأكبر عددًا من الناحية الديموغرافية، إلى جانب تمتعهم بالنفوذ السياسي والاجتماعي.في السنوات الأخيرة شكّل كلّ من العراق وإيران الدولتين اللتين تضمان أكبر عدد من الشيعة في العالم وهما البارزتان على الساحة السياسية، بحيث يشكّل المتدينون الشيعة القاعدة الأساسية والمتينة التي تستند إليها حكومتا كلّ من البلدين. علمًا بأنّ تأثير الحركية السياسية في هاتين الدولتين يتخطّى حدودهما الجغرافية وسياستهما المحلية ليتصل بالشؤون الإقليمية والدولية.

على الرغم من الأهمية العالية التي يتمتّع بها المتدينون الشيعة تبقى البيانات الدقيقة حول نسبهم الفعلية وتوزعهم الجغرافي غائبة، إذ غالبًا ما تنحصر بيانات وأرقام المسوحات التي تجري في هذا المجال بين العراق وإيران،والتي في حال أجريت قلما يُطرح السؤال حول المعتقدات والممّارسات الدينية للمستطلعين. وبالتالي فإنّ هذه التحديات وحدَها تبقى كفيلةً بتصعيب رسم صورة تفصيلية توضح توزّع المتدينين داخل حدود الوطن،أضف إلى ذلك محدودية حرية التحرّك داخل هذين البلدين.

وعليه، فإنّ واحدة من البدائل المطروحة هي استراتجية انتقاء العّينات داخل التجمّعات التي تهدف إلى إجراء المسوحات في أماكن العبادة عوض التواصل مع المستهدفين من الاستطلاع كلّ على حِدة. ولكن لا ننسَ أنّ هذه المقاربة قد تتطلب الحصول على معلومات تفصيلية عن توزع المساجد داخل البلد،بما ذلك المنتمين إليها والهبات التي تحصل عليها، على أن معلومات كهذه قلّما توافق المؤسسات الحكومية المعنية على الكشف عنها. كما من شأن هذه الإستراتجية أيضًا أن تصل إلى عيّنات فرعية من بعض الفئات البالغة الأهمية، على سبيل النساء، التي

ص: 50

غالبًا ما تؤدّي الصلوات داخل المنزل أو الأشخاص الذين يفضّلون الصلاة في أماكن أخرى عدا تلك المخصّصة للصلاة. على أنّ الأهمّ يبقى أنه في ظلّ الإجراءات الأمنية المشدّدة والحظر الكبير الذي تفرضه الحكومة في كلّ من إيران والعراق يكاد يجعل من المستحيل تطبيق هذا المخطّط.

عوضًا عن ذلك فلقد اخترنا أن نستهدف مناسبة دينيّة تضمّ أعداد ضخمة ويمكن الوصول إليها بكلّ سهولة والتي تجتذب المتديّنين من العراقيين والإيرانيين ومن الجنسين كليهما. تدور زيارة الأربعين التي تجري في كلّ عامّ حول مقام الإمام الحسين الواقع في مدينة كربلاء في الجنوب العراقي.ولإحياء ذكرى الإمام الحسين بعد أربعين يوم على مرور ذكرى استشهاده، غالبًا ما يبدأ المؤمنون بالخروج من منارلهم قبل أيام من حلول يوم الأربعين من أجل الوصول إلى المقام سيراً على الأقدام.وبالتالي فما قمنا به هو استطلاع أراء المستهدفين ما بين 17 تشرين الثاني و 12 كانون الأول من عام 2015، أي على مدى 25 كانت متاحة أمامنا بحريّة يوم طوال فترة احتفالات الأربعين عام 2015.

الصورة

ص: 51

علمًا بأنّه ما من بيّنات متوافرة حول زائري الأربعين تسمح لنا بالحصول على فكرة حول كيفية توزّع مجموعات الزائرين استناداً إلى المناطق التي يقدمون منها أو أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية أو غيرها من العوامل الديموغرافية. والأهم أنّ الهدف من وراء مسحنا ليس قياس معتقدات الزائر العادي، إنما من باب أولى نسعى إلى فهم نظرة المتدينين القادمين من إيران والعراق حيال مجموعة واسعة من المسائل، وماهيّة المتغيرات بين هذين البلدين استناداً إلى الجنس والتحدّر الجغرافي والسنّ وغيرها من العوامل. إذًا،تستهدف سياسة انتقاء العينات التي اعتمدناها-والتي نقدّم شرحًا أوسع عنها في الأسفل-المستطلعين الذين ينتمون إلى هذه الفئات السكانية الواسعة لا للمجموعة التي تشارك في زيارة الأربعين بشكل عام.

إشارةً إلى أنّ مهمّتنا باتت أكثر صعوبة بسبب الندرة النسبية في الاستطلاعات التمثيليّة التي تقف عند رأي الجمهور على الصعيد الوطني في كلّ من العراق وإيران. فالعراق الذي مزقته الحروب على مدى السنوات لم يُجر تعداد للسكان منذ عام 1997 ، أما البيانات التي تعالج العرق والدين فهي ليست محدودة وحسب بل مشكوك بإمكانية تطبيقها اليوم بسبب الصراعات والتطهير العرقیّ المتكرّر . علمًا بأن التعداد السكاني الذي يقيس التوزّع الطائفي، والذي يُعتبر مسألة حسّاسة، فهو غير متوافر البتّة - ممّا يجعل من المستحيل الإحاطة بالمجتمع الشيعي، فما بالك بالفئة المتدينة من هؤلاء.

أما في غياب كلّ أنواع المسح السكاني واستطلاعات الرأي فقد عمدنا إلى انتقاء العينات من بين الزائرين استناداً إلى توزّع السياسيين الشيعة في البرلمان العراقي المعروف باسم المجلس التمثيلي وهو يضمّ 328 مقعدًا تتوزّع على 18 محافظة عراقية. علمّا بأنّ توزيع هذه المقاعد يعتمد على الحجم التقريبي لكلّ فئة من فئات المجتمع. ومن جانبنا قمنا بتحديد الطوائف التي ينتمي إليها البرلمانيون الذين يحتلّون هذه المقاعد واعتمدنا المقاعد الشيعية باعتبارها مقياسًا لنسبة الشيعة

ص: 52

التوزّع السكاني في كلّ منطقة على حدة.(1)علماً بأنّ بعض المحافظات لا تضمّ سوى الشيعة، بما في ذلك ذي قار والنجف وواسط وكربلاء والقادسية وميسان والمثنى في حين أنّ غيرها من المحافظات على سبيل بغداد والبصرة فالأغلبية فيها من الشيعة، إنّما ثمّة محافظات أخرى يتقاسمها النواب من السنة والشيعة. أمّا محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك فهي بشكل عامّ سنية في حين أنّ الأنبار لا تضمّ سوى السنة. بينما ينحسر التمثيل الشيعي في أربيل والسليمانية ودهوك، وهي محافظات كردية.(2)

أمّا في إيران، فالبيانات متوافرة بصورة أفضل، إذ إنّ الأغلبية السكان هی من الشيعة، وبالتالي فإنّنا نلجأ للتقسيم السكاني في كلّ مناطقه باعتباره تمثيلاً عن السكان الشيعة.(3)علماً بأننا عملنا على انتقاء العينات التي تمثّل المناطق الإيرانية استنادًا إلى الأرقام الواردة في المسح السكاني لعام 2011.(4)

وفي حين يمكن قياس عدد الشيعة الموجودين في مختلف مناطق البلدين أو على الأقلّ يمكن وضع نسبة تقريبية لهم، يبقى أنّه من الصعب إن لم نقل من المستحيل تحديد كيفية تغير أعداد الشيعة المؤمنين أو المتدينين بحسب المناطق. ومن أجل استقراء آراء المتدينين الشيعة في كلّ من العراق وإيران من بين العينات التي اخترناها ،قمنا بوضع فرضيتين في ما خصّ العينات:أولاً ، افترضنا بأنّ نسبة الشيعة المتدينين هی نفسها تقريبًا في مختلف المناطق، وثانيًا بأن توزّع المتدينين في ما بين الزائرين

ص: 53


1- لقد استعنّا في تحديد الانتماء الطائفي للبرلمانيين بالأحزاب التي كانوا ينتمون إليها إلى جانب أسمائهم .
2- راجع الملحق«ج». إشارة إلى أنّ بعض المناطق المنتشرة في المحافظات ذات الأغلبية السنية أو المحافظات العراقية المختلطة يحتلها اليوم تنظيم داعش، وبالتالي يعود الفضل في تمكننا من تحديد الزائرين الشيعة القادمين من هذه المناطق في مسحنا إلى أنه في هذه المناسبة بقوم بعض المهجرين بالمشاركة في المسير إلى مرقد الإمام الحسين قادمين من مناطق عراقية أخرى تخضع لسيطرة الحكومة.
3- لقد أظهر المسح السكاني الذي أجري مؤخراً في إيران في عام 2011 بأن 99،4 بالمئة من السكان هم من المسلمين وفي حين أن المسح لا يميّز ما بين المذاهب إلا أنّ المعروف هو أنّ الأغلبية العظمى من المسلمين في إيران هم من الشيعة. كما يحتضن البلد مجموعات سكانية من اليهود والزردشتيين والمسيحيين. راجع الملحق«ب».
4- راجع الملحق «ب» .

القادمين من مختلف المناطق هو نفسه تقريبًا. أما على أرض الواقع، فتعتبر هذه الفرضيّات بمثابة تمثيل مشوب لا يعبّر فعليًا عن عالمنا الذي لا يسير بهذه البساطة . ولجهة الخوف من أن تتأثر النتائج التي وصلنا إليها إلى حدّ كبير بهذا الوضع، لا بدّ من القول بالحاجة إلى خرق كلا هاتين الفرضيتين على حدّ سواء بدرجة معينة.

علمّا بأنّنا راجعنا إلى أيّ مدى يمكن القبول بهاتين الفرضيتين من خلال مقاربة مدى الالتزام الديني لدى المستطلعين من خلال ما أجابوا عنه من أسئلة متعلقة بالممّارسات الدينية والمعتقدات(استنادًا إلى بيبينسكي، التاريخ غير مذكور)، وخلصنا إلى أنّ ثمّة تفاوتات بين المناطق لناحية نوع العبادات التي تمُارس.ولكن مع جمع مختلف العبادات نجد أنّ الفارق بسيط بين هذه المنطقة وتلك. وفي حين أنّه قد يبدو لنا أنّ أعباء الزيارة قد تُثني الشيعة الأقل تدينًا الذين يقيمون في المناطق البعيدة في إيران، نجد أنّ المعونات المالية المعقولة التي تقدّمها الحكومة قادرة بنسبة كبيرة على تغطية الفارق في الأعباء.

وعلى قدر ما أمكن لنا، سعينا إلى استطلاع آراء الأعداد شبه المتساوية من المستطلعين الذكور والإناث. علماً بأنّه يمكن القول إنّ النساء العراقيات والإيرانيات ينشطن في المشاركة بالمناسبات الدينية وهذه الزيارة بالتحديد تتيح الفرصة النادرة للوصول إلى النساء المطلعات دينيًا ،خارج منازلهن. ولقد اخترنا أن يكون المستطلعين من كلا الجنسين من الزائرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 سنة و60 سنة، علمًا بأنّ ما يقرب من النصف كان دون سنّ 35 سنة، فهذه الفئة العمرية تضمّ السكان الأكثر انخراطًا في الشأن السياسي في كلّ من العراق وإيران.

كما سنناقش مطوّلاً في الأسفل، راقبنا أيضًا إمكانية المقارنة ما بين العينة التي اعتمدناها والعينات التي خضعت لمسوحات سابقة-على سبيل مسح الأُسَر والنفقات الذي أجري في إيران في عام 2009 ، والبيانات التي جمعها الباروميتر العربي من العراق بين عامي 2012 و 2014، والبيانات التي جمعها البنك الدولي عن الأُسَر في العراق. وعلى الرغم من أنّ هذه المسوحات ليست بالضرورة تمثيلية

ص: 54

وتخدم أهدافنا، إلا أنّها على حدّ علمنا تبقى الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها والمتوافرة أمامنا، ولكن ذلك لا ينفي أنها قد لا تكون مناسبة.

سير عمل المسح

تُعتبر زيارة الأربعين مسيرة جماعية، بحيث تنطلق المواكب من مختلف المناطق العراقية حاملين رايات وأعلام الإمام الحسين ولتأكيد أنّنا استطلعنا أراء الزائرين وفقًا للتوزّع المستهدف أعلاه،قمنا بتطبيق استراتيجية انتقاء العينات استنادًا إلى التدابير والممّارسات التي يعتمدها كلّ موكب.

الصورة

وبما أنّ المسير يبدأ قبل عدة أيام من يوم الأربعين يمكن للناس أن يصلوا إلى كربلاء في الوقت المناسب. أما اليوم المحدّد لبدء المسير فيعتمد على المسافة التي تفصل ما بين المنطقة التي يقدمون منها وبين مدينة كربلاء،على أنّنا بدأنا مسحنا قبل أسبوعين من الذكرى،انطلاقًا من مدينتي النجف وكربلاء اللتين تشهدان اكتظاظًا كبيراً، بحيث إنّ الطريق الذي يبلغ طوله ثمانين كيلومتراً الذي يفصل ما بين هاتين المدينتين هو الأكثر ازدحامًا بالزائرين،إذ إنّ العديد من الإيرانيين والعراقيين يبدؤون

ص: 55

مسيرهم من النجف مغتنمين فرصة زيارة مقام الإمام علي (والد الإمام الحسين) قبل التوجّه إلى كربلاء. كما يُعتبر هذا الطريق الأكثر جذبًا للزائرين القادمين من العاصمة ومن شمال العراق.إجمالاً قمنا باستطلاع أراء 2410 عراقيين و 1668 إيرانياً(1).

تتوزّع على جوانب هذه الطرق هنا وهناك الأعداد الكبيرة من الخيام التي توفّر للزائرين مختلف الخدمات من الغذاء والمأوى، التي يشتهر تسميتها بالموكب (المفرد)/والمواكب (الجمع). وفي العادة تتميّز كلّ من المواكب بهوية المنطقة التي تقدّم منها،إلّا أنّها لا تتأخّر في استضافة الزائرين القادمين من مختلف المحافظات والأقاليم إنّ في العراق أو إيران، مع مراعاة فصل الخيام بين الرجال والنساء. ومن

الصورة

جانبهم، فإنّ الزائرين يتوقفون فترات طويلة من الزمن، لا لتناول الطعام أو شرب الماء والشاي وحسب، ولكن لإعادة شحن الهواتف المحمولة أيضاً، وتصليح الأحذية، حتى للاستفادة من الخدمات التي يقدّمها المتطوّعون المحلّيون من تدليك للأقدام

ص: 56


1- في حين أنّنا كنا ننوي استطلاع أراء 1500 إيراني و 1500 عراقي، كان عدد المُستطلعين العراقيين الذين يجيدون العربية ممّن كانوا يعملون معنا أكثر من زملائهم الإيرانيين. وبما أنّ الهدف من وراء هذا المسح ليس جمع أعلى نسبة ممكنة من البيانات القيمة وحسب إنما فسح المجال أمام المسوحات المستقبلية أيضًا من خلال توفير التدريب المهني للمستطلعين العراقيين، فلقد اخترنا استطلاع أراء المزيد من العراقيين باعتبارها خطوة هامة لاستكمال هذه المهمة.

والأرجل المتعبة. كما لا تخلو خيم المواكب هذه في الليل،إذ يلجأ الزائرون إليها للنوم.

أما بالنسبة إلى المسُتطلِعين الذين شاركونا العمل فقد كانوا من طلاب وطالبات العلوم السياسية في جامعة الكوفة، وهي الجامعة الأرقى في الجنوب العراقي، إلى جانب الأستاذ حسن ناظم الذي يتولّى كرسيّ الإونيسكو في هذه الجامعة عن دراسات الحوار بين الأديان في العالم الإسلامي، الذي اقترح أسماء الطلاب الأنسب والأجدر للتدرّب على هذا المسح.

علمًا بأنّ الطلاب خضعوا للتدريب على كيفية استخدام أدوات المسح،بما في ذلك كيفية الحصول على الموافقة الصريحة من المُستطلِعين على أنّ اختيار فرق المُستطلِعين جرى بعد (1) اختبار قدرة المرشحين على الاضطلاع بهذه الأدوات و (2) تقويم أدائهم في خلال الاختبار الميداني، الذي جرى قبل بدء الدراسة. على أننا قمنا بتدريب المسُتطلعين من الذكور والإناث على حدّ سواء، بحيث قام كلّ منهم باستطلاع آراء الزائرين ممّن هم من جنسهم فقط. ولقد أجرى ما مجموعه ثلاثون مُستطلع المسح باللغة العربية، على أن فريقاً واحداً مؤلفان من تسعة مسُتطلعين (5 رجال و 4 نساء) عمل في كربلاء وفريقاً آخر مؤلف من واحد وعشرين مسُتطلع (9رجال و 12 امرأة)عمل في النجف وعلى طول الطريق بين النجف وكربلاء.أما باللغة الفارسية،فقد أجرى المسح ما مجموعه واحد وعشرين مسُتطلِعاً(11رجلاً و 10 نساء)(1).

علمًا بأنّ جميع المسُتطلِعين باللغة الفارسية كانوا من المواطنين العراقيين الذين نشأوا في خلال طفولتهم في إيران ممّن عادت أسرهم إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.وعلى الرغم من طلاقتهم باللغة الفارسية،كان من السهل تمييز هويتهم العراقية نظرًا إلى اسمائهم ومظهرهم ولباسهم.علمًا بأننا ارتأينا بما أنّ المسح يجري في العراق،فإنّ التفاعل مع المسُتطلِعين المحليّين سيكون أكثر بديهية

ص: 57


1- الرجاء الاطلاع على الملحق «ج»للتعرف على أسماء المشاركين في المسح.

بالنسبة إلى الإيرانين.إشارةً إلى أنّ المسح جرى باستخدام برنامج كوالتريكس على لوحات لينوفو Lenovo الإلكترونية،على أنّه جرى باللغة العربية للعراقيين وباللغة الفارسية للإيرانيين.

الرسم الأول:توزّع المستطلعین ضمن الفرق والمناطق

الصورة

المواقع في النجف: 1 - موقف الباصات في النجف، 2 - مرقد السيد الصدر المُسمّى شارع النجف - كربلاء ؛ 3 - مقبرة وادي السلام، النجف؛ 4 - السوق الكبيرة بالقرب من مقام الإمام عليّ النجف؛ 5 - مقام كميل بن زياد،النجف؛ 6 - مسجد الحنانة، النجف؛ 7 - شارع أبو صخير المتاخم للكاراج الجنوبي، النجف؛ 8 - مقام الإمام علي، النجف؛ 9 - ساحة ثورة العشرين،النجف؛ 10-مركز وزارة الشباب والرياضة في النجف.

المواقع في كربلاء: 11 - طريق ميثم التمار في الشرق من كربلاء؛ 12 - باب طويريج في الشرق من كربلاء؛ 13 - الجنوب من كربلاء، قرب مستشفى الكفيل؛ 14 - منطقة باب بغداد في كربلاء ؛ 15 - مقام الإمام الحسين،كربلاء؛ 16 - مقام الإمام العباس، كربلاء.

المواقع خارج مواكب النجف وكربلاء: مسجد الكوفة، الكوفة؛ شارع المعمل، النجف؛السهلة، الكوفة؛ شارع أبو صخير المتاخم لتقاطع الغماس، شارع كربلاء، النجف ؛ مركز وزارة الشباب والرياضة في النجف؛ خان الأنس، بين النجف وكربلاء.

ص: 58

اشتملت مهمّة فرق النجف وكربلاء على استطلاع آراء الناس القادمين من مختلف المحافظات العراقية، على أن توزّع الفرق على المحافظات يظهر في الجدول«ب 5» من الملحق.(1)استطلع فريق كربلاء الناطق باللغة العربية المواكب المنتشرة في أربع مناطق:باب بغداد،نقطة الدخول الرئيسية على كربلاء قدومًا من بغداد؛طريق ميثم التمار في الشرق من كربلاء؛محيط مقام الإمام الحسين؛ الجنوب من كربلاء بالقرب من مستشفى الكفيل.

انتشر نصف فريق النجف الناطق باللغة العربية، ويضمّ عشرين مُستطلعاً،فی منطقة ساحة ثورة العشرين في النجف حيث تمركز العديد من المواكب الكبيرة. علمًا بأنّ خمسة مُستطلِعين نشطوا في المنطقة المحيطة بمرقد السيد الصدر ؛ واثنين استطلعا آراء المشاركين في منطقة العتبة العلوية،المحيطة بمقام الإمام علي؛ وتكفّل اثنان آخران بالمواكب المنتشرة في محيط كاراج النجف؛على أنّ مستطلعاً واحداً تولّى المسح في منطقة واسعة مخصّصة لاستراحة الزائرين بالقرب من مقبرة وادي السلام،وهي المقبرة الشيعية الأكبر في العراق.في اليوم الثالث قبل الأربعين،وفيما غادر الكثير من الزائرين النجف انتقل المستطلعون إلى المواكب المنتشرة في محيط منطقة خان النصّ الواقعة على الطريق الذي يوصل النجف بكربلاء.وفي اليومين الأخيرين قبل ذكرى الأربعين،نشط المستطلعون في كربلاء في كلّ منطقة باب بغداد ومحيط مقامي الإمام الحسين وأبي الفضل العباس.

بالنسبة إلى الفريق الناطق باللغة الفارسية،فقد نشط في المنطقة الأوسع من النجف،علماً بأنّ المواكب التي يتردّد عليها الإيرانيون في الغالب يكون منظموها من مناطق مختلفة،وهو الأمر الذي صعّب مهمة استهداف الإيرانيين وفقًا للمناطق الجغرافية:ففي حين أنّ المواكب غالبًا ما تقدّم الخدمات للإيرانيين القادمين من الشمال أو الوسط أو الجنوب،كان من غير الممكن

ص: 59


1- راجع الملحق «ج»للاطلاع على توزع المحافظات بالنسبة إلى فرق المسح العراقية في كلّ من النجف وكربلاء.

استهداف مناطق الإحصاء المحدّدة كما كان حال المستطلَعين العراقيين. وبالتالي، عمدنا إلى التركيز في انتقاء العيّنات من مجموعة واسعة من المواقع التي يتجمّع فيها الإيرانيون من أجل استطلاع آراء أكبر عدد ممكن من المناطق الإيرانية.

علمًا بأنّه جرى توزيع المستطلعين الإيرانيين على النحو التالي: استطلع مستطلع إيراني واحد آراء عامة في المنطقة المحيطة بمقام السيد إبراهيم، وهو مخصّص لاستضافة الزائرين الإيرانيين؛ ونشط سبعة مستطلعين في منطقة العتبة العلوية في محيط مقام الإمام علي؛ في حين أنّ ثلاثة مستطلعين توكّلوا مهمّة تغطية المناطق المحيطة بمقام كميل بن زياد ومسجد الحنانة؛أما في شارع أبو صخير عند تقاطع غماس فقد انتشر مستطلعان اثنان؛ومستطلع وحيد نشط في الكاراج الجنوبي من المدينة؛ ومستطلع آخر في مناطق الاستراحة الواقعة عند الكاراج الرئيسي في النجف؛ ومستطلع في المواكب التي خصّصتها وزارة الشباب والرياضة لاستقبال الزائرين الإيرانيين.تمامًا كما الفريق عامل باللغة العربية في النجف،استطلع فريق الاستطلاع بالفارسية آراء الزائرين في خلال اليومين الأخيرين قبل الأربعين،في كربلاء في منطقة باب بغداد إلى جانب المناطق المحيطة بمقامي الإمام الحسين وأبي الفضل العباس .

الفئات المستهدفة من انتقاء العينات ونتائجه

استطلع المسح آراء ما مجموعه 2410 زائرين عراقيين و 1668 زائراً إيرانياً. ولمعرفة ما إذا كنا قد حقّقنا الهدف المرجو من عملية انتقاء العينات لجهة التمثيل المناطقي، إلى جانب تنوّع فئات السنّ والجنس بين الزائرين الإيرانيين والعراقيين،قمنا بإجراء مقارنة بين العيّنة التي انتقيناها ومجموع توزّع الشيعة من الإيرانيين والعراقيين.

ص: 60

الرسم الثاني: عينة عن الجنس والسن: إيران والعراق

الصورة

بالنسبة إلى إيران،أكثر من استطلعت آراؤهم في هذا المسح هم سكان أصفهان وطهران؛على أنّه جرى تمثيلهم بنسبة تفوق المعدّل بقليل، مقارنة مع التعداد السكاني الإيراني، إذ إنّ هؤلاء يشكّلون على التوالي ثالث وأولى المدن من حيث المساحة في إيران ومن غير المستغرب أن نجد أنّ السكان الأكثر تمدّنًا في هاتين المدينتين هم الأكثر تمثيلاً في هذه الزيارة.من ناحية أخرى نجد أنّ نسبة تمثيل سكان شرق أذربيجان وغربها تبلغ أقل من المعدّل في العينة التي انتقيناها؛إذ تمتاز هاتان المنطقتان من الناحية اللغوية والحضارية،وهو الأمر الذي طرح المزيد من التحديات في خلال استطلاع آراء القادمين منهما.(1)

بالنسبة إلى العراق،وكما خططنا،فقد جاء انتقاء العينات من ضمن العراقيين شبه متوافق مع توزّع المقاعد النيابية على الشيعة. أما على مستوى المحافظات،

ص: 61


1- بالتحديد، ينحدر 19% من المستطلعين من طهران في مقابل أنهم يمثّلون 16/2% من مجمل التعداد السكاني الإيراني؛ 12/2% من العينة تنحدر من أصفهان في حين أن سكانها يمثلون 6/5% من مجمل التعداد السكاني. وعلى العكس، ينحدر 1/6% من المستطلعين من غرب أذربيجان التي يشكّل سكانها نسبة 4/1% من مجمل التعداد السكاني الإيراني؛ و 2/3% من المستطلعين ينحدرون من شرق أذربيجان التي يشكّل مجموع سكانها 5 % من مجمل التعداد السكاني.

فلم يتعدَّ الفارق المطلق بين نسبة المنطقة من المقاعد النيابية الشيعية ونسبة هؤلاء من العينة ال 0/5 نقطة مئوية.(1)

علمًا بأنّ الجدول «ب 1»المخصّص للإيرانيين والجدول «ب 4 »المخصّص للعراقيين في الملحق «ب» يجري مقارنة بين العينة التي انتقيناها والمستهدفين من الإيرانيين والعراقيين.

وفي حين أنّ هدفنا كان الحصول على عيّنة متساوية من حيث التقسيم بين الرجال والنساء،نجد أنّ النساء قد تمثّلن بنسبة أكثر بقليل من المعدّل بالنسبة إلى العينة العراقية، بينما نجدهنّ قد تمثّلن بنسبة أقل بالنسبة إلى العينة الإيرانية(راجع الرسم الثاني). بالنسبة إلى العينة الإيرانية،تراجع تمثيل النساء بنسبة 9/5 %؛ أما بالنسبة إلى العينة العراقية جاء تمثيل النساء متفوقاً بنسبة 8/2 % . وفي الأغلب يعود السبب وراء هذا التفاوت في توزّع فرق المستطلعين من ناحية الجنس - إذ اشترك معنا 16 مستطلِعة و 13 مستطلِعاً من الناطقين باللغة العربية مخصّصين لاستطلاع آراء العراقيين،في حين شارك معنا 9 مستطلعات و 12 مستطلِعاً من الناطقين باللغة الفارسية مخصصين لاستطلاع أراء الإيرانيين. علمًا بأن هذا الخلل لم يغب عن ملاحظتنا في أثناء انتقاء المستطلعين، ولكن بما أنّ الهدف الثانوي لهذا المشروع كان فسح المجال أمام المسوحات المستقبلية من خلال تدريب أكبر عدد ممكن من المستطلِعين الأكفاء والجديرين، ارتأينا تفضيل تمثيل أحد الجنسين أكثر من الآخر في العينة الوطنية عوض تخفيض أعداد المستطلِعين من أجل ضمان التوازي في التمثيل من حيث الجنس.

أخيراً، يمكن القول إنّ توزّع السنّ جاء على نطاق واسع متناسبًا مع المخطّط الذي سعينا إليه أثناء انتقاء العينات؛ إذ تراوحت أعمار المستطلَعين ما بين الثامنة عشر - عاماً والستين عامًا، حيث بلغ ما يقارب نصف المستطلعين أكثر من 35 عامًا والنصف الآخر ما دون هذه السن(راجع الرسم الثاني).(2)

ص: 62


1- جاء أعلى تفوق في التمثيل عن محافظة نينوى حيث قمنا باستطلاع أراء 0،3 نقطة مئوية اكثر من المقرّر،في حين أن المحافظة الأقلّ تمثيلاً كانت النجف التي تشكّل 6 % من العينة التي انتقيناها في حين أنها تحوز على 6،4% من المقاعد النيابية الشيعية.
2- انتقينا 7 مستطلَعين ما دون سن الثامنة عشر و 72 مستطلعاً أكبر من ستين عامًا.وبالتالي فإن اقصاء هؤلاء المستطلعين من العينات النهائية لا يؤثر في النتائج.

التوزّع الديموغرافي والوضع الاجتماعي والاقتصادي

كان المستطلعون الإيرانيون الذين شملهم المسح على حدّ سواء أكثر ثراءً وأعلى تعليمًا من نظرائهم العراقيين. يعبّر هذا الاختلاف عن الاختلافات الكامنة بين البلدين من جهة، وعن الاختلاف في معنى هذه الزيارة والالتزام الذي تتطلّبه من وجهة نظر الإيرانيين والعراقيين،من جهة أخرى. لا ننس أنّ الرحلة من إيران هي في المبدأ أطول وذات تكلفة مادية أعلى، وبالتالي،مقارنة بالفئات ذات الدخل المساوي، فإنها تقتضي تفانيًا من جانب الإيرانيين يفوق تفاني العراقيين. وعلى الرغم من أنّ هذه التجربة هي دينية في الأساس، يبقى أنّ المشاركين العراقيين يعطون هذه الزيارة أيضًا البعد الطائفي القويّ جدًا، وهو الأمر الذي يشير إلى التوتّرات الضمنية بين السنة والشيعة في العراق، ويمكن القول إنّها تمنح فرصة الشعور بالهُوية الخاصّة، ومن الممكن أن يؤثر هذا التوتر في خيار المضي في هذه الزيارة، حيث يبقى الزائرون الإيرانيون في المتوسّط أكثر تدينًا من العراقيين.

علماً أن المستوى التعليمي لدى المستطلعين الإيرانيين كان أعلى من المستطلعين العراقيين على نحو لافت (راجع الرسم الثالث). حيث افتقر ما لا يزيد على 9 % من الإيرانيين إلى أيّ نوع من أنواع التعليم،في مقابل 26% لدى العراقيين. ونجد بأن نسبة 69% من الإيرانيين على اختلاف فئاتهم العمرية قد أكملوا على الأقل مرحلة التعليم الثانوي، في مقابل 20% فقط من العراقيين. علمًا بأنّ تفوّق الزائرين الإيرانيين على الزائرين العراقيين لم يقتصر على ناحية التعليم، بل تعدّاه إلى اليسر الماديّ، حيث أشار ما يقارب 65%من الزائرين الإيرانيين إلى أنّ مدخول الأسرة قادر على تغطية نفقاتهم،علماً بأن أكثر من20 % أشاروا إلى أنّهم قادرين على الادّخار. في حين أنّ مجرّد 45 % من المستطلعين العراقيين أشاروا إلى أنّ مدخول الأسرة قادر على تغطية نفقاتهم.علمًا بأنّ الدلالة الإحصائية بين هذه الفروقات أقل من 0/01 نقطة إحصائية.

ص: 63

الرسم الثالث: التعليم أعلى مستوى تعليمي محصّل

الصورة

بالنسبة إلى العمل فإنّ أقل من 50% من الزائرين العراقيين لديهم وظيفة،في مقابل 60% من الزائرين الإيرانيين. أما السبب الرئيسي وراء هذه النتيجة فهو انخفاض العمالة في صفوف العراقيين ممّن هم دون سنّ ال 30، الذين تبلغ فرصة حصولهم على وظيفة 10% أقل من فرص نظرائهم الإيرانيين. على أنّ أقلّ من 4 % من العراقيين والإيرانيين أشاروا إلى عدم تلقيهم الدخل عن طريق مخصصات التقاعد على الإطلاق. علمًا بأنّ الدلالة الإحصائية بين هذه الفروقات أقلّ من 0/01 نقطة إحصائية.

أضف إلى ذلك أنّ الإيرانيين كانوا أكثر ثراءً عند القياس من حيث الممتلكات المادية، فهم كانوا أكثر عرضة لامتلاك جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي أو لوحة إلكترونية (64% من الإيرانيين في مقابل 53% من العراقيين). وعلى الرغم من انتشار الهواتف المحمولة على نطاق واسع، فإن 13% من الزائرين العراقيين لا يمتلكون الهاتف المحمول، في مقابل 5% فقط من الإيرانيين. علمًا بأنّ 73 % من العراقيين

ص: 64

ممّن شملهم الاستطلاع لا يمتلكون السيارة، في مقابل 46 % فقط من الإيرانيين. أمّا الاختلاف الصارخ فقد تمثّل في نسبة من يمتلكون حسابات مصرفية،حيث 5 % فقط من العراقيين لديهم الحسابات المصرفية، في مقابل 75% من الإيرانيين، وربّما يشير هذا الأمر لا إلى احتمال انخفاض القدرة الادّخارية ولكن إلى تدهور الثقة في النظام المالي العراقي أيضاً نظراً إلى سنوات الحرب التي عاشتها البلاد.علمًا بأنّ الدلالة الإحصائية بين هذه الفروقات أقل من 0/01 نقطة إحصائية.

الرسم الرابع:العمل،الدخل،الممتلکات

الصورة

ص: 65

هل تمتلک

الصورة

المقارنة مع مصادر البيانات الأخرى

عمدنا إلى إجراء مقارنة ما بين العيّنة التي عملنا عليها وبين غيرها من مصادر البيانات المتوافرة عن كلّ من إيران والعراق من أجل الاطلاع على مدى توافق العينة التي اخترناها من الزائرين الإيرانيين والعراقيين مع مجموع التعداد السكاني. بالنسبة إلى إيران،اعتمدنا على الأرقام الواردة في التعداد السكاني بصورة أساسية، إذ إنّها كانت كافية ووافية بما يلزم لكي نعتمدها.(1)أمّا بالنسبة إلى العراق،حيث لا تتوافر الإحصاءات السكانية الرسمية، فقد قمنا بمقارنة العينة التي عملنا عليها ببيانات الباروميتر العربي إلى جانب المسح الاقتصادي للأسر الذي أجراه البنك الدولي،

ص: 66


1- نود أن تنقدم بجزيل الشكر لعطية وحيدمانيش من قسم العلوم الاقتصادية في معهد فيرجينيا التقني لكرم أخلاقها في تزويدنا بالنسبة المنقحة من البيانات الصادرة عن المركز الإحصائي الإيراني.

وذلك من أجل قياس أين يمكن مقارنة العينات التي اخترناها مع العينات الأخرى من جهة،وعلى مستوى البلاد بأكملها(بطريقة غير مباشرة)من جهة أخرى.

الرسم الخامس: أعلى مستوى تعليمي محصّل

الصورة

إشارةً إلى أنّ توزّع الفئات العمرية التي تعتمدها العينة التي انتقيناها تكاد تكون متجانسة تمامًا مع التوزّع السكاني الإيراني،بغضّ النظر عن أنّنا اختصرنا العمل على الفئات العمرية ما بين سنّ ال 18 سنة وال 60 عامًا.(راجع الرسم السادس).

بالمتوسّط،يمكن القول إنّ الأحوال المادية للشخص الذي استطلعنا رأيه هي أفضل من الأحوال المادية للإيراني العاديّ،إذ إنّ المستطلَع أكثر عرضة لإمتلاك السيارة، إذ إنّ 42% من المستطلعين في التعداد السكاني يقولون إنّهم يمتلكون السيارة في مقابل أنّ 53 % من الزائرين يقولون إنّهم يمتلكونها.علمًا

بأنّ الدلالة الإحصائية بين هذه الفروقات أقل من 0/01 نقطة إحصائية.

ص: 67

أضف أنّ المستوى التعليميّ للعيّنة التي انتقيناها أعلى من المستوى التعليمي في إيران بشكل عامّ. إذ ما لا يتعدّى ال 8 % من العينة التي نعمل عليها لم يحصلوا على أيّ نوع من أنواع التعليم الرسمي، مقارنة بأن هذا العدد يرتفع إلى 13% على مستوى العينة الإيرانية. من جهة أخرى نجد أنّ 48/2% من إجمالي عدد السكان حاصل على الأقلّ على الشهادة الثانوية، في حين أنّ هذه النسبة تبلغ 69 % من العينة التي انتقيناها. إلّا أنّ الهوة بين نسب التعليميّ العالي تبقى أصغر - إذ إنّ هذه النسبة تبلغ 24/8% في البيانات الواردة في الإحصاء السكاني في حين أنّها ترتفع إلى مجرد 27/3% في إطار العينة التي انتقيناها.علمًا بأنّ الدلالة الإحصائية بين هذه الفروقات على اختلافها هي أقل من 0/01 نقطة إحصائية. وعلى الرغم من أن الدخل يشكلعائقًا أمام الإيرانيين للمشاركة، من دون شكّ، إلا أنّنا نظهر أنّ هذه الزيارة تظهر قادرة على جذب الأشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

ص: 68

الجدول الأول: المقارنات في إيران

الصورة

ص: 69

الرسم السادس: المقارنة مع الإحصاء الرسمي

الصورة

المقارنة في العراق

يعود تاريخ آخر إحصاء سكانیّ أجري في العراق إلى عام 1997، ونظرًا إلى الأحداث الجُلّى التي شهدتها البلاد منذ ذلك الحين، بما في ذلك عمليات التهجير والنزوح التي حدثت على نطاق واسع،من غير الممكن أن نلجأ إلى هذا الإحصاء باعتباره نقطة انطلاق لمسحنا.(1)وبالتالي فقد قمنا بمقارنة النتائج التي حصلنا عليها مع غيرها من المصادر الإحصائية، ولا سيما مصادر مسوحات الباروميتر العربي ودراسة قياس مستويات المعيشة التي يقوم بها البنك الدولي. علماً بأن أيًا من هذه المسوحات لا يتضمن المعلومات بشأن التوزّع الطائفي - ولهذا السبب قمنا باللجوء إلى نسبة التمثيل الشيعي داخل المجلس التمثيلي من أجل تحديد كيفية توزّع العينة التي يستهدفها مسحنا. ولكنّنا نبقى مهتمّين بالاطلاع على التباينات بين العينة الشيعية التي نعمل عليها والمنتشرة على نطاق جغرافي واسع وغيرها من العينات الشيعية التي تشملها مسوحات أخرى عن العراق والتي بدورها تضمّ مستطلعين من السنة والأكراد إلى جانب الشيعة.

ص: 70


1- نستعرض في الملحق «ب» مقارنة مع الأرقام الواردة في إحصاء عام 1997 من أجل استكمال جمیع جوانب المسح.

بالنسبة إلى مسح الباروميتر العربي فهو يسعى إلى توفير الأرقام والبيانات حول السلوك السياسي في الشرق الأوسط. على أنّ آخر هذه المسوحات جرى على مدار 12 دولة شرق أوسطية:الجزائر ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين والسودان وتونس واليمن.ومن جانبنا فإنّنا نلجأ إلى الأرقام الخاصّة بكلّ من العراق والدول الاثنتي عشرة على اعتبارها وجهات مختلفة نقارنها مع نتائج العينة التي عملنا عليها .

يقوم فريق عمل بدراسة قياس مستويات المعيشة التي يقوم بها البنك الدولي بالتعاون مع مكاتب الإحصاء الوطنية من أجل وضع المسوحات التي تُعنى بالعديد من الشؤون الخاصة بالأسر ومن ثم تطبيقها. في عام 2012 أجرى البنك الدولي مسحًا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأسر في العراق،الذي بدورنا نستخدمه باعتباره وجهة إضافية للمقارنة مع نتائجنا .

ص: 71

الجدول الثاني: المقارنات في العراق

الصورة

ص: 72

الرسم السابع: المقارنة مع الباروميتر العربي المستويات التعليمية الزائرون، الباروميتر العربي البنك الدولي

الصورة

يأتي توزّع العينة التي انتقيناها متوافقًا مع عينة مسح الباروميتر العربي لناحية السنّ،باستثناء أنّنا سعينا إلى استطلاع أراء الأشخاص ممّن هم دون ال 60 (راجع الرسم الثامن).

الرسم الثامن : الفئات العمرية في العراق

الصورة

ص: 73

إنما نجدُ أنّ المستوى التعليمي لدى العينة التي انتقيناها من المستطلعين العراقيين متدن جدًا عن المستطلعين في مسح الباروميتر العربي (راجع الرسم السابع والجدول الثاني، حيث 26 % من الزائرين العراقيين لم يتلقّوا أيّ نوع من أنواع التعليم في مقابل 8/6 % من المستطلعين في مسح الباروميتر العربي. في حين أن نتائج الزائرين تبقى أقرب إلى نتائج البنك الدولي، حيث 16% من المستطلعين لم يتلقّوا أيّ نوع من أنواع التعليم الرسمي و 3/9% من المستطلعين حصلوا على التعليم العالي (4%في نتائج العينة التي انتقيناها).ولكنّ نسبة المستطلعين في العينة التي انتقيناها ممّن حصلوا على التعليم المتوسط على الأقل تبقى أعلى.

الرسم التاسع :كفاية الدخل بين الباروميتر العربي والزائرين

الصورة

ص: 74

بما أنّ مسح الباروميتر العربي يغطي اثنتي عشرة دولة شرق أوسطية، بات بإمكاننا مقارنة العينة التي انتقيناها مع غيرها من دولة الشرق الأوسط. علمًا بأنّ أسئلة مسح الباروميتر العربي تأتي مشابهة تقريبًا في ما يتعلّق بالإكتفاء والدخل. وعلى الرغم من وجود تفاوت في نتائج التعليم، يبقى في الإمكان إجراء المقارنة ما بين النتائج المتعلّقة بمستوى الدخل لدى الأفراد(من حيث قياس مدى قدرة الدخل على تغطية الاحتياجات)لدى الزائرين العراقيين والمستطلعين في مسح الباروميتر العربي. بالنسبة إلى الزائرين الإيرانيين، فهم لم يكونوا أكثر ثراءً من الزائرين العراقيين المستطلعين في مسح الباروميتر العربي وحسب، بل في المتوسّط، يمكن القول إنّهم كانوا أيضًا أكثر ثراءً من المستطلعين في بعض الدول العربية الأخرى التي شملها مسح البارومیتر العربي.وقد أظهرت الأرقام أنّ المستطلعين في مسح الباروميتر العربي الذي شمل الدول العربية الأخرى هم في المتوسّط أكثر فقرًا بقليل من العراقيين الذين ضمّهم مسح الباروميتر العربي أو المسح الذي أجريناه في حين أنهم أكثر فقرًا بكثير من الإيرانيين الذين ضمّهم مسح الزائرين.

نتائج المستطلعين

خلال تدريب المستطلعين، كما خلال سير المسح، حرصنا كلّ الحرص على يكون عمل المستطلعين متناسقًا قدر المستطاع، وعليه فإنّ التدريب الذي كانوا قد خضعوا له تضمّن التركيز في كيفية التعامل مع حالات عدم الإجابة وكيفية تدوينها، إلى جانب غيرها من المقاربات الناجعة لطرح الأسئلة الحسّاسة.

كما حرصنا على ان يرتدي المستطلعون الملابس التي تنمُّ عن مهنية تتوافق تمامًا مع الجوّ العامّ، إذ أظهر الدراسة أنّ المستطلعين أبدوا حساسية تجاه الحديث مع مستطلع يرتدي الملابس الخاصة بمنطقة أخرى من الشرق الأوسط (على سبيل المثال، بلايدس وغيلوم 2013). وبالتالي فإنّ المستطلعات ارتدين العباءة العراقية، التي تغطي الجسد بالأسود تمامًا، وهو ما يعتبر اللباس السائد في الزيارة.

وبما أنّه جرى إرسال المستطلِعين إلى الخيم المقسمة حسب المناطق، فقد توقعنا

ص: 75

أن نجد تغيرًا ممّنهجًا في الأجوبة التي حصل عليها المستطلِعون بحسب المنطقة التي يقدّم منها كلّ مجموعة من المسطلَعين، وهذا ما حدث فعلاً، إلى جانب غيرها من السمات التي تميرّ هذه المنطقة عن تلك، بما في ذلك التعليم والدخل ونسبة عدم الإجابة عن بعض الأسئلة.(1)ولكن يبقى أن تحليل الإجابة عن الأسئلة المتوسّطة لا يُظهر من الناحية الإحصائية اختلافًا كبيراً في نتائج المستطلع . يُظهر الرسم العاشر متوسّط التغيّر في أساليب طرح السؤال الموحدة بين مختلف المستطلِعين. في المتوسطّ، لم ينحرف أيّ مستطلع أكثر من 0.2 نقطة عن الأسلوب الموحّد، كما تظهر الأخطاء عامة التي يواجهها المستطلِعين أنه ليس لأيِّ من هذه الانحرافات أيّ تأثير إحصائي يُذكر.

كما قمنا بتحليل متوسّط السنّ والمستوى التعليمي ومستوى الدخل ومدّة المسح والأسئلة التي لم تلق إجابة، وفقًا لكلّ مستطلع . وكما توقعنا، لم نجد تناسقًا في متوسّط السن والتعليم والدخل بين مختلف المستطلعين، وهو ما يُوضحه الجدول «ب 8» والرسم «ب 1»في الملحق «أ» . إشارة إلى أنّ المستطلِعين الإيرانيين استطلعوا أراء مستطلَعين أكثر ثراءً وتعلمًا، وهو ما يعكس التوزّع الكامن والضمني لعملية انتقاء العينات. أضف إلى ذلك أنّنا كنا نتوقع أن تختلف الأسئلة التي لم تلق جوابًا بين مستطلع وآخر، إذ إنّ لهذا الأمر علاقة بكلّ منطقة من المناطق التي استطلعت أراؤها. يُظهر لنا الرسم «ب 1»من الملحق«ب» أنّ الاختلافات الجوهرية ليست عميقة، بحيث يبلغ الاختلاف الأكبر بين معدّل المستطلع والمعدل عام أربع نقاط مئوية ويبلغ الإنحراف الطبيعي في المعدل عام للمستطلعين 2/1%. وعندما أجرينا تحليل على تغيرّ الوقت المستغرق للإجابة بحسب كلّ مستطلع ، وجدنا أن الوقت لدى 90 % من المستطلعين تراوح ضمن مستوى إنحراف واحد في متوسّط وقت الإجابة عن كلّ سؤال لدى كلّ مستطلع. وإذا ما أعدنا مراجعة النتائج التي حصلنا عليها مع مراجعة النتائج الخاصّة بكلّ مستطلع لوجدنا لا تأثير يُذكر يطرأ على النتائج عامة .(2)

ص: 76


1- أظهرت دراسات سابقة معدل التغير بحسب المناطق في نسب عدم الإجابة عن بعض الأسئلة. للاطلاع على المزيد راجع جويل ورفاقه (2007)، تشانغ وكروسنيك (2009)، ودي فونس (2013).
2- من ناحيتنا ليس بإمكاننا القيام بالمقارنات من حيث الجنس والبلد وغيرها من المقارنات المناطقية عند تضمين النتائج الثابتة التي وصل إليها كلّ مستطلع بسبب المشكلة في الطاقة الكهربائية.

الرسم العاشر

أساليب طرح الأسئلة الموحدة بين مختلف المستطلعين

الصورة

الموافقة على المشاركة في المسح ومدة الاستطلاع

من أكثر الأسباب التي كانت تثني الزائرين عن المشاركة في المسح هو عدم توفّر الوقت الكافي أمامهم لإجراء الاستطلاع رغبةً في المحافظة على البرنامج المقرّر للزيارة، علمًا بأنّ الإيرانيين كانوا بعض الشيء أكثر تحفظًا عن المشاركة من العراقيين،إذ في الغالب كانوا يسيرون ضمن مجموعات خاصة وليس بإمكانهم الانفصال عن البرنامج عام للمجموعة. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين طُلب منهم المشاركة في المسح بُعيد صلاتي الظهر مباشرةً فإن نسبة عدم الموافقة على المشاركة كانت شبه معدومة، إذ إنّهم في خلال هذه الفترة يكونون قد أخذوا استراحة للغداء والراحة داخل المواكب.

في المجمل،كانت الموافقة على المشاركة في المسح تختلف بحسب الموقع، إذ

ص: 77

رفض ما يقرب من 15% من الرجال العراقيين في كربلاء المشاركة، وفي العادة كانوا يقولون إنّهم لا يمتلكون الوقت المطلوب لأنّه كان عليهم العودة إلى المقام. على أنّ معدل الرفض كان مرتفعًا بعض الشيء لدى النساء العراقيات في كربلاء ومع ذلك فهو لم يتعدَّ عتبة ال 20 % . في بعض الحالات، وعلى الرغم من رغبة بعض النساء في المشاركة، لم يكن أزواجهن يسمحون بذلك بسبب الوقت الطويل الذي يقتضيه المسح.على أن هذه الأرقام هي نتاج الأرقام والملاحظات الواردة عن المستطلعين والمشرفين، بحيث إنّ التعبير عن عدم الرغبة في المشاركة لم يكن يُدوّن رسميًا إذ يأتي هذا التعبير الشفهي قبل تسجيل الرضا في المشاركة في المسح. وبالتالي فمن الصعب تحديد المعدل الفعلي لعدم التجاوب الذي كنا سنحصل عليه في ما لو أنّ المبادرة نحو الزائرين كانت تجري بشكل عشوائي، ولكن يمكن الجزم تقريبًا بأنه يمكن أن يكون عالياً جدًا لو أنّ المستطلعين لم يُبادروا نحو الأشخاص الذين كان يبدو أنّهم متاحون للمحادثة.

بالنسبة إلى فريق النجف، رفض المشاركة ما يقرب من 20%من العراقيين الذين طُلبت منهم المشاركة، أما السبب الأكثر شيوعًا وراء هذا الرفض فكان اضطرارهم إلى العودة إلى مجموعاتهم لمواكبة الآخرين في المسير . علماً بأنه من بين العراقيين الذين طُلبت منهم المشاركة في النجف، كانت النساء أقل عرضة للرفض من الرجال - بحيث بلغت نسبة عدم المشاركة في أوساطهّن ال15%، في مقابل حوالى ال 25% في أوساط الرجال - إذ من المعلوم أنهنّ يأخذن في العادة وقتًا أطول للاستراحة.

بالنسبة إلى الإيرانيين، رفض المشاركة حوالى ال 20% من الرجال الذين طلب منهم الفريق الناطق بالفارسية المشاركة،في مقابل 30% من النساء الإيرانيات. على أن المستطلعين وجدوا أنّ الوقت الأمثل للمبادرة نحو الإيرانيين كان في خلال استراحة صلاتي الظهر والعصر، إذ على الأغلب كانوا يسافرون ضمن مجموعات خاصة ولا يمكنهم التوقف لاستكمال المسح ما لم تكن المجموعة كلّها متوقّفة.

في العادة كان المسح يستغرق حوالى 47 دقيقة علمًا بأنّ المتوسط العامّ هو 35

ص: 78

دقيقة.(1)وعندما نراجع النتائج باستثناء الحالات الاستثنائية لجهة استغراق المسح،لا نجد أيّ تغييرات تُذكر في النتائج التي توصّلنا إليها.

عدم الإجابة

من أصل 2410 عراقيًا و 1668 إيرانيًا شملهم هذا المسح، يمكن القول إنّ نسبة عدم اكتمال الأجوبة جاءت منخفضة جدًا، إذ أجاب 16 مشاركاً على أقل من خمسين في المئة من الأسئلة. ومن بين هذه المجموعة ، 13 كنّ من النساء و 3 من الرجال،على أنّ جميعهنّ من إيران.(2)

وعلى الرغم من ذلك، أظهر عدم الإجابة عن الأسئلة الشخصية تفاوتاً كبيراً ، وهو ما يشير إلى وجود الاختلاف في الموضوعات الحساسات بين الإيرانيين والعراقيين. علمًا بأن معدل عدم الإجابة عن بعض الأسئلة ممّن شملهم الاستطلاع من الإيرانيين بلغ 12/9% ، حيث بلغ المتوسّط 9/1% والانحراف المعياري %11/9 .أما معدل عدم الإجابة عن بعض الأسئلة ممّن شملهم الاستطلاع من العراقيين فقد بلغ 13/8 %،حيث بلغ المتوسّط 6/4 % والانحراف المعياري 18%.(تبلغ الدلالة الإحصائية في ما خص الفرق بين إيران والعراق مستوى 0.01). أما بالنسبة إلى الأسئلة التي سجّلت أعلى مستويات عدم الإجابة فقد كانت تلك التي تمحورت حول آراء الأجيال الأكبر سنًا، على سبيل الأباء، حول القضايا الدينية والسياسية والجنسين (بلغت نسبة عدم الإجابة لدى الإيرانيين 34% ولدى العراقيين 45%) ؛ بالنسبة إلى الإيرانيين، أكثر الأسئلة التي لم تلق جوابًا هي التي دارت حول الديمقراطية والعلاقة بين الحكومة والدين(نسبة رفض الإجابة 25 % من الإيرانيين مقابل 9/3 % من العراقيين)؛ أما العراقيين، فالأسئلة التي ركزت في السياسة الإقليمية وتورط السياسة الخارجية

ص: 79


1- بلغ معدّل وقت الاستطلاع لدى الرجال الإيرانيين 45 دقيقة، حيث بلغ المتوسط 34 دقيقة. أما بالنسبة إلى النساء الإيرانيات، جاء المعدل 50 دقيقة، مع متوسط 33 دقيقة. لدى الرجال العراقيين، كان المعدل 44 دقيقة في حين بلغ المتوسط 35 دقيقة. ولدى النساء العراقيات بلغ المعدل 49 دقيقة في حين بلغ المتوسّط 34 دقيقة.
2- توقف هؤلاء الأشخاص عن استكمال الاستطلاع من أجل اللحاق بمجموعاتهم التي كانت تستعد إستكمال المسير .

لإيرانية لم تلق الكثير من الإجابة (بلغت نسبة عدم الإجابة لدى الإيرانيين 9 % لدى الإيرانيين و 28% لدى العراقيين).

إشارةً إلى أنّ دراسة مستويات عدم الإجابة بحسب الجنس إنما يوفّر لنا النظرة الإضافية إلى طبيعة المواضيع التي تثير الحساسية في إيران والعراق. وبوجه عامّ ظلّ معدل عدم الإجابة لدى النساء العراقيات أعلى بحيث بلغت النسبة 7/4 %، وتلتهن النساء الإيرانيات بنسبة 6/6%، ومن ثمّ الرجال الإيرانيين بنسبة 5/3% وأخيراً الرجال العراقيين بنسبة 4.9%. مرة أخرى دقّقنا في الأجابات بعيدًا عن الجنسية ووجدنا أنّ النساء أظهرن انخفاضًا في معدلات عدم الإجابة أكثر من الرجال في ما خصّ الأسئلة التي تناولت شؤون الجنسين (في إيران كما في العراق)والدين والسياسة الإقليمية (في إيران فقط).

من الملاحظ أنّ هذه الاختلافات بين الجنسين تظهر جليًا إذا ما قسمنا مجالات عدم الإجابة إلى فئتين محدّدتين - أي الجواب ب«لا أعرف» مقابل الجواب ب«لا إجابة». بصورة عامّة، كان الرجال الإيرانيون أكثر عرضة من النساء الإيرانيات للإجابة ب«لا أعرف». وبالنسبة إلى بعض القضايا الدقيقة ،كانت النساء العراقيات أكثر عرضة للإجابة ب «لا أعرف» عن الأسئلة التي تدور حول الديمقراطية والسياسة الإقليمية، والولايات المتحدة في حين كانت النساء الإيرانيات أكثر عرضة للإجابة ب«لا أعرف»عن الأسئلة التي تدور حول الولايات المتحدة.

في حين أنّه لا يَسهُل دائماً التمييز بين هذه الفئات فقد سعى المستطلعون لقياس الطبيعة التي تميّز كلّ نوع من أنواع عدم الإجابة، إما من خلال التحقّق مباشرة وإمّا إجراء تقييمهم الخاصّ. وبشكل عامّ، يمكن القول بأرجحية الإجابة ب«لا أعرف»عندما يكون المشارك في المسح لا يعرف حقاً الإجابة عن ذلك السؤال، برغم أنّ هذه الإجابة قد تكتنف أيضًا نوعًا من الحساسية. علماً بأنّ الردّ ب«لا إجابة» كان أكثر عرضة لعكس هذه الحساسية تجاه بعض المسائل،في الحالات التي يسعى المشاركون تجنّب الخوض بها.

ص: 80

وكما يظهر في الرسم الحادي عشر،كان الرجال أكثر عرضة بكثير للإجابة ب«لا أعرف»ردًا على الأسئلة التي تتمحور حول الجنسين .على أنّ هذا الموضوع يسلّط الضوء على دور النساء في كلّ من إيران والعراق باعتبارهن الضالعات بقضايا ما بين الجنسين، ولسن تابعات عمياوات لآراء الذكور.

وفي ما خصّ عدم الإجابة عن المسائل التي تتعلّق بالدين والسياسة الإقليمية فهي مرتبطة بالنتائج التي وصلنا إليها في ما تبقّى من التقرير، والتي تظهر أنّ النساء الإيرانيات غالبًا ما تكون أكثر نشاطاً من نظرائهن من الرجال، في الأنشطة الدينية، وبخاصة الأنشطة التعليمية، وبالتالي أقل عرضة للإدلاء بجواب «لا أعرف» ردًا على سؤال ديني. كما تظهر النساء الإيرانيات المواقف الأكثر تشدّدًا بشأن مجموعة من القضايا، وهو ما يعكس ربما نسبة انحياز أقل تجاه المقبول إجتماعيًا في ردودهن إضافة إلى المعتقدات الأكثر تطرفا على أنّ هذا الأمر يتجلى في معدلات الردّ ب«لا إجابة»المنخفضة في أوساط النساء الإيرانيات في ما خصّ الأسئلة المرتبطة بمسائل السياسة الإقليمية، التي غالبًا ما كانت حساسة والشؤون الإيرانية وتنظيم داعش والصراع الدائر في المنطقة. وبالتالي فقد كانت الإناث الإيرانيات اللواتي شاركن في المسح أكثر تطرّفاً تجاه هذه القضايا من نظرائهنّ من الذكور، واستناداً إلى هذه الأرقام والبيانات التي تدرس نسب عدم الإجابة، نجدهنّ أقلّ حساسية تجاه الأسئلة التي من شأنها أن تثير الانقسام.

ص: 81

الرسم الحادي عشر نسب عدم الإجابة: الجنس،البلد،الموضوع

الصورة

ص: 82

3-وسائل الإعلام والأخبار والروابط الاجتماعية

إضاءات

سئل المشاركون في المسح من الإيرانيين والعراقيين مجموعة متنوّعة من الأسئلة عن كيفية انخراطهم في الأحداث الجارية حاليًا . على أنّ الأسئلة تركّزت على المصادر التي يستقون منها المعلومات ومع من يناقشونها .

يحصل أكثر من 75% من الإيرانيين والعراقيين على غالبية معلوماتهم من التلفاز. وحلّ الأهل والأصدقاء في المرتبة الثانية باعتبارهم مصدرًا للأخبار، حيث يحصل حوالى 60% من الإيرانيين والعراقيين على الأخبار المستجدّة من الأهل والأصدقاء على الأقلّ بضع مرات في الشهر.

يميل الإيرانيون للحصول على الأخبار من مجموعة متنوعة من المصادر أكثر من العراقيين، حيث حلّ المسجد في المرتبة الثالثة باعتباره واحداً من الأماكن الأكثر شعبية لاستقاء الأخبار بشكل منتظم،ثمّ حلّت شبكة الإنترنت والصحف والمجلات والراديو.

يميل الإيرانيون أكثر بكثير من العراقيين إلى الانخراط في مجموعة متنوّعة من الأنشطة المجتمعية المحلّية ومنظّمات المجتمع المدني، وهو ما يشمل كلّ من المنظمات الدينية والعلمانية. علماً بأنّ معظم هذه المنظّمات الشعبية هي منظّمات شبابية وثقافية ورياضية، وتليها المنظّمات الإنسانية، ثم المنظّمات المعنية بشؤون الأسرة والمنظّمات القبلية.

يحصل ما يقرب من نصف الإيرانيين والعراقيين على أخبارهم من الإنترنت على الأقل بضع مرات في الشهر. وتعتبر تطبيقات سكايب وواتس آب وفايبر ذات شعبية عنكبوتية في كلّ من إيران والعراق، على أنّ العراقيين ينشطون بكثرة على مواقع يوتيوب وفيسبوك.

ص: 83

الرسم الثاني عشر غالباً: متى تطلع على الأخبار عبر المصادر التالية:

الصورة

مصادر الأخبار

لا يزال التلفاز هو المصدر الأكثر شعبية لاستقاء الأخبار لدى كلّ من الإيرانيين والعراقيين، حيث أكثر من 90/4 %من الإيرانيين و 89/7 % من العراقيين يحصلون على هذه المعلومات من التلفاز على الأقل بضع مرات في الأسبوع (تبلغ الدلالة الإحصائية للفرق في التردّد العامّ بين هذين البلدين مستوى 0/01). أهمّ ثاني مصدر متردّد للأخبار هو«الأهل والأصدقاء»، حيث يحصل حوالى 69/9 % من العراقيين و 73/7% من الإيرانيين على الأخبار من الكلام المتداول عدة مرات في الأسبوع على الأقلّ (لا دلالة إحصائية للفرق في التردّد العام بين هذين البلدين).

ومع ذلك نجد أنّ الإيرانيين هم أكثر عرضة للحصول على الأخبار من مصادر أكثر تنّوعًا على الأقلّ عدة مرات في الأسبوع،حيث يُعتبر المسجد ثالث مصدر

ص: 84

أسبوعي للمستجدّات من بين المصادر الأكثر شيوعًا(59/8%)،تليه شبكة الإنترنت(53/4 %) والصحف والمجلات (45/1%)،وأخيراً الراديو (34/1%). تعكس مركزية المسجد باعتباره مصدرًا للمعلومات لدى الكثيرين ممّن شملهم المسح من الإيرانيين الأهمية المستمرّة للممّارسات الدينية الجماعية، ليس في مجال الممّارسة الدينية، ولكن أيضًا من أجل فهم الشأن السياسي وسيره.

وعلى الرغم من احتكار جنس واحد لعادات ارتياد المسجد، كانت النساء الإيرانيات أكثر عرضة للحصول على الأخبار من المسجد ممّا هم الرجال الإيرانيين، حيث صرحت 37 % من النساء الإيرانيات بأنهنّ تتلقين مصادر أخبارهنّ من المسجد يوميًا، في مقابل 30% فقط من الرجال الإيرانيين (مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وذكرت نسب ممّاثلة من الرجال والنساء الايرانيين أنّهم يحصلون على الأخبار من الأهل والأصدقاء بشكل منتظم، على الرغم من أنّ الرجال كانوا أكثر عرضة من النساء للقول إنّهم لا يحصلون «أبدًا»على أخبارهم من الأهل والأصدقاء، حيث النسبة 23 % لدى الرجال في مقابل 14% فقط لدى النساء(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية بين الإجابة ب «أبدا» 0/01). وعند الاطلاع على العوامل الأخرى من وجهة انحدارية نجد أيضاً أنّ الرجال أقلّ عرضة للحصول على الأخبار من شبكة الإنترنت وأكثر عرضة للحصول على هذه المستجِدّات من صفحات الصحف والمجلات(مستوى الدلالة الإحصائية لكلّ منهما 0.01).

في إيران،عند الاطلاع على العوامل الأخرى المؤثرة في هذا الانحدار نجد أنّ السن والمستوى التعليمي يرتبطان بمختلف أشكال استقاء الأخبار،بينما لا تؤثر قيمة الدخل ولا مدى التدّين كثيراً في هذا الجانب.كان المشاركون الإيرانيون المتقدمون في السن أكثر عرضة للحصول على الأخبار من التلفاز؛ والأصدقاء والأسرة؛ والمسجد، وأقل عرضة للحصول عليها من الإنترنت. علمًا بأن المستطلعين من ذوي المستوى التعليميّ الأعلى كانوا أكثر عرضة للحصول على هذه الأخبار من شبكة الإنترنت والصحف أو المجلّات (مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

ص: 85

بالنسبة للعراقيين،اعتبر«الأهل والأصدقاء»أو التلفاز المصادر الأرجح للحصول على الأخبار لدى أكثر المستطلعين.حلّت بعد هذين المصدرين الرئيسيين شبكة الإنترنت(48/5%) والمسجد (27/2 %)،إلى جانب الراديو (8/4%)، وكذلك الصحف والمجلات (9/5%)،باعتبارها أقل مصادر الأخبار شعبية.

كانت النساء العراقيات أقل عرضة للحصول على الأخبار من الأهل والأصدقاء، حيث أشار 47 % من النساء و 59% من الرجال إلى أنّهم يحصلون على الأخبار من الأهل والأصدقاء«يوميًا»(مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). وبالنظر إلى تدّني مستويات حضور النساء إلى المساجد فقد كان من الطبيعي أن تكون النساء العراقيات أقل عرضة بشكل ملحوظ للحصول على الأخبار من المسجد، حيث أشارت 7 % فقط من النساء العراقيات إلى أنهنّ يحصلن على الأخبار من المسجد«يومياً»،في مقابل 25% من الرجال العراقيين(مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

في العراق،عند الاطلاع على العوامل الأخرى المؤثرة في هذا الانحدار وبغض النظر عن الجنس، يُعتبر السنّ القوة التفسيرية الأكبر لهذه الخيارات في مصدر الأخبار ، علمًا بأنّ مستوى التعليم وحجم الدخل يبقيان أيضًا على صلة مع استخدام بعض المصادر المعينة للأخبار.كما هي الحال في إيران، كان المشاركون الأكبر سنًا أكثر عرضة على نحو متزايد للحصول على أخبارهم من التلفاز وأقل عرضة للحصول على هذه الأخبار من الانترنت (مستوى الدلالة الإحصائية لكلّ منهما 0/01). كما وكان المشاركون ممّن هم ما فوق سنّ الخمسين أكثر عرضة للاطلاع على الصحف والمجلات بانتظام (مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). في المقابل، كان المشاركون من ذوي المستوى التعليمي الأعلى أكثر عرضة للحصول على الأخبار من الإنترنت (مستوى الدلالة الإحصائية 0.01)، في حين أنّ أولئك الحاصلين عن الشهادة الابتدائية والمتوسّطة كانوا أكثر عرضة من غير المتعلّمين للحصول على الأخبار من الأصدقاء والعائلة (مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).كما كان المشاركون الأكثر ثراءً أكثر عرضة للحصول على أخبارهم من الأهل والأصدقاء (مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

ص: 86

الصورة

ص: 87

الصورة

ص: 88

الرسم الثالث عشر من أین تحصل علی الأخبار المتعلقة بالمجالات التالیة: العراق

الصورة

من أین تحصل علی الأخبار المتعلقة بالمجلات التالیة:أیران

الصورة

ص: 89

وعندما سُئل المستطلَعون عن المصادر التي يستقون منها الأخبار في بعض القضايا المحدّدة، ظلّ التلفاز يحوز الدرجة الأولى باعتباره مصدر الأخبار في كلّ من إيران والعراق.كما هي الحال في النتائج عامة المتعلّقة بالأخبار، يحصل الإيرانيون على معلوماتهم في بعض القضايا المحدّدة من مصادر أكثر تنوعًا من العراقيين، علمًا أنّ كلّ من الإيرانيين والعراقيين قد ذكروا أنّ المسجد هو مصدر مهم للأخبار المتمحورة حول الدين، ولكن مع ذلك، يبقى التلفاز هو مصدر الأخبار المهيمن حتى في هذا الجانب.

وردّاً على الأسئلة المتمحورة حول بعض القضايا المحدّدة، رأى الإيرانيون أن الإنترنت هو ثاني ثاني أهم مصدر للأخبار في ما خصّ جميع المسائل باستثناء قضايا الدين. إذ نجد أنّ الدين قد ارتبط بسلسلة متنوعة من مصادر الأخبار حيث أشار ما يقرب من 50% إلى أن الإنترنت ذو أهمية.

بالنسبة إلى العراقيين فهم يحصلون على معظم الأخبار المتعلقة بمختلف القضايا من التلفاز، يليه الأصدقاء

والعائلة والانترنت. إشارة إلى أنّ أقل من 5% ممّن شملهم المسح قالوا إنهم يحصلون على الأخبار عن طريق الراديو، أو الصحف أو المجلات، أو المسجد في ما يتعلق بالموضوعات الأخرى عدا الدين.

الرسم الرابع عشر

الصورة

ص: 90

استخدام التطبيقات العنكبوتية

تتمتّع التطبيقات التي تسمح بالاتصال بين الأشخاص على سبيل المثال واتس آب وسكايب وفايبر بشعبية كبيرة في كلّ من إيران والعراق، إذ يشير 54 % من الإيرانيين و 49 % من العراقيين إلى أنّهم يستخدمونها. بالنسبة إلى العراقيين، نجد أنّ موقعي يوتيوب (22% من الإيرانيين مقابل 56% من العراقيين) وفيسبوك (%24 من الإيرانيين مقابل 52% من العراقيين )يحظيان أيضًا بالشعبية.

بالمجمل كان الإيرانيون هم الأكثر ميلاً لاستخدام تطبيقات سكايب أو فايبر أو واتس آب (54%) إلى جانب التواصل عبر البريد الإلكتروني(42%).إنما برز انقسام كبير بين الجنسين في هذا المجال،حيث كان الرجال أكثر عرضة بكثير من النساء لاستخدام التطبيقات على شبكة الانترنت(مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).علمًا بأنّ 24 % من الإيرانيين أشاروا إلى أنّهم يستخدمون فيسبوك على الرغم من الرقابة التي تفرضها الحكومة.

بالنسبة إلى العراقيين،فقد كانوا أكثر عرضة لاستخدام فيسبوك (53 %)، يليه سكايب أو فايبر أو واتس آب (49%) ، ومن ثمّ يوتيوب (43%)، وحلّ في المرتبة الأخيرة البريد الإلكتروني (26%) . وفي حين يمكن ملاحظة انقسامات بين الجنسين، حيث الرجال أكثر عرضة من النساء لاستخدام معظم هذه التطبيقات (مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، ولكن يبقى أنَّ الفجوة بين الجنسين في العراق أصغر ممّا هي عليه في إيران.

ص: 91

العضوية في المنظمات

سوف أذكر لك قائمة من أنواع الجمعيات والمنظمات. الرجاء الإشارة إلى كلّ نوع من الجمعيات التي أنت عضو فيها.

الرسم الخامس عشر العضوية في المنظمات

الصورة

كان الإيرانيون أكثر عرضة من العراقيين للانخراط في نشاطات مختلف المنظمات(مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)،حيث نجد أنّ 30%من الإيرانيين هم أعضاء في المنظمات الإنسانية، وحوالى 25% منهم أعضاء في المنظمات العائلية أو القبيلة، إلى جانب حوالى 15 % منهم أعضاء في الجمعيات التعاونية ،ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية الأخرى. وبالتالي نجد أنّ أكثر من خمسين في المئة من الإيرانيين ممّن شملهم المسح هم أعضاء في المنظمات الشبابية والثقافية والرياضية، وذلك بخلاف 7 % فقط من العراقيين ممّن شملهم المسح.

أشار حوالى 15% من المستطلَعين من العينة العراقية إلى أنهم أعضاء في المنظمات الإنسانية، وحوالى 10% منهم أعضاء ء في المنظمات القبلية أو العائلية. على أنّ العضوية في الاتحادات والمنظمة المهنية تكاد تكون شبه معدومة.

ص: 92

مع من تتحاور بشأن الصراعات الحاصلة والسياسة الداخلية والسياسة الإقليمية؟

الرسم السادس عشر

مع من تناقش المواضيع التالية من ضمن الأشخاص المذكورين أدناه:

الصورة

مع من تناقش المواضيع التالية من ضمن الأشخاص المذكورين أدناه:

الصورة

ص: 93

في حين أنّنا نجد أنّ الإيرانيين هم أكثر عرضة لمناقشة أيّ قضية من القضايا مع الأصدقاء أو العائلة، فقد أشار ما بين 10% إلى 20% من الإيرانيين ممّن أجابوا عن كلّ من الموضوعات إلى أنّهم يناقشون بعض المواضيع مع إمام المسجد، أو على شبكة الإنترنت،أو في المسجد.علمًا بأنّ التنوّع الأكبر يظهر في مجال الدين، حيث الإيرانيون أكثر عرضة لمناقشة الدين في المسجد، عوض مناقشته مباشرةً مع إمام المسجد.

أما العراقيون فهم أكثر عرضة لمناقشة مختلف الموضوعات مع الأهل والأصدقاء، إلى جانب حوالى 15% منهم يُناقشون هذه المواضيع على الشبكة العنكبوتية. وعلى العكس من الإيرانيين، تكاد تنعدم نسبة العراقيين الذين يناقشون مسائل الصراعات أو السياسات المحلية / الإقليمية في المسجد أو مع إمام المسجد - فمن بين نسبة ال15 % هذه من المستطلعين الذين ينخرطون في مناقشة القضايا المعاصرة في هذه السياقات،تبقى النقاشات محصورة إلى حدّ كبير بالقضايا الدينية.

مصادر الأخبار والإنترنت : نتائج الانحدار

ندأب على مدار التقرير،على دراسة العلاقة بين المصادر التي يستقي منها المستطلَعون معلوماتهم من جهة والمعتقدات من جهة أخرى. علمًا بأن الأبحاث التي أجريت في مجال العلوم الاجتماعية والتي شملت مجموعة واسعة من السياقات قد خلُصت إلى أنّ إتاحية المعلومات ومصادر الحصول عليها ذات تأثير كبير في المواقف التي يتبناها الفرد في العديد من المجالات، انطلاقًا من الولايات المتحدة(راجع بارتلز 1993 ؛ فالنتينو ورفاقه 2013) وصولاً إلى أفغانستان (لييال ورفاقه 2013). علمًا بأننا نعالج هذا القول من خلال إدراج المتغيّرات المشاركة المعنية بالاهتمام بالأخبار واستخدام الانترنت في مكامن الانحدار، بما في ذلك التفاعل بينهما (راجع الملحق« أ» للاطلاع على النقاش الموسع في هذا المجال). وعوضًا عن ادراج هذه النتائج مع بقية المتغيّرات المشاركة ذات الدلالة الإحصائية في مختلف

ص: 94

أجزاء التقرير، ترانا نقوم بتنظيم النتائج المستخلصة بشأن شبكة الإنترنت والأخبار ومن تقديم التفسيرات الأولية لها هنا في هذا القسم(تتوافر المعلومات حول عدم التجانس التام لكلّ من الأسئلة بحسب مصدر الخبر في الملحق «ه»).

خلصنا إلى أنّ مصادر الأخبار تلعب أدوارًا مختلفة وجوهرية في كلّ من إيران والعراق، وهو ما يُعتبر انعكاسًا للبيئات الإعلامية المختلفة في كلا البلدين.

في إيران، تمتلك الصحف ولا الصحفيين حرية نشر المقالات التي تشكل«تهديدًا للجمهورية الإسلامية»، أو التي تعتبر«إساءة إلى المرشد الأعلى»،أو التي«تنشر المعلومات الكاذبة».(1)وفي حين نجد أنّ الحكومة الإيرانية قد وضعت نظامًا متطوّرًا للرقابة على شبكة الإنترنت،فإنّ العديد من الإيرانيين لا يزالون يعملون ضمن إطار هذه القيود، ممّا يجعل من الإنترنت المصدر الرئيسي للأخبار والاتصالات التي لا توافق عليها الحكومة.

في إيران، نلاحظ أنّ الأفراد الذين يختارون الوصول إلى الأخبار عبر المصادر التقليدية فقط أو عبر كلّ من الانترنت والمصادر التقليدية هم أكثر عرضة لتفضيل التماشي مع السياسة الرسمية للحكومة، في حين أنّ الأفراد الذين يستقون الأخبار في المقام الأول من الإنترنت هم أكثر عرضة لتفضيل الابتعاد عن التقليدية، ممّا يشير إلى أنّهم ربّما يحصلون على الأخبار من المصادر غير التقليدية على شبكة الانترنت. علمًا بأن هذا الأمر ينطبق أيضًا على موضوعات أخرى، بما في ذلك الدين، وقضايا الجنسين والمرأة،والديمقراطية وحقوق الإنسان،والسياسة الإقليمية والداخلية. وعلى الرغم من ذلك فمن المثير للدهشة، أن نجد أنّ استخدام الإنترنت يبقى ذا تأثير قليل على المواقف التي تبنّاها المستطلَعون حيال الديمقراطية والطائفية.

من ناحية أخرى، وبالنسبة إلى العراق، نجد انعدامًا للقيود التي تفرضها الحكومة على الإعلام الحرّ، ومع ذلك فإنّ أعمال العنف والصراعات المستمرة تحول دون

ص: 95


1- قانون الإعلام الصادر في عام 1986 ، مع تعديلاته في عام 2000 و 2009 التي أصبحت تشمل المنشورات على شبكة الإنترنت.

توزيع المعلومات.ففي الكثير من الأحيان نجد الحكومة تتّهم بعض مصادر الأخبار بكونها«طائفية»أو«غير محايدة»،وتتذرّع بعدم الحصول على الترخيص الرسمي من أجل إغلاق وكالات الأنباء في جميع أنحاء العراق.(1)وبالإضافة إلى ذلك،وفي إطار الصراع الدائر نجد أنّ الميليشيات المناهضة للحكومة والمؤيدة لها على حدّ سواء قد استهدفت الصحفيين،وهو ما يخلق في البلاد البيئة التي تعيق جمع المعلومات ونشرها.

علمًا أنّه في إطار المستطلعين العراقيين، نلاحظ أنّ العلاقة ما بين مصادر الأخبار والمواقف التي يتبناها المستطلعون أضعف مما هي عليه في إيران، وأنّ الفروقات تبقى على حدّ سواء أصغر وأقلّ عرضة لأن تكون ذات دلالة إحصائية ما بين المستطلعين، نظرًا إلى المصادر التي يستقون منها الأخبار. وفي مجال الفكرة القائلة بالاعتماد على المصادر التقليدية لاستقاء المعلومات التي تحظى بالموافقة من الحكومة، نجد أنّ المستطلعين الذين يستقون المعلومات من المصادر التقليدية فقط قد أبدوا المزيد من الآراء المؤيدة للحكومة، إضافة إلى إبدائهم المواقف التي تتسم بنوع من الإيجابية تجاه تدخل الولايات المتحدة. أما بالنسبة إلى المستطلعين الذين يطلعون على المزيد من الوسائل الإعلامية، وذلك بسبب لجوئهم إلى استخدام مصادر الأخبار التقليدية أو الإنترنت نجدهم يقدّمون إجابات أكثر تحرّراً، بما في ذلك مصادقتهم لأشخاص من الطوائف الأخرى، وآراؤهم الأكثر ليبرالية تجاه العلاقة ما بين الجنسين، وانحدار تبنيهم للآراء الدينية التقليدية. وعلى العكس من الوضع في إيران، نجد أنّ المستطلعين الذين يحصلون على أخبارهم في المقام الأول من الانترنت غالبًا ما يكونون أكثر تحفظاً وهم ربما يلجؤون إلى الإنترنت من أجل الوصول إلى مواقع الانترنت ذات المحتوى الطائفي.

في الفقرات أدناه،نستعرض تلخيصًا حول النتائج بناء على الانحدارات التي وصلنا إليها في هذا التقرير.(2) علماً بأننا لا نستعرض سوى النتائج ذات الدلالة

ص: 96


1- تقرير مراسلون بلا حدود حول العراق: https://rsf.org/en/iraq
2- وتستند هذه النتائج إلى متغير ثنائي يشير إلى استخدام الإنترنت بشكل متكرر، ومتغير ثنائي يشير إلى الحصول على الأخبار خارج نطاق شبكة الإنترنت والتفاعل بين البلدين راجع الملاحق للاطلاع على شرح كامل حول هذا الانحدار.

الإحصائية التي تبلغ 0/01 و 0/05 في الانحدارات بعد مراقبة السن والجنس والدخل والتدين والتعليم.

إيران:مستخدمو الإنترنت

عند السؤال عن المسائل الطائفية، أظهر استخدام الإنترنت وحده ارتباطاً ضئيلاً بالأسئلة المطروحة . ومن حيث مستوى التدين نجد أنّ الإيرانيين الذين يحصلون على الأخبار من الإنترنت فقط هم أكثر عرضة لتبني المعتقدات غير التقليدية حيث تصل نسبة الفروقات إلى حدّ الثلاثين نقطة مئوية، حتى بعد ضبط عوامل السنّ والدخل والتعليم.على أنّ مستخدمي الإنترنت كانوا أقل عرضة إلى الاعتقاد بأن التقليد فرض واجب، أو أنّ رسالة المجتهد تبقى مفيدة لهم في الحياة اليومية، أو أن الفتاوى السياسية ملزمة دينيًا، أو أن المرجعية الدينية قد لعبت دورًا مهمّاً في العراق، أو أنّ مرجع التقليد بحاجة إلى إصدار رسالة خاصّة به والحصول على تأييد رجال الدين الآخرين لممّارسة نشاطه.

أما حول القضايا المتعلّقة بالجنسين، كان مستخدمو الإنترنت أكثر عرضة لتبنّي المواقف الأكثر ليبرالية، في حال ضبط الفروقات التي تراوحت ما بين عشر نقاط وعشرين نقطة مئوية بالنسبة إلى العوامل الأخرى. كما كانوا أقل عرضة للاعتقاد أن امرأة تحتاج إلى إذن من زوجها في حال رغبت في العمل، في حين أنهم أكثر عرضة للاعتقاد بأن الحصول على الوظائف قد ساعد المرأة في الحصول على الإستقلالية،وكذلك أكثر عرضة للاعتقاد بأنه ينبغي للمرأة أن تتحلى بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجل،وهو ما يوحي بأنهم كانوا أكثر عرضة لتفضيل وضع المرأة غطاء الرأس وارتداء اللباس المتواضع (وهو الخيار الأقلّ محافظة في الحجاب) وأقلّ عرضة لتفضيل العباءة العراقية أو الشادور (وهو الخيار الأكثر محافظةً في الحجاب).

إشارةً إلى أنّ الأشخاص المنخرطين في استخدام شبكة الإنترنت من ضمن العينة

ص: 97

التي انتقيناها كانوا أقل دعماً بكثير للنظام الإيراني الحالي وسياسته الخارجية، حيث نجد أنّ المستطلعين من مستخدمي الإنترنت كانوا أقل عرضة للمشاركة في التصويت في الانتخابات،أو إلى الاعتقاد بأنّ الانتخابات الأخيرة كانت حرّة ونزيهة، أو بأنّ الخامنئي هو وحده القائد الأمثل لإيران، أو إلى القول بإمكانية انتقاد النظام من دون خوف. علمًا بأنّ الفروقات مع غير مستخدمي الإنترنت قد تراوحت ما بين عشر نقاط إلى خمس وعشرين نقطة مئوية. ولكن نجد أنّهم كانوا على الأرجح أكثر رغبة في الهجرة. وفي جميع المجالات،كانت هذه الفئة أقل عرضة، بنحو عشر نقاط مئوية، لتحبيذ تقديم المساعدة المالية للجماعات المدعومة من إيران مثل حماس وحزب اللّه،والحشد الشعبي، والحوثيين في اليمن،والمعارضة في البحرين،والجيش النظامي في سوريا). أضف إلى ذلك أنّهم كانوا أقلّ عرضة للاعتقاد بأن التدخلات الإيرانية في اليمن،وسوريا،ولبنان،والعراق،وغزة، والبحرين، وأفغانستان هي إيجابية، وإلى الاعتقاد بأنّ الهدف الأساسي من وراء السياسة الإيرانية هو الإستقرار في الشرق الأوسط. على أنّ هذه النتائج تسلّط الضوء على خيبة الأمل الكبيرة التي تسيطر على أفراد هذه المجموعة حيال السياسة الخارجية الإيرانية بصورة عامة، سواء أكانت هذه الخيبة تأتي إما سببًا أو نتيجة لبحثهم عن المصادر البديلة لاستقاء الأخبار عبر شبكة الانترنت. كما نجد أنّهم كانوا أقلّ عرضة لدعم إيران في سعيها لامتلاك الطاقة النووية، وذلك بفارق ثلاثين نقطة مئوية عن الأشخاص الذين لا يستخدمون الإنترنت،في حين أنّهم أكثر عرضة للاعتقاد بأنّ ما صرّح به الخامنئي من أنّ من حقّ إيران امتلاك الأسلحة النووية هو أمر غير جائز . ويشير هذا الأمر إلى أن هذه المجموعة ربما تكون أقلّ اعتمادًا على التعاليم الدينية التي تنشرها الحكومة بشأن القضايا السياسية.

علمًا بأنّ مستخدمي الإنترنت قد برهنوا الآراء الأكثر دقة بشأن العلاقات الإيرانية-الأمريكية،وانطلاقًا من متوسّط الإجابة التي تقول إنّه ليس للولايات المتحدة أيّ تأثير في الصراعات القائمة،نجد أنّهم كانوا أكثر عرضة للقول بأنّ الولايات المتحدة تلعب الدور السلبي في سلسلة متنوّعة من النزاعات. أضف إلى ذلك أنهم أقل عرضة

ص: 98

للاعتقاد بأنّ التداخل ما بين الولايات المتحدة والحلفاء الشيعة، بما في ذلك إيران،والعراق،وسوريا، هو أمر غير شريف وغير عادل.

إيران:المصادر التقليدية للأخبار

بعد الاطلاع على الأرقام، نجد أنّ الإيرانيين ممّن شملهم هذا المسح والذين يحصلون على الأخبار من المصادر التقليدية، سواء أكانوا يلجؤون أيضًا إلى الإنترنت أم لا،كانوا أكثر عرضة لتبنّي وجهات النظر المحافظة والموالية للحكومة في النواحي المتعلقة بالدين والجنسين والسياسة الداخلية والإقليمية.

وبالنسبة إلى الإيرانيين الذين يحصلون على بعض من أخبارهم من المصادر الأخرى غير الإنترنت،فقد كانوا أكثر عرضة لتبنّي المعتقدات الدينية المطلقة أو التقليدية،مع وجود فروقات بين مستخدمي الانترنت ومحبذي المصادر التقليدية للأخبار،بحيث وصلت إلى حدّ ثلاثين نقطة مئوية.في ما خصّ الممّارسة الدينية الشيعية، فقد كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأنّ التقليد هو أمر واجب،كما أكثر عرضة للقول إنّ كتيبات الإرشادات الدينية مهمّة جدًا لهم، أكثر عرضة لدفع الخمس وتقليد الخامنئي، إلى جانب الاعتقاد بأنه يجب الالتزام بجميع الفتاوى الصادرة عن مرجع التقليد وأنّه يجب على رجال الدين نشر كتيبات الإرشادات الدينية وأن يحصلوا على تأیید رجال الدين الآخرين. فضلاً عن ذلك، فقد كانوا أيضًا أكثر عرضة لقبول الربط ما بين الدين والسياسة، وهو ما يشير إلى أنهم أكثر عرضة للاعتقاد بأنه لا بدّ من أن تستند القرارات التي تتخذها الحكومة إلى الآراء الفقهية،وإلى أنّ الديمقراطية تتناقض مع الإسلام، وإلى أنّ الفتاوى السياسية التي تصدر عن المراجع تُصبح مُلزِمة تمامًا كما الفتاوى التي يُصدرونها في الجوانب الدينية الأخرى، وإلى أنّ المرجعية تلعب الدور المهم في العراق.

وبالاطّلاع على نتائج المستطلَعين الذين يحصلون على الأخبار من المصادر

ص: 99

الأخرى غير الانترنت فقط، فنجد أنّهم كانوا أكثر عرضة لتبنّي الآراء الأكثر تحفظاً تجاه العلاقة بين الجنسين، نحو عشر نقاط إلى عشرين نقطة مئوية، على الرغم من أن هذه النتيجة لا تحمل أي دلالة إحصائية بالنسبة إلى باقي الأسئلة ومن ناحية الدلالة الإحصائية، فقد كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأنّ الرجال يلعبون دور القيادة بصورة أفضل،وأقلّ عرضة للإعتقاد بأنّه لا بدّ من أن تتحلّى المرأة بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجل. كما أن الأشخاص الذين يحصلون على الأخبار من الإنترنت وغيره من المصادر فقد كانوا أكثر عرضة للقول إنّه لا بدّ للمرأة من أن تحصل على اذن من زوجها في حال الرغبة في العمل، وأقلّ عرضة للاعتقاد بأنّ الحصول على الوظائف يساعد المرأة في الحصول على الاستقلالية، وكذلك أقل عرضة للاعتقاد بأنه ينبغي للمرأة أن تتحلّى بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجل.على أن النتيجة غير المحافظة الوحيدة التي حصلنا عليها هي أنّ المستطلعين الذين يلجؤون إلى شبكة الانترنت وغيرها من المصادر الأخرى هم أكثر عرضة للاعتقاد بأنّ للجامعة القدر نفسه من الأهمية بالنسبة إلى الرجال كما للنساء، وهو ما يدلّ ربما على الأهمية التي يتحلّى بها التعليم في الأيديولوجيا الإيرانية على اختلاف أطيافها.

علمًا بأنّنا نجد أنّ المستطلعين الذين يلجؤون إلى المصادر التقليدية لاستقاء الأخبار،شبكة الإنترنت أو بدونها، كانوا أكثر عرضة بقليل للمشاركة في الانتخابات التي جرت أخيراً، إلى جانب كونهم أكثر عرضة بحوالي خمس وعشرين نقطة مئوية للاعتقاد بأنّه سيكون لرفع العقوبات التأثير الأقلّ.

كما نلاحظ أنّ المستطلعين الذين تتوافر لهم فرصة استخدام كلّ من الإنترنت وغيره من المصادر الحديثة من مؤيدي الحكومة كانوا أكثر عرضة للاعتقاد،بحوالي سبع نقاط مئوية بأنّ الانتخابات الأخيرة كانت حرة ونزيهة، في حين كانوا أكثر عرضة من مستخدمي الإنترنت،بما يقرب من عشرين نقطة مئوية، للاعتقاد بأنه يمكن انتقاد النظام دون خوف. كما كانوا أكثر عرضة لدعم تقديم المساعدة المالية لحماس والجيش النظامي في سوريا، وكذلك أكثر عرضة لدعم تطوير الطاقة النووية في إيران.

ص: 100

من ناحية أخرى نجد أنّ المستطلعين الذين يلجؤون إلى المصادر التقليدية فقط لاستقاء الأخبار كانوا أكثر عرضة لتبنّي الآراء التقليدية التي تحبّذ السياسات الحكومية وإلى القول إنّ الخامنئي وحده هو المؤهّل لقيادة إيران. على أن الآراء التقليدية التي يتبنونها وعدم اطلاعهم على المصادر الخارجية لاستقاء الأخبار، إنمّا يبرزان أكثر مع ميلهم أكثر للاعتقاد بأنّ إيران منخرطة في المجتمع الدولي والقول بأنه لا بدّ لإيران من أن تسعى جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي على الصعيد الاقتصادي عوض التبادل.(1)فضلاً عن ذلك،فقد كانوا أيضًا أكثر عرضة لدعم تقديم المساعدة المالية لحماس، ولكن من المفاجئ أنهم كانوا أقل عرضة من مستخدمي الإنترنت بحوالى خمس وعشرين مئوية لتحبيذ الأسلحة النووية، كما وكانوا أيضًا عرضة للاعتقاد بأنّ الولايات المتحدة كانت صادقة مع العراق وإيران وسوريا، أو غيرها من الحلفاء الشيعة التقليديين.

وفي إطار المستطلعين الذين يلجؤون إلى وسائل التقليدية للحصول على الأخبار، نجد أنّ الأجوبة عن الأسئلة المتعلقة بالموضوع الطائفي الأسئلة المتعلقة بالموضوع الطائفي كانت تتسم بالمزيد من الدقة لناحية الفرق في ما بينها،فهم كانوا أكثر عرضة بعشر نقاط مئوية لتفضيل الحوار بين السنة والشيعة.وبمجرد أن نقارن هذه الأرقام بالعوامل الأخرى،نجد أيضًا أنّ هؤلاء أكثر عرضة للاعتقاد بأنّ التوترات بين السنة والشيعة تطرح مشكلة كبيرة، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يلجون الإنترنت على الإطلاق.

العراق: الإنترنت وغيره من المصادر

في العراق،نجد أنّ أجوبة المستطلَعين الذين يطلعون على الوسائل الإعلامية على اختلاف أنواعها،و المقصود بذلك استخدامهم المصادر التقليدية للأخبار والإنترنت على حدّ سواء،كانت تأتي أكثر تحرراً،بما في ذلك مصادقتهم لأشخاص

ص: 101


1- كانت الفروقات في هذا المجال صغيرة، بحيث تراوحت بين ثلاث وخمس نقاط مئوية، ومع ذلك فقد أصبحت ذات أهمية إحصائية بمجرد مقارنتها مع العوامل أخرى.

من الطوائف الأخرى،وآرائهم الأكثر ليبرالية تجاه العلاقة ما بين الجنسين،وانحدار تبنيهم للآراء الدينية التقليدية.

وعند الخوض في قضية الطائفية، نجد بأنّ المستطلَعين العراقيين ممّن يلجؤون إلى مجموعة متنوّعة من المصادر لاستقاء الأخبار، بما في ذلك المصادر التقليدية للأخبار والإنترنت على حدّ سواء هم أكثر عرضة لأن يكون لهم أصدقاء من السنة،بحيث يبلغ الفرق ثلاثين نقطة مئوية مع غير مستخدمي الإنترنت، ولكن في الوقت نفسه أكثر عرضة للقول إن التفسيرات ما بين السنة والشيعة تختلف حيال مفهوم العنف في الإسلام.

وقد كان المستطلعون الذين يستخدمون الإنترنت فضلاً عن غيره من المصادر لاستقاء الأخبار أقل عرضة لدعم الحشد الشعبي، وكانوا أيضًا أقل عرضة للاعتقاد، بحوالی ستّ نقاط مئوية، بأن الانتخابات كانت حرّة ونزيهة.

العراق:مستخدمو الإنترنت فقط

خلافًا لآراء المستطلعين الإيرانيين، نجد أنّ المستطلعين العراقيين الذين يحصلون على الأخبار في المقام الأول من شبكة الانترنت هم في الكثير من الأحيان أكثر عرضة لأن يكونوا محافظين، وهو ما يشي بأنّهم ربّما يلجؤون إلى الإنترنت من أجل الوصول إلى المحتوى الذي يتسم بالمزيد من الميل الطائفي. علمًا بأنّ هذه الفئة تميل لأن تكون أصغر سنًا، وأكثر ثراءً، وتعلّماً، وإلى أن تكون من الذكور. إلّا أنّه بمجرّد مراقبة هذه الأرقام مع العوامل التفسيرية المحتملة الأخرى نجد أنّ الانحدار الذي يسيطر على هذه النتائج يعزل العلاقة مع استخدام الإنترنت وحده.

علمًا بأنّ الأشخاص الذين شملهم المسح ممّن يحصلون على الأخبار في المقام الأول من خلال شبكة الإنترنت هم أكثر عرضة،ما بين خمس إلى عشرة نقاط مئوية،للاعتقاد بأنّه لا بدّ لرجل الدين من أن تكون لديه رسالة وأن يحظى بقبول غيره من

ص: 102

رجال الدين وبأن التقليد أمر إلزامي، ممّا يشي في المجمل بأنّ هذه الفئة هي أكثر محافظة في الناحية الدينية.

في حين أنّ المستطلعين الذين يلجؤون إلى الإنترنت في المقام الأول كانوا أكثر عرضة،بحوالى خمس نقاط مئوية،للاعتقاد بأنّ الرجال يُعتبرون قادةً أفضل وأكثر عرضة للاعتقاد بأنّ المرأة تحتاج إلى إذن من زوجها في حال رغبت في العمل.

العراق: المصادر التقليدية للأخبار والإنترنت

بالنسبة إلى المستطلعين العراقيين الذين يلجؤون إلى كلّ من المصادر التقليدية للحصول على الأخبار وإلى شبكة الإنترنت فقد أبدى هؤلاء نسبة أقل من التحفّظ على المواضيع الدينية مقارنةً بمن يستخدمون الإنترنت فقط، بحيث جاء الفارق حوالي خمس نقاط مئوية. كما أنّهم أقل عرضة للاعتقاد بأن التقليد فرض واجب، وبأنّ رجال الدين يحتاجون إلى الرسالة وتأييد رجال الدين الآخرين، وبأن الفتاوى السياسية ملزمة بقدر ما هي الفتاوى غير السياسية.

فضلًا عن ذلك نجد أنّ المستطلعين العراقيون الذين يستخدمون كلّ من المصادر التقليدية للأخبار وشبكة الإنترنت يظهرون أيضًا الآراء الأكثر تحرّرًا تجاه القضايا التي تُعنى بالجنسين، وذلك بنحو خمس نقاط مئوية. كما أنهم أقلّ عرضة للاعتقاد بأنّ الرجال يُعتبرون قادًة أفضل من النساء وبأن المرأة تحتاج إلى إذن من زوجها في حال رغبت في العمل، وبأنّ الحصول على الوظائف هو الطريقة الأمثل للمرأة في الحصول على الاستقلالية وبأنّ الأطفال يعانون نتيجة خروح المرأة إلى سوق العمل.

العراق:المصادر التقليدية للأخبار

نتيجة للمسح وجدنا أنّ العراقيين الذين يلجؤون حكرًا إلى المصادر التقليدية للأخبار يميلون إلى تبني وجهات النظر التقليدية،وإن لم يكن ذلك في جميع المجالات.

فنلاحظ أنّهم أقلّ عرضة بحوالي سبع نقاط مئوية للاعتقاد بأن التقليد فرض واجب

ص: 103

وبأنه يتوجب على الإنسان أن يطيع جميع الفتاوى التي يُصدرها المرجع المختار للتقليد أو أنّ الفتاوى السياسية ملزمة بقدر ما هي الفتاوى غير السياسية.

أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يطلعون على الأخبار في المقام الأول من خلال المصادر الأخرى عدا الإنترنت، فقد كانوا بنحو خمس نقطة مئوية أكثر عرضة للاعتقاد بأنه يمكن التغاضي عن حقوق الإنسان، ولدعم تدخل الولايات المتحدة في العراق،ولدعم العمل على إنشاء دولة كردية مستقلة،في حين أنهم كانوا أقلّ عرضة للاعتقاد بأنّ أيّ حزب من الأحزاب على الساحة قادر على قيادة العراق.

4-الطائفية

إضاءات

ينظر هذا المسح في كلّ من المواقف الكامنة والظاهرة التي يتبناها الشيعة في كلّ من إيران والعراق تجاه الطائفية، وذلك من خلال اللجوء إلى مجموعة من الأسئلة التجريبية وغير التجريبية. علما بأنّ التركيز في هذه المواقف التي يتبناها الزائرون الشيعة القادمين إن من إيران أو من العراق إنما يسمح لنا بأن نفرّق ما بين المواقف الطائفية التي يتقاسمها الشيعة على اختلاف انتماءاتهم الوطنية والمواقف الأخرى التي تنتشر ضمن الدولة الواحدة. في مرحلة لاحقة نقوم بتحليل الدور الذي تؤدّيه الاتصالات ومصادر المعلومات في تشكيل المواقف الفردية تجاه الطوائف الأخرى.

عندما كنّا نطرح السؤال بصورة مباشرة كانت الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين تقول إنّ من المؤيدين للحوار بين السنة والشيعة (87 % و 92 % على التوالي)، إلا أنهم كانوا يرون أنّ لكلّ من السنة والشيعة التأويلات المتباينة حول مبدأ اللجوء إلى العنف في الإسلام (67% من الإيرانيين مقابل

ص: 104

%79 من العراقيين).على أنّ النتائج المختلطة إنما تشير إلى حساسية محتملة لهذا الموضوع وإلى درجة معينة من الانحياز إلى المقبول اجتماعيًا في ما خصّ الأجوبة المتعلقة بالحوار بين السنة والشيعة. ومن جانبنا، فإننا ندقّق أكثر في هذا الشأن من خلال تجارب المسح.

وعند اللجوء إلى أسلوب التحليل الموحّد، وعندما كنّا نطرح السؤال المحدّد حول ما إذا كانوا يحبّذون وجود جيران سنة في الحي أم لا،فقد كانوا يُظهرون تحيّزاً ضدّ السنة (راجع التحليل الموحد، الملحق«ج»).وبالتالي فإنّ هذا الأمر يدلّ على قبول المستطلعين بالسياسات الحكومية التي تشجّع العلاقات ما بين السنة والشيعة ولكنّه في الوقت نفسه يشي بأنّ هذه السياسات الحكومية إنما تخبّى بين طياتها التخيّز على المستوى الفردي.

على مستوى الطائفية، نجد أنَّ ثمّة فجوة كبيرة بين الجنسين في كلا البلدين،فالنساء الإيرانيات يتبنين وجهات النظر الأكثر تحيّزاً من نظرائهن من الرجال،في حين أن هذه العلاقة عكسيّة في العراق.بشكل عامّ، نرى أنّ الإيرانيين أقل تقبّلاً للسنة من العراقيين - على الرغم من الاختلاف في مستويات التواصل بين المجموعتين، أو ربّما يكون ذلك نتيجة لهذا الأختلاف.

الخلفية

على الرغم من أنّ الخلافات الطائفية بين الشيعة والسنة تجد أصولها بصورة مبدئية في العقيدة الدينية، إلّا أنّها لا تغيب أبدا عن السياق السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، ممّا يجعل الطائفة شكلاً من أشكال الهوية العرقية.(1)

ص: 105


1- الطائفية ليست دينًا إنما هي نوع من الأنتماء القبلي الى مذهب أو شخص معين، والفرد الطائفي حين يتعصب لمذهبه لا يهتم بما في المذهب من مبادئ خلقية أو روحية، فذلك أمر خارج عن نطاق تفكيره، وكلّ ما يهتم به هو ما يوحى به التعصب من ولاء لجماعته وعداء لغيرهم.أنه بعبارة أخرى ينظر الى طائفته كما ينظر البدوي الى قبيلته علي الوردي لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الطبعة الثانية، المجلد الثاني (بيروت: دار الرشيد (2005)،ورد في فنار حداد(2011).Sectarianism in Iraq: Antagonistic Visions of Unity (الطائفية في العراق: نظرة معادية للوحدة)،منشورات جامعة أكسفورد، ص. 25

تختلف طريقة فهم التوتّرات الطائفية في كلّ من إيران والعراق، حيث يشكّل الشيعة في إيران الأغلبية الساحقة من السكان وبالتالي فإنّ المخاوف من التطرف السنيّ لا تشكل همّاً داخليًا في البلاد إنمّا هي في الغالب متصلة بالدول المجاورة.ولكن هذا لا يعني أن المخاوف الطائفية ليست ذات صلة،بل على العكس من ذلك،فالمخاوف من الهيمنة السنية،ذات الصلة بالوهابية التي تخرج من المملكة العربية السعودية، أو التوتّرات الطائفية في كلّ من سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين تلعب الدور المركزيّ في فهم الإيرانيين لمكانتهم في العالم. وبما أنّ إيران تعتبر نفسها المدافع عن الإسلام الشيعي في العالم، فإنّها تصبح منخرطة بشكل مباشرة أو غير مباشر في العديد من هذه الصراعات الطائفية الجارية.

أما بالنسبة إلى الشيعة العراقيين، وعلى الرغم من كونهم المجموعة الأكبر من الطيف العراقي، إلّا أنّهم واجهوا الممّارسات الإقصائية من جانب الدولة منذ عهد العثمانيين، الذين فتحوا الأبواب واسعاً أمام أبناء طائفتهم من السنة العراقيين، مفضلينهم بذلك على الشيعة. علماً بأنّ هذه الممّارسات التمييزية استمّرت مع الغزو البريطاني للعراق حيث جرى تنصيب فيصل بن علي الهاشمي ملكًا على العراق، وهو زعيم سنيّ ولد في مكّة المكرمة وقد شغل منصب حاكم عثماني.(1)ثمّ استمرّت المنافسة والتنافس بين السنة والشيعة في خلال عهد صدام حسين الذي سيطرت عليه الأيديولوجيا البعثية في وقت كانت عائدات النفط والتحضر في اطّراد، ولكنها لم تؤدّ إلّا إلى المزيد من تهميش الشيعة العراقيين.

مع الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003 صعد الشيعة العراقيون إلى السلطة،ممّا سمح لهم بالتعبير علنًا عن أنفسهم وبفرض أنفسهم على الساحة من أجل إعادة تأكيد هويّتهم من خلال ممّارسة الطقوس الشيعية. وبالتالي فقد كان من شأن هذا

ص: 106


1- كما حافظ البريطانيون إلى حد كبير على التنظيم الإداري والعسكري العثماني على ما كان عليه. للاطلاع على المزيد عن الطائفية في العراق في عهد الامبراطورية العثمانية، راجع أسامة مقدسي (2000). The Culture of Sectarianism ثقافة الطائفية، منشورات جامعة كاليفورنيا.

الوضع أن يعكس الصورة فيتفوق الشيعة على العرب السنة الذين كانت لهم الهيمنة على مدى عقود، وهو ما أدّى إلى شعور بالمظلومية تحوّل في غالب الأحيان إلى أعمال عنف. تحديدا، يشعر السنة بأنهم ضحايا ما يمارسه الشيعة العراقيون من انتقام مباشر وتمييز واضطهاد وهم الذين كانوا يصورون هذه الفئة في كثير من الأحيان على أنّها فارسية الطابع أكثر ممّا هي عربية بسبب الانتماء الطائفي المشترك بين شيعة العراق وشيعة إيران وما يُزعم من مصالح سياسية مشتركة لهؤلاء مع إيران.

علمًا بأنّ العنف الطائفي بدأ بعيد وقت قصير من سقوط النظام البعثي،على أنّه بلغ ذروته بين عامي2006 - 2008، عندما انخرطت الميليشيات السنية والشيعية في عمليات تطهير في أحياء بغداد بأكملها في محاولة لخلق البؤر المتجانسة. وانطلاقاً من عام 2009 ، تسارعت الحركة الطائفية في خطاها حتّى بلغت الساحة السياسية من خلال السياسات التي جرى وصفها آنذاك على أنّها إقصائية وطائفية.

واليوم،لا يزال الصراع الطائفي مستمرّاً على حاله،في وقت نجد أنّ تنظيم داعش لا يتوانى عن استهداف الشيعة جهارًا فضلاً عن الحكومة العراقية وقواتها المسلحة.وفي حين أنّ تنظيم داعش لا يحظى أبدًا بدعم غالبية العراقيين السنة، ولكن يرى البعض أنّه يضمّ في صفوفه بعض العناصر البعثية السابقة،وهو ما يضفي المزيد من التعقيد على تاريخ التعايش الطائفي الذي لا يخلو أبدًا من الحساسية.

هل هناك توافق على الحوار السني الشيعي من أجل التخفيف من التوترات والصراع الطائفي؟

جاء جواب الأغلبية العظمى من المستطلعين مؤيّدًا للحوار السني الشيعي.

صرّحت الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين أنّها تدعم الحوار بين السنة والشيعة من أجل تخفيف التوترات الطائفية( 87 %و 92% على التوالي، تبلغ الدلالة الإحصائية 0/01). على أن نسبة هذا الدعم تظلّ عالية حتى بين أولئك الذين يرون أنّ

ص: 107

لكلّ من السنة والشيعة التأويلات المتباينة حول مبدأ اللجوء إلى العنف في الإسلام ، وكذلك الأمر بين أولئك الذين يقولون إن أغلبية السنة يدعمون تنظيم داعش. وبالتالي عندما نقارن أنّ بين هذه الردود وغيرها من الأسئلة التي تعالج الشأن الطائفية،نجد أن النساء الإيرانيات-على الرغم من أنّهنّ يفصحن عن مستويات عالية من الدعم - كن نسبيًا أقلّ دعمًا للحوار بين السنة والشيعة ممّا هم الرجال الإيرانيين أو الرجال والنساء العراقيين،حيث تدعم 81% من النساء الإيرانيات الحوار بين السنة والشيعة، يليهن 91 % من الرجال في كلّ من إيران والعراق، و 93 % من النساء العراقيات (تبلغ نسبة الدلالة الإحصائية بين كلّ من البلدين والجنسين 0/01 و0/05 على التوالي).

كان الإيرانيون بين سنّ ال18 وال30 ممّن شملهم المسح أقلّ عرضة لدعم الحوار بين السنة والشيعة من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين ال30 عاماً وال 50 عاماً وأولئك الذين تجاوزوا سنّ ال50 (83 % مقابل %90 و 88% على التوالي، تبلغ الدلالة الإحصائية نسبة 0.05). علمًا بأنّ نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال بلغت 3/7 % لدى الرجال و 7/6% لدى النساء.

الرسم السابع عشر

الصورة

ص: 108

في المقابل نجد أنّ المستطلعين العراقيين ممّن حصلوا على التعليم المتوسّط كانوا أكثر عرضة بقليل لدعم الحوار ممّا هم الذين لم يحصلوا على أيّ نوع من التعليم( 94% مقابل 89 %، تبلغ الدلالة الإحصائية نسبة 0/01). علمًا بأنّ نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال جاءت أقلّ بكثير من المتوسط، وخاصة بالنسبة إلى الأسئلة التي تعالج الشأن الطائفي، بحيث بلغت النسبة في أوساط الرجال 0/06% في مقابل 3/1% في أوساط النساء، ممّا يشير إلى احتمال وجود الانحياز إلى المقبول اجتماعيًا.

ص: 109

الصورة

ص: 110

هل يمكن لرجل سياسي من طائفة أخرى أن يمثل مصالحك ؟(العراق فقط)

أشارت الأغلبية العظمى من العراقيين إلى أنّه يمكن لرجل سياسيّ ينتمي إلى طائفة أخرى أن يمثل مصالحهم بكلّ دقّة.

أشار 72 % من العراقيين إلى أنّه يمكن لرجل سياسي ينتمي إلى طائفة أخرى أن يعكس مصالحهم بكلّ دقّة. إلا أنّنا نجد فرقاً ملحوظا في الأجوبة بين الجنسين، حيث تعتقد 76% من النساء العراقيات أنّ السياسي الذي ينتمي إلى طائفة أخرى قادر على تمثيل مصالحهنّ بكلّ دقّة، في مقابل 67% من الرجال العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

في حين نلاحظ أنّ العراقيين من ذوي المستوى التعلمي الأعلى كانوا أكثر ميلاً للاعتقاد بأنّ رجل السياسة المنتمي إلى طائفة أخرى قادر على تمثيل مصالحهم بكل دقة، حيث وافق على هذه المقولة فقط 61% من المستطلَعين الذين لم يحصّلوا أي مستوى تعليميّ،في مقابل 83 % من أولئك الذين أنهوا التعليم الجامعي (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما نسبة عدم عن الإجابة هذا السؤال فقد جاءت منخفضة،سيما أن هذا السؤال هو سؤال ذو طابع طائفي،حيث بلغت نسبة عدم الإجابة 0.54% لدى الرجال مقابل 2/4 % لدى النساء، هو ما يعكس ربما انحيازاً تجاه المقبول اجتماعيًا.

الرسم الثامن عشر

هل يمكن لرجل سياسي من طائفة أخرى أن يمثل مصالحك؟

الصورة

ص: 111

الصورة

ص: 112

هل لديك أصدقاء من طائفة أخرى؟ (العراق فقط)

أقلّ من نصف العراقيين لديه الأصدقاء من طائفة أخرى.

في المجمل، أشار 42% من العراقيين إلى أن لديهم أصدقاء من طائفة أخرى، علما بأنّ النساء العراقيات كن أقلّ عرضة بكثير من الرجال العراقيين أن يكون لديهنّ الأصدقاء من طوائف مختلفة (31% في مقابل 55 %، تبلغ الدلالة الإحصائية 0/01).علماً أنَّ العراقيين من ذوي المستوى التعلميّ الأعلى كانوا أكثر عرضة لأن يكون لديهم أصدقاء من طوائف أخرى، إذ أشار 22% من الأشخاص الذين لم يحصلوا على أي نوع من أنواع التعليم الرسمیّ إلى وجود أصداقاء من طائفة أخرى، مقارنةً ب 39 %من أولئك الذين أنهوا التعليم الابتدائي و 41 % ممّن أنهوا المدرسة المتوسّطة و 46% ممّن أنهوا التعليم الثانوي و 69% من الذين وصلوا إلى مرحلة التعليم الجامعي. نسبيًا مع اعتبار عدم الحصول على التعليم هو القاعدة، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 .

أما نسبة عدم الإجابة على هذا السؤال فقد جاءت منخفضة تمامًا، إذ بلغت %0 لدى الرجال و 0/01% لدى النساء.

الرسم التاسع عشر هل لديك أصدقاء من طائفة أخرى؟

الصورة

ص: 113

الصورة

ص: 114

هل يجب على السنة والشيعة أن يصلوا معًا؟ (العراق فقط)

جاء رأي الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين داعمًا لصلاة السنة والشيعة معًا،بغض النظر عمّن يقوم بالمبادرة.

مبادرة من مدير الناحية :«إذا ما دعم مدير الناحية المبادرة...»

مبادرة من إمام المسجد :«إذا ما دعم إمام المسجد المبادرة...»

السؤال الأساسي:«في حال قيام مبادرة لجمع السنة والشيعة في المسجد والصلاة جنبًا إلى جنب،هل تدعم هذه المبادرة؟»

في ما خصّ هذا السؤال،سألنا المستطلعين عمّا إذا كانوا يدعمون تأدية السنة والشيعة الصلاة معًا، على أنّنا ذكرنا بشكل عشوائي بعض الجهات التي قد تكون وراء هذه المبادرة، فأشرنا إلى أنّها قد تكون بدعم من مدير الناحية أو إمام المسجد أو أنّها ليست صادرة عن جهة معيّنة. فجاءت مستويات الدعم المطلق لهكذا مبادرة مرتفعة

الرسم العشرون القبول بصلاة السنة والشيعة معاً

الصورة

ص: 115

للغاية، حيث أشار حوالى 90% من المستطلعين إلى تحبيذهم هذه المبادرة بغض النظر عن الداعم لها. ربما تكون هذه النتيجة انعكاسًا في بعض جوانبها للانحياز إلى المرغوب اجتماعيا، حيث يرغب المستطلعون في أن يظهروا كما لو أنهم كانوا منفتحين ويتبعون التعاليم الدينية التي تحفّز على الوحدة الدينية بين السنة والشيعة . علمًا بأنّ هذه النتائج تأتي على النقيض من النتائج التجريبية للتحليل الموحّد، التي نناقشها تفصيلاً أدناه ، وهي التي تشير إلى أنّ المستطلعين متحيزون ضدّ جيرانهم من السنة أو ضدّ أزواجهم من السنة في حال وجودهم.

وفي نتيجة تعكس بشكل عامّ الإحباط الذي يعانيه المستطلعون من السلطة،والذي استطعنا ملاحظته في أجزاء أخرى من المسح ، كان الرجال العراقيون أكثر عرضة لعدم دعم هذه المبادرة في حال أنّها تأتي بدعم من مدير الناحية أو إمام المسجد بصوره مبدئية لم يوافق 7/6% من الرجال فقط على الفكرة،ولكن هذه النسبة ارتفعت عندما أصبحت بدعم من إمام المسجد لتصل حتّى 9/5% ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 )، بل إنّ هذه النسبة ارتفعت إلى حدّ ال 11/7 % عندما أصبح مدير الناحية هو الداعم لها(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05). أما النساء فلم يكنّ حساسات إلى هذا الحد تجاه دعم مدير الناحية للمبادرة، ولكن ظللن أكثر عرضة لدعم هذه المبادرة في ما لو كان إمام المسجد هو الداعم لها(7/6 %غير مؤيدات في حال دعم إمام المسجد، مقابل 10% بصورة مبدئية؛يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 من دون مراقبة). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد جاءت منخفضة تمامًا، إذ بلغت 0% لدى الرجال و 0/03% لدى النساء.

ص: 116

الصورة

ص: 117

برأيك ما هو حجم المشكلة التي تشكلها التوترات بين السنة والشيعة في العراق؟

ترى أغلبية الإيرانيين والعراقيين أن التوترات السنية الشيعية في العراق تشكّل المشكلة الكبرى. وعلى ما يبدو فإنّ هذه النسب قد ارتفعت منذ صعود تنظيم داعش وعودة العنف الطائفي في العراق.

في حين أنّ 48 % من الإيرانيين والعراقيين يتفقون على أن التوترات بين السنة والشيعة في العراق تطرح المشكلة الكبرى،نجد أن 17/5% من العراقيين و%11/5 من الايرانيين لا تنظر إلى المشكلة على أنها بهذا الحجم. في إيران،كان كبار السنّ من المستطلعين أقلّ قلقًا بشأن التوترات الطائفية. في المقابل، شكّل الاهتمام بالأخبار والمستجدات واستخدام الإنترنت عامل التنبؤ الأقوى في إجابات المستطلعين العراقيين، حيث نجد أنّ أولئك المطلعين على الأحداث على نحو واسع هم أكثر عرضة لاعتبار أن هذه التوترات تشكل المشكلة الفعلية.وكما هي الحال مع الكثير من الأسئلة ذات الطابع الطائفي لعب الجنس عاملاً عكسيًا في كلّ من إيران والعراق: حيث كانت النساء الإيرانيات أكثر قلقًا تجاه التوترات الطائفية ممّا عليه الرجال الإيرانيون، في حين يبقى العكس هو الصحيح في العراق.

رأى 41 % فقط من الإيرانيين ممّن هم فوق سنّ الخمسين أنّ التوترات الطائفية تطرح المشكلة الكبيرة،في مقابل 47% من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين ال 18 وال 30(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05).أمّا الأشخاص الذين استكملوا التعليم الابتدائي فقد كانوا أكثر عرضة لاعتبار التوتر السني الشيعي أنه مشكلة مطروحة،مقارنة بغير المتعلمين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 ).أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت 11/9% لدى النساء و 8/7 % لدى الرجال.

ص: 118

وقد اعتبر 51% من الرجال العراقيين أن التوتّرات الطائفية تطرح المشكلة الكبيرة في مقابل 45% من النساء العراقيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما نسبة عدم الإجابة فقد كانت أدنى بكثير من النسبة التي سجّلها الإيرانيون بحيث بلغت 4/3% لدى النساء و 0/6% لدى الرجال.

الرسم الحادي والعشرون التوترات بين السنة والشيعة

الصورة

ص: 119

الصورة

ص: 120

هل يختلف تأويل مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام بين السنة والشيعة؟

يرى أغلب المستطلعين أنّ تأويل مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام يختلف تمامًا ما بین السنة والشيعة.

عند طرح مسألة ما إذا كان تأويل مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام يختلف ما بین السنة والشيعة أو لا، يتحوّل النقاش إلى لازمة لا تنفك تتكرر يسعى من خلالها الأطراف في كلّ من الطائفتين إلى إلقاء اللائمة حول العنف الدائر في المنطقة على عاتق الفريق الآخر. وفي حين نجد أنّ الأغلبية من الإيرانيين والعراقيين يقولون إنّ تأويل مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام يختلف تماما ما بين السنة والشيعة فقد جاءت هذه النسبة أقلّ بكثير في أوساط الإيرانيين (67%) ممّا هي عليه لدى العراقيين (79%).علمًا بأنّ هذه النتيجة قد تأثرت بثلاثة عوامل لدى الإيرانيين:إذ كان المستطلعون من ذوي الدخل المنخفض،ومن الأشخاص المطّلعين على الأخبار والمستجدات،وكان مستخدمو الإنترنت أكثر عرضة لتأييد هذا الاعتقاد.وفي الوقت نفسه، كان الأشخاص من ذوي المستوى التعليمي الأفضل من ضمن المستطلعين العراقيين أقلّ عرضة لربط النظرة إلى العنف بالانتماء الطائفي.

أشار حوالى 70% من المستطلعين من ذوي الدخل المتوسّط من الإيرانيين إلى أنّ مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام يختلف ما بين السنة والشيعة ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01) في مقابل 57% من المستطلعين الأفقر حالاً و 60% من المستطلعين الأكثر ثراءً. أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت 3.9 % لدى الرجال الإيرانين و 7/6% لدى النساء الإيرانيات.

ص: 121

بالنسبة إلى العراقيين رأى 67 % من المستطلعين ممّن استكملوا التعليم الجامعي أنّ مفهوم اللجوء إلى العنف في الإسلام يختلف ما بين السنة والشيعة،في مقابل 79% من غير المتعلمين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت عالية جدًا في أوساط كلّ من الرجال والنساء بحيث بلغت 50% لدى الرجال و 53 % لدى النساء، وهو ما يدلِّ على حجم الحساسية التي يتحلّى بها هذا الموضوع لدى العراقيين. إشارةً إلى أنّه ما من علاقة تربط ما بين عدم الإجابة من جهة والتعليم أو السنّ أو الدخل من جهة أخرى.

الرسم الحادي والعشرون مبدأ العنف في الإسلام

الصورة

ص: 122

الصورة

ص: 123

ما نسبة السنة الذين يدعمون تنظيم داعش؟

يُعتبر العراقيون أكثر عرضة من الإيرانيين للاعتقاد بأن «أغلبية» السنة يدعمون تنظيم داعش.

من الملاحظ أنّ ثمّة المزيد من التباين بين الأجوبة عن المسألة المتعلّقة بدعم السنة لتنظيم داعش بالمقارنة مع الأسئلة الأخرى التي تعالج الشأن الطائفي، وهو ما يسلّط الضوء على طبيعة هذا الموضوع المثيرة للجدل والمتزامنة مع الوقت الحالي. وفي حين نجد أنّ 37% من العراقيين يعتبرون أنّ معظم السنة يدعمون تنظيم داعش، نلاحظ أنّ ما لا يتعدى 22 % من الإيرانيين يرون الأمر نفسه(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01)،وهو ما يدلِّ على الاختلاف في مستويات التواصل الطائفي داخل كلّ من البلدين.

وعلى عكس الأسئلة الأخرى التي تعالج الشأن الطائفي،جاءت وجهات نظر النساء والرجال العراقيين متوافقة هذه المرة:فبالمقارنة مع الإيرانيين من الجنس نفسه،كان العراقيون أكثر عرضة للقول إنّ«معظم»السنة يدعمون تنظيم داعش.علمًا بأن عاملي الجنس والسن كانا مرتبطين بالنسبة إلى ردود الإيرانيين،في حين أنه أمكن التنبؤ بأجوبة العراقيين استناداً إلى عوامل الجنس والدخل والتعليم والاهتمام بالأخبار والمستجدات واستخدام الإنترنت.

بالنسبة إلى الإيرانيين،فقد أشار 21% من الرجال و 23 % من النساء إلى أنّ معظم السنة يدعمون تنظيم داعش(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).علمّا بأنّ الإيرانيين الأصغر في السنّ ممّن شملهم المسح كانوا أكثر عرضة لتبنّي هذا الاعتقاد:حيث أشار ما لا يزيد على 20% من هم فوق سن ال 50 إلى أنّ معظم السنة يدعمون تنظيم داعش، في مقابل 26 % من الذين تتراوح أعمارهم بين سنّ ال 18 وال 30(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).في أوساط المستطلعين الإيرانيين، جاءت نسبة

ص: 124

عدم الإجابة عن هذا السؤال مرتفعًا، بحيث بلغت 24% لدى النساء و 17% لدى الرجال، ممّا يشير إلى حساسية هذا السؤال.

الرسم الثالث والعشرون دعم السنة لتنظيم داعش

الصورة

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ العراقيين كانوا أكثر عرضة بكثير للربط ما بين السنة وتنظيم داعش. فقد رأى 41% من الرجال أنّ معظم السنة يدعمون تنظيم داعش، في مقابل 32% فقط من النساء، وبالتالي تطرح هذه النتيجة من الناحية الجوهرية كما الإحصائية الفجوة الكبيرة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).علمًا بأنّ وجهات النظر هذه تتباين إلى حدّ كبير مع اختلاف الطبقة الاجتماعية والاقتصادية-إذ إنّ ما

ص: 125

يقرب من نصف (46%) الأشخاص الذين يعانون الضائقة المالية الشديدة قالوا إنّ معظم السنة يدعمون تنظيم داعش،في حين أن هذه النسبة انخفضت إلى حد ال39 %في أوساط من يعانون«بعض الصعوبات»،وإلى 33%في أوساط أولئك الذين لا يعانون«أيّ صعوبة ملحوظة»(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)و30% في أوساط من لديهم القدرة على الادّخار يوافقون على أنّ السنة يدعمون تنظيم داعش.أضف إلى ذلك أنّ التعليم قد برهن تغيّراً ممّاثلاً،إذ نلاحظ أن 44 % من المستطلعین ممّن لم يتلقوا أيّ نوع من أنواع التعليم الرسمي قد أشاروا إلى أن معظم السنة يدعمون تنظيم داعش،في وقت وافق 38% فقط من أولئك الذين استكملوا التعليم المتوسّط على هذه المقولة (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 )،و21 % من أولئك الذين وصلوا إلى التعليم الجامعي وما فوق(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01) في العراق، بالنسبة إلى العراقيين،جاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 4/8 % لدى الرجال و 12% لدى النساء.

ص: 126

الصورة

ص: 127

هل تجب محاكمة المتعاونين مع تنظيم داعش أو إعدامهم ؟

تشير اللجوء إلى الأدلة الإختبارية إلى أنّ الأشخاص لا يميّزون في أفضیلة اللجوء الیالنظام القضائي بين الضحايا من السنة والشيعة.

في المنطقة المحيطة بالموصل أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على قتل العديد[من الضحايا] ممّن لم يرغبوا في التعاون معه. ومؤخرًا [جرى وضع اليد]على هذه المنطقة وألقي القبض على الأشخاص الذين يُشكّ بضلوعهم في عمليات القتل هذه.[المؤيدون لهم]يقولون إنّه يجب إخضاعهم للمحاكمة في بغداد.ما هو رأيك ؟

طلبنا من المستطلعين الإجابة عن فرضية ما وضعناها حيث إنّ عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا يفضلون أن يُحاكم من يثبت تورطه في جرائم الحرب أمام المحاكم أو أن يُعدم فورًا،وذلك رغبةً منا في معرفة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يدعمون سلطة القانون في هذا الصراع الدائر في وجه تنظيم داعش أم لا.ولهذا فقد قمنا بوضع احتمالات عشوائية حول ما إذا كانت (1) الضحية في هذه الجريمة من السنة أو من الشيعة؛ (2) السلطة التي تدعو إلى المحاكمة عوض الإعدام هي أحد أعضاء الحكومة العراقية أو رجل سياسي عراقي أو زعيم ديني شيعي أو رجل سياسي سني أو زعيم ديني سني؛ (3) السلطة التي ألقت القبض على هؤلاء هي الجيش العراقي وحده أو الحشد العراقي المدعوم من الإيرانيين.في المحصّلة وجدنا أن لا تباين إحصائياً كبيراً بين المستطلعين لجهة دعم المحاكمة بعض النظر عن محاولتنا للتلاعب باسم الجهة التي تدعو إلى هذه المحاكمة أو هوية الضحايا أو هوية الجهة التي ألقت القبض على المتهمين في المجمل، وجدنا أنّ الإيرانيين والعراقيين يفضلون اللجوء إلى المحاكمة عوض الإعدام الفوري، وذلك بغض النظر عن الانتماء الطائفي للضحية.

علمًا بأنّ الرجال الإيرانيين كانوا أكثر عرضة للقول إنه يحقّ للقاتل أن يُحاكم، بحيث دعم 55% من الرجال الإيرانيين هذا النوع من المحاكمات

ص: 128

في مقابل 45 % من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).علمًا بأن نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال في أوساط الإيرانيين جاءت قريبة من المعدل إذ بلغت 9/9% لدى النساء و 7/7 % لدى الرجال.

إشارةً إلى أنّ المستطلعين العراقيين من ذوي المستوى التعليمي الأعلى كانوا أكثر عرضة للقول إنه يحقّ للقاتل أن يُحاكَم، إذ فضّل 7/4 % من غير المتعلّمين اللجوء إلى المحاكمة (مستوى عادي)،يليهم 8/2 % من المستطلعين ممّن أنهوا 8/2% التعليم الابتدائي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)،ومن ثم %12/1 من المستطلعين الحاصلين على التعليم المتوسّط ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 1/0)، و 45 % من المستطلعين الحاصلين على التعليم الثانوي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/05)و 27/3% من المستطلعين الحاصلين على التعليم الجامعي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 1/0).على أنّ نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال جاءت أقلّ من المعدل إذ بلغت 1/7% لدى الرجال و 5/5% لدى النساء.

الرسم الرابع والعشرون

الإعدام من دون محاكمة : الضحايا السنة مقابل الضحايا الشيعة

الصورة

ص: 129

الصورة

ص: 130

الصورة

ص: 131

التحليل الموحد

التحليل الموحّد هو طريقة في التحليل تسمح بتحديد تدرّج الأفضليات لدى الأشخاص، وذلك من خلال الطلب من المستطلعين القيام بسلسلة من الخيارات من بين مجموعة من الأمثلة الواقعية التي تُعطى لهم(هاينمولير، هوبكينز وياماموتو 2014).

علمًا بأنّ واحدة من الوسائل التي تسمح لنا بالتدقيق أكثر في المواقف المستترة التي يتبناها الناس تجاه الطائفية، اللجوء إلى التحليل الموحّد من أجل تحليل تدرّج الأفضليات لدى الشخص في تعامله مع جيرانه والنساء المتزوجات من العائلة والسياسيين. يجد الشخص نفسه في مواجهة مجموعة من الخيارات ما بين جارين مفترضین أو زوجين مفترضين لأحد أبنائه أو سياسيين(انظر المثال أدناه).نقدم للمستطلعين بعض المعلومات حول خصال هؤلاء الأشخاص،على سبيل مدى الالتزام الديني أو الخبرة السياسية.علمًا بأنّ تنوّع الخصال بين كلّ من السياسيين كان بطريقة عشوائية.وبما أنّه من المستحيل الطلب من كلّ مستطلع أن يصنّف کلّ مجموعات الخصال وفقًا للأفضلية التي يراها مناسبة،فإن طرح عدد محدود من الأمثلة أمام المستطلع وربطها ببعض الخصال العشوائية يسمح يسمح لنا بجمع نتائج مختلف المستطلعين والخروج بالتغيّر المتوقع لاحتمالية اختيار واحد من الشخصين الذين يطرحهما المثال.

الرسم الخامس والعشرون

الصورة

ص: 132

يُعتبر هذا النوع من التحاليل مفيدًا بصورة خاصة عندما نحاول البحث في الجذور المحتملة لكلّ من الخيارات المتبناة.وبالتالي فعندما نطرح في حالتنا الأسئلة المتعلّقة بالعرق والمذهب والوضع الاقتصادي والاجتماعي والأخلاق،على سبيل المثال،يصبح بإمكاننا أن نعرف ما إذا كان المذهب يلعب الدور المهم والمستقل في النتائج التي قد يُخلفها على العرق أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي أو الأخلاق.

علمًا بأنّنا طرحنا ثلاثة أسئلة مناسبة تتعلّق بأفضلية الخصال التي يراها كلّ مستطلع لدى جيرانه وزوجات أبنائه والسياسة الإقليمية.بالنسبة إلى الجيران، قمنا بتحليل أفضليات الناس استناداً إلى العادات الأخلاقية التي يتمتع بها الجار والعمل والعرق والمذهب بالنسبة إلى زوجة الابن حلّلنا الأفضليات استناداً إلى درجة التدين لدى الزوجة والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية قبل الزواج،والعرق والمذهب والثروة. بالنسبة إلى السياسيين، طرحنا الأسئلة المتعلقة بالأفضليات استناداً إلى درجة التديّن لدى السياسي وخبرته والروابط الأمنية والسياسات التجارية(انظر المثال السابق في الرسم أعلاه).(1)

وبما أنّ واحدة من العناصر الرئيسية التي لا غنى عنها في التحليل الاختباري هي المحافظة على أعلى قدر ممكن من الواقعية،فلقد وجدنا أنفسنا محدودين بالخيارات التي يمكن أن نطرحها على الإيرانيين في ما خص المذهب - نظرًا إلى محدودية احتماليّة أن يكون لهم جار وزوجة ابن من السنة أو من الأكراد.وبالتالي،فإنّنا لم نطرح الأسئلة المتعلقة بالجيران أو زوجة الابن المفترضين إلا على العراقيين،في حين أنّنا طرحنا الأسئلة الموحّدة المتعلّقة بالسياسيين على كلّ من الإيرانيين والعراقيين.

ص: 133


1- يمكن الاطلاع على جميع الأمثلة التي طرحت لكلّ من الخصال في الملحق.

ملخض النتائج

العلاقات الخاصة : الأزواج المحتملون والجيران

عند السؤال عن إلمام كلّ شخص وجدنا أنّ المذهب يلعب دورًا محوريًا . بالنسبة إلى العراقيين فقد أعتبروا أنّ شرب الكحول وحده(من ضمن خصال الجيران)هو أسوأ من أن يكون الجار من غير الشيعة، حيث كان المستطلعون 20% أكثر عرضة لاختيار الجار الشيعي عوض الجار السني و 30 % أكثر عرضة لاختيار الزوجة الشيعية بغض النظر عن الخصال الأخرى. حتى إنّنا وجدنا أنّ الهوية الطائفية تحتل المكانة الأعلى من درجة الالتزام الديني أو العرق حيث سجل كلّ من هذين عاملين 20% ارتفاعًا لناحية اختيار الزوجات و 10% ارتفاعًا لناحية اختيار الجيران (العرق فقط). علمًا بأنَّ هذا الأمر يدلّ على أنّ أهمّية المذهب تصل إلى ما هو أبعد من الاعتبارات الأخرى التي عادةً ما تكون ذات أهمية.

أما المستوى التعليميّ والثروة والعمل،وهي كلّها إشارات تدلّ على الوضع الاقتصادي والاجتماعي،فلم تكن ذات أهمية كما الطائفة والعرق ودرجة التديّن.حيث فضّل المستطلعون أن تكون الزوجة متعلّمة بنسبة لا تتعدّى 7 %، أو أن تكون ذات ثراء بنسبة 3% فقط؛ أمّا طبيعة عمل الجار فلم يكن لها أيّ تأثير تقريبًا.وإن دلّ هذا الأمر على شيء إنما يدلّ على أنّ الناس تنظر إلى الوضع الاجتماعي الظاهري على أنّه أقلّ مكانة من باقي العوامل في إطار الدائرة التي يعيش فيها الفرد.

على وجه التحديد، عندما سألنا المستطلعين العراقيين عن الخصال التي يفضلون أن يتحلّى بها جيرانهم،وجدنا أنّ هؤلاء كانوا أكثر قلقًا تجاه عادات الجيران في تعاطي الكحول،إذ ينطوي عليها التأثيرات الأخلاقية والعملية،تليها تفضيل أن يكون الجار من الشيعة ومن ثمّ من العرب(بدلّ أن يكون من الأكراد)،وأخيرًا طبيعة العمل الذي يقوم به الجار،على أنه كان لهذا عامل القليل من التأثير أو النتائج المتوقعة.من جانبهن،فقد اعتبرت النساء أنّ سلبية عامل تناول الكحول هي أكبر،على أنهنّ

ص: 134

لم يظهرن أي تفضيل يُذكر إحصائيًا للجار المسيحيّ على الجار السنيّ - ربما لأنّ الرجال يتعرضون للتهديد المباشر في الاقتتال الطائفي الذي يضرب العراق. يمكن الاطلاع على التوصيف المفصل لهذه النتائج في الملحق «ج».

عند سؤال العراقيين عن الخصال التي يفضّلون أن تتحلّى بها زوجة ابنهم وجدنا أنّ أكثر ما يشغل بال المستطلعين هو الانتماء الطائفي للزوجة تليه درجة التدّين والحالة الاجتماعية قبل الزواج والعرق والثروة والمستوى التعليميّ. وكما هو متوقع،يفضّل المستطلعون أن تكون زوجة الابن من الشيعة،ولكن على العكس من الجيران،فضّل المستطلعون أن تكون زوجة ابنهم المفترضة من السنة عوض أن تكون مسيحية.أما بالنسبة إلى الانتماء العرقي،فضّل المستطلعون العراقيات العربيات والكرديات على الإيرانيات،على الرغم من أنّهم يدعمون إلى حدّ كبير انخراط إيران في الصراع الأقلّيمي،وهو ما استطعنا استخلاصه في مراحل أخرى من المسح.بالنسبة إلى العرق فلقد كان ذا أهمّية أكبر لدى النساء ممّا هو لدى الرجال،بحيث تفضّل النساء العربيات العراقيات بنسبة 20 % على الإيرانيات وبنسبة 10% على الكرديات،والتفضيل نفسه لدى الرجال( 16% مقابل 13% على التوالي).

التفضيل السياسي: السياسيون الإقليميون

في حين وجدنا أنّ درجة التديّن تلعب الدور المهمّ على المستوى الشخصي،وجدنا في المقابل أنّ هذا عامل هو الأقلّ أهمية بالنسبة إلى السياسيين،حيث يُظهر العراقيون أفضلية اختيار السياسيين الجدد بنسبة 10%.على أنّ هذا الأمر يعكس حال النتائج التي حصلنا عليها من الأسئلة الأخرى التي طرحناها في المسح والتي تناقش دور الدين في الدولة-حتّى في إطار هذه المجموعة من المتدينين،نجد أنَّ العلاقة تبقى معقدة بين درجة التديّن والدولة.في الواقع،أشار المستطلعون من الإيرانيين والعراقيين إلى تفضيل بسيط للسياسيين المعتدلين على السياسيين المحافظين.

في إشارة إلى سيطرة المخاوف الأمنية في المنطقة،منح المستطلعون من الإيرانيين والعراقيين الأولوية للسياسة الأمنية التي يتبناها السياسي تليها السياسة التجارية

ص: 135

والخبرة وأخيراً درجة التدين. كما طرحنا الأسئلة بشأن التحالفات السياسية والأمنية المحتملة مع أربع من القوى المسيطرة على الساحتين الإقليمية والعالمية؛الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية. ومن جانبهم، فقد أظهر المستطلعون الإيرانيون والعراقيون انعدامًا تامًا للتعاطف المملكة العربية السعودية، وهي التي تعتبر العدو التاريخي للشيعة،في القضايا التي تعنى بالتجارة والأمن،بحيث انخفضت احتمالية الدعم السياسي الذي يدعم العلاقات مع المملكة العربية السعودية بنسبة 25% مقارنةً بالولايات المتحدة الأمريكية. علمًا بأنه في القضايا التجارية والأمنية أظهر المستطلعون تفضيلاً أكبر لروسيا والصين على حساب الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 20% و 10% على التوالي. ولكن في القضايا الأمنية،كانت النظرة إلى انخراط الولايات المتحدة الإقليمي أكثر سلبية مقارنة مع روسيا والصين،أكثر ممّا عليه في القضايا التجارية،حيث فضل المستطلعون الصين بنسبة 10% فقط وروسيا بنسبة 16% ، وعلى الأرجح تأتي هذه الأفضلية نتيجة عدم الاستقرار الذي لا يزال يهزّ المنطقة منذ ما بعد التدخل الأمريكي.

في المجمل، كانت نسبة عدم الإجابة لدى العراقيين على طول الأسئلة الموحدة 8/7 % لدى النساء و 3/7 % لدى الرجال. أما بالنسبة إلى الإيرانيين فقد كانت نسبة عدم الإجابة منخفضة، حيث بلغت 5/7% لدى النساء و 2/1 % لدى الرجال.

ص: 136

5-الدین

إضاءات

ينتشر الشيعة في إيران والعراق عبر مختلف الطبقات الاجتماعية والسياسية.(1)في إيران،تهيمن العقيدة الدينية على السياسة الداخلية التي تتبناها الدولة،بينما يعيش الشيعة في العراق منذ أكثر من عقد مرحلة انتقال السلطة إليهم.

كانت الأغلبية العظمى من أفراد العينة التي انتقيناها ملتزمة دينيًا للغاية وتتبنى الآراء الدينية المحافظة.إذ نجد أن 99% من المستطلعين يصلون يوميًا،وحوالى 65% منهم يقرأون القرآن أو الأدعية يوميًا،(2)و80 % يستمعون إلى البرامج الدينية مرة واحدة على الأقلّ في الأسبوع،في حين يحضر نحو 70 % من المستطلعين إلى المسجد مرة واحدة على الأقلّ في الأسبوع.

ينخرط الإيرانيون في النشاطات الدينية المجتمعية على نطاق أوسع،حيث تنشط النساء الإيرانيات الملتزمات دينيًا بشكل ملحوظ أكثر من نظرائهن من العراقيات.

يُعتبر التقليد،أو بمعنى آخر الالتزام بالقواعد والممّارسات التي تصدر عن بعض كبار آيات اللّه في الأمور الروحية والدينية، جزءًا مهما من الممّارسات الدينية الشيعة. علمًا بأن الأغلبية العظمى من الإيرانيين ذكروا أنّهم يقلّدون السيد علي الخامنئي،المرشد الأعلى في إيران، في حين ذكرت الأغلبية

ص: 137


1- في حين يصعب الكشف عن الأرقام الدقيقة ، فقد لاحظت الدراسات التي أجريت مؤخرًا أنّ أكثر من %99 من الإيرانيين يصنفون أنفسهم على أنهم من الشيعة، في حين أن %51 فقط من العراقيين تفعل ذلك. سكان العالم الإسلامي على الخريطة : تقرير حول حجم وتوزع السكان المسلمين في العالم، مركز بيو للأبحاث، تشرين الأول 2009
2- الأدعية هي عبارة عن كتب تتضمن مجموعة من نصوص التضرع التي وردت عن النبي أو الأئمة أو الفقهاء أو العلماء.

العظمى من العراقيين أنّهم يقلّدون السيد علي السيستاني ،رجل الدين الشيعي الشهير والمعتدل.على أنّ الإيرانيين كانوا أكثر عرضة من العراقيين لتنويع مراجع التقليد.

أظهر المشاركون تفاوتاً كبيراً في إجاباتهم عن الأسئلة التي تمحورت حول الدين والدولة.في حين أظهر الإيرانيون تفضيلهم لانخراط رجال الدين في مؤسسات الدولة أكثر من العراقيين،أظهرت إجابات المجموعتين عن هذه الأسئلة أنها لم تتخطّ الحدود التقليدية للوضع الاجتماعي والاقتصادي أو المستوى التعليمي أو السن.

المّمارسة الدينية

بينما كنا نتوقّع أن يُظهر جميع الحجاج مستوى معيّناً من التدين،سمحت لنا الأسئلة التفصيلية التي دارت حول ممّارسة الشعائر الدينية بالكشف عن الاختلاف الموجود بين مختلف الزائرين الشيعة القادمين من كلّ من إيران والعراق.

في إطار العينة التي انتقيناها،شكّلت الصلاة اليومية الشكل الأكثر شيوعًا من أشكال الممّارسة الدينية،تليها تلاوة القرآن أو الدعاء،ومن ثمّ الاستماع إلى البرامج الدينية،والذهاب إلى المسجد.علمًا بأن 99% من أفراد العينة التي انتقيناها يؤدّون الصلوات يوميًا، في حين أنّ حوالى 65% من المستطلعين يتلون القرآن أو الدعاء بشكل يومي. إلى جانب أن حوالى 80% من المستطلعين يستمعون إلى البرامج الدينية مرة واحدة في الأسبوع على الأقلّ، وحوالى 70% منهم يحضرون إلى المسجد مرة واحدة على الأقلّ في الأسبوع. أمّا الشكل الأقلّ شيوعًا من أشكال الممّارسة الدينية هو حضور الدروس الدينية، التي لا يحضرها سوى ما يقرب من 30 % من المستطلعين مرة واحدة على الأقلّ في الأسبوع. ومع ذلك، يبقى أن ثمة تفاوتاً كبيراً في ممّارسة الشعائر الدينية بين البلدين حتّى الجنسين.

ص: 138

الرسم السادس والعشرون الممارسة الدينية

الصورة

بشكل عامّ، يبدو أنّ الإيرانيين ممّن شملهم المسح يميلون بشكل ملحوظ للإنخراط في ممّارسة الشعائر الدينية ذات الطابع الجماعي، في حين أن العراقيين أكثر عرضة للانخراط في الممّارسات الدينية ذات الطابع الفرديّ على سبيل قراءة القرآن أو الدعاء والاستماع إلى البرامج الدينية. كما أنّ الإيرانيين أكثر عرضة للحضور إلى مسجد والمشاركة في صلاة الجمعة والدروس الدينية، مع نسبة تردّد أعلى. علمًا بأنّ العيّنة العراقية تظهر نوعًا من الاتجاه الثنائي النمط، إذ أعلن نحو ثلاثين في المئة من المشاركين العراقيين الذكور أنّهم لا يحضرون«أبداً» إلى صلاة الجمعة، وخمسين

ص: 139

في المئة منهم لا يحضرون«أبداً» الدروس الدينية، وهو ما يشير إلى أن مستوى الالتزام الديني لدى جزء من أفراد العينة العراقية قد يكون أقلّ ممّا قد نفترض لمجرد ذهابهم إلى الزيارة. ومن الممكن أن نُرجع السبب في ذلك إلى جوانب الثقافة والهوية المرتبطة بزيارة الأربعين لدى العراقيين، فضلاً عن انخفاض التكلفة المادية المترتبة على الحضور من المناطق القريبة.

في إيران، يبدو أنّ استقرار الدخل يرتبط بشكل إيجابي مع الممّارسات الدينية. فالأشخاص الأكثر ثراءً هم أكثر عرضة لحضور الدروس الدينية بشكل يومیّ(35 %من ذوي الاستقرار المنخفض للدخل في مقابل 58 % من ذوي الاستقرار الأعلى للدخل، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، وحضور صلاة الجمعة (نسبة الذين لا يحضرون أبدًا: 27 % من ذوي الاستقرار المنخفض للدخل في مقابل 19% من ذوي الاستقرار الأعلى للدخل، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)،وتلاوة القرآن أو دعاء يوميًا (46% من ذوي الاستقرار المنخفض في مقابل 62 % من ذوي الاستقرار الأعلى، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، والصلاة بشكل يومي (88%من ذوي الاستقرار المنخفض في مقابل 95% من ذوي الاستقرار الأعلى، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)، ومشاهدة البرامج الدينية (30 % من ذوي الاستقرار المنخفض في مقابل 15% من ذوي الاستقرار الأعلى،يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

نلاحظ أنّه في كلّ من إيران والعراق، وعلى نحو متزايد، يميل المستطلعون الأكبر سنًا لأنّ يكونوا أكثر عرضة للانخراط في ممّارسة الشعائر الدينية الاعتيادية،وهو ما يعكس الزيادة في مستوى التديّن لدى أفراد العينات الأكبر سناً الذي نلحظه عادةً لدى الأديان والسياقات الإقليمّية الأخرى(مثلاً:أرغو ورفاقه 1999 ونوريس وانغلهارت 2011).إشارةً إلى أنّ الإيرانيين الاصغر سنّا أقلّ عرضة للانخراط في صلاة الجمعة(25% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً - 30 عامًا لا يحضرونها أبدًا،في مقابل 9 % من الإيرانيين الذين يزيد عمرهم على 50 عامًا، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 )،وحضور الدروس الدينية (23 %مقابل 12%، يبلغ مستوى الدلالة

ص: 140

الإحصائية 0/01)، وتأدية الصلوات بشكل يومي(94% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً - 30 عامًا، في مقابل 99% من الذين يزيد عمرهم على 50 عامًا، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)،وتلاوة القرآن أو الدعاء يوميًا (56% في مقابل 79%،يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أضف إلى ذلك أن العراقيين الأصغر سنًا أيضًا أقلّ عرضة لحضور صلاة الجمعة(51%في مقابل 41 % لا يحضرون أبدًا،يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، وتأدية الصلاوات يوميًا (96 % في مقابل 100 %، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 )،وتلاوة القرآن أو الدعاء (57% في مقابل 75% ، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

الجنس،الهوية،الالتزام

ممّا لا شكّ فيه هو أنّ ممّارسة الشعائر الدينية لدى الشيعة تتّسم بالطابع الجنساني الواضح، إذ ليس واجبًا على النساء حضور صلاة الجماعة،كما أنّ العديد من المساجد لا تخصّص قسماً للنساء لكي يحضرن الصلاة. وبشكل عامّ،نرى أنّ الإيرانيين هم أكثر ميلاً من العراقيين للانخراط في ممّارسة الشعائر الدينية الجماعية، وهو ما يعكس الميل الثقافیّ العامّ نحو السلوك الجماعي،الذي نستخلصه من سلسلة أخرى في الأسئلة. وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت النساء الإيرانيات أكثر عرضة من الرجال الإيرانيين للانخراط في هذه الممّارسات الدينية الجماعية على الرغم من الطبيعة النوعية لهذه الممّارسة، في حين أنّ النساء العراقيات كن أقلّ عرضة من الرجال العراقيين للانخراط في ممّارسة الشعائر الدينية الطائفية، وقد يكون هذا الأمر متعلقاً أيضًا بتحيّز كامن عن اختيار العيّنات مرتبط بالنساء الإيرانيات القادمات إلى الزيارة:فوحدهن النساء الأكثر ورعًا من بينهن تأتين للقيام بهذه الزيارة، في حين أنّ مبادرة الرجال للذهاب إلى الزيارة لدى الرجال الإيرانيين هي أخف من مبادرة النساء الإيرانيات. علمًا بأنّ العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد يكون لها هي الأخرى دور في هذا الواقع.

ص: 141

في أطار العينة التي انتقيناها كانت النساء الإيرانيات أقلّ عرضة للقول إنّهن لم يحضرن قطّ لأداء صلاة الجمعة، بحيث لم تتخط نسبة النسوة اللاتي أجبن بذلك ال 9 % ، في مقابل 27% من الرجال الإيرانيين على النقيض، كانت النساء العراقيات أقل عرضة بكثير لحضور صلاة الجمعة، بحيث صرحت 68% منهن بأنّهنّ لم يحضرنها في مقابل 29 % فقط من الرجال العراقيين(تبلغ نسبة دلالة إحصائية لجميع فروق مستوى 0/01).كما تعتبر الدروس الدينية واحدة من الأشكال الآخرى للممارسة الدينية الجماعية، وهي الأخرى أيضًا أكثر شيوعًا في إيران - حيث أشار ما لا يتعدى ال 20% فقط من المستطلعين بأنهم لم يحضروا هذه الدروس الدينية - ممّا في العراق، حيث قال 57 % من المستطلعين إنّهم لم يحضروا قط هذه الدروس الدينية (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وفي حين أن الفجوة بين الجنسين أقل وضوحًا، ظلت النساء الإيرانيات أقلّ عرضة من الرجال الإيرانيين لعدم حضور الدروس الدينية أبدًا (16% مقابل 22 % على التوالي، يبلع مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، أما هذه العلاقة فهي معكوسة عند العراقيين من النساء والرجال (63 % مقابل 51% ، على التوالي، يبلع مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

أما بالنسبة إلى ممارسة الشعائر الدينية غير الجماعية تفوقت المرأة العراقية والإيرانية على نظرائهنّ من الذكور. وفي حين كانت أرجحية الرجال والنساء في كلا البلدين لأداء الصلاة بشكل يومي بالقدر نفسه ظلّت النساء أكثر عرضة لمشاهدة البرامج الدينية وقراءة القرآن أو الدعاء، على الرغم من التفاوت ما بين الجنسين في ما خص نسبة الأميّة. على وجه التحديد، تشاهد 55 % من النساء الإيرانيات البرامج الدينية يوميًا، في مقابل 42 % من الرجال الإيرانيين. كما تشاهد 50% النساء من العراقيات هذه البرامج بشكل يومي، في مقابل 40% من الرجال العراقيين. فضلاً على ذلك تقرأ 68% من النساء الإيرانيات القرآن أو الدعاء يوميًا، في مقابل 60 % من الرجال الإيرانيين . أما النساء العراقيات فتقرأن 69% منهن القرآن أو الدعاء يوميًا، في مقابل 58% من الرجال العراقيين يبلغ مستوى دلالة إحصائية لكل الفروق 0.01).

في حين أنّ نسبة عدم الإجابة لدى النساء ظلت أعلى ممّا هي عليه لدى الرجال،

ص: 142

كما هي الحال مع بقية جوانب المسح، فإن الفجوة بين الذكور والإناث بالنسبة إلى عدم الإجابة كانت أقل أهمية مما كانت عليه في جوانب أخرى من المسح، وهو ما يشير إلى مدى الراحة التي شعر بها المشاركون من الذكور والإناث عند مناقشة جانب التدين لديهم في خلال هذا الحدث الديني. وبالنسبة إلى الإيرانيين ممن شملهم المسح ، تراوحت نسبة عدم الإجابة بين 2/1% و 2/7% لدى الرجال و 4/1% و 5/3% لدى النساء، أما المستطلعين العراقيين، فقد تراوحت نسبة عدم الإجابة بين 0/3 %و0/5 % لدى الرجال وبين 13 %و1/9 % لدى النساء.

السفر إلى مواقع الزيارات الأخرى

وجدنا أنه سبق لأغلب الزائرين أن سافروا إلى مراقد أخرى للزيارة، بحيث زارت الأكثرية منهم مراقد الزيارة القريبة من المناطق التي تنحدر منها. علمًا بأنّ نسبة قليلة من المستطلعين قد ذهبوا لأداء فريضة الحجّ.

كان المستطلعون من العراقيين والإيرانيين أكثر عرضة للسفر إلى مراقد الزيارة الواقعة ضمن بلديهم على التوالي،وهو ما يشير إلى أهمية الزيارة باعتبارها تجربة دينية مشتركة.

وجدنا أنّ 96 % من المستطلعين العراقيين قد سبق لهم أن سافروا إلى كربلاء من قبل،أضف أنّ أغلبهم قد سبق له أن أدى زيارة الأربعين.بل إنّ 80 % منهم قد سبق له أن أدّى الزيارة أيضًا في مناسبات أخرى،بما في ذلك 62 % أدّوا الزيارة الشعبانية و 40 % منهم زيارة عاشوراء. كما وكانوا أكثر عرضة لأداء الزيارات الأخرى إلى مراقد الأئمة في العراق بما في ذلك منطقة الكاظمية الواقعة في بغداد (81%)، فضلاً عن النجف (96 %)، وسامراء (60%) الواقعتين في العراق. علمًا بأن حوالى 30% المستطلعين العراقيين قد سبق لهم أيضًا أن زاروا المراقد في إيران، في مدينتي مشهد وقم على سبيل المثال.

ص: 143

الرسم السابع والعشرون

الزيارات السابقة إلى كربلاء:

الصورة

الزیارات الأخری:

الصورة

ص: 144

ومن جانبهم،كان الإيرانيون أقلّ عرضة لزيارة كربلاء من قبل، إذ سبق ل 50 % منهم أن أدّى زيارة الأربعين من قبل،و 26% في المناسبات الأخرى، و 10 %زيارة عاشوراء، و 5 % فقط أدوا الزيارة الشعبانية.إلا أنّهم كانوا أكثر عرضة بكثير لزيارة مراقد الزيارة الآخرى الواقعة ضمن إيران،على سبيل مشهد (83 %) وقم (%83)، وأقلّ عرضة بشكل ملحوظ لزيارة مواقع الزيارة البعيدة جدًا.

في الواقع،عن الرغم من أهميّة فريضة الحج في الإسلام، أشار ما لا يزيد على %4 من العراقيين و 13% من الإيرانيين إلى أنه سبق لهم أن أدوا فريضة الحجّ. وهو ما يشير إلى المزيد من الأهمية التي يوليها المتديّون الشيعة في إيران والعراق لمواقع الزيارة على سبيل كربلاء.

أما نسبة عدم الإجابة عن هذه الأسئلة فقد ظلّت في إطار المتوسّط،إذ تراوحت ما بین 8/4 % و 13/5% لدى النساء الإيرانيات،وبين 4/3% و 6/5 لدى الرجال الإيرانيين،%1/5 و 2/3% لدى النساء العراقيات،وبين %0/9 و 3/2% لدى الرجال العراقيين.

علمًا بأنّ السبب الأكثر شيوعًا للقدوم إلى هذه الزيارة هو الواجب الديني (40- %45 ممّن شملهم الاستطلاع من الإيرانيين والعراقيين).على أنّ النساء الإيرانيات كن أكثر عرضة للحضور لأسباب أخرى(يبلع مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، وعلى رأسها القدوم لشكر الإمام (19%) ، ولأنهنّ يستمتعن بهذه المناسبات الدينية (35 %). في هذا المجال كانت نسبة عدم الإجابة منخفضة، بحيث بلغت 2 % لدى الرجال الإيرانيين،و 4/5% لدى النساء الإيرانيات و 0/2% لدى الرجال العراقيين،و 0/7% لدى النساء العراقيات.

إضافة إلى أنّنا،نجد أنّ أغلبية المستطلعين قد قدموا إلى الزيارة برفقة عائلتهم، وإن كانت هذه الظاهرة أكثر تجليا لدى العراقيين (80%) ممّا لدى الإيرانيين(47 % ، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).فالنسبة إلى الإيرانيين، فقد كانوا أكثر عرضة للقدوم إلى الزيارة برفقة الأصدقاء (40%) ممّا عليه العراقيون (35 %، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). وفي الغالب لم يكن الزائرين الإيرانيين

ص: 145

الذين قدموا إلى الزيارة مع العائلة أو الأصدقاء جزءًا من مجموعة سفر كبيرة؛ علمًا بأنه جرى تدوين هذه الإجابة عن أنّها من ضمن«العائلة» أو «الأصدقاء»، أما بالنسبة إلى المسافرين فرادى ضمن مجموعة سفر كبيرة فقد جرى تدوينهم ضمن«مجموعة سفر».

الرسم الثامن والعشرون

السبب من وراء الزيارة

الصورة

ص: 146

الصورة

ص: 147

6-التقليد

إضاءات

تشير الإجابات إلى أنّ التقليد، وهو فعل اتباع الفتاوى والقواعد بحسب ما يؤوّلها بعض كبار رجال الدين في الشأن الروحي والديني، لا يزال يُعتبر جزءًا مهمًا من الحياة السياسية والدينية في كلّ من إيران والعراق.

أشار أغلب الإيرانيين إلى أنّهم يقلّدون القائد الأعلى السيد علي الخامنئي (60/4%من الإيرانيين)، في حين أشار أغلب العراقيين إلى أنّهم يقلّدون السيد علي السيستاني (80/3%من العراقيين).

الخلفية

تتضمن العقيدة الشيعية مفهوم حلّ المسائل من خلال اللجوء إلى الحكم المستقل المعروف باسم الاجتهاد.(1)علماً بأن المؤمنين الشيعة من عامة لا يتسنّى لهم أن يكتسبوا الخبرة التي تخوّلهم ممّارسة الاجتهاد بأنفسهم،وبالتالي نجدهم يلجؤون إلى علماء الدين المتبحرين والمتعارف عليهم باسم المراجع من أجل الحصول على الإرشاد من خلال ممّارسة تقليد هذا المرجع أو ذاك.فكل من هؤلاء المراجع لديه مجموعة من الأحكام التي تُعنى بجميع جوانب الحياة اليومية والمنظمة في ما يُطلق عليه اسم الرسالة.وبالتالي فإنّ اختيار الفرد لمرجع التقليد هو خيار شخصي لا يخلو من اعتبارات الهوية ومستوى التعليم والسنّ وغيرها من العوامل الاجتماعية والسياسية.(2)

ص: 148


1- محمد حسين طبطبائي Shiite Islam الإسلام الشيعي، ترجمة س. ح. نصر (1975). مطبوعات جامعة ولاية نيويورك، ص. ص. 11 - 12. ورد أيضًا في أوغستوس ريتشارد نورتون، النجف: نهضته باعتباره مركزاً دينيًا وحوزيًا»ميدل إيست بوليسي کاونسل ، ربيع 2011 المجلد 18، الرقم 1.
2- «أعرف بعض العائلات في لبنان حيث الزوج يقلد أحد المراجع في حين أن الزوجة تقلّد مرجعاً آخر، حتّى إن الأبناء المراهقين قد يقلدون مرجعاً ثالثاً ورد في أوغستوس ريتشارد نورتون، النجف نهضته باعتباره مركزاً دينيًا وحوزيًا ميدل إيست بوليسي کاونسل ، ربيع ،2011 المجلد 18، الرقم 1.

في العراق، يُعتبر كلّ من آية اللّه العظمى علي السيستاني وآية اللّه العظمى محمد سعيد الحكيم وآية اللّه العظمى بشير حسين النجفي وآية اللّه العظمى إسحاق الفياض كبار الفقهاء الشيعة الأربعة ومعًا يشكّلون المؤسسة الدينية العليا في العراق المعروفة باسم المرجعية. إشارةً إلى أنّ الفتاوى التي يصدرونها ذات أهمية كبرى في تزويد مقلديهم من الشيعة بالأجوبة والإرشاد الديني.(1)علماً بأنّ جميعهم مرتبط بالحوزة العلمية، أو المؤسسة التعليمية،الإسلامية الواقعة في مدينة النجف التي تعتبر المؤسسة الدينية الكبرى في العراق والتي تُقارن بمدينة قم في إيران.(2)وتعتبر كلّ من هذه المؤسسات بمثابة المعاهد اللا مركزية بحيث يتبع لها ما يفوق العشرين مدرسة على رأس كلّ منها أحد كبار رجال الدين الذي يحظى بالمكانة العالية احترامًا المعرفته الدينية من الناحية المادية، لا تحظى الحوزة بالميزانية الرسمية بل هي تقوم على أموال الخمس والزكاة والهبات . (3)

مع الإشارة إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة تشير إلى حجم مقلّدي كلّ من المراجع، ولكن بالمجمل يمكن القول إنّ آية اللّه السيستاني هو الذي يحظى بأعلى نسبة من الأموال الشرعية من مقلديه مقارنة بما يحصل عليه غيره من المراجع في العراق،وهي إشارة واضحة إلى حجم الشعبية التي يحظى بها.(4)وبالتالي يمكن القول إنّه الأول من بين نظرائه في الحوزة العلمية في النجف(5). بالمقابل، تبرز في إيران بعض

ص: 149


1- للاطلاع على المزيد راجع أوغستوس ريتشارد نورتون النجف:نهضته باعتباره مركزا دينيا وحوزيًا» ميدل إيست بوليسي كاونسل ربيع 2011، المجلد 18، الرقم 1.
2- يُستخدم مصطلح الحوزة في العادة للإشارة إلى المدرسة الدينية ولكن عندما يكون في سياق الحديث عن النجف في العراق أو قم فى إيران، فهو يدلّ على المؤسسات التربوية التي تعتبر بمثابة الجامعات.
3- نقاش، بيتزاك، شيعة العراق. نيو جيرسي.منشورات جامعة برينستون، 1994، ص. ص. 242 - 254؛ أوغستوس ريتشارد نورتون،النجف:نهضته باعتباره مركزاً دينيًا وحوزيًا»ميدل إيست بوليسي كاونسل، ربيع 2011 ، المجلد 18 ، الرقم 1
4- علي علاوي، The Occupation of Iraq: Winning the War/ Losing the Peace (إحتلال العراق :ربح الحرب وخسارة السلام)،(منشزرات جامعة بيال، 2007)، ص. 311.
5- للاطلاع على المزيد راجع:ناثانيال رابكين ،(التحدي العراقي الشيعي في وجه ملالي إيران)، ميدلّ إيست ،کوارتلي شتاء 2014، المجلد 21: الرقم 1.

الأرقام التي تشير إلى أنّ القائد الأعلى علي الخامنئي هو الذي يحظى بأكبر عدد من المقلدين.

إبّان الغزو الأمريكي في العراق، بات واضحًا للعيان مدى قدرة هذين المرجعين على التأثير في الساحة السياسية. إلا أنّ مؤيدي الغزو الأمريكي قللوا من أهمية درجة التدين التي يتمتع بها الشيعة ومدى تأثير المراجع فيهم. وهنا نخصّ تأثير السيستاني الذي تجلّت معالمه في العديد من المناسبات،بما في ذلك الفتوى التي أطلقها التي كانت تدعو إلى إجراء الانتخابات عامّة في شهر حزيران من عام 2003 ،عدا عن فتوى تشكيل هيئات تعبئة شعبية لتأليف القوات لمحاربة تنظيم داعش في شهر حزيران من عام 2014.

من جانبها، نجد أن المرجعية تقبل بالحكم الديني في إيران، حيث الدين والسياسة ينصهران، ولكنّها مع ذلك لا توافق على اعتماد نموذج مؤسّسة المرشد الأعلى للحكم في العراق.(1)وعوضًا عن ذلك نجدها تمارس السلطة السياسية من خلال لعب الدور الاستشاري مع السياسيين ومن خلال تقديم التوجيهات لجهة تفسير القانون .(2)ربما يتعالى آيات اللّه العظمى فوق السياسة الحزبية، ولكننا نلحظ أنّ غيرهم من كبار رجال الدين في العراق ينخرطون في العمل السياسي المباشر. وعلى الرغم من الروابط المؤسساتية التي تجمعهم، نجد أنّ رجال الدين لا يتشاركون دائماً الخطاب الواحد؛ إذ ثمة العديد من الأصوات المتباينة في ما بينهم والتي لكلّ منها التأثير المتفاوت على الديناميات السياسية الأساسية بالتالي، وعلى الرغم من انعدام الحكم الديني على الطريقة الإيرانية، تبقى قضية الفصل بين السلطات قضية بارزة في العراق المعاصر .

وفي إطار الزيارة، تُعتبر المرجعية بمثابة الدولة داخل الدولة، إذ يشير القانون رقم 19 تحت عنوان « قانون ادارة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة»

ص: 150


1- مهدي خلجي، The Iranian lergy's Silence (صمت المؤسسة الدينية الإيرانية)، كورينت تراندز إن إسلامست أيديولوجي، 12 تموز 2010
2- للاطلاع على المزيد راجع أوغستوس ريتشارد نورتون،النجف:نهضته باعتباره مركزا دينيًا وحوزيًا» ميدل إيست بوليسي كاونسل،ربيع 2011، المجلد 18، الرقم 1.

(مُرّر في عام 2005 )إلى تعيين مراقبين على العتبات المقدّسة في العراق يحظون بموافقة المرجعية.(1)علماً بأنّ هؤلاء المراقبين يطلعون عن كثب على شؤون الزيارة ويصدرون التعليمات حول الشعائر الممّارسة إلى جانب تعليمات حفظ السلامة والنظافة العامة والأمن.(2)ومنذ استعادة نشاط الزيارة على إثر سقوط نظام صدام حسين في عام 2003،بات التأثير الإيراني في اطّراد على العراق إلى جانب جذب رجال الدين العراقيين المزيد من الزائرين الإيرانيين، وهو ما يشير إلى قوة هذه الزيارة في التشجيع على الوحدة الشيعية.

مراجع التقليد

أشارت الأكثرية العظمى من المستطلعين إلى أنهم يقلدون ويؤدّون أموال الخمس والأموال الشرعية للسيستاني (العراق) أو الخامنئي (إيران).

أشار 60% من الإيرانيين إلى أنّهم يقلدون الخامنئي، القائد الأعلى في إيران، في حین أنّ 20% يقلدون الشيرازي و 15 %آخرين يقلدون السيستاني.في المقابل أشار 80 %من العراقيين إلى أنّهم يقلدون السيستاني مع وجود نسبة قليلة منهم يقلّدون الصدر.علمًا بأنّ دفع الأموال الشرعية جاء متوازيًا بشكل شبه تامّ مع مرجع التقليد لكلّ فرد.

نكاد نستطيع الإجماع على أنّ تقليد الخامنئي في إطار الإيرانيين يأتي متناسقًا من جهة السنّ ومستوى الدخل. علمًا بأنّ الرجال كانوا أقلّ بقليل عرضة من النساء للقول بأنّهم يقلدون الخامنئي (41% لدى الرجال في مقابل 42 % لدى النساء، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01). أما إذا ما أجرينا مقارنة من وجهة العوامل الأخرى، نجد أنّ المستطلعين من الحاصلين على التعليم الابتدائي كانوا أكثر عرضة بقليل

ص: 151


1- القانون رقم 19 المادة رقم 4،قانون الحكومة المحلية، 2005.
2- للاطلاع على المزيد راجع:ناثانيال رابكين،(التحدي العراقي الشيعي في وجه ملالي إيران)، ميدلّ إيست كوارتلي شتاء 2014 ،المجلد :21 : الرقم 1.

للقول إنّهم يقلدون الخامنئي من أولئك الذين لم يحصلوا على التعليم مطلقاً (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).

الرسم التاسع والعشرون

الصورة

ص: 152

الصورة

ص: 153

علماً أن 80% من العراقيين و 15% من الإيرانيين يقلدون السيستاني. على أنّه من إطار العراقيين نجد أن دعم السيستاني يأتي أكثر تناسقًا لجهة الجنس ومستوى الدخل والتعليم ودرجة التدين، علماً أنّ الهوة الأكبر كانت على مستوى السنّ،حيث وجدنا أن 79% من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و30 عامًا يقلّدون السيستاني في مقابل 87% من أولئك الذين يفوق سنّهم ال50 عامًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).

وفي حين أنّ تقليد السيستاني كان أقلّ انتشارًا في إيران، فقد حلّ ثالثًا ضمن المراجع الثلاثة الأكثر تقليدًا بعد الخامنئي،وبنسبة قريبة جدًا من الثاني،آية اللّه الشيرازي. علمًا بأنّ الأرقام تشير إلى أنّ النساء الإيرانيات كن أكثر عرضة لتقليد السيستاني(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 فقط)كما كان أكثر عرضة لدفع أموال الخمس (الدلالة الإحصائية نفسها مع المستطلعين ممن أنهوا التعليم الابتدائي وأولئك الذين وصلوا إلى المرحلة الجامعية كما يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/1).

بالنسبة إلى الإيرانيين نجد أنّ 22 % منهم يدفعون أموال الخمس للخامنئي،في حين أنّ 11 % منهم يدفعونها للسيستاني و9% للشيرازي. أمّا العراقيون، ف 46 % منهم يدفع أموال الخمس للسيستاني في حين أن 4 % يدفعونها للصدر. في إيران نلاحظ أنّ الأشخاص الأكثر ثراءً والأكثر تعلّما والأكبر سنًا كانوا أكثر عرضة لدفع أموال الخمس للخامنئي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، في حين أنّ في العراق نجد أن المستطلعين الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة أيضًا ممّن هم أفقر لدفع أموال الخمس (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). وفي العراق أيضًا، كان المستطلعون متوسطو السنّ أكثر عرضة ممّن هم بين سن ال 18 وال 30 لدفع أموال الخمس(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). كما أن الرجال في العراق أقلّ عرضة من النساء العراقيات للقول إنّهم يدفعون أموال الخمس(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

ص: 154

بالنسبة إلى التقليد،بلغت نسبة عدم الإجابة 7 % لدى النساء العراقيات في حين أنها بلغت 5% لدى الرجال العراقيين. إلا أنّ هذه النسبة كانت أعلى بشكل ملحوظ بین الإيرانيين،إذ بلغت 19% لدى النساء و 17% لدى الرجال. بالنسبة إلى دفع أموال الخمس، جاءت نسبة عدم الإجابة من بين النسب الأعلى لهذه العينة إذ بلغت %52 لدى الرجال العراقيين و 65% لدى النساء العراقيات،كما بلغت 48 % لدى الرجال الإيرانيين و 50% لدى النساء الإيرانيات. علماً بأنّنا لم نستطع ملاحظة أيّ نمط ديموغرافي لتوزّع نسب عدم الإجابة استنادًا إلى مختلف المناطق التي قدم منها المستطلعون ودرجة التدين والتعليم ومستوى الدخل. إذ استطعنا أن نلحظ أنّ أولئك الذين امتنعوا عن الإجابة عن هذا السؤال كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا من ضمن مستخدمي الإنترنت. ما من شك بأن ثمة نوعاً من التحيّز في هذه النتائج التي وصلنا إليها استنادًا إلى عدم الإجابة - كان الأشخاص الذين يقلدون أو يدفعون أموال الخمس لرجال الدين الأقلّ عرضة للتقبل اجتماعيًا، أو أولئك الذين لا يدفعون الخمس أصلاً أقلّ ميلاً للإجابة.

الصورة

ص: 155

الصورة

ص: 156

الصورة

ص: 157

هل من الواجب تقليد أحد المراجع ؟

وافق جميع المستطلعين تقريبًا على إلزامية تقليد أحد المراجع.

ذكر 90% من المستطلعين في المسح أنّه من الواجب أن يكون للفرد مرجع يقلده،أي أحد كبار آيات اللّه الذي يتبعه الفرد للحصول على الإرشاد في الأمور الروحية والدينية. على أنّ هذه النتيجة كانت ثابتة في كلّ من إيران والعراق مع عدم وجود فرق في الدلالة الإحصائية بين البلدين.

الرسم الواحد والثلاثون

إلزامية التقليد

الصورة

علماً بأنّ 73 % من الإيرانيين الذين يتمتعون بأعلى مستويات الاستقرار لناحية الدخل يوافقون بشدّة على إلزاميّة التقليد، في مقابل 62% من المنتمين إلى الشريحة الأدنى(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).كما نلحظ وجود علاقة منحنية بين

ص: 158

التعليم والاعتقاد بأهمية التقليد،إذ يوافق 68 % من المستطلعين من الحاصلين على التعليم الثانوي،أو الجامعي، أو أيّ مستوى تعليمیّ بشدّة على إلزامية التقليد في مقابل 79% من أولئك الذين حصلوا على التعليم الابتدائي أو المتوسّط (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 و 0/05 على التوالي). جاءت نسبة عدم الإجابة لدى الإيرانيين فوق المتوسّط ولكنها ليست منحازة جنسانياً،إذ بلغت 11% لدى الرجال و 11/4% لدى النساء.

بالنسبة إلى العراقيين،كان الذكور أقلّ عرضة للاعتقاد بإلزامية التقليد(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).(1)علماً بأن 69% من المستطلعين الحاصلين على تعليم الابتدائي يرون أن التقليد واجب، في مقابل 62 % من أولئك غير المتعلمين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). جاءت نسبة عدم الإجابة عن الرجال العراقيين منخفضة إذ بلغت 2/8% ولكنّها كانت مرتفعة لدى النساء إذ بلغت 8/7 % .

ص: 159


1- كانت مستويات الدعم المطلقة بين الرجال والنساء العراقيين مماثلة، إذ أشار 65 % من النساء و 66% من الرجال إلى«الموافقة بشدة»على هذا الرأي. وبمجرد ضبط العوامل الأخرى في الانحدار يصبح هذا الاختلاف ذا دلالة إحصائية.

الصورة

ص: 160

إلى أي مدى ترى رسالة المرجع مهمة في تطبيق الدين على حياتك اليومية؟

ترى الأغلبية من ضمن الإيرانيين والعراقيين على السواء أهمية رسالة المرجع في ممّارسة شؤون الحياة اليومية.

أشار 80 في المائة من العراقيين و 75 في المائة من الإيرانيين إلى أنّ رسالة المجتهد مهمة جدًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

الرسم الثاني والثلاثون

أهمية رسالة المجتهد

الصورة

علمًا بأنّ 75 % من الرجال الايرانيين قد اتفقوا على أهميّة رسالة المجتهد مقارنةً مع %85 من النساء الإيرانيات (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). على أنّ

ص: 161

المستطلعين الأصغر سنًا كانوا نسبيًا أقلّ عرضة لاعتبار رسالة المجتهد على أنّها مهمّة جدًا،إذ أشار إلى ذلك 72 % من الذين تتراوح أعمارهم بين ال 18 عاماً وال 30 عامًا و 79% من الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 31 وال 50 عامًا، و88 % من الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/1 على التوالي). أما نسبة عدم الاجابة لدى الإيرانيين فقد جاءت أدنى من المتوسّط، وذلك على عكس الأسئلة الأخرى في حين أن عدم الاجابة لدى النساء ظلّت أدنى بكثر من الرجال، إذ بلغت 3/2% في مقابل 5/6%.

إشارة إلى أن 92% من العراقيين الذين ينتمون إلى الفئة الأكثر ثراءً ذات الاستقرار في الدخل أشاروا إلى أنّ رسالة المجتهد مهمّة جداً،في مقابل 88%من الذين تنخفض لديهم نسبة الاستقرار في الدخل(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). ولكن من ناحية أخرى نلحظ أن المستوى التعليمي مقرون بتراجع الموافقة على هذه المقولة : إذ يرى ما لا يزيد على 64% من المستطلعين من الواصلين إلى التعليم الجامعي أنّ رسالة المجتهد مهمة جدًا،في مقابل 95% من المستطلعين غير المتعلمين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).على أن نسبة عدم الإجابة لدى العراقيين جاءت أقلّ من المتوسّط،حيث بلغت لدى النساء 0/45% في مقابل 0/77% لدى الرجال.

ص: 162

الصورة

ص: 163

هل یمکنک الاعتمائ علی المرجع من أجل اتخاذ القرارات المناسبة فی الشوون من دون الحاجة الی تقییم الأحکام بنفسک؟

يرى أغلب الأشخاص أنّهم ليسوا بحاجة إلى أن يقيموا بأنفسهم الأحكام التي يصدرها المرجع.

يعتمد أكثر من 80 % من الأفراد الذين شملتهم العينة فقط على التوجيهات التي يصدرها المرجع عند اتخاذ القرارات في الشأن الديني، وهو ما يسلّط الضوء على أهمية رجال الدين في إملاء ممّارسة الشعائر الدينية. علمًا بأنّ الإيرانيين أكثر عرضة للقول إنّه لا بدّ من تقييم الأحكام التي يصدرها المرجع بأنفسهم،إذ يعارض 23 % منهم السؤال المطروح مقارنةً مع 10 % فقط من العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ).

علمًا بأنّ 43 % من الرجال الإيراني ني فقط يوافقون بشدة على هذا الرأي،بالمقارنة مع 55 % من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01 ).في حین أنّ الإيراني ني الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة لتقبل التوجيه الديني. بحيث نجد أنّ 37 % من المستطلعين الذين يعانون «صعوبة كبيرة»في تلبية احتياجاتهم المادية يوافقون بشدة علی هذا الرأي، خلافًا ل 44 %من المشاركين الذين يواجهون «بعض الصعوبات »، و 47 % ممّن لا يواجهون أي «صعوبة تذُكر »،و 59 % من أولئك الذين لديهم مقدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/1و0/05 علی التوالي).علمًا بأننا لحظنا وجودعلاقة منحنية بين التعليم والاعتقاد بوجوب الاعتماد على المرجع، حيث أفاد 47 % من المستطلعين من غیر المتعلّمین أبدًا إلى أنّه في وسعهم الاعتماد علی المرجع وحده، في مقابل 54 % من المستطلعين الحاصلين علی التعليم المتوسّط(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، و 42 % من الحاصلین على التعليم الجامعي أو ما فوق(ما من دلالة إحصائية بالمقارنة مع العلاقة

ص: 164

المنحية). وصولاً إلى نسبة عدم الإجابة، فقد كانت لدى الإيرانيین أعلى من المتوسّط بقليل، إذ بلغت 13/1 % لدى الرجال و 13/8 % لدى النساء.

من جانبهم، كان الرجال العراقيون أقل عرضة من النساء للقول إنّه يمكن الاعتماد فقط على الفتاوى التي يصدرها المرجع(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).(1)وهو ما يوافق عليه بشدة 50 % من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 18 وال 30 ، مقارنة مع 55 % الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 31 وال 5 0 و 59 % ممّن هم فوق سن ال 50 (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 و 0/05 على التوالي).

علمًا بأن نسبة عدم الإجابة قد اختلفت بشكل ملحوظ بين الجنسين، إذ لم تتعدَّ حيّز 2/4 % لدى الرجال في حين أنّها وصلت حدّ 10/2 % لدى النساء.

الرسم الثالث والثلاثون

الاعتماد على قرارات المرجع

الصورة

ص: 165


1- يظلّ الفرق المطلق ضيقًا، حيث يوافق بشدّة على هذة المقولة % 55 من النساء و% 54 من الرجال.ومع ذلك فإن هذا الفرق لا يخلو من الدلالة الإحصائية بمجرد أن نقارنه بالعوامل أخرى في الإنحدار مثل التعليم والسنّ.

الصورة

ص: 166

في العادة من أين تحصل عى المستجدات حول الفتاوى التييصدرها المرجع الذي تقلده؟

نظرًا إلى ارتفاع انتشار ممّارسة الشعائر الدينية جماعيًا في إيران،كان الإيرانيون أكثر عرضة للحصول على هذا النوع من المعلومات حول مرجع التقليد من المسجد في حين أنّ العراقيين يحصلون عليها من العائلة والأصدقاء.

الرسم الرابع والثلاثون

مصدر الحصول على الفتاوى الجديدة

الصورة

بعد مراقبة النتائج نجد أنّ الإيرانيين هم أكثر عرضة للاطلاع على الفتاوى الجديدة التي يصدرها مرجع التقليد من المسجد في حين أنّ العراقيين يحصلون على هذه المعلومات من العائلة والأصدقاء.ترتبط هذه النتائج بالنتائج السابقة التي تتعلق بالفرق بين كلّ من العراقيين والإيرانيين في ممّارسة الشعائر ذات الطابع الجماعي

ص: 167

التي تحصل داخل المسجد. كما أن هذه النتائج قد تعكس أيضًا تأثير سنوات الاضطراب التي عاناها العراق والتي استطاعت أن تمزّق الهيكل المجتمعي الذي كان قائمًا من قبل والتي أجبرت الأفراد على الاعتماد فقط على الوحدة الأسرية بدلًا من المجتمع كلّه. ومن المثير للاهتمام،أن نجد أنّ 19 % من الإيرانيين و 17 % من

العراقيين يطلعون على الفتاوى الجديدة التي يصدرها مرجع التقليد عبر الانترنت- وهي تقريبًا نسبة الذين يطلعون على هذه الفتاوى من خلال الدروس الدينية نفسها.

علمًا بأنّ الإيرانيين هم أكثر عرضة للاطلاع على فتاوى مرجع التقليد الجديدة من المسجد،( 32 % من الإيرانيين في مقابل 19 % من العراقيين، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).على أنّ العراقيين هم أكثر عرضة للاطلاع على فتاوى مرجع التقليد الجديدة من الأهل والأصدقاء( 24 % من الإيرانيين في مقابل 38 % من العراقيين،يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ). أما التجمعات أو الدروس الدينية فقد كانت أقل شعبية، إذ بلغت 15 % لدى الإيرانيين و 19 % لدى العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أمّا نسبة عدم الإجابة فقد كانت لدى الإيرانيين 8 % للرجال و 13 % للنساء؛ وبالنسبة إلى العراقيين، فقد سجّلت 5 % لدى الرجال و 8 % لدى النساء.

تعدّد مصادر التقليد

تعتقد أغلبية المستطلعين أنّ على الفرد أن يقلّد مرجعًا واحدًا وأنّ عليه التقيّد بجميع فتاويه.

لا يحقّ لك تقليد أكثر من مرجع حيّ واحد.

عندما تقرّر تقليد أحد المراجع، فعليك من التقيّد بجميع فتاويه من دون الرجوع إلى مرجع تقليد آخر.

في العادة، تُلزم التعاليم الشيعية كلّ شخص بتقليد المرجع الأعلم والأكثر اطلاعًا

ص: 168

في أيّ من المواضيع، وعلى الرغم من ذلك وجدنا أنّ مجرد جزء ممّن شملهم المسح من إيرانيين وعراقيين يعتقدون أنّه من الممكن أن يعدلوا في التقليد إلى مرجع آخر أو أن يقلدوا أكثر من مرجع واحد. علمًا بأنّ العراقيين أكثر عرضة من الإيرانيين بكثير للاعتقاد بأنه يمكن للشخص أن يقلد مرجعاً واحداً فقط أو أنّ عليه التقيّد بجميع فتاويه، حيث يوافق مجرد 44 % من الإيرانيين بشدة على أنه يمكن تقليد مرجع واحد فقط، في مقابل 61 % من العراقيين، في حين 48 % فقط من الإيرانيين يوافقون بشدة على أنه يجب على الشخص أن يتقيّد بجميع فتاوى المرجع، في مقابل 59 % من العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية في جميع الحالات 0/01).

يوافق ما لا يزيد على33 % من الذكور الإيرانيين بشدّة على أنّه يمكن تقليد مرجع واحد فقط،في مقابل % 59 من الإناث الإيرانيات،علمًا أنّ الانقسام كبير وجوهري بين الجنسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01).و بالنسبة إلى التقيّد بجميع فتاوى المرجع نلحظ وجود فجوة أصغر بقليل،ولكنها تظل دلالية بين الجنسين إذ يوافق على هذا الرأي 43 % فقط من الرجال الإيرانيين في مقابل 56 % من النساء الإيرانيات. بالنسبة إلى عدم الإجابة فقد كان المستوى لدى الإيرانيين فوق المتوسّط بقليل، إذ سجل 11/5 % لدى الرجال و 12 % لدى النساء بالنسبة إلى مرجع التقليد،في حين بلغ 12/6 % لدى الرجال و 12/5 % لدى النساء بالنسبة إلى التقيّد بجميع الفتاوى.

وعلى غرار الإيرانيين،كان الرجال العراقيون أقلّ عرضة للاعتقاد بأنّه يمكن للشخص أن يقلّد أكثر من مرجع واحد مقارنة مع النساء العراقيات(43 % من الرجال العراقيين وافقوا بشدّة،في مقابل إلى 56 % من النساء العراقيات، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 )، ومع ذلك لم نلحظ وجود فجوة بين الجنسين في الاعتقاد حول ما إذا كان على الشخص أن يتقيّد بجميع فتاوى المرجع أو لا. علمً بأن المستطلعين من الحاصلين على التعليم الجامعي كانوا أقل عرضة للموافقة على أنّه لا بدّ للشخص من التقيّد بجميع فتاوى المرجع، بحيث وافق بشدة على هذا الرأي 40 % منهم فقط في مقابل 59 % من أولئك غير المتعلّمين يبلغ مستوى الدلالة

ص: 169

الإحصائية 0/01 ).جاءت نسبة عدم الإجابة أقلّ من المتوسّط، إذ بلغت 2/7 % لدى النساء و 0/8 % لدى الرجال بالنسبة إلى تعدّد مراجع التقليد، في حين بلغت 2/4 % لدى الرجال في مقابل 8/4 % لدى النساء بالنسبة إلى التقيّد بجميع الفتاوى.وتشيرمستويات عدم الإجابة إلى أنّ هذا سؤال هو أكثر حساسية لدى الإيرانيين ممّا هو لدى العراقيين.

الرسم الخامس والثلاثون

التقید بحمیع الفتاوی

الصورة

تقلید مرجع واحید

الصورة

ص: 170

الصورة

ص: 171

لا بدّ لرجل الدين من أن يطرح رسالته ومن أن يحصل عى موافقة غیره من المراجع لكي يصبح مرجعًا للتقليد

ترى الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين أنه لا بدّ للمرجع من أن تكون لديه رسالة ومن أن يحظى بقبول غيره من المراجع.

الرسم السادس و الثلاثون

احتیاج المرجع إلی الرسالة ورضا المراجع الآخرین

الصورة

على الرغم من انتشار ظاهرة رجال الدين الشيعة المتطرّفين في الآونة الأخيرة،والذين في الغالب لا يحظون برضى رجال دين الآخرين، نجد أن 82 % من الإيرانيين و 93 % من العراقيين يوافقون أو يوافقون بشدة على أنه يجب على رجل الدين أن تكون لديه رسالة وأن يحظى بموافقة المراجع الآخرين لكي يصبح مرجعًا للتقليد

ص: 172

(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). علمً بأنّ نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال جاءت فوق المتوسّط.

بالاطلاع على أراء العراقيين، وجدنا أنّ المستطلعين الأكثر ثراءً كانوا أقل عرضة من المشاركين الأفقر للموافقة على أنّ رجال الدين يحتاج إلى الرسالة وإلى التأييد من غيره(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 و 0/05).(1)كذلك الأمر بالنسبة إلى المستطلعين الحاصلين على التعليم المتوسّط أو الثانوي، إذ كان هؤلاء أيضًا أقل عرضة من أولئك غير المتعلمين على الإطلاق للاعتقاد بأنّ رجل الدين يحتاج إلى الرسالة والتأييد(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/01 على التوالي).

بالنسبة إلى نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد بلغت 13/1 % لدى لنساء الإيرانيات و 13/2 % لدى الرجال الإيرانيين.على أنها كانت أقلّ بالنسبة إلى العراقيين ولكن الفرق بين الجنسين كان واضحًا،حيث بلغت 3 % لدى الرجال و 10 % لدى النساء.

ص: 173


1- تبلغ المستويات المطلقة 64 % من الذين يعانون صعوبة كبيرة يوافقون بشدة، و 64 % من الذين يجدونبعض الصعوبات، و 61 % من أولئك الذين ليست لديهم أي صعوبة تُذكر، و 69 % من أولئك الذين لديهم القدرة على الادّخار يوافقون بشدة

الصورة

ص: 174

التعاليم الدينية

إن الأشخاص الذين ينتمون إلى معتقد ديني آخر لا يتحلّون بالقيم الأخلاقية نفسها التي يتحلّ بها معتقدي الديني.

يميل الإيرانيون أكثر من غيرهم للاعتقاد بأنّ الأشخاص الذين ينتمون إلى معتقد ديني آخر يتمتّعون بقيم أخلاقية أقل منهم.

من الملاحظ أنّ ثمّة فجوة كبيرة بين آراء الإيرانيين والعراقيين حول ما إذا كان«الناس الذين ينتمون إلى عقيدة دينية مختلفة لا يتمتعون بالمستوى الأخلاقي كما أولئك الذين ينتمون إلى معتقدي »، إذ كانت إجابات 40 % من المستطلعين الإيرانيين إما موافقة أو موافقة بشدة على هذا الرأي، خلافًا ل 23 % فقط من المستطلعين

العراقيين(يرتفع مستوى الدلالة الإحصائية حتى يبلغ 0/01).

الرسم السابع والثلاثون

اختلاف المعتقد يؤدي إلى اختلاف القيم الأخلاقية

الصورة

ص: 175

علمًا بأنّ الرجال الإيرانيين كانوا أقل تطرّفاً في هذا الرأي: إذ أشار مجرد 13 %منهم إلى أنّهم يوافقون بشدّة على أنّ الأشخاص الذين ينتمون إلى أديان أخرى ينخفض لديهم مستوى القيم الأخلاقية،في مقابل 37 % من الإناث الإيرانيات.بعد المقارنة مع بعض الأسئلة الأخرى التي تتمحور حول الدين والأخلاق،وجدنا أن اّلإيرانيين الأكثر ثراءً هم أكثر عرضة للموافقة على هذه المقولة إذ إنّ 18 % فقط من المستطلعين الذين يعانون ««الصعوبة الكبيرة » يوافقون بشدة، في مقابل 30 % من أولئك الذين لديهم القدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ).

إنما نجد أنّ المستطلعين من الحاصلين على التعليم كانوا أقلّ عرضة للموافقة على هذا الرأي،حيث يوافق بشدّة على هذه المقولة 29 % من غير المتعلمين و 32 % من أولئك الحاصلين على التعليم الابتدائي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05) أو على التعليم المتوسّط(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 في الحالتين)، في مقابل

مجرد 22 % من أولئك الحاصلين على التعليم الثانوي و 17 % من أولئك الواصلين إلى التعليم الجامعي أو ما فوق.

وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فوق المتوسّط، إذ بلغت 12/9 % لدى الرجال و 15/9 % لدى النساء.

بالنسبة إلى العراقيين لاحظنا أنّ النمط الجنساني قد انعكس، إذ إنّ مجرد 7 % من النساء العراقيات يوافقن على أنّ الأشخاص الذين ينتمون إلى أديان أخرى ينخفض لديهم مستوى القيم الأخلاقية، في مقابل 16 % من الرجال العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وبمجرد المقارنة مع العوامل الأخرى نجد أنّ الأفراد الأكثر تعليمً هم أقل عرضة على نحو متزايد للموافقة، حيث يوافق بشدّة على هذه المقولة 13 % من غير المتعلمين بالمقارنة مع 14 % من أولئك الحاصلين على التعليم الابتدائي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)، و 11 % من أولئك الذين حصلوا على التعليم المتوسّط(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)، و 12 % من الذين أنهوا التعليم الثانوي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)-و 4 % فقط من أولئك الذين

ص: 176

بلغوا التعليم الجامعي (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ). وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال أدنى من المتوسّط، إذ بلغت 2/8 % لدى الرجال و 6/8 % لدى النساء، ممّ يدلّ على أن هذا السؤال كان ذا حساسية أكبر بالنسبة إلى المستطلعين الإيرانيين ممّا هو بالنسبة إلى العراقيين.

الصورة

ص: 177

إنّ المصارف التي تتعاطى الفائدة في معاملاتها تتعارض مع التعاليم الإسلامية

ترى أغلبية المستطلعين أنّ المصارف التي تتعاطى الفائدة في معاملاتها تتعارض مع التعاليم الإسلامية.

الرسم الثامن والثلاثون

الفائدة تخالف التعليم الإسلامية

الصورة

يرى 68 % من الإيرانيين و 70 % من العراقيين أن تعاطي المصارف بالفائدة يتناقض مع تعاليم الإسلام.

ص: 178

وقد كانت نسبة عدم الإجابة لدى الإيرانيين فوق المتوسّط بقليل،حيث بلغت12/4 % لدى الرجال و 15/2 % لدى النساء. علمًا بأننا لم نلحظ وجود أيّ مصدر ذي دلالة إحصائية لعدم التجانس.

علمًا بأنّ العراقيين الأكثر ثراء كانوا أقلّ عرضة بقليل للقول إنّ الفائدة تتناقض مع تعاليم الإسلام،بحيث يوافق بشدة على هذه المقولة 43 % من المستطلعين الذين يواجهون صعوبة كبيرة لتلبية احتياجاتهم على أن الفائدة تناقض تعاليم الإسلام،في مقابل 38 % من الأشخاص الذين لا يعانون أيّ صعوبات تُذكر(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).بالنسبة إلى الأشخاص الأكبر سنًا فقد كانوا أيضا أكثر عرضة لاعتبار الفائدة المصرفية على أنّها تتعارض مع تعاليم الإسلام،حيث يوافق على هذه المقولة 37 % من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 18 وال 30 عامًا في مقابل 42 % من الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 30 وال 50 عامًا و 34 % من الذين يزيد عمرهم على 50 عامًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0.01).وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فوق المتوسّط بقليل،إذ بلغت 5/8 % لدى الرجال و 12/3 % لدى النساء.

ص: 179

الصورة

ص: 180

الدين والسياسة

لا بدّ من أن يكون الدين الركيزة التي تستند إليها جميع القرارات التي تتخذها الحكومة.

يرى أغلب المستطلعين أن لا بدّ من أن يلعب الدين الدور الحاسم في عملية اتخاذ القرارات السياسية.

على الرغم من أنّ أغلبية المستطلعين من الإيرانيين والعراقيين تعتقد أنّ الدين يجب أن يكون الركيزة التي تستند إليها جميع القرارات السياسية،ظل الإيرانيون أكثر تشددًا في هذا المجال:إذ نجد أن 51 % من الإيرانيين يوافقون بشدّة على هذة المقولة المقارنة مع 29 % من العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ).علمًا بأنّ

الرسم التاسع والثلاثون

يجب أن ترتكز قرارات الحكومة على التعاليم الدينية

الصورة

ص: 181

الاختلافات في مستويات الدعم بحسب السنّ ومستوى الدخل،على النحو المبين أدناه،إنّا يضيء على العلاقة الوثيقة التي تربط ما بين الدين والسياسة في إيران أكثر ممّا هي عليه في العراق.

علمًا بأنّنا نلاحظ أنّ 43 % من الرجال الإيرانيين يوافقون بشدة على هذة المقولة مقارنة مع 62 % من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ).على أن المستطلعين الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة لدعم دور الدين في السياسة،حيث أشار55 % من المستطلعين الذين لديهم القدرة على الادّخار إلى أنّهم يوافقون بشدة، في مقابل 44 % فقط من أولئك الذين يواجهون صعوبة كبيرة في توفير احتياجاتهم المالية(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ).كما أنّ مجرد 48 % من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً إلى 30 عامًا يوافقون بشدة،في مقابل 57 % ممّن هم فوق سن الخمسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 ).وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فوق المتوسّط بقليل،إذ بلغت 11/7 % لدى الرجال و 12 % لدى النساء الإيرانيات.

إشارة إلى أنّ العراقيين الأكثر تعليما كانوا أقلّ عرضة للاعتقاد الدين يجب أن يكون الركيزة التي تستند إليها جميع القرارات التي تتخذها الحكومة، بحيث وافق بشدة على هذه المقولة 37 % من غير المتعلمين،في مقابل 33 % من ذوي التعليم الابتدائي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)و 29 % من أولئك الذين حصّلوا

التعليم المتوسّط، و 30 % من الذين أنهوا التعليم الثانوي، و% 15 من أولئك الذين وصلوا إلى مرحلة التعليم الجامعي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية لجميع الفروق 0/05 ). علمًا بأن المستطلعين الأكبر سنًا كانوا أقل عرضة للموافقة بشدّة بنسبة 48 % من الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 18 عاماً وال 30 عامًا،في مقابل 51 % من الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 30 وال 50 ،في مقابل 57 % ممّن هم فوق سنّ الخمسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/01 على التوالي).بلغت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 2/8 % لدى الرجال و 7/2 % لدى النساء.

ص: 182

الصورة

ص: 183

الديمقراطية نظام حكم يتعارض مع تعاليم الإسلام

نجد أنّ ثمّة تفاوتاً ملحوظاً لجهة الاعتقاد بتوافق الديمقراطية مع الإسلام من عدمه.

نلاحظ وجود تفاوت كبير بين كلّ من الإيرانيين والعراقيين على حدة وبينهما على حد سواء حول الاعتقاد بما إذا كانت الديمقراطية هي نظام يتعارض مع تعاليم الإسلام.وعلى الرغم من التجربة الديمقراطية الصاخبة التي استقدمت إلى العراق، نلحظ أن 59 % من العراقيين يعتقدون أنّ الديمقراطية متوافقة مع تعاليم الإسلام، في حين أنّ 40 % فقط من الإيرانيين يوافقونهم الرأي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

الرسم الأربعون

الديمقراطية تناقض الإسلام

الصورة

ص: 184

من جانبهم،يوافق 24% من الرجال الإيرانيين بشدّة على أن الديمقراطية تتناقض مع تعاليم الإسلام، في مقابل 43% من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). كما الحال بالنسبة إلى غيرها من الأسئلة التي تتمحور حول الديمقراطية كانت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال عالية بين الإيرانيين، حيث بلغت 19/2%لدى الرجال و 21/2% لدى النساء.

بالنسبة إلى العراقيين وافق مجرد 7 % منهم من الذين بلغوا التعليم الجامعي بشدة على أنّ الديمقراطية تتناقض مع تعاليم الإسلام،في مقابل 22 % من العراقيين غير المتعلمين على الإطلاق(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).على أنّ 22% ممن هم فوق سنّ الخمسين يوافقون بشدة على هذه المقولة،في مقابل 17% من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و30 عامًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).بالنسبة إلى درجة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كانت في محيط المتوسّط بالنسبة إلى العراقيين ولكن الفرق بين الجنسين كان واضحًا، حيث بلغت 5/6% لدى الرجال و 9/8 % لدى النساء.

ص: 185

الصورة

ص: 186

تعتبر الفتاوى السياسية التي يصدرها المرجع ملزمة بحق المقلد بقدر ما هي الفتاوى الدينية

يعتقد أغلب المستطلعين أن رجال الدين يتمتعون بالتأثير إن في الساحة الدينية أو في الساحة السياسية.

تتفق الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين على أنّ آيات اللّه يمارسون التأثير المستويين السياسي والديني، على الرغم من أن الإيرانيين يؤكدون أكثر هذه الفكرة.وعلى وجه التحديد،نلحظ أن 62 % من الإيرانيين يوافقون بشدّة على أن فتاوى المرجع السياسية ملزمة مثلما هي الفتاوى على الصعيد الدينیّ،بالمقارنة مع 49 % من العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

الرسم الواحد والأربعون

إلزامية الفتاوى السياسية

الصورة

ص: 187

فضلاً عن ذلك،يوافق 57% من الرجال الإيرانيين بشدة على أن الفتاوى السياسية ملزمة بقدر ما هي الفتاوى الدينية،في مقابل 68% من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).على أنّ المستطلعين الأكثر ثراءً هم على نحو متزايد أكثر عرضة للاعتقاد بأن الفتاوى السياسية ملزمة بقدر ما هي الفتاوى الدينية.وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فوق المتوسّط بقليل، إذ بلغت 11/6 % لدى الرجال و 11/9% لدى النساء.

كان العراقيون ممّن يواجهون بعض الصعوبات في تلبية احتياجاتهم أكثر عرضة للموافقة على أنّ الفتاوى السياسية ملزمة بقدر ما هي الفتاوى الدينية(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).(1)على أن مجرّد 30 % من المستطلعين الحاصلين على التعليم الجامعي يوافقون بشدّة على هذه المقولة في مقابل 51 % من غير المتعلمين أبدًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).بالنسبة إلى عدم الإجابة عن هذا السؤال من بين العراقيين فقد كان الفرق بين الجنسين ،واضحًا حيث بلغت النسبة 4/1% لدى الرجال و 10/3 % لدى النساء.

ص: 188


1- يظلّ الفرق المطلق بين أولئك الذين يواجهون بعض الصعوبات في تلبية احتياجاتهم وأولئك الذين يعانون من صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم صغيراً،حيث يبلغ 52 % مقابل 51% على التوالي، ولكنه يصبح ذا دلالة إحصائية بمجرد مقارنته مع العوامل الأخرى.

الصورة

ص: 189

إلى أي مدى يُعتبر دور المرجع مهما في التأثير على الأحداث السياسية في العراق؟

يكاد المستطلعون يُجمعون على الاعتقاد بأنّ المرجعية تلعب الدور الكبير في التأثير في الأحداث السياسية في العراق.

شعر 81 % من الإيرانيين ممّن شملهم المسح و 93 % من المستطلعين العراقيين أنّ المرجعية تمتاز بالدور«المهم جدًا»في توجيه الأحداث السياسية في العراق(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

الرسم الثاني والأربعون

دور المرجعية في العراق

الصورة

ص: 190

على أنّ الإيرانيين الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة لاعتبار أن دور المرجعية في العراق على أنّه مهمّ، إذ أشار 71% من الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتهم إلى أنّ هذا الدور المهمّ جدًا، مقارنة مع 85% من أولئك الذين لديهم القدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).جاءت نسبة عدم الإجابة عن السؤال أقلّ من المتوسط لكنّ الفرق ما بين الجنسين كان واضحًا، حيث بلغت النسبة 2/8 %لدى الرجال و 7/1 % لدى النساء.

علمًا بأنّ العدد الهائل من العراقيين أقروا بأهمية دور المرجعية على الساحة السياسة في العراق.وتحديداً، اعتبر 95% من الرجال العراقيين و91 % من النساء العراقيات أن دور المرجعية على الساحة السياسة مهم جدًا،(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).جاءت نسبة عدم الإجابة عن السؤال منخفضة جداً،حيث بلغت 0/018 % لدى الرجال و 0/84% لدى النساء.

ص: 191

الصورة

ص: 192

تغيير وجهات النظر: الدين

الآن حاول أن تفكّر كيف كان أحد أفراد العائلة من الجيل الأكبر على سبيل والدك، ليجيب على هذه الأسئلة عندما كان في سنّك إلى أي مدى يمكن أن يوافق أو لا يوافق على كلّ من الآراء الواردة أدناه؟

سألنا المشاركين في المسح كيف كان أحد أفراد العائلة من الجيل الأكبر سنًا ليجيب عن الأسئلة الدينية نفسها.

في المتوسط، ذكر العراقيون أن آباؤهم كانوا أكثر تحفظاً بعض الشيء مما هم عليه

الرسم الثالث والأربعون

الدين والجيل الأكبر سناً

الصورة

ص: 193

في جميع المسائل إلّا في ما خصّ الفتاوى السياسية. بالنسبة للسؤال على الفتاوى السياسية، كانوا يقولون بأن والديهم كانوا فعلاً أقلّ عرضة للتقيّد بالفتاوى السياسية،وربمّا هو ما يدلّ على الأهمية المتزايدة التي ما فتئت المرجعية تكسبها باعتبارها قوة سياسية منذ عهد ما بعد صدام.من ناحية أخرى،نلحظ أن الإيرانيين يميلون إلى الاعتقاد بأنّ آباءهم كانوا أقلّ تحفظاً ممّا هم أنفسهم عليه في جميع المسائل باستثناء السؤال المتعلق بإلزامية أن يكون للفرد مرجع للتقليد(وقد أجابوا عن هذا السؤال بأن رأي الأباء كان موازيًا لرأيهم)،وربما يكون هذا الرأي انعكاسًا للحقبة التي عاشها آباؤهم، أي السنوات التي قضوها في ظلّ حكم الشاه وقبل الثورة الإيرانية.

علماً بأنّ نسبة عدم الإجابة كانت عالية جدًا على هذا النوع من الأسئلة لدى من الإيرانيين والعراقيين، بحيث تراوحت نسبة عدم الإجابة لدى الايرانيين ما بين 33/5 % و 35/1% ، في حين أنّها جاءت أعلى لدى العراقيين، إذ تراوحت ما بين 44/9 % و 46/3 %. على أن نسبة من أجابوا ب«لا أعرف» في هذا القسم كانت ذات معدل أعلى بكثير، بدلاً من عدم الإجابة أساسًا- وهو ما يشير إلى أن هذا المستوى العالي من عدم الإجابة يعود في المقام الأول إلى النقص في معرفة أراء الوالدين عندما كانوا أصغر سنًا أو عدم الراحة تجاه افتراض الدراية أيّ من هذه المواضيع.

ص: 194

7-قضايا الجنسين وشؤون المرأة

إضاءات

يعتقد ثلاثة أرباع المستطلعين من العراقيين والإيرانيين أنه يجب أن تتمتّع المرأة بالحقوق نفسها والفرص المتاحة أمام الرجال، كما عتقد 60 % من الإيرانيين و 63 % من العراقيين أن التعليم الجامعي يؤدي القدر نفسه من الأهمية بالنسبة للرجال والنساء(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). على أنّ جميع المستطلعين تقريبًا يعتقدون أنّ المرأة يجب أن تكون قادرة على اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج به، حيث وافق على هذه المقولة ما نسبته 95% من الإيرانيين و 90 % من العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

إنما نلحظ أنّ المشاركين من الذكور والإناث كانوا أقلّ ليبرالية تّجاه المواضيع ذات الشأن ببنية الأسرة. إذ إنّ أكثر من 75% من الإيرانيين والعراقيين يعتقدون أنه عندما تعمل الأم مقابل أجر ، يعاني أطفالها بسبب غيابها. على أن ما يقرب من جميع المستطلعين يعتقدون أن المرأة المتزوجة تحتاج إلى إذن من زوجها إذا ما رغبت في العمل خارج المنزل(96 % من الإيرانيين و 95 % من العراقيين)، في أنّ العراقيين كانوا أكثر تحرّراً من نظرائهم الإيرانيين في معتقداتهم حول حقّ المرأة في العمل، حيث وافق على هذا الحقّ 64 % من العراقيين في مقابل 43 %فقط من الإيرانيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

في المجال السياسي،تبنّى المستطلعون وجهات النظر الجنسانية المحافظة.إذ يعتقد أكثر من75%من المستطلعين أنّ الرجال يشكّلون قادة سياسيين أفضل من النساء.

باستثناء السؤال المتعلق بحاجة المرأة المتزوجة إلى إذن من زوجها إذا ما

ص: 195

رغبت في العمل،كان الرجال أكثر عرضة بكثير لإبداء الآراء الأكثر تحفظاً-وهو ما يخلق الفجوة الجنسانية لجهة تبنّي وجهات النظر المحافظة التي تراوحت ما بين 4 إلى 23 نقطة مئوية عند الإيرانيين وبين 10 إلى 19 نقطة عند العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/01).(1)

وقد أشار 53 % من الإيرانيين و 65 % من العراقيين إلى أن غطاء الرأس المناسب هو العباءة السوداء التي تغطّي كلّ الجسم وهي على شكل الشادور الإيراني أو العباءة العراقية.ومع ذلك،نلحظ أنّ نسبة أكبر من الإيرانيين ممّن شملهم المسح يوافقون على الحجاب الأقلّ محافظةً-على أن يكون اللباس متواضعاً مع تغطية الرأس.

بشكل عامّ، يمكن القول إنّ الرجال يشكّلون قادة سياسيين أفضل من النساء.

وافق أكثر من ثلاثة أرباع المستطلعين على أنّ الرجال يشكّلون قادة سياسيين أفضل من النساء.

يوافق %78% من الإيرانيين و 63% من العراقيين أو يوافقون بشدّة على أنّ الرجال هم قادة سياسيين أفضل من النساء(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

علمًا أنّ 52% من الرجال الإيرانيين يوافقون بشدّة على هذه المقولة،مقارنةً مع 48%من النساء(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 8/6 % لدى الرجال في مقابل 9/2 % لدى النساء.

ص: 196


1- بالاستناد إلى إجابات كلّ من الرجال والنساء ب«أوافق بشدة»على هذه الآراء.

أما بالنسبة إلى العراقيين فإنّ 45% من الرجال يوافقون بشدّة على أنّ الرجال هم قادة سياسيين أفضل من النساء في مقابل 35% من النساء يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/05).علماً بأن هذه الآراء المحافظة كانت أقل شيوعًا بين أفراد العيّنة من ذوي المستوى التعليمي الأفضل، إذ يوافق بشدة 46 % من غير المتعلمين وافق بشدة على أنّ الرجال هم قادة سياسيين أفضل من النساء في مقابل 38% من حاصلين على التعليم المتوسّط، و 37 % من الحاصلين على التعليم الثانوي، و 10% من أولئك الذين بلغوا التعليم الجامعي (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 و 0/05 و 0/01 على التوالي). على أنّ 36% من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال18 عاماً وال 30 عاماً يوافقون بشدّة على هذه المقولة، في مقابل 44% ممن هم فوق سن الخمسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 3/1% لدى الرجال في مقابل 5/1% لدى النساء، أي إنّها كانت أقلّ من نسب الإيرانيين.

الرسم الرابع والأربعون

الرجال أنسب للقيادة السياسية

الصورة

ص: 197

الصورة

ص: 198

يُعتبر التعليم الجامعي أهم بالنسبة إلى الرجل أكثر مما هو بالنسبة إلى المرأة

انقسم الإيرانيون والعراقيون في الرأي حول دور التعليم الجامعي، بحيث كانت النساء الإيرانيات أكثر استقطابًا في هذا المجال.

يوافق 40% من الإيرانيين و 37% من العراقيين أو يوافقون بشدّة على أنّ التعليم الجامعي أكثر أهمّية بالنسبة إلى الرجل ممّا هو بالنسبة إلى المرأة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

علماً بأن النساء الإيرانيات كن أكثر استقطابًا على هذا السؤال، إذ إنّهم كن أكثر عرضة للموافقة بشدة أو عدم الموافقة بشدة بالنسبة إلى الرجال الذين كانت

الرسم الخامس والأربعون

التعليم الجامعي أكثر أهمية بالنسبة إلى الرجال

الصورة

ص: 199

وجهات نظرهم أكثر حيادية. إذ وافق 25 % من الرجال الإيراني بشدّة على أنّ التعليم الجامعي أكثر أهمية بالنسبة إلى الرجل ممّا هو بالنسبة إلى المرأة في مقابل 32 % من النساء الإيرانيات.إنما لم يوافق بشدة 11% من رجال الإيرانيين،في مقابل 19% من النساء. بصورة عامّة كانت النساء أكثر عرضة من الرجال لعدم الموافقة (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).أمّا من استطلعت آراؤهم ممّن هم ما فوق سنّ الخمسين فقد كانوا أكثر عرضة من الذين تتراوح أعمارهم بين ال 18 عاماً وال 30 عاماً للموافقة على هذه المقولة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).علمًا بأنّ المستطلعين من المهتمّين بالاطلاع على الأخبار واستخدام الإنترنت فقد كانوا أقل عرضة للموافقة على هذه المقولة من أولئك الذين لم يكونوا مهتمين بالاطلاع على الأخبار ولا يستخدمون الإنترنت (20% في مقابل 30% على التوالي، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وكانت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 7/7 % لدى الرجال و 8/5 % لدى النساء.

من جانبهم، يوافق 29 % من الرجال العراقيين بشدّة على أن التعليم الجامعي أكثر أهمية بالنسبة إلى الرجل ممّا هو بالنسبة إلى المرأة في مقابل 12 % من النساء العراقيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).على أنّ الأشخاص من ذوي المستوى التعليمیّ الأعلى أقلّ احتمالاً للموافقة على هذة المقولة،حيث وافق بشدّة 23 % من غير المتعلمين أبداً،في مقابل 16% من الذين الحاصلين على التعليم الثانويّ(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 )و 6 % من أولئك الذين بلغوا التعليم الجامعي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).علماً بأنّ نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال كانت منخفضة إذ بلغت 2/8% لدى كلّ من الرجال والنساء العراقيين.

ص: 200

الصورة

ص: 201

المرأة المتزوّجة تحتاج إلى إذن من زوجها إذا ما رغبت في العمل خارج المنزل

يرى أغلب الإيرانيين والعراقيين أنّ المرأة المتزوّجة تحتاج إلى إذن من زوجها إذا ما رغبت في العمل خارج المنزل.

يعتقد 96 % من الإيرانيين و 95 % من العراقيين أنّ المرأة المتزوّجة تحتاج إلى إذن زوجها للعمل خارج المنزل.

من جانبهم،كان الإيرانيون الأكثر ثراءً أكثر عرضة للموافقة على هذه المقولة.وهو ما يتماشى مع ميل الأثرياء الإيرانيين إلى تبنّي الآراء المحافظة في المجالات

الرسم السادس والأربعون

المرأة بحاجة إلى إذن الزوج للعمل

الصورة

ص: 202

الأخرى.إذ يوافق بشدّة على هذه المقولة 71% من الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم في مقابل 78% من أولئك الذين لديهم القدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05).وكان نسبة عدم الإجابة 6/1 % لدى الرجال و 7/9% لدى النساء.

كما يوافق على هذه المقولة 75% من العراقيين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم في مقابل 65% من أولئك الذين لا يواجهون أيّة صعوبات تذكر(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).على أنّ المستطلعين من الواصلين إلى التعليم الجامعي كانوا أيضًا أقلّ عرضة للموافقة على هذه المقولة، إذ وافق عليها 49% فقط منهم في مقابل 71% من أولئك غير المتعلمين أبدًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). وكان نسبة عدم الإجابة منخفضة، إذ بلغت 1/4% لدى الرجال و 2/5% لدى النساء.

ص: 203

الصورة

ص: 204

إنّ الحصول على العمل هو الطريقة المثلى للمرأة لكي تكون مستقلّة

بشكل عامّ،كانت النساء من العراقيات والإيرانيات أكثر عرضة من الرجال للاعتقاد بأنّ الحصول على العمل هو الطريقة المثلى للمرأة لكي تكون مستقلّة.

يوافق 23 % من الإيرانيين و36 % من العراقيين بشدة على هذه المقولة التحررية،وهو ما يشكّل انعكاسًا لوجهات النظر التي لا تزال محافظة لدى الإيرانيين في هذا السياق.

علما بأنّ 13 % من الرجال الإيرانيين يوافقون بشدة على أن الوظيفة أفضل وسيلة للمرأة لكي تكون مستقلّة، في مقابل 36 % من النساء الإيرانيات،

الرسم السابع والأربعون

العمل يؤمن الإستقلالية للمرأة

الصورة

ص: 205

ممّا يدلّ على الموقف الأقل محافظةً الذي تتبنّاه المرأة الإيرانية في القضايا التي تعنى بشؤون الجنسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).مرة أخرى برهن الإيرانيون الأكثر ثراءً مستوى أعلى من المحافظة،إذ إنّ 22 % من المستطلعين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم يوافقون على هذه المقولة،في مقابل 33% من أولئك الذين لديهم القدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).وبلغت نسبة عدم الإجابة 9/2 % لدى الرجال و 8/2 % لدى النساء.

كما ويوافق بشدّة على هذه المقولة 26 % من العراقيين في مقابل 45% من النساء العراقيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).كما كان المستطلعون الأكثر ثراء أقلّ عرضة للموافقة على هذه المقولة، بحيث وافق عليها بشدة 41 % من أولئك الذين لا يعانون أيّة صعوبات في تلبية احتياجاتهم في مقابل 37 % من أولئك الذين يواجهون بعض الصعوبات و 34% من أولئك الذين ليست لديهم أية صعوبات تُذكر، و 35% من أولئك الذين يعانون صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتهم(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/01 و 0/05 على التوالي). وقد جاءت نسبة عدم الإجابة 3/2 %لدى الرجال و 3/6% لدى النساء.

ص: 206

الصورة

ص: 207

للمرأة الحق في اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج به

تعتقد الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين بأنّه يجب أن يكون للمرأة الحقّ في اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج به.

يعتقد 95% من الإيرانيين و 90% من العراقيين بأنه يجب أن يكون للمرأة الحقّ في اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج به.(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

علمًا بأنّ المستطلعين من الإيرانيين يظهرون فجوة جنسانية في ردودهم، إذ وافقت بشدة على هذه المقولة 78% من النساء في مقابل 64% من الرجال(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد بلغت 6/5 % لدى الرجال و 8/1 % لدى النساء.

الرسم الثامن والأربعون

للمرأة الحق في اختيار زوجها

الصورة

ص: 208

جانب العراقيين،وافقت بشدّة على هذه المقولة 73% من النساء في مقابل %54 من الرجال(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)على أنّ المستطلعين الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة للموافقة على أنّه يجب أن يكون للمرأة الحق في اختيار الشخص الذي ترغب في الزواج به،إذ وافق على هذه المقولة 69% من المستطلعين الذين لديهم القدرة على الادّخار في مقابل 65 % من أولئك الذين يجدون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).كما كان المستطلعون الأكثر تعلّمًا أكثر عرضة للموافقة على هذه المقولة، إذ وافق بشدة عليها 57 % من غير المتعلمين في مقابل 62 % من أولئك الذين أنهوا التعليم الابتدائي و 66 % من هؤلاء الحاصلين على التعليم الثانوي و 76% من الذين بلغوا مرحلة تعليم جامعي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/01 و 0/01 على التوالي).أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد كانت منخفضة،إذ بلغت 1.5% لدى الرجال و 3 % لدى النساء.

ص: 209

الصورة

ص: 210

لا بدّ من أن تتمتع المرأة بالحقوق نفسها والفرص التي يتمتع بها الرجل

يرى حوالى ثلاثة أرباع الإيرانيين والعراقيين أنّه لا بدّ من أن تتمتّع المرأة بالحقوق نفسها والفرص التي يتمتّع بها الرجل.

وافق بشدة 35% من الإيرانيين و43% من العراقيين على أنه لا بدّ من أن تتمتّع المرأة بالحقوق نفسها والفرص التي يتمتّع بها الرجل(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

الرسم التاسع والأربعون

للمرأة الحق في المساواة

الصورة

ص: 211

على أن النساء والرجال الإيرانيين قد اختلفوا بشكل قاطع في آرائهم حول هذا الموضوع،إذ وافقت بشدة على المقولة 48 % من النساء في مقابل 25 % من الرجال(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال بين الإيرانيين فقد بلغت 6.4% لدى الرجال و 8/5% لدى النساء.

من جانبهنّ،أبدت النساء العراقيات الآراء الممّاثلة لآراء نظيراتهنّ الإيرانيات، إذ وافقت بشدة على هذه المقولة 49% منهن. على أنّ الرجال العراقيين كانوا أكثر دعمًا، إذ وافق بشدة 36% منهم على انّه لا بدّ من أن تتمتّع المرأة بالحقوق نفسها والفرص التي يتمتّع بها الرجل.(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية في مقابل النساء 0/05).كما ووافق بشدة على المقولة 41% من المستطلعين الذين لا يواجهون صعوبات مالية تُذكر في مقابل 47% من أولئك الذين يواجهون الصعوبات الكبيرة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 ).على أن 53% من الحاصلين على التعليم الجامعي على الأقلّ قد وافقوا هم أيضًا بشدة على المقولة في مقابل 44% من غير المتعلمين أبدًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد بلغت 1/8 %لدى الرجال و 5/6% لدى النساء.

ص: 212

الصورة

ص: 213

عندما تخرج الأم للعمل مقابل أجر يعاني أبناؤها جّراء غيابها

يعتقد ما يزيد على ثلاثة أرباع الإيرانيين والعراقيين أنّه عندما تخرج الأم للعمل مقابل أجر يعاني أبناؤها جرّاء غيابها.

وافق 79% من الإيرانيين و 78% من العراقيين أو وافقوا بشدة على أنّه عندما تخرج الأم للعمل مقابل أجر يعاني أبناؤها جرّاء غيابها.

الرسم الخمسون

الأبناء يعانون جراء عمل الأم

الصورة

ص: 214

علمًا إنّ 44 % من النساء الإيرانيات في مقابل 46%من الرجال الإيرانيين قد وافقوا على هذه المقولة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05). أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال بين الإيرانيين من الرجال كانت أعلى ممّا هي عليه لدى النساء إذ بلغت 11/5 %لدى الرجال في مقابل 9/9 % لدى النساء.

بالنسبة إلى النساء العراقيات توافق 37 % منهنّ بشدّة على هذه المقولة، في مقابل 53 % من الرجال العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وفي حین أنّ 49% من المستطلعين من غير المتعليمن أبدًا يوافقون بشدة على المقولة،نلحظ أن مجرد %15 من ذوي التعليم الجامعي يوافقون عليها بشدة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01) . أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد كانت منخفضة بين العراقيين، إذ بلغت 1/9% لدى الرجال و 4/1 %لدى النساء.

ص: 215

الصورة

ص: 216

بنظرك، ما هو الشكل الأمثل للحجاب؟

فضّل الإيرانيون والعراقيون معظمهم غطاء الرأس والعباءة العراقية، ومع ذلك كان الإيرانيون أكثر عرضة من العراقيين لتفضيل غطاء الرأس وحده مع الملابس المحافظة.

خلافًا لغيره من الأسئلة،كان الإيرانيون أقل تحفّظاً من العراقيين عندما يتعلّق الأمر بغطاء الرأس. على أنّ أكثر الخيارات ليبرالية من بين تلك التي اقترحناها هو غطاء الرأس فقط،يليه غطاء الرأس واللباس المحافظ، ثمّ غطاء الرأس والعباءة الإسلامية، ثم غطاء الرأس والعباءة العراقية / الشادور الكامل وأخيرا النقاب والشادور على أنّ الأغلبية من المستطلعين الإيرانيين والعراقيين قد أشاروا إلى تفضيلهم الحجاب على شكل غطاء الرأس والعباءة العراقية، أو الشادور الكامل، حيث فضّل هذا الخيار 53% من الإيرانيين في مقابل 65% من العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). علماً بأنّ ثاني أكثر أشكال الحجاب تفضيلاً كان غطاء الرأس واللباس المحافظ، الذي حظي بشعبية أكبر بين الإيرانيين ممّا خظي به بين العراقيين، حيث فضّله 37% من الإيرانيين في مقابل 17% من العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). والمثير للدهشة، أنه لم يكن ثمّة فرق كبير في الآراء بين الجنسين من الناحية الإحصائية بالنسبة إلى تفضيل العباءة العراقية / الشادور الكامل.

أما الإيرانيون الذين كانوا أكثر تديناً فقد كانوا أقلّ عرضة لتفضيل الشادور،وأكثر عرضة لتفضيل غطاء الرأس و اللباس المحافظ(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال لدى الإيرانيين بلغت 4/1 % لدى الرجال في مقابل 5/8% لدى النساء.

بالنسبة إلى العراقيين، كان الرجال أقلّ عرضة بكثير من النساء لتفضيل

ص: 217

غطاء الرأس واللباس المحافظ فقط(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما العراقيون ممّن حصلوا على التعليم الجامعي فقد كانوا أقلّ عرضة لتفضيل العباءة العراقية الكاملة وأكثر عرضة لتفضيل غطاء الرأس واللباس المحافظ(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). كذلك الأمر، كان المستطلعون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و30 عامًا أقلّ عرضة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 عاماً و 50 عامًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). والذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01) لتفضيل العباءة العراقية الكاملة. أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد بلغت 0/4% لدى الرجال و 0/8% لدى النساء.

الرسم الواحد والخمسون

الحجاب الأنسب

الصورة

ص: 218

الصورة

ص: 219

تغيير وجهات النظر: قضايا المرأة

الرسم الثاني والخمسون

الحجاب الأنسب

الصورة

إضافة إلى سؤال المستطلعين عن وجهة نظرهم حول بعض القضايا الجنسانية (انظر النتائج أعلاه)، سألناهم أيضًا كيف كان أحد أفراد العائلة من الجيل الأكبر سنًا ينظر إلى هذه القضايا عندما كان في سنهم نفسها. وبشكل عام يمكن القول إنّ العراقيين اعتبروا أنّ إجاباتهم تتّسم بالمزيد من الليبرالية من الإجابات التي كان يمكن أن يقدّمها آباؤهم.على أنّ التحوّل بين الأجيال عند الإيرانيين كان مختلطاً:ففي حين أن المستطلعين أنفسهم كانوا أكثر ليبرالية بشكل عام، إلا أنّ نظرتهم للأمهات عاملات كانت أقل تحبيدا من نظرة والديهم.

وقد اعتبر كلّ من العراقيين والإيرانيين أنّ آباءهم سيكونون أقلّ تأييداً لاختيار

ص: 220

المرأة للشخص الذي ترغب في الزواج به.على أنه كان ثمّة فجوة أكبر بين متوسّط وجهة نظر العراقيين ومتوسّط وجهة نظر آبائهم، حيث أيّد 62 % من العراقيين بشدة حرية الاختيار هذه، في حين اعتبر 24 % منهم فقط أنّ آباءهم كانوا سيدعمون هذه الحرية في الاختيار(يبلغ مستوى الدلالة الاحصائية 0/01).بالنسبة إلى الإيرانيين، وافق 64% من المستطلعين على هذه الحرية بينما اعتبر 40 % منهم فقط أنّ آباءهم كانوا سيدعمونها(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

ويعتقد كلّ من العراقيين والإيرانيين أنّهم أكثر عرضة من آبائهم بنسبة 10% لدعم المساواة في الحقوق والفرص لكلا الجنسين.

وقد أشار العراقيون إلى وجود فرق واضح بين جيلهم وجيل آبائهم حول ما إذا كان الأطفال يعانون جراء خروج والدتهم إلى سوق العمل، حيث وافق بشدة 30 % منهم في مقابل 43 % من الوالدين.ومع ذلك،كان الإيرانيون في المتوسّط أكثر تحفظًا من آبائهم حول هذه المسألة حيث وافق بشدة على هذه المقولة 40 % منهم،في مقابل 35% فقط من آبائهم، وهو ما يسلّط الضوء ربما على ليبراليّة عصر ما قبل الثورة.

بالنسبة لكلّ من الإيرانيين والعراقيين، لم نلحظ وجود سوی اختلاف بسیط بین معتقدات من شملهم هذا المسح ومعتقدات آبائهم حول ما إذا كانت الوظيفة أفضل وسيلة للمرأة لكي تكون مستقلّة أم لا. كما كانت مع أراء المستطلعين شبه متطابقة أراء آبائهم في(شبه موحّدة)حول الاعتقاد بأنّ المرأة تحتاج إلى إذن زوجها في حال رغبت في العمل.

وكان كلّ من الإيرانيين والعراقيين أكثر عرضة بقليل لدعم تعليم المرأة وقيادتها السياسية.وفيما يتعلّق بآراء الوالدين بشأن المساواة بين الجنسين في التعليم، كانت نسبة المستطلعين الحاليين الذين اعتبروا أنّ التعليم الجامعي أكثر أهمية بالنسبة للرجال أعلى بشكل طفيف(نسبة الموافقة بشدة بين العراقيين: 16 % حاليين، %19 والد؛ نسبة الموافقة بشدة بين الإيرانيين: 25%حاليين، 29 % والد؛ يبلغ

ص: 221

مستوى الدلالة الإحصائية0/01)، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرأي القائل إنّ الرجال هم أفضل من النساء في القيادة السياسية (نسبة الموافقة بشدة بين العراقيين: 28% حاليون،36% والد؛نسبة الموافقة بشدة بين الإيرانيين: 31% حاليون،45% والد؛يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

وكانت نسبة عدم الإجابة في هذا القسم مرتفعة جدًا، ولكن كان المستطلعون أكثر عرضة بكثير للإجابة ب«لا أعرف»ممّا هو عليه في أقسام أخرى من المسح. وهوما يشير إلى أنّ هذا المستوى العالي من عدم الإجابة لا يعود إلى حساسية السؤال إنمّا في المقام الأول إلى النقص في معرفة المعايير التي كان الوالد سيتبناها عندما كان أصغر سنًا. على أنّ متوسط الإجابة ب«لا أعرف»كان 18 % في مقابل أن متوسّط الإجابة بهذا الخيار هي 2% متوسّط في إطار العينة بأكملها.

8 - الديمقراطية وحقوق الإنسان

إضاءات

انقسم المستطلعون من كلّ من الإيرانيين والعراقيين للغاية حول قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان،حيث ينظر ما يقرب من نصف المستطلعين من كلا البلدين إلى جوانب مختلفة من الديمقراطية على أنّها على الأقلّ سلبيّة إلى حدّ ما .

كان الإيرانيون أكثر انتقادًا للجوانب الاقتصادية والسياسية للديمقراطية،في حين أن العراقيين كانوا أكثر انتقادًا للجوانب الاجتماعية.

أشار 57 % من الإيرانيين إلى أنه من الممكن تبرير التغاضي عن احترام حقوق الإنسان بدوافع أمنية في مقابل 29 % فقط من العراقيين .

كان الإيرانيون الأكثر ثراءً أكثر عرضة للنظر إلى الديمقراطية من وجهة سلبية، في حين أنّ الأكثر تعلّمًا من العراقيين كانوا أكثر ميلاً إلى تفضيل المعايير الديمقراطية.

ص: 222

من الممكن تبرير التغاضي عن حقوق الإنسان من أجل الحفاظ على الأمن

كان الإيرانيون أكثر استعدادًا للتضحية بحقوق الإنسان لأهداف أمنية.

أيّد 57% من الإيرانيين فكرة التضحية بحقوق الإنسان من أجل الحفاظ على الأمن،في مقابل 29% من العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01).

الرسم الثالث والخمسون

لا بأس بالتضحية بحقوق الإنسان في مقابل الحفاظ على الأمن

الصورة

من جانبهم، أيّد 53% من الرجال الإيرانيين فكرة التضحية بحقوق الإنسان من أجل الحفاظ على الأمن، مقابل 3% من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). كان المستجيبون الأكثر ثراءً أكثر عرضة لدعم مثل هذه الانتهاكات، إذ أشار 35 % من أولئك ممن لديهم القدرة على الادّخار إلى أنّهم يدعمون هذه المقولة،

ص: 223

في مقابل 20 % من أولئك الذين يواجهون الصعوبات الكبيرة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). كما ودعم بشدة هذه المقولة 35 % من المستطلعين الحاصلين على التعليم الابتدائي، في مقابل 27% من غير المتعلمين أبدًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05). وكانت نسبة عدم الإجابة على هذا السؤال أعلى بكثير من المتوسّط، حيث بلغت 16/8% لدى الرجال و 25/8 % لدى النساء.

كما وافق 33 % من الرجال العراقيين على أنّه من الممكن التضحية بحقوق الإنسان، مقابل 25% من النساء. وبعد النظر إلى الأرقام مقارنةً مع العوامل الأخرى،ولا سيما التعليم والدخل والاهتمام بالاطّلاع على الأخبار وجدنا ان الرجال في الواقع أقلّ عرضة للموافقة على هذه المقولة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).على أنّ ارتفاع المستوى التعليمي بدا مرتبطاً بانخفاض الاستعداد للتضحية بحقوق الإنسان من أجل الحفاظ على الأمن، حيث أشار 19% من المستطلعين من غير المتعلمين إلى موافقتهم على المقولة في مقابل 19% من أولئك الحاصلين على التعليم الابتدائي،و 13 % من الحاصلين على التعليم المتوسّط،و 17% من أولئك الذين بلغوا مرحلة التعليم الثانوي،و 8 % من الذين بلغوا مرحلة التعليم الجامعي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/05 و 0/01 و 0/01 على التوالي). وقد ظلّت نسبة عدم الإجابة في إطار المتوسّط، ولكنها أبرت فرقاً بين الجنسين،حيث بلغت 2/8 % لدى الرجال و 10/1% لدى النساء.

ص: 224

الصورة

ص: 225

في ظلّ النظام الديمقراطي، يصبح الأداء الاقتصادي ضعيفًا في البلاد

على الرغم من وجود تغيرّ بارز في آراء كلّ من الإيرانيين والعراقيين، ظلّ الإيرانيون عموماً أكثر عرضة للقول إنّ للنظام الديمقراطي التأثير السلبي في النمو الاقتصادي.

في انعكاس للعزلة النسبية التي يعيشونها،كان الإيرانيون أكثر عرضة للقول إنّ الديمقراطية تؤدّي إلى أضعاف النموّ الاقتصادي،حيث وافق 58 % من الإيرانيين على المقولة أو وافقوا بشدة في مقابل 48 % من العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

الرسم الرابع والخمسون

في الأنظمة الديمقراطية يكون الا

الصورة

ص: 226

علمًا بأنّ مجرّد 18% من الرجال الإيرانيين وافقوا بشدّة على المقولة، في مقابل 42% من النساء الإيرانيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد كانت عالية جدا،حيث بلغت 26% لدى الرجال و 31/9% لدى النساء.

وفي حين أنّ المستويات المطلقة كانت مماثلة بين الرجال والنساء العراقيين، حيث وافق على المقولة 49% من الرجال و 48 % من النساء، باتت الأرقام ذات دلالة إحصائية (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 )بعد مقارنتها مع العوامل الأخرى.حيث أن 15% من المستطلعين الحاصلين على التعليم الجامعي وافقوا بشدة على المقولة، مقارنة مع 26% من أولئك الحاصلين على التعليم الثانوي و 33 % من غير المتعليمين أبدًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 و 0/05 على التوالي). أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد كانت فوق المتوسط، حيث بلغت 10/3 %لدى الرجال و 18/1% لدى النساء.

ص: 227

الصورة

ص: 228

تؤثّر الديمقراطية بشكل سلبي في القيم الأخلاقية والاجتماعية

كان العراقيون أكثر عرضة للموافقة على أنّ الديمقراطية تؤثر بشكل سلبي في القيم الأخلاقية والاجتماعية، ولكن لاحظنا وجود تغيّر داخل كلا البلدين.

وافق معظم الإيرانيين والعراقيين على أنّ الديمقراطية تؤثر سلبًا في القيم الاجتماعية والأخلاقية، ولكنّ العراقيين كانوا أكثر عرضة لتبني هذا الرأي - ربما بسبب تجربتهم المباشرة مع الانتقال الصعب نحو الديمقراطية.

على أنّ 27 % من الرجال الإيرانيين أشاروا إلى أنّ الديمقراطية تؤثر سلبًا في القيم الاجتماعية والأخلاقية، مقارنة مع 43 % من النساء الإيرانيات (يبلغ

الرسم الخامس والخمسون

النظام الديمقراطي يؤثر سلباً على القيم الاجتماعية والأخلاقية

الصورة

ص: 229

مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). وكانت نسبة عدم الإجابة عن السؤال مرتفعة، حيث بلغت 18% لدى الرجال و 28% لدى النساء.

وقد رأى العراقيون الأكثر ثراءً أنّ الديمقراطية كان لها تأثير سلبيّ على القيم الاجتماعية والأخلاقية، إذ يوافق بشدة على هذا الرأي 39 % ممّن يواجهون الصعوبات الكبيرة في تلبية احتياجاتهم. في حين أنّ المستطلعين في هذه الفئة ممّن يتمتّعون باستقرار أعلى في الدخل (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/05) كانوا أكثر عرضة للموافقة. على الرغم من أنّ هذه النتائج تتعدّل جزئيًا مع ارتفاع مستويات التعليم في إطار هذه الفئة. إذ إنّ المستطلعين الأكثر تعلّما كانوا أقل اقتناعًا بأنّ للديمقراطية هذه الآثار السلبية، حيث وافق بشدة على المقولة 47 % من غير المتعلمين في مقابل 42% من الحاصلين على التعليم الثانوي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)و 13% من البالغين مرحلة التعليم الجامعي ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وكانت نسبة عدم الإجابة عن السؤال أقلّ من المتوسّط، حيث بلغت 2/5% لدى الرجال و 7/8% لدى النساء.

ص: 230

الصورة

ص: 231

الأنظمة الديمقراطية غير فاعلة في الحفاظ على النظام والإستقرار

انقسمت الآراء في كلا البلدين بشكل متساو تقريبًا حول ما إذا كانت الأنظمة الديمقراطية تعزّز عدم الاستقرار.

رأى أكثر من نصف الإيرانيين والعراقيين أنّ الأنظمة الديمقراطية غير قادرة على الحفاظ على النظام والاستقرار، حيث إنّ 28% من الإيرانيين والعراقيين يوافقون بشدة على هذا الرأي القائل بعدم فاعلية الديمقراطية. ولكن من بين أولئك الذين لم يوافقوا على هذة المقولة، كان العراقيون أكثر تأكيدًا في رفضهم، حيث ارتفعت نسبة الذين رفضوا بشدة.

علماً أنّ 20% من الرجال الإيرانيين قد وافقوا بشدة على أنّ الأنظمة الديمقراطية غير قادره على الحفاظ على النظام والاستقرار،في مقابل 43 % من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كانت مرتفعة جدًا إذ بلغت 25/8 % لدى الرجال و34/4 % لدى النساء.

من جانبهم،وافق 59% من الرجال العراقيين على هذه المقولة، في مقابل 54% من النساء العراقيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)، في حين أن ما لا يزيد على 12 % من المستطلعين من ذوي التعليم الجامعي قد وافقوا عليها، في مقابل 34 % من غير المتعلمين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد شهد انقسامًا بين الجنسين إلى حدّ كبير، إذ بلغت 5/3 % لدى الرجال في مقابل 15/8% لدى النساء، وإن كان ذلك أقلّ بكثير من معدل الإيرانيين.

ص: 232

الرسم السابع والخمسون

عامل الديمقراطية: إيران

الصورة

عامل الدیمقراطیة:العراق

الصورة

ص: 233

الصورة

ص: 234

الصورة

الدليل الاختباري أهمية الذاكرة، حقوق الإنسان، الديمقراطية

بالنسبة للعراقيين،أثارت التجارب الدينية التي مرّت بها الذاكرة الآراء الأكثر السلبية حول استقرار الديمقراطية والتوافق مع الإسلام.وكذلك بالنسبة للإيرانيين، فإنّ التجارب الدينية التي مرت بها الذاكرة جعلت المستطلعين أكثر عرضة للتضحية بحقوق الإنسان من أجل الاستقرار. وعلى النقيض من ذلك، فإنّ العوامل التي تذكّر الإيرانيين بالفساد جعلت المشاركين في المسح منهم أكثر دعمًا للديمقراطية: فقد كانوا أقلّ عرضة للقول إنّ الديمقراطية تعادي الإسلام،أو إنّها تتسبب في ضعف الاقتصاد، أو إنّ لها الآثار الاجتماعية والأخلاقية السلبية.

قبل أن نسأل المستطلعين الأسئلة الأربعة الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية، طلبنا من كلّ من المشاركين في المسح أن يصف لنا بالتفصيل إحدى الذكريات أو التجارب، بحيث تأتي بمثابة ركيزة نعتمد عليها في ذاك السؤال. على أنّ هذه الفئات قد تداخلت ما بين العراقيين والإيرانيين حيثما كان ذلك ممكنًا (أي ذكرى مهمة لدى الفرد، ذكرى دينية،ذكرى عن الفساد)ولكنّها أيضًا كانت عرضة للتعديل لكي تتناسب مع التجارب الواقعية في كلّ بلد(الطائفية في العراق، الأعباء المالية بسبب العقوبات في إيران).

علمًا أنّ الإيرانيين كانوا أقلّ حساسية تجاه عنصر المشقة. ولكن عندما كنّا نذكر عنصرًا دينيًا، كان المستطلعون يصبحون أكثر استعداداً للتضحية بحقوق

ص: 235

الإنسان لأهداف أمنية ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). في حين أنّنا عندما كنا نطرح عنصر الفساد،كان المستطلعون يصبحون أكثر عرضة لعدم الموافقة على أنّ الديمقراطية مناهضة للإسلام(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)، أو أن الديمقراطية تجعل الاقتصاد الوطني أضعف(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05) أو أن للديمقراطية الأثر السلبي في القيم الاجتماعية والأخلاقية(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01)، وهو ما يُعتبر تأكيدًا لمسألة أنّ المستطلعين وفي حين أنّهم يعبرون بأغلبيتهم الساحقة عن الآراء الإيجابية تجاه النظام الإيراني الحالي، إلا أنّهم يشعرون بالإحباط الكامن جراء الفساد.

أما العراقيون فقد كانوا حسّاسين تجاه العنصر الديني. فعندما طرح عليهم عنصرٌ دينیّ، كان المستطلعون منهم أكثر عرضة للموافقة على أنّ الديمقراطية غير مستقرة وأنّها معادية للإسلام(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 في الحالتين).

ص: 236

الصورة

ص: 237

الصورة

ص: 238

9 - وضع الديمقراطية في كلّ من إيران والعراق

إضاءات

أظهر المشاركون الإيرانيون ثقة كبيرة في الحزب الحاكم والحكومة الحاليين، إذ يعتقد أكثر من 70 % أنّ الحزب الحالي هو الأفضل لقيادة إيران، في حين أنّ أكثر من نصفهم قد انتقدوا الحكومة من دون خوف، وأكثر من 60 % رأوا أنّ الانتخابات التي جرت مؤخرًا كانت حرّة ونزيهة تمامًا.

ومن ناحية أخرى، أعرب العراقيون عن عدم رضاهم عن النظام الحالي، إذ ذكر 50 % منهم أن ثمة انتهاكات كبيرة جرت في خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واعتبر أكثر من 70% أنّه ما من حزب من الأحزاب الموجودة على الساحة مناسب لقيادة العراق. ومع ذلك، ذكر أكثر من 80 % أنّهم قادرون على انتقاد النظام الحالي من دون خوف على الرغم من أن السبب من وراء هذا الوضع يُعزى في المقام الأول إلى ضعف النظام، وليس انطلاقا من إيمانهم بعدل هذا النظام ونزاهته.

فی حين يصعب قياس سلوك المشاركة في التصويت بالاعتماد على تصريح كلّ شخص بسبب الميل المعروف تجاه المبالغة، يبدو أن أغلب الإيرانيين والعراقيين ممن شملتهم هذه العينة هم أكثر نشاطًا في الشأن السياسي ممّا هو المواطن العاديّ في كلِّ من هذين البلدين.

ص: 239

هل شاركت في التصويت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟

أجاب ما يقارب من ثلاثة أرباع الإيرانيين والعراقيين ممّن شملتهم هذه العيّنة بأنهم شاركوا في التصويت، وهي نسبة تبدو أعلى من نسب المشاركة في الانتخابات في كلّ من هذين البلدين، على الرغم من أنّ السبب من وراء هذا قد يكون التحيّز المبالغ فيه لجهة القول بالمشاركة في الانتخابات.

قال 88 % من الإيرانيين و 80 % من العراقيين إنّهم شاركوا في التصويث في الانتخابات البرلمانية الماضية. علمًا أنّ هذه الأرقام تفوق الأرقام الرسمية الصادرة عن العراق حول المشاركة في الانتخايات بنسبة تفوق ال 60 %، وكذلك 60% من نسبة الإقبال على انتخابات في أوساط الشعب الإيراني.(1)وبالتالي فإنّ واحدة من التفسيرات المحتملة لهذه النتائج هي . أنّ المستطلعين في هذا المسح هم فعلاً أكثر نشاطًا فى الشأن السياسي ممّا هم باقي السكان في بلديهما. ومع ذلك، لا ننس أنّ المبالغة في الإفصاح عن المشاركة في التصويت هو أمر شائع في سياقات المسح،وهو ما قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع النسب القائلة بالمشاركة في التصويت.

علمًا أنّ الإيرانيين الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة للقول إنهم شاركوا في التصويت، إذ أعلن 79 % من أولئك الذين يواجهون الصعوبات الكبيرة في تلبية احتياجاتهم اليومية أنّهم شاركوا في التصويت مقارنة مع 86% من الذين يواجهون بعض الصعوبات في تلبية الاحتياجات اليومية ، و 89% من أولئك الذين لا يعانون أية صعوبات تُذكر 92 % من أولئك الذين لديهم القدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية لجميع الأرقام 0/01).بالنسبة إلى المستطلعين الأكبر سنّاً فهم أكثر عرضة للقول بأنهم شاركوا في التصويت، إذ أعلن 79% ممن هم بين سن ال 18 عاماً وال 30 عامًا بأنهم شاركوا في التصويت، في مقابل 92 % من أولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن ال 30 عاماً وال50،و 96% من الذين تجاوزت أعمارهم سن الخمسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد كانت

ص: 240


1- بحسب الأرقام التي صدرت عن المعهد الدولي للديمقراطية والمشاهدة في الانتخابات www.idea.int

منخفضة، حيث بلغت 4/6% لدى الرجال و 7/2% لدى النساء.

كما كان المستطلعون العراقيون الأكبر سنًا أكثر عرضة للقول إنّهم شاركوا التصويت، إذ أشار إلى ذلك 73% ممّن هم بين سنّ ال 18 عاماً وال 30 عامًا في مقابل 87 % من أولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن ال 30 عاماً وال 50، و88 % الذين تجاوزت أعمارهم سن الخمسين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما نسبة عدم الإجابة عن السؤال فقد كانت منخفضة جدًا، حيث بلغت 0/36% لدى الرجال و 0/38% لدى النساء.

الرسم الثامن والخمسون

هل صوت في الانتخابات الأخيرة

الصورة

ص: 241

الصورة

ص: 242

ما هو تقييمك للانتخابات التي جرت أخيرا؟

شعرت الأغلبية من بين الإيرانيين بأنّ الانتخابات التي جرت أخيراً كانت عادلة ونزيهة،في المقابل شعرت الأغلبية من العراقيين بالعكس تمامًا.

اعتبر 70% من الإيرانيين أنّ الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت حرة ونزيهة تمامًا، مقارنة مع ما لا ما لا يزيد إلا قليلاً عن ال 20 % من العراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). في الواقع، وافق 50% من العراقيين على أنّ ثمة «انتهاكات كبيرة» قد ارتكبت في خلال الانتخابات الأخيرة، ممّا يدلّ على نقصٍ كامن في الثقة في النظام السياسي الحالي.

الرسم التاسع والخمسون

الانتخابات الأخيرة كانت...

الصورة

ص: 243

من جانبهم أشار 7% من الرجال الإيرانيين إلى أنّ هذه الانتخابات شكّلت خرقًا كبيرًا، في مقابل 15% من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كانت فوق المتوسّط، حيث بلغت 11/3% لدى الرجال و 19/6% لدى اللنساء.

على أنّ الإيرانيين الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة للقول إنّ الانتخابات كانت حرة ونزيهة بحيث أشار 61% من الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم إلى أنّ الانتخابات شكلت خرقا كبيرا، مقارنة مع 49 % من أولئك الذين يواجهون بعض الصعوبات في تلبية احتياجاتهم اليومية(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05)و 48 % من أولئك الذين لا يواجهون أيّة صعوبات تُذكر(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/1 )،و 38 % من الذين لديهم القدرة على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). بدورهم، ذكر 10% من المستطلعين الحاصلين على التعليم الجامعي أنّ الانتخابات الأخيرة كانت حرّة ونزيهة تمامًا، في مقابل 6% من غير المتعلمين أبدًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).أما نسبة عدم الاجابة على السؤال فقد كانت عالية جداً، حيث بلغت 17/1% لدى الرجال وضعف ذلك بالنسبة إلى النساء (34/4%).

ص: 244

الصورة

ص: 245

برأيك، من يجب أن يقود البلاد؟

برهن العراقيون نقصاً كبيراً في الثقة في الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة في العراق،في حين أنّ الإيرانيين دعموا بشدة الفريق الحاكم.

كان عدم الثقة الكامنة لدى العراقيية في النظام السياسي العراقي واضح للغاية إذ أشار إلى ذلك 60% من المستطلعين العراقيين من خلال الإجابة ب«لا يوجد حزب مناسب لقيادة العراق».

في المقابل، أبدى 70% من المستطلعين الإيرانيين دعمهم الكامل لسلطة القائد الأعلى السيد الخامنئي. على أن الحركة السياسية التي تلته من حيث الشعبية فقد كانت حركة الإصلاحيين، يليها الأصوليون، على أنّ كليهما حصل على دعم حوالى 10% من المستطلعين. وقد كان المستطلعون الذين تجاوزوا 10% سنّ الخمسين عاماً أكثر عرضة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و 30 عامًا لتقديم الدعم لقيادة الدينية المطلقة للخامنئي(يبلغ مستوى الدلالة أن الإحصائية 0/01)،في حين أنّ مستخدمي الإنترنت كانوا أقلّ عرضة لدعمه(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 ). بالنسبة إلى مستوى عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كان أقلّ بقليل من المتوسّط،حيث بلغ 5 % لدى الرجال و 10/7% لدى النساء.

من جانبهم كان الرجال العراقيون،والأشخاص الأكثر ثراءً والمهتمّون بالمستجدّات والأخبار ممّن لا يحصلون على أخبارهم من الإنترنت جميعاً أقلّ عرضة للقول بأنّه لا يوجد حزب مناسب لقيادة البلاد(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). في حين أنّ الأشخاص من ذوي المستوى التعليمي الأعلى والذين تجاوزوا سنّ الخمسين كانوا أيضًا أكثر عرضة للقول إنّه ليست ثمّة طرف مناسب للقيادة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/01 على التوالي).بالنسبة إلى مستوى عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كان في محيط المتوسّط، حيث بلغ 5.9% لدى الرجال و17/5% لدى النساء.

ص: 246

الرسم الستون

من يجب أن يقود إيران؟

الصورة

من يجب أن يقود العراق؟

ص: 247

الصورة

ص: 248

بالمقارنة مع الأحزاب السياسية الأخرى في العراق، برأيك هل الأحزاب الإسلامية أفضل أو أسوأ منها أو مماثلة لها؟ (المستطلعون العراقيون)

قلة هم العراقيون الذين ينظرون نظرة سلبية للأحزاب الإسلامية.

یری 78%من العراقيين أنّ الأحزاب الإسلامية هي إما أفضل من الأحزاب السياسية الأخرى وإمّا ممّاثلة لها.

الرسم الواحد والستون

الأحزاب الإسلامية

الصورة

ص: 249

علمًا أنّ العراقيين الأقلّ تعلّما كانوا أكثر عرضة للقول إنّ الأحزاب الإسلامية هي أفضل بالنسبة للعراق، بحيث يوافق على هذه المقولة 53 % من غير المتعلّمين في مقابل 42% من الحاصلين على التعليم الابتدائي، و41 % من الحاصلين عى التعليم المتوسط و 35 % من ذوي التعليم الثانوي و9 % من الواصلين إلى المرحلة الجامعية (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية لجميع الأرقام 0/01 ).

فضلاً عن ذلك كان المستطلعون من الذين لا يواجهون أية صعوبات تذكر في تلبية احتياجاتهم اليومية ملحوظة أقلّ عرضة لتفضيل الأحزاب الإسلامية من أولئك الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم، إذ بلغت النسبة %34 في مقابل 38% (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). في حين كان المستطلعون ممّن هم فوق سنّ الخمسين أكثر عرضة للنظر بعين السلبية إلى الأحزاب الإسلامية، إذ وافق 28% فقط من أولئك الذين تزيد أعمارهم على خمسين على أنّ الأحزاب الإسلامية كانت أفضل حالاً، في مقابل 14 % من الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 18 عاماً وال 30 عاماً (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وقد بلغت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 4/1 % لدى الرجال في مقابل 9/4% لدى النساء.

ص: 250

الصورة

ص: 251

هل يمكن في أيامنا هذه للمواطنين الإيرانيين / العراقيين انتقاد النظام الحاكم في البلاد من دون خوف؟

شعر العراقيون براحة أكبر من الإيرانيين في انتقاد النظام الحاكم.

وبصورة عامة، يمكن القول إنّ العراقيين شعروا براحة أكثر بكثير من الإيرانيين انتقاد النظام الحاكم، حيث أشار 64% من الإيرانيين إلى أنّه يمكن لهم أن ينتقدوا النظام دون خوف،في مقابل 92% من العراقيين (يبلغ مستوى الإحصائية 0/01).

الرسم الثاني والستون

هل تنتقد النظام من دون خوف؟

الصورة

ص: 252

يعتقد 68 % من الرجال الإيرانيين أنه يمكن لهم انتقاد النظام من دون الخوف،مقابل 57 % من النساء الإيرانيات (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). في المقابل وافق بشدة على هذا الرأي 70% من المستطلعين المهتمّين بالمستجدات والأخبار والذين يحصلون على أخبارهم من الإنترنت على عكس 62% من أولئك الذين كانوا أقل اهتمامًا بالمستجدات والأخبار والذين لا يحصلون على الأخبار من الإنترنت(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01) و 49 % ممّن هم أقلّ اهتمامًا بالمستجدّات والأخبار ولكنّهم يحصلون على أخبارهم من الإنترنت(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد بلغت 5/9% لدى الرجال و 10/1% لدى النساء.

رأى 93% من الرجال العراقيين أنّهم يستطيعون أن ينتقدوا النظام من دون خوف، في مقابل 91% من النساء العراقيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).إلا أنّ هذا التفوق لدى الرجال في إمكانية انتقاد النظام يأتي مدفوعا في المقام الأول بسبب الاختلافات الديموغرافية عند النساء. في المقابل كان المستطلعون من الحاصلين على التعليم الابتدائي أكثر عرضة من غير المتعلمين أبدًا للموافقة على هذه المقولة، إذ بلغت النسبة 71% في مقابل 58 % على التوالي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد بلغت 1/6% لدى الرجال و 4/2 % لدى النساء.

ص: 253

الصورة

ص: 254

الهجرة

نلاحظ أنّ ما لا يتعدّى ربع الإيرانيين والعراقيين يفكّر بالهجرة، وفي حين يعزو الإيرانيون السبب في ذلك إلى المخاوف الاقتصادية في المقام الأول، فإنّ العراقيين يعزونه إلى المخاوف الأمنية والاقتصادية.

أشار مجرد ربع الزائرين الايرانيين أو العراقيين تقريبًا إلى أنهم يفكّرون في الهجرة.

الرسم الثاني والستون

هل تنتقد النظام من دون خوف؟

الصورة

ص: 255

علمًا أنّ 57 % من المشاركين الإيرانيين يفكّرون في الهجرة لأسباب اقتصادية، وتليها أسباب أخرى (25%) ، وأسباب سياسية (14%) . على أنّهم كانوا أقلّ عرضة لذكر المخاوف الأمنية لاعتبارها سبباً للرغبة في الهجرة (%5). وقد بلغت نسبة عدم الإجابة 3/9% لدى الرجال و 5/7% لدى النساء.

في المقابل اعتبر 38% من العراقيين الذين يفكّرون في الهجرة أنّ السبب وراء هذه الرغبة يعود إلى المخاوف الأمنية (34%) ، تليها أسباب اقتصادية (25%) ، ثمّ الأسباب الأخرى (22%) وأخيراً الأسباب العائلية (20%). وقد بلغت نسبة عدم الإجابة 0/4% لدى الرجال ، و 0/8% لدى النساء.

الرسم الرابع والستون

هل فكرت في الهجرة؟

الصورة

ص: 256

الصورة

ص: 257

10-الصراع الإقليمي

إضاءات

أشار المستطلعون إلى مستويات عالية من الدعم للقضايا الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.على أنّ الإيرانيين كانوا أكثر دعمًا بقليل من العراقيين لهذه القضايا،على الرغم من أنّ نسبة الدعم التي أبداها المستجيبون في كلا البلدين كانت ساحقة.

يعتقد نحو خمسين في المئة من الايرانيين وأربعين في المئة من العراقيين أنّ بشار الاسد سوف يفوز في الحرب في سوريا. ومع ذلك، كانت النتيجة الثانية الأكثر توقعًا هي الحلّ عبر التسوية التي يجيري التوصل إليها عن طريق التفاوض بوساطة المجتمع الدولي - وهو إلى حد ما إظهار غير متوقع للثقة بالوسطاء الدوليين على الرغم من استمرار جهودهم الفاشلة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. من ناحية أخرى، قال حوالي ربع العراقيين إنّهم يعتقدون أنّ الصراع في سوريا لن ينتهي، وهو ما يشير إلى تجربتهم الخاصّة مع الاستقرار وعدم القدرة على الانسحاب من الصراع.

أظهر العراقيون نسبة عالية لجهة دعم سيادة الدولة العراقية ووحدة أراضيها، بحيث اعترض أكثر من ثمانين في المئة على إنشاء منطقة سنية ذاتية الحكم أو دولة كردية مستقلة.

تقديم الدعم المالي للجماعات التي تشارك في الصراع

أظهر كلّ من الإيرانيين والعراقيين مستويات عالية من الدعم للقضايا الشيعية على طول الشرق الأوسط.

ص: 258

على الرغم من ارتفاع التكلفة السياسية والاقتصادية للمشاركة في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، ظلت الأغلبية العظمى من الإيرانيين والعراقيين يُؤيّدون تقديم الدعم المالي وتقديم المساعدة للمجموعات الشيعية التي تنتشر في المنطقة. وفي حين أنّهم كانوا أقلّ عرضة لدعم حماس، إلا أنّ 60 % من الإيرانيين والعراقيين أعربوا عن الدعم الكامل لهذه المنظمة، على أنّ أكثر

الرسم الخامس والستون

هل تدعم تقديم المساعدة المالية للمجموعات التالية؟

الصورة

ص: 259

%75 من الإيرانيين والعراقيين كانوا على استعداد لدعم الحوثيين في اليمن والجيش النظامي في سوريا، وحزب اللّه،الحشد الشعبي، والمعارضة الشيعية في البحرين،والجماعات الشيعية الأفغانية. وهو ما يشير بوضوح إلى الدعم الساحق الذي تحصده السياسات الإيرانية الهادفة إلى دعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

كان الرجال الإيرانيون أقلّ عرضة من نظرائهم من الإناث لدعم حماس(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/01). ومن جانبهم، كان العراقيون الأكثر ثراءً هم أيضًا أكثر عرضة لدعم جميع هذه المجموعات (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 أو 0/05)، في حين ذوي المستوى التعليمي الأعلى من الإيرانيين كانوا أكثر عرضة لدعم الجيش النظامي في سوريا أو الجماعات الشيعية الأفغانية (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 أو 0/05)، حيث بلغت النسب 4/4% مقابل 10/3% لدى الرجال الإيرانيين و 6/4 % مقابل 11/4 % لدى النساء الإيرانيات. كان الرجال العراقيون أقلّ عرضة من النساء العراقيات لدعم حماس ولكن أكثر عرضة لدعم الحشد الشعبي (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية لكليهما 0/01). على أنّ المستطلعين الأكثر تعلماً والأكبر في السنّ أكثر عرضة لدعم الحوثيين في اليمن(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/05)والمعارضة في البحرين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). في العموم، أيّد 57 %من العراقيين حركة حماس،و 66% الجيش النظامي في سوريا،و68 % الميليشيات الشيعية الأفغانية،و 77% المعارضة في البحرين، و79 % الحوثيين في اليمن، و 83 % حزب اللّه،99 % الحشد الشعبي. وقد كانت نسبة عدم الإجابة عن هذه الأسئلة منخفضة، إذ تراوحت ما بين %1/5 و 11% لدى الرجال العراقيين وما بين 1/9% و 16% لدى النساء العراقيات.

ولكن عندما طُلب منهم اختيار قضية واحدة، اختارت الأغلبية من الإيرانيين والأغلبية العظمى من العراقيين التبرع للحشد الشعبي، وهي الجماعات العراقية الشيعية التي تقاتل تنظيم داعش في العراق. على أنّ هذه الأرقام قد بلغت 37 % بالنسبة للإيرانيين و 96 % للعراقيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

ص: 260

الصورة

ص: 261

الصورة

ص: 262

كيف سينتهي الصراع في سوريا؟

ترى الأغلبية من العراقيين والإيرانيين أن بشار الأسد هو من سيفوز في الصراع القائم في سوريا.

في حين يعتقد 34 % من العراقيين و 48 % من الإيرانيين أنّ بشار الأسد سيفوز في الصراع القائم في سوريا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، فإنّ 22 % من العراقيين و 11% من الإيرانيين أعربوا عن اعتقادهم بأنّ هذا الصراع لن ينتهي أبدًا(يبلغ الدلالة الإحصائية 0/01 )ورأى 21% من الإيرانيين و 19% من العراقيين أنّ الساحة سوف تشهد تسوية تفاوضية.

اعتقد عدد قليل جدًا من المستطلعين أنّ المعارضة ستفوز (5 % من العراقيين،2 % من الإيرانيين)أو أنّ الجماعات الإرهابية سوف تسيطر على البلاد (2%من العراقيين والإيرانيين). علمًا أنّ العراقيين كانوا أكثر عرضة من الإيرانيين للاعتقاد بأنّ الصراع في سوريا لن ينتهي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)،وربمّا هو ما يشكل انعكاسًا لتجربتهم الخاصة مع الصراع المستمرّ.

من جانبهن،كانت النساء أكثر عرضة للاعتقاد بأنّ الصراع لن ينتهي (إيران : 18 %من نساء في مقابل 11% من الرجال؛العراق:36% من النساء في مقابل 17 % من الرجال، يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). وفي الوقت نفسه، نجد أن من بين الإيرانيين،كان الرجال أكثر عرضة للاعتقاد بأنّه سيكون ثمة تسوية تفاوضية (إيران: %28 من الرجال في مقابل 19% من النساء،يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، في حين كان الرجال من بين العراقيين أكثر عرضة للاعتقاد إنّ بشار الأسد سيفوز (35% من نساء في مقابل 49% من رجال يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01) .

بالنسبة إلى عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كانت فوق المتوسّط، إذ بلغت 10/4 %لدى الرجال الإيرانيين ، و 17/5 %لدى النساء الإيرانيات، في مقابل 11/6% لدى الرجال العراقيين ، و 23/1% لدى النساء العراقيات.

ص: 263

الرسم السادس والستون

الحلّ في سوريا

الصورة

ص: 264

دعم قيام المنطقة السنية المستقلة أو الدولة الكردية (العراقيون فقط)

أيّدت الأغلبية العظمى من المستطلعين العراقيين وحدة العراق.

الرسم السابع والستون

قيام الدولة الكردية المستقلة قيام منطقة الحكم الذاتي السنية

الصورة

رفض ما يزيد على ثمانين في المئة من العراقيين تأييد إنشاء أيّ شكل من الحكم الذاتيّ أو الدولة الكردية المستقلة وهم ما يشكّل انعاكسًا للدعم الكامل لديهم لبقاء الدولة العراقية على وضعها التنظيمي الحالي.

علمًا أنّ مجرّد 9% من النساء العراقيات أيّدن إنشاء منطقة سنية ذاتية الحكم،في مقابل 14% من الرجال العراقيين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

هذه الفجوة بين الجنسين موجودة أيضًا في مسألة قيام الدولة الكردية المستقلة، إذ إنّ 10% من النساء يدعمن إنشائها مقارنة مع 14% من الرجال (يبلغ مستوى الدلالة

ص: 265

الإحصائية 0.01). وكان المستطلعون من الذين حصلوا على التعليم الجامعي أكثر عرضة بقليل لدعم قيام هذه الدولة الكردية،إذ بلغت نسبتهم 16 % في مقابل 14 % من غير المتعلمين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية

0/05).على أن مجرد 7 % من المستطلعين ممّن هم فوق سن الخمسين أيّدوا قيام الدولة الكردية، في مقابل 15% ممّن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 30 عاماً (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). إشارةً إلى أنّ نسبة عدم الإجابة جاءت منخفضة إن عن السؤال المتعلّق بمنطقة الحكم الذاتي السنية أو قيام الدولة الكردية المستقلة، إذ بلغت حوالى 1% لدى الرجال و 3% لدى النساء.

الصورة

ص: 266

الصورة

ص: 267

11- إيران الملف النووي والعلاقات الدولية

إضاءات

أبدى المستطلعون إلى حدٍّ كبير الآراء الإيجابية حول الدور الذي تلعبه إيران في الشؤون العالمية، وهو ما يشير في إطار هذه المجموعة من الزائرين إلى أنّ إيران قد نجحت في تقديم نفسها على أنّها حامية المصالح الشيعية في الشرق الأوسط. على أنّ هذه المواقف كانت متسقة عبر مختلف مجالات الصراع.

ويبدو أن معظم المستطلعين الإيرانيين يعتقدون أنّ إيران مندمجة إلى حدّ ما، على الأقلّ، في المجتمع الدولي. ومع ذلك، فقد فضّل المستطلعون في المقام الأول الاكتفاء الذاتي الإيراني، عوضًا عن الاندماج والتجارة.

كان ثمّة فهم أيضًا لقيمة التعاون العسكري والمدني مع الولايات المتحدة،على الرغم من الاعتراف بتباين الاهتمامات ما بين البلدين.

في حين أيّد المستطلعون الإيرانيون بأغلبيتهم الساحقة تطوير الطاقة النووية من أجل الاستخدام المدنیّ، إلّا أنّهم اختلفوا حول ما إذا كان ينبغي لإيران تطوير الأسلحة النووية أم لا، فضلاً على اختلافهم حول الآثار الدينية المترتّبة على ذلك القرار.بيد أنّهم كانوا مؤيّدين بكلّ وضوح لتنفيذ للاتفاق النووي بكلّ نجاح.

هل كان التدخّل الإيراني سلبيًا أم إيجابيًا؟

رأت الأغلبية من المستطلعين أنّ التدخّل الإيراني له التأثير الإيجابي؛ حيث كان الإيرانيون أكثر عرضة من العراقيين للاعتقاد بأنّ تدخّل بلدهم له هذا التأثير الإيجابي.

ص: 268

الرسم الثامن والستون

هل تدخل إيران في هذه البلدان كان سلبياً أم إيجابياً؟

الصورة

بشكل عامّ شعر جميع المستطلعين الإيرانيين تقريبًا أنّ التدخل الإيراني في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغزة والبحرين وأفغانستان بأنّه تدخل إيجابي. كذلك الحال، شعر حوالى 75% من العراقيين بأنّ التدخّل الإيراني إيجابي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).

على أنّ الأكثر ثراءً كانوا أكثر عرضة لتفضيل التدخّل،كما هي الحال مع الأكبر سنًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 و 0/1 و 0/05 على التوالي).من جانبهم،كان مستخدمو الإنترنت أقلّ عرضة بكثير لتفضيل هذا التدخل (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 ).على العموم، اعتبر 58% من المستطلعين الإيرانيين أنّ تدخّل إيران في أفغانستان كان إيجابيًا، في حين رآه كذلك 63% منهم بالنسبة إلى البحرين،

ص: 269

و 66% إلى غزة، و 69% إلى اليمن،و 79% إلى لبنان،و 82% إلى سوريا، و 86 %إلى العراق .وقد تراوحت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال ما بين 4/7 % و 4/ 10% لدى الرجال في مقابل ما بين 7/5% و 17% لدى النساء، علمًا أن أدنى نسبة عدم إجابة كانت عن العراق (4/7 % من الرجال و 6/7% من النساء)وسوريا(%4/9 من الرجال، و 8/8 % من النساء)يليها اليمن (7/9% من الرجال و 14/2% من النساء)، ولبنان(5% من الرجال و 11/9% من النساء)، وغزة (7/7% من الرجال و 11/9% من النساء)، والبحرين (9/9% من الرجال و 16/2 %من النساء)،في حين أنّ النسبة الأعلى كانت في أفغانستان (10/1% من الرجال و 16/9% من النساء).

من جانبهم،كان الرجال العراقيون أكثر عرضة لتفضيل التدخّل(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)،كما هي الحال مع الذين يواجهون«بعض الصعوبات»مقارنة مع«الصعوبات الكبيرة»في تلبية احتياجاتهم اليومية ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية0/05).كما أنّ الأكبر سنًا كانوا أكثر عرضة لتفضيل التدخل(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 و 0/05). وقد رأى 42% من العراقيين في تدخل إيران في أفغانستان أنه إيجابي، وكذا الرأي الإيجابي لدى 45 % منهم بالنسبة إلى غزة والعراق، و54 % منهم بالنسبة إلى البحرين واليمن و 58%بالنسبة إلى سوريا، و 60% إلى لبنان. علماً بأنّنا لاحظنا اتساع نطاق عدم الإجابة، وهو ما قد يكون ناجماً عن التباين في مستوى المعرفة بشأن الصراعات المختلفة، إذ بلغت نسبة عدم الإجابة عن التدخّل الإيراني في العراق6/4%( 1/3 %من الرجال و 10/7% من النساء)في مقابل27/4%في غزة (17/7% من الرجال و 35/7% من و النساء) 31/4% في أفغانستان(17/7%من الرجال، و34/7 % من النساء).

ص: 270

الصورة

ص: 271

بالمبدأ، ما هي الدوافع من وراء السياسة التي تتبناها إيران في المنطقة ؟

اختلفت وجهات النظر ما بين الإيرانيين والعراقيين بشأن الدوافع التي تقود إيران إلى التدخل في الشرق الأوسط.

الرسم التاسع والستون

الدافع من وراء السياسة الإيرانية

الصورة

كان الإيرانيون أكثر ميلاً للإعتقاد بأنّ ضمان الأمن الإيراني هو السياسة الأساسية التي تدفع إيران للتدخّل في الشرق الأوسط، حيث اعتبر 39 % منهم أنّ هذا هو الدافع الأساسي(في مقابل 28% من العراقيين،يبلغ مستوى الدلالالة الإحصائية

ص: 272

0/01). في حين أن العراقيين كانوا أكثر عرضة للإعتقاد بأنّ الدافع الأولي الذي يقود إيران هو حماية المجتمعات الشيعية المستضعفة،بحيث يتبنّى هذا الرأي 41% منهم(في مقابل 27% من الإيرانيين،يبلغ مستوى الدلالالة الإحصائية 0/10)،علمًا بأنّ العراقيين أقلّ عرضة للاعتقاد أنّ الدافع الأساسیّ الذي يحرّك إيران هو إرساء السلام ونشره في الشرق الأوسط، في حين كان الإيرانيون أقلّ عرضة للاعتقاد بأنّ الدافع الذي يقود إيران هو مضاعفة النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يسلّط الضوء على ميل الإيرانين لاعتبار الدور الذي تنتهجه بلادهم على أنه إيثاري.

من جانبهنّ،كانت النساء الإيرانيات أكثر عرضة للقول إنّ أكثر ما يشغل إيران هو أمنها أو حماية المجتمعات الشيعية(56% من النساء في مقابل 29 % من الرجال و54% من النساء في مقابل 34 % من الرجال على التوالي؛ يبلغ مستوى الدلالالة الإحصائية 0/01). أمّا النساء العراقيات فقد كنّ أقلّ عرضة للقول إنّ إيران مهتمة بأرساء الإستقرار في الشرق الأوسط (12%من النساء في مقابل 6 % من الرجال؛يبلغ مستوى الدلالالة الإحصائية 0/01). فضلاً عن ذلك كان المستطلعون الأكثر تعلّمًا أقلّ عرضة للاعتقاد بأنّ إيران مهتمة بحماية المستضعفين(إيران: 25% غير متعلّمين، 29 %ذوي التعليم الجامعي؛ العراق: 50% غير متعلمين، 27 % ذوي التعليم الجامعي؛ يبلغ مستوى الدلالالة الإحصائية 0/01). أمّا عدم الاجابة فقد بلغت نسبنها لدى المستطلعين الإيرانيين 6% لدى الرجال و8/9 % لدى النساء، وبالنسبة إلى المستطلعين العراقيين 3/3% لدى الرجال و15/4% لدى النساء.

ص: 273

الصورة

ص: 274

الصورة

ص: 275

موقع إيران في المجتمع الدولي (إيرانيون فقط)

رأت أغلبية من الإيرانيين أنّهم بلادهم نوعا ما منخرطة في المجتمع الدولي.

يرى حوالى 40 % من الايرانيين أنّ إيران قد انخرطت إلى حدّ ما في المجتمع الدولي، في حين أنّ 25% من المستطلعين يعتقدون أنها متكاملة جدًا المجتمع الدولي بينما يعتقد 20% أنّ إيران تقف وحدها.

الرسم السبعون

الموقف الإيراني في المجتمع الدولي

الصورة

وقد كانت المرأة الإيرانية أقلّ عرضة للاعتقاد بأنّ إيران كانت منخرطة تماماً حيث اعتبرت 13% فقط من النساء أن إيران كانت متكاملة تمامًا مقابل 20 % من الرجال. علمًا أنّ الإيرانيين ممّن تبلغ أعمارهم ما دون ال 30

ص: 276

عامًا كانوا أقلّ عرضة للإعتقاد بأنّ إيران متكاملة مع المجتمع الدولي، ربما لأن العقوبات الدولية التي فُرضت بعد عام 2006 جاءت في خلال فترة مفصلية أو أنّها في الواقع كانت ذات تأثير كبير في حياة هؤلاء المستطلعين. علماً أنّ ما يزيد عن 13% ممّن تتراوح اعمارهم ما بين سنّ ال 18 عاماً وال 30 عامًا يعتبرون أن إيران منخرطة تمامًا، في قابل 20% ممّن تتراوح أعمارهم ما بين ال 30 عاماً وال 50 (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01).

كانت نسبة عدم الإجابة عن السؤال بين الإيرانيين أعلى من المتوسّط، حيث بلغت 16% لدى الرجال و 20% لدى النساء الإيرانيات.

ص: 277

الصورة

ص: 278

الاكتفاء الذاتي أم التجارة؟ (الإيرانيون فقط)

تفضل أغلبية الإيرانيين الاكتفاء الذاتي على التجارة.

من خلال الأرقام نخلص إلى أنّ 61% من الإيرانيين يفضّلون الاكتفاء الذاتي على التبادل التجاري.

تحديدًا، فضّلت 35% من النساء الإيرانيات التبادل التجاري في مقابل 42 % من الرجال الإيرانيين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01). أما العوامل الأخرى التي من الممكن أن يكون لها تأثير في زيادة دعم التبادل التجاري، على سبيل المستوى التعليمي والسنّ، فتبقى من دون أية دلالة إحصائية تُذكر. أما مستوى عدم الإجابة فقد بلغ 3/8 %لدى الرجال في مقابل 9/9% لدى النساء.

الرسم الواحد السبعون

الإكتفاء الذاتي أم التبادل التجاري؟

الصورة

ص: 279

الصورة

ص: 280

الولايات المتحدة وإيران

رأى 80 % من المستطلعين الإيرانيين أنّ ثمّة تبايناً في المصالح بين كلّ من الولايات المتحدة وإيران. وعلى الرغم من ذلك، فهم ظلّوا بفضلون زيادة التفاعل بين البلدين.

وقد شملت التفاعلات التي ارتأها المستطلعون التبادل السلمیّ في مجال السياحة، والمحادثات، والصحفيين، والثقافة / الرياضة. إضافةً إلى التبادل السلمي، شجّع 65% من المستطلعين أيضًا التعاون العسكري من أجل

مكافحة داعش.

تشير هذه المواقف المعقدة بشأن أيّ من التفاعلات هي الأفضل بين الولايات المتحدة وإيران إلى الرغبة التي تكتنف المستطلعين في التعاون المتبادل على الرغم من وجود المصالح المتباينة.

هل المصالح بين الولايات المتحدة وإيران متباينة أم متلاقية؟(إيرانيون فقط)

يعتقد ما يزيد على ثلاثة أرباع الإيرانيين أنّ المصالح ما بين الولايات المتحدة وإيران متباينة.

تعتقد أغلبية ،الإيرانيين أي ما يقرب من 80 % أنّ المصالح ما بين إيران والولايات المتحدة متباينة في الغالب.

وقد رأى 86% من الرجال الإيرانيين أنّ المصالح ما بين إيران والولايات المتحدة متباينة في الغالب في مقابل 64% من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). ويعتقد 84% من المستطلعين الذين لا يعانون أية

ص: 281

صعوبات تُذكر في تلبية احتياجاتهم اليومية أنّ المصالح ما بين الولايات المتحدة وإيران هي في الغالب متباينة، في مقابل 72 % من أولئك الذين يواجهون الصعوبان الكبيرة في تلبية احتياجاتهم(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).وجاءت نسبة عدم الإجابة 4/2% لدى الرجال في مقابل 12/9% لدى النساء.

الرسم الثاني والسبعون

ما بين إيران والولايات المتحدة الأميركية:

الصورة

ص: 282

الصورة

ص: 283

هل تؤيّد التعاون مع الولايات المتحدة في واحدة من هذه المجالات؟ (إيرانيون فقط)

يمكن القول إنّ حوالى نصف الإيرانيين هم بشكل عام داعمون للتفاعل مع الولايات المتحدة.

انقسم الإيرانيون في وجهات نظرهم بين داعم ومعارض للتفاعل مع الولايات من خلال زيادة التبادل السياحي (%49/4) وحول المواضيع ذات الاهتمام المشترك (54%) ، وفسح المجال أمام دخول الصحفيين إلى كلّ من البلدين (50%) ، والتبادل الثقافي،والتربوي والرياضي (54%).

الرسم الثالث والسبعون

التواصل مع الولايات المتحدة في مجالات:

الصورة

ص: 284

على أنّ معظم الإيرانيين كانوا أكثر دعمًا لتبادل الصحفيين، وأقلّ دعمًا للتبادل السياحي (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، أما الأكثر تعلّماً فقد كانوا أكثر عرضة بكثير لدعم التفاعل مع الولايات المتحدة عموما، حيث يدعم %30 ذوي التعليم الجامعي التفاعل التامّ بين البلدين، على عكس 6% فقط من غير المتعلّمين (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). أما المستطلعون الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، فهم أيضًا كانوا أكثر عرضة لدعم التفاعل مع الولايات المتحدة، إذ يدعم حوالى 20% منهم بشكل كامل التفاعل في شتّى المجالات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية مع المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 عاماً و 50 عامًا 0/05).

وقد تراوحت نسبة عدم الإجابة عن هذه الأسئلة ما بين 2/6% إلى 4/3% لدى الرجال في مقابل ما بين 5/3% و 7/9% لدى النساء.

ص: 285

الصورة

ص: 286

هل تدعم الولايات المتحدة وإيران في العمل معا من أجل مكافحة تنظيم داعش في العراق؟ (الإيرانيون فقط)

ترى الأغلبية من الإيرانيين أنّه لا بدّ لإيران والولايات المتحدة من التعاونوالعمل جنبًا إلى جنب من أجل محاربة تنظيم داعش في العراق.

الرسم الرابع والسبعون

الموقف من عمل إيران إلى جانب الولايات المتحدة

لمحاربة تنظيم داعش

ص: 287

السؤال:كما تعلم،استطاع تنظيم داعش من أن يفرض سيطرته على أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية.ومن جانبهما، أعلنت كلّ من إيران والولايات المتحدة أنهما تدعمان الحكومة الشرعية في العراق من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية ومحاربة داعش.إلى أيّ درجة توافق أو لا توافق على تعاون إيران والولايات المتحدة معًا من أجل المساعدة في القضاء على تنظيم داعش؟

أبدى ما يقرب من 65 % من المشاركين دعمهم للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل محاربة داعش في العراق، علمًا أنّ 42 % من هؤلاء يدعمون هذه المبادرة تمامًا.

على أنّ الرجال الإيرانيون كانوا أقل دعمًا للتعاون مع الولايات المتحدة، حيث أبدى 37 %دعمهم الكامل، في مقابل 49 % من النساء(يبلغ مستوى الآلة الإحصائية 0/01).أما المستطلعون ممّن تجاوزوا أعمارهم سن الخمسين، فهم أيضًا كانوا أقلّ عرضة لدعم تعاون إيران مع الولايات المتحدة من أجل محاربة تنظيم داعش معًا،بحيث دعم المبادرة تمامًا 40 % منهم في مقابل 44% من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و 30 عامًا (يبلغ الآلة الإحصائية 0.05).أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد بلغت %2/6 لدى الرجال و 5/3% لدى النساء.

ص: 288

الصورة

ص: 289

الملف النووي الإيراني

أيّد المستطلعون الإيرانيون بشدة تطوير الطاقة النووية للاستخدام المدني،في حين أنّهم انقسموا بالتساوي تقريبًا على مسألة تطوير الأسلحة النووية.

ولكن حتى داخل هذا السياق الديني،لم يفهم المستطلعون بوضوح الفتاوى الدينية الصادرة بشأن هذا الموضوع. ففي حين ندّد الخامنئي بالأسلحة النووية على اعتبار أنها تنتهك تعاليم الإسلام،فقد اعتبر أكثر من نصف الإيرانيين بقليل(53%)أنّه يؤيّد حقّ إيران في الحصول على الأسلحة النووية.وهو ما يسلّط الضوء على الغموض الذي يكتنف النقاش حول الأسلحة النووية في إيران.

ومع ذلك فقد ظللنا نلاحظ وجود تغيّر،إذ إنّ أكثر من 80% من المستطلعين كانوا داعمين لقمة الخمسة زائد واحد واتفاق الاتحاد الأوروبي مع إيران،كما أنّ 62% كانوا متفائلين إلى حدّ ما بفرص نجاحه.على أنّ الأغلبية منهم رأت أيضًا أن ما قد يصاحب هذا الإتفاق من رفع للعقوبات سيكون له الأثر الكبير في حياتهم اليومية.

هل تؤيد تمامًا، تؤيد بعض الشيء، لا تؤيد ولا تعارض، تعارض بعض الشيء، تعارض تمامًا فكرة تطوير الجمهورية الإسلامية في إيران للطاقة النووية للاستخدام المدني؟(الإيرانيون فقط)

كاد جميع المستطلعون أن يُجمعوا على دعم تطوير البرنامج النووي الإيراني للاستخدامات المدنية.

أبدى جميع المستطلعين تقريبًا تأييدهم لتطوير الطاقة النووية في إيراني للاستخدام المدني،على أن 71% من بينهم أيدوا الفكرة تمامًا.

ص: 290

علمًا بأنّ 75 % من الرجال الإيرانيين قد أيّدوا تمامًا فكرة تطوير الطاقة النووية في مقابل 64% من النساء الإيرانيات (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05).ومع ذلك،نجد أنّ مستخدمي الإنترنت كانوا أقلّ دعمًا بكثير لتطوير الطاقة النووية(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)،على أنه من ضمن هذه المجموعة،كان أولئك الذين يتابعون المستجدّات والأخبار أكثر عرضة لتحبيذ تطوير الطاقة النووية (76%،في مقابل 50 % نسبة الدعم في أوساط أولئك الذين لا يتابعون الأخبار).وجاءت نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال 9/6 % لدى الرجال و 16% لدى النساء.

الرسم الخامس والسبعون

الموقف من الطاقة النووية

الصورة

ص: 291

الصورة

ص: 292

بغض النظر عن الطاقة النووية،هل تؤيّد تمامًا،تؤيّد بعض الشيء،لا تؤيّد ولا تعارض،تعارض بعض الشيء، تعارض تمامًا فكرة تطوير الجمهورية الإسلامية في إيران للسلاح النووي؟(الإيرانيون فقط)

انقسم المستطلعون في الرأي حول السلاح تطوير النووي.

أعرب حوالى 55 % من الإيرانيين المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم للأسلحة النووية،في حين عارض الفكرة حوالى 45 % منهم،على أنّ نسبة من أيد تمامًا فاقت بحوالى 15% نسبة أولئك الذين عارضوا تماماً.

الرسم السادس والسبعون

الموقف من السلاح النووية

الصورة

ص: 293

وعلى نحو ملحوظ،كان الرجال الإيرانيون أقلّ عرضة لتحبيذ الأسلحة النووية،مع وجود فرق بين الجنسين،بحيث تباينت الآراء تماماً ما بين«أعارض بعض الشيء»و«أؤيد بعض الشيء»بمجرد مقارنتها مع العوامل الأخرى (فرق مطلق، حيث تؤيد 55% من النساء تمامًا هذه الفكرة، في مقابل 21 % من الرجال،يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 )وقد كان المستطلعون من ذوي المستوى التعليمي الأدنى أكثر عرضة أيضًا لتحبيذ السلاح النووي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05)،في حين أنّ المستطلعين الأصغر سنًا كانوا أقلّ عرضة بكثير لتحبيذ الأسلحة النووية (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد كانت أعلى من المتوسّط، حيث بلغت 17/5% لدى الرجال و 17/6% لدى النساء، وهو ما يسلّط الضوء على حساسية هذا الموضوع.

ص: 294

الصورة

ص: 295

كما تعلم،أصدر آية اللّه الخامنئي قائد الثورة فتوى بشأن السلاح النووي.على حدّ علمك، ما كان رأيه بهذا الصدد؟ (إيرانيون فقط)

انقسم المستطلعون في مدى اطلاعهم على فتوى الخامنئي حول السلاح النووي.

في الواقع أصدر الخامنئي فتوى تحرّم الأسلحة النووية،ومع ذلك انقسم المستطلعون في الرأي حول ما قاله الخامنئي، إذ اعتقد 53 % من المستطلعين على نحو خاطئ أنه قال إنّ لإيران الحقّ في امتلاك الاسلحة نووية.

الرسم السابع والسبعون

وفقاً للفتوى التي أصدرها الخامنئي:

الصورة

ص: 296

أشار مجرد 36 % من الرجال الإيرانيين، في مقابل 80 % من النساء الإيرانيات،إلى أن فتوى الخامنئي تمنح هذا الحقّ في الأسلحة النووية (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01). علمًا بأنّ المستطلعين من غير المتعلمين كانوا أكثر عرضة على وجه الخصوص لتبني هذا الرأي الخاطئ (71%) في مقابل 50% من ذوي التعليم الثانوی(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.01) و 52% من أولئك الحاصلين على التعليم الجامعي وما فوق (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). علمًا أنّ 58 % من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنّ ال 18 عاماً وال 30 عامًا أخطأوا في فتوى الخامنئي في مقابل 46 % من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال 30 عاماً وال 50 عاماً و 60% من المستطلعين الذين تتجاوز أعمارهم سنّ ال 50 ( يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية مع المجموعة ما بين 18 إلى 30 عاماً 0/01 و0/05 على التوالي). أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد جاءت منخفضة، إذ بلغت %4/9 لدى الرجال و 8 % لدى النساء.

ص: 297

الصورة

ص: 298

هل تعتقد أن انتاج الأسلحة النووية يناقض التعاليم الإسلامية؟(الإيرانيون فقط)

رأت أغلبية المستطلعين أنّ الأسلحة النووية تناقض المبادئ الإسلامية.

اعتقد 63% من المستطلعين برأيهم الشخصي أنّ الأسلحة النووية تناقض تعاليم الإسلام. وهو ما يعتبر 20% زيادة تقريبًا عن نسبة أولئك الذين يعتقدون أنّ الخامنئي قد أصدر فتوى تحرّم إنتاج الأسلحة النووية،على أنّ هذا التفاوت يشير إلى أنّه في حين تقلّد الأغلبية من المستطلعين الخامنئي،إلّا أنّهم لا يزالون غير قادرين على تأويل فتاواه.

الرسم الثامن والسبعون

هل يتعارض السلاح النووي مع تعاليم الإسلام؟

الصورة

ص: 299

أشار 70 % من الرجال الإيرانيين إلى أنّ الأسلحة النووية تناقض تعاليم الإسلام،في مقابل 54 % من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).علمًا أنّ الدخل لعب دور المؤشر الرئيسي عند تبني هذه الآراء، فالمستطلعون الذين يواجهون الصعوبات الكبيرة في تلبية احتياجاتهم كانوا أقل معارضةً للأسلحة النووية (52%) ، في مقابل 65% من أولئك الذين يواجهون بعض الصعوبات في تلبية الاحتياجات اليومية و 67% من أولئك الذين لا يعانون أية صعوبات تُذكر في تلبية احتياجاتهم و 70 % من أولئك القادرين على الادّخار(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05،0/01، 0/01 على التوالي). كما كان المستطلعون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 عاماً و50 عامًا أكثر عرضة من أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن 30 للقول أن الأسلحة النووية تناقض تعاليم الإسلام (57 %ممّن تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و 30 عاماً ، و 69 % ممّن 57% تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 50 و 66 %من الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا؛ممّن تتراوح أعمارهم ما بين 0/01).أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد بلغت 11/5% لدى الرجال في مقابل 11/4% لدى النساء.

ص: 300

الصورة

ص: 301

إلى أي درجة تدعم الاتفاق ما بين إيران من جهة ودول الخمسة زائد واحد والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى حول برنامج إيران النووي؟(الإيرانيون فقط)

إلى أيّ درجة تشعر بالتفاؤل حيال فرص تطبيق الاتفاق ما بين إيران من جهة ودول الخمسة زائد واحد والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى حول برنامج إيران النووي،كما هو متوقع؟(الإيرانيون فقط)

شعر ما يزيد على ثلاثة أرباع المستطلعين بالتفاؤل حيال الاتفاق وأبدوا دعمهم له؛ علماً بأنّ المستطلعين كانوا أكثر ميلاً لدعم هذا الاتفاق عوض الشعور بالتفاؤل تجاهه.

الرسم التاسع والسبعون

هل يتعارض السلاح النووي مع تعاليم الإسلام؟

الصورة

عبّر ما يزيد على 80% من المستطلعين عن دعمهم للاتفاق مع مجموعة الخمسة زائد واحد،في حين كان 62 % المستطلعين متفائلين حيال الاتفاق.

علمًا أن نسبة عدم الإجابة عن هذين السؤالين كانت ممّاثلة،حيث بلغت

ص: 302

8/6 % لدى الرجال و 15% لدى النساء، لجهة دعم الإتفاق، في مقابل 8/3 % لدى الرجال و 15/1% لدى النساء لجهة التفاؤل حياله.

الصورة

ص: 303

إلى أي مدى سوف يؤثر رفع العقوبات الدولية في حياتكم اليومية؟(الإيرانيون فقط )

رأت الأكثرية من المستطلعين أنه سينجم عن رفع العقوبات الدولية الأثر الكبير في حياتهم اليومية.

يعتقد 80 % من المستطلعين أنّ رفع العقوبات سيكون له بعض التأثير في حياتهم اليومية،علمًا أنّ 46% يعتقدون أنه سيكون لها«التأثير الكبير».

الرسم الثمانون

مدى تأثير العقوبات

من جانبهم،كان الرجال الإيرانيون أقلّ عرضة للاعتقاد أنّ رفع العقوبات سينجم عنه أي أثر ،حيث أشار 34 % منهم إلى أنه سيكون لرفع العقوبات التأثير الكبير،في مقابل 63 % من النساء(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية

ص: 304

0/01).أما نسبة عدم الإجابة عن هذا السؤال فقد بلغت 5/7 % لدى الرجال في مقابل 9/4% لدى النساء.

الصورة

ص: 305

12 - الموقف حيال الولايات المتحدة والمجتمع الدولي

إضاءات

في المتوسّط، أعرب المستطلعون عن المواقف المحايدة تجاه الولايات المتحدة وفضّلوا حدًا أدنىً من انخراطٍ للولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط.هذا وقد رأى المستطلعون أنّ الولايات المتحدة تفضّل الميل نحو أعداء الشيعة التقليديين،بينما تتعامل مع الشيعة من الحلفاء بشكل غير عادل.

قال معظم المستطلعين إنّهم ينظرون إلى دور الولايات المتحدة في الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط على أنّه من دون أيّ تأثير»في أنّهم أبدوا مواقفهم المحايدة تجاه الولايات المتحدة بشكل عام.

مع ذلك،ظلّوا يفضلون حدًا أدنىً من انخراط للولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط(61 % من الإيرانيين و 58% من العراقيين) والشؤون العراقية خصوصاً(76 % من الإيرانيين و 68 % من العراقيين)،حتى عندما طرحنا

عليهم خيارات لانخراط غير عسكري للولايات المتحدة.

دور الولايات المتحدة في الأحداث الحالية (الإيرانيون فقط)

شعر ثلاثة أرباع المستطلعين الإيرانيين أن لا تأثير للولايات المتحدة في مختلف دول الشرق الأوسط.

ذكر معظم الإيرانيين أنه ليس للولايات المتحدة أي تأثير في سير الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.وفي حين أنّنا سألنا المستطلعين حول بعض القضايا المحدّدة التي تجري حاليًا، فقد ظلّت تصوراتهم ممّاثلة عبر جميع الأسئلة في هذه المجموعة.

ص: 306

الرسم الواحد

الثمانون دور الولايات المتحدة في:

الصورة

شعر حوالى خمسة في المئة من المستطلعين أنّ دور الولايات المتحدة إيجابي،في حين أن حوالى 70% منهم اعتبر أنه ليس لها أيّ تأثير،أما البقية فقد رأت أنّ تأثير الولايات المتحدة سلبي.

علمًا أنّ الرجال كانوا أكثر عرضة للنظر إلى دور الولايات المتحدة بعين الإيجابية،كما هي حال الأكثر ثراء من المستطلعين(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).أما المستطلعون الذين ترتفع لديهم مستويات الممّارسة الدينية فقد كانوا الآخرين أكثر عرضة بقليل للنظر إلى دور الولايات المتحدة من منظور إيجابي(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05).

في المقابل كانت نظرة المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 عاماً و50 عامًا أكثر سلبية تجاه دور الولايات المتحدة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية مقارنة مع الفئة بین 18 و 30 عامًا 0/01).

ص: 307

أما نسبة عدم الإجابة عن هذه الأسئلة فقد تراوحت من 8 % لدى الرجال و 16% لدى النساء(البرنامج النووي الإيراني وداعش في العراق)حتى 14% لدى الرجال و 22% لدى النساء(اليمن)بالنسبة إلى الإيرانيين.

الصورة

ص: 308

إلى أي مدى تعتبر الولايات المتحدة صادقة وعادلة؟

شعر المستطلعون أنّ الولايات المتحدة صادقة وعادلة مع أعداء الشيعة في حين أنّها غير صادقة وغير عادلة مع

الحلفاء الشيعة.

اعتبر المستطلعون أنّ الولايات المتحدة تتعامل مع كلّ من المملكة العربية السعودية وإسرائيل،وهما عدوا الشيعة التقليديان،بكلّ صدق ونزاهة،ومن ناحية أخرى اعتبروا أنّها تتعامل مع كلّ من سوريا والعراق وإيران بشكل غير صادق وغير عادل.

الرسم الثاني الثمانون

مدى مصداقية الولايات المتحدة مع:

الصورة

ص: 309

علمًا أنّنا لاحظنا وجود فرق ذي دلالة إحصائية(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/001)بين ماهية نظرة المستطلعين إلى الطريقة التي تتعامل فيها الولايات المتحدة مع سوريا والعراق وإيران،حيث نظر المستطلعون من الإيرانيين إلى الطريقة التي تعامل فيها الولايات المتحدة بلدهم على أنّها غير عادلة أبداً،في حين أنّهم اعتبروا أنّ المعاملة التي يلقاها العراق هي الأكثر إنصافاً.بالمقابل نلحظ أن وجهات نظر المستطلعين من العراقيين قد انعكست تمامًا.أما نسب عدم الإجابة عن هذه الأسئلة فقد تراوحت ما بين %4/5 و 7/7% لدى الإيرانيين وما بين 5 %و11/5% لدى العراقيين.

من جانبهم،كان الرجال الإيرانيون أكثر عرضة لاعتبار الولايات المتحدة أنّها أقل صدقًا،في حين كان الرجال العراقيون أكثر عرضة لاعتبار الولايات المتحدة أنّها أكثر صدقا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).فضلاً ذلك، فقد برزت بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ المستطلعين الأكثر ثراءً والأكثر تعلماً يعتبرون أنّ الولايات المتحدة أكثر صدقاً وعدلاً في تعاملها.أما الأكبر سنًا فقد كانوا أكثر عرضة بقليل لاعتبار أنّ الولايات المتحدة أكثر صدقاً مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية،وأقلّ صدقًا مع سوريا وإيران والعراق.

ص: 310

الصورة

ص: 311

الصورة

ص: 312

من بين السياسات التالية التي تعتمدها الولايات المتحدة،أيّ منها أكثر فاعلية في الشرق الأوسط؟

ظلّ المستطلعون يفضّلون حدًا أدنىً من التدخل الأمريكیّ في الشرق الأوسط.

اعتبر 61 % من الإيرانيين و 58 % من العراقيين أنّ الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تتدخّل على الإطلاق في شؤون الشرق الأوسط(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)،في حين اعتبر حوالى عشرين في المئة من الايرانيين وخمسة عشر في المئة من العراقيين أنّه لا بدّ على الولايات المتحدة من العمل على احتواء تنظيم داعش

الرسم الثالث والثمانون

سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

الصورة

ص: 313

ومن ثم تعزيز الأمن باعتباره هدفاً ثانياً لها.وقد دعم حوالى 10% خيار حلّ الصراع العربي الإسرائيلي وتعزيز النمو الاقتصاد.علمًا أنّ ما لا يزيد على 4 % من الإيرانيين و3 % من العراقيين دعموا ترويج الولايات المتحدة لحقوق المرأة أو الديمقراطية.

من جانبهم،كان الذكور الإيرانيين أكثر عرضة من النساء الإيرانيات لتفضيل عدم تدخل الولايات المتحدة بتاتاً، بحيث أشار 48 % من النساء و 69 % من الرجال إلى أنّهم يفضلون عدم تدخّل الولايات المتحدة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01).أضف أن 67 % من المستطلعين ممّن هم فوق سنّ الخمسين عاماً فضّلوا عدم تدخّل الولايات المتحدة، في مقابل 57% من أولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً و 30 عامًا (يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0.05).أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت 8/9 % لدى اللرجال و 12/3% لدى النساء.

أضف إلى ذلك،أنّه كان العراقيون الأكثر تعلمًا أيضًا أكثر عرضة لتفضيل عدم تدخل الولايات المتحدة يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05 بالمقارنة مع الحاصلين على التعليم المتوسّط و 0/1 مع الحاصلين على التعليم الثانوي).أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت 3/1% لدى الرجال و 11/8% لدى النساء.

ص: 314

الصورة

ص: 315

أي من الإمدادات العسكرية يجب على الولايات المتحدة استخدامها في العراق؟

اعتبر المستطلعون أنّ الأمثل هو حدّ أدنى من التدخّل الأمريكيّ العسكري في العراق.

اعتبر 76 % من الإيرانيين و 68 % من العراقيين أنه يجب أن لا تنخرط الولايات المتحدة في أيّ دور عسكري في العراق،وكان العراقيون أكثر عرضة بكثير لتفضيل بعض التدخّل من جانب الولايات المتحدة في بعض الأشكال. خصوصاً، أنّنا نلحظ

الرسم الرابع والثمانون

الآليات الحربية الأميريكية في العراق

الصورة

ص: 316

أنّ عُشر المستطلعين العراقيين دعموا استخدام الولايات المتحدة لسلاح الجو(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01 )في مقابل نصف الإيرانيين.

علمًا أن 83 % من الرجال الإيرانيين فضّلوا عدم تدخّل الولايات المتحدة في العراق، في مقابل 66% من النساء الإيرانيات(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)،حيث إنّ 72 % من المستطلعين الذين يواجهون الصعوبات الكبيرة في تلبية احتياجاتهم اليومية فضّلوا عدم انخراط الولايات المتحدة،في مقابل 80% من أولئك الذين لا يعانون أي صعوبات تذكر(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/05). أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت 5/3% لدى الرجال و 8/6 % لدى النساء.

من جانبهم،فضّل 75% من الرجال العراقيين عدم انخراط الولايات المتحدة بأيّ شكل من الأشكال،والرأي نفسه برز لدى النساء العراقيات، إذ أعربن بالنسبة نفسها عن هذا الرأي،على الرغم من أننا عندما قارنا الأرقام من ناحية المستوى التعليمي والاهتمام بالمستجدّات والأخبار وجدنا أنّ النساء كن أقلّ معارضةً من الرجال لانخراط الولايات المتحدة عسكريًا.أضف إلى ذلك أنّ المستطلعين الذين وصلوا إلى مرحلة التعليم الجامعي كانوا هم الآخرين أقلّ معارضة - حيث فضل 40 % من هؤلاء عدم تدخل الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، مقابل 72 % من أولئك غير المتعلمين أبدًا(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/01)، علمًا أن نسبة هذه المعارضة كانت أقل بين أوساط المستطلعين الذين يتابعون الأخبار. أما نسبة عدم الإجابة فقد جاءت 0/7% لدى الرجال و 8/1 % لدى النساء.

ص: 317

الصورة

ص: 318

13 - الملحق «أ» : قراءة البيانات

في خلال دراسة المسح أجرينا انحدارين منفصلين،أحدهما خاصّ بالمستطلعين الإيرانيين والآخر بالمستطلعين العراقيين. علمًا بأنه يمكن قراءة التقديرات حول المتغيّرات المشتركة في الصفّ المقابل لتلك المتغيّرات المشتركة، في حين يمثل العدد الموجود بين قوسين بجوار التقدير الخطأ المعياري وصولاً إلى النتائج، أشرنا إلى الدلالة الإحصائية من خلال العلامات النجمية، بحيث تدلُّ العلامة النجمية الواحدة (*) على أنّ المتغير المشترك المقابل ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0/1؛ العلامتان النجميتان (**) إلى أنّ المتغيّر المشترك المقابل ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0/05؛والعلامات النجمية الثلاثة (***) إلى أنّ المتغيّر المشترك المقابل ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0/01 أو أعلى.أما مستويات الدلالة الإحصائية الأصغر فهي تدلّ على أننا على ثقة عالية بأنّ الاختلافات في إطار هذا المصدر المحدّد من التغاير لا ترجع إلى الاختلاف العشوائي وحده.

مع كلّ انحدار،نجدنا نشير إلى الدخل والتعليم والسنّ باعتبارها متغيّرات فئوية،وهو ما يسمح لنا بالتغاضي عن الافتراض القائل إنّ العلاقة بين مختلف الأجوبة عن سؤال معيّن وهذه المتغيّرات إنما تأتي متوازية.(1)وعند قراءة هذه النتائج،نلاحظ أن آثار هذه الفئات،التي يعطيها التقدير،إنّما هي الفرق بين نتائج المستطلعين في تلك الفئة والمصطلح الأساسي.كما نذكر الآثار الثابتة لكلّ من المحافظات من أجل ضمان عدم تأثّر نتائجنا بالمتغيّرات الخاصّة بكلّ من هذه المحافظات.

وفيما يلي نستعرض شرحًا لمختلف المتغيرات المشتركة:

يشير مصطلح ذكر إلى تقدير الاستجابة التفاضلية للرجل من امرأة (مصطلح أساسي)،مع إبقاء جميع العوامل الأخرى ثابتة.

ص: 319


1- لا تغيب عنا فائدة هذا الأمر لأننا على سبيل المثال قد نتوقع من الأفراد الذين عاشوا طفولتهم أو شبابهم في خلال الحرب الإيرانية العراقية(الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عامًا)أن يتبنوا وجهات نظر مختلفة تجاه إيران من أولئك الذين لم يعايشوا هذه الحرب(المستطلعون بين 18 -30 عامًا). كذلك، قد نتوقع أن يتبنى المستطلعون الحاصلين على التعليم الجامعي المنظور المختلف جدا بشأن قضايا المرأة. وإذا ما استخدمنا سنوات التعليم على اعتبارها متغيراً خطياً، لكنا قلنا إن التعليم له تأثير كبير في المواقف تجاه قضايا المرأة، في حين أن التعليم الجامعي هو الذي كان يقود هذا الأثر عام.

یستند مصطلح الدخل إلى السؤال الذي يستوضح ما إذا كان الأفراد يشعرون بأنّ دخلهم كاف لتلبية احتياجاتهم اليومية.وهو ما يسمح لنا،في مقابل بقياس الدخل المطلقً،بحساب الاختلافات في تعادل القوة الشرائية عبر البلدين.على أنّ نتائج كلّ فئة هي عبارة عن الفروقات ما بين المصطلح الأساسي (ثمة صعوبات كبيرة في تلبية الاحتياجات)وهذه الفئة، وهي إما «ثمة بعض الصعوبات»وإمّا « لا صعوبة تُذكر» أو «لا صعوبة، مع إمكانية الادّخار».(1)

يستند مصطلح التعليم إلى أعلى مستوى تعليميّ يقول المستطلَع إنّه أنهاه. المصطلح الأساسي ينطلق من معدل لا شيء،يليه التعليم الابتدائي، ثم التعليم المتوسّط، والتعليم الثانوي، وأخيراً التعليم الجامعي وما فوق.(2)

يستند مصطلح السن إلى السنّ التي يقول المستطلع إنّه يبلغها.المصطلح الأساسي للمستطلعين هو ما بين 18 عاماً و 30 عامًا؛ تمثّل معاملات الانحدار الفروق من هذه القاعدة بالنسبة للمستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عامًا وما فوق ال 50.(3)

ص: 320


1- الصيغة الكاملة للأجوبة هي التالي: صعوبات كبيرة(المصطلح الأساسي):لا يغطي دخل الأسرة نفقاتنا المعيشية ونواجه صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتنا. بعض الصعوبات: لا يغطي دخل الأسرة نفقاتنا المعيشية ونواجه بعض الصعوبات في تلبية احتياجاتنا. لا صعوبات تذكر:يغطي دخل الأسرة نفقاتنا المعيشية من دون صعوبات تذكر. الادّخار : يغطي دخل الأسرة نفقاتنا المعيشية بشكل جيد ويمكننا من الادخار.
2- طرحنا سؤالاً أكثر تفصيلاً حول المستوى التعليمي المنجو، وأعادنا تنظيم الإجابات عن هذه الفئات لضمان إمكانية المقارنة ما بين إيران والعراق. الردود الأصلية هي كما يلي: لا شيء(«لا تعليم رسمي،أمي»؛«لا تعليم رسمي ولكن أجيد القراءة / الكتابة» ؛ «لم أكمل المدرسة الابتدائية»)؛المرحلة الابتدائية(«أنهيت المدرسة الابتدائية»؛و«لم أكمل المدرسة المتوسطة»)؛ والمدرسة المتوسطة («لم أكمل شهادة الثانوية عامة»؛«أكملت المدرسة المتوسطة » ؛ «لم أكمل المدرسة الثانوية: المعهد التجاري / التقني / المهني»؛و«لم أكمل شهادة الثانوية عامة»)،و«الثانوية عامة» و («لم أكمل المرحلة ما قبل الجامعية»؛ و«أكملت المرحلة ما قبل الجامعية»؛ و«أكملت المدرسة الثانوية : المعهد التجاري / التقني / المهني أكملت الشهادة الثانوية»و«أكملت الدرسة الثانوية»، و « لم أكمل مرحلة شهادة الثانوية عامة» و«لم أكمل مرحلة البكالوريوس، من دون شهادة»)؛ المرحلة الجامعية وما فوق(«أكملت البكالوريوس،مع شهادة«؛»الماجستير«؛»دكتوراه«؛»أكملت المرحلة»).
3- اعتمدنا في المسح على المستطلعين ما بين سن ال18 وال 60 عاماً.

یستند مصطلح درجة التدين إلى المكوّن الرئيسي الأول للإجابات عن الأسئلة التي طرحت حول الممّارسة الدينية،وهو ما يتضمّن قياس الممّارسة الدينية التي جرى الاستطلاع بشأنها في قسم«الدين»-مشاهدة البرامج الدينية، الحضور إلى المسجد، تأدية الصلاة، الحضور إلى صلاة الجمعة،قراءة القرآن أو دعاء،وحضور الدروس الدينية.على أنّ المستويات العليا لهذا المكوّن الرئيسي تدلّ على الممّارسة الدينية الأعمق.

أما الاهتمام بالمستجدّات والأخبار فهو متغير ثنائي يستند إلى مدى تفاعل الأفراد بشكل منتظم مع الأخبار المستجدات،سواء أكانت مقروءة أم مسموعة،وذلك من مصادر متنوعة،وكذلك إلى أيّ مدى يناقشونها مع الآخرين. وبما أنّ هذا المتغيّر المشترك يندرج أيضًا في إطار التفاعل،نجد أنّ التقدير حول هذا المتغير المشترك يتوافق مع الفرق بالنسبة للأفراد المهتمين بالمستجدّات والأخبار ولكن لا يحصلون على معلوماتهم من الإنترنت.(1)

كما يُعتبر مصطلح مستخدم الإنترنت متغيراً ثنائياً يعكس الإجابة التي يقدمها كلّ فرد عن نفسه حول عدد المرات التي يستخدم فيها كلّ مستطلع شبكة الإنترنت.(2)وبما أنّنا نشهد أيضًا إطارًا تفاعليًا (انظر أدناه)،نجد أنّ التقديرات المقابلة لهذا المتغيّر المشترك تعود إلى مستخدمي الإنترنت الذين لا يتحلّون بمستويات عالية من التفاعل مع الأخبار .

يُعتبر مصطلح الاهتمام بالأخبار والمستجدّات * استخدام الإنترنت مصطلحاً تفاعليًا للأفراد الذين يسجّلون مستويات عالية من الاهتمام بالأخبار والرسائل النصية إلى جانب استخدام الإنترنت بشكل منتظم.

ص: 321


1- جرى احتساب هذا عامل من خلال قاعدة الأخبار 1) x - الأنترنت)، وهو ما يسمح لنا بتفسير الخطأ المعياري مباشرةً من جدول الإنحدار.
2- ينقسم المستطلعون على هذا السؤال إلى ستة مستويات وهي تتراوح ما بين «لا استخدم شبكة الإنترنت»، و«عدة مرات فى اليوم»، و ما يتحوّل إلى متغيّر ثنائیّ بالنسبة إلى أولئك الذين يستخدمون الإنترنت على الأقلّ مرة واحدة في الأسبوع وأولئك الذين لا يستخدمونه.

14 - الملحق«ب»:جداول انتقاء العينات

الجدول «ب 1»: المحافظات الإيرانية وتوزع السكان :

الصورة

ص: 322

الجدول «ب 2» : التوزع الديني في إيران

الصورة

الجدول «ب 3» : فريق الاستطلاع الفارسي

ص: 323

الصورة

ص: 324

الجدول«ب 4»:توزع المحافظات العراقية: نسبة المقاعد الشيعية في البرلمان والنسبة المئوية للمستطلعين

نسبة المقاعد الشيعية في النسبة المئوية

الصورة

ص: 325

الجدول«ب 5»:توزّع المحافظات العراقية بحسب فرق الاستطلاع

الصورة

ص: 326

الصورة

ص: 327

الجدول «ب 6 »:الفريق العربي (النجف)

الصورة

ص: 328

الجدول «ب 7» : الفريق العربي (كربلاء)

الصورة

ص: 329

الجدول «ب 8»

الصورة

ص: 330

الصورة

ص: 331

15 - المحلق«ج»: التحليل الموحد

التحليل الموحد:الجيران(العراقيون فقط)

ارتفعت حساسية المستطلعين تجاه الجيران كلّما تعلّق الأمر بتناول الكحول يليه المذهب ثم العرق ثم الوظيفة على التوالي.

الصورة

ص: 332

طرحنا السؤال التالي على المستطلعين العراقيين:

«تخيّل أن شخصًا جديدًا انتقل إلى المنطقة التي تسكن فيها.في الأسئلة التالية،نقوم باستعراض نوعين من الجيران المحتملين. الرجاء قراءة أوصاف كلّ منهما بعناية، ثمّ أشر إلى أيّ من الاثنين تفضّل أن يكون جار لك.»

كان المستطلعون أكثر حساسية تجاه إدمان الكحول،باعتباره إشارة إلى سوء الخلق في الإسلام، فضلاً عن كونه عادة من شأنها أن تؤدّي على الأرجح إلى سلوك غير منضبط.وعلى ضفّة النقيض من هذه العادة حلّت عادة لعب كرة القدم، إذ كان المستطلعون أكثر عرضة بما يتخطّى 40 نقطة مئوية لاختيار الجار الذي يتحلى بعادة لعب كرة القدم بدلاً من إدمان الكحول. وكان النساء أكثر عرضة من الرجل في إدراك أهمية هذه السمة،حيث استطاع لعب كرة القدم من أن يزيد من احتمال اختيار المرأة لتلك الشخصية بنسبة 45 نقطة مئوية،في مقابل 38 نقطة مئوية فقط للرجال.

أمّا البعد الثاني الأكثر حساسية فهو المذهب،ففي مقابل الخطّ الأساسيّ لما يفضّله الشخص الشيعي في جاره،كان المستطلعون أقلّ عرضة بنسبة 20 نقطة مئوية لاختيار الجار السني بدلاً من الشيعي وتفاوتت التفضيلات بين الجيران السنيين والمسيحيين بين الرجال والنساء،حيث لم تظهر النساء أيّ فروق ذات دلالة إحصائية في تفضيلهن بين هاتين الطائفتين مقارنة مع الجار الشيعي،ولكنّ الرجال كانوا أكثر عرضة بنسبة سبع نقاط مئوية لاختيار شخصية الجار المسيحي عوض السني.

أما البعد الثالث الأكثر حساسية فكان العرق،حيث زاد احتمال أن يختار المستطلعون الجار العراقي العربي على العراقي الكردي بنسبة 10 نقاط مئوية.وقد كانت هذه النتيجة متّسقة لكلّ من الرجال والنساء.

أمّا البعد الأقلّ حساسية فقد كان نوع العمل، حيث كان الأثر المتوقع في الحصيلة يساوي الصفر. وتظهر بعض الأدلّة التي قد تشير إلى أنّ المستطلعين يفضّلون المعلمين ، يليهم الضباط العسكريون، ثم الفنانون، وأخيراً السياسيون، ومع ذلك

ص: 333

فإنّ تأثير كلّ هذه التفضيلات يقارب الصفر،ممّا يسلط الضوء على الأهمية الضخمة لمفهوم الأخلاق والطائفة بالنسبة إلى التفضيلات التي يرتئيها كلّ فرد.

التحليل المشترك: زوجة الابن(العراقيون فقط)

شعر المستطلعون بالحساسية تجاه المذهب الذي تنتمي إليه زوجة ابنهم المفترضة في المقام الأول تليه درجة تدينها ثم وضعها الاجتماعي قبل الزواج ثم عرقها وأخيراً مستوى تعلّمها.

الصورة

ص: 334

الآن تخيّل أنّ ابنك يريد اختيار زوجة.في الأسئلة التالية سوف نستعرض أمامك زوجتين مفترضتين. الرجاء قراءة أوصاف كلّ منهما بعناية، ثمّ أشر إلى أي من الاثنين تفضل أن تكون زوجة لابنك».

شعر المستطلعون بالحساسية تجاه المذهب الذي تنتمي إليه زوجة ابنهم المفترضة في المقام الأول، فقد كان هؤلاء أكثر عرضة بنسبة 30 في المئة لتفضيل الزوجة الشيعية على الأخرى السنية،على أن الرجال كانوا أكثر من النساء بقليل تفضيلاً لهذا الجانب، ولكننا نلاحظ أن الرجال والنساء كليهما،كانوا أكثر تفضيلاً للزوجة المسلمة السنية على الأخرى المسيحية بنحو 5 نقاط مئوية،وهو ما يتناقض مع تحليل الجيران،حيث أبدت النساء تفضيلاً طفيفًا للجيران المسيحيين على السنة.وهو ما يعكس لنا النتائج الأخرى المستقاة من سياقات أخرى،حتّى وإن أظهر بعض المستطلعين نسبًا أقلّ بكثير من التحيّز العرقيّ إلّا أنّهم ظلّوا يعبرون عن تفضيلات العرقية كلّما تعلّق الأمر بالتعارف والزواج.(1)

علمًا بأنّ المستطلعين كانوا أكثر عرضة لتفضيل المرأة الملتزمة دينيًا على الأخرى غير الملتزمة بحوالي 20 نقطة مئوية.علمًا بأنه لم تظهر أيّ فروق ذات دلالة إحصائية بين الرجال والنساء بالنسبة إلى هذا التفضيل،وهو ما يسلّط الضوء على الأهمية التي تحتلّها درجة التدين في إطار هذه الجماعة الدينية،وهو الأمر المتوقع وغير المفاجئ.

ثمّ كان المستطلعون أكثر حساسية تجاه الوضع الاجتماعي قبل الزواج،وهو عامل الذي احتلّ القدر نفسه تقريبًا من الأهمية تجاه المرأة الملتزمة دينيًا. ومن المثير للاهتمام أنّ المستطلعين لم يظهروا فرقًا ذا دلالة إحصائية في تفضيل المرأة المطلقة على المرأة الأرمل، وقد كانوا أقلّ عرضة بحوالى 16 نقطة إلى 18 نقطة مئوية لتفضيل المرأة التي لم يسبق لها الزواج قبلاً.

بالنسبة للتفضليات العرقية، كان المستطلعون أكثر عرضة لتفضل العربية العراقية،

ص: 335


1- فيسمان ورفاقه التفضيل العرقي في التعارف والمواعدة، 2009

تليه الكردية العراقية، ثم الإيرانية، مع ملاحظة أنّ هذا التفضيل يبقي على ثبات أفضلية المذهب. وعلى الرغم من المواقف الإيجابية التي عبّر عنها المستطلعون تجاه إيران باعتبارها قوة إقليمية في أجزاء أخرى من الاستطلاع،يبقى أن ثمّة تفضيلاً شخصياً واضحاً تجاه العراقيات،حتّى إن كن من عرق أو مذهب مختلفين، كلّما تعلق الأمر بالخيارات الزوجية. وقد لعب العرق أهمية أكبر لدى النساء أكثر ممّا لعبه لدى الرجال، بحيث فضّلت النساء الزوجة العربية العراقية على الإيرانية بنحو 20 نقطة مئوية وعلى الزوجة الكردية بحوالى 10 نقاط مئوية، في حين أنّ الرجال فضّلوا الزوجة العربية على الإيرانية بنحو 16 نقطة مئوية وعلى الزوجة الكردية بحوالى 13 نقطة مئوية.

وقد برهن المستطلعون تفضيل بنسبة 7 نقاط مئوية للزوجة متعلمة على الأخرى غير المتعلمة، وهي النتيجة التي اتّسمت بالتجانس مع اختلاف جنسي المستطلعين.

أما عامل الأقلّ أهمّية فهو ثروة المرأة، إذ أظهر المستطلعون تفضيلاً طفيفًا لزوجة الابن الثرية، إلّا أنّ تأثير هذا عامل ظلّ صغيراً عند حدود 3 نقاط مئوية لدى كلّ من الرجال والنساء. وهو ما يسلّط الضوء على الأهمّية الطاغية لعاملي العرق والمذهب لدى الأفراد في حال تسنّى لهم اختيار أفراد العائلة.

التحليل المشترك:السياسيون

في المقام الأول،شعر المستطلعون بالحساسية تجاه السياسة الأمنية التي قد يتبنّاها السياسي المحتمل تليها السياسة التجارية ثمّ الخبرة وأخيراً درجة التدين. على أنّ الإيرانيين والعراقيين أظهروا التفضيلات نفسها.

تخيّل أنّ اثنين من القادة السياسيين يطرح كلّ منهما رؤيته الخاصة لمستقبل المنطقة.في الأسئلة التالية نستعرض الاقتراحات التي قدّمها كلّ منهما. اشر إلى أيّ من الاثنين تقدم دعمك.

ص: 336

الصورة

اعتبر كلّ من الإيرانيين والعراقيين أنّ الأمن هو الموضوع الأكثر أهمية،على الرغم من التجربة المباشرة التي عايشها العراق مع انعدام الأمن في الآونة الأخيرة.ومع اعتبار الولايات المتحدة أنّها خطّ الأساس، كان المستطلعون أكثر عرضة بنحو 20 نقطة مئوية لتفضيل بناء العلاقات مع روسيا،وأكثر عرضة لتفضيل تطوير العلاقات الأمنية مع الصين (بنحو 10 نقاط مئوية). لكنّهم ظلّوا يفضّلون الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية بنحو 20 نقطة مئوية، حتّى إنّنا نلحظ أن الإناث العراقيات برهن نفوراً أكبر تجاه المملكة العربية السعودية،بحيث فضّلن العلاقات مع الولايات المتحدة عوض السعودية بنحو 25 نقطة مئوية.

وكانت التجارة ثاني أهمّ موضوع.مرّة أخرى ومع اعتبار الولايات المتحدة أنّها خط الأساس،أظهر المستطلعون المتوسّط نفسه في ترتيب الأفضليات، إذ ظلّوا سلبيين تجاه المملكة العربية السعودية على حدّ سواء، مفضّلين السياسي الذي يدعم العلاقات مع الولايات المتحدة بنحو 20 نقطة مئوية،إن كان في أوساط الإيرانيين أو العراقيين. ومع ذلك، كان المستطلعون أقلّ سلبية تجاه العلاقات مع الولايات

ص: 337

المتحدة مقارنة مع الصين وروسيا، ربمّا بسبب التصور الذي يقول إنّ العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة ظلّت أقلّ ضررًا من العلاقات العسكرية على مرّ السنين على أنّ المستطلعين كانوا أكثر عرضة بحوالى 10 نقطة مئوية لتفضيل الصين على الولايات المتحدة وأكثر عرضة بحوالى 16 نقطة مئوية لتفضيل روسيا.

في الواقع لم يولِ المستطلعون الخبرة السياسية أيِ تفضيل، فلم يظهر الإيرانيون سوى تفضيلاً هامشيًا من الناحية الإحصائية للمرشّحين الذين لا يتحلّون بالخبرة(يبلغ مستوى الدلالة الإحصائية 0/1)،في حين أظهر العراقيون تفضيلاً نحو 10 نقاط مئوية للمرشحين الجدد - ممّا يسلّط الضوء على الاحباطات التي يشعرون بها تجاه الهيكلية الحكومية الحالية.حتّى إنّ النساء العراقيات كنّ أكثر عرضة من الرجال العراقيين لتفضيل المرشحين الجدد.

والمثير للدهشة في إطار هذه الجماعة الدينية من الزائرين، أنّهم أولوا سمة درجة التديّن المستوى الأدنى من الأهمية للمرشّح المفترض.فقد لاحظنا، بشكل عامّ،تفضيلاً طفيفًا للسياسيين المعتدلين على الآخرين المحافظين. على أنّ هذه النتيجة مدفوعة بالدرجة الأولى من قبل المستطلعين الذكور (لم تظهر النساء أيّ تغيير متوقّع في هذا التفضيل). وكما رأينا في أقسام أخرى من المسح، يعكس هذا الخيار حقيقة أن درجة التديّن لا تحتلّ بالضرورة تفضيلاً معينًا، حتّى في أوساط الإيرانيين أو العراقيين من المتدينين.

ص: 338

يمكن الاطلاع على الملحق «د»والملحق «ه»عبر شبكة الإنترنت على الرابط التالي:

https//:www.dropbox.com/s/cxk0fxnkht9g6xe/Appendices.pdf?dl0=

المراجع:

Military Action Against Iraq/ 2003: Operation Iraqi Freedom العمليات العسكرية ضد العراق 2003: عملية تحرير (العراق) ورد في : Reappraising the Resort to Force : International Law/ Jus ad Bellum and the War on Terror (إعادة التقييم لإستعادة القوة القانون الدولي الحق في الحرب والحرب على الإرهاب). بلومسبيري أكاديمي.

2014. Shia Pilgrims Flock to Karbala for Arbaeen Climax (تدفق الزائرون الشيعة إلى كربلاء في زيارة الأربعين) بي بي سي نيوز.

أغائي کمران سكوت 2005. Women of Karbala : Ritual Performance and Discourses in Modern Shi'i Islam Symbolic (النساء في كربلاء: ممارسة الشعائر ورمزيتها في مذهب التشيع الحديث. ميدل إيست ستاديز أسوشیایشن بولوتین، 42(1-2)، 142-140.

علاوي، علي 2007. The Occupation of Iraq: Winning the War/ Losing the Peace (إحتلال العراق ربح الحرب وخسارة السلام) بوليتيكل ساينس كوارترلي، 123 (1)،158-159.

الشمري مارسين 2014. The Political Undertones of Shia Pilgrimages (العمق السياسي للزيارة لدى الشيعة).نص محاضرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

أركون، .م. 1976. Shiite Islam (الإسلام الشيعي ) مطبوعات جامعة ولاية نيويورك، 1975 ، ص . 253 ، أرابيكا، 23 (1)، 103-104.

أسد، طلال ،وفيرنيا، روبيرت أ . 1970. Shaykh and Effendi: Changing Patterns of Authority Among the El Shabana of Southern Iraq (الشيخ والأفندي:تغيّر نمط السلطة في أوساط بني شبانة في جنوب العراق.

أصغر، جلال وشيلكووسكي، بيتر، ج. 1981 Taziyeh: Ritual and Drama in Iran(العزاء:الطقوس والدراما في إيران ثياتر جورنال،33 (1)،131.

عزیز،ت .م. 1993. The Role of Muhammad Baqir al-Sadr in Shii Political 1980 Activism in Iraq from 1958 to دور(محمد باقر الصدر في الحركة الشيعية

ص: 339

السياسية فى العراق بين 1958 و 1980)،انترناشونال جورنال أوف ميدل إيست ستاديز، 25 (2)،207-222.

بينجو،أوفرا. 1998. Saddam's Word: Political Discourse in Iraq. (کلام صدام : الخطاب السياسي في العراق)

بيرمان، إلي .2011. Radical/ religious/ and violent: the new economics of terrorism) الراديكلية التدين والعنف اقتصاديات الإرهاب (الجديدة) منشورات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

بلير ،غرایمی کریستین فير،س مالهوترا،نيل،وشلبيرو، جايكوب ن.2013.Poverty and support for militant politics: Evidence from Pakistan (الفقر ودعم الحركات السيلسية الميليشياوية : نموذج من باكستان. أمريكان جورنال أوف بوليتيكلّ ساينس، 57 (1) 30-48.

بلايدس،ليزا وغيلوم رايتشل م. 2013 .:Religiosity-of-Interviewer Effects Assessing the Impact of Veiled Enumerators on Survey Response in Egypt (تأثير تدين المحاور: تقييم تأثير المستطلعات المحجبات في أجوبة المسح في مصر). بولیتکس آند ريليجن.

بورمود،فيليب. 2005 .Ussama Makdisi/ The Culture of Sectarianism Community History/ and Violence in Nineteenth-Century Ottoman Lebanon (أسامة مقدسي، ثقافة المذهبية.المجتمع، التاريخ والعنف في لبنان العثماني في القرن التاسع عشر). لابيرينت، 135 - 140 .

براون ،ل .كارل ونصر، والي . 2006 .The Shia Revival: How Conflicts within Islam Will Shape the Future (إحياءة الشيعة: كيف ستشكل الصراعات داخل الإسلام المستقبل) فورین ،آفیرز،85 (6)174 .

براون ل. کارل ،فولير غراهام إ.، وفرانكي، راند رحيم .2000. The Arab Shia: The Forgotten Muslims (الشيعة العرب:المسلمون المنسيون). فورین آفیرز 79 (3)، 176 .

کاميت،ميلاني. 2014 .Compassionate Communalism: Welfare and Sectarianism in Lebanon (التعاطف مع الطائفية: الرخاء والمذهبية في لبنان). مطبوعات جامعة كامبرديج.

كامبل،جون س.،وعجمي،فؤاد. 1986. The Vanished Imam: Musa Al Sadr and the Shi'a of Lebanon الإمام المغيّب : موسى الصدر والشيعة في لبنان. فورين ،آفیرز، 64 (5)، 1126 .

ص: 340

کامبل،جون س.،وعجمي،فؤاد. 2009 Jihad of Words: Gender and Contemporary Karbala Narratives (الجهاد بالكلّمة : الجنسانية والخطاب الكربلائي المعاصر). ذا يير بوك أوف إنكليش ستاديز ، 39 (1 - 2)، 84 - 100 .

كامبل،جون س.،فاروق سلاغلیت،ماریون،وسلاغليت.بيتر.1991.Iraq since From Revolution to Dictatorship :1958(العراق منذ عام 1958 :من الثورة حتى الديكتاتورية) . فورين ،آفیرز 70 (3)، 179 .

كامبل،جون س.، ومتحدة، روي 1985. The Mantle of the Prophet: Religion and Politics in Iran (عباءة النبي: الدين والسياسة في إيران). فورین آفیرز 64 (2)، 378.

مركز بيو للأبحاث، Mapping the global Muslim Population (سكان العالم الإسلامي على الخريطة)، تشرين الأول 2009 .

تشانغ ، لينشايت، وكروسنيك، جون أ. 2009 . National surveys via RDD telephone interviewing versus the internet comparing sample representativeness and response quality (المسوحات الوطنسة عبر المكالمات الهاتفية العشوائية في مقابل المسح عبر الإنترنت، مقارنة مدى تمثيل العينة ونوعية الأجوبة.) بابليك أوبينيون كوارترلي،73 (4)،641-678.

كوكبيرن،باتريك .2008. Muqtada: Muqtada al-Sadr/ the Shia Revival/ and for Iraq the Struggle (مقتدی: مقتدى الصدر ، النهضة الشيعية والصراع لأجل العراق).

كول، خوان ر . إ . ، و مؤمن،موجان. 1993. Mafia/ Mob and Shiism in Iraq: The Rebellion of Ottoman Karbala (المافيا والعصابات والتشيع في العراق: تمرد كربلاء في ظل العثمانیین).باست آند برازنت، 112 (1)، 12 - 143.

دايفيس،إيريك.2005.Memories of State: Politics/ History/ and Collective Identity in Modern Iraq (ذكريات دولة:السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الحديث).

دو فوس،دايفيد،2013 .Surveys in social research (المسوحات في الأبحاث الاجتماعية). روتلادج.

دیب،لارا . 2006. An Enchanted Modern: Gender and Public Piety in Shi'i Lebanon (الحاضر المشرّف : الجنسانية والتعاطف عام لدى الشيعة في لبنان). منشورات جامعة برينستون.

فيرنيا، إليزبيث وارنوك . 1965 of the Sheik (ضيوف الشيخ). نيويورك: أنكور بوكس.

ص: 341

فلانیغان،شون تیریزا .2008. Nonprofit service provision by insurgent organizations: the cases of Hizballah and the Tamil Tigers (الخدمات غير الربحية في المنظمات المتمردة: حالة حزب اللّه ونمور التاميل). ستاديز إن كونفليكت آند تیروریزم، 31 (6)، 499 - 519.

فلانیغان؛شون تیریزا ،و عبد الصمد؛منى. 2009 :Hezbollah's Social Jihad nonprofits as resistance organizations (الجهاد الاجتماعي لدى حزب اللّه: الجمعيات غير الربحية كمنظمات مقاومة). ميدلّ إيست بوليسي، 16 (2)، 122.

فرانزي،جوهان. 2012 .Fanar Haddad/ Sectarianism in Iraq: Antagonistic Visions of Unity (فنار حداد،المذهبية في العراق:الرؤى المعادية للوحدة)(نيويورك:منشورات جامعة كولومبيا،2011).ص.288.انترناشونال جورنال أوف ميدل إيست ستاديز، 44 (03) ، 589-592 .

غرينكويش، أليكسيس ج. 2008 Welfare as warfare: How violent non-state groups use social services to attack the state (في الرخاء كما في الحرب: كيف تستخدم الجماعات غير الحكومية الخدمات لمهاجمة الدولة). ستاديز إن كونفلكت آند ،تیروریزم، 31 (4)، 350 - 370.

حداد،فنار. 2011 .Sectarianism in Iraq: Antagonistic Visions of Unity (المذهبية في العراق:الرؤى المعادية للوحدة)(منشورات جامعة أكسفورد).

هینمیلر،جینز،هوبكنز،دانیال،وياماموتو،تيبي.2014.Causal inference in conjoint analysis: Understanding multi-dimensional choices via stated preference experiments. (التداخل العشوائي في التحليل الموحد: فهم الخيارات المتعددة الأبعاد من خلال اختبارات تحديد التفضيلات).ورد في بوليتيكلّ أناليسيس.

حمدان،فرج حطاب . 2012. The Development of Iraqi Shia Mourning Rituals odern Iraq: The Ashura Rituals and Visitation of Al-Arbain. (تطوّر مراسم العزاء العراقية في العراق الحديث: مراسم عاشوراء وزيارة الأربعين» رسالة ماجستير)، جامعة ولاية أريزونا.

حسين، أ. ج . 2005. :The Mourning of History and the History of Mourning of Ritual Commemoration of the Battle of Karbala The Evolution (البكاء على التاريخ وتاريخ البكاء: تطور مراسم تخليد معركة كربلاء). دراسات مقارنة بين جنوب آسيا وأفريقيا والشرق الأوسك، 25 (1)، 78 - 88 .

جابر،فالح .أ. 2003. The Shia Movement in Iraq (الحركة الشيعية في العراق).لندن:مطبوعات دار الساقي.

ص: 342

جایمیسون،کاثلین هال. 1992. Dirty politics: Deception distraction، and democracy (السياسة القذرة : الخداع والإرباك والديمقراطية)، مطبوعات جامعة أكسفورد.

جویل ،روجر ،روبرتس ،کارولین،فیتزجيرالد ،روري،وإيفا، جيليان 2007. Measuring attitudes cross-nationally: Lessons from the European Social Survey (قياس العوامل على المستوى الوطني: دروس من المسوحات المجتمعية في أوروبا). ساج.

كوزلوسكي، غريغوري س.،و شوبيل،فيرنون .جیمس .1996 Religious Contemporary Islam: Shii Devotional Rituals in South Asia Performance in (الأداء الديني في الإسلام المعاصر : الالتزام الشيعي في أداء الشعائر في جنوب آسيا)، ذا جورنال أو أجيان ستاديز،55 (1) 197.

لیال ،جیسون ،بلير ،غرايم ،وإيماي كوسوكي.2013 Explaining support for combatants during wartime: A survey experiment in Afghanistan.(لماذا الدعم للمقاتلين أثناء الحرب:تجربة المسح في أفغانستان.)آميريكان بوليتيكلّ ساينس ريفيو، 107 (04)، 976-705.

مايير، دونا ج. إ. 1995. The Shiis of Iraq (الشيعة في العراق)، هيستوري:ريفيوز أوف نيو بوكس، 23 (4)، 182 - 183 .

مندلبيرغ، تالي . 1997Executing Hortons: Racial crime in the 1988 presidential campaign. (إعدام هورتون: جرائم الحرب العرقية في الحملة الإنتخابية في عام 1988)، ذا بيبليك أوبينيون كوارترلي، 61 (1)، 134 - 157.

مندلبيرغ، تالي. 2001 /The Race Card: Campaign strategy/ implicit messages and the norm of equality عامل العرق:استراتيجية الحملة،الرسائل الضمنية، ومعيار المساواة .) ، مطبوعات جامعة برينستون.

نقاش، ييتزاك. 1994. The Shiis of Iraq شيعة العراق. نيو جيرسي. مطبوعات جامعة برينستون.

نورتن أغوستوس ريتشارد. 2011 .Al-Najaf: Its Resurgence as a Religious and University Center (النجف: نهضته باعتباره مركزا دينيًا وحوزيًا»ميدّل إيست بوليسي،18 (1)،132-145.

بالكي، دافيد د. مارك .إ. ستاوت، وكيفين .م . وودس ، تحرير 2011. :The Saddam Tapes 1978 /The Inner Workings of a Tyrants Regime-2001. (تسجيلات صدام:منظومة العمل الداخلية في الأنظمة القمعية ، 1978 - 2001). نيويورك: مطبوعات جامعة كامبريدج.

ص: 343

بيبينسكي،طوماس ب. 2016 Measuring Piety in Indonesia. (قياس الالتزام الديني في أندونيسيا). مؤتمر جمعية البحث التحليلي حول الإسلام والجمعيات الإسلامية لعام 2016.

رابكين،ناثانيال. 2014 "The Iraqi Shiite Challenge to Tehrans Mullahs (التحدي العراقي الشيعي في وجه ملالي إيران)،ميدلّ إيست كوارتلي،21 (1).

ساشيندا، عبد العزيز عبد الحسين. 1981. The Idea of Mahdi in Twelver Shi'ism (فكرة المهدي في الفكر الشيعي الإثني عشري) . النشرة الصادرة عن كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، 44 (03) ، 577.

ستيل ،جوناثان، 2003 .Iraq: After the War: Religion and Politics Resurface as the New Voices of Iraqi Freedom (العراق:ما بعد الحرب:نهضة الدين والسياسة،صوتين للمناداة بالحرية في العراق). الغارديان.

طبطبائي، محمد حسین. Shiite Islam الإسلام الشيعي،ترجمة س. ح. نصر (1975). مطبوعات جامعة ولاية نيويورك.

فالنتينو، نيكولاس أ،هتشينغز،فينسينت ل ،ووايت،إسماعيل ك . 2002 Cues that matter: How political ads prime racial attitudes during campaigns(الإشارات المهمة: كيف تسيطر الإعلانات السياسية على المواقف العرقية في أثناء الحملات). أمريكان بوليتيكال ساينس ريفيو، 96 (01)، 75 – 90.

وودز،كيفن م.، بالكي، ديفيد د.،و ستاوت، مارك إ. (تحرير).2011. The Saddam Tapes (تسجيلات صدام) .مطبوعات جامعة كامبردج .

ص: 344

هذا الكتاب

فوتيني كريستيا، إليزابيث داکیسیر،درین نوکس،حصلوا على دعم من جمعية أندرو كارنيغي ومكتب البحوث في الجيش الأميركي،لانتهاز فرصة التجمّع المليوني في زيارة الأربعين، واستطلاع آراء الشيعة العراقيّين والإيرانيين في مسائل تهمّ الإدارة الأميركية، وتساعدها على رسم سياساتها في المنطقة تجاه طائفة وضعت تحت المجهر في أواخر القرن الماضي ولا تزال فاعلة في أحداث المنطقة.

المركز الاسلامي الدراسات الاستراتيجية

http://www.iicss.iq

info@iicss.iq

islamic.css.lb@gmail.com

ص: 345

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.