قسم الشؤون الفكرية والثقافية

www.alkafeel.net

info@alkafeel.net

nashra@alkafeel.net

كربلاء المقدسة

ص.ب (233)

هاتف: 322600 ، داخلي: 175-163

الكتاب محاضرات عامة في العقيدة.

تأليف: حسين مصطفي الياسين.

الناشر : قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة معهد تراث الأنبياء للدراسات

الحوزوية الإلكترونية.

الاخراج الطباعي: علاء سعيد الاسدي

المطبعة: دار الكفيل للطباعة والنشر.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 500 .

بيع الآخر 1442ه- - تشرين الثاني 2020م

ص: 2

ص: 4

من الإصدارات في مختلف العناوين العقائدية والفقهية والأخلاقية – التي تهدف إلى ترسيخ العقيدة والفكر والأخلاق، بأسلوب بعيد عن التعقيد، يستقي معلوماته من مدرسة أهل البيت علیه السلام الموروثة.

ومن ضمن ما يهدف المعهد إلى طباعته هي المناهج المعدّة لطلبته (سواء في المعهد أو في جامعة أم البنين عليه السلام)، وهذا الكتاب هو أحد دروس المرحلة التمهيدية في معهدنا، حيث عمل فيه المؤلف على تلخيص وافٍ لعلم الكلام ينفع في الفهرسة العامة التي لا تخلو من شيء من الاستدلال على المطالب الكلامية. نسأل

اللَّه عز وجل أن يجعل عملنا في عينه، وأن يتقبله بقبوله الحسن، إنَّه سميع مجیب.

إدارة المعهد

ص: 6

للمرحلة التمهيدية لتساهم برفع المستوى العلمي للدارسين - ولو على هذا المستوى البسيط -، فكان الكتاب مشتملاً على بحوث كلامية مختصرة تتناسب مع تلك المرحلة وكانت سياقة الكتاب بهذا الشكل لاجل تنظيم الترتب الذهني للطالب المبتدئ.

ومما ينبغي ملاحظته هو اننا ذكرنا مقدمات في حقيقتها بحوث طويلة عريضة تؤخذ بهذا المقدار الى ان يحررها الطالب مستقبلاً.

ثم انه اكتفينا بذكر بعض المطالب اشارة لتوقفها على مطالب آخر لا ينسجم طرحها مع هذا الكتاب كبحث العدل المتوقف على بحث مسألة التحسين والتقبيح العقلي ((بحث المستقلات العقلية)).

وأسأل الله تعالى التوفيق الدائم الى سماحة الشيخ حسين الترابي (دام توفيقه) والى كافة الاخوة العاملين لما يبذلونه من الجهد المتواصل ليلاً نهاراً، فجزاهم الله خيراً وزادهم توفيقاً.

واتوجه الى الله سبحانه وتعالى بنبيه نبي الرحمة وآلهِ الطيبين الطاهرين ان يتقبل هذا - وهو اقل القليل مَن وان ينفعني به يوم لاينفع مال ولا بنون إلا مَنْ أتى الله بقلب سليم.

حسين مصطفي الياسين

ذي الحجة الحرام : 1441ه-

النجف الاشرف

ص: 8

أخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب قال: حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار، عن احمد بن محمد، عن

الحسين بن محبوب عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر علیه اسلام قال: «لما خلق الله العقل استنطقه ثم له اقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو احب إليَّ منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك انهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب»(1)

ص: 9

ص: 10

أما الادلة النقلية فتذكرها من باب الاستئناس والتأييد وزيادة البصيرة(1).

المقدمة الرابعة : ان لعلم العقائد تسميات متعددة سنذكر تسميتين:

الأولى: علم اصول الدين: الدين في اللغة يأتي بمعنى الطاعة والجزاء وفي

الاصطلاح فهو مجموعة من العقائد والمفاهيم والاحكام والاخلاق التي يحملها مذهب ومنهج معين (2)

الثانية: علم الكلام وهذا اشهر الاسماء تداولاً لهذا العلم .(3)

المقدمة الخامسة : ما هو تعريف علم الكلام؟

ذكرت تعريفات متعددة وسنقتصر على ما يلي :فنقول :

علم الكلام عبارة عن مسائل مشتملة على العقائد الدينية الحاصلة اليقينية (4)

أو هو العلم الباحث في إثبات وجود خالق الكون وصفاته وأفعاله (5)

ومن خلال هذا التعريف يمكن ان نقول : بان علم الكلام يبحث في:

1- وجود صانع للكون.

2 - ما يتصف به ذلك الصانع من الصفات.

ص: 12

3۔ تجليات افعاله في عوالم الدنيا والآخرة مما يرجع الى التكليف وما يتعلق بالتكليف وهذه التجليات يمكن ان تندرج تحت ثلاثة عناوين رئيسية وهي :

1 - النبوة.

2 - الإمامة.

3 - المعاد

المقدمة السادسة : ما هي غاية وغرض علم الكلام؟

الغرض من دراسة علم الكلام هو معرفة الحقائق الدينية والاصول الاعتقادية وهذا يمكن التعبير عنه بالغاية التنويرية بمعنى تطوير الفهم الإيماني للفرد المسلم والرقي به الى ادراك مضمون عقيدته بتعميق اطلاعه على حدود المفاهيم الاعتقادية التي وردت في الكتاب والسنة (1)

المقدمة السابعة ما هو عدد اصول الدين؟

اصول الدين خمسة و هي: التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة والمعاد.

ولابد من الالتفات الى ان التوحيد والنبوة والمعاد هذه الاصول الثلاثة تمثل العقائدية الاساسية لكل الاديان السماوية.

ثم ان بعض العلماء اعتبر العدل - وهو من المعتقدات المتفرعة على التوحيد - اصلاً مستقلاً والإمامة هي من لواحق النبوة أصلاً اخر (2).

المقدمة الثامنة : وجوب معرفة اصول الدين.

ما هو الدليل على وجوب المعرفة ؟ في مقام الجواب نقول تذكر عدة ادلة عقلية

ص: 13

على وجوب المعرفة في اصول الدين وسنذكر دليلا واحداً وهو دليل لزوم شكر المنعم. ويمكن بيانه بحسب التسلسل الآتي:

1- ان العقل يحكم بلزوم شكر معطي النعمة والثناء عليه ومجازاته على ما اظهره من ألطافه.

2 - هذا الشكر لا يكون ملبياً لذلك النداء الفطري (العقلي) إلا اذا كان يتناسب مع حال المشكور فانه - الشكر - اذا كان دون مقام المنعم فلا يكون شكراً بل لعله عُدَّ اهانة واستخفافاً بالمنعم.

3- اذن لابد من معرفة المنعم تمام المعرفة ثم اداء شكره بما يناسب شأنه ومقامه.

ونطبق ما ذكرناه على ما يلي : لو رأى الانسان من نفسه الى عالم الوجود وما فيه من اسباب تسيير الحياة وتوفير المعاش وخيرات ونعم بحيث لا تعد ولا تحصى انعمها عليه منعم رزاق كريم يعطي ولا يأخذ حينئذ يوجب العقل عليه شكر مَنْ انعم وافاض عليه

كل هذه الخيرات.

ومن هنا فلابد على الانسان العاقل ان يبحث عن المنعم لمعرفته وتقديم الشكر له وسبب هذه المعرفة لئلا يقع اجحاف وتقصير في شكر المنعم والاجحاف والتقصير بحق المنعم قبيح مذموم

وتوجد آيات من كتاب الله تعالى تحت على التفكر والتأمل للوصول الى الحقائق والمعارف منها قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ هُمْ أَنَّهُ الحقُّ) (1)

ص: 14

الأسئلة :

س 1 : ان لعلم العقائد تسميات متعدة اذكر منها تسميتين.

س 2 : بين في أي شيئ يبحث علم العقائد.

س 3: عدد أصول الدين.

س 4 : ما هو الغرض من دراسة علم الكلام؟

ص: 15

ص: 16

الطريق المنصوب على قواعد واسس محكمة ومتينة وان وجدت في الطريق تحديات والتواءات ومصاعب وتعرجات (1) .

بعد ان اتضح الكلام فيما تقدم نشرع بعونه تعالى بذكر دليلين وذلك حسب ما يناسب المقام فاقول ومنه استمد العون.

الدليل الاول : الموجود (2)اما واجب الوجود واما ممكن الوجود، والممكن محتاج الى العلة في ايجاده فالممكن محتاج لواجب الوجود.

وهنا ينبغي علينا بيان مصطلحين لأجل ان يتضح الدليل وهما:

1 - واجب الوجود عبارة عن الموجود الذي هو موجود بذاته ولا يحتاج الى موجد.

2 - ممكن الوجود عبارة عن الموجود الذي لا يوجد بذاته وانما يحتاج في وجوده الى موجد فيناط وجوده بموجود اخر ويتوقف عليه .

وبناءً على الكلام المتقدم نستنتج بان ممكن الوجود لا يوجد بذاته فلابد ان يكون وجوده منوطاً وتابعاً لوجود غيره وهذا الغير اما ان يكون واجب الوجود واما ممكن الوجود فان كان واجب الوجود فقد تم المطلوب وهو ان لعالم الممكنات خالقاً يتصف بانه واجب الوجود.

وان كان ممكن الوجود احتاج الى غيره فنرجع ونسأل مرة اخرى هذا الغير اما ان يكون واجب الوجود وحينئذٍ يتم المطلوب واما ممكن الوجود فنبقى نسأل ولا تنتهي هذه السلسلة وهذا باطل (3)

ص: 18

اذن لابد ان يتوقف الممكن في وجوده على الواجب.

الدليل الثاني : دلالة الاثر على المؤثر

كل واحد منا يدرك بوجدانه ان المنزل الذي يأوي اليه لابد له من بنّاء بناه، وإذا شاهد حريقاً يذعن بوجود نار سببت ذلك الحريق، وهذا الضوء الذي نستضيئ به لابدّ له من مصدر وهو الكهرباء مثلاً .

وهنا لابد ان نلتفت الى الجبال والانهار والارض والسماء ووو لابد لها من موجد اوجدها ، هذا الكون اثر ولابد ان يكون لكل اثر مؤثر قد أثره وموجد قد اوجده.

وهذا يمكن استفادته من قول امير المؤمنين وسيد المتقين علي بن ابي طالب (صلوات ربي عليه عندما سُئل عن إثبات الصانع فقال: «البعرة تدل على البعير والروثة تدل الحمير وآثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه لكثافة كيف لا يدلان على اللطيف الخبير ) (1)

وهذا ما عبر به احد البدو عندما سُئل عن دليل وجود الله تعالى فقال «البعرةُ تدلُّ على البعير واثر الاقدام يدلُّ على المسير افسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج لا تدلانِ على العلي القدير » (2)، وهذا ما يعبر عنه بدليل الفطرة وهذا الدليل يشترك فيه العالم والجاهل والكبير والصغير والعادل والفاسق فكل انسان اذا نظر الى نفسه وانه وجد بعد العدم وانه خلق من نطفة ولم يخلقه ابواه وهو لم يخلق نفسه فانه حينئذ يجزم لا محالة بوجود الخالق المدبر (3)

ص: 19

والحاصل مما تقدم يمكن ان يدرك الانسان بعقله بانه لم يأتِ عن سدى وانما هناك خالق حكيم قام بخلقه وايجاده وإلا فهل هو الذي اوجد نفسه بنفسه وكان في السابق عدماً ؟!

نعم الانسان يدرك بانه لولا وجود خالق خلقه لما وجد في عالم الوجود فهو يدرك وجودَ علةٍ مفيضة افاضت الوجود عليه بعد ان كان في كتم العدم.

الأسئلة :

س 1 - اشرح دلیل دلالة الاثر على المؤثر.

س 2 - عرف المصطلحين الآتيين:

-واجب الوجود.

-ممكن الوجود.

ص: 20

الامر الثالث: بناءً على ما تقدم يمكن للانسان ان يعبد خالقه وصانعه عبادة صحيحة كاملة اذ إقامة العبودية الكاملة مرهونة بمعرفة المعبود وهذه المعرفة بحسب المستطاع.

لذا يقول تبارك وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ (1)

الامر الرابع قسم المتكلمون صفات الله تبارك وتعالى الى قسمين (2)

1 - صفات ثبوتية -2- صفات سلسة

الامر الخامس : ما معنى الصفات الثبوتية والصفات السلبية؟

• الصفات الثبوتية: هي الصفات المثبتة لجمال في الموصوف بمعنى أنَّ هذه الصفات مهمتها انها تثبت كل جمالٍ في الموصوف وهو الله تعالى.

ولها تسمية اخرى وهي الصفات الجمالية او صفات الإكرام.

•الصفات السلبية: هي الصفات التي يُجلُّ الخالق وينزه عن الاتصاف بها.

بمعنى ان هذه الصفات مهمتها نفي كل نقص ونفي كل حاجة عن ذات الموصوف.

ولها تسمية اخرى وهي الصفات الجلالية (3)

الامر السادس : تنقسم الصفات الثبوتية الى قسمين:

1 - الصفات الثبوتية الذاتية: وهي الصفات التي تشير الى كمال في ذات الموصوف

ص: 22

كالعلم.

23

2 - الصفات الثبوتية الفعلية وهي الصفات التي تشير الى كمال في فعل الموصوف كالتكلم.

الامر السابع تبين الى هنا ان الكلام في صفات الصانع تقع على ثلاثة اقسام :

1 - الصفات الثبوتية الذاتية.

2 - الصفات الثبوتية الفعلية.

3- الصفات السلسة .

الامر الثامن: ما هو عدد تلك الصفات (1)؟

ذكروا (2)ان الصفات الثبوتية الذاتية عددها ثمان وهي:

1 - العلم .

2- القدرة.

3-الحياة.

4 - السمع .

5- البصر .

ص: 23

6- الإدراك .

7-الازلية.

8-الابدية.

وان عدد الصفات الثبوتية الفعلية ثلاثة وهي:

1- الإرادة.

2 - الكلام .

3 الحكمة.

وان عدد الصفات السلبية سبعة ومنها انه تعالى ليس بجسم وانه تعالى لا شريك له وانه ليس مرئياً (1)

الامر التاسع: هناك بعض الكتب العقائدية قدمت البحث عن الصفات الثبوتية اولاً ثم بحثت الصفات السلبية ثانياً. لكن يوجد في المقام نفسه مَنْ قدم البحث عن الصفات السلبية أولاً ثم بحث الصفات الثبوتية.

ثانياً (2)

الامر العاشر : سنقتصر على بعض الصفات في البيان وذلك بحسب ما تقتضيه المرحلة الدراسية، ولاجل عدم احساس القارئ الكريم بالسأم. والله تعالى هو الموفق.

ص: 24

الاسله

س 1 - عرف الصفات الثبوتية والصفات السلبية.

س 2 - عدد اقسام الصفات الثبوتية مع بيانها.

س 3 -عدد الصفات الثبوتية الذاتية.

س 4 - عدد الصفات الثبوتية العقلية.

ص: 25

ص: 26

محاضرات عامة في العقيدة

والاعصاب والانسجة والغدد والهرمونات وغير ذلك هذه الدقة شاهد على علم الخالق فلو كان الخالق فاقداً للعلم فكيف يهبه لغيره ((فاقد الشيء لا يعطيه)) فلو لاحظنا كتاباً علمياً يمتاز بالدقة العالية فنقول عنه عالم فكيف بخالق هذا العالم فلا يمكن لعاقل ان يتصور ان الكتاب العلمي قد كتبه شخص جاهل اذن فكيف يحتمل ان يخلق هذا الكون العظيم بكل ما فيه من اسرار غير عالم ! والحاصل ان الإتقان الموجود في الكون وعالم الإمكان يدل دلالة واضحة على علم خالقه فصانع الكون يتصف بالعلم بأوسع درجاته والى حد الكمال المطلق الذي لا يمكن تصوره.

ويمكن ان نقول بأن القرآن الكريم اشار الى هذا الدليل بقوله: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (1)(2)

ويمكن الاستدلال بقول امير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن ابي طالب على علمه حيث يقول ... مبتدع الخلائق بعلمه ومنشئهم بحكمته» (3)

تنبيه : هناك بحث عقدي مهم في سعة علمه تعالى وانه يحيط بكل ما في عالم الوجود من صغيرة وكبيرة وما يختلج في الاذهان وتضمره القلوب وهذا ما سيأتي بحثه مستقبلاً ان شاء الله تعالى.

القدرة هي القوة الموجودة في الفاعل للعمل الذي يمكن ان يصدر منه (1).

فالقادر هو كل مَنْ كان مستطيعاً ومتمكناً من فعل شيء أو عدم فعله.

مستقبلاً ان شاء الله تعالى.

الأسئلة :

س -1 - كيف تثبت العلم فيه تعالى؟

س 2 - عرف القدرة فيه تعالى.

س 3 - ما هو الدليل على قدرته تعالى ؟

س 4- وضح معنى الحياة فيه تعالى.

س 5 - ما هو الدليل على حياته تعالى؟

ص: 31

ص: 32

عَلِیَ حَکیِمٌ)(1)

حيث بيّن عزّ اسمه ان تكليمه الانبياء يكون باحد طرق ثلاثة:

أ-( إِلَّا وَحْيَا)

ب( أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)

ج -(أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا ) . (2)

2 - الكلام الفعلي وهو عبارة عن فعل الفاعل الذي يكشف عن مدى ما يكتنفه الفاعل من العلم والقدرة والعظمة والكمال (3) .

وهذا ما تجده في مواضع عديدة من كتاب الله فمنها:

قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا المُسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهَ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ )(3).

فالنبي عيسى علیه السلام يكشف عن قدرة الله وعظمته اذ كيف خُلقَ في الرحم المبارك من دون لقاء بين أنثى وذكر.

ومنها قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا . (4)

ص: 34

فان هذه الآية المباركة تعدُّ ان كل ما في الكون من كلماته تعالى.

والحاصل مما تقدم كله فان كلام الله تعالى على نحوين كلام لفظي وكلام فعلي ولا يشتبه الامر بان كلامه تعالى هو نفس كلام المخلوقات فانه مستحيل اذ كلام المخلوقات بحاجة الى الة من لسان وارتجاج في الاوتار والحنجرة وعضلاتها فهو بحاجة الى الآت وادوات حسية مادية والله تعالى منزه عن ذلك كله (1).

التكلم الحقيقي حتى يكون له صوت يقرع الآذان فيسمع وانما كلامه سبحانه هو نفس فعله وخلقه للاشياء.

ويقول : يخبر لا بلسان ولهوات(1) ... لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع وانما کلامه سبحانه فعل منه انشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كائناً ... » . (2)

مسموع والبصر ذاته ولا مبصر والقدرة ذاته ولا مقدور الى ان :قال قلت فلم يزل الله متكلماً؟

:قال: فقال: ان الكلام صفة محدثة ليست بازلية كان الله عزّ وجل ولا متكلم». (1)

ص: 38

الدليل الاول يرجع الى المعنى الاول الحكيم المتقن فعله». يكفي في إثبات هذه الصفة النظر الى الكون وما فيه من موجودات وكائنات وما تبلغ من غاية الإتقان في صنعها والانتظام والابداع وان معطيات العلوم الطبيعية كما في الكون دليل واضح على وجود الحكمة الإلهية (1)

وقد وصف القرآن الكريم لنا هذا المعنى كما في قوله تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) (2)

الدليل الثاني: يرجع الى المعنى الثاني الحكيم المنزه عن فعل ما لا ينبغي ))(3)

كلُ إنسان توجد عنده أحكام يُسلّم بها ولا يرتاب فيها ابداً وتسمى بالبديهيات والضروريات وهذا على قسمين:

القسم الاول: يتعلق باراء الانسان وافكاره العلمية مثلاً الحكم بان الاثنين اكبرمن الواحد (4)

-القسم الثاني يتعلق بافعال الانسان وتصرفاته التي يقوم بها في سلوكه الاخلاقي وحياته الاجتماعية وغير ذلك مثلاً الحكم بانه يجب على الحاكم حفظ النظام في بلده ولا يجوز ان يظلم احداً بل يجب عليه ان يحكم بالعدل بين الرعية(5). فهذه الاحكام مما تسلم بها جميع العقول بحيث لا يناقش فيها إنسان عاقل

فالعقل يحكم بقبح الظلم ولزوم تنزه العاقل عنه كائناً مَنْ كان ومن هنا يحكم

ص: 40

العقل الانساني ((الفطري)) باستحالة ان يكون الله تعالى ظالماً أو عابثاً أو كاذباً لانها امور قبيحة بالذات فيثبت كونه حكيماً بمعنى لا ينبغي له فعل الظلم.

تذييل : توجد مسائل تترتب في بحثها على هذه المسألة ونحن سنقتصر في بحثنا هذا مسألة العدل فقط (1)

العدل: يمكن ان نعرفه بانه وضع كل شيء في موضعه وعدم التجاوز عن حده وانه لا يجور ولا يظلم.

وذكر بعض الاعلام ان المقصود من كونه عادلاً انه لا يهمل استحقاق ولياقة أي موجود فيعطي أي شيء ما يستحق (2)

وتقدم آنفاً بان العقل البشري يحكم بقبح الظلم ولزوم تنزّه كل موجود عاقل عنه واستحقاق فاعله للذم وحسن العدل ولزوم اتصاف كل عاقل به واستحقاق فاعله للمدح وبمقتضى حكم العقل يجب ان يتصف الخالق بالعدل (3)

اذن الى هنا ظهر ان الخالق يتصف بالعدل ويتنزه عن الظلم بمقتضى حكم العقل القطعي البديهي فهو عادل لا يظلم.

وقد ذكر القرآن الكريم هذه الصفة في جملة آيات منها قوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمُوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ) (4)

وفي هذه الآية وغيرها ارشاد الى ما يدركه العقل بذاته من ان العدل كمال لكل

ص: 41

موجود حي مدرك مختار ويجب ان يتصف الخالق تعالى به في افعاله في الدنيا والاخرة (1)

ويجب على سفراء الله تعالى ان يتصفوا بهذه الصفة.

الأسئلة :

س 1 - عرف الحكمة فيه تعالى.

س 2 - ما هو الدليل المساق لإثبات حكمته تعالى؟

س 3- عرف العدل فيه تعالى.

س 4 - ما هو الدليل على كونه عادلاً؟

ص: 42

الشريك، وسائر الصفات السلبية مفترق الطرق بين الديانات والمذاهب. ولاجل هذا يجب التركيز والاهتمام بهذا البحث كثيراً.

المقدمة الرابعة: التوحيد على اقسام ستة وهي:

- اما في مقابل التعدد والشركة في الواجبية.

- واما في مقابل التركب والكثرة.

- واما في مقابل الشركة في الصنع والخلق.

- واما في مقابل تعدد المعبودين.

- واما في مقابل زيادة صفاته وتعدد القدماء.

- واما في مقابل الضد والمثل.

فهذه اقسام ستة.

المقدمة الخامسة : ينقسم التوحيد الى اقسام ثلاثة:

1 - التوحيد الذاتي.

2 - التوحيد الأفعالي.

3 - التوحيد الصفاتي ((التوحيد في الصفات)).

المقدمة السادسة في معنى اقسام التوحيد.

1- التوحيد الذاتي يعني انه تعالى لا شريك له في ذاته وهذا بدوره ينقسم الى قسمين

أ - التوحيد الذاتي الاحدي: وهو يعني نفي التركب اي انه بسيط لا جزء له.

ص: 44

ب - التوحيد الذاتي الواحدي وهو يعني نفي المثيل فلا ثاني له.

2 - التوحيد الافعالي يمكن ان نقول فيه ان الله تعالى في افعاله غير محتاج لاي اح ولاي شيء في مقام فعله، وبعبارة ثانية التوحيد الافعالي يعني الاعتقاد بان موجودات العالم مخلوقة له تعالى وتابعة له وغير مستقلة ذاتاً عنه (1)

هذا بدوره ينقسم الى انحاء متعددة منها:

أ - التوحيد في الخالقية : يعني ان لا خالق سوى الله تعالى.

ب - التوحيد في العبودية: يعني ان لا معبود سوى الله تعالى.

3-التوحيد الصفاتي: يعني الاعتقاد بان صفاته تعالى عين ذاته فلا يوجد اي تعدد كما سيتضح هذا عند بحثنا لهذا القسم وبعد إتضاح المقدمات السابقة نشرع - ان شاء الله تعالى - في بيان الدليل على التوحيد وحيث إنا قد ذكرنا ثلاثة اقسام للتوحيد فيقع البحث عنها في مباحث ثلاثة وبحسب الترتيب الآتي:

المبحث الأول : الدليل على التوحيد الذاتي.

وهذا فيه مطلبان

المطلب الاول : الدليل على التوحيد الذاتي الاحدي

المطلب الثاني: الدليل على التوحيد الذاتي الواحدي

المبحث الثاني: الدليل على التوحيد الافعالي.

سنذكر مطلبين هاهنا - بحسب ما يناسب المقام

المطلب الاول : الدليل على التوحيد في الخالقية

ص: 45

المطلب الثاني: الدليل على التوحيد في العبودية.

المبحث الثالث: الدليل على التوحيد الصفاتي.

الأسئلة

س 1 - عرف الصفات السلبية .

س 2 - عدد اقسام التوحيد.

س 3- اشرح اقسام التوحيد.

وفيه مطلبان

ص: 46

وما سنتناوله في المقام هو القسم الاول فقط فأقول ومنه تعالى استمد العون التركيب الخارجي وهو ما كان مركباً من اجزاء خارجية (1)

مثلاً تركيب البيت من السقف والجدران أو تركيب الماء من عنصرين هما الاوكسيجين والهيدروجين وتركيب البدن من اليد والرأس والرجلين وبقية الاعضاء والاجهزة المختلفة وغيرها من الامثلة الكثيرة.

ثم ان المركب محتاج الى اجزائه لتحققه وهذا الاحتياج على قسمين:

1 - احتياج وجود مثلاً الماء محتاج الى عنصريه ليتحقق وجوده فلو فُقد احدهما لإنتفى الماء اذ الماء بلحاظ الوجود الخارجي يحتاج الى عنصر الاوكسجين والى عنصر الهيدروجين ومع عدم توفر احدهما لا يتحقق للماء وجوداً خارجياً.

2- احتياج تكامل مثلاً البدن يحتاج اجزائه ليتكامل فيحتاج اليدين لتكامله ويحتاج الرجلين لتكامله وبدونهما يكون البدن ناقصاً.

وبعد اتضاح هذه المقدمة نرجع الى أصل بحثنا وهو نفي التركب عن الله تعالى واثبات انه بسيط لا جزء له فنقول لو كان الله تعالى مركباً لكان محتاجاً في وجوده الى اجزائه أما إحتياج وجود بمعنى لا يتحقق وجوده إلا بها واما إحتياج كمال - والمحتاج الى غيره معلول والمعلول ممكن وقد تقدم سابقاً (2)بانه واجب الوجود.

وسيوافيك في المستقبل ادلة اخرى وبعمق ودقة ثمّ ان القرآن الكريم ذكر التوحيد الاحدي بقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾(3)

وقال امير المؤمنين وسيد الاتقياء علي بن ابي طالب حيث يصف الذات الإلهية

ص: 48

المقدسة بانها ذات بسيطة لا كثرة فيها ولا تركب حيث قال: «... وإنّه عزّ وجلّ أحدي المعنى لا ينْقَسِمُ في وجُودٍ ولا عقل ولا وهم (1)

وجود اذ المركب محتاج الى اجزائه (1)والمحتاج الى غيره معلول والمعلول ممكن والممكن ليس بواجب وجود وهذا خلاف ما فرضناه من ان للكون واجب وجود.

• فيتعين ان تقول بوجود واجب وجود لا مثيل ولا ثاني له وانما هو الغني المطلق والغني المطلق الكل بحاجته وهو لا يحتاج الى شيء. ثم ان القرآن الكريم ذكر هذا المعنى بقوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ (2)

وأيضاً قد ذكر سيد الموحدين امير المؤمنين هذا المعنى بقوله: «... معنى هوواحد أنه ليس له في الاشياء شَبَه كذلك ربنا ))(3)

الأسئلة :

س 1 - اشرح التركيب الخارجي.

س 2 - للاحتياج قسمان اذكر هما مع شرحهما.

س 3- اذكر دليلاً على التوحيد الذاتي الواحدي.

ص: 50

الى الفاعل المستقل مثلاً الشمس تُنير الكواكب ليس هذا فعلها باستقلالها وانما بإفاضة خالقها النور عليها.

أو كالإنسان في صنعه لشيء ما فهو فاعل بالتسبيب أي انه محتاج الى خالقه في إفاضة القوة والقدرة عليه.

وبناءً على هذا المعنى فان كل ما في الكون من كواكب وارض وجبال وبحار وعناصر ومعادن وسحب ورعود وبروق وصواعق ونباتات وأشجار وانسان وحيوان وملك وجن وكل ما يطلق عليه انه فاعل وسبب فهي موجودات غير مستقلة التأثير وكل ما ينسب اليها من آثار فليس لذوات هذه الاسباب بالاستقلال وانما ينتهي تأثير هذه المؤثرات الى الخالق فان هذه الاسباب والمسببات جميعها ورغم ارتباطها بعضها ببعض هي مخلو مخلوقة للخالق تعالى فاليه تعالى تنتهي السببية وهو الذي اعطى السببية للأشياء

• بعد إتضاح هذه المقدمة نرجع الى صلب بحثنا وهو في الدليل على التوحيد في الخالقية فأقول:

الموجودات في عالم الامكان كلها مخلوقة له تعالى إما بالمباشرة أو بالتسبيب، وإلا للزم وجود واجب وجود اخر وهذا خلاف الوحدانية في الذات.

• بيان الدليل تقدم فيما سبق ان كل ما عدا الخالق تعالى هو ممكن الوجود (1)

والممكن محتاج الى واجب الوجود في وجوده وآثاره من فعله وتصرفاته فالممكن محتاج في ذاته الى الواجب ومحتاج في فعله الى الواجب فالممكن فقير وفاقد لكل شيء وانما إيجاده للأفعال والآثار هي انما تكون في ظل خالقه اذن لا خالق اصيل إلا الله تعالى وإلا فلو كان هناك خالق مستقل آخر غير الله للزم ان يكون هنا واجب وجود اخر في حين

ص: 52

انا ذكرنا في التوحيد الذاتي الاحدي بانه هو واجب الوجود وثبتنا في التوحيد الذاتي الواحدي بانه لا مثيل له فلو كان هنا واجب غير الله للزم خلاف ما وصلنا اليه من الوحدانية في الذات.

اذن لا يوجد إلا خالق واحد اصيل مستقل وهو الله تعالى اما غيره فيخلق بأذنه

ومشيئته واقداره ،تعالى، فإيجاد غير الله تعالى هو ايجاد تبعي (1) هذا هو الدليل العقلي على

التوحيد في الخالقية.

اما الكتاب العزيز فذكر ذلك في موارد متعددة منها قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمينَ ) (2).

الآية الشريفة تصف المعبود الحقيقي مع ذكر صفاته الخاصة حتى يستطيع الذين يطلبون الحقيقة وينشدونها ان يعرفوه بوضوح في هذا العالم وقبل حلول يوم القيامة ويبدأ حديثه بقوله: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ أي ان

المعبود لا يمكن ان يكون إلا مَنْ كان خالقاً. قال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالْأَمْرُ فالخلق المراد منه الإيجاد الاول وهذا التعبير رد

على الذين يتصورون ان الله خلق الكون ثم تركه لحاله وأهله وجلس جانباً أي ان ب ان العالم

بحاجة الى الله في وجوده وحدوثه دون بقائه واستمراره فيقول كلا بل ان العالم كما يحتاج

(1) ایجاد افعال المخلوقات وآثارها إيجاد تبعي ظليّ إيجاد في طول إيجاد الله تعالى لا إيجاد عرضي ومستقل عن إيجاده تعالى، وسيأتي في المستقبل بحث هذا في مواضع متعددة منها في نظرية الامر بين

الامرين. (2) الاعراف : آية 54 .

ص: 53

في حدوثه الى الله تعالى فهو محتاج اليه تعالى في استمراريته وديمومته.

والآية في ختامها تقول: ﴿تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ : هذه الجملة القرآنية اللطيفة تعني انه تعالى بعد ان ذكر خلق السموات والارض والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم وتدبير عالم الوجود هي نوع من الثناء على الذات الربوبية المقدسة وقد سيقت لتعليم العبادة (1)

فما حقيقة العبادة وكيف تكون وما الدليل عليها هذا ما سيأتي بحثه في الدرس المقبل ان شاء الله تعالى.

الأسئلة :

س 1 - اشرح التوحيد في الخالقية.

س 2 - عرف الفاعل المستقل والفاعل بالتسبيب

س 3- اذكر دليلاً لاثبات التوحيد في الخالقية.

ص: 54

الشرط الاول : الخضوع والتذلل والطاعة.

الشرط الثاني: ان يكون - الخضوع والتذلل والطاعة - بنحو التألّه، اذن العبادة هي الخضوع مصحوباً بإعتقاد قلبي وهو التألّه يكون شعاراً وتديناً.

وبناءً على هذا المعنى يمكن ان يكون للخضوع نحوان رئيسيان وهما:

النحو الاول:الخضوع الذي يكون بنحو التدين والتأله.

وهذا النحو مختص بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إشراك احد فيه وإلا لكان مشركاً.

النحو الثاني: الخضوع الذي يكون بنحو التدين فقط.

وهذا موجود في خضوع الناس للأنبياء والأوصياء (عليهم الصلاة والسلام)فمثلاً سجود الملائكة لادم هذا القبيل، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ من اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ (1)ومن هذا القبيل ما حدث مع نبي الله يعقوب وابناؤه إتجاه نبي الله يوسف حيث يقول تعالى:

(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا)(2)

فان هذا هو سجود تكريم وإحترام (3)، وفي الحقيقة هذا الخضوع هو الله تعالى لانه يقع من المكلف بامر الله تعالى فيكون الداعي منه هو إمتثال امره تعالى، فالخضوع للانبياء والاولياء هو خضوع عن تدين لكنه ليس عن تألّه فافهم (4) .

والخلاصة التوحيد في العبادة بمعنى لا يوجد مَنْ تجب طاعته بالذات إلا الله

ص: 56

سبحانه وتعالى فهو الذي يجب ان تمتثل اوامره واما طاعة غيره فتجب بإذنه وامره.

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ الله)(1)

(أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(2)

اذن يمكن ان نقول يوجد مطاع بالذات وهو الله سبحانه وتعالى، ومطاع بالتبع وبالعرض وبأمره تعالى.

لفت نظر : من خلال المعنى المتقدم للعبادة تتضح عدة مطالب لا يمكن ان يُرمي الانسان المعتقد بها بالكفر منها.

التوسل باولياء الله

• الاستعانة باولياء الله في حياتهم.

•الاستعانة بارواح الاولياء بعد مماتهم.

•طلب الشفاعة منهم في حياتهم وبعد مماتهم.

• التبرك والاستشفاء بآثارهم (3)

الجهة الثانية : الدليل على ان العبادة لا تكون إلا الله تعالى.

اذکر امرین ولبيان الدليل وحسب الآتي:

الامر الاولى: المعنى المتقدم للعبادة اتضح انه لا يكون إلا لمن كان خالقاً وربّاً.

ص: 57

الامر الثاني: تقدم بان ممكن الوجود محتاج في وجوده وصدور افعاله الى واجب الوجود فلا يصح ان يكون معبوداً.

اذن العبادة لا تكون إلا لواجب الوجود الغني المطلق الخالق للوجود باسره المدبر لشؤونه فهو اهل للعبادة ولا معبود سواه.وقد اشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة في عدة مواضع منها قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(1) وقال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾(2) وقد وبَّخَ الله تعالى مَنْ كان معتقداً بان الاصنام هي من تنفع وتدفع الضرر قائلاً:(أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهَ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ). (3)

الأسئلة

س 1 - اشرح معنى العبادة.

س 2 - ما هو الدليل الذي يدل على انحصار العبادة فيه تعالى دون غيره ؟

ص: 58

هذا

2- لو كانت زائدة على ذاته للزم إحتياج الذات لها في افعاله والاحتياج صفة الإمكان وتقدم انه واجب الوجود.

3- لو كانت زائدة للزم تركب الذات منها وتقدم استحالة التركب وقد ورد في بعض الروايات ما يدل على هذا المعنى منها ما رواه الشيخ الكليني(1)(اعلى الله مقامه) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر علیه السلام انه قال في صفة القديم: «إنه واحد صمد احدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة، قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من اهل العراق انه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع قال: فقال: كذبوا والحدوا وشبهوا تعالى الله عن ذلك انه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع، قال قلت: يزعمون انه بصير على ما يعقلونه فقال علیه السلام كذبوا انما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك» : ((ما يعقلونه)) أي من الإبصار بآلة البصر اما لانه جسم مركب من مجموعة اجزاء ومنها آلة البصر او لان صفاته غير ذاته كما يدعيه الاشاعرة والحاصل انهم يثبتون الله تعالى ما يعقلونه من صفاتهم والله منزه عن مشابهتهم(2)

تتميم: هل اسماء الله توقيفية؟

نقل غيرُ واحدٍ من المتكلمين (3)والمفسرين بان اسمائه تعالى وصفاته توقيفية وجوزوا إطلاق كل ما ورد في الكتاب الكريم والاحاديث الصحيحة دعاءً أو وصفاً له وإخباراً عنه تعالى ومنعوا كل ما لم يرد فيهما . : وذهب جمهور اهل السنة الى هذا.

اما المعتزلة فجوزوا إطلاق ما صح معناه ودل الدليل على اتصافه به بحيث لا

ص: 60

يحصل التوهم من إطلاقه عليه نقصاً.

وقد مال الى هذا الرأي بعض الاشاعرة كالقاضي ابو بكر الباقلاني (1)

وقال الشيخ السبحاني: «... فمقتضى الاحتياط في الدين الاقتصار في التسمية بما ورد من طريق السمع ...»(2) وهو حسن.

الأسئلة :

س 1 - عرف التوحيد الصفاتي.

س 2 - ما هو الدليل على ان صفاته عين ذاته؟

س 3- بيّن هل ان اسماء الله تعالى توقيفية ام لا؟

ص: 61

ص: 62

المقدمة الرابعة : ما معنى النبوة (1)؟

ذكرت عدة معانٍ للنبوة ويمكن ان نكتفي بالتعريف الآتي:

النبي هو الإنسان المخبر عن الله تعالى بغير واسطة احد من البشر. (2)

• بیان مفردات التعريف.

• الانسان اخرج بهذا اللفظ الملائكة.

•المخبر عن الله : اخرج به المخبر عن غير الله تعالى.

• بغير واسطة احد من البشر : اخرج به الإمام والعالم فانهما مخبران عن لكن بواسطة النبي والنبي إنسان.

الله تعالى

المقدمة الخامسة :الابحاث التي طرحت في النبوة العامة يمكن ان تقع على اربع محاور وحسب ما يلي:

• المحور الأول: ما هي الأدلة على النبوة؟

المحور الثاني: ما هي الطرق التي تثبت بها نبوة الانبياء لاجل معرفة الصادق من مدعي النبوة الكاذب؟

وهل هي منحصرة بالإعجاز أو هناك طرق اخرى؟

ص: 64

•المحور الثالث: ما هي الوسيلة التي من خلالها يتلقى النبي تعاليمه من الغيب.

• المحور الرابع: ما هي الصفات التي تُميّز النبي عن غيره.

وسنبحث هذه المحاور الاربعة وعلى الترتيب

المقدمة السادسة : هناك بحث حاصله ما هو الفرق بين النبي والرسول؟

النبوة والرسالة هما مقامان خاصة احدهما الرؤيا وخاصة الاخر مشاهدة الوحي(1)

ذكر بعض بان النبي هو الذي يُبيّن للناس صلاح معاشهم ومعادهم من اصول الدين وفروعه على ما اقتضته عناية الله من هداية الناس الى سعادتهم.

والرسول هو الحامل لرسالة خاصة مشتملة على إتمام الحجة (2)

ويمكن ان نقول بان الفرق بين الرسول والنبي يكمن في ان الرسول هو مَنْ عاين وشاهد الملك حين الوحي والإخبار من الله تعالى وكان مأموراً بالتبليغ الى الناس.

وان النبي مَنْ يسمع صوت الملك ولا يرى شخصه حين التحدث والوحي أو يرى في المنام سواء كان مأموراً بإبلاغ الناس أم لا.

وهذا المعنى يمكن استفادته من جملة من الروايات منها ما رواه الكليني بحم السند الأتي:

عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد ابن ابي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر علیه السلام عن قول الله عز وجل: ﴿وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ما الرسول وما النبي؟ قال: «النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك ...»(3)

ص: 65

الأسئلة :

س 1 - ما هو الدليل المعتمد عليه في بحث النبوة؟

س 2 - عرف النبوة مع شرح قيود التعريف.

س 3- ما هو الفرق بين الرسول وبين النبي ؟

ص: 66

يمكن بيان الدليل بحسب الترتيب الآتي:

أولاً: ان الهدف من خلق الانسان هو السير لاجل تكامله من خلال ما يمارسه من افعال اختيارية توصله الى كماله المنشود.

فالانسان من خلال اختياره - بما اودعه الله من قدرة وقوى وظروف مناسبة - يمكنه الوصول الى الكمال ونيل الرحمة فلذا كان مسار الحياة البشرية احد طريقين - ليتحقق الاختيار - فان احد الطريقين يؤدي الى السعادة والرحمة والآخر يؤدي الى الشقاء والعذاب (1)

ثانياً: الاختيار الواعي من الانسان يحتاج الى المعرفة الصحيحة حول الاعمال الحسنة والاعمال القبيحة وبيان الطريق الصالح من غير الصالح ليتحقق للانسان اختيار طريق تكامله بكل حرية ووعي.

وبمقتضى الحكمة الإلهية يجب توفير الوسائل وما يحتاجه الانسان من المستلزمات الضرورية للتوصل الى هذه المعارف والمدركات الحقة وإلاّ (2)لكان مخالفاً لحكمته وموجباً لنقض غرضه (3)

ثالثاً: تلك المعارف والمدركات يمكن تحصيل بعضها بالعقل لكنها لا تكفي لتحصيل كل المدركات والمعارف التي تؤدي الى سلوك طريق الكمال والسعادة الحقيقية والرحمة الإلهية في جميع المجالات الفردية والاجتماعية المادية والمعنوية الدنيوية والاخروية - فلابد من وجود طريق آخر لسد النقص وإلا لما تحقق الهدف الإلهي من

ص: 68

خلق الانسان (1)

اذن يمكن الوصول الى النتيجة الاتية :وهي ان الحكمة الإلهية تقتضي وضع طريق آخر - غير الحس والعقل - من أجل التعرف على طريق الكمال ونيل السعادة الحقيقية ليستطيع الانسان الاستفادة منه وهذا الطريق هو ارسال الرسل والانبياء ليوضحوا الطريق أمام الانسان ويرشدوه الى وجود تعاليم وقوانين من خلالها ينظم حياته ويتكامل روحياً لنيل السعادة الحقيقية والنعيم الدائم.

وسيأتي في المحور الثالث بان طريق تلقي الانبياء والرسل التعاليم والرسالات الإلهية لا يكون إلا عن طريق الوحي.

وهو الطريق الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للانبياء ليستفيدوا منه بشكل مباشر.

ويستفيد منه الآخرون عن طريق الانبياء.

الأسئلة :

س 1 - هل ان مسألة بعثة الانبياء هي مسألة إتفاقية؟

س 2 - ما هو الدليل على ضرورة بعثة الانبياء ؟

ص: 69

ص: 70

وبناءً على الكلام اعلاه يقع البحث في ثلاثة مطالب:

المطلب الاول: تعريف المعجزة توجد تعاريف متعددة يمكن الاقتصار على ما يلي: المعجزة امر خارق للعادة مصحوب بدعوى النبوة مطابق لها مع عجز البشر عن الإتيان بمثله (1)

وسنبين قيود هذا التعريف.

وذكر الإيجي بان المعجزة هي ما قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول الله (2)

المطلب الثاني : بيان القيود الواردة في التعريف الاول.

1 . المعجزة امر خارق للعادة

توجد بعض الامور تعتبر خارقة ومضادة لاحكام العقل مثلاً:

إجتماع النقيضين وارتفاعهما.

انقسام الثلاثة الى عددين صحيحين.

وجود المعلول بلا علة.

فان هذه الامور وامثالها يحكم العقل باستحالتها وإمتناع تحققها.

وتوجد امور تخالف القواعد العادية بمعنى انها تعتبر محالاً حسب المجاري الطبيعية والادوات العادية وليست هي امراً محالاً عقلاً وهذه ما يُعبر عنها بالمعجزة.

ولتوضيح الفكرة نذكر مثالاً لبيان خرق العادة حاصله ان يقال: جرت العادة على ان حركة جسم من مكان الى مكان اخر تتحقق فی اطار عوامل و اسباب طبیعیه

ص: 72

بدائية أو وسائل صناعية متحضرة، ولم تعرف العادة ابداً حركة جسم كبير من مكان الى مكان اخر بعيد عنه في فترة زمانية لا تزيد على طرفة عين من دون تلك الوسائط العادية.

ولكن هذا غير ممتنع عقلاً اذ لا يمتنع ان تكون هناك اسباب اخرى لتحريك هذا الجسم الكبير لم يقف عليها العلم بعد.

وهذا ما حصل مع مَنْ أوتي علماً من الكتاب بإحضار عرش بلقيس ملكة سبأ من بلاد اليمن الى بلاد الشام في طرفة عين ومن دون توسيط شيء من الاجهزة المادية المتعارفة بل باسباب غيبية كان مطلعاً عليها، فهذا العمل وان كان خارقاً للعادة إلا انه

غير خارق للعقل.

والحاصل مما تقدم يمكن القول بان الامور المستحيلة على قسمين:

1 - مستحيلة عقلاً كاجتماع النقيضين وإرتفاعهما.

2 - مستحيلة عادة كطلوع الشمس من مغربها.

والاعجاز يتعلق بالأمور المستحيلة عادة فالمعجزة امر مستحيل في العادة.

2- المعجزة مصحوبة ومقترنة بدعوى النبوة.

المعجزة لابد ان تكون مقرونة بدعوى النبوة لانها لو تجردت عن هذه الدعوى لُسميت كرامة إصطلاحاً وهذا كخوارق العادات الصادرة من اولياء الله الذين جعلوا اهوائهه تابعة للتكاليف الدينية الإلهية عدم ادّعائهم أي منصب من المناصب الربانية.

ويمكن ذكر مثال حصل فيه إعجاز من دون ان تقترن فيه دعوى النبوة وهو ما ذكره القرآن الكريم من كرامة السيدة مريم االسلام في قوله تعالى: ﴿كُلَّما دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ

ص: 73

يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (1)

فهذا الامر وهو حضور الرزق بلا سعي طبيعي لم يكن مقترناً بدعوى مقام المنصب الرسالي فلا يمكن ان يوصف بالإعجاز وانما يوصف بالكرامة.

وهكذا ما حدث لَنْ أوتي علماً من نقل عرش بلقيس يوصف بالكرامة لخلوه عن دعوى مقام النبوة.

3- مطابقة المعجزة للدعوى.

لابد ان تطابق المعجزة دعوى النبي فلو خالف ما ادعاه لما سمي معجزة وان كان امراً خارقاً للعادة، كما حصل مع مسيلمة الكذاب عندما ما ادعى النبوة واية نبوته هي انه تفل في بئر قليلة الماء يكثر ماؤها فتفل واذا بالماء قد غار اجمعه من البئر (2)

4- عجز الناس عن الإتيان بمثل المعجزة.

يُشترط لتحقق المعجزة ان يعجز الناس عن الإتيان بمثل ما اتى به النبي لانها دليل النبي على نبوته فلزم ان تكون مما لا يمكن لاي احد الإتيان بمثلها اذ لو امكن الاتيان بمثلها لانقطعت حُجتهُ وبَطَلَ برهان نبوته.

المطلب الثالث: دلالةُ الإعجاز على صدق دعوى النبوة.

لا بد من دلالة المعجزة على صدق مدعي النبوة وقبل تناول الدليل اذكر ثلاث مقدمات لإيضاحه

المقدمة الاولى:التأريخ يشهد على وجود أناس ادعوا النبوة من الله تعالى وكانت دعواهم عن كذب وإفتراء وعلى هذا الاساس لابد من وجود معيار وضابط يميز النبي

ص: 74

عن غيره وهذا هو الإعجاز

المقدمة الثانية: طلب الإعجاز من الناس على صدق المدعي للنبوة هو امر فطري يطلبه الناس من الانبياء عند دعواهم للنبوة وهذا ما يظهر من بعض الآيات الكريمة منها قوله تعالى: ﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(1)

هذا ما جرى مع نبي الله صالح علیه السلام عندما ادعى النبوة فأجابوه ما انت إلا بشر مثلنا وكل عاقل لا يبيح لنفسه ان يطيع انساناً مثله فقالوا: ﴿فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)لكي نؤمن بك ونتبعك (2)

المقدمة الثالثة : النبي المرسل من قبل الله تعالى تسخر له الطبيعة وعالم التكوين فكل ما يريد فعله لإثبات نبوته يقع لا محالة فان وقع خلافه أو ما يعاكسه انكشف انه لم يكن مسلطاً على الكون وبالتالي فهو ليس بنبي(3).

اذا تقرر هذا فاعلم بان دلالة المعجزة على صدق مدعي النبوة هي دلالة عقلية برهانية (4)

بيان ذلك ان يقال انه لابد من فرض دلالة عقلية بين المعجزة وبين صدق مدعي النبوة لان العقل يحكم بقبح ان يُسخر الخالق الكون بيد انسان كاذب مفتري بحيث يدعي مقام النبوة وهو ليس بنبي فتسخير الكون له وهو على هذه الحالة - اعني ادعاء النبوة مع كذبه - يُعدُّ اغواء للناس وإضلالاً لاجل إتباع هذا الكذاب الاشر.

ص: 75

فالعقل يقطع بان كلُّ مَنْ يأتي بمعجزة فهو مرسل من الله تعالى الى الناس وهو صادق أمين (1)

الأسئلة :

س 1 - هل ان الاعجاز هو دليل قطعي على صدق مدعي النبوة ام لا؟

س 2 - ما هو الدليل العمدة في إثبات النبوة؟

س 3- اذكر تعريف المعجزة مع شرح قيود التعريف.

ص: 76

غيرك (1)وذكر بعض اللغويين (2)ما يلي «... الوح- فيضان العلم من الله الى النبي بواسطة الملك».

• عند مراجعة كلمات اهل اللغة يمكن القول بان مادة الوحي لها معنيان اصليان هما الخفاء والسرعة.

3۔ اصل الوحي هو الكلام الخفي ثم قد يطلق على كل شيء قصد به إفهام المخاطب على السر له عن غيره والتخصيص له به دون مَنْ سواه (1)

4 - الوحي عبارة فكرة يدركها الانسان مصحوبة بالشعور الواضح بانها ملقاة من طرف اعلى منفصل عن الذات الانسانية وشعور اخر واضح بالطريقة التي تم فيها الإلقاء مع وجود عنصر الغيب والخفاء في هذه العملية (2)

5- معنى وحي الله لأنبيائه هو إعلام خفي سريع بمَنْ يوحيه اليه بحيث يخفى عن غيره.

ووحي الله لأنبيائه قد روعي فيه المعنيان الاصليان لهذه المادة الخفاء والسرعة (3)

6- قال الشيخ محمد عبده (4)وقد عرفوه شرعاً بانه إعلام الله تعالى لنبي من انبيائه بحكم شرعي ونحوه.

7- حدد السيد الطباطبائي تل الوحي بأنه إلقاء المعنى بنحو يخفى على غير مَنْ قصد إفهامه (5).

بعد إستعراض كلمات بعض الإعلام عن معنى الوحي يمكن ان نقول عن الوحي الذي يختص به الانبياء هو عبارة عن إدراك (6)خاص متميز عن سائر الادراكات فهو

ص: 79

لیس نتاج الحس ولا العقل ولا الغريزة وانما هو شعور خاص يوجده الله سبحانه وتعالى في الانبياء، وهذا الشعور يغاير الشعور الفكري المشترك بين افراد الانسان عامة لا يغلط النبي في إدراكه ولا يشتبه ولا يختلجه شك ولا يعترضه ريب في ان الذي يوحي اليه الله سبحانه وتعالى من غير ان يحتاج الى إعمال نظر أو التماس دليل.

فالأنبياء كلهم يُسندون تعاليمهم وتنبؤاتهم الى هذا النوع من الإدراك الذي لامصدر له إلاّ عالم الغيب.

ومثل هذا لا يمكن ان يُدرك كنهه بل يجب الايمان به كما هو شأن كل امر غيبي لا يحيط الانسان المادي بحقيقته وانما يذعن به عن طريق المخبر الصادق. والحاصل مما تقدم كله فالوحي هو حصيلة الاتصال بعالم الغيب ولا يصح تحليله بأدوات المعرفة ولا بالأصول التي تجهز بها العلم الحديث (1)

ويوجد في النفس شيئان لابد من الاشارة اليهما سريعاً وهما:

• الاول : توجد نظريات عديدة حول الوحي - يأتي دراستها في المستقبل - اذكر على نحو الاشارة ثلاثة منها وهي:

النظرية الاولى: الوحي نتيجة النبوغ.

النظرية الثانية: الوحي النفسي

النظرية الثالثة : نظرية الفلاسفة المشائين في الوح- حي.

•الثاني : ذكر بعض الفحول (2)ما حاصله « ... ومن مصاديق كلامه تعالى ما يتلقاه الانبياء عليهم السلام منه تعالى بالوحي.

ص: 80

الحس والعقل من اجل التعرف على طريق الكمال وفي كل المجالات وهذا الطريق هو يوجد طريق غيره يتكفل بتحصيل كل المدركات والمعارف (1)

زيادة أو نقيصة فهذا ينافي قدرته اللامحدودة.

اذن لا يمكن ان نحتمل عدم علمه باخطاء الواسطة التي يختارها بعد ان ثبت انه عالم وان علمه غير متناهي.

ولا يمكن القبول باحتمال عدم قدرته على صيانة الوحي للرسالة السماوية بعد ان ثبت انه قادر وقدرته غير محدودة.

والحاصل مما تقدم نقول انه : لما ثبت بانه عالم وقادر وحكيم فان هذه الصفات الإلهية تقتضي وصول الرسالة بصورة سليمة وصحيحة الى العباد.

وهذا دليل عقلي يُثبت صيانة الوحي من أي تحريف وانه -الوحي - أمين على الرسالة ويحفظها من أي تشويه وتزوير.

وبعبارة اخرى من خلال البرهان العقلي المتقدم تثبت عصمة الوحي وانه لا يخون ولا يسهو ولا ينسى

الأسئلة :

س 1- هل الوحي يعم الانبياء وغيرهم؟

س 2 - اذكر تعريف الوحي في اللغة.

س 3۔ اذکر تعريف الوحي اصطلاحاً.

س 4 - اذكر بعض اقسام الوحي.

ص: 83

ص: 84

اسوة وقدوة في جميع المجالات (1)

المقدمة الرابعة: اختلف المتكلمون في حدود عصمة الانبياء على اقوال منها :

قال بعض المعتزلة : «يجوز على الانبياء الكبيرة قبل البعثة ولا يجوز بعدها.

وكذا ذهب الاشاعرة الى هذا القول وفصلوا فيما بعد البعثة (2).

وقالت الإمامية : لا يجوز على الانبياء صغيرة ولا كبيرة لا قبل البعثة ولا بعدها» (3)

المقدمة الخامسة: الأدلة التي ذكرت لعصمة الانبياء علم الكلام يمكن تقسيمها الى قسمين :

1- الادلة العقلية.

2- الادلة النقلية.

والعمدة في الاثبات هو الادلة العقلية وعليه سنقتصر في البيان على ذكر دليل عقلي واحد - بحسب ما يناسب المقام.

بعد إتضاح الكلام في المقدمات يقع الكلام في ثلاثة مطالب وحسب الآتي:

• قال ابن قتيبة : « ... واما عصم فبمعنى منع ومنه العصمة في الدين انما هو المنع من المعاصي وقوله لا عاصم اليوم من امر الله» أي لا مانع))(1)

• وقال اخر(( ... والعصمة هي اللطيفة التي يمتنع بها عن المعصية إختياراً))(2)

• وقال اخر ... والعصمة المنعة والعاصم المانع الحامي ...»(3)

• وذكر صاحب المقاييس بان عصم : العين والصاد والميم اصل واحد صحيح يدل الى إمساك ومنع وملازمة والمعنى في ذلك كله معنى واحد من ذلك العصمة ان الله تعالى عبده من سوء يقع فيه، واعتصم العبد بالله اذا امتنع واستعصم التجأ » (4)

• وذكر الزبيدي (5)بان العصمة بالكسر المنع هذا اصل معنى اللغة ويقال العصمة الربط ثم صار بمعنى المنع.

• قال صاحب اللسان «عصم : العصمة في كلام العرب المنع وعصمة الله عبده: ان يعصمه مما يوبقه » (6).

• اقول يمكن الاستفادة من كلمات اللغويين بان العصمة هي المنع مما لا ينبغي فعله.

وبعبارة اخرى كل مَنْ يمنع نفسه من عمل السوء ويحصنها بالخير فهو معصوم.

اذن العصمة هي المنع والتحصين عن كل سوء ومعصية.

ص: 87

هل العصمة تسلب الاختيار ؟

والجواب عنه ان العصمة لا تسلب الاختيار عن المعصوم.

وبهذا تم الكلام في البحث الاول وهو البحث عن مطلق النبوة.

الأسئلة :

س 1 - عدد مراتب العصمة. س

س 2 - اذكر اقوال العلماء في العصمة .

س 3- عرف العصمة لغة .

س 4 - عرف العصمة اصطلاحاً .

س 5 - ما هو الدليل على عصمة الانبياء؟

ص: 90

اذن لابد ان نتعرض الى المعجزة التي اثبت بها النبي محمد ال نبوته .

• المقدمة الثالثة :يمكن ان تثبت نبوة الانبياء (1)من خلال ثلاثة طرق:

• الاول: التعرف على سيرتهم وسلوكهم والاعتماد على القرائن والمؤشرات المؤدية للاطمئنان.

• الثاني: أخبار الأنبياء السابقين وبشاراتهم.

• الثالث: المعجزة (2).

وما يهمنا التعرض له هو الطريق الثالث ((المعجزة)).

•المقدمة الرابعة : ذكرنا فيما سبق تعريف المعجزة وانها امر خارق للعادة مصحوب بدعوى النبوة مطابقاً لها مع عجز البشر عن الإتيان بمثله (3)

والقيود الواردة في تعريف المعجزة(( وهي المعجزة امر خارق للعادة وانها مصحوبة ومقترنة بدعوى النبوة ومطابقة المعجزة للدعوى وعجز الناس عن الإتيان بمثل المعجزة)) تنطبق على ما جاء به نبي الاسلام . (4)

• المقدمة الخامسة: يمكن تقسيم المعجزات التي جاء بها نبي الاسلام صلى الله عليه وآله الى قسمين

• الاول: معجزة خالدة أبدية باقية على مرّ الدهور وهي القرآن الكريم.

ص: 92

•الثاني: معجزات شاهدها اهل ذلك الزمان الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وآله ويصح ان تسمى بالمعجزات الآنية أو المرحلية أي ما كانت في آن معين ومرحلة معينة ومخصوصة بزمان معين منها إنشقاق القمر ومنها إسراء و معراج النبي صلى الله عليه وآله ومنها مباهلة النبي لأهل الكتاب وغيرها حسب ما هو مسطور في كتب التأريخ والسير.

وفي بحثنا هذا سنقصر النظر على خصوص القسم الاول وهو المعجزة الخالدة كتاب الله المنزل على صدر النبي محمد صلى الله عليه وآله متعرضين لبعض الجوانب بحسب ما يناسب الطالب في المقام .

• بعد إتضاح الكلام في المقدمات السابقة يقع الكلام في مطلبين:

تعالى: ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ أَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (1)

والنبي عيسى علیه السلام تحدى بمعجزات خاصة تختلف عما تحدى به نبي الله موسى علیه السلام كإحياء الموتى وإبراء الاكمه والأبرص (2).

ونبينا محمد صلى الله عليه وآله علها تحدى بمعجزة خالدة وهي الكلام القرآن الكريم).

وهنا نرجع الى صلب بحثنا وهو لماذا اختص كل نبي بتحديه بمعجزات تختلف عن النبي الاخر؟

هناك اكثر من وجه للجواب عن هذا السؤال نكتفي بذكر وجه واحد.

ويمكن بيانه بما يلي:

لما كانت المعجزة عبارة عن خرق نواميس الطبيعة فلا شك ولا شبهة ان معرفة ذلك يختص بعلماء الصنعة التي يشابهها ذلك المعجز لوضوح ان علماء أي صنعة أعرف بخصوصياتها فهم مَنْ يُميّز بين ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله وبين ما يمكنهم لذا فالعلماء أسرع تصديقاً بالمعجزة من غيرهم.

ولاجل هذا اقتضت الحكمة الإلهية ان يُخص كلُّ نبي بمعجزة تشابه الصنعة المعروفة في زمانه فانه أسرع للتصديق وأقوم للحجة.

فكان من الحكمة ان يُخص النبي موسى علیه السلام بالعصا واليد البيضاء لما شاع السحر في زمانه وكثر الساحرون ولذلك كانت السحرة اسرع الناس الى تصديق برهانه لعلمهم بان ما جاء به النبي موسى علیه السلام خارج عن حدود السحر فتيقنوا من كونه معجزة إهلية.

ص: 94

وشاع الطب اليوناني في عصر المسيح علیه السلام واتى الاطباء في زمانه بالعجب العجاب وكان للطب رواج باهر في سوريا وفلسطين (1)، فشائت الحكمة الإلهية ان تجعل برهان المسيح شيئاً يشبه الطب فقام بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والابرص ليُعلم اهل زمانه ان ما اتی به خارج عن قدرة البشر.

واما نبي الإسلام فقد ادعى النبوة بين العرب وكان الفن الرائج بينهم هو الشعر والخطابة فقد برعوا في البلاغة وأمتازوا بالفصاحة وبلغوا الدروة في فنون الأدب وكان المرء يُقدّر على حسب ما يحسنه من إلقاء الخطب الرنّانة والاشعار البليغة.

وفي هذه الاجواء كانت المناسبة تقتضي ان تكون معجزة المدعي مشابهة للفن الرائج في ذلك الظرف فلذلك جاء بمعجزة البيان وبلاغة الكلام حتى يعرف كل عربي متخصص منهم ان قرآنه بعذوبته وحلاوته وسمو معانيه وعمقها وروعة نظمه وبداعة اسلوبه خارج عن إطار الكلام الرائج بين فصحاء العرب وبلغائهم أولاً وخارج عن ثانياً : بحيث اعترف اكابرهم وفحولهم المعاصرين للنبي بكون طاقتهم ومقدرتهم كلامه خارجاً عن طوق البشر ومقدرتهم .

-4 مطابقة المعجزة للدعوى.

وهذه القيود تنطبق على ما جاء به نبي الاسلام صل الله علیه و صلم واليك بيانها اجمالاً :

1 - دعوى النبوة: مما لا شك فيه وهو من المسلّمات في التاريخ ومن ضرورياته إقتران القرآن بدعوى النبوة (1).

2۔ خرق العادة إنشاء المعاني وادائها بالالفاظ يتبع قواعد لغوية اعتبرها البشر وقد تفننوا قديماً في اساليب البيان والتعبير لكنهم مع ذلك فان لطاقتهم في الاداء والتعبير حداً تتوقف عنده ولا يمكن لعقولهم تجاوزه وهذه غاية العقل الممكن.

وهنا نقول : لو جاء كلام مركب من نفس الحروف التي استعملها العرب مع الخضوع لنفس القوانين التي اعتبرها العرب ولم تستطع عقولهم الوصول اليه بحيث يبلغ حداً ليس في وسع الموجود الممكن إنشاؤه كان هذا الكلام خارقاً للعادة فهو كلام إعجازي فهو كلام ليس من جنس كلام المخلوق وهذا ما ندعيه في القرآن الكريم، ولاجل إعجاز القرآن فقد تحدى العرب بأن يأتوا بمثله بل بعشر سور مثله بل بسورة مثله وهذا من باب تضعيف طاقة البشر وتأكيداً لإعجاز القرآن وإنتسابه الى الله تعالى وصحة رسالة النبي محمد صل الله علیه و اله

قال تعالى: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾(2)

3- عجز الناس عن الإتيان بمثله : يذكر التأريخ بان النبي عله تحدى العرب وهم اهل الفصاحة والبلاغة بالقرآن الكريم وابطل عقائدهم والقرآن مؤلف من نفس

ص: 96

الحروف التي يتكلمون بها فعجزوا عن مواجهة القرآن لذا لجأوا الى الحروب وهلاك الانفس والاموال وسبي النساء والذرية وهذا دليل على عجزهم عن معارضة القرآن الكريم.

4 - المطابقة للدعوى : وهذا ما نطق به لسان الرسالة السماوية وان الرسول الاعظم محمد صل لله علیه و اله هو رسول للبشرية جمعاء.

الأسئلة :

س 1 - اذكر تقسيم المعجزات التي جاء بها النبي الخاتم محمد صل لله علیه و اله

س 2 - لماذا كان تحدي النبي محمد صل لله علیه و اله عن طريق الكلام؟

س 3- كيف يمكن تطبيق قيود المعجزة على القرآن الكريم؟ اشرح ذلك بالتفصيل .

ص: 97

ص: 98

فذهبت العامة أو اكثرهم على ان الإمامة من فروع الدين كما هو واضح في كلمات علمائهم (1)

وذهبت الشيعة الإمامية الاثنى عشرية الى ان الإمامية اصل من أصول الدين تنشئ من اصل اخر .

وفي الحقيقة ان حقيقة الإمامة عند الشيعة تختلف عما هي عليه عند العامة، فهم يرون الإمام حاله حال رئيس دولة ومن الواضح جداً ان الاعتقاد برئاسة رئيس دولة مثلاً لا يكون من الاصول.

اما الشيعة الإمامية «أعلى الله مقامهم وزادهم شرفاً يرون الإمامة على انها استمرار لوظائف الرسالة (2)ومن الواضح ان ممارسة هذا المقام السامي يتوقف على توفر صلاحيات عالية لا ينالها الانسان إلا اذا وقع تحت العناية الإلهية.

وبعد ذكر هذه المقدمات يقع الكلام في خمسة مباحث:

النبوة ما عدى تحمل الوحي الإلهي (1)

• اذن يمكن القول بان الإمامة عبارة عن مقام إلهي من خلاله يواصل الإمام وظائف الرسالة ومهماتها.

فالإمام ليس نبياً ولا رسولاً مع ان كثيراً من وظائف الرسول موكولة اليه اذ ينبغي عليه توضيح مجملات القرآن والاحكام التي لم يتسن للرسول الوقت الكافي لإيضاحها والإجابة عن المسائل المستجدة في العقائد والاحكام.

فالإمام هو الزعيم العام والرئيس المتبع الذي له السلطة الشاملة على جميع شؤون الناس الدينية والدنيوية(2)

الأسئلة :

س 1 - للإمامة قسمان اذكرهما مع شرحهما.

س 2 - هل الإمامة من الفروع أو من الأصول؟

س 3- ما هي حقيقة الإمامة في نظر علماء الإمامية؟

ص: 101

رسولاً وان الله اتخذه رسولاً قبل ان يتخذه خليلاً، وان الله اتخذه خليلاً قبل ان يجعله إماماً، فلما جمع له الاشياء قال : إني جاعلك للناس إماماً: فمن عظمها في عين إبراهيم :قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال: لا يكون السفيه إمام التقي) (1)

الملحق الثاني : ما هو الفرق بين النبوة والرسالة والإمامة.

ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (حفظه الله) : ان حملة المهمات الإلهية لهم منازل مختلفة وهذا ما يمكن فهمه من بعض آي الذكر الحكيم وبعض الروايات الشريفة (2)

وهذه المنازلة ثلاثة وهي باختصار شديد:

الله تعالى فالنبي هو

• المنزلة الاولى منزلة النبوة: وهي منزلة استلام الوحي من الذي ينزل عليه الوحي وما يستلمه من الوحي يعطيه الى الناس إن طلبوا منه ذلك.

• المنزلة الثانية منزلة الرسالة: وهي منزلة إبلاغ الوحي ونشر أحكام الله تعالى، وتربية الافراد عن طريق التعليم والتوعية فالرسول مكلف بالسعي في دائرة مهمته لدعوة الناس الى الله وتبليغ رسالته وبذل الجهد لتغيير فكري عقائدي في مجتمعه.

• المنزلة الثالثة منزلة الإمامة وهي منزلة قيادة البشرية فالإمام يسعى الى تطبيق أحكام الله عملياً عن طريق إقامة حكومة إلهية واستلام مقاليد الامور اللازمة وان لم يستطع إقامة الدولة يسعى قدر طاقته في تنفيذ الاحكام.

وبعبارة اخرى مهمة الإمام هي تنفيذ الأوامر الإلهية.

اذن يمكن القول بان الإمامة هي منزلة القيادة الشاملة لجميع المجالات المادية المعنوية والجسمية والروحية والظاهرية والباطنية.

ص: 103

والإمام هو رئيس وزعيم المجتمع ومعلم الاخلاق وقائد المحتوى الداخلي للافراد المؤهلين فهو بقوته المعنوية يقود النفوس المؤهلة الى طريق التكامل، وبقدرته العلمية يُعلم الجهلة، وبقوة حكومته أو أية قوة تنفيذية اخرى يطبق مبادئ العدالة(1)

وناسبني طرح هذا المطلب هاهنا لمناسبته لمقام البحث.

الأسئلة :

س 1 - اشرح كيف ان منزلة الإمامة بالمعنى المتقدم صارت اسمى منزلة من منزلة النبوة ومنزلة الرسالة؟

س 2 - ما هو الفرق بين النبوة والرسالة والإمامة ؟

ص: 104

الخليفة يتمتع بصفات - كما سيأتي ذكر هذا - من العلم الموهوب من الله تعالى ليمكنه بيان الحقائق الدينية بكل ابعادها وخصوصياتها، ويتمتع بالعصمة حتى لا يخضع لتأثير الدوافع النفسانية والشيطانية وغير هذه الصفات.

وهذا الخليفة هو الإمام فوجوده حسب منطق العقل يُعدّ من اهم واوجب الواجبات اذ بدون الإمام تبقى الرسالة مبتورة ولا يتحقق الهدف من الرسالة الذي أرسلت لاجله وهو هداية الانسان وسلوكه طريق السعادة في الدنيا والآخرة - كما تقدم بحثه آنفاً - وبالتالي تنتفي فائدة بعثة النبي الخاتم وتكون لغواً وعبثاً والله تعالى منزه عن اللغوية والعبثية.

اذن فختم النبوة انما يكون موافقاً للحكمة الإلهية لو اقترن بتعيين الإمام

المعصوم، الإمام الذي يمتلك خصائص النبي صل الله علیه و سلم كلها ما عدا النبوة والرسالة، وبهذا تثبت ضرورة وجود الإمام وضرورة توفره على العلم الموهوب من الله تعالى ومقام العصمة وكذلك لزوم تعيينه ونصبه من قبل الله تعالى لانه عزّ وجلّ وحده الذي يعرف الشخص الذي اعطاه هذا العلم وهذه العصمة.

وبعد ما ثبت وجوب نصب الإمام من قبل الله تعالى يفهم منه ان الإمامة من اصول الدين كالنبوة.

الأسئلة :

س 1 - ما هو الدليل على ان الإمامة من الاصول؟ اذكره بالتفصيل.

ص: 106

الاسلام من يهود ونصارى.

4 - يصون الدين الحنيف من التحريف والدس ويراقب ما اخذه عنه المسلمون من اصول وفروع حتى لا تزل فيه اقدامهم ويكون الإمام مسؤولاً عن هذه الوظائف لما قدمناه في كلامنا الأنف.

2 - العلم.

3- افضليته على غيره.

4۔ کمال عقله وذكائه وفطنته.

5 - تنزيهه عما يتنفر عنه الطبائع وغيرها من الصفات التي توجب الكمال له.

2 - حديث المنزلة (1)

3 - حديث الغدير(2)

اترك للطالب مراجعة ذلك في الكتب المعتبرة مع كيفية الاستدلال واترك للطالب البحث في حياة كل إمام امام والإستلهام من حياتهم العبر والمواعظ والحكم والاخلاق والعلم.

ولا تنسى التعرض لحياة صاحب العصر والزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء وعجل الله فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من جنده ومن المسارعين له في قضاء حوائجه بجاه محمد و آلِ محمد الطيبين الطاهرين.

الأسئلة

س 1 - عدد وظائف الإمام.

س 2 - ما هي صفات الإمام؟

س 3- ما هي الأمور التي تثبت بها الإمامة؟

ص: 110

الانسان منه الى نشأة اخرى اكمل من النشأة الاولى، وان الانسان خلق للبقاء لا للفناء وان النشأة الاخروية هي منتهى السير والغاية العظمى.

• الامر الثالث الاعتقاد بالمعاد عنصر اساسي في كل شريعة سماوية، وقد صُرحَ بالمعاد في العهدين القديم والجديد (1)

• الامر الرابع يمكن إثبات المعاد بسهولة تامة بعد ان ثبت وجود الخالق وانه تعالى ارسل نبيه الخاتم محمد الا الله و بعد ان ثبت اعجاز القرآن المجيد فعند قراءة القرآن المجيد نجد فيه آيات دالة على يوم القيام وهو يوم المعاد والحشر وهذا دليل قاطع على وجود المعاد.

اضافة الى هذا يمكن ذكر بعض الادلة العقلية التي تدل على المعاد وهي تضفي صبغة الوجوب والضرورة الحتمية للمعاد.

وسنذكر دليلاً واحداً ونبسطه قدر الإمكان.

• الامر الخامس للمعاد اسماء عديدة ذكرها الذكر الحكيم وصفات متعددة فمن الاسماء:

يوم القيامة، يوم الدين اليوم الآخر، يوم الفصل، يوم الحساب، يوم

الخلود، الميعاد، اليوم الموعود.

ص: 112

ومن الصفات يوم عظيم، يوم عسير، يوم عقيم (1)

• الامر السادس: ان الإيمان بمسألة المعاد والتصوير المنطقي له يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيمان بوجود الروح وطبيعة العلاقة بين الروح والبدن، وإلا فلا يمكن بحال من الاحوال تعقل المعاد فيما لو تزلزلت العقيدة بوجود الروح وتزعزع الايمان بمعقولية

وجودها.

ومن هنا يتوقف الوصول الى الايمان الصحيح بهذا الأصل على إثبات مجموعة من المقدمات اهمها (2)

الإيمان بوجود الروح.

الإيمان بان الروح حقيقة جوهرية وليست من قبيل الامور العارضة على البدن.

الإيمان بإستقلالية الروح عن البدن وان فناء البدن لا يعني بحال من الاحوال فناء الروح بل هي باقية بعد مفارقة الجسد لها وفناؤه وتحلل اجزائه.

• الامر السابع: ان تركب الانسان من الروح والبدن ليس هو من قبيل تركيب مادة كيميائية من عنصرين بحيث لو انفصل احدهما عن الاخر لانعدم الموجود المركب بصفته، بل الروح هي العنصر الاصلي والاساسي في الانسان وما دامت هي باقية فان

إنسانية الإنسان وشخصية الشخص باقية بنفسها.

ومن هنا فان تغير خلايا البدن وتبدلها لا يضر بوحدة الشخص لان ملاك الوحدة الحقيقية للإنسان هو روحه (3)

ص: 113

س 1 - اذكر تعريف الموت.

س 2 - كيف يمكن اثبات المعاد بسهولة تامة ؟

س 3- ما هي اسماء المعاد؟

ص: 114

وانه تعالى ارسل نبيه الخاتم محمد صل الله علیه و سلم و بعد ان ثبت إعجاز القرآن المجيد وعند قراءة القرآن المبارك نجد فيه آيات دالة على يوم القيام وهو يوم المعاد.

وفيما يلي نستدل على ضرورة وجود النشأة الاخرى بذكر وجه(1) عقلي ويمكن استفادته من القرآن الكريم ومن بعض كلمات نهج البلاغة الشريف.

وهذا الوجه يمكن عنونته ببرهان العدل ويمكن بيانه بحسب ما يلي:

• أولاً : الانسان مختار في فعله فله ان يمارس الاعمال الحسنة وله ان يمارس الاعمال السيئة (2)

• ثانياً: بناءً على المقدمة السابقة نقول : بان الانسان لا يخلو حاله من احد أمرين:

احدهما هناك مجموعة من الناس بذلوا ما يمكنهم لسلوك طريق امتثال اوامر الله تعالى والانتهاء عما نهى عنه تعالى وعبادة الله الواحد القهار وإتباع طريق الخير والابتعاد عن طرق الشر.

ثانيهما: هناك مجموعة اخرى من الناس سلكوا طريق الظلم والظلال وخالفوا اوامر الله تعالى وعصوه بارتكابهم مناهيه تعالى.

• ثالثاً: بناءً على المقدمة الثانية لا يخلو حال المطيع والعاصي من حيث الثواب والعقاب من احد اربع حالات:

1 - ان يهملها المولى تبارك وتعالى.

ص: 116

2- اما ان يثيبها أو يعاقبهما أي يسوي بينهما.

3- ان يثيب العاصي ويعاقب المطيع.

4- عكس الحالة الثالثة بان يثيب المطيع ويعاقب العاصي.

• رابعاً: ثبت في المباحث السابقة بان الخالق حكيم عادل فيستحيل عليه ان يظلم وانما لابد ان يعطي كل ذي حق حقه.

• خامساً: ما هو الموقف من الحالات الاربعة؟

الموقف هو ما يلي:

بالنسبة الى الحالة الأولى وهي ان يهمل المولى كلاً من المطيع والعاصي هذا عبث والحكيم منزه عن فعل العبثية.

واما الحالة الثانية وهي ان يثيبهما معاً أو يعاقبهما معاً فهي خلاف العدل.

وكذا الحالة الثالثة وهي إثابة العاصي ومعاقبة المطيع خلاف العدل.

وعليه فتتعين الحالة الرابعة وهي إثابة المطيع ومعاقبة العاصي.

• سادساً: نرى ان الاخيار والاشرار لا يصلون في هذه الدنيا الى الثواب والعقاب الملائم لأعمالهم، واحياناً تكون نعم كثيرة بيد المجرمين والعاصين.

فضلاً عن ان الحياة الدنيا لا تستوعب الثواب أو العقاب على الكثير من الاعمال والتصرفات.

مثلاً المجرم الذي قتل آلاف الابرياء لا يمكن الاقتصاص منه في هذه الدنيا الامرة واحدة فستبقى الكثير من الجرائم التي ارتكبها بدون عقاب مع ان مقتضى العدل الإلهي ان ينال ذلك المجرم العقاب العادل به.

وعليه فلابد من وجود عالم آخر يتحقق فيه العدل يُثاب فيه المطيعين ويعاقب فيه

ص: 117

ومن خلال ما تقدم يتضح بان عالم الآخرة ليس هو عالم اختيار الطريق أو ممارسة التكاليف.

وتوجد آيات مباركة تشير الى هذا الدليل منها قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّ لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَايَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ هُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزِ أَلِيمٌ) (1)

الأسئلة

س1 - اذكر معنى المعاد.

س 2 - ما هو الدليل على المعاد؟

ص: 118

للإنسان بروحه وجسده الدنيوي معاً (1)

وما يمكن ذكره في المقام هو ان نقول ما يدل على الثواب والعقاب الجسمانيين كثير جداً فالجنة والنار وما فيهما من النعم والنقم يرجعان الى اللذات والالام الجسمانية ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ﴿ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ﴾ (2)فان هذا المقطع من الآية المباركة يشير الى وقوع عذاب جسماني.

نعم الكلام وقع في الآيات التي تدل على اللذات والالام الروحية ويمكن ذكر هذه الآية المباركة دليلاً على هذا المطلب: ﴿وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةٌ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهَ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ (3)

فان الله تعالى جعل رضوانه تعالى في مقابل سائر اللذات الجسمانية ويصفه بكونه تلك اللذات الجسمانية وانه هو الفوز العظيم ومن الواضح ان هذه اللذة انما تدرك بالعقل والروح والجسم لا مدخلية في مثل هذه الادراكات.

التنبيه اول: يأتي في بحث مستقبلي ما هو الملاك في كون المعاد جسمانياً أو روحانياً حيث ذكر في محله وجود ملاكين يأتي تحرير ذلك مستقبلاً بعونه تعالى.

التنبيه ثاني : يمكن ذكر بحث الرجعة بعد بحث المعاد لكن المقام لا يسع وننتظر المستقبل المشرق.

ص: 120

الأسئلة:

س 1 - كيف يتم المعاد؟ اشرح ذلك بالتفصيل.

س 2 - هل الدليل العقلي المساق لاثبات المعاد كافٍ لاثبات كيفية المعاد وانه هل يكون بالجسم أو بالروح أو بهما معاً؟

ص: 121

ص: 122

الحمدرالله العالمین

ص: 123

ص: 124

• تفسري الميزان: للسيد الطباطبائيرحمة الله علیه

• تفسري مجمع البيان: للشيخ الطبرسی رحمة الله علیه حتقيق وتعليق: لجنة العلماء والمحققني االخصائیین/ الطبعة: الاولی

• التوحيد للشيخ الصدوقرحمة الله علیه

• التوحيد والشرك يف القرآن للشيخ جعفر السبحانی.

• الحكمة المتعالية فی الاسفار العقلية الاربعة لصدر الدين محمد الشیرازيرحمة الله علیه الطبعة الثالثة.

• دراسات فی الحديث والمحدثین ل_ (هاشم معروف الحسني) الطبعة: الثانية.

• دروس يف العقيدة الاسالمية للشيخ محمد تقي مصباح الیزدی.

• دلائل لالمامة ل_ محمدبن جرير الطبري حتقيق: قسم الدراسات الاسلامية _ موسسة البعثة _ قم/ الطبعة: الاولی

• روضة الواعظين للفتال النيشابوري.

• رياض السالكني فی شرح صحيفة سيد الساجدين علیه السلام ، للمؤلف: علی خان المدني الشیرازی/حتقيق: السيد محسن الحسيني الاميني/ الطبعة: الرابعة.

• السيرة النبوية لابن هشام الحميري/ حتقيق وضبط وتعليق: محمدمحيي الدين عبد الحميد.

• الشافی الامامة للرشيف المرتضىرحمة الله علیه الطبعة الثانية.

• شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل للسيد نور الله الحسيني المرعشي التستري مع تعليقة السيد شهاب الدين النجفي.

• شرح المقاصد فی علم الكالم للتفتازانی/ الطبعة: الاولی

• شرح المواقف للقاضي الجرجانی.

• شرح رسالة الحقوق للسيد حسن السيد عيل القبانجي. منشورات مؤسسة الخرسان للمطبوعات، بريوت _ لبنان.

• الشيعة يف الميزان ل_ (محمدجواد مغنية)/ الطبعة الرابعة.

• رصاط الحق للشيخ محمدآصف المحسني / الناشر: ذوي القربى/ الطبعة: الاولی

ص: 126

• العدل الالهی للشهيد المطهري (رضوان الله عليه) طباعة دار الارشاد / بريوت _ حارة حريك.

• العقيدة الاسالمية علی ضوء مدرسة اهل البيت علیه السلامللشيخ جعفر السبحانی/ الطبعة: الاولی/تحقيق: نقل الی العربية: جعفر هادي.

• علوم القرآن: للسيد محمد باقر الحكيم/ الطبعة: الثالثة.

• علوم القرآن عند المفسرين، مركز الثقافة والمعارف القرآنية التابعة لمكتب الاعلام الاسلامی _ قم.

• علوم القرآن/ للسيد رياض الحكيم / الطبعة: الثالثة/ الناشر: دار الهلال.

• غاية المرام للسيد هاشم البحراين حتقيق السيد علی عاشور.

• الغدير: للشيخ الامینی قدس سره/ الطبعة: الرابعة.

• غريب الحديث: المؤلف: ابن قتيبة/ حتقيق: الدكتور عبد الله الجبوري الطبعة: الاولی

• الفروق اللغوية/ المؤلف: ابو هالل العسكري الطبعة: الاولی

• القاموس المحيط / المؤلف: الفيروز آبادي.

• قواعد المرام يف علم الكلام لابن هيثم البحراينقدس سره بتحقيق السيد احمد الحسيني الطبعة الثانية / مطبعة الصدر.

• القول السديد يف شرح التجريد لالمام السيد محمد الحسيني الشيرازي.

• الكايف للشيخ الكلينيقدس سره.

• كتاب العن، المؤلف: الخليل الفراهيدي/ حتقيق: الدكتور مهدي المخزومي / الدكتور ابراهيم السامرائي.

• كشف المراد فی شرح تجريد الاعتقاد (قسم الاهليات) بتقديم وتعليق الشيخ جعفر السبحانی.

• كشف المراد فی شرح تجريد الاعتقاد بتحقيق وتعليق الشيخ حسن زاده الاميل الطبعة الثانية/ عشرطبعة مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجمامعة المدرسني بقم المشرفة.

• كشف المراد فی شرح جتريد الاعتقاد مع حواشي وتعليقات السيد ابراهيم الموسوي الزنجانی منشورات شكورى __ قم.

• لسان العرب:لابن منظور.

ص: 127

• جملة الازهر/ السنة التاسعة والثالثون ج9 ل_ (امحد فواء).

• جملة رسالة القرآن / الامامة والخلافة / العدد /9 ل_ (كرجي ابو القاسم) تعريب مجال الحسيني السيد علی.

• المسلك فی اصول الدين لنجم الدين ابی القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد المحقق الحلی قدس سرهبحقيق رضا الاستادي / الناشر: جممع البحوث الاسلامية / ايران __ مشهد / الطبعة: الاولی/ الطبع: مؤسسة الطبع والنشر فی الاستانة الرضوية المقدسة.

• معجم مقاييس اللغة/ المؤلف: ابو الحسني احمد بن فارس زكريا/ حتقيق: عبد السلام محمد هارون.

• مفردات غريب القرآن/ المؤلف: الراغب الاصفهاين الطبعة: الثانية.

• َالملل والنحل لابی الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستانی تحقيق محمد سيد كيلانی بيروت __ لبنان.

• المواقف للاجيي بتحقيق عبد الرحمن عميرة الطبعة:الاولی

• النافع يوم الحشر فی شرح الباب الحادی عشر للفقيه الفاضل المقداد السيوري قدس سره طبعة مؤسسة اهل البيت علیه السلام بريوت __ لبنان.

• النجاة فی يوم القيامة فی تحقيق امر الامامة البن هيثم البحراين قدس سره.

• نفحات القرآن: للشيخ ناصر مكارم الشیرازی.

• نهایة الحكمة للعلامة الكبري السيد محمدحسين الطباطبائي مع تعليق الشيخ محمد تقي المصباح اليزدي.

• النهاية فی غريب الحديث / المؤلف: ابن الاثیر/ تحقيق: طاهر احمد الزاوي/ محمود محمد الطنامي/الطبعة: الرابعة.

• نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده.

• نهج البلاغة لابن ابی الحديد تحقيق ابو الفضل ابراهيم

ص: 128

الدرس التاسع/ الدليل علی التوحيد يف العبودية ...55

الدرس العاشر/ التوحيد الصفاتی ...59

الدرس الحادی العشر/ النبوة ...63

الدرس الثانی عشر/ضرورة بعثةالانبياء ...67

المحور الاول: الادلة علی النبوة ...67

الدرس الثالث عشر/ طرق أثبات النبوة ...71

المحور الثانی: ما هي الطرق التي نثبت بها نبوة الانبياء الاجل معرفة الصادق... 71

الدرس الرابع عشر/ الوسيلة التي من خلالها يتلقى النبي تعاليمه من الغيب ...77

المحور الثالث: الوسيلة التي من خلالها يتلقى النبي تعاليمه من الغيب ...77

لمطلب الاول: الوحي اللغة ...77

المطلب الثانی: الوحي يف االصطالح ...78

المطلب الثالث: اقسام الوحي ...81

المطلب الرابع: ما هو الدليل علی وجود الوحي؟ ...81

• المطلب الخامس: لما ثبت من خلال ما تقدم بان الانبياء ... 82

الدرس الخامس عشر/ الصفات التي تميز النبي عن غیره ...85

• المحور الرابع: ما هي الصفات التي تميز النبي عن غیره؟ ...85

المطلب الاول: العصمة فی اللغة ...86

المطلب الثانی: العصمة فی الاصطالح ...88

المطلب الثالث: الدليل علی لزوم عصمة الانبياء ...89

الدرس السادس عشر/ نبوة النبي الخاتم محمدصل الله عليه وآله ...91

البحث الثانی: نبوة النبي الخاتم محمدصل الله عليه وآله ...91

المطلب الاول: لماذا كان تحدي النبي صل الله عليه وآله بالكالم؟ ...93

المطلب الثانی: القرآن معجزة ...95

الدرس السابع عشر/ الامامة ...99

المبحث الاول:ما هی حقیقته الامامة فی نظر علمائنا

هناک تعاریف متعهددة الا انه یمکن ان نذکر التعریف الاتی:...100

الدرس الثامن عشر ...103

الدرس التاسع عشر/ الامامة من أصول الدين...107

ص: 130

المبحث الثاين: الامامة من أصول الدين ...107

الدرس العشرون/ وظائف الامام وصلاحيته ...109

المبحث الثالث: وظائف الامام وصالحيته ...109

المبحث الرابع: شرائط الامام أو ما هي صفات الامام؟ ...110

املبحث الخامس:ضهر مما تقدم بان الامام یتمیزبمو اصفات النبوة ما عداالوحی فینظر من هذاان

مثل هذاالشخص المثالی لا یمکن نصبه اماماً علی الناس الا بتعیین من الله تعالی و لا تتحقق امامة

احد بالمعنی الذی او ضحناه-بایکال امر تعیینه الی الناس بالا نتخاب و غیره ...111

الدرس الحادي والعشرون/ المعاد ...113

الدرس الثانی والعشرون ...117

المطلب الاول:فی معنى المعاد ...117

املطلب الثانی: الدليل علی المعاد ...117

الدرس الثالث والعشون/ كيف يكون المعاد؟ ...121

المطلب الثالث: كيف يكون المعاد؟ ...121

تنبيهان: ...122

المصادر ...125

المحتويات ...131

ص: 131