اللهوف علی قتلی الطفوف

هوية الکتاب

بطاقة تعريف:ابن طاوس، علی بن موسی، 589-664ق.

عنوان العقد:اللهوف علی قتلی الطفوف

عنوان واسم المؤلف: الملهوف علی قتلی الطفوف/ تالیف ابی القاسم علی بن موسی بن جعفربن طاووس؛ تحقیق و تقدیم فارس تبریزیان "الحسون".

تفاصيل المنشور:تهران: منظمه الاوقاف و الشوون الخیریه، دار الاسوه للطباعه و النشر، 1422ق= 1380 .

مواصفات المظهر:264 ص.

شابک:6500ریال:964-6066-68-2 ؛ 978-964-542-132-6 ؛ 4800 ریال (چاپ دوم)

لسان:العربية

ملحوظة:الطبعة السابقة: الرضی، 1368.

ملحوظة:الطبعة الثانية: 1375.

ملحوظة:الطبعة الثالثة: 1387 (فیپا)

ملحوظة:فهرس: ص. [247] - 255؛ أيضا مع الترجمة.

موضوع:حسین بن علی (عليهماالسلام)، الإمام الثالث، 4 - 61ق.

موضوع:حادثة كربلاء، 61ق.

المعرف المضاف:تبریزیان، فارس، 1347 - 1384.

المعرف المضاف:سازمان اوقاف و امور خیریه. انتشارات اسوه

ترتيب الكونجرس:BP41/5/الف2ل9 1380

تصنيف ديوي:297/9534

رقم الببليوغرافيا الوطنية:م 80-27780

ص: 1

اشارة

ص: 2

المَلهُوفُ عَلَی قَتلَی الطُّفُوفِ

تأليف

سَيّدِ العَارِفينَ وَالسَّالكينَ رَضِي الدِّينِ أَبي القَاسِم عَلِي بنِ مُوسی بنِ جَعفَرِ بنِ طَاوُوسِ

المتوفى سنة 664ه

تحقيق وتقديم الشيخ فارس تبريزيان

((الحَسَون))

وا الأسرة للطباعة والنشر

التابعة لمنظمة الأَوقَاف وَالشُّوُونِ الخِیرِية

ص: 3

ابن طاوس على بن موسی 589 - 664ق.

[الملہوف علی قتلی الطفوف]

الملہوف علی قتلی الطفوف تاليف ابي القاسم علی بن موسی بن جعفربن طاووس تحقیق و تقدیم فارس تبریزیان "الحسون" تهران: منظمه الاوقاف و الشئون الخيرية دار الاسوه للطباعه و النشر. 1422ق. = 2001م. = 1380.

264 ص .

24000 ریال 2-68-6066-964 1SBN

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا

عربي.

چاپ قبلی الرضی، 1368.

کتابنامه : ص . [247] ص 121 - 255 همچنین به صورت زیرنویس

2. حسين بن على ( عليهماالسلام )، امام سوم. 4 - (عليهماالسلام)، امام - 61ق 2 . واقه کربلا، 61ق. الف.تبریزیان، فارس، 1347

مصحح . ب .سازمان اوقاف و امور خیریه انتشارات اسوه . ج . عنوان. د. عنوان: الملہوف على قتلى الطفوف.

كتابخانه ملی ایران

الملهوف على قتلى الطفوف

تأليف : السيد ابن طاووس

تحقيق : الشيخ فارس تبریزیان (( الحسون ))

الناشر : دار الأسوه للطباعة والنشر

المطبعه والتجليد : اسوه

الطبعة : الرابعة

سنتة النشر : 1425 ه . ق 1383ه . ش

عدد المطبوع : 2000 نسخة

السعر : 2400 تومان

جميع الحقوق محفوظه للناشر

ISBN

2 - 68 - 6066 - 964

طهران ص.ب 13145/684 هاتف 6418299 و 6418099 ، فکس 6418022

قم: ص.ب 3999-37185 ، هاتف 6635080 و 6632212 ، فکس 6417757

ص: 4

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»

ص: 5

ص: 6

دَليْلُ الكِتَابِ

الاهداء 9

البينات التي ظهرت بعد شهادة الامام الحسين 11 - 30

أول من كتب المقتل الى زمن السيد ابن طاووس 31 - 41

السيد ابن طاووس في سطور 43 - 52

مَن كتب عن السيد ابن طاووس 53 - 61

حول الكتاب 63 - 69

عملنا في الكتاب 71 - 74

نماذج مصورة من المخطوطة 75 - 77

متن الكتاب 79 - 234

الفهارس 235 - 264

ص: 7

ص: 8

الأهْدَاء

إلى من أعلن كلمة الحق أمام السلطان الجائر:

فعندما صعد ابن زياد المنبر ونال من الحسين عليه السلام وعبّر عنه بالكذاب ابن الكذاب!!! قام إليه وقال: يابن مرجانة إنّ الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومَن استعملك وأبوه يا عدوّ الله أتقتلون أولاد النبتين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟!!

فأمر ابن زياد بقتله.

فجاهدهم جهاد الأبطال حتى قضى نحبه شهيداً ثابتاً على عقيدته...

إلى عبد الله بن عفيف الأزدي أقدم هذا الجهد...

فارس

ص: 9

ص: 10

البينات التي ظهرت بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)

ص: 11

ص: 12

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة على رسوله النبي المنذر الأمين، وعلى آله السادة الميامين.

الظالم مهما قويت سواعده وكثر أنصاره وامتدت مدة بقائه، فإنه ضعيف، لأن الله سبحانه وتعالى صاحب القدرة المطلقة في مقابله ، فهو عزّ وجلّ دائماً بالمرصاد للظالمين والمجرمين، يعذبهم وينزل عليهم أنواع البلاء في الدارين.

وهكذا كان حكم الله سبحانه وتعالى أمام من ظلم الحسين وقتله وانتهك حرمته ، فأذاقهم الله العذاب والبلاء في دار الدنيا، ويوم القيامة عذابهم أشدّ وأعسر.

فالله سبحانه دائماً في عون المظلومين الذين ظلموا لأجل الدفاع عن الحق وإعلاء كلمته لذا أظهر مظلوميتهم في الدنيا وأنّهم على الحق وأنّ خصمهم في قعر جهنم خالداً فيها وبئس المصير.

فأظهر جلّ جلاله بعد شهادة الحسين صلوات الله عليه بيّنات كثيرة شاهدها الكلّ وتيقنها تدلّ على أحقية الحسين علیه السلام ومقامه الرفيع عنده ومنزلته الكريمة لديه هو ومن استشهد معه من أصحابه ، ولأجله بقي ذكرهم واسمهم ومنهجهم يقتدي بهم جميع الأحرار في العالم عبر القرون الماضية الكثيرة ويبقى إلى أن يظهر الله القائم من آل محمد عجل الله فرجه، فينتقم ويأخذ بثأره صلوات الله عليه .

ونذكر هنا بعض البينات التي ظهرت بعد شهادته علیه السلام ، استخرجناها من مصادر المسلمين كافّة:

ص: 13

تكلّم رأس الحسين وهو على الرمح بالقرآن وغيره.

مفتاح النجا في مناقب آل العبا: 145 ، الخصائص الكبرى 127/2، الكواكب الدرية : 57 ، إسعاف الراغبين : 218 ، نور الأبصار : 125 ، إحقاق الحق 452/11 - 453 .

رمی الحسين بدمه نحو السماء فما وقع منه إلى الأرض قطرة .

كفاية الطالب : 284 ، إحقاق الحق : 454.

مطرت السماء يوم شهادة الحسين دماً، فأصبح الناس وكل شيءٍ لهم مليء دماً، وبق أثره في الثياب مدّة حتى تقطعت وأنّ هذه الحمرة التي تُرى في السماء ظهرت يوم قتله ولم تُر قبله.

مقتل الحسين 2 / 89، ذخائر العقبى : 144 و 145 و 150 ، تاریخ دمشق - كما في منتخبه - 339/4 ، الصواعق المحرقة : 116 و 192 . الخصائص الكبرى : 126، وسيلة المآل : 197 ، ينابيع المودة : 320 و 356، نور الأبصار : 123، الإتحاف بحب الأشراف: 12 ، تاريخ الإسلام 349/2، تذكرة الخواص : 284 ، نظم درر السمطين : 220 . احقاق الحق 458/11 - 462 .

ما رفع حجر من الدنيا يوم شهادة الحسين إلا وتحته دم عبيط .

تذكرة الخواص : 284 ، نظم درر السمطين : 220، ينابيع المودة: 320 و 356 ، تاريخ الإسلام ،349/2 ، كفاية الطالب : 295 ، الإتحاف بحب الأشراف: 12 ، إسعاف الراغبين : 215 ، الصواعق المحرقة : 116 و 192.

ص: 14

مفتاح النجا: مخطوط، تفسير ابن كثير 162/9 ، احقاق الحق 462/11 و 481 - 483.

لما جيء برأس الحسين إلى دار الأمارة شوهدت الحيطان تسايل دماً.

ذخائر العقبى : 144 تاريخ دمشق - كما في منتخبه - 4 / 339 ، الصواعق المحرقة : 192 ، وسيلة المآل : 197 ، ينابيع المودة : 322، إحقاق الحق 463/11 .

حين قتل الحسين احمرت السماء، ومكثت أياماً مثل العلقة ، وكانت السماء عليلة.

المعجم الكبير : 145 ، مجمع الزوائد 9 / 196 ، الخصائص الكبرى 127/2 ، إحقاق الحق 464/11 .

لما قتل الحسين مكث الناس سبعة أيام إذا صلّوا العصر نظروا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة من شدّة حمرتها، ونظروا إلى الكواكب تضرب بعضها بعضاً.

المعجم الكبير : 146، مجمع الزائد ،197/9 تاريخ الإسلام 2 / 348 ، سيرأعلام النبلاء / 210 ، تاريخ الخلفاء : 80. الصواعق المحرقة : 192 إسعاف الراغبين : 251 ، إحقاق الحق 465/11-466.

لما قتل الحسين مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس.

تذكرة الخواص : 284 ، الكامل في التاريخ 301/3 ، البداية والنهاية 171/8 ، الفصول المهمّة : 179 ، أخبار الدول : 109 ، إحقاق الحق 466/11 - 467 .

ص: 15

لمّا قتل الحسين احمرت أطراف السماء، واحمرارها بكاؤها، واقتسموا ورساً كان مع الحسين فصار رماداً، ونحروا ناقة في عسكره فكانوا يرون في لحمها النيران (المرار ).

مقتل الحسين 2 / 90 تاريخ الإسلام 2/ 348 ، سير أعلام النبلاء 311/3، تفسير القرآن لابن كثير 162/9 تهذيب التهذيب 353/2، تاریخ دمشق 339/4 ، المحاسن والمساوي : 62 ، تاريخ الخلفاء : 80 إحقاق الحق 467/11 - 469

احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى فيها كالدم.

تاريخ الإسلام 348/2 ، سير أعلام النبلاء 210/3 ، الصواعق المحرقة : 192 ، مجمع الزوائد 197/9 تاريخ الخلفاء : 80، مفتاح النجا: مخطوط

ينابيع المودة : 322 . إسعاف الراغبين : 215 ، إحقاق الحق 469/11 - 470

لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين، ولم تطمث امرأة بالروم أربعة أشهر إلا أصابها وضح فكتب ملك الروم إلى ملك العرب : قتلتم نبياً أو ابن نبي.

المعجم الكبير : 146 ، مقتل الحسين 2 / 90 ، المحاسن والمساوي : 62 . تاريخ دمشق 339/4، تاريخ الإسلام 2/ 348 ، سير أعلام النبلاء 211/3 ، الصواعق المحرقة : 192 ، مجمع الزوائد 197/9 ، منتخب كنز العمال - بهامش المسند - 5 / 112 . ينابيع المودة : 322 و 356 مفتاح النجا: مخطوط ، إحقاق الحق 471/11 - 473 .

ص: 16

لما قتل الحسين اظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثم ظهرت هذه الحمرة في السماء، ولم يمس أحد من زعفران الحسين شيئاً إلّا احترق.

تذكرة الخواص : 283 ، الصواعق المحرقة : 192 ، نظم درر السمطين : 220 ، مفتاح النجا: مخطوط، نور الأبصار: 123 ، تاريخ دمشق 339/4، إحقاق الحق 474/11 - 475 .

لم تبك السماء إلّا على اثنين يحيى بن زكريا والحسين، وبكاء السماء: أن تحمر وتصير وردة الدهان.

تاریخ دمشق 339/4 كفاية الطالب : 289 ، سير أعلام النبلاء 210/3 . تذكرة الخواص : 283 . نظم درر السمطين : 220 ، الصواعق المحرقة : 192 ، مفتاح النجا: مخطوط، ينابيع المودة : 322، نور الأبصار: 123 ، تفسير القرآن لابن كثير 162/9 . إحقاق الحق 476/11 - 478 .

لما قتل الحسين انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار، وظنّ الناس أنها هي !!

المعجم الكبير : 145 ، كفاية الطالب : 296 . مقتل الحسين 2/ 89 ، نظم درر السمطين : 220 ، مجمع الزوائد (1979 الإتحاف بحب الأشراف: 12 ، إسعاف الراغبين : 111 ، ينابيع المودة : 321 ، إحقاق الحق 479/11 - 480 .

لما قتل الحسين اسودت السماء اسوداداً عظياً ، وظهرت الكواكب نهاراً حتى رؤيت الجوزاء عند العصر ، وسقط التراب الأحمر، ومكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنها علقة تاريخ دمشق 339/4 ، الصواعق المحرقة : 116 .

ص: 17

ما رفع حجر بالشام وبيت المقدس يوم قتل الحسين إلا وجد تحته دم عبيط .

المعجم الكبير : 145 ، ذخائر العقبى : 145 ، الأنس الجليل : 252 ، وسيلة المآل : 197 ، تهذيب التهذيب 353/2 . كفاية الطالب : 296 . تاريخ الإسلام ، 2 / 348 ، سير أعلام النبلاء 212/3، مقتل الحسين 2/ 89 و 90 ، العقد الفريد 2/ 220 ، الخصائص الكبرى 126/2 ، مجمع الزوائد 196/9، تاريخ الخلفاء : 80 ، مفتاح النجا: مخطوط، نور الأبصار: 123، ينابيع المودّة : 321 ، إسعاف الراغبين : 215 ، إحقاق الحق 11/ 484 - 488 .

امتنعت العصافير من الأكل يوم عاشوراء.

مقتل الحسين 91/2 . إحقاق الحق 490/11 .

سطع النور من الإجانة التي فيها رأس الحسين الى السماء، ورفرفت الطيور البيض حول الرأس.

مقتل الحسين 2/ 101 ، الكامل في التاريخ 296/3 ، إحقاق الحق 491/11

لما قتل الحسين جاء غراب فوقع في دمه، ثم تمرّغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين .

مقتل الحسين 92/2 ، إحقاق الحق 492/11 - 493.

لما قتل الحسين سمع كثير من الناس نوح الجن عليه :

ألا يا عين فاحتفلي بجهد***ومَن يبكي على الشهداء بعدي

ص: 18

على رهط تقودهم المنايا***إلى متحير في ملك عبد

***

أيّها القاتلون جهلاً حسيناً***أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ أهل السماء يدعو عليكم***ونبي مرسل وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داود***وموسى وصاحب الإنجيل

***

خير نساء الجن يبكين شجيّات***ويلطمن خدوداً كالدنانير نقيات

ويلبسن ثياب السود القصيّات

***

أنعى حسيناً هبلا***كان حسين رجلا

***

والله ما جئتكم حتى بصرت به***بالطف متعفر الخدين منحورا

وحوله فتية تدمى نحورهم***مثل المصابيح يغشون الدجى نورا

كان الحسين سراجاً يستضاء به***الله يعلم أني لم أقل زورا

مات الحسين غريب الدار منفرداً***ظامي الحشاشة صادي القلب مقهورا

***

مسح النبي جبينه***فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش***جده خير الجدود

قتلوك يا بن الرسول***فاسكنوا نار الخلود

عقرت نمود ناقة فاستوصلوا***وجرت سوانحهم بغير الأسعد

فَبَنُو رسول الله أعظم حرمة***وأجل من أم الفصيل المقعد

عجباً لهم لما أتوا لم يمسخوا***والله يملي للطغاة الجهد

ص: 19

المعجم الكبير : 147، ذخائر العقبى : 150 ، تاريخ الإسلام 349/2، أسماء الرجال 141/2 . سير أعلام النبلاء 3 / 214 . آكام المرجان : 147، نظم درر السمطين: 217 و 223 و 224 . الإصابة 334/1، مجمع الزوائد 199/9 ، البداية والنهاية : 6/ 231 و 8/ 197 و 200، تاریخ الخلفاء : 80 الصواعق المحرقة : 194 ، وسيلة المآل : 197 ، مفتاح النجا: 144 . ينابيع المودة : 320 ، 323، 351 ، 352 ، الشرف المؤبد : 68 كفاية الطالب : 294 و 295 ، المقتل 95/2 0 التذكرة : 279 و 280 تاریخ ابن عساکر 341/4 ، الخصائص الكبرى 2 / 126 و 127 ، محاضرات الأبرار 2 / 160 ، تاريخ الأمم والملوك 357/4 ، الكامل في التاريخ 301/3، تهذيب التهذيب 353/2، البدء والتاريخ 10/6 ، أخبار الدول : 109 ، نور القبس المختصر من المقتبس : 263 ، تاج العروس 196/3 ، إحقاق الحق 11 / 570 - 589 .

لما قتل الحسين وجد حجر مكتوب عليه :

لا بدّ أن ترد القيامة فاطمة***و قميصها بدم الحسين ملطخ

ويل لمن شفعاؤه خصماوه***والصور في يوم القيامة ينفخ

التذكرة : 284 ، نظم درر السمطين : 219 ، ينابيع المودة : 331 ، إحقاق الحق ،579/11

وُجد مكتوباً على بعض جدران دير :

أترجو أُمة قتلوا حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

فلما سألوا الراهب عن السطر ومن كتبه، قال مكتوب ههنا من قبل أن يبعث نبيكم بخمسمائة عام.

ص: 20

تاريخ الإسلام والرجال : 386 الأخبار الطوال : 109 ، حياة الحيوان 1 / 60 ، نور الأبصار : 122 ، كفاية الطالب : 290 ، إحقاق الحق 567/11 - 568.

احتفر رجل من أهل نجران حفيرة فوجد فيها لوحاً من ذهب مكتوب فيه :

أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

مفتاح النجا : 135 ، إحقاق الحق : 566 .

انشق جدار فظهر منه كف مكتوب فيه بالدم :

أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

تاريخ الخميس 2/ 299 ، إحقاق الحق 567/11 .

لما قتل الحسين واحتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة ليشربوا النبيذ خرجت عليهم يد من الحائط معها قلم حديد فكتبت سطراً بدم :

أترجو أمة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

المعجم الكبير : 147 ، ذخائر العقبى : 144 ، مقتل الحسين 93/2 ، محاضر الأبرار ،2 / 160 ، كفاية الطالب : 291 ، تاریخ دمشق 342/4، تاریخ الإسلام 13/3 ، مجمع الزوائد 199/9 ، البداية والنهاية 200/8 ، الصواعق المحرقة : 116 ، الخصائص الكبرى 127/2 ، الطبقات الكبرى 23/1 ، جمع الفوائد 217/2 وسيلة المآل : 197 ، العرائس الواضحة : 190 ، إسعاف الراغبين : 217 ، ينابيع المودة : 230 و 351، جالية الكدر : 198 ، إحقاق الحق 561/11 - 565 .

ص: 21

وجد على حجر مكتوب تاريخه قبل البعثة بألف سنة: (كان مكتوب في بعض الكنائس في الروم ثلاثمائة - ستمائة - سنة قبل البعثة :)

أيرجو معشر قتلوا حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

المعجم الكبير : 147 ، كفاية الطالب : 290 ، مقتل الحسين 93/2 ، البداية والنهاية 2008 ، مجمع الزوائد ،199/9 تاریخ دمشق 342/4 ، التذكرة : 283 ، نظم درر السمطين : 291 ، مآثر الانافة في معالم الخلافة : 117 . ينابيع المودة : 331 مختصر تذكرة القرطبي : 194 ، إحقاق الحق 557/11 - 560.

أكحل النبي رجلاً في المنام من دم الحسين فعمي، وذلك أنه حضر قتل الحسين

نور الأبصار: 123 ، الصواعق المحرقة : 117 و 194 ، إسعاف الراغبين : 192 ، التذكرة : 291 ، مقتل الحسين 2 / 104 ، رشفة الصادي : 291 ، ينابيع المودة : 330 ، إحقاق الحق 552/11 - 555 .

قال أبو رجاء : لا تسبوا عليّاً ولا أهل هذا البيت، إنّ رجلاً من بني الهجيم (إنّ جاراً من من بلهجيم) قدم من الكوفة فقال : ألم تَرَوا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق !!! إنّ الله قتله !!! ، ويعني الحسين بن علي علیه السلام، فرماه الله بكوكبين في عينيه وطمس الله بصره .

المناقب لأحمد بن حنبل : مخطوط، المعجم الكبير : 145 ، تاريخ دمشق 430/4 كفاية الطالب : 296 ، الصواعق المحرقة : 194 ، مجمع الزوائد 196/9 . أخبار الدول : 109 ، المختار : 22، تهذيب التهذيب 353/2،

ص: 22

سير أعلام النبلاء 211/3 تاريخ الإسلام 348/2، نظم درر السمطين : 220 ، مفتاح النجا : 151 ، رشفة الصادي : 63 ، ينابيع المودة : 220 وسيلة المآل : 197 ، إحقاق الحق 547/11 - 550 .

لم يبق ممن قتل الحسين إلّا عوقب في الدنيا: إما بقتل ، أو عمى، أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة.

التذكرة : 290 ، نور الأبصار : 123، إسعاف الراغبين : 192 ، ينابيع المودة : 322 ، إحقاق الحق 513/11 .

ابتلاء رجل حال بين الحسين وبين الماء بالعطش، بعدما أن دعا عليه الحسين بقوله : اللهم اظمئه اللهم اظمئه، فكان يصيح من الحرّ في بطنه والبرد في ظهره حتى انقد بطنه كانقداد البعير .

مقتل الحسين 91/2 ، ذخائر العقبى : 144 ، الصواعق المحرقة : 195 ، مجابي الدعوة : 38 ، إحقاق الحق 514/11 - 515 .

لما قال رجل للحسين : أبشر بالنار ، دعا عليه الحسين وقال : ربّ حزهُ إلى النار، فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذه يمر به فيضرب برأسه كلّ حجر وكلّ شجرة حتى مات.

تاريخ الأمم والملوك 327/4 ، المعجم الكبير : 146 . مقتل الحسين 2 / 94 ،ذخائر العقبى : 144 ، الكامل في التاريخ 289/3 ، كفاية الطالب : 287 ، وسيلة المآل : 197، ينابيع المودة : 342 ، إحقاق الحق 516/11 - 519 .

لمّا منعوا الحسين من الماء قال له :رجل : أنظر إليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه

ص: 23

قطرة حتى تموت عطشاً ! ! فقال له الحسين : اللهم اقتله عطشاً، فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشاً.

الصواعق المحرقة : 195 ، إحقاق الحق 520/11 .

موت أشخاص بالعطش منعوا الماء عن الحسين ودعا عليهم الحسين.

صيرورة رجل أعمى وسقوط رجليه ويديه، وذلك لإرادته انتزاع تكة الحسين بعدما رأى فاطمة في المنام ودعت عليه .

انقطاع يد من سلب عمامة الحسين من المرفق ولم يزل فقيراً بأسوء حال إلى أن مات.

ذهب عقل رجل واعتقل لسانه عندما قال : أنا قاتل الحسين .

البداية والنهاية 174/8 ، ينابيع المودة : 348 ، مقتل الحسين 2 / 34، 94 ،103 تاریخ دمشق 340/4 . الكامل في التاريخ 3/ 283 ، المعجم الكبير : 146 ، ذخائر العقبى : 144 ، كفاية الطالب : 287 ، وسيلة المآل : 196، إحقاق الحق 522/11 - 525 و 528 - 530 .

صيرورة من أخذ سراويل الحسين زمناً مقعداً من رجليه، ومن أخذ عمامته مجذوماً، ومَن أخذ درعه معتوهاً، وارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة مظلمة فيها ريح حمراء لا يرى فيها عين ولا أثر حتى ظنّ القوم أنّ العذاب قد جاءهم

مقتل الحسين 2 / 37 ، إحقاق الحق 526/11 .

لما حمل رأس الحسين إلى يزيد ووضع بين يديه، خرجت كفّ يدٍ من الحائط فكتبت في جبهته :

ص: 24

أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

غرر الخصائص الواضحة : 276 ، إحقاق الحق 546/11 .

لما جيء برأس ابن زياد وبرؤوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار، جاءت حية وتخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن زياد وخرجت من منخره ودخلت في منخره و خرجت من فيه، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرؤوس، وصار الناس يقولون : خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم، ثم تباكى الناس حتى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه.

صحيح الترمذي 13/ 97، مقتل الحسين 84/2، أسد الغابة 22/2 . المعجم الكبير : 145 ، ذخائر العقبى : 128 ، سير أعلام النبلاء 359/3، مختصر تذكرة القرطبي : 192 ، جامع الأصول 10 / 25 ، الصواعق المحرقة : 196 ، نظم درر السمطين : 220 ، عمدة القاري 241/16 ، ينابيع المودة : 321 . إسعاف الراغبين : 185 ، نور الأبصار : 126 ، إحقاق الحق 542/11 - 545 .

صيرورة حرملة على أقبح صورة وأسودها وما تمرّ عليه ليلة إلا ويأخذ ب-ه إلى نار تأجج فيدفع فيها

التذكرة : 291 ، ينابيع المودة : 330 ، إسعاف الراغبين : 192 ، نور الأبصار : 123 ، إحقاق الحق 531/11 - 532 .

لما قال رجل : ما أحد أعان على قتل الحسين إلّا أصابه بلاء قبل أن يموت قال شيخ كبير : أنا ممن شهدها وما أصابني أمر كرهته إلى ساعتي هذه، وخبا السراج، فقام يصلحه ، فأخذته النار، وخرج مبادراً إلى الفرات وألقى نفسه فيه، فاشتعل وصار فحمة.

ص: 25

مقتل الحسين : 62 ، تهذيب التهذيب 353/2 ، المختار: 22 تاریخ دمشق 340/4 ، كفاية الطالب ،279 ، التذكرة : 292 ، وسيلة المآل : 197 ، نظم درر السمطين : 220 ، سير أعلام النبلاء 211/3 ، الصواعق المحرقة : 193. ينابيع المودة : 322 ، مفتاح النجا: مخطوط، إسعاف الراغبين : 191 ، إحقاق الحق 536/11 - 539 .

لما قتل الحسين يبست الشجرة التي نبتت بإعجاز النبي وجفّت بعد أن نبع نبع من ساقها دم عبيط ، وذبلت أوراقها وتقطر منها دم كماء اللحم .

ربيع الأبرار: 44 ، التحفة العلية والآداب العلمية : 16، مقتل الحسين 98/2 . إحقاق الحق 494/11 - 497 .

صار الورس الذي أُخذ من عسكر الحسين رماداً.

المعجم الكبير : 147 ، سير أعلام النبلاء 211/3 ، تاريخ الإسلام 348/2، تهذيب التهذيب 353/2 مقتل الحسين 2 / 90 ، ذخائر العقبى : 144 . مجمع الزوائد ،197/9 ، الصواعق المحرقة : 192 ، نظم درر السمطين : 220 ، الخصائص 2 / 126 ، ينابيع المودة : 321، إحقاق الحق 503/11 - 505 .

قسموا لحم ناقة من عسكره في الحي فالتهب القدر ناراً.

جعلوا شيئاً من تركة الحسين على جفنة فصارت ناراً.

صار لحم الإبل التي نهبت من عسكر الحسين مثل العلقم.

نظم درر السمطين : 220 ، المحاسن والمساوي: 62 ، المعجم الكبير : 0147 مجمع الزوائد 196/9 تاریخ دمشق 340/4 ، تاريخ الإسلام 348/2 .

ص: 26

سير أعلام النبلاء 211/3، تهذيب التهذيب 353/2، الخصائص الكبرى 2/ 126 ، تاريخ الخلفاء : 80، مقتل الحسين 2/ 90 ، التذكرة : 277 ، نور الأبصار: 123 ، إحقاق الحق 506/11 - 510 .

لما قتل الحسين وجيء برأسه إلى ابن زياد وقال : أيكم قائله ؟ فقام رجل فقال : أناقتلته، فاسود وجهه.

ذخائر العقبى : 149 ، إحقاق الحق 540/11 .

سطوع النور من مكان رأس الحسين إلى عنان السماء في وسط الليل، وإسلام الراهب بسببه .

التذكرة : 273 ، مقتل الحسين 2 / 102 ، الصواعق المحرقة : 119 . رشفة الصادي : 164 ، ينابيع المودة : 325 ، إحقاق الحق 498/11 - 502 .

لما قتل الحسين أصبحوا من الغد وكلّ قدر لهم طبخوها صار دماً، وكلّ إناء لهم فيه ماء صار دماً.

نظم درر السمطين : 220 ، إحقاق الحق 502/11 .

ما تطيّبت امرأة بطيب نهب من عسكر الحسين إلّا برصت.

العقد الفريد 2/ 220 ، عيون الأخبار 1 / 212 ، إحقاق الحق 511/11 .

هذا شيء يسير مما نقل في مصادر أهل السنة، وأما مصادر الشيعة فذكر فيها الكثير من البينات التي ظهرت بعد شهادة الإمام الحسين علیه السلام ، نذكر نبذة منها :

لمّا قتل الحسين آلت البومة على نفسها أن لا تأوي العمران أبداً ولا تأوي إلّا

ص: 27

الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنّها الليل، فإذا جنّها الليل فلا تزال ترنّ على الحسين، وقبل قتل الحسين كانت تأوي المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسق ثم ترجع إلى مكانها.

لمّا قتل الحسين جعلت الحمام الراعبية تدعو على قتلة الحسين.

لمّا قتل الحسين مطرت السماء دماً ورماداً.

لمّا قتل الحسين مطرت السماء تراباً أحمر .

لمّا قتل الحسين ما رفع أهل بيت المقدس حجراً ولا مدراً ولا صخراً إلا ورأوا تحته دماً يغلي واحمرت الحيطان كالعلق، ومطر الناس ثلاثة أيام دماً عبيطاً.

لمّا قتل الحسين هبط أربعة الاف ملك ، فهم عند قبره شعث غير يبكون إلى يوم القيامة - قيام القائم - ورئيسهم ملك يقال له منصور .

لمّا قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المشرق وحمرة من قبل المغرب فكادتا يلتقيان في كبد السماء.

لمّا قتل الحسين مكث الناس أربعين يوماً تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة وهذا بكاؤها.

لمّا قتل الحسين أمطرت السماء دماً، وإنّ الحباب والجرار صارت مملوءة دماً وذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب فإذا هو دم.

لم تبك السماء إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي، وبكاء السماء : كانت إذا استقبلت بالثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم.

لمّا قتل الحسين بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهنّ ومَن يتقلب في الجنّة والنار وما يرى وما لا يرى.

لمّا قتل الحسين بكى عليه كلّ شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحر والطير في السماء وبكت عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض ومؤمنوا

ص: 28

الإنس والجن وجميع ملائكة السماوات والأرضين ورضوان ومالك وحملة العرش.

لمّا قتل الحسين مدّت الوحش أعناقها على قبره تبكيه وترثيه ليلاً حتى الصباح.

لمّا قتل الحسين بكته السماء أربعين صباحاً بالدم والأرض بالسواد، والشمس بالحمرة، وإن الجبال تقطعت وانتثرت، وإنّ البحار ،تفجّرت، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كلّ مَن في الهواء والسماء من الملائكة.

لمّا كان أمير المؤمنين يتلو هذه الآية: «فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين» خرج عليه الحسين فقال أمير المؤمنين : أما إن هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والأرض.

إنّ فاطمة لتبكي الحسين وتشهق .

لما قتل الحسين ناحت الجنّ عليه :

إنّ الرماح الواردات صدورها***نحو الحسين تقاتل التنزيلا

ويهلّلون بأن قتلت وإنما***قتلوا بك التكبير والتهليلا

فكأنما قتلوا أباك محمّداً***صلّى عليه الله أو جبريلا

***

يا بن الشهيد ويا شهيداً عمّه***خير العمومة جعفر الطيّار

عجباً لمصقول أصابك جدّه***في الوجه منك وقد علاك غبار

***

أيا عين جودي ولا تجمدي***وجودي على الهالك السيد

فبالطف أمسى صريعاً فقد***رزئنا الغداة بأمرٍ بدِي

***

نساء الجن يبكين من الحزن شجيّات***وأسعدن بنوح للنساء الهاشميات

ويندبن حسيناً عظمت تلك الرزيّات***ويلطمن خدوداً كالدنانير نقيّات

ويلبسن ثياب السود بعد القصبيّات

ص: 29

راجع : المناقب لابن شهر آشوب 754/4 فما بعد ، كامل الزيارة : 75 فما بعد . أمالي الصدوق مجلس 27 ، علل الشرائع 217/1 ، أمالي المفيد ، بحار الأنوار 201/45 - 241 ، وغيرها من المصادر كثيرة جداً.

ص: 30

أول مَن كتب المقتل إلى زمن السيّد ابن طاووس

ص: 31

ص: 32

لم يحارب الحسين علیه السلام يزيد وأعوانه فحسب بل كلّ من أتى بعد يزيد من الحكّام حاربوه ووقفوا أمام من سار على درب الحسين الشهيد علیه السلام وحاولوا التغطية على أخبار واقعة الطف وتشويهها ، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .

فكتب الكثير عن واقعة كربلاء من زمن وقوعها وإلى زماننا هذا وبشتى اللغات ومن قبل أشخاص مختلفة مذاهبهم وعقائدهم.

ولكن أكثر المقاتل القديمة لم يبق منها إلا الاسم ، حرقت وسُرقت وأتلفت ، وذلك لئلا يبق للحسين اسم ورمز يسير عليه من يريد الحريّة والإباء ، والذي وصل إلينا من المقاتل القديمة الشيء القليل ، أو ما نقل عنها في كتب التاريخ.

وفي هذا الفصل نذكر أسماء من كتب المقتل من حين واقعة الطف حتى زمن السيد ابن طاووس حيث كتب هذا الكتاب الملهوف :

(1) أبو القاسم الاصبغ بن نباتة المجاشعي التميمي الحنظلي.

من خاصة أصحاب أمير المؤمنين الله ومن شرطة الخميس، عمّر بعد علي علیه السلامطويلاً ، توفى بعد المائة .

له کتاب مقتل الحسين علیه السلام.

والظاهر أنّه أول من كتب مقتل الحسين علیه السلام ، والله أعلم .

الفهرست : 37 - 38 رقم 108 ، الذريعة 23/22 - 24 رقم 5838 .

ص: 33

(2) أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن يخنف بن سالم الأزدي الغامدي.

شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، روى عن جعفر بن محمد علیه السلام، وقيل : روى عن أبي جعفر علیه السلام، ولم بصح.

وزعم الكشي أنّه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين علیه السلام ، والصحيح أباه كان من أصحاب علي علیه السلام، وهو لم يلقه .

له كتاب مقتل - قتل - الحسين علیه السلام.

وكتاب مقتل الحسين علیه السلام الذي طبع مؤخّراً منسوباً إلى أبي مخنف ليس له قطعاً . ب- لبعض من تأخر عنه ، واحتمل بعض المحققين أنه للسيد ابن طاووس، أخذه من مقتل أ مخنف وزاد عليه ونقص ، ومقتل أبي مخنف لم يصل إلينا سوى ما نقله الطبري في تاريخه عنه

رجال النجاشي : 320 رقم 875 ، الفهرست : 129 رقم 573 ، المعالم : 3 ، 94 رقم 649 ، الذريعة 27/22 رقم 5859 .

(3) أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي.

من أصحاب أبي جعفر علیه السلام، شیخ جعفر بن قولويه .

له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام .

رجال النجاشي: 240 - 244 رقم 640 ، الذريعة 25/22 رقم 5851 .

(4) أبو عبدالله - أبو محمد - جابر بن يزيد الجعفي .

عربي قديم، لقي أبا جعفر وأبا عبد الله علیه السلام ومات في أيامه سنة .128.

له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام

رجال النجاشي: 128 رقم 332 الذريعة 22 / 24 رقم 5840 .

ص: 34

(5) عبدالله بن أحمد - محمد - بن أبي الدنيا .

عامي المذهب، توفي سنة 281ه.

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

الفهرست : 104 رقم 438 ، المعالم : 76 رقم 506 ، سير أعلام النبلاء 403/13 .

(6) أبو الفضل سلمة بن الخطاب البَراوَستاني الأزدورقاني.

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

رجال النجاشي : 187 رقم 498 الفهرست : 79 رقم 324 . المعالم : 57 رقم 378 الذريعة 22 / 25 رقم 5847 .

(7) أبو الحسن علي بن محمد المدائني

عامى المذهب، كتبه حسنة ، توفي سنة 224 ه.

له كتاب مقتل الحسين ، أو السيرة في مقتل الحسين.

الفهرست : 95 رقم 395 ، المعالم : 72 رقم 486 .

(8) أبو زيد عمارة بن زيد الخيواني الهَمْداني

له كتاب مقتل الحسين بن علیه السلام.

رجال النجاشي : 303 رقم 827 ، الذريعة 22 / 26 رقم 5855 .

(9) أحمد بن عبدالله البكري

له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام.

ص: 35

توجد نسخة منه في مكتبة جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب ضمن المجموعة رقم 575/3 باسم : حديث وفاة سيدنا الحسين .

(10) أبو جعفر محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران بن عبدالله بن سعد بن مالك الأشعري القمي.

المعروف بدبة شبيب .

له كتاب مقتل أبي عبدالله الحسين علیه السلام.

رجال النجاشي : 348 - 349 رقم 939 ، الذريعة 27/22 رقم 5861 .

(11) أبو عبيدة معمّر بن المثنى التيمي

يروي عنه السيد ابن طاووس في هذا الكتاب الملهوف، توفى سنة 210 ه.

له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام

الذريعة 28/22 رقم 5873 .

(12) هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن زيد.

العالم بالأيام المشهور بالفضل والعلم ، وكان يختص بمذهبنا .

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

رجال النجاشي : 434 - 435 رقم 1166 .

(13) أبو المفضل نصر بن مزاحم المنقري العطار .

كوفي مستقيم الطريقة ، توفي سنة 212 ه .

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

ص: 36

رجال النجاشي : 427 - 428 رقم 1148 ، الفهرست: 171 - 172 رقم 751 ، المعالم : 126 رقم 851 ، الذريعة 29/22 رقم 5874 ، الفهرست للنديم : 106 .

(14 ) أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي المدني البغدادي. صاحب كتاب الآداب، توفي سنة 207. له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام.

الذريعة : 28/22 رقم 5869 الفهرست للنديم: 111 ، الوافي بالوفيات 4 / 238 .

( 15 ) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي. له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

الفهرست : 156 - 157 رقم 695 ، المعالم : 111 - 112 رقم 764 ، الذريعة 28/2 رقم 5867 .

(16) محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن شكين .

شيخ ابن الغضائري وفي طبقة الصدوق، كان ثقة عيناً صحيح الإعتقاد جيد التصنيف .

له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام.

رجال النجاشي : 385 رقم 1046 ، الذريعة 22 / 28 رقم 5868 .

(17) أبو عبدالله محمد بن زكريا بن دينار الغلابي.

مولى بني غلّا، وكان وجهاً من وجوه أصحابنا بالبصرة، توفي سنة 298 ه.

ص: 37

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

رجال النجاشي : 346 - 347 رقم 963 ، الفهرست للنديم : 121 .

(18) أبو جعفر محمد بن يحيى الطيار القمي.

شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة عين كثير الحديث .

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

رجال النجاشي : 353 رقم 946 .

(19) ابن واضح اليعقوبي أحمد بن إسحاق.

الأخباري الشهير ، صاحب تاريخ اليعقوبي، المتوفى بعد سنة 292 أو سنة 284 ، وهو متأخر عن أبي مخنف .

له كتاب مقتل أبي عبدالله الحسين علیه السلام

الذريعة 23/22 رقم 5833 .

( 20 ) أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي.

متّهم، وكتبه سداد، سمع منه القاسم بن محمد الهمداني سنة 269 ه.

له كتاب مقتل الحسين بن علي علیه السلام.

الفهرست : 7 رقم 9 . المعالم : 7 رقم 27 ، رجال النجاشي : 19 رقم 1 الذريعة 22 / 23 رقم 5834 .

(21) إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقني .

أصله كوفي ، سكن ،اصفهان، وكان زيديّاً ثم انتقل إلينا ، مات سنة 283 ه.

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

ص: 38

الفهرست : 4 - 5 رقم 7 المعالم : 3 رقم 1 ، رجال النجاشي : 16 - 17 رقم 19 ، الذريعة 22 / 33 رقم 5835 .

(22) أبو الحسين الشافعي

صاحب المفيد في الحديث، يروي عنه النجاشي بتوسط شيخه أحمد بن عبدالواحد بن عبدون له كتاب المقتل.

الذريعة 21 - 32 رقم 5825 .

(23) ابن شهر آشوب .

ينقل عنه أبو جعفر الحسيني في شرح الشافية . له كتاب المقتل .

الذريعة 22/22 رقم 5827 .

(24) محمد بن الحسن بن علي الطوسي.

له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.

الفهرست : 159 - 161 رقم 699 ، المعالم : 114 - 115 رقم 766 ، الذريعة 22 : 27 رقم 5863 .

(25) نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي .

المتوفى سنة 645 ه.

له كتاب مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان في المقتل.

ص: 39

الذريعة 19 / 349 رقم 1559، 22/22 .

(26) أبو عبيد القاسم بن سلار - سلام - الهروي .

توفي سنة 224 ه.

له كتاب مقتل الحسين .

التحبير للذهبي 1 / 185.

(27) عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي .

توفي سنة 317 ه .

له كتاب مقتل الحسين .

كشف الظنون 2 / 1794 .

الملهوف على قتلى الطفوف

(28) عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني .

توفي سنة 339ه.

له كتاب مقتل الحسين بن علي .

معجم المؤلفين 282/7 .

(29) ضياء الدين أبو المؤيد الموفق بن أحمد الخوارزمي

توفي سنة 568 ه.

له كتاب مقتل الحسين ، كبير في جزأين .

( 30 ) أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي.

توفي سنة 592ه.

ص: 40

له كتاب مقتل الحسين.

إيضاح المكنون 540/2 .

(31) عزّ الدين عبد الرزاق الجزري.

توفي سنة 661 ه .

له كتاب مقتل الشهيد الحسين .

(32) سليمان بن أحمد الطبراني.

توفي سنة 360 ه.

له كتاب مقتل الحسين .

أفرد ابن مندة جزءاً حافلاً في ترجمته طبع في نهاية المعجم الكبير، وعد في صفحة 362 رقم 39 هذا الكتاب له .

(33) علي بن موسیٰ بن جعفر بن طاووس.

توفي سنة 664 ه .

له هذا الكتاب الملهوف على قتلى الطفوف.

وكتاب المصرع الشين في قتل الحسين .

ص: 41

ص: 42

السيد ابن طاووس في سطور

ص: 43

ص: 44

هو السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن طاووس.

يتصل نسبه من قبل أبيه بالإمام المجتبى علیه السلام، و من قبل أمه بالإمام الحسين علیه السلام ، ولهذا يلقب بذي الحسبين .

وعرف بابن طاووس، لأنّ أحد أجداده وهو أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن الحسن كان حسن المنظر ورجلاه قبيحتان، فسمّي بالطاووس، ولقب أولاده وأحفاده من بعده بهذا اللقب.

ولد في منتصف محرم سنة 589 ه في الحلة ، وقيل : في رجب سنة 587 ه، وهو قول ضعيف .

نشأ ابن طاووس في الحلة، ودرس المقدّمات فيها ، وفي سنة 602 ه كان فيها .

تتلمذ ابن طاووس على الكثيرين واستجاز من آخرين منهم :

والده سعد الدين موسى.

جدّه ورام بن أبي فراس النخعي، وحسب تعبير ابن طاووس أن والده وجده ورام كانا أكثر من اهتم بتربيته وعلماه التقوى والتواضع.

أبو الحسن علي بن يحيى الخياط - الحناط - السوراوي الحلي.

حسين بن أحمد السوراوي .

أسعد بن عبدالقادر .

ص: 45

محمد بن جعفر بن هبة الله .

حسن بن علي الدربي.

محمد السوراوي .

محمد بن معد الموسوي .

فخار بن معد الموسوي

حيدر بن محمد بن زيد الحسيني .

سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي.

جبرئيل بن أحمد السوراوي.

علي بن الحسين بن أحمد الجواني.

حسين بن عبدالكريم الغروي .

محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي .

وكان لابن طاووس شيوخ قرأ عليهم واستجاز منهم غير إمامية ، ووجه ابن طاووس روايته عنهم وجود المصلحة للشيعة في الرواية عنهم ، منهم :

محمد بن محمود بن النجار .

مؤيد الدين محمد بن محمد القمي.

تزوج ابن طاووس بزهراء خواتون بنت الوزير الشيعي ناصر بن مهدي، ولم يكن راغباً بهذا الزواج، لأن الوصلة بمثل هذه العوائل تجرّ الى حب الدنيا، ولا توجد لدينا معلومات كافية عن زوجته وهل أنجبت له أم لا، وأولاده المعروفين كلهم من أُمهات أولاد.

وكانت لابن طاووس روابط حسنة في بغداد مع بعض المتصدين للحكم، كالوزير العلقمي محمد بن أحمد واخوته وابنه .

وكان السيد أيضاً له روابط حسنة مع الخليفة المستنصر العباسي، حتى أنّ الخليفة

ص: 46

هيّء، له بيتاً في الجانب الشرقي من المدينة .

وحاول المستنصر العباسي أن يجرّ السيد ابن طاووس إلى المسائل السياسية ويجعل نقابة جميع الطالبيين له، فامتنع السيّد أشدّ امتناع .

وحاول المستنصر أيضاً إرسال السيد إلى حاكم المغول سفيراً عنه ، فلم يقبل .

وُلد أول مولود للسيد في 9 محرم سنة 643 ه في الحلة.

ووُلد مولوده الثاني في 8 محرم سنة 647 ه في النجف.

والذي يظهر من كتب السير أن السيد رجع إلى الحلة سنة 641 ه، وفي سنة 645 ه ذهب إلى النجف، ومنها ذهب إلى كربلاء سنة 649 ه، ومنها عزم السفر إلى سامراء سنة 652 ه ، لكنه في طريقه مرّ ببغداد وبقي في دار الخلافة .

وعند سقوط بغداد بيد المغول كان السيّد في بغداد.

ولمّا دخل هولاكو جمع العلماء في المستنصرية وطلب منهم الفتوى حول مسألة : أيّ الحاكمين أفضل المسلم الظالم أم الكافر العادل ؟ فلم يجب أحد، وبادر السيد بالإجابة : أنّ الكافر العادل أفضل، وتابعه بقية العلماء بهذه الفتوى.

ومعلوم أنّ صدور هذه الفتوى من السيد كانت تقية لأجل الحفاظ على ما تبقى من المسلمين، والله أعلم ماذا كان يحدث إذا لم يصرح السيد بهذه الفتوى ؟ هل كان يبقى مسلم على وجه بغداد ؟ .

وأحضر هولاكو ابن طاووس في 10 صفر سنة 656 ه، وأعطاه الأمان، وذهب ابن طاووس إلى الحلة .

وفي 9 محرم سنة 658 ه كان ابن طاووس في بيته في النجف.

وفي 14 ربيع الأول سنة 658 ه كان في بيته ببغداد .

وذكر أنّ هولاكو عين ابن طاووس نقابة العلويين سنة 656 ه وسنة 661 ه، والظاهر أنّه سنة 656 ه عينه نقيب بغداد، وسنة 661 ه عينه نقيب كلّ الطالبيين .

وذكر أن السيد امتنع في بادىء الأمر من قبول النقابة، لكن أعلمه الشيخ نصير الدين

ص: 47

الطوسي بأنّ امتناعه يسبب قتله، فقبل النقابة مكرهاً .

توفي السيد صبح يوم الإثنين 5 ذي القعدة سنة 664 ه في بغداد، وحققت أمنيته في دفنه في النجف الأشرف .

والأخبار الواصلة إلينا عن الفترة الأخيرة من عمره الشريف غامضة جداً.

فقيل : إنه توفي في حال كونه نقيباً.

وقيل : إنّه عزل عن النقابة في أواخر عمره.

وقيل : إنّه وأخاه قتلا .

وكتب السيّد القسم الأول من كتابه الملاحم في الحلة في 15 محرم سنة 663 ه في وقت زيارته من بغداد إلى النجف وتوقفه في الحلة .

وأجاز بعض تلامذته في جمادى الأولى سنة 664 ه.

ولم يصل لنا خبر بخروج ابن طاووس من العراق غير زيارته إلى بيت الله الحرام سنة 627ه .

وأما الوضع المالي لابن طاووس، فكان حسناً، وفي وصيته لولده ذكر فيها أنه لم يخلف ذهباً ولا فضة، تأسياً بالنبي وأمير المؤمنين، وخلّف أملاكاً وعقاراً اشتراها في طيلة حياته.

عرف السيّد بذي الكرامات، نقل بعضها نفسه في طيّ كتبه، ونقل بعضها من ترجم له . حتى قيل : إنه كان على اتصال مستقيم بالحجة المنتظر عجل الله فرجه ، وقيل : إنَّه أُعطى الاسم الأعظم ولم يجاز في تعليمه لأولاده.

كان لابن طاووس ثلاثة إخوة :

شرف الدين ابو الفضل محمد .

عزّ الدين الحسن .

جمال الدين أبو الفضائل أحمد والد غياث الدين عبد الكريم.

ص: 48

وكان لا بن طاووس أربع بنات لم تذكر الكتب غير اثنين منهن :

شرف الأشراف.

فاطمة .

يقول عنهن السيّد بافتخار : حفظن القرآن وسنّ شرف الأشراف 12 سنة وفاطمة أقل من تسع ، وأوصى لهن نسختين من القرآن .

وللسيّد وصايا كثيرة ، يحث فيها أولاده والشيعة على ملازمة التقوى والورع والعزلة عن الناس بقدر الإمكان ، لأن الإختلاط يوجب البعد عن الله تعالى.

وكانت لابن طاووس مكتبة عظيمة ألف لها فهرساً ، تعد من المكتبات المهمة التي تذكر في التاريخ.

وكان ابن طاووس يحثّ على الإلتزام بالروايات الواردة عن النبي وأهل بيته لأنها المنبع الأصيل لمعرفة الدين.

وللسيّد مؤلّفات كثيرة نافعة في شتى العلوم ، منها :

الأمان من أخطار الأسفار والزمان.

أنوار أخبار أبي عمر و الزاهد.

الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة.

الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.

أسرار الصلاة وأنوار الدعوات.

ثمرات المهجة في مهمات الأولاد.

البشارات بقضاء الحاجات على يد الأئمة علیهم السلام بعد الممات.

الدروع الواقية من الأخطار.

فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليل.

فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم.

فرحة الناظر وبهجة الخواطر .

ص: 49

فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب في الإستخارة وما فيها من وجوه الصواب.

فتح الجواب الباهر في خلق الكافر .

غیاث سلطان الورى لسكان الثرى .

الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.

إغاثة الداعي وإعانة الساعي.

الإجازات لكشف طرق المفازات .

الإقبال بالأعمال الحسنة .

الإصطفاء في أخبار الملوك والخلفاء.

جمال الاسبوع في العمل المشروع.

الكرامات.

كشف المحجة لثمرة المهجة .

لباب المسرّة من كتاب ابن أبي قرّة.

الملهوف على قتلى الطفوف.

المنامات الصادقات

مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج.

المضمار للسباق واللحاق بصوم شهر إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق.

مصباح الزائر وجناح المسافر.

مهج الدعوات ومنهج العنايات.

محاسبة النفس.

المهمات في إصلاح المتعبد وتتمات المصباح المتهجد .

المجتنى من الدعاء المجتبى.

ص: 50

مختصر كتاب ابن حبيب .

المنتقى في العوذ والرقى .

المواسعة والمضايقة.

القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.

ربيع الألباب.

ري الظمآن من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان.

روح الأسرار وروح الأسمار.

السعادات بالعبادات التي ليس لها أوقات معينات.

سعد السعود للنفوس.

شفاء العقول من داء الفضول في علم الأصول.

التحصيل من التذييل.

التحصين من أسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين .

التمام لمهام شهر الصيام.

تقريب السالك إلى خدمة المالك .

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.

التراجم فيما نذكره عن الحاكم .

التعريف للمولد الشريف .

التشريف بالمنن في التعريف بالفتن .

التشريف بتعريف وقت التكليف .

التوفيق للوفاء بعد تفريق دار الفناء.

طرف من الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء وعترته الأطايب.

اليقين في اختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين.

زهر الربيع في أدعية الأسابيع.

ص: 51

***

هذه سطور قليلة عن حياة السيد ابن طاووس المباركة، انتخبناها من عدّة كتب ،أهمها دراسة عن السيد ابن طاووس لآل ياسين عن حياته ومؤلفاته وخزانة كتبه، ودراسة أخرى لإتان كليرك حول مكتبته وأحواله وآثاره والتي كتبها باللغة الإنكليزية و ترجمت مؤخراً إلى اللغة الفارسية.

ص: 52

مَن كتب عن السيد ابن طاووس

ص: 53

ص: 54

1 - الميرزا عبدالله :

رياض العلماء 161/4 .

2 - علي بن أنجب بن الساعي :

تاريخ ابن الساعي .

3 - الخوانساري :

روضات الجنات 325/4 - 339 .

4 - المجلسي :

بحار الأنوار 121 - 13 ، 107 / 34 و 37 - 45 و 63 و 208.

5 - ابن الطقطق :

تاريخ الفخري : 13.

6 - مشاركة العراق في نشر التراث :

رقم 58

7 - مجلة الزهراء :

635/2.

8 - مجلة المجمع العلمي العراقي :

12 / 192.

ص: 55

9 - مجلة معهد المخطوطات :

216/4 .

10 - عبد الحسين الأميني :

الغدير 187/4 .

11 - محمد هادي الأميني :

معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 / 80-82 .

12 - جواد الشهرستاني :

مقدمة كتاب الأمان : 4 - 8.

13 - الحر العاملي :

أمل الآمل 205/2.

14 - على العدناني :

مقدمة كتاب بناء المقالة الفاطمية : 12 - 21 .

15 - إتان كلبرك :

الملهوف على قتلى الطفوف

مكتبة ابن طاووس وأحواله وآثاره طبع باللغة الإنكليزية، ثم ترجم إلى اللغة الفارسية سنة 1413ه في قم ، 771 صفحة .

16 - محمد الحسّون :

مقدمة كتاب كشف المحجة : 15 - 34 .

17 - حامد الخفاف

مقدمة كتاب فتح الأبواب : 9 - 41 .

18 - كمال الدين عبدالرزاق بن الفوطي:

الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة : 350 و 356 (وفي نسبة هذا الكتاب لابن الفوطي نظر).

ص: 56

تلخيص مجمع الآداب 5 / 489 و 547

19 - ابن عنبة :

عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 190 - 191 .

20 - الطريحي :

مجمع البحرين 83/4 طوس .

جامع المقال فيما يتعلق باحوال الحديث والرجال : 142 .

21 - الشيخ يوسف البحراني :

لؤلؤة البحرين : 235 .

الكشكول 306/13 - 196/2،307.

22 - التفريشي :

نقد الرجال : 244 .

23 - محمد أمين الكاظمي :

هداية المحدثين إلى طريقة المحمدين : 306.

24 - سركيس :

معجم المطبوعات 1 / 145 .

25 - الأردبيلي :

جامع الرواة 603/1 .

26 - أبو علي محمد بن اسماعيل :

منتهى المقال في أحوال الرجال : 225 و 357

27 - الوحيد البهبهاني :

التعليقة : 239

28 - الدزفولي :

مقابس الأنوار: 12 و 16 .

ص: 57

29 - النوري :

مستدرك الوسائل 3/ 467 - 472 .

30 - البغدادي :

هدية العارفين 5 / 710 .

إيضاح المكنون 76/3 و 77 و 90 و 110 و 202 و 340 و 365 و 471 و 548، 16/4 و 82 و 83 و 151 و 158 و 160 و 186 و 366 و 417 و 430 و 439 و 492 و 495، 609 و 673 و 731.

31 - المامقاني :

تنقيح المقال 310/2.

32 - القمي :

الكنى والألقاب 327/1.

هدية الأحباب : 70 .

سفينة البحار 96/2 .

الفوائد الرضوية : 43 و 109 و 199 و 312 و 334 و 338 و 386 .

33 - الطهراني :

الأنوار الساطعة في المائة السابعة ( طبقات أعلام الشيعة ) : 107 و 116 و 164 . مصفى المقال : 301

2012/22

الذريعة 58/1 و 127 و 222 و 366 و 396، 2 / 20 و 45 و 49 و 56 و 59 و121 و 249 و 264 و 392 و 418 ، 111/3 و 113 و 159 و 303 و 396 و 398 ،115/4 و 130 و 189 و 197 و 215 و 454 و 129/5،500 و 170 و 236، 100/7،260/6، 146/8 و 190، 10 / 75، 109/11 و 73/12،262 و 101 و 119، 14 / 140 و 205 ، 215 / 154 و 161 و 242، 16 / 73 و 103 و 108 و 113 و

ص: 58

302 و 303 و 407 ، 36/17 و 289، 18 / 58 و 69 و 76 و 95 و 274 و 281 و 326 و 389. 3/19، 20 / 1 و 68 و 112 و 121 و 122 و 167 122 و 167 و 170 و 183 و 296 و 319 و 319 و 320 و 330 و 380 ، 12/21 و 0 2 و 23 و 107 و 118 و 135، 22 / 189 و 223 و 225 و 228 و 276 و 338، 23 / 8 و 161 و 222 و 272 و 277 و 287 و 299 ، 63/24 و 158 و 177 و 270، 8/25 و 105 177 8/20 105 و 224 و 279 26 / 210 و 249 و 270

34 - الأمين :

أعيان الشيعة 358/8.

35 - الخوئي :

معجم رجال الحديث 188/12

36 - الزركلي :

الأعلام 26/5

37 - كحّالة :

معجم المؤلفين 248/7.

38 - آل ياسين :

السيد علي آل طاووس حياته مؤلفاته خزانة كتبه ، 58 صفحة .

39 - عبد الرزاق كمونة :

موارد الاتحاف في نقباء الأشراف 1 / 107 - 110 .

40 - اليعقوبي :

البابليات 1 / 64 - 66 .

41 - حاجي خليفة :

كشف الظنون : 166 و 752 و 1608 و 1911.

ص: 59

42 - الأنصاري :

مقدمة كتاب اليقين : 53 - 84 .

43 - محمد حسن الزنوزي :

رياض الجنّة 219/1 - 224 .

44 - المدرّس :

ريحانة الأدب 76/8 - 79

45 - مشار:

مؤلفين كتب چاپی 413/4 - 417 .

46 - الصدر :

تأسيس الشيعة : 336.

47 - أفرام

دائرة المعارف 296/3 .

48 - مجلة مجمع العلمي العربي دمشق :

28 / 468 .

49 - ابن داود :

الرجال : 226 - 228 .

50 - الشهيد الثاني :

حقائق الإيمان : 156 و 170 و 177 و 252 و 256 و 260 و 267 .

51 - بروکلمان :

ذیل 911/1-913.

52 - نامه دانشوران

161/1 - 168

ص: 60

ومصادر أخرى كثيرة ، نكتفي بهذا المقدار منها .

ويمكن أن نتعرف على حياة السيد ابن طاووس عند قراءة مؤلّفاته، فإنّه رضوان الله عليه كتب الشيء الكثير عن جوانب من حياته في طيّ كتبه، نذكر بعض الموارد منها :

( 1 ) الإقبال : 334 و 527 و 585 و 586 و 588 و 728 .

(2) الأمان : 107 و 116 و 143 .

(3) الإجازات لكشف طرق المفازات وقد أورد العلامة المجلسي في البحار 107/37 - 45 قسماً منه .

(4) جمال الاسبوع : 2 و 23 و 199 و 170 و 172.

(5) مهج الدعوات: 212 و 256 و 296 و 342 .

(6) كشف المحجة : 4 و 86 و 109 و 112 - 114 و 115 و 118 و 122 و 125 و 127 و 130 - 132 و 134 - 136 و 137 و 138 و 151 و 193.

(7) اليقين : 5 و 45 و 79 - 81 و 178 و 191 .

(8) فلاح السائل : 2 و 5 و 6 و 14 - 15 و 68 و 70 و 72 و 74 و 194 و 246 و 264 و 269 و 270 .

(9) سعد السعود : 3 و 25 - 27 و 232 - 233

(10) الملاحم والفتن : 81 و 82 و 92 .

(11) فتح الأبواب : 223 و 237 و 264 و 328. 223

(12) فرح المهموم : 1 و 146 و 126 - 127 و 187.

وغيرها من كتبه، فانه رضوان الله عليه ذكر جوانب كثيرة من حياته في أكثر كتبه ، لو جمعت لصارت كتاباً مستقلاً عن حياة السيد ابن طاووس بقلمه المبارك.

ص: 61

ص: 62

حول الكتاب

اشارة

ص: 63

ص: 64

نسبته

ذكر الكتاب السيد ابن طاووس ونسبه لنفسه في كتابه :

الإقبال : 562

وكتابه كشف المحجة: 194 ، وقال فيه : الملهوف على قتلى الطفوف في قتل الحسين علیه السلام ، غريب الترتيب والتلفيق، وهو من فضل الله جلّ جلاله الذي دلّني عليه .

وكتابه الإجازات كما عنه في البحار 42/107، وقال فيه : وصنفت كتاب الملهوف على قتلى الطفوف، ما عرفت أن أحداً سبقني إلى مثله ، ومَن وقف عليه عرف ما ذكرته من فضله .

ومما يدل على أنّ هذا الكتاب للسيد ما ورد في مقدمة هذا الكتاب من اسم المؤلّف واسم الكتاب ، وأيضاً فان من عرف طريقة تأليف السيد لكتبه يجزم بأن هذا الكتاب له من غير ترديد.

وقال المصنف في آخر هذا الكتاب : ومَن وقف على ترتيبه ورسمه مع اختصاره وصغر حجمه عرف تمييزه على أبناء جنسه وفهم فضيلته في نفسه .

ونسبه أيضاً للسيد الشيخ الطهراني في الذريعة 389/118 رقم 223/22،576 .

ونسبه للسيد أيضاً بروكلمان، ذيل 912/1 رقم 5 .

وذكر هذا الكتاب أيضاً إتان كلبرك في دراسته عن السيد ابن طاوس ، وقال : اللهوف من أشهر مؤلفات ابن طاووس.

وقال أيضاً: طبع عدة مرات وترجم إلى اللغة الفارسية عدّة مرات.

ص: 65

وقال : واللهوف عبارة عن نقل الأحداث المرتبطة بواقعة الطف أصل الواقعة وبعدها ،وأكثر القصة ينقلها عن راوي غير معروف ، هدفه هو أن يقرأ اللهوف في عاشوراء.

وذكر كلبرك من كتب السيد : المصرع الشين في قتل الحسين، وقال: ولم يذكر في مكان، وذكر أنّ الدليل الوحيد على أنّ هذا الكتاب لابن طاووس هو النسخة الخطية في لیدن رقم 792 .

وذكر عدّة احتمالات ومقايسات بين المصرع الشين والمقتل المطبوع المنسوب لأبي مخنف، مما جعل احتمال اتحادهما وارداً .

واحتمل اتان كلبرك أنّ السيد ابن طاووس اعتمد على مقتل أبي مخنف وأضاف إليه و رتبه وسماه المصرع الشين .

وعليه فالمقتل المطبوع المنسوب لأبي مخنف هو الذي رتبه السيد ابن طاووس من مقتل أبي مخنف وأضاف إليه .

وذكر أيضاً أنّ المصرع الشين واللهوف كتابان ، مع وجود بعض الإتحاد بينهما.

راجع دراسة إتان عن السيّد ابن طاوس : 76 - 78 .

ونسب الكتاب لابن طاووس الشيخ محمد حسن آل ياسين في دراسته عن السيد ابن طاووس : 18 ، وقال : وطبع في النجف وايران غير مرة .

وعلى كل حال، فإن الملهوف للسيد ابن طاووس جزماً، وأنه غير كتابه المصرع الشين الذي أخذه من مقتل أبي مخنف، وإن كان بينهما بعض الإتحاد .

اسمه

ذكر الكتاب بأسماء مختلفة، ويرجع ذلك إلى اختلاف النسخ أولاً ، وإلى نفس المؤلّف ثانياً، لأنّ المؤلّف ابن طاووس ذكر لكتبه عدة أسماء ، أو اسماً واحداً مع التغيير فيه

وأسماء هذا الكتاب كما ورد في المخطوطات والمصادر الذاكرة له هي :

ص: 66

1 - اللهوف على قتلى الطفوف.

2 - الملهوف على قتلى الطفوف.

3 - الملهوف على قتل الطفوف.

4 - اللهوف في قتلى الطفوف

5 - الملهوف على أهل الطفوف

6 - المسالك في مقتل الحسين، كما ورد على غلاف نسخة ( ر ) ، وذلك بناء على قول ابن طاووس في المقدّمة ووضعته على ثلاثة مسالك .

وذكر الشيخ الطهراني أنّ اسم اللهوف على قتلى الطفوف أشهر الذريعة 223/22 .

ونحن اخترنا اسم الكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف، بناءً على ما ورد في نسخة (ر) المعتمدة، وفي كشف المحجة : 194 ، وفي الاجازات كما عنه في البحار 42/107، وغيرهما من مؤلفات ابن طاووس، حيث ذكر فيها اسم الكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف.

نسخه

الأهمية الكتاب ونسجه على منهج لطيف تلقاه النسّاخ بالكتابة لاحتياج العلماء له . فنرى له نسخاً كثيرة في مكتبات العالم ، منها :

1 - في المكتبة العامة لآية الله المرعشي ، قم ، ضمن مجموعة رقم 6068 ، الرسالة الثالثة ، نسخ محمد تقي ابن آقا محمد صالح تاريخ النسخ 1303 ه-، وذكرت في فهرسها ، 70/16 .

2 - في المكتبة المرعشية أيضاً، ضمن مجموعة رقم 7520، الرسالة الثالثة ، بخط طالب ابن محمد طالب المازندراني، تاريخ الكتابة 1119 ه، ذكرت في فهرسها 327/19.

3 - في مكتبة ملك، طهران، رقم 6069 ، تاريخ الكتابة سنة 1052 .

4 - في مكتبة المجلس طهران، ضمن مجموعة رقم 3815 . تاريخ الكتابة سنة

ص: 67

1101ه .

5 - في مكتبة المجلس أيضاً، ضمن مجموعة رقم 4826 ، تاريخ الكتابة القرن 11.

6 - في مكتبة الإمام الرضا (ع) ، مشهد، رقم 6712 ، تاريخ الكتابة سنة 1091ه.

7 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 13671 ، تاريخ الكتابة سنة 1202 ه أو 1220ه.

8 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 2132 ، تاريخ الكتابة سنة 1233ه.

9 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 8874 بدون تاريخ .

10 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 8124 بدون تاريخ .

11 - في المكتبة الرضوية أيضاً، ضمن مجموعة رقم 15317 نسخ أبي الحسن الاصفهاني، تاريخ الكتابة سنة 1117 ه-.

12 - في مكتبة برلين رقم 912 ، تاريخ الكتابة 1020ه.

طبعاته

طبع الكتاب مرات عديدة، نذكر بعضاً منها :

1 - طهران، حجري، رحلي ، مع المجلد العاشر من البحار .

2 - طهران ، سنة 1271 ه، مع رسالة أخذ الثأر والقصيدة العينية للسيد الحميري .

3- طهران ، سنة 1287 ه، حجري.

4 - طهران ، سنة 1317 ه، حجري، رقعي، تصحيح محمود مدرّس .

5 - طهران، سنة 1275 ه، مع مهيج الأحزان ومقتل أبي مخنف .

6 - طهران، سنة 1322 ه-، حجري، رقعي.

7 - طهران ، سنة 1365 ه- حجري، جيبي .

8 - طهران ، المكتبة الإسلامية، جيبي، مع حواشي سيد محمد صحفي.

ص: 68

9- صيدا، سنة 1329ه.

10 - بيروت، رقعي .

11 - بمبني ، سنة 1326 ه، حجري، رقعي، مع مقتل أبي مخنف ومثير الأحزان .

12 - النجف ، رقعي .

13 - النجف، رقعي، مع قصة المختار .

14 - النجف ، سنة 1369 ه-، رقعي .

15 - قم، جيبي ، مقدمة وهوامش محمد صحفي

16 - النجف ، سنة 1385 ه، المكتبة الحيدرية، مع حكاية المختار .

17- قم منشورات الشريف الرضي ، سنة 1364 ه- ش، مع حكاية المختار .

18 - تبريز، حجري.

ترجمته

ترجم الكتاب إلى اللغة الفارسية ميرزا رضا قلي خان ، وسمى الترجمة لجة الألم وحجّة الأمم .

الذريعة 296/18 .

وترجمه أيضاً إلى الفارسية الشيخ أحمد بن سلامة النجفي .

الذريعة 201/26 .

و ترجمه أيضاً محمد إبراهيم بن محمد مهدي نواب، وسمى ترجمته : فيض الدموع، طبع في طهران سنة 1286ه .

وترجمه السيد أحمد الفهري، وسمى ترجمته: آه سوزان بر مزار شهيدان وطبع في ایران.

ص: 69

ص: 70

عملنا فى الكتاب

ص: 71

ص: 72

هدفنا في تحقيق هذا الكتاب هو ضبط نصه وعرضه بصورة خالية من الأخطاء. فاعتمدنا في تقويم نصه وضبطه على :

أ- النسخة المحفوظة في المكتبة الرضوية في مشهد ، رقم 15317 ، ومعها كتاب الدر الثمين ، كتبت النسخة سنة 1117 ه-، كتبها أبو الحسن الإصفهاني، ورمزنا لها بحرف (ر) .

ب - ما ذكره الشيخ المجلسي في بحاره نقلاً عن الملهوف ، فأورد أكثر الكتاب في بحاره ورمز ناله بحرف (ب).

ج - النسخة المطبوعة في النجف سنة 1369 ه-، المطبعة الحيدرية، ورمزنا لها ، بحرف (ع) ، ولم يكن الإعتماد عليها إلا نادراً.

فضبطنا نصّ الكتاب وصححناه على هذه النسخ ، وأشرنا إلى أكثر الإختلافات التي لها وجه ومعنى في الهامش.

والمرحلة الثانية في تحقيقنا لهذا الكتاب هي : ضبط الأعلام الواردة في المتن، فعند مراجعة المصادر الرجالية والتاريخية واجهنا أن كثيراً من الأسماء قد ذكرت في النسخ المعتمدة مصحفة ، فصححنا الاسماء وفقاً للكتب الرجالية الصحيحة، ووضعنا في الهامش ترجمة مختصرة، ليكون القارىء بمعرفتهم على إحاطة كاملة بواقعة الطف، وقسماً من مصادر التراجم نقلنا عنها بواسطة كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي وهوامش سير أعلام النبلاء وغيرهما.

ووضعنا ترجمة مختصرة للكتب المذكورة في المتن .

ص: 73

وذكرنا شرحاً مختصراً عن البلدان المذكورة في المتن . ليحيط القارىء بواقعة الطف من بدايتها وحتى نهايتها من الجهة الجغرافية.

وجعلنا كلام الإمام الحسين علیه السلام في كل الكتاب بصورة تميزه عن غيره من الكلام وذلك بطبعه بالحروف البارزة.

وذكرنا في آخر الكتاب عدة فهارس، تسهيلاً للمراجع .

شکر و تقدیر

ويسرّني في آخر المقدّمة أن أقدم وافر شكري وتقديري إلى زوجي العلوية الفاضلة شيماء لمساعدتها لي في تحقيق هذا الكتاب وغيره من كتب سلفنا الصالح، فجزاها الله خير جزاء المحسنين وحشرها مع جدها سيد المرسلين .. آمين .

وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين.

قم المقدسة

3 - شعبان - 1413ه

ذكرى مولد الإمام الحسين علیه السلام

فارس الحسّون

تبریزیان

ص: 74

نماذج مصورة عن المخطوطة

الصورة

ص: 75

الصورة

ص: 76

الصورة

ص: 77

ص: 78

متن الكتاب الملهوف على قتلى الطفوف

اشارة

ص: 79

ص: 80

مقدمة المولف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتجلّى لعباده من أفق الألباب ، المجلي عن مراده بمنطق(1) السنّة والكتاب ، الذي نزّه أولياءه عن دار الغرور، وسما بهم إلى أنوار السرور .

ولم يفعل ذلك محاباةً(2) لهم على الخلائق ، ولا إلجاء لهم(3) إلى جميل الطرائق.(4)

بل عرف منهم قبولاً للألطاف، واستحقاقاً لمحاسن الأوصاف، فلم يرض لهم التعلّق بحبال الإهمال ، بل وفقهم للتخلق بكمال الأعمال.

حتّى عزفت(5) نفوسهم عمّن سواه ، وعرفت أرواحهم شرف رضاه ، فصر فوا أعناق قلوبهم إلى ظله ، وعطفوا آمالهم نحو كرمه وفضله .

فترى لديهم فرحة المصدّق بدار ،بقائه، وتنظر عليهم مسحة المشفق من أخطار لقائه .

ص: 81


1- ر : بنطق .
2- ع : بهم محاباة . والمحاباة : العطاء بلا من ولا جزاء.
3- ر : ولا إلجاءهم.
4- ر : الطريق .
5- ع فرغت . وعزفَتْ بمعنى : سَلَتْ .

ولا نزال أشواقهم متضاعفة إلى ما قرب من مراده، وأريحيتهم(1) مترادفه نحو إصداره ،وإيراده، وأسماعهم مصغية إلى استماع(2) أسراره ، وقلوبهم

مستبشرة بحلاوة تذكاره .

فحيّاهم منه بقدر ذلك التصديق، وحباهم من لدنه حباء البر الشفيق .

فما أصغر عندهم كلّ ما شغل عن جلاله ، وما أتركهم لكلّ ما باعد من وصاله ، حتى أنهم ليتمتّعون بأنس ذلك الكرم والكمال ، ويكسوهم أبداً حلل

المهابة والجلال.

فإذا عرفوا أن حياتهم مانعة عن(3) متابعة مرامه ، وبقاء هم حائل بينهم وبين إكرامه ، خلعوا أثواب البقاء، وقرعوا أبواب اللقاء، وتلذذوا في طلب ذلك النجاح، ببذل النفوس والأرواح ، وعرضوها لخطر السيوف والرماح.

وإلى ذلك التشريف الموصوف سَمَتْ نفوس أهل الطفوف، حتى تنافسوا في التقدم إلى الحتوف ، وأصبحوا(4) نهب الرماح والسيوف.

فما أحقهم بوصف السيد المرتضى علم الهدى(5) رضوان الله عليه ، وقد مدح

ص: 82


1- ر : وأريحتهم . والأريحي : الواسع الخلق النشيط إلى المعروف، وهو أيضاً: السخي الذي يرتاح للندى ، وراح لذلك الأمر رواحاً وأريحية ورياحةً : أشرق له وفرح به وأخذته له خفة وأريحية ، لسان العرب 359/5 روح.
2- ر .اسماع
3- ر : من .
4- ع: وأضحوا .
5- أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام الكاظم ، نقيب الطالبيين ، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر، مولده ووفاته ببغداد ، روى عن جماعة كالشيخ المفيد والحسين بن علي بن بابويه، وروى عنه جماعة كسلار وأبي الصلاح الحلبي والخطيب البغدادي والقاضي ابن قدامة ، له عدة كتب ، منها : الشافي في الإمامة ، توفي سنة 433 ه- وقيل : 436 ه. رياض العلماء 14/4 ، وفيات الأعيان 313/3 ، الكنى والألقاب /439/2 ميزان الإعتدال 223/2 ، لسان الميزان 223/4، جمهرة الأنساب : 56 ، الأعلام 278/4

من أشرنا إليه فقال :

لهم جسوم(1) على الرمضاء مهملةٌ***وأنفس في جوار الله يُقريها

كأنّ قاصدها بالضر نافعها***وأن(2) قاتلها بالسيف محييها

ولولا امتثال أمر السنة والكتاب، في لبس شعار الجزع والمصاب، لأجل ما طمس من أعلام الهداية ، وأسس من أركان الغواية(3)، وتأسفاً على ما فاتنا من تلك السعادة ، وتلهفاً على أمثال تلك الشهادة ، وإلا كنا قد لبسنا لتلك النعمة الكبرى أثواب المسرة والبشرى.

وحيث أنّ في الجزع رضى لسلطان المعاد، وغرضاً لأبرار العباد ، فها نحن قد لبسنا سربال الجزوع، وأنسنا بإرسال الدموع، وقلنا للعيون : جودي بتواتر البكاء ، وللقلوب : جدّي جد ثواكل النساء .

فإنّ ودائع الرسول الرؤوف أُضيعت(4)يوم الطفوف، ورسوم وصيّته بحرمه وأبنائه طمست بأيدي أُمته وأعدائه .

فيالله من تلك الفوادح المقرحة للقلوب، والجوائح المصرحة (5) بالكروب ،

ص: 83


1- ع: نفوس ، بدلاً من لهم جسوم
2- ر : أو أنّ.
3- ر : الغراية .
4- ع : أُبيحت .
5- ع: والجرائح المصرحة. والجوائح جمع جائحة ، وهي : الشدّة والنازلة العظيمة التي تجتاح المال، وتستعمل مجازاً لكل شدة.

والمصائب المصغرة كلّ بلوى، والنوائب المفرقة شمل التقوى، والسهام التى أراقت دم الرسالة ، والأيدي التي ساقت سبي الجلالة، والرزيّة التي نكست رؤوس الأبدال ، والبليّة التي سلبت نفوس خير الآل والشماتة التي ركست (1) أسود الرجال (2)، والفجيعة (3)التي بلغ رزؤها إلى جبرئيل، والفظيعة التي عظمت على الربّ الجليل .

وكيف لا يكون كذلك وقد أصبح لحم رسول الله مجرّداً على الرمال، ودمه الشريف مسفوكاً بسيوف الضلال ، ووجوه بناته مبذولة لعين السائق والشامت ، وسلبهن بمنظر من الناطق والصامت، وتلك الأبدان المعظمة عارية من الثياب ، والأجساد المكرّمة جائية على التراب ؟ !!

مصائبٌ بدّدت شمل النبي ففي***قلب الهدى أسهم يطفن(4) بالتلفِ

و ناعياتٌ إذا ما ملّ ذو ولهٍ***سَرتْ عليه بنار الحزن والأسف

فياليت لفاطمة وأبيها عيناً تنظر إلى بناتها وبنيها : ما بين مسلوب ، وجريح ، ومسحوب ، وذبيح ، وبنات النبوّة مشققات الجيوب ، ومفجوعات بفقد المحبوب ، وناشرات للشعور ، وبارزات من الخدور، ولاطمات للخدود وعادمات للجدود ، ومبديات للنياحة والعويل، وفاقدات للمحامي والكفيل .

فيا أهل البصائر من الأنام، ويا ذوي النواظر والأفهام، حدّثوا نفوسكم

ص: 84


1- الركس: قلب الشيء وردّه مقلوباً.
2- من قوله : والشماتة ، إلى هنا لم يرد في ر .
3- ر : والنجيعة .
4- ر: ينطق .

بمصائب هاتيك العترة ، ونوحوا بالله لتلك الوحدة والكثرة ، وساعدوهم بموالاة الوجد والعبرة ، وتأسفوا على فوات تلك النصرة.

فإن نفوس أولئك الأقوام ودائع سلطان الأنام، وثمرة فؤاد الرسول، وقرّة عين الزهراء البتول ، ومَن كان يرشف بفمه الشريف ثناياهم، ويفضّل على أُمّهم وأباهم.

إن كنتَ في شكٍّ فسل عن حالهم***سنن الرسول ومحكم التنزيل

فهناك أعدل شاهد لذوي الحجي***وبيان فضلهم على التفصيل(1)

ووصيّةٌ سبقت لأحمد فيهم***جاءت إليه على يدي جبريل

وكيف طابت النفوس (2) مع تداني الأزمان بمقابلة إحسان جدّهم (3) بالكفران ، وتكدير عيشه بتعذيب ثمرة فؤاده، وتصغير قدره بإراقة دماء

أولاده ؟ !

وأين موضع القبول لوصاياه بعترته وآله ؟ وما الجواب عند لقائه وسؤاله ؟ وقد هدم القوم ما بناه ! و نادى الاسلام واكر باه

فيالله من قلب لا يتصدّع لتذكار تلك الأمور ويا عجباه من غفلة أهل الدهور ! وما عذر أهل الاسلام والإيمان في إضاعة أقسام الأحزان !

ألم يعلموا أن محمّداً موتور وجيع ؟ وحبيبه مقهور صريع ؟ والملائكة يعزونه على جليل مصابه ؟ والأنبياء يشاركونه في أحزانه وأوصابه ؟

فيا أهل الوفاء لخاتم الأنبياء، علام لا تواسونه في البكاء ؟ !

ص: 85


1- ع : الفصيل
2- ع : فكيف طابت للنفوس
3- ع : مقابلة احسان أبيهم .

بالله عليك أيها المحب لولد الزهراء ، تُخ معها على المنبوذين بالعراء ، وَجُدْ ويحك بالدموع السجام، وَابْكِ على ملوك الاسلام، لعلّك تحوز ثواب المو المواسي لهم في المصاب، وتفوز بالسعادة يوم الحساب

ثواب البکاء او التباکي علی مصائب اهل البیت

فقد روي عن مولانا الباقر علیه السلام أنه قال : «كان زين العابدين علیه السلام يقول : أيما مؤمن ذرفت (1) عيناه لقتل الحسين علیه السلام حتى تسيل على خده بوّأه الله بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً (2) ، وأيما مؤمن ذرفت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدوّنا في الدنيا بوأه الله منزل صدقٍ، وأيما مؤمن مسّه أذىً فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه من سخط النار يوم القيامة» .

وروى عن مولانا الصادق علیه السلام أنه قال : «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذبابة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».

وروي أيضاً عن آل الرسول علیهم السلام أنهم قالوا : « من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنّة (3)، ومَن بكى وأبكى خمسين فله الجنّة، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنّة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنّة (4)، ومن بكى وأبكى عشرة فله ، الجنّة ، ومن يكن وأبكى واحداً فله الجنّة ، ومن تباكى فله الجنّة».

قال علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسيني - جامع هذا الكتاب - : إن من أجل البواعث لنا على سلوك هذا الكتاب (5)أنني (6)لما

ص: 86


1- أي : صبت دمعاً وسالت .
2- جمع حُقُب بضمتين أي : زماناً كثيراً، أحقاباً لا انقطاع لها ، كلّما مضى حقب جاء بعده حقب آخر .
3- ع : فينا مائة ضمنا له على الله الجنة ، والمثبت من ر . ب .
4- قوله : ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنّة ، لم يرد في ع . ر ، وأثبتناه من ب .
5- ر : الباب .
6- ر : أنّي .

جمعتُ كتاب : مصباح الزائر وجناح المسافر (1)، ورأيته قد احتوى على أقطار محاسن الزيارات ومختار أعمال تلك الأوقات، فحامله مستغن عن نقل مصباح لذلك الوقت الشريف، أو حمل مزارٍ كبير أو لطيفٍ .

أحببتُ أيضاً أن يكون حامله مستغنياً عن نقل مقتل في زيارة عاشوراء إلى مشهد (2)الحسين صلوات الله عليه .

فوضعتُ هذا الكتاب ليضم إليه ، وقد جمعت هاهنا ما يصلح لضيق وقت الزوار، وعدلت عن الإطناب والإكثار ، وفيه غنية لفتح أبواب الأشجان وبغية لنجح أرباب الإيمان ، فإننا (3)وضعنا في أجساد معناه روح ما يليق بمعناه .

وقد ترجمته بكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف (4)، ووضعته على ثلاثة مسالك ، مستعيناً بالرؤوف المالك (5)

ص: 87


1- هو أول تصانيفه ، في عشرين فصلاً ، أوله في مقدمات السفر وآدابه ، والأخير في زيارة أولاد الأئمة والمؤمنين ، ونسخه شائعة.
2- ر : زيارة مشهد .
3- ر : فإنّا
4- ع : اللهوف على قتلى الطفوف
5- قوله : مستعيناً بالرؤوف المالك ، لم يرد في ر .

ص: 88

المَسلَكُ الأَوَّلُ

اشارة

في الأمور المتُقَدِمَةِ عَلَى الْقِتَالِ (1)

ص: 89


1- ر : المسلك الأوّل على سبيل الإجمال في الأمور المتقدمة على القتال

ص: 90

مولد الامام الحسین

كان مولد الحسين علیه السلام الخمس ليالٍ خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. وقيل : اليوم(1) الثالث منه .

وقيل : في أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة .

وروي غير ذلك .

قالت(2) أمّ الفضل (3) زوجة العباس (4)رضوان الله عنهما : رأيتُ في منامي

ص: 91


1- ر: يوم.
2- جاء في نسخة ع : ولما ولد هبط جبرئيل ومعه ألف ملك يهنون النبي بولادته ، وجاءت به فاطمة ، فسر به وسماه حسيناً . قال ابن عباس في الطبقات : أنبأنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي ، قال : أنبأنا حاتم بن صنعة ، قالت ....
3- لبابة بنت الحارث الهلالية ، الشهيرة بأم الفضل ، زوجة العباس بن عبد المطلب، ولدت من العباس سبعة ، أسلمت بمكة بعد إسلام خديجة، وكان رسول الله (ص) يزورها ويقيل في بيتها ، توفيت نحو سنة 30 ه . الإصابة ترجمة رقم 942 و 1448 ، ذيل المذيل : 84 ، الجمع بين رجال الصحيحين : 612 ، الأعلام 5 / 239 .
4- العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف ، أبو الفضل، من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام، كان محسناً لقومه سديد الرأي ، كانت له سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه، عمي في آخر عمره ، توفي بالمدينة سنة 32ه. صفة الصفوة 203/1، المحبر : 63 ، ذيل المذيل : 10 ، الأعلام 262/3

قبل مولده كأن قطعة من لحم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قطعت فوضعت(1) في حجري فعبرت (2)ذلك على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم، فقال «خيراً رأيتِ (3)، إن صدقت رؤياك فإن فاطمة ستلد غلاماً فأدفعه إليك لترضعيه» .

قالت : فجرى الأمر على ذلك .

إخبار جبرئيل النبي بما يجري على الحسين وإخبار النبي أمّته

فجئت به يوماً ، فوضعته في حجره ، فبال (4)، فقطرت من بوله قطرة على ثوب النبي صلی الله علیه و آله وسلم، فقرصته ، فبكي ، فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم(5): « مهلاً يا أمّ الفضل ، فهذا ،ثوبي يُغسل ، وقد أوجعتِ ابنى».

قالت : فتركته في حجره، وقمتُ لآتيه بماء ، فجئت ، فوجدته صلوات الله عليه وآله يبكي.

فقلت : مم بكاؤك يا رسول الله ؟

فقال : «إن جبرئيل أتاني ، فأخبرني أن أُمتي تقتل ولدي هذا، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة».(6)

قال رواة الحديث : فلما أتت على الحسين علیه السلام من مولده سنة كاملة ، هبط على رسول الله لا اله اثنا عشر ملكاً : أحدهم على صورة الأسد، والثاني على صورة الثور، والثالث على صورة التنين (7)، والرابع على صورة ولد آدم ،

ص: 92


1- لفظ : فوضعت ، لم يرد في ر.
2- ع: ففسرتُ.
3- ع : يا أم الفضل رأيت خيراً.
4- ع : فجئتُ به يوماً إليه فوضعته في حجره فبينما هو يقبله قبال.
5- ع : كالمغضب .
6- قوله : لا أنا لهم الله شفاعتي يوم القيامة ، لم يرد في ر.
7- التنين : ضرب من الحيّات من أعظمها

والثمانية الباقون على صور شتّى ، محمرّة وجوههم باكية عيونهم (1)، قد نشروا أجنحتهم ، وهم يقولون : يا محمد سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل، وسيُعطى مثل أجر هابيل ، ويُحمل على قاتله مثل وزر قابيل .

ولم يبق في السموات ملك (2) إلا ونزل إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم، كلُّ يقرؤه السلام ،ويعزّيه في الحسين علیه السلام ، ويخبره بثواب ما يُعطى، ويعرض عليه تربته، والنبي عبد الله يقول : «اللّهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ولا تمتعه ما طلبه».

قال : فلما أتى على الحسين علیه السلام سنتان من مولده خرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم في سفر له (3)، فوقف في بعض الطريق ، فاسترجع ودمعت عيناه .

فسُئل عن ذلك ، فقال : «هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء (4)، يقتل بها ولدي الحسين بن فاطمة».

فقيل له : مَن يقتله يا رسول الله ؟

فقال : «رجل اسمه يزيد ، وكأنّي أنظر إلى مصرعه ومدفنه» .

ثم رجع من سفره ذلك مغموماً، فصعد المنبر فخطب (5)ووعظ ، والحسن والحسين علیهما السلام لما بين يديه .

فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن واليسرى على رأس

ص: 93


1- باكية عيونهم، لم يرد في ر .
2- ع : ملك مقرب .
3- له ، لم يرد في ر .
4- كربلاء بالمد : الموضع الذي قتل فيه الحسين لها في طرف البرية عند الكوفة . روي : أنه اشترى النواحى التي فيها قبره من أهل نينوى والغاضرية بستين ألف درهم، وتصدّق بها عليهم ، وشرط عليهم أن يرشدوا إلى قبره ويضيفوا من زاره ثلاثة أيام. معجم البلدان 249/4 ، مجمع البحرين 641/5 - 642
5- فخطب . لم يرد في ر .

الحسين، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللهم إن محمداً عبدك ورسولك وهذان أطائب عترتي وخيار ذرّيتي وأُرومتي (1)ومَن أُخلّفها في أُمتي ، وقد أخبرني جبرئيل أن ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء ، اللهم ولا تبارك (2)في قاتله وخاذله».

قال : فضح الناس في المسجد بالبكاء والنحيب (3)

فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «أتبكون ولا تنصرونه».

ثمّ رجع صلوات الله عليه وهو متغيّر اللون محمر الوجه ، فخطب خطبة اخرى موجزة وعيناه تهملان دموعاً ، قال :

«أيها الناس إنّي قد خلّفتُ فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي وأرومتي (4)ومزاج مائي وثمرتي ، وأنهما لن (5)يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وأنّي أنتظرهما، وأني لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم (6)المودة في القربى . فانظروا ألا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم.

ألا وإنّه سترد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة :

راية(7)سوداء مظلمة قد فزعت لها الملائكة ، فتقف عليّ، فأقول : من أنتم ؟

ص: 94


1- الأرومة : الأصل.
2- ر : اللهم لا تبارك .
3- والنحيب ، لم يرد في ر .
4- ر : وعترتي وأرومتي .
5- ع : وثمرة فؤادي ومهجتي لن
6- ع: إلا ما أمرني ربي أمرني ربي أن اسألكم.
7- ع : الأولى.

فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب.

فأقول لهم (1): أنا أحمد نبي العرب والعجم .

فيقولون: نحن من أمتك يا أحمد .

فأقول لهم : كيف خلّفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربي ؟

فيقولون : أما الكتاب فضيعناه ، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض .(2)

فأُولي وجهي عنهم، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم.

ثم ترد عليّ رايةٌ أُخرى أشدّ سواداً من الأولى، فأقول لهم كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر : كتاب ربّي (3)، وعترتي ؟

فيقولون : أما الأكبر فخالفنا ، وأما الأصغر فخذلناهم ومزقناهم كل ممزّق . فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم.

ثم ترد علي راية أخرى تلمع نوراً (4)، فأقول لهم : من أنتم ؟

فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، ونحن بقية أهل الحق ، حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرية نبينا محمد صلی الله علیه و آله وسلم، فنصر ناهم في كلّ ما نصرنا منه أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم.

فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيكم محمّد ، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثم أسقيهم من ،حوضي، فيصدرون مرويين مستبشرين ، ثم يدخلون الجنة

ص: 95


1- لهم ، لم يرد في ر .
2- ع : عن آخرهم عن جديد الأرض.
3- ر : کتاب الله .
4- ع : تلمع وجوههم نوراً.

خالدين فيها أبد الآبدين». (1)

قال : وكان الناس يتعاودون ذكر قتل الحسين علیه السلام، ويستعظمونه ويرتقبون قدومه.

موت معاوية وأخذ البيعة ليزيد

فلما توفي معاوية بن أبي سفيان (2)- وذلك في رجب سنة (3)ستين من الهجرة كتب يزيد بن معاوية (4)إلى الوليد بن عتبة (5)وكان أميراً بالمدينة

ص: 96


1- من قوله : مستبشرين ، إلى هنا لم يرد في ر .
2- معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبدمناف ، مؤسس الدولة الأموية في الشام ولد بمكة وأسلم يوم فتحها ، ولي قيادة جيش تحت إمرة أخيه في خلافة أبي بكر ، وصار والياً على الأردن في خلافة عمر ، ثم ولاه دمشق، وجاء عثمان فجمع له الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له، وبعد قتل عثمان وولاية علي وجه له لفوره بعزله ، وعلم معاوية قبل وصول البريد ، فنادى بثأر عثمان واتهم عليّاً بدمه ونشبت الحروب الطاحنة واستعمل معاوية الخديعة والمكر ، مات معاوية في دمشق سنة 60 ه، وعهد بالخلافة إلى ابنه يزيد . تاريخ ابن الأثير 2/4. تاريخ الطبري 6 / 180 ، البدء والتاريخ 5/6 ، الأعلام 7 / 261 - 262 .
3- ر : من سنة .
4- يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي ، ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام ، ولد بالماطرون ونشأ في دمشق وولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 ه-، ولم يبايعه جماعة وعلى رأسهم الحسين ال لا الفسقه وفجوره ولهوه ولعبه ، خلع أهل المدينة طاعته سنة 63 ه- ، فأرسل إليهم مسلم بن عقبة وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم عبيد ليزيد . ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة ، وقتل فيها كثيراً من الصحابة والتابعين ، مات يزيد سنة 64 ه. تاريخ الطبري حوادث سنة 64 ، تاریخ الخميس ،300/2 تاریخ ابن الأثير 49/4. جمهرة الأنساب : 103 . الأعلام 189/8
5- الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ابن حرب الأموي، أمير من رجالات بني أُمية ، ولي المدينة سنة 57 ه- أيام معاوية ، ومات معاوية فكتب إليه يزيد أن يأخذ له البيعة ، عزله يزيد سنة 60 ه- واستقدمه إليه ، فكان من رجال مشورته بدمشق ، ثم أعاده سنة 61 ه- وثورة عبدالله بن الزبير في إبانها بمكة، وظل في المدينة إلى أن توفي بالطاعون سنة 64 ه، حج بالناس سنة 62 ه. مرآة الجنان 19 / 140 ، نسب قریش : 133 و 433 ، الأعلام 121/8 .

يأمره (1)بأخذ البيعة له على أهلها (2)وخاصةً على الحسين بن علي علیهما السلام (3)، ويقول له : إن أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه .

طلب يزيد من الوليد أخذ البيعة من الحسين وما جرى

فأحضر الوليد مروان بن الحكم (4)واستشاره في أمر الحسين علیه السلام.

فقال : إنّه لا يقبل ، ولو كنت مكانك لضربتُ (5)عنقه .

فقال الوليد : ليتنى لم أكُ شيئاً مذكوراً.

ثم بعث إلى الحسين علیه السلام، فجاءه في ثلاثين رجلاً من أهل بيته ومواليه ، فنعى الوليد إليه معاوية ، وعرض عليه البيعة ليزيد .

فقال: «أيها الأمير، إن البيعة لا تكون سرّاً، ولكن إذا دعوت الناس

ص: 97


1- ع : أمير المدينة يأمره ، ب : كتب يزيد إلى الوليد يأمره . والمدينة : مدينة رسول الله ، وهي يثرب، مساحتها نصف مكة ، وهي في حرّة سبخة الأرض ، ولها نخيل كثيرة ومياه ، والمسجد في نحو وسطها، وقبر النبي في شرقي المسجد، وللمدينة اسماء كثيرة ، منها : طيبة ويثرب والمباركة معجم البلدان 82/5
2- ع : على أهلها عامة ، ولفظ عامة لم يرد في ر . ب .
3- ع . ب : عن الحسين
4- ابن الحكم لم يرد في ع . ب ومروان هو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف، أبو عبدالملك ، خليفة أموي ، أول من ملك من بني الحكم بن أبي العاص إليه ينسب بنو مروان، ودولتهم المروانية ، ولد بمكة ونشأ بالطائف وسكن المدينة، جعله عثمان من خاصته واتخذه كاتباً له ، وبعد قتل عثمان خرج مروان مع عائشة إلى البصرة ، وشهد صفين مع معاوية ، ولي المدينة سنة في ولاية معاوية ، أخرجه منها عبد الله بن الزبير فسكن الشام ومات سنة 65 بالطاعون ، وقيل : قتلته زوجته أم خالد. أسد الغابة 348/4 ، تاريخ ابن الأثير 74/4 تاريخ الطبري 34/7 الأعلام 207/7.
5- ب : ضربت .

غداً فادعنا معهم».

فقال مروان : لا تقبل أيها الأمير عذره ، ومتى لم يبايع فاضرب عنقه . فغضب الحسين ثم قال : « ويلي عليك يابن الزرقاء، أنت تأمر بضرب

عنق ، كذبت والله ولؤمت(1)» .

ثم أقبل على الوليد فقال: «أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله وبنا ختم الله (2)، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر (3)قاتل النفس المحرّمة معلن بالفسق ليس له هذه المنزلة (4)، ومثلي لا يبايع مثله (5)، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة».

ثم خرج علیه السلام، فقال مروان للوليد : عصيتني .

فقال : ويحك يا مروان ، إنك أشرت على بذهاب ديني ودنياي ، والله ما أُحبّ أن ملك الدنيا بأسرها لي وأنّني قتلتُ حسيناً، والله ما أظنّ أحداً يلقى الله بدم الحسين إلا وهو خفيف الميزان ، لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليمٌ.

نصيحة مروان للامام الحسين وجواب الإمام الحسين

قال : وأصبح الحسين علیه السلام، فخرج (6)من منزله يستمع الأخبار ، فلقاه مروان ، فقال : يا أبا عبدالله ، إنّي لك ناصح فأطعني ترشد.

ص: 98


1- ب: وأثمت .
2- ر : وبنا فتح الله وبنا يختم
3- ر: خمر.
4- قوله : ليس له هذه المنزلة ، لم يرد في ع. ب
5- ع : بمثله ، ر: لمثله ، والمثبت من ب
6- ب : فلما أصبح الحسين عل خرج.

فقال الحسين علیه السلام: «وما ذاك ، قل حتى أسمع» .

فقال مروان : إنّي آمرك ببيعة يزيد أمير المؤمنين ، فإنه خير لك في دينك ودنياك .

فقال الحسين علیه السلام: «إنّا لله وإنا إليه راجعون ، وعلى الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأُمّة براع مثل يزيد ولقد سمعتُ جدى رسول الله صلی اله علیه و آله وسلم يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان».

وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف مروان (1)وهو غضبان (2)

ص: 99


1- مروان ، لم يرد في ر .
2- جاء بعد هذا الموضع في نسخة ع كلام طويل لم يرد في نسخة ر . ب . ويمكن أن يكون من حاشية المؤلّف على الكتاب ، وعلى أي حال فنحن ننقل الكلام بنصه كما في نسخه ع : يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس مؤلّف هذا الكتاب : والذي تحققناه أن الحسين كان عالماً بما انتهت حاله إليه ، وكان تكليفه ما اعتمد عليه. أخبرني جماعة - وقد ذكرتُ أسماءهم في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى - بإسنادهم إلى أبي جعفر محمد بن بابويه القمي فيما ذكر في أماليه ، باسناده إلى المفضل بن عمر ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده أنّ الحسين بن علي بن أبي طالب لا دخل يوماً على الحسن الالا ، فلما نظر إليه يكى ، فقال : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لما يُصنع بك ، فقال الحسن الله : إن الذي يؤتى إلى سم يدس إلي فأُقتل به . ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبدالله ، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أُمة جدنا محمد ، وينتحلون الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك ، فعندها يحلّ الله ببني أُميّة اللعنة وتمطر السماء دماً ورماداً، ويبكى عليك كل شيء حتى الوحوش والحيتان في البحار . وحدثنى جماعة منهم من أشرتُ إليه ، بإسنادهم إلى عمر النسّابة رضوان الله عليه فيما ذكره في آخر کكتاب الشافي في النسب ، بإسناده إلى جده محمد ابن عمر قال : سمعت أبي عمر بن علي بن أبي طالب يحدّث أخوالي آل عقيل قال : لما امتنع أخي الحسين عن البيعة ليزيد بالمدينة، دخلتُ عليه فوجدته خالياً، فقلتُ له : جعلت فداك يا أبا عبدالله حدثني أخوك أبو محمد الحسن ، عن أبيه ، ثم سبقتني الدمعة وعلا شهيق ، فضمني إليه وقال : حدثك أنّي مقتول ؟ فقلتُ : حوشيت يابن رسول الله ، فقال : سألتك بحق أبيك بقتلي خبرك ؟ فقلت : نعم ، فلولا ناولت و بايعت. صلى فقال : حدثني أبي : أن رسول الله أخبره بقتله وقتلي ، وأنّ تربتي تكون بقرب تربته ، فتظن أنك علمت مالم أعلمه، وإنه لا أعطي الدنية من نفسي أبداً، ولتلقين فاطمة أباها شاكية مالقيت ذريتها من أمته، ولا يدخل الجنة أحد آذاها فى ذريتها . أقول :أنا ولعلّ بعض مَن لا يعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة يعتقد أنّ الله لا يتعبد بمثل هذه الحالة، أما سمع في القرآن الصادق المقال أنه تعبد قوماً بقتل أنفسهم ، فقال تعالى : «فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم» ولعله يعتقد أن معنى قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» أنه هو القتل ، وليس الأمر كذلك ، وإنما التعبد به من أبلغ درجات السعادة. ولقد ذكر صاحب المقتل المروي عن مولانا الصادق الله في تفسير هذه الآية ما يليق بالعقل : فروى عن أسلم قال : غزونا نهاوند - وقال غيرها - واصطفينا والعدو صفين لم أر أطول منهما ولا أعرض، والروم قد ألصقوا ظهورهم بحائط مدينتهم ، فحمل رجل منا على العدو ، فقال الناس : لا إله إلا الله ألقى نفسه إلى التهلكة ، فقال أبو أيوب الأنصاري : إنما تؤوّلون هذه الآية على أن حمل هذا الرجل يلتمس الشهادة ، وليس كذلك ، إنما نزلت هذه الآية فينا لأنا كنا قد اشتغلنا بنصرة رسول الله وتركنا أهالينا وأموالنا أن نقيم فيها ونصلح ما فسد منها، فقد ضاعت بتشاغلنا عنها . فأنزل الله إنكال لما وقع في نفوسنا من التخلف عن نصرة رسول الله لإصلاح أموالنا : «ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة» ، معناه : إن تخلفتم عن رسول الله وأقتم في بيوتكم القيتُم بأيدكم إلى التهلكة وسخط الله عليكم فهلكتم ، وذلك ردّ علينا فيما قلنا وعزمنا عليه من الإقامة، وتحريض لنا على الغزو ، وما أنزلت هذه الآية في رجل حمل العدوّ ويحرّض أصحابه أن يفعلوا كفعله أو يطلب الشهادة بالجهاد في سبيل الله رجاء ثواب الآخرة . أقول : وقد نبهناك على ذلك في خطبة هذا الكتاب. وسيأتي ما يكشف عن هذه الأسباب قال رواة حديث الحسين ال لا مع الوليد بن عتبة ومروان .....

ص: 100

توجه الإمام الحسين إلى مكة

فلمّا كان الغداة توجّه الحسين علیه السلام إلى مكة(1) لثلاث مضين من شعبان سنة ستّين .

ما أشار به البعض على الإمام الحسين بالإمساك أو الصلح....

فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة.

قال(2): وجاءه عبد الله بن العباس(3) و عبد الله بن الزبير (4)، فأشارا عليه بالإمساك .

فقال لها : «إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد أمرني بأمر ، وأنا ماضٍ فيه» .

قال : فخرج ابن عباس وهو يقول : واحسيناه !

ص: 101


1- ولها أسماء أخر كثيرة ، منها : أم القرى، والنساسة وأم رحم، وهي بيت الله الحرام. والملك : النقض والهلاك ، وسمّى البلد الحرام مكة لأنها تنقض الذنوب وتنفيها ، أو تمك من قصدها بالظلم . أي تهلكه . معجم - البلدان 181/5 - 188، مجمع البحرين 289/5 .
2- قال ، لم يرد في ر .
3- عبدالله بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو العباس ، حبر الهاشمى ، أبو العباس حبر الأمة ، صحابي جليل ، ولد بمكة ونشأ في بدء عصر النبوة ، لازم رسول الله و روى عنه ، وشهد مع علي الجمل وصفين ، كف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف وتوفي بها سنة 68 ه . الإصابة ترجمة رقم 4772 ، صفة الصفوة 314/1 ، حلية الأولياء 314/1 ، نسب قريش : 26، المحبر : 98 ، الأعلام 95/4 .
4- أبو بكر عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، بويع له بالخلافة سنة 64 ه عقيب موت يزيد بن معاوية ، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق واكثر الشام ، وجعل قاعدة ملكه المدينة ، وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة ، سار لمحاربته الحجاج الثقفي في أيام عبدالملك بن مروان ، فانتقل إلى مكة وعسكر الحجاج في الطائف . ونشبت بينهما حروب انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة بعد أن خذله أصحابه وذلك سنة 73 ه، مدة خلافته 9 سنين . تاریخ ابن الأثير 135/4 ، تاريخ الطبري ،202/7 فوات الوفيات 1 / 210 ، تاريخ الخميس 301/2 ، الأعلام 87/4 .

ثم جاءه عبد الله بن عمر(1) ، فأشار عليه (2)بصلح أهل الضلال وحدّره من القتل والقتال .

فقال له : «يا أبا عبد الرحمن أما علمتَ أنّ من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، أما علمت (3)أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً، فلم يعجل الله عليهم، بل أمهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر (4)، إتق الله (5)يا أبا عبدالرحمن ولا تدعنّ نصرتي».

كتابة أهل الكوفة إلى الإمام الحسين يدعونه بالتوجّه إليهم

قال : وسمع أهل الكوفة (6)بوصول الحسين علیه السلام إلى مكة وامتناعه من البيعة ليزيد، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي (7)، فلما تكاملوا قام فيهم

ص: 102


1- عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبدالرحمن ، كفّ بصره في آخر حياته ، وهو آخر من توفي بمكة من الصحابة، مولده ووفاته بمكة، سنة وفاته مختلف فيه . الإصابة ترجمة رقم 4825 ، طبقات ابن سعد 4 / 105 - 138 ، تهذيب الأسماء 278/1، الأعلام 4 / 108.
2- ر.ع : إليه .
3- ع ، ب : أما تعلم .
4- ع . ب : أخذ عزيز ذي انتقام .
5- لفظ : الله ، لم يرد في ر .
6- الكوفة بالضم: المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ، قيل : سميت الكوفة لاستدارتها معجم البلدان 322/4 .
7- أبو مطرف سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون عبد العزى بن منقذ السلولي الخزاعي ، صحابي من الزعماء القادة، شهد الجمل وصفين مع علي ، سكن الكوفة ، ترأس التوابين ، استشهد بعين الوردة ، قتله يزيد بن الحصين . الإصابة ترجمة رقم 3450 تاريخ الاسلام 17/3 ، الأعلام 127/3

خطيباً. وقال في آخر خطبته :

يا معشر الشيعة ، إنكم قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك وصار إلى ربّه وقدم على عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد ، وهذا الحسين بن علي قد خالفه وصار إلى مكة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصر تكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه .

قال : فكتبوا إليه :

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين علیها السلام، من سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة (1)ورفاعة بن شداد (2)وحبيب بن مظاهر (3)وعبد الله بن

ص: 103


1- ر: نجية . وهو المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح الفزاري تابعي ، كان رأس ،قومه ، شهد القادسية وفتوح العراق ، كان مع على الله في مشاهده سكن الكوفة ، ثار مع التوابين في طلب دم الحسين ، استشهد مع سليمان بن الصرد بالعراق سنة 65ه، وكان شجاعاً بطلاً متعبداً ناسكاً. الكامل في التاريخ 68/4 - 71 ، الإصابة ترجمة رقم 8424 ، الأعلام 225/7 - 226 .
2- رفاعة بن شداد البجلي ، قارىء من الشجعان المقدمين من أهل الكوفة ، من شيعة على ،قتل سنة 66 ه . الكامل في التاريخ حوادث سنة 66 ه، الأعلام 29/3 .
3- حبيب بن مظاهر - أو مظهر أو مطهر - بن رئاب بن الأشتر ب-ن حجوان الأسدي الكندي ثمّ الفقعسي، تابعي ، من القواد الشجعان، نزل الكوفة ، صحب على في حروبه كلها ، وكان من شرطة الخميس، ثم كان على ميسرة الحسين يوم كربلاء وعمره خمس وسبعون سنة ، بذل محاولة لاستقدام أنصار من بني أسد وحال الجيش الأموي دون وصولهم إلى معسكر الحسين ، كان معظماً عند الحسين ، وكان شخصيّة بارزة في مجتمع الكوفة ، ولما استشهد قال الحسين : احتسب نفسي وحماة أصحابي ، قتله بديل بن صريم الغفقاني . تاريخ الطبري 352/5 - 440 ، رجال الشيخ : 72 تسمية من قتل مع الحسين : 152 ، لسان الميزان 2 / 173 ، الكامل في التاريخ حوادث سنة 61 ه. الأعلام 2 / 166 ، أنصار الحسين : 81-82 .

وائل (1)وسائر شيعته من المؤمنين .

سلام الله عليك ، أما بعد ، فالحمد لله الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل الجبار العنيد الغشوم الظلموم الذي ابتز (2)هذه الأُمّة أمرها ، وغصبها فيأها ، وتأمر عليها بغير رضى منها ، ثم قتل خيارها واستبق شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعدا له كما بعُدت ثمود .

ثمّ أنّه ليس علينا إمام غيرك ، فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق ، والنعمان ابن بشير (3)في قصر الامارة ، ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت أخرجناه حتى يلحق بالشام (4)،

ص: 104


1- كذا في ع ، وفي ر : وابل . والظاهر أنّ الصحيح اسمه عبد الله بن وال التميمي ، كما جاء اسمه في أصحاب أمير المؤمنين في رجال الشيخ : 55، وجاء اسمه بعد اسم قنبر مندمجاً معه ، وهو اشتباه، وفي مخطوطة رجال الشيخ جاء اسمه قبل اسم قنبر بعدة أسماء ، وورد اسمه في شرح النهج 3/ 132 ، وعدة أماكن أخرى .
2- أي : اغتصب .
3- النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري أبو عبدالله أمير شاعر ، من أهل المدينة . وجهته نائلة - زوجة عثمان - بقميص عثمان إلى معاوية ، فنزل الشام وشهد صفين مع معاوية ، وولي القضاء بدمشق، وولي بعده اليمن لمعاوية ، ثم استعمله على الكوفة. وعزل عنها وصارت له ولاية حمص، واستمر فيها إلى أن مات يزيد فبايع النعمان لابن الزبير، وتمرد أهل حمص، فخرج هارباً، فأتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله سنة 65 ه. جمهرة الأنساب : 345 أسد الغابة 22/5 ، الإصابة ترجمة رقم 8730 الأعلام 36/8 .
4- بالهمزة ، ويجوز أن لا يهمز ، فيكون جمع شامة، سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات، حدّها من الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية ، وعرضها من جَبَلي من نحو القبلة إلى بحر الروم. وبها من أمهات المدن حلب ومنبج وحماة وحمص ودمشق والبيت المقدس والمعرة وفي الساحل أنطاكية وطرابلس ... معجم البلدان 311/3 - 315.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يابن رسول الله وعلى أبيك من قبل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم سرحوا الكتاب ، ولبثوا يومين آخرين وأنفذوا جماعة معهم نحو ماءة وخمسين صحيفة من الرجل والإثنين والثلاثة والأربعة (1)، يسألونه القدوم

عليهم.

وهو مع ذلك يتأنى فلا يجيبهم.

كتب أخرى تصل إلى الامام الحسين من أهل الكوفة

فورد عليه في يوم واحدٍ ستماءة كتاب، وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده منها في نوب (2)متفرّقة إثنى عشر ألف كتاب .

ثم قدم عليه هاني بن هاني السبيعي(3) وسعيد بن عبدالله الحنفى (4)بهذا

ص: 105


1- والأربعة ، لم يرد في ر .
2- أي : فُرص متفرقة .
3- هاني بن هانى الهمداني الكوفي ، روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وعنه أبو إسحاق السبيعي تهذيب التهذيب 22/11 - 23 . ولم ينعته كل من ترجمه بالسبيعي، والسبيعي بطن من بطون همدان .
4- ر : النخعى ، وكذا فيما يأتي . ذكر في أكثر المصادر وفي الزيارة باسم سعد ، وهو من سعد، وهو من بني حنيفة بن الجيم من بكر بن وائل ، وهو أحد الرسل الذين حملوا رسائل الكوفتين إلى الحسين ، من أعظم الثوار تحمساً . تاريخ الطبري 419/5 و 353 مقتل الحسين للخوارزمي 1/ 195 و 2 / 20 ، المناقب 103/4 ، البحار 21/45 و 26 و 70 تسمية من قتل مع الحسين : 154 ، أنصار الحسين : 90 - 91

الكتاب ، وهو آخر ما ورد عليه علیه السلام من أهل الكوفة ، وفيه

آخر كتاب ورد على الإمام الحسين من أهل الكوفة

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين علیه السلام.

من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين علیه السلام.

أمّا بعد ، فانّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله ، فقد أخضر الجناب (1)، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت فإنّما تقدم على جند مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك .

فقال الحسين علیه السلام لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبدالله الحنفي : «خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي ورد علي معكما ؟».

فقالا : یابن رسول الله شبث بن ربعي (2)، وحجّار بن أبجر (3)، ويزيد بن

ص: 106


1- ع : اخضرت الجنات. والجناب : الفناء ، وما قرب من محلّة القوم .
2- ر : ربيعي شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس، شيخ مضر وأهل الكوفة في أيامه ، أدرك عصر النبوة ، ولحق بسجاح المتنبئة ، ثم عاد إلى الاسلام ثار على عثمان ، قاتل الحسين بعد أن كتب إليه يدعوه إلى المجيء . مات بالكوفة نحو سنة 70 ه. وقيل : إنّه لما قبض على شبث قال له إبراهيم : أصدقني ما عملت يوم الطف ؟ قال : ضربت وجهه الشريف بالسيف !! فقال له : ويلك يا ملعون ما خفت من الله تعالى ولا من جده رسول الله ، ثم جعل يشرح أفخاذه حتى مات. الإصابة ترجمة رقم 3950، تهذيب التهذيب 303/4 ، ميزان الاعتدال 440/1 ، الأعلام 154/3
3- حجّار - ككتان وككتاب - بن أبجر الكوفي، يقال فيه : يروي عن أمير المؤمنين ، روى عنه السماك ابن حرب . الرجال في تاج العروس 25/2 .

الحارث ، ويزيد بن رويم (1)(2)، وعروة بن قيس (3)، وعمرو بن الحجاج (4)، ومحمد بن عمير بن عطارد (5).

قال (6): فعندها قام الحسين علیه السلام، فصلى (7)ركعتين بين الركن والمقام، وسأل الله الخيرَة في ذلك.

إرسال الإمام الحسين مسلم إلى الكوفة ومعه جواب كتبهم....

ثم دعا بمسلم بن عقيل (8)وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم

ص: 107


1- كذا في النسخ ، والظاهر وقوع خلل في العبارة ، والصحيح : ويزيد بن الحارث بن رويم ، لا : ويزيد ابن الحارث ويزيد بن رويم.
2- هو : يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني ، أدرك عصر النبوة، وأسلم على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الله ، وشهد اليمامة، ونزل البصرة ، قتل في الري سنة 68 ه. وفي بعض المصادر: يزيد بن رويم الشيباني، وهذه النسبة إلى جده، والمصادر متفقة على أنه يزيد بن الحارث بن رويم. الكامل 111/4 ، الإصابة ترجمة رقم 9398 ، تهذيب التهذيب 163/8، جمهرة الأنساب : 305 ، الأعلام 180/8 - 181 .
3- ظاهراً الصحيح عزرة بن قيس ، راجع : تاريخ الطبري 353/5، أنساب الأشراف 158/3.
4- ر : عمر . و في إرشاد المفيد : 38 عمرو بن الحجاج الزبيدي
5- محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي الدارمي، من أهل الكوفة ، له مع الحجاج وغيره من أمرائها أخبار كان أحد أمراء الجند في صفّين مع علي ، توفي نحو سنة 85 ه. المحبر : 154 و 338 و 339 لسان المیزان 5/ 330 ، الأعلام 319/6 .
6- قال ، ليس في ر .
7- ر: وصلى.
8- ع : ثم طلب مسلم . ومسلم هو ابن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، تابعي من ذوي الرأي والعلم والشجاعة، أمّه أم ولد اشتراها عقيل من الشام، وجّه به الإمام الحسين إلى الكوفة ليأخذ له البيعة على أهلها ، فخرج من مكة في منتصف شهر رمضان سنة 60 ه، ودخل الكوفة في اليوم السادس من شهر شوال، وهو أول من استشهد من أصحاب الحسين . مقاتل الطالبتين : 80 ، الطبقات الكبرى 29/4 ، تسمية من قتل مع الحسين : 151 ، الكامل في التاريخ 1/4 - 15 ، الأخبار الطوال : 233 ، تاريخ الكوفة : 59 ، الأعلام 222/7 . أنصار الحسين : 124 ، ضياء العينين : 13 - 29 .

يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه : «قد نفذت إليكم ابن عمّي مسلم ابن عقيل ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي».(1)

دخول مسلم بن عقيل الكوفة

فسار مسلم بالكتاب حتى دخل إلى الكوفة ، فلما وقفوا على كتابه كثر استبشارهم بإتيانه إليهم، ثمّ أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي(2) وصارت الشيعة تختلف إليه .

فلما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين علیه السلام وهم يبكون (3)، حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً .

ص: 108


1- ع : من رأي جميل .
2- الثقفي ، لم يرد في ر. والمختار هو أبن أبي عبيدة ابن مسعود الثقفى أبو إسحاق، من زعماء الثائرين على بني أمية أهل الطائف ، انتقل إلى المدينة مع أبيه ، وبق المختار في المدينة منقطعاً إلى بني هاشم، تزوج عبدالله ابن عمر بن الخطاب أخت المختار صفية ، وكان المختار مع علي بالعراق ، وسكن البصرة بعد على الله ، قبض عليه عبيد الله بن زياد في البصرة وحبسه ونفاه بشفاعة ابن عمر إلى الطائف ، ذهب إلى الكوفة بعد موت يزيد لأخذ الثأر من قتلة الحسين ، واستولى على الكوفة والموصل وتتبع قتلة الحسين ، قتله مصعب بن الزبير بعد حرب بينهما سنة 67 ه. الإصابة ترجمة رقم 8547 ، الفرق بين الفرق : 31 - 37 ، الكامل في التاريخ 82/4 - 108 . تاريخ الطبري 7 / 146 ، الأعلام 192/7
3- من قوله : فلما اجتمع إلى هنا لم يرد في ر.

وكتب عبدالله بن مسلم الباهلي (1)وعمارة بن الوليد (2)وعمر بن سعد(3) إلى يزيد يخبرونه بأمر مسلم بن عقيل .

كتب جماعة إلى يزيد بخبر مسلم ويشيرون عليه بعزل النعمان

ويشيرون عليه (4)بصرف النعمان بن بشير وولاية غيره.

ولاية يزيد لعبيد الله على الكوفة

فكتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد (5)- وكان والياً على البصرة (6)- بأنه قد ولاه الكوفة وضتها إليه ، ويعرفه أمر مسلم بن عقيل وأمر الحسين علیه السلام، ويشدّد عليه في تحصيل مسلم وقتله، فتأهب عبيد الله للمسير إلى الكوفة .

ص: 109


1- لم يذكروه .
2- ع : بن وليد . لم يذكروه
3- عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، سيره عبيد الله بن زياد على أربعة آلاف لقتال الديلم وكتب له عهده على الري، ثم لما علم ابن زياد بمسير الحسين من مكة متجهاً إلى الكوفة كتب إلى عمر بن سعد أن يعود بمن معه ، فعاد فولاه قتال الحسين ، فاستعفاه ، فهدّده وذكّره ولاية الري ، فأطاع ، بعث المختار من قتل عمر بن سعد حين قيامه فقتل . الطبقات 125/5 ، الكامل في التاريخ 21/4 ، الأعلام 47/5 .
4- ر : بأمر مسلم بن عقيل ويشيرونه ، ع : بأمر مسلم ويشيرون عليه
5- عبیدالله بن زياد بن أبيه ، ولد بالبصرة، وكان مع والده لما مات بالعراق، قصد الشام فولاه عمه معاوية خراسان سنة 53 ه- وبقي فيها سنتين ، ونقله معاوية إلى البصرة أميراً عليها سنة 55 ، وأقرّه يزيد على امارته سنة 60 ه. وكانت فاجعة الطف في أيامه وعلى يده ، وبعد هلاك يزيد بايع أهل البصرة لعبيد الله ، ثم لم يلبثوا أن وثبوا عليه ، فهرب متخيّناً إلى الشام ، ثم عاد يريد العراق ، فلحق به إبراهيم الأشتر فاقتتلا وتفرق أصحاب عبیدالله فقتله ابن الاشتر في خازر من أرض الموصل. ويدعى عبیدالله بابن مرجانة ، وهي أمه كانت معروفة بالفسق والفجور. تاريخ الطبري 166/6 و 18/7 و 144 ، الأعلام 193/4 .
6- البصرة بلدة إسلامية بنيت في خلافة عمر في السنة 18 من الهجرة، سميت بذلك لأن البصرة الحجارة الرخوة ، وهي كذلك ، فسميت بها، والبصرتان : البصرة والكوفة. مجمع البحرين 3 / 225 - 226 .

كتب الامام الحسين إلى جماعة من أشراف البصرة يدعوهم لنصرته.

وكان الحسين علیه السلام قد كتب إلى جماعة من اشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبا رزين (1)يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته ، منهم يزيد بن مسعود النهشلي (2)والمنذر بن الجارود العبدي .(3)

جمع يزيد بن مسعود القبائل وحتهم على نصرة الحسين....

فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد (4)، فلمّا حضروا قال : يا بني تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم ؟

فقالوا : بخٍّ بخٍّ ، أنتَ والله فقرة الظهر ورأس الفخر(5)، حللت في الشرف وسطاً، وتقدّمت فيه فرطاً .

قال : فإنّي قد جمعتكم لأمرِ أُريد أن أُشاوركم فيه وأستعين بكم عليه .

فقالوا : والله إنا نمنحك (6) النصيحة ونجهد (7)لك الرأي ، فقل نسمع (8)

ص: 110


1- كان مولى للحسين ، أرسله إلى أهل البصرة، وسلّمه أحد من أُرسل إليهم من زعماء البصرة إلى عبیدالله فقتله ، وذكر بعض المؤرخين أنه استشهد مع الحسين ، والظاهر أنه وقع خلط بين هذا وبين سليمان آخر استشهد مع الحسين . تاريخ الطبري 357/5 - 358 . مقتل الخوارزمي ،199/1 ، بحار الأنوار 337/44 - 340 . أنصار الحسين: 74 ، ضياء العينين : 39 - 40 .
2- لم يذكروه .
3- المنذر بن الجارود بن عمرو بن خنيس العبدي، ولد في عهد النبي وشهد الجمل مع العليا الله . وولاه علي إمرة اصطخر، ثمّ بلغه عنه ما ساءه فكتب إليه كتاباً وعزله ، ولاه عبدالله بن زياد ثغر الهند سنة 61 ه، فمات فيها آخر سنة 61 ه. الإصابة ترجمة رقم 8336، جمهرة الأنساب : 279 . الأغاني /117/11 ، الأعلام 292/7
4- ر : سعید .
5- ر : الفجر .
6- ب : فقالوا انما والله نمنحك ، ع : إنّا والله نمنحك .
7- ب : ونحمد .
8- ب : فقل حتى نسمع .

فقال : إن معاوية قد (1)،مات، فأهون به والله هالكاً ومفقوداً، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم، وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعةً عقد بها أمراً وظنّ أنّه قد أحكمه ، وهيهات والذي أراد ، اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل ، وقد قام ابنه (2)يزيد - شارب الخمور ورأس الفجور - يدعى الخلافة على المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضى منهم (3)، مع قصر حلمٍ وقلّة علمٍ، لا يعرف من الحق ،موطى قدمه، فأقسم بالله قسماً مبروراً لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين.

وهذا الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم (4)، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف، وهو (5) أولى بهذا الأمر، لسابقته وسنّه وقدمه (6)وقرابته ، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية وإمام قوم، وجبت الله به الحجة (7)وبلغت به الموعظة.

فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا في وهدة الباطل (8)، فقد كان صخر

ص: 111


1- قد ، لم ترد في ب.ع.
2- ابنه ، لم يرد في ر . ب.
3- بغير رضى منهم ، لم يرد في ر . ب .
4- ر ، ب : ابن رسول الله
5- ر : له فضل لا يوصف وهو
6- ب : وقدمته .
7- ر: وجبت الله الحجة ، ب : وحيت الله به الحجة ، ع : وحببت الله به الحجة ، والمثبت ملفق من هذه النسخ .
8- ر: فلا تعشوا عن نور الحق ولا تكسعوا في الباطل ، ب : ولا تعشوا .... ع : وهد الباطل .... والتسكع : التمادي في الباطل.

ابن قيس (1)قد (2)انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ونصرته ، والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده والقلّة في عشيرته.

وها أنا قد لبست للحرب لامتها وأدرعتُ لها بدرعها ، من لم يُقتل يمت ومَن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب.

فتكلّمت بنو حنظلة ، فقالوا : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفارس عشيرتك ، إن رميت بنا أصبتَ ، وإن غزوت بنا فتحتَ ، لا تخوض والله عمرةً إلا خضناها ، ولا تلق والله شدّة إلا لقيناها ، نتصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا (3)، فانهض لما شئت.

وتكلّمت بنو سعد بن زيد (4)، فقالوا : يا أبا خالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال

فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا .(5)

وتكلّمت بنو عامر بن تميم فقالوا : يا أبا خالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك (6)، لا نرضى إن غضبتَ ولا نقطن إن ضعنت، والأمر إليك ، فادعنا نجبك ومرنا نطعك ، والأمر إليك إذا شئتَ .

ص: 112


1- يعرف بالأحنف ، والأحنف لقب له لحنف كان في رجله ، واختلفوا في اسمه ، فقيل : صخر ، وقيل الضحاك ، ولد في البصرة ، وأدرك النبي ولم يره ، اعتزل يوم الجمل، توفي في الكوفة . الطبقات ،66/7 جمهرة الأنساب : 206 ، تاریخ الاسلام 3 / 129، الأعلام 276/1 - 277 .
2- قد لم يرد في ب.ع.
3- ب : ونقيك بأبداننا إذا شئت . ع : إذا شئت فافعل .
4- ع : يزيد .
5- ر : نراجع المشهورة ونأتك برأينا . ب : نراجع المشورة ويأتيك رأينا .
6- ر : وخلفاؤك .

فقال : والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا يرفع الله عنكم السيف أبداً، ولا يزال سيفكم فيكم.

كتب يزيد بن مسعود كتاباً إلى الحسين يخبره باجتماع القبائل لنصرته

ثمّ كتب الى الحسين علیه السلام:

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد ، فقد وصل إلي كتابك ، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وأن الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير ودليل على سبيل النجاة، وأنتم حجة الله على خلقه ووديعته (1)في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشدّ تتابعاً لك من الإبل الظماء يوم خمسها لورود الماء ، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد وغسلت لك درن صدورها بماء سحابة مزن حتى استهل برقها فلمع .

فلما قرأ الحسين علیه السلام الكتاب قال : «آمنك (2)الله يوم الخوف وأعزك : وأرواك يوم العطش الأكبر».

عندما تجهز يزيد بن مسعود للخروج إلى نصرة الحسين بلغه استشهاده

فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين علیه السلام البلغه قتله قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه .

ما فعله المنذر بن الجارود بكتاب الحسين والرسول

وأمّا المنذر بن الجارود، فإنه جاء بالكتاب والرسول إلى عبيد الله بن زیاد لأنّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيد الله بن زياد، وكانت بحرية بنت المنذر (3)زوجة لعبيد الله (4)، فأخذ عبيد الله الرسول فصلبه ، ثم صعد

ص: 113


1- ر : ووديعة .
2- ع : قال : مالك آمنك
3- ر : بحيرة ابنت المنذر . لم يذكروها .
4- ب : تحت عبیدالله بن زیاد

المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف.

خروج عبيد الله بن زياد من البصرة متوجهاً إلى الكوفة

ثمّ بات تلك الليلة ، فلما أصبح استناب (1)عليهم أخاه عثمان بن زياد (2)وأسرع هو إلى قصد الكوفة .

فلمّا قاربها نزل حتى أمسى ، ثم دخلها ليلاً، فظن أهلها أنه الحسين علیه السلام، فتباشروا بقدومه ودنوا منه ، فلما عرفوا أنه ابن زياد تفرّقوا عنه ، فدخل قصر الامارة وبات ليلته إلى الغداة ، ثم خرج وصعد المنبر وخطبهم وتوعدهم على معصية السلطان ووعدهم مع الطاعة بالإحسان.

خروج مسلم من دار المختار وذهابه إلى دار هاني....

فلمّا سمع مسلم بن عقيل بذلك خاف على نفسه من الاشتهار ، فخرج من دار المختار وقصد دار هاني بن عروة(3)، فآواه وكثر اختلاف الشيعة إليه ، وكان عبیدالله بن زیاد قد وضع المراصد عليه .

فلمّا علم أنّه في دار هاني دعا محمد بن الأشعث (4)وأسماء بن خارجة .(5)

ص: 114


1- ر : استأمر .
2- لم أعثر على من ترجم له .
3- هاني بن عروة الغطيفي المرادي ، من مذحج ، أحد سادات الكوفة وأشرافها ، أدرك النبي و ومن أصحاب وخواص أمير المؤمنين، شارك في حروب الجمل وصفين والنهروان ، من أركان حركة حجر بن عدي الكندي ضدّ زياد بن أبيه ، قتله عبيد الله بن زياد في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 ه- وبعث برأسه مع رأس مسلم إلى يزيد. تسمية من قتل مع الحسين : 156 ، الكامل 10/4 - 15 ، المحبر : 480 ، النقائض : 246 ، التاج 359/3، رغبة الأمل ،86/2، جمهرة الأنساب : 382 ، الأعلام 68/8 ، أنصار الحسين : 124 - 125 ، ضياء العينين : 30 - 38 .
4- محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، أبو القاسم ، من أصحاب مصعب بن الزبير ، قتل سنة 67 ه- . الإصابة ترجمة رقم 8504 الأعلام 39/6
5- أسماء بن خارجة بن حصين الفزاري، تابعي، من رجال الطبقة الأولى من أهل الكوفة ، توفي سنة 66 ه . فوات الوفيات ،11/1 ، تاريخ الاسلام 2/ 372 النجوم الزاهرة 179/1 ، الأعلام 305/1.

و عمر و بن الحجاج وقال : ما يمنع هاني بن عروة من إتياننا ؟

فقالوا ما ندري ، وقد قيل : إنّه يشتكي .

فقال : قد بلغنى ذلك وبلغني أنه قد يرء وأنه يجلس على باب داره ولو أعلم أنه شاك لعُدته ، فالقوه ومروه أن لا يدع ما يجب عليه من حقنا ، فإنّي لا أحبّ أن يفسد عندي (1) مثله ، لأنه من أشراف العرب.

فأتوه حتّى وقفوا عليه عشيّة على بابه ، فقالوا : ما يمنعك من لقاء الأمير فإنّه قد ذكرك وقال : لو أعلم أنه شاكِ لعُدته .

فقال لهم : الشكوى تمنعني .

ذهاب هاني إلى عبيد الله بن زياد وما جرى بينهما

فقالوا له : إنّه قد بلغه إنّك تجلس على باب دارك كلّ عشيّة، وقد استبطاك ، والإبطاء والجفاء لا يحتمله السلطان من مثلك ، لأنّك سيّد في قومك ، ونحن نقسم عليك إلّا ما ركبت معنا إليه . فدعا بثيابه فلبسها وفرسه فركبها ، حتى إذا دنا من القصر كأنّ نفسه قد أحسّت ببعض الذي كان ، فقال لحسان بن أسماء بن خارجة (2): يابن أخي إنِّي والله من هذا الرجل لخائف ، فما ترى ؟

فقال : والله يا عمّ ما أتخوّف عليك شيئاً ، فلا تجعل على نفسك سبيلاً، ولم يك حسّان يعلم في أيّ شيء بعث عبيد الله بن زياد فجاء هاني والقوم معه حتى دخلوا جميعاً على عبيد الله ، فلما رأى هانياً قال : أتتك بخائن (3)رجلاه ، ثمّ التفتَ إلى شريح القاضي (4)- وكان جالساً عنده - وأشار إلى هاني وأنشد بيت

ص: 115


1- ر: على
2- لم يذكروه .
3- كذا في النسخ ، والظاهر أن الصحيح : حائن ، وهو الذي حان حينه وهلاكه . راجع مجمع الأمثال للميداني .
4- شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي ، أبو أمية ، توفي سنة 78 ه- ، أصله من اليمن ، ولي قضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية ، واستعفى في أيام الحجاج فأعفاه سنة 77 ه. الطبقات 6/ 90 - 100 ، وفيات الأعيان 224/1 ، حلية الأولياء 132/4، الأعلام 161/3

عمرو بن معدي كرب الزبيدي :(1)

أريد حياته ويريد قتلي***عذيرك من خليلك من مراد

فقال له هاني وما ذاك أيّها الأمير ؟

فقال له : إيهاً يا هاني، ما هذه الأمور التي تُربصُ في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ؟ جئتَ بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك وظننت أنّ ذلك يخف علي.

فقال : ما فعلتُ .

فقال ابن زیاد بلی قد فعلت.

فقال : ما فعلتُ أصلح الله الأمير .

فقال ابن زياد : علي بمعقل (2)مولاي وكان معقل عَيْنَهُ على أخبارهم ، وقد عرف كثيراً من أسرارهم - فجاء معقل حتى وقف بين يديه .

فلما رآه هاني عرف أنه كان عيناً عليه ، فقال : أصلح الله الأمير والله ما بعثتُ إلى مسلم ولا دعوته، ولكن جاءني مستجيراً، فاستحييت من ردّه، ودخلني

ص: 116


1- ر: وأنشد بيت معدي كرب الزبيدي . و عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبدالله الزبيدي ، فارس اليمن وصاحب الغارات المذكورة. وفد على المدينة سنة 9 ه في عشرة من بني زبيد فأسلم وأسلموا . يكنى أبا ثور، توفي على مقربة من الري سنة 21 ه- . وقيل : قتل عطشاً يوم القادسية الاصابة ترجمة رقم 5972 ، الطبقات 5 /383. خزانة الأدب 425/1 - 426 الأعلام 5 / 86.
2- لم يذكروه، وهو ملعون خبيث .

من ذلك ذمام فآويته ، فأما إذ قد علمت فخل سبيلي حتى أرجع إليه وآمره بالخروج من داري إلى حيث شاء من الأرض، لأخرج بذلك من ذمامه وجواره.

فقال له ابن زياد : والله لا تفارقني أبداً حتى تأتيني به .

فقال : والله لا آتيك به أبداً ، آتيك بضيفي حتى تقتله !

فقال : والله لتأتيني به .

قال : والله لا آتيك به .

فلمّا كثر الكلام بينها ، قام مسلم بن عمر و الباهلي (1)فقال : أصلح الله الأمير أخلني وإيَّاه حتى أكلّمه، فقام فخلى به ناحية - وهما بحيث يراهما ابن زياد ويسمع كلامهما - إذ رفعا أصواتهما. ف

قال له مسلم : يا هاني أنشدك الله أن لا تقتل نفسك وتدخل البلاء على عشيرتك ، فوالله إني لأنفس بك عن القتل ، إنّ هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا بقاتليه ولا ضاريه ، فادفعه إليه ، فإنّه ليس عليك بذلك تخزاة ولا منقصة ، وإنما تدفعه إلى السلطان.

فقال هاني : والله إنّ عليّ في ذلك الخزي والعار ، أنا أدفع جاري وضيفي ورسول ابن رسول الله إلى عدوه وأنا صحيح الساعدين وكثير الأعوان ! والله لو لم أكن إلا رجلاً واحداً ليس لى ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه .

فأخذ يناشده ، وهو يقول : والله لا أدفعه .

فسمع ابن زياد ذلك ، فقال : أدنوه مني ، فأدني منه ، فقال : والله لتأتيني به أو لأضربنّ عنقك .

ص: 117


1- ر: مسلم بن عمر ، وفي بعض النسخ: مسلم بن عمير الباهلي. لم يذكروه .

فقال هاني : إذن والله تكثر البارقة حول دارك.

فقال ابن زیاد والهفاه عليك أبالبارقة تخوّفني - وهاني يظن أن عشيرته يسمعونه - ثمّ قال : أدنوه مني ، فأدني منه ، فاستعرض وجهه بالقضيب ، فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خده وجيبنه على لحيته وانكسر القضيب .

فضرب هاني يده إلى قائم سيف شرطي ، فجذبه ذلك الرجل ، فصاح(1) ابن زیاد : خذوه فجروه حتى ألقوه في بيت من بيوت القصر واغلقوا(2) عليه ،بابه ، وقال : اجعلوا عليه حرساً ، ففُعل ذلك به.

فقام أسماء بن خارجة إلى عبيد الله بن زياد - وقيل : إن القائم حسان بن أسماء - فقال : أرسل غدر سائر اليوم (3)، أيها الأمير أمرتنا أن نجيئك بالرجل ، حتى إذا(4) جئناك به هشمت وجهه وسیلت دماءه على لحيته وزعمت أنك تقتله . فغضب ابن زیاد من كلامه وقال : وأنت هاهنا ! وأمر به فضُرب حتى ترك وقُيّد وحبس (5) في ناحية من القصر .

فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، إلى نفسى أنعاك يا هاني .

قال الراوي (6): وبلغ عمر و (7)بن الحجاج أن ها نياً قد قتل - وكانت رويحة

ص: 118


1- ر : فقال .
2- ر : وأغلق
3- ع : القوم .
4- إذا لم يرد في ر .
5- ر : وأُجلس .
6- الراوي . لم يرد في ر .
7- ر : عمر .

ابنة عمرو (1)هذا تحت هاني بن عروة - فأقبل عمرو في مذحج كافة حتى أحاط بالقصر ونادى : أنا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها (2)لم تخلع طاعة ولم تفارق جماعة ، وقد بلغنا أن صاحبنا هانياً قد قتل.

اجتماع مذحج حول القصر مطالبين بهاني

فعلم عبيد الله باجتماعهم وكلامهم، فأمر شريحاً القاضي أن يدخل على هاني فيشاهده ويخبر قومه بسلامته من القتل، ففعل ذلك وأخبرهم ، فرضوا بقوله

وانصر فوا.

خروج مسلم لحرب عبیدالله بن زیاد

قال (3): وبلغ الخبر إلى مسلم بن عقيل، فخرج بمن بايعه إلى حرب عبید الله ، فتحصّن منه بقصر الامارة واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم .

وجعل أصحاب عبيد الله الذين معه في القصر يتشرفون منه (4)ويحذرون أصحاب مسلم ويتوعدونهم بجنود الشام، فلم يزالوا كذلك حتى جاء الليل .

تفرق الناس عن مسلم

فجعل أصحاب مسلم يتفرّقون عنه ، ويقول بعضهم لبعض : ما نصنع بتعجيل ، وينبغي أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتى يصلح الله ذات بينهم . فلم يبق معه سوى عشرة أنفس ، ودخل مسلم المسجد ليصلّي المغرب، فتفرّق العشرة عنه .

فلمّا رأى ذلك خرج وحيداً في سكك الكوفة ، حتى وقف على باب امرأة يقال لها طوعة (5)، فطلب منها ماءً فسقته ، ثم استجارها فأجارته ، فعلم به

ص: 119


1- لم أهتد إلى من ترجم لها .
2- ر : ووجوهنا
3- قال . لم يرد في ر .
4- منه ، لم يرد في ر .
5- كانت أم ولد للأشعث بن قيس الكندي ، وقد كان لها ابن من غيره يقال له بلال بن أسيد ، أعتقها الأسيد الحضرمي . الكامل في التاريخ 31/4 ، وراجع أعلام النساء المؤمنات : 363 - 364 وما ذكر فيه من مصادر ترجمتها.

ولدها ، فوشى الخبر إلى عبيد الله بن زياد، فأحضر محمد بن الأشعث وضم إليه جماعة وأنفذه لإحضار مسلم.

محاربة مسلم لأصحاب عبيدالله

فلما بلغوا دار المرأة وسمع مسلم وقع حوافر الخيل ، لبس درعه وركب فرسه وجعل يحارب أصحاب عبيد الله .

ولمّا قتل مسلم منهم جماعة نادى إليه(1) محمد بن بن الأشعث: يا مسلم لك الأمان.

فقال له مسلم : وأيّ أمان للغدرة الفجرة، ثمّ أقبل يقاتلهم ويرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمى(2) يوم القرن حيث يقول :

أقسمت لا أُقتل إلا حرّاً***وإن رأيت الموت شيئاً نكرا

أكره أن أخدع أو أُغرّا***أو أخلط البارد سخناً مُرّا

كل امرى يوماً يلاقي شرّا***أضربكم ولا أخاف ضرّا

فقالوا له : إنك لا تخدع (3)ولا تغرّ ، فلم يلتفت إلى ذلك ، وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح، فطعنه رجل من خلفه، فخر إلى الأرض، فأخذ أسيراً .

فلمّا أُدخل على عبيد الله بن زياد لم يسلّم عليه ، فقال له الحرسي : سلّم على الأمير.

ص: 120


1- ر : حتى قتل منهم جماعة فناداه.
2- لم أعثر على من ترجم له .
3- ب : فنادى إليه إنك لا تكذب ولا تغرّ .

محاورة مسلم مع عبيد الله بعد أن أخذ أسيراً

فقال له : اسكت ياويحك والله (1)ما هو لي بأمير .

فقال ابن زياد : لا عليك سلّمت أم لم تسلّم ، فإنك مقتول .

فقال له مسلم : إن قتلتني فلقد قَتَلَ مَن هو شرٌّ منك مَن هو خير مني ، وبعد فإنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة ، لا أحد أولى بها منك .(2)

فقال له ابن زیاد یا عاقّ يا شاق، خرجت على إمامك وشققت عصى المسلمين ، والقحت الفتنة بينهم.

فقال له مسلم : كذبت يابن زياد إنّما شقّ عصى المسلمين معاوية وابنه يزيد ، وأما الفتنة فإنما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد ب-ن-ي ع--لاج من ثقيف (3)، وأنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة على يدي أشر البرية .(4)

فقال ابن زياد : منّتك نفسك أمراً ، حال الله دونه ولم يرك له أهلاً وجعله لأهله.

فقال مسلم : ومن أهله يابن مرجانة ؟

فقال : أهله يزيد بن معاوية !

فقال مسلم : الحمد الله ، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم .

ص: 121


1- يا ويحك والله ، لم يرد في ر .
2- وبعد فإنك .... أولى بها منك ، لم يرد في ب .
3- قال السيد الخوئي : زياد بن عبيد .... هذا هو زياد بن أبيه ، وأمه سمية المعروفة ، وقصة إلحاقه بأبي سفيان مشهورة، ونغله عبيد الله قاتل الحسين . وليت شعري كيف عدّ العلامة وابن داود هذا اللعين ابن اللعين أبا اللعين في القسم الأول من كتابيهما ، وكأنهما لم يلتفتا إلى أنّ زياد بن عبيد هو زياد المعروف بأمه . والله العالم . معجم رجال الحدیث 309/7
4- ب ، ع : شرّ بريّته .

فقال ابن زياد : أتظنّ أنّ لك من الأمر شيئاً .

فقال مسلم : والله ما هو الظن ، ولكنّه اليقين .

فقال ابن زياد أخبرني يا مسلم لم أتيتَ هذا البلد وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم(1) بينهم وفرّقت كلمتهم ؟

فقال له مسلم : ما هذا أتيتُ ، ولكنّكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمرتم على الناس بغير رضى منهم وحملتموهم على غير ما أمركم به الله ، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنة ، وكنا أهل ذلك كما أمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.

فجعل ابن زياد لعنه الله يشتمه ويشتم عليّاً والحسين والحسين علیهما السلام !

فقال له مسلم : أنت وأبوك أحق بالشتم ، فاقض ما أنت قاض يا عدو الله .

شهادة مسلم بن عقيل

فأمر ابن زياد بكير بن حمران (2)أن يصعد به إلى أعلا القصر فيقتله ، فصعد به - وهو يسبّح الله تعالى ويستغفره ويصلي على نبيه صلی الله علیه و آله وسلم فضرب عنقه ، ونزل وهو مذعورٌ.

فقال له ابن زياد ما شأنك ؟

فقال : أيّها الأمير رأيتُ ساعة قتله رجلاً أسوداً شنيء (3)الوجه حذاي عاضاً على إصبعه - أو قال شفتيه - ففزعت فزعاً لم أفزعه قطّ

فقال ابن زیاد لعلّك دهشت.

شهادة هاني بن عروة

ثمّ أمر بهاني بن عروة، فأخرج ليقتل فجعل يقول : وامذحجاه وأين مبني

ص: 122


1- أمرهم، لم يرد في ر .
2- في كتاب مستدركات علم الرجال 2/ 50 : بكر بن حمران الأحمري ، خبيث معلون ، قاتل مسلم ابن عقيل .
3- ب . ع : سيء .

مذحج واعشيرتاه وأين مني عشيرتي !

فقالوا له : يا هانى مدّ عنقك .

فقال : والله ما أنا بها سخيّ ، وما كنتُ لأعينكم على نفسي.

فضر به غلام لعبید الله بن زياد يقال له رشيد (1) فقتله .

أبيات شعر للفرزدق يرثي بها مسلم وهاني

وفي قتل مسلم وهاني يقول عبد الله بن زبير الأسدي (2)، ويقال : إنه للفرزدق .(3)

فإن كنتِ لاتدرين ما الموت فانظري***إلى هاني في السوق وابن عقيل

إلى بطل قد هَتّم السيف وجهَهُ***وآخر يهوى من جدار قتيل

أصابهما جور البغى فأصبحا***أحاديث من يسعى (4)بكل سبيل

ترى جسداً قد غيّر الموت لونه***ونضح دم قد سال كلّ مسیل

فتىً كان أحيى من فتاة حَيّةً***واقطع من ذي شفرتين صقيل

أيركب أسما الهماليج آمناً***وقد طلبته مذحج بذحولِ

تطوف حواليه مراد وكلّهم***على أهبة من سائل و مسول

ص: 123


1- لم يذكروه، وهو خبيث معلون .
2- عبدالله بن الزبير بين الأعشى واسمه قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين الأسدى. أدب الطف 146/1.
3- ع : ويقال إنها للفرزدق وقال بعضهم إنها لسليمان الحنفي . والفرزدق هو : همام بن غالب بن صعصعة التميمى الدارمي ، أبو فراس ، شاعر من النبلاء من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة ، كان شريفاً في قومه، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده ، توفى في بادية البصرة سنة 110 ه وقد قارب المائة من عمره. خزانة الأدب 105/1 - 108 ، جمهرة أشعار العرب : 163 ، الأعلام 93/8
4- ع : يسري .

فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم***فكونوا بغايا أُرضيت بقليل (1)

قال الراوي (2) : وكتب عبيد الله بن زياد بخبر مسلم وهاني إلى يزيد بن معاوية . فأعاد عليه الجواب يشكره فيه على فعاله وسطوته ، ويعرفه أن قد بلغه توجه الحسين علیه السلام إلى جهته ، ويأمره عند ذلك بالمؤاخذة والإنتقام والحبس على الظنون والأوهام.

توجه الإمام الحسين من مكة

وكان قد توجّه الحسين علیه السلام من مكة يوم الثلاثاء (3)لثلاث مضين من ذي الحجة ، وقيل : لثمان مضين من ذي الحجة (4)سنة ستين من الهجرة ، قبل أن يعلم بقتل مسلم ، لأنه خرج من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان الله عليه . وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامى (5)في كتاب دلائل الإمامة (6)قال : حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع (7)، عن أبيه

ص: 124


1- ع : أرغمت يبعول.
2- الراوي ، لم يرد في ع.
3- يوم الثلاثاء . لم يرد في ب .
4- وقيل لثمان مضين من ذي الحجة ، لم يرد في ب . وفي ع : وقيل يوم الأربعاء لثمان مضين من ذي الحجة .
5- قال الشيخ الطهراني في الذريعة 241/8 : أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي المازندراني، المتأخر عن محمد بن جرير الطبري الكبير ، والمعاصر للشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 ه والنجاشي المتوفى سنة 450 ه ، والشاهد على ذلك أمور . ...
6- دلائل الإمامة أو دلائل الأئمة ألفه بعد 411 ه . قال الشيخ الطهراني : وأول من نقل عن هذا الكتاب هو السيد علي بن طاووس ..... وقد ذكرنا أن مكتبة ابن طاووس كانت تشتمل في عام 605 ه على 1500 مجلد، ومنها نسخة تامة من هذا الكتاب ، حيث ينقل من أوائله وأواسطه وأواخره متفرقة في تصانيفه ، وكان قد ذكر فيها اسم المؤلف، ولم تصل هذه النسخة إلى المتأخرين عنه إلا ناقصاً. ذريعة 244/8.
7- في مستدركات علم الرجال 95/4 : سفيان بن وكيع ، أبو محمد ، لم يذكروه ، روى محمد بن الفرات الدهان عنه عن أبيه عن الأعمش، وروى محمد بن جرير الطبري عنه عن أبيه عن الأعمش، وروى عنه في دلائل الطبري كثيراً في أبواب المعجزات.

وکیع (1)عن الأعمش(2)

إخبار أبو محمد وزرارة الإمام الحسين بأحوال أهل الكوفة

قال : قال لي أبو محمد الواقدي (3)وزرارة ابن خَلَج (4): لقينا الحسين بن علي علیه السلام قبل أن يخرج (5)الى العراق (6) بثلاثة ، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة ، وأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه .

ص: 125


1- وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ، أبو سفيان، حافظ للحديث ، كان محدث العراق في عصره. ولد بالكوفة ، توفي بفيد راجعاً من الحج سنة 197 ه ، وقيل : 199 ه ، وقيل : غير ذلك . تذكرة الحفاظ 282/1 ، حلية الأولياء ،368/8 ، ميزان الإعتدال 270/3، تاریخ بغداد 466/13 ، الأعلام 117/8.
2- سليمان بن مهران الأسدي بالولاء ، تابعي ، أصله من بلاد الري، ومنشؤه ووفاته بالكوفة ، يروي نحو 1300 حديثاً ، توفي سنة 148 ه. الطبقات 238/6 ، الوفيات 213/1 ، تاریخ بغداد 3/9. الأعلام 135/3 .
3- ر : الوافدي. لم يذكروه .
4- ب : زرارة بن صالح . وذكر في مستدركات علم الرجال 3/ 425 زرارة بن خلج وزرارة بن صالح وعدهما شخصين ، وقال عن ابن خلج : لم يذكروه، وهو من أصحاب الحسين ، رأى معجزته وإخباره إياه بشهادته و شهادة أصحابه. وقال عن ابن صالح : تشرف بلقاء الحسين قبل خروجه إلى العراق بثلاثة أيام، وروى عنه . والظاهر أنهما اسمان لشخص واحد ، والله العالم .
5- ب : خروجه .
6- العراقان : الكوفة والبصرة ، ويسمّى العراق السواد لسواده بالزروع والنخيل والأشجار ، وحدّ السواد من حديثة بالموصل طولاً إلى عبادان، ومن العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضاً ، وأمّا العراق فى العرف فطوله يقصر عن طول السواد. معجم البلدان 3 / 272 ، 93/4-95.

فأومأ بيده نحو السماء ، ففتحت أبواب السماء ، فنزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم الا الله عزّ وجلّ .

فقال علیه السلام: «لولا تقارب الأشياء وحضور الأجل لقاتلتهم بهؤلاء، ولكنّي أعلم يقيناً أن هناك مصرعي وهناك مصارع أصحابي، لا ينجو منهم إلا ولدي علي».

خطبة الإمام الحسين لما عزم على الخروج إلى العراق

وروي أنه علیه السلام لمّا عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً ، فقال : «الحمد لله ما شاء الله ولا قوة (1)إلا بالله وصلّى الله على رسوله وسلّم، خط الموت على ولد آدم تخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهنى إلى اشتياق أسلافي (2)اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأنى بأوصالي تقطعها ذئاب (3)الفلوات بين النواويس(4) وكربلاء، فیملانَّ منِّي اكراشاً جوفا(5) . وأجربةً سغبا، لا محيص عن یوم خطّ بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين، لن تشدّ عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تَقرُّ بهم عينه وينجز بهم وعده مَن كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا، فإنّي راحل مصبحاً إن شاء

ص: 126


1- ب : الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولاقوة
2- ب. ع: وما أولهني إلى أسلافي اشتياق.
3- ر : تنقطعها ذباب . ب : يتقطعها عسلان ع: تقطعها عسلان.
4- كانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، وتقع في أراضي ناحية الحسينية قرب نينوى . تراث كربلاء : 19
5- ب : أكرشاً جوافاً . ع اكرشاً جوفاً.

الله».(1)

معارضة محمد بن الحنفية خروج الإمام الحسين إلى العراق وما جرى بينهما

ورويت بالإسناد عن محمد بن داود القمي (2)، بالاسناد عن أبي عبد الله علیه السلام قال : جاء محمد بن الحنفية (3)إلى الحسين علیه السلام في الليلة التي أراد الحسين الخروج في صبيحتها عن مكة.

فقال له : يا أخى ، إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ من بالحرم

ص: 127


1- من قوله : وروي أنه علیه السلام.... إلى هنا مقدّم على قوله : وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري .... فى نسخة ع. وجاء في نسخة ع بعد قوله : مصبحاً إن شاء الله . و روى معمر بن المثنى في مقتل الحسين ، فقال ما هذا لفظه : فلما كان يوم التروية قدم عمر ابن سعد بن أبي وقاص إلى مكة في جندٍ كثيف، قد أمره يزيد أن يناجز الحسين القتال إن هو ناجزه أو يقاتله إن قدر عليه ، فخرج الحسين يوم التروية . ولم ترد هذه العبارة في نسخة ر . ب ، فأوردناها في الهامش لاحتمال كونها من تعليقات المصنف على الكتاب ، وأدرجت بعده في متن الكتاب.
2- ع : ورويت من كتاب أصل لأحمد بن الحسين بن عمر بن بريدة الثقة ، وعلى الأصل أنه كان لمحمد ابن داود القمي. ب : أحمد بن داود القمي. هو محمد بن أحمد بن داود بن علي شيخ الطائفة أبو الحسن القمي ، توفي سنة 368 ه، صاحب كتاب المزار ، من أجلاء مشايخ المفيد، ويروي عنه أيضاً الحسين بن عبيد الله بن الغضائري. الطبقات القرن الرابع : 236 .
3- أبو القاسم محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب، والحنفية لقب أُمه خولة بنت جعفر ، كان كثير العلم والورع شديد القوة ، وحديث منازعته في الإمامة مع علي بن الحسين وإذعانه بإمامته بعد شهادة الحجر لعلي بن الحسين بالإمامة مشهور، بل في بعضها : وقوعه على قدمي الإمام السجاد . توفي سنة 80 ه ، وقيل : 81 ه. تنقيح المقال 115/3، وفيات الأعيان 91/5، الطبقات 91/5.

وأمنعه .

فقال : «يا أخي قد خفتُ أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم ، فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت».

فقال له ابن الحنفية : فان خفت ذلك فصر إلى اليمن (1)أو بعض نواحي البر، فإنّك أمنع الناس به ، ولا يقدر عليك أحد .

فقال : «أنظر فيها قلت»

فلما كان السحر ارتحل الحسين علیه السلام، فبلغ ذلك ابن الحنفية ، فأتاه ، فأخذ زمام ناقته وقد ركبها فقال : يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك ؟

قال: «بلی».

قال : فما حداك على الخروج عاجلاً ؟ فقال: «أتاني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعدما فارقتك ، فقال : يا حسين ، أُخرج ، فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً».

فقال محمد بن الحنفية : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال ؟

قال : فقال له : «قد قال لي : إنّ (2)الله قد شاء أن يراهن سبايا»، وسلّم عليه ومضى.(3)

ص: 128


1- بالتحريك ، وهي بين عمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عَدَن . معجم البلدان 447/5
2- ب : قال فقال إنّ .
3- من قوله : ورويت بالإسناد عن محمد بن داود .... إلى هنا لم يرد في نسخة ر ، وورد في نسخة ب .ع . وجاء في نسخة ع بعد قوله : وسلّم عليه ومضى : وذكر محمد بن يعقوب الكلينى في كتاب الرسائل، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين. عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن مروان بن إسماعيل، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبد الله قال : ذكرنا خروج الحسين الله وتخلف ابن الحنفية عنه ، فقال أبو عبد الله : يا حمزة إنّي سأحدثك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا : إن الحسين لمّا فصل متوجهاً ، أمر بقرطاس وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم، أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح ، والسلام . وذكر المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب مولد النبي ومولد الأوصياء صلوات الله عليهم ، بأسناده إلى أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق قال : لما سار أبو عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما من مكة ليدخل المدينة ، لقيه أفواج من الملائكة المسومين والمردفين في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة ، فسلّموا عليه وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جدّه وأبيه وأخيه ، إنّ الله عزّ وجلّ أمد جدّك رسول الله بنا فى مواطن كثيرة ، وأنّ الله أمدك بنا . فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء، فإذا وردتها فأتوني . فقالوا: يا حجة الله ، إنّ الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع ، فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك ؟ فقال : لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي. وأنته أفواج من مؤمني الجن . فقالوا من مؤمني الجن . فقالوا له : يا مولانا نحن شيعتك وأنصارك فمرنا بما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك. فجزاهم خيراً وقال لهم : أما قرء تم كتاب الله المنزل على جدّي رسول الله في قوله «قُلْ لو كُنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتب عليهم القتل إلى مضاجعهم» ، فإذا أقمتُ في مكاني فيم يمتحن هذا الخلق المتعوس ، وبماذا يختبرون ، ومن ذا يكون ساكن حفرتي وقد اختارها الله تعالى لي يوم دحا الأرض ، وجعلها معقلاً لشيعتنا ومحبينا ، تقبل أعمالهم وصلواتهم ، ويُجاب دعاؤهم ، وتسكن شيعتنا ، فتكون لهم أماناً في الدنيا والآخرة ؟ ولكن تحضرون يوم السبت، وهو يوم عاشوراء - في غير هذه الرواية يوم الجمعة - الذي في آخره أقتل ، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخواني وأهل بيتي ، ويسار رأسي إلى يزيد بن معاوية لعنهما الله فقالت الجن: نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه لولا أنّ أمرك طاعة وأنه لا يجوز لنا مخالفتك لخالفناك وقتلنا جميع أعداءك قبل أن يصلوا إليك. فقال لهم : ونحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيى من حي عن بينة . انتهى بنصه من نسخة ع. ولم يرد هذا في نسخة ر ، ب ، وإنما أوردناه في الهامش لاحتمال كونه من حواشي المصنف على الكتاب ، وأُدخل بعده في المتن .

ص: 129

وصول الإمام الحسين إلى التنعيم وأخذه الهدايا التي أرسلت إلى

ثم سار الحسين علیه السلام حتّى مرّ بالتنعيم (1)، فلقي هناك عيراً تحمل هدية قد الا بعث بها بحير بن ريسان الحميري (2)عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية فأخذ علیه السلام حتّى الهديّة ، لأن (3)حكم أمور المسلمين إليه.

ثم قال لأصحاب الجمال : «مَن أحبّ أن (4)ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته، ومن أحبّ أن يفارقنا أعطيناه كراه (5)بقدر ما قطع من الطريق».

فمضى معه قوم وامتنع آخرون .

ص: 130


1- بالفتح ثم السكون وكسر العين وياء ساكنة وميم : موضع بمكة في الحل ، وهو بين مكة وسرف ، على فرسخين من مكة ، وقيل : على أربعة ، وسمّي بذلك لأنّ جبلاً عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة منه يحرم المكيون بالعمرة . معجم البلدان 49/2 .
2- الحميري ، لم يرد في ر . لم أهتد إلى ترجمته .
3- ب : وكان عامله على اليمن وعليها الورس والمحلل ، فأخذها لأن حكم.
4- ب : وقال لأصحاب الإبل : من أحب منكم أن .
5- ب : أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكرى .

وصول الإمام الحسين إلى ذات عرق ولقاؤه مع بشر بن غالب

ثم سار علیه السلام حتى بلغ ذات عرق (1)، فلق بشر بن غالب (2)وارداً من العراق، فسأله عن أهلها .

فقال : خلّفتُ القلوبَ معك والسيوف مع بني أمية .

فقال علیه السلام: «صدق أخو بني أسد ، إنّ الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد».

وصول الإمام الحسين إلى الثعلبية وما شاهده في المنام

قال الراوي (3) : ثم سار علیه السلام حتّى أتى الثعلبية (4)وقت الظهيرة ، فوضع رأسه ، فرقد ثم استيقظ ، فقال : «قد رأيت هاتفاً يقول: أنتم تسيرون والمنايا تسير ب . ع: أنتم تسرعون والمنايا تسرع. بكم إلى الجنّة».

فقال له ابنه على : يا أبة أفلسنا على الحق ؟

فقال : «بلى يا بني والذي اليه مرجع العباد».

ص: 131


1- ذات عرق مُهَلّ أهل العراق ، وهو الحد بين نجد وتهامة . وقيل : عرق جبل بطريق مكة ومنه ذات عرق. وقال الأصمعي : ما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق. وعرق هو الجبل المشرف على ذات عرق . معجم البلدان 107/4 - 108
2- في مستدركات علم الرجال 33/2: بشر بن غالب الأسدي الكوفي، من أصحاب الحسين والسجاد، قاله الشيخ في رجاله والبرقي عده من أصحاب أمير المؤمنين والحسنين والسجاد ،وأخوه بشير . رويا عن الحسين دعاءه المعروف يوم عرفة بعرفات .... وله روايات عن الحسين ذكرت في عدّة الداعي، ويروي عنه عبدالله بن شريك .
3- الراوي، لم يرد في ر. ب
4- ر : التغلبية . والثعلبية بفتح أوله من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية، وهي ثلثا الطريق ، وأسفل منها ماء يقال له الضُّو يجعة على ميل منها مشرف ، وإنما سميت بالثعلبية لإقامة ثعلبة ابن عمرو بها ، وقيل : سميت بثعلبة بن دودان بن اسد وهو أول من حفرها ونزلها . معجم البلدان 78/2 .

فقال له : يا أبة إذن لا نبالي بالموت .

فقال له الحسين علیه السلام: «فجزاك الله يابني خير ما جزا ولداً عن والده (1)» .

ملاقاته مع أبي هرة وما جرى بينهما

ثم بات علیه السلام في الموضع ، فلما أصبح ، فإذا هو برجل من أهل الكوفة يكنّى أبا هِرّة الأزدي لم أعثر على مَن ترجم له . ، فلما أتاه سلّم عليه .

ثم قال : يابن رسول الله ما الذي أخرجك من حرم الله وحرم جدك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ؟

فقال الحسين علیه السلام: «ويحك يا أبا هرة ، إنّ بني أُميّة أخذوا مالي فصبرتُ، وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمي فهربتُ، وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية وليلبستهم الله ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً، وليسلطن الله عليهم من ،يذلّهم، حتى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة منهم فَحَكَمتْ في

أموالهم ودمائهم حتى أذلّتهم».

زهير بن القين وكيفية لحوقه بالحسين

ثم سار علیه السلام، وحدّث جماعة من بني . لم يرد في ر .فزارة وبجيلة قالوا : كنا مع زهير بن ا القين (2)لما أقبلنا من مكة ، فكنّا نساير الحسين علیه السلام، وما شيء أكره إلينا من مسايرته، لأن معه نسوانه ، فكان إذا أراد النزول اعتزلناه ، فنزلنا ناحية .

ص: 132


1- ب : جزاك الله يا بني خير ما جزا ولداً عن والدٍ .
2- زهير بن القين البجلي ، وبجيلة هم بنو أنمار بن أراش بن كهلان من القحطانية ، شخصية بارزة في المجتمع الكوفي ، ويبدو أنه كان كبير السن عند الحوقه بالحسين الله ، ذكر في الزيارة بتكريم خاص انضم إلى الحسين في الطريق من مكة إلى العراق بعد أن كان كارهاً للقائه ، خطب في جيش ابن زیاد قبيل المعركة، جعله الحسين على ميمنة أصحابه . تاريخ الطبري 396/5 - 397 و 42/6 و 422. رجال الشيخ : 73، أنصار الحسين : 88

فلما كان في بعض الأيام نزل في مكان، فلم نجد يداً من أن ننازله فيه، فبينما نحن نتغدى بطعام لنا إذا أقبل رسول الحسين علیه السلام حتى سلّم علينا . ثم قال : يا زهير بن القين إن أبا عبد الله علیه السلام بعثني إليك لتأتيه، فطرح كل إنسان منّا ما في يده حتى كانما على رؤوسنا الطير .

فقالت له زوجته وهي ديلم بنت عمرو (1)- : سبحان الله ، أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ، فلو أتيته فسمعت من كلامه .

فمضى إليه زهير ، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه ، فأمر بفسطاطه فقوّض وبثقله ومتاعه فحوّل إلى الحسين علیه السلام.

وقال لامرأته : أنت طالق ، فإنّي لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير ، وقد عزمت على صحبة الحسين علیه السلام الأفديه بروحي وأقيه بنفسي وأقيه بنفسي (2)، ثمّ أعطاها مالها وسلّمها إلى بعض بني عنها ليوصلها إلى أهلها .

فقامت إليه وودعته وبكت وقالت : خار (3)الله لك ، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين علیه السلام.

ثم قال لأصحابه : مَن أحب منكم أن يصحبني ، وإلا فهو آخر العهد منّى (4)به .

ص: 133


1- أو ديلم بنت عمر . وهي التي قالت لغلام لزهير بعد شهادته : انطلق فكفّن مولاك ، قال : فجئت فرأيت حسيناً ملق ، فقلت : اكفن مولاي وأدع حسيناً ! فكفنت حسيناً ، ثم رجعت فقلت ذلك لها ، فقالت : أحسنت ، وأعطتني كفناً آخر، وقالت : انطلق فكفن مولاك ، ففعلت. ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات المطبوع في مجلة تراثنا ، العدد 10 ص 190 ، وراجع أيضاً أعلام النساء المؤمنات : 341.
2- ع : لأفديه بنفسي وأقيه بروحي . والمثبت من ب .
3- ع : وقالت : كان الله عوناً ومعيناً خار.
4- منى ، لم يرد في ر .

وصول الإمام الحسين إلى زبالة، ووصول خبر مسلم إليه

ثمّ سار الحسين علیه السلام حتى بلغ زبالة (1)، فأتاه فيها خبر مسلم (2)بن عقيل ، فعرف بذلك جماعة ممن تبعه ، فتفرق عنه أهل الأطماع والإرتياب ، وبقي معه أهله وخيار الأصحاب.

قال الراوي (3): وارتج الموضع بالبكاء والعويل (4)لقتل مسلم بن عقيل ، وسالت الدموع عليه كلّ مسيل .

ملاقاة الإمام الحسين مع الفرزدق

ثمّ أن الحسين علیه السلام سار قاصداً لما دعاه الله إليه ، فلقيه (5)الفرزدق، فسلّم ال عليه وقال : يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته ؟

قال : فاستعبر الحسين علیه السلام باكياً ، ثم قال : «رحم الله مسلماً ، فلقد صار إلى رَوْح الله وريحانه وتحيّته ورضوانه، أما أنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا»، ثم أنشأ يقول :

«فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة***فإنّ ثواب الله أعلا وأنبلُ

وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت***فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضلُ

وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً***فقلّة حرص المرء في السعى (6)أجملُ

ص: 134


1- بضم أوله منزل معروف بطريق مكة من الكوفة ، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية . وقال أبو عبيدة السكوني زبالة بعد القاع من الكوفة وقبل الشقوق فيها حصن وجامع لبني غاضرة من بني أسد. معجم البلدان 129/3
2- ب : حتى أتاه خبر مسلم في زبالة .
3- الراوي، لم يرد في ر .
4- والعويل . لم يرد في ر .
5- ب : ثم أنه سار فلقيه
6- ب : في الرزق .

وإن تكن الأموال للترك جمعها***فما بال متروك به المرء (1)يبخل»

كتابة الإمام الحسين كتاباً إلى أصحابه بالكوفة

قال الراوي (2): وكتب الحسين علیه السلام كتاباً إلى سليمان بن صرد والمسيب بن نَحِبَة (3)ورفاعة بن شدّاد وجماعة من الشيعة بالكوفة ، وبعث به مع قيس بن مسهر الصيداوي .(4)

ما جرى لقيس بن مسهر حامل كتاب الحسين

فلمّا قارب دخول الكوفة اعترضه الحصين بن نمير (5)صاحب عبیدالله بن زیاد ليفتشه ، فأخرج الكتاب ومزقه ، فحمله الحصين إلى ابن زياد .

فلمّا مثل بين يديه قال له : من أنت ؟

قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه علیهما السلام.

قال : فلماذا مزقت الكتاب ؟

قال : لئلا تعلم ما فيه

ص: 135


1- ب : الحرّ .
2- الراوي ، لم يرد في ر .
3- ر: نجية .
4- ع : قيس بن مصهر الصيداوي . وقيس بن مسهر أسدي من عدنان شاب كوفي من أشراف بني أسد ، أحد حملة الرسائل من قبل الكوفيين إلى الحسين بعد إعلان الحسين رفضه لبيعة يزيد وخروجه إلى مكة، صحب مسلم بن عقيل حين قدم من مكة مبعوثاً من قبل الحسين إلى الكوفة ، حمل رسالة من مسلم إلى الحسين يخبره فيها بيعة من بايع ويدعوه إلى القدوم. تاريخ الطبري 394/5 - 395 ، رجال الشيخ : 79 ، تسمية من قتل مع الحسين : 152 ، أنصار الحسين : 123 - 124 .
5- الحصين بن نمير بن نائل أبو عبد الرحمن الكندي ثم السكوني، قائد من القساة الأشداء المقدّمين في العصر الأموي، من أهل حمص ، رمى الكعبة بالمنجنيق، وكان في آخر أمره على ميمنية عبيد الله بن زياد في حربه مع إبراهيم الأشتر ، فقتل مع ابن زياد على مقربة من الموصل سنة 67 ه. التهذيب لابن عساكر 371/4 ، الأعلام 262/2 .

قال : ممّن الكتاب وإلى مَن ؟

قال من الحسين بن علي علیه السلام إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم. فغضب ابن زياد وقال : والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم ، أو تصعد المنبر فتلعن الحسين وأباه وأخاه ، وإلا قطعتك إربا إرباً.

فقال قيس : أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم ، وأمّا لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل.

فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وأكثر من الترحم على على وولده صلوات الله عليهم. ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، ولعن عناة بني أُميّة عن آخرهم.

ثمّ قال : أيها الناس، أنا رسول الحسين بن علي إليكم ، وقد خلّفته بموضع كذا وكذا ، فأجيبوه .

فأخبر ابن زياد بذلك (1)، فأمر بإلقائه من أعلا القصر ، فأُلقي من هناك ، فمات .

فبلغ الحسين علیه السلام لموته ، فاستعبر باكياً ، ثم قال : «اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك إنك على كل شيءٍ قدير».

وروي أنّ هذا الكتاب كتبه الحسين علیه السلام من الحاجز (2)، وقيل : غير ذلك .

ص: 136


1- بذلك . لم يرد في ر
2- في إرشاد المفيد 2/ 70 : من الحاجز من بطن الرمة . وفي و في مراصد الاطلاع 634/2: بطن الرمة منزل يجمع طريق البصرة والكوفة إلى المدينة . و في معجم البلدان 666/11 : بطن الرمة واد معروف بعالية نجد ، وقال ابن دريد : الرمة قاع عظيم بنجد تنصب إليه أودية .

التقاء الإمام الحسين مع الحرّ وما جرى بينهما

قال الراوي (1): وسار الحسين علیه السلام حتى صار على مرحلتين من الكوفة فاذا (2)بالحرّ بن يزيد (3) في (2) فى ألف فارس . فقال له الحسين علیه السلام: «ألنا أم علينا ؟»

فقال : بل عليك يا أبا عبدالله .

فقال : «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» .

ثم تراد القول بينهما ، حتى قال له الحسين علیه السلام: «فإذا كنتم على خلاف أتتني به كتبكم وقَدِمت به عليّ رسلكم ، فإنّي أرجع إلى الموضع الذي أتيتُ منه».

فمنعه الحرّ وأصحابه من ذلك ، وقال : لا ، بل خذ يابن رسول الله طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك إلى المدينة لأعتذر إلى ابن زياد بأنك خالفتني

الطريق.

فتياسر الحسين علیه السلام، حتى وصل إلى عذيب الهجانات .(4)

ص: 137


1- الراوي ، لم يرد في ر .
2- ر : وإذاً .
3- الحرّ بن يزيد بن ناجيه بن سعيد من بني رياح بن يربوع من الشخصيات البارزة في الكوفة ، قائد أشراف تميم ، أحد أمراء الجيش الأموي في كربلاء، وكان يقود ربع تميم وهمدان ، التقى مع الحسين عند جبل ذي حسم تاب قبل نشوب المعركة لما أُقبلت خيل الكوفة تريد قتل الحسين وأصحابه وأبى أن يكون منهم ، فانصرف إلى الحسين، فقاتل بين يديه قتالاً عجيباً حتى قتل . تاريخ الطبري 422/5 و 400 و 427، تسمية من قتل مع الحسين : 153 ، رجال الشيخ : 73 ، البداية والنهاية ،172/8 ، الكامل في التاريخ 19/4، أنصار الحسين : 84 - 85 ، الأعلام 2 / 172
4- عذيب الهجانات قريب من عذيب القوادس، وعذيب القوادس ماء بين القادسية والمغيثه ، بينه وبين القادسية أربعة أميال ، وقيل : غير ذلك. معجم البلدان 92/4 .

خطبة الإمام الحسين لما ضيّق عليهم الحرّ بالمسير

قال : فورد کتاب عبيد الله بن زياد إلى الحرّ يلومه في أمر الحسين علیه السلام، ويأمره بالتضييق عليه .

فعرض له الحرّ وأصحابه ومنعوه من المسير .

فقال له الحسين علیه السلام: «ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق ؟»

فقال :الحر : بلى، ولكن كتاب الأمير عبيد الله بن زياد قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك ، وقد جعل علي عيناً يطالبني بذلك .

قال الراوي (1): فقام الحسين علیه السلام خطيباً في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر جده فصلّى عليه ، ثم قال: «إنّه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تنكرت وتغيّرت وأدبر معروفها واستمرت جَدّاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقاً، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما».

ما قاله زهير بن القين بعد خطبة الإمام الحسين

فقام زهير بن القين ، فقال : لقد سمعنا هدانا الله بك يابن رسول الله مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلّدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة فيها.

ما قاله هلال بن نافع البجلي

قال : ووثب هلال بن نافع البجلي (2)، فقال : والله ما كرهنا لقاء ربنّا وإنّا

ص: 138


1- قال الرواي. لم يرد في ر .
2- ظاهراً هو نفسه نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي الجملي ويخطىء من يعبّر عنه : البجلي ، كان سيّداً شريفاً شجاعاً قارءاً من حملة الحديث ومن أصحاب أمير المؤمنين، وحضر معه حروبه الثلاثة في العراق، وخرج إلى الحسين فلقيه في الطريق ، وأخباره في واقعة الطف كثيرة ، ذكرت في المقاتل. إبصار العين : 86 - 89، الطبري 253/6 . ابن الأثير 29/4 ، البداية 184/8 .

على نيّاتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ونعادي من عاداك .

ما قاله برير

قال : وقام برير بن حصين (1)، فقال : والله يابن رسول الله لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فتقطع فيك أعضاؤنا ، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة .

وصول الإمام الحسين إلى أرض كربلاء

قال : ثم أن الحسين علیه السلام قام (2)وركب ، وصار كلما أراد المسير يمنعونه تارةً ويسايرونه أخرى ، حتى بلغ كربلاء ، وكان ذلك في اليوم الثاني (3)من المحرّم.

فلمّا وصلها قال : «ما اسم هذه الأرض؟»

فقيل : كربلا .

فقال: «انزلوا هاهنا والله محطّ ركابنا وسفك دمائنا هاهنا والله مخط قبورنا، وهاهنا والله سبي حريمنا بهذا حدثني جدّي» .(4)

فنزلوا جميعاً ، ونزل الحر وأصحابه ناحية ، وجلس الحسين علیه السلام يصلح سيفه ويقول :

ص: 139


1- ع : خضير و في بعض المصادر : بدير بن حفير، والظاهر أن خضير هو الأولى. هو سيّد القراء ، كان شيخاً تابعيّاً ناسكاً قارئاً للقرآن ومن شيوخ القراءة في جامع الكوفة ، وله في الهمدانيين شرف وقدر ، وكان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة ، وهو همداني من شعب كهلان وطنه الكوفة ، بذل محاولة لصرف عمر بن سعد عن ولائه للسلطة الأموية . تاريخ الطبري 421/5 و 423 و 432 ، معجم رجال الحديث 289/3 ، المناقب 4 / 100 . البحار 15/45 .
2- ر : نزل .
3- ب : الثامن.
4- ع : فقيل كربلا ، فقال الله : اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء ، ثم قال : هذا موضع كرب وبلاء ، انزلوا هاهنا محطّ رحالنا ومسفك دمائنا وهنا محلّ قبورنا ، بهذا حدثني جدّي رسول الله .

إنشاد الإمام الحسين أبياتاً تدل على شهادته

«يا دهر آف لك أُفٍّ لك من خليل***كم لك بالإشراق والأصيل

من طالبٍ وصاحبٍ قتيل***والدهر لا يقنع بالبديل

وإنما الأمر إلى الجليل***وكل حيٍّ فإلى سبيل

ما أقرب الوعد إلى الرحيل***إلى جنان وإلى مقيل» (1)

ما عملته زينب والعيال عند سماعهم للأبيات

قال الراوي (2): فسمِعَتْ زينب ابنت فاطمة علیهاالسلام (3)ذلك ، فقالت : يا أخي هذا كلام من قد أيقن بالقتل .

فقال : «نعم يا أختاه».

فقالت :زینب واثكلاه ، ينعى إليّ الحسين نفسه .

قال : وبكى النسوة ، ولطمن الخدود ، وشققن الجيوب.

وجعلت أم كلثوم (4)تنادي : وامحمداه واعليّاه واأماه وافاطمتاه واحسناه

ص: 140


1- ع: وكلّ حيّ سالك سبيل***ما أقرب الوعد من الرحيل وإنما الأمر إلى الجليل
2- الراوي ، لم يرد في ر .
3- زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عقيلة بني هاشم، شقيقة الحسن والحسين زوجها ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، حضرت مع أخيها الحسين وقعة كربلاء، حملت مع السبايا إلى الكوفة ، ثم إلى الشام ، كانت صابرة ثابتة الجنان رفيعة القدر فصيحة خطيبة ، توفيت سنة 62 ه وقيل غير ذلك ، دفنت في مصر على أشهر الأقوال. الإصابة 100/8 ، نسب قريش : 41 ، الطبقات 341/8 الأعلام 67/3 . ولزيادة الإطلاع راجع كتاب زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي ، فانّه أحسن وأجاد في دراسته عن هذه الشخصية البارزة سيّدة النساء بعد امها الزهراء .
4- أم كلثوم بنت أمير المؤمنين ، وأمها فاطمة ، وهي أخت الحسن والحسين وزينب عقيلة بني هاشم ومسألة زواجها من عمر من أشد المسائل اختلافاً بين المسلمين، وكثيراً ما يقع الخلط عند المؤرخين بينها وبين أختها زينب الكبرى ، لا تحادهما في الكنية . راجع من مصادر ترجمتها : أجوبة المسائل السروية : 226، الاستغاثة : 90 ، الاستيعاب 490/4 ، أسد الغابة 614/5 ، أعلام النساء المؤمنات : 181 - 220 ، وذكر فيه الكثير من مصادر ترجمتها.

واحسيناه واضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله .

قال : فعزّاها الحسين علیه السلام وقال لها : «يا أختاه تعزّي بعزاء الله ، فإنّ سكّان السموات يموتون، وأهل الأرض لا يبقون، وجميع البرّية يهلكون». ثم قال: «يا أختاه يا أُمّ كلثوم، وأنتِ يا زينب، وأنتِ يا رقية(1)، وأنت يا فاطمة (2)، وأنتِ يا رباب (3)، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن على جيباً ولا تخمشن على وجها ولا تقلن عليّ هجراً»

وروي من طريق آخر أنّ زينب لما سمعت الأبيات - وكانت في موضع منفرد عنه مع النساء والبنات - خرجت حاسرة تجرّ ثوبها ، حتى وقفت عليه وقالت :

ص: 141


1- لم يذكرها المؤرخون ، وذكرها السيد الأمين في الأعيان 34/7 قائلا : ينسب لها قبر ومشهد مزور بمحلة العمارة من دمشق، الله أعلم بصحته ، جدّده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدارة في ایران عام 1323 ه ...
2- فاطمة بنت الإمام الحسين ، تابعية من روايات الحديث ، روت عن جدتها فاطمة مرسلاً وعن أبيها ، حملت إلى الشام مع أختها سكينة وعمّتها زينب وأم كلثوم ، قيل : عادت إلى المدينة فتزوجها ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي ، ومات عنها فتزوجها عبدالله بن عمرو بن عثمان ، ومات فأبت الزواج إلى أن توفيت سنة 110 ه. الطبقات ،347/8 ، مقاتل الطالبيين: 119 و 120 و 202 و 237 ، الأعلام 5 / 130.
3- الرباب بنت امرىء القيس بن عدي ، زوجة الحسين السبط الشهيد ، كانت معه في وقعة كربلاء، و بعد استشهاده جيء بها مع السبايا إلى الشام ، ثم عادت إلى المدينة، فخطبها الأشراف، فأبت، وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلّها سقف بيت حتى بليت وماتت كمداً، وكانت شاعرة لها رثاء في الحسين . المحبر 3/ 13 ، أعلام النساء 378/1، الأعلام 378/1.

و اثكلاه ، ليت الموت أعد مني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة الزهراء ، وأبي عليّ المرتضى ، وأخي الحسن الزكي ، يا خليفة الماضين وثمال الباقين . فنظر الحسين علیه السلام إليها وقال : «يا أختاه لا يذهبن حلمك».

فقالت : بأبي أنت وأمي أستقتَلُ ؟ ! نفسي لك الفداء .

فردّ غصته وتغرغرت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : « هيهات هيهات، لو ترك القطا ليلاً لنام».

فقالت : يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصاباً، فذلك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي ، ثم أهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشياً عليها.

فقام علیه السلام فصبّ على وجهها الماء حتى أفاقت ، ثم عزّاها علیه السلام بجهده وذكرها المصيبة بموت أبيه وجده صلوات الله عليهم أجمعين.

ما يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسين عياله معه

ومما يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسين علیه السلام الحرمه معه ولعياله : أنه لو تركهن بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية لعنه الله أرسل مَن أخذهنّ إليه ، وصنع بهن من الإستيصال وسوء الأعمال ما يمنع الحسين علیه السلام من الجهاد والشهادة ، ويمتنع علیه السلام- بأخذ يزيد بن معاوية لهن - عن مقام السعادة.

ص: 142

المسَلَكُ الثانى

اشارة

في وَصْفِ حَاكِ القِتَالِ وَمَا يَقْربُ مِنْ تلْكَ الْحَالِ (1)

ص: 143


1- حال ، لم يرد في ر .

ص: 144

مناشدة الإمام الحسين القوم لإتمام الحجة....

قال الراوي (1): وندب عبيد الله بن زياد أصحابه إلى قتل الحسين علیه السلام فاتبعوه، واستخف قومه فأطاعوه، واشترى من عمر بن سعد آخرته بدنياه ودعاه إلى ولاية الحرب فلبّاه ، وخرج لقتال الحسين علیه السلام في أربعة (2)آلاف فارس ، وأتبعه ابن زياد بالعساكر ، حتى تكاملت عنده إلى ست ليال خلون من المحرّم عشرون ألفاً ، فضيق على الحسين علیه السلام حتى نال منه (3)العطش ومن أصحابه.

فقام علیه السلام واتّكى على قائم(4) سيفه ونادى بأعلى صوته ، فقال : « أنشدكم الله هل تعرفونني ؟ »

قالوا : اللهم نعم ، أنت ابن رسول الله وسبطه .

قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم؟»

قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن أُمّي فاطمة ابنت محمد ؟»

:قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ أبي علي بن أبي طالب؟»

ص: 145


1- الراوي ، لم يرد في ر .
2- أربعة ، لم يرد في ر .
3- ر : من .
4- قائم . لم يرد في ر .

146

قالوا: اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّتي خديجة بنت خويلد (1)أول نساء هذه الأُمة إسلاماً؟»

قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة (2)سيد الشهداء عمّ أبي؟»

قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جعفر الطيار (3)في الجنّة عمّي ؟»

ص: 146


1- خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى، من قريش ، زوج رسول الله الأولى . وكانت رسول أسنّ منه ، بخمس عشرة سنة ، ولدت بمكة ، كانت ذا مال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام ، تستأجر الرجال ، فلما بلغ رسول الله الخامسة والعشرين من عمره خرج في تجارة لها فعاد رابحاً، تزوجها رسول الله قبل النبوة . دعاها رسول الله إلى الاسلام ، فكانت أول نساء هذه الأمة إسلاماً ، وكانت تصلى مع النبي علا الله سراً، توفيت خديجة بمكة لثلاث سنين قبل الهجرة . الطبقات الكبرى ،7/8 - 11 ، الإصابة قسم النساء ، صفة الصفوة 2/2 تاريخ الخميس 301/1 ، الأعلام 302/2 .
2- حمزة ، لم يرد في ر . وحمزة بن عبد المطلب بن هاشم أبو عمارة ، سيد الشهداء ، استشهد سنة 3 ه، عمّ النبي أحد صناديد قريش وسادتهم في الجاهلية والاسلام ، هاجر مع النبي إلى المدينة ، حضر وقعة بدر وغيرها ، قتل يوم أحد ودفن في المدينة. تاریخ الاسلام 99/1 صفة الصفوة 144/1 ، الأعلام 278/2 .
3- جعفر بن أبي طالب ، يكنى أبا عبدالله ، صحابي هاشمى من شجعانهم ، أول قتيل من الطالبيين في الإسلام ويكنى أبا المساكين أيضاً، وجعفر هو الثالث من ولد أبيه بعد طالب وعقيل، وبعد جعفر علي ، وأُمّهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، استشهد سنة 8 ه-، حضر وقعة مؤتة ، فنزل عن فرسه وقاتل . ثم حمل الراية وتقدّم صفوف المسلمين ، فقطعت يمناه ، فحمل الراية باليسرى فقطعت أيضاً ، فاحتضن الراية إلى صدره وصبر حتى وقع شهيداً وفي جسمه نحو تسعين طعنة ورمية . مقاتل الطالبيين 18/6 ، البداية والنهاية 255/4 . تهذيب التهذيب 98/2 . أسد الغابة 26/1 ، الإصابة 1 / 237 ، الطبقات الكبرى 22/4 ، حلية الأولياء 114/1 ، صفوة الصفوة 205/1 . الأعلام 2 / 125 .

قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ هذا سيف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنا متقلده؟»

قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ هذه عمامة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنا لابسها ؟»

قالوا : اللهم نعم .

قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن علياً كان أول الناس إسلاماً وأجزلهم (1)علماً وأعظمهم حلماً وأنه وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة ؟»

قالوا : اللهم نعم .

قال : «فبم تستحلّون دمي وأبي صلوات الله عليه الذائد ع-ن الح-وض غداً، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادر على الماء، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة ؟ !!»

قالوا : قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشاً ! ! !

فلمّا خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن (2)وارتفعت أصواتهنّ.

ص: 147


1- ع : كان أول القوم إسلاماً وأعلمهم .
2- وندبن ولطمن ، لم يرد في ر.

موقف العباس واخوته من الأمان الذي جاء به الشمر لهم

فوجّه إليهنّ أخاه العباس (1)وعليا (2)ابنه وقال لهما : «سكّتاهنّ فلعمري ليكترن بكاؤهنّ» .

قال الراوى (3): وورد کتاب عبیدالله على عمر بن سعد يحنّه على القتال وتعجيل النزال ، ويحذره من التأخير والإمهال ، فركبوا نحو الحسين علیه السلام .

وأقبل شمر بن ذي الجوشن (4)لعنه الله فنادى : أين بنو أُختي

ص: 148


1- العباس بن علي بن أبي طالب ، أُمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد العامري ، وهو أكبر ولدها، ويكنى أبا الفضل، كان وسيماً جميلاً يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض. يقال له قمر بني هاشم وهو السقاء ، كان لواء الحسين السقاء ، كان لواء الحسين ع الا الله معه يوم قتل ، هو آخر من قتل من اخوته لأمه وأبيه ، قتله زيد بن رقاد الجنبي وحكيم بن الطفيل الطائي النبسي ، وكلاهما ابتلي في بدنه . مقاتل الطالبيين : 84 - 85 ، تسمية من قتل مع الحسين : 149 ، رجال الشيخ : 76 ، أنصار الحسين : 131 وقال: ورد ذكره فى الزيارة والإرشاد والطبرى والاصفهاني والمسعودي والخوارزمي .
2- علي بن الحسين الأكبر ، يكنى أبا الحسن، من سادات الطالبيين وشجعانهم، أُمه ليلى بنت أبي مرّة ( قرة ) بن عروة ( عمرو ) بن مسعود بن مغيث ( معبد ) الثقف، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، كان له من العمر سبع وعشرون سنة ، وردت رواية أنه كان متزوجاً من أم ولد ، هو أول من قتل من بني هاشم طعنه مرّة بن منقذ بن النعمان العبدي وهو يحوم حول أبيه ويدافع عنه ويقيه ، وانهال أصحاب الحسين على مرّة فقطعوه بأسيافهم ، قيل : مولده في خلافة عثمان ، وسماه المؤرّخون الأكبر تمييزاً له عن أخيه زين العابدين علي الأصغر . مقاتل الطالبيين : 8 - 81 الطبقات 156/5 ، تسمية من قتل مع الحسين : 150 ، رجال الشيخ : 76 وفيه : علي بن الحسين الأصغر ، نسب قريش : 57 ، البداية والنهاية 185/8 ، الأعلام 277/4 أنصار الحسين : 129 وفيه : ورد ذكره في الزيارة والإرشاد والطبري والإصفهاني والخوارزمي والمسعودي .
3- لفظ : الراوي ، لم يرد في ر .
4- شمر بن ذي الجوشن - واسمه شرحبيل - بن قرط الضبابي الكلابي، ابو السابعة من كبار قتلة ومبغضي الحسين الشهيد ، كان في أول أمره من ذوي الرئاسة في هوازن موصوفاً بالشجاعة، وشهد يوم صفين مع علي ، سمعه أبو إسحاق السبيعي يقول بعد الصلاة : اللهم إنك تعلم أني شریف فاغفر لي !!! فقال له : كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله ؟ ! فقال : ويحك كيف نصنع ، إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم ! ولو خالفناهم كنا شراً من هذه الحمر ؟ ! ثم أنه لما قام المختار طلب الشمر ، فخرج من الكوفة وسار إلى الكلتانية - قرية من قرى خوزستان - ففجأه جمع من رجال المختار ، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكّن منه أبو عمرة فقتله وألقيت جثته للكلاب. الكامل في التاريخ 4/ 92 ، ميزان الاعتدال 449/1. لسان الميزان 3 / 152، جمهرة الأنساب : 92/4 . ،72 ، سفينة البحار 714/1 ، الأعلام 3/ 175 - 176 .

عبدالله (1)وجعفر (2)والعباس وعثمان ؟(3)

ص: 149


1- عبد الله بن علي بن أبي طالب ، أُمه أم البنين بنت حزام ، كان عمره حين قتل خمساً وعشرين سنة ، قال له أخوه العباس : تقدّم بين يدي حتى أراك وأحتسبك .... قتله هاني بن ثبيت الحضرمي وقيل : رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم وأجهز عليه رجل من بني تميم . مقاتل الطالبيين : 82 ، تاريخ الطبري 89/6 ، تسمية من قتل مع الحسين : 149 ، رجال الشيخ : 76 ، أنصار الحسين : 129 - 130 وفيه : ورد ذكره في الزيارة والإرشاد والطبري والاصفهاني والمسعودي والخوارزمي .
2- جعفر بن علي بن أبي طالب، أُمه أمّ البنين بنت حزام، كان عمره حين قتل تسع عشر سنة ، قتله خولي بن يزيد الأصبحي ، وقيل : هاني بن ثبيت الحضرمي . مقاتل الطالبيين : 83 تسمية من قتل مع الحسين : 149 . رجال الشيخ : 72 ، أنصار الحسين : 130 وفيه : ورد ذكره في الزيارة والإرشاد والطبري والاصفهاني والمسعودي والخوارزمي .
3- عثمان بن علي بن أبي طالب، أمّه أم البنين بنت حزام . كان عمره حين قتل إحدى وعشرين سنة رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم فأضعفه ، وشد عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله وأخذ رأسه ، وعثمان هذا هو الذي روي عن علي أنه قال : إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون، وفي رواية أُخرى عن هبيرة بن مريم قال : كنا جلوساً عند علي ، فدعا ابنه عثمان ، فقال له : يا عثمان ، ثم قال : إنّي لم اسمه باسم عثمان الشيخ الكافر، وإنما سميته باسم عثمان بن مظعون . مقاتل الطالبيين : 84 ، تسمية من قتل مع الحسين : 150 ، تقريب المعارف : مخطوط، أنصار الحسين : 130 وفيه : ورد ذكره في الزيارة والإرشاد والطبري والإصفهاني والمسعودي والخوارزمي .

فقال الحسين علیه السلام: «أجيبوه وإن كان فاسقاً، فإنه بعض أخوالكم».

فقالوا له : ما شأنك ؟

فقال : يا بني أختي أنتم آمنون ، فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين ، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.

فناداه العباس بن علي : تبت يداك و لعن ما جئت به من أمانك ياعدو الله ، أتأمرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة وندخل في طاعة اللعناء أولاد اللعناء.

فرجع الشمر إلى عسكره مغضباً.

استمهال الحسين القوم عن القتال سواد الليل ليتوجه للعبادة

قال الراوى (1): ولما رأى الحسين علیه السلام حرص القوم على تعجيل القتال وقلّة انتفاعهم بالوعظ (2)والمقال قال لأخيه العباس : «إن استطعت أن تصرفهم في هذا اليوم فافعل، لعلنا نصلّي لربّنا في هذه الليلة ، فانّه يعلم أنّي أُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه».

قال الراوي (3): فسألهم العباس ذلك ، فتوقف عمر بن سعد ، فقال له عمر (4)بن الحجاج الزبيدي : والله لو أنّهم من الترك والديلم وسألوا ذلك لأجبناهم ، فكيف وهم آل محمد ، فأجابوهم إلى ذلك .

رؤيا رآها الحسين في المنام

قال الراوي (5): وجلس الحسين علیه السلام فرقد ، ثم استيقظ وقال (6): «يا أختاه إني رأيتُ الساعة جدي محمداً صلی الله علیه و آله وسلم وأبي عليّاً وأمي فاطمة وأخي الحسن

ص: 150


1- لفظ : الراوي ، لم يرد في ر .
2- ع : بمواعظ الفعال .
3- لفظ : الراوي ، لم يرد في ر .
4- ع : عمرو .
5- لفظ : الراوي ، لم يرد في ر .
6- ب : قال ، ع : فقال .

وهم يقولون : يا حسين إنّك رائح (1)إلينا عن قريب».

و في بعض الروايات : «غداً» .

قال الراوى (2): فلطمت زينب وجهها وصاحت .

فقال لها الحسين علیه السلام: « مهلاً، لا تشمتي(3) القوم بنا» .

خطبة الإمام الحسين في أصحابه يجيزهم فيها بالانصراف

ثم جاء الليل، فجمع الحسين علیه السلام أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أقبل عليهم وقال : «أما بعد فإنّي لا أعلم أصحاباً خيراً منكم، ولا أهل بيتٍ

أفضل وأبرّ من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ، فإنهم لا يريدون غيري».

فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبدالله بن جعفر (4): ولم نفعل ذلك ، لنبق بعدك إلا أرانا الله ذلك أبداً، وبدأهم بهذا القول العباس بن علي، ثم تابعوه .

ما قاله اخوته وأقاربه بعد خطبته

قال الراوي (5)ثم نظر إلى بني عقيل (6)وقال : «حسبكم من القتل

ص: 151


1- ر : راحل
2- قال الراوي . لم يرد في ر . الراوي ، لم يرد في ب .
3- ر : لا يشمت
4- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، صحابي ، ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها ، وهو أول من ولد بها من المسلمين، كان كريماً يسمّى بحر الجود. وللشعراء فيه مدائح ، وكان أحد الأمراء في جيش علي يوم صفين ، توفي بالمدينة سنة 80 ه ، وقيل : غير ذلك. الإصابة ترجمة رقم 4582 فوات الوفيات 209/1، تهذیب ابن عساكر 325/7 ، الأعلام ، 76/4 زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي .
5- لفظ : الراوي . لم يرد في ر
6- عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو يزيد، أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها ،صحابي فصيح اللسان شديد الجواب، وهو أخو علي وجعفر لأبيها ، وكان أسنّ منها ، هاجر إلى المدينة سنة 8 ه، عمي في أواخر أيامه ، توفي أول أيام يزيد ، وقيل : في خلافة معاوية . الإصابة ترجمة رقم 5630 ، البيان والتبيين 1 / 174 ، الطبقات 28/4 . التاج 30/8. الأعلام 242/4 .

بصاحبكم ،مسلم ، إذهبوا فقد أذنتُ لكم».

وروي من طريق آخر قال : فعندها تكلّم إخوته وجميع أهل بيته وقالوا : يا بن رسول الله فماذا يقول الناس لنا (1)وماذا نقول لهم ، إذ تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وابن بنت نبينا ، لم نرم معه بسهم ولم نطعن معه برمح ولم نضرب معه بسيف ، لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً، ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك ونرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك .

ما قاله مسلم بن عوسجة

ثم قام مسلم بن عوسجة (2)وقال : نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك هذا العدو، لا والله لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتى أكبر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك أو أموت دونك .

ص: 152


1- لنا ، لم يرد في ر .
2- مسلم بن عوسجة الأسدي ، من أبطال العرب في صدر الإسلام ، أول شهيد من أنصار الحسين بعد قتلى الحملة الأولى كان صحابياً تمن رأى رسول الله ، كان يأخذ البيعة للإمام الحسين في الكوفة ، عقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد حين تحركه القصير الأجل، كان عند حضوره وقعة كربلاء شيخاً كبير السن ، وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة ، أبدى شبث بن ربعي أسفه لقتله . رجال الشيخ : 80 تاريخ الطبري 435/5 و 369 ، البحار 69/45 ، الأخبار الطوال : 249 و 250 و 252، الكامل في التاريخ 28/4 . الأعلام 222/7 . أنصار الحسين : 108 ، تسمية من قتل مع الحسين : 52 وفيه : مسلم بن عوسجة السعدي من بني سعد بن ثعلبة قتله مسلم بن عبدالله وعبيد الله بن أبي خشكاره .

ما قاله سعيد بن عبدالله الحنفى

قال : وقام سعيد(1) بن عبدالله الحنفي فقال : لا والله يا بن رسول الله لا نخلّيك أبداً حتى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصيّة رسوله محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، ولو علمت أني أقتل فيك ثم أُحيى ثم أُحرق حياً ثم أُذرى - يفعل بي ذلك سبعين مرة - ما فارقتك حتى ألقى حمامي من دونك ، فكيف (2)واحدة ثم أنال الكرامة التى لا انقضاء لها أبداً ؟ !

ما قاله زهير بن القين

ثمّ قام زهير بن القين وقال : والله يابن رسول الله لوددتُ أني قتلتُ ثم نشرتُ ألف مرة وأنّ الله يدفع بذلك القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من إخوتك وولدك وأهل بيتك .

ما قاله جماعة من أصحابه

قال : وتكلّم جماعة من أصحابه بمثل ذلك وقالوا : أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا ، فإذا نحن قُتلنا بين يديك نكون قد وفينا لربنا وقضينا ما علينا .

ما قاله محمد بن بشير عندما فهم بأسر ابنه

وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي (3)في تلك الحال : قد أُسر إبنك بثغر الري .(4)

ص: 153


1- ر: سعد
2- ع : وكيف لا أفعل .
3- ب : محمد بن بشر الحضرمي . و في ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات 180 ذكر نص هذا الخبر وذكر اسمه كما هنا ، لكن في تاريخ الطبري 444/5 وأنساب الأشراف: 196 ذكر اسمه بشير بن عمرو ، فلاحظ .
4- ر : بشعر الروم، والمثبت من : ب .ع . والثغر بالفتح ثم السكون : وراء كلّ موضع قريب من أرض العدو ، كأنه مأخوذ من الثغرة التي هي في الحائط . والري : مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محط الحاج على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخاً وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخاً. معجم البلدان 19/2 و 116/3 .

فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أُحب أن يوسر وأن أبق بعده .

فسمع الحسين علیه السلام قوله فقال: «رحمك الله ، أنت في حلّ من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك»

فقال : أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك .

قال : فأعط إبنك هذه البرود (1)يستعين بها في فكاك أخيه .

فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار .

بات الحسين وأصحابه آخر ليلة ولهم دوي كدوي النحل من العبادة

قال الراوي (2): وبات الحسين علیه السلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دوي كدوي النحل ، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً .(3)

قال (4): فلما كان الغداة أمر الحسين علیه السلام بفسطاطه فضُرب وأمر بحفنة فيها مسك كثير وجعل فيها نورة (5)، ثم دخل ليطلي .

برير يضاحك عبد الرحمن في صبح يوم عاشوراء

فروي : أن برير بن حصين (6)الهمداني وعبدالرحمن بن عبد ربّه

ص: 154


1- البرد بالضم فالسكون ثوب مخطط ، وقد يقال لغير المخطط أيضاً، وجمعه برود وأبرد ، ومنه الحديث : الكفن يكون برداً ... مجمع البحرين 13/3
2- الراوي . لم يرد في ر .
3- في نسخة ع جاء بعد قوله اثنان وثلاثون رجلاً: وكذا كانت سجيّة الحسين في كثرة صلاته وكمال صفاته ، وذكر ابن عبدربه في الجزء الرابع من كتاب العقد قال : قيل لعلي بن الحسين : ما أقل ولد أبيك ؟ فقال : العجب كيف ولدت له . كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرغ للنساء
4- قال ، لم يرد في ر .
5- ر: وأمر بحفية فيها مسك كبير وجعل عندها .نورة والمثبت من ب.ع.
6- ب . ع . خضير ، وفي حاشية ر: حضير خ ل.

الأنصاري (1)وقفا على باب الفسطاط ليطليا بعده، فجعل برير يضاحك عبد الرحمن .

فقال له عبد الرحمن : يا برير أتضحك ! ما هذه ساعة ضحك ولا باطل .

فقال برير : لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، وإنّما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه ، فوالله ما هو إلا أن نلق هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة ، ثم نعانق الحور العين .

قال الراوي (2): وركب أصحاب عمر بن سعد ، فبعث الحسين علیه السلام برير بن حصين (3)فوعظهم فلم يسمعوا وذكرهم (4)فلم ينتفعوا .

خطبة الإمام الحسين أما معسكر ابن سعد يعظهم ويذكّرهم بمواعيدهم وكتبهم

فركب الحسين علیه السلام ناقته - وقيل : فرسه - فاستنصتهم فأنصتوا ، فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله ، وصلى على محمد صلی الله علیه و آله وسلم وعلى الملائكة والأنبياء والرسل، وأبلغ في المقال، ثم قال :

«تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً (5)حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفاً لنا في ايمانكم وحششتم علينا ناراً اقتدحناها

ص: 155


1- ر : عبدالرحمن عبدربه . والمثبت من ب.ع. وهو عبدالرحمن بن عبدربه - رب - الأنصاري من بني سالم بن الخزرج ، كان أمير المؤمنين رباه وعلم القرآن ، أحد الذين كانوا يأخذون البيعة للحسين في الكوفة ، ويبدو أنه كان من إحدى الشخصيات البارزة. تاريخ الطبري 423/5 ، رجال الشيخ : 76 - 77 ، تسمية من قتل مع الحسين : 153 ، البحار 1/45 ، أنصار الحسين : 97
2- الراوي ، لم يرد في ر .
3- ع : خضير. حاشية ر: حضير
4- ب : ومذكرهم .
5- ر: وبرحاً.

على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم أولياء (1)لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه (2)فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم.

فهلا - لكم الويلات - تركتمونا والسيف مِشيَم والجأش ضامرٌ والرأي لمّا يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطير الدبا، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش.

فسحقاً لكم يا عبيد الأمة ، وشرار (3)الأحزاب ، ونَبَذة الكتاب ، ومحرّفي الكلم ، وعصبة الآثام، ونفثة (4)الشيطان، ومطفء السنن .

أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون ؟!

أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشحت عليه (5)أصولكم، وتأزرت عليه فروعكم ، فكنتم أخبث شجاً (6)للناظر وأكلة للغاصب

ألا وإن الدعيّ ابن الدعى قد ركز بين اثنتين : بين السلة، والذلة، وهيهات منا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت طهرت وأنوف حميّة ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام .

ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر».

ص: 156


1- ع: ألباً.
2- ر : أفشوا .
3- ع : وشذاذ .
4- في حاشية ر: وفئة خ.
5- ع : وشجت إليه .
6- ع : ثمر شجاً.

ثم أوصل (1)كلامه علیه السلام بأبيات فروة بن مسيك المرادي (2):

«فإن نهزم فهزامون قدما***وإن نغلب فغير مغلبينا

وما أن طبّنا جبن ولكن***منايانا ودولة آخرينا

إذا ما الموت رفّع عن أناس***كلاكله أناخ بآخرينا

فأفنى ذلكم سروات قومي***كما أفنى القرون الأوّلينا

فلو خلد الملوك إذاً خلدنا***ولو بقي الكرام إذا بقينا

فقل للشامتين بنا: أفيقوا***سيلق الشامتون كما لقينا»

ثمّ قال : «أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى يدور بكم دور الرحى ويقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إلي أبي عن جدّي، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضو إلي ولا تنظرون.

إنّي توكلت على الله ربي وربّكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إنّ ربي على صراط مستقيم.

اللّهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنين يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسومهم كأساً (3) ،مصبرة، فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير».

ص: 157


1- ر : وصل .
2- فروة بن مسيك أو مسيكة بن الحارث بن سلمة العطيفي المرادي. أبو عمرو ، صحابي ، من الولاة . له شعر ، وهو من اليمن ، كان موالياً لملوك كندة في الجاهلية . رحل إلى مكة سنة تسع أو عشر وأسلم، سكن الكوفة في أواخر أعوامه ، مات سنة 30 ه. الطبقات 63/1 ، الإصابة ترجمة رقم 6983 ، رغبة الأمل 10/4 ، الأعلام 143/5 .
3- ر : كأس.

ثمّ نزل علیه السلام ودعا بفرس رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المرتجز ، فركبه وعتى أصحابه للقتال . فروي عن الباقر علیه السلام : «أنهم كانوا خمسة وأربعين فارساً وماءة راجل». وروي غير ذلك .

تقدم عمر بن سعد ورمى اول سهم نحو عسكر الحسين

قال الراوي (1): فتقدّم عمر بن سعد ورمى نحو عسكر الحسين علیه السلام بسهم وقال : اشهدوا لي عند الأمير : أني أوّل من رمى ، وأقبلت السهام من القوم كأنها القطر.

فقال علیه السلام لأصحابه : «قوموا رحمكم الله إلى الموت إلى الموت الذي لا بد منه ، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم(2)».

اقتتلوا ساعة ، وقُتل من اصحاب الحسين جماعة

فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً وحملةً ، حتى قتل من أصحاب الحسين علیه السلام جماعة.

قال (3): فعندها ضرب الحسين علیه السلام يده (4)على لحيته وجعل يقول : «اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً ، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم .

أما والله لا أجيبنهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله تعالى وأنا مخضب بدمي» .

وروي عن مولانا الصادق علیه السلام أنه قال : «سمعت أبي يقول : لمّا التقی

ص: 158


1- قال الراوي ، لم يرد في ر .
2- إليكم لم يرد في ر . وفي حاشية رجاء لفظ : الموت خ ، بدلاً من لفظ القوم
3- قال . لم يرد في ر .
4- ر : بیده .

الحسين علیه السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب على ساق ، أنزل الله النصر حتى رفرف على رأس الحسين علیه السلام، ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء ربه (1)، فاختار لقاء ربّه(2)» .

التحاق الحرّ بمعسكر الإمام الحسين وشهادته

قال الراوي : ثمّ صاح الحسين علیه السلام: «أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله».

قال : فإذا الحرّ بن يزيد الرياحي قد أقبل على عمر بن سعد ، فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟

فقال : إي والله قتالاً أيسره أن تطير الرؤوس وتطيح الأيدي.

قال : فمضى (3)الحرّ ووقف موقفاً من أصحابه وأخذه مثل الإفكل.

فقال له المهاجر بن أوس (4): والله إن أمرك لمريب ، ولو قيل : مَن أشجع أهل الكوفة لما عدوتك ، فما هذا الذي أراه منك ؟

فقال : إني والله أُخيّر نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطّعت وأحرقت.

ص: 159


1- ب : الله تعالى .
2- ب : الله تعالى . وجاء بعد هذا في ع: رواها أبو طاهر محمد بن الحسين الفرسي في كتاب معالم الدين. ولم ترد هذه العبارة في ر . ب .
3- ر: فمر .
4- لم يذكروه . وفي كتاب تسمية من قتل مع الامام الحسين : 155 ، ذكر من جملة شهداء الاصحاب المهاجر ابن أوس من بجيلة . ولا أعلم هل المهاجر بن اوس اثنان ؟ أم واحد كان في عسكر ابن سعد ثم التحق بمعسكر الامام الحسين واستشهد معه ؟

ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين علیه السلام ويده على رأسه وهو يقول : اللهم إنّي تبتُ إليك فتب عليّ، فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك .

وقال للحسين : جعلت فداك أنا صاحبك الذي حبسك عن الرجوع وجعجع بك ، والله ما ظننتُ أنّ القوم يبلغون بك ما أرى ، وأنا تائب إلى الله ، فهل ترى لي من توبة ؟

فقال الحسين علیه السلام: «نعم يتوب الله عليك فانزل».

فقال : أنا لك فارساً خير مني راجلاً ، وإلى النزول يؤول آخر أمري .

ثمّ قال : فإذا كنتُ أول من خرج عليك ، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك ، لعلّي أكون ممن يصافح جدك محمداً غداً في القيامة .

قال جامع الكتاب : إنما أراد أول قتيل من الآن، لأن جماعة قتلوا قبله كما ورد.

فأذن له ، فجعل يقاتل أحسن قتال حتى قَتَلَ جماعة من شجعان وأبطال ، ثمّ استشهد ، فحمل إلى الحسين علیه السلام، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول : «أنت الحرّكما سمتك أمّك ، حرّ في الدنيا وحرّ الآخرة».

قتال بریر و شهادته

قال الراوي (1): وخرج برير بن خضير (2)، وكان زاهداً عابداً ، فخرج إليه يزيد بن معقل (3)واتفقا على المباهلة إلى الله : في أن يقتل المحق منهما المبطل فتلاقيا ، فقتله برير ، ولم يزل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه .

ص: 160


1- الراوي ، لم يرد في ر .
2- ر : حضير.
3- ع: يزيد بن المغفل . لم يذكروه، وهو خبيث ملعون .

قتال وهب بن حباب وشهادته

قال : وخرج وهب بن حباب الكلبي (1)، فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد، وكان معه زوجته ووالدته ، فرجع إليهما وقال : يا أمّاه أرضيتِ أم لا ؟

فقالت : لا ، ما رضيتُ حتى تقتل بين يدي الحسين علیه السلام .

وقالت امرأته : بالله عليك لا تفجعني في نفسك .

فقالت له :أُمّه : يا بني اعزب عن قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة.

فرجع ، ولم يزل يقاتل حتى قطعت يداه ، فأخذت امرأته عموداً، فأقبلت ، فأقبل نحوه وهى تقول : فداك أبي وأمّى قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، ليردّها إلى النساء ، فأخذت بثوبه ، وقالت : لن أعود دون أن أموت معك .

فقال الحسين علیه السلام: «جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي إلى النساء يرحمك الله» ، فانصرفت إليهنّ .

ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قتل ، رضوان الله عليه .

قتال مسلم بن عوسجة وشهادته

ثمّ خرج مسلم بن عوسجة ، فبالغ في قتال الأعداء، وصبر على أهوال البلاء ، حتى سقط إلى الأرض وبه رمق ، فمشى إليه الحسين علیه السلام ومعه حبيب بن مظاهر .

فقال له الحسين علیه السلام: «رحمك الله يا مسلم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».

ودنا منه حبيب ، فقال : عزّ والله على مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة .

ص: 161


1- ع : جناح . في ضياء العينين : 25 : وهب بن عبدالله بن حباب الكلبي امه قرى ، وذكر الكثير من أخباره في واقعة الطف ، أخذها من كتاب الملهوف وغيره من كتب المقاتل

فقال له بصوت ضعيف (1): بشّرك الله بخيرٍ .

ثمّ قال له حبيب : لولا أنني أعلم أني في الأثر لأحببتُ أن توصي إليّ بكل ما أهمك .

فقال له :مسلم : فإنّي أوصيك بهذا - وأشار بيده إلى الحسين علیه السلام- فقاتل دونه حتّى تموت.

فقال له حبيب : لأَنْعُمَنّك عيناً .

ثمّ مات رضوان الله عليه .

قتال عمرو بن قرظة الأنصاري وشهادته

فخرج عمرو بن قرظة الأنصاري (2)، فاستأذن الحسين علیه السلام، فأذن له، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتّى قتل جمعاً كثيراً من حزب ابن زیاد وجمع بين سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلى الحسين علیه السلام سهم إلا اتقاه بيده ولا سيف إلا تلقاه بمهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين علیه السلام سوء ، حتى أثخن بالجراح .

فالتفت إلى الحسين علیه السلام وقال : يابن رسول الله أو فيتُ ؟

قال: «نعم أنت أمامي في الجنة، فاقرأ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عنّي السلام وأعلمه أنّي في الأثر».

ص: 162


1- ع : فقال له مسلم قولاً ضعيفاً.
2- ر.ع : عمرو بن قرطة والمثبت من ب. وهو عمرو بن قرظة الأنصاري، ذكر في أكثر الموارد، وفي الزيارة : عمر بن كعب الأنصاري ، و في نسختها الأخرى : عمران ، أرسله الحسين مفاوضاً إلى عمر بن سعد . تاريخ الطبري 413/5 . المناقب 105/4 ، البحار 71/45 و 22 ، مقتل الحسين 22/2 ، أنصار الحسين : 104، تسمية من قتل مع الحسين : 153.

فقاتل حتّى قُتل رضوان الله عليه (1).

قتال جون مولى أبي ذر وشهادته

ثم برز جون مولى أبي ذر (2)، وكان عبداً أسوداً.

فقال له الحسين علیه السلام: «أنتَ في إذن مني ، فإنّما تبعتنا طلباً للعافية ، فلا تبتل بطريقنا (3)» .

فقال: يابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ، والله إن ريحي لمنتن وإن حسبي للثيم ولوني لأسود فتنفّس عليّ بالجنة ، (4)فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم . ثم قاتل حتى قتل ، رضوان الله عليه .

قتال عمرو بن خالد الصيداوي وشهادته

قال الراوي (5) : ثم برز عمر و بن خالد الصيداوي (6)، فقال للحسين علیه السلام:

ص: 163


1- في نسخة ب جاء بعد قوله رضوان الله عليه : و في المناقب كان يقول : قد علمت كتيبة الأنصار***أن سوف أحمي حوزة الذمار ضرب غلام غير نكس شاري***دون حسين مهجتي وداري
2- ب : ثم تقدّم جون مولى أبي ذر الغفاري وجون من الموالي ، أسود اللون، شيخ كبير السن ، هو ابن حوي، وذكر في بعض المصادر اسمه : جوين أبي مالك . تسمية من قتل مع الحسين : 152 . رجال الشيخ : 72 ، المناقب 103/4 ، المقتل 237/1 و 19/2 ، تاريخ الطبري 420/5 ، البحار 45 / 82 ، أنصار الحسين : 72 .
3- ر : بطريقتنا
4- ر : الجنة .
5- الراوي ، لم يرد في ر .
6- ر: عمر بن خالد الصيداوي. : وعمرو بن خالد الصيداوي من صيدا، ذكر في أكثر المصادر، وفي الرجبية : عمرو بن خلف، ويحتمل أنه تصحيف خالد، وبنو الصيدا بطن من أسد من العدنانية، وذهب بعض العلماء إلى اتحاده مع عمرو بن خالد الأزدي، ذاهباً إلى أن الأزدي مصحف عن الأسدي ، والمرجح التعدّد، وإن كان احتمال الإتحاد وارداً. تسمية من قتل مع الحسين : 155 ، تاريخ الطبري 446/5 ، المقتل 24/2 ، البحار 72/45 و 23 ، أنصار الحسين : 102 .

يا أبا عبدالله ، جعلت فداك قد هممتُ أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف فأراك وحيداً فريداً بين أهلك قتيلاً.

فقال له الحسين علیه السلام: «تقدّم فإنّا لاحقون بك عن ساعة» .

فتقدّم فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه

قتال حنظلة بن سعد الشبامي وشهادته

قال الراوي (1): وجاء حنظلة بن سعد الشبامي (2)، فوقف بين يد يدي الحسين علیه السلام يقيه السهام والسيوف والرماح بوجهه ونحره.

وأخذ ينادي : يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم، وما الله يريد ظلماً للعباد ، ويا قوم إنّي أخاف عليكم مثل يوم التناد، يوم تولّون مدبرين مالكم من الله من عاصم ، يا

ص: 164


1- الراوي ، لم يرد في ر . ب .
2- كذا في ب . وفي ر : حنظلة بن سعد النامي . وفي ع: حنظلة بن أسعد الشامي. والشبامي : شبام بطن من همدان من القحطانية ، كوفي ، ذكر في أكثر المصادر مع اختلاف في ضبط اسمه ، واحتمل بعض العلماء اتحاده مع حنظلة بن أسعد الشبامي، واستدل بأن ابن شهر آشوب لم يذكر حنظلة المتفق عليه وهو الشبامي ، والمرجح أن سعداً غير حنظلة ، لأن غير ابن شهر آشوب ذكر سعداً وأنه تميمي من عرب الشمال، وحنظلة وأنه شبامي من عرب الجنوب . واحتمل آخر اتحاده مع حنظلة ابن عمر الشيباني ، وهذا الاحتمال بعيد أيضاً. رجال الشيخ : 73 المقتل 2 / 24 ، تاريخ الطبري ،443/5 تسمية من قتل مع الحسين : 156، قاموس الرجال 318/4 ، معجم رجال الحديث 306/6 - 307 ، انصار الحسين : 86 و 89 - 90 و 116 - 117.

قوم لا تقتلوا حسيناً فَيَسْحتكُمُ الله بعذاب وقد خاب من افترى .

ثم التفت إلى الحسين علیه السلام وقال : أفلا نروح إلى ربنا وتلحق بأصحابنا ؟

فقال له : «بل (1)رُحْ إلى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها وإلى مُلكٍ لا يبلى».

فتقدّم ، فقاتل قتال الأبطال، وصبر على احتمال الأهوال ، حتى قتل ، رضوان الله عليه .

صلاة الإمام الحسين بأصحابه

قال : وحضرت صلاة الظهر ، فأمر الحسين علیه السلام زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه ، ثم صلى بهم صلاة الخوف.

فوصل إلى الحسين علیه السلام سهم ، فتقدم سعيد بن عبدالله الحنفي ، ووقف يقيه بنفسه ما زال ، ولا تخطى حتى سقط إلى الأرض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيتُ من ألم الجراح، فإنّي أردتُ ثوابك فى نصر ذرّية نبيّك ، ثم قضى نحبه رضوان الله عليه، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.

قتال سويد بن عمر بن أبي المطاع وشهادته

قال الراوي (2): وتقدم سويد بن عمر بن أبي المطاع(3)، وكان شريفاً كثير الصلاة، فقاتل قتال الأسد الباسل ، وبالغ في الصبر على الخطب النازل ، حتّى

ص: 165


1- ع : ونلحق بإخواننا بلى.
2- الراوي ، لم يرد في ر .
3- هو سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي ، ذكر في عدة مصادر ، كان شريفاً كثير الصلاة ، وهو أحد آخر رجلين بقيا مع الحسين وقتل بعد مقتل الحسين ، فكان آخر قتيل ، قتله هاني بن ثبيت الحضرمي ، والخثعمي خثعم بن أنمار بن أراش ، من القحطانية . رجال الشيخ : 74 ، المناقب 102/4 وفيه : عمرو بن أبي المطاع الجعفي ، البحار 24/45 ، تسمية من قتل مع الحسين : 154 وفيه : سويد بن عمرو بن المطاع . أنصار الحسين : 91 - 92 .

سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح، ولم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون : قتل الحسين ، فتحامل وأخرج من خفّه سكيناً، وجعل يقاتلهم بها حتى قتل ، رضوان الله عليه .

قال : وجعل أصحاب الحسين علیه السلام يقاتلون (1)بين يديه ، وكانوا كما قيل :

قومٌ إذا نودوا لدفع ملمّة***والخيل بين مدعّس ومكردس

لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا***يتهافتون على ذهاب الأنفس

قتال علي بن الحسين وشهادته

فلمّا لم يبق معه إلا أهل بيته، خرج علي بن الحسين علیه السلام- وكان من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خُلقاً - فاستأذن أباه في القتال ، فأذن له .

ثم نظر إليه نظرة آيس منه ، وأرخى علیه السلام عينيه وبكى .

ثمّ قال : «اللهم اشهد ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك صلی الله علیه و آله وسلم ، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه».

فصاح وقال : «يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي(2)».

فتقدّم علیه السلام نحو القوم ، فقاتل قتالاً شديداً وقَتلَ جمعاً كثيراً.

ثم رجع إلى أبيه وقال : يا أبة ، العطش قد قتلني ، وثقل الحديد قد أجهدني ، فهل إلى شربة ماء من سبيل ؟

فبكى الحسين علیه السلام وقال : «واغوثاه يا بني، من أين أتي بالماء، قاتل قليلاً فما أسرع ما تلق جدك محمّداً علیه السلام، فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظماً بعدها(3)» .

ص: 166


1- ع : يسارعون إلى القتل .
2- من قوله : وكنا إذا اشتقنا ... إلى هنا ، لم يرد في ر ، وورد في ع.
3- ع : بعدها أبداً.

فرجع علیه السلام إلى موقف النزال ، وقاتل أعظم القتال، فرماه منقذ بن مرة العبدي (1): بسهم فصرعه ، فنادى : يا أبتاه عليك مني (2)السلام ، هذا جدي يقرؤك السلام ويقول لك : عجّل القدوم علينا ، ثم شهق شهقة .فمات.

فجاء الحسين علیه السلام (3)حتى وقف عليه ، ووضع خدّه على خده (4)وقال : «قتل الله قوماً قتلوك، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول

الله صلی الله علیه و آله وسلم ، على الدنيا بعدك العفاء».

قال الراوي (5): وخرجت زينب ابنت علي تنادي : يا حبيباه يا بن أخاه ، وجاءت فأكبّت عليه .

فجاء الحسين علیه السلام فأخذها وردّها إلى النساء.

قتال أهل البيت وشهادتهم

ثم جعل أهل بيته يخرج منهم الرجل بعد الرجل ، حتى قتل القوم منهم جماعة ، فصاح الحسين علیه السلام في تلك الحال : صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي صبراً ، فوالله لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً.

قتال القاسم وشهادته

قال الراوي (6)وخرج غلام (7)كان وجهه شقة قمر، فجعل يُقاتل،

ص: 167


1- كذا في النسخ ، ولكن في تاريخ الطبري 625/6 والكامل 30/4 والأخبار الطوال : 254 ومقاتل الطالبيين : 84 ورد اسمه :هكذا مره بن منقذ بن النعمان العبدي ثم الليثي . لم يذكروه، وهو خيبث ملعون .
2- منّي ، لم يرد في ر .
3- الحسين ، لم يرد في ر .
4- ووضع خدّه على خدّه . لم يرد في ر .
5- الراوي ، لم يرد في ر .
6- الراوي ، لم يرد في ر.
7- هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أخو أبي بكر بن الحسن لأبيه وأمه المقتول قبله مقاتل الطالبيين : 50 .

فضربه ابن فضيل الأزدي (1)على رأسه ، ففلقه ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عمّاه .

فجلى الحسين علیه السلام كما يجلي الصقر ، وشدّ شدّة ليث أغضب ، فضرب ابن فضيل بالسيف ، فاتقاها بساعده فأطنّها من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر ، فحمل أهل الكوفة ليستنقذوه، فوطأته الخيل حتى هلك .

قال : وانجلت الغبرة، فرأيتُ الحسين علیه السلام قائماً على رأس الغلام وهو يفحص برجله ، والحسين علیه السلام يقول : «بُعداً لقوم قتلوك ، ومَن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك(2)».

ثمّ قال : «عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك صوته ، هذا يوم والله (3)كثر واتره وقل ناصره» .

ثم حمل الغلام على صدره حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته .

بقاء الحسين وحيداً، ونداؤه بطلب الناصر والمعين

قال : ولما رأى الحسين علیه السلام مصارع فتيانه وأحبته ، عزم على لقاء القوم ،بمهجته ونادى: «هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحد

يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معينٍ يرجو الله في إعانتنا ؟».

شهادة ولد الإمام الحسين الرضيع

فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب: «ناوليني ولدي الصغير (4)حتى أودّعه» ، فأخذه وأومأ إليه ليقبله، فرماه

ص: 168


1- في مقاتل الطالبيين : 88 ذكر اسمه : عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي .
2- ع : جدّك وأبوك .
3- ر : فلا ينفعك صوت والله .
4- هو عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمه الرباب بنت امرىء القيس بن عدي بن أوس ، و في اسم قاتله اختلاف ، فقيل : حرملة ، وقيل عقبة بن بشر . مقاتل الطالبيين : 89 - 90 .

حرملة بن الكاهل (1)بسهم ، فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب : «خذيه» .

ثمّ تلقى الدم بكفيه حتى امتلأتا ، ورمى بالدم نحو السماء وقال : «هوّن عليّ ما نزل بي، إنّه بعين الله» .

قال الباقر علیه السلام: «فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض».

وروي من طرق أخرى ، وهى أقرب إلى العقل، لأن الحال ما كان وقت توديع للصبي ، لاشتغالهم بالحرب والقتل ، وإنما زينب أختها علیها السلام أخرجت الصبي وقالت : يا أخي ، هذا ولدك له ثلاثة أيام ما ذاق الماء ، فاطلب له شربة ماء .

فأخذه على يده وقال : «يا قوم قد قتلتم شيعتي وأهل بيتي، وقد بقي هذا الطفل يتلظَّى عطشاً، فاسقوه شربةً من الماء».

فبينما هو يخاطبهم إذ رماه رجل منهم بسهم فذبحه.

فدعا عليهم بنحو ما صنع بهم المختار وغيره (2).

ص: 169


1- لم يذكروه، وهو خيبث ملعون . ولما قبض على حرملة ورآه المختار ، بكى المختار وقال : يا ويلك أما كفاك ما فعلت حتى قتلت طفلاً صغيراً وذبحته ، يا عدو الله ، أما علمت أنه ولد النبي ، فأمر به فجعلوه مرمی ، فرمي بالنشاب حتى مات. وقيل : إنه لما نظر المختار إلى حرملة قال : الحمد الله الذي مكنني منك يا عدو الله ، ثم أحضر الجزار فقال له : اقطع يديه ورجليه ، فقطعها ، ثم قال : علي بالنار ، فاحضرت بين يديه ، فأخذ قضيباً من حديد وجعله في النار حتى احمر ثم ابيض ، فوضعه على رقبته ، فصارت رقبته تجوش من النار وهو يستغيث حتى قطعت رقبته حكاية المختار : 55 و 59 .
2- من قوله : وروي من طرق أخرى ... إلى هنا لم يرد في ع.

ركب الحسين - ومعه العباس - المسناة يريد الفرات

قال الراوي (1): واشتد العطش با الحسين علیه السلام، فركب المسنّاة يريد الفرات، والعباس أخوه بين يديه، فاعترضتهما خيل ابن سعد ، فرمى رجل من بني دارم الحسين علیه السلام بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع صلوات الله عليه وبسط يده تحت حنكه حتى امتلأت راحتاه من الدم (2)، ثم رمى به وقال : «اللّهم إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيك».

شهادة العباس

ثم اقتطعوا العباس عنه ، وأحاطوا به من كل جانب ومكان ، حتى قتلوه قدس الله روحه (3)، فبكى الحسين علیه السلام البكاء شديداً . و فى ذلك يقول الشاعر :

أحق الناس أن يُبكى عليه***فتىً أبكى الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده عليّ***أبو الفضل المضرج بالدماء

ومَن واساه لا يثنيه شيء***وجادله على عطش بماء

قتال الامام الحسين القوم أشدّ قتال

قال الراوى (4): ثم أن الحسين علیه السلام دعا الناس إلى البراز ، فلم يزل يقتل كلّ من برز اليه حتى قتل مقتلة عظيمة ، وهو في ذلك يقول :

«القتل أولى من ركوب العار***والعار أولى من دخول النار»

قال بعض الرواة : والله ما رأيت مكثوراً (5)قطّ قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه (6)أربط جأشاً منه ، وإنّ الرجال كانت لتشد عليه فيشدّ عليها

ص: 170


1- الراوي، لم يرد في ر .
2- ر: راحته دماً.
3- جاء بعد قوله قدس الله روحه في نسخة ب : وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي .
4- الراوي . لم يرد في ر .
5- ر: مكسوراً.
6- ب : وصحبه .

بسیفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكملوا ثلاثين ألفاً ، فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم يرجع إلى مركزه (1)وهو يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم».

حال القوم بين الحسين وبين رحله

قال الراوى (2): ولم يزل علیه السلام يقاتلهم حتى حالوا بينه وبين رحله .

فصاح بهم : «ويحكم(3) يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه (4)وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون».

قال : فناداه (5)شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟

قال: «أقول : أنا الذي أُقاتلكم (6)وتقاتلوني والنساء ليس عليهن : جناح، فامنعوا أعتاتكم وجهالكم وطغاتكم (7)من التعرّض لحرمي ما دمتُ حيّاً».

فقال شمر : لك ذلك يابن فاطمة .

وقصدوه بالحرب، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه ، وهو مع ذلك (8)

ص: 171


1- ر : معسكره .
2- الراوي ، لم يرد في ر.
3- ر.ع : فصاح عليه السلام ويلكم .
4- هذه ، لم يرد في ب.
5- ب : إذ كنتم أعراباً فناداه .
6- كذا في ب. وفي ر : قال إنّي أُقاتلكم .
7- وجهالكم وطغاتكم ، لم يرد في ب.
8- ب : فقال شمر : لك هذا ، ثم صاح شمر : إليكم عن حرم الرجل فاقصدوه في نفسه فلعمري لهو كفؤ كريم ، قال فقصده القوم وهو في ذلك .

يطلب شربة من ماء (1)فلا يجد ، حتى أصابه اثنتان وسبعون جراحة .

فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر ، فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته ، فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب ، فوقع على قلبه عليه السلام، فقال : «بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم».

ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللّهم إنّك (2)تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي(3) غيره».

ثم أخذ السهم ، فأخرجه من وراء ظهره (4)، فانبعث الدم كأنه ميزاب فضعف عن القتال (5)ووقف ، فكلّها (6)أتاه رجل انصرف عنه ، كراهية أن يلقى الله بدمه .

حتى جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن النسر (7)لعنه الله ، فشتم الحسين وضربه على رأسه الشريف بالسيف، فقطع البرنس ووصل السيف إلى رأسه وامتلأ البرنس دماً .

قال الرواي(8): فاستدعى الحسين فضعف بخرقة، فشدّ بها رأسه ، واستدعى بقلنسوة فلبسها واعتم عليها .

ص: 172


1- ب : فكلّها حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه بأجمعهم ، حتى أحلوه عنه
2- ع : الهي أنت .
3- ر : نبيك
4- ظهره . لم يرد في ر .
5- عن القتال . لم يرد في ر .
6- ر : وكلّما .
7- لم يذكروه ، وهو خبيث ملعون .
8- الراوي ، لم يرد في ر.

خروج عبد الله بن الحسن وهو غلام وشهادته

فلبثوا هنيئةً ، ثم عادوا إليه وأحاطوا به ، فخرج عبدالله بن الحسن بن علي(1) - وهو غلام لم يراهق - من عند النساء ، فشدّ حتى وقف إلى جنب الحسين عليه السلام، فلحقته زينب ابنت علي لتحبسه (2)، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً الله وقال : والله (3)لا أفارق عمّي .

فأهوى بحر بن كعب (4)- وقيل : حرملة بن الكاهل - إلى الحسين بالسيف. فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة أتقتل عمّي .

فضربه بالسيف، فاتقاها الغلام بيده فأطنّها إلى الجلد ، فإذا هى معلّقة . فنادى الغلام : يا عمّاه (5).

فأخذه الحسين عليه السلام فضمه إليه وقال : يا بن أخي، إصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين».

قال : فرماه حرملة بن الكاهل لعنه الله بسهم ، فذبحه وهو في حجر عمه الحسين عليه السلام.

حمل الشمر على فسطاط الحسين

ثمّ أن شمر بن ذي الجوشن لعنه الله حمل على فسطاط الحسين عليه السلام فطعنه

ص: 173


1- عبدالله بن الحسن بن على بن أبي طالب، وأُمّه بنت السليل بن عبدالله أخي عبدالله بن جرير البجلي ، وقيل : أمه أم ولد ، وقيل : الرباب بنت امرىء القيس كان عمره حين قتل إحدى عشرة سنة . تسمية من قتل مع الحسين : 150 ، مقاتل الطالبيين : 89 ، رجال الشيخ : 76 ، أنصار الحسين : 132 .
2- ب : فقال الحسين الله : احبسيه يا أُختى.
3- ب . ع : لا والله .
4- ب : أبجر بن كعب لم يذكروه، وهو خبيث ملعون . ويأتي أنه أخذ سراويل الإمام الحسين .
5- ب . ع : يا أُمّاه.

بالرمح ، ثم قال : علي بالنار أحرقه على مَن فيه .

فقال له الحسين عليه السلام: «يابن ذي الجوشن ، أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي، أحرقك الله بالنار».

وجاء شبث فوبّخه، فاستحيى وانصرف .

ارتدى الامام الحسين ثوباً خلقاً لئلا يجرد منه

قال الراوي (1): وقال الحسين عليه السلام: « إيتوني بثوبٍ(2) لا يُرغب فيه أجعله تحت ثيابي، لئلا أُجرد منه».

فأتى بتبان ، فقال : «لا ، ذاك لباس مَن ضُربت عليه الذلة» .

فاخذ ثوباً خلقا ، فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتل جرّدوه منه عليه السلام .

ثم استدعى عليه السلام بسراويل من حبرة ، ففرزها ولبسها ، وإنما فرزها لئلا يسلبها ، فلما قتل سلبها بحر بن كعب لعنه الله وترك الحسين عليه السلام مجرداً (3)، فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان (4)في الصيف كأنهما عودان يابسان وتترطبان في الشتاء فتنضحان قيحاً ودماً ، إلى أن أهلكه الله تعالى .

شهادة الإمام الحسين عليه السلام

قال : ولما أثخن الحسين عليه السلام بالجراح، وبقي (5) کالقنفذ ، طعنه صالح ب-ر وهب المزني (6)لعنه الله على خاصرته طعنةً ، فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن، ثم قام صلوات الله عليه (7).

ص: 174


1- الراوي ، من .ع .
2- ب : ابعثوا إلي ثوباً . ع: إيغوا لي ثوباً.
3- ب : سلبها أبجر بن كعب وتركه مجرّداً.
4- ر : یدا بحر تیبسان . ب : يد أبجر بعد ذلك يبيسان.
5- ر : فبقى .
6- في مستدركات علم الرجال 248/4 : صالح بن وهب المزني، خبيث ملعون.
7- ع : ... على خده الأيمن وهو يقول : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ثم قام صلوات الله عليه

قال الراوي (1): وخرجت زينب من باب الفسطاط (2)وهي تنادي : وا أخاه ، واسيّداه ، وا أهل بيتاه ليت السماء انطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل.

قال : وصاح شمر بأصحابه : ما تنتظرون بالرجل.

قال : فحملوا عليه من كل جانب.

فضربه زرعة بن شريك (3)لعنه الله على كتفه اليسرى، فضرب الحسين عليه السلام المزرعة فصرعه .

و ضربه آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربةً كباً عليه السلام بها على وجهه (4). وكان قد أعيى ، فجعل عليه السلام ينوء ويكبو.

فطعنه سنان بن أنس النخعى (5)لعنه الله في ترقوته ، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني (6)صدره .

ثم رماه سنان أيضاً بسهم ، فوقع السهم في نحره ، فسقط عليه السلام، وجلس قاعداً ،

ص: 175


1- الراوي، من ع.
2- ب : من الفسطاط
3- بن شريك ، لم يرد في ر . في مستدركات علم الرجال 426/3 : زرعة بن شريك التميمي ، لم يذكروه، هو ملعون خبيث
4- ب . ع : لوجهه .
5- في مستدركات علم الرجال 161/4 : سنان بن أنس قاتل مولانا الحسين صلوات الله عليه ، قيل : قتله ابن زیاد حين قال : قتلتُ خير الناس أمّاً وأباً ، والمشهور أنه قتله المختار . و في كتاب حكاية المختار : 45 أن ابراهيم قال لسنان عندما قبض عليه : يا ويلك أصدقني ما فعلت يوم الطف ؟ قال : ما فعلت شيئاً غير أني أخذت تكة الحسين من سرواله !!! فبكى إبراهيم عند ذلك ، فجعل يشرح لحم أفخاذه ويشويها على نصف نضاجها ويطعمه إياه، وكلما امتنع من الأكل ينخزه بالخنجر ، فلما أشرف على الموت ذبحه وأحرق جثته .
6- ر : نواني والمثبت من ب.ع.

فنزع السهم من نحره ، وقرن كفيه جميعاً (1)، وكلّما امتلأتا من دمائه خضب بها رأسه ولحيته وهو يقول : «هكذا ألقى الله مخضباً بدمي مغصوباً على حق».

فقال عمر بن سعد لعنه الله لرجل عن يمينه : إنزل ويحك إلى الحسين فأرحه. فبدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي (2)ليحتز رأسه ، فأرعد.

فنزل إليه سنان بن أنس النخعى لعنه الله فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول : والله إني لأحتر (3)رأسك وأعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأمّاً ! ! ! ثم احتزّ رأسه الشريف صلى الله عليه وآله .(4)

وفي ذلك يقول الشاعر :

فأىّ رزيّةٍ عدلت حسيناً***غداة تبيره كفّا سنان

وروي : أنّ سناناً هذا أخذه المختار فقطع أنامله أنملة أنملة ، ثم قطع يديه ورجليه ، وأغلى (5)له قدراً فيها زيتٌ، ورماه فيها وهو يضطرب .

ضجت الملائكة بعد شهادة الحسين

وروى أبو طاهر محمد بن الحسين البرسي في كتابه معالم الدين (6)عن الصادق علیه السلام قال : «لمّا كان من أمر الحسين ما كان ضجّت الملائكة وقالوا : يا ربّنا (7)هذا الحسين صفيّك وابن صفيك وابن بنت نبيّك .

ص: 176


1- جميعاً ، لم يرد في ر.
2- في مستدركات علم الرجال 344/3 خولي بن يزيد الأصبحي ، من قتلة أبي عبد الله ، قتله المختار .
3- ب . ع : لاجتز .
4- ب : رأسه المقدّس المعظم صلى الله عليه وسلّم وكرّم
5- ر : وغلا .
6- قال الشيخ الطهراني في الذريعة 198/21: معالم الدين ، للشيخ المتقدم أبي طاهر محمد بن القرسي (البرسي) ، يروي عنه السيد في اللهوف ... ويروي عنه في الإقبال ...
7- ع : ضجّت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت يا رب .

قال : فأقام الله ظلّ القائم علیه السلام وقال : بهذا أنتقم لهذا» .

قال الراوي : وارتفعت (1)في السماء في ذلك الوقت غيرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا يُرى فيها عين ولا أثر ، حتى ظن القوم أن العذاب قد جاءهم، فلبثوا كذلك ساعة، ثم انجلت عنهم .

وروی هلال بن نافع قال : إنّي لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ أبشر أيها الأمير ، فهذا شمر قد قتل الحسين علیه السلام.

قال : فخرجتُ بين الصفّين، فوقفتُ عليه، فإنه ليجود بنفسه، فوالله ما رأيت قتيلاً مضمخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيأته عن الفكر فى قتله .

فاستسقى فى تلك الحال ماءً ، فسمعت رجلاً يقول له : والله لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها !!

فقال له الحسين علیه السلام: «لا، بل (2)أرد على جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله سلم وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأشرب من ماء غير آسن ، وأشكو إليه ما ارتكبتم منى وفعلتم بي».

قال : فغضبوا بأجمعهم، حتى كأنّ الله لم يجعل في قلب أحدٍ منهم من الرحمة شيئاً ، فاحتزوا رأسه وإنّه ليكلّمهم ، فعجبت من قلة رحمتهم وقلت : والله لا أجامعكم على أمرٍ أبداً .

اقبل القوم على سلب الحسين

قال : ثم أقبلوا على سلب الحسين علیه السلام، فأخذ قميصه إسحاق بن حوبة

ص: 177


1- ب : فلما قتل صلوات الله عليه ، وارتفعت . و لفظ : الراوي ، لم يرد في ر . ب .
2- ع : فتشرب من حميمها ، فسمعته يقول : يا ويلك أنا لا أرد الحامية ولا أشرب من حميمها بل

الحضرمي (1)لعنه الله ، فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره.

وروي : أنّه وُجد في قميصه علیه السلام ماءة وبضع عشرة ما بين رمية وضربة وطعنة . قال الصادق علیه السلام : «وُجد بالحسين علیه السلام ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة» .

وأخذ سراويله بحر بن كعب التيمي لعنه الله ، وروي : أنه صار زمناً مقعداً من رجليه .

وأخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضر می (2)لعنه الله ، وقيل : جابر ابن يزيد الأودي (3)لعنه الله ، فاعتم بها فصار معتوهاً.

وأخذ نعليه الأسود بن خالد (4)وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي (5)لعنه الله ، فقطع إصبعه علیه السلام مع الخاتم ، وهذا أخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتى هلك .

وأخذ قطيفة له علیه السلام كانت من خرّ قيس بن الأشعث (6)لعنه الله .

ص: 178


1- ع: حوية . ويأتي أنه أحد العشرة الذين داسوا بخيولهم ظهر الحسين ، وهو ابن زنا.
2- وفي بعض النسخ : أخنس بن مرتد . ويأتي أنه أحد العشرة الذين داسوا الحسين بحوافر خيلهم ، حتى رضوا ظهره وصدره . وهو من أولاد الزنا.
3- في مستدركات علم الرجال 2/ 105 : جابر بن يزيد الأودي ، لم يذكروه ، وهو مذموم ملعون ....
4- ذكر في ترجمة الامام الحسين من كتاب الطبقات : 187 باسم الأسود بن خالد الأودي. وهو خبيث ملعون .
5- ر : نجدل . في مستدركات علم الرجال :5/2 : بجدل بن سليم الكلبي، خبيث ملعون قتله المختار .
6- في ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات : 187 : وأخذ قطيفته قيس بن الأشعث بن قيس الكندي ، فكان يقال له : قيس قطيفة . لم يذكروه، وهو خبيث ملعون .

وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد لعنه الله ، فلمّا قُتل عمر بن سعد وهبها المختار لأبي عمرة (1)قاتله .

وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي (2)، وقيل : رجل من بني تميم يقال له الأسود بن حنظلة (3)لعنه الله .

وفى رواية ابن سعد (4)أنه أخذ سيفه الفلافس النهشلي (5)، وزاد محمد بن زكريا (6): أنه وقع بعد ذلك إلى بنت حبيب بن بديل (7):

وهذا السيف المنهوب ليس بذي الفقار ، فإنّ ذلك كان مذخوراً ومصوناً مع

ص: 179


1- لم يذكروه .
2- ب : الأزدي . و في ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات : 187 : وأخذ سيفاً آخر جميع بن الخلق الأودي. لم يذكروه، وهو خبيث ملعون .
3- لم يذكروه وهو خبيث ملعون .
4- ر : ابن سعید سعید . ع : ابن أبي سعد . والمثبت من ب ، وهو الصحيح ، لأن المراد به محمد بن سعد بن منيع البصري، المتوفى سنة 230 ه-، صاحب كتاب الطبقات الكبرى الذي طبع ناقصاً، ومن أماكن نقصه ترجمة الإمام الحسين، وطبعت ترجمة الامام الحسين من كتاب الطبقات في مجلة تراثنا العدد 10 بتحقيق العلامة السيد عبدالعزيز الطباطبائی . وما نقله هنا عن ابن سعد تجده في تراثنا 187/10 .
5- ر : القلاقس . ب : القلافس ، والمثبت من ع ، وترجمة الامام الحسين من كتاب الطبقات : 187 .
6- أبو عبد الله محمد بن زكريا بن دينار الغلابي ، كان وجهاً من وجوه أصحابنا بالبصرة ، توفي سنة 298 ه ، له كتاب مقتل الحسين . رجال النجاشي : 346 - 347 . الفهرست للنديم : 121 ، تنقیح المقال 117/3 .
7- لم أهتد إلى من ذكر بنت حبيب بن بديل ، وحبيب بن بديل هو من رواة حديث الولاية . راجع : الغدير 25/1 . أسد الغابة 441/1 .

أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة ، وقد نقل الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه.

قال الراوي (1): وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين علیه السلام .

فقال لها رجل : يا أمة الله إنّ سيّدك قتل .

قالت الجارية : فأسرعتُ إلى سيداتي وأنا أصيح ، فقمن في وجهي وصحن . قال : وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول، حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها، وخرج بنات رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة (2)والأحبّاء .

فروی حمید بن مسلم قال: رأيت امرأة من بني بكر (3)بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين علیه السلام في فسطاطهنّ وهم يسلبونهنّ ، أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وقالت یا آل بکر بن وائل أتسلب بنات رسول الله ؟ ! ! لا حكم إلا لله ، يالثارات رسول الله ، فأخذها زوجها فردّها إلى رحله .

احرقوا خيام الحسين

قال الراوي : ثم أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيها النار ، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة .

وقلن : بحق الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين ، فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههنّ .

زينب تندب الحسين بصوت حزين

قال : فوالله لا أنسى زينب ابنت علي وهي تندب الحسين علیه السلام وتنادي بصوت

ص: 180


1- الراوي ، منع .
2- ر : الأكماة .
3- ب : من بكر .

حزين وقلبٍ كئيبٍ : وا محمداه ، صلّى عليك مليك السماء ، هذا حسين بالعراء ، مرمّل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، واثكلاه ، وبناتك سبايا ، إلى الله المشتكى وإلى محمّد المصطفى وإلى علي المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيد الشهداء. وا محمداه ، وهذا حسين بالعراء ، تسفي عليه ريح الصباء ، قتيل أولاد البغايا . وا حزناه، واكرباه عليك يا أبا عبدالله ، اليوم مات جدي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.

يا أصحاب محمد ، هؤلاء ذرّية المصطفى يُساقون سوق السبايا .

وفي بعض الروايات وا محمداه بناتك سبايا (1)، وذرّيتك مقتّلة تسفي عليهم ريح الصباء ، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء . بأبي مَن أضحى عسكره في يوم الإثنين نهبا ، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوي ، بأبي من نفسي له الفداء بأبي المهموم حتى قضى بأبي العطشان حتى مضى، بأبي مَن يقطر شيبه بالدماء (2)، بأبي من جده رسول إله السماء ، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى ، بأبي محمّد المصطفى ، بأبي علي المرتضى ، بأبي خديجة الكبرى، بأبي فاطمة الزهراء سيّدة النساء ، بأبي مَن ردّت عليه الشمس حتى صلّى.

قال الراوي (3): فأبكت والله كلّ عدو وصديق .

اعتنقت سكينة جسد الحسين

ثم أن سكينة (4)اعتنقت جسد الحسين علیه السلام، فاجتمع عدّة من الأعراب حتّى جرّوها عنه .

ص: 181


1- ر : السبايا .
2- ب . ع : شيبته تقطر بالدماء. وفي ع جاء بعد هذا: بأبي من جده محمّد المصطفی.
3- الراوي ، من ع.
4- سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، كريمة نبيلة ، كانت سيدة نساء عصرها ، توفيت سنة 117 ه، نسب إليها بعض المؤرخين أموراً نقطع بكذبها وافترائها عليها ، ليس هذا محل ذكرها . الطبقات 348/8 الدر المنثور : 244 ، وفيات الأعيان 211/1 ، الأعلام 106/3 .

داسوا ظهر الحسين بالخيل

قال الراوي (1): ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه (2): من ينتدب للحسين فيوطىء الخيل ظهره (3)؟

فانتدب منهم عشرة ، وهم : إسحاق بن حوبة الذي سلب الحسين علیه السلام قميصه ، وأخنس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل السبيعي(4) ، وعمر بن ، وعمر بن صبيح الصيداوي (5)، ورجاء بن منقذ العبدي (6)، وسالم بن خيثمة الجعفي(7) ،وصالح بن وهب الجعفى(8) ، وواحظ بن غانم بن غانم (9)، وهاني بن ثبيت الحضرمي (10)، وأسيد بن مالك (11)لعنهم الله ، فداسوا الحسين علیه السلام بحوافر

ص: 182


1- الراوي، من ع.
2- ر : ثم أن عمر بن سعد قال .
3- ع : ظهره وصدره.
4- ب . ع السنبسي والمثبت من ر. وهو : حكيم بن طفيل الطائي ، من المقدمين في العصر الأموي، ولما امتلك المختار الكوفة ونادى بقتل قتلة الحسين ، قبض عليه ، وقتله رمياً بالسهام حتى صار كأنه القنفذ . الكامل في التاريخ 94/4 ، الأعلام 269/2 .
5- لم يذكروه ، وهو خبيث ملعون .
6- في مستدركات علم الرجال 395/3 رجاء بن المنقذ العبدي ، لم يذكروه ، خبيث
7- ع : خثيمة . في مستدركات علم الرجال 7/4 : سالم بن خيثمة الجعفي ، لم يذكروه ، خبيث ملعون
8- في مستدركات علم الرجال 248/4 : صالح بن وهب المزني، خبيث ملعون .
9- ب . ع : ناعم. لم يذكروه، وهو خبيث ملعون .
10- ع : وهاني بن شبث . لم يذكروه، وهو خبيث ملعون .
11- لم يذكروه، وهو خبيث ملعون .

خيلهم حتى رضّوا ظهره وصدره (1).

قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد لعنه الله ، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة :

نحن رضضنا الصدر بعد الظهر***بكل يعبوب شديد الأسرِ

فقال ابن زياد لعنه الله : مَن أنتم ؟

قالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنّا حناجر صدره

قال : فأمر لهم بجائزة يسيرة.

قال أبو عمر (2)الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة ، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا .

وهؤلاء أخذهم المختار ، فشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا.

وروی ابن رباح (3)قال : لقيتُ رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسين علیه السلام.

فسُئل عن ذهاب بصره ؟

رأى رجل من معسكر ابن سعد النبي في المنام فأكحله بدم الحسين فعمي

فقال : كنتُ شهدتُ قتله عاشر عشرة ، غير أني لم أطعن ولم أضرب ولم أرم .

ص: 183


1- ذهب الكثير من علمائنا إلى أنهم عزموا على رض ظهر الحسين وصدره، ولكن لم يمكنهم الله من ذلك ، ووردت بهذا المطلب عدة روايات ، والله العالم .
2- ب : أبو عمرو . هو محمد بن عبدالواحد بن أبي هاشم المطرز الباوردي، المعروف بغلام ،ثعلب ، أحد أئمة اللغة صحب ثعلباً النحوي ، وكان من المكثرين في التصنيف ، توفي في بغداد سنة 345 ه. وفيات الأعيان 500/1 ، تاريخ بغداد 356/2 الأعلام 254/6 .
3- هو عطاء بن أبي رباح ، تابعي ، كان عبداً أسوداً ، ولد باليمن ونشأ بمكة ، فكان مفتي أهلها ، توفي فيها سنة 114 ه. تذكرة الحفاظ 92/1 ، صفة الصفوة 2/ 119 ، الأعلام 135/4.

فلمّا قتل رجعتُ إلى منزلي وصلّيتُ العشاء الآخرة ونمتُ .

فأتاني آتٍ في منامي ، فقال : أجب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .

فقلت : مالي وله .

فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه ، فإذا النبي الله صلی الله علیه و آله وسلم جالس في صحراء ، حاسر عن ذراعيه ، أخذ بحربة ، وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً.

فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد عليّ، ومكث طويلاً.

ثم رفع رأسه وقال : يا عدو الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت ما فعلتَ .

فقلتُ : يا رسول الله ، والله ما ضربتُ بسيف ولا طعنتُ برج ولا رميتُ بسهمٍ .

فقال : صدقت، ولكن كثرت السواد، أدن منّي ، فدنوت منه ، فاذا طش- مملوّ دماً ، فقال لي : هذا دم ولدي الحسين علیه السلام، فكحلني من ذلك الدم ، فانتبهت حتّى الساعة لا أبصر شيئاً .

تنصب قبة من نور لفاطمة يوم القيامة وتطالب بالانتقام من قتلة الحسين

وروي عن الصادق علیه السلام، يرفعه إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة نصب الفاطمة علیها السلام قبة من نور، ويقبل الحسين علیه السلام و راسه في يده، فإذا راته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بكى لها ، فيمثله الله عزّ وجلّ لها في أحسن صورة، وهو يخاصم قتلته بلا رأس، فيجمع الله لي قتلته والمجهزين عليه ومَن شرك في دمه ، فأقتلهم حتى آتي على آخرهم ، ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين علیه السلام، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن علیه السلام، ثم

ص: 184

ينشرون فيقتلهم الحسين علیه السلام، ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم، فعند ذلك يكشف الغيظ وينسى الحزن» .

ثم قال الصادق علیه السلام: «رحم الله شيعتنا ، هم والله المؤمنون وهم المشاركون لنا (1)في المصيبة بطول الحزن والحسرة».

و عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : « إذا كان يوم القيامة تأتي فاطمة علیها السلام في لمة من نسائها .

فيقال لها : ادخلي الجنة .

فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي .

فيقال لها : أنظري في قلب القيامة ، فتنظر إلى الحسين علیه السلام قائماً ليس عليه رأس ، فتصرخ صرخة ، فأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخها».

وفي رواية أخرى : «وتنادي وا ولداه ، واثمرة فؤاداه» .

قال : «فيغضب الله عز وجل لها عند ذلك ، فيأمر ناراً يقال لها هبهب قد أوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، لا يدخلها روح أبداً ولا يخرج منها غمّ أبداً.

فيقال لها : التقطى قتلة الحسين علیه السلام، فتلتقطهم ، فإذا صاروا في حوصلتها صهلت و صهلوا بها وشهقت وشهقوا بها وزفرت وزفروا بها .

فينطقون بألسنة حداد ذلقة ناطقة : يا ربّنا بمَ أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان ؟

فيأتيهم الجواب عن الله عزّ وجلّ : ليس من علم كمن لا يعلم» .

ص: 185


1- ع : قد والله شركونا .

روى هذه الحديثين ابن بابويه في كتاب عقاب الأعمال (1)(2)

ص: 186


1- محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، يعرف بالشيخ الصدوق، محدّث كبير ، لم ير في القميين مثله ، نزل بالري، توفي سنة 381 ه- ودفن بالري، له عدة مؤلّفات . وكتاب عقاب الأعمال تعرّض فيه لذكر عقاب الأعمال المنهي عنها ، طبع مع ثواب الأعمال له عدّة مرات . رياض العلماء 119/5 ، الكنى والألقاب 212/1 ، تنقيح المقال 3 / 154 . الأعلام 274/6 .
2- جاء بعد هذا في ع: ورأيتُ في المجلد الثلاثين من تذيبل شيخ المحدثين ببغداد محمد بن النجار في ترجمة فاطمة بنت أبي العباس الأزدي بإسناده عن طلحة قال : سمعت رسول الله يقول : إن موسى بن عمران سأل ربه قال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له ، فأوحى الله إليه : يا موسى بن عمران ، لو سألتني في الأولين والآخرين لاجبتك ، ما خلا قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما .

المسَلَكُ الثالث

اشارة

في الأمور المتَأَخِّرَة عَن قَتلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ

ص: 187

ص: 188

بعث عمر بن سعد رأس الحسين ورؤوس بقية الشهداء إلى ابن زياد

وهى تمام ما أشرنا إليه.

قال : ثم إن عمر بن سعد لعنه الله بعث برأس الحسين عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم - وهو يوم عاشوراء - مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي (1)إلى عبيد الله بن زياد، وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج ، فأقبلوا بها حتّى قدموا الكوفة .

حمل ابن سعد عيال الحسين إلى ابن زياد

وأقام ابن سعد بقية يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس ، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين ، وحمل نساءه على أحلاس أقتاب الجمال بغير وطاء ولا غطاء مكشفات الوجوه بين الأعداء، وهنّ ودائع خير الأنبياء ، وساقوهن كما يُساق سبي الترك والروم في أسر المصائب والهموم .

ص: 189


1- في تنقيح المقال :380/1 حمید بن مسلم الكوفي ، لم أقف فيه إلا على عد الشيخ رحمه الله إياه في رجاله من أصحاب السجاد ، وظاهره كونه إمامياً ، إلا أنّ حاله مجهول وفي مستدركات علم الرجال 289/3 : حميد بن مسلم الكوفي ، عد من مجاهيل أصحاب السجاد ، وهو ناقل جملة من قضايا كربلاء على نحو يظهر منه أنه كان في وقعة الطف ... وكان من جند سليمان بن صرد من طرف المختار في مقتل عين الوردة في حرب أهل الشام لطلب ثار الحسين . أقول : أحتمل تعدّد حميد بن مسلم : أحدهما كان في واقعة الطف ونقل بعض الوقائع وأرسل عمر ابن سعد رأس الحسين معه ومع جماعة إلى عبيد الله بن زياد، مما يدل على أنه كان من أعوان عمر بن سعد . والثاني إمامي من أصحاب الامام السجاد ومن جند سليمان بن صرد.

ولله در القائل :

يصلّى على المبعوث من آل هاشم***ويغزی بنوه إنْ ذا لعجيب(1)

اقتسمت القبائل الرؤوس لتأتي بها إلى ابن زياد

وروي : أن رؤوس أصحاب الحسين علیه السلام كانت ثمانية وسبعين بين رأساً،فاقتسمتها القبائل، لتتقرّب بذلك إلى عبيد الله بن زياد وإلى يزيد بن معاوية :

فجاءت كندة بثلاثة عشر رأساً، وصاحبهم قيس بن الأشعث .

وجاءت هوازن باثني عشر رأساً، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن.

وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً .

وجاء بنو أسد بستة عشر رأساً .

وجاءت مذحج بسبعة رؤوس .

وجاء سائر الناس بثلاثة عشر رأساً.

دفن قوم من بني اسد الأجسام

قال الراوي : ولما انفصل ابن سعد (2)عن كربلاء،خرج قوم من بني أسد ، فصلوا على تلك الجثث الطواهر المرمّلة بالدماء ، ودفنوها على ما هي الآن عليه .

وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهنّ .

قال الراوي: فأشرفت امرأة من الكوفيات ، فقالت : من أى الأسارى أنتن ؟ فقلن : نحن أسارى آل محمد صلی الله علیه و آله وسلم .

فنزلت من سطحها ، فجمعت ملاء (3)وأزراً ومقانع ، فأعطتهنّ، فتغطينّ .

ص: 190


1- جاء في ع بعد هذا : وقال آخر : أترجو أمة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
2- ب : عمر بن سعد
3- ر : ملاحف خ ل .

قال الراوي (1): وكان مع النساء علي بن الحسين علیه السلام، قد نهكته العلة ، والحسن بن الحسن المثنى (2)، وكان قد واسى عمّه وإمامه (3)في الصبر على الرماح (4)، وإنما ارتتْ وقد أثخن بالجراح .(5)

كان مع الاسرى الامام السجاد والحسن المثنى وزيد وعمرو

وكان معهم أيضاً زيد (6)وعمر و (7)ولدا الحسن السبط علیه السلام .

ص: 191


1- الراوي ، من .ع .
2- الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يعرف بالمثنى ، وابنه الحسن يعرف بالمثلث ، كان جليلاً فاضلاً ورعاً، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين في وقته ، تزوج من ابنة عمه فاطمة بنت الحسين ، حضر مع عمه الحسين يوم عمه الحسين يوم الطف، وحارب وجرح وشافاه الله ، أمه خولة بنت منظور الفرازي . توفي نحو سنة 90 ه بالمدينة، ولم يدع الإمامة لا ادعاها له مدع بخلاف ابنه الحسن المثلث تسمية من قتل مع الحسين : 157 . تهذيب ابن عساكر 162/4 ، الأعلام 187/2 ، معجم رجال الحديث 301/4 .
3- وإمامه ، لم يرد في ر .
4- ع في الصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح.
5- جاء بعد هذا في ع: وروى مصنّف كتاب المصابيح : أنّ الحسن بن الحسن المثنى قتل بين يدي عمه الحسين في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً وأصابه ثمانية عشر جراحة، فوقع ، فأخذه خاله أسماء بن خارجة ، فحمله إلى الكوفة وداواه حتى برء، وحمله إلى المدينة .
6- زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشمي ، من أصحاب السجاد جليل القدر . كريم الطبع ، طريف النفس . كثير البر ، كان يلي صدقات رسول الله ، وذكر بعض المؤرّخين أنه تخلف عن عمه الحسين فلم يخرج معه إلى العراق ، مات سنة 120 ه-. لم يدع الإمامة ولا أدعاها له مدّع من الشيعة ولا غيرهم. معجم رجال الحديث 339/7. وبالنقل عن : رجال الشيخ ، والإرشاد للمفيد، والعمدة للسيد مهنا، والبحار 329/46 .
7- ذكره في مختصر تاريخ دمشق 198/19 باسم : عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، خرج مع عمه الحسين بن علي إلى العراق ، وكان فيمن قدم به دمشق مع علي بن الحسين ، ولد محمداً وانقرض ولده، وكان رجلاً ناسكاً من أهل الصلاح والدين.

بكاء أهل الكوفة لما شاهدوا أهل البيت في الأسر

فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون.

فقال على بن الحسين علیهما السلام: «أنتوحون وتبكون من أجلنا ؟ !! فمن الذى قتلنا ؟ ! !»

خطبة زينب عند دخولها الكوفة

قال بشير بن خزيم الأسدي (1)ونظرتُ إلى زينب ابنت علي علیه السلام يومئذ ، فلم أر خفرة قط أنطق منها ، كأنها (2)تفرغ من لسان أمير المؤمنين علیه السلام، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا (3)، فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثمّ قالت :

الحمد لله، والصلاة على جدّي (4)محمد وآله الطيبين الأخيار .

أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر، أتبكون ؟ ! فلا رقأت (5)الدمعة ، ولا هدأت الرنّة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم .

ألا وهل فيكم إلا الصلف والنطف (6)، والصدر والشنف ، وملق الإماء ، وغمز الأعداء ؟ ! أو كمرعى على دمنة ، أو كفضة على ملحودة، ألا ساء ما

قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون .

ص: 192


1- ر : شبير بن خزيم الأسدي . في مستدركات علم الرجال 372 : بشير بن جزيم الأسدي . لم يذكروه، وهو راوي خطبة مولاتنا زينب بالكوفة .
2- ر: كأنما .
3- ر : اسكنوا .
4- ب . ع : أبي .
5- ر : فلا .رقت.
6- ر : والظّلف .

أتبكون وتنتحبون ؟! إي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها(1)، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة ، وسيّد (2)شاب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفرغ نازلتكم ، ومنار (3)حجتكم ، ومدرة سنتكم .

ألا ساء ما تزرون ، وبُعداً لكم وسُحقاً ، فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضُربت عليكم الذلّة والمسكنة .

ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون (4)أي كبد لرسول الله فريتم ؟! وأيّ كريمة له أبرزتم ؟! وأي دم له سفكتم ؟! وأي حرمة له انتهكتم ؟ ! لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقهاء (5).

وفي بعضها : خرقاء شوهاء ، كطلاع الأرض وملاء السماء.

أفعجبتم أن مطرت (6)السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفّنكم المهل ، فانه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار، وإنّ ربّكم لبالمرصاد.

قال الراوي (7): فوالله لقد رأيتُ الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم .

ص: 193


1- ب : وسنآنها .
2- ب : خاتم الأنبياء وسيد .
3- ر : ومعاذ .
4- ر : ويلكم أتدرون يا أهل الكوفة .
5- ر : عنقاء سواء فقهاء ناداء .
6- ب : قطرت .
7- الراوي ، من ع.

ورأيتُ شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم وأمّى كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير ،نسل ، لا يخزى ولا يبزى .

خطبة فاطمة الصغرى

وروى زيد بن موسى (1)قال : حدثني أبي، عن جدّي علیهما السلام قال : خطبت لا فاطمة الصغرى علیها السلام بعد أن وردت من كربلاء ، فقالت :

الحمد الله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأُؤمن به

وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمد صلی الله علیه و آله وسلم عبده ورسوله ، وأن ذرّيّته (2)ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات (3).

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود الوصية علي بن أبي طالب علیه السلام، المسلوب حقه ، المقتول بغير ذنب كما قتل ولده بالأمس - في بيت من بيوت الله ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضياً في حياته ولا عند مماته ، حتّى

قبضته إليك (4)محمود النقيبة ، طيّب العريكة ، معروف المناقب ، مشهور (5)

ص: 194


1- زيد بن موسیٰ بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين العلوي الطالبي ، ثائر ، خرج في العراق مع أبي السرايا ، تو فى نحو سنة 250ه . الأعلام 61/3 ، الكامل في التاريخ 104/6 ، مقاتل الطالبيين : 534 ، جمهرة الأنساب : 55 .
2- ب : ولده . ع : أولاده .
3- ر : من غير دخل ولا تراث . ع : بغير ذحل ولا تراب . والحل : الحقد والعداوة ، يقال : طلب بذحله :أي: بثاره والموتور : الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، تقول منه : وتره يتره وتراً وتيرة . الصحاح 1701/4، 483/2 .
4- ر : قبضه الله إليه .
5- ر: مشهود.

المذاهب ، لم تأخذه اللهم فيك لومة (1)لائم ولا عذل عاذل ، هديته يارب للإسلام (30) صغيراً ، وحمدتَ مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك ، زاهداً في الدنيا، غير حريص عليها ، راغبا في الآخرة مجاهداً لك فى سبيلك ، رضيته فاخترته وهديته (2)إلى صراطٍ مستقيم .

أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر (3)والخيلاء، فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل (4)بلاء نا حسناً، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على أهل الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته وفضّلنا بنبيه محمد صلی الله علیه و آله وسلم على كثير ممن خلق تفضيلاً بيّناً.

فكذّبتمونا ، وكفّر تمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً ، كأننا أولاد ترك أو كابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ، لحقد متقدّم ، قرّت لذلك (5)عيونكم ، وفرحت قلوبكم ، افتراء على الله ومكراً مكرتم (6)، والله خير الماكرين.

فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فانّ ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة (7)في كتاب من

ص: 195


1- ر : لم تأخذه في الله لومة .
2- ر : رضيته فهديته .
3- ر: يا أهل الغدر
4- ر: فوجد .
5- ب : بذلك .
6- ر : مكرتموه .
7- ر : والرزء العظيم.

قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم ، والله لا يحبّ كلّ مختال فخور .

تباً لكم (1)فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حلّ بكم، وتواترت من السماء نقمات، فيسحتكم بعذاب (2)ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلّدون في

العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين.

ويلكم ، أتدرون أية يد طاعنتنا منكم ؟! وأية نفس نزعت (3)إلى قتالنا ؟ ! أم بأية رجلٍ مشيتم إلينا تبغون محاربتنا ؟ !

قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، وختم على أسماعكم وأبصاركم (4)، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون .

فتباً لكم يا أهل الكوفة ، أى ترات (5)لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قبلكم وذحول (6)له ، لديكم بما عندتم (7)بأخيه علي بن أبي طالب علیه السلام جدّي وبنيه وعترة النبي الأخيار (8)صلوات الله وسلامه عليهم ، وافتخر بذلك مفتخركم فقال :

نحن قتلنا علياً وبني علي (9)***بسيوفٍ هنديةٍ ورماح

ص: 196


1- أمثالكم ، بدلاً من تباً لكم في ر
2- ب : فيسحتكم بما كسبتم
3- ر : ترغب .
4- ب . ع : سمعكم وبصركم .
5- ر : تراث.
6- ر.ع ودخول ، والمثبت من ب.
7- ر: غدرتم
8- ب : وعترة النبي الطاهرين الأخيار . ع: وعترته الطيبين الأخيار .
9- ر : وعليّاً وولده قد قتلنا.

وسبينا نساءهم (1)سبي تُركٍ***ونطحناهم فأيّ نطاح

بفيك أيها القائل الكثكث والأثلب (2)، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فاكظم واقع كما أقعى أبوك ، فإنّما لكلّ

امرء ما اكتسب وما قدّمت يداه .

أحسدتمونا (3)- ويلاً لكم - على ما فضلنا الله (4).

شعر:

فما ذنبنا إن جاش دهراً بحورنا***وبحرك ساج لا يواري الدعامصا (5)

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، ومَن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور .

قال : وارتفعت الأصوات بالبكاء ، وقالوا : حَسْبُكِ يابنةَ الطيّبين، فقد أحرقت قلوبنا وأنضحت نحورنا (6)وأضرمت أجوافنا ، فسكتت .

ص: 197


1- ر : نساءه .
2- الكثكث : فتاة الحجارة والتراب . وكذا الأثلب يأتي بهذا المعنى. الصحاح / 290 كثث ، و 94 ثلب . و في نسخة ب ولك الأثلب .
3- ب : حسدتمونا
4- ب : الله عليكم ، ولفظ : شعر ، لم يرد في ب .
5- ر : وبحرك ناج ما يواري .. وذكر الجوهري الشطهر الأول :هكذا فما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمكم . وقال : الدعموص : دويبة تغوص في الماء. الصحاح 1040/3 دعمص.
6- ر : وأنضجت نحورنا . وفي الصحاح 412/1: نضح الشجر : إذا تفطر ليخرج ورقه . وفي ب : وانضجت نحورنا واضرمت أجوافنا ، فسكتت عليها وعلى أبيها وجدتها السلام

خطبة أم كلثوم

قال : وخطبت أم كلثوم ابنت علي علیهما السلام في ذلك اليوم من وراء كلتها ، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت :

يا أهل الكوفة ، سوءاً (1)لكم ، مالكم خذلة (2)حسيناً وقتلتموه وانتهيتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه ؟ ! فتباً لكم وسحقاً.

ويلكم ، أتدرون أيّ دواءٍ دهتكم ؟ وأي وزر على ظهوركم حملتم ؟ وأي دماء سفكتموها ؟ وأي كريمة اهتضمتموها (3)؟ وأي صبية سلبتموها ؟ وأي أموال نهبتموها ؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، ونُزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا إن حزب الله هم الغالبون وحزب الشيطان هم الخاسرون .

ثم قالت :

قتلتم أخي صبراً فويلٌ لأُمّكم***ستُجزَوْن ناراً حرها يتوقّدُ

سفكتم دماءً حرّم الله سفكها***وحرمها القرآن ثمّ محمدُ

ألا فابشروا بالنار إنكم غداً***لفي قعر نارٍ حرّها يتصعّد (4)

وإني لأبكي في حياتي على أخي***على خير من بعد النبى سيولدُ

بدمع غزيرٍ مستهلٍّ مكفكفٍ***على الخد منى دائبٌ (5)ليس يحمدُ

قال الراوي (6): فضجّ الناس بالبكاء والنحيب والنوح ، ونشر النساء

ص: 198


1- ع : سونة .
2- ر : ما خذلتم والمثبت من ع
3- ع : أصبتموها .
4- ع: لفي سقر حقاً يقيناً تخلدوا .
5- ع : دائماً .
6- الراوي ، من نسخة ع .

شعورهن ، وحثين (1)التراب على رؤوسهن ، وخمش وجوههن ، ولطمن خدودهنّ ، ودعون بالويل والثبور ، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم (2)، فلم يُر باكية وباك أكثر من ذلك اليوم.

خطبة الإمام زين العابدين عليه السلام

ثم، أن زين العابدين علیه السلام أوماً إلى الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام (3)قائماً ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي بما هو أهله فصلى عليه ، ثم قال:

«أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي : أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات (4)، أنا ابن من انتهك حريمه وسُلب نعيمه وانتهب ماله وسُبي عياله ، انا ابن مَن قُتل صبراً وكفى بذلك فخراً.

أيّها الناس ، ناشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه ؟ ! فتباً لما قدمتم لأنفسكم وسوء (5)لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذ يقول لكم : قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من امتي ؟!».

قال الراوي (6): فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية ، ويقول بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون .

فقال : «رحم الله امرءاً قبل نصيحتي وحفظ وصيّتي في الله وفي رسوله وأهل

ص: 199


1- ع : ووضعن.
2- ونتفوا الحاهم، لم يرد في ر ، وأثبتناه من ع.
3- ر : فقال .
4- ر : من غير دخل ولا تراث.
5- ع : وسوءة .
6- الراوي . من ع.

بيته ، فان لنا في رسول الله أسوة حسنة».

فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك ، فأمرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنّا حرب

الحربك وسلم لسلمك ، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا .

جلس ابن زياد في القصر وأذن للناس إذناً عاماً

فقال علیه السلام : «هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل ؟ إكلاً ورب الراقصات ، فان الجرح لما يندمل ، قتل أبي صلوات الله عليه بالأمس وأهل بيته معه ، ولم يُنسني ثكل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و شكل أبي وبني أبي ، ووجده بين لهواتي (1)، و مرارته بين حناجري وحلق ، وغصصه تجري في فراش صدري.

ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا».

ثمّ قال :

«لا غرو إن قتل الحسين وشيخه***قد كان خيراً من حسين وأكرما (2)

فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالّذي***أصاب حسيناً كان ذلك أعظما

قتيلٌ بشط النهر روحي فداؤه***جزاء الذي أرداه نار جهنا»

ثم قال علیه السلام : «رضينا منكم رأساً برأس، فلا يوم لنا ولا علينا».

قال الراوي (3): ثمّ أنّ ابن زياد جلس في القصر ، وأذن إذناً عامّاً ، وجيء و برأس الحسين علیه الیلام فوضع بين يديه، وأدخل نساء الحسين وصبيانه إليه .

ص: 200


1- في متن ر: لهاتي، وفي حاشيتها : لهواتي خ .
2- كذا في ب . ع . وفي ر : فلا غرو من قتل الحسين فشيخه***أبوه علي كان خيراً وأكرما
3- الراوي ، من ع .

محاورة زينب مع ابن زياد واحتجاجها عليه

فجلست زینب ابنت على متنكرة ، فسأل عنها ، فقيل : هذه زينب ابنت على . فأقبل عليها وقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أُحدوثتكم !!!

فقالت : إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا .

فقال ابن زیاد كيف رأيت صُنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟

فقالت : ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتُخاصم ، فانظر لمن الفلج

يومئذ ، هبلتك (1)أمّك يابن مرجانة .

قال الراوي (2): فغضب وكأنه (3)همّ بها .

فقال له عمرو بن حريث(4) : أيّها الأمير إنها إمرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .

فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك !!!

فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي، وقطعت فرعي ، واجتثئت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك (5)فقد اشتفيت .

ص: 201


1- ب : ثكلتك .
2- الراوي ، منع .
3- ر : فكأنه .
4- ر : عمر بن حريث. وهو : عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله المخزومي ، روى عن أبي بكر وابن مسعود، وروى عنه ابنه جعفر والحسن العربي والمغيرة بن سبيع وغيرهم كانت داره مأوى لأعداء أهل البيت ، ولي الكوفة لزياد بن أبيه ولابنه عبيد الله ، مات سنة 85 ه. سير اعلام النبلاء 3/ 417 - 419 ، الأعلام 5 / 76
5- ب . ع : شفاك . ر : فإن كان هذا شفاؤك فقد أشفيت

فقال ابن زياد لعنه الله : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوك شاعراً .(1)

فقالت: یابن زیاد ما للمرأة والسجاعة .(2)

محاروة الإمام السجاد مع ابن زياد و عزم ابن زياد على قتله

ثم التفت ابن زياد لعنه الله إلى على بن الحسين فقال : من هذا؟

فقيل : علي بن الحسين .

فقال : آليس قد قتل الله على بن الحسين ؟ !

فقال له علي : «قد كان لي أخ يسمّى علي بن الحسين قتله الناس».

فقال : بل الله قتله .

فقال علي علیه السلام : «الله يتوفّى الأنفس حين موتها (3)» .

فقال ابن زياد : وبك جرأة على جوابي ، إذهبوا به فاضربوا عنقه .

فسمعت به عمته زينب ، فقالت : يابن زياد، إنك لم تُبقِ منا أحداً، فان كنت عزمت على قتله فاقتلنيمعه

فقال علي لعمّته : اسكتي يا عمة حتى أُكلّمه».

ثمّ أقبل إليه فقال: «أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة».

ثمّ أمر ابن زياد بعلي بن الحسين علیه السلام وأهل بيته فحملوا إلى بيت في جنب (4)المسجد الأعظم.

فقالت زينب ابنت علي : لا يدخلن علينا عربية إلا أم ولد أو مملوكة ، فإنّهن سبين كما سبينا .

ص: 202


1- ر . ... هذه شجاعة ولعمري لقد كان أبوك شجاعاً . ع .... لقد كان أبوك شاعراً سجاعاً .
2- ر : والشجاعة .
3- الزمر 42:39
4- ب : ... وأهله فحملوا إلى دار إلى جنب .

طيف برأس الحسين في سكك الكوفة

ثمّ أمر ابن زياد برأس الحسين علیه السلام ، فطيف به في سكك الكوفة .

ويحق لى أن أتمثل هنا أبياتاً (1)البعض ذوي العقول، يرثي بها قتيلاً من آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم فقال :

رأس ابن بنت محمد ووصيّه***للناظرين على قناة يرفعُ

والمسلمون بمنظرٍ وبمسمعٍ***لا منكر منهم ولا متفجّعُ

كحلت بمنظرك العيون عمايةً***واصم رزؤك كلّ أذن تسمعُ

أيقظت أجفاناً وكنتَ لها كرى***وأنتَ عيناً لم تكن بك تهجعُ

ما روضة إلّا تمنّت أنّها***لك حفرة والخط قبرك مضجعُ(2)

قال الراوي (3): ثم أن ابن زياد لعنه الله صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذاب ابن الكذّاب ! ! ! .

اعتراض عبدالله بن عفيف الأزدي على ابن زياد لما نال من الحسين، وشهادته

فما زاد على هذا الكلام شيئاً ، حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي (4)وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والأخرى يوم صفين ، - وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلى فيه إلى الليل - فقال : يا بن مرجانة إن الكذاب ابن الكذاب أنتَ وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدو الله ، أتقتلون أولاد (5)النبيين وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المسلمين .(6)

ص: 203


1- ب : ههنا بأبيات .
2- هذا البيت في ب مقدم على البيت الذي قبله.
3- الراوي ، من ع.
4- في أنساب الأشراف صفحة 210 : عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي ، كان شيعياً ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل واليمنى يوم صفين ، وكان لا يفارق المسجد الأعظم.
5- ب . ع : أبناء .
6- ب . ع : المؤمنين .

قال الراوى (1): فغضب ابن زياد وقال : مَن هذا المتكلّم ؟

فقال : أنا المتكلّم يا عدو الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التى قد أذهب الله عنها الرجس (2)، وتزعم أنك على دين الإسلام.

وا غوثاه ، أين أولاد المهاجرين والأنصار ينتقمون (3)منك ومن طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول ربّ العالمين ؟

قال الراوي (4): فازداد غضب ابن زياد لعنه الله ، حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عليّ به ، فتبادرت الجلاوزة (5)من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه ، فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله .

فقال ابن زياد : إذهبوا إلى هذا الأعمى - أعمى الأزد ، أعمى الله قلبه كما أعمى عينه - فأتونى به .

قال : فانطلقوا إليه ، فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.

قال : وبلغ ذلك ابن زیاد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم .

قال الراوي (6): فاقتتلوا قتالاً شديداً ، حتى قتل بينهم جماعة من العرب.

ص: 204


1- الراوي، من ع.
2- ر : ... ذرية الطاهرة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. والمثبت من ب . ع.
3- ع : لينتقمون .
4- الراوي ، منع .
5- ب : فبادر إليه الجلاوزة .
6- الراوي ، من ع.

قال : ووصل أصحاب ابن زياد لعنه الله إلى دار (1)عبدالله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه .

فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر .

فقال : لا عليك ناوليني سيفي ، فناولته إياه ، فجعل يذب عن نفسه ويقول :

أنا أبن ذي الفضل عفيف الطاهر***عفيف شيخي وابن أم عامر

کم دارع من جمعكم وحاسر***وبطل جدلته مغاور (2)

قال : وجعلَتْ ابنته تقول : يا أبت ليتنى كنتُ رجلاً أخاصم بين يديك هولاء القوم الفجرة (3)، قاتلي العترة البررة.

قال : وجعل القوم يدورون عليه من كلّ جهة، وهو يذبّ عن نفسه وليس (4)يقدر عليه أحد، وكلما جاؤوه من جهةٍ قالت : يا أبتِ جاؤوك من

جهة كذا حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به .

فقالت ابنته : واذلاه يُحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به .

فجعل يدير سيفه ويقول :

أقسم لو يُفسح لي عن بصري***ضاق عليكم موردي ومصدري

قال الراوي (5): فما زالوا به حتى أخذوه، ثم حمل فأدخل على ابن زياد . فلما رآه قال : الحمد لله الذي أخزاك .

ص: 205


1- دار ، لم يرد في ر .
2- ر : جندلته مغاور . ب : جدلته مغادر.
3- ب : أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة.
4- ب . ع : فلم .
5- الراوي ، من ع.

فقال له عبدالله بن عفيف : يا عدو الله ، بماذا أخزاني الله (1)

والله لو يفسح لي عن بصري***ضاق عليكم موردي ومصدري(2)

فقال له ابن زياد ماذا تقول يا عبد الله فى أمير المؤمنين عثمان بن عفان (3)؟ فقال : يا عبد بني علاج ، يا بن مرجانة - وشتمه (4)- ما أنت وعثمان بن عفان أساء أم أحسن (5)، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل (6)والحق ، ولكن سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه .

فقال ابن زياد : والله لا سألتك عن شيء بء ، أو تذوق الموت غصّة بعد غصّة

فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين ، أما أني قد كنتُ أسأل الله ربّي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أُمّك، وسألت الله أن يجعل ذلك على يَدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرّفني الإجابة بمنّه (7)في قديم دعائي.

ص: 206


1- جاء بعد هذا في نسخة ركلمة : شعر .
2- ب . ع: والله لو فرج لي عن بصري***ضاق عليك موردي ومصدري
3- ب . ع : فقال ابن زیاد یا عدو الله ما تقول في عثمان بن عفان . وعثمان هو : ابن عفان بن أبي العاص بن أمية ، أسلم بعد البعثة ، صارت إليه الخلافة بعد موت عمر سنة 23 ه، نقم عليه الناس اختصاصه أقاربه من بني أمية بالولايات والأعمال وتقسيم الأموال الكثيرة بينهم ، فحصروه في داره وقتلوه سنة 35 ه. ابن الأثير حوادث سنة 35 ، شرح نهج البلاغة 61/2 ، البدء والتاريخ 79/5، الأعلام 4 / 210 .
4- لفظة : وشتمه ، لم ترد في ر .
5- ب : ما أنت وعثمان إن أساء أم أحسن .
6- ر : والله علي ولي خلقه يقضي بينهم بالعدل.
7- ب . ع : منه .

فقال ابن زیاد : اضربوا عنقه، فضُربت عنقه وصلب في السبخة (1).

قال الراوي (2): وكتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين وخبر أهل بيته ، وكتب أيضاً إلى عمرو بن سعيد بن العاص (3)أمير المدينة بمثل ذلك .

زينب بنت عقيل تندب الحسين

فأما عمرو، فحين وصله الخبر صعد المنبر وخطب الناس وأعلمهم ذلك ، فعظمت واعية بني هاشم، وأقاموا سنن المصائب والمآتم ، وكانت زينب بنت عقيل بن أبي طالب (4)تندب (5)الحسين علیه السلام وتقول :

ماذا تقولون إذ قال النبي لكم***ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي***منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدمِ

ما كان هذا جزائي إذ نصحتُ لكم***أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

ص: 207


1- في معجم البلدان 30/3: السبخة بالتحريك واحدة السباخ : الأرض الملح النازة ، موضع بالبصرة ... والسبخة من قرى البحرين. أقول : لم أجد في كتب البلدان واللغة من ذكر أن السبخة موضع بالكوفة ، ولكن يوجد موضع بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة كان يعرف بين الناس بالسبخة ، وقيل : المراد بالسبخة هنا الكناسة .
2- الراوي . من ع.
3- عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي ، كان والي مكة والمدينة لمعاوية وابنه يزيد ، وقدم الشام ، فلما طلب مروان بن الحكم الخلافة عاضده عمرو ، فجعل له ولاية العهد بعد ابنه عبد الملك ، ولما ولي عبد الملك أراد خلعه من ولاية العهد، فنفر عمرو ، ولم يزل عبدالملك يتربص به حتى تمكن منه فقتله سنة 70 ه . الإصابة ترجمة رقم 6850 ، فوات الوفيات ،118/2 ، تهذيب التهذيب ،37/8 ، الأعلام 78/4 .
4- في أنساب الأشراف صفحة 221 : كانت زينب هذه عند علي بن يزيد بن ركانة من بني المطلب بن عبد مناف ، فولدت له ولداً، منهم عبدة ولدت وهب بن وهب أبا البختري القاضي .
5- ر: تندب على .

قال : فلمّا جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفاً ينادي ويقول :

أيها القاتلون ظلماً حسيناً***أبشروا بالعذاب والتنكيل

كلّ مَن في السماء يبكي عليه***من نبيٍّ وشاهد ورسول (1)

قد لُعنتم على لسان ابن داود***وموسى وصاحب الإنجيلِ

رجل ممن حمل رأس الحسين ينقل ما شاهده من نزول الأنبياء والملائكة عند رأسه

وأمّا يزيد بن معاوية ، فإنّه لما وصل إليه كتاب ابن زياد ووقف عليه ، أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين علیه السلام ورؤوس من قتل معه ، وبحمل أثقاله ونسائه وعياله .

فاستدعى ابن زیاد بمحفّر بن ثعلبة العائدي (2)، فسلّم إليه الرؤوس والأسارى والنساء، فسار بهم مُحفّر إلى الشام كما يُسار بسبايا الكفار ، يتصفّح وجوههن أهل الأقطار .

روى ابن لهيعة (3)وغيره حديثاً أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : كنتُ أطوف بالبيت ، فإذا أنا برجل يقول : اللهم اغفر لي وما أراك فاعلاً .

ص: 208


1- ع : أيّها القاتلون جهلاً حسيناً***أبشروا بالعذاب والتنكيل كلّ أهل السماء يدعو عليكم***من نبي ومالك وقبيل
2- اختلفت النسخ والمصادر في ضبط اسمه ، فالمثبت من ع. وفي ر : مجفر . وفي ب : مخفر . وهو : محفّر بن ثعلبة بن مرة بن خالد، من بني عائدة ، من خزيمة بن لؤي ، من رجال بني أمية في صدر دولتهم . نسب قريش : 441 وفيه : مخفر ، جمهرة الأنساب : 165 ، الأعلام 5 / 291 .
3- ر.ع : فروی ابن طبيعة ، والمثبت من ب وابن لطبيعة : عبد الله بن لهيعة بن فرعان الحضرمي المصري، ابو عبدالرحمن ، محدث مصر وقاضيها ، ومن الكتاب للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه . توفي بالقاهرة سنة 174ه الولاة والقضاة : 368 ، النجوم الزاهرة ،77/2 ميزان الاعتدال 2: 64 الأعلام 4: 115

فقلت له : يا عبد الله اتق الله ولا تقل مثل هذا ، فان ذنوبك لو كانت مثل قطر الأمصار وورق الأشجار فاستغفرت الله غفرها لك ، إنّه غفور رحيم .

قال : فقال لي : أدن مني حتى أخبرك بقصتي ، فأتيته ، فقال : إعلم أنّنا كنا خمسين نفراً ممن سار مع رأس الحسين إلى الشام ، فكنا إذا أمسينا وضعنا الرأس في تابوت وشربنا الخمر حول التابوت ، فشرب أصحابي ليلة حتى سكروا ، ولم أشرب معهم . فلما جنّ الليل سمعت رعداً ورأيت برقاً ، فإذا أبواب السماء قد فتحت ، ونزل آدم ونوح وابراهيم وإسحاق وإسماعيل ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين ، ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة . فدنا جبرئيل من التابوت، فأخرج الرأس وضمه إلى نفسه وقبله ، ثم كذلك فعل الأنبياء كلّهم ، وبكى النبي صلی الله علیه و آله وسلم على رأس الحسين وعزاه الأنبياء.

وقال له جبرئيل : يا محمد إن الله تعالى أمرني أن أطيعك في أمتك ، فان أمرتني زلزلتُ الأرض بهم ، وجعلت عاليها سافلها كما فعلت بقوم لوط .

فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم: لا يا جبرئيل، فإنّ لهم معي موقفاً بين يدي الله يوم القيامة .

ثمّ جاء الملائكة نحونا ليقتلونا .

فقلت: الأمان يا رسول الله

فقال : اذهب ، فلا غفر الله لك .(1)(2)

ص: 209


1- ب : فان لهم معي موقفاً بين يدي الله وقالوا : إن الله تبارك وتعالى أمرنا بقتل الخمسين ، فقال لهم النبي : شأنكم بهم، فجعلوا يضربون بالحربات ، ثم قصدني واحد منهم بحربته ليضربني ، فقلت : الأمان الأمان يا رسول الله ، فقال : اذهب لا غفر الله لك ، فلما أصبحت رأيت أصحابي كلّهم جائمين رماداً .
2- جاء بعد هذا في نسخة ع: ورأيت في تذييل محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد في ترجمة علي بن نصر الشبوكي، باسناده زيادة في هذا الحديث ما هذا لفظه : قال : لما قتل الحسين بن علي وحملوا برأسه جلسوا يشربون ويجيء بعضهم بعضاً بالرأس، فخرجت يد وكتبت بقلم الحديد على الحائط : أترجو أمة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب قال : فلما سمعوا بذلك تركوا الرأس وهزموا .

مسير السبايا إلى دمشق

قال الراوي (1)وسار القوم برأس الحسين علیه السلام ونسائه والأسرى (2)من رجاله ، فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من الشمر - وكان من جملتهم(3) - فقالت : لي إليك حاجة .

فقال : وما حاجتك ؟

قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها ، فقد خزينا من كثرة النظر (4)إلينا ونحن في هذه الحال.

فأمر في جواب سؤالها : أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل - بغياً منه وكفراً - وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة ، حتى أتى بهم إلى باب دمشق، فوقفوا على درج (5)باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.

وروي (6)أن بعض التابعين لما شاهد رأس الحسين علیه السلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك ، فقال :

ص: 210


1- الراوي ، من ع.
2- ر : والأسارى. والمثبت من ب.ع.
3- ر : وكانت في جملتهم، والمثبت من ب.ع.
4- ر : الناظر .
5- درج ، لم يرد في ر .
6- ب . ع : فروي .

ألا ترون ما نزل بنا ، ثمّ أنشأ يقول :

جاؤا برأسك يابن بنت محمد***متزملاً بدمائه تزميلا (1)

وكانمّا بك يابن بنت محمد***قتلوا جهاراً عامدين رسولا

قتلوك عطشاناً ولما يرقبوا***في قتلك التنزيل والتأويلا

ويكبّرون بأن قتلت وإنما***قتلوا بك التكبير والتهليلا (2)

محاججة الإمام السجاد مع رجل أظهر الفرح بقتل الحسين

قال الراوي (3): جاء شيخ، فدنا من نساء الحسين علیه السلام وعياله - وهم في ذلك الموضع - وقال (4): الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم !!!

فقال له علي بن الحسين علیهما السلام: «يا شيخ ، هل قرأت القرآن ؟» .

قال : نعم .

قال : «فهل عرفت هذه الآية : «قُلْ لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي» (5)؟

قال الشيخ : قد قرأت ذلك .

فقال له على علیه السلام : «نحن (6)القربى یا شیخ ، فهل قرأت في بني إسرائيل :

ص: 211


1- ع : مترملاً بدمائه ترميلا
2- ب : جاؤا برأسك يابن بنت محمد***قتلوا جهاراً عامدين رسولا قتلوك عطشاناً ولما يرقبوا***في قتلك التأويل والتنزيلا ويكبرون بان قتلت وإنما***قتلوا بك التكبير والتهليلا
3- الراوي ، من ع.
4- ب : وعياله أُقيموا على درج باب المسجد ، فقال ...
5- الشورى 23/42
6- ب . ع : فنحن .

«وآت ذا القربى حقّه» ؟»(1) .

فقال الشيخ : قد قرأت ذلك .

فقال : «فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية : «واعلموا أنما غنمتم من شيء فان الله خمسه وللرسول ولذي القربى» ؟»(2).

قال : نعم .

فقال علیه السلام : « فنحن القربى (3)يا شيخ ، وهل (4)قرأت هذه الآية : «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» ؟»(5).

قال الشيخ : قد قرأت ذلك.

فقال علیه السلام : «نحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ» .

قال الراوي (6): بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، وقال تالله (7)إنكم هم ؟ !

فقال علي بن الحسين علیه السلام : «تالله (8)إنا لنحن هم من غير شك ، وحق جدنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إنا لنحن هم».

قال : فبكى الشيخ ورمى عمامته، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنّي

ص: 212


1- الأسراء 26/17 .
2- الأنفال 41/8
3- ر : نحن أهل القربى.
4- ر : ولكن هل . والمثبت من ب
5- الأحزاب 33/33.
6- الراوي ، من ع.
7- ب . ع : بالله .
8- ر : وبالله .

أبرء إليك من عدوّ آل محمد صلی الله علیه و آله وسلم من الجن والإنس.

ثم قال : هل لي من توبة ؟

فقال له : «نعم، إن تبتَ تاب الله عليك وأنت معنا» .

فقال : أنا تائب

فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل.

دخول الاسارى على يزيد وهم مقرنون في الحبال

قال الراوي (1): ثم أدخل ثقل الحسين علیه السلام ونساؤه ومَن تخلف من أهله على يزيد، وهم مقرنون (2)في الحبال .

فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال له علي بن الحسين علیه السلام: «أنشدك الله يا يزيد، ما ظنك برسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لو رآنا على هذه الصفة (3)» ، فأمر يزيد بالحبال فقطعت .

ثمّ وضع رأس الحسين علیه السلام بين يديه ، وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه ، فرآه علي بن الحسين علیه السلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً.

ما قالته زينب عند مشاهدتها لرأس الحسين

وأما زينب ، فإنّها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسيناه یا حبیب رسول الله ، یا بن مكة ومنى يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، يابن بنت المصطفى .

قال الراوي (4): فأبكت والله كلّ : فأبكت والله كلّ من كان حاضراً في المجلس، ويزيد ساكت .

امراة من بني هاشم تندب الحسين في دار يزيد

تم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين علیه السلام وتنادي :

ص: 213


1- قال الراوي ، لم يرد في ر .
2- ر : مقرنين ، بدلاً من وهم مقرنون .
3- ب : الحالة.
4- الراوي ، من ع .

یا حسیناه ، یا حبیباه ، يا سيّداه ، يا سيد أهل بيتاه ، یا بن محمداه ، یا ربیع الأرامل واليتامى، يا قتيل أولاد الأدعياء .

قال الراوي (1): فأبكت كل من سمعها .

اعتراض ابو برزة الأسلمى على يزيد لما رآه ينكث ثنايا الحسين بقضيب

قال : ثم دعا يزيد بقضيب خيزران، فجعل ينكث به ثنايا الحسين علیه السلام.

فأقبل عليه أبو برزة الأسلمى (2)وقال : ويحك يا يزيد، أتنكت بقضيبك ثغر الحسين علیه السلام ابن فاطمة ؟ ! أشهد لقد رأيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة، قتل الله قاتليكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً.

قال الراوي (3): فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فأخرج سحباً .

يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري

قال : وجعل يزيد لعنه الله يتمثل بأبيات ابن الزبعري (4)ويقول :

ليت أشياخي ببدر شهدوا***جزع (5)الخزرج من وقع الأسل

فأهلّوا (6)واستهلّوا فرحاً***ثمّ قالوا: يا يزيد لا تُشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم***وعدلناه ببدر بدر فاعتدل

ص: 214


1- الراوي ، من ع.
2- فضلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي، غلبت عليه كنيته ، اختلف في اسمه ، صحابي . من سكان المدينة ثم البصرة، شهد مع علي النهروان ، مات بخراسان سنة 65ه. تهذيب التهذيب : 446/10. الإصابة ترجمة رقم 8718، الأعلام 33/8 .
3- الراوي ، منع .
4- عبدالله بن الزبعري بن قيس السهمي القرشي . أبو سعد ، شاعر قريش في الجاهلية ، كان شديداً على المسلمين ، إلى أن فتحت مكة فهرب إلى نجران، مات سنة 15ه. الأعلام 87/4 ، وراجع من ذكره من مصادر ترجمته .
5- ر : وقعة . والمثبت من ع.
6- ع : لأهلوا .

لعبت هاشم بالملك فلا***خبرّ جاء ولا وحيٌ نزل

لست من خندف إن لم أنتقم***من بني أحمد ما كان فعل (1)

خطبة زينب أمام يزيد تذكر فيها كفره وفضائحه

قال الراوي (2): فقامت زينب ابنت علي علیهما السلام وقالت (3):

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمّد (4)وآله أجمعين ، صدق كذلك يقول : «ثم كان عاقبة الذين أساؤا السؤى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها

يستهزؤون» (5)، أظننت يا يزيد - حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تُساق الإماء (6)- أن بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة !! وأنّ ذلك لعظيم خطرك عنده !! فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك (7)، جذلاً (8)مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فهلاً مهلاً ، أنسيت قول الله عزّ وجلّ : «ولا يحسبن الذين كفروا أنما نغلي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين». (9)

أمِنَ العدل يابن الطلقاء تخديرك إماءك ونساءك وسوقك (10)بنات رسول

ص: 215


1- البيتين الأخيرين لم يردا في ر ، ووردا في ع.
2- الراوي . من ع.
3- ب . ع : بنت علي بن أبي طالب عليه السلام . فقالت .
4- ب . ع: رسوله .
5- الروم 10/30 .
6- ب : الأسارى . ع : الأسراء والمثبت من ر.
7- ر : ونظرت إلى فيه عطفك .
8- ب . ع: جذلان .
9- آل عمران 178/3
10- ب . ع : تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك .

الله سبايا ؟ ! ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلدٍ ، ويستشر فهن (1)أهل المنازل والمناهل (2)، ويتصفّح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهنّ حمىّ.

وكيف ترتجى مراقبة من (3)لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟ !

وكيف يستظلّ فى ظلنا (4)أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ؟ !

ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم :

فأهلّوا (5)واستهلّوا فرحاً***ثم قالوا: يا يزيد لا تشل

منتحياً (6)على ثنايا ابي عبد الله علیه السلام سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك .

وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة، واستأصلت الشافة، بإراقتك دماء ذرية محمد صلی الله علیه و آله وسلم ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ؟ ! وتهتف بأشياخك ، زعمت أنك تناديهم !

فلتردن وشيكاً موردهم، ولتو دن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلتَ ما قلتَ

ص: 216


1- ر : ويتشرفهن .
2- ب. ر: المناهل والمناقل .
3- ر : وكيف ترجو مراقبه ابن مَن .
4- ب : وكيف يستبطأ في بغضنا . ع: وكيف ويستبطأ في بغضاء .
5- ب : وأهلوا . ع لأهلوا .
6- ر : متخنيا .

وفعلتَ ما فعلتَ .

اللهم خذ بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن (1)سفك دماءنا وقتل حماتنا .

فوالله ما فريتَ إلا جلدك ، ولا حززت (2)إلا لحمك ، ولتردن على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بما تحمّلت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، وحيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعتهم ويأخذ بحقهم «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» .

وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلی الله علیه و آله وسلم خصياً، ويجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين، بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً وأضعف جنداً.

ولئن جرت على الدواهي مخاطبتك، أنّي لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى، والصدور حرّى .

ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنضح(3) من دمائنا ، والأفواه تتحلّب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تتناهبها (4)العواسل وتعفوها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما ربك بظلام للعبيد ، فإلى الله المشتكى ، وعليه المعوّل .

ص: 217


1- ر : واحلل غضبنا على مَن .
2- ب : ولا جززت.
3- ب . ع : تنطف .
4- ب . ع : تنتابها .

فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب (1)جهدك ، فوالله لا تمحون ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها .

وهل رأيك إلّا ،فندا، وأيامك إلّا عددا، وجمعك إلا بددا ، يوم ينادي المناد : ألا لعنة الله على الظالمين.

فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة . ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ،

إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

تفصيل ما حدث عندما قال رجل ليزيد : هب لي هذه الجارية ، ويعني فاطمة

فقال يزيد لعنه الله :

يا صيحةً تحمد من صوائح***ما أهون الموت على النوائح

قال الراوي : ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم.

فقالوا : لا تتخذ من كلب سوء جرواً.

فقال له النعمان بن بشير : أنظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم .

ونظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة ابنت الحسين علیه السلام، فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية.

فقالت فاطمة لعمّتها : يا عمتاه أيتمت وأستخدم ؟ (2)

فقالت زينب : لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق .

فقال الشامي : من هذه الجارية ؟

فقال له يزيد لعنه الله : هذه فاطمة ابنت الحسين ، وتلك عمّتها زينب ابنت عليّ .

فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب !!

ص: 218


1- ر : واجهد .
2- ر: واستخدمت . والمثبت من ع.

قال : نعم .

فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيّك وتسبي ذرّيته ، والله ما توهمت إلا أنهم سي الروم .(1)

فقال يزيد : والله لألحقنّك بهم ، ثم أمر به فضربت عنقه .

دعى يزيد بالخطاب ليخطب وأمره بذم الحسين واعتراض الإمام السجاد عليه السلام

قال الراوي (2): ودعا يزيد لعنه الله بالخاطب ، وأمره أن يصعد المنبر فيذمّ الحسين وأباه صلوات الله عليهما ، فصعد، وبالغ في ذمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين الشهيد ، والمدح لمعاوية ويزيد .

فصاح به علی بن الحسين علیه السلام : «ويلك أيها المخاطب، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط ،الخالق ، فتبوأ مقعدك من النار».

ولقد أحسن ابن سنان الخفاجي (3)في وصف أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وأولاده، حيث يقول :

أعلى المنابر تعلنون بسبّه***وبسيفه نُصبت لكم أعوادها

قال الراوي (4): ووعد يزيد لعنه الله على بن الحسين علیه السلام في ذلك اليوم أنه يقضي له ثلاث حاجات.

ثم أمر بهم إلى منزل لا يكنهم من حرّ ولا برد فأقاموا فيه حتى تقشّرت وجوههم، وكانوا مدة مقامهم في البلد المشار اليه ينوحون على الحسين علیه السلام.

ص: 219


1- ر : سبي ترك الروم .
2- الراوي ، من ع.
3- عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان . أبو محمد الخفاجي الحلبي ، شاعر ، أخذ الأدب عن أبي العلاء وغيره مات بالسم سنة 466 ه-. الأعلام 4 / 122 ، وذكر من مصادر ترجمته قوات الوفيات 233/1 . النجوم الزاهرة 97/0 .
4- الراوي . من ع.

ما رأته سكينة في المنام

قالت سكينة : فلما كان في اليوم الرابع من مقامنا رأيتُ في المنام ، وذكرت مناماً طويلاً تقول في آخره: ورأيت امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة على رأسها ، فسألتُ عنها ، فقيل لي : فاطمة ابنت محمد أمّ أبيك .

فقلت : والله لأنطلقن إليها ولأخبرتها ما صنع بنا ، فسعيتُ مبادرةً نحوها ، حتى لحقت بها ووقفتُ بين يديها أبكى وأقول :

يا أمّتاه جحدوا والله حقنا يا أمتاه بدّدوا والله شملنا، يا أمتاه استباحوا والله حريمنا ، يا أمتاه قتلوا والله الحسين أبانا .

فقالت لي : كفّي صوتك يا سكينة ، فقد قطعت نياط قلبي ، وأقرحتِ كبدي ، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتى ألقى الله به .

وروى ابن لهيعة ، عن أبي الأسود محمد بن عبدالرحمن (1)قال : لقيني رأس الجالوت (2)فقال : والله ، إن بيني وبين داود علیه السلام السبعين (3)أباً ، وإن اليهود تلقاني فتعظَّمني ، وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ولده .(4)

تعجب رأس الجالوت من قتل المسلمين ابن بنت نبيهم

وروي عن زين العابدين علیه السلام أنه قال : «لمّا أتوا برأس الحسين علیه السلام إلى يزيد لعنه الله ، كان يتخذ مجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين علیه السلام ويضعه بين يديه

ص: 220


1- أبو الأسود محمد بن عبدالرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل القرشي الأسدي ، نزل مصر وحدّث بها كتاب المغازي لعروة بن الزبير ، روى عن علي بن الحسين والنعمان بن أبي عياش وطائفة ، وروى عنه حيوة بن شريح ومالك بن أنس وآخرون ، مات سنة بضع وثلاثين ومائة . سير أعلام النبلاء 6 / 150 ترجمة رقم 62 .
2- لم يذكروه .
3- ب . ع : السبعين.
4- ب : وأنتم ليس بينكم وبين ابن نبيكم إلا أب واحد قتلتموه . ع : وأنتم ليس بين ابن نبيكم وبينه إلا أب واحد قتلتم ولده .

ويشرب عليه .

ما قاله ملك الروم ليزيد عند مشاهدته رأس الحسين

فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائهم ، فقال : يا ملك العرب ، هذا رأس من ؟

فقال له يزيد مالك ولهذا الرأس ؟

فقال : إنّي إذا رجعتُ إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه ، حتى يشاركك في الفرح والسرور .

فقال له يزيد لعنه الله : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب.

فقال الرومي : ومَن أمّه ؟

فقال : فاطمة ابنت رسول الله .

فقال النصراني : أفٍّ لك ولدينك، لي دين أحسن من دينك، إنّ أبي من حوافد داود علیه السلام ، وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يعظمونني ويأخذون من تراب أقدامى تبركاً بي بأنّي من حوافد داود علیه السلام ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم ، وليس بينه وبين نبيكم إلا أم واحدة ، فأيّ دين دينكم ؟!!

ثم قال ليزيد : هل سمعت حديث كنيسة الحافر ؟

فقال له : قل حتّى أسمع .

فقال : إنّ بين عمان (1)والصين (2)بحر مسيره ستة أشهر (3)، ليس فيها

ص: 221


1- بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون ، اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند ... وأكثر أهلها خوارج أباضية ... وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم. وعمّان : بالفتح ثم التشديد : بلد في طرف الشام، وكانت قصبة أرض البلقاء .... معجم البلدان 150/4 - 151.
2- الصين بالكسر وآخره نون بلاد في بحر المشرق، ما يله إلى الجنوب، وشماليها الترك. معجم البلدان 444/3 .
3- ب . ع : مسيرة سنة .

عمران إلّا بلدة واحدة في وسط الماء ، طولها ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً ، ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها ، ومنها يحمل الكافور والياقوت ، أشجارهم العود والعنبر ، وهي في أيدي النصارى ، لا ملك لأحدٍ من الملوك فيها سواهم وفى تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة تسمّى كنيسة الحافر ، في محرابها حقة ذهب معلّقة ، فيها حافر يقولون : إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى(1) وقد زينوا حول الحقة بالذهب والديباج ، يقصدها في كل عام عالم من النصارى ، ويطوفون حولها ويقبلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى عندها (2)، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون أنه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم ، وأنتم تقتلون ابن ابنت ،نبيكم ، فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم .

فقال يزيد : اقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده.

فلمّا أحس النصراني بذلك ، قال له : أتريد أن تقتلنى ؟

قال : نعم .

قال : إعلم أني رأيتُ البارحة نبيكم في المنام يقول : يا نصراني أنت من أهل الجنة ، فتعجبت من كلامه ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

ثمّ و تب إلى رأس الحسين علیه السلام ، وضمه إلى صدره وجعل يقبله ويبكى حتى قتل».

المنهال بن عمر و مع الإمام السجاد

قال : وخرج زين العابدين يوماً يمشي في أسواق دمشق ، فاستقبله المنهال بن عمرو (3)، فقال : كيف أمسيتَ يابن رسول الله ؟

ص: 222


1- ر : نبيهم عيسى .
2- عندها ، من ع.
3- في ر : المنهال بن عمر وهو : المنهال بن عمر و الأسدي، عده الشيخ بهذا العنوان تارة في أصحاب الحسين وأخرى في أصحاب علي بن الحسين ، وعده بزيادة كلمة مولاهم في أصحاب الباقر ، وعده في أصحاب الصادق أيضاً قائلاً: المنهال بن عمر و الأسدي مولاهم كوفي ، روى عن علي ابن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله . وعدّه البرقي في أصحاب علي ابن الحسين . روى عن الاصبغ ، وروى عنه علي بن عباس ..... معجم رجال الحديث 8/19 .

قال: «أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.

يا منهال أمسَت العرب تفتخر على العجم بأنّ محمداً عربي، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمداً منها ، وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشردون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون مما أمسينا فيه يا منهال».

والله در مهيار (1)حيث يقول :

يعظّمون له أعواد منبره***و تحت أقدامهم أولاده وضعُوا

بأيّ حكم بنوه يتبعونكم***وفخركم أنّكم صحبٌ له تبّعُ

ودعا يزيد يوماً بعلي بن الحسين علیهما السلام وعمرو بن الحسن(2) ، وكان عمرو صغيراً يقال : إن عمره إحدى عشرة سنة .

ص: 223


1- مهيار بن مرزويه ، أبو الحسن أو أبو الحسين ، الديلمي ، شاعر كبير ، في معانيه ابتكار وفي أسلوبه قوة، فارسي الأصل، من أهل بغداد، أسلم على يد الشريف الرضي، وهو شيخه وعليه تخرّج في الشعر والأدب ، توفي في بغداد سنة 428 ه. الأعلام 317/7 ، وذكر من مصادر ترجمته: تاریخ بغداد 276/13 ، المنتظم 94/8، البداية والنهاية 41/12 ، وغيرها.
2- ع : الحسين . ومرّت ترجمته في هامش رقم (11) من هذا الفصل.

فقال له : أتصارع هذا ، يعني ابنه خالداً (1)؟

فقال له عمرو : لا ، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً، ثم أقاتله .

فقال يزيد لعنه الله :

شنشنة أعرفها من أخزم***هل تلد الحيّة إلّا الحية

دعى يزيد الإمام السجاد وقال له : اذكر حاجاتك الثلاث

وقال لعلي بن الحسين علیه السلام : أذكر حاجاتك الثلاث التي وعدتك بقضائهن ؟ فقال له :

«الأولى : أن تريني وجه سيدي ومولاي الحسين فأتزود منه وأنظر إليه وأُودّعه .

والثانية : أن تردّ علينا ما أُخذ منّا .

والثالثة : إن كنتَ عزمت على قتلي أن تُوجّه مع هؤلاء النسوة من يردّهن إلى حرم جدهنّ» .

فقال : أما وجه أبيك فلن تراه أبداً ، وأما قتلك فقد عفوت عنك ، وأما النساء فلا يردهنّ إلى المدينة غيرك، وأما ما أخذ منكم فإنّي أُعوّضكم عنه أضعاف قیمته .

فقال علیه السلام : «أما مالك فلا نريده ، وهو موفّر عليك ، وإنما طلبت ما أخذ منا . لأن فيه مغزل فاطمة بنت محمد ومقنعتها وقلادتها وقميصها».

فأمر بردّ ذلك ، وزاد عليه مأتي دينار، فأخذها زين العابدين علیه السلام وفرّقها على الفقراء والمساكين

ص: 224


1- خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أبو هاشم القرشي الأموي ، روى عن أبيه وعن دحية ولم يلقه . قيل : توفى سنة 84 ه أو 85 ه ، وقيل سنة 90 ه. سير أعلام النبلاء 382/4.

خروج الاسارى من الشام

ثمّ أمر برد الأسارى وسبايا البتول (1)إلى أوطانهم بمدينة الرسول .

وأمّا رأس الحسين علیه السلام ، فروي أنّه أعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف صلوات الله عليه ، وكان عمل الطائفة على هذا المعنى المشار إليه . ورويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه تركناها لئلا نفسخ (2)ما شرطناه من اختصار الكتاب.

وصول السبايا إلى العراق وذهابهم إلى كربلاء

قال الراوي(3): ولما رجع نساء الحسين علیه السلام او عيالهم من الشام وبلغوا إلى العراق، قالوا للدليل : مرّبنا على طريق كربلاء .

فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري (4)ارحمه الله وجماعة من بنى هاشم ورجالاً من آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم قد و ردوا لزيارة قبر الحسين علیه السلام ، فوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد ، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا على ذلك أياماً.

نوح الجن على الإمام الحسين

فروي عن أبي جناب الكلبي(5)قال : حدثني الجصاصون قالوا : كنّا نخرج

ص: 225


1- ع : وسبايا الحسين
2- . ب. ع: تركنا وضعها كيلا ينفسخ
3- الراوي، من ع.
4- جابر بن عبدالله بن عمرو بن حزام الخزرجي الأنصاري السلمي ، المتوفى سنة 78 ه، صحابي ، روى عن النبي ( ص ) الكثير ، وروى عنه جماعة من الصحابة، غزا تسع عشرة غزوة ، كانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم . رجال الشيخ : 72. الأعلام 1 / 213 ، الإصابة 213/1، تهذيب الأسماء 142/1.
5- في النسخ المعتمدة : أبي حباب الكلبي ، والمثبت هو الصحيح. وهو يحيى بن أبي حيّة الكلبي الكوفي ، حدث عن أبيه والشعبي وأبي إسحاق السبيعي وغيرهم، روى عنه عبد الرحمن المحاربي وغيره الإكمال 134/2.

إلى الجبّانة (1)في الليل عند مقتل الحسين علیه السلام، فنسمع الجنّ ينوحون عليه فيقولون:

مسح الرسول جبينه***فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش***جده خير الجدود

انفصال السبايا من كربلاء طالبين المدينة

قال الراوي (2): ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة .

قال بشير بن حذام (3): فلمّا قربنا منها نزل على بن الحسين علیه السلام، فحط رحله وضرب فسطاطه وأنزل نساءه.

وقال : «يا بشر (4)رحم الله أباك لقد كان شاعراً ، فهل تقدر على شيءٍ منه ؟» .

قلت : بلى يابن رسول الله إنّي لشاعر .

بشر ينعى الحسين في المدينة

قال : «فادخل المدينة وانْعَ أبا عبد الله علیه السلام».

قال بشر : فركبتُ فرسي وركضتُ حتى دخلتُ المدينة ، فلما بلغتُ مسجد

ص: 226


1- بالكسر ثم التشديد ، وهي عدة محال بالكوفة ، منها جبانة كندة مشهورة ، وجبانة السبيع كان بها يوم للمختار ابن عبيد ، وجبانة ميمون .... و جبانة عرزم .... وجبانة سالم .... وغير هذه. وجميعها بالكوفة . معجم البلدان 2/ 99 - 100
2- الراوي . من ع.
3- في ر : بشر بن خديم ، وفي ب بشير بن حذلم ، وفي ع بشير بن جدلم. ولم أجد من ترجمه أو ضبط اسمه ، نعم ذكره بعض المتأخرين معتمداً في ترجمته على كتاب الملهوف .
4- ب : يا بشير ، وكذا فى الموارد الآتية

النبي صلی الله علیه و آله وسلم رفعت صوتى بالبكاء، وأنشأتُ أقول:

يا أهل يثرب لا مقام لكم***بها قتل الحسين فأدمعي مدرار

الجسم منه بكربلاء مضرّجٌ***والرأس منه على القناة يدارُ

قال : ثمّ قلت : هذا على بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله إليكم أعرفكم مكانه.

قال : فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلا برزن من خدورهنّ ، مكشوفة شعورهن مخمّشة وجوههن، ضاربات (1)خدودهنّ ، يدعون بالويل والثبور ، فلم أرَ باكياً ولا باكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوما أمرّ على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .

جارية تنوح على الحسين

وسمعت جارية تنوح على الحسين علیه السلام وتقول :

نعى سيّدي ناع نعاه فأوجعا***فأمرضني (2)ناع نعاه فأفجعا

أعيني جودا بالمدامع (3)واسكبا***وجودا بدمع بعد دمعكما معا

على من دهى (4)عرش الجليل فزعزعا***وأصبح أنف الدين والمجد أجدعا (5)

ص: 227


1- ر : لاطمات.
2- ب . ع : وأمرضني .
3- ب . ع : فعيني جودا بالدموع
4- ر : وهى .
5- ب . ع : فأصبح هذا المجد والدين أجدعا

على ابن نبي الله وابن وصيه***وإن كان عنا شاحط الدار أشسعا

ثم قالت : أيّها الناعي جدّدت حزننا بأبي عبد الله علیه السلام ، وخدشت منا قروحاً لما تندمل ، فمن أنت يرحمك الله ؟

قلت : أنا بشير بن حذلم (1)وجهني مولاي علي بن الحسين، وهو نازل موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسين علیه السلام ونسائه .

الناس يعزون الإمام السجاد

قال : فتركوني مكاني وبادروا ، فضربتُ فرسي حتى رجعت إليهم فوجدتُ الناس قد أخذوا الطرق والمواضع ، فنزلتُ عن فرسي وتخطيت رقاب الناس ، حتى قربتُ من باب الفسطاط، وكان علي بن الحسين داخلاً، فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه ، وخلفه خادم معه كرسي ، فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، فارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين الجواري ،والنساء ، والناس (2)من كلّ ناحية يعزّونه ، فضحت تلك البقعة ضجّة شديدة .

فأومأ بيده أن اسكتوا (3)، فسكنت فورتهم .

خطبة الإمام السجاد

فقال علیه السلام : «الحمد لله ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين بارى الخلائق أجمعين، الذي بَعُدَ فارتفع في السموات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفواجع ، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة .

ص: 228


1- ر بشر بن خديم . ع : بشير بن جدلم.
2- قوله : وحنين الجواري والنساء والناس ، لم يرد في ر .
3- ر : اسكنوا .

أيّها القوم (1)، إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الاسلام عظيمة : قتل أبو عبد الله علیه السلام و عترته ، وسبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها (2)رزيّة أيها الناس ، فأي رجالاتٍ منكم يسرون بعد قتله ؟ ! (3)أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها ؟ !

فلقد بكتِ السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسموات بأركانها ، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان في لحج (4)البحار، والملائكة المقربون وأهل السموات أجمعون.

أيّها الناس ، أي قلب لا ينصدع (5)لقتله ؟ ! أم أيّ فؤادٍ لا يحنّ إليه ؟ ! أم أتي سمع يسمع (6)هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام ولا يصم ؟!

أيّها الناس، أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك أو كابل (7)، من غير جرم اجتر مناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمةٍ في الاسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ، إن هذا إلّا اختلاق .

والله ، لو أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم تقدم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية (8)بنا لما

ص: 229


1- ب : الناس .
2- ر : ما مثلها
3- جاء في ع بعد هذه العبارة : أم أيّ فؤادٍ لا يحزن من أجله .
4- ب . ع : ولجج .
5- ر : لا يتصدّع.
6- ر : سمع
7- ر : أيّها الناس أصبحنا مشردين مذودين شاسعين على الأمصار ع : أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين وشاسعين عن الأمصار كأنا أولاد ترك وكابل.
8- كذا في ع . وفي ر : الوصاة . وفي ب : الوصاءة .

زادوا (1)على ما فعلوا بنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكفّها وأفظعها وأمرها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيها أصابنا وابلغ بنا ، إنه عزيز ذو انتقام».

اعتذار صوحان بن صعصعة

قال الراوي (2): فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان (3)- وكان زمناً - فاعتذر إليه صلوات الله عليه بما عنده من زمانة رجليه،فأجابه بقبول معذرته وحسن الظن به وشكر له وترحّم على أبيه .

ما قاله ابن طاووس في خاتمة كتابه من نوح المنازل لفقد حماتها

قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس جامع هذا الكتاب : ثم إنّه صلوات الله عليه رحل إلى المدينة بأهله وعياله ، ونظر إلى منازل قومه ورجاله ، فوجد تلك المنازل تنوح بلسان أحوالها، وتبوح بإعلان الدموع وإرسالها ، لفقد حماتها ورجالها ، وتندب عليهم ندب الثواكل ، وتسأل عنهم أهل المناهل ، وتهيج أحزانه على مصارع قتلاه ، وتنادي لأجلهم : واثكلاه، وتقول :

يا قوم أعينوني على النياحة والعويل، وساعدوني على المصاب الجليل فانّ القوم الذين أندب لفراقهم وأحن إلى كرم أخلاقهم كانوا سمار ليلي ونهاري، وأنوار ظلمي وأسحاري، وأطناب شرفي وافتخاري ، وأسباب قوتي وانتصاري، والخلف من شموسي وأقماري .

ص: 230


1- ب : ازدادوا .
2- الراوي ، من ع.
3- أما أبوه صعصعة بن صوحان ، فأكثر كتب التاريخ ذكرته وانه من أصحاب أمير المؤمنين الله ، وأما الابن صوحان ابن صعصعة ، فلم أجد من ترجمه حسب تفحصي ، وبعض من ترجمه اعتمد في ترجمته على هذا المقطع من كتاب الملهوف.

كم ليلةٍ شردوا بإكرامهم (1)وحشتي ، وشيدوا بإنعامهم حرمتي ، وأسمعوني مناجاة ،أسحارهم ، وأمتعوني بإيداع أسرارهم ؟

وكم يوم عمّروا ربعي بمحافلهم، وعطر وا طبعي بفضائلهم، وأورقوا عودي بماء عهودهم ، وأذهبوا نحوسى بناء سعودهم ؟

وكم غرسوالي من المناقب، وحرسوا محلى من النوائب ؟

وكم أصبحتُ بهم أتشرف على المنازل والقصور، وأميس في ثوب الجذل والسرور ؟

وكم أعاشوا في شعابي من أموات الدهور، وكم انتاشوا على أعتابي من رفات (2)المحذور.

فقصدني فيهم سهم الحمام ، وحسدني عليهم حكم الأيام ، فأصبحوا غرباء بين الأعداء، وغرضاً لسهام الإعتداء، وأصبحتِ المكارم تقطع بقطع أناملهم . والمناقب تشكو لفقد شمائلهم ، والمحاسن تزول بزوال أعضائهم ، والأحكام تنوح لوحشة أرجائهم.

فيالله من ورع أريق دمه في تلك الحروب ، وكمال نكس علمه بتلك الخطوب.

ولئن عُدِمْتُ مساعدة أهل المعقول ، وخذلني عند المصاب جهل العقول، فإنّ لي مسعداً من السنن الدارسة والأعلام الطامسة ، فإنها تندب كندبي وتجد مثل وجدى وكربي .

فلو سمعتم كيف ينوح عليهم لسان حال الصلوات، ويحن إليهم إنسان

ص: 231


1- ر : بإلمامهم.
2- ر : رقاب.

الخلوات ، وتشتاقهم طوية المكارم، وترتاح إليهم أندية الأكارم ، وتبكيهم محاريب المساجد، وتناديهم ميازيب الفوائد (1)، لشجاكم سماع تلك الواعية النازلة ، وعرفتم تقصيركم في هذه المصيبة الشاملة.

بل ، لو رأيتم وجدي وانكساري وخلق مجالسي وآثاري ، لرأيتم ما يوجع قلب الصبور ويهيج أحزان الصدور ، ولقد شمت بي من كان يحسدني من الديار وظفرت بي أكفّ الأخطار .

فياشوقاه إلى منزل سكنوه ، ومنهل (2)أقاموا عنده واستوطنوه ، ليتني كنتُ إنساناً أقيهم حزّ السيوف، وأدفع عنهم حرّ الحتوف ، وأحول بينهم وبين أهل الشنآن (3)، وأردّ عنهم سهام العدوان .

وهلّا إذ فاتني شرف تلك المواساة الواجبة ، كنتُ محلاً لضم جسومهم الشاحبة ، وأهلاً لحفظ شمائلهم من البلاء ، ومصوناً من روعة هذا الهجر والقلاء.

فآه ثمّ آه ، لو كنت مخطاً لتلك الأجساد ومحطاً لنفوس أولئك الأجواد ، لبذلتُ في حفظها غاية المجهود، ووفيتُ لها بقديم العهود ، وقضيتُ لها بعض الحقوق الأوائل ، ووقيتها جهدي من وقع تلك الجنادل ، وخدمتها خدمة العبد المطيع ، وبذلتُ لها جهد المستطيع ، وفرشت لتلك الخدود والأوصال فراش الإكرام والإجلال ، وكنتُ أبلغ منيتي من اعتناقها ، وأنوّر ظلمتي بإشراقها .

فياشوقاه إلى تلك الأماني ويا قلقاه لغيبة أهلي وسكاني ، فكلّ حنين يقصر عن حنيني ، وكلّ دواء غيرهم لا يشفيني، وها أنا قد لبست لفقدهم أثواب

ص: 232


1- ر : وتندبهم ميازيب الفوائد ، ع : وتناديهم مارب .
2- ر: وسهل .
3- ع: وأشفي غيظي من أهل السنان.

الأحزان، وأنستُ من بعدهم بجلباب الأشجان ، ويئست أن يلم بي التجلّد والصبر، وقلت يا سلوة الأيام موعدك الحشر.

ولقد أحسن ابن قتة (1)رحمة الله عليه ، وقد بكى على المنازل المشار إليها (2)، فقال :

مررتُ على أبيات آل محمدٍ***فلم أرها أمثالها يوم حلّتِ

فلا يُبعد الله الديارَ وأهلَها***و إن أصبحت منهم برغمي (3)تخلتِ

ألا إنّ قتلى الطف من آل هاشم***أذلّت رقاب المسلمين فذلّتِ

وكانوا غياثاً ثم أضحوا رزيّة***لقد عظمت تلك الرزايا وجلّتِ

ألم تر أنّ الشمس أضحت مريضة***لفقد حسين والبلاد اقشعرّتِ

فاسلك أيها السامع بهذا المصاب مسلك القدوة من حملة الكتاب.

بكاء الإمام السجاد على أبيه

فقد روي عن مولانا زين العابدين علیه السلام - وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه - أنّه كان كثير البكاء لتلك البلوى ، عظيم البث والشكوى. فروي عن الصادق إنه قال : «إنّ زين العابدين علیه السلام بكى على أبيه أربعين سنة ، صائماً نهاره قائماً ليله ، فإذا حضره الإفطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه ، فيقول : كل يا مولاي ، فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً، قتل ابن رسول الله عطشاناً ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه

ص: 233


1- في ر : ابن قبة ، وفي ع: ابن قتيبة، والصحيح : ابن قتة . وهو سليمان بن فتة العدوي التيمي، مولى بني تيم بن مرة، توفي بدمشق سنة 126 ه، وكان منقطعاً إلى بنى هاشم. سير أعلام النبلاء 596/4 وذكر أنّ قتة اسم أمه ، وذكره أيضاً في أدب الطف 54/1 .
2- ر : على المنزل المشار إليه
3- ع : بزعمي .

ويمتزج شرابه منها ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزّ وجلّ» .

وحدث مولى علیه السلام أنه برز إلى الصحراء يوماً ، قال : فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة، فوقفتُ وأنا أسمع شهيقه وبكاءه، وأحصيت عليه ألف مرة يقول : « لا إله إلا الله حقاً حقاً لا إله إلا الله تعبداً ورقاً لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً».

ثم رفع رأسه من سجوده ، وأن لحيته ووجهه قد غمرا من الدموع.

فقلت يا مولاي، أما آن لحزنك أن ينقضى ؟ ولبكائك أن يقل ؟

فقال لي : «ويحك ، إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم علیه السلام كان نبياً ابن نبي ابن نبي له اثنى عشر ابناً، فغيّب الله سبحانه واحداً منهم فشاب رأسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم والهم وذهب بصره من البكاء وابنه (1)حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت (2)أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ؟!».

وها أنا أتمثل وأشير إليهم صلوات الله وسلامه عليهم ، فأقول :

من مخبر الملبسينا بانتزاحهم***ثوباً من الحزن لا يبلى ويبلينا

إنّ الزمان الذي قد كان يضحكنا***بقربهم صار بالتفريق يبكينا

حالت لفقدانهم أيامنا فغدت***سوداً وكانت بهم بيضاً ليالينا

وهاهنا منتهى ما أردناه وآخر ما قصدناه ، ومن وقف على ترتيبه ورسمه مع اختصاره وصغر حجمه عرف تمييزه على أبناء جنسه وفهم فضيلته في نفسه .

والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ص: 234


1- ر : وولده .
2- ب : فقدت .

الفهارس

(1) فهرس الأعلام والكتب

(2) فهرس البلدان

(3) فهرس الأشعار

(4) فهرس الخطب

(5) فهرس المراجع بلا واسطة

(6) فهرس المراجع مع الواسطة

(7) الفهرس العام للكتاب

ص: 235

ص: 236

(1) فهرس الأعلام والكتب

ابن بابويه ( محمد بن علي ) 186

ابن الزبعري ( عبدالله ) 214

ابن رباح 183

ابن سعد ( محمد بن سعد ) 179

ابن سنان الخفاجي ( عبدالله بن محمد ) 219

ابن فضيل الأزدي 168

ابن قتة ( سليمان بن قتة ) 233

ابن لهيعة ( عبدالله بن لهيعة ) 220،208

ابو برزة الأسلمي ( فضلة بن عبيد الله ) 214 ابو جناب الكلبي ( يحيى بن أبي حبة ) 225

ابو عمر الزاهد 183

ابو عمرة 179

ابو محمد الواقدي 125

أبو هرة الأزدي 132

أخنس بن مرثد 178، 182

إسحاق بن حوبة 177، 182

أسماء بن خارجة 114، 118.

الأسود بن حنظلة 179

الأسود بن خالد 178

أسيد بن مالك 182، 183

الأعمش (سليمان بن مهران) 125

أم الفضل ( لبابة بنت الحارث ) 91

أم كلثوم ابنت علي 140 ، 141، 198، 210

بجدل بن سليم 178

بحر بن ریسان 130

بحر بن كعب 173 ، 174، 178

بحرية بنت المنذر 113

برير بن حصين ( خضير) 139، 154 ، 155 ، 160

بشر بن غالب 131

بشير بن حذلم 226 ، 228

بشير بن خزيم 192

بكير بن حمران 122

جابر بن عبدالله الأنصاري 225

جابر بن يزيد الأودي 178

جعفر بن علي بن أبي طالب 149

جميع بن الخلق الأودي 179

جون (مولى أبي ذر ) 163

حبیب بن بدیل 179

حبيب بن مظاهر 103، 161، 162

حجار بين أبجر 106

ص: 237

الحرّ بن يزيد 137 ، 138 ، 159

حرملة بن الكاهل 169، 173

حسّان بن أسماء 115، 118

الحسن بن الحسن المثى 191

الحصين بن نمير 135

حكيم بن طفيل 182

حمران بن مالك 120

حميد بن مسلم 180 ، 189

حنظلة بن سعد الشبامي 164

خالد بن يزيد 224

خولي بن يزيد 176، 189

دلائل الإمامة ( لمحمد بن جرير الطبري )

دیلم بنت عمرو 133

رأس الجالوت 220

الرباب بنت امرىء القيس 141

رجاء بن منقذ العبدي 182

رشید ( غلام عبیدالله ) 123

رفاعة بن شداد 103، 135

رقية 141

رويحة بنت عمرو 119

زرارة بن خلج 125

زرعة بن شريك 175

زهير بن القين 132 ، 133، 138، 153، 165

زیاد بن عبید 121

زید بن الحسن 191

زید بن موسیٰ 194

زینب بنت عقیل 207

زينب بنت على 140 ، 141، 151،147، 167 ، 168 ، 169 ، 173 ، 175 ، 180 ، 192 ، 201 ، 202 ، 213 ، 215 ، 218

سالم بن خيثمة 182

سعيد بن عبدالله الحنفى 153،106.105. 165

سفيان بن وكيع 124

سكينة بنت الحسين 181 ، 220

سلیمان (ابو زرین) 110

سلیمان بن صرد الخزاعي 103.102، 135

سنان بن أنس النخعي 175، 176

سويد بن عمر بن أبي المطاع 165

شبث بن ربعي 106 ، 174

شريح القاضي 115 ، 119

شمر بن ذي الجوشن 148، 171، 173، 174 ، 175 ، 177 ، 189 ، 190 ، 210

صالح بن وهب الجعفي 182

صالح بن وهب المزني 174

صخر بن قيس 111 ، 112

صوحان بن صعصعة 230

ص: 238

طوعة 119

العباس بن عبدالمطلب 91

العباس بن علي بن أبي طالب 148، 149 ،150 ، 151 ، 170

عبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري 154، 155

عبدالله بن جعفر 151

عبدالله بن الحسن 173

عبدالله بن الزبير 123،101

عبدالله بن عباس 101

عبدالله بن عفيف الأزدي 203، 205، 206

عبدالله بن علي بن أبي طالب 149

عبدالله بن عمر 102

عبدالله بن مسلم الباهلي 109

عبدالله بن وائل 103

عبیدالله بن زیاد 109، 113، 114، 115، ،116 ،117 ،118 ،119 ،120 ،121 ،122، 123، 124 ،135 ،136 ،138 ،145 ،148 ،162 ، 183 ،189 ،190 ،200 ،201 ،202 ،203 ،204 ،205 ،206 ،208،207

عثمان بن زیاد 114

عثمان بن عفان 206

عثمان بن علي بن أبي طالب 149

عروة بن قيس 107

عقاب الأعمال ( لابن بابويه ) 186

علي بن الحسين الأكبر 148، 166

علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس 86، 230

عمارة بن الوليد 109

عمر بن الحجاج الزبيدي 150

عمر بن سعد 109. 145، 148، 150، 154 ، 155 ، 158 ، 159 ، 166 ، 170 ، 176 ، 177 ، 179 ، 180 ، 182 ، 189 ، 190 .

عمر بن صبيح الصيداوي 182

عمرو بن الحجاج 107 ، 115 ، 118 ، 119 ،189

عمر و بن حریث 201

عمر و بن الحسن 191، 223، 224

عمر و بن خالد الصيداوي 163

عمر و بن سعد بن العاص 207

عمرو بن قرضة الأنصاري 162

عمرو بن معدي كرب الزبيدي 116

غلام ( القاسم بن الحسن ) 167

فاطمة بنت الحسين 141، 194

الفرزدق ( همام بن غالب ) 134.133

فروة بن مسيك المرادي 157

الفلافس النهشلي 179

قيس بن الأشعث 178 ، 189 ، 190

قيس بن مسهر الصيداوي 135

ص: 239

مالك بن النسر 172

محفر بن ثعلبة 208

محمد بن الأشعث 114 ، 120 ، 204

محمد بن بشير الحضرمي 153

محمد بن جرير الطبري 124

محمد بن الحسين البرسي 176

محمد بن الحنفية 128،127

محمد بن داود القمي 127

محمد بن زکریا 179

محمد بن عبد الرحمن (أبو الأسود) 220

محمد بن عمير بن عطارد 107

المختار بن أبي عبيدة الثقفي 108، 114، ،169 ،176 ،178 ،179 ،183

المرتضى علم الهدى ( علي بن الحسين ) 82

مسلم بن عقیل 107 ، 108 ، 109 ، 114 ، ،116 ،119 ،120 ،121 ،122 ،123 ،124، 134، 152

مسلم بن عمرو الباهلي 117

مسلم بن عوسجة 152 ، 161

المسيب بن نجبة 103، 135

مصباح الزائر ( للسيد ابن طاووس ) 87

معالم الدین ( لمحمد بن الحسين البرسي ) 176

معاوية بن أبي سفيان 96، 103،97 ،121،111 219

معقل 116

الملهوف (للسيد ابن طاووس ) 87

المنذر بن الجارود 110 ،113

منقذ بن مرة العبدي 167

المنهال بن عمرو 222 ، 223

المهاجر بن أوس 159

مهیار بن مرزویه 223

النعمان بن بشير 104 ، 218،109

هاني بن ثبيت الحضرمي 182

هاني بن عروة 114، 115، 116، 118، 119 ،122 ،123 ،124

هاني بن هاني السبيعي 105، 106

هلال بن نافع البجلي 138 ، 177

واحظ بن غانم 182

وكيع 125

الوليد بن عتبة 96، 98،97

مروان بن الحكم 97، 98 ، 99

وهب بن حباب الكلبي 161

يزيد بن الحارث 106

يزيد بن مسعود النهشلي 110

يزيد بن معاوية 93، 96، 97، 99، 103، ،109 ،111 ،121 ،124 ،128 ،130 ،142 ،150 ،190 ،206 ،207 ،208 ،213 ،214 ،218 ،219 ،220 ،221 ،223

يزيد بن معقل 160

ص: 240

(2) فهرس البلدان والأماكن

البصرة 109، 110، 114

التنعيم 130

الثعلبية 131

الجبانة 226

الحاجز 136

الحجاز 142

دمشق 210، 222

ذات عرق 131

الروم 221

الري 953

زبالة 134

السبخة 207

الشام 104 ، 119، 208، 210، 218، 225

الصين 221

عذيب الهجانات 137

العراق 125، 126، 130، 131، 225

عمان 221

كربلاء 93 . 126 ، 139 ، 190 ، 194، 225، 226 ،227

الكوفة 102، 106 ، 108، 109، 114 ، 125 ،127 ،132 ،134 ،135 ،137 ،159 ،189 ،190 ،192 ،193 ،195 ،196 200،198

المدينة 96، 226،225،207، 227

مكة 101، 102، 103 ، 124، 127 ،132

النواويس 126

اليمن 128 130

ص: 241

ص: 242

(3) فهرس الأشعار

القافية / الشاعر / عدد الأبيات / الصفحة

حلّتِ / ابن قته / 5 / 233

ورماح / / 1 / 196 - 107

النوائح / یزید بن معاویه / 1 / 218

الخدود / / 2 / 226

يتوقّدُ / أم كلثوم / 5 / 198

الأسمر / أسيد بن مالك / 1 / 183

عامر / عبدالله بن عفيف / 2 / 205

مدرارُ / بشر بن حذام / 2 / 227

ومصدري / عبدالله بن عفيف / 1 / 205

النار / الامام الحسين / 1 / 170

نكرا / حمران بن مالك / 3 / 120

ومكردسِ / / 2 / 166

الدعامصا / / 1 / 197

فأفجعا / / 4 / 227

وضعوا / مهیار / 2 / 223

يرفعُ / / 5 / 203

بالتلف / / 2 / 84

الأسل / ابن الزبعري / 5 / 214 - 215

والأصيل / الإمام الحسين / 4 / 140

وأنبل / الإمام الحسين / 4 / 134 - 135

ص: 243

القافية / الشاعر / عدد الأبيات / الصفحة

تزميلا / / 4 / 211

التنزيل / / 3 / 85

والتنكيل / / 3 / 208

بكربلا / / 3 / 170

عقيل / عبدالله بن الزبير / 8 / 123 - 124

لا تشل / ابن الزبعري / 1 / 216

الأمم / زينب بنت عقيل / 3 / 207

وأكرما / الإمام السجاد / 3 / 200

سنان / / 1 / 176

ويبلينا / ابن طاووس / 3 / 234

يقريها / السيد المرتضى / 2 / 83

الحية / یزید / 1 / 224

ص: 244

(4) فهرس الخطب

خطبة النبي بأصحابه، يذكر فيها شهادة الإمام الحسين 93 ، 94-96

خطبة سليمان بن صرد الخزاعي بأهل الكوفة عند سماعهم بوصول الحسين إلى مكة 102-103

خطبة يزيد بن مسعود النهشلي ببني تميم وبني حنظلة وبني سعد يدعوهم إلى نصرة الحسين 110

خطبة الامام الحسين لما عزم الخروج إلى العراق 126

خطبة قيس بن مسهر بالكوفة ، أعلمهم فيها بتوجه الحسين نحوهم : 136

خطبة الإمام الحسين لما ضيّق عليهم الحرّ بالطريق، يذكر فيها ننكر الدنيا و إدبار معروفها 138

خطبة الإمام الحسين ، وفيها مناشدته لأصحاب ابن زياد يذكر هم فيها بنسبه وحسبه 145

خطبة الإمام الحسين بأصحابه، يذكر فيها رخصته لهم بالذهاب ، فان القوم لا يريدون غيره 151

خطبة الإمام الحسين بأصحاب عمر بن سعد يوبخهم فيها على فعلتهم وغدرهم 155 - 157

خطبة زينب بنت علي بأهل الكوفة بعد شهادة الإمام الحسين 192 - 193

خطبة فاطمة الصغرى بأهل الكوفة 194 - 197

خطبة أم كلثوم بأهل الكرمه، راجمة صوتها بالبكاء، تذكر فيها أبياتاً ترثي بها الحسين 198

خطبة الإمام السجاد بأهل الكوفة ، يعرفهم فيها نفسه، ويلومهم على الغدر 199

خطبة زينب بنت علي أمام يزيد ، تذكر فيها كفره وفسقه ، وأنه سيحاجج يوم القيامة 215 - 218

خطبة الإمام السجاد عند وصوله إلى المدينة والناس يعزّونه، يذكر فيها ما جرى عليهم من المصائب 228 - 230

ص: 245

ص: 246

(5) فهرس المراجع بلا واسطة

(1) القرآن الكريم

(2) إبصار العين في أنصار الحسين للشيخ محمد السماوي، مكتبة بصيرتي قم 1408ه.

(3) إحقاق الحق للقاضي نور الله المرعشي التستري، مع تعليقات للسيد شهاب الدين المرعشي ، المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

ونقلنا بواسطته كثيراً من مصادر الباب الأول من المقدمة .

(4) أدب الطف ، للسيد جواد شبر ، دار المرتضى بيروت.

(5) الإرشاد للشيخ المفيد المؤتمر الألفي للشيخ المفيد قم .

(6) أسد الغابة ، لعلي بن محمد الجزري، مصر .

(7) الأعلام لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين بيروت

ونقلنا بواسطته كثيراً من مصادر التراجم .

(8) أعلام النساء المؤمنات لمحمد الحسون وأم علي مشكور ، إنتشارات أسوة 1411ه.

(9) الإكمال لابن ماكولا، مطبعة محمد أمين بيروت.

(10) الأمان ، للسيد ابن طاووس، مؤسسة آل البيت قم .

(11) أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى ، دار التعارف بيروت.

(12) أنصار الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين، الدار الإسلامية 1401 ه.

(13) إيضاح الاشتباه، للعلامة الحلي، مؤسسة النشر الإسلامي قم

(14) بحار الأنوار للشيخ المجلسي، دار الكتب الاسلامية طهران .

(15) تراث كربلاء لسلمان هادي الطعمة مؤسسة الأعلمى بيروت .

(16) ترجمة الإمام الحسين ومقتله من كتاب الطبقات لابن سعد، مجلة تراثنا الصادرة عن

ص: 247

مؤسسة آل البيت قم ، العدد 10 .

(17) تسمية من قتل مع الحسين، للفضل بن الزبير الكوفي ، من أصحاب الإمام الباقر والصادق، مجلة تراثنا العدد الثاني .

(18) تقريبب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي ، نسخة مخطوطة محفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

(19) تنقيح المقال، للشيخ عبدالله المامقاني ، نسخة حجرية .

(20) تهذيب التهذيب، لاحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، مطبعة دائرة المعارف النظامية الهند .

(21) جمهرة اللغة ، لمحمد بن الحسن بن دريد دار العلم للملايين بيروت .

(22) حكاية المختار في أخذ الثار للسيد ابن طاووس، منشورات الشريف الرضي قم .

(23) خلاصة الأقوال = الرجال للعلامة الحلي ، منشورات الشريف الرضي قم.

(24) الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للشيخ آقا بزرك الطهراني، دار الأضواء بيروت.

(25) الرجال لابن داود الحسين بن علي ، منشورات الشريف الرضي قم.

(26) الرجال للشيخ الطوسي ، منشورات الشريف الرضي قم

(27) الرجال، للنجاشي، مؤسسة النشر الإسلامي قم.

(28) الرجال في تاج العروس ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد 1401ه.

(29) رياض العلماء، للشيخ عبد الله الأفندي المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

(30) زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي، مؤسسة الإمام الحسين قم.

(31) سفينة البحار ، للشيخ عباس القمي، مؤسسة انتشارات فرهاني.

(32) سير أعلام النبلاء للذهبي محمد بن احمد بن عثمان ، مؤسسة الرسالة بيروت .

(33) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، دار احياء الكتب العربية .

(34) الصحاح ، لاسماعيل بن حماد الجوهري، دار العلم للملايين بيروت 1990م.

(35) ضياء العينين في تذكرة أصحاب الحسين ، لمحمد حسن بقراط سبزواري، مطبعة ايران مشهد .

(36) طبقات أعلام الشيعة ، القرن الرابع للشيخ آقا بزرك الطهراني، دار الكتاب العربي بيروت .

ص: 248

(37) الطرائف ، للسيد ابن طاووس، مطبعة الخيام قم .

(38) الغدير للشيخ عبد الحسين الأميني، دار الكتب الاسلامية طهران.

(39) فهرس الف بائي للنسخ الخطية في مكتبة الإمام الرضا محمد آصف فکرت انتشارات المكتبة الرضوية .

(40) فهرس النسخ الخطية للمكتبة العامة لآية الله المرعشي قم، للسيد احمد الحسيني، المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم .

(41) فهرس النسخ الخطية لمكتبة المجلس في طهران ، لعبد الحسين الحائري، نشريات مكتبة المجلس.

(42) فهرس النسخ الخطية لمكتبة ملك في طهران، انتشارات هنر طهران .

(43) الفهرست للشيخ الطوسي، منشورات الشريف الرضي قم .

(44) فهرست اسماء علماء الشيعة ومصنفيهم المنتجب الدين علي بن عبيد الله ، المكتبة المرتضوية طهران.

(45) فهرست کتابهای چاپی ،عربی لخانبابا مشار، مطبعة رنگين .

(46) قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي قم.

(47) كتابخانه ابن طاووس وأحوال و آثار او ، لاتان كلبرك ، المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

(48) كشف المحجة ، للسيد ابن طاووس، دفتر تبلیغات اسلامی قم .

(49) الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمي، انتشارات بيدار قم .

(50) لسان العرب لابن منظور محمد بن مكرم ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1408ه .

(51) اللهوف، للسيد ابن طاووس، منشورات الشريف الرضي قم.

(52) المجازر الطائفية في عهد الشيخ المفيد لفارس تبريزيان، المؤتمر الألفي للشيخ المفيد 1413ه .

(53) مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحي، دار الكتب العلمية النجف .

(54) مختصر تاریخ دمشق لابن منظور محمد به مکرم، دار الفکر بیروت .

(55) المدونات التأريخية لواقعة الطف، للسيد عبد العزيز الطباطبائي، مجلة الموسوم العدد 12

ص: 249

المجلد 3 سنة 1412ه .

(56) مستدركات علم رجال الحديث ، للشيخ على النمازي ، مطبعة حيدري طهران 1414ه .

(57) معالم العلماء ، لابن شهر آشوب، المطبعة الحيدرية النجف.

(58) معجم البلدان لياقوت بن عبد الله ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1399 ه .

(59) معجم رجال الحديث للسيد أبي القاسم الخوئي، الطبعة الرابعة بيروت 1409ه .

(60) مقاتل الطالبيين ، لأبي الفرج الأصفهاني، دار المعرفة بيروت.

(61) مقتل الحسين ، لأبي مخنف لوط بن يحيى، المطبعة العلمية قم.

(62) مقتل الحسين ومصرع أهل بيته وأصحابه في كربلاء ، لأبي مخنف لوط بن يحيى ، منشورات الشريف الرضي قم .

(63) مقتل الحسين ، للخوارزمي الموفق بن احمد منشورات مكتبة المفيد قم .

(64) مقتل الحسين، للسيد عبدالرزاق الموسوي المقرم، دار الكتاب الإسلامي بيروت 1399ه .

(65) المناقب، لابن شهر آشوب، انتشارات مصطفوي .

(66) وقعة الطف، لأبي مخنف لوط بن يحيى، مؤسسة النشر الاسلامي قم .

ص: 250

(6) فهرس المراجع مع الواسطة

(1) آكام المرجان للشبلنجي ، ط الصبيح القاهرة .

(2) الإتحاف بحبّ الأشراف، للشبراوي الزبيدي ط مصر .

(3) الأخبار الطوال، للقرماني ، ط بغداد .

(4) الأخبار الطوال، للدينوري، ط القاهرة 1330 ه .

(5) أسد الغابة ، لابن الأثير ، ط مصر 1280 ه .

(6) إسعاف الراغبين لمحمد بن الصبان بهامش نور الأبصار ، ط مصر .

(7) أسماء الرجال للذهبي مخطوط.

(8) الإصابة ، لابن حجر العسقلاني، ط مصر .

(9) أعلام النساء ، لكحالة ، ط دمشق 1359 ه .

(10) الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني ط مصر.

(11) الأنس الجليل ، لمجيد الدين الحنبلي، ط القاهرة.

(12) إيضاح المكنون للبغدادي.

(13) البدء والتاريخ، لمطهّر بن طاهر المقدسي . ط شالون 1916م.

(14) البداية والنهاية لابن كثير الدمشق، ط السعادة مصر .

( 15) البيان والتبيين، للجاحظ ، ط مصر .

(16) تاج التراجم ، لقاسم الحنفي، ط ليبسيك 1862م .

(17) تاج العروس لمحمد مرتضى الزبيدي، ط القاهرة

(18) تاريخ الاسلام لمحمد بن أحمد الدمشق، ط مصر .

(19) تاريخ الاسلام للذهبي ط مصر.

ص: 251

(20) تاريخ الاسلام والرجال لعثمان دده الحنفي.

(21) تاريخ الأمم والملوك ، لمحمد بن جرير الطبري، ط الاستقامة مصر .

(22) تاريخ بغداد للخطيب . ط مصر 1349ه .

(23) تاريخ الخلفاء، للسيوطي ، ط الميمنية مصر.

(24) تاريخ الخميس، الحسين بن محمد الديار البكري، ط الوهبية مصر .

(25) تاريخ دمشق، على ما في منتخبه لابن عساكر الدمشقي ، ط روضة الشام.

(26) تاريخ الكوفة ، للبراقي ، ط النجف 1356ه .

(27) التحبير ، للسمعاني .

(28) التحفة العلية والآداب العلمية لعلي بن الحسين بالكثير ، مخطوط .

(29) تذكرة الحفاظ ، للذهبي ، طحيدر آباد .

(30) تذكرة الخواص ، لسبط ابن الجوزي ، ط الغري.

(31) تفسير القرآن ، لابن كثير الدمشقي بهامش فتح البيان، ط بولاق مصر .

(32) تهذيب الأسماء واللغات لأبي زكريا النووي ط مصر .

(33) تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ، ط حيدر آباد 1325 ه .

(34) جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي لعبد الهادي الأبياري المصري ط مصر.

(35) جامع الأصول، لابن الأثير الجزري، ط مصر

(36) جمع الفوائد من جامع الأصول لمحمد بن محمد بن سليمان . ط الهند .

(37) جمهرة أشعار العرب لابن أبي الخطاب، ط مصر 1308 ه .

(38) جمهرة الأنساب، لابن ،خرم ط مصر 1948م .

(39) حلية الأولياء لأبي نعيم الإصبهاني، ط مصر 1351 ه .

(40) خزانة الأدب، لعبد القادر بن عمر البغدادي ، ط مصر 1299 ه .

(41) الخصائص الكبرى للسيوطي ، طحيدر آباد .

(42) الدر المنثور في طبقات ربات الخدور لزينب فواز ، ط مصر 1312 ه .

(43) ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري، ط القدسي القاهرة.

ص: 252

(44 ) ذيل المذيل ، لابن جرير الطبري، ط مصر 1326 ، بآخر تاريخ الأمم والملوك .

(45) ربيع الأبرار للزمخشري .

(46) رشفة الصادي، لأبي بكر العلوي، ط الغري.

(47) رغبة الآمل من كتاب الكامل ، لسيّد بن علي المرصفي ، ط مصر .

(48) الرياض النضرة في مناقب العشرة ، للمحب الطبري، ط مصر 1327 ه .

(49) سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ، لمحمد أمين البغدادي السويدي، ط بغداد 1280 ه .

(50) سمط اللثالي لعبد العزيز الميمني ، ط مصر 1354 ه .

(51) سير أعلام النبلاء للذهبي ط مصر.

(52) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ط بيروت 1374ه .

(53) الشرف المؤبد لآل محمد ، للنبهاني ، ط مصر .

(54) صحيح الترمذي ، ط الصادي مصر .

(55) صفة السفوةه ، لأبي الفرج ابن الجوزي ، ط حیدر آباد 1355 ه .

(56) الصواعق المحرقة لاحمد بن حجر الهيتمي ، ط عبداللطيف مصر .

(57) الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ، ط القاهرة.

(58) العرائس الواضحة للآبياري المصري.

(59) العقد الفريد ، لابن عبدربه، ط مصر .

(60) عمدة القاري لمحمود بن احمد العيني، ط القاهرة . پ

(61) غرر الخصائص ، لبرهان الدين محمد بن ابراهيم ط مصر .

(62) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، ط الغري.

(63) الفهرست، لابن النديم.

(64) الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ط مصر .

(65) كشف الظنون ، لحاجي خليفة .

(66) كفاية الطالب ، للكنجي الشافعي ، ط الغري .

(67) الكنى والأسماء ، للدولابي ، ط حیدر آباد 1322 ه .

ص: 253

(68) الكواكب الدرية ، لعبد الرؤوف المناوي، ط الأزهري مصر .

(69) اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير ، ط مصر 1356 ه . (

70) لسان الميزان للعسقلاني، ط حیدر آباد 1331 ه .

(71) مأثر الإناقة ، للقلقشندي ، ط الكويت.

(72) مجابي الدعوة لعبد الله بن محمد بن عبيد الله بن أبي الدنيا ، ط بمبئي.

(73) مجمع الزوائد للهيتمي ، ط القدسي القاهرة.

(74) المحاسن والمساوي للبيهقي ، ط بيروت.

(75) محاضر الأبرار ، لمحيى الدين ابن العربي ط مصر .

(76) المحبر ، لمحمد بن حبيب ، ط حیدر آباد 1361ه .

(77) المختار ، لابن الأثير ، مخطوط

(78) مختصر تذكرة القرطبي للشعراني . ط مصر

(79) مرآة الجنان لليافعي ، طحيد آباد.

(80) المعجم الكبير للطبراني ، مخطوط .

(81) مفتاح النجا في مناقب آل العبا لمحمد خان بن رستم البدخشي، مخطوط.

(82) مقتل الحسين للخوارزمي ، ط الغري.

(83) الملل والنحل للشهرستاني ، ط مصر .

(84) المناقب ، لأحمد بن حنبل، مخطوط .

(85) منتخب كنز العمال ، للمولى علي الهندي ، بهامش المسند، ط مصر .

(86) المنتظم، لأبي الفرج ابن الجوزي ، ط حيدر آباد 1357 ه .

(87) ميزان الاعتدال للذهبي ، ط مصر 1325 ه .

(88) النجوم الزاهرة لابن تغري بردي . ط دار الكتب المصرية .

(89) نسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري ، ط مصر 1953م.

(90) نظم درر السمطين للزرندي ، ط مطبعة القضاء .

(91) النقائض بين جرير والفرزدق، لمعمر بن المثنى، ط ليدن.

ص: 254

(92) نور الأبصار ، للشبلنجي ط مصر .

(93) نور القبس المختصر من المقتبس ، ليوسف بن أحمد اليغموري، طقسياران .

(94) النهاية للقلقشندي .

(95) الوافي بالوفيات للصفدي .

(96) وسيلة المآل ، للحضر مي باكثير . مخطوط .

(97) الولاة والقضاة، لحمد بن يوسف الكندي ، ط بيروت 1908م .

(98) ينابيع المودة، للقندوزي، ط اسلامبول.

ص: 255

ص: 256

الفهرس العام للكتاب

دليل الكتاب....7

الإهداء....9

البينات التي ظهرت بعد شهاده الإمام الحسين....11

أول من كتب المقتل إلى زمن السيد ابن طاووس....31

السيد ابن طاووس في سطور....43

من كتب عن ابن طاووس....53

حول الكتاب:....63

نسبته....65

اسمه....66

نسخه....67

طبعاته....78

ترجمته....68

عملنا في الكتاب....71

شكر وتقدير....74

نماذج مصورة عن المخطوطة....75

متن كتاب الملهوف:....79

مقدمة المؤلف....81

ثواب البكاء أو التباكى على مصائب أهل البيت....86

المسلك الأول في الأمور المتقدمة على القتال:....89

مولد الإمام الحسين (ع)....91

ص: 257

إخبار جبرئيل النبي بما يجري على الحسين وإخبار النبي أمّته....92

موت معاوية وأخذ البيعة ليزيد....96

طلب يزيد من الوليد أخذ البيعة من الحسين وما جرى عندها....97

نصيحة مروان للامام الحسين وجواب الإمام الحسين لمروان....98

توجه الإمام الحسين إلى مكة....101

ما أشار به البعض على الإمام الحسين بالإمساك أو الصلح....101

كتابة أهل الكوفة إلى الإمام الحسين يدعونه بالتوجّه إليهم....102

كتب أخرى تصل إلى الامام الحسين من أهل الكوفة....105

آخر كتاب ورد على الإمام الحسين من أهل الكوفة....106

إرسال الإمام الحسين مسلم إلى الكوفة ومعه جواب كتبهم....107

دخول مسلم بن عقيل الكوفة....108

كتب جماعة إلى يزيد بخبر مسلم ويشيرون عليه بعزل النعمان....109

ولاية يزيد لعبيد الله على الكوفة....109

كتب الامام الحسين إلى جماعة من أشراف البصرة يدعوهم لنصرته....110

جمع يزيد بن مسعود القبائل وحتهم على نصرة الحسين....110

كتب يزيد بن مسعود كتاباً إلى الحسين يخبره باجتماع القبائل لنصرته....113

عندما تجهز يزيد بن مسعود للخروج إلى نصرة الحسين بلغه استشهاده....113

ما فعله المنذر بن الجارود بكتاب الحسين والرسول....113

خروج عبيد الله بن زياد من البصرة متوجهاً إلى الكوفة....114

خروج مسلم من دار المختار وذهابه إلى دار هاني....114

ذهاب هاني إلى عبيد الله بن زياد وما جرى بينهما....115

اجتماع مذحج حول القصر مطالبين بهاني....119

خروج مسلم لحرب عبیدالله بن زیاد...119

تفرق الناس عن مسلم....119

محاربة مسلم لأصحاب عبيدالله....120

ص: 258

محاورة مسلم مع عبيد الله بعد أن أخذ أسيراً....121

شهادة مسلم بن عقيل....122

شهادة هاني بن عروة....122

أبيات شعر للفرزدق يرثي بها مسلم وهاني....123

توجه الإمام الحسين من مكة....124

إخبار أبو محمد وزرارة الإمام الحسين بأحوال أهل الكوفة....125

خطبة الإمام الحسين لما عزم على الخروج إلى العراق....126

معارضة محمد بن الحنفية خروج الإمام الحسين إلى العراق وما جرى بينهما....127

وصول الإمام الحسين إلى التنعيم وأخذه الهدايا التي أرسلت إلى يزيد....130

وصول الإمام الحسين إلى ذات عرق ولقاؤه مع بشر بن غالب....131

وصول الإمام الحسين إلى التعلبية وما شاهده في المنام....131

ملاقاته مع أبي هرة وما جرى بينهما....132

زهير بن القين وكيفية لحوقه بالحسين....132

وصول الإمام الحسين إلى زبالة، ووصول خبر مسلم إليه....134

ملاقاة الإمام الحسين مع الفرزدق....134

كتابة الإمام الحسين كتاباً إلى أصحابه بالكوفة....135

ما جرى لقيس بن مسهر حامل كتاب الحسين....135

التقاء الإمام الحسين مع الحرّ وما جرى بينهما....137

خطبة الإمام الحسين لما ضيّق عليهم الحرّ بالمسير....138

ما قاله زهير بن القين بعد خطبة الإمام الحسين....138

ما قاله هلال بن نافع البجلي....138

ما قاله برير....139

وصول الإمام الحسين إلى أرض كربلاء....139

إنشاد الإمام الحسين أبياتاً تدل على شهادته....140

ما عملته زينب والعيال عند سماعهم للأبيات....140

ما يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسين عياله معه....142

ص: 259

المسلك الثاني في وصف حال القتال:....143

مناشدة الإمام الحسين القوم لإتمام الحجة....145

موقف العباس واخوته من الأمان الذي جاء به الشمر لهم....148

استمهال الحسين القوم عن القتال سواد الليل ليتوجه للعبادة....150

رؤيا رآها الحسين في المنام....150

خطبة الإمام الحسين في أصحابه يجيزهم فيها بالانصراف....151

ما قاله اخوته وأقاربه بعد خطبته....151

ما قاله مسلم بن عوسجة....152

ما قاله سعيد بن عبدالله الحنفى....153

ما قاله زهير بن القين....153

ما قاله جماعة من أصحابه....153

ما قاله محمد بن بشير عندما فهم بأسر ابنه....153

بات الحسين وأصحابه آخر ليلة ولهم دوي كدوي النحل من العبادة....154

برير يضاحك عبد الرحمن في صبح يوم عاشوراء....154

خطبة الإمام الحسين أما معسكر ابن سعد يعظهم ويذكّرهم بمواعيدهم وكتبهم....155

تقدم عمر بن سعد ورمى اول سهم نحو عسكر الحسين....158

اقتتلوا ساعة ، وقُتل من اصحاب الحسين جماعة....158

التحاق الحرّ بمعسكر الإمام الحسين وشهادته....159

قتال بریر و شهادته....160

قتال وهب بن حباب وشهادته....161

قتال مسلم بن عوسجة وشهادته....161

قتال عمرو بن قرظة الأنصاري وشهادته....162

قتال جون مولى أبي ذر وشهادته....163

قتال عمرو بن خالد الصيداوي وشهادته....163

ص: 260

قتال حنظلة بن سعد الشبامي وشهادته....164

صلاة الإمام الحسين بأصحابه....165

قتال سويد بن عمر بن أبي المطاع وشهادته....165

قتال علي بن الحسين وشهادته....166

قتال أهل البيت وشهادتهم....167

قتال القاسم وشهادته....167

بقاء الحسين وحيداً، ونداؤه بطلب الناصر والمعين....168

شهادة ولد الإمام الحسين الرضيع....168

ركب الحسين - ومعه العباس - المسناة يريد الفرات....170

شهادة العباس....170

قتال الامام الحسين القوم أشدّ قتال....170

حال القوم بين الحسين وبين رحله....171

خروج عبد الله بن الحسن وهو غلام وشهادته....173

حمل الشمر على فسطاط الحسين....173

ارتدى الامام الحسين ثوباً خلقاً لئلا يجرد منه....174

شهادة الإمام الحسين عليه السلام....174

ضحت الملائكة بعد شهادة الحسين....176

أقبل القوم على سلب الحسين....177

احرقوا خيام الحسين....180

زينب تندب الحسين بصوت حزين....180

اعتنقت سكينة جسد الحسين....181

داسوا ظهر الحسين بالخيل....182

رأى رجل من معسكر ابن سعد النبي في المنام فأكحله بدم الحسين فعمي....183

تنصب قبة من نور لفاطمة يوم القيامة وتطالب بالانتقام من قتلة الحسين....184

ص: 261

المسلك الثالث فى الأمور المتاخرة عن قتله:....187

بعث عمر بن سعد رأس الحسين ورؤوس بقية الشهداء إلى ابن زياد....189

حمل ابن سعد عيال الحسين إلى ابن زياد....189

اقتسمت القبائل الرؤوس لتأتي بها إلى ابن زياد....190

دفن قوم من بني اسد الأجسام....190

كان مع الاسرى الامام السجاد والحسن المثنى وزيد وعمرو....191

بكاء أهل الكوفة لما شاهدوا أهل البيت في الأسر....192

خطبة زينب عند دخولها الكوفة....192

خطبة فاطمة الصغرى....194

خطبة أم كلثوم....198

خطبة الإمام زين العابدين عليه السلام....199

جلس ابن زياد في القصر وأذن للناس إذناً عاماً....200

محاورة زينب مع ابن زياد واحتجاجها عليه....201

محاروة الإمام السجاد مع ابن زياد و عزم ابن زياد على قتله....202

طيف برأس الحسين في سكك الكوفة....203

اعتراض عبدالله بن عفيف الأزدي على ابن زياد لما نال من الحسين، وشهادته....203

زينب بنت عقيل تندب الحسين....207

رجل ممن حمل رأس الحسين ينقل ما شاهده من نزول الأنبياء والملائكة عند رأسه....208

مسير السبايا إلى دمشق....210

محاججة الإمام السجاد مع رجل أظهر الفرح بقتل الحسين....211

دخول الاسارى على يزيد وهم مقرنون في الحبال....213

ما قالته زينب عند مشاهدتها لرأس الحسين....213

امراة من بني هاشم تندب الحسين في دار يزيد....213

اعتراض ابو برزة الأسلمى على يزيد لما رآه ينكث ثنايا الحسين بقضيب....214

ص: 262

يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري....214

خطبة زينب أمام يزيد تذكر فيها كفره وفضائحه....215

تفصيل ما حدث عندما قال رجل ليزيد : هب لي هذه الجارية ، ويعني فاطمة....218

دعى يزيد بالخطاب ليخطب وأمره بذم الحسين واعتراض الإمام السجاد عليه السلام....219

ما رأته سكينة في المنام....220

تعجب رأس الجالوت من قتل المسلمين ابن بنت نبيهم....220

ما قاله ملك الروم ليزيد عند مشاهدته رأس الحسين....221

المنهال بن عمر و مع الإمام السجاد....222

دعى يزيد الإمام السجاد وقال له : اذكر حاجاتك الثلاث....224

خروج الاسارى من الشام....225

وصول السبايا إلى العراق وذهابهم إلى كربلاء....225

نوح الجن على الإمام الحسين....226

انفصال السبايا من كربلاء طالبين المدينة....226

بشر ينعى الحسين في المدينة....226

جارية تنوح على الحسين....227

الناس يعزون الإمام السجاد....228

خطبة الإمام السجاد....228

اعتذار صوحان بن صعصعة....230

ما قاله ابن طاووس في خاتمة كتابه من نوح المنازل لفقد حماتها....230

بكاء الإمام السجاد على أبيه....233

الفهارس:

فهرس الأعلام والكتب....237

فهرس البلدان....241

فهرس الأشعار....243

فهرس الخطب....245

ص: 263

فهرس المراجع بلا واسطة

فهرس المراجع مع الواسطة

الفهرس العام للكتاب

ص: 264

247

251

257

ص: 265

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.