التَنَوُعُ المعرفي في التُراتِ العلوی المخطوط

هوية الکتاب

رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية ببغداد 1869 لسنة 2018 مصدر الفهرسة:

IQ-KaPLI ara IQ-KaPLI rda رقم تصنيف BP37.7 .T3 2018 :LC العنوان: التنوع المعرفي في التراث العلوي المخطوط / بیان المسؤولية: مجموعة باحثين؛ تقدیم نبیل قدوري الحسني.

بيانات الطبع: الطبعة الأولى. بيانات النشر: كربلاء العراق: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، 2018 / 1439 للهجرة.

الوصف المادي: 427 صفحة: صور مخطوطات؛ 24 سم.

سلسلة النشر: (العتبة الحسينية المقدسة؛ 440).

سلسلة النشر: (مؤسسة علوم نهج البلاغة، سلسلة الندوات العلمية الموسعة؛).

تبصرة عامة: بحوث القيت الندوة البحثية في تحقيق التراث.

تبصرة ببليوجرافية: يتضمن ارجاعات ببليوجرافية.

موضوع شخصي: علي بن ابي طالب (عليه السلام)، الامام الاول، 23 قبل الهجرة 40 - للهجرة - فضائل - مخطوطات.

موضوع شخصي: علي بن ابي طالب (عليه السلام)، الامام الاول، 23 قبل الهجرة 40 - للهجرة - خطب - شرح - مخطوطات.

موضوع شخصي: الشريف الرضي، محمد بن الحسين، 406 - 359 للهجرة - نهج البلاغة - شرح.

مصطلح موضوعي: دعاء الصباح - شرح - مخطوطات. مصطلح موضوعي: المخطوطات الاسلامية - مؤتمرات.

مصطلح موضوعي: المخطوطات الاسلامية - ببليوجرافيات.

مصطلح موضوعي: المخطوطات الاسلامية - المؤلفون - تراجم.

مؤلف اضافي: الحسني، نبیل قدوري، - 1965، مقدم اسم هيئة اضافي: العتبة الحسينية المقدسة (كربلاء، العراق). مؤسسة علوم نهج البلاغة - جهة مصدرة.

تمت الفهرسة قبل النشر في مكتبة العتبة الحسينية المقدسة

ص: 1

اشارة

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحیم

ص: 2

التنوع المعرفي في التُراثِ العلوي المخطوط

ص: 3

ص: 4

سلسلة الندوات العلميّة الموسعة: (3) الندوة البحثية التاريخية التنوع المعرفي في التراث العلوي المخطوط الباحثون المشاركون أ. د. عبد الإله عبد الوهاب العرداوي ٭٭٭ أ. د. علي عباس عليوي الأعرجي أ. د. عماد جبّار كاظم ٭٭٭ الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي النجفي الأستاذ حسين جهاد الحساني ٭٭٭ الأستاذ حيدر عبد الباري برير الحدّاد أ. م. د. نهاد حسن حجّي الشمري اِصدَار مؤسسة علوم نهج البلاغة فِي العَتَبةُ الحُسينية المُقَدَسَةِ

ص: 5

جميع الحقوق محفوظة العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1439 ه - 2018 م العراق - كربلاء المقدسة -مجاور مقام علي الأكبر (عليه السلام) مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 07815016633 الموقع الألكتروني:

www.inahj.org الإيميل:

Inahj.org@gmail.com تنویه:

إن الأفکار والآراء المذکورة في هذا الکتاب تعبر عن وجهة نظر کاتبها، ولا تعبر بالظرورة عن وجهة نظر التعبة الحسینیة المقدسة

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤسسة

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدّم والصلاة والسلام على خير خلقه وصفوة رسله وخاصّة أنبيائه أبي القاسم محمّد وعلى آله الأخيار والهداة الأبرار.

أمّا بعد:

يُعدّ التراث الخطّي من أهمّ الثوابت التي تكوّنت منها حضارات الأمم وبه تمایزت.

ومن هذا التراث عُرّفَ رجالات هذه الحضارات وحينما نأتي إلى الحضارة الإسلامية فإنّ من أهمّ مرتكزاتها وأعمدة قيامها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

وحينما نستطلع التراث الخطّي للحضارة الإسلامية ورموزها نجد أنّ التراث العلويّ المخطوط هو من أكثرها تنوّعاً وغزارة في الحقول المعرفيّة، وهذا ما جعل التراث الخطّي في الإمام علي (عليه السلام) هو الأكثر من حيث عدد ما صنّف فيه وفي شخصه وفكره وسيرته وعلومه صلوات الله عليه.

ص: 7

ويكفي في ذلك شاهداً ما نشرته مكتبة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي عليه الرحمة والرضوان لدراسة ببيلو غرافية والموسومة بمعجم الآثار المخطوط حول الإمام علي (عليه السلام) والذي احتوى على ( 10٫000) عشرة آلاف مخطوطة في مكتبات العالم تنوّعت في حقولها المعرفيّة ومجالاتها التخصّصية في التاريخ والسيرة والحديث والأدب والبلاغة والشعر والفلسفة والتربية والدعاء وغيرها كثيراً جداً.

من هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة بإقامة ندوة علميّة بحثيّة لدراسة هذا التنوّع المعرفيّ في التراث العلويّ المخطوط وتسليط الضوء عليه والبحث العلمي فيه وبيان التنوّع المعرفيّ الذي زخر به التراث الإسلامي المخطوط والمخصوص بالإمام علي (عليه السلام) وسيرته وفكره والتي يشارك فيها مجموعة من الأساتذة الباحثين والمحققين آملين أن تكون نافذة علميّة جديدة للجامعات والمؤسسات العلمية والمراكز الأكاديمية والحوزوية لتصنيف التراث المخطوط المخصوص بالإمام علي (عليه السلام) والاهتمام به وتحقيقه وطباعته ونشره بغية الانتفاع منه وتقديم صورة الإسلام الحقيقي المكنون في هذه الشخصيّة، شخصيّة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام).

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.

والحمد لله رب العالمين السيد نبيل قدوري الحسني رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

البحث الأول جمل الآداب في نظم كتاب عيسى بن دأب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) الشيخ محمد طاهر السماوي (ت 1370) أ. د. عبد الإله عبد الوهاب هادي العرداوي جامعة الكوفة - كلية التربية الأساسية

ص: 9

ص: 10

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وآله وسلم والهداة الميامين من آله الطيبين الطاهرين (عليهم السلام)، وبعد:

فإن عمل التعريف بالمخطوط فيه كثير من الجهد والمشقة، ولكن ثمرة هذا الجهد تنضج بإخراج النص كاشفاً لأغوار الشخصية والمخطوط، ليفيد به في احياء تراث السلف، وليكون بين أيدي الدارسين ينتفعون به ويفيدون.

وإن ارتبط ذلك المخطوط بقدوة ومثال من القدوات الانسانية كانت له المزية في التعريف أكبر وأنجع؛ لأنه يتحدث عن شخصية سجل التاريخ مسيرتها بأحرف من الأنوار الإلهية، والاشراقات الربانية، سعت في دنياها الى سلوك الطريق نحو الكمال الانساني، وجلَ حسن الصفات، لم ترضخ الا للواحد الأحد، ولم تنكس رأسها خضوعاً وخشوعاً الا للفرد الصمد، فرفعها ربها الى عليين، وأقعدها في مقعد صدق مع أنبيائه وأصفيائه.

تلك الشخصية العظيمة، هي شخصية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

لقد حاولت كتب فضائل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومناقبه ان تحيط بجانب من جوانب حياته المضيئة فسطّرت الأقلام تستقصي تلك الفضائل بمؤلفات كثيرة وفي عصور مختلفة، ومن تلك الكتب: كتاب فضائل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لعيسى بن دأب (ت 171 ه) الذي يذكر سبعين منقبة له (عليه السلام) ليس لاحد فيها نصيب، وهذا مما يعطي أهمية كبيرة للمخطوط بما

ص: 11

دعا الشيخ محمد طاهر السماوي (ت 1370 ه) الى نظمه في هذه الارجوزة المزدوجة الأبيات في (200) بيتاً.

وأمام هذا الكم من المؤلفات التي كُتِبَت عن فضائل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومناقبه (عليه السلام) أجد نفسي صغيراً جداً لأكتب عن جانب من جوانب حياته المضيئة، لكن حبي لهذه الشخصية العظيمة. وإيماني الكبير بأفعاله ومواقفه، شجعني على تعقب طريق من الطرق التي سلكها في استشرافه نحو الكمال الإنساني من خلال هذا البحث الذي هو تسليط الضوء على مخطوطة (جمل الآداب في نظم كتاب عيسى بن دأب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) الشيخ محمد طاهر السماوي (ت 1370 ه) بهدي تعريف بالمؤلف وعرض للمخطوطة.

لقد انتظمت خطة البحث على مقدمة وثلاثة مباحث، المبحث الأول: ترجمتهما وكان على فقرتين، الأولى: الحديث عن ترجمة عيسى بن دأب وفيها نقاط محددة، والثانية: ترجمة الشيخ محمد طاهر السماوي وفيها نقاط محددة، والمبحث الثاني: ذكر بعض ما كتب في فضائل الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والمبحث الثالث: اشتغل على وصف المخطوطة وعرضها وفيها فقرات، وهي: نسبة المخطوط الى مؤلفه ووصف المخطوط وصوره وعرضه، ثم الخاتمة وفيها خلاصة لأهم نتائج البحث، وأخيراً ثبت المصادر والمراجع.

وختاماً هذا ما وفقنا الله إليه في انجاز هذا البحث، فإن أصبنا فيما سعينا إليه فهو منّة من منن الله علينا، وإن اخطأنا، وزلّ قلمنا، فحسبنا الضعف والهوان، إذ أن الكمال لله وحده يهب لمن يشاء من عباده ويقدر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين.

ص: 12

المبحث الأول: ترجمتهما

أولاً: عيسى بن دأب:

هو عيسى بن يزيد بن بكر بن كرز بن الحارث بن عبد الله بن أحمد بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وفي نسبه اختلاف هذا أظهره أبو الوليد الراوية النساب من أهل الحجاز وكان يضعف في روايته، مات في سنة إحدى وسبعين ومائة في أول خلافة الرشيد وحدَّثَ المرزباني قال عبد الله بن جعفر: كان عيسى بن يزيد بن دأب يكنى أبا الوليد وكان من رواة الأخبار والأشعار وحفاظهم وكان معلما من علماء الحجاز وحدث فيما رفعه إلى رفيع بن سلمة عن أبي عبيدة قال أنشد ابن دأب الهزج :

وهم من ولدوا أشبوا ٭٭٭ بسر الأدب المحض فبلغ ذلك أبا عمرو بن العلاء فقال أخطات استه الحفرة إنما هو أشبئوا أي كفوا أما سمع قول الشاعر الهزج:

وذو الرمحين أشباء ٭٭٭ من القوة والحزم فبلغه عن ابن دأب شيء فقال على نفسها تجني براقش أما سمعتم قول الليثي:

ألا من مبلغ دأب بن كرز ٭٭٭ أبا الخنساء زائدة الظليم فلا تفخر بأحمر واطرحه ٭٭٭ فما يخفى الأغر من البهيم فعند الله سر من أبیه ٭٭٭ كراع زيد في عرض الأديم

ص: 13

وحدث فيما رفعه إلى جابر بن الصلت البرقي قال وعد المهدي ابن دأب جارية فوهبها له فأنشد عبد الله بن مصعب الزبيري قول مضرس الأسدي:

فلا تيأسن من صالح أن تناله ٭٭٭ وإن كان قدما بين أيد تبادره فضحك المهدي وقال ادفعوا إلى عبد الله فلانة لجارية أخرى فقال عبد الله بن مصعب:

أنجز خير الناس قبل وعده ٭٭٭ أراح من مطل وطول كده فقال ابن دأب ما قلت شيئا هلا قلت:

حلاوة الفضل بوعد منجز ٭٭٭ لاخير في العرف كنهب منهز فضحك المهدي وقال أحسن الوفاء ما تقدمه ضمان.

وحدَّث عن سعيد بن سلم قال ما شيء أجل من العلم كان ابن دأب أحفظ الناس للأنساب والأخبار وكان تياها فكان ينادم الهادي ولا يتغدى معه ولا بين يديه فقيل له في ذلك فقال أنا لا أتغدى في مكان لا أغسل يدي فيه فقال له الهادي فتغد فكان الناس إذا تغدوا تنحوا لغسل أيديهم وابن دأب يغسل يده بحضرة الهادي.

وحدث المرزباني عن الحسين بن علي عن أحمد بن سعيد عن الزبير ابن بكار عن عمه مصعب عن موسى بن صالح قال كان عيسى بن دأب كثير الأدب عذب

ص: 14

الألفاظ وكأن قد حظي عند الهادي حظوة لم تكن لأحد وكان يدعو له بتكأة ولم يكن يطمع أحد من الخلق في هذا في مجلسه ولا يفعل بغيره وكان يقول له ما استطلت بك يوما ولا ليلة ولا غبت عن عيني إلا تمنت ألا ترى غيرك.

وكان لذيذ المفاكهة طيب المسامرة كثير النادرة جيد الشعر حسن الانتزاع له قال فأمر له ليلة بثلاثين ألف دينار فلما أصبح ابن دأب وجه قهرمانه إلى باب موسى الهادي وقال له انطلق إلى باب الحاجب فقل له: توجه إلينا بالمال فانطلق فأبلغ الحاجب رسالته فتبسم وقال ليس هذا إلي فانطلق إلى صاحب التوقيع ليخرج لك كتابا إلى الديوان فتديره هناك ثم تفعل به كذا وتفعل به كذا فرجع الرسول إلى ابن دأب فأخبره فقال دعها فلا تعرض لها ولا تسأل عنها فبينما موسى في مستشرف له إذ نظر إلى ابن دأب قد أقبل وليس معه إلا غلام واحد فقال لإبراهيم بن ذكوان الحراني «وإليه ينسب طاق الحراني ببغداد بالكرخ» أما ترى ابن دأب ما غير من حاله ولا تزيى لنا وقد بررناه بالأمس ليرى عليه أثرنا فقال إبراهيم إن أذن أمير المؤمنين عرضت له بشيء من هذا فقال لا هو أعلم بأمره ودخل ابن دأب فأخذ في حديثه إلى أن عرض له الهادي بشيء من أمره فقال أرى في ثوبك غسيلا وهذا الشتاء محتاج فيه إلى لبس الجديد واللين فقال يا أمير المؤمنين باعي قصير عما أحتاج إليه فقال وكيف ذاك وقد صرفنا إليك من برنا ما ظننا صلاح شأنك معه فقال: ما وصل إلي ولا قبضت منه شيئا فدعا بصاحب بیت المال فقال له عجل الآن بثلاثين ألف دينار فحملت بين يديه وحدث بإسناد رفعه إلى أبي زهير قال كان ابن دأب أحظى الناس عند الهادي فخرج الفضل بن الربيع يوما فقال إن أمير المؤمنين يأمر من ببابه بالانصراف فأما أنت يا ابن دأب فادخل قال ابن دأب فدخلت وهو منبطح على فراشه وإن عينيه لحمراوان من

ص: 15

السهر وشرب الليل فقال لي حدثني بحديث من حديث الشراب فقلت نعم يا أمير المؤمنين خرج نفر من كنانة إلى الشام يجلبون الخمر فمات أحدهم فجلسوا على قبره يشربون فقال أحدهم:

لا تصرد هامة من شربها ٭٭٭ إسقه الخمر وإن كان قبر إسق أوصالا وهاما وصدى ٭٭٭ ناشعا ينشع نشع المنبهر كان حرا فهوى فيمن هوى ٭٭٭ كل عود ذي فنون منكسر قال فدعا بداوة فكتبها ثم كتب إلى الخزان بأربعين ألف درهم وقال عشرة آلاف لك وثلاثون ألفا للثلاثة الأبيات قال فأتيت الخزان فقالوا صالحنا على عشرة آلاف أنك تحلف لنا ألا تذكروها لأمير المؤمنين فحلفت ألا أذكرها حتى يبدأني فمات ولم يذكرها وحدث قال دخل ابن دأب على عيسى بن موسى عند منصرفه من فخ فوجده واجما يلتمس عذرا لمن قتل فقال له أصلح الله الأمير أنشدك شعرا كتب به يزيد بن معاوية يعتذر فيه إلى أهل المدينة من قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) قال أنشدني فأنشده:

ص: 16

يا أيها الراكب الغادي لطيته ٭٭٭ على عذافرة في سيرها قحم أبلغ قريشا على شحط المزار بها ٭٭٭ بيني وبين حسين الله والرحم وموقف بفناء البيت أنشده ٭٭٭ عهد الإله وما يرعى به الذمم عنفتم قومكم فخرا بأمكم ٭٭٭ أم حصان لعمري برة كرم هي التي لا يداني فضلها أحد ٭٭٭ بنت الرسول وخير الناس قد علموا وفضلها لكم فضل وغيركم ٭٭٭ من قومكم لهم في فضلها قسم إني لأعلم أو ظنا كعالمه ٭٭٭ والظن يصدق أحيانا فينتظم أن سوف يترككم ما تطلبون بها ٭٭٭ قلبي تهاداكم العقبان والرخم يا قومنا لا تشهوا القوم إذ خمدت ٭٭٭ ومسكوا بحبال السلم واعتصموا قدجرت الحرب من قد كان قبلكم ٭٭٭ من القرون وقد بادت بها الأمم فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بنخا ٭٭٭ فرب ذي بذخ زلت به القدم قال فسري عن عيسى بعض ما كان فيه.

قال ابن مناذر يهجو ابن دأب:

ومن يبغ الوصاة فإن عندي ٭٭٭ وصاة للكهول وللشباب خذوا عن مالك وعن ابن عون ٭٭٭ ولا ترووا أحاديث ابن دأب ترى الغاوين يتبعون منها ٭٭٭ ملاهي من أحاديث كذاب إذا طلبت منافعها اضمحلت ٭٭٭ كما ينجاب رقراق السراب

ص: 17

وحدث عن عمر بن أبي عبيدة النميري عن خاله ابن أبي شميلة قال كان خلف الأحمر ينسب ابن دأب إلى الكذب قال فغدوت يوما أنا وخلف على ابن دأب فأخذ في حديث ذي الخلصة حتى انقضى فلما انصرفنا قلت لخلف يا أبا محرز أتراه كذب قال لا أدري والله لا أعرف مما حدث به قليلا ولا كثيرا قال عمر ولخلف الأحمر في أبي العيناء محمد بن عبيد الله:

لنا صاحب مولع بالمراء ٭٭٭ كثير الخطاء قليل الصواب أشد لجاجا من الخنفساء ٭٭٭ وأزهى إذا ما مشى من غراب وليس من العلم في فقرة ٭٭٭ إذا حصل العلم غير التراب أحاديث ألفها شوكر ٭٭٭ وأخرى مؤلفة لابن دأب قال المرزباني وقوم يروون في هذه الأبيات زيادة وأبيات خلف هي والزيادة عليها فيما ذكر المقدمي والكراني لأبان بن عبد الحميد اللاحقي وروى عبد الله بن المعتز عن عمر بن شبة قال شوكر شاعر بالبصرة يضع الأخبار والأشعار وحدث الرياشي قال الأصمعي قلت لخلف الأحمر أما ترى ما جاء به ابن دأب من الحجاز والشوكري من الكوفة فقال إنما يروي لهؤلاء من يقول قالت ستي ويدعو ربه من دفتر ويسبح بالحصى ويحلف محيت المصحف ويدع حدثنا وأخبرنا ويقول أكلنا وشربنا وزعم العنزي أن ابن دأب كان يتشيع ويضع أخبارا لبني هاشم وكان عوانة بن الحكم عثمانيا ويضع أخبارا لبني أمية وحدث مصعب بن عبد الله الزبيري قال شيطان الردهة شيء وضعه ابن دأب وهو ذو الثدية فيما زعم قال جاءت أمة تستسقي ماء فوقع بها شيطان فحملته فولدته.

ص: 18

وحدث المرزباني فيما رفعه إلى مصعب الزبيري عن أبيه قال كنا جماعة نجالس الهادي أنا وسعيد بن سلم الباهلي وابن دأب وعبد الله بن مسلم العزيزي وكان أجر أنا عليه فخرج علينا مغيظا متغيرا فسأله العزيزي عن خبره فقال لم أر کصاحب الدنيا أكثر آفات ولا أدوم هموما قد عرفتم موضع لبانة بنت جعفر بن أبي جعفر مني وأثرتها عندي وأنها أغلظت لي بإدلالها في شيء فلم أجد صبرا فنلتها بيدي فندمت عليه فسكتنا خوفا من تعنيفه أو تصويب رأيه فيبلغها ذلك فقال ابن دأب وما في ذلك يا أمير المؤمنين هذا الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وابن عمته ضرب امرأته أسماء بنت أبي بكر الصديق حتى كسر يدها وكان ذلك سبب مفارقته إياها لأنه قال أنت طالق إن حال عبد الله بيني وبينك يعني ابنه عبد الله بن الزبير فلم يخله وخلصها وهذا عمر يقول لا يسأل الرجل فيم يضرب امرأته وهذا كعب بن مالك الأنصاري وهو أخو الزبير آخى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بينهما عتب على امرأته وهي من المهاجرات في شيء فضربها حتى حال بنوها بينهما فقال:

لولا بنوها حولها لخبطتها ٭٭٭ إلى أن تداني الموت غير مذمم ولكنهم حالوا بمنعي دونها ٭٭٭ فلا تعدميهم بين ناه ومقسم فمالت وفيها حائش من عبيطها ٭٭٭ كحاشية البرد اليماني المسهم قال فضحك الهادي وسري عنه وأمر بالطعام وأمر لابن دأب بخمسين ألف درهم وخمسين ثوبا قال عبد الله بن مصعب فتأسفت كيف سبقني إلى شيء أحفظه مثل حفظه.

ص: 19

وحدث أبو الطيب اللغوي في كتاب مراتب النحويين قال فأما مدينة الرسول صلى الله عليه [وآله] وسلم فلا نعلم بها إماما في العربية حدَّث الأصمعي قال أقمت بالمدينة زمانا مع جعفر بن سليمان الهاشمي والِيها فما رأيت بالمدينة قصيدة واحدة صحيحة إلا مصحفة أو مصنوعة وكان ابن دأب يضع الشعر وأحاديث السمر وكلاما ينسبه إلى العرب فسقط وذهب علمه وخفيت روايته قال وكان شاعرا وعلمه بالأخبار أكثر قال الأصمعي وأتعجب لابن دأب حين يزعم أن أعشى همدان يقول:

من رأى لي غزيلي ٭٭٭ أربح اللّه تجارته وخضاب بكفه ٭٭٭ أسود اللون قارته ثم قال الأصمعي يا سبحان الله يحذف الألف التي قبل الهاء في الله ويسكن الهاء ويرفع تجارته وهو منصوب ويجوز هذا عنه ويروي الناس عن مثله قال ولقد سمعت خلفا يقول لقد طمع ابن دأب في الخلافة حين يجوز مثل هذا عنه(1).

ثانياً: الشيخ محمد طاهر السماوي:

الشيخ محمّد بن طاهر بن حبيب بن حسين بن محسن بن تركي الفضلي الشهير بالسماوي. عالم جليل، وشاعر شهير، وأديب معروف. ولد في السماوة (27 ذي الحجة عام 1292 ه ق)، ونشأ بها على أبيه، وبعد عشر سنوات من عمره توفي والده، فهاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم.

ص: 20


1- الترجمة منقولة من معجم الأدباء: ر16 / 152 - 165 وينظر في ترجمته: الفهرست: 103، تاریخ الاسلام: 11 / 287، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 2 / 370 -371، عي-ون الأخبار: 2 / 154، توضيح المشتبه: 4 / 8، البيان والتبيين: 1 / 42، الكنى والألقاب: 6 / 11 الأعلام: 5 / 111، مستدركات علم رجال الحديث: 6 / 158

وبقي فيها ما يقرب من شهر ثمّ مرض، وبعد برئه عاد إلى السماوة، وبقي فيها سنة كاملة ثمّ رجع إلى النجف عام (1304 ه)، فقرأ المبادئ على مشايخه، وأشهرهم الشيخ شکر بن أحمد البغدادي، والشيخ عبد الله بن معتوق القطيفي، وأخذ الرياضيّات على الشيخ آقا رضا الأصفهاني، والأصول والفقه على الشيخ علي ابن الشيخ باقر صاحب الجواهر، والشيخ آغا رضا الهمداني، والسيد محمد الهندي، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ حسن المامقاني، والشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني، وأعلام آخرین.

وممن أجازه إجازة اجتهاد الشيخ علي بن الشيخ باقر صاحب الجواهر، والسيد محمد الهندي، والسيد حسن الصدر، وبقي في النجف إلى عام 1322 ه، ويروي عنه بالإجازة العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم والعلامة الدكتور حسين علي محفوظ وبعدها رجع إلى مسقط رأسه فبقي إلى عام 1330 ه ثمّ طلب من بغداد فعيّن عضوا في مجلس الولاية الخاص خمس سنين، وفيها كانت الحرب العالميّة الأولى، فارتحل منها إلى النجف عند الاحتلال الإنگليزي وبقي فيها إلى أن عيّن قاضيا، فبقي طيلة زمن الاحتلال وعامين من الحكم الوطني، ثمّ نقل إلى کربلاء فبقي فيها سنين، ونقل إلى بغداد فبقي عشر سنوات بين القضاء والتمييز الشرعي، وأخيرا نقل إلى النجف حسب طلبه فبقي فيها سنة واستقال على أثر سوء تفاهم وقع بينه وبين فخامة السيّد محمّد الصدر أدّى إلى ذلك(1).

ص: 21


1- الترجمة ملفقة من عدة مصادر: أدب الطف: 10 / 18 - 27 ،شعراء الغري:10 / 475 - 503، الذريعة الى تصانيف الشيعة في أماكن متفرقة، ماضي النجف وحاضرها: 1 / 166، 2 / 29، مصفی المقال: 440، الاعلام: 6 / 173 - 174، معجم رجال الفكر والادب في النجف: 2 / 686 - 687، مقدمة الطليعة من شعراء الشيعة: 1 / 9 - 42، ابصار العين في انصار الحسين: 15 - 17، معجم المؤلفين: 10 / 97، مستدركات أعيان الشيعة: 6 / 274 - 276

ومن اقوال العلماء فيه (الساوي شخصيّة علميّة أديبة فذّة، جمعت كثيرا من أصول الفضائل وطمحت إلى أسمى الأهداف)(1).

وقال الشيخ جعفر النقدي: (فاضل، سبقت دوحة فنونه في رياض الفضائل وجرت جداول عيونه في غضون الكمالات)(2).

وقال عبد الكريم الدجيلي في جريدة اليقظة:

(كان السماوي خير من يمثّل العالم في المدرسة القديمة بأسلوب كلامه وطريقة حواره وهيئة بزّته واتزانه وتعقله، وهو إذا حضر مجلسا يأسر قلوب الحاضرين بسرعة البادرة وحضور النكتة وقوة الحافظة وسعة الخيال، فهو ينتقل بك من الشعر العالي المتسامي إلى طرف من التاريخ والآداب، ثمّ إلى نوادر من الحديث والتفسير، وهو إلى جانب ذلك يسند حديثه بإحكام ودقّة تعبير، فيدلّك على الكتاب الذي يضمّ هذه النادرة أو تلك النكتة، وعلى الصحائف التي تحويها، وعلى السنة التي طبع فيها هذا الكتاب إن كان مطبوعا، وإلى عدد طبعاته إن كانت متعددة، وحتّى التحريف والتشويه بين الطبعات! وأنت إذ تسمع إليه فكأنّك تصغي إلى عالم من علماء العهد الأموي أو العبّاسي في طريقة حواره وأسلوب حدیثه وانتقاله من فنّ إلى فنّ، ومن علم إلى علم، فهو يعيد لك عهد علم الهدی في مجالسه، والقالي في أماليه، والمبرد في كامله، والجاحظ في بيانه و تبيينه، ولا تفارقه الابتسامة التي تقرأ منها عمق التفكير وجلال العلم وغبار السنين، ويده إلى جانب ذلك مشغولة في علبة البرنوطي)(3).

ص: 22


1- شعراء الغري: 10 / 475
2- شعراء الغري: 10 / 478
3- م.ن: 10 / 479

توفي في النجف في الرابع من المحرّم عام 1370 ه، ودفن بها، وأرّخ وفاته بعضهم ضمن تاريخ وفاة الشيخ جعفر النقدي الذي كانت وفاته بعده بأيّام(1).

من مؤلفاته:

(1) حاشية على التحفة الآلوسية.

(2) الكواكب السماوية في شرح قصيدة الفرزدق العلوية (مطبوع).

(3) إبصار العين في معرفة أنصار الحسين (مطبوع).

(4) ظرافة الأحلام فيمن نظم شعرا في المنام (مطبوع). (5) الطليعة من شعراء الشيعة (مطبوع).

(6) ملتقطات الصحو في النحو.

(7) الترصيف في التصريف. (8) نظم السمط في علم الخط.

(9) البلغة في البلاغة.

(10) مناهج الوصول إلى علم الأصول.

(11) فرائد الأسلاك في الأفلاك.

(12) غنية الطلاب في الأسطرلاب.

(13) قرط السمع في الربع المجيب.

ص: 23


1- ينظر هامش رقم (1) في الصفحة (8) من البحث

(14) مشارق الشمسين في الطبيعي والالهي.

(15) عنوان الشرف في تاريخ النجف أرجوزة في 1500 بيتاً. (16) نوال اللطف في تاريخ الطف أرجوزة في 1250 بیتاً. (17) صدى الفؤاد في تاريخ بلد الكاظم والجواد أرجوزة في 1120 بيتاً.

(18) وشائح السراء في تاريخ سامراء أرجوزة في 700 بیت، وهذه الأربعة طبعت في النجف في جزء واحد.

(19) بلوغ الأمة في تاريخ النبي والأئمة أرجوزة في 120 بیتاً.

(20) التذكرة في من ملك العراق إلى هذا العصر أرجوزة وهي تكملة (المخبرة) لابن الجهم في 170 بیتا.

(21) جمل الآداب في نظم كتاب ابن دأب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) أرجوزة في (20) بيتاً (قيد التحقيق).

(22) جذوة السلام في مسائل علم الكلام.

(23) ریاض الأزهار مجموع شعري له في النبي والأئمة (ع).

(24) الروض الحسن في مدح الهادي بن الحسن قصائد شعرية.

(25) الانثلاج في معرفة الاختلاج.

(36) النيل الوفر في علم الجفر.

(27) اجماع الشمل بعلم الرمل.

(28) ثمرة الشجرة في مدائح العترة المطهرة (مطبوع).

ص: 24

المبحث الثاني: بعض ما كتب في فضائل أمير المؤمنين

1 - العمدة في عيون صحاح الاخبار في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

2 - الاثنا عشرية في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) إثنا عشر حديثا كلها من طرق أهل السنة للسيد فضل الله بن محمد.

3 - أحسن الاخبار في فضائل الكرار لبعض الأصحاب.

4 - احياء الميت في فضائل أهل البيت (عليهم السلام) بلغة أردو طبع في الهند البعض علمائها.

5 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه مع ترجمتها بالفارسية للعلامة الشهير بشريعت مدار المولى محمد جعفر الاسترآبادي نزيل طهران والمتوفي بها سنة 1263 ه.

6 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) واثبات إمامته للشيخ عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي الطبري.

7 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) من طرق العامة مع شرح ألفاظها لغويا وأدبيا وذکر مناسباتها وشواهدها.

8 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، للشيخ محمد صادق بن محمد الأسدي الجزائري الشيرازي استخرجها من كتب أهل السنة.

ص: 25

9 - الأربعون حديثا للمولى عبد الله بن محمود بن سعيد التستري الخراساني الشهيد سنة 997 ه، وهو مشتمل على أربعين (حديثا في فضائل أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

10 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، للشيخ الأجل محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري جد الشيخ أبي الفتوح.

11 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، مستخرجة من كتب أهل السنة للعلامة المحدث الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني صاحب الحدائق.

12 - الأربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي العاملي صاحب الدر النظيم.

13 - الأربعون حديثا عن الأربعين في فضائل أهل البيت (عليهم السلام) لبعض الأصحاب.

14 - الأربعون حدیثا عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه أربعون حدیثا عن أربعين صحابيا مع التأييد بأحاديث أخر وبيانها للفاضل الشيخ محمد رضا الطبسي.

15 - الأربعون حدیثا عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ المفيد أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي.

16 - الأربعون حديثا من الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ الامام منتجب الدين علي بن الشيخ عبيد الله بن الشيخ

ص: 26

شمس الاسلام الحسن المدعو بحسکا.

17 - الإمامة لكافي الكفاة الوزير الصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد المتوفي سنة 385 ه.

18 - البستان في فضائل خيرة الرحمن أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ محمد بن الحسن بن محمد الخطي الشاطري البحراني.

19 - تحفة الناجي في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) باللغة الگجراتية للمولى الحاج غلام علي بن الحاج إسماعيل البهاونگري المعاصر.

20 - ترجمة الأحاديث الخمسة في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الفارسية للمولى محمد مهدي بن محمد شفيع الاسترآبادي.

21 - توان روان مثنوي في نظم أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه، لصدر الذاکرین الميرزا علي بن عبد الحسين بن علي أصغر بن عبد الهاشم بن القاسم الأفشار.

22 - توضيح الدلائل في ترجيح الفضائل.

23 - جزء في فضائل على (عليه السلام) لأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي.

24 - جزء في فضائل على (عليه السلام)، فيه اثنا عشر حديثا، للشيخ الفاضل أبي على الحسن بن أبي البركات على بن الحسن بن علي بن عمار.

25 - جمل الآداب في نظم کتاب عیسی بن داب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد نظمه الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي النجفي المعاصر في

ص: 27

(200) بيت في (1359 ه). أوله: الحمد لله العلى البادى ٭ والصلوات في مدى الآباد.

26 - جواهر المطالب في فضائل علي بن أبي طالب للشيخ فخر الدين بن محمد علی ابن أحمد بن طريح الرماحي النجفي.

27 - چهل حدیث هو أربعون حديثا في فضائل الأمير (عليه السلام) مع الترجمة بالفارسية.

28 - حدائق اليقين في فضائل إمام المتقين والآيات النازلة في شان أمير المؤمنين (عليه السلام). للمولى أبي طالب الاسترآبادي.

29 - حياة الأبرار في فضائل الكرار فارسي في معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) للسيد الجليل جمال السالكين السيد قریش بن محمد الحسيني القزويني.

30 - حياة المسلمين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للمولوي قاسم على الهندي باللغة الأردوية، مطبوع بالهند.

31 - بعض فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام). منها رواية أبي ذر وسلمان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

32 - فضائل أمير المؤمنين لأحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي.

33 - فضائل علي بن أبي طالب لمحمد بن جرير الطبري المتوفي (310 ه).

34 - الخصائص في فضائل علي (عليه السلام) وقد يقال له الخصائص العلوية للإمام النسائي.

ص: 28

35 - الخصائص العلوية في خصائص علي أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن علي بن الفتح.

36 - الدر الثمين في فضائل أمير المؤمنين والأئمة المعصومين للحاج الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد حسين التمامي الشيرازي.

37 - الدر الثمين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض الأصحاب استخرج أخباره من الكتب المعتبرة عند علماء العامة.

38 - در المناقب في فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمؤلف کتاب (الروضة في المناقب والمعجزات) 39 - الدرة اليتيمة في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ نظر علي الواعظ ابن الحاج إسماعيل الكرماني.

40 - درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والسبطين مؤلفه جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي، محدث الحرم النبوي المتوفي 750 ه.

41 - درر المطالب وغرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، للسيد ولى الله بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري.

42 - درر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) للشيخ الجليل شاذان بن جبرئيل القمي.

44 - رسالة في أربعين آية في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع منه أربعين آية مفسرة بالأخبار المعتبرة في فضائل أمير المؤمنين.

45 - رسالة في أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) مستخرجا

ص: 29

كلها من كتب العامة لبعض علماء البحرين.

46 - رسالة في أربعين حديثا في فضائل الأمير (عليه السلام) مستخرجا لها من (کنز العمال) للمولى على المتقي الحنبلي.

47 - رسالة في أربعين حديثا في فضائل قم وأهلها والأمور المتعلقة بها. للشيخ حسين المفلس بن محمد حسن بن محمد رضا بن المولى تقى العالم الشاعر.

48 - رسالة في أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للسيد مقرب علی خان الجگرانوي.

49 - رسالة الأربعين حديثا عن الأربعين رجلا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ الفقيه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي المجاز من السيد علي بن طاووس.

50 - الرسالة القوامية في تقويم أدلة الإمامة وتلخیص فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

51 - كتاب السبعين في فضائل أمير المؤمنين هو سبعون حديثا مأخوذا من كتب العامة وبعد كل حدیث موعظة من مواعظ أمير المؤمنين وحكمه.

52 - سراج الصراط في فضائل أمير المؤمنين. للسيد عبد الله بن أبي القاسم الموسوي البلادي البوشهري 53 - شرح الأحاديث الخمسة في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام). فارسي للمولى محمد مهدي بن محمد شفيع الاسترآبادي.

54 - شرح الأربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) المروية

ص: 30

جميعها في كتب العامة، لبعض علماء البحرين، والشرح للسيد محمد بن السيد محمد باقر بن إسماعيل الحسيني الخواتون آبادي الأصفهاني.

55 - الشهاب الثاقب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للسيد جعفر الأعرجي النسابة.

56 - الصراط المستقيم في شرح (الأربعين حديثا) في فضائل أمير المؤمنين.

للمولى محمد علي بن أحمد القراچه داغي الا نساوي.

57 - علم اليقين في فضائل أمير المؤمنين للسيد حسين عرب باغي الأرومي المعاصر.

58 - علي والخلفاء في فضائل الأمير (عليه السلام). المأثورة عن الخلفاء الثلاثة وعن عبد الله بن عمر وعائشة وغيرهما. طبع مرتين بإيران للميرزا نجم الدين بن الميرزا محمد العسكري الطهراني.

59 - منهاج اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) والذرية الطاهرة وهي قضية العلويتين واكرام عبد الله بن المبارك لإحداهما والمجوسي للأخرى.

60 - غاية المرام في فضائل علي وأولاده الكرام للشيخ العارف الواعظ أبی سعيد أو أبي علي الحسن بن الحسين السبزواري البيهقي، المعروف بالشيعي.

61 - غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص والعام للسيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد التوبلي الكتكاني البحراني.

62 - فضائل أمير المؤمنين. للحسن بن علي بن أبي حمزة سالم البطايني الكوفي. 63 - فخر الشيعة في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، للسيد خلف بن

ص: 31

السيد عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي الحويزي.

64 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن دأب، استخرجه الشيخ المفيد في كتابه (العيون والمحاسن) 65 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) في 328 ورقة، لبعض الأصحاب.

66 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة الحافظ، الشهير بابن عقدة الكوفي الزيدي الجارودي.

67 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأحمد بن محمد الطبري، المعروف بالخليلي.

68 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للخليفة العباسي المظهر للتشيع، الناصر لدين الله أحمد بن المستضئ بأمر الله الحسن بن المستنجد العباسي.

69 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للمولى رضى الدين رجب بن محمد بن رجب الحافظ البرسي.

70 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وأدلة خلافته، ترجمة للمسألة الخامسة في الإمامة من كتاب (نهج الحق) للعلامة الحلي، والمترجم إلى الفارسية هو السيد عبد الحي بن أبي القاسم بن السيد سامع بن حسن بن سابع بن غیاث الطباطبائي اليزدي.

71 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لعلي بن إبراهيم بن هاشم، المفسر الفقيه القمي.

ص: 32

72 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي الحسن علي بن مهزيار الدورقي الأهوازي.

73 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري.

74 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للسيد النقيب أبي الحسن الرضي، محمد بن الحسين الموسوي.

75 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي الحسن معلی بن محمد البصري. ذكره النجاشي.

76 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم خيبر للمفتي المير ناصر حسين بن المير حامد حسين اللكنهوي.

77 - فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي الحسن نصر بن عامر بن وهب السنجاري.

78 - فضائل الأنام من رسائل حجة الإسلام لحجة الإسلام الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الطوسي.

79 - كتاب الأربعين آية في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

80 - کشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) للعلامة الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي.

81 - كفاية الخصام في فضائل الامام في ترجمة غاية المرام البحرانية. للشيخ محمد تقي بن علي الدزفولي نزيل طهران.

ص: 33

82 - کنز الراغب والطالب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

83 - کنز المطالب أو كنز المطالب وبحر المناقب أو فخر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) للسيد ولي الله بن نعمة الله الحسيني الرضوي.

84 - محبرة الواعظين أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

85 - مخزن اللئالي في فضائل مولى الموالي أمير المؤمنين (عليه السلام) للعلوية نصرت بیگم بنت سید محمد علي الحسيني الأصفهاني.

86 - مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار، للشيخ هاشم بن محمد.

87 - مقصد الراغب في فضائل علي بن أبي طالب للحسين بن محمد بن الحسن.

88 - مناقب السبعين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، للشيخ المحدث محمد الكوفي القاري بن الحاج عبود العباچی الحائري.

89 - المورد المعين في الأحاديث الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

90 - مهر تابان في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وأحواله للسيد علي أكبر البرقعي.

91 - النجم الثاقب في فضائل ليث بنی غالب علي بن أبي طالب لعلي بن عبد الله المقري الكاظمي بن عباس الشريف.

92 - نزهة المحبين في فضائل أمير المؤمنين لجعفر بن محمد النقدي المعاصر

ص: 34

طبع 1355. ويقال له الغزوات لاشتماله على ذلك.

93 - نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطین کما في نسخة سردار کابلي 94 - نور الهدى والمنجي من الردى في فضائل علي (عليه السلام). للحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاواني.

95 - نهج العدالة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. لعبد علي بن الحسين اللبان النجفي.

96 - نهج النجاة في فضائل أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين للحسين ابن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني 97 - هداية الولاية أربعون حديثا في فضائل على بالفارسية. لملا محمد جعفر شریعت مدار الاسترآبادي.

98 - یدالله في فضائل أمير المؤمنين بالگجراتية. للحاج غلام علي بن إسماعيل البهاونگري.

99 - ألفين فضيلة من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، للسيد محمد كاظم الكفائي.

100 - ترجمة أربعين حديثا نبويا في فضائل علي (عليه السلام) بالنظم الفارسي، لعبد الصمد ابن کمال بن أمير الحاج.

ص: 35

المبحث الثالث: وصف المخطوطة وعرضها

نسبة المخطوط الى مؤلفه:

ذكر صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة بما لا يقبل الشك نسبة المخطوطة الى الشيخ محمد طاهر السماوي وأنه فرغ منها في سنة (1359 ه) فيقول: (جمل الآداب في نظم کتاب عیسی بن دأب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر مناقبه السبعين الذي يقرب كتابته من أربعمائة بيت، قد أورده الشيخ المفيد في «العيون والمحاسن «المعروف ب «الاختصاص» ونقله بعينه العلامة المجلسي في تاسع مجلدات البحار في آخر باب جوامع مناقبه (ع) کما نذكره في حرف الفاء بعنوان «فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)» وقد نظمه الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي النجفي المعاصر في مأتي بيت في (1359 ه).

أوله: ((الحمد لله العلي البادي ٭ والصلوات في مدى الآباد))(1).

وصف المخطوط:

المخطوط من مقتنيات مكتبة الامام الحكيم (قدس سره) العامة في النجف الأشرف، وهي نسخة وحيدة كتبت بخط المؤلف، وهذا وصفه بحسب ما ورد في کشاف مخطوطات المكتبة:

الرقم العام: 433 - 9.

اسم الكتاب: جمل الآداب في نظم کتاب عیسی بن دأب.

الناسخ: المؤلف الموضوع: شعر التاريخ: 1359 ه

ص: 36


1- الذريعة الى تصانيف الشيعة: 5 / 142 - 143، وينظر: مستدركات أعيان الشيعة: 6 / 276، وقد كانت المخطوطة من مستنسخات الشيخ الأميني، ينظر: ربع قرن من العلامة الأميني: 34

الحجم: 12٫4 ٭ 20٫7 عدد الصفحات: 11 عدد الأسطر: 18

صور المخطوط:

نثبت في هذا الموضع مصورة وصف المخطوط مع مصورة الصفحة الأولى والأخيرة منه:

ص: 37

صورة

مكتبة الإمام الحكيم العامة / قسم المخطوطات الرقم العام: 433 - 9 المكتبات: - اسم الكتاب: جمل الآداب في نظم كتاب عيسى بن داب المؤلف: محمد بن طاهر السماوي الناسخ: المؤلف التاريخ: 1359 الموضوع: شعر اللغة: عربي الحجم: 20٫7 ٭ 12٫4 عدد الصفحات: 11 عدد الأسطر: 18 الملاحظات: -

ص: 38

صورة

ص: 39

صورة

ص: 40

عرض المخطوط:

المخطوط کما قلنا نظم کتاب عیسی بن دأب في فضائل أمیر المؤمنین (علیه السلام) في (200) بیتاً نظمت علی بحر الرجز مزدوجة الأبیات(1)والکتاب یذکر سبعین منقبة له (علیه السلام) لیس لاحد فیها نصیب، وهذا مما یعطي أهمیة کبیرة للمخطوط بما دعا الشیخ محمد طاهر السماوي إلی نظمه في هذه الأرجوزة.

يبدأ الشيخ السماوي الأبيات الأولى من قصيدته بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى والصلاة والثناء على أهل البيت (عليهم السلام) فيقول(2):

الحمد لله العليّ البادي ٭٭٭ والصلوات في مدی الآباد على النبيّ خير العباد ٭٭٭ وآله الأئمّة العبّاد ثم يسمي نظمه ب (جمل الآداب نظم كتاب عيسى بن دأب) ويبين سبب نظمه للكتاب ويبرّز أسباب امتلاكه (عليه السلام) لهذه المناقب ومكانته وقربه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من خلال ذكره سبعين منقبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ليس لأحد فيها نصيب التي ينظمها في (200) بيتاً فيقول:

وبعد فاسمع جمل الآداب ٭٭٭ نظم كتاب الجهبذ ابن دأب بفضل من وداده حدا بي ٭٭٭ لنظمه وكان ذاك دأبي

ص: 41


1- المزدوج: وفيه يعتمد الشاعر على تصريع أبيات القصيدة جميعاً وأميز ما يكون ذلك في الأراجيز، ويمكن ان نسمي الأبيات التي يلتزم في صدرها قافية وفي عجزها قافية أخرى بالمثنيات وقد تكون في كل بيتين أو ثلاثة الى السبعة. ينظر: فن التقطيع الشعري والقافية: 288 - 289
2- المخطوط الصفحة: 2

ثم يقول(1):

أعني أمير المؤمنين وابن عم ٭٭٭ خير البنتين الموافي بالنعم ومن يجيب الهاتفين بنعم ٭٭٭ من أين خصّ سؤله وأين عم؟ الى أن يقول(2):

اختارها عیسی اختیار موسی ٭٭٭ سبعين يستجلي بها الناموس فاطلع النظم بها شموس ٭٭٭ منتين لم تستطلع القاموس ثم يمضي الشيخ محمد طاهر السماوي بنظم كتاب عيسى بن دأب وذكر فضائله السبعين مع عرض الشواهد والأدلة عليها(3):

قلنا فعدّدوا لنا السبعينا ٭٭٭ وأردفوها شاهداً معينا لكي ترى العيون حوراً عيناً ٭٭٭ لتسقي الظماء بارداً معينا قالوا هي العلم وهذا حيدر ٭٭٭ قال سلوني قبل أن لا تقدروا انّي في طرق السماء أجدر ٭٭٭ منّي بطرق الأرض فيما يصدر

ص: 42


1- المخطوط الصفحة: 2
2- المخطوط الصفحة: 2
3- المخطوط الصفحة: 3

ومن فضائله (الشجاعة) ونظمها في قوله مع ايراد الأدلة عليها(1):

وخصلة الشجاعة المخصله ٭٭٭ فانها لشخصه مفصّله تعرف بدر وحنين منصله ٭٭٭ والناكثون والأولى لهم صله ومنها (الكلم المحكمة القصار) في قوله(2):

والكلم المحكمة القصار ٭٭٭ كأنّها في سمطها تقصار دان المهاجرون والأنصار ٭٭٭ لها ولم تختلف الاعصار ويستمر في نظم الكتاب وتعداد خصال أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه وفضائله الى أن ينهيها بقوله(3):

وخصلة الوصيّة السبعونا ٭٭٭ فقد رواها الناس أجمعونا وأخبر البله بها الواعونا ٭٭٭ لو أنّ قومنا لها راعونا ثم ينهي نظمه للكتاب ويشير الى عدم تغيير ترتيب الكتاب مع عدم اضافة خصال أخرى وهي كثيرة بقوله(4):

ص: 43


1- المخطوط الصفحة: 4
2- المخطوط الصفحة: 5
3- المخطوط الصفحة: 11
4- المخطوط الصفحة: 12

قد انتهى كلامه في المعنى ٭٭٭ وفي اختصار اللفظ حيث یعنی لم نال ترتيباً لما سمعنا ٭٭٭ ولم نزد فيه خصالاً معنا بعدها يذكر بعضاً من هذه الخصال التي لم ترد في الكتاب كقوله(1):

كشرف السلام اذ تسوّرا ٭٭٭ وعدّل ضربة بأعمال الورى وصوت لا فتى امام وورا ٭٭٭ وجمعه من الكتاب السورا ومنها أيضاً رد الشمس وقلع باب خيبر لينتهي بالقول ان خصاله ومعجزاته كثيرة، وان ما ذكر هو لزوم ما لا يلزم، وبهذه العبارة ينهي الشيخ محمد طاهر السماوي ارجوزته فيقول(2):

وردّه الشمس تناصي المجرى ٭٭٭ وقلعه باب اليهود زجرا وفجره الصخر بماء فجرا ٭٭٭ والملحمات وهلمّ جرّا وقد تناهى القول فيما بعزم ٭٭٭ عليه فليجزم ونحن نجزم فان معجزاته لا تحزم ٭٭٭ وهذه لزوم ما لا يلزم

ص: 44


1- المخطوط الصفحة: 12
2- المخطوط الصفحة: 12

الخاتمة

بعد حمد الله والثناء عليه على نعمه علينا آن لنا ان نختم بحثنا ببيان أهم نتائجه وهي بحسب الآتي:

كان المبحث الأول على فقرتين،الأولى: كان الحديث فيها عن ترجمة عيسى بن دأب وذكر نسبه واخباره وصفاته ووفاته، والثانية: ترجمة الشيخ محمد طاهر السماوي وفيها نسبه وولادته ونشأته وشيوخه وتلاميذه وأهم آثاره ووفاته.

اما المبحث الثاني فتضمن الكلام عن بعض ما كتب في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه خلال العصور المختلفة.

اشتغل المبحث الثالث في وصف المخطوطة وعرضها وفيه فقرات،الأولى:

نسبة المخطوط الى مؤلفه والثانية: وصف المخطوط والثالثة: صور المخطوط والرابعة: عرض المخطوط.

ص: 45

المصادر والمراجع

1. الأعلام، خير الدين الزركلي (ت 6 139 ھ) دار العلم للملايين، بيروت، (د.ت).

2. الأغاني، ابو الفرج الأصفهاني (ت 356 ھ) دار احياء التراث العربي، بيروت، لبنان (د.ت).

3. إبصار العين في انصار الحسين (عليه السلام): الشيخ محمد بن الشيخ طاهر، تصحيح وتحقيق: علي جهاد الحساني، مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 1424 ه - 2003 م.

4. ادب الطف أو شعراء الحسين (عليه السلام) من القرن الأول الهجري حتى القرن الرابع عشر، جواد شبر، دار المرتضی، ط 1، 1988 م.

5. البيان والتبيين: الجاحظ، أبو حجر عمرو بن عثمان (ت 255 ه) تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مطبعة المدني، القاهرة، مصر، ط 7، 1998 م.

6. تاريخ الاسلام، الذهبي (ت 748 ھ) تحقیق: عمر عبد السلام تدمري، ط 1، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 1406 ه - 1987 م.

7. التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، شمس الدين السخاوندي (ت 902 ھ) ط 1، دار الكتاب العلمية، بيروت، لبنان 1414 ه - 1993 م.

8. توضيح المشتبه في ضبط اسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، شمس الدين محمد بن عبد الله ب-ن محمد القيسي الدمشقي (ت 842 ھ) حققه

ص: 46

وعلق عليه: محمد نعيم العرقسوسي، ط 2، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان 1414 ه - 1993م.

9. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، آغا بزرك الطهراني (ت 1389 ه)، ط 3، دار الأضواء بيروت، لبنان 1403 ه - 1983 م.

10. ربع قرن من العلامة الأميني، الحاج حسين الشاكري، ط 1، مطبعة ستارة، قم 1417 ه.

11. شعراء الغري او النجفيات، علي الخاقاني، منشورات دار البيان، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف 1375 ھ 1955م.

12. الطليعة من شعراء الشيعة، الشيخ محمد طاهر السماوي (ت 1370 ھ) تحقیق: كامل سلمان الجبوري، ط 1، دار المؤرخ العربي، بيروت، لبنان 1422 ه - 200 م.

13. عيون الأخبار، ابن قتيبة الدينوري،ط 3، منشورات علي بيضون ودار الكتب العلمية، بيروت، لبنان 1424 ه - 2003 م.

14. ماضي النجف وحاضرها، جعفر الشيخ باقر آل محبوبة، دار الأضواء، بيروت 1406 ھ 1986 م.

15. مستدركات أعيان الشيعة، حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت 1409 ه - 1986 م.

16. مستدركات علم رجال الحديث، الشيخ علي النمازي الشاهرودي (1405 ھ) ط 1، مطبعة حيدري، طهران 1414 ه

ص: 47

17. معجم المؤلفين، عمر كحالة، مكتبة المثنى ودار احياء التراث العربي، بيروت، لبنان (د.ت).

18. معجم الادباء، یاقوت الحموي، ط 3، دار الفكر، بيروت 1400 ه.

19. معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام، محمد هادي الأميني، ط 1، مطبعة الآداب، النجف الأشرف 1384 ه - 1964 م.

20. موقع العتبة العلوية المقدسة وفيه تفصيل لما كتب في فضائل أمير المؤمنين ومناقبه: https://imamali.net/old 21. فن التقطيع الشعري والقافية، د.صفاء خلوصي، ط 3، بيروت 1966 م.

22. الفهرست، ابن النديم البغدادي (ت 438 ھ) تحقيق: رضا تجدد الكتاب خال من المطبعة ومكان الطبع وتاريخه.

23. الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي (ت 1359 ھ) مكتبة الصدر، طهران (د.ت).

ص: 48

البحث الثاني مخطوطات شروح دعاء الصباح لأمير المؤمنين (عليه السلام) في مكتبات العراق وإيران العامة أ. د. علي عباس عليوي الأعرجي جامعة الكوفة - كلية التربية للبنات

ص: 49

ص: 50

التمهيد

دعاء الصباح لأمير المؤمنين (عليه السلام) النصّ المادّة، التوثيق دعاء الصباح لأمير الموحدين، أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قصير الكلمات، قليلها، عالي المضامين، كثيرها، كتبه بطلُ التوحيد يناجي ربّه الواحد القهّار.

حار العلماء في سنده، واتصاله به، ورجوعه إليه وقد فاتهم أنّ كلامه (عليه السلام)، مسحةٌ من العلم الإلهيّ، وعبقةٌ من الكلام النبويّ،، كيف لا وهو من سنّ الفصاحة، والتقط شوارد البلاغة، وأسّسها، وهو من تقدّم وقصّروا، وبرع حين عیوا، وهو الخطيب المفوّه الذي لم يُقلْ له لعًا لك أبدًا، ولم يقفْ على ساکن في طيّات كلامه، وهو الفذّ الذي لن يشفع؛ بل إنّ الكلام في لسانه الشريف ينساب کما ينساب الماء على الأرض الجُزُر، وهو البحر الذي لا يدرك ساحلُه.

وبلاغته، وفصاحته (عليه السلام) قطرةٌ من بحر فضائله، وأنا اليوم أريد أن أغترف من بحر هذه القطرة....

وأنا لا أريد أن أقارن الساعةَ بين فصاحة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين غيره من الفصحاء والمفوّهين؛ لأنّ هذا قياس مع الفارق...

فهل تصح المقارنة بين الثرى والثريا!، وهل يصح القياس بين الحصى ونجوم السما! وهل يصح التنظير بين عود الثقاب ونور الشمس! کلا وألف کلا ...

ص: 51

ولقد صدق من قال:

ألم تر أنّ السيف ينقص قدرُه ٭٭٭ إذا قيل إنّ السيف خیرٌ من العصا من نسبه إلى الفصاحة، وحسب فقد ظلمه، ومن قال إِنّه بليغٌ وحسب؛ فقد ظلمه، ومن قال إِنّه خطيب مصقعٌ، فقد غمطه حقّه، ومن قال إِنّه ليث الحروب، مجبِّنٌ أبطالها، وحسب الم ينصفْه؛ ولكن يا سيدي من نسبك إلى الإنسانية، والإنسان الكامل العطوف، الرحيم، الودود؛ فقد أنصفك لأنّك يا سيديّ من أسس مفهوم الإنسانية يوم وجدت ذلك الذي يستعطي في بلاد المسلمين، وأخذته تسأل سدنة بیت المال؛ لم لم تعطوه؟ إنه ذمّيّ يا أمير المؤمنين؛ أما علمتم أنّه إنسان.

بهذا الموقف، وبهذه الكلمة - والرجال يقاسون بهما عادةً - بيّنت لأهل الفكر والمعرفة أنّ مفهوم الإنسانية أعمّ من الإسلام.

تُری! ما عندك؟، وماذا كنت تحمل حتّى بقيت خالدا؟!.

هل كنتَ تحمل فأس إبراهيم؟ أم كنت تحمل عصا موسی؟!!، أم كنت تتختم بخاتم سليمان؟!! أم أنك كنت تحمل تلك الروح التي جمعت الأضداد فعزّت لك أندادُها؟!!! أم أنّك تحمل روح الإنسان الكامل روح النبيّ الأحمد؟!!!.

ومن يحمل تلك الروح لا یُساحل، ولا يساجل، ولا يُعالى، ولا یُناول، ولا يطاول...

ص: 52

لم تُطِق الدنيا كمالاتك اللامتناهية؛ فقالت لك نفسك الأمّارة بالعلم والمعرفة، والكمال، والخير والفضل الذي أنت أوّله وآخره ومنتهاه، ومبتدأه ومساره، بالذهاب إلى عالم آخر يسع الكمال الذي أنا فيه؛ فكلّ إناء ينضح بما فيه إلّا إناؤك فإنه يتّسع...

إثبات النصّ لأمير المؤمنين (عليه السلام)

أمّا عن إثبات هذا النصّ لأمير المؤمنين (عليه السلام) فيمكن أن ندرس فيه الآتي -وكلّ ماسنذكره یکون محتملًا -:

1 - السند الصحيح:

في العادة لا يمكن أن تسير وفاقا لأمر موروث إذا لم يثبت لك سنده، وثقة رواته ومرجّحيّتهم عند علماء الرجال، ومن اختلف فيه دعاءُ الصباح الذي ورد أنه مقطوع السند ونعدم له اتصالا بأحد من الرواة، بعد كلّ هذا نرى أن الخواجوئي وجده بأسانيد صحيحة وروایات صريحة متصلة إليه (عليه السلام) بعد أن صرّح هو نفسه أولاً بعدم وجدان سند صحیح إليه، وقال (ونحن وان لم نجده بسند صحيح متصل إلى ذلك المستطاب لكن نقل بعض الأصحاب أنّه وجده بأسانيد صحيحة وروایات صريحة متصلة إليه)(1).

وثمة أمران التقطتهما من كتاب البحار:

الأول: يقول المجلسي: (هذا الدعاء من الأدعية المشهورة، ولم أجده في الكتب المعتبرة إلا في مصباح السيد ابن الباقي رحمة الله عليه، ووجدت منه نسخة قراءة المولى الفاضل مولانا درویش محمد الأصبهاني جد والدي من قبل أمه رحمة الله

ص: 53


1- انظر: مفتاح الفلاح للخواجوئي، تحقيق السيد مهدي الرجائي: 11

عليهما، على العلامة مروج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه، فأجازه وهذه صورته:

الحمد لله قرأ هذا الدعاء والذي قبله عمدة الفضلاء الأخيار الصلحاء الأبرار مولانا کمال الدين درویش محمد الأصبهاني بلغه الله ذروة الأماني قراءة تصحيح كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة تسع وثلاثين وتسع مائة حامدًا مصليًّا)1(1).

الثاني: ولكن نسبته تكون إلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، يقول المجلسيّ: (ووجدت في بعض الكتب سندًا آخر له هكذا، قال الشريف يحيى بن القاسم العلوي(2): ظفرت بسفينة طويلة مكتوب فيها بخطّ سيدي، وجدي أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، ليث بني غالب، علي بن أبي طالب عليه أفضل التحيات ماهذه صورته:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا دعاء علمني رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان يدعو به في كل صباح وهو «اللهم يا من دلع لسان الصباح» إلى آخره، وكتب في آخره كتبه علي بن أبي طالب (عليه السلام) في آخر نهار الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين من الهجرة، وقال الشريف: نقلته من خطه المبارك بالقلم الكوفي على الرقّ في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وسبع مائة)(3).

وعلى هذا لا يمكن بعد أن نقول إنّ هذا الدعاء معدوم السند مقطوعه.

ص: 54


1- البحار: 84 / 342
2- ترجمته في: مستدرکات علم رجال الحدیث: 8 / 225، وموسوعة المصطفى والعترة: 8 / 289
3- البحار: 84 / 342

وما أجمل ما ورد عن علمائنا الأعلام من أنّهم كثيرًا ما يصححون الأسانید بالمتون، وهذا ينطبق تمام الانطباق على المطلوب؛ فكلامه أعلى من السند، ومن يتحدّث به(1).

ولهذا نجد أن أبا منصور الطبرسي في مقدمة كتاب الاحتجاج يسوّغ عدم ذكره أسانيدَ أحاديثه بقوله: (ولا نأتي في أكثر مانورده من الأخبار بإسناده؛ إما لوجود الاجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه)(2).

2 - الأسلوب، والبيان، والنغمة:

إن اشتال الدعاء على العبارات البليغة والمحتوى الرفيع الذي يكشف عن صدورها عن المعصومين، فهم من أُوتوا جوامع الكلم، وكلامهم فوق کلام المخلوق، ودون کلام الخالق، ومن ذلك خطب نهج البلاغة، ودعاء کمیل ودعاء عرفة ودعاء أبي حمزة الثماليّ، مما يدلل وبصورة عقلية على المطلوب؛ فإن الأساس

ص: 55


1- انظر: الفردوس الأعلى، كاشف الغطاء: 51، ومهذب الأحکام، السبزواري: 16 / 199
2- الاحتجاج: 1 / 4 ط دار الأسوة

في ذكر الأحاديث الدالة على وجود الله وغير ذلك مما يحتاج في الاستدلال عليه إلى الأدلة العقلية هو مدى احتوائها على البرهان والحجة، فلو كان الحديث مفتقرا إلى السند الصحيح مع إرشاده للدليل العقلي والبرهان الواضح؛ فإنه سيؤدي إلى المطلوب، أما إذا كان الحديث قاصرا عن إثبات المطلوب بالحجة الدامغة - على سبيل الفرض والاحتمال – فإنه لن يكون مجديا، وإن ورد بالسند الصحيح.

يقول: السيد محمد باقر الحسيني المرعشي الداماد: (ویعرف کون الحديث موضوعا بإقرار واضعه بالوضع أو ما ينزل منزلة الإقرار من قرينة الحال الدالة على الوضع والاختلاق، فبإقراره يحكم على ذلك الحديث بحسب ظاهر الشرع بما يحكم على الموضوع في نفس الامر وإن لم يكن يحصل بذلك حكم قطعي بات بالوضع لجواز کذبه في إقراره، وقد يعرف أيضا بركاكة ألفاظ المروي وسخافة معانيها وما يجري مجرى ذلك، كما قد يحكم بصحة المتن مع كون السند ضعيفا إذا كان فيه من أساليب الرزانة وأفانين البلاغة وغامضات العلوم وخفيات الأسرار ما يأبى إلا أن يكون صدوره من خزنة الوحي وأصحاب العصمة وحزب روح القدس ومعادن القوة القدسية)(1).

أما من ناحية الأسلوب فلكل واحد من الأئمة أسلوب خاص في الثناء على الله والحمد لله والضراعة له والمسألة منه يعرف ذلك من مارس أحاديثهم وآنس بكلامهم وخاض في بحار أدعيتهم ومن حصلت له تلك الملكة، وذلك الأنس لا يشك في أن هذا الدعاء صادر عنهم وهو أشبه ما يكون بأدعية الأمير (عليه السلام) مثل دعاء کمیل وغيره؛ فإنّ لكل إمام لهجة خاصة وأسلوبًا خاصًّا على تقاربها وتشابهها جميعًا؛ بل وحتى الشعراء لكل واحد منهم مورده الخاص الذي

ص: 56


1- الرواشح السماوية: 193

يعرف به ومع كثرتهم الكاثرة؛ فالسامع لبيت واحد يقوى في نفسه أنه للمتنبي أو لأبي تمام أو لأبي العتاهية، بل تعدى غيرهم ذلك ويذكر لك أن هذا المقول من الشعر هو جاهلي، وذاك إسلامي، وغيرهما أموي أو عباسي.

وسأنقل لك رواية وردت في كتاب (بيان إعجاز القرآن) للخطابي (ت 388 ه)، يقول (ولذلك صاروا إذا سُئلوا عن تحديد هذه البلاغة..... قالوا إنه لا يمكننا تصويره ولا تحديده بأمر ظاهر نعلم مباينة القرآن غيره من الكلام...... وقد تمثّل بعضهم بأبيات جرير التي نحلها ذا الرمّة، ذكرت الرواة أن جریرا مرّ بذي الرمّة، وقد عمل قصيدته التي اوّلها:

نبت عيناك عن طلل بحُزوی ٭٭٭ عفته الريح، وامتنح القطارا فقال: ألا أنجدك بأبيات تزيد فيها!، فقال: نعم، فقال:

يعدّ الناسبون بني تميمٍ ٭٭٭ بيوت المجد أربعة كبارا يعدّون الرباب وآل تیمٍ ٭٭٭ وسعدًا ثم حنظلة الخيارا ويذهب بينها المرنيّ لغوا ٭٭٭ كما ألغيتَ في الدية الحوارا فوضعها ذو الرمّة في قصيدته، ثم مرّ به الفرزدق فسأله عمّا أحدث من الشعر؛ فأنشده القصيدة؛ فلمّا بلغ هذه الأبيات قال: ليس هذا من بحرك، مضيفُها أشدّ لحيين منكَ! قال: فاستدركها بطبعه، وفطن لها بلطف ذهنه)(1).

وهذا الكلام يدلل بصورة واضحة وجلية على تفرّد كلّ منشيءٍ بأسلوب خاصّ.

ص: 57


1- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: 22 - 23، والرواية في الأغاني: 16 / 113 (طبعة الساسي)

3 - الدلالة الموضوعية، والذاتية للدعاء:

إذا اتجهت إلى قوله (یا من دلّ على ذاته بذاته) تقطع بأنها من كلماتهم (عليهم السلام)، ومثله قول الإمام الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفة: (ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك).

وقول ولده زين العابدین (عليه السلام) (بك عرفتُك، وأنت دللتني عليك).

وقول الإمام الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة (من أراد الله بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم).

وهنا يمكن لنا التفريع على المطلوب، ونقول: إنّ ما نحن بصدده من إثبات ماهية الدعاء لأمير المؤمنين (عليه السلام) هو الموضوعات التي تناولها (عليه السلام) في الدعاء، وهو يكون في شقين:

الأول: الموضوع الحيويّ الذي يذكره في دعائه؛ كقضية التوحيد؛ بل وجميع قضايا الأصول العقائدية (التوحيد، العدل، النبوّة، الإمامة، المعاد)، وما يتفرّع منها كذلك؛ فقضية مهمة كقضية التوحيد لا تحتمل الخطأ والاستدلال الضعيف؛ فإن الأساس في ذكر الأحاديث الدالة على وجود الله وغير ذلك مما يحتاج في الاستدلال عليه إلى الأدلة العقلية هو مدى احتوائها على البرهان والحجة؛ وهذا الأمر مما لا نعدم له وجودا في كلامه (عليه السلام) في دعاء الصباح (دلّ على ذاته بذاته)، (بعُد من خطرات الظنون) (علم بما كان قبل أن يكون)، إلى آخره من العبارات الدالّة دلالة جلية على أنّ قائل هذا الدعاء معصوم من أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهل يستطيع أحد أن يقول هذا الكلام؟، وأن يجاريه؟!!.

ص: 58

الثاني: القضايا والأقيسة التي تناولها الأئمة (عليهم السلام) في أدعيتهم هي منتجة دائما؛ فنحن أمام مقدمتين منطقيتين قياسيتين: الأولى: إن كلام أهل البيت (عليهم السلام) كلام العقلاء، الثانية: إن كلام العقلاء مقبول.

إذن کلام أهل البيت (عليهم السلام) مقبول عقلا.

إذ هو كلام منطقيّ لهذا السبب، وثانیا؛ لأنه لم يخالف المبادئ العقلية أبدا.

بل وحتى تطبيق هذه المبادئ في كلام أهل البيت (عليهم السلام).

من هذه المبادئ المنتجة (قانون عکس النقيض) إذا طبقناه في قول الإمام الهادي (عليه السلام): (من أراد الله بدأ بكم ومن وحّده قبل عنكم).

وهذا التمثل مما استدلّ به السيد الخوئي في شرح العروة الوثقى على كفر من لم يوالِ أهل البيت (عليهم السلام) بتطبيق هذا القانون، يقول (وقد ورد في الزيارة الجامعة: «ومن وحّده قبل عنکم»؛ فإنه ينتج بعكس النقيض)(1).

أي: (ومن لم يقبل عنكم؛ تكون النتيجة: لم يوحّده).

وكلّ كلام أهل بيت العصمة (عليهم السلام) على هذه الشاكلة، فهو منتج دائما لما مرّ من أن كلامهم يسير وفاقا للقوانين المنطقية، والأصول العقليّة.

وهناك من أخبرني ممن أثق بنقولاته أنه يعرف أحد الإخوة المشايخ من ألّف كتابا أو بحثا عن الخطبة الفدكيّة، (خطبة واللمّة) للسيدة الزهراء (عليها السلام)، يطبّق فيه كلّ أشكال القياس المنطقيّ، وتوصّل إلى نتيجة: هي إن كلّ ما موجود في هذه الخطبة عائد للزهراء؛ لأنك كيفما قلبت المقدمات أعطتك نتيجة، والله العالم.

ص: 59


1- شرح العروة الوثقی (موسوعة الإمام الخوئي): 3 / 77

وما هذا الأمر إلّا لأن كلامهم دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق، بل وكلّ ما يصدر عنهم من قول، وفعل، وتقریر.

وأخيرا أقول:

أَيُّها الناظرُ فِي تأْلِيفِنَا ٭٭٭ إنْ تجِدْ نقْصًا فَأبدلْه کَمالَا أو تَجِدْ عَيبًا فَأصلِحْ مَا تَرَى ٭٭٭ إِنّما العِصْمَةُ للهِ تَعَالَی

ص: 60

المطلب الأوّل: شروح دعاء الصباح

العربيّة والفارسيّة في مكتبات العراق 1 - شرح دعاء(1)مفتاح الفلاح ومصباح النجاح، للهادي ابن المهدي السبزواريّ(2)(1212 ه - 1289 ه)، صاحب (شرح الأسماء الحسنی)(3)؛ وهو شرحٌ عربيّ.

المخطوط في 289 صحيفة مكتوب بخط النسخ، توجد فيها صحيفة عنوان، وهذه الصحيفة مكتوبة بخطٍّ مغايرٍ لنوع الخطّ الذي كُتبت فيه المخطوطة، ويبدو أنّ صحيفة العنوان قد كُتبت في مؤسسة كاشف الغطاء العامة؛ لحداثة نوع الخطّ.

المخطوط ناقص الأوّل في صحيفة واحدة وهي خُطبة الكتاب.

أوّل الكتاب (.....العجماوات؛ فجعلت تتذکر، یا شهيدًا على كلّ شيء، یاسمیع یا بصیر، فقد تجلى بجميع أسمائه الحسنى على هيكل التوحيد ومجمع التفريد المخلع بخلعة إنا عرضنا والمكرم بتشريف ولقد کرمنا فطفق يذكر بلسان

ص: 61


1- كذا
2- انظر: الذريعة: 21 / 339، وانظر: ترجمته: تاریخ علماء خراسان 99 برقم 82، معجم المطبوعات العربية: 1 / 1000، أعيان الشيعة 10 / 234، ريحانة الأدب: 2 / 422، الذريعة: 2 / 44 برقم 173 و16 / 196 برقم 747 و18 / 263 برقم 34 و24 / 38 برقم 188 وغير ذلك، الأعلام: 8 / 59، معجم المؤلفين: 13 / 127، معجم مؤلفي الشيعة: 210، فلاسفة الشيعة حياتهم وآرائهم: 553، موسوعة طبقات الفقهاء: 13 / 684 وما بعدها
3- انظر: الذريعة: 13 / 90، والذريعة: 13 / 107

وجوده الأتم الأكرم اسمه الأعظم الأفخم خصوصا الانسان الكامل منبع الفضایل والفواضل ولا سيما المنتخب من المنتخب محمد سيد العجم والعرب صلى الله عليه وآله شموس فلك الولاية ومشاعل اعلام الهداية.....).

آخر الكتاب (فلا تردني من سنيّ مواهبك خائبا یا کریم یاکریم یا کریم وهو التكريم بالخلافة عن الكريم وصلى الله على محمد واله....).

ص: 62

«الصحيفة الأولى من نسخة كاشف الغطاء»

صورة

ص: 63

«الصحيفة الثانية من نسخة كاشف الغطاء»

صورة

ص: 64

«الصحيفة الأخيرة ما قبل من المخطوط»

صورة

ص: 65

«الصحيفة الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 66

2 - كتاب إقليد النجاح في شرح دعاء الصباح وهو شرح عربي،، لآية الله الشيخ محمد رضا الغرّاويّ (1303 ه - 1385 ه).

ولد سنة 1303 ه / 1886 م في قرية ميامين في طريق خراسان عند ذهاب والديه لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، وبعد رجوعهم إلى النجف توفي والده وهو في الخامسة من عمره فكفلته والدته، وكان میرزا حسن الشيرازي يتعهده لمدة ثلاث سنوات حتى وفاته، فأخذت أمه ترعاه فدرس على جملة من العلماء منهم الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، والملا كاظم الخراساني والشيخ محمد الحسين الأصفهاني وغيرهم كثيرين.

كان روحيا من طراز السلف الصالح، صابرا مستهدف العقيدة بأسلوب بين المنطق والعاطفة، أسند إليه السيد أبو الحسن الأصفهاني في العام 1352 التمثيل الديني عنه في أبي الخصيب في البصرة، وبعد فتنة العرب والعجم عام 1354 آثر الرجوع إلى النجف، توفي عام 1385 ه / 1965 م.

له مؤلفات عدة تنوف على الستين كتابا(1).

وكتابه هذا عندي حصلت عليه من ورثته في محافظة القادسية (الديوانية)، بعد أخذ الإذن منهم، واستلمته من مؤسسة كاشف الغطاء العامة.

والكتاب يتألّف من 350 صحيفة من القطع المتوسط، وفي الأحد عشر صحيفة الباقية (بعد النصّ المشروح) عبارة عن تقریظات لعلماء على الشرح، وهي حوالي ثلاثة تقريظات معززة بأبيات شعرية في مدح الشرح وصاحبه.

ص: 67


1- للمزيد حول حياة الشيخ الفذّ الغراويّ ينظر: کتابنا: العرى العاصمة في تفضيل الزهراء فاطمة (علیها السلام). فيه ترجمة وافية عنه وعن آثاره

المخطوطة بخطّه الشريف، وهي بالخطّ الفارسي، الواضح، بعض الكلمات غير مقروءة، والمستوى العام للمخطوط يمكن قراءته.

ابتدأ تأليفه الأربعاء في 22 محرم الحرام، 1362 ه، وانتهى من تأليفه في الساعة الرابعة من ليلة الثلاثاء، وهي الليلة الثالثة من شهر ربيع الثاني من شهور سنة 1363 ه.

أوّل المخطوط (كتاب إقليد النجاح في شرح دعاء الصباح، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله خالق المخلوقات ومبتدعها، وصانع المصنوعات ومخترعها، الذي عجز عن تعبير حاله العبارات، وضلت فيه تصاريف الصفات، .......).

آخر المخطوط (ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وكفى بالله وليّا ونصيرا وهو حسبي ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.).

ص: 68

«الصحيفة الأولى من المخطوط»

صورة

ص: 69

«الصحيفة الثانية من المخطوط»

صورة

ص: 70

«الصحيفة ما قبل الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 71

«الصحيفة الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 72

3 - شرح دعاء الصباح (وهو شرح فارسي)، لمحمد هادي بن محمد صالح المازندراني (ت 1120 ه)(1).

محمد هادي بن الفقيه محمد صالح(2)بن أحمد بن شمس الدين المازندراني، الأصفهاني، الشهير بهادي المترجم، سبط المجلسي الأوّل.

كان فقيها إماميا، أديبا، خطَّاطا، ذا اهتمام باللغة الفارسية، وقد ترجم إليها من العربية جملة من الكتب.

تتلمذ على علماء عصره، وقرأ عليه محمد علي بن أبي طالب الحزين كتاب (تهذيب الأحكام) للطوسي.

وصنّف كتبا، منها: شرح ( قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام) للعلَّامة الحلَّي، حاشية على باب الميراث من «قواعد الأحكام» المذكور، الحدود والديات بالفارسية، شرح على فروع « الكافي» في الحديث للكليني، حاشية على «أنوار التنزيل» للقاضي البيضاوي، شرح «الشافية» في الصرف لابن الحاجب، شرح «الكافية» في النحو لابن الحاجب بالفارسية، منتخب «مغني اللبيب» في النحو لابن هشام، شرح «تلخيص المفتاح» في المعاني والبيان لمحمد بن عبد الرحمن القزويني بالفارسية، وأنوار البلاغة. وترجم إلى الفارسية: القرآن الكريم، معالم

ص: 73


1- ترجمته في: روضات الجنات 2 / 88 ضمن رقم 142، قصص العلماء 230، الفوائد الرضوية 703، أعيان الشيعة 10 / 82، 234، ريحانة الأدب 5 / 148، الذريعة 13 / 359 و14 / 23 برقم 1575، طبقات أعلام الشيعة 6 / 805، فرهنگ بزرگان 654
2- ترجمته: أمل الآمل: 2 / 276 برقم 816: وله ترجمة ضافية في روضات الجنات: 4 / 118 برقم 355: مستدرك الوسائل: 3 / 412، الإجازة الكبيرة (المرعشي): 338، طبقات أعلام الشيعة 11، 288. الذريعة 14 / 27. في شرح أصول الكافي له رحمه الله، وبتحقيق علي عاشور كتب المحقق سنة وفاته (ت 1081 ه)، وفي فهرس التراث للجلالي: 1 / 882 ذكر وفاته سنة 1086 ه

الأصول للحسن بن الشهيد الثاني، الشافية في الصرف، الصحيفة السجادية في أدعية الإمام السجاد علي بن الحسين عليها السّلام.

توفّي - سنة عشرين ومائة وألف بأصفهان، ودفن عند والده(1).

هذا الشرح يتألّف من 180 صحيفة لا يحتوي على صحيفة عنوان، ولا يحتوي هذا الشرح على خطبة الكتاب، والشرح مبدوء مباشرة بالمطلب الأوّل، ونوع الخطّ هو بالخطّ الفارسي الواضح، والمتن (الدعاء) كُتب بالعربية، وقد وضع على متن الدعاء خطٌّ؛ للتمييز.

المخطوط من مخطوطات كاشف الغطاء العامة اسم الناسخ: محمد علي بن خليل الله الخير التوني.

أوّل المخطوط (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه، خدا ونده اي تكبير......).

آخر المخطوط (اغفر ذنوبي يا غفار الذنوب، واستر عيوبي يا ستار العيوب، يا شديد العقاب، يا غفور یا رحيم، يا رحيم، بيا مرز كنا هان....).

مكتوب بخطٍّ حديث - بقلم الجاف الأزرق - (شرح دعاء صباح خطي، يعود تاريخه ل 1117 ه، ومن ضمن كتب أسرة آل الكرماني، في النجف، تأليف: محمد هادي [بن] محمد صالح المازندراني).

ص: 74


1- موسوعة طبقات الفقهاء: 12 / 401

«الصحيفة الأولى من المخطوط»

صورة

ص: 75

«الصحيفة الثانية من المخطوط»

صورة

ص: 76

«الصحيفة ما قبل الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 77

«الصحيفة الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 78

4 - مفتاح الفلاح في شرح دعاء الصباح (وهو شرح عربي)، لإسماعيل بن محمد حسين الخواجوئي الاصفهاني (ت 1173 ه)(1).

وسمّاه السيد الجلالي (محمد إسماعيل)، يقول (محمد إسماعيل بن الحسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني الأصفهاني الخواجوئي)(2).

وصفه المحدث القمي بقوله: (العالم الورع الحكيم المتألَّه الجليل القدر، من أكابر علماء الإمامية، قالوا في حقّه: كان آية عظيمة من آيات الله وحجة بالغة من حجج الله، وكان ذا عبادة كثيرة وزهادة خطيرة، معتزلا عن الناس، مبغضا لمن كان يحصل العلم للدنيا، عاملا بسنن النبيّ صلَّى الله عليه وآله، وكان في نهاية الإخلاص 79 لأئمة الهدى عليهم السّلام، مستجاب الدعوة، مسلوب الادّعاء، معظَّما في أعين الملوك والأعيان، مفخما عند أولي الجلالة والسلطان»(3).

وقال شيخنا العلامة: ( المازندراني الأصل، منسوب إلى خواجو وهي محلة بأصفهان، توفي 11 شعبان 1173 کما في رثائه (خانه علم منهدم گرديد)، وفي تتميم الأمل للقزويني: سنة 1177، وليس بصحيح)(4).

طبع ما وجد من آثاره من كتب ورسائل في سلسلة بعنوان (سلسلة آثار المحقق الخواجوئي)(5).

ص: 79


1- انظر: الكنى والألقاب: 2 / 200، طبقات أعلام الشيعة: 12 / 62 - 64، فهرس التراث: 2 / 68
2- فهرس التراث: 2 / 68
3- الكنى والألقاب 2 / 200
4- طبقات أعلام الشيعة 12 / 62 - 64
5- فهرس التراث: 2 / 68 - 69

ولهذا الشرح نسختان قيّمتان:

النسخة الأولى: هذا النسخة المخطوطة من مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم في الرقم 775، والمخطوط في 254 صحيفة، من دون صحيفة عنوان، وهو من دون تاریخ نسخ.

والمخطوط كتب بالخطّ الفارسيّ، والخط واضح ومقروء.

أوله (نحمدك اللهمّ يا من أذهب الليل مظلما بقدرته، وجاء بالنهار مبصرا برحمته، ونصلي.....).

آخره (والله الهادي الى سواء السبيل، وجعلنا الله وإياكم من العالمين بالضرر والساكتين عنه، وإلى خاصّته من أمر القدر.... والحمد لله على توفيقه للإتمام).

النسخة الثانية: من مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام)، والمخطوط في 195 صحيفة من القطع المتوسط، والمخطوط من دون صحيفة عنوان، ومكتوبة بخطّ النسخ.

توجد ديباجة للسيد عبد العزيز الطباطبائي مكتوبة في 14 شعبان 1378 ه، نصّها (مفتاح الفلاح في شرح دعاء الصباح تأليف الشهير المولى إسماعيل الخواجوئي وهو ابن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني الأصفهاني المتوفى 11 شعبان 1173 كتبه في أول شبابه، وبيّضه بعد شيبته، طُبع بهامش زاد المعاد. 14 شعبان 1378 ه عبد العزيز الطباطبائي).

ص: 80

«الصحيفة الأولى من المخطوط»

صورة

ص: 81

«الصحيفة الثانية من المخطوط»

صورة

ص: 82

«الصحيفة ما قبل الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 83

«الصحيفة الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 84

«صورة الصحيفة الأولى من المخطوط في مكتبة أمير المؤمنين علیه السلام»

صورة

ص: 85

«صورة الصحيفة الأخيرة من المخطوط في مكتبة أمير المؤمنين علیه السلام»

صورة

ص: 86

«صورة ديباجة السيد عبد العزيز الطباطبائي»

صورة

ص: 87

5 - مصباح الفلاح في شرح دعاء الصباح (وهو شرح عربي) لأبي القاسم بن محمد رضا الطباطبائي التبريزي الحائري (1286 ه - 1362 ه)(1).

فقيه أصولي، متکلم، نسابة، ذو باع طويل في الفلك والعلوم الغريبة، اشتهر ب (العلامة)، ولد في تبريز، هاجر مع والده إلى العراق سنة (1300 ه) درس عند بعض أعلام الدين في كربلاء والنجف، روى عن والده العلامة السيد رضا الطباطبائي، الآخوند محمد الشرابياني، الشيخ محمد حسن المامقاني وغيرهم، له مجلس بحث في بيته استفاد منه أخواہ: علم الهدى والمفيد أجاز عددا من العلماء سكن النجف أواخر حياته، وبه توفي ودفن في الصحن الشريف.

أمّا آثاره، فهي:

1 - آداب القراءة (عربي / علوم القرآن) في التجويد.

2 - الاستصواب (عربي / أصول الفقه) في الاستصحاب.

3 - الاسطقسات (عربي / العلوم الغريبة) بحث عن علم الرمل وأشكاله شرح فيه عبارات السيد حسين الأخلاطي الرملي في كتاب « سرخآب»، شاهد الشيخ الطهراني نسخة منه بخط المؤلف عند السيد محمد علي هبة الدين.

4 - الإشارات ( عربي / ...). 5 - الإشراقات ( عربي / العلوم الغريبة)(2).

ص: 88


1- انظر: الذریعة: 2 / 452، 8 / 252، 10 / 210، 16 / 235، 18 / 342، 347، 337، موسوعة مؤلفي الإمامية: 2 / 569
2- ينظر: موسوعة مؤلفي الإمامية: 2 / 569 - 570

أما شرحه على دعاء الصباح لأمير المؤمنين فهو (مصباح الفلاح في شرح دعاء الصباح) وهو شرح عربي يتكون من 149 صحيفة، لا توجد صحيفة عنوان، والمطالب کُتبت باللون الأحمر.

نوع الخطّ هو الخطّ النستعلیق، وفي بعضها خطّ النسخ، والمخطوطة من مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم العامة، بالرقم (1896)، والمخطوطة ناقصة الآخر، شرحه هذا لغوي أخلاقيّ.

أوّل المخطوط (الحمد لله على آلائه حمدا كثيرا، ونذكره ذكرا لا يغادر في القلب استكبارا ولا نفورا، ونشكره إذ جعل الليل والنهار تذكرة لمن أراد....).

آخرها (ولعمري أنهم قد هدموا أركان الدين ولعبوا بشريعة سيد المرسلين، صلى الله عليه وآله أجمعين، كلا بل هم فرقة غير شاعرة، بل ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب أليم، آخر المخطوط).

ص: 89

«الصحيفة الأولى من المخطوط»

صورة

ص: 90

«الصحيفة الثانية من المخطوط»

صورة

ص: 91

«الصحيفة ما قبل الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 92

«الصحيفة الأخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 93

المطلب الثاني: شروح دعاء الصباح

لأمير المؤمنين (علیه السلام) العربية والفارسية في مكتبات إيران

1 - شرح إبراهيم بن قاسم الأميني 941 ه (فارسي).

أهداه الى الخواجة حبيب الله، السلطان شجاع الدولة والسلطنة محمود.

تاريخ التأليف 929 ه.

أول الشرح (خير غرة طلع من غيب ليل المداد على صباح أهل التيقّن والاعتقاد حمد من دلع لسان الصباح، وبعد......). آخر الشرح (بحمد الله اي دل که از فیض عام....).

والشرح مطبوع في قسم علوم القرآن والحديث، مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران 1383 ش، تحقيق: علي رضا هزاره(1).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - جامعة طهران، رقم النسخة 2 / 2457، مکتوبة بخطّ النستعليق(2)، في 67 صحيفة(3).

2 - مجلس الشورى الإسلامي، رقم النسخة 3031، مكتوبة بخطّ النسخ، في

ص: 94


1- انظر: کتاب دنا: 684، 6 (وفيه 4 نسخ)، معجم المؤلفين: 1 / 76، وفهرستواره منزوي: 7 / 547
2- وهو الخطّ المكون من خطّي النسخ والتعليق، يقوم الناسخ بالمزج بينهما حين النسخ
3- انظر: فهرس فنخا: 19 / 663

130 صحيفة(1).

3 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 2 / 13479، مكتوبة بخطّ، وتاريخ النسخ في 4 / ربيع الثاني / 1074 ه، في 52 صحيفة(2).

4 - المدرسة الفيضيّة، قم المقدّسة، رقم النسخة 1 / 1898، مكتوبة بخطّ النستعلیق، بتاریخ 1255 ه، في 31 صحيفة، والناسخ ( علي بن أحمد)(3).

5 - مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة 1 / 3567، مكتوبة بخطّ النسخ، في 66 صحيفة(4).

2 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(5) لسيف الدين أحمد الاسترابادي (.....)(6).

أوّله: بیت:

دیباجهء گفتار همان به کمه نهد کس ٭٭٭ برنام خداوند تعالى وتقدس .. الخ(7).

ص: 95


1- فهرس فنخا: 19 / 663
2- فهرس فنخا: 19 / 663 - 664
3- فهرس فنخا: 19 / 664
4- فهرس فنخا: 19 / 664
5- فهرس فنخا: 19 / 664
6- وفي كشف الحجب والاستار: 334 (شرح دعاء الصباح بالفارسية لملا أحمد بن سيف الدين الاسترآبادی)
7- انظر: کشف الحجب: 334، فنخا: 19 / 664

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، رقم النسخة: 5 / 14373، تاريخ كتابة النسخة: 948 ه، في 14 صحيفة.

2 - طهران، عبد العظيم، رقم النسخة: 2 / 598، في 24 صحيفة.

3 - شرح دعاء الصباح(1)(فارسي) لقاسم ميركي، (القرن 10 الهجري).

تاريخ التأليف (976 ه).

أوّله (نحمدك يا من خلق صبح إصابة الثناء، وفلق فقل إجابة الدعاء، ونصلّي على شمس فلك الرسالة والاصطفاء..)، وآخره (یا کریم، یا کریم، کنکاهکاران برحمتك يا أرحم الراحمين...).

تاريخ التأليف 976 ه(2).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مركز إحياء التراث الإسلامي، قم المقدّسة، رقم النسخة: 9 / 4380، بخط النستعلیق، في خمس صحائف، تاريخ النسخ: محرّم 983 ه(3).

2 - مكتبة الملك، طهران، رقم النسخة: 11 / 675، خط النستعلیق، في 42

ص: 96


1- وترجمه دعاء صباح، انظر: فنخا: 19 / 664
2- انظر: دنا: 6 / 684 (12 نسخة)، الذريعة: 4 / 102، فهرستوراه منزوي: 7 / 550
3- فنخا: 19 / 664

صحيفة، تاريخ النسخ 1025 ه تقريبا(1).

3 - مكتبة الملك، رقم النسخة: 12 / 675، خطّ النستعلیق، في 21 صحيفة، تاريخ النسخ: 1025 ه(2).

4 - مكتبة نوربخش، طهران، رقم النسخة: 1 / 359، تاريخ النسخ المحرّم 1068 ه، في 19 صحيفة، والناسخ شيخ علي فندرسكي(3).

5 - مجلس الشورى الاسلامي، طهران، رقم النسخة 4 / 6309، مكتوبة بخطّ النسخ، كتبها محمد شفیع بن علي نقي ابهري، تاريخ النسخ 1124 ه، في 26 صحيفة(4).

6 - مكتبة الاستانة الرضوية، رقم النسخة: 38216، مكتوبة بخطّ النسخ، في القرن 13 الهجري، وهي إهداء من رهبري، مهر 1386 ه، في 15 صحيفة(5).

7 ۔ خوي، نمازي، رقم النسخة 2 / 915، مكتوبة بخطّ النستعلیق، كتبها عبد الكريم بن مشهدي بیر بن علي قلي بن فداعي بن مرتضى قلي، تاريخ النسخ 1238 ه، في 18 صحيفة(6).

8 - مكتبة يزد، کاظمیني، رقم النسخة 3 / 163، بخطّ النستعلیق، كتبها محمد جعفر بن أبو الحسن موسوي عريضي، تاریخ کتابتها 1 / ذو القعدة / 1241 ه، في

ص: 97


1- فنخا: 19 / 664
2- فنخا: 19 / 664 - 665
3- فنخا: 19 / 665
4- فنخا: 19 / 665
5- فنخا: 19 / 665
6- فنخا: 19 / 665

12 صحيفة(1).

9 - مكتبة الملك، طهران، رقم النسخة 1 / 6128، خطّ النسخ، تاريخ النسخ 1246 ه، في 39 صحيفة(2).

10 - مكتبة الاستانة الرضوية، مشهد، رقم النسخة 3375، بخطّ النستعلیق، کاتبها علي محمد الحسيني، تاريخ الكتابة 1287 ه، الواقف الحاج قائم مقام في 11 صحيفة(3).

11 - مكتبة الكلبايكاني، قم المقدّسة رقم النسخة 1 / 1189 - 89 / 7، بخطّ النستعلیق، في 6 صحائف(4).

12 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، رقم النسخة 2 / 3920، بخطّ النسخ، وكُتبت المطالب بخطّ النستعلیق، في 9 صحائف(5).

13 - مكتبة الشيخ علي حيدر، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 3 / 259، بلا ناسخ وبلا تاریخ، في 10 صحائف(6).

4 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(7) حیدر بن عبد الجليل سالك دهي (1006 ه).

ص: 98


1- فنخا: 19 / 665
2- فنخا: 19 / 665
3- فنخا: 19 / 665
4- فنخا: 19 / 665
5- فنخا: 19 / 665
6- فنخا: 19 / 665
7- فنخا: 19 / 665

أول النسخة (بسمله وإياك نستعين، سیاس بلاغت أساس....) آخرها (وحقّ کسي بمقتضی بخشایش وإنعام...)(1).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - أدبيات، طهران، رقم النسخة 1 / 112 - د، کُتبت بخطّ النسخ وتاریخ کتابتها 8 جمادی الثاني 1044 ه، في 177 صحيفة.

5 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(2) نور الله بن شرف الدين الشوشتري ( 956ه - 1019 ه) تاريخ التأليف 15 شعبان 990 ه، أهداه الى سلطان خیرات بکَم، وهو شرح متوسط، أوّله (مبار کترین صباحي که بنان...).

آخره (إلهي بحق وصي الرسول ٭٭٭ که از وی دعا راست عزقبول) طُبع في مشهد المقدّسة، إيران، بتحقيق آقاي وفادار مرادي(3).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة مهدوي، طهران، رقم النسخة 1 / 508، بخطّ النستعلیق، الكاتب إسماعيل، وتاريخ الكتابة 10 / ربيع الأول / 1047 ه(4).

2 ۔ خانقاه احمدیه، شیراز إيران، رقم النسخة 1 / 207، کاتبها حيدر علي بن

ص: 99


1- فنخا: 19 / 665
2- فنخا: 19 / 665
3- انظر: فهرس دنا 6 / 684، فهرستواره: 7 / 549، فنخا: 19 / 665
4- فنخا: 19 / 666

حکیم محمد المازندراني، المتخلص بأماني، تاريخ النسخ: 3 / المحرّم / 1084 ه(1).

3 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، خطّ النسخ، رقم النسخة 22 / 15506، في 21 صحيفة(2).

4 - مكتبة مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة 2880، خطّ النسخ، زمن النسخ القرن 12 الهجري، في 41 صحيفة(3).

5 - مركز إحياء التراث الإسلامي، قم المقدّسة، رقم النسخة 2 / 3152، خطّ النسخ، تاريخ النسخ القرن 13 الهجري، في 15 صحيفة(4).

6 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 29381، بخطّ النسخ في 15 صحيفة(5).

7 - مكتبة مهدوي، طهران، رقم النسخة 216، بخطّ النستعلیق، تاريخ النسخ صفر 1303 ه(6).

8 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 19926، بخطّ النسخ، والناسخ مصطفى بن أحمد الحسيني الخوانساري، تاريخ النسخ آخر ربيع الثاني 1341 ه، نسخة مصححة ومقابلة، وهي في 30 صحيفة(7).

ص: 100


1- فنخا: 19 / 666
2- فنخا: 19 / 666
3- فنخا: 19 / 666
4- انظر: فهرست آستان قدس 19 / 280،، فنخا: 19 / 666
5- فهرس فنخا: 19 / 666
6- فهرس فنخا: 19 / 666
7- انظر: فهرست آستان قدس 19 / 280، فنخا: 19 / 666

9 - مكتبة إمام جمعة زنجان، يوجد في مجموعة من دون رقم(1).

10 ۔ مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 16028، مختومة بقوله (تمت الكتاب بعون الملك العلّام)(2).

11 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 18 / 11481، خط النستعليق، من دون اسم مؤلف(3).

6 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(4) محمود بن أبي نصر الحسيني الجامي (ق 11 الهجري).

أول النسخة (سباس بيقياس حضرت واجب الوجودي...) آخرها ( واقضِ لي حوائجي بحقّ القرآن العظيم، والنبي الكريم محمد وآله الطاهرين).

طُبع في ميراث حديث شيعة قم المقدّسة مؤسسة فرهنكي، دار الحديث، المجلد الأول 1377 ش، بتحقيق سيد محمد رضا الحسيني(5).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، كُتبت بخطّي النسخ والنستعليق،

ص: 101


1- المصدر نفسه
2- فنخا: 19 / 666
3- فنخا: 19 / 666
4- فنخا: 19 / 666
5- انظر: دنا: 6 / 485، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 666

والناسخ كرم الله بن عطاء، في 18 / شوال / 1083 ه، في 4 صحائف(1).

2 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، كُتبت بخطّ النستعليق، تاريخ كتابة النسخة 13 / رجب، 1092 ه، في 5 صحائف(2).

7 ۔ شرح دعاء الصباح (فارسي)(3) محمد شریف بن محمد مقيم القمّي (ق 11 الهجري).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، رقم النسخة 10007، تاریخ النسخ القرن 13 الهجري(4).

8 - شرح دعاء الصباح (عربي)(5) محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1037 - 1110 ه)، وهذا الشرح موجود بتمامه في البحار(6).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، رقم النسخة 3 / 11303 بخطّ النستعليق، والناسخ عبد الأئمة عبد الحسين النجفي، خادم حرم أمير المؤمنين

ص: 102


1- فنخا: 19 / 667
2- نفسه
3- انظر: دنا: 6 / 685، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 667
4- انظر: فنخا: 19 / 667
5- انظر:: دنا: 6 / 685، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 667
6- فنخا: 19 / 667

(عليه السلام)، في 3 / ذي الحجة / 1125 ه، وهي في عشرة صحائف(1).

2 ۔ جامعة أصفهان، رقم النسخة 7 / 246، بخطّ النسخ، تاريخ كتابتها 1269 ه(2).

3 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 34989، بخطّ النستعليق، والناسخ العلامة السيد أبو الحسن بن سيد علي الرضوي الكشميري، تاريخ النسخ 1283 ه.

بدايتها (...هذا الدعاء من الأدعية المشهورة، ولم أجده في الكتب المعتبرة، إلّا في مصباح السيد عبد الباقي رحمة الله عليه...)(3).

آخرها (لا حول: أي: لا قوة في الظاهر، ولا قوة: أي: في الباطن الا بالله العليّ العظيم بذاته العظيم بصفاته)(4).

9 ۔ شرح دعاء الصباح (فارسي)(5) محمد هادي بن محمد صالح المازندراني (ت 1120 ه).

تاريخ التأليف 13 / شهر رمضان / 1108 ه، وقد ألفه في نجف آباد، أصفهان.

ص: 103


1- فنخا: 19 / 667
2- فنخا: 19 / 667
3- انظر: البحار: 84 / 342، و91 / 246، 102 / 107
4- فنخا: 19 / 667
5- انظر: دنا: 6 / 485، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 667

أوّله (اللهم يا من دلع لسان الصباح... خداوندا أي آنكه بيرون..).

آخره (بيامرز گناهان مرا أي آمرزنده گناهان....)(1).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة 3 / 1377، بخطّ النسخ، وهي في 67 صحيفة، وتاريخ الكتابة 13 رمضان 1108 ه، في نجف آباد وهي النسخة التي بخطّ المؤلف المازندراني(2).

2 ۔ طهران، ملي، رقم النسخة 626، بخطّ النسخ والنستعليق، والناسخ محمد حسن بن محمد كاظم، في ذي القعدة 1130 ه، وعلى هذه النسخة حواشٍ وتعليقات(3).

3 - كلية الإلهيات، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 1 / 19317، عليها تذييل محمد هادي بن محمد صالح المازندراني في قرية نجف آباد في أصفهان، بخط النستعليق، والنسخ، والناسخ جلال الدين محمد المازندراني(4).

4 - مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة 9151، بخطّ النسخ والتعليق، والناسخ محمد تقي بن ملا هادي بن محمد صالح المازندراني، تاريخ النسخ 1137 ه، في خمس صحائف.

ص: 104


1- فنخا: 19 / 667
2- فنخا: 19 / 667
3- فنخا: 19/ 667 - 668
4- فنخا: 19 / 667

10 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(1) محمد أشرف بن عبد الحسيب الحسيني العلويّ (1121 ه).

أول النسخة (بسملة: يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلّجه، ودر بعض النسخ: اللهمّ يا من دلع....).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 12689، بخطّ النستعليق، في 43 صحيفة، أوّل النسخة (سنيّ مواهبك جنان است که مواهبك..).

آخر النسخة (شرح وإسناد اين دعا بسيار است بدین مقدار...)(2).

2 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، رقم 2 / 12473، بخطّ النستعليق، في 13 صحيفة، والكاتب محمد ربيع بن ميرزا محمد خواجه، وتاريخ النسخ 4 ربيع الثاني 1264 ه(3).

3 ۔ مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، رقم 5 / 309 - طباطبائي، في أربع صحائف.

11 - شرح دعاء الصباح (عربي)(4) قطب الدين محمد النيريزي (1100 ه - 1173 ه)، نسخته مكتوبة بالخطّ الكوفيّ، في قزوين(5).

ص: 105


1- انظر: دنا: 6 / 485، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 668
2- فنخا: 19 / 668
3- فنخا: 19 / 668
4- فنخا: 19 / 668
5- دنا: 6 / 685 - 686 (16 نسخة)، الذريعة: 13 / 255، فهرستواره منزوي: 7 / 550

أول النسخة (إن أبهى نور صباح طلع متجليًّا من ليل المداد...).

آخر النسخة (يا رب تو فضل خویش این مسكين....)(1).

طُبع في ميراث حديث شيعة، دفتر ششم، قم المقدّسة، مؤسسة فرهنكي، دار الحديث / 1380 ش، بتحقيق محمد ترابيان فردوسي(2).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة 1 / 12347، بخطّ النسخ، وهي بخطّ المؤلف، في 21 صحيفة(3).

أول النسخة (ليس ذلك النور الواحد بل ليس نور الشمس الظاهر بذاتها في السماء في واحد منها؛ ثمّ قال (عليه السلام) بعد هذا التمثيل، ولهذا أمثال).

2 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة 1/ 12347، بخط النسخ، وهي بخط المؤلف، في 15 صحيفة(4).

3 - مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة 3401، مفقودة المقدمة، بخطّي النسخ والنستعليق، تاريخها القرن 13 الهجري، في 10 صحائف(5).

4 - مكتبة هادي النجفي، أصفهان، رقم النسخة: من دون رقم، بخطّي النسخ والنستعليق، تاريخها: القرن 13 الهجري، نسخة مصححة، في 12 صحيفة.

ص: 106


1- فنخا: 19 / 669
2- فنخا: 19 / 669
3- فنخا: 19 / 669
4- فنخا: 19 / 669
5- فنخا: 19 / 669

5 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة 4 / 4889، بخطّي النسخ والنستعليق، في 14 صحيفة، تاريخها: رمضان / 1203 ه، الكاتب: حسن بن محمد الحسيني.

6 - مكتبة الكلبايكاني، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 7291 - 81 / 37، وهي بخطّ النستعليق، وهي في 10 صحائف.

أول النسخة (در راه ستاره رهبر ما...).

آخر النسخة (أي اسم تو حادث شده از ذات قديم.....)(1).

7 - جامعة طهران، رقم النسخة: 7 / 7499، وهي بالشكسته والنستعليق والنسخ، والكاتب هو عبد الله ابن ابي الحسن، وتاريخها: 1238 ه، في 22 صحيفة(2).

8 - المكتبة الرضوية في مشهد المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 12897، تاريخ كتابة النسخة شعبان 1241 ه(3).

9 - مكتبة سلطنتي، طهران، رقم النسخة: 42، بخطّ النستعليق، والكاتب جنكيز قاجار، وهي في 78 صحيفة(4).

10 - مكتبة سلطنتي، طهران، رقم النسخة: 2032، وفي آخرها (تمّت الرسالة الشريفة المسمى بشرح دعاء الصباح..)، وهي بخطّ النستعليق، في 78 صحيفة،

ص: 107


1- فنخا: 19 / 669 - 670
2- فنخا: 19 / 670
3- فنخا: 19 / 670
4- فنخا: 19 / 670

بقلم جنكيز قاجار، تاريخها 1262 ه(1).

11 - مكتبة الإمام الصادق في جالوس، رقم النسخة: 2 / 436، كُتبتْ بخطّي النسخ والنستعليق، والناسخ هو محمد نبي بن عبد العلي، تاريخها: 1266 ه، وهي في 8 صحائف(2).

12 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، رقم النسخة: 37574، وهي بخطّ النسخ، وناسخها: محمد باقر الحسيني الصفوي، تاريخها: 1274 ه، وهي في 7 صحائف(3).

13 - مكتبة الطبسي، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 160، بخطّ النستعليق، والنسخ هو ميرزا محمد علي، في 16 شوال 1283 ه، في 15 صحيفة(4).

14 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة: 1646، وهي بخطّ النسخ، تاريخها: شعبان 1289 ه، في 36 صحيفة، آخرها (ارحمني يا عليّ، ادركن برحمتك يا أرحم الراحمين، .....)(5).

15 - مكتبة هاشمي نجاد، ساوه، رقم النسخة: 2 / 62، بخطّي النسخ المعرب، والنستعليق، ناسخها: علي بن سلطان علي اندآبادي الأصل، زنجاني المسكن، تاريخ النسخ في 5 ذي القعدة 1310 ه، وهي في 14صحيفة(6).

ص: 108


1- فنخا: 19 / 670
2- فنخا: 19 / 670
3- فنخا: 19 / 670
4- فنخا: 19 / 670
5- فنخا: 19 / 670
6- فنخا: 19 / 670

16 - مكتبة الشيخ علي حيدر، مشهد المقدّسة، رقم النسخة: 3 / 1045، وهي بخطّ النسخ، نسخة مصححة، في 8 صحائف(1).

17 - مكتبة الكلبايكاني، قم المقدّسة، رقم النسخة: 5 / 4259 - 179 / 21، مكتوبة بخطّ النسخ والنستعليق، في 9 صحائف، آخر النسخة (وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين....)(2).

18 - مكتبة الكلبايكاني، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 2033 - 133 / 11، مكتوبة بخطّ النسخ، من دون تاريخ، في 9 صحائف(3).

19 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، رقم النسخة: 3 / 4092، بخطّ النستعليق، الناسخ محمد رضا بن محمد كاظم المازندراني، نسخة مصححة، وعليها حواشٍ، في 12 صحيفة(4).

20 - المعصومية، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 274، بخطّ النستعليق، في 11 صحيفة(5).

13 - شرح دعاء الصباح (فارسی)(6).

رضيّ الدين محمد الشوشتريّ (القرن 12 الهجري).

أول النسخة (حمد وثناي بي منتها نثار....).

ص: 109


1- فنخا: 19 / 670
2- فنخا: 19 / 670
3- فنخا: 19 / 670
4- فنخا: 19 / 671
5- فنخا: 19 / 671
6- دنا: 6 / 686، فنخا: 19 / 671

آخرها (يا ذا الجلال والإكرام من جميع الذنوب والآثام، والحمد لله ربّ العالمين...).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مركز إحياء التراث الإسلامي، قم المقدّسة، رقم النسخة: 3177، بخطّ النستعليق، تاريخها: القرن 12 الهجري، عليها تملّك علي أكبر مروّج الإسلام في رجب 1340 ه، وهي في 104 صحيفة(1).

2 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخ : 10597، مكتوبة بخطّ النسخ، تاريخها: 11 رمضان، 1263 ه، في 126 صحيفة(2).

14 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(3).

محمد جعفر الشيرازيّ (القرن 12 الهجري).

تاريخ التأليف 6 محرّم 1105 ه، أوّل النسخة (الحمد لله سامع الدعاء، ومجيب النداء...).

آخرها (ببركة علي بن أبي طالب عليه صلوات الملك الغالب...).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 3508، مكتوبة بخطّ النسخ، وناسخها / محمد مؤمن بن أكمل الدين الكازروني الشيرازيّ،

ص: 110


1- فنخا: 19 / 671
2- فنخا: 19 / 671
3- دنا: 6 / 686، فنخا: 19 / 671

تاريخ النسخ أواخر رجب 1107 ه، في 68 صحيفة(1).

2 - مكتبة الكلبايكانيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 2 / 906 - 196 / 5، في النسخة تاريخ إنهاء، وهو (وقد فرغت من شرح هذا الكلام الرفيع في سادس شهر محرم الحرام سنة خمس ومائة وألف الهجري)، كتبت بخطّ النستعليق، تاريخها القرن 13 الهجريّ، مصحح ومحشى، في 31 صحيفة(2).

15 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(3) حيدر بن محمد ملك (القرن 12 الهجري).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - كلية الإلهيات، طهران، رقم النسخة: 4 / 211، أوّل النسخة: (بعد البسملة الحمد لله الذي جعل الدعاء سلّما يعرج....).

آخر النسخة (واختلف أعداد ذکر را اختلاف مراتب أين حالت...).

كُتبت بخطّ النستعليق، وهذه النسخة نفيسة فهي بخطّ المؤلّف، تاريخها ذو القعدة 1128 ه، وهي في 24 صحيفة(4).

ص: 111


1- فنخا: 19 / 671
2- فنخا: 19 / 671 - 672
3- فنخا: 19 / 672
4- فنخا: 19 / 672

16 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(1) محمد جعفر بن سيف الدين الاسترآبادي ( 1198 - 1243 ه) الشارح ذكر فقرات من شرح دعاء الصباح المرويّ عن أمير المؤمنين علیه السلام وقام بترجمة وشرح ألفاظ وعباراته، وتوضيح بعض المشكلات، مضمنا الشرح بعض الأشعار العرفانية.

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - المكتبة الرضويّة، مشهد المقدّسة، رقم النسخة: 2 - 321، أوّل النسخة (ديباجه کفتار همان به که نهد کس.....).

آخرها (بربنده محتاج خود أي رب كريم....)(2).

النسخة مكتوبة بخطّ النستعليق، والنسخة مكتوبة في القرن 13 الهجري، وهي في 15 صحيفة(3).

17 - شرح مفتاح الفلاح ومصباح النجاة (عربي)(4) هادي بن مهدي السبزواري (1212 - 1289 ه).

تاريخ التأليف 17 رمضان 1247 ه، وهو شرح عرفاني وتحقيقي في بيان نکات ودقائق الدعاء.

ص: 112


1- فنخا: 19 / 672
2- فنخا: 19 / 672
3- فنخا: 19 / 672
4- الذريعة: 13 / 255، دنا: 6 / 687 (في 28 نسخة)، فهرستواره: منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 672

أوّله (بسمله: الحمد لله الذي مدّ سير نوره في المجالي والمواد من صباح الأزل إلى مسا الآبار...).

آخره (بقوله: فلا تردّني من سنيّ مواهبك خائبا يا كريم يا كريم....).

طُبعَ في 114 صحيفة في طهران، 1238 ه(1).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - ملّي، طهران، رقم النسخة 18734، ناسخها محمد المجتهد، تاريخ النسخ 1237 ه، في 134 صحيفة(2).

2 ۔ سبهسالار، طهران، رقم النسخة: 2136، ناسخها: حسن بن محمد السبزواريّ، تاريخها: 1267 ه، وهي في 132 صحيفة(3).

3 ۔ دار الحديث، قم المقدّسة، رقم النسخة: 385، كتبت بخطّ النسخ، والناسخ محمد ايزدي السبزواري، في 17 رمضان 1267 ه، وهي في 189 صحيفة.

4 - مجلس الشورى الإيرانيّ، طهران، رقم النسخة: 15445، مكتوبة بخطّ النسخ الممتاز، وكاتبها: محمد السبزواري، تاريخ كتابة النسخة: 17 رمضان 1267 ه، وهي في 124 صحيفة(4).

5 - وزيري، في مدينة يزد، رقم النسخة: 1 / 4394، كُتبت بخطّ النسخ، بخطّ حسن بن محمد السبزواري، تاريخها: 10 ربيع الأول 1268ه، وهي في 140

ص: 113


1- فنخا: 19 / 672
2- فنخا: 19 / 672
3- فنخا: 19 / 672
4- فنخا: 19 / 672 - 673

صحيفة(1).

6 - مركز إحياء التراث الإسلاميّ، قم المقدّسة، بخطّ النسخ، والناسخ محمد بن كربلائي عليّ ايزقي السبزواري، تاريخ النسخ الأحد 23 محرّم 1268 ه، وهي في 112 صحيفة(2).

7 - مكتبة المشهد الرضوي، مشهد المقدّسة، نسخة مكتوبة بخطّ النسخ، والنسخ هو محمد صادق خبوشاني، تاريخها صفر الخير 1269 ه، وهي في 118 صحيفة(3).

8 - مكتبة كوهرشاد، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 2256، مكتوبة بخطّ النسخ، ناسخها إسحاق خبوشاني، تاريخ النسخ: 27 شعبان 1271 ه، وهي في 110 صحيفة(4).

9 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، نسخة مكتوبة بخطّ النسخ، ناسخها إبراهيم بن آقا كوجك الطهراني، تاريخها: الثلاثاء 24 رجب 1272، في سبزوار، وهي في 129 صحيفة(5).

10 - فرهنك وهنر، مشهد المقدّسة، رقم النسخة: أ - 52، مكتوبة بخطّ النسخ، والكاتب هو محمد السبزواري، تاريخها ذو الحجة 1272 ه، وهي في 290 صحيفة(6).

ص: 114


1- فنخا: 19 / 673
2- فنخا: 19 / 673
3- فنخا: 19 / 673
4- فنخا: 19 / 673
5- فنخا: 19 / 673
6- فنخا: 19 / 673

11 - مكتبة الملك، طهران، رقم النسخة 118، كاتبها محمد السبزواري، تاريخها: جمادى الثاني 1274 ه، وهي في 137 صحيفة(1).

12 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، نسخة مكتوبة بخطّ النسخ، ناسخها محمد محسن الملقّب بفيض بن ملا عباس كوه سرخي، تاريخها 12 ذو الحجة 1276 ه، عليها حواشٍ وتصحيحات، وهي في 64 صحيفة(2).

13 - مكتبة مهدويّ، طهران، رقم النسخة 677، وهي مكتوبة بخطّ النسخ، ناسخها محمد السبزواري، وتاريخها: 1279 ه(3).

14 - مكتبة شهاب الدين المرعشي، قم المقدّسة، رقم النسخة: 6131، نسخة مكتوبة بخطّ النستعليق، ناسخها أبو القاسم بن محمد علي الكاشانيّ، تاريخها: 18 رجب، 1279 ه، نسخة مصححة، وهي في 83 صحيفة(4).

15 - مكتبة أدبيات، طهران، رقم النسخة: 159، نسخة مكتوبة بخطّ النسخ، تاريخها: 1283 ه(5).

16 - مكتبة المشهد الرضويّ، مشهد المقدسة، رقم النسخة 11334، مكتوبة بخطّ النستعليق، ناسخها: محمد حسن بن محمد علي السمنانيّ، تاريخها 17 رجب 1284 ه، وهي في 129 صحيفة(6).

ص: 115


1- فنخا: 19 / 673
2- فنخا: 19 / 673
3- فنخا: 19 / 673
4- فنخا: 19 / 673
5- فنخا: 19 / 673
6- فنخا: 19 / 673

17 ۔ مكتبة المشهد الرضويّ، مشهد المقدسة، رقم النسخة: 13983، مكتوبة بخطّ النستعليق، في القرن 13 الهجريّ، عليها حواشٍ، واقفها قاسم عليّ البرسيّ في 1344 ه(1).

18 - مكتبة كوهر شاد، رقم النسخة: 613، مكتوبة بخطّ النستعليق، تاريخها: القرن 13 الهجريّ، وهي في 111 صحيفة(2).

19 - مكتبة الملك، طهران، رقم النسخة 6044، مكتوبة بخطّ النسخ، والناسخ ملا حسين، تاريخها: القرن 13 الهجري، وهي في 166 صحيفة(3).

20 - مكتبة مجلس الشورى الإسلاميّ، مكتوبة بخطّ النستعليق، تاريخها: القرن 13 الهجري، في 104 صحيفة(4).

21 - مكتبة ملي، طهران، رقم النسخة: 2 / 1647، مكتوبة بخطّ النستعليق، تاريخها: القرن 13 الهجري، في 45 صحيفة(5).

22 - مكتبة المشهد الرضويّ، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 36432، تاريخها:

القرن 13 الهجري، في 84 صحيفة(6).

23 - مكتبة الكلبايكانيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 1 / 7192 - 3192 / 34، مكتوب بخطّ النسخ المعرب، ناسخها: محمد علي بن عاليجاه مجدت، تاريخها

ص: 116


1- فنخا: 19 / 673
2- فنخا: 19 / 673
3- فنخا: 19 / 673
4- فنخا: 19 / 673 - 674
5- فنخا: 19 / 674
6- فنخا: 19 / 674

الأربعاء 15 ربيع الثاني، 1300 ه، وهي في 137 صحيفة(1).

24 - مكتبة الكلبايكانيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 5 / 6672 - 42 / 34، مكتوبة بخطّ النستعلیق، ناسخها محمد حسين، تاريخها غرة رجب 1316 ه، وهي في 70 صحيفة(2).

25 - مكتبة المشهد الرضويّ، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 19423، مكتوبة بخطّ النستعليق، تاريخها 1324 ه، عليها تملّك سيد محمود قدسي نيا، مكتوب في آخرها (وصلى الله على محمد وآله، قد وقع الفراغ في سنة 1273 ه)(3).

26 - مكتبة مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة، 1357، مكتوبة بخطّ النستعلیق، ناسخها محمد الدامغاني، وهي في 97 صحيفة(4).

27 - مكتبة مجلس الشورى الإسلاميّ، طهران، رقم النسخة: 12442، وهي مكتوبة بخطّ النسخ، بلا تاريخ، وهي في 65 صحيفة(5).

28 - مدرسة غرب، مدينة همدان، رقم النسخة 6 / 4595، مكتوبة بخطّ النسخ، من دون تاريخ، ومن دون ناسخ(6).

29 - مدرسة غرب، مدينة همدان، رقم النسخة 1 / 1727، مكتوبة بخطّ

ص: 117


1- فنخا: 19 / 674
2- فنخا: 19 / 674
3- فنخا: 19 / 674
4- فنخا: 19 / 674
5- فنخا: 19 / 674
6- فنخا: 19 / 674

النسخ، من دون تاریخ، ومن دون ناسخ(1).

30 - مكتبة العلامة الطباطبائي، قم المقدّسة، والنسخة من دون رقم، ناسخها معصوم المدني، من دون تاريخ(2).

18 - شرح دعاء الصباح (فارسيّ)(3) مصطفى بن محمد الخوئيّ (القرن 13 الهجريّ)، وهو شرح مزجي(4).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - وزيري، مدينة يزد، رقم النسخة: 824، مكتوبة بخطّ النسخ من نسخ القرن 13 الهجريّ، وهي في 80 صحيفة(5).

2 - وزيري، مدينة يزد، رقم النسخة 1233، مكتوبة بخطّ النسخ، الناسخ عليّ بن محمد الصفار، تاريخها 26 ربيع الأول 1286 ه، وهي في 80 صحيفة(6).

3 ۔ الجامع الكبير، مدينة يزد، رقم النسخة 90، من دون تاريخ(7).

4 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 8104، مكتوبة بخطّ النستعليق، والناسخ محمد حسين المهاجر الهرويّ، تاريخها 20 ذو القعدة

ص: 118


1- فنخا: 19 / 674
2- انظر: مجلة تراثنا: س 2 ش 3 - 154، فنخا: 19 / 674
3- دنا: 6 / 686، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 674
4- فنخا: 19 / 674
5- فنخا: 19 / 674
6- فنخا: 19 / 674
7- فنخا: 19 / 674

1333 ه، وهي في 63 صحيفة(1).

5 - مكتبة المشهد الرضويّ، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 15941، مكتوبة بخطّ النستعليق، من دون تاريخ، ومن دون كاتب، عليها تملّك جواد الطالقانيّ، وهي في 122 صحيفة.

19 - شرح دعاء الصباح (فارسيّ)(2) أحمد بن حسن اليزديّ (1310 ه)، وهو شرح مختصر، وترجمة للدعاء.

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 3 / 2407، وهي مكتوبة بخطّ المؤلف، مصححة، في 11 صحيفة، ومن دون تاريخ.

أوّل النسخة (بدانكه دعاي صباح بخطّ مبارك أمير المؤمنين....).

آخر النسخة (ومرا از مواهب سنیه خود نرسيد وبي بهره نمي کني)(3).

20 - شرح دعاء الصباح (عربيّ)(4).

نور الدين بن شفيع العراقيّ (1341 ه).

تاريخ التأليف 16 و17 شوال 1336 ه، ألّفه في اسلامبول، وهو شرح مزجيّ.

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

ص: 119


1- فنخا: 19 / 674
2- دنا: 6 / 686، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 674
3- فنخا: 19 / 674
4- فنخا: 19 / 674

1 - مكتبة المرتضويّ، مشهد المقدّسة، والنسخة من دون رقم.

أوّل النسخة (اعلم أن مذهب الإمامية يلزم أن يكون النبيِّ والإمام معصومين ...).

آخرها (واعلم أنّ النسبة بينهما عموم من وجه، ولا أعلم أن أيهما أرجح لعدم نسخه منه، والله الهادي)(1).

21 - شرح دعاء الصباح (عربيّ)(2).

عليّ بن عليّ رضا الخوئيّ (1292 ه - 1350 ه) تاريخ التأليف 27 رجب 1319 ه(3).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 2 / 10980، مكتوبة بخطّ النستعلیق، ناسخها خاکمرداني الخوئي، وهي من دون تاريخ نسخ، في 28 صحيفة.

أوّل النسخة (اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه.... لا يخفى على الناقد المتدرّب أن المعصومين سلام الله عليهم على ما هم عليه..).

آخر النسخة (ووفقنا للعلم والعمل ونجّنا من الهم والكسل..)(4).

ص: 120


1- فنخا: 19 / 674
2- فنخا: 19 / 674
3- كذا في فنخا 19 / 675، سنة التأليف ويبدو أنه خطأ لأن ولادته 1292 ه، فكيف يكون أنه ألّف قبل ولادته ب 73 سنة؟!!، والتخمين التقريبي هو 1319 ه فيكون عمره حين التأليف 27 عاما. وهو عمر موافق. والله العالم
4- فنخا: 19 / 675

22 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(1).

جواد بنان الشريعة (1379 ه) أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة المشهد الرضويّ، مشهد المقدّسة، رقم النسخة 8624، وهي مكتوبة بالشکسته ریز، نفيسة بخطّ المؤلف، تاريخها ربيع الثاني 1365 ه، وهي في 60 صحيفة، والواقف هو المؤلف (بنان الشريعة).

أوّل النسخة (اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه أي خدائیکه بیرون..) آخرها (این همه از بخشش والتفات ایشان نصيب من افتاد)(2).

23 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(3).

محمد تقي بن محمد شفيع الكازروني، (1305 - قرن 14 الهجري).

وهو شرح مزجيّ مختصر.

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مرکز مطالعات، قم المقدّسة، النسخة مكتوبة بخطّ النستعلیق، وهي بخطّ المؤلف، تاريخها 18 رمضان 1321 ه، في 11 صحيفة.

ص: 121


1- دنا: 6 / 686، فهرستواره منزوي: 7 / 549، فنخا: 19 / 674، فنخا: 19 / 674
2- فنخا: 19 / 675
3- فنخا: 19 / 676

أول الصحيفة: (بعد البسملة: اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه.... ترجمه ظاهرش...).

آخرها (فلا تردّني من سنيّ مواهبك خائبا سني رفيع است ومراد از سني مواهب مواهب سنه....)(1).

والكتاب مطبوع في ضمن میراث حديث شيعة، دفتر نهم، قم المقدّسة مؤسسة فرهنکي، دار الحدیث 1377 ش، بتحقيق رمضان علي انتظاريّ.

24 - شرح دعاء الصباح (فارسيّ)(2).

علي رضا بن محمد باقر الكرمانيّ (القرن 14 الهجريّ). وهو شرح مفصّل يتكوّن من عناوين (إشارة وإنارة).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، النسخة مكتوبة بخطي النسخ والنستعلیق، وهي بخطّ المؤلف، من دون تاریخ، في 144 صحيفة.

أوّل النسخة (بهترین کلامي فصاحت شیم وخوشترین مباني بلاغت....).

آخرها (یا تو کم کن حاجت من راهمي......)(3).

ص: 122


1- فنخا: 19 / 676
2- فنخا: 19 / 676
3- فنخا: 19 / 676

25 - شرح دعاء الصباح (فارسيّ)(1).

معين الدين محمد المشهديّ (......)، وقد أضاف الطهراني في الذريعة (الكرديّ)(2)، قال: (التعليق الأحسن على شرح مولانا حسن، أي شرح المولوي محمد حسن اللكهنوي على كتاب: سلّم العلوم في المنطق، وهذا التعليق لركن الدين محمد تراب علی ابن شجاعت على الهندي، طبع (سنة 1264)، وعليه تقریظ المولوي محمد معين الدين المشهدي، الكردي راجعه)(3).

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة وزيري، مدينة يزد، رقم النسخة 7 / 2585، من دون كاتب، ومن دون تاریخ، وهي بالقطع الوزيري في 21 صحيفة.

26 - شرح دعاء الصباح (فارسيّ)(4).

غير منسوب، أهداه الى الشاه سلیمان الصفوي (1106 ه) وهو شرح أدبيّ ولغويّ، وفيه شرح وترجمة لعبارات الدعاء. أوّل النسخة (بسملة گوهر محمدی که بر ورده صدف خواطر ...).

آخرها (اي بخشاینده تر از هر بخشاینده).

ص: 123


1- دنا: 6 / 688، فهرستواره منزوی: 7 / 550، فنخا: 19 / 676
2- انظر: الذريعة: 4 / 221
3- انظر: الذريعة: 4 / 221
4- دنا: 6 / 688، فهرستواره منزوی: 7 / 550، فنخا: 19 / 676

أما عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة الكلبایکانيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 6667 - 37 / 34، مكتوبة بخطّ النسخ، ناسخها: مراد بن رستم، تاريخها: الأحد 17 شعبان 1122 ه، وهي في 34 صحيفة(1).

2 - مكتبة شهاب الدين المرعشيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة 4 / 1130، مکتوبة بخطّ النستعليق، والناسخ عبد الأئمة عبد الحسين النجفيّ، تاريخها: 1125 ه، في 48 صحيفة(2).

3 - مكتبة الإمام الصادق (عليه السلام)، مدينة اردکان، یزد رقم النسخة: 278، مکتوبة بخطّ النستعلیق، ناسخها: محمد مؤمن، تاريخها: جمعة 7 ربيع الثاني 1135 ه، في 72 صحيفة(3).

4 - مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة 8 / 1570، مكتوبة بخطّ النستعلیق، ناسخها محمد رضا، تاريخها: 15 رجب 1273 ه، وهي في 31 صحيفة(4).

5 - مكتبة الكلبايكانيّ، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 8162 - 12 / 56، مکتوبة بخطّ النستعلیق، من دون ناسخ، تاريخها: في 8 ذي القعدة 1290 ه، وهي في 9 صحائف(5).

ص: 124


1- فنخا: 19 / 676 - 677
2- فنخا: 19 / 677
3- فنخا: 19 / 677
4- فنخا: 19 / 677
5- فنخا: 19 / 677

6 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقمها: 1 / 11493، بخطّ النسخ، ناسخها: محمد إسماعيل الخوانساري، تاريخها: الثلاثاء: ربيع الثاني 1297 ه(1).

7 - مركز إحياء التراث الإسلامي، قم المقدّسة، رقم النسخة: 1 / 4459، بخطّ النستعلیق، ناسخها: فضل الله بن أحمد تركي التبريزي، وهي في 23 صحيفة(2).

8 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقمها 1 / 12481، بخطّ النسخ، من دون تاریخ، وبلا اسم الناسخ، وهي في 23 صحيفة (3).

27 - شرح دعاء الصباح (عربي)(4) من غير نسبة إلى مؤلف.

أمّا عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مكتبة الإمام الصادق (عليه السلام)، مدينة قزوین، رقم النسخة: 5 / 316، مكتوبة بخطّ النستعلیق بدون ناسخ، وتاريخها: ذو الحجة 1088 ه، عليها حواشٍ وتصويبات، في 35 صحيفة.

أول النسخة (حمدا لك يا من أعطانا صباح العقل المنجي من غياهب الجهالات....).

آخرها (وفي بعض النسخ وتكراره للتأكيد، والمبالغة؛ فهذا ما تيسّرنا من تفسير هذا الدعاء على سبيل الاستعجال والحمد لله)(5).

ص: 125


1- فنخا: 19 / 677
2- فنخا: 19 / 677
3- فنخا: 19 / 677
4- ف نخا: 19 / 677
5- فنخا: 19 / 677

2 - مکتبة ملي، طهران، رقم النسخة 2 / 4122، مكتوبة بخط النسخ، من دون ناسخ، وتاريخها: 1277 ه، وهي في 74 صحيفة(1).

3 - مكتبة الشيخ عليّ حيدر، مشهد المقدّسة، رقم النسخة: 530، بخطّ النستعلیق، دون تاریخ، دون ناسخ، في 86 صحيفة(2).

28 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(3).

من دون نسبة الى مؤلف بعينه.

أوّل النسخة (بسملة وبه ثقتي اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلّجه، خداوند...).

آخرها (اغفر لي ذنوبي يا غفار الذنوب واستر عيوبي يا ستار العیوب....)(4).

أمّا عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - كلية الإلهيات، طهران، رقم النسخة: 2 / 256، مکتوبة بخطّ النسخ، من دون ناسخ، وتاريخها: 13 رمضان 1108 ه، وهي في 70 صحيفة(5).

2 - مدرسة غرب، مدينة همدان، رقم النسخة: 4821، بخطّ شکسته النستعلیق، والنسخ، من دون اسم الناسخ، تاريخ النسخة: جمعة 4 جمادی الثاني

ص: 126


1- فنخا: 19 / 677
2- فنخا: 19 / 677
3- فنخا: 19 / 677 - 678
4- فنخا: 19 / 677 - 678
5- فنخا: 19 / 678

1236 ه، في 43 صحيفة(1).

3 - مكتبة الملك، طهران، رقم النسخة: 1 / 2993، بخطّ النسخ ناسخها: أبو القاسم بن محمد نوري دنائي المازندرانيّ، تاريخها: 1273 ه، في 43 صحيفة(2).

29 - شرح دعاء الصباح (فارسي)(3).

غير معلوم المؤلف.

أمّا عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - جمعية نشر فرهنگ، مدينة رشت، رقم النسخة: 3 / 552 ر، دون ناسخ، تاريخها: القرن 12 الهجريّ(4).

2 - مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران، رقم النسخة: 17681، دون ناسخ، ودون تاریخ(5).

3 - مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة: 1364، مكتوبة بخطّ النسخ، دون تاریخ في 37 صحيفة.

ص: 127


1- فنخا: 19 / 678
2- فنخا: 19 / 678
3- فنخا: 19 / 678
4- فنخا: 19 / 678
5- فنخا: 19 / 678

أوّل النسخة (حامدا مصليا على رسوله خاتم الأنبياء ووصيّه أتم الأوصياء...).

آخره (شر از واجب تعالی نیست بلکه فاعل شرّ....)(1).

30 - شرح دعاء الصباح والسمات (عربيّ)(2) محمد باقر بن محمد تقي المجلسيّ (1037 - 1110 ه).

مرّ توصيف هذا الشرح، ولكن هنا جمعهما معا في مجلّد واحد(3)، انظر الشرح رقم (8)، من تعداد هذه الشروح.

أمّا عن نُسخه المخطوطة وأماكن وجودها وأرقامها:

1 - مسجد أعظم، قم المقدّسة، رقم النسخة: 2 / 1377، مکتوبة بخط النسخ، دون کاتب، ودون اسم ناسخ، في 62 صحيفة.

أوّل النسخة (من كتاب البحار.... قال السيد ابن عبد الباقي رحمه الله في کتاب مصباحه المسمى بالاختيار، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو بعد ركعتي الفجر بهذا الدعاء......).

آخرها (فأخذنا منه بعض فوائده ولكونه من الأدعية المشهورة، وقد اشتمل على ألفاظ غريبة تحتاج الى الشرح والبيان، والله المستعان.)(4).

ص: 128


1- فنخا: 19 / 678
2- فنخا: 19 / 678
3- انظر: بحار الأنوار: 87 / 339 - 355
4- فنخا: 678

مصادر البحث ومراجعه

1. مفتاح الفلاح للخواجوئي، تحقيق السيد مهدي الرجائي. 2. مستدرکات علم رجال الحديث.

3. موسوعة المصطفى والعترة.

4. الفردوس الأعلى، كاشف الغطاء.

5. مهذب الأحكام، السبزواري.

6. الاحتجاج، ط دار الأسوة. 7. الرواشح السماوية.

8. ثلاث رسائل في إعجاز القرآن.

9. الأغاني: (طبعة الساسي).

10. شرح العروة الوثقی (موسوعة الإمام الخوئي).

11. تاریخ علماء خراسان. 12. معجم المطبوعات العربية.

13. ريحانة الأدب.

14. الأعلام.

ص: 129

15. فلاسفة الشيعة حياتهم وآرائهم.

16. العرى العاصمة في تفضيل الزهراء فاطمة (عليها السلام).

17. قصص العلماء.

18. الفوائد الرضوية.

19. أعيان الشيعة.

20. ريحانة الأدب.

21. فرهنگ بزرگان.

22. أمل الآمل.

23. روضات الجنات.

24. مستدرك الوسائل.

25. الإجازة الكبيرة (المرعشي).

26. موسوعة طبقات الفقهاء. 27. الكنى والألقاب.

28. طبقات أعلام الشيعة.

29. فهرس التراث.

30. موسوعة مؤلفي الإمامية.

ص: 130

31. معجم المؤلفين.

32. کشف الحجب والاستار. 33. فهرست آستان قدس.

34. الذريعة.

35. مجلة تراثنا: س 2 ش 3 - 156.

36. فنخا.

37. دنا .

38. فهرستواره.

ص: 131

ص: 132

البحث الثالث لطيفة في شرح خطبة جليلة شرح خطبة ل (علي) علیه السلام الشيخ علي بن عبد الله البحراني (ت 1319 ه) أ. د. عماد جبار كاظم جامعة واسط. كلية التربية

ص: 133

ص: 134

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدِّمة:

أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ، وَاسْتِسْلَاماً لِعزَّتِهِ، وَاسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ، وأُصلّي وأسلّمُ على عبدهِ وحبيبِه ورسولهِ، سیّدنا محمّد وعلى آلهِ الطّبيين الطّاهرين.

وبعدُ،...

يُشكّلُ الإيمانُ المحورَ الّذي تدورُ على قطبه رحى الإنسانيَّة وفاعليّة وجودها، لتشتغل هي به على هدي من رحيق مفاهيم الرّبوبيَّة وشموسها، فهو مصباحٌ ينير للإنسان قلباً، وسراجٌ يكشفُ عن الروح ظلاماً، وعرفانٌ ينتهجُ من العشقّ والحبّ سلوكاً واتجاهاً، وطريقٌ يتخذُ منها سلّماً لحياةٍ سعيدة في عوالم: الدُّنيا والآخرة، قال تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ»(1).

ولهذا كانت المفاهيم الدِّينيَّة التي تصدر من مرجعيّاتها تمثّلُ طبقات معرفيّة لهذا الموضوع - الإيمان - بوصفه ركناً أساسياً في حياة الفرد، بل هو مبعث الطّمأنينة والعنصر الرّوحيّ الذي يحتاج إليه الإنسان، «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ»(2)، بل لا غنى له عنه؛ لِئلا يبقى متحيرّاً

ص: 135


1- سورة الحجرات، الآية: 7
2- سورة الفتح؛ من الآية: 4

متخبطاً، تذهبّ بهِ الشّبهات والأوهام إلى كلّ مذهبٍ، «وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ»(1). فلا قيمةَ لإنسانٍ بلا إيمان ودین ومبدأ، ولا كرامة له من غير عقيدة وتقوی ومعرفة، وهو ما جاءت من أجلهِ رسالاتُ السّماء تثبیتاً، وصدع به الأنبياءُ والأولياء إرشاداً، وتحملوا في سبيله، وجاهدوا لتحقيقه، ابتداءً من محلّه وموطن سرّه - وهو القلب، «المقام الأصليّ للإنسان»(2)- وأثره ثُمَّ فعله وسلوكه، کما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إِنَّ اَلْإِیمَانَ یَبْدُو لُمْظَةً فِی اَلْقَلْبِ، کُلَّمَا اِزْدَادَ اَلْإِیمَانُ اِزْدَادَتِ اَللُّمْظَةُ»(3)، وقَالَ (عليه السلام)، «وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْإِیمَانِ: «الْإِیمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْکَانِ»(4).

وقد تدارس العلماءُ أصولَ الإيمانِ ومباحثه التي جاءت في نصوص التُّراث ومنظوماته، بسعي مخصوصٍ وحثيث، روايةً ودرايةً، وفلسفةً وسلوكاً ومعرفة، ومنها مقولات الفكر العلويّ: «نهج البلاغة»، الذي يزخر بلآلئ وجواهر عنه علماً وعملاً، تدارس العلماء ذلك بفيضٍ من الشَّرحِ والتَّعليق والتَّوضيح؛ قنصَ المعنى والدلالة، فتفجّرت رسائل وأشرقت کتب، وتآلفت موسوعات، وكلٌّ منهم يستند في بيانه إلى جملة من آليّاتٍ منهجيّةٍ خاصّة، تأخذ به جانباً من المعرفة والتّوجيه، ثُمَّ التَّفسير والتّأويل.

ومن هذه الرّسائل، رسالة الشيخ علي بن عبد الله البحراني (ت 1319 ه)، التي شرح فيها خطبة من خطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، تلك الخطبة

ص: 136


1- سورة الحج؛ من الآية: 31
2- منازل السائرين؛ الأنصاري - شرح القاساني: 425
3- نهج البلاغة: 529، في حديثه (عليه السلام)، رقم (5)
4- المصدر نفسه: 522، الحكمة رقم (217)

التي تضمّنت مطالبَ خاصةً في الإيمان، والبراءة والاستضعاف ووجوب الهجرة، والبراءة والولاية، وعلم الإمام. وهي عبارةٌ عن إجابةٍ لسؤالٍ وُجِّه إليه (رحمه الله تعالى)، آنذاك، بشهادةٍ صريحةٍ منه (قُدِّس سره).

وقد وقع في وَكدي إخراجُها، دارسةً بعد تحقيقها والتثبّت من حقائقها علميّاً، فجعلتُها على وفق منهج خاصٍّ على قسمين:

القسم الأوَّل، بعنوان خارج النَّصّ، وقدّمتُ فيه حياة المؤلّف - الشّيخ عليّ عبد الله البحراني - وذلك بالرجوع إلى المظانّ الخاصّة الّتي ترجمت له وتحدثت عنه في مبحث أوّل. ثُمَّ عطفتُ على الدراسة، واصفاً إيّاها منهجاً وأسلوباً وأصولاً ومرجعيّات، في مبحث ثانٍ.

وأمّا القسم الثاني، فقد جعلتُه في تحقيق متن النَّصّ نفسه وقراءته قراءةً داخليَّة، مع بذل الجهد للوصول به إلى صورة قريبة من مراد المؤلّف؛ غايةً لمبدأ التَّحقيق العلميّ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ص: 137

ص: 138

القسم الأول - المبحث الأول الشيخ علي بن عبد الله البحراني

- اسمه ونسبه:

هُوَ العالم الرّبّانيّ الجليل، الشّهيد الشّيخ عليّ بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي، التستري البحراني، نزيل مسقط(1).

- مولده ونشأته:

وُلِدَ الشيخ فِي قرية تدعى «مهزة» فِي جزيرة «سترة» البحرانيّة، سنة 1256 ه، ونشأ فيها(2).

- دراسته وثقافته العلمية:

وتربّی تربية علمية تحت رعاية والده الشّريف، فقرأ عليه «قُدِّس سرّه» أوّليات العلم، وأبجديات اللغة، وفنون الأدب، في النّحو، والصّرف، والمعاني،

ص: 139


1- ينظر: أنوار البدرين: 204، ومستدركات أعيان الشيعة؛ حسن الأمين: 4 / 184، والأعلام؛ الزركلي: 4 / 308
2- ينظر: أنوار البدرين: 204

والبيان، والمنطق، ومن بعد ذلك مراحل البحث المتقدّمة، ومراتبه العالية في الفقه والأصول وغيرها، وقرأ على نخبة من أفاضل علماء البحرين، قال صاحب أعيان الشيعة: «كان شريكاً في البحث مع الشّيخ أحمد بن صالح آل طعّان، والسيّد ناصر أل أبي شبانة حتّى بلغ درجة سامية في العلم والفضل ...»(1).

وقد وُهِب الشيخ علي «قدّس سرّه» - علاوة على ذلك - خصائص ومؤهّلات علميّة جعلته مميّزاً في ميادين المعرفة، وبارعاً في مجالات الفنون والأدب، حاذقاً فيها، غير مقتصرٍ على فنّ دون آخر، بل أخذ يغرف من روافد المعرفة ما استطابت به نفسه، يقول البلادي عنه في أنوار البدرين: «سمعت مستفيضاً له (قدّس سرّه) حافظة عظيمة في التّواريخ والحديث والسير والأدب وأشعار العرب وله أشعار رائقة جيّدة بليغة، قرأ عند والده الشيخ عبد الله بن الشيخ علي (المتقدّم ذكره).. وقراءته بالنسبة إلى علمه وتحصيله قليل يسير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل الكبير، وسمعت شيخنا العلامة الصّالح يذكر أن قراءته على أبيه قليلة جدّاً، ولكنّه ذو حافظة وذكاء مفرط...»(2).

- إجازته العلمية:

وأمّا في إجازته ووصفه، فقد قال الميرزا حبیب الله الرشتي عنه في إجازةٍ له، قال: «قد استجازني العالم الجليل، والفاضل النبيل، محقّق الحقائق، ومستخرج الدقائق، ومهذّب القواعد المحكمة، وموضح الإشارات المبهمة»(3).

ص: 140


1- مستدركات أعيان الشيعة: 6 / 186
2- ينظر: أنوار البدرين: 206
3- عن المصدر نفسه: 219

- وفاته ومدفنه:

وبعد أن أفنى الشيخ الجليل علي البحرانيّ عمره الشريف في العلم والتّأليف، ورحاب المعرفة وخدمة الملّة والمذهب، قضى نحبه (رحمه الله تعالى) شهیداً مسموماً في بلدة (لنجة)، في شهر جمادى الأولى من سنة 1319 ه(1)، وقيل(2): في سنة 1318 ه، ودُفِنَ في المقبرة المعروفة ب (مقبرة الحرم) الّتي تقع جنوباً من قرية (جدعلي)(3).

ص: 141


1- ينظر: شهداء الفضيلة: 342، وأنوار البدرین: 205
2- ينظر: الذريعة: 1 / 477، و19 / 66
3- ينظر: منتظم الدّرين (المخطوط) عن ترجمة المؤلّف، للمحقّق: مشتاق المظفّر: 220

القسم الأوّل - المبحث الثاني: دراسة النصّ - وصف الرِّسالة:

وهي عبارة عن رسالة وجّهها إليهِ أحدُ السائلين، يطلب منه «قدّس سره» إجابةً وشرحاً بشغفِ المتعلم، ونظرِ المستفهمِ، عن مفاهیم وردت في خطبة من خطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي: الإيمان وأقسامه البرهانيّ منها والجدليّ، والهجرة وحدّ البراءة، وعلى من تقع، ولمن تكون؟. وما حدّ الدليل الإقناعيّ في قبول أعمال المكلّف؟، مفيداً من مقولات ابن أبي الحديد المعتزليّ المنطقیَّة، التي تصرّف فيها، طالباً منه أن يشرح هذه الخطبة من أوّلها إلى آخرها.

فبدأ الشيخ علي البحرانيّ، بعد الحمد والثّناء، والصلاة على النّبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) كاشفاً عن هذا التساؤل، ذاكراً الرسالة التي وُجِّهت إليهِ، هكذا: «وبعد، سألني بعضُ المحبين عن تفسير خطبة من خطب مولانا وسيّدنا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأجبته بقدر المقدور، إذ لا يسقط الميسور بالمعسور». ثُمّ قال: «قال السائل - أرشده الله...». ثُم يذکر موطن التّساؤل في الخطبة الشّريفة بعد ذكرها كاملةً، ومدار التّساؤل القائم بنظر السائل على تلك المفاهيم.

فجعل الإجابة هذه، بشرح تفصيليّ وافٍ، على ستة مقامات، على الرّغم من أن تقسيمها عند غيره من الشرّاح کالراوندي وابن أبي الحديد، أقلّ من ذلك، موافقاً لابن میثم البحراني، في تكثيرها، على الرغم من أنّ ابن میثم «رحمه الله تعالی» جعلها على سبع مسائل.

ص: 142

- منهجيَّة الرسالة وأسلوبها:

تتضمّن الرِّسالة جملة من مسائل عقديَّة وفلسفيَّة وشرعيَّة، وأخلاقيَّة، وعرفانيَّة، وتاريخيَّة وأدبيَّة، تجلَّت في مرجعيّات وأصول، فتحوّلت الرّسالة بسببٍ من كونها إجابة لسؤال إلى شرح وافٍ لمطالب الخطبة الشريفة، ولعلّ في هذا ما يكشف عن إدراك السّائل لأهمّيَّة هذه الخطبة، وما تشتمل عليه من معارف جليلة، والدافع في توجيهها والمطالبة بشرحها تماماً.

ولقد تمثّلت هذه المرجعيَّات والمعارف في طريقة الرِّسالة، ومناحي أسلوبها، ومسالك عرضها، ابتداء من أوّلها إلى آخرها، فكان أن اتخذ الشيخ العلامة عليّ البحراني، وهو في سبيل الشرح والبيان، قواعد؛ لتوجيهها، فالتمس من روافد اللُّغة والشعر والأمثال والنّحو والبلاغة، والسيرة والتاريخ والفقه والحديث والتّفسير، والفِرَق، والفلسفة والعرفان والمنطق والجدل ومقولات العلماء، ناهيك بالقرآن ونهج البلاغة نفسه، التمس منها معايير كانت له السند القويم، والأس المتين في توضيح المعنى، وإشراف الدّلالة في شرح الخطبة وتوضیح معارفها.

ولأنَّ منهجيَّة الشرح، تتخذ من الأسلوب مبدأ و معاداً، لعدم انفصال النهر عن مجراه، لذا سنتحدث عن أسلوب الرسالة وإحالاتها، ثُمَّ نأتي على بعض أدواتها المنهجيَّة في البناء والتّكوين.

وأقول: اتخذ الشيخ العلامة أسلوباً يسيراً واضحاً صريحاً في أغلبه، زيادة في التّوضيح والإفهام واحترازاً من الالتباس، وهو دليل لإفادة السائل بأشياء، ربّما لا تكون حاضرة عنده، ولهذا، يمكن أن أعزو كثرة الحديث والكلام والتكرار وإعادة المعنى عند الشرح والتفسير في هذه الرسالة.

ص: 143

ولعلّي أجد من نهج هذا الأسلوب إجابة لقول السائل نفسه، في بداية الرسالة عندما قال: "أفيدونا بالجواب وإنَّ اعظم حاجة خادمكم لديكم وغاية طلبته من جنابكم هي شر حكم لهذه الخطبة من أوّلها إلى آخرها تماماً لأنَّ ذلك عليكم سهل ويسير، وإن تكن الفرص عندكم قليلة فحاجتنا على ما طلبناه كثيرة وعلیکم جزيل السلام".

وربَّما جرت الرسالة أيضاً على أسلوب ذي طابع فنّي وأدبيّ في بعضه أيضاً، كما في قوله رحمه الله تعالى: "فإنَّ مِثلَ هَذا الإيمانِ فِي مَعرضِ التَّزَلْزُل والزَّوَالِ؛ لِوُرُودِ الشُّکُوكِ، والأوْهَامِ عَلَيْهِ، وضيق عَطَن صَاحبِهِ عَن دَفْعِها عَنْهُ"، وعطن حاصبه: كناية عن عدم الفهم والإدراك، وهو أسلوب قلّ أن تسير معه استيعاباً بغیر معرفة سمته الفنّيّة والأدبية، ومن غير تمرّس بأساليب العرب وکنایاتهم.

- النّسخة المعتمدة:

لقد كان الاعتماد في التّحقيق على نسخة واحدة فريدة مكتوبة بخطّ المؤلّف (رحمه الله تعالى)، مع مجموعة من الرّسائل بلغت (27) السبع والعشرين رسالةً. وقد وقعت النّسخة المخطوطة منها برقم (22) الثانية والعشرون، من المجموعة كلّها، المرقّمة ب (146)، المحفوظة في خزانة مركز إحياء التّراث الإسلاميّ في قم المقدّسة في إيران، والمذكورة في فهرست المخطوطات العربية في المركز، في المجلد الأول منه، في الصفحة (115).

- وصف المخطوط:

تقع الرّسالة في إحدى وثلاثين ورقة، بقياس: (25×16 سم)، متوسط عدد کلمات (16) كلمة في السطر الواحد، وفي كلّ صفحة (17) سطراً. مكتوبة بخطّ

ص: 144

النّسخ الاعتيادي كتابةً واضحة مقروءة وبعض الكلمات فيها تشکیل بتنوين نصبٍ، أو تنوین عوضٍ، أو تشديد، وقلّة الأخطاء النَّحويَّة والإملائيَّة، وقد احتوت على بعض الرموز مثل: خطّ محدود شبه مستطيل، يشبه حرف السّين، للإشارة إلى بداية فقرة ومطلب جدید. ورموز کتابية أخرى فيها، للاختصار، مثل: «تعالی»، و«(عليه السلام)»، و«صلى الله عليه وآله وسلم»، و«مطلقاً»، فإنَّها لم تكتب كتابة اعتيادية بل على شاكلة رمز. أمَّا الإملائيَّة منها، فكانت في كتابة الهمزة المتوسطة والمتطرفة، مثل: (سئلني = سألني، وسئلته = سألته)، فإنَّها لم تكتب كتابة قياسيَّة، وغيرها، وكتابة التاء المربوطة والمفتوحة في الأسماء والأفعال، مثل: (الموة = الموت، والحيواة = الحياة، والقيمة = القيامة، ووفات = وفاة، واجازة = أجازت)، وبعض الكلمات الممزوجة، مثل: (أبيعد الله). وقد عملت على فتحها وتصحيحها، على وفق أصول الخطّ القياسيّ.

تبدأ كتابة الرّسالة من منتصف الورقة الأولى، وقد ذيّلت الصّفحات التالية بكلمة أو كلمتين؛ للتّصفح أو التّعقيب في أسفل الجهة اليسرى من جهة القارئ، فضلاً عن التّرقيم في أعلاها، وهو على نحوين: الأول في منتصف الصفحة بخطّ كبير، يبدأ بالرقم (272)، - وهو الرقم الذي اعتمدناه في الإحالة على صفحات المخطوط في عملية التحقيق -. والثاني يبدأ من الصفحة الثانية من الجهة العليا اليسرى من جهة القارئ، بالرقم (137).

والرسالة - للأسف - لیست کاملة، بشهادة مركز إحياء التّراث، فقد جاء في فهرست المخطوطات العربيَّة التي في المركز، بعد أن ذُکِرَ اسم الرِّسالة ومؤلِّفها، ما نصّه: «شرح فيه بشيء من التَّفصيل خطبة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) التي يقول في أولها: «من الإيمان ما یكون ثابتاً مستقراً في القلوب»، مع مناقشات لابن

ص: 145

أبي الحديد المعتزلي في شرحه لهذه الخطبة. ذكرت في هذه النسخة ست جمل من الخطبة في ستة مقامات ولم يتمّ الشرح»(1).

وبعد هذا يأتي نصّ آخر، يؤكّد عدم الاكتمال والإنهاء، هكذا: « آخره [أي: المخطوط] مخروم بقوله (عليه السلام) في الخطبة التي أشرنا إليها في أوّل الفصل أنَّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرف كنهه إلا ملك مقرب..»(2).

ويبدو أنَّ المركز، عندما أشار إلى هذه [..] علامة الحذف، يعي أنَّ المخطوط قد ذُيِلَ بتعقيبٍ في أسفل الصفحة من الجهة اليسرى من جهة القارئ، بكلمتين (أو نبيّ)، وإن لم يشر إليهما. لأنَّهما ليستا في الصفحة نفسها متناً. غير أنَّهما تکمیل للنّصّ الأوّل - الحديث. الذي كان الافتراض يوجب أن تبدأ بهما الصحفة التالية.

- منهجيّة التّحقيق:

اعتمدتُ في تحقيق النّصّ وإخراجه العلميّ على منهجيَّة يمكن إجمالها على نحو ما يأتي:

- تحرير النّصّ على وفق القواعد الإملائيّة والنَّحويَّة المعروفة في الخطّ القياسي، وضبط ما يحتاج إِلَى ذَلِكَ، مع الإحالة في الهامش على بعض منها، بحسب الحاجة.

- تحريك النّصّ، بنية وترکیباً، قدر المستطاع.

ص: 146


1- المخطوطات العربية، في مركز إحياء التراث الإسلامي: 1 / 115. ولم تكن هذه المناقشات لابن أبي الحديد المعتزليّ حسب، بل كانت ثمة مناقشات ومحاور، مع شرحين آخرين، هما: شرح قطب الدين الراوندي، وشرح ابن میثم البحراني على نهج البلاغة، مع الإفادة من كلٍّ، ولست أدري لماذا الاقتصار على شرح ابن أبي الحديد حسب، مع أنَّ الشيخ علي البحراني أفاد من ابن میثم البحراني أكثر
2- المخطوطات العربية، في مركز إحياء التراث الإسلامی: 1 / 115. وصفحة المخطوط: 302

- توثيق الآيات القرآنيَّة ووضعها بَين قوسين مشجّرین، هكذا: [«...»] فِي المتن، والإشارة إِلَى مكانها من السّورة مع رقمها فِي الهامش، ومن ثمّ إثبات تمام الآية كاملاً، وإذا كان ثمّة خطأ في الآيات أشرتُ إليه، ولا سيّما في المتشابه منها.

- الإحالة على سند الحديث، إن كان في المتن نقص وممّا يحتاج إلى ذلك.

- تخريج الأبيات الشعريَّة والنثريَّة التي تمثّل بها المؤلّف، والإحالة على المصادر الّتي وردت فيها.

- الإحالة على المصادر الرئيسة الّتي أفاد منها المؤلّف، فِي مسائل كثيرة، ومِنْهَا آراء العلماء وتوجيهاتهم التي أشار إليها، للفائدة. فضلاً عن الإحالة على بعض المفاهيم بمصادرها، التي كان المؤلّف قد أشار أنّ «مَا يَتعلَّقُ بِها مِن العَوارضِ والأحْكامِ الَّتي يَطُولُ بالإشارةِ الصّريحةِ إليها الكلامُ».

- ترجمة الأعلام والشخصيات الّذين أخذ عنهم المؤلّف، والتّعريف بهم، مع مظانّ ذلك ما أكن للإفادة.

- التّعقيب والتَّعليق على ما يُشكِل من الأمور.

- جعلنا ما اقتبسه المؤلّف من نصوص بين قوسين صغيرين، هكذا: [ «...» ]. مع ذكر اسم المصدر، فضلاً عن غيره من المصادر التي تتوافق معه في المعنى.

- جعلنا عنوانات في منتصف الصفحة، ووضعناها بَين قوسين معقوفين، هكذا: [...]؛ للفائدة والبيان.

- ما أضفناه على النّصّ صيّرناه بين قوسين معقوفين، هكذا: [...]، مع الإشارة إليه فِي الهامش، متی کانت الحاجة ماسة إلى ذلك فحسب، وكذلك ما

ص: 147

كان خطأ في المتن منه، صححناه من أصول المصادر التي اعتمد عليها المؤلّفُ نفسه.

- وضعنا خطّين مائلين مع قوسين معقوفين، هكذا: ([...] / / )؛ ووضعنا أرقام الصفحات الّتي كَانَت فِي منتصف أعلى كلّ صفحة، داخل القوسين؛ فكان بذلك توضيحاً لرقم الصّفحة مع نهايتها، وبداية الأخرى الّتي تليها من المخطوط.

هذا، والحمدُ للهِ ربّ العالمين في الأولى والآخرة.

ص: 148

[النَّصّ المُحقّق]

[لطيفةٌ في شرحِ خطبةٍ جليلة] [شرحُ خُطْةٍ ل«عليّ» عَلَیهِ السَّلَام]

ص: 149

«الصفحة الاولى من المخطوط»

صورة

ص: 150

«الصفحة الثانية من المخطوط»

صورة

ص: 151

«الصفحة ما قبل الاخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 152

«الصفحة الاخيرة من المخطوط»

صورة

ص: 153

[النَّصّ المُحقّق] بسم الله الرحمن الرحيم(1) الحَمدُ للهِ الخَالِقِ الرّازقِ الَّذي دَحا الأرضَ، وَبَثَّ فَيها مِن أَصْنافِ الخَلائِقِ، وَخَلَقَ فَوْقَهُم سَبْعَ طَرائقَ، والصّلاة والسَّلامُ عَلى النَّبي الفَائِقِ الرّائِقِ، وَالرَّسُولِ المُبَلِّغِ الصَّادِقِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ بن عَبدِ اللهِ، وَعَلى آلِهِ ذَوي الفَضْلِ العَظِيْمِ الفَائِقِ، وَالعِلْمِ الغَزِيْرِ الرّائِقِ.

وَبَعْدُ، فَقَدْ سَألَنِي بَعضُ المُحِبينَ عَن تَفْسِيرِ خُطْبَةٍ [272] / / مِن خُطَبِ مَولانا، وَسَیِّدِنا عَليّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أَمِيْرِ المُؤْمِنينَ (عليه السلام)، فَأَجَبْتُهُ بِقَدَرِ المَقْدُورِ، إِذ لا يَسْقُطُ المَیْسُورِ بِالمَعْسُورِ.

قالَ السّائِلُ - أرشدَهُ اللهُ [تعالى]:

بسم الله الرحمن الرحيم(2) الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصّلاةُ والسَّلامُ عَلَی سَیِّدِ المُرسلينَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرينَ، ثُمَّ السَّلامُ عَلَیْکُم وَرَحَمْةُ اللهِ وبَرکَاتُهُ.

مَسْأَلَةٌ، قَالَ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام): «فَمِنَ الْإِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً فِى الْقُلُوبِ، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِىَّ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَالصُّدُورِ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ، فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى يَحْضُرَهُ الْمَوْتُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ حَدُّ الْبَرَاءَةِ.

ص: 154


1- في الأصل تتقدم البسملة عبارة: "هَذهِ رِسَالةٌ لَطِيْفَةٌ تَتَضَمنُ شْرَحَ خُطْبَةٍ جَلِيْلَةٍ مِن خُطَبِ مَولانا وَسيِّدِنا أَمِيْرِ المُؤْمِنِينَ عليّ بن أَبِي طالِبٍ "عليه أفضل السّلام" "
2- في الأصل، البسملة متداخلة بين (علي بن أَبي طالِبٍ، و"عليه أفضل السّلام")

وَاَلْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَی حَدِّهَا اَلْأَوَّلِ، مَا کَانَ لِلَّهِ فِي أَهْلِ اَلْأَرْضِ حَاجَهٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ اَلْأُمَّةِ وَمُعْلِنِهَا، لَا یَقَعُ اِسْمُ اَلْهِجْرَةِ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ اَلْحُجَّةِ فِي اَلْأَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وَأَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَلَا یَقَعُ اِسْمُ اَلِاسْتِضْعَافِ عَلَی مَنْ بَلَغَتْهُ اَلْحُجَّةُ فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ وَوَعَاهَا قَلْبُهُ.

إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْمِلُهُ(1)إِلاَّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ اِمْتَحَنَ(2)اَللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ، وَلَا یَعِي حَدِیثَنَا إِلَّا صُدُورٌ أَمِینَةٌ، وَأَحْلاَمٌ رَزِینَةٌ.

أَیُّهَا اَلنَّاسُ، سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَلَأَنَا بِطُرُقِ اَلسَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ اَلْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا، وَتَذْهَبُ بِأَحْلاَمِ قَوْمِهَا»(3). انتهى كلامه (عليه السلام).

قَالَ ابنُ أبي الحديدِ(4): قد قسَّم (عليه السلام) الإيمانَ ثلاثةَ أَقْسامٍ: بُرْهانّيِ،

ص: 155


1- في الأصل: "يحتمله"
2- في الأصل: "قد امتحن"
3- نهج البلاغة: 308 - 309، الخطبة (189). وينظر: معارج نهج البلاغة؛ البيهقي الأنصاريّ: 705، (من كلام له 189)، ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة؛ الراوندي: 2 / 436، وشرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 13 / 107، الخطبة (253)، وشرح نهج البلاغة؛ ابن میثم البحراني: 4 / 175، الخطبة (231)
4- هو عزّ الدين أبو حامد عبد الحميد بن داود بن هبة الله محمد بن الحسين بن أبي الحديد، ولد في المدائن (509 ه)، من جهابذة العلماء، والمؤرّخين، ومن أعيان المعتزلة كان فقيهاً، أصولياً، متکلماً جدلياً، وأديباً ناقداً، خبيرا بمحاسن الكلام، ومساوئه، متضلعاً في فنون الأدب متقنا لعلوم اللسان عارفا بأخبار العرب، وكان وراء ذلك شاعراً عذب المورد، ولد في المدائن، سنة (586 ه)، وانتقل إلى بغداد، وخدم في الدواوين السلطانية، وبرع في الانشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي، تُوفّي في بغداد (655 ه)، أو (656 ه). له مصنفات كثيرة منها: (شرح نهج البلاغة)، و (الفلك الدائر على المثل السائر)، و (نظم فصيح ثعلب)، و (القصائد السبع العلويات)، و العبقري الحسان)، في الأدب، و (شرح الآيات البينات للفخر الرازي). ينظر ترجمته في: وفيات الأعيان؛ ابن خلکان: 5 / 319، والوافي بالوفيات؛ الصفدي: 8 / 146، والبداية والنهاية؛ ابن کثیر : 13 / 189، وعقد الجمان؛ العيني: 1 / 54، و164، وسير أعلام النبلاء؛ الذهبي: 23 / 372، رقم (265)، وکشف الظنون؛ حاجی خلیفة: 2 / 1586

وَجَدَلِيّ، وَتَقْلِيدِيّ. فَما هَذا الإيمانُ الجَدَلِيُّ؟، وَما حَدُّهُ؟، وَما هَذِهِ البَراءَةُ، الَّتي لا يَجُوزُ لِلإِنْسانِ أنْ يَتَبَرّأَ مِن أَحَدٍ فِي [273] / / أيّامِ حَياتِهِ؟، وَكَيْفَ يُقالُ: الإِنْسانُ مُهاجِرٌ، حَتَّى يُقالُ: إنَّه عَرَفَ الحُجَّةَ فِي الأرضِ، وَأَقَرَّ بِها؟، وَما حَدُّ الدَّلِيْلِ الإِقْناعِيِّ، الَّذي هُوَ كَافٍ لِلْمُکَلَّفِ؛ لِقَبُولِ أَعْمالِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِن زُمْرَةِ المُحَرَّمَةِ عَلَيْهِم الجَنَّةُ؟ أَفِيْدُونا بِالجَوابِ. وإنَّ أعظمَ حَاجةِ خادِمِكم لَدَیْکُم، وَغايَةَ طَلْبَتِهِ مِن جَنابِكم هِي شَرْحُكم لِهَذه الخُطْبَةِ مِن أَوّلِها إِلَى آخِرِها تَماماً!؛ لأنَّ ذَلِكَ عَلَیْکُم سَهْلٌ يَسِيرٌ!، وإنْ تَكُن الفُرَصُ عِندَكُم قَلِيْلةً، فَحاجَتُنا عَلَى مَا طَلَبْناهُ كَثيرةٌ!، وَعَليكُم جَزيلُ السَّلامِ وَرَحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

الجَوابُ عَن هَذِهِ المَسأَلةِ يَقَعُ فِي مَقاماتٍ:

[في الإيمان وأقسامه] المقام الأوّل:

أنَّ الإيمانَ الَّذي هُوَ عِبَارةٌ عَن التَّصديقِ بِوحدانيَّةِ اللهِ تعالى، وَعِلْمِهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَعَدْلِهِ، وَحِكْمَتِهِ، والتَّصديقِ بِنُبُوَّةِ النَّبِي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَبَما جَاءَ بِهِ مِن عِنْدِ اللهِ «جَلَّ وَعَلا» مِن الفَرائِضِ والأَحْكامِ، وَما يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ. قَدْ قَسَّمَهُ أميرُ المؤمنين (عليه السلام) فِي كَلامِهِ المَذْكُورِ باعْتِبارِ استمرارِهِ، وَزَوَالِهِ إلى قِسْمَينِ:

ص: 156

فَقال: فِي الأوّل منهما، «مِنَ الإِيْمَانِ مَا یَکُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِراً فِي القُلُوبِ»، يعني: یکونُ راسِخاً، لا يَزولُ، وَلا يَتَزَلْزَلُ، ولا يَتَغيَّرُ، وَهَذَا الإیْمَانُ هُوَ الَّذي يَحْصلُ لِلمُکَلّفِ عَن صِحَّةِ نظرٍ، وإخلاصِ نِيَّةٍ، وَعزيمةِ وتمامِ إذعانٍ وإعراضٍ عَن المُعَارَضَاتِ الوَهْمِيَّةِ وَتَقْوِيةِ أَسْبابهِ بِعملِ الطّاعةِ، وَشَدّ أركانهِ باجتنابِ المَعْصِيَةِ، فَلا يَزال يَتزايدُ وَيَتَكَامَلُ، حتَّى يَصِيْرَ مَلَكَةً رَاسِخةً فِي نَفْسِ المُكَلَّفِ، مُمَازِجاً لِجَوْهَرِهَا کَسَائِرِ المَلَكَاتِ النَّفسَانِيَّةِ.

والسِّرُّ فِي ذَلِكَ أنَّ المُكَلَّفَ إِذَا أَخْلَصَ نِیَّتَه لِرَّبّهِ کَانَ جَدِيْراً مِنَ اللهِ «سبحانه» أنْ يَشْرَحَ صَدْرَهُ، وَيُنَوِّرَ قَلْبَهُ، وَيُقَوِّي نَفْسَه عَلى قَبُول الإِيمانِ بِتَمام القَبُولِ، وَدَفَع [274] / / مَا يَرِدُ عَلَيْهِ من الأوْهَامِ البَاطِنَةِ، کَمَا قَال اللهُ «تَعالى»: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»(1). وقال جلَّ شأنُهُ: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»(2).

وَقَال (عليه السلام) فِي الثَّانِي: «ومِنْهُ مَا یَکُونُ عَوَارِيَّ بَیْنَ الْقُلُوبِ والصُّدُورِ، إِلَی أَجَلٍ مَعْلُومِ». والعواريّ، مُشَدَّدةُ الياء: جَمْعُ عَاريَّة، بِتَشْدِیدِ الياءِ أَيْضاً. والعَاریَّة: هُوَ الشَّيءُ الَّذِي يَأْخُذُهُ الإِنْسَانُ مِن مَالِکِهِ أَحْيَاناً؛ لِيَنْتَفِعَ بِهِ مُدَّةً مُعَيَّنَةً وَمُطْلَقَةً، يَرُدُّهُ إِلَيْهِ(3).

ص: 157


1- سورة البقرة، من الآية: 257
2- سورة العنكبوت، من الآية: 69. وتمامها: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»
3- ينظر: التَّعريفات؛ الشريف الجرجاني: 188، والكُّلِّيّات؛ الكفوي: 652

شَبَّهَ الإِيمَانَ الَّذِي لَیْسَ ثَابِتاً(1)، مُسْتَقِراً(2)، بَل یَزُولُ، ويَضَمْحَلُّ بِالعاريَّة التَي تَخْرُجُ مِن يدِ صَاحِبِها زَماناً، ثُمَّ تَعُودُ إليهِ(3). فَفِي الكلامِ استعارةٌ مُرَشَّحةٌ(4)، فإنَّه (عليه السلام) استعارَ اسمَ «العَواريّ» للإيمانِ الَّذي يَنْتَقِصُ وَيَزُولُ، ورشَّحَها بِقَولِهِ: «إلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ»؛ لأنَّه ممّا يُلائِمُ العَوَاري.

قَولُهُ (عليه السلام): «بَیْنَ الْقُلُوبِ والصُّدُورِ»، كنايةٌ عَن التَّزلزلِ، وَعَدَمِ الاسْتِقَرارِ؛ لأنَّ الإيمانَ إِذَا لَمْ يَدْخُلْ في القَلبِ كانَ مُتَزَعْزِعاً، وَهَذا القِسمُ مِن الإيمانِ هُوَ الَّذي لَم يحصلْ لِلمُكَلّفِ مِن نَظَرٍ صَحيحٍ، وإخلاصٍ نِيَّة، ولم يُقَوِّ صاحبُهُ أسبابَهُ بِالعَمَلِ، وَكَانَ نَاظِراً فِي وَقْتِ حصولِهِ إلى حُضُورِ الأوْهَامِ الواردةِ عَلَيْهِ المُوجِبَةِ للتّحَيُّرِ فِيْهَ، وَقَابِلاً بَهَا بَعْد حصولِهِ، غَيرَ مُصَدِّقٍ لَهُ بِالعَمَل عَكْس الأوّل(5)، فإنَّ مِثلَ هَذا الإيمانِ فِي مَعرضِ التَّزَلْزُل والزَّوَالِ؛ لِوُرُودِ الشُّکُوكِ، والأوْهَامِ عَلَيْهِ، وضِيق عَطَنِ(6)صَاحبِهِ عَن دَفْعِها عَنْهُ.

نَعَم، وَرَدَ فِي أخبارِنا أنَّ مَن حَصَلَ لَهُ هَذَا القِسْمُ مِن الإيْمَانِ إِذَا اَسْتَكانَ للهِ وَتَضَرّعَ إليهِ أَدْخَلَ اللهُ الإيمانَ فِي قَلْبِهِ [275] / / وأَثْبَتَهُ فِيْهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ، فَلَحِقَ

ص: 158


1- في الأصل: "ثابت"
2- في الاصل: "مستقر"
3- ينظر: لسان العرب؛ ابن منظور: مادة (عور): 4 / 618 - 619، والمصباح المنير؛ الفيومي: مادة (عور): 2 / 438
4- الاستعارة: هي من المجاز، علاقته التشبيه، وذلك عند إطلاق لفظ المشبه به على المشّبه، ويراد أنَّه هو هو في أخص صفاته، وشرطها: أن لا يذكر المشبه، ولا يقدر. وأركانها: المستعار له والمستعار منه، ومستعار وهو اللفظ المنقول، وهي على أنواع، منها: الاستعارة المرشّحة، وهي التي تقترن بما يلائم المستعار منه. ينظر: الإيضاح في علوم البلاغة: 240، و257، والإشارات والتّنبيهات؛ ركن الدين الجرجاني: 177، والمطوّل؛ التفتازاني: 578، و602
5- يقصد: "الثابت، المستقرّ"
6- عَطَن: مبرك الإبل وإقامتها، معجم مقاییس اللُّغة، مادة (عطن): 4 / 352

بِالقِسْمِ الأوَّل.

فَفِي رِوايةِ "إسحاق بنِ عَمَّار عن أبي عبد الله(1)(عليه السلام)، قَالَ: «وَمِنْهُم مَن اُعِیْرَ الإِیمانُ عَارِیَةً، فَإِذا هُوَ دَعا وَأَلَحَّ فِي الدُّعاءِ مَاتَ عَلَی الإِیْمَانِ»(2).

وَفِي رِوايةِ المُفَضّلِ(3)عَنْهُ(4)(عليه السلام)، قَالَ: «مَنْ کَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَأُثْبِت لَهُ الشَّهَادَةَ بِالنَّجَاةِ، وَإِنْ لَمْ یَکُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً، فَإِنَّمَا ذَلِكَ مُسْتَوْدَعٌ»(5).

ص: 159


1- يعني: الإمام الصادق (عليه السلام)
2- في الكافي - الأصول، "باب المعارين": 4 / 204، ح (5)
3- هو المفضّل بن صالح الأسديّ، يُكنى أبا جميلة، كان نخاساً يبيع الرقيق، وقيل: كان حداداً، وإنَّه من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، مات في حياة الإمام الرّضا (عليه السلام)، ينظر: في ترجمته: خلاصة الأقوال؛ الحلي: 430، ورجال ابن داود؛ الحلي: 280، رقم (511)، و302، وتاريخ الإسلام؛ الذهبي: 13 / 408، وتهذيب التهذيب؛ ابن حجر: 10 / 223، ولسان الميزان؛ ابن حجر: 7 / 520، وحاوي الأقوال الجزائري: 4، 306 - 307، رقم (2170)، و415، ونقد الرجال؛ التفرشي: 4 / 406، رقم (5396 / 6)، ومنتهى المقال؛ المازندراني: 6 / 308،، رقم (3027)، وطرائف المقال؛ البروجردي: 1 / 611، رقم (6025)، ومستدرکات علم رجال الحديث؛ الشاهرودي: 7 / 474، رقم (15136)، ومعجم رجال الحديث؛ الخوئي: 19 / 311، رقم (12607)، وقاموس الرجال؛ التستري: 10 / 203، رقم (7695)، وتهذيب المقال؛ الأبطحي: 5 / 83، وكُلّيّات في علم الرجال؛ السبحاني: 205
4- يعني: أبا عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام)
5- في المحاسن؛ البرقي، "باب الإخلاص": 1 / 252،، ح (274)، هكذا: "عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن مفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال: إنَّ الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر ومن لم يدر الأمر الذي هو عليه مقيم أ نفع هو له أم ضرر؟! قال: قلت: فبما يعرف الناجي قال: من كان فعله لقولِه موافقاً فأثبت له الشهادة بالنجاة ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع"

وَفِي مُرْسَلَةِ يُونُسَ(1)عَن أَبيِ الحَسَنِ(2)(عليه السلام): «إِنَّ فَلاناً كَانَ مُسْتَوْدَعاً إِيمَانُهُ فَلمَّا كَذَبَ عَليْنَا سَلَبَ(3)إِيمَانَهُ ذَلِكَ»(4).

فَفِي هَذِهِ الأخبارِ، وَمَا أَشْبهها تصریحٌ بِما قُلنْاهُ مِن حُصولِ اسْتِقَرارِ الإيمانِ بِالطَّاعَةِ للهِ "تعالى"، وزَوَالِهِ بِالمَعْصِيةِ وإنّ مَن ادَّعى الإيمانَ، وَهُوَ يَعْمَلُ العِصْيَانَ، لا تَثْبُتُ لَهُ الشَّهَادَةُ بالنَّجاةِ؛ لأنَّ ظهورَ عصیانهِ کاشفٌ عن اخْتِلالِ إيْمَانِهِ، نَسْأَلُ اللهَ بِمَنِّهِ التَّوفيقَ لِطَاعَتِهِ، والإِعَانَةَ عَلَى تَركِ مَعْصِيَتِهِ.

واعْلَمْ أنَّهُ قَد جَاءت في قِسْمَةِ الإيمانِ مِن حيثُ استقراره وزواله إلى القسمين المذكورين في كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) جُمْلةُ أَخْبارٍ عَن أَولادِهِ الطَّاهِرينَ الَّذين مِن نُورِ عِلْمِهِ يَقْتَبِسُونَ، وِمِن بَحْرِ مَعَارِفِهِ يَغْتَرِفُونَ، وَعَن رَأْيهِ يَصْدُرونَ، وَلِأَثَرِهِ يَقْتَفُونَ.

مِنْهَا مَا رَوَاهُ الشَّيخُ الجَلِيْلُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن يَعْقُوب الکُلَیْنِي(5)فِي "الكَافيِ"

ص: 160


1- هو أبو محمد یونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين بن موسی مولى بني أسد، فقيه محدّث من أهل العراق، كان متقدماً، عظيم المنزلة، وُلِدَ في أيام هشام بن عبد الملك، ورأى جعفر بن محمّد (عليه السلام)، وكان الإمام الرضا "(عليه السلام)، يشير إليه في العلم والفتيا، وهو أحد الأربعة الذين يُقال انتهى إليهم علم الأنبياء هم سلمان الفارسي، وجابر، وسيد، ويونس بن عبد الرحمن، ولما عرض كتابه عمل اليوم والليلة على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) قال أعطاه الله تعالى بكل حرف نوراً يوم القيامة، تُوفِّي (208 ه)، ينظر: ترجمته في: الرجال؛ البرقي: 49، و54، والفهرست ابن النديم: 276، ورجال النجاشي: 446، رقم (1208)، واختيار معرفة الرجال؛ الطوسي: 2 / 779، ورجال الطوسي: 346، رقم (11)، ومعالم العلماء؛ ابن شهر آشوب: 167
2- يقصد الإمام الرضا (عليه السلام)
3- في الأصل: "سلبه الله". وما أثباته من الكافي الشريف
4- الكافي - الأصول "باب الإيمان والكفر": 4 / 203 - 204، ح (4)
5- هو أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني والرازي السلسلي، لنزوله درب بغداد، ثقة الإسلام، وشيخ المحدثين، ومن أوثق الناس في الحديث، وأثبتهم في التَّصنيف والمسلّم عند العامّة والخاصة، عالم جليل القدر، عالم بالأخبار، وُلِدَ في كُلَين، كزُبير قرية في دهستان في ناحية الري، ونشأ فيها، ثُمّ انتقل إلى بغداد لطلب العلم، كان أبوه من علماء الريّ، ووجهائهم، وله كتاب "الكافي"، وهو من أهم كتبه، بل أهم كتب الشيعة في الحديث، ألّفه في عشرين سنة، وغيره ک (الرد على القرامطة)، و (الرسائل)، و (كتاب في الرجال). توفّي ودُفِنَ في بغداد سنة (329 ه)، وقبره معروف يُزار. ينظر في ترجمته: رجال ابن داود: 187، رقم (1538)، ورجال الطوسي: 439، رقم (6277 (27))، ولسان الميزان؛ ابن حجر: 5 / 433، رقم (1419)

بالسّندِ "عَن مُحَمّد بن مُسلِم: عَن أَحدهما "(عليهما السلام)"، قَالَ: سَمِعْته يَقولُ: «إنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ خَلْقاً للإيمَانِ لا زَوَالَ لَهُ، وخَلَقَ خَلْقاً لِلكُفْرِ لا زَوَالَ لَهُ، وَخَلَقَ خَلْقَاً بَيْنَ ذَلِكَ وَاَسْتَودَعَ بَعْضَهُم الإِيْمَانَ، فَإِنْ يَشَأ أَن يُتِمَّهُ لَهُم أَتَمَّهُ، وَإِن يَشَأ أَن يَسْلِبَهُم إِيَّاهُ سَلَبَهُم، وَكَانَ فُلانٌ مِنْهُ مُعَاراً»(1).

و"عن كُلَيْب [بن معاوية ](2)الأسديّ عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: "إنَّ العبدَ يُصبح مؤمناً ويُمْسِي كَافِراً، [276] / / ويُصْبِحُ كَافِراً، وَيُسمَّى مُؤْمِناً، وَقَوْمٌ يُعَارُونَ الإيْمَانَ، ثُمَّ يُسْلَبُونَهُ وَيُسَمَّونَ المُعَارِينَ، ثُمَّ قَالَ: فُلانٌ مِنْهُم"(3).

أَقُولُ: أرادَ "عَليه السّلام"، ب"فُلانٍ" فِي الأَخْبَار المَذْكُورةِ، أَبَا الخَطَّابِ محمّد بنِ أَبِي زَيْنبَ الكُوفِيّ(4)، فإنَّه كَانَ مِن عُلَماَءِ أَصْحَابِ الصَّادِقِ "عَليه السلام"، ثُمَ صَارَ

ص: 161


1- الكافي - الأصول، "باب المعارين"، ح 1: 4 / 201 - 202
2- في الأصل: "كليب الأسدي". بلا: "بن معاوية". وما أثبتناه من الكافي الشريف
3- الكافي - الأصول، "باب المعارين": 4 / 202، ح (2)
4- هو أبو الخطاب الأسديّ المولى الكوفّي الأجدع، يقال: إنَّ اسمه زيد، كان يكنى: أبا مقلاص، وأبا زينب، وأبا الظبيان، البزّاز، البراد، أمره مشهور، ملعون مغالٍ. وإليه تُنسب فرقة الخطَّابيَّة كان له دور في المناداة بإمامة إسماعيل بن جعفر، وكان يدعي النبوة، قال الشهرستاني (ت 548 ه)، في الملل والنحل: 1 / 159: "أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلي أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه: تبرأ منه، ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة عنه، وشدّد القول في ذلك". ينظر: ترجمته وأحواله في: المقالات والفرق؛ ابن أبي خلف القُمّي: 81، رقم (158)، ورجال الطوسي: 296، رقم ([4321]346)، وشرح أصول الكافي؛ المازندراني: 10 / 138، ونقد الرجال؛ التفرشي: 4 / 328، رقم (5092 / 736)، وحاوي الأقوال؛ الجزائري: 4 / 289، رقم (2131)، و4 / 419

غَالِياً كَذّاباً، فَلَعَنَهُ الإِمامُ، وَتَبَرَّأ مِنْهُ، وَأَمَرَ أَصْحابَهُ بِالبَرَاءَةِ مِنْهُ(1).

وَقَد صَرَّحَ(2)بِه فِي رِواية عِيسى شَلقان(3)، عَن أَبِي الحَسنِ موسى (عليه السلام)، قَالَ: "إِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ خَلْقاً لِلْإِیمَانِ لا زَوَال لَهُ، [وَخَلَقَ خَلْقاً لِلْکُفْرِ لا زَوَال لَهُ](4)، وَخَلَقَ خَلْقَاً بَیَنْ ذَلِكَ، أَعَارَهم الإیمَان یُسَمَّونَ الْمُعَارِینَ، إِذَا شَاءَ سَلَبَهُمْ، وَکَانَ أَبُو الْخَطَّابِ مِمَّنْ، أُعِیرَ الإِیمَانَ"(5). إلى غير ذلك مِن الَأخبَارِ(6)فِي هَذَا المَعْنَى.

ولا يُرادُ بِمشيئةِ اللهِ سَلَبُ الإِيمانِ مِن "المعارين" - الخبر(7). بَل مَا أَشْرَنَا إِليهِ سَابِقاً مِن اِخْتِلالِهِ بِعروضِ الأَوْهَامِ أَوْ تَرْكِ العَمَلِ، فَالمَشِيْئَةُ هُنَا، هِيَ المَشِيئةُ العِلْمِيَّة، وَالمَعْنَى: إنْ عَلِمَ اللهُ مِنْهُم اسْتِحقاقَ إِتْمامِ الإِيْمَانِ لَهُم؛ لِقِيامِهِم بِوَظَائِفِ

ص: 162


1- قال الفيض الكاشاني (ت 1091 ه): عندما أورد الحديث عن الكافي: "أُرِيدَ بفلانٍ أبو الخطاب محمد بن مقلاص الغالي المعلون على لسان الصادق (عليه السلام)...". الوافي: 4 / 241 - 242
2- يعني صّرح الإمام الصّادق (عليه السلام) بهِ، جاء في الكافي، "باب المعارين": 4 / 202 - 203، ح (3)
3- من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، ينظر ترجمته وأحواله في: معجم رجال الحديث؛ الخوئي: 14 / 208، رقم (9252)، و228، والمفيد من معجم رجال الحديث؛ محمد الجواهري: 445
4- سقط من الأصل، وما أثبتاه من الكافي
5- في الكافي - الأصول، "باب المعارين": 4 / 202 - 203، ح (3)
6- ينظر: شرح أصول الكافي؛ المازندراني: 12 / 302، والوافي؛ الفيض الكاشاني، "باب نفي الربويَّة عنهم": 3 / 67، وبحار الأنوار؛ المجلسي: 2 / 250، و25 / 280، و321
7- يعني الخبر الذي تقدم في رواية الكافي، قوله: "إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ خَلْقاً للإيمَانَ لا زَوَالَ لَهُ، وخَلَقَ خَلْقاً لِلكُفْرِ لا زَوَالَ لَهُ، وَخَلَقَ خَلْقَاً بَيْنَ ذَلِكَ وَاَسْتَودَعَ بَعْضَهُم الإِيْمَانَ، فَإِنْ يَشَأ أَن يُتِمَّهُ لَهُم أَتَمَّهُ، وَإِن يَشَأ أَن يَسْلِبَهُم إِيَّاهُ سَلَبَهُم، وَكَانَ فُلانٌ مِنْهُ مُعَاراً"

العُبودِيَّةِ وَالطَّاعَةِ أَتَمَّهُ لَهُم بِالتَّوفِيقِ وَالمَعُونَةِ عَليهِ، وإنْ عَلِمَ مِنْهُم ضدَّ ذَلِك وَكَّلهم إلى أنفُسِهِم، فَزال الإيمانُ مِن قُلوبِهِم. وَ"وراية يونس" مشيرةٌ إِلَى هَذَا المَعْنى، [و] إنْ لَم تَكُن مُصَرَّحةً بِهِ. وَسَنَزِيدُ هَذا المَعْنَى إِيْضَاحاً، إنْ شَاءَ اللهُ "تعالى".

وَاَعْلَمْ أنَّ مَوردَ القِسْمَةِ فِي كَلامِ أَمِيرِ المُؤمنينَ (عليه السلام) هُوَ الإِيْمَانُ المُكْتَسبُ مِن أيِّ طريقٍ مِن طُرُقِ الاكتِسابِ، فَقَوْلُ ابنِ أبي الحديد: إنَّ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) قَسَّمَ الكلامَ، في كلامهِ المذكور، إلى ثلاثةِ أَقْسامٍ: مُكْتَسَب مِنَ البرهانِ، والمُكْتَسَب مِن الجَدلِ، ومِن التَّقليدِ، ليسَ بصحيحٍ، فإنَّ الكلامَ لا إشعارَ لَه بقسمٍ ثَالثٍ، وَلا بَأنَّ التَّقسيمَ إلى القسمين المذكورين على الوجه الذي اعتبره بأنَّ الأوّلَ: هو الحَاصِلُ عَن البرهانِ(1)، وهُو الدَّليلُ المُولَّفُ [277] / / مِنَ المُقَدِّمَاتِ اليَقِيْنِيَّة(2)، والثاني: هو الحَاصِلُ عَن الجدل(3)، وهو القياس المُؤلَّفُ مِنَ المُقَدِّمَاتِ المُسَلَّمةِ(4)، وَالمَشْهُورةِ(5)؛ لخلوّ الكلامِ المَذْكُورِ عَن إِشَارةٍ مَا إِلَيهِ.

وَكَذلِكَ دَعْوَاهُ أنَّ الَّذي لا يَزولُ هُوَ البُرْهانِيّ، والَّذي يَزولُ هو التَّقليديّ، والذي يجوز أن يزول، وألّا يزول هُوَ الجَدلِيّ، ليستْ بِصحيحةٍ أيضاً. بَل مَرْجِعُ الزَّوالِ وعدمِهِ إِلَى ما ذكرناهُ في أوَّلِ الكلامِ مِن صيرورةِ الإِيْمَانِ مَلَكَة رَاسِخَة فِي

ص: 163


1- ينظر: الشفاء، 5 - البرهان؛ ابن سينا: 9 / 78، والتَّعريفات؛ الشريف الجرجاني: 64، والكليات؛ الكفوي: 249، ودستور العلماء؛ الأحمد نكري: 1 / 160، والمنطق؛ المظفر: 3 / 351
2- ينظر: الشفاء، 5 - البرهان؛ ابن سينا: 9 / 65، وما بعدها، والمنطق؛ المظفر: 3 / 314
3- ينظر: الشفاء، 6 - الجدل: ابن سينا: 9 / 7، و21، والتعريفات؛ الشريف الجرجاني: 101، والكليات؛ الكفوي: 714، ودستور العلماء، الأحمد نكري: 1 / 264، والمنطق؛ المظفر: 3 / 375، و 381
4- ينظر: الإشارات والتنبيهات؛ ابن سينا، شرح الطوسي، القسم الأول: 353، والمنطق؛ المظفر: 3 / 339
5- ينظر: الإشارات والتنبيهات؛ ابن سينا، شرح الطوسي، القسم الأول: 350، والمنطق؛ المظفر: 3 / 327

النَّفسِ وَعَدَمِ صَيْرُورَتها كَذَلِكَ. وَهَذَا هُوَ الَّذي جَزَمَ بِهِ شَيْخُنَا المُحَقِّقُ كَمَالُ الدِّينِ مَيْثمُ بن عليٍّ البَحْرَانِي(1)في شرحه.

والدَّليلُ عَلَى بُطلانِ دَعْوَى ابنِ أبي الحَدِيدِ فِي الإيمانِ البُرْهَانيّ إمكانُ أنْ يردَ عَلَى المُقدِّمَاتِ اليَقِيْنِيَّة تَشْكِيكٌ بالمقدِّمات الوَهْمِيَّة، وَلا يَلْتَفتُ ذلكَ المؤمنُ إِلَى أنَّها تَشْكِيكٌ عَلَى الضّرُورِيّاتِ غيرَ مُلتفتٍ إِلَيهِ، عِنْدَ أَرْبَابِ الحِكْمَةِ وَالكَلامِ. بَلْ نَظُنُّ أنَّها صَحِيْحَةٌ مُسَلَّمَةٌ، وَيَعْجَزُ عَن دَفْعِهَا، فَيَبْقَى مُتَرَدِّداً مُتَحيّراً، فَلا تَزالُ تِلكَ الوَهْمِيَّاتُ تَتَزايدُ وَتَقَوَّى فِي نَفْسِهِ، حَتَّى تُزَاحِمَ بُرْهَانَهُ فِي مَحلِّهِ، فَتُبْعِدَهُ عَن مَوْضِعِهِ، وَتَحلّ مَكَانَهُ مِن نَفْسِ ذَلِكَ المُكَلِّفِ، فَيَعودُ بُرْهَانُهُ يَتَنَاقَصُ يَشَيْئاً فَشَيْئاً، حَتَّى يَضْمَحِلَّ وَيَزُولَ.

ص: 164


1- هو أبو الفضل كمال الدين مثم بن علي بن ميثم معلىَّ، وُلد في البحرين سنة (636 ه) ونشأ فيها، فقيه متكلّم، محدّث، تُوفِّي فِي البحرين سنة (679 ه). وله مؤلّفات كثيرة منها: (اختيار مصباح السالكين)، و (قواعد المرام في علم الكلام)، و (شرح المائة كلمة لنهج البلاغة)، و (رسالة في الإمامة). قال عنه البلادي، في أنوار البدرين: 59: "العالم الرباني والعارف الصّمداني كمال الدين الشيخ ميثم بن علي ميثم البحراني، وهو المشهور في لسان الأصحاب بالعالم الربانيّ المشار إليه في تحيق الحقائق، وتشييد المباني أثنى عليه سلطان المحققين الخواجه نصير الملة والدين، ثناء عظيما، وعبر عنه المحقق الشريف في شرح المفتاح في أوائل علم البيان ببعض مشايخنا تنويها بشأنه، وتعريضاً، وأثنى عليه صدر المحققين مير صدر الدين الشيرازي في حواشي التجريد في مباحث الجواهر وأعجب بما أورده في معراج السماوي وله مصنفات كثيرة مليحة منها ( شرح نهج البلاغة)"، بل شروح له، كبير، ومتوسط، وصغير، وقيل فيه: "كفى لتبيين تبحّره في العلوم، شرحه لنهج البلاغة المكرمة، وهذا الكتاب حقيق بأن يكتب بالتبر على الأحداق، لا بالحبر على الأوراق". روضة العارفين؛ هاشم البحراني: 537. وينظر: ترجمته في: أمل الآمل؛ الحر العاملي: 2 / 332، رقم (1022)، ورياض العلماء؛ الأصبهاني: 6 / 33، وروضة العارفين؛ هاشم البحراني: 537 - 545

وَهَذَا مَعَ إِمْكانِهِ، عقلاً، قَد وقَعَ كثيراً، وأَخْبَرَ عَنْه القُرْآنُ الكَريمُ، قَالَ اللهُ "تعالى": ««وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ»(1). الآية، فَهَذَا البتةَ مُؤْمِنٌ عَن بُرْهَانٍ، وَقَد زَال إِيْمَانُهُ بِمَا أُشِيرَ إِلَيْه فِي الآيةِ، مِن إخلادِهِ إِلَى الأرْضِ وَاتّباعِهِ هَوَاهُ، وَقَالَ سُبْحَانه: «وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى»(2). الآية.

وَلا شَكَّ أنَّ إِيْمانَهُم كَانَ عَن بُرهَانٍ مِن أَوْضَحِ البَراهِين؛ لأنَّهم آمنُوا؛ بِسببِ خُروجِ نَاقةٍ اقْتَرَحُوا عَلى نَبِيِّهِم صَالِحٍ (عليه السلام) إِخَراجَهَا [278] / / مِن صَخْرَةٍ صَمَّاء، فَأَخْرَجَهَا لَهُم، وَهُم يَنْظُرونَ(3)، وأيُّ بُرهَانٍ أَوْضُحُ مِن هَذَا البُرْهَانِ!. وَاًيْضاً اقْتَرَحُوا إِخْرَاجَ فَصِيلٍ لِلنّاقَةِ المَذْكُورةِ مِن تِلْكَ الصَّخْرَةِ، فَأَخْرَجَهُ لَهُم مِنْهَا، وُهُم شَاهِدُونَ، ثُمّ آلَ أَمْرُهُم إِلَى الكُفْرِ، وَعَقَرُوا النَّاقَةَ الَّتِي جَعَلَها اللهُ لَهُم آيةً مُبْصِرَةً لا مَرِيةَ(4)فِيْها؛ لِتْرَجِيحِهِم العَمَى عَلىَ الهُدَى.

وَآمنَ قَوْمٌ فِي زَمانِ الرَّسُولِ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بمشاهدةِ دَلائِلِ النُّبوَّة وَمُعَاينةِ أَعْلامِ الرِّسالة، ثُمَّ ارْتَّدَ بَعْضُهُم، وَأَخْبَارُهُم فِي التَّفاسير والتَّواريخ مَذْكُورةٌ.

وَعَرَضَ لِقَومٍ فُضلاءَ مُمارسينَ لِلعلومِ شُبُهاتٌ مُعارِضةٌ لاعتقاداتِهم المُكتسبةِ بِالبرهانِ، فَزَالتْ عَنهم، وَصارَ فِرقةٌ مِنْهُم زَنادِقَة إِلى غيرِ ذَلِكَ.

ص: 165


1- سورة الأعراف، الآية: 175. ومن الآية 176
2- سورة فُصِلَتْ؛ من الآية: 17
3- ينظر: تفسير القُمّي: 2 / 473 - 475، والكافي - الروضة: 15 / 437، «حديث قوم صالح»، والتّبيان؛ الطوسي: 6 / 16 - 18
4- لا شكّ فيها

وأمَّا الدّليلُ عَلى بطلانِ دَعواهُ فِي التَّقليديّ؛ فَهُو ما يُشاهدُ فِي كُلّ زَمانٍ مِن ثُبوتِ إِيْمانِ كَثيرٍ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ لَهم مُمارَسَةٌ فِي العُلومِ، وَلا مَعرفةٌ بِالفَرْقِ بَينَ البُرهانِ والجَدلِ، ورُسوخهِ فِي قُلوبِهم كمر سوخِ الجِبال الرَواسي فِي مُسْتقراتها، وَكانَ السّرُّ فِي ذَلِكَ قِلَّة وُرودِ الأوهامِ عَلَى قُلوبِهِم، وَعَدَمِ التفاتِهِم لِلواردِ مِنها؛ لِجُمودِهِم عَلى ما اكتسبوه من أوائل الأدلّة، وإن لم يكن عن قوّةِ نظرٍ وزيادةِ فِكرٍ، بَلْ كَانَ مَبْدأهُ متابعةَ مَن يَثِقُونَ بهِ، وَيَعْتَقِدونَ فِيهِ أنَّه نَظَرَ لِنفسهِ، وَلهُم، وأنَّه يَتَحرّى الحقَّ، وَلا يُخطئ الصَّوابَ، مِن إِمامٍ مرشدٍ أو عالمٍ مصلحٍ، فَيَمْضُونَ عَلى إِيمانِهِم مُضيّ السَّيفِ الصّارمِ فِي الضّرِبْيَةِ، وَيَكونَ لكثيرٍ مِنْهم فضل وورع واجتهاد في العبادةِ أكثرُ ممّا يكونَ لأفاضلِ العُلماءِ المُحقّقينَ، وَلعلَّ مَا جاءَ عَن النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن قَوله(1): أَعْظمُ النَّاسِ إيمَاناً أقوامٌ يُؤمنونَ [279] / / بيِ، وَلَم يَرَونِي، وَإنَّما آمنُوا بِسَواد فِي بَياض. أَو مِثلُ هَذا، يُشيرُ إليهِم، أو أنَّهم يَدخُلُونَ في عموم المشار إِلَيْهِم بِهِ، وَهَذا الصِّنْفُ إِذا طَابَقَ اعْتِقَادُهُم الوَاقِعَ كَالّذينَ هُم مِن الفِرْقَةِ المُحِقَّةِ، فَبَخٍ بَخٍ لَهُم!.

نَعَمْ، لَو قَالَ(2): إنَّ إيمانَ النَّاظرِ فِي البُرهانِ أَبْطَأُ زَوَالًا مِن إِیْمَانِ المُقَلِّدِ عِنْدَ عُرُوضِ الشُبُهِ لَهُمَا لَمْ يكنْ مِن الصَّوابِ بَعِيْداً.

وأمَّا الثَّالث؛ فنحنُ نَذْهَبُ إلى جوازِ استِمرَارِ إيمانِهِ وجَوازِ زوالهِ، لَكِنْ مِنْ جِهَةِ مَا ذَكَرْناهُ سَابِقاً، لا مِن جِهَةِ مَا ذكرَه عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ الحَمِيْد(3).

[في البراءة، وأنواعها، ثم ما يحمل عليها من الولاية]

ص: 166


1- معنى قوله .صلى الله عليه وآله وسلم". وسيأتي؛ لأنّ الشيخ علّي البحراني رواه معنى، وليس نصّاً
2- يعني: ابن أبي الحديد المعتزلّي
3- يقصد: عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي

المَقام الثّانِي:

فِي قَوْلِهِ (عليه السلام): «إِذَا کَانَتْ لَکُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّی یَحْضُرَهُ اَلْمَوْتُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ یَقَعُ حَدُّ اَلْبَرَاءَةِ».

وَظَاهِرُ هَذا الكَلامِ أنَّه لَو كَانتْ بَينَ أهلِ الحَقّ، وَبَينَ أَحدٍ مِن النَّاس مُخالفةٌ توجبُ البراءةَ مِنهُ من مخالفةٍ فِي اعتقادٍ، وارتكابِ كَبَائِر مِن الذُّنوبِ، فلا يجوزُ لَهم البَراءةُ مِنْهُ حتَّى يَمُوتَ عَلى مَا هُو عَليه مِن المُخالفةِ، وصريحُ الكتابِ العزيزِ يُخالِفُ هَذا المُفادَ، قَالَ اللهُ سبحانه: «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ»(1). وَقَالَ "تعالى": «وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ»(2).

وَكَذَلِكَ مَا شَاعَ عَن النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن الأَمْرِ بِالبَراءةِ مِن الكُفَّارِ، وَالنَّهي عَن مُلاقاةِ أَهلِ البِدَعِ، والذُّنوبِ الكبائر بِبِشْرٍ وَطَلاقَةِ وَجْهٍ(3)، وَكَذا مَا اشْتُهِرَ عَن أَئِمْتِنَا "(عليهم السلام)" من التَّبرئ من أهلِ البدعِ والفرقِ، والضَّلالِ، وأمرهِم اتباعَهم بذلك. وَكلّ هذا يُخالِفُ ذَلِكَ الظَّاهِر، فَلا بُدَّ مِن تأويلٍ(4)يرتفع بهِ التَّناقضُ بَيْنَهُما، وَهُو بِحَمْلِ كَلامِ [280] / / أميِر المؤمنيَن (عليه

ص: 167


1- سورة المُمتحنة، من الآية: 4
2- سورة التَّوبة من الآية: 114
3- الكافي، "باب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: 9 / 492، رقم (10)
4- التَّأويل، هو الترَّجيع، وفي الشرّع: صرف اللّفظ عن معناه الظّاهر إلى معنى يحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقاً للكتاب والسنة. ينظر: التعريفات؛ الشريف الجرجاني: 72، ودستور العلماء؛ الأحمد نكري: 1 / 180

السلام) عَلَى إِرَادةِ الوُقوفِ عَن البَراءةِ الجَازمِةِ المُطلقةِ، بَل يَبْرَأَ مِنَ المُخالِفِ بَراءةً مَشْروطةً بِموتهِ عَلى الضَّلال؛ لِجَوازِ أنْ يَرْجِعَ الضَّلال(1)عَن ضلالة إِلىَ الحَقِّ، قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَتُوبَ مُرْتَكِبُ الكَبائِرِ مِن كَبائِرهِ لا الوقوف عن البراءة بالكُلِّيَّة، وهذا تأويلٌ يُشير إليهِ قولُهُ تعالى": «وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ»(2). فَجَعلَ البرَاءةَ المَنصوصَ عَليها بِالتّأبيدِ مُعَلَّقةً عَلى غَايةٍ مُمْكِنَةِ الحُصولِ، وَهِي وُقوعُ الإيمانِ مِن الكافرينَ الخاطئين؛ لإمكانِ حُصولِهِ مِنهم، فَإذا حَصَلَ مِنهُم ارْتَفَعَت البَراءةُ مِنهُم، وَوَجَبَتْ لَهُم الوَلايةُ فِي الدِّينِ، فَهَذا هُو مُرادُ أميرِ المُؤمنينَ (عليه السلام).

فَمَعْنَى كلامِهِ أنَّه إذا خَالفَكُم مُخالفٌ فِيمَا أنْتُم عَليهِ مِن الحقِّ وارتكبَ الكبائرَ مُصِرّاً عَليها فلا تَتَبَرؤوا منه براءةً مطلقةً قطعيَّة ما دامَ حيّاً؛ لإمكانِ رجوعِ المخالفِ الضَّالِ إلَى الحقِّ، وإقلاع ذي الكبائر عنها، وتوبته منها قبل موته، ولكن تبرّؤوا منه براءةً مشروطةً بِبَقائِهِ عَلى ما هُو عَليهِ من الضَّلالِ والعصيانِ إلى أن يموتَ، فإذا ماتَ على ضَلالهِ وإصرارهِ، فابرؤوا منه براءة قطعيَّة؛ لتحقيقِ البراءة منه حينئذٍ، إذ ليس بعد(3)الموتِ إيمانٌ يَنْفَعُ، وَلا تَوبَةٌ تُقْبَلُ. وَبَهِذَا التَّأويلِ يَرْتَفِعُ التَّنافِي المذكورُ.

ص: 168


1- كذا في الأصل. ولعلّها "الضال"، كما سيأتي من كلامه
2- سورة المُمتحنة، من الآية: 4
3- في الأصل طمس، كأنهَّا كما أثبتناها

وَقَد أشَارَ إليهِ بَعضُ الشّارحين(1)إشارة إجماليَّة، فقال(2): "والبراءة التي أشارَ (عليه السلام) إليها هِي البَراءةُ المُطلقةُ، لا كلُّ براءةِ، إذ يجوزُ لنا أن نَبْرَأَ مِن الفاسِقِ، وصَاحبِ الكَبيرةِ فِي حياتهِ براءةً مَشروطةً، أي: مَا دامَ مُصِرّاً عَلى كَبِيرتِهِ"(3)، انتهى.

هذا كُلُّهُ على فرْضِ إِمكانِ رُجوعِ الضَّال عَن ضَلالتِهِ إِلى الهُدَى، وإقلاعِ مُرتَكِبِ الكَبائرِ عَن إصرارِهِ عَلَيها إِلى التَّوبةِ مِنها قَبلَ مَوتِهما، فلو تبيَّنَ مِن طريقٍ يفيدُ العلمَ أنَّ ضالاً بِعَينهِ أَو مُصرّاً عَلى المَعاصِي بِخُصوصه، لا يَرجِعُ واحدٌ مِنهُما عمّا هُو عَليهِ مِن البَاطلِ جَازت البَرَاءَةُ المُطلقةُ مِنهُ، بَل وَجَبَتْ، ذَلِكَ مثلُ ما تَبَيَّنَ لإبراهيمَ الخَليلِ مِن آزر(4)، أنَّه عدوٌّ للهِ، فَتَبّرأ مِنه(5)[281] / / .

وَكَمَا تَبيَّن لِنُوحٍ (عليه السلام) مِن قَولِ اللهِ "تعالى": «أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ

ص: 169


1- ابن أبي الحديد
2- قال ابن أبي الحديد [في شرح نهج البلاغة: 13 / 109]..: "ينبغي أن تحمل هذه البراءة التي أشار إليها (عليه السلام) على البراءة المطلقة لا على كل براءة؛ لأنا يجوز لنا أن نبرأ من الفاسق، وهو حيّ، ومن الكافر، وهو حي؛ لكن بشرط كونه فاسقاً وبشرط كونه كافراً فأمَّا من مات، ونعلم ما مات عليه، فإنا نبرأ منه براءة مُطلقةً غيرَ مشروطة"
3- النَّصّ من شرح نهج البلاغة؛ ابن ميثم البحراني: 4 / 177 - 178. وقد نقلَه ابنُ ميثم البحراني، من شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة، بالمعنى، مع الإشارة إليه كناية، هكذا: "قال بعض الشارحين: والبراءة..."
4- ينظر: الكافي - الروضة: 15 / 808، وتنزيه الأنبياء؛ الشريف المرتضى: 62 - 65، والتّبيان؛ الطوسي: 5 / 279، وشرح أصول الكافي؛ المازندراني: 12 / 529، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 3 / 56
5- ينظر: تفسير العياشي: 2 / 120، والتّبيان؛ الطّوسي: 5 / 279، ومجمع البيان؛ الطبرسي: 5 / 97، وتفسير الصافي؛ الفيض الكاشاني: 2 / 382 - 283، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 3 / 510

إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ»(1). أَنَّ مَن لم يُؤمِنْ مِنُهم قَبْلَ هَذَا القَولِ، لا يؤمن أَبَداً، فتَبّرَأَ(2)مِنهُم براءةً قَطعيَّةً مًطلقةً، فقال: «رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا»(3).

وَكَمَا تبيَّنَ لِنَبِيّنا محمّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي أَبي لَهَبٍ(4)مِن قَولِ اللهِ سبحانه: «سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ»(5). أنَّه لن يُؤْمِنَ أَبَداً، فتبّرأ مِنْهُ(6)، وأَمْثالُ ذَلِكَ، وَهَذا الحكمُ مُطرِّدٌ، لا شكَّ فِيْهِ.

وَاعلمْ أنَّ الولايةَ تَجرِي عَلى قِياسِ البَراءةِ، فَالواجبُ عَلَيْنا مِن وَلايةِ المُؤمنِ المُتوَرّعِ عَن الكَبَائرِ وَلايةٌ مَشْرُوطةٌ ببقائِهِ عَلى مَا هُو عَليهِ إِلى حِينِ وَفاتهِ، فَإذا حَضَرَتْهُ الوَفاةُ، وهو على الإيمان حقّتْ لَهُ علينا الولايةُ القَطْعِيَّةُ المُطْلَقَةُ، وَمَتَى عَدَلَ عَن الحقِّ إِلى الضَّلالِ، أَو قَارَفَ المَعاصيَ الكَبائرَ مُصِرّاً عَليها، وَجَبَتْ عَلينا البَراءَةُ مِنهُ عَلَى التَّفصيلِ الّذي بيَّناهُ.

ص: 170


1- سورة هود، من الآية: 36، وتمامها: «وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»
2- ينظر: تفسير القُمّي: 3 / 1105، والتبيان؛ الطوسي: 10 / 115 - 118، ومجمع البيان؛ الطبرسي: 5 / 200 - 201، و 10 / 108 - 109
3- سورة نوح، من الآية: 26، وتمامها: «وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا». والآية: 27
4- أبو لهب، هو عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان شديد المعاداة والمناصبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين، كان غنياً من وجهاء قريش، تُوفِّي في مكّة سنة (624 م). ينظر في ترجمته وأحواله: السيرة النبوية؛ ابن هشام: 1 / 376، والطبقات الكبرى؛ ابن سعد: 4 / 59، وأنساب الأشراف؛ البلاذري: 4 / 303، وتاريخ مدينة دمشق؛ ابن عساكر: 67 / 161
5- سورة المَسَد، الآية: 3
6- ينظر: تفسير القمي: 3 / 1188، والتّبيان؛ الطوسي: 10 / 359 - 361، ومجمع البيان؛ الطّبرسي: 10 / 378 - 381، وتفسير الصافي؛ الفيض الكاشاني: 5 / 388 - 389، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 8 / 414 - 418، والميزان في تفسير القرآن؛ الطباطبائی: 20 / 444 - 447

ويدلّ على ذَلِكَ، مضافاً إِلى المَعْلومِ مِن سِيْرَةِ النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي بَراءَتِهِ مِمَّن ارْتَدُّوا عَن الإسلامِ مِن أَصْحَابِهِ، وَأَمَرهِ بِقَتلهِم، بَعد وَلايتِهِ لَهُم، وَالمَعْلُومِ مِن سِيرةِ أئِمْتِنا "عَليهم السلام" فِي تَبْرُئِهم مِمَّن خالفَ الحَقّ، وأَصرَّ عَلى الآثامِ مِن أَصْحابِهِم وَأْتَباعِهِم، وَأَمرِهِم مَن يُطيعُهُم، بالبراءةِ مِنهُم بَعدَ وَلايَتِهِم لَهُم. وَتَصْرِيحِ القُرآنِ الشَّريفِ بِمَدْحِ قَوْمٍ إِذَا أَحْسَنُوا فِي حَالِ إِحْسَانِهم، وَذَمِّهِم إِذَا أَسَاؤُوا فِي حَالِ إِسَاءَتِهِم - خصوصُ(1)رِوايةِ عِيْسی شَلقان(2)المَرْويّةِ فِي الكَافِي(3)، قَالَ: کُنْتُ قَاعِداً، فَمَرَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی (علیه السلام) وَمَعَهُ بْهَمَةٌ(4)، قَالَ قُلْتُ: يَا غُلَامُ، مَا تَرَى مَا يَصْنَعُ أَبُوكَ یَأْمُرُنَا بِالشَّيْءِ ثُمَّ يَنْهَانَا عَنْهُ أَمَرَنَا أَنْ نَتَوَلَّى أَبَا الْخَطَّابِ ثُمَّ أَمَرَنَا أَنْ نَلْعَنَهُ وَنَتَبَرَّأَ مِنْهُ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السلام)، وَهُوَ غُلاَمٌ: "إِنَّ اللهَّ خَلَقَ خَلْقاً لِلْإِيمَانِ لَا زَوَالَ لَهُ". وَأوْرَدَ مَا ذَكَرْناهُ عَنْهُ سَابِقاً، فِيَ "مَن أُعِيْرَ الإيمانَ"(5). وَبَعْدَهُ قَال - يعني عيسى: "فَدَخَلْتُ عَلىَ أَبيِ عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، فَأَخْبَرْتُهُ مَا قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) [282 ] / /، وَمَا قَالَ لِي، فَقَالَ(6)أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): إِنَّهُ نَبْعَةُ نُبُوَّةٍ".

وَالأحَاديثُ النَّاطقةُ(7)بِوجُوبِ الوَلايةِ فِي اللهِ، والعَداوة فِي اللهِ، يَشْمُلُ عُمومُها هَذا الفَردَ، مَع أنَّه مَوْضِعُ وِفاقٍ، لا يُعرَفُ فِيهِ خِلافٌ. وهذهِ سُنّةٌ جَاريةٌ فِي كُلِّ زَمَانٍ، وَفِي کُلِّ مُکَلَّفٍ، لا يختصُّ بها زمانٌ دون زمانٍ، ولا مُكلَّفٌ دونَ آخر، واللهُ المستعانُ.

ص: 171


1- هذا فاعل الدلالة، هكذا: "يدلّ على ذلك... خصوصُ رواية عيسى"
2- تقدّمت ترجمته
3- في الكافي - الأصول، "باب المعارين": 4 / 202 - 203، ح (3)
4- في الأصل: "بهيمة"، وما أثبتناه من أصول الكافي
5- يقصد: أبا الخطاب الذي مرّ ذكره وترجمته
6- في الأصل: "فقال لي"
7- في الكافي - الأصول، "باب الحبّ في الله والبغض في الله": 3 / 325 - 326، رقم (1882)

[و] إيضَاحُ جَمِيعِ مَا جَاءَ فِي القُرآنِ العَزيزِ مِن آياتِ البراءةِ مِن أَهْلِ الكُفْرِ والضَّلالِ، والمصرّينَ عَلَى الذُّنوبِ كُلُّهَا جَارِيةٌ عَلَى الشَّرط الَّذي بَيّناهُ مِن كَلامِ أَمِيرِ المؤمنينَ (عليه السلام)، إمّا وَارداً بَعْدَ ذِكْرِ البَراءةِ، أَو مُسْتفاداً مِن آياتٍ أُخُر تَقْتَضِي ذَلِك الاشْتراطَ، كآياتِ قبُولِ التَّوبةِ، وَمَا يَجْري مَجراها، وَكَذَا جَميعُ مَا دَلَّ مِن الكِتابِ الإلهيّ عَلَى وُجوبِ وَلايةِ المُؤْمِنِ المُتّقِيّ مِنَ الآياتِ، فَهُو أَيْضاً جَارٍ عَلَى الشَّرطِ الَّذي ذَكَرْنَاه، عَلَى التَّفصيلِ الَّذي أَوْضَحْناهُ، ومَن تَتَبَّعَ آياتِ القُرآنِ، كَفَاهُ العَيانُ عِن البَيانِ، إِذَا كَانَ مِن ذَوي العُقولِ والآذانِ [في الهجرة و حدّ، وأنواعها، وتأويلها] المَقام الثَّالِث:

فِي قَوْلِهِ (عليه السلام): «وَالْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَی حَدِّهَا الْأَوَّلِ، مَا کَانَ لِلّهِ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الْأُمَّةِ وَمُعْلِنِهَا، لَا یَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وَأَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ».

وَتَوضيحُ المُرادِ مِن هَذا الكَلامِ الشَّريفِ بَأنْ يُقالَ: الهِجْرَةُ فِي اللُّغةِ، هِي الخُروجُ مِن(1)دَار إِلىَ دَارٍ عَلى وَجْهِ الإطلاقِ. يَعْنِي: الخُروجُ مِن دَارِ كُفْرٍ إِلىَ دَارِ إِيْمَانٍ، أَو مِن دارِ كُفرٍ إِلَى مِثْلِهَا، أَو مِن دارِ إِسلامٍ إِلى مِثلِها؛ لِطَلَبِ دِيْنٍ، أَو غَيْرِهِ.

وأمَّا فِي الشَّرْعِ؛ فَتُطْلَقُ عَلَى مَعَانٍ:

الأوّل: الخروجُ من دَارِ الكُفرِ إلى دَارِ الإِسْلامِ؛ طَلَباً لِمَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ "صلّى الله عليه وآله وسلّم"، أو للتمَكُّنِ مِن إِظْهَارِ الدِّينِ، وَهَذِهِ هِي الهِجْرَةُ المَعْرُوفَةُ المَشْهُوْرَةُ، وَإِلَيهِ الإِشَارَةُ بِقَولِهِ "تعالى: «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ

ص: 172


1- في الأصل: "ومن"

مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ [283] / / الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِّ»(1).

وقِولِهِ سبحانه: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا»(2). وغيِرهمِا مِن الآياتِ، وإِليها أَشَارَ النَّبيُ (صلى الله عليه وآله وسلم) بِقَولِهِ: "لا هِجْرَةَ بَعدَ الفَتحِ"(3).

الثّاني: الخُروجُ؛ لِعَملِ الخَير مِن جِهادٍ مَعَ نَبيٍّ، أو وَصيّ نبيٍّ، أو حِجٍّ، أَو طَلَبِ عِلمٍ، أو غيرِ ذَلكَ مِن الأعمالِ الصّالحاتِ، وإليها الإشارة بقوله "تعالى": «وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً»(4).

وسبيل اللهِ عَامّ، وَمَعْرفةُ الإمامِ مِن أَعْظَمِ سَبِيلِ اللهِ، فَالعَارِفُ بِهِ مُهَاجرٌ إلى اللهِ جَلَّ وَعَلا(5).

الثّالث: اجتنابُ الذُّنوبِ، وإِلَيهِ الإِشَارةُ بِقولِ النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «المُهاجرُ مَن هَاجَرَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَليه"، رَوَى هَذَا الخَبَرَ شیخُنا(6)کمالُ الدِّینِ میثمُ بن عليّ(7)في "شرح النَّهج»(8).

ص: 173


1- سورة النساء، من الآية: 100
2- سورة الأنفال، من الآية: 72
3- في صحيح مسلم: 6 / 28، وسنن الترمذي: 3 / 74 - 74، رقم (1638)، والمعجم الكبير؛ الطبراني: 3 / 273
4- سورة النساء، من الآية: 100
5- ينظر: تفسير القُمّي: 1 / 219، وتفسير العياشي: 1 / 297، والتّبيان؛ الطوسي: 3 / 292 - 293، ومجمع البيان؛ الطبرسي: 3 / 129
6- عبارة شيخنا هنا؛ للتأدّب والتّبجيل، لما لابن میثم البحراني من شأنٍ؛ فلا شكّ في أنّه يسبقه زمناً طويلاً
7- تقدمت ترجمته
8- شرح نهج البلاغة: 4 / 178، و180، وينظر: اختيار مصباح السّالكين؛ ابن میثم البحراني - "شرح نهج البلاغة الوسيط": 442

الرّابِع: طَلبُ مَعْرفةِ الدِّينِ الصَّحيحِ والاعْتِقادِ الرّاجِحِ الّذي مِن أَشَدِّ أَرْکَانِهِ مَعْرِفةُ المُكلَّفِ لإمامِ زَمَانِهِ؛ لِقَولِ النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن مَات وَلَمْ یَعْرِفْ إِمَامَ زَمانِهِ مَاتَ مِیْتَةً جَاهِلیَّةً»(1). وَهَذِهِ الهِجْرةُ هِي المُشارُ إِلَيْهَا بقولِهِ "تعالى": «إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ(2)الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ(3)جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا»(4). یعني: "ظَالِمي أَنْفُسِهِم" بِتَركِ طَلَبِ مَعْرفةِ الدِّين القَويمِ، "قَالُواْ: کُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ"، لا نَعْلَمُ دِيْناً، وَلا إِمَاماً، "قَالْوَاْ أَلَمْ تَکُنْ أَرْضُ اللهِّ وَاسِعَةً فَتُهَا جِرُواْ"؛ لِطَلَبِ مَعْرفةِ الدِّينِ، والإمامِ المُرشِدِ إِلَى اليَقِينِ. والدَّليلُ عَلى إِرادةِ هَذَا المَعْنَى مِنْهَا، قَولُهُ "تعالى" بَعْدَهَا: «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ»(5)، إِلىَ آخِر الآيةِ، مَعَ أنَّه مَفادُ قولِ المُفسرِّينَ(6)، وأكثرِهِم، وَسَيأتي لِهَذا مَزِیدُ بیانٍ.

الخامِس: مَعْرِفَة أنَّ الحَقَّ نَصْرَةُ أَمْيرِ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) عَلَى مَن خَالَفَه وَحَارَبَهُ. ذَهَبَ إِلَيهِ الشَّيخُ الأجلُّ عليّ بن إِبَراهيمَ القُمِّي(7)، فِي "تفسيره"، وَنزَّلَ

ص: 174


1- کمال الدين؛ الصدوق: 409، ح (9)، والثاقب في المناقب؛ ابن حمزة الطوسي: 495، وشرح أصول الكافي؛ المازندراني: 5 / 146، والوافي؛ الفيض الكاشاني: 2 / 395
2- في الأصل: "تتوفهم"
3- في الأصل: "جزاؤهم"
4- سورة النساء، من الآية: 97
5- سورة النساء، من الآية: 98
6- ينظر: تفسير القُمّي: 1 / 218 - 219، وتفسير العيّاشي: 1 / 395 - 297، والتّبيان؛ الطوسي: 3 / 290 - 293، ومجمع البيان؛ الطبرسي: 3 / 126 - 129، والبرهان في علوم القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 306 - 313
7- هو أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القُمّي من أجل علماء الشيعة، مفسرّ، فقیه، إخباري وقد روى عنه مشایخ الحدیث کالكليني. قال النّجاشي عنه: علي بن إبراهيم بن هاشم ثقة في الحديث، ثبت معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنف، وصار ضريراً في سوط عمره، لم يقف العلماء على سنة وفاته، إلا أنّه كان حياً في سنة (307 ه). من مؤلّفاته: (كتاب الناسخ والمنسوخ)، و (كتاب المغازي)، و (كتاب الشرائع)، و (كتاب قرب الإسناد)، (كتاب في فضائل أمير المؤمنين)، وتفسيره المعروف ب(تفسير القُمّي) الّذي يُعدّ من أهم كتب التفسير الروائيّة، إذ أكثر الرواية عنه الكُلينِي في "الكافي". ينظر: ترجمته في: الفهرست؛ الطوسي: 152، والفهرست؛ ابن النديم: 277، ومعجم الأدباء؛ ياقوت الحموي: 12 / 215 رقم (51)، وخلاصة الأقوال؛ الحلي: 187، رقم (45)، ورجال ابن داود؛ الحلي: 135، رقم (1018)، والوافي بالوفيات؛ الصفدي: 20 / 6

الآية المَذْكُورةَ عَلَيْه، وتأوَّلَها فِيْهِ، وَجَعَلَ [أرض](1)اللهِ، كنايةً عَن [284] / / دِينِهِ، وكتابِهِ، فَيكون لفظُ "الأَرضُ" استعارةً، كَمَا حَكَاهُ(2)عَنْهُ(3)فِي "البُرهان"(4): نَزَلَت الآيةُ فِمَنْ اِعْتَزَلَ أَمِيرَ المُؤمنينَ (عليه السلام)، وَلَمْ يُقاتِل مَعَهُ، فَقَالت لَهُم المَلائِكةُ عِنْدَ المَوتِ: «فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ» - أي: لَم نَعْلَم مَعَ مَن الحقّ، فَقَالوا: «أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا» أي: دِينُ اللهِ وَكِتابُ الله واسع، فَتَنظرُوا فِيْهِ. انتهى.

وَهَذا التَّأويلُ غيرُ بعيدٍ من الأوَّلِ(5)؛ لتنصيصهِ عَلىَ طَلبِ معرفةِ الإمامِ إلا أنَّه أَخَصُّ مِنهُ.

السَّادِس: الخُروجُ مِن دَارٍ، لا تُقامُ فِيْهَا أَحْكامُ الإِسلامِ، ولا يُؤْمَرُ فِيها بِالمَعروفِ، ولا يُنْهى فِيها عَن المُنكرِ، إلَى دَارٍ تُقامُ فِيهَا أَحْكَامُ الإسلامِ، ويُؤْمَرُ فيها بالمَعروفِ،

ص: 175


1- في الأصل طمس، ولعلّها "أرض"، كما يدلّ عليه سياق التوجيه في المتن، والله تعالى أعلم
2- یعني: صاحب البرهان في تفسير القرآن؛ السيد هاشم البحراني. وستأتي ترجمته
3- يقصد: عن الشيخ القُمّي من تفسيره
4- ينظر: البرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 306
5- لعلّ معنى قولهِ "الأول" ينسجم بما كان يقصده، من المعنى الأوّل، والمعنى الرابع، أيضاً، لاشتراكما في طلب المعرفة عموماً

ويُنْهَى عن المنكرِ. رَواهُ أمينُ الإسلامِ أبو عليّ الفَضلُ بن الحَسنِ الطَّبرسي(1)، "رحمه الله"، في "مَجْمَع البَيانِ"(2)، عن بعضِ المفسرّين؛ ذكراً بأنَّه تأوَّلَ الآيةَ المَذكورة بِهِ. وَفِي کَلامِ بَعْضِ فقهائِنا "رحمهم الله تعالى"، ما يُشعِرُ بهِ، وهو مِن بُطونِ(3)الآيةِ الشرَّيفةِ، فأميرُ المُؤمنينَ (عليه السلام)، أَرَادَ بِالهِجْرَةِ مَعرفةَ الإمامِ مطلقاً(4).

يَعَني: وإن لَمْ يكنْ بخروجٍ مِن مَنْزلٍ إِلَى منزلٍ؛ لأنَّ هَذا أَحدَ مَعاني الهِجْرةِ، کَمَا عرفتَ.

والمَنْفِي فِي قَولِ النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا هجرةَ بعدَ الفتحِ»، هو المعنى الأوَّل خاصَّةً، بَل هُو الهِجرة مِن مَكْةَ بخصوصِها، کَمَا أفادَ شيخُنا کَمال الدِّین(5)"رضي الله عنه"، لا كلّ مَا يَصدقُ عَليه اسمُ الهجرةِ، وكيفَ يكونَ ذلكَ وَقَد سَمَّى النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مَن هَاجَر الذُّنوبَ مُهاجِراً، کَما

ص: 176


1- هو أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي الطوسي الطبري، فقيه، محدث، مفسِّر، من كبار علماء الشيعة الأجلاء، ولد في طبرستان سنة (462 ه) وسكن في المشهد الرضوي، وتُوفِّي في سبزوار سنة (552 ه)، وقيل سنة (548 ه)، وقيل سنة (561 ه)، ثُم نُقِل جثمانه "رحمه الله تعالى" إلى مدينة مشهد ودُفِن في جوار مرقد الإمام الرضا (عليه السلام) وقبره معروف یُزار. له مؤلّفات كثيرة منها: تفسير القرآن المسمّى (مجمع البيان في تفسير القرآن)، في عشرة مجلدات، يُعد هذا التفسير من أحسن التّفاسير وأجمعها لفنون العلم وأحسنها ترتيباً. و (جامع الجوامع)، أو (جوامع الجامع)، (والوسیط) و (الوجیز) و (الوافي) كلها في التفسير، و (أعلام الهدى في فضائل الأئمة) وغيرها. ينظر ترجمته في: معالم العلماء؛ ابن شهر آشوب: 14، رقم (14)، وریاض العلماء؛ الأصبهاني: 4 / 347 - 358، وروضات الجنات؛ الخوانساري: 5 / 357، وجامع الرواة؛ الأدربيلي: 2 / 4، وأمل الآمل؛ الحر العاملي: 2 / 216، رقم (650)
2- ينظر: مجمع البيان في تفسير القرآن: 3 / 128، و4 / 384 - 387
3- أي: مِن المعاني الباطنية لها، بالتأويل
4- ينظر: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة؛ الراوندي: 2 / 444 - 445
5- ينظر: شرح نهج البلاغة: 4 / 178 - 179

سَمِعتَ فِي الحَديثِ المَروّي عَنْهُ، وَأَيضاً لَو لَم يَكن المَعنى مَا ذَكرْناه؛ لَلَزِمَ أن يَكونَ کُلّ مَن خرَجَ مِن دارِ کفرٍ إلى دارِ الإسلامِ وَبلد الهجرةِ بعدِ الفتحِ، غيرَ مُهاجِرٍ، وَلا مستحقّ لثوابِ الهِجرةِ، واللازم باطلٌ باتفاق الأمَّة، فتعيّنَ أنَّ المنفيَّةَ هِي الهِجرةُ مِن مَكْةَ خَاصَّةً، وإِذا کَانتْ معرفةُ(1)الإمام هجرةً، فَالعَارِفُ [285] / / بِهِ مُهاجرٌ البَتَةَ.

(ما)، في قوله(2)(عليه السلام): «مَا کَانَ(3)للهِ فِي أَهْلِ الَأرْضِ حَاجَةٌ"، ظرفيَّة. بمَعْنَى: المُدّة. وَ (الحاجةُ) بِمَعْنى طَلَب اللهِ سبحانه و"تعالى»، مِن أهلِ الأَرضِ، اْمتثالَ الأَمْرِ وَالنَّهي الَّذي هُوَ مَعْنَى التَّكليفِ. استعارَ (عليه السلام) لهُ اسمَ الحاجةِ؛ لما بَيْنَهُما من المُشابَهَةِ. وإلى هذا التَّأويلِ يَذْهَبُ ابنُ أبي الحَدِيد(4).

ص: 177


1- في الأصل: "معروفة"
2- في الأصل: "وقوله"
3- في الأصل: "كانت"
4- قال ابن أبي الحديد: "وقال الراوندي: "ما" هنا نافية أي لم يكن لله في أهل الأرض من حاجة، وهذا ليس بصحيح؛ لأنَّه إدخال كلام منقطع بين کلامین متصل أحدهما بالآخر. ثم ذكر أنه لا يصح أن يعد الإنسان من المهاجرين إلا بمعرفة إمام زمانه وهو معنى قوله: "إلا بمعرفة الحجة في الأرض"، قال: "فمن عرف الإمام وأقرّ به فهو مهاجر" ". شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 13 / 110. أمّا واقع الاستعارة، فيبدو أنَّها لابن میثم البحراني عندما وجّه كلام الراوندي، كما سيأتي بيانه

ورجَّحَ الشَّيخانِ الفاضلانِ قطبُ الدِّينِ الرّاوندي(1)، وَكَمَال الدِّين البَحراني(2)، فِي شَرحَيْهِما، جَعْلَ (ما) نافيةً، وَهَذا الاحتمالُ ضَعيفٌ جِداً، وَوَجْهُ ضعفهِ أنَّ سياقَ الكلامِ يُعطي إِرادةَ أَميرِ المؤمنين (عليه السلام) بيانَ أنَّ حكمَ الهِجْرةِ باقٍ مستمرٌّ فِي جَميعِ أَزمنةِ التَّكليفِ، وأنَّهُ لا يختصُّ بهِ زمانٌ مِن أَزمنةِ التَّكليفِ دُونَ زَمانِ أخَر، وَهَذا المُفادُ يُناسِبُ الإِثباتَ لا النَّفي، فَيجبُ جَعْلُ (مَا)، بِمَعنى: المدّة؛ لِيكونَ حَاصِلَ مَعنى الكَلامِ أنَّ الهِجْرةً قَائِمةٌ عَلى حدِّها الأوَّلِ؛ كَونُ اللهِ "تعالى" طَالباً مِن أهلِ الأرضِ العملَ بأمرهِ وَنهيهِ، أي: مُدّة زَمانِ التَّكليفِ. فالصّحيح عِندِي مَا ذَهَبَ إِليهِ عَبدُ الحَميدِ(3)، لَيس ل (ما) هُنا مَعنى غيرُهُ؛ لِما قُلناهُ. فَ (ما) هنا، مِثْلها فِي قَولِ قُصّيِ بن كِلاب(4):

ص: 178


1- هو الشيخ ابو الحسين سعد / سعيد بن عبد الله بن حسين بن هبة الله بن حسن الراوندي الكاشاني، ويُلقَّب ب ( قطب الدّين). محدّث، مفسّر، متكلّم، فقيه، فيلسوف، أديب مؤرّخ، محقّق ثقة، وُلِد في القرن السّادس الهجري في راوند كاشان في إيران، وفي كثير من الأحيان، كان يُنسب إلى جده، ويُذكر (سعيد بن هبة الله الراوندي)، وكان أبوه وجده من كبار علماء عصره. وتتلمذ على الشيخ أبي علي الطبرسي صاحب "مجمع البيان"، وعماد الدين الطبري، والسّيّد مرتضى الرازي، وانتفع منهم كثيراً. ثُمّ سافَر إلى مدينة قم المقدسة، لينتفع من علمائها، وبعد مدة وجيزة أصبح من الوجوه المشهورين عند الشيعة. تُوفّي (قُدِّس سره) سنة (573 ه)، ودُفِن بمدينة قم المقدّسة، وقبره الآن في الصّحن الكبير من حرم السّيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام). له مؤلفات كثيرة منها: و (فقه القرآن)، و (الخرائج والجرائح)، و (قصص الأنبياء)، و (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة) في ثلاثة أجزاء، وغيرها. ينظر ترجمته في: معالم العلماء؛ ابن شهر آشوب: 15، و90، وأمل الآمل؛ الحر العاملي: 2 / 125، رقم (356)، وجامع الرواة؛ الأردبيلي: 1 / 364، ورياض العلماء؛ الأصبهاني: 2 / 419، ومنتهى المقال؛ المازندراني: 3 / 348
2- ينظر: تقدمت ترجمته
3- يعني: ابن أبي الحديد المعتزلّي
4- هو قُصيِّ بن كِلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، وهو الجدّ الثاني لشيبة بن هاشم المعروف بعبد المطلب، والجد الرابع للنبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان له نفوذ واسع في مكّة، ويعد أشهر رئيس في قريش، قبل البعثة؛ سمي "قصيا"؛ لبعده من دار قومه وأكثر المؤرخين على أنه اسمه زيد، ولما كبر عاد إلى الحجاز، ولي الكعبة وجدد بنائها. ينظر ترجمته في: السيرة النبويَّة؛ ابن هشام: 1 / 69، والطبقات الکبری؛ ابن سعد: 1 / 59، و66، ومروج الذهب؛ المسعودي: 2 / 265

رَزاح نَاصِري وَبهِ أُسامي ٭٭٭ فَلَستُ أَخَافُ ضَيْماً مَا حُييتُ(1) وقولِ امرئِ القَيس(2):

(أيا جارتنا إنَّ الخطوب تَنُوب ... وإنِّي مُقيمٌ ما أقامَ عَسِیبُ)(3)[من الطويل] وعسيب: جبل ببلاد الروم(4).

ص: 179


1- ينظر: البيت، في أخبار مكّة؛ الأزرقي: 107، والسيرة النبويَّة؛ ابن هشام: 1 / 84، ومعارج نهج البلاغة؛ علي البيهقي: 26، والسيرة النبويَّة؛ ابن کثیر: 1 / 100، والبداية والنَّهاية؛ ابن كثير: 2 / 265 - 266
2- هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي من بني آكل المرار، أشهر شعراء العرب في الجاهلية، یماني الأصل، ولد بنجد أو بمخلاف السكاسك باليمن، واشتهر بلقبه: "الملك الضليل"، وب"ذي القروح"، واختلف في اسمه، فقيل: جندب، أو مليكة، أو عدي، كان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، تُوفِّي في أنقرة. وله دیوان مطبوع. ينظر: في ترجمته: الأغاني؛ أبو الفرج الأصفهاني: 9 / 55، وتاريخ مدينة دمشق؛ ابن عساکر : 9 / 222، والبداية والنهاية؛ ابن کثیر: 2 / 277، والأعلام؛ الزركلي : 2 / 11، ومعجم المؤلفين؛ عمر کحال: 2 / 320، ومعجم الشعراء؛ الجبوري: 1 / 303 - 304، ومقدمة ديوان امرئ القيس: 6
3- دیوانه: 357، رقم 97. قالها عند موته. وينظر البيت أيضاً: الشعر والشعراء؛ ابن قتيبة: 1 / 121، والأغاني؛ أبو الفرج الأصفهاني: 2 / 513، و9 / 70، والصحاح؛ الجوهري: 1 / 181، وجمهرة الأمثال؛ أبو هلال العسكري: 1 / 373، ومجمع الأمثال؛ الميداني: 2 / 43، والبداية والنهاية؛ ابن كثير: 2 / 279، وصبحي الأعشى؛ القلقشندي: 14 / 174، وخزانة الأدب؛ البغدادي: 8 / 552
4- قال الحموي (ت 626 ه): "عسیب جبل بعالية نجد معروف قال الأصمعي: ولهذيل جبل، يُقال له: کبکب، وجبل يُقال له: خنثل وجبل، يقال له: عسيب، يُقال لا أفعل ذلك ما أقام عسیب، وَلَهُ ذكر في أخبار امرىء القيس حيث قال: أجارتنا إنَّ الخطوب تنوب ٭٭٭ وإنِّي مقيم ما أقام عسيب وامرؤ القيس بالإجماع مات مسموماً بأنقرة في طريق بلد الروم، وقد ذُکِرَ في أنقرة". معجم البلدان: 4 / 124 - 125

وقول المُتَلَمِّس(1):

"لَن تسلكي سُبُلَ البَوْباة مُنجِدَةً *** مَا عَاشَ عمرٌو، [وما عُمِّرتَ](2) قابوسُ"(3) [من البسيط].

وفي أمثالهم: لا أُکَلِمُ فلاناً مَا لاحَ فِي السَّماءِ نَجمٌ، وَمَا کَرَّ الجَديدان(4)، وَمَا طَلَعَتْ شمسٌ وغَرُبتْ. وَمِثلُ هَذا كَثِيرُ فِي الشِّعرِ والنَّثر.

والعَجَبُ مِن ذَهَاب هَذا المَعْنَى عَنِ الفَاضِلِ کَمَالِ الدِّينِ(5) مَعَ تَبَحُّرهِ فيِ العُلُومِ العَرَبيَّة، وغيرها!. وَأَيضاً أنَّه لا يتحصَّلُ غَرضٌ مُعتدٌّ بِهِ فِي المَقامِ مِن نَفي کَونِ اللهِ [286] / / مُحْتَاجاً إِلَى خَلْقِهِ، إِذْ لا يَتوهّمُ أحدٌ مِن المُخاطَبين ذَلِكَ، وَلا سَبَقَ فِي الكَلامِ مَا یُوهمهُ، وَلِمَا ذَكَرَهُ هُوَ(6) أيضاً مِن استلزامِ الفَصل بين كلامين متّصلين بكلام منفصل عنهما، إذا جعلت (ما) نافية، وما أروده شيخنا في رفع الاستلزام

ص: 180


1- وهو جریر بن عبد المسيح بن عبد الله بن دو فن بن حرب بن وهب، المقلب ب"المتلمس الضبعي"، من شعراء الجاهليَّة، سُمِّي بالمتلمس، لجملة قالها في قصيدة، كان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة فهجاه، فأرسله بكتاب إلى عامله على البحرين مع ابن اخته طرفة بن العبد، یرید به تقلهما، فكان أن دفع المتلمس الكتاب إلى غلام في الحيرة، ليقرأه، فلما عرف ما فيه ألقاه، حتّى قيل: "أشأم من صحيفة المتلمس"، توفِّي قبل الإسلام. ينظر في ترجمته: الشعر والشعراء؛ ابن قتيبة: 1 / 177، والأغاني؛ أبو الفرج الأصفهاني: 24 / 358
2- في الأصل: "ولا ما عاش". وما أثبتاه من ديوان المتلمّس. وينظر: هامش الديوان: 93
3- دیوانه: 93، البيت (12). والبيت أيضاً في: جمهرة أشعار العرب؛ القرشي: 203، ببعض التغيير (وما عُمِّرتَ قابوسُ)، ومعجم مقاییس اللُّغة؛ ابن فارس: 1 / 315. کالجمهرة
4- ينظر: شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 9 / 233
5- يقصد: ابن میثم البحراني
6- في حاشية الأصل: "هو يُراد به بن أبي الحديد". توضیح

المذكور، لا يخلوا من زيادةِ تكلّفٍ مستغنٍ(1) عنه، ولسنا نذهب بما قلناه إلى أنَّ لله حاجةً في عبادهِ، أو في عبادتِهم له؛ لأنَّا نعتقدُ أنَّ اللهَ سبحانه و"تعالى" هو الغني المطلق عن جميع من سواه، وإنَّما نريد أنَّ المقام لا يناسبه النَّفي؛ وَلَذا جَعلنا اسم (الحاجة) استعارة عن طَلَبِ العمل الَّذي ثَبَتَ صُدُورُهُ عَنِ اللهِ "تعالى" إِلَى خَلْقِهِ.

وظنِّي أنَّ داعي الفَاضِلينِ المُذكُورينِ(2) - قَدّس اللهُ سريهما - إِلىَ جَعْلِ (ما) نافيةً، تَوهّمُ أنَّ لفظةَ (الحَاجةِ) مُسْتَعملٌ هُنا فِي مَعناهُ الحَقِيقيّ، فَلا يَصحُّ المَعْنَى حَينئذٍ إلا بالنَّفي، وَلَیْسَ کَمَا تَوهّمَاهُ.

وأمّا "مُسْتَسِرّ، وَمُعْلَن"، فَفَسَّرَهُمَا الشّارِحُونَ(3) بمَن أَسرَّ دِينَهُ، أَي: أَخْفَاهُ؛ لِخَوفٍ، أَو تَقيَّة، أو أَظْهَرَهُ، وَهُو مُحْتَملٌ.

وَلَکِن عِنْدِي احْتِمَالٌ غَيْرُهُ، وَهُوَ أَن يُرادَ ب"المستسرّ": الإمامُ المَسْتُورَ، وَب"المُعلَن": الإمامُ الظّاهِرُ.

وقولُهُ (عليه السلام): "لا يَقَعُ اسمُ الهِجْرَةِ عَلَى أَحَدٍ" إلخ. يريدُ بهِ أنَّه لا يقعُ اسمُ الهِجْرَةِ الحقيقةٍ بعدَ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، على أحدٍ من المكلَّفين إلا بمعرفةِ الحُجَّة، يعني: إمامَ الزَّمانِ، فمَن عَرَفَها، وأقرّ بَها، فَهُوَ مُهاجِرٌ لَهُ مِثْل أحد المهاجرين لمعرفة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي زَمَانِهِ.

فَحَاصِلُ مَعْنَى الكَلامِ أنَّ الهِجْرَةَ حُکْمُها باقٍ مُسْتَمِرٌّ مُدّة كونِ اللهِ لَهُ فِي أَهْلِ الأرْضِ، مِن مُسْتَسِرّ دِيْنِهِ، أو معلنهِ - طلبُ امتثالِ الأمرِ والنَّهي، یعني: مُدّة بقاءِ زمنِ التَّكليفِ.

ص: 181


1- في الأصل: "مستغني"
2- يقصد: الراوندي، وابن میثم البحراني
3- ينظر: شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 13 / 111، و شرح نهج البلاغة؛ ابن میثم البحراني: 4 / 179

[و] لا يَقعَ اسْمُ الهِجْرَةِ تَحْقِيْقاً عَلى أَحَدٍ مِنَ المُكلّفينَ مِمَّن أَسَرَّ دِیْنَهُ أَو أَعْلنَه إلا بِمَعْرفةِ الإمامِ المَفْرُوضِ طَاعَتُهُ مِن اللهِ عَلَى العِبادِ، فَمَن عَرَفَهُ، وأقرّ بهِ، فَهُو مُهاجرٌ تَحْقِيقاً(1)، وَلا يَكْفِي عَن مَعْرِفَتهِ مَعْرِفةُ الرَّسُولِ (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصّةً، کَمَا تَوَهّمَهُ المُخَاطَبُونَ بِالكَلام، وَغَيرُهم مِن جُهورِ أَهلِ الإِسْلامِ، وَهُو وَاضِحٌ، جَعلَنا اللهُ وإخْوانَنا المُؤْمِنينَ مِن العَارفينَ بالإمامِ المُبِینِ.

[في معنى الاستضعاف، وأصناف المستضعفين] المَقَام الرّابع:

فِي قَولِهِ (عليه السلام): "ولا يَقَعُ [287] / / اسْمُ الاِسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ وَوَعَاهَا قَلْبُهُ". ف(الحُجَّة) هنا، أرادَ (عليه السلام) بها: الدَّليلَ الدَّالَ على الإمامِ المثبتِ لَهُ الإمامةُ، إذا أَحْسَنَ المُكَلَّفُ النَّظرَ فيهِ وأَنْصَفَ.

وأمّا "المستضعفُ"، فَهُو قِسمانِ:

أحدُهُما: القَاصِر الَّذي لا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى المَعْرِفَةِ للدينِ بالدَّليلِ، وإلى هَذَا القِسمِ الإشارةُ بقولهِ "تعالى": «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا»(2). لا يستطيعونَ حِيْلةً يَدفعونَ بهَا عَنْهُم الكُفرَ، وَلا يْهَتَدُونَ بهِا سَبيلاً إِلَى الإيمانِ مِثْلُ الصِّبيانِ، ومَن كَانَ عَلى مِثْلِ عُقُولِهم مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ، کَذا جَاءَ تفسيرُها(3) فيِ جْمُلَةِ أخبارٍ عن أئمتِنا "(عليهم السلام)".

ص: 182


1- ينظر: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة؛ الراوندي: 2 / 444 - 445، وشرح نهج البلاغة؛ ابن میثم البحراني: 4 / 179 - 180
2- سورة النساء، الآيتان: 98 - 99
3- ينظر: تفسير القُمّي: 1 / 218، وتفسير العيَّاشي: 1 / 295 - 296، وتفسير الصافي؛ الفيض الكاشاني: 1 / 490 - 491، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 307 - 312، وتفسير نور الثقلين؛ الحويزي: 1 / 537، و تفسیر کنز الدقائق؛ المشهدي: 3 / 515

وَجَاء فِي رِوايةِ أبي خَديجة(1) عَن أَبِي عَبْدِ اللهِ [(عليه السلام)] تَفْسِيُر المُسْتَضْعَفُ بِمَنَ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيْلَةً إِلَى النَّصبِ، فَينْصِبُوا، أو لا يَهتدي سَبِيلاً إِلَى الحَقِّ، فَيَدخلُوا فِيهِ، قَالَ: "وَهَؤُلاءِ يَدخلونَ الجنَّة بأَعْمالٍ حَسَنةٍ، وَبِاجْتِنابِ المَحَارِمِ الّتي نَهَى اللهُ عَنْها، ولا يَنالُونَ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ"(2) وفي رواية سليمان بن خالد(3) عن أبي عبد الله (عليه السلام): "المستضعفون قوم [يصومون ويصلّون](4) تَعِفّ بطونهُم وفروجُهم، ولا يَرَونَ أنَّ الحقَّ في غيرِنا، آخذينَ بأغصانِ الشَّجرةِ، «فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ»؛ إذا(5) كانوا آخذينَ بالأغصان، وإن لم يعرفوا أولئك، فإنَّ عفا

ص: 183


1- هو سالم بن مُكرَم بن عبد الله الجمال الكناسي، مولى بني أسد، الكوفّي، يُقال صاحب الغنم، ویکنی أبا خديجة، وأبا سلمة، وأنّه من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وری عنه، قيل إنَّ الإمام الصّادق (عليه السلام) هو من كنّاه أبا سلمة، وهو محدث ثقّة. ينظر في ترجمته: رجال النجاشي: 188، رقم (501)، واختيار معرفة الرجال الطوسي: 2 / 641، والفهرست؛ الطوسي: 141، رقم (337)، وخلاصة الأقوال الحالي: 354، وحاوي الأقوال الجزائري: 1 / 423، رقم (315)، ونقد الرجال؛ التفرشي: 2 / 297، رقم (2171)، والتّحرير الطاووسي؛ العاملي: 274، رقم (90)، وجامع الرواة؛ الأردبيلي: 1 / 349، ومعجم رجال الحديث؛ الخوئي: 9 / 24، رقم (4966)
2- في تفسير العيّاشي: 1 / 295، ومعاني الأخبار: الصدوق: 201، ح (5)، وعنه في بحار الأنوار، المجلسي: 69 / 160، ح (10)، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 309
3- هو أبو الربيع سلمان بن خالد بن دهقان بن نافلة، مولى عفيف بن معدي كرب عم الاشعث بن قيس لأبيه وأخوه لأمه، البجلي الأقطع، من أصحاب الإمامين الباقر والصّادق (عليها السلام)، كان محدثاً قارئاً وجيهاً، خرج من زید، فقطعت يده، مات في حياة الإمام أبي عبد الله (عليه السلام)، فتوجع لفقده ودعالوده وأوصى أصحابه بهم. ينظر ترجمته في: رجال النجاشي: 183، رقم (484)، وخلاصة الأقوال الحالي: 153، رقم (3)، ورجال ابن داود، الحلي: 248، والتحرير الطاووسي؛ العاملي: 257، ونقد الرجال؛ التفرشي: 2 / 359، رقم (2393)
4- في الأصل "يصلون ويصومون"
5- في الأصل: "إذ". وما أثبتناه من أصول الراوية

الله عنهم فَبِرَحْمَتِهِ، وإن عَذْبَهم فَبِضَلالِتِهم [عمّا عرّفهم](1)"(2).

وَهَذِهِ الرِّواية تخصِّص المستضعفينَ بالعاجزين من الإماميَّة عن معرفةِ الإمامِ (عليه السلام) بالنَّظر.

وَفِي رِوايةِ "عبد الغفار الجازي عَن أبي عبد الله (عليه السلام): "إنَّ المُسْتَضعفينَ ضُروبٌ یُخالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً، وَمَن لَم يَکُنْ مِنَ أهلِ القِبلةِ نَاصِباً، فَهُوَ مُسْتَضْعَفٌ"(3).

وهذه الرِّواية جَامِعةٌ بَينَ الرِّواياتِ المُخْتَلِفةِ فِي "مَعنَى المُسْتَضْعَف"(4) ظَاهِراً.

وَهَذَا القِسْمُ مِنَ المُسْتَضعَفِ بِجِمِيعِ أَصْنَافِهِ مَعْذُورُونَ، غَير مُؤاخذينَ بِعَدمِ مَعْرِفةِ الإِمَامِ بِالاسْتِدلالِ؛ لِعَجْزِهِم عَن ذَلِكَ [288] / /، وَمَوعُودُونَ بِالعَفْوِ عَنْهُم، وَيَدلُّ عَلَى ذَلِكَ،- يُضافُ إِلَى ظَاهِر الآيةِ المَذْكُورةِ قَولُهُ "تعالى": «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»(5)، و[قوله تعالى]: «لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا»(6). وَدَلِيلُ العَقلِ الحَاکِم بِقُبْحِ تَكْلِيفِ العَاجِزِ،- ما(7) أورَدَهُ ثِقةُ الإسلامِ(8) فِي "الكافي"(9)

ص: 184


1- سقط من الأصل. وما أثبناه من مصادر أصول الراوية
2- في تفسير العيّاشي: 1 / 296، ح (249)، ومعاني الأخبار، الصدوق: 202 - 203، ح (9)، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 310، و تفسیر کنز الدقائق؛ المشهدي: 3 / 516
3- في معاني الأخبار، الصّدوق: 200، ح (1)، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 309، وعن المعاني في بحار الأنوار؛ المجلسي: 69 / 159، ح (8)
4- ينظر: الكافي - الأصول: 4 / 179، ومعاني الأخبار: الصدوق: 200 - 203، "معنى المستضعف"
5- سورة البقرة، من الآية: 286
6- سورة الطلاق، من الآية: 7
7- هذا فاعل الدلالة، هكذا: "يدلّ على ذلك يضاف،... ما أورده ..."
8- ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكُليني، تقدمت ترجمته
9- في الكافي - الأصول، "باب المستضعف": 6 / 178 - 179، ح (1). هكذا: "عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ زُرَارَةَ...". وهو عن القُمّي، في تفسيره: 1 / 218. وينظر: معاني الأخبار: الصدوق: 201، والبرهان في تفسير القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 307، وبحار الأنوار؛ المجلسي: 69 / 157، ح (1)

مُرسلاً "عَن زرارة قَالَ: سَألْتُ أَبا جَعفر (عليه السلام) عَنِ المُسْتَضَعَفِ؟، فَقَالَ: هُوَ الَّذي لا يَهْتَدِي حِيلةً إِلَى الكُفْرِ فَیكُفْر، ولا يَهْتَدِي سَبِيلاً إِلَى الإِيْمَانِ [فَيُؤمِن](1)، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤمنَ، وَلا يَسْتَطِيع أن يَکْفُرَ [فَهُم](2) الصِّبْيَانُ، وَمَن كَان مِن الرِّجالِ والنِّساءِ عَلَى مِثْلِ عُقُولِ الصِّبيانِ مَرْفُوع عَنْهُم القَلَمُ".

أرَادَ (عليه السلام) ب"رَفع القَلمِ عَنْهُم"، مُؤَاخَذَتَهُم عَلَى عَدَمِ الإيْمَانِ، وَعَدمِ مَعْرِفَةِ الإمامِ بالنَّظرِ؛ لِعَدَمِ قُدْرَتِهِم عَلَى ذَلِكَ.

القِسمُ الثّاني: المُقصِّر فِي طَلبِ المَعرفةِ للدينِ الحَقِّ، وإمامِ العَدْلِ مَعَ بُلوغِ خَبرِ الإمامِ إليهِ، أو قُدْرَته عَلى طَلَبِ المَعْرِفةِ بالنَّظرِ وَالاستدلالِ، فَيَتْرُك ذَلِكَ، وَيَسْتَمِرّ عَلى جَهْلِهِ. وَأهلُ هَذا القِسمُ هُم المُشارُ إِلَيهم بِقولهِ تعالى: «الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ(3) الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ»(4)، إلى آخر الآية. وَقَد مَرّ فِي مَعناها أنَّهم يريدونَ أنَّهم مستضعفونَ، لا يعرفونَ الحقَّ، ولا إمام الهدى مع قدرتهم على طلب المعرفة، والنَّظر في الأدلّة، بدليل قول الملائكة في جوابهم: «أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا»(5).

ص: 185


1- كذا في الأصل، وليس في الكافي الشريف
2- سقطت من الأصل، ما أثبتناه من الكافي الشريف
3- في الأصل: «تتوفهم». كما في قوله تعالى: «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ». سورة النحل، الآية: 28
4- سورة النساء، من الآية: 97
5- سورة النساء، من الآية: 97

وأهلُ هَذَا القِسمِ مِنَ المُسْتَضعفينَ غَيرُ مَعذورینَ، بَل هُم مُؤاخذونَ؛ بِتَركِ المَعْرِفَةِ، مُتوعَّدُونَ عَلى تَركِهَا، وَعَلى الاسْتِمرارِ فِي الجَهْلِ، فِي الآيةِ الكَريمةِ، بِنَارِ جَهَنَّم - نعوذُ باللهِ مِنها!۔ فَالإنسانُ قَد يَنْتَفِي عَنَهُ اسمُ الاستضعافِ بِالمَعْنيينِ جَمِيعاً، وَقَد يَنْتَفي عَنْهُ اسمُ الاستضعافِ بالمعنى الأوَّل دُونَ الثّاني، ويدلُّ عَلى ذَلِكَ أخبارٌ مُتعدِّدة، فَفِي "البُرهان"(1) للسَّيِّد العلامةِ هاشِم بن سُلَيْمان البَحراني(2) عن تَفْسِیْرِ(3) أبي جعفر مُحَمَّدِ بن مسعود العَيّاشِي(4) بالسَّنَدِ "عن أبي الصَّبَّاح، قال: قلت لأبي عبد الله

ص: 186


1- البرهان في تفسير القرآن: 2 / 313. ح (1)
2- هو السّيّد هاشم بن سلیمان بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي الحسيني الموسوي التكتاني التوبلي البحراني المعروف بالسيد هاشم العلامة، محدّث، فقیه، مفسر، متبحّر في العلوم، كثير التصنيف، جيد التحرير، من علماء البحرين التي نشأ فيها ثم انتقل إلى النجف مدة للدراسة. انتهت رئاسة البلد إليه، وقام بالقضاء، توفّي سنة (1107 ه)، ودُفِنَ في توبلي، قرية في البحرين، نُسِبَ إليها. له مؤلّفات كثيرة تربو على خمسة وسبعين مؤلفاً بين كبير ومتوسط وصغير، منها: (مدينة المعاجز)، و (تنبيه الأريب)، و (غاية المرام)، و (الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد)، و (منتخب من شرح نهج البلاغة)، و (البرهان في علوم القرآن)، في ثمان مجلدات، مطبوع، وهو من التّفاسير الجامعة الروائيّة المهمّة المشهورة. ينظر ترجمته في: رياض العلماء؛ الأصبهاني: 5 / 298 - 304، ولؤلؤة البحرين: 64، رقم (19)، وطرائف المقال البروجردي: 1 / 78، رقم (243)، والكنى والألقاب؛ عبّاس القُمّي: 3 / 107 - 108، والأعلام؛ الزركلي: 8 / 66
3- تفسير العيّاشي: 1 / 297، ح (251)
4- هو أبو النضر، أو النصر محمد بن مسعود بن محمد بن عيّاش السلمي التّميمي الكوفّي السمرقندي، المعروف بالعياشي، جلیل القدر واسع بالأخبار، بصير بالروایات مطلع بها؛ فقيه مفسّر، من أعيان الشيعة، كان معاصراً للكليني، في عصر الغيبة الكبرى، قيل: إنَّه أنفق تركة أبيه على الكتب، وكانت داره کالمسجد بين ناسخ وقارئ أو محلي على الناس، قيل إنَّه كان من أهل السنة ثم تشیع، له التفسير المعروف ب «تفسير العيّاشي»، وهو من التّفاسير الروائية المهمّة، يقع في جزأين غير أنّه غير مكتمل، فالجزء الثاني منه إلى سورة الكهف؛ تُوفِّي سنة (320 ه)، وكتبه تزيد على مائتي کتاب منها: (العالم والمتعلم)، و (الدعوات)، (معرفة الناقلين)، و (معاريض الشعر)، و (دلائل الإئمة)، و (محاسن الأخلاق)، وتفسيره (تفسير العياشي) مطبوع. ينظر ترجمته في: فهرست؛ ابن النديم: 244، ورجال النّجاشي: 350، رقم (944)، والفهرست؛ الطوسي: 212، رقم (604)، ومعالم العلماء؛ ابن شهر آشوب: 134، رقم (668)

(عليه السلام): ما تقول في رجل دعي إلى هذا الأمر فعَرَفَه، وهو في أرض مُنقِطَعةٍ [289 ] / / إِذا جَاءَهُ مَوتُ الإمام، فَبَينا(1) هُوَ ينتَظرُ إِذَا جَاءَهُ الموتُ؟، فَقَالَ: "هُوَ والله بمنزلة مَن هَاجَرَ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فَمَاتَ، فَقَد وَقَعَ أَجْرُه عَلى اللهِ".

فَهَذا الخَبَرُ نَفَی عن العارفِ بالإمامِ الطَّالبِ لِمَعْرِفَةِ الإمامِ الَّذي بَعْدَهُ اسمَ الاسْتِضْعافِ مُطْلَقاً، لإثباتِهِ الهِجْرَةَ لَهُ. وهَذا أَمْرٌ مَعلومٌ؛ لأنَّ العَارِفَ بِالإمامِ (عليه السلام)، والطَّالِبَ لِمَعْرفتِهِ لا يَصدُقُ عَلى واحدٍ منهما اسمُ الاسْتَضْعافِ بِوجِهٍ مِن الوُجوهِ.

فِي "الكَافي"(2) لِثِقَةِ الإسلامِ، مُسْنِداً "عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسی (عليه السلام) قَالَ: سألتُهُ عن الضعفاءِ؟، فكتبَ إليَّ: "الضَّعيفُ مَن(3) لم ترفع إليه حُجَّة، وَلَم يَعرفِ الاختلافَ، فإذا عرَفَ الاختلافَ، فَلَيسَ بِمُستضعفٍ(4)".

وَعَن أبي بصير(5) بطريقيِن، "قالَ: قَالَ: أبو عَبدِ اللهِ (عليه السلام) مَن عَرَفَ

ص: 187


1- في الأصل: "فيينا". ما أثبتناه من العياشي، والبرهان
2- في الكافي - الأصول: 4 / 183 - 184، ح (2902 / 11)
3- في الأصل: "الذي"، وما أثبتناه من الكافي الشريف
4- في الأصل: "بضعیف"، وما أثبتناه من الكافي الشريف
5- أبو بصير، ويكنى أباً محمد، لیث بن البختري المراديّ الضرّير الأصغر الكوفِّي، روي عن الإمامين الصادق والكاظم "(عليهما السلام)". و"أبو بصير"، هذا "رحمه الله تعالى" مشترك، ولكن ثمّة قرينة، قال التّفرشي: "فالظّاهر أنَّ أبا بصير الذي روى عنه عبد الله بن مسکان هو ليث المرادي، لا یحیی بن القاسم،...". ينظر ترجمته في: رجال النجاشي: 321، رقم (872)، والفهرست؛ الطوسي: 205، رقم (585)، ومعالم العلماء؛ ابن شهر آشوب: 129، رقم (65)

اختلافَ النَّاسِ، فَليسَ بِمُستضعفٍ"(1).

وعن "أبي سارة [إمامِ مسجدِ بني هلال](2) عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: "ليس اليوم مستضعفٌ، أبلغ الرجالَ الرجالَ، والنساءَ النِّساءَ"(3).

وعن "سفيان بن السمط البجلي، قَالَ: قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام) ما تقولُ في المستضعفين؟، فقَالَ ليِ - شَبيهاً بالفزع: "فتركتم أحداً يكون مُسْتَضعفاً؟، فأينَ المُستضعفون؟!، فواللهِ لقد مَشى بأمرِكم هَذَا العواتقُ إلى العواتِقِ فِي خدورِهِنّ، وتحدّثَ بِهِ السّقاياتُ في طريقِ المدينةِ"(4).

فَهَذِهِ الأخبارُ قَد نَفَتْ بالتَّصريحِ اسمَ الاسْتِضْعافِ بِالمَعنی الأوّلِ عَمَّن بَلَغَهُ حُجَّةُ الإمام وعرَف اختلافَ الناسِ، وعمّن بَلَغَهُ خَبَرُ الإمامِ (عليه السلام)، لكنَّه مستضعف بالمعنى الثاني؛ لأنَّ معرفته باختلاف الناس تنبئ عن قدرته على معرفة الإمام بالنظر، فَتَرکُهُ ذلك وتماديه في جهالته بما فَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ مِن مَعْرِفَةِ إمَامِهِ - تَقْصِیْرٌ مِنْهُ، فيكون مِن ال«ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ»، المُشارُ إِلَيْهِم فِي الآيةِ السّابِقَةِ(5).

وفي "البرهان"(6) عن ابن بابویه(7)، والعيّاشي(8) مُسْنداً "عن سليمان بن

ص: 188


1- تفسير العياشي: 1 / 295، ح (243)، والبرهان في علوم القرآن؛ هاشم البحراني: 2 / 311
2- سقطت من الأصل، ما أثبتاه من الكافي - الأصول
3- الكافي - الأصول: 4 / 184، ح (2903)
4- الكافي - الأصول: 4 / 180، ح (2895)
5- سورة النساء، من الآية: 97
6- ينظر: البرهان في تفسير القرآن: 2 / 309 - 311، بأسانيد مختلفة ونصوص بمعناه عن القُمّي، و 2 / 311، بأسانيد مختلفة ونصوص بمعناه أيضاً عن العياشيّ، وعن العياشي في: 2 / 313
7- معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: 203، ح (10)
8- تفسير العياشي: 1 / 296 - 297، ح (250)

خالد عن أبي [جعفر](1) (عليه السلام)، قَالَ: سألتُهُ عَن المُستضعفيَن، فَقَالَ: البَلهاءُ فِي خِدْرِهَا، وَالخَادِمُ تَقولُ(2) لها: صَليِّ، فَتُصَليِّ، لا تَدْرِي إلا مَا قَلْتَ لَهَا، وَالجَلِيبُ(3) الَّذي لا يَدْرِي إلا مَا قُلتَ لَهُ، وَالكَبيُر الفَانيِ [290] / / والصّبي [و](4) الصَّغيُر، هَؤُلاءِ(5) المُستَضْعَفونَ. فأمّا رَجَلٌ شَديدُ العُنُق جَدِلٌ خَصِم يتولَّی الشِّراءَ والبيعَ(6)، لا تَستطيعُ أن تغبنه(7) فِي شيءٍ، تقول: هذا المستضعف؟(8)، لا، ولا كرامة".

فَهَذا الخَبَرُ نَفَی بالتَّنصيصِ اسمَ الاستضعافِ عِن العَارِفِ بِالجَدَلِ، وَالخُصُومَةِ، الحَاذِقِ فِي أمورِ دُنياه بِالمَعْنى الأَوّلِ مَعَ أنَّه مُسْتَضْعَفٌ بِالمَعْنى الثّانِي(9)؛ لأنَّهُ فِي تَمامِ القُدَرةِ عَلى مَعْرِفَةِ الإِمامِ بالاستدلالِ، فَتَرَكَها(10)، وَبَقِي فِي ظُلماتِ الجهلِ والضَّلالِ.

هَذَا مُختصرٌ القولِ في بيان معنى "المستضعف". وإذْ قَد عَرَفْتَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أنَّ مرادَ أميرِ المؤمنينَ مِن الفَصلِ المَذْكُورِ أنَّ اسمَ الاستضعافِ الَّذي يُعْذَرُ صَاحِبُهُ،

ص: 189


1- في الأصل: "أبي عبد الله". وما أثبتناه من العيّاشي، والبرهان في تفسير القرآن: 2 / 313، ح (28)
2- في الأصل: "فتقول"
3- الجليب: من جَلَبَ، والجلب: سوق الشيء من موضع إلى آخر، والجليب: هو الذي يجلب من بلد إلى غيره. ينظر: لسان العرب؛ ابن منظور: مادة (جلب): 1 / 268
4- سقطت من الأصل. وما أثبتنا من العيّاشي والبرهان في تفسير القرآن، وأما في معاني الأخبار، فكما الأصل: "الصّبي الصغير". من غير عطف
5- في الأصل: "يا سلیمان هؤلاء"
6- في الأصل: "البيع والشراء"
7- كذا في الأصل، موافقاً للبرهان في تفسير القرآن. أمّا في تفسير العياشي: "تعينه"
8- في الأصل: "مستضعف"
9- يقصد معنی: "مقصرّ"
10- الضمير يعود على "المعرفة"

ولا يُؤاخَذُ فِي الآخرة بَعَدَمِ مَعْرفةِ الإمامِ بالنَّظَرِ والاستدلالِ لا يقعُ بالتَّحقيقِ عَلى "مَن بَلغتْهُ الحُجَّةُ". أي: الدَّليل عَلى إمامةِ الإمام، "فَسَمِعَتْها أُذُنُهُ، وَوَعاها قَلْبُهُ"، يَعني: حَصَلَتْ صورتُها فِي قلبِهِ، بل إمَّا أن يَعرفَ الإمامَ فَيَقرّ بِهِ، فيَصْدُق عَليهِ اسمُ الهِجَرةِ، فَيكونُ مِن المُهاجرينَ؛ لتحصيلهِ المعرفةَ المطلوبةَ التي يَصدقُ عَلى صَاحِبِها اسمُ المُهاجِرِ، وإن لم يخرجْ مِن بلدِهِ إلَى بلدِ الإمامِ (عليه السلام)؛ لأنَّ الهجرة بالأبدانِ بعد الرسولِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ليست واجبةً إلا إذا دَعَت الحاجةُ إِلَيْها؛ لِنَصْرةِ الإمامِ، وإمّا أن يَتْرُكَ الإقرارَ بالإمام فيكون من ال«ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ»، المُشارِ إليهم في قوله "تعالى": «الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ». الآية السّابقة؛ لتقصيرهِ فِي تَحْصيلِ المَعْرفةِ المُطْلُوبةِ مِنه مَع قُدْرَتِهِ عَليها؛ لأنَّهُ ليسَ بِمُسْتَضْعَفٍ، فيصدقُ عَلِيه المُسْتَضْعفُ؛ لأنَّ المُستَضعفَ المَعْذُورَ إنّما هو الّذي لَم تَبْلُغْهُ حُجَّةُ الإمام، وَلَم يَسمعْ خَبَرَهُ، وَلم يَعرف اختلافَ النّاسِ، لا مَن كَانَ عَلى طَرفِ النَّقيضِ مِنْهُ، وَمِنَ اللهِ التَّوفيقُ.

[في صعوبة المعرفة، ومعنى الوعي، وامتحان القلب للإيمان] المَقَام الخَامِس:

فِي قَولِهِ [291] / / (عليه السلام): ” إنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَحْمِلُهُ(1) إِلَّا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ(2) اللهَّ قَلْبَهُ لِلإيْمَانِ، وَلاَ يَعِي حَدِيثَنَا إلاَّ صُدُورٌ أَمِينَةٌ، وَأَحْلَامٌ رَزِينَةٌ».

ص: 190


1- في الأصل: "لا يحتمله"
2- في الأصل: "قد امتحن"

والَّذي ينبغي الابتداءُ بهِ فِي توضيحِ هَذا الفَصلِ هُو بيانُ معاني مُفرداتِهِ:

ف«الأمرُ»: يُقال عَلَى مَعانٍ(1) منها: الشَّأنُ والقِصّةُ، يَعني: الحَالُ الّتي عَلَيها الشَّيءُ، وهُوَ المُرادُ هُنا. يعني: أنّ ما نَحنُ عَلَيهِ مِن الفَضلِ، والكَمَالِ النَّفسانيّ الزّائدِ عَلَی کَمَالاتِ البَشَرِ.

«صَعْبٌ»: والصَّعبُ(2) هو الَّذي لا يُدركُهُ طالبُهُ إلا بمشقّةٍ شَديدةٍ.

و«المُسْتَصْعَبُ»: أشدُّ مِنهُ صُعوبةً. والاحتمالُ: يُرادُ بهِ، هُنا: القَبُولُ التّامّ، الذي لا يَشوبُهُ تَوَقّفٌ، ولا تَشكِيْكٌ. والمُؤْمِنُ: قد سَبَقَ تَفْسِيْرُ مَعَناهُ(3).

وامتحانُ القَلبِ للإيمانِ، قِيل: هُو إخلاصُهُ لِقَبُولِهِ(4). وقِيلَ: شْرَحُهُ، وَتَوسِيْعُهُ لِذلكَ. والأمرانِ يَرجَعانِ إِلى تَنويرِ القَلبِ، وَتَصْفِيتِهِ کَمَا یُصَّفَى الذَّهبُ؛ بإِذابتِهِ فِي النّارِ وَتَقويتِهِ(5) عَلىَ قَبُولِ الِإيمانِ حقَّ القَبُولِ، وَرُسوخِ الإيمانِ فيهِ عَن التَّزلزُلِ والتَّغيُّرِ.

ص: 191


1- قال الراغب الأصفهاني (ت 425 ه): (الأمر: الشأن، وجمعه أمور، ومصدره أمرته: إذا كلفته أن يفعل شيئاً، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: «وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ» [سورة هود، من الآية: 123]...). مفردات ألفاظ القرآن: 88
2- صعب: خلاف الذلول والسهل، الأبّي الممتنع، العسر الذي لا ينقاد بسهولة، ينظر: معجم مقاییس اللغة؛ ابن فارس: مادة (صعب): 3 / 289، وتاج العروس الزبيدي: مادة (صعب ): 3 / 195
3- يقصد: تفسير الإيمان والمؤمن في المقام الأول
4- ينظر: شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 13 / 111
5- ينظر: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة؛ الراوندي: 2 / 446 - 447

و"يَعِي": مِن مُضَارع: وَعَي، وَأَصْلُهُ: يَوْعِي، حُذِفَتْ(1) الواوُ مِنْهُ؛ لِتَوسّطِهَا سَاکِنَةً بَيْنَ فَتْحَةٍ(2) وَكَسرةٍ أَصْليتيِن، کَمَا حُذِفَ فِي "یَفِي"، مِن "وَفَی"، مِن الوَفَاء، وَ"يَقِي"، مِن الوِقَاية.

والأصْلُ فِي "وَعَی"، کونُ الشَّيءِ حَاوياً لِشَيءٍ آخر، يَعني ظَرفاً لَهُ، ثُمَّ اسْتُعِيْرَ للجمعِ، وللإضمارِ، وللحفظ، وللفَهْمِ(3)، وَهُو المُرادُ هُنا.

و"الحَديث": هُوَ القَولُ المُفِيدُ، وَالمُرَادُ بِهِ هُنَا مَا یُخْبِرون بِهِ مِن العُلومِ وَالأسرارِ مِمّا يَتَعلَّقُ بِالغُيوبِ وَغيرهِ مِمّا لا يَتعاطاهُ النّاسُ، وَلا تَبْلِغُ إليهِ مَعْرِفَتُهُم.

و"الصُّدُور(4)": جَمْعُ صَدْر، والمُرادُ: أهلُ الصّدرِ، فُحِذَفَ المُضافُ، وأُطْلِقَ الصُّدورُ على أَهْلِها مَجَازاً، کَمَا قِيْل.

و"الأَمِیْنَة": الحَافِظةُ الّتي لا تُضيَّعُ مَا فِيها، ولا تُبَدِّدُهُ، ولا یَبْعُدُ أنْ يُرادَ بِالصُّدورِ: القِوى الحافَظةُ لصُورِ المَعَانِي.

و "الأَحْلام": هِي مِن حِلْمٍ، بِمَعْنى: [292] / / العُقُول.

و"الرَّزِيْنَة": الثَّقيلة، والمُرادُ: الصَّافيةُ الكَامِلةُ الَّتي لا يَسْتَخِفُّهَا عُروضُ الشُبهِ، ولا یُشكّکُها وُرُودُ الأَوْهَامِ، فَيُخرجُها مِن القَطْعِ إِلَى التَّردُّدِ، وَمِن اليَقِينِ إِلَى الشَّكّ؛ لأنَّها تَتعقّلُ مَا تَعقلُهُ تَعقُّلاً تامّاً عَلى مَا هُو عَليهِ مِن الحُدودِ، فَيَصِيرُ مَعقولاً راسِخاً

ص: 192


1- أي: إعلال بالحذف
2- في الأصل: "فتحته"
3- تاج العروس الزبيدي: مادة (وَعَی): 40 / 212
4- في الأصل: "صدر"

فِيها، لا تزلزلُهُ الأوهامُ، والتَّخيُّلاتُ الواردةُ عليهِ، بَل تدفعُ عنها تلكَ الأوهامَ، وتبطلُ تلكَ التّخيّلاتِ؛ بِأَدِّلَةٍ قَاطِعةٍ حَاضِرةٍ عِنْدَهَا.

فحَاصِلُ مَعْنی الفَصْلِ أنَّه (عليه السلام) أَرادَ أنَّ شأنَنا الَّذِي نَحنُ عَليه مِن الفَضلِ، وَرِفْعَةِ القَدرِ، وغزارةِ العلمِ عَظيمٌ، لا يُدركُهُ طَالِبُ معرفةٍ کُنْهَهُ، وَمُريدُ الوقوفِ عَلَى حَقيقتِهِ إِلا بِمَشَقَّةٍ شديدةٍ مِن تَصفيةِ ذِهنهِ، وَتَلطيفِ حِسّهِ بِاستعمال الفكر الصائب، والنَّظر الصحيح، ومجاهدة النفس بحملها على عمل الطاعات الدينية، وصرفها عن التقحم في الشهوات الدنيويَّة، وأخذها بإحياء الفضائل، ومجانبة الرذائل فهو في غاية الصعوبة، فلصعوبتِهِ لا يقبله تمامَ القبولِ، ولا يصدّق به حقّ التَّصديقِ إلا عبدٌ مؤمنٌ قَد نوّرَ اللهُ قلبَه، وقوّاه، وأخصله للإيمانِ حتَّى صَارَ الإيمانُ ثابتاً مستقرّاً فيه، لا يتزعزعُ، ولا يتزحزحُ، ولا يحفِظ حديثَنا؛ لمِا فيهِ مِن دقائقِ العلومِ والإسرارِ والأخبارِ بالأمورِ الغائبة الّتي عَلَى خلاف ما يتعاطاهُ النَّاسُ من ظواهر العلم، فتضمر على صدقه، ولا تردّه، ولا تضيّعه إلا صدورٌ حافظةٌ لِما يردُ عَليها مِن الحقائقِ، غير رادّه لِما يجمع فيها، ولا مضيّعة له. ولا يتعقّلُهُ تَمام التَّعقُّلِ ويفهمُ معاینهِ ویؤمنُ بصدقهِ وصحّته ويسلّم لما فيهِ إلا أهلُ عقولِ صافيةٍ كاملةٍ لا يزلزلُها(1) عمّا تعقّله عوارضُ الشُبه، ولا يشکُّکها في يقينها الذي أُضمرت عليه وارداتُ الأوْهامِ، وَهَذا وَاضِحٌ.

وَأَقولُ: إنَّ أميرَ المُؤمنينَ [293] / / "(عليه السلام)" كَانَ يَقولُ مِثلُ هَذا القَولِ، وَما هُوَ أعظمُ مِنهُ مِراراً كثيرةً عَلى رُؤُوسِ(2) الأشهادِ، وَصهَواتِ المنابرِ.

ص: 193


1- في الاصل: "يزلزها"
2- في الأصل: "رؤس". بواو واحدة

فَمِنَ ذَلِكَ قَولُهُ (عليه السلام)، فِي خطبةٍ طَويلةٍ يَذكُرُ فِيْها أُموَراً عَظِيْمةً مِن أُمُورِهِم: "إنَّ أمرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لا يَعرِفُ كُنْهَهُ إلا مَلِكٌ مُقرّبٌ، أو نَبيٌّ مُرْسَلٌ، أو عَبْدٌ امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ للإيمانِ"(1)، إلى غير ذَلِكَ مِن أقوالِهِ (عليه السلام).

وَجَاء عَن السّادة الأبرارِ مِن أولادِهِ مِثلُ أقوالِهِ هَذِه(2)، وَصَدَقَ (عليه السلام)، وَهُو الصدّيقُ الأكبرُ، والفاروقُ الأعظمُ، فإنَّ فضلَهم الشامخَ، وعلوّهم الباذخَ، وقدرَهم الرّفيعَ، وعلمَهم الغريزَ إذا سمِعَهُ مِن جماهيرِ النَّاسِ مَن يدّعي عِلماً، ومعرفةً أو يُدّعيانِ لَه، وَلَم يكن متّصِفاً بالصِّفاتِ المذكورةِ، أو حُدِّثَ بشيءٍ مِن علومِهم، اشمأزتْ مِنْه نَفْسُه، وَمَجَّهُ طبعُهُ، وسارَعَ إِلَى رَدِّهِ، وَبَادرَ إلَى جُحُودِهِ.

رَوَى جَماعةٌ مِن العامةِ رِوايةً، وَذَکَرَها ابنُ أَبِي الحديدِ فِي مَوْضِعٍ مِن شَرحِهِ(3)، مَضْمُونَها أنَّ رَجَلاً مِن المُعتنين بِعِلْمِ الحديثِ، - وتُعْرَفُ مراتبُ النَّاسِ فِي الفضلِ مِنَ الصّحابةِ وَغيرها - جَلَسَ إلى حذيفة بن اليمان(4)، "رضي الله عنه"، فقال: يا

ص: 194


1- في بصائر الدراجات؛ الصفار: 1 / 64، رقم ([90] 5)
2- في بصائر الدراجات؛ الصفار: 1 / 62 - 76، باب (11)، و (12)، "في أئمة آل محمد "عليه و(عليهم السلام)" وإنَّ حديثهم صعب مستصعب". والكافي - الأصول: 2 / 331 - 336، "102 - باب فيما جاء أنَّ حديثهم صعب مستصعب". ومعاني الأخبار: الصدوق: 198، و 407، رقم (83)، والأمالي؛ الصدوق: 52، والوافي؛ الفيض الكاشاني: 3 / 643، وبحار الأنوار؛ المجلسي: 2 / 71، و 183، و 185، و 193، ومستدرك الوسائل؛ النوري: 12 / 297، رقم (14131)
3- ينظر: شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 19 / 72
4- هو أبو عبد الله حذيفة بن حِسل، أو حُسيل بن جابر بن أبي ربيعة اليمان العبسي، صحابّي جليل من أعيان المهاجرين والنجباء، وُلِدَ في مكّة، كان "رضي الله عنه"، صاحبَ سرّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن أعلم النّاس بالمنافقين، شهد أحد وفتح العراق والشام، واليرموك، وقد ولاه أمير المؤمنين على المدائن، وتوفّي في المدائن في العراق، ودُفِنَ فيها سنة (36). ينظر: ترجمته في: الطبقات الکبری؛ ابن سعد: 6 / 15، والمستدرك الحاكم النيسابوري: 3 / 379، ومعرفة الثقات؛ العجلي: 1 / 289 رقم (287)، والثقات؛ ابن حبان: 3 / 80، وأسد الغابة؛ ابن الأثير: 1 / 390

أبا عبد الله، إنَّ أهلَ العراقِ يُحدِّثُونَ في فضلِ عليّ بن أبي طالبٍ (عليه السلام)، فَيُكثرونَ، أو قَالَ: فَيُسرِفُونَ، فَهَل أنتَ مُحدثِيّ بِحديثٍ فِي فَضلِهِ؟. فقال له حذيفةُ: یا فلان، ماذا أقول في رجل كان عمل واحد من أعماله يعدل أعمال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة !، فقال الرجل: حتّى أبي بكر وعُمَرَ؟!، فقال حذيفة: حتّى أبي بكرٍ وعُمَرَ!. فقال الرجل: هذا الذي لا يقبل، ولا يحمل أو ما هو بمعناه. يا أبا عبد الله، ما اظنُّه إلا إسرافاً، فغضب حذيفة غضباً شديداً، وقال: يا لكع، وكيف لا يقبل، ولا يحمل واين ابو بكر وعمر، وأين حذيفة حين جاء عمرو بن ودّ يَطلبُ المبارزةَ فأحجمَ عَنه المسلمونَ ما خلا عَليّاً، فإنَّه خَرَجَ إليهِ، فَقَتَلَهُ، واللهِ، لَقَدْ [294] / / سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) يَقُولُ: ضَرْبةُ عَليّ بِن أبي طَالبٍ لِعَمْرِو بن عبد ودٍّ تَعدلُ عَمَلَ أَصْحَابي إِلَى يَومِ القِيَامَةِ.

فَهَذا الرَّجلُ الَّذي يَدعّي مَعْرِفةً لمّا سَمِعَ مِن فَضْلِ أَميرِ المُؤمنينَ (عليه السلام) شَيئاً نِسْبتُهُ إلى بَاقِي فضائِلِهِ کَنِسْبةِ قَطْرةٍ إلَى بَحْرٍ، خَضَّمَ لَفْظَهُ طبعُهُ، وتسرَّعَ إلى إنكارِهِ، ونسبَهُ إِلى الإسرافِ. يعني مخالفة الرشدِ والصَّوابِ، وَقَد وَقَعَ لِعَبدِ اللهِ بن عبَّاس "رضي الله عنه" مَع قومٍ نظيرُ هَذِهِ الواقعةِ، فَرُوِيَ أنَّ قوماً أتوه، فَالتمسوا مِنهُ خَلْوَةً، فَقامَ مَعَهُم، فَسألُوهُ عَن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام)، فأخبرَهم عَن شَيءٍ مِن فَضْلِهِ، فَلَم يَقبلُوهُ، فَقامَ عَنهم شَديدَ الغَضَبِ، وَهُو يَقُولُ: أفٍ(1) وَتُفّ

ص: 195


1- «أفٍ»، فعل بمعنى: التّضجر والتّأفف، قال الراغب الأصفهاني: (أصل الأف: كل مستقذر من وسخ، و قلامة ظفر، وما يجري مجراها، ويقال ذلك مستخف به استقذاراً له، نحو: «أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ»، [سورة الأنبیاء، من الآية: 67]،... ومنه قيل: للضجر من استقدار شيء: أفف فلان). مفردات ألفاظ القرآن: مادة (أف): 79، وقال ابن أبي الحديد ( في موضع: (أف) من الألفاظ القرآنية وفيها لغات، (أفّ) بالكسر، وبالضم، وبالفتح، و (أف) منوناً بالثلاث أيضاً، ويقال: أفّا وتفّاً، وهو إتباع له، وأفة وتفة، والمعنی استقدار المعني بالتأفيف). شرح نهج البلاغة: 8 / 117

لِقَومٍ، کَذا وَكَذا، لِکَلامٍ يَذمُّهم فِيهِ، ويَنْتَقِصُهم بهِ، ذَهَبَ عنِّي الآنَ لفظُهُ.

وسُئِلَ مرةً عن فضلِ عليّ (عليه السلام)، فَقَال: ما أقولُ فِي رَجلٍ كانتْ لَه ثلاثةُ آلاف منقبةٍ فِي ليلةٍ واحدةٍ، يُشيرُ إلى تسليمِ الملائكة عَلى أميرِ المؤمنين (عليه السلام) يومَ بَدْرٍ(1)، فلم يَقْبَلْ أكثرُ السامعيَن ذلكَ.

وكانَ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) إذا أَخْبَرَ فِي مَحْضَرٍ أو عَلى منبرٍ بِالملاحمِ، والأمورِ الغيبيةِ بَادَرَ معظمُ أصحابهِ إلَى أنْكارِها، فَمِنهم مَن ينسبُه إلى التَّدليسِ، ومِنْهُم مَن يَنْسبُهُ إلى الكَذِبِ، حتَّى بلغَه ذَلِكَ، فقال، وهو على المِنْبَرِ: يقولون يَكْذِبُ، فَعَلَى مَن أَکْذِبُ أعلى اللهِ، فأنا أوّلُ مَن آمنَ بهِ، أم على رسوله اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأنا أوَّلُ من صدَّقَهُ(2).

وأحسنُ النَّاسِ فيه رأياً مَن يتوقّفُ فِي خبرهِ، وَيَتَردّدُ فِي صِدْقهِ، وَلا يُؤْمِنُ بهِ. و[لا] يَنْطَوي قَلُبُهُ عَلى تَصديقهِ مِن النّاس إلا قليلٌ جداً، وُهُم المُخْلَصُونَ فِي

ص: 196


1- بيانه: ليلة القرية، إشارة إلى ليلة بدر، حيث ذهب الإمام (عليه السلام)؛ ليأتي بالماء فسلّم عليه جبرئيل في ألف من الملائكة، و میکائیل في ألف وإسرافيل في ألف، وكلّ سلام منقبة. ينظر: مستدرك سفينة البحارة الشاهرودي: 1 / 134
2- لمزيد من الاطلاع على تمام النَّصّ في نهج البلاغة، [من كلام له (عليه السلام) في ذمّ أهل العراق رقم (70)]: 119 - 120

الإيمانِ مثلُ رُشَيد الهجري(1)، وجُوَيْرِيَّة العَبدي(2)، والأصبغ بن نُباتة التَّميميّ(3)، وحبيب بن مُظاهِر الأسديّ، والحَارِث بن عبدِ اللهِ الهَمداني(4)، ومِيْثَم التَّمار، "رضي

ص: 197


1- رُشَيد الهَجَري الشَّهيد، محدّث فقيه ثِقة ثبت، وري أيضاً على الأئمة: الحسن الحسين والإمام السّجّاد "(عليهم السلام)". كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" ومن خاصة أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان يدعوه برشيد البلايا والمنايا، قتله عبيد الله بن زیاد "لعنه الله تعالى" في الكوفة؛ وذلك بتقطيع أطرافه؛ - وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، قد أخبره بكيفية شهادته -؛ فقد طلب ابن زیاد من رُشَيد "رضي الله تعالى عنه" أن يتبرأ من أمير المؤمنين، فلم يفعل، و كان مع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الدنيا والآخر. ينظر: ترجمته في: مناقب الإمام أمير المؤمنين؛ ابن سليمان الكوفي: 2 / 127،والاختصاص؛ المفيد: 7، و 77، والأمالي؛ الطوسي: 165، واختيار معرفة الرجال رجال الكشي - الطوسي: 1 / 390، ودلائل الإمامة؛ الطبري: 325
2- هو جويرية بن مُسهّر العبديّ الكوفّي، من خيار التباعين والصّادقين، ومن الثّقات العشر الذين أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) کتابته بجواز الدخول عليه وسمّاه. ولقد كان الإمام (عليه السلام) يحبّه ويخصّه بالحديث، وكان مؤذِّناً له، قتله عبيد الله بن زیاد، لعنه الله تعالى، بعد أن قطع يده ورجله وصلبه، وكان قد أخبره أمير المؤمنين بكيفية استشهاده "رضي الله تعالى عنه" من قبل. ينظر: ترجمته في: الإرشاد؛ المفيد: 1 / 322، واختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، الطوسي: 1 / 322، والخرائج وجرائح؛ الراوندي: 1 / 224، و مناقب آل أبي طالب؛ ابن شهر آشوب: 2 / 106، 133، و 145، 3 / 90
3- هو أبو القاسم أصبغ بن نباتة بن الحارث البسام بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع ابن دارم، كان شيخاً شاعراً، ناسكاً عابداً، وهو من فرسان العراق، وهو من خواص أصحاب الإمام (عليه السلام) وأحبائه، شهد معركة صفين، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يضن به عن الحرب والقتال، وقد عمّر بعده، وری عنه عهد مالك الأشتر، وأدرك الإمامين الحسن والحسين "(عليهما السلام)"، وأجمع رجال الدِّراية على ثقته، له كتاب (عجائب أحكام أمير المؤمنين (عليه السلام)). ينظر: ترجمته في: الطبقات الکبری؛ ابن سعد: 6 / 225، و أنساب الأشراف؛ البلاذري: 12 / 117، والاختصاص المفيد: 65، رجال النجاشي: 8، رقم (5)
4- هو أبو زهير الحارث (الأعور) ابن عبد الله بن کعب بن أسد بن خالد بن حوث الهمداني السبعيّ الكوفيّ، محدّث فقیه، صادق عالم، من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومحبيه، تعلّم منه علم الفرائض والحساب، وكان من القراء، تُوفِّي سنة (65 ه). ينظر: ترجمته في: الطبقات الکبری؛ ابن سعد: 6 / 168، والأنساب السمعانی: 2 / 305

اللهُ عنهم"، وأمثالهم، وَهُم فِي غَايةِ القِلَّةِ.

وأعظم من هذا أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إِذَا حَدَّثَ [295] / / أَصْحَابَهُ بِفَضٍلِ عَليٍّ (عليه السلام) جَمَحَ أَكْثَرُهُم إِلَى تَكْذيبِهِ سِرّاً، إِذَا لَمْ يَتَمَکَّنُوا مِن ذَلِكَ جَهْراً، فَمِنْهُم مَن يَنْسِبُهُ إِلَى الهوى، يَعني: شِدَّة مَحَبَّتِهِ لِعَلِيّ (عليه السلام)، وَمِنْهُم مَن يَنْسِبُهُ إِلَى إِرَادَةِ تَشْرِیْفِهِ عَلَيْهِم مِن تِلقَاءِ نَفْسِهِ، لا مِنَ اللهِ "تعالى"، وَمِنْهُم مَن يَنْسِبُهُ إِلَى مَا [لا] يليق إجراء القلم به. ولا يقبله، و[لا] يُؤْمِنُ بِهِ، إلا مِثْلُ سلمانَ الفارسي، وأَبِي ذرٍّ الغِفَارِيّ والمِقْدَادِ بنِ عمرٍو، وعَمّارِ بن یاسِر، وحذيفةَ بن اليمان، وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وأضرابِهِم، وُهُم قليلٌ في الصَّحابَةِ.

وَفِيمَا رُوِيَ فِي سَبَبِ نُزولِ قولِهِ "تعالى": «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ»(1)، وقولِهُ "تعالى": «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى»(2)، مَا یُبيُنِّ مَا ذَكَرْناهُ.

هَذَا مَعَ أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبرَهم بأنَّه لم يذكرْ لَهُم مِن فضلِ عليٍّ (عليه السلام) إلا بعضَه بِقولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَهُم یَسْمَعُون: "لولا أنَّي أخافَ أن تَقولَ فِيكَ طَوائفُ مِن أمّتي مَا قَالَت النَّصارَی فِي المَسيحِ ابن مَریمَ، لَقُلتُ فِيْكَ مَقالاً لا تَمرُّ بَعْدَه بِقَومٍ إلا أَخَذُوا التَّرابَ مِن تَحْتِ قَدَمِيكَ يَتَبَرّکُونَ(3) [به](4). خَاطَبَ (صلى الله عليه وآله وسلم) بِهَذا الكَلامِ

ص: 198


1- سورة الزخرف، الآية: 57
2- سورة النجم، الآيتان: 1 - 2
3- مع اختلاف يسير في الألفاظ بزيادة، في الكافي - الروضة: 15 / 148 - 149، رقم ([14833] - 18)، ومناقب الإمام أمير المؤمنين؛ ابن سليمان الكوفي: 1 / 249، و 494، و 2 / 615، والمعجم الكبير؛ الطبراني: 1 / 320
4- طمس كلمة، ولعلّها كما أثبتناها

عَليّاً (عليه السلام)، والصَّحابةُ حُضُورٌ. فبيَّنَ (صلى الله عليه وآله وسلم) بِهَذَا القَوْلِ أنَّه لم يَظْهَرْ لَهُم مِن فَضْلِ أميرِ المؤمنينَ إلا أقلَّهُ، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَد أنْکَروه، وَلَمْ يَحْتَمِلُوهُ، فَمَا ظنُّكَ لَو أخبرَهم بِجَمِيعهِ؟!. وَمَوَارِدُ هَذَا البَابِ وَمَواضعِهِ کَثِیْرَةٌ، لا یَتَّسِعُ لَنا فِي هَذا الإِمْلاءِ جَمْعُ أَكْثَرِهَا، فَضْلاً عَن جَمِيْعِهَا!، وَفِيْما أوردناهُ کِفایةٌ فِي إثْبَاتِ المَطْلُوبِ.

وفِي المُقَابلِ مَن أنكَرَ فضلَه (عليه السلام) مَن أَخْرَجَهُ مِن دَرَجةِ العُبوديَّةِ إِلى رُتْبَةِ الرُّبوبيَّة، فإنَّ هذا الصّنفَ مِن النّاسِ لمِا شاهدُوا مِن فضله البارعِ، وعلمِهِ النّاصعِ، وقدرتهِ عَلَى خوارقِ العاداتِ ما بَهَرَهُم، فَلم يَحتملوهُ؛ لظنِّهم أنَّ مثلَ هَذا الاقتدارِ والعلمِ والفضلِ، لا يمكنُ أن يكونَ لأحدٍ مِن البَشَرِ إلا بأن يحلَّ ذاتُ [296] / / الإله فِي ذاتهِ، فیکون ربّاً أو بأنْ يفوّضَ اللهُ إليهِ أمرَ خلقهِ في التَّقدير والتَّدبير، فيكون قائماً مقامَ الرّبّ، والفُرقةُ الأوّلى هم الغُلاةُ(1)، والثَّانيةُ هُم المفوضّةُ(2)) - عَلَيْهِم جَمِيْعاً لَعَائِنُ اللهِ.

وَهَذَا تَصدیقُ قولِ النَّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لأميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): "يَا عَليُّ، يَهلِكُ فِيْكَ اثنانِ عدوٌّ(3) قَالٍ، وَمُحبٌّ(4) غَالٍ، وَخَيرُ النّاسِ فِيكَ النَّمطُ الأوْسَطُ(5). وَهُو (عليه السلام) أيضاً كَانَ يَقولُ هَذَا القَولُ؛ إِخْبَاراً عَن نَفْسهِ.

ص: 199


1- في الأصل: "الغلات"
2- هم صنف من الغلاة. ينظر: الفَرق بين الفِرق؛ البغدادي: 226، والاعتقادات؛ الصدوق: 308
3- في الأصل: "عدوٍّ"
4- في الأصل: "محبٍّ"
5- في اختلاف وزيادة: في الأمالي؛ الصدوق: 264، رقم (282)، و شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 18 / 286، و مشارق أنوار اليقين؛ البرسي: 88، وغاية المرام؛ هاشم البحراني: 1 / 111، و 175

وَكَمَا جَرَى لهُ مِن الأمُورِ الثَّلاثةِ(1) جَرى للأئمةِ الأطهارِ مِن ذُريتِهِ، فَجُمهورُ النَّاسِ أَنْکَرُوا فَضَلَهم، وَفِرقةٌ قَالوا فِيْهم بالغُلوّ، وأُخرى قَالوا فِيهِم بالتَّفويضِ، وفِرْقَةٌ احتملوا فضلَهم، وَوَعوا حَديثَهم، وهُم المُخلصونَ فِي الإيمانِ، وَهُم بالنِّسبةِ إِلَى غَيرِهِم قليلٌ - نَسألُ الله التّوفيقَ للقولِ السّديدِ، والأمرِ الرَّشيدِ.

[في علم الإمام وأنواعه والحاجة إليه] المَقام السّادِس:

فِي قَولِهِ (عليه السلام): "أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَلَأَنَا بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ الْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا، وَتَذْهَبُ بِأَحْلَامِ قَوْمِهَا".

أَقُولُ: أوَّلُ هَذا الفَصلِ هُوَ كَلامٌ كَانَ أَمِيرُ المُؤمنينَ (عليه السلام) يَقولُهُ مِراراً كَثِيْرةً في الجامعِ والحاضرِ، وَعَلى صَهواتِ المَنَابرِ، وَمِنها قَولُه (عليه السلام)، مَرةً: أيَّها النَّاس سَلوني قَبْلَ أن تَفقدوني، فوالله لو تَسألوني عَن فِئةٍ تَضِلُّ مِائةً، وَتَهْدِي مِائَةً إلا أنبأتُكم(2) بِنَاعِقِها وَسَائِقِها إلَى يَقومِ القِيامةِ(3).

وَقَالَ أُخرى، وَقَد وَضَعَ يَديِهِ عَلى بَطنِهِ، فَقَالَ: هَذَا سَفَطُ(4) العِلْمِ، هَذا لُعابُ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) هَذا مَازقِني رَسُولُ الله (صلى الله

ص: 200


1- أي: الإنكار، والغلو، والتفويض
2- في الأصل: "أنبئكم"
3- في الأصل قيمة
4- السَّفَطُ: هو الوعاء، أو ما يعبّی فيه من الطيب، وما أشبهه من الأدوات، وجمعه: أسفاط. ينظر: لسان العرب؛ ابن منظور: مادة (سَفَطَ): 7 / 315

عليه وآله وسلم)، أيُّها النَّاسُ، سَلوني قَبْلَ أن تَفْقِدونُي(1).

وقَالَ فِي أخرى: "سَلُونِي قَبلَ أن تَفْقِدني، فإنَّ بينَ الجوانحِ مِنّي عِلْماً جَمّاً"(2). إِلَى غَيرِ ذَلكَ مِن مَقاماتهِ المَعْرُوفة المَشْهُورةِ.

وَذَكَرَ أبو عُمَرَ یُوسُفُ عبدِ البّر المُحدِّثُ، وَهُوَ مِن العامّة في "كتاب الاستیعاب"(3): أنَّ النَّاسَ أجَمْعُوا عَلى أنَّه لَم يَقلْ أحدٌ مِن الصَّحابة ولا غَيُره: "سَلوني، قَبْلَ أن [297] / / تَفْقدُونِي"، إلا عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام). وهُوَ کَما قَالَ، فإنَّه لم يُنْسَبْ إلى أحدٍ من الصَّحابة، ولا من التّابعينَ مثلُ هَذَا القولِ، وَلا مَا يُدانيِه.

وأمَّا "طُرقِ السَّماءِ وَطُرُقِ الأرضِ"، فِي كلامِهِ (عليه السلام)، فَقَالَ کَمَالُ الدِّينِ شيخُنا میثمُ بن عليّ البحراني "قُدِّسَ سرُه": إنَّه (عليه السلام) "أرادَ بطرقِ السّماء وجوه الهداية إلى معرفةِ منازلِ سكانِ السّموات مِن الملأ الأعلى، ومراتبِهِم مِن حضرة الرّبوبيَّةِ، ومقاماتِ أنبياءِ اللهِ وخلفائِهِ من خطائرِ القدس"، وأنَّ: طرق الأرض منازلها(4).

ص: 201


1- في معناه، مع اختلاف في بعض ألفاظه، والحديث كاملًا في: الأمالي؛ الصدوق: 422، رقم (560)
2- في التوحيد؛ الصدوق: 93، هكذا: (سلوني قبل أن تفقدوني فإنَّ بين الجوانح مني علمًا جماً، هاه هاه إلا لا أجد مَن يحمله، ألا وإنِّي عليكم من الله الحُجّة البالغة، ف«لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُور» [سوره الممتحنة، من الآیة: 13]). ينظر: والوافي؛ الفيض الكاشاني: 1 / 368، وبحار الأنوار؛ المجلسي: 3 / 225، و40 / 178
3- قال ابن عبد البر: "قال أحمد بن زهير: وأخبرنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ما كان أحمد من الناس يقول: سلوني غير علي ابن أبي طالب "رضي الله تعالى عنه". الاستیعاب: 3 / 1103
4- هذا مفهوم کلام میثم البحراني، منه بتصّرف الشيخ علّي البحراني "رحمه الله"، وليس نصّاً، بدلیل ما تقدّم في الهامش السّابق

و"نُقِلَ عن الإمام الوبري أنَّه قال: أراد (عليه السلام)(1) أنَّ علمه بالدّين أوفرُ مِن عليه بالدنيا"(2) انتهى.

وَقَالَ بَعضُ الشَّارِحينَ: "أرادَ (عليه السلام) بِطُرُقِ السَّماءِ الأَحْكامَ الشَّرعيَّة، وَالفَتاوى الفِقهيَّة، أي: أنا أعلمُ بِها مِن الأمورِ الدُّنيويَّة، فَعبَّرَ عَن تِلك بطرُقِ السَّماءِ؛ لِكونِها أَحْكاماً إلهيَّة، وعبَّرَ عَن هَذِه بطرُقِ الأرضِ؛ لأنَّها مِن الأرضيَّةِ"(3).

وَهَذا الاحتمالُ وسابقُهُ لا يُلائمانِ كَلامَه (عليه السلام)، کَمَا لا یُخْفَی عَن الفَطِن اللبيبِ، ولاسيَّما فِي جملةِ أقوالِهِ المُشار إليها: "سَلُونِي عَمَّا دُوْنَ العَرْشِ". وَمُرَادُه (عليه السلام) مُتعاليٍ عَن مَعنى الاحتِمَالينِ المَذْكُورينِ(4). وَغَیُر خَفيٍّ عَليكَ أنَّ هَذا الفَصلَ مِن جُملةِ أَمْرِهِ الصَّعبِ وحديثِهِ الغَامِضِ الدَّقيقِ.

وَالَّذي يَترجّح فِي نَظَرِي القَاصِرِ أنَّ مُرادَهُ بِ"طُرُقِ السَّماءِ" هُو ابْتِداءُ خَلْقِها وَكيفیَّةُ تكوّنِها، وَمَا فِيها مِن بدائعِ الصُّنعِ، وَلَطَائِفِ المَصْنُوعاتِ، والأكوانِ، والأوضاعِ، والأشْكَالِ، وَكَيفيَّة تَحركِ أفلاكِها، وَمَجاري کَواكبِها، وَعِلَلِها، ومعلولاتِها، وَحُدودِها وَهَيْئاتِ سكانِها، ومنازلِهم، ومَراتِبِهم وقُربِهم مِن حَضْرةِ الرُّبوبيَّةِ، وَما یَتنزّل فِيها مِن حَضْرةِ ذِي العِزَّۃِ والجلالِ مِن التَّقديرِ والتَّدبيرِ، ومَتُنَزّلِ المَلائكةِ وَمَعَارِجِهمِ، وَمَصَاعِدِ أَعْمَالِ العِبادِ فِيْها وَمَا يَلْحَقُ بِذَلِكَ مِن النِّسَبِ والإِضَافَاتِ والأَحوَالِ.

ص: 202


1- في الأصل رمز (عليه السلام). غير موجودة في نصّ ابن میثم
2- شرح نهج البلاغة؛ ابن میثم البحراني: 4 / 183
3- شرح نهج البلاغة؛ ابن میثم البحراني: 4 / 183. وينظر: شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 13 / 112
4- قال ابن أبي الحديد: "والأوّل [يقصد علمه بالأمور المستقبليَّة] أظهرُ؛ لأنَّ فحوى الكلامِ وأوّلَهُ يدلُ على أنَّه المراد". شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 13 / 112

وكَذَلِكَ المُرادُ ب"طُرُقِ الأَرضِ" ابتداءُ خَلْقِهَا، وَكَيفيَّةُ تكوِّنِها، وَما فِيْها مِن عَجائبِ المُكوّناتِ وَغَرائِبِ المَخْلُوقاتِ وَحُدُودِها، وأَجْنَاسِها، وَأَنْواعِها، وأَصْنافِها وَطَبائِعها وخَواصّها [298] //، وَمَواضِعِهَا، وَمَحَالِّها، وَأصولِها، وَفُروعِها، وَما يَتَعلَّقُ بِها مِن العَوارضِ والأَحْكامِ الکُلِّيَّةِ، والجُزئيَّة الشَّرعيَّة وَغَيرِها، وَمَا يَحْدثُ فِي الأرضِ مِن الحَوَادِثِ والوَقائِع وَضَالِّهَا، وَرَشِيْدِها، وَأَزْمِنَتِها، وَأمْکِنَتِها، وَمَن تَقعُ مِنهُ وَمَنْ تقعُ عَلَيهِ.

وأنَّه (عليه السلام) عَلِمَ جميعَ ذلكَ عَلَى مَا هُوَ عَليهِ بالتَّحقيقِ والتَّفصيلِ، عِلْمًا مُتْقَناً، لا يَبلغُ إليهِ عِلْمُ عَالِمٍ فَائقٍ، ولا يُدرِكُ كُنْهَهُ عَقْلُ حَکِیمٍ حَاذِقٍ، وَهَذِهِ هِي المَعْرِفةُ العَامَّةُ، وَالحِكْمَةُ التّامَّهُ؛ لأنَّ الحَكْمَةَ الحَقِيقةَ هِي مَعْرِفَةُ الأشْياءِ عَلَى مَا هِي عَلَيْهِ(1)، فَهُوَ (عليه السلام) یُشِیُر بِکَلامِهِ إلىَ مَا ذِكَرَهُ الحُكَماَءُ مِن کَیْفیَّةِ صُدورِ المَصْنُوعَاتِ العِلويَّةِ والسُّفليَّةِ عن الصَّانِعِ القَديمِ الأزليّ "جلَّ اسمُهُ"، وَمَا ذَکَرُوهُ فِي الهَيْئَة، وَفَنِّ الطّبيعيّ، والإلهيّ، مِن ابْتِدَاءِ تَكوّناتها، وتَرتيب نِظامِها، وَمَا يَتعلَّقُ بِها مِن العَوارضِ والأحْكامِ الَّتي يَطُولُ بالإشارةِ الصّريحةِ إليها الكلامُ.

وَقْصْدُ (عليه السلام) أنَّه عَلِمَ جَمِيعَ ذَلِكَ عَلى التَّفصيلِ عِلْماً مُتَحَقِّقاً، وَزَادَ عَلى ذَلِكَ بَيانُ عِلمِهِ بالحوادثِ والوَقائِعِ عَلى وَجهِ الكشفِ والعيان، وَهَذا أَمْرٌ مِن المَعْرِفةِ لَم يَصل إلَيهِ أَحدٌ مِنَ البشرِ قَبْلَهُ، إلا ابنُ عَمِّهِ وَنَبِيّهِ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَلا يَصلُ إِليهِ بَعدَه إلا مَن حَلَّ مَحلَّهُ مِن بَنيهِ، وَلَقَد حَصَلتْ لإبراهيمَ خَليلِ الرَّحمنِ بالمعاينةِ مَرةً واحدةً، ذَكَرَها اللهُ فِي كِتَابِهِ العزيزِ، بقوله "تعالى": «وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ

ص: 203


1- جاء في شرح عيون الحكمة: 2 / 3: "الحكمة استعمال النّفس الإنسانيَّة بتصوّر الأمور، والتّصديق بالحقائق النَّظريَّة والعمليَّة، على قدر الطّاقة البشريَّة". وينظر: الشفاء الإلهيّات (1): 1 / 3

المُوقِنِينَ»(1)، لكنَّها غَيُر عَامّةٍ تَامّةٍ، كَما لا يْخُفَى عَلى الفَطِن المُتَدَبِّرِ. وأمّا الحُكماءُ وأمْثالُهم، فَإنَّهم يَعلمونَ مِن ذَلِكَ بَعضَهُ، وَأكثرُ عِلمِهم مُحصَّلٌ مِن الظَّنِّ والتَّخمينِ والنَّظرِ المُصيبِ تَارةً، والمُخْطِئِ أُخْرَى.

والدَّليلُ على ما قُلناهُ أنَّه (عليه السلام) بَيَّنَ في كثيرٍ مِن خُطَبِهِ، وَکَلامِهِ، كَيْفِيَّةَ تكوُّنِ السَّمَواتِ(2)، وَأوْصَافِ [299] / / المَلائِكةِ، وَكَيفيةَ تخَلّقِ الأرضِ(3)، وَأَوْصَاف كَثْيرٍ مِن المَخْلُوقَاتِ والوَقائِعِ والحَوادِثِ، والمَنايا والبَلايا، مُفصَّلةً غَيرَ مُجْمَلةٍ، وَلو ثُنِيَتْ لَهُ الوِسادةُ(4)، وثَبَتَت لَهُ الوطأةُ؛ لَكَشَفَ عَن جِمَيعِ ذَلِكَ. هَكَذَا يَنْبَغِي أَن يُفسَّرَ کَلامَه (عليه السلام)، لا بِمَا ذُکِرَ في التَّأويلينِ السَّابقينِ؛ فإنَّ سياقَ قولِهِ (عليه السلام) يُشعرُ بأنَّه يَطلبُ مِن المُخاطبينَ أن يسألوه عَن الأُمورِ الغَامضةِ، والأَسرارِ الخَفيَّةِ، والحَوادثِ المُستَقبليَّةِ؛ لِيَتَحَرَّزُوا مِن اتباعِ الضَّلالةِ والمُضلّ، وَيَسَتَعِدُّوا لاتباعِ الرُّشدِ والمُرْشِد، لا السُّؤالِ عَن الأَحْكامِ الشَّرْعِیَّةِ الظَّاهریَّةِ فَقَطْ.

ص: 204


1- سورة الأنعام، الآية: 75
2- ينظر: نهج البلاغة: مثلًا، من خطبة له (عليه السلام)، يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام»: 42 - 43، الخطبة (1)
3- ينظر: نهج البلاغة: مثلًا، من خطبة تشتمل على صفة آدم (عليه السلام) من الأرض: 43، الخطبة (1). ومن خطبة له (عليه السلام)، تُعرف بخطبة الأشباح، الخطبة (90)، منها في صفة الأرض ودحوها على الماء: 156
4- إشارة إلى قوله (عليه السلام): "لو ثُنِيَت لي الوسادةُ، فجلست عليها، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم،...“ وقد تقدم الحديث واصوله في هامش قوله (عليه السلام): "سلوني قبل أن تفقدوني"

وأمَّا شیخُنا کمالُ الدِّین، فكلامُهُ، وإن قارَبَ المعنى، أو ألَمَّ بِهِ إلا أنَّه لَم يأتِ عَلى جَمِيعِهِ مُفصّلاً خُصوصاً(1) في طرق الأرض. ولعلَّه(2) "رضي الله عنه" أرادَ الإشارةَ الإجماليَّةَ إلى المعنى وأكتفي بَها مِن التَّفصيلِ اخْتِصاراً؛ لأنَّه مِن أربابِ الكَمالِ فِي العُلومِ العَقليَّة، فَلا يُحسَنُ نِسبتُه إلى القُصور فِيها غَايةً.

وَقُولُهُ (عليه السلام): قَبْلَ أنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِها فِتْنَةٌ". فالشَّغْر بالرِّجل: وَقْعُها، وَشَغَرت الرِّجل: ارتفتْ(3). قالَ مَالِكُ الأشتُر فِي صِفِّين:

«أكلُ يومٍ رَجلٌ شَيخٌ شَاغِرةٌ *** وعورةٌ تحتَ(4) العجاجِ ظاهرةٌ»(5) [من الرجز] وَغَرَت النّاقةُ بِرِجلِها: أَسْرَعَتْ فِي السّيرِ، وَعَدَتْ مِن العَدْو.

فَلَفْظُهُ (عليه السلام) مِن بابِ الاسْتِعارَةِ التَّبَعِيْةِ، أَو مِن شَغَرتْ بِمَعنى:

عَدت، مِن العُدْوانِ.

و "الفِتْنَة"، لَها مَعَانٍ كَثِيرةٌ فِي اللُّغةِ(6). وَجاءَتْ فِي القُرآنِ بمَعنى: الشرِّكِ، وَمِنْهُ قَولُهُ "تعالى": «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»(7). [و]

ص: 205


1- في الأصل شبه طمس، في (الواو)، ولعلّها كما أثبتناها
2- يقصد: ابن میثم البحراني
3- ينظر: لسان العرب، مادة (شعر): 4 / 417
4- في بعض المصادر، بدلًا منها "وسط"
5- البيت و حادثته في: وقعة صفين؛ ابن مزاحم: 461، و شرح نهج البلاغة؛ ابن أبي الحديد: 8 / 105، والغدير؛ الأميني: 2 / 165، وأعيان الشيعة؛ محسن الأمين: 1 / 503
6- ينظر: الراغب الأصفهاني: مادة (فتن): 623 - 625. والوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز؛ الدامغاني: 2 / 119 - 123
7- سورة الأنفال، من الآية: 39

بِمَعْنَى: الضَّلال، وَمِنْهُ: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً»(1). [و] بِمَعْنى: الامْتِحان والاخْتِبار، وَمِنْهُ: «الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ»(2)، الآية. [و] بمعنی: المَرَض، وَمِنه: «أَوَ لاَ(3) يَرَوْنَفي الأصل: "يروا" أَنَّهمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ [300] / / مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْن ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ یَذَکَّرُونَ»(4). وبِمَعْنى: الحَرق، «يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَکُمْ»(5). وشِدَّة المَحَبَّةِ، وَمِنْهُ: «إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ»(6). إلى غيرِ ذلكَ مِن المَعانِي.

والَّذي أرادَه أَميرُ المُؤمنين (عليه السلام) فِي كَلامِهِ، وَهُوَ المَعْنى الثّانِي(7)، وَلَفْظُهُ استعارةٌ بالكِنايةِ. وَ"تَشْغَرُ بِرجْلِها"، قَرِيْنَتُها. وَنِسْبَةُ الرِجْلِ إلى الفِتْنَةِ اسْتِعارةٌ تَخْييليَّةٌ.

ص: 206


1- سورة الأنفال، من الآية: 25، وتمامها: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»
2- سورة العنكبوت، الآيتان: 1 و 2، ومن الآية: 3، وتمامها: «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ»
3- في الأصل: "لم"
4- سورة التوبة، الآية: 126
5- سورة الذاريات: الآية: 13، ومن الآية: 14، وتمامها: «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ»
6- سورة الذاريات: الآية: 13، ومن الآية: 14، وتمامها: «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ»
7- أي: معنى الامتحان والاختبار

"وَتَطأُ فِي خِطامِها"، بِمَعنى: تَعْثَر، وَهُوَ اسْتِعارةٌ تَبَعِیَّةٌ مُكَنّی بِها، والخِطام قَرِيْنَتُها، والمُرادُ: أنَّها تَخْبُطُ فِي مَشْيِها عَلى غَيرِ نِظامِ وَتَخبطُ النَّاسَ.

و"تَذْهَبُ بِإحْلامِ قَوْمِها"، تَذهلُ أهلَها، وتُزِيلُ عُقُولَهم، وَتُحِيّرُهم، وتُلَبِّسُ عَلَيْهم أَمْرَهم، فَلا يُميِّزونَ فِيْهَا الحقَّ مِنَ الباطلِ، ولا يُفرّقُونَ بَينَ المَفْضُولِ وَالفَاضِلِ.

وَحَاصِلُ مَعْنی الفَصْلِ أنَّه (عليه السلام) يقولُ لِمَن حَضَرَهُ مِن النَّاس: سَلُوني عَنِ الأمورِ الغَامضةِ، وَالأسرارِ الخَفيَّةِ، والوَقائعِ الَّتي تَقعُ؛ لأخبرَكم عَنها قبلَ أن تَفقِدوني، فَلا تجدوا مَن تسألونَ عنها، فإنِّي بالسّماءِ، وَما فِيها، وَما يَنزِلُ بَينَ السَّمواتِ مِن الأقْضيةِ والأقْدارِ الإلهيَّة أكثرُ مِن عِلْمِي بِالأرْضِ، وَمَا فِيها، وَمَا يَحْدُثُ فِيها مِن الحَوَادِثِ، وَلَیْكُن سُؤالُكُم عَن ذَلِكَ فِي حالٍ يمكنُکُم فِيها التّعقُّلُ والفَهْمُ؛ لمِا أُبَیّنُهُ لَكُم مِن الجَوابِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُسْرِعَ إِلَيْكُم السّير، أو تَعدوا علیکم ضلالةٌ مبهمةٌ، خابطةٌ للناسِ، مُزيلةٌ لعقولهِم، مُذْهِبَةٌ لِفِطَنِهِم، مُحَيِّرةٌ لَهُم فِي دِيْنِهِم، لَيْسَ لَهَا قَائدٌ مُرْشِدٌ، وَلا سَائِقٌ مُسَدّدٌ، فَلا يَعْرفونَ الحَقَّ فِيْهَا مِن البَاطِلِ، وَلا يُبْصِرُونَ إِذَا غَشِيَتْهُم مَواطِئُ أَقْدَامِهم، فَيَأتُونَ إِلَيهَا سِرَاعاً جَهَالةً مِنهُم. فَاَسْأَلُونِي قَبْلَ وُقُوعِهَا عَلَیْكُم، وَحُلُولِهَا بِسَاحَتِكم، وَخَبْطِها إِیَّاکُم؛ لأُعرفَكم حَقِيقةَ حَالِها، أَو أَدُلَّكُم عُلُى وَجْهِ التَّخَلُّصِ مِنْهَا، وَأُرْشِدَكُم إِلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ مِن شَرِّهَا. وَذَلِكَ كُلُّهُ شَفَقَةٌ مِنْهُ (عليه السلام) عَليهم مِن الغِوايةِ والعِمايةِ، لَكنَّهم لَم يَسألوه عَن شَيءٍ مِن ذَلكَ؛ فَتاهُوا مِنَ بَعدِهِ عَن طَريقِ الحَقِّ، وَمَالُوا عَن جَادةِ الصَّوابِ، فَضلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، فَبِئْسَما كَانوا يَفعلونَ.

ص: 207

وَأَشَارَ (عليه السلام) بِهَذِهِ الفِتْنَةِ [301] / / إِلَى فِتنةِ بَنِي أُميَّةَ(1)، وَضَلالتِهم، فإنَّها أَغْوَت عامَّةَ النَّاسِ، وأضلّتهم إلاّ قَليلاً مِنْهُم، وَصَارت سَبباً، وأصلاً لكلِّ فتنةٍ وضلالةٍ بَعْدَها إِلى عصرِنا هَذا، وَما بَعدَهُ، فکُلُّ فِتنةٍ مِنها تفرَّعَت، وكُلُّ ضَلالةٍ فَمِنْها نَتَجَتْ «وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ»(2).

أَقُولُ: صَدَقَ (عليه السلام) فيما أخْبَرَ بهِ عَن نفسِهِ مِن الفَضلِ الخَطيرِ، والعِلمِ الغَزيرِ الّذي لا تصلُ إلى أدناهُ القوّةُ البشريَّةُ، إلا بإمدادٍ خاصٍّ مِن خالقٍ البَرِيَّةِ، وكيفَ لا يكونُ كَذَلِكَ، وَقَد عَلَّمَه رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتَ وفاتهِ ألفَ بابٍ مِنَ العلمِ يَنْفَتِحُ له مِن كُلِّ بابٍ ألفُ بابٍ(3)!، زِيادةً عَلىَ مَا أُلقِى إليهِ مِن العُلومِ والأسْرارِ مِن حِینِ مَبْعثِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلَى حینِ وفاتِهِ، وَمَا حَصَلَ لَهُ (عليه السلام) بعد ذلك من الإلهامات الإلهيَّة والفيوضات الرَّبانيَّة؛ بِسَبَبِ الرّياضاتِ الشَّديدةِ، والمُجاهداتِ العَظيمةِ مِن العِبادةِ والزُّهدِ، وإخْلاصِ(4) النِّيَّةِ، وإطَالَةِ الفِكْرِ، وإدَامَةِ النَّظَرِ فِي أَحْوالِ الصُّنعِ والمَصْنُوعِ، وَقَد جَاءَ عَن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّهُ قَالَ: مَن أَخْلَصَ للهِ العُبوديَّةَ مُدّةَ عُمُرِهِ تَمامَ الإِخْلاصِ. مَعَ قُوةِ حَدْسِهِ، ولَطافةِ حسّهِ، وَصَفاءِ ذِهنهِ، ووفورِ عَقلِهِ، وَتَوقُّدِ فِطْنَتِهِ، وَتَجَدُّدِ نَفْسِهِ، وإعْرَاضِهِ عَن مَطَالِبِ الدُّنيا، وتوجهه إلى ملاحظةِ عِالَمِ القُدسِ بعينِ البصيرةِ النّافذةِ، والفِطنةِ المتوقّدةِ، وَکَمَالِ ذَكَاءِ النَّفسِ، فَصَلواتُ اللهِ

ص: 208


1- قوله (عليه السلام): "أَلاَ وَإِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدِي عَلَيْکُمْ فِتْنَةُ بَنِي أُمَيَّةِ، فَإِنَهَّا فِتْنَةٌ عَمْیَاءُ مُظْلِمَةٌ عَمَّتْ خُطَّتُهَا وَخَصَّتْ بَلِيَّتُهَا، وَأَصَابَ الْبَلَاءُ مَن أَبْصَرَ فِيهَا، وَأَخْطَأَ الْبَلَاءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا...". نهج البلاغة: 166 - 167، الخطبة (92)
2- سورة يوسف، من الآية: 18، وتمامها: «وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ»
3- الحديث في روايات مختلفة متفقة في المعنى، في الكافي - الأصول: 2 / 30، ح (769 / 4، وفي الأمالي؛ الصدوق: 737، والخصال؛ الصدوق: 572، 642، والإرشاد؛ المفيد: / 34، و186
4- في الأصل طمس، ولعلّها كما أثبتناها

وسَلامُهُ عَليه "مَا کَرَّ الجَدِيدَانِ، وَمَا أَطَّرَ الخَافِقَانِ"(1).

فَنَحْنُ إِذَا وَرَدَ عَلينا شَيءٌ مِن فَضلِهِ بِطَريقٍ ثابت، أَو بَلغَنا شَيءٌ مِن حَديثِهِ نُعظِّمُ صدورَهُ عَنْهُ، فَالواجبُ عَلَينا أنْ نَحْمُدَ اللهَ إذا عَرَفْنا وَجْهَهُ، وَعَقِلْنا مَعنَاهُ، وإن لَم تَبْلُغْ عُقُولُنَا وَأَفْهَامُنَا إِلَى مَعْرِفَةِ وَجْهِهِ، وإدْرَاكِ حَقِيْقَتِهِ سَلَّمْنَا، وَصَدَّقْنا بِصِحَّتِهِ، وَرَدَدْنَا عِمْلَهُ إلَى اللهِ، وإِلَى الرَّسُولِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى الحالّينَ مَحلَّه مِن ذُريتِهِ، فإنَّه قد أَرْشَدنا إلى هَذا الطَّريقِ الواضحِ، وَرَفَعَ لَنا هَذا المَنارَ اللائحَ بِقولِهِ (عليه السلام)، فِي الخُطبةِ الَّتي أشرْنا إليها فِي أَوَّلِ الفَصلِ "إنَّ أمرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لا يَعرِفُ كُنْهَهُ إلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ [302] / /(2) [أو نَبيٌّ مُرْسَلَ، أو عَبْدٌ امتَحَنَ اللهُ قَلبَهُ للإيمانِ](3).

ص: 209


1- مثل يُضرب لاستمرار والدوام، و "الجديدان"، هما: الليل والنهار؛ لأنهَّا لا يبلیان أبداً. و"الخافقان": هما أفقا المشرق والمغرب، لأنَّ الليل والنهار يخفقان فيهما، وينظر: لسان العرب: 3 / 111، ومادة (خفق): 10 / 83
2- إلى هنا ينتهي نصّ المخطوط، مع تعقيبة في ذيل الصّفحة في الطرف الأيسر من جهة القارئ الكريم، بكلمتين: (أو نبي)
3- من حديثٍ سابق، ذكرنا أصوله ومظانه

ثبت مصادر الدراسة والتحقيق ومراجعهما

القرآن الكريم.

الاحتجاج، الطبرسي (أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب)، تعليق: السيّد محمّد باقر الخرسان، مطبعة النعمان، النجف الأشرف، 1386 ه - 1966 م.

الاختصاص، الشيخ المفيد (أبو عبد الله محمد بن النعمان العكبري البغدادي، ت 413 ه)، صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري، ترتیب الفهرسة السيد محمد الزرندي، ط 2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1414 ه - 1992 م.

اختیار مصباح السّالكين من كلام مولانا وإمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، «شرح نهج البلاغة الوسيط»، ابن میثم البحراني (میثم بن علي بن میثم البحراني، ت 679 ه)، تح: د. محمد هادي الأميني، ط 1، مجمع البحوث الإسلامية، مشهد - إيران، 1408 ه.

إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان، العلامة الحليّ (أبو منصور الحسن بن یوسف بن المظهر الأسدي، ت 726 ه)، تح: الشيخ فارس الحسون، مؤسسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرسين، قم، 1410 ه.

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، المفيد، (أبو عبد الله محمد بن محمد العكبري البغدادي، ت 413 ه)، تح: مؤسسة آل البيت «(عليهم السلام)» لتحقيق التراث، ط 2، بموافقة الجنة الخاصة المشرفة على المؤتمر العلمي لألفية الشيخ المفيد، دار المفيد، بيروت - لبنان، 1414 ه - 1993 م.

ص: 210

الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر (أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد، ت 463 ه)، تح: علي محمد البجاوي، ط 1، دار الجيل، بيروت - لبنان، 1412 ه - 1992 م.

أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير (عز الدين أبو الحسن علي ابن ابي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، ت 630 ه)، انتشارات اسماعلیان، ناصر خسر تهران، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، (د. ت).

الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني (أحمد بن علي، ت 852 ه)، تح: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، ط 1، دار الكتب العربية، بيروت - لبنان، 1415 ه - 1995 م.

أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية، الفقيه المحقّق الشيخ جعفر السبحاني، ط 5، مؤسسة الإمام الصادق، (عليه السلام)، قم - إيران، 1428 ه.

أصول الكافي، الكليني (ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق ت 329 ه)، تح: قسم إحياء التراث، مركز بحوث دار الحدیث 181، باهتمام: محمد حسين الدرايتي، ط 3، دار الحديث، قم - إيران، 1434 ه.

الأعلام، (قاموس تراجم)، خير الدين الزركلي، ط 5، دار العلم للملايين، بیروت، 1980 م.

إعلام الورى بأعلام الهدى، الشيخ الطبرسي (أبو علي الفضل بن الحسن، ت 548 ه)، تح: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط 1، مؤسسة آل البيت "(عليهم السلام)"، لإحياء التراث، قم، 1417 ه.

ص: 211

أعيان الشيعة، السّيّد محسن الأمين العاملي، تحقيق وتخريج: حسن الأمين، دار التّعارف للمطبوعات، بيروت، 1403 ه - 1983 م.

الأغاني، أبو فرج الأصفهاني، ت 356 ه، دار إحياء التراث العربي، (د. ت).

الإكمال في أسماء الرجال، التبريزي (ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب، ت 141 ه)، تعليق أبي أسد الله بن الحافظ محمد عبد الله الأنصاري، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، لإحياء التراث، قم المقدسة، (د. ت).

الأمالي، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، ت 381 ه)، تح: قسم الدراسات الإسلامية، ط 1، مؤسسة البعثة، قم، طهران، 1417 ه.

الأمالي، الشيخ الطوسي (أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ت 460 ه)، تح: قسم الدراسات الإسلامية، ط 1، مؤسسة البعثة، قم، 1414 ه.

الأمالي، الشيخ المفيد (أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي، ت 413 ه)، تح: الحسين استاد ولي، علي أكبر الغفاري، ط 2، منشورات جماعة الدرسين في الحوزة العلمية - قم المقدسة، 1414 ه - 1993 م.

أمل الأمل، الحر العاملي (محمد بن الحسن، ت 1104 ه)، تح: السيد أحمد الحسيني، مطبعة الأندلس، بغداد، مطبعة الآداب، النجف الأشرف، (د. ت).

أنساب الأشراف، البلاذري (أحمد بن يحيى، ت 279 ه)، تح: د. محمد حميد الله، سلسلة ذخائر العرب، معهد المخطوطات العربية، دار المعارف، مصر، (د. ت).

الأنساب، السمعاني (أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي

ص: 212

السمعاني، ت 562 ه)، تقديم وتعليق: عبد الله عمر البارودي، ط 1، دار الجنان، بيروت، 1408 ه - 1988 م.

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، الشيخ محمد باقر المجلسي، ت 1111 ه، ط 2، مؤسسة الوفاء، بيروت لبنان، 1403 ه - 1983 م.

البداية والنهاية، ابن كثير (أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، ت 774 ه)، تح: علي شيري، ط 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1408 ه - 1988 م.

البرهان في تفسير القرآن، العلامة المحدّث السيد هاشم البحرانيّ، حققه لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، ط 2، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت . لبنان، 1427 ه - 2006 م.

بهج الصّباغة في شرح نهج البلاغة، العلامة المحقق الحاج الشيخ محمد تقي التستري، ط 1، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت لبنان، 1432 ه - 2011 م.

تاريخ الإسلام ووفيات مشاهير الأعلام، الذهبي (شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، ت 748 ه)، تح: د. عمر عبد السلام تدمري، ط 2، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، 1409 ه - 1998 م.

تاريخ بغداد أو مدنية السلام، الخطيب البغدادي (أبو بكر أحمد بن علي، ت 463 ه)، تح: مصطفى عبد القادر، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 1417 ه - 1997 م.

تاريخ الطبري، المعروف بتاريخ الأمم والملوك، الطبري (أبو جعفر محمد بن جرير، ت 310 ه)، تح: الأستاذ عبد علي مهنا، ط 2، شركة الأعلمي للمطبوعات،

ص: 213

بيروت - لبنان، 1433 ه - 2012 م.

تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي (أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب، ت 284 ه)، مؤسسة ونشر فرهنك أهل البيت "(عليهم السلام)"، قم خبايان، دار صادر، بيروت - لبنان، (د. ت).

تاریخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها، ابن عساكر (أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي، ت 571 ه)، تح: علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1415 ه - 1995 م.

التّبيان، الطّوسي (أبو الحسن محمد بن الحسن، ت 460 ه)، تح: أحمد حبيب قصير العاملي، تصحيح وتدقيق مركز الإمام الحسن المجتبى للتحقيق والدراسات، ط 1، الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1431 ه - 2010 م.

تذكرة الأعيان، العلامة المحقق الشيخ جعفر السبحاني، ط 1، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، قم - إيران، 1419 ه.

تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد (أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن المعلم العكبري البغدادي، 413 ه)، تح: حسين دركاهي، ط 2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1414 ه - 1993 م.

التّعريفات، الجرجاني (علي بن محمد بن علي ت 816 ه)، تح: إبراهيم الأبياري، ط 1، دار الكتاب العربي، بيروت، 1405 ه.

تفسير الصافي، الفيض الكاشاني، (المولى محسن، ت 1091 ه)، ط 3، منشورات

ص: 214

مكتبة الصدر، تهران - إيران، 1415 ه.

تفسير القُمّي، القُمّي (أبو الحسن علي ابن إبراهيم من أعلام القرن الثالث الهجري)، تح: مؤسسة الإمام المهدي، ط 1، قم المقدسة - إيران، 1438 ه - 2017 م.

التَّفسير والمفسّرون، د. محمد حسين الذهبي، مطبعة المدني، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر.

تقريب التهذيب، ابن حجر (أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ت 852 ه)، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط 2، دار الكتب العلمية، بيروت.

لبنان، 1415 ه - 1995 م.

التمهيد في علوم القرآن، العلامة محمد هادي معرفة، ط 1، منشورات ذوي القربى، قم المقدسة - إيران، 1428 ه - 2007 م.

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال للشيخ أبي العباس أحمد بن علي النجاشي، العلامة الفقيه آية الله العظمى السيد محمّد علي الموحد الأبطحي، ط 2، قم، 1417 ه.

التوحيد، الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، ت 381 ه)، تح: علي أكبر غفاري، ط 1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، 1427 ه - 2006 م.

الثقات، ابن حبان (أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي، ت 354 ه)، ط 1، دار المعارف العثمانية، بحيد آباد - الهند، مؤسسة الكتب الثقافية،

ص: 215

1393 ه - 1973 م.

جمهرة أشعار العرب؛ القرشي (أبو زيد محمد بن أبي الخطاب، ت 180 ه)، دار صادر، بيروت - لبنان، (د. ت).

جمهرة الأمثال، أبو هلال العسكري، (395 ه)، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعبد المجيد قطامش، ط 2، دار الجيل، بيروت - لبنان، 1384 ه - 1964 م.

الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة، المحقّق الشيخ يوسف البحراني، (ت 1186 ه)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، (د. ت).

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، البغدادي (عبد القادر بن عمر، ت 1093 ه)، تح: محمد نبيل طريفي، وامي-ل بديع يعقوب. ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان 1998 م.

الخصال، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوبه القمّي، ت 381 ه)، صححه علق عليه: علي أكبر الغفاري، منشورات المدرسين في الحوزة العلمية قم المقدسة، إيران، 1403 ه.

خصائص الأئمة، الشريف الرضي (أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي، ت 406 ه)، تح: د. محمد هادي الأميني، مجمع البحوث العلمية الاستانة الرضوية المقدسة، مشهد - إيران 1406 ه.

خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، الحلي (أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي، ت 726 ه)، تح: الشيخ جواد القيومي، ط 1، مؤسسة نشر 1، الثقافة، 1417 ه.

ص: 216

ديوان امرئ القيس، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 4، سلسلة ذخائر العرب، دار المعارف، القاهرة - مصر. (د. ت).

ديوان شعر المتلمس الضبعي، رواية الأثرم، وأبي عبيدة عن الأصمعي، تحقيق وشرح: حسن كامل الصيرفي، جامعة الدول العربية - معهد المخطوطات العربية، الشركة المصرية للطباعة والنشر، مصر، 1390 ه - 1970 م.

الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة، مُحَمّد محسن آغا بزرك الطهرانيّ (ت 1389ه)، ط 1، دار الأضواء بيروت، 1403 ه - 1983 م.

رجال ابن داوود، ابن داوود الحلي (تقي الدين الحسن بن علي بن داود، ت 707 ه)، تحقيق وتقديم: السيد محمد صادق آل بحر العلوم، منشورات المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، 1392 ه - 1972 م.

رجال الطوسي (أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ت 460 ه)، تح: جواد القيومي الاصفهاني، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1415 ه.

رجال النجاشي، فهرست مصنفي الشيعة المشتهر ب» رجال النجاشي»، (أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد العباس الأسدي الكوفي، ت 450 ه)، تح: السيد موسى الشبيري الزنجاني، ط 5، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، 1416 ه.

الرجال، البرقي (أبو جعفر أحمد بن عبد الله البرقي، ت 274 ه)، جايخانة دانشگاه، طهران، (د. ت).

الرعاية في علم الدّراية، الشهيد الثاني، (زين الدين العاملي ت 966 ه)، قم، إيران 1408 ه.

ص: 217

سنن الترمذي، وهو الصحيح الجامع، الترمذي (أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، ت 279 ه)، تح: عبد الوهاب عبد اللطيف، ط 2، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1403 ه - 1983 م.

السنن الكبرى، النسائي (أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، ت 303 ه)، تح: عبد الغفار سليمان البنداري، وسيد كسروي حسن، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 1411 ه - 1991 م.

سير أعلام النبلاء، الذهبي (شمس الدين مُحمّد بن أحمد بن عثمان، ت 748 ه)، تح: حسين الأسد، إشراف: شعيب الأرنؤوطي، ط 9، مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان، 1413 ه - 1993 م.

السيرة النبويَّة، ابن كثير (الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير، ت 774 ه)، تح: مصطفى عبد الواحد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، (د. ت).

السيرة النبويَّة، ابن هشام الحميري، (ت 218 ه)، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، المدني - القاهرة، مكتبة محمد صبيح وأولاده - مصر، 1383 ه -1963 م.

سماء المقال في علم الرجال، الكلباسي، أبو الهدى الكلباسي، (ت 1356 ه)، تح: مؤسسة ولي العصر للدراسات الإسلامية، السيد محمد الحسيني القزويني، ط 1، قم - إيران، 1419 ه شرح أصول الكافي، محمّد صالح المازندراني (ت 1081 ه)، مع تعاليق الميرزا أبي الحسن الشعراني، ضبط وتصحيح: السيد علي عاشور، ط 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، 1421 ه - 2000 م.

ص: 218

شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، المغربي (أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي، ت 363 ه)، تح: السيد محمد الحسيني الجلالي، ط 2، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، 1414 ه.

شرح صحيح مسلم، النووي، (ت 676ه)، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، 1407 ه - 1987 م.

شرح نهج البلاغة، الجامع لخطب وحك-م ورسائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ابن أبي الحديد المعتزلي (عزّ الدين أبو حامد عبد الحميد بن هبة الدين المدائني ت 656 ه)، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 1، منشورات نور الهدى، قم المقدسة، إيران، 1429 ه.

شرح نهج البلاغة، ابن ميثم البحراني (كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم ت 679 ه)، ط 1، منشورات دار الثقلين، بيرت - لبنان، 1420 ه - 1999 م.

الشعر والشعراء، ابن قتيبة الدينوري، (ت 276 ه)، تح: أحمد محمد شاكر، دار الحديث - القاهرة، 1427 ه - 2006 م.

شهداء الفضيلة، الشيخ عبد المحسن الأميني، دار الشهاب، قم المقدسة، إيران.

الصّحاح، تاج الّلغة وصحاح العربيّة، الجوهري (أبو نصر إسماعيل بن حمّاد، ت 393 ه)، تح: أحمد عبد الغفور عطار، ط 4، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، 1407 ه - 1987 م.

صحيح مسلم، الجامع الصحيح (أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم

ص: 219

القشيري النيسابوري، ت 261 ه)، دار الفكر، بيروت - لبنان، (د. ت).

الصحيفة السجادية الكاملة، الإمام زين العابدين (عليه السلام)، تأليف: السيد محمد باقر، الأبطحي، طه، مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام)، قم المقدسة، 1423 ه.

الطبقات الکبری، ابن سعد، (ت 230 ه)، دار صادر، بيروت - لبنان، (د. ت).

عبد الله بن عباس، حبر الأمة وترجمان القرآن، مصطفى سعيد الخن، ط 4، سلسلة أعلام المسلمين (15)، دار القلم، دمشق، 1415 ه - 1994 م.

علل الشرائع، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، 381 ه)، تقديم: السيد محمد صادق بحر العلوم، منشورات المكتبة الحيدرية، ومطبعتها في النجف الأشرف، 1385 ه - 1966 م.

عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، ت 381 ه)، صححه وقدم له: الشيخ حسين الأعلمي، ط 1، بيروت - لبنان، 1404 ه - 1984 م.

الغدير في الكتاب والسنة والأدب، الأميني (عبد الحسين أحمد الأميني، ت 1392 ه)، ط 4، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، 1397 ه - 1977 م. 1977م.

فهرس التّراث، محمد حسين الحسيني الجلالي، تح: محمد جو محمد جواد الحسيني، ط 1، نشر دليل ما، قم - إيران، 1422 م.

الفهرست، ابن النديم (أبو الفرج محمّد بن يعقوب إسحق المعروف بالوراق، ت 385 ه)، تح: رضا، تجدد، قم، (د. ت).

ص: 220

الفوائد الرجالية، "رجال السيد بحر العلوم"، بحر العلوم (السيد محمد المهدي الطباطبائي، ت 1212 ه)، تح: محمد صادق بحر العلوم، وحسين بحر العلوم ط 1، مكتبة الصادق (عليه السلام) - طهران.

في ظلال نهج البلاغة - محاولة لفهم جديد، الشيخ محمد جواد مغنية، ط 1، انتشارات كلمة الحق، 1427 ه.

قاموس الرجال، آية الله العظمى محمد تقي التستري، تح: مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة، إيران، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي، 1419 ه.

کشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم، التهانوي (محمد بن علي بن القاضي محمد حامد بن محمد صابر الفاروقي الحنفي، توفي بعد 1158 ه)، تح: د. علي دحروج تقديم وإشراف ومراجعة: د. رفيق العجم، ط 1، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت - لبنان، 1996 م.

كشف الغمة في معرفة الأئمة، الإربلي (أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح، ت 693 ه)، ط 2، دار الأضواء، بيروت - لبنان، 1405 ه - 1985 م.

كليات في علم الرجال، العلامة المحقق الشبحاني، ط 3، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، 1414 ه.

الكليني والكافي، د. عبد الرسول عبد الحسين الغفار، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، 1416 ه.

كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، ت 381 ه)، تصحيح: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر

ص: 221

الإسلامي، قم - إيران، 1405 ه.

الكنى والألقاب، المحقّق الكبير الشيخ عباس القُمّي، تقديم: محمد هادي الأميني، من منشورات مكتبة الصدر، تهران، (د. ت).

لسان العرب (معجم)، ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين مُحمّد بن مكرم، ت 711 ه)، ط 1، دار صادر، بيروت - لبنان.

مجمع الأمثال، الميداني (أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري، ت 518 ه)، تح: المعاونية الثقافية للأستانة الرضوية المقدسة.

مجمع الفوائد ومنبع الفوائد، الهيثمي (نور الدين علي بن أبي بكر، ت 807 ه)، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 1408 ه - 1988 م.

المخطوطات العربيّة في مركز إحياء التراث الإسلامي، تأليف السيد أحمد الحسيني، ط 1، سرور، قم - إيران، 1424 ه.

مرآة العق-ول في شرح أخبار آل الرسول، الشيخ المجلسي (محمد باقر المجلسي، ت 1111 ه)، تصحيح: السيد هاشم الرسولي، وقدّم له السيد مرتضى العسكري، ط 2، دار الكتب الإسلامية، قم - إيران، 1404 ه.

مروج الذهب ومعادن الجوهر، المسعودي (أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، ت 346 ه)، تدقيق: يوسف أسعد داغر، ط 1، منشورات دار الهجرة، قم - إيران، 1404 ه - 1984م.

المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري (أبو عبد الله الحاكم، ت 405 ه)، الفهرسة بإشراف: د. يوسف عبد الرحمن المرعشي، دار المعرفة، بيروت

ص: 222

- لبنان، (د. ت).

مستدرك الوسائل، ومستنبط المسائل، النوري (الحاج ميرزا حسين الطبرسي، 1320 ه)، تح: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط 1، مؤسسة آل البيت (عليه السلام) لإحياء التراث، بيروت - لبنان، 1407 ه - 1987 م.

مستدركات علم رجال الحديث، العلامة المحقق علي النمازي الشاهرودي، نشر ابن المؤلف، ط 1، تهران، 1412ه.

مسند أحمد، الإمام أحمد بن حنبل، (ت 241 ه)، دار صادر بيروت - لبنان، (د. ت).

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، الطبرسي (أبو الفضل علي بن الحسن من أعلام القرن السابع الهجري)، تح: مهدي هوشمند، ط 2، دار الحديث، قم، إيران، 1431 ه المطوّل، شرح تلخيص مفتاح العلوم، التفتازاني (سعد الدين مسعود بن عمرت 792 ه)، تح: عبد الحسين الهنداوي، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 2001 م.

معارج نهج البلاغة، علي البيهقي الأنصاريّ (ظهير الدين أبو الحسن علي بن زيد فريد الخرسان، ت 565 ه)، تح: محمد تقي دانش، إشراف: السيد محمود المرعشي، ط 1 ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم المقدسة، 1409ه.

معالم العلماء، ابن شهر آشوب (أبو جعفر محمد بن علي، ت 588 ه)، (د. م)، (د. ت).

معاني الأخبار، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه

ص: 223

القُمّي، ت 381 ه)، تح: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة.

معجم الأدباء، ياقوت الحموي (ت 626 ه)، ط 3، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1400 ه - 1980 م.

معجم البلدان، ياقوت الحموي (عبد الله الحموي أبو عبد الله، ت 626 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، 1399 ه - 1979 م.

معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، ط 5، (د. م)، 1413 ه - 1992 م.

معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002 م، كامل سلمان الجبوري، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 1424 ه - 2003 م.

المعجم الكبير، الطبراني (أبو القاسم سليمان بن أحمد، ت 360 ه)، تح: حمدي عبد المجيد السلفي، ط 2، دار إحياء التراث العربي، (د. ت).

معجم مقاييس اللغة، ابن فارس (أحمد بن فارس بن زكريا، ت 395 ه)، تح:

عبد السلام محمد هارون، ط 2،، دار الجيل، بيروت - لبنان، 1420 ه - 1999 م.

مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة، سید محمد تقي النّقوي القايني، ط 1، انتشارات قائن، إيران، 1426 ه.

مفردات ألفاظ القرآن، العلاّمة الراغب الأصفهاني المتوفى في حدود 425 ه، تح: صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، دار الشامية، بيروت، ط 4، 1425 ه.

المفيد من معجم رجال الحديث، محمد الجواهري، ط 2، مكتبة المحلاتي، قم -

ص: 224

إيران، 1424 ه.

الملل والنحل، الإمام الشهرستاني، تخريج : محمد بن فتح الله بدران، ط 2، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة. (د. ت).

مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب (مشير الدين أبو الله محمد بن علي بن أبي نصر المازندراني، ت 588 ه)، تح: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، مكتب-ة ومطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، 1376 ه - 1956 م.

من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، ت 381 ه-)، تح: علي أكبر الغفاري، ط 2، منشورات جماعة المدرسين، قم المشرفة، (د. ت).

منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، الحاج الشيخ عبّاس القمّي، ط 2، دار الأندلس، بيروت - لبنان، العراق النجف الأشرف، 1433 ه 2012 م.

منتهى المقال في أحوال الرجال، المازندراني (أبو علي الحائري الشيخ محمد بن اسماعیل، ت 1216)، تح: مؤسسة آل البيت "(عليهم السلام)" لإحياء التراث، ط 1، مؤسسة آل البيت "(عليهم السلام)" لإحياء التراث، قم - إيران، 1416 ه.

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، الراوندي (قطب الدين أبو الحسن سعيد بن هبة الله الراوندي ت 573 ه)، تح: السيد عبد اللطيف الكوهكمري والسيد محمود المرعشي، مشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، إيران، 1406 ه.

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، العلامة الميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي،

ص: 225

تح: علي عاشور ط 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، مؤسسة المظفر الثقافية النجف الأشرف، 1429 ه - 2008 م.

ميزان الحكمة، محمد الري شهري، ط 3، دار إحياء التراث العربي، دار الحديث، بيروت - لبنان، 1431 ه - 2010 م.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي (محمد حسين الطباطبائي)، ط 1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، 1427 ه - 1997 م.

النجوم الزاهرة، ابن تغري بردي نهج البلاغة، أمير المؤمنين (عليه السلام)، لجامعه الشريف الرضي (أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى ت 406 ه)، تح: السيد هاشم الميلاني، مراجعة وحدة تحقيق مكتبة العتبة العباسية المقدسة، كربلاء، 1432 ه - 2011 م.

الوافي، الفيض الكاشاني (محمد حسن المشتر بالفيض الكاشاني، ت 1091 ه)، تح: ضياء الدين الحسيني، ط 1، مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) العامة أصفهان، إيران، 1406 ه.

ال-وافي بالوفيات، الصفدي (صلاح الدين خليل بن أبيك، ت 764 ه)، تح: أحمد الأرناؤوط، وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت - لبنان، 1420 ه - 2000 م.

الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز، الدامغاني (أبو عبد الله الحسين بن محمد 1085 ه)، تح: محمد حسن أبو العزم الزفيتي، جمهورية مصر العربية، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث، القاهرة .

ص: 226

مصر، 1431 ه - 2010 م.

وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي (محمد بن الحسن، ت 1104 ه)، تح: مؤسسة آل البيت "(عليهم السلام)" لإحياء التراث، ط 1، مؤسسة آل البيت "(عليهم السلام)" لإحياء التراث، بيروت - لبنان، 1429 ه - 2008 م.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان، ابن خلكان (أبو العباس شمس الدّين أحمد بن مُحمّد بن أبي بكر، ت 681 ه)، تح: د. إحسان عباس، دار الثّقافة، بيروت، لبنان، 1397 ه، 1977 م.

وقعة صفين، ابن مزاحم المنقري (ت 212 ه)، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون ط 2، المطبعة المدني، المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة - مصر 1382 ه.

ص: 227

ص: 228

البحث الرابع نهج البلاغة (الأصل - الشروح - الردود) في طريق الفهرسة الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي النجفي مركز تراث الحلّة - العتبة العباسية

ص: 229

ص: 230

الفصل الأوّل: كتاب نهج البلاغة

تعريف الكتاب:

نهج البلاغة (أدب - عربيّ) انتخاب: الشريف الرضي، محمّد بن الحسين الموسويّ البغداديّ (ت 406 ه).

جامع لخطب وأقوال ومواعظ الإمام عليّ علیه السلام التي قالها أو ألقاها في مختلف المناسبات ولشتّى الأغراض، وهي مختارات في الحدّ الأعلى من الفصاحة والبلاغة يحق بأنّها (فوق کلام المخلوق ودون کلام الخالق) کما قال بعض الأدباء، رتّبه الرضي في ثلاثة أبواب: (الخطب، الكتب، القصار من الكلمات)، ألّفه بعد کتابه (خصائص الأئمّة) وأتمّه في سنة 400 ه، فيه (236) خطبة، و (79) کتاب ووصية و (480) كلمة، ومن هراء القول أنّ نصوص ما تقدّم هو من وضع الشريف الرضي، ونتج من هذا الكتاب مئات الكتب من شروح ومختصرات ومنتخبات وحواشي وتعاليق ودراسات.. إلخ من يوم صدوره و ليوم الناس هذا، ويكفي في تعريف الكتاب الرجوع إلى مقدّمته.

[الذريعة: 24 / 412 الرقم 2173، التراث العربيّ المخطوط: 13 / 215] تعريف النسخ: أربع نسخ

ص: 231

(النسخة الأولى) المكان: مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف، الرقم (661).

نسخ، نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن أردشير بن محمّد الطبريّ(1) الأندرا اوذيّ (الأندرواذيّ)(2)، يوم السبت من أواخر شهر صفر سنة 677 ه في مقام صاحب الزمان - عجل الله تعالى فرجه الشريف - في الحلّة السيفيّة(3)، نفيسة، مشكولة، مصحّحة، عليها بلاغات القراءة، عليها بلاغات المقابلة، عليها كلمات نسخ البدل، في أعلى ورقتها الأولى إجازة السرابشنويّ مطموسة ولم يظهر منها سوى التاريخ - وسيأتي الحديث عنها -، ونسبْ السيّد الرضي كاملًا، العناوين كتبت بالمداد الأسود، وهي مشحونة بالحواشي، وأكثرها بخطِّ الشيخ يحيى بن سعيد الهذليّ الحلّيّ (ت 690ه)، وقد قرأها الناسخ على الشيخ يحيى بن سعيد الهذليّ الحلّيّ، وكتب له إجازة رواية الكتاب في أوّلها ونصّها:

«قرأ عليّ السيّد الأجلّ الأوحد، الفقيه العالم، الفاضل المرتضی، نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن أردشير بن محمّد الطبريّ - أصلح الله أعماله، وبلّغه آماله بمحمّدٍ وآله - كلّ هذا الكتاب من أوّله إلى آخره، فكمل له الكتاب كلّه، وشرحت

ص: 232


1- في دراسة حول نهج البلاغة (82): صُحفت «الطبريّ» إلى «الطوسّي»
2- في طبقات أعلام الشيعة (4 / 2، و47): «الآبدار اواديّ»، و«الآبدار آباديّ»، وفي الذريعة (24 / 413): «الآبدار اودي»، وفي تراجم الرجال (1 / 167): «الأندرا أوذي»، وفي المتبقي من مخطوطات نهج البلاغة حتّى نهاية القرن الثامن الهجريّ المطبوع في تراثنا (5 / 80): «الأندر اوذيّ»، وفي مستدركات أعيان الشيعة (6 / 142): «الأندرا أوذي»، «الأندرادي»، وفي كثير من المصادر: «الأندرواذيّ»، وما أثبته هو من النسخ التي كتبها بخطّه، وفي رياض العلماء والطبقات وصف ب (السيّد) ولم ينعت به نفسه
3- قد كتبتُ عن تاريخ هذا المقام کتابًا قبل (16) سنة تقريبًا، وطبع بعنوان (تاریخ مقام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه في الحلّة)، وكان أوّل كتاب يطبع لي بعد عدّة مقالات تراثيّة

له في أثناء قراءته وبحثه مشکله، وأبرزت له كثيرًا من معانيه، وأذنت له في روايته عنّي، عن السيّد الفقيه العالم المقرئ المتكلّم محي الدين أبي حامد محمّد بن عبد الله بن عليّ بن زهرة الحسينيّ الحلبيّ - رضي الله عنه، عن الشيخ الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندرانيّ، عن السيّد أبي الصمصام ذي الفقار بن [محمّد بن] معبد الحسنيّ(1) المروزيّ، عن أبي عبد الله محمّد بن علّي الحلوانيّ، عن السيّد الرضي أبي الحسن محمّد بن الحسين بن موسی بن محمّد الموسويّ.

وعنه عن الفقيه عزّ الدين أبي الحارث (محمّد بن الحسن بن عليّ الحسينيّ البغداديّ، عن قطب الدين أبي الحسين الراونديّ، عن السيّدين المرتضى والمجتبی ابني الداعي الحسينيّ (الحسنيّ) الحلبيّ عن أبي جعفر الدوريستيّ، عن السيّد الرضي، فليروه متى شاء وأحبّ وكتب سنة سبع وسبعين وستّمائة، يحیی بن سعید)»(2).

وكتب ابن سعيد للناسخ في آخر النسخة إنهاء القراءة وجاء فيه:

«أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة وشرحًا لمشكله (وغريبه - نفعه الله وإيّانا بمحمد وآله، وكتب يحيى بن محمّد (أحمد - ظ) بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذليّ الحلّيّ بالحلّة - حماها الله - في صفر من سنة سبع وسبعين وستمائة)».

ص: 233


1- في رياض العلماء (2 / 36): «معد الحسينيّ»، وليس: «الحسنيّ»، والذي عليه الكثير أنّه: «ذو الفقار بن معبد»، وهو من نسل أولاد موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن (عليه السلام) وهو المعروف، ونُسب في حاشية عمدة الطالب من قبل المحقّق إلى إسماعيل بن ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) نقلًا عن کتاب نظام الأقوال، فلاحظ
2- ينظر عن هذه الإجازة: الذريعة: 1 / 263، الرقم 1382

والعبارة التي بين القوسين. في الإجازة المارة الذكر والإنهاء - مطموسة في الأصل وجاءت بخطِّ الشيخ محمّد ابن الشيخ طاهر السماويّ، أخذها السماويّ من کتاب ریاض العلماء(1) - کما ذکر في آخر النسخة -.

والنسخة هذه مقروءة أكثر من مرّة على غير واحد من أعلامنا الأعلام - أنار الله برهانهم - وعليها إنهاءاتهم وإجازاتهم ورواياتهم للكتاب بأسانيدهم عن مؤلّفه الشريف الرضي (رحمه الله)، فالحواشي التي عليها مختلفة الخطِّ والألوان الأسود، والبنّيّ، والأحمر)، ونقلت بعض الحواشي من شرح قطب الدين الراونديّ (ت 573 ه).

وقوبلت النسخة في النجف الأشرف بنسخة صحيحة من نهج البلاغة بالحضرة الغرويّة - مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) . وسجل المباشر بهوامشها الكثير من فوائد شرح نهج البلاغة لابن میثم البحرانيّ (ت 679 ه)، وكان الفراغ من المقابلة وكتابة الحواشي أواخر شهر رمضان (شعبان) سنة 726 ه.

وقرأت على الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنويّ (كان حيًّا سنة 763 ه) في ذي الحجةّ سنة 728 ه بالحلّة السيفيّة، وكتب عليها ما نصه:

«[قرأ عليّ] هذا الكتاب المسمّى بنهج البلاغة المولى المعظّم، ملك الصلحاء، سیّد الزهاد والعباد... العبد الفقير إلى الله تعالى الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنويّ في ذي الحجّة سنة 728 ه بالحلّة السيفيّة». ولم يبقى من العبارة هذه سوى التاريخ؛ للخرم فيها، وهي في أعلى صفحة العنوان. وأمّا الشقّ الأوّل منها فقد كُتب بخطٍّ حديثٍ ويظهر لي أنّه بخطّ المحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ (رحمه الله).

ص: 234


1- ينظر: ریاض العلماء: 2 / 36

وقُرأت نسخة الكتاب على السيّد صفي الدين محمّد بن الحسن بن أبي الرضا العلويّ (كان حيًّا سنة 735 ه). وكتب بخطّهِ: «أنهاه أدام الله بقاه قراءة مهذّبة. وكتب محمّد بن أبي الرضا»(1).

عليها تملّك محمّد جواد ابن الشيخ صالح الشيرازيّ، وكانت هذه النسخة النفيسة في مكتبة العلّامة الشيخ محمّد ابن الشيخ طاهر السماويّ (ت 1370 ه)، وختمه المكتبة بيضويّ: «من کتب محمّد السماوي، 1354»، وانتقلت بعد وفاته إلى مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف، الرقم (661).

والنسخة هذه رآها الميرزا عبد الله الأفندي (ق 12) في أصفهان وترجم لكاتبها في رياض العلماء (2 / 36)، وذكرها الأستاذ دانش بژوه وتحدّث عنها في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران (5 / 421)، ورآها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت 1389 ه) في مكتبة العلّامة الشيخ محمّد السماويّ (ره) وترجم لكاتبها في أعلام القرن السابع من طبقات أعلام الشيعة وقرأ تاريخ النسخة ( سبع وستّين وستّمائة).

الغلاف: جلد، بنّي فاتح.

332 ق، 18 س، x16 6، 23 سم(2).

ص: 235


1- قال الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ره) في الذريعة (1 / 234، الرقم 1229) عن هذه الإجازة ما نصّه: «السيّد شمس الدين محمّد بن الحسن بن محمّد بن أبي الرضا العلويّ البغداديّ، مختصرة، كتبها بخطّهِ لبعض تلاميذه على ظهر (نهج البلاغة) الذي كتبه السيّد نجم الدين الحسين بن أردشير بن محمّد الطبريّ سنة 677 بالحلة السيفيّة، ويبعد كون الإجازة لابن أردشير؛ لأنّه معاصر لابن أبي الرضا، وكلاهما من تلاميذ يحيى بن سعيد»
2- ينظر عن هذه النسخة: ریاض العلماء: 2 / 36 - 37، الذريعة إلى تصانيف الشيعة: 1 / 234، الرقم 1229، و1 / 263، الرقم 1382، و 24 / 413 ضمن الرقم 2173، طبقات أعلام الشيعة: 4 / 46، أعیان الشیعة: 5 / 451 الرقم 985، مصادر نهج البلاغة: 1 / 211 ؉؉؉ 212، الرقم 8، من نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم العامّة: 87 - 89، نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران: 5 / 421، مجلّة تراثنا: 5 / 79 - 81 الرقم 38 ضمن مقالة (المتبقي من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجريّ، دراسة حول نهج البلاغة: 102، و 139 - 140، مجلّة معهد المخطوطات العربيّة: 4 / 216. وترجم للناسخ في غير ما تقدّم: تراجم الرجال: 1 / 167، مستدركات أعيان الشيعة: 6 / 142، وغير ذلك من المصادر التي سأذكرها في مقدّمتي للنسخة بطباعتها الفاكسميليّة

وابن أردشير الطبريّ - الناسخ - كتب نسخة من كتاب (نهاية الإحكام في معرفة الأحكام) للشيخ الطوسيّ، محمّد بن الحسن (ت 460 ه)، وفرغ من الجزء الأوّل في يوم الثلاثاء 15 شهر ربيع الأوّل سنة 681 ه، وأجازه العلّامة على هذا الجزء بتاریخ شهر ربيع الآخر من نفس السنة، وكتب له إنهاء قراءته للجزء الأوّل بتاريخ 15 شهر ربيع الآخر سنة 681 ه، والنسخة موجودة عند العلّامة الحاجّ السيّد حسين الخادميّ في أصفهان، الرقم (304)، وذُكرت في فهرس المكتبة في الصفحة 255، وفيه صحف الناسخ إلى (حسن الاندراوزي)، ومنهما يظهر علو شأن الناسخ، ونصّ الإجازة المذكورة على الجزء الأوّل:

«قرأ عليّ الشيخ العالم، الفقيه الفاضل الكبير، الزاهد المحقّق، العلّامة نجم الملّة والدين، عزّ الإسلام والمسلمين، أبي عبد الله الحسين بن أردشير بن محمّد بن الحسن الاندرا اوذي - أحسن الله توفيقه وتسديده، وأجزل من كلّ عارفة حظّه ومزيده - جميع الجزء الأوّل من كتاب النهاية من مصنّفات الشيخ الإمام، السعيد العلّامة، شيخ المتقدّمين، أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ - قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه - قراءة مهذبة تدلّ على فضله، وتنبئ عن علمه، وسألني في أثناء قراءته وتضاعيف مباحثه عما أشكل من الكتاب والتبس فيه، فبينت له ذلك فأخذه فاهما لما يُلقى إليه، ضابطاله، وقد أذنت له في رواية ذلك عنّي عن والدي - قدّس الله روحه - عن شيخه مهذب الدين الحسين بن ردّة، عن الشيخ الحسين

ص: 236

بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الصمد عن جدّيه عن أبيهما عليّ، وعن المفيد أبي عليّ الحسن بن محمّد الطوسيّ جميعًا [عن المصنِّف ] قدّس الله روحه، فليرو ذلك متى شاء وأحبّ و[هو أهل لذلك، وكتب حسن] بن يوسف بن مطهّر في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وستّمائة، وصلى الله على [سيّدنا] محمّد النبيّ وآله الطاهرين».

ونصّ إنهاء الجزء الأوّل المذكور: «أنهاه أيّده الله تعالى قراءة وبحثًا وفهمًا في مجالس آخرها خامس عشر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وستّمائة، وكتب حسن بن مطهّر حامدًا مصلّيًا».

وفرغ من الجزء الثاني في يوم الأحد من أوائل شهر ربيع الآخر سنة 681 ه وأجازه العلّامة على هذا الجزء بتاریخ شهر جمادى الآخرة من نفس السنة، وكتب له إنهاء قراءته للجزء الثاني بتاريخ... شهر جمادى الآخرة سنة 681 ه، ونصّ الإجازة المذكورة:

«قرأ عليّ الشيخ الأجلّ الأوحد، العالم الفقيه، الفاضل الكامل، المحقّق المدقّق، نجم الملّة والدين، عزّ الإسلام والمسلمين، أبي عبد الله الحسين بن أردشير بن محمّد بن الحسن الاندراوذي - أحسن الله توفيقه وتسديده، وأجزل من كلّ عارفة حظّه ومزيده - الجزء الثاني من كتاب النهاية من تصنيف الشيخ الإمام، العلّامة، إمام المتقدّمين، أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ - قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه - قراءة مرضيّة مهذبة، قراءة معرفة وإيقان، وتحرير وإتقان، وسأل في أثناء قراءته وتضاعيف مباحثه ما أشكل من فقه الكتاب، فبينت له ذلك، فأخذه فاهمًا ضابطًا، وأجزت له رواية هذا الكتاب عنّي عن والدي - قدّس الله روحه. عن شيخه مهذب الدين الحسين بن ردّة، عن الشيخ الحسين بن عليّ بن محمّد بن عليّ

ص: 237

بن عبد الصمد عن جدّیه عن أبيها عليّ، وعن المفيد أبي عليّ الحسن بن محمّد الطوسيّ جميعًا عن المصنِّف. قدّس الله روحه. فليرو ذلك متى شاء وأحبّ، وهو أهلٌ لذلك، وكتب حسن بن يوسف بن مطهّر في جمدي الآخر من سنة إحدى وثمانين وستّمائة، وصلّى الله على سيّدنا محمد النبيّ وآله الطاهرين».

ونصّ إنهاء الجزء الثاني المذكور: «أنهاه أيّده الله تعالى قراءة وبحثًا واستشراحًا وفقه الله تعالى.. شهر جمادى الآخرة من سنة إحدى وثمانين وستّمائة، وكتب حسن بن مطهّر الحلّيّ»(1).

(النسخة الثانية) أوّل النسخة: «أما بعد الحمد لله الذي جعل الحمد ثمنًا لنعمائه، [ومعاذًا من بلائه، ووسيلة إلى جنانه، وسببًا لزيادة إحسانه] والصلاة على رسوله نبي الرحمة وإمام الأئمّة وسراج الأمّة..».

آخر النسخة: «وقال: (عليه السلام) ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلّموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا. وقال (عليه السلام): شر الإخوان من تكلّف له، وقال: إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه».

المكان: مكتبة السيّد هاشم ابن السيّد جعفر آل بحر العلوم، الرقم (100).

ص: 238


1- ونسخة النهاية هذه مع إجازاتها طبعت محقّقة في جامعة طهران، ونسخة منها مصوّرة في الجامعة بالرقم (1713 - في) [فنخا: 33 / 914]، وكتب عن الإجازتين المذكورتين وعن الناسخ السيّد محمّد عليّ الروضاتيّ في كتابه تکملة طبقات أعلام الشيعة (147 - 148) بالتفصيل، ووردت بعض عبارات الإجازة فيه مصحفة

نسخ، شمس الدين بن کمال الدين أبو نصريّ(1)، 10 المحرّم سنة 882 ه، خزائنيّة ولوحتها مخرومة، مجدولة بخطّين (أسود، وأزرق، ومذهب أحيانًا)، العناوين كُتِبَت بالمدّاد الأحمر، مشحونة بالحواشي وأكثرها في شرح غريب اللغة، في آخرها زيادة من نسخة كتبت على عهد المصنِّف، وسجع خواتيم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأبيات في مدح الكتاب، و مجموعة أحراز الأئمّة المعصومين الاثنيّ عشر (عليهم السلام)، وفضل قراءة الآيات السبع عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعليها جملة من الأحاديث الشريفة والأشعار في حقِّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، عليها اسم (عبد الرزاق الشيخ محمّد عليّ الزهيري) ، عليها تملّك ممسوح وختم المالك دائريّ، المقروء منه: «العبد: إسماعيل ابن... الطباطبائيّ، 916»، وتملّك أبو الحسن، بتاريخ سنة 1212 ه، وختمه بيضويّ: «أدركنيّ يا أبو الحسن»، وتملّك السيّد عليّ ابن السيّد عبّاس وتوت الحليّ، وختمه بیضويّ:

«عليّ مع الحقّ»، وتملّكها بالشراء من المزاد العلنيّ السيّد محمّد الموسويّ الجزائريّ النجفيّ، عليها ختم وقفيّة مكتبة السيّد هاشم ابن السيّد جعفر آل بحر العلوم المثلّث.

الغلاف: کارتون، أزرق وعطفه وأركانه جلّد أحمر.

179 ق، 19 س، 21٫6 × 12٫5 سم.

ص: 239


1- کتب نسخة من كتاب (ظفر نامه تيموري)، بتاريخ آخر المحرّم سنة 890 ه، والنسخة في مكتبة ملك بطهران، الرقم 3902. ينظر فنخا: 22 / 352، وذكر له في 41 / 134 ثلاث نسخ استنسخها مع النسخة المذكورة

(النسخة الثالثة) المكان: مكتبة الخزانة العلويّة المقدّسة، بدون رقم.

نسخ، محمّد بن عمر بن عبد اللطيف، سلخ ذي الحجّة سنة 927 ه، مشحونة بشرح غريب اللغة، اشترتها إدارة الخزانة العلويّة بتاريخ 28 شوّال سنة 1437 ه مع نسخة (حاشية المطوّل) للجرجانيّ، السيّد مير شريف عليّ بن محمّد (ت 819 ه)، التي نسخها محمّد بن عليّ بن سعد بن عليّ النيريزيّ (التبريزيّ) بتاريخ يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة سنة 849 ه، وذكرتها اعتمادًا على مدوّناتي الشخصيّة.

(النسخة الرابعة) أوّل النسخة: «أمّا بعد حمد الله الذي جعل الحمد ثمنًا لنعمائه، ومعاذًا من بلائه، وسبيلًا إلى جنانه وسببًا لزيادة إحسانه..».

آخر النسخة: «واستلحاق الوارد، وما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض ويقع إلينا بعد الشذوذ، وما توفيقنا إلّا بالله عليه توكّلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل».

المكان: مكتبة الخزانة العلويّة المقدسّة، الرقم (309).

نسخ، عليّ أصغر بن کلب عليّ، ق13، کتبه بأمر محمّد رفیع الدين الكيلانيّ، وكتب عليها ولد الناسخ محمّد شفیع بيتًا من الشعر، كُتبت على نسخة مستنسخة بتاريخ آخر شهر ربيع الأول سنة 769 ه، عليها كلمات نسخ البدل، العناوين كُتبت بالمداد الأحمر، في آخرها قائمة حسابات كتب بعضها بتاريخ 16 صفر سنة 1312 ه، عليها تملّك محسن ابن الحاجّ محمد عليّ الزنجانيّ اشتراها مع بعض الكتب من الحاجّ ملّا عليّ الخوئيّ، وختمه مربّع: «یا محسن قد أتاك المسيء»،

ص: 240

وتحت عبارة التملّك تاريخ مزوّر وهو سنة 817، وتملّك محمّد رفیع بن محمّد قاسم، وختمه بیضويّ: «محمّد قاسم..»، وتحت عبارة التملّك تاريخ مزوّر وهو 17 ربیع سنة 834 ه، وتملك الشيخ طالب، والنسخة عليها عبارة: «دخلت في المكتبة الخطّيّة للأب إنستاس الكرمليّ بتاريخ 9 كانون الأوّل سنة 1925 برقم 819».

الغلاف: لاكيّ، مزهّر.

155 ق، 20 س، 15×5، 20 سم.

ص: 241

الفصل الثاني: الشروح أربعة شروح الشرح الأوّل: بهجة الحدائق في شرح کلمات کلام الله الناطق

تعريف الكتاب

بهجة الحدائق في شرح کلمات کلام الله الناطق (شرح حديث - عربيّ) تأليف: گلستانه الأصفهاني، محمد بن أبي تراب (ت 1110ه).

شرح ممزوج جليل لكتاب (نهج البلاغة) للشريف الرضي، محمّد بن الحسين الموسويّ البغداديّ (ت 406 ه)، يحتوي على مطالب عالية ودقائق مهمّة، كتبه الشارح حينما وصل شرحه الكبير الآخر (حدائق الحقائق) إلى الخطبة الشقشقيّة ورآه مفصلًا طويل الذيل لا يتيسر للجميع الإفادة منه، فتركه وبدأ بهذا الشرح الذي هو أخصر من شرحه الأوّل، فرغ من القسم الأول منه البالغ إلى الخطبة (176) من الباب الأوّل في 19 شهر ربيع الأوّل سنة 1092 ه، وشرح الخطب والأوامر - بحسب نسختنا هذه - في 2 صفر سنة 1096 ه، ومن المختار من كلامه في 28 شهر رمضان سنة 1097 ه.

[الذريعة: 3 / 161، الرقم 569] تعريف النسخة: نسخة واحدة

ص: 242

أوّل النسخة (ناقص): «... وفدك مع قرب العهد بالنصوص الدالّة على وجوب متابعتهم والتمسك بهم..».

آخر النسخة: «وضرب الحصار وذهب والمراد الفحص، والشذوذ النفر والمراد عدم الاطلاع عليه قد اتفق الفراغ من تأليف كتاب بهجة الحدائق.. وتعاقب الشهود والأعوام».

المكان: مكتبة العلّامة السيّد مرتضى السيّد الحجّة الطباطبائيّ في النجف الأشرف، الرقم (7).

نسخ، محمّد حسن الأبردهي (مولدًا)، أواخر شهر ربيع الآخر سنة 1138 ه، العناوين كتبت بالمداد الأحمر، أُعلم المتن بخطٍّ أحمر، وفي فهرس المكتبة القديم الرقم (35): إنّ النسخة تامّة، الجزء الثاني.

الغلاف: کارتون، صحراويّ.

159 ق، 27 س، 5X17، 25 سم.

ص: 243

الشرح الثاني: التحفة العليّة في شرح نهج البلاغة الحيدريّة تعريف الكتاب [التحفة العليّة في شرح نهج البلاغة الحيدريّة =.. في شرح الخطب الحيدريّة] (أدب - عربيّ) تأليف: أفصح الدين، محمّد بن حبیب الله بن أحمد الحسنيّ الحسينيّ (كان حيًّا سنة 881 ه).

شرح مزجيّ متوسط لكتاب (نهج البلاغة) الّذي جمع فيه الشريف الرضيّ (ت 406 ه) ما اختاره من خطب أمير المؤمنين علیه السلام، وحكمه، ورسائله، تعرّض فيه للكثير من المباحث الأدبيّة المشتملة على الغريب من المعاني والبيان، مع إيراد النظائر للكلمات والأقوال والأشباه المستملحة نظمًا ونثرًا، وتطرّق لما يناسب شرح الخطب من السير والأحداث التاريخيّة، كتبه کما في آخر الكتاب لخزانة سلطان عصره؟ وأثنى عليه، وأثنى في أوّله كثيرًا على السيّد؟، والظاهر أنه السيّد الرضيّ - جامع الكتاب -، وفرغ منه يوم السبت 29 صفر سنة 881 ه.

لم يذكر المؤلِّف اسم الكتاب في أثناء كتابه، ولا في أوّله؛ لكن بعض الفضلاء سمّاه ب (التحفة العليّة في شرح نهج البلاغة الحيدريّة) وكتبه على آخره؛ سمّاه بذلك المناسبة أن المؤلف ذكر في آخره بعد تمام الشرح أنّه جعله لخزانة كتب الحضرة العليّة السلطانيّة الأعظميّة الأعدليّة، وسمّاه آخر ب (التحفة العليّة في شرح خطابات الحيدريّة) وكتبه علي أوّله، وكان حقّه أن يسمّى من دیباجته به (منهاج البراعة).

[النسخة الخطّيّة نفسها، الذريعة:

3 / 455، الرقم 1661]

ص: 244

تعريف النسخة: نسخة واحدة أوّل النسخة: «نحمدك يا ذا الشأن العليّ، والامتنان الجليّ على إعطاء نهج البلاغة، وإيلاء منهج البراعة، أنت المحسن بسرائر الضمائر..».

آخر النسخة: «أقول: سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون.. هذا آخر ما أردنا إتيانه في هذه الأوراق ذخيرة ليوم التناد، وذريعة ليوم التلاق، مستعينًا بالعلیم الخلّاق.. تيّمنًا وتبرّکًا لخزانة كتب الحضرة العليّة السلطانيّة الأعظميّة الأعدليّة، خلّد الله ملکه وسلطانه.. وكان ذلك يوم السبت لتسع وعشرين خلون من صفر ختم بالخير والظفر لسنة إحدى وثمانين وثمانمائة هجريّة نبويّة على يمين مؤلِّف الكتاب بعون الله الملك الوهاب.. محمّد بن حبیب الله بن أحمد الحسنيّ الحسينيّ الملقّب بأفصح الدين.. ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم».

المكان: مكتبة مدرسة دار العلم / السيّد الخوئيّ (قده)، الرقم (422).

نسخ، خطّ المؤلِّف (ظاهرًا)، يوم السبت 29 صفر سنة 881 ه (ظاهرًا، أو هي من نسخ القرن العاشر)، خزائنيّة، أوّلها لوحة فنّيّة مذهّبة كتب في کتیبتها: (لا يدركه إلّا المسخّرون)، مجدولة بخطَّين مذهّب وأزرق، نفیسة ونادرة للغاية، جيّدة الخطّ، العناوين كتبت في حاشية أوراقها بخطٍّ صغير، المتن والشولات کتب بالمداد الأحمر والشرح بالمداد الأسود، الورقة الثانية من دیباجة الكتاب ساقطة (ولعلّ الساقط ورقتان)، عليها تملّك السيّد أبي الفتوح الحسينيّ الموسويّ الشهرستانيّ، وختمه الدائريّ: «عبده: أبو الفتوح الحسينيّ»، وحول هذه العبارة شعر فارسيّ: (در حال بي کسي بكسي التجامبر * ... که پس بي کسان خدا)، وكتب في آخرها السيّد حسين بن عليّ بن أبي

ص: 245

طالب الطيّب الحسينيّ الهمدانيّ ما نصّه: «بسم الله الرحمن الرحيم، عثرت على كتاب بخطِّ مصنّفه في أنساب آل خير البريّة مسمّاة تحفة العنبريّة للسيّد أبي فضيل محمّد الكاظم بن أبي الفتوح صاحب هذا الخاتم المرسوم [أبو الفتوح الحسينيّ] وكان تصنيف ذلك الكتاب في سنة إحدى وتسعين بعد الثمانمائة، ففي ذلك بقاءٌ لذكر الخير، وطلبٌ للرحمة، أثبتنا ما كان منّا العثور [عليه]، انتهى تحريرًا بقلم الأحقر الطيب حسين بن عليّ بن أبو طالب بن عبد المطلب الحسينيّ الهمذانيّ، 1349 ه)(1)، وتملّك مير أبي المعالي الطباطبائيّ، وكتب جهان آبادي تحت التملّك هذا أنّها أمانة عنده، في آخرها ختم دائريّ المقروء منه: «فإنّي أحمد بن عليّ.. إلهي لك أخضع». أوقفها الحاجّ عليّ ابن الحاجّ خضر الحريريّ على المشتغلين بالنجف الأشرف على أنّ الكتاب لا يباع ولا يُوهب ولا يُرهن ولا يُعطّل، وجعل توليتها بيد السيّد أحمد ابن المرحوم محمّد العطار البغداديّ (ت 1215 ه)، وهذه الوقفيّة كتبت مرّتين في أوّل النسخة وفي آخرها، وكتب عليها السيّد حسين بن عليّ بن أبي طالب الطيّب الحسينيّ الهمذانيّ ما نصّه: «باسم الله تعالى شأنه، من الأوقاف الّتي أعطاها الشيخ محمّد حسن - نوّر الله رمسه - لوالدي المرحوم - طيّب الله ضريحه - وحكمه قد جوّز في محلّه، وليس لأحد أن يبقيه عنده أزيد من شهرين إلّا ويرجعه إلى من فوّض نية التولية ويستعيره مرّة أخرى»، وختمه بيضويّ: «الحسين بن عليّ الحسينيّ، 1327»، والظاهر أنّ الشيخ محمّد حسن هو صاحب الجواهر

ص: 246


1- ينظر عن (النفحة العنبريّة) وباقي نسب مؤلّفها: الذريعة: 24 / 253 الرقم 1308، وأظنّ أن ربط مالك النسخة أبي الفتوح الحسينيّ بمؤلف كتاب (النفحة العنبريّة) من التمحّل الّذي لا طائل فيه، وخصوصًا إذا ما علمنا أنّ أبا الفتوح الحسينيّ هو مالك النسخة لاحقًا بعد سنة التأليف بمدّة غير معلومة، وليس مؤلِّفها المقارب عصره لعصر صاحب (النفحة العنبريّة) والّذي كان حیًّا سنة 881 ه، فلاحظ

(ت 1266 ه)، والنسخة متضرّرة بسبب الاعتداء الآثم على المكتبة وتحتاج إلى الترميم، ذكرها صاحب الذريعة، ذكرها السيّد جعفر الحسينيّ الأشکوريّ في فهرسه للمكتبة بالرقم (57)، وحدّثني الدكتور السيّد عليّ عبّاس الأعرجيّ أنّ أكثر شرح الكتاب مأخوذ من شرح ابن میثم البحرانيّ بعينه.

الغلاف: جلد، أسود متضرّر.

659 ق، 21 س، 5، 2618 سم.

ص: 247

الشرح الثالث: شرح نهج البلاغة تعريف الكتاب شرح نهج البلاغة (أدب - عربيّ) تأليف: ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله المعتزليّ (ت 655 ه) شرح كبير معروف لكتاب (نهج البلاغة) الذي جمع فيه الشريف الرضي (ت 406 ه) ما اختاره من خطب أمير المؤمنين علیه السلام، و حكمه، ورسائله، تعرّض فيه للكثير من المباحث الأدبية المشتملة على الغريب من المعاني والبيان وما يشكل من الإعراب والتصريف، مع إيراد النظائر للكلمات والأقوال والأشباه المستملحة نظمًا ونثرًا، كما استطرق لما يناسب شرح الخطب من السير والأحداث التاريخيّة، ودافع فيه دفاعًا جادًّا عن الاعتزال رادًّا على مَن يخالفه في المذهب، مع إطالة في المباحث الكلاميّة والعقائديّة، كتبه باسم مؤيّد الدين محمّد بن أحمد المعروف بابن العلقميّ وزير المستعصم بالله العبّاسيّ (ت 656 ه).

وهو في عشرين جزءًا بحسب تجزئة المؤلِّف، أتمّه في أربع سنوات وثمانية أشهر، أوّلها غرّة شهر رجب سنة 144 ه وآخرها سلخ شهر صفر سنة 649 ه.

[التراث العربي المخطوط: 8 / 125] تعريف النسخ: نسختان

ص: 248

(النسخة الأولى) اشتملت النسخة على أوّل الكتاب وهي ناقصة بمقدار صفحة واحدة إلى تمام الجزء الخامس.

أوّل النسخة (ناقص): «... ومر مضات مؤلمات يشكوها فيستريح بشكواها استراحة المكروب. فخرج هذا الكتاب كتابًا كاملًا في فنّه، واحدًا بين أبناء جنسه، ممتعًا بمحاسنه..».

آخر النسخة: «وبالحقّ فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، ولو شاء الله بمشيئته وإرادته(1). هذا ما انتهى الجزء الخامس وبالله المستعان».

المكان: مكتبة مدرسة دار العلم / السيّد الخوئيّ (قده)، الرقم (16).

نسخ، محمّد شريف بن عبد الرحيم بن محمّد شريف اليزديّ، 18 شهر ربيع الأوّل سنة 1053 ه (الجزء الثالث)، 10 جمادى الأولى سنة 1053 ه في باکنکر المشهور بحیدر آباد کلکنده من بلاد دکن (آخر الكتاب)، وختمه البيضويّ:

«محمّد شريف في الدنيا والآخرة»، عليها كلمات نسخ البدل وبلاغات المقابلة، العناوين كتبت بالمداد الأحمر في الحاشية، میّز الأصل بالخطِّ الأحمر، عليها حواشٍ كتبها شرف الدين محمّد مكّيّ الجزّينيّ العامليّ (حيًّا سنة 1186 ه)(2)، وهو من

ص: 249


1- كذا وفي المطبوع منه: «وبالحقِّ فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم فقاتلهم بمشيئته وإرادته»
2- رأيت نسخة مصوّرة من كتاب (النفحة العنبرية) عليها تملّكه، لقبَ نفسه فيها في أخير نسبه المبارك ب (الحائريّ)، والنسخة كانت من ممتلكات أبي عليّ الحائريّ صاحب كتاب (منتهی المقال)، کما رأيت له تملكات عدّة ذكرتها في فهارسي المطبوعة وغير المطبوعة، ومنها المجموعة ذات الرقم (35) من مخطوطات الشهيد العلّامة السيد مجيد السيّد محمود الحكيم في النجف الأشرف، وله رسالة في (تراجم علماء البحرين) حقّقها الأخ الفاضل والخبير المتتبع الشيخ إسماعيل الگلداريّ البحرانيّ، ونشرها نشرة تجريبيّة سنة 2009 م، وطُبعت أخيرًا بعنوان (لؤلؤة جِزّين) بتحقيق الصديق الشيخ بشار العالي البحرانيّ، نشر: مرکز أوال، بیروت، 2017 م

نظر في الكتاب، في آخر الجزء الرابع عبارة: «ممن نظر فيه أفقر الطلبة إلى ربّه المجيد محمّد مكّيّ بن محمّد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين بن فخر الدين عليّ من ذرية الشريف أبي عبد الله الشهيد محمّد بن مكّيّ المطلبيّ [له نسبة إلى كلِّ قبيلة من هذه القبائل لكن الأصليّة من المطلب من طرف الأب وأما الآخران فهما سَسيِیتَانِ (كذا). منه] الحارثيّ الهمدانيّ [النسبة إلى الحارث صاحب عليٍّ المخاطب بقوله: (يا حار همدان من يمت يرني). منه] الخزرجيّ [النسبة إلى سعد بن عبادة سيّد الخزرج، وسعد هذا وولده من مشاهير العرب وكبارها ولهم فضائل ومناقب و فضائل مذكورة في كتب السير والتواريخ. منه] الحانينيّ الجزينيّ سنة 1170 ه(1)، في آخرها صفحتان كتب فيهما القصيدة المعروفة بلامية العرب وهي لشمس بن مالك الملقب بالشنفريّ الأزديّ وهو بن الأوس بن الحجر بن الهنو بن الأزد بن الغوث ابن بنت ريد بن كهلان بن سبا، والتي أوّلها:

أقيموا بني أمي صدور مطيّكم *** فإنّي إلى قوم سواكم لأميل وعلى أبياتها شرح بقلم أصغر من قلم الأصل، على وجه الورقة الأولى عبارة: «من نظر فيه وعرف معانيه الأقل المذنب سیّد حسن السيّد حسين زوين الحسينيّ الأعرجيّ النجفيّ (أصلًا وموطنًا) في قرية الجعارة [الحيرة] يوم غرّة محرم الحرام سنة 1201 هجّرية على مهاجرها ألف ألف صلاة و تحية»، بعض صفحاتها مرممّة من الجانب.

الغلاف: جلد، بنّي قاتم، مزين بالطرّة ورأسها.

256 ق، 30 س، 5 / 18 × 32 سم.

ص: 250


1- والنسخة اللاحقة من شرح نهج البلاغة عليها تملّكه أيضًا، وهي من مخطوطات الشهيد العلاّمة السيّد مجيد السيّد محمود الحكيم في النجف الأشرف

(النسخة الثانية) اشتملت النسخة على الأجزاء الآتية: ( 13 وبعض أوراقه ساقطة، و15، و14، و 17، و18، و 19، و 20 وهو ناقص الآخر).

أول النسخة: «القول في أسماء الذين تعاقدوا من قريش على قتلِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وما أصابوه به في المعركة يوم الحرب..».

آخر النسخة (ناقص): «السفر قطعة من العذاب . والرفيق السوء قطعة من النار. كلّ خلق من الأخلاق فإنّه يكسد عند قوم من الناس...».

المكان: مكتبة الشهيد العلّامة السيّد مجيد السيّد محمود الحكيم (ت 1983 م)، الرقم (5).

نسخ، محمّد حسين بن طالب الأبهريّ الأصفهانيّ، يوم الأحد 14 شهر ربيع الآخر سنة 1107 ه (المجلّد الخامس عشر)، خزائنيّة، جیّدة الخطّ، أوّل النسخة وأوّل كلّ جزء منها لوحة مزخرفة، مجدولة بخطّين أسود ومذهّب، العناوين كتبت بالمداد الأحمر، عليها تملّك شرف الدين محمّد مكّيّ الجزّينيّ العامليّ (حيّاً سنة 1186 ه)، وكتب في آخر المجلّد الخامس عشر ما نصّه: «مالكه أفقر الطلبة إلى ربّه المجيد: شرف الدين محمّد مكّيّ بن ضياء الدين بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين، من ذرية الشريف - من طرف أمّه (منه) - أبي عبد الله الشهيد شمس الدين محمّد بن مكّيّ المطلبيّ - النسبة إلى المطلب من طرف الآباء وإلى غيره من طرف الأمّهات (منه) - العامليّ، سنة 1183»، وختمه المربّع: «عبد الله محمّد مكّيّ من ولد الشريف الشهيد محمّد بن مكّيّ العامليّ»، کما کتب ذلك في أوّل المجلّد السابع عشر، وتملّك السيّد مجيد ابن السيّد محمود الحكيم الطباطبائيّ بتاریخ 29 جمادى الآخرة سنة 1371 ه.

بدون غلاف؛ 231 ق، 35 س، 2033 سم.

ص: 251

الشرح الرابع: مصباح السالكين تعريف الكتاب مصباح السالكين = شرح نهج البلاغة (أدب - عربيّ) تأليف: ابن میثم، میثم بن عليّ البحرانيّ (ت 679 ه).

شرح فلسفيّ عرفانيّ مشهور على كتاب (نهج البلاغة)، كتبه أيّام إقامته ببغداد باسم الوزير الخواجة علاء الدین عطا ملك الجوينيّ (ت 980 ه)، وصدّر الكتاب باسمه واسم أخيه وشقيقه الشهير ب (صاحب الديوان الخواجة شمس الدين محمّد بن محمّد بن محمّد الجوينيّ، وزير هولاکو خان وولده بعده باقر ارغون خان)، وهما من أجلّاء وزراء الشيعة، قدّم له مقدّمة بلاغيّة طويلة ذات قواعد ثلاث نافعة كلّ منها ذات مباحث عديدة، فرغ منه سنة (677 ه)، ويظهر من شرحه الثاني الذي اختصره منه أنّ اسمه (مصباح السالكين).

[الذريعة: 14 / 149، و 21 / 110، الرقم 4166، التراث العربيّ المخطوط:

11 / 432] تعريف النسخة: نسخة واحدة المجلّد الثالث.

أوّل النسخة (ناقص): «...روي أنّه (عليه السلام) قال عند دفن سيّدة النساء فاطمة (عليها السلام) کالمناجي به رسول الله صلّى الله عليه وآله عند قبره: السلام عليك يا رسول الله عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك، والسريعة اللحاق بك.

ص: 252

قلَّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري..».

آخر النسخة: « فتقطعت قلوبهم فهلكوا، وبالله العصمة. صورة خطِّ المصنِّف: تمّ المجلّد الثالث من كتاب مصباح السالكين لنهج البلاغة على يدي مؤلِّفه الملتجي إلى عفو ربّه ورحمته میثم بن عليّ بن میثم البحرانيّ في أواخر جمادی الأوّل من سنة أربع وسبعين وستّمائة، ولله الحمد والمنّة، وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ وآله».

المكان: مكتبة الشهيد العلّامة السيّد مجيد السيّد محمود الحكيم (ت 1983 م)، الرقم (4).

نسخ، صدقة بن محمّد بن سلطان بن صدقة الجبيليّ (أصلًا، ومنشًأ، ومولدًا)، ضحى يوم الخميس 17 المحرّم سنة 1087 ه، العناوين كتبت بالمداد الأحمر، في أوّلها قصيدة شعبيّة للشاعر الشيخ عبد الحمادي، عليها تملّك الشهيد العلّامة السيّد مجيد ابن السيّد محمود الحكيم الطباطبائيّ بتاريخ 18 ذي الحجّة سنة 1374 ه.

الغلاف: جلد، أسود.

155 ق، 26 س، 21×32 سم.

ص: 253

الفصل الثالث: ملخصات الكتاب

طرائف الحكمة وبدائع المعرفة

تعريف الكتاب

طرائف الحكمة وبدائع المعرفة = خلاصة نهج البلاغة (أدب - عربيّ) تأليف: الحسينيّ القزوينيّ، محمّد تقیّ بن میر مؤمن (ت 1270 ه).

مختصر کتاب (نهج البلاغة) للشريف الرضي (ت 406 ه)، رتّبه على ثلاثة مناهج فيها طرائف وبدائع، فرغ منه في سنة 1235 ه، وكتب عليه المؤلِّف فيما بعد حواشيَ كثيرة ذات تحقیقات دوّنها بنفسه بعنوان التعليقة.

[الذريعة: 15 / 155، الرقم 1023، التراث العربيّ المخطوط: 8 / 352] تعريف النسخة: نسخة واحدة أوّل النسخة: «الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم.. والذي وسمته ب (طرائف الحكمة وبدائع المعرفة)، وجمعت فيه طرائف الحكمة وجوامع الكلم من كلامه علیه السلام المثمرة بروائع الحكمة وبدائع المعرفة.. واعتمدت على ما في (نهج البلاغة)، وفيها مناهج..».

آخر النسخة: «أن كلام الحكماء إذا كان صوابًا كان دواءً، وإذا كان خطًأ كان داءً فاعدل عنهم إلى طرائف حكمهم علیهم السلام».

المكان: مكتبة الخزانة العلويّة المقدّسة، الرقم (202).

ص: 254

نسخ، عبد الحسين الأصفهانيّ، 23 جمادى الأولى سنة 1238 ه. (المنهج الثاني)، 28 جمادى الآخرة سنة 1239 ه (المنهج الثالث، عصر المؤلِّف)، مشكولة، العناوين كُتبت بالمداد الأحمر، عليها حواشٍ بإمضاء: «منه سلّمه الله تعالى»، و«ابن»، عليها شرح غريب اللغة، على أوّلها حدیث و کلام في إثبات الصانع، وشروح نهج البلاغة، وأحاديث لأمير المؤمنين علیه السلام وأبيات شعريّة ظاهرًا مسموعة من المصنِّف.

الغلاف: جلد، بنّيّ.

168 ق، مختلفة السطور، 5، 1521 سم.

ص: 255

الفصل الرابع: الردود على شرح ابن أبي الحديد

الردّ على ابن أبي الحديد في شرح النهج

تعريف الكتاب

الردّ على ابن أبي الحديد في شرح النهج (عقائد - عربيّ) تأليف: الجواهريّ، محسن بن شريف (ت 1355).

ردٌّ مختصر بعناوين (قوله - قوله)، يعترض الجواهريّ فيه على ابن أبي الحديد عبد الحميد بن هبة الله المعتزليّ (ت 656 ه) في شرحه لكتاب نهج البلاغة، غير تام، ينتهي بتعليقته على ج 4 ص 364 من الطبعة القديمة، وذكر الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ (ت 1389 ه) إنّ الكتاب في عدّة كراريس.

[نقباء البشر: 5 / 121، شعراء الغريّ:

7 / 243، معجم رجال الفكر: 1 / 371] تعريف النسخة : نسخة واحدة أوّل النسخة: «قوله في المقدّمة ص 7 س 30 جلد 1: (وظفر بسعید ابن العاص بعد وقعة الجمل بمكّة)، ظاهر کلامه أنّه ظفر بمن ذکر مباشرة..».

آخر النسخة: «حتّی ردّ عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: (ما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين والأنصار) أو كلامًا هذا معناه» .

المكان: مكتبة صاحب الجواهر (قده)، الرقم (152).

ص: 256

نسخ، الشيخ محسن ابن الشيخ شريف الجواهريّ - المؤلِّف، ق 14، في آخر النسخة ثلاثة رسائل أدبيّة متفرقة، يتخلل النسخة بعض الأوراق الخالية.

الغلاف: کارتون، أسود.

70 ق (بعضها خال من الكتابة)، مختلفة السطور، 10×16 سم

ص: 257

صورة

ص: 258

صورة

ص: 259

صورة

ص: 260

المصادر الذريعة التراث العربيّ المخطوط دراسة حول نهج البلاغة طبقات أعلام الشيعة تراجم الرجال مستدركات أعيان الشيعة ریاض العلماء مصادر نهج البلاغة من نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم العامّة نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران مجلّة تراثنا مقالة (المتبقي من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجريّ) مجلّة معهد المخطوطات العربيّة فنخا تكملة طبقات أعلام الشيعة نقباء البشر شعراء الغريّ معجم رجال الفكر

ص: 261

ص: 262

البحث الخامس التراثُ غير العربي لشروح نهج البلاغة (باللغتين الفارسية والهندية) دراسة ببليوغرافية - فنّيّة الأستاذ حسين جهاد الحساني مركز الأمير لإحياء التراث الإسلامي - النجف الأشرف

ص: 263

ص: 264

عني العلماءُ والدارسون - منذ وقت مبكر من تاريخ الثقافة الإسلاميّة - بكلمات سیّدنا و مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ (عليه السلام)، ولا سيّما بعد أن جَمعَ الشريفُ الرضيُّ هذا الكتابَ الشريفَ وأسماه (نهج البلاغة)، فوضعوا له شروحاً كثيرةً، ومؤلفات شتّى حتى صار من شأن ذلك كلّه أن يشكِّل مكتبةً كاملة.

وقد شغلَ (نهج البلاغة)؛ - للغتهِ الساحرةِ وأسلوبه الفريد - مساحةً شاسعةً من الجهود العلميّة في أوساطِ الشيعةِ، وغيرهم، وهو الكتاب الثاني بعد القرآن الكريم، ودارت في فَلَکِه شروحٌ، و ترجماتٌ، ومعاجمُ، ومصادرُ، ومستدرکاتٌ كثيرةٌ كان لها وقعٌ مدوٍّ في الحركة العلميّة، والأدبيّة، واللغويّة، والتاريخيّة والعقائديّة، ويكفي أن نشيرَ إلى حجمِ هذا التراث في مكتباتِ العالم الإسلاميّ، کالعراق، وإيران، وتركيا، واليمن، وسوريا، وغيرها من الدول العربيّة، والإسلاميّة فضلاً عن الدول غير العربيّة (الغربيّة) مثل: (بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا) وغيرها، ومن المعروف أنّ هذا التراث يحمل بين جنبَيه ثقافةَ كلّ هذه البلدان كلُّ بلدٍ بلغتهِ المخصوصةِ، فنشاهدُ العربية، والفارسيّةَ والأوردويّة، التي حملت أنواعَ العلوم، ولكن اختلفت لغاتها إلّا أنّها تصبّ في نهرٍ واحدٍ ألا وهو: (ثقافةُ الفكر الإسلاميّ)؛ لذلك فقد توالت الشروح عليه بلغاتٍ شتّی إذ بلغت أكثرَ من مائة وخمسين شرحاً، في مائة وخمس لغات مختلفة، وكانت في مقدمتها الشروح العربيّة التي كان لها القِدحُ المعلّى في العناية بذلك التراث من التحقيق وغيره، وبقي التراثُ الآخر من الشروح غير العربيّة (الفارسيّة والهنديّة) حبيسَ الخزانات، ورفوف المكتبات، ومحصوراً بين أصحاب اللغة وأهلها الناطقين بها.

ص: 265

ونحن في هذا البحث سنقدّم - إن شاء الله تعالى - أنموذجاً يسيراً، ورؤيةً نرجو أن تكون نظرةً شاملةً للتراثِ المخطوط، والمطبوع لشروحِ نهج البلاغة في اللغَتين (الفارسيِة والأورديِة - الهنديّة -)، إذ سنعرض فيه دراسة ببليوغرافيّة فنيّة لتلك الشروح، من حيث التعريف بها، وما هي أفضل الطرق للاهتمام بها ودراستها، آملين منه تعالى أن يوفّقنا ويسدّد الجميع في إخراج هذه النُسَخ، وترجمتها، وتحقيقها، وطباعتها من جديد، والسير نحو خُطی سیّدنا و مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه.

- ترجمات نهج البلاغة

تُرجِم «نهج البلاغة» إلى لغاتٍ مختلفةٍ لا سيما اللغة الفارسيّة، و قد عدّد آقا بزرگ الطهراني في ذريعتِه أكثر من ستةَ عشر ترجمةً، وعدّ غيره إحدى وثلاثين ترجمة.

و نذكر هنا عدداً من ترجمات نهج البلاغة باللغة الفارسيِة:

1 - نهج البلاغة، ترجمة مصطفى الزمانی، قم، منشورات پیام اسلام، 1366 ش 1256 ص.

2 - نهج البلاغة، ترجمة محمد علي الأنصاريّ.

3 - نهج البلاغة، ترجمة السيد جعفر الشهيديّ، منشورات إنقلاب اسلامي، 1372، ط الرابعة.

4 - کلام علي، ترجمة: جواد فاضل، حوره هنري سازمان تبلیغات، 1375 ه.

ص: 266

5 - نهج البلاغة، ترجمة: أسد الله المشبريّ، طهران، مکتب نشر الثقافة الإسلامية، 1373 ه.

6 - نهج البلاغة، ترجمة: محمد علي الشرقي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1369 ه.

7 - شمس لن تغيب، ترجمة: عبد المجيد معادي خواه، طهران نشر ذرة، 1374 ه.

9 - نهج البلاغة، ترجمة: علي أصغر الفقیهی، طهران، منشورات صباح، 1374 ه.

10 - نهج البلاغة، ترجمة: أحمد سبهر الخراساني، نشر اشراقی، 1375 ه.

11 نهج البلاغة، ترجمة: داریوش شاهين، طهران منشورات جاویدان، 1358 ه.

12 - نهج البلاغة، ترجمة: محمد جواد شریعت، طهران، منشورات أساطير، 1374 ه.

13 - نهج البلاغة، ترجمة: عبد المحمد آیتی، طهران، مجمع نهج البلاغة، 1376.

14 - ترجمة نهج البلاغة بالفارسيّة، مجهول المترجم، وتاريخ الترجمة آخر شوال 948. نسخة منه بتاريخ سنة 1065 في مكتبة ملى بطهران برقم 1243 2994. سنة 950 ه 15 - شرح نهج البلاغة، باسم نهج الفصاحة بالفارسيّة، لجلال الدين الحسين بن شريف الدين عبد الحسن المعروف بالإلهي (ت 950 ه)، توجد نسخة منه في المكتبة الرضويّة برقم 757 أخبار - ونسخة في مكتبة المجلس بطهران برقم

ص: 267

5783. سنة 972 ه.

16 - ترجمة نهج البلاغة بالفارسيّة، للشيخ عزّ الدين بن جعفر بن شمس الدين الآمليّ، أوّلها: «غرض علم الإنسان نهج البلاغة و... وآخرها: «و قد انتهى ترجمة نهج البلاغة» لنور محمد بن قاضي عبد العزيز المحليّ، في مكتبة سپهسالار برقم 7059.

17 - روضة الأبرار ترجمة نهج البلاغة، استظهر منها المفهرس أنّ المترجم علي بن الحسن الزواريّ، بتاريخ سنة 1083 في المكتبة الرضويّة برقم 123 - أخبار.

18 - ترجمة نهج البلاغة بخطّ نظام الدین محمد سنة (1089 ه)، عن ترجمة علي بن حسن الشرواديّ سنة (947 ه) في كتابخانه سلطنتی برقم 62.

19 - ترجمة نهج البلاغة بالفارسيّة للسيّد محمد تقيّ بن الأمير مؤمن القزوينيّ في سنة (1204 ه).

20 - ترجمة نهج البلاغة بالفارسيّة، لمحمد عليّ الأنصاريّ القميّ، طبع في سنة (1331 ه) بطهران.

21 - ترجمة لنهج البلاغة بالأردويّة باسم: «الإشاعة» للسيّد أولاد حسن بن محمد حسن الامر وهوي (ت 1338 ه).

23 - ترجمة نهج البلاغة، للدكتور أسد الله مبشّری، مطبعة درخشان - طهران (1375 ه) (1335 ش).

24 - ترجمة نهج البلاغة بالفارسيّة لجواد فاضل، باهتمام حسن سادات ناصری ط، مؤسّسة مطبوعاتی علمی طهران سنة (1340 ه).

ص: 268

وأشهر ترجمات نهج البلاغة وشروحه في هذا القرن ما يلي:

1 - ترجمة للسيد محمود الطالقاني، طبع في طهران سنة (1400 ه). قامت بطبعه اتحادیه انجمنهای اسلامی دانشجویان في اروبا - أمريكا - كندا، سنة 1375 ه.

2 - ترجمة نهج البلاغة بالأردوية، للمفتی جعفر حسین، طبعة لاهور - باکستان سنة 1375 ه.

3 - ترجمة نهج البلاغة بالأردوية، لسيد رئيس أحمد جعفري، ترتیب مولانا مرتضی حسین فاضل لكنهوی 1375 ه 1956 م طبعة علمي، لاهور - باكستان.

4 - نهج البلاغة، ترجمة إلى الفارسيّة، داریوش شاهين (عربي - فارسي):

طبعة أولى 1358 (شمسي قمري) سازمان انتشارات جاویدان.

- شروح نهج البلاغة

حاولت في هذه الورقة البحثيّة أن أقسّم الشروح إلى قسمين: الأول: الشروح الفارسيّة، والثاني: الشروح الهنديّة.

وخلال البحث والمتابعة حصلت على مصدر لشرح نهج البلاغة باللغة التركيّة أحببت أن أضيفه للبحث.

أولاً: الشروح الفارسيّة:

عُرفت شروح النهج على أشكال مختلفة، فمنها ما تكون كاملة، أي كلّ خطب النهج مشروحة، وأخرى شروح لعهد مالك الأشتر فقط، وسُمیت ب

ص: 269

(شرح النهج)، وكذلك شروح بعض الخطب أو الكلمات القصار للإمام (عليه السلام)، وسُمّيت أيضاً ب(شرح النهج)، وعلى هذا المنوال سُمّيت كلّها ب (شرح نهج البلاغة).

ولهذا جاء جمعنا لهذه المصنّفات على أساس هذه الصفات.

1 - (شرح النهج) للفاضل الشريف المير آصف القزويني المتوفي حدود سنة 1136 ه، هو شرح خطبة همام من النهج.

2 - (شرح النهج) ترجمة وبيان للخطب التي انتخبها السيد حسين عرب باغي لتقرأ في صلاة يوم الجمعة وسمّاه (مواعظ أهل إسلام)، وطبع في حياته مغلوطاً، فجدّد طبعَه بعد موتِه الحاجّ مختار المعينيّ، والتمس من العالم الجليل السيّد إبراهيم ابن العالم السيّد محمد حسين البروجرديّ أن يشرحها بالفارسيّة ليعمّ نفعُها، فترجمها السيّد إبراهيم، وطبعت الترجمة مع الخطب في سنة 1306 ه.

3 - (شرح النهج) للميرزا محمد إبراهيم النوّاب الملقّب مدايح نگار (بدایع نگار) ابن محمد مهدي النوّاب، هو شرح وترجمة لعهد مالك الأشتر من النهج، فرغ منه سنة 1273 ه، وهو مطبوع. وبأمره طبع شرح النهج تأليف ابن أبي الحديد سنة 1271 ه في طهران.

4 - (شرح النهج) للسيّد أبي القاسم ابن السيّد محمد حسن البختیاریّ الأصفهانيّ المتوفي سنة 1272 ه، وهو مجلّد بخطّ الشارح.

5 - (شرح النهج) للشيخ الميرزا أبي المعالي ابن العلّامة الحاج محمد إبراهيم الكلباسيّ الخراسانيّ الأصفهانيّ المتوفي بها سنة 1315 ه، هو شرح الخطبة الشقشقيّة من النهج.

ص: 270

6 - (شرح النهج) للشيخ أحمد الكاشانيّ المولود قريباً من سنة 1300 ه، وكان حيّاً في سنة 1356 ه، ليس شرحه ترجمةً للألفاظ أو بياناً اللغات أو الإعراب أو النكات الأدبيّة الأخرى، بل كان يتصفّح مدّة عشرين سنة صفحاتِ النهج فهداه الله تعالى إلى تشريح مطالبه، وترتيب ألفاظه، وتعيين مواضعها من صفحات الكتاب؛ ليتوصّل المطالع فيه إلى كلّ ما يريده بأسرع ما يكون، ولا يتحيّر في كيفيّة الوصول إلى مقصده.

7 - (شرح النهج) للشيخ أحمد بن حافظ العقيليّ الكرمانيّ المتخلّص في شعره بأديب مؤلّف سالار نامه، هو شرح عه-د مالك الأشتر واسمه (دستور حكمت).

8 - (شرح النهج) للمولى أحمد بن علي أكبر المراغيّ نزيل تبريز والمتوفى بها بالوباء في خامس المحرم سنة 1310 ه، وحُمِل جسدُه إلى وادي السلام بالنجف، وهو شرح مشكلات النهج على نحو التعلیق، رآه العلّامة الميرزا محمد علي الأردوبادي، وذكره في مجموعته (زهر الربى).

9 - (شرح النهج) وترجمة كلماته القصار بزيادة تقرب من سبعمائة كلمة صدرت منه (عليه السلام)، بالفارسيّة وغيرها للميرزا أحمد علي سپهر (مؤرّخ الدولة) طُبع سنة 1352 ه 10 - (شرح النهج) للعلّامة المجلسيّ المولى محمد باقر بن محمد تقيّ الأصفهانيّ المتوفى سنة (1110 ه)، وهو شرح بالفارسيّة لعهد مالك الأشتر، ذكر في فهرس تصانيفه، نسخته في مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) منضمّاً إلى شرحه الفارسيّ لكتابه (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف والي البصرة.

ص: 271

11 - (شرح النهج) للميرزا محمد باقر النوّاب ابن محمد اللاهيجيّ الأصل الأصفهانيّ المسكن، والمدفون في الريّ، وهو شرحٌ كبيرٌ ألَّفه في مجلّدين، فرغ من أوّلهما في سنة (1225 ه)، ومن ثانيهما سنة (1226 ه)، وطُبعا في طهران سنة 1317 ه، وقد ألَّفه بأمر السلطان فتح علي شاه.

12 - (شرح النهج) بالنظم الفارسيّ لبعض الأدباء ذكر الشيخ أحمد الواعظ اليزديّ نزيلُ شاهرود أنّه رأى نسخةً منه مخطوطةً في بعض مكتبات بمباني.

13 - (شرح النهج) ترجمة بالفارسيّة لستّ رسائل، وخطبتَين، وبعض كلماته القصار استخرجها بعضُ المتأخّرين من مواضع من كتاب ناسخ التواريخ في مائة واثنتا عشرة صفحة، منه نسخة خطيّة في الخزانة الرضويّة.

14 - (شرح النهج) وترجمته بالفارسيّة لبعض الفضلاء المقدّمين عند الشاه عباس الكبير الصفويّ كُتبت الترجمة الفارسيّة الفصيحة بين السطور من النهج الذي كتبه المولى عبد الله بن الحسين، وفرغ منه في الأحد ثامن شعبان سنة (973 ه)، ولعلّ الترجمة أيضاً له، والنسخة من (شرح النهج)، وترجمته بالفارسيّة لبعض الفضلاء المقدّمين عند الشاه عباس الكبير الصفويّ.

والنسخة مذّهبةٌ مجدولةٌ جيّدةٌ نفيسةٌ وقّفها الشاه عباس الكبير في سنة 1017 ه وهي في المكتبة الرضويّة ذكر خصوصيّاتها في الجزء الخامس من فهرسها في الصحيفة 200.

15 - (شرح النهج) للمولى محمد تقي والد العلامة المجلسيّ المتوفى سنة 1070 ه هو شرح بالفارسيّة لخطبة الاستسقاء المذكور بعضها في النهج.

16 - (شرح النهج) للشيخ محمد تقيّ القميّ الجابلقيّ، شرح وترجمة بالفارسية

ص: 272

للكلمات القصار العلوية في نثر ال-لآليء اسمه (بخش گهرها)، وهو مطبوع بإيران.

17 - (شرح النهج) والترجمة لجملة من خطبه وكتبه وكلماته القصار إلى الفارسيّة نثراً للميرزا محمد تقي الكاشانيّ المتخلّص في شعره ب (سپهر) مؤلّف ناسخ التواريخ، والمتوفى في السابع والعشرين من ربيع الثاني سنة 1297 ه.

18- (شرح النهج) بالفارسيّة للعلّامة العارف المرتاض صاحب الكرامات، وأهل الدعوات المستجابات السيد محمد تقيّ بن الأمير مؤمن بن المير محمد تقي بن المير محمد رضا الحسينيّ القزوينيّ المتوفى بها سنة 1270 ه، أوّله (بنام خداوند مستجمع جميع كمالات) وله أيضاً منتخب نهج البلاغة، الذي سمّاه ب (طرائف 273 الحكمة) يأتي في محلّه.

19 - (شرح النهج) وترجمته بالفارسيّة بعنوان (سخنان على) مختصراً لجواد فاضل كما ذكرنا له (شرح عهد الأمير (عليه السلام) لمالك) الذي سمّاه فرمان مبارك في ص 374 من الجزء الأوّل مختصراً أيضاً.

20 - (شرح النهج) بالفارسيّة للعلّامة الشيخ جواد ابن المولى محرم علي الطارميّ الزنجانيّ المتوفى في ثاني شوال سنة 1325 ه، كان عند ولده الفاضل الميرزا يحيى، ألّفه باسم احتشام السلطنة؛ ولذا قد يقال له شرح الاحتشام.

21 - (شرح النهج) للحكيم الفيلسوف العارف، الشيخ جهانگير خان القشقائيّ نزيل أصفهان المتوفى بها في سنة 1328 ه.

22 - (شرح النهج) للميرزا جهانگير خان ناظم الملك الآذربايجانيّ الأديب الشاعر الماهر، تخلّصه ضيائي، نظ-م الوصايا الثلاث المدرجة في النهج من أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام)، بالفارسيّة في سنة 1329 ه

ص: 273

مشروحاً مفصلاً، وطبع مع أصل الوصايا في اسلامبول في تلك السنة، وتوفي سنة 1352 ه.

23 - (شرح النهج) شرحاً وترجمة بالفارسيّة مفصلاً في عدّة مجلّدات كبار، للعلّامة السيّد حبيب الله ابن السيد محمد أمين الرعايا ابن السيّد هاشم ابن السيّد عبد الحسين الموسويّ الخوئيّ المولود حدود نيّف، وستين ومائتين وألف، وقد طبع أكثر من مرّة.

24 - (شرح النهج) للملقّب ب (فروغي) المولود حدود سنة 1255 ه، والمتوفى بطهران سنة 1325 ه، هو شرح فارسيّ لعهد مالك الأشتر، طبع على الحروف ثانياً في تبريز سنة 1358 ه.

25 - (شرح النهج) بالفارسيّة حسب ترتيب الموضوعات للشيخ العلّامة الميرزا خليل بن أبي طالب الكمره ايل مولود سنة 1317 ه، طبع الجزء الأول في طهران سنة 1366 ه، مطبعة العلميّ.

26 - (شرح النهج) للسيد الأمير رفيع الدين نظام العلماء التبريزيّ اسمه (آداب الملوك) طبع في تبريز سنة 1320 ه.

27 - (شرح النهج) للشيخ شمس بن محمد بن مراد، هو ترجمة لشرح النهج تأليف ابن أبي الحديد لكنه لم يتمّ إنّما الموجود منه ترجمة ستّة أجزاء من الشرح المشتمل على عشرين جزءاً، وقليل من الجزء السابع منه، كانت نسخة منه في مكتبة محتشم السلطنة الاسفندياريّ كما ذكره في الجزء الثاني الصحيفة الخامسة والأربعين من فهرس مكتبة مدرسة سپهسالار.

28 - (شرح النهج) بالفارسيّة للمولى محمد صالح بن محمد باقر القزوينيّ

ص: 274

الروغنيّ، وهو شرح من أنفع شروح النهج وأكثرها فائدةً، شرحٌ حاملٌ للمتن على سبيل المزج، ونسخته في مكتبة السادة آل الخرسان في النجف، وفي مكتبة المولى محمد علي الخوانساريّ، ونسخة منه في مكتبة سپهسالار تاریخ كتابتها سنة 1088 ه ونسخٌ أخرى ذكرت خصوصيّاتها في الجزء الثاني الصحيفة الثالثة والستين من فهرسها، وقد طبع بإيران طباعة جيّدةً بالحروف في سنة 1321 ه.

29 - (شرح النه-ج) للمولى محمد صالح الروغنيّ المذكور، وهو شرح لعهد مالك الأشتر بالفارسيّة، استخرجه من شرحه الكبير المذكور آنفا وزاد عليه فوائدَ وأشعاراً في كلّ صفحة، وقدم له بمقدمة، وألحق بآخره مطالب، وأورد في تاريخ فراغه مصراعاً ينطبق عدد حروفه مع سنة 1094 ه، والنسخة في مدرسة سپهسالار، وأخرى في مكتبة محتشم السلطنة الاسفندياريّ.

30 - (شرح النهج) بالفارسيّة، وهو شرح وصيّة الأمير إلى ولده الحسن (عليهما السلام) ألَّفه بالفارسيّة مفصّلاً المولى محمد صالح الروغنيّ المذكور وسمّاه: (منشور الأدب الإلهى، ودستور العمل کارگاهي).

31 - (شرح النهج) بالفارسيّة للسيّد صدر الدين بن محمد باقر الموسويّ الدزفوليّ المتوفى سنة 1256، واسم شرحه: (منهج المعرفة)، نسخة منه عند الفاضل الشيخ مهدي بن محمد بن المولى جعفر شرف الدين في تستر.

32 - (شرح النهج) للمحدّث القميّ المعاصر الشيخ عباس بن محمد رضا القميّ المتوفى بالنجف الأشرف سنة 1359 ه. وهو ترجمة وشرح بالفارسيّة للمائة كلمة من الكلمات القصار في النهج اسمه (صد كلمه) طبع سنة 1353 ه.

33 - (شرح النهج) للمير عبد الباقي التبريزي الخطاط الشهير في عصر الشاه

ص: 275

عباس الأول شاعر أديب، من تصانيفه شرح نهج البلاغة الفارسيّ المبسوط على مشرب الصوفيّة، وكذا تفسير القرآن، وشرح الصحيفة.

34 - (شرح النهج) للشيخ العالم الفقيه الواعظ الأديب الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد طاهر ابن العلامة الشيخ محسن الدزفوليّ أخ الشيخ أسد الله صاحب المقابس الدزفوليّ، هو شرح لخطبة همام، في وصف المتّقين بالفارسيّة مبسوطاً، وكلما فرغ من شرح جملة نظمها بالفارسيّة أيضاً في بيت، وسمّى شرح الخطبة ب (در ثمين).

35 - (شرح النهج) للمولى عبد الكريم بن محمد يحيى القزوينيّ المعاصر لشاه سلطان حسين الصفويّ المتوفى سنة 1134 ه، هو شرحه الفارسيّ للخطبة الموسومة بالقاصعة، ونسخته موجودة في الجزء الثاني الصحيفة الثانية عشرة بعد المائة من فهرس سپهسالار.

36 - (شرح النهج) للسيد عبد الله ابن أبي القاسم ابن علم الهدى عبد الله البلاديّ البهبهانيّ البوشهريّ المولود سنة 1291 ه، والمتوفى سنة 1372 ه، شرح فارسيّ لما اختاره من الكلمات القصار وسمّاه: (محفظة الأنوار) وطبع سنة 1343 ه.

37 - (شرح النهج) للشيخ عزّ الدين الآمليّ ذكر نسبه كذلك في آخر الشرح .أما شرحه للنهج فهو موجود في مكتبة مدرسة سپهسالار.

38 - (ترجمة وشرح نهج البلاغة) (عربيّ - فارسيّ) بقلم فيض الإسلام حاج سيد عليّ نقي، طهران 1392 ه.

39 - (شرح النهج) للشيخ محمد علي بن أبي طالب الشهير بعليّ بن أبي طالب الحزين الزاهديّ الجيلانيّ الأصفهانيّ المتوفى ببنارس الهند سنة 1181 ه، وهو شرح

ص: 276

وترجمة إلى الفارسيّة لبعض خطبه كما ذكر في تصانيفه.

40 - (شرح نهج البلاغة وترجمته إلى الفارسيّة) الخطب والرسائل والكلمات:

بقلم محمد علي أنصاري - قم.

41 - (شرح النهج) بالفارسيّة للمولى علي بن الحسن الزواريّ المفسّر تلميذ المحقّق الكركيّ المتوفى سنة 940 ه.

42 - (شرح النهج) مع ترجمة بالفارسيّة، اسمه: (أنوار الفصاحة) للمولى نظام الدين علي بن الحسن بن نظام الدين الجيلانيّ هناك نسخة تاريخها سنة 1053 ه، ونسخة في فهرس سپهسالار في الجزء الثاني الصحيفة الثالثة والخمسين.

43 - (شرح النهج) ترجمة ونظم فارسيّ للأديب المعاصر الميرزا محمد علي بن محمد حسين المولود سنة 1329، والمتخلّص بالأنصاريّ القميّ في عشرة مجلّدات طبع جميعها مرتباً، يذكر الخطبة أولاً ثم يترجمها بالفارسيّة ترجمةً سلسةً من غير تعقيد ثم ينظمها بالشعر الفارسيّ، شرع في نظمه سنة 1366 ه، وخرج مجلّده الأوّل من الطبع في سنة 1367 ه.

44 - (شرح النهج) للخواجه صائن الدين علي بن محمد بن أفضل ال-دي-ن محمد تركة المتوفى سنة 830 ه، وقد شرح النهج وترجم للفارسيّة بعض كلمات الأمير (عليه السلام) في نهج البلاغة.

45 - (شرح النهج) للشيخ العلامة المدرس الميرزا محمد علي ابن المولى نصير الدين بن زين العابدين الچهاردهيّ النجفيّ المولود ليلة الجمعة (26 - ع 1 - 1252 ه) والمتوفى في النجف الأشرف ليلة الأربعاء سلخ محرم الحرام سنة 1334 ه، وقد ذكر في ترجمته أنّ شرحه للنهج في مجلّدات شامل لشرح الخطب

ص: 277

وبعض الكلمات وهو فارسيّ.

46 - (شرح النهج) بالفارسيّة للسيّد علي نقي ابن السيّد محمد الحسينيّ السدهيّ الأصفهانيّ نزيل طهران، الملقّب بفيض الإسلام، طبع في طهران في ثلاثة مجلدات، فرغ من تأليفه، وطبعه سنة 1367 ه.

47 - (شرح النهج) للمفسّر المولى فتح الله بن شكر الله الشريف الكاشانيّ المتوفى سنة 988 ه، كان تلميذ المفسر المولى أبي الحسن الزواري، طبع شرحه في طهران سنة 1313 ه، واسمه: تنبيه الغافلين.

48 - (شرح النهج) بالفارسيّة هو ترجمة، وشرح، وتوضيحات لعهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى مالك الأشتر، للمولى محمد كاظم بن محمد فاضل المشهديّ المدرّس، والخادم في الحرم الرضويّ. والنسخة ضمن مجموعة في الخزانة الرضويّة ذكرت مشخّصاتها في الجزء الخامس الصحيفة السادسة والأربعين من فهرس الخزانة الرضویّة تاريخ كتابتها سنة 1377 ه.

49 - (شرح النهج) للميرزا محمود بن محمد تقي المشهديّ وهو شرح بالفارسيّة لما انتخبه من نهج البلاغة. ألَّفه في عهد عالم گير في سنة 1172 ه، أوّله: (ما أعظم اللهمّ ما نرى من خلقك، وما أصغر عظيمه في جنب ما غاب عنّا من قدرتك)، وأوّل ديباجته: ( بهترین کلاميکه يشادا بی درر كلماتش تیغ زبان را آبگیری توان نمود).

50 - (شرح النهج) للمولى محمد مهدي بن أبي تراب السهنديّ الكحجيّ بالفارسيّة، فرغ من تأليفه خامس شهر رمضان سنة 1097 ه، موجود في الخزانة الرضوية.

ص: 278

51 - (شرح النهج) لمحيي الدين الشيخ مهدي بن أبي الحسن البحراني أصلاً القموشهيّ مولداً، الطهرانيّ مسكناً، الإلهيّ تخلّصاً، المدرس في المعقول، هو شرح لخطبة همام التي هي في وصف المتّقين، شرحها بالنظم الفارسيّ، وهو مطبوع واسمه: (نغمه إلهى).

52 - (شرح النه-ج) بالفارسيّة للسيّد الجليل المیر محمد مهدي بن السيّد مرتضى بن المير محمد مهدي بن المير محمد حسين الحسينيّ الخواتون آبادي صهر العلامة المجلسيّ والمتوفى سنة 1150 ه. يوجد مجلّد واحد من شرح النهج المذكور بغير ترتيب في مدرسة سپهسالار کما فصّله ابن يوسف في فهرسها في الجزء الثاني الصحيفة الخامسة والخمسين، ثم ذكر في الصحيفة الرابعة والثلاثين بعد المائة أنّ خمسة مجلدات من الشرح الفارسيّ موجودة عند السيّد محمد المشكاة، وأنّها بقيّة المجلّد الموجود في سپهسالار.

53 - (شرح النهج) للمولى نصر الله تراب ابن المولى فتح علي أو (لطف على) الدزفوليّ المتخلّص في شعره ب (شاكر) ترجمة الشرح، ابن أبي الحديد إلى الفارسيّة فهو شرحُ الشرح يذكر جملةً من لفظ النهج ثم يترجم ما شرحها به، وهكذا إلى تمام العشرين جزءاً من أجزاء شرح ابن أبي الحديد: ألَّفه بأمر ناصر الدين شاه، شرع فيه سنة 1278 ه، وفرغ من تبييضه سنة 1295 ه، وسمّاه: (مظهر البيّنات) والموجود منه الجزء الرابع، والجزء العشرون، وما بينهما أجزاء متفرقة كلّها مجموعة ضمن خمسة مجلدات، في مكتبة السيد محمد المشكاة المهداة إلى دانشگاه، ويوجد مجلد منه في الأهواز عند الشيخ مرتضى ابن الميرزا محمد جعفر بن مرتضى الشهير بسبط الشيخ.

ص: 279

54 - (شرح النهج) للميرزا أحمد المتخلّص، والمشهور بوقار أرشد أولاد الميرزا محمد شفيع المتخلص بوصال، الشاعر الشهير الشيرازيّ، ولد سنة 1232 ه، وتوفي سنة 1298 ه، ودفن في مزار شاهچراغ، وهو شرح منظوم فارسيّ، لعهد الأمير (عليه السلام)، إلى مالك الأشتر، سمّاه ب (رموز الإمارة) نظمه مصدّراً باسم معتمد الدولة فرهاد ميرزا، وطبع بشيراز في المطبعة المحمّدية سنة 1331 ه.

55 - (شرح النهج) للعلّامة الشيخ هادي ابن المولى حسين بن محسن ابن عبد الله بن محسن بن الحسين البرجنديّ المولود سنة 1277 ه، وله تصانيف، منها: (شرح عهد مالك الأشتر) بالفارسيّة الذي طب-ع مع ترجمته لابن المقفّع في طهران في سنة 1355 ه.

56 - (شرح النهج) لنور محمد ابن القاضي عبد العزيز بن القاضي طاهر محمد المحليّ، شرح فارسيّ ينقل فيه أحياناً بعض كليات الفلاسفة والعرفاء، ألَّفه في سنة 1028 ه.

57 - تفسير نهج البلاغة (بالفارسيّة)، تأليف: علي المعروف بالحكيم الصوفيّ، (كان حيًّا 1016 ه - 1607 م). فرغ منه منه سنة 1016 ه.

58 - شرح نهج البلاغة (بالفارسيّة): المولى تاج الدين حسن المعروف بملَّا تاجا والد شيخنا الفاضل الهنديّ (المتوفى سنة 1137 ه). له: شرح فارسيّ يوجد في أصبهان.

59 - شرح نهج البلاغة (بالفارسيّة): ميرزا محمد تقيّ الألماسيّ حفيد العلّامة المجلسيّ قال: له شرح نهج البلاغة بالفارسيّة لم يتمّ.

60 - (شرح النهج) للسيّد المفتي المير محمد عباس ابن السيّد علي أكبر التستريّ

ص: 280

اللكهنويّ المتوفي سنة 1306 ه، هو شرح للخطبة الشقشقيّة، فارسيّ، طبع بالهند في سنة 1287 ه، وعلى النسخة تعليقات بالعربيّة لهذا الشارح طبعت في الهامش.

ثانياً: الشروح الهنديّة:

(شرح النهج) للمولويّ إعجاز حسین بن جعفر حسن بن علي حسين البدایونيّ المولود سنة 1298 ه والمتوفي سنة 1350 ه. هو شرح للغات نهج البلاغة؛ لذا عبّر عنه في فهرس تصانیفه ب (حل لغات نهج البلاغة).

(شرح النهج) وترجمته للسيد أولاد حسن بن محمد حسن الأمر وهوى. المتوفي سنة 1338 ه، ذكر السيد علي نقي اللكهنويّ أنّ اسمه (الإشاعة).

(شرح النهج) للسيّد ذاکر حسین اختر الدهلوىّ هو شرح وترجمة للنهج باللغة الأردوية مطبوع بالهند اسمه (نیرنگ فصاحت).

(شرح النهج) للسيّد سبط الحسن ابن السيد وارث حسين الجايسيّ اللكهنویّ المولود سنة 1296 ه والمتوفي سنة 1354 ه، هو شرح خطبته (عليه السلام) التي أوّلها (لله بلاد فلان)، طُبع في الهند واسمه: (تقويم الأود).

(شرح النهج) وترجمته بالأردويّة للسيّد ظفر مهدي اللكهنویّ طبع بالهند في جزأين كما في الفهارس.

(شرح النهج) للسيّد علي أظهر الكهجويّ الهنديّ المتوفي في سنة 1352 ه، كتب الترجمة الأردويّة بين السطور، وكتب الشرح على نحو التعليق في هامش الكتاب، وهو مطبوع بالهند.

ص: 281

(شرح النهج) هو شرح الخطبة الشقشقيّة للسيّد علي أكبر ابن السيد محمد سلطان العلماء اللكهنويّ المتوفى سنة 1326 ه، ذكره السیّد علي نقي التقويّ اللكهنويّ في (مشاهير علماء الهند)، وكذا في (التجلّيات) اسمه: (التوضيحات الحقيقيّة).

(شرح النهج) لتاج العلماء السيّد علي محمد ابن سلطان العلماء السيّد محمد بن دلدار علي النصير آباديّ المتوفى سنة 1312 ه، وهو شرح الخطبة الشقشقيّة.

ذكره السيّد علي نقيّ النقويّ اللكهنويّ في (مشاهير علماء الهند).

(شرح النهج) بالگجراتيّة للمولويّ غلام علي بن إسماعيل البهاونگريّ الهنديّ المولود في سنة 1283 ه. طبع جزؤه الأوّل في مائتي صفحة، وله ما يقرب من مائة وعشرين مجلداً كلها بالگجراتيّة.

- (شرح النهج) للمولويّ الهنديّ ذكره كذلك السيّد هبة الدين الشهرستانيّ في كتابه: (ما هو نهج البلاغة) وعدّه التاسع والعشرين من شروح النهج، ولم يذكر شيئاً من معرّفاته.

ثالثاً: الشروح التركية:

(شرح النهج) للوزير نظام الدين الأمير علي شير بن گنجينه بهادر الجغتائيّ الهرويّ، ولد سنة 841 ه، وتوفي سنة 906 ه، كان وزير سلطان حسين ميرزا بايقرا، وكان من أوائل اشتغاله في المشهد الرضويّ ثم ذهب إلى سمر قند للتكميل، وقيل: إنّه نظم لكلّ كلمة من الكليات العلويّة القصار رباعيّةً بالتركيّة.

ص: 282

وختاماً لابد أن نشير هنا إلى أنّ أصل ورقة البحث هذه هو مشروعٌ يقدّم إلى المراكز المتخصّصة في مجال إحياء التراث وتحقيق هذه المخطوطات وإخراجها من لغتها الحبيسة بها إلى اللغة العربيّة الأم، ففي هذه المخطوطات للباحثين كثير مما يُفيدون منه. والله من وراء القصد

ص: 283

مصادر البحث

لا أحبّ الإطالة في سرد كلّ شرح في توثیقه؛ لذا فإنّ كلّ الشروح جاءت في المصادر الآتية كلٌّ حسب حرفه، وجزئه، ومصدره هي كالآتي:

الذريعة إلى تصانيف الشيعة: الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ.

طبقات الشيعة: للشيخ آغا بزرك الطهرانيّ أيضاً.

أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين العامليّ شروح نهج البلاغة :السيد حسين جمعة العامليّ الغدير في الكتاب والسنة: الشيخ عبد الحسين الأمينيّ درسهاي از نهج البلاغة :الشيخ المنتظری.

دراسة حول نهج البلاغة: السيد محمد حسين الجلاليّ کتاب نامهء نهج البلاغة :رضا استادی.

کشف الحجب والأستار: إعجاز حسين

ص: 284

البحث السادس شرح الرائية المسمّى (صرح المخدرات الحسينية في شرح الأبيات العلويّة) للشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد بن محمد الجباعي العاملي الحارثي الهمداني والد الشيخ البهائي (ت 984 ه) الأستاذ حيدر عبد الباري برير الحدّاد جامعة ذي قار - كلية الآداب

ص: 285

ص: 286

المقدمة:

الحمد لله ربّ العالمين على أفضاله وآلائه، والمشكور على نواله وإحسانه، وجميل نعمائه، وصلوات ربِّي وسلامه وتحياته على أكرم مخلوقاته وأشرف کائناته محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين عن الزلل صلوات الله عليهم أجمعين.

وبعد:

فكانت في نفسي رغبة كبيرة تختلج صدري، فتبعث في نفسي عزماً في أن أسأل ربِّي سبحانه أن يوفقني لأن يكون لي شرف الالتحاق بركب الذين وضعوا بصماتهم عبر تاريخنا الإسلامي، في إبراز بعض فضائل المولى سيد الوصيّين وإمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فسعیت جاهداً خلال عملي في جمع وفهرسة المخطوطات إلى الحصول على نسخة خطّيّة في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

فسهّل لي ربّي ذلك بلطفه وأرشدني بجميل عنايته، العثور على محطوطة للشيخ حسین بن عبد الصمد العامليّ الحارثيّ (ت: 984 ه) والد الشيخ البهائي (قدس الله روحيهما)، والمسمّاة ب (شرح الرائيّة)، والرائية قصيدة في (45) بيتاً نظمها الشيخ حسين العامليّ (رحمه الله) عندما كان في بلاده جبل عامل، ضمّنها الإشارة إلى بعض فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) التي نطقت بها السنة الشريفة والقرآن الكريم.

ص: 287

وعندما حَسِن موقع هذه الأبيات عند الأصحاب، أشاروا عليه بشرحها؛ لبيان ما حوته من مضامين وإشارات، ولمّا استقرت به أيام الرحيل والترحال في كربلاء الحسين (عليه السلام)، انتهز فرص العطلات وأيام الجمع والمناسبات، فشرع في شرح هذه الأبيات وأشار إلى ما فيها من المناقب والفضائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) التي استخرج مضامينها من أحاديث مرويّة أوردها علماء أهل السنة في مسانيدهم، وصحاحهم، وتفاسيرهم، وكتبهم المعتبرة عندهم؛ ليكون ذلك أتمّ في الحجّة عليهم.

فجاء كلّ بيت من أبيات قصيدته الولائيّة الرائعة يحمل في طيّاته كثيراً من الدلالات والمفاهيم والإشارات.

ولمّا كان ناظم هذه القصيدة وشارحها علماً من أعلام الطائفة الحقّة والفرقة المحقّة، ومادة المخطوطة العلميّة ثريّة بما حوته من أصالة ومضامين، غنّية بما تناولته من الاستدلالات العقليّة والنقليّة؛ كان لنا ذلك غاية المراد، وبغية الطالب لأعزّ المطالب، ومنية المريد وأمنيّة المفيد من بلوغ الغاية والمقصود.

فدفعني ولائي، وشغفي، وشوقي، إلى تحقيق هذه المخطوطة وإبراز ما فيها من كنوز منضودة في بعض فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

فعملت جاهداً معاضداً للمؤلّف (رحمه الله) في بيان كلّ فضيلة، والإشارة إلى مكان وجودها في كتب أهل السنّة والشيعة، وعدد الطرق التي وردت فيها مع بیان مواضع الاختلاف في الروايات ولو بالإشارة.

وقد واجهتني صعوبات كثيرة في أثناء عملي على تحقيق هذه المخطوطة حيث إنّي لم أستطع الحصول - بعد البحث في خزانات المكتبات والمراكز العامة والخاصة، وسؤال أهل الاختصاص في داخل البلاد وخارجه - على نسخ أخرى للمخطوطة

ص: 288

سوى هذه النسخة الخطية التي هي من نسخ الشيخ محمد طاهر السماويّ (رحمه الله) وقد حصلت عليها من خزانة مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف. ولا ندري هل عفى الزمان على بقيّة النسخ فأصبحت أثراً بعد عين؟ أم هي حبيسة ظلمات الخُزانات.

ومن جهة أخرى إنّ الشيخ ذكر روايات عن كتب لأهل السنة، تعد هذه الكتب - في عصرنا الحاضر - في عِداد الكتب المفقودة، فأوردنا تلك الروايات اعتماداً على كتب الجمهور التي أوردت الروایة نقلاً عن المصدر المفقود.

وبالرغم من كلّ المعوّقات والصعوبات فقد دفعني ولائي لسيّدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى تحقيق هذه المخطوطة إضافة إلى ما تحمله هذه المخطوطة من أهمية تاريخية قيّمة.

وقد اقتضت طبيعة العمل في تحقيق هذه المخطوطة أن ينقسم العمل على قسمين:

القسم الأول: استعرضت فيه سيرة المؤلّف الذاتية والعلمية مع دراسة المخطوط، ورتّبته في فصول ومباحث.

القسم الثاني: خُصّص للنصّ المحقّق.

وفي الختام أسأل كلّ من وقف على هذا النتاج، ورأى فيه خللاً، أو لمح فيه زللاً، أن يصلحه، ويرسله لي، حائزاً بذلك الأجر وجميل الشكر، فإنّ العصمة لأهلها، وأنا معترف بالقصور والتقصير،على أتي بذلت فيه الوسع، واستعنت في ضبطه وتحقيقه بالله تعالى، إنّه وليّ الرشاد والسداد، وهو الموفّق للصواب.

والحمد لله ربّ العالمين

ص: 289

ص: 290

القسم الأول - الفصل الأول

المبحث الأول: حياة المؤلف

اسمه ونسبه:

هو الشيخ الذي حسنت مآثره، وذاعت محامده، رفيع القدر ملحوظ المنزلة، الشيخ عزّ الدين حسين بن أبي تراب عبد الصمد بن شمس الدين محمد بن زين الدين علي بن بدر الدين الحسن(1) بن محمد بن صالح اللويزانّي بن إسماعيل العامليّ الجبعيّ الحارثيّ الهمدانيّ(2).

من أجلّاء علماء الإماميّة، والد الفرع المبارك والثمرة الزكية الميمونة الشيخ البهائيّ (قدّس الله سرهما ونوّر ضريحهما)، وحفيد أخ الشيخ تقيّ الدين إبراهيم الكفعميّ صاحب كتاب المصباح و البلد الأمين.

كان عالماً ماهراً محقّقاً مدقّقاً متبحّراً جامعاً أديباً منشئاً شاعراً عظیم الشأن جلیل القدر ثقةً ثقة من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني(3).

فالعامليّ: يلقّب به نسبة إلى جبل عامل(4)، وهي المنطقة التي ينتسب إليها،

ص: 291


1- ورد في بعض المصادر (حسين) لعله تصحيف والأصح ما أثبتناه، وهو ما صرح به جدالأسرة الشيخ شمس الدين محمد الجباعي (ت: 886 ه) بإمضائه على مجموعته الخطية الموسومة ب (مجموعة الجباعيّ). ينظر: أفندي، ریاض العلماء: 3 / 128. كحالة، معجم المؤلفين: 4 / 17
2- ينظر: الأمين، أعيان الشيعة: 9 / 239. كحالة، معجم المؤلفين: 4 / 17. الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 108. الصدر، تكملة أمل الآمل: 1 / 138. الخوانساريّ، روضات الجنات: 2 / 338. الطهراني، طبقات أعلام الشيعة: 6 / 5 - 98 - 119
3- الحر العامليّ، أمل الآمل: 1 / 74
4- جبل عامل: ويسمى جبل الجليل، و في الأصل يقال: جبال عاملة، ثم لكثرة الاستعمال قيل: جبل عامل نسبة إلى عاملة بن سبأ، وفي أعيان الشيعة عن تاريخ المغربي إنه واقع على الطرف الجنوبي من بلدة دمشق الشام في سعة ثمانية عشر فرسخاً من الطول وفي تسعة فراسخ م-ن العرض. والصواب إنه في الجانب الغربي من دمشق لا الجنوبي. ينظر: القميّ، الكنى والألقاب: 2 / 104. الأمين، أعيان الشيعة: 2 / 107

وفيها مولده وموطن آبائه وأجداده، لقد خرجت هذه البقعة كثيراً من العلماء والفضلاء وأرباب الكمال وأصحاب الكرامات والمقامات، وكان لهم الفضل في حمل لواء الإماميّة في تلك البقاع، بل في كلّ بقعة حلوا بها واستوطنوها، ويكفيها فخراً أنها أنجبت جهابذة العلماء أمثال الشهيدين السعيدين الذين ما زال سراج علمهما وهّاجاً يقتبس منه كلّ روّاد العلم والمعرفة، وينهلوا من علوم كتابيهما اللمعة الدمشقيّة والروضة البهيّة.

والجُبَعيّ: بضم الجيم وفتح الباء فعين مهملة نسبة الى جُبَع، ويقال: جُباع بالمد، ويقال أيضاً الجُباعيّ في باب زيادات النسب، وهي قرية من قرى جبل عامل، وفيها مولده وإليها ينتسب كلٌّ من والده عبد الصمد وجدّه شمس الدين محمد الجبعيّ، وفيها قبرَي صاحب المدارك وصاحب المعالم.

الحارثيّ: نسبة إلى جد هذه الأسرة وهو التابعيّ الموالي الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانيّ(1) قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): أبشرّك يا حارث ليعرفني وليّي وعدويّ في مواطن شتّى، ليعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة، قال الحارث: وما المقاسمة يا مولاي؟ قال:مقاسمة النار،

ص: 292


1- الحارث من خُلَّص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخواصه والمتفاني في ولائه، والمجاهر بحبه لأمير المؤمنين (عليه السلام)، يعدّ من القرّاء ومن أوعية العلم إذ أخذ علومه عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، توفى سنة 65 ه. ينظر: الخطيب التبريزيّ، الإكمال في أسماء الرجال: ص 179. الأمين، أعيان الشيعة: 4 / 365

أقاسمها قسمة صحاحاً، أقول:هذا وليّي فاتركيه، وهذا عدوي فخذيه(1).

وقد نظم السيّد إسماعيل بن محمد الحميري(2) ما تضمّنه هذا الحديث بقوله: قول علي لحارثٍ عجبٌ *** كم ثَمَّ أُعجوبةٍ له حملا يا حارهمدان من يمت یرني *** من مؤمنٍ أو منافقٍ قُبُلا يعرفني طرفه وأعرفه *** بنعته واسمه وما عملا وأنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرةً ولا زللا أسقيك من باردٍ على ظمأٍ *** تخاله في الحلاوة العسلا أقول للنار حين توقف للعرض على جسرها ذري الرجلا ذريه لا تقربيه إنّ له *** حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا هذا لناشيعة وشيعتنا *** أعطاني الله فيهم الأملا(3)

ص: 293


1- ينظر باختلاف في الألفاظ وبالمعنى نفسه: الطوسي، الأمالي: ص 627. الطبري، بشارة المصطفى: ص 40. الإربلی، کشف الغمة: 2 / 39. البحراني، مدينة المعاجز: 3 / 119
2- أبو هاشم وأبو عامر إسماعيل بن محمد بن یزید الحميري، لقب بالسيد منذ صغره ولم يكن علوياً أو هاشمياً، من فحول شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، ولد سنة 105 ه من أبوين إباضيّين خارجيين، ترك دين أبويه وصار کیسانيّاً، دعاه الإمام الصادق (عليه السلام) فاستبصر على يده وحسن إيمانه وصار إمامیّاً مخلصاً، تفاني في تعظيم أهل البيت (عليهم السلام) والدفاع عنهم، له ديوان شعر ينبئ عن علو كعبه، قال بشار بن برد: لولا أنّ هذا الرجل شُغل عنا بمدح بني هاشم لأتعبنا، توفي ببغداد سنة 173 ه. ينظر: ابن شهر آشوب، معالم المعالم: ص 180. القمي، الكنى والألقاب: 2 / 334. الزركلي، الأعلام: 1 / 322. الشبستري، الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق (عليه السلام): 1 / 183
3- نسب صاحب دیوان الإمام علي (عليه السلام)، المعروف ب (أنوار العقول..) للبيهقيّ الكيدريّ: ص 324، وغيره من المصادر هذه الأبيات خطأً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)

الهَمْدانيّ: بفتح الهاء وسكون الميم والدال المهملة، نسبة إلى همدان وهي قبيلة من اليمن، فيها بطون كثيرة منها: سبيع، ويام، ومرهبة، وأرحب(1)، وهمَدان هي التي أرسل إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد يدعوهم للإسلام وبقي فيهم ستة أشهر فلم يسلم معه أحد، ثم أرجعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأرسل بدلاً عنه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأسلم أهل هَمدان في يوم واحد فلمّا وصل خبر إسلام همدان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سجد شكراً ثم رفع رأسه وقال: السلام على همدان أكثر من مرة.

ولهمدان مواقف عظيمة طافحة بالنُصرة والتأييد لأمير المؤمنين (عليه السلام) وهم الذين ثبتوا عند انهزام الناس بصفين وكسروا أغماد سيوفهم وسطّروا أروع ملاحم الجهاد والاستبسال والتضحية، وقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم صفين: (يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي)، وقال (عليه السلام) فيهم أيضاً:

دعوت فلباني من القوم عصبة *** فوارس من همدان غير لئام فوارس من همدان ليسوا بعزّل *** غداة الوغى من شاكر وشبام بكل ردينيّ وعضب تخاله *** إذا اختلف الأقوام شعل ضرام لهمدان أخلاق كرام تزينهم *** وبأس إذا لاقوا وحدّ خصام وجدّوا بصدق في الحروب ونجد *** وقول إذا قالوا بغير أثام متی تاتهم في دارهم تستضيفهم *** تبت ناعماً في خدمة وطعام جزى الله همدان الجنان فإنّها *** سهام العدا في كلّ يوم زحام فلو كنت بوابا على باب جنّة *** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام(2)

ص: 294


1- السمعانيّ، الأنساب: 5 / 647
2- ينظر: ابن مزاحم، وقعة صفين: ص 274. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: 5 / 217. المجلسيّ، بحار الأنوار: 32 / 476. الأمين، أعیان الشیعة: 1 / 489

أُسرتهُ:

ممّا لا ينكر عقلاً ولا يخفى ما لدور المحيط البيئيّ من الأثر الكبير في التنشئة وتكوين الفرد وبلورته وتهذيب قابلياته. ولقد شاءت القدرة الإلهية أن ينمو برعماً حارثياً جديداً من أسرة علمية عريقة، اشتهرت بالكرامات والمقامات والفضائل، ونشر لواء التشيّع في كلّ بقعة حلّوا بها، ومن تلك الشجرة المباركة الميمونة التي اشتهرت بالولاء، ومن ذلك البيت الذي توارث المجد كابراً عن كابر، تفرّع غصن الفضائل ونما فكان نتاجه الثمرة الطيبة الشيخ حسين والد الشيخ البهائيّ، الذي ورث الصفات الغرّ من هكذا أسرة علميّة توارثت المجد والفضائل. فقد ذكر صاحب حدائق المقرِبين نقلاً عن المولى محمد تقي المجلسيّ: أنّه سمع من الشيخ البهائيّ والد صاحب الترجمة أنه يقول: إنّ آباءنا وأجدادنا في جبل عامل كانوا دائماً مشتغلين بالعمل والعبادة والزهد وهم أصحاب كرامات ومقامات(1).

والده:

هو أبو تراب عبد الصمد بن شمس الدين محمد الجبعيّ العامليّ، ولد لتسع بقين من المحرّم سنة 855 ه، كان من العلماء الأعلام، ومن نوابغ الطائفة، وعلمائها البارعين، وصفه الشهيد الثاني في إجازته لولده صاحب الترجمة والمؤرّخة في 941 ه، (...عزّ الدنيا والدين حسين بن الشيخ الصالح العالم العامل المتقن المتفنن خلاصة الأخيار الشيخ عبد الصمد بن الشيخ الإمام شمس الدين محمد الشهير بالجُبعيّ الحارثيّ الهمدانيّ...)(2).

ص: 295


1- ينظر: الخوانساري، روضات الجنات: 2 / 340. الأمين، أعيان الشيعة: 8 / 17
2- الشهيد الثاني، رسائل الشهيد الثاني: 2 / 1114

له مصنفات منها: حاشية في الفرائض المصيرية، مجموعة الفوائد، توفي في منتصف ربيع الثاني سنة 935 ه، وعمره 80 سنة.

جده:

شمس الدين محمد بن علي بن حسن الجُبعيّ العامليّ ولد سنة 822 ه، الشقيق الأكبر للشيخ تقيّ الدين إبراهيم بن علي الكفعميّ (ت: 905 ه)، علم من الأعلام يلقّب بصاحب الكرامات، كان من الرعيل الأول ومن أعلام الأمة يعبّر عنه الشهيد الثاني بالشيخ الإمام في إجازته لحفيده الشيخ حسين صاحب الترجمة، ويظهر من إجازة الشيخ علي بن علي بن محمد بن طي العامليّ(1) (ت: 855 ه) التي كتبها في آخر صحيفة الشيخ شمس الدين محمد الجُبعيّ، قال: وبعد فقد قرأ عليّ هذه الصحيفة الكاملة... المولى المعظّم الفاضل المکرّم مفخرة الفضلاء وخلاصة الأجلّاء شمس الدنيا والدين، محمد بن الشيخ العلامة أبي الفضائل زين الدنيا والدين وشرف الإسلام والمسلمين علي بن الشيخ بدر الدين حسن الشهير بالجُبعيّ رفع درجاتهم في أعلى علّيّين و حشرهم مع النبيّين...(2) وقال المحقّق الكركيّ في إجازته للشيخ علي بن عبد الصمد بن محمد بن علي الجُباعيّ ما لفظه: الصالح الفاضل الشيخ نور الدين بن الشيخ الفاضل عمدة الأخيار ضياء الدين عبد الصمد بن المرحوم المقدّس قدوة الأجلّاء في العالمين

ص: 296


1- ذكر السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل: 309، أنّ المجيز هو ابن السكون وافتخر بذلك کونه عثر على ما لم يعثر عليه العلامة المجلسيّ. أقول: إنّ ابن السكون توفي سنة 606 ه، وأنّ الشيخ محمد الجباعيّ توفي سنة 886 ه، والعقل يحكم ببطلان ذلك نتيجة البعد الزمنيّ بينهما، وبعد التدقيق ثبت أنّ المجيز هو علي بن طيّ العامليّ (ت: 855 ه)، وقد ذكر الإجازة العلامة المجلسيّ في بحاره: 104 / 213، ونسبها إلى علي بن طيّ
2- المجلسّي، بحار الأنوار: 104 / 213

الشيخ شمس الدين محمد الجُبعيّ(1).

قرأ الشيخ شمس الدين كثيراً على الشيخ عزِّ الدين الحسن بن أحمد بن يوسف بن العشرة العاملي (ت: 862 ه).

له مجموعات الجباعي الثلاث، التي قال فيها العلامة المجلسيّ: كان يلوح منها آثار فضله وسداده، توفي سنة 886 ه. وأثنى عليه العلامة المجلسيّ في إجازاته بقوله: صاحب الكرامات.

أخوه:

الشيخ نور الدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد الحارثيّ المولود سنة 898 ه، كان عالماً، فاضلاً، فقيهاً، محدّثاً، وهو أكبر من أخيه صاحب الترجمة لكنّه أقلّ منه شهرة، ومن تلامذة الشهيد الثاني (ت: 965 ه)، قرأ على المحقق الكركيّ (ت: 940 ه) رسالته (الجعفرية) وجملة من كتب الفقه، وقد كتب له إجازة سنة 935 ه، يصفه فيها: بالشيخ الصالح الفاضل کما مرّ في ترجمة والده.

قال عنه صاحب الرياض: فاضل عالم جليل فقيه شاعر، له منظومة في ألفيّة الشهيد تسمّى ب (الدرّة الصفيّة في نظم الألفيّة)(2).

أولاده:

الأول: الشيخ محمد الملقّب بالشيخ البهائيّ الذي فاقت شهرته الآفاق الحاوي لفنون الفضائل، ذكره الحر العامليّ فقال: حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر، وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع

ص: 297


1- الأمين، أعيان الشيعة: 8 / 262
2- ينظر: الأفندي، ریاض العلماء: 4 / 114. الذريعة: 8 / 100. الصدر، تكملة أمل الآمل: ص 302

المحاسن أظهر من أن يذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً منشئاً، ثقة، عديم النظير في زمانه في الفقه والحديث والمعاني والبيان والرياضي وغيرها)(1).

ترجم له كثير من علماء الإمامية، وغيرهم من علماء المذاهب الإسلامية الأخرى، وأثنوا عليه أحسن الثناء. له ما يقارب المائة مصنّف منها: تشريح الأفلاك، حاشية على القواعد، توضيح المقاصد، الحبل المتين، زبدة الأصول، تنبيه الغافلين، دراية الحديث، ولد ببعلبك سنة 953 ه، وتوفى سنة 1031 ه ودفن في المشهد الرضويّ المقدس، وقبره مزار معروف يتبرك به الناس.

الثاني: الشيخ أبو تراب عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد العامليّ، ولد بقزوين ليلة الأحد ثالث شهر صفر سنة 966 ه، ذكره الحر العاملي(2) فقال: كان فاضلاً جليلاً، وقد صنف أخوه - الشيخ البهائيّ - لأجله (الصمدية) في النحو، توفى سنة 1020 ه، في حوالَي المدينة، ونقل جسده إلى النجف الأشرف، وله ولد اسمه حسين من العلماء، ذكره السيد حسن الصدر(3) فقال: الشيخ حسين بن عبد الصمد بن الحسين بن عبد الصمد العامليّ الحارثيّ الجبعيّ، ابن أخ الشيخ البهائيّ كان من العلماء الأعلام، وكان قاضياً بهراة أيام الدولة الصفويّة وسكنها، وله أولاد وأحفاد .

ص: 298


1- الحر العاملّي، أمل الآمل: 1 / 155
2- النصدر نفسه: 1 / 109
3- تكملة أمل الآمل: ص 182

أسفاره:

تنقّل الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثيّ في جملة من البلاد، ومنها:

النجف الأشرف:

لقد أقام الشيخ حسين العامليّ في العراق متنقّلاً بين مدنها، ومراقدها المقدّسة وقد وصف الشيخ تلك الإقامة بوصف جميل في الرسالة المسمّاة بالرحلة(1) التي كتبها إلى أستاذه الشهيد الثاني قائلاً: ولقد أقمنا بالعراق بُرهةً لولا فراقك كانت أعجب من الخيال، وأقصر من طيف الخيال، وأرشف من حَسْوِ الطائر والمثل السائر، فكم شاهدنا حُسناً وحَسْناء في مشهد الحسين والشهداء، وكم شاهدنا یُمناً ويمناء في مشهد الكاظمين والسعداء. وفي الرسالة نفسها يصف الشيخ فراقه للنجف الأشرف قائلاً: فها نحن كدنا نَجِفُّ لفراق النجف، ونكفكف دمعاً من غير عين وكفَّ وبَعُدنا عن تلك المشاهد، ومن فيها لأنوار الحق شاهد.

كربلاء المقدسة(2):

سكن الشيخ حسين العامليّ مدينة سيد الشهداء (عليه السلام)، وانشغل بالدرس والتدريس فيها وقد ذكر ذلك بقوله: فلقد كنت أتقلّب فيها بين بَحث أُنشيه وتحقيق أُوَشِّيه، فارغ البال خالٍ من البلبال، لا أصرفُ هميّ إلّا في قربةٍ أستفيدها أو قرابةٍ أعودها، أو زیارۃٍ أستعدّها وأستعيدها، أو مسألة أستجدّها وأستجديها، أيامي كلّها أيام الصِّبا، ونسیمي نسيمُ الصَّبا، وليلي كله كَبُرْدِ الشباب، وبَرْدِ الشباب، ولقد كانت أياماً لم أَلقَ لها في الزمان نظيراً، ولم أُلْفِ إليّ منها نظيراً.

ص: 299


1- نسخة خطية ضمن مجموع في خزانة مجلس الشوری ج 15، تحت الرقم 105 / 5138
2- المصدر السابق نفسه

والجدير بالذكر أنّه - رحمه الله - شرح هذه الأبيات التي بين أيدينا موضع التحقيق بهذه المدينة المقدسة في أوقات الجُمَع والعطلات.

ورحل من العراق بعد أن رمته الحوادث بسهامها، وعبست بوجهه الدنيا بعد ابتسامتها، وقد جسّد الشيخ خروجه من العراق بوصف ينبئ عن ألم الفراق، بعد أن تعلّق قلبه بهذه الأرض، إذ يقول: ولا يوم كيوم خروجنا من العراق، وقد بنّا إليها عريق الأعراق، وجنّ بنا من الفَرَق ليل الفَرَاق ثم ينشأ قائلاً:

والله لو أنّهم أتوني *** بألفِ حازِ وألف راقي لم ينهبوا بعض ما ابتلاني *** ربيّ به ساعة الفراق أصفهان(1):

وبعد أن عزم على المسير، ولبس جلباب الرحيل، وقطع الفيافي والقفار، وعبر المدن والأنهار، نزل بأصفهان، وقد وصفها في رسالته(2) وصفاً غاية في الروعة قائلاً: «وها أنا قاطن في أصفهان، وما أدراك ما أصفهان؟ جَنّة الأرض، وحبّة العرض، حصينة المرابع، خصيبة المراتع، ذات نسيم للروح نسيب، وثمار ما لمن لم يذقها في الأثمار نصیب، نورها ساطع، ونَورها طالع، قد ظهرت بشاشتها البهيّة، وزهت بملابسها الزهيّة، أيامها أحسن من أنوار الأشجار، وأطيب من أنفاس

ص: 300


1- أصفهان: وتسمى أصبهان، تقع في الجزء الأوسط الغربي من إيران على طول نهر زاینده. أهلها أخلاط من الناس، وعرب بها قليل، وأكثر أهلها عجم، تشتهر بكثرة مساجدها وغيرها من آثار العمارة الإسلامية، فتحها العرب المسلمون سنة ثلاثة وعشرين للهجرة، وفي أواسط القرن السابع حکم شاه عباس بلاد فارس من أصفهان من عام ( 1598 - 1629 م) وجعلها من أجمل مدن العالم. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان: 1 / 244
2- والمقصود بها رسالة الرحلة التي بعثها لأستاذه الشهيد الثاني (رحمه الله)

الأسحار، فهي تغني عن سوالف الدهور، وتعّبي عواقب السرور، ولياليها أحلى من قُبلةِ الحبيب، وأشهى من غفلة الرقيب».

وقد اُستقبل فيها بالرحب والترحيب، إذ أقام بها مدة مشتغلاً فيها بالدرس والتدريس وإفادة العلوم الدينية وإفاضة المعارف المختلفة، مفيداً منه ناهلو العلم والمعرفة وطلابها.

قزوین(1):

ولمّا ذاع صيت الشيخ في أصفهان وسمع به السلطان طهماسب الأول زعيم الدولة الصفوية التي كانت عاصمتها قزوین، وكان من محبي العلم والعلماء، أرسل إليه وطلب منه القدوم إلى مقرّ سلطنته، فتوجّه الشيخ نحو تلك الديار، ولمّا وصل عظمه السلطان طهماسب بما لا مزيد عليه من التعظيم والتكريم، وأسند إليه منصب شيخ الإسلام، وكان يقيم صلاة الجمعة في قزوين، واستمر على ذلك سبع سنين.

المشهد الرضويّ المقدّس:

ثم انتقل إلى مجاورة المشهد الرضويّ المقدّس على مشرفه أفضل التحيّة والسلام، وبقي برهة وفُوِّض إليه منصب شیخيّة الإسلام أيضاً، إلى أن سافر إلى خراسان.

ص: 301


1- معروفة ببلاد الديلم، مدينة حسنة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخا، تقع في الإقليم الرابع، أول من استحدثها سابور ذو الاكتاف، فتحت صلحا على يد البراء بن عازب في زمن الخليفة عثمان بن عفان. ينظر: البلاذری، فتوح البلدان: 2 / 394. البكري الأندلسي، معجم ما استعجم: 3 / 1072. یاقوت الحموی، معجم البلدان: 4 / 389

خراسان(1):

وبعد ذلك توجه إلى خراسان بطلب من السلطان وجعله فيها شيخ الإسلام.

هراة(2):

قال صاحب الرياض(3): ثم لما كان أكثر أهل هراة في تلك الأوقات عارين عن معرفة الأئمة الاثني عشر، وعن التدّين بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) أمره السلطان شاه طهماسب الصفويّ بالتوجه إلى بلدة هراة والإقامة بها: لإرشاد ضلال أهل الضلال لتلك الناحية، وأعطاه ثلاث قرى من قرى تلك البلدة، وقد أمر السلطان المذكور الأمير شاه قلي سلطان یکان - أعني حاکم بلاد خراسان - بأن يحضر كلّ جمعة بعد الصلاتين السلطان محمد خدا بنده میرزا ولد السلطان المذكور في المسجد الجامع الكبير بهراة إلى خدمة هذا الشيخ لاستماع الحديث، وينقاد لأوامر هذا الشيخ ونواهيه بحيث لا يخالف أحد هذا الشيخ، فأقام هذا الشيخ بهراة ثمان سنين على هذا المنوال مشتغلاً بإفادة العلوم الدينية وإجراء الأحكام الشرعية وإظهار الأمور والأوامر المليّة، فتشيع لذلك خلق کثیر ببركة أنفاسه (قدس سره) بهراة ونواحيه، ودخل في مذهب الإمامية حتى تطهّر تلك

ص: 302


1- وهي بلاد واسعة من بلاد العجم، وتقع في أول حدودها مايلي العراق قصبة جوین و بیهق، وآخر حدودها مما يلي الهند وطخارستان وسجستان و کرمان، وقد فُتحت أكثر هذه البلاد عنوة وبعضها صلحاً، وخراسان تسعة كور وثمانية نواح، ويكثر فيها اليهود وأصناف المجوس. ينظر: ابن الفقيه، مختصر کتاب البلدان: ص 286 . البكري الأندلسي، معجم ما أستعجم: 2 / 489. الطريحيّ، مجمع البحرین: 1 / 636
2- هراة: بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من أُمّهات مدن خراسان، فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة، محشوة بالعلاء ومملوءة بأهل الفضل والثراء. خربها التتر حتى أدخلوها في خبر كان. ينظر: الحموي، معجم البلدان: 5 / 396
3- الأفندی: 2 / 120

الناحية عن لوث المخالفين، وقد توجه إلى حضرته الطلبة بل العلماء والفقهاء من الأطراف والأكناف من أهل إيران وتوران لأجل مقابلة الحديث وأخذ العلوم الدينية وتحقيق المعارف الشرعية، إلى أن عزم على التوجه لزيارة بيت الله الحرام وزيارة المدينة المنورة.

حج بیت الله الحرام:

ثم توجه هذا الشيخ بعد مدة من الزمان من هراة إلى قزوين لإدراك خدمة السلطان المذكور بها ثانياً، واسترخص من السلطان لزيارة بيت الله الحرام لنفسه ولولده الشيخ البهائي، فرخص هذا الشيخ لزيارة البيت ولم يرخص ولده الشيخ البهائيّ، ولذلك أمره بإقامته هناك واشتغاله بتدريس العلوم الدينية بها، فتوجه هذا الشيخ الى زيارة البيت، ولما تشرف بزيارة البيت وزيارة المدينة ورجع بعد الزيارة سالكاً طريق البحرين، وأقام بتلك البلدة وتوطّن بها(1).

وأخيراً البحرين:

وأخيراً ألقى عصا الترحال فيها وبها أقام لمّا رجع من زيارة بيت الله الحرام، واستوطنها، وكتب إلى ولده: إنك إن تطلب محض الدنيا فلا بد أن تذهب إلى بلاد الهند، وإن كنت تريد العقبي فلا بد أن تجيء إلى البحرين، وإن كنت لا تريد الدنيا ولا العقبی فتوطّن ببلاد عراق العجم(2).

ص: 303


1- ينظر: الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 120. النازي، مستدرك سفينة البحار: 10 / 535
2- عراق العجم: وهو بلاد فارس، والذي عرف في عهد البويهيين باسم بلاد الجبل، وسموه السلاجقة العراق العجمي، وبها عدة مدن منها أصبهان و همدان والري وزنجان. ينظر: الدينوري، الأخبار الطوال: ص 40. ياقوت الحموي، معجم البلدان: 2 / 103

ولإقامته في البحرين قصة تنقلها بعض الكتب(1) وهي: أنه لمّا ذهب إلى مكة المشرّفة قصد المجاورة فيها إلى أن يموت، وأنه رأى في المنام أنّ القيامة قد قامت وجاء الأمر من الله سبحانه وتعالى برفع أرض البحرين وما فيها إلى الجنة، فلما رأى هذه الرؤيا آثر الجوار فيها والموت في أرضها، ورجع من مكّة المشرفة وجاء إلى البحرين.

فلما سمع علماء البحرين بقدومه - وكان لهم مجمع يجتمعون فيه للدرس والمباحثة يحضره الفضلاء منهم في مسجد من مساجد قرية جد حفص - فعلموا أنّ الشيخ لابد أن يحضر بعد قدومه في هذا المجمع، وكان من جملة فضلاء البحرين الشيخ داود بن أبي شافيز، وكانت له يد طولى في علم الجدل، وقد كانت بينهم وبينه منافرة أوجبت غضبه وعدم حضوره ذلك المجمع مدّة، ولمّا سمعوا بقدوم الشيخ أرسلوا للشيخ داود المذكور، وأصلحوه والتمسوا منه الحضور کما كان سابقاً، فاتّفق أنّ الشيخ لمّا وصل إلى البحرين زاروه وعظّموه بما هو أهله، واتّفق أنّه سمع بذلك المجمع، فحضر ذات يوم وليس في ذلك الوقت فيهم من هو في مرتبته يقابله - قدس سره - واتفق البحث كما هي العادة الجارية بين العلماء في جميع الأصقاع، فابتدر الشيخ داود لمنازعة الشيخ صاحب الترجمة والبحث معه، مع أنّه لا نسبة له إليه في ذلك، فلمّا انقضى المجلس ومضى الشيخ - قدس سره - كتب هذين البيتين:

أُناسٌ في أوال قد تصدّوا *** لمحو العلم واشتغلوا بِلِمْ لِمْ فإنْ باحثتهم لَم تَلقَ منهم *** سوی حرفين لِمْ لِمْ لا نُسلّمْ

ص: 304


1- ينظر: البحراني، لؤلؤة البحرين: ص 26. البلادي، أنوار البدرين: ص 45. الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 61

وأقام الشيخ في بلاد البحرين مشتغلاً بالتدريس والتصنيف والتأليف والعبادة إلى أن توفي إلى رحمة الله.

مولده:

ولد الشيخ حسين العاملي في جباع، في الأول من شهر محرم الحرام سنة ثماني عشر وتسعمائة، وقد ذكر صاحب ریاض العلماء(1): أنه رأى في أردبيل على ظهر نسخة من إرشاد العلامة نقلاً عن خط الشيخ حسين بن عبد الصمد صاحب الترجمة يذكر فيها مواليد إخوته وأبنائه، ثم يقول: ومولد هذا الفقير الكاتب - ويقصد نفسه - أول يوم من محرم سنة ثماني عشر وتسعمائة.

وفاته:

توفي في الثامن من ربيع الأول سنة (984 للهجرة)، بقرية المصلي في البحرين، عن عمر بلغ ستة وستين عاماً وشهرين وسبعة أيام، ودفن في مقبرة البلاد المعروفة بمقبرة الشيخ راشد شمالاً من المسجد، يقول الشيخ علي البلاديّ البحرانيّ: وقد زرت قبره مراراً ودعوت الله عنده وعلى قبره صخرة مكتوب عليها اسمه واسم أبيه وبلاده و تاریخ وفاته ضاعف الله حسناته(2).

ص: 305


1- الأفندي: 2 / 110
2- البلادي، أنوار البدرين: ص 44

وقد رثاه ابنه الشيخ البهائي بقصيدة يقول فيها:

قف بالطلول وسلها أين سلماها *** وروِّ من جرع الأجفان جرعاها وردد الطرف في أكناف ساحتها *** وأرحج الروح من أرواح أرجاها فإن يفتك من الأطلال مخبرها *** فلا يفوتك مرآها وریّاها ربوع فضل تباهي التبر تربتها *** ودار أنس تحاكي الدر حصباها عدا على جية حلوا بساحتها *** صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها بدور تم غمام الموت جللها *** شموس فضل سحاب التب غشاها فالمجد يبكي عليها جازعاً أسفاً *** والدين بندها والفضل ينعاها يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت *** ما كان أقصرها عمراً وأحلاها أوقات أنس قضيناها فما ذكرت *** إلا وقطع قلب الصب ذكراها يا سادة هجروا واستوطنوا هجرا *** واها لقلب المعنّى بعدكم واها رعيا لليلات وصل بالحمى سلفت *** سقياً لأيامنا بالخيف سقناها لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت *** أركانه وبكم ما كان أقواها وخر من شامخات العلم أرفعها *** وانهد من باذخات الحلم أرساها یا ثاوياً بالمصلی من قرى هجر *** كسيت من حلل الرضوان أبهاها أقمت یابحر بالبحرين فاجتمعت *** ثلاثة كن أمثالاً وأشباها ثلاثة أنت أنداها وأغزرها *** جوداً وأعذبها طعماً وأحلاها حویت من درر العلياء ما حويا *** لكن درك أعلاها وأغلاها يا أخمصاً وطأة هام السهي شرفاً *** سقاك من دیم الوسمي أسماها

ص: 306

ويا ضريحاً سما فوق السماك علا *** عليك من صلوات الله أزكاها فيك انطوى من شموس الفضل أزهرها *** ومن معالم الدين الله أسناها ومن شوامخ أطواد الفتوة أرسا *** ها وأرفعها قدراً وأبهاها فاسحب على الفلك الأعلى ذيول علا *** فقد حويت من العلياء أعلاها عليك مني سلام الله ما صدحت *** على غصون إراك الدوح ورقاها(1)

ص: 307


1- ينظر: ابن معصوم، سلافة العصر: 295. البلادي، أنوار البدرين: ص 46

القسم الأول - الفصل الأول

المبحث الثاني: سيرة المؤلف العلمية.

نشأته ودراسته:

بدأ تحصيله العلميّ في مسقط رأسه جبل عامل في لبنان، وقد انقطع للدرس وتحصيل العلوم والمعارف فتدرّج في سلم العلم ورقی حتی فاق نظراءه، وأقرانه من أبناء عصره، ونسخ بيده مجموعة من الكتب، وقرأ كتب الفقه والأصول والمنطق وغيرها، فقرأكتابي العلامة الحليّ مبادئ الوصول وتهذیب الأصول، وكتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام، وكذلك وشرح جامع البين في مسائل الشرحين للشهيد الأول، وفي المنطق الرسالة الشمسية للقزويني، وسمع كتاب الشرائع والإرشاد، وهو أول من استدل على حجية الاستصحاب بالروایات کما ذکره الشيخ الأنصاري في (الرسائل)(1). لازم الشهيد الثاني الذي قال في حقّه: ممن انقطع بكليّته إلى طلب المعالي، ووصل يقظة الأيام بإحياء الليالي، حتى أحرز السبق في مجال میدانه، وحصل بفضله السبق على سائر أترابه وأقرانه، وصرف برهة من زمانه في تحصيل هذا العلم، وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم(2).

والمترجم له شيخنا (الحسين) أحد أعلام الطائفة، وفقهائها البارعين في الفقه وأصوله والكلام والفنون الرياضية والأدب، وكان إحدى حسنات هذا القرن، والألق المتبلّج في جبهته، والعبق المتأزج بين أعطافه، أذعن بتقدّمه في العلوم علماء

ص: 308


1- النباطي، الصراط المستقیم: 2 / 8
2- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 56

عصره ومن بعدهم)(1).

سافر مع أُستاذه الشهيد الثاني إلى إسلامبول(2)، ومنها إلى حلب بغرض التبليغ والتحصيل، فلما وقع على أستاذه الشهيد الثاني ما وقع من قتل فظيع سبّبه التعصّب الدينيّ والمذهبيّ عزم الشيخ حسين على الهجرة بأهله وأولاده تاركاً أرضه وأرض أجداده، ليبدأ طيّ الأسفار.

شيوخه الذين أخذ العلم منهم:

إنّ الشيخ حسين العامليّ كان حاله حال غيره من طلبة العلم في عصره، ينتقل من علم إلى علم، ومن مدرسة إلى أخرى لطلب وتحصيل العلوم والمعارف؛ لذا فقد أخذينهل العلوم عن لفيف من أعلام الطائفة وأساتذة العلم منهم:

1 - الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد الجبعيّ العامليّ الشهيد الثاني (ت: 965 ه).

2 - السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن الحسن بن الأعرج الحسينيّ الكركيّ العامليّ (كان حياً سنة: 972 ه).

ص: 309


1- الأمينی، الغدیر: 11 / 224
2- كانت تسمى القسطنطينية وهي عاصمة الدولة البيزنطية، وعندما تمكنت الدولة العثمانية على يد محمد الفاتح سنة (858 ه - 1453 ه) من إسقاط الدولة البيزنطية وفتح القسطنطينية أطلق عليها اسم إسلامبول أي مدينة الإسلام، وحملت هذه المدينة - على مرّ تاريخها - أسماء عديدة منها استامبول، استانبول ودار الخلافة والآستانة وحالياً إسطنبول

تلاميذه الذين أخذوا العلم منه:

إنّ العالم المتبحّر کالنور يستضيء الناس من نوره، وينهلون من علمه وعطائه، فأينما يحل يجتمع حوله طلّاب العلم والمعرفة، والشيخ بعد أن تفّقه في العلوم المختلفة أصبحت تحت يديه نخبة من التلاميذ وطلّاب العلم يتلقون منه مختلف العلوم من تفسیر وحدیث وفقه وأصول وغير ذلك من العلوم التي كانت تدرّس، ولا يسعنا في هذا المجال استقصاء وسرد أسماء تلامذته جميعاً، بل نورد نبذة من تلامذته المشهورين(1):

1 - الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن الشهيد الثاني العامليّ (ت: 1011 ه)، أجازه سنة 983 ه.

2 - السيد حسن بن علي بن الحسن المشهور بابن شدقم الحسينيّ المدنيّ (ت: 999 ه) أشركه الشيخ صاحب الترجمة وأبناءه السادة: محمد، وعلي، وحسين، وأختهم أم الحسين في إجازة واحدة عندما كان في مكة سنة 983 ه.

3 - السيد المحقّق الأمير محمد باقر الاستراباديّ الشهير بالداماد (ت: 1040 ه)، أجازه سنة 983 ه.

4 - الشيخ رشيد الدين بن إبراهيم الأصفهانيّ، يروي عنه بالإجازة المؤرّخة سنة 971 ه.

5 - ولده الشيخ محمد المعروف بالشيخ البهائيّ (ت: 1031 ه)، أجازه سنة 971 ه.

ص: 310


1- ينظر: الطهرانی، الذریعة: 1 / 186. الأمين، أعيان الشيعة: 7 / 5. المجلسی، بحار الأنوار: 106 / 170

6 - ولده الشيخ أبو تراب عبد الصمد أخو الشيخ البهائيّ (ت: 1020 ه)، أجازه سنة 971 ه 7 - السيّد علاء الدين بن هداية الله الحسينيّ الخيرويّ، أجازه سنة 967 ه . 8 - السيّد شمس الدين بن محمد بن علي الحسينيّ الشهير بابن أبي الحسن. 6 - السيد حيدر بن علاء الدين الحسينيّ النيروبيّ التبريزيّ.

7 - الشيخ أبو محمد بن عناية الله الشهير ببایزید البسطاميّ.

8 - المولى معاني التبريزيّ.

9 - الشيخ تاج الدين حسين بن شمس الدين الصاعديّ.

10 - السيّد حسين بن حیدر الحسينيّ العامليّ الكركيّ، المفتي بإصبهان.

11 - السيّد شجاع الدین محمود بن علي الحسينيّ المازندراني.

12- المولى ملك علي.

مؤلفاته:

ترك الشيخ حسين بن عبد الصمد العامليّ (ت: 984 ه)، ثروة علمية كبيرة في مجالات العلوم المختلفة، تأليفاً، وتعليقاً، وتحقيقاً، ونسخاً، بعضها موجود وبعضها الآخر - للأسف - مفقود نذكر ما حصلنا عليه من معلومات وبيانات لنُسخ تراثه الخطيّ، ومكان تواجدها، التي استقصيناها من المصادر الببليوغرافية، وعمدنا إلى جمعها وإعدادها ضمن هذه القائمة، ورتّبناها بحسب حروف المعجم:

ص: 311

1 - إجازة الشيخ حسين العامليّ لولديه، الشيخ بهاء الدين محمد والشيخ أبو تراب عبد الصمد: (إجازات - عربي) 2 - الإجازة لمحمد باقر بن محمد الأسترآبادي: (إجازات - عربي) أولها: الحمد الله كثيراً على نعمه وأفضاله.. وبعد فإنَّ الوالد الأعزَّ الأمجد.. السيد محمد باقر..

آخرها:.. قال ذلك بلسانه ورقّمه ببنانه فقير رحمة الله الأحد حسين بن عبد الصمد في شهر رجب الفرد سنة ثلاث وثمانين وتسع مائة.

3 - الاجتهاد والتقليد: (أصول فقه - عربي) رسالة مختصرة كتبها الشيخ في الاجتهاد والتقليد أولها: بسملة، من تحريرات حضرة الشيخ الكامل حسين بن عبد الصمد رحمه الله تبصرة يجب بيان الحقِّ في الأحكام الشرعية على كل من علم به مجتهداً كان أو غيره..

آخرها:.. والمبارات فاجعلنا ممن إذا رأي حسنة أراها أو عثر على سيئة واراها إنّك جواد کریم.

4 - أحوال المخالفين لأمير المؤمنين (عليه السلام): (تاریخ - عربي) ذكرها صاحب الذريعة قائلاً: رسالة صغيرة في تعداد المخالفين لأمير المؤمنين وتعيينهم، وما آل أمرهم في الدنيا جزاءً لأعمالهم، وذلك بحسب ما جاء في كتب الحديث والتاريخ، كتبها المؤلف بطلب من أحد الشخصيات الكبيرة لم يصرح باسمه، ولعله يقصد سلطان عصره. لم يذكر اسم المصنف لكن يستظهر من بعض القرائن أنّها للشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد والد البهائيّ، منها انضمامها مع

ص: 312

(رسالة الحصر والبواري) في ما رأيناه من النسخ(1).

أقول: لعلّ هذه الرسالة للمحقق الكركيّ إذ إنّ له رسالة بهذا العنوان كان قد ألّفها بطلب من الشاه الصفويّ، فراجع.

أولها: الحمد لله حق حمده.. قد برز الأمر العالي المطاع أعلاه الله تعالى وأنفذه في الأقطار بتعيين المخالفين لأمير المؤمنين..

آخرها:.. ومعرفة استحقاقهم للطعن واللعن على ألسنة أهل الإيمان، والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين(2).

5 - الأربعون حديثاً = أربعين حديث = أربعون حديث: (حديث - عربي) ويوجد منه أكثر من نسخة مختلفة، وما عثرت عليه من النسخ الخطيّة المصوّرة نسختين مختلفتين.

أوله: الحمد لله على نعمة الغزار والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الأطهار وبعد فيقول...

آخره: فاعمل لما أمكنك من الهول ودع عنك فضول القول. تم الأحاديث الأربعين.

وتوجد نسخة باللغة الفارسيّة ذكرها صاحب فهرس فنخا: 2 / 899.

ص: 313


1- ينظر: الذریعة: 11 / 150. الحسيني، التراث العربي المخطوط: 1 / 359. ونسبها حسين متقي في معجم الآثار المخطوطة حول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): ص 23، وأشار أن النسخة محفوظة في معهد إحياء التراث الإسلامي بقم: ذیل 1073
2- ينظر: رسائل المحقق الكرکی: 2 / 18 - 223

أولها: سباس وثنا خدای را بر نعمت بسیار أو صلاة وسلام بر محمد وآل اطهار أو بعد..

آخرها: که هرکاه مرد به جهل سالكي رسد كفته مي شود به.. يعني بیدار و آگاه باش.

6 - أصالة الصحة في أفعال المسلمين: (فقه - عربي) وهي رسالة مختصرة لوالد الشيخ البهائيّ في أصالة الصحة في أفعال المسلمين.

أولها: مسألة ما ذكره شيخنا الأعلم.. تأصيل نفعه جليل الأصل في أفعال المسلمين الصحة، وهذه قاعدة ورد بها النصّ عن الأئمة (عليهم السلام)..

آخرها:.. لأنّ الأصل في أقواله الصحّة؛ لأنّ القول فعل لسان والأصل في أفعال المسلمين الصحة.

7 - إصلاح جامع البين من فوائد الشرحين: (أصول الفقه - عربي) ويعني بهما شرحي الأخوين الأعرجيّين السيد عميد الدين والسيد ضياء الدين ابني السيد أبي الفوارس على شرح خالهما العلامة الحليّ (تهذیب طریق الوصول إلى علم الأصول)، وقد جمع الشرحين الشهيد الأول (ت: 786 ه) في كتاب أسماه (جامع البين من فوائد الشرحين) بقي في مسوّدة ولم يراجعه، فعثر عليها صاحب الترجمة وأصلحها سنة 941 ه وسمّاه بهذا الاسم.

8 - الاعتقادات الحقّة: (کلام و اعتقادات - عربي)

ص: 314

ذكره أغا بزرك(1) وقال: يوجد النقل عنها في بعض المجاميع، ولعلّه المذكور في الرياض(2) قال: رأيت له رسالة في الواجبات الملكية، وهي في الأمور الواجب معرفتها وجعلها ملكة في الاعتقاديات والعمليات أيضاً، رأيتها في بلدة زنجان من بلاد أذربيجان هي أيضاً حسنة الفوائد. ولعلّها نفس الواجبات الملكية، فراجع.

9 - الإقرار - حاشية على القواعد - حاشية قواعد الأحكام: (فقه - عربي) وهو مناقشات مع الشهيد الثاني والشيخ علي الكركيّ حول رأيهما في مسألة في آخر مبحث الإقرار من کتاب قواعد الأحكام في معرفة مسائل الحلال والحرام للعلامة الحليّ (ت: 726 ه).

أوّلها: قال العلامة الحلي في قواعد الأحكام في أواخر مباحث الإقرار: ولو أقرّ بزوج لذات الولد أعطاه ربع نصيبه وإلّا النصف..

آخرها: وأحكام ما إذا أقرّ الوارث بزوجه يعلم عند التأمّل بالمقايسة إلى ما تقرّر. هذا هو التحقيق. والله ولي التوفيق.

10 - تحفة أهل الإيمان في قبلة عراق العجم وخراسان: (فقه - عربي) وقد وردت باسم: (حقيقة قبلة عراق العجم وخراسان)، رسالة ردّ فيها الشيخ حسين العامليّ على الشيخ علي بن عبد العالي الكركيّ، إذ أمر الناس أن يجعلوا الجدي بين الكتفين، وغيّر فيه محاريبَ كثيرةً مع أنّ طول تلك البلاد یزید على طول مكّة كثيراً وكذا عرضها فيلزم انحرافهم عن الجنوب إلى المغرب كثيراً،

ص: 315


1- الذریعة: 2 / 227
2- الأفندی: 2 / 116

ففي بعضها كالمشهد بقدر نصف المسافة خمساً وأربعين درجة، وفي بعضها أكثر وفي بعضها أقل(1).

أولها: اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقیم..

آخرها:.. اللهم إنّا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فأعذنا من ذلك إنّك سميع مجيب يا أرحم الراحمين.

11 - تراجم مشايخ الشيعة: (تراجم - عربي) ذكرها الطهرانيّ أنّها تأليف الشيخ عزّ الدين، وذكر أنّها كانت في مكتبة السيد حسن صدر الدين(2).

12 - تطهير الحصر والبواري بالشمس: (فقه - عربي) وهي من رسائله الاستدلالية، أهداها إلى الشاه طهماسب الصفويّ. ذکرها أغا بزرك الطهراني(3) باسم: (تطهير الحصر والبواري)، وذكرها السيد محسن الأمين باسم: (رسالة في طهارة الحُصُر والبواري بالشمس)(4).

أوّلها: الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وبعد فيقول فقير رحمة الله الغنيّ.. لمّا تشرف بالحضرة العلية الشاهيّة..

ص: 316


1- ينظر: الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 111. الحر العاملي، أمل الآمل: 1 / 75. إعجاز حسین، کشف الحجب والأستار:ص 104. الطهراني، الذریعة: 3 / 433
2- الذريعة: 4 / 61
3- الذريعة: 4 / 201
4- أعيان الشيعة: 6 / 64

آخرها:.. قال ذلك بلسانه ورقمه ببنانه مؤلف الرسالة.. أحسن الله حاله وماله.

13 - تعليقات على الصحيفة السجّادية الكاملة: (دعاء - عربي) وهي مجموعة من أدعية الإمام السجاد علي بن الحسین زین العابدین (عليه السلام).

14 - تعليقات على خلاصة الأقوال: (رجال - عربي) وهو تعليقات للشيخ حسين العامليّ على كتاب خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال، للعلامة الحليّ (ت: 726 ه). قال صاحب الرياض: وله تعليقات على خلاصة الرجال للعلامة(1).

15 - تقديم الشياع الظني على اليد = تقديم الشياع على اليد: (فقه - عربي) رسالة ذكرها شيخ الباحثين أغا بزرك الطهرانيّ(2) وقال: إنها موجودة عندي. يبحث المؤلّف فيها بحثاً استدلالياً عن قاعدة اليد من ثلاثة وجوه، ويحاول إثبات أنّ الشياع الظنّيّ مقدّم على اليد.

أولها: الحمد لله الذي شاع فضله وكرمه واستفاضت مننه ونعمه.. في مسألة كثيرة الجدوى عامة البلوى..

آخرها:.. وترك ما قام عليه البرهان المنيف، اللهمَّ ألهمنا السداد واجعلنا من أهل الرشاد وصالحي العباد، إنّك أنت الكريم الجواد.

ص: 317


1- الأفندي: 2 / 116
2- الذریعة: 11 / 153

16 - جواب مکتوب للسلطان العثمانيّ: (إسناد - عربي) أوّلها: الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى...

آخرها:.. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلّا النار.

17 - جواز أخذ جوائز الحكام = جوائز السلاطين والحكّام: (فقه - عربي) بحث استدلاليّ في بيان إثبات جواز أخذ جوائز الحكّام والسلاطين.

أولها: الحمد لله على ما أنعم به وكفى.. وبعد فقد وقع الكلام في أخذ جوائز الحكّام فذكر بعض الفضلاء أنّه مكروه..

آخرها: .. وعدم الحوالة في ذلك على العقل مع أنّه قد صحّ النقل بأنّه تعالى يجب أن يؤخذ برخصه كما يجب أن يؤخذ بعزائمه.

18 - حاشية إرشاد الأذهان = حاشية الإرشاد: (فقه - عربي) وهي حاشية على كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للعلامة الحليّ (ت: 726 ه)، عاقته عن إتمامها عوائق الدهر الخوّان(1).

19 - حاشية الفوائد الضيائيّة: (نحو - عربي) وتسمّى: حاشية الفوائد الضيائيّة في شرح الكافية، وشرح الكافية، وشرح ملا جامي.

جمعت من فوائد الشيخ، ولعلّها من فوائده التدريسيّة ولم يكتبها بنفسه.

ص: 318


1- ينظر: الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 118. الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 64. الصدر، تكملة أمل الآمل: ص 189

أوّلها: هذه قيود متفرّقة.. قال الشارح: وبقيت حروف الهجاء الموضوعة الغرض التركيب..

آخرها:.. ما كان يظنّ أحد أنّ مثل ذلك لا يشعر به هذا الشاعر الأشعريّ ولا محشّياً كلامه.

20 - حدیث قدسي: (حديث - عربي) أوله: بعد البسملة والصلاة.. هذه فائدة جليلة وموعظة بليغة وهي أربعون حديثاً من التوراة التي كلّم الله بها موسی بن عمران بلا ترجمان..

آخره: .. قال بعض العلماء من ازداد في العلم رشداً ولم يزدد في الدنيا زهداً فقد ازداد من الله بعداً.

حصلت على نسختها الخطية، وهي من نسخ محمد باقر شهر ربيع الأول سنة 1298 في دار السلطة أصفهان.

21 - حکم الحربي البالغ في حال الغيبة: (فقه - عربي) رسالة مختصرة في الفقه الاستدلالي حول مسألة استرقاق الحربي الكافر البالغ.

أوّلها: الحمد لله على نعمه وأفضاله.. وبعد فهذا تحقيق مسألة وقع البحث فيها على دليل وبرهان فأقول وبالله التوفيق..

آخرها:.. فعليه بيان التوازن بين الدليلين ونعمل بأرجحهما والله تعالى ولي التوفيق.

22 - الحكم الشرعي: (فقه - عربي)

ص: 319

في تحقيقه وبيان أقسامه، موجود ضمن مجموعة من رسائله في مكتبة الخوانساري(1).

23 - دراية الحديث = وصول الأخيار إلى أصول الأخبار: (دراية - عربي) أقول: لعلّه هو كتاب رجال الشيخ حسين بن عبد الصمد نفسه، ويسمّى أيضاً: كلّيّات الرجال، وهو كتاب حسن طويل الذيل جداً في القواعد الحديثيّة، وعلم دراية الحديث، وما يجب على المحدّث معرفته بشيء من التفصيل، مرتّب على مقدمة، وأصول ذات فروع وفوائد وخاتمة، وقد ذكر في أوّله أدّلة الإمامة وأطال البحث فيها، وهو كثير الفوائد والمطالب، ويعد ثاني مؤلّف في علم الدراية من طريق أصحابنا، وقد سبقه أستاذه الشهيد الثاني بذلك(2). طبع بتحقيق: السيد عبد اللطيف الكوهكمري - طبعة قم. سنة 1401 ه، وطبع مرة أخرى بتحقيق السيد محمد رضا الجلاليّ، وطبع مؤخّراً بتحقيق مركز الإمام الحسين (عليه السلام) بكربلاء المقدسة.

أوله: الحمد لله فاتح الأغلاق، مانح الأعلاق، مُسبغ العطاء، مُسبِل الغطاء الذي خلق الإنسان فأجزل عليه الإحسان.

آخره: .. وأمثال ذلك ممّا هو مقرّر في فنّ الخطّ. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

24 - ديوان العامليّ: (شعر - عربي) ذكره الشيخ أغا بزرك الطهرانيّ باسم: ديوان الشيخ عزّ الدين حسين بن

ص: 320


1- الطهراني، الذريعة: 7 / 53
2- ينظر: الأفندی، ریاض العلماء: 2 / 115. الطهرانی، الذریعة: 10 / 112 و 25 / 101

عبد الصمد الحارثيّ العامليّ.

أوله: للكاتب فقير رحمة ربه الغنيّ حسين بن عبد الصمد الحارثيّ..

هاجرت عن وطني بقصد مزيّة *** تحصيلها في موطني متعذرُ وسعيت جهدي في اكتساب فضائلٍ *** ودخلت ناراً حرّها يتسعّر 25 - الرائية: (أدب - عربي) قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)، وما ورد من النصوص في فضله في الكتاب والسنة، تبلغ خمسة وأربعين بيتا، وقد كتبها الشيخ وهو في بلاده جبل عامل، وعندما ارتحل إلى العراق، وسكن كربلاء المقدسة قام بشرحها في أيام العطل والإجازات.

26 - رجال الشيخ حسين بن عبد الصمد: (دراية - عربي) في دراية الحديث، وهو كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار نفسه.

27 - ردّ مجتهدين: (أصول الفقه - عربي) 28 - الرسالة الرضاعيّة: (فقه - عربي) ذكرها الشيخ الطهرانيّ، وصرح قائلاً: رأيته عند الشيخ محمد علي الأردوباديّ في النجف(1).

أولها: الحمد لله كما هو أهله... اشتهر على ألسنة الطلبة في هذا العصر تحریم المرأة على بعلها بإرضاع بعض من سنذكره...

ص: 321


1- الطهرانی، الذریعة: 11 / 191

29 - رسالة الشيخ حسين العامليّ: (رسائل - عربي) 30 - رسالة إلى شيخه الشهيد الثاني = رسالة الرحلة: (رسائل - عربي) ذکرها صاحب الذريعة باسم: (مکتوب الشيخ حسين بن عبد الصمد) والد البهائيّ، إلى شيخه، الشيخ زين الدين الشهيد الثاني، يقرب من 700 بيت أدبيّ، في شرح سفره إلى العراق وماعرض له فيها، وبعض أخلاق أهلها، بخطّ الشيخ علي كاشف الغطاء ضمن مجموعة دوّنها لنفسه(1).

وذكرها صاحب أعيان الشيعة في ترجمته للشيخ حسين ضمن مؤلّفاته قائلاً: رسالة في الرحلة يذكر فيها وقائع ما اتّفق له في أسفاره، وهذه لا وجود لها ولو وجدت؛ لكانت من الرسائل الممتعة؛ لأنه - مع علمه وكثرة اطّلاعه - قد طاف شرق الأرض وغربها، فلا بدّ أن يكون حصلت له أمور شتَّی نادرة(2).

أقول: ولعلّها الرسالة السابقة نفسها التي بعثها إلى أستاذه الشهيد الثاني رحمه الله، وقد حصلت عليها ضمن مخطوطات مجلس الشورى الإسلامي.

أولها: الحمد لله على ما أسبغ من العطاء وأسبل من الغطاء وکفی من الأسواء، و شفى بين الأدواء، وأعطى الإنسان بفضله النطق .. أما بعد فإنّه لمّا قدر ذو الجلال والإكرام..

31 - رسالة صلاة الجمعة = وجوب صلاة الجمعة = عينية صلاة الجمعة: (فقه - عربي) وتسمّى أيضاً: رسالة صلاة الجمعة واختيار وجوبها عيناً.

ص: 322


1- الطهراني: 22 / 163
2- الأمين: 6 / 64

أولها: اللهم اجعلنا على الحقّ والهدى، وارفعنا عن الآثام وموجبات الردى، واجعلنا ممن تنتصر به لإظهار ما اندرس من الأحكام..

آخرها:.. الآخرة الممدوحين بقولك في كتابك العزيز تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين.

32 - رسالة في التشيع: (عقائد - عربي) 33 - رسالة في الرحلة = وتسمى الرحلة العراقية: (مراسلات - عربي) ولعلّها هي ذات الرسالة السابقة التي أرسلها إلى الشهيد الثاني.

34 - رسالة في العمل والصنعة: (كيمياء - عربي) 35 - رسالة في آصفيّة مذهب الإمامية: (عقائد - عربي) 36 - رسالة في عدم تطهير الشمس للعصير والبرادي: (فقه - عربي) أقول: لعلها الرسالة نفسها تطهير الحصر والبواري بالشمس، فراجع.

37 - شرح الألفيّة = شرح الألفية في فقه الصلاة اليوميّة: (فقه - عربي) ويسمّى في بعض النسخ (المحاكمات الجليّة بين شارحي الألفيّة)، وهو شرح مزجي توضیحيّ مختصر و محاکمات فقهيّة بين (الألفيّة) للشهيد الأوّل بعنوان:

(قال شيخنا المكيّ)، وحاشية الشهيد الثاني بعنوان: (قال شيخنا الزينيّ)، والمحقّق الكركيّ بعنوان: (قال شيخنا العلائيّ)، بعض المحاكمات قصيرة، وبعضها استدلاليّة بشيء من التفصيل، على الرسالة الألفيّة للشهيد الأوّل، محمد بن مكيّ العاملي (ت: 786 ه)، لم يعمل مثله(1).

ص: 323


1- الأفندی، ریاض العلماء: 2 / 118. إعجاز حسین، کشف الحجب والأستار: ص 323

توجد نسخة الأصل منه بخطّ المؤلّف في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان، فرغ منه في هراة سنة 981 ه، وتوجد نسخة أخرى في مكتبة الشيخ هادی کاشف الغطاء النجف الأشرف(1).

أوله: اللهم إنّا نحمدك حمداً يدرس ولا يندرس بل يسرد ما تعاقبت الدروس ونشكرك شكراً يطرد ولا ينعكس..

آخره:.. هذا ما لم يعق عنه عوائق الزمان وغفلت عنه بوائق الدهر الخوّان عن جمعه وترصيفه تمام.

38 - شرح الرائية = شرح القصيدة الرائيّة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام): (أدب - عربي).

شرح للقصيدة الرائية في مدح مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد حصلت على نسختها الخطية من مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف، وهي النسخة الخطيّة التي بين أيدينا موضع التحقيق، نسأله سبحانه وتعالى أن يمنّ علينا بالسداد في القول والعمل.

39 - شرح حديث: ((حبّب إليّ من دنياكم ثلاث..)) = جوابات الاعتراضات العشرة: (حديث - عربي) وهو ذاته شرح حديث: ((حبّب إليَّ من دُنیاکُم ثَلاث: النِساءُ، والطِيبُ، وجُعِلَت قَرةُ عَينيّ في الصَلاة))، يقول الشيخ أغا بزرك الطهراني(2): رأيته ضمن مجموعة من رسائله بخط العلامة النقي الشيخ علي القمي كتبها سنة 1345 ه.

ص: 324


1- الطهرانی، الذریعة: 13 / 110
2- الذریعة: 13 / 195

ونسخة الحديث موجودة في مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف، وقد قمت بتحقيق الحديث اعتماداً على نسخة بخط الشيخ محمد السماويّ سنة 1362 ه، التي استنسخها على نسخة الشيخ علي القميّ.

40 - الشوارق:

رسالة ذكرها صاحب کشف الحجب والأستار باسم (الشوارق اللامعة)، وقال: (وقد استحسنه ولده بهاء الدين وأثنى عليه وقرظ بأبيات كتبها في آخره)(1). إلا أنّ أغا بزرك الطهرانّي نفي هذا الاسم وأسماه رسالة الشوارق، وقال: (ونقل عنه بعنوان رسالة الشوارق القاضي نور الله التستري المرعشي في مجالسه في ترجمة ابن سینا)، ثم يقول: وليس هو الشوارق اللامعة الآتي ذكره فإنه ليس لوالد البهائي بشهادة نسخه(2).

41 - صرف مال الإمام حال الغيبة = حکم مال الإمام في الغيبة: (فقه - عربي) وهي رسالة في صرف سهم الإمام من الخمس إلى فقراء السادات، قال صاحب الرياض(3): وهي رسالة لطيفة حسنة، قد رأيتها في بلدة تیمجان من بلاد جيلان، وقد فرغ من تأليفها سنة 968 ه. أقول وقد مرت في مسألتان فراجع.

42 - العقد الطهماسبيّ = العقد الحسينيّ - الوسواسيّة: (فقه - عربي) في المسائل الفقهية والوعظ، قال صاحب الرياض: «رأيت من مؤلّفاته العقد الطهماسبي وكانت في مسائل عديدة، منها: مسألة الطهارة وأحكامها، ومنها ما

ص: 325


1- إعجاز حسين: 392
2- الذریعة: 14 / 237 - 240
3- الأفندی: 2 / 119

يجوز فيه الصلاة من الثوب النجس والبدن ونحوهما، ومن جملتها أيضاً مسألة الوسواس، قد ألّفها بأمر السلطان يقصد به الشاه طهماسب الثاني - المذكور، وقد أورد فيها مسألة الوسواس، وبحث عنها من الجانب الفقهيّ والحديثيّ والعقليّ، وأطال الكلام في المنع عنه، إذ كان ذلك السلطان مبتلىً به(1).

أولها: الحمد لله الذي أنزل من السماء ماءً طهوراً.. وبعد فيقول.. لما وردت الأوامر العالية الغالية المسدّدة الطاهرة القاهرة الباهرة الحيدرية الصفويّة الحسينيّة أدام الله تسديدها..

آخرها:.. وتذكرة للسالكين وسلّماً يرتقي به ذوو الهمم العالية إلى منازل المقرّبين ووفقنا لذلك وللعمل بما يحبّ ويرضى إنّه جواد کریم.

43 - الغرر والدرر: (فقه - عربي) ذكره صاحب الرياض(2) وقال: وله كتاب الغرر والدرر نسبه إليه بعض العلماء، إذ قد رأيت في بعض المواضع فائدة في مسألة صلاة الجمعة منقولة من کتاب الغرر والدرر للشيخ حسين بن عبد الصمد، يظهر منه أن الكتاب مشتمل على مسائل عديدة وكان في آخره مسألة صلاة الجمعة.

44 - الفضائل المنجية: (فضائل المعصومين - عربي) في فضائل الأئمة المعصومين وخاصة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وذكر بعض مثالب أعدائهم، في اثني عشر فصلاً وخاتمة.

ص: 326


1- ينظر: الأفندي: 2 / 117. إعجاز حسین، کشف الحجب والأستار: 383
2- الأفندی: 2 / 119

ذكره أغا بزرك الطهراني(1) قال: وينقل عنه أيضا الشيخ أحمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن أبي ظبية في كتابه (عقد اللئال في فضائل النبي و الآل). مصرحاً بأنه للشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي، المتوفي 984 والد الشيخ البهائيّ.

أولها: وأيضا ناقض فعله قوله أن أمير المؤمنين (عليه السلام)، والعباس اختلفا في بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسيفه، وعمامته..

آخرها: وأما سبب غيبته (عليه السلام) إما لمصلحة يعلمه الله تعالى أو لكثرة العدوّ وقلّة الناصر عجل الله ظهوره، وجعلنا من أنصاره بمحمد وآله الطاهرين آمين رب العالمين.

45 - فهرست الشيخ حسين بن عبد الصمد: (رجال - عربي) ذكره الطهراني قائلا: (فهرست الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي) المتوفي 984 صرح نسبته إليه في (الروضات) في ترجمة الفاضل المقداد(2).

46 - القبلة: (فقه - عربي) رسالة مختصرة في معرفة القبلة، بدأه بمقدمات أربع إجماعية ثم البحث عن قبلة عراق العجم وخراسان، وهي غير رسالته المعروفة ب (تحفة أهل الإيمان في قبلة عراق العجم وخراسان) السابقة الذكر.

ص: 327


1- الذريعة: 16 / 264
2- الذریعة: 16 / 383

أولها: أما بعد حمد الله والصلاة على محمد وآله الطيبين فالذي يعتمده هذا الفقير في القبلة ويجب اعتماده أربع مقدمات إجماعية: الأولى أنه يجوز الاعتماد على قبور المسلمين ومساجدهم إجماعاً..

آخرها:.. قال الشهيد في الذكرى لا يجوز الانحراف عن القبلة فلو انحرف المصلّي ولو قليلاً أبطل صلاته انتهى اللهمَّ اكفنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنك حميد مجيد.

47 - قصيدة في مدح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (شعر - عربي) 48 - اللغز وحله: (ألغاز - عربي) أو لغز الشيخ حسين، وهي ألغاز مشهورة في بعضها خاطب بها ولده الشيخ البهائي، فأجابه الشيخ البهائيّ أيضاً بلغز أحسن من لغز والده، وهما مشهوران وفي المجامع مسطوران(1).

أوله: أيها الولد المؤيد بالإكرام والإعزاز الموفق في حل المغيبات والألغاز، اخبرني عن اسم آخر أوله آخر الحروف وثاني آخره بهذا الوصف معروف قلباً..

آخره:.. وبثلث ثالثه يبتدئ السؤال، وبثاني ثانیه ينتهي القيل والقال، للشيخ الأعظم.. وأوصيائه المرضيين وأولاده الطيبين الطاهرين.

ص: 328


1- ينظر: الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 109. الطهراني، الذريعة: 18 / 334

49 - مجموعة رسائل: (فقه - عربي) المجموعة الأولى فيها:

1/ العقد الطهراسبي (1 ب - 29 ب) 2/ مسألتان (30 ر - 42 ب) 3/ حكم الحربي في حال الغيبة (43 ر - 45 ب).

المجموعة الثانية فيها:

1/ العقد الطهراسبي 2/ تطهير الحصر والبواري 3/ الأربعون حديثاً 4/ الواجبات الملكية، 5/ رسالة في تقديم الشياع الظنّي على اليد 6/ حكم الحربيّ البالغ في حال الغيبة 7/ القبلة 8/ مناظرة مع بعض علماء حلب 9/ في جواب مکتوب للسلطان العثمانيّ في سنة 968 ه. ق.

ص: 329

المجموعة الثالثة وفيها:

1/ العقد الحسينيّ (2 ب - 45 ر) 2/ تطهير الحصر والبواري وصرف مال الإمام حال الغيبة (46 ب - 64 ب) 3/ اليد أقوى من الشياع ولا ينتزع الملك من اليد (65 ب - 79 ر)، 4/ حكم الحربيّ البالغ في حال الغيبة (80 ب - 84 ب).

50 - مسألتان: (فقه - عربي) بحث الشيخ حسين العامليّ عن هاتين المسألتين في مجلس الشاه طهماسب الصفويّ ثم دونهما في هذه الرسالة، وهما: الحصير المتنجس بالبول هل يطهر بالشمس، هل يصرف سهم الإمام من الخمس على السادة. أتمه الشيخ يوم الخميس ثاني ذي الحجة سنة 968 ه.

أوله: الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله، وبعد فيقول فقير رحمة ربِّه الغني.. لما تشرفنا بالحضرة العالية الطاهرة الباهرة القاهرة الشاهية..

آخره:.. واجعلنا ممن إذا رأى حسنة أراها وإن عثر على سيئة واراها إنك جواد کریم، قال ذلك بلسانه ورقمه ببنانه مؤلف الرسالة..

51 - مسألتين في الظهار وحقّ الإمام: (فقه - عربي) 52 - المسائل التسع الفقهية: (فقه - عربي)

ص: 330

وتسمى: المسائل الصلاتيّة، أو بالرسالة التساعية، وهي تسعة مسائل فقهية استدلالية في الصلاة مما غفل عنها أكثر المتأخرين فبسط القول في تحقيقها، والمسائل ضمن المجموعة الفقهية للشيخ بخطّ الحاج بابا ابن الميرزا جان القزوينيّ كتبها عن خطّ المؤلف سنة (985 ه) وهي:

1) وجوب تخليل الشعر الخفيف وعدمه في الوضوء 2) التيمم على الحجر 3) طهارة النجس بإشراق الشمس 4) عدم وجوب العصر في بول الصبي 5) عدم بطلان الصلاة بالفعل الكثير سهواً 6) عدم وجوب قصد البدلية في التيمّم 7) بطلان الصلاة الثنائية والثلاثية بمجرد الشك فيهما 8) بطلان الصلاة بالحدث ولو اضطراراً 9) في إقامة الجمعتين فيما دون فرسخ(1).

أوله: الحمد لله هادي من أراد إلى سبيل السداد.. وبعد فلا يخفى على ذوي الحجي أن التقليد مذموم بنص الكتاب ومردودة بيت أولي الألباب..

آخره:.. واجعلنا ممن إذا رأى حسنة أراها وإن عثر على سيئة واراها إنك قريب مجيب.

53 - مسح المرين في المسح على القدمين: (فقه - عربي) أقول لعلها رسالة المسح على الرجلين نفسها، فراجع.

54 - مسح الرجلين = المسح على الرجلين = المسح على القدمين: (فقه - عربي)

ص: 331


1- الطهرانی، الذریعة: 11 / 146 و 20 / 350

أو وجوب المسح وتعيينه، وعدم جواز غسل الرجلين والمسح على الخّفين، ردّ فيها على العامّة في أصولهم وفروعهم، وتعييرهم، والتشنيع عليهم بترك قول الأئمة (عليهم السلام)(1).

أولها: الحمد لله على نعمه وإرفاده والصلاة.. وبعد فإني لمّا رأيت الباري عزّ وجلّ قد ذمّ التقليد في كتابه المجيد..

آخره:.. المسح على الرجلين.. وكان عبد الله بن عباس يقول الرزية كلّ الرزية ما حال بينا وبين کتاب نبينا.

55 - مناظرة مع بعض علماء حلب = المناظرة = مناظرة في الإمامة: (عقائد عربي) وتسمى أيضاً: مناظرة مع بعض العامة، وهي رسالة مناظرته مع أحد علماء العامة من أهل السنة حنفيّ المذهب في مسألة الإمامة إلى أن جعله من الإمامية، وهي رسالة مختصرة لطيفة فيها مناقشات عقائدية حول مذهب التشيّع وإثبات حقّانيته ولزوم متابعة أهل البيت (عليهم السلام)، وجرت تلك المناظرة في مدينة حلب سنة 951 ه. وقد حقّقها شاکر شبع معتمداً على خمس نسخ مخطوطة، نشر مؤسسة قائم آل محمد عجل الله فرجه قم / سنة 1417 ه(2).

أوله: الحمد لله على ما أنعم به وكفى.. وبعد فهذه صورة بحث وقع لهذا الفقير.. حسين بن عبد الصمد الجباعي في حلب سنة إحدى وخمسين وتسعمائة أضافني بعض الفضلاء..

ص: 332


1- الطهراني، الذريعة: 21 / 17
2- ينظر: الأفندي، رياض العلماء: 2 / 110. الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 64. مجلة تراثنا، مؤسسة آل البيت: 26 / 230

آخره:.. لما تبيّن لهم أحوالهم وما وقع منهم واتّضحت له حقيقة الحال وصار من خواصّ الشيعة والحمد لله أولا وآخراً و ظاهراً وباطناً، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين إلى يوم الدين وسلم عليه وعليهم أجمعين.

56 - منظومة سرّ اسم يونس: (ألغاز - عربي) رسالة تحتوي على أسرار وألغاز رتّبها الشيخ حسين الحارثيّ على شكل منظومة، وهي من الألغاز التي خاطب بها ولده الشيخ البهائيّ رحمهما الله .

أولها:

اسم حبيبي أن ونس فعله *** وطرفاه سورة فاخرة وهو رباعيّ من قلبه *** بالقلب تسقى الجنة الزاهرة..

57 - نور الحقيقة ونور الحديقة: (أخلاق - عربي) كتاب في الأخلاق والآداب الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها العلماء وطلاب المعرفة ومناهي لابد أن يجتنبوا منها، وهو اثنان وعشرون باباً فيها بعض الآيات الكريمة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وأقوال كبار الفلاسفة ومشاهير العرفاء، وظاهراً أنه تهذیب وتلخيص لكتاب أدب الدنيا والدين للماوردي الشافعي. طبع بتحقيق السيد محمد جواد الجلالي في قم، سنة (1403 ه / 1983 م)، معتمداً على نسختين في التحقيق، الأولى: نسخة مكتبة جستربيتي - دبلن - ایرلندا، برقم (3820). والثانية: نسخة مكتبة أمير المؤمنين العامة في النجف الأشرف التي بخط المؤلف سنة 945 ه، برقم 140 في 183 ص(1).

ص: 333


1- ينظر: الطهراني، الذريعة: 24 / 367. الجلالي، فهرس التراث: 1 / 812

أولها: الحمد لله الذي خلق العقل بکمال قدرته، وجعله مستعداً لعلم ما تتكمل به النفس الناطقة بلطيف حكمته..

آخرها:.. فرغ من مشقة مشقه مؤلفه فقير رحمة ربه حسین بن عبد الصمد الحارثيّ... لثلاث خلت من شهر رمضان 945 ه.

58 - الواجبات الملكية = الواجبات العلمية والعملية: (کلام و عقائد - عربي) وهي رسالة ذكر فيها الشيخ الأمور التي يجب معرفتها وجعلها ملکه من الاعتقادات والعمليات وهي خمسة فوائد، ولعلها نفس الاعتقادات الحقة السابقة الذكر. فراجع.

أولها: الحمد لله المتفضل بالتكليف المؤدي إلى أحسن الجزاء.. وبعد فيقول فقير رحمة ربّه الغنيّ.. هذه واجبات مشتملة على جملة ما يجب على كلّ مكلّف معرفته من الواجبات العلمية والعملية.

60 - وجوب الإفتاء وبيان الحق على كل من علم به: (فقه - عربي) أوردها الطهراني(1) لصاحب الترجمة وقال: هي منضمة إلى مقالة السيد ماجد في العام المخصص.

أولها: يجب بيان الحق في أحكام الشرعية على كل من علم به مجتهداً كان أو غيره..

وفي آخرها:.. عدم جواز التورع عن مال اليتيم المعرض للتلف بل يجب حفظه.

ص: 334


1- الذريعة: 21 / 407

هذا ما أسعفني به قصور اليد وفتور الجدّ من جمع هذا القدر من عنوانات النتاج الفكري لهذا الشيخ الجليل من المصادر البلوغرافية التي اطّلعت عليها، ومضافاً لما خلفه صاحب الترجمة على غزارة علمه وفضله المتدفّق من تراث خطّيّ أثرى به المكتبة الإمامية، فقد خلف علمين من أعلام المذهب هما ولداه الشيخ البهائيّ وأخيه الشيخ أبي تراب اللذان كان لهما الفضل في الدفاع عن المذهب والذود عن حياضه، وإثراء الحركة العلمية بكلّ ما أوتوا به من علم وفكر، أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد في القول والعمل إنّه نعم المولى ونعم النصیر.

ما قيل في حقه من الثناء:

من باب وضع الأمور ضمن نصابها العلمي السليم، ومن المرجح عقلاً حينها نستعرض لدراسة شخصية ما، لابد لنا من بلورة فكرة تامة عن جوانب تلكم الشخصية، عبر استجلاء أقوال وآراء أساتذته الذين نهل منهم المعرفة، ونقرأه من خلال معاصریه، و أقوال تلامذته الذين حملوا إرثه المعرفي فكراً علمياً، ليكون دليل مكانته وشهادة تثبت منزلته العلمية.

وقد أطري الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي جمع غفير من العلماء ممن عاصره وممن جاء بعده من المتأخّرين، وذكروا فضله وفضائله ومكانته وغزارة علمه وقيمة مؤلفاته التي أثرت المكتبة الشيعية بالبحوث القيمة وأثنوا عليه بأحسن الثناء.

ص: 335

وحسبه ما قاله أستاذه الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة التي أعرب فيها عن أمانة صاحب الترجمة ومكانته العلمية إذ يقول: (ثمَّ إنّ الأخَ في الله المصطفى في الأُخُوّةِ المختارَ في الدينِ، والمترقّي عن حضيضِ التقليدِ إلى أوجِ اليقينِ، الشيخَ الإمامَ العالمَ الأوحد، ذا النفسِ الطاهرةِ الزكيّة، والهِمّة الباهرةِ العَلِيّة، والأخلاقِ الزاهرةِ الإنسيّةِ، عَضُدَ الإسلامِ و المسلمينَ، عزّ الدنيا والدينِ حسينَ ابنَ الشيخِ الصالحِ العالمِ العاملِ المتقِنِ المتفنّنِ، خلاصة الأخيار، الشيخ عبدِ الصمد ابنِا لشيخِ الإمامِ شمسِ الدينِ محمّدٍ الشهيرِ بالجبَعي الحارثي الهَمْداني (أسعد الله جدّه، وجَدّدَ سعدَه، وكَبَتَ عَدُوّه وضِدّه، ووفّقَه لِلعُروجِ على معارِجِ العاملين، وسلوكِ مسالِكِ المتّقين) ممّن انْقَطَعَ بِکليّتِه إلى طلبِ المعالي، ووَصَلَ يقظةَ الأيّامِ بِإحياءِ الليالي، حتّى أحرَزَ السبقَ في مجاري مَيْدانِه، وحَصّلَ بفضله السبقَ على سائر أترابه وأقرانِه، وصَرفَ بُرهَةً جميلةً مِن زمانه في تحصيل هذا العلم، وحَصَلَ منه على أكمَلِ نصيبٍ وأوفَرِ سهمٍ)(1).

وذكره المولى مظفر علي أحد تلاميذ ولده الشيخ البهائي في رسالة له في أحوال شيخه: (وكان والد هذا الشيخ ( أي البهائي) في زمانه من مشاهير فحول العلماء الأعلام والفقهاء الكرام، وكان في تحصيل العلوم والمعارف و تحقيق مطالب الأصول والفروع مشاركاً ومعاصراً للشهيد الثاني، بل لم يكن له - قدس الله سره - في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره وله فيها مصنفات)(2).

وأثنى عليه المولى نظام الدين محمد التفريشي تلميذ ولده الشيخ البهائي في (نظام الأقوال في أحوال الرجال): الحسين بن عبد الصمد بن محمد الجبعي

ص: 336


1- رسائل الشهيد الثاني: 2 / 1116
2- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 57. الأمینی، الغدیر: 11 / 225

الحارثي الهمداني، الشيخ العالم الأوحد، صاحب النفس الطاهرة الزكية، والهمة الباهرة العلية، والد شیخنا واستاذنا ومن إليه في العلوم استنادنا أدام الله ظله البهي، من أجلة مشايخنا قد سال له روحه الشريفة، كان عالماً فاضلاً مطلعاً على التواريخ ماهراً في اللغات، مستحضراً للنوادر والأمثال، وكان من جدد قراءة كتب الأحاديث ببلاد العجم، له مؤلفات جليلة ورسالات جميلة(1).

وأثنى عليه معاصره السيد حيدر بن السيد علاء الدين الحسيني البيروي في إجازته للسيد حسين ابن السيد حيدر الحسيني الكركي بقوله: الشيخ الإمام الزاهد العابد العامل العالم، زبدة فضلاء الأنام، وخلاصة الفقهاء العظام، فقیه أهل البيت (عليهم السلام)، عضد الإسلام والمسلمين، عزّ الدنيا والدين حسين ابن الشيخ العالم العامل خلاصة الأخيار...))(2).

وكتب تلميذه علاء الدين محمد الخير وبخطه على آخر نسخة نصوص الأئمة، للشيخ الصدوق التي قرأها على أستاذه الشيخ حسين صاحب الترجمة ماهذا لفظه: ((قد فرغت من قراءة هذه الأحاديث المباركة الشريفة الموسومة بالنصوص، عند شيخي ومولاي و مقتداي و مخدومي وأستاذي مفتي الزمان و فقیه العصر والأوان، زبدة العلماء المتشرعین، خلاصة الفقهاء والمحدثين، الشيخ الأجل الأعلم والأورع الأعظم الشيخ حسين بن عبد الصمد غفر الله له ولوالديه. وأنا الفقير إلى الله الغني علاء الدين محمد بن هداية الله الحسني الحسيني الخيروي عفی الله عنها في ذق 967))(3).

ص: 337


1- الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 118
2- المجلسی، بحار الأنوار: 106 / 165 - 166. الأميني، الغدير: 1 / 225
3- الطهراني، الذريعة: 24 / 179

وذكره اسکندبك التركماني منشئ الشاه عباس الصفوي في كتابه تاریخ عالم آراي عباسي الذي هو في تاريخ دولة الشاه عباس الأول الصفوي، فقد عقد فصلاً في آخر سيرة الشاه طهماسب الصفوي لذكر المشايخ والفضلاء في دولة الشاه طهماسب وعد منهم الشيخ حسين العاملي ذكر في ترجمته قائلاً: كان من مشایخ جبل عامل العظام وكان فاضلاً عالماً في جميع العلوم خصوصاً الفقه والتفسير والحديث والعربية وصرف خلاصة أيام شبابه في صحبة الشهيد الثاني زبدة العلماء الشيخ زين الدين عليه الرحمة، وكان مشارکا و مساهما له في تصحيح كتب الحديث والرجال و تحصیل مقدمات الإجتهاد وكسب الكمال(1).

وأثنى عليه صدر المتألهين في شرح أُصول الكافي إذ قال: حدّثني شيخي وأُستاذي ومن عليه في العلوم النقلية استنادي، عالم عصره وفريد دهره، بهاء الحق والدين محمد العاملي الحارثي الهمداني (نوّر اللهَّ قلبه بالأنوار القدسية) عن والده الماجد المكرّم، وشيخه الممجّد المعظَّم الشيخ الكامل الفاضل حسین بن عبد الصمد ((أفاض اللهَّ على روحه الرحمة والرضوان وأسكنه دار الجنان))(2).

وقال فيه الحر العاملي: ((كان عالماً ماهراً محققاً مدققاً متبحراً جامعاً أديباً منشئاً شاعراً عظیم الشأن جلیل القدر ثقة ثقة، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني))(3).

وقال الميرزا عبدالله أفندي الأصبهاني: ((كان فاضلاً عالماً جليلاً أصولياً متكلماً فقيهاً محدثاً شاعراً ماهراً في صنعة اللغز...))(4).

ص: 338


1- الأفندي، ریاض العلماء: 2 / 107. الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 57. (2) الكلباسي، الرسائل الرجالية: 2 / 505. السبحاني، تذكرة الأعيان: ص 305
2- الكلباسي، الرسائل الرجالية: 2 / 505. السبحاني، تذكرة الأعيان: ص 305
3- أمل الآمل: 1 / 74
4- ریاض العلاء: 2 / 109

وشهد بسعة علمه الشيخ الأميني في ترجمته للشيخ حسين العاملي قائلاً: ((والمترجم له شيخنا (الحسين) أحد أعلام الطائفة، وفقهائها البارعين في الفقه وأصوله والكلام والفنون الرياضية والأدب، وكان إحدى حسنات هذا القرن، والألق المتبلج في جبهته، والعبق المتأرج بين أعطافه، أذعن بتقدمه في العلوم علماء عصره ومن بعدهم))(1).

وذكره الزركلي قائلاً: فقيه إمامي، عارف بالأدب، له نظم حسن. أصله من جبل عامل (بلبنان)(2)

نبذ من أشعاره:

كان الشيخ حسين العاملي الى جانب غزارة علمه، وتفننه في جوانب العلم والمعرفة شاعراً، إذ نجد ضمن مؤلفاته دیواناً يتضمن أسفاره التي نظمها موسوم ب (ديوان الشيخ حسين)، وقد رأيت من المستحسن نقل بعض من أشعاره:

فاح عرف الصبا وصاح الديك *** وانثنى البان پشتكي التحريك قم بنا نجتلي مشعشعة *** تاه من وجده بها النسيك لو رآها المجوس عاكفة *** وحدوها وجانبوا التشريك إن تسر نحونا تُسر، وإن *** مت في السَّير دوننا نحييك(3) وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي (رحمه الله) قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وآله:

ص: 339


1- الأميني، الغدير: 11 / 224
2- الأعلام: 2 / 290
3- الأميني، الغدير: 11 / 229

محمد المصطفی الهادي البشير رسول *** الله أفضل خلق الله كلهم لولا هداه لكان الناس كلهم *** كأحرف مالها معنى من الكلم ولو تفرق بعض من خلائقه *** في الناس لم يبق ذوجهل ولاغرم لو لم تطأ رجله فوق التراب لما *** غدا طهورا وتسهيلا على الأمم لو لم يكن سجد البدر المنيرله *** ما أثر الترب فيخديه بالوسم فيا نجوم السما طوفوا بكعبته *** سعدتم إذ له صورتم من الخدم ولو تكلف صم فوق طاعته *** سعت إليه جبال الحل والحرم زاكي الفعال ومحمود الخصال ومبذول *** ومبذول النوال ومختار من القدم نصرت بالرعب حتى كاد سيفك إن *** يسطو بغیر انسلال في رقابهم البدر يخبر أنَّ النور مكتسب *** فيه و نورك أصلي وذو شمم كفاك فخرا كمالات خصصت بها *** أخاك حتى دعوه بارئ النسم(1) وله قصيدة يقول فيها(2):

إنَّ الإقامة في دار تضام بها *** والأرض واسعة عجز فلا تقم أرجو الخلاص وما أخلصت في عمل *** أرجو النجاة وما ناجيت في الظلم لكن لي شافعاً ذوالعرش شفعه *** أرجو الخلاص بهم نزلة القدم محمد المصطفى الهادي المشفع في *** يوم الجزاء وخير الخلق كلهم كفاك فخرا كمالات خصصت بها *** أخاك حتى دعوه بارئ النسم

ص: 340


1- القمي، الأنوار البهية : ص 36 - ص 37
2- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 65

خليفة الله خير الخلق قاطبة *** بعد النبي وباب العلم والحكم رب اللوء ومخصوص الولاء ومحفوف *** الكساء المصطفى العلم والبيض في كفه سود غوائلها *** حمر غلائها تدلى على القمم بيض متى ركعت في كفه سجدت *** لها رؤوس هوت من قبل للصنم ولا ألومهم إن يحسدوك فقد *** حلت نعالك منهم فوق خامهم مناقب أدهشت من ليس ذا نظر ***وأسمعت في الورى منك ان ذا صمم من لم يكن بقسيم النار معتصماً *** فماله من عذاب النار من عصم من لم يكن ببني الزهراء مقتديا *** فلا نصيب له من دين جدهم فإن يشاركهم الأعداء في نسب *** فالتبرمن حجر والمسك بعض دم هم الولاة وهم سفن النجاة وهم *** لنا الهداة إلى الجنات والنعم ومن سرى نحوهم أغناه نورهم *** عن الدليل ونجم الليل في الظلم عذاب قلبي عذب في محبتهم *** ما مر بي حلو لأجلهم رجوتهم لعظيم الهول منقدم *** وهل يرجى سوى ذي الشأن والعظم وله أبيات في الإمام المهدي (عج):

يا مظهر الملة العظمى وناصرها *** لأنت مهديها الهادي إلى اللقم يا وارث العلم يرويه ويسنده *** إلى جدود تعالوا في علومهم مآثر الفخر فيكم غير خافية *** والشمس أكبر إن تخفي على الأمم أوضحتم للورى طرق الوصول كما *** صيتم العلم بين الناس كالعلم لم يبق غيرك انسان يلاذ به *** فأنت إنسان عين الأمن والكرم

ص: 341

ولاتقلق لأنصاري فناصرك ال *** باري ومن ينصر الرحمن لم يضم أقصر حسين فلن تحصي فضائلهم *** لوأن فيك لعضو منك ألف فم عليهم صلوات لا انتهاء لها *** كمثل قدرهم العالي وعلمهم(1) وله قصيدة طويلة تبلغ 69 بيتا قال ولده في الكشكول عارض بها البردة، وقال صاحب السلافة: يزعم أنه عارض بها البردة مشيراً إلى انحطاطها عن البردة، وزاد في ذلك التزامه أنواع البديع المتكلفة التي تؤثر انحطاطا في الشعر البارع فضلاً عن غيره ومنها قوله:

انا الملوم وقلبي مولع برشا *** ساق غدا قلبه قاس على الأمم قلبي غضى وضلوعي منحنى وله *** عقيق جفني بسفح نابع نديم وما سقاني رحيقاً بل حريق أسىً *** وكان من أملي منه شفا ألمي بكيت والشمل مجموع لخوف نوی *** فكيف حالي وشملي غير ملتنم وكل ما مت هجراً عشت من املي *** فكم أموت وكم أحيا من القدم دمع طليق وقلب في قيود هوى *** والرشد ظل بذات الضال والسلم وقد أقام قوام القد لي حججاً *** وبالعذار بداع ذريف لا تلم وجدي عليك ونفسي في يديك وذا *** قلبي لديك فقل ماشئت واحتكم اصغي إلى العذل أجنى ورد ذكرك *** مما بين شوك ملام اللائم النهم ونحن في سفر نمضي إلى حفر *** فكل آن لنا قرب من العدم(2)

ص: 342


1- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 65
2- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 65

وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد على طريقة أهل التصوف:

فاح ريح الصبا وصاح الديك *** فانتبه وانف عنك ما ينفيك واخلع النعل في الهوى ولها *** وادن منّا فإنّا ندنيك واستامها سلافة سلمت *** من أذى من بغى لها تشريك وأدر مدحها الفصيح وقل *** كل مدح لغير تلك ركيك وتعشَّق وكن إذا فطنا *** كل شيء عشقته يغنيك وانف عنك الوجود وافن تجد *** نفحة مر من قبولنا تبقيك إن تسر صوبنا تسر وإن *** مت في السير دوننا نحييك وإذا هانك الحميم فحم *** في حمانا فإننا نحميك وتخلق بما خلقت له *** فهو من مورد الردى منجيك جد بنفس تجد نفيس هدى *** كف كفا عن غيرنا نكفيك خل خلي مناك لي بمنى *** واجعل النفس هدينا نهديك وانتصب رافعاً يديك بها *** واخفض القدر ساكنا نعليك وابكِ تمحو قبائحاً كتبت *** قبل ان تلتقي الذي يبكيك تَدَّعي غير ما وصفت به *** والذي فيك ظاهر من فيك تجتري والجليل مطلع ***ما كان النهي إذا ناهيك تتلاهي عن الهدى ولها *** مبتلى دائماً بما بما يبليك تلبس الكبر تانها سفها *** والنجاسات كائنات فيك وإذا ما ذكرت موعظة *** حدت عنها كأنها تنسيك(1)

ص: 343


1- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 65

ومن شعره قوله أورده ولده في الكشكول:

ما شممت الورد إلا *** زادني شوقا إلیك وإذا ما ما لغصن *** خلته یحنو علیك لست تدري ما الذي قد *** حلَّ بي من مقلتیك ان يكن جسمي تناءی *** فالحشی باق لدیك کل حسن في البرایا *** فهو منسوب إلیك رشق القلب بسهم *** قوسه من حاجبیك ان ذاتي وذواتي *** یامنایا في یدیك آه لو أسقی لأسقی *** خمرة من شفتیك(1) وذكر شيخنا البهائي في كشكوله لوالده على هذا الروي ثمانية عشر بيتا أولها:

فاح ريح الصبا وصاح الديك *** فانتبه وانف عنك ما ينفيك وقال في قصیدته الواقیة الوافیة:

دعني أسِرْ أطلبُ نيلَ العُلى *** فَالْمُرُّ لي فیه حُلُوُ المذلقِ والمرءُ في أعدائه أعدائه خاملٌ *** وبدره بینهم في مُحاقِ والدّرُّ في معدنِهِ ضائعٌ *** وإن یسر عنه ففوق المَآقِ والموتُ عندي بخضوعُ الفَتى *** لمبغضٍ نذل رضیع النفاقِ

ص: 344


1- الأمين، أعيان الشيعة: 6 / 65

وله أيضاً:

إذا أضمَأَتْكَ أكفّ اللنام *** كَفَتْك القناعة شبعاً ورياً فكن رجلاً رجله في الثرى *** وهامة همّته في الثريّا أبيّاً بوجهك عن باخل *** تراه بما في يديه أبيّاً فإن إراقة ماء الحياة *** دون إراقة ماء المحیّا

ص: 345

القسم الأول - الفصل الثاني: دراسة المخطوطة

- نسبة المخطوطة إلى مؤلّفها وتسميتها:

قبل الخوض في غمار هذه المخطوطة المباركة رأينا من المفيد أن نذكر القرائن التي من خلالها تصح نسبة المخطوطة إلى مصنفها؛ وذلك تقليداً لما جرى عليه عُرف أهل هذا الفن، واستكمالاً لما درج عليه البحث العلمي، فما يؤكد نسبة هذه المخطوطة إلى مؤلفها أمور، أهمها:

أولاً: ما صرح به المؤلف في مقدمة شرحه للرائية إذ قال: فقد كنت وأنا في الديار الشامية قبل هجرتي إلى الديار العراقية قلت أبياتا في بعض أوقات العطلات.. وأشار عليّ من تجب إجابته، أن أضع عليها ما يبيّن مأخذ كلّ فضيلة منها. إلى أن قال: وطال الانتظار إلى أن تشرفت بجوار الحائر الحسيني على مشرفه أفضل الصلاة وأتمّ السلام، فوجدت لي فرصاً يسيرات في أيام الجمع والزيارات، فانتهزتها.

وهذه الهجرة تتناسب مع هجرة صاحب الترجمة من بلاده جبل عامل مروراً بالعراق ونزوله في كربلاء المقدسة ثم رحيله إلى إيران وأخيراً البحرين حتى وفاته.

ثانياً: تصريح عدد من العلماء المؤرخين وأصحاب الببلوغرافيا، الذين ترجموا للشيخ حسين وذكروا مؤلفاته ومنهم:

1 - فقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني نسبة هذه المخطوطة للشيخ حسين

ص: 346

العامليّ قائلاً: له قصيده رائعة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) شرحها بنفسه، رأيتها بخط الشيخ علي القميّ المعاصر، استنسخها عن خط الحاج بابا جان القزوينيّ تلميذ الشيخ البهائي الذي استنسخها عن خط الناظم.

2 - کما ذكرها الشيخ الأمينيّ في سفره الخالد (كتاب الغدير) إذ عدها من الغديريات، وذكرها باسم (غديرية الشيخ حسين والد البهائيّ)، وذكر منها أبياتاً، وأخبر أنّ عددها (45 بيتاً)، وأشار قائلاً: هذه الأبيات مستهلّ قصيدة للشيخ الحسين بن عبد الصمد العامليّ والد شيخنا البهائيّ، وشرحها بعد مدة من نظمها بشرح كبير، وأثبت كلما ذكر فيها من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) بطريق الجمهور.

ثالثاً: إنّ الأسلوب البلاغي والأسلوب المتّبع في هذه الرسالة والاستدلالات العقلية والنقلية مقارب لحد كبير من أسلوبه وطريقته في مؤلفاته الأخرى، وهذا ما لاحظته خلال قراءتي لبعض مخطوطاته وأيضاً خلال تحقيقي لمخطوطة الشيخ المسماة (جوابات الاعتراضات العشرة أو شرح حديث حبب إليّ من دنياكم ثلاث..).

رابعاً: من حيث الاعتبارات التاريخية فقد وجدت عند مراجعاتي للمصادر التي اعتمدها الشيخ في تخريج الأحاديث التي أوردها ضمن شرحه، كلها تؤكد أنها كانت قبل زمن الشيخ حسين العامليّ، ولم ألاحظ فيه أخبار تاريخيه تالية لعصر الشيخ؛ كي يكون ذلك جديراً بأن يُسقط الكتاب من حساب ذلك المؤلف.

إن ما سبق من شواهد قدمتها تعد خير دليل على أنَّ هذه المخطوطة تعود إلى الشيخ حسين العامليّ والد الشيخ البهائيّ.

ص: 347

- وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:

من المؤسف أنَّه لم يسعفني الجهد والبحث بالرغم من اتصالي ببعض المراكز والمكتبات العامة والخاصة من أجل الحصول على نسخ خطية أخرى للمخطوطة، سواء أكانت نسخة المؤلف أم نسخة بابا جان القزويني تلميذ الشيخ البهائي التي نقلها من نسخة المؤلف، أم نسخة الشيخ علي القميّ التي استنسخها من نسخة بابا جان القزوينيّ، أو أي نسخة أخرى.

ولذا اعتمدت العمل على تحقيق هذه النسخة الخطية الوحيدة، التي حصلت عليها ضمن المخطوطات المحفوظة في مكتب الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف، تقع في 58 صفحة في كل صفحة حوالي 14 سطراً، بخط نسخ حسن، والمخطوطة من نسخ الشيخ محمد السماوي، عليها إضافات قليلة في الحواشي، نسخة خالية من الشروح والتعاليق، تعتمد التعقيبة وعليها ترقيم متأخر.

- منهج المؤلف وأسلوبه في البحث والاستدلال:

نظم الشيخ حسين العامليّ (رحمه الله) قصيدته الرائية موضوع التحقيق، والبالغة 45 بيتاً عندما كان في بلاده وبلاد آبائه وأجداده جبل عامل، وقد ضمن هذه الأبيات نبذ من فضائل ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، التي طفحت بها كتب التاريخ من الخاصة والعامة، واستنارت مشرقة بسناها صفحات الدنيا.

وقد استعرض الشيخ في مقدمتها ما يعبّر به عن حبه وولائه لسيده ومولاه أمير المؤمنين (عليه السلام)، معترفاً بما يملكه من معرفة حقيقة، أنه أمام طود شامخ لا تدخل فضائله ومناقبه تحت الإحصاء، وقد أشار إلى ذلك في مقدمته

ص: 348

قائلاً: وإني لأعلم أني في ذلك كواصف الشمس يذهب وصفه باطلاً، أو كم عدد فضائلها لا يجدي التطويل منها طائلاً، وأي مدح يقال فيه (عليه السلام) بعد مدح الله ورسوله له، مما لا يدخل تحت الإحصاء، وأيه ثمرة لتعداد فضائله، وهي بين الأعداء أظهر في ذكاء.

وشيخنا العامليّ عند رحيله من البلاد الشامية، واستقراره بالبلاد العراقية، و نزوله في مدينة كربلاء المقدسة، انتهز فرص أيام الجمع والزيارات فعمد إلى شرحها والتزم رحمه الله أن لا يذكر من الفضائل والمناقب إلا ما نطق به الکتاب وصرحت به السنة، وأن لا يورد من الآثار والأخبار إلا ما ذكره ونقله أعلام الجمهور، عبر ما نطقت بها مسانيدهم وصحاحهم وتفاسيرهم وأمهات كتبهم المعتبرة؛ كونه يعتبر أنّ ذلك أقوى في الحجة وأظهر في الدليل ع-لى الخصوم، وقد صرح قائلاً: والتزمت أن لا أذكر من ذلك إلّا ما نقله الجمهور، ليكون الاحتجاج عليهم به أقطع، والتشنيع عليهم في رفض ما شهدت به صحاحهم أفظع.

وبعد استبيانه لمأخذ كل فضيلة ضِمْنَ أبيات القصیدة أشار إلى ذكر أسماء المصادر التي أوردت تلك الأخبار والأحاديث، ومقدار وعدد الطرق التي وردت فيها تلك الفضيلة، مع ذكر وجه الاختلاف في ألفاظ تلك الأحاديث في بع-ض الأحيان.

ص: 349

- المصادر التي اعتمدها المؤلّف مرتّبة حسب الترتيب الألفبائيّ للكتب:

1. الأمالي، محمد بن القاسم الأنباريّ (ت: 328 ه).

2. الأوائل، أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكريّ (ت: 395 ه).

3. تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير الطبريّ (ت: 310 ه).

4. التفسير الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر. للحافظ محمد بن موسى الشيرازيّ.

5. الجمع بين الصحاح الستة، رزين بن معاوية العبدري (ت: 535 ه) 6. الجمع بين الصحيحين، محمد بن فُتوح الحُميدي (ت: 488 ه).

7. سنن أبي داود، أبي داود سليمان بن السجستاني الأشعث (ت: 275 ه).

8. السنن الكبرى، أحمد بن الحسين البيهقيّ (ت: 458 ه).

9. الشافي في الإمامة، الشريف الرضيّ علي بن الحسين (ت: 436 ه).

10. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزليّ (ت: 656 ه).

11. صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل الجعفيّ البخاريّ (ت: 256 ه).

12. صحيح الترمذيّ، محمد بن عيسى بن سورة الترمذيّ (ت: 279 ه).

13. صحيح النسائيّ، أحمد بن شعيب النسائيّ (ت: 303 ه).

14. صحیح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوريّ (ت: 261 ه).

15. العقد الفريد، ابن عبد ربه الأندلسيّ (ت: 328 ه).

ص: 350

16. الغرر، جعفر بن الفضل ابن حنزابة (ت: 391 ه).

17. الفردوس بمأثور الخطاب، شيرويه بن شهرا دار الديلميّ (ت: 509 ه).

18. فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، أحمد بن محمد بن عقدة (ت: 333 ه).

19. کتاب الولاية، محمد بن جرير الطبريّ (ت: 310 ه).

20. الكشف والبيان في تفسير القرآن، أحمد بن محمد الثعلبيّ (ت: 427 ه).

21. المثالب، هشام بن محمد بن السائب الكلبيّ (ت: 146 ه).

22. مجمل اللغة، أحمد بن فارس بن زكريا (ت: 395 ه).

23. المحبّر، محمد بن حبيب النحويّ (ت: 245 ه).

24. مسند أحمد، أحمد بن محمد بن حنبل (ت: 241 ه).

25. مصابيح السنة، الحسين بن مسعود بن محمد الفرّاء البغويّ (ت: 510 ه).

26. مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، ابن طلحة الشافعي (ت: 652 ه).

27. معالم التنزيل في تفسير القرآن، ويسمى (تفسير البغويّ). الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغويّ (ت: 510 ه).

28. معاني الأخبار، محمد بن علي بن بابويه القميّ (ت: 381 ه).

29. المغني في التوحيد والعدل، القاضي عبد الجبار بن أحمد (ت: 415 ه).

30. مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أحمد بن موسى بن مردويه (ت:

410 ه).

ص: 351

ص: 352

ص: 353

فهرس المصادر

1. ابن أبي الحديد، عبدالحميد بن هبة الله المعتزلي (ت: 656 ه) 2. شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 1، دار إحياء الكتب العربية، (1378 ه - 1959 م).

3. ابن شهر آشوب، أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (ت:

588 ه).

4. مناقب آل أبي طالب، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف - العراق، (1376 ه - 1956 م).

5. ابن مزاحم، نصر بن مزاحم المنقريّ (ت: 212 ه).

6. وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ط 2، المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة- مصر، (1382 ه).

7. الأربليّ، أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت: 693 ه) 8. كشف الغمة في معرفة الأئمة، ط 2، دار الأضواء، بيروت - لبنان، (1405 ه - 1985 م).

9. معالم العلماء، ط 2، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف - العراق، (1380 ه - 1961 م).

10. إعجاز حسين، إعجاز حسين بن محمد قلي الموسوي الكنتوريّ (ت: 1240 ه)

ص: 354

11. کشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار، ط 2، مطبعة بهمن، قم - إيران، (1409 ه) 12. الأمين، محسن بن عبد الكريم الأمين الحسيني العامليّ (ت: 1371 ه) 13. أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، دار التعارف، بيروت - لبنان (1983 م) 14. الأمينيّ، عبد الحسين بن أحمد (ت: 1390 ه) 15. الغدير في الكتاب والسنة والأدب، طع، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، (1397 ه - 1977 م).

16. البكري، أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز الأندلسيّ (ت: 487 ه) 17. معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تحقيق: مصطفى السقا، ط 3، عالم الكتب، بيروت - لبنان، (1403 ه - 1983 م).

18. البلادي، علي بن حسن بن سليمان البحرانيّ (ت: 1340 ه) 19. أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين، تحقيق:

محمد علي محمد رضا الطبسيّ، مطبعة النعمان، النجف الأشرف - العراق، (1377 ه) 20. البلاذريّ، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر (ت: 279 ه) 21. أنساب الأشراف، تحقیق: د. محمد حمید الله، دار المعارف، مصر، (1959 م) 22. البيضاوي، أبو سعيد عبد الله بن عمر الشيرازيّ (ت: 685 ه)

ص: 355

23. أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي)، د.ط، دار الفکر، بيروت - لبنان، د.ت.

24. الحر العاملي، محمد بن الحسن بن علي المشغريّ (ت: 1104 ه) 25. أمل الأمل، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مطبعة الآداب، النجف الأشرف - العراق، د.ت.

26. الحموي، أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي البغداديّ (ت: 626 ه) 27. معجم البلدان، د.ط، دار التراث العربيّ، بيروت - لبنان، (1399 ه - 1979 م).

28. الخوانساريّ، الميرزا محمد باقر الموسويّ الأصبهانيّ (ت: 1313 ه) 29. روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ط 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، (1431 ه - 2010 م) 30. الدينوري، أبي حنيفة بن داوود (ت: 282 ه) 31 . الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، ط 1، دار إحياء التراث العربي، القاهرة - مصر، (1960 م) 32. الزركليّ، خير الدين (ت: 1397 ه) 33. الأعلام، ط 5، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، (1981 م).

34. السبحانيّ، جعفر 35. تذكرة الأعيان، ط 1، مطبعة اعتماد، قم - إيران، (1419 ه).

ص: 356

36. السمعانيّ، أبو سعد عبد الكريم بن محمد التميميّ المروزيّ (ت: 562 ه) 37. الأنساب، تحقيق: عبد الله بن عمر الباروديّ، ط 1، دار الجنان، بيروت - لبنان، (1408 ه - 1988 م).

38. الشبستريّ، عبد الحسين بن علي أصغر بن عبد العظيم النجفيّ 39. الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي، قم - إيران، (1418ه).

40. الصدر، حسن بن هادي بن محمد الكاظميّ (ت: 1354 ه) 41. تكملة أمل الآمل، تحقيق: السيد أحمد الحسينيّ، د.ط، مطبعة الخيام، قم - إيران، (1406 ه).

42. الطبري، أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الآمليّ ( كان حيّاً سنة 555 ه) 43. بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لشيعة المرتضى (عليه السلام)، تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني، ط 1، مؤسسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرسين، قم - إيران، (1420 ه.ق) 44. الطريحيّ، فخر الدين بن محمد علي ابن طريح بن خفاجي (ت:

1085 ه) 45. مجمع البحرين ومطلع النيرين، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، ط 2، الناشر مرتضوي، تهران - إيران، (1362 ه.ش) 46. الطهرانيّ، آقا بزرك الطهراني (ت: 1389 ه)

ص: 357

47. الذريع-ة إلى تصانيف الشيعة، ط 3، دار الأضواء، بيروت - لبنان، (1403 ه - 1983 م) 48. الطهراني، طبقات أعلام الشيعة.

49. الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت: 460 ه) 50. رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم - إيران، (1415 ه).

51. اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، د.ط، مؤسسة آل البيت (عليه السلام) لإحياء التراث، قم - إيران، (1404 ه).

52. الأمالي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، ط 1، دار الثقافة، قم - إيران، (1404 ه) 53. القمي، عباس بن محمد رضا (ت: 1359 ه) 54. الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم - إيران، (1417 ه.ق) 55. الكني والألقاب، تقديم: محمد هادي الأميني، د.ط، مكتبة الصدر، طهران - إيران، د.ت.

56. كحالة، عمر رضا معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية، د.ط، مكتبة المثنى، بيروت - لبنان، د.ت.

ص: 358

57. الكلباسي، أبي المعالي محمد بن محمد بن إبراهيم (ت: 1315 ه) 58. الرسائل الرجالية، تحقيق: محمد حسين الدرايتي، ط 1، دار الحديث، قم - إيران، (1422 ه - 1380 ش) 59. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني (ت: 1110 ه) 60. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ط 2، مؤسسة الوفاء بيروت - لبنان، (1403ه - 1983 م) 61. النمازي، علي بن محمد بن إسماعيل الشاهرودي (ت: 1405 ه) 62. مستدرك سفينة البحار، تحقيق: الشيخ حسن بن علي النمازي، د.ط، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم - إيران، (1418 ه).

63. مستدركات علم رجال الحديث، ط 1، مطبعة شفيق، طهران - إيران، (1412 ه).

ص: 359

ص: 360

البحث السابع الإمام علي والسيدة الزهراء (علیهما السلام) دراسة وتحقيق في المورث اليهودي مخطوطات الجنيزا نموذجاً أ.م.د نهاد حسن حجي الشمري جامعة واسط - كليّة الآداب

ص: 361

ص: 362

المقدمة:

الوثائق التي نقدمها في بحثنا هذا تعد احد وثائق مخطوطات الجنيزا اليهودية المكتوبة في القرون الوسطى، في العهد الفاطمي من قبل كاتب ينتمي إلى طائفة اليهود القراؤون، اذ كتبها بما يعرف بالكتابات العربية - اليهودية، عرض في أولها خطبة فدك للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وفي الجزء الثاني من تلك الوثائق دونت تشبيه رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم، الامام علي (عليه السلام) بیسوع المسيح الذي احبه اتباعه کما سيحب المسلمين الامام علي (عليه السلام).

الوثائق التي سوف نقوم بدراستها وتحقيقها هي تقع ضمن مجموعة من المخطوطات المحفوظة في ابريطانيا في مكتبة جامعة كمبردج المعروفة بمجموعة «تايلور - شختر».

أهمية العمل الحالي تتجلى في أن تلك الوثائق كتبت من قبل مؤلف یهودي من طائفة القراؤون في عهد الدولة الفاطمية التي كانت تمثل فترة من تقارب الحكم الاسلامي مع أهل الذمة، وتصديق أهل الذمة بمكانة أهل البيت (عليهم السلام) في المجتمع وأحقيتهم في خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن جانب اخر ایمانهم بمكانة الامام علي (عليه السلام) في الدين الاسلامي وانه يمثل امتداد لسير الانبياء (عليهم السلام)، بالاضافة إلى ذلك هي في بعض الاحيان تختلف عن الرويات المسندة التي ذكرت تلك الأحداث التاريخية المهمة من التاريخي الاسلامي وتقارب مع اهل الذمة.

ص: 363

الغاية الأساسية من هذا البحث عرض تأريخ مهم لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام) مکتوب بأقلام أهل الذمة طائفة اليهود «القرّاؤون»، هذه الوثائق تعد بحق نقطة تحول في استعراض تاريخ الاولياء والصالحين من قبل غير المسلمين، ذلك التاريخ الذي اتسم بسماحة الاسلام واحترامهم للاهل الذمة ولم يكن كما ذكره البعض من المستشرقين أنه مقترن بفرض الجزية وعدم احترام الاخر الغير مسلم في عهد الحكم الإسلامي الفاطمي.

ونحاول أن نعقد مقارنة لتلك الوثائق الأولى منها التي تتعلق بخطبة فدك للزهراء فاطمة (عليها السلام) مع مصنفات ذكرت تلك الخطبة المشهورة ومنها التذكرة الحمدونية لمحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون، و کتاب خطب سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) مصادرها واسانیدها تالیف محمد جواد المحمودي، أما الجزء الثاني منها التي تحدثت عن تشبيه الامام علي (عليه السلام) من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسيح، مع الاحادیث السبعة التي فسرت سبب نزول الآية الكريمة في قوله تعالى: «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ» سورة الزخرف: 57. وهي الكافي، للشيخ الكليني، أمالي الطوسي، بحار الأنوار للشيخ المجلسي، مجمع البيان في تفسير القران للطبرسي، معاني الأخبار، للشيخ الجليل بن بابويه القمي، والتهذيب.

ص: 364

وثائق الجنيزا:

الجنيزا لفظة عبرية «33 - TT» تعني کنز حفظ خبأ طمر(1)، وقد وردت في معجم لسان العرب جنز الشيء يجنزه جنزا اي بمعنی ستره(2). واسم الجنيزا اطلق على على مكنوزات معبد اليهود الخاص في الفسطاط ، وهذا الاسم دل ايضاً على المستودع الذي اودعت فيه بالمعبد، كذلك اطلق على المدافن الدائمة التي دفنت فيه تلك الكنوز المعرفية من المخطوطات والوثائق والكتابات اليهودية التي لايجوز ابادتها وذلك بحسب عرفهم انها تحوي على اسم الله في ثناياها لذلك حفظوها بطريقة خاصة خشية أن يتم اتلافها او يسوء استعمالها ولم يقتصر هذا على المخطوطات الدينية والعقائدية ونما تعدها الى كل المخطوطات الغير الدينية وقد عثروا على مؤلفات للمسلمين التي كتبت بالحرف العربي وبعضها الآخر بالعبري(3). والوثائق التي نقدمها الان تعد احد تلك الوثائق المكتوبة بالعربية - اليهودية، التي شرحت لنا احداث مهمة في التاريخ الاسلامي.

المعنى الدلالي لكلمة الجنيزا يدل على العمل الجنائزي لدفن الوثائق التي كتبت بحروف عربية وعبرية من قبل اليهود وهذا تقليد عرف به اليهود لان تلك الوثائق بحسب معتقدهم يحرم تمزيقها أو إحراقها لانها مقدسة، ومن ذلك جاءت فكرة حفظها في غرفة محصنة آمنة تمهيداً لنقلها إلى المدافن لتدفن بمراسم جنائزية في المقابر اليهودية في البساتين قرب القاهرة العتيقة.

ص: 365


1- Delgado، José Martinez، Selomo ben Mobarak ben Sa'ir، Kitab at-Taysir el libro de la .230p ،0-8 ،71 ،2010 ،Facilitacion (Diccionario Judeoarabe de Hebreo Biblico)، Granada
2- ابن منظور، ابو الفضل جمال الدین، معجم لسان العرب، ج 1 - ج 2 -ج 7، تحقیق ، عبدالله على الكبير وآخرون، القاهرة ، د - ت، ص 189
3- الهواري، محمد، التأثيرات الاسلامي في اوراق الجنيزا، القاهرة، 1992، ص 123 - 124

وثائق الجنيزا مجموعة «تايلور - شختر»:

تعد من أضخم واشهر وثائق الجنيزا في العالم، وتشير بعض المصادر إلى أن تلك الوثائق تم نهبها بالاتفاق مع بعض الجهات في تلك الفترة. ترجع عملية نقل تلك الوثائق إلى بداية عام (1896 م) عندما اشترت السيدتان اجنس سميث لويس، ومارجريت دنلوب جیسون، بعض اوراق الجنيزا تم خزنها على شكل مجموعة في مكتبة كلية وستمنستر للبرسبیتريان في كمبردج، اذ لم تكن تلك السيدتان من ذوي الاختصاص في مجال علم مخطوطات اللغات السامية والدراسات التي تهتم بعلم اللاهوت لذلك طلبنا من العالم اليهودي الحاخم سولومون شختر استاذ الدراسات التلمودية في كمبردج، ان يفسر هاتان الوثيقتان وتبين له ان احد القطع تعود الى التلمود الفلسطيني، بينما القطعة الثانية ورقة من نص عبري مفقود لسفر ابن سيراخ الذي وضعه شمعون بن عیسی بن العازر ابن سيراخ في حدود عام (200 م. ق) ومن ذلك الوقت قام بأحضار مايمكن احضاره من تلك الوثائق من القاهرة(1). تتالف مجموعات تایلور - شختر کمبردج من 140000 مائة وأربعين الف من الوثائق والمخطوطات المكتوبة بالعبرية والعربية والارامية، وحوالي 300 مخطوطة مكتوبة على جلد الغزال باللغات المذكورة نفسها. ومخطوطات بحثنا هذا تعد واحدة من تلك الوثائق المهمة.

وصف وثائق البحث:

وثائق بحثنا هذا محفوظة في مكتبة جامعة كمبردج في ابريطانيا بالرقم (T - S Ar. 86a, 51.) استطعنا الحصول عليها من نفس المكتبة المذكورة بمساعدة احد

ص: 366


1- حسن، محمد خليفة، أوراق ووثائق الجنيزا أهميتها العلمية وقيمتها التاريخية والحضارية، جامعة القاهرة، 1992، ص 19

الأصدقاء. تتكون تلك الوثائق من من ست عشرة صفحة تساوي 8 ورقات يتراوح عدد الاسطر في كل صفحة منها مابين 7 الى 13 سطر. من الجدير بالملاحظة ان ترقيم الصفحات التي تشير الى ترتيب اوراق المخطوط لم يكتب من قبل ناسخ المخطوط الأصلي وانما كتبت من قبل تصنيف مكتبة كمبردج. هذا الوثائق مكتوبة بالخط العربي والعبري مع وجود حواشي وتعليقات مكتوبة بالخط العبري فقط، كاتب النص غير معروف وهذه الحالة تكون حاضرة في الكثير من وثائق الجنيزا لربما بسبب طريقة حفظها او عادة كانت متبعة في طريقة نسخ تلك الوثائق.

اسم كاتب المخطوط غير معروف على وجه التحديد والارجح أن اسمه كان مكتوب على ورقة مفقودة من العمل ولكن ومن الواضح من خلال طريقة الكتابة ونوع الخط، انه من اليهود القرائين في مصر في القرن الحادي عشر الميلادي أو الثاني عشر الميلادي، ومن المحتمل أن كاتب تلك الوثائق من اليهود القرّائين الذين كان لديهم معرفة جيدة بمذهب أهل البيت الأطهار (عليهم السلام)، يتضح ذلك من خلال عرضه الى افكار تتعلق بالمذهب الشيعي لذا نعتقدان مؤلف النص يختلف عن ناسخ العمل من الواضح انه اما المؤلف القرائي دخل في كنف الاسلام المذهب الفاطمي الشيعي، وبعد ذلك نسخت تلك الوثائق على ید کاتب بیهودي بالقلم العبري، على الرغم من عدم وجود اي شواهد في تلك الوثائق تشير الى زمن تاليفها او كتابتها، ولكن من خلال خط تلك الوثائق نرجح انها تعود الى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي وبداية القرن الثاني عشر الميلادي. ومن الشواهد التي تاخذنا على الظن أن كاتب العمل هو قرائي استسلم ودخل في المذهب الفاطمي الشيعي انه ذكر عبارة «فاطمة صلى الله عليها»، «هالة الله عليه وسلم» «وآخاه بعل».

ص: 367

بالتالي يبدو أن النص العربي للمخطوط، کتبه شخص لديه معرفة عميقة بالاهوت الشيعي، ثم تظهر نسخة من هذا النص في سياق وجود القرائين في الفترة الفاطمية، ويعاد استخدامها من قبل یهود القرائين في شكل مشروع طقوسي، في فترات معينة، كان القراؤون في العهد الفاطمي، أكثر بروزا من نظرائهم الربانيين، ولديهم ميزة في للإدارة مع عدد من الوزراء والقادة البارزين في عهد الحكم الفاطمي، اما النص العبري المرافق للنص العربي من هذه المخطوطات لاحظنا من خلال قراءة بعض كلماته انه يعود الى نصوص من التوراة يتلونها اليهود في عيد الكيبور، لربما لا يذكر العهد الجديد من الكتاب المقدس عید کیبور ولا طقوسه، ولكن هنالك اشارة كثيرة. تعد رسالة إلى اليهود معناها أن رسالة عيسی ابن مريم المسيح وتعاليمه ومعجزاته يجب قراءتها على في هذا اليوم المبارك وهو «یوم کیبور»، اذ شق بذبيحته على الصليب الجدار الفاصل بين قدس الأقداس وباقي الهيكل ودخل إلى حضرة الله وحصل على غفران الخطايا للجميع، ولربما لليهود في هذا العيد كلام ثان(1).

مواضيع وثائق البحث:

تناول هذا الوثائق احداث مهمة من تاريخ شيعة الإمامية، اذ تضم هذه المخطوطات وقائع تاريخية مهمة من التاريخ الاسلامي، اذ استعرض من خلالها مؤلفها روايات عن شخصيتين إسلاميتين مشهورتين في التاريخ الاسلامي هما النورين الامام علي بن أبي طالب والصديقة الزهراء (عليهما السلام)، كلاهما يحمل مكانة خاصة في الإسلام وعند الشيعة الامامية على وجه الخصوص. كذلك ذکر الرسول صلى عليه وسلم، ونبي الله عيسى ابن مريم المسيح (عليه السلام)، وجاء

ص: 368


1- السعدي غازي، الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، عمان، 1994، ص 12

ايضا في متن المخطوطات اسم الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) و الامام علی بن موسی الرضا (عليه السلام).

يتكون متن المخطوط من قصتين الأولى تلك التي عرضت خطبة فدك للصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بحسب رواية أهل الذمة، والتي يمكن العثور عليها في أوراق مختلفة من تلك الوثائق ولكنها مبعثرة في البعض من نصوصها على الأغلب نقلها كتاب العمل عن نص من مصنف «التذكرة الحمدونية« او مصنف اخر إلانه لاحظنا وجود اختلاف بين الروايتين، الخطبة تبين محاولة السيدة فاطمة (عليها السلام) في استعادة ممتلكاتها بعد وفاة والدها صلى الله عليه وسلم. اشارة كاتب العمل إلى مصطلحات من موروث الشيعة الأمامية على سبيل المثال عبارة «فاطمة صلى الله علیها»، «هالة الله عليه وسلم» في (ب 1، 1 ف) وتتميز القصة في عدد كبير من الأعمال الشيعية والتي أظهرت بشكل واضح ان كاتب العمل كان لديه معرفة وخلفية جيدة عن اهل البيت الكرام (عليهم السلام)(1) أما الجزء الثاني المتبقي من هذه الوثائق يتحدث عن الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) اذ. يقتبس كاتب النص حديثا للامام علي (عليه السلام) في الصفحات (ب 2، 2 ف) الذي يروي من خلالها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أوجه الشبه بين الامام علي (عليه السلام) و نبي الله يسوع المسيح عيسى ابن مریم (عليه السلام)، اذ ذكر تماما كما كره المجتمع اليهودي المسيح (عليه السلام) و ظلموه، یکره الناس الظالمين الامام علي (عليه السلام)، وكما أحب

ص: 369


1- التذكرة الحمدونية، وهو كتاب في 10 مجلدات كتبها ابن حمدون (1102 - 1167)، نظر المجلد 6، الصفحات 256 - 259، طبعة بيروت 1996

المسيحيون يسوع المسيح وامنوا به، الناس من اصحاب الحق وهم الموالين الحقيقين سوف یکنون كل الحب والولاء لشخص الامام علي (عليه السلام) واعتبره خليفة الرسول وهو المبعث الإلهي بعده، طبعا على ما نعتقدان كاتب العمل يخاطب المسلمين بصورة عامة والمجتمع الشيعي الفاطمي في حينها او لربما على من ياتي بعده. كاتب العمل اقتبس ايات من القران الكريم في عدد من صفحات تلك الوثائق سوف نشير اليها في صفحات البحث التي تتعلق بتحقيق المخطوطات.

موضوع بحثنا هذا يمثل احد اوراق الجنيزا تلك الوثائق التي تضح من خلالها تفسير وترجمة بعض المصطلحات لنص العبري المرافق للنص العربي في المخطوط والذي يحيط بها على شكل حاشية في يمين العمل ويساره واسفل واعلا الصفحات، على الأرجح انه نص مقتبس من موروث طائفة اليهود القرائن تلك الطائفة التي انسلخت عن الفكر اليهودي الرباني واتخذت منهج مختلفا عقائديا نوعا ما عن نهج اليهود الرباني اذ سماهم البعض بمعتزلة اليهود الذين لم يعترفوا باسفار العهد القديم التي جاءت بعد التوراة. وهذا النص العبري المرافق للنص العربي سوف نقوم بتفسير ماهو واضح فيه من کلمات، في عمل ثان، وقد اشارة الدكتورة اسثير مريام فاجنر والباحث محمد علي حسين الطماوي الباحثان في جامعة كامبرج في اثناء تعليقهما على العمل انه نص ديني وربما ليوم الغفران عند اليهود القرائين(1).

ص: 370


1- الفسطاط هي المدينة التي بناها عمرو بن العاص عقب فتح مصر عام (641 م) وهي تقع بمقربة من حصن بابليون تقع على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي، قبل القاهرة بحوالي ميلين، حول الموضوع انظر: Mann Jacob. The Jews in Egypt and in Palestine under the Fatimid Caliphs : a contribution to their political and communal history based chiefly on Genizah material hitherto unpublished، London، 1920، p13-32

طائفة القراؤون

لا بد لنا في بحثنا هذا أن نوضح للقارئ بشكل مختصر من هم القرائيين ذلك لان کاتب مخطوطات بحثنا هذا هو احد ابناء تلك الطائفة والتي تعد واحدة من فرق اليهود اذ كانت بداياتها في أوائل القرن الثامن الميلادي في بغداد وذكر عن القرقساني وهو من أهل القرن العاشر صاحب کتاب الأنوار والمراقب(1)، ان القرائين كانوا في بغداد، وكذلك في البصرة ويذكر انهم من اوائل من تحول الى القرائين من يهود البصرة، ويضيف أيضاً عن تواجدهم في الكوفة، وأشار أيضاً على اقتران اسماء علماء قرائين بأسماء مدنهم العراقية التي عاشوا فيها، مثل العاني والبغدادي والكوفياني، واشار ایضا إلى وجودهم في بلاد فارس(2). وضمّت طائفة من أهل العلم القرّائين الذين كرسوا أنفسهم لخدمة العلم في مختلف میادین المعرفة، بالإضافة إلى نحو اللغة، مثل الفلسفة والقانون وتفسير وترجمة الكتاب المقدس، خلفت هذه الفرقة ارثاً حضارياً يعد اهم ما خلفته اي فرقة يهودية اخرى وهو تراث كتب بالعربية والعبرية ومن اهم هذا الكتابات وثائق الجنيزا.

القراؤون في عهد الدولة الفاطمية

كان القراؤون في عهد الدولة الفاطمية هم استقلالية تامة في ادارة شؤونهم العامة عن نفوذ الربانين التلموديين مثل وجود کنیس خاص بهم ومحاكم وزاد

ص: 371


1- Khan، Geoffrey، The Karaite tradition of Hebrew grammatical thought in its classical form: a critical edition and English translation of al-Kitāb al vols.،2 ،kafi fi al-luga al-Ibraniyya by Abu al-Faraj Harun ibn al-Faraj 31-3 /1 :2003Xxi/1 :Leiden Brill
2- حسن، جعفرهادي، تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر، بیروت، 2016، ص 141 - 142

عددهم على عدد التلموديين في تلك الفترة وكان لهم رئيس يدير شؤون تلك الفرقة في فترة حكم الدولة الفاطمية وكانوا ناشطين اذ انضم اليهم الكثير من التلموديين وتشير الكثير من الوثائق الى هذا التحول بين الفترة والأخرى، وقد جاء في بعض وثائق الجنيزا في القرن الحادي عشر ان الحياة المعيشية لليهود القرائين لم تكن اقل من اليهود التلموديين ان لم تكن افضل وارفه حالاً واكثر غناً وثراء(1) أن تقارب الفكري للقرائين مع الكتابات الفكرية من المقدمة من قبل الفاطميين الشيعة لن يكون من المستغرب، هذا التقارب القرائي مع الفكر الشيعي أكثر من تقارب الربانين، يبدو أن طائفة القرائين قد اهتمت بالفكرية في اللاهوت خارج اليهودية نفسها كما هو واضح في حالة هذه المخطوطة وغيره. وتشير بعض الرويات إلى أن التقارب الفكر القرائي مع الشيعة بداء في العراق عندما تأثر عنان مؤسس طائفة القرائين في بغداد في ايام حكم ابي جعفر المنصور، عنان الذي اعترف بنواءة النبي محمد صلى عليه وسلم، ولكن اشار البعض من الكتاب أن هذا التأثر لم يكن شيعيا بقدر ماهو اعتزاليا(2). وقد وصف المؤرخ جریتسی بتاثير الشيعي على القرائين، مشبهاً القرائين في موقفهم من الربانين بموقف الشيعة من أهل السنة، وعلق البعض من الكتاب المصريين على ذلك ومنهم الدكتور محمد جلاء محمد، و الدكتور حسن ظاظا قال «أن التأثير على

ص: 372


1- حسن، جعفر هادي، فرقة القرائين اليهود دراسة في نشأة الفرقة وعقائدها وتأريخها إلى العصر الحاضر، مؤسسة الفجر بيروت - لندن 1989. ص0 - 6، ص 203 - 204
2- وهو عنان بن داود (790 - 800 م) في عهد ابي جعفر المنصور يوم خالف جماعة من الربانيين في كثير من شرائعهم واستعمل الشهور برؤية الأهلة على مثل شرع الاسلام، والعنانية بحسب المسعودي، كانوا متأثرين بالمعتزلة فهم «من يذهب الى العد والتوحيد» حول الموضوع: انظر الصاوي، عبد الله. (1838 م). التنبيه والأشراف للمسعودي، ابو الحسن علي، المكتبة التاريخية: د - ت، ص 187

القرائين ليس شيعيا ولكنه اعتزاليا»(1).

تكمن اهمية هذا العمل في أن كاتب العمل اختار روایات تناولت خطبة فدك للزهراء (عليها السلام) والامام علي (عليه السلام) في الموروث الشيعي مقارناً أيها مع نبي الله عیسی (علیه السلام)، هذه الكتابات تدل على تشابه النصوص المقدسة بين المسيحيين والشيعة، وعرضها من قبل كاتب يهودي قرائي تدل على تعايش جيد بين الاقليات في عهد الدولة الفاطمية. كذلك تكمن أهمية هذا العمل في التقارب الاثني التعددي في العهد الفاطمي: اذ نلاحظ ايضا تطابق في افکار طائفة القراؤون مع النصوص الشيعية، مع تناغم نصي للنصوص المسيحية في القرون الوسطى. من أهم تأثيرات الثقافة الإسلامية على اليهود القرائين في أصول الفقه عند القرائين هي الكتاب (التوراة)، والنقل الرواية)، والقياس والإجماع. والذي يهمنا في موضوع بحثنا هذا هو ان نعرف نقل الرواية (النسخ) عندهم المعروفة بالعبرية التي تعتبر اساس الفقه عندهم،، لانها بحسبهم اذا كانت كذلك فهي تعد رأي وليس رواية وهذا دليل واضح على ايمان الكاتب وان كان يهوديا او مسلم من المعتزلة بأحقية ارث فاطمة (عليها السلام) من ابيها، وسند رواية الرسول بانه شبه الامام علي (عليه السلام) بنبي الله عیسی ابن مریم (عليه السلام).

مخطوطات الجنيزا ودورها في التاريخ الاسلامي وحضارته:

قدمت مخطوطات الجنيزا في حينها عرض واف عن الحياة في المجتمع الاسلامي في جميع نواحي الحياة وبخاصة النشاط الديني في بابل وسورا و مدارس شمال

ص: 373


1- إدريس، محمد جلاء محمد، التاثير الاسلامي في الفكر الديني اليهودي دراسة نقدية مقارنة لطائفة القرائين، القاهرة 1992، ص 111

افريقا والاندلس، واظهرت العلاقة التي نشات فيها تلك المدارس في ظل الحكم الاسلامي في ظل التسامح الاسلامي مع اهل الذمة، واشارت وثائق الجنيزا إلى صراع بين السلطة الدينية ورؤسا المدارس في بابل وفلسطين واكدت على انتصار مدرسة بابل على السيادة الدينية للجماعات اليهودية في العالم الاسلامي(1). ونرجح ان ظاهرة الجنيزا التي انتشرت بين اوساط اليهود في الحكم الإسلامي هو انها احتوت على قضايا تخص العالم الاسلامي في مجال الدين والتاريخ والحضارة، ومن جانب اخر تحتوي على علوم اليهود منها حياتهم السياسية والاجتماعية وعلاقتهم بالمسلمين ومن خلال تلك الوثائق يمكن التعرف على الكثير من الأمور حياة المجتمع في تلك الفترة، لان مخطوطات الجنيزا امتدت إلى فترة طويلة من القرن العاشر الى التاسع عشر الميلادي وتعود الى اقاليم مختلفة من الحضارة الاسلامية من مصر والعراق والشام وشمال افريقا والاندلس واليمن والهند، ولهذا يمكن أن نعدها مصدر مهم من مصادر تاريخ الحضارة الاسلامية المختلفة(2).

دور مخطوطات الجنيزا في النتاجات العربية:

تعد وثائق الجنيزا مصدراً مهم لتاريخ اللغة العربية والمصطلحات التي ساهمت في أثراء قواعد اللغة العربية وفي تطوير بعض التراكيب في وأدبها و. اذ وجدت نماذج كثيرة للغة العربية في هذه المخطوطات كتبت بخط متقن بأسلوب عربي جيد في الخطابات التي كتبها اليهود فيما بينهم، إلى جانب ذلك وجدت بعض النصوص الركيكة التي عرضت فيها اللهجات المصرية والشامية واليمنية والمغربية. ان اللغة العربية هي احد اللغات الأساسية التي كتبت بها وثائق ومخطوطات الجنيزا وهي

ص: 374


1- الباري، محمد حسن عبد، مصدر سابق، ص 112
2- حسن، محمد خليفة، مصدر سابق، ص 92 - 97

في المرتبة الأولى وتاتي بعدها العبرية من حيث حجم الوثائق المكتوب بها بالاضافة إلى وجود كتابات اخرى من وثائق الجنيزا كتبت بالسريانية والقبطية واخرى كتبت باللغات اوربية خاصة الفرنسية، بالنسبة لكتابات الجنيزا العربية هي اما ان تكون مكتوبة بالخط العربي مباشر او بالخط العبري وهو سلوب يعرف في علم اللغات السامية ب(العربية اليهودية) وهي الكتابات التي استخدمها اليهود في العالم العربي(1).

اعتمدنا في تحقيق الوثائق التي ذكرت خطبة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) على التذكرة الحمدونية لمحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون وعلى الروايات الاخرى التي جاءت بنفس السياق(2) صنفت مخطوطات وثائق الجنيزا المستخدمة في بحثنا هذا إلى ثلاث اقسام:

الاول: خطبة فدك للصديقة الزهراء (عليها السلام).

الثاني: ردّ فعل الخليفة على خطبة الزهراء (عليها السلام).

الثالث: عن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم للامام علي (عليه السلام) بنبي الله عيسى ابن مريم المسيح (عليه السلام). قمنا بتحقيق هذه المخطوطات بحسب علم تحقيق المخطوطات والتراث الحديث اذ كتبنا نصوص تلك الوثائق كما هي، وفي الهامش تصحیح ماجاء بها من اخطاء كتابية.

ص: 375


1- الهواري، محمد، مصدر سابق، ص 8 - 9
2- التذكرة الحمدونية مصدر سابق، ص 256 - 259

نص خطبة فدك للصديقة الزهراء (عليها السلام) بحسب مخطوطات الجنيزا

مكتبة جامعة كمبردج في ابريطانيا: (T-S Ar. 51 .86a).

[4 ب] 1 انا و عبد الله بن الحسين بن سعد اليوبلي على علي بن محمد 2 وعلی بن موسی الرضا (عليهم السلام) فلم ينكر منه 3 شيا الانه قال لنا كان بن عباس رحمه الله يقرا 4 لقد حاکم رسول من انفسکم محمد (ضرور) 5 بسم الله الرحمن الرحيم 6 حدييا ابو محمد اسمعيل بن محمد بن محفوط اليرار عال حدییا ایو 7 الحسن احمد بن محمد بن مهران البغدادی قال حدییا ایو 8 سعید الحسن بن على قال حدییا عیسی بن مهران قال حدييا 9 علي ين ملاك الاحمسى قال حدثيا محمد ين للربيع قال 10 قرات على يوسف الأزرق فاما فد هين بلا فانا منكم 1. ين / بن || على / علي || ين / بن || 2. ين / بن || النوبلي / النوفلي || على / علي || 3. شيا / شيئاً || ين / بن || 5. الرحيم / الرحيم || 6. حدیبا / حدثنا || ایو / ابو || ين / بن || محفوط / محفوط || ايو/ أبو || 7. ين / بن || ین / بن || البغدادی / البغدادي || حدیبا / حدثنا || ایو / ابو || 8. ين / بن || حدیبا / حدثنا

ص: 376

|| ین / بن || حدييا / حدثنا || 9. ين / بن || الاحمسی / الاخمسي || حدیبا / حدثنا || ين / بن || 10. قرات / قرأت || الازرق / الارزق || [2 ف] 1 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 2 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 3 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 4 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 5 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 6 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 7 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 8 وبنهاية العدم مقر ونون علما منه بمآ 9 يل الامور ومعرفه منه بواقع المعذور ابعثه 10 اتماما لها وعزيمه على امصا حكمه وانقاذ المقادير محمد 11 فرای الامم صلى الله عليه فرقا في اديانها، عكفا 12 على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله جل اسمه مع 13 عرفانها فابان الله محمد صلى الله عليه وعلى اله ظلمها 14 وفرح عن القلوب یهمها وحلا عن الابصار عمها

ص: 377

1 - 7. نرجح أن النصوص العبرية التي اختلطت مع العبرية هي بداية هذه الفقرة من الخطبة الفدكية للسيدة الزهراء (عليها السلام) هي: «واشهد أنّ أبي محمداً عبدُه ورسوله، اختارَه قبل أن يَجتبِلَه، واصطفاه قبل أن ابتًعثًه، وسمّاه قبل أن استَنجبه، إذ الخلائقُ بالغيوبِ مكنونةُ، وبستر الأهاويلِ مَصونَةُ» || 8. مقرونون / مقرونا || 9. معرفه / معرفة || 10. لها / لامره || عريمه / عزيمة || امصا / امضا || 11. فرای / فرأى || 12. عابده / عابدة || الأوثانها / لأوتانها || منکره / منكرة || 13. طلمها / ظلمها || فرج / فرح || يهمها / بهمها || حلى / جلى || عمها / غمها || [2 ب] 1 و قبضه الله السيد قبضه رافه واختيار، ورعبه محمد صلى الله.

2 عليه عن تعب ملك الدار موضوع عنه اعبا والاوزار.

3 محتف بالملايكه الأبرار، صلى الله عليه وسلم.

4 ومحاوره الملك الحبار، ورضوان الرب العفار، صلى الله على.

5 وامينه على وحيه، وصفيه من الخلايق ورضیه صلى الله.

6 فقالت وانتم عباد الله نصب امر الله ونهيه، وحمله دینه.

7 ووحيه، وأمناء الله عز وحل على ايفسكم، وبلعاوه الى الامم.

8 حولكم عهد الله قدمه اليكم ونحن بقیه استحلفنا عليكم، ومعنا.

ص: 378

9 هذا كتاب الله بينه بصايره وفيه يبارك منکشفه سرایره 10 انا فاطمه وابی محمد صلى الله عليه اقولها عودا و بد او ما اقول 11 ان قلت لقد حاکم رسول من ایسکم عریر 1. السيد / نبيّه || رافه / رأفة || رغبه / رغبة || 2. موصوع موضوع || اعبا / العبء || 3. الملايكه / الملائكة || 4. مجاوره / مجاورة || الحيار / الجبار || العفار / الغفار || 5. امینه / امينه || الخلايق الخلائق || 7. امنا / أمناء || وحل / وجل || ایفسکم / انفسكم || بلعاوه / بلغاوه || 8. بقيه / بقية || استحلفنا / استخلفنا || 9. بينه / بينة || يبارك / نبارك || سرایره / سرائره || 10. فاطمه / فاطمة || وابی / أبي || 11. حاکم / جاکم || ايعسكم / انفسکم || عرير / عزيز || [4 ب] 1 عليه ما عنتم حريص علیکم بالمؤمنين روف رحیم فان تعرفوه (سورة التوبة: 128).

فبلغ 2 تحدوه ایی دون نسابكم واخاه بعل دون رجالکم مبلع النذير 3 صادعا بالرساله نا فياعن سنن المشركين صار با ثبحهم.

4 اخذا باكطمهم داعا الى سبيل ربه بالحكمة والموعطه الحسنه.

5 فحد الأصنام وتكب الهام حتى انهزم مع وولوا الدبر.

ص: 379

6 وحتی بقر اللیل عن صبحه واسفر الحق عن محطة ونطق.

7 عریر الدین وهدات فوره الکفر وخرست شقایق.

8 السیطان وفهتم بکلمة الاخلاص وکنتم علی شفا حفره.

9 من النار فانقدکم منها مذقه الشارب ونهزه للطاعم.

1. عنديم / عنتم || عليه / علیکم || بالمومنين / بالمؤمنين || روف / رؤوف || 2. واخاه بعلي دون رجالکم مبلع النذير / وأخا ابن عمي دون رجالکم || 3. بالرساله / بالنذارة || سُنن / مدرجة صاربا / ضاربا ثبحهم / ثبجهم || 4. باكطمهم / باکظمهم || داعا / دعا || الموعظه / الموعظه || 5. وتکب / ینکث || يجف الأصنام وینکث الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر || 6. حیی / حتى || بقر / تفري || محطه / محضه || 7. عرير / عزيز || شقایق / شقاشق || 9. مانقدكم / فانقذكم || مذقه / مذقة || ونهزه / نهزة || للطاعم / الطامع || [4 ب] 1 وقبسة العجلان وموطى الاقدام تشربون الذلة وتقتاتون.

2 تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم فانقدكم الله ورسوله.

3 صلى الله عليه وسلم بعد اللتيا والتي وبعدما يبيهم بهم.

4 الرحال ودوبان العرب الله او نحم قرن للصلاله او نعرت.

ص: 380

5 فارعه من المشركين قدف اخاه في لهواتها ما ينكفى حتى.

6 يطا باخمصه سما حهرو ويحمد لهبها بسهافك وحله مكدودا.

7 دروياب في دات الله لعم في وصيته قريبا وزواد.

8 عون امنون فاكهون تتربصون.

9 على الاعقاب والاد العياب الله على وحل لنبيه صلى.

10 الله عليه حشكه النفاق وسمل.

1. موطى / موطئ || 2. فانقدكم / فانقذكم || 3. التي / التي || يييهم / منهم || ببهم / ببهم || 4. الرحال / الرجال || دوبان / ذوبان || نحم / نجم || للصلاله للضلالة || نعرت / فغرت || 5. فارعه / فاغرة || قدف / قذف || في / في || ينكفى / ينكفئ || 6. يطا / يطأ || يحمد / يخمد || 7 دات / ذات || قريا / قريبا || 8. ييركفور / فاكهون || 10. حشکه / حسكة || [3 ف] 1 جلباب الدين ونطق طاطم ونبع حامل حاهلا وهدر فنيق ناطله 2 يحطر في عرصاتكم واطلع الشيطان راسه من معرزه هايعا 3 خابلم مکنتم لدعايه مستجيبين وللعزه فيه ملاحطين فاس 4 اسييهطكم فوحدكم خفافا وأحمسكم فالفاكم غصابا فوسمیم

ص: 381

ه غير ابلكم واورديم غير مشربكم هذا والعهد قريب 6 والكلم رحيب والحرح لما يندمل والرسول صلى الله عليه 7 لما يقبر ابدار ازعمتم خوف الفتنه الا في الفتنه سقطوا 8 وان حهنم لمحيطه بالكافرين فهيهات منكم واين بكم وأنى 9 فكون كياب الله بين اطهركم بينه شرايعه واصحه 10 قامر فرايصه وراء افا بالرعبه الى ما سواه بيس بيس للطالمين (سورة الكهف: 50) 1. نبع / نبغ || حامل / خامل || 2. معرزه / مغرزه || 3. للعزه / للعزة || 4. اسييهطكم / استنهضكم || فوحدكم / فوجدكم احمشكم / أحمشكم || غصابا / غضابا || فوسميم / فوسمتم || 5. واورديم / واوردتم || 6. الحرح / الجرح || 7. الفتنه / الفتنة || 8. جهنم / جهنم || لمحيطه / لمحيطة || 9. كياب / كتاب || اطهركم / أظهركم || واصحه / واضحة || 10. فرايصه / فرايضه || بالرعبه / بالرعبة || بيس للطالمين / بئس للظالمين || [3 ب] 1 ومن يبيع عير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاحره من (آل عمران: 85) 2 من الحاسرين، بعد او لم يرسوها بعد اختها إلا ريت ما تسكن 3 بقوتها ويسلس قيادها تسربون حسوا في ارتعا ويصير

ص: 382

4 منهم على مثل حرا ادا وانتم الان تزعمون أن لا ارت لي 5 فحكم الحاهله يبعون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون 6 ايها معشر المسلمه أابتز ارثيه انا الله في ورثه 7 ابال ولا أرث أبيه لقد جيت شيا فريا فدونكها 8 قوله مخطومة تلقا يوم حشرك فنعم الحكم الله والرعيم محمد 9 صلي الله عليه والموعد القيامه وفى الساعه مايوعدون 10 وعندها ما تحسرون ولكل نبي مستقر وسوف تعلمون 1. يیيع / يبتغ || غير / غير || الاحره / الآخرة || 2. الحاسرين / الخاسرين || يرسوها / يرسوها || إلا ريت / إلا ريث || 3. يسلس / يسلس || تسربون / تشربون || ارتعا / ارتغاء || ويصير / يصير || 4. ادا / اذا || ارت / ارث || 5. الحاليه / الجاهلية || ييعون / تبغون || 6. المسلمه / المسلمة || 7. ابال / أباك || جيت / جئت || شيا / شيئا || 8. الرعيم / الزعيم || 9. عليه / عليه || القيامه / القيامة || في / في || الساعه / الساعة || مايوعدون / ماتوعدون || تحسرون / تخسرون || نبی / نبأ ||

ص: 383

[1 ف] 1 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 2 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 3 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 4 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 5 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 6 نص عبري مكتوب فوق النص العربي غير مفهوم 7 قد كان بعدل أييا و هنبثه لوكنت شاهدها 8 لحسمها وقال ولسحرف من مدعلت عنا 9 قال ونادی ابو بكر الصلاة جامعه من البسبر رسول 10 الله صلى عليه وال محمد الله واثنى عليه يم قال ايها الناس 11 ما هذه الرعه كذلك قال ومع كل امنيه اين هذه الاماني 12 في عهد رسول نبيكم صلى الله عليه من سمع فليقل ومن 13 شهد فليتكلم كلا بل هو مقالة شهيده دينه مرب

ص: 384

1. نرجح ان النص الغير واضح بسب الكتابة العبرية فوقه هو مقدمة لقول الزهراء (عليها السلام) || »ثم قال ثم انكفأت على قبر ابيها صلى الله عليه واله وسلم» || 7. بعدل / بعدك || اييا / أنبا || 8. لحسمها وقال ولسحرف من مدعلت عنا / عبارة غير مفهومة || 9. الصلاه / الصلاة || جامعه / جامعة || البسبر / البشير || 10. يم / ثم || 11. الرعه / كلمة غير مفهومة || 12. في / في || [1 ف] 1 عز وحل يعول ان الحسناي يدهبن السييات دالك (سورة هود: 114) 2 دكرى للذاكرين وقال حل ثناه يمحوا الله ما يشا وتبي (سورة الرعد: 39) 3 وعنده ام الكتاب وقال جل وعر والذين اذا فعلوا (سورة آل عمران: 135) 4 فاحشه او طلموا انفسهم ذكروا الله ماسيععروا 5 لذنيويهم ومن يغعر الدنوب الا الله ولم دبروا حل 6 في حسنات كثيره قلد في ما يكون من ذالك قال 7 فصرب بيده على لتفه ثم قال رب كرمه من حمهاباعم 8 یم انحرفت فاطمه صلى الله عليها الى مجالس الانصار 9 فقالت معشر المفقنه واعصاب الملة وحميد الاسلام 10 ماهذه الغيره في حقى والسنه عن طلامي اما كان رسول

ص: 385

1. عز وحل يعول ان الحسناي يدهبن السييات دالك / «عز وجل يقول إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ» || 2. دكرى للذاكرين وقال حل ثناه يمحوا الله ما يشا وتبي / «ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ وقال جل ثناه يَمْحُوا اللهَّ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ» || 3. وعنده ام الكتاب وقال جل وعر والذين اذا فعلوا / «وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ وقال جل وعز وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا» || 4. فاحشه او طلموا انفسهم ذكروا الله ماسيععروا / «فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَّ فَاسْتَغْفَرُوا» || 5. لذنيويهم ومن يغعر الدنوب الا الله ولم دبروا حل / «لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهَّ وَلَمْ دبروا حل» || 6. كثيره / كثيره || ذالك / ذلك || 7. فصرب / فضرب || 8. يم / ثم || فاطمه / فاطمه || 9. المفقنه / المفقنة || المله / الملة || 10. الغيره / الغيرة || حقى | حقي || السنه / السنة || طلامي / ظلامي || [3 ب] 1 - الله صلى عليه المر يحفط في ولده لسرع ما أحدتتم وعجلان 2 - دا اهاله اتقولون مات محمد صلى الله عليه فخطب حليل 3 - استوسع وهيه واستنهر فتقه وفعد رتقه فاظلمت 4 - الأرص واذلت الحرمه ومات فتلك نازله اعلن بها كتاب 5 - الله في ابدكم وفي ممساكم بها ومصبحكم هتافا هتافا وصراخا 6 - ما حلت بانبيا الله ورسله و ما محمد الا رسول قد خلت من (آل عمران: 144) 7 - قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب

ص: 386

8 - على عقبيه فلن يصر الله شيا وَ وسيحرى الله الشاكرين 9 - اني قبله اهتصم يراث أبي صلى الله عليه وانتم بمراً 10 - ومسمع يلبسكم الدعوه ويشملكم وفيكم العده والعدد 1. يحفط / يحفظ || في / في || أحدتتم / احدثتم || 2. دا / ذا || اهاله / إهالة || فحطب / فخطب || حليل / جلیل || 3. فعد / فقد || 4. الأرض / الارض || الحرمه / الحرمة || نازله / نازلة || 5. ولعيله / صراخا || 6. حلت / خلت || 8. يصر / يضر || وسيحرى / وسيجزي || 9. اهتصم / أهتضم || 10. يلبسكم / تلبسکم || الدعوه / الدعوة || العده / العدة || [3 ف] 1 - ولكم الدار والخسر وانتم اولو محسنه الله الدي امتحن ونتخبه 2 - الذي اييحب لنا أهل البيت فيابدهم العرب وناطريم 3 - الامم وكافحتم اليهم لا ييرح او تبرحون يامركم فتاتمرون 4 - حتى دارت بنا قبلهم رحا الاسلام و در حلب البلاد وسكنت 5 - فاعره الشرك وهدات شره الهرج وباحت نيران الحرب 6 - واستوسق نظام الدین فلم تاحرتم بعد البيان ونكصتم 7 - بعد الاقدام عن قوم نكثوا ايمانهم فان تخشونهم فالله

ص: 387

8 - احق آن تخشوه ان كنتم مومنين الا وقد اخلديم الى الخفص 9 - وخلوتم بالدعه، وان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا (سورة ابراهيم 8) 10 - فان الله لغني حميد، الم ياتكم نبا الذين من قبلكم (سورة ابراهيم 9) 1. محسنه / محسنة || الدي / الذي || نتخبه / نتخبة || 2. ايحب / انتخب ||ناطريم / ناظرتم || 3. نبرح / ييرح || 5. الهرح / الهرج || 6. نظام / نظام || 7. تحشونهم / تخشونهم || 8. مومنين / مؤمنين || الخفص / الخفض || 9. الأرص / الأرض || 10. لعنى / لغني || [4 ب] 1 - الا وقد قلت الذي قلت على معرفه مني بالجدله التي حامريكم 2 - صمام صدركم ولكنها معدره الحجه فدونكموها فاحتعيوها 3 - دبره الطهر ناقبه الحف نافيه العار موسومه 4 - بشنان الابد موصوله بنار الله الموقده فاعملوا 5 - اني عامله و انتطروا اني منتطره فسوف يعلمون من (سورة هود: 121 - 122) 6 - ياييه عذاب يجزيه وعلى عليه عذاب مقيم وسيعلم (سورة الشعراء: 227) 7 - الذين طلموا أي منقلب ينقلبون وسيعلم الكفار لمن (سورة الشعراء: 227)

ص: 388

8 - عفي الدار وأنا ابنة نبيكم صلى الله عليه وابنه ندير (سورة سبأ: 46) 9 - لكم بين يدي عذاب شديده. يم انصرفت صلى الله 10 - عليها وسلم قالت فويل وقرات هذا الحديث 1. معرفه / معرفة || بالجدله بالجذلة || حامريكم / خامرتكم || 2. معدره / مقدرة || الحجه / الحجة || فاحتعيوها / فاحتقبوها || 3. دبره / دبرة || الطهر / الظهر || نافيه / باقية || الحف / الخف || موسومه / موسومة || 4. موصوله / موصولة || الموقده / الموقدة || 5. اني عامله و انتطروا اني منتطره / «إنا عَامِلُونَ وانتطرُوا إناَّ مُنتَطرِون» || 7. طلموا / ظلموا || 8. ابنه / ابنة || ندير / نذير || 9. شديده / شديدة || 10. قرات / قرأت ||

ص: 389

ردّ فعل الخليفة على خطبة الزهراء (عليها السلام)

[1 ب] 1 وتلافت الفتق. الم يكن ذلك بنا احق فقال قد كان.

2 في ذالك صعف لسلطانك ويوهين لحلافتك ما.

3 لشفقت الا عليك قال وييل فكيع بابنه محمد.

4 صلى الله عليه غدا وقد علم الناس ما دعوا اليه.

5 وما نحن لها من العدر عليك. هل هي الا غمره.

6 انحلت وساعه انقصت وكان ما فد كان لم يكن.

7 ما قد مصى مما مضی کما مصى قد انقضيهما.

8 وما مصى مما مصى قد انقصی کما مضی 9 اقم الصلاه وات الزكاه ووفر الفي وصل القرابه فان الله يقول.

2. ذالك / ذلك || صعف / ضعف || يوهين لحلافتك / توهين كافتك || 3.

وييل / ويلك || فكيع / فكيف || بابنه / بابنة || 5. العدر / الغدر || هي / هي || غمره / غمرة || 6. انحلت / انجلت || ساعه / ساعة || انقصت / انقضت || فد / قد || 7. مصی / مضى || 8. مصی / مضى || انقصی / انقضى || 9. الصلاه / الصلاة || الزكاه / الزكاة || القرابه / القرابة ||

ص: 390

[1 ب] 1 بكل فتنة قل کرمها حد عن ابتغا العينه الا في (سورة التوبة: 7) 2 الفينه سقطوا وإن جهنم لمحطه بالكافرين (سورة التوبة: 49) 3 بعدما موقت کا ام طلحا احب لطلها اليها القوه 4 أما والله الا لو شا ان اقول لقلت ولو تكلمت لبحت وانی 5 ساکت ما تركت يستعينون بالصبيه ويستنهضون 6 النسا وقد بلغنی یا معشر الانصار مقالة سفهایکم ان 7 احق الناس بلزوم عهد رسول الله صلى الله عليه 8 لانثم الله لقد جاکم فاویتم و نصرتم وانتم اليوم احق من 9 و لرم عهده ومع ذلك فاعدوا على اعطياتكم فانی لست کاشفا 10 دالك مني لم يقل على نفهم میرفهما من 11 عنده يريد يداك لو تركتني، فربما مات الخرق 1. «ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ» || 2.»أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ» || 5. بالصبيه / بالصبية || 8. لانثم / لانتم || 9. لرم / لزوم || فاعدوا / فاغدوا || 10. دالك / ذلك || 11. الحرف / الخرق ||

ص: 391

عن وصف الامام علي (عليه السلام)

[2 ب] 1 مسعمون قال لي يا محمد امسك فانی مراد على الأعمس 2 فلما بدفن الى هده لایه قال لي يايوسف اندري فمن 3 قلت هده الايه قلت الله اعلم قال نزلت في على 4 الله عليه فاما قد مبنی بك فانا بعلى مشعموك وكبری بن 5 مسعود يقرها على فالوحدييا ليو الحسن احمد 6 ابن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي قال حدييا 7 اسمعیل بن بسار عن رواه من غير قال ساله ابا 8 حععر محمد بن على علیه السلم عن قول الله عر وحل ولما 9 ضرب ابن مریم مثلا اذا قومك منه يصدون فان قال (سورة الزخرف: 57) 10 على ابن ابی طالب (عليه السلام) انی حالس عند رسول الله 1. لى / لي || فانی / فاني || على / علي الاعمس / الاعمس || 2. هده / هذه || الايه / الاية || 3. هده / هذه || الايه / الاية || في / في || على / علي || 4. مبنی / مبني || بعلى / بعلي || مشعموك / مشهدك || 5. فالو / قالوا || حدیبا / حدثنا ||

ص: 392

ليو/ ابو || 6. حدیبا / حدثنا || 7. بسار / بشار || رواه / رواة || 8. حععر / جعفر || على / علي || فول / قول || عر/ عز || وحل / وجل || 10. على / علي || ابی / ابي || اني / اني || حالس / جالس || [2 ف] 1 صلى الله عليه اد قال لي ياعلي فيك مثلا من عیسی بن مریم 2 علیه السلم ان اليهود ابغصوه حتی بمیوه و کنتوا 3 وان النصارى احبوه حتى جعلوه الاها وانه 4 يهلك فيك حلان مبعص مفتری و مصرط يقول 5 و ليس فيك مبلع یاسا من قریش مقالة رسول 6 الله صلى عليه مصلحوا من ذالك وقالوا انا 7 جعله مثلا لعیسی بن مریم فانزل الله عر وحل 8 ولما صرب بن مریم مثلا اذ قومك منه يعدون 9 و وكان العلي يعدها يصلون علي وارحم من كفر 10 محمد على وارحمه بادر میتا وحيا امين 11 رب العالمين وارحم من قراه ويرحم عليه

ص: 393

1. اد / اذ || لى / لي || على / علي || عيسى / عيسى || ين / بن || 2. السلم / السلام || اليهود / اليهود || ابغصوه / ابغضوه || بهیوه / بهتوه || 4. مبعص / مبغض || 5. مبلع / مبلغ || یاسا / بأساَ || 6. مصلحوا / مصلحون || ذالك / ذلك || 7. عر/ عز || وحل / وجل || 8. صرب / ضرب || بن / ابن ||

الدراسة اللغوية في مخطوطات البحث:

1. التدقيق الإملائي والأصوات في وثائق الجنيزا الخاصة ببحثنا هذا:

بما أن مخطوطات بحثنا هذا مكتوبة باللغة العربية والعبرية فإنه لابد من توضيح بعض الأمور المتعلقة بالكتابة والإملاء بالنسبة لغة المخطوطة العربية - اليهودية، تشتبه الحروف العربية في كثير منها صورةً، لذلك ولحل مشكلة الإهمال والإعجام في الحرف العربي المنسوخ ولتجنّب التّصحيف والتّحريف فيه عمد العلماء والنسّاخ الى تقييد هذه الحروف، وفق طريقتين:

ب - طريقة الوصف: حيث يميزون بين [ب، ت، ث] کما یلي: بالباء الموحدة، وبالتاء المثناة الفوقية، وبالثاء المثلثة. وبين حرفي [ر- ز] بالراء المهملة، وبالزاي، وأحياناً يقولون: بالراء بهمزة بعد الألف، وبالزاي بمثناة تحتية بعد الألف. أما عن حرفي [س،ش]: فبالسين المهملة وبالشين المعجمة، وكذلك الأمر في الصاد والضاد، والطاء والظاء، والعين والغين. وسوف نذكر كل حرف مع الامثلة لاحقا.

أما الياء فيعبرون عنها بالمثناة التحتية ذلك أنّها إذا وقعت في وسط الكلمة فقد تشتبه مع حروف [ب، ت، ث]، وكما وصفوا الحروف وصفوا حركاتها فإذا

ص: 394

قالوا بالخفة فهم يعنون عدم التشديد وليس الإسكان، بينما يشيرون للحرف الساكن المشَّدد بالسكون والشدَّة(1).

حالة الإملاء المشبع: في بعض الأحيان يستخدم الكاتب الإملاء الشامل، لاحتوائه على الإشارة فوق الحرف، في نفس الوقت نجد عنده الألف الطويلة التي هي في الأصل صائت قصير يضاعف أحيانا لإشباع الكلمة فحسب تلك الوثائق: [داعا / دعا] حالة الإملاء الناقص: وهو الذي ينقص منه حرف من حروف الزيادة أو حروف العلة ويشمل حذف الألفات من وسط الكلمة(2) بحسب مخطوطة البحث [الرعه / الرغبة] ، [لرم / لزوم].

2. الاخطاء الكتابية في الوثائق:

- حالة الإملاء المعيب: [الرحيم / الرحیم]، [یییهم / منهم]، [ببهم / ببهم]، [اسييهطكم / استنهضكم]، [قريا / قريبا]، [فوسمیم / فوسمتم]، [واوردیم / واوردتم]، [كیاب / کتاب]، [یسلس / يسلس]، [شقایق / شقاشق].

- الخط: النظام المستخدم للحروف الساكنة في المخطوطات البحث تعد واحدة من أكثر الأنواع انتشاراً في الفترة مابين القرن العاشر والخامس عشر

ص: 395


1- الطباع، ایاد خالد، منهج تحقيق المخطوطات ومعه کتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام لابن وحشية النبطي، دار الفكر دمشق، 2003، ص 49
2- Blaus J. A grammar of Christian Arabic based mainly on South-Palestin- (TM) ian texts from the first millennium3 vols. Louvain: Secrétariat Dumbar ton Corpus: 1966، pp 69 - 78

ويعكس إلى حد ما النموذج الكلاسيكي الثابت للعربية - اليهودية(1)، وذلك طبقاً لطريقة الكاتب بحيث يكتب باللغة العربية والعبرية، أحيانا يلاحظ وجود حرف منقوط وهذا لا يعني بالضرورة أنه يتم في جميع الحالات، إذن فالقارئ هو الذي يجب عليه التعرف على الحروف عندما لا توجد علامة ما، أو أن هذه العلامة على الأقل فقدت إملائيا.

- التنوين: تقريبا في اغلب وثائق هذه المخطوطات كان يسقط التنوين المفروض على الأحرف على سبيل المثال: [مقرونون / مقروناً] - الألف الفارقة: في هذا المثال لم يفرق الناسخ بين واو الجماعة ونون الجماعة مثل: [مصلحوا / مصلحون] - المَدَّة: وهي السحبة التي في آخرها ارتفاع «قد ترد في الكتابة القديمة فيما لم تألفه نحو مآ التي نكتبها الآن ماء دون مد»(2) في وثائق بحثنا هذا تقریبا غابت صيغة المد.

- الحروف السامية التي كتبت بها الوثائق: حروف المخطوط هي الحروف العربية والعبرية التي كتب بما الكاتب وهي كما اشرنا سابقا تعرف بحسب علم اللغات السامية المقارن بالنتاجات العربية - اليهودية التي كانت سائدة في في

ص: 396


1- حول الموضع ينظر: Stenhouse، P.، Samaritan Arabic» ، (ed.)، Crown، Alan D، et al Tibingen: Mohr، 1989p592
2- الطباع، 2003، مصدر سابق، ص 47. وقد اشارة بلاو عن المدة في اليهودية العربية انظر: Blau، 1965 opcit

القرون الوسطى عند اليهود،(1):

أ= N / ب = د / ج = د / د = T / ه = n / و = 1 / ز = 1 / ح = n / ط = D / ي = ك = / ل = < / م = م / ن = د / س = 0 / ع = لا / في = 5 / ص = لا / ق= 1 / ر = 1 / ش = U / ت = n.

3. الدراسة الصوتية في الوثائق:

نجد في الوثائق أن لبعض الحروف مخرجين أو أكثر وذلك لوجود هذه الأحروف بشكل ولفظ مزدوج بحسب كونها منقوطة أو غير منقوطة عند اليهود (ب = 1 = ف)، (د = T = ذ)، (ف = 0 = پ، ش = س = س).

- أحرف العلة: الصوائت القصيرة: نوعية البنية الصوتية للصوائت القصيرة في الكتابات العربية - اليهودية، من الصعب تصورها، لأنه عادة لم يتم وضع علامة لضبطها. وما أكثر الحالات التي تقدر أو تقيم في طبيعتها غير المستقرة:

على سبيل المثال لا ينقطون الياء في آخر الكلمة فتشتبه بالألف المقصورة فلا يفرق القارىء بين أبي بالإضافة وبين [ أبی] بمعنی امتنع(2)، وقد وردت هذه الحالة في هذه الوثائق مثل: [حیی / حتی]، [التى / التي]، [على / علي]، [في / في] وفي أحيانا أخرى ينقطون الياء(3). على الرغم من أن رسم الألف السائد يشيرعادة إلى إمكانية استخدامها مقصورة حينا وممدودة حينا آخر وذلك في حالة الشك

ص: 397


1- Crown، Alan David، Reinhard Pummer، Abraham Tal. (1993). A compan - ..ion to Samaritan studies، Tubingen: Mohr: p11
2- Sáenz Badillos. A History of the Hebrew Language. New York: Cambridge () .University Press، 1994، pp 154-155
3- الطباع، 2003، مصدر سابق، ص 63

للناسخ، وهذه الظاهرة واردة في الكتابات العربية - اليهودية، مثل «RUNT»(1) رسمها بالألف الطويلة والمقصورة نتيجة لاضطرابه في رسمها وفي وثائق بحثنا ظهرت هذه الحالة مثل: [نبي / نبأ] الحركات: في بعض الاحيان اتبع الكاتب طريقة بعض النحاة في مسألة عدم تحريك الأمثلة واكتفى بتحريك جزء منها بخلاف بعض اليهود الآخرين الذين شرحو وحركوا بالحركات العربية:(2).

الحروف الصحيحة:

- الهمزة: يعتقد البعض أنه في جزء من لهجات اللغات السامية، انخفضت الهمزة إلى صوت ساكن، وفي هذه الحالة، تبقى الهمزة مدعومة من قبل رسمها، سواء كان في البداية، أو في الوسط أو حتى في نهاية الكلمة بينما تتحول أحيانا لتصبح أحد حروف العلة. توضع الهمزة فوق ألف القطع أو على الواو والياء غير المنقوطة بدلاً من الألف مثل [مونث / مؤنث] ماء وسماء، وفي الكتابات القديمة كثيرا ما تهمل کتابتها فتلتبس ماء بكلمة ما وسماء بالفعل سما والهمزة المكسورة تكتب أحياناً تحت الحرف وتكتب أحيانا فوقه وتوضع تحتها الكسرة مثل [أسبال الرداء] حيث إن الكسرة توضع فوق الألف وفوقها الهمزة. وفي مخطوطات بحثنا هذا تكتب الهمزة ألفا طويلة مع حركة المد أو قد يسقطها من الكلمة او يبدلها ياء من بداية أو وسط أو نهاية الكلمة.

ص: 398


1- Blau، 1966، Op cit، p 81
2- «فإن الشين ساكنة والميم متحركة أما حركة الميم في فبالفتح وحركتها في فبالضم لانضام العين بعدها» انظر: Jastrow، M.، Kitab al- Afal dawat huruf al-lin، by Abu Zakariyya Yahya ibn .Dawd of Fez، known as Hayyug، Leiden, 1897، p7

1. يسقط الهمزة من بداية الكلمة أو ربما أبدلها همزة وصل کما في: [ابال / أباك]، [ایيا / أنبا] 2. يسقط الهمزة من وسط الكلمة او يكتبها ياء كما في الأمثلة التالية: [جيت / جئت ]، [شيا / شيئا]، [یاسا / بأساَ]، [شيا / شيئاً]، ]قرات / قرأت] ، ]الملایکه / الملائكة]، [الخلايق / الخلائق]، [مومنين / مؤمنين]، [روف / رؤوف]. وقد وردت هذه الحالة في العربية الوسيطة «فوس» و «روس» كذلك وردت في نصوص اخرى من العربية - اليهودية المكتوبة بالخط العبري مثل «OIS?N».

3. يسقط الهمزة من نهاية الكلمة او يبدلها ياء حسب الامثلة التالية: [موطى / موطئ]، [امنا / أمناء]، [ینکفی / ينكفئ]، [يطا / يطأ]. وبحسب العربية - اليهودية التي كتبت بالخط العبري في القرون الوسطى «Na7N / البكا»(1) حرف الباء: اضطرب في كتابة حرف «ب» قد يكون من العبرية التي لا تفرق بين «ب = في = د» وبالتالي يُفرَّق بينهما باللفظ، حسب الوثائق: [ين / بن]، [النوبلي / النوفلي]، [نافيه / باقية].

حرف الثاء في بعض الأمثلة رسم الثاء على شكل تاء ونحن نعتقد أن هذه الحالة هي بتأثير بعض اللهجات العربية وخصوصا الشامية او المصرية التي تعتبر بيئة الكاتب الأصلية وهي ظاهرة سائدة في لهجة بلاد الشام إلى يومنا هذا(2) حيث يلفظون (ت) بدل (ث) حسب الامثلة: [لأوتانها / لأوثانها]، [وتکب / ینکث]، [إلا ريت / إلا ريث]، [ارت / ارث] ، [لانثم / لانتم]، [أحدتتم / احدثتم].

ص: 399


1- Delgado، 2010، Op. cit.،p37
2- حول موضع الأصوات في اللهجات الشامية (النابلسية) انظر: النوري، محمد جواد، الدراسة اللغوية دراسة صوتية صرفية للهجة نابلس الفلسطينية، رسالة جامعية غير مطبوعة 1979 مکتبة بلدية نابلس قسم الوثائق

وفي امثلة اخرى من الوثائق لم يعجم الثاء الداخلية أحيانا ونعتقد انها تعود إلى طريقة الناسخ في التصحيف، حسب الأمثلة التالية: [حدييا / حدثنا] حرف الجيم: كتب في بعض المرات حرف الجيم غير منقوطة أو على شكل حرف حاء وهذا يرجع إلى سهو الناسخ او هي طريقة في التصحيف، بحسب الأمثلة التالية: ثبحهم / ثبجهم ، [وحل / وجل]، [حلی / جلی]، [الخيار / الجبار]، [الرحال / الرجال]، [نحم / نجم]، [فوحدكم / فوجدكم]، [الجرح / الجرح]، [الحاسرين / الخاسرين]، [الاحره / الاخرة ]، [يحمد / يخمد، [حامل / خامل]، [جهنم / جهنم]، [الحاليه / الجاهلية]، [لجرح / الهرج]، [حليل / جلیل]، [انحلت / انجلت].

حرف الحاء: رسم حرف (ح) على صورة (ج) مثل: [فرج / فرح](1) حرف الخاء: في بعض المرات رسمها (ح) بدلا من (خ) حسب الوثائق: [الأحمسي / الاخمسي] ، [الحرف / الخرق]، [فحطب / فخطب] ، [حلت / خلت]، [حامریکم/ خامرتكم]، [الحف / الخف]، [تحسرون / تخسرون]، [تحشونهم / تخشونهم].

حرف الذال: يكتب الذال بدون نقطة وبهذا تلفظ دال بتأثير اللهجات الأخرى، وفي العربية - اليهودية وردت الكثير من الأمثلة على سبيل المثال(2)، وبحسب الوثائق:

ص: 400


1- Stenhouse، 1989، 0p. cit.، p 597
2- Gallego María Ángeles. El judeo-árabe medieval: Edición, traducción y es- (R) tudio linguistico del Kitab al-Taswi'a de Yonah ibn Ganah، Ber، Berlin، Bruxelles، Frankfurt am Main، New York، Oxford، Wien، 2006، p58

- بداية الكلمة: [دوبان / ذؤبان] ، [دات / ذات]، [دا / ذا].

- وسط الكلمة: [مانقدكم / فانقذكم ] ، [مذقه / مذقة]، [فانقدكم / فانقذكم]، [قدف / قذف]، [بالجدله بالجذلة]، [الدي / الذي]، [ندير / نذیر].

- في نهاية الكلمة: [اد / إذ] حرف الزاي: رسم حرف الزاي على شكل راء في كثير من الحالات وهذا قد یکون خطئ اثناء التصحيف، حسب الأمثلة التالية: [الرعيم / الزعيم]، [عرير / عزیز]، [عريمه / عزيمة] حرف السين: عدم التميز بين حرفي (ش / س)، فكأنها واحدة يعبر عنها بالحرف، وتوجد کلات معدودة ذلك لأن أغلبية الكلمات يحسن قياسها سینا ولذلك كان الكاتب في بعض الأحيان لا يميز بين حرف «ش» و «س» وهذه الظاهرة اللغوية موجودة ايضاً في باقي اللغات السامية وذلك حسب الأمثلة:

[تسربون / تشربون]، [البسبر / البشير] وقد وردت في بعض النصوص العربية - المسيحية [عحوحه / سابوع] وفي بعض المخطوطات العربية كانوا يضعون تحت حرف السين سينا صغيرة مثلاً كي لاتشتبه بالشين، وفي امثلة اخرى من وثائق بحثنا لاحظنا أن كاتب العمل کتب «ش بدل س» مثل: [حشکه / حسكة] ، [احمشکم / أحمشکم].

حرف الضّاد: کتب ناسخ الوثائق «ص» بدلا من «ض» على سبيل المثال:

[امصا / امضا]، [موصوع / موضوع]، [صاربا / ضاربا]، [للصلاله / للضلالة]، [غصابا / غضابا]، [واصحه / واضحة]، [فرائصه / فرایضه]، [یصر / يضر]، [اهتصم / أهتضم] [الخفص / الخفض]، [الأرص / الأرض]، [فصرب /

ص: 401

فضرب]، [ابغصوه / ابغضوه]، [مبعص / مبغض] ، [صرب / ضرب] ، [انقصى / انقضى] ، [صعف / ضعف] ، [انقصت / انقضت] [مصى / مضى].

في مثال اخر کتب «ط» بدل «ض»: [محطه / محضه] وقد وردت هذه الحالة في امثلة اخرى من الكتابات العربية - اليهودية(1) حرف الظاء: كما هو الحال في الكتابات العربية - اليهودية، التي عبرت عن حرف [ظ D' / ط D] نجد ذلك واضحاً في وثائق بحثنا هذا من خلال الأمثلة التالية: [باكطمهم / باکظمهم] ، [الموعطه / الموعظه]، [اطهركم / أظهركم]، [للطالمين / للظالمين]، [يحفط / يحفظ] ، [ناطريم / ناظرتم] ، [نطام / نظام]، اطلامی / ظلامي] ، [الطهر / الظهر]، [طلموا / ظلموا]، [محفوط / محفوط]، [طلمها / ظلمها].

حرف الغين: نجد في هذه الوثائق أحيانا رسم الناسخ حرف (غ) على شكل (عليه السلام) وهذا وارد أيضاً في اليهودية اعراضهم/ اغراضهم)(2) وبحسب الوثائق جاءت في - في بداية الكلمة: [عمها / غمها ]، [عرير / عزيز] [عير / غير] - في وسط الكلمة: [العفار/ الغفار]، [بلعاوه / بلغاوه]، [بالرعبه / بالرعبة]، [الرعيم / الزعيم]، [لعنى / لغني]، [معرزه / مغرزه]، [نعرت / فغرت]، [فاعدوا / فاغدوا]، [العدر / الغدر]، [ارتعا/ ارتغاء]، [للعزه / للعزة].

- في نهاية الكلمة: [نبع / نبغ] ، [مبلع / مبلغ]

ص: 402


1- Blau، Op. cit.، 1966، 39 - 110 - 113
2- Stenhouse، 1989، Op. cit.، 593

حرف القاف: يجب ملاحظة أن الكتابة المغربية والأندلسية ترسم القاف فاءً في كتابتها مثل [فال - قال] بينما يميزون الفاء عنها بجعلهم النقطة تحت الحرف وقد وردت هذه الحالة في وثائق البحث مثل : [فد / قد] حرف «لا» کتب في بعض الأحيان حرف (لا) على شكل (ل) على سبيل المثال: [السلم / السلام] حرف التاء المربوطة: تقريبا في أغلب الأمثلة الموجودة في مخطوطة الوثائق رسم الناسخ «ة «المربوطة بصيغة «ه « وقد تمت الإشارة إلى ذلك في تحقيق المخطوطة. وحسب الأمثلة التالية: [القيامه / القيامة ]، [الساعه / الساعة]، [ونزه / نهزة]، [الصلاه / الصلاة ]، [الزكاه / الزكاة] ، [القرابه / القرابة]، كما هو الحال في العربية اليهودية حيث n = ة على سبيل المثال كلمة «3D52 / لفظة»(1).

أسماء الإشارة: نلاحظ في قرائتنا لتلك الوثائق أن كاتب تلك الوثائق ظهرت لديه بعض الأخطاء التي تتعلق بأسماء الإشارة من حيث إعرابها أو من حيث اختيار الصيغة المناسبة مفردا أو مثنی أو جمعا كما يتضح من الأمثلة: [لذالك / ذلك].

ص: 403


1- Blau، 1966، Op. cit.،p 101

الاستنتاجات:

- ان وثائق مخطوطات بحثنا هذا غير محققة من قبل لا نعرف هل يرجع ذلك إلى صعوبة فك خطها العربي والعبري، او لربما عدم اكتمال الافكار حول موضوع تلك الوثائق، لذا اكتفى الباحثان من جامعة كمبردج بالتعليق على تلك الوثائق بورقتان فقط منشورة على الصفحة الرئيسية لمكتبة جامعة كمبردج، اذ اشارة كل من الدكتورة اسثير مريام فاجنر والباحث محمد علي حسين الطماوي في تعليقهما على تلك الوثائق الى تاثر ناسخ العمل بالتذكرة الحمدونية على الرغم من الرواية الفدكية في الوثائق خالفت التذكرة الحمدونية في الكثير من النصوص. كذلك المخطوطات التي تحدثت عن الامام علي (عليه السلام) وهي من نفس وثائق بحثنا هذا غير الخطبة الفدكية للزهراء (عليها السلام).

- كان موقف الفاطمين من اهل الذمة والكتابيين من یهود و نصاری عامة موقفا متسامحا، لان الاسماعلية لم يتشددوا في مواقفهم من الاديان الأخرى تشدد باقي المذاهب الاسلامية ولعل ذلك لأسباب منها أن اليهود والنصارى عرفوا بمهارتهم في الادارة والمال هذا الأمر دفع الخلفاء الفاطمين وغيرهم إلى الاعتماد عليهم.

- تبين لنا مدى التأثير الواضح لفكر اهل البيت (عليهم السلام) في الموروث اليهود تجلى ذلك من خلال ذكر الرواية الفدكية بشكل مفصل، كذلك تفسیر حديث الرسول (عليه السلام) لتشبيه الامام علي (عليه السلام) بنبي الله عیسی ابن مریم (عليه السلام) بالاضافة الى انه ذکر عید «کیبور» وهو احد اهم اعیاد اليهود ويعدونه اقدس يوم في السنة ويطلق عليه سبت الاسبات الذي يتلون فيه نصوص من التوراة

ص: 404

- لم نجد رواية مطابقة لرواية وثائق الجنيزا الخاصة بموضوع بحثنا هذا، بعد مقارنتها بجميع خطب السيدة الزهراء (عليها السلام) واسانیدها، لأنها ذكرت عبارات مختلفة نوعا ماعى سبيل المثال: «واخاه بعلي دون رجالکم مبلع النذير» وهي في اغلب الرویات مذكورة كتالي: «وأخا ابن عمي دون رجالکم» - الوثائق مبعثرة وهي غير مرقمة بشكل واضح ولم نعتمد على ترقيم مكتبة جامعة كمبردج لانها غير متسلسلة في ما يتعلق بحديث الرواية المتسلسل.

- لغة الوثائق جيدة، ولكن يوجد خلط في النظام الصوتي لبعض الحروف، كذلك اختلط على الكاتب اسماء الاشارة وهي ظاهرة شائعة معروفة في ما يعرف بالكتابات العربية - اليهود في القرون الوسطى، والمقصود بها عربية اهل الذمة في المحيط الاسلامي.

- لم نجد اسم کاتب او ناسخ تلك الوثائق المخطوط نعتقد انه مكتوب بورقة اخرى مفقودة، على الرغم من وجود اسماء اهل البيت (عليهم السلام) وكذلك وجود اسماء الكثير من الرواة في هذه المخطوطات.

- في بعض الورقات اختلط الكتابة العربية بالعبرية ونعتقد انها تعود الى رواية مماثلة للرواية الأصلية لتلك الوثائق التي تحدثت عن الامام علي وفاطمة الزهراء (عليهم السلام)، وهذه الظاهرة معروفة ايضا في وثائق الجنيزا.

لاحظنا أن الكاتب عندما کتب احد السور من القران الكريم كتبها بتحريف وعلى ما نعتقد انه لم يكتبها بطريقة النقل المباشر وانا عن طريق حفظها عن ظهر قلب.

ص: 405

اسماء الاعلام المذكورة في مخطوطات بحثنا هذا:

- اسماء اهل البيت (عليهم السلام) المذكورة ضمن مخطوطات البحث:

- النبي محمد صلى عليه وسلم - الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) - الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) - الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) - الامام علی بن موسی الرضا (عليه السلام) كذلك ذكر اسم نبي الله عيسى ابن مريم المسيح - اسماء الاعلام الواردة في الصفحة [4 ب] 1. عبد الله بن الحسين بن سعد اليوبلي، 2. علي بن محمد، 3. ابن عباس، 4. ایو محمد اسمعيل بن محمد بن محفوط اليرار، 5. الحسن احمدین محمد بن مهران البغدادی، 6. سعید الحسن بن علي، 7. عیسی بن مهران، 8. علي بن ملاك الأحمسي، 9. محمد بن الربيع، 10. يوسف الأرزق.

- اسماء الاعلام الواردة في الصفحة - الصفحة [2 ف] 1. الأعمش سلیمان بن مهران أبو محمد الكوفي، 2. يوسف بن موسى أبو يعقوب الكوفي، 3. عبد الله بن مسعود، 4. إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي الكوفي، 5. محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشْران بن مهران البغدادي.

ص: 406

المصادر والمراجع:

اولاً العربية:

- القرآن الكريم .

- مخطوطات البحث هي وثائق محفوظة في مكتبة جامعة كمبردج ابريطانيا بالرقم: (T-S Ar. 51.86a).

- إدريس، محمد جلاء محمد، التاثير الاسلامي في الفكر الديني اليهودي دراسة نقدية مقارنة الطائفة القرائين، القاهرة 1992.

- التذكرة الحمدونية، وهو كتاب في 10 مجلدات كتبها ابن حمدون (1102 - 1167)، المجلد 6، طبعة بيروت 1996.

- السعدي غازي، الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، عمان، 1994.

- الشيخ الكليني، الكافي، تحقيق، تصحیح و تعلیق، علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية - طهران - ایران 1362 ج 8 ط 4.

- الصاوي، عبد الله. (1838 م). التنبيه والأشراف للمسعودي، ابو الحسن علي، المكتبة التاريخية، د،ت.

- الطباع، ایاد خالد، منهج تحقيق المخطوطات ومعه کتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام لابن وحشية النبطي، دار الفكر دمشق، 2003.

- الطوسي، ابي جعفر محمد بن الحسن بن علي، تحقيق، بهراد الجعفري - علي

ص: 407

اکبر الغفاري، طهران.

- المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار الجامعة الدرر اخبار الائمة الاطهار، مؤسسة احياء الكتب الاسلامية - قم، د - ت.

- المحمودي، محمد جواد، خطب سيدة النساء فاطمة الزهراء مصادرها واسانیدها، مكتبة فخراوي.

- النوري، محمد جواد، الدراسة اللغوية دراسة صوتية صرفية للهجة نابلس الفلسطينية، رسالة جامعية غير مطبوعة 1979 مکتبة بلدية نابلس قسم الوثائق - الهواري، محمد، التأثيرات الاسلامي في اوراق الجنيزا، القاهرة، 1992.

- بن منظور، ابو الفضل جمال الدين، معجم لسان العرب، ج 1 ج 2 - ج 7، تحقیق، عبدالله على الكبير وآخرون، القاهرة ، د - ت.

- حسن، جعفر هادي، فرقة القرائين اليهود دراسة في نشأة الفرقة وعقائدها وتأريخها إلى العصر الحاضر، مؤسسة الفجر بيروت - لندن 1989.

- حسن، جعفرهادي، تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر، بیروت، 2014.

- حسن، محمد خليفة، أوراق ووثائق الجنيزا أهميتها العلمية وقيمتها التاريخية والحضارية، جامعة القاهرة، 1992.

- الطبرسي، امين الاسلام ابي علي الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القران، دار المرتضی بیروت، 2006، ج 9.

ص: 408

ثانياً الاجنبية:

- Blau J. A grammar of Christian Arabic based mainly on South Palestinian texts from the first millennium 3 vols. Louvain: Secrétariat Dumbarton Corpus: 1966.

- Crown“ Alan David Reinhard Pummers Abraham Tal. A companion to Samaritan studies. Tubingen: Mohr: 1993.

- Delgado José. Martíneza Šělomo ben Mobarak ben şa īr، Kitab at-Taysīr el libro de la Facilitación (Diccionario Judeoarabe de Hebreo Bíblico). Granada 2010. V1:

- Gallego María Ángeles. El judeo-árabe medieval: Edición, traducción y estudio lingüístico del Kitāb al-Taswi’a de Yonah ibn Ĝanāḥ- Bern Berlin Bruxelles. Frankfurt am Main. New York. Oxfords Wiens 2006.

- Jastrow. M.، Kitāb al- Affāl dawāt hurūf al-līn by Abū Zakariyyā Yahyā ibn Dāwd of Fezo known as Hayyūğ« Leiden. 1897.

- Khan- Geoffrey، The Karaite tradition of Hebrew grammatical thought in its classical form: a critical edition and English translation of al-Kitāb al-kāfi fī al-luğa al- 'Ibrāniyya by ’Abū al-Faraj Hārūn ibn al-Faraj. 2 vols. Leiden Brill: 1/xxi 2003.

- Mann Jacob. The Jews in Egypt and in Palestine under the Fatimid Caliphs : a contribution to their political and communal history based chiefly on Genizah material hitherto unpublished. London 1920.

- Sáenz Badillos A History of the Hebrew Language. New York: Cambridge University Press 1994.

- Stenhouse- P.« «Samaritan Arabic»6 (ed.)Crown“ Alan D. et al Tübingen: Mohrs 1989.

ص: 409

ص: 410

فهرس المحتویات

ص: 411

ص: 412

المحتویات مقدمة المؤسسة...7

البحث الأول: جمل الأداب في نظم كتاب عيسى بن داب في فضائل أمير المؤمنين [علیه السلام] المقدمة...11

المبحث الأول: ترجمتهما...13

أولاً: عیسی بن دأب:...13

ثانياً: الشيخ محمد طاهر السماوي:...20

المبحث الثاني: بعض ما كتب في فضائل أمير المؤمنين...25

المبحث الثالث: وصف المخطوطة وعرضها نسبة المخطوط إلى مؤلفه:...36

وصف المخطوط:...41

صور المخطوط:...37

عرض المخطوط:...41

الخاتمة...45

المصادر والمراجع...46

البحث الثاني: مخطوطاة شرود دعاء الصباج لأمير المؤمنين [عليه السلام] التمهيد...51

إثبات النصّ لأمير المؤمنين (عليه السلام)...53

1 - السند الصحيح:...53

2 - الأسلوب، والبيان، والنغمة:...55

3 - الدلالة الموضوعية، والذاتية للدعاء:...58

المطلب الأوّل: شروح دعاء الصباح العربيّة والفارسيّة في مكتبات العراق...61

المطلب الثاني: شروح دعاء الصباح لأمير المؤمنين (علیه السلام) العربية والفارسية في مكتبات إيران...94

- شرح إبراهيم بن قاسم الأميني 941 ه (فارسي)...94

مصادر البحث ومراجعه...129

ص: 413

البحث الثالث: لطیفة في شرح خطبة جلیلة [شرح خطبة ل[علي] علیه السلام]

المقدمة:...135

القسم الأول - المبحث الأول: الشيخ علي بن عبد الله البحراني...139

- اسمه ونسبه:...139

- دراسته وثقافته العلمية:...139

- إجازته العلمية:...140

- وفاته ومدفنه:...141

القسم الأوّل - المبحث الثاني: دراسة النصّ - وصف الرِّسالة:...142

منهجيَّة الرسالة وأسلوبها:...143

- النّسخة المعتمدة:...144

- وصف المخطوط:...144

- منهجيَّة التّحقيق:...146

[النَّصّ المُحقّق]...149

ثبت مصادر الدراسة والتحقيق ومراجعهما...210

البحث الرابع: نهج البلاغة [الأصل - الشروح - الردود] في طريق الفهرسة الفصل الأوّل: كتاب نهج البلاغة...231

تعريف الكتاب:...231

الفصل الثاني: الشروح...242

تعريف الكتاب...242

الفصل الثالث: ملخصات الكتاب...254

تعريف الكتاب...254

الفصل الرابع: الردود على شرح ابن أبي الحديد...256

تعريف الكتاب...256

ص: 414

البحث الخامس: التراثُ غير العربي لشروح نهج البلاغة [باللغتين الفارسية والهندية]

- ترجمات نهج البلاغة...266

- شروح نهج البلاغة...269

أولاً: الشروح الفارسيّة... 269

ثانياً: الشروح الهنديّة...281

ثالثاً: الشروح التركية...282

مصادر البحث...284

البحث السادس: شرح الرائية المسمّي [صرح المخدرات الحسينية في شرح الأبياة العلويّة]

المقدمة:...287

القسم الأول - الفصل الأول...291

المبحث الأول: حياة المؤلف...291

اسمه ونسبه:...291

أُسرتهُ:...295

أسفاره:...299

مولده:...305

وفاته:...305

القسم الأول - الفصل الأول...308

المبحث الثاني: سيرة المؤلف العلمية...308

نشأته و دراسته:...308

شيوخه الذين أخذ العلم منهم:...309

تلاميذه الذين أخذوا العلم منه:...309

مؤلفاته:...311

ما قيل في حقه من الثناء:...335

نبذ من أشعاره:...339

القسم الأول - الفصل الثاني: دراسة المخطوطة...346

- نسبة المخطوطة إلى مؤلّفها وتسميتها:...346

ص: 415

- وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:...348

- منهج المؤلف وأسلوبه في البحث والاستدلال:...348

- المصادر التي اعتمدها المؤلّف مرتّبة حسب الترتيب الألفبائيّ للكتب:...350

- المنهج الذي سلكه التحقيق في إخراج الكتاب:...352

فهرس المصادر...355

البحث السابع: الإمام علي والسيدة الزهراء [علیهما السلام] مخطوطات الجنيزا نموذجاً

المقدمة:...363

وثائق الجنيزا:...365

وثائق الجنينا مجموعة «تايلور - شختر»:...366

وصف وثائق البحث:...366

مواضيع وثائق البحث:...368

طائفة القراؤون...371

القراؤون في عهد الدولة الفاطمية...371

دور مخطوطات الجنيزا في النتاجات العربية:...374

نص خطبة فدك للصديقة الزهراء (عليها السلام) بحسب مخطوطات الجنيزا...376

ردّ فعل الخليفة على خطبة الزهراء (عليها السلام)...390

عن وصف الامام علي (عليه السلام)...392

الدراسة اللغوية في مخطوطات البحث:...394

1. التدقيق الإملائي والأصوات في وثائق الجنيزا الخاصة ببحثنا هذا:...394

2. الاخطاء الكتابية في الوثائق:...395

3. الدراسة الصوتية في الوثائق:...397

الاستنتاجات:...404

المصادر والمراجع:...407

فهرس المحتويات...411

ص: 416

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.