بطاقة تعريف: بحرانی ، هاشم بن سلیمان
مكان النسخ: قم
مركز صيانة النسخة: کتابخانه مرعشی
رقم استرداد النسخة: 15808/3
عنوان المؤلف واسمه: تبصرة الولی فیمن رأی القائم المهدی[نسخه خطی]
حالة النسخ المتماثل: اواخر قرن 13علي بن عباس بن علي كرزكاني بحراني (به قرينه نسخه شماره 15807)
خصائص المظهر: (149-158)( 10 برگ)، 21 سطر؛ 11×16 س م
ملاحظه عامه: تاریخ تالیف:1099 ق.
التحرير والتجميع: موسسه فرهنگی پژوهشی الجواد
ملاحظة على المظهر: نوع کاغذ: فرنگی
نوع و تزیینات جلد: تیماج نارنجی 15/5*21/5
خط: نسخ
مميزات النسخة الحالية: آغاز: الحمدالله الذی لا یخلی الارض من حجة لئلایكون الناس علی الله حجة ... فیقول فقیرالله الغمی ... لما قام الدلیل العقلی و النقلی علی امامة الائمة الاثنی عشر صلوات الله علیهم.
انجام: السادس عشر: كامل بن ابراهیم. الشیخ الطوسی [ایضا] فی الغیبة عن علان، قال حدثنی ... ثم قال و جئت تسأله عن مقالة المفوضة، كذبوا بل ...
نسخه افتادگی از انجام دارد.
عنوانها و نشانیها: مشكی. ویژگیها: رطوبت و افت دیده آنگاه مرمت گردیده است. یگ برگ شامل مطالب و اشعار پراكنده و مهر مستطیل یا هشت ضلعی كاتب با عبارت «العزه لله عبده علی ابن عباس 1287» در پایان نسخه آمده است. جهت بررسی بیشتر پیرامون كاتب، به نسخه شماره 15803/1 رجوع شود. نسخه موجود تا بخشی از داستان شانزدهم به انجام رسیده و از پایان، افتادگی بسیار دارد.
منابع اثر، نمايه ها، چکيده ها : منابع کتابشناسی: فهرست سپهسالار 221/1
منابع کتابشناسی: مرعشی 286/3
منابع کتابشناسی: صدوقی یزدی ص 103
منابع کتابشناسی: مركز دائرة المعارف اسلامی 59/1
منابع کتابشناسی: ذریعه 326/3
منابع کتابشناسی: اعلام 2617/3
منابع کتابشناسی: طبقات 809/12-811 مشار ، عربی 158
منابع کتابشناسی: مشار ، مؤلفین 753/6
منابع کتابشناسی: كارهای چاپیش ، از آن میان همین كار
منابع کتابشناسی: مرعشی 286/3
منابع کتابشناسی: فهرست سپهسالار 221/1
منابع کتابشناسی: مرعشی 286/3و197/40
منابع کتابشناسی: صدوقی یزدی ص 103
منابع کتابشناسی: مركز دائرة المعارف اسلامی 59/1
منابع کتابشناسی: ذریعه 326/3
منابع کتابشناسی: اعلام 2617/3
منابع کتابشناسی: طبقات 809/12-811 مشار ، عربی 158
منابع کتابشناسی: مشار ، مؤلفین 753/6
منابع کتابشناسی: كارهای چاپیش ، از آن میان همین كار
منابع کتابشناسی: مرعشی 286/3
منابع کتابشناسی: كتابهای چاپی عربی158
منابع کتابشناسی: الكواكب المنتشرة 809
منابع کتابشناسی: تبصرة الولی، چاپ قم
ماخذ: فهرست نسخه های خطی كتابخانه آیة الله نجفی مرعشی. ج.40
يادداشت باز تکثير : مشار عربی، ص158، دارالخلافه طهران، سنگی، 1272ق.، رحلی، 26ص (صص758-783)
معرفی نسخه : معرفی کتاب: دراین کتاب اشخاصی که درزمان ولادت و صباوت و در غیبت صغری وکبری حضرت امام قائم علیه السلام را زیارت کرده و صدای مبارک ایشان را شنیده و از آن حضرت روایت کرده اند با ذکر اسناد ذکر شده، مؤلف در این کتاب هم کوچکترین تصرفی نکرده و فقط نقل روایات می باشد و در حدود 19000 بیت است.
موضوع های کنترل نشده : حدیث
تاریخ
ص: 1
تبصرة الولي فيمن رأى القائم
المهدي عليه السلام
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يخلي الأرض من حجّة ، لئلّا يكون للناس على الله حجة ، وجعل به قوام الدين ولطف الدنيا ، وبه كلمة الله ( هي )(1)العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى ، والصلاة والسلام على محمد وآله أنوار الهدى ، ومصابيح الدجى ، والحجة البالغة ، والعروة الوثقى .
أما بعد :
فيقول فقير الله الغنيّ عبده هاشم بن سلیمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني : لمّا قام الدليل العقلي والنقلي على إمامة الأئمة الإثني عشر صلوات الله عليهم ، وأنهم أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله ، والأئمة بعده بالنصوص المتواترة المنقولة من النبي صلى الله عليه وآله من طريق المؤالف والمخالف ، وقام الدليل العقلي والنقلي على أنّ الأرض لا تخلوا من حجّةٍ لله تعالى على خلقه ، إمّا ظاهر مشهور ، وإما غائب مغمور ، وأن إمام هذا العصر والأوان الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زین العابدين بن الحسين الشهيد [ سيد شباب أهل الجنة ](2) بن علي بن أبيطالب أمير المؤمنين عليهم السلام، وصارت إمامته عليه السلام ممّا علم من الدين
ص: 3
ضرورةً ، لنقل المؤالف والمخالف إمامته عن رسول الله صلى الله عليه وآله من طريق الفريقين ، كما هو معلوم من كتب العامّة ، وعليه روايات الشيعة ، وإجماع الخاصّة ، فهو عليه السلام الإمام بعد أبيه عليه السلام إلى انقطاع التكليف ، وعليه تقوم القيامة ، فسنح ببالي ، وخطر بخيالي أن أجمع كتاباً لطيفاً ، ونموذجاً شريفاً فيمن رآه بعينه ، وسمع خطابه بأذنه ، ومثل هذا كثير في الكتب المعتمدة والآثار المسندة ، فهو دراية بعد الرواية ، وعين بعد أثر، وأذكر من ذلك قدراً كافياً وحظاً شافياً ، وأذكر من رآه عليه السلام في زمن أبيه الحسن عليه السلام ، وبعد وفاة أبيه [ الحسن (1)عليه السلام في الغيبة الأولى والثانية ، وسمّيته و تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي عليه السلام ، ومن الله سبحانه وتعالى أستمدّ ، وعليه أعتمد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وأبتدأ من رآه حين ميلاده عليه السلام .
ص: 4
(1) محمد بن علي بن الحسين بن بابویه(1) في كتاب الغيبة(2) ، قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(3) رضي الله عنه ، قال : حدثنامحمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله (4) ،
قال : حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسی بن جعفر بن محمد بن
ص: 6
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (1) ، قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قالت ( حكيمة )(2): بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال : يا عمة ! إجعلى إفطارك الليلة عندنا ، فإنها الليلة النصف من شعبان ، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة ، وهو حجته في أرضه . [ قالت(3) فقلت له : ومن أمه ؟ قال لي : نرجس . قلت له (4):
( والله )(5) جعلني الله فداك ما بها أثر . فقال : هو ما أقول لك .
قالت : فجئت ، فلمّا سلمت وجلست ، جاءت تنزع خفي ، وقالت لي : يا سيدتي ( وسيدة أهلي )(6) ! كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلى ، قالت : فأنكرت قولي ، وقالت : ما هذا يا عمة ؟! قالت :
فقلت لها : يا بنية ! إن الله تبارك وتعالى سيهب للي في ليلتك هذه غلاما سيدة في الدنيا والآخرة ، قالت : فجلست(7)واستحيت ، فلا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة ، أفطرت وأخذت مضجعي ، فرقدت ، فلا أن كان في جوف الليل ، قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي ، وهي نائمة ليس بها حادث ،ثم جلست معقبة ، ثم اضطجعت ، ثم انتبهت فزعة ، وهي راقدة(8)، ثم قامت فصلت ( ونامت ) (9).
ص: 7
قالت حكيمة : [ وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان (1)[ وهي نائمة ](2) فدخلتني الشكوك ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام من المجلس ، فقال لي ](3) : لا تعجلي يا عمة فهناك (4)الأمر قد قرب ، قالت : ( فجلست )(5) وقرأت ألم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك ، إذ انتبهت فزعة ، فوثبت إليها ، فقلت : اسم الله علي ، ثم قلت لها : [أ](6) تحسين شیئاً ؟ قالت : نعم . یا عمة ! فقلت لها : إجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت و (لك )(7) .
قالت ( حكيمة )(8) : فأخذتني فترة وأخذتها فترة(9) ، فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به عليه السلام ساجدأ يتلقى الأرض مساجده ، فضممته عليه السلام إلى فإذا أنا به نظيف منظف ، فصاح بي أبومحمد عليه السلام : هلمي(10) إلى ابني يا عمة ! فجئت به إليه فوضع يديه تحت إليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره ، ثم أدلى لسانه في فيه ، وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ، ثم قال : تكلم يا بني ! فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم(11).
ص: 8
ثم قال أبو محمد عليه السلام : يا عمة ! إذهبي به إلى أمّه ليسلّم(1)عليها ، وإيتيني به ، فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ، ثمقال : يا عمّة ! إذا كان يوم السابع فأتينا .
قالت حكيمة : فلمّا أصبحت جئت لأسلّم على أبي محمد عليه السلام ،وكشفت الستر لأتفقّد سيدي عليه السلام فلم أرَهُ ، فقلت : جعلت فداك مافعل سيدي ؟ فقال : يا عمة ! استودعناه الذي استودعته أم موسی [ موسی] (2)عليه السلام .
قالت حكيمة : فلمّا كان في اليوم السابع ، جئت ، وسلمت ،وجلست ، فقال : هلمّي إلىّ ابني ، فجئت بسيدي عليه السلام وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الأولى ، ثم أدلى لسانه في فيه ، كأنه يغذّيه لبنأ أوعسلاً؟ ، ثم قال : تكلم يا بنيّ ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وثنّى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين عليهما السلام وعلى الأئمة الطاهرین صلوات الله عليهم أجمعين حتّی وقف على أبيه عليه السلام ثم تلا هذه الآية« بسم الله الرحمن الرحيم . ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ومكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهمامنهم ما كانوا يحذرون »(3).
قال موسى : فسألت عقبة الخادم عن هذا ، فقال : صدقت حكيمة(4).
(2)عنه ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ،قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا محمد بن
ص: 9
إبراهيم الكوفي ، قال : حدثني محمد بن عبد الله المطهري (1)، قال : قصدت حكيمة بنت محمد عليه السلام بعد مضي أبي محمد عليه السلام ، أسألها عن الحجة ، وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها ، فقالت لي :
اجلس ، فجلست ، ثم قالت(2) : يا محمد! إن الله تبارك وتعالى لا يخلي الأرض من حجة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليها السلام تفضيلا للحسن والحسين ، وتمييزاً (3) لها أن يكون في الأرض عديلها ، إلا إن الله تبارك وتعالى خص ولد الحسين بالفضل على ولد الحسن کا خط ولد هارون على ولد موسى وإن كان موسى حجة على هارون ، والفضل الولده إلى يوم القيامة ، ولا بد للامة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ، ويخلص فيها المحقون ، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، وإن الحيرة لا بد واقعة بعد مضي أبي محمد الحسن عليه السلام .
فقلت : يا مولاتي ! هل كان للحسن عليه السلام ولد ؟ فتبسمت ، ثم قالت : إن[ لم ](4)يكن للحسن عليه السلام ولد(5) فمن الحجة [ من ])(6) بعده ؟ وقد أخبرتك أن الإمامة لا تكون الأخوين (7) بعد الحسن والحسين عليها السلام .
فقلت : يا سيدتي ! حدثيني بولادة مولاي ، وغيبته عليه السلام ،قالت : نعم ، كانت لي جارية ، يقال لها انرجس » ، فزارني ابن أخي عليه السلام ، وأقبل يحدّ (8)النظر إليها ، فقلت له : يا سيدي [ لعلك] (9)
ص: 10
هويتها ، (أ)(1) فأرسلها إليك ؟ فقال(2): لا ياعمة ! ولكني أتعجب منها .
فقلت : وما أعجبك ؟ فقال عليه السلام : سيخرج منها ولد كريم على الله عزّ وجلّ الذي يملأ ( الله )(3)به الأرض عدلا وقسطا ، کہا ملئت ظلم وجورة .
فقلت : فأرسلها إليك [ يا سيدي ](4)؟ فقال : استأذني في ذلك أبي عليه السلام .
قالت : فلبست ثيابي ، وأتيت منزل أبي الحسن عليه السلام ، فسلمت ،وجلست ، فيدأني عليه السلام ، وقال : يا حكيمة ! إبعثی نرجس إلى إبني أبي محمد . قالت : فقلت : يا سيدي ! على هذا قصدتك [ على ](5)أن أستأذنك في ذلك . فقال لي : يا مباركة ! إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشرك في الأجر ، ويجعل لك في الخير نصيبا ، [ قالت حكيمة ](6) فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي ، وزينتها ووهبتها لأبي محمد عليه السلام ، وجمعت بينه ، وبينها في منزلي ، فأقام عندي أياما ، ثم مضى إلى والده عليه السلام ، ووجهت بها معه .
قالت حكيمة : فمضى أبو الحسن عليه السلام وجلس أبو محمد عليه السلام مكان والده ، وكنت أزوره کما كنت أزور والده ، فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي وقالت : يا مولاتي ناوليني خفتي . فقلت : بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خقي لتخلعيه ولا خدمتيني (7)، بل أخدمك على بصري ، فسمع أبو محمد عليه السلام ذلك فقال : جزاك الله يا عمة خيرة ، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس فصحت بالجارية وقلت : ناوليني ثيابي
ص: 11
الأنصرف ، فقال عليه السلام : يا عمّة بيتي (1) الليلة عندنا فإنه سيولد المولود الكريم على الله عزّوجلّ الذي يحيي الله عزّ وجلّ به الأرض بعد موتها ، فقلت : ممّن يا سيدي ولستُ أرى بنرجس شیئاً من أثر الحبل (2)؟! فقال : من نرجس ، لا من غيرها ، قالت : فوثبت إليها فقلبتها ظهرة لبطن فلم أر بها أثر حبل (3)، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت ، فتبسم ثم قال لي : إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل (4)، لأن مثلها مثل أمّ موسى لم يظهر بها الحبل(5) ،ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها ، لأن فرعون كان يشقّ بطون الحبالى في طلب موسى عليه السلام ، وهذا نظير موسى عليه السلام .
قالت حكيمة : فعدت إليها فأخبرتها ( بما قال )(6) ، وسألتها عن حالها ، فقالت : يا مولاتي ، ما أرى بي شیئاً من هذا .
قالت حكيمة : فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين بدي لا تقلب جنبا إلى جنب حتّی إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت إلىّ فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام وقال : إقرئي عليها و إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ، فأقبلت أقرأ عليها [ وقلت لها : ما حالك ؟ قالت : ظهر بي الأمر الذي أخبرك به مولاي ، فأقبلت أقرأ عليها ](7) كما أمرني ، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ فسلّم عليّ .
قالت حكيمة : ففزعت لما سمعت ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام : لا تعجبي من أمر الله إن الله تبارك وتعالى ينطقنا صغار بالحكمة ، ويجعلنا حجة في أرضه كبارة ، فلم يستتم الكلام حتّى غيّبت عنّی نرجس ، فلم أرَها كأنّها (8)
ص: 12
ضرب بيني وبينها حجاب ، فغدوت عند(1) أبي محمد عليه السلام وأنا صارخة ، فقال لي : إرجعي يا عمة ! فإنك ستجدينها (2)في مكانها .
قالت : فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب (3) الذي كان بيني وبينها ، وإذا أنابها وعليها من أثر النور ما غشي بصري ، وإذا أنا بالصبي عليه السلام ساجدة على وجهه (4) ، جائيا على ركبتيه ، رافعاً سبابتيه وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له(5)، وأن جدي رسول الله ، وأن أبي أمير المؤمنين ، ثم عد إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه ، ثم قال عليه السلام :
اللهم أنجز لي ما وعدتني ، وأتمم لي أمري ، وثبت وطأتي(6) ، واملا الأرض بي عدلا وقسطأ ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام فقال : يا عمتاه (7)،تناوليه وهاتيه ، فتناولته وأتيت به نحوه ، فلمّا مثّلت بين يدي أبيه. هو على يدي - سلم على أبيه ، فتناوله الحسن عليه السلام منّي [ والطير ترفرف على رأسه وناوله لسانه فشرب منه ، ثم قال : إمضي به إلى أمّه لترضعه وردّيه إلي ، قالت : فتناولته أمُّه فارضعته ، فرددته إلى أبي محمد عليه السلام )(8) والطّير ترفرف على رأسه .
ص: 13
فصاح بطير منها فقال له : احمله واحفظه وردّه إلينا في كل أربعين يوماً ،فتناوله الطير وطار به في جوّ السماء واتبعه سائر الطير(1)، فسمعت أبا محمد عليه السلام يقول : إستودعتك(2) الذي استودعته أمّ موسى عليه السلام ،فبكت نرجس ، فقال لها : اسكتي ، فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك ،وسیعاد إليک کما رُدّ موسى عليه السلام إلى أمّه ، وذلك قول الله عزّ وجلّ :«و فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن »(3) .
قالت حكيمة : قلت : وما هذا الطير ؟ قال : هذا روح القدس الموكل بالأئمة عليهم السلام [ يوفّقهم ](4) ويسدّدهم ، ويربيهم بالعلم ، قالت حكيمة : فلمّا كان بعد أربعين يوما ، رُدّ الغلام. ووجّه إلىّ ابن أخي عليه السلام ، فدعاني فدخلت عليه ، فإذا أنا بصبيّ (5)يتحرك يمشي بين يديه ،فقلت : سيدي ! هذا ابن سنتين ؟ فتبسّم عليه السلام ، ثم قال : إنّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم ، وإنّ الصبيّ منا إذا أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة ، وإنّ الصبي منّا يتكلّم في بطن أمّه ، ويقرأ القرآن ، ويعبد ربّه عز وجلّ ، وعند الرضاع تطيعه الملائكة ،وتنزل عليه صباحاً ومساءً .
قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبيّ في كلّ أربعين يوماً إلى أن رأيته رجلاً قبل مضي أبي محمد عليه السلام بأيام قلائل ، فلم أعرفه ، فقلت الإبن أخي : ( لأبي محمد - خ ل - ) عليه السلام من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه ؟ فقال عليه السلام لي : هذا ابن نرجس ، وهذا خليفتي من بعدي ،وعن قليل تفقدوني فاسمعي لي وأطيعي .
ص: 14
قالت حكيمة : فمضى أبو محمد عليه السلام بعد ذلك بأيام قلائل ،وافترق الناس کما تری (1) ووالله إني لأراه صباحا ومساء وإنه لينبِّوني عمّا تسألوني (2) عنه فأخبركم [ و ](3)والله إني لأريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به ، وإنه ليرد علي الأمر فيخرج إلي [ منه ](4) من ساعته من غير مسألتي، وقد أخبرني البارحة بمجيئك إلي ، وأمرني أن أخبرك بالحق .
قال محمد بن عبد الله : فوالله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطّلع عليها أحد إلا الله عزّ وجلّ ، فعلمت أن ذلك صدق وعدل من الله تبارك وتعالى ، وأن الله عزّ وجلّ قد اطّلعه على ما لم يطّلع عليه أحداً من خلقه(5).
(3) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري)(6)في مسند
ص: 15
( محمد بن )(1)إسماعيل الحسني (2)، عن حكيمة إبنة محمد بن علي الرضا عليهما السلام ، أنّها قالت : قال لي الحسن بن علي العسكري ذات ليلة أو ذات يوم : أحبّ أن تجعلي إفطار الليلة عندنا، فإنه يحدث في هذه الليلة أمر .
فقلت : ( و )(3) ما هو؟ قال : إن القائم من آل محمد يولد في هذه الليلة .
فقلت : من ؟ قال : من نرجس ، فصرت إليه ودخلت ( إلى )(4)الجواري وكان أول من تلقتني نرجس فقالت : يا عمة ، كيف أنت ؟ أنا أفديك . . فقلت لها ](5): « بل أنا أفديك بما نشاهد هذا العالم (6) ، فخلعت خقي فجاءت لتصب على رجلي الماء فحلّفتها ألّا تفعل ، وقلت لها : إن الله قد أكرم بمولود تلدينه في هذه الليلة ، فرأيتها تا قلت لها ذلك ، قد لبسها نور (7) من الوقار والهيبة ، ولم أر بها حملاً ، ولا أثر حمل ، فقالت : أي وقت يكون ذلك ؟ فكرهت أن أذكر وقتاً يعينه فأكون قد كذبت . فقال(8)لي أبو محمد : في الفجر الأول ، فلا أفطرتُ وصلّيت ( و ) (9) وضعت رأسي ونمت ونامت نرجس معي في المجلس ، ثم انتبهت وقت صلاتنا فتأهّبت ، وانتبهت نرجس
ص: 17
وتأهَّبَت ، ثم إنّي صلّيت وجلست أنتظر الوقت ، ونام الجواري ونامت نرجس ، فلا ظننت أن الوقت قد قرب خرجت فنظرت إلى السماء ، وإذا(1) الكواكب قد انحدرت ، وإذا(2) هو قريب من الفجر الأول ، ثم عدت فكانَّ الشيطان خبث قلبي .
قال أبو محمد : لا تعجلي فكأنّه قد كان . وقد سجدت فسمعته يقول في دعائه شيئاً لم أدر ما هو ؟ ووقع علىّ السبات(3)في ذلك الوقت ، فانتبهت بحركة الجارية ، فقلت لها : بسم الله علي ، فسكنت إلى صدري ، فَرَمت به عليّ وخرّت ساجدةً . فسجد الصبيّ وقال : لا إله إلا الله محمد رسول الله وعليّ حجة الله ، وذكر إماماً إماماً حتّی انتهى إلى أبيه .
فقال أبو محمد : إليّ ابني ، فذهبت لأصلح منه شيئاً فإذا ( هو )(4) مسوّىّ مفروغ منه ، فذهبت به إليه ، فقبل وجهه ويديه ورجليه، ووضع لسانه في فمه ، وزقّه كا يزّق الفرخ ، ثم قال : إقرء، فبدأ بالقرآن من بسم الله الرحمن الرحيم إلى آخره ، ثم إنه دعا بعض الجواري ممّن علم أنّها تكتم خبره ، فنظرت ثم قال : سلّموا عليه وقبّلوه وقولوا : استودعناك الله ، وانصرفوا .
ثم قال : يا عمة ، أدعي لي نرجس ، فدعوتها ، وقلت لها : إنّما يدعوك التودّعية ، فودّعته ، وتركناه مع أبي محمد عليه السلام ثم انصرفنا ، ثم إني صرت إليه من الغد، فلم أرّه عنده فهنّيته ، فقال : ياعمّة، هو في ودائع الله (إلى)(5)
ص: 18
أن يأذن الله في خروجه(1) .
(4)وعنه ، قال : أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون (2) ، قال : حدثني أبي (3)رضي الله عنه قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام (4) ، قال : حدثنا
ص: 19
جعفر بن محمد(1)، [ قال : حدثنا محمد](2) بن جعفر عن أبي نعيم (3) ، عن محمد بن القاسم العلوي(4) ، قال : دخلنا جماعة من العلوية على حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ، فقالت : جئتم تسألوني عن ميلاد ولي
ص: 20
الله ؟ قلنا : بلى والله . .
قالت : كان عندي البارحة وأخبرني بذلك ، وأنه كانت عندي صبيّة يقال ها : نرجس ، وكنت أربيها من بين الجواري ، ولا يلي تربيتها غيري ، إذ دخل أبو محمد عليه السلام علي ذات يوم فبقي يلح النظر إليها ، فقلت : يا سيدي هل لك فيها من حاجة ؟ فقال : إنا معاشر(1) الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة ، ولكنا ننظر تعجبا ، إن المولود الكريم على الله يكون منها .
قالت : قلت : يا سيدي ! فاروح بها إليك ، قال : استأذني أبي في ذلك ، فصرت إلى أخي عليه السلام فلا دخلت عليه تبسّم ضاحكاً وقال : يا حكيمة جئت تستأذنيني)(2)في أمر الصبية ، إبعثي بها إلى أبي محمد فإن الله عزّ وجلّ يحب أن يشركك في هذا الأمر(3) ، فزينتها وبعثت بها إلى أبي محمد عليه السلام ، فكنت بعد ذلك إذا دخلت عليها تقوم ( فتقبّل جبهتي فأقبّل رأسها ، فتقبّل (4) يدي وأقبّل رجليها )(5)، وتمدّ يدها(6) إلى خفّي لتنزعه فأمنعها من ذلك ، وأقبل يدها إجلالاً وإكراماً للمحلّ الذي أدّاه (7) الله فيها ،فكنت(8) بعد ذلك إلى أن مضى أخي أبو الحسن عليه السلام .
فدخلت على أبي محمد ذات يوم ، فقال : يا عمناه إن المولود الكريم على الله [ ورسوله ](9)سيولد ليلتنا هذه ، فقلت : يا سيدي في ليلتنا هذه ؟! قال :نعم ، فقمت إلى الجارية فقلبتها ظهرة لبطن فلم أر بها حمد ، فقلت : يا
ص: 21
سيدي ، ليس بها حمل ، فتبسّم ضاحكاً ، وقال : يا عمتاه ، إنّا معاشر الأوصياء ليس يحمل لنا ( بنا۔ خ ل۔ ) في البطون ، ولكن (1)نحمل في الجنوب ، فلمّا جنّ الليل ، صرت إليه ، فأخذ أبو محمد عليه السلام محرابه ، فأخذت محرابها ، فلم يزالا يحييان الليل ، وعجزت عن ذلك فكنت مرّة أنام ومرّة أصلي إلى آخر الليل ، فسمعتها آخر الليل ( في القنوت )(2) لما انفتلت من الوتر مسلّمة ، صاحت : يا جارية ! الطست ، فجاءت بالطست فقدمته [ إليها ](3)فوضعت صبياً كأنه فلقة قمر ، على ذراعه الأين مكتوب : وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً» (4) وناغاه(5) ساعة حتّی إستهلّ وعطس ، وذكر الأوصياء قبله حتّی بلغ إلى نفسه ، ودعا لأوليائه على يده بالفرج .
ثم وقعت ظلمة بيني وبين محمد فلم أره ، فقلت : يا سيدي أين الكريم على الله ؟ قال : أخذه من هو أحقّ به منك ، فقمت وانصرفت إلى منزلي ، فلم أره . [ و ](6) بعد أربعين يوماً دخلت دار أبي محمد ، فإذا أنا بصبيّ يدرج في الدار )(7) ، فلم أر وجهاً أصبح(8) من وجهه ، ولا لغة أفصح من لغته ، ولا نغمة أطيب من نغمته (9) ، [ فقلت : يا سيدي من هذا الصبي ؟ ما رأيت أصبح وجهاً ، ولا أفصح لغة منه ، ولا أطيب نغمة منه ](10) قال : هذا المولود
ص: 22
الكريم على الله ، قلت : يا سيدي ، وله أربعون يوماً وأنا [ لا ](1) أدري من أمره هذا ! قالت : فتبسّم ضاحكاً وقال : يا عمتاه أما علمتِ أنا معاشر(2)الأوصياء ننشأُ ( في اليوم ما (3)ينشأُ غيرنا في الجمعة ، ونشأُ في الجمعة ما ينشأُ غيرنا في الشهر ، وننشأُ )(4) في الشهر ما ينشأُ غيرنا في السنة .
فقمت وقبّلت رأسه وانصرفت إلى منزلي ، ثم عدت فلم أرَهُ ، فقلت : يا سیدی یا [ أبا ](5) محمد : لست أرى المولود الكريم على الله ؟ قال : استودعناه من ( الذي ) (6)استودعته أمُّ موسى ، وانصرفت ، وما كنت أراه إلا كلّ أربعين يوماً ، وكانت الليلة و التي ولد فيها ليلة )(7) الجمعة لثمان ليال خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة ، ويُروى ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة سبع (8) .
(5) الشيخ أبو جعفر الطوسي (9) في كتاب الغية (10)، قال : أخبرني ابن
ص: 23
أبي جيد) (1)، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار القمي) (2)، عن أبي عبد الله المطهري ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا ،
قالت : بعث إلى أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان ، وقال : يا عمة إجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله عزّ وجلّ سیسرك بوليه وحجته على خلقه ، خليفتي من بعدي .
قالت حكيمة : فتداخلني بذلك سرور شديد ، وأخذت ثيابي [ عليّ ](3)
ص: 24
وخرجت من ساعتي ، حتّی انتهيت إلى أبي محمد عليه السلام ، وهو جالس في صحن داره ، وجواريه حوله ، فقلت : جعلت فداك يا سيدي الخلف ممّن هو ؟
قال : من سوسن ، فأدرت طرفي فيهن ، فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن .
قالت حكيمة : فلمّا أن صلّيت المغرب والعشاء [ الأخرة ](1) أتيت المائدة(2) فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت(3) غفوةً ثم استيقظت فلم أزل متفكّرة(4)فيما وعدني أبو محمد عليه السلام من (5) أمر ولي الله عليه السلام ، فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة ، فصليت صلاة الليل حتّی بلغت(6) إلى الوتر ، فوثبت (7) سوسن فزعة ، وخرجت ( فزعة )(8) وأسبغت الوضوء ، ثم عادت فصلت صلاة الليل ، وبلغت إلى الوتر فوقع في قلبي و أنّ الفجر قد قرب ، فقمت لأنظر فإذا بالفجر الأول قد طلع فتداخل قلبي ](9)الشكّ من وعد أبي محمد عليه السلام ، فناداني [ من حجرته ](10): لا تشكّي فإنّك(11)بالأمر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى .
ص: 25
قالت حكيمة : فاستحييت من أبي محمد عليه السلام مما(1) وقع في قلبي ، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة ، وخرجت فزعة ، فلقيتها على باب البيت فقلت : بأبي أنت [ وأمّي ](2)هل تحسين شيئاً ؟
قالت : نعم يا عمّة إنّي لأجد أمراً شديداً ، قلت : لا خوف عليك إن شاء الله تعالى ، فأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت فأجلستها عليها ، وجلست منها حيث تجلس(3)المرأة من المرأة للولادة ، فقبضت على كفي وغمزته غمزاً (4) شديداً ، ثم أنّت أنَّة وتشهّدت ، ونظرت تحتها فإذا أنا بولي الله - صلوات الله عليه - متلقّياً الأرض ساجداً (5) ، فأخذت بكتفيه(6)فأجلسته في حجري ، فإذا هو نظيف مفروغ منه ، فناداني أبو محمد عليه السلام : يا عمّة ، هلمّي فأتيني بابني ، فأتيته به ، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه ( على ) (7) عينيه ففتحها (8)ثم أدخله في فيه فحنّكه (9). ثم ( أذّن )(10) في أذنيه ، وأجلسه على راحته اليسرى ، فاستوى ولي الله جالساً ، فمسح يده على رأسه وقال (له )(11): یا بنيّ : أنطق بقدرة الله ، فاستعاذ وليّ الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح :
ص: 26
بسم الله الرحمن الرحيم « ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون »(1) وصلّى على رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام واحداً واحداً حتّی انتهى إلى أبيه ، فناولنيه أبو محمد عليه السلام وقال : يا عمّة ردّيه إلى أمّه كي (2)تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أنّ وعد الله حقّ ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون ، فرددته إلى أمّه وقد انفجر الفجر الثاني ، فصليت الفريضة وعقبت(3) إلى أن طلعت الشمس ، ثم ودّعت أبا محمد عليه السلام وانصرفت إلى منزلي ، فلمّا كان بعد ثلاث ، اشتقت إلى ولي الله فصرت إليهم ، فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها ، فلم أر أثراً ، ولا سمعت ذكراً ، فكرهت أن أسأل فدخلت على أبي محمد عليه السلام فاستحييت أن أبدأه بالسؤال فبدأني ، ( فقال )(4) : هو یا عمّة في کنف الله وحرزه(5) وستره وغيبه)(6) حتّی يأذن الله له ، فإذا(7)غیّب الله شخصي وتوفّاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم ، وليكن عندك وعندهم مكتوماً فإنّ ولي الله يغيبّه (8) الله عن خلقه [ ويحجبه عن عباده ] (9) فلا يراه أحد حتّی يقدّم [ له ](10)جبرئيل عليه السلام فرسه ليقضي الله أمراً كان مفعولاً(11).
ص: 27
(1) الحسين بن حمدان الحضيني (2). في كتابه(3)، قال : حدثني هارون بن مسلم بن (4)سعدان البصري(5) ومحمد بن أحمد البغدادي (6) وأحمد بن
ص: 28
المشايخ الثقات (1)( الذين كانوا مجاورين للإمامين عليهما السلام(2)عن سیدینا(3) أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام قالا(4):
إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماء الجنّة في ( ماء ) (5) المزن(6) ، فتسقط ( في ثمار الأرض )(7)، فيأكلها الحجّة ( في الزمان )(8)عليه السلام ، فإذا استقرّت ( في الموضع الذي تستقرّ )(9)فيه ،فيمضي له أربعون يوماً يسمع (10) الصوت ، فإذا أتت (11) له أربعة أشهر وقد« عمل » (12) على عضده [ الأيمن ](13)« وتمّت كلمت ربك صدقاً وعدلاً لامبدّل لكلماته وهو السميع العليم»(14) ، فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود
ص: 30
من نور في كل يوم (1)ينظر فيه [ إلى ](2) الخلائق وأعمالهم ، وينزل أمر الله إليه في ذلك العمود ، ( والعمود )(3) نصب عينيه (4)حيث تولّى ونظر .
قال أبو محمد عليه السلام : دخلت على عمّاتي (5)( في داري )(6)فرأيت جارية من جوارهّن (7)قد زيّنت تسمّى : نرجس ، فنظرت إليها نظراً أطلته ، فقالت[ لي ](8)عمّتي حكيمة : [ أراك ](9)يا سيدي تنظر إلى هذه الجارية نظراً شديداً ؟ فقلت لها: یا عمّة ما نظري إليها إلّا نظر التعجّب ممّا الله فيها من إرادته وخيرته ، قالت[ لي ](10): يا سيدي أحسبك تريدها . فأمرتها أن تستأذن أبي عليّ بن محمد، عليهما السلام في تسليمها إليّ ، ففعلت ، فأمرها عليه السلام بذلك فجاءتني بها (11).
(7)قال الحسين بن حمدان وحدّثني(12)من أثق به من مشايخ ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام قال : كانت ( حكيمة )(13) تدخل على أبي محمد عليه السلام فتدعو له أن يرزقه الله ولداً، وأنّها قالت :
دخلت عليه فقلت له كما [ كنت ](14) أقول ، ( ودعوت له كما كنت
ص: 31
أدعو)(1) ، فقال : [ يا عمة أما إن الذي تدعين ](2) الله أن يرزقنيه [ يولد (3) في هذه الليلة ، وكانت ليلة الجمعة لثمان(4)خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين فاجعلي إفطارك عندنا) (5)، فقلت : يا سيدي ، ممّن يكون هذا الولد العظيم ؟ فقال : [ لي عليه السلام ](6) من نرجس يا عمّة قال : فقلت [ له ](7)يا سيدي ، ما في جواريك (8)أحبّ إليّ منها .
وقمت ودخلت عليها وكنت إذا دخلت فعلت بی کما ( كانت ) (9) تفعل ، فانكببت على قدميها(10) فقبلتها (11) ومنعتها ممّا كانت تفعله ، فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها ، فقالت [لي] (12): فديتك ، فقلت لها : أنا أفديك وجميع العالمين ، فأنكرت ذلك ، فقلت لها (13): ما تنکرین (14)ما فعلت ، فإن الله سيهب لکِ في هذه الليلة غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين ، فاستحيت فتأمّلتها فلم أر بها أثر حمل ، فقلت لسيدي أبي محمد عليه السلام : ما أرى بها حملاً ؟ فتبسّم عليه السلام فقال : إنّا معاشر الأوصياء
ص: 32
لسنا(1)نحمل في البطون ، وإنّما نحمل في الجنوب ، ولا نخرج من الأرحام و ( إنّما )(2) نخرج من الفخذ الأيمن من أمهاتنا، لأنّنا نور اللّه الذي لا تناله(3)الدناسات ، فقلت له : يا سيدي لقد [ أ](4)خبرتني أنّه يولد في هذه الليلة ، ففي أيّ وقت منها ؟ فقال[ لي ](5): في طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله .
قالت حكيمة : فقمت فأفطرت ونمت بالقرب من نرجس ، وبات أبو محمد عليه السلام في صفّة في تلك الدار التي نحن فيها ، فلمّا ورد وقت صلاة الليل [ قمت ](6)ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة ، فأخذت في صلاتي ، ثم أوترت [ فأنا ](7)في الوتر حتّی وقع في نفسي أن الفجر قد طلع ودخل في قلبي شيء ، فصاح [ بي ](8)أبو محمد عليه السلام من الصفّة ( الثانية ) (9): لم يطلع الفجر یا عمة ، فأسرعت الصلاة ، وتحركت نرجس ، فدنوت منها ،وضممتها إلي ، وسمّيت عليها ، ثم قلت لها : هل تحسّين بشيء (10)؟ فقالت :نعم . فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت ، ووقع على نرجس مثل ذلك ،فنامت فلم أنتبه إلا [ بحس ](11) سيدي المهدي عليه السلام وصيحة أبي محمدعليه السلام يقول : يا عمّة ، هاتي إلىّ إبني ، فقد قبلته فكشفت عن سيدي عليه السلام فإذا [ أنا ](12)به ساجداً مبلغ (13)الأرض بمساجده ، وعلى ذراعه
ص: 33
الأيمن [ مکتوب ](1): «وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً»(2) فضممته إلى فوجدته مفروغاً ( منه )(3)، ولففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد عليه السلام فأخذه وأقعده ( على راحته اليمنى ، وأمرّ يده على ظهره )(4)، ثم أدخل لسانه في فيه ، وأمرّ بيده على ظهره وسمعه ومفاصله ، ثم قال له : تكلّم يا بنيّ ، فقال : أشهد أنّ لا إله إلا الله[ وحده لا شريك له] (5)وأشهد أنّ محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنّ علياً أمير المؤمنين ولي الله ، ثم ( لم یزل )(6)يعدّد السّادة [ الأئمة ](7) عليهم السلام إلى أن بلغ إلى نفسه ، ودعا لأوليائه بالفرج على يده ، ثم أحجم . وقال أبو محمد عليه السلام : یا عمّة إذهبي به إلى أمّه ليسلّم عليها وأتيني به ، فمضيت به [ إلى أمّه ](8) فسلّم عليها ورددته ( إليه )(9)، ثم وقع بيني وبين [ أبي ](10) محمد عليه السلام كالحجاب فلم أر سيدي ، فقلت له : يا سيدي أين مولانا ؟ فقال : أخذه[ مني ](11) من هو أحقّ به منک . [ فإذا كان اليوم السابع فأتينا](12).
فإذا(13) كان [ في ](14) اليوم السابع جئت فسلّمت ثم جلست ، فقال
ص: 34
عليه السلام : هلمّي بابني ، فجئت لسيدي(1) وهو في ثياب صفر ، ففعل له کفعاله (2) الأول وجعل عليه السلام لسانه في فيه عليه السلام ثم قال له : تكلّم يا بني ! فقال عليه السلام : أشهد أن لا إله إلا الله وثنّى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام حتّی وقف على أبيه عليه السلام ثم قرأ: و بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض وثري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون (3)ثم قال له : إقرأ يا بنيّ مما أنزل الله على أنبيائه ورسله ، فابتدأ بصحف(4) آدم عليه السلام فقرأها بالسريانية(5)، وكتاب إدريس ، وكتاب نوح ، وكتاب هود ، وكتاب صالح ، وصحف إبراهيم ، وتوراة موسى ، وزبور داود ، وإنجيل عيسى ، وقرآن(6) محمد جدّي رسول صلى الله عليه وآله ، ثمّ قصّ قصص النبيين والمرسلين إلى عهده .
فلمّا كان [ بعد ](7)أربعين يوما دخلت ( عليه إلى )(8)دار أبي محمد عليه السلام فإذا مولانا الصاحب (9)يمشي في الدار ، فلم أر وجها أحسن من وجهه عليه السلام ، ولا لغة أفصح من لغته ، فقال لي أبو محمد عليه السلام :
ص: 35
هذا المولود الكريم على الله عزّ وجلّ ، فقلت له [ يا ](1) سيدي له أربعون يوماً وأنا أرى من أمره ما أری (2)؟ فقال عليه السلام : یا عمة أما علمت أنا معاشر الأوصياء ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في جمعة ، وننشؤ في الجمعة ما ينشؤ غيرنا في السنة ، فقمت وقبّلت رأسه ، وانصرفت ، وعدت ، وتفقّدته ، فلم أرَهُ ، فقلت لسيدي (3)أبي محمد عليه السلام : ما فعل مولانا ؟ فقال : يا عمتاه (4) استودعناه الذي استودعته (5)أمّ موسى عليه السلام .
ثم قال عليه السلام : لمّا وهب لي ربي مهدي هذه الأمة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتّی وقف (6) بين يدي الله عزّ وجلّ ، فقال له :
مرحبا بك عبدي لنصرة ديني ، وإظهار أمري (7) ، ومهدي عبادي ، آليت أنّي بك آخذ، وبك أُعطي ، وبك أغفر ، وبك أُعذّب ، أردداه أيها الملكان على أبيه ردّاً رفيقاً ، وأبلغاه أنّه في ضمني(8) وكنفي وبعيني إلى أن أحقّ ( به )(9) الحق وأزهق به الباطل(10)ويكون الدين لي واصباً .
ثم قال (11)لمّا سقط من بطن أمّه إلى الأرض وُجد جاثياً على ركبتيه ، رافعاً سبّابتیه (12)، ثم عطس فقال : الحمد لله ربّ العالمين وصلى اللّه على محمد وآله
ص: 36
عبد ذاكراً لله غير مستنکف(1) ، ولا مستکبر(2)، ثم قال عليه السلام : زعمت الظلمة أنّ حجّة الله داحضة ، لو أذن [ الله لي ](3) في ( الكلام )(4) لزال الشكّ (5) .
(8)الراوندي(6) في الخرائج والجرائح (7) ، عن حكيمة قالت : دخلت
ص: 37
يوماً على أبي محمد عليه السلام ، فقال : يا عمّة ! بيتي (1)الليلة عندنا، فإنّ الليلة سيظهر الخلف فيها ، قلت : وممّن ؟ قال : من نرجس . قلت : «لست . أرى من نرجس(2) حملاً ؟ قال : [ يا عمة ] (3) إن مثلها كمثل أم موسى لم يظهر حملها به(4) إلا وقت ولادتها، فبتّ أنا وهي في بيت ، فلمّا انتصف الليل، صلّيت أنا وهي صلاة الليل ، فقلت في نفسي : قد قرب الفجر ، ولم يظهر ما قال أبو محمد، فناداني من الحجرة : لا تعجلي ، فرجعت إلى البيت خجلة ،
ص: 38
فاستقبلتني نرجس ترتعد فضممتها إلى صدري ، وقرأت عليها «قل هو الله أحد ، وإنا أنزلناه ، وآية الكرسي ، فأجابني الخلف من بطنها يقرأ بقراءتي (1) ، وأشرق نور في البيت فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجداً لله تعالى إلى القبلة ،فأخذته فناداني أبو محمد عليه السلام من الحجرة : هلُمّي بابني إليّ يا عمّة .
قالت : فأتيته به فوضع لسانه في فيه ، وأجلسه على فخذه(2) وقال : انطق بإذن الله تعالى يا بني ، فقال : أعوذ بالله السميع العليم [ من الشيطان الرجيم ](3) بسم الله الرحمن الرحيم وونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )(4) وصلى الله على محمد المصطفى ، وعلي المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد، وموسی بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي أبي .
قالت حكيمة : وغمرتنا (5) طيور خضر فنظر أبو محمد إلى طائر منهم فدعاه فقال له [ خذه و ](6): احفظه حتّی بأذن الله فيه ، إنّ الله بالغ أمره ،[ قالت حكيمة ](7)فقلت لأبي محمد : ما هذا الطائر ؟ وما هذه الطيور ؟ قال : هذا جبرئيل عليه السلام وهذه ملائكة الرحمة ، ثم قال : يا عمّة ردّيه إلى أمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن ، ولتعلم أنّ وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، فرددته إلى أمّه ، قالت حكيمة : ولمّا ولد كان(8) نظيفاً مفروغاً منه
ص: 39
وعلى ذراعه الأيمن مکتوب و جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقة )(1). قلت : على هذا نقتصر من الرواية عن حكيمة ، فإذا قلت : الرواية عن حكيمة مختلفة فيها الوجه في ذلك ؟
قلت : هذا الحديث لا توافرت الدواعي على نقله وكثرة (2) الرواة له ، اعتراه اختلاف من جهة الرواة لأنهم ينقلونه بالمعنى ، ورواية الحديث بالمعنى يتغير ألفاظه وإن اتفق في المعنى ، وزيادة بعض المعاني قد تكون من راوي الأصل پرویه تارة بزيادة وتارة بنقصان على أن هذه الروايات كلها إذا تأملتها رأيتها قد اشتركت في كثير من الألفاظ ، وهذا دليل الصحة .
داود الكاتب وكان عامياً بمحلّ من النصب لأهل البيت عليهم السلام يظهر ذلك [ و ](1) لا يكتمه ، وكان صديقاً لي يظهر مودة بما فيه من طمع (2) أهل العراق فيقول كلّما لقيني :
لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به ، فأتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه موضع خلوة [ فاستقصيت عنه ](3) وسألته أن يخبرني به ، فقال : كانت دورنا بسرّ من رأى مقابل دور ابن الرضا۔ یعنی أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام - فغبت عنها دهراً طويلاً إلى قزوین وغيرها ، ثم قضي لي الرجوع إليها ، فلمّا وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلّفته ( فيها )(4) من أهلي وقراباتي إلا عجوزاً كانت ربتني ولها بنت معها ، وكانت من طبع الأول مستورة صائنة لا تحسن الكذب ، وكذلك مواليات(5) لنا ، بقين في الدار فأقمت عندهنّ(6) أياما ( فأردت الخروج ) (7)، فقالت العجوز : كيف تستعجل الإنصراف وقد غبت زمانأ ، فأقم عندنا لنفرح بمكانك ، فقلت لها على جهة الهزء : أريد [ أن أصير ](8)إلى كربلاء وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة ، فقالت : يا بنيّ ! أعيذك بالله أن تستهين ما ذكرت (9) أو تقوله على وجه
ص: 41
الهزء ، فإني أحدّثك بما رأيته [ يعني ](1) بعد خروجك من عندنا بسنتين :كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي إبنتي ، وأنا بين النائمة واليقظانة إذ دخل رجل حسن الوجه ، نظيف الثياب ، طيب الرائحة ، فقال : يا فلانة يجيئ الساعة من يدعوك في الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي ، ففزعت وناديت إبنتي ، وقلت لها : هل شعرت بأحد دخل البيت ؟
فقالت : لا ، فذكرت الله وقرأت ونمت ، فجاء الرجل بعينه ، وقال مثل قوله ، ففزعت وصحت بابنتي ، فقالت : لم يدخل البيت ( أحد )(2) فاذكري الله ولا تفزعي ، فقرأت ونمت .
فل كان في ( الليلة )(3)الثالثة جاء الرجل وقال : يا فلانة قد جاءك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه ، وسمعت دقّ الباب ، فقمت وراء الباب ،
وقلت : من هذا ؟ فقال : إفتحي ولا تخافي ، فعرفت كلامه ، وفتحت الباب فإذا خادم معه إزار [ فقال : ](4) يحتاج إليك بعض الجيران في حاجة مهمّة ،فأدخلني ولفّ رأسي بالملاءة ، وأدخلني الدار وأنا أعرفها فإذا بشقاق مشدودة (5) وسط الدار ، ورجل قاعد بجنب الشقاق ، فرفع الخادم طرفه فدخلت فإذا إمرأة قد أخذها الطلق ، وإمرأة قاعدة خلفها كأنّها تقبلها ، فقالت [ المرأة] تعينينا(6)
فيما نحن فيه ، فعالجتها بما يعالج به مثلها، فما كان إلا قليل (7) حتّی سقط غلام ، فأخذته على كفي وصحت : غلامٌ غلامٌ ، وأخرجت رأسي من طرف الشقاق أبشّر الرجل القاعد فقيل [ لي ](8) : لا تصيحي ، فلمّا رددت وجهي للغلام قد كنت فقدته من كفّي ، فقالت [لي ](9)المرأة القاعدة : لا تصيحي ،
ص: 42
وأخذ الخادم بيدي ولفّ رأسي بالملاءة وأخرجني من الدار ، وردّني إلى داري وناولني صُرّة ، وقال [ لي ](1) : لا تخبري بما رأيت أحداً.
فدخلت الدار ، ورجعت إلى فراشي في هذا البيت وابنتي نائمة بعد،فأنبهتها وسألتها : هل علمي بخروجي ورجوعي ؟ فقالت : لا ، وفتحت الصرّة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير(2) ، وما أخبرت بهذا أحداً إلا في هذا الوقت لما تكلمت بهذا الكلام على حد الهزو فحذّرتك (3)إشفاقاً عليك [ فإنّ](4) لهؤلاء القوم عند الله عزّ وجلّ شأناً (5)ومنزلة ، وكلما يدعونه حتّی قال : فعجبت من قولها وصرفته إلى السخريّة والهزء ، ولم أسألها عن الوقت غير أني أعلم يقيناً أني غبت عنهم في سنة نيف وخمسين ومائتين ، ورجعت إلى سر من رأى في وقت ( ما )(6)أخبرتني العجوز في هذا (7) الخبر في سنة إحدى وثمانين ومائتين في وزارة عبيد بن سلیمان (8) لما قصدته .
قال حنظلة : فدعوت بأبي الفرج المظفر بن أحمد(9) حتّى يسمع منه(10)
ص: 43
(10) ابن بابویه ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله -[ وأحمد بن محمد بن يحيى العطار ](3)، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار(4) ،قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري(5)، عن إبراهيم بن محمد ( بن )(6)
عبد الله بن موسى بن جعفر(7) عليها السلام ، عن الساري (8)، قال : حدثني
ص: 44
نسيم ومارية [ قالتا (1) أنّه لا سقط صاحب الزمان عليه السلام من بطن أمه ،( سقط ) (2) جاثية على ركبتيه ، رافعا سبابتيه إلى السماء ثم عطس ، فقال :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله ، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ، ( و ) (3)لو أذن لنا في الكلام لزال الشكّ(4).
(11) قال إبراهيم بن محمد بن عبد الله (5)وحدثتني نسیم خادم(6) أبي محمد عليه السلام ، قالت : قال لي صاحب الزمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده ، فقال لي : يرحم الله ، قالت (7)نسیم :
ففرحت بذلك ، فقال لي عليه السلام : ألا أبشّرك في العطاس ؟ فقلت : بلى [ يا مولاي }(8) ، فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام(9) .
(12)عنه ، قال : حدثنا محمد بن على ماجيلويه - رحمه الله - ، قال :
ص: 45
حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني أبو علي الخيزراني ، عن جارية له كان أهداها لأبي محمد عليه السلام ، فلمّا أغار(1) جعفر الكذّاب على الدار جاءته فارّة من (2) جعفر فتزوج بها ، قال (3) أبو علي : فحدثتني أنّها حضرت ولادة السيد عليه السلام وأن اسم أمّ السيد : صقيل (4)، وأن أبا محمد عليه السلام حدثها بما يجري (5)على عياله ، فسألته أن يدعو [ الله عزّ وجلّ](6) لها بأن (7)يجعل منيّتها قبله ، فماتت ( قبله )(8)في حياة أبي محمد عليه السلام ،وعلى قبرها لوح مكتوب عليه : هذا قبر أمّ محمد .
قال أبو علي : وسمعت هذه الجارية تذكر أنّه لمّا ولد السيد عليه السلام رأت له نورا ساطعأ قد ظهر منه وبلغ أفق السماء ، ورأت طيوراً بيضاً (9) تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ، ثم تطير ، فأخبرنا أبا محمد عليه السلام بذلك ، فضحك ثم قال : تلك ملائكة (10)نزلت للتبرك بهذا المولود(11)، وهي أنصاره إذا خرج(12).
ص: 46
(13)وعنه ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (1) - رحمه الله -قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا محمد بن أحمدالعلوي (2) ، عن أبي غانم الخادم ، قال : ولد لأبي محمد عليه السلام مولود(3)فسمّاه : محمداً ، فعرضه على أصحابه يوم الثالث ، وقال : هذا صاحبكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتدّ إليه (4)الأعناق بالإنتظار ، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً ، خرج فملأها قسطاً وعدلاً (5).
رجلا من أصحابنا يقول : رأيت صاحب الزمان عليه السلام وكان مولده يوم الجمعة سنة ست وخمسين ومائتين (1).
(2)عنه باسناده ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن - رضي الله عنه - ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الكرخي ، قال : سمعت أبا هارون
رجلا من أصحابنا يقول : رأيت صاحب الزمان عليه السلام ووجهه يضيء كالقمر (3) ليلة البدر ، ورأيت على سرته شعرأ يجري کالخط ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختونة ، فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلك : فقال : هكذا ولد ، وهكذا ولدنا ، ولكنا سنمر الموسي [ عليه ](4)لإصابة السنة (5) .
الثامن : معاوية بن حكيم(6) ، ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري تمام أربعين رجلا :
(16)وعنه ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - ، قال :
ص: 48
حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني جعفر بن [ محمد بن](1) مالك الفزاري ، قال [ حدثني ](2)معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب بن نوح ، ومحمد بن عثمان العمري (3) رضي الله عنه قالوا(4): عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليها السلام ( إبنه عليه السلام )(5)ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي [ عليكم ](6) ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا .
قالوا : فخرجنا من عنده ، فلمّا مضت إلا أيام قلائل حتّی مضى أبو محمد عليه السلام (7) .
(17)عنه ، قال : حدثنا [ محمد بن الحسين ](8)رضي الله عنه ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : قلت لمحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه : إنّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جل جلاله حين قال له :«ربّ أرني كيف تحيي الموت قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » (9)أخبرني(10) عن
ص: 49
صاحب هذا الأمر صلوات الله عليه هل رأيته ؟ قال : نعم ، وله رقبة مثل ذي -وأشار بيده إلى عنقه (1)-.
(18) محمد بن يعقوب (2)، [ عن علي بن محمد ] (3)عن حمدان القلانسي (4)، قال : قلت للعمري قد (5) مضى أبو محمد ؟ فقال لي : قد مضى ، ولكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذه - وأشار بيده (6)..
(19)محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد
ص: 50
الكوفي(1)، عن جعفر بن محمد المكفوف ، عن عمرو(2) الأهوازي قال : أراني أبو محمد ابنه وقال : هذا صاحبكم من بعدي (3).
فقال : ما الذي أقدمك ؟ قال : قلت : رغبة في خدمتك .
قال : فقال لي : فالزم الباب ، قال : فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق ، وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا و كان (1)في الدار رجال قال : فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت ، فناداني : مكانك لا تبرح ، فلم أجسر [ أن ](2)أدخل ، ولا أخرج ، فخرجت عليّ جارية ومعها شيء مغطّى ، ثم ناداني : أدخل ، فدخلت ، ونادي الجارية فرجعت إليه ، فقال لها : اکشفي عمّا معك ، فكشفت عن غلام ، أبيض ، حسن الوجه ، وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبّنه (3) إلى سرّته ، أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ، ثم أمرها فحملته ، فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمد عليه السلام(4) .
جميعاً ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : اجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو(1) - رحمه الله - عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو إني أريد ( أن )(2)أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه ، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجّة إلّا إذا كان قبل [ يوم ](3) القيامة بأربعين يوماً ، فإذا كان ذلك رفعت الحجّة ، وأغلق باب التوبة ، فلم يكن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً فأولئك أشرار من خلق الله عزّ وجلّ ، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكنّي أحبت أن أزداد يقينا ، [ و ](4)إنّ إبراهيم عليه السلام سأل ربّه عزّ وجلّ أن يريه كيف يحيي الموتى ، قال : أو لم تؤمن ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئن قلبي .
وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته وقلت : من أُعامل ، أو عن من آخذ، وقول من أقبل ؟ فقال له : العمري ثقتي فيها أدّى إليك عنّی فعنّي يؤدّي ، وما قال لك عنّي فعنّي يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنّه الثقة المأمون .
وأخبرني أبو علي أنّه سأل أبا محمد عليه السلام عن مثل ذلك ، فقال له :
ص: 53
العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك عنّي ( فعنّي )(1) يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعها ، فإنّها الثقتان المأمونان ، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك . قال : فخّر أبو عمرو ساجداً ويکی ثم قال : سل حاجتك . فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام ؟ فقال : إي والله ، ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده . فقلت له : بقيت واحدة ، فقال لي : هات ، قلت : فالإسم ؟ قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل و [ لا ](2)أحرّم ولكنّه (3)(عنه ) (4) عليه السلام ، فإنّ الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام [ قد (5)مضى ولم يخلف ولداً ، وقسم میراثه وأخذه (6)من لا حقّ له فيه و [ هو ](7) ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرّف إليهم أو بنيلهم شيئاً ، وإذا وقع الإسم وقع الطلب ، فاتّقوا الله وأمسِكوا عن ذلك .
قال الكليني رحمه الله : وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عنّي اسمه، أن أبا عمرو سأل عنه (8) أحمد بن إسحاق عن مثل هذا ، فأجاب بمثل هذا . ( قلت : أبو عمرو هذا محمد بن عثمان العمري السابق ) (9)(10).
ص: 54
(22)عنه ، عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسی بن جعفر وكان أسنّ شیخاً من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ( بالعراق )(1) ،
شاذان بن نعيم (1) ، عن خادمة(2) لإبراهيم بن عبدة (3) النيسابوري أنّها(4) قالت : كنت واقفة (5)مع إبراهيم على الصّفا فجاء (6)عليه السلام حتّى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسکه وحدّثه بأشياء (7) .
ويجنب (1) آخر (2)، ونخرج بخفين (3) لا يكون معنا قليل ولا كثير إلا على السَّرج(4)مصلّى وقال لنا : إلحقوا بالسامرة ، ووصف لنا داراً ومحلّة وقال : إذا أتيتموها [ تجدون على الباب خادماً أسود فاکبسوا الدار ومن رأيتم فيها ](5) فأتوني برأسه .
فوافينا سامرّة ، فوجدنا الأمر كما وصفه ، وفي الدهليز خادم أسود ، وفي يده تكّة ينسجها ، فسألناه عن الدار ومن فيها فقال : صاحبها ، فوالله ما التفت إلينا وقل اكتراثه(6)بنا ، فكبسنا الدار كما أمرنا ، فوجدنا داراً سريّة (7)، ومقابل الدار ستر ، ما نظرت قطّ إلى أنبل(8) منه ، كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت ، ولم نَر في الدار أحداً (9) .
فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كانَّ بحراً فيه ماء ، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنّه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة(10)قائم يصلّي ، فلم يلتفت إلينا وإلى شيء من أسبابنا ، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطّى (11) البيت فغرق في الماء ، فما زال يضطرب حتّی مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه ، وبقي ساعة ، وعاد صاحبه (12)الثاني إلى فعل ذلك الفعل ، فناله مثل ذلك ، وبقيت مبهوتاً .
ص: 57
فقلت لصاحب البيت : المعذرة إلى (1) الله وإليك ، فوالله ما علمت كيف الخبر ، [ لا ](2)و إلى من أجيء ، وأنا تائب إلى الله ، فما التفت إلى شيء ممّا قلنا، وما انتقل(3) عمّا كان فيه ، فهالنا (4)ذلك وانصرفنا عنه ، وقد كان المعتضد ينتظرناه(5) وقد تقدم إلى الحجاب إذا (6) وافيناه أن ندخل عليه في أيّ وقت كان .
فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا إليه (7) ، فسألنا عن الخبر ، فحكينا له ما رأينا فقال : ويحكم لقيتم أحدأ قبلي وجرى منكم إلى أحد شيء(8) أو قول ؟قلنا : لا ، فقال : أنا نفي من جدّي (9) وحلف(10)بأشد أيمان له أنّه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربنّ أعناقنا في جسرنا(11)ن نحدث به إلّا بعد موته (12).
ص: 58
السادس عشر : كامل بن إبراهيم(1):
(26)الشيخ الطوسي أیضاً في الغيبة ، عن [ جعفر بن محمد بن مالك ](2) ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن عبد الله (3)، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري ، قال : وجّه قوم من المفوّضة والمقصرة کامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد عليه السلام ، قال كامل : فقلت في نفسي : أسأله لا يدخل الجنّة إلا من يعرف (4)معرفتي ، وقال بمقالتي .
[ قال](5) : فلمّا دخلت على سيدي أبي محمد عليه السلام نظرت إلى ( ثياب )(6)بياض ناعمة عليه ، فقلت في نفسي : وليّ الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ( ويأمرنا نحن )(7)بمواساة الإخوان ، وينهانا عن لباس(8)مثله .
فقال متبسّماً : يا كامل وحسر ( عن )(9)ذراعيه فإذا مسح(10)أسود خشن على جلده ، فقال : هذا الله ، وهذا لكم ، فسلّمت وجلست إلى باب عليه ستر مرخيّ فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتىً كأنه فلقة قمر من أبناء أربع
ص: 59
سنين أو مثلها ، فقال[ لي] (1): یا کامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلك ،وألهمت أن قلت : لبيك يا سيدي ! فقال : جئت إلى وليّ الله وحجته وبابه تسأله : هل يدخل الجنة إلا من يعرف(2)معرفتك وقال بمقالتك ؟ فقلت : إي والله ، قال : إذاً والله يقلّ داخلها ، والله (3) إنه ليدخلها قوم يقال لهم : الحقية .
قلت : يا سيدي ومن هم ؟ قال : قوم من حبّهم لعلي (4)عليه السلام يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله ، ( ثم سكت عنّي صلوات الله عليه ساعة ثم قال : )(5)وجئت تسأله عن مقالة المفوضة ، كذبوا بل قلوبنا أوعية المشية الله ، فإذا [ شاء ](6)شئنا والله يقول :« وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله »(7) ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه فنظر(8)إلى أبو محمد عليه السلام متبسّماً فقال : يا کامل ! ما جلوسك ؟ وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي ، فقمت وخرجت ، ولم أعاینه بعد ذلك ، قال أبو نعيم : فلقيت کاملا فسألته عن هذا الحديث ، فحدّثني به (9).
* ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام قال : حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى بن أحمد ، قال : حدثنا
ص: 60
أبي - رضي الله عنه - قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثني جعفر بن محمد و[ قال : حدثني محمد بن جعفر](1)، قال : حدثني أبو نعيم ، قال : وجّهت المفوضة ، وذكر الحديث (2) .
(29) عنه ، عن علي بن محمد، عن أبي [ عبد الله بن ](1) صالح وأحمد بن النضر(2)، عن القنبري رجل من ولد قنبر الكبير مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : جری حدیث جعفر (3) بن على فمه ، فقلت له : فليس(4)غيره [ قال : بلى ، قلت (5)، فهل رأيته ؟ فقال(6) : لم أره ، ولكن رآه غيري . فقلت (7): ومن رآه(8) ؟ قال [ قد ](9) راه جعفر مرتين ، وله حدیث(10).
(30) وعنه ، عن علي بن محمد، عن أبي محمد الوجناني أنّه أخبره(11)
ص: 62
عمّن رآه ، [ أنّه] (1)خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام وهو يقول : اللَّهم إنّك(2) تعلم أنّها من أحبّ البقاع ، لولا الطرد أو كلام هذا ونحوه(3) .
(31) وعنه ، عن علي بن محمد، عن علي بن قيس ، عن بعض جلاوزة (4) السواد قال : شاهدت سيماء(5) آنفاً بسرّ من رأي وقد كسر باب الدار ، فخرج عليه وبيده طبرزین ، فقال ( له )(6) : ما تصنع في داري ؟ فقال سیماء : إنّ جعفراً، زعم أنّ أباك مضى ولا ولد له ، فإن كانت دارك فقدانصرفت عنك ، فخرج عن الدار ، قال علي بن قيس : فخرج علينا خادم (7)من خدم الدار فسألته عن هذا الخبر ، فقال ( لي )(8) : من حدثك بهذا ؟فقلت له (9)حدثني بعض جلاوزة السواد ، فقال [ لي ](10) : لا يكاد يخفى على الناس شيء(11) .
(32) وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي النيسابوري ، عن
ص: 63
إبراهيم بن محمد بن (1)عبد الله بن موسی بن جعفر ، عن أبي نصر طريف(2)الخادم أنّه رآه(3) .
(33) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن أبي أحمد بن راشد، عن بعض أهل المدائن قال : كنت حاجّاً مع رفيق ، لي ، فوافينا [ إلى](4) الموقف فإذا شاب قاعد عليه إزار ورداء ، وفي رجليه نعل صفراء ، قوّمت الإزار والرداء عمائة وخمسين ديناراً(5) ، وليس عليه أثر السفر ، فدنا منّا سائل فرددناه ، فدنا من الشاب فسأله ، فحمل شيئاً من الأرض وناوله(6)، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال ، فقام الشاب [ وغاب ](7)عنّا فدنونا من السائل ، فقلنا(8) له : ويحك ما أعطاك ؟ فأرانا حصاة ذهب مضرّسة ، قدّرناها(9)عشرين مثقالاً ، فقلت لصاحبي : مولانا عندنا ونحن لا ندري ، فذهبنا(10) في طلبه فَدُرنا الموقف كلّه فلم نقدر عليه ، فسألنا [ كل] (11)من كان حوله من أهل مكة والمدينة ، فقالوا : شاب علوي يحجّ في كل سنة ماشياً(12).
ص: 64
(34) ابن بابویه في الغيبة ، قال : حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي(1) رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود (2)، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي(3) ، قال : حدثنا آدم بن محمد البلخي (4)، قال : حدثني علي بن الحسين (5) بن هارون الدقاق ، قال : حدثناجعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن مالك الأشتر، قال :حدثني (6) يعقوب بن منقوش(7)، قال :دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام وهو جالس على دكّان
ص: 65
في الدار [ و ](1)عن يمينه بيت ( و )(2)عليه ستر مسبل(3)، فقلت له : ياسيدي من صاحب هذا الأمر ؟ فقال : إرفع الستر فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسي ، له عشر ، أو ثمان ، أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ،درّي المقلتين ، شثن (4) الكفّين ، معطوف الركبتين ، في خده الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال ( لي )(5) : هذا( هو )(6) صاحبکم ثم وثب ، فقال له : يا بني أدخل إلى الوقت المعلوم ،فدخل البيت وأنا أنظر إليه ، ثم قال لي : يا يعقوب أنظر من في البيت ، فدخلت في رأيت أحداً (7) .
سعيد الهندي .
قال علّان الكليني : وحدثني (1)جماعة ، عن محمد بن محمد الأشعري ، عن غانم ، [ ثم ](2) قال : كنت ( أكون ) (3) مع ملك (4)الهند بقشمير (5) الداخلة ونحن أربعون رجلاً نقعد حول كراسي (6) الملك [ و ](7) قد قرأنا التوراة والإنجيل والزبور ، [ و ](8) يفزع إلينا في العلم ، فتذاكرنا يوماً محمداً صلى الله عليه وآله وقلنا : نجده في كتبنا فاتفقنا على أن أخرج في طلبه وأبحث عنه .
فخرجت ومعي مال فقطع على الترك وشلحوني (9) فوقعت إلى كابل ،وخرجت من كابل إلى بلخ ، والأمير بها ابن أبي شور ، فأتيته وعرّفته ما خرجت له ، فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرت فسألتهم عن محمد صلى الله عليه وآله فقالوا(10): هو نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وقد مات . ( فقلت : فمن كان خليفته ؟ فقالوا : أبو بكر )(11)، فقلت : أنسبوه لي ، فنسبوه إلى
ص: 67
قریش . ( فقلت : ليس هذا بنبيّ(1) ، إنّ النبيّ الذي )(2)نجده في كتبنا خليفته ابن عمه وزوج ابنته ، أبو ولده ، فقالوا للأمير : إنّ هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر ، مر بضرب عنقه ، فقلت لهم : أنا مستمسك (3) بدین ولا أدعه إلّا ببيان .
فدعا الأمير الحسين بن أشكيب(4)وقال له : يا حسين ناظر الرجل ،فقال : الفقهاء والعلماء حولك فمُرهُم بمناظرته ، فقال له : ناظره کما أقول لك واخل به وألطف له ، فقال (5) : فخلا بي الحسين وسألته عن محمد صلى الله عليه وآله فقال : هو كما قالوه لك ، غير أن خليفته ابن عمّه علي بن أبيطالب بن عبد المطلب ، وهو زوج ابنته فاطمة ، وأبو ولده الحسن والحسين ،فقلت (6) : أشهد أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ، وصرت إلى الأمير فأسلمت ، فمضى بي إلى الحسين ففقّهني .
فقلت له : إنّا نجد في كتبنا أنّه لا يمضي خليفة إلّا عن خليفة ، فمن كان خليفة علي عليه السلام ؟ قال : الحسن والحسين(7) ، ثم سمّى الأئمة
ص: 68
عليهم السلام [ واحداً واحداً](1) حتّی بلغ إلى الحسن ثم قال لي : تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه ، فخرجت في الطلب .
قال محمد بن محمد: ووافي معنا بغداد فذكر لنا أنّه كان معه رفیق قد صحبه على هذا الأمر فكره بعض أخلاقه ففارقه فبينما(2) أنا يوماً وقد مشیت (3)، في الصراة وأنا مفكر فيها خرجت له إذ أتاني آتٍ فقال لي : أجب مولاك ، فلم يزل يخرق (4)بي المحال حتّی أدخلني داراً وبستاناً فإذا بمولاي قاعد ، فلمّا نظر إلي كلّمني بالهنديّة وسلّم عليّ ، وأخبرني باسمي ، وسألني عن الأربعين رجلاً بأسمائهم عن اسم رجل رجل ، ثم قال لي ](5): تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة ، فلا تحّج في هذه السنة ، وانصرف إلى خراسان وحج من قابل ، قال : ورمى إليّ بصرّة وقال : إجعل هذه في نفقتك ولا تدخل في بغداد [ إلى ](6) دار أحد ولا تخبر بشيء مما رأيت .
قال محمد : فانصرفنا (7) من العقبة ولم يقض لنا الحج ، وخرج غانم إلى خراسان ، وانصرف من قابل حاجّاً ، فبعث إليه (8) بألطاف ولم يدخل قم ، وحجّ وانصرف إلى خراسان فمات - رحمه الله - [ بها](9) .
قال محمد بن شاذان [ عن ](10) الكابلي : وقد كنت رأيته عند أبي سعيد فذكر أنّه خرج من کابل مرتاباً وطالباً ، وأن صحة (11)هذا الدين في الإنجيل
ص: 69
و به اهتدى ) (1).
السادس والعشرون : محمد بن شاذان الكابلي(2) :
(36) حدثنا محمد بن شاذان [ بنيسابور ](3) ( قال )(4): قال : بلغني أنّه قد وصل فترصّدت له حتّی لقيته فسألته عن خبره فذكر أنّه ( منذ خرج )(5) لم يزل في الطلب ، وأنّه أقام بالمدينة فكان لا يذكره لأحد إلا زجره ، فلقي شیخاً من بني هاشم وهو يحيى بن محمد العريضي فقال له : إنّ الذي تطلبه بصرياء .
[ قال ](6)فقصدت صریا (7) وجئت إلى دهليز مرشوش ، وطرحت نفسي على الدكان ، فخرج إلي غلام أسود فزجرني وانتهرني وقال[ لي ](8): قم من هذا المكان وانصرف ، فقلت : لا أفعل ، فدخل الدار ثم خرج [ إليّ ](9) وقال : أدخل ، فدخلت فإذا (هو)(10)مولاي عليه السلام قاعد بوسط
ص: 70
الدار ، فلمّا نظر إلىّ سمّاني باسم [ لي ](1) لم يعرفه أحد إلّا أهلي بكابل،وأخبرني بأشياء ، فقلت له : إنّ نفقتى [ قد ](2)ذهبت فَمر لي بنفقة ، فقال لي : أما انها ستذهب ( منك )(3) بكذبك ، فأعطاني نفقة فضاع منّي ما كانت معي وسلم ما أعطاني ، ثم انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدار أحداً(4) .
(37) وعنه - أعني ابن بابویه - ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال :سألت محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه . فقلت له : أرأيت (5) صاحب هذا الأمر ؟ فقال : نعم ، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول :« اللّهم أنجز لي ما وعدتني »(6).
(38) عنه ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله ، قال :
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : سمعت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه يقول : رأيته عليه السلام متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار (7) وهويقول : اللَّهم انتقم لي من أعدائي (8).
ص: 71
(39) عنه باسناده ، عن إبراهيم بن محمد العلوي ، قال : حدثني ظريف أبو نصر(1) ، قال : دخلت على صاحب الزمان عليه السلام فقال : عليّ بالصندل الأحمر ، فأتيته ( به )(2) ، ثم قال : أتعرفني ؟ قلت : نعم .
فقال (3) : من أنا ؟ فقلت : أنت سيدي وابن سيدي . فقال : ليس عن هذا أسألك (4)، قال ظريف : قلت جعلني الله فداك فبيّن لي(5) . قال : أنا خاتم الأوصياء ، [ و ](6) بي يدفع الله عزّ وجلّ البلاء عن أهلي وشيعتي (7) .
البلخي : حدثني(1)عبد الله السوري ، قال : صرت إلى بستان بني عامر ، فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء وفتىً جالساً على مصلّى ، واضعاً كمه على فيه ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : (م ح م د) بن الحسن بن علي ، وكان في صورة أبيه عليه السلام) (2).
(41) وعنه قال : حدثني (3) أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما، قالا (4) : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : كنت مع أحمد بن إسحاق عند العمري رضي الله عنه فقلت(5) للعمري : إني أسألك عن مسألة كما قال الله عزّ وجلّ في قصة إبراهيم : (و أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )(6) هل رأيت صاحبي ؟ فقال(7) : نعم ، وله عنق مثل ذي - وأومأ بيديه (8)جميعاً إلى عنقه . قال : قلت ( له )(9) : والإسم ؟ قال : إيّاك و أن (10) تبحث عن هذا ، فإنّ عند القوم ، أنّ (11)هذا النسل قد انقطع(12).
(42) وعنه ، قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي
ص: 73
[ العمري ](1)رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، قال : حدثنا جعفر بن معروف ، عن أبي عبد الله البلخي ، عن محمد بن صالح بن (2) علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا عليه السلام قال : خرج صاحب الزمان عليه السلام على جعفر الكذّاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضيّ أبي محمد عليه السلام فقال له : يا جعفر! ما لك تُعرّض في حقوقي ؟ فتحیّر جعفر وبهت ثمّ غاب عنه ، فطلبه جعفر بعد ذلك في النّاس فلم يره ، فلمّا ماتت أمّ الحسن الجدّة أمرت(3)أن تدفن في الدار فنازعه(4)وقال : هي داري ، لا تدفن فيها ، فخرج عليه السلام فقال ( له )(5): يا جعفر ! أدارك(6) هي ؟ ثمّ غاب عنه ، فلم يَرَهُ بعد ذلك(7).
(43) وعنه قال : حدثنا محمد بن محمد الخزاعی رضی الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي الأسدي ، عن أبيه (8) محمد بن أبي عبد الله الكوني أنّه ذكر عدد من انتهى 1 إليه ] (9)ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه ، [ و ](10) حاجز والبلالي ، والعطار ، ومن
ص: 74
الكوفة : العاصمي ، ومن ( أهل )(1)الأهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزیار ، ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق (2) ، ومن أهل همدان : محمد بن صالح ، ومن أهل الري : البسّامي والأسدي - يعني نفسه.، ومن أهل أذربيجان :القاسم بن العلاء ، ومن أهل نيسابور : محمد بن شاذان ( النعيمي )(3).
ومن غير الوكلاء من أهل بغداد : أبو القاسم بن أبي جُليس (4) ، وأبو عبد الله الكندي (5) ، وأبو عبد الله الجنيدي ، وهارون القزاز (6) والنيلي (7) ، وأبو القاسم بن دبيس وأبو عبد الله بن فروخ ، ومسرور(8)الطباخ مولى أبي الحسن عليه السلام ، وأحمد، ومحمد إبنا الحسن ، وإسحاق الكاتب من بني نوبخت (9)وصاحب الفراء(10)، وصاحب الصرة المختومة ، ومن همدان :محمد بن کشمرد ، وجعفر بن حمدان ، ومحمد بن هارون بن عمران ، ومن(11)الدينور : حسن بن هارون ، وأحمد ابن أخيه ، وأبو الحسن .
ومن اصفهان : ابن بادشالة(12)، ومن الضميرة (13): زیدان ، ومن قم : الحسن بن النضر ، ومحمد بن محمد [ و ](14)علي بن محمد بن إسحاق وأبوه ،
ص: 75
والحسن بن يعقوب ، ومن أهل الري : القاسم بن موسى وابنه ، وأبو محمد بن هارون ، وصاحب الحصاة ، وعلي بن محمد، ومحمد بن محمد الكليني ، وأبوجعفر الرفاء ، ومن قزوین : مرداس ، وعلي بن أحمد، ومن قابس(1) :رجلان ، ومن شهرزور : ابن الحال ، ومن فارس : المجروح (2) ، ومن مرو :صاحب الألف دينار ، و ( صاحب )(3) المال والرقعة البيضاء ، وأبو ثابت ،ومن نيسابور : محمد بن شعيب بن صالح ، ومن اليمن : الفضل بن يزيد ، والحسن ابنه ، والجعفري ، وابن الأعجمي والشمشاطي (4) ، ومن مصر : صاجب المولودين ، وصاحب المال بمكة ، وأبو رجاء ، ومن نصيبين : أبو محمد بن الوجناء ، ومن الأهواز : الحضيني ) (5) (6)
(44) ابن بابویه ، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (7)رحمه الله قال : حدثنا علي بن أحمد الكوفي (8) المعروف بأبي القاسم الخديمي ، قال حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي : قال : كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد الصمة (9)وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرّك فقال : قم يا حسن بن وجناء .
ص: 76
قال : فقمت ، فإذا جارية صفراء ، نحيفة البدن ، أقول : إنّها من أبناء أربعين فما فوقها ، فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شيء حتّی أتت بي[ إلى ](1) دار خديجة عليها السلام وفيها بيت بابه في وسط الحائط ، وله درجة(2) ساج يرتقي ( إليه )(3) ، فصعدت [ الجارية وجاء النداء : إصعد یا حسن ](4)فوقفت بالباب فقال لي صاحب الزمان عليه السلام : يا حسن أتراك خفيت عليّ ؟ والله ما من وقت في حجّك إلا وأنا معك فيه ، ثم جعل يعدّ عليّ أوقاتي ، فوقعت مغشيّاً على وجهي ، فحسست بيده) (5)قد وقعت على : فقمت فقال لي : يا حسن الزم [ بالمدينة ](6) دار جعفر بن محمد عليها السلام ، ولا یهمّنّك طعامك ولا شرابك ، ولا ما يستر عورتك ، ثم دفع إلى دفترأ فيه دعاء الفرج وصلاة عليه ، فقال : هذا(7)فادعُ ، وهكذا صل علي ، ولا تعطه إلا محقّى أوليائي ، فإن الله جل جلاله موفقك ، فقلت : [ يا ](8) مولاي لا أراك بعدها ؟ فقال : يا حسن إذا شاء الله . .
قال : فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد عليها السلام ، فأنا ( لا )(9)أخرج منها ثم أعود(10) إليها إلا لثلاث خصال : لتجديد وضوء أو النوم(11) أو لوقت الإفطار ، فأدخل بيتي وقت الإفطار فأصيب رباعيا مملوءاً ماءً ورغيفاً على رأسه [ و ](12) عليه ما تشتهي نفسي بالنّهار فأكل ذلك فهو كفاية
ص: 77
لي ، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء ، وكسوة الصيف في وقت الصيف ، وإنّي الأدخل الماء بالنّهار وأرشّ البيت ، وأدع(1) الكوز فارغاً فأوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه ، فأتصدّق (2) به ليلاً لئلّا (3)يعلم بي من معي (4).
(45) عنه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله ، قال : حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد [الخديجي ](5)الكوفي ، قال : حدثنا الأزدي (6)، قال : بينا (7)أنا في الطواف وقد طفت ستاً وأنا أريد أن أطوف السابع فإذا [ أنا ] (8) بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه ، طيب الرائحة ، هيوب [ و ](9) مع هيبته متقرّب إلى الناس ، متکلّم (10) ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من منطقه (11)، وحسن (12) جلوسه ، فذهبت
ص: 78
أكلّمه فزبرني النّاس ، فسألت بعضهم : من هذا ؟ فقالوا(1): ( هذا )(2)ابن رسول الله صلى الله عليه وآله يظهر [ للنّاس ](3) في كل سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم(4) ، فقلت : يا سيدي مسترشداً أتيتك (5) فأرشدني هداك الله ،[ قال ](6) فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي ، فقال لي بعض جلسائه : ما الذي دفع إليك [ ابن رسول الله] (7)؟ فقلت : حصاة ، وكشفت عنها(8) فإذا ( أنا )(9) بسبيكة [ من ](10) ذهب .
فذهبت فإذا أنابه عليه السلام قد لحقني فقال ( لي )(11): ثبتت عليك الحجّة ، وظهر لك الحق ، وذهب عنك ( الهوى (12)والعمى أتعرفني ؟فقلت : [ اللّهم ] (13) لا. فقال عليه السلام : أنا المهدي ، وأنا قائم الزمان ،وأنا الذي أملؤها عدلاً كما ملئت و ظلماً و ](14)جوراً ، إن الأرض لا تخلو من حجة ، ولا يبقى النّاس في فترة « فهذه أمانة ، [ لا ](15)تحدّث بها [ إلّا(16)إخوانك (17) » من أهل الحقّ (18).
ص: 79
الخامس والثلاثون : إبراهيم بن مهزیار(1):
(46) وعنه ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله ، قال :
ص: 80
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزیار ، قال : قدمت مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن على الأخير عليها السلام فلم أقع على شيء منها ، فرحلت عنها(1)إلى مكة مستبحثاً عن ذلك ، فبينا(2) أنا في الطواف إذ تراءى لي فتىً أسمر اللون ، رائع الحسن ، جميل [ المخيلة] (3)، يطيل التوسّم (4)فيّ ، فعدلته(5)إليه مؤملاً منه عرفان ما قصدت له .
فلمّا قربت منه سلّمت فأحسن الإجابة ، ثم قال : من أي البلاد أنت ؟ قلت : رجل من أهل العراق ، قال : من أي العراق ؟ قلت : من الأهواز ، قال : مرحباً بلقائك ، هل تعرف فيها(6)جعفر بن حمدان الحصيني(7) ؟ قلت دعي فأجاب ، قال : رحمه الله ما كان أطول ليله ، وأجزل نيله ، فهل تعرف إبراهيم بن مهزیار ؟ قلت : أنا إبراهيم بن مهزیار ، فعانقني مليّاً ثم قال : مرحباً بك يا أبا إسحاق ، ما فعلت بالعلامة التي وشجت (8) بينك وبين أبي محمد صلوات الله عليه ؟ فقلت : لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام ؟ فقال : ما أردت سواه ، فأخرجته ( إليه )(9)، فلمّا نظر إليه استعبر وقبّله ، ثم قرأ كتابته وكانت : « یا
ص: 81
یا الله یا محمد یا على » ثم قال : بأبي يداً(1) طالما جُلّت فيه (2).
وتراخی بنا فنون الأحاديث إلى أن قال لي : يا أبا إسحاق أخبرني عن تعظیم(3) ما توخّيت بعد الحج ؟ فقلت : وأبيك ما توخيت إلاّ ما سأستعلمك مکنونه ، قال : سل عمّا تريد(4) فإني شارح لك إن شاء الله تعالى .
قلت : هل تعرف من أخبار آل ( أبي )(5) محمد الحسن بن علي عليهما السلام شيئاً ؟ قال ( لي )(6) : وأيم الله إنّي لأعرف الضوء في جبين محمد وموسی إبني الحسن بن علي صلوات الله عليها ، ثم إنّي(7) لرسولها إليك قاصداً الأنبائك أمرهما ، فإن أحببت لقاءهما والإكتحال بالتبّرك بها فارتحل (8) معي إلى الطائف ولیکن ذاك (9) في خفية من رجالك واكتتام (10).
قال إبراهيم : فشخصت معه إلى الطائف أتخلل رملة فرملة حتّی أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت (11)على أكمة رمل تتلألؤ تلك البقاع منها تلألأ فبدرني إلى الإذن ، ودخل مسلّماً عليهما وأعلمهما بمكاني .
فخرج علي (12)احدهما وهو الأكبر سنّاً م ح م د بن الحسن صلوات الله
ص: 82
عليه وهو غلام أمرد ، ناصح(1)اللون ، واضح الجبين (2)، أبلج (3)الحاجب ،مسنون الخدّ(4) ، أقنى الأنف ، أشم (5) أروع كأنّه غصن بان ، وكأنّ صفحة غرّته كوكب درّي ، بخدّه الأيمن خال كأنّه فتاتة (6) مسك على بياض الفضة ، وإذا برأسه وفرة سحياء سبطة (7) تطالع شحمة أذنه ، له سمت(8)ما رأت العيون أقصد منه ، ولا أعرف ( منه(9) حسناً وسكينة وحياء .
فلا مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكبت عليه ألثم كل جارحة منه ، فقال لي : مرحبا بك يا أبا إسحاق لقد(10) كانت الأيام تعدني وشك (11)القائك ، والمعاتب بيني وبينك على تشاحط الدار(12)وتراخي المزار ، يتخيل لي صورتك حتّی كأنّا(13)لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة ، وخيال المشاهدة ، وأنا أحمد الله ربي ولي الحمد على ما قيض(14)من التلاقي وزقه(15) من کربة التنازع والإستشراف .
ص: 83
(ثم سألني )(1) عن إخواني(2) متقدمها ومتأخّرها ، فقلت : بأبي أنت وأمي ما زلت أتفحّص (3)عن أمرك بلداً فبلداً منذ أستأثر الله بسيدي أبيّ محمد عليه السلام ، فاستخلف علي ذلك حتّی منّ الله عليّ بمنّ أرشدني إليك ، ودلّني عليك ، والشكر لله على ما أوزعني (4)فيك من كرم إليه(5) والطول ، ثم نسب نفسه وأخاه موسی(6) واعتزل بي ناحية (7) .
ثم قال : إنّ أبي صلوات الله عليه عهد إليّ أن لا أوطّن من الأرض إلا أخفاها وأقصاها إسراراً لأمري ، وتحصيناً لمحلي من مكائد(8) أهل الضلال ، والمردة من أحداث الأمم الضوّال فنبذني إلى عالية الرمال ، وخبث صرائم الأرض (9) ينظر في الغاية(10)التي عندها يحلّ الأمر ، وينجلي الهلع (11)، وكان صلوات الله عليه و[ أنبط ](12)لي [ من ](13) خزائن الحكم وكوامن (14)العلوم ، ما
ص: 84
لو أنشعب إليك منه جزءأً أغناك(1) عن الجملة .
إعلم يا أبا إسحاق أنّه قال صلوات الله عليه : يا بنيّ إنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها، وإمام يؤتم به ويقتدى بسبل (2)سنّته ومنهاج قصده ، وأرجو یا بنيّ أن تكون أحد من أعده الله لنشر الحق ، وطيّ الباطل(3) ، وإعلاء الدين ، وإطفاء الضلال ، فعليك [ يا بنيّ ](4) بلزوم خوافي الأرض ، وتتبع أقاصيها فإن لكلّ ولي من أولياء (5) الله عزّ وجلّ عدواً مقارعاً ، وضداً منازعاً، افتراضاً لمجاهدة أهل نفاقه وخلافة أولي الإلحاد والفساد(6) ، فلا يوحشنّك ذلك .
واعلم أنّ قلوب أهل الطاعة والإخلاص تنزع (7) إليك مثل الطير ( إذا أتت )(8)إلى أوكارها ، وهم معشر يطّلعون بمخامل(9) الذّلة والإستكانة ، وهم عند الله بررة أعزّاء يبرزون بأنفس مخيلة (10)محتاجة وهم أهل القناعة والإعتصام استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة [ أهل ](11) الأضداد ، خصّهم الله باحتمال
ص: 85
الضيم ( في الدنيا )(1) ليشملهم باتّساع العزّ في دار القرار ، وجبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى ، وكرامة حسن العقبي .
واقتبس(2) یا بنيّ نور الصبر على موارد أمورك تقرّ(3) بدرك الصنع في مصادرها واستشعر العزّ فيما ينوبك تحطّ بما تحمد عليه (4) إن شاء الله ، فإنّك (5)يا بنيّ بتأیید نصر الله ( و ) (6) قد آن ، وتيسرّ الفلح (7) وعلوّ الكعب [ و ](8) قد حان ، وكأنّك برايات الصفر والأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك (9)ما بين الحطيم وزمزم ، وكأنّك بترادف البيعة وتصادف البلاء(10) يتناظم عليك تناظم الدُّر في مثاني العقود ، وتصافق الأكفِّ(11) على جنبات الحجر الأسود ، يلوذ(12)بفنائك من ملا « برّهم من » (13)طهارة الولاء(14) ونفاسة التربة ، مقدسة(15)قلوبهم من دنس النفاق ، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق لينة عرائكهم
ص: 86
للدين ، خشنة ضرائبهم(1) عن العدوان ، واضحة بالقول (2)أوجههم ، نضرة بالفضل عیدانهم (3)، يدينون بدين الحق وأهله ، فإذا اشتدت أركانهم وتقوّمت أعيادهم ( فدنت بمكائفتهم طبقات الأمم إذ بيعتك )(4) في ظلال شجرة دوحة (5)بسقت (6)أفنات غصونها على حافات بحيرة الطبرية فعندها يتلألأ صبح الحق ، وينجلي ظلال (7) الباطل ، ويقصم الله بك الطغيان ، ويعيد معالمهم(8) الإيمان [ و ](9) يظهر بك أسقام (10) الآفاق وسلام الرفاق ، يودّ الطفل في المهد يواليك (11)نهوضاً ، ونواحط (12)الوحش لو تجد نحوك مجازاً ، تهتّز بك أطراف الدنيا بهجة ، وتهتز بك (13) أغصان العزّ نضرة ، وتستقر بواني الحق (14) في قرارها ، وتؤوب شوارد الدين إلى أوكارها ، [ و ](15) تتهاطل عليك سحائب
ص: 87
الظفر فتخنق كلّ عدّو ، وتنصر كلّ وليّ ، فلا يبقى على وجه الأرض جبّار قاصد ، ولا جاحد غامط ، ولا شان(1)مبغض ، ولا معاند كاشح ، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدراً .
ثم قال : يا أبا إسحاق ليكن هذا مجلسي عندك مكتوماً إلا عن أهل الصدق (2) والأخوّة الصادقة في الدين ، إذا بدت (3)لك أمارات الظهور والتمكين (4) فلمّا تبطيء بإخوانك عنّا وبأهل(5)المسارعة إلى منار اليقين ، وضياء مصابيح الدین ، تلق رشداً إن شاء الله . .
قال إبراهيم بن مهزیار : فمكثت عنده حيناً أقتبس ( ما أؤدّي إليهم من موضحات )(6)الأعلام ونيّرات الأحكام ، وأروي بنات الصدود(7) من نضارة ما ذخره(8) الله في طبائعه من لطائف الحكمة(9) وطرائف فواضل القسم حتّی خفت إضاعة مخلّفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم ، فاستأذنت (10)في القفول (11)،واعلمته(12)عظیم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته ، والتجرّع للظعن عن
ص: 88
محاله ، فأذن وأردفني من صالح دعائه ما يكون ذاخراً (1) عند الله ( لي )(2) ولعقبي وقرابتي إن شاء الله .
فلمّا أزف ارتحالي ، وتهيا اغترام (3) نفسي ، غدوت عليه مودّعا ومجدّداً للعهد وعرضت عليه مالاً كان معي يزيد على خمسين ألف درهم ، وسألته أن يتفضل بالأمر بقبوله منّي ، فابتسم وقال : يا أبا إسحاق إستعن به على منصرفك ، فإنّ الشقة قذفة (4)، وفلوات الأرض أمامك جمّة ، ولا تحزن الاعراضنا عنه ، فإنّا قد أحدثنا لك شكره ونشره ، وارتضياه(5) عندنا بالتذكرة وقبول المنّة ، « وبارك الله لك فيها خوّلك (6) ، وأدام لك ما نوّلك(7)، وكتب لك أحسن ثواب المحسنين ، وأكرم آثار الطائعين ، فإنّ الفضل له ومنه ،وأسأل الله [ أن يردّك إلى ](8) أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الأوبة وأكناف الغيظة بلين المنصرف ، ولا أغوث (9)الله لك سبيلاً ، ولا حيّر(10)لك دليلاً ،واستودعه نفسك وديعة لا تضيع [ ولا تزول] (11) بمّنه ولطفه إن شاء الله .
يا أبا إسحاق فنفعنا اللّه (12) بعوائد إحسانه ، وفوائد إمتنانه ، وصان أنفسنا
ص: 89
عن معاونة الأولياء إلّا (1)عن الإخلاص في النيّة ، وإمحاض النصيحة ، والمحافظة على ما هو أبقى وأنقى (2) وأرفع ذکراً .
قال : فأقفلت عنه حامداً لله عزّ وجلّ على ما هداني وأرشدني عالماً بأن الله لم يكن ليعطّل أرضه ولا يخليها من حجة واضحة وإمام قائم ، وألقيت هذا الخبر المأثور ، والنسب المشهور ، توخّياً للزيادة في بصائر أهل اليقين ، وتعريضاً (3) لهم ، ما منّ الله عزّوجلّ ( به )(4)من إنشاء الذريّة الطيبة ، والتربة الزكيّة ، وقصد(5) أداء الأمانة ( والتسليم ) (6) لما استبان ، ليضاعف الله عزّ وجلّ الملّة الهادية ، والطريقة « المستقيمة ) (7) المرضيّة ، قوة عزم « وتأييد منه وشدّة أزر » (8) ، واعتقاد عصمة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقیم (9).
سبيلاً ، وقد كتبتها وعهدتها على(1) من حكاها ، وذلك أنّ بهمدان (2) ناساً يعرفون ببني راشد وهم كلهم يتشيّعون ، ومذهبهم مذهب أهل الإمامة ، فسألت عن سبب تشیعهم من بين أهل همدان (3)، فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحاً وسمتاً :
إنّ السبب ( في ) (4) ذلك أنّ جدّنا الذي ننسب إليه (5) خرج حاجّاً ،فقال : إنّه لمّا صدر من الحج وساروا منازل في البادية ، قال : فنشطت في النزول والمشي ، فمشيت طويلاً حتّی أعييت ، وتعبت ، وقلت(6) في نفسي : أنام نومة تريحني ، فإذا جاء آخر القافلة(7) قمت ، قال : فا انتبهت إلا بحرّ الشمس ، ولم أر أحداً ، فتوحشت ولم أر طريقأ ولا أثراً ، فتوكلت على الله عزّ وجل وقلت : أسير حيث وجّهني ( الله )(8) ، ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة(9) كأنها قريبة عهد بغيث(10)، وإذا تربتها أطيب تربة ، ونظرت في سواء تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنه سيف ، فقلت : ( یا )(11) ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به ، فقصدته .
فلمّا بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين فسلمت عليها فردّا [ عليّ ](12) ردّا جميلا ، وقال (13) : إجلس ، فقد أراد الله بك خيراً ، فقام أحدهما ودخل
ص: 91
واحتبس غير بعيد ، ثم خرج فقال : قم [ فادخل ](1)، فأدخلت فدخلت نصرة لم أر بناءً أحسن من بنائه ، ولا أضوء منه ، وتقدّم(2) الخادم إلى ستر على بیت فرفعه ، ثم قال لي : أدخل، فدخلت البيت فإذا فتى جالس في وسط البيت ، وقد علق فوق رأسه (3)من السقف سيف طويل تكاد ظبّته (4)تمسّ رأسه ، والفتى [ كأنّه ](5)بدر يلوح في ظلام ، فسلمت فرد السلام بألطف الكلام (6) وأحسنه .
فقال ( لي )(7) : أتدري من أنا ؟ فقلت : لا ، [ والله ] (8)فقال : أنا القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله ، أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف . وأشار إليه . فأملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، فسقطت على وجهي وتعفّرت ، فقال : لا تفعل ، ( و ) (9) ارفع رأسك ( و )(10)أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها : همدان ، قلت(11): صدقت يا سيدي ومولاي ، قال : فتحبّ(12) أن تؤوب إلى أهلك ؟ قلت(13) : نعم يا سيدي ، وأبشرهم بما أتاح الله عزّ وجلّ لي ، فأومي إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرّة ، وخرج ومشي معي خطوات ، فنظرت إلى ظلال(14)وأشجار ومنارة مسجد ، فقال : أتعرف هذا البلد ؟ فقلت : إنّ بقرب بلدنا بلدة تعرف
ص: 92
بأسدآباد(1) وهي تشبهها ، قال : فقال : هذه أسد آباد ، إمض راشداً، فالتفتّ فلم أره ، فدخلت بأسدآباد وإذا في الصرّة أربعون أو خمسون دیناراً ، فوردت همدان وجمعت أهلي ، وبشّرتهم ( ما أتاح الله لي ويسره عزّ وجلّ )(2) ، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير(3).
(48) ابن بابويه أیضاً، قال : حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني (4) ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي ، قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمي ، قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني(5) ، قال : حدثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد الله القمّي ، قال :كنت امرءاً لهجاً بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها كلفاً باستظهار ما يصح الي ] (6)من حقائقها ، مغرماً بحفظ مشتبهها ومستغلقها ،شحيحاً على ما أظفر به من معاضلها (7)ومشكلاتها ، متعصّباً لمذهب الإمامية ،
ص: 93
راغباً عن الأمن والسلامة في إنتظار التنازع والتخاصم والتعدي إلى التباغض والتشاتم ، معیّباً للفرق ذوي الخلاف ، کاشفاً عن مثالب أئمتهم ، هتّاکاً لحجب قادتهم إلى بليت بأشد ( النواصب )(1)منازعةً ، وأطولهم مخاصمةً ، ( (وأشنعهم )(2) وأكثرهم جدلاً ، وأشقهم (3)سؤالاً ، وأثبتهم على الباطل قدماً .
فقال ذات يوم - وأنا أناظره - : تبّاً لك يا سعد ولأصحابك ، إنّكم ( من أشرّ)(4)معاشر الرافضة تقصدون علم (5)المهاجرين والأنصار بالطعن عليهما ، وتجحدون من رسول الله صلى الله عليه وآله ولايتها وإمامتهما ، هذا الصدّيق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته ، أما علمتم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ما أخرجه مع نفسه إلى الغار إلّا علماً منه بأنّ (6) الخلافة من بعده له ، وأنه هو المقلّد لأمر التأويل، والملقى إليه أزمّة الأمّة ، وعليه المعوّل في شعب الصدع ، ولمّ الشعث، وسدّ الخلل ، وإقامة الحدود ، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الشرك .
فکما (7) أشفق على نبّوته أشفق على خلافته ، إذ ليس من حكم الإستتار والتواري أن يروم الهارب من الشرّ(8) مساعدة إلى مكان يستخفي فيه ، ولمّا رأينا النبي صلى الله عليه وآله متوجّهاً إلى الإنجحار ، ولم تكن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد إستبان لنا قصد رسول الله صلى الله عليه وآله بأبي بكر إلى الغار للعلّة التي شرحناها ، وإنما أبات علياً عليه السلام على فراشه لما لم يكن
ص: 94
اليكترث له(1)ولم يحفل به ( و )(2) لاستثقاله رله ] (3) ولعلمه بأنّه إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها .
قال سعد : فأوردت عليه أجوبة شتّى ، فما زال يقصد (4)كلّ واحد منهما بالنقض والردّ عليّ ، ثم قال : يا سعد [ و ] (5) دونكها أخرى بمثلها تخطم(6)أنوف (7)الروافض ، الستم تزعمون أن الصديق المبرّا عن دنس الشكوك ، والفاروق المحامي عن بيضة الإسلام ، كانا يسرّان النفاق ، واستدللتم بليلة العقبة ، أخبرني عن الصديق والفاروق (أ)(8) أسلما طوعاً أو كرهاً ؟.
قال سعد : فاحتلت لدفع المسألة هذه عنّی (9)خوفاً من الإلزام ، وحذراً من أنتي إن أقررت له (10) بطوعيتها(11) بالإسلام ، احتجّ بأن بدء النفاق ونشوه في القلب لا يكون إلا عند هبوب روائح القهر والغلبة ، وإظهار البأس الشديد ،( و )(12)في حمل المرء على من ليس ينقاد له (13) قلبه نحو قول الله عزّ وجلّ : « فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشرکین * فلم يك ينفعهم إيمانهم لا رأوا بأسنا »(14) فإن (15)قلت : أسلما کرهاً كان يقصدني
ص: 95
بالطعن إذ لم يكن ثمّة سيوف منتضاة كانت تريها البأس .
قال سعد : فصددت عنه مزورّاً ( و)(1)قد انتفخت أحشائي من الغضب ، وتقطّع كبدي من الكرب ، وكنت قد اتّخذت طوماراً وأثبتّ فيه نیّفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا على أن أسأل فيها خير(2) (غیر- خ ل - ) أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمد عليه السلام .
فارتحلت خلفه ، وقد كان خرج قاصداً نحو مولانا بسرّ من رأى فلحقته في بعض المناهل (3) ، فلمّا تصافحنا قال : بخير(4) لحاقك بي ، قلت : الشوق ثم العادة في الأسولة ، قال : قد تکافين(5)على هذه الخطّة الواحدة ، فقد برح بي العزم (6) إلى لقاء مولانا أبي محمد عليه السلام و [ أنا ](7) أريد أن أسأله عن معاضل في التأويل ، ومشاكل من التنزيل (8)، فدونك(9)الصحبة المباركة فإنّها تقف بك (10)على صفة(11)بحر، لا ينقضي عجائبه ، ولا يفنى غرائبه ، وهوإمامنا .
فوردنا سرّ من رأى فانتهينا منها إلى باب سيدنا عليه السلام فاستأذنّا ،فخرج [ إلينا(12) الإذن بالدخول عليه ، وكان على عاتق أحمد بن إسحاق
ص: 96
جراب قد غطّاه بكساء طبري ، فيه ستون ومائة صرة من الدنانير والدراهم ،على كل صرّة منها ختم صاحبها .
قال سعد : فأشبهت مولانا(1) أبي محمد عليه السلام (حين )(2) غشينا نور وجهه إلآ بدراً (3) قد استوفى من لياليه أربع بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر [ و ](4) على رأسه فرق بين وفرتين(5)كأنه ألف بين وارين ، وبين يدي مولانا رمانة ذهبيّة تلمع بدائع نقوشها وسط (6)غرائب الفصوص المركبة عليها ، قد كان أهداها إليه بعض رؤساءأهل البصرة ، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به(7)على البياض [ شيئاً](8)قبض الغلام على أصابعه ، فكان مولانا عليه السلام يدرج (9)الرمانة بين يديه ،ويشغله بردّها کیلا يصدّه عن كتبة ما أراد(10).
فسلّمنا عليه فألطف في الجواب ، وأوما إلينا بالجلوس ، فلمّا فرغ من كتبة (11) البياض الذي كان بيده أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طيّ كسائه
ص: 97
فوضعه بين يديه ، فنظر الهادي (1)عليه السلام إلى الغلام وقال له : يا بنيّ فض( عن )(2) الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك ، فقال : يا مولاي أيجوز أن أمد یداً طاهرة إلى هدايا نجسة وأموالاً رجسة قد شيب أحلها بأحرمها ؟ فقال مولاي عليه السلام : يا ابن إسحاق إستخرج ما في الجراب ليميّز ما (3)بين الحلال والحرام (4) منها .
فأول صرّة بدأ أحمد بإخراجها فقال الغلام : هذه لفلان بن فلان من محلّة كذا بقم ، تشتمل على اثنين وستين دینارة ، فيها من ثمن حجرة (5)باعها صاحبها ، وكانت(6) إرثاً له من أبيه (7) خمسة وأربعين ديناراً ، ومن أثمان تسعة أثواب ( وفي نسخة « - أبواب - ) أربعة عشر ديناراً ، وفيها من أجرة الحوانيت ثلاثة دنانير .
فقال مولانا عليه السلام : صدقت يا بنيّ ، دلّ الرجل على الحرام منها ، فقال عليه السلام : فتّش عن دینار رازي السكّة ، تاریخچه سنة كذا ، قد انطمس من نصف إحدى صفحتيه نقشه ، وقراضة آمليّة وزنها ربع دينار ، والعلة في تحريمها أن صاحب هذه الجملة (8)وزن في شهر كذا من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منّا وربع منّ ، فأتی(9) على ذلك ( زمان كثير فسرقه سارق من عنده )(10)، فأخبر به الحائك صاحبه فكذبه فاستردّ منه بذل ذلك(11) منّاً ونصف
ص: 98
من غزلاً أدقّ مما كان دفعه إليه ، واتّخذ من ذلك ثوباً كان هذا الدينار مع القراضة ثمنه ، فلمّا فتح رأس الصرّة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه ، ومقدارها على حسب ما قال ، واستخرج الدينار والقراضة بتلك العلامة .
ثم أخرج صرّة أخرى ، فقال الغلام عليه السلام : هذه لفلان بن فلان ، من محلّة كذا بقم ، تشمل(1) على خمسين ديناراً ، لا يحل لنا لمسها(2) ،قال : وكيف ذاك ؟ قال (3): لأنها من ثمن حنطة خان (4) صاحبها على أكّاره في المقاسمة ، وذلك أنّه قبض حصّته منها بكيل واف ، وكال ما خصّ بالأكّاره(5)بكيل بخس ، فقال مولانا عليه السلام : صدقت يا بنيّ .
ثم قال : يا أحمد بن إسحاق أحملها بأجمعها لتردّها أو توصي بردّها على أربابها فلا حاجة لنا في شيء منها ، وأتنا بثوب العجوز ، قال أحمد : وكان ذلك الثوب في حقيبة لي فنسيته .
فلمّا انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلى مولانا أبو محمد عليه السلام فقال : ما جاء بك يا سعد ؟ فقلت : شوّقني أحمد بن إسحاق إلى(6)لقاء مولانا ، قال : فالمسائل التي أردت أن تسأله(7) عنها ؟ قلت : على حالها يا مولاي ، قال : فسل قرّة عيني - وأومأ إلى الغلام - [ فقال لي الغلام : [سل ](8) عما بدا لك منها فقلت له : مولانا وابن مولانا : إنّا روينا عنكم أن رسول الله صلى الله
ص: 99
عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام حتّى أرسل(1) یوم الجمل إلى العائشة : إنکِ قد أرهجت(2) على الإسلام وأهله بفتنتکِ ، وأوردتِ بنيکِ حياض الهلاك بجهلك ، فإن كففت عنّي غرتکِ (3) وإلا طلقتکِ ؛ ونساء رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان طلاقهنّ(4) وفاته .
قال : ما الطلاق ؟ قلت : ( تخلية السرب لسبيل الزوجة . قال : فإذا كان وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله قد خلّى )(5) لهن السبيل فلم لا يحل لهن الأزواج ؟ قلت : لأن الله تبارك وتعالى حرم الأزواج عليهن . قال :
[ كيف ](6)وقد خلّى الموت سبيلهنّ ؟ قلت : فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوّض رسول الله صلى الله عليه وآله حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام .
قال : إنّ الله تقدّس اسمه عظّم شأن نساء النبيّ صلى الله عليه وآله فخصّهنّ بشرف الأمهات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهنّ ما دمن الله على الطاعة ، فأيتهنّ عصيتِ الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج ، واسقطها من شرف أمومة (7)المؤمنين .
قلت : فأخبرني عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة [ بها(8) في ( أيام ) (9) عدّتها حلّ للزوج أن يخرجها من بيته ؟
ص: 100
قال : الفاحشة المبينة هي السّحق (1) دون الزنا ، فإن المرأة إذا زنت وأقيم (2) عليها الحدّ ليس (3) لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك عن (4) التزویج بها لأجل الحدّ، وإذا سحقت وجب عليها الرجم ، والرجم خزي ، ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه ، ومن أخزاه فقد أبعده [ ومن أبعده ] (5) فليس لأحد أن يقربه .
قلت : فأخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله تعالى [ لنبيّه ](6) موسى عليه السلام « فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى »(7) فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنّها كانت من إهاب الميتة .
قال صلوات الله عليه : من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السلام ، واستجهله في نبوّته ، لأنه ما خلا الأمر فيها من خطيئتين(8)، إما أن يكون صلاة موسى فيها (9) جائزة أو غير جائزة ، فإن كانت صلاته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة ( إذ لم تكن مقدّسة )(10)، وإن كانت مقدّسة مطهّرة فليست بأقدس وأطهر من الصلاة ، وإن كانت صلاته غير جائزة فيها(11)فقد أوجب على موسى عليه السلام أنّه لم يعرف الحلال من الحرام ، و [ ما ](12)علم ما جاز(13) فيه الصلاة وما لم يجز ، وهذا كفر .
ص: 101
قلت : فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيها(1).
قال صلوات الله عليه : إنّ موسى عليه السلام ناجي ربّه بالواد المقدّس فقال : يا ربّ إني قد أخلصت لك المحبّة منّي ، وغسلت قلبي عن من سواك -وكان شديد الحبّ لأهله . فقال الله تعالى : « فاخلع نعليك» (2) أي إنزع حبّ أهلك من(3) قلبك إن كانت محبّتك لي خالصة ، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسولاً؟ .
قلت : فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأویل و کهیعص (4) .
قال : هذه الحروف من أنباء الغيب اطّلع الله عليها عبده زكريا، ثم قصّها على محمد صلى الله عليه وآله وذلك أن زكريا عليه السلام سأل ربّه أن يعلمه أسماء الخمسة ، فأهبط عليه جبرئيل عليه السلام فعلّمه إيّاها ، فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن سری عنه همّه ، وانجلى ( عنه )(5) کربه ، وإذا ذكر [ اسم ](6) الحسين عليه السلام خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة ، فقال ذات يوم : [ یا ](7)إلهي ، ما بالي إذا ذكرت أربعةً (8) منهم عليهم السلام تسلّیت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عيني ، وتثور زفرتي ؟
فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته فقال : ( كهيعص ) ، فالكاف : اسم کربلاء ، والهاء : هلاك العترة ، والياء : يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين عليه السلام ، والعين : عطشه ، والصاد : صبره ، فلمّا سمع ذلك زكريا لم
ص: 102
يفارق مسجده ثلاثة أيّام ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته « إلهي أتفجّع خير خلقك بولده ، [ إلهي](1) أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه ، أيلبس على وفاطمة (2) ثياب هذه المصيبة ، إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة ساحتها(3) » ؟! ثم كان يقول : « إلهي (4) أرزقني ولداً تقربه (5) عيني عند(6) الكبر ، واجعله وارثاً وصياً ، واجعل محلّه مني محلّ الحسين عليه السلام ، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبّه ، ثم افجعني (7) به کا تفجع محمداً صلى الله عليه وآله حبيبك بولده ، فرزقه الله تعالى يحيى عليه السلام وفجّعه به .
وكان حمل يحيى عليه السلام ستة أشهر وحمل الحسين عليه السلام كذلك ، وله قصة طويلة .
قلت : فأخبرني يا مولاي عن العلّة التي تمنع القوم من إختيار الإمام (8) الأنفسهم . قال : مصلح أم (9) مفسد ؟ قلت : مصلح . قال : فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد بما يظهر(10) بال غيره من صلاح أو فساد ؟! قلت : بلى . قال : فهي العلّة [ و ](11)أوردها لك ببرهان « يثق به »((12)عقلك .
( ثم قال(13) : أخبرني عن الرّسل الذين اصطفاهم الله عزّ وجلّ وأنزل
ص: 103
عليهم الكتب (1)، وأيدهم بالوحي والعصمة ، إذ هم أعلام الأمم وأهدى إلى الإختيار منهم مثل موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام هل يجوز مع وفور عقلهما ، وكمال علمها، إذا همّا بالإختيار أن تقع خيرتها على المنافق ، وهما يظنّان أنّه مؤمن ؟ قلت : لا . قال (2) : هذا موسی کلیم الله مع وفور عقله وكمال علمه ، ونزول (3)الوحي عليه ، اختار من أعيان قومه ووجوه عسکره الميقات ربّه عزّ وجلّ [ سبعين رجلاً ممن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم ، فوقعت خيرته على المنافقين ، قال الله تعالى ](4): و واختار موسى قومه سبعين رجلا الميقاتنا- إلى قوله - لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرةً فأخذتهم الصاعقة بظلمهم و (5).
فلمّا وجدنا إختيار من قد اصطفاه الله عزّ وجلّ للنبوة واقعاً على الأفسد دون الأصلح ، وهو يظن أنّه الأصلح دون الأفسد ، علمنا أن الإختيار(6) (لا يجوز أن يفعل(7) ) إلا من (8) يعلم ما تخفي الصدور [ وما] (9) تكنّ الضمائر، وتنصرف إليه (10)السرائر ، وأنه (11) لا خطر لإختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لمّا أرادوا أهل الصلاح.
ثم قال مولانا عليه السلام : يا سعد وحين ادّعى خصمك أن رسول الله صلى الله عليه وآله ما (12) أخرج مع نفسه مختار هذه الأمة إلى الغار إلا علماً منه
ص: 104
أنّ الخلافة له من بعده ، وأنّه هو المقلّد أمور التأويل والملقى إليه أزمّة الأمّة ، وعليه المعوّل في لمّ الشعث وسدّ الخلل ، وإقامة الحدود ، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الكفر ، فكما اشفق على نبوّته أشفق على خلافته ، إذ لم يكن من حكم الإستشار والتواري أن يروم الهارب من الشر(1)مساعدة من غيره إلى مكان يستخفي فيه ، وإنما أبات علياً عليه السلام على فراشه ( إلّا )(2) لمالم يكن يكترث له ، ولم يحفل به [ و ](3) لإستقاله إيّاه ، وعلمه بأنّه(4)إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها .
فهلاً نقضت عليه دعواه بقولك : أليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم ، فكان لا يجد بدّاً من قوله لك : بلى ، فكنت (5) تقول [ له ](6) حينئذ : أليس کا علم رسول الله صلى الله عليه وآله أن الخلافة ( من )(7)بعده لأبي بكر ، علم أنّها من بعد أبي بكر لعمر ، ( ومن بعد عمر لعثمان ، ومن بعد عثمان لعلي )(8) ؟ فكان أیضاًلا يجد بدّاً من قوله لك : نعم ، ثم كنت تقول له : فكان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخرجهم جميعا على الترتيب إلى الغار ويشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر ، ولا يستخفّ بقدر هؤلاء الثلاثة بتركه إيّاهم وتخصيصه أبا بكر وإخراجه مع نفسه دونهم .
ولما قال : أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعاً أو كرهاً ؟ لِمَ لَم تقل
ص: 105
له : بل أسلما طمعاً ، ( وذلك )(1)لأنّها (2) کانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عمّا كان (3)يجدون في التوراة وفي سائر الكتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلى حال ، من قصّة محمد صلى الله عليه وآله ومن عواقب أمره ، فكانت اليهود تذكر أنّ محمداً صلى الله عليه وآله يسلّط على العرب كما كان بخت نصّر سلّط على بني إسرائيل ولا بد له من الظفر بالعرب کا ظفر بخت نصر ببني إسرائيل غير أنّه كاذب في دعواه أنّه نبيّ ( على قول )(4).
فأتيا محمداً صلى الله عليه وآله فساعداه [ على ](5) شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وبايعاه طمعاً في أن ينال كلّ ( واحد )(6) منها(7)من جهته ولاية بلد إذا استقامت أموره ، وأستبثّت(8)أحواله ، فلمّا أيسا من ذلك تلثّمها وصعدا العقبة مع ( عدّة من )(9)أمثالهما من المنافقين على أن يقتلوه ، فدفع الله عزّ وجلّ کیدهم ، وردّهم بغيظهم لم ينالوا خيراً ، كما أتى طلحة والزبير علياً عليه السلام فبايعاه وطمع كلّ واحد منها(10) أن ينال من جهته. ولاية بلد ، فلمّا أيسا نکلا بيعته ، وخرجا عليه ، فصرع الله كل واحد منها مصرع أشبهها(11) من الناكثين .
قال سعد : ثم قام مولانا الحسن بن عليّ الهادي عليهما السلام للصلاة مع الغلام ، فانصرفت عنها وطلبت أثر أحمد بن إسحاق ، فاستقبلني باكياً ،
ص: 106
فقلت : ما أبطأك وأبكاك ؟ قال : قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره ، قلت : لا عليك فأخبره ، فدخل عليه ( مسرعاً ) (1)، وانصرف من عنده متبسّماً وهو يصلّي على محمد ( وأهل بيته )(2)، فقلت : ما الخبر ؟ قال : [ قد ](3) وجدت الثوب مبسوطاً تحت قدمي مولانا عليه السلام يصلّي عليه .
قال سعد : فحمدنا الله جلّ ذكره على ذلك ، وجعلنا نختلف بعد ذلك ( اليوم )(4)إلى منزل مولانا عليه السلام أياماً فلا نرى الغلام بين يديه ، فلمّا كان اليوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وكهلان من ( أهل )(5) أرضنا (6) ، وانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائماً وقال : يا ابن رسول الله قد دنت الرحلة ، واشتدتّ المحنة ، فنحن نسأل الله عزّوجل أن يصلي على [ محمد ](7)المصطفى جدّك ، وعلى المرتضى أبيك ، وعلى سيدة النساء أمك ، وعلى سيدي شباب أهل الجنة عمك وأبيك ، وعلى الأئمة الطاهرين من بعدهما آبائك ، وأن يصلي عليك وعلى ولدك ، ونرغب إليه (8) أن يعلي كعبك ، ويكبت عدوك ، ولا جعل لك الله هذا آخر عهدنا من لقائك .
قال : فلا قال هذه الكلمة (9) ، استعبر مولانا عليه السلام حتّى استهلّت دموعه ، وتقاطرت عبراته ، ثم قال : يا ابن إسحاق لا تكلّف في دعائك شططا ، فإنك مُلاقي (10) الله عزوجل في سفرك (11)هذا ، فخرّ أحمد مغشياً
ص: 107
عليه ، فلمّا أفاق قال : سألتك بالله وبحرمة جدّك إلا شرّفتني بخرقة أجعلها كفناً ، فأدخل مولانا عليه السلام يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهماً فقال : خذها ولا تنفق على نفسك غيرها ، فإنك لا تعدم (1)ما سألت ، وإنّ الله تبارك وتعالى لا يضيع (2)أجر من أحسن عملاً .
قال سعد : فلمّا انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا عليه السلام من حلوان على ثلاثة (3) فراسخ ، حم أحمد بن إسحاق ، وثارت به(4) علّة صعبة أيس من حياته فيها ، فلمّا وردنا حلوان ونزلنا في بعض الحانات ، دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطناً بها ، ثم قال : تفرّقوا عنّي هذه الليلة واتركوني وحدي ، فانصرفنا عنه . فرجع كلّ واحد منّا إلى مرقده .
قال سعد : فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح ، أصابتني فكرة ، ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم - خادم مولانا أبي محمد عليه السلام - وهو يقول : أحسن الله بالخير عزاكم ، وجبر(5)بالمحبوب رزیّتكم ، قد فرغنا من غسل (6) صاحبكم [ و ](7)من تكفينه ، فقوموا لدفنه فإنّه [ من ](8) أكرمكم محلا عند سیّدکم ، ثمّ غاب عن أعيننا ، فاجتمعنا على رأسه بالبكاء والعويل حتّی قضينا حقّه ، وفرغنا من أمره رحمه الله(9)(10).
ص: 108
(49) ابن بابویه ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسی(1) بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الطوال ، عن أبيه ، عن الحسن (2)بن على الطبري ، عن أبي جعفر محمد بن [ الحسن بن ](3) علي بن إبراهيم بن مهزیار ، قال : سمعت أبي (4)يقول : سمعت جدي على [ بن إبراهيم ](5)بن مهزیار(6)يقول : كنت نائماً في مرقدي إذ رأيت فيما يرى النائم قائلاً يقول لي :
ص: 109
حج ( في هذه السنة )(1) فإنّك تلقي صاحب زمانك .
قال علي بن إبراهيم بن مهزیار : فانتبهت وأنا فرح مسرور(2) ، فما زلت في الصلاة(3) حتّی انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي ، وخرجت أسأل عن الحاجّ ، فوجدت رفقة (4) تريد الخروج ، فبادرت مع أول من خرج ، فما زلت كذلك حتّی خرجوا ، وخرجت بخروجهم أريد الكوفة ، فلمّا وافيتها نزلت براحلتي (5) ، وسلّمت متاعي إلى ثقات إخواني ، وخرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام فما زلت كذلك فلم أجد أثراً ولا سمعت خبرة ، وخرجت في أول من خرج أريد المدينة .
فلمّا دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي ، وسلّمت متاعي (6) إلى ثقات إخواني ، وخرجت أسأل عن الخبر وأقفو الأثر ، فلا خبراً سمعت ولا أثراً وجدت ، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكّة ، وخرجت مع من خرج حتّى وافيت مكّة ، ونزلت واستوثقت من رحلي ، وخرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أسمع خبراً ولا وجدت أثراً ، فما زلت بين الإياس
ص: 110
والرجاء متفكراً في أمري وعاتباً (1)على نفسي ، وقد جنّ الليل ( فقلت : أرقب إلى )(2) أن يخلو [ لي ](3) وجه الكعبة لأطوف بها وأسأل الله عزّ وجلّ أن يعرّفني أملي فيها .
فبينا(4)أنا كذلك وقد خلا لي وجه الكعبة ، إذ قمت إلى الطواف فإذا أنا بفتيً مليح الوجه ، طيب الرائحة ، متّزر(5)ببردة ، متّشح بأخرى ، وقد عطف بردائه على عاتقه ، فحرّكته(6)فالتفت إلىّ فقال : من الرجل ؟ فقلت : من الأهواز . فقال : أتعرف بها ابن الخصيب(7)؟ فقلت : رحمه الله دعي فأجاب . فقال : رحمه الله ولقد كان(8)بالنهار صائماً ، وبالليل قائماً ، وللقرآن تالياً ، ولنا موالياً ، [ فقال : أتعرف ](9)بها علي بن إبراهيم بن مهزیار ؟
فقلت : أنا علي بن مهزیار . فقال : أهلاً وسهلاً بك يا أبا الحسن ،
[ فقال (10)أتعرف الضريحين ؟ قلت : نعم . قال : [ و ](11)من هما ؟ قلت : محمد وموسى . ثم قال : ( و )(12)ما فعلت العلامة التي بينك وبين أبي محمد عليه السلام ؟ فقلت : معي . فقال : أخرجها إليّ ، فأخرجت (13)إليه خاتماً حسناً ، على فصّه « محمد وعلي » ، ( فلمّا رأى ذلك بکی ملیاً ، وردّ(14)شجيّاً ،
ص: 111
فأقبل يبكي بكاءً) (1)طويلاً وهو يقول : رحمك الله [ يا ](2) أبا محمد فلقد كنت إماماً عادلاً ، ابن أئمّة ( و ) (3)أبا إمام ، أسكنك الله الفردوس الأعلى مع آبائك عليهم السلام .
ثم قال ( لي ) (4): يا أبا الحسن صر إلى رحلك ، وكن على ( هبة من القائنا ) (5) حتّی إذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان فالحق بنا فإنك ترى مُناك (6) إن شاء الله .
قال ابن مهزیار : فصرت إلى رحلي أطيل التفكّر(7) حتّی ( انهجم الليل ، وقمت )(8) إلى رحلي وأصلحته ، وقدمت راحلتي ( وحملتها)(9) وصرت في متنها حتّی لحقت الشعب فإذا أنا بالفتي هناك يقول : أهلاً وسهلاً [ بك ](10) يا أبا الحسن ، طوى لك فقد أُذن لك ، فسار وسرت بسيره حتّی جاز بي عرفات ومُنى ، [ و ](11)صرت في أسفل ذروة ( جبل )(12) الطائف ، فقال[ لي](13): يا أبا الحسن إنزل وخذ في «أ»(14)هبة الصلاة ، فنزل ونزلت حتّی فرغ ( من صلاته (15)وفرغت ، ثم قال لي : خذ في صلاة الفجر وأوجزها ، وأوجزت (16) فيها وسلّم وعفّر وجهه في التراب ، ثمّ ركب وأمرني
ص: 112
بالركوب ( فركبت )(1)، ثمّ سار وسرت بسيره حتّى علا الذورة .
فقال ألمح هل ترى شيئاً ؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة(2) کثیراً العشب والك ، فقلت يا سيدي أرى بقعةً (نزهة) (3) کثیراً العشب والكلأ ، فقال ( لي (4) : هل رأيت (5) في أعلاها شيئاً ؟ فلمحت فإذا أنا بكثيب ( من )(6) رمل ، فوقه(7) بيت من شعر ، يتوقّد نوراً ، فقال لي : هل رأيت شیئاً ؟
فقلت : أرى كذا وكذا ، فقال لي : يا ابن مهزیار طب نفساً وقرّ عيناً ، فإنّ هناك أمل كل مؤمّل .
ثم قال لي : انطلق بنا، فسار وسرت حتّی إذا سار (8)في أسفل الذروة ، ثم قال لي : إنزل فههنا يذل ( لك )(9) کل صعب ، فنزل ونزلت حتّی قال لي : يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة ، فقلت : على من أخلفها وليس ههنا أحد ؟ فقال ( لي )(10) : إنّ هذا حرم لا يدخله إلاّ ولي ، ولا يخرج منه إلاّ ولي ، فخليت عن الراحلة ، فسار وسرت ( معه )(11)، فلمّا دنا من الخباء سبقني وقال لي : [ قف](12)هناك إلى أن يؤذن لك ، فما كان إلاّ هنيئة فخرج إلىّ وهو يقول : طوبى لك ، وقد أعطيت سؤلك .
قال : فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أدم (13)أحمر متكيء على سورة(14)اديم (15) فسلّمت [ عليه (16) وردّ عليّ السلام
ص: 113
ولمحته فرأيت وجهه(1) مثل فلقة قمر ، لا بالحرق ولا بالنزق(2) ، ولا بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللاصق ، ممدود القامة ، صلت الجبين (3)، ازجّ الحاجبين ، أدعج(4)العينين ، أقنى الأنف ، سهل الحدين ، على خده الأيمن خال .
فلمّا أن بصرت به حار عقلي في نعته ووصفه (5)، فقال لي : يا ابن مهزیار كيف خلفت إخوانك في العراق ؟ قلت : في ضنك عيش وهناة(6) ، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان (7)، فقال : قاتلهم الله أنى يؤفكون ، كأني بالقوم [ و ](8) قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلاً ونهاراً (9) .
فقلت : متى يكون ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاف لهم ، والله ورسوله منهم براء ، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً فيها أعمدة كأعمدة اللجين ، يتلألأ النور ، ويخرج الشروسي(10)من
ص: 114
أرمينية (1)وآذربيجان يريد ( استواء ) (2)وراء الرّي الجبل الأسود متلاحم (3)بالجبل الأحمر لزيق جبال (4) طالقان ، فيكون بينه وبين المروزي وقعة صيلمانية ،يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير ، ويظهر القتل بينهما .
فعندها توقّعوا خروجه إلى الزوراء ، فلا يلبث فيها حتّی يلاقي(5)ماهان (6)، ثم يوافي واسط العراق ، فيقيم بها سنة ودونها (7) ، ثم يخرج إلى كوفان فتكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري وقعة شديدة ، تذهل منها العقول ، فعندها يكون بوار الفئتين ، وعلى الله حصاد الباقين .
ثم تلا [ قوله تعالى ] (8)« بسم الله الرحمن الرحيم . أتيها أمرنا ليلاً؟ أو نهاراً فجعلناها حصيداًكأن لم تغن بالأمس » (9) فقلت : سيدي يا ابن رسول الله [ ما أمر الله (10)؟ قال : نحن أمر الله عزّ وجلّ وجنوده . قلت سيدي يا ابن رسول الله(11)حان الوقت ؟ قال :«واقتربت الساعة وانشق القمر»(12).
(50) ابن بابویه ، قال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله
ص: 115
عنه(1)، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد العلوي الرقي العريضي ،قال : حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي(2) ، قال : حدثني أبو نعيم الأنصاري الزيدي(3) قال : كنت بمكة عند المستجار وجماعة من المقصّرة ، منهم (4) : المحمودي ، وعلّان الكليني ، وأبو الهيثم الديناري ، وأبو جعفر الأحول الهمداني ، ( کنّا)(5) زهاء [ من] (6) ثلاثين رجلاً ، ولم يكن فيهم(7)مخلص علمته غير محمد بن ( أبي )(8) القاسم العلوي العقيقي ، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائتين من الهجرة إذ خرج علينا شابّ من الطواف ، عليه إزار راجح محرم(9) وفي يده نعلان ، فلمّا رأيناه قمنا [ جميعاً](10)هيبة له ، فلم يبق منّا أحد إلا قام وسلّم عليه [ ثم قعد
ص: 116
والتفت يميناً وشمالاً ](1) ، ثم قال : أتدرون ما كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الإلحاح ؟ قلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول : اللَّهم إني أسألك باسمك الذي تقوم به السماء ، وبه تقوم الأرض ،وبه تفرق بين الحقّ والباطل ، وبه تجمع بين المتفرّق ، وبه تفرق بين المجتمع ،وبه أحصيت عدد الرمال ، وزنة الجبال ، وكيل البحار ، أن تصلّي على محمدوآل محمد ، وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً .
ثم نهض فدخل الطواف ، فقمنا لقيامه حتّی (2) انصرف ، وأنسينا أن نقول له : من هو؟ فلمّا ( أن )(3) كان من الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا كقيامنا الأول بالأمس ، ثم جلس في مجلسه متوسّطاً (4)، ثم نظر يميناً وشمالاً ( و ) (5) قال : أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام [ يقول ](6)في الدعاء بعد صلاة الفريضة ؟ قلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
(( اللّهم )(7) إليك رفعت الأصوات ، ودعيت الدعوة(8)، ولك عنت الوجوه ، ولك خضعت الرقاب ، وإليك التحاكم في الأعال ، يا خير من سئل(9)، وخير من أعطى ، یا صادق یا باریء ، يا من لا يخلف الميعاد ، یا من أمر بالدعاء وتكفّل بالإجابة ، يا من قال و ادعوني استجب لكم(10) با من قال
ص: 117
، وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون(1)یا من قال « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحیم (2) .
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء ثم قال (3): أتدرون (4) ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشكر ؟ قلنا : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا كرما وجوادأ ، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له [ خزائن ](5) ما دق وجل ، لا تمنعك إساءتي من إحسانك ( إلىّ )(6) ، [ إنيّ ](7) أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله إنك(8) أهل الجود (9) والكرم والعفو، ( يا الله )(10)( يا ربي )(11)، یا الله افعل بي ما أنت أهله وأنت قادر على العقوبة وقد استحققتها ، لا حجة لي ( عندك ) (12)ولا عذر لي عندك ، أبوء إليك بذنوبي كلها ، وأعترف بها كي تعفو عنّی وأنت أعلم بها مني ، بؤت إليك بكل ذنب أذنبته ، وكلّ(13) خطيئة أخطأتها ، وبكلّ سيئة
ص: 118
عملتها ، یا ربّ اغفر [لي ](1) وارحم وتجاوز عمّا تعلم إنّك أنت العزيز (2)الأكرم » .
وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من الغد(3) في ذلك الوقت فقمنا لإستقباله (4)کفعلنا فيما مضى ، فجلس متوسطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال : كان علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر نحو الميزاب - : «عُبيدك بفنائك [ مسبكينك ببابك ](5) يسألك (6) ما لا يقدر عليه سواك ، ثم نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمد بن القاسم العلوي فقال : يا محمد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله ، وقام فدخل الطواف ، فما بقي أحد منا إلا وقد تعلم ما ذكر من الدعاء ، ونسينا (7) أن نتذاكر أمره إلّا في آخر يوم .
فقال لنا ](8)المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا ؟ قلنا : لا ، قال : هذا والله صاحب الزمان عليه السلام ، فقلنا : فكيف ذاك يا أبا علي فذكر أنّه مکث يدعو ربّه عزّوجل ويسأله أن يريه صاحب الأمر سبع سنين ، قال : فبينا أنا في يوم عشية عرفة(9)، فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء عشية عرفة (10)، فسألته من هو(11)؟ قال : من الناس . فقلت : من أيّ الناس ؟ من عربها أو مواليها ؟
قال : من عربها . فقلت : من أي عربها ؟ قال : من أشرفها وأسمحها(12)،
ص: 119
فقلت : [ و ](1) من هم ؟ فقال : بنو هاشم . فقلت : من أي بني هاشم ؟
فقال : من أعلاها ذروة ، وأسناها رفعة . فقلت : ممّن ؟ (2)فقال : من(3)فلق الهام ، وأطعم الطعام ، وصلّي ( بالليل )(4) والناس نيام فعلمت أنّه علوي ،(5)فأحببته عن العلوية ، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر کیف ( أین - خ ل - )مضى في السماء أم في الأرض ؟ فسألت القوم الذين [ كانوا ](6)حوله : أتعرفون هذا العلوي ؟ فقالوا : [ نعم )(7)يحج معنا كلّ سنة ماشياً، فقلت : سبحان الله والله ما أرى به أثر مشي .
ثم انصرفت إلى المزدلفة كثيباً حزيناً على فراقه ، ونمت(8) في ليلتي تلك ، ( فإذا أنا برسول الله (9) صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد رأيت طلبتك ؟ فقلت : ومن ذاك يا سيدي ؟ فقال : الذي رأيته في عشيتك وهو صاحب زمانكم ، فلمّا سمعنا(10)ذلك [ منه] (11) عاتبناه على أن لا يكون أعلمنا ذلك ،فذكر أنّه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدثنا [ به ](12).
ثم قال ابن بابويه : وحدثنا بهذا الحديث عمّار بن الحسين بن إسحاق الأشروسي (13) رضي الله عنه بجبل بوبك (14) من أرض فرغانة (15) قال : حدثني
ص: 120
أبو العباس أحمد بن الحسين (1) ، قال : حدثني أبو الحسين ( محمد بن )(2) محمد بن عبد الله الإسكافي ، قال : حدثنا سليمان بن (3)أبي نعيم الأنصاري ،قال : كنت بالمستجار بمكة أنا وجماعة من المقصرة ، فيهم : المحمودي ، وعلان الكليني ، وذكر الحديث مثله سواء .
وقال أیضاً: وحدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي ( بن محمد )(4) بن حاتم ، قال : حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي ، قال : حدثني (5) أبو محمد علي بن [ محمد بن ](6) أحمد بن الحسين الهمداني(7)، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي
ص: 121
المنقدي(1) الحسني بمكة ، قال : كنت [ جالساً] (2)بالمستجار وجماعة من المقصّرة ، وفيهم : المحمودي(3)، وأبو الهيثم الديناري ، وأبو جعفر الأحول ، وعلّان الكليني ، والحسن بن وجناء(4)وكانوا زهاء ( على )(5)ثلاثين رجلاً ، وذكر الحديث مثله سواء (6).
ص: 122
(51) ابن بابویه ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن [ بن علي ](1) بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :
سمعت أبا [ الحسين ](2) الحسن بن وجناء يقول : حدثني (3)أبي ، عن جده أنّه كان في دار الحسن بن علي عليها السلام .... (4) ( قال ) (5) : فكبستنا(6) ( بيضاء ) (7) الخيل ، وفيهم : جعفر ( الكذّاب بن علي بن محمد )(8) ، فاشتغلوا بالنهب والغارة ، وكانت همّتي في مولاي القائم عليه السلام ، قال : فإذا ( أنا ) (9)[ به ](10)عليه السلام قد أقبل وخرج عليهم بالباب (11) وأنا أنظر إليه وهو عليه السلام ابن ست سنين ، فلم يره أحد حتّی غاب (12).
(52) ووجدت مثبتاً في بعض الكتب المصنّفة في التواريخ ولم أسمعه
ص: 123
[ إلّا ](1)عن محمد بن الحسين بن عباد أنّه قال : مات أبو محمد [ الحسن بن علي] (2) عليها السلام يوم الجمعة مع صلاة الغداة ، وكان في تلك الليلة قد كتب كتبا کثیراً بيده إلى المدينة ، وذلك في [ شهر ](3) ربيع الأول لثمان خلون منه سنة ستين ومائتين من الهجرة ، ولم يحضره في ذلك الوقت إلا صقيل(4) الجارية ، وعقيد الخادم ومن علم الله عزّ وجلّ غيرهما .
قال عقيد : فدعا بماء قد غَلى(5) بالمصطكي فجئنا به إليه ، فقال : أَبدأُ بالصلاة جيئوني(6) ، فجئنا به ، وبسطنا في حجره المنديل ، فأخذ من (7) صقيل الماء يغسل (8) به وجهه وذراعيه مرّة مرّة ، ومسح على رأسه وقدميه مسحاً، وصلى صلاة الصبح على فراشه ، وأخذ القدح ليشرب ، فأقبل القدح يضرب ثناياه ویده ترتعد، فأخذت صيقل (9)القدح من يده ، ومضى من ساعته صلوات الله عليه ورضوانه ، ودفن في داره بسرّ من رأى إلى جانب أبيه صلوات الله عليها ، فصار إلى كرامة الله جلّ جلاله ، وقد كمل عمره تسعاً وعشرين سنة .
قال : وقال لي عباد في هذا الحديث : قدمت ( إليّ ) (10) أمّ [ أبي](11) محمد عليه السلام من المدينة واسمها « حديث ، حين اتّصل بها الخبر إلى سرّ من رأی ، فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر من(12) مطالبته إياها
ص: 124
بميراثه ، وسعايته بها إلى السلطان ، وكشفه ما أمر الله عزّ وجلّ بستره ، فادّعت عند ذلك صيقل(1) أنّها حامل ، فحملت إلى دار [ المعتمد (2)، فجعل(3) نساء المعتمد وخدمه ، ونساء الموفق (4) وخدمه ، ونساء القاضي ابن أبي الشوراب يتعاهدن (5)أمرها في كلّ وقت ، ويراعون إلى أن دهمهم أمر الصفّار(6)، وموت عبيد الله بن يحيى بن خاقان(7)بغتة ، وخروجهم عن(8) سرّ من رأى ، وأمر صاحب الزنج (9)بالبصرة وغير ذلك ، فشغلهم ذلك عنها (10)
ص: 125
(53) وقال أبو الحسن علي بن محمد بن الخشاب(1): حدثني أبو الأديان ، قال : قال عقيد الخادم : [ و ](2) قال أبو محمد [ بن ](3)خيرويه البسري (4): وقال حاجز الوشاء (5) ، كلّهم حكوا عن عقيد الخادم ، وقال أبو سهل بن نوبخت (6) : قال عقيد الخادم : ولد وليّ الله الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ليلة الجمعة غرّة شهر رمضان(7)سنة أربع وخمسين ومائتين من الهجرة ، ويكنّى أبا القاسم ، ويقال : أبو جعفر ، ولقبه المهدي عليه السلام ، وهو حجّة الله عزّ وجلّ في أرضه على جميع خلقه ، وأمّه
ص: 126
صقيل الجارية ، ومولده بسرّ من رأى في درب الرصافة(1) ، وقد اختلف الناس في ولادته ، فمنهم من أظهر ، ومنهم من كتم ، ومنهم من نهى عن ذكر خبره ،
ومنهم من أبدا ذكره (2) [ والله أعلم به ](3) (4) .
(54) ابن بابویه بإسناده ، وحدثنا(5) أبو الأديان قال : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت عليه في علته التي توفي فيها - صلوات الله عليه . فكتب معي كتباً وقال : إمض(6) بها إلى المدائن فإنّك ستغيب خمسة عشر يوماً ، وتدخل إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر، وتسمع الناعية (7) في داري ، وتجدني على المغتسل .
قال أبو الأديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم [ من ](8) بعدي . فقلت : زدني . فقال :
من يصلّي عليّ فهو القائم بعدي . فقلت : زدني . ( قال ) : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته أن أسأله عمّا (9) في الهميان ؟
وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ، فدخلت سر من رأى يوم الخامس عشر کا قال(10)لي عليه السلام ، وإذا أنا بالناعية(11) في داره وإذا به
ص: 127
على المغتسل (1) وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من (2)حوله يعزّونه ويهنؤنه ، فقلت في نفسي : إن يكون هذا الإمام فقد ( بطلت حالة الإمامة )(3)لأني كنت أعرفه يشرب(4) النبيذ، ويقامر في الجوسق ، ويلعب بالطنبور ، فتقدمت وعزّیت وهنيت ، فلم يسألني عن شيء ، ثم خرج عقيد فقال : يا سيدي ! قد كفن أخوك فقم فصلّ(5) عليه ، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمّان والحسن بن علي قتيل المعتصم(6) المعروف بسلمة .
فلمّا صرنا في الدار فإذا نحن بالحسن بن علي عليهما السلام على نعشه مكفّناً ، فتقدم جعفر بن علي ليصلّي على أخيه ، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة ، بشعرة قطط ، بأسنانه تفلج (7)، فجذب رداء جعفر بن علي
ص: 128
وقال : تأخر يا عم وأنا أحقّ بالصلاة على أبي ، فتأخّر جعفر وقد أربدّ وجهه [ واصفرّ ](1)، فتقدم الصبيّ فصلّى عليه ، ودفن إلى جنب (2) قبر أبيه عليها السلام .
ثم قال : يا بصري هات جوابات الكتب التي معك ، فدفعتها إليه ،وقلت في نفسي : هذه ثنتان (3) بقي الهميان ، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز الوشاء : يا سيدي ! من الصبي لنقيم عليه الحجّة (4) ؟ فقال : والله ما رأيته قط ولا أعرفه .
[ فبينا ](5) نحن جلوس إذ قدم نفر من قم ، فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته فقالوا : فمن [ نعزّي ](6) ؟ فأشار النّاس إلى جعفر بن على فسلموا عليه ، وعزوه ، وهنوه وقالوا : ( إنّ ) (7) معنا كتباًومالاً فتقول : من الكتب ، وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول (8) : يريدون منّا أن تعلم الغيب ، قال : فخرج الخادم وقال : معكم كتب فلان وفلان [ وفلان ](9) وهميان فيه ألف دينار [ و](10)عشرة دنانير منها مطليّة (11)، فدفعوا [ إليه ](12) الكتب والمال وقالوا : الذي وجّه [ بك ](13) لأجل ذلك هو الإمام .
فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف ذلك له ، فوجّه المعتمد
ص: 129
بخدمه(1)فقبضوا على صقيل الجارية ، وطالبوها بالصبي ، فأنكرت (2) وادّعت حملاً (3) بها لتغطّي ( على )(4)حال الصبي ، فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي ، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة ، وخروج صاحب الزنج بالبصرة ، فشغلوا بذلك عن الجارية ، فخرجت عن أيديهم والحمد لله ربّ العالمين [ لا شريك له ] (5)(6).
(55) ابن بابویه قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله محمد بن مهران الأزدي (7) العريضي رضي الله عنه بمرو ، قال : حدثنا [ أبو ](8)الحسين بن یزید(9) بن عبد الله البغدادي ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي (10)، قال : حدثني أبي ، قال : لمّا قبض سيدنا أبو محمدالحسن بن علي العسكري عليها السلام وفد(11)من قم والجبال وفود بالأموال
ص: 130
[التي ](1)كانت تحمل على الرسم والعادة ، ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام ، فلمّا أن وصلوا إلى سرّ من رأى سألوا عن سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام ، فقيل لهم : إنه قد فقد ، فقالوا : ومَن(2) وارثه ؟ قالوا : أخوه جعفر بن علي ، فسألوا عنه ، فقيل لهم : إنه خرج متنزّهاً (3) ، وركب زورقاً في الدجلة يشرب ومعه المغنّون .
قال : فتشاور (4) القوم فقالوا (5): هذه ليست من صفات(6)الإمام ، وقال بعضهم لبعض : إمض (7) بنا حتّی نرد(8) هذه الأموال على أصحابها، فقال أبو العباس محمد بن جعفر (9) الحميري القمي : قفوا(10)بنا حتّی نتعرف(11) هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة (12) .
قال : فلمّا انصرف دخلوا إليه (13) فسلّموا عليه وقالوا : يا سيدنا نحن[ قوم ](14) من أهل قم ، وفينا(15)جماعة من الشيعة وغيرها ، وكنّا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام الأموال ، فقال : وأين هي ؟
ص: 131
قالوا : معنا، قال : إحملوها إليّ ، قالوا : (لا، )(1) إن هذه الأموال خبراً طريفاً ، فقال : [ و ](2) ما هو؟ قالوا : إنّ هذه الأموال تجمع وتكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليها(3) ، وكنّا إذا أوردنا(4) بالمال و على سيدنا أبي محمد عليه السلام يقول (5): جملة المال كذا وكذا دیناراً ، من ( عند )(6) فلان كذا ، ومن ( عند )(7) فلان كذا حتّی يأتي على(8) أسماء الناس كلّهم ، ويقولون(9)ما على نقش الخواتيم(10)، فقال جعفر : كذبتم تقولون على أخي ما لم يفعله(11) ، هذا علم الغيب ( ولا يعلمه إلا الله ) (12) .
قال : فلمّا سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض ، فقال لهم : إحملوا هذا المال إلي ، فقالوا (13) : نحن(14) قوم مستاجرون وكلاء الأرباب الأموال (15) ، لا نسلّم المال إلا بالعلامات التي كنّا نعرفها من سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام ، فإن كنت الإمام فيبرهن لنا وإلّا رددناها إلى أصحابها يرون فيها رأيهم .
ص: 132
قال : فدخل جعفر على الخليفة وكان بسرّ من رأى فاستعدى عليهم ،فلمّا حضروا (1) ( الخليفة )(2)، قال الخليفة : إحملوا هذا المال إلى جعفر ،قالوا : أصلح الله أمير المؤمنين إنّا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب هذه الأموال ،وهذه الودائع (3) لجماعة [ و ](4) أمرونا [ بأن] (5) لا نسلّمها إلّا بعلامة ودلالة ،وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام .
فقال الخليفة : فما كانت العلامة(6) التي كانت مع أبي (7) محمد؟ قال القوم : كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي ؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه ، [ وقد ](8) وفدنا عليه (9) مرارة فكانت هذه علامتنا منه ودلالتنا(10) وقد مات فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه (11)لنا أخوه وإلّا رددناها إلى (12) أصحابها .
فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إنّ هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي ، وهذا علم الغيب ، فقال الخليفة : القوم رسلٌ وما على الرسل (13) إلا البلاغ المبين ، قال : فبهت جعفر ولم يجب (14)جواباً ، فقال القوم : يتطول أميرالمؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتّی نخرج من هذه البلدة ، قال : فأمر لهم
ص: 133
بنقيب فأخرجهم منها ، فلمّا أن خرجوا من البلد خرج إليهم(1) غلام أحسن الناس وجهاً كأنّه خادم فصاح(2) : يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم ، قال : فقالوا [له] (3) : أنت مولانا ؟ قال : معاذا الله ، أنا عبد مولاكم ، فسيروا إليه .
قالوا : فسرنا[ إليه ](4)معه حتّی دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليها السلام فإذا ولده(5) سيدنا القائم عليه السلام قاعد على سرير كأنّه فلقة قمر ، عليه ثياب خضر ، فسلمنا عليه ، فرد علينا السلام ، ثم قال : جملة المال كذا وكذا دیناراً ، حمل فلان كذا ، و ( حمل )(6) فلان كذا ، ولم يزل يصف حتّی وصف الجميع ، ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب ، فخررنا سجّداً لله عزّ وجلّ شكراً لما عرّفنا وقبلنا الأرض بين يذیه ، ثم (7)سألناه عما أردنا فأجاب ، فحملنا إليه الأموال وأمرنا القائم عليه السلام أن لا نحمل إلى سرّ من رأى بعدها شيئاً ( من المال )(8) فإنّه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل(9)إليه الأموال ، ونخرج (10) من عنده التوقيعات ، قالوا(11): فانصرفنا من عنده ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمّي الحميري شيئاً من الحنوط والكفن وقال (12)له : أعظم الله أجرك في نفسك .
ص: 134
قال : فما بلغ أبو العباس عقبة همدان (1) حتّی مات - رحمه الله - ،وكان بعد ذلك تحمل (2)الأموال إلى بغداد إلى النوّاب المنصوصين(3) ( بها )(4)ويخرج من عندهم التوقيعات .
قال ابن بابویه - رضي الله عنه - عقيب ذلك : ( هذا ) (5)الخبر يدلّ على أن الخليفة كان يعرف هذا الأمر كيف هو ، وأين [ هو وأين ](6) موضعه ،فلهذا كفّ عن القوم ( و ) (7)عمّا معهم من الأموال ، ودفع جعفراً الكذّاب عن مطالبتهم (8) ، ولم يأمرهم بتسليمها إليه إلّا أنّه كان [ يحبُّ أن ] (9) يخفى هذا الأمر ولا ( يشتهي )(10)ینشر(11)لئلّا يهتدي إليه النّاس ويعرفونه ، وقد كان جعفر الكذّاب حمل عشرين ألف دينار إلى الخليفة لمّاتوفّي الحسن بن علي عليها السلام ، وقال (12): يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي الحسن ومنزلته .
فقال الخليفة : إعلم أنّ منزلة أخيك لم تكن بنا إنّما كانت بالله عزّ وجلّ ، ( و )(13) نحن كنّا نجهد (14) في حظ منزلته ، والوضع منه ، وكان الله عزّ وجلّ يأبى إلا أن يزيده كلّ يوم رفعة لما كان فيه من الصيانة ، وحسن السمت ،والعلم والعبادة ، فإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم
ص: 135
تكن [ عندهم ](1) بمنزلته ولم يكن فيك ما ( كان )(2)في أخيك لم تغن عنك ر في ذلك ] شیئاً (3).
(56) ابن بابویه ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود(4) - رحمه الله - ، قال : سألني علي بن الحسين بن موسی بن بابویه - رحمه الله (5)- بعد موت محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه - [ أن ](6)أسأل أبا القاسم الروحي (7) أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عزّ وجلّ أن
ص: 136
يرزقه (1) ولداً ذكراً .
قال : فسألته فأنهى ذلك ، ( فأخبرني )(2)بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا العلي بن الحسين ، وأنّه سيولد له ولد مبارك ينفع الله عزّ وجلّ به ، وبعده أولاد .
قال أبو جعفر محمد بن على الأسود - رضي الله عنه - : وسألته في أمر نفسي أن يدعو الله إلى أن يرزقني (3) ولداً ذكراً فلم يجبني [ إليه ](4) ، وقال : ليس إلى هذا سبيل ، قال : فولد لعلى بن الحسين - رحمه الله - ( تلك السنة ابنه) (5) محمد بن علي - رضي الله عنه - وبعده أولاد ، ولم يولد لي ( شيء )(6) .
قال ابن بابویه - رضي الله عنه - عقيب : هذا الحديث : كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود - رضي الله عنه - كثيرا ما يقول - ( لي )(7) إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - وأرغب في کتب العلم وحفظه - : ( و )(8)ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت وُلِدتَ بدعاء الإمام عليه السلام)(9) .
(57) الراوندي في الخرائج والجرائح : أن علي بن الحسين بن موسى بن بابویه كان تحته بنت عمه ولم يرزق منها ولداً ، وكتب إلى الشيخ أبو القاسم بن
ص: 137
روح أن يسأل الحضرة ليدعو الله أن يرزقه أولاداً و [فقهاء ] (1)منها ، فجاء الجواب أنك لا ترزق من هذه ، وستملك جارية ديلمية ترزق منها ولدين فقیهین (2)، فرزق محمداً والحسين (3)، فقیهین باهرين (4)، وكان لها أخ وسط مشتغل بالزهد لا فقه له(5).
(58) ابن بابویه ، قال : حدثني (6) علي بن عبد الله الوراق (7) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف ( من )(8) بعده ، فقال لي مبتدئاً : يا أحمد بن إسحاق إنّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ( ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة (9) من حجّة [ الله ](10) على خلقه ، به يرفع(11) البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض .
ص: 138
قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك ؟ فنهض عليه السلام(1) ( مسرعاً )(2)ودخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين فقال : يا أحمد بن إسحاق لولا کرامتك على الله عزّ وجلّ وعلى حججه ما عرضت عليك إبني هذا ، إنّه سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، وظلماً .
يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمّة مثل الخضر عليه السلام ، ومثله كمثل (3)ذي القرنين ، والله ليغيب غيبة لا ينجو فيها من الهلكة (4) إلا من ثبّته(5)الله عزّوجل على القول بإمامته ، ووفقه [ فيها ](6) للدعاء بتعجيل فرجه .
فقال (7) أحمد بن إسحاق : قلت(8) : يا مولاي هل (9) من علامة يطمئن إليها قلبي ؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح فقال : أنا بقية الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، ولا تطلب(10)أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق .
قال (11) أحمد بن إسحاق : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت[ له ](12) : يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت
ص: 139
عليّ(1)فيا السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟ قال (2) : طول الغيبة يا أحمد !. قلت (3) له : يا ابن رسول الله وإنّ (4) غيبته لتطول ؟! قال : إي وربي حتّی يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، فلا(5)يبقى إلّا من أخذ الله عزّ وجلّ عهده بولايتنا (6) ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيده بروح منه .
يا أحمد بن إسحاق ! هذا أمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاکرین تکن ( معنا )(7) غداً في علّيّين (8) (9) .
(59) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام ، قال : روى عبد الله بن على المطلبي ، قال : حدثنا(10)أبو الحسن محمد بن على
السمري ، قال : حدثني أبو الحسن المحمودي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن أحمد المحمودي ، قال : حججت نيف وعشرين سنة ، [ و](11)كنت في جميعها
ص: 140
أتعلّق بأستار الكعبة ، وأقف على الحطيم ، والحجر الأسود ، ومقام إبراهيم ،وأديم الدعاء في هذه المواضع ، وأقف بالموقف وأجعل جلّ دعائي أن يريني مولاي صاحب الزمان عليه السلام .
فإنّني في بعض السنين قد وقفت بمكة على أن أبتاع حاجة ومعي غلام في يده مشربة [ حلج ملمعة ](1) فدفعت إلى الغلام الثمن وأخذت المشربة من يده ، وتشاغل الغلام بمساكسة البيع وأنا واقف أترقب إذ جذب ردائي جاذب فحوّلت وجهي إليه فرأيت رجلاً أذعرت حين نظرت إليه هيبة(2)له ، فقال لي : تبيع المشربة ؟ فلم أستطع ردّ الجواب ، وغاب عن عيني فلم يلحقه بصري ،فظنته مولاي .
فإنّني يوم من الأيام أصلّي بباب الصّفا بمكة ، فسجدت وجعلت مرفقي في صدري ، فحرّكني محرّك(3) برجله ، فرفعت رأسي ، فقال[ لي ] (4): إفتح منكبك عن صدرك ، ففتحت عيني فإذا الرجل الذي سألني عن المشربة ، ولحقني من هيبته ما حار بصري ، فغاب عن عيني ، وأقمت على رجائي(5) ويقيني ، ومضت مدة وأنا أحج وأديم الدعاء في الموقف .
فإنّني في آخر سنة جالس في ظهر الكعبة ، ومعي يمان بن الفتح بن دینار ، ومحمد بن القاسم العلوي ، وعلّان الكلاني(6)، ونحن نتحدّث إذا أنا بالرجل في الطواف ، وأشرت (7) بالنظر إليه ، وقمت أسعى لأتبعه ، فطاف حتّی إذا بلغ إلى الحجر رأی سائلاً واقفا على الحجر ، ويستحلف(8) ويسأل الناس
ص: 141
بالله عزّ وجلّ أن يتصدق(1) عليه ، فإذا بالرجل قد طلع ، فلمّا نظر [ إلى ](2) السائل انكبّ إلى الأرض فأخذ (3)منها شیئاً ودفعه إلى السائل ، [ وجاز ،فعدلت إلى السائل ](4) فسألته عمّا وهب لك ، فأبى أن يعلمني ، فوهبت له دینارة فقلت له (5) : أرني ما في يدك ، ففتح يده فقدرت أن فيها عشرین دینارة ، فوقع في قلبي اليقين أنّه مولاي عليه السلام .
(و)(6) رجعت إلى مجلسي الذي كنت فيه وعيني ممدودة إلى الطّواف ، حتّی إذا فرغ من طوافه عدل إلينا، فلحقنا له رهبة (7)شديدة ، وحارت أبصارنا جميعا ، قمنا إليه ، فجلس ، فقلنا له : من الرجل ؟ فقال : من العرب ، فقلت : من أي العرب ؟ فقال : من بني هاشم ، فقلنا : من أي بني هاشم ؟ فقال : ليس يخفى عليكم إن شاء الله ، [ ثم التفت إلى محمد بن القاسم فقال : يا محمد أنت على خير إن شاء الله ](8)أتدرون ما كان يقول زین العابدين عليه السلام عند فراغه من صلاته في سجدة الشكر ؟ قلنا : لا ،
قال : كان يقول :
«یا کریم ! مسكينك بفنائك ، یا کریم ! فقيرك زائرك ، حقيرك ببابك ياکریم ،، ثم انصرف عنّا ، ووقعنا(9) موج ونتذكر ونتفكر ولم نحقق ، ولمّا كان من الغد رأيناه في الطواف فامتدّت عيوننا إليه ، فلمّا فرغ من طوافه ، خرج إلينا، وجلس عندنا ، وأنس(10)وتحدّث ثم قال : أتدرون ما كان يقول
ص: 142
زین العابدين عليه السلام في دعائه يعقب(1) الصلاة ؟ قلنا : تعلمنا ، قال : كان يقول : « اللّهم إنّي أسألك باسمك الذي به تقوم السماء والأرض ، وباسمك الذي به تجمع المتفّرق و ( به ) (2) تفرق بين المجتمع ، وبإسمك الذي تفرق به بين الحقّ والباطل ، وباسمك الذي تعلم به کیل البحار ، وعدد الرمال ، ووزن الجبال أن تفعل بي كذا وكذا ، وأقبل على حتّی صرنا بعرفات وأدمت الدعاء ، فلمّا أفضنا وصرنا (3) إلى المزدلفة وبتنا بها (4)، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : هل بلغت حاجتك ؟ [ فقلت : وما هي يا رسول الله ؟ فقال : الرجل صاحبك](5) فتيقّنت عندنا(6) (7).
(60) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري أیضاً، قال : روى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي ، قال : حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطاري (8) الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسی بن جعفر عليها السلام ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي ، قال : خرجت في بعض السنين حاجاً إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياماً ، أسأل وأستبحث عن صاحب الزمان عليه السلام ، فما عرفت له خبرة ولا وقعت لي عليه عين ، فاغتممت غماً شديداً ، وخشيت أن يفوتني ما أمّلته من طلب صاحب الزمان عليه السلام .
ص: 143
فخرجت حتّی أتيت مكة ، فقضيت حجتي واعتمرت بها أسبوعاً كل ذلك أطلب ، فبينا(1)أنا أفّكّر إذ انكشف (2) لي باب الكعبة ، فإذا أنا بإنسان كانّه غصن بان ، متّزر ببردة ، متّشح بأخرى ، قد كشف عطف بردته عن(3)عاتقه ،فارتاح قلبي وبادرت لقصده ، فانثنى إلى وقال : من أين الرجل ؟ قلت : من العراق . قال : من أي العراق ؟ قلت : من الأهواز . فقال : أتعرف ابن الخصيب(4)؟ قلت : نعم . قال : رحمه الله ، فما كان أطول ليله ، وأكثر نیله وأغزر دمعنه ، قال : فابن المهزيار ؟ قلت : أنا هو . قال : حياك الله بالسلام أبا الحسن .
ثم صافحني(5)وعانقني وقال : يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك وبين الماضي أبي محمد نضر الله وجهه ؟ قلت : معي ، وأدخلت يدي إلى جيبي (6)وأخرجت خاتمأ عليه ( محمد وعلي ، فلمّا قرأه استعبر حتّی بلّ طمره الذي كان على يده ، وقال : يرحمك الله أبا محمد، فإنك زين الأمّة ، شرّفك الله بالإمامة ، وتوّجك بتاج العلم والمعرفة ، فإنّا إليكم صائرون .
ثم صافحني(7) وعانقني ، ثم قال : ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قلت : الإمام المحجوب عن العالم . قال : ( و )(8)ما هو محجوب عنكم ، ولكن حجبه(9)سوء أعمالكم ، قم سر إلى رحلك وكن على أهبّة من لقائي (10)، إذا انحطّت الجوزاء ، وأزهرت نجوم السماء فها أنا لك بين الركن والصفا .
فطابت نفسي وتيقنت أنّ الله فضّلني ، فما زلت أرقب الوقت حتّی
ص: 144
جاءني(1) وخرجت إلى مطيتي [واستويت على رحلي ](2)واستويت على ظهرها ،فإذا أنا بصاحبي ينادي : ( إلىّ )(3)يا أبا الحسن ، فخرجت فلحقت به (4)فحيّاني بالسلام وقال : سر بنا يا أخ ، فما زال (5) يهبط وادياً ويرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف فقال : يا أبا الحسن أنزل بنا نصلّي باقي صلاة الليل ، فنزلت فصلّى بنا الفجر ركعتين ، قلت : فالركعتين الأوليين ؟ قال : هما من صلاة الليل ، وأوتر فيهما ، والقنوت في كلّ(6)صلاة جائز .
وقال : سر بنا يا أخ ، فلم يزل يهبط بي وادياً ويرقى ( بي )(7)ذروة جبل حتّی أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور ، فأمد عيني فإذا ( أنا )(8) ببیت من الشعر يتوقّد نوراً ، قال ( ألمح ) (9) هل ترى شیئاً ؟ قلت : أرى بيتاً من الشعر ، فقال : الأمل والحظ (10) في الوادي ، واتبعت الأثر حتّی إذا صرنا بوسط الوادي ، نزل عن راحلته وخلّاها، ونزلت عن مطيتي ، وقال لي : دعه(11)،قلت : فإن تاه (12)؟ قال : ( إنّ )(13)هذا واد لا يدخله إلا مؤمن ، ولا يخرج منه إلا مؤمن .
ثم سبقني ودخل الخباء ، وخرج إليّ مسرعاً وقال : أبشر فقد أذن لك في
ص: 145
الدخول(1) ، فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النّور ، فسلّمت عليه بالإمامة ، فقال [لى ](2) يا أبا الحسن قد كنّا نتوقعك ليلاً ونهاراً ، فما الذي بطا بك(3)علينا ؟ قلت : يا سيدي لم أجد من يدلّني إلى الآن ، قال لي : لم (4) تجد أحداً( يدّلك )(5)، ثم نکث (6)بأصبعه ( في )(7) الأرض ، ثم قال : لا ، ولكنكم كثرتم الأموال ، وتجبّرتم على ضعفاء المؤمنين ، وقطعتم الرحم الذي بینکم ، فأي عذر لكم ( الأن )(8) ؟ فقلت : التوبة التوبة ، الإقالة الإقالة .
ثم قال : يا ابن المهزیار لولا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة التي(9) تشبه أقوالهم أفعالهم .
ثم قال : يا ابن المهزیار ومدّ يده ألا أنبّئك بالخبر ( أنّه )(10)إذا قعد الصبي وتحرك المغربي ، وسار العماني ، وبويع السفياني يؤذن لي الله(11)فأخرج بين الصفا والمروة في ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً ( سواء ) (12) فأجيء إلى الكوفة ، وأهدم مسجدها ، وأبنيه على بنيانه (13) الأول ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام ، وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة ، وأخرج مَن( بها وهما طريّان ، فأمر )(14) بهما وهما طريّان ، فأمر بها تجاه البقيع ، وآمر
ص: 146
بخشبتين يصلبان عليها ، فتورق من تحتها ، فيفتتن (1) الناس بها أشد من الفتنة الأولى ، فينادى مناد من السماء ، یا سماء أبيدي (2)ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلّا مؤمن قد [أ] (3) خلص قلبه للإيمان .
قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك ؟ قال : الكّرة الكّرة الرجعة [ الرجعة ](4)، ثم تلا هذه الآية« ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً» (5).
(61)عنه أیضاً، قال : أخبرنا (6) أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو على محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، قال : حدثنا محمد ( بن جعفر )(7)بن عبد الله ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن أحمد الأنصاري ، قال : كنت حاضراً عند المستجار بمكّة ، وجماعة يطوفون [ وهم ](8) زهاء ( على ) (9)ثلاثين رجلاً ، لم يكن فيهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي ، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة إذ خرج علينا شاب من الطواف ، عليه إزار راجح محرّم فيه(10)،وفي يده نعلان ، فلمّا رأيناه قمنا هيبة له ، فلم يبق منّا أحد إلّا قام فسلّم عليه ،
ص: 147
وساق الحديث(1).
وقد تقدّم [ من ](2) طريق ابن بابویه وهو الحديث و التاسع والثلاثون (3) وبين الروايتين بعض التغيير اليسير، وفي آخر رواية الطبري و فانصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه ، ونمت ليلتي فإذا أنا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : يا محمد ! رأيت طلبتك ، فقلت : ومن (4) ذلك يا سيدي !؟ قال : الذي رأيته في عشيّتك هو صاحب زمانك ، فذكر أنّه نسي أمره إلى الوقت الذي حدّثنا(5).
(62) الشيخ الطوسي في الغيبة ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعکبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، قال : حدثني محمد بن علي ، عن محمد بن أحمد بن خلف ، قال : نزلنا مسجداً في المنزل المعروف بالعباسيّة على مرحلتين من فسطاط مصر وتفرّق غلماني في النزول ، وبقي معي في المسجد غلام أعجمي ، ( فرأيت )(6)في زاويته شيخاً كثير التسبيح ، فلمّا زالت الشمس رکعت وصليت الظهر في أوّل وقتها ، ودعوت بالطعام ، وسألت الشيخ أن يأكل معي ، فأجابني .
فلمّا أطعمنا (7)سالته (8) عن اسمه واسم أبيه ، وعن بلده وحرفته ( ومقصده )(9) فذكر أنّ اسمه محمد بن عبد الله(10)، وأنه من أهل قم ،
ص: 148
وذكر أنّه يسيح منذ(1) ثلاثين سنة في طلب الحق ، وينتقل في البلدان والسواحل ،وأنه أوطن مكة والمدينة نحواً ( من )(2) عشرين سنة يبحث عن الأخبار ،ويتبع (3) الآثار .
فلمّا كان في سنة ثلاث وتسعين (4) ومائتين طاف بالبيت ، ثم صار إلى مقام إبراهيم عليه السلام فركع فيه ، وغلبته عينه ، فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله ، قال : فتأمّلت الداعي فإذا هو شاب أسمر ، لم أرَ قط في حسن صورته ، واعتدال قامته ، ثم صلّى وخرج وسعی ، فاتبعته وأوقع الله عزّ وجلّ في نفسي أنّه صاحب الزمان عليه السلام .
فلمّا فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره ، فلمّا قربت منه إذا(5) أنا بأسود مثل الفيلق(6)، قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه : ما تريد عافاك الله ؟ فارتعدت (7)ووقفت ، وزال الشخص عن بصري ،وبقيت متحيراً .
فلمّا طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ألوم نفسي وأعذها(8) في إنصرافي من زجرة (9) الأسود ، فخلوت بربي عزّ وجلّ أدعوه وأسأله بحقّ محمد رسوله وآله
ص: 149
عليهم السلام أن لا يخيب سعيي ، وأن يظهر لي ما يثبّت به قلبي ويزيد في بصري .
فلمّا كان بعد سنتين (1) زرت قبر المصطفى صلى الله عليه وآله فبينا أنا ( أصلّي ) (2)في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني عيني ، فإذا محرّك يحرّكني ، فاستيقظت فإذا أنا بالأسود ، فقال : ما خبرك ؟ وكيف كنت ؟ فقلت : أحمد الله وأذمّك ، قال : لا تفعل ، فإنّي أُمرت بمخاطبتك (3) به ، وقد أدركت ( خيراً) (4)کثیراً ، فطب نفساً ، وازدد من الشكر لله عزّ وجلّ على ما أدركت وعاينت ، ما فعل فلان ؟ وسمّى بعض إخواني المستبصرين ، فقلت :برقة(5) ، فقال : صدقت ، وفلان(6)؟ وسمى رفيقاً لي مجتهداً في العبادة ،مستبصراً في العبادة الدانية (7)، فقلت : بالإسكندرية حتّی سمّى [ لي ](8) عدّة من إخواني .
ثم ذكر إسماً غريباً فقال : ما فعل يعقوب (9) ؟ قلت : لا أعرفه ،فقال(10) : ( و)(11) كيف تعرفه وهو رومي هديه الله ، فيخرج ناصراً من قسطنطينية (12) ، ثم سألني عن رجل آخر ، فقلت : لا أعرفه ، فقال : هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليه السلام ، إمض إلى أصحابك فقل
ص: 150
لهم : نرجوا أن يكون قد أذن الله في الإنتصار للمستضعفين ، وفي الإنتقام من الظالمين ، ولقد(1) لقيت جماعة من أصحابي وأدّيت إليهم وأبلغتهم ما حمّلت وأنا منصرف وأشير عليك أن لا تتلبس بما يثقل به ظهرك ، ويتعب به جسمك ، وأن تحبس نفسك ( إلّا )(2) على طاعة ربّك ، فإنّ الأمر قريب إن شاء الله تعالى .
فأمرت خازني فأحضرني(3)خمسين ديناراً وسألته قبولها ، فقال : يا أخي قد حرّم الله علىّ أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه كما أحلّ لي أن آخذ منك الشيء إذا احتجت إليه ، فقلت له : هل سمع منك هذا الكلام أحد غيري من أصحاب السلطان ؟ فقال : نعم ، ( أخوك ) (4) أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع [ من ](5) نعمته بأذربيجان ، وقد استأذن للحج تاملاً(6) أن يلقى من لقيت ، فحجّ أحمد بن الحسين الهمداني - رحمه الله - في تلك السنة ، فقتله زکرویه(7) بن مهرویه ، وافترقنا وانصرفت إلى الثغر .
ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلاً اسمه : طاهر(8) ، من ولد الحسين
ص: 151
الأصغر(1) يقال : إنّه يعلم من هذا الأمر شیئاً ، فنابزت (2)عليه حتّی أنس بي وأسكن إليّ (3) ، ووقف على صحّة عقدي (4)، فقلت له : يا ابن رسول الله بحقّ آبائك الطاهرين عليهم السلام لمّا جعلتني مثلك في العلم بهذا الأمر ، فقد شهد عندي من (5)توثّقه بقصد القاسم بن عبيد الله (6)بن سلیمان بن وهب أبي (7) لمذهبي واعتقادي ، وأنه أغرى بدمي مراراً فسلّمني الله منه ، فقال : يا أخي أكتم ما تسمع منّي ، الخبر(8) في هذه الجبال ، وإنّما يرى العجائب الذين يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها ، وقد نهينا عن(9)
ص: 152
الفحص والتفتيش ، فودّعته وانصرفت عنه(1).
(63) الشيخ أیضاًفي الغيبة ، قال : أخبرني أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر (2) ، عن أبي الحسن محمد بن علي الشجاعي الكاتب(3) ، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني(4) ، عن يوسف بن أحمد(5)الجعفري ، قال : حججت سنة ستّ وثلاثمائة وجاورت بمكّة (6) تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع
ص: 153
وثلاثمائة ، ثم خرجت عنها منصرفاً إلى الشام .
فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر ، ونزلت عن المحمل وتهيأت للصلاة ، فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت أعجب منهم ، فقال أحدهم : مم تعجب ؟ تركت صلاتك ، وخالفت مذهبك ، فقلت للذي يخاطبني : وما علمك بمذهبي ؟ فقال : (أ)(1)تحبّ أن ترى صاحب زمانك ؟
فقلت : نعم ، فأومأ إلى أحد الأربعة ، فقلت (له )(2): إن له علامات ودلائل ؟ فقال : أيما أحب إليك أن ترى المحمل(3) وما عليه صاعداً إلى السماء ، أو ترى المحمل ( مفرداً ) (4)صاعداً إلى السماء ؟ فقلت : أيّهما كان فهي دلالة ، فرأيت المحمل (5)وما عليه يرتفع إلى السماء ، وكان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة ، وكان لونه الذهب ، بين عينيه سجّادة .
ورواه الراوندي في الخرائج والجرائح ، قال : روي عن يوسف بن أحمد الجعفري ، قال : حججت سنة ستّ وثلاثمائة ، ثم جاوزت (6)بمكة ثلاث سنين ، ثم خرجت منصرفاً إلى الشام - وساق الحديث إلى آخره (7)- .
(64) الشيخ في الغيبة ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ،عن محمد بن عبد ربه الأنصاري الهمداني (8) ، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من
ص: 154
ولد العباس(1) ، قال : حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسرّ من رأى يوم توفي ، فأخرجت(2)جنازته ووضعت ، ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر ، حتّی خرج علينا(3)غلام عشاري ، حاف ، عليه رداء قد تقنّع به ، فلمّا أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه ، فتقدّم وقام الناس فاصطفوا خلفه ، فصلّى عليه ومشى ، فدخل(4)بيتاً غير الذي خرج منه .
قال أبو عبد الله الهمداني : فلقيت بالمراغة رجلاً من أهل تبریز يعرف بإبراهيم بن محمد التبريزي حدّثني (5) بمثل حديث الهاشمي لم يخرج(6) منه شيء ، قال : فسألت الهمداني فقلت : غلام عشاري القدّ أو عشاري(7)السنّ - لأنه روي أنّ الولادة كانت سنة ست وخمسين ومائتين ، وكانت غيبة أبي محمد عليه السلام سنة ستين ومائتين بعد الولادة لأربع (8)سنين - فقال : لا أدري ، هكذا سمعت ، فقال لي(9)شیخ معه حسن الفهم من أهل بلده له
ص: 155
رواية وعلم : عشاري القد(1).
(65) الشيخ في الغيبة ، قال : أخبرنا جماعة ، عن التلعکبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن علي بن الحسين ، عن رجل - ذكر و [أنّه ](2) من أهل قزوین لم يذكر اسمه - عن حبیب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني ،قال : دخلت على (3) علي بن إبراهيم بن مهزیار بالأهواز(4)فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام ، فقال : يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم ، حججت عشرين حجّة كلاً أطلب به عیان الإمام ، فلم أجد إلى ذلك سبيلاً ، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلاً يقول : يا علي بن إبراهيم ! قد أذن الله لك (5)في الحج ، فلم أعقل ( ليلتي)(6) حتّی أصبحت وأنا مفكر في أمري ،ارقب الموسم ليلي ونهاري .
فلمّا حان(7)وقت الموسم أصلحت أمري وخرجت متوجّهاً نحو المدينة ، فما زلت كذلك حتّی دخلت يثرب ، فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أجد له أثرأ ولا سمعت له خبراً ، فأقمت مفكراً في أمري فخرجت من المدينة (8) أريد مكة ، فدخلت الجحفة ، وأقمت بها يوماً ، وخرجت منها متوجه نحو الغدير ، وهو على أربعة أميال من الجحفة ، فلمّا أن دخلت المسجد صليت وعفّرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلى الله لهم ، وخرجت (9)أريد عسفان ،فما زلت كذلك حتّی دخلت مكّة ، فأقمت بها أيّاما أطوف بالبيت وأعتكف(10).
ص: 156
فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتىً حسن الوجه ، طيب الرائحة ، يتبخترفي مشيته ، طائف حول البيت ، فحسّ قلبي به ، فقمت نحوه فحكّكته ، فقال الي : من أين الرجل ؟ فقلت : من ( أهل)(1) العراق . فقال لي : من أي العراق ؟ قلت من [ أهل](2) الأهواز . فقال : أتعرف الخضیب(3) ؟ فقلت : رحمه الله ، دعي فأجاب . فقال : رحمه الله ، فها [ کان ](4)أطول ليله (5) ،وأكثر نیله(6) ، وأغزر دمعته ، أفتعرف علي بن إبراهيم بن مهزیار (7) ؟ فقلت : أنا علي بن إبراهيم بن مهزیار . فقال : حيّاك الله أبا الحسن ، ما فعلت العلامة (8) التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام ؟ فقلت :
معي . قال : أخرجها ، فأدخلت يدي في (9) جيبي واستخرجتها ، فلمّا أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه [ بالدموع ](10) ویکی منتحباً حتّی بلّ أطماره فقال(11): أذن لك الآن يا ابن مهزیار (12) ، صر إلى رحلك ، وكن على هبة(13) من أمرك حتّی إذا لبس الليل جلبابه ، وغمر الناس ظلامه ، صر إلى شعب بني عامر ، فإنّك ستلقاني هناك .
ص: 157
فصرت إلى منزلي ، فلا أن حسست(1) بالوقت أصلحت رحلي وقدمت راحلتي وعكمتها(2) [ شدیداً] (3)وحملت ، وصرت في متنه ، وأقبلت مجداً في السير حتّی وردت الشعب فإذا أنا بالفتي قائم ينادي : ( إليّ )(4) يا أبا الحسن إلى ، فما زلت نحوه فلمّا قربت بدأني بالسلام وقال لي : سر بنا يا أخي (5) ، فما زال يحدثني وأحدّثه حتّی تخرّقنا(6) جبال عرفات ، وسرنا إلى جبال مني ، وانفجر الفجر الأول ونحن قد توسّطنا جبال الطائف .
فلا أن كان هناك أمرني بالنزول وقال لي : إنزل فصلّ صلاة الليل فصلّيت ، وأمرني بالوتر [ فأوترت] (7) ، وكانت فائدة منه ، ثم أمرني بالسجود والتعفيره(8) ، ثم فرغ من صلاته وركب وأمرني بالركوب ، فسار(9)وسرت معه حتّی علا ذروة الطائف ، فقال : هل ترى شیئاً ؟ قلت : نعم ، أرى كثيب رمل عليه بيت شعر ، يتوقّد البيت نوراً ، فلا أن رأيته طابت نفسي فقال الي (10) : هناك الأمل والرجاء ، ثم قال : سر بنايا أخي(11)، فسار(12) فسرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة ، وصار في أسفله ، ( ثم )(13) قال : إنزل فههنا يذلّ كلّ صعب ، ويخضع كلّ جبّار ، ثم قال : خلّ عن زمام
ص: 158
الناقة ، فقلت : فعلى من أخلفها ؟ فقال : حرم القائم عليه السلام لا يدخله إلا مؤمن ، ولا يخرج عنه(1)إلا مؤمن ، فخلّيت عن زمام راحلتي ، وسار وسرت معه إلى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول ، وأمرني أن أقف حتّی يخرج إلي ، ثم قال لي : أدخل هنّأك السلامة .
فدخلت فإذا أنا به جالس ، قد اتّشح ببردة واتّزر (2) بأخرى ، وقد كسر بردته على عاتقه ، وهو كأقحوانة أرجوان (3)قد تكاثف عليها الندى(4) ،وأصابها ألم الهواء ، وإذا هو كغصن بان (5) أو قضيب ريحان(6)، سمح سخيّ ،تقيّ نقيّ ، ليس بالطويل الشامخ ، ولا بالقصير اللازق ، بل مربوع[ القامة ](7)، مدور الهامة ، صلت الجبين (8) ، أزجّ الحاجبين (9) ، أقنى
ص: 159
الأنف ، سهل الخدّين(1) ، على خدّه الأيمن خال كأنّه فتات مسك على رضراضة (2) عنبر .
فلمّا أن رأيته بدرته (3)بالسلام ، فردّ عليّ أحسن ما سلمت عليه ، وشافهني وسألني عن أهل العراق ، فقلت : سيدي ! قد ألبسوا جلباب الذّلة ،وهم بين القوم أذلّاء ، فقال[ لي ](4) : يا ابن المهزیار تملكونهم (5)کاملکوکم ، وهم يومئذ أذلّاء ، فقلت : ( یا )(6) سيدي قد (7) بعد الوطن وطال المطلب ، فقال : يا ابن المهزيار أبي ( أبو )(8) محمد عهد إليّ أن لا أجاوِرَ(9)قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم ، وأمرني أن [ لا ](10)أسكن من الجبال إلّا وعرها، ومن البحار إلا قعرها(11) والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي ، وأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي ، فأخرج .
فقلت : يا سيدي متى يكون [ هذا ](12) الأمر ؟ فقال : إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة ، واجتمع الشمس والقمر، واستدار بها الكواكب والنجوم ، فقلت : متى يا ابن رسول الله ؟ فقال لي : في سنة كذا وكذا ، تخرج
ص: 160
دابة الأرض من بين الصفا والمروة [ و ](1) معه عصا موسى عليه السلام ، وخاتم سليمان ، يتسوق الناس إلى المحشر .
قال : فأقمت عنده أياماً ، وأذن لي بالخروج بعد أن إستقصيت لنفسي وخرجت نحو منزلي ، والله لقد سرت من مكّة إلى الكوفة . ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيراً ، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً (2).
(66) الشيخ في الغيبة ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة - وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديّاً . قال :سمعت هذه الحكاية من (3) جماعة يروونها عن أبي - رحمه الله - أنّه خرج إلى الحائر (4) ، قال : فلمّا صرت في الحائر إذا شاب حسن الوجه يصلّي ، ثم إنّه ودّع وودّعت ، وخرجنا فجئنا (5) إلى المشرعة ، فقال لي : يا أبا سورة ! أين ترید؟ فقلت : الكوفة . فقال لي : مع من ؟ قلت : مع الناس ، قال[لي ](6): لا نريد نحن جميعاً نمضي . قلت : ومن معنا ؟ فقال : ليس نرید معنا أحداً ، قال : فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة ، فقال لي : هو ذا منزلك ، فإن شئت فامض .
ثم قال لي : ( تمضي ) (7)تمرّ إلى ابن الرازي(8) علي بن يحيى فتقول له :
ص: 161
يعطيك المال الذي عنده . فقلت له : لا يدفعه إلي . فقال لي : قل له : بعلامة أنّه كذا وكذا دیناراً ، وكذا وكذا درهماً ، وهو في موضع كذا وكذا وعليه كذا وكذا ، مغطّى . فقلت له : ومن أنت ؟ فقال : أنا محمد بن الحسن . قلت :فإن لم يقبل منّي وطولبت بالدلالة ؟ فقال : أنا وراءك(1).
فقال (2): فجئت إلى ابن الرازی (3) فقلت له : فدفعني ، فقلت له :( العلامات الّتي قال لي ، وقلت له )(4) : قد قال لي : أنا وراءك (5) فقال :ليس بعد هذا شيء ، وقال : ما(6) يعلم بهذا إلا الله تعالى ، ودفع إلىّ المال (7).
(67) وفي حديث آخر : عنه ، وزاد فيه : قال أبو سورة : فسألني (8) الرجل عن حالي ، فأخبرته بضيقتي(9)وبعيلتي ، فلم يزل يماشيني حتّی انتهينا إلى النواويس في السحر ، فجلسنا ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج ، فتوضّأ ثم صلّى ثلاث ( عشرة ) ركعة ، ثم قال لي ](10): إمض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فاقرء عليه السلام وقل له : يقول لك الرجل : إدفع إلى أبي سورة من السبعمائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار .
وإنّي مضيت من ساعتي إلى منزله ، فدّققت(11) الباب ، فقال : من
ص: 162
هذا ؟ فقلت [ قولي](1) لأبي الحسن : هذا أبو سورة ، فسمعته يقول : ما لي ولأبي سورة ، ثم خرج إلى فسلمت عليه ، وقصصت (2)عليه الخبر ، فدخل وأخرج إلىّ مائتى (3) دینار ، فقبضتها، فقال [لي] (4) صافحته ؟ فقلت : نعم ، فأخذ بيدي ووضعها(5)على عينيه ، ومسح بها وجهه .
قال أحمد بن علي : وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبد الله بن الحسن بن بشر الخزّاز (6)، وغيرهما وهو مشهور عندهم)(7) .
(68) الشيخ في الغيبة قال : روى محمد بن یعقوب رفعه عن الزهري قال : طلبت هذا الأمر طلباً شاقاً حتّی ذهب لي فيه مال صالح ، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته ، وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان ، فقال[لي] (8) : ليس إلى ذلك وصول فخضعت فقال[ لي ](9) : بكّر بالغداة ،فوافيت فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجهاً ، وأطيبهم رائحة(10) بهيئةالتجار ، ( وفي كمه شيء كهيئة التجار )(11).
فلمّا نظرت إليه دنوت من العمري ، فأوما إلىّ فعدلت إليه ، وسألته فأجابني عن كلّ ما أردت ، ثم مرّ ليدخل الدار ، وكانت من الدور التي لا
ص: 163
يعترف(1) بها، فقال العمري : إن أردت أن تسأل فسل(2)، فإنّك لا تراه بعد ذا ، فذهبت لأسال فلم يسمع ، ودخل الدار وما كلّمني بأكثر من أن قال : ملعون ملعون من أخّر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ، ملعون ملعون من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ، ودخل الدار(3).
(69) الشيخ في الغيبة : عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن علي ، عن عبد الله بن محمد بن خاقان الدهقاني (4)، عن أبي سليمان ( بن ) (5) داود بن غسان البحراني قال : قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي ، (قال)(6) : مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ولد عليه السلام بسرّ من رأى(7) سنة ست وخمسين ومائتين[ و ](8) ، أُمّه صیقل (9) ، ويكنّى أبا القاسم ، بهذه الكنية ، أوصى النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال : إسمه إسمي(10)، وكنيته کنيتي ، لقبه المهدي ، وهو الحجة ، وهو المنتظر ، وهو صاحب الزمان عليه السلام .
قال إسماعيل بن علي : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليها السلام
ص: 164
في الَمرضَةِ (1) التي مات فيها فأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد. وكان الخادم أسود نوبيّاً(2) قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربّی الحسن عليه السلام - فقال( له )(3) : یا عقيد اغل لي ماء بمصطكي (4) ، فأغلى له ، ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف عليه السلام .
فلمّا صار القدح في يده وهمّ بشربه فجعلت يده ترتعد حتّی ضرب القدح ثنايا الحسن عليه السلام ، فتركه [ من يده ](5) وقال العقيد : أدخل البيت فإنك تری صبيّاً ساجداً فأتني به .
قال أبو سهل : قال عقيد: فدخلت أتحرى (6) فإذا أنا بصبي ساجدٌ، رافع (7) سبابته نحو السماء ، فسلّمت عليه ، فأوجز في صلاته ، فقلت : إنّ سيدي يدعوك [بالخروج ](8) إليه ، إذ(9) جاءت أمه صیقل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام .
قال أبو سهل : فلمّا مثل الصبيّ بين يديه سلم فإذا هو درّي اللون ، وفي شعر رأسه قطط ، مفلّج (10) الأسنان ، فلمّا رآه الحسن عليه السلام بكى وقال :
ص: 165
يا سيد أهل بيته أسقني الماء ، فإنّي ذاهب إلى ربّي ، وأخذ الصبيّ القدح المغلى بالمصطکی بیده ، ثم حرّك شفتيه ثم سقاه ، فلمّا شربه قال : هيؤوني للصلاة ،فطرح في حجره منديل فوضّأه الصبيّ واحدة واحدة ، ومسح على رأسه وقدميه .
فقال له أبو محمد عليه السلام : أبشر يا بنيّ فأنت صاحب الزمان ، وأنت المهدي ، وأنت حجّة الله في(1) أرضه ، وأنت ولدي ووصيي ، وأنا ولدتك وأنت ( محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، ولدّك رسول الله وأنت خاتم الأئمة الطاهرين ، وبشّر بك رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسمّاك وكنّاك ، بذلك عهد إليّ أبي ، عن آبائك الطاهرين صلّى الله على أهل البيت ربنا (2) إنه حميد مجيد . ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين (3) .
(70) الشيخ في الغيبة : عن أحمد بن علي الرازي ، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمّي (4) ، قال : حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني [ في منصرفه من
ص: 166
اصفهان] (1) ، قال : حججت في سنة إحدى وسبعين (2) ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا ، فلمّا قدمنا مكّة تقدّم بعضهم فاکترى لنا داراً في زقاق (3) بين سوق الليل ، وهي دار خديجة عليها السلام تسمى دار الرضا عليه السلام ، وفيها عجوز سمراء ، فسألتها - لما وقفت على إنها(4) دار الرضا عليه السلام -: ما تكونين من أصحاب هذه الدار ؟ ولم سميت دار الرضا عليه السلام ؟ فقالت : أنا من مواليهم ، وهذه دار الرضا علي بن موسى عليها السلام أسكننيها (5)الحسن بن علي عليها السلام ، فإني كنت من خدمه .
فلمّا سمعت ذلك منها آنست بها وأسررت الأمر من رفقائي المخالفين ، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار ، ونغلق الباب ، ونلقى خلف الباب حجراً كبيراً كنّا نديره(6) خلف الباب ، فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنّا فيه شبيهاً بضوء المشعل ، ورأيت الباب قد انفتح ، ولا أرى أحداً فتحه من أهل الدار ، ورأيت [ رجلاً ](7) ربعة أسمر إلى الصفرة ما هو قليل اللحم ، في وجهه سجّادة ، عليه قميص(8)وإزار رقيق قد تقنّع به ، وفي رجله نعل طاق ، فصعد إلى الغرفة في [ الدار ](9)حيث كانت العجوز تسكن ، وكانت تقول لنا : إنّ في الغرفة إبنتي(10) لا تدع أحداً يصعد إليها ، فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضيء في الرواق [ على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها ، ثم أراه في الغرفة] (11)من غير أن أرى
ص: 167
السراج بعينه .
وكان الذين معي يرون مثل ما أرى ، فتوهّموا أن يكون هذا الرجل يختلف (1) إلى إبنة العجوز وأن يكون قد تمتّع منها(2) ، فقالوا : هؤلاء العلوية برون المتعة ، وهذا حرام لا يحل فيها زعموا ، وكنا نراه يدخل ويخرج ونجيء إلى الباب وإذا الحجر على حاله (الذي) تركناه ، وكنّا نغلق هذا الباب خوفاً على متاعنا ، وكنّا لا نرى أحداً يفتحه ولا يغلقه ، والرجل يدخل ويخرج ، والحجرخلف الباب إلى وقت ننحيه (3) إذا خرجنا .
فلمّا رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي ووقعت في قلبي فتنة ، فتلطّفت العجوز وأحببت أن أقف على خبر الرجل ، فقلت لها : با فلانة إنّي أحبُّ أن أسألك وأفاوض من غير حضور من معي فلا أقدر عليه ، وأنا أحب إذا رأيتني (4) في الدار وحدي أن تنزلي إليّ لأسألك عن أمر .
فقالت لي مسرعة : وأنا أريد أن أسر إليك شیئاً فلم يتهيأ لي ذلك من أجل من معك ، فقلت : ما أردت أن تقولي ؟ فقالت : يقول لك . ولم تذكراحداً - : لا تخاشن (5) أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم ، فإنّهم أعداؤك ودارهم ، فقلت لها: من يقول ؟ فقالت : أنا أقول ، فلم أجسر لما دخل قلبي (6)من الهيبة أن أراجعها، فقلت : أي أصحابي تعنين ؟ وظننت(7)أنّه ا تعني رفقائي الذين كانوا حجّاجاً معي ، قالت : شركاؤك الذين ( كانوا ) (8) في
ص: 168
بلدك وفي الدار معك ، وكان جرى بيني وبين الذين(1) معي في الدار عنت في الدین ، فسعوا بي حتّی هربت واستترت بذلك السبب فوقفت على أنّها عنت أولئك .
فقلت لها: ما تكونين أنت من الرضا عليه السلام ؟ فقالت : كنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام ، فلمّا استيقنت ذلك قلت : لأسألنّها(2) عن الغائب ، فقلت ( ها )(3) : بالله عليك رأيته(4) بعينك ؟ فقالت : يا أخي لم أره بعيني ، فإني خرجت وأختي حبلى ، وبشّرني الحسن بن علي عليهما السلام بأني سوف أراه في آخر عمري ، وقال لي : تكونين له کما کنت(5) ولي ، وأنا اليوم منذ كذا بمصر ، وإنما قدمت الآن بكتابة (6) ونفقة وجه بها إليّ على يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية وهي ثلاثون ديناراً ، وأمرني أن أحجَّ سنتي هذه ، فخرجت رغبة منّي في أن أراه ، فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه ( يدخل ويخرج )(7) هو .
فأخذت عشرة دراهم صحاحاً فيها ستّة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبّاتها لألقيها في مقام إبراهيم عليه السلام ، وكنت نذرت ونویت ذلك ، فدفعتها إليها وقلت في نفسي : أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة عليها السلام أفضل مما ألقيها في المقام وأعظم ثواباً ، فقلت لها : أدفعي هذه الدراهم إلى من يستحقّها من ولد فاطمة عليها السلام ، وكان في نياًتي أنّ الذي رأيته هو الرجل وإنّما تدفعها إليه فأخذت الدراهم ، وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت ، فقالت : يقول لك : ليس لنا فيها حقّ ، إجعلها في الموضع الذي
ص: 169
نویت ، ولكن هذه الرضوية خذ منّا بدلها وألقها في الموضع الذي نویت ،ففعلت وقلت في نفسي : الذي أمرت به عن الرجل .
ثم كان معي نسخة « توقيع ( خرج )(1) إلى القاسم بن العلاء بأذربيجان ، فقلت لها: تعرضين هذه النسخة « على إنسان قد رأى توقيعات الغائب ،فقالت : ناولني فإنّي (2)أعرفها(3)فأريتها النسخة « وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ ، فقالت : لا يمكنّي أن أقرأ في هذا المكان ، فصعدت الغرفة ثم نزلت(4) فقالت : صحيح ، وفي التوقيع أبشّركم ببشری ما بشّرت به [ إيّاه ](5) وغيره .
ثم قالت : ويقول لك : إذا صلّيت على نبيك صلى الله عليه وآله كيف تصلّي ( عليه )(6) ؟ فقلت : أقول : اللَّهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد ، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . فقالت : لا ، إذا صلّيت عليهم فصلّ عليهم كلّهم وسمّهم ، [ فقلت : نعم ](7).
فلمّا كان (8)من الغد نزلت ومعها دفتر صغير فقالت : يقول لك : إذا صليت على النبي وآله صلى الله عليه وآله فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة ، ( فأخذتها )(9) وكنت أعمل بها ، ورأيت عدّة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم ، وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه - أعني الضوء - ولا أرى أحداً حتّی يدخل المسجد ، وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتّى يأتون باب هذه الدار ، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعاً معهم ، ورأيت
ص: 170
العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع ، فيكلّمونها وتكلّمهم ، ولا أفهم عنهم(1)، ورأيت منهم في منصرفي(2) جماعة في طريقي إلى أن قدمت [ إلى ](3) بغداد(4).
نسخة الدفتر الذي خرج : بسم الله الرحمن الرحيم : اللّهم صلّ على محمد سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وحجّة ربّ العالمين ، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الضلال ،المطهر من كلّ آفة ، البريء من كلّ عيب ، المرسل(5) للنجاة ، المرتجي للشفاعة ، المفوّض إليه دين الله . اللهم شرف بنیایه ، وعظّم برهانه ، وأفلح حجّته ، وارفع درجته ، وأضىء نوره ، وبيّض وجهه ، وأعطه الفضل والفضيلة ، ( والوسل والوسيلة ، والدرجة الرفيعة )(6) ، وابعثه المقام المحمود ، يغبطه به الأوّلون والأخرون .وصلّ على عليّ أمير المؤمنين ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين[ وسيد الوصيين ](7)، وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على الحسن بن علي إمام المؤمنين ، وحجّة رب العالمين ، ووارث المرسلين ، وصلّ على الحسين بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على علي بن الحسين إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة رب العالمين ، وصلّ على محمد بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على
ص: 171
جعفر بن محمد إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على موسى بن جعفر إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ،وصلّ على علي بن موسى إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ،وصلّ على محمد بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ،وصلّ على علي بن محمد إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ،وصلّ على الحسن بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجّة ربّ العالمين .
اللّهم صل على محمد وأهل بيته ، الأئمّة الهادين المهدييّن ، العلماء الصادقين الأبرار المتّقين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ، وتراجمة وحيك ،وحججك على خلقك ، وخلفائك في أرضك ، الذين اخترتهم لنفسك ،واصطفيتهم على عبادك ، وارتضيتهم(1) لدينك، وخصصتهم بمعرفتك ،وجلتهم بكرامتك ، وغشّيتهم برحمتك ، وربيّتهم بنعمتك ، وغذّيتهم بحكمتك ، وألبستهم [ من ](2) نورك ، ورفعتهم [ في ملكوتك ](3) وحففّتهم ملائكتك ، وشرّفتهم بنبيّك .
اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيّبة ، لا يحيط بها إلا أنت ، ولا يسعها إلّا علمك ، ولا يحصيها أحد غيرك .اللّهم [ و ](4)صل على وليك المحيي سنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ، وحجتك على خلقك ، وخليفتك في أرضك ، وشاهدك على عبادك . اللهم أعزّ نصره ، وامدد(5)في عمره ، وزیّن الأرض بطول بقائه ، اللّهم
ص: 172
أكفّه بغي الحاسدين ، وأعذه من شّر الكائدين ، وازجر(1)عنه إيرادة الظالمين ،وتخلّصه(2) من أيدي الجبارين .
اللّهم أعطه في نفسه وذريته وشیعته ورعيّته وخاصّته وعامّته وعدوّه وجميع أهل الدنيا ما تقرّ به عينه ، ويسرّ به نفسه ، وبلّغه أفضل أمل (3) في الدنيا والآخرة إنك على كلّ شيء قدير . اللّهم جدّد به ما محي من دينك ، وأحي به ما بدّل من كتابك ، وأظهر به ما غيرّ من حكمك حتّی يعود دينك به ، وعلى يديه غضاً جديداً خالصاً مخلصاً لا شكّ فيه ، ولا شبهة معه ، ولا باطل عنده ، ولا بدعة لديه . اللهم نوّر بنوره کل ظلمة ، وهدّ بركنه كلّ بدعة ، واهدم بعزته كلّ ضلالة ، وأقصم به كلّ جبّار ، وأحمد بسيفه كلّ نار ، وأهلك [ بعدله] (4) كلّ جبار ، وأجر حكمه على كل حكم ، وأذلّ بسلطانه (5)كلّ سلطان .اللّهم أذلّ كلّ من ناواه ، وأهلك من عاداه ، وامكر من کاده ،واستأصل من (6)جحد حقّه ، واستهان بأمره ، وسعى في إطفاء نوره ، وأرادإخماد ذكره .اللّهم صلّ على محمد المصطفى ، وعلي المرتضى ، وفاطمة الزهراء ،والحسن الرضي (7) والحسين الشهيد (8)، وجميع الأوصياء ، ومصابيح الدجى ،
ص: 173
وأعلام الهدى ، ومنار (1) انتقى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين ، والصراط المستقيم .وصلّ على وليّك ، وولاة عهده ، والأئمة من ولده ، ومدّ في أعمارهم ، وزد في آجالهم ، وبلّغهم أقصى آمالهم دیناً ودنياً (2) وآخراً (3) إنّك على كل شيء قدیر (4).
قال : كنت بالحائر زائراً (1) عشية عرفة ، فخرجت متوجهاً على طريق البر، فلمّا انتهيت ( إلى )(2) المسنّاة جلست إليها مستريحاً ، ثم قمت أمشي وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي : هل لك في الرفق ؟ قلت : نعم ، فمشينا معاً يحدّثني وأحدّثه ، وسألني عن حالي فأعلمته أنّي مضيّق لا شيء معي ولا في يدي ،فالتفت إلىّ فقال لي : إذا دخلت الكوفة فأت ( دار )(3) أبي طاهر الزراري (4)فاقرع عليه بابه فإنّه سيخرج إليك (5)وفي يده دم الأضحيّة فقل له : يقال لك :أعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير .
فتعجّبت من هذا ، ثم فارقني ومضى لوجهه ( و )(6)لا أدري أين سلك ،ودخلت الكوفة فقصدت(7) ( دار )(8)أبي طاهر محمد بن سليمان الزراري (9) ،فقرعت ( عليه )(10) بابه كما قال لي ، فخرج إلىّ وفي يده دم الأضحية ، فقلت:
ص: 175
له : يقال لك : أعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير ،فقال : سمعاً وطاعة ، ودخل فأخرج إلىّ الصرة ، فسلّمها إلي ، فأخذتهاوانصرفت(1) .
(72) وعنه ، قال : أخبرني جماعة ، عن أبي غالب أحمد بن محمدالزراري (2) ، قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن زید بن مروان ، قال : حدثني أبو عيسى محمد بن علي الجعفري ، وأبو الحسين محمد بن علي [ بن ](3)الرقام ،قالا(4) : حدثنا أبو سورة ، قال أبو غالب : وقد رأيت إبناً لأبي سورة [ وكان أبو سورة ](5) ، أحد مشايخ الزيدية المذكورين .
قال أبو سورة : خرجت إلى قبر أبي عبد الله عليه السلام أريد يوم عرفة فعرفّت (6) يوم عرفة ، فلمّا كان وقت عشاء الآخرة صلّيت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد وإذا شاب حسن الوجه ، عليه جبّة سيفي (7) فابتدأ أیضاًمن الحمد وختم(8)قبلي أو ختمت قبله ، فلمّا كان الغداة خرجنا جميعاّ من باب الحائر ،
ص: 176
فلمّا صرنا على (1) شاطىء الفرات ، قال لي [ الشاب. ](2): أنت تريد الكوفة فامض ، فمضيت طريق الفرات ، وأخذ الشاب طريق البر .
قال أبو سورة : ثم أسفت على فراقه فاتّبعته فقال لي(3) تعال ، فجئنا جميع إلى أصل حصن المساة ، فنمنا جميعاً وانتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق ، فقال لي : أنت مضيّق وعليك عيال ، فامض إلى أبي طاهر الزراري فيخرج (4) إليك من منزله وفي يده الدم من الأضحيّة فقل له : شاب من صفته كذا ( وكذا (5)يقول لك : صرّة فيها عشرون ديناراً جاءك ( بها )(6) بعض إخوانك فخذها منه .
قال أبو سورة : فصرت إلى أبي طاهر [ ابن ](7) الزراري ، كما قال الشاب ، ووصفته له ، فقال : الحمد لله [ و ](8) رأيته ، ودخل وأخرج إليّ الصرّة ( من ) (9)الدنانير فدفعها إليّ ، وانصرفت .
قال أبو عبد الله محمد بن زید بن مروان - وهو أیضاًمن [ أحد ] (10) مشايخ الزيدية - : حدّثت بهذا [ الحديث (11)أبا الحسين(12) محمد بن عبد الله (13) العلوي ونحن نزول بأرض النفير(14) ، فقال : هذا حقّ ، جاءني
ص: 177
رجل شاب ( فاسمت في وجهه بسمة ، وصرفت) (1)الناس كلّهم وقلت[ له ](2): من أنت ؟ فقال : أنا رسول الخلف عليه السلام إلى بعض إخوانه ببغداد ، فقلت له : معك راحلة ، فقال : نعم ، هو(3) في دار الطلحّيين ، فقلت له : قم فجيء بها ووجهت معه غلاماً فأحضر راحلته ، وأقام عندي يومه (4) ذلك ، وأكل من طعامي ، وحدّثني بكثير من سرّي وضميري ، قال : فقلت له : على أي طريق تأخذ ؟ قال : أنزل إلى هذه النجفة (5) ، ثم آتي وادي الرملة ، ثم أتي الفسطاط ، واتبع (6) الراحلة فاركب إلى الخلف عليه السلام [ إلى المغرب ](7) .
قال أبو الحسين محمد بن عبد الله (8) : فلا كان من الغد ركب راحلته فركبت معه حتّی إذا صرنا إلى قنطرة دار صالح فعبر الخندق [ وحده ] (9) وأنا أراه حتّی نزل النجفة (10)، وغاب عن عيني .
قال أبو عبد الله محمد بن زيد: فحدّثت أبا بكر محمد بن أبي دارم التميمي(11)۔
ص: 178
وهو من أحد مشايخ الحشوية(1) - بهذين الحديثين ، فقال : هذا حق ، جاءني منذ سنيّات(2) ابن أخت أبي بكر [ ابن (3) النخالي النجار(4) .
وهو صوفي [ يصحب] (5) الصوفية . فقلت : من أنت(6)وأين كنت ؟ فقال لي : أنا مسافر منذ سبع عشر سنة ، فقلت له : فأيش (7) أعجب ما رأيت ؟
فقال : نزلت بالإسكندرية(8) في خان ينزله الغرباء ، وكان في وسط الخان:
ص: 179
مسجد يصلّي فيه أهل الخان ، وله إمام ، وكان شاب يخرج من بيت له ( أو )(1) غرفة فيصلّي خلف الإمام ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة .
قال : فقلت . لما طال ذلك عليّ ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء -أنا (2) والله أحب خدمتك والتشرّف بين يديك ، فقال : شأنك ، فلم أزل أخدمه حتّی أنس بي الأنس التام ، فقلت له ذات يوم : من أنت أعزك الله ؟
قال : أنا صاحب الحق ، فقلت له : يا سيدي [ متى تظهر ](3)؟ فقال : ليس هذا أوان ظهوري وقد بقي مدّة من الزمان فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته (4)من صلاة الجماعة ، وترك الخوض فيما لا يعنيه إلى أن قال : أحتاج إلى السفر ، فقلت[ له ](5) : أنا معك .
ثم قلت له : [ يا سيدي ](6)متى يظهر أمرك ؟ قال : علامة ظهور أمري : كثرة (7) الهرج والمرج والفتن ، وآتي مكّة فأكون في المسجد الحرام ،فيقول الناس(8): أنصبوا لنا إماماً ، ويكثر الكلام حتّی يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي ثم يقول : يا معشر الناس هذا المهدي أنظروا إليه ، فيأخذون بيدي وينصبوني بين الركن والمقام ، فيبايع الناس عند أياسهم منّي .
قال : وسرنا إلى ساحل البحر فعزم على ركوب البحر [ فقلت له : يا سيدي أنا والله أفرق من ركوب البحر](9) ، فقال : ويحك تخاف وأنا معك ؟!
فقلت : لا ، ولكن أجبن ، قال : فركب البحر وانصرفت عنه (10).
ص: 180
(73) الشيخ في الغيبة ، قال : أما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة فأولهم(1) من نصبه أبو الحسن علي بن محمد العسكري ، وأبو محمد الحسن بن علي بن محمد [ إبنه ](2) عليهم السلام وهو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري - رحمه الله - وكان أسدياً ، وإنّما سمّي العمري : لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري(3)- رحمه الله - .
قال أبو نصر : كان أسدّيا فنسب (4)إلى جدّه ، فقيل : العمري .
وقد قال قوم من الشيعة : إن أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال( له )(5) : لا يجمع على امرىء بين (6) عثمان وأبي عمرو ، وأمر بکسر کنیته ، فقيل : العمري .
ويقال له : العسكري أیضاً، لأنه كان من عسكر سرّ من رأی .
ويقال له : السان ، لأنه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر ، وكان
ص: 181
الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوها إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقيّة وخوفاً (1) .
(74) ثم قال الشيخ : فأخبرني (2)جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى ، عن أبي علي محمد بن همّام الإسكافي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمّي ، قال : دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت : يا سيدي إنّي (3) أغيب وأشهد ، ولا يتهيّا لي الوصول إليك إذا شهدت في كلّ وقت فقول من نقبل ؟ وأمر من نمتثل ؟ فقال لي صلوات الله عليه : هذا أبو عمرو ، الثقة الأمين، ما قاله لكم فعنّي يقوله(4)، وما أدّاه [ إليكم](5)فعنّي يؤدّیه(6).
فلمّا مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت إلى أبي محمد إبنه الحسن (7)العسكري عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام : مثل قولي الأبيه ، فقال [لي ](8): هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ثقة الماضي ، وثقتي في المحيا والممات (9)، فيما قاله لكم ( عنّي )(10) فعنّي يقوله ، وما أدّاه(11)إليكم فعنّي يؤديه .
ص: 182
قال أبو محمد هارون بن موسى : قال أبو علي : قال أبو العباس الحميري : فكنّا كثيراً ما نتذاكر هذا القول ، ونتواصف جلالة محلّ أبي عمرو(1).
(75) ثم قال الشيخ : وأخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ، قال : حججنا في بعض السنين بعد مضيّ أبي محمد عليه السلام فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السلام ، فرأيت أبا عمرو عنده ، فقلت : إن هذا الشيخ - وأشرت إلى أحمد بن إسحاق - وهو عندنا الثقة المرضي ، حدّثنا فيك بكيت وكيت ، واقتصصت عليه ما تقدم - يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحله - وقلت : ( أنت )(2) الآن ممن(3) لا يشكّ في قوله وصدقه ، فأسألك بحقّ الله وبحق الإمامين اللذين وثّقاك ، هل [ رأيت ](4) ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان ؟ فبكى ثم قال : على ألا تخبر بذلك أحدة وأنا حي ، قلت : نعم ، قال : قد رأيته عليه السلام وعنقه هكذا - یرید أنها أغلظ الرقاب حسناً وتماماً . قلت : فالإسم ؟ قال : [ قد ](5)نهيتهم عن هذا (6) .
(76) الشيخ في الغيبة ، بإسناده ، قال جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز ، عن جماعة من الشيعة منهم : علي بن بلال(7) وأحمد بن
ص: 183
هلال(1) ، ومحمد بن معاوية بن حكيم ، والحسن بن أيوب بن نوح(2) ، في خبرطويل [ مشهور ](3) قالوا جميعا :
إجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام نسأله عن الحجة من بعده ، وفي مجلسه عليه السلام أربعون رجلا ، فقام إليه عثمان بن سعید بن عمرو العمري فقال له : يا ابن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر(4)أنت أعلم به مني . فقال له : إجلس یا عثمان ، فقام مغضبا ليخرج ، فقال : لا يخرجن أحد ، فلم يخرج منا أحد إلى ( أن )(5) کان بعد ساعة ، فصاح عليه السلام بعثان ، فقام على قدميه .
ص: 184
فقال : أخبركم بما جئتم ؟ قالوا : نعم يا ابن رسول الله ، قال : جئتم تسألوني عن الحجّة من بعدي ، قالوا : نعم ، فإذا غلام كأنّه قطعة قمر ، أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتّی يتمّ له عمر ، واقبلوا من عشان ما يقوله ، وانتهوا إلى أمره ، وأقبلوا قوله ، فهو خليفة إمامكم ، والأمر إليه ، في حديث طويل(1).
(77) الشيخ في الغيبة : بإسناده قال : قال ابن نوح : أخبرني أبو نصر هبة الله ابن بنت(2) أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال : كان لأبي جعفر محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه - کتب مصنفة في الفقه مما سمعها عن أبي محمد الحسن عليه السلام ، ومن الصاحب عليه السلام ومن أبيه [ عثمان بن سعيد ، عن أبي محمد ، وعن أبيه ](3)علي بن محمد عليهما السلام (4) .
(78) ابن بابویه في الغيبة قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(5)- رضي الله عنه - قال : كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن
ص: 185
روح - قدّس الله روحه - مع جماعة فيهم : علي بن عيسى القصري ، فأقبل (1)إليه رجل فقال له : ( إني )(2) أريد أن أسألك عن شيء ، فقال له : سل عما بدا لك ، فقال الرجل : أخبرني عن الحسين بن علي عليها السلام أهو ولي الله ؟ قال نعم . قال : أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله ؟ قال : نعم .
قال الرجل : فهل يجوز أن يسلط الله عزّ وجلّ عدوه على وليّه ؟
فقال له أبو القاسم الحسين بن روح - قدس الله روحه. : إفهم عنّي ما أقول لك ، إعلم أنّ الله عزّ وجلّ لا يخاطب الناس بمشاهدة (3) العيان ، ولا يشافههم بالكلام ، ولكنّه جل جلاله يبعث إليهم رسلاً من أجناسهم وأصنافهم بشراً مثلهم ، ولو(4)بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم ، فلمّا جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، قالوا لهم : أنتم [ بشر](5) مثلنا ولا نقبل منكم حتّی تأتونا بشيء نعجز أن نأتي بمثله ، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه ، فجعل الله عزّ وجلّ لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها ، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار فغرق [ جميع ](6) من طغى وتمرد ، ومنهم من ألقي في النار
فكانت ( عليه ) (7) برداً وسلاماً ، ومنهم من أخرج [ من الحجر الصلد] (8) ناقة وأجرى من ضرعها اللبن ، ومنهم من فلق له البحر ، وفجر [ له ] (9)من الحجر
ص: 186
العيون ، وجعل له العصا اليابسة ثعباناً تلقف ما يأفون ، ومنهم من أبرا الأكمه والأبرص وأحيى الأموات بإذن الله تعالى ، وأنبأهم بما يأكلون وبما(1)یدّخرون في بيوتهم ،ومنهم من انشقّ له القمر ، وكلّمته البهائم مثل البعيروالذئب وغير ذلك .
فلمّا أتوا بمثل ذلك (2) وعجز الخلق عن أمرهم وعن أن يأتوا(3) بمثله كان من تقدير الله عزّ وجلّ ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه عليهم السلام مع هذه القدرة ( و ) (4) المعجزات في حالة غالبين وفي أخرى مغلوبين ، وفي حال مقهورين وفي حال قاهرين ، ولو جعلهم الله عزّ وجلّ في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم ، لاتّخذهم الناس آلهة من دون الله عزّ وجلّ ،ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والإختبار ، ولكنّه عزّ وجلّ جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا على (5)حال المحنة والبلوى صابرین ، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاکرین ، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين [ غير شامخين ](6)ولا متجبّرين ، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم ومدبّرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله ، وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحدّ فيهم وادّعى الربوبية لهم ، أو عاند أو (7) خالف وعصى وجحد(8) بما أتت به الأنبياء والرسل عليهم السلام [ و ](9)«ليهلك من هلك عن بيّنة ويحي من حيّ عن بيّنة» (10)
ص: 187
قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضي الله عنه - : فعدت إلى الشيخ أبي القاسم [بن الحسين ](1) بن روح . قدس الله روحه - من الغد وأنا أقول في نفسي : أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه فابتدأني فقال ( لي )(2) : یا محمد بن إبراهيم لأن أخّر من السماء فتخطفني الطير أو تهوى بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله عزوجل برأيي ، أو (3)من عند نفسي ، بل ذلك عن الأصل، ومسموع من(4) الحجّة صلوات الله عليه وسلامه (5) .
(80) الشيخ في الغيبة قال : حكى أبو غالب الزراري(1)، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى المعادي (2) ، قال : كان رجل من أصحابنا
قد انضوی (3) إلى أبي طاهر بن بلال بعدما وقعت الفرقة ، ثم إنه رجع عن ذلك وصار في جملتنا، فسألناه عن السبب ، قال : كنت عند أبي طاهر [ بن بلال ](4) يوما وعنده أخوه أبو الطيب (5) ، وابن حوز(6) ، وجماعة من أصحابنا(7) إذ دخل ( عليه )(8) الغلام ، فقال : أبو جعفر العمري على
ص: 189
الباب ، ففزعت [ الجماعة ](1) لذلك وأنكرته للحال التي كانت جرت (2) ،وقال : يدخل ، فدخل أبو جعفر - رضي الله عنه - فقام له أبو طاهر والجماعة وجلس في صدر المجلس، وجلس أبو طاهر كالجالس بين يديه ، فأمهلهم(3) إلى أن سكتوا .
ثم قال : يا أبا طاهر نشدتك ( الله - أو نشدتك ) (4) بالله - ألم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال [ إلىّ ](5) ؟ فقال : اللَّهم نعم ،فنهض أبو جعفر - رضي الله عنه - منصرفاً ، ووقعت على القوم سكتة ، فلاتجلت عنهم قال له أخوه أبو الطيب : من أين رأيت صاحب الزمان ؟ فقال أبوطاهر :
بلغني(6) أبو جعفر - رضي الله عنه - إلى بعض دوره ، فأشرف علي من علوّ داره فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه ، فقال له أبو الطيب : ومن أين علمت أنّه صاحب الزمان عليه السلام ؟ قال : [ قد ](7) وقع عليّ من الهيبة له ، ودخلني من الرعب منه ما علمت أنّه صاحب الزمان عليه السلام ، فكان هذا سبب إنقطاعي عنه (8) .
(81) الشيخ في غيبته : عن أحمد بن علي الرازي ، [ عن محمد بن
ص: 190
علي ](1) عن علي بن السميع بن دنان(2) ، عن محمد بن علي بن أبي الدارين (3)، ( عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عبد الله )(4) ، عن أحمد بن روح الأهوازي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن حكيمة في حديث ولادة القائم عليه السلام قالت : فلمّا كان في اليوم الثالث إشتّد شوقي إلى ولي الله ، فأتيتهم عائدة فبدأت بالحجرة التي فيها الجارية فإذا أنا بها جالسة في مجلس المرأة النفساء ، وعليها أثواب صفر وهي معصبة الرأس ، فسلمت عليها والتفت إلى جانب البيت فإذا بمهد عليه أثواب خضر ، فعدلت إلى المهد ورفعت عنه الأثواب فإذا أنا بولي الله نائم على قفاه غير محزوم(5) ولا مقموطة(6) ، ففتح عينيه وجعل يضحك ويناجيني بأصبعه فتناولته وأدنيته إلى فمي لأقبّله فشممت منه رائحة ما شممت قط أطيب منها وناداني أبو محمد عليه السلام : يا عمتي ! هلمي فتاي إلي ، فناولته (7) ، وقال : يا بني أنطق ، وذكر (8)الحديث ، وفي آخر الحديث وقال : ردّيه إلى أنّه [ یا عمة ](9) واكتمي خبر هذا المولود علينا ،ولا تخبري به أحداً حتّی يبلغ الكتاب أجله . فأتيت أمّه وودعتهم وذكر الحديث إلى آخره .
والروايات عن حكيمة قد تقدمت في أوّل الكتاب في أحاديث ميلاده عليه السلام (10).
ص: 191
(82) أبو جعفر محمد بن جریر الطبري في مسند فاطمة عليها السلام
قال : حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعکبري ، قال : حدثني أبو الحسين بن أبي العلاء (1) الكاتب ، قال : تقلّدت عملاً من(2)أي منصور بن الصالحان(3) ، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري ، فطلبني وأخافني .
فمكثت مستراً خائفاً ، ثم قصدت مقابر قریش ليلة الجمعة ، واعتمدت البيّت(4) هناك للدعاء والمسألة ، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن (5) جعفر القيم أن يغلّق الأبواب ، وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو [ ما أريده ] (6) من الدعاء والمسألة ، وأمن من دخول إنسان . ممّا لم آمنه ، وخفت من لقائي له ، ففعل وقفل الأبواب ، وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع .
ومكثت أدعو وأزور وأصلي فبينا (7) أنا كذلك إذ [ سمعت ](8)وطأة عند مولانا موسى عليه السلام وإذا رجل يزور ، فسلم على آدم وأولي العزم عليهم السلام ، ثم الأئمة عليهم السلام واحداً واحداً إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام ( فلم يذكره )(9)، فعجبت من ذلك وقلت له (10) :
ص: 192
لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا المذهب لهذا الرجل ، فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين ، وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر عليه السلام فزار مثل [ تلك ](1)الزيارة وذلك السلام ، وصلّى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ، ورأيته شاباً تاماً من الرجال ( و )(2)عليه ثياب بيض (3)، وعامة متحنك بها بذوابه(4) ،ورداء على كتفه مسبل فقال ( لي )(5): يا أبا الحسين بن أبي العلاء(6)أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت : وما هو يا سيدي ؟ فقال : تصلّي ركعتين وتقول :
«یا من أظهر الجميل وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، ياعظيم المن ، یاکریم الصفح [ یا مبتدىء النعم قبل استحقاقها ](7)، یا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا منتهى كلّ نجوى ، ويا غاية كلّ شكوى ، ( و )(8)يا عون كلّ مستعين ، یا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها «يا رباه ، عشر مرات ، و یا سیداه ،عشر مرات ، « یا مولاه ، عشر مرات [ «یا غابتاه ، عشر مرات ](9)، «یامنتهى [ غاية ](10) رغبتاه » عشر مرات ، أسألك بحقّ هذه الأسماء ، وبحق محمد وآله الطاهرين عليهم السلام إلا ما كشفت كربي ، ونفست همي ،وفرجت عنّی (11)، وأصلحت حالي ، وتدعو بعد ذلك بما شئت (12)، وتسأل
ص: 193
حاجتك ، ثم تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرّة في سجودك :« یا محمد یا علي ، يا علي يا محمد ، أكفياني ( فإنّکما کافياني )(1) وانصراني فإنكما ناصراني ، وتضع (2)خدك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرة :و أدركني ، وتكررها کثیراً وتقول : « الغوث الغوث](3) الغوث، حتّی ينقطع نفسك ، وترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى ، فلا إشتغلت(4) بالصلاة والدعاء خرج.
فلمّا فرغت خرجت لابن(5)جعفر لأسأله عن الرجل وكيف [ قد](6)دخل فرأيت الأبواب على حالها [ مغلّقة ](7) مقفّلة ، فعجبت من ذلك ،وقلت : لعله بات ههنا(8) ولم أعلم ، فأنبهت ابن جعفر القيّم ، فخرج إلىّ من بيت الزيت(9) فسألته عن الرجل ودخوله فقال : الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها(10) فحدثته بالحديث فقال : [ هذا ] (11) مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد شاهدته دفعات (12) في مثل هذه الليلة عند خلوّها من الناس ،فتأسّفت على ما فاتني منه .
وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستتراً فيه ، فما أضحى النّهار إلّا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي
ص: 194
( فيه )(1)، ويسألون عنّی أصدقائي ومعهم أمان من الوزير ، ورقعة بخطه فيها كل جميل ، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده ، فقام والتزمني وعاملني بمالم أعهده منه ، وقال : انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ؟ فقلت : قد كان مني دعاء ومسألة ، فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان - صلوات الله عليه - في النوم - يعني ليلة الجمعة -وهو يأمرني بكل جميل ، ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها ، فقلت : لا إله إلا الله أشهد أنّهم الحق ومنتهى الحق (2)، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي:كذا وكذا ، وشرحت ما رأيته في المشهد، فعجب من ذلك وجرت منه أمور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الأمر (3) عليه السلام (4) .
(83) الحضيني في هدايته : بإسناده عن [ أبي محمد](5) عيسى بن مهدي الجوهري قال : خرجت في سنة ثمان وستين ومائتين إلى الحج ، وكان قصدي المدينة حيث صح عندنا أن صاحب الزمان عليه السلام قد ظهر ، فاعتلت وقد خرجنا من فيد(6) [وقد ] تعلقت(7) نفسي شهوة السمك والتمر ، فلمّا وردت
ص: 195
المدينة ولقيت بها إخواننا وبشروني بظهوره عليه السلام بصاریا(1) .
فصرت إلى صاريا ، فلمّا أشرفت على الوادي رأيت عنيزات (2)عجافة تدخل القصر ، فوقفت أرقب الأمر إلى أن صليت العشائين (3) وأنا أدعو وأتضرع وأسأل ، فإذا (4) ببدر الخادم يصيح بي : يا عيسى بن مهدي الجوهري أدخل ، فكبرت وهللت وأكثرت من حمد الله عزّ وجلّ والثناء عليه .
فلمّا صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة ، فمرّ بي الخادم [ إليها] (5)فأجلسني عليها وقال لي : مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك وأنت خارج من فيد ، فقلت في نفسي : حسبي بهذا برهاناً فكيف آكل ولم أر سيدي [ ومولاي] (6) ، فصاح [ بي ](7) : یا عیسی کل من طعامك فأنت(8) تراني [ فجلست ](9) على المائدة ، فنظرت فإذا فيها سمك ( حار يفور ، وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا ، وبجانب التمر لبن ، فقلت في نفسي : [ أنا ](10)عليل وسمك)(11) وتمر ولبن ، فصاح بي : يا عيسى أتشكّ(12)في أمرنا [أ](13) فأنت أعلم بما ينفعك و [ ما ](14) يضرّك ، فبكيت واستغفرت
ص: 196
الله ، وأكلت من الجميع ، وكلّما رفعت يدي منه لم يتبيّن موضعها فيه [ و ](1) وجدته أطيب ما ذقته(2) في الدنيا ، فأكلت منه كثيراً حتّی استحييت .
فصاح بي : لا تستحي يا عيسئ فإنه من طعام الجنّة ، لم تصنعه يد مخلوق ، فأكلت فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من أكله ، فقلت : [ يا ] (3) مولاي حسبي ، فصاح ( بي )(4): أقبل إلي ، فقلت في نفسي : آتي مولاي ولم أغسل بدي، فصاح بي: يا عيسى (مما الماء)(5)وهل لمّا أكلت (غمر)؟ فشممت يدي فإذا هي أعطر (6) من المسك والكافور ، فدنوت منه عليه السلام فبدا لي نور أعشى(7) بصري ورهبت حتّی ظننت أن عقلي قد اختلط ، فقال ( لي )(8): یا عيسى ما كان لكم أن تزوروني و [ لو ](9)لا المكذّبون القائلون : بأي هو(10)، ومتى كان ، وأين ولد ، ومن رآه ، وما الذي خرج إليكم منه ، وبأي شيء نبّاكم ، وأي معجز أتاكم ، أما والله لقد رفضوا أمير المؤمنين عليه السلام [ مع ما رأوه ](11)، وقدموا عليه وكادوه وقتلوه ، وكذلك فعلوا بآبائي عليهم السلام ولم يصدقوهم ونسبوهم إلى السحرة والكهنة ، وخدمة الجنّ ، ( إلى ) [ أن قال : ](12)، یا عیسى ! فخبّر(13)أولياءنا بما رأيت ، وإيّاك [ أن ](14) تخبر عدواً فتسليه .
ص: 197
فقلت : يا مولاي ! أدع لي بالثبات ، فقال لي : ولو لم يثبتك الله ما رأيتني ، فامض لحجّتك راشداً ، فخرجت أكثر حمداً لله وشكراً(1).
(84) الراوندي في الخرائج والجرائح قال : روي عن أبي الحسن [ المسترق ](2) الضرير قال : كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة (3) فتذاكرنا(4) أمر الجماعة(5) قال : كنت أزري عليها إلى أن حضرت مجلس عمّي الحسين (6)يوما فأخذت أتكلم في ذلك فقال : يا بنيّ قد
ص: 198
كنت أقول مقالتك(1) هذه إلى أن ندبت لولاية قم حين استصعبت على السلطان ، وكان كلّ من ورد عليها من جهة السلطان يحاربه أهلها ، فسُلِّم إلي جيش وخرجت نحوها .
فلمّا بلغت إلى ناحية طرز(2) خرجت إلى الصيد ففاتتني طريدة فأتبعتها وأوغلت في أثرها حتّی بلغت إلى نهر فسرت فيه ، فكلما أسير يتّسع النهر ، فبينا(3) أنا كذلك إذ طلع فارس تحته شهباء وهو متعمّم بعمامة خزّ خضراء ، لا يرى منه سوى عينيه ، وفي رجله خفّان حمراوان فقال [ لي ](4): يا حسين ! ولا احترمني ولا كنّاني ، فقلت : ماذا تريد ؟ قال : كم (5) تزري على الناحية ، ولم تمنع أصحابي ( من )(6) خمس مالك ؟ وكنت الرجل الوقور [ الذي ](7) لا يخاف شیئاً ، فارعدت منه وتهيبته وقلت (8)له : أفعل [ يا سيدي ](9)ما تأمر به .
فقال : إذا مضيت إلى الموضع الذي أنت متوجّه إليه فدخلته عفواً وكسبت ما کسبته(10) فيه ، تحمل [ خمسه ](11) إلى مستحقه ، فقلت : السمع والطاعة ،فقال : إمض راشداً. ولوّى عنان دابته وانصرف ، فلم أدر أي طريق سلك ،فطلبته يميناً وشمالاً فخفي علي أمره ، وازددت رعبأ، وانكفأت (12) راجعاً إلى
ص: 199
عسكري ، وتناسيت الحديث .
فلمّا بلغت قم وعندي أنّني أريد محاربة القوم ، خرج إلىّ أهلها وقالوا : كنّا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا ، فلمّا قد وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك ، أدخل البلد(1) ودبّرها كما ترى ، فأقمت فيها زماناً ، وكسبت أموالاً زائدة على ما كنت أحسبه(2) ، ثم وشي بي القوّاد إلى السلطان ، وحُسدت على طول مقامي وكثرة ما کسبت(3) ، فعزلت ورجعت إلى بغداد ، فابتدأت بدار السلطان وسلّمت ( عليه )(4) وأتيت منزلي ، وجاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري ، فتخطّى الناس حتّی اتكا على تكأتيه(5) فاغظت من ذلك ، ولم يزل قاعداً ما يبرح والناس داخلون وخارجون ، وأنا أزداد غيظاً .
فلمّا تصرّم ( النّاس وخلا)(6)المجلس دنا إلىّ وقال : بيني وبينك سر فاسمعه ، فقلت : قل ، فقال : صاحب الشهباء والنهر يقول : قد وفينا بما وعدناك (7) ، فذكرت الحديث وارتعدت من ذلك وقلت : السمع والطاعة ،فقمت وأخذت بيده ففتحت الخزائن ، فلم يزل يخمّسها إلى أن خمّس شیئاً كنت قد أنسيته ممّا [ كنت ](8)قد جمعته وانصرف ، ولم أشكّ بعد ذلك أبداً ، وتحققت الأمر(9)، فأنا منذ سمعت هذا من عمّي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شکّ (10).
ص: 200
(85) الراوندي قال : روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه(1) قال : لمّا وصلت بغداد في سنة سبع (2) وثلاثين وثلاثمائة للحجّ وهي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلى البيت في مكانه ، كان أكثر (3) همّي الظفر بمن ينصب الحجر ، لأنّه يمضي (4) في أثناء الكتب قصة أخذه ، وأنه (لا يضعه في مكانه إلا الحجّة )(5)في الزمان ، كما في زمان الحجاج وضعه زین العابدين عليه السلام و في مكانه (6)فاستقر ، فاعتللت علّة صعبة خفت منها على نفسي ولم يتهيا [لي ](7) ( ما قصدت له ، فعرفت أن ابن هشام يمضي ، فكتبت رقعة وأعطيته إياها مختومة )(8) ، أسأل فيها عن مدة عمري ، وهل تكون الموتة (9) في هذه العلّة أم لا؟ وقلت (له )(10): همّي ( في )(11) إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه .
ص: 201
(قال هشام : ثم مضيت إلى الحرم وأخذت معي )(1) من يمنع عنّی إزدحام النّاس ، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم ، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه ، وعلت لذلك الأصوات ، فانصرف خارجاً من الباب ، فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عنّي يميناً وشمالاً حتّی ظن بي الإختلاط [ في العقل ](2) ، والناس يفرّجون له ، وعيني لا تفارقه حتّی إنقطع عن النّاس ، فكنت أسرع المشي خلفه وهو يمشي على تؤدة لأُدرکه (3) .
فلمّا حصل [ بحيث ](4) لا أحد يراه غيري ، وقف والتفت إلى فقال (لي )(5) : [ هات ](6) ما معك : فناولته الرقعة ، فقال من غير أن ينظر إليها : قل له : لا خوف عليك في هذه العلة ، ويكون وما لا بدّ منه بعد ثلاثين سنة ، قال : فوقع علىّ الزمع(7) حتّی لم أطق حراكاً وتركني وانصرف . قال أبوالقاسم : ( فحضر)(8) وأعلمني بهذه الجملة .
( قال : فلمّا كان سنة ثلاثين )(9) اعتلّ أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره بتحصيل جهاز قبره (10)، وكتب وصيّته (11)واستعمل الجدّ في ذلك فقيل له :
ص: 202
ما هذا الخوف ؟ ونرجوا أن يتفضل الله بالسلامة ، فما عليك مخوفة(1) ، فقال : هذه السنة التي خوّفت فيها ، فمات في علّته ( ومضی)(2)(3).
(89) الراوندي قال : إن أبا محمد الدعلجي (4) كان له ولدان ، وكان من خیار (5) أصحابنا، وكان قد سمع الأحاديث ، وكان أحد ولديه على الطريقة المستقيمة وهو أبو الحسن ، ( و )(6) كان يغسّل الأموات ، وولد آخر يسلك مسالك الأحداث في فعل الحرام (7) ، و ( كان قد )(8) دفع إلى أبي محمد حجة يحجّ بها عن صاحب الزمان عليه السلام ، وكان ذلك عادة الشيعة[ وقتئذٍ](9) ، فدفع إلى ولده المذكور بالفساد شیئاً منها ، وخرج إلى الحج .
فلمّا عاد حكى أنّه كان واقفاً بالموقف فرأى إلى جانبه شاباً حسن الوجه ،أسمر اللون [ بذؤابتين ](10)، مقبلاً على شأنه في الإبتهال والدعاء والتضرع وحسن العمل ، فلا قرب نفر الناس إلتفت إلىّ وقال : يا شيخ أما تستحي ؟
فقلت : من أي شيء يا سيدي ؟ قال : يدفع إليك حجّة عمن تعلم فتدفع منها
ص: 203
إلى فاسق يشرب الخمر ، يوشك أن تذهب عينك [ هذه ](1) . وأومأ إلى عيني -وأنا من ذلك اليوم إلى الآن على وجل ومخافة .
وسمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلك قال : فما مضى عليه أربعون يوماً بعد مورده حتّی خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت (2) .
(87) الراوندي قال : روی جماعة أنا وجدنا بهمدان جماعة كلهم مؤمنين فسألناهم عن ذلك فقالوا : « إنّ جدّنا [ قد ](3) حج ذات سنة ورجع قبل[ دخول ](4) القافلة بمدة كثيرة » ، فقلنا : كأنك انصرفت من العراق ؟ قال : لا ، الّا(5) حججت مع أهل بلدنا ، وخرجنا [ فلمّا كان ](6) في بعض الليالي في البادية غلبتني عيناي فنمت ، فيا وعيت إلّا بعد أن طلع الفجر (7)، وخرجت القافلة ، فأيست (8)من الحياة ، فكنت أمشي وأقعد يومين أو ثلاثة .
فأصبحت يوماً فإذا أنا بقصر فأسرعت إليه ، فوجدت ببابه أسود فأدخلني القصر فإذا أنا برجل حسن الوجه والهيبة(9) ، وأمر أن يطعموني ويسقوني ، فقلت له : من أنت ؟ فقال : أنا الذي تنكرني قومك وأهل بلدتك ، قلت : ومتى تخرج ؟ قال : ترى هذا السيف المعلق ههنا وهذه الراية ، فمتى يسلّ
ص: 204
السيف [ من ](1) نفسه من غمده (2)، وانتشرت الراية يتبعها(3) خرجت .
فلمّا كان بعد وهن من الليل (4) قال ( لي )(5) : تريد أن تخرج إلى بيتك ؟ قلت : نعم . فقال لبعض غلمانه : خذ بيده [ وأدخله إلى منزله فأخذ بيدي ](6)، فخرجت معه وكأن الأرض تطوى تحت أرجلنا ، فلمّا انفجر الفجر [ وإذا نحن بموضع اعرفه بالقرب من بلدتنا (7)قال لي غلامه : هل تعرف الموضع ؟ قلت : بلى [ أسد آباد ](8) ثمّ انصرف ، ودخلت همدان ، ثم دخل بعد مدّة أهل بلدتنا ممّن یحجّ(9) معي ، وحدّثت الناس بانقطاعي بهم(10) فتعجّبوا من ذلك فاستبصرن(11)[ من ذلك ](12)جميعا (13).
(88) الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي (14) في كتاب
ص: 205
الإحتجاج(1): قال : ذکر کتاب ورد من الناحية المقدسة - حرسها الله ورعاها - في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان - قدس الله روحه ونورّ ضريحه - ذكر موصله أنّه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته : للأخ السديد ، والولي(2) الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان - أدام الله أعزازه - ، من مستودع العهد المأخوذ على العباد .
«بسم الله الرحمن الرحيم»
أما بعد : سلام عليك أيها المولى المخلص في الدين ، المخصوص فينا باليقين ، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلّا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمد وآله الطاهرين ، ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ ،
ص: 206
وأجزل مثوبتك عن(1) نطقك عنّا بالصدق - أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة ، وتكليفك فيا(2) تؤديه عنّا إلى موالينا قبلك أعزّهم الله بطاعته ،وكفاهمّ المهم برعايته لهم وحراسته ، فقف أيّدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما نذكره ، واعمل (3) في تأديته إلى من تسكن إليه (4)نرسّمه إن شاء الله .
نحن وإن كنّا ثاوين (5)بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح والشيعتنا ( من ) (6) المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علماً بأنبائكم ، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم ،ومعرفتنا ( بالأداء )(7) بالزلل (8) الذي أصابكم مذجنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ( تايهين )(9) ونبذوا العهد المأخوذ ( منهم )(10) وراءظهورهم كأنّهم لا يعلمون .
إنا غير مهملين لمراعاتكم» ولا ناسين لذكركم [ و ](11)لولا ذلك لنزل بكم اللأواء(12)، واضطلمكم (13) الأعداء ، فاتقوا الله جلّ جلاله ، وظاهرونا على انتباشكم (14)
ص: 207
من فتنة ( بوسها )(1) قد أنافت(2) عليكم يهلك فيها من حم(3)أجله ، ويحمى عنها من أدرك أمله ، وهي إمارة لازوف(4) حركتنا ومبانتكم(5) ، ومناقشكم - خ ل-»، بأمرنا ونهينا ، والله متم نوره ولو كره المشركون .
واعتصموا بالتقيّة من شت(6)نار الجاهلية يحششها (7) عصب أموية ،[ یهول] (8)بها فرقة مهدية ، أنا زعيم بنجاة من لم يرم منکم(9) المواطن( الخفيّة )(10) وسلك [ في ](11) الطعن منها السبل المرضيّة ، إذا حلّ جمادی الأولى(12) من سنتكم هذه فاعتبروا مما يحدث فيه ، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون من (13) الذي يليه .
ستظهر لكم من السماء أية جليّة ، ومن الأرض مثلها بالسويّة ، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق ، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مراق ، يضيق بسوء فعالهم (14) عن أهله الأرزاق ، ثم يتفرج(15)
ص: 208
الغمّة من بعد بیوار(1) طاغوت من الأشرار [ ثم ](2) يستر بهلاكه المتقون الأخيار ، ويتّفق لمريدي(3)الحج من الأفاق ما يأملونه منه على توفير (4) عليه منهم واتفاق ، ولنا في تيسير حجهم على الإختيار منهم والوفاق شان يظهر على نظام واتساق .
فليعمل کلّ امرء منكم بما (5) يقرب به من محبتنا ويتجنب ما (6) يدنيه من کراهتنا وسخطنا ، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة ، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة ، والله يلهمكم الرشد ، ويلطف لكم بالتوفيق (7) برحمته .
نسخة « التوقيع باليد العليا على صاحبها الصلاة والسلام :
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي (8) ، والمخلص في(9)ودنا الصفي والناصر لنا الوفي حرسك(10) الله بعينه التي لا تنام ، فاحتفظ (11) به ! ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحداً ! وأد ما فيه إلى من تسكن إليه ، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرین(12).
(89) ذكر السيد المرضي ذو المفاخر السيد علي بن موسی بن جعفر بن
ص: 209
محمد الشهير بابن طاووس في كتاب مهج الدعوات (1) قال : وجدت في مجلدعتیق ذكر كاتبه أن اسمه الحسين بن على بن هند ، وأنه كتبه في شوال سنة ست وتسعين وثلاثمائة دعاء العلوي المصري بما هذا لفظه بإسناده دعاء (2) علّمه سيدنا المؤّمل صلوات الله عليه رجلاً من شيعته وأهله في المنام ، وكان مظلوماً ، ففرج الله عنه ، وقتل عدوّه(3).
(90) وحدثني أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد العلوي العريضي ( الحسيني )(4) بحران (5)قال : [ حدثني ] (6) محمد [ بن على](7) العلوي الحسيني وكان يسكن مصر(8) ، ( ثم )(9) قال : دهمني أمرعظیم وغمّ(10) شديد من قبل صاحب مصر ، فخشيته(11)على نفسي وكان قد سعی(12) بي إلى أحمد بن طولون (13).
ص: 210
فخرجت من مصر حاجاً ، وصرت(1) من الحجاز إلى العراق ، فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن علي - صلوات الله عليها - عائذاً به ،[ و ](2)لائذاً بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه ، فأقمت بالحائر خمسة عشر يوماً أدعو(3) وأتضرع ليلي ونهاري ، فتراءى لي قائم(4) الزمان ، و وليّ الرحمن - عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام - ، وأنا بين النائم واليقضان فقال لي : يقول لك الحسين عليه السلام : [ يا بني ](5)خفت فلاناً ؟ فقلت :
نعم ، أراد هلاكي فلجأت إلى سيدي عليه السلام [ و ](6) أشكو إليه [ عظيم ](7) ما أراد بي . فقال : هلّا (8) دعوت الله ربك عزّ وجلّ وربّ آبائك بالأدعية التي دعاه(9) بها من(10) سلف من الأنبياء عليهم السلام ؟ فقد كانوا في شدة فكشف الله عنهم ذلك ، قلت : وماذا أدعو به ؟ فقال(11): إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصل صلاة الليل ، فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وأنت بارك ، على ركبتيك ، فذكر لي دعاء .
قال : ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني [ وأنا (12)بين النائم واليقظان ،
ص: 211
قال : فكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ هذا القول [ والدعاء ](1) حتّی حفظته ، وانقطع عنّي مجيئه ليلة الجمعة فاغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيبت وصلّيت صلاة الليل ، وسجدت سجدة الشكر ، وجثوت على ركبتيّ ودعوت الله جل وتعالى بهذا الدعاء ، فأتاني عليه السلام ليلة السبت فقال لي : [ قد ] (2) أجيبت دعوتك يا محمد ، وقتل عدوّك ، عند فراغك من الدعاء عند من وشئ بك إليه .
قال : فلمّا أصبحت ودّعت سیدي وخرجت متوجّهاً إلى مصر ، فلمّا بلغت الأردن وأنا متوجّه إلى مصر رأيت رجلا من جيراني بمصر وكان مؤمناً فحدّثني أن خصمي قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحاً من قفاه .
قال : ( وكان )(3) ذلك في ليلة الجمعة وأمر به فطرح في النيل ، وكان و ذلك ](4)فيما أخبرني ( به عن )(5) جماعة من أهلنا وإخواننا الشيعة ، ( قال : وكان ذلك )(6)فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني ( به )(7)مولاي - صلوات الله عليه(8) -.
ثم ذكر رواية أخرى :
(91) قال السيد ابن طاووس- قدس الله روحه - : أخبرهم(9) أبو الحسن علي بن حماد المصري ، قال : [ أخبرني ](10) ابو عبد الله الحسين بن محمد
ص: 212
العلوي ، قال : حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال : أصابني غم شديد، ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه ،فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصا ، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي عليهم السلام بالحائر لائذاً بهم ، وعائذاً بقبورهم(1) ومستجيرة من عظيم سطوة من کنت أخافه .
وأقمت بها خمسة عشر يوماً أدعو وأتضرّع ليلاً ونهاراً ، فتراءى لي قائم الزمان وولي الرحمن - عليه وعلى آبائه أفضل التحيّة والسلام - فأتاني وأنابين النائم واليقضان ، فقال ( لي )(2) : يا بنيّ خفت فلاناً ؟ فقلت : نعم ، أرادني بكيت وبكيت (3) ، فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلام أشكو إليهم ليخلّصوني منه ، فقال لي : هلّا دعوت الله ربّك وربّ آبائك بالأدعية التي دعا بها أجدادي الأنبياء عليهم السلام حيث كانوا في الشدة فكشف الله عزّ وجلّ عنهم ذلك ، قلت : وماذا دعوه [ به ](4) لأَدعُو به ؟.
قال عليه السلام : إذا كان ليلة الجمعة فقم واغتسل ، وصلّ صلاتك ، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وانت بارك على ركبتيك ، وادعُ بهذا الدعاءمبتهلاً ، قال : وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر عليّ القول وهذا الدعاء ، حتّی حفظته وانقطع مجيئه ليلة الجمعة فقمت واغتسلت ، وغيرت ثيابي ،وتطيبت وصلّيت ما وجب عليّ من صلاة الليل، وجثوت على ركبتيّ ، ودعوت(5) الله عزّ وجلّ بهذا الدعاء ، فأتاني عليه السلام ليلة السبت كهيئته التي( كان )(6)يأتيني فيها ، فقال لي : قد أجيبت دعوتك يا محمد ، وقتل عدوّك ،وأهلكه الله عزّ وجلّ عند فراغك من الدعاء .
ص: 213
قال : فلمّا أصبحت لم يكن لي همّ(1) غير وداع ساداتي - صلوات الله عليهم - والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه ، فلمّا بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأن الرجل الذي هربت منه ( قد )(2) جمع قوماً ، واتخذ لهم دعوة ، فأكلوا وشربوا ، وتفرّق القوم ، ونام هو وغلانه في المكان ، فأصبح الناس ولم يسمع له حسّ ، فَكُشِفَ عنه الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه ودماؤه (3) تسيل ، وذلك في ليلة ( يوم )(4) الجمعة ، ولا يدرون من فعل به ذلك ، ويأمروني بالمبادرة نحو المنزل ، فلمّا وافيت [إلى ](5) المنزل وسألت عنه : [ و ](6) في أيّ وقت كان قتله ، فإذا هو عند فراغي من الدعاء ، و ( هو )(7) هذا الدعاء :
«ربّ من ذا الذي دعاك فلم تجبه ؟ ومن ذا الذي سألك فلم تعطه ؟ و من(8) ذا الذي رجاك (9) فخيبته ؟ ( أم من ذا الذي )(10)تقرّب إليك فأبعدته ؟ [و] (11) ربّ هذا فرعون ذو الأوتاد مع عناده وكفره وعتوّه وادّعائه (12) الربوبية لنفسه ، وعلمك بأنه لا يتوب ولا يرجع ( ولا ينوب ] (13) ولا يؤمن ولايخشع، استجبت له دعاءه ، وأعطينه (14) سؤله ، كرماً منك وجوداً ، وقلّة
ص: 214
مقدار لما سألك عندك مع عظمته (1) عنده ، أخذا بحجّتك عليه ، وتأكداً لهاحين فجر وكفر ، واستطال على قومه وتجبّر ، وبكفره عليهم افتخر ، وبظلمه لنفسه تكبّر ، وبحلمك عنه استكبر ، وكتب [ وحكم ] (2) على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في البحر ، فجزيته بما (3) حکم به على نفسه .
إلهي وأنا عبدك [ ابن عبدك ] (4) وابن أمتك ، معترف لك بالعبودية ،مقرّ بأنّك أنت الله خالقي ، لا إله لي غيرك ولا ربّ لي سواك ، مقرّ(5) بانك ( أنت الله )(6) ربّي وإليك [ مردي و ](7) إياي ، عالم بانّك على کلّ شيء قدیر ، تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد ، لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك ، وأنت(8) الأول والأخر ، والظاهر والباطن ، لم تكن من شيء ولم تبن عن شيء ،
( کنت قبل کلّ شيء )(9) وأنت الكائن بعد کلّ شيء ، والمكوِّن لکلّ شيء ، خلقت کلّ شيء بتقدير ، وأنت السميع البصير .
وأشهد أنك كذلك وكنت وتكون ، وأنت حيّ قيوم ، لا تأخذك سِنَةٌ ولا نوم ، ولا توصف بالأوهام ، ولا تدرك بالحواس ، ولا تقاس بالمقياس ، ولاتشبّه بالناس ، وأن الخلق كلهم عبيدك وإماؤك(و) (10) أنت الربّ ونحن المربوبون ، وأنت الخالق ونحن المخلوقون ، وأنت الرازق ونحن المرزوقون .
فلك الحمد [ يا إلهي] (11)إذ خلقتني بشراً سوياً، وجعلتني غنياً مكفياً
ص: 215
بعد ما كنت طفلاً صبيّاً ، فقويتني (1) من الثدي لبناً [مرئاً] وغذّيتني غذاءً طيباً هنيئاً (2) ، وجعلتني ذكراً مثلاً مسلماً سوياً (3)، فلك الحمد حمد، إن عدّ لم يحص(4) ، وإن وضع لم يتّسع له شيء ، حمداً يفوق على جميع حمد الحامدين ، ويعلو على ( حمد )(5) کلّ شيء ، ويعظم ويفخم على ذلك کلّه ، و کلّما حمد الله شيء ، والحمد لله کا یحب الله أن يحمد ، والحمد لله عدد ما خلق ( الله ) (6)، وزنة ما خلق ( الله وبقدر ما خلق الله )(7)، وزنة أجل ما خلق ( الله )(8) ، وزنة (9) أخف ما خلق ( الله (10)وبعدد أصغر ما خلق ( الله )(11) والحمد لله حتّی يرضي ربّنا ، وبعد الرضا، وأسأله أن يصلّي على محمد وآل محمد [ وأن يغفر لي ذنبي ](12)، وأن يحمد لي أمري ، و ( أن )(13) يتوب عليّ إنه هو التوّاب الرحيم . .
إلهي [ إني] (14) وأنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلام وهو مسيء ظالم حين أصاب الخطيئة ، فغفرت له خطيئته ،وتبت عليه ، واستجبت [له] (15) دعوته ، وكنت منه قريباً ، یا قریب( أسألك )(16) أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي خطيئتي وترضى
ص: 216
عنّي ، فإن لم ترض عنّی فاعفُ عنّی فإنّي مسيء ، ظالم ، خاطىء ، عاص ، وقديعفو(1) السيّد عن عبده وليس براض عنه ، وأن تُرضي عنّی خلقك ، وتميط عنّی حقّك . إلهي وأسألك بإسمك الذي دعاك به إدريس عليه السلام فجعلته صديقاً نبياً ، ورفعته مكاناً علياً ، واستجبت ( له )(2)دعاءه ، وكنت منه قريباً ، یاقریب أن تصلّی على محمد وآل محمد، وأن تجعل مابي إلى جنّتك ، ومحليّ في رحمتك ، وتسكّننّي (3) فيها بعفوك ، وتزوّجني من حورها بقدرتك يا قدير .
إلهي وأسألك بإسمك الذي دعاك به نوح عليه السلام ، إذ نادى ربّي (4)« أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر» (5) ونجّيته (6) على ذات ألواح ودسر ، فاستجبت دعاءه وكنت منه قريباً ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي ، وتكفّ عنّی ( بأس من يريد هضمي ، وتكفيني )(7)شر کلّ سلطان جائر ، وعدوّ ظاهر(8) ، ومستخفّ قادر ، وجبّار عنيد، و کلّ شیطان مريد ، وإنسي شديد ، وكيد کلّ مکيد ، یا حلیم ، یا ودود .
إلهي وأسألك بإسمك الذي دعاك به عبدك ، ونبيّك صالح عليه السلام فنجّيته من الخسف ، وأعليته على عدوّه ، واستجبت دعاءه وكنت منه قريباً ، یاقریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تخلصني من شر ما يريد بي أعدائي
ص: 217
[ به ](1) ، وسعى لي حاسدي (2) ، وتكفينيهم (3) بكفايتك ، وتتولّاني بولايتك ، وتهدي قلبي بهداك ، وتؤيّدني بتقواك وتنصرني(4) بما فيه رضاك ،وتغنيني بغناك يا حليم .
إلهي وأسالك بالإسم (5) الذي دعاك به [ عبدك و ](6) نبيّك وخليلك إبراهيم عليه السلام حين أراد نمرود إلقاءه في النّار ، فجعلت عليه(7) النار برداً وسلاماً ، واستجبت ( له )(8) دعاءه ، وكنت منه قريباً ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد، وأن تبردّ عنّی حرّ نارك ، وتطفىء عنّی لهيبها، وتكفيني حرها، وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم ، وتردّ كيدهم في نحورهم(9) ، وتبارك لي فيها أعطيتنيه ، کما بارکت عليه وعلى آله ، إنك أنت الوهاب ، الحميد المجيد .
إلهي وأسألك بإسمك (10) الذي دعاك به إسماعيل عليه السلام ، فجعلته نبياً ورسولاً ، وجعلت له حرمك منسكاً ومسكناً ومأوى ، واستجبت له ](11)دعاءه [ ونجّته من الذبح وقربّته ](12) رحمة منك ، وكنت منه قريباً ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تفسح لي في قبري ، وتحطّ عنّی وزري ، وتشد لي أزري ، وتغفر لي ذنبي ، وترزقني التوبة ، وتحطّ عنّی (13) السيئات ،
ص: 218
وتضاعف (لي )(1) الحسنات ، وكشف البليّات ، وربح التجارات ، ودفع معرّة السعايات ، إنك مجيب الدعوات ، ومنزل البركات ، وقاضي الحاجات ،ومعطي الخيرات ، وجبار السماوات .
إلهي وأسألك بما سألك به ابن خليلك و[ إسماعيل عليه السلام](2) الذي نجّيته من الذبح ، وفديته بذبح عظيم ، وقلّبت له المشقص حتّی ناجاك موقناً بذبحه ، راضية بأمر والده ، واستجبت [له ](3) دعاءه ، وكنت منه قريبا، یاقریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تنجيني من کلّ سوء وبليّة ، وتصرف عنّی کلّ ظلمة وخيمة و ( أن )(4) تكفيني ما أهمني من أمره(5) دنياي وآخرتي ،وما أحاذره وأخشاه [ و ](6) من شرّ خلقك أجمعين ، بحقّ آل يس( فنجّيته )(7) .
إلهي ! وأسألك بإسمك الذي دعاك به لوط عليه السلام ، فنجينه وأهله من الهدم والخسف والمثلات والشدّة والجهد، وأخرجته وأهله من الكرب العظيم ، واستجبت [له ](8) دعاءه ، وكنت منه قريباً ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تأذن ( لي )(9) بجمع ما شتّت من شملي ، وتقرّ عيني بولدي وأهلي ومالي ، وتصلح لي ( في ) (10) أموري ، وتبارك لي في جميع أحوالي ، وتبلّغني في نفسي آمالي ، و ( أن ) (11) تجيرني من النّار ، وتكفيني شرّ
ص: 219
الأشرار [وكيد الفجار] (1) ، ( وما اختلف بالليل والنهار )(2) بالمصطفين الأخبار ، [ و ](3)الأئمّة الأبرار و[نور](4) الأنوار ، محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار ، الأئمة المهديين (5) ، والصفوة المنتجبين صلوات الله عليهم أجمعين ، وترزقني مجالستهم ، وتمنّ عليّ بمرافقتهم ، وتوفّق(6) لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين ، ( ورسلك المهتدين )(7) ، وملائكتك المقرّبين ، وعبادك الصالحين ، وأهل طاعتك أجمعين ، وحملة عرشك والكرّوبّين .
إلهي وأسألك بإسمك الذي سألك به ( نبيك )(8) يعقوب عليه السلام وقد كف بصره ، وشتت شمله(9) وفقد قرة عينه إبنه ، واستجبت له دعاءه ، وجمعت شمله ، وأقررت عينه ، وكشفت ضره ، وكنت منه قريباً ، یا قریب ! أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تأذن لي بجمع(10) ما تبدد من أمري ،وتقرّ عيني بولدي وأهلي ومالي ، وتصلح ( بلي )(11)شأني کلّه ، وتبارك لي في جميع أحوالي ، وتبلغني في نفسي [ و ](12)آمالي ، وتصلح أحوالي [ وتمّن عليّ يا کریم ياذا المعالي ](13) برحمتك يا أرحم الراحمين .
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيّك يوسف عليه السلام ، ( فاستجبت له دعاءه )(14)، ونجّيته من غيابة الجبّ ، وكشفت ضرّه ، وكفیته
ص: 220
کيد إخوته ، وجعلته بعد العبودية ملكاً ، واستجبت دعاءه ، وكنت منه قريباً ،یا قریب ! أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تدفع عنّی كيد کلّ كائد ، وشر کلّ حاسد ، إنك على کلّ شيء قدير .
إلهي ! وأسألك بإسمك الذي دعاك به عبدك ونبيّك موسی بن عمران عليه السلام ، إذ قلت تباركت وتعاليت : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيّا )(1) وضربت له طريقاً في البحر يبساً ، ونجّيته ومن معه (2) من بني إسرائيل ، وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما ، واستجبت له دعاءه ، وكنت منه قريباً ، یا قريب أسألك أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تعيذني من شر خلقك ، وتقرّبني من عفوك ، وتنشر علي من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك ، ويكون [ لي ](3) بلاغاً أنال به مغفرتك ورضوانك يا [وليي و](4) ولي المؤمنين .
[ إلهي ](5) وأسألك ( بإسمك )(6) الذي دعاك به عبدك ونبيك داود عليه السلام ، فاستجبت[ له ](7)دعاءه ، وسخرت له الجبال [ يسبحن معه ](8) بالعشي والإبكار ، والطير محشورة کلّ له أوّاب ، وشددت ملکه ، وأتيته الحكمة وفصل الخطاب ، وألنت له الحديد ، وعلمته صنعة لبوس لهم ، وغفرت ذنبه ، وكنت منه قريبا ، یا قریب ! أسألك (9)أن تصلّی على محمد وآل محمد، وأن تسخر لي جميع أموري ، وتسهّل لي تقديري ، وترزقني مغفرتك وعبادتك ، وتدفع عنّی ظلم الظالمين ، وكيد الكائدين ( المعاندين )(10)، ومكر الماكرين ، وسطوات الفراعنة الجبّارين ، وحسد الحاسدین ، يا أمان الخائفين ،
ص: 221
وجار المستجيرين ، وثقة الواثقين [ وذريعة المؤمنين] (1) ورجاء المتوكلين ،ومعتمد الصالحين ، يا أرحم الراحمين .
إلهي وأسألك اللَّهم باسمك (2) الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود عليهما السلام إذ قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ، فاستجبت له [ دعاءه] (3) ، وأطعت له الخلق ، وحملته على الريح ، وعلمته منطق الطير ، وسخرت له الشياطين من کلّ بناء وغواص ،وآخرين مقرنين بالأصفاد ، هذا عطاؤك لا عطاء غيرك ، وكنت منه قريبا ، یا قریب ! أن تصلّی (4)على محمد وآل محمد، وأن تهدي لي قلبي ، وتجمع لي لبّي ، وتكفيني همّي ، وتؤمن خوفي ، وتفكّ أسري ، وتشدّ أزري ، وتمهلني ،وتُنفسني(5) ، وتستجيب دعائي ، وتسمع ندائي ، ولا تجعل في النّار مأواي ، ولا الدنيا أكبر(6) همّي ، وأن توسّع عليّ ( في )(7) رزقي ، وتحسن خلقي ،وتعتق رقبتي [ من النار ](8) فإنك سيّدي ومولاي ومؤمّلي .
إلهي وسيدي وأسألك(9) بإسمك الذي دعاك به أيوب عليه السلام لما حلّ به البلاء بعد الصحة ، ونزل السقم منه(10)منزل العافية ، والضيق بعد السعة ،[ والقدرة ](11) بكشفت ضره ، ورددت عليه أهله ومثلهم معهم حين ناداك داعياً لك ، راغباً إليك ، راجياً لفضلك ، شاكياً إليك ، «رب إني مَسَّنَي الضرّ
ص: 222
وأنت أرحم الراحمين » فاستجبت له دعاءه ، وكشفت ضرّه ، وكنت منه قريبا ،یا قریب أن تصلّی (1)على محمد وآل محمد ، وأن تكشف ضرّي ، وتعافيني(2)في نفسي وأهلي ومالي ( وولدي )(3) وإخواني فيك ، عافية ( ناقعة شاملة كافية وافرة )(4)، مستغنية عن الأطباء والأدوية ، وتجعلها شعاري ودثاري ، وتمتّعني بسمعی وبصري ، وتجعلهما(5) الوارثين منّي ، إنك على کلّ شيء قدير .
إلهي وأسألك بإسمك الذي دعاك به يونس بن متّى عليه السلام في بطن الحوت حين ناداك في ظلمات ثلاث « أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين » وأنت أرحم الراحمين ، فاستجبت [ له ](6) دعاءه ، وأنبتّ عليه شجرة من يقطين ، وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون ، وكنت منه قريبا ، یا قريب أن تصلّی (7) على محمد وآل محمد ، وأن تستجيب دعائي ، وتداركني بعفوك ، فقد غَرِقتُ في بحر الظلم لنفسي ، وركبتني مظالم كثيرة لخلقك عليّ ، فصلّ على محمد وآل محمد ،واسترني منهم ، وأعتقني من النار ، واجعلني من عُتَقائِكَ وطلقائك من النار في مقامي هذا عنك (8)یا منّان .
إلهي وأسألك بإسمك الذي دعاك به عبدك ونبيّك عیسی بن مریم عليه السلام ، إذ أيّدته بروح القدس ، وأنطقته في المهد ، فأحيا به الموت ، وأبرأ به الأكمه والأبرص بإذنك ، وخلق من الطين كهيئة الطير فصار طائراً بإذنك ، وكنت منه قريباً ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تُفرّغني
ص: 223
لما خُلِقتُ له ، ولا تشغلني بما ( قد )(1) تكفّلته (2) لي [ به ](3)، وتجعلني من عبادك وزهّادك في الدنيا ، ومن (4) خلقته للعافية فهنّاته بها مع كرامتك ، یاکریم ! ، يا علي ! ، يا عظيم !.
إلهي ! وأسألك بإسمك الذي دعاك به آصف بن برخيّا على عرش مَلِكَةِ سبأ ، فكان أقلّ من لحظة الطرف حتّی كان متصوّراً(5) بين يديه ،« فلمّا رأته نیل أهكذا عرشك قالت كأنه هو»(6) فاستجبت دعاءه ، وكنت منه قريبا ، یا قریب أن تصلّی(7) على محمد وآل محمد ، و ( أن ) (8) تكفّر عنّی سيئاتي ، وتقبل منّي حسناتي ، وتقبل توبتي ، وتتوب عليّ ، وتغني فقري ، وتجبر كسري ، وتحيي فؤادي بذكرك ، وتحييني في عافية ، وتميتني في عافية .
إلهي وأسألك بالإسم الذي دعاك به عبدك ونبيّك زکریاء عليه السلام حين سألك داعياً [لك ، راغبة إليك ](9) راجياً لفضلك ، وقام ينادي في المحراب نداءً خفياً فقال : «ربّ هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربّ رضیّا» (10)فوهبت له يحيى ، واستجبت له دعاءه ،وكنت منه قريباً ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تُبقي لي أولادي ، وأن تُمتّعني بهم ، وتجعلني وإيّاهم مؤمنين لك ، راغبين في ثوابك ، خائفين من عقابك ، راجين لما عندك ، آيسين ممّا عند غيرك ، حتّی تُحيينا حياةً طيبة ، وتميتنا ميتةً طيبّة ، إنك فعال لما تريد .
ص: 224
إلهي وأسألك ، باسمك الذي سألتك به إمرأة فرعون إذ قالت : « ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنّة ونجني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظالمين»(1) فاستجبت [ لها ](2) دعاءها ، وكنت منها قريباً ، یا قريب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تقرّ عيني بالنظر إلى ( وجهك وأوليائك ، وأن تفرّج عنّی همي وغمي، وتفرّحني )(3) بمحمّد وآله وتؤنسني به وباله، ومصاحبتهم ومرافقتهم ، وتمكّن لي فيها ، وتنجيني من النّار وما أعدّ لأهلها من السلاسل والأغلال ( والأصفاد (4)والشدائد والأنكال وأنواع العذاب بعفوك [ یا کریم .
إلهي ](5) وأسالك باسمك الذي دعتك به عبدتك ( وصفيّتك ) (6) مریم البتول [ و ](7)أمّ المسيح الرسول عليه السلام إذ قلت :« ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين »(8) فاستجبت [ لها ](9) دعاءها ، وكنت منها قريباً ، یا قريب أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تحصنّي بحصنك الحصينة ، وتحجبني بحجابك
المنيع ، وتحرزني بحرزك الوثيق ، وتكفيني بكفايتك الكافية من شرّ کلّ طاغ ، وظلم کلّ باغ ، ومكر کلّ ماکرٍ ، وغدر کلّ غادرٍ ، وسحر کلّ ساحرٍ ، و جور ](10) کلّ سلطان جائر فاجر بمنعك (11)يا منيع .
ص: 225
إلهي وأسألك بالإسم الذي دعاك به عبدك ونبيّك وصفيّك وخيرتك من خلقك ، وأمينك على وحيك ، ورسولك إلى خلقك ، وبعيثك إلى بريّتك ، محمد خاصّتك وخالصتك صلى الله عليه وآله ، فاستجبت دعاءه [ وأيّدته ] (1) بجنود لم يروها ، وجعلت كلمتك العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى ، وكنت منه قريبأ ، یا قریب أن تصلّی على محمد وآل محمد، صلاة زاكية ، طيبة ، نامية ، باقية ، مباركة ، كما صلّيت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك عليهم کما بارکت عليهم ، وسلم عليهم کما سلّمت عليهم (2) ، وزدهم فوق ذلك كلّه زيادة من عندك ، وألحظني(3) بهم ، واجعلني منهم ، واحشرني معهم وفي زمرتهم حتّی تسقيني من حوضهم ، وتدخلني في جملتهم ، وتجمعني وإيّاهم ، وتقرّ عيني بهم ، وتعطيني سؤلي ( هم ) (4) وتبلّغني الأمال في ديني ودنياي وآخرتي ، ومحياي ومماتي ، وتبلّغهم سلامي ، وتردّ عليّ منهم السلام ، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته . .
. إلهي [ و ](5)أنت الذي تنادي في انصاف كلّ ليلة : هل من سائل فأعطيه ، أم هل [ من داعٍ فأجيبه ، أم هل ](6)من مستغفر فأغفر له ، أم هل من راج فأبلّغه رجاه(7) ، أم هل من مؤمّل فأبلّغه أمله ، ها أنا سائلك بفنائك ، ومسکينك ببابك ، وضعيفك ببابك ، وفقيرك ببابك ، ومؤمّلك (قارع باب رجاك )(8) بفنائك ، أسألك نائلك ، وأرجو رحمتك و [ أؤمّل](9)
ص: 226
عفوك ، وألتمس غفرانك ، فصلّ على محمد وآل محمد ، واعطني سؤلي ،وبلغني أملي ، واجبر فقري ، وارحم عصياني ، واعف عن ذنوبي ، وفكّ رقبتي من المظالم(1) لعبادك ركبتني، وقوِّ ضعفي ، وأعزّ مسكنتي ، وثبّت وطأتي ،واغفر جرمي ، وأنعم بالي ، واكفني (2) من الحلال مالي ، وخر لي في جميع أموري وأفعالي ، وراضني (3) بها، وارحمني ووالديّ وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، إنّك سميع الدعوات ، وألهمني من برِّهما ما استحق به ثوابك والجنة ، وتقبّل حسناتهما ،واغفر سيئاتهما ، واجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك والجنة .
إلهي وقد علمت يقيناً أنّك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه ، ولا تميل إليه ولاتهواه ، ولا تحبّه ولا تخشاه (4) ، وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك ،وبغيهم علينا ، وتعدّيهم بغير حقّ ولا معروف ، بل ظلماً وعدواناً وزوراً وبهتاناً ،فإن کنت ( قد )(5) جعلت لهم مدّة لا بّد (لهم)(6) من بلوغها، أو كتبت[ لهم ]
(1) آجالا ينالونها ، فقد قلت قولك الحق ، ووعدك الصدق : « يمحوا الله ما يشاء ويثبت عنده أمُّ الكتاب »(2) فأنا أسألك بكلّ ما سألك به أنبياؤك المرسلون (3) [ ورسلك ](4)، وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون ، وملائكتك المقربون ، أن تمحو من أمّ الكتاب ذلك ، وتكتب لهم الإضمحلال والحق ، حتّی تقرّب آجالهم ، وتقضي مدّتهم ، وتذهب أيامهم وتُبتر أعمارهم ، وتهلك فجّارهم ، وتسلّط بعضهم على بعض ، حتّی لا تبقي منهم أحداً ، ولا
ص: 227
تنجيَ منهم أحدا(1)، وتفرق جموعهم ، وتكلّ سلاحهم ، وتبدّد شملهم ،وتقطّع آجالهم ، وتقصّر أعمارهم ، وتزلزل أقدامهم ، وتطهّر بلادك منهم ،وتظهر عبادك عليهم فقد غيّروا سنّتك ، ونقضوا عهدك ، وهتكوا حريمك ،وأتوا [ على ](2) ما نهيتهم عنه ، وعتوا عتوّاً كبيراً [ كبيراً] (3)، وضلّوا ضلالاً بعيداً ، فصلّ على محمد وآل محمد واذن لجمعهم بالشتات، ولحيّهم بالممات ،ولأزواجهم بالنّهبات (4) ، وخلّص عبادك من ظلمهم ، واقبض أيديهم عن هظمهم ، وطهّر أرضك (5)منهم ، وأذن بحصد نباتهم ، واستیصال شافَتِهم ،وشتات شملهم ، وهدم بنيانهم ، ياذا الجلال والإكرام .
وأسألك يا إلهي وإله کلّ شيء ، وربّي وربّ کلّ شيء ، وأدعوك بما دعاك به عبدك ورسولاك ، ونبيّاك ، وصفيّاك ، موسى وهارون عليهما السلام حين قالا داعين لك ، راجين لفضلك : ( ربّنا إنّك أتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربّنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّی يروا العذاب الأليم )(6) فمننت وأنعمت عليها
بالإجابة لها إلى أن قرعت سمعها بأمرك [ فقلت ] (7) اللَّهم ربّ «قد أجيبت دعوتكا فاستفيها ولا تتّبعان سبيل الذين لا يعلمون »(8) أن تصلّی على محمد وآل محمد، وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة ، وأن تشدد على قلوبهم ، وأن تخسف بهم برّك ، وأن تغرقهم في بحرك ، فإنّ السماوات والأرض وما فيها لك ، وأرِ الخلق قدرتك فيهم وبسطتك (9)عليهم ، فافعل ذلك بهم ، وعجّل
ص: 228
ذلك لهم ، يا خير من سُئل ، وخير من دُعي ، وخير من تذلّلت له الوجوه ،ورُفعت إليه الأيدي ، ودُعي بالألسن ، وشَخَصت إليه الأبصار ، وأمّت إليه القلوب ، ونقلت إليه الأقدام ، وتُحوكِمَ إليه في الأعمال .
إلهي وأنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها و کلّ أسمائك بهيّ ، بل أسألك بأسمائك كلّها أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تُرکسهم على أم رؤوسهم في زينتهم(1) ، وترديهم في مهوى حفيرتهم ، وارمهم بحَجَرِهم ، وذكّهم بمشاقصهم ، واكبُبهم على مناخرهم ، وأخنقهم بوترهم ، واردد كيدهم في نحورهم ، وأوبقهم بندامتهم حتّی يستخذلوا ويتضاءلوا بعد نخوتهم ، ويخضعوا(2) بعد استطالتهم أذلّاء مأسورين في ربق حبائلهم التي [ كانوا ](3) يؤملون أنّهم يرونا(4)فيها ، وتُرِينا قدرتك فيهم ، وسلطانك عليهم ، وتأخذهم أخذَ القرى وهي ظالمة إن أخذَك الأليم الشديدة(5) [ وتأخذهم يا ربّ ](6) أخذ عزيز مقتدر فإنك عزيز مقتدر ، شديد(7) العقاب شديد المحال ، اللَّهم صلّ على محمد وآل محمد، وعجّل إيرادهم عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم ، والطاغين من نظرائهم ، وارفع حلمك عنهم ، واحلل عليهم غضبك الذي لا يقوم له شيء ، وأمُر في تعجيل ذلك عليهم بأمرك الذي لا يُردُّ ولا يؤخّر ، فإنك شاهد کلّ نجوى ، وعالم کلّ فحوى ، ولا يخفى عليك من أعمالهم خافية ، ولا يذهب عنك من أعمالهم خائنة ، وأنت علّام الغيوب عالم بما في الضمائر والقلوب .
ص: 229
( اللَّهم )(1)فأسألك ، ( اللَّهم )(2) وأناديك ماناداك به سيدي ،وسألك [ به ](3) نوح إذ قلت تباركت وتعاليت :« ولقد نادانا و فلنعم المجيبون »(4) .
أجل اللَّهم [یا رب ](5) أنت نعم المجيب ، ونِعم المدعوّ، ونعم المسؤول ، ونِعم المعطي [ أنت ](6) الذي لا يخيب سائلك ، [ ولا تردّ راجيك ، ولا تطرد الملح عن بابك ، ولا ترد دعاء سائلك ](7) ، ولا تملّ دعاء من أملك ، ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك ، ولا بقائها لهم ، فإنّ قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ [ من لمح ] (8)الطرف ، وأخفّ عليك ، وأهون عندك من جناح بعوضة ، وحاجتي يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجاي ، أن تصل على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي ذنبي ، فقد جئتك ثقيل الظهر بعظیم ما بارزتك به من سيئاتي ، وركبني من مظالم عبادك (9) مالا يفكّني (10)ولا يخلّصني منها غيرك ، ولا يقدر عليه ولا يملکه سواك ، فامح یا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي ، بل بقساوة (11) قلبي وجمود عيني ، لا بل برحمتك التي وسعت کلّ شيء ، وأنا شيء فلتسعني(12) رحمتك يا رحمن يا رحیم یا أرحم الراحمين ، لا تمتحني بشيء من المحن في هذه الدنيا ، ولا تسلط علي من لا يرحمني ، ولا تهلكني بذنوبي ، وعجّل خلاصي من کلّ مكروه ، وادفع عنّي
ص: 230
كلّ ظلم ، ولا تهتك ستري ، ولا تفضحني يوم جَمعِک الخلائق للحساب ، یا جزيل العطاء والثواب .
أسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد ، وأن تحبينني حياة السعداء ، وتميتني ميتة الشهداء ، وتقبلني قبول الأودّاء ، وتحفظني في هذه الدنيا الدنيّة من شرّ سلاطينها وفجّارها وشرارها ومحبيّها(1) ، والعاملين لها و[ ما (2)فيها ، وقني شرّ طغاتها وحسّادها ، وباغي الشرك فيها ، حتّی تكفيني مكر المكرة ، وتفقا عنّي أعين الكفرة ، وتفحم عنّی السن الفجرة ، وتقبض لي على أيدي الظلمة ، وتوهن عنّی كيدهم ، وتميتهم بغيظهم ، وتشغلهم بسمعهم(3)وأبصارهم وأفئدتهم ، وتجعلني من ذلك كلّه في أمنك وأمانك وحرزك (4)وسلطانك ،وكنفك وحجابك ، وعياذك وجوارك(5) ، ومن جار السوء ، وجليس السوء ،إنك على کلّ شيء قدير ، و إنّ ولي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين (6).
اللهم بك أعوذ ، وبك ألوذ ، ولك أعبد ، وإيّاك أرجو، وبك أستعين ، وبك أستكفي ، وبك أستغيث [ بك استنقذ ](7) ، ومنك أسأل ، أن تصلّی (8) على محمد وآله ، ولا تردّني إلّا بذنب مغفور ، وسعي مشكور ، وتجارة لن تبور ، وأن تفعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ، فإنّك أهل التقوى وأهل المغفرة ، وأهل الفضل والرحمة .
إلهي وقد أطلتُ دعائي ، وأكثرت خطابي (9)، وضيّق صدري حداني على
ص: 231
ذلك [ كلّه ](1) وحملني عليه علماً منّي بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين ، بل يكفيك عزم إرادة ، وأن يقول العبد بنيّة صادقة ، ولسان صادق : يا ربّ فتكون عند ظن عبدك بك ، وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي ، فأسألك أن تصلّی على محمد وآل محمد ، وأن تقرن دعائي بالإجابة (2) منك ، وتبلّغني ما أمّلته فيك منّة منك ، وطَولاً؟ وقوة وحولاً ، ولا تقمني من مقامي هذا إلّا بقضاء ( حوائجي ، وقضاء )(3) جميع ما سألتك ، فإنّه عليك يسير، وخطره عندي جليل كبير ، وأنت عليه قدير يا سميع يا بصير .
إلهي وهذا مقام العائذ بك من النار ، والهارب [ منك ](4) إليك من ذنوب تهجمته ، وعيوب فضحته ، فصل على محمد وآل محمد ، وانظر إلى نظرة رحمة(5) أفوز بها إلى جنتك ، واعطف عليّ عطفة أنجو بها من عقابك ، فإنّ الجنّة والنّار لك ( و )(6) بيدك ، ومفاتيحها ومغاليقها إليك ، وأنت على ذلك قادر وهو عليك هيّن يسير ، فافعل بي ما سألتك يا قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، [ نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله رب العالمين ](7) ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين(8) .
قال علي بن حماد : أخذت هذا الدعاء من أبي الحسن عليّ العلوي العريضي ، واشترط عليّ أن لا أبذله لمخالف ولا أعطيه إلا لمن أعلم مذهبه ، وانه من أولياء آل محمد عليهم السلام ، وكان عندي أدعو به وإخواني، ثم قدم عليّ إلى البصرة بعض قضاة الأهواز وكان مخالفاً ، وله علىّ اياد ، وكنت أحتاج
ص: 232
إليه في بلده ، وأنزل عليه فقبض عليه السلطان فصادَرَهُ وأخذ خطّه(1) بعشرين ألف درهم ، فرققت له ورحمته ، ودفعت إليه هذا الدعاء ، فدعا به ، فما استتم أسبوعاً حتّی أطلقه السلطان إبتداءً ولم يلزمه شيئ (2) مما أخذ ( به )(3) خطّه ، وردّه إلى بلده [ مكرماً ](4) ، وشيعته إلى الأبلة(5) ، وعدت إلى البصرة .
فلمّا كان بعد أيام طلبت الدعاء ، فلم أجده ، فتّشت کتبي كلّها فلم أر له أثراً ، وطلبت من أبي المختار الحسيني وكانت نسخة « عنده (6) ، فلم يجده في كتبه ، فلم نزل نطلبه في كتبنا فلم نجده عشرين سنة ، فعلمت أن ذلك عقوبة من الله عزّ وجلّ لما بذلته لمخالف .
فلمّا كان بعد العشرين سنة وجدناه في كتبنا وقد فتّشناها مراراً لا تحصى ، فاليت على نفسي أن لا أعطيه إلا من (7) أثق بدينه ممن يعتقد ولاية آل الرسول صلى الله عليه وعليهم ، بعد أن آخذ عليه العهد أن لا يبذله إلا لمن يستحقه ، وبالله نستعين وعليه نتوكّل(8).
(92) قال السيد ابن طاووس - قدس الله جل جلاله روحه . في كتاب مهج الدعوات دعاء للإمام العالم الحجة عليه السلام :
. إلهي بحقّ من ناجاك ، وبحقّ من دعاك في البرّ والبحر ، تفضّل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغناء واليسر(9) وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة ، وعلى أحياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرم ، وعلى أموات المؤمنين
ص: 233
والمؤمنات بالمغفرة والرحمة ، وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالردّ إلى أوطانهم سالمين غانمين « بحقّ محمد (1) وآله أجمعين ».
ثم قال السيد ابن طاووس عقيب ذلك : وكنت أنا بسرّ من رأى فسمعت سحرأ دعاءه عليه السلام فحفظت منه من الدعاء لمن ذكره (2) الأحياء والأموات وأبقهم - أو قال : وأحيهم - في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا ، وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشرین ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة (3) .
(93) ذكر الشيخ التقي الفاضل الشيخ علي بن عيسى (4) في كتاب و کشف الغمة (5) في الرد على بعض المخالفين من العامّة القائل إنّه عليه السلام في سرداب .
قال : هذا قول عجيب [ وتصور غريب ، فإنّ الذين أنكروا وجوده عليه السلام لا يوردون هذا ](6) ، والذين يقولون بوجوده لا يقولون إنه في
ص: 234
سرداب ، بل يقولون : إنه حيّ موجود یحلّ ويرتحل، ويطوف في الأرض بيوت وخیم وخدم وحشم وإبل وخيل وغير ذلك ، وينقلون قصصاً في ذلك وأحاديث يطول شرحها ، وأنا أذكر من ذلك قصتين قرب عهدهما من زماني ، وحدثني بها جماعة من ثقات إخواني :
كان في البلاد الحليّة شخص يقال له : إسماعيل بن الحسن الهرقلي(1) من قرية يقال لها : هرقل (2)، مات في زماني وما رأيته ، حكى لي ولده شمس الدين قال : حكى لي والدي أنّه خرج فيه - وهو شاب ۔ على فخذه الأيسر توثة مقدار قبضة الإنسان ، وكانت في كلّ ربيع تنشقّ (3)ويخرج منها دم وقیح ، ويقطعه ألمها عن كثير من أشغاله ، وكان مقيماً بهرقل ، فحضر ( إلى )(4)الحلة يوماً ودخل إلى مجلس السيد السعيد رضي الدين علي بن طاووسی (5)- رحمه
ص: 235
الله - وشكا إليه ما يجده [ منها ](1) ، فقال : أريد أن أداويها ، فاحضر له أطباء الحلّة وأراهم الموضع ، فقالوا : هذه التوثة فوق العرق الأكحل ، وعلاجها خطر ، ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت .
فقال له السعيد رضّي الدين - قدس الله روحه - : أنا متوجّه إلى بغداد ، وربّما كان أطبّاؤها أعرف وأحذق من هؤلاء فأصحبني ، فاصعد معه واحظر الأطباء ، فقالوا كما قال أولئك ، فضاق صدره ، فقال له السعيد: إنّ الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب ، وعليك الإجتهاد في الإحتراس ، فلا تغرر بنفسك ، فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله .
فقال [له] (2) والدي : إذا كان ( هكذا وقد حصلت )(3) في بغداد فأتوجه إلى زيارة المشهد الشريف بسرّ من رأى - على مشرفه السلام - ثم أنحدر إلى أهلي ، فحسن ذلك فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضيّ الدين ، وتوجّه .
قال : فدخلت(4)المشهد، وزرت الأئمة عليهم السلام ، ونزلت السرداب واستغثت(5) بالله تعالى وبالإمام عليه السلام ، وقضيت بعض الليل في السرداب ، وبقيت(6)في المشهد إلى الخميس ، ثم مضيت إلى دجلة ،واغتسلت ولبست ثوباً نظيفاً، وملأت إبريقا كان معي ، وصعدت أريد المشهد ، فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور ، وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم ، فالتفتّ(7)فرأيت شابين أحدهما عبد محطوط ، وكل واحد منهم متقلّد بسيف ، وشيخاً منقّباً بيده رمح ، والأخر متقلد بسيف وعليه فرجيّة (8) ملونة فوق السيف وهو متحنك بعذبته .
ص: 236
فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق ووضع كعب ( الرمح )(1) في الأرض ، ووقف الشابان عن يسار الطريق ، وبقي صاحب الفرجيّة على الطريق مقابل والدي ، ثم سلّموا عليه ، فردّ عليهم السلام ، فقال له صاحب الفرجيّة : أنت غداً تروح إلى أهلك ؟ فقال ( له )(2) : نعم ، فقال له : تقدّم حتّی أبصر ما يوجعك ؟.
قال : فكرهت ملامستهم ، وقلت { في نفسي }(3) : أهل البادية مايكادون يحترزون(4) من النجاسة ، وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول ، ثم إني مع ذلك قدمت إليه ، فلزمني بيده ومدّني إليه ، وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة ، فعصرها بيده فأوجعني ، ثم استوى على (5)سرجه کما كان ، فقال لي الشيخ : أفلحت یا إسماعيل ، فعجبت من معرفته بإسمي ، فقلت : أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله تعالى ، ( قال (6) فقال لي و الشيخ ](7) : هذا هو الإمام .
فقال : فتقدمت إليه واحتضنته وقبّلت فخذه ، ثم إنّه ساق وأنا أمشي معه محتضنة فقال : إرجع ، فقلت له : لا أفارقك أبداً ، فقال : المصلحة رجوعك ، فأعدت عليه مثل القول الأول ، فقال الشيخ : يا إسماعيل ما تسحیي يقول لك الإمام مرّتين إرجع وتخالفه ؟ فجبهني(8) بهذا القول ، فوقفت فتقدم خطوات والتفت إليّ وقال : إذا وصلت بغداد فلا بد أن يطلبك أبو جعفر - يعني الخليفة المستنصر(9) - فإذا حُضرت عنده وأعطاك شيئاً فلا تأخذه ،
ص: 237
وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض فإننّي (1)أوصيه (2) يعطيك الذي تريد .
ثم سار وأصحابه معه ، فلم أزل قائماً أبصرهم حتّی بعدوا (3)، وحصل عندي أسف لمفارقته ، فقعدت إلى الأرض ساعة، ثم مشيت إلى المشهد، فاجتمع القوام حولي وقالوا : نرى أحوالك (4)متغيرة ، ءَأوجعك (5)شيء ؟
قلت : لا ، قالوا : أخاصمك (6) أحد ؟ قلت : لا، ليس عندي ممّا تقولون خبر ، لكني (7) أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم ؟ فقالوا : هم [ من ](8) الشرفاء أرباب الغنم ، فقلت : [ لا ] (9) بل هو الإمام عليه السلام ، فقالوا : الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية ؟ فقلت :
[ هو ](10) صاحب الفرجية ، فقالوا : أريته المرض الذي ( كان )(11)فيك ؟
فقلت : هو قبضه بيده وأوجعني .
ثم كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثراً فتداخلني الشكّ من الدهش ، فأخرجت رجلي الأخرى فلم أرَ شيئاً ، فانطبق الناس عليُ ومزّقوا قميصي ،
ص: 238
فأدخلني القوّام خزانة ومنعوا النّاس عنّی ، وكان ناظر بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة ، وسأل عن الخبر فعرّفوه ، فجاء إلى الخزانة وسألني عن إسمي ، وسألني منذ كم خرجت من بغداد ؟ فعرّفته أني خرجت من أول الأسبوع ، فمشى عنّی ، وبتّ بالمشهد وصلّيت الصبح ، وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد ورجعوا عنّی ، ووصلت إلى أوانا فبتّ بها(1) ، وبكرت منها أرید بغداد ، فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون من ورد عليهم عن(2) إسمه ونسبه ، وأين كان ؟ فسألوني عن إسمي ، ومن أين جئت ؟ فعرّفتهم ، فاجتمعوا عليّ ومزّقوا ثيابي ولم يبق لي في روحي حكم ، وكان الناظر بين النهرین كتب إلى بغداد وعرّفهم الحال ، [ ثم حملوني إلى بغداد وازدحم الناس علي وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام ] (3)، وكان الوزير القمي (4) - رحمه الله تعالى - قد طلب السعيد رضي الدين - رحمه الله - وتقدم أن
ص: 239
يعرّفه صحّة هذا الخبر .
قال : فخرج رضيّ الدين ومعه جماعة ، فتوافينا باب النوبى فردّ أصحابه الناس عنّی ، فلمّا رآني قال : أعنک يقولون ؟ قلت : نعم ، فنزل عن دابته وكشف [ عن ](1) فخذي فلم يَرَ شیئاً ، فغشي عليه ساعة ، وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير وهو يبكي ويقول : يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي .
فسألني الوزير عن القصة ، فحكيت له ، فأحضر الأطباء الذين أشرفوا عليها ، وأمرهم بمداواتها ، فقالوا : ما دواؤها(2) إلا القطع بالحديد ، ومتى قطعها مات ، فقال لهم الوزير : فبتقدير (3)إن تقطع ولا يموت في كم يبرا ؟
فقالوا : في شهرين وتبقى في مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر ، فسألهم الوزير : متى رأيتموه ؟ فقالوا : منذ عشرة أيّام ، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم وهي مثل أختها ليس فيها أثر أصلاً ، فصاح أحد الحكماء : هذا عمل المسيح ، فقال الوزير : حيث لم يكن عملكم ، فنحن نعرف من عملها .
ثم إنه أحضر عند الخليفة المستنصر فسأله عن القصة ، فعرّفه ها کاجرى ، فتقدّم له بألف دينار ، فلا حضرت قال : خذ هذه فانفقها ، فقال : ما أجسر آخذ منه حبة واحدة ، فقال الخليفة : ممّن تخاف ؟ فقال : من الذي فعل معي هذا ، قال : لا تأخذ من أبي جعفر شیئاً ، فبكى الخليفة وتكدر ، وخرج
ص: 240
من عنده ولم يأخذ شیئاً .
ثم قال الشيخ علي بن عيسى - رحمة الله عليه - عقيب ذلك : كنت في بعض الأيام أحكي هذه القصة لجماعة عندي ، وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي وأنا لا أعرفه ، فلمّا انقضت الحكاية قال : أنا ولده لصلبه ، فعجبت من هذا الإتفاق فقلت : هل رأيت فخذه وهي مريضة ؟ فقال : لا ، لأني(1)أصبو عن ذلك ، ولكني رأيتها بعدما صلحت ولا أثر فيها وقد نبت في موضعها شعر .
وسألت السيد صفيّ الدين محمد بن محمد بن بشير(2) العلوي الموسوي ، ونجم الدین حیدر بن الأيسر - رحمهما الله - وكانا من أعيان الناس وسراتهم ، وذوي الهيئات منهم ، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي فأخبراني بصحة هذه القصة ، وأنها رأياها في حال مرضها وحال صحتها .
وحكى لي ولده هذا أنّه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السلام حتّی أنّه جاء إلى بغداد وأقام بها إلى (3)فصل الشتاء ، وكان كل أيام يزور سامراء ويعود إلى بغداد ، فزارها في تلك السنين (4) أربعين مرّة طمعاً أن يعود له الوقت الذي مضى ، أو يقضى له الحظ بما قضى ، ومن الذي أعطاه دهره الرضا ، أو ساعده بمطالبه صرف القضاء ، فات - رحمه الله - بحسرته وانتقل إلى الأخرة بغضته ، والله يتولّاه وإيّانا برحمته [ بمّنه ](5) وكرامته(6) .
ص: 241
(94) الشيخ الفاضل علي بن عيسى في كشف الغمّة : وهي القصة الثانية بقرب عهده قال بعدما ذكر القصة الأولى : وحكى لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسني أن أباه عطوة ( كان به أدرة(1)، وكان زيدي )(2) المذهب ، وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإمامية ويقول : لا أصدقكم ولا أقول مذهبكم حتّی يجيء صاحبكم - يعني المهدي عليه السلام - فيبراني من هذا المرض ، وتكرر هذا القول منه .
فبينا نحن مجتمعون عند وقت العشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا، فأتيناه سراعاً ، فقال : إلحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي ، فخرجنا فلم نَر أحداً ، فعدنا إليه وسألناه ، فقال : إنه دخل إلىّ شخص وقال : یا عطوة ، فقلت : من أنت ؟ فقال : أنا صاحب بنيك ، قد جئت لأبرئك ممّا ( كان )(3) بك ، ثم مدّ يده فعصر قروتي ومشي ، ومددت يدي فلم أرَ لها أثراً .
قال لي ولده : وبقي مثل الغزال ليس به قروة(4) ، واشتهرت هذه القصة وسألت عنها غير ابنه [ فأخبر عنها ](5) فأقر بها .
والأخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة ، وأنّه رآه جماعة قد انقطعوا في طريق (6) الحجاز وغيرها فخلّصهم وأوصلهم إلى حيث أرادوا ، ولولا التطویل
ص: 242
الذكرت منها جملة ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف(1) .
إنتهى كلام علي بن عيسى في كتاب کشف الغمة .
(95) قال بعض المشايخ : وجدت بخط الشيخ الإمام العالم الفاضل الفضل بن يحيى بن على الطيبي (2)- قدس الله روحه ، وطهر رمسه - ما هذا حکایته قال العبد الفقير إلى الله تعالى الفضل بن يحيى بن علي الطيبي - عفى الله عنه - : كنت سمعت من شمس الدين بن نجيح ال حتّی ، ومن جلال الدین عبد الله بن الحوام الحالي أيضأ بالمشهد الشريف الحائري - على مشرّفه أفضل الصلاة والسلام - وقت زيارة النصف من شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة هجرية ما سمعوا من الشيخ الصالح الورع زين الدين علي بن فاضل المازندراني (3) المجاور لمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث اجتمعوا معه في مشهد الإمامين بسرّ من رأى ، وحكى لهما ما رأى في البحر الأبيض والجزيرة الخضراء .
ص: 243
فمر بي باعث الشوق إلى رؤياه ، وسألت الله بتيسير لقائه واستماع الخبر من فلقه فيه بإسقاط رواياته ، وعزمت على الإنتقال إلى سرّ من رأى للإجتماع به ، فاتفق أن الشيخ المذكور انحدر إلى الحلة في أوائل شوال من السنة المذكورة اليمضي على جاري عادته ، ويقيم بالمشهد الغري - صلوات الله على مشرفه - .
فحضر السيد الحسیب فخر الدين بن الحسن بن علي الموسوي المازندراني وعرّفني بحضوره فاستطار قلبي سروراً، ولم أملك نفسي عليّ ، فنهضت من ساعتي ومضيت إلى خدمته ، وكان يومئذ في دار السيد فخر الدين المذكور في آخر بلدة الحلة من الجامعين قريباً من مقام الصادق عليه السلام .
فلمّا وصلت إلى الدار قيل لي : إنّه مشغول بأداء الظهرين ، فانتظرت إلى أن فرغ، فأخذ لي السيد المذكور إجازة في الدخول إلى داره المذكور ، فلمّا أقبلت على الشيخ الصالح المذكور نهض واقفاً وأقعدني مجلسه ورحّب بي ، فتحادثت معه فرأيت في كلامه أمارات تدلّ على الفضل والتقى ، وطلبت منه ما حدّث به الرجلين المذكورين ، فقصّ لي القصة من أوّلها إلى آخرها ، وكان ذلك يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر شوال سنة تسع وتسعين وستمائة ، وهذه صورة ما سمعته من لفظه ، وربّما وقع في الألفاظ التي نقلتها منه تغيير لكنّ المعاني واحدة .
قال : كنت مقيماً بدمشق الشام منذ سنين أقرأ القرآن المجيد على الشيخ زين الدين على الأندلسي المالكي ، وكان فاضلاً عالماً عارفاً بالقراءة السبعة ، فاتفق أنّه سافر إلى ديار مصر ، وكنت أقرأ عليه في علم الأصول والعربية واللغة ، فلكثرة المحبّة التي كانت بيننا عز علي مفارقته وهو أیضاً كذلك ، فآل الأمر إلى أن صمّم العزم على صحبتي له ، وكان يقرؤون عنده جماعة نصحبوه أيضأ ، وعزم بعض التلاميذ على صحبته ومن الجملة آنا ، فسافرنا إلى الأندلس فحينئذ وصلنا الجزيرة المذكورة عرضت علي الحمّى فمنعتني عن الحركة .
فلمّا رآني الشيخ على تلك الحالة أعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم وأمره أن يتعاهدني حتّی يكون مني أحد الأمرين ، ثم مضى
ص: 244
إلى بلده ، ومسافة الطريق من الساحل إلى بلده يوم واحد، فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيّام لا أستطيع الحركة .
ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمى ، فخرجت أدور بنفسي في تلك القرية ، فرأيت قفلاً قد وصل من جبال في تلك الجزيرة يتجلبون الصوف والسمن والأمتعة ، فسألت عن حالهم ؟ فقيل : إن هؤلاء يجيؤون من جهة قرية من أرض بربر وهي قرية من جزيرة الرافضة ، فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت إليهم ، وجذبني باعث الشوق إلى أرضهم ، فقيل : إن المسافة خمسة وعشرون يوماً ، منها يومان بغير عمارة ولا ماء ، وبعد ذلك فالقرى متصلة .
فاكريت معهم من رجل حماراً بثلاثة دراهم بعلو تلك المسافة التي لا عمارة فيها ، ولمّا قطعت تلك المسافة تمشیت راجلاً ، وتنقلت على إختياري من قرية إلى أخرى ، إلى أن وصلت إلى أوّل تلك الأماكن ، فقيل لي : إنّ جزيرة الروافض قد بقي بينك وبينها ثلاثة أيّام .
فمضيت فلم أتأخّر فوصلت الجزيرة راكبه على طرف البحر ، فدخلت مسجداً هناك على البحر ، فجلست الأستريح ، فدخلت جماعة من أهل تلك القرية إلى المسجد ، وأقامت الصلاة ، فما رأيت منهم إلّا من يصلّي الصلاة الكاملة بأركانها على ما هو منقول عن أئمة الهدى - سلام الله عليهم - على الوجه المرضي فرضاً ونفلاً ، وكذلك التعقيب والتسبيح .
فسألوني عن مذهبي ؟ فقلت : أنا رجل فقير غريب ، وما لي اطّلاع على المذاهب ، أرى المسلمين يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأنا أقول معهم كقولهم ، فقالوا : لا بّد للإنسان من مذهب يعتقده ورأي يراه ، فقلت : أنتم أي شيء مذهبكم ؟ فقالوا : مذهبنا مذهب أمير المؤمنين ويعسوب الدين ، ومذهب الأئمة المعصومين - سلام الله عليهم أجمعين . من ولده الأحد عشر الذين أوجب الله طاعتهم على خلقه ، وأخبر بهم سيد المرسلين ، وسمّاهم له واحداً واحداً .
فحمدت الله سبحانه على ذلك ، وحصل لي تمام السرور ، وعرفتهم أنّي
ص: 245
على مذهبهم ، فسألتهم عن ميرتهم(1)من أين تأتي إليهم ؟ فقالوا : تأتينا ميرتنا من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض من جزائر ولد الإمام صاحب الزمان المهدي عليه السلام ، فقلت لهم : كم تأتيكم في السنة ؟ فقالوا : مرتين ،فقلت : كم بقي حتّی تأتي ؟ قالوا : أربعة أشهر ، فتأثرت لطول المدة ، ومكثت عندهم مقدار أسبوع وأنا عندهم في غاية الإعزاز والإحترام .
وفي يوم الأخير خرجت إلى شاطىء البحر فرأيت شيخاً من بعيد ، فسألت من ذلك الشيخ وقلت : هل يكون في البحر طين أبيض ؟ فقالوا : هل رأيت شیئاً ؟ قلت : نعم ، فاستبشروا وقالوا : هذه مراكب من بلد (2) ولد الإمام عليه السلام ، فما كان إلا قليلاً حتّی قدمت تلك المراكب ، وعلى قولهم إن مجيئها كان في غير ميعاد، فقدم مركب كبير وتبعه آخر ، وصعد من المركب الكبير شیخ ، حسن الدين ، فتوضّأ وضوء الكامل على الوجه المنقول ، وصلّى العصر في مسجد على شاطىء البحر .
فلمّا فرغ من صلاته إلتفت إلي مسلماً علي فرددت عليه السلام ، فقال لي : ما إسمك ؟ وأظن أنّه علي ! قلت : صدقت ، ثم قال : ما إسم أبيك ؟
ولا شكّ أن يكون فاضلاً ! قلت : نعم ، ولم أشكّ في أنّه كان صحبنا من دمشق إلى مصر وإلى جزيرة الأندلس ، فقلت : أيها الشيخ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق إلى مصر ؟ فقال : لا ومولاي ، قلت : ولا من مصر إلى الأندلس ؟ قال : لا والله ، قلت : فمن أين تعرفني بإسمي وإسم أبي ؟ قال لي : إعلم أنّه قد تقدم وصفك ، وأنا أصحبك معي إن شاء الله إلى الجزيرة الخضراء . فسررت بذلك غاية السرور حيث ذكرت ولي عندهم إسم ، وكان من عادته أنّه لا يقيم إلا يوماً واحداً ، فأقام ثلاثة أيام لإيصال الميرة إلى أصحابها المقررة لهم ، فلمّا أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر إليهم عزم على السفر ،وأخذني معه ، فسرنا خسمة أيام .
ص: 246
فلمّا كان في اليوم السادس رأيت ماء أبيض ، فجعلت أطيل النظر إليه ،فقلت : إنه على غير لون ماء البحر ، فقال : هذا من البحر الأبيض ، وهذا ماء الجزيرة الخضراء مستدير حولها مثل السور ، من أيّ الجهات أتيته وجدته ،فاستعملت فإذا هو كاء الفرات ، ثم صعدنا من المركب إلى الجزيرة ، ومضينا إلى الجامع فرأيت فيه جماعة كثيرين ، وفي وسطهم شخص جالس ، عليه من المهابة ما لا أحسن وصفه منه ، والناس يخاطبونه شمس الدین محمد العالم ،ويقرؤون عليه القرآن والفقه والعربية واللغة ، والفقه الذي يقرؤون أحادیث عن الإمام عليه السلام مسألة مسألة .
فلمّا مثلت بين يديه رحّب بي وأجلسني وأخفى السؤال عن تعبي في الطريق ، وهيّأ لي موضعاً منفرداًفي الجامع وقال : هذا لك ، إذا أردت الخلوة فمضيت إلى ذلك الموضع واسترحت فيه وعدت آخر النهار ، وأقمت في تلك البقعة الشريفة ثمانية أيام إذ حصل في وسطها جمعة .
فلمّا كان يوم الجمعة إجتمع الناس للصلاة ، وصلاة الجمعة ركعتين فريضة خلف السيد شمس الدين العالم ، فلمّا انقضت الصلاة قلت : يا مولاي قد رأيتكم صليتم صلاة الجمعة واجبة(1) ؟ قال : نعم ، لأن شروطها قد حضرت فوجبت ، فقلت في نفسي : ربما كان الإمام حاضراً ، ثم في وقت آخر سألته : هل كان الإمام حاضراً؟ قال : لا ، فقلت : وهل رأيت الإمام ؟ قال : لا ، ولكن أبي رآه .
فلمّا تفرّق النّاس أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم ، وجعل يسير معي نحو البساتين فرأيت فيها أنّهارا جارية ، وفواكه عظيمة الحسن والحلاوة ، من الكمثري والعنب والرمان وغيرها ما لم أرَهُ في عراق العجم كلّه ، فما كان إلّا قليل إذ مرّ بنا رجل حسن الصورة ، فقلت له : ومن هذا الرجل ؟ قال لي : أنظر إلى ذلك الجبل العالي ، قلت : وأيّ شيء فيه ؟ قال : إن في وسطه مكانا حسنة ، وفيه مياه جارية ، وتلك الشجرة ذات الأغصان الكثيرة ، نابتة على
ص: 247
العين ، وعندها قبّة مبنيّة بالأجر ، وإن هذا الرجل خادم لتلك القبّة ، وأناأمضي إلى هناك صباح كلّ جمعة ، وأزور الإمام عليه السلام فيها ، وأصلّي ركعتين ، وأجد هناك ورقة مكتوبة فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين ، فمهما تضمّنت الورقة أعمل به ، فينبغي أن تذهب إلى هناك ، وتزور .
فذهبت ووجدت هناك خادمين ، فرحّبا بي ، وحدّثاني ، وأتياني بخبز وعنب ، فأكلت وشربت من ماء العين التي عند القبة ، وتوضّأت وصلّيت ، وسألت الخادمين ، فقالا : ليس معنا إذن في أخبار أحد ، فطلبت منها الدعاء فدعيا لي ، وانصرفت إلى أن وصلت المدينة .
فلمّا وصلتها إجتمعت مع الشيخ محمد الذي جئت معه في البحر ، وسألته عن شمس الدين محمد العالم ، فعرّفني أنّه من ولد أولاد الإمام عليه السلام .
قال الشيخ علي بن فاضل : واستأذنت السيد في نقل بعض المسائل عنه ، وقرأت بعض العلوم عليه ، فقال : إذا كان ما تقول فابدء بقراءة القرآن المجيد ، فكلّما(1) كان قرأت شیئاً فيه خلاف أقول له : قراءة حمزة كذا ، وقراءة الكسائي كذا ، وعاصم ، وأبو عمرو كذا .
فقال السيد العالم : نحن لا نعرف هؤلاء ، وإنّما القرآن نزل على سبعة أحرف ، وذلك أنّ النّبي صلى الله عليه وآله بعد عوده من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال : يا محمد أتل علي القرآن حتّی أعرّفك أوائل السور وأواخرها ، والإختلاف الذي فيه ، فاجتمع إليه علي بن أبي طالب عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وعثمان ، وجماعة من الصحابة ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله ، فكلمّا مرّ بموضع فيه اختلاف بيّنه له جبرئیل علیه السلام ، وأمير المؤمنين عليه السلام يكتب ذلك في درج أدم ، فالجميع قراءة أمير المؤمنين عليه السلام .
ونقلت عنه أحاديث کثیراً جمعتها في مجلّد ولا اطّلع عليه إلا الأعزّاء من
ص: 248
المؤمنين ، وسمّيته ب « الفوائد الشمسيّة » ستراه إن شاء الله .
فلمّا كان يوم الجمعة إذ قد سمعت جزلة عظيمة خارج المسجد فسألت عنها السيد شمس الدين ، فقال لي : إن أمراء عسكرنا كلّ جمعة بعد الصلاة يركبون وينتظرون الفرج ، فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي ، فخرجت فإذا جمع كثير يسبّحون الله ويحمدونه ويهلّلونه ، ويدعون بالفرج للإمام القائم بأمرالله ، والناصح لدين الله ، محمد بن الحسن المهدي ، الخلف الصالح ، صاحب الزمان عليه السلام .
ثم عدت إلى السيد فقال لي : رأيت العسكر ؟ فقلت : نعم يا مولاي ، قال : عددت أمراءهم ؟ قلت : لا ، قال : عدّتهم ثلاثمائة وأحد عشر أميراً ، وبقي إثنان والفرج قد آن ، قلت : يا سيدي ومتى يكون ؟ قال : يا أخي إنّما العلم عند الله حتّی أنّه ربّما أن الإمام عليه السلام لا يعرفه ، وله علامات وامارات تدلّ على خروجه ، وما يخرج إلا في سنة وتر فليرتبها(1) المؤمنون .
فقلت : يا سيدي أنا من المقيمين في بلدكم هذه إلى أن يأذن الله بالفرج ، فقال : لا تقدم إلى كلام يعودك ولا يمكنني وإيّاك المخالفة ، لأنّك ذو عيال ولا يجوز لك التخلف عنهم ، فتأثرت وبكيت وقلت : يا مولاي هل يجوز المراجعة في أمري ؟ قال : لا ، قلت : يا مولاي وهل تأذن لي أن أحكي كلها رأيت ؟ قال : لا بأس أن تحكي ذلك للمؤمنين لتطمئن قلوبهم إلا كيت وكيت وعين (2)ما أقوله ، فقلت : يا سيدي أما يمكنني الإجتماع بالإمام عليه السلام ؟
قال : لا ، ولكن إعلم يا أخي وفقك الله أن كل مؤمن مخلص لا بدّ أن يرى الإمام عليه السلام ولكن لا يعرفه ، فقلت : يا سيدي أنا من جملة عبيد الله المخلصين ولا رأيته ، قال : بلى رأيته مرتين ، مرّة منها لا أتيت بسرّ من رأى وهي أول مرّة جثتها وسبقك أصحابك وتخلفت بعضهم حتّی وصلت إلى نهر ولا ماء فيه ، فحضر عندك فارس على فارس شهباء ، وبيده رمح طويل ، فلمّا رأيتهر
ص: 249
خفت على ثيابك ، فكلما وصل إليك قال لك : لا تخف ، إذهب إلى أصحابك تراهم تحت الشجرة ، فذكرني والله ما كان ، فقلت : كان ذلك .
قال : والمرة الأخرى حين خرجت من دمشق ترید مصراً وانقطعت عن القافلة وخفت خوفاً شديداً ، فعارضك رجل على فرس غرّاء محجّلة ، وبيده رمح أيضاً وقال لك : سر ولا تخف إلى قرية عن يمينك ، ونم عند أهلها الليلة ، وأخبرهم بمذهبك الحقيقي فإنهم مؤمنون ويدينون بدين أمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام من ذرّيّته ، أكان ذلك يا ابن فاضل ؟ قلت : نعم .
ثم ذكر لي السيد شمس الدين بأنّ الإمام عليه السلام يأتي في رأس كلّ السنة إلى تلك القبة ، وما يجتمع به إلا المخلصون ، قلت له : لعلك منهم ؟ فبكى ، وقال : إن شاء الله ، وحثّ عليّ بالتوجّه والرجوع إلى أهلي ، وعدم طول الإقامة في بلاد الغرب ، وذكر لي أن هذه الجزيرة لا يدخل إليها درهم ولا يخرج منها درهم ، ودراهمهم مكتوب عليها ولا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله ، وعلى الوجه الآخر ، القائم بأمر الله محمد بن الحسن صاحب الزمان عليه السلام ، وكان يوم سفري من عندهم مقابلاً لخروج روعي ، لكن الأمر سبق منه عليه السلام إلى السيد شمس الدین محمد بهذا ولم يمكنه المخالفة .
ثم توجهت مع المراكب التي أتيت معها إلى بلاد البربر ، وكان قد أعطاني حنطة وشعيراً فبعتها بخمسة وعشرين ديناراً ذهبيةً ومثلها دراهم فضة ، وجئت مع الحج المغربي فحججت ، وجئت إلى هنا وأريد المجاورة بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام .
ثم قال الشيخ علي بن فاضل : ما رأيت من أحد من علماء الشيعة الإمامية عندهم ذكر إلا الشيخ أبو جعفر الطوسي ، والسيد المرتضى علم الهدی(1) ، والشيخ أبو القاسم جعفر بن إسماعيل
ص: 250
الحلي (1) ، وأن الشيخ أبا القاسم خالف الشيخ الطوسي في ست عشرة مسألة والحق معها مع الطوسي .
ورأيت السيد شمس الدين محمد يفرق بين الظهر والعصر فقلت له : هل تقدم لكم الفرق من صاحب الأمر ؟ قال : لا ، ولكن الجمع للمضطر ،والفرق لغيره ، وكلاهما جائزان ، وذكر لي على المذكور أن لي بهذه السنة ثمان سنوات ونصف مفارق تلك البلاد ، وكان إجتماعي بالسيد شمس الدين محمد في تلك الجزيرة في سنة تسعين وستمائة(2) .
هذا ما سمعته من فيه والسلام والإكرام والحق أحق أن يتبع (3) .
ص: 251
(96) روى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي الحسيني (1) في كتابه بإسناده عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعيد بن أحمد بن الرضي ، عن الشيخ الأجلّ المقري حظير الدین حمزة بن المسيب بن الحارث أنّه حکی بداره(2)بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شعبان سنة أربع وأربعين ، وخمسمائة ، قال : حدثني شيخي العالم أبو القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع جمادي الأخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، قال : حدثني الأجل العالم الحجّة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال :
كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة (3) في رمضان بالسنة المقدم
ص: 252
ذكرها ، ونحن على طبقة وعنده جماعة ، فلمّا أفطر من كان حاضراً وتقوض أكثر من حضر ، أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسّي عنده ، وكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لا أعرفه ولم أكن رأيته من قبل ، ورأيت الوزیر یکثر إكرامه ، ويقرب مجلسه ، ويصغي إليه ، ويسمع قوله دون الحاضرين ، فتجاوبنا الحديث والمذاكرة حتّی أمسينا، وأردنا الإنصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزير يمسينا عنده ، فأخذنا نتحادث فأفضى الحديث حتّی تحادثنا في الأديان والمذاهب ، ورجعنا إلى دين الإسلام وتفرق المذاهب فيه .
فقال الوزير : أقلّ طائفة مذهب الشيعة ، وما يمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه وهم الأقل من أهلها، وأخذ يذم أحوالهم ، ويحمد الله على قلّتهم في أقاصي الأرض ، فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلاً عليه ، مصغية إليه فقال : أدام الله أيامك ، أحدث بما عندي فيما تفاوضتم فيه ، أو أعزب عنه ، فصمت الوزير .
ثم قال : قل ما عندك ، فقال : خرجت مع والدي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة من مدينتنا وهي المعروفة بالباهيّة(1)، ولها الرستاق التي تعرفه التجار ، و عدّة ضياعها ألف ومائتا ضيعة ، في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم
ص: 253
إلا الله ، وهم قوم نصارى ، وجميع الجزائر التي كانت حولهم على دينهم ، ومسير بلادهم عشرون يوما ، وكل من في البرّ من الأعراب وغيرهم نصاری ويتّصل بالحبشة والنوبة(1)، وكلّهم نصارى ويتصل بالبربر وهم على دينهم ، فإن حد هذا كان يملا كلا من الأرض ولم يضف إليهم إلّا الفرنج والروم ، وغير خفي عنكم من بالشام والعراق والحجاز ، واتفق أنّنا سرنا في البحر وأوغلنا وتعدينا الجهات التي كنا نصل إليها ورغبنا في المكاسب ، ولم نزل على ذلك حتّی صرنا إلى جزائر عظيمة ، كثيرة الأشجار ، مليحة الجدر ، فيها المدرة الممدودة والرساتیق ، فأول مدينة وصلنا إليها وأرسى المركب بها ، وقد سألنا النداخذ(2) أي شيء هذه الجزيرة ؟ فقال : والله إنّ هذه الجزيرة لم أصل إليها ولا أعرفها ، وأنا وأنتم في معرفتها سواء .
فلا أرسينا بها وصعد التجّار إلى مشرعة تلك المدينة ، وسألنا: ما إسمها ؟ فقيل : هي المباركة ، فسألنا عن سلطانهم وما إسمه ؟ فقالوا : إسمه الطاهر ، فقلنا : وأين سرير ملكه ؟ فقيل بالزاهرة ، فقلنا : وأين الزاهرة ؟ فقالوا : بينكم وبينها مسيرة عشر ليال في البحر ، وخمس وعشرين ليلة في البرّ، وهم قوم مسلمون ، فقلنا : من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والإبتیاع ؟ قالوا : تحضرون عند نائب السلطان ، فقلنا : وأين أعوانه ؟ قالوا : لا أعوان له هو في داره ، وكل من عليه حق يحظر عنده فيسلم إليه ، فتعجبنا من ذلك وقلنا : ألا تدلّونا عليه ؟ قالوا : بلى .
وجاء معنا من أدخلنا داره ، فرأينا رجلاً صالحاً، عليه عباءة وتحته عباءة وهو مفترشها ، وبين يديه دواة وهو يكتب منها من كتاب ينظر إليه ، فسلّمنا
ص: 254
عليه فردّ علينا السلام وحیّانا ، وقال : من أين أقبلتم ؟ فقلنا : من كذا وكذا ، فقال : كلّكم مسلمون ؟ فقلنا : لا ، بل فينا المسلم واليهودي والنصارى ، فقال : يزن اليهودي جزيته والنصراني جزيته ، ويناظر المسلم عن مذهبه .
فوزن والدي عن خمسة نفر نصارى عنه وعنّي ، وعن ثلاثة نفر كانوا معنا ، ثم وزن تسعة نفر كانوا يهود ، وقال للمسلمين : هاتوا مذاهبكم ، فشرعوا معه في مذاهبهم ، فقال : لستم مسلمين ، وإنّما أنتم خوارج ، وأموالكم تحلّ للمسلم المؤمن ، وليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله وبالوصي والأوصياء من ذرّيّته حتّی مولانا صاحب الزمان عليهم السلام .
فضاقت بهم الأرض ولم يبق إلّا أخذ أموالهم ، قال لنا يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيها معكم حيث أخذت الجزية منكم ، فلمّا عرف أولئك أن أموالهم معرضة لنهب سألوه أن يحملهم إلى سلطانه ، فأجاب سؤالهم وتلا « ليهلك من هلك عن بينة »(1).
فقلنا للربّان والنواخدا : هؤلاء قوم قد عاشرناهم وصاروا فرقة وما نحب أن نتخلف عليهم ، إنّما نكون معهم حتّی نعلم ما يسفر حالهم عنه .
فقال الربّان : والله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه ، فاستأجرنا ربّاناً ورجالاً وقلعنا القلع وسرنا ثلاثة عشر يوماً بلياليها حتّی كان قبل طلوع الفجر كبّر الربّان وقال : والله هذه أعلام الزاهرة ومنابرها وجدرها قد بانت .
فسرنا حتّی تضاحى النهار ، فقدمنا إلى مدينة لم تَرَ العيون أحسن منها ، ولا أخف على القلب ، ولا أرق من نسيمها ، ولا أطيب من هوائها، ولا أعذب من مائها ، وهي راكبة البحر على جبل من صخر أبيض ، كأنه لون الفضة ، وعليها سور إلى ما يلي البحر والبرّ، والأنهار منخرقة في وسطها، يشرب منها أهل الدور والأسواق ، وتأخذ منها الحمامات ، وفواضل الأنهار یرمی على البحر ، ومدى الأنهار فرسخ ونصف أو دونه ، وفي تحت ذلك الجبل بساتين
ص: 255
المدينة ، وأشجارها ومزارعها عند العيون ، وثار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب ، ويرعى الذئب والنعجة عياناً ، ولو قصد قاصد لتخليه في زرع غيره لما رعته (1) ولا قطعت منه قطعة ، ولقد شاهدت السباع والهوام رابضة في غیض تلك المدينة ، وبنو آدم يمرّون عليها فلا تؤذيهم .
فلمّا قدمنا المدينة وأرسى المراكب فيها وما كان صحبنا من الشواء والذبائح من المباركة بشريعة الزاهرة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة ، كثيرة الخلق وسيعة المربعة فيها الأسواق الكثيرة ، والمعاش العظيم ، ويرد إليها الخلق من البرّ والبحر ، وأهلها على أحسن قاعدة ، لا يكون على وجه الأرض من الأمم والأديان مثلهم كأمانتهم ، حتّی أنّ المتعیش بسوق المدينة يرد إليه من يبتاع منه حاجته إما بالوزن أو الذراع فيبايعه عليها ، ثم يقول : يا هذا زن لنفسك واتزن النفسك ، فهذه صورة مبايعتهم ، لا يسمع منهم لغو المقال ، ولا النميمة ، ولا يست بعضهم بعضا ، وإذا نادى المؤذن الأذان لا يتخلف منهم متخلّف ذكراً كان أو أنثى إلا أن يسعى إلى الصلاة ، حتّی إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلى بيته حتّی يكون وقت صلاة أخرى ، فتكون الحال كما كانت .
فلمّا دخلنا المدينة وأرسينا بمشرعتها أمرنا بحضورنا عند السلطان ، فحضرنا داره ، ودخلنا إلى بستان ، في وسطه قبة من قصب ، والسلطان في تلك القبّة وعنده جماعة ، وفي باب القبة ساقية تجري ، فوافينا القبّة وقد أقام المؤذن الصلاة فلم يكن أسرع من إمتلاء البستان بالناس ، وأقيمت الصلاة ، فصلّى بهم جماعة ، فلا والله لم تنظر عيني أخضع لله منه ، ولا ألين جانباً الرعيته ، فصلى من صلى مأموماً .
فلمّا قضيت الصلاة التفت وقال : هؤلاء القادمون ، قلنا : نعم . وكانت تحيّة الناس له ومخاطبتهم له يا ابن صاحب الزمان . فقال : على خير مقدم ، ثم قال : أنتم تجّار أم ضياف ؟ فقلنا : تجار ، فقال : من فيكم المسلم ومن فيكم
ص: 256
أهل الكتاب ؟ فعرّفناه ذلك ، فقال : إن الإسلام فرق وشعب ، فمن أي قبيل أنتم ؟ - وكان معنا شخص يعرف بالمقري اسمه : روزبهان بن أحمد الأهوازي يزعم أنّه على مذهب الشافعي - فقال : أنا رجل شافعي ، قال : فمن على مذهبك من الجماعة ؟ قال : كلّنا ، إلا هذا حسّان بن غيث فإنّه رجل مالكي ، فقال : أنت تقول بالإجماع ؟ قال : نعم ، قال : إذاً أنت تعمل بالقياس .
ثم قال : بالله يا شافعي تلوت ما أنزل يوم المباهلة ؟ قال : نعم . قال : وما هو؟ قال : قوله تعالى : «فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » (1). فقال بالله عليك من أبناء الرسول ؟ ومن نساؤه ؟ ومن نفسه ؟ فأمسك روزبهان ، هل بلغك وأتاك أن غير الوصي والرسول والبتول والسبطين دخل تحت الكساء ؟ قال : لا . فقال : والله لم تنزل هذه الآية إلا فيهم ، ولا خصّ بها سواهم .
ثم قال : بالله عليك يا شافعي ما تقول من طهّره الله بالدليل القاطع هل ينجسه المختلفون ؟ قال : لا . فقال : بالله عليك هل تلوت قوله تعالى : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »(2)؟ قال : نعم فقال : بالله عليك من عنّی بذلك ؟ فأمسك فقال : والله ما عنى بها إلا أهلها .
ثم بسط لسانه وتحدّث بحديث أمضى من السهام ، فقطع الشافعي فوافقه فقام عند ذلك فقال : غفراً غفراً يا ابن صاحب الزمان إنسب إلىّ نفسك (3) ،فقال : أنا الطاهر بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الذي أنزل الله فيه « وكل شيء أحصيناه في إمام مبين » (4) ونحن الذين أنزل الله في
ص: 257
حقنا « ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم »(1) یا شافعي نحن ذرية الرسول ، نحن أولي الأمر ، فخرّ الشافعي مغشياً عليه لما سمع منه ، ثم أفاق ، وآمن به وقال : الحمد لله الذي منحني الإسلام والإيمان ، ونقلني من التقليد إلى اليقين .. ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيّام ، ولم يبق في المدينة أحد إلّا جاء إلينا وحدّثنا .
فلمّا انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أنّ يقيموا لنا بالضيافة ، ففسح لهم في ذلك ، فكثرت علينا الأطعمة والفواكه ، وعملت لنا الولائم ، ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة ، فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين .
وبعدها مدينة اسمها« رائقة »، سلطانها القاسم بن صاحب الأمر ، ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم .
وبعدها مدينة إسمها « الصافية »، سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر بالحكاية .
وبعدها مدينة أخرى إسمها « طلوم» ، سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر ، مسيرة رستاقها وضياعها شهران .
وبعدها مدينة أخرى إسمها «عناطيس» ، سلطانها هاشم بن صاحب الأمر ، وهي أعظم المدن وأكبرها ، وأعظم دخلا ، ومسيرة ملكها أربعة أشهر ، فيكون مسيرة هذه المدن الخمس والمملكة مقدار سنة ، لا يوجد في أهل تلك الخطوط(2) والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة والولاية ، الذي يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، سلاطينهم أولاد إمامهم ، يحكمون بالعدل وبه يأمرون ، وليس على وجه الأرض مثلهم ، ولو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثرهم عددا منهم على إختلاف الأديان
ص: 258
والمذاهب ، ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم ، لأنهم يزعمون أنّها سنة وروده ، فلم يوفّقنا الله للنظر إليه .
فأمّا روزبهان وحسّان فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته ، وقد كنا لما استكثرنا هذه المدن وأهلها ودخلنا سألنا عنها فقيل : إنها عمّارة صاحب الأمر واستخراجه .
فلمّا سمع عون الدين ذلك نهض ودخل حجرة نظيفة ، وقد انقضى الليل ، فأمر بإحضارنا واحداً واحداً وقال : إياكم إعادة ما سمعتم واجراؤه على ألفاظكم ، وشدد وتأكد علينا .
فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منا ما سمعه حرفاً واحداً حتّی هلك ، وكنا إذا حضرنا موضعاً واجتمع أحدنا بصاحبه قال : أتذكر رمضان ؟ فيقول : نعم ، فيقول : ستر الحال شرط ، فهذا ما سمعته ورويته(1).
(97) وروى سعد بن عبد الله القمّي في بصائر الدرجات (2)عن أحمد بن ( محمد) (3) بن عيسى(4)، عن الحسين بن سعيد(5) ومحمد بن عيسى بن
ص: 259
عبيد(1) ، عن الحسين بن سعيد جميعاً، عن فضالة بن أيوب (2)، عن القاسم بن بريد(3)، عن محمد بن مسلم(4) قال : سألت أبا عبد الله
ص: 260
عليه السلام عن ميراث العلم ما مبلغه ؟ أجوامع هو من هذا العلم ؟ أم تفسير كل شيء من هذه الأمور التي نتكلم فيها ؟
فقال : إن لله عزّ وجلّ مدينتين ، مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، فيها قوم لا يعرفون إبليس ، ولا يعلمون بخلق إبليس ، نلقاهم [ في ](1) کل حين ، فيسألوننا(2) عما يحتاجون إليه ، ويسألونا عن الدعاء فنعلمهم ، ويسألوننا (3) عن قائمنا متى يظهر ، [ و ](4)فيهم عبادة واجتهاد شدید، [ و ](5) لمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ ، هم تقدیس وتمجيد ودعاء واجتهاد شدید ، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم ، يصلي الرجل منهم شهر لا يرفع رأسه من سجدته ، طعامهم التسبيح ، ولباسهم الورق(6)، ووجوههم مشرقة بالنور ، وإذا رأوا منا واحدة لخشوه(7) واجتمعوا إليه ، وأخذوا من ( أثره ) من الأرض يتبركون به .
هم دوي إذا صلّوا كأشدّ من دوّي الريح العاصف ، منهم جماعة لم يضعوا السلاح من كانوا ينتظرون قائمنا ، يدعون الله عزّ وجلّ أن يريهم إيّاه ، وعمر أحدهم ألف سنة ، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والإستكانة ، وطلب (8)ما يقربهم إلى الله عزوجل، إذا احتبسنا عنهم ظنوا ذلك من سخط يتعاهدون أوقاتنا التي تأتيهم فيها ، لا يسأمون ولا يفترون .
يتلون كتاب الله عزّ وجلّ کا علّمناهم وإن فيها نُعَلِّمهم(9) ما لو تلي على
ص: 261
الناس لكفروا به ولأنكروه ، يسألونا(1)عن الشيء إذا ورد عليهم من (2)القرآن لا يعرفونه ، فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يستمعون(3) منا، وسألوا لنا (4) البقاء وألّا يفقدونا، ويعلمون أن المنّة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة ، ولهم خرجة مع الإمام إذا قام ، يسبقون فيها أصحاب السلاح ، ويدعون الله عزّ وجلّ أن يجعلهم من ينتصر بهم لدينه ، وهم کهول وشبّان .
إذا رأى شابّ منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد، لا يقوم حتّی يأمره ، لهم طريق(5) أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام عليه السلام ، فإذا أمرهم الإمام بأمر قاموا إليه أبداً حتّی يكون هو الذي يأمرهم بغيره ، لو أنّهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة ، لا يحتكم(6) فيهم الحديد ، لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد ، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقدّه حتّی يفصله ، يغزو(7) بهم الإمام عليه السلام الهند والدیلم [ والكرد ] (8) والروم وبربر(9) وفارس ، و ( ما )(10) بین جابلسا إلى جابلقا وهما مدينتان ، واحدة بالمشرق ، وواحدة بالمغرب ، لا يأتون على أهل دين إلا دعوهم إلى الله عزّ وجلّ ، وإلى الإسلام ، والإقرار بمحمد صلى الله عليه وآله ، والتوحيد، وولايتنا أهل البيت ، فمن أجاب منهم ودخل في الإسلام تركوه وأمروا عليهم أميرأ منهم ، ومن لم يجب ولم يقرّ بمحمد صلى الله
ص: 262
عليه وآله ولم يقرّ بالإسلام ولم يسلم قتلوه حتّی لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلّا آمن(1).
(98) سعد بن عبد الله القمي أيضأ في (2) الكتاب قال : حدثني الحسن بن عبد الصمد(3) ، قال : حدثني الحسن بن علي (4) ، عن ابن أبي عميره(5) ، قال : حدثني أبو الهيثم خالد بن
ص: 263
الأرمني(1) ، عن هشام بن سالم (2) ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله عزّ وجلّ بالمشرق مدينة إسمها « جابلقا» ، لها إثنا عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه [ مسيرة ](3) فرسخ ، على كلّ [ باب ](4)برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل ، يهلبونه(5) الخيل ، ويشحذون(6) السيوف والسلاح ينتظرون قيام قائمنا .
وإنّ الله عزّ وجلّ [ بالمغرب ](7)مدينة يقال لها « جابرسا(8) لها إثنا عشر ألف باب من ذهب ، بين كل باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ ، على كل باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل ، يهلبون الخيل ويشحذون السلاح ، ينتظرون قائمنا ، وأنا (9)الحجة عليهم .
على هذا نقطع الكلام والصلاة والسلام على محمّد وآله الأئمّة الأعلام .
وتمّ الكتاب والحمد لله (10) (11)
ص: 264
ص: 265
ص: 266
فصل معتبر فيمن رأى الإمام الثاني عشر ،
« القائم المنتظر على (1)البشر عليه السلام »
ص: 267
ص: 268
« بسم الله الرحمن الرحيم »
«الحمد لله وسلام على عباده الذي اصطفى »
(99) محمد بن علي بن الحسين بن بابویه في كتاب الغيبة قال : حدثنا محمد بن محمد الخزاعي - رضي الله عنه - قال : حدثنا أبو علي الأسدي ، عن أبيه ، محمد بن أبي عبد الله الكوفي (1)أنّه ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان صلوات الله عليه ، ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه ، وحاجز ، والبلالي(2) ، والعطار ، ومن الكوفة : العاصمي ، ومن الأهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزیار ، ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق ، ومن أهل همدان (3) : محمد بن صالح (4) ، ومن أهل الري : البسامي (5) والأسدي -
ص: 269
يعني نفسه-، ومن أهل أذربيجان : القاسم بن العلاء (1) ، ومن [ أهل ](2) نیسابور : محمد بن شاذان .
ومن غير الوكلاء : من أهل بغداد : أبو القاسم بن أبي حابس (3) ، وأبو عبد الله الكندي(4) ، وأبو عبد الله الجنيدي (5) ، وهارون القزاز ، والنيلي ، وأبو القاسم بن دبيس ، وأبو عبد الله بن فروخ ، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن عليه السلام ، وأحمد، ومحمد إبنا الحسن ، وإسحاق الكاتب من بني نوبخت ، وصاحب الفراء(6) ، وصاحب الصرة المختومة .
ومن همدان (7): محمد بن کشمرد : وجعفر بن حمدان ، ومحمد بن هارون بن عمران ، ومن الدينور : حسن بن هارون ، وأحمد ابن أخيه (8) ، وأبو الحسن ، ومن ( أهل ) (9) إصفهان : إبن بادشانجة (10) ، ومن الضميرة : زيدان ، ومن قم : الحسن بن النضر (11)، ومحمد بن محمد، وعلي بن محمد بن
ص: 270
إسحاق وأبوه ، والحسن بن يعقوب ، ومن أهل الري : القاسم بن موسى وابنه ، وأبو محمد[ بن ](1) هارون ، وصاحب الحصاة ، وعلي بن محمد ، ومحمد بن محمد الكليني ، وأبو جعفر الرفاء ، ومن قزوین : مرداس (2) ، وعلي بن أحمد ، ومن قائن(3) : رجلان ، ومن شهرزور : ابن الحال ، ومن فارس : المجروح (4) ، ومن مرو : صاحب الألف دينار ، وصاحب المال والرقعة البيضاء ، وأبو ثابت ، ومن نيسابور : محمد بن شعيب بن صالح ، ومن اليمن : الفضل بن يزيد، والحسن ابنه ، والجعفري ، وابن الأعجمي ، والشمشاطي(5) ، ومن مصر : صاحب المولودين ، وصاحب المال بمكة ، وأبو رجاء ، ومن نصيبين : أبو محمد بن الوجناء ، ومن الأهواز :الحضيني (6) (7) .
(100) محمد بن يعقوب ، عن محمد بن أبي عبد الله ، ومحمد بن يحيى جميعة عن عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : إجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو - رحمها الله - عند أحمد بن إسحاق ، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف .
فقلت له : يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيها أريد أن أسألك عنه ، فإنّ اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل[ يوم ](8)لقيامة بأربعين يوماً ، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق
ص: 271
باب التوبة ، « فلم یك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرة »(1) فأولئك أشرار من خلق الله عزّ وجلّ ، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ، ولكنّي أحببت أن أزداد يقيناً ، فإن إبراهيم عليه السلام سال ربّه عزّ وجلّ أن يريه كيف يحيي الموتى، قال : أولم تؤمن ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئن قلبي (2).
ولقد(3) أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته وقلت : من أعامل ؟ أو عن من آخذ ؟ وقول من أقبل ؟فقال له : العمري ، ثقتي فما أدّى إليك عنّي فعني يؤدي ، وما قال لك عنّی فعني يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنّه الثقة المأمون .
وأخبرني أبو علي أنّه سأل أبا محمد عليه السلام عن مثل ذلك ، فقال له : العمري وابنه ثقتان ، فما أديا إليك عنّی فعني يؤديان ، وما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنها [ الثقتان ](4) المأمونان ، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك .
قال : فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ، ثم قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام ؟ فقال : إي والله ، ورقبته مثل. ذا . وأومی بیده . فقلت له : فبقيت واحدة ، فقال لي : هات ، قلت : فالإسم ؟ قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم ، ولكن عنه عليه السلام ، فإنّ الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولداً، وقسّم ميراثه، وأخذه (5)من لا حقّ له فيه ، وهوذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرّف إليهم أو بنيلهم شيئاً ، وإذا وقع الإسم وقع الطلب ، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك .
ص: 272
قال الكليني - رحمه الله - وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عنّی اسمه أن أبا عمرو سئل عند (1)أحمد بن إسحاق عن مثل هذا ، فأجاب بمثل هذا(2) .
(101) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن(3) موسى بن جعفر - وكان أسنّ شيخ من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله بالعراق - قال(4) : رأيته بين المسجدين ، وهو غلام عليه السلام(5) .
(102) وعنه ، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن رزق الله أبي عبد الله ، قال : حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسی بن جعفر ، قال : حدّثتني حكيمة إبنة محمد بن على - وهي عمّة أبيه - أنّها رأته ليلة مولده وبعد ذلك(6).
(103) وعنه ، عن علي بن محمد، عن حمدان القلانسي ، قال : قلت للعمري : قد مضى أبو محمد عليه السلام ؟ فقال : قد مضى ، ولكن [ قد ](7) خلّف فيكم من رقبته مثل هذه (8)- وأشار بيده (9) ..
(104) وعنه ، عن علي بن محمد، عن فتح مولى الزراري ، قال : سمعت أبا علي بن مطهّر يذكر أنّه [ قد ] (10) راه ، فوصف (11)له قده (12).
ص: 273
(105) وعنه ، عن علي بن محمد، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن خادم لإبراهيم بن عبدة النيسابوري أنّها قالت : كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء عليه السلام حتّى وقف على إبراهيم ، وقبض على كتاب مناسکه وحدّثه بأشياء(1).
(106) وعنه ، عن علي بن محمد، عن محمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله بن صالح أنّه رآه عند الحجر الأسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول : ما هذا أمروا(2) .
(107) وعنه ، عن علي ، عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس ، عن أبيه أنّه قال : رأيته عليه السلام بعد مضي أبي محمد عليه السلام حين أيفع ، وقبّلت يده (3) ورأسه (4) .
(108) وعنه ، عن علي ، عن أبي عبد الله بن صالح ، وأحمد بن النضر ، عن القنبري - [ رجل ](5) من ولد قنبر الكبير - مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : جرى حديث جعفر بن على ذمّه ، فقلت له : فليس غيره ، فهل رأيته ؟ فقال : لم أره ولكن راه غيري ، قلت : ومن رآه ؟ قال : [ قد ](6) راه جعفر مرّتين وله حديث (7).
(109) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن أبي محمد الوجناني أنّه أخبرني عن من رآه : عليه السلام و أنّه ] (8) خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيّام وهو يقول : اللَّهم إنّك تعلم أنّها [ من ](9)أحبّ البقاع ، لولا الطرد ؛ أو کلام
ص: 274
نحو هذا(1) .
(110) وعنه ، عن علي بن محمد، عن علي بن قيس ، عن بعض جلاوزة السواد ، قال : شاهدت سیاء آنفاً بسرّ من رأى ، وقد كسر باب الدار ، فخرج عليه وبيده طبرزین (2) فقال له : ما تصنع في داري ؟ فقال سیماء : إن جعفراً زعم أنّ أباك مضى ولا ولد له ، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك ، فخرج عن الدار .
قال علي بن قيس : فخرج علينا خادم من خدّام (3) الدار فسألته عن هذا الخبر؟ فقال ( لي ](4) : من حدّثك بهذا ؟ فقلت له : حدثني بعض جلاوزة السواد ، فقال [لي](5): لا يكاد يخفى على الناس [ شيء ](6) .
(111) وعنه ، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن جعفر بن محمد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أرانيه أبو محمد عليه السلام وقال : هذا صاحبكم(7) .
(112) وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي النيسابوري ، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر ، عن أبي نصر طريف(8)الخادم أنّه رآه(9) .
ص: 275
(113) وعنه ، عن علي بن محمد، عن محمد والحسن ابني علي بن إبراهيم أنّها حدّثاه في سنة تسع وسبعين ومائتين عن محمد بن عبد الله (1)العبدي ، عن ضوء بن علي ، عن البجلي (2) ، عن رجل من أهل فارس سمّاه أن أبا محمد أراه إيّاه(3) .
(114) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن أبي أحمد بن راشد، عن بعض أهل المدائن قال : كنت حاجاً مع رفيق لي ، فوافينا إلى الموقف فإذا شابّ قاعدٌ ، عليه إزار ورداء ، [ و ](4) في رجليه نعل صفراء ، ( و )(5) قوّمتُ الإزار والرداء بمائة وخمسين ديناراً ، وليس عليه أثر السفر ، فدنا منّا سائل فرددناه ، فدنا من الشابّ فسأله ، فحمل شيئاً من الأرض وناوله ، فدعا له السائل ، [ واجتهد في الدعاء وأطال ، فقام الشابّ وغاب عنّا ، فدنونا من السائل(6) .
فقلنا(7) له : ويحك ما أعطاك ؟ فأرانا حصاة ذهب مضرّسة ، قدرناها عشرين مثقالاً ، فقلت لصاحبي : مولانا عندنا ونحن لا ندري ، ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كلّه فلم نقدر عليه ، فسألنا [ كل ](8) من كان حوله من أهل مكّة والمدينة ؟ فقالوا : شاب علويّ يحجّ في كل سنة ماشياً(9) .
(115) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن الحسين ومحمد ابني علي بن إبراهيم ، عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي ، [عن] (10)عبد قيس ،
ص: 276
عن ضوء بن علي العجلي ، عن رجل من أهل فارس سمّاه قال : أتيت سامراء ولزمت باب أبي محمد عليه السلام فدعاني ، فدخلت عليه وسلّمت ، فقال : ما الذي أقدمك ؟ قال : قلت : رغبةً في خدمتك ، قال : فقال لي : فالزم الباب ، قال : فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق ، وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال .
قال : فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال ، فسمعت حركة في البيت ، فناداني : مكانك لا تبرح ، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج فخرجت عليّ جارية معها شيء مغطى ، ثم ناداني : أدخل ، فدخلت ، ونادى الجارية فرجعت إليه ، فقال لها : أكشفي عمّا معك فكشفت عن غلام أبيض، حسن الوجه ، وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبّته إلى سرته ، أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ، ثم أمرها فحملته ، فما رأيته بعد ذلك حتّی مضى أبو محمد عليه السلام (1) .
(116) ابن بابویه بإسناده عن محمد بن الحسن الكرخي ، قال : سمعت (2) أبا هارون رجلا من أصحابنا يقول : رأيت صاحب الزمان عليه السلام ووجهه يضيء كأنه القمر ليلة البدر ، ورأيت على سرّته شعراً يجري کالخط ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً ، فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلك ؟ فقال : هكذا ولد ، وهكذا نلد(3) ، ولكنا سنمّر الموسيّ [ عليه ] (4)لإصابة السُنّة (5).
(117) وعنه بإسناده ، عن [ جعفر بن ] (6) محمد بن مالك الفزاري ،قال : حدثني معاوية بن حكيم (7)ومحمد بن أيوب [ بن نوح ](8) ومحمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه - ، قالوا : عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي
ص: 277
عليها السلام ونحن في منزله وكنّا أربعين رجلاً ، فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا .
[ قالوا ](1) فخرجنا من عنده ، فلمّا مضت إلّا أيام قلائل حتّی مضى أبومحمد صلوات الله عليه (2).
(118) وعنه ، بإسناده ، عن يعقوب بن منقوش ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس على دكان في الدار ، [ و ](3)عن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : يا سيدي من صاحب هذا الأمر ؟
فقال : إرفع الستر ، فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسي ، له عشر أو ثان أو نحو ذلك ، واضح الجبينين (4)، أبيض الوجه ، دريّ المقلتين ، شثن الكفّين ، معطوف الركبتين ، في خده الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السلام فقال (5) لي : هذا صاحبكم ، ثم وثب ، فقال له : يا بني أدخل إلى الوقت المعلوم ، فدخل البيت وأنا أنظر إليه ، ثم قال لي : يا يعقوب أنظر [ من ](6) في البيت ، فدخلت فما رأيت أحداً (7) .
(119) وعنه ، بإسناده إلى سعد بن عبد الله القمي وأحمد بن إسحاق وكيل أبي محمد عليه السلام أنّهما رأيا القائم عليه السلام عند أبيه عليه السلام وهو غلام ، وقصتها مع القائم عليه السلام ذكرت في معجزاته عليه السلام (8) .
ص: 278
(120) وعنه ، بإسناده قال : حدثنا أبو الأديان ، قال : كنت أخدم الحسن بن على - يعني العسكري عليه السلام - وذكر الحديث وفيه : أنّه رأى القائم عليه السلام ، والحديث مذکور بطوله في معجزاته عليه السلام (1) .
(121) الشيخ الطوسي في الغيبة عن رشيق ( المارزاني )(2) قال : بعثنا (3)المعتضد(4) ونحن ثلاثة نفر وهم الذين أمرهم المعتضد أنّهم يدخلوا بيت أبي محمد عليه السلام بعد وفاته عليه السلام ، وأنهم رأوا القائم عليه السلام على حصير على الماء يصلّي(5).
(122) ابن بابویه قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن أبي القاسم علي بن أحمد الخديجي ، عن الأودي ، وفي حديثه وأنه رأى القائم عليه السلام فقلت : سيدي مسترشدٌ أتيتك ، فقال : أنا المهدي وأنا قائم الزمان ، وحديثه مذكور في معجزات القائم عليه السلام بطوله(6).
(123) الراوندي : عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في حديث وضع الحجر الأسود في موضعه ، وأن ابن قولویه بعث ابن هشام بكتاب إلى من يضع الحجر ، وعنده علم بأن من يضع الحجر فهو الحجة ، فرأى ابن هشام القائم عليه السلام حين وضع الحجر، واستقر الحجر في مكانه ، وسأل عليه السلام ابن هشام وقال : هات الكتاب الذي معك ، والحديث طويل مذكور في معجزاته عليه السلام (7).
(124) ورأته عليه السلام نسیم خادم أبي محمد عليه السلام ، ومارية ،
ص: 279
والجارية التي أهداها أبو علي الخيزراني لأبي محمد عليه السلام ، وأبو هارون ،قال محمد بن الحسن الكرخي : وهو رجل من أصحابنا، وأحمد بن بلال بن داود صاحب العجوز ، والعجوز أیضاً، وكامل بن إبراهيم المدني ، والمدائني وصاحبه ، وأبو سعيد غانم الهندي ، وأبو علي محمد بن أحمد المحمودي ، وإبراهيم بن محمد بن أحمد الأنصاري ، وزهاء على ثلاثين رجلا منهم :محمد بن القاسم ، ويعقوب بن یوسف صاحب دار العجوز وهي المعروفة بدار الرضا عليه السلام ، والعجوز أيضأ ، وأبو نصر الخادم ، ويوسف بن أحمد الجعفري ، و أبو سورة ، والحسن بن عبد الله التميمي ، والحسين عم الحسن بن عبد الله بن حمدان ، والهمداني ، وحسن بن حسين الأيادي ، والوفد الذين قدموا من قم والجبال ، وعلي بن مهزیار ، وجد أبي الحسن بن وجناء .
وروايات هؤلاء مذكورة في معاجز القائم عليه السلام من أرادها يقف عليها من كتاب مدينة المعاجز ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ص: 280
1- فهرس الآيات القرآنية.
2- فهرس أول الأحاديث.
3- فهرس أسماء الأنبياء والملائكة عليهم السلام.
- فهرس أسماء المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام
- فهرس الرواة والاعلام.
- فهرس الفرق والمذاهب والقبائل والأمم.
7- فهرس الاعلام المترجمين.
فهرس الأماكن والبقاع.
- فهرس مصادر التحقيق.
10- فهرس الموضوعات
ص: 281
..............الاية ............................................................رقمها ...الصفحة
سورة البقرة
واذا سألك عبادي عنّی فإنين قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...186...118
رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي...260...49
اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي...260...73
واذا سألك عبادي عنّی فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...186...118
سورة آل عمران
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم...34...258
قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساء كم وانفسنا وأنفسكم...61...257
سورة الأنعام
تمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم...115...30
فلم يك ينفع نفسا ایمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً...158...272
سورة الأعراف
واختار موسی قرمه سبعين رجلا لميقاتنا...115...104
إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين...196...231
سورة الأنفال
ليهلك من هلك عن بينة ويحیی من حي عن بينة...42...255
سورة يونس
أتيها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالامس...24...117
ربنا إنك أتيت فرعون وملاه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا...88...228
ص: 282
قد أجيبت دعوتكما فاستقيها ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ...89...228
سورة الرعد
يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الکتاب...39...227
مقتبس من سورة الاسراء
جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا...81...40،34،22،
سورة مريم
کهیعص
رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً...6،5...224
وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا...52...221
- سورة طه
فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوی...12...102،101
مقتبس من سورة النمل
فلمّا رأته قيل اهكذا عرشك قالت كأنه هو ...42...224
سورة القصص
ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض...5...39،35،27،9
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن...13...14
سورة الأحزاب
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا...33...257
سورة يس
وكل شيء احصيناه في امام مبين...12...257
سورة الصافات
ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون...75...230
سورة الزمر
يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفرالذنوب جميعاً...53...118
سورة المؤمن
ص: 283
ادعوني أستجب لكم...60...117
فلمّا رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بها کتنا به مشركين...85...95
سورة القمر
اني مغلوب فانتصر. ففتحنا أبواب السماء بهاء منهمر...217،12،10
سورة التحريم
رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين...225،11،10
ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا...12...225
سورة الانسان
وما تشاءون الأ أن يشاء الله...30...60
سورة القدر
إنا انزلناه في ليلة القدر...1...12
ص: 284
«أ»
1- ابدأ بالصلاة جيئوني فجئنا به وبسطنا في حجره المنديل...124
2- أتدرون ما كان أبو عبدالله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا: وما كان...117
3- أتدري من أنا؟ فقلت: لا والله فقال: أنا القائم من آل محمد(ص) أنا الذي أخرج في آخر الزمان...92
4- أتعرفني؟ قلت: نعم فقال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي: 72
5- اجلس یاعثمان فقال مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد: 184
6- أحب أن تجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنه يحدث في هذه الليلة أمر: 17
7- ارفع الستر فرفعته، فخرج الينا غلام خماسي له عشر أوثمان: 66، 278
8- الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة:45
9- اللَّهم إنتقم لي من أعدائي:71
10- اللَّهم أنجز لي ما وعدتني:71
11- اللَّهم إنك تعلم أنّها من أحب البقاع، لولا الطرد: 63، 274
12- الهي بحقّ من ناجاك، و بحقّ من دعاك في البر والبحر، تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات:233
ص: 285
13- أما انها ستذهب (منك) يكذبك فاعطاني نفقة فضاع مني ما كانت معي: 71
14- امض إلى أبو الحسن علي بن يحيى فاقرء عليه السلام وقل له: يقول لك الرجل:162
10 امض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر:127
16- أنا الذي تنكرني قومك وأهل بلدتك، قلت: ومتى تخرج؟ قال: ترى هذا السيف المعلق:204
17- إنا معاشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة ولكنا ننظر تعجباً: 21
18- أنا المهدي وأنا القائم الزمان:279
19- إن الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء المزن:30
20- إن لله عزّ وجلّ بالمشرق مدينة إسمها (جابلقا) لها اثنا عشر ألف باب من ذهب:264
21- إن لله عزّ وجلّ مدينتين، مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب فيهما قوم لا يعرفون ابلیس:261
22- أنت تريد الكوفة فامض، فمضيت طريق الفرات، واخذ الشاب طریق البر:177
23- أنت غدأ تروح إلى أهلك؟ فقال (له) نعم» فقال له: تقدم حتّی أبصر ما يوجعك:237
24- إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية ترزق منها ولدين : 138
25- إنه راه:64
26- إنه قد رآه، ووصف له قده:55
27- انهما رايا القائم (ع) عند أبيه (ع) وهو غلام:278
28- إنهم رأوا القائم (ع) على حصير على الماء يصلي:279
ص: 286
29- أيما أحب إليك أن ترى المحمل وما عليه صاعدة إلى السماء أو تری المحمل:154
((ب))
30- بلی، قلت، فهل رأيته؟ فقال: لم أره ولكن راه غيري:62
«ت)
31- تبيع المشربة! فلم أستطع رد الجواب وغاب عن عيني فلم يلحقه: 141
32- تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة فلا تحج في هذه السنة:69
33- تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج:46
«ث»
26- ثبتت عليك الحجة وظهر لك الحق وذهب عنك الهوى:79
30- جملة المال كذا وكذا دینارة، حمل فلان كذا وحمل فلان كذا ولم يزل يصف حتی وصف الجميع:134
36۔ حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي (ع) بسر من رأى يوم توفي فاخرجت:155
37- خرج جعفر بن محمد بن عمرو وجماعة إلى العسكر ورأوا إمام آل محمد(ع) في الحياة:188
((د))
38- دخلت على عاتي في داري فرأيت جارية من جوارهن قد زینت :31
39- رأيت صاحب الزمان (ع) وكان مولده يوم الجمعة سنة ست وخمسين ومائتين: 48
ص: 287
40- رأيته بالمسجدين وهو غلام (ع):55
41- رأيته (ع) بعد مضي أبو محمد(ع) حين أيفع وقبلت يديه ورأسه:61
42- رأيته بين المسجدين وهو غلام (ع):273
((س))
43- سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي (ع) أهو ولي الله؟ قال: نعم186
«ش)
44- شاب علوي يحج في كل سنة ما شيأ:276
45- شانك، فلم أزل أخدمه حتّی أنس بي الانس التام فقلت له ذات يوم: من أنت أعزك الله؟:180
((ص))
46. صاحبها، فوالله ما التفت الينا وقل اكتراثه بنا:57
((ع))
47- عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (ع) وراه: 74
48- العمري ثقتي في أدي اليك عنّی فعني يؤدي وما قال لك عنّی فعني يقول:،272،53
((ف))
49- فاذا أنا به عليه السلام قد أقبل وخرج عليهم بالباب وأنا أنظر اليه: 123
50 -فانتهى ذلك فاخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام إنه قد دعا لعلي بن الحسين: 137
«ق»
51- قد رأيته(ع) وعنقه هكذا - يريد إنها أغلظ الرقاب حسنا وتماماً: 183
52- قد مضى، ولكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذه - وأشار بيده : 50
«ك»
53- کنت واقفة مع ابراهيم على الصفا فجاء(ع) حتّی وقف على ابراهيم وقبض :274،56
ص: 288
«ل»
54- لا تخاشن أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم فانهم أعداؤك ودارهم: 168
55- لا تخف، اذهب إلى أصحابك تراهم تحت الشجرة:250
56- لا ياعمة؟ ولكني أتعجب منها، فقلت وما أعجبك؟ فقال (ع) سيخرج منها ولد کریم:11
57- لا يجمع على أمريء بين عثمان وأبي عمرو وأمر بکسر کنیته : 181
58- للأخ السديد والولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان:206
59- لم أره ولكن راه غيري قلت ومن راه؟ قال: قد رآه جعفر مرتين: 274
«م»
60- ما اسمك؟ وأظن أنّه علي! فقلت: صدقت ثم قال: ما اسم أبيك؟ ولا شك أن يكون فاضلاً :246
61- ما الذي اقدمك؟ قال: قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: 52، 277
62- ما بهذا امر وا:274،61
63- ما تريد عافاك الله؟ فارتعدت ووقفت وزال الشخص عن بصري وبقيت متحیران:149
64- ما تصنع في داري؟ فقال سيماء: ان جعفرزعم أن أباك مضى: 63، 275
65- محمد بن الحسن بن علي وكان في صورة أبيه (ع):73
66- مرحبا بك يا أبا اسحاق لقد كانت الايام تعدني وشك لقائك والمعاتب بيني وبينك:83
67- ملعون ملعون من اخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم:164
68- من العرب، فقلت من أي العرب؟ فقال من بني هاشم :142
«ن»
69- نعم، وله رقبة مثل ذي - وأشار بيده إلى عنقه - :73،50
ص: 289
«ه-»
70- هات الكتاب الذي معك والحديث طويل:279
71- هات ما معك: فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر اليها قل له: لا خوف عليك:202
72- هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ما قاله لكم فعني يقوله وما أداه اليكم: 182
73- هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا: 278،49
74- هذا صاحبكم:275
75- هذا صاحبكم من بعدي:51
76- هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق: 47
77- هكذا ولد وهكذا ولدنا ولكنا سنمر الموسی (ع) لاصابة السنة: 48، 277
78- هل لك في الرفق؟ قلت نعم، فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي فاعلمته:175
79- هؤلاء القادمون، قلنا نعم . وكانت تحبه الناس له ومخاطبتهم له يا ابن صاحب الزمان:256
«و»
80- ولد ولي الله الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع):126
81- ويحای ما أعطاك؟ فارانا حصاة ذهب مضرسة، قدرناها عشرین مثقالا: 64
«ي»
82- يا أبا الحسن قد كنا نتوقعك ليلا ونهارا فما الذي بطأ بك علينا: 146
83- يا أبا الحسين بن أبي العلاء أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت: 193
84- یا أبا سورة؟ این تريد؟ فقلت الكوفة: فقال لي: مع من؟ قلت:161
85- یا أبا طاهر نشدتك بالله ألم يامرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال الي ؟:190
86- یا ابن المهزیار تملكونهم كما ملكوكم وهم يومئذ أذلاء، فقلت: ياسيدي قد بعد
ص: 290
الوطن:160
87- یا ابن مهزیار كيف خلفت أخوانك في العراق؟ قلت في ضنك عيش وهناة : 114
88- يا أحمد بن اسحاق ان الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام:138
89 یابني خفت فلانا؟ فقلت: نعم: أرادني بكيت و بكيت، فالتجات إلى ساداتي: 213
90- يابني فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك:98
91- یا جعفر؟ مالك تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وهت ثم غاب عنه: 74
92- یا حسن أتراك خفيت علي؟ والله ما من وقت في حجك الا وأنا معك: 77
93 - ياحسين؟ ولا احترمني ولا كناني فقلت ماذا تريد؟ قال: كم تزري : 199
94- یاشیخ اما تستحي؟ فقلت: من أي شيء ياسيدي؟ قال: يدفع اليك حجة عمن تعلم فتدفع منها إلى فاسق:203
95- يا عطوة فقلت من أنت؟ فقال: أنا صاحب بنيك قد جئت لابرئك: 242
96- یاعقيد اغل لي ماء بمصطكي، فاغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية ام الخلف (ع):165
97- ياعمتي هلمي فتاي الي فناولته وقال: يابني انطق:191
98- یاعمة اجعلي افطارك الليلة عندنا فإنها الليلة النصف من شعبان: 7
99- یاعمة اجعلني الليلة افطارك عندي فان الله عزّ وجلّ سیسرك بوليه: 24
100. یاعمة أما أن الذي تدعين الله أن يرزقنيه يولد في هذه الليلة: 32
101. یاعمة بيتي الليلة عندنا فإن الليلة سيظهر الخلف فيها، قلت، ومن ؟ قال: من نرجس:38
102. یاعیسی کل من طعامك فأنت تراني فجلست على المائدة فنظرت فإذا فيها سمك:196
103- یا فلانة يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه: 42
104- یا کامل وحسر (عن) ذراعيه فاذا مسح اسود خشن غلى جلده فقال: 59
105- یا محمد؟ رأيت طلبتك فقلت ومن ذلك یاسیدی؟:148
ص: 291
106 - يقول لك الحسين (ع) یابني خفت فلانا؟ فقلت نعم أراد هلاكي فلجأت إلى سیدي (ع):211
ص: 292
الأنبياء: 104، 187، 211، 213.
آدم: 35، 138، 192، 216.
إبراهيم: 35، 49، 53، 141، 169،272،226،218،170
ادریس: 35، 217.
اسماعیل: 218، 219.
أيوب: 222.
الخضر: 139، 140.
داود: 35، 221.
زکریا: 102، 224.
سلیمان بن داود: 161، 222.
صالح: 35، 217.
عیسی بن مریم: 35، 104، 223.
لوط: 219.
موسی بن عمران: 9، 10، 12، 14، 35، 102،،101 ،104 ،221.161 ،228
نوح: 35، 217، 230.
هارون: 228.
هود: 35.
یحیی بن زکریا: 103، 224.
يعقوب: 220.
يوسف: 220.
يونس بن متی: 223.
جبرئیل علیه السلام:248،102،39،27.
الملائكة: 14، 39، 46.
ص: 293
محمد رسول الله صلى الله عليه وآله:273،262،257،250،248،245،234،232،216،206،194،193،173،172،171،170،166،164،161،150،149،148،144،143،139،120،117،111،107،106،105،104،103،102،100،99،94،82،81،79،68،67،55،45،39،36،35،34،27،18،9،8
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ،250،248،245،243،197،194،173،171،144،118
،117،111،107،106،105،103،102،100،94،82،68،60،45،39،34،27،18،11،9،8،
فاطمة الزهراء عليها السلام: 257،173،169،107،103،102،68،
الحسن بن على بن أبي طالب عليها السلام:،248،211،186،173،171،103،102،68،39،10،
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام: ،248،211،186،173،171،103،102،68،39،10،
علي بن الحسين (زین العابدین)عليهما السلام: 201،171،143،142،119،39،
ابو جعفر محمد بن على الباقر عليهماالسلام: 39، 171.
ص: 294
ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليها السلام: ،264،260،176،171،117،77،39.
ابو الحسن موسی بن جعفر الكاظم عليها السلام: 39، 171، 192 .
ابو الحسن علي بن موسي الرضاعليها السلام:،172،169،62،39،
ابو جعفر الثاني محمد بن علي الجوادعليها السلام: 5، 7، 17، 39، 172، 193.
ابو الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليهما السلام:274،272،182،181،173،165،98،75 53،39،31،30،21،17،11.
ابو محمد الحسن بن علي العسكري عليها السلام: 17،15،14،13،12،11،10،9،8،7،
45،41،39،38،36،35،34،33،32،30،27،26،25،24،23،22،21،18
127،123،108،106،99،97،96،84،81،74،69،66،65،61،60،59،53،52،50،49،48،47،46
160،157،144،138،135،134،133،132،131،130،129،128
280،279،278،277،276،275،274،272،191،185،184،183،182،181،171،169،167،165
الحجة بن الحسن العسكري عليهماالسلام: 138،126،90،85،79،60،53،30،10،7
279،271،201،188،185،184
الخلف الصالح الهادي المهدي عليه السلام: 25، 39، 54، 138، 172 ،178 ،272.
صاحب الزمان علیه السلام: 163،154،149،148،143،141،136،119،110،77،74،72،48
277،269،259،255،249،246،206،203،199،195،194،192،190،183،166،164
ص: 295
القائم عليه السلام: 264،261،249،213،211،191،164،134،127،123،92،91،79،47،22،17 ،280،279،278
محمد بن الحسن بن علي العسكري عليها السلام: 250،249،166،164،162،82،73
المهدي عليه السلام: 279،246،242،180،179،166،164،126،82،79،47،36،33
ص: 296
«حرف الألف»
ادم بن محمد البلخي:65.
آصف بن برخیا: 224.
ابراهيم بن صاحب الامر: 258.
ابراهيم بن عبدة النيسابوري: 274،56.
ابراهيم بن محمد بن احمد الانصاري:280،147.
ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسی بن جعفر: 275،64،45،44.
ابراهيم بن محمد التبريزي: 155.
ابراهيم بن محمد العلوي: 72.
ابراهيم بن مهزیار: 81، 83، 85،88، 89، 144، 145، 146.
ابليس : 261.
ابي بن كعب: 248.
احمد بن ابراهیم بن ادريس ابو علي:274،61.
احمد بن ابي سورة ابو ذر: 161.
احمد بن اخي حسن بن هارون: 75،270.
احمد بن اسحاق بن سعد القمي الأشعري أبو علي: 99،96،75،73،54،،53،28
،278،273،272،271،269،183،182،140،139،138،108،107،106.
احمد بن بلال بن داود: 40، 280.
احمد بن الحسن: 75، 270.
احمد بن الحسين ابو العباس: 121.
احمد بن الحسين بن عبد الله بن محمدبن مهران الأزدي العريضي ابو العباس: 130.
ص: 297
احمد بن الحسين الهمداني: 151.
احمد بن روح الاهوازي: 191.
احمد بن زياد بن جعفر الهمداني:115.
احمد بن طاهر القمي: 93.
احمد بن طولون: 210، 212.
احمد بن عبد الله الهاشمي: 154،57، 155، 191.
احمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر: 153.
احمد بن علي بن أبي منصورالطبرسي: 205.
احمد بن علي الرازي: ،190،166،164،163،161،156،154،148،40.
احمد بن عيسى الوشاء البغدادي ابوالعباس: 93.
احمد بن فارس الادیب: 90.
احمد بن محمد: 191.
احمد بن محمد بن جعفر الطاري:143.
احمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق: 210.
احمد بن محمد بن عیاش:174.
احمد بن محمد بن عیسی: 259.
احمد بن محمد بن يحيى الانباري:252.
احمد بن محمد بن يحيى العطار: 44.
احمد بن محمد الزراري ابو غالب:176 ،189
احمد بن مسرور: 93.
احمد بن النضر: 62، 274.
احمد بن هلال: 183.
اسحاق الكاتب: 75، 270.
اسماعیل بن الحسن الهرقلي: 237،235 .
اسماعيل بن علي النوبختي ابو سهل:164.
امرأة فرعون: 225.
-ب -
باقي بن عطوة العلوي الحسيني:242
بخت نصر: 106.
بدر الخادم: 196.
- ت -
التلعکبري = هارون بن موسی:156.
ص: 298
-ج-
جعفر بن احمد العلوي الرقي العريضي أبو القاسم: 116.
جعفر بن اسماعيل الحلي ابو القاسم:250.
جعفر بن حمدان الحضيني: 75، 270.
جعفر بن علي الكذاب:،275،274،135،133،131،129،128،124،123،74،63،62،46.
جعفر بن محمد: 20.
جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن ابراهيم: 65.
جعفر بن محمد بن عمرو: 188.
جعفر بن محمد بن قولویه ابوالقاسم: 201، 202، 279.
جعفر بن محمد بن مالك الفزاري:49، 59، 147، 183، 277.
جعفر بن محمد بن مسعود: 72،65، 74.
جعفر بن محمد بن معروف: 72، 74.
جعفر بن محمد الحميري القمي ابوالعباس: 131.
جعفر بن محمد الكوفي: 51، 275.
جعفر بن محمد المكفوف: 51، 275.
جلال الدین عبد الله بن الحوام الحلبي: 243.
-ح-
حاجز الوشا: 74، 126، 269،129.
حبیب بن محمد بن يونس بن شاذان:156.
حجاج بن يوسف الثقفي: 201.
حسان بن غيث: 256، 258.
الحسن بن ایوب بن نوح: 184.
الحسن بن حسين الايادي: 280.
الحسن بن عبد الصمد: 263.
الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصرالدولة ابو عبد الله: 200،98،
الحسن بن عبد الله التميمي: 281،162
الحسن بن علي: 263.
الحسن بن علي بن ابراهیم: 276.
الحسن بن علي الطبري: 109.
ص: 299
الحسن بن علي قتيل المعتصم: 128.
الحسن بن علي النيسابوري: 275،63
الحسن بن الفضل بن یزید: 271،76
الحسن بن النضر: 74، 269.
الحسن بن هارون: 75، 270.
الحسن بن وجناء النصيبي = ابومحمد الوجناني: 271،123،122،77،76،6.
الحسن بن يعقوب: 76، 271.
الحسين الاصغر: 151.
الحسين بن احمد بن ادریس: .9
الحسين بن اشکیب: 68.
الحسين بن حمدان الحضيني: 199،198،195،31،28 .
الحسين بن رزق الله ابو عبد الله: 273،6
الحسين بن روح ابو القاسم: 188،187،185،136
الحسين بن سعيد: 259، 260.
الحسين بن علي بن ابراهیم: 51.
الحسين بن علي بن الحسين بن يوسف: 138.
الحسين بن علي بن موسی بن بابویه:138.
الحسين بن علي بن هند: 210.
الحسين بن علي النيسابوري: 44.
الحسين بن محمد العلوي ابوعبد الله: 212.
الحسين بن یزید بن عبد الله البغدادي: 130.
الحسين عم الحسن بن عبد الله بن حمدان: 280.
حديث أم أبي محمد عليه السلام:124
حكيمة بنت ابو جعفر الجواد عليه السلام: 21،20،17،15،14،11،9،8،7،5
273،191،40،39،37،32،31،26،24،
حمزة: 248.
حمزة بن المسيب بن الحارث: 252.
حنظلة بن زکریا: 40، 43.
حیدر بن الأيسر: 241.
-خ-
خالد بن الأرمني ابو الهيثم: 263.
ص: 300
خديجة: 77.
- ر-
رشيق صاحب المادراي: 56.
رشيق المارزاني: 279.
روزبهان بن احمد الاهوازي: 257، 259.
- ز -
الزبير: 106.
زکر ویه بن مهر وید: 150.
- س -
سعد بن عبد الله القمي: ،278،263،259،138،108،106،104،99،97،94،93،66
سعید بن احمد بن الرضی: 252.
سعيد بن هبة الله الراوندي: 37 ،137 ،198.154 ،204
سلیمان بن ابراهيم الرقی: 76.
سليمان بن ابي نعيم الأنصاري: 121.
سهل بن زياد الادمي: 29.
سوسن: 25، 27.
سیماء: 63، 275.
- ش-
شمس الدين بن نجيح الحلبي:243.
-ص-
صقيل الجارية: 165،164،130،127،125،124،46.
- ض -
ضوء بن علي (العجلي): ،277،276،51
- ط.
الطاهر: 254.
الطاهر بن محمد بن الحسين بن على بن محمد: 275.
طاهر من ولد الحسين الاصغر: 151.
طريف الخادم ابو نصر: 280،275،72،64.
طلحة: 106.
-ع-
عائشة: 100.
ص: 301
عاصم: 248.
عباد: 124.
العباس: 155.
عبد الرحمن بن صاحب الامر: 258.
عبد قيس: 51، 276.
عبد الله بن جعفر الحميري:، 183،182،81،73،71،53،49،47،29، 271،
عبد الله بن الحسن بن بشر الخزاز: 163.
عبد الله بن الحرام الحلبي: 243.
عبد الله بن علي المطلبي: 140.
عبد الله بن محمد بن خاقان الدهقاني : 164.
عبد الله بن مسعود: 248
عبد الله بن سليمان: 43.
عبد الله بالسوري: 73.
عبيد الله بن محمد بن جعفر القصابي ابو الحسين البغدادي: 121
عبيد الله بن يحيى بن خاقان : 130، 125،
عثمان بن سعيد العمري ابو عمرو:53، 54، 73، 128، 163،
272،271،269،184،182،181،164
عثمان بن عبد الباقي بن احمد الدمشقي ابو القاسم: 252.
عثمان بن عفان: 105، 248.
عطوة العلوي الحسني: 242.
علي بن ابراهيم بن مهزیارالاهوازي: 160،158،156،143،114،109
علي بن احمد: 76، 271.
علي بن احمد بن موسی بن احمد بن ابراهيم ابو الحسن: 109.
علي بن احمد الخديجي الكوفي ابوالقاسم:279،78،76،
علي بن أحمد العقيقي ابو الحسن:116
علي بن بلال: 183.
علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن ابو الحسن:123
علي بن الحسن بن الفرج المؤذن:48،47
علي بن الحسين: 156.
على بن الحسين بن موسی بن بابویه:137،136
علي بن الحسين بن هارون الدقاق:65
ص: 302
علي بن حماد المصري ابو الحسين:232،212
علي بن السميع بن دنان: 191.
علي بن سنان الموصلي ابو الحسن: 130
علي بن طاووس: 239،236،235،233،212،209
علي بن عبد الله الوراق: 138.
علي بن عوض: 238.
علي بن عیسی: 234، 240 - 243.
علي بن عيسى القصري: 186.
علي بن فاضل المازندراني زين الدين:250،248،243،
على بن قيس: 63، 66، 275.
على بن محمد: 277،273،271،76،64،61،55،55،51،50
علي بن محمد بن احمد بن الحسين الهمداني ابو محمد: 121.
علي بن محمد بن اسحاق: 75، 270.
علي بن محمد الخشاب ابو الحسن:126
علي بن مهزیار: 280.
علي بن يحيى بن رازي ابو الحسن:163،161
علي العلوي العر ضي ابو الحسن:232
العلوي الحسيني: 252.
عقبة الخادم: 9.
عقيد الخادم: 124،1، 126، 128، 165
علان الكلاني: 141.
علان الكليني: 66، 67، 116، 121، 122.
عمار بن الحسين بن اسحاق الاشر وسي: 120.
عمر بن الخطاب: 95، 105.
عمر و الاهوازي: 51، 275.
العمري = عثمان بن سعيد
عیسی بن مهدي الجوهري ابو محمد:197،195
-غ -
غانم أبي سعيد الهندي: 66، 69.
- ف -
فتح مولى الزراري: 55، 273
فخر الدين بن الحسن بن علي الموسوي المازندراني: 244
ص: 303
فرعون: 214، 221، 225.
فضالة بن ایوب: 260.
الفضل بن يحيى بن علي الطيبي:243
الفضل بن یزید: 76، 271.
-ق-
القاسم بن برید: 260.
القاسم بن صاحب الامر: 258.
القاسم بن عبيد الله بن سليمان: 152
القاسم بن العلاء: 75، 170، 270.
القاسم بن موسی: 76، 271.
- ك -
کافور الخادم: 108.
کامل بن ابراهيم المدني: 59، 60، 280.
-م-
ماریه: 45، 279.
محمد بن ابراهیم: 191.
محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني: 78، 185، 188، 279.
محمد بن ابراهيم بن مهزیار: 75، 279.
محمد بن ابراهيم الكوفي: 9.
محمد بن ابراهيم النعماني ابوعبد الله: 153.
محمد بن ابي دارم التميمي ابوبكر: 178.
محمد بن أبي عبد الله الكوفي:269،74
محمد بن أبي القاسم العلوي العقيقي:119،116
محمد بن أحمد الأنصاري الزيدي ابونعیم: 20، 59، 116.
محمد بن احمد البغدادي: 28.
محمد بن احمد بن خلف: 148.
محمد بن احمد الطوال: 109.
محمد بن أحمد العلوي: 47.
محمد بن احمد المحمودي ابو علي:280،140
محمد بن اسحاق: 75، 270.
محمد بن اسماعيل: 9، 273.
محمد بن اسماعیل بن الحسن:241 ، 235،
ص: 304
محمد بن اسماعيل بن موسی بن جعفر: 55.
محمد بن اسماعيل الحسني: 17.
محمد بن ایوب بن نوح: 49، 277.
محمد بن بحر بن سهل الشيباني:93
محمد بن جرير الطبري ابو جعفر:192،143،140،60،15.
محمد بن جعفر: 20، 61.
محمد بن جعفر الاسدي أبو الحسين:166
محمد بن جعفر بن عبد الله: 59، 147.
محمد بن جعفر القمي الحميري ابو العباس: 130، 131، 134، 135.
محمد بن الحسن: 73، 75، 270.
محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد:137،41،24،6.
محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي: 161.
محمد بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن مهزیار ابو جعفر: 109.
محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي:143.
محمد بن الحسن الصفار القمي: 24.
محمد بن الحسن الطوسي: 190،188،185،174،166،153،148،59،56،40،23.
محمد بن الحسن الكرخي:280،277،48،47
محمد بن الحسين: 49.
محمد بن الحسين بن عباد: 124.
محمد بن زید بن مروان الكوفي ابو عبد الله: 174، 176، 177، 178
محمد بن سليمان الزراري أبو طاهر:177،175
محمد بن سهل الجلودي أبو عبد الله:143.
محمد بن شاذان بن نعيم: 55، 69، 274،270،75،70
محمد بن شعیب بن صالح: 76، 271
محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير: 74، 75، 269.
ص: 305
محمد بن عبد ربه الانصاري الهمداني: 154، 155.
محمد بن عبد الله: 148، 271.
محمد بن عبد الله ابو المفضل: 16.
محمد بن عبد الله العبري: 276.
محمد بن عبد الله العلوي ابوالحسين: 177، 178.
محمد بن عبد الله المطهري: 10، 15
محمد بن عثمان بن سعيد العمري -ابو جعفر : 49، 71، 136، 185، 189، 190، 200، 269 277 محمد بن علي:190،164،154،148،137،40،
محمد بن علي الاسود ابو جعفر:137،136
محمد بن علي بن ابراهیم: 51، 61، 276،274
محمد بن علي بن أبي الدارين: 191.
محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن ابو عبد الله:252.
محمد بن علي بن الحسين بن موسی بن بابویه: 275،269،185،148،138،137،136،65،49،44،6
محمد بن علي بن الرقام ابو الحسين:176.
محمد بن علي بن عبد الرحمن العيدي: 51، 276.
محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي: 93.
محمد بن علي السمري ابو الحسن:140
محمد بن علي الجعفري ابو عیسی:176،163
محمد بن علي الشجاعي الكاتب ابو الحسن: 153.
محمد بن علي العلوي الحسني: 210 ، 213،212
محمد بن علي ما جيلويه: 44، 45، 48
محمد بن علي المنقدي الحسني ابوجعفر: 122.
محمد بن عيسى بن عبيد: 259.
محمد بن کشمرد: 75، 270.
ص: 306
محمد بن محمد: 75، 270.
محمد بن محمد الأشعري: 67، 69.
محمد بن بشير العلوي الموسوي: 261.
محمد بن محمد بن عبد الله الاسكافي ابو الحسن: 121.
محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم ابو بكر: 121.
محمد بن محمد بن النعمان ابوعبد الله: 206، 209.
محمد بن محمد بن يحيى المعادي ابوالحسن: 189.
محمد بن محمد الخزاعي: 76، 299.
محمد بن محمد الكليني: 79، 271.
محمد بن موسی بن المتوكل: 97، 71،
محمد بن مسعود العياشي: 15.
محمد بن مسلم: 290.
محمد بن معاوية بن حکیم: 186، 277.
محمد بن هارون ابو الحسين: 19،
محمد بن هارون بن عمران: 70
محمد بن هارون بن موسی بن احمد التلعکبري ابو الحسين:10
محمد بن همام الاسكاني ابو علي: 19، 91، 182، 183.
محمد بن يحيى العطار:
محمد بن يعقوب: 50 - 55، 11۔
14، 139، 113، 271، 270.
مرداس: 79، 271.
مریم بنت عمران: 220.
مسرور الطباخ مولى أبي الحسن عليه السلام: 70، 270.
المظفر بن احمد : 43.
المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي ابو طالب: 65
معاوية بن حکیم: 69، 277.
موسی بن جعفر: 273.
موسی بن الحسن بن علي عليه السلام: 82، 85.
موسی بن محمد بن القاسم بن حمزة:
1، 9، 273.
.167
-ن-
نرجس: 39،38،33،31،21،18،17،14،12،10،7
ص: 307
نسیم: 45، 279.
نمرود: 218.
-ه--
هارون: 10.
هارون بن مسلم بن سعدان البصري: 28.
هارون بن موسى التلعکبري ابو محمد: 148، 182، 183.
هارون القزاز: 75، 270.
هاشم بن صاحب الامر: 258.
هامان: 221.
هبة الله بن محمد بن احمد الكاتب ابن بنت ام کلثوم بنت ابوجعفر العمري ابو نصر: 181، 185
هشام بن سالم: 202، 264.
-ي -
يحيى بن محمد العريضي: 70.
يحيى بن هبيرة: 252.
یزید بن معاوية: 102.
يعقوب :149
يعقوب بن منقوش: 65، 66، 278.
يعقوب بن يوسف الضراب الغساني:280،166
يمان بن الفتح بن دینار: 141.
يوسف بن احمد الجعفري: 153، 280،154
«الكني»
ابن أبي جيد = علي بن أحمد: 23، 40
ابن أبي سورة: 174، 280.
ابن أبي الشوراب: 125، 130.
ابن أبي شور: 67.
ابن أبي عمير = محمد: 263.
ابن اخت أبي بكر بن النخالي النجار: 179.
ابن الاعجمي: 76، 271.
ابن باد شالة: 75.
ابن باد شانجة: 270.
ابن جعفر القيم: 192، 196.
ابن حوز: 189.
ابن الخال: 76، 271.
ابن الخصیب: 111، 144.
ص: 308
ابن رسول الله صلى الله عليه واله:.79
ابن صاحب الزمان: 256، 257.
ابن الصالحان: 194
ابن مروان الكوفي = محمد بن زيد بن مروان:
ابن نوح = أحمد بن علي: 185.
ابن هشام: 201، 279.
ابنة العجوز : 168.
أبو أحمد بن راشد: 64، 276.
أبو الأديان: 126، 127، 279.
أبو بكر : 67، 94، 95، 105.
أبو ثابت: 76، 271.
أبو جعفر الأحول الهمداني: 116، 122.
أبو جعفر الرفاء: 79، 271.
أبو جعفر الطوسي = محمد بن الحسن: 23، 40، 56، 59، 251،250
أبو جعفر العمري = محمد بن عثمان العمري
أبو جعفر المروزي: 188.
أبو جعفر المستنصر: 237، 240.
أبو الحسن: 75، 203، 270.
أبو الحسن المحمودي: 140.
أبو الحسن المسترق الضرير: 198.
أبو الحسين بن أبي العلاء الكاتب:192، 193.
أبو رجاء: 76، 271.
أبو سعيد غانم الهندي: 69، 280.
أبو سليمان بن داود بن غسان البحراني: 164.
أبو سهل بن نوبخت: 126.
أبو سورة: 161، 162، 163، 176، 177
أبو طاهر بن بلال: 189، 190.
أبو الطيب: 189، 190.
أبو عبدالله البلخي: 72، 74.
أبو عبدالله بن صالح: 61، 62، 274.
أبو عبدالله بن فروخ: 75، 270.
أبو عبدالله الجنيدي: 75، 270.
أبو عبدالله الكندي: 75، 270.
أبو عبدالله المطهري: 24.
أبو علي الأسدي: 74، 269.
أبو علي بن مطهر: 55، 273.
أبو علي الخيزراني: 46، 280
أبو عمرو (القاري)ء: 248.
ص: 309
أبو عمر و =عثمان بن سعيد العمري
أبو غالب الزراري = أحمد بن محمد
أبو غانم الخادم: 47.
أبو القاسم بن أبي جليس (أبي حابس): 75، 270.
أبو القاسم بن دبیس: 75، 270.
أبو القاسم الروحي=الحسين بن روح
أبو محمد بن خير ويه البسري: 126.
أبو محمد بن هارون: 76، 271.
أبو محمد الدعلجي: 203.
أبو محمد الوجناني: 62، 274.
أبو المختار الحسيني: 233.
أبو منصور بن الصالحان: 192.
أبو نعيم = محمد بن أحمد الأنصاري الزيدي.
أبو هارون: 47، 48، 280.
أبو الهيثم الديناري: 116، 122.
ام ابي محمد : 124.
ام الحسن: 74.
ام محمد: 46.
ام المسيح: 225.
ام موسی: 9، 12، 14، 23، 36، 38.
«الألقاب»
الأزدي : 78.
الاسدي: 70، 269.
الأسود (عبد): 149، 150.
إمام آل محمد(ص): 188.
الأودي: 279.
البجلی: 276.
البسامي: 75، 269.
بصري: 129.
البلالي: 269.
الجعفری: 76، 271.
جبار: 88، 158.
الحضيني: 76، 271.
الخضيب: 157.
خليفة: 133، 135، 139.
ذي القرنين: 139، 140.
رسول الخلف عليه السلام: 178.
الرضي: 238.
رومي: 150.
الزهري: 163.
زیدان: 75، 270.
زين الدين علي الاندلسي المالكي:244.
الساري: 44.
السبطين: 257.
السفياني: 146.
ص: 310
السلطان: 54، 124، 200، 225، 254، 256، 272.
السماني = عثمان بن سعيد العمري.
السيد المرتضی علم الهدی: 250.
سيدي شباب أهل الجنة: 107.
شاب: 64، 78، 116، 147، 149، 161، 163، 176، 177، 178، 203،193،179 ،235، 262، 276،
الشافعی: 257، 258.
الشلمغاني = محمد بن علي: 188.
شمس الدين = محمد بن اسماعيل.
شمس الدين محمد العالم: 251،250،249،249،248،247
الشمشاطي: 76، 271.
الشيطان: 18.
صاحب الف دينار: 76، 271.
صاحب الحصاة : 76، 271.
صاحب الزنج: 125، 130.
صاحب الشهباء والنهر: 200.
صاحب الصرة المختومة: 75، 270.
صاحب الفراء: 75، 270.
صاحب الفرجية: 238.
صاحب المال بمكة: 76، 271.
صاحب المال والرقعة البيضاء: 76 ،271 .
صاحب مصر: 210.
صاحب المولدین: 76، 271.
الصبي /صبيا أصبية: 13، 14، 21/65،22/166،165،146،130،128،128،128،22.
الصفار = يعقوب بن لیث 125.
العاصمی: 75، 269.
عبد مخطوط: 236.
العجم: 247.
عجوز / عجوزاً: 99، 167، 171،170، 280/ 41، 43.
العطار: 74، 269.
علوي: 64، 210.
العلوي المصري: 210.
العماني: 146.
عمة / عماتي / عمتي /عمتاه: 7- 9 ،11-13، 17،18، 36،23،22،21/31/31/39،38،36،
غلام / غلاماً / غلامة: 7، 16، 42، 52 ،55 ،66 ،70 ،83 ،97 -99 ،106 ، 107 134 ، 139، 141، 148 ،155 ،161 ،178 ،189 ،202 ،273، 277 ،7/278 ،14 ،205/32
ص: 311
غلام اعجمي: 148.
فتی: 81، 92، 111، 112، 157، 158
قضاة الأهواز: 232.
القنبري (رجل من ولد قنبر الكبير):274،62
الكابلي: 69.
مالكي: 257.
المجروح: 76، 271.
المحمودي (أبو علي): 116، 119، 121 ،122.
المدائني: 280.
المروزي: 115.
المعتصم: 128.
المعتضد: 56، 58، 279.
المعتمد: 125، 129.
المغربي: 146.
ملك الهند: 67.
ملكين: 36.
الموفق: 125.
نائب السلطان: 154.
النيلى: 75، 270.
الهمداني: 280.
الوصي: 257.
«المبهمات»
جد أبو الحسن بن وجناء: 280.
جماعة: 67، 148، 174، 175، 182 ،183.
جماعة من اصحابنا: 189.
جماعة من الشيعة: 183.
خادم: 42، 43، 92، 275.
خادم اسود: 57.
خادمة لابراهيم بن عبده: 56، 274.
خادمین: 91.
رجل : 42، 57.
رجلان: 76، 271.
رجلاً: 189، 277، 280.
رجل من أهل بلادي: 213.
رجل من أهل فارس: 276، 277.
رجل من أهل قزوین: 156.
رجل من اهل هیت: 150.
شیخ من بني هاشم : 70.
شیخ من اصحابنا: 54، 273.
عدّة من المشايخ : 29.
ص: 312
آل ابراهیم: 170، 226.
آل أبي محمد: 156.
آل ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام: 81، 82.
آل رسول صلى الله عليه وآله: 233.
آل ياسين: 219.
أصحاب السلاح: 262.
الاعراب: 254.
أهل أذربيجان: 75، 270.
أهل أصفهان: 270.
أهل بغداد: 75، 270.
أهل بلدتك: 204
أهل بلدنا: 167، 204.
أهل تبریز: 155.
أهل الخان: 180.
أهل خراسان: 169.
أهل الدار: 167.
أهل الدور: 255.
أهل الري: 75، 269. 271.
أهل العراق: 157، 160.
أهل فارس: 276، 277.
أهل قم: 69، 75، 148، 269.
أهل الكتاب: 255.
أهل مكة: 64، 276.
أهل نیسابور: 75، 270
أهل همدان:75، 269.
اولي العزم: 192.
بعض أهل المدائن: 64، 276.
بعض جلاوزة الواد: 63، 275.
بني اسرائيل: 106، 221.
بني راشد: 91.
بني الشيصبان: 114.
بني عامر: 73.
بني نوبخت: 75، 270.
بني هاشم: 120، 142.
الترك: 67.
ص: 313
جارية : 280،277،191،165،138،130،77،52،46،31،25،22،21،18،11،10
جارية ديلمية:138
الجبابرة / الجبارين: 221/146 .
الجواري /جوارية / جو رايك:32/25/21
الخلفاء الراشدون: 105.
الرسل: 103.
العرب: 106، 142.
الفقهاء: 67، 68.
القرامطة: 201.
قریش: 68.
قوم من ولد فاطمة: 168.
قوم نصاری: 254.
الكرد: 262.
الكسائي : 248.
الكهل: 262.
الند اخذا: 254، 255.
نقیب: 134.
الوزير: 239، 240، 252، 253.
الوزير القمي: 239، 240.
اليهود: 106.
ص: 314
آدم بن محمد القلانسي البلخي: 65.
ابراهیم بن ادریس: 61.
ابراهيم بن عبده النيسابوري: 55.
ابراهيم بن محمد: 44.
ابراهيم بن مهزیار: 80
ابن أبي جيد = علي بن أحمد بن محمد: 24.
ابو جعفر الطوسي = محمد بن الحسن: 23.
أبو جعفر المستنصر: 237.
ابو سهل بن نوبخت: 126.
ابو الطيب بن علي بن بلال: 189.
ابو عبدالله بن محمد بن زید بن مروان: 176.
ابو علي بن مطهر: 55.
ابو عمرو = عثمان بن سعيد العمري الزيات: 53.
ابو القاسم الروحي = الحسين بن روح النوبختي: 136.
أبو المنصور بن الصالحان: 192.
ابونعیم محمد بن احمد الأنصاري:20.
احمد بن اسحاق بن عبدالله الأشعري: 29.
احمد بن الحسين ابو العباس: 121.
احمد بن الحسين بن عبد الملك : 78.
احمد بن زياد بن جعفر الهمداني:166.
احمد بن طولون: 210.
احمد بن عبدالله الهاشمي: 155.
احمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر: 153.
احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي:205
احمد بن علي الرازي: 40.
احمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي: 90.
ص: 315
احمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم: 178.
احمد بن محمد بن سيار ابو عبدالله الكاتب: 44.
احمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش: 174.
احمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك: 259.
احمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن: 176.
احمد بن النضر: 62.
احمد بن هلال: 184.
احمد بن الحسين بن عبد الملك = الأزدي:78.
اسماعیل بن الحسن الهرقلي: 235.
جعفر بن سعيد الحلي: 251.
جعفر بن علي الكذاب: 62.
جعفر بن محمد بن قولویه = ابو القاسم: 201.
جعفر بن محمد بن مالك: 20.
جعفر بن محمد بن مسعود العياشي: 65
جعفر بن محمد بن معروف الكشي:72
جعفر بن محمد الكوفي: 51.
حاجز الوشاء: 126.
الحسن بن أبي الهيجاء: 198.
الحسن بن عبد الصمد: 263.
الحسن بن علي بن أبي عثمان: 263.
الحسن بن علي بن مهزیار: 109.
الحسن بن محمد بن الوجناء: 122.
الحسن بن النضر: 270.
الحسين الأصغر: 152.
الحسين بن اشکيب: 68.
الحسين بن احمد بن حمدان التغلبي:198
الحسين بن حمدان الحضيني: 28.
حسین بن رزق الله: 6.
الحسين بن سعيد الأهوازي: 259.
الحسين بن علي بن مهزیار: 109.
الحسين بن علي النيسابوري: 44.
الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر: 166.
حكيمة بنت الامام ابو جعفر الثاني عليه السلام: 5.
حنظلة بن زکریا: 40.
خالد بن الأرمني ابو الهيثم: 264
الراوندي = سعيد بن هبة الله: 37.
ص: 316
سعد بن عبدالله: 66.
سهل بن زیاد: 29.
سهل بن علي : 126.
السيد المرتضی: 250.
صاحب الزنج: 125.
الصفّار = يعقوب بن الليث
طاهر من ولد الحسين الأصغر: 151.
طلحة بن المتوكل: 125.
عبدالله بن جعفر الحميري: 29.
عبدالله بن سليمان: 43.
عبيد الله بن يحيى بن خاقان: 125.
علي بن ابراهيم بن مهزیار: 109.
علي بن أحمد العقيقي: 116.
علي بن بلال: 183.
علي بن الحسن بن الفرج المؤذن: 47.
علي بن الحسين بن موسی بن بابویه:136
علي بن سنان الموصلي أبو الحسن :130
علي بن طاووس: 235.
علي بن عبد الله الوراق: 138.
علي بن عيسى الاربلي: 234.
علي بن فاضل المازندراني: 243.
علي بن محمد بن ابراهیم علان الكليني: 66.
فضالة بن ایوب الأزدي: 260.
قاسم بن برید بن معاوية العجلي:260.
قاسم بن العلاء الهمداني: 270.
کامل بن ابراهيم المدني: 59.
محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني: 76، 185.
محمد بن ابراهیم بن جعفر: 153.
محمد بن أبي عمير: 263.
محمد بن أحمد بن حماد المحمودي: 122.
محمد بن أحمد بن خاقان النهدي:50
محمد بن أحمد بن عثمان (المعروف بالبغدادي): 28.
محمد بن أحمد العلوي: 47.
محمد بن اسماعيل الحسني: 17.
محمد بن بحر الرهني (او الدهني ):93
محمد بن جریر بن رستم الطبري:15
محمد بن جعفر بن عبدالله النحوي:59
ص: 317
محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي: 52، 269.
محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد: 6.
محمد بن الحسن بن فروخ الصفار:24
محمد بن الحسن الكرخي: 47.
محمد بن سليمان : 175.
محمد بن شاذان ابو عبدالله الشاذاني: 7.
محمد بن صالح بن محمد الهمداني الدهقان: 269.
محمد بن عبد ربه الأنصاري: 154.
محمد بن عبدالله بن محمد بن عبيد الله ابو المفضل: 16.
محمد بن عثمان العمري: 49.
محمد بن علي الأسود ابو جعفر136
محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد الهمداني: 51.
محمد بن علي بن بلال: 269.
محمد بن علي بن الحسين بن بابویه:6
محمد بن علي بن الحسين العلوي:252
محمد بن علي بن فضل بن تمام: 40.
محمد بن علي بن محمد بن حاتم الكرماني: 93.
محمد بن علي الشجاعي الكاتب:153
محمد بن علي الشلمغاني: 188.
محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسی: 260.
محمد بن الفضل بن یحیی بن المظفرالكاتب: 243.
محمد بن القاسم العلوي: 20.
محمد بن محمد بن عبدالكريم القمي:239
محمد بن محمد بن يحيى المعادي ابوالحسن: 189.
محمد بن مسلم بن رباح: 260.
محمد بن معاوية بن حکیم: 184.
محمد بن موسی بن المتوكل: 48.
محمد بن نعيم الشاذاني النيسابوري: 56
محمد بن هارون ابو الحسين: 19.
محمد بن همام ابو علي: 19.
محمد بن يحيى العطار: 44.
محمد بن يعقوب الكليني: 50.
ص: 318
المظفر بن أحمد القزويني: 43.
المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي:65
معاوية بن حکیم: 48.
المعتصم بالله العباسي: 128.
المعتمد العباسي: 125.
موسی بن محمد بن القاسم: 7.
هارون بن مسلم: 28.
هارون بن موسى: 19.
هبة الله بن محمد الكاتب: 181.
هشام بن سالم الجواليقي: 264.
يحيى بن زكريا بن شيبان العلاف:270
يحيى بن هبيرة الوزير: 252.
يعقوب بن الليث الصفار: 125.
يعقوب بن منقوش: 65.
ص: 319
«أ»
الابله: 233.
آذربيجان: 75، 115، 151، 170، 270
الأردن: 212.
أرض البر بر: 245.
أرض المشرق: 208.
أرض النفير: 177.
أرمينية: 115.
أستار الكعبة: 141.
أسد آباد: 92، 205.
اسكندرية: 150، 179.
أصفهان: 75، 167، 270.
الأندلس: 244، 246.
الأهواز: 75، 76، 81، 88، 111، 144، 157، 232، 269، 271.
«ب»
الباب / أبواب: 123، 168، 190، 264، 275، 261/277 .
باب أبي محمد عليه السلام: 51، 277
باب البيت: 26.
باب الحائر: 176.
باب الخباء: 159.
باب الدار: 275.
باب السور: 236.
باب الصفا: 141.
باب قبة: 256.
باب الكعبة: 144.
باب النوبی: 240.
البادية: 91، 204.
الباهية: 253.
البحر / البحار: 180، 186، 215، 247-245 254،248، 143، 117/255
ص: 320
البحر الابيض: 243، 246، 247.
بحرية طبرية: 87.
البر بر: 250، 254، 262.
برقة: 150.
بستان / بساتين: 69، 73، 247/256
بستان بني عامر: 73.
البصرة: 97، 125، 130، 232، 233
بغداد: 69، 74، 75، 134، 270،269،241،239،237،236،201،200،200،178،171،135
البقيع: 146.
بلاد البر بر: 250.
بلاد الغرب: 250.
بلخ: 170.
بلدان: 170.
البیت: 26، 43، 57، 58، 78، 277،165،139،
بيت أبو محمد عليه السلام: 279.
البيت الحرام: 71، 149، 156، 201،157
بيت الزيت: 194.
بيت من الشعر: 113، 145، 158.
بين الركن والصفا: 144.
بين الركن والمقام: 180.
بين الصفا والمروة: 146، 161.
بين القبر والمنبر: 150.
بين المسجدين: 273.
بين المشرق والمغرب: 262، 263.
بین النهرین: 239.
((ت))
تبریز:155
«ث»
الثغر: 151.
«ج»
الجامع: 247.
جابرسا: 264.
جابلسا: 262.
جابلقا: 262، 264.
جبل / جبال: 92، 145، 117/255 ، 280،245،221،160،158،152،143،130
ص: 321
جبال طالقان: 115.
جبال عرفات: 158.
جبال منی: 158.
الجبل الأحمر: 115.
الجبل الأسود: 115.
جبل بوبك: 119
جبل الخندق: 177.
جبل طائف: 112، 158.
الجبل العالي: 247.
الجحفة: 156.
الجزائر: 254.
الجزيرة : 243 - 247، 250.
جزيرة الأندلس: 246.
الجزيرة الخضراء: 243، 246، 247.
جزيرة الروافض : 245.
«ح»
الحائر: 161، 175، 211، 213.
الحبشة: 254.
الحجاب: 58.
الحجاز: 206، 211، 242، 254.
الحجر: 119، 167، 168.
الحجر الأسود: 61، 86، 141، 279،274،201
الحجرة / حجرته: 27، 38، 39، 25/146
حران: 210.
الحرم: 202.
حصن المسناة: 177.
الحطيم: 86، 141.
حلة: 235، 236، 244.
حلوان: 108.
حلية: 235.
الحيرة: 155.
«خ»
خان: 179.
الخباء: 145.
خراسان: 69، 169.
خلف الباب: 167، 168.
الخندق: 178.
((د ))
دار: 33، 35، 41 - 43، 46، 52، 71،70،69،66،63،57 ،125،86،83،77،74
275،274،244،170،169،167،163،128، 280،278،277
ص: 322
داراً، داره، داري: 57، 69/ 254، 127،32/256
دار أبو طاهر الزراري: 175.
دار أبو محمد عليه السلام: 155.
دار خديجة عليها السلام: 167.
دار الرجال: 277.
دار الرضا عليه السلام: 167.
دار السلطان: 200.
دار السيد فخر الدين: 244.
دار صالح: 178.
دار الطلحيّين :178.
دجلة: 131، 236.
درب الرصافة: 127.
دکان: 65، 70، 278.
دمشق: 244، 246، 250.
الدهلیز: 42، 57، 70.
دیار مصر: 244.
دیلم: 262.
الدينور: 75، 270.
«ر»
رائقة: 258.
رواق في الدار: 167.
الروضة: 150.
الروم: 254، 262.
الرى: 75، 76، 115، 269، 271.
«ز»
الزاهرة: 254 - 256، 259.
زمزم: 86.
الزوراء: 115.
«س»
الساحل 245.
ساحل البحر: 180.
سامراء (سر من رأى): 41، 43، 134،133،131،127،125،124،96،63،57، 234،181،164،155
277،275،249،244،243،241،236
سبأ: 224.
السرداب: 236.
سور: 247، 255.
السوق: 52، 167، 277.
ص: 323
«ش»
شاطىء البحر: 246.
شاطىء الفرات: 177.
الشام: 154، 244، 254.
الشعاب: 149.
الشعب: 112.
شعب بني عامر: 157.
شهر زور: 76، 271.
«ص»
صاریا: 196.
الصافية: 258.
صحن الدار: 25.
صحن داره: 25.
صحن القصر: 196.
صخر أبيض: 255.
صریاء: 70.
الصفا: 56، 141، 274.
«ض»
الضميرة: 75، 270.
«ط»
الطالقان: 115.
الطائف: 82، 145، 158.
طرز: 199.
طرف البحر: 245.
الطريق: 262،247،245،242،237،214،199،178،177،175،154.
طريق البر: 175، 177.
طريق الحجاز: 242.
طريق الفرات: 177.
طلوم: 258.
«ظ»
ظفرية: 252.
ظهر الطريق: 175.
ظهر الكعبة: 141.
«ع»
العباسية: 148.
العراق: 273،254،247،211،208،204،160،157،144،115،114،81،55،41
عراق العجم: 247.
عرش ملكة سبأ: 224.
عرفات: 112، 143، 158.
ص: 324
عسفان: 156.
العسكر: 188.
العقبة: 69، 106، 135.
عناطيس: 258.
«غ»
الغار: 94، 104، 105.
الغدير: 156.
الغري: 115.
«ف»
فارس: 51، 76، 199، 262، 271.
الفرات: 177، 247.
فرغانة: 121.
الفرنج: 254.
الفسطاط : 148، 178.
فسطاط مصر: 148.
الفلاة: 82.
فید: 196.
«ق»
قائن: 271.
قابس: 76.
قبر ابو عبد الله عليه السلام: 176.
قبر المصطفی: 157.
قبري: 218.
قبلة: 39.
قبة: 248، 250، 256.
قرية: 244، 245، 250.
قزوین : 141، 76، 156، 271.
قسطنطينية: 150.
قشمير: 67.
قصر: 91، 92، 196، 204.
قم: 69، 74، 75، 98، 99، 129، 130، 131 ،148 ،199 ،200، 269، 270، 280.
قنطرة دار صالح: 178، 239.
القنطرة العتيقة: 239.
« ك »
کابل: 17، 69، 71.
کر بلاء: 41، 102.
الكرخ: 194.
الكعبة: 71، 78، 111، 114، 141، 160،144
الكوفة = كوفان: 74، 110، 115، 146 ،161 ،175 ،177 ،269
ص: 325
«م»
ما بين جابلسا الى جابلقا: 262.
ما بينن المصراع الى المصراع: 261
مادون الجبل: 263.
المباركة: 254.
محلة: 75.
المدائن: 64، 127، 276.
مدينة: 183، 195، 196، 248، 264،261،257،256،255،254،252
مدينة بالمشرق: 261.
مدينة بالمغرب: 261.
مدينة السلام: 183، 252.
المدينة المنورة: 64، 70، 77، 81، 110، 124، 143، 149، 276،156،151
مدينتين: 261.
مراغة: 155.
مرو: 76، 130، 271.
مزدلفة: 120، 143، 148.
المستجار: 71، 116، 121، 122، 147
مسجد: 92، 143، 148، 246،245،179،161،156.
مسجدین/ مسجدها: 55/ 146.
مسجد ابو ابراهيم موسی بن جعفر عليه السلام: 143.
المسجد الحرام: 179.
مسجد السهلة: 161.
المشرعة: 161.
المشرق: 262، 264.
مصر: 271،250،246،244،212،210،148،76
المغرب: 264،262
مقابر: 161، 192.
مقابر قريش: 192.
مقام ابراهیم: 141، 149.
مقام الصادق عليه السلام: 244.
مكة:
64، 76، 81، 110، 116، 276،271،179،167،161،156،154،153،149،147،144،141،122،121
منی: 112.
الموقف: 64.
ص: 326
«ن»
ناحية طرز: 199.
النجف: 115.
النجفة:178.
نصيبين: 76، 271.
نهر: 199، 249.
النواويس: 162.
النوبة: 254
نیسابور: 70، 75، 76، 270، 271.
النيل: 212.
«ه-»
هرقل: 235.
همدان: 75، 90- 93، 135، 204، 270،269،205،
هند: 67، 262.
هیت: 150.
«و»
واد عظيم: 145.
واد المقدس: 102.
الوادي / وادياً: 196/145
وادي الرملة: 178.
واسط: 115.
وسط البيت: 26.
وسط الخان: 179.
وسط الدار: 70.
«ي»
يثرب: 146، 156.
اليمن: 76، 271.
ص: 327
المؤلف
محل الطبع والسنة
قم 1404ه
:
اسم الكتاب
1- نتبرك ابتداءا بالقرآن الكريم
2- اثبات الوصية ...علي بن الحسين بن علي المسعودي...قم 1404ه
3- اثبات الهداة ...محمد بن الحسن الحر العاملي...قم
4- الإحتجاج... أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي...بيروت 1401ه-
5- اختيار معرفة الرجال... محمد بن الحسن بن علي الطوسي...مشهد 1348ه - ش
6- الارشاد... محمد بن النعمان، المفيد...النجف
7- الاستبصار...محمد بن الحسن بن علي الطوسي...طهران 1390ه-
8 - الأعلام...خير الدين الزركلي...بيروت1984م
9- اعلام الوری... أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي...بيروت1399ه-
10- أعيان الشيعة... السيد محسن الأمين...بيروت1403ه-
11- الأمالي...محمد بن الحسن الطوسي...النجف الاشرف
12- الأمالي...محمد بن علي بن الحسين بن بابویه...بیروت1400ه-
13- الامامة والتبصرة ...علي بن الحسين بن موسی بن بابویه...قم1404ه-
14- أمل الأمل ...محمد بن الحسن الحر العاملي...النجف الاشرف
15- الايقاظ من الهجعة... محمد بن الحسن الحر العاملي...قم
16. بحار الأنوار... محمد باقر المجلسي...طهران
17- بصائر الدرجات محمد بن الحسن الصفار...قم1404ه-
18- البلد الأمين الشيخ ابراهيم الكفعمي...طهران 1383ه-
19 - تاریخ الاسلام...الدكتور حسن ابراهيم حسن...بیروت 1964-م
20- تاریخ الخلفاء ...عبد الرحمن بن ابو بکر السیوطی ...بيروت مصر 1389ه-
ص: 328
21- تاریخ الامم والملوك... أبي جعفر محمد بن جرير الطبري...بيروت 1387ه-
22- تأويل الآيات ...شرف الدين علي الحسيني النجفي...قم1407ه-
23- تذكرة الحفاظ ...أبي عبد الله شمس الدين الذهبي...بیروت
24- تفسير البرهان ...السيد هاشم البحراني...قم1393ه-
25- تفسير العياشي ...محمد بن مسعود بن عياش السلمي...طهران1380ه-
26- تفسير نور الثقلين ...الشيخ عبدعلي بن جمعة العروسي الحويزي...قم المطعبة العلمیة
27- تقريب المعارف... الشيخ تقي الدين أبي الصلاح الحلبي...قم1404ه-
28- تلخيص مجمع الآداب... أبي البوطي...
29- تنقیح المقال في أحوال الرجال ...الشيخ عبد الله المامقاني...طهران
30- تهذیب تاریخ دمشق الكبير ...ابن عساكر...
31- تهذیب الأحکام... محمد بن الحسن الطوسي...طهران1390ه-
32- ثاقب المناقب... عماد الدین محمد بن علي الطوسي...مخطوط
33- جامع الرواة...محمد بن علي الأردبيلي...طهران
34- الجامع في الرجال... الشيخ موسى الزنجاني...قم1394ه-
35- جمال الأسبوع...علي بن موسی بن طاووس الحلي...طهران1330ه-
36- جنة الأمان (المصباح)... الشيخ ابراهيم الكفعمي...طهران1349ه-ش
37- حلية الأبرار... السيد هاشم البحراني...قم1407ه-
38- الحياة السياسية الجواد عليه السلام...للامام السيد جعفر المرتضى العاملي...
39- الخرائج والجرائح ...قطب الدين الراوندي...قم1409ه-
40- الدعوات...قطب الدين الراوندي...قم1407
41- دلائل الإمامة محمد بن جرير الطبري...النجف1383
42- ذرایع البيان... محمد الرضا الطبسي...قم1398
43- الذريعة...الشيخ آغا بزرك الطهران...طهران
44- رجال ابن داود... الحسن بن علي بن داود الحلي...طهران1383ه-
45- رجال بحر العلوم ...السيد محمد المهدي الطباطبائي...النجف1385ه-
46- رجال الحلي...الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي...النجف1381ه-
47- رجال النجاشي... أحمد بن علي النجاشي...قم1407ه-
ص: 329
48- روضة الواعظين...محمد بن القتال النيشابوري...النجف 1386ه
49- ریاض العلماء... الميرزا عبد الله افندي الأصبهاني... قم 1401ه
50- سير أعلام النبلاء...محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي...بیروت 1985م
51- الصراط المستقيم... أبو محمد علي بن يونس العاملي النياطي... طهران 1384ه
52 - العدد القوية...علي بن يوسف بن المطهر الحلي... قم 1408ه
53- علل الشرائع...الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين ...النجف 1385ه
54۔ عوالم العلوم والمعارف...عبد الله البحراني الأصبهاني...قم
55- غاية المرام...السيد هاشم بن سليمان البحراني... ط حجرية
56- الغدیر...الشيخ عبد الحسين الاميني النجفي...
57۔ الغيبة...الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي... تحت الطبع
58- فرج المهموم...علي بن موسی بن جعفر بن طاووس (ره)... النجف
59- فرهنك فارسي...د. محمد معين...طهران 1363ه. ش
60 - الفهرست...محمد بن الحسن الطوسي (ره) ...النجف
61- الفهرست...محمد بن اسحاق الندیم...طهران 1391ه
62- الفهرست...الشيخ الاقدم منتجب الدين ابن بابويه الرازي... قم 1404ه
63- قاموس اللغة...محمد بن يعقوب الفيروز آبادي... القاهرة
64- الكافي...محمد بن يعقوب الكليني الرازي ...(ره) طهران 1388ه
65- کامل الزیارات...جعفر بن محمد بن قولويه ...النجف
66- کشف الأستار...حسین بن محمد تقي النوري الطبرسي... قم 1400ه
67- کشف الغمة...علي بن عيسى أبي الفتح الأربلي... تبریز 1381ه
68- کمال الدین...محمد بن علي بن بابويه القمي.... طهران 1390ه
69 - الكنى والألقاب...الشيخ عباس القمي...قم
70- لسان الميزان...أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ...حیدر آباد الدكن 1329
71- لؤلؤه البحرين ...يوسف بن أحمد البحراني...النجف الاشرف
72- مجمع البحرین...فخر الدين الطريحي النجفي ...النجف الاشرف
73- مدينة المعاجز...السيد هاشم البحراني...طهران
74. مراصد الاطلاع...عبد المؤمن بن عبد الملحق البغدادي...بيروت 1373ه
75. المسنجاد... يوسف بن علي بن مطر الحلي... قم 1406ه
ص: 330
76- المستدرك على الصحيحين ...محمد بن عبدالله المعروف بالحاكم النيسابوري بیروت 1398ه
77۔ مستدرك الوسائل... الحاج میرزا حسين النوري الطبرسي ...قم 1407ه
78۔ مصباح المتهجد... محمد بن الحسن الطوسي...قم 1401ه
79- معالم العلماء ...محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ...النجف 1380ه
80- معجم العلماء العرب... باقر الأمين الورد...بیروت 1406ه
81- معجم رجال الحديث... العلامة السيد أبي القاسم الخوئي... بيروت
82- مقابس الأنوار ...العلامة الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي... قم مؤسسة آل البيت
83 -مقاتل الطالبيين ...ابو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني ...النجف 1385ه
84 -مقتضب الأثر... أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش الجوهري... قم 1379ه
85 -مناقب آل ابي طالب... محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ...قم 1379ه
86 -منتخب الأثر في الامام الثاني عشر ...العلامة الشيخ لطف الله الصافي... طهران
87 -منتخب الأنوار المضيئة... النسّابة السيد علي بن عبد الكريم الفيلي... قم 1401ه
88- المنجد في اللغة والأعلام... اب اليسوعي بولس تهران ط 33
89- منتهى المقال في أحوال الرجال...محمد بن اسماعيل أبي علي (الصدوق) ط حجرية 1262ه
90- من لا يحضره الفقیه... محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي النجف ط (4) 1377
91- منهج المقال الرجال الكبير) الميرزا محمد الاستر آبادي (ره) طهران ط حجر 1306
92- مهج الدعوات... رضي الدين علي بن موسی بن طاووس... طهران
93 - الموسوعة العربية الميسرة باشراف محمد شفیق الغربال ...القاهرة
94- میزان الاعتدال ...محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ...بيروت
95 - النهاية في غريب الحديث ...مبارك بن محمد الجزري ( ابن الأثير) ...القاهرة
96- الهداية الكبرى ...ابو عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي... مخطوط
97- هدية العارفين...اسماعيل باشا البغدادی...بيروت 1402ه
98- الوافي بالوفيات... صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي... بيروت 1402ه
99- وسائل الشيعة... الامام الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي... طهران
ص: 331
100۔ وفیات الاعیان...أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلکان...بیروت 1398ه
101 - ينابيع المعاجز...السيد هاشم الحسيني البحراني...قم - المطبعة العلمية
102۔ ينابيع المودة...الحافظ سلیمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي...الكاظمية - دار الكتب العراقية
ص: 332
مقدمة الكتاب...أ
الأول : (من راه حال الولادة ): حكيمة...5
الثاني: العجوز القابلة...40
الثالث والرابع: نسیم الخادم ومارية...44
الخامس : الجارية التي رأت حال ولادته عليه السلام ورأت النور الساطع...45
السادس : اصحاب ابيه عليه السلام الذين اراهم إياه...47
السابع: ابو هارون...47
الثامن: معاوية بن حكيم، ومحمد بن ایوب بن نوح ومحمد ابن عثمان العمري تمام اربعين رجلا...48
التاسع: عمر الاهوازي...50
العاشر: الرجل الفارسي...51
الحادي عشر: ابو عمر و عثمان بن سعيد العمري)...52
الثاني عشر: محمد بن اسماعیل...55
الثالث عشر: ابو علي بن مطهر...55
الرابع عشر: ابراهيم بن عبدة النيسابوري والخادمة...55
الخامس عشر: رشيق صاحب المادراي...57
السادس عشر: كامل بن ابراهيم...59
السابع عشر: ابو عبدالله بن صالح...61
ص: 333
الثامن عشر: ابراهیم بن ادریس...61
التاسع عشر: جعفر بن علي...62
العشرون: ابو محمد الوجناني، عمن راه...62
الحادي والعشرون: بعض جلاوزة السواد...63
الثاني والعشرون: ابو نصر طريف الخادم...63
الثالث والعشرون: بعض أهل المدائن وغيره...64
الرابع والعشرون: يعقوب بن منفوس...65
الخامس والعشرون: غانم ابو سعید الهندي...66
السادس والعشرون: محمد بن شاذان الكابلي...70
السابع والعشرون: محمد بن عثمان العمري...71
الثامن والعشرون: ظريف ابو نصر...72
التاسع والعشرون: عبدالله السوري...72
الثلاثون: العمري...73
الحادي والثلاثون: جعفر الكذاب...73
الثاني والثلاثون: الجماعة الذين رأوه من وكلائه ببغداد...74
الثالث والثلاثون: ابو محمد الحسن بن وجناء النصيبي...76
الرابع والثلاثون: الأزدي...78
الخامس والثلاثون: ابراهیم بن مهزیار...80
السادس والثلاثون: الهمداني الحاج...90
السابع والثلاثون: احمد بن اسحاق الوكيل، وسعد ابن عبد الله القمي...93
الثامن والثلاثون: علي بن ابراهيم بن مهزیار...109
التاسع والثلاثون: أبو نعيم الأنصاري في جملة ثلاثين رجلا...115
الاربعون: جد ابي الحسن بن وجناء...123
الحادي والاربعون: أبو الأديان...127
ص: 334
الثاني والاربعون: ابو العباس محمد بن جعفر الحميري، ووفد قم...130
الثالث والاربعون: ابو القاسم الروحي...136
الرابع والاربعون: احمد بن اسحاق بن سعد الأشعري...138
الخامس والاربعون: ابو على محمد بن احمد المحمودي وجماعة...140
السادس والاربعون: علي بن ابراهيم بن مهزیار...143
السابع والاربعون: ابراهيم بن محمد بن احمد الانصاري في جملة ثلاثين رجلا...147
الثامن والاربعون: محمد بن احمد بن خلف - رحمه الله -...148
التاسع والاربعون: يوسف بن احمد الجعفري...153
الخمسون: احمد بن عبدالله الهاشمي في جملة تسعة وثلاثين رجلا...155
الحادي والخمسون: علي بن ابراهيم بن مهزیار...157
الثاني والخمسون: الحسن بن عبد الله التميمي...161
الثالث والخمسون: الزهري والعمري...163
الرابع والخمسون: اسماعيل بن علي النوبختي...164
الخامس والخمسون: يعقوب بن يوسف والعجوز...166
السادس والخمسون: صاحب الصورة ابن ابي سورة...174
السابع والخمسون: ابو عمرو العمري الوكيل...181
الثامن والخمسون: الجماعة من الشيعة منهم: علي بن بلال وغيره...183
التاسع والخمسون: ابو جعفر محمد بن عثمان العمري...185
الستون: الحسين بن روح...185
الحادي والستون: جعفر بن محمد بن عمرو، وجماعة...188
الثاني والستون: ابو طاهر بن بلال...189
الثالث والستون: حكيمة بنت محمد الجواد عليه السلام...190
الرابع والستون: ابو الحسين بن أبي العلاء الكاتب وابن جعفر القيم...192
الخامس والستون: عیسی بن مهدي الجوهري...195
ص: 335
السادس والستون: الحسين والي قم...198
السابع والستون: هشام رسول أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولویه...201
الثامن والستون: ابو محمد الدعلجي...203
التاسع والستون: الهمداني...204
السبعون: الرجل حمل مکاتبته عليه السلام إلى الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد من الناحية المتصلة من الحجاز...205
الحادي والسبعون: محمد العلوي الحسيني...209
الثاني والسبعون...
الثالث والسبعون: اسماعیل بن الحسن الهرقلي...234
الرابع والسبعون: عطوه الزيدي...242
الخامس والسبعون: ابو شمس الدين محمد العالم، وعلي بن فاضل والمخلصون الذين يرونه على رأس كل سنة في الجزيرة الخضراء التي حاكمها من ولد الامام عليه السلام...243
السادس والسبعون: حضوره عليه السلام في بلد الزاهرة وذكر اولاده ومواضع حكمهم عليه وعليهم السلام...252
فصل معتبر فيمن رأى الامام الثاني عشر القائم المنتظر على البشر عليه السلام...267
ص: 336