فن التعامل مع الاخوان
الناشر:...مؤسسة علوم نهج البلاغة.
الطبعة:...الأولى.
عدد النسخ:... 1000 نسخة.
التصميم:...احمد عباس مهدي عباس.
التنضيد والاخراج الفني:...علي جاسم محمد علي.
ص: 1
الناشر:...مؤسسة علوم نهج البلاغة.
الطبعة:...الأولى.
عدد النسخ:... 1000 نسخة.
التصميم:...احمد عباس مهدي عباس.
التنضيد والاخراج الفني:...علي جاسم محمد علي.
ص: 2
سلسلة الأخوة والصداقة في نهج البلاغة (2) فن التعامل مع الإخوان تأليف علي فاضل الخزاعي
ص: 3
جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الاولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر عليه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع: www.inahj.org Email: Inahj.org@gmail.com
ص: 4
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلىَ الصَّلَةِ وَعِنْدَ صُدُودِهِ عَلىَ اللَّطَفِ وَالُمْقَارَبَةِ وَعِنْدَ جُمُودِهِ عَلىَ الْبَذْلِ وَعِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلىَ الدُّنُوَّ وَعِنْدَ شِدَّتِهِ عَلىَ اللَّینِ وَعِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ وَكَأَنَّهُ ذُونِعْمَة عَلَيْكَ وَإيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذلِكَ فِي غَیْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بغَیْرِ أَهْلِهِ... وَ تَجَرَّعِ الْغَیْظَ فَإِنِّی لَمْ أَرَ جُرْعَهً أَحْلَی مِنْهَا عَاقِبَةً وَ لَا أَلَذَّ مَغَبَّةً وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ فَإِنَّهُ یُوشِكُ أَنْ یَلِینَ لَكَ» نهج البلاغة، شرح محمد عبده: ص 420
ص: 5
ص: 6
بسم الله الرحمن الرحيم
«الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن والاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها»(1)، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد..
فالإسلام يريدك أن تندفع للعمل على إصلاح
ص: 7
ما بينك وبين أبناء المجتمع، فاذا رأيت ص-دودا أو منعا أو قطيعة من قبل الآخرين، فحاول أن تبادر بالخير إليهم، لأن هذا الاحساس الذي ينبع من ذات الإنسان هو الذي يجعل المجتمع الإسلامي مجتمعاً حيوياً، ولذلك يؤكد الإمام علي عليه السلام على هذه الفكرة.
علي فاضل الخزاعي
ص: 8
أفرد الامام علي عليه السلام كثيراً من المعاني ذات الفن الجميل التي من خلالها يستطيع المرء التعامل من بقية اخوانه وعند التدقيق بها نلحظ الآتي:
أراد أنه إذا جفاك أو صدّ عنك فأكره نفسك على صلته واحملها على ذلك، وقوله: احمل نفسك، يدل على أنه إكراه للنفس على ذلك؛ لأنه خلاف هواها ومرادها. فإن صلة الاخوة صلة فطرية.
ص: 9
حينما تريد أن تعطي للآخرين فلا تعطهم تمننّا، بل أعطهم ولو شيئا قليلاً ولكن مع اللطف وهو خير من أن تعطيهم شيئاً كثيراً ثم تحمّلهم المنّة.
قال الإمام عليه السلام:
«ولبعض امساكك على أخيك مع لطف خير من بذل مع جنف»(1).
أراد الإمام من الأخ ان يصل أخاه ويرفق به ويتقرب إليه حتى عند بخله عن العطاء، فعن أمير المؤمنين عليه السلام:
«احمل نفسك عند شدة أخيك على اللين، وعند قطيعته على الوصل، وعند جموده على البذل، وكن للذي يبدو منه حمولا وله وصولا»(2).
وعن ابي عبد الله عليه السلام:
ص: 10
«ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلاّ حرَم الله وجمه على النار، ولم يمسه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وأتها مؤمن بخل بجاهه على أخيه المؤمن، وهو أوجه منه جاهاً إلاّ مسه قتر وذلة في الدنيا والاخرة، وأصابت وجمه يوم القيامة لفحات النيران، معذبا كان أو مغفورا له»(1).
وقال الامام الكاظم عليه السلام:
«المؤمن أخ المؤمن لأخيه وأمه، وإن لم يلده ابوه، ملعون من اتهم أخاه، ملعون من غش أخاه، ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون من اغتاب أخاه»(2).
على الأخ ان يتقرب من اخيه بالدنو منه، والتعهد لحاله عند تباعده فذلك من أسمى طرق الوفاء بين الاخوان.
ولِن لمن غالظك ولا تغالظه فتكون الغلظة مضاعفة، إذا رأيت من أخيك ما لا يحمد وأردت
ص: 11
أن تقاطعه، فقبل ذلك إذهب إليه وعاتبه فإذا لانَ فِلن له، أمّا إذا بقي على تلك الحال فاصبر فلعله يعود إلى وده.
والأصل في هذا قوله تعالى:
«وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)»(1).
وعلى الأخ أن يتغاضى عن أخيه عند هفوته ويحتملها منه، وكذلك إساءته إليه أن يمضِي على قبول عذره إذا اعتذر في ذلك، فذلك من المواقف الأخوية العليا.
وهذا التعبير الجميل الرائع كناية عن التواضع المشفوع بالمحبة واللطف، فعن الامام علي عليه السلام في شأن التواضع قال:
ص: 12
«زينة الشريف التواضع»(1).
وعن الامام الحسن بن علي عليهما السلام قال:
«أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأنا، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة على بن أبي طالب عليه السلام حقا»(2).
ومما روي في أثر التواضع أنه ورد على أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما، وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام، فاحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست، وإبريق من خشب، ومنديل لليبس، وجاء ليصب على يد الرجل ماء فوثب أمير المؤمنين عليه السلام، فأخذ الابريق ليصب على يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب الماء على يدي؟ قال: اقعد، واغسل يديك فان الله عز
ص: 13
وجل يراك وأخاك الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عنك ويزيد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في ممالكه فيها. فقعد الرجل. فقال له علي عليه السلام: أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته وبجّلته، وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن ندبني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا.
ففعل الرجل ذلك فلما فرغ، ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت الماء على يده، ولكن الله عز وجل يأبي أن يسوى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الاب على الاب، فليصب الابن على الابن. فصب محمد بن الحنفية على الابن»(1).
ص: 14
نبّه عليه السلام بذكر تجرع الغيظ على أن في التجرع العز وفي المكافاة الذل، مع أن الإنسان لا يرضى بذل نفسه وإنما ذلك كله لكثرة ثوابه وعظم فوائده.
عن الرضا عليه السّلام قال:
«أوحى الله تعالى إلى نبي: إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه. فلمّا أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال أمرني ربي أن آكل هذا وإنّه لا يأمرني إلاّ بما أطيق، فمشى إليه ليأكله، فكلّما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال أمرني ربي أن أكتم هذا، فحفر له حفيرة وجعله فيها وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر فقال قد فعلت ما أمرني ربي
ص: 15
فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال أمرني ربي أن أقبل هذا، ففتح كمه فدخل الطير فيه.
فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام.
فقال: أمرني ربي ألا أؤيس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه، ثم مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد، فقال أمرني ربي أن أهرب من هذا فهرب منه ورجع، ورأى في المنام كأنّه قيل له: إنّك قد فعلت ما امرت به فهل تدري ما ذاك؟
قال: لا.
قيل له: أما الجبل فهو الغضب، إن العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا عرف نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلها، وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله إلاّ أن
ص: 16
يظهره ليزينه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة، وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فأقبله واقبل نصيحته، وأمّا البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه، وأمّا اللحم المنتن فهو الغيبة فاهرب منه»(1).
وأوصى الامام علي بن الحسين ابنه محمداً عليهما السلام فقال:
«يا بني عليك بتجرّع الغيظ من الرجال، فإنّ أباك لا يسرّه بنصيبه من تجرّع الغيظ من الرجال حمر النّعم، والحليم أعزّ ناصرا وأكثر عددا»(2).
وعن مولانا السّجاد عليه السلام:
«وما تجرّعت من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها»(3).
ص: 17
قوله عليه السلام:
«ولن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك»
اللين في الكلام الذي لا خشونة فيه من الأساليب التي ينبغي سلوكها مع كل أحد، ولا يُعدَل عنه إلى غيره، فاللين هو القاعدة الاساس في التعامل مع الاخوان، ومستراح المؤمن، به تهدأ نفسه ويطمئن قلبه بهدوء نفسه، وإنما تهدأ نفسه بموت شهواتها وإنما تموت شهواتها بما أصبر قلبه بنور اليقين من جلال الله تعالى وعظمته، ومن غلظ قلبه واشتد فمن القسوة وإنما يقسو قلبه من
ص: 18
الغفلة عن الله تعالى وإنما يلين القلب لما يرطب بذكر الله.
عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له:
«إن من الكرم لين الكلام، ومن العبادة إظهار اللسان وإفشاء السلام»(1).
فالإنسان يستعمل عند معاملته الناس ووعظهم ومحاورتهم اللين الجميل وهو من أجزاء التواضع وله تأثير عظيم في حسن المعاشرة وجذب القلوب وتحصيل الفوائد والكرم يطلق على سعة الخلق والخير والفضل والشرف والجود والعزة والصفح والعظمة والتنزه عن مخالفة الرب.
جاء في كتاب روائع نهج البلاغة: (وليس بين نزعات القلب ما هو أدعى إلى الراحة من شعور المرء بأنّ له في جميع الناس إخوانا أحبّاء، فإذا تألّم ابن أبي طالب من سيئات زمانه، جعل الخبز وهو
ص: 19
آلة البقاء، والصدق وهو ركيزة البقاء، ومؤاخاة الناس في منزلة واحدة، فقال في ناس زمانه: «يوشك أنّ يفقد الناس ثلاثا: «درهما حلالا، ولسانا صادقا، وأخا يستراح إليه».
و إذا كانت الغربة قساوة كبرى لأنها تستدعي الوحدة، فإنّ أشدّها يكون ساعة يفقد الانسان إخوانه وأحبّاءه لأنه يفقد إذ ذاك قلوبا يعزّ بعطفها ويحيا بحنانها: «والغريب من لم يكن له حبيب» و «فقد الأحبّة غربة»(1).
ص: 20
قوله عليه السلام:
«الناس أخوان فمن كانت اخوّته في غير ذات الله فهي عداوة»(1).
إن الاخوّة إذا لم تقم على أساس المحبة في الله وقامت على أساس المنافع والمصالح الشخصية فإنها حتماً تنقلب إلى العداوة والبغضاء حينما تتأثّر المصالح القائمة بينهما بمؤثرات أخرى.
فلا يجدر بنا أن نُواخي على أساس مصالحنا الدنيوية ومكاسبنا التجارية، وليس غريباً أن ينتهی
ص: 21
الأمر بالفراق أو القطيعة حينما تنقضي المصالح وتكون الصحبة مشؤومة بالحرمان.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام:
«من اخي في الله غنم، ومن اخي في الدنيا حُرِم»(1).
وعنه عليه السلام:
«كل مودة مبنية على غير ذات الله ضلال والاعتماد عليها محال»(2).
وعنه عليه السلام:
«من لم تكن مودته في الله فاحذره، فإن مودته لتيمة وصحبته مشؤمة»(3).
فالمجتمع المؤمن التقي مجتمع مثالي في حياته وما يرّف عليها من أرواح السلام والأمن والاستقرار حيث لا ظلم ولا بغي ولا عدوان، وحيث الناس إخوان على طريق الله، وعلى التناصح والتواصي
ص: 22
بالحق والخير.
فأي بركة أعظم من تلك البركة وأي حياة أطيب وأكرم من هذه الحياة، التي يجتمع فيها الإنسان إلى الإنسان بقلب سليم ونفس مطمئنة لا يحمل لأحد شرا ولا يتربص له أحد بسوء.
ص: 23
قوله عليه السلام:
«من قلَّب الأخوان عرف جواهر الرجال»
إن للإخوة قواعد، على الإنسان أن يحرص عليها مع من يصاحبه فَمن تتوافر فيه هذه الصفات فهذه من الاخوة النموذجية ومن هذه القواعد:
1- اتخاذ الأخ والصديق المؤمن الصالح كما في قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لأبي ذر: «لا تصاحب إلا مؤمنا...»(1).
2- كما إن النية الصالحة لابد منها في كل قول وعمل، لقوله عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال
ص: 24
بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى...»(1)، فينوي الإنسان اتخاذ أخ وصديق صالح، يكون عونا له على أمر دينه ودنياه، وليستعين به على طاعة الله تعالى، فبهذه النية يوفق الله تعالى الصديقين معا إلى الخير، ويحفظ عليهما أخوتهما وصداقتهما.
3- وكذلك من آداب الأخوّة: ألاّ يحسد الاخ إخوانه على ما يراه من النعم عندهم، لأن الله سبحانه وتعالى قدفاوت بين العباد في الأرزاق والعطيات والأموال، وغير ذلك فينبغي على الأخ إذا أخي أخاً له ألا يحسده على نعمة عنده، وأن يحمد الله سبحانه وتعالى أن وهبها الله لأخيه، والله عز وجل قال: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ»(2).
روي أن الإمام الصادق عليه السلام كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين:
ص: 25
أخوك الذي لو جئت بالسيف عامداً *** لتضربه لم يستَغِشَّك في الود
ولو جئتَهُ تدعوه للموت لم یکن *** يردك إبقاءاً عليك من الرد(1).
وإذا حصل أذى للمسلم من أخيه فقد بين سبحانه وتعالى أنه يجوز له الرد عليه بالمثل والأولى له أن يعفو ويصفح ويغفر، كما قال الله تعالی:
«وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ»(2).
وقال تعالى:
«ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»(3).
وإن الأخ الناصح الصادق ليس له غرض في
ص: 26
إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المفسدة وإخراج أخيه من غوائل تلك المفسدة، وشتان بين من قصده النصيحة ومن قصده الفضيحة، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى.
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
«لا يكون أخوك أقوى منك على مودّته».
وقال: «الأخيك عليك، مثل الّذي لك عليه».
وقال: «لا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالاً على ما بينك وبينه، فإنّه ليس لك بأخ من ضيّعت حقّه، ولا يكن أهلك أشقى الناس بك واقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذراً».
وقال: «لا يكلّف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته».
وقال: «ارحم أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك».
وقال: «من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه»(1).
ص: 27
ص: 28
ص: 29
جعل الدين الاسلامي لمؤاخاة الاخوة انواعاً عديدة، منها ما كانت من الأصل أي النسبية المنسوبة إلى الأب والأم، ومنها المؤاخاة الاسلامية، أي بما يقوم به المرء تجاه أخيه من الحب له والإحسان إليه، ومنها المؤاخاة الإنسانية، أي اشتراك البشر جميعاً في الأخوة الإنسانية، على اختلاف ميولهم العقائدية ووظائفهم الاجتماعية، ومنها المؤاخاة المثلية، مثلما آخي الرسول صلى الله عليه واله بين المهاجرين والأنصار، ومثل ذلك ايضاً مؤاخاته صلى الله عليه واله بينه وبين أمير المؤمنين عليه السلام.
ص: 30
وتلك هي المؤاخاة المنسوبة إلى أب وأم، حيث أن الاسلام يضع الأخوة بوصفها محتوىً لطبيعة العلاقة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، كما يريد أن يضعها من حيث محتواها الانساني إلى صف علاقة الاخوة النسبية التي يمتزج فيها الولاء والنصرة والحقوق الاجتماعية بالحب والود والمشاعر والعواطف الإنسانية، عن المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
«إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم وإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون» أي: (لزوم التعاطف والتوازر والتراحم، أو المراد بالأب مادتهم وهي الطينة الجنانية وبالأم روحم المربية لهم، وإطلاق الأب والأم عليهما مجاز وحملهما على آدم وحواء بعيد الاشتراك جميع الناس في ذلك»(1).
عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت : جعلت فداك ربما
ص: 31
حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي، وصديقي، فقال عليه السلام:
«نعم يا جابر إن الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى فيهم من ریح روحه فلذلك المؤمن أخو المؤمن الأبيه وأمه، فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن، حزنت هذه لأنها منها»(1).
وروی سوید بن حنظلة قال: خرجنا ومعنا وابل بن حجر نريد النبي صلى الله عليه وآله فأخذه اعداء له وتحرج القوم ان يحلفوا فحلفت بالله انه اخي فخلّى عنه العدو، فذكرت ذلك للنبي صلی الله عليه وآله فقال:
«صدقت، المسلم أخو المسلم»(2).
وأروع الأمثلة على الأخوة الحقيقية الصادقة أخوة الإمام أبي الفضل العباس وأخيه الإمام
ص: 32
الحسين عليهما السلام إذ نجد الإمام أبا الفضل العباس عليه السلام في سلوكه مع أخيه الإمام الحسين عليه السلام يجسّد حقيقة الأخوّة الصادقة، فلم يبق لون من ألوان الاَدب والبرّ والإحسان إلاّ قدّمه له، وكان من أروع ما قام به في ميادين المواساة له، إنه حينما وردَ الماء يوم الطفّ تناول منه غرفة ليشرب، وكان قلبه الزاكي متفطر من شدّة الظمأ، فتذكّر في تلك اللحظات الرهيبة عطش أخيه الإمام الحسين وعطش الصبية من أهل البيت عليهم السلام، فدفعه شرف النفس وسموّ الذات إلى رمي الماء من يده، ولو تصفحنا في تاریخ الامم والشعوب لا نجد مثل هذه الاخوة الصادقة.
أمر الله سبحانه وتعالى من عباده التمسك بحبل الله، فرباط الأخوَّة الاسلامية هو الذي أمرنا الله
ص: 33
تعالی أن نعتصم به إذ قال جلَّ اسمه:
«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»(1).
فالمؤاخاة الاسلامية تجمع المسلمين على باب المحبة والتودد، وتدفع المسلم لأن يقوم تجاه المسلم بما يقوم به تجاه أخيه من الحب له والإحسان إليه وذلك مصداق، والانسان عندما يحب اخيه في الله ويتودد له ويؤازره في الله فهذا الشخص يكون في جوار الله سبحانه يوم القيامة.
عن أبي جعفر الباقر عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث قال:
«إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من الله عزّ وجلّ يسمع
ص: 34
آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: این جيران الله جلّ جلاله في داره؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون: ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم اليوم جيران الله تعالى في داره؟ فيقولون: كنا نتحاب في الله، ونتوازر في الله تعالى. قال: فينادي مناد من عند الله تعالى: صدق عبادي خلّوا سبيلهم. فينطلقون إلى جوار الله في الجنة بغير حساب».
ثم قال أبو جعفر عليه السلام:
«فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف الناس ولا يخافون، ويحاسب الناس ولا يحاسبون»(1).
إن المسلم الذي يحب لأخيه مثل ما يحب لأعز أهله ويكره له ما يكرهه لهم وينصحه على فعل الخير فإن الله سبحانه سيجعله من الذين يستظلون بظل عرشه.
فعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عزّ وجلّ
ص: 35
وعن يمين الله، فقال له ابن أبي يعفور: وما هي جعلت فداك؟ قال:
«يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعزّ أهله، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله، ويناصحه الولاية» (إلى أن قال: إذا كان منه بتلك المنزلة بته همه ففرح لفرحه إن هو فرح، وحزن لحزنه إن هو حزن، وإن كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه، وإلّا دعا له (إلى أن قال): قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): إن لله خلقاً عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج، وأضوء من الشمس الضاحية. يسأل السائل: ما هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله»(1).
وكما أن الانسان يحب لنفسه البقاء والكرامة فكذلك عليه أن يحب هذا الفعل لغيره ايضا، الاخوة اذا سادت بين المسلمين فإنها تكون من أهم العوامل التكافلهم وتضامنهم قال الله تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»(2).
ص: 36
كذلك المؤاخاة الإنسانية التي تعم البشر جميعا وتعد من أفضل الروابط التي تحفظ النظام الاجتماعي: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»(1)، «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ»(2).
إن الناس الذين تكون أخوتهم في الله عز وجل ويتمسكون بحبله وقلوبهم متألفة مع بعضها فإن الله سيديم هذه الأخوّة ويجعلها تحت رحمته قال تعالی:
«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ
ص: 37
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا»(1).
كما أن على الإنسان أن يُظهر الرحمة والمحبة والتعاطف مع الآخرين بغضّ النظر عن ألوانهم واعتقاداتهم وميولهم، لأنها من اعظم مقومات الإخوة الإنسانية قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدّين أو نظير لك في الخلق»(2).
إن القرآن الكريم ينظر إلى الأفراد في المجتمع الانساني على أساس رابطهم التكويني في الخلق وهو رابط الانسانية، وهذا الرابط الانساني يجمع الافراد في شتى المناسبات من أفراح وأتراح وتعارف، فالفرد، بغض النظر عن نوعية ارتباطه الفكري والعقائدي بالآخرين، يعيش بالدرجة الأولى ارتباطاً إنسانياً معهم، فيشير القرآن إلى هذا المعنى عندما يتحدث عن دعوة الأنبياء للشعوب
ص: 38
الكافرة، فيقول:
«وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا»(1)، «وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا»(2)، فمنطوق الآيتين الشريفتين يدل على أن القاسم المشترك والقدر الجامع بين كفار ثمود ومدين من جهة، والنبيين صالح وشعيب من جهة أخرى هواشتراكهم جميعاً في الأخوة الانسانية، على اختلاف ميولهم العقائدية ووظائفهم الاجتماعية.
(وبطبيعة الحال، فإن تصميم القرآن الكريم على فهم الرابط الانساني الذي يربط الأفراد دون النظر إلى منشأهم وعقيدتهم، ضروري ضمن النظرية الإسلامية في تكامل النظام الاجتماعي؛ لأن الانسان - حسب تلك النظرية. مصمم منذ نشأته الأولى على التحسس والشعور والانفعال والتفاهم والتغير، وهي أمور يتميز بها الأفراد عن
ص: 39
غيرهم من الكائنات)(1).
عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليه السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال:
«نعم».
قال أبوك الذي قتل المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسين ثم مسح عينيه فقال:
«ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين؟».
قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال:
«ويلك اما تقرأ القرآن؟».
قال: بلى، قال:
«فقد قال الله: «وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا»، «وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا» فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟».
ص: 40
قال له الرجل: لا بل في عشيرتهم، قال:
«فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم، في دينهم» قال: فرّجت عني فرج الله عنك(1).
إن الرابطة الانسانية التي يعلنها الاسلام بكل صراحة ويطبقها في كل احكامه وتشريعاته تميزه عن بقية الأديان والعقائد في الاهتمام بكرامة الانسان واشباع حاجاته الأساسية، فيصرح القرآن المجيد بكل وضوح منادياً:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»(2)
وايضا مؤاخاة أخوّة الامثال هي الاخوة بين النظائر أي يكون فيها فيه الفرد نظير الفرد الاخر في الافعال والصفات.
ص: 41
فعن ابن عباس وغيره لما نزل قوله تعالی:
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»(1) آخی رسول الله بين الاشكال والأمثال فآخي بين أبي بكر وعمر وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري وبين أبي ذر وابن مسعود، وبين سلمان وحذيفة، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي الدرداء وبلال، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمار، وبين عائشة وحفصة، وبين زينب بنت جحش وميمونة، وبين أم سلمة وصفية، حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم ثم قال:
«أنت أخي وانا أخوك يا علي»(2).
كذلك الله سبحانه وتعالی آخى بين جميع خلقه
ص: 42
حتى الملائكة، فجعل لكل ملك من الملائكة مثيلاً له. وروي أنه كان النبي صلى الله عليه وآله بالنخيلة وحوله سبعمائة وأربعون رجلا، فنزل جبرائیل علیه السلام وقال:
«إن الله تعالى آخي بين الملائكة: بيني وبين میکائیل، وبين إسرافيل وبين عزرائیل، وبين دردائیل وبين راحیل»: فآخى النبي صلى الله عليه وآله بين أصحابه»(1).
ص: 43
1- على الانسان أن يتناسی اساءة اخيه ويتجاهلها ثقة به، وحسن ظن به، واعتزازا بإخائه، وهذا ما يبعث المسيء على اكبار اخيه وودّه والحرص على اخوّته.
2- أن يتقبل معذرة أخيه عند اعتذاره منه، دونما تشدد أو تعنت في قبولها، فذلك من سمات کرم الاخلاق وطهارة الضمير والوجدان.
3- أن يستميل أخاه بالعتاب العاطفي الرقيق، استجلاباً لودّه، فترك العتاب قد يشعر بإغفاله وعدم الاكتراث به، أو يوهمه بحقد الأخ عليه وإضمار الكيد له.
ص: 44
- القران الكريم.
1- بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، محمد تقي التستري، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، 1432 ه - 2011 م.
2- الامالي، الشيخ الصدوق، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، قم، ط 1.
3- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مکارم الشيرازي.
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، تحقيق: الشيخ عبد الزهراء العلوي، دار الرضا، بیروت، لبنان، 1403 ه - 1983 م.
5- تفسير الامام العسكري، تحقيق: مدرسة الامام المهدي عليه السلام، مهر قم المقدسة، نشر مدرسة الامام المهدي عجل الله فرجه، قم المقدسة، ط 1.
6- تفسير العياشي، محمد بن مسعود العياشي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.
7- جواهر الكلام، الشيخ الجواهري، تحقيق وتعليق: الشيخ عباس القوجاني، طباعة خورشید، دار الكتب الاسلامية للنشر، طهران، ط 2، 1365 ش.
ص: 45
8- روائع نهج البلاغة، جورج جرداق، باقري للطباعة والنشر، ط 2، 1997م.
9- سنن النبي الاكرم، السيد الطباطبائي، جاب اسلامية للطباعة، نشر کتاب فروشي اسلامي، ط 1370، 1 ه.
10- شرح اصول الكافي، محمد صالح المازندراني، دار احياء التراث العربي للطباعة والنشر، ط 1،
11- شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، دار احیاء الكتب العربية، ط 1، 1378 ه - 1959 م.
12- غرر الحکم و درر الكلم، عبد الواحد الآمدي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1.
13- لأكون مع الصادقين، الدكتور محمد التيجاني، مؤسسة انصاریان للنشر، قم، ایران،
14- مستدرك سفينة البحار، العلامة اية الله الشيخ علي نمازي، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين قم المشرفة.
15- مناقب آل ابي طالب، ابن شهر آشوب، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف، 1376 ه 1956 م.
16- میزان الحكمة، محمد الريشهري، دار الحديث للطباعة والنشر، ط 1.
17- النظرية الاجتماعية في القران الكريم، الدكتور زهير
ص: 46
الاعرجي مکتبة أنوار الهدی، قم، 1414 ه.
18- نهج البلاغة، تحقيق: صبحي الصالح، طبعة بيروت، ط 1، 1387 ه - 1967 م.
19- نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، الشيخ المحمودي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بیروت لبنان.
20- وسائل الشيعة، الحر العاملي، تحقيق: مؤسسة آل البيت الاحياء التراث، ط 2.
ص: 47
المقدمة...7
المسألة الأولى: كيف التعامل مع الإخوان الثقات...9
أولاً: صل اخاك عند صّرمه:...9
ثانياً: اللطف والمقاربة عند صدوده:...10
ثالثاً: البذل له عند جموده، الرفق به والتقرب إليه:...10
رابعاً: الدنو منه عند تباعده...11
خامساً: اللين معه عند شدته:...11
سادساً: العذر له مقابل جرمه:...12
سابعاً: التواضع له كأنه سيدك:...12
ثامناً: تجرع الغيظ للوصول إلى لذة حسن العاقبة:...15
المسألة الثانية: اللين هو القاعدة الأساس في التعامل مع الأخوان...18
المسألة الثالثة: لماذا تنقلب الاخوة إلى صداقة!؟...21
المسألة الرابعة: قواعد عامة للتعامل مع الاخوان...24
المسألة الخامسة: شواهد وعبر من المؤاخاة في السنّة...30
1- المواخاة النسبية:...31
2- المؤاخاة الاسلامية:...32
3- المؤاخاة الإنسانية...37
4- مؤاخاة الأمثال:...41
نتائج البحث...44
المصادر والمراجع...45
ص: 48